You are on page 1of 12

‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬

‫]‪[AR - BE - CS - DE - EN - ES - FR - IT - HU - LA - LV - PT - SW - ZH‬‬

‫‪ ‬‬

‫من األسقف بولس‬


‫خادم خّدام هللا‬
‫مع آباء المجلس المقّدس‬

‫للذكرى الخالدة‬

‫دستور عقائدي في الكنيسة‬

‫نور األمم‬
‫‪Lumen Gentium‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ 21‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪1964‬‬

‫‪ ‬‬

‫الفصل األول‬

‫سّر الكنيسة‬

‫توطئة‬

‫الكنيسة هي في المسيح بمثابة سّر‬

‫‪               -1‬المسيح هو نور الّشعوب‪ ،‬لذلك يرغب المجمع المقّدس الملتئم في الّر وح القدس‪ ،‬رغبًة حارًة في أن يستنير جميع الناس بنور المسيح المتألق على وجه الكنيسة‪ ،‬باعتالن اإلنجيل للخليقة كّلها (مر ‪ .)15 ،16‬ولّم ا كانت الكنيسة هي في المسيح بمثابة السّر ‪ ،‬أّي العالمة‬
‫واألداة في االّتحاد الّصميم باهلل ووحدة الجنس البشرّي برمّته‪ ،‬فإنها باالستناد إلى تعليم المجامع الّسالفة‪ ،‬تروم أن توضح بوجه أدّق ‪ ،‬لمؤمنيها للعالم كّله أجمع‪ ،‬طبيعتها الذاتّية ورسالتها الجامعة‪ ،‬وال سيّم ا وإّن األحوال الراهنة تّلح عليها بقضاء هذا الواجب لكي يتمكن الناس من أن‬
‫يحقّقوا‪ ،‬هم أيضًا‪ ،‬وحدتهم التامة في المسيح‪ ،‬بعد إذ باتوا اليوم على اّتصال أوثق في ما بينهم بروابط االجتماع والتّقنية والثقافة‪.‬‬

‫قصد هللا اآلب خالص الناس‬

‫‪               -2‬إّن اآلب األزلّي ‪ ،‬بتدبير حكمته وجودته الحّر الخفي‪ ،‬قد أبدع الكون بأسره‪ ،‬وقضى بأن يرفع الناس إلى مستوى الّشركة في حياته اإللهية‪ ،‬ولّم ا زّلوا في آدم لم يهملهم‪ ،‬بل مّد لهم دوًم ا يَد العون حتى ينالوا الخالص‪ ،‬من أجل المسيح الفادي "الذي هو صورة هللا الغير‬
‫المنظور‪ ،‬والمولود قبل كل خليقة" (قول ‪ .)15 ،1‬ثم إن جميع المختارين الذين سبق اآلب فعرفهم منذ قبل الدهور‪ ،‬قد "ميّز هم وحّدد أن يكونوا مشابهين لصورة ابنه فيكون بكرًا ألخوة كثيرين" (روم ‪ ،)29 ،8‬وإّن جميع الذين يؤمنون بالمسيح قّر ر أن يدعوهم في الكنيسة المقّدسة‪،‬‬
‫التي‪ ،‬بعد إذ بشر بها بالرموز منذ بدء العالم وهّيئت بوجه عجيب بتاريخ شعب اسرائيل والعهد العتيق‪ ،‬أنشئت في األزمنة األخيرة‪ ،‬وأعلنت بحلول الروح القدس‪ ،‬وستتم في المجد في اليوم اآلخر‪ ،‬وإذ ذاك‪ ،‬كما ورد في اآلباء القّديسين‪ ،‬يجتمع عند اآلب‪ ،‬في الكنيسة الجامعة‪ ،‬جميع‬
‫الصّديقين منذ آدم‪" ،‬من هابيل الباّر إلى آخر مختار"‪.‬‬

‫رسالة االبن‬

‫‪               -3‬فقد أتى االبن إذن‪ ،‬وقد أرسله اآلب الذي اصطفانا فيه من قبل إنشاء العالم‪ ،‬وقضى بأن نكون ابناًء بالتبّني‪ ،‬ألنه شاء أن يجمع فيه كّل شيء (أف ‪ 5 -4 ،1‬و‪ .)10‬وعمًال بمشيئة اآلب أنشأ المسيح على األرض ملكوت هللا‪ ،‬وكشف لنا عن سّر ه‪ ،‬وحّقق بطاعته فداءنا‪.‬‬
‫وبدأت الكنيسة‪ ،‬أّي ملكوت المسيح الحاضر حضورًا سرّيًا‪ ،‬تنمو بقدرة هللا في العالم‪ ،‬نموًا ظاهرًا‪ .‬وهذان االبتداء والنمو يرمز أليهما الدم والماء الخارجان من جنب يسوع المطعون على الصليب (يو ‪ ،)34 ،19‬وتشير إليهما كلمات الرّب في موته مصلوبًا‪" ،‬وأّم ا أنا فمتى ارتفعت‬
‫عن األرض اجتذبت إلّي كل شيء" (يو ‪ .)32 ،12‬ومن ثّم فكل مرة تقام على المذبح ذبيحة الصليب التي "ذبح بها المسيح فصحنا" (‪ 1‬قور ‪ ،)7 ،5‬يتّم عمل افتدائنا‪ ،‬وكذلك تتمثل‪ ،‬في سّر الخبز اإلفخارستي‪ ،‬وحدة المؤمنين الذين يؤلفون في المسيح جسدًا واحدًا (‪ 1‬قور ‪،)17 ،10‬‬
‫وتتحّقق‪ .‬فإلى االتحاد بالمسيح الذي هو نور العالم‪ ،‬والذي نحن منه‪ ،‬وبه نحيا‪ ،‬وإليه المصير‪ ،‬دعي الناس كّلهم أجمعون‪.‬‬

‫الروح الذي يقّدس الكنيسة‬

‫‪               -4‬ولّم ا أنجز العمل الذي كّلف اآلب ابنه تحقيقه على األرض (يو ‪ ،)4 ،17‬أرسل الروح القدس‪ ،‬في يوم العنصرة‪ ،‬لكي يقّدس الكنيسة في استمرار‪ ،‬فيكفل للمؤمنين الّدخول إلى اآلب بالمسيح في وحدة الروح (أف ‪ .)18 ،2‬فإنه هو روح الحياة‪ ،‬والنبع المتدّفق ماًء للحياة‬
‫األبّدية (يو ‪14 ،4‬؛ ‪ .)39 -38 ،7‬وبه يعطي اآلب الحياة للذين أماتتهم الخطيئة‪ ،‬إلى يوم يبعث في المسيح أجسادهم المائتة (روم ‪ .)11 -10 ،8‬والروح يسكن في الكنيسة وفي قلوب المؤمنين كما في هيكل (را‪ 1 .‬قور ‪16 ،3‬؛ ‪ ،)19 ،6‬وفيهم يدعو‪ ،‬ولهم يشهد بأنهم أبناء هللا بالتبّني‬
‫(را‪ .‬غل ‪6 ،4‬؛ روم ‪ 16 -15 ،8‬و‪ .)26‬وهذه الكنيسة التي يرشدها إلى الحقيقة كّلها (يو ‪ )13 ،16‬ويكفل لها وحدة الشركة والخدمة الّر وحية‪ ،‬يجهّز ها ويقودها بمختلف المواهب‪ ،‬مواهب الّسلطة ومواهب المّنة‪ ،‬ويزّينها بثماره (أف ‪12 -11 ،4‬؛ ‪ 1‬قور ‪4 ،12‬؛ غل ‪ ،)22 ،5‬ثّم إنه‬
‫بقّو ة اإلنجيل يحفظ للكنيسة شبابها‪ ،‬ويجّددوا في استمرار‪ ،‬سائرًا بها إلى تمام االتحاد بعريسها‪ ،‬ذلك بأّن الروح والعروس يقوالن للّر ب يسوع‪" ،‬هّلم" (رؤ ‪.)17 ،22‬‬

‫وهكذا تظهر الكنيسة الجامعة "شعبًا يستمّد وحدته من وحدة اآلب واالبن والروح القدس"‪.‬‬

‫ملكوت هللا‬

‫‪               -5‬وسّر الكنيسة المقّدسة يتجّلى في تأسيسها‪ .‬فالرّب يسوع أنشأ الكنيسة بإعالنه البشرى السعيدة‪ ،‬أّي مجيء ملكوت هللا الموعود في األسفار المقّدسة منذ الدهور‪" ،‬فإّن الزمان قد تّم ‪ ،‬وملكوت هللا ههنا" (مر ‪15 ،1‬؛ را‪ .‬متّى ‪ .)17 ،4‬ويتجّلى هذا الملكوت على عيون الّناس‬
‫في كالم المسيح‪ ،‬وأعماله‪ ،‬وحضوره‪ ،‬فكلمة الّر ب قد شّبهت بزرع يزرع في الحقل (را‪ .‬مر ‪ ،)14 ،4‬فالذين يصغون إليها بإيمان وينضوون إلى قطيع المسيح الصغير (لو ‪ ،)32 ،12‬ينالون هذا الملكوت بالذات‪ .‬ثّم إّن الّز رع ينبت بقّو ته الذاتية‪ ،‬وينمو إلى يوم الحصاد (مر ‪-26 ،4‬‬
‫‪ .)29‬أّم ا معجزات يسوع فهي الدليل على أّن الملكوت قد أتى على األرض‪" ،‬فلئن كنت بإصبع هللا أخرج الشياطين فألّن ملكوت هللا قد أتى في ما بينكم" (لو ‪20 ،11‬؛ را‪ .‬مّتى ‪ .)28 ،12‬بيد أّن الملكوت قد تجّلى أّو ل ما تجّلى‪ ،‬في شخص المسيح بالذات‪ ،‬ابن هللا وابن اإلنسان‪ ،‬الذي‬
‫"انما أتى ليخدم‪ ،‬ويبذل نفسه فديًة عن الجماعة" (متى ‪ .)45 ،10‬ولّم ا نهض يسوع حّيًا‪ ،‬بعد ما قاسى الموت صلبًا ألجل الناس‪ ،‬ظهر منّصبًا ربًا ومسيحًا وحبرًا إلى األبد (را‪ .‬رسل ‪36 ،2‬؛ عب ‪6 ،5‬؛ ‪ ،)21 -17 ،7‬وأفاض على تالميذه الروح الذي وعد به اآلب (را‪ .‬رسل ‪.)33 ،2‬‬
‫ومن ثّم فالكنيسة‪ ،‬وقد جّه زت بمواهب مؤسسها‪ ،‬وتسلك بأمانة في حفظ وصاياه في المحّبة والتواضع والكفر بالذات‪ ،‬تسّلمت رسالة الدعوة بملكوت هللا والمسيح‪ ،‬وإنشائه في جميع األمم‪ ،‬فكانت على األرض بذرة هذا الملكوت وبدأه‪ .‬غير أّنها فيما كانت تنمو شيئًا فشيئًا كانت تصبو‬
‫إلى هذا الملكوت‪ ،‬راجيًة ومتمنيًة بكّل قواها أن تتحد بملكها في المجد‪.‬‬

‫صور الكنيسة المتنّو عة‬

‫‪               -6‬وكما أّن الوحي بالملكوت كثيرًا ما ورد في العهد العتيق على وجوه من التمثيل‪ ،‬كذلك‪ ،‬اليوم أيضًا‪ ،‬يعّر ف إلينا جوهر الكنيسة الصميم بصور متنوعة‪ ،‬مقتبسة من حياة الّر عاية‪ ،‬أو الّز راعة‪ ،‬أو البناء‪ ،‬بل حّتى من الحياة العائلية أو الّز واج‪ ،‬ولها جذور في كتب األنبياء‪.‬‬

‫فالكنيسة هي الحظيرة التي إنّم ا المسيح بابها الذي ال باب سواه وال بّد منه (را‪ .‬يو ‪ ،)10 -1 ،10‬وهي القطيع الذي أعلن هللا من قبل أّنه سيكون هو راعيه (أش ‪11 ،40‬؛ حز ‪ 11 ،34‬وما بعده)‪ ،‬والذي يتعّه د نعاجه ويغّذيها ‪-‬وإن يكن على رأسها رعاة بشر‪ -‬هو المسيح بالذات‪،‬‬
‫الّر اعي الصالح ورأس الّر عاة (را‪ .‬يو ‪11 ،10‬؛ ‪ 1‬بط ‪ )4 ،5‬الذي بذل نفسه عن نعاجه (را‪ .‬يو ‪.)15 -11 ،10‬‬

‫وهي األرض التي يزرعها هللا‪ ،‬وحقله (‪ 1‬قور ‪ .)9 ،3‬وفي هذا الحقل تنمو الّز يتونة القديمة التي كان اآلباء أصلها المبارك‪ ،‬والتي بها جرت وستجرى المصالحة بين اليهود واألمميّين (روم ‪ .)26 -13 ،11‬وقد زرعها الكّر ام السماوّي كرمًة مختارة (مّتى ‪ ،43 -33 ،21‬را‪ .‬أش ‪1 ،4‬‬
‫وما بعده)‪ .‬والكرمة الحقيقية هي المسيح الذي يعطي الحياة والخصب لألغصان‪ ،‬أّي لنا نحن الذين بالكنيسة نثبت فيه‪ ،‬وبدونه ال نستطيع شيئًا (را‪ .‬يو ‪.)5 -1 ،15‬‬

‫وكثيرًا ما تنعت الكنيسة بانها بناء هللا (‪ 1‬قور ‪ ،)9 ،3‬والرّب نفسه شّبه نفسه بالحجر اّلذي َر َذله البّناؤون ولكّنه صار رأس الّز اوية (مّتى ‪ .)42 ،21‬وعلى هذا األساس بنى الّر سل الكنيسة (‪ 1‬قور ‪ ،)11 ،3‬ومنه ثباتها وتالحمها‪ .‬وقد خّص هذا البناء بتسميات متنوعة‪ ،‬فهو بيت هللا (‪1‬‬
‫طيم ‪ )15 ،3‬الذي تسكن فيه أسرته‪ ،‬وهو مسكن هللا في الروح (أف ‪ ،)22 -19 ،2‬وخباء هللا في الناس (را‪ .‬رؤ ‪ ،)3 ،21‬وهو بخاصة الهيكل المقّدس‪ ،‬الممّثل بالمعابد من حجارة‪ ،‬الذي أشاد به اآلباء‪ ،‬وتشّبهه الليتورجيا بحق بالمدينة المقّدسة‪ ،‬أورشليم الجديدة‪ .‬ذلك بأننا كالحجارة‬
‫الحّية في بنائها على األرض (را‪ 1 .‬بط ‪ .)5 ،2‬وهي تلك المدينة المقّدسة التي شاهدها يوحنا‪ ،‬في ساعة تجديد الكون‪ ،‬نازلًة من السماء‪ ،‬من عند هللا‪ ،‬مهيأًة كالعروس المزّينة لعريسها (رؤ ‪ 1 ،21‬وما بعده)‪.‬‬

‫وسمّيت الكنيسة أيضًا "أورشليم العليا" (غل ‪26 ،4‬؛ رؤ ‪ )17 ،12‬و"أّم نا"‪ ،‬ونعتت بالعروس التي ال عيب فيها للحمل الذي ال عيب فيه (رؤ ‪7 ،19‬؛ ‪ 2 ،21‬و‪9‬؛ ‪ ،)17 ،22‬التي "أحبها المسيح وأسلم ذاته ألجلها لكي يقّدسها" (أف ‪ ،)26 ،5‬واقترن بها بعهد ال ينفصم‪ ،‬و"يغّذيها‪،‬‬
‫ويعتني بها" (أف ‪ .)29 ،5‬وبعدما طّه رها أراد أن تتحد به وتخضع له في الحّب واألمانة (أف ‪ ،)24 ،5‬وأخيرًا‪ ،‬أسبغ عليها إلى األبد نعمًا سماويًة لكي ندرك حّب هللا والمسيح لنا‪ ،‬وهو حب يسمو على كّل معرفة (أف ‪ .)19 ،3‬بيد أّن الكنيسة تحسب نفسها‪ ،‬ما دامت في طريقها على‬
‫األرض بعيدًا عن الّر ب (‪ 2‬قور ‪ ،)6 ،5‬أّنها في المنفى‪ ،‬بحيث إّنها تنشد وتشتهي العلوّيات حيث المسيح جالس إلى يمين هللا‪ ،‬إلى أن تتجّلى الكنيسة مع عريسها في المجد (را‪ .‬قول ‪.)4 –1 ،3‬‬

‫الكنيسة جسد المسيح السّر ي‬

‫‪               -7‬ثم إّن ابن هللا افتدى اإلنسان في الّطبيعة البشرّية التي اّتحد بها‪ ،‬بانتصاره بموته على الموت وبقيامته‪ ،‬وحّو له خليقًة جديدًة (غل ‪15 ،6‬؛ ‪ 2‬قور ‪ .)17 ،5‬وإذ أحّل روحه على إخوته الذين دعاهم من جميع األمم جعلهم جسدًا سرّيًا له‪.‬‬

‫وفي هذا الجسد تنتشر حياة المسيح في المؤمنين الذين باألسرار يّتحدون سّر يًا ولكن حقيقًة‪ ،‬بالمسيح المتألم والممجد‪ ،‬فبالمعمودية نصير على شبه المسيح "إذ إنّنا قد اعتمدنا جميعًا في الروح الواحد لنكون جسدًا واحدًا" (‪ 1‬قور‪ ،)13 ،12‬فإن هذه الّر تبة المقّدسة تمثل اّتحادنا بموت‬
‫المسيح وقيامته‪ ،‬وتحّققه‪ .‬ذلك بأّننا "دفّنا معه بالمعمودية في موته"‪ .‬ولئن "كّنا قد صرنا معه كيانًا واحدًا بشبه موته فإّننا نصيره أيضًا بشبه قيامته" (روم ‪ .)5 -4 ،6‬وإذ نشترك حقًا في جسد الرب‪ ،‬في كسر الخبز اإلفخارستّي ‪ ،‬نرتفع إلى الشركة معه وفي ما بيننا‪ .‬و"إذ ليس سوى خبز‬
‫واحد فإننا جميعًا جسد واحد‪ ،‬نحن المشتركين في هذا الخبز الواحد" (‪ 1‬قور‪ ،)17 ،10‬وهكذا نصير جميعًا أعضاء هذا الجسد (را‪ 1 .‬قور‪ )27 ،12‬و"أعضاًء بعضنا لبعض" (روم ‪.)5 ،12‬‬

‫وكما أّن أعضاء الجسد البشرّي ال تؤّلف‪ ،‬على تعّددها‪ ،‬إّال جسدًا واحدًا‪ ،‬كذلك أيضًا المؤمنين في المسيح (را‪ 1 .‬قور ‪ .)12 ،12‬ثم إّنه في عمل بناء جسد المسيح تتنوع األعضاء والوظائف‪ .‬فإّنه واحد الروح الذي يوّز ع مواهبه‪ ،‬بحسب غناه ومستلزمات الخدم‪ ،‬لفائدة الكنيسة (را‪1 .‬‬
‫قور ‪ .)11 -1 ،12‬ومن بين هذه المواهب تحتل النعمة التي منحت للّر سل المحّل األول‪ ،‬فالروح عينه يخضع لسلطانهم أصحاب المواهب أنفسهم (‪ 1‬قور ‪ .)14‬وهو الروح عينه‪ -‬الذي يوّحد الجسد بقّو ته وبترابط األعضاء الصميم ‪-‬يوّلد المحبة بين المؤمنين وينّم يها‪ .‬لذلك إذا تأّلم عضو‬
‫تأّلمت األعضاء كّلها معه‪ ،‬وإذ أكرم عضو فرحت األعضاء كّلها معه (را‪ 1 .‬قور ‪.)26 ،12‬‬

‫ورأس هذا الجسد هو المسيح الذي هو صورة هللا الغير المنظور‪ ،‬وبه كّو نت األشياء كّلها‪ .‬إّنه قائم قبل جميع األشياء‪ ،‬وبه قيام كّل شيء‪ .‬إّنه رأس الجسد الذي هو الكنيسة‪ .‬إّنه المبدأ‪ ،‬والبكر بين األموات‪ ،‬لكي يكون له األولّية في كّل شيء (را‪ .‬قول ‪ .)18 -15 ،1‬بعظمة قدرته يسود‬
‫على ما في السماء وما في األرض‪ ،‬وبكماله وفعله المطلق يمأل الجسد كّله بغنى مجده (أف ‪.)23 -18 ،1‬‬

‫فعلى جميع األعضاء أن تسعى للتمّثل به إلى أن يتكون المسيح فيها (را‪ .‬غل ‪ .)19 ،4‬من أجل ذلك أشركنا في أسرار حياته‪ ،‬وصّو رنا على مثاله‪ ،‬ونموت ونبعث معه‪ ،‬إلى أن نملك معه (را‪ .‬فيل ‪21 ،3‬؛ ‪ 2‬طيم ‪11 ،2‬؛ أف ‪ .)6 ،2‬وما دمنا في سفر على األرض‪ ،‬نترّسم خطواته في‬
‫الشّدة واالضطهاد‪ ،‬فإنّنا نشترك في آالمه اشتراك الجسد في الرأس‪ ،‬متأّلمين معه لنتمّجد معه (روم ‪ .)17 ،8‬ومنه "يستمد الجسد كّله‪ ،‬بأليافه ومفاصله‪ ،‬الترابط والتالؤم‪ ،‬ليبلغ نموه في هللا" (قول ‪ .)19 ،2‬وهو الذي يوزع بال انقطاع في جسده‪ ،‬أّي في الكنيسة‪ ،‬مواهب الخدم التي بها‬
‫نتبادل‪ ،‬بقوّته‪ ،‬الخدمات المجدية للخالص‪ ،‬حّتى إذا ما صدقنا في المحّبة ننمو في كّل شيء في اتجاه من هو رأسنا (را‪ .‬أف ‪ 16 -11 ،5‬يوناني)‪.‬‬

‫ولكي نتجّدد فيه باستمرار (أف ‪ )23 ،4‬آتانا أن نشترك في روحه‪ ،‬الذي إذ هو واحد وهو عينه في الرأس وفي األعضاء‪ ،‬يحيي الجسد كّله‪ ،‬ويوّحده‪ ،‬ويحّر كه‪ ،‬حّتى لقد شّبه اآلباء القّديسون فعله بوظيفة الروح التي هي مبدأ الحياة في الجسد‪ .‬ثّم إّن المسيح يحّب الكنيسة من حيث هي‬
‫عروسه‪ ،‬جاعًال من نفسه غرارًا للزوج الذي إذ يحّب زوجته يحّب جسده الخاص (أف ‪ ،)28 -25 ،5‬وأّم ا الكنيسة نفسها فتخضع لرأسها (أف ‪" .)24 -23 ،5‬ولّم ا كان كّل ملء الّالهوت قد حّل فيه جسدّيًا" (قول ‪ )9 ،2‬فإنه يمأل بمواهبه اإللهية الكنيسة التي هي جسده وملئه (أف ‪،1‬‬
‫‪ )23 -22‬لكي تسعى وتبلغ ملء هللا كامًال (را‪ .‬أف ‪.)19 ،3‬‬

‫الكنيسة منظورة وروحية معًا‬

‫‪               -8‬وإّن المسيح‪ ،‬الوسيط الواحد‪ ،‬قد أقام على هذه األرض كنيسته مقّدسًة‪ ،‬شركة إيمان ورجاء ومحبة‪ ،‬هيكًال عضويًا منظورًا‪ ،‬وهو يسندها على الدوام‪ ،‬ويفيض بها على الجميع الحقيقة والنعمة‪ .‬بيد أّن هذا المجتمع المجّه ز بأعضاء ذوي سلطات‪ ،‬جسد المسيح السّر ي‪،‬‬
‫الجماعة المنظورة والشركة الروحية‪ ،‬كنيسة األرض والكنيسة الغنّية بنعم السماء‪ ،‬يجب أّال يعّد حقيقتين‪ ،‬بل هو حقيقة واحدة مركبة‪ ،‬ذات عنصرين بشرّي وإلهّي ‪ .‬ومن ثّم فليس من قبيل العبث في القياس أن يشّبه بسّر الكلمة المتجّسد‪ .‬فكما أّن الطبيعة التي تدّر ع بها الكلمة اإللهّي‬
‫يستخدمها أداًة حّيًة للخالص مّتحدًة به اّتحادًا ال ينفصم‪ ،‬كذلك أيضًا المركب العضوّي المجتمعّي الذي تتأّلف منه الكنيسة يستخدمه روح المسيح‪ ،‬الذي يحييه‪ ،‬سبيًال إلى نمّو الجسد (أف ‪.)16 ،4‬‬

‫تلك هي كنيسة المسيح الواحدة التي نعترف بها في قانون اإليمان بأّنها واحدة مقّدسة جامعة رسولّية‪ ،‬والتي سّلمها مخّلصنا بعد قيامته إلى بطرس لكي يكون لها راعيًا (يو ‪ ،)17 ،21‬والتي أناط ببطرس وسائر الرسل أمر نشرها وقيادتها (را‪ .‬مّتى ‪ 18 ،28‬وما بعده)‪ ،‬والتي أقامها‬
‫على الّدوام "عمودًا للحقيقة وقاعدًة لها" (‪ 1‬طيم ‪ .)15 ،3‬هذه الكنيسة التي أنشئت ونّظمت كمجتمع في هذا العالم إنّم ا تستمّر في الكنيسة الكاثوليكّية التي يسوسها خليفة بطرس واألساقفة الذين هم على الشركة معه‪ ،‬وإن تكن عناصر عديدة للتقديس والحقيقة ال تزال قائمًة خارج هيكلها‬
‫ًا‬ ‫أ‬
‫‪about:blank‬‬ ‫‪1/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫العضوّي المنظور‪ ،‬من حيث هي مواهب خاصة بكنيسة المسيح‪ ،‬إلى الوحدة الكاثوليكية‪ .‬ولّم ا كان المسيح قد تّم م عمله الفدائي في الفقر واالضطهاد فإن الكنيسة قد دعيت هي أيضًا إلى انتهاج هذه الطريق عينها لكي تشرك الناس في ثمار الخالص‪ .‬فالمسيح يسوع "إذ كان في حالة هللا‬
‫ال شيء ذاته‪ ،‬آخذًا حالة عبد" (فيل ‪ ،)7 -6 ،2‬وألجلنا‪" ،‬هو الغني‪ ،‬صار فقيرًا" (‪ 2‬قور ‪ ،)9 ،8‬كذلك الكنيسة أيضًا‪ ،‬فإنها على كونها تفتقر إلى موارد بشرّية للقيام برسالتها‪ ،‬لم توجد لتطلب المجد الدنيوي‪ ،‬بل لتعّلم بمثالها أيضًا ما التواضع والكفر بالذات‪ .‬فالمسيح قد أرسله اآلب‬
‫"ليبشر المساكين ويجير القلوب الكسيرة" (لو ‪ )18 ،4‬و"يطلب ويخلص ما كان هالكًا" (لو ‪ ،)10 ،19‬كذلك الكنيسة تغمر بحّبها جميع الذين يرهقهم الضعف البشرّي بل ترى في الفقراء والمتأّلمين صورة مؤّسسها الفقير المتألم‪ ،‬وتعمل جاهدًة على تلطيف بؤسهم‪ ،‬وتريد أن تخدم‬
‫المسيح فيهم‪ .‬ولكن فيما المسيح "القّدوس البريء وال عيب فيه" (عب ‪ )26 ،7‬لم يعرف الخطيئة (‪ 2‬قور ‪ )21 ،5‬بل أتى ليكّفر عن خطايا الشعب فقط (عب ‪ ،)17 ،2‬فإّن الكنيسة التي تضم في حضنها الخطأة هي‪ ،‬في آن واحد‪ ،‬مقّدسة ومفتقرة دائمًا إلى الّتطهير‪ ،‬وال تني عاكفًة على‬
‫التوبة والتجّدد‪ .‬والكنيسة "تواصل طريقها ما بين اضطهادات العالم وتعزيات هللا"‪ ،‬مبّشرًة بصليب الرّب وموته إلى أن يأتي (را‪ 1 .‬قور ‪ .)26 ،11‬إنّم ا تتقّو ى بقوة الّر ب الّناهض من الموت‪ ،‬لكي تتغّلب بالصبر والمحّبة على مضايقها ومصاعبها التي من الّداخل ومن الخارج‪،‬‬
‫وتكشف للعالم بأمانة سّر الّر ب الذي لن ينفّك يغشاه الظّل إلى أن يتجّلى في النهاية في وضح الّنور‪.‬‬


‫الفصل الثاني‬

‫شعب هللا‬

‫العهد الجديد والشعب الجديد‬

‫‪               -9‬إّن من يّتقي هللا ويعمل البّر ‪ ،‬في كّل زمان وكّل أّم ة‪ ،‬لمقبول عند هللا (را‪ .‬رسل ‪ .)35 ،10‬وإّنما شاء هللا أن يقّدس الناس ويخّلصهم‪ ،‬ال متفّر قين بدون ما ترابط في ما بينهم‪ ،‬بل أراد أن يجعلهم شعبًا يعرفه في الحقيقة ويخدمه في القداسة‪.‬‬

‫فاختار لنفسه شعب إسرائيل شعبًا‪ ،‬وقطع معه عهدًا‪ ،‬ونّشأة شيئًا فشيئًا‪ ،‬مظهرًا له نفسه ومقاصده في غضون تاريخه‪ ،‬ومقّدسًا إّياه لنفسه‪ .‬بيد أن هذا كّله كان على سبيل التهيئة والرمز للعهد الجديد الكامل الذي سيبرم في المسيح‪ ،‬وللوحي الكامل الذي سينزل به كلمة هللا المتجسد نفسه‪:‬‬
‫"ها إّنها تأتي أيام‪ ،‬يقول الرّب ‪ ،‬أقطع فيها مع آل إسرائيل وآل يهوذا عهدًا جديدًا… فأجعل شريعتي في أحشائهم‪ ،‬واكتبها في قلوبهم‪ ،‬وأكون إلههم ويكونون شعبي … وكلهم سيعرفونني من أكبرهم إلى أصغرهم‪ ،‬يقول الرّب " (إر ‪ .)34 -31 ،31‬فهذا العهد الجديد هو العهد الذي‬
‫أبرمه المسيح‪ ،‬العهد الجديد بدمه (‪ 1‬قور‪ ،)25 ،11‬داعيًا اليهود واألمميّين ليجعل منهم شعبًا يجتمع في الوحدة‪ ،‬ال يحسب الجسد بل بحسب الروح‪ ،‬ويصير شعب هللا الجديد‪ .‬ومن ثّم فإّن الذين يؤمنون بالمسيح‪ -‬وقد ولدوا ثانيًة ال من زرع قابل الفساد بل من زرع ال يفسد‪ ،‬وهو كلمة‬
‫هللا الحّي (را‪ 1 .‬بط ‪ ،)23 ،1‬وال من الجسد بل من الماء والروح القدس (يو ‪ )6 -5 ،3‬أقيموا أخيرًا "ذرّيًة مختارًة‪ ،‬كهنوتًا ملوكّيًا‪ ،‬أّم ًة مقّدسًة‪ ،‬شعبًا مقتنى… لم يكونوا من قبل شعبًا فصاروا اليوم شعب هللا (‪ 1‬بط ‪.)10 -9 ،2‬‬

‫فهذا الشعب المسيحانّي رأسه المسيح "الذي أسلم من أجل خطايانا وقام ألجل برّنا" (روم ‪ ،)25 ،4‬الذي‪ ،‬بعد إذ نال اسمًا ال اسم فوقه‪ ،‬يملك اآلن مجيدًا في السماوات‪ .‬وهذا الشعب حاله حال الكرامة وحرّية أبناء هللا‪ ،‬في قلوبهم يسكن الروح القدس سكناه في هيكله‪ .‬وشريعته الوصية‬
‫الجديدة‪ ،‬أن يحّب كما أحبنا المسيح نفسه (يو ‪ .)34 ،13‬وغايته أخيرًا ملكوت هللا الذي بدأه هللا نفسه على األرض‪ ،‬وعليه أن يمتّد من بعد إلى أن يتّم ه هللا نفسه‪ ،‬في آخر الزمان‪ ،‬عندما يظهر المسيح حياتنا (را‪ .‬قول ‪" ،)4 ،3‬وتعتق الخليقة من عبودية الفساد إلى حّر ية مجد أبناء هللا"‬
‫(روم ‪ .)21 ،8‬وهذا الشعب المسيحانّي ‪ ،‬وإن كان بعد ال يضّم في الواقع جميع الناس‪ ،‬ويبدو في الغالب بمظهر القطيع الصغير‪ ،‬فهو مع ذلك للجنس البشري برّم ته‪ ،‬نواة وحدة ورجاء وخالص بالغ الفعالّية‪ .‬لقد أقامه المسيح شركة حياة ومحّبة وحقيقة‪ ،‬وهو في يده أيضًا أداة الفداء‬
‫لجميع الناس‪ ،‬وأرسله في العالم كّله نورًا للعالم وملحًا لألرض (را‪ .‬مّتى ‪.)16 -13 ،5‬‬

‫وكما أّن اسرائيل بحسب الجسد قد دعي‪ ،‬فيما كان سالكًا في القفر‪ ،‬بكنيسة هللا (تث ‪ 1 ،23‬وما بعده)‪ ،‬كذلك اسرائيل الجديد‪ ،‬السالك في الدهر الحاضر في طلب اآلتية الباقية (عب ‪ ،)14 ،13‬قد دعي هو أيضًا بكنيسة المسيح (را‪ .‬مّتى ‪ ،)18 ،16‬ألنه هو الذي اقتناه بدمه (رسل ‪،20‬‬
‫‪ ،)28‬ومألها من روحه‪ ،‬وجّه زها بالوسائل المؤاتية ألجل اّتحادها الظاهر المجتمّعي‪ .‬فإّن هللا قد دعا جماعة الذين في اإليمان ينظرون إلى يسوع‪ ،‬صانع الخالص ومبدأ الوحدة والسالم‪ ،‬وأنشأ منهم الكنيسة لكي تكون للجميع ولكّل واحد منهم السّر المنظور لهذه الوحدة الخالصّية‪ .‬ولّم ا‬
‫كان عليها أن تمتّد إلى جميع المناطق دخلت تاريخ البشر على كونها تتخطى حدود الشعوب في الزمان والمكان‪ .‬وإذ تسلك الكنيسة طريقها في وسط المحن والشدائد يعضدها هللا بقّو ة نعمته التي وعدها الرّب بها لئال تخّل باألمانة الكاملة بسبب وهن الجسد‪ ،‬بل تظّل لرّبها العروس‬
‫الخليقة به‪ ،‬وتستمّر على التجّدد الذاتي بفعل الروح القدس إلى أن تبلغ في طريق الصليب النور الذي ال يعقبه غروب‪.‬‬

‫‪          -10‬إّن المسيح الرب‪ ،‬الحبر المأخوذ من بين الناس (عب ‪ ،)5 -1 ،5‬قد جعل من الّشعب الجديد "ملكوتًا وكهنًة هلل أبيه" (رؤ ‪6 ،1‬؛ ‪ .)10 -9 ،5‬ذلك بأن المعّم دين قد تكّر سوا بالميالد الثاني ومسحة الروح القدس لكي يكونوا مسكنًا روحيًا وكهنوتًا مقّدسًا‪ ،‬ويقّر بوا بعملهم‬
‫المسيحّي كّله قرابين روحيًة‪ ،‬ويعلنوا قدرة ذاك الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب (‪ 1‬بط ‪ .)10 -4 ،2‬فليقّر ب إذن جميع تالميذ المسيح أنفسهم‪ ،‬مواظبين على الصالة وحمد هللا (رسل ‪ ،)47 -42 ،2‬قرابين حّيًة‪ ،‬مقّدسًة‪ ،‬مرضيًة هلل (روم ‪ ،)1 ،12‬ويشهدوا للمسيح في كّل‬
‫مكان‪ ،‬ويقيموا الدليل‪ ،‬في كل مطلب‪ ،‬على الرجاء الذي فيهم للحياة األبدية (‪ 1‬بط ‪ .)15 ،3‬إّن كهنوت المؤمنين المشترك وكهنوت الخدمة الراعوّية أو الرئاسة‪ ،‬مترابطان كالهما باآلخر وان اختلفا في الجوهر ال في الدرجة فقط‪ ،‬ذلك بأن كال هذا وذاك يشتركان‪ ،‬كّل على نحو خاّص ‪،‬‬
‫في كهنوت المسيح الواحد‪ .‬فكهنوت الخدمة ينشئ‪ ،‬بما له من سلطان مقّدس‪ ،‬الشعب الكهنوتي‪ ،‬ويقوده‪ ،‬ويقيم‪ ،‬في وظيفة المسيح‪ ،‬الذبيحة اإلفخارستّية‪ ،‬ويقّر بها إلى هللا باسم الشعب كّله‪ .‬وأما المؤمنون فيشتركون بكهنوتهم الملوكّي في تقديم اإلفخارستّيا‪ ،‬ويمارسون هذا الكهنوت‬
‫بقبولهم األسرار‪ ،‬ثم بالصالة والحمد وشهادة السيرة المقّدسة‪ ،‬ثم بالكفر بالذات والمحّبة الفّعالة‪.‬‬

