You are on page 1of 5

‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬القنيطرة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬


‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫ر‬
‫المحاضة ‪4 :‬‬ ‫رقم‬ ‫العصب‬ ‫عنوان الوحدة ‪ :‬علم النفس‬
‫ي‬
‫األستاذ ‪ :‬نبيل شكوح‬ ‫الفصل ‪ :‬الخامس‬

‫الهوليسب ‪ Holistique‬المناقض للموضعة‬


‫ي‬ ‫لكل‬
‫‪ .3‬التيار ا ي‬
‫الموضع معارص لألطروحات المدافعة عن موضعة القدرات الذهنية يف‬ ‫ي‬ ‫رغم أن التيار‬
‫العلم‪ ،‬حيث اكتف بالتواجد خلف التيار‬ ‫ي‬ ‫الدماغ‪ ،‬إال انه ظل رغم ذلك بعيدا عن المشهد‬
‫اعتبه موقفا‬ ‫الموضع‪ ،‬وهذا ما سماه ‪ Thomas Kuhn‬بالباراديغم ‪ Paradigme‬الذي ر‬ ‫ي‬
‫كبب من طرف جماعة العلماء‪ ،‬وهو عبارة عن مجموعة من المعتقدات والقيم‬ ‫مقبوال بشكل ر‬
‫ُ‬
‫عبف بها من طرفهم‪ ،‬مما يضمن الدراسة المعمقة للظواهر لكنه يمنعهم من رؤية ظواهر‬ ‫الم ر‬
‫ُ‬
‫تفسبات مغايرة‪.‬‬
‫ر‬ ‫أخرى ومن لمح‬
‫الكل من نظرية التطور‪ ،‬حيث إن الظاهرة المرضية (الحبسة‬ ‫ر‬
‫الهوليست أو ي‬
‫ي‬ ‫نشأ التيار‬
‫تشيحية وإنما‬ ‫مثال) ه تحلل لسلوك طبيع وعاد‪ ،‬وبالتال ال يمكن ارجاعها إل بنيات ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫تدريج‪ ،‬وكذلك الوظائف‬ ‫ر ي‬ ‫وفبيولوجية تتطور باستمرار‪ .‬إن التطور نمو‬ ‫آلليات نفسية ر‬
‫ُ ِّ‬
‫فه عبارة عن مستويات من التطور‪ ،‬مما ال يمكن من ربطها ببنية دماغية معينة‪.‬‬ ‫النفسية ي‬
‫ُيعد ‪ )1911-1835( John Hughlings Jackson‬من أول الذين تبنوا هذا التيار يف‬
‫الطوع‬
‫ي‬ ‫اآلل و ربي‬‫تميبه ربي ي‬
‫خضم السجال حول حبسة ‪ ،Broca‬وكانت أهم حججه ر‬
‫المالحظ عند حاالت عدة من الذين يعانون‬ ‫(اإلرادي) ‪ُ Automatico-volontaire‬‬
‫ه يف‬ ‫العصت ي‬
‫ري‬ ‫الحبسة‪ ،‬دفعه هذا األمر إل اعتبار أن كل وظيفة ُمنجزة من طرف الجهاز‬
‫اتت عمودي‪،‬‬ ‫غب خاضعة لعدد محدود من الخاليا العصبية‪ ،‬بل وراءها نظام معقد تر ر ي‬ ‫الواقع ر‬
‫حيث إن اإلصابة تؤدي يف البداية إل اضطراب يف المستوى األعل أي المستوى اإلرادي‪،‬‬
‫اعتب ‪ Hughlings‬أنه ال يمكن من خالل‬ ‫اآلل‪ ،‬لذلك ر‬‫قبل أن تصل إل المستوى األدن ي‬
‫المصابة‪،‬‬ ‫إصابة مسؤولة عن ظهور أعراض ما استنتاج تبعية وظيفة ذهنية لتلك المنطقة ُ‬
‫غب مصابة‪.‬‬
‫فالوظيفة موزعة بشكل معقد وقد تكون مرتبطة ببنية عصبية ر‬

‫‪1‬‬
‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬القنيطرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫اعتب أن‬
‫نجد نفس األمر عند ‪ )1930-1853( Constantin Von Monakow‬الذي ر‬
‫ر‬
‫بالقشة الدماغية ككل‪ ،‬وان اإلصابة عل مستوى منطقة معينة يؤدي‬ ‫الوظائف العليا مرتبطة‬
‫غب مرتبطة بمنطقة اإلصابة ‪،Diaschisis‬‬
‫فف البداية يتم كف وظيفة ر‬ ‫إل آثار تتطور‪ ،‬ي‬
‫التعاف فيما بعد‪.‬‬
‫ي‬ ‫يستتبع هذا الكف مرحلة من‬

‫دافع ‪ )1939-1856( Sigmund Freud‬بدوره عل كون أية إصابة عل مستوى‬


‫يعت عدم حرص الحبسة يف منطقة‬ ‫نصف الدماغ األيش يمكن أن تؤدي إل الحبسة‪ ،‬مما ي‬
‫عصت ال يمكن استخدامها إال يف حالة اإلصابة المرضية‬ ‫ري‬ ‫محددة‪ ،‬لهذا فإن تسمية مركز‬
‫ولكنها ال تعكس إطالقا وظيفة الدماغ يف الحالة الطبيعية‪.‬‬

