Professional Documents
Culture Documents
نور الأمم
نور الأمم
][AR - BE - CS - DE - EN - ES - FR - IT - HU - LA - LV - PT - SW - ZH
للذكرى الخالدة
نور األمم
Lumen Gentium
الفصل األول
سّر الكنيسة
توطئة
-1المسيح هو نور الّشعوب ،لذلك يرغب المجمع المقّدس الملتئم في الّر وح القدس ،رغبًة حارًة في أن يستنير جميع الناس بنور المسيح المتألق على وجه الكنيسة ،باعتالن اإلنجيل للخليقة كّلها (مر .)15 ،16ولّم ا كانت الكنيسة هي في المسيح بمثابة السّر ،أّي العالمة
واألداة في االّتحاد الّصميم باهلل ووحدة الجنس البشرّي برمّته ،فإنها باالستناد إلى تعليم المجامع الّسالفة ،تروم أن توضح بوجه أدّق ،لمؤمنيها للعالم كّله أجمع ،طبيعتها الذاتّية ورسالتها الجامعة ،وال سيّم ا وإّن األحوال الراهنة تّلح عليها بقضاء هذا الواجب لكي يتمكن الناس من أن
يحقّقوا ،هم أيضًا ،وحدتهم التامة في المسيح ،بعد إذ باتوا اليوم على اّتصال أوثق في ما بينهم بروابط االجتماع والتّقنية والثقافة.
-2إّن اآلب األزلّي ،بتدبير حكمته وجودته الحّر الخفي ،قد أبدع الكون بأسره ،وقضى بأن يرفع الناس إلى مستوى الّشركة في حياته اإللهية ،ولّم ا زّلوا في آدم لم يهملهم ،بل مّد لهم دوًم ا يَد العون حتى ينالوا الخالص ،من أجل المسيح الفادي "الذي هو صورة هللا الغير
المنظور ،والمولود قبل كل خليقة" (قول .)15 ،1ثم إن جميع المختارين الذين سبق اآلب فعرفهم منذ قبل الدهور ،قد "ميّز هم وحّدد أن يكونوا مشابهين لصورة ابنه فيكون بكرًا ألخوة كثيرين" (روم ،)29 ،8وإّن جميع الذين يؤمنون بالمسيح قّر ر أن يدعوهم في الكنيسة المقّدسة،
التي ،بعد إذ بشر بها بالرموز منذ بدء العالم وهّيئت بوجه عجيب بتاريخ شعب اسرائيل والعهد العتيق ،أنشئت في األزمنة األخيرة ،وأعلنت بحلول الروح القدس ،وستتم في المجد في اليوم اآلخر ،وإذ ذاك ،كما ورد في اآلباء القّديسين ،يجتمع عند اآلب ،في الكنيسة الجامعة ،جميع
الصّديقين منذ آدم" ،من هابيل الباّر إلى آخر مختار".
رسالة االبن
-3فقد أتى االبن إذن ،وقد أرسله اآلب الذي اصطفانا فيه من قبل إنشاء العالم ،وقضى بأن نكون ابناًء بالتبّني ،ألنه شاء أن يجمع فيه كّل شيء (أف 5 -4 ،1و .)10وعمًال بمشيئة اآلب أنشأ المسيح على األرض ملكوت هللا ،وكشف لنا عن سّر ه ،وحّقق بطاعته فداءنا.
وبدأت الكنيسة ،أّي ملكوت المسيح الحاضر حضورًا سرّيًا ،تنمو بقدرة هللا في العالم ،نموًا ظاهرًا .وهذان االبتداء والنمو يرمز أليهما الدم والماء الخارجان من جنب يسوع المطعون على الصليب (يو ،)34 ،19وتشير إليهما كلمات الرّب في موته مصلوبًا" ،وأّم ا أنا فمتى ارتفعت
عن األرض اجتذبت إلّي كل شيء" (يو .)32 ،12ومن ثّم فكل مرة تقام على المذبح ذبيحة الصليب التي "ذبح بها المسيح فصحنا" ( 1قور ،)7 ،5يتّم عمل افتدائنا ،وكذلك تتمثل ،في سّر الخبز اإلفخارستي ،وحدة المؤمنين الذين يؤلفون في المسيح جسدًا واحدًا ( 1قور ،)17 ،10
وتتحّقق .فإلى االتحاد بالمسيح الذي هو نور العالم ،والذي نحن منه ،وبه نحيا ،وإليه المصير ،دعي الناس كّلهم أجمعون.
-4ولّم ا أنجز العمل الذي كّلف اآلب ابنه تحقيقه على األرض (يو ،)4 ،17أرسل الروح القدس ،في يوم العنصرة ،لكي يقّدس الكنيسة في استمرار ،فيكفل للمؤمنين الّدخول إلى اآلب بالمسيح في وحدة الروح (أف .)18 ،2فإنه هو روح الحياة ،والنبع المتدّفق ماًء للحياة
األبّدية (يو 14 ،4؛ .)39 -38 ،7وبه يعطي اآلب الحياة للذين أماتتهم الخطيئة ،إلى يوم يبعث في المسيح أجسادهم المائتة (روم .)11 -10 ،8والروح يسكن في الكنيسة وفي قلوب المؤمنين كما في هيكل (را 1 .قور 16 ،3؛ ،)19 ،6وفيهم يدعو ،ولهم يشهد بأنهم أبناء هللا بالتبّني
(را .غل 6 ،4؛ روم 16 -15 ،8و .)26وهذه الكنيسة التي يرشدها إلى الحقيقة كّلها (يو )13 ،16ويكفل لها وحدة الشركة والخدمة الّر وحية ،يجهّز ها ويقودها بمختلف المواهب ،مواهب الّسلطة ومواهب المّنة ،ويزّينها بثماره (أف 12 -11 ،4؛ 1قور 4 ،12؛ غل ،)22 ،5ثّم إنه
بقّو ة اإلنجيل يحفظ للكنيسة شبابها ،ويجّددوا في استمرار ،سائرًا بها إلى تمام االتحاد بعريسها ،ذلك بأّن الروح والعروس يقوالن للّر ب يسوع" ،هّلم" (رؤ .)17 ،22
وهكذا تظهر الكنيسة الجامعة "شعبًا يستمّد وحدته من وحدة اآلب واالبن والروح القدس".
ملكوت هللا
-5وسّر الكنيسة المقّدسة يتجّلى في تأسيسها .فالرّب يسوع أنشأ الكنيسة بإعالنه البشرى السعيدة ،أّي مجيء ملكوت هللا الموعود في األسفار المقّدسة منذ الدهور" ،فإّن الزمان قد تّم ،وملكوت هللا ههنا" (مر 15 ،1؛ را .متّى .)17 ،4ويتجّلى هذا الملكوت على عيون الّناس
في كالم المسيح ،وأعماله ،وحضوره ،فكلمة الّر ب قد شّبهت بزرع يزرع في الحقل (را .مر ،)14 ،4فالذين يصغون إليها بإيمان وينضوون إلى قطيع المسيح الصغير (لو ،)32 ،12ينالون هذا الملكوت بالذات .ثّم إّن الّز رع ينبت بقّو ته الذاتية ،وينمو إلى يوم الحصاد (مر -26 ،4
.)29أّم ا معجزات يسوع فهي الدليل على أّن الملكوت قد أتى على األرض" ،فلئن كنت بإصبع هللا أخرج الشياطين فألّن ملكوت هللا قد أتى في ما بينكم" (لو 20 ،11؛ را .مّتى .)28 ،12بيد أّن الملكوت قد تجّلى أّو ل ما تجّلى ،في شخص المسيح بالذات ،ابن هللا وابن اإلنسان ،الذي
"انما أتى ليخدم ،ويبذل نفسه فديًة عن الجماعة" (متى .)45 ،10ولّم ا نهض يسوع حّيًا ،بعد ما قاسى الموت صلبًا ألجل الناس ،ظهر منّصبًا ربًا ومسيحًا وحبرًا إلى األبد (را .رسل 36 ،2؛ عب 6 ،5؛ ،)21 -17 ،7وأفاض على تالميذه الروح الذي وعد به اآلب (را .رسل .)33 ،2
ومن ثّم فالكنيسة ،وقد جّه زت بمواهب مؤسسها ،وتسلك بأمانة في حفظ وصاياه في المحّبة والتواضع والكفر بالذات ،تسّلمت رسالة الدعوة بملكوت هللا والمسيح ،وإنشائه في جميع األمم ،فكانت على األرض بذرة هذا الملكوت وبدأه .غير أّنها فيما كانت تنمو شيئًا فشيئًا كانت تصبو
إلى هذا الملكوت ،راجيًة ومتمنيًة بكّل قواها أن تتحد بملكها في المجد.
-6وكما أّن الوحي بالملكوت كثيرًا ما ورد في العهد العتيق على وجوه من التمثيل ،كذلك ،اليوم أيضًا ،يعّر ف إلينا جوهر الكنيسة الصميم بصور متنوعة ،مقتبسة من حياة الّر عاية ،أو الّز راعة ،أو البناء ،بل حّتى من الحياة العائلية أو الّز واج ،ولها جذور في كتب األنبياء.
فالكنيسة هي الحظيرة التي إنّم ا المسيح بابها الذي ال باب سواه وال بّد منه (را .يو ،)10 -1 ،10وهي القطيع الذي أعلن هللا من قبل أّنه سيكون هو راعيه (أش 11 ،40؛ حز 11 ،34وما بعده) ،والذي يتعّه د نعاجه ويغّذيها -وإن يكن على رأسها رعاة بشر -هو المسيح بالذات،
الّر اعي الصالح ورأس الّر عاة (را .يو 11 ،10؛ 1بط )4 ،5الذي بذل نفسه عن نعاجه (را .يو .)15 -11 ،10
وهي األرض التي يزرعها هللا ،وحقله ( 1قور .)9 ،3وفي هذا الحقل تنمو الّز يتونة القديمة التي كان اآلباء أصلها المبارك ،والتي بها جرت وستجرى المصالحة بين اليهود واألمميّين (روم .)26 -13 ،11وقد زرعها الكّر ام السماوّي كرمًة مختارة (مّتى ،43 -33 ،21را .أش 1 ،4
وما بعده) .والكرمة الحقيقية هي المسيح الذي يعطي الحياة والخصب لألغصان ،أّي لنا نحن الذين بالكنيسة نثبت فيه ،وبدونه ال نستطيع شيئًا (را .يو .)5 -1 ،15
وكثيرًا ما تنعت الكنيسة بانها بناء هللا ( 1قور ،)9 ،3والرّب نفسه شّبه نفسه بالحجر اّلذي َر َذله البّناؤون ولكّنه صار رأس الّز اوية (مّتى .)42 ،21وعلى هذا األساس بنى الّر سل الكنيسة ( 1قور ،)11 ،3ومنه ثباتها وتالحمها .وقد خّص هذا البناء بتسميات متنوعة ،فهو بيت هللا (1
طيم )15 ،3الذي تسكن فيه أسرته ،وهو مسكن هللا في الروح (أف ،)22 -19 ،2وخباء هللا في الناس (را .رؤ ،)3 ،21وهو بخاصة الهيكل المقّدس ،الممّثل بالمعابد من حجارة ،الذي أشاد به اآلباء ،وتشّبهه الليتورجيا بحق بالمدينة المقّدسة ،أورشليم الجديدة .ذلك بأننا كالحجارة
الحّية في بنائها على األرض (را 1 .بط .)5 ،2وهي تلك المدينة المقّدسة التي شاهدها يوحنا ،في ساعة تجديد الكون ،نازلًة من السماء ،من عند هللا ،مهيأًة كالعروس المزّينة لعريسها (رؤ 1 ،21وما بعده).
وسمّيت الكنيسة أيضًا "أورشليم العليا" (غل 26 ،4؛ رؤ )17 ،12و"أّم نا" ،ونعتت بالعروس التي ال عيب فيها للحمل الذي ال عيب فيه (رؤ 7 ،19؛ 2 ،21و9؛ ،)17 ،22التي "أحبها المسيح وأسلم ذاته ألجلها لكي يقّدسها" (أف ،)26 ،5واقترن بها بعهد ال ينفصم ،و"يغّذيها،
ويعتني بها" (أف .)29 ،5وبعدما طّه رها أراد أن تتحد به وتخضع له في الحّب واألمانة (أف ،)24 ،5وأخيرًا ،أسبغ عليها إلى األبد نعمًا سماويًة لكي ندرك حّب هللا والمسيح لنا ،وهو حب يسمو على كّل معرفة (أف .)19 ،3بيد أّن الكنيسة تحسب نفسها ،ما دامت في طريقها على
األرض بعيدًا عن الّر ب ( 2قور ،)6 ،5أّنها في المنفى ،بحيث إّنها تنشد وتشتهي العلوّيات حيث المسيح جالس إلى يمين هللا ،إلى أن تتجّلى الكنيسة مع عريسها في المجد (را .قول .)4 –1 ،3
-7ثم إّن ابن هللا افتدى اإلنسان في الّطبيعة البشرّية التي اّتحد بها ،بانتصاره بموته على الموت وبقيامته ،وحّو له خليقًة جديدًة (غل 15 ،6؛ 2قور .)17 ،5وإذ أحّل روحه على إخوته الذين دعاهم من جميع األمم جعلهم جسدًا سرّيًا له.
وفي هذا الجسد تنتشر حياة المسيح في المؤمنين الذين باألسرار يّتحدون سّر يًا ولكن حقيقًة ،بالمسيح المتألم والممجد ،فبالمعمودية نصير على شبه المسيح "إذ إنّنا قد اعتمدنا جميعًا في الروح الواحد لنكون جسدًا واحدًا" ( 1قور ،)13 ،12فإن هذه الّر تبة المقّدسة تمثل اّتحادنا بموت
المسيح وقيامته ،وتحّققه .ذلك بأّننا "دفّنا معه بالمعمودية في موته" .ولئن "كّنا قد صرنا معه كيانًا واحدًا بشبه موته فإّننا نصيره أيضًا بشبه قيامته" (روم .)5 -4 ،6وإذ نشترك حقًا في جسد الرب ،في كسر الخبز اإلفخارستّي ،نرتفع إلى الشركة معه وفي ما بيننا .و"إذ ليس سوى خبز
واحد فإننا جميعًا جسد واحد ،نحن المشتركين في هذا الخبز الواحد" ( 1قور ،)17 ،10وهكذا نصير جميعًا أعضاء هذا الجسد (را 1 .قور )27 ،12و"أعضاًء بعضنا لبعض" (روم .)5 ،12
وكما أّن أعضاء الجسد البشرّي ال تؤّلف ،على تعّددها ،إّال جسدًا واحدًا ،كذلك أيضًا المؤمنين في المسيح (را 1 .قور .)12 ،12ثم إّنه في عمل بناء جسد المسيح تتنوع األعضاء والوظائف .فإّنه واحد الروح الذي يوّز ع مواهبه ،بحسب غناه ومستلزمات الخدم ،لفائدة الكنيسة (را1 .
قور .)11 -1 ،12ومن بين هذه المواهب تحتل النعمة التي منحت للّر سل المحّل األول ،فالروح عينه يخضع لسلطانهم أصحاب المواهب أنفسهم ( 1قور .)14وهو الروح عينه -الذي يوّحد الجسد بقّو ته وبترابط األعضاء الصميم -يوّلد المحبة بين المؤمنين وينّم يها .لذلك إذا تأّلم عضو
تأّلمت األعضاء كّلها معه ،وإذ أكرم عضو فرحت األعضاء كّلها معه (را 1 .قور .)26 ،12
ورأس هذا الجسد هو المسيح الذي هو صورة هللا الغير المنظور ،وبه كّو نت األشياء كّلها .إّنه قائم قبل جميع األشياء ،وبه قيام كّل شيء .إّنه رأس الجسد الذي هو الكنيسة .إّنه المبدأ ،والبكر بين األموات ،لكي يكون له األولّية في كّل شيء (را .قول .)18 -15 ،1بعظمة قدرته يسود
على ما في السماء وما في األرض ،وبكماله وفعله المطلق يمأل الجسد كّله بغنى مجده (أف .)23 -18 ،1
فعلى جميع األعضاء أن تسعى للتمّثل به إلى أن يتكون المسيح فيها (را .غل .)19 ،4من أجل ذلك أشركنا في أسرار حياته ،وصّو رنا على مثاله ،ونموت ونبعث معه ،إلى أن نملك معه (را .فيل 21 ،3؛ 2طيم 11 ،2؛ أف .)6 ،2وما دمنا في سفر على األرض ،نترّسم خطواته في
الشّدة واالضطهاد ،فإنّنا نشترك في آالمه اشتراك الجسد في الرأس ،متأّلمين معه لنتمّجد معه (روم .)17 ،8ومنه "يستمد الجسد كّله ،بأليافه ومفاصله ،الترابط والتالؤم ،ليبلغ نموه في هللا" (قول .)19 ،2وهو الذي يوزع بال انقطاع في جسده ،أّي في الكنيسة ،مواهب الخدم التي بها
نتبادل ،بقوّته ،الخدمات المجدية للخالص ،حّتى إذا ما صدقنا في المحّبة ننمو في كّل شيء في اتجاه من هو رأسنا (را .أف 16 -11 ،5يوناني).
ولكي نتجّدد فيه باستمرار (أف )23 ،4آتانا أن نشترك في روحه ،الذي إذ هو واحد وهو عينه في الرأس وفي األعضاء ،يحيي الجسد كّله ،ويوّحده ،ويحّر كه ،حّتى لقد شّبه اآلباء القّديسون فعله بوظيفة الروح التي هي مبدأ الحياة في الجسد .ثّم إّن المسيح يحّب الكنيسة من حيث هي
عروسه ،جاعًال من نفسه غرارًا للزوج الذي إذ يحّب زوجته يحّب جسده الخاص (أف ،)28 -25 ،5وأّم ا الكنيسة نفسها فتخضع لرأسها (أف " .)24 -23 ،5ولّم ا كان كّل ملء الّالهوت قد حّل فيه جسدّيًا" (قول )9 ،2فإنه يمأل بمواهبه اإللهية الكنيسة التي هي جسده وملئه (أف ،1
)23 -22لكي تسعى وتبلغ ملء هللا كامًال (را .أف .)19 ،3
-8وإّن المسيح ،الوسيط الواحد ،قد أقام على هذه األرض كنيسته مقّدسًة ،شركة إيمان ورجاء ومحبة ،هيكًال عضويًا منظورًا ،وهو يسندها على الدوام ،ويفيض بها على الجميع الحقيقة والنعمة .بيد أّن هذا المجتمع المجّه ز بأعضاء ذوي سلطات ،جسد المسيح السّر ي،
الجماعة المنظورة والشركة الروحية ،كنيسة األرض والكنيسة الغنّية بنعم السماء ،يجب أّال يعّد حقيقتين ،بل هو حقيقة واحدة مركبة ،ذات عنصرين بشرّي وإلهّي .ومن ثّم فليس من قبيل العبث في القياس أن يشّبه بسّر الكلمة المتجّسد .فكما أّن الطبيعة التي تدّر ع بها الكلمة اإللهّي
يستخدمها أداًة حّيًة للخالص مّتحدًة به اّتحادًا ال ينفصم ،كذلك أيضًا المركب العضوّي المجتمعّي الذي تتأّلف منه الكنيسة يستخدمه روح المسيح ،الذي يحييه ،سبيًال إلى نمّو الجسد (أف .)16 ،4
تلك هي كنيسة المسيح الواحدة التي نعترف بها في قانون اإليمان بأّنها واحدة مقّدسة جامعة رسولّية ،والتي سّلمها مخّلصنا بعد قيامته إلى بطرس لكي يكون لها راعيًا (يو ،)17 ،21والتي أناط ببطرس وسائر الرسل أمر نشرها وقيادتها (را .مّتى 18 ،28وما بعده) ،والتي أقامها
على الّدوام "عمودًا للحقيقة وقاعدًة لها" ( 1طيم .)15 ،3هذه الكنيسة التي أنشئت ونّظمت كمجتمع في هذا العالم إنّم ا تستمّر في الكنيسة الكاثوليكّية التي يسوسها خليفة بطرس واألساقفة الذين هم على الشركة معه ،وإن تكن عناصر عديدة للتقديس والحقيقة ال تزال قائمًة خارج هيكلها
ًا أ
about:blank 1/12
25/10/2022 10:06 about:blank
العضوّي المنظور ،من حيث هي مواهب خاصة بكنيسة المسيح ،إلى الوحدة الكاثوليكية .ولّم ا كان المسيح قد تّم م عمله الفدائي في الفقر واالضطهاد فإن الكنيسة قد دعيت هي أيضًا إلى انتهاج هذه الطريق عينها لكي تشرك الناس في ثمار الخالص .فالمسيح يسوع "إذ كان في حالة هللا
ال شيء ذاته ،آخذًا حالة عبد" (فيل ،)7 -6 ،2وألجلنا" ،هو الغني ،صار فقيرًا" ( 2قور ،)9 ،8كذلك الكنيسة أيضًا ،فإنها على كونها تفتقر إلى موارد بشرّية للقيام برسالتها ،لم توجد لتطلب المجد الدنيوي ،بل لتعّلم بمثالها أيضًا ما التواضع والكفر بالذات .فالمسيح قد أرسله اآلب
"ليبشر المساكين ويجير القلوب الكسيرة" (لو )18 ،4و"يطلب ويخلص ما كان هالكًا" (لو ،)10 ،19كذلك الكنيسة تغمر بحّبها جميع الذين يرهقهم الضعف البشرّي بل ترى في الفقراء والمتأّلمين صورة مؤّسسها الفقير المتألم ،وتعمل جاهدًة على تلطيف بؤسهم ،وتريد أن تخدم
المسيح فيهم .ولكن فيما المسيح "القّدوس البريء وال عيب فيه" (عب )26 ،7لم يعرف الخطيئة ( 2قور )21 ،5بل أتى ليكّفر عن خطايا الشعب فقط (عب ،)17 ،2فإّن الكنيسة التي تضم في حضنها الخطأة هي ،في آن واحد ،مقّدسة ومفتقرة دائمًا إلى الّتطهير ،وال تني عاكفًة على
التوبة والتجّدد .والكنيسة "تواصل طريقها ما بين اضطهادات العالم وتعزيات هللا" ،مبّشرًة بصليب الرّب وموته إلى أن يأتي (را 1 .قور .)26 ،11إنّم ا تتقّو ى بقوة الّر ب الّناهض من الموت ،لكي تتغّلب بالصبر والمحّبة على مضايقها ومصاعبها التي من الّداخل ومن الخارج،
وتكشف للعالم بأمانة سّر الّر ب الذي لن ينفّك يغشاه الظّل إلى أن يتجّلى في النهاية في وضح الّنور.