‫ممارسة الكهنوت العام في األسرار‬

‫‪          -11‬تتجسد ميزة الجماعة الكهنوتية في قدسيتها ونظاميتها باألسرار والفضائل‪ .‬والمؤمنون الذين دخلوا في الكنيسة بالعماد قد اقتبلوا وسمًا يخولهم حقًا العبادة الدينية المسيحية‪ .‬ولما أصبحوا أبناء هللا بالميالد الجديد‪ ،‬أخذوا على عاتقهم أن يقروا أمام الناس باإليمان الذي اقتبلوه‬
‫من هللا بواسطة الكنيسة‪ .‬ولقد غدا ارتباطهم وثيقًا بالكنيسة وذلك بواسطة سر التثبيت‪ .‬واغتنوا بقوة الروح القدس الخاصة‪ ،‬وهكذا صار عليهم بنوع خاص ان ينشروا االيمان ويدافعوا عنه بالقول والفعل شهودًا حقيقيين للمسيح‪ .‬وباشتراكهم في ذبيحة االفخارستيا‪ ،‬ينبوع وقمة كل حياة‬
‫مسيحية‪ ،‬يقدمون هلل الذبيح االلهي ويقدمون ذواتهم معه‪ .‬وهكذا بالتقدمة كما بالتناول المقدس‪ ،‬يأخذ الكل حصته من العمل الطقسي ال على السواء بل على النحو الذي له وبالنتيجة يتجددون بجسد المسيح‪ ،‬بالمائدة المقدسة‪ ،‬وُيظهرون‪ ،‬بشكل جلي‪ ،‬وحدة شعب هللا التي يعنيها ويحققها‬
‫تمامًا وبنوع عجيب هذا السر العظيم‪.‬‬

‫واولئك الذين يتقدمون من سر التوبة يقتبلون فيه من رحمة هللا غفرانًا عن االساءة التي الحقوها به‪ ،‬ويتصالحون‪ ،‬في الوقت عينه‪ ،‬مع الكنيسة التي جرحوها بخطيئتهم والتي ندأب في العمل على توبتهم بالمحبة‪ ،‬والمثل‪ ،‬والصالة‪ ،‬وبمسحة المرضى المقدسة وصالة الكهنة تكل الكنيسة‬
‫جمعاء امر المرضى الى الرب المتألم والممجد‪ ،‬ليخفف عنهم ويخلصهم (را‪ .‬يع ‪ .)16 –14 ،5‬وفضًال عن ذلك‪ ،‬انها تحثهم على االشتراك بكل حرية في آالم المسيح وموته (را‪ .‬روم ‪17 ،8‬؛ قول ‪ ،)24 ،1‬فيسهمون هكذا بدورهم في خير شعب هللا‪ .‬واما المؤمنون الذين وسموا‬
‫بالكهنوت المقدس انما اقيموا باسم المسيح ليرعوا الكنيسة بكلمة هللا ونعمته‪ .‬وبقوة سر الزواج الذي يؤهلهم ليرمزوا عن سر الوحدة والحب الخصب المتبادل بين المسيح والكنيسة ويشتركون فيه (را‪ .‬أف ‪ ،)32 ،5‬يتعاون االزواج المسيحيون على تقديس الحياة الزوجية بتقبلهم االوالد‬
‫وتربيتهم‪ .‬ولهم في حالتهم هذه وعلى مستواهم‪ ،‬المواهب الخاصة في شعب هللا‪ .‬وعن اتحادهم تنبثق العائلة حيث يولد اعضاء المجتمع البشري الجدد الذين يصبحون بالعماد وبنعمة الروح القدس ابناء هللا‪ ،‬وهكذا يدوم شعب هللا الى مدى الدهور‪ .‬ففي هذا البيت الذي هو شبه كنيسة‪،‬‬
‫على الوالدين ان يكونوا ألوالدهم بالقول والمثل مبشري االيمان األولين‪ ،‬وذلك خدمة لدعوة كل واحد منهم الخاصة‪ ،‬وبنوع أخص للدعوة المقدسة‪.‬‬

‫وإن كل المؤمنين بالمسيح المزودين بوسائل خالصّية غزيرة وعظيمة‪ ،‬أيًا كان وضعهم وحالهم‪ ،‬يدعوهم هللا‪ ،‬كل حسب طريقه‪ ،‬الى قداسة تجد كمالها في اآلب بالذات‪.‬‬

‫معنى االيمان والمواهب في الشعب المسيحي‬

‫‪          -12‬يشارك شعب هللا المقدس ايضًا في مهمة المسيح النبوية‪ ،‬فينشر قبل كل شيء شهادة حية بعيش ايمانه ومحبته‪ ،‬ويقرب هلل ذبيحة الحمد‪ ،‬ثمرة شفاه تعترف باسمه (را‪ .‬عب ‪ .)15 ،13‬ولما كان لجمع المؤمنين مسحة من القدوس (را‪ 1 .‬يو ‪ 20 ،2‬و‪ ،)27‬فانهم ال يستطيعون‬
‫ان يضلوا في االيمان‪ .‬وإنهم يعبرون عن هذه الميزة الخاصة التي يملكون بواسطة الذوق الفائق الطبيعة إليمان الشعب بكلتيه‪ ،‬وذلك بأن يجمعوا اجماعًا شامًال "من االساقفة حتى آخر علماني مؤمن"‪ ،‬على حقائق االيمان واالخالق‪ .‬فبفضل ذوق االيمان هذا‪ ،‬الذي يوقظه روح الحق‬
‫ويعضده‪ ،‬وتحت قيادة السلطة التعليمية المقدسة التي إذا ما ُأديت لها الطاعة بأمانة‪ ،‬قبل شعب هللا ال كالمًا بشريًا بل حقًا كالم هللا (را‪ 1 .‬تس ‪ ،)13 ،2‬فيتمسك تمسكًا متينًا باإليمان الذي سلم نهائيًا الى القديسين (را‪ .‬قض ‪ ،)3‬ويتعمق في فهمه تعمقًا متزايدًا‪ ،‬إذ يفكر فيه تفكيرًا قويمًا‬
‫ويعمل به في حياته بالتمام‪.‬‬

‫وال يتوقف الروح عينه على ان يقدس شعب هللا باألسرار والخدام‪ ،‬وان يقوده ويزينه بالفضائل‪ ،‬بل عالوة على ذلك ‪,‬يوزع بين المؤمنين من كل درجة "مقسمًا عطاياه‪ ،‬كيف شاء‪ ،‬على كل واحد" (‪ 1‬قور ‪ ،)11 ،12‬نعمًا خصوصية تجعله اهًال ومستعدًا لتحمل التبعات المختلفة والخدم‬
‫المفيدة لتجديد الكنيسة وانتشارها‪ ،‬على ما جاء "ان كل واحد انما يعطى اظهار الروح للمنفعة العامة" (‪ 1‬قور ‪ ،)7 ،12‬فهذه المواهب من األكثر بهاء الى األشد بساطة‪ ،‬حتى الى األوسع انتشارًا‪  ،‬يجب ان تقبل بالشكر وان تحمل التعزية‪ ،‬اذ انها قبل كل شيء قد أتت طبقًا لحاجات‬
‫الكنيسة مجاوبة عليها‪ .‬على انه ليس من الفطنة ان تطلب العطايا الخارقة‪ ،‬وانه الدعاء ان نرجو من هذا القبيل ثمرة االعمال الرسولية‪ .‬إنما يعود للمسؤولين في الكنيسة ان يحكموا في أصالة هذه العطايا وحسن استعمالها‪ .‬وحري بهم خاصة ال ان يطفئوا الروح‪ ،‬بل ان يمتحنوا كل‬
‫شيء‪ ،‬ليتمسكوا بما هو حسن (را‪ 1 .‬تس ‪ 12 ،5‬و‪.)21 -19‬‬

‫شمول أو كثلكة شعب هللا الواحد‬

‫‪          -13‬إن كل الناس مدعوون ليكونوا شعب هللا الجديد‪ .‬لذلك على هذا الشعب ان يمتد الى العالم بكامله والى آخر الدهر‪ ،‬مع بقائه واحدًا ووحيدًا ليكمل ما دّبرته ارادة هللا التي خلقت الطبيعة االنسانية واحدة منذ البدء‪ ،‬وقررت ان تجمع أخيرًا الى واحد ابناء ذلك الشعب المشتتين‬
‫(را‪ .‬يو ‪ .)52 ،11‬لهذه الغاية أرسل هللا ابنه الذي جعله وارثًا لكل شيء (را‪ .‬عب ‪ )2 ،1‬كي يكون للكل معلمًا‪ ،‬وملكًا‪ ،‬وكاهنًا‪ ،‬ورأسًا لشعب أبناء هللا الجديد والشامل‪ .‬وأخيرًا أرسل هللا لهذه الغاية روح ابنه‪ ،‬الرب المحيي‪ ،‬الذي هو للكنيسة جمعاء‪ ،‬لجميع المؤمنين ولكل فرد منهم‪،‬‬
‫مبدأ تجمعهم ووحدتهم في تعليم الرسل‪ ،‬والشركة األخوية‪ ،‬وكسر الخبز والصلوات (را‪ .‬رسل ‪ 42 ،2‬يوناني)‪.‬‬

‫وهكذا إن شعب هللا الواحد لموجود بين شعوب األرض قاطبة‪ ،‬ألنه من هذه الشعوب جميعها أخذ أعضاءه‪ ،‬مواطني مملكة ليست من طبيعة ارضية بل سماوية‪ .‬وبالفعل فإن كل المؤمنين المنتشرين في العالم يشتركون مع اآلخرين في الروح القدس‪" .‬وهكذا فإن الساكن في روما يعرف‬
‫أن الهنود هم اعضاء بالنسبة اليه"‪ .‬وبما أن مملكة المسيح ليست من هذا العالم (را‪ .‬يو ‪ )36 ،18‬فالكنيسة‪ ،‬أو شعب هللا بدء ذلك الملكوت‪ ،‬ال يتنكر لشيء من ثروات الشعوب الزمنية‪ ،‬بل بالعكس يعززه ويتبنى مقدرات تلك الشعوب وثرواتها وطرق معيشتها بقدر ماهي خيرة‪ .‬وبهذا‬
‫التبني يطهرها ويقويها ويرفعها‪ ،‬فتذكر ان عليها ان تجتمع بذلك الملك‪ ،‬من اليه اعطيت االمم ميراثًا (را‪ .‬مز ‪ ،)8 ،2‬ومن الى مدينته تحمل االمم الهدايا والتقادم (را‪ .‬مز ‪10 ،)72( 71‬؛ أش ‪ .)7 -4 ،60‬وطابع الشمول الذي يجمل شعب هللا هو عطية الرب عينه‪ .‬بفضله تحاول‬
‫الكنيسة الكاثوليكية بصورة فعالة ومستمرة أن تجمع البشرية بكاملها وكل خيورها تحت المسيح الرأس في وحدة روحه‪ .‬‬

‫وبقوة هذه الكثلكة يحمل كل جزء لآلخرين وللكنيسة عطاياه الخاصة‪ ،‬بنوع ان الكل واألجزاء منفردة تنمو بمقايضة شاملة متبادلة وبجهد مشترك نحو ملء الوحدة‪ .‬لهذا ال يتجمع شعب هللا من الشعوب المختلفة فحسب‪ ،‬بل انما يتألف في ذاته من الدرجات المتنوعة‪ .‬وإن لبين االعضاء‬
‫اختالفًا‪ ،‬سواء في الوظائف اذ يقوم البعض بالخدمة المقدسة ألجل خير اخوتهم‪ ،‬وسواء في الوضع ونظام الحياة اذ يكون الكثيرون في الحالة الرهبانية مثًال إلخوتهم‪ ،‬يحثهم على السعي حثيثًا الى القداسة عبر طريق أكثر تطلبًا‪ .‬وبالتالي توجد شرعيًا في الشركة الكنسية كنائس خاصة‬
‫تنعم بتقاليدها الذاتية‪ ،‬مع الحفاظ التام على رئاسة كرسي بطرس الذي يرأس جماعة المحبة الشاملة‪ ،‬ويضمن الفروقات الشرعية ويسهر ايضًا على ان تكون الخصوصيات مفيدة له دون ان تلحق اذى بالوحدة‪ .‬وينتج اخيرًا بين اجزاء الكنيسة المختلفة رباطات الشركة الحميمة في‬
‫الخيور الروحية وفي اقتسام العمال الرسوليين والخيرات المادية‪ .‬فأعضاء هللا مدعوون طبعًا الى ان يتقاسموا خيراتهم‪ .‬وعلى كل من الكنائس تنطبق كلمات الرسول القائل‪ " ،‬ليخدم كل واحد اآلخرين بالموهبة التي نالها على ما يجدر بوكالء صالحين على نعمة هللا المتنوعة " (‪ 1‬بط‬
‫‪.)10 ،4‬‬

‫فجميع الناس مدعوون الى الدخول في وحدة شعب هللا الجامعة‪ ،‬هذه التي تبشر بالسالم العام وتحث عليه؛ من ناحية وتحت اشكال شتى ينتمي الى هذه الوحدة المؤمنون بالمسيح‪ ،‬واخيرًا وبدون استثناء جميع الذين تدعوهم نعمة هللا الى الخالص‪.‬‬

‫المؤمنون الكاثوليك‬

‫‪          -14‬يوجه المجمع المقدس تفكيره في بادئ األمر الى المؤمنين الكاثوليك‪ .‬ويعِّلم أن هذه الكنيسة في سيرها على االرض ضرورية للخالص مستندًا في ذلك الى الكتاب المقدس والتقليد‪ .‬فالمسيح وحده وسيط الخالص وطريقه‪ ،‬هو حاضر لنا في جسده اي الكنيسة‪ .‬وهو نفسه إذ‬
‫شدد بصريح العبارة على ضرورة االيمان والعماد (را‪ .‬مر ‪16 ،16‬؛ يو ‪ )5 ،3‬قد أكد لنا في الوقت ذاته ضرورة الكنيسة التي يدخلها الناس بالعماد الذي هو الباب‪ .‬وعليه لن يستطيع أن يخلص أولئك الذين يرفضون إما أن يدخلوا الكنيسة الكاثوليكية أو أن يبقوا فيها‪ ،‬بينما يعَلمون أن‬
‫هللا أسسها بيسوع المسيح ضرورية للخالص‪ .‬وينتمي إلى مجتمع الكنيسة انتماًء تامًا أولئك الذين‪ ،‬بروح المسيح الذي لهم‪ ،‬قبلوا نظامه بكامله ووسائل الخالص التي ُأعطيت له‪ ،‬والذين بفضل روابط االعتراف باإليمان واألسرار‪ ،‬والسلطة الكنسية والشركة يتحدون مع المسيح في‬
‫مجموعة الكنيسة المنظورة يديرها بواسطة الحبر االعظم واألساقفة‪ .‬ولكن االنتماء إلى الكنيسة ال يؤكد الخالص ِلمن‪ ،‬إذ لْم يدم في المحبة‪ ،‬بقي في الكنيسة قالبًا ال قلبًا‪ .‬وعلى أبناء الكنيسة كلهم أن يتذكروا أن وضعهم الممتاز يرجع‪ ،‬ال الى استحقاقاتهم الشخصية بل الى نعمة خاصة‬
‫من المسيح‪ ،‬التي إذا لم يتجاوبوا معها فكرًا وقوًال وفعًال‪ ،‬استحقت لهم ال الخالص بل دينونة عظمى‪.‬‬

‫أما الموعوظون الذين‪ ،‬بدافع من الروح القدس‪ ،‬يطلبون بإرادة صريحة أن ينتموا إلى الكنيسة فإنهم‪ ،‬بهذا الشوق‪ ،‬يتحدون بها والكنيسة األم تغمرهم كأبناء لها بعطفها وعنايتها‪.‬‬

‫رباطات الكنيسة بالمسيحين غير الكاثوليك‬

‫‪          -15‬وألسباب شتى تعرف الكنيسة انها مرتبطة بالذين‪ ،‬وقد تعمدوا‪ ،‬يتشرفون باالسم المسيحي دون أن يقروا باإليمان الكامل أو يحفظوا وحدة الشركة تحت خليفة بطرس‪ .‬فإن العديدين منهم يجلون الكتاب المقدس قاعدًة لإليمان والحياة‪ ،‬ويظهرون غيرة دينية مخلصة‪،‬‬
‫ويؤمنون من كل قلبهم باهلل اآلب القدير وبالمسيح ابن هللا المخِّلص‪ ،‬ويتسمون بالعماد الذي يربطهم بالمسيح‪ ،‬وفوق ذلك يقرون بسائر األسرار ويقبلونها في كنائسهم الخاصة وفي جماعاتهم الكنسية‪ .‬والكثيرون من بينهم ينعمون أيضًا باألسقفية‪ ،‬ويحتفلون باالفخارستيا المقدسة‪ ،‬وأيضًا‬
‫يعززون التقوى نحو العذراء أم هللا‪ .‬أضف الى ذلك الشركة في الصالة وفي أعمال الخير االخرى الروحية‪ ،‬ورباطًا حقيقيًا بالروح القدس الذي‪ ،‬بواسطة مواهبه ونعمه‪ ،‬يعمل فيهم عمله المقدس ويقوي البعض منهم حتى سفك دمائهم‪ .‬وهكذا يبعث الروح القدس في كل تالميذ المسيح‬
‫الشوق والعمل الى أن يجتمع الكل بسالم‪ ،‬حسب الطريقة التي ارتآها المسيح‪ ،‬في قطيع واحد بقيادة الراعي الواحد‪ .‬لهذه الغاية ال تفتر أمنا الكنيسة تصلي‪ ،‬وتترجى وتعمل‪ ،‬حاثة أبناءها على أن يتطهروا ويتجددوا حتى تلمع عالمة المسيح بأكثر جالء على وجه الكنيسة‪.‬‬

‫غير المسيحيين‬

‫‪          -16‬أما الذين لم يقبلوا االنجيل بعد‪ ،‬فإنهم متجهون نحو شعب هللا بطرق شتى‪ .‬بادئ ذي بدء ذلك الشعب الذي اقتبل العهد والمواعيد‪ ،‬ومنه خرج المسيح بحسب الجسد (را‪ .‬روم ‪)5 -4 ،9‬؛ شعب محبوب من حيث االختيار‪ ،‬من أجل اآلباء‪ ،‬ألن مواهب هللا ودعوته هي بال ندامة‬
‫(را‪ .‬روم ‪ .)29 -28 ،11‬ولكن تصميم الخالص إنما يشمل الذين يعترفون بالخالق‪ ،‬ومن بينهم أوًال المسلمون الذين يقرون أن لهم إيمان ابراهيم‪ ،‬ويعبدون معنا االله الواحد الرحيم‪ ،‬الذي سيدين البشر في اليوم األخير‪ .‬وحتى الذين يفتشون بعد وتحت األشكال وفي الصور عن إله‬
‫يجهلونه‪ ،‬ليس هللا ببعيٍد عنهم‪ ،‬ألنه هو الذي يمنح الجميع حياة ونفسًا وكل شيء (را‪ .‬رسل ‪ ،)28 -25 ،17‬وألنه كمخلص يريد أن يقود كل الناس الى الخالص (را‪ 1 .‬طيم ‪ .)4 ،2‬وايضًا أولئك الذين‪ ،‬دون خطأ منهم‪ ،‬يجهلون إنجيل المسيح وكنيسته‪ ،‬إنما يفتشون عن هللا بنَّية صادقة‪،‬‬
‫ويجتهدون في أن يكملوا بأعمالهم ارادته‪ ،‬التي ُتعَر ف لديهم‪ ،‬من خالل أوامر ضميرهم‪ ،‬هم أيضًا يبلغون الى الخالص األبدي‪ .‬وال تمنع العناية االلهية المعونات الضرورية للخالص‪ ،‬عن الذين بدون ذنٍب منهم‪ ،‬لم يتوصلوا بعد الى معرفة هللا الصريحة‪ ،‬ويعملون على أن يسيروا سيرة‬
‫مستقيمة بمساعدة النعمة االلهية‪ .‬وكل ما يمكن أن يوجد عندهم من خير وحق‪ ،‬إنما تعتبره الكنيسة استعدادًا انجيلي‪ ،‬وعطية من ذلك الذي ينير كل انسان‪ ،‬لكي تكون له الحياة في النهاية‪ .‬ولكن غالبُا ما خدع إبليس البشر فضلوا في تفكيرهم‪ ،‬واستبدلوا حقيقة هللا بالباطل‪ ،‬وعبدوا‬
‫المخلوق دون الخالق (را‪ .‬روم ‪ 21 ،1‬و‪ .)25‬أو أنهم عاشوا وماتوا بدون إله في هذا العالم‪ ،‬فعَّر ضوا ذواتهم الى أقصى حدود اليأس‪ .‬لهذا تضع الكنيسة اليوم كّل اهتمامها في تشجيع الرساالت‪ ،‬لمجد هللا وخالص النفوس‪ ،‬متذكرة وصّية المخّلص‪" ،‬اكرزوا باإلنجيل للخليقة كّلها" (مر‬
‫‪.)15 ،16‬‬

‫طابع الكنيسة اإلرسالي‬

‫‪          -17‬كما أن اآلب أرسل ابنه كذلك أرسل االبن نفسه رسَله (را‪ .‬يو ‪ )21 ،20‬وقال لهم‪" ،‬اذهبوا إذ‪ ،‬وتلمذوا جميع االمم‪ ،‬وعمدوهم باسم اآلب واالبن والروح القدس‪ ،‬وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به‪ .‬وها أنا معكم طوال األيام إلى منتهى الدهر" (متى ‪.)20 -18 ،28‬‬
‫ولقد تسَّلمت الكنيسة من الرسل وصية المسيح الرسمية‪ ،‬لتكرز بحقيقة الخالص وتتابع تنفيذها الى أقاصي األرض (را‪ .‬رسل ‪ .)8 ،1‬لذلك أخذت على عاتقها كلمات الرسول القائل‪" ،‬الويل لي ان لم أبشر" (‪ 1‬قور ‪ .)16 ،9‬وما زالت ترسل المبشرين دون انقطاع‪ ،‬حتى تتركز الكنائس‬
‫الفتية تمامًا‪ ،‬فتتابع عمل التبشير بذاتها‪ .‬ويحثها الروح القدس على أن تسهم في تحقيق تصميم هللا‪ ،‬الذي أقام المسيح مبدأ خالص العالم بأجمعه‪ .‬وإذ تبشر الكنيسة باإلنجيل فهي تجذب أولئك الذين يسمعونه‪ ،‬ليؤمنوا ويعترفوا بإيمانهم‪ ،‬وتعّدهم للعماد‪ ،‬وتعتقهم من عبودية الضالل‪،‬‬
‫وتضمهم الى المسيح‪ ،‬لينموا فيه بالمحبة ويبلغوا الكمال‪ .‬وتقوم الكنيسة بأعمالها‪ ،‬كيال يندثر كل ما تجده مغروسًا من خير في قلوب البشر وعقولهم‪ ،‬وفي طقوس الشعوب وثقافاته‪ ،‬بل كي تشفيه وترفعه وتكمله لمجد هللا‪ ،‬وخزي ابليس‪ ،‬وسعادة االنسان‪ .‬وعلى كل من تالميذ المسيح‪ ،‬أن‬
‫يأخذ قسطه في مهمة نشر االيمان‪ .‬ولكن إذا كان أي شخص يستطيع أن يمنح المؤمنين العماد‪ ،‬فإلى الكهنة وحدهم يعود أن يكمل بنيان الجسد بذبيحة القربان‪ ،‬اذ يتمون كالم هللا القائل بصوت النبي‪" ،‬ألنه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم في االمم‪ ،‬وفي كل مكان تقتر‬
‫وتقترب السمي تقدمة طاهرة (مال ‪ .)11 ،1‬وهكذا تصلي الكنيسة وتعمل معًا لكي يتغير العالم كله في كماله الى شعب هللا‪ ،‬أي جسد المسيح وهيكله الروح القدس‪ ،‬ويؤدي في المسيح‪ ،‬رأس الكل‪ ،‬إلى اآلب خالق الكون‪ ،‬كل إكرام وتمجيد‪.‬‬

‫‪about:blank‬‬ ‫‪2/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫‪ ‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫في نظام السلطة الكنسية وبنوع أخص في األسقفية‬

‫مقدمة‬

‫‪          -18‬لقد وضع السيد المسيح في الكنيسة‪ ،‬لرعاية شعب هللا وانمائه‪ ،‬خدمًا مختلفة تهدف إلى خير الجسد كله‪ .‬فالخّدام الذين يتمتعون بالسلطة المقدسة‪ ،‬يخدمون إخوتهم حتى يصل إلى الخالص كل الذين هم من شعب هللا‪ ،‬وبالتالي ينعمون بكرامٍة مسيحيٍة حقة‪ ،‬وقد تكاتفوا بحرية‬
‫ونظام نحو الهدف ذاته‪ .‬إن هذا المجمع‪ ،‬إذ يسيُر على ُخطى المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬لُيَعِّلم معه وُيعلن أَّن يسوع المسيح‪ ،‬الراعي األزلي‪ ،‬قد بنى الكنيسة المقدسة بإرساله رسَله كما أرسله اآلب (را‪ .‬يو ‪ )21 ،20‬لقد أراد أن يكون خلفاَء هؤالء الرسل‪ ،‬أعني األساقفة‪ ،‬رعاًة في الكنيسة‬
‫إلى منتهى الدهر‪ .‬ولكن حفاظًا على وحدة هذه األسقفّية وعدم انقسامه‪ ،‬أقام القديس بطرس على رأس بقية الرسل‪ ،‬واضعًا في شخِص ِه مبدًأ وأساسًا دائَم ين ومنظوَر ين للوحدة في االيمان والشركة (‪ .)37‬وإن المجمع المقدس يقدم من جديد إلى كل المؤمنين‪ ،‬كموضوٍعايمانٍّي ثابت‪ ،‬هذه‬
‫العقيدة في رئاسة الحبر الروماني وفي تعليمه المعصوم سواء كان في وضعه أم في دوامه‪ ،‬وفي قوته أو في مفهومه ليؤمنوا به ايمانًا ثابتًا‪ .‬وإذ ُيكمُل المجمع ما بدأ به‪ُ ،‬يريد أن يعلَن أماَم الجميِع وأن يفِّس َر التعليم المختَّص باألساقفة خلفاء الرسل‪ ،‬الذين يسوسوَن بيت هللا الحي مع خليفة‬
‫بطرس‪ ،‬نائب المسيح (‪ ،)38‬والرأس المنظور للكنيسة كلها‪.‬‬

‫دعوة االثني عشر‬

‫‪          -19‬بعد أن صَّلى الرُّب يسوع ألبيه طويًال‪ ،‬دعا الذين أرادهم هو‪ ،‬وأقام منهم اثني عشر ليكونوا معه ويرسلهم يبشرون بملكوت هللا (را‪ .‬مر ‪19 -13 ،3‬؛ متى ‪ .)42 -1 ،10‬لقد جعلهم رسله (را‪ .‬لو ‪ ،)13 ،6‬معطيًا إياهم شكل حلقة أعني جماعة ثابتة‪ ،‬ورأس عليهم بطرس‪،‬‬
‫وقد اختاره منهم (را‪ .‬يو ‪ .)17 -15 ،21‬لقد أرسلهم أوًال إلى أبناء إسرائيل ومن ثم إلى كل االمم (را‪ .‬روم ‪ ،)16 ،1‬حتى يتلمذوا كل الشعوب‪ ،‬بالسلطان الذي أشركهم فيه‪ ،‬فيقدسوهم ويدبروهم (را‪ .‬متى ‪20 -16 ،28‬؛ مر ‪15 ،16‬؛ لو ‪ .)48 -45 ،24‬وهكذا ينشرون الكنيسة‬
‫ويتممون خدمتهم الراعوية (را‪ .‬متى ‪ )20 ،28‬نحوه‪ ،‬تحت قيادِة الرِّب‪ ،‬كَّل يوٍم وإلى منتهى الدهور‪ .‬قد تثبتوا تمامًا في هذه الرسالة‪ ،‬يوم العنصرة (را‪ .‬رسل ‪ ،)36 -1 ،2‬حسب وعد الرب‪" ،‬ستنالون قوة الروح القدس الذي يحل عليكم فتكونون لي شهودًا في أورشليم وجميع‬
‫اليهودية‪ ،‬وفي السامرة إلى أقصى األرض (رسل ‪ .)8 ،1‬وبتبشيرهم باإلنجيل في كل مكان (را‪ .‬مر ‪ ،)20 ،16‬وقد َقِبَلُه الذين سمعوه بفعل الروح القدس‪َ ،‬يجمُع الرسُل الكنيسَة الشاملَة التي أَّسسها الرُّب على رسِلِه وبناها على الطوباوي بطرس رئيسهم‪ ،‬والمسيح باٍق أبدًا حجر الزاوية‬
‫(را‪ .‬رؤ ‪14 ،21‬؛ متى ‪18 ،16‬؛ أف ‪.)39( )20 ،2‬‬

‫االساقفة خلفاء الرسل‬


‫‪          -20‬إن تلك الرسالة االلهية التي أوكلها المسيح إلى رسله‪ ،‬هي ُم عَّدٌة أن تبقى إلى أبد الدهور (را‪ .‬متى ‪ )20 ،28‬ألن االنجيل الذي يجب عليها أن يسلموه هو للكنيسة مبدأ كل حياة إلى آخر الزمن‪ .‬لهذا السبب اهتم الرسل في أن يقيموا خلفاًء لهم في هذه الجماعة المنظمة تنظيمًا‬
‫تراتبيًا (‪.)40‬‬

‫في الحقيقة‪ ،‬لم يكن لهم في خدمتهم معاونون متنوعون فقط بل إنهم‪ ،‬كي يكون باستطاعة الرسالة التي ُأوِك َلت إليهم أن تستمر بعد موتهم‪ ،‬فَّو ضوا إلى مساعديهم المباشرين‪ ،‬بصورِة عهٍد‪ ،‬أن يكلموا مهمتهم وأن يثبتوا العمل الذي بدأوه (‪ ،)41‬موصين إياهم أن يهتموا بالقطيع الذي‬
‫وضعهم فيه الروح القدس ليرعوا كنيسة هللا (راجع اعمال ‪ .)28 ،20‬ولهذا أقاموا أناسًا من هذا النوع وأمروا فيما بعد أن يضطلع بخدمتهم بعد وفاتهم رجال غيرهم مختَبرون (‪ .)42‬وبين كل الخدم المتنوعة التي ُتماَر س في الكنيسة منذ العصور االولى بشهادة التقليد‪ ،‬تحتل مركز‬
‫الصدارة مهمة أولئك الذين أقيموا في األسقفية التي تتوالى منذ البدء بالخالفة‪ ،‬والذين ينقلون الزرع الرسولي (‪ .)43‬وحسب شهادة القديس ايريناوس هو التقليد الرسولي يتجلى ويحفظ (‪ )44‬في العالم كله (‪ )45‬بواسطة الذين وضعهم الرسل أساقفة وبواسطة خلفائهم حتى أيامنا هذه‬
‫(‪.)46‬‬

‫وهكذا تقَّلَد األساقفُة خدمة الجماعة (‪ )47‬يمارسونها بمساعدة الكهنة والشمامسة‪ .‬إنهم يرأسون بمقام هللا (‪ )48‬القطيع الذي يرعون كمعلمي العقيدة وكهنة العبادة المقدسة ووالة التدبير (‪ .)49‬وكما تدوم المهمة التي أوكلها الرب بنوع خاص إلى بطرس هامِة الرسل‪ ،‬والتي يجب أن‬
‫تنتقل إلى خلفائه‪ ،‬كذلك تدوم المهمة التي َخ َّو َل بها الرسل في أن يكونوا رعاة الكنيسة‪ ،‬مهمة يتوجب على مصف األساقفة المقدس أن يمارسها معًا (‪. )50‬لهذا ُيعِّلُم المجمع المقدس أن األساقفة بقوة الوضع اإللهي يخلفون الرسل كرعاة للكنيسة (‪ ،)51‬بحيث إنه من سمعهم سمع المسيح‬
‫ومن احتقرهم احتقر المسيح ومن أرسل المسيح (را‪ .‬لوقا ‪.)52( )16 ،10‬‬

‫األسقفية وطابعها األسراري‬

‫‪           -21‬وهكذا بشخص األساقفة الذين يعاونهم الكهنة‪ ،‬هو الرب يسوع المسيح‪ ،‬الحبر األعظم‪ ،‬الحاضر في وسط المؤمنين‪ .‬وهو جالٌس عن يمين هللا اآلب‪ ،‬ال يزال حاضرًا‪  ‬في جميع أحباره (‪ .)53‬بهم أوًال‪ ،‬وبخدمتهم السامية ُيبشر كَّل األمم بكلمة هللا ويمنح المؤمنين أسرار‬
‫اإليمان باستمرار؛ وبمهمتهم األبوية (را‪ 1 .‬قور ‪ُ )15 ،4‬يدخُل في جسده أعضاًء جددًا بالتجديد من َعُل‪ .‬أخيرًا بحكمتهم وفطنتهم يقود شعب العهِد الجديد في غربته‪ .‬ويوجهه نحو الغبطة األبدية‪ .‬أما وقد اختيروا رعاًة ليرعوا قطيع الرب‪ ،‬فهم منه خدام المسيح وموِّز عوا أسرار هللا (را‪.‬‬
‫‪ 1‬قور ‪ .)1 ،4‬إليهم أوكلت شهادة إنجيل نعمة هللا (را‪ .‬روم ‪16 ،15‬؛ رسل ‪ )24 ،20‬والخدمة المجيدة للروح والعدالة (را‪ 2 .‬قور ‪.)9 -8 ،3‬‬

‫وللقيام بمثل هذه الوظائف العالية‪ ،‬أغنى المسيح الرسل بفيٍض خاٍص من الروح القدس الذي حَّل عليهم (را‪ .‬رسل ‪18 ،1‬؛ ‪4 ،2‬؛ يو ‪)23 –22 ،20‬؛ وبدورهم َسَّلموا‪ ،‬بوضع اليد‪ ،‬هذه الموهبة الروحية إلى معاونيهم (‪ ( )54‬را‪ 1 .‬طيم ‪14 ،4‬؛ ‪ 2‬طيم ‪ )7 -6 ،1‬حتى بلغت إلينا‬
‫بالتكريس األسقفي‪ .‬والمجمع المقدس ُيَعِّلم أن الرسامة األسقفية تعطي ملء سر الكهنوت الذي يسمى بحق‪ ،‬وفقًا لعادِة الكنيسة الطقسية وألقوال اآلباء القديسين‪ ،‬الكهنوت السامي‪ ،‬والجوهر الكامل للخدمة المقدسة (‪ .)55‬فالرسامة األسقفية تولي مع وظيفة التقديس وظائف التعليم والتد‬
‫بير‪ ،‬هذه الوظائف التي من طبيعتها ال يمكن أن ُتماَر س إال في الشركة التراتبية بين رئيس الحلقة وأعضائها‪ .‬وفعًال يتضح من التقليد الظاهر خاصة في الرتب الطقسية وفي عادات الكنيسة الشرقية والغربية على السواء‪ ،‬أن نعمة الروح ُتعطى بوضع اليد وكالم التكريس (‪ ،)56‬وإن‬
‫الوسم المقدس يطبع‪ ،‬بمعنى أن األساقفة يقومون بطريقة سامية ومنظورة مقام المسيح بالذات‪ ،‬المعلم والراعي والحبر (‪ )57‬ويمثلون دوره (‪ .)58‬ويعود إلى األساقفة أن يدخلوا بواسطة سر الدرجة مختارين جددًا في الجسم األسقفي‪.‬‬

‫الحلقة األسقفية ورئيسها‪ ‬‬

‫‪          -22‬كما يؤلف القديس بطرس وسائر الرسل‪ ،‬بأمر الرب‪ ،‬حلقة رسولية واحدة‪ ،‬هكذا يرتبط الحبر الروماني‪ ،‬خليفة بطرس‪ ،‬مع األساقفة خلفاء الرسل‪ .‬ويدل على صفة الدرجة األسقفية وطبيعتها الجماعية‪ ،‬النظام المتناهي في القدم الذي بحسبه كان األساقفة القائمون في العالم‬
‫أجمع‪ ،‬يعيشون في الشركة فيما بينهم ومع أسقف روما في رباط الوحدة والمحبة والسالم (‪ ،)59‬والمجامع (‪ )60‬الملتئمة التي كان عليها أيضًا أن تقرر معًا المشاكل الهامة (‪ ،)61‬وذلك بعد أن يكون الرأي قد أخضع لحكم الكثيرين (‪ .)62‬وإن المجامع المسكونية على مر العصور‬
‫َلتثّبت ذلك بجالء‪ .‬وإليها تشير أيضًا تلك العادة الجارية منذ القديم في دعوِة عدة أساقفة لُيسهموا في ترقيِة منتخٍب جديٍد إلى أرفع درجة في الخدمة الكهنوتية الذي‪ ،‬بقوِة الرسامِة األسقفيِة والشركة التراتبية مع رأس الحلقة وأعضائه‪ُ ،‬يصبح عضوًا في الجسم األسقفي‪.‬‬

‫ولكن ال سلطة للحلقة أو للجسم األسقفي إال باتحادها بالحبر الروماني‪ ،‬خليفة بطرس‪ ،‬كرأٍس لها ودونما أي انتقاص من سلطان من هو رئيس على الرعاة والمؤمنين على السواء‪  .‬فللحبر الروماني على الكنيسة‪ ،‬بقوة مهمته كنائب للمسيح وراٍع للكنيسة جمعاء‪ ،‬سلطان كامل‪ ،‬ومطلق‬
‫وشامل‪ ،‬يستطيع أن يمارسه دومًا كما يشاء‪ .‬والسلك األسقفي‪ ،‬الذي يخلف الحلقة الرسولية في التعليم والتدبير الراعوي‪ ،‬أو باألحرى الذي به يدوم الجسم الرسولي‪ ،‬يؤلف‪ ،‬هو أيضًا باالتحاد مع الحبر الروماني‪ ،‬رأسه‪ ،‬وغير منفصل عن هذا الرأس‪ ،‬موضوع السلطة العليا والكاملة‬
‫ُأ‬
‫على الكنيسة جمعاء (‪ ،)63‬وال سلطة يمكن أن ُتمارس إال برضى الحبر الروماني‪ .‬فالرُّب جعَل من سمعان وحده صخرًة لكنيسته‪ ،‬وإليه وحده سَّلم المفاتيح (را‪ .‬متى ‪ .)19 -18 ،16‬ووضعه راعيًا لكِّل قطيعه (را‪ .‬يو ‪ 15 ،21‬وما يتبع)‪ .‬ولكن سلطان الحل والربط الذي عطَي‬
‫لبطرس (متى ‪ُ )19 ،16‬أعطَي أيضًا لحلقة الرسل متحدين برأسهم (را‪ .‬متى ‪18 ،18‬؛ ‪ .)64( )20 -16 ،28‬وتدل هذه الحلقة بتركيبها المتعدد على وحدة القطيع في المسيح‪ .‬في هذه الحلقة‪ ،‬يمارس األساقفة الذين يحافظون بأمانٍة على أولوية رأسهم وسلطانه‪ ،‬سلطتهم الشخصية ال‬
‫لخير مؤمنيهم وحسب‪ ،‬بل لخيِر الكنيسة جمعاء‪ .‬يعضُدهم الروح القدس دومًا للحفاظ على تركيبهم العضوي وعلى الوفاق في ما بينهم‪ .‬وهذه السلطة المطلقة على الكنيسة جمعاء التي تتمتع بها هذه الحلقة‪ُ ،‬تماَر س بشكل علنٍّي في المجمِع المسكوني‪ .‬وما من مجمٍع مسكونٍّي ما لم يثبته‬
‫أو أقله ما لم يقره خليفة بطرس‪ .‬وللحبر الروماني االمتياز ألن يدعو المجامع ويرأسها ويثبتها (‪ .)65‬ويمكن أن يماِر س هذه السلطة الجماعية باالتحاد مع األساقفة المقيمين على سطح األرض‪ ،‬شرط أن يدعوهم رأس الحلقة ليعملوا جماعيًا أو أقله أن يقَّر العمَل الموحَد بين األساقفة‬
‫المنتشرين في العالم ويرضى به‪ ،‬بحيث يأتي العمل عمًال جماعيًا حقيقيًا‪.‬‬

‫الصالت داخل الحلقة‬


‫‪          -23‬وتظهر الوحدُة الجماعيُة أيضًا في العالقات المتبادلة لكل من األساقفة مع الكنائس الخاصة والكنيسة الجامعة‪ .‬فالحبر الروماني‪ ،‬بوصفه خليفة بطرس هو المبدأ واألساس (‪ )66‬الدائم والمنظور لوحدة األساقفة ولوحدة جمهور المؤمنين‪ .‬وأما األساقفة فهم‪ ،‬كٌّل بمفردِه‪ ،‬مبدَأ‬
‫الوحدة وأساسها المنظور في كنائسهم الخاصة (‪ ،)67‬هذه الكنائس المصنوعة على صورة الكنيسة الجامعة‪ ،‬والتي فيها ومنها تتكون الكنيسة الجامعة الواحدة والفريدة (‪ .)68‬لهذا كل أسقف يمِّثل كنيسته‪ ،‬وكّلهم مع البابا يمثلون الكنيسة الجامعة في رباط السالم والمحبة والوحدة‪.‬‬
‫واألساقفة‪ ،‬وقد ُأقيموا على رأس كٍّل من الكنائس الخاصة يمارسون كٌّل بمفرده السلطة الراعوية على الكنيسة الجامعة‪ .‬ولكن كّل واحٍد منهم بوصفه عضوًا في الحلقة األسقفية‪ ،‬وخليفة الرسل الشرعي‪ ،‬وعمًال برسم المسيح ووصيته‪ ،‬ملزم بالعناية بالكنيسة الجامعة‪ ،‬عناية وإن لم‬
‫تمارس بعمل والية‪ ،‬إنما يحصل منها للكنيسة جمعاء نفع كبير (‪ .)69‬فعلى كّل األساقفة أن يشجعوا وحدة اإليمان والنظام المشترك في الكنيسة كلها ويسهروا عليه‪ ،‬وأن ُيرّبوا المؤمنين على محبة جسد المسيح السري كله‪ ،‬وبنوع خاص األعضاء الفقراء والمتألمين والمضَّطهدين ألجل‬
‫البر (را‪ .‬متى ‪ .)10 ،5‬وعليهم أخيرًا أن يشجعوا كَّل نشاٍط يعُّم الكنيسة كلها‪ ،‬كي ينمو اإليمان ويشرق نور الحقيقة الكاملة على البشر كلهم‪ .‬زد على ذلك‪ ،‬أنهم بتدبيرهم كنيستهم الخاصة‪ ،‬كجزٍء من الكنيسة الجامعة‪ُ ،‬يسهمون فعًال في خير الجسد السري كله الذي هو أيضًا جسد‬
‫الكنائس (‪.)70‬‬

‫وإلى جماعة الرعاة يعود االهتمام بالتبشير باإلنجيل في األرض كلها‪ ،‬هؤالء الرعاة الذين أوصاهم المسيح وصية مشتركة وكلفهم بواجٍب مشترك‪ ،‬حسب ما سبق فأوصى البابا سلستينوس آباء المجمع األفسسي (‪ .)71‬وليقبل األساقفة‪ ،‬وكل واحد بمفرده‪ ،‬وعلى قدر ما ُيسمح له القيام‬
‫بمهمته الخاصة‪ ،‬أن تتضافر جهودهم وجهود خليفة بطرس من إليه أوكلت بنوع خاص المهمة العظمى في نشر اإلسم المسيحي (‪ .)72‬لهذا عليهم أن يسهموا بكل قواهم لكي يوفروا للرساالت الَعَم لَة للحصاد‪ ،‬والمساعدات الروحية والمادية‪ ،‬سواء بواسطتهم مباشرًة أو بحِّث المؤمنين‬
‫على أن يشاركوا في ذلك مشاركة حارة‪ .‬وأخيرًا في َشِر َكة المحبة الشاملة يتوجب على األساقفة أن يقدموا عن رضى‪ ،‬حسب ما نقلت إلينا األجيال األولى من أمثال جديرة باالحترام‪ ،‬العضد األخوي للكنائس األخرى ال سيما المجاورة واألشد عوزًا‪.‬‬

‫لقد شاءت العناية اإللهية أن تتجمع الكنائس المتنوعة التي أقامها الرسل وخلفاؤهم في أماكن مختلفة‪ ،‬عبر العصور‪ ،‬وفي جماعات عديدة متحدة ومنظمة‪ .‬وأن تنعم هذه الجماعات بالنظام المختص به‪ ،‬وبخدمتها الطقسية الذاتية‪ ،‬وتراثها الالهوتي والروحي‪ ،‬مع المحافظة على وحدة‬
‫اإليمان وتكوين الكنيسة الجامعة اإللهي والفريد‪ .‬وإن بعضًا من هذه الكنائس ال سيما الكنائس البطريركية القديمة قد لعبت دور أمهاِت اإليمان إذ أنجبت كنائس اخرى‪ ،‬كبنات له‪ ،‬يربطها بها حتى اآلن وثائق محبة متين في عيشة األسرار‪ ،‬واالحترام المتبادل في الحقوق والواجبات‬
‫(‪ .)73‬وهذا التنوع في الكنائس المحلية إذ يصبو إلى الوحدة‪ُ ،‬يظِه ر بجالٍء أقوى جامعّية الكنيسة غير المنقسمة‪ ،‬ولذلك ففي استطاعة المجامع األسقفية اليوم‪ ،‬أن ُتساهم بطرٍق عديدة ومثمرة في توجيه الشعور الجماعي إلى أن يتحقق عمليًا‪.‬‬

‫الخدمة األسقفية‬

‫‪          -24‬إَّن األساقفة‪ ،‬بصفتهم خلفاء الرسل‪ ،‬تَسَّلموا من الرب‪ ،‬الذي له ُأعِط َي كّل سلطاٍنفي السماء وعلى األرض‪ ،‬رسالة كي ُيعِّلموا كّل األمم‪ ،‬وأن يبشروا باإلنجيل كل خليقة حتى ينال كّل البشر الخالص باإليمان‪ ،‬والعماد‪ ،‬وحفظ الوصايا (را‪ .‬متى ‪18 ،28‬؛ مر ‪16 -15 ،16‬؛‬
‫رسل ‪ 17 ،26‬وما يتبع)‪ .‬ولتتميم هذه الرسالة َو َعَد الرُّب يسوع رسَله بالروح القدس‪ .‬وفي يوم العنصرة‪ ،‬أرسله من السماء لكيما بقوته يغدو الرسل شهودًا له إلى أقاصي األرض أمام األمم والشعوب والملوك (را‪ .‬رسل ‪8 ،1‬؛ ‪ 1 ،2‬وما يتبع؛ ‪ .)15 ،9‬وتلك المهمة التي أوكلها الرب‬
‫إلى رعاة شعبه هي خدمة حقيقية‪ ،‬ولقد دعاها الكتاب المقدس بصريح العبارة "دياكونّيا" أي خدمة‪( .‬را‪ .‬رسل ‪ 17 ،1‬و‪25‬؛ ‪19 ،21‬؛ روم ‪13 ،11‬؛ ‪ 1‬طيم ‪.)12 ،1‬‬

‫وانتداب األساقفة من الناحية القانونية يتّم إما بواسطة العادات الشرعية التي لم تبطلها السلطة العليا والشاملة في الكنيسة‪ ،‬وإما بموجب الشرائع التي سّنتها هذه السلطة أو أقرته‪ ،‬وإما مباشرة بواسطة خليفة بطرس عينه‪ .‬فإذا رفض البابا الشركة الرسولية أو لم يقبل به‪ ،‬فليس بإمكان‬
‫األساقفة أن يضطلعوا بواجبه (‪.)74‬‬

‫وظيفة األساقفة التعليمية‪ ‬‬

‫‪          -25‬في مقدمة المهام األسقفية الرئيسية يأتي التبشير باإلنجيل (‪ .)75‬فاألساقفة هم المبشرون باإليمان الذين َيجلبون للمسيح تالمذًة جدد‪ ،‬والمعّلمون األصلّيون‪ ،‬أي المسلحون بسلطة المسيح‪ ،‬الذين يبشرون الشعب الموكول إليهم باإليمان الذي يجب أن يعتنقوه ويتمشوا عليه‬
‫عاملين على إشعاعه بنور الروح القدس‪ ،‬ويخرجون من كنز الوحي جددًا وقدمًا (را‪ .‬متى ‪ ،)52 ،13‬جاهدين كي يثمر هذا اإليمان‪ ،‬متيقظين وباذلين أنفسهم كي ُيبعدوا كَّل ضالٍل من شأنه أن ُيهّدد قطيعهم (را‪ 2 .‬طيم ‪ )4 –1 ،4‬واألساقفة الذين يعلمون في الشركة مع الحبر الروماني‬
‫يجب أن يحترمهم الجميع احترامًا يليق بشهوِد الحقيقة اإللهية والكاثوليكية‪ .‬أّم ا المؤمنون فعليهم أن يتمَّسكوا بالرأي الذي ُيعبر عنه أساقفتهم‪ ،‬باسم المسيح‪ ،‬في موضوعي اإليمان واألخالق كما عليهم أن يعتنقوها بروِح الخضوِع الديني‪ .‬ويتطَّلُب هذا الرضى‪ ،‬رضى اإلرادة والعقل‬
‫الديني بنوع خاٍص لتعليم الحبر الروماني األصيل وإن لم يتكلم بصورٍة رسميٍة‪ ،‬وهذا يقتضي اعترافًا محتَر مًا لسلطته التعليمية المطلقة‪ ،‬واعتناقًا ُم خلصًا ألحكامه‪ ،‬وفقًا لفكره وإرادته‪ ،‬التي ُيمكننا استنتاجها بنوع خاص من شكل الوثائق‪ ،‬أو من التشديد في تقديم التعليم عينه‪ ،‬وإما من‬
‫صيغة التعبير‪.‬‬

‫وإن لم يتمتع األساقفة كل بمفرده بامتياز العصمة‪ ،‬فإنهم‪ ،‬وإن كانوا منتشرين في العالم ومحافظين مع ذلك على رباط الشركة في ما بينهم ومع خليفة بطرس‪ ،‬يعِّبرون بصورٍة معصومٍة عن تعليم المسيح‪ ،‬عندما يعِّلمون تعليمًا أصيًال يختص باإليمان واألخالق‪ ،‬موّحدين كلمتهم كي‬
‫ُيعتَر َف بها بصورٍة مطلقة (‪ .)76‬وإن األمر ألشّد وضوحًا عندما يجتمعون في مجمع مسكوني‪ ،‬ويكونون بالنسبة إلى الكنيسة جمعاء معِّلمين وقضاة لإليمان واألخالق‪ ،‬فعندئذ علينا أن نقبل تحديداتهم بطاعة اإليمان (‪.)77‬‬

‫وتمتد هذه العصمة‪ ،‬التي أراد المخِّلص اإللهي أن ُيسِّلح بها كنيسته‪ ،‬لتحِّدد التعليم المختص باإليمان واألخالق‪ ،‬على َقدر ما تمتد وديعة الوحي اإللهي‪ ،‬وعلى قدر ما يجب حفظها بقداسة وشرحها بأمانة‪ .‬وينعم الحبر الروماني‪ ،‬رأس حلقة األساقفة بهذه العصمة بحكِم وظيفته‪ ،‬عندما‬
‫ُيعلن‪ ،‬بتحديٍد مطلٍق ‪ ،‬التعليم المتعلق باإليمان واألخالق (‪ ،)78‬بصفته أعلى راٍع ومعلٍم لكل المؤمنين والذي يثِّبت إخوته باإليمان (راجع لو ‪ )32 ، 22‬لهذا ُيقال بحق أن التحديدات التي ُيعلنها هي غير قابلة التعديل بحد ذاتها وليَس استنادًا إلجماع الكنيسة‪ ،‬ذلك أنها ُأعِلَنْت بعوٍن من‬
‫الروح القدس‪ ،‬الذي ُو ِعَد به في شخص الطوباوي بطرس‪ .‬وبالتالي هي ليست بحاجٍة إلى موافقة اآلخرين وال تقبل أي استئناف إلى أي حكٍم آخر‪ .‬فالحبر الروماني ال ُيصِدر حكمًا بصفته شخصًا فردًا‪ ،‬ولكنه يعرض تعليم اإليمان الكاثوليكي ويدافع عنه ألنه‪ ،‬بالنسبة إلى الكنيسة‬
‫الجامعة‪ ،‬المعِّلم األعلى‪َ ،‬م ن فيه تستقُّر وبنوٍع فريد‪ ،‬موهبة عصمة الكنيسة بالذات (‪ .)79‬والعصمة التي ُو ِعَدت بها الكنيسة تستقر أيضًا في الجسم األسقفي عندما ُيماِر س باالتحاد مع خليفة بطرس السلطة التعليمية المطلقة‪ .‬وال يمكن إال أن ُيعطي هذه التحديدات بموافقة الكنيسة‪ ،‬وذلك‬
‫بفضِل عمل الروح القدس عينه‪ ،‬الذي يحفظ وينّم ي في وحدة اإليمان قطيع المسيح بكامله (‪.)80‬‬

‫وعندما يحِّدد الحبر الروماني قضية ما‪ ،‬أو ُيحددها الجسم االسقفي باالتحاد معه‪ ،‬فإنما يفعلون ذلك وفقًا للوحي بالذات‪ ،‬وحٌي يجب على الجميع أن يتقيدوا ويلتزموا به‪ ،‬وحٌي ُسِّلَم بطريقٍة غير منقوصٍة‪ ،‬مكتوبًا أو منقوًال‪ ،‬وذلك بخالفِة األساقفة الشرعية وال سيما بعناية الحبر الروماني‬
‫بالذات‪ ،‬وحٌي تحفظه الكنيسة بالقداسة وتعرضه بأمانة على نور روح الحق (‪ .)81‬وللبحث كما يجب في هذا الوحي وعرضه بصورة مالئمة‪ ،‬يعمل الحبر الروماني واألساقفة برصانٍة‪ ،‬حسبما يقتضي ذلك واجبهم‪ ،‬وما في األمر من جلل (‪ ،)82‬وبالوسائل المطابقة‪ ،‬فال يرضون‬
‫بوحٍي جديٍد علنّي يتعلق بوديعة اإليمان اإللهي (‪.)83‬‬

‫وظيفة األساقفة التقديسّية‬

‫‪          -26‬إَّن األسقف المّتشح بملء سر الدرجة هو القِّيُم على توزيع نعمة الكهنوت األعلى (‪ )84‬ال سيما في اإلفخارستيا التي يقدمها هو أو ُيعنى بتقدمتها (‪ )85‬وبها تحيا الكنيسة وتنمو باستمرار‪ .‬فكنيسة المسيح هذه هي حاضرة حقًا في كل جماعات المؤمنين المحلية والشرعية‪،‬‬
‫والمَّتحدة برعاِتها والتي في العهد الجديد ُتدعى هي أيضًا كنائس (‪ .)86‬إَّنها في الحقيقة على أرِض واليتها‪ ،‬الشعب الجديد الذي دعاه هللا بالروح القدس وكمال اليقين (را‪ 1 .‬تس ‪ .)5 ،1‬فيها يجتمع المؤمنون بالتبشير بإنجيل المسيح‪ ،‬وُيحتفل بعشاِء الرِّب السرّي حتى " تتوثق في جسٍد‬
‫واحٍد كّل إخَّو ٍة بواسطة جسد الرب ودمه" (‪ .)87‬ففي كِّل مرٍة تتحقق شركة المذبح باالرتباط بخدمة األسقف المقدسة (‪ ،)88‬يظهر رمُز تلك المحبة‪ ،‬و"رمز وحدة الجسد السري التي بدونها ال خالص يرتجى" (‪ .)89‬هذه الجماعات‪ ،‬وإن كانت غالبًا صغيرة وفقيرة ومشتتة‪ ،‬هو‬
‫المسيح حاضٌر فيها َم ن بقَّو ته تكون الكنيسة واحدة‪ ،‬ومقدسة‪ ،‬وجامعة ورسولية (‪ .)90‬ألن "االشتراك في جسد المسيح ودمه ال فعل له إال أن يحِّو لنا إلى ما نتناول" (‪.)91‬‬

‫ولكن كّل احتفال شرعي باإلفخارستيا إنما يقوده األسقف‪َ ،‬م ن إليه ُأوكلت وظيفة تقديم عبادِة الديانة المسيحية للعزة اإللهية‪ ،‬ومن إليه يعود أمر تدبيرها وفقًا لوصايا الرب وشرائع الكنيسة‪ ،‬التي له أن يحِّددها في أبرشيته نهائيًا وبحكٍم شخصي‪ .‬وعندما يصلي األساقفة عن شعبهم‬
‫ويشتغلون له‪ ،‬يغدقون عليه بغزارٍة وتحت أشكال متنوعة ما يأتي من ملء قداسة المسيح‪ .‬فبخدمة الكلمة يمنحون المؤمنين قوة هللا والخالص (را‪ .‬روم ‪ ،)16 ،1‬وباألسرار التي يرتبون بسلطتهم توزيعها المنظم والخصب يقدسونهم (‪ .)92‬هم الذين ينِّظ مون منَح سِّر العماد حيث ُتعطى‬
‫المشاركة في كهنوت المسيح الملوكي‪ .‬إنهم َخَدَم ُة التثبيت األصليون‪ ،‬وهم الذين َيمنحون الدرجات المقدسة‪ ،‬وينظمون رسوم التوبة ويحثون شعوبهم بكل قوة ويرشدونهم إلى أن يقوموا بالدور الذي يعود لهم في الليتورجيا‪ ،‬وال سيما في الذبيحة المقدسة بإيمان واحترام‪ .‬عليهم أخير أن‬
‫ًا‬
‫يفيدوا من سيرتهم من أقيموا عليهم‪ ،‬وأن َيقوا أخالقهم من كل شر‪ ،‬وأن يحولوها إلى الخير قدر طاقتهم وبمعونة الرب‪ ،‬ليبلغوا إلى الحياة األبدية مع القطيع الموكول أمره إليهم (‪.)93‬‬

‫‪about:blank‬‬ ‫‪3/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫وظيفة األساقفة الراعوية‬

‫‪          -27‬على األساقفة أن ُيدِّبروا كنائسهم الخاصة الموكلة إليهم‪ ،‬كنواِب المسيح وممثليه (‪ ،)94‬بنصائحهم وتشجيعاتهم ومثالهم‪ ،‬وال سيما بسلطتهم وبممارسة سلطانهم المقدس‪ ،‬الذي هو لهم فقط لبنيان القطيع في الحق والقداسة‪ ،‬ذاكرين أن على األكبر أن يصبح كاألصغر‪ ،‬وإَّن‬
‫على المتقدم أن يصبح كالخادم (را‪ .‬لو ‪ .)27 -26 ،22‬وإَّن هذا السلطان الذي يمارسونه شخصيًا باسم المسيح‪ ،‬لهو لهم سلطان ذاتي ومألوف ومباشر‪ ،‬وإن كانت ممارسته تتعلق نهائيًا بالسلطة الكنسية العليا‪ ،‬وُتَح ُّد بعض األحيان نظرًا إلى فائدة الكنيسة والمؤمنين‪ .‬وبقوة هذا السلطان‬
‫يتمتع األساقفة بحٍق مقدس‪ ،‬وعليهم واجب أمام الرب في أن يسّنوا شرائع لمرؤوسيهم‪ ،‬وُيصدروا األحكام‪ ،‬وينِّظ موا كل ما يتعلق بالعبادة والرسالة‪.‬‬

‫إليهم ُسِّلَم ت المهمة الراعوية كاملة أي االهتمام الدائم واليومي بِخ رافهم‪ .‬ويجب أال ُيعتبروا كنواٍب األحبار الرومانيين ألَّنهم يمارسون سلطانًا ذاتيًا‪ .‬وإنهم‪ ،‬والحق يقال‪ ،‬رؤساء للشعوب التي يدبرون أمرها (‪ .)95‬وهكذا ال ُيضِعُف السلطان السامي والشامل سلطانهم‪ ،‬بل بالعكس هو‬
‫يثبته ويدعمه ويدافع عنه (‪ ،)96‬إذ أّن الروح القدس يحفظ على الدوام شكل الحكم الذي وضعه السيد المسيح في الكنيسة‪.‬‬

‫وعلى األسقف‪ ،‬بصفته ُم رسًال من أبي العائلة ليدبر أبناء بيته‪ ،‬أن يحفظ نصب عينيه مثل الراعي الصالح الذي أتى ال لُيخدم بل لَيخُدم (را‪ .‬متى ‪28 ،20‬؛ مر ‪ ،)45 ،10‬ويبذل نفسه عن الخراف (را‪ .‬يو ‪ .)11 ،10‬إنه قد اُّتخذ من بين البشر‪ ،‬متلبسًا بالضعف ليكون جديرًا بأن يشفق‬
‫على الذين يجهلون ويضلون (را‪ .‬عبر ‪ )2 -1 ،5‬وال يرفض سماع مرؤوسيه‪ ،‬بل يعتني بهم كأبناء حقيقيين‪ ،‬حاثًا إياهم على أن يعاونوه بالفرح‪ .‬وبما أنه سيؤدي هلل حسابًا عن نفوسهم (را‪ .‬عبر ‪ ،)17 ،13‬فلتمتد عنايته بالصالة والتبشير وسائر أعمال المحبة‪ ،‬ال إلى خاصته فقط‪ ،‬ولكن‬
‫أيضًا إلى الذين ليسوا بعد من القطيع الواحد‪ ،‬والذين عليه أن يعتبرهم موكلين إليه في الرب‪ .‬وعلى مثال الرسول بولس‪ ،‬ليكن مستعدًا في أن يبشر الجميع باإلنجيل كَديٍن لهم عليه (را‪ .‬روم ‪ُ ،)15 -14 ،1‬م لِز مًا كّل أفراد رعيته بفاعليٍة رسوليٍة إرسالَّية‪ .‬وأّم ا المؤمنون فعليهم أن يتعلقوا‬
‫بأسقفهم تعلق الكنيسة بيسوع المسيح‪ ،‬ويسوع المسيح بأبيه‪ ،‬لكي يجتمع كل شيء في الوحدة (‪ )97‬ويحمد هللا بوفرة (را‪ 2 .‬قور ‪.)15 ،4‬‬

‫عالقة الكهنة بالمسيح‪ ،‬بأساقفتهم وبمجلس الكهنة وبالشعب المسيحي‬

‫‪          -28‬إَّن المسيَح الذي قدسه األب وأرسله إلى العالم‪ ،‬جعل بواسطة الرسل من خلفائهم أي األساقفة (‪ )98‬شركاء في تقديسه ورسالته‪ .‬واألساقفة بدورهم قَّلدوا شرعًا أعضاء عديدين في الكنيسة مهمة خدمتهم وعلى رتب متفاوتة‪ .‬وهكذا فإن الخدمة الكنسية التي وضعها الرب‬
‫يمارسها في تنُّو ع الرتب أولئك الذين َسُّم وا منذ البدء أساقفة وكهنة وشمامسة (‪ .)99‬وإن لم يكن للكهنة المهمة األسقفية العليا‪ ،‬وإن كانوا يتعلقون في ممارسة سلطانهم باألساقفة‪ ،‬إنما هم مَّتحدون بهم في شرف الكهنوت (‪ ،)100‬وبقوة سِّر الدرجة (‪ُ )101‬كِّر سوا على صورة المسيح‬
‫الكاهن األعلى واألزلي (عب ‪10 -1 ،5‬؛ ‪24 ،7‬؛ ‪ )28 -11 ،9‬ليبِّشروا باإلنجيل ولكي يكونوا رعاة المؤمنين‪ ،‬ويحتفلوا بالعبادة اإللهية ككهنٍة حقيقيين للعهد الجديد (‪ .)102‬وباشتراكهم‪ ،‬كل على مستوى درجته‪ ،‬مع المسيح األوحد في وظيفته (‪ 1‬طيم ‪ )5 ،2‬يبّشرون الجميع بكلمة‬
‫هللا‪ ،‬ويمارسون بنوع أخص خدمتهم المقدسة في العبادة أو المائدة اإلفخارستية‪ .‬وهنا إذ هم يعملون بشخص المسيح (‪ )103‬فيعلنون سره‪ ،‬يضُّم ون توّسالت المؤمنين إلى ذبيحة رأسهم ويستحضرون ويطِّبقون في ذبيحة القداس (‪ )104‬إلى أن يأتي الرب (را‪ 1 .‬قور ‪ ،)26 ،11‬الذبيحة‬
‫الوحيدة للعهد الجديد‪ ،‬ذبيحة المسيح الذي قَّدم مرة واحدة ذاته ألبيه قربانًا نقيًا (را‪ .‬عب ‪ )28 –11 ،9‬وإنهم ُيتِّم مون‪ ،‬بنوٍع خاص‪ ،‬خدمة المصالحة والتعزية للمؤمنين التائبين والمرضى‪ُ ،‬م قدمين هلل اآلب حاجات المؤمنين وصلواتهم (را‪ .‬عب ‪ ،)4 -1 ،5‬وإذ ُيمارسون على قدر‬
‫سلطانهم وظيفة المسيح الراعي والرأس (‪ )105‬يجمعون عائلة هللا كأخوَّيٍة لها روٌح واحدة (‪ ،)106‬ويقودونها بالمسيح في الروح إلى هللا اآلب‪ .‬إَّنهم يعبدون الرب‪ ،‬في وسط قطيعهم‪ ،‬بالروح والحق (را‪ .‬يو ‪ .)24 ،4‬أخيرًا يتعبون في الكلمة والتعليم (را‪ 1 .‬طيم ‪ )17 ،5‬مؤمنين‬
‫بشريعة الرب‪ ،‬التي قرأوا وتأملوا‪ ،‬معِّلمين بما آمنوا‪ ،‬وعاملين بما علموا (‪.)107‬‬

‫إَّن الكهنة بصفتهم مساعدين فطنين للسلك األسقفي (‪ ،)108‬إذ هم منه العون والعضد‪ ،‬وبصفتهم مدعوين لخدمة شعب هللا‪ ،‬ليؤلفوا مع أسقفهم حلقًة كهنوتيًة واحدة (‪ )109‬لها مهام مختلفة‪ .‬وفي جماعات المؤمنين المحلية كّلها يمثل الكهنة نوعًا ما أسقفهم الذي تربطهم به رباطات ثقة‬
‫ورحابة‪ ،‬آخذين على عاتقهم مهماته واهتماماته‪ ،‬ممارسين ذلك في عنايتهم اليومية بالمؤمنين؛ مدبرين ومقدسين تحت سلطة األسقف الجزء الذي أوكل إليهم من قطيع الرب فيجعلون الكنيسة الجامعة منظورة في األماكن التي يقطنون‪ ،‬وهكذا يسهمون فعليًا في بناء جسد المسيح بأجمعه‬
‫(أف ‪ .)12 ،4‬وليجتهدوا في أن يسهموا في كل عمل األبرشية الرعائي وباألحرى في عمل الكنيسة الرعائي كلها‪ ،‬وغايتهم دومًا خير أبناء هللا‪ .‬وعلى الكهنة بفضل اشتراكهم في هذا الكهنوت وفي هذه الرسالة‪ ،‬أن يعترفوا به أبًا وأن يطيعوه باحترام‪ .‬وعلى األسقف من جهته أن يعتبر‬
‫الكهنة معاونيه كأبناء وأصدقاء مثلما دعا المسيح تالميذه ال عبيدًا بل أحباء (را‪ .‬يو ‪ .)5 ،15‬وعليه فجميع الكهنة‪َ ،‬علمانيين ورهبانًا‪ ،‬يرتبطون بفضل الدرجة والخدمة بالجسم األسقفي‪ ،‬فيعملون لخير الكنيسة بأسرها‪ ،‬كٌّل حسب دعوته والنعمة‪.‬‬

‫ويرتبط الكهنة كلهم بعضهم ببعض برباط أخوي وثيق‪ ،‬بفضل الشركة في الرسامة المقدسة والرسالة‪ ،‬إخَّو ة يجب أن تظهَر عفوًا وعن رضى في تبادل الخدم الروحية والمادية‪ ،‬والرعوية والشخصية في اجتماعاتهم وفي اشتراكهم في العيش والعمل والمحبة‪.‬‬

‫ولُيْظ ِه ر الكهنة عنايًة أبويًة‪ ،‬في المسيح‪ ،‬بالمؤمنين الذين ولدوهم روحيًا بالعماد والتعليم (را‪ 1 .‬قور ‪15 ،4‬؛ و‪ 1‬بط ‪ .)23 ،1‬وكمثال للرعية (‪ 1‬بط ‪ )3 ،5‬عليهم أن يدبروا جماعاتهم المحلية ويخدموها‪ ،‬بنوع أنهم يستحقون أن يطلق عليهم االسم الذي به ُيشَّر ف شعب هللا الواحد‬
‫بأجمعه أي كنيسة هللا (را‪ 1 .‬قور ‪2 ،1‬؛ ‪ 2‬قور ‪ .)1 ،1‬وليذكروا بأَّن عليهم‪ ،‬بتصرفهم اليومي وعنايتهم‪ ،‬أن ُيظِه روا للمؤمنين وغير المؤمنين‪ ،‬للكاثوليك وغير الكاثوليك‪ ،‬وجَه الخدمة الكهنوتية والراعوية الحَّقة‪ ،‬وأن يؤُّدوا أمام الكِّل شهادة الحق والحياة‪ .‬وليفِّتشوا أيضًا كالرعاة‬
‫الصالحين (را‪ .‬لو ‪ )7 -4 ،15‬عن أولئك الذين‪ ،‬وقد َقِبلوا سَّر المعمودية في الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬أهَم لوا ممارسة األسرار‪ ،‬وجحدوا اإليمان‪.‬‬

‫وبما أن الجنس البشري يَّتجه اليوم أكثر فأكثر‪ ،‬إلى الوحدة المدنية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬فعلى الكهنة واجٌب أشّد إلزامًا بعد أن يوحدوا جهودهم ومساعيهم تحت قيادة األساقفة والحبر األعظم‪ ،‬أن ُيبعدوا كل أسباب التفرقة كي يقودوا البشرية كلها نحو وحدة عائلة هللا‪.‬‬

‫الشمامسة‬

‫‪          -29‬وفي الدرجة الدنيا من السلطة التراتبية يقوم الشمامسة الذين يقبلون وضع اليد "ال للكهنوت بل للخدمة" (‪ .)110‬إَّنهم‪ ،‬وقد عضدتهم النعمة السرية‪ ،‬يخدمون شعب هللا بالشركة مع األسقف وجماعة الكهنة وذلك في القيام بالليتورجيا‪ ،‬وبالكرازة ونشر المحبة‪ .‬وحسب‬
‫الترتيبات التي تأخذها السلطة المختصة‪ ،‬يعود للشمامسة أن يمنحوا سر المعمودية احتفاليًا وأن يحفظوا القربان ويوزعوه‪ ،‬وأن يساعدوا في مباركة الزواج باسم الكنيسة وأن ُيباركوه‪ ،‬وأن َيحملوا الزاد األخير للمنازعين‪ ،‬وأن يقرأوا الكتاب المقدس على المؤمنين‪ ،‬وأن ُيعِّلموا الشعَب‬
‫ويعظوه‪ ،‬وأن َيرأسوا عبادة المؤمنين وصالتهم‪ ،‬ويكونوا َخَدَم َة أشباِه األسرار‪ ،‬وأن يرأسوا صلوات الجناز والدفن‪ .‬وإذ ُكِّر سوا ألعمال المحبة واإلدارة‪ ،‬فليتذكر الشمامسة تنبيه الطوباوي بوليكاربوس‪" ،‬ليكونوا رحماء غيورين ويسيروا حسب حقيقة الرب الذي أصبح خادمًا للجميع"‬
‫(‪.)111‬‬

‫وبما أن القيام بهذه المهام التي هي ضرورية جدًا لحياة الكنيسة هو صعٌب في مناطق عديدة حيث النظام الُم َّتبع في الكنيسة الالتينية‪ ،‬فإنه من الممكن أن تعود الشماسَّية في المستقبل إلى ما كانت عليه‪ ،‬أي درجًة في السلطة التراتبية قائمة بذاتها ودائمة‪ .‬فإلى المجالس األسقفية المحلية‬
‫ذات الصالحية بأشكالها المتنوعة‪ ،‬يعود أن تقرر‪ ،‬بموافقِة الحبِر األعظم نفسه هل من المالئم أن ُيقيموا شمامسة وأن ُيعِّينوا المناطق التي تدعوا فيها حاجة النفوس إليهم‪ .‬فإن رضي الحبر الروماني ُيمكن أن ُتمَنَح الشماسّية إلى رجاٍل بالغين وإن كانوا متزوجين‪ ،‬ال سيما إلى شباٍن ذوي‬
‫أهلَّية‪ ،‬على أن َتسري عليهم شريعة التبتل ثابتة غير متزعزعة‪.‬‬


‫الفصل الرابع‬

‫الَعلمانيون‬

‫مقدمة‬
‫‪          -30‬إَّن المجمع المقدس وقد حَّدَد وظائف السلطة الكنسية‪َ ،‬ليطيب له أن يوِّج َه فكَر ه نحو حالة المسيحيين الذين ُيدعون "َعلمانيين‪ .‬وأن َيُكن كل ما قيَل في شعِب هللا موجٌه إلى الَعلمانيين والرهبان واإلكليريكيين على حٍد سواء‪ ،‬هناَك أموٌر تعوُد بنوٍع خاص إلى الَعلمانيين‪ ،‬رجاًال‬
‫ونساًء ‪ ،‬بسبب وضعهم ورسالتهم‪ ،‬تجبرنا ظروف عصرنا الحاضر الخاّصة أن ُنسهَب في درِس أُسسها‪ .‬فإن الرعاة المكرسين َلَيعلمون حقًا أهمية مساهمة الَعلمانيين في خيِر الكنيسة بأسرها‪ ،‬ويعلموَن أَّن المسيَح لم ُيقمهم ليأخذوا على عاتقهم وحدهم‪ ،‬رسالة الكنيسة الخالصية بكاملها‬
‫تجاه العالم‪ .‬فمهمتهم العظيمة تقوم بأن يرعوا المؤمنين وأن يتعَّر فوا إلى خدمهم ونعمهم بحيث يتعاون الجميع‪ ،‬وكٌل حسب طريقته‪ ،‬بقلٍب واحٍد على العمِل المشترك‪ .‬يجب إذًا أن يعتصَم الجميُع بالحِّق في المحبة فننمَو في كِّل شيء للذي هو الرأس أي المسيح‪ ،‬الذي منه ينال الجسُد كُّله‬
‫التنسيَق والوحدة‪ ،‬وبتعاوِن جميع المفاصل على حسب العمِل المناسب لكل عضٍو ‪ ،‬ينشئ لنفِسِه نموًا وُيبنى في المحبة (أف ‪.)16-15 ،4‬‬

‫معنى كلمة "َعلمانيين"‬

‫‪          -31‬ونعني هنا بكلمة "َعلمانيين" كَّل المسيحيين ما عدا الذين هم أعضاٌء في الدرجة المقدسِة والحالِة الرهبانية المعترف بها في الكنيسة‪ ،‬أعني المسيحيين الذين أصبحوا والمسيح جسدًا واحدًا‪ ،‬وتأَّلَف ِم نهم شعب هللا‪ ،‬وأصبحوا كٌّل حسَب طريقته شركاَء في وظيفِة المسيِح‬
‫الكهنوتية والنبوية والملكية‪ ،‬فُيمارسون رسالَة الشعب المسيحي كِّله في الكنيسة والعالم كٌّل حسب ِقسمته‪.‬‬

‫والَعلمانية هي الصفة الُم ميزة والخاصة بالَعلمانيين‪ .‬فأعضاُء الدرجِة المقدسة‪ ،‬بحكِم دعوتهم الخاصة موَّجهون قبل كل شيء ورسميًا إلى الخدمة المقدسة‪ ،‬وإن كان بإمكانهم أن يهتموا أحيانًا بأموٍر دنيويٍة وأن يمارسوا أيضًا مهنة َعلمانية‪ .‬وبينما الرهبان يشهدون بقوِة حالِتهم شهادًة‬
‫ساطعًة ورائعًة‪ ،‬أَّن العالم ال ُيمكن أن يتجَّلى ويتقدم هلل خارجًا عن روِح التطويباِت‪ ،‬يعوُد إلى الَعلمانيين بفضِل دعوتهم الذاتية أن يطلبوا ملكوَت هللا‪ ،‬بينما يتعاطوَن األشياَء الزمنية ويوِّج هونها وفقًا إلرادة هللا‪ .‬إَّنهم يعيشون وسط العالم أي يقومون بجميِع أعماِلِه‪ ،‬والواجباِت المختلفِة على‬
‫أنواعها‪ ،‬في الظروف العادية للحياِة العائليِة واالجتماعيِة وكأنها تنسج حياتهم‪ .‬فإلى هذا يدعوهم هللا لَيعَم لوا كالخميِر على تقديس العالم من الداخل‪ ،‬وذلك بقياِم هم بوظائفهم الخاصِة بوحي روح اإلنجيل‪ ،‬ولكي ُيظهروا المسيِح لآلخرين بشهادِة سيرتهم قبَل كِّل شيء وما يشُّع فيهم من‬
‫إيماٍن ورجاٍء ومحبة‪ .‬وإليهم يعوُد بنوٍع خاص أن ُينيروا كَّل األمور الزمنية ويوِّج هوها‪ ،‬هذه األمور التي ُهم بها مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بنوِع أنها تتُّم وتزدهُر دومًا كما ُيريد المسيح وتكون لمجِد الخالق والفادي‪.‬‬

‫كرامة الَعلمانيين‪ ،‬أعضاء شعب هللا‬

‫‪          -32‬إَّن الكنيسَة المقدسَة لمنظمٌة ومقادٌة حسب تنُّو ٍع عجيٍب وذلك بقوِة تأسيسها اإللهي‪" ،‬فإنه كما أن لنا في جسٍد واحٍد أعضاء كثيرة وليس لكِّل األعضاِء عمٌل واحد‪ ،‬كذلك‪ ،‬نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح‪ ،‬وكُّل واحٍد مّنا عضٌو لآلخرين (روم ‪.)5 -4 ،12‬‬

‫إذًا فشعُب هللا المختار هو واحٌد "والرُّب واحٌد‪ ،‬واإليماُن واحد‪ ،‬والمعموديُة واحدة” (أف ‪ )5 ،4‬وكرامة األعضاِء مشتركة بحكِم تجديدهم بالمسيح ومشتركٌة نعمُة التبني‪ ،‬ومشتركٌة الدعوة للكماِل ‪ ،‬والخالُص واحٌد والرجاُء واحٌد والمحبُة غير متجزأة‪ .‬إذًا ليس في المسيح وال في‬
‫الكنيسة أي تفاوت متأٍّت عن األصل أو الوطن أو الوضع االجتماعي أو الجنس ألنه "ليس يهودٌّي وال يوناني‪ ،‬ليس عبد وال حر‪ ،‬ليس ذكر وال انثى ألنكم جميعكم واحد في المسيح يسوع" (غل ‪28 ،3‬؛ قول ‪.)11 ،3‬‬

‫إذًا إن كان الكُّل ال يسلكون في الكنيسة الطريق ذاته‪ ،‬إنما الكل مدعوون إلى القداسة واقتَبلوا إيمانًا يجعلهم متساوين ببِّر هللا (را‪ 2 .‬بط ‪ )1 ،1‬حتى إذا كان البعض‪ ،‬بإدارة المسيح‪ ،‬قد ُأقيموا معِّلمين وموِّز عي أسرار ورعاة لخيِر اآلخرين‪ ،‬إنما تسوُد مساواٌة حقة في الكرامة والعمل‬
‫المشترك بين كِّل المؤمنين لبنياِن جسِد المسيح‪ .‬والتمييُز الذي وضعه الرُّب بين الَخَدَم ِة المكَّر سين وبقية شعب هللا يقتضي بذاته ُلحمًة إذ من الُم سَّلم به أن الرعاة وبقية المؤمنين مرتبطون بعضهم بالبعض اآلخر بصالٍت مشتركة؛ فَعلى رعاِة الكنيسِة‪ ،‬وقد اقتفوا مثاَل الرِّب‪ ،‬أن َيخدم‬
‫بعضهم بعضًا وسائر المؤمنين؛ فلُيقدموا فرحين نصيبهم من المساعدة إلى الرعاة والمعلمين‪ .‬وهكذا يشهد الجميع في هذا التنوع للوحدة العجيبة في جسِد المسيح؛ فهذا التنوع عينه في النعم والِخ دم واألعمال يجمُع أبناَء هللا في واحٍد ألن "هذه األمور جميعها يعملها الروح الواحد عينه”‬
‫(‪ 1‬قور ‪.)11 ،12‬‬

‫فكما أن الَعلمانيين‪ ،‬أصبحوا بفضِل هللا‪ ،‬إخوًة للمسيِح الذي‪ ،‬مع أنه سيد الكل‪ ،‬جاَء ال لُيخدم بل لَيخدم (را‪ .‬متى ‪ )28 ،20‬فهم أيضًا إخوة للذين ُخصِّص وا للخدمِة المقدسة ليكونوا رعاة عائلِة هللا فيعِّلموها‪ ،‬ويقدسوها‪ ،‬ويقودوها لسلطِة المسيح حتى ُيتَّم الكُّل وصيَة المحبة الجديدة‪ .‬وفي‬
‫هذا المجال قال القديس أوغسطينوس هذه الكلمات الجميلة‪" ،‬إذا رَّو عني ما أنا لكم‪ُ ،‬يعزيني ما أنا معكم‪ .‬أنا لكم األسقف‪ ،‬ومعكم أنا مسيحي‪ .‬ذاك اسم الُم هّم ة وهذا اسم النعمة‪ .‬فذاك للهالك وهذا للخالص (‪.)112‬‬

‫الحياة بالنسبة إلى الخالص والرسالة‬

‫‪          -33‬إن الَعلمانيين‪ ،‬المجموعين في شعب هللا والمؤِّلفين جسد المسيح الواحد تحت رأٍس واحد‪ ،‬لمدعووَن ‪ ،‬أّيًا كانوا‪ ،‬إلى أن ُيعاونوا‪ ،‬كأعضاِء حية‪ ،‬على ازدهار الكنيسة وقداستها الدائمة‪ ،‬باذلين في سبيِل ذلك كَّل الِقوى التي قبلوا من َكَر ِم الخالق ونعمِة المخِّلص‪.‬‬

‫إَّن رسالَة الَعلمانيين الشتراك في رسالِة الكنيسة الخالصية بالذات‪ .‬فالرُّب عينه انتدبهم كلهم إلى هذه الرسالة بالعماد والتثبيت‪ .‬فباألسرار ال سيما باإلفخارستيا المقدسة ُتمنح وتتغذى هذه المحبة نحو هللا واإلنسان‪ ،‬تلك المحبة التي هي روح كِّل رسالة‪ .‬والَعلمانيون هم مدعوون بصورٍة‬
‫خاصٍة إلى أن يجعلوا الكنيسَة حاضرًة وفَّعالة في تلك األماكن والظروف التي ال يمكنها إال بواسطتهم أن تكون ملح األرض (‪ .)113‬وهكذا إّن كل َعلمانّي ‪ ،‬بقوِة الِنعم التي أعطيها‪ ،‬شاهٌد وفي الوقت عينه أداٌة حيٌة لرسالِة الكنيسة بالذات "على مقدار موهبة المسيح"‪( .‬أف ‪.)7 ،4‬‬

‫عالوًة على هذه الرسالة التي تختص بكِّل المسيحيين‪ُ ،‬يمكن أن ُيدعى الَعلمانيون بطرٍق مختلفٍة إلى تعاوٍن مباشٍر مع السلطة في رسالتها (‪ )114‬على مثال أولئك الرجال والنساء الذين كانوا معاوني الرسول بولس في نشِر اإلنجيل والذين‪ ،‬بذلوا في الرِّب‪ ،‬جهدًا كبيرًا (را‪ .‬في ‪3 ،4‬؛‬
‫روم ‪ 3 ،16‬وما يليه)‪ .‬زيادًة على ذلك فإنهم يتحلون بمؤّهالت يمكن للسلطة أن تستخدمها لبعِض وظائف كنسية تجب ممارستها ألغراض روحية‪.‬‬

‫إذًا على كل الَعلمانيين يقع العبء الشريف في العمل المستمر على أن يصل التدبير الخالص اإللهي إلى كِّل الناس في كل زماٍن ومكان يومًا بعد يوم‪ .‬وبالتالي يجب أن ُتفتَح الطريُق فسيحًة أمامهم من كّل الجهات حتى يتمكنوا من أن يشتركوا باجتهادهم أيضًا على قدر قواهم وحسب‬
‫حاجات العصر في عمل الكنيسة الخالصي‪.‬‬

‫إشتراك الَعلمانيين في الكهنوت العام والعبادة‬

‫‪          -34‬إن يسوع المسيح‪ ،‬الكاهن السامي واألزلي‪ ،‬إذ أراد أن تدوم شهادته وخدمته بواسطة الَعلمانيين أحياهم بروحه ودفعهم دفعًا متواصًال لُيحققوا كَّل عمل خير وكامل‪.‬‬

‫فالذين يضُّم هم ضّم ًا حميمًا إلى حياته ورسالته‪ ،‬يمنحهم أيضًا ِقسمًا من وظيفته الكهنوتية لممارسِة العبادِة الروحية لمجد هللا وخالص البشر‪ .‬لهذا فالَعلمانيون‪ ،‬بما أَّنهم ُم كرسون للمسيح وُم ِسحوا بالروح القدس‪ ،‬قد قبلوا الدعوَة العجيبة والوسائل كي ُيثمروا ثماَر الروِح بوفرٍة واستمرار‪.‬‬
‫وعليه إذا كَّم لوا في الروح كَّل أعمالهم وصلواتهم ومشاريعهم الرسولية‪ ،‬وحياتهم الزوجية والعائلية‪ ،‬وأشغالهم اليومية والراحة الروحية والجسدية وحتى صعوبات حياتهم إذا ما احُتملت بصبٍر ‪ ،‬كل هذا يغدو "قرابين روحية‪ ،‬مرضية هلل بيسوع المسيح” (‪ 1‬بط ‪ ،)5 ،2‬هذه القرابين‬
‫التي ُتقدم لآلب بمنتهى التقوى في االحتفال باإلفخارستيا مع تقدمة جسِد الرِّب‪ .‬وهكذا ُيكِّر ُس الَعلمانيون العالَم كَّله‪ ،‬إذ يعبدون هللا في كِّل مكاٍن ويعملون في القداسة‪.‬‬

‫إشتراك الَعلمانيين في وظيفة المسيح النبوية وفي الشهادة‬

‫‪          -35‬إَّن المسيَح النبَّي الكبير الذي أعلَن ملكوت اآلب بشهادِة حياته وقَّو ِة كلمته‪ ،‬يقوُم بوظيفته النبوّية حتى الظهور الكامل لمجده‪ ،‬ليس بالُسلَطِة التي ُتعِّلُم باسمه وُسلطانه وحسب‪ ،‬ولكن بالَعلمانيين أيضًا الذين أقامهم شهودًا وسَّلحهم بحِّس اإليمان ونعمة الكلمة (را‪ .‬رسل ‪-17 ،2‬‬
‫‪18‬؛ رؤ ‪ )10 -19‬حتى تتألأل قوُة اإلنجيل من خالل حياتهم اليومية والعائلية واالجتماعية‪ .‬إنهم َيظهرون كأبناِء الوعِد إذا ما افَتَدوا الوقَت الحاضر‪ ،‬بثباِتهم في اإليمان والرجاء (را‪ .‬أف ‪16 ،5‬؛ قول ‪ )5 ،4‬وإذا ما انتظروا بصبٍر المجَد اآلتي (را‪ .‬روم ‪ .)25 ،8‬وعليهم أال ُيخِّبئوا هذا‬
‫الرجاء في الخفي من قلوبهم‪ ،‬بل باألحرى عليهم أن ُيظهروه أيضًا في أوضاع الحياة العالمية بجهدهم المتواصل ألجل التوبة وبمحاربتهم "ضد والة عالم الظلمة هذا أو ضد األرواح الشريرة" (أف ‪.)12 ،6‬‬

‫وكما أن أسراَر العهد الجديد التي منها تتغذى حياة المؤمنين ورسالتهم‪ ،‬ترمز إلى السماِء الجديدة واألرض الجديدة‪( ،‬را‪ .‬رؤ ‪ )1 ،21‬هكذا يغدو الَعلمانيون ُم بشري اإليمان األشداء بالمرجوات (عب ‪ )1 ،11‬إذا جمعوا‪ ،‬دون ترّدد‪ ،‬إلى حياة ُينعشها اإليمان االعتراف باإليمان عينه‪.‬‬
‫وهذا التبشير‪ ،‬أعني َحْم َل هذه البشارة بالمسيح بشهادِة الحياة والكلمة‪ ،‬يرتدي عالمًة ممَّيزًة وفاعلَّية خاصًة بحيث أنه يتم في أوضاع العالم العادية‪.‬‬

‫في هذه المهّم ة يظهر سمُّو تلك الحالة التي يقدسها سٌّر خاص أي حالة الحياة الزوجية والعائلّية‪ .‬فيها ُيمارس الَعلمانيون رسالتهم ويجدون رسالًة فريدًة‪ ،‬حيث َتدُخل الديانة المسيحية حتى الصميِم في نظاِم الحياِة وتبِّدله كَّل يوٍم تبديًال متزايدًا‪ .‬هنا َيِج ُد الزوجان دعوتهما الخاصة‪ ،‬فيكونان‬
‫لبعضهما البعض وألوالدهما شهودًا إليماِن المسيح ومحبته‪ .‬فالعائلة المسيحية ُتعلن عاليًا فضائَل ملكوت هللا الحالية ورجاَء الحياة السعيدة‪ .‬وهكذا بِم ثالها وشهادتها ُتَبِّكُت العالم على الخطيئة وتنير من ُيفِّتُش عن الحقيقة‪.‬‬

‫َّذ‬ ‫ُخ‬ ‫ٌّل‬ ‫ًا‬ ‫ًال‬ ‫أ‬ ‫ًا‬ ‫أ‬ ‫َّن‬


‫‪about:blank‬‬ ‫‪4/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫وعليه‪ ،‬إَّنه لِم ن واجب الَعلمانيين وبإمكانهم أيضًا من خالل مشاغلهم واهتماماتهم الزمنية‪ ،‬أن ُيمارسوا عمًال قيمًا في تبشير العالم‪ .‬إذا كان البعُض منهم وكٌّل حسب إمكانياته‪ ،‬يقومون بوظائف مقدسة في حال عدم وجود الُخَّدام المكَّر سين وعندما يتعَّذُر على هؤالء القيام في سبيل العمل‬
‫الرسولي‪ ،‬فعلى الجميع يقع واجب اإلسهام في نشِر ملكوت المسيح وتقُّدمه في العالم‪ .‬لهذا على الَعلمانيين أن يتعمقوا تعمقًا متزايدًا وسريعًا في معرفة الحقيقة الموحاة‪ ،‬طالبين من هللا بإلحاٍح هبَة الحكمة‪.‬‬

‫إشتراك الَعلمانيين في الخدمة الملوكية‬

‫‪          -36‬إَّن المسيَح الذي أطاَع حتى الموت ولهذا رفعه اآلب (را‪ .‬فيل ‪َ )9 -8 ،2‬دَخَل في مجِد ملكوته‪ .‬إليه ُأْخ ِض َع كل شيء إلى أن َيْخ َضَع هو نفسه إلى أبيه مع الخليقِة كّلها ليكون هللا ُكًال في الكل (را‪ 1 .‬قور ‪ )28 -27 ،15‬قد سَّلَم هذه السلطة إلى تالميذه لَينَعموا هم أيضًا بالحّر ية‬
‫الملكية‪ ،‬وَيستأصلوا سلطاَن الخطيئة منهم‪ ،‬بالكفر بالذات وبقداسِة الحياة (را‪ .‬روم ‪ )12 ،6‬حتى إذا ما خدموا المسيح أيضًا في اآلخرين يقودون بالتواضع والصبر إخوانهم إلى الملك الذي ُخّدامه هم ملوك‪ .‬فالرّب َيروم أن ينشر ملكوته أيضًا بمساعدِة َعلمانيين مؤمنين أي ملكوَت حقيقٍة‬
‫وحياة‪ ،‬ملكوَت قداسٍة ونعمة‪ ،‬ملكوَت عدالٍة ومحبٍة وسالم (‪ ،)115‬ملكوت حيث تحرر الخليقة من عبوديِة الفساد إلى حرية مجد أبناء هللا (را‪ .‬روم ‪ .)21 ،8‬عظيٌم حقًا هو الوعد وعظيمٌة الوصية التي أعطاها إلى تالميذه‪" ،‬كل شيء لكم‪ ،‬وأنتم للمسيح‪ ،‬والمسيح هلل" (‪ 1‬قور ‪.)23 ،3‬‬

‫فعلى المؤمنين إذًا أن يفقهوا أَّن جوهر الخليقة كلها‪ ،‬في عمقها وقيمتها وغايتها‪ ،‬إنما هو مجُد هللا‪ .‬عليهم من خالل أعمالهم الزمنية أيضًا أن ُيساعدوا بعضهم بعضًا ألجل حياٍة أكثر قداسة حتى يرتوي العالم من روِح المسيِح ويبلَغ بفاعليٍة أقوى غايته إلى العدالة والمحبة والسالم‪ .‬ويحتل‬
‫الَعلمانيون المحل األهم في التتميم الشامل لهذا الواجب‪ .‬وليجتهدوا بكل قواهم‪ ،‬بما لهم من كفاءٍة في الفنون الدنيوية وبأعمالهم التي ترفعها من الداخل نعمة المسيح‪ ،‬في أن تستثمر الخيور توزيعًا عادًال بين البشر ولُتَقْد حسب طبيعتها‪ ،‬إلى تقُّدٍم شامٍل في الحريِة اإلنسانية والمسيحية‪.‬‬
‫وهكذا َعْبَر أعضاِء الكنيسة‪ُ ،‬ينير المسيح بنوره الخالصي المجتمَع اإلنساني بأسره أكثر فأكثر‪.‬‬

‫عالوًة على ذلك‪ ،‬إذا ما َدَفَعْت مؤسسات العالم وأوضاعه باألخالِق إلى الخطيئة‪ ،‬فلُيوِّح د الَعلمانيون جهودهم ليصِّح حوها حتى تصبَح كّلها مطابقة لمبادئ العدِل وتشجيع ممارسة الفضائل بدل أن تكون عائقًا دونها‪ .‬وإذا ما عملوا هكذا‪ ،‬فإنهم يروون الثقافة واألعمال اإلنسانية بقيمة‬
‫أخالقية‪ .‬بهذه الطريقة أيضًا ُيصبح حقُل العالِم أكثَر تهيئًة ِلَيقَبَل زرَع كلمِة هللا‪ ،‬وُتشَّر ُع أبواُب الكنيسة واسعًة لتدخل بها بشرى السالم إلى العالم‪.‬‬

‫وتمشيًا مع التدبير الخالصي بالذات‪ ،‬ليتعلم المؤمنون أن ُيميزوا بتدقيٍق ما لهم من حقوٍق وما عليهم من واجبات‪ ،‬بصفتهم أعضاء في الكنيسِة وفي المجتمع البشري‪ .‬وليجتهدوا في أن يوِّفقوا ويناغموا بين هذه وتلك‪ ،‬ذاكرين أن على الضمير المسيحي أن يقودهم في كّل المجاالت‬
‫الزمنية‪ ،‬ألنه ما من نشاٍط بشرٍّي‪ ،‬حتى في األمور الزمنية‪ ،‬بإمكانه أن ُيستثنى من سلطة هللا‪ .‬وفي أيامنا الحاضرة‪ ،‬إنه لمن الضروري جدًا‪ ،‬أن يتألأل تألًأل وَّضاحًا في تصرف المؤمنين‪ ،‬هذا التمُّيز وهذا التناغم أيضًا حتى تتمكن رسالة الكنيسة من أن تتجاوب تجاوبًا أكمل مع ظروِف‬
‫العالِم الحالي الخاصة‪ .‬وكما يجب االعتراف للمدينة األرضية‪ ،‬المنصرفة شرعًا إلى مهاٍم دنيوية‪ ،‬أن تسيَر على مبادئ خاّصة‪ ،‬كذلك ُتنَبُذ بكِّل صواٍب النظريَة المشؤومَة التي تسعى إلى بناء المجتمع دون أي اعتبار للديانة والتي تحارب حِّر ية المواطنين الدينية لتالشيها (‪.)116‬‬

‫العالقة بالُسلطة‬

‫‪          -37‬يحق للَعلمانيين‪ ،‬كما لكِّل المسيحيين‪ ،‬أن َينالوا بغزارٍة من الرعاة المكرسين الخيور التي تأتي من كنوز الكنيسة الروحية وخاصة عون كلمة هللا واألسرار (‪ .)117‬ويحُّق لهم أن ُيفاتحوا هؤالء الرعاة بحاجاتهم وأمانيهم‪ ،‬بكل الحرية والثقة التي تليق بأبناء هللا وإخوة‬
‫المسيح‪ ،‬على قدِر علمهم وكفاءاتهم ومراكزهم (‪ ،)118‬بل من واجبهم أن ُيبدوا رأيهم في ما يتعلق بخيِر الكنيسة‪ .‬واألفضل أن يكون هذا‪ ،‬إذا اقتضى األمر‪ ،‬بواسطِة المؤسسات التي وضعتها الكنيسة لهذه الغاية‪ ،‬وذلك دومًا بالصراحة والشجاعة وفطنة مقرونة باالحترام والمحبة‪ ،‬التي‬
‫تجب علينا نحو من يقومون مقاَم المسيح‪ِ ،‬بحْك ِم وظيفتهم المقدسة‪ .‬على الَعلمانيين‪ُ ،‬أسوًة بسائر المؤمنين‪ ،‬أن يعتنقوا بسرعٍة وبطاعٍة مسيحية ما ُيقُّر ه الرعاة المكرسون‪ ،‬ممثلو المسيح‪ ،‬بصفتهم معلمين وذوي السلطة في الكنيسة‪ ،‬وفي هذا يحذون حذو المسيح الذي‪ ،‬بطاعته حتى‬
‫الموت‪ ،‬فتح للناس كلهم طريق حِّر ية أبناء هللا السعيدة‪ .‬وال ُيهملون أن َيضرعوا إلى هللا عن رؤسائهم الذين َيسهرون دومًا كأناٍس سيؤدون الحساب عن نفوسنا‪ ،‬وليفعلوا ذلك بالفرح ال بالكآبة‪( .‬را‪ .‬عب ‪.)17 ،13‬‬

‫على الرعاة المكرسين‪ ،‬من جهتهم‪ ،‬أن يفقهوا كرامَة الَعلمانيين ومسؤوليتهم في الكنيسة ويشجعوها‪ .‬وليأخذوا عن رضى بآرائهم الَفِط َنة‪ ،‬ويكِّلفوهم بثقٍة بمهماٍت في خدمة الكنيسة‪ ،‬تاركين لهم حِّر ية العمِل ومجاله‪ .‬وليشّجعوهم في أن ُيبادروا من تلقاء أنفسهم إلى العمل‪ .‬وليعيروا في‬
‫المسيِح بمحبٍة أبويٍة اهتمامًا للمبادرات والتمنيات والرغبات التي يقدمها الَعلمانيون (‪ .)119‬وليحترموا الحرية العادلة ويعترفوا بها‪ ،‬تلك الحرية التي هي ِم ن حِّق الكل في المدينة األرضية‪.‬‬

‫وإنه لُيْنَتَظُر للكنيسة من هذا التعامل الودي بين الَعلمانيين والرعاة كل أنواع الخيور‪ ،‬فبهذا يتقّو ى الَعلمانيون في تحُّسِس مسؤوليتهم الذاتية‪ ،‬وتتغذى غيرتهم ويسهل ضّم قواهم إلى عمل الرعاة‪ .‬وهكذا بمساعدة الَعلمانيين وخبرتهم يتوصل الرعاة إلى أن يحكموا بتمييز أقوى‪ ،‬وبصواٍب‬
‫أشّد في األمور الروحية والدنيوية على السواء‪ .‬فتتوصل الكنيسة جمعاء‪ ،‬مدعومة بكل أعضائها‪ ،‬إلى أن تتمم بأكثر فاعليٍة رسالتها ألجل حياة العالم‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫‪          -38‬على كل َعلمانٍّي أن يكوَن أماَم العالِم شاهدًا لقيامة الرب يسوع وحياِتِه وعالمَة هللا الحي‪ .‬وعلى جميع الَعلمانيين أيضًا‪ ،‬وكٌّل منهم على قدر طاقته‪ ،‬أن ُيغذوا العالم من الثمار الروحية (را‪ .‬غل ‪ )22 ،5‬وأن َيبثوا فيه هذا الروح الذي ينعش الفقراء والودعاء وفاعلي السالم‬
‫الذين طَّو َبهم الرب في اإلنجيل (را‪ .‬متى ‪ )9 –3 ،5‬وبكلمٍة "ليكن الَعلمانيون في العالم بمنزلة الروِح من الجسد" (‪.)120‬‬


‫الفصل الخامس‬

‫في الدعوة الشاملة إلى القداسة في الكنيسة‬

‫‪ ‬‬

‫مقدمة‬

‫‪          -39‬إن الكنيسة التي ُيعلن المجمُع المقدس سَّر ها‪ ،‬لتبدو لعين اإليمان مقَّدسة ال زوال لقداستها‪ .‬فالمسيح‪ ،‬ابن هللا ‪،‬الذي ُينادى به مع اآلب والروح "قدوسًا وحده" (‪ ،)121‬أحَّب الكنيسة كعروسٍة له وبذل نفسه من أجلها ليقِّد َسها (را‪ .‬أف ‪ )26 –25 ،5‬ووَّحدها به كجسِدِه وأغدق‬
‫عليها هبَة الروح القدس لمجد هللا‪ .‬لهذا إَّن الكَّل في الكنيسة مدعوون إلى القداسة‪ ،‬سواء أكانوا السلطة أو من تسوسهم على ما جاء في كالم الرسول‪" ،‬فإن مشيئة هللا إَّنما هي تقديس نفوسكم" (‪ 1‬تس ‪3 ،4‬؛ را‪ .‬أف ‪ )4 ،1‬فقداسة الكنيسة هذه تظهر دومًا ويجب أن تظهر بثمار النعمة‬
‫التي نثرها الروح في المؤمنين‪ .‬بأشكاٍل شتى تظهر عند كِّل واحٍد من أولئك الذين َينشدون المحبة الكاملة في حياتهم الذاتية ساعين إلى بناء اآلخرين‪ .‬وإَّنها لتظهر بطريقة مميزة في ممارسة المشورات التي تسمى عادة إنجيلية‪ .‬فممارسة المشورات هذه التي اعتنقها عدٌد كبيٌر من‬
‫المسيحيين تحَت دفع الروح القدس‪ ،‬سواء كان بطريقة فردية أم في ظرف أو حالة أقَّر تها الكنيسة‪ ،‬لتجلب إلى العالم ويجب أن تجلب إليه‪ ،‬شهادة ساطعة ومثًال لهذه القداسة‪.‬‬

‫الدعوة الشاملة إلى القداسة‬

‫‪          -40‬إَّن الرَّب يسوع‪ ،‬المعلم اإللهي لكِّل كماٍل ومثاله‪ ،‬عَّلَم جميع تالميذه وكًال منهم‪ ،‬وأَّيًا كان وضعهم‪ ،‬قداسة الحياة التي هو مبدعها ومكملها‪" ،‬فكونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل هو" (متى ‪ .)122( )48 ،5‬وبالفعل قد أرسَل روحه إلى الكل ليهيئهم داخليًا كي يحبوا هللا‬
‫من كِّل قلبهم ومن كِّل نفسهم‪ ،‬ومن كِّل عقلهم وبكِّل قواهم (را‪ .‬مر ‪ )30 ،12‬وأيضًا أن ُيحّبوا بعضهم بعضًا كما أحَّبهم المسيح (را‪ .‬يو ‪34 ،13‬؛ ‪ .)12 ،15‬إَّن الذين يتبعون المسيح وقد دعاهم هللا‪ ،‬ال بحسب أعمالهم ولكن بحسب تدبير نعمته‪ ،‬والذين تبَّر روا بيسوع رّبنا‪ ،‬أصبحوا حقًا‬
‫بمعموديِة اإليمان أبناء هللا وشركاَء الطبيعة اإللهية وبالتالي قديسين حقًا‪ .‬إذًا عليهم أن ُيحافظوا في حياتهم‪ ،‬بنعمِة هللا‪ ،‬على هذه القداسة التي نالوها وُيتِّم موها‪ .‬فالرسول َيحُّضهم على أن يعيشوا كما يليق بالقديسين (أف ‪ )3 ،5‬وأن يلبسوا كما يليق "بمختاري هللا القديسين المحبوبين‬
‫أحشاَء الرحمة واللطف والتواضع والوداعة واألناة" (قول ‪ )12 ،3‬وأن يحملوا ثمار الروح لتقديسهم (را‪ .‬غل ‪22 ،5‬؛ روم ‪" .)22 ،6‬إَّنما بما أننا جميعنا َنِز ُّل" (يع ‪ )2 ،3‬نحن بحاجٍة دومًا إلى رحمِة هللا ويجب علينا أن نقول في صالتنا "واغفر لنا ذنوبنا" (متى ‪.)123( )12 ،6‬‬

‫وبالتالي إنه من الواضح للكِّل أَّن الدعوة إلى كماِل السيرة المسيحية وكمال المحبة (‪ ،)124‬لموجهة إلى كل الذين يؤمنون بالمسيح أيًا كان وضعهم أو شكل حياتهم‪ .‬وهذه القداسة تعِّز ُز نمطًا من الحياِة أشَّد إنسانَّية حتى في المجتمع الزمني‪ .‬فعلى المؤمنين أن يجتهدوا بكل قواهم‪ ،‬على‬
‫مقدار عطية المسيح‪ ،‬أن يحصلوا على هذا الكمال حتى إذا ما ساروا على خطاه‪ ،‬وتمثلوا بصورته وكملوا في كِّل شيٍء إرادة اآلب‪ ،‬ينذرون أنفسهم من كِّل قلبهم لمجد هللا وخدمة القريب‪ .‬وهكذا تزدهر قداسة شعب هللا بثمار وفيرة كما يشهد بذلك شهادًة ساطعًة تاريخ الكنيسة من خالل‬
‫حياِة عدٍد كبيٍر من القديسين‪.‬‬

‫األشكال العديدة لممارسة القداسة‬

‫‪          -41‬إَّن كَّل الذين يقودهم روح هللا ويلُّبون نداَء اآلب فيعبدون هللا اآلب بالروح والحق ويسيرون خلَف المسيح الفقير‪ ،‬والمتواضع‪ ،‬والحامل صليبه كي يستحقوا أن يصيروا شركاء في مجده‪ ،‬إَّنما ُيمارسون قداسًة واحدًة في شتى أشكال الحياة ومناصبها المتنوعة‪ .‬فعلى كِّل واحٍد‬
‫أن يتقَّدَم بال ترُّدٍد‪ ،‬على قدر مسؤولياته الخاصة‪ ،‬وعطاياه‪ ،‬ووسائله‪ ،‬في طريق اإليمان الحي الذي يحّث على الرجاء ويعمل بالمحبة‪ .‬يجب أوًال على رعاة قطيع المسيح أن يقوموا بخدمتهم بالقداسة واالندفاع‪ ،‬وبالتواضع والقوة‪ ،‬على مثال الكاهن األكبر األزلي‪ ،‬راعي نفوسنا وأسقفها‪.‬‬
‫وإذا ما تَّم موا ذلك‪ ،‬يكون لهم وسيلَة قداسٍة سامية‪ .‬وبما أَّنهم اختيروا ليقبلوا ملء الكهنوت‪ُ ،‬يعطى لهم النعمة السرية ليمارسوا كاملًة مهمَة المحبة الراعوية بالصالة‪ ،‬والذبيحة (‪ ،)125‬والوعظ بالخدمة واالهتمام األسقفي تحت كِّل أشكاله‪ ،‬راضين أن يبذلوا بدون خوٍف حياتهم عن‬
‫ِخ رافهم‪ ،‬وإذا ما كانوا قدوة أمام قطيعهم (را‪ 1 .‬بط ‪ ،)3 ،5‬يدفعون الكنيسة بمثالهم لتتقدم إلى قداسٍة تتزايد يومًا بعد يوم‪.‬‬

‫على مثال السلك األسقفي‪ ،‬يجب على الكهنة الذين هم له بمثابة الهالة الروحية (‪ ،)126‬والذين يشتركون في نعمِة المسيح الوسيط األزلي األوحد‪ ،‬أن ينمو في محبِة هللا والقريب بالقيام اليومي بوظيفتهم‪ ،‬وليحافظوا على رباط الشركة الكهنوتية‪ ،‬ولُيثمروا كل الخيور الروحية‪ ،‬مؤّدين‬
‫للكل شهادًة حَّية عن هللا‪ ،‬منافسين في ذلك أولئك الكهنة الذين تركوا‪ ،‬على مدى األجيال بفضِل خدمتهم الوضيعة غالبًا والخفية (‪ ،)127‬مثًال رائعًا في القداسة‪ .‬وكنيسة هللا تعلن مديحهم‪ .‬وعندما يقدمون عن شعبهم وعن شعب هللا قاطبة‪ ،‬بوضِع وظيفتهم‪ ،‬الصالة والذبيحة‪ ،‬يفقهون ما‬
‫يعملون‪ ،‬ويتشَّبهون بما يلمسون (‪)128‬؛ فال تعوقَّنهم االهتمامات بالرسالة‪ ،‬وال األخطار والضيقات‪ ،‬بل باألحرى عليهم أن يرتقوا إلى قداسٍة ساميٍة واجدين في اإلكثار من التأمل ما ُيغذي عملهم ويدعمه لفرح كنيسة هللا بكاملها‪ .‬وليذكر الكهنة ال سيما الذين‪ ،‬بفضل رسامتهم الخاصة‪،‬‬
‫يحملون اسم كهنٍة أبرشيين‪ ،‬إَّن قداستهم يمكن أن تفيد من اتحادهم األمين بأسقفهم ومساعدتهم السخية له‪.‬‬

‫ويشترك أيضًا بنوٍع خاص في رسالة الكاهن األسمى ونعمته خدام السلك األدنى وفي مقدمتهم الشمامسة الذين‪ ،‬وهم يخدمون أسرار المسيح والكنيسة (‪ ،)129‬عليهم أن يحفظوا أنفسهم أنقياَء من كِّل عيٍب‪ ،‬وأن يرضوا هللا‪ ،‬وأن يوفروا للناس كَّل خيٍر (را‪ 1 .‬طيم ‪ 10 -8 ،3‬و‪-12‬‬
‫‪ .)13‬وأَّم ا اإلكليريكيون الذين يتهّيؤون إلى وظائف الخدمة تحت سهر الرعاة بدعوٍة من هللا الذي َفصلهم ليكون لهم نصيب معه‪ ،‬عليهم أن يوفقوا بين روحهم‪ ،‬وقلبهم‪ ،‬ودعوتهم السامية ُم ظهرين ذلك بالتواتر في الصالة والحرارة في المحبة‪ ،‬مفِّكرين بكل ما هو حق‪ ،‬وعادل‪ ،‬وشريف‪،‬‬
‫متِّم مين كل ذلك لمجد هللا وإكرامه‪ .‬زد على هؤالء العلمانيين الذين اختارهم هللا‪ ،‬ليكرسوا ذاتهم كليًا ألعمال الرسالة وقد دعاهم األسقف‪ ،‬وهم يعملون في حقِل الرِّب مثمرين ثمرًا وفيرًا (‪.)130‬‬

‫أّم ا األزواج والوالدون المسيحيون‪ ،‬فعليهم بإتباعهم الطريق الخاص بهم أن يعاونوا بعضهم بعضًا في النعمة‪ ،‬واألمانة‪ ،‬والحب طول حياتهم وأن ُيشركوا بمحبِة األوالد الذين اقتبلوهم من هللا في الحقائق المسيحية والفضائل اإلنجيلية‪ .‬وفي ذلك ُيعطون للكل مثًال في الحب سخيًا وثابتًا‪،‬‬
‫ويسهمون في بنيان المحبة األخوية‪ ،‬ويصيرون شهودًا لخصب أّم نا الكنيسة ومساهمين فيه‪ ،‬عالمَة وشركَة المحبة التي أحَّب بها المسيح عروسه وبذل نفسه ألجلها (‪ .)131‬وُيعطي األرامل والعزاب مثل هذا المثل‪ ،‬ولكن تحت شكٍل آخر‪ ،‬هؤالء الذين يمكن أن يكون لمساهمتهم القيمة‬
‫العظمى في قداسِة الكنيسة ونشاطها‪ .‬أما الذين يتعاطون أشغاًال غالبًا ما تكون شاقة‪ ،‬يجب أن يكّم لها نشاطهم البشري شخصيًا‪ ،‬وأن يجيز لهم مساعدة مواطنيهم وأن يسهموا في رفع مستوى الخلق والمجتمع بأكمله؛ متشّبهين‪ ،‬بمحبٍة فعالة‪ ،‬بالمسيح الذي أراد أن يمارس العمل اليدوي‪،‬‬
‫والذي ال يزال يعمل مع أبيه ألجل خالص الجميع‪ .‬وليكونوا في هذا‪ ،‬فرحين في الرجاء‪ ،‬معاونين بعضهم في حمل أثقال البعض‪ ،‬فيرتقوا بعملهم اليومي نفسه إلى قداسة متسامية ورسولية أيضًا‪.‬‬

‫وليعلم أولئك الذين َينوء بهم الفقر‪ ،‬والضعف‪ ،‬والمرض‪ ،‬والمحن المختلفة أو الذين يقاسون االضطهاد من أجل البر‪ ،‬أَّنهم متحدون بنوٍع خاص بالمسيح المتألم ألجل خالص العالم‪ .‬فالرب قد طَّو َبهم في إنجيله "وإله كل نعمة الذين دعانا إلى مجده األبدي بالمسيح يسوع بعد تألمنا‬
‫اليسير‪ ،‬يتّمُم عمله ويجعلنا راسخين مؤيدين" (‪ 1‬بط ‪.)10 ،5‬‬

‫وهكذا فكّل الذين يؤمنون بالمسيح يمكنهم أن يتقدسوا دومًا وأكثر في ظروف حياتهم‪ ،‬وحاالتها‪ ،‬وواجباتها‪ ،‬وبواسطة هذه األشياء كلها إذا ما اقتبلوها بإيماٍن من يِد اآلب السماوي‪ ،‬وإذا ما لّبوا اإلرادة اإللهية مظهرين أمام الكل‪ ،‬في خدمتهم الزمنية نفسها‪ ،‬المحبة التي بها أحب هللا‬
‫العالم‪.‬‬

‫طرق القداسة ووسائلها‬

‫‪"          -42‬إَّن هللا محبة‪ ،‬ومن ثبت بالمحبة فقد ثبت في هللا وثبت هللا فيه" (‪ 1‬يو ‪ )16 ،4‬وقد أفاض هللا حبه في قلوبنا بالروح القدس الذي منحناه" (را‪ .‬روم ‪ .)5 ،5‬وبالنتيجة فالمحبة التي تجعلنا نحب هللا فوق الكل والقريب ألجله‪ ،‬هي العطية األولى واألكثر ضرورة‪ .‬ولكن كي‬
‫تنمو المحبة في النفس وتثمر‪ ،‬مثل حَّبٍة جيدة‪ ،‬على كِّل مؤمٍن أن ينفتَح تلقائيًا على كالم هللا‪ ،‬وبعوِن نعمته يعمل حسب مشيئته‪ ،‬ويشترك بتواتٍر في األسرار ال سيما اإلفخارستيا‪ ،‬وفي األعمال الليتورجية؛ وعليه أن يواظب على الصالة‪ ،‬وعلى الكفِر بالذات‪ ،‬وعلى خدمة إخوته خدمًة‬
‫فّعالًة‪ ،‬وعلى ممارسة كّل الفضائل‪ .‬ولَّم ا كانت المحبة رباط الكمال وكمال الشريعة (را‪ .‬قول ‪14 ،3‬؛ روم ‪ )10 ،13‬فإَّنها توِّج ه كّل وسائل القداسة وتعطيها روحها وتقودها إلى غايتها (‪ .)132‬إذًا محبة هللا والقريب هي التي تمِّيز تلميذ المسيح الحقيقي‪.‬‬

‫ولَّم ا كان يسوع‪ ،‬ابن هللا‪ ،‬قد أظهر محبته ِبَبْذِل ذاته من أجلنا‪ ،‬ال يمكن ألحٍد أن يحَّب أكثر‪ ،‬إال ذلك الذي يبذل ذاته من أجل المسيح ومن أجل إخوته (را‪ 1 .‬يو ‪16 ،3‬؛ يو ‪ .)13 ،15‬فإلى شهادة الحب السامية هذه‪ ،‬التي ُتؤَّدى أمام الكل ال سيما أمام المضطهدين‪ ،‬قد ُدِع َي بعٌض من‬
‫المسيحيين وذلك منذ الساعة األولى‪ ،‬والبعض اآلخر سُيْدَعون دومًا إليها‪ .‬لهذا فاالستشهاد الذي فيه ُيصبح التلميذ شبيهًا بمعلمه الذي َقِبَل الموت بكّل حرية ألجل خالص العالم‪ ،‬والذي ُيصبح شبيهًا به في إهراق دمه لتعتبره الكنيسة عطيًة ساميًة‪ ،‬وامتحاَن المحبِة الُم طلق‪ .‬وإذا كان هذا‬
‫لم ُيعط إال لعدٍد قليٍل ‪ ،‬إَّنما على الكل أن يكونوا على استعداد ليعترفوا بالمسيح أمام الناس‪ ،‬وليتبعوه على درب الصليب عبر االضطهادات التي ال تفتقدها الكنيسة أبدًا‪.‬‬

‫وتتغذى قداسة الكنيسة بنوٍع خاص بالمشورات‪ ،‬تحت أشكالها المتعددة‪ ،‬تلك التي عرضها الرب في اإلنجيل كي ُيمارسها تالمذته (‪ .)133‬وفي المقام األول من هذه المشورات عطية النعمة اإللهية الثمينة التي يهبها اآلب إلى البعض (را‪ .‬متى ‪11 ،19‬؛ ‪ 1‬قور ‪ ،)7 ،7‬فَتحمل نفسًا على‬
‫أن تكِّر َس ذاتها‪ ،‬بطريقٍة أسهل وبدون تجزؤ قلب‪ ،‬إلى هللا وحده في الَتَبُّتِل والعزوبية (را‪ 1 .‬قور ‪ .)134( )34 -32 ،7‬فهذا االنقطاع الكامل في سبيل ملكوت هللا‪ ،‬كان دومًا من ِقَبِل الكنيسة موضوع شرٍف ‪ ،‬خاصة كعالمة للمحبة وحافز إليها‪ ،‬وكينبوٍع خاص للخصب الروحي في‬
‫العالم‪.‬‬

‫وإن الكنيسة لتذكر تنبيه الرسول الذي يدعو المؤمنين إلى المحبة ويحّثهم على أن يختبروا ما كان في المسيح الذي "أخلى ذاته آخذًا صورَة عبد‪ ..‬ومطيعًا حتى الموت" (فيل ‪ )8 -7 ،2‬وافتقر وهو الغني من أجلنا (‪ 2‬قور ‪ .)9 ،8‬فلما كان من واجب التالميذ أن يقتدوا بمحبة المسيح هذه‬
‫وبتواضعه‪ ،‬وأن يشهدوا لهما‪ ،‬فإن أّم نا الكنيسة لتفرح ألنه يوجد في داخلها عدٌد غفيٌر من الرجال والنساء يريدون أن يتبعوا المخلص عن كثب في تخليه عن ذاته‪ ،‬ويظهرونه ببياٍن أجلى‪ ،‬معتنقين الفقر بحريِة أبناء هللا‪ ،‬متخّلين عن إرادتهم الذاتية أعني رجاًال ونساء يخضعون في مجال‬
‫الكمال لخليقٍة بشريٍة في سبيل هللا لكي يتشبهوا في كماٍل أكثر بالمسيح المطيع (‪.)135‬‬

‫فالمؤمنون بالمسيح كلهم مدعوون إذًا إلى أن يتتبعوا قداسة حياتهم وكمالها ومجبرون عليها‪ .‬فليسهروا كّلهم على أن يوجهوا ميولهم كما يجب‪ ،‬لكي ال يمنعهم استخدام األمور الدنيوية والتعلق بالغنى‪ ،‬على خالف روح الفقر اإلنجيلي‪ ،‬من أن يسلكوا طريق الكمال في محبة‪ .‬ولقد حَّذَر‬
‫الرسول بقوله "َم ن يستعملون هذا العالم فليكونوا كأنهم ال يستعملونه‪ ،‬ألن وجه هذا العالم يزول" (را‪ 1 .‬قور ‪ 31 ،7‬يوناني) (‪.)136‬‬


‫الفصل السادس‬

‫في الرهبان‬

‫إعتناق المشورات اإلنجيلية في الكنيسة‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫ًة‬ ‫ًة‬ ‫ّل‬ ‫أ‬ ‫ّف‬


‫‪about:blank‬‬ ‫‪5/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫‪          -43‬إن المشورات اإلنجيلية من عّفة مكرسٍة هلل‪ ،‬وفقٍر وطاعٍة مبنية على كالم الرب ومثاله‪ ،‬والتي يأمر بها الرسل‪ ،‬واآلباء‪ ،‬والرعاة‪ ،‬ومعّلموا الكنيسة لتؤلُف هبًة إلهيًة نالتها الكنيسة من رّبها‪ ،‬وال تزال بنعمته تحافظ عليها بأمانة‪ .‬كما أن سلطة الكنيسة من رّبها‪ ،‬التي يوِّج هها‬
‫الروح القدس‪ ،‬حرصت على أن تشرحها‪ ،‬وأن تنِّظ م تطبيقها‪ ،‬وأن تنشئ أنماط حياٍة ثابتٍة مستمدٍة منها‪ .‬ومثل شجرٍة تتشعب بطريقٍة عجيبٍة وأنواٍع شتى في حقل الرب انطالقًا من زرع بذرة هللا‪ ،‬هكذا ولدت ونمت أشكاٌل متنوعٌة من حياة التوُّحد أو الحياة المشتركة وعائالٌت مختلفٌة‬
‫تجمُع الخيرات لفائدِة أعضائها ولخير جسد المسيح كِّله (‪ .)137‬وتؤّم ن هذه العائالت ألفرادها المعونات لثباٍت أقوى في نمط حياتهم وعقيدٍة ممَّحصٍة لتتُّبع الكمال‪ ،‬وشركٍة أخوية في جيش المسيح‪ ،‬وحريٍة تقّو يها الطاعة لكي يتمكنوا من أن يقوموا بأماٍن بنذورهم الرهبانية وأن‬
‫يحفظوها بأمانة‪ ،‬سائرين ُقدمًا في الفرح الروحي على طريق المحبة (‪.)138‬‬

‫وحالة الحياة هذه نظرًا إلى تركيب الكنيسة اإللهي والتسلسلي‪ ،‬ليست في منزلٍة وسط بين الحالة اإلكليريكية والحالة العلمانية‪ .‬لكن هللا يدعو بعض المؤمنين بالمسيح من ِكلتا الحالتين لينعموا في حياة الكنيسة بالهبة الخاصة ويخدموا‪ ،‬كٌّل حسب طريقته‪ ،‬رسالة الكنيسة الخالصية‬
‫(‪.)139‬‬

‫طبيعة الحالة الرهبانية في الكنيسة وأهميتها‬

‫‪ُ          -44‬يلزم المؤمن المسيحي نفسه بممارسة المشورات اإلنجيلية الثالث المشار إليها بالنذور أو بالتزامات أخرى مقدسة تشبه النذور حسب شكلها الخاص‪ ،‬ويسّلم نفسه هكذا بالكلَّية إلى هللا الذي ُيحبه فوق كل شيء‪ ،‬فيصبح ُم عدًا لخدمة الرب وإكرامه بصفة جديدة وخاصة‪ .‬لقد‬
‫أماته الِعماد عن الخطيئة وكّر سه هلل‪ ،‬ولكن كي يتمكن من أن يجني بأكثر وفرة ثمرة نعمة العماد يريد‪ ،‬باعتناقه المشورات اإلنجيلية في الكنيسة‪ ،‬أن يتحرر من أتعاٍب من شأنها أن تعيق تفتيشه عن محبٍة حارة هلل‪ ،‬وعبادة كاملة له‪ ،‬وتكريسه نفسه تكريسًا صحيحًا للخدمة اإللهية (‪.)140‬‬
‫ويبلغ هذا التكريس أقصى كماله بمقدار ما تنقل هذه الروابط المتينة الثابتة صورة المسيح المتحد اتحادًا ال ينفصم بالكنيسة عروسه‪.‬‬

‫ولكن بما أن المشورات اإلنجيلية توِّح د‪ ،‬بشكٍل خاص‪َ ،‬م ن يمارسها مع الكنيسة وسّر ها‪ ،‬وذلك بفضل المحبة التي تقودهم إليها (‪َ ،)141‬و َج ب أن يكّر سوا أيضًا حياتهم الروحية لخير الكنيسة جمعاء‪ .‬وبالتالي ينبع للجميع واجب العمل‪ ،‬كٌّل حسب قواه‪ ،‬وحسب شكل دعوته الذاتية إّم ا‬
‫بالصالة‪ ،‬إّم ا بالنشاط الفّعال على ترسيخ دعائم ملكوت هللا في النفوس وتقويته ونشره في الكون كّله‪ .‬لهذا تدافع الكنيسة عن الميزة الخاصة لمختلف المؤسسات الرهبانية وتدعمها‪ .‬وبالنتيجة يظهر االعتناق للمشورات اإلنجيلية عالمًة يمكنها ويجب عليها أن تجذب بصورٍة فّعالة كّل‬
‫أعضاِء الكنيسة لكي يتِّم موا بشجاعة واجبات دعوتهم المسيحية‪ .‬وبما أن شعب هللا ليس له هنا مدينة ثابتة‪ ،‬بل يفتش عن حاضرِة المستقبل‪ ،‬فالحالة الرهبانية التي ُتَؤ ِّم ُن ألتباعها حريًة أكبر تجاه األعباء األرضية‪ُ ،‬تْبِر ُز من جهٍة وعلى نطاق أوسع الخيور السماوية‪ ،‬التي هي حاضرُة‬
‫اآلن في هذا الزمن أمام أعين المؤمنين أجمعين‪ ،‬ومن جهٍة أخرى تشهد بوجوِد حياة جديدة وأزلية اكُتِسَبت بفضل سر الفداء‪ ،‬وتنبئ أخيرًا بالقيامة المرجَّو ة‪ ،‬وبمجِد ملكوت السماوات‪ .‬فوق ذلك تجتهد هذه الحال أن تقّلد عن كثب وُتمِّثل في الكنيسة دومًا نمط هذه الحياة التي أخذها ابن‬
‫هللا يوم جاَء إلى العالم ليتّم م إرادة اآلب‪ ،‬والتي عرضها على التالميذ الذين تبعوه‪ ،‬وُتعِر ُب أخيرًا وبطريقٍة خاصة كيف أن ملكوت هللا يسمو على كِّل األشياء األرضية وعلى الحاجات القصوى‪ .‬وُتظهر للجميع العظمة المتعالية‪ ،‬عظمَة قَّو ِة المسيح الَم لك‪ ،‬وقدرة الروح القدس الالمتناهية‬
‫التي تعمل في الكنيسة بشكٍل عجيب‪.‬‬

‫إذًا فالحالة التي تنشأ باعتناق المشورات اإلنجيلية‪ ،‬وإن كانت ال تمُّت بصلة إلى تركيب الكنيسة التراتبي‪ ،‬إنما تتعلق دونما انفصال بحياتها وقداستها‪.‬‬

‫سلطة الكنيسة وعالقتها بالرهبان‬

‫‪          -45‬لّم ا كانت مهمة السلطة الكنسية تقوم برعاية شعب هللا وقيادته إلى مراٍع خصبة (حز ‪ ،)14 ،34‬فإليها يعود أن ُتدِّبر شرائعها (‪ )142‬الحكيمة ممارسة المشورات اإلنجيلية‪ ،‬التي تعِّز ُز بصورة فريدة كمال المحبة هلل وللقريب‪ .‬وفي طاعتها لدوافع الروح القدس‪ ،‬تقبل القوانين‬
‫التي يعرضها عليها رجاٌل ونساٌء ُم عَتبرون‪ ،‬وتوافق عليها رسميًا بعد ضبطها‪ .‬أخيرًا تسهر بالسلطة التي لها‪ ،‬وتبسط حمايتها‪ ،‬على المؤسسات المنشأة هنا وهناك لبنياِن جسِد المسيح‪ ،‬حتى تنمو تزدهر وفقًا لروح‪ ‬مؤسسيها‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬نظرًا إلى حاجات قطيع الرب بكامله‪ ،‬يمكن للحبر األعظم‪ ،‬بصفته رئيسًا أول على الكنيسة الجامعة‪ ،‬ونظرًا إلى الخير العام‪ ،‬أن يعصم كل مؤسسة من مؤسسات الكمال وكّل عضو من أعضائها من والية الرئيس المكاني‪ ،‬وأن ُيخضَعها له وحده (‪ .)143‬كما أنه يمكن‬
‫أن ُتتَر ك هذه المؤسسات أو توَكل إلى الُسلطات البطريركية الخاصة بها‪ .‬أما األعضاء نفسهم فعليهم بإنجاز واجباتهم نحو الكنيسة‪ ،‬وفقًا لشكِل حياتهم الخصوصية‪ ،‬أن ُيعربوا لألساقفة حسب الشرائع القانونية‪ ،‬عن االحترام والخضوع الواجب لهم‪ ،‬بسبب سلطتهم الراعوية على الكنائس‬
‫الخاصة وألجل الوحدة والتآلف الضروريين في العمل الرسولي (‪.)144‬‬

‫أّم ا الكنيسة فإنها ال ترفع اعتناق الحياة الرهبانية إلى شرف الحالة القانونية بمصادقتها عليها فحسب‪ ،‬ولكنها تعرضها أيضًا في طقسياتها كحالة تكريس هلل‪ .‬فالكنيسة نفسها تقبل نذور الناذرين بسلطة هللا الموكلة إليها‪ .‬وهي تطلب لهم من هللا في صلواتها الَعلنّية المعونة والنعمة‪ ،‬توصي‬
‫هللا بهم‪ ،‬وتمنحهم بركتها الروحية‪ ،‬ضاّم ًة تقدمتهم إلى ذبيحة اإلفخارستيا‪.‬‬

‫عظمة التكريس الرهباني‬

‫‪          -46‬على الرهبان أن يعملوا بكِّل قواهم لُتظِه ر الكنيسة بواسطتهم المسيح للمؤمنين ولغير المؤمنين‪ ،‬ذلك بصورٍة أكثر كماًال وحّقًا‪ ،‬إّم ا في تأمالته على الجبل‪ ،‬وإّم ا بتبشيره الشعوب عن ملكوت هللا‪ ،‬وإّم ا أيضًا عندما كان يشفي المرضى وأصحاب العاهات‪ ،‬ويرّد الخطأة إلى‬
‫حياة خصبة‪ ،‬عندما كان يبارك األطفال ويوّز ع خيراته على الجميع متممًا دومًا‪ ،‬في الطاعة‪ ،‬إرادة اآلب الذي أرسله (‪.)145‬‬
‫وفي النهاية ليعتبر الجميع أن اعتناق المشورات اإلنجيلية‪ ،‬وإن تتضمن ترَك خيراٍت تستحق بال شك التقدير‪ ،‬ال يقوم حاجزًا أمام تقُّدم الشخص البشري‪ ،‬بل بالعكس فهو له بطبيعته مجلبة للخير العميم‪ .‬فالمشورات إذا ما ُقِبَلت عن رضى‪ ،‬حسب دعوِة كِّل واحٍد الشخصية‪ ،‬لتسهم إسهامًا‬
‫كبيرًا في تنقية القلب وتحرير الروح‪ ،‬وهي تحّث على حرارٍة دائمٍة للمحبة‪ ،‬ال سيما أنها تستطيع‪ ،‬كما يتبين ذلك من مثال القديسين المؤِّسسين‪ ،‬أن تؤِّم ن للمسيحيين امتثاًال أكبر لنوِع حياِة التبتل والفقر الذي اختاره المسيح ربنا لنفسه واعتنقته العذراء أمه‪ .‬وال يفكرّن أحد أَّن الرهبان‬
‫يغدون بتكريسهم غرباَء عن الناس وغير نافعين في المدينة األرضية‪ .‬ألنه إذا كانوا غير حاضرين دومًا ومباشرة إلى جانب معاصريهم‪ ،‬فهم حاضرون لهم حضورًا أعمق في أحشاء المسيح‪ ،‬معهم روحيًا حتى يقوم بنيان المدينة األرضية دومًا على أساس في الرب‪ ،‬وحتى يوّجه إليه‪،‬‬
‫فال يتعب عبثًا الذين يبنونه (‪.)146‬‬

‫وأخيرًا‪ ،‬يمتدح المجمع المقدس ويشجع هؤالء الرجال والنساء‪ ،‬اإلخوة واألخوات الذين يزينون عروس المسيح في األديار‪ ،‬والمدارس‪ ،‬والمستشفيات‪ ،‬والرساالت باألمانة الدائمة والمتواضعة‪ ،‬وبالخدمات العديدة التي يقدمونها بسخاء إلى الناس‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫‪          -47‬أّم ا كل الذين ُدعوا العتناق المشورات‪ ،‬فعليهم أن يسهروا بعنايٍة لَيْثَبتوا في الدعوة التي دعاهم هللا إليها‪ ،‬وأن يتساموا فيها لتتوافر للكنيسة قداسًة متزايدًة‪ ،‬ولمجِد الثالوث الواحد غير المنقسم أعظم تمجيد‪ ،‬ذلك الثالوث ينبوع كل قداسة وأساسها بالمسيح وفيه‪.‬‬


‫الفصل السابع‬

‫في ميزة كنيسة األرض السائرة إلى األخرة واتحادها بكنيسة السماء‬

‫مقدمة‬

‫‪          -48‬إن الكنيسة التي إليها كّلنا مدعوون في المسيح‪ ،‬والتي فيها نحصل على القداسة بنعمة هللا‪ ،‬لن تبلغ التمام إال في المجد السماوي عندما يأتي الزمان الذي فيه كل شيء يتجدد (رسل ‪ ،)1 ،3‬كما يتجدد تمامًا في المسيح العالم بأسره مع الجنس البشري‪ ،‬ذلك العالم الذي يَّتحد‬
‫اتحادًا وثيقًا باإلنساِن وبه يبلغ إلى غايته (را‪ .‬أف ‪10 ،1‬؛ قول ‪20 ،1‬؛ ‪ 2‬بط ‪.)13 -10 ،3‬‬

‫فالمسيح الذي رفع األرض جذب إليه كَّل البشر (را‪ .‬يو ‪ 32 ،12‬يوناني)‪ .‬وقد قام من بين األموات (را‪ .‬روم ‪ )9 ،6‬أرسل روحه المحيي إلى تالميذه وأقام بواسطته جسده‪ ،‬الذي هو الكنيسة‪ ،‬بمثابة سِّر الخالص الشامل وقد جلس عن يمين اآلب‪ ،‬يعمل دومًا في العالم ليقود الناس إلى‬
‫الكنيسة‪ ،‬ويضّم هم إليه بواسطتها ضّم ًا حميمًا‪ ،‬ويشركهم في حياته الممجدة إذ يعطيهم غذاًء جسده ودمه‪ .‬فالتجديد الذي وعدنا به ونترّجاه‪ ،‬قد ابتدأ في المسيح‪ ،‬ويتزايد بإرسال الروح القدس وبه ُيَكَّم ل في الكنيسة‪ ،‬حيث ُيعلمنا اإليمان أيضًا معنى حياتنا الزمنية‪ ،‬بينما نتِّم ُم العمل الذي‬
‫أوكله اآلب إلينا‪ ،‬راجين الخيرات المقبلة وعاملين هكذا خالصنا (فيل ‪.)12 ،2‬‬

‫هكذا إذًا قد بلغت إلينا نهاية األيام (‪ 1‬قور ‪ .)11 ،10‬وتجديد العالم قد بدأ بدون رجعة‪ ،‬وبصورٍة حقيقيٍة قد سبق ظهوره منذ اآلن‪ ،‬فالكنيسة على هذه األرض تتميز بالقداسة الحقة وإن غير كاملة‪ .‬إَّنما إلى أن تتحقق السماوات الجديدة واألرض الجديدة حيث يسكن البر (‪ 2‬بط ‪)13 ،3‬‬
‫فالكنيسة في غربتها َلتحمُل‪ ،‬في أسرارها ومؤسساتها المنوطة بهذا الدهر‪ ،‬وجَه هذا الدهر الزائل‪ .‬إَّنها تعيش بين الخالئق التي تئن وتتمخض حتى اآلن وتتوقع تجلي أبناء هللا (را‪ .‬روم ‪.)22 -19 ،8‬‬

‫وبما أّنا اتحدنا بالمسيح في الكنيسة وُخِتمنا بالروح القدس "الذي هو عربون ميراثنا" (أف ‪ ،)14 ،1‬فإننا ُندعى أبناء هللا حقًا‪ ،‬وإّنا لذلك (‪ 1‬يو ‪ ،)2 ،3‬ولكن الساعة لم تأتي بعد لنتجَّلى مع المسيح في المجد (را‪ .‬قول ‪ )4 ،3‬حيث نصير شبيهين باهلل ألننا سنراه كما هو (‪ 1‬يو ‪،)2 ،3‬‬
‫ولذلك "ما دمنا مستوطنين في الجسد‪ ،‬فنحن متغِّر بون عن الرب" (‪ 2‬قور ‪ )6 ،5‬وقد حصلنا على بواكير الروح نئُّن في باطننا (روم ‪ ،)23 ،8‬ونرغب في أن نكون مع المسيح (فيل ‪ ،)23 ،1‬والمحبة عينها تدفعنا لنحيا للذي مات وقام ألجلنا (‪ 2‬قور ‪ )15 ،5‬ونحرص أن نرضي‬
‫الرب في كِّل شيء (‪ 2‬قور ‪ ،)9 ،5‬ونلبس سالح هللا لنستطيع أن نقاوم مكايد إبليس ونقف في وجهه يوم الشر (أف ‪ .)13 -11 ،6‬ولّم ا ُكنا ال نعلم اليوم والساعة‪ ،‬يجب أن نكون دومًا متيقظين‪ ،‬حسب تنبيه الرب لنستحق‪ ،‬وقد أكملنا المجرى الوحيد لحياتنا األرضية (عب ‪ )27 ،9‬أن‬
‫ندخل معه في العرس ونكون أهًال أن ُنَعَّد مع المباركين (مت ‪ )46 –31 ،25‬بدل أن نكون مثل العبيد األشرار الكسالى (مت ‪ُ )26 ،25‬م بَعدين بأمٍر من هللا إلى النار األبدية (متى ‪ )41 ،25‬وإلى الظلمة البّر انية "حيث البكاء وصريف األسنان" (متى ‪ 13 ،22‬و‪ .)30 ،25‬وبالفعل قبل‬
‫أن نملك مع المسيح الممجد‪ ،‬سنظهر كلنا "أمام منبر المسيح لينال كّل واحٍد على حسب ما صنع وهو في الجسد خيرًا كان أم شرًا" (‪ 2‬قور ‪ .)10 ،5‬وفي نهاية العالم "سيخرج الذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة‪ ،‬والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو ‪29 ،5‬؛ را‪ .‬متى‬
‫‪ .)46 ،25‬لهذا بما أننا َنعتبر "أن آالم هذا الدهر ال تقاس بالمجد المزَم ع أن يتجلى فينا" (رو ‪18 ،8‬؛ را‪ 2 .‬طيم ‪ )12 -11 ،2‬وأننا ننتظر ثابتين في اإليمان "الرجاء السعيد وتجلي مجَد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" (طي ‪" )13 ،2‬الذي سُيعُّد جسد تواضعنا ليكون على صورة‬
‫مجده" (فيل ‪ )21 ،3‬والذي سيأتي "ليتمَّجَد في قّديسيه وَيظهر بالعجب بين جميع المؤمنين" (‪ 2‬تس ‪.)10 ،1‬‬

‫الشركة بين كنيسة السماء وكنيسة األرض‬

‫‪          -49‬فإلى أن يأتي الرب في مجده وجميع مالئكته معه (را‪ .‬متى ‪ )31 ،25‬وإلى أن ُيخِض ع كّل شيء له‪ ،‬بعد أن ُيالشى الموت (‪ 1‬قور ‪ )27 -26 ،15‬يكمل البعض من رسله غربتهم على األرض‪ ،‬والبعض وقد أكملوا حياتهم ُيطَّه رون‪ ،‬والبعض اآلخر‪ ،‬وقد أصبحوا في المجد‪،‬‬
‫يتأملون "باهلل الواحد المثَّلث األقانيم كما هو في ملء الضياء" (‪ .)147‬إّنما نشترُك كُّلنا‪ ،‬وإن على درجات وتحت أشكاٍل متنوعة‪ ،‬في المحبة ذاتها هلل وللقريب‪ ،‬مرِّنمين إللهنا نشيد المجد عينه‪ .‬وفعًال‪ ،‬إَّن كل َم ن هم للمسيح وقد َقِبلوا روحه‪ ،‬يؤِّلفون كنيسًة واحدًة ويتناسقون فيما بينهم‬
‫ومعه (أف ‪ .)16 ،4‬إذًا إَّن الوحدة التي تربط بين الذين ال يزالون في غربٍة‪ ،‬وبين إخوتهم الذين رقدوا في سالم المسيح‪ ،‬ال تعرف أَّي انفصاٍم ‪ ،‬بل بالعكس تتقوى هذه الوحدة بتبادل الخيرات الروحية (‪ ،)148‬بمقتضى إيماِن الكنيسة الدائم‪ .‬أَّم ا وقد اَّتحد سكاُن السماء اتحادًا صحيحًا مع‬
‫المسيح‪ ،‬فإنهم يوِّط دون الكنيسة كّلها توطيدًا قويًا في القداسة‪ ،‬ويزيدون من قدر العبادة التي تؤِّديها الكنيسة هلل على األرض‪ ،‬ويساعدون بطرٍق شّتى في رفع ُبنيانها(‪ 1‬قور ‪ )149( )27 -12 ،12‬ألَّنهم‪ ،‬وقد ُقبلوا في الوطن وحضروا عند الرب (‪ 2‬قور ‪ )8 ،5‬ال ينفّكون يضرعون‬
‫ألجلنا إلى الرب‪ ،‬به ومعه وفيه (‪ ،)150‬مقّدمين االستحقاقات التي نالوها على األرض بالوسيط الواحد بين هللا والناس‪ ،‬يسوع المسيح (‪ 1‬طيم ‪ ،)5 ،2‬خادمين الرب في كِّل شيء‪ ،‬ومتّم مين في جسدهم ما ينقص في آالم المسيح ألجل جسِده الذي هو الكنيسة (قول ‪.)151( )24 ،1‬‬
‫وهكذا إن عنايتهم األخوية هي عضد كبير لضعفنا‪.‬‬

‫عالقة كنيسة األرض بكنيسة السماء‬

‫‪          -50‬أَّم ا وقد اعترفت كنيسُة المسافرين على األرض اعترافًا قويًا بهذه الشركة الموجودة داخل جسد المسيح السري كله‪ ،‬قد أحاطت بتقوى زائدة ذكر الموتى وذلك منذ العصور المسيحية األولى (‪ ،)152‬وقدمت عن نَّيتهم التقادم "ألن فكرة الصالة ألجل الموتى كي يخلصوا من‬
‫خطاياهم هي فكرة مقدسة تقوية" (‪ 2‬مكا ‪ .)45 ،12‬ولقد آمنت الكنيسة دومًا أن رسَل المسيح وشهداَء ه الذين أعطوا بسفِك دِم هم شهادَة اإليماِن والمحبِة العظمى‪ ،‬هم أشُّد اتحادًا بنا في المسيح‪ ،‬ولقد أحاطتهم مع العذراء الطوباوية مريم والمالئكة القديسين بمحبٍة خاصة (‪ ،)153‬ملتمسة‬
‫بورٍع عون شفاعتهم‪ .‬إلى هؤالء أضيَف فيما بعد آخرون غيرهم أي َم ن تَم َّثلوا عن قرٍب بتبُّتِل المسيِح وفقره (‪ ،)154‬وأخيرًا َم ن امتازوا بممارستهم الرائعة للفضائل المسيحية (‪ )155‬وِنَعُم هللا الشهيرة‪ ،‬ما جعل الكنيسة توصي بهم ليكونوا قدوًة للمؤمنين‪ ،‬وموضوعًا إلكرامهم بتقوى‬
‫(‪.)156‬‬

‫وفعًال إن التأّمَل في حياة الناس الذين تبعوا المسيح بأمانٍة‪ ،‬هو دافٌع يحُّث على السعي إلى المدينة المقبلة (را‪ .‬عب ‪ 14 ،13‬و‪ .)10 ،11‬وفي الوقت عينه نتعلم هكذا أن نعرف الطريق التي بها ُيمكننا البلوغ إلى الوحدة الكاملة مع المسيح‪ ،‬أعني إلى القداسة (‪ ،)157‬وسط ظروِف العالم‬
‫وحسب حالة كّل واحد منا وأوضاعه الخاصة‪ .‬ففي حياة الذين يشاركوننا طبيعتنا اإلنسانية وقد تحولوا تحوًال أكمل إلى صورة المسيح (‪ 2‬قور ‪ُ ،)18 ،3‬يظهر هللا للبشر في ضياٍء ساطٍع حضوره ووجهه‪ .‬وهللا يكّلمنا عن طريقهم‪ ،‬ويرينا آيَة ملكوته (‪ )158‬ويجذبنا إليِه بقّو ة‪ ،‬إذ لدينا‬
‫مثل هذا السحاب الكثيف من الشهود يحدق بنا (عب ‪ ،)1 ،12‬ومثل هذه الشهادة لحقيقة اإلنجيل‪.‬‬

‫ولكننا ال ُنكِّر ُم ذكَر سكان السماء من أجل مثالهم فحسب‪ ،‬بل حتى تتوثق بهذا توثقًا أكثر وحدة الكنيسة كلها في الروح القدس (أف ‪ )6 -1 ،4‬وذلك بممارسة المحبة األخَّو ية‪ .‬فكما أن الشركة بين المسيحيين الذين على األرض ُتقِّر بنا أكثر من المسيح‪ ،‬هكذا توِّح دنا شركة القديسين إلى‬
‫المسيح الذي منه تفيض‪ ،‬كما من ينبوعها ورأسها‪ ،‬كُّل نعمٍة وحياُة شعب هللا بالذات (‪ .)159‬وإنه ليليق جدًا أن نحَّب أحباَء يسوع المسيح هؤالء وورثته‪ ،‬الذين هم أيضًا إخوتنا والمحسنون العظماء إلينا‪ ،‬وأن نشكر هللا من أجلهم (‪" )160‬ولَنْدُعهم بانسحاٍق ‪ ،‬ولَنلتجئ إلى صلواتهم‪ ،‬وإلى‬
‫إسعافاتهم وعونهم من أجل الخيرات التي علينا أن نطلبها من هللا‪ ،‬بواسطة ابنه يسوع المسيح ربنا الذي هو فادينا ومخلصنا الوحيد" (‪ .)161‬ألن كَّل شهادة حب أصيلة نقدمها إلى سكان السماء‪ ،‬إّنما تتجه في طبيعتها بالذات كما في نهايتها إلى المسيح "إكليُل كل القديسين"‬
‫(‪ )162‬وبواسطته إلى هللا الذي هو عجيٌب في قديسيه وممَّجٌد فيهم (‪.)163‬‬

‫ووحدتنا مع الكنيسة لتتحقق بأسمى طريقة‪ ،‬عندما ُننشد‪ ،‬بفرٍح مشترك‪ ،‬المديَح للعظمة اإللهية (‪ ،)164‬ال سيما في الليتورجيا المقدسة حيث تفعل فينا قوة الروح القدس بعالمات األسرار‪ ،‬وعندما نمِّج د العظمة اإللهية في ترتيلة مديٍح واحدة وفي فرٍح مشترك‪ ،‬وقد افُتِدينا بدِم المسيح‬
‫نحن الذين من كل قبيلة‪ ،‬ولسان‪ ،‬وشعب‪ ،‬وأّم ة (رؤ ‪ .)9 ،5‬إذًا االحتفال بذبيحِة اإلفخارستيا هو الوسيلة األوثق الّتحادنا بعبادِة كنيسة السماء‪" ،‬مكِّر مين أوًال وقد اتحدنا معًا ذكَر الطوباوية مريم الدائمة بتوليتها والقديس يوسف‪ ،‬والرسل المغبوطين‪ ،‬والشهداء‪ ،‬وكل القديسين (‪.)165‬‬

‫توجيهات راعوية‬

‫‪          -51‬إَّن هذا المجمع المقدس ليقبل بتقوى شديدة إيمان آبائنا المكَّر م هذا في شركة الحياة مع إخوتنا الذين حصلوا على المجد السماوي‪ ،‬أو أَّنهم ُيطَّه رون بعد موتهم‪ .‬وإنه لَيعُر ُض من جديد قرارات المجامع المقدسة النيقاوي الثاني (‪ ،)166‬والفلورنسي (‪ ،)167‬والتريدنتي‬
‫(‪ .)168‬وفي الوقت عينه‪ ،‬وبما له من غيرة راعوية‪ ،‬يحُّث كل المسؤولين كي يداووا كَّل َخْر ٍق ‪ ،‬وكَّل زيادٍة‪ ،‬وكّل نقصاٍن يحدث هنا وهناك‪ ،‬وأن يجتهدوا في إبعادها أو إصالحها‪ ،‬وأن يجِّددوا كَّل شيٍء ‪ ،‬حتى يتمجد المسيح وهللا بطريقة أكمل‪ .‬ولُيعِّلموا المؤمنين أن إكراَم القديسين‬
‫األصيل ال َيقوم باإلكثار من األعمال الخارجية‪ ،‬بل باألحرى بممارسة حٍّب حاٍّر وحقيقي‪ ،‬به نسعى لخيرنا األعظم ولخير الكنيسة‪" ،‬عن المثل في العالقة مع القديسين‪ ،‬وعن االتحاد في شركتهم‪ ،‬وعن العضد في شفاعتهم" (‪ .)169‬وِم ن ناحيٍة أخرى لُيدِّر بوا المؤمنين جيدًا على أن‬
‫عالقتهم مع سكان السماء‪ ،‬إذا ُفهمت بمقتضى نور اإليمان البهي‪ ،‬هي أبعد من أن تنقص العبادة الواجبة هلل اآلب بالمسيح في الروح‪ ،‬بل بالعكس تغنيها بسخاء (‪.)170‬‬

‫وعندما ُتشركنا المحبة المتبادلة‪ ،‬والمديح الواحد للثالوث األقدس مع بعضنا بعضًا‪ ،‬نحن كّلنا أبناء هللا الذين نؤّلف في المسيح عائلًة واحدة (را‪ .‬عب ‪ ،)3‬إنما نجاوب على دعوة الكنيسة الصميمة‪ ،‬ونأخذ مسبقًا حصة لذيذة في ليتورجّيا المجد الكامل (‪ .)171‬وفي الساعة التي يظهر فيها‬
‫المسيح‪ ،‬وعندما تتُّم قيامة الموتى المجيدة‪ ،‬سُيضيء بهاء هللا المدينَة السماويَة‪ ،‬ويصيُر الَحَم ُل مصباحها (رؤ ‪ .)24 ،21‬عندئذ َتعُبُد كنيسُة القديسين بأسرها‪ ،‬في غبطِة المحبة الشاملة‪ ،‬هللا "والحمل المذبوح" (رؤ ‪ )12 ،5‬هاتفًة بصوٍت واحد "للجالس على العرش وللَحَم ل التسبيح‪،‬‬
‫والكرامة‪ ،‬والمجد‪ ،‬والعزة إلى دهر الدهور" (رؤ ‪.)14 -13 ،5‬‬

‫الفصل الثامن‬

‫الطوباوية مريم أم هللا في سر المسيح والكنيسة‬

‫أ ًال‬
‫‪about:blank‬‬ ‫‪6/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫أوًال‪ ،‬مقدمة‬

‫العذراء القديسة في سر المسيح‬

‫‪          -52‬أَّم ا وقد قَّر َر هللا بصالِح ِه المتسامي وحكمته الفائقة أن يفتدي العالم "لّم ا بلغ ملُء الزمان أرسل ابنه مولودًا من امرأة‪ ...‬لننال التبني" (غل ‪" )5 -4 ،4‬الذي ألجلنا نحن البشر وألجل خالصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء" (‪َ .)172‬فِسُّر‬
‫الخالص اإللهي هذا َيظهر لنا ويستمر في الكنيسة‪ ،‬التي أقامها الرب بمثابة جسده‪ ،‬وفيها يجب على المؤمنين المنضّم ين إلى المسيح الرأس‪ ،‬والمَّتحدين في الَشِر َكة عينها مع كل قديسيه أن ُيَكِّر موا "في الطليعة ذكر المجيدة مريم الدائمة بتوليتها‪ ،‬والدة إلهنا وربنا يسوع المسيح"‬
‫(‪.)173‬‬

‫العذراء القديسة والكنيسة‬

‫‪          -53‬فالعذراء مريم التي َقِبَلت‪ ،‬عند بشارة المالك‪ ،‬كلمَة هللا في قلبها وفي جسدها‪ ،‬وقَّدَم ت الحياة للعالم‪ ،‬هي معروفة ومكرمة كأّم هللا الحقة‪ ،‬وأم المخلص‪ .‬وقد اْفُتِدَيت بطريقٍة ساميٍة نظرًا إلى استحقاقات ابنها‪ ،‬المرتبطة به برباٍط وثيٍق ال ينفصم‪ .‬اغتنت بهذه المهّم ة الفائقة‪ ،‬وهذا‬
‫الشرف‪ ،‬بأن تكون أم ابن هللا‪ ،‬وبالتالي ابنة اآلب المفَّضلة‪ ،‬وهيكَل الروح القدس‪ ،‬بهذه العطية عطية النعمة غير العادية‪ ،‬تساَم ت إلى حٍد بعيد فوق كِّل الخالئق في السماء وعلى األرض‪ .‬ولكنها في الوقت عينه متحدة مع كل الناس الذين هم بحاجٍة إلى الخالص‪ ،‬ألنها من ذرية آدم‪ ،‬بل‬
‫باألكثر هي بالتمام "أم ألعضاء المسيح‪ ،‬ألنها ساهمت بمحبتها كي يولد في الكنيسة المؤمنون الذين هم أعضاء ذلك الرأس" (‪ .)174‬لهذا أيضًا هي ُم حَّياة كعضٍو فائٍق وفريٍد ال مثيل له في الكنيسة‪ ،‬وصورة ومثاًال باهرًا في اإليمان والمحبة‪ ،‬وهي موضوَع عاطفٍة بنوَّيٍة ُتكِّر مها‬
‫الكنيسة الكاثوليكية‪ ،‬بإلهام من الروح القدس‪ ،‬كما يليق بأم حبيبة‪.‬‬

‫نية المجمع‬

‫‪          -54‬لهذا يتوخى المجمع المقدس‪ ،‬وهو يقّدم تعليم الكنيسة التي فيها يتم الفادي خالصنا‪ ،‬أن يوضح بعناية‪ ،‬من جهة‪ ،‬دور الطوباوية العذراء في سر الكلمة المتجسد‪ ،‬والجسد السري؛ ومن جهة أخرى واجبات المفتدين نحو أم هللا‪ ،‬أم المسيح‪ ،‬وأم البشر وفي طليعتهم المؤمنين‪.‬‬
‫ودون أن يهدف المجمع إلى أن ُيقدم عن مريم تعليمًا كامًال‪ ،‬وإلى أن يقول الكلمة النهائية في المسائل التي لم يوضحها الالهوتيون إيضاحًا تامًا‪ ،‬فمن حق المدارس الكاثوليكية أن تحافظ على اآلراء التي ُتعِّلمها بحرية حول من تحتل في الكنيسة المقدسة المنزلة الرفيعة بعد المسيح مع‬
‫كونها قريبة منا جدًا (‪.)175‬‬

‫ثانيًا‪ ،‬دور الطوباوية العذراء في تدبير الخالص‬

‫أم المسيح في العهد القديم‬

‫‪ُ          -55‬تظهر األسفار المقدسة في العهدين القديم والجديد‪ ،‬والتقليد المكَّر م‪ ،‬بطريقٍة تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم‪ ،‬دوَر أِّم المخلص في تدبير الخالص‪ ،‬وتعرضها أمام ناظرينا‪ .‬فكتب العهد القديم تصف تاريخ الخالص الذي فيه َتهيأ تدريجيًا مجيء المسيح إلى العالم‪ .‬وهذه الوثائق‬
‫القديمة كما تقرأها الكنيسة وتفهمها على نور الوحي الالحق والتام‪ُ ،‬تظهر شيئًا فشيئًا وفي ضياٍء زائد وجَه المرأة‪ ،‬أم المخلص‪ .‬في هذا الضوء‪ ،‬هي نفسها التي لَّو َح عنها آنذاك بطريقٍة نبوّية في الكالم على الوعد باالنتصار على الحية‪ ،‬الوعد الذي قطعه هللا لألبوين األولين بعد‬
‫سقوطهما بالخطيئة (تك ‪ .)15 ،3‬وهي كذلك العذراء التي ستحبل وتلد ابنًا ُيدعى اسمه عمانوئيل (را‪ .‬إش ‪14 ،7‬؛ مي ‪3 -2 ،5‬؛ متى ‪ .)23 -22 ،1‬وهي نفسها التي تحتُّل المنزلة األولى بين ُو دعاء الرب ومساكينه‪ ،‬الذين كانوا يرجون منه بثقٍة الخالص وينالونه‪ .‬أخيرًا مع ابنة‬
‫صهيون الفريدة نفسها َتَّم ت األزمنة‪ ،‬بعد انتظار للوعِد طويل‪ ،‬وابتدأ التدبير الجديد عندما أخذ منها ابن هللا الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬ليحِّر َر إنسان الخطيئة بأسرار جسده‪.‬‬

‫مريم في البشارة‬

‫‪          -56‬ولقد َح ُسن لدى أبي النعم أن يسبق التجسد رضى هذه األم المختارة‪ ،‬حتى أنه كما ساهمت امرأٌة في عمل الموت‪ ،‬تساهم أيضًا امرأٌة في الحياة‪ .‬وهذا ما َيصُّح بنوٍع عجيب في أم يسوع التي أعطت العالم الحياة‪ ،‬حياًة منها تجَّدَد كُّل شيء‪ ،‬وقد َح باها هللا ِنعمًا على مستوى‬
‫مهمة عظمى كهذه‪ .‬وبالتالي فليس من الغرابة بأمر‪ ،‬أن تكون راسخٌة العادُة المَّتَبعة عند اآلباء القديسين أن َيدعوا أَّم هللا كلَّية القداسة وبريئًة من كِّل دنِس الخطيئة‪ ،‬وكأَّن الروح القدس قد َجَبَلها وجعل منها خليقة جديدة (‪ .)176‬وقد زهت عذراء الناصرة‪ ،‬منذ اللحظة األولى للحبل بها‪،‬‬
‫بقداسٍة وّهاجة وفريدة جدًا‪ ،‬فحَّياها مالك البشارة المنتدب من هللا ممتلئًة نعمة (لو ‪ .)28 ،1‬فأجابت البشير السماوي‪" ،‬هاءنذا أمُة الرِّب‪ ،‬فليكن لي حسب قولك" (لو ‪ .)38 ،1‬وهكذا قد أعربت مريم‪ ،‬بنت آدم‪ ،‬عن قبولها كلمة هللا‪ ،‬فأصبحت بذلك أم يسوع وقد تجاوبت بملء رضاها‬
‫وإرادة هللا الخالصية دون أن ُتعيقها أيُة وصمِة خطيئٍة‪ ،‬بتقديم ذاتها كليًا أمًة للرِّب لشخِص ابنها وعمله‪ ،‬لُتسِه م معه وتحت أمره في سِّر الخالص وذلك بنعمة هللا القدير‪ .‬وهكذا َيعتبر اآلباء القديسون بحٍّق أَّن مريم لم تسهم في خالص البشر كأداٍة سلبية بين يدي هللا فقط‪ ،‬وإّنما بحَّر يِة‬
‫إيمانها وطاعتها‪ .‬وبالفعل هي نفسها بطاعتها‪ ،‬على حسب قول القديس إيريناوس "قد غدت سبب خالٍص ِلذاتها وللجنس البشري بأجمعه" (‪ )177‬ولقد عَّبَر عن ذلك معه وبرضى عدٌد غفيٌر من آباِء الكنيسة األولين في مواعظهم إذ قالوا‪" ،‬إن العقدة التي سَّبَبها عصيان حواء‪ُ ،‬ح َّلت‬
‫بطاعِة مريم؛ وما ربطته العذراء حواء بقَّلة إيمانها‪ ،‬حَّلته مريم العذراء بإيمانها" (‪)178‬؛ وبمقارنتهم مريم بحواء‪ ،‬يسمون مريم "أَّم األحياء" (‪ )179‬ويصِّر حون ِم رارًا "على يد حواء كان الموت‪ ،‬وبمريم كانت الحياة" (‪.)180‬‬

‫العذراء القديسة وطفولة يسوع‬

‫‪          -57‬إَّن االتحاد الذي يربط األم بابنها في عمل الخالص لظاهٌر منُذ ساعة الَحْم ل البتولي بيسوع حتى موته‪ ،‬ويبدو أول ما يبدو ساعَة ذهبت مريم مسرعًة لتزوَر أليصابات؛ فَح َّيتها هذه بالمباركة التي آمنت بالخالص الموعود به‪ ،‬في حين ارتكض السابق في أحشاء أمه (لو ‪،1‬‬
‫‪ )45 - 41‬ثم في الميالد عندما أرت أم هللا بفرٍح إلى الرعاة والمجوس‪ ،‬ابنها البكر الذي كانت والدته تكريسًا لبتولَّيتها الكاملة وليس فقدانًا لها (‪ ،)181‬وأيضًا في الهيكل بعدما قَّدمت ذبيحَة الفقراء‪ ،‬إذ قَّر َبت ابنها للرِّب؛ فسمعت سمعان يتنبأ في الوقت عينه‪ ،‬أن االبن سيكون عالمَة‬
‫خالٍف ‪ ،‬وإَّن نفَس األِّم سَينفذ فيها سيٌف ‪ ،‬وهكذا ستظهر أفكاُر الكثيرين (لو ‪ .)35 -34 ،2‬أَّم ا وقد ضاَع الطفل يسوع ففتش عنه والداه حزينين‪ ،‬ووجداه في الهيكل منشغًال بأعماِل والده‪ ،‬لكّنهما َلْم يفهما كلمة الصبي‪ .‬أّم ا أمه فكانت تحفظ كل هذا في قلبها وتتأمل فيه (لو ‪.)51 –41 ،2‬‬

‫العذراء القديسة في حياة يسوع العامة‬

‫‪          -58‬في حياة يسوع العاَّم ة تظهر أُّم ه بكل وضوٍح منذ البدء عندما حصلت بشفاعتها‪ ،‬وقد حَّر َكتها الشفقة‪ ،‬على أن يبدأ يسوع المسيح عجائبه في عرس قانا الجليل (يو ‪ .)11 -1 ،2‬وطيلة كرازة يسوع َقِبَلت الكالم الذي به َو َضَع االبُن الملكوَت فوق كِّل اعتباراِت وعالقاِت اللحم‬
‫والدم‪ ،‬وذلك عندما أعطى الطوبى للذين يسمعوَن كلمَة هللا ويحفظونها (را‪ .‬مر ‪35 ،3‬؛ لو ‪ ،)28 -27 ،11‬كما كانت تعمُل هي بكِّل أمانٍة (لو ‪ 19 ،2‬و‪ .)51‬هكذا تقَّدَم ت العذراء مريم في ُغربة اإليمان ُم حافظًة بكِّل أمانٍة على االتحاد مع ابنها حتى الصليب حيث كانت واقفة (يو ‪،19‬‬
‫‪- )25‬ولم يكن ذلك بدون تصميٍم إلهي‪ -‬تتأَّلم بقّو ٍة مع ابنها الوحيد‪ ،‬مشتركًة بقلبها األمومي في ذبيحته‪ ،‬معطيًة إلى تقدمة الذبيح‪ ،‬المولوِد من لحمها‪ِ ،‬ر ضى حِّبها‪ ،‬إلى أن ُيعطيها يسوع المسيح بالذات‪ ،‬الُم نازع على الصليب‪ ،‬إلى تلميذه ُأَّم ًا له بهذه الكلمات "يا امرأة هذا ابنك" (يو ‪،19‬‬
‫‪.)182( )27 –26‬‬

‫العذراء القديسة بعد الصعود‬


‫‪          -59‬ولكَّن هللا الذي أراد أال يظهر سَّر خالص البشر بجالٍء إال في الساعة التي ُيرسل الروح الذي َو َعَد به المسيح‪ ،‬نرى الرسَل قبل يوم العنصرة "مثابرين بقلٍب واحٍد على الصالة مع النساء ومريم أم يسوع ومع أخوته" (رسل ‪ .)14 ،1‬ونرى مريم تطلب هي بصلواِتها عطَّيَة‬
‫الروح الذي كان حَّل عليها يوَم البشارة‪ .‬أخيرًا إَّن العذراء البريئة وقد وقاها هللا من كِّل دنِس الخطيئِة األصلية (‪ ،)183‬بعد أن َكَّم لت مجرى حياتها الزمنية‪َ ،‬ص ِعدت بالنفس والجسد إلى مجِد السماء (‪ ،)184‬وعَّظمها الرب كملكَة العالمين حتى تكون أكثَر مشابهة البنها رِّب األرباب‬
‫(رؤ ‪ )16 ،19‬المنتصر على الخطيئة والموت (‪.)185‬‬

‫ثالثًا‪ ،‬العذراء الطوباوية والكنيسة‬

‫مريم أمة الرب‪ ،‬والمسيح الوسيط األوحد‬

‫‪          -60‬إَّن وسيَطنا وحيٌد وفقًا لكلمات الرسول القائل‪" ،‬ألَّن هللا واحد‪ ،‬والوسيط بين هللا والناس واحد‪ ،‬اإلنسان‪ ،‬المسيح يسوع‪ ،‬الذي َبذل نفسه فداًء عن الجميع" (‪ 1‬طيم ‪ .)6 -5 ،2‬لكَّن دوَر مريم األمومي نحو البشر ال َيحُجب وال ُينِقص بشيٍء وساطة المسيِح الوحيدة هذه بل‬
‫ُيظهر قَّو َتها‪ .‬ألَّن كَّل تأثيٍر خالصٍّي للطوباويِة مريم في خالص البشر‪ ،‬ال ُيولد عن حتمَّيٍة ما‪ ،‬بل َينبع عن رضى هللا وَيصدر عن فيِض استحقاقات المسيح‪ .‬إنه يرتكز على وساطته‪ ،‬ويتعلق بها تمامًا‪ ،‬ويستمُّد كَّل قوته منها؛ وال يعيق اتحاد المؤمنين المباشر مع المسيح بطريقٍة ما‪ ،‬بل‬
‫بالعكس يعززه‪.‬‬

‫إشتراك مريم في سر الفداء‬

‫‪          -61‬إَّن العذراء الطوباوية التي ُأِع َّدْت منُذ األزل‪ ،‬في تصميم تجُّسد الكلمة كي تكون أَّم هللا‪َ ،‬غَدْت على األرض‪ ،‬بتدبيِر العناية اإللهية‪ُ ،‬أّم ًا حبيبًة للمخِّلص اإللهي‪ ،‬وشريكًة سخية في عمله بصفٍة فريدٍة أبدًا‪ ،‬وَأَم ًة للرب وديعة‪ .‬بالحبِل بالمسيح‪ ،‬وبوضعها إياه في العالم‪ ،‬وبتغذيتها‬
‫له‪ ،‬وبتقدمته في الهيكل إلى أبيه‪ ،‬وبتألمها مع ابنها الذي مات على الصليب‪ ،‬ساهمت في َعَم ل المخلص مساهمًة ال مثيل لها بخضوعها وإيمانها‪ ،‬برجائها ومحَّبتها الحارة كي تعود الحياة الفائقة الطبيعة إلى النفوس‪ .‬لهذا كانت لنا ُأَّم ًا في نطاِق نظاِم النعمة‪.‬‬

‫دور مريم الخالصي يربط بابنها وإلهها‬

‫‪          -62‬إنطالقًا من الرضى الذي َحَم َلته بإيمانها يوم البشارة وحافظت عليه دون تردٍّد تحت الصليب‪ ،‬تستمُّر أمومة مريم في تدبير النعمة دون ما انقطاع حتى يبلغ المختارون الكمال األبدي‪ .‬وفعًال إن دورها في الخالص لم يتوقف بعد صعودها إلى السماء‪ ،‬إنها ال تزال تحصل لنا‬
‫بشفاعتها على الِنَعِم التي ُتؤِّكُد خالَص نا األبدي (‪ .)186‬إَّن حَّبها األمومي يجعلها تصغي إلى إخوِة ابنها الذين لم ُيكملوا غربتهم‪ ،‬أو إنهم ال يزالون عرضًة للمخاطر والضيقات حتى يصلوا إلى الوطن السعيد‪ .‬لهذا ُتدعى الطوباوية العذراء في الكنيسة بألقاٍب عّدة منها الحامية‪ ،‬والُم عينة‪،‬‬
‫والمساعدة‪ ،‬والوسيطة (‪)187‬؛ إنما ُيفهم كُّل هذا بنوٍع أنه ال ينتج عنه أُّي نقصان أو زيادة في شرِف المسيح الوسيط األوحد وفعاليته (‪.)188‬‬

‫وبالفعل ال يمكن لخليقٍة أبدًا‪ ،‬أن ُتوضع على قدم المساواة مع الكلمة المتأِّنس والمخلص‪ .‬ولكن كما أنه في كهنوِت المسيح يشترُك تحت أشكاٍل شّتى الَخَدَم ُة والشعب المؤمن‪ ،‬وكما أَّن صالَح هللا الواحد يفيض فعًال على الخالئق بأنواٍع مختلفة‪ ،‬كذلك وساطة الُم خِّلص الفريدة ال تمنع‪ ،‬بل‬
‫باألحرى َتحُّث الخالئق على التعاون المتنِّو ع المشتَر ك‪ ،‬النابع من مصدٍر واحد‪ .‬وإَّن الكنيسَة لتعترف دون ترُّدٍد بمثِل هذا الدور الذي تقوم به مريم مرتبطًة بابنها‪ ،‬وإنها ال تبرح تختبره‪ ،‬كما أنها لتنصح قلوب المؤمنين‪ ،‬حتى إذا ما ساعدهم هذا العون األمومي‪ ،‬أن يتمَّسكوا تمسكًا أوثق‬
‫بالوسيط المخِّلص‪.‬‬

‫مريم البتول واألّم ‪ ،‬مثال الكنيسة‬

‫‪          -63‬إَّن الطوباوية مريم لتَّتحُد أيضًا اتحادًا وثيقًا بالكنيسة وذلك بنعمِة األمومة ودورها اللذين يوحدانها بابنها المخلص‪ ،‬وبفضل مهماتها الفريدة‪ .‬وحسب تعليم القديس أمبروسيوس‪ ،‬إَّن أَّم هللا هي صورة الكنيسة أعني في اإليمان‪ ،‬والمحبة‪ ،‬واالتحاد الكامل بالمسيح (‪ .)189‬وبما‬
‫أن العذراء مريم َتظهر بصورة ساميٍة وفريدٍة مثًال للبتولية واألمومة‪ ،‬فلها المكان األول في سِّر الكنيسة التي ُتدعى بحٍق ُأَّم ًا وعذراء (‪ .)190‬بإيمانها وطاعتها َو لدت على األرض ابن اآلب‪ُ ،‬يظِّللها الروح القدس‪ ،‬دون أن تخسَر بتوليتها فكانت بمثابِة حواًء جديدة تعطي ال للحية‬
‫القديمة‪ ،‬بل لبشير هللا‪ ،‬إيمانًا ال يخامره شك‪ .‬أّم ا االبن الذي ولدت فقد أقامه هللا بكرًا بين إخوٍة كثيرين (روم ‪ )29 ،8‬أي المؤمنين الذين ُتسهم العذراء مريم بحبها الوالدي في والدتهم وتربيتهم‪.‬‬

‫الكنيسة بتول وأّم‬


‫‪          -64‬لكن إذا ما تأَّم لت الكنيسُة بقداسِة العذراء الخفّية‪ ،‬وتشَّبهت بمحّبتها بتتميمها إرادة اآلب بكّل أمانٍة‪ ،‬تصبح نفسها ُأّم ًا بفضِل كلمِة هللا التي َقِبَلت باإليمان‪ .‬فبالوعِظ والِعماد تلُد لحياٍة جديدٍة غير فانية أبناًء ُح ِبَل بهم من الروح القدس ومولودين من هللا‪ .‬هي أيضًا عذراء‪ ،‬إذ‬
‫قطعت عهدًا لعريسها‪ ،‬عهدًا تحفظه صافيًا وتامًا‪ ،‬محافظًة بقوة الروح القدس في الصفاء الُعذري‪ ،‬متشبهة بأم رّبها‪ ،‬على إيماٍن تاّم ‪ ،‬ورجاٍء ثابت‪ ،‬ومحبٍة مخلصة (‪.)191‬‬

‫فضائل مريم‪ ،‬مثال الكنيسة‬

‫‪          -65‬لَّم ا كانت الكنيسة‪ ،‬بشخِص العذراء الكّلية الطوبى‪ ،‬قد بلغت الكماَل بال كلف وال غضن (أف ‪ ،)27 ،5‬فإَّن المؤمنين ال يزالون يجِّدون لينعموا في القداسة بانتصارهم على الخطيئة‪ ،‬لهذا فإنهم يرفعون عيونهم إلى مريم التي تتألأل مثاًال للفضائل‪ ،‬أمام جماعة المختارين‪ .‬وإذا‬
‫ما فَّكَر ت الكنيسة بتقوى في مريم وتأَّم لت فيها على ضوِء الكلمة المتجِّسد‪ ،‬فإنها ُتدخلها بكِّل احتراٍم وَتَعُّمٍق إلى صميِم سِّر التجُّسد وتتمثل أكثر فأكثر بعريسها‪ .‬فمريم هي الحاضرة فعًال في الحميم من تاريخ الخالص‪ ،‬لُتجَمَع فيها وُتْعَكَس بطريقٍة ما متطلبات اإليمان العظمى؛ وإذا ما‬
‫كانت بالنسبة إلى المؤمنين موضوَع مديٍح وتكريٍم ‪ ،‬فإَّنها توِّج ههم إلى ابنها وذبيحته‪ ،‬وإلى محبة اآلب‪ .‬وإَّن الكنيسة إذ تسعى لتمجيد المسيح‪ ،‬تصيُر شبيهًة بمثالها األكبر‪ ،‬متقدمًة تقدمًا ُم ضطردًا في اإليمان‪ ،‬والرجاء‪ ،‬والمحبة‪ ،‬مبتغيًة اإلرادة اإللهية في كِّل شيء‪ ،‬ومتِّم مًة إياها‪ .‬لهذا‬
‫تنظر الكنيسة في عملها الرسولي بعيِن الصواب إلى تلك التي َو َلَدت المسيح‪ ،‬الذي ُح ِبَل به من الروح القدس‪ ،‬وُو ِلَد من البتول‪ ،‬كي يولد وينمو أيضًا بواسطِة الكنيسة في قلوب المؤمنين‪ .‬والبتول كانت في حياتها مثاًال لذلك الحِّب األمومي الذي ينبغي أن ينتعَش به كُّل الذين‪ ،‬وقد انضّم وا‬
‫إلى خدمٍة رسوليٍة في الكنيسة‪ ،‬يعملون على والدة الناس من الروح‪.‬‬

‫رابعًا‪ ،‬إكرام العذراء الطوباوية في الكنيسة‬

‫طبيعة إكرام العذراء القديسة وأساسه‬

‫‪          -66‬إَّن مريَم التي َر ِفَعت بنعمِة هللا‪ ،‬بعد ابنها‪ ،‬فوَق كِّل المالئكِة وكِّل البشر ُأَّم ًا هلل كّليَة القداسِة وعاشت أسرار المسيح‪ ،‬لتكِّر َم ها الكنيسة بحٍق ‪ ،‬إكرامًا خاصًا‪ .‬وبالواقع قد ُكِّر َم ت العذراء مريم بلقِب أِّم هللا منذ أقدم األجيال (‪ ،)192‬والمؤمنون يلجأون إلى حمايتها ضارعين إليها‬
‫في كِّل مخاطرهم وحاجاتهم‪ .‬ال سيما منذ المجمع األفسسي حيث َعَر َف تكريم شعب هللا لمريم نموًا غريبًا تحت أشكال اإلكرام والمحبة والتوُّسل إليها والتشُّبه بها حسب كلماتها النبوية "جميع األجيال تطّو بني‪ ،‬ألن القدير صنع بي العظائم" (لو ‪ .)48 ،1‬وإْن كان هذا اإلكراُم ‪ ،‬كما ُو ِج َد‬
‫دومًا في الكنيسة‪ ،‬يحمُل ِسمًة فريدًة جدًا في نوعه‪ ،‬فإنه يختلف اختالفًا جوهريًا عن السجود الذي ُيؤَّدى بالتساوي للكلمِة المتجسد‪ ،‬ولآلب‪ ،‬وللروح القدس‪ .‬واألشكاُل التقوَّية المختلفة نحَو أم هللا التي وافقت عليها الكنيسة ضمن حدود تعليٍم صحيٍح ومستقيم‪ ،‬مراعيًة ظروف الزمان‬
‫والمكان‪ ،‬وميوَل الشعوب المؤمنة ومناقبهم‪ ،‬حملت على أن االبن ُيعَر ُف بحٍّق ‪ ،‬وُيَح ُّب ‪ ،‬وُيَم َّجُد‪ ،‬وُتحَفُظ وصاياُه عبر إكراِم أِّم ه‪ ،‬االبن الذي ألجله ُخِلَق الجميع (را‪ .‬قول ‪ ،)16 -15 ،1‬ورضي اآلب األزلي أن َيحَّل فيه الملء كله (قول ‪.)19 ،1‬‬

‫قوانين راعوية ‪ ‬‬

‫‪          -67‬إَّن المجمع المقدس ُيعِّلُم هذا التعليم الكاثوليكي بصراحة‪ .‬ويحُّث في الوقت نفسه كَّل أبناء الكنيسة على أن ُيعِّز زوا بسخاٍء إكراَم الطوباويِة مريم ال سيما الليتورجّي منه؛ وأن ُيقِّدروا الممارسات واألعمال التقوّية نحوها‪ ،‬تلك التي َنَصَح ت بها الُسلطة التعليمية عبر األجيال‪،‬‬
‫كما أَّنُه َينصح أن ُتحفظ بكِّل تدُّيٍن تلك المراسيم التي ُأِقَّر ْت في الماضي حوَل إكراِم ُص َو ِر المسيح‪ ،‬والعذراء الطوباوية‪ ،‬والقديسين (‪ .)193‬إَّنُه يحُّث بحرارٍة الالهوتيين والذين ينشرون كلمَة هللا على أن يمتنعوا أيضًا بالتأّني الشديد‪ ،‬عن كِّل مغاالٍة مضادٍة للحقيقة‪ ،‬وعن قصٍر في النظر‬
‫غير مبرر‪ ،‬وعندما يتكلمون على كرامِة أم هللا الفريدة (‪ .)194‬ففي دروسهم الكتاب المقدس‪ ،‬واآلباء القديسين‪ ،‬والمعّلمين‪ ،‬وطقسيات الكنيسة بقيادة السلطة التعليمية‪ ،‬يجب أن ُيظهروا بجالٍء دور الطوباوية العذراء وإنعاماتها الموجهة دومًا إلى المسيح‪ ،‬ينبوع الحقيقة الكاملة‪ ،‬والقداسة‬
‫والتقوى‪ .‬ولَيحرصوا كَّل الحرص‪ ،‬على أن ُيبعدوا في كالمهم وأعمالهم‪ ،‬كَّل ما من شأنه أن يقوَد إلى الضالل‪ ،‬في تعليم الكنيسة الحق‪ ،‬إخوتنا المنشّقين أو أي شخص آخر‪ .‬ولَيذكر المؤمنون أن اإلكراَم الحَّق ال يقوُم أبدًا بالعواطف العقيمة العابرة‪ ،‬وال في سذاجِة إيماٍن فارغة‪ ،‬ولكنه‬
‫ينبع من إيماٍن حقيقي يقودنا إلى أن نفقه الكرامَة السامية التي ألِّم هللا ويدفعنا إلى محبِة أِّم نا ُحبًا بنويًا‪ ،‬ويحثنا على االقتداء بفضائلها‪.‬‬

‫خامسًا‪ ،‬مريم عالمة عزاء ورجاء أكيد لشعب هللا في غربته على األرض‬

‫مريم صورة شعب هللا‬


‫أ‬ ‫أ‬ ‫أل‬ ‫َة‬ ‫أل‬ ‫َّن‬ ‫ُة‬ ‫أ َّن أ‬
‫‪about:blank‬‬ ‫‪7/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫‪          -68‬كما أَّن أَّم يسوع في تمجيدها اآلن في السماء بجسدها وروحها هي صورُة وَبدُء الكنيسة التي ستبلغ كمالها في العصر اآلتي‪ ،‬هكذا إَّنها تزهو على هذه األرض عالمَة العزاِء والرجاء األكيد لشعِب هللا في غربته إلى أن يأتي يوم الرب‪.‬‬

‫لتتشّفع مريم العذراء من أجل وحدة المسيحيين ‪ ‬‬

‫‪          -69‬إَّن هذا المجمع المقدس ليفرُح فرحًا عظيمًا ويتعّز ى‪ ،‬إذ َيِج ُد بين األخوِة المنفصلين من ُيقِّد ُم التكريم الواجب ألم الرب والمخلص‪ ،‬ال سيما عند الشرقيين الذين ُيساهمون في إكراِم أِّم هللا الدائمة بتوليتها باندفاٍع حاٍّر ونفس متعبدة (‪ .)195‬ولُيصِعد المسيحيون كّلهم إلى أم هللا‬
‫وأم البشر توُّسالت ملّحٍة كي تشفع اآلن أيضًا أمام ابنها في السماء‪ ،‬في شركة القديسين كلهم؛ هي التي ارتفعت فوق المالئكة والقديسين‪ ،‬وَعَض َدت بصلواتها الكنيسة في َم هدها حتى تجتمع بفرٍح كُّل عائالِت الشعوب سواء تلك التي تتشرف بحمل االسم المسيحي‪ ،‬أو تلك التي تجهل بعُد‬
‫مخّلَص ها‪ ،‬في سالٍم ووفاٍق في شعِب هللا الواحد لمجد الثالوث المقدس وغير المنقسم‪.‬‬

‫إن كّل ما ورد في هذا الدستور العقائدي‪ ،‬جملة وتفصيًال‪ ،‬قد حاز رضى آباء المجمع المقّدس‪ .‬ونحن بمقتضى السلطة الرسولّية التي عهد بها إلينا السيد المسيح‪ ،‬وباالتحاد مع اآلباء األجالء‪ ،‬نقبله ونثّبته ونقّر ه بالروح القدس‪ .‬وما تحّدد هكذا بصورة جماعية‪ ،‬نأمر بإعالنه لمجد هللا‪.‬‬

‫روما‪ ،‬في كنيسة القّديس بطرس‪ ،‬في ‪ 21‬من تشرين الثاني (نوفمبر) ‪1964‬‬

‫(تتبع توقيعات آباء المجمع)‬


‫مقتطفات من أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني‬

‫مالحظات أعلنها أمين السر العام للمجمع المقدس‬

‫ُأبِلَغت في أثناء الجلسة العمومية المائة والخامسة والعشرين‬

‫المنعقدة في ‪ 16‬تشرين الثاني ‪1964‬‬

‫‪ ‬‬

‫الدستور الخاص بالكنيسة وقيمته الالهوتية‬


‫ُطرح سؤال عن "القيمة الالهوتية" للتعليم المعروض في المشروع الخاص بالكنيسة والمقدم لالقتراع عليه‪ .‬بعد البحث في التعديالت المتعلقة بالفصل الثالث من هذا المشروع أجابت لجنة التعليم عن هذا السؤال بما يلي‪" :‬غني عن البيان أن نصوص المجمع يجب أن ُتفَّسر دائمًا وفقًا‬
‫للقواعد العامة التي يعرفها الجميع"‪ .‬وبهذه المناسبة أشارت اللجنة المذكورة إلى تصريحها الصادر في ‪ 6‬أيار ‪ ،1964‬وهذا نصه‪:‬‬

‫"مراعاة للتقاليد المجمعية‪ ،‬وللغاية الرعائية التي توخاها المجمع الحالي‪ُ ،‬يعلن المجمع إنه يجب على الكنيسة أن تتقيد فقط باألمور المتعلقة باإليمان واألخالق التي أعلن عن تحديدها بوجه صريح"‪.‬‬

‫وفي ما يختص بالمواضيع األخرى التي يعرضها المجمع المقدس بوصفها تعليم الكنيسة في سلطتها العليا فإنه يجب على المؤمنين – جماعات وأفراد – أن يقبلوها ويتمَّسكوا بها وفقًا لروح هذا المجمع ذاته‪ .‬وقد تظهر جليًا إما من موضوع البحث وإما من طريقة التعبير وفقًا لقواعد‬
‫التفسير الالهوتي"‪.‬‬

‫إن السلطة العليا تبّلغ اآلباء بمذكرة تفسيرية تمهيدية تتعلق "بالتعديالت" المقترحة على الفصل الثالث من المشروع الخاص بالكنيسة‪ .‬وعليه فإنه يجب تفسير التعليم المعروض في هذا الفصل نفسه وفهمه وفقًا لروح هذه المذكرة ومضمونها‪.‬‬

‫قررت اللجنة أن يمهد للبحث في "التعديالت" المقترحة بالمالحظات العامة التالية‪:‬‬

‫‪                .1‬عن عبارة "جماعة األساقفة"‪ ،‬فإنها لم ُتستعمل بالمعنى القانوني الحصري‪ ،‬أي بمعنى جماعة مؤَّلفة من أعضاء متساوين يمكنهم أن يفِّو ضوا سلطتهم إلى رئيسهم‪ ،‬بل بمعنى جماعة ثابتة يجب أن يستخلص نظامها وسلطتها من الوحي‪ .‬لذلك جاء صراحة في الجواب‬
‫عن التعديل ‪ 12‬الخاص بالرسل ُيقال‪" ،‬إن الرب أقامهم" بمثابة جماعة أو مجموعة ثابتة (أيضًا التعديل ‪ .)53‬ولنفس هذا السبب فقد استعمل في أماكن متفرقة لفظ "النظام" أو لفظ "جسد"‪ .‬إن المقابلة بين بطرس وسائر الرسل من جهة‪ ،‬والحبر األعظم واألساقفة‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬ال‬
‫تتضّم ن انتقال سلطة الرسل الخارقة للعادة إلى خلفائهم‪ ،‬وال المساواة – وهذا بديهي – بين رئيس الجماعة وأعضائها‪ ،‬بل فقط تناسبًا بين العالقة األولى (بين بطرس والرسل) والثانية (بين البابا واألساقفة)‪ .‬لذلك قررت اللجنة أن تكتب في السطر الثاني من المقطع رقم ‪ 22‬ال "للسبب‬
‫ذاته" بل "كذلك وعلى هذا النحو" (التعديل ‪.)57‬‬

‫‪                .2‬وُيعَتبر عضوًا في "جماعة األساقفة" بسيامته األسقفية وباشتراكه مع رئيس الجماعة وأعضائها في السلطة الكنسية‪( .‬المقطع ‪ .)22‬فالسيامة األسقفية تمنح االشتراك الكياني في الوظائف المقدسة‪ ،‬كما يّتضح ذلك جليًا من التقليد ومن المراسيم الطقسية‪ ،‬وقد استعمل لفظ‬
‫"وظائف" عن قصد ولم يستعمل لفظ "سلطات" ألن هذا األخير يمكن أن ُيفهم بمعنى السلطة المعّدة للتطبيق عمليًا‪ .‬ولكي تقوم السلطة بهذا المعنى األخير‪ ،‬فإنه يجب أن ُيالزمها التحديد القانوني أو الشرعي من قبل الرئاسة الكنسية‪ .‬أما تحديد السلطة هذا فيمكن أن يكون عن طريق‬
‫تفويض مهمة خاصة أو تعيين المرؤوسين وفقًا للقواعد التي اعتمدتها السلطة العليا‪ .‬ومثل هذه القاعدة التي ظهرت فيما بعد تقتضيها طبيعة الحال ما دام األمر يتعّلق بوظائف يمكن أن يمارسها أشخاص متعددون‪ ،‬ويجب أن يتعاونوا بناء على إرادة المسيح تعاونًا نظاميًا في السلطات‬
‫الكنسية‪ .‬ومن البديهي أن هذه "الشركة" قد عاشتها الكنيسة حسب ظروف الزمان قبل أن تدون في القانون‪ .‬لذلك قيل صراحة أنه ال بّد من الشركة مع هيئة السلطات الكنسية ومع رئيس الكنيسة وأعضائها‪ .‬فالشركة مفهوم ذو اعتبار هام في الكنيسة القديمة (وهو ال يزال كذلك خاصة‬
‫في الشرق إلى يومنا هذا)‪ .‬وهذا المفهوم ال يدل على شعور غامض بل على حقيقة عضوية‪ ،‬تقتضي صيغة قانونية تنعشها المحبة في الوقت نفسه‪ .‬لذلك قررت اللجنة في شبه إجماع أن تذكر تعبير "الشركة في هيئة السلطات الكنسية" (التعديل ‪ 40‬وأيضًا ما قيل في االنتداب القانوني‬
‫في المقطع ‪ .)24‬وعليه فإنه يجب تفسير الوثائق التي أصدرها األحبار الرومانيون حديثو العهد حول والية األساقفة‪ ،‬على ضوء هذا التحديد الضروري للسلطات‪.‬‬

‫‪                .3‬أما عن الجماعة األسقفية التي ال وجود لها بدون رئيسها‪ ،‬فقد قيل "إنها هي أيضًا صاحبة السلطة العليا التامة في الكنيسة الجامعة"‪ .‬وال بّد من التسليم بذلك حتى ال يصبح تمام السلطة التي تخص الحبر الروماني موضوع جدل‪ .‬فجماعة األساقفة تفهم حتمًا ودائمًا على‬
‫أنها متحدة برئيسها "الذي يحتفظ بها احتفاظًا تامًا بوظيفة نائب المسيح وراعي الكنيسة الجامعة"‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن التمييز ال يكون بين الحبر الروماني على انفراد والحبر الروماني بمعية األساقفة‪ .‬وبما أن الحبر الروماني هو رئيس الجماعة األسقفية‪ ،‬فإنه وحده يستطيع أن يقوم‬
‫بأعمال ال يمكن لألساقفة أن يقوموا بها‪ .‬مثال ذلك‪ ،‬دعوة الجماعة األسقفية إلى االجتماع وإدارتها والموافقة على قواعد عملها‪ ...‬إلخ (التعديل ‪ .)81‬والحبر األعظم‪ ،‬الذي ُعهد إليه بالعناية برعية المسيح كلها‪ ،‬أن يقّر ر – وفقًا الحتياجات الكنيسة المتغيرة حسب األزمنة – كيف يحسن‬
‫وضع هذا التدبير موضع التنفيذ‪ ،‬وهل يكون ذلك بطريقة شخصية أو جماعية‪ .‬وله أيضًا أن يتبّين األعمال المالئمة لتدبير هذه الممارسة الجماعية والرجوع إليها والموافقة عليها‪ ،‬وذلك وفقًا لخير الكنيسة‪.‬‬

‫‪                .4‬ويستطيع الحبر األعظم – بصفته الراعي األعلى للكنيسة – أن ُيمارس سلطته في أي وقت كان‪ ،‬حسبما يتراءى له‪ ،‬فقًا لما تقتضيه وظيفته ذاتها‪ .‬أما الجماعة األسقفية فهي باقية‪ ،‬ولكنها بحكم بقائها ال تعمل باستمرار عمًال جماعيًا بالمعنى الحصري كما يّتضح ذلك من‬
‫تقليد الكنيسة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإنها ال ُتمارس دائمًا سلطاتها ممارسة كاملة‪ ،‬بل إنها ال تمارس هذه السلطات إال بعمل جماعي حصري إال من حين آلخر‪ ،‬وذلك فقط بموافقة رئيسها‪ .‬وقيل "بموافقة رئيسها" حتى ال ُيفهم ذلك بالمعنى التقيد بشخص غريب عنها‪ .‬فلفظ "موافقة" يشير‬
‫بالعكس إلى الشركة بين الرئيس واألعضاء ويتضمن ضرورة وجود العمل الذي يكون من اختصاص الرئيس شخصيًا‪ .‬وقد ذكر ذلك صراحة في المقطع ‪ ،22‬في السطر الثاني منه كما تّم شرحه في آخر هذا المقطع نفسه‪ .‬والتعبير السلبي "ال يمكن ‪ ...‬إال بـ ‪ "...‬يتضمن الحاالت كلها‬
‫مما يجعل من البديهي ضرورة التقُّيد‪ ،‬على كل حال "بالقواعد" التي توافق عليها السلطة العليا (التعديل ‪.)84‬‬

‫ويّتضح من ذلك كله أن المقصود هو االتحاد الوثيق بين األساقفة ورئيسهم‪ ،‬وليس عمل األساقفة "بمعزل" عن البابا‪ ،‬ألن األساقفة‪ ،‬إذا ما فاتهم عمل الرئيس‪ ،‬ال يستطيعون القيام بعمل جماعي‪ ،‬كما يتضح ذلك من مفهوم "الجماعة األسقفية"‪ .‬وهذه الشركة‪ ،‬شركة جميع األساقفة مع‬
‫الحبر األعظم في هيئة السلطات الكنسية هي األمر الجاري في التقليد بدون أدنى شك‪.‬‬

‫مالحظة‬

‫بدون الشركة في هيئة السلطات الكنسية ال يمكن ممارسة الوظيفة السّر ية الكيانية التي ينبغي تمييزها عن الناحية القانونية الشرعية‪ ،‬ولكن اللجنة اعتبرت أنه ال مجال للدخول في القضايا المتعلقة بما هو جائز أو صحيح‪ ،‬وتركت هذا ألبحاث الالهوتيين‪ ،‬ال سّيما فيما يتعّلق بالسلطة‬
‫التي تمارس في الواقع عند الشرقيين المنفصلين‪ ،‬والتي تعددت اآلراء في تفسيرها‪.‬‬

‫بريكلس فيليشي‬

‫رئيس أساقفة صميصاط الشرفّي‬


‫أمين عام المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني‬


‫________________‬

‫المراجع‬

‫‪       -1‬راجع القديس كبريانوس رسالة ‪ ،4 ،64‬آباء الكنيسة الالتينية ‪( ،1017 ،3‬هارتيل) الجزء الثالث‪ ،‬ب‪ ،‬ص‪ ،720 ،‬القديس هيالريوس عن إنجيل متى ‪ ،6 – 23‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،1047 ،9‬القديس أغسطينوس متفرقات‪ ،‬القديس كيرلس اإلسكندري شرح في تكوين ‪– 2‬‬
‫‪ 10‬آباء الكنيسة اليونانية ‪.110 ،69‬‬

‫‪       -2‬راجع القديس غريغوريوس الكبير‪ ،‬شرح في اإلنجيل ‪ ،1 ،19‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 1154 ،76‬ب‪ ،‬القديس أغسطينوس‪ ،‬عظة ‪ ،11 ،9 ،341‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،1449 ،39‬القديس يوحنا الدمشقي ضّد محطمي األيقونات ‪ ،11‬آباء الكنيسة اليونانية ‪.1357 ،96‬‬

‫‪       -3‬راجع القديس إيريناوس ضد الهراطقة‪ ،1 ،24 ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 966 ،7‬ب‪ ،‬هارفيه ‪ ،131 ،2‬طبعة سانيار‪ ،‬المصادر المسيحية ص ‪.398‬‬

‫‪       -4‬القديس كبريانوس‪ ،‬الصالة الربانية ‪ ،23‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،553 ،4‬هارتل الجزء الثالث أ‪ ،‬ص ‪ ،285‬القديس أغسطينوس‪ ،‬عظة ‪ ،33 ،20 ،71‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،463 ،38‬القديس يوحنا الدمشقي ضّد محطمي األيقونات ‪ ،12‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 1358 ،96‬ب‪.‬‬

‫‪       -5‬راجع أوريجانوس في متى ‪ ،21 ،16‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 1443 ،13‬ج‪ ،‬ترتليانوس ضد مارسيانوس ‪ ،7 ،3‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 357 ،2‬ج‪ ،‬مجموعة كتابات الكنيسة الالتينية ‪ 3 ،47‬ص ‪ .386‬ألجل المراجع الطقسية‪ ،‬راجع كتاب خدمة األسرار الغريغوري‪ ،‬آباء الكنيسة‬
‫الالتينية ‪ 160 ،78‬ب‪ ،‬أو س‪ .‬موهلبرج‪ ،‬كتاب خدمة أسرار الكنيسة الرومانية‪ ،‬روما ‪ 1960‬ص ‪" ،90 ،111‬أراد هللا أن يبني له مسكنًا أبديًا من كل طبقات القديسين" نشيد إلى مدينة أورشليم الطوباوية في األجبية الرهبانية‪ ،‬ومدينة أورشليم السماوية في األجبية الرومانية‪.‬‬

‫‪       -6‬راجع القديس توما المجموعة الالهوتية الجزء الثالث السؤال ‪ 62‬البند الخامس اإلجابة عن اإلعتراض األول‪.‬‬

‫‪       -7‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة عن الجسد السّر ي في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1949‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1943( 35‬ص ‪.208‬‬

‫‪       -8‬راجع الون الثالث عشر الرسالة العامة التي تبدأ بعبارة‪ ،‬ماهو إلهي‪ 9 ،‬أيار ‪ ،1897‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1897 – 1896( 29‬ص ‪ .650‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة عن الجسد السري الفصل األول ص ‪ ،220 – 219‬دنتسنغر ‪ .)3808( 2288‬القديس‬
‫أغسطينوس‪ ،‬العظة ‪ ،2 ،268‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،1232 ،38‬وفي مكان آخر‪ .‬القديس يوحنا فم الذهب في رسالة أفسس عظة ‪ ،3 ،9‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ .72 ،62‬ديديموس اإلسكندري‪ ،‬الثالوث ‪ 1 ،2‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 449 ،39‬وتابع‪ .‬القديس توما عن كولوسي ‪،18 ،1‬‬
‫قراءة ‪ ،5‬طبعة مارييتي جزء ‪ 2‬برقم ‪" ،46‬كما أن الجسد هو واحد بوحدة النفس كذلك الكنيسة هي واحدة بوحدة الروح"‪..‬‬

‫‪       -9‬راجع الون الثالث عشر رسالة عامة عن الحكمة المسيحية‪ 10 ،‬كانون الثاني ‪ ،1890‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1890 – 1889( 22‬ص ‪ 392‬وأيضًا رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية" صادرة في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1896‬أعمال الكرسي الرسولي ‪)1896 – 1895( 28‬‬
‫ص ‪ 724 ،710‬وتابع‪ .‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة عن الجسد السري الفصل األول المرجع السالف الذكر ص ‪.200 – 199‬‬

‫‪  -10‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة عن الجسد السري المرجع السالف الذكر ص ‪ ،221‬وأيضًا الرسالة العامة الجنس البشري ‪ 12‬آب ‪ ،1950‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1950( 42‬ص ‪.571‬‬

‫‪  -11‬الون الثالث عشر رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية"‪ ،‬المرجع السالف الذكر ص ‪.713‬‬

‫‪  -12‬راجع قانون اإليمان الرسولي‪ ،‬دنتسنغر ‪ )13-10( 9-6‬قانون اإليمان النيقاوي القسطنطيني‪ ،‬دنتسنغر ‪ )150( 86‬مع قرار إيمان المجمع التردنتي‪ ،‬دنتسنغر ‪ 994‬و‪ 1862( 999‬و‪.)1868‬‬

‫‪  -13‬العبارة‪ ،‬الكنيسة المقدسة (الكاثوليكية الرسولية)‪ ،‬الرومانية‪ ،‬توجد في‪ ،‬اعتراف اإليمان الذي وضعه المجمع التردنتي‪ ،‬المرجع السالف الذكر ثم المجمع الفاتيكاني األول الجلسة الثالثة‪ ،‬المجموعة العقائدية عن اإليمان الكاثوليكي دنتسنغر ‪.)3001( 1782‬‬

‫‪  -14‬القديس أغسطينوس‪ ،‬كتاب المدينة اإللهية فصل ‪ ،2 ،51 ،18‬آباء الكنيسة الالتينية ‪.614 ،41‬‬

‫‪  -15‬راجع القديس كبريانوس الرسالة ‪ 6 ،69‬مجموعة اآلباء الالتين ‪ ،1142 ،3‬ب هارتيل ‪ 3‬ب ص ‪" 754‬سر الوحدة غير المنفصل"‪.‬‬

‫‪  -16‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "عّظموا الرب" ‪ 2‬تشرين الثاني ‪ ،1954‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1954( 46‬ص ‪ ،669‬رسالة عامة "وسيط هللا"‪ ،‬في ‪ 20‬تشرين الثاني ‪ ،1947‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1947( 39‬ص ‪.555‬‬

‫‪  -17‬راجع بيوس الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة "الفادي الجزيل الرحمة"‪ ،‬في ‪ 8‬أيار ‪ ،1928‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1928( 20‬ص ‪ 176‬وتابع‪ .‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "أنتم لنا" ‪ 22‬أيلول ‪ ،1956‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1956( 48‬ص ‪.714‬‬

‫‪about:blank‬‬ ‫‪8/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫‪  -18‬راجع القديس توما‪ ،‬المجموعة الالهوتية الجزء الثالث السؤال ‪ 63‬لإلجابة على اإلعتراض رقم ‪.2‬‬

‫‪  -19‬راجع القديس كيرلس األورشليمي‪ ،‬التعليم المسيحي ‪ 17‬عن الروح القدس الجزء الثاني عدد ‪ ،37 – 35‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،1012 – 1009 ،33‬نيقوال كاباسيالس‪ ،‬عن حياة المسيح‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬عن فوائد المواهب الخاصة‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪.580 – 569 ،150‬‬
‫القديس توما المجموعة الالهوتية‪ ،‬الجزء الثالث السؤال ‪ 65‬اإلجابة على اإلعتراض رقم ‪ 3‬ثم السؤال ‪ 72‬اإلجابة على اإلعتراض ‪ 1‬و‪.5‬‬

‫‪  -20‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "وسيط هللا" في ‪ 20‬تشرين الثاني ‪ ،1947‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1947( 39‬خاصة ص ‪.552‬‬

‫‪ 1  -21‬كورنثوس ‪ 7 ،7‬لكّل أحد من هللا موهبة تخّصه فبعضهم هكذا وبعضهم هكذا‪ .‬راجع القديس أغسطينوس‪ ،‬عن موهبة الثبات ‪ ،37 ،14‬آباء الكنيسة الالتينية ‪" 1015 ،45‬إن العفة هي ليست فقط موهبة من هللا ولكن أيضًا طهارة المتزوجين"‪.‬‬

‫‪  -22‬راجع القديس أغسطينوس عن بشارة القديسين ‪ ،27 ،14‬آباء الكنيسة الالتينية ‪.980 ،44‬‬

‫‪  -23‬راجع القديس يوحنا فم الذهب العظة ‪ 1 ،65‬عن إنجيل يوحنا‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪.361 ،59‬‬

‫‪  -24‬راجع القديس هيرونيموس‪ ،‬ضد الهراطقة الجزء الثالث ‪ ،6 ،16‬الجزء الثالث ‪ ،3 – 1 ،22‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 926 ،925 ،7‬ثم ‪ ،958 ،955‬هارفيه ‪ 87 ،2‬ثم ‪ ،123 – 120‬سانيار طبعة المصادر المسيحية ‪ 292 – 290‬ثم ‪ 372‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -25‬راجع القديس أغناطيوس الشهيد مقدمة رسالة إلى الرومانيين‪ ،‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪.252‬‬

‫‪  -26‬راجع القديس أغسطينوس‪ ،‬العماد‪ ،‬ضد دوناتوس الجزء الخامس ‪ ،29 ،28‬آباء الكنيسة الالتينية ‪" 197 ،43‬إنه من الواضح حقًا أن ما ُيقال‪ ،‬داخل الكنيسة أو خارجها‪ ،‬أو في روح الكنيسة ال يجب أن ُيفهم جسديًا" وأيضًا في نفس الكتاب راجع الفصل الثالث ‪ 26 ،19‬عمود‬
‫‪ 152‬ثم الجزء الخامس ‪ 24 ،18‬عمود ‪ ،189‬وفي كتابه عن إنجيل يوحنا ‪ 2 ،61‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 1800 ،35‬وكثيرًا في مواضع أخرى‪.‬‬

‫‪  -27‬راجع لوقا ‪" ،48 ،12‬كل من ُأعطَي كثيرًا ُيطلب منه الكثير" راجع أيضًا متى ‪ 20 – 19 ،5‬و‪ 22 – 21 ،7‬و‪ ،46 – 41 ،25‬يعقوب ‪.14 ،2‬‬

‫‪  -28‬راجع الون الثالث عشر‪ ،‬رسالة رسولية األمور الشهيرة الخاصة بالتهنئة‪ ،‬في ‪ 20‬حزيران ‪ ،1894‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1894 – 1893( 26‬ص ‪.707‬‬

‫‪  -29‬راجع الون الثالث عشر‪ ،‬رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية" في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1896‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1896 – 1895( 28‬ص ‪ 738‬ثم رسالة عامة في درس المحبة‪ ،‬في ‪ 25‬تموز ‪ ،1898‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1899 – 1898( 31‬ص ‪ ،11‬بيوس الثاني‬
‫عشر‪ ،‬خطاب إذاعي في البيضاء‪ 24 ،‬كانون األول ‪ ،1941‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1942( 34‬ص ‪.21‬‬

‫‪  -30‬راجع بيوس الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة‪ ،‬األشياء الشرقية في ‪ 8‬كانون األول ‪ ،1928‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1928( 20‬ص ‪ ،287‬بيوس الثاني عشر رسالة عامة‪ ،‬في الكنيسة الشرقية ‪ 9‬نيسان ‪ ،1944‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1944( 36‬ص ‪.137‬‬

‫‪  -31‬راجع تعليم مجمع التفتيش المقدس ‪ 20‬كانون األول ‪ ،1949‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1950( 42‬ص ‪.142‬‬

‫‪  -32‬راجع القديس توما المجموعة الالهوتية الجزء الثالث السؤال الثامن البند الثالث اإلجابة عن السؤال األول‪.‬‬

‫‪  -33‬تعليمات مجمع التفتيش المقدس إلى رئيس أساقفة بوسطن‪ ،‬راجع دنتسنغر ‪.3872 – 3869‬‬

‫‪  -34‬راجع أوسابيوس القيصري اإلعداد اإلنجيلي ‪ ،1 ،1‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،28 ،21‬أ – ب‪.‬‬

‫‪  -35‬راجع بندكتس الخامس عشر‪ ،‬رسالة رسولية "هذا العظيم"‪ ،‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1919( 11‬ص ‪ 440‬وخاصة ص ‪ 451‬وتابع‪ .‬بيوس الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة "األشياء المختّصة بالكنيسة"‪ ،‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1926( 18‬ص ‪ .69 – 68‬بيوس الثاني عشر‪،‬‬
‫رسالة عامة موهبة اإليمان ‪ 21‬نيسان ‪ ،1957‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1957( 49‬ص ‪.237 – 236‬‬

‫‪  -36‬كتاب الديداكيه ‪ ،14‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪ .32‬القديس يوستينوس ندوة ‪ ،41‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،1023 ،7‬هارفيه ‪ 2‬ص ‪199‬وتابع‪ .‬المجمع التردنتي الجلسة ‪ 22‬الفصل األول‪ ،‬دنتسنغر ‪.)1742( 939‬‬

‫‪  -37‬راجع المجمع الفاتيكاني األول الجلسة الرابعة‪ ،‬الدستور العقائدي‪" ،‬الراعي األزلي"‪ ،‬دنتسنغر ‪ )3050( 1821‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -38‬راجع مجمع فلورنس‪ ،‬مرسوم لليونانيين‪ ،‬دنتسنغر ‪ )1307( 694‬والمجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬دنتسنغر ‪ )3050( 1821‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -39‬راجع كتاب األسرار للقديس غريغوريوس‪ ،‬المقدمة في ميالد القديس متى والقديس توما‪ ،‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 152 ،51 ،78‬راجع مجموعة قوانين الفاتيكان الالتينية ‪ ،3548‬ورقة ‪ ،18‬القديس هيالريوس في المزمور ‪ ،10 ،67‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،450 ،9‬القديس‬
‫هيرونيموس ضد أتباع يوفينوس ‪ ،26 ،1‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 247 ،23‬أ‪ ،‬القديس أغسطينوس في المزمور ‪ ،4 ،86‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،1103 ،37‬القديس غريغوريوس الكبير تأمل في أيوب ‪ ،5 ،28‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،456 – 455 /76‬بريماسيوس شرح سفر الرؤيا‪ ،‬آباء‬
‫الكنيسة الالتينية ‪ 924 ،68‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬باكازيوس رادبير في القديس متى الجزء ‪ 8‬فصل ‪ ،16‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 561 ،120‬ج‪ ،‬راجع الون الثالث عشر رسالة "والسليم" في ‪ ،1888 – 12 – 17‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1888( 21‬ص ‪.321‬‬

‫‪  -40‬راجع سفر األعمال ‪ 6-2 ،6‬و‪ 30 /11‬و‪ 1 ،13‬و‪ 23 ،14‬و‪ ،17 ،20‬تسالونيكي األولى ‪ ،13 – 12 ،5‬فيليبي ‪ 1 ،1‬وكولوسي ‪ 11 ،4‬وغيرها‪.‬‬

‫‪  -41‬راجع أع ‪ 27 – 25 ،20‬و‪ 2‬تيم ‪ 6 ،4‬وتابع‪ .‬قارن مع ‪ 1‬تيم ‪ 22 ،5‬و‪ 2‬تيم ‪ ،2 ،2‬وتي ‪ 5 ،1‬القديس اكليمنضس الروماني شرح في الرسالة إلى كورنثوس ‪ ،3 ،44‬طبعة فونك ‪ 1‬ص ‪.156‬‬

‫‪  -42‬القديس اكليمنضس الروماني شرح في الرسالة إلى كورنثوس ‪ ،3 ،44‬طبعة فونك ‪ 1‬ص ‪ 154‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -43‬راجع ترتليانوس ضد الهراطقة ‪ ،32‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 52 ،2‬وتابع ثم القديس أغناطيوس الشهيد متفرقات‪.‬‬

‫‪  -44‬راجع ترتليانوس ضد الهراطقة‪ ،32 ،‬آباء الكنيسة الالتينية ‪.53 ،2‬‬

‫‪  -45‬راجع القديس إيريناوس ضد الهراطقة الجزء الثالث ‪ ،1 ،3‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 484 ،7‬أ‪ ،‬هارفيه ‪ 8 ،2‬سانيار ص ‪ 100‬وتابع "مبينة"‪.‬‬

‫‪  -46‬راجع القديس إيريناوس ضد الهراطقة الجزء الثالث ‪ ،2 ،3‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،847 ،7‬هارفيه ‪ ،7 ،2‬سانيار ص ‪" 100‬احتفظ به" راجع في نفس المكان الجزء الرابع ‪ ،2 ،26‬عمود ‪ ،1053‬هارفيه ‪ ،236 ،2‬ثم الجزء الرابع ‪ ،8 ،33‬عمود ‪ ،1077‬هارفيه ‪.262 ،2‬‬

‫‪  -47‬القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل فيالدلفيا‪ ،‬المقدمة‪ ،‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪.264‬‬

‫‪  -48‬القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل فيالدلفيا ‪ ،1 ،1‬وإلى مجنيزيا ‪ ،1 ،6‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪ ،264‬ص ‪.234‬‬

‫‪  -49‬القديس إكليمنضس الروماني‪ ،‬في المكان الذي ذكرناه‪ ،2 – 1 ،57 ،4 – 3 ،44 ،4 – 3 ،42 ،‬طبعة فونك الجزء األول ‪ ،171 ،156 ،152‬تابع‪ .‬القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل فيالدلفيا‪ ،‬إلى أهل أزمير‪ ،‬وإلى أهل مجنزيا ‪ 3‬وإلى أهل تراال‪ ،‬طبعة فونك الجزء األول ص‬
‫‪ 265‬وتابع‪ ،‬ص ‪ ،282‬ص ‪ ،232‬ص ‪ 246‬وتابع إلخ‪ ...‬القديس يوستينوس‪ ،‬الدفاع ‪ ،65 ،1‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،428 ،6‬القديس كبريانوس‪ ،‬رسائل متفرقات في أمكنة مختلفة‪.‬‬

‫‪  -50‬راجع الون الثالث عشر‪ ،‬رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية" في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1896‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1896 – 1895( 28‬ص ‪.732‬‬

‫‪  -51‬راجع المجمع التردنتي الجلسة ‪ ،23‬قرار عن الدرجة المقدس الفصل الرابع‪ ،‬دنتسنغر ‪ ،)1768( 960‬المجمع الفاتيكاني األول الجلسة الرابعة‪ ،‬دستور عقائدي عن كنيسة المسيح الفصل الثالث‪ ،‬دنتسنغر ‪ .)3061( 1828‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة عن الجسد السري في‬
‫‪ 29‬حزيران ‪ ،1943‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1943( 35‬ص ‪ ،212 ،209‬القانون الكنسي رقم ‪ ،329‬البند األول‪.‬‬

‫‪  -52‬راجع الون الثالث عشر‪ ،‬رسالة "والسليم" ‪ 17‬كانون األول ‪ ،1888‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1888( 21‬ص ‪ 321‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -53‬القديس الون الكبير‪ ،‬عظة ‪ ،3 ،5‬آباء الكنيسة الالتينية ‪.154 ،54‬‬

‫‪  -54‬المجمع التردنتي الجلسة ‪ 23‬الفصل الثالث يذكر كلمات ‪ 2‬تيم ‪ 7 – 6 ،1‬حتى يثبت أن درجة الكهنوت هي سر حقيقي‪ ،‬دنتسنغر ‪.)1766( 959‬‬

‫‪  -55‬في التقليد الرسولي ‪ ،3‬طبعة بوت‪ ،‬المصادر المسيحية ص ‪ .30 – 27‬لألسقف "رئاسة الكهنوت"‪ .‬راجع خدمة األسرار الالوني‪ ،‬طبعة موهلبرج‪ ،‬خدمة أسرار الفيروني‪ ،‬روما ‪ 1955‬ص ‪" ،119‬إلى خدمة الكهنوت السامية‪..‬تمم في كهنتك كمال السر"‪ .‬وأيضًا خدمة اسرار‬
‫الكنيسة الرومانية‪ ،‬روما ‪ 1960‬ص ‪" 122 -121‬أعطهم يا رب كرسي األسقفية ليرعوا كنيستك وشعبك بأسره" راجع آباء الكنيسة الالتينية ‪.224 ،78‬‬

‫‪  -56‬التقليد الرسولي ‪ ،2‬طبعة بةت ص ‪.27‬‬

‫‪  -57‬المجمع التردنتي الجلسة ‪ 23‬الفصل الرابع يعلم أن سر الدرجة يطبع وسم ال ُيمحى‪ ،‬دنتسنغر ‪ ،)1767( 960‬راجع يوحنا الثالث والعشرين‪ ،‬حديث "هللوا للرب" ‪ 8‬أيار ‪ ،1960‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1960( 52‬ص ‪ ،466‬بولس السادس عظة في الكاتدرائية الفاتيكانية ‪20‬‬
‫تشرين األول ‪ ،1963‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1963( 55‬ص ‪.1014‬‬

‫‪  -58‬القديس كبريانوس رسالة ‪ ،14 ،64‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،386 ،4‬هارتل الجزء الثالث ب ص ‪" ،713‬إن الكاهن يقوم حقًا مقام المسيح"‪ ،‬القديس يؤحنا فم الذهب في ‪ 2‬تيم عظة ‪ ،4 ،2‬آباء الكنيسة اليونانية ‪" ،612 ،62‬الكاهن هو رمز المسيح"‪ .‬القديس أمبروسيوس في‬
‫المزمور ‪ ،26 – 25 ،38‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 1052 – 1051 ،14‬مجموعة كتابات الكنيسة الالتينية ‪ ،204 – 203 ،64‬كتاب منسوب للقديس أمبروسيوس في ‪ 1‬تيم ‪ ،29 ،5‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 479 ،17‬ج وفي أف ‪ 12 – 11 ،4‬عمود ‪ 387‬د‪ .‬ثيودوروس المبسيوستي عظة في‬
‫التعليم المسيحي ‪ 21 ،15‬و‪ ،24‬طبعة تونوص ‪ 497‬و‪ ،503‬هيزيكيوس األورشليمي‪ ،‬في أح ‪ ،23 ،9 ،2 ،50‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 894 ،93‬ب‪.‬‬

‫‪  -59‬راجع أوسابيوس‪ ،‬تاريخ الكنيسة الجزء الخامس ‪ ،10 ،24‬مجموعة المؤلفين المسيحيين اليونانيين الجزء الثاني‪ 1 ،‬ص ‪ ،495‬طبعة باردي‪ ،‬المصادر المسيحية‪ ،‬الجزء الثاني ص ‪ ،69‬ديونيسيوس مذكور في اوسابيوس‪ ،‬المكان المذكور الجزء السابع ‪ ،2 ،5‬مجموعة المؤلفين‬
‫المسيحيين اليونانيين الجزء الثاني ‪ 2‬ص ‪ 638‬وتابع‪ .‬باردي الجزء الثاني ص ‪ 168‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -60‬راجع ما يتعّلق بالمجامع القديمة‪ ،‬أوسابيوس‪ ،‬تاريخ الكنيسة الجزء الخامس ‪ ،24 – 23‬مجموعة المؤلفين المسيحيين اليونانيين‪ ،‬الجزء الثاني ‪ 1‬ص ‪ 488‬ةتابع‪ ،‬باردي الجزء الثاني ص ‪ 66‬ومتفرقات‪ ،‬مجمع نيقيا القانون الخامس‪ ،‬قرارات المجامع المسكونية ص ‪.7‬‬

‫‪  -61‬ترتليانوس‪ ،‬عن الصوم ‪ ،13‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 972 ،2‬ب‪ ،‬مجموعة كتابات الكنيسة الالتينية ‪ 30‬ص ‪ 292‬سطر ‪.16 – 13‬‬

‫‪  -62‬القديس كبريانوس الرسالة ‪ ،3 ،56‬هارتل الجزء الثالث ب ص ‪ ،650‬بايار ص ‪.154‬‬

‫‪  -63‬راجع العالقة الرسمية زينيللي في المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬ما نسي ‪ 109 ،52‬د‪.‬‬

‫‪  -64‬راجع المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬مشروع للدستور العقائدي ‪ ،2‬عن كنيسة المسيح الفصل الرابع‪ ،‬ما نسي ‪ ،310 ،53‬راجع عالقة كليتجين عن المشروع المصحح‪ ،‬ما نسي ‪ 321 ،53‬ب‪ 322 ،‬ب وتصريح زينيلي‪ ،‬ما نسي ‪ 1110 ،52‬أ‪ .‬أنظر أيضًا القديس الون الكبير‪ ،‬عظة ‪،4‬‬
‫‪ ،3‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 151 ،54‬أ‪.‬‬

‫‪  -65‬راجع القانون الكنسي قانون ‪.227‬‬

‫‪  -66‬راجع المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬الدستور العقائدي‪" ،‬الراعي األزلي"‪ ،‬دنتسنغر ‪ )3050( 1821‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -67‬راجع القديس كبريانوس‪ ،‬رسالة ‪ ،8 ،66‬هارتل الجزء الثالث ‪ ،2‬عن ‪" 733‬األسقف في الكنيسة والكنيسة في األسقف"‪.‬‬

‫‪  -68‬راجع القديس كبريانوس‪ ،‬رسالة ‪ ،24 ،55‬هارتل ص ‪ 642‬سطر ‪" 13‬كنيسة واحدة في العالم بأسره متناسقة في أعضاء كثيرين"‪ ،‬الرسالة ‪ ،4 ،36‬هارتل ص ‪ 575‬سطر ‪.21 – 20‬‬

‫‪  -69‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "موهبة اإليمان" ‪ 21‬نيسان ‪ ،1957‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1957( 49‬ص ‪.237‬‬

‫‪  -70‬راجع القديس هيالريوس من بواتييه في المزمور ‪ ،3 ،13‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ .206 ،9‬مجموعة الكنيسة الالتينية ‪ 22‬ص ‪ ،86‬القديس غريغوريوس الكبير في اآلداب المسيحية الجزء الرابع ‪ ،12 /7‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،643 ،75‬الكتاب المنسوب إلى باسيليوس‪ ،‬في إشعيا‬
‫‪ ،296 ،15‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 637 ،30‬ج‪.‬‬

‫‪about:blank‬‬ ‫‪9/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫‪  -71‬القديس سليستينوس‪ ،‬رسالة إلى مجمع أفسس ‪ ،2 – 1 ،18‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،505 ،50‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬شفارتز‪ ،‬أعمال المجامع المسكونية الجزء األول ‪ 1 ،1‬ص ‪ 22‬راجع بندكتس الخامس عشر‪ ،‬رسالة رسولية "هذا العظيم" أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1919( 11‬ص ‪ .440‬بيوس‬
‫الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة‪" ،‬أمور الكنيسة"‪ 28 ،‬شباط ‪ ،1926‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1926( 18‬ص ‪ .69‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "موهبة اإليمان" المذكورة آنفًا‪.‬‬

‫‪  -72‬الون الثالث عشر‪ ،‬رسالة عامة "وظيفة كبيرة" ‪ 30‬أيلول ‪ ،1880‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1880( 13‬ص ‪ ،145‬راجع الحق الكنسي قانون ‪ 1327‬وقانون ‪ 1350‬بند ‪.3‬‬

‫‪  -73‬حقوق الكراسي البطريركية‪ ،‬راجع مجمع نيقيا قانون رقم ‪ 6‬عن اإلسكندرية وأنطاكية وقانون رقم ‪ 7‬عن أورشليم – قرارات المجامع المسكونية ص ‪ - 8‬المجمع الالتيراني الرابع عام ‪ 1215‬الدستور الخامس‪ ،‬كرامة البطاركة‪ ،‬في نفس المكان ص ‪ – 212‬مجمع قرار فلورنس‬
‫في نفس المكان ص ‪.504‬‬

‫‪  -74‬راجع القانون الكنسي للكنيسة الشرقية قانون ‪ ،314 – 216‬عن البطاركة‪ ،‬قانون ‪ 329 – 324‬عن رؤساء األساقفة‪ ،‬رؤساء الكنائس الخاصة‪ ،‬قانون ‪ 391 – 362‬عن الدرجات األخرى‪ ،‬وخاصة قانون ‪ ،238‬بند ‪ ،2‬وقانون ‪ ،255 ،251 ،240 ،216‬عن ترشيح البطاركة‬
‫لألساقفة‪.‬‬

‫‪  -75‬راجع المجمع التردنتي‪ ،‬قرار عن اإلصالح‪ ،‬الجلسة الخامسة قانون ‪ 2‬رقم ‪ 9‬والجلسة الرابعة والعشرين قانون ‪ ،4‬قرارات المجامع المسكونية ص ‪.739 ،645‬‬

‫‪  -76‬راجع المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬الدستور العقائدي "ابن هللا" ‪ 3‬دنتسنغر ‪ )3011( 1712‬راجع المذكرات الملحقة بالمشروع رقم ‪ 1‬عن الكنيسة (مقتبسة عن القديس روبير بالرمينو) مانسي ‪ 579 ،51‬ج‪ ،‬ثم المشروع المصحح عن الدستور الثاني في كنيسة المسيح مع تعليق‬
‫كليتجين‪ ،‬مانسي ‪ ،313 ،53‬أ‪ ،‬ب‪ .‬بيوس التاسع رسالة "لك بكل طيبة" دنتسنغر ‪.)2879( 1683‬‬

‫‪  -77‬راجع القانون الكنسي قانون ‪.1323 – 1322‬‬

‫‪  -78‬راجع المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬الدستور العقائدي "الراعي األزلي"‪ ،‬دنتسنغر ‪.)3074( 1839‬‬

‫‪  -79‬راجع شرح جاسر في المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬مانسي ‪ ،1213 ،52‬ج أ‪.‬‬

‫‪  -80‬جاسر في نفس المكان‪ ،‬مانسي ‪ ،1214‬أ‪.‬‬

‫‪  -81‬جاسر في نفس المكان‪ ،‬مانسي ‪ ،1215‬ج‪ ،‬د‪ ،1217 – 1216 ،‬أ‪.‬‬

‫‪  -82‬جاسر في نفس المكان‪ ،‬مانسي ‪.1213‬‬

‫‪  -83‬راجع المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬الدستور العقائدي "الراعي األزلي" ‪ ،4‬دنتسنغر ‪.)3070( 1836‬‬

‫‪  -84‬صالة الرسامة األسقفية في الطقس البيزنطي‪ ،‬كتاب مجموع الصلوات‪ ،‬روما ‪ 1873‬ص ‪.139‬‬

‫‪  -85‬راجع القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل أزمير ‪ ،1 ،8‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪.282‬‬

‫‪  -86‬راجع أع ‪ 17 ،20 ،23 – 22 ،14 ،1 ،8‬وغيرها‪.‬‬

‫‪  -87‬الصالة ذات الطابع العربي‪ ،‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 759 ،96‬ب‪.‬‬

‫‪  -88‬راجع القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل أزمير ‪ ،1 ،8‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪.282‬‬

‫‪  -89‬القديس توما‪ ،‬المجموعة الالهوتية الجزء الثالث السؤال ‪ 73‬الجواب عن ‪.3‬‬

‫‪  -90‬القديس أغسطينوس‪ ،‬ضد فوستوس ‪ ،20 ،12‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،265 ،42‬عظة ‪ ،7 ،57‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ...389 ،38‬إلخ‪.‬‬

‫‪  -91‬القديس الون الكبير‪ ،‬عظة ‪ ،7 ،63‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 357 ،54‬ج‪.‬‬

‫‪  -92‬التقليد الرسولي لهيبوليتس ‪ ،3 – 2‬طبعة بوت ص ‪.30 – 26‬‬

‫‪  -93‬راجع نص الفحص في بداية الرسامة األسقفية والصالة في نهاية قداس هذه الرسامة بعد‪ ،‬لك يا رب نمّجد‪.‬‬
‫‪  -94‬بندكتس الرابع عشر منشور في الكنيسة الرومانية ‪ 5‬تشرين األول ‪ 1752‬المقطع األول‪ ،‬قرارات بندكتس الرابع عشر الجزء الرابع‪ ،‬روما ‪" ،21 ،1758‬األسقف يقوم مقام المسيح وُيمارس مهام المسيح"‪ ،‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "الجسد السري" المكان المذكور آنفًا‬
‫ص ‪" ،211‬إنهم يرعون ويدبرون بإسم المسيح كل الخراف الموكولة إلى كل واحد منهم"‪.‬‬

‫‪  -95‬الون الثالث عشر‪ ،‬رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية"‪ 29 ،‬حزيران ‪ ،1896‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1896 – 1895( 28‬ص ‪ 732‬ثم في رسالته‪ ،‬الفرض الجزيل القداسة‪ ،‬بتاريخ ‪ 22‬أيلول ‪ ،1887‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1887( 20‬ص ‪ ،264‬بيوس التاسع رسالة‬
‫رسولية إلى أساقفة ألمانيا ‪ 12‬آذار ‪ 1875‬ثم خطاب في مجمع الكرادلة بتاريخ ‪ 15‬آذار ‪ ،1875‬دنتسنغر ‪( .3117 – 3112‬في الطبعة الجديدة فقط)‪.‬‬

‫‪  -96‬راجع المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬الدستور العقائدي‪" ،‬الراعي األزلي" ‪ ،3‬دنتسنغر ‪ )3061( 1828‬راجع تعقيب زينللي‪ ،‬مانسي ‪ 1114 ،52‬د‪.‬‬

‫‪  -97‬راجع القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل أفسس ‪ ،1 ،5‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪.216‬‬

‫‪  -98‬راجع القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل أفسس ‪ ،1 ،6‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪.218‬‬

‫‪  -99‬راجع المجمع التردنتي الجلسة ‪ 23‬عن سر الدرجة الكهنوتية‪ ،‬الفصل الثاني‪ ،‬دنتسنغر ‪ )1765( 958‬والقانون رقم ‪ ،6‬دنتسنغر ‪.)1776( 966‬‬

‫‪  -100‬راجع أنوشنسيوس األول رسالة إلى ديسنتيوس‪ ،‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،544 ،20‬أ‪ ،‬مانسي ‪ 1029 ،3‬دنتسنغر ‪" ،)215( 98‬إن الكهنة وإن كانوا معاونين ال يتمّتعون بملء الكهنوت"‪ .‬القديس كبريانوس‪ ،‬الرسالة ‪ ،3 ،61‬طبعة هارتل ص ‪.696‬‬

‫‪  -101‬راجع المجمع التردنتي المكان السالف الذكر‪ ،‬دنتسنغر ‪ ،956‬أ ‪ )1778 – 1763( 9680‬وباألخص القانون رقم ‪ ،7‬دنتسنغر ‪ .)1777( 967‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬الدستور الرسولي‪ ،‬عن سر درجة الكهنوت‪ ،‬دنتسنغر ‪.)3861 – 3857( 2301‬‬

‫‪  -102‬راجع أنوشنسيوس األول في المكان المذكور أعاله‪ ،‬القديس غريغوريوس النازيانزي في كتاب الدفاع الجزء ‪ ،22 ،2‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 432 ،35‬ب‪ .‬الكتاب المنسوب إلى ديونيسيوس‪ ،‬الكنيسة ذات الرتب الرئاسية ‪ ،2 ،1‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 372 ،3‬د‪.‬‬

‫‪  -103‬راجع المجمع التردنتي الجلسة ‪ ،22‬دنتسنغر ‪ .)1743( 940‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "وسيط هللا" في ‪ 20‬تشرين الثاني ‪ ،1947‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1947( 39‬ص ‪ ،553‬دنتسنغر ‪.)3850( 2300‬‬

‫‪  -104‬راجع المجمع التردنتي الجلسة ‪ ،22‬دنتسنغر ‪ .)1740 – 1739( 938‬المجمع الفاتيكاني الثاني‪ ،‬دستور في الليترجيا المقدسة رقم ‪.47 ،7‬‬

‫‪  -105‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "وسيط هللا"‪ ،‬المكان المذكور أعاله رقم ‪.67‬‬

‫‪  -106‬راجع القديس كبريانوس رسالة ‪ ،3 ،11‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 242 ،4‬ب‪ .‬هارتل الجزء الثاني‪ 2 ،‬ص ‪.497‬‬

‫‪  -107‬ترتيب الرسامة الكهنوتية في وضع المالبس‪.‬‬

‫‪  -108‬ترتيب الرسامة الكهنوتية في المقدمة‪.‬‬

‫‪  -109‬راجع القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل فيالدلفيا ‪ ،4‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪ .266‬القديس كورنيليوس األول الذي ذكره القديس كبريانوس في الرسالة ‪ ،2 ،48‬هارتل الجزء الثالث ‪ 2‬ص ‪.610‬‬

‫‪  -110‬قوانين الكنيسة المصرية الجزء الثالث‪ ،2 ،‬طبعة فونك‪ ،‬الدسقولية (تعليم اإلثني عشر رسول) الجزء الثاني ص ‪ ،103‬قرارات الكنيسة القديمة ‪ ،41 – 37‬مانسي ‪.954 ،3‬‬

‫‪  -111‬راجع القديس بوليكاربوس‪ ،‬إلى أهل فيالدلفيا ‪ ،2 ،5‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪ ،300‬قيل عن المسيح إنه "جعل خادم الجميع"‪ ،‬راجع تعليم اإلثني عشر رسول ‪ 1 ،15‬وأيضًا ص ‪ .32‬القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل ترال ‪ 3 ،2‬وأيضًا ص ‪ – 242‬قوانين الرسل ‪،8‬‬
‫‪ ،4 ،28‬طبعة فونك‪ ،‬الدسقولية الجزء األول ص ‪.350‬‬

‫‪  -112‬القديس أغسطينوس‪ ،‬عظة ‪ ،1 ،340‬آباء الكنيسة الالتينية ‪.1483 ،38‬‬

‫‪  -113‬راجع بيوس الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة "السنة األربعون"‪ 15 ،‬أيار ‪ ،1931‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1931( 23‬ص ‪ .221‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "من أي تعزية" ‪ 14‬تشرين األول ‪ ،1951‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1951( 43‬ص ‪ 790‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -114‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "ست سنوات انقضت" في ‪ 5‬تشرين األول ‪ ،1957‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1957( 49‬ص ‪.927‬‬

‫‪  -115‬مقدمة القداس في عيد المسيح الملك‪.‬‬

‫‪  -116‬راجع الون الثالث عشر‪ ،‬رسالة عامة "الخالدة‪ ،‬الخاصة باهلل" ‪ 1‬تشرين الثاني ‪ ،1885‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1885( 18‬ص ‪ 166‬وتابع‪ ،‬وأيضًا رسالة عامة "الحكمة المسيحية"‪ 10 ،‬كانون الثاني‪ ،‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1890 – 1889( 2‬ص ‪ – 397‬بيوس الثاني‬
‫عشر‪ ،‬خطاب "إلى بنوتكم" في ‪ 23‬آذار ‪ ،1958‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1958( 50‬ص ‪" 220‬علمانية الدولة الشرعية"‪.‬‬

‫‪  -117‬القانون الكنسي رقم ‪.682‬‬

‫‪  -118‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "من أي تعزية" في المكان المذكور آنفًا‪ ،‬ص ‪" ،789‬في المعارك الحاسمة تأتي بعض األحيان من جبهة القتال أعمال تلقائية ناجحة جدًا"‪ ،‬وأيضًا خطاب عن اهمية الصحافة الكاثوليكية‪ ،‬في ‪ 17‬شباط ‪ ،1950‬أعمال الكرسي الرسولي ‪42‬‬
‫(‪ )1950‬ص ‪.256‬‬

‫‪  -119‬راجع ‪ 1‬تسا ‪19 ،5‬؛ ‪ 1‬يو ‪.1 ،4‬‬

‫‪  -120‬رسالة إلى ديونيوتوس ‪ ،6‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪ 400‬راجع القديس يوحنا فم الذهب عظة في متى ‪ ،2 )47( 46‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،478‬الخمير في العجين‪.‬‬

‫‪  -121‬الخوالجي الروماني‪ ،‬المجد هلل في األعالي‪ .‬راجع لو ‪ ،35 ،1‬مر ‪ ،24 ،1‬لو ‪ ،34 ،4‬يو ‪" ،96 ،6‬قدوس هللا" النص اليوناني‪ ،‬أع ‪ ،30 ،27 ،4 ،14 ،3‬عب ‪ 1 ،26 ،7‬يو ‪ ،20 ،2‬رؤ ‪.7 ،3‬‬

‫‪  -122‬راجع أوريجانوس شرح رسالة إلى أهل روما ‪ ،7 ،7‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،1122 ،14‬ب – كتاب منسوب إلى مكاريوس عن الصالة ‪ ،11‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،861 ،34‬أ‪ ،‬ب – القديس توما‪ ،‬المجموعة الالهوتية القسم الثاني من الجزء الثاني السؤال ‪ 184‬اإلجابة عن ‪.3‬‬

‫‪  -123‬القديس أغسطينوس‪ ،‬استدراك الجزء الثاني‪ ،18 ،‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 637 ،32‬وتابع‪ .‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "الجسد السري" في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1943‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1943( 35‬ص ‪.225‬‬

‫‪  -124‬راجع بيوس الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة "الخاص بكل األشياء"‪ ،‬في ‪ 26‬كانون الثاني ‪ ،1923‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1923( 15‬ص ‪ – 60 ،59 ،50‬رسالة عامة "عن الزواج" ‪ 31‬كانون األول ‪ ،1930‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1930( 22‬ص ‪ .548‬بيوس الثاني‬
‫عشر‪ ،‬الدستور الرسولي "األم ذات العناية" ‪ 2‬شباط ‪ ،1947‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1947( 39‬ص ‪ – 117‬خطاب‪" ،‬السنة المقدسة" ‪ 8‬كانون األول ‪ ،1950‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1951( 43‬ص ‪ ،28 – 27‬خطاب‪" ،‬بمناسبة منحكم" ‪ 1‬تموز ‪ ،1956‬أعمال الكرسي‬
‫الرسولي ‪ )1956( 48‬ص ‪ 574‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -125‬راجع القديس توما‪ ،‬المجموعة الالهوتية القسم الثاني من الجزء الثاني سؤال ‪ 184‬إجابة ‪ ،6 ،5‬في كمال الحياة الروحية ‪ – 18‬أوريجانوس‪ ،‬في إشعيا‪ ،‬عظة ‪ ،1 ،6‬آباء الكنيسة اليونانية ‪.239 ،13‬‬

‫‪  -126‬راجع القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل مغنيزيا ‪ ،1 ،13‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪.241‬‬

‫‪about:blank‬‬ ‫‪10/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫‪  -127‬راجع بيوس العاشر‪ ،‬عظة في "التمُّسك بالروح" ‪ 4‬آب ‪ ،1908‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1908( 41‬ص ‪ 560‬وتابع – القانون الكنسي رقم ‪ – 124‬بيوس الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة "إلى الكهنة الكاثوليك" في ‪ 20‬كانون األول ‪ ،1935‬أعمال الكرسي الرسولي ‪)1936( 28‬‬
‫ص ‪ 22‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -128‬ترتيب الرسامة الكهنوتية‪ ،‬في الوصية األولى‪.‬‬

‫‪  -129‬راجع القديس أغناطيوس الشهيد‪ ،‬إلى أهل ترال ‪ ،3 ،2‬طبعة فونك الجزء األول ص ‪.244‬‬

‫‪  -130‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "عناية األم" في ‪ 9‬كانون األول ‪ ،1957‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1958( 50‬ص ‪.36‬‬

‫‪  -131‬راجع بيوس الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة "عن الزواج" في ‪ 31‬كانون األول ‪ ،1930‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1930( 22‬ص ‪ 548‬وتابع – راجع يوحنا فم الذهب عظة في رسالة أفسس ‪ ،2 ،20‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 136 ،62‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -132‬راجع القديس أغسطينوس‪ ،‬مجموع النصوص ‪ ،32 ،121‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،288 ،40‬القديس توما‪ ،‬المجموعة الالهوتية ‪ 2 ،2‬سؤال ‪ 184‬إجابة ‪ .21‬بيوس الثاني عشر خطاب "في تفكيرنا"‪ 23 ،‬أيلول ‪ ،1950‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1950( 42‬ص ‪.660‬‬

‫‪  -133‬عن النصائح عامة راجع أوريجانوس شرح رسالة روما ‪ ،14 /10‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،1275 ،14‬ب – القديس أغسطينوس‪ ،‬عن البتولية المقدسة‪ ،15 ،15 ،‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،403 ،40‬القديس توما المجموعة الالهوتية ‪ 2-1‬السؤال ‪ 100‬إجابة عن ‪ 2‬ج (في اآلخر)؛‬
‫‪ 2 ،2‬السؤال ‪ 44‬إجابة عن ‪ 4‬الفقرة الثالثة‪.‬‬

‫‪  -134‬سمو البتولية المقدسة‪ ،‬راجع ترتليانوس عظة عن الطهارة ‪ ،10‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 925 ،2‬ج‪ .‬القديس كبريانوس حالة البتولية ‪ ،22 ،3‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 443 ،4‬ب ثم ‪ ،461‬أ‪ ،‬وتابع‪ .‬القديس أثناسيوس (؟) عن البتولية‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 252 ،28‬وتابع‪ .‬القديس‬
‫يوحنا فم الذهب‪ ،‬عن البتولية آباء الكنيسة اليونانية ‪ 533 ،48‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -135‬الفقر الروحي راجع مت ‪13 ،5‬؛ ‪21 ،19‬؛ مر ‪21 ،10‬؛ لو ‪ – 22 ،18‬المسيح مثال الطاعة‪ ،‬يو ‪ 34 ،4‬ثم ‪38 ،6‬؛ فيل ‪10 – 8 ،2‬؛ عب ‪ 7 – 5 ،10‬وكثير في هذا الصدد لدى اآلباء ومؤسسي الرهبانيات‪.‬‬

‫‪  -136‬عن الممارسة العملية للنصائح التي ال يلتزم بها الجميع راجع يوحنا فم الذهب عظة في مت ‪ ،7 ،7‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 81 ،57‬وتابع – القديس أمبروسيوس‪ ،‬عن األرامل ‪ ،33 ،4‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،241 ،16‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -137‬راجع روزوايدوس‪ ،‬حياة اآلباء‪ ،‬انتوبربيا ‪ .1628‬أحكام اآلباء‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ .65‬تاريخ لوزياك بالديوس‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 995 ،34‬وتابع‪ ،‬طبعة باتلبر‪ ،‬كابريدج ‪ )1904( ،1898‬بيوس الحادي عشر‪ ،‬الدستور العقائدي‪" ،‬المظلل" ‪ 8‬تموز ‪ ،1924‬أعمال‬
‫الكرسي الرسولي ‪ )1924( 16‬ص ‪ ،387 – 386‬أ‪ .‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "نحن سعداء" ‪ 11‬نيسان ‪ ،1958‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1958( 50‬ص ‪.238‬‬

‫‪  -138‬بولس السادس‪ ،‬خطاب "بفرح عظيم" في ‪ 23‬أيار ‪ ،1964‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1964( 56‬ص ‪.566‬‬

‫‪  -139‬راجع القانون الكنسي‪ ،‬قانون رقم ‪( 488 ،487‬رابعًا)‪ ،‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب‪" ،‬السنة المقدسة" ‪ 8‬كانون األول ‪ ،1950‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1951( 43‬ص ‪ 27‬وتابع‪ .‬بيوس الثاني عشر الدستور العقائدي‪" ،‬عناية األم"‪ 2 ،‬شباط ‪ ،1947‬أعمال الكرسي الرسولي‬
‫‪ )1947( 39‬ص ‪ 120‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -140‬بولس السادس‪ ،‬المكان المذكور آنفًا ص ‪.567‬‬

‫‪  -141‬راجع القديس توما المجموعة الالهوتية ‪ 2 ،2‬السؤال ‪ 184‬إجابة عن ‪ 3‬والسؤال ‪ 188‬إجابة عن ‪ .2‬القديس بونافنتوره‪ ،‬الكتيب رقم ‪ ،11‬الدفاع عن الفقراء الفصل ‪ 3 ،2‬طبعة "مؤلفاته"‪ ،‬كراتشي‪ ،‬الجزء ‪ 1898 ،8‬ص ‪ ،245‬أ‪.‬‬

‫‪  -142‬راجع المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬مشروع عن كنيسة المسيح الفصل ‪ 15‬تعليق ‪ ،48‬مانسي ‪ 549 ،51‬وتابع ‪ 619‬وتابع‪ .‬الون الثالث عشر رسالة‪" ،‬في وسط التعزيات" ‪ 23‬كانون األول ‪ ،1900‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1901 – 1900( 33‬ص ‪ .361‬بيوس الثاني عشر‬
‫الدستور العقائدي‪" ،‬عناية األم"‪ 2 ،‬شباط ‪ ،1947‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1947( 39‬ص ‪ 114‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -143‬راجع الون الثالث عشر‪ ،‬الدستور‪ ،‬األحبار الرومانيون ‪ 8‬أيار ‪ ،1881‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1881 – 1889( 13‬ص ‪ .483‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "السنة المقدسة" ‪ 8‬كانون األول ‪ ،1950‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1951( 43‬ص ‪ 28‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -144‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "السنة المقدسة" المكان المذكور آنفًا ص ‪ .28‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬الدستور الرسولي‪" ،‬كرسي الحكمة" ‪ 31‬أيار ‪ ،1956‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1956( 48‬ص ‪ .355‬بولس السادس‪ ،‬المكان المذكور آنفًا ص ‪.571 – 570‬‬

‫‪  -145‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "الجسد السري" في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1943‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1943( 35‬ص ‪ 214‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -146‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب "السنة المقدسة" المكان المذكور آنفًا ص ‪ ،30‬وخطابه "تحت حماية األم" ‪ 9‬كانون األول ‪ ،1957‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1958( 50‬ص ‪ 39‬وتابع‪.‬‬

‫‪  -147‬مجمع فلورنس‪ ،‬قرار لليونانيين‪ ،‬دنتسنغر ‪.)1305( 693‬‬

‫‪  -148‬إلى جانب المستندات القديمة ضد أي صورة من صور استحضار األرواح الخاصة بالبابا اسكندر الرابع (‪ 27‬أيلول ‪ )1258‬راجع الرسالة العامة لمجمع التفتيش المقدس عن سوء استخدام التنويم المغناطيسي (‪ 4‬آب ‪ ،)1856‬أعمال الكرسي الرسولي (‪ )1865‬ص ‪– 177‬‬
‫‪ 178‬دنتسنغر ‪ )2825 – 2823( 1654 – 1653‬إجابة مجمع التفتيش المقدس‪ 24 ،‬نيسان ‪ ،1917‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1917( 9‬ص ‪ ،268‬دنتسنغر ‪.)3642( 2182‬‬

‫‪  -149‬أنظر العرض اإلجمالي لهذه العقيدة للقديس بولس في بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "الجسد السري" في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1943‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1943( 35‬ص ‪ 200‬وأمكنة أخرى‪.‬‬

‫‪  -150‬راجع القديس أغسطينوس‪ ،‬تأمالت في المزامير ‪ ،24 ،85‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ .1099 ،37‬القديس هيرونيموس‪ ،‬كتاب ضد فيجيالنس ‪ ،6‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ .344 ،23‬القديس توما في الحكم الرابع من أحكام القديس توما مميزة ‪ 45‬السؤال الثالث إجابة عن ‪ – 2‬القديس‬
‫بونافنتوره في الحكم الرابع الجزء الرابع من أحكام القديس بونافنتوره مميزة ‪ 45‬بند ‪ 3‬سؤال ‪ ... 2‬إلخ‪.‬‬

‫‪  -151‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "الجسد السري" في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1943‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1943( 35‬ص ‪.245‬‬

‫‪  -152‬راجع كتابات كثيرة في الدياميس الرومانية‪.‬‬

‫‪  -153‬راجع جيالزيوس األول‪ ،‬قرار عن الكتب التي يجب قبولها ‪ ،3‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،160 ،59‬دنتسنغر ‪.)353( 165‬‬

‫‪  -154‬راجع القديس ميتوديوس‪" ،‬الوليمة" الجزء السابع ‪ ،3‬مجموعة الكتبة اليونان المسيحيين ص ‪.74‬‬

‫‪  -155‬راجع بندكتس الخامس عشر‪ ،‬قرار بشأن اإلعتراف بفضائل خادم هللا يوحنا نيبوموشينوس نيومان في دعوة تطويبه وقداسته‪ ،‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1922( 14‬ص ‪ .23‬كثير من خطب بيوس الحادي عشر عن القديسين‪ ،‬الدعوة إلى البطولة‪ ،‬خطب‪ ،‬الجزء ‪ ،3-1‬روما‬
‫‪ 1942 ،1941‬ومتفرقات‪ .‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطب وإذاعة‪ ،‬الجزء العاشر ‪ 1949‬ص ‪.43 – 37‬‬

‫‪  -156‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "وسيط هللا"‪ ،‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1947( 39‬ص ‪.581‬‬

‫‪  -157‬راجع عب ‪7 ،13‬؛ تث ‪50 ،44‬؛ عب ‪ .40 – 3 ،11‬راجع أيضًا بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "وسيط هللا"‪ ،‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1947( 39‬ص ‪.583 – 582‬‬

‫‪  -158‬راجع المجمع الفاتيكاني األول‪ ،‬الدستور عن اإليمان الكاثوليكي‪ ،‬الفصل ‪ ،3‬دنتسنغر ‪.)3013( 1794‬‬

‫‪  -159‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "الجسد السري" في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1943‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1943( 35‬ص ‪.216‬‬

‫‪  -160‬بخصوص العرفان بالجميل نحو القديسين أنفسهم راجع ديال‪ ،‬الكتابات الحفرية الالتينية المسيحية القديمة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬بيروليني ‪ 1925‬رقم ‪ 2382 ،2008‬ومتفرقات‪.‬‬

‫‪  -161‬المجمع التردنتي الدورة ‪ ،25‬اإللتجاء ‪ ...‬إلى القديسين‪ ،‬دنتسنغر ‪.)1821( 984‬‬

‫‪  -162‬كتاب الفرض الروماني‪ ،‬ابتهاالت مكررة بمناسبة عيد جميع القديسين‪.‬‬

‫‪  -163‬راجع مثًال ‪ 2‬تسا ‪.10 ،1‬‬

‫‪  -164‬المجمع الفاتيكاني الثاني‪ ،‬دستور في الليترجيا المقدسة الفصل الخامس رقم ‪.104‬‬

‫‪  -165‬القداس الالتيني‪ ،‬في الصالة التي تتضمن الكالم الجوهري‪.‬‬

‫‪  -166‬مجمع نيقيا الثاني‪ ،‬أعمال ‪ ،7‬دنتسنغر ‪.)600( 302‬‬

‫‪  -167‬مجمع فلورنس‪ ،‬قرار من أجل اليونانيين‪ ،‬دنتسنغر ‪.)1304( 693‬‬

‫‪  -168‬المجمع التردنتي الدورة ‪ ،25‬اإلبتهال إلى ذخائر القديسين والصور المقدسة وإكرامها‪ ،‬دنتسنغر ‪ )1824 – 1821( 988 – 984‬الدورة ‪ ،25‬قرار عن المطهر‪ ،‬دنتسنغر ‪ ،)1830( 983‬الدورة ‪ ،6‬قرار في التبرير‪ ،‬قانون ‪ ،30‬دنتسنغر ‪.)1580( 840‬‬

‫‪  -169‬صالة في مقدمة القداس مسموح بها في بعض األبرشيات‪.‬‬

‫‪  -170‬راجع القديس بطرس كانزيوس‪ ،‬كتاب التعليم المسيحي الكبير أو مجموعة التعاليم المسيحية الفصل ‪( 3‬طبعة ونقدف‪ .‬سترايش) الجزء األول ص ‪ 16 ،15‬رقم ‪ 44‬ص ‪ 101 – 100‬رقم ‪.49‬‬

‫‪  -171‬راجع المجمع الفاتيكاني الثاني‪ ،‬دستور في الليترجيا المقدسة الفصل األول رقم ‪.8‬‬

‫‪  -172‬قانون اإليمان في القداس الروماني‪ ،‬قانون الرسل القسطنطيني‪ ،‬مانسي ‪ .556 ،3‬راجع مجمع أفسس في المكان المذكور ‪( 1130 ،4‬وأيضًا ‪ .)1071 ،4 ،665 ،2‬مجمع خلقيدونية في المكان المذكور ‪ .116-111 ،7‬مجمع القسطنطينية الثاني في المكان المذكور ‪،75 ،9‬‬
‫‪.396‬‬

‫‪  -173‬صلوات الكالم الجوهري في القداس الالتيني‪.‬‬

‫‪  -174‬القديس أغسطينوس عن البتولية المقدسة ‪ ،6‬آباء الكنيسة الالتينية ‪.399 ،40‬‬

‫‪  -175‬راجع البابا بولس السادس‪ ،‬خطاب في المجمع يوم ‪ 4‬كانون األول ‪ ،1963‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1946( 56‬ص ‪.37‬‬

‫‪  -176‬راجع القديس جرمانوس القسطنطيني‪ ،‬عظة في بشارة أم هللا‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،328 ،98‬أ‪ ،‬في رقاد العذراء ‪ ،2‬عمود ‪ .357‬أنستاسيوس األنطاكي عظة ‪ 2‬عن البشارة ‪ ،2‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،1377 ،89‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬عظة ‪ 2 ،3‬عمود ‪1388‬ج‪ .‬القديس أندراوس الكريتي‪،‬‬
‫نشيد في والدة العذراء ‪ ،14‬عمود ‪ ،812‬أ‪ ،‬عظة في رقادها عمود ‪ 1068‬ج‪ .‬القديس سفرونيوس‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ )1312( 97‬في ميالد العذراء‪ ،1 ،‬الصالة الثانية في البشارة ‪ ،18‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 3237 .)3( 87‬ب‪ ،‬ج‪.‬‬

‫‪  -177‬القديس إيريناوس ضد الهراطقة الجزء الثالث ‪ ،4 ،22‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،159 ،7‬أ‪ .‬هارفيه ‪.123 ،2‬‬

‫‪  -178‬القديس إيريناوس في المكان المذكور آنفًا‪ ،‬هارفيه ‪.124 ،2‬‬

‫‪  -179‬القديس إيبيفانوس‪ ،‬الهراطقة ‪ ،18 ،78‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 728 ،42‬ج‪ ،‬د ‪ ،729‬أ‪ ،‬ب‪.‬‬

‫‪  -180‬القديس هيرونيموس‪ ،‬رسالة ‪ ،21 ،22‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ .408 ،22‬راجع القديس أغسطينوس عظة ‪ ،3 ،2 ،51‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،335 ،38‬عظة ‪ 2 ،232‬عمود ‪ .108‬القديس كيرلس األورشليمي‪ ،‬تعليم مسيحي ‪ ،15 ،12‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،741 ،33‬أ ب‪.‬‬
‫القديس يوحنا فم الذهب في المزمور ‪ ،7 ،44‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ .193 ،55‬القديس يوحنا الدمشقي‪ ،‬عظة ‪ 2‬في رقاد العذراء مريم ‪ ،3‬آباء الكنيسة اليونانية ‪.728 ،96‬‬

‫‪  -181‬راجع مجمع الالتيران عام ‪ 649‬قانون ‪ ،3‬مانسي ‪ .1151 ،10‬القديس الون الكبير‪ ،‬رسالة إلى فالفيوس‪ ،‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ .759 ،54‬مجمع خلقيدونية‪ ،‬مانسي ‪ .462 ،7‬القديس أمبروسيوس‪ ،‬تأسيس البتولية‪ ،‬آباء الكنيسة الالتينية ‪.320 ،16‬‬

‫‪about:blank‬‬ ‫‪11/12‬‬
‫‪25/10/2022 10:06‬‬ ‫‪about:blank‬‬
‫‪  -182‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "الجسد السري" في ‪ 29‬حزيران ‪ ،1943‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1943( 35‬ص ‪.248-247‬‬

‫‪  -183‬راجع بيوس التاسع‪ ،‬منشور "الفائق الوصف"‪ 8 ،‬كانون األول ‪ ،1854‬أعمال بيوس التاسع ‪ ،1 ،1‬ص ‪ ،616‬دنتسنغر ‪.)2803( 1641‬‬

‫‪  -184‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬الدستور الرسولي‪" ،‬الكثير السخاء"‪ ،‬في ‪ 1‬تشرين الثاني ‪ ،1950‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ ،)1950( 42‬دنتسنغر ‪ .)3903( 2333‬راجع القديس يوحنا الدمشقي‪ ،‬في رقاد أم هللا عظة ‪2‬و ‪ ،3‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 761 – 721 ،96‬خاصة عمود‬
‫‪ 728‬ب‪ .‬القديس جرمانوس القسطنطيني‪ ،‬في رقاد أم هللا‪ ،‬عظة رقم ‪ ،1‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ ،348 – 340 ،)6( 98‬عظة ‪ ،3‬عمود ‪ .361‬القديس مودستوس األورشليمي‪ ،‬في رقاد القديسة أم هللا‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪.)3312 – 3277 ،22( 86‬‬

‫‪  -185‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "إلى ملكة السماء"‪ 11 ،‬تشرين األول ‪ ،1954‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ ،)1954( 46‬ص ‪ ،636 – 633‬دنتسنغر ‪ 3913‬وتابع‪ .‬راجع القديس أندراوس الكريتي‪ ،‬عظة في رقاد أم هللا الفائقة القداسة‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪– 1089 ،97‬‬
‫‪ .1109‬القديس يوحنا الدمشقي‪ ،‬في اإليمان األرثوذكسي‪ ،‬الجزء الرابع ‪ ،14‬آباء الكنيسة اليونانية ‪.1161 – 1153 ،49‬‬

‫‪  -186‬راجع كليتجن‪ ،‬النص المصحح عن سر الكلمة المتجِّسد‪ ،‬الفصل الرابع‪ ،‬مانسي ‪ .290 ،53‬راجع القديس أندراوس الكريتي "في ميالد مريم" عظة ‪ ،4‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 865 ،97‬أ‪ .‬القديس جرمانوس القسطنطيني "في بشارة أم هللا"‪ ،‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 321 ،98‬ب‪،‬‬
‫ج‪ ،‬في رقاد أم هللا‪ ،‬الجزء الثالث عمود ‪ 361‬د‪ .‬القديس يوحنا الدمشقي "في رقاد العذراء مريم الطوباوية" عظة ‪ ،8 ،1‬آباء الكنيسة اليونانية ‪ 712 ،96‬ب‪ ،‬ج‪ ،713 ،‬أ‪.‬‬

‫‪  -187‬راجع الون الثالث عشر‪ ،‬رسالة عامة "معينة الشعب" في ‪ 5‬أيلول ‪ ،1895‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1896 – 1895( 15‬ص ‪ .303‬القديس بيوس العاشر رسالة عامة "إلى هذا اليوم" في ‪ 2‬شباط ‪ ،1904‬أعمال الجزء األول ص ‪ ،154‬دنتسنغر ‪ .)2370( ،1978‬بيوس‬
‫الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة "الكثير التعاسة" في أيار ‪ ،1928‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1928( 20‬ص ‪ .178‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب باإلذاعة ‪ 13‬أيار ‪ ،1946‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1946( 38‬ص ‪.266‬‬

‫‪  -188‬القديس أمبروسيوس‪ ،‬رسالة ‪ ،63‬آباء الكنيسة الالتينية ‪.1218 ،16‬‬

‫‪  -189‬القديس أمبروسيوس‪ ،‬في شرح إنجيل لوقا ‪ ،7 ،2‬آباء الكنيسة الالتينية ‪.1555 ،15‬‬

‫‪  -190‬راجع الكتاب المنسوب إلى القديس بطرس الدمشقي عظة ‪ ،63‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،1861 ،144‬أ‪ ،‬ب‪ .‬جود فروا للقديس بقطر‪ ،‬في ميالد مريم الطوباوية‪ ،‬مخطوط باريس‪ ،‬مازارين ‪ 1002‬ورقة ‪ 109‬ظهر‪ .‬جرهوه رايشنو‪ ،‬عن مجد وإكرام ابن اإلنسان ‪ ،10‬آباء الكنيسة‬
‫الالتينية ‪ ،1105 ،194‬أ‪ ،‬ب‪.‬‬

‫‪  -191‬القديس أمبروسيوس‪ ،‬المكان المذكور ثم تفسير عن لو ‪ ،25-24 ،10‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ .1810 ،15‬القديس أغسطينوس في يوحنا ‪ ،12 ،3‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،1499 ،35‬راجع عظة ‪ ،3 ،2 ،191‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ 1010 ،38‬إلخ‪ .‬راجع أيضًا الطوباوي بيدا‪ ،‬تفسير‬
‫في لوقا الجزء األول الفصل الثاني‪ ،‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ .330 ،92‬إسحق دي ستال‪ ،‬عظة ‪ ،51‬آباء الكنيسة الالتينية ‪ ،1863 ،194‬أ‪.‬‬

‫‪  -192‬راجع كتاب الفرض الروماني‪ ،‬انتيفونة "تحت ذيل حمايتك"‪ ،‬صالة الغروب األولى لخدمة الطوباوية مريم العذراء‪.‬‬

‫‪  -193‬مجمع نيقيا الثاني عام ‪ ،787‬مانسي ‪ ،379 – 378 ،13‬دنتسنغر ‪ .)601 – 600( 302‬المجمع التردنتي الدورة ‪ ،25‬مانسي ‪.172 – 171 ،33‬‬

‫‪  -194‬راجع بيوس الثاني عشر‪ ،‬خطاب إذاعي يوم ‪ 24‬تشرين األول ‪ ،1954‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1954( 46‬ص ‪ .679‬ورسالة عامة "إلى ملكة السماء" ‪ 11‬تشرين األول ‪ ،1954‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1954( 46‬ص ‪.637‬‬

‫راجع بيوس الحادي عشر‪ ،‬رسالة عامة "كنيسة هللا"‪ 12 ،‬تشرين الثاني ‪ ،1923‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1923( 15‬ص ‪ .581‬بيوس الثاني عشر‪ ،‬رسالة عامة "التاج الالمع" في ‪ 8‬أيلول ‪ ،1953‬أعمال الكرسي الرسولي ‪ )1953( 45‬ص ‪.591 – 590‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪about:blank‬‬ ‫‪12/12‬‬

You might also like