‫المباشة ربي عجز ناتج عن إصابة‬ ‫ر‬ ‫رفض ‪ )1940-1861( Henry Head‬العالقة‬
‫التميب الذي وضعه‬ ‫الت تضمنها تلك المنطقة ُ‬
‫المصابة‪ .‬وبتبنيه‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫وبي الوظيفة ي‬ ‫دماغية ر‬
‫اآلل والكالم القصدي‪ ،‬رأى ‪ Head‬أنه كلما كانت الصياغة اللفظية‬ ‫‪ Jackson‬ربي الكالم ي‬
‫يمب من‬ ‫ر‬
‫معقدة ومجردة كلما كانت أكب عرضة لالختالل يف حالة الحبسة‪ ،‬لذلك فهو ر‬
‫اآلل إل المستوى اإلرادي عنارصا عدة للغة‪ :‬عادات النطق والتلفظ‪ ،‬والربط ربي‬‫المستوى ي‬
‫التعبب عن فكرة‪ .‬من‬
‫ر‬ ‫اإلشارة والداللة‪ ،‬واستعمال األشكال النحوية‪ ،‬وترتيب اإلشارات بقصد‬
‫خالل هذه التصنيفات‪ ،‬وصف ‪ Head‬أربعة أنواع من الحبسة‪ :‬حبسة األفعال وحبسة‬
‫األسماء وحبسة النحو وحبسة الداللة‪ .‬إذن فالحبسة واحدة ولكن ر‬
‫تعبباتها متعددة‪ ،‬مما‬
‫دفعه إل رفض موضعة الوظائف العليا كاللغة‪ ،‬ورفض تسمية المركز حيث أنشأ عالقة ربي‬
‫اإلصابة الدماغية وأعراض مرضية وليس ربي مناطق من ر‬
‫القشة الدماغية ومظاهر اللغة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬القنيطرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫العصت‬
‫ري‬ ‫عمل ‪ )1965-1878( Kurt Goldstein‬عل محاولة التوفيق ربي التقليد‬
‫ويعتب مؤلفه‬
‫ر‬ ‫الكالسيك القائم عل موضعة األعراض ومقاربة كلية لسلوك اإلنسان‪،‬‬ ‫ي‬
‫‪ )1934( Organisme‬سبب شهرته الذي حاول من خالله وصف ردود فعل شخص إزاء‬
‫ه اإلنسان يف كليته‪ ،‬حيث من الرصوري عدم‬ ‫عجزه‪ .‬إن نقطة انطالق المنهجية الهوليستية ي‬
‫حرص الشخص الذي تعرض إلصابة دماغية ‪ Cérébrolésé‬ف المنطقة ُ‬
‫المصابة‪ ،‬لذلك‬ ‫ي‬
‫مب ربي اإلنسان والحيوان‪ ،‬ورفض استثمار المعطيات المستقاة من األبحاث عل‬ ‫فقد ر‬
‫العصت عن اإلنسان‪.‬‬
‫ري‬ ‫الحيوان يف فهم بنية ووظيفة الجهاز‬

‫قاده هذا التصور إل ممارسة إعادة التأهيل ‪ Réhabilitation‬الوظائف المعرفية عند‬


‫األشخاص الذين تعرضوا إلصابات دماغية خالل الحرب العالمية األول‪ ،‬حيث عمل عل‬
‫باسبداد وظيفة عوض وضع ر‬
‫اسباتيجيات لتعويضها‪،‬‬ ‫الت تسمح ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المعايب والشوط ي‬
‫ر‬ ‫توضيح‬
‫وذلك من خالل استنتاجه انه يف حالة وجود إصابة يعمل الكائن عل التكيف مع الوسط‬
‫لتحقيق أعل مستويات جودة الحياة الممكنة‪ ،‬لكن هذا ال يتحقق يف حالة بعض األشخاص‬
‫الت تتطلب منهم توظيف‬ ‫ر‬
‫الذين يظهرون نسبا عالية من القلق عند مواجهة الوضعيات ي‬
‫القدرات المفقودة‪ ،‬لذلك فهم يطورون آليات حماية تعمل عل التقليل من فرص التعرض‬
‫لتبك الوضعيات بتفاديها‪ ،‬أو بإنكار وجود اإلصابة‪ ،‬مما يجعلهم يتبنون سلوكات جديدة‬
‫وعدم مواجهة الواقع‪.‬‬

‫الهرم للوظائف المعرفية كما هو شان ‪ ،Jackson‬فتعطل‬


‫ي‬ ‫تبت ‪ Goldstein‬التصور‬
‫اإلصابة الدماغية يف البداية المواقف المجردة ‪ Attitudes abstraites‬تاركة المواقف‬
‫الحس ‪( Percept‬عكس‬ ‫ر‬
‫مباشة بموضوع اإلدراك‬ ‫الملموسة سليمة‪ ،‬أي تلك المرتبطة‬
‫ي‬
‫المفهوم ‪ ،)Concept‬وطبق هذا التصور عل الحبسة واضطراب عدم القدرة عل التعرف‬
‫المثبات الحسية ‪ Agnosie‬وتدهور القدرات الذهنية‪.‬‬
‫ر‬ ‫عل‬

‫‪3‬‬
‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬القنيطرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫الآاثر بعيدة املدى لإصابتني دماغيتني (رمز الإصابة )‪ ،‬اإصابة منطقة صغرية عىل يسار اخلطاطة وإاصابة منطقة‬
‫كبرية عىل الميني‪ .‬لنفرتض وظيفة ما (اللون الرمادي) مرتبطة أساسا ابملنطقة ‪( A‬ادلوائر عبارة عن مراكز عصبية)‬
‫وبشك اإضايف ابملنطقة ’‪.A‬‬
‫• يف حال اإصابة حمدودة يف املنطقة ‪ A‬نالحظ جعزا يف الوظيفة (اختفاء اللون الرمادي) مث اسرتجاعها فامي بعد‬
‫من خالل املنطقة ’‪.A‬‬
‫• يف حال اإصابة تتجاوز املنطقة ‪ A‬حنو مناطق أخرى من بيهنا ’‪ A‬يظهر العجز يف الوظيفة ويس متر مع الزمن‪.‬‬

‫نش أعمال ‪Goldstein‬‬ ‫عمل ‪ )1958-1890( Karl Spencer Lashley‬عل ر‬ ‫ِ‬


‫األنجلوسكسون خصوصا مؤلفه ‪ ،Organisme‬ودعم جل أفكاره ومفاهيمه‬
‫ي‬ ‫للجمهور‬
‫وظيف‬ ‫الكل‪ ،‬ووضح بأن أهم معيار لتوقع عجز‬ ‫ر‬ ‫وتصوراته‪ ،‬فساهم ف ر‬
‫ي‬ ‫الهوليست ي‬
‫ي‬ ‫نش التيار‬ ‫ي‬
‫معي ليس هو مكان اإلصابة الدماغية ولكن حجمها واتساعها‪.‬‬
‫ر‬

‫الهوليست ترك العديد من المساهمات‪ ،‬حيث تأثرت‬ ‫ر‬ ‫تجدر اإلشارة إل أن التيار‬
‫ي‬
‫السيكولوجيا اإلنسانية مع ‪ Maslow‬و ‪ Rogers‬بمفهوم تحقيق الذات لدى ‪،Goldstein‬‬
‫الت تحدث عنها عند حاالت الفصام ‪ Schizophrénie‬أصبحت‬ ‫ر‬
‫كما أن مشاكل التجريد ي‬
‫ر‬
‫الت‬
‫إحدى األعراض السلبية المحددة لهذا االضطراب‪ ،‬إضافة إل أن بطاقات ‪ Wisconsin‬ي‬
‫الت لها مصداقيتها يف قياس الوظائف التنفيذية قد استعملها‬ ‫ر‬
‫تعد من االختبارات ي‬
‫كبب‪ ،‬دون أن ننس قيمة التفاعل ربي الفرد والوسط الذي اعتمده كمبدأ‬‫‪ Goldstein‬بشكل ر‬
‫‪4‬‬
‫جامعة ابن طفيل ‪ -‬القنيطرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫ُ‬
‫المصابي دماغيا يف تصنيف االضطرابات ووضعيات اإلعاقة الذي ت ِقر به‬ ‫ر‬ ‫تأهيل‬
‫إلعادة القنيطرة‬
‫ليست ف ر‬
‫تأثب التيار الهو ر‬
‫الباجع مع عودة‬ ‫ي ي‬ ‫منظمة الصحة العالمية‪ .‬لكن ابتداء من ‪ 1950‬بدأ ر‬
‫النماذج ر‬
‫البابطية بتطور اإلمكانيات التقنية والمنهجية‪.‬‬
‫أساسيتي‪ .‬فمن جهة‪ ،‬قيمة‬
‫ر‬ ‫نقطتي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫الهوليست يف‬ ‫ختاما يمكن إجمال مساهمة التيار‬
‫ي‬
‫الموضع من خالل وقوفه عل نقط ضعف دراساتها بعد تحليل‬ ‫االنتقادات ُ‬
‫الموجهة للتيار‬
‫ي‬
‫الت تظهر نتيجة إصابة دماغية تحليال دقيقا‪ ،‬أدى هذا األمر إل تنقيح المفاهيم‬ ‫ر‬
‫األعراض ي‬
‫البابطية وإدماج المفاهيم الهوليستية يف النماذج المعارصة‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬التعامل مع‬ ‫ر‬
‫اخبالها يف مجموعة من البنيات والوظائف‪ ،‬حافظ‬ ‫اإلنسان كوحدة كلية ال تقبل التجزيء أو ر‬
‫النفس‬
‫ي‬ ‫العصت‬
‫ري‬ ‫هذا اإلرث عل راهنيته‪ ،‬خصوصا عندما يتعلق األمر بمسألة إعادة التأهيل‬
‫‪.Neuropsychologique‬‬

‫‪5‬‬

You might also like