الفصل الثاني
شعب هللا
-9إّن من يّتقي هللا ويعمل البّر ،في كّل زمان وكّل أّم ة ،لمقبول عند هللا (را .رسل .)35 ،10وإّنما شاء هللا أن يقّدس الناس ويخّلصهم ،ال متفّر قين بدون ما ترابط في ما بينهم ،بل أراد أن يجعلهم شعبًا يعرفه في الحقيقة ويخدمه في القداسة.
فاختار لنفسه شعب إسرائيل شعبًا ،وقطع معه عهدًا ،ونّشأة شيئًا فشيئًا ،مظهرًا له نفسه ومقاصده في غضون تاريخه ،ومقّدسًا إّياه لنفسه .بيد أن هذا كّله كان على سبيل التهيئة والرمز للعهد الجديد الكامل الذي سيبرم في المسيح ،وللوحي الكامل الذي سينزل به كلمة هللا المتجسد نفسه:
"ها إّنها تأتي أيام ،يقول الرّب ،أقطع فيها مع آل إسرائيل وآل يهوذا عهدًا جديدًا… فأجعل شريعتي في أحشائهم ،واكتبها في قلوبهم ،وأكون إلههم ويكونون شعبي … وكلهم سيعرفونني من أكبرهم إلى أصغرهم ،يقول الرّب " (إر .)34 -31 ،31فهذا العهد الجديد هو العهد الذي
أبرمه المسيح ،العهد الجديد بدمه ( 1قور ،)25 ،11داعيًا اليهود واألمميّين ليجعل منهم شعبًا يجتمع في الوحدة ،ال يحسب الجسد بل بحسب الروح ،ويصير شعب هللا الجديد .ومن ثّم فإّن الذين يؤمنون بالمسيح -وقد ولدوا ثانيًة ال من زرع قابل الفساد بل من زرع ال يفسد ،وهو كلمة
هللا الحّي (را 1 .بط ،)23 ،1وال من الجسد بل من الماء والروح القدس (يو )6 -5 ،3أقيموا أخيرًا "ذرّيًة مختارًة ،كهنوتًا ملوكّيًا ،أّم ًة مقّدسًة ،شعبًا مقتنى… لم يكونوا من قبل شعبًا فصاروا اليوم شعب هللا ( 1بط .)10 -9 ،2
فهذا الشعب المسيحانّي رأسه المسيح "الذي أسلم من أجل خطايانا وقام ألجل برّنا" (روم ،)25 ،4الذي ،بعد إذ نال اسمًا ال اسم فوقه ،يملك اآلن مجيدًا في السماوات .وهذا الشعب حاله حال الكرامة وحرّية أبناء هللا ،في قلوبهم يسكن الروح القدس سكناه في هيكله .وشريعته الوصية
الجديدة ،أن يحّب كما أحبنا المسيح نفسه (يو .)34 ،13وغايته أخيرًا ملكوت هللا الذي بدأه هللا نفسه على األرض ،وعليه أن يمتّد من بعد إلى أن يتّم ه هللا نفسه ،في آخر الزمان ،عندما يظهر المسيح حياتنا (را .قول " ،)4 ،3وتعتق الخليقة من عبودية الفساد إلى حّر ية مجد أبناء هللا"
(روم .)21 ،8وهذا الشعب المسيحانّي ،وإن كان بعد ال يضّم في الواقع جميع الناس ،ويبدو في الغالب بمظهر القطيع الصغير ،فهو مع ذلك للجنس البشري برّم ته ،نواة وحدة ورجاء وخالص بالغ الفعالّية .لقد أقامه المسيح شركة حياة ومحّبة وحقيقة ،وهو في يده أيضًا أداة الفداء
لجميع الناس ،وأرسله في العالم كّله نورًا للعالم وملحًا لألرض (را .مّتى .)16 -13 ،5
وكما أّن اسرائيل بحسب الجسد قد دعي ،فيما كان سالكًا في القفر ،بكنيسة هللا (تث 1 ،23وما بعده) ،كذلك اسرائيل الجديد ،السالك في الدهر الحاضر في طلب اآلتية الباقية (عب ،)14 ،13قد دعي هو أيضًا بكنيسة المسيح (را .مّتى ،)18 ،16ألنه هو الذي اقتناه بدمه (رسل ،20
،)28ومألها من روحه ،وجّه زها بالوسائل المؤاتية ألجل اّتحادها الظاهر المجتمّعي .فإّن هللا قد دعا جماعة الذين في اإليمان ينظرون إلى يسوع ،صانع الخالص ومبدأ الوحدة والسالم ،وأنشأ منهم الكنيسة لكي تكون للجميع ولكّل واحد منهم السّر المنظور لهذه الوحدة الخالصّية .ولّم ا
كان عليها أن تمتّد إلى جميع المناطق دخلت تاريخ البشر على كونها تتخطى حدود الشعوب في الزمان والمكان .وإذ تسلك الكنيسة طريقها في وسط المحن والشدائد يعضدها هللا بقّو ة نعمته التي وعدها الرّب بها لئال تخّل باألمانة الكاملة بسبب وهن الجسد ،بل تظّل لرّبها العروس
الخليقة به ،وتستمّر على التجّدد الذاتي بفعل الروح القدس إلى أن تبلغ في طريق الصليب النور الذي ال يعقبه غروب.
-10إّن المسيح الرب ،الحبر المأخوذ من بين الناس (عب ،)5 -1 ،5قد جعل من الّشعب الجديد "ملكوتًا وكهنًة هلل أبيه" (رؤ 6 ،1؛ .)10 -9 ،5ذلك بأن المعّم دين قد تكّر سوا بالميالد الثاني ومسحة الروح القدس لكي يكونوا مسكنًا روحيًا وكهنوتًا مقّدسًا ،ويقّر بوا بعملهم
المسيحّي كّله قرابين روحيًة ،ويعلنوا قدرة ذاك الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب ( 1بط .)10 -4 ،2فليقّر ب إذن جميع تالميذ المسيح أنفسهم ،مواظبين على الصالة وحمد هللا (رسل ،)47 -42 ،2قرابين حّيًة ،مقّدسًة ،مرضيًة هلل (روم ،)1 ،12ويشهدوا للمسيح في كّل
مكان ،ويقيموا الدليل ،في كل مطلب ،على الرجاء الذي فيهم للحياة األبدية ( 1بط .)15 ،3إّن كهنوت المؤمنين المشترك وكهنوت الخدمة الراعوّية أو الرئاسة ،مترابطان كالهما باآلخر وان اختلفا في الجوهر ال في الدرجة فقط ،ذلك بأن كال هذا وذاك يشتركان ،كّل على نحو خاّص ،
في كهنوت المسيح الواحد .فكهنوت الخدمة ينشئ ،بما له من سلطان مقّدس ،الشعب الكهنوتي ،ويقوده ،ويقيم ،في وظيفة المسيح ،الذبيحة اإلفخارستّية ،ويقّر بها إلى هللا باسم الشعب كّله .وأما المؤمنون فيشتركون بكهنوتهم الملوكّي في تقديم اإلفخارستّيا ،ويمارسون هذا الكهنوت
بقبولهم األسرار ،ثم بالصالة والحمد وشهادة السيرة المقّدسة ،ثم بالكفر بالذات والمحّبة الفّعالة.
-11تتجسد ميزة الجماعة الكهنوتية في قدسيتها ونظاميتها باألسرار والفضائل .والمؤمنون الذين دخلوا في الكنيسة بالعماد قد اقتبلوا وسمًا يخولهم حقًا العبادة الدينية المسيحية .ولما أصبحوا أبناء هللا بالميالد الجديد ،أخذوا على عاتقهم أن يقروا أمام الناس باإليمان الذي اقتبلوه
من هللا بواسطة الكنيسة .ولقد غدا ارتباطهم وثيقًا بالكنيسة وذلك بواسطة سر التثبيت .واغتنوا بقوة الروح القدس الخاصة ،وهكذا صار عليهم بنوع خاص ان ينشروا االيمان ويدافعوا عنه بالقول والفعل شهودًا حقيقيين للمسيح .وباشتراكهم في ذبيحة االفخارستيا ،ينبوع وقمة كل حياة
مسيحية ،يقدمون هلل الذبيح االلهي ويقدمون ذواتهم معه .وهكذا بالتقدمة كما بالتناول المقدس ،يأخذ الكل حصته من العمل الطقسي ال على السواء بل على النحو الذي له وبالنتيجة يتجددون بجسد المسيح ،بالمائدة المقدسة ،وُيظهرون ،بشكل جلي ،وحدة شعب هللا التي يعنيها ويحققها
تمامًا وبنوع عجيب هذا السر العظيم.
واولئك الذين يتقدمون من سر التوبة يقتبلون فيه من رحمة هللا غفرانًا عن االساءة التي الحقوها به ،ويتصالحون ،في الوقت عينه ،مع الكنيسة التي جرحوها بخطيئتهم والتي ندأب في العمل على توبتهم بالمحبة ،والمثل ،والصالة ،وبمسحة المرضى المقدسة وصالة الكهنة تكل الكنيسة
جمعاء امر المرضى الى الرب المتألم والممجد ،ليخفف عنهم ويخلصهم (را .يع .)16 –14 ،5وفضًال عن ذلك ،انها تحثهم على االشتراك بكل حرية في آالم المسيح وموته (را .روم 17 ،8؛ قول ،)24 ،1فيسهمون هكذا بدورهم في خير شعب هللا .واما المؤمنون الذين وسموا
بالكهنوت المقدس انما اقيموا باسم المسيح ليرعوا الكنيسة بكلمة هللا ونعمته .وبقوة سر الزواج الذي يؤهلهم ليرمزوا عن سر الوحدة والحب الخصب المتبادل بين المسيح والكنيسة ويشتركون فيه (را .أف ،)32 ،5يتعاون االزواج المسيحيون على تقديس الحياة الزوجية بتقبلهم االوالد
وتربيتهم .ولهم في حالتهم هذه وعلى مستواهم ،المواهب الخاصة في شعب هللا .وعن اتحادهم تنبثق العائلة حيث يولد اعضاء المجتمع البشري الجدد الذين يصبحون بالعماد وبنعمة الروح القدس ابناء هللا ،وهكذا يدوم شعب هللا الى مدى الدهور .ففي هذا البيت الذي هو شبه كنيسة،
على الوالدين ان يكونوا ألوالدهم بالقول والمثل مبشري االيمان األولين ،وذلك خدمة لدعوة كل واحد منهم الخاصة ،وبنوع أخص للدعوة المقدسة.
وإن كل المؤمنين بالمسيح المزودين بوسائل خالصّية غزيرة وعظيمة ،أيًا كان وضعهم وحالهم ،يدعوهم هللا ،كل حسب طريقه ،الى قداسة تجد كمالها في اآلب بالذات.
-12يشارك شعب هللا المقدس ايضًا في مهمة المسيح النبوية ،فينشر قبل كل شيء شهادة حية بعيش ايمانه ومحبته ،ويقرب هلل ذبيحة الحمد ،ثمرة شفاه تعترف باسمه (را .عب .)15 ،13ولما كان لجمع المؤمنين مسحة من القدوس (را 1 .يو 20 ،2و ،)27فانهم ال يستطيعون
ان يضلوا في االيمان .وإنهم يعبرون عن هذه الميزة الخاصة التي يملكون بواسطة الذوق الفائق الطبيعة إليمان الشعب بكلتيه ،وذلك بأن يجمعوا اجماعًا شامًال "من االساقفة حتى آخر علماني مؤمن" ،على حقائق االيمان واالخالق .فبفضل ذوق االيمان هذا ،الذي يوقظه روح الحق
ويعضده ،وتحت قيادة السلطة التعليمية المقدسة التي إذا ما ُأديت لها الطاعة بأمانة ،قبل شعب هللا ال كالمًا بشريًا بل حقًا كالم هللا (را 1 .تس ،)13 ،2فيتمسك تمسكًا متينًا باإليمان الذي سلم نهائيًا الى القديسين (را .قض ،)3ويتعمق في فهمه تعمقًا متزايدًا ،إذ يفكر فيه تفكيرًا قويمًا
ويعمل به في حياته بالتمام.
وال يتوقف الروح عينه على ان يقدس شعب هللا باألسرار والخدام ،وان يقوده ويزينه بالفضائل ،بل عالوة على ذلك ,يوزع بين المؤمنين من كل درجة "مقسمًا عطاياه ،كيف شاء ،على كل واحد" ( 1قور ،)11 ،12نعمًا خصوصية تجعله اهًال ومستعدًا لتحمل التبعات المختلفة والخدم
المفيدة لتجديد الكنيسة وانتشارها ،على ما جاء "ان كل واحد انما يعطى اظهار الروح للمنفعة العامة" ( 1قور ،)7 ،12فهذه المواهب من األكثر بهاء الى األشد بساطة ،حتى الى األوسع انتشارًا ،يجب ان تقبل بالشكر وان تحمل التعزية ،اذ انها قبل كل شيء قد أتت طبقًا لحاجات
الكنيسة مجاوبة عليها .على انه ليس من الفطنة ان تطلب العطايا الخارقة ،وانه الدعاء ان نرجو من هذا القبيل ثمرة االعمال الرسولية .إنما يعود للمسؤولين في الكنيسة ان يحكموا في أصالة هذه العطايا وحسن استعمالها .وحري بهم خاصة ال ان يطفئوا الروح ،بل ان يمتحنوا كل
شيء ،ليتمسكوا بما هو حسن (را 1 .تس 12 ،5و.)21 -19
-13إن كل الناس مدعوون ليكونوا شعب هللا الجديد .لذلك على هذا الشعب ان يمتد الى العالم بكامله والى آخر الدهر ،مع بقائه واحدًا ووحيدًا ليكمل ما دّبرته ارادة هللا التي خلقت الطبيعة االنسانية واحدة منذ البدء ،وقررت ان تجمع أخيرًا الى واحد ابناء ذلك الشعب المشتتين
(را .يو .)52 ،11لهذه الغاية أرسل هللا ابنه الذي جعله وارثًا لكل شيء (را .عب )2 ،1كي يكون للكل معلمًا ،وملكًا ،وكاهنًا ،ورأسًا لشعب أبناء هللا الجديد والشامل .وأخيرًا أرسل هللا لهذه الغاية روح ابنه ،الرب المحيي ،الذي هو للكنيسة جمعاء ،لجميع المؤمنين ولكل فرد منهم،
مبدأ تجمعهم ووحدتهم في تعليم الرسل ،والشركة األخوية ،وكسر الخبز والصلوات (را .رسل 42 ،2يوناني).
وهكذا إن شعب هللا الواحد لموجود بين شعوب األرض قاطبة ،ألنه من هذه الشعوب جميعها أخذ أعضاءه ،مواطني مملكة ليست من طبيعة ارضية بل سماوية .وبالفعل فإن كل المؤمنين المنتشرين في العالم يشتركون مع اآلخرين في الروح القدس" .وهكذا فإن الساكن في روما يعرف
أن الهنود هم اعضاء بالنسبة اليه" .وبما أن مملكة المسيح ليست من هذا العالم (را .يو )36 ،18فالكنيسة ،أو شعب هللا بدء ذلك الملكوت ،ال يتنكر لشيء من ثروات الشعوب الزمنية ،بل بالعكس يعززه ويتبنى مقدرات تلك الشعوب وثرواتها وطرق معيشتها بقدر ماهي خيرة .وبهذا
التبني يطهرها ويقويها ويرفعها ،فتذكر ان عليها ان تجتمع بذلك الملك ،من اليه اعطيت االمم ميراثًا (را .مز ،)8 ،2ومن الى مدينته تحمل االمم الهدايا والتقادم (را .مز 10 ،)72( 71؛ أش .)7 -4 ،60وطابع الشمول الذي يجمل شعب هللا هو عطية الرب عينه .بفضله تحاول
الكنيسة الكاثوليكية بصورة فعالة ومستمرة أن تجمع البشرية بكاملها وكل خيورها تحت المسيح الرأس في وحدة روحه .
وبقوة هذه الكثلكة يحمل كل جزء لآلخرين وللكنيسة عطاياه الخاصة ،بنوع ان الكل واألجزاء منفردة تنمو بمقايضة شاملة متبادلة وبجهد مشترك نحو ملء الوحدة .لهذا ال يتجمع شعب هللا من الشعوب المختلفة فحسب ،بل انما يتألف في ذاته من الدرجات المتنوعة .وإن لبين االعضاء
اختالفًا ،سواء في الوظائف اذ يقوم البعض بالخدمة المقدسة ألجل خير اخوتهم ،وسواء في الوضع ونظام الحياة اذ يكون الكثيرون في الحالة الرهبانية مثًال إلخوتهم ،يحثهم على السعي حثيثًا الى القداسة عبر طريق أكثر تطلبًا .وبالتالي توجد شرعيًا في الشركة الكنسية كنائس خاصة
تنعم بتقاليدها الذاتية ،مع الحفاظ التام على رئاسة كرسي بطرس الذي يرأس جماعة المحبة الشاملة ،ويضمن الفروقات الشرعية ويسهر ايضًا على ان تكون الخصوصيات مفيدة له دون ان تلحق اذى بالوحدة .وينتج اخيرًا بين اجزاء الكنيسة المختلفة رباطات الشركة الحميمة في
الخيور الروحية وفي اقتسام العمال الرسوليين والخيرات المادية .فأعضاء هللا مدعوون طبعًا الى ان يتقاسموا خيراتهم .وعلى كل من الكنائس تنطبق كلمات الرسول القائل " ،ليخدم كل واحد اآلخرين بالموهبة التي نالها على ما يجدر بوكالء صالحين على نعمة هللا المتنوعة " ( 1بط
.)10 ،4
فجميع الناس مدعوون الى الدخول في وحدة شعب هللا الجامعة ،هذه التي تبشر بالسالم العام وتحث عليه؛ من ناحية وتحت اشكال شتى ينتمي الى هذه الوحدة المؤمنون بالمسيح ،واخيرًا وبدون استثناء جميع الذين تدعوهم نعمة هللا الى الخالص.
المؤمنون الكاثوليك
-14يوجه المجمع المقدس تفكيره في بادئ األمر الى المؤمنين الكاثوليك .ويعِّلم أن هذه الكنيسة في سيرها على االرض ضرورية للخالص مستندًا في ذلك الى الكتاب المقدس والتقليد .فالمسيح وحده وسيط الخالص وطريقه ،هو حاضر لنا في جسده اي الكنيسة .وهو نفسه إذ
شدد بصريح العبارة على ضرورة االيمان والعماد (را .مر 16 ،16؛ يو )5 ،3قد أكد لنا في الوقت ذاته ضرورة الكنيسة التي يدخلها الناس بالعماد الذي هو الباب .وعليه لن يستطيع أن يخلص أولئك الذين يرفضون إما أن يدخلوا الكنيسة الكاثوليكية أو أن يبقوا فيها ،بينما يعَلمون أن
هللا أسسها بيسوع المسيح ضرورية للخالص .وينتمي إلى مجتمع الكنيسة انتماًء تامًا أولئك الذين ،بروح المسيح الذي لهم ،قبلوا نظامه بكامله ووسائل الخالص التي ُأعطيت له ،والذين بفضل روابط االعتراف باإليمان واألسرار ،والسلطة الكنسية والشركة يتحدون مع المسيح في
مجموعة الكنيسة المنظورة يديرها بواسطة الحبر االعظم واألساقفة .ولكن االنتماء إلى الكنيسة ال يؤكد الخالص ِلمن ،إذ لْم يدم في المحبة ،بقي في الكنيسة قالبًا ال قلبًا .وعلى أبناء الكنيسة كلهم أن يتذكروا أن وضعهم الممتاز يرجع ،ال الى استحقاقاتهم الشخصية بل الى نعمة خاصة
من المسيح ،التي إذا لم يتجاوبوا معها فكرًا وقوًال وفعًال ،استحقت لهم ال الخالص بل دينونة عظمى.
أما الموعوظون الذين ،بدافع من الروح القدس ،يطلبون بإرادة صريحة أن ينتموا إلى الكنيسة فإنهم ،بهذا الشوق ،يتحدون بها والكنيسة األم تغمرهم كأبناء لها بعطفها وعنايتها.
-15وألسباب شتى تعرف الكنيسة انها مرتبطة بالذين ،وقد تعمدوا ،يتشرفون باالسم المسيحي دون أن يقروا باإليمان الكامل أو يحفظوا وحدة الشركة تحت خليفة بطرس .فإن العديدين منهم يجلون الكتاب المقدس قاعدًة لإليمان والحياة ،ويظهرون غيرة دينية مخلصة،
ويؤمنون من كل قلبهم باهلل اآلب القدير وبالمسيح ابن هللا المخِّلص ،ويتسمون بالعماد الذي يربطهم بالمسيح ،وفوق ذلك يقرون بسائر األسرار ويقبلونها في كنائسهم الخاصة وفي جماعاتهم الكنسية .والكثيرون من بينهم ينعمون أيضًا باألسقفية ،ويحتفلون باالفخارستيا المقدسة ،وأيضًا
يعززون التقوى نحو العذراء أم هللا .أضف الى ذلك الشركة في الصالة وفي أعمال الخير االخرى الروحية ،ورباطًا حقيقيًا بالروح القدس الذي ،بواسطة مواهبه ونعمه ،يعمل فيهم عمله المقدس ويقوي البعض منهم حتى سفك دمائهم .وهكذا يبعث الروح القدس في كل تالميذ المسيح
الشوق والعمل الى أن يجتمع الكل بسالم ،حسب الطريقة التي ارتآها المسيح ،في قطيع واحد بقيادة الراعي الواحد .لهذه الغاية ال تفتر أمنا الكنيسة تصلي ،وتترجى وتعمل ،حاثة أبناءها على أن يتطهروا ويتجددوا حتى تلمع عالمة المسيح بأكثر جالء على وجه الكنيسة.
غير المسيحيين
-16أما الذين لم يقبلوا االنجيل بعد ،فإنهم متجهون نحو شعب هللا بطرق شتى .بادئ ذي بدء ذلك الشعب الذي اقتبل العهد والمواعيد ،ومنه خرج المسيح بحسب الجسد (را .روم )5 -4 ،9؛ شعب محبوب من حيث االختيار ،من أجل اآلباء ،ألن مواهب هللا ودعوته هي بال ندامة
(را .روم .)29 -28 ،11ولكن تصميم الخالص إنما يشمل الذين يعترفون بالخالق ،ومن بينهم أوًال المسلمون الذين يقرون أن لهم إيمان ابراهيم ،ويعبدون معنا االله الواحد الرحيم ،الذي سيدين البشر في اليوم األخير .وحتى الذين يفتشون بعد وتحت األشكال وفي الصور عن إله
يجهلونه ،ليس هللا ببعيٍد عنهم ،ألنه هو الذي يمنح الجميع حياة ونفسًا وكل شيء (را .رسل ،)28 -25 ،17وألنه كمخلص يريد أن يقود كل الناس الى الخالص (را 1 .طيم .)4 ،2وايضًا أولئك الذين ،دون خطأ منهم ،يجهلون إنجيل المسيح وكنيسته ،إنما يفتشون عن هللا بنَّية صادقة،
ويجتهدون في أن يكملوا بأعمالهم ارادته ،التي ُتعَر ف لديهم ،من خالل أوامر ضميرهم ،هم أيضًا يبلغون الى الخالص األبدي .وال تمنع العناية االلهية المعونات الضرورية للخالص ،عن الذين بدون ذنٍب منهم ،لم يتوصلوا بعد الى معرفة هللا الصريحة ،ويعملون على أن يسيروا سيرة
مستقيمة بمساعدة النعمة االلهية .وكل ما يمكن أن يوجد عندهم من خير وحق ،إنما تعتبره الكنيسة استعدادًا انجيلي ،وعطية من ذلك الذي ينير كل انسان ،لكي تكون له الحياة في النهاية .ولكن غالبُا ما خدع إبليس البشر فضلوا في تفكيرهم ،واستبدلوا حقيقة هللا بالباطل ،وعبدوا
المخلوق دون الخالق (را .روم 21 ،1و .)25أو أنهم عاشوا وماتوا بدون إله في هذا العالم ،فعَّر ضوا ذواتهم الى أقصى حدود اليأس .لهذا تضع الكنيسة اليوم كّل اهتمامها في تشجيع الرساالت ،لمجد هللا وخالص النفوس ،متذكرة وصّية المخّلص" ،اكرزوا باإلنجيل للخليقة كّلها" (مر
.)15 ،16
-17كما أن اآلب أرسل ابنه كذلك أرسل االبن نفسه رسَله (را .يو )21 ،20وقال لهم" ،اذهبوا إذ ،وتلمذوا جميع االمم ،وعمدوهم باسم اآلب واالبن والروح القدس ،وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به .وها أنا معكم طوال األيام إلى منتهى الدهر" (متى .)20 -18 ،28
ولقد تسَّلمت الكنيسة من الرسل وصية المسيح الرسمية ،لتكرز بحقيقة الخالص وتتابع تنفيذها الى أقاصي األرض (را .رسل .)8 ،1لذلك أخذت على عاتقها كلمات الرسول القائل" ،الويل لي ان لم أبشر" ( 1قور .)16 ،9وما زالت ترسل المبشرين دون انقطاع ،حتى تتركز الكنائس
الفتية تمامًا ،فتتابع عمل التبشير بذاتها .ويحثها الروح القدس على أن تسهم في تحقيق تصميم هللا ،الذي أقام المسيح مبدأ خالص العالم بأجمعه .وإذ تبشر الكنيسة باإلنجيل فهي تجذب أولئك الذين يسمعونه ،ليؤمنوا ويعترفوا بإيمانهم ،وتعّدهم للعماد ،وتعتقهم من عبودية الضالل،
وتضمهم الى المسيح ،لينموا فيه بالمحبة ويبلغوا الكمال .وتقوم الكنيسة بأعمالها ،كيال يندثر كل ما تجده مغروسًا من خير في قلوب البشر وعقولهم ،وفي طقوس الشعوب وثقافاته ،بل كي تشفيه وترفعه وتكمله لمجد هللا ،وخزي ابليس ،وسعادة االنسان .وعلى كل من تالميذ المسيح ،أن
يأخذ قسطه في مهمة نشر االيمان .ولكن إذا كان أي شخص يستطيع أن يمنح المؤمنين العماد ،فإلى الكهنة وحدهم يعود أن يكمل بنيان الجسد بذبيحة القربان ،اذ يتمون كالم هللا القائل بصوت النبي" ،ألنه من مشرق الشمس الى مغربها اسمي عظيم في االمم ،وفي كل مكان تقتر
وتقترب السمي تقدمة طاهرة (مال .)11 ،1وهكذا تصلي الكنيسة وتعمل معًا لكي يتغير العالم كله في كماله الى شعب هللا ،أي جسد المسيح وهيكله الروح القدس ،ويؤدي في المسيح ،رأس الكل ،إلى اآلب خالق الكون ،كل إكرام وتمجيد.
about:blank 2/12
25/10/2022 10:06 about:blank
الفصل الثالث
مقدمة
-18لقد وضع السيد المسيح في الكنيسة ،لرعاية شعب هللا وانمائه ،خدمًا مختلفة تهدف إلى خير الجسد كله .فالخّدام الذين يتمتعون بالسلطة المقدسة ،يخدمون إخوتهم حتى يصل إلى الخالص كل الذين هم من شعب هللا ،وبالتالي ينعمون بكرامٍة مسيحيٍة حقة ،وقد تكاتفوا بحرية
ونظام نحو الهدف ذاته .إن هذا المجمع ،إذ يسيُر على ُخطى المجمع الفاتيكاني األول ،لُيَعِّلم معه وُيعلن أَّن يسوع المسيح ،الراعي األزلي ،قد بنى الكنيسة المقدسة بإرساله رسَله كما أرسله اآلب (را .يو )21 ،20لقد أراد أن يكون خلفاَء هؤالء الرسل ،أعني األساقفة ،رعاًة في الكنيسة
إلى منتهى الدهر .ولكن حفاظًا على وحدة هذه األسقفّية وعدم انقسامه ،أقام القديس بطرس على رأس بقية الرسل ،واضعًا في شخِص ِه مبدًأ وأساسًا دائَم ين ومنظوَر ين للوحدة في االيمان والشركة ( .)37وإن المجمع المقدس يقدم من جديد إلى كل المؤمنين ،كموضوٍعايمانٍّي ثابت ،هذه
العقيدة في رئاسة الحبر الروماني وفي تعليمه المعصوم سواء كان في وضعه أم في دوامه ،وفي قوته أو في مفهومه ليؤمنوا به ايمانًا ثابتًا .وإذ ُيكمُل المجمع ما بدأ بهُ ،يريد أن يعلَن أماَم الجميِع وأن يفِّس َر التعليم المختَّص باألساقفة خلفاء الرسل ،الذين يسوسوَن بيت هللا الحي مع خليفة
بطرس ،نائب المسيح ( ،)38والرأس المنظور للكنيسة كلها.
-19بعد أن صَّلى الرُّب يسوع ألبيه طويًال ،دعا الذين أرادهم هو ،وأقام منهم اثني عشر ليكونوا معه ويرسلهم يبشرون بملكوت هللا (را .مر 19 -13 ،3؛ متى .)42 -1 ،10لقد جعلهم رسله (را .لو ،)13 ،6معطيًا إياهم شكل حلقة أعني جماعة ثابتة ،ورأس عليهم بطرس،
وقد اختاره منهم (را .يو .)17 -15 ،21لقد أرسلهم أوًال إلى أبناء إسرائيل ومن ثم إلى كل االمم (را .روم ،)16 ،1حتى يتلمذوا كل الشعوب ،بالسلطان الذي أشركهم فيه ،فيقدسوهم ويدبروهم (را .متى 20 -16 ،28؛ مر 15 ،16؛ لو .)48 -45 ،24وهكذا ينشرون الكنيسة
ويتممون خدمتهم الراعوية (را .متى )20 ،28نحوه ،تحت قيادِة الرِّب ،كَّل يوٍم وإلى منتهى الدهور .قد تثبتوا تمامًا في هذه الرسالة ،يوم العنصرة (را .رسل ،)36 -1 ،2حسب وعد الرب" ،ستنالون قوة الروح القدس الذي يحل عليكم فتكونون لي شهودًا في أورشليم وجميع
اليهودية ،وفي السامرة إلى أقصى األرض (رسل .)8 ،1وبتبشيرهم باإلنجيل في كل مكان (را .مر ،)20 ،16وقد َقِبَلُه الذين سمعوه بفعل الروح القدسَ ،يجمُع الرسُل الكنيسَة الشاملَة التي أَّسسها الرُّب على رسِلِه وبناها على الطوباوي بطرس رئيسهم ،والمسيح باٍق أبدًا حجر الزاوية
(را .رؤ 14 ،21؛ متى 18 ،16؛ أف .)39( )20 ،2
في الحقيقة ،لم يكن لهم في خدمتهم معاونون متنوعون فقط بل إنهم ،كي يكون باستطاعة الرسالة التي ُأوِك َلت إليهم أن تستمر بعد موتهم ،فَّو ضوا إلى مساعديهم المباشرين ،بصورِة عهٍد ،أن يكلموا مهمتهم وأن يثبتوا العمل الذي بدأوه ( ،)41موصين إياهم أن يهتموا بالقطيع الذي
وضعهم فيه الروح القدس ليرعوا كنيسة هللا (راجع اعمال .)28 ،20ولهذا أقاموا أناسًا من هذا النوع وأمروا فيما بعد أن يضطلع بخدمتهم بعد وفاتهم رجال غيرهم مختَبرون ( .)42وبين كل الخدم المتنوعة التي ُتماَر س في الكنيسة منذ العصور االولى بشهادة التقليد ،تحتل مركز
الصدارة مهمة أولئك الذين أقيموا في األسقفية التي تتوالى منذ البدء بالخالفة ،والذين ينقلون الزرع الرسولي ( .)43وحسب شهادة القديس ايريناوس هو التقليد الرسولي يتجلى ويحفظ ( )44في العالم كله ( )45بواسطة الذين وضعهم الرسل أساقفة وبواسطة خلفائهم حتى أيامنا هذه
(.)46
وهكذا تقَّلَد األساقفُة خدمة الجماعة ( )47يمارسونها بمساعدة الكهنة والشمامسة .إنهم يرأسون بمقام هللا ( )48القطيع الذي يرعون كمعلمي العقيدة وكهنة العبادة المقدسة ووالة التدبير ( .)49وكما تدوم المهمة التي أوكلها الرب بنوع خاص إلى بطرس هامِة الرسل ،والتي يجب أن
تنتقل إلى خلفائه ،كذلك تدوم المهمة التي َخ َّو َل بها الرسل في أن يكونوا رعاة الكنيسة ،مهمة يتوجب على مصف األساقفة المقدس أن يمارسها معًا (. )50لهذا ُيعِّلُم المجمع المقدس أن األساقفة بقوة الوضع اإللهي يخلفون الرسل كرعاة للكنيسة ( ،)51بحيث إنه من سمعهم سمع المسيح
ومن احتقرهم احتقر المسيح ومن أرسل المسيح (را .لوقا .)52( )16 ،10
-21وهكذا بشخص األساقفة الذين يعاونهم الكهنة ،هو الرب يسوع المسيح ،الحبر األعظم ،الحاضر في وسط المؤمنين .وهو جالٌس عن يمين هللا اآلب ،ال يزال حاضرًا في جميع أحباره ( .)53بهم أوًال ،وبخدمتهم السامية ُيبشر كَّل األمم بكلمة هللا ويمنح المؤمنين أسرار
اإليمان باستمرار؛ وبمهمتهم األبوية (را 1 .قور ُ )15 ،4يدخُل في جسده أعضاًء جددًا بالتجديد من َعُل .أخيرًا بحكمتهم وفطنتهم يقود شعب العهِد الجديد في غربته .ويوجهه نحو الغبطة األبدية .أما وقد اختيروا رعاًة ليرعوا قطيع الرب ،فهم منه خدام المسيح وموِّز عوا أسرار هللا (را.
1قور .)1 ،4إليهم أوكلت شهادة إنجيل نعمة هللا (را .روم 16 ،15؛ رسل )24 ،20والخدمة المجيدة للروح والعدالة (را 2 .قور .)9 -8 ،3
وللقيام بمثل هذه الوظائف العالية ،أغنى المسيح الرسل بفيٍض خاٍص من الروح القدس الذي حَّل عليهم (را .رسل 18 ،1؛ 4 ،2؛ يو )23 –22 ،20؛ وبدورهم َسَّلموا ،بوضع اليد ،هذه الموهبة الروحية إلى معاونيهم ( ( )54را 1 .طيم 14 ،4؛ 2طيم )7 -6 ،1حتى بلغت إلينا
بالتكريس األسقفي .والمجمع المقدس ُيَعِّلم أن الرسامة األسقفية تعطي ملء سر الكهنوت الذي يسمى بحق ،وفقًا لعادِة الكنيسة الطقسية وألقوال اآلباء القديسين ،الكهنوت السامي ،والجوهر الكامل للخدمة المقدسة ( .)55فالرسامة األسقفية تولي مع وظيفة التقديس وظائف التعليم والتد
بير ،هذه الوظائف التي من طبيعتها ال يمكن أن ُتماَر س إال في الشركة التراتبية بين رئيس الحلقة وأعضائها .وفعًال يتضح من التقليد الظاهر خاصة في الرتب الطقسية وفي عادات الكنيسة الشرقية والغربية على السواء ،أن نعمة الروح ُتعطى بوضع اليد وكالم التكريس ( ،)56وإن
الوسم المقدس يطبع ،بمعنى أن األساقفة يقومون بطريقة سامية ومنظورة مقام المسيح بالذات ،المعلم والراعي والحبر ( )57ويمثلون دوره ( .)58ويعود إلى األساقفة أن يدخلوا بواسطة سر الدرجة مختارين جددًا في الجسم األسقفي.
-22كما يؤلف القديس بطرس وسائر الرسل ،بأمر الرب ،حلقة رسولية واحدة ،هكذا يرتبط الحبر الروماني ،خليفة بطرس ،مع األساقفة خلفاء الرسل .ويدل على صفة الدرجة األسقفية وطبيعتها الجماعية ،النظام المتناهي في القدم الذي بحسبه كان األساقفة القائمون في العالم
أجمع ،يعيشون في الشركة فيما بينهم ومع أسقف روما في رباط الوحدة والمحبة والسالم ( ،)59والمجامع ( )60الملتئمة التي كان عليها أيضًا أن تقرر معًا المشاكل الهامة ( ،)61وذلك بعد أن يكون الرأي قد أخضع لحكم الكثيرين ( .)62وإن المجامع المسكونية على مر العصور
َلتثّبت ذلك بجالء .وإليها تشير أيضًا تلك العادة الجارية منذ القديم في دعوِة عدة أساقفة لُيسهموا في ترقيِة منتخٍب جديٍد إلى أرفع درجة في الخدمة الكهنوتية الذي ،بقوِة الرسامِة األسقفيِة والشركة التراتبية مع رأس الحلقة وأعضائهُ ،يصبح عضوًا في الجسم األسقفي.
ولكن ال سلطة للحلقة أو للجسم األسقفي إال باتحادها بالحبر الروماني ،خليفة بطرس ،كرأٍس لها ودونما أي انتقاص من سلطان من هو رئيس على الرعاة والمؤمنين على السواء .فللحبر الروماني على الكنيسة ،بقوة مهمته كنائب للمسيح وراٍع للكنيسة جمعاء ،سلطان كامل ،ومطلق
وشامل ،يستطيع أن يمارسه دومًا كما يشاء .والسلك األسقفي ،الذي يخلف الحلقة الرسولية في التعليم والتدبير الراعوي ،أو باألحرى الذي به يدوم الجسم الرسولي ،يؤلف ،هو أيضًا باالتحاد مع الحبر الروماني ،رأسه ،وغير منفصل عن هذا الرأس ،موضوع السلطة العليا والكاملة
ُأ
على الكنيسة جمعاء ( ،)63وال سلطة يمكن أن ُتمارس إال برضى الحبر الروماني .فالرُّب جعَل من سمعان وحده صخرًة لكنيسته ،وإليه وحده سَّلم المفاتيح (را .متى .)19 -18 ،16ووضعه راعيًا لكِّل قطيعه (را .يو 15 ،21وما يتبع) .ولكن سلطان الحل والربط الذي عطَي
لبطرس (متى ُ )19 ،16أعطَي أيضًا لحلقة الرسل متحدين برأسهم (را .متى 18 ،18؛ .)64( )20 -16 ،28وتدل هذه الحلقة بتركيبها المتعدد على وحدة القطيع في المسيح .في هذه الحلقة ،يمارس األساقفة الذين يحافظون بأمانٍة على أولوية رأسهم وسلطانه ،سلطتهم الشخصية ال
لخير مؤمنيهم وحسب ،بل لخيِر الكنيسة جمعاء .يعضُدهم الروح القدس دومًا للحفاظ على تركيبهم العضوي وعلى الوفاق في ما بينهم .وهذه السلطة المطلقة على الكنيسة جمعاء التي تتمتع بها هذه الحلقةُ ،تماَر س بشكل علنٍّي في المجمِع المسكوني .وما من مجمٍع مسكونٍّي ما لم يثبته
أو أقله ما لم يقره خليفة بطرس .وللحبر الروماني االمتياز ألن يدعو المجامع ويرأسها ويثبتها ( .)65ويمكن أن يماِر س هذه السلطة الجماعية باالتحاد مع األساقفة المقيمين على سطح األرض ،شرط أن يدعوهم رأس الحلقة ليعملوا جماعيًا أو أقله أن يقَّر العمَل الموحَد بين األساقفة
المنتشرين في العالم ويرضى به ،بحيث يأتي العمل عمًال جماعيًا حقيقيًا.
وإلى جماعة الرعاة يعود االهتمام بالتبشير باإلنجيل في األرض كلها ،هؤالء الرعاة الذين أوصاهم المسيح وصية مشتركة وكلفهم بواجٍب مشترك ،حسب ما سبق فأوصى البابا سلستينوس آباء المجمع األفسسي ( .)71وليقبل األساقفة ،وكل واحد بمفرده ،وعلى قدر ما ُيسمح له القيام
بمهمته الخاصة ،أن تتضافر جهودهم وجهود خليفة بطرس من إليه أوكلت بنوع خاص المهمة العظمى في نشر اإلسم المسيحي ( .)72لهذا عليهم أن يسهموا بكل قواهم لكي يوفروا للرساالت الَعَم لَة للحصاد ،والمساعدات الروحية والمادية ،سواء بواسطتهم مباشرًة أو بحِّث المؤمنين
على أن يشاركوا في ذلك مشاركة حارة .وأخيرًا في َشِر َكة المحبة الشاملة يتوجب على األساقفة أن يقدموا عن رضى ،حسب ما نقلت إلينا األجيال األولى من أمثال جديرة باالحترام ،العضد األخوي للكنائس األخرى ال سيما المجاورة واألشد عوزًا.
لقد شاءت العناية اإللهية أن تتجمع الكنائس المتنوعة التي أقامها الرسل وخلفاؤهم في أماكن مختلفة ،عبر العصور ،وفي جماعات عديدة متحدة ومنظمة .وأن تنعم هذه الجماعات بالنظام المختص به ،وبخدمتها الطقسية الذاتية ،وتراثها الالهوتي والروحي ،مع المحافظة على وحدة
اإليمان وتكوين الكنيسة الجامعة اإللهي والفريد .وإن بعضًا من هذه الكنائس ال سيما الكنائس البطريركية القديمة قد لعبت دور أمهاِت اإليمان إذ أنجبت كنائس اخرى ،كبنات له ،يربطها بها حتى اآلن وثائق محبة متين في عيشة األسرار ،واالحترام المتبادل في الحقوق والواجبات
( .)73وهذا التنوع في الكنائس المحلية إذ يصبو إلى الوحدةُ ،يظِه ر بجالٍء أقوى جامعّية الكنيسة غير المنقسمة ،ولذلك ففي استطاعة المجامع األسقفية اليوم ،أن ُتساهم بطرٍق عديدة ومثمرة في توجيه الشعور الجماعي إلى أن يتحقق عمليًا.
الخدمة األسقفية
-24إَّن األساقفة ،بصفتهم خلفاء الرسل ،تَسَّلموا من الرب ،الذي له ُأعِط َي كّل سلطاٍنفي السماء وعلى األرض ،رسالة كي ُيعِّلموا كّل األمم ،وأن يبشروا باإلنجيل كل خليقة حتى ينال كّل البشر الخالص باإليمان ،والعماد ،وحفظ الوصايا (را .متى 18 ،28؛ مر 16 -15 ،16؛
رسل 17 ،26وما يتبع) .ولتتميم هذه الرسالة َو َعَد الرُّب يسوع رسَله بالروح القدس .وفي يوم العنصرة ،أرسله من السماء لكيما بقوته يغدو الرسل شهودًا له إلى أقاصي األرض أمام األمم والشعوب والملوك (را .رسل 8 ،1؛ 1 ،2وما يتبع؛ .)15 ،9وتلك المهمة التي أوكلها الرب
إلى رعاة شعبه هي خدمة حقيقية ،ولقد دعاها الكتاب المقدس بصريح العبارة "دياكونّيا" أي خدمة( .را .رسل 17 ،1و25؛ 19 ،21؛ روم 13 ،11؛ 1طيم .)12 ،1
وانتداب األساقفة من الناحية القانونية يتّم إما بواسطة العادات الشرعية التي لم تبطلها السلطة العليا والشاملة في الكنيسة ،وإما بموجب الشرائع التي سّنتها هذه السلطة أو أقرته ،وإما مباشرة بواسطة خليفة بطرس عينه .فإذا رفض البابا الشركة الرسولية أو لم يقبل به ،فليس بإمكان
األساقفة أن يضطلعوا بواجبه (.)74
-25في مقدمة المهام األسقفية الرئيسية يأتي التبشير باإلنجيل ( .)75فاألساقفة هم المبشرون باإليمان الذين َيجلبون للمسيح تالمذًة جدد ،والمعّلمون األصلّيون ،أي المسلحون بسلطة المسيح ،الذين يبشرون الشعب الموكول إليهم باإليمان الذي يجب أن يعتنقوه ويتمشوا عليه
عاملين على إشعاعه بنور الروح القدس ،ويخرجون من كنز الوحي جددًا وقدمًا (را .متى ،)52 ،13جاهدين كي يثمر هذا اإليمان ،متيقظين وباذلين أنفسهم كي ُيبعدوا كَّل ضالٍل من شأنه أن ُيهّدد قطيعهم (را 2 .طيم )4 –1 ،4واألساقفة الذين يعلمون في الشركة مع الحبر الروماني
يجب أن يحترمهم الجميع احترامًا يليق بشهوِد الحقيقة اإللهية والكاثوليكية .أّم ا المؤمنون فعليهم أن يتمَّسكوا بالرأي الذي ُيعبر عنه أساقفتهم ،باسم المسيح ،في موضوعي اإليمان واألخالق كما عليهم أن يعتنقوها بروِح الخضوِع الديني .ويتطَّلُب هذا الرضى ،رضى اإلرادة والعقل
الديني بنوع خاٍص لتعليم الحبر الروماني األصيل وإن لم يتكلم بصورٍة رسميٍة ،وهذا يقتضي اعترافًا محتَر مًا لسلطته التعليمية المطلقة ،واعتناقًا ُم خلصًا ألحكامه ،وفقًا لفكره وإرادته ،التي ُيمكننا استنتاجها بنوع خاص من شكل الوثائق ،أو من التشديد في تقديم التعليم عينه ،وإما من
صيغة التعبير.
وإن لم يتمتع األساقفة كل بمفرده بامتياز العصمة ،فإنهم ،وإن كانوا منتشرين في العالم ومحافظين مع ذلك على رباط الشركة في ما بينهم ومع خليفة بطرس ،يعِّبرون بصورٍة معصومٍة عن تعليم المسيح ،عندما يعِّلمون تعليمًا أصيًال يختص باإليمان واألخالق ،موّحدين كلمتهم كي
ُيعتَر َف بها بصورٍة مطلقة ( .)76وإن األمر ألشّد وضوحًا عندما يجتمعون في مجمع مسكوني ،ويكونون بالنسبة إلى الكنيسة جمعاء معِّلمين وقضاة لإليمان واألخالق ،فعندئذ علينا أن نقبل تحديداتهم بطاعة اإليمان (.)77
وتمتد هذه العصمة ،التي أراد المخِّلص اإللهي أن ُيسِّلح بها كنيسته ،لتحِّدد التعليم المختص باإليمان واألخالق ،على َقدر ما تمتد وديعة الوحي اإللهي ،وعلى قدر ما يجب حفظها بقداسة وشرحها بأمانة .وينعم الحبر الروماني ،رأس حلقة األساقفة بهذه العصمة بحكِم وظيفته ،عندما
ُيعلن ،بتحديٍد مطلٍق ،التعليم المتعلق باإليمان واألخالق ( ،)78بصفته أعلى راٍع ومعلٍم لكل المؤمنين والذي يثِّبت إخوته باإليمان (راجع لو )32 ، 22لهذا ُيقال بحق أن التحديدات التي ُيعلنها هي غير قابلة التعديل بحد ذاتها وليَس استنادًا إلجماع الكنيسة ،ذلك أنها ُأعِلَنْت بعوٍن من
الروح القدس ،الذي ُو ِعَد به في شخص الطوباوي بطرس .وبالتالي هي ليست بحاجٍة إلى موافقة اآلخرين وال تقبل أي استئناف إلى أي حكٍم آخر .فالحبر الروماني ال ُيصِدر حكمًا بصفته شخصًا فردًا ،ولكنه يعرض تعليم اإليمان الكاثوليكي ويدافع عنه ألنه ،بالنسبة إلى الكنيسة
الجامعة ،المعِّلم األعلىَ ،م ن فيه تستقُّر وبنوٍع فريد ،موهبة عصمة الكنيسة بالذات ( .)79والعصمة التي ُو ِعَدت بها الكنيسة تستقر أيضًا في الجسم األسقفي عندما ُيماِر س باالتحاد مع خليفة بطرس السلطة التعليمية المطلقة .وال يمكن إال أن ُيعطي هذه التحديدات بموافقة الكنيسة ،وذلك
بفضِل عمل الروح القدس عينه ،الذي يحفظ وينّم ي في وحدة اإليمان قطيع المسيح بكامله (.)80
وعندما يحِّدد الحبر الروماني قضية ما ،أو ُيحددها الجسم االسقفي باالتحاد معه ،فإنما يفعلون ذلك وفقًا للوحي بالذات ،وحٌي يجب على الجميع أن يتقيدوا ويلتزموا به ،وحٌي ُسِّلَم بطريقٍة غير منقوصٍة ،مكتوبًا أو منقوًال ،وذلك بخالفِة األساقفة الشرعية وال سيما بعناية الحبر الروماني
بالذات ،وحٌي تحفظه الكنيسة بالقداسة وتعرضه بأمانة على نور روح الحق ( .)81وللبحث كما يجب في هذا الوحي وعرضه بصورة مالئمة ،يعمل الحبر الروماني واألساقفة برصانٍة ،حسبما يقتضي ذلك واجبهم ،وما في األمر من جلل ( ،)82وبالوسائل المطابقة ،فال يرضون
بوحٍي جديٍد علنّي يتعلق بوديعة اإليمان اإللهي (.)83
-26إَّن األسقف المّتشح بملء سر الدرجة هو القِّيُم على توزيع نعمة الكهنوت األعلى ( )84ال سيما في اإلفخارستيا التي يقدمها هو أو ُيعنى بتقدمتها ( )85وبها تحيا الكنيسة وتنمو باستمرار .فكنيسة المسيح هذه هي حاضرة حقًا في كل جماعات المؤمنين المحلية والشرعية،
والمَّتحدة برعاِتها والتي في العهد الجديد ُتدعى هي أيضًا كنائس ( .)86إَّنها في الحقيقة على أرِض واليتها ،الشعب الجديد الذي دعاه هللا بالروح القدس وكمال اليقين (را 1 .تس .)5 ،1فيها يجتمع المؤمنون بالتبشير بإنجيل المسيح ،وُيحتفل بعشاِء الرِّب السرّي حتى " تتوثق في جسٍد
واحٍد كّل إخَّو ٍة بواسطة جسد الرب ودمه" ( .)87ففي كِّل مرٍة تتحقق شركة المذبح باالرتباط بخدمة األسقف المقدسة ( ،)88يظهر رمُز تلك المحبة ،و"رمز وحدة الجسد السري التي بدونها ال خالص يرتجى" ( .)89هذه الجماعات ،وإن كانت غالبًا صغيرة وفقيرة ومشتتة ،هو
المسيح حاضٌر فيها َم ن بقَّو ته تكون الكنيسة واحدة ،ومقدسة ،وجامعة ورسولية ( .)90ألن "االشتراك في جسد المسيح ودمه ال فعل له إال أن يحِّو لنا إلى ما نتناول" (.)91
ولكن كّل احتفال شرعي باإلفخارستيا إنما يقوده األسقفَ ،م ن إليه ُأوكلت وظيفة تقديم عبادِة الديانة المسيحية للعزة اإللهية ،ومن إليه يعود أمر تدبيرها وفقًا لوصايا الرب وشرائع الكنيسة ،التي له أن يحِّددها في أبرشيته نهائيًا وبحكٍم شخصي .وعندما يصلي األساقفة عن شعبهم
ويشتغلون له ،يغدقون عليه بغزارٍة وتحت أشكال متنوعة ما يأتي من ملء قداسة المسيح .فبخدمة الكلمة يمنحون المؤمنين قوة هللا والخالص (را .روم ،)16 ،1وباألسرار التي يرتبون بسلطتهم توزيعها المنظم والخصب يقدسونهم ( .)92هم الذين ينِّظ مون منَح سِّر العماد حيث ُتعطى
المشاركة في كهنوت المسيح الملوكي .إنهم َخَدَم ُة التثبيت األصليون ،وهم الذين َيمنحون الدرجات المقدسة ،وينظمون رسوم التوبة ويحثون شعوبهم بكل قوة ويرشدونهم إلى أن يقوموا بالدور الذي يعود لهم في الليتورجيا ،وال سيما في الذبيحة المقدسة بإيمان واحترام .عليهم أخير أن
ًا
يفيدوا من سيرتهم من أقيموا عليهم ،وأن َيقوا أخالقهم من كل شر ،وأن يحولوها إلى الخير قدر طاقتهم وبمعونة الرب ،ليبلغوا إلى الحياة األبدية مع القطيع الموكول أمره إليهم (.)93
about:blank 3/12
25/10/2022 10:06 about:blank
وظيفة األساقفة الراعوية
-27على األساقفة أن ُيدِّبروا كنائسهم الخاصة الموكلة إليهم ،كنواِب المسيح وممثليه ( ،)94بنصائحهم وتشجيعاتهم ومثالهم ،وال سيما بسلطتهم وبممارسة سلطانهم المقدس ،الذي هو لهم فقط لبنيان القطيع في الحق والقداسة ،ذاكرين أن على األكبر أن يصبح كاألصغر ،وإَّن
على المتقدم أن يصبح كالخادم (را .لو .)27 -26 ،22وإَّن هذا السلطان الذي يمارسونه شخصيًا باسم المسيح ،لهو لهم سلطان ذاتي ومألوف ومباشر ،وإن كانت ممارسته تتعلق نهائيًا بالسلطة الكنسية العليا ،وُتَح ُّد بعض األحيان نظرًا إلى فائدة الكنيسة والمؤمنين .وبقوة هذا السلطان
يتمتع األساقفة بحٍق مقدس ،وعليهم واجب أمام الرب في أن يسّنوا شرائع لمرؤوسيهم ،وُيصدروا األحكام ،وينِّظ موا كل ما يتعلق بالعبادة والرسالة.
إليهم ُسِّلَم ت المهمة الراعوية كاملة أي االهتمام الدائم واليومي بِخ رافهم .ويجب أال ُيعتبروا كنواٍب األحبار الرومانيين ألَّنهم يمارسون سلطانًا ذاتيًا .وإنهم ،والحق يقال ،رؤساء للشعوب التي يدبرون أمرها ( .)95وهكذا ال ُيضِعُف السلطان السامي والشامل سلطانهم ،بل بالعكس هو
يثبته ويدعمه ويدافع عنه ( ،)96إذ أّن الروح القدس يحفظ على الدوام شكل الحكم الذي وضعه السيد المسيح في الكنيسة.
وعلى األسقف ،بصفته ُم رسًال من أبي العائلة ليدبر أبناء بيته ،أن يحفظ نصب عينيه مثل الراعي الصالح الذي أتى ال لُيخدم بل لَيخُدم (را .متى 28 ،20؛ مر ،)45 ،10ويبذل نفسه عن الخراف (را .يو .)11 ،10إنه قد اُّتخذ من بين البشر ،متلبسًا بالضعف ليكون جديرًا بأن يشفق
على الذين يجهلون ويضلون (را .عبر )2 -1 ،5وال يرفض سماع مرؤوسيه ،بل يعتني بهم كأبناء حقيقيين ،حاثًا إياهم على أن يعاونوه بالفرح .وبما أنه سيؤدي هلل حسابًا عن نفوسهم (را .عبر ،)17 ،13فلتمتد عنايته بالصالة والتبشير وسائر أعمال المحبة ،ال إلى خاصته فقط ،ولكن
أيضًا إلى الذين ليسوا بعد من القطيع الواحد ،والذين عليه أن يعتبرهم موكلين إليه في الرب .وعلى مثال الرسول بولس ،ليكن مستعدًا في أن يبشر الجميع باإلنجيل كَديٍن لهم عليه (را .روم ُ ،)15 -14 ،1م لِز مًا كّل أفراد رعيته بفاعليٍة رسوليٍة إرسالَّية .وأّم ا المؤمنون فعليهم أن يتعلقوا
بأسقفهم تعلق الكنيسة بيسوع المسيح ،ويسوع المسيح بأبيه ،لكي يجتمع كل شيء في الوحدة ( )97ويحمد هللا بوفرة (را 2 .قور .)15 ،4
-28إَّن المسيَح الذي قدسه األب وأرسله إلى العالم ،جعل بواسطة الرسل من خلفائهم أي األساقفة ( )98شركاء في تقديسه ورسالته .واألساقفة بدورهم قَّلدوا شرعًا أعضاء عديدين في الكنيسة مهمة خدمتهم وعلى رتب متفاوتة .وهكذا فإن الخدمة الكنسية التي وضعها الرب
يمارسها في تنُّو ع الرتب أولئك الذين َسُّم وا منذ البدء أساقفة وكهنة وشمامسة ( .)99وإن لم يكن للكهنة المهمة األسقفية العليا ،وإن كانوا يتعلقون في ممارسة سلطانهم باألساقفة ،إنما هم مَّتحدون بهم في شرف الكهنوت ( ،)100وبقوة سِّر الدرجة (ُ )101كِّر سوا على صورة المسيح
الكاهن األعلى واألزلي (عب 10 -1 ،5؛ 24 ،7؛ )28 -11 ،9ليبِّشروا باإلنجيل ولكي يكونوا رعاة المؤمنين ،ويحتفلوا بالعبادة اإللهية ككهنٍة حقيقيين للعهد الجديد ( .)102وباشتراكهم ،كل على مستوى درجته ،مع المسيح األوحد في وظيفته ( 1طيم )5 ،2يبّشرون الجميع بكلمة
هللا ،ويمارسون بنوع أخص خدمتهم المقدسة في العبادة أو المائدة اإلفخارستية .وهنا إذ هم يعملون بشخص المسيح ( )103فيعلنون سره ،يضُّم ون توّسالت المؤمنين إلى ذبيحة رأسهم ويستحضرون ويطِّبقون في ذبيحة القداس ( )104إلى أن يأتي الرب (را 1 .قور ،)26 ،11الذبيحة
الوحيدة للعهد الجديد ،ذبيحة المسيح الذي قَّدم مرة واحدة ذاته ألبيه قربانًا نقيًا (را .عب )28 –11 ،9وإنهم ُيتِّم مون ،بنوٍع خاص ،خدمة المصالحة والتعزية للمؤمنين التائبين والمرضىُ ،م قدمين هلل اآلب حاجات المؤمنين وصلواتهم (را .عب ،)4 -1 ،5وإذ ُيمارسون على قدر
سلطانهم وظيفة المسيح الراعي والرأس ( )105يجمعون عائلة هللا كأخوَّيٍة لها روٌح واحدة ( ،)106ويقودونها بالمسيح في الروح إلى هللا اآلب .إَّنهم يعبدون الرب ،في وسط قطيعهم ،بالروح والحق (را .يو .)24 ،4أخيرًا يتعبون في الكلمة والتعليم (را 1 .طيم )17 ،5مؤمنين
بشريعة الرب ،التي قرأوا وتأملوا ،معِّلمين بما آمنوا ،وعاملين بما علموا (.)107
إَّن الكهنة بصفتهم مساعدين فطنين للسلك األسقفي ( ،)108إذ هم منه العون والعضد ،وبصفتهم مدعوين لخدمة شعب هللا ،ليؤلفوا مع أسقفهم حلقًة كهنوتيًة واحدة ( )109لها مهام مختلفة .وفي جماعات المؤمنين المحلية كّلها يمثل الكهنة نوعًا ما أسقفهم الذي تربطهم به رباطات ثقة
ورحابة ،آخذين على عاتقهم مهماته واهتماماته ،ممارسين ذلك في عنايتهم اليومية بالمؤمنين؛ مدبرين ومقدسين تحت سلطة األسقف الجزء الذي أوكل إليهم من قطيع الرب فيجعلون الكنيسة الجامعة منظورة في األماكن التي يقطنون ،وهكذا يسهمون فعليًا في بناء جسد المسيح بأجمعه
(أف .)12 ،4وليجتهدوا في أن يسهموا في كل عمل األبرشية الرعائي وباألحرى في عمل الكنيسة الرعائي كلها ،وغايتهم دومًا خير أبناء هللا .وعلى الكهنة بفضل اشتراكهم في هذا الكهنوت وفي هذه الرسالة ،أن يعترفوا به أبًا وأن يطيعوه باحترام .وعلى األسقف من جهته أن يعتبر
الكهنة معاونيه كأبناء وأصدقاء مثلما دعا المسيح تالميذه ال عبيدًا بل أحباء (را .يو .)5 ،15وعليه فجميع الكهنةَ ،علمانيين ورهبانًا ،يرتبطون بفضل الدرجة والخدمة بالجسم األسقفي ،فيعملون لخير الكنيسة بأسرها ،كٌّل حسب دعوته والنعمة.
ويرتبط الكهنة كلهم بعضهم ببعض برباط أخوي وثيق ،بفضل الشركة في الرسامة المقدسة والرسالة ،إخَّو ة يجب أن تظهَر عفوًا وعن رضى في تبادل الخدم الروحية والمادية ،والرعوية والشخصية في اجتماعاتهم وفي اشتراكهم في العيش والعمل والمحبة.
ولُيْظ ِه ر الكهنة عنايًة أبويًة ،في المسيح ،بالمؤمنين الذين ولدوهم روحيًا بالعماد والتعليم (را 1 .قور 15 ،4؛ و 1بط .)23 ،1وكمثال للرعية ( 1بط )3 ،5عليهم أن يدبروا جماعاتهم المحلية ويخدموها ،بنوع أنهم يستحقون أن يطلق عليهم االسم الذي به ُيشَّر ف شعب هللا الواحد
بأجمعه أي كنيسة هللا (را 1 .قور 2 ،1؛ 2قور .)1 ،1وليذكروا بأَّن عليهم ،بتصرفهم اليومي وعنايتهم ،أن ُيظِه روا للمؤمنين وغير المؤمنين ،للكاثوليك وغير الكاثوليك ،وجَه الخدمة الكهنوتية والراعوية الحَّقة ،وأن يؤُّدوا أمام الكِّل شهادة الحق والحياة .وليفِّتشوا أيضًا كالرعاة
الصالحين (را .لو )7 -4 ،15عن أولئك الذين ،وقد َقِبلوا سَّر المعمودية في الكنيسة الكاثوليكية ،أهَم لوا ممارسة األسرار ،وجحدوا اإليمان.
وبما أن الجنس البشري يَّتجه اليوم أكثر فأكثر ،إلى الوحدة المدنية ،واالقتصادية ،واالجتماعية ،فعلى الكهنة واجٌب أشّد إلزامًا بعد أن يوحدوا جهودهم ومساعيهم تحت قيادة األساقفة والحبر األعظم ،أن ُيبعدوا كل أسباب التفرقة كي يقودوا البشرية كلها نحو وحدة عائلة هللا.
الشمامسة
-29وفي الدرجة الدنيا من السلطة التراتبية يقوم الشمامسة الذين يقبلون وضع اليد "ال للكهنوت بل للخدمة" ( .)110إَّنهم ،وقد عضدتهم النعمة السرية ،يخدمون شعب هللا بالشركة مع األسقف وجماعة الكهنة وذلك في القيام بالليتورجيا ،وبالكرازة ونشر المحبة .وحسب
الترتيبات التي تأخذها السلطة المختصة ،يعود للشمامسة أن يمنحوا سر المعمودية احتفاليًا وأن يحفظوا القربان ويوزعوه ،وأن يساعدوا في مباركة الزواج باسم الكنيسة وأن ُيباركوه ،وأن َيحملوا الزاد األخير للمنازعين ،وأن يقرأوا الكتاب المقدس على المؤمنين ،وأن ُيعِّلموا الشعَب
ويعظوه ،وأن َيرأسوا عبادة المؤمنين وصالتهم ،ويكونوا َخَدَم َة أشباِه األسرار ،وأن يرأسوا صلوات الجناز والدفن .وإذ ُكِّر سوا ألعمال المحبة واإلدارة ،فليتذكر الشمامسة تنبيه الطوباوي بوليكاربوس" ،ليكونوا رحماء غيورين ويسيروا حسب حقيقة الرب الذي أصبح خادمًا للجميع"
(.)111
وبما أن القيام بهذه المهام التي هي ضرورية جدًا لحياة الكنيسة هو صعٌب في مناطق عديدة حيث النظام الُم َّتبع في الكنيسة الالتينية ،فإنه من الممكن أن تعود الشماسَّية في المستقبل إلى ما كانت عليه ،أي درجًة في السلطة التراتبية قائمة بذاتها ودائمة .فإلى المجالس األسقفية المحلية
ذات الصالحية بأشكالها المتنوعة ،يعود أن تقرر ،بموافقِة الحبِر األعظم نفسه هل من المالئم أن ُيقيموا شمامسة وأن ُيعِّينوا المناطق التي تدعوا فيها حاجة النفوس إليهم .فإن رضي الحبر الروماني ُيمكن أن ُتمَنَح الشماسّية إلى رجاٍل بالغين وإن كانوا متزوجين ،ال سيما إلى شباٍن ذوي
أهلَّية ،على أن َتسري عليهم شريعة التبتل ثابتة غير متزعزعة.
الفصل الرابع
الَعلمانيون
مقدمة
-30إَّن المجمع المقدس وقد حَّدَد وظائف السلطة الكنسيةَ ،ليطيب له أن يوِّج َه فكَر ه نحو حالة المسيحيين الذين ُيدعون "َعلمانيين .وأن َيُكن كل ما قيَل في شعِب هللا موجٌه إلى الَعلمانيين والرهبان واإلكليريكيين على حٍد سواء ،هناَك أموٌر تعوُد بنوٍع خاص إلى الَعلمانيين ،رجاًال
ونساًء ،بسبب وضعهم ورسالتهم ،تجبرنا ظروف عصرنا الحاضر الخاّصة أن ُنسهَب في درِس أُسسها .فإن الرعاة المكرسين َلَيعلمون حقًا أهمية مساهمة الَعلمانيين في خيِر الكنيسة بأسرها ،ويعلموَن أَّن المسيَح لم ُيقمهم ليأخذوا على عاتقهم وحدهم ،رسالة الكنيسة الخالصية بكاملها
تجاه العالم .فمهمتهم العظيمة تقوم بأن يرعوا المؤمنين وأن يتعَّر فوا إلى خدمهم ونعمهم بحيث يتعاون الجميع ،وكٌل حسب طريقته ،بقلٍب واحٍد على العمِل المشترك .يجب إذًا أن يعتصَم الجميُع بالحِّق في المحبة فننمَو في كِّل شيء للذي هو الرأس أي المسيح ،الذي منه ينال الجسُد كُّله
التنسيَق والوحدة ،وبتعاوِن جميع المفاصل على حسب العمِل المناسب لكل عضٍو ،ينشئ لنفِسِه نموًا وُيبنى في المحبة (أف .)16-15 ،4
-31ونعني هنا بكلمة "َعلمانيين" كَّل المسيحيين ما عدا الذين هم أعضاٌء في الدرجة المقدسِة والحالِة الرهبانية المعترف بها في الكنيسة ،أعني المسيحيين الذين أصبحوا والمسيح جسدًا واحدًا ،وتأَّلَف ِم نهم شعب هللا ،وأصبحوا كٌّل حسَب طريقته شركاَء في وظيفِة المسيِح
الكهنوتية والنبوية والملكية ،فُيمارسون رسالَة الشعب المسيحي كِّله في الكنيسة والعالم كٌّل حسب ِقسمته.
والَعلمانية هي الصفة الُم ميزة والخاصة بالَعلمانيين .فأعضاُء الدرجِة المقدسة ،بحكِم دعوتهم الخاصة موَّجهون قبل كل شيء ورسميًا إلى الخدمة المقدسة ،وإن كان بإمكانهم أن يهتموا أحيانًا بأموٍر دنيويٍة وأن يمارسوا أيضًا مهنة َعلمانية .وبينما الرهبان يشهدون بقوِة حالِتهم شهادًة
ساطعًة ورائعًة ،أَّن العالم ال ُيمكن أن يتجَّلى ويتقدم هلل خارجًا عن روِح التطويباِت ،يعوُد إلى الَعلمانيين بفضِل دعوتهم الذاتية أن يطلبوا ملكوَت هللا ،بينما يتعاطوَن األشياَء الزمنية ويوِّج هونها وفقًا إلرادة هللا .إَّنهم يعيشون وسط العالم أي يقومون بجميِع أعماِلِه ،والواجباِت المختلفِة على
أنواعها ،في الظروف العادية للحياِة العائليِة واالجتماعيِة وكأنها تنسج حياتهم .فإلى هذا يدعوهم هللا لَيعَم لوا كالخميِر على تقديس العالم من الداخل ،وذلك بقياِم هم بوظائفهم الخاصِة بوحي روح اإلنجيل ،ولكي ُيظهروا المسيِح لآلخرين بشهادِة سيرتهم قبَل كِّل شيء وما يشُّع فيهم من
إيماٍن ورجاٍء ومحبة .وإليهم يعوُد بنوٍع خاص أن ُينيروا كَّل األمور الزمنية ويوِّج هوها ،هذه األمور التي ُهم بها مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بنوِع أنها تتُّم وتزدهُر دومًا كما ُيريد المسيح وتكون لمجِد الخالق والفادي.
-32إَّن الكنيسَة المقدسَة لمنظمٌة ومقادٌة حسب تنُّو ٍع عجيٍب وذلك بقوِة تأسيسها اإللهي" ،فإنه كما أن لنا في جسٍد واحٍد أعضاء كثيرة وليس لكِّل األعضاِء عمٌل واحد ،كذلك ،نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ،وكُّل واحٍد مّنا عضٌو لآلخرين (روم .)5 -4 ،12
إذًا فشعُب هللا المختار هو واحٌد "والرُّب واحٌد ،واإليماُن واحد ،والمعموديُة واحدة” (أف )5 ،4وكرامة األعضاِء مشتركة بحكِم تجديدهم بالمسيح ومشتركٌة نعمُة التبني ،ومشتركٌة الدعوة للكماِل ،والخالُص واحٌد والرجاُء واحٌد والمحبُة غير متجزأة .إذًا ليس في المسيح وال في
الكنيسة أي تفاوت متأٍّت عن األصل أو الوطن أو الوضع االجتماعي أو الجنس ألنه "ليس يهودٌّي وال يوناني ،ليس عبد وال حر ،ليس ذكر وال انثى ألنكم جميعكم واحد في المسيح يسوع" (غل 28 ،3؛ قول .)11 ،3
إذًا إن كان الكُّل ال يسلكون في الكنيسة الطريق ذاته ،إنما الكل مدعوون إلى القداسة واقتَبلوا إيمانًا يجعلهم متساوين ببِّر هللا (را 2 .بط )1 ،1حتى إذا كان البعض ،بإدارة المسيح ،قد ُأقيموا معِّلمين وموِّز عي أسرار ورعاة لخيِر اآلخرين ،إنما تسوُد مساواٌة حقة في الكرامة والعمل
المشترك بين كِّل المؤمنين لبنياِن جسِد المسيح .والتمييُز الذي وضعه الرُّب بين الَخَدَم ِة المكَّر سين وبقية شعب هللا يقتضي بذاته ُلحمًة إذ من الُم سَّلم به أن الرعاة وبقية المؤمنين مرتبطون بعضهم بالبعض اآلخر بصالٍت مشتركة؛ فَعلى رعاِة الكنيسِة ،وقد اقتفوا مثاَل الرِّب ،أن َيخدم
بعضهم بعضًا وسائر المؤمنين؛ فلُيقدموا فرحين نصيبهم من المساعدة إلى الرعاة والمعلمين .وهكذا يشهد الجميع في هذا التنوع للوحدة العجيبة في جسِد المسيح؛ فهذا التنوع عينه في النعم والِخ دم واألعمال يجمُع أبناَء هللا في واحٍد ألن "هذه األمور جميعها يعملها الروح الواحد عينه”
( 1قور .)11 ،12
فكما أن الَعلمانيين ،أصبحوا بفضِل هللا ،إخوًة للمسيِح الذي ،مع أنه سيد الكل ،جاَء ال لُيخدم بل لَيخدم (را .متى )28 ،20فهم أيضًا إخوة للذين ُخصِّص وا للخدمِة المقدسة ليكونوا رعاة عائلِة هللا فيعِّلموها ،ويقدسوها ،ويقودوها لسلطِة المسيح حتى ُيتَّم الكُّل وصيَة المحبة الجديدة .وفي
هذا المجال قال القديس أوغسطينوس هذه الكلمات الجميلة" ،إذا رَّو عني ما أنا لكمُ ،يعزيني ما أنا معكم .أنا لكم األسقف ،ومعكم أنا مسيحي .ذاك اسم الُم هّم ة وهذا اسم النعمة .فذاك للهالك وهذا للخالص (.)112
-33إن الَعلمانيين ،المجموعين في شعب هللا والمؤِّلفين جسد المسيح الواحد تحت رأٍس واحد ،لمدعووَن ،أّيًا كانوا ،إلى أن ُيعاونوا ،كأعضاِء حية ،على ازدهار الكنيسة وقداستها الدائمة ،باذلين في سبيِل ذلك كَّل الِقوى التي قبلوا من َكَر ِم الخالق ونعمِة المخِّلص.
إَّن رسالَة الَعلمانيين الشتراك في رسالِة الكنيسة الخالصية بالذات .فالرُّب عينه انتدبهم كلهم إلى هذه الرسالة بالعماد والتثبيت .فباألسرار ال سيما باإلفخارستيا المقدسة ُتمنح وتتغذى هذه المحبة نحو هللا واإلنسان ،تلك المحبة التي هي روح كِّل رسالة .والَعلمانيون هم مدعوون بصورٍة
خاصٍة إلى أن يجعلوا الكنيسَة حاضرًة وفَّعالة في تلك األماكن والظروف التي ال يمكنها إال بواسطتهم أن تكون ملح األرض ( .)113وهكذا إّن كل َعلمانّي ،بقوِة الِنعم التي أعطيها ،شاهٌد وفي الوقت عينه أداٌة حيٌة لرسالِة الكنيسة بالذات "على مقدار موهبة المسيح"( .أف .)7 ،4
عالوًة على هذه الرسالة التي تختص بكِّل المسيحيينُ ،يمكن أن ُيدعى الَعلمانيون بطرٍق مختلفٍة إلى تعاوٍن مباشٍر مع السلطة في رسالتها ( )114على مثال أولئك الرجال والنساء الذين كانوا معاوني الرسول بولس في نشِر اإلنجيل والذين ،بذلوا في الرِّب ،جهدًا كبيرًا (را .في 3 ،4؛
روم 3 ،16وما يليه) .زيادًة على ذلك فإنهم يتحلون بمؤّهالت يمكن للسلطة أن تستخدمها لبعِض وظائف كنسية تجب ممارستها ألغراض روحية.
إذًا على كل الَعلمانيين يقع العبء الشريف في العمل المستمر على أن يصل التدبير الخالص اإللهي إلى كِّل الناس في كل زماٍن ومكان يومًا بعد يوم .وبالتالي يجب أن ُتفتَح الطريُق فسيحًة أمامهم من كّل الجهات حتى يتمكنوا من أن يشتركوا باجتهادهم أيضًا على قدر قواهم وحسب
حاجات العصر في عمل الكنيسة الخالصي.
-34إن يسوع المسيح ،الكاهن السامي واألزلي ،إذ أراد أن تدوم شهادته وخدمته بواسطة الَعلمانيين أحياهم بروحه ودفعهم دفعًا متواصًال لُيحققوا كَّل عمل خير وكامل.
فالذين يضُّم هم ضّم ًا حميمًا إلى حياته ورسالته ،يمنحهم أيضًا ِقسمًا من وظيفته الكهنوتية لممارسِة العبادِة الروحية لمجد هللا وخالص البشر .لهذا فالَعلمانيون ،بما أَّنهم ُم كرسون للمسيح وُم ِسحوا بالروح القدس ،قد قبلوا الدعوَة العجيبة والوسائل كي ُيثمروا ثماَر الروِح بوفرٍة واستمرار.
وعليه إذا كَّم لوا في الروح كَّل أعمالهم وصلواتهم ومشاريعهم الرسولية ،وحياتهم الزوجية والعائلية ،وأشغالهم اليومية والراحة الروحية والجسدية وحتى صعوبات حياتهم إذا ما احُتملت بصبٍر ،كل هذا يغدو "قرابين روحية ،مرضية هلل بيسوع المسيح” ( 1بط ،)5 ،2هذه القرابين
التي ُتقدم لآلب بمنتهى التقوى في االحتفال باإلفخارستيا مع تقدمة جسِد الرِّب .وهكذا ُيكِّر ُس الَعلمانيون العالَم كَّله ،إذ يعبدون هللا في كِّل مكاٍن ويعملون في القداسة.
-35إَّن المسيَح النبَّي الكبير الذي أعلَن ملكوت اآلب بشهادِة حياته وقَّو ِة كلمته ،يقوُم بوظيفته النبوّية حتى الظهور الكامل لمجده ،ليس بالُسلَطِة التي ُتعِّلُم باسمه وُسلطانه وحسب ،ولكن بالَعلمانيين أيضًا الذين أقامهم شهودًا وسَّلحهم بحِّس اإليمان ونعمة الكلمة (را .رسل -17 ،2
18؛ رؤ )10 -19حتى تتألأل قوُة اإلنجيل من خالل حياتهم اليومية والعائلية واالجتماعية .إنهم َيظهرون كأبناِء الوعِد إذا ما افَتَدوا الوقَت الحاضر ،بثباِتهم في اإليمان والرجاء (را .أف 16 ،5؛ قول )5 ،4وإذا ما انتظروا بصبٍر المجَد اآلتي (را .روم .)25 ،8وعليهم أال ُيخِّبئوا هذا
الرجاء في الخفي من قلوبهم ،بل باألحرى عليهم أن ُيظهروه أيضًا في أوضاع الحياة العالمية بجهدهم المتواصل ألجل التوبة وبمحاربتهم "ضد والة عالم الظلمة هذا أو ضد األرواح الشريرة" (أف .)12 ،6
وكما أن أسراَر العهد الجديد التي منها تتغذى حياة المؤمنين ورسالتهم ،ترمز إلى السماِء الجديدة واألرض الجديدة( ،را .رؤ )1 ،21هكذا يغدو الَعلمانيون ُم بشري اإليمان األشداء بالمرجوات (عب )1 ،11إذا جمعوا ،دون ترّدد ،إلى حياة ُينعشها اإليمان االعتراف باإليمان عينه.
وهذا التبشير ،أعني َحْم َل هذه البشارة بالمسيح بشهادِة الحياة والكلمة ،يرتدي عالمًة ممَّيزًة وفاعلَّية خاصًة بحيث أنه يتم في أوضاع العالم العادية.
في هذه المهّم ة يظهر سمُّو تلك الحالة التي يقدسها سٌّر خاص أي حالة الحياة الزوجية والعائلّية .فيها ُيمارس الَعلمانيون رسالتهم ويجدون رسالًة فريدًة ،حيث َتدُخل الديانة المسيحية حتى الصميِم في نظاِم الحياِة وتبِّدله كَّل يوٍم تبديًال متزايدًا .هنا َيِج ُد الزوجان دعوتهما الخاصة ،فيكونان
لبعضهما البعض وألوالدهما شهودًا إليماِن المسيح ومحبته .فالعائلة المسيحية ُتعلن عاليًا فضائَل ملكوت هللا الحالية ورجاَء الحياة السعيدة .وهكذا بِم ثالها وشهادتها ُتَبِّكُت العالم على الخطيئة وتنير من ُيفِّتُش عن الحقيقة.
-36إَّن المسيَح الذي أطاَع حتى الموت ولهذا رفعه اآلب (را .فيل َ )9 -8 ،2دَخَل في مجِد ملكوته .إليه ُأْخ ِض َع كل شيء إلى أن َيْخ َضَع هو نفسه إلى أبيه مع الخليقِة كّلها ليكون هللا ُكًال في الكل (را 1 .قور )28 -27 ،15قد سَّلَم هذه السلطة إلى تالميذه لَينَعموا هم أيضًا بالحّر ية
الملكية ،وَيستأصلوا سلطاَن الخطيئة منهم ،بالكفر بالذات وبقداسِة الحياة (را .روم )12 ،6حتى إذا ما خدموا المسيح أيضًا في اآلخرين يقودون بالتواضع والصبر إخوانهم إلى الملك الذي ُخّدامه هم ملوك .فالرّب َيروم أن ينشر ملكوته أيضًا بمساعدِة َعلمانيين مؤمنين أي ملكوَت حقيقٍة
وحياة ،ملكوَت قداسٍة ونعمة ،ملكوَت عدالٍة ومحبٍة وسالم ( ،)115ملكوت حيث تحرر الخليقة من عبوديِة الفساد إلى حرية مجد أبناء هللا (را .روم .)21 ،8عظيٌم حقًا هو الوعد وعظيمٌة الوصية التي أعطاها إلى تالميذه" ،كل شيء لكم ،وأنتم للمسيح ،والمسيح هلل" ( 1قور .)23 ،3
فعلى المؤمنين إذًا أن يفقهوا أَّن جوهر الخليقة كلها ،في عمقها وقيمتها وغايتها ،إنما هو مجُد هللا .عليهم من خالل أعمالهم الزمنية أيضًا أن ُيساعدوا بعضهم بعضًا ألجل حياٍة أكثر قداسة حتى يرتوي العالم من روِح المسيِح ويبلَغ بفاعليٍة أقوى غايته إلى العدالة والمحبة والسالم .ويحتل
الَعلمانيون المحل األهم في التتميم الشامل لهذا الواجب .وليجتهدوا بكل قواهم ،بما لهم من كفاءٍة في الفنون الدنيوية وبأعمالهم التي ترفعها من الداخل نعمة المسيح ،في أن تستثمر الخيور توزيعًا عادًال بين البشر ولُتَقْد حسب طبيعتها ،إلى تقُّدٍم شامٍل في الحريِة اإلنسانية والمسيحية.
وهكذا َعْبَر أعضاِء الكنيسةُ ،ينير المسيح بنوره الخالصي المجتمَع اإلنساني بأسره أكثر فأكثر.
عالوًة على ذلك ،إذا ما َدَفَعْت مؤسسات العالم وأوضاعه باألخالِق إلى الخطيئة ،فلُيوِّح د الَعلمانيون جهودهم ليصِّح حوها حتى تصبَح كّلها مطابقة لمبادئ العدِل وتشجيع ممارسة الفضائل بدل أن تكون عائقًا دونها .وإذا ما عملوا هكذا ،فإنهم يروون الثقافة واألعمال اإلنسانية بقيمة
أخالقية .بهذه الطريقة أيضًا ُيصبح حقُل العالِم أكثَر تهيئًة ِلَيقَبَل زرَع كلمِة هللا ،وُتشَّر ُع أبواُب الكنيسة واسعًة لتدخل بها بشرى السالم إلى العالم.
وتمشيًا مع التدبير الخالصي بالذات ،ليتعلم المؤمنون أن ُيميزوا بتدقيٍق ما لهم من حقوٍق وما عليهم من واجبات ،بصفتهم أعضاء في الكنيسِة وفي المجتمع البشري .وليجتهدوا في أن يوِّفقوا ويناغموا بين هذه وتلك ،ذاكرين أن على الضمير المسيحي أن يقودهم في كّل المجاالت
الزمنية ،ألنه ما من نشاٍط بشرٍّي ،حتى في األمور الزمنية ،بإمكانه أن ُيستثنى من سلطة هللا .وفي أيامنا الحاضرة ،إنه لمن الضروري جدًا ،أن يتألأل تألًأل وَّضاحًا في تصرف المؤمنين ،هذا التمُّيز وهذا التناغم أيضًا حتى تتمكن رسالة الكنيسة من أن تتجاوب تجاوبًا أكمل مع ظروِف
العالِم الحالي الخاصة .وكما يجب االعتراف للمدينة األرضية ،المنصرفة شرعًا إلى مهاٍم دنيوية ،أن تسيَر على مبادئ خاّصة ،كذلك ُتنَبُذ بكِّل صواٍب النظريَة المشؤومَة التي تسعى إلى بناء المجتمع دون أي اعتبار للديانة والتي تحارب حِّر ية المواطنين الدينية لتالشيها (.)116
العالقة بالُسلطة
-37يحق للَعلمانيين ،كما لكِّل المسيحيين ،أن َينالوا بغزارٍة من الرعاة المكرسين الخيور التي تأتي من كنوز الكنيسة الروحية وخاصة عون كلمة هللا واألسرار ( .)117ويحُّق لهم أن ُيفاتحوا هؤالء الرعاة بحاجاتهم وأمانيهم ،بكل الحرية والثقة التي تليق بأبناء هللا وإخوة
المسيح ،على قدِر علمهم وكفاءاتهم ومراكزهم ( ،)118بل من واجبهم أن ُيبدوا رأيهم في ما يتعلق بخيِر الكنيسة .واألفضل أن يكون هذا ،إذا اقتضى األمر ،بواسطِة المؤسسات التي وضعتها الكنيسة لهذه الغاية ،وذلك دومًا بالصراحة والشجاعة وفطنة مقرونة باالحترام والمحبة ،التي
تجب علينا نحو من يقومون مقاَم المسيحِ ،بحْك ِم وظيفتهم المقدسة .على الَعلمانيينُ ،أسوًة بسائر المؤمنين ،أن يعتنقوا بسرعٍة وبطاعٍة مسيحية ما ُيقُّر ه الرعاة المكرسون ،ممثلو المسيح ،بصفتهم معلمين وذوي السلطة في الكنيسة ،وفي هذا يحذون حذو المسيح الذي ،بطاعته حتى
الموت ،فتح للناس كلهم طريق حِّر ية أبناء هللا السعيدة .وال ُيهملون أن َيضرعوا إلى هللا عن رؤسائهم الذين َيسهرون دومًا كأناٍس سيؤدون الحساب عن نفوسنا ،وليفعلوا ذلك بالفرح ال بالكآبة( .را .عب .)17 ،13
على الرعاة المكرسين ،من جهتهم ،أن يفقهوا كرامَة الَعلمانيين ومسؤوليتهم في الكنيسة ويشجعوها .وليأخذوا عن رضى بآرائهم الَفِط َنة ،ويكِّلفوهم بثقٍة بمهماٍت في خدمة الكنيسة ،تاركين لهم حِّر ية العمِل ومجاله .وليشّجعوهم في أن ُيبادروا من تلقاء أنفسهم إلى العمل .وليعيروا في
المسيِح بمحبٍة أبويٍة اهتمامًا للمبادرات والتمنيات والرغبات التي يقدمها الَعلمانيون ( .)119وليحترموا الحرية العادلة ويعترفوا بها ،تلك الحرية التي هي ِم ن حِّق الكل في المدينة األرضية.
وإنه لُيْنَتَظُر للكنيسة من هذا التعامل الودي بين الَعلمانيين والرعاة كل أنواع الخيور ،فبهذا يتقّو ى الَعلمانيون في تحُّسِس مسؤوليتهم الذاتية ،وتتغذى غيرتهم ويسهل ضّم قواهم إلى عمل الرعاة .وهكذا بمساعدة الَعلمانيين وخبرتهم يتوصل الرعاة إلى أن يحكموا بتمييز أقوى ،وبصواٍب
أشّد في األمور الروحية والدنيوية على السواء .فتتوصل الكنيسة جمعاء ،مدعومة بكل أعضائها ،إلى أن تتمم بأكثر فاعليٍة رسالتها ألجل حياة العالم.
خاتمة
-38على كل َعلمانٍّي أن يكوَن أماَم العالِم شاهدًا لقيامة الرب يسوع وحياِتِه وعالمَة هللا الحي .وعلى جميع الَعلمانيين أيضًا ،وكٌّل منهم على قدر طاقته ،أن ُيغذوا العالم من الثمار الروحية (را .غل )22 ،5وأن َيبثوا فيه هذا الروح الذي ينعش الفقراء والودعاء وفاعلي السالم
الذين طَّو َبهم الرب في اإلنجيل (را .متى )9 –3 ،5وبكلمٍة "ليكن الَعلمانيون في العالم بمنزلة الروِح من الجسد" (.)120
الفصل الخامس
مقدمة
-39إن الكنيسة التي ُيعلن المجمُع المقدس سَّر ها ،لتبدو لعين اإليمان مقَّدسة ال زوال لقداستها .فالمسيح ،ابن هللا ،الذي ُينادى به مع اآلب والروح "قدوسًا وحده" ( ،)121أحَّب الكنيسة كعروسٍة له وبذل نفسه من أجلها ليقِّد َسها (را .أف )26 –25 ،5ووَّحدها به كجسِدِه وأغدق
عليها هبَة الروح القدس لمجد هللا .لهذا إَّن الكَّل في الكنيسة مدعوون إلى القداسة ،سواء أكانوا السلطة أو من تسوسهم على ما جاء في كالم الرسول" ،فإن مشيئة هللا إَّنما هي تقديس نفوسكم" ( 1تس 3 ،4؛ را .أف )4 ،1فقداسة الكنيسة هذه تظهر دومًا ويجب أن تظهر بثمار النعمة
التي نثرها الروح في المؤمنين .بأشكاٍل شتى تظهر عند كِّل واحٍد من أولئك الذين َينشدون المحبة الكاملة في حياتهم الذاتية ساعين إلى بناء اآلخرين .وإَّنها لتظهر بطريقة مميزة في ممارسة المشورات التي تسمى عادة إنجيلية .فممارسة المشورات هذه التي اعتنقها عدٌد كبيٌر من
المسيحيين تحَت دفع الروح القدس ،سواء كان بطريقة فردية أم في ظرف أو حالة أقَّر تها الكنيسة ،لتجلب إلى العالم ويجب أن تجلب إليه ،شهادة ساطعة ومثًال لهذه القداسة.
-40إَّن الرَّب يسوع ،المعلم اإللهي لكِّل كماٍل ومثاله ،عَّلَم جميع تالميذه وكًال منهم ،وأَّيًا كان وضعهم ،قداسة الحياة التي هو مبدعها ومكملها" ،فكونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل هو" (متى .)122( )48 ،5وبالفعل قد أرسَل روحه إلى الكل ليهيئهم داخليًا كي يحبوا هللا
من كِّل قلبهم ومن كِّل نفسهم ،ومن كِّل عقلهم وبكِّل قواهم (را .مر )30 ،12وأيضًا أن ُيحّبوا بعضهم بعضًا كما أحَّبهم المسيح (را .يو 34 ،13؛ .)12 ،15إَّن الذين يتبعون المسيح وقد دعاهم هللا ،ال بحسب أعمالهم ولكن بحسب تدبير نعمته ،والذين تبَّر روا بيسوع رّبنا ،أصبحوا حقًا
بمعموديِة اإليمان أبناء هللا وشركاَء الطبيعة اإللهية وبالتالي قديسين حقًا .إذًا عليهم أن ُيحافظوا في حياتهم ،بنعمِة هللا ،على هذه القداسة التي نالوها وُيتِّم موها .فالرسول َيحُّضهم على أن يعيشوا كما يليق بالقديسين (أف )3 ،5وأن يلبسوا كما يليق "بمختاري هللا القديسين المحبوبين
أحشاَء الرحمة واللطف والتواضع والوداعة واألناة" (قول )12 ،3وأن يحملوا ثمار الروح لتقديسهم (را .غل 22 ،5؛ روم " .)22 ،6إَّنما بما أننا جميعنا َنِز ُّل" (يع )2 ،3نحن بحاجٍة دومًا إلى رحمِة هللا ويجب علينا أن نقول في صالتنا "واغفر لنا ذنوبنا" (متى .)123( )12 ،6
وبالتالي إنه من الواضح للكِّل أَّن الدعوة إلى كماِل السيرة المسيحية وكمال المحبة ( ،)124لموجهة إلى كل الذين يؤمنون بالمسيح أيًا كان وضعهم أو شكل حياتهم .وهذه القداسة تعِّز ُز نمطًا من الحياِة أشَّد إنسانَّية حتى في المجتمع الزمني .فعلى المؤمنين أن يجتهدوا بكل قواهم ،على
مقدار عطية المسيح ،أن يحصلوا على هذا الكمال حتى إذا ما ساروا على خطاه ،وتمثلوا بصورته وكملوا في كِّل شيٍء إرادة اآلب ،ينذرون أنفسهم من كِّل قلبهم لمجد هللا وخدمة القريب .وهكذا تزدهر قداسة شعب هللا بثمار وفيرة كما يشهد بذلك شهادًة ساطعًة تاريخ الكنيسة من خالل
حياِة عدٍد كبيٍر من القديسين.
-41إَّن كَّل الذين يقودهم روح هللا ويلُّبون نداَء اآلب فيعبدون هللا اآلب بالروح والحق ويسيرون خلَف المسيح الفقير ،والمتواضع ،والحامل صليبه كي يستحقوا أن يصيروا شركاء في مجده ،إَّنما ُيمارسون قداسًة واحدًة في شتى أشكال الحياة ومناصبها المتنوعة .فعلى كِّل واحٍد
أن يتقَّدَم بال ترُّدٍد ،على قدر مسؤولياته الخاصة ،وعطاياه ،ووسائله ،في طريق اإليمان الحي الذي يحّث على الرجاء ويعمل بالمحبة .يجب أوًال على رعاة قطيع المسيح أن يقوموا بخدمتهم بالقداسة واالندفاع ،وبالتواضع والقوة ،على مثال الكاهن األكبر األزلي ،راعي نفوسنا وأسقفها.
وإذا ما تَّم موا ذلك ،يكون لهم وسيلَة قداسٍة سامية .وبما أَّنهم اختيروا ليقبلوا ملء الكهنوتُ ،يعطى لهم النعمة السرية ليمارسوا كاملًة مهمَة المحبة الراعوية بالصالة ،والذبيحة ( ،)125والوعظ بالخدمة واالهتمام األسقفي تحت كِّل أشكاله ،راضين أن يبذلوا بدون خوٍف حياتهم عن
ِخ رافهم ،وإذا ما كانوا قدوة أمام قطيعهم (را 1 .بط ،)3 ،5يدفعون الكنيسة بمثالهم لتتقدم إلى قداسٍة تتزايد يومًا بعد يوم.
على مثال السلك األسقفي ،يجب على الكهنة الذين هم له بمثابة الهالة الروحية ( ،)126والذين يشتركون في نعمِة المسيح الوسيط األزلي األوحد ،أن ينمو في محبِة هللا والقريب بالقيام اليومي بوظيفتهم ،وليحافظوا على رباط الشركة الكهنوتية ،ولُيثمروا كل الخيور الروحية ،مؤّدين
للكل شهادًة حَّية عن هللا ،منافسين في ذلك أولئك الكهنة الذين تركوا ،على مدى األجيال بفضِل خدمتهم الوضيعة غالبًا والخفية ( ،)127مثًال رائعًا في القداسة .وكنيسة هللا تعلن مديحهم .وعندما يقدمون عن شعبهم وعن شعب هللا قاطبة ،بوضِع وظيفتهم ،الصالة والذبيحة ،يفقهون ما
يعملون ،ويتشَّبهون بما يلمسون ()128؛ فال تعوقَّنهم االهتمامات بالرسالة ،وال األخطار والضيقات ،بل باألحرى عليهم أن يرتقوا إلى قداسٍة ساميٍة واجدين في اإلكثار من التأمل ما ُيغذي عملهم ويدعمه لفرح كنيسة هللا بكاملها .وليذكر الكهنة ال سيما الذين ،بفضل رسامتهم الخاصة،
يحملون اسم كهنٍة أبرشيين ،إَّن قداستهم يمكن أن تفيد من اتحادهم األمين بأسقفهم ومساعدتهم السخية له.
ويشترك أيضًا بنوٍع خاص في رسالة الكاهن األسمى ونعمته خدام السلك األدنى وفي مقدمتهم الشمامسة الذين ،وهم يخدمون أسرار المسيح والكنيسة ( ،)129عليهم أن يحفظوا أنفسهم أنقياَء من كِّل عيٍب ،وأن يرضوا هللا ،وأن يوفروا للناس كَّل خيٍر (را 1 .طيم 10 -8 ،3و-12
.)13وأَّم ا اإلكليريكيون الذين يتهّيؤون إلى وظائف الخدمة تحت سهر الرعاة بدعوٍة من هللا الذي َفصلهم ليكون لهم نصيب معه ،عليهم أن يوفقوا بين روحهم ،وقلبهم ،ودعوتهم السامية ُم ظهرين ذلك بالتواتر في الصالة والحرارة في المحبة ،مفِّكرين بكل ما هو حق ،وعادل ،وشريف،
متِّم مين كل ذلك لمجد هللا وإكرامه .زد على هؤالء العلمانيين الذين اختارهم هللا ،ليكرسوا ذاتهم كليًا ألعمال الرسالة وقد دعاهم األسقف ،وهم يعملون في حقِل الرِّب مثمرين ثمرًا وفيرًا (.)130
أّم ا األزواج والوالدون المسيحيون ،فعليهم بإتباعهم الطريق الخاص بهم أن يعاونوا بعضهم بعضًا في النعمة ،واألمانة ،والحب طول حياتهم وأن ُيشركوا بمحبِة األوالد الذين اقتبلوهم من هللا في الحقائق المسيحية والفضائل اإلنجيلية .وفي ذلك ُيعطون للكل مثًال في الحب سخيًا وثابتًا،
ويسهمون في بنيان المحبة األخوية ،ويصيرون شهودًا لخصب أّم نا الكنيسة ومساهمين فيه ،عالمَة وشركَة المحبة التي أحَّب بها المسيح عروسه وبذل نفسه ألجلها ( .)131وُيعطي األرامل والعزاب مثل هذا المثل ،ولكن تحت شكٍل آخر ،هؤالء الذين يمكن أن يكون لمساهمتهم القيمة
العظمى في قداسِة الكنيسة ونشاطها .أما الذين يتعاطون أشغاًال غالبًا ما تكون شاقة ،يجب أن يكّم لها نشاطهم البشري شخصيًا ،وأن يجيز لهم مساعدة مواطنيهم وأن يسهموا في رفع مستوى الخلق والمجتمع بأكمله؛ متشّبهين ،بمحبٍة فعالة ،بالمسيح الذي أراد أن يمارس العمل اليدوي،
والذي ال يزال يعمل مع أبيه ألجل خالص الجميع .وليكونوا في هذا ،فرحين في الرجاء ،معاونين بعضهم في حمل أثقال البعض ،فيرتقوا بعملهم اليومي نفسه إلى قداسة متسامية ورسولية أيضًا.
وليعلم أولئك الذين َينوء بهم الفقر ،والضعف ،والمرض ،والمحن المختلفة أو الذين يقاسون االضطهاد من أجل البر ،أَّنهم متحدون بنوٍع خاص بالمسيح المتألم ألجل خالص العالم .فالرب قد طَّو َبهم في إنجيله "وإله كل نعمة الذين دعانا إلى مجده األبدي بالمسيح يسوع بعد تألمنا
اليسير ،يتّمُم عمله ويجعلنا راسخين مؤيدين" ( 1بط .)10 ،5
وهكذا فكّل الذين يؤمنون بالمسيح يمكنهم أن يتقدسوا دومًا وأكثر في ظروف حياتهم ،وحاالتها ،وواجباتها ،وبواسطة هذه األشياء كلها إذا ما اقتبلوها بإيماٍن من يِد اآلب السماوي ،وإذا ما لّبوا اإلرادة اإللهية مظهرين أمام الكل ،في خدمتهم الزمنية نفسها ،المحبة التي بها أحب هللا
العالم.
" -42إَّن هللا محبة ،ومن ثبت بالمحبة فقد ثبت في هللا وثبت هللا فيه" ( 1يو )16 ،4وقد أفاض هللا حبه في قلوبنا بالروح القدس الذي منحناه" (را .روم .)5 ،5وبالنتيجة فالمحبة التي تجعلنا نحب هللا فوق الكل والقريب ألجله ،هي العطية األولى واألكثر ضرورة .ولكن كي
تنمو المحبة في النفس وتثمر ،مثل حَّبٍة جيدة ،على كِّل مؤمٍن أن ينفتَح تلقائيًا على كالم هللا ،وبعوِن نعمته يعمل حسب مشيئته ،ويشترك بتواتٍر في األسرار ال سيما اإلفخارستيا ،وفي األعمال الليتورجية؛ وعليه أن يواظب على الصالة ،وعلى الكفِر بالذات ،وعلى خدمة إخوته خدمًة
فّعالًة ،وعلى ممارسة كّل الفضائل .ولَّم ا كانت المحبة رباط الكمال وكمال الشريعة (را .قول 14 ،3؛ روم )10 ،13فإَّنها توِّج ه كّل وسائل القداسة وتعطيها روحها وتقودها إلى غايتها ( .)132إذًا محبة هللا والقريب هي التي تمِّيز تلميذ المسيح الحقيقي.
ولَّم ا كان يسوع ،ابن هللا ،قد أظهر محبته ِبَبْذِل ذاته من أجلنا ،ال يمكن ألحٍد أن يحَّب أكثر ،إال ذلك الذي يبذل ذاته من أجل المسيح ومن أجل إخوته (را 1 .يو 16 ،3؛ يو .)13 ،15فإلى شهادة الحب السامية هذه ،التي ُتؤَّدى أمام الكل ال سيما أمام المضطهدين ،قد ُدِع َي بعٌض من
المسيحيين وذلك منذ الساعة األولى ،والبعض اآلخر سُيْدَعون دومًا إليها .لهذا فاالستشهاد الذي فيه ُيصبح التلميذ شبيهًا بمعلمه الذي َقِبَل الموت بكّل حرية ألجل خالص العالم ،والذي ُيصبح شبيهًا به في إهراق دمه لتعتبره الكنيسة عطيًة ساميًة ،وامتحاَن المحبِة الُم طلق .وإذا كان هذا
لم ُيعط إال لعدٍد قليٍل ،إَّنما على الكل أن يكونوا على استعداد ليعترفوا بالمسيح أمام الناس ،وليتبعوه على درب الصليب عبر االضطهادات التي ال تفتقدها الكنيسة أبدًا.
وتتغذى قداسة الكنيسة بنوٍع خاص بالمشورات ،تحت أشكالها المتعددة ،تلك التي عرضها الرب في اإلنجيل كي ُيمارسها تالمذته ( .)133وفي المقام األول من هذه المشورات عطية النعمة اإللهية الثمينة التي يهبها اآلب إلى البعض (را .متى 11 ،19؛ 1قور ،)7 ،7فَتحمل نفسًا على
أن تكِّر َس ذاتها ،بطريقٍة أسهل وبدون تجزؤ قلب ،إلى هللا وحده في الَتَبُّتِل والعزوبية (را 1 .قور .)134( )34 -32 ،7فهذا االنقطاع الكامل في سبيل ملكوت هللا ،كان دومًا من ِقَبِل الكنيسة موضوع شرٍف ،خاصة كعالمة للمحبة وحافز إليها ،وكينبوٍع خاص للخصب الروحي في
العالم.
وإن الكنيسة لتذكر تنبيه الرسول الذي يدعو المؤمنين إلى المحبة ويحّثهم على أن يختبروا ما كان في المسيح الذي "أخلى ذاته آخذًا صورَة عبد ..ومطيعًا حتى الموت" (فيل )8 -7 ،2وافتقر وهو الغني من أجلنا ( 2قور .)9 ،8فلما كان من واجب التالميذ أن يقتدوا بمحبة المسيح هذه
وبتواضعه ،وأن يشهدوا لهما ،فإن أّم نا الكنيسة لتفرح ألنه يوجد في داخلها عدٌد غفيٌر من الرجال والنساء يريدون أن يتبعوا المخلص عن كثب في تخليه عن ذاته ،ويظهرونه ببياٍن أجلى ،معتنقين الفقر بحريِة أبناء هللا ،متخّلين عن إرادتهم الذاتية أعني رجاًال ونساء يخضعون في مجال
الكمال لخليقٍة بشريٍة في سبيل هللا لكي يتشبهوا في كماٍل أكثر بالمسيح المطيع (.)135
فالمؤمنون بالمسيح كلهم مدعوون إذًا إلى أن يتتبعوا قداسة حياتهم وكمالها ومجبرون عليها .فليسهروا كّلهم على أن يوجهوا ميولهم كما يجب ،لكي ال يمنعهم استخدام األمور الدنيوية والتعلق بالغنى ،على خالف روح الفقر اإلنجيلي ،من أن يسلكوا طريق الكمال في محبة .ولقد حَّذَر
الرسول بقوله "َم ن يستعملون هذا العالم فليكونوا كأنهم ال يستعملونه ،ألن وجه هذا العالم يزول" (را 1 .قور 31 ،7يوناني) (.)136
الفصل السادس
في الرهبان
وحالة الحياة هذه نظرًا إلى تركيب الكنيسة اإللهي والتسلسلي ،ليست في منزلٍة وسط بين الحالة اإلكليريكية والحالة العلمانية .لكن هللا يدعو بعض المؤمنين بالمسيح من ِكلتا الحالتين لينعموا في حياة الكنيسة بالهبة الخاصة ويخدموا ،كٌّل حسب طريقته ،رسالة الكنيسة الخالصية
(.)139
ُ -44يلزم المؤمن المسيحي نفسه بممارسة المشورات اإلنجيلية الثالث المشار إليها بالنذور أو بالتزامات أخرى مقدسة تشبه النذور حسب شكلها الخاص ،ويسّلم نفسه هكذا بالكلَّية إلى هللا الذي ُيحبه فوق كل شيء ،فيصبح ُم عدًا لخدمة الرب وإكرامه بصفة جديدة وخاصة .لقد
أماته الِعماد عن الخطيئة وكّر سه هلل ،ولكن كي يتمكن من أن يجني بأكثر وفرة ثمرة نعمة العماد يريد ،باعتناقه المشورات اإلنجيلية في الكنيسة ،أن يتحرر من أتعاٍب من شأنها أن تعيق تفتيشه عن محبٍة حارة هلل ،وعبادة كاملة له ،وتكريسه نفسه تكريسًا صحيحًا للخدمة اإللهية (.)140
ويبلغ هذا التكريس أقصى كماله بمقدار ما تنقل هذه الروابط المتينة الثابتة صورة المسيح المتحد اتحادًا ال ينفصم بالكنيسة عروسه.
ولكن بما أن المشورات اإلنجيلية توِّح د ،بشكٍل خاصَ ،م ن يمارسها مع الكنيسة وسّر ها ،وذلك بفضل المحبة التي تقودهم إليها (َ ،)141و َج ب أن يكّر سوا أيضًا حياتهم الروحية لخير الكنيسة جمعاء .وبالتالي ينبع للجميع واجب العمل ،كٌّل حسب قواه ،وحسب شكل دعوته الذاتية إّم ا
بالصالة ،إّم ا بالنشاط الفّعال على ترسيخ دعائم ملكوت هللا في النفوس وتقويته ونشره في الكون كّله .لهذا تدافع الكنيسة عن الميزة الخاصة لمختلف المؤسسات الرهبانية وتدعمها .وبالنتيجة يظهر االعتناق للمشورات اإلنجيلية عالمًة يمكنها ويجب عليها أن تجذب بصورٍة فّعالة كّل
أعضاِء الكنيسة لكي يتِّم موا بشجاعة واجبات دعوتهم المسيحية .وبما أن شعب هللا ليس له هنا مدينة ثابتة ،بل يفتش عن حاضرِة المستقبل ،فالحالة الرهبانية التي ُتَؤ ِّم ُن ألتباعها حريًة أكبر تجاه األعباء األرضيةُ ،تْبِر ُز من جهٍة وعلى نطاق أوسع الخيور السماوية ،التي هي حاضرُة
اآلن في هذا الزمن أمام أعين المؤمنين أجمعين ،ومن جهٍة أخرى تشهد بوجوِد حياة جديدة وأزلية اكُتِسَبت بفضل سر الفداء ،وتنبئ أخيرًا بالقيامة المرجَّو ة ،وبمجِد ملكوت السماوات .فوق ذلك تجتهد هذه الحال أن تقّلد عن كثب وُتمِّثل في الكنيسة دومًا نمط هذه الحياة التي أخذها ابن
هللا يوم جاَء إلى العالم ليتّم م إرادة اآلب ،والتي عرضها على التالميذ الذين تبعوه ،وُتعِر ُب أخيرًا وبطريقٍة خاصة كيف أن ملكوت هللا يسمو على كِّل األشياء األرضية وعلى الحاجات القصوى .وُتظهر للجميع العظمة المتعالية ،عظمَة قَّو ِة المسيح الَم لك ،وقدرة الروح القدس الالمتناهية
التي تعمل في الكنيسة بشكٍل عجيب.
إذًا فالحالة التي تنشأ باعتناق المشورات اإلنجيلية ،وإن كانت ال تمُّت بصلة إلى تركيب الكنيسة التراتبي ،إنما تتعلق دونما انفصال بحياتها وقداستها.
-45لّم ا كانت مهمة السلطة الكنسية تقوم برعاية شعب هللا وقيادته إلى مراٍع خصبة (حز ،)14 ،34فإليها يعود أن ُتدِّبر شرائعها ( )142الحكيمة ممارسة المشورات اإلنجيلية ،التي تعِّز ُز بصورة فريدة كمال المحبة هلل وللقريب .وفي طاعتها لدوافع الروح القدس ،تقبل القوانين
التي يعرضها عليها رجاٌل ونساٌء ُم عَتبرون ،وتوافق عليها رسميًا بعد ضبطها .أخيرًا تسهر بالسلطة التي لها ،وتبسط حمايتها ،على المؤسسات المنشأة هنا وهناك لبنياِن جسِد المسيح ،حتى تنمو تزدهر وفقًا لروح مؤسسيها.
من ناحية أخرى ،نظرًا إلى حاجات قطيع الرب بكامله ،يمكن للحبر األعظم ،بصفته رئيسًا أول على الكنيسة الجامعة ،ونظرًا إلى الخير العام ،أن يعصم كل مؤسسة من مؤسسات الكمال وكّل عضو من أعضائها من والية الرئيس المكاني ،وأن ُيخضَعها له وحده ( .)143كما أنه يمكن
أن ُتتَر ك هذه المؤسسات أو توَكل إلى الُسلطات البطريركية الخاصة بها .أما األعضاء نفسهم فعليهم بإنجاز واجباتهم نحو الكنيسة ،وفقًا لشكِل حياتهم الخصوصية ،أن ُيعربوا لألساقفة حسب الشرائع القانونية ،عن االحترام والخضوع الواجب لهم ،بسبب سلطتهم الراعوية على الكنائس
الخاصة وألجل الوحدة والتآلف الضروريين في العمل الرسولي (.)144
أّم ا الكنيسة فإنها ال ترفع اعتناق الحياة الرهبانية إلى شرف الحالة القانونية بمصادقتها عليها فحسب ،ولكنها تعرضها أيضًا في طقسياتها كحالة تكريس هلل .فالكنيسة نفسها تقبل نذور الناذرين بسلطة هللا الموكلة إليها .وهي تطلب لهم من هللا في صلواتها الَعلنّية المعونة والنعمة ،توصي
هللا بهم ،وتمنحهم بركتها الروحية ،ضاّم ًة تقدمتهم إلى ذبيحة اإلفخارستيا.
-46على الرهبان أن يعملوا بكِّل قواهم لُتظِه ر الكنيسة بواسطتهم المسيح للمؤمنين ولغير المؤمنين ،ذلك بصورٍة أكثر كماًال وحّقًا ،إّم ا في تأمالته على الجبل ،وإّم ا بتبشيره الشعوب عن ملكوت هللا ،وإّم ا أيضًا عندما كان يشفي المرضى وأصحاب العاهات ،ويرّد الخطأة إلى
حياة خصبة ،عندما كان يبارك األطفال ويوّز ع خيراته على الجميع متممًا دومًا ،في الطاعة ،إرادة اآلب الذي أرسله (.)145
وفي النهاية ليعتبر الجميع أن اعتناق المشورات اإلنجيلية ،وإن تتضمن ترَك خيراٍت تستحق بال شك التقدير ،ال يقوم حاجزًا أمام تقُّدم الشخص البشري ،بل بالعكس فهو له بطبيعته مجلبة للخير العميم .فالمشورات إذا ما ُقِبَلت عن رضى ،حسب دعوِة كِّل واحٍد الشخصية ،لتسهم إسهامًا
كبيرًا في تنقية القلب وتحرير الروح ،وهي تحّث على حرارٍة دائمٍة للمحبة ،ال سيما أنها تستطيع ،كما يتبين ذلك من مثال القديسين المؤِّسسين ،أن تؤِّم ن للمسيحيين امتثاًال أكبر لنوِع حياِة التبتل والفقر الذي اختاره المسيح ربنا لنفسه واعتنقته العذراء أمه .وال يفكرّن أحد أَّن الرهبان
يغدون بتكريسهم غرباَء عن الناس وغير نافعين في المدينة األرضية .ألنه إذا كانوا غير حاضرين دومًا ومباشرة إلى جانب معاصريهم ،فهم حاضرون لهم حضورًا أعمق في أحشاء المسيح ،معهم روحيًا حتى يقوم بنيان المدينة األرضية دومًا على أساس في الرب ،وحتى يوّجه إليه،
فال يتعب عبثًا الذين يبنونه (.)146
وأخيرًا ،يمتدح المجمع المقدس ويشجع هؤالء الرجال والنساء ،اإلخوة واألخوات الذين يزينون عروس المسيح في األديار ،والمدارس ،والمستشفيات ،والرساالت باألمانة الدائمة والمتواضعة ،وبالخدمات العديدة التي يقدمونها بسخاء إلى الناس.
خاتمة
-47أّم ا كل الذين ُدعوا العتناق المشورات ،فعليهم أن يسهروا بعنايٍة لَيْثَبتوا في الدعوة التي دعاهم هللا إليها ،وأن يتساموا فيها لتتوافر للكنيسة قداسًة متزايدًة ،ولمجِد الثالوث الواحد غير المنقسم أعظم تمجيد ،ذلك الثالوث ينبوع كل قداسة وأساسها بالمسيح وفيه.
الفصل السابع
في ميزة كنيسة األرض السائرة إلى األخرة واتحادها بكنيسة السماء
مقدمة
-48إن الكنيسة التي إليها كّلنا مدعوون في المسيح ،والتي فيها نحصل على القداسة بنعمة هللا ،لن تبلغ التمام إال في المجد السماوي عندما يأتي الزمان الذي فيه كل شيء يتجدد (رسل ،)1 ،3كما يتجدد تمامًا في المسيح العالم بأسره مع الجنس البشري ،ذلك العالم الذي يَّتحد
اتحادًا وثيقًا باإلنساِن وبه يبلغ إلى غايته (را .أف 10 ،1؛ قول 20 ،1؛ 2بط .)13 -10 ،3
فالمسيح الذي رفع األرض جذب إليه كَّل البشر (را .يو 32 ،12يوناني) .وقد قام من بين األموات (را .روم )9 ،6أرسل روحه المحيي إلى تالميذه وأقام بواسطته جسده ،الذي هو الكنيسة ،بمثابة سِّر الخالص الشامل وقد جلس عن يمين اآلب ،يعمل دومًا في العالم ليقود الناس إلى
الكنيسة ،ويضّم هم إليه بواسطتها ضّم ًا حميمًا ،ويشركهم في حياته الممجدة إذ يعطيهم غذاًء جسده ودمه .فالتجديد الذي وعدنا به ونترّجاه ،قد ابتدأ في المسيح ،ويتزايد بإرسال الروح القدس وبه ُيَكَّم ل في الكنيسة ،حيث ُيعلمنا اإليمان أيضًا معنى حياتنا الزمنية ،بينما نتِّم ُم العمل الذي
أوكله اآلب إلينا ،راجين الخيرات المقبلة وعاملين هكذا خالصنا (فيل .)12 ،2
هكذا إذًا قد بلغت إلينا نهاية األيام ( 1قور .)11 ،10وتجديد العالم قد بدأ بدون رجعة ،وبصورٍة حقيقيٍة قد سبق ظهوره منذ اآلن ،فالكنيسة على هذه األرض تتميز بالقداسة الحقة وإن غير كاملة .إَّنما إلى أن تتحقق السماوات الجديدة واألرض الجديدة حيث يسكن البر ( 2بط )13 ،3
فالكنيسة في غربتها َلتحمُل ،في أسرارها ومؤسساتها المنوطة بهذا الدهر ،وجَه هذا الدهر الزائل .إَّنها تعيش بين الخالئق التي تئن وتتمخض حتى اآلن وتتوقع تجلي أبناء هللا (را .روم .)22 -19 ،8
وبما أّنا اتحدنا بالمسيح في الكنيسة وُخِتمنا بالروح القدس "الذي هو عربون ميراثنا" (أف ،)14 ،1فإننا ُندعى أبناء هللا حقًا ،وإّنا لذلك ( 1يو ،)2 ،3ولكن الساعة لم تأتي بعد لنتجَّلى مع المسيح في المجد (را .قول )4 ،3حيث نصير شبيهين باهلل ألننا سنراه كما هو ( 1يو ،)2 ،3
ولذلك "ما دمنا مستوطنين في الجسد ،فنحن متغِّر بون عن الرب" ( 2قور )6 ،5وقد حصلنا على بواكير الروح نئُّن في باطننا (روم ،)23 ،8ونرغب في أن نكون مع المسيح (فيل ،)23 ،1والمحبة عينها تدفعنا لنحيا للذي مات وقام ألجلنا ( 2قور )15 ،5ونحرص أن نرضي
الرب في كِّل شيء ( 2قور ،)9 ،5ونلبس سالح هللا لنستطيع أن نقاوم مكايد إبليس ونقف في وجهه يوم الشر (أف .)13 -11 ،6ولّم ا ُكنا ال نعلم اليوم والساعة ،يجب أن نكون دومًا متيقظين ،حسب تنبيه الرب لنستحق ،وقد أكملنا المجرى الوحيد لحياتنا األرضية (عب )27 ،9أن
ندخل معه في العرس ونكون أهًال أن ُنَعَّد مع المباركين (مت )46 –31 ،25بدل أن نكون مثل العبيد األشرار الكسالى (مت ُ )26 ،25م بَعدين بأمٍر من هللا إلى النار األبدية (متى )41 ،25وإلى الظلمة البّر انية "حيث البكاء وصريف األسنان" (متى 13 ،22و .)30 ،25وبالفعل قبل
أن نملك مع المسيح الممجد ،سنظهر كلنا "أمام منبر المسيح لينال كّل واحٍد على حسب ما صنع وهو في الجسد خيرًا كان أم شرًا" ( 2قور .)10 ،5وفي نهاية العالم "سيخرج الذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة ،والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 29 ،5؛ را .متى
.)46 ،25لهذا بما أننا َنعتبر "أن آالم هذا الدهر ال تقاس بالمجد المزَم ع أن يتجلى فينا" (رو 18 ،8؛ را 2 .طيم )12 -11 ،2وأننا ننتظر ثابتين في اإليمان "الرجاء السعيد وتجلي مجَد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" (طي " )13 ،2الذي سُيعُّد جسد تواضعنا ليكون على صورة
مجده" (فيل )21 ،3والذي سيأتي "ليتمَّجَد في قّديسيه وَيظهر بالعجب بين جميع المؤمنين" ( 2تس .)10 ،1
-49فإلى أن يأتي الرب في مجده وجميع مالئكته معه (را .متى )31 ،25وإلى أن ُيخِض ع كّل شيء له ،بعد أن ُيالشى الموت ( 1قور )27 -26 ،15يكمل البعض من رسله غربتهم على األرض ،والبعض وقد أكملوا حياتهم ُيطَّه رون ،والبعض اآلخر ،وقد أصبحوا في المجد،
يتأملون "باهلل الواحد المثَّلث األقانيم كما هو في ملء الضياء" ( .)147إّنما نشترُك كُّلنا ،وإن على درجات وتحت أشكاٍل متنوعة ،في المحبة ذاتها هلل وللقريب ،مرِّنمين إللهنا نشيد المجد عينه .وفعًال ،إَّن كل َم ن هم للمسيح وقد َقِبلوا روحه ،يؤِّلفون كنيسًة واحدًة ويتناسقون فيما بينهم
ومعه (أف .)16 ،4إذًا إَّن الوحدة التي تربط بين الذين ال يزالون في غربٍة ،وبين إخوتهم الذين رقدوا في سالم المسيح ،ال تعرف أَّي انفصاٍم ،بل بالعكس تتقوى هذه الوحدة بتبادل الخيرات الروحية ( ،)148بمقتضى إيماِن الكنيسة الدائم .أَّم ا وقد اَّتحد سكاُن السماء اتحادًا صحيحًا مع
المسيح ،فإنهم يوِّط دون الكنيسة كّلها توطيدًا قويًا في القداسة ،ويزيدون من قدر العبادة التي تؤِّديها الكنيسة هلل على األرض ،ويساعدون بطرٍق شّتى في رفع ُبنيانها( 1قور )149( )27 -12 ،12ألَّنهم ،وقد ُقبلوا في الوطن وحضروا عند الرب ( 2قور )8 ،5ال ينفّكون يضرعون
ألجلنا إلى الرب ،به ومعه وفيه ( ،)150مقّدمين االستحقاقات التي نالوها على األرض بالوسيط الواحد بين هللا والناس ،يسوع المسيح ( 1طيم ،)5 ،2خادمين الرب في كِّل شيء ،ومتّم مين في جسدهم ما ينقص في آالم المسيح ألجل جسِده الذي هو الكنيسة (قول .)151( )24 ،1
وهكذا إن عنايتهم األخوية هي عضد كبير لضعفنا.
-50أَّم ا وقد اعترفت كنيسُة المسافرين على األرض اعترافًا قويًا بهذه الشركة الموجودة داخل جسد المسيح السري كله ،قد أحاطت بتقوى زائدة ذكر الموتى وذلك منذ العصور المسيحية األولى ( ،)152وقدمت عن نَّيتهم التقادم "ألن فكرة الصالة ألجل الموتى كي يخلصوا من
خطاياهم هي فكرة مقدسة تقوية" ( 2مكا .)45 ،12ولقد آمنت الكنيسة دومًا أن رسَل المسيح وشهداَء ه الذين أعطوا بسفِك دِم هم شهادَة اإليماِن والمحبِة العظمى ،هم أشُّد اتحادًا بنا في المسيح ،ولقد أحاطتهم مع العذراء الطوباوية مريم والمالئكة القديسين بمحبٍة خاصة ( ،)153ملتمسة
بورٍع عون شفاعتهم .إلى هؤالء أضيَف فيما بعد آخرون غيرهم أي َم ن تَم َّثلوا عن قرٍب بتبُّتِل المسيِح وفقره ( ،)154وأخيرًا َم ن امتازوا بممارستهم الرائعة للفضائل المسيحية ( )155وِنَعُم هللا الشهيرة ،ما جعل الكنيسة توصي بهم ليكونوا قدوًة للمؤمنين ،وموضوعًا إلكرامهم بتقوى
(.)156
وفعًال إن التأّمَل في حياة الناس الذين تبعوا المسيح بأمانٍة ،هو دافٌع يحُّث على السعي إلى المدينة المقبلة (را .عب 14 ،13و .)10 ،11وفي الوقت عينه نتعلم هكذا أن نعرف الطريق التي بها ُيمكننا البلوغ إلى الوحدة الكاملة مع المسيح ،أعني إلى القداسة ( ،)157وسط ظروِف العالم
وحسب حالة كّل واحد منا وأوضاعه الخاصة .ففي حياة الذين يشاركوننا طبيعتنا اإلنسانية وقد تحولوا تحوًال أكمل إلى صورة المسيح ( 2قور ُ ،)18 ،3يظهر هللا للبشر في ضياٍء ساطٍع حضوره ووجهه .وهللا يكّلمنا عن طريقهم ،ويرينا آيَة ملكوته ( )158ويجذبنا إليِه بقّو ة ،إذ لدينا
مثل هذا السحاب الكثيف من الشهود يحدق بنا (عب ،)1 ،12ومثل هذه الشهادة لحقيقة اإلنجيل.
ولكننا ال ُنكِّر ُم ذكَر سكان السماء من أجل مثالهم فحسب ،بل حتى تتوثق بهذا توثقًا أكثر وحدة الكنيسة كلها في الروح القدس (أف )6 -1 ،4وذلك بممارسة المحبة األخَّو ية .فكما أن الشركة بين المسيحيين الذين على األرض ُتقِّر بنا أكثر من المسيح ،هكذا توِّح دنا شركة القديسين إلى
المسيح الذي منه تفيض ،كما من ينبوعها ورأسها ،كُّل نعمٍة وحياُة شعب هللا بالذات ( .)159وإنه ليليق جدًا أن نحَّب أحباَء يسوع المسيح هؤالء وورثته ،الذين هم أيضًا إخوتنا والمحسنون العظماء إلينا ،وأن نشكر هللا من أجلهم (" )160ولَنْدُعهم بانسحاٍق ،ولَنلتجئ إلى صلواتهم ،وإلى
إسعافاتهم وعونهم من أجل الخيرات التي علينا أن نطلبها من هللا ،بواسطة ابنه يسوع المسيح ربنا الذي هو فادينا ومخلصنا الوحيد" ( .)161ألن كَّل شهادة حب أصيلة نقدمها إلى سكان السماء ،إّنما تتجه في طبيعتها بالذات كما في نهايتها إلى المسيح "إكليُل كل القديسين"
( )162وبواسطته إلى هللا الذي هو عجيٌب في قديسيه وممَّجٌد فيهم (.)163
ووحدتنا مع الكنيسة لتتحقق بأسمى طريقة ،عندما ُننشد ،بفرٍح مشترك ،المديَح للعظمة اإللهية ( ،)164ال سيما في الليتورجيا المقدسة حيث تفعل فينا قوة الروح القدس بعالمات األسرار ،وعندما نمِّج د العظمة اإللهية في ترتيلة مديٍح واحدة وفي فرٍح مشترك ،وقد افُتِدينا بدِم المسيح
نحن الذين من كل قبيلة ،ولسان ،وشعب ،وأّم ة (رؤ .)9 ،5إذًا االحتفال بذبيحِة اإلفخارستيا هو الوسيلة األوثق الّتحادنا بعبادِة كنيسة السماء" ،مكِّر مين أوًال وقد اتحدنا معًا ذكَر الطوباوية مريم الدائمة بتوليتها والقديس يوسف ،والرسل المغبوطين ،والشهداء ،وكل القديسين (.)165
توجيهات راعوية
-51إَّن هذا المجمع المقدس ليقبل بتقوى شديدة إيمان آبائنا المكَّر م هذا في شركة الحياة مع إخوتنا الذين حصلوا على المجد السماوي ،أو أَّنهم ُيطَّه رون بعد موتهم .وإنه لَيعُر ُض من جديد قرارات المجامع المقدسة النيقاوي الثاني ( ،)166والفلورنسي ( ،)167والتريدنتي
( .)168وفي الوقت عينه ،وبما له من غيرة راعوية ،يحُّث كل المسؤولين كي يداووا كَّل َخْر ٍق ،وكَّل زيادٍة ،وكّل نقصاٍن يحدث هنا وهناك ،وأن يجتهدوا في إبعادها أو إصالحها ،وأن يجِّددوا كَّل شيٍء ،حتى يتمجد المسيح وهللا بطريقة أكمل .ولُيعِّلموا المؤمنين أن إكراَم القديسين
األصيل ال َيقوم باإلكثار من األعمال الخارجية ،بل باألحرى بممارسة حٍّب حاٍّر وحقيقي ،به نسعى لخيرنا األعظم ولخير الكنيسة" ،عن المثل في العالقة مع القديسين ،وعن االتحاد في شركتهم ،وعن العضد في شفاعتهم" ( .)169وِم ن ناحيٍة أخرى لُيدِّر بوا المؤمنين جيدًا على أن
عالقتهم مع سكان السماء ،إذا ُفهمت بمقتضى نور اإليمان البهي ،هي أبعد من أن تنقص العبادة الواجبة هلل اآلب بالمسيح في الروح ،بل بالعكس تغنيها بسخاء (.)170
وعندما ُتشركنا المحبة المتبادلة ،والمديح الواحد للثالوث األقدس مع بعضنا بعضًا ،نحن كّلنا أبناء هللا الذين نؤّلف في المسيح عائلًة واحدة (را .عب ،)3إنما نجاوب على دعوة الكنيسة الصميمة ،ونأخذ مسبقًا حصة لذيذة في ليتورجّيا المجد الكامل ( .)171وفي الساعة التي يظهر فيها
المسيح ،وعندما تتُّم قيامة الموتى المجيدة ،سُيضيء بهاء هللا المدينَة السماويَة ،ويصيُر الَحَم ُل مصباحها (رؤ .)24 ،21عندئذ َتعُبُد كنيسُة القديسين بأسرها ،في غبطِة المحبة الشاملة ،هللا "والحمل المذبوح" (رؤ )12 ،5هاتفًة بصوٍت واحد "للجالس على العرش وللَحَم ل التسبيح،
والكرامة ،والمجد ،والعزة إلى دهر الدهور" (رؤ .)14 -13 ،5
الفصل الثامن
أ ًال
about:blank 6/12
25/10/2022 10:06 about:blank
أوًال ،مقدمة
-52أَّم ا وقد قَّر َر هللا بصالِح ِه المتسامي وحكمته الفائقة أن يفتدي العالم "لّم ا بلغ ملُء الزمان أرسل ابنه مولودًا من امرأة ...لننال التبني" (غل " )5 -4 ،4الذي ألجلنا نحن البشر وألجل خالصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء" (َ .)172فِسُّر
الخالص اإللهي هذا َيظهر لنا ويستمر في الكنيسة ،التي أقامها الرب بمثابة جسده ،وفيها يجب على المؤمنين المنضّم ين إلى المسيح الرأس ،والمَّتحدين في الَشِر َكة عينها مع كل قديسيه أن ُيَكِّر موا "في الطليعة ذكر المجيدة مريم الدائمة بتوليتها ،والدة إلهنا وربنا يسوع المسيح"
(.)173
-53فالعذراء مريم التي َقِبَلت ،عند بشارة المالك ،كلمَة هللا في قلبها وفي جسدها ،وقَّدَم ت الحياة للعالم ،هي معروفة ومكرمة كأّم هللا الحقة ،وأم المخلص .وقد اْفُتِدَيت بطريقٍة ساميٍة نظرًا إلى استحقاقات ابنها ،المرتبطة به برباٍط وثيٍق ال ينفصم .اغتنت بهذه المهّم ة الفائقة ،وهذا
الشرف ،بأن تكون أم ابن هللا ،وبالتالي ابنة اآلب المفَّضلة ،وهيكَل الروح القدس ،بهذه العطية عطية النعمة غير العادية ،تساَم ت إلى حٍد بعيد فوق كِّل الخالئق في السماء وعلى األرض .ولكنها في الوقت عينه متحدة مع كل الناس الذين هم بحاجٍة إلى الخالص ،ألنها من ذرية آدم ،بل
باألكثر هي بالتمام "أم ألعضاء المسيح ،ألنها ساهمت بمحبتها كي يولد في الكنيسة المؤمنون الذين هم أعضاء ذلك الرأس" ( .)174لهذا أيضًا هي ُم حَّياة كعضٍو فائٍق وفريٍد ال مثيل له في الكنيسة ،وصورة ومثاًال باهرًا في اإليمان والمحبة ،وهي موضوَع عاطفٍة بنوَّيٍة ُتكِّر مها
الكنيسة الكاثوليكية ،بإلهام من الروح القدس ،كما يليق بأم حبيبة.
نية المجمع
-54لهذا يتوخى المجمع المقدس ،وهو يقّدم تعليم الكنيسة التي فيها يتم الفادي خالصنا ،أن يوضح بعناية ،من جهة ،دور الطوباوية العذراء في سر الكلمة المتجسد ،والجسد السري؛ ومن جهة أخرى واجبات المفتدين نحو أم هللا ،أم المسيح ،وأم البشر وفي طليعتهم المؤمنين.
ودون أن يهدف المجمع إلى أن ُيقدم عن مريم تعليمًا كامًال ،وإلى أن يقول الكلمة النهائية في المسائل التي لم يوضحها الالهوتيون إيضاحًا تامًا ،فمن حق المدارس الكاثوليكية أن تحافظ على اآلراء التي ُتعِّلمها بحرية حول من تحتل في الكنيسة المقدسة المنزلة الرفيعة بعد المسيح مع
كونها قريبة منا جدًا (.)175
ُ -55تظهر األسفار المقدسة في العهدين القديم والجديد ،والتقليد المكَّر م ،بطريقٍة تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم ،دوَر أِّم المخلص في تدبير الخالص ،وتعرضها أمام ناظرينا .فكتب العهد القديم تصف تاريخ الخالص الذي فيه َتهيأ تدريجيًا مجيء المسيح إلى العالم .وهذه الوثائق
القديمة كما تقرأها الكنيسة وتفهمها على نور الوحي الالحق والتامُ ،تظهر شيئًا فشيئًا وفي ضياٍء زائد وجَه المرأة ،أم المخلص .في هذا الضوء ،هي نفسها التي لَّو َح عنها آنذاك بطريقٍة نبوّية في الكالم على الوعد باالنتصار على الحية ،الوعد الذي قطعه هللا لألبوين األولين بعد
سقوطهما بالخطيئة (تك .)15 ،3وهي كذلك العذراء التي ستحبل وتلد ابنًا ُيدعى اسمه عمانوئيل (را .إش 14 ،7؛ مي 3 -2 ،5؛ متى .)23 -22 ،1وهي نفسها التي تحتُّل المنزلة األولى بين ُو دعاء الرب ومساكينه ،الذين كانوا يرجون منه بثقٍة الخالص وينالونه .أخيرًا مع ابنة
صهيون الفريدة نفسها َتَّم ت األزمنة ،بعد انتظار للوعِد طويل ،وابتدأ التدبير الجديد عندما أخذ منها ابن هللا الطبيعة اإلنسانية ،ليحِّر َر إنسان الخطيئة بأسرار جسده.
مريم في البشارة
-56ولقد َح ُسن لدى أبي النعم أن يسبق التجسد رضى هذه األم المختارة ،حتى أنه كما ساهمت امرأٌة في عمل الموت ،تساهم أيضًا امرأٌة في الحياة .وهذا ما َيصُّح بنوٍع عجيب في أم يسوع التي أعطت العالم الحياة ،حياًة منها تجَّدَد كُّل شيء ،وقد َح باها هللا ِنعمًا على مستوى
مهمة عظمى كهذه .وبالتالي فليس من الغرابة بأمر ،أن تكون راسخٌة العادُة المَّتَبعة عند اآلباء القديسين أن َيدعوا أَّم هللا كلَّية القداسة وبريئًة من كِّل دنِس الخطيئة ،وكأَّن الروح القدس قد َجَبَلها وجعل منها خليقة جديدة ( .)176وقد زهت عذراء الناصرة ،منذ اللحظة األولى للحبل بها،
بقداسٍة وّهاجة وفريدة جدًا ،فحَّياها مالك البشارة المنتدب من هللا ممتلئًة نعمة (لو .)28 ،1فأجابت البشير السماوي" ،هاءنذا أمُة الرِّب ،فليكن لي حسب قولك" (لو .)38 ،1وهكذا قد أعربت مريم ،بنت آدم ،عن قبولها كلمة هللا ،فأصبحت بذلك أم يسوع وقد تجاوبت بملء رضاها
وإرادة هللا الخالصية دون أن ُتعيقها أيُة وصمِة خطيئٍة ،بتقديم ذاتها كليًا أمًة للرِّب لشخِص ابنها وعمله ،لُتسِه م معه وتحت أمره في سِّر الخالص وذلك بنعمة هللا القدير .وهكذا َيعتبر اآلباء القديسون بحٍّق أَّن مريم لم تسهم في خالص البشر كأداٍة سلبية بين يدي هللا فقط ،وإّنما بحَّر يِة
إيمانها وطاعتها .وبالفعل هي نفسها بطاعتها ،على حسب قول القديس إيريناوس "قد غدت سبب خالٍص ِلذاتها وللجنس البشري بأجمعه" ( )177ولقد عَّبَر عن ذلك معه وبرضى عدٌد غفيٌر من آباِء الكنيسة األولين في مواعظهم إذ قالوا" ،إن العقدة التي سَّبَبها عصيان حواءُ ،ح َّلت
بطاعِة مريم؛ وما ربطته العذراء حواء بقَّلة إيمانها ،حَّلته مريم العذراء بإيمانها" ()178؛ وبمقارنتهم مريم بحواء ،يسمون مريم "أَّم األحياء" ( )179ويصِّر حون ِم رارًا "على يد حواء كان الموت ،وبمريم كانت الحياة" (.)180
-57إَّن االتحاد الذي يربط األم بابنها في عمل الخالص لظاهٌر منُذ ساعة الَحْم ل البتولي بيسوع حتى موته ،ويبدو أول ما يبدو ساعَة ذهبت مريم مسرعًة لتزوَر أليصابات؛ فَح َّيتها هذه بالمباركة التي آمنت بالخالص الموعود به ،في حين ارتكض السابق في أحشاء أمه (لو ،1
)45 - 41ثم في الميالد عندما أرت أم هللا بفرٍح إلى الرعاة والمجوس ،ابنها البكر الذي كانت والدته تكريسًا لبتولَّيتها الكاملة وليس فقدانًا لها ( ،)181وأيضًا في الهيكل بعدما قَّدمت ذبيحَة الفقراء ،إذ قَّر َبت ابنها للرِّب؛ فسمعت سمعان يتنبأ في الوقت عينه ،أن االبن سيكون عالمَة
خالٍف ،وإَّن نفَس األِّم سَينفذ فيها سيٌف ،وهكذا ستظهر أفكاُر الكثيرين (لو .)35 -34 ،2أَّم ا وقد ضاَع الطفل يسوع ففتش عنه والداه حزينين ،ووجداه في الهيكل منشغًال بأعماِل والده ،لكّنهما َلْم يفهما كلمة الصبي .أّم ا أمه فكانت تحفظ كل هذا في قلبها وتتأمل فيه (لو .)51 –41 ،2
-58في حياة يسوع العاَّم ة تظهر أُّم ه بكل وضوٍح منذ البدء عندما حصلت بشفاعتها ،وقد حَّر َكتها الشفقة ،على أن يبدأ يسوع المسيح عجائبه في عرس قانا الجليل (يو .)11 -1 ،2وطيلة كرازة يسوع َقِبَلت الكالم الذي به َو َضَع االبُن الملكوَت فوق كِّل اعتباراِت وعالقاِت اللحم
والدم ،وذلك عندما أعطى الطوبى للذين يسمعوَن كلمَة هللا ويحفظونها (را .مر 35 ،3؛ لو ،)28 -27 ،11كما كانت تعمُل هي بكِّل أمانٍة (لو 19 ،2و .)51هكذا تقَّدَم ت العذراء مريم في ُغربة اإليمان ُم حافظًة بكِّل أمانٍة على االتحاد مع ابنها حتى الصليب حيث كانت واقفة (يو ،19
- )25ولم يكن ذلك بدون تصميٍم إلهي -تتأَّلم بقّو ٍة مع ابنها الوحيد ،مشتركًة بقلبها األمومي في ذبيحته ،معطيًة إلى تقدمة الذبيح ،المولوِد من لحمهاِ ،ر ضى حِّبها ،إلى أن ُيعطيها يسوع المسيح بالذات ،الُم نازع على الصليب ،إلى تلميذه ُأَّم ًا له بهذه الكلمات "يا امرأة هذا ابنك" (يو ،19
.)182( )27 –26
-60إَّن وسيَطنا وحيٌد وفقًا لكلمات الرسول القائل" ،ألَّن هللا واحد ،والوسيط بين هللا والناس واحد ،اإلنسان ،المسيح يسوع ،الذي َبذل نفسه فداًء عن الجميع" ( 1طيم .)6 -5 ،2لكَّن دوَر مريم األمومي نحو البشر ال َيحُجب وال ُينِقص بشيٍء وساطة المسيِح الوحيدة هذه بل
ُيظهر قَّو َتها .ألَّن كَّل تأثيٍر خالصٍّي للطوباويِة مريم في خالص البشر ،ال ُيولد عن حتمَّيٍة ما ،بل َينبع عن رضى هللا وَيصدر عن فيِض استحقاقات المسيح .إنه يرتكز على وساطته ،ويتعلق بها تمامًا ،ويستمُّد كَّل قوته منها؛ وال يعيق اتحاد المؤمنين المباشر مع المسيح بطريقٍة ما ،بل
بالعكس يعززه.
-61إَّن العذراء الطوباوية التي ُأِع َّدْت منُذ األزل ،في تصميم تجُّسد الكلمة كي تكون أَّم هللاَ ،غَدْت على األرض ،بتدبيِر العناية اإللهيةُ ،أّم ًا حبيبًة للمخِّلص اإللهي ،وشريكًة سخية في عمله بصفٍة فريدٍة أبدًا ،وَأَم ًة للرب وديعة .بالحبِل بالمسيح ،وبوضعها إياه في العالم ،وبتغذيتها
له ،وبتقدمته في الهيكل إلى أبيه ،وبتألمها مع ابنها الذي مات على الصليب ،ساهمت في َعَم ل المخلص مساهمًة ال مثيل لها بخضوعها وإيمانها ،برجائها ومحَّبتها الحارة كي تعود الحياة الفائقة الطبيعة إلى النفوس .لهذا كