You are on page 1of 66

‫بس ـ ــم اآلب واألبـ ــن وال ـ ــروح‬

‫القدس اإلله الواحد آمين‬

‫سدوم وعمورة‬
‫كتابياً وجغرافياً وتاريخياً‬
‫الشماس االكليريكي‬
‫بيشوي بخيت عبد النورنصرهللا‬
‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫فهرست‬

‫‪2‬‬ ‫‪ +‬تمهيد‬
‫‪3‬‬ ‫‪ +‬املصطلحات‬
‫الباب االول‪ :‬سدوم وعمورة كتابيا‬
‫‪8‬‬ ‫‪ +‬تمهيد‬
‫‪9‬‬ ‫‪ +‬الفصل األول‪ :‬الحرب مع كدرلعومر "التنزير بالهالك"‬
‫‪12‬‬ ‫‪ +‬الفصل الثاني‪ :‬هالك املدينتين‬
‫‪16‬‬ ‫‪ +‬الفصل الثالث‪ :‬سدوم وعمورة عبرة وحالة‬
‫الباب الثاني‪ :‬سدوم وعمورة جغرافيا‬
‫‪20‬‬ ‫‪ +‬الفصل األول جغرافيا املكان‬
‫‪27‬‬ ‫الفصل الثاني كنعان في هذا العصر‬
‫‪28‬‬ ‫‪ +‬الفصل الثاني الجغرافيا البيئية واملناخية‬
‫‪29‬‬ ‫‪ +‬الفصل الثالث الجغرافيا االقتصادية والسياسية‬
‫الباب الثالث‪ :‬سدوم وعمورة تاريخيا‬
‫‪31‬‬ ‫‪ +‬تمهيد‬
‫* الفصل األول االكتشافات الحديثة‬
‫‪32‬‬ ‫‪ .1‬الواح ابيال‬
‫‪33‬‬ ‫‪ .2‬صوغر وكهف لوط املفتاح‬ ‫*‬
‫‪39‬‬ ‫‪ .3‬استكشافات ‪Arkdiscovery‬‬ ‫*‬
‫‪48‬‬ ‫‪ .4‬حوار تليفزيوني ملستكشفين بقناة ‪PAX‬‬ ‫*‬
‫‪51‬‬ ‫‪ .5‬تحوالت البحر امليت حسب علم األثار والتاريخ والجيولوجيا‬ ‫*‬
‫‪54‬‬ ‫‪ .6‬استكشافات تل الحمام‬ ‫*‬
‫‪59‬‬ ‫‪ .7‬امرأة لوط وعمود امللح‬
‫‪62‬‬ ‫‪ +‬الفصل الثاني‪ :‬دقة االكتشافات الحديثة ومطابقتها للنص الكتابي‬
‫‪63‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪64‬‬ ‫املراجع‬

‫‪1‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫سدوم وعمورة هما اسمي مدينتين ذكرهم موس ي النبي في سفرالتكوين‪ ،‬وعلى الرغم من سرد القصص حولهما‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كان قليال إال ان األحداث التي فيهما نالت انتباها شديدا وخاصة ان املدينتان قد أهلكهما هللا بشكل عجيب‪،‬‬
‫الزال دارس ي الكتاب املقدس وعلم األثار يستنبطان ويبحثان من خالل النصوص الكتابية على أثرلهما‪.‬‬

‫أصحاب النقد الكتابي ‪ Biblical Criticism‬اعتبروا القصة رمزية أو اسطورية مثلها مثل الخلق والطوفان‬
‫و ابتالع الحوت ليونان النبي‪ ،‬فال يوجد حروب حدثت وال مدن هلكت‪ ،‬انما الهدف هو أيصال هدف روحي ال‬
‫أكثر‪.‬‬

‫لكن في هذه الدراسة في الفصل األول تتعمق في نصوص الكتاب املقدس للسير مع األحداث التي دارت حول‬
‫سدوم وعمورة حتى هالكهما‪ ،‬ثم النصوص الكتابية التي دارت حولهما كعبرة وحالة‪ ،‬وتأكيد الكتاب نفسه على‬
‫أنهما مدن حقيقية وليس ميثولوجيا‪.‬‬

‫في الفصل الثاني يدورحول املوقع الجغرافي للمدينتين من خالل نصوص الكتاب املقدس‪ ،‬والجغر افيا البيئية‬
‫واالقتصادية والسياسية ملدن تلك املنطقة في هذه الفترة‪.‬‬

‫في الفصل الثالث واألخيرتلقي الدراسة نظرة تاريخية حول االكتشافات عن تلك املدن‪.‬‬
‫ً‬
‫الرب يستخدم هذا العمل ملجد اسمه القدوس‪ ،‬واملجد هلل دائما‬

‫‪ 18‬بشنس ‪1735‬ش‬ ‫تذكارعيد العنصرة‬

‫‪ 26‬ماي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ‪2019‬م‬

‫‪2‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫املصطلحات‬
‫سدوم‪:‬‬

‫باللغة اإلنجليزية‪ - Sodom :‬اللغة العبرية‪ְ :‬סדֹום ‪ -‬اللغة اليونانية‪.Σόδομα :‬‬

‫أحدي مدن السهل الخمسة التي احرقتها النار التي نزلت من السماء بسبب خطية أهلها العظيمة‬
‫(تكوين‪ ..)24:19‬كما ان خطية السدومية أو الشذوذ الجنس ي اخذت اسمها من سدوم (تكوين‪ )5:19‬وتقع‬
‫سدوم تحت املاء اليوم في جنوب البحر امليت‪ ،‬وتجري املحاوالت لكشف مكانها بواسطة الغواصين الذين‬
‫يغصون تحت املاء بمعداتهم (‪)1‬‬

‫عمورة‪:‬‬

‫ֲמֹורה ‪ -‬اللغة اليونانية‪.Γόμοῤῥα :‬‬


‫اللغة اإلنجليزية‪ - Gomorrah :‬اللغة العبرية‪ :‬ע ָ‬

‫اسم كنعاني معناه "غرق" بلدة في غور األردن (تكوين ‪ 19 :10‬و‪ )10 :13‬تحالف ملكها مع ملوك سدوم ‪Sodom‬‬
‫وبالع وأدمة وصبوييم ضد كدر لعومر ملك عيالم‪ ،‬إال أن ملك عيالم تغلب عليهم وقد دمرت عمورة (تكوين ‪:14‬‬
‫‪9‬ـ ‪ )11‬ثم تدمرت نهائيا بنزول نار من السماء عليها لفساد سكانها وجعل األنبياء من تلك الحادثة برهانا على‬
‫غضب هللا وأداة لتحذير بني إسرائيل من الفساد‪( .‬تكوين ‪ 20 :18‬و‪24 :19‬ـ ‪ 28‬وتثنية ‪ 23 :21‬وعاموس ‪11 :4‬‬
‫وارميا ‪ 14 :23‬و‪ 18 :49‬وصفنيا ‪ 9 :2‬ومتي ‪ 15 :10‬ومر ‪ 11 :6‬ورومية ‪ 29 :9‬وبطرس الثانية ‪ 6 :2‬ويهوذا ‪.)7‬‬
‫ويظن بأنها غمرت بمياه البحر امليت‪ ،‬جنوبي اللسان عند مصب وادي العسال (‪.)2‬‬
‫ْْ‬
‫َب ْحر ِامللح | البحرامليت | البحرالشرقي | بحرلوط‬

‫← اللغة اإلنجليزية‪ - Dead Sea :‬اللغة العبرية‪ :‬יָם המלח ‪ -‬اللغة اليونانية‪.Νεκρά θάλασσα :‬‬

‫(البحر امليت) ويدعى بحر العربة (تثنية ‪ 17 :3‬و‪ 49 :4‬وملوك الثاني ‪ )25 :14‬وبحر امللح (تثنية ‪ 17 :3‬ويشوع‬
‫‪ 16 :3‬و‪ )3 :12‬والبحر الشرقي (حزقيال ‪ 18 :47‬ويوئيل ‪ 20 :2‬وزكريا ‪ )8 :14‬والبحر (حزقيال ‪ )8 :47‬وعمق‬
‫ديم (تكوين ‪ )3 :14‬وبحر سدوم وبحر امللح (في التلمود) والبحيرة الزفتية والبحيرة السدومية (في‬ ‫الس ْ‬
‫ّ‬
‫يوسيفوس)‪ .‬ولم يرد اسم البحر امليت في مؤلفاته العبرية وإنما اخترع االسم املؤلفون اليونانيون‪ .‬ويسمى بحر‬
‫لوط‪.‬‬

‫‪ 1‬قاموس الكتاب المقدس‪ :‬بيروت‪ ،‬مكتبة المشعل االنجيلية ‪ )1994‬المجلد األول صـ‪461‬‬
‫‪ 2‬قاموس الكتاب المقدس‪ :‬بيروت‪ ،‬مكتبة المشعل االنجيلية ‪ )1994‬المجلد الثاني صـ‪642،641‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫يبعد بحر امللح ‪ 16‬ميال (‪ )3‬عن أورشليم شرقا ويرى جليا من جبل الزيتون وهو في أعمق جزء من الغور املمتد‬
‫من خليج العقبة إلى الحولة‪ .‬وطوله ‪ 46‬ميال وأقص ى عرضه عشرة أميال ونصف امليل‪ .‬مساحته ‪ 300‬ميل مربع‬
‫تقريبا وإن كان ذلك يتغير حسب فصول السنة وارتفاع املاء‪ .‬وهيئته مستطيلة تحيط به جبال تعلو عنه نحو‬
‫‪ 1500‬قدم‪ ،‬وتنحدر في أكثر األماكن إلى شاطئه غير أنها تبتعد عنه قليال في قسمه الجنوبي عند جبل اصدم‪.‬‬

‫ويخترق جزئه الجنوبي الشرقي اللسان‪ ،‬وهو سهل طوله عشرة أميال وعرضه نحو ‪ 5‬أميال وسطحه مؤلف من‬
‫طباشير طيني مغطى بملح وفيه خرابات برج صغير وصهريج وبعض األعمدة وبقايا خزف غير أنه لم يتحقق‬
‫تاريخ ش يء من ذلك‪.‬‬
‫ى عمقه ‪ 1310‬أقدام(‪)4‬‬ ‫قعر هذا البحر مفلطح تقريبا ومؤلف من طين أزرق ورمل ممزوجين ببلورات ملح‪ .‬وأقص‬
‫وجنوبي اللسان ‪ 11‬قدما إال أن املشاهد أن هذا العمق يزيد سنويا فإن جزءا كان عمقه ‪ 3‬أقدام صار نحو ‪9‬‬
‫في ‪ 25‬سنة‪.‬‬

‫وينقذف زفت من قعر طرف هذا البحر الجنوبي عند حدوث الزالزل‪ .‬ويصب في البحر امليت األردن‪ ،‬والزرقاء‬
‫معين‪ ،‬ونهر املوجب‪ ،‬وعدة أودية أخرى تجري مياهها في الشتاء فقط كوادي كرك ووادي نميرة ووادي ّ‬
‫سدية‬
‫ووادي زويرة ووادي غوير ووادي النار‪.‬‬
‫ّ‬
‫أما ماؤه فلونه صاف وينصب منه من نهر األردن نحو ستة ماليين طن ماء كل يوم‪ ،‬ويتبخر كله إذ ال مخرج لهذه‬
‫البحيرة ويحتوي هذا املاء على ‪ 25‬في املئة من املادة الجامدة نصفها ملح اعتيادي ومن جملتها كلوريد املغنيسيوم‬
‫املر‪ ،‬وكلوريد الكالسيوم الذي يكسبه خاصته اللزجة الزيتية‪ .‬وفيه كمية كبيرة من البروم‬‫الذي يكسبه الطعم ّ‬
‫وقليل من العناصر األخرى‪ .‬ويختلف ثقله النوعي من ‪ 021‬و‪ 1‬إلى ‪ 256‬و‪ 1‬ومقدار املادة الجامدة فيه نحو‬
‫ثمانية أضعاف ما في ماء البحار‪ .‬وإذا أصاب ش يء من هذا املاء الثياب أو األيادي أو الوجه‪ ،‬ترك غطاء من امللح‬
‫أحس بلذع وحرارة لشدة ملوحته وال يغرق اإلنسان في هذا املاء لكثافته‪ .‬وزد عليه‬‫عليها‪ .‬وإذا أصاب اللسان ّ‬
‫فانه ال يعيش فيه ش يء من النبات أو الحيوان‪ .‬فإذا دفعت عليه مياه األنهر بش يء من ذلك مات وانقذف إلى‬
‫الشاطئ‪ .‬هذا وإن كان قد روى بعض ّ‬
‫الرواد أن نباتات قليلة تنمو على أفواه الوديان العديدة بعد فصل الشتاء‬
‫ّ‬
‫وقال بعضهم أن أنواعا معدودة من األسماك تعيش فيه إال أن املعروف عنه أن ال أحياء تعيش فيه‪.‬‬

‫وبجانب هذا البحر ينابيع ساخنة من جملتها عين غوير درجة حرارة مائها في شهر يناير ‪ 596‬فهرنهايت‪ .‬وإقليم‬
‫حار جدا وشواطئه قاحلة وفي بعض األماكن محاطة بجذوع األشجار وفروعها املحمولة إليه من‬ ‫البحر امليت ّ‬

‫‪ 3‬الميل يساوي ‪ 1.609‬كيلو متر‬


‫‪ 4‬القدم يساوي ‪ 0.3048‬متر‬

‫‪4‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫األنهر التي تصب فيه وخشبها متشبع بامللح بحيث ال يكاد يشتعل‪ .‬وفي بعض املواضع ينمو القصب بجانبه كما‬
‫هي الحال بقرب عين الفشخة‪.‬‬

‫ذكر هذا البحر أوال في الكتاب املقدس في تك ‪ 3 :14‬وظن األكثرون أن املوضع املشار إليه هناك هو الجزء‬
‫الواقع جنوبي اللسان‪ .‬وظن غيرهم أنه القسم من الغور الواقع جنوبي أريحا‪.‬‬
‫ّ‬
‫أما مدن الدائرة (تك ‪ )25 :19‬فكانت قريبة من البحر‪ .‬وظن الكثيرون أنها تغطت باملياه بعد هدمها‪( .‬ويذكر‬
‫حزقيال أن من عالمات الحياة في ملكوت هللا الجديدة شفاء مياه البحر امليت وتكاثر أنواع األسماك فيه بحيث‬
‫(حز ‪)5( )12-6 :47‬‬

‫كنعان‪:‬‬

‫ابن حام الرابع (تك‪6:10‬و ‪1‬أخ‪ )8:1‬وحفيد نوح‪ ،‬وهو جد القبائل التي قطنت أراض ي غربي األردن املسماة‬
‫كنعان‪ ،‬وأرض كنعان حدودها األصلية مدخل حماة إلى الشمال وبادية سوريا والعرب إلي الشرق وبادية العرب‬
‫إلي الجنوب وساحل البحر املتوسط إلي الغرب‪ ،‬وبعد ان افتتح العبرانيون أرض كنعان أطلق عليها اسم ارض‬
‫اسرائيل (‪)6‬‬

‫يشير االسم أحيانا إلى املناطق الواقعة غرب نهر األردن‪ ،‬وورد االسم في كتابات تل العمارنة (القرن ‪ 15‬ق‪.‬م)‬
‫ليشير إلى سكان الساحل الفينيقي‪ .‬أطلقه املصريون على مجمل سورية قبل احتاللها من قبل يشوع‪ ،‬كان‬
‫الكنعانيون مدن ودويالت عديدة‪)7( .‬‬

‫عمود امللح‬

‫وهو العمود الذي استحالت إليه امرأة لوط ملا رفضت سماع كلمة الرب (تكوين ‪ 26 :19‬ولوقا ‪ .)32 :17‬ويظهر‬
‫أنه حدث انفجار في األرض رمى امللح في الهواء ونزل امللح وغطى سدوم‪.‬‬
‫ُ‬
‫الح َمر‪:‬‬
‫هلم نصنع لبنا ونشويه ّ‬
‫شيا‪.‬‬ ‫هو األسفلت‪ ،‬وقال الكتاب املقدس من قبل عن أهل بابل "وقال بعضهم لبعض‪َّ .‬‬
‫فكان لهم اللبن مكان الحجر وكان لهم ُ‬
‫الح َمر مكان الطين" (تكوين ‪ )13 :11‬وجاء في دائرة املعارف ُ‬
‫"ح َمر وهي‬
‫ُ‬
‫"ح َمر"‪ ،‬وترجمت في السبعينية بالكلمة اليونانية "أسفلتوس" أي "أسفلت" والكلمة العبرية شبيهة‬
‫بالعبرية ِ‬

‫‪ 5‬مرجع سابق‪" :‬قاموس الكتاب المقدس" المجلد األول صـ‪165،164‬‬


‫‪ 6‬مرجع سابق‪" :‬قاموس الكتاب المقدس" المجلد الثاني صـ‪789‬‬
‫‪ 7‬عيسى دياب "العهد القديم عالمه وتحدّياته" (بيروت‪ ،‬دار منهل للحياة‪ ،‬ط‪ )2014 ،1‬صـ‪82‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫بالكلمتين املصرية القديمة والقبطية وجميعها تعني "القار" (البتومين) وكانت من املواد التجارية في الشرق‬
‫األوسط منذ ‪ 2500‬ق‪.‬م‪ ،.‬وتوجد بكثرة في البحر امليت وما حوله‪ ،‬لذلك أطلق ديودور الصقلي وسترابو املؤرخان‬
‫"بحر األسفلت" (‪ )aspholtitis‬على البحر امليت‪ ..‬وقد أمر الرب نوحا أن يطلي الفلك من داخل ومن خارج‬
‫"بالقار" (تكوين ‪ ..)14 :6‬وقد ُأستخدم "ا ُ‬
‫لح َمر" في بناء برج بابل إذ استخدموا " ُ‬
‫الح َمر مكان الطين" (تكوين‬
‫ى "أخذت له سفطا من البردي وطلته ُ‬
‫بالح َمر والزفت" (خروج ‪)8( )13 :2‬‬ ‫‪ ..)3 :11‬كما أن يوكابد أم موس‬

‫عمق السديم‪:‬‬

‫عمق‪ :‬الكلمة العبرية تعني "واديا"‪ ،‬أو "سهال"‪ ،‬والسديم قد تعني "املنخفض" والبعض رآها تعني "امللح" وهو‬
‫وادي يقع جنوب البحر امليت (‪.)9‬‬

‫السديم‪ :‬اسم عبراني معناه "اخاديد"‪" ،‬حقول" وهو واد مآلن بحفر الزفت املعدني (الذي يتكون من ‪ % 85‬من‬
‫الفحم‪ ،‬و‪ %12‬من االيدروجين و‪ %3‬من االكسجين) ويقع هذا الوادي في منطقة بحر امللح الذي هو البحر امليت‪،‬‬
‫وفي هذا الوادي جرت الحرب بين أربعة ملوك وخمسة‪ ،‬وهي الحرب التي انتصر فيها كدرلعومر على ملك سدوم‬
‫وحلفائه (تكوين‪ 3:14‬و‪8‬و‪ )10‬وهي اليوم منطقة مغمورة باملياه في جنوب البحر امليت (‪)10‬‬

‫العصرالبرونزي‪:‬‬

‫هو عصر ظهور علم السبائك وهذا العصر بداية ظهور علم الفلزات عندما عرف اإلنسان كيف يصهر أمالح‬
‫النحاس مع الفحم النباتي في البواتق واألفران لصهرها بالحرارة واختزال هذه االمالح‪ .‬وكان يخلط النحاس‬
‫الغفل مع القصدير أو االنتيمون وصهرهما معا‪ .‬وكان البرونز يستخدم في صناعة األدوات واملعازق واملجارف‬
‫والسكاكين ألنه اكثر حدة وأطول عمرا من النحاس‪ .‬وقد برز العصر البرونزي في الشرق األدنى القديم حوالي‬
‫‪ 1200-3300‬ق‪.‬م (‪)11‬‬

‫العصرالحديدي‪:‬‬

‫هو تلك الفترة من العصور التاريخية التي برز فيها استعمال اإلنسان للحديد في صناعة األدوات واألسلحة‪ .‬وبرز‬
‫العصر الحديدي بداية من القرن الثاني عشر قبل امليالد‪)12( .‬‬

‫‪" 8‬دار المعارف الكتابية" جـ‪( 3‬دار الثقافة‪ ،‬ط‪ )1991 ،1‬ص ‪163‬‬
‫‪ 9‬دار الكتاب املقدس‪" :‬سفر التكوين بالخلفيات التوضيحية" (القاهرة‪ ،‬مطبعة الف‪ ،‬ط‪ )2011 ،4‬صـ‪27‬‬
‫‪ 10‬مرجع سابق‪" :‬قاموس الكتاب المقدس" صـ‪460‬‬
‫‪ 11‬موقع ويكيبديا تاريخ االطلع مايو ‪2019‬‬
‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%B2%D9%8A‬‬
‫‪ 12‬المرجع السابق‬

‫‪6‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫ً‬
‫الباب األول‪ :‬سدوم وعمورة كتابيا‬

‫‪7‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫أول ذكر ملدينتي سدوم وعمورة كان في (تكوين‪ )19:10‬على انهما مدينتين على حدود كنعان (‪"َ :)13‬و َك َان ْت ُت ُخ ُ‬
‫وم‬
‫ور َة َو َأ ْد َم َة َو َ‬
‫ص ُبوي َ‬
‫يم‬ ‫يء َن ْح َو َج َر َار (‪ )15‬إ َلى َغ َّز َة (‪َ ،)16‬و ِح َين َما َتج ُ‬
‫يء َن ْح َو َس ُد َ‬
‫وم َو َع ُم َ‬ ‫ْال َك ْن َعان ّي م ْن َ‬
‫ص ْي ُدو َن (‪ِ ،)14‬ح َين َما َتج ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َ ََ‬
‫ِإلى الش َع (‪( ")17‬تكوين‪.)19:10‬‬

‫ووردت كلمة سدوم في الكتاب املقدس ‪ 48‬مرة في ‪ 42‬آية منها ثمانية وثالثين مرة في العهد القديم وعشر مرات في‬
‫العهد الجديد‪ ،‬وتحتل سدوم وعمورة مكانة هامة لدي انبياء العهد القديم وكتاب العهد الجديد سواء للمعني‬
‫املكاني والجغرافي والتاريخي كما في سفر التكوين أو للمعني الروحي كما في باقي األسفار‪ ،‬وفي العهد الجديد على سبيل‬
‫املثال‪:‬‬

‫‪ -‬ذكرهما السيد املسيح له كل املجد (متي‪( ،)15:10‬متي‪( ،)24 ،23:11‬مرقس‪( ،)11:6‬لوقا‪،)12:10‬‬


‫(لوقا‪)29:17‬‬

‫‪ -‬ذكرهما القديس بولس الرسول في رسالته إلى رومية (رومية‪)29:9‬‬

‫‪ -‬ذكرهما القديس بطرس الرسول في رسالته الثانية (بطرس الثانية‪)6:2‬‬

‫‪ -‬ذكر مدينة سدوم القديس يهوذا الرسول في رسالته (يهوذا‪)7:1‬‬

‫‪ -‬ذكرهما القديس يوحنا اإلنجيلي في سفر الرؤيا (رؤيا‪)8:11‬‬

‫تكلم الكتاب املقدس عن سدوم وعمورة على انهما مدن على حدود كنعان (تكوين‪ ،)19:10‬ثم هلكهما الرب بسبب‬
‫خطايا شعبها (تكوين‪.)24:19‬‬

‫ومن الناحية التاريخية فأن االحداث التي التصقت باملدينتين مثل الحرب مع كدرلعومر وحلفاءه وهالك سدوم‬
‫وعمورة تقع في العصر البرونزي في حقبة اآلباء حوالي ‪ 1500-2000‬ق‪.‬م (‪)18‬‬

‫‪ 13‬كنعان‪ :‬معني االسم "منخفض"‪ ،‬أو "أرجوان احمر" تطلق على أرض فلسطين (أرض املوعد) الواقعة غربي األردن‪ .‬مرجع سابق‪" :‬الكتاب املقدس بالخلفيات التوضيحية" امللحق صـ‪)38‬‬
‫‪ 14‬صيدون‪ :‬معني االسم "صيد" أو "حصن" مدينة تقع على ساحل البحر املتوسط‪ ،‬وتقع على بعد نحو ‪ 40‬كم شمالي مدينة صور‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)37‬‬
‫‪ 15‬جرار‪ :‬معني االسم "دائرة"‪ ،‬منطقة" مدينة في سهل فلسطين إلى الجنوب من غزة‪ ،‬تقع بين قادش وأشور‪.‬‬
‫‪ 16‬غزة‪ :‬كلمة سامية معناها "قوية" مدينة ساحلية على البحر املتوسط‪ ،‬تقع على بعد ‪ 80‬كم إلى الجنوب الغربي من أورشليم‪ ،‬وهي حاليا بنفس االسم‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)37‬‬
‫‪ 17‬الشع‪ :‬معني االسم "يشق"‪" ،‬حكيم" مكان ذكر مع سدوم وعمورة وصبوييم في جنوبي البحر امليت‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)39‬‬
‫‪ 18‬هـ‪ .‬هـ‪ .‬رولي "أطلس الكتاب املقدس" (بيروت‪ ،‬دار املعمدانية‪ )1983 ،‬صـ‪32‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الحرب مع كدرلعومر‬
‫(التنزير بالهالك)‬

‫يقص الكتاب املقدس في (تكوين‪ )7،6 :13‬عن شجار عبيد إبراهيم (‪ )19‬وعبيد لوط (‪:)20‬‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َْ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ َ ٌ‬
‫اص َمة َب ْي َن ُر َع ِاة‬ ‫"َلم تحت ِملهما األرض أن يسكنا معا ِإذ كانت أمالكهما ك ِثيرة فلم يق ِدرا أن يسكنا معا‪ .‬فحدثت مخ‬
‫ض"‪.‬‬
‫َ‬
‫األ ْ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ان ْال َك ْن َعان ُّيو َن َو ْالفر ّزُّيو َن (‪ )21‬ح َينئذ َساكن َ‬
‫ين‬ ‫َم َواش ي َأ ْب َر َام َو ُر َعاة َم َواش ي ُلوط‪َ .‬و َك َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ُ ُّ َ ْ َ‬ ‫اص َم ٌة َب ْيني َو َب ْي َن َك َو َب ْي َن ُر َعاتي َو ُر َعات َك َأل َّن َنا َن ْح ُن َأ َخ َ‬
‫"ال َت ُك ْن ُم َخ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َْ َ ُ ُ‬
‫ض أ َم َام َك؟‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ألي‬ ‫‪.‬‬ ‫ان‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬‫وط‬
‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫"فقال أبرام ِل‬
‫األ ْر ُد ّن (‪َ )22‬أ َّن َجم َ‬
‫يع َها‬
‫َ َ َ َ ُ ٌ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ َّ َ َ ُ‬
‫ة‬ ‫ر‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫أ‬ ‫ر‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ن‬ ‫ي‬‫ع‬ ‫وط‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬‫ر‬ ‫ف‬ ‫"‪.‬‬ ‫اال‬ ‫م‬‫اع َتز ْل َع ّني‪ .‬إ ْن َذ َه ْب َت ِش َماال َف َأ َنا َيمينا َوإ ْن َيمينا َف َأ َنا ِش َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ ْ ُ ٌ‬
‫صوغ َر (‪ .)25‬فاخ َت َار لوط‬
‫َْ ََ َ ُ َ ُ َ‬
‫ض ِمصر‪ِ .‬حينما ت ِجيء ِإلى‬ ‫الر ّب َك َأرْ‬‫ور َة (‪َ )24‬ك َج َّن ِة َّ‬
‫وم (‪َ )23‬و َع ُم َ‬ ‫الر ُّب َس ُد َ‬ ‫َس ْق ٌي َق ْب َل َما َأ ْخ َر َب َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ َّ َ َ ُ ْ ُ ّ َ ْ َ َ َ ُ ٌ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ ٌ َ‬ ‫َْ‬
‫ان َولوط َسك َن ِفي‬ ‫ض كنع‬ ‫ِلنف ِس ِه كل دا ِئر ِة األرد ِن وارتحل لوط شرقا‪ .‬فاعتزل الو ِاحد ع ِن اآلخ ِر‪ .‬أبرام سكن ِفي أر ِ‬
‫وم" (تكوين‪)12-8 :13‬‬ ‫الدائ َرة َو َن َق َل خ َي َام ُه إ َلى َس ُد َ‬
‫ُ ُ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مد ِن ِ ِ‬
‫وعلى الرغم ان سدوم وعمورة كانت مثمرة بالخضرة والخيرات إال ان شعبها أتصف بأنه‪"َ :‬أ ْش َرارا َو ُخ َطاة َل َدى َّ‬
‫الر ِ ّب‬
‫ِج ّدا" (تكوين‪)13:13‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫كانت املدينتان في ذلك الوقت مستعبدة لك َد ْرل َع ْو َم َر (‪َ )26‬م ِل ِك (‪ِ )27‬عيال َم (‪ )28‬منذ اثنتي عشر سنة‪ ،‬وفي السنة الثالثة‬
‫عشرة عصت (تكوين‪ )4:14‬مما جعل كدرلعومر ملك عيالم يشن حربا ضدهما وضد املدن التي عصت‪.‬‬

‫‪ 19‬إبراهيم (ابرام)‪ :‬اسم عبري معناه "أب جمهور" أبو اآلباء‪ ،‬وهو أبو الشعب اليهودي‪ ،‬وهو أب املؤمنين‪ ،‬وسمي "خليل هللا" (مرجع سابق‪" :‬سفر التكوين بالخلفيات التوضيحية" صـ‪))7‬‬
‫‪ 20‬لوط‪ :‬اسم عبري معناه "غطاء"‪" ،‬ستر"‪" ،‬نقاب" (املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪))21‬‬
‫‪ 21‬الفرزيون‪ :‬الكلمة العبرية قد تعني "فالحين"‪" ،‬قرويين" وهم أوائل الشعوب التي استوطنت أرض كنعان من قبل أن يأتي إبراهيم‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)25‬‬
‫‪ 22‬دائرة األردن‪ :‬معني االسم "سهل األردن"‪" ،‬منطقة األردن" املنطقة املحيطة بنهر األردن‪ ،‬سواء شرق أو غرب األردن‪ ،‬ويطبق عليها "وادي األردن"‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)35‬‬
‫‪ 23‬سدوم‪ :‬معني االسم "احتراق" املدينة الرئيسية في مدن السهل الخمس‪ ،‬تقع في جنوبي البحر امليت‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)36‬‬
‫‪ 24‬عمورة‪ :‬معني االسم "مغمورة"‪" ،‬غمر باملاء" أحد مدن الدائرة الخمس‪ ،‬تقع جنوبي البحر امليت‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)37‬‬
‫‪ 25‬صوغر‪ :‬معني االسم "صغير" أحد مدن الدائرة الخمس تقع تحت الطرف الجنوبي من البحر امليت‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)37‬‬
‫‪ 26‬كدرلعومر اسم مركب من كدر بمعني عبد‪ ،‬عومر إله العيالمين‪.‬‬
‫‪ 27‬ملك‪ :‬الكلمة العبرية تعني أيضا حاكم‪ ،‬أمير‪.‬‬
‫‪ 28‬عيالم‪ :‬معني االسم "مرتفعات" تطلق على املنطقة الجنوبية الغربية من الهضبة اإليرانية‪ ،‬إلى الشرق من نهر الدجلة وإلي الشمال من الخليج‪ ،‬وهي مملكة أقيمت في شرق بابل وعاصمتها شوشن‪.‬‬
‫(املرجع السابق‪ :‬صـ‪ ،21‬امللحق صـ‪)37‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫انتصر كدرلعومر بتحالفه مع امرافل (‪ )29‬ملك شنعار (‪ )30‬وأريوك (‪ )31‬ملك األسار (‪ )32‬وتدعال (‪ )33‬ملك جوييم على‬
‫الزو ّي َ‬ ‫ْ َ َ َ َ‬ ‫"ض َرُبوا َّ َ َ‬ ‫جيوش عدة قبل مواجهة ملوك سدوم وعمورة‪ :‬حيث َ‬
‫ين (‪)36‬‬ ‫الرفا ِئ ِّيين (‪ِ )34‬في َعشت ُاروث ق ْرن ِاي َم (‪َ )35‬و ُّ ِ ِز‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫في َه َام (‪َ )37‬و ّ َ (‪ُ ْ َ )39( َ َ َ ْ َ َ َ )38‬‬
‫ورِّي َين (‪ِ )40‬في َج َب ِل ِه ْم َس ِع َير (‪ِ )41‬إلى ُبط َم ِة ف َار َان (‪ )42‬ال ِتي ِع ْن َد ال َب ّ ِرَّي ِة‪.‬‬
‫اإل ِيم ِيين ِفي شوى قريت ِايم ‪ .‬والح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض َرُبوا ُك َّل ب َال ِد ال َع َم ِال َق ِة َوأيضا األ ُمورّي َين َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُث َّم َر َج ُعوا َو َج ُاءوا إلى َع ْين ِم ْش َفاط (‪( )43‬التي ه َي َق ِاد ُ‬
‫الس ِاك ِن َين ِفي‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ش)‪َ .‬و َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُّ َ َ‬
‫صون ت َام َار (‪( ")44‬تكوين‪)7-14:5‬‬ ‫ح‬

‫لم يفلح تحالف بارع ( ‪ )45‬ملك سدوم وبرشاع ( ‪ )46‬ملك عمورة مع شمئير ( ‪ )47‬ملك صوبيم ( ‪ )48‬وملك صوغر‬
‫وشناب(‪ )49‬ملك أدمة (‪ )50‬في مواجهة كدرلعومر وحلفائه‪ ،‬إذ التقي الجيشان في عمق السديم (‪ )51‬فتلقي ملوك‬
‫الس ّديم َك َ‬
‫ان ِف ِيه َآب ُار‬ ‫َ ُْ ُ ّ‬ ‫َُ‬
‫سدوم وعمورة هزيمة قاسية لكنهما تمكنا من الهرب وسقطا في بئر حم ٍر مختبئين‪" :‬وعمق ِ ِ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ َ َ ٌَ َََ َ َ َ َ ُ َ َ َُ ََ َ َ َ َ َُ َ ْ ُ َ‬
‫اك َوال َباقون َه َرُبوا ِإلى ال َج َب ِل" (تكوين‪)10:14‬‬‫حم ٍر ك ِثيرة‪ .‬فهرب م ِلكا سدوم وعمورة وسقطا هن‬

‫‪ 29‬امرافل‪ :‬اسم اكادي يعني "اإلله أمو العظيم"‪ ،‬أو "شعب قوي" هو غالبا امللك حمورابي الشهير في التاريخ القديم بقوانينه‪ ،‬وهو ملك شنعار "بابل" (املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪.))9‬‬
‫‪ 30‬شنعار‪ :‬املنطقة الواقعة بين نهري الدجلة والفرات في جنوبي بالد ما بين النهرين‪ ،‬عرفت فيما بعد باسم والية بابل‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)36‬‬
‫‪ 31‬أريوك‪ :‬اسم عبري معناه "شبه األسد"‪" ،‬أسد"‪" ،‬موقر"‪ ،‬وهو صيغة أخرى لالسم "أريوخ"‪( ،‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪))8‬‬
‫‪ 32‬األسار‪ :‬اسم سومري معناه "مقر النور"‪ ،‬أو "هللا مؤدب" األرض الواقعة بين كركميش وحاران‪ ،‬في كبدوكية‪ ،‬وهي مدينة تقع على الشاطئ الشرقي لنهر الفرات‪ ،‬وعلى منتصف الطريق بين "أرك"‬
‫و "أور" وهي حاليا سنكارا‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)32‬‬
‫‪ 33‬تدعال‪ :‬اسم عبري معناه "كسر النير" أو "توقير" (املرجع السابق‪ :‬مللحق صـ‪))11‬‬
‫‪ 34‬الرفائيين‪ :‬شعب امتد سكنهم من جنوبي أورشليم إلي شرق األردن (تث‪ )21،20 ،11:2‬بالدهم كانت بين األراض ي التي ذكرت في العهد بين إبراهيم وهللا‪ ،‬وقد كان "عوج" ملك باشان من بقايا‬
‫الرفائيين (املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 35‬عشتاروت قرنايم‪ :‬معناها "عشتاروت ذات القرنين" وهي مدينة على الطفة الشرقية من بحر الجليل في جلعاد‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 36‬الزوزيين‪ :‬اسم عبري معناه "األمة القوية" وهو شعب سكن شرقي األردن‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 37‬هام‪ :‬تقع على شرق األردن‪ ،‬ويعتقد أنها مدينة "ربة" عاصمة بني عمون‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 38‬اإليميين‪ :‬االسم الذي اطلقه األموريين على بني العمالقة الذين احتلوا موآب‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 39‬شوي قرينايم‪ :‬كلمة شوي تعني سهال‪ ،‬يقع جنوب بالد موآب‪ ،‬ويحيط بمدينة قرينايم‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 40‬الحوريين‪ :‬كلمة حور في العبرية تعني "كهفا" فالحوريين هم سكان الكهوف‪ ،‬وهم شعب جاء من شمالي بالد النهرين‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 41‬جبل سعير‪ :‬ما بين البحر امليت وخليج العقبة وصارت فيما بعد ملكا ألدوم‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 42‬بطمة فاران‪ :‬أي "شجرة" فاران أو بلوطة فاران" وهي حاليا مدينة إيالت بقرب ميناء العقبة‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 43‬عين مشفاط‪ :‬تعني عين القضاء أو ينبوع القضاء وهو االسم القديم ملدينة قادش التي تعني مقدس أو مخصص وهي تبعد ‪ 80‬كم جنوبي بئر سبع‪( .‬املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 44‬حصون تامار‪ :‬هي عين جدي على الشاطئ الغربي للبحر امليت (املرجع السابق‪ :‬صـ‪)27‬‬
‫‪ 45‬بارع‪ :‬اسم عبري معناه "في الشر" أو اسم كنعاني معناه "عطية" (املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪))10‬‬
‫‪ 46‬برشاع‪ :‬أسم عبري معناه "بالشر" أو "ابن الشر" (املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪))10‬‬
‫‪ 47‬شمئيبر‪ :‬اسم عبري معناه "روعة البطولة" أو "اسم العلو" (املرجع السابق‪ :‬مللحق صـ‪))16‬‬
‫‪ 48‬صوبيم‪ :‬معني االسم "ظباء" أحد مدن الدائرة الخمس بالقرب ن أدمة‪ ،‬تقع تحت الطرف الجنوبي من البحر امليت‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)37‬‬
‫‪ 49‬شنآب‪ :‬اسم اكادي معناه‪" :‬سن "إله القمر " أبي" (املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪))16‬‬
‫‪ 50‬آدمة‪ :‬اسم مشتق من كلمة بمعني "أحمر"‪ ،‬إحدى مدن السهل‪ ،‬تقع بجوار سدوم وعمورة وصوغر جنوبي البحر امليت‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)32‬‬
‫‪ 51‬عمق السديم‪ :‬معني االسم‪" :‬وادي الحقول املفتوحة" هو الجزء الجنوبي من بحر امللح‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)37‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫أحد آبار القار التي في مثلها سقطا ملكي سدوم وعمورة ونجيا من وجه كدرلعومر‬

‫انتهت الحرب بأسر أمالكهم وجميع اطعمتهم‪ ،‬وكان من ضمن األسري لوط ابن اخ إبراهيم (تكوين‪ )12-8 :14‬وربما‬
‫الحرب انتهت بتدمير جزئي للمدينتين‪.‬‬

‫اتي من نجا وأخبر إبراهيم بسقوط أخيه في يد جيش كدرلعومر‪ ،‬وما كان من إبراهيم إال سرعة اللحاق بهذا الجيش‬
‫وفك أسر بن أخيه‪.‬‬

‫ذهبت الجيوش األربعة التي ارتحلت في طريق عودتها ورست في دان (‪ )52‬ليستريحوا ليال‪.‬‬

‫اخذ إبراهيم ‪ 318‬غالما‪ ،‬هؤالء الـ ‪ 318‬غالما كانوا رجال إبراهيم‪ ،‬بدون عدد أصحابه اخي شكول وأخي عانر الذين‬
‫َ ْ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ ُ ْ ْ َ ُ َ َ َّ َ ُ ّ َ َّ َ َ‬
‫ين ذ َه ُبوا‬ ‫الرج ِال ال ِذ‬
‫حاربوا معه كما هو واضح من (تكوين‪" )24:14‬ليس ِلي غير ال ِذي أكله ال ِغلمان‪ ،‬وأما ن ِصيب ِ‬
‫َ ْ ُ ُ َ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫َم ِعي‪َ :‬عا ِن َر (‪َ )53‬وأشكو َل (‪َ )54‬و َم ْم َرا (‪ ،)55‬ف ُه ْم َيأخذون ن ِص َيب ُه"‪.‬‬

‫اعتمد إبراهيم على عنصر املفاجأة وقسم غلمانه ليال‪ ،‬وبدأت حرب جديدة السترداد ابن أخيه لوط‪ ،‬كانت الحرب‬
‫في ظاهرها بين إبراهيم وجيوش أربعة‪ ،‬وفي باطنها بين هللا وامللوك األربعة (‪.)56‬‬

‫انتصر إبراهيم عليهم في دان‪ ،‬بل وتبعهم إلى حوبة (‪ )57‬شمال دمشق ليسترجع لوط وكل أمالك املدن املنهوبة‪.‬‬

‫‪ 52‬دان‪ :‬معني االسم "قاض ي"‪" ،‬ديان" مدينة تقع في أقص ي شمالي أرض كنعان‪ ،‬وتأتي دائما في مقابل بئر سبع في أقص ي جنوبي أرض كنعان باعتبارهما حدود مملكة إسرائيل وتقع إلى الشرق من‬
‫صور‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪ )35‬يري البعض ان دان املقصودة هنا التي بالقرب من مدينة األردن وهذه تكون مسيرة يوم‪ ،‬أم دان والتي هي اليش فهي مسيرة أسبوع‪.‬‬
‫‪ 53‬عانر‪ :‬أسم عبري معناه "شالل" أو "صبي" (املرجع السابق‪ :‬مللحق صـ‪))17‬‬
‫‪ 54‬أشكول‪ :‬اسم عبري معناه عنقود (املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪))8‬‬
‫‪ 55‬ممرا‪ :‬أسم عبري معناه "قوة"‪" ،‬مر" وهو ممرا األموري وأخو أشكول وعانر‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪))23‬‬
‫‪ 56‬كانت حروب العهد القديم لبني إسرائيل مع الشعوب في حقيقتها هي حروب بين يهوه إله إسرائيل وآلهة الشعوب األخرى‪،‬‬
‫‪ 57‬حوبة‪ :‬اسم ارامي معناه "مخبأ" أو "ممكن" مكان يقع إلى الشمال من دمشق‪ ،‬وهي حاليا "حوبا" التي تقع على بعد ‪ 80‬كم إلي الشمال الغربي من دمشق (املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)35‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الفصل الثاني هالك املدينتين‬

‫لم يعد ذكر للمدينتين مرة أخرى إال في (تكوين‪ )18‬بعد ‪ 20‬عاما من الحرب (‪ ،)58‬فبعد زيارة الرب إلبراهيم ومعه‬
‫َ‬
‫اشيا َم َع ُه ْم ِل ُيش ِّي َع ُه ْم"‬ ‫الر َج ُ ْ ُ َ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ان إ ْب َراه ُ َ‬ ‫ُ َّ َ َ ّ‬
‫يم م ِ‬ ‫ال ِمن هناك وتطلعوا نحو سدوم‪ .‬وك ِ ِ‬ ‫مالكين على هيئة رجال‪" :‬ثم قام ِ‬
‫(تكوين‪.)16:18‬‬

‫هنا كشف الرب عن نفاذ صبره على شر أهل تلك املدينتين واملدن املحيطة بها‪ ،‬وقال الرب إلبراهيم‪ِ " :‬إ َّن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ ُ َ َ َُ ََ َ َُ‬
‫ورة ق ْد كث َر‪َ ،‬وخ ِط َّي ُت ُه ْم ق ْد َعظ َم ْت ِج ّدا" (تكوين‪ )20:18‬وقرر هللا أن يهلك تلك املدن لخطيتهم‬ ‫صراخ سدوم وعم‬
‫ولتكون عبرة كما كان الطوفان قديما‪.‬‬

‫لم تفلح محاوالت إبراهيم بالشفاعة عن اهل تلك املدينة التي أرتكب أصحابها كل اآلثام‪ ،‬حتى أن إبراهيم نفسه‬
‫صمت ولم يطلب أكثر عنهما بعدما لم يجد عشرة أبرار فيهما‪.‬‬

‫لم يكن سوي لوط وحده الذي يستحق الخالص‪ ،‬فكان بارا وكما يقول القديس بطرس الرسول في رسالته الثانية‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الن َظر َو َّ‬
‫الس ْم ِع َو ُه َو َس ِاك ٌن َب ْي َن ُه ْم ُي َع ِذ ُب َي ْوما ف َي ْوما ن ْف َس ُه ال َب َّارة ِباألف َع ِال األ ِث َيم ِة" (بطرس الثانية‪)8:2‬‬ ‫َّ‬
‫ِ"ب ِ‬
‫عند املساء وقبل هالك املدن استقبل لوط املالكين على هيئة رجلين وسجد لهما وضيفهما وعمل لهما فطيرا‪ ،‬في‬
‫هذه األثناء عرفت املدينة أن لوطا يستضيف ضيوفا‪ ،‬فلم يترددوا في إيذائهم بممارساتهم البشعة‪ ،‬فطوقوا منـزل‬
‫لوط يطلبون خروجهم ليضجعوا معهم ويفعلوا بهما خطية السدومية (تكوين‪)5:19‬‬

‫ومن بر لوط آبي أن يقدم الرجلين وعرض ابنتيه عوضا عنهما ليكفوا عن الشر‪ ،‬فلم يوافقوه وشرعوا في كسر باب‬
‫البيت وخطف الرجلين‪.‬‬

‫وكما اعمت الخطية عيون أذهان قلوبهم‪ ،‬اعمى املالكان عيون أجسادهم ذلك العمي اما ان يكون عمى حقيقي أي‬
‫ال يستطيعوا رؤية ش يء أو عمى بمعني ان يعجز الناظر تميز املناظر التي أمامه (‪ ،)59‬وكشفا للوط عن نية هالك‬
‫املدن‪ ،‬وطلبا منه أن يهرب لحياته هو وبناته وأصهاره الذين لم يصدقوه واعتبروه مازحا في أعينهم‪.‬‬

‫هرب لوط البار وبناته وهلكت زوجته في الطريق ألنها لم تنصت لكالم املالكين ونظرت خلفها فتحولت لعمود ملح‬
‫(تكوين‪ ،)26:19‬هربوا الناجين جميعا إلى مدينة بالع التي سميت صوغر لصغرها‪ ،‬املدينة الوحيدة التي أبقاها هللا‬

‫‪ 58‬القمص مكسيموس وصفي‪" :‬املرشد الجغرافي التاريخي للعهد القديم" (اإلسكندرية‪ ،‬مطبعة األنبا رويس األوفست‪ ،‬ط‪ )1994 ،1‬صـ‪30‬‬
‫‪ 59‬نجيب جرجس‪" :‬تفسير سفر التكوين" صـ‪244‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ ُّ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ورة ِك ْب ِريتا َونارا ِم ْن ِع ْن ِد‬ ‫من أجل طلبة لوط وشفاعته ليهرب إليها‪ ،‬وفي الصباح الباكر" أمطر الرب على سدوم وعم‬
‫الر ّب ِم َن َّ‬
‫الس َم ِاء" (تكوين‪)24:19‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫[قد يكون هللا تعالي قد خلق النار والكبريت خلقا فوريا في هذا الظرف لتنفيذ قصده‪ ،‬وقد يكون قد انزل شهبا‬
‫وصواعق من السماء وهيأ زالزل وبراكين لتقذف الغازات القابلة لالشتعال ونفس املواد املوجودة باملنطقة لتطاير‬
‫في الجو إلي مسافات عالية ثم تنزل على األرض حمما محرقة مدمرة] (‪)60‬‬

‫َ َ َ َّ َ َ َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َّ‬
‫الر ِ ّب‪َ .‬وتطل َع ن ْح َو‬ ‫يم ِفي الغ ِد ِإلى املك ِان ال ِذي َوقف ِف ِيه أمام‬‫أما عن مشهد تلك املدن فيقول الكتاب‪" :‬وبكر ِإبر ِاه‬
‫َُ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ ََ ََ ْ َ ُ ّ َ‬
‫ص َع ُد ك ُدخ ِان األتو ِن‪( ".‬تكوين‪)28،27 :19‬‬ ‫ضي‬‫ر ِ‬ ‫األ‬ ‫ان‬ ‫خ‬‫د‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫إ‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ظ‬ ‫ن‬‫و‬ ‫ة‬‫ر‬
‫ِ ِ‬‫ئ‬ ‫ا‬ ‫الد‬ ‫ض‬ ‫ْ‬
‫سدوم وعمورة ونحو ك ِل ر ِ‬
‫أ‬

‫وصارت املدن التي كانت كجنة الرب كأرض مصر (تكوين‪ )10:13‬مدن خربة وخالية (تكوين‪)29:19‬‬

‫[وحكم هللا على سدوم وعمورة كان حكما عادال لألسباب اآلتية‪)61( - :‬‬

‫‪ )1‬أنهم شعب لم ُيقدر نعم هللا عليه بل انحرف إلى طريق الشر وتمادى فيه بإصرار عجيب ووقع في أبشع‬
‫الخطايا التي يمكن أن تخرج اإلنسان من دائرة مراحم الرب‪ .‬ويتضح ذلك مما يلي‪:‬‬
‫ور َة َك َج َّن ِة َّ‬
‫الر ِ ّب‬ ‫يع َها َس ْق ٌي َق ْب َل َما َأ ْخ َر َب َّ‬
‫الر ُّب َس ُد َ‬
‫وم َو َع ُم َ‬ ‫أرضا يقول عنها الكتاب َ"أ َّن َجم َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫أرض سدوم وعمورة كانت‬
‫صوغ َر" أي أن هللا وهبها جماال وخيرا جعال لوط يختارها من بين كل األراض ي وكان‬
‫َْ ََ َ ُ َ ُ َ‬
‫ض ِمصر‪ِ .‬حينما ت ِجيء ِإلى‬ ‫َك َأرْ‬
‫ِ‬
‫أجدر بأهلها أن يسيروا في الطريق املستقيم شكرا هلل وعرفانا بجميله عليهم‪ .‬ولكن أهل سدوم وعمورة كانوا أشرارا‬
‫بل ويعرفون أنهم يسيرون في طريق الشر‪..‬‬
‫ص َر َ‬
‫اخ‬ ‫الر ّب ج ّدا" (تكوين ‪ ،)13 :13‬وقال عنهم هللا‪" :‬إ َّن ُ‬
‫َّ‬ ‫ى‬‫د‬‫وم َأ ْش َر ا َو ُخ َطاة َل َ‬
‫ان َأ ْه ُل َس ُد َ‬
‫فقد قال عنهم الكتاب َ"و َك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ار‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َُ ََ َ َُ‬
‫ورة ق ْد كث َر‪َ ،‬وخ ِط َّي ُت ُه ْم ق ْد َعظ َم ْت ِج ّدا" (تكوين ‪..)20 :18‬‬ ‫سدوم وعم‬

‫‪ )2‬بالرغم من ذلك أراد هللا أن يدركهم برحمته عندما أوقعهم في تجربة قاسية وهي وقوعهم في يد أعدائهم‬
‫لعلهم يفيقون ويتضح ذلك مما يلي‪:‬‬

‫‪ 60‬المرجع السابق‪ :‬صـ‪247‬‬


‫‪ 61‬مقاالت من موقع األنبا تكال تاريخ االطالع ‪ 5‬أبريل ‪2019‬م‬
‫‪www.st-takla.org‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫فقد حذرهم وعاقبهم هللا بالفعل عندما وقعوا في يد أعدائهم وهزموا في الحرب التي قامت عليهم في (تكوين ‪،)14‬‬
‫اع) بسبب الحرب التي ُن ِه َبت فيها أموال وممتلكات البلد‪ ،‬ونفوس أشخاص‬‫ور َة َ(ب َار َع وب ْر َش َ‬ ‫وهرب َمل َكا َس ُد َ‬
‫وم َو َع ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كثيرين‪ ،‬كان من بينهم لوط‪..‬‬

‫فهذا كان أحد العقوبات التي حدثت عليهم‪ ،‬والتي كانت بمثابة تحذير لهم من الرب‪ ،‬ولكنهم لم يتعظوا‪..‬‬

‫‪ )3‬كان يعيش في وسطهم لوط البار فبدال من أن يتمثلوا به‪ .‬كانوا سببا لعذابه‪:‬‬
‫الن َظر َو َّ‬
‫الس ْم ِع َو ُه َو‬ ‫َّ‬
‫فنجد الكتاب املقدس يصور حياة لوط في وسط أهل سدوم وعمورة فيقول‪" :‬إذ كان البار‪ِ ،‬ب ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫يصرون على أن‬ ‫األ ِث َيم ِة" (بطرس الثانية‪ .)8:2‬كما أنهم كانوا ّ‬ ‫َس ِاك ٌن َب ْي َن ُه ْم ُي َع ِذ ُب َي ْوما ف َي ْوما ن ْف َس ُه ال َب َّارة ِباألف َع ِال‬
‫يتحول الجميع مثلهم‪..‬‬

‫فال يرضيهم فقط أن يكونون أشرارا‪ ،‬بل يريدون أن يصبح الجميع مثلهم‪ ،‬وإال ُيعادونهم‪ ..‬كما نجد إصرارهم على‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ ُ َ ُ َ ْ َ َّ َ َّ َ‬
‫الر ُجال ِن اللذ ِان َدخال إلي َك الل ْيلة؟ أخ ِر ْج ُه َما إلي َنا ِل َن ْع ِرف ُه َما»‪.‬‬ ‫الخطية عندما "نادوا لوطا وقالوا له‪« :‬أين‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ ٌ َ َْ ََ َْ َ َْ َ ََ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َف َخ َر َ‬
‫ال‪ :‬ال ت ْف َعلوا ش ّرا َيا ِإخ َو ِتي‪( "..‬تكوين ‪ .)7-5 :19‬وكان رد فعلهم‬ ‫اب وأغلق الباب وراءه‪ ،‬وق‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫إ‬ ‫ِ‬ ‫وط‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫إل‬ ‫ج‬
‫على لوط الذي حاول تخجيلهم بأن يعرض عليهم بناته بتهكم فيخجلوا من األساس‪ ،‬أو حتى كان يردهم بطريقة‬
‫ْ َ‬
‫"«اب ُع ْد ِإلى‬ ‫غير سليمة (بالرغم من أن هذا بالطبع ليس تصرف سليم من لوط ويعتبر أحد ضعفاته)‪ ،‬فردوا عليه‪:‬‬
‫اك»‪.‬‬ ‫ُه َن َ‬
‫َ َ ْ َ ُ َ َ ّ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ُّ َ َ ْ َّ ُ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َّ َ َ ُ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ‬ ‫ُ َّ َ ُ‬
‫وط‬
‫ِ ٍ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫وا‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫أ‬‫ف‬ ‫ا»‪.‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ث‬‫ك‬ ‫أ‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫ش‬ ‫ك‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫ف‬ ‫ن‬ ‫اآلن‬ ‫‪.‬‬‫ا‬‫م‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ح‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ه‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ب‬‫ر‬ ‫غ‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ان‬‫س‬ ‫ن‬ ‫اإل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫هذ‬ ‫اء‬ ‫«ج‬ ‫وا‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ثم ق‬
‫اب" (تكوين ‪.)9 :19‬‬ ‫ج ّدا َو َت َق َّد ُموا ِل ُي َك ّس ُروا ْال َب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫"اب ُع ْد‬
‫ونرى من هذه الجمل نقطتان‪ :‬أولهما هو معرفتهم أنهم كانوا بالفعل أشرارا‪ ،‬وهذا يتضح من دفع لوطا قائلين ْ‬
‫َ ََْ‬ ‫َ َ‬ ‫إ َلى ُه َن َ‬
‫"اآلن ن ْف َع ُل ِب َك ش ّرا أكث َر ِم ْن ُه َما"‪..‬‬ ‫اك"‪ ،‬ثم تهديده بقولهم‬ ‫ِ‬
‫أي أنهم يعرفون أنهم خطاة‪ ،‬ويتلذذون بهذا جدا‪ ،‬ويرفضون رفض أي شخص آخر يسير على غير هواهم‪ ..‬أي حتى‬
‫ليس فقط يرفضون النصح‪ ،‬ولكن يرفضون أن يكون هناك بينهم َم ْن هو مخالف ملا يتبعونه من فجور وشذوذ‬
‫جنس ي وغيره]‬

‫‪14‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫وهكذا يمكن تلخيص خطايا شعب سدوم وعمورة من نصوص الكتاب املقدس في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬خطية الزنا (الدعارة أو السدومية ‪)Sodomy‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ َّ َ َّ َ‬
‫الر ُجال ِن اللذ ِان َدخال إلي َك الل ْيلة؟ أخ ِر ْج ُه َما إلي َنا ِل َن ْع ِرف ُه َما" (تكوين‪)5:19‬‬ ‫‪" +‬أين‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ور َة َو ْاملُ ُد َن َّالتي َح ْو َل ُه َما‪ ،‬إ ْذ َزَن ْت َع َلى َطريق م ْثله َما‪َ ،‬و َم َ‬
‫ض ْت َو َر َاء َج َس ٍد آخ َر‪ُ ،‬ج ِعل ْت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫‪"َ +‬ك َما َأ َّن َس ُد َ‬
‫وم َو َ‬
‫ع‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫اب ن ٍار أ َب ِد َّي ٍة" (يهوذا‪)7:1‬‬ ‫ِعبرة مك ِابدة ِعق‬
‫األ ْرد َياء في َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ََْ َ َ ُ‬
‫الد َع َار ِة" (بطرس الثانية‪)7:2‬‬ ‫‪" +‬وأنقذ لوطا ال َب َّار َمغلوبا ِمن ِس َير ِة ِ ِِ‬
‫‪ .2‬الفسق والكذب وتشديد أيادي فاعلي الشر وعدم الرجوع عن أثمهم‪:‬‬
‫يم َ َأ ْي ُت َما ُي ْق َش َع ُّر م ْن ُه‪َ .‬ي ْفس ُقو َن َو َي ْس ُل ُكو َن ب ْال َكذب‪َ ،‬و ُي َش ّد ُدو َن َأ َياد َي َفاعلي َّ‬
‫الش ّ ِر َح َّتى‬ ‫‪"َ +‬وفي َأ ْنب َي ِاء ُأ ُور َش ِل َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ ُّ ُ ْ َ َ ُ َ َ ُ َّ ُ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫َال َي ْرج ُعوا ال َواحد َع ْن ش ّره‪َ .‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ص ُاروا ِلي كلهم كسدوم‪ ،‬وسكانها كعمورة" (ارميا‪)14:23‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .3‬الكبرياء والشبع من الخبز وترك املسكين والفقير‪:‬‬

‫ين َم َق َت ُه ْم ِل ِك ْب ِرَي ِائ ِه ْم" (يشوع بن سيراخ‪)9:16‬‬‫‪َ " +‬و َل ْم ُي ْشف ْق َع َلى جيل ُلوط‪َّ ،‬الذ َ‬
‫ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ ْ ْ َ ُ َ َّ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َ ُ ْ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫ان ل َها َوِل َب َن ِات َها‪َ ،‬ول ْم تش ِّد ْد َي َد‬‫ان ِإث َم أخ ِت ِك سدوم‪ :‬ال ِكب ِرياء والشبع ِمن الخب ِز وسالم االط ِمئن ِان ك‬ ‫‪" +‬هذا ك‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ َّ ْ َ َ َ ْ َ ّ ْ َ َ‬ ‫ْال َفقير َو ْ ِامل ْ‬
‫س أ َم ِامي فن َز ْع ُت ُه َّن ك َما َرأ ْي ُت" (حزقيال‪)50 ،49:16‬‬ ‫الرج‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ع‬‫و‬ ‫ن‬‫ر‬ ‫ب‬‫ك‬‫ت‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ين‬
‫ِ‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ ِ‬

‫‪15‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سدوم وعمورة عبرة وحالة‬
‫بعد أن أورد موس ي النبي في سفر التكوين أحداث سدوم وعمورة وكيف هلكت‪ ،‬أورد الكتاب املقدس سدوم وعمورة‬
‫في أسفار مختلفة من الناحية الروحية‪ ،‬واستخدم كتبة الكتب املقدسة تلك الحادثة بوحي من الروح القدس‬
‫كرسالة وعبرة للعتيدين ان يفجروا (بطرس الثانية‪ ،)6:2‬وكوصف حالة خطية الشعب في زمنهم وان حالة سدوم‬
‫وعمورة يوم الدين ستكون أكثر احتماال من حالتهم‪ ،‬فكان موس ي النبي أول من ذكرهما مرة أخرى في سفر التثنية‬
‫واصفا ما آل إليه شعب إسرائيل‪:‬‬
‫ور َة‪ .‬ع َن ُب ُه ْم ع َن ُب َس ّم‪َ ،‬و َل ُه ْم َع َناق ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ‬
‫يد َم َر َار ٍة" (تثنية‪)32:32‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪" +‬ألن ِمن جفن ِة سدوم جفنت ُه ْم‪ ،‬و ِمن ك ُر ِوم ع ُم َ ِ‬
‫وفي اشعياء النبي‪:‬‬
‫َ ْ َ َ َّ َ َّ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ‬
‫ورة" (اشعياء‪)9:1‬‬ ‫ود أبقى لنا ب ِقية ص ِغيرة‪ ،‬ل ِصرنا ِمثل سدوم وشابهنا عم‬ ‫‪" +‬لوال أن رب الجن ِ‬
‫ورة" (اشعياء‪)10:1‬‬
‫َ َ َ ْ َ َُ ََ‬
‫يع ِة ِإ ِلهنا يا شعب عم‬ ‫ص ُغوا إ َلى َشر َ‬ ‫وم! َأ ْ‬
‫ض َاة َس ُد َ‬ ‫الر ّب َيا ُق َ‬ ‫ْ َ ُ َ َ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ " +‬اسمعوا كالم ِ‬
‫وم‪َ .‬ال ُي ْخ ُف َون َها‪َ .‬و ْي ٌل ل ُن ُفوسه ْم َأل َّن ُه ْم َي ْ‬
‫ص َن ُعو َن‬ ‫ون ب َخط َّيته ْم َك َس ُد َ‬ ‫‪َ " +‬ن َظ ُر ُو ُجوهه ْم َي ْش َه ُد َع َل ْيه ْم‪َ ،‬و ُه ْم ُي ْخب ُر َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أل ْن ُف ِس ِه ْم ش ّرا" (اشعياء‪)9:3‬‬

‫ورة" (اشعياء‪)19:13‬‬
‫َ ُ َ َ َُ ََ‬
‫هللا سدوم وعم‬ ‫‪َ " +‬و َتص ُير َباب ُل (‪َ ،)62‬ب َه ُاء ْاملَ َمالك َوز َين ُة َف ْخر ْالك ْل َدان ّي َين‪َ ،‬ك َت ْ‬
‫يب ِ‬‫ِ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وفي ارميا النبي‪:‬‬
‫َ‬ ‫يم َ َأ ْي ُت َما ُي ْق َش َع ُّر م ْن ُه‪َ .‬ي ْفس ُقو َن َو َي ْس ُل ُكو َن ب ْال َكذب‪َ ،‬و ُي َش ّد ُدو َن َأ َياد َي َفاعلي َّ‬
‫الش ّ ِر َح َّتى ال‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ َْ َ ُ ُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫‪" +‬و ِفي أن ِبي ِاء أور ِ‬
‫ش‬
‫ورة" (ارميا‪)14:23‬‬
‫ُ ُّ ُ ْ َ َ ُ َ َ ُ َّ ُ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ص ُاروا ِلي كلهم كسدوم‪ ،‬وسكانها كعم‬ ‫َي ْرج ُعوا ْال َواح ُد َع ْن َش ّره‪َ .‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ُل َّ ُّ َ َ ْ ُ ُ ُ َ َ ْ َ ٌ َ َ‬
‫ان َوال َي َتغ َّر ُب ِف َيها ْاب ُن َآد َم"‬ ‫‪" +‬كان ِقال ِب سدوم وعمورة ومجاور ِات ِهما‪ ،‬يقو الرب‪ ،‬ال يسكن هناك ِإنس‬
‫(ارميا‪)18:49‬‬
‫َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ُل َّ ُّ َ َ ْ ُ ُ ُ َ َ ْ َ ٌ َ َ‬ ‫ََْ‬
‫ان‪َ ،‬وال َي َتغ َّر ُب ِف َيها ْاب ُن َآد َم"‬‫هللا سدوم وعمورة ومجاور ِاتها‪ ،‬يقو الرب‪ ،‬ال يسكن هناك ِإنس‬ ‫‪" +‬كقل ِب ِ‬
‫(ارميا‪)40:50‬‬

‫‪ 62‬بابل‪" :‬معني االسم "باب اإللهة"‪ ،‬العاصمة الكبرى ململكة بابل‪ ،‬تقع على شاطئ نهر الفرات وتبعد عن بغداد ‪ 90-80‬كم (مرجع سابق‪" :‬سفر التكوين بالخلفيات التوضيحية" امللحق صـ‪)33‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫َ َ َ ُْ َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َّ‬ ‫اب ب ْن ِت َش ْعبي َأ ْع َظ َم م ْن ق َ‬ ‫‪َ " +‬و َق ْد َ‬
‫وم ال ِتي ْان َقل َب ْت كأ َّن ُه ِفي ل ْحظ ٍة‪َ ،‬ول ْم تل َق َعل ْي َها أ َي ٍاد"‬‫اص خ ِطي ِة سد‬
‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َار ِع َق ُ‬
‫(ارميا‪)6:4‬‬

‫وفي سفر حزقيال النبي‪:‬‬


‫الس ِاك َن ُة َع ْن َيمي ِن ِك ه َي َس ُد ُ‬
‫وم‬ ‫الس ِاك َن ُة َع ْن ِش َم ِال ِك‪َ ،‬و ُأ ْخ ُت ِك ُّ‬
‫الص ْغ َرى َّ‬ ‫‪َ " +‬و ُأ ْخ ُت ِك ْال ُك ْب َرى َّ‬
‫الس ِام َر ُة ه َي َو َب َن ُات َها َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َب َن ُات َها" (حزقيال‪)46:16‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌّ َ َ َ ُ ُل َّ ّ ُ َّ ُّ َّ َ ُ َ ُ ْ َ َ‬
‫وم أخ َت ِك ل ْم ت ْف َع ْل ِه َي َوال َب َن ُات َها ك َما ف َعل ِت أ ْن ِت َو َب َنات ِك" (حزقيال‪)48:16‬‬ ‫‪" +‬حي أنا‪ ،‬يقو الس ِيد الرب‪ِ ،‬إن سد‬
‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ ْ ْ َ ُ َ َّ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َ ُ ْ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫ان ل َها َوِل َب َن ِات َها‪َ ،‬ول ْم تش ِّد ْد َي َد ال َف ِق ِير‬ ‫ان ِإث َم أخ ِت ِك سدوم‪ :‬ال ِكب ِرياء والشبع ِمن الخب ِز وسالم االط ِمئن ِان ك‬ ‫‪" +‬هذا ك‬
‫ْ‬
‫َو ِامل ْس ِك ِين" (حزقيال‪)49:16‬‬

‫يك ِفي َو ْس ِط َها" (حزقيال‪)53:16‬‬ ‫السام َرة َو َب َنات َها‪َ ،‬و َس ْب َي َم ْسب ّ‬
‫ي‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫وم َو َب َنات َها‪َ ،‬و َس ْ‬
‫ب‬ ‫‪َ " +‬و ُأ َر ّج ُع َس ْب َي ُه َّن‪َ ،‬س ْب َي َس ُد َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ َ ُ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َّ ْ َ َ َ َّ ُ‬
‫الس ِام َرة َو َب َن ُات َها َي ْر ِج ْع َن ِإلى َحال ِت ِه َّن ال َق ِد َيم ِة‪َ ،‬وأ ْن ِت‬‫‪" +‬وأخوات ِك سدوم وبناتها ير ِجعن ِإلى حال ِت ِهن الق ِديم ِة‪ ،‬و‬
‫َ َ ُ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫َو َب َنات ِك ت ْر ِج ْع َن ِإلى َحال ِتك َّن ال َق ِد َيم ِة" (حزقيال‪)55:16‬‬
‫َ‬ ‫َُ ْ ُ َ ُ ُ َ َ ُ ُ ْ َ‬
‫وم ل ْم تك ْن تذك ْر ِفي ف ِم ِك َي ْو َم ِك ْب ِرَيا ِئ ِك" (حزقيال‪)56:16‬‬ ‫‪" +‬وأخت ِك سد‬

‫وفي سفر عاموس النبي‪:‬‬


‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ََْ ُ َ ْ َ ُ ْ َ َ ََ َ ُ َ ُ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ور َة‪ ،‬ف ِص ْرُت ْم ك ُش ْعل ٍة ُم ْنت َشل ٍة ِم َن ال َح ِر ِيق‪ ،‬فل ْم َت ْر ِج ُعوا إلى‪َ ،‬ي ُقو ُل‬ ‫‪" +‬قلبت بعضكم كما قلب هللا سدوم وعم‬
‫الر ُّب" (عاموس‪)11:4‬‬
‫َّ‬

‫وفي سفر صفنيا النبي‪:‬‬

‫يص‪،‬‬‫ر‬ ‫ور َة‪ ،‬م ْل َك ْال َ‬


‫ق‬ ‫وم َو َبني َع ُّمو َن َك َع ُم َ‬
‫وآب َت ُكو ُن َك َس ُد َ‬
‫يل‪ ،‬إ َّن ُم َ‬ ‫ود إ ُله إ ْس َرا ِئ َ‬ ‫ن‬ ‫‪َ " +‬فلذل َك َح ٌّي َأ َنا‪َ ،‬ي ُقو ُل َ ُّب ْال ُج ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ ُ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫َو ُح ْف َرة ِمل ٍح‪َ ،‬وخ َرابا ِإلى األ َب ِد‪ .‬ت ْن َه ُب ُه ْم َب ِق َّية ش ْع ِبي‪َ ،‬و َب ِق َّية أ َّم ِتي ت ْم َت ِلك ُه ْم" (صفنيا‪)9:2‬‬

‫وفي سفر الحكمة‪:‬‬

‫‪" +‬وعندما غاصت األمم في شرورها‪ ..‬أنقذت الحكمة رجال صالحا بالهرب من النار التي هبطت أهلكت األشرار‬
‫في املدن الخمس‪ .‬وإلى اآلن يشهد على شرهم ارض محروقة تصاعد منها الدخان‪ .‬ونبات يثمر ثمرا ال ينضج‪،‬‬
‫وعمود ملح قائم تذكارا بإنسان لن يؤمن" (حكمة‪)7-5 :10‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫وعلى لسان رب املجد‪:‬‬
‫ْ َْ‬
‫اح ِت َماال ِم َّما ِل ِتل َك امل ِد َين ِة" (متي‪)15:10‬‬ ‫الدين َح َال ٌة َأ ْك َث ُر ْ‬ ‫ور َة َي ْو َم ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫وم َو َ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫‪َ " +‬ا ْل َح َّق َأ ُقو ُل َل ُك ْم‪َ :‬س َت ُكو ُن َأل ْرض َس ُ‬
‫د‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ ْ ُ َّ ُ ْ َ ْ ُ َ ُ‬
‫وعة‬ ‫‪" +‬وأن ِت يا كفر ناحوم املرت ِفعة ِإلى السم ِاء! ستهب ِطين ِإلى اله ِاوي ِة‪ .‬ألنه لو ص ِنعت ِفي سدوم القوات املصن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يك ل َب ِق َي ْت ِإلى الي ْو ِم" (متي‪)23:11‬‬ ‫ِف ِ‬
‫َ‬
‫الد ِين ِم َّما ل ِك» (متي‪)24:11‬‬ ‫احت َماال َي ْو َم ّ‬ ‫‪َ " +‬ولك ْن َأ ُقو ُل َل ُك ْم‪ :‬إ َّن َأ ْر َ َ ُ َ َ ُ ُ َ َ َ ٌ َ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ض سدوم تكون ل َها حالة أكث ُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ ُ َ َ َ ْ ُ ُ ُّ َ َ َّ َ‬ ‫َُ َ ْ‬ ‫َ ُُ َ‬ ‫ُ‬
‫اب ال ِذي ت ْح َت أ ْر ُج ِلك ْم ش َه َادة َعل ْي ِه ْم‪.‬‬ ‫‪"َ +‬وك ُّل َم ْن ال َي ْق َبلك ْم َوال َي ْس َم ُع لك ْم‪ ،‬فاخ ُر ُجوا ِمن هناك وانفضوا التر‬
‫ْ َْ‬
‫اح ِت َماال ِم َّما ِل ِتل َك امل ِد َين ِة" (مرقس‪)11:6‬‬ ‫الدين َح َال ٌة َأ ْك َث ُر ْ‬ ‫ور َة َي ْو َم ّ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫وم َو َ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫د‬‫َا ْل َح َّق َأ ُقو ُل َل ُك ْم‪َ :‬س َت ُكو ُن َأل ْرض َس ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َْ‬
‫اح ِت َماال ِم َّما ِل ِتل َك امل ِد َين ِة" (لوقا‪)12:10‬‬ ‫وم في ذل َك الي ْوم َح َال ٌة َأ ْك َث ُر ْ‬ ‫‪"َ +‬و َأ ُقو ُل َل ُك ْم‪ :‬إ َّن ُه َي ُكو ُن ل َس ُد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ ُ َ ُ َ ْ ُ ُ َن َ َ ْ َ ُ َن َ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫يعون َو َيغ ِر ُسون َو َي ْب ُنون‪َ .‬ول ِك َّن الي ْو َم‬ ‫وط كانوا يأكلو ويشربو ويشترون وي ِب‬ ‫‪" +‬كذ ِلك أيضا كما كان ِفي أي ِام ل ٍ‬
‫َّ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫وم َأ ْم َط َر َنارا َو ِك ْبريتا ِم َن َّ‬ ‫َََ ُ ٌ‬ ‫َّ‬
‫الس َم ِاء فأ ْهل َك ال َج ِم َيع‪َ .‬هكذا َيكون ِفي الي ْو ِم ال ِذي ِف ِيه‬ ‫ِ‬
‫وط م ْن َس ُد َ‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ج‬‫ر‬ ‫خ‬ ‫يه‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ال‬
‫ُ َْ ُ ْ ُ ْ‬
‫اإلن َس ِان" (لوقا‪)30-28 :17‬‬ ‫يظهر ابن ِ‬
‫وفي رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية‪:‬‬
‫َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ‬
‫ورة" (رومية‪)29:9‬‬ ‫ود أبقى لنا نسال‪ ،‬ل ِصرنا ِمثل سدوم وشابهنا عم‬
‫‪" +‬وكما سبق ِإشعياء فقال‪« :‬لوال أن رب الجن ِ‬
‫وفي رسالة بطرس الرسول الثانية‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ْ َّ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ين أ ْن َي ْف ُج ُروا" (بطرس‬ ‫اضعا ِعب َرة ِللع ِت ِ‬
‫يد‬ ‫‪" +‬و ِإذ َرمد م ِدينت ْي سدوم وعمورة‪ ،‬حكم عل ْي ِهما ِباالن ِقال ِب‪ ،‬و ِ‬
‫الثانية‪)6:2‬‬

‫وفي رسالة يهوذا الرسول‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫ور َة َو ْاملُ ُد َن َّالتي َح ْو َل ُه َما‪ ،‬إ ْذ َزَن ْت َع َلى َطريق م ْثله َما‪َ ،‬و َم َ‬
‫ض ْت َو َر َاء َج َس ٍد آخ َر‪ُ ،‬ج ِعل ْت ِع ْب َرة‬ ‫‪"َ +‬ك َما َأ َّن َس ُد َ‬
‫وم َو َع ُم َ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ َ َ َ َ َ‬
‫اب ن ٍار أ َب ِد َّي ٍة" (يهوذا‪)7:1‬‬ ‫مك ِابدة ِعق‬

‫وفي رؤيا يوحنا الالهوتي‪:‬‬


‫َ‬ ‫ص َر‪َ ،‬ح ْي ُث ُ‬ ‫‪"َ +‬و َت ُكو ُن ُج َّث َت ُاه َما َع َلى َشارع ْاملَ ِد َينة ْال َعظ َيمة َّالتي ُت ْد َعى ُروح ّيا َس ُد َ‬
‫ص ِل َب َرُّب َنا أ ْيضا"‬ ‫وم َوم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫(رؤيا‪)8:11‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫ً‬
‫الباب الثاني‪ :‬سدوم وعمورة جغر افيا‬

‫‪19‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الفصل األول‪ :‬جغر افية املكان‬
‫للوصول إلى املوقع الجغرافي ملدينتي سدوم وعمورة‪ ،‬بحسب النصوص الكتابية‪:‬‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ َ ْ َ ّ ْ َ ْ ُ َن َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ً‬
‫يء ن ْح َو‬ ‫أوال‪ :‬يقول الكتاب املقدس‪" :‬وكانت تخوم الكنعا ِن ِي ِمن صيدو ‪ِ ،‬حينما ت ِجيء نحو جرار ِإلى غزة‪ ،‬و ِحينما ت ِج‬
‫َ ُ َ َ َ ُ ََ ََْ َ َ َ َُ َ َ ََ‬
‫يم ِإلى الش َع" (تكوين‪.)19:10‬‬‫سدوم وعمورة وأدمة وصب ِوي‬

‫كلمة تخوم تعني حدود أو امتداد‪ ،‬فبحسب وصف الكتاب املقدس كانت حدود أرض كنعان من الشمال صيدون‬
‫ومن الغرب نحو جرار (مدينة جنوب غزة) إلى غزة‪ ،‬ومن الجنوب سدوم وعمورة وصبوييم إلى الشع‪ ،‬وتوضح‬
‫الخريطة ادناه حدود أرض كنعان وتقسيمها‪.‬‬

‫خريطة ألرض كنعان واألمم املجاورة لها‬

‫‪20‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫َ َ َ َ ُ ٌ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ َّ َ َ ُ ْ ُ ّ َ َّ َ َ َ َ ْ ٌ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ ُّ َ ُ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ً‬
‫ورة‬ ‫ثانيا‪ :‬في (تكوين‪" )10:13‬فرفع لوط عيني ِه ورأى كل دا ِئر ِة األرد ِن أن ج ِميعها سقي قبلما أخرب الرب سدوم وعم‬
‫صوغ َر" هذا النص الكتابي يشير ان املدينتان كانوا من ضمن دائرة األردن‬
‫َْ ََ َ ُ َ ُ َ‬
‫ض ِمصر‪ِ .‬حينما ت ِجيء ِإلى‬ ‫الر ّب َك َأ ْ‬‫َ َ َّ َّ‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫كجن ِة ِ‬
‫أي سهل األردن (‪.)plain of Jordan‬‬
‫َ‬
‫وم َو َع ُمو َرة‬ ‫ف ِف ِيه َأ َم َام َّ‬
‫الر ّب‪َ .‬و َت َط َّل َع َن ْح َو َس ُد َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ق‬‫و‬ ‫ي‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ان‬‫ِ‬ ‫ك‬‫امل‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫إ‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫غ‬‫ال‬ ‫ي‬‫ف‬ ‫يم‬‫اه‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫إ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫)‬‫‪28،27‬‬ ‫‪:‬‬‫‪19‬‬ ‫(تكوين‬ ‫في‬ ‫‪:‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َع ُد ك ُدخ ِان األتو ِن" حيث صعد إبراهيم من بلوطات ممرا (‪،)63‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األ ْرض َي ْ‬‫َّ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ‬
‫ان‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫إ‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ظ‬‫ن‬‫و‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫الد‬ ‫ض‬ ‫ر‬‫َو َن ْح َو ُك ّل َأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألن الجبال تنحدر بقربها من الساحل في الشرق والغرب‪ ،‬فكان سهل عليه ان يري خراب املدن العظيمة‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬بالعودة إلى تكوين‪ ،13‬فأن إبراهيم ولوط سكنا في الجنوب بعد تركهما مصر (ع‪ ،)1‬وتشاجر عبيدهم‬
‫بالقرب من بيت إيل بعدما دعا إبراهيم باسم الرب هناك (ع‪ ،)7-3‬فعندما غادر لوط إبراهيم ارتحل شرقا (ع‪.)11‬‬
‫خامسا‪ :‬لم يعد ذكر لسدوم وعمورة كمكان جغرافي ولكن ذكر الكتاب مدينة صوغر الباقية أنها في نطاق موآب‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ َْ َ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫صوغ َر ك ِع ْجل ٍة ثال ِث َّي ٍة أل َّن ُه ْم‬ ‫ص ُر ُخ قل ِبي ِمن أج ِل موآب‪ .‬اله ِارِبين ِمنها ِإلى‬ ‫(نسل لوط) وذلك في (إشعياء‪ " )5:15‬ي‬
‫َ‬
‫اال ْن ِك َسار" و(إرميا‪ " )34:38‬ق ْد‬ ‫ص َراخ ِ‬
‫ور َوناي َم َي ْر َف ُعو َن ُ َ‬ ‫يث» ب ْال ُب َك ِاء َأل َّن ُه ْم في َطريق ُح ُ‬ ‫وح‬
‫َ َ َ ُّ‬
‫الل‬ ‫ة‬ ‫ب‬‫ق‬‫«ع‬ ‫ي‬‫ف‬ ‫ن‬ ‫َ ْ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يصعدو ِ‬
‫ور َوناي َم َكع ْج َل ٍة ُث َال ِث َّي ٍة َأل َّن م َي َاه ِن ْمر َ‬ ‫وغ َر إ َلى ُح ُ‬‫َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ ْ ْ ُ َ َ ْ ُ َن َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫يم أيضا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أطلقوا صوتهم ِمن صر ِاخ حشبو ِإلى ألعالة ِإلى ياهص ِمن ص ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ِص ُير خ ِرَبة"‬
‫َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََ ُ َ َ‬ ‫خامسا (‪ :)64‬من خالل سفر التثنية (‪"َ :)4-1 :34‬و َ َ َ‬ ‫ً‬
‫وآب ِإلى َج َب ِل ن ُبو‪ِ ،‬إلى َرأ ِس ال ِف ْس َج ِة‬ ‫ات م‬ ‫ص ِعد ُموس ى ِمن عرب ِ‬
‫ض‬ ‫ر‬‫ض َأ ْف َراي َم َو َم َن َّس ى‪َ ،‬و َج ِم َيع َأ ْ‬ ‫األ ْرض م ْن ج ْل َع َاد إ َلى َد َان‪َ ،‬و َجم َيع َن ْف َتالي َو َأ ْر َ‬
‫َّ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َّ ُّ َ َ َ‬
‫ال ِذي قبالة أ ِريحا‪ ،‬فأراه الرب ج ِميع‬
‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َِ ِ‬
‫«هذ ِه ه َي األ ْر ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ال ل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ْ َ ْ ْ َ ْ ّ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ‬
‫ض‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫ب‬ ‫الر‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬‫ر‬ ‫وغ‬ ‫ص‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬‫يهوذ َا ِإلى البح ِر الغرِب ِي‪ ،‬والجنوب والدا ِئرة بقعة أ ِريحا ُم ِدين ِة الن َ ِ ِ‬
‫‪،‬‬‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬
‫َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َّ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ َ‬
‫اك ال ت ْع ُب ُر»"‬ ‫وب قا ِئال‪ِ :‬لنس ِلك أع ِطيها‪ .‬قد أريتك ِإياها ِبعينيك‪ ،‬و ِلكنك ِإلى هن‬ ‫ال ِتي أقسمت ِإلبر ِاهيم و ِإسحاق ويعق‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ"م ْن ِجل َع َاد ِإلى َد َان"‪ :‬إذا قرأ املرء هذه العبارة األخيرة من اآلية األولى وتوقف‪ ،‬يمكن أن يفترض أن دان كان في‬
‫شمال إقليم جلعاد‪ ،‬ولكن بدال من ذلك فإن مدينة دان تقع شمال مدينة أريحا مباشرة تقريبا وشمال إقليم‬
‫نفتالي‪ ،‬انظر الخريطة أدناه‪ .‬شمال جلعاد هي مملكة باشان غير اإلسرائيلية‪ .‬لذلك يبدو من األفضل فهم تقسيم‬
‫"جلعاد إلى دان وكل من نفتالي"؛‬
‫ثم إذا نظر إلى اآلية الثالثة مع الشمال كنمط لدينا‪ ،‬سنرى أن موقع صوغر يجب أن يكون إلى الجنوب من إقليم‬
‫النقب حيث استقرت قبيلة شمعون وليس مباشرة إلى الجنوب من "سهل وادي أريحا"‪ .‬وينبغي أن يكون مباشرة‬
‫إلى الجنوب من أريحا ودان‪.‬‬
‫خالل فترة توطن شعب اسرائيل املبكرة‪ ،‬تم تسوية الجزء العلوي من النقب من قبل قبيلة شمعون التي لم يرد‬
‫ذكرها في اآليات‪ .‬وباملثل‪ ،‬لم يتم ذكر أراض ي قبيلة دان في الشمال‪.‬‬

‫‪ 63‬بلوطات ممرا‪" :‬بلوطات القوة"ـ وهي حبرون كانت مشهورة بأشجار البلوط ويملكها ممرا األموري (مرجع سابق‪" :‬سفر التكوين بالخلفيات التوضيحية" صـ ‪ ،26‬امللحق صـ‪)34‬‬
‫‪64 http://www.accuracyingenesis.com/sodom.html‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫لذلك‪ ،‬املوقع التقليدي لصوغر كما هو موضح على خريطة مادبا‪ ،‬وهذا املوقع موضع خالف من قبل الكثيرين‪،‬‬
‫هو بالضبط املكان الذي يتوقع املرء أن يكون وفقا لفهم سفر التثنية ‪.3-1 :34‬‬
‫ملحوظة‪ :‬املدن الثالث املذكورة‪ ،‬دان (اليش) وأريحا وصوغر (بالع) هي مواقع قديمة تسبق إبراهيم‪.‬‬

‫ً‬
‫سادسا‪ :‬هناك إشارة أخرى إلى أن سدوم موجودة في جنوب أورشليم في حزقيال‪ ،46: 16‬ألن في (حزقيال ‪ )16‬كلمة‬
‫َّ ُ‬
‫الس ِاك َنة َع ْن‬ ‫الس ِاك َن ُة َع ْن ِش َم ِال ِك‪َ ،‬و ُأ ْخ ُت ِك ُّ‬
‫الص ْغ َرى‬ ‫الرب موجه ألورشليم‪"َ :‬و ُأ ْخ ُت ِك ْال ُك ْب َرى َّ‬
‫الس ِام َر ُة ه َي َو َب َن ُات َها َّ‬
‫ِ‬
‫وم َو َب َن ُات َها"‬
‫َيمي ِن ِك (الجنوب) ه َي َس ُد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تقع مدينة السامرة على بعد ‪ 34‬ميال إلى الشمال من أورشليم‪ ،‬وموقع باب الدرا (سدوم) ‪ 40‬ميال جنوب شرق‬
‫القدس وموقع صوغر ‪ 17‬ميال آخر إلى الجنوب‪.‬‬

‫سدوم وعمورة وصوغر‬

‫‪22‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
Bible Geocoding ‫سدوم وعمورة من‬

‫تنقالت إبراهيم وسدوم وعمورة‬

23 https://coptic-treasures.com/
‫َ‬
‫سابعا‪ :‬يقول أحد الباحثين حول موقع سدوم وعمورة (‪:)65‬‬
‫ََ َ ْ ُ ُ ُ ََْْ ّ ْ َ َ‬
‫ص ْي ُدون‪،‬‬ ‫[يحدد لنا الكتاب املقدس في أول مرة يتكلم عن مكانهما‪ ،‬في (تكوين ‪" )19 :10‬وكانت تخوم الكنعا ِن ِي ِمن‬
‫َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫يم ِإلى الش َع" فهما كانا يقعان في‬ ‫ِحينما ت ِجيء نحو جرار ِإلى غزة‪ ،‬و ِحينما ت ِجيء نحو سدوم وعمورة وأدمة وصب ِوي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََََ ُ ٌ‬
‫وط َع ْي َن ْيه َو َرأى ُك َّل َدائ َرة األ ْر ُد ّن أ َّن َجم َ‬
‫يع َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حدود كنعان الشرقية الي الجنوبية‪ .‬وأيضا في (تكوين‪" )10 :13‬فرفع ل‬
‫صوغ َر" وهنا يتكلم عن دائرة‬
‫َْ ََ َ ُ َ ُ َ‬
‫ض ِمصر‪ِ .‬حينما ت ِجيء ِإلى‬ ‫ر‬‫الر ّب‪َ ،‬ك َأ ْ‬ ‫ور َة‪َ ،‬ك َج َّن ِة َّ‬ ‫َس ْق ٌي‪َ ،‬ق ْب َل َما َأ ْخ َر َب َّ‬
‫الر ُّب َس ُد َ‬
‫وم َو َع ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األردن (‪ )66‬وهي املنطقة املحيطة بالبحر امليت أو بحر امللح (‪ )67‬حاليا أو قد تكون هي منطقة السديم التي هي كانت‬
‫موجودة قبل البحر امليت فيفهم من هذا أن معني دائرة االردن أي األرض التي تحيط باألردن قديما التي مكانها‬
‫ور َة‪َ ،‬وش ْن َ‬
‫آب‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫اع َملك َ‬
‫ع‬ ‫وم‪َ ،‬وب ْر َش َ‬ ‫ص َن ُعوا َح ْربا َم َع َب َار َع َملك َس ُد َ‬ ‫هؤ َال ِء َ‬ ‫البحر امليت اآلن‪ .‬وفي (تكوين ‪َ " )2 :14‬أ َّن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ُ َ َ َ َ َ َ َّ َ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫صوغ ُر" وأيضا يخبرنا بمكان مهم في نفس االصحاح (تكوين‬ ‫َم ِل ِك أ ْد َمة‪َ ،‬و ِش ْم ِئ َيب َر َم ِل ِك صب ِوييم‪ ،‬وم ِل ِك بالع ال ِتي ِهي‬
‫َ ُ َ َ َ‬
‫صوغ ُر‪َ ،‬ونظ ُموا َح ْربا‬
‫َ َّ‬
‫يم‪َ ،‬و َم ِل ُك َبال َع‪ ،‬ال ِتي ِهي‬
‫ص ُبوي َ‬ ‫ور َة‪َ ،‬و َمل ُك َأ ْد َم َة‪َ ،‬و َمل ُك َ‬ ‫‪َ " )8 :14‬ف َخ َر َج َمل ُك َس ُد َ‬
‫وم‪َ ،‬و َم ِل ُك َع ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ِّد ِيم" وعمق السديم هي منطقة نقدر نستدل عليها هي منطقة في عمق بحر امللح ألن العدد يقول‬ ‫َم َع ُه ْم في ُع ْمق ّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ ّ َّ ُ َ َ ْ ُ ْْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الس ِد ِيم ال ِذي هو بحر ِاملل ِح" واختلف االثريون ألنهم‬ ‫في (تكوين ‪" )3 :14‬ج ِميع هؤال ِء اجت َمعوا متع ِاه ِدين ِإلى ع ْم ِق ِ‬
‫وجدوا أثار كثيرة على الجانبين وقال البعض أنهم على الجانب الشرقي والبعض قال أنهم على الجانب الغربي‪ ،‬ولكن‬
‫في الحقيقة وهذا رأيي أنهم في هذه املنطقة تحديدا أي أن سدوم وعمورة في منتصف بحر امللح لذلك األثنين رأيهم‬
‫صحيح ولكنهم يتكلمون على األطراف ولكن األصح أنها املنطقة كلها بما فيها البحر امليت‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫الس ّديم َك َ‬
‫َ ُْ ُ ّ‬
‫ان ِف ِيه َآب ُار ُح َم ٍر ك ِث َيرة‪ .‬ف َه َر َب َم ِلكا‬ ‫وأيضا يخبر االنجيل عن طبيعة األرض في (تكوين‪" )10 :14‬وعمق ِ ِ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ُ َ َ َُ ََ َ َ َ َ َُ َ ْ ُ َ‬
‫اك‪َ ،‬وال َباقون َه َرُبوا ِإلى ال َج َب ِل" والكلمة العبري خيمار חמר‪ ..‬أي قار أو زفت وهو بالطبع‬ ‫سدوم وعمورة وسقطا هن‬
‫قابل لالشتعال‪ ،‬ولهذا شرح اإلنجيل أن إبراهيم رأي دخان كثيف وهو الدخان الناتج عن حريق مواد بترولية فهو‬
‫تعبير دقيق‪ ،‬وهذا ما يوضحه اإلنجيل ان لوط أتجه شرقا من مكان إقامة إبراهيم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ ُ ْ ُ ّ َ ْ َ َ َ ُ ٌ َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ ٌ‬
‫اعت َز َل ال َو ِاح ُد َع ِن اآلخ ِر" وابرام كان‬ ‫في (تكوين‪" )11:13‬فاخ َت َار لوط ِل َن ْف ِس ِه كل دا ِئر ِة األرد ِن‪ ،‬وارتحل لوط شرقا‪ .‬ف‬
‫في بين بيت ايل وعاي ومقابل هذه املنطقة هي سدوم فهل هي شرق أم غرب بحر امللح؟ ولكن األدلة توضح أنه في‬
‫بحر امللح حسب ما رأيت‪.‬‬

‫‪ 65‬موقع الدكتور غالي املعروف بهولي بايبل‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 5‬إبريل ‪2019‬م‪.‬‬
‫‪https://drghaly.com/articles/display/10516‬‬
‫‪ 66‬األردن‪ :‬معني االسم "نازل" أو "متدفق" يطلق االسم على املنطقة الواقعة شرق األردن‪ ،‬ويطلق على أطول انهار فلسطين‪( .‬مرجع سابق‪" :‬سفر التكوين بالخلفيات التوضيحية" امللحق صـ‪)32‬‬
‫‪ 67‬بحر امللح‪ :‬بحر شديد امللوحة‪ ،‬تبلغ طولها ‪ 80‬كم تقريبا‪ ،‬تشغل الجزء الجنوبي من وادي األردن‪ .‬هو بحر العربة‪ ،‬وهو البحر الشرقي‪ ،‬وهو حاليا البحر امليت‪( .‬مرجع سابق‪" :‬سفر التكوين‬
‫بالخلفيات التوضيحية" امللحق صـ‪)33‬‬
‫بالع‪ :‬معني االسم تدمير أو هالك وهي مدينة صوغر‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)33‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫َ‬
‫اشيا َم َع ُه ْم ِل ُيش ِّي َع ُه ْم" وكلمة‬ ‫الر َج ُ ْ ُ َ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ان إ ْب َراه ُ َ‬ ‫(في تكوين ‪ُ " )16 :18‬ث َّم َق َام ّ‬
‫يم م ِ‬ ‫ال ِمن هناك وتطلعوا نحو سدوم‪ .‬وك ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫تطلع تدل دائما على مكان منخفض أما كلمة رفع نظره تدل على انه مكان مرتفع‪ ،‬واملسافة من حبرون (‪ )68‬إلى‬
‫سدوم‬
‫َ َ ُ َ َ َ َّ َ ُ َ ُ ٌ‬
‫وط َق َام ْ‬
‫الس ِت ْق َب ِال ِه َما‪،‬‬ ‫اب سدوم‪ .‬فلما رآهما ل‬ ‫َ َ َ َْ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ ٌ َ‬
‫(تكوين ‪ )1 :19‬فجاء املالك ِان ِإلى سدوم مساء‪ ،‬وكان لوط ج ِالسا ِفي ب ِ‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫األ ْ‬
‫ض" هي تقريبا أربع ساعات أو خمس ألنهم ظهروا إلبراهيم عند حر الظهيرة وأكلوا معه وهذا‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫وسجد ِبوج ِه ِه ِإلى‬
‫يستغرق عدة ساعات ثم انصرفوا واتوا سدوم مساء‪ .‬واملسافة مش ي تقريبا ‪ 25‬كم من حبرون حيث ابراهيم مقيم‬
‫الي سدوم‪ ،‬فنجد اننا نقف امام دليل يشهد ضد من يؤيد ان سدوم كانت على الناحية الثانية من البحر امليت‬
‫لسببين‪:‬‬
‫اوال املسافة الي الناحية الشرقية من البحر امليت ستستغرق أكثر من أربع او خمس ساعات باإلضافة انه يحتاج‬
‫أن يدور حول البحر امليت أو يعبره بمركب وهذا يستغرق مش قرب اليوم وليس فقط ساعات قليلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسافة ‪ 25‬كم نجد أنها تقود إلى نقطة في بداية البحر امليت في داخل املياه اآلن الخريطة‬

‫‪ 68‬حبرون‪ :‬معني االسم عصبة‪ ،‬حلف‪ .‬أحد أهم وأقدم املدن في جنوبي فلسطين‪ ،‬وتقع على بعد حوالي ‪ 32‬كم إلى الجنوب من أورشليم‪ ،‬وهي "ممرا" وهي حاليا الخليل‪( .‬املرجع السابق‪ :‬امللحق صـ‪)35‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫فنري ان مكان سدوم في أعلي بحر امللح مغطي باملياه هو املكان الصحيح من اإلنجيل]‬
‫ً‬
‫ثامنا‪ :‬يعتقد البعض أن هذه املدن تقع شمال البحر امليت الن عبارة "دائرة األردن" (تثنية‪ )12-10:13‬تشير إل‬
‫الشمال (تثنية‪ )3:34‬والسبيل الوحيد لتبرير املوقع الجنوبي في ضوء هذه الكلمة هو اعتبار ان كلمة "دائرة" تشير‬
‫إلي كل األخدود الذي يشغله نهر األردن والبحر امليت‪)69( .‬‬

‫تاسعا‪ :‬السبب اآلخر لالعتقاد ان هذه املدن ترقد تحت سطح البحر اآلن هو وجود مزار ديني في "باب الدرا" يبعد‬
‫خمسة أميال إلي الجنوب الشرقي من اللسان‪ ،‬ويعتقد أنه كان معبدا ألهالي مدن الدائرة‪ ،‬فالبقايا الفخارية به‬
‫ترجع إلي نحو عام ‪ 2300‬إلي ‪ 1900‬ق‪.‬م‪ .‬مما يتفق تماما مع زمن إبراهيم‪)70( .‬‬

‫‪" 69‬دار المعارف الكتابية" جـ‪( 4‬دار الثقافة‪ ،‬ط‪ )1991 ،1‬صـ‪364‬‬
‫‪ 70‬المرجع السابق‬

‫‪26‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كنعان في هذا العصر‬

‫تطلق تسمية كنعان على فلسطين ولبنان وإسرائيل وبسبب موقعها املتوسط بين مصر والفرات ظهر لها دور بارز‪،‬‬
‫ويخترق أرضها طريق البحر الساحلي الذي يمتد على طول الطريق املتوسط وعلي املرتفعات عبر نهر األردن‪ ،‬وكان‬
‫هناك الطريق امللكي الداخلي الذي يجتاز األرض‪ ،‬لذا كانت كنعان ممرا للجيوش العابرة ومطمعا للقوة املتفوقة‪،‬‬
‫وشيدت حول مدنها الحصون منذ زمن بعيد خاصة في غزة‪ ،‬وشكيم‪ ،‬ومجدو‪ ،‬وتظهر أهمية كنعان السياسية‬
‫حينما تضعف أحدي القوة العظمة التي حولها‪ ،‬ولم يقم بين املدن الكنعانية تنظيم موحد يجمعها في وحدة‬
‫سياسية مشتركة فكانت دائما تحت النفوذ األجنبي (‪ ،)71‬وكانت أرضها مفتوحة لهجرات القبائل السامية اآلتية من‬
‫الشمال‪.‬‬
‫آرام (آرام النهرين‪ ،‬فدان آرام) (‪)72‬‬

‫أرض آرام النهرين (تك‪ )10:24‬ويطلق عليها فدان آرام (تك‪ ،)20:24‬هي الجزء الشمال الغربي من أرض ما بين‬
‫النهرين‪ ،‬وهي املنطقة التي يحدها نهر الفرات األعلى من الغرب‪ ،‬ونهر خابور من الشرق‪ ،‬وتقع فيها حاران حيث‬
‫عاش اآلباء (تك‪)10:24‬‬
‫أما آرام فهي تشمل سوريا وشمال فلسطين وكانت آرام تتكون من عدة واليات صغيرة مستقلة‪ ،‬ومن أهم مدنها‬
‫دمشق‪ ،‬وعلى ذلك فإن أرام هي الجار املتاخم لكنعان ومحط رحال اآلباء‪ ،‬ويرجع أصل األراميين إلي الجنس السامي‬
‫ويحتمل أنهم بدو هاجروا من شبه الجزيرة العربية أو الصحراء السورية وانتشروا في البادية‪ .‬وامتزج االراميون‬
‫بعناصر كثيرة غير متجانسة‪ ،‬لذلك لم يستطيعوا تنظيم دولتهم في وحدة سياسية في ذلك الوقت‪ ،‬وكانت لهم‬
‫ثقافة وحضار متميزة‪ ،‬ولكن لم يتميز الفن األرامي بخطوط واضحة وراقية‪ ،‬وكان خليطا من فنون جيرانه الحثيين‬
‫والفينيقين‪ ،‬وما بين النهرين‪ ،‬واشتركوا معهم في عبادة آلهتهم البعل وعشتاروت وكانت التماثيل التي نحتوها ضخمة‬
‫وذات شكل قبيح‪.‬‬
‫جاء اسم دمشق مرتبطا بإبراهيم في واقعة مطاردة امللوك األربعة (تك‪)15:14‬‬
‫وفي تل املرديخ في سوريا اكتشف جيوفاني آالف األلواح وعليها أسماء تتشابه مع أسماء أسالف إبراهيم مثل اسم‬
‫عابر (تك‪ )11‬وأسماء أخرى في حاران مثل اسحق وإسماعيل ويعقوب ويوسف والبان‪ ،‬مما يدل بطريقة قاطعة‬
‫أنها أسماء كانت شائعة في األلف الثانية ق‪.‬م‪)73( .‬‬

‫‪ 71‬يفسر ذلك سبب سيطرة كدرلعومر ملك عيالم على أرض سدوم وعمورة واملناطق املجاورة‪.‬‬
‫‪ 72‬حيث كدرلعومر ملك عيالم وأمرافل ملك شنعار‪.‬‬
‫‪ 73‬القمص مكسيموس وصفي‪" :‬املرشد الجغرافي التاريخي للعهد القديم" (اإلسكندرية‪ ،‬مطبعة األنبا رويس األوفست‪ ،‬ط‪)1994 ،1‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الفصل الثالث الجغر افيا البيئية واملناخية‬

‫يصف الكتاب املقدس الجغرافيا البيئية ملدينتي سدوم وعمورة بـ‪:‬‬

‫ض‬ ‫ر‬‫الر ّب‪َ ،‬ك َأ ْ‬


‫ور َة‪َ ،‬ك َج َّن ِة َّ‬ ‫يع َها َس ْق ٌي‪َ ،‬ق ْب َل َما َأ ْخ َر َب َّ‬
‫الر ُّب َس ُد َ‬
‫وم َو َع ُم َ‬ ‫األ ْر ُد ّن َأ َّن َجم َ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ َ ُ ٌ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ َّ َ َ ُ‬
‫‪" +‬فرفع لوط عيني ِه ورأى كل دا ِئر ِة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ ََ َ ُ َ ُ َ‬
‫صوغر" (تكوين‪)10:13‬‬ ‫ِمصر‪ِ .‬حينما ت ِجيء ِإلى‬
‫َ ٌ‬
‫ان ِف ِيه َآب ُار ُح َم ٍر ك ِث َيرة‪.‬‬ ‫الس ّديم َك َ‬
‫ِ‬ ‫الس ِّديم َّال ِذي ُه َو َب ْح ُر ْ ِامل ْلح‪َ ..‬و ُع ْم ُق ّ‬
‫ين إ َلى ُع ْمق ّ‬ ‫هؤ َالء ْ‬
‫اج َت َم ُعوا ُم َت َعاهد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ " +‬جم ُيع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َََ َ َ َ َ ُ َ َ َُ ََ َ َ َ َ َُ َ ْ ُ َ‬
‫اك‪َ ،‬وال َباقون َه َرُبوا ِإلى ال َج َب ِل" (تكوين‪)10:14‬‬ ‫فهرب م ِلكا سدوم وعمورة وسقطا هن‬

‫بهذا يصف الكتاب املقدس بيئة مدينتي سدوم وعمورة جميعها سقي‪ ،‬كجنة الرب‪ ،‬كأرض مصر أي بيئة خصبة‬
‫بها موارد مائية وأراض ي خضراء‪ ،‬وما يوفر ذلك هو البحر امليت أو بحر امللح وانهما تقعان في وادي األردن في عمق‬
‫السديم‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن عمق السديم وادي خصب وبه موارد مياه كثيرة‪ ،‬به آبار حمرة كثيرة أي حفر مملوءة بالزفت‪،‬‬
‫ومؤخرا أكتشف في هذه األرض البترول والغاز مما يعني أن هذه األرض باإلضافة ملوقعها الجغرافي املتميز كونها‬
‫أرض خصبة تطل على البحر امليت‪ ،‬فهي أرض غنية بالبترول ومشتقاته‪.‬‬

‫أظهرت الدراسات الجيولوجية أن مستوى البحر امليت كان عند نقطة منخفضة خالل العصر البرونزي املبكر‬
‫(‪ ،)Neev and Emery 1995: 62‬وبالتالي فإن الحوض الضحل جنوب البحر امليت‪ ،‬كان سيصبح أرضا جافة وربما‬
‫املزروعة حاليا‪.‬‬

‫ومن حيث املناخ تتصف منطقة غور األردن (‪422‬م تحت سطح البحر) حيث الحر والرطوبة طوال السنة (‪.)74‬‬

‫قطاع عرض ي لسهل األردن‬

‫‪ 74‬عيس ى دياب "العهد القديم عامله ّ‬


‫وتحدياته" (بيروت‪ ،‬دار منهل للحياة‪ ،‬ط‪ )2014 ،1‬صـ‪88‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الفصل الرابع الجغر افيا االقتصادية والسياسية‬
‫خالل األلف الثانية ق‪.‬م وقبل القرن الثالث عشر كان املجتمع الكنعاني يقوم على نمطين من العيش البدو‬
‫والحضر‪ ،‬مجتمع البدو كان دائم التنقل سعيا وراء املاء واألكل‪ ،‬أما مجتمع الحضر مثل مدن سدوم وعمورة عرف‬
‫بعض االستقرار‪ ،‬وعاش فيه الناس في بيوت وزرعوا األرض وتعاطوا التجارة بطريقة تبادل السلع قبل استنباط‬
‫طريقة ص ّك واستعمال النقود في العمليات التجارية‪.‬‬

‫وفي وقت مبكر دخلت صناعة الخزف التي كانت أقدم وأفضل صناعة كنعانية ووصلت ذروتها في التقدم قبل‬
‫منتصف االلف الثاني ق‪.‬م‪ .‬وعند دخول عصر املعادن‪ :‬النحاس والبرونز أوال ثم الحديد‪ .‬كان الكنعانيون ولفترة‬
‫طويلة (‪ )1200-2100‬األبرز بين الشعوب في الصناعات املعدنية‪ .‬وبعد اكتشاف الذهب والفضة‪ .‬دخلت صناعة‬
‫الحلي وبرعت أيضا كنعان في هذا املضمار (‪.)75‬‬

‫باإلضافة إلي ما سبق ذكره في الجغرافيا البيئية واملناخية كون املدينتان أرض خصبة للزراعة وغنيها باملوارد املائية‬
‫واملواد البترولية‪ ،‬هذا كله جعل املدينة مهمة وغنية جدا ومركزا تجاريا ومحورا هاما لكل البالد املحيطة والقوافل‬
‫املارة‪.‬‬

‫ومن الناحية السياسية مما ال يدعي شك فيه أنها كانت مطمع لألعداء‪ ،‬فسعي ملوكها لتحصينها‪.‬‬

‫وفي أيام إبراهيم كانت املدينتين تحت نير كدرلعومر ملك عيالم‪ ،‬وكانا ملوكها يدفعون له الجزية كل عام‪ ،‬حتى‬
‫عصوه في السنة الثالثة عشر وفي السنة الرابعة عشر صنع ملك عيالم حرب عليهم وانتصر وأسر أمالكهم‬
‫وأفرادهم‪.‬‬

‫إال ان إبراهيم من أجل لوط ابن أخيه صنع حربا مع كدرلعومر وحلفائه واستعاد األمالك واالفراد‪.‬‬

‫‪ 75‬عيس ى دياب "العهد القديم عامله ّ‬


‫وتحدياته" (بيروت‪ ،‬دار منهل للحياة‪ ،‬ط‪ )2014 ،1‬صـ‪89‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫ً‬
‫الباب الثالث‪ :‬سدوم وعموره تاريخيا‬

‫‪30‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫سعي الكثير من العلماء املهتمين بدراسة جغرافية الكتاب املقدس واملدن التي فيه إلى الوصول للمدينتين على مر‬
‫السنوات السابقة‪ ،‬وقد توصل العلماء إلى عدة براهين تؤكد صدق الكتاب املقدس وحقيقة سدوم وعمورة وليست‬
‫ميثولوجيا‪.‬‬

‫لقد درس سترابون الجغرافي االغريقي العظيم اسيا الصغرى‪ ،‬وخاصة منطقة فلسطين التي وصفها بدقة متناهية‪،‬‬
‫وقد درس سترابون منطقة سدوم وعمورة والبحر امليت على وجه الخصوص‪ ،‬إال ان ما وصفه سترابون يثير‬
‫الفضول حقا فيقول‪" :‬هناك أسس كثيرة تدعو إلي االعتقاد بأن هذه املنطقة كانت فريسة للنار‪ ،‬صخور محترقة‪،‬‬
‫شروخ كثيرة‪ ،‬أرض من الرماد‪ ،‬انها تفوح منها رائحة كريهة‪ ،‬وأطالل املنازل منتشرة في كل مكان وهذا يرغمنا أن‬
‫نصدق ما يزعمه السكان املحليون من أنه كانت هنا في زمن ما‪ ،‬ثالثة عشرو مدينة عاصمتها سدوم‪ ،‬ولكن هزة‬
‫أرضية أو حمما بركانية وتيارات مياه البحيرة الكبريتية ابتلعت هذه البالد ولم يبق منها سوي الصخور شاهدة على‬
‫الكارثة‪ .‬بعض املدن غرق وبعضها االخر تركه السكان لينجوا بأرواحهم" (‪)76‬‬

‫يضاف إلي هذه الشهادة‪ ،‬شهادة املؤرخ اليهودي يوسيفيوس الذي كتب ان اثار سدوم وعمورة الزال يري‪.‬‬

‫بعض القرائن تساعد في عملية البحث‪ :‬سدوم وعمورة كونت الخمس مدن التي في السهل (تكوين‪ )2:14‬لوادي‬
‫األردن (عمق سيديم) والتي تشمل ادمة وصبوييم وصوغر (بالع)‪ .‬هناك كان لوط الذي قرر ان يستقر مع عائلته‬
‫بعد شجار عبيده مع عبيد إبراهيم على األرض‪ ،‬بسبب القطعان‪ .‬بينما قرر إبراهيم ان يستقر في أرض كنعان‪.‬‬

‫قرينة اخري‪ :‬لوط توسل للمالكين من أجل أن يذهب للمدينة الصغيرة صوغر‪ ،‬لتكون لهم ملجأ هذا طبقا ملا جاء‬
‫في (تكوين‪ ،)25،24 :19‬فأمطر الرب نار حارقة وكبريت من السماء على سدوم وعمورة‪ ،‬فدمرها كليا‪ ،‬كل مدن‬
‫الساحل وهلك كل الناس وكل الخضرة‪.‬‬

‫كان الدمار عظيما لدرجة ان إبراهيم رآه وهو واقف من بلوطات ممرا غرب وادي األردن‪ .‬وغادر لوط وبناته بعد‬
‫ذلك صوغر وعاشوا مؤقتا في كهف هناك‪.‬‬

‫هذه االحداث قادت العلماء لعدة اكتشافات ستتناولها الدراسة والتي تقود إلى اليقين من كالم الرب واحداث‬
‫الكتاب املقدس‪.‬‬

‫‪ 76‬ليوتاكسل‪" :‬التوراة‪ ،‬كتاب مقدس أم جمع اساطير" ترجمة د‪ .‬حسان ميخائيل اسحق‪ ،‬صـ‪100‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االكتشافات الحديثة‬

‫‪ .1‬ألواح أبيال‬

‫أول دليل على صدق الكتاب املقدس اكتشف أوال في هذا القرن هي ألواح أبيال‪ ،‬حيث اكتشف في سنة ‪1975‬م في‬
‫مدينة إبال ‪ Ebla‬السورية (‪ )77‬ألواح من الطين مدون عليها أسماء مدن السهل الخمسة وهي التي ذكرها الكتاب‬
‫باسم مدن الدائرة (تك‪.)12:13‬‬

‫يرجح البريت انها تقع في املنطقة الضحلة من الطرف الجنوبي للبحر امليت حيث كانت سهال خصيبا يذخر بالقري‬
‫قبل هالكها (‪.)78‬‬

‫تحتوي االلواح على قائمة من ‪ 290‬اسم من األماكن القديمة‪ .‬هذه األسماء تأتي من سوريا ومن كنعان‪.‬‬

‫من بين ‪ 290‬اسما‪ ،‬يحمل العديد منها (تكوين ‪ )14‬ومدن السهل‪ .‬االسم رقم ‪ 210‬هو آدمة ‪ ،Athma‬في شكله‬
‫الكنعاني القديم‪.‬‬
‫بعده مباشرة رقم ‪ 211‬سدوم ‪ ،Sodom‬واضح للقراءة ومعادل صوتيا مع سدوم ‪ Sodom‬الكتاب املقدس (‪)79‬‬

‫أنقاض مدينة ابيال‬

‫‪ 77‬إبيال مدينة أثرية سورية قديمة كانت حضارة ومملكة عريقة وقوية ازدهرت في شمال غرب سورية في منتصف األلف الثالث قبل امليالد‪ .‬وبسطت نفوذها على املناطق الواقعة بين هضبة‬
‫ُ‬
‫االناضول شماال وشبه جزيرة سيناء جنوبا‪ ،‬ووادي الفرات شرقا وساحل املتوسط غربا‪ ،‬وأقامت عالقات تجارية ودبلوماسية وثيقة مع دول املنطقة واملمالك السورية ومصر وبالد ما بين النهرين‪.‬‬
‫‪ 78‬مرجع سابق‪" :‬املرشد الكتابي للعهد القديم" صـ ‪22‬‬
‫‪79 http://www.arkdiscovery.com/s&g-pax.htm‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫‪ .2‬صوغروكهف لوط املفتاح‪:‬‬

‫ألن سدوم وعمورة وصبوييم وأدمة دمرت بالكامل كما ذكر الكتاب املقدس‪ ،‬فمن أجل توسل لوط وشفاعته لم‬
‫تدمر املدينة الصغيرة "صوغر" التي هرب إليها لوط من سدوم‪.‬‬

‫يشير الكتاب املقدس إلى املسافة بين لوط ومدينة صوغر أنها قريبة‪ ،‬واملسافة تلك قطعها لوط سيرا على األقدام‬
‫من فجر اليوم إلى شروق الشمس‪:‬‬
‫ْ َْ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ ُ َ ّ َ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َّ‬
‫ودت ْي ِن ِلئال َت ْه ِل َك ِب ِإث ِم امل ِد َين ِة‪..‬‬ ‫‪" +‬وملا طلع الفجر كان املالك ِان يع ِجال ِن لوطا قا ِئلي ِن‪« :‬قم خ ِذ امرأتك وابنتيك املوج‬
‫َّ ْ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ ٌَ َْ ُ ُ َ َُ َ ْ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َ ٌ ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ ٌ ُ َ َ َْ َ ُ‬
‫س َعلى‬ ‫اك‪َ ..‬و ِإذ أش َرق ِت الشم‬ ‫هذ ِه ق ِر َيبة ِلل َه َر ِب إليها و ِهي ص ِغيرة‪ .‬أهرب ِإلى هن‬
‫ال ل ُه َما لوط‪ :‬هوذا امل ِدينة ِ‬ ‫فق‬
‫َْ َ َ َ ُ ٌ َ ُ َ‬
‫صوغ َر" (تكوين‪)23-15 :19‬‬ ‫ض دخل لوط ِإلى‬ ‫األر ِ‬
‫ومقدار ما بين الفجر وشروق الشمس بالتقريب ساعة ونص‪ ،‬ولكن ال يعني هذا ان املسافة بين صوغر وسدوم‬
‫ساعة ونصف سيرا ألن املالكان كانا يتعجال لوط في السير‪ ،‬فلذلك قد تكون املسافة مضاعفة بأضعاف عن الساعة‬
‫والنصف‪.‬‬

‫وبعد ان أمطر الرب نارا وكبريتا على سدوم وعمورة هرب لوط إلى الجبل ووجد كهفا (مغارة) واختبأ هو وبناته فيه‪:‬‬
‫َْ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ٌ ْ ُ َ‬
‫صوغ َر‪ .‬ف َسك َن ِفي املغ َار ِة ُه َو‬ ‫صوغ َر َو َسك َن ِفي ال َج َب ِل‪َ ،‬و ْابن َت ُاه َم َع ُه‪ ،‬أل َّن ُه خاف أ ْن َي ْسك َن ِفي‬ ‫‪" +‬وص ِعد لوط ِمن‬
‫َ‬
‫َو ْابن َت ُاه" (تكوين‪)30:19‬‬

‫وفقا للطبيعة الجيولوجية‪ ،‬فأن دكتور ستيف استوين ‪ Steve Austin‬عالم األثار في الكتاب املقدس‪ ،‬ودكتور‬
‫بريانت وود ‪ ،Bryant G. Wood‬وغيرهم من العلماء‪ ،‬رأوا ان صوغر هي املفتاح إليجاد املدن املحكوم عليها سدوم‬
‫وعمورة‪.‬‬

‫فلت حديد مكان صوغر بدقة‪ ،‬يحتاج معرفة األماكن التي بنيت فيها تلك املدن‪ ،‬وقادهم البحث عن صوغر إلى‬
‫منطقة الجنوب من البحر امليت حيث يوجد وادي األردن بالقرب من املدينة حديثة تدعي صافي (تقع في نطاق‬
‫محافظة الكرك باألردن)‬

‫وبالبحث عن الكهف الذي اختبأ فيه لوط وبناته عندما هربوا من صوغر وجدوا كنيسة قديمة باسم مالذ النبي‬
‫لوط بكهف قريب منه‪.‬‬

‫تطل الكنيسة على مدينة صافي باألغوار الجنوبية التي من املمكن تكون هي مدينة صوغر‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫خريطة الفسيفساء على أرضية كنيسة في مادبا (‪ ،)80‬األردن‪ ،‬واملعروفة باسم خريطة مادبا وكما هو مبين في الشكل‬
‫أدناه‪.‬‬

‫موقع كنيسة النبي لوط ومدينة صوغر‬

‫يظهر أدناه موقع التنقيب عن املوقع التقليدي املعروف لـ "كهف لوط" في التالل أعلى املوقع املشار إليه لصوغر‪.‬‬

‫كهف لوط‬

‫مدينة صوغر (صافي) حاليا هي املدينة الوحيدة التي الزالت موجود من آالف السنين بعد تدمير سدوم وعمورة‪.‬‬

‫تعرض لنا املراجع التاريخية أن هذه املدينة كانت تضم مركزا تجاريا في القرن العاشر امليالدي‪.‬‬

‫وطبقا إلشعياء وإرميا (‪ 5:15‬و‪ )35،34 :48‬فأن صوغر كانت تقع في نطاق موآب‪ ،‬واملؤرخ اليهودي يوسيفيوس قال‬
‫إن صوغر كانت تقع جنوب البحر امليت‪.‬‬

‫‪ 80‬يقع الكهف في األغوار الجنوبية بمدينة الكراك باألردن بالقرب من مدينة صافي‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫ووصف العرب في رحالتهم تلك املدينة باسم "الصافية" (التي اشتق منها االسم الحالي "صافي")‪.‬‬

‫أعطي املالكان لوط وعائلته وقت كافي للهروب من الدمار‪ ،‬وبحسب دكتور ستيف استن‪ ،‬تقريبا كانت الرحلة‬
‫لصوغر ست ساعات سيرا على األقدام‪.‬‬

‫دعم مع مجموعة من العلماء هذه النظرية‪ ،‬فتوصال ان خراب مدينتي باب الدرا وعمورة في األردن من املحتمل أن‬
‫يكون أنقاض مدينتي سدوم وعمورة‪.‬‬

‫فمدينة صافي تبعد ست ساعات باملش ي عن باب الدرا‪ ،‬التي كانت أكبر املدن التي استقر فيها إبراهيم في العصر‬
‫البرونزي‪ .‬الحطام الذي حدث يمكن رؤيته من ممرا في كنعان‪.‬‬

‫بقايا مدينة باب الدرا عبارة عن أكوام مع مقبرة في الجزء الجنوبي منها‪.‬‬

‫إحدى النظريات الشائعة لفترة طويلة كانت أن سدوم وعمورة كانتا تقعان في السهل الجنوبي للبحر امليت وتغطيهما‬
‫املياه فيما بعد حيث تغير منسوب مياه البحر امليت مع مرور الوقت‪ .‬انحسر مستوى املياه في السنوات األخيرة ولم‬
‫يجد البحث في املنطقة أي دليل للتحقق من هذا املوقع‪.‬‬

‫بدأت عمليات البحث التي بدأت في عام ‪ 1973‬باكتشاف أدلة املدن في املنطقة الواقعة جنوب شرق البحر امليت‪،‬‬
‫معظمها موجود للحصول على االستفادة من تدفق املياه من موارد الوادي في املنطقة‪ .‬تظهر خريطة املواقع‬
‫املقترحة في الشكل أدناه‪.‬‬

‫عمق السديم وموارد املياه‬

‫لم يوجد حتى اآلن سوى دليل على اثنتين من مدن املدن الخمسة في السهل‪ ،‬لكنهم يقترحون أن األدلة قوية على‬
‫أنه تم العثور على أهم مدينتين سدوم وعمورة‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫هذه هي األدلة التي تم العثور عليها من خالل التدمير الذي أحدثته النيران في كل موقع بسبب طبقات الرماد‬
‫املوجودة في الحفريات التي قام بها علماء اآلثار‪.‬‬

‫باب الدرا ‪( Bab edh-Dhra‬سدوم) هو أكبر املوقعين‪ ،‬حيث يبلغ جدار املدينة عرضه ‪ 7‬أمتار (‪ 23‬أقدام) محاط‬
‫ببوابات تقع في الغرب والشمال الشرقي وتحتوي على معبد إلله غير معروف‪.‬‬

‫كان للبوابة الشمالية الشرقية برجان محاطان بأساسات ضخمة من الحجر والخشب‪ ،‬ربما البوابة التي جلس‬
‫فيها لوط (تكوين ‪.)81( )1 :19‬‬

‫البوابة الشرقية حيث مدخل املدينة‬

‫كان عدد السكان املقدر في وقت التدمير ما بين ‪ .1200-600‬كان هناك مقبرة كبيرة في باب الدرا (سدوم) وتشير‬
‫أدلة الفخار إلى أن بعض سكان نوميرا ‪( Numeira‬عمورة) دفنوا موتاهم في هذه املقبرة‪ .‬يبدو أن نوميرا كانت‬
‫موجودة لفترة قصيرة فقط‪ ،‬وربما أقل من ‪ 100‬عام‪.‬‬

‫س َج َد ب َوجْ هه إلَى األ َرْ ض"‬ ‫ُوم‪ .‬فَلَ َّما َرآهُ َما لُوط قَ َ‬
‫ام السْت ْقبَاله َما‪َ ،‬و َ‬ ‫سد َ‬‫سا ًء‪َ ،‬وكَانَ لُوط َجالسا ً في بَاب َ‬
‫ُوم َم َ‬
‫سد َ‬‫‪" 81‬فَ َجا َء ْال َملَكَان إلَى َ‬

‫‪36‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫أوضحت استكشافات باليوبوتاني ‪ Paleobotany‬أن هناك مجموعة متنوعة غنية من املحاصيل التي تزرع في‬
‫امل نطقة بما في ذلك الشعير والقمح والعنب والتين والكتان والحمص والبازالء والفاصوليا العريضة والزيتون؛‬
‫مؤشرا على أن املنطقة كانت "تسقى جيدا" في سفر (التكوين ‪.)13:10‬‬

‫فيما يتعلق بالسبب املقترح لتدمير مدن السهل حيث كانت سدوم وعمورة‪ ،‬نتيجة لزلزال أجبر على خروج املواد‬
‫القابلة لالحتراق على السطح وفي الغالف الجوي‪.‬‬

‫حيث وجد القار والبترول والغاز الطبيعي والكبريت في املنطقة‪ .‬وإلى الشرق من البحر امليت هو خط الصدع (‪)82‬‬

‫الرئيس ي وتقع هذه املدن بالضبط على خط الصدع هذا‪ .‬انظر الشكل أدناه‪.‬‬

‫الصدع في سهل االردن‬

‫ان‬ ‫ور َة‪َ ،‬و َن ْح َو ُك ّل َأ ْرض َّ‬


‫الدائ َرة‪َ ،‬و َن َظ َر َوإ َذا ُد َخ ُ‬ ‫يقول الكتاب املقدس أن إبراهيم نظر ورأى َ"ت َط َّل َع َن ْح َو َس ُد َ‬
‫وم َو َع ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ ْ َ‬
‫ص َع ُد ك ُد َخ ِان األ ُتو ِن" (تكوين‪ )28:19‬وال يبدو أنه يشير إلى زلزال‪ ،‬ولكنه يستخدم املصطلح العبري‬ ‫ضي‬ ‫األر ِ‬
‫"انقالب" في سفر التثنية‪ .23: 29‬ربما هذا هو إشارة إلى أن اقتراح حدوث زلزال‪.‬‬

‫ّ‬
‫العمودي لعرق أو فلق في طبقة األرض‪ ،‬واملقصود شقوق في األرض‬ ‫الر َّ‬
‫أسية‪( :‬البيئة والجيولوجيا) زاوية امليل عن الوضع‬ ‫الصلب زاوية َّ‬
‫الصدع َّ‬ ‫الص ْد ُع‪ُّ :‬‬
‫الشق في الش ِيء ُّ‬ ‫‪َّ 82‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫وقد لوحظت تغييرات في ارتفاع يصل إلى ‪ 164‬قدما تسببت في تغيير اتجاه وادي نوميرا في املوقع‪ ،‬والذي ُيعتقد أنه‬
‫الحدث الذي تسبب في التدمير‪ .‬كما تم العثور على أدلة على أن السكان فروا على عجل من املوقع ودفنوا الهياكل‬
‫العظمية ألولئك الذين وقعوا في الدمار‪.‬‬

‫وفي الشكل ادناه يضع الدكتور براينت ‪ Brynt G Wood‬يده على طبقة من الكبريت موجود أسفل طبقات األرض‪،‬‬
‫في إشارة إلى أن هذه املدينة غطيت بالكبريت‬

‫دكتور براينت يشير لطبقة من الكبريت داخل طبقات األرض باملنطقة املكتشفة‬

‫‪38‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫‪ .3‬يشرح موقع ‪ Arkdiscovery‬عدة أبحاث قام به مستكشفيه من أرض سدوم وعمورة (‪:)83‬‬
‫هذه الصور اخذها جاك ويلسون ‪ Jake Wilson‬من مدينة آدمة إحدى املدن الخمسة في سهل األردن‪ ،‬والتي دمرت‬
‫بالنار والكبريت‪.‬‬

‫هذه الصور تبرز عدة نوافذ لبيوت تحولت لرمد بسبب كرات الكبريت الحارقة‪.‬‬

‫صورة تبرز نوافذ مربعة ملباني وقد تحولت لرمد‬

‫‪83 http://www.arkdiscovery.com/sodom_&_gomorrah.htm‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫صورة أحدي أبواب املباني مفتوحة‬

‫يالحظ في هذه املباني وجود كرات من الكبريت الصافي والتي يمثل فيها الكبريت نسبة ‪%98-96‬‬

‫يالحظ اختالف اللون بين الجبل وتلك املباني‪ ،‬مما يؤكد انها مباني تحولت لرمد وليس تالل جبلية‬

‫‪40‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫يقول املؤرخ اليهودي يوسيفيوس (‪" :)84‬إن طالل الخمس مدن الزال يري"‪ ،‬ومن املعروف ان مستوي البحر امليت‬
‫قد انخفض عما كان سابقا‪ ،‬مما يجعلنا قادرين على رؤية هذه املدن‬
‫تحليل الكرات الكبريتية‬

‫في هذه الصورة تظهر كرات من الكبريت كانت مشتعلة ثم بردت‬

‫في هذه الصورة تظهر كرات الكبريت وهي مغلفة بطبقة من الكريستال تكونت عليها بعدما بردت وهذا يفسر‬
‫كيف تحولت امرأة لوط لعمود ملح‬

‫‪" The traces or shadows of the five cities are still to be seen".‬‬
‫‪84‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫في هذه الصورة عشرات الكرات الكبريتية سقطت على هذا املكان‪ ،‬وبالفحص وصلت نسبة الكبريت الصافي إلى‬
‫‪ %98-96‬والباقي ماغنسيوم‪ ،‬وهذا هو املكان الوحيد في العالم الذي فيه نسبة الكبريت الصافي تتخطي ‪%40‬‬

‫منطقة من الحرق ال تزال قائمة حول كرة كبريتية‬

‫هذه املباني وجدت مكونة من كربونات الكالسيوم وكالسيوم الكبريتات هذا إشارة إلى تعرض املنطقة لحرارة‬
‫شديدة أدت إلى ما يسمي عملية التأين الحراري وهي تحويل حجر الكلس (الجيري) إلى كالسيوم الكبريتات لرمد‪،‬‬
‫وتكوين مجموعة من الدوامات‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫طبقات من الرماد سهلة فركها باليد‬
‫من (تكوين‪ )19:10‬يبان ان املدن الخمسة ليست بجوار بعض كمجموعة مدن قريبة‪ ،‬وفي الجهة املقابلة ملدينة‬
‫عمورة تم اكتشاف مقبرة تحتوي على ما يقرب من مليون مقبرة‪.‬‬

‫يالحظ في هذه الصورة مجموعة من األبراج ومعبد وأبو الهول ونوافذ تحولت جميعها إلى رمد‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫املعبد‬

‫الشكل املتوقع للمعبد قديما‬

‫‪44‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫سور بزاوية قائمة ال يمكن تكوينه من الطبيعة‪.‬‬

‫باب أحد البيوت الزال مفتوحا‬

‫‪45‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫تمثال أبو الهول الجهة األمامية له من الشمال‬

‫تمثال أبو الهول اخر وكان موجود عند مدخل املدينة لحمايتها‪.‬‬

‫طبقات من الكريستال اململح تكونت بعد نزول الكبريت‬


‫‪46‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫طبقات الكريستال كانت سائلة وتكونت نتيجة التبريد واسفلها طبقات الكبريت‬

‫في هذه الصورة يظهر الجسم الصلب (الصخرة) وقد تم اسالته وتكوين فقاقيع نتيجة تعرضها لحرارة شديدة‬

‫صورة لهيكل عظمي إلنسان تغطت بطبقات من الكبريت‪.‬‬


‫‪47‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫‪ .4‬مقتطفات من حوارتليفزيوني على قناة ‪ PAX‬أذيع في ‪ 19‬أكتوبر ‪)85( 2001‬‬

‫ثورستون ‪ :Thurston‬ربما تكون حفر الوحل هي الحل‪ .‬تم استخدام البيتومين (القار) ‪ Bitumen‬في جميع أنحاء‬
‫العالم القديم وكان سلعة ثمينة للغاية‪ .‬كان يستخدم كطالء للطوب املحروق‪ ..‬وكان يستخدم لتوفير سد ضيق‬
‫للماء‪ .‬سفينة نوح على سبيل املثال كانت مغطاة بالقار‪ ،‬من الداخل والخارج‪.‬‬

‫أورباخ ‪ :Orbach‬هل هناك أي دليل غير كتابي على وجود هذه املدن‪ ،‬أو أنها دمرت بسبب كارثة مشتعلة؟‬

‫شيا ‪ :Shea‬في عام ‪ ،1978‬نشر األستاذ جيافاني بيتيونانو ‪ Giavani Petionano‬من جامعة روما‪ ،‬لوحا مسماريا‬
‫قديما يعرف باسم أطلس ابيال الجغرافي ‪ Ebla Geographical Atlas‬يأتي هذا من منتصف األلفية الثالثة قبل‬
‫امليالد‪ .‬إنها قائمة تحتوي على ‪ 290‬اسم من األماكن القديمة‪ .‬هذه األسماء تأتي من سوريا ومن كنعان‪ .‬من بين‬
‫‪ 290‬اسما‪ ،‬يحمل العديد منها (تكوين ‪ )14‬ومدن السهل‪ .‬االسم رقم ‪ 210‬هو آدمة ‪ ،Athma‬في شكله الكنعاني‬
‫القديم‪ .‬بعده مباشرة رقم ‪ 211‬سدوم ‪ ،Sodom‬واضح للقراءة ومعادل صوتيا مع سدوم ‪ Sodom‬الكتاب‬
‫املقدس‪ .‬ويأتي اسم العقبة بعد ثمانية اسماء‪ ،‬العقبة الحديثة‪ ،‬والتي هي الخليج في الطرف الشمالي الشرقي‬
‫للبحر األحمر‪ .‬هذا االسم للعقبة‪ ،‬يعطينا فكرة مهمة للغاية عن مكان وجود سدوم‪ .‬وهذا يضعها في جنوب‬
‫األردن‪ ،‬حيث تقع مدينة سدوم التوراتية‪.‬‬

‫د‪ .‬ويستون فيلدز ‪ :Weston Fields‬تقع صوغر‪ ،‬وفقا لخريطة مدابا للفسيفساء ‪،)86( Medivan Mosaic Map‬‬
‫التي عثر عليها قبل بضع سنوات في كنيسة بيزنطية فيما يعرف اآلن باألردن‪ ،‬في املنطقة الجنوبية الشرقية من‬
‫منطقة البحر امليت‪.‬‬

‫أورباخ ‪ :Orbach‬تم صنع الكثير من هذه الخريطة الفسيفسائية‪ ،‬واستقر علماء اآلثار على مدى سنوات في‬
‫سلسلة من اآلثا ر الصغيرة بالقرب من الركن الجنوبي الشرقي للبحر امليت كموقع محتمل لجميع مدن السهل‬
‫الخمسة‪ .‬ولكن‪ ،‬هل هذا املوقع مدعوم في ضوء االكتشافات الحديثة؟ هل هناك دليل على أن النار والكبريت أو‬
‫الكرات املحترقة دمرت املدن فعال؟ هل تم العثور على مواقع أخرى تتناسب بشكل أكبر مع التعاريف التاريخية‬
‫والتوراتية؟ هل من املمكن اآلن أن نقول إنه تم العثور على املواقع الدقيقة للمدن الخمسة؟‬

‫‪85 http://www.arkdiscovery.com/s&g-pax.htm‬‬

‫‪86 The Madaba Map, also known as the Madaba Mosaic Map, is part of a floor mosaic in the early Byzantine church of Saint George in Madaba, Jordan. The Madaba Map‬‬

‫‪is of the Middle East, and part of it contains the oldest surviving original cartographic depiction of the Holy Land and especially Jerusalem. It dates to the 6th century AD.‬‬
‫‪https://en.wikipedia.org/wiki/Madaba_Map‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫بالرجوع إلى القرائن ‪ ...‬كان موقع املدن الخمس في السهل‪ ،‬كما هو موصوف في الكتاب املقدس‪ .‬استقر علماء اآلثار‬
‫وعلماء الكتاب املقدس في موقع واحد أو موقعين يبدو أنهما يوفران بعض االحتماالت‪ .‬يقع أحد هذه املواقع‬
‫اليوم تحت مياه الطرف الجنوبي للبحر امليت‪ .‬وهناك موقع آخر على الجانب األردني من البحر امليت حيث توجد‬
‫خمسة مواقع أثرية‪ .‬ولكن هناك مشاكل‪ .‬لم يتمكن أي شخص من الوصول إلى املواقع تحت املاء لتأكيد ما إذا‬
‫كانت الهياكل املوجودة طبيعية أو من صنع اإلنسان‪ .‬واملواقع األردنية الخمسة تقع على ارتفاع ‪ 500‬متر فوق‬
‫السهل املذكور في الكتاب املقدس على وجه التحديد‪ .‬هل تقدم القصة التوراتية أي تفاصيل أخرى يمكننا‬
‫فحصها؟‬

‫فراي ‪ :Fry‬بعد قراءة وصف تدمير هذه املدن من الكتاب املقدس‪ ،‬تحصل على صورة عما تتوقع أن تجده‪ .‬سيكون‬
‫مكانا يوجد فيه رماد‪ ،‬كبريت‪ ،‬دليل على االحتراق‪ .‬سيكون مكانا غير مأهول حيث لن ينمو ش يء‪.‬‬

‫أورباخ ‪ :Orbach‬من املمكن أن يتم تدمير املدن إلى حد كبير بالطريقة التي يقول بها كتاب سفر التكوين‪ .‬السؤال‬
‫الذي ال يزال متبقيا‪ ،‬هل تم اكتشاف موقع تلك املدن؟‬

‫ثورستون ‪ :Thurston‬عثر أعضاء مؤسسة رون وايت ‪ Ron Wyatt‬على أدلة في عام ‪ ،1989‬على أن مدن السهل‬
‫الخمسة لم تتركز فقط في نهاية البحر امليت‪ ،‬بل تشكل خطا من أسفل الطرف الجنوبي للبحر امليت تماما‪،‬‬
‫الطريق إلى حوالي عشرة أميال أو نحو ذلك فوق الطرف الشمالي‪.‬‬

‫أورباخ ‪ :Orbach‬لكن‪ ،‬ما الذي اكتشفه رون وايت الذي جعله يعتقد أنه كان ينظر إلى أنقاض املدن الخمس؟‬

‫فراي ‪ :FRY‬يخبرنا القديس بطرس الرسول أن املدن قد تحولت إلى رماد‪ .‬ويشير يوسيفيوس املؤرخ اليهودي إلى أن‬
‫ُ‬
‫آثار املدن أو ظاللها ترى بعد‪ .‬هذه األنقاض ليست مؤلفة من نوع من الرماد الذي نفكر به عادة والذي يضرب‬
‫الريح‪ .‬كان الرماد مضغوطا معبأ ومكثفا بشكل كبير من الخارج‪ ،‬ولكن عند كسره كانت املادة أكثر ليونة‪ .‬في بعض‬
‫األماكن يكون الرماد السائب عميقا بشكل مثير للدهشة‪ .‬بنية املدينة واضحة‪ ،‬الجدران‪ ،‬الشوارع‪ ،‬التماثيل‪،‬‬
‫حتى األشكال التي تشبه أبو الهول يمكن تمييزها بسهولة‪ .‬وتتماش ى أبعاد هذه اآلثار مع ما يمكن أن يطلق عليه‬
‫حقا مدينة‪ .‬وكانت املدينة األكبر هي سدوم الذي تقع بالقرب من جبل‪ ،‬حوالي ‪ 140‬فدان‪.‬‬

‫أورباخ ‪ :Orbach‬رغم أن هذه االكتشافات تتعارض مع املعتقدات السائدة‪ ،‬إال أن املواقع واألدلة األثرية والعلمية‬
‫تبدو مقنعة للغاية‪ .‬من املؤكد أن هذه النظرية تجعل صوغر قريبة بما يكفي من سدوم ملنح لوط وأسرته وقتا‬
‫كافيا للوصول اليها بأمان‪ .‬وعمق وانتشار الرماد يناسب وصف الدمار‪ .‬ولكن ال يزال هناك تلك الفكرة املزعجة‬
‫حول سقوط الكبريت من السماء!‬

‫‪49‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫فراي ‪ :Fry‬مع خلفيتي عن الكيمياء‪ ،‬وجدت أن كرات الكبريت هي االكتشاف األكثر إثارة للجميع‪ .‬تمكنت من جمع‬
‫العديد من الكرات ذات األحجام املختلفة‪ ،‬بعضها بحجم الصورة املصغرة‪ ،‬والبعض اآلخر بحجم البويضة‪ .‬في‬
‫الواقع تم العثور على اآلالف من كرات الكبريت هذه‪ .‬باستثناء هنا في هذه األنقاض‪ ،‬فإن كرات الكبريت كهذه‬
‫نادرة جدا‪ .‬يبدو األمر كما لو أن األدلة التي تثبت حساب الكتاب املقدس قد تم حفظها بأعجوبة مع املوقع نفسه‪.‬‬
‫يشير الكتاب املقدس إلى أن الحدث الذي دمر هذه املدن كان له أصل خارق‪ .‬ال نعرف بالضبط الطريقة التي‬
‫حدث بها‪ ،‬لكن ما نعرفه هو أن كرات الكبريت املشتعلة هذه تمطر على املدن‪ .‬نحن نعرف هذا ألنه تم اختبار‬
‫الكبريت وقد ثبت أنه قد تم إحراقه‪ .‬ومع هطول األمطار‪ ،‬بدأت جميع األجسام القابلة لالشتعال في املدينة في‬
‫االحتراق‪ ،‬وبدأت الحرارة املتصاعدة من الكبريت املحترق في التزايد مع مرور الوقت‪ .‬تم تقدير أن درجات حرارة‬
‫تصل إلى ‪ 4000‬درجة (أكثر من ‪ 6000‬فهرنهايت)‪ .‬هذا من شأنه أن يخلق بسهولة نوعا من الدخان الشبيه‬
‫باألتون الذي رآه إبراهيم على طول السهل‪ .‬األدلة من هذه املواقع ليست فقط تتناسب مع سرد الكتاب املقدس‬
‫لتدمير سدوم وعمورة‪ ،‬ولكن مع الكتب املقدسة األخرى ذات الصلة كذلك‪ .‬أعتقد أننا وجدنا بالفعل أدلة وفيرة‬
‫على أن هذه هي بقايا سدوم وعمورة‪.‬‬

‫أورباخ ‪ :Orbach‬مرة أخرى‪ ،‬للعلم والدين فرصة إلثبات أنهما يعمالن معا بشكل أفضل من اآلخر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫أحد الجوانب األكثر روعة في هذه االكتشافات الجديدة هو أنها كانت موجودة في موقع عادي ليراها الجميع على‬
‫مر العصور‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫‪ .5‬تحوالت البحر امليت حسب علم األثار والتاريخ والجيولوجيا (‪)87‬‬

‫‪Archaeology, history, and geology of the A.D. 749 earthquake, Dead Sea transform‬‬

‫دراسة قدمت نتيجة أبحاث واستكشافات عن تغيرات في البحر امليت نتيجة حدوث زالزل في منطقة البحر امليت‬
‫واملنطقة املحيطة به‪ ،‬أدت إلى تغيرات ديموغرافية وجيولوجية في املكان كما هو واضح في الصور‪:‬‬

‫‪87 Geology; August 2003; v. 31; no. 8; p. 665-668; DOI‬‬

‫‪https://m.tau.ac.il/~shmulikm/Publications/GK-Geology2003.pdf‬‬

‫‪51‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫تبرز هذه الصورة التغيرات التي حصلت في محيط إسرائيل وعلي البحر امليت‬

‫املنطقة القاحلة حول البحر امليت‬

‫‪52‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫املنطقة املهجورة في مدابا‬

‫صدع األردن‬

‫البرية الجافة في وادي األردن‬

‫‪53‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫‪ .6‬نشرت جريدة ديلي ميل البريطانية على موقعها االخباري على األنترنت "‪ "Mail Online‬بتاريخ ‪13‬‬
‫أكتوبر‪2015‬خبر عن بعنوان (‪:)88‬‬
‫[هل وجدت مدينة التوراة سدوم؟ املدينة املشوهة في األردن تطابق وصف املدينة التي دمرها هللا في العهد القديم"‬

‫وكتب أسفل هذا العنوان‪:‬‬

‫يعود تاريخ تل الحمام‪ ،‬األردن‪ ،‬إلى ما بين ‪ 3500‬و‪ 1540‬قبل امليالد‪ .‬يدعي الخبراء أن موقعه وحجمه يتطابق مع‬
‫أوصاف مدينة سدوم في الكتاب املقدس‪ .‬حيث إن سدوم قد دمرها هللا لكونها مليئة بالخطية‪ .‬تشير الدالئل إلى أن‬
‫تل الحمام قد تم تدميرها فجأة قبل إعادة بنائها بعد ‪ 700‬عام‪.‬‬

‫بعد عقود من الحفريات‪ ،‬يعتقد الباحثون أنهم عثروا أخيرا على أنقاض مدينة سدوم التوراتية‪ .‬يعتقد الخبراء‬
‫الذين يحققون في منطقة تل الحمام في األردن أن بقايا مدينة من العصر البرونزي "مستوحشة" (‪'monstrous' )89‬‬
‫تطابق الوصف التوراتي للمدينة التي دمرها هللا‪ .‬ليس املوقع أكبر مدينة في املنطقة‪ ،‬فهو أيضا يتطابق مع الكتاب‬
‫املقدس‪ ،‬فهو يقع إلى الشرق من نهر األردن‪ ،‬ويعود تاريخه إلى ما بين ‪ 3500‬و‪ 1540‬قبل امليالد ويعتقد أنه تم‬
‫تدميرها فجأة‪.‬‬

‫غالبية املراجع التي وردت حول سدوم وعمورة تظهر في سفر التكوين‪ .‬واملوقعان هما مملكتان تقعان على سهل نهر‬
‫األردن‪ ،‬إلى الشمال مباشرة من البحر امليت اآلن‪ ،‬ويوصفان في الكتاب املقدس أنهما أفخم وأخضر ومياه جيدة‬
‫اآلبار‪ .‬على وجه الخصوص‪ ،‬تعد سدوم واحدة من أكبر مدن شرق األردن املشار إليها في كتاب سفر التكوين والعهد‬
‫الجديد‪ .‬توصف بأنها تقع على طريق تجاري مشترك‪ ،‬وبسبب حجمها‪ ،‬قيل إنه تم تحصينها بشدة باألبراج والجدران‬
‫الطويلة الكثيفة‪ .‬في الكتاب املقدس‪ ،‬قيل إن سدوم قد دمرها هللا بعد أن فشلت مالئكته في العثور على رجال‬
‫صالحين داخل أسواره‪.‬‬

‫باملقارنة‪ ،‬يعود تاريخ املوقع في تل الحمام إلى ما بين ‪ 3500‬و‪ 1540‬قبل امليالد‪ .‬يقال إنها أكبر مدينة في املنطقة ‪ -‬ما‬
‫بين خمس وعشر مرات أكبر من املدن األخرى في املنطقة ‪ -‬مما يجعلها اختيارا واضحا للموقع‪.‬‬

‫وقال ستيفن كولينز من جامعة ترينتي ساوثويستيرن في نيو مكسيكو‪ ،‬الذي قاد املشروع‪ ،‬إنها مدينة "وحشية"‬
‫مقارنة باآلخرين في املنطقة من نفس الفترة‪.‬‬

‫‪ 88‬موقع ديلي ميل البريطانية تاريخ االطالع ‪ 6‬ابريل ‪2019‬م‬


‫‪http://t.co/ktobqspM7q‬‬
‫‪ 89‬إشارة إلى حجم الدمار‬

‫‪54‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫لم ُيعرف الكثير عن العصر البرونزي في جنوب وادي نهر األردن‪ ،‬قبل أن تبدأ الحفريات في عام ‪ ،2005‬لكن املدينة‬
‫الضخمة تشير إلى مجتمع متطور‪.‬‬

‫يدعي فريقه أنه عثر على دليل على توسيع املدينة وإعطاء دفاعات من الجدران والسماكة السميكة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫جدار من الطوب الطيني بسمك ‪ 5.2‬متر بارتفاع ‪ 10‬أمتار‪.‬‬

‫تم توسيع املدينة وتحصينها باستمرار‪ ،‬مع وجود أدلة على الجدران والسماكة السميكة‪ ،‬بما في ذلك الجدار الذي‬
‫يبلغ سمكه ‪ 17‬قدما (‪ 5.2‬مترا) وارتفاعه ‪ 32‬قدما (‪ 10‬أمتار)‪.‬‬

‫تميز هذا الجدار بوابات وأبراج مراقبة وطريق واحد على األقل‪ .‬خالل العصر البرونزي األوسط‪ ،‬تم استبدال هذا‬
‫الجدار بشارع ضخم بعرض ‪ 23‬قدما (‪ 7‬أمتار) مع سطح مسطح تضاعف كطريق دائري حول املدينة‪.‬‬

‫يعتقد الفريق أن املدينة التي اكتشفتها يجب أن تكون سدوم ألن األدلة تشير إلى أنها تزدهر على ضفاف نهر األردن‬
‫وكانت طريقا تجاريا مهما‪ ،‬كما هو موضح في الكتاب املقدس‪.‬‬

‫دليل آخر لدعم االدعاءات هو أن تل الحمام قد دمر فجأة في وقت ما قرب نهاية العصر البرونزي األوسط‪.‬‬

‫وقال كولينز‪" :‬ما بين أيدينا هو دولة مدينة مهمة‪ ،‬دولة مدينة كبرى لم تكن معروفة لجميع األغراض العملية قبل‬
‫بدء مشروعنا"‪.‬‬

‫"وصف تل الحمام يتطابق مع وصف املنطقة التي تقع فيها سدوم وفقا للكتاب املقدس" باعتبارها أكبر مدينة في‬
‫منطقة "الكراك" الشرقية الخصبة‪".‬‬

‫لذا‪ ،‬توصلت إلى استنتاج مفاده أنه إذا أراد املرء العثور على سدوم‪ ،‬فيجب أن يبحث عن أكبر مدينة كانت موجودة‬
‫في هذه املنطقة خالل العصر البرونزي‪ ،‬في زمن إبراهيم‪.‬‬

‫عندما استكشفنا املنطقة‪ ،‬كان تل الحمام خيارا واضحا‪ ،‬حيث كان أكبر من خمس إلى عشر مرات من مدن العصر‬
‫البرونزي األخرى في جميع أنحاء املنطقة‪ ،‬حتى تلك املوجودة خارج األردن"‪.‬‬

‫قال السيد كولينز‪ :‬نحن نعرف القليل عن العصر البرونزي في جنوب وادي نهر األردن‪ .‬معظم الخرائط األثرية‬
‫للمنطقة كانت فارغة‪.‬‬

‫"لقد أصبحت أرضا قاحلة غير مأهولة ألكثر من ‪ 700‬عام‪ ،‬ولكن بعد تلك القرون السبعة‪ ،‬بدأت في االزدهار مرة‬
‫أخرى ‪ -‬كما يتضح من البوابة الحديدية الضخمة التي تؤدي إلى املدينة‪".‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫اقترح ذلك ألن الباحثين عثروا على عدد قليل من املصنوعات اليدوية من املرحلة املتأخرة من الفترة مقارنة‬
‫باملستوطنات األخرى في املنطقة‪.‬‬

‫ظلت املنطقة مهجورة حوالي ‪ 700‬عام‪ ،‬وبعد ذلك تمت إعادة تسكينها‪ ،‬كما يتضح من املصنوعات اليدوية وبقايا‬
‫مستوطنة العصر الحديدي‪.‬‬

‫يعتقد علماء اآلثار املشاركون في املشروع‪ ،‬بقيادة ستيفن كولينز من جامعة ترينتي ساوثويستيرن في ألبوكيرك‪ ،‬نيو‬
‫مكسيكو‪ ،‬أن هذا الدليل‪ ،‬عند أخذه في موقع املدينة الرئيس ي‪ ،‬يجعله أفضل ترشيح لها ان تكون سدوم‪.‬‬

‫وأضاف "يبدو أن تل الحمام يتطابق مع كل مواصفات سدوم التي في النص الكتابي‪.‬‬

‫تم تسجيل تدمير سدوم‪ ،‬جنبا إلى جنب مع عمورة في أجزاء عديدة من الكتاب املقدس‪ ،‬بما في ذلك سفر التكوين‬
‫والعهد الجديد‪ ،‬وكذلك في القرآن‪.‬‬

‫تصف قصة العهد القديم كيف دمر هللا "الخطاة األشرار" في سدوم بالنار والكبريت‪ ،‬لكن سمح للوط‪ ،‬رجل‬
‫املدينة الطيب‪ ،‬بالفرار مع عائلته‪.‬‬

‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬تم استخدام كلتا املدينتين كعبرة للرذيلة والشذوذ الجنس ي‪.‬‬

‫وضع الدكتور كولينز نصب عينيه إيجاد أكبر مدينة كانت موجودة في "الكراك" خالل العصر البرونزي‪ ،‬وقال إن‬
‫تل الحمام كان االختيار الواضح‪ ،‬حيث كانت أكبر بكثير من املدن األخرى من زمن إبراهيم في املنطقة‪.‬‬

‫حتى إذا لم يكن املوقع هو سدوم‪ ،‬قال الباحثون إن هذا االكتشاف ال يزال مهما ألنه ألقى الضوء على مدينة‬
‫واسعة وشاسعة‪ .‬كانت تطلب متاريس املدنية املاليين من الطوب ومئات العمال‪ .‬تشير الدالئل أيضا إلى أن املدينة‬
‫املدمرة بها بوابات وأبراج وطريق رئيس ي وساحات‪.‬‬

‫قال الدكتور كولينز إن املدينة دمرت في نهاية العصر البرونزي‪ ،‬ربما بعد وقوع زلزال‪ ،‬لكن خبراء آخرين أشاروا إلى‬
‫أن كويكب ربما يكون السبب‪ .‬و ُيقترح عدم وجود سكان بسبب عدم وجود أي قطع أثرية من العصر البرونزي‬
‫املتأخر‪ .‬وقال "لقد أصبحت أرضا قاحلة غير مأهولة ألكثر من ‪ 700‬عام‪ ،‬ولكن بعد تلك القرون السبعة‪ ،‬بدأت‬
‫في االزدهار مرة أخرى ‪ -‬كما يتضح من البوابة الحديدية الضخمة التي تؤدي إلى املدينة"‪ .‬أعيد بناء املدينة في العصر‬
‫الحديدي‪ ،‬بين ‪ 1000‬و‪ 332‬قبل امليالد‪ ،‬بما في ذلك البوابة الفخمة‪ ،‬وسور املدينة‪ ،‬واملنازل التي ربما كونت مركز‬
‫ثقافي]‬

‫‪56‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫تل الحمام واالثارالتي وجدوها‬

‫‪57‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
58 https://coptic-treasures.com/
‫‪ .7‬امرأة لوط وعمود امللح‪:‬‬
‫لم يذكر الكتاب املقدس اسم امرأة لوط لكن حسب التقليد اليهودي تدعي آدو ‪ Ado‬أو ‪ Edith‬حسب املدراش‬
‫اليهودي (‪ ،)90‬امسك املالكان بلوط وامرأته وبناته ليهربوا من مدينة سدوم قبل ان يمطر هللا عليها نارا وكبريتا‪،‬‬
‫وحذرهم املالك من أن ينظروا للخلف‪ ،‬ولكن امرأة لوط عصت كالم هللا ونظرت (‪ )91‬للخلف مشتاقة ملا تركوه من‬
‫غني‪ ،‬فتحولت لعمود ملح (‪.)92‬‬

‫كيف تحول جسدها لعمود ملح؟ هل مرة واحد أم قد يكون سقطت عليها كرات كبريتية فأحرق جسدها وتكونت‬
‫طبقات من الكريستال عليها كطبقات من ملح‪.‬‬
‫يقول الكتاب املقدس في سفر الحكمة‪" :‬وإلى اآلن يشهد على شرهم ارض محروقة تصاعد منها الدخان‪ .‬ونبات يثمر‬
‫ثمرا ال ينضج‪ ،‬وعمود ملح قائم تذكارا بإنسان لن يؤمن" (الحكمة‪)7 :10‬‬
‫وفي إنجيل لوقا يقول‪" :‬اذكروا امرأة لوط" (لوقا‪)32:17‬‬
‫كل ما سبق من النصوص الكتابية دالئل تشير لبقاء هذا العمود مدي األجيال برهانا على عمل هللا‪ ،‬وفي هذه األيام‬
‫يميل العلماء على ان هذا العمود هو واحد من اآلتي‪:‬‬

‫‪90 En.m.wikipedia.org/wiki/Lot%27s_wife‬‬

‫‪ 91‬الكلمة العبرية املستخدمة هنا مختلفة عن الكلمة العبرية املستخدمة في نظرة إبراهيم لسدوم‬
‫‪ 92‬في أحد األساطير اليهودية يقال ان سبب تحولها لعمود من ملح أنها طلبت ملح من جيرانها في سدوم لعمل الفطيرتين‪ ،‬فكانت السبب في معرفة جيرانها بوجود ضيوف عند لوط‪ ،‬ولذلك تجمع‬
‫اهل املدينة لعمل الخطية بهما‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫األول بقرب كنيسة لوط موضع الكهف الذي اختبأ فيه لوط وبناته وجد عمود ملح قائم يسمونه العرب حتى اآلن‬
‫باسم امرأة لوط‪.‬‬

‫الثاني في جبل سدوم والذي يعتقد فيه اليهود أنه يحتوي على امرأة لوط التي تحولت إلى عمود ملح‪ ،‬يزيد هذا‬
‫العمود كل عام من ‪ 9-5‬مم‪ ،‬وفي هذه الصورة أيضا يمكن رؤية طبقات من الكريستال على الصخور‪)93( .‬‬

‫‪93 Epod.usra.edu/blog/2015/04/lots-wife.html‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬االكتشافات الحديثة ومطابقتها للنص الكتابي‬
‫‪ +‬كما سبق ذكره فأن العلماء اكتشفوا في هذه املدن مادة الكبريت داخل حجر الكلس‪ ،‬ورغم ان مادة الكبريت‬
‫يكون سببها الحمي البركانية‪ ،‬إال املنطقة ال يوجد فيها أي نشاط بركاني ملحوظ‪ ،‬ولكن من أين اتي الكبريت‪ ،‬ال‬
‫يوجد تفسير حقيقي سوي ما قاله الكتاب املقدس‪:‬‬
‫ْ ٌ ْ ُ َ‬ ‫الر ّب ِم َن َّ‬‫ور َة ِك ْبريتا َو َنارا ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬ ‫الر ُّب َع َلى َس ُد َ‬
‫وم َو َع ُم َ‬ ‫" َف َأ ْم َط َر َّ‬
‫يت َو ِمل ٌح‪ ،‬ك ُّل أ ْر ِض َها‬ ‫الس َم ِاء" (تكوين‪ِ " ،)24:19‬كب ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُّب ب َغ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يم‪ ،‬ال ِتي قل َب َها َّ‬ ‫ص ُبوي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ورة َوأ ْد َمة َو َ‬ ‫وم َو َع ُم َ‬‫يق‪َ ،‬ال ُت ْز َر ُع َو َال ُت ْنب ُت َو َال َي ْط ُل ُع ف َيها ُع ْش ٌب َما‪ ،‬ك ْانقالب َس ُد َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َحر ٌ‬
‫ض ِب ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َو َسخ ِط ِه" (تثنية‪ُ " ،)23:29‬ي ْم ِط ُر َعلى األش َرار ِفخاخا‪ ،‬نارا َو ِك ْبريتا‪َ ،‬ور َيح َّ‬ ‫َ‬
‫يب كأ ِس ِه ْم" (مزامير‪،)9:11‬‬ ‫الس ُموم نص َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وم‪ ،‬أ ْمط َر نارا َو ِك ْب ِريتا ِم َن‬ ‫وهذا ما أكده السيد املسيح في (لوقا‪َ ": )29:17‬ولك َّن الي ْو َم ال ِذي فيه خ َر َج لوط م ْن َسد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ َ ْ‬
‫الس َم ِاء فأ ْهل َك ال َج ِم َيع"‬‫َّ‬
‫باملقارنة بين املدينة الرومانية بومباي ‪ Pompeii‬والتي دمرت بالبركان‪ ،‬فأن مادة الكبريت وجدت كطبقة من الرماد‬
‫على الحجر الجيري‪ ،‬على عكس مدينتي سدوم وعمورة وجد داخل الحجر الجيري الذي تحول لرمد بركاني نتيجة‬
‫سقوط ماليين من الحمم الكبريتية عليه‪ :‬وهذا يطابق النص الكتابي‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ ََ َ ُ َ َ َ ُ ََ َ َ َ ََ َ‬ ‫َ ْ َّ َ‬
‫ين أ ْن َي ْف ُج ُروا" (بطرس‬ ‫اضعا ِعب َرة ِللع ِت ِ‬
‫يد‬ ‫"و ِإذ َرمد (رماد) م ِدينت ْي سدوم وعمورة‪ ،‬حكم عل ْي ِهما ِباالن ِقال ِب‪ ،‬و ِ‬
‫الثانية‪)6:2‬‬
‫وجود شكل دوامات على جوانب االكتشافات يشير لتحولها إلى رماد ناتج عن عملية تسمي التأين الحراري‪ ،‬يحدث‬
‫هذا عندما يتعرض لدرجة حرارة فوق ‪ 6000‬فهرنهايت (ما يعادل ‪ 3316‬درجة مئوية أو سلسيوس)‪ ،‬وال توجد‬
‫هذه الدوامات في منطقة أخرى في العالم‪ ،‬فما هو تفسير ذلك؟‬
‫بمعاينة كتل من األنقاض التي تم تحليلها في املعامل لقياس نسبة الكبريت فيها‪ ،‬وجد العلماء ان نسبة الكبريت‬
‫الصافي ‪ ،%98‬واملاغنسيوم ‪.%2‬‬
‫وهذا يعد أمرا عجيبا ألن نسبة الكبريت املعتادة قياسها في أي مكان في العالم ال تتخطي ‪.%40‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق فأن وجود الرمد األبيض ‪ white ash‬في املدن التي أهلكها هللا نتج عن تركيز كبير من الحمم‬
‫الكبريتية التي اختلطت بالحجر الجيري ‪( caco3‬كالسيوم كربونات) محولة أياه إلى كبريتات الكالسيوم ‪ CaSp4‬وهذا‬
‫ال يمكن حدوثه إال بتركيز شديد من الكبريت‪.‬‬
‫الر ّب م َن َّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫الس َم ِاء" (تكوين‪)24:19‬‬ ‫الر ُّب على سدوم وع ُمورة ِكب ِريتا ونارا ِمن ِعن ِد َّ ِ ِ‬ ‫اإلجابة‪" :‬فأمطر‬

‫‪61‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫‪ +‬في عام‪1883‬م انفجر بركان نتيجة لحدوث زالزل في اندونيسيا أطلق علـيه كراكاتوا وقتل ما يزيد على ستة وثالثين‬
‫ألف شخص‪ .‬في ذلك الوقت كانت سفينة تعبر القناة الواقعة بين جاوة وسومطرة‪ ،‬وفيما يلي وصف املنظر كما‬
‫أورده القبطان‪:‬‬

‫[جاءت أصوات االنفجارات املصممة لآلذان كأصوات املدافع الثقيلة‪ ،‬في حين انطلقـت كتل من الحمم املشـحونة‬
‫بالغاز في الفضاء وكأنها عـرض ضخم لأللعاب النارية‪ ،‬وبعد الساعة الخامسة مساء قذف ظهر السفينة بكتل حارة‬
‫من الصخر البركاني األبيض وصل حجم بعضها حجم القرع] (‪)94‬‬

‫ما شهده هذا القبطان حمم بركانية شاهدها في السماء كألعاب نارية‪ ،‬سقطت كاملطر على السفينة وحولها‪ ،‬يا لهذا‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ ُّ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ورة ِك ْب ِريتا َونارا ِم ْن ِع ْن ِد‬ ‫املنظر العجيب أنه يطابق النص الكتابي وكأن الحدث يتكرر‪" :‬فأمطر الرب على سدوم وعم‬
‫الر ّب ِم َن َّ‬
‫الس َم ِاء" (تكوين‪)24:19‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫‪ +‬عند وقوع زلزال كبير أو انفجار بركاني بالقرب من األماكن التي يعيش فيها الناس‪ ،‬حيث يصاب كثير منهم بأضرار‬
‫جسمانية وقد يالقي منهم املوت تحت أنقاض املباني‪ .‬ففي عام ‪1976‬م مـات نصف مليون شخص في الصين عند‬
‫وقوع عدد من الزالزل الكبيرة‪)95( .‬‬

‫فال عجب أيضا انه قد يكون حدث زالزل أرضية أشار إليها الكتاب بكلمة "االنقالب" (بطرس الثانية‪ )6:2‬أدت‬
‫لخروج حمم بركانية ضخمة صنعت في السماء أشكال نارية وهبطت على األرض مثل املطر مدمرة للمباني‪ ،‬فماتوا‬
‫الناس تحت انقاضها‪.‬‬

‫بركان‪#‬التوزيع_الجغرافي_للبراكين ‪94 https://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬

‫‪ 95‬املرجع السابق‬

‫‪62‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫الخاتمة‬

‫من خالل ما سبق في هذه الدراسة وما تناولته من النصوص الكتابية حول سدوم وعمورة‬
‫واملنطقة املحيطة بها جغرافيا واالكتشافات الحديثة عن البلدين واملنطقة التي كانت‬
‫تشملهم مما قاله علماء في القرن األول امليالدي‪ ،‬وادلة حديثة مثل الواح ابيال‪ ،‬واكتشاف‬
‫باب الدرا وتل الحمام وكل املناطق املحيطة بسدوم‪.‬‬

‫يقود إلى حقيقية انجيلية تاريخية عن هالك سدوم وعمورة‪ ،‬وأن ما جاء في الكتاب املقدس‬
‫هي احداث واقعية حدثت وليست ميثولوجيا‪.‬‬

‫ولم يكن ذكر الوحي لهذه األحداث بغرض سياس ي أو عسكري لصالح دولة إسرائيل كما‬
‫يدعي روبرت كلوبا ‪)96( Robert Kuloba Wabyanga‬‬

‫ليكون برهان اخر على صدق كلمة هللا وتحقيق وعوده‪.‬‬

‫‪96 Wabyanga "Destruction of Sodom" OTE 28/3 (2015): 847-873‬‬

‫‪63‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
‫املراج ـ ـ ـع‪:‬‬

‫املراجع العربية‪:‬‬

‫‪ .1‬الكتاب املقدس بعهديه القديم والجديد‪.‬‬


‫‪ .2‬قاموس الكتاب املقدس‪ :‬بيروت‪ ،‬مكتبة املشعل االنجيلية ‪ )1994‬املجلد األول‬
‫‪ .3‬قاموس الكتاب املقدس‪ :‬بيروت‪ ،‬مكتبة املشعل االنجيلية ‪ )1994‬املجلد الثاني‬
‫‪" .4‬دار املعارف الكتابية" جـ‪( 3‬دار الثقافة‪ ،‬ط‪)1991 ،1‬‬
‫‪" .5‬دار املعارف الكتابية" جـ‪( 4‬دار الثقافة‪ ،‬ط‪)1991 ،1‬‬
‫‪ .6‬دار الكتاب املقدس‪" :‬سفر التكوين بالخلفيات التوضيحية" (القاهرة‪ ،‬مطبعة الف‪ ،‬ط‪)2011 ،4‬‬
‫‪ .7‬هـ‪ .‬هـ‪ .‬رولي "أطلس الكتاب املقدس" (بيروت‪ ،‬دار املعمدانية‪)1983 ،‬‬
‫‪ .8‬تيم دولي‪" :‬أطلس الكتاب املقدس وتاريخ املسيحية" ترجمة األب د‪ .‬يوسف دوما‬
‫‪ .9‬مكسيموس وصفي‪" :‬املرشد الجغرافي التاريخي للعهد القديم" (اإلسكندرية‪ ،‬مطبعة األنبا رويس األوفست‪،‬‬
‫ط‪)1994 ،1‬‬
‫مكسيموس وصفي‪" :‬املرشد املصور للعهد القديم" (اإلسكندرية‪ ،‬مطبعة األنبا رويس األوفست‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫ط‪)1993 ،1‬‬
‫‪ .11‬عدلي أنيس سليمان " جغرافيا الكتاب املقدس" مكتبة االنجلو‬
‫‪ .12‬نجيب جرجس "تفسير سفر التكوين"‬
‫‪ .13‬عيس ى دياب "العهد القديم عامله ّ‬
‫وتحدياته" (بيروت‪ ،‬دار منهل للحياة‪ ،‬ط‪)2014 ،1‬‬
‫‪ .14‬ليوتاكسل‪" :‬التوراة‪ ،‬كتاب مقدس أم جمع اساطير!" ترجمة د‪ .‬حسان ميخائيل اسحق‪.‬‬
‫‪ .15‬مقاالت من موقع األنبا تكال تاريخ االطالع ‪ 5‬أبريل ‪2019‬م‬

‫‪www.st-takla.org‬‬

‫‪ .16‬التوزيع الجغرافي للبراكين‬

‫بركان‪#‬التوزيع_الجغرافي_للبراكين‪https://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬

‫‪ .17‬موقع الدكتور غالي املعروف بعولي بايبل‬

‫‪https://drghaly.com/articles/display/10516‬‬

‫‪64‬‬ ‫‪https://coptic-treasures.com/‬‬
:‫املراجع األجنبية‬
18. Holy bible
19. Rose Then And Now Bible Map Atlas With Biblical Background and culture
20. Zaine Riding, ph.d.: Bible Atlas: Access Foundation
21. Biblical Sodom and Gomorrah Found!
http://www.accuracyingenesis.com/sodom.html
22. BibleGeocoding.com
23. Ron Wyatt's Discovery of Sodom and Gomorrah
http://www.arkdiscovery.com/s&g-pax.htm
24. Sodom and Gomorrah the cities of plain Ash and brimstone are reminders of the fiery event.
http://www.arkdiscovery.com/sodom_&_gomorrah.htm

25. Madaba Map


https://en.wikipedia.org/wiki/Madaba_Map
26. Has the Biblical City of Sodom been Found?
http://t.co/ktobqspM7q
27. Geology; August 2003; v. 31; no. 8; p. 665-668; DOI

https://m.tau.ac.il/~shmulikm/Publications/GK-Geology2003.pdf

28. Wabyanga "Destruction of Sodom" OTE 28/3 (2015)

65 https://coptic-treasures.com/

You might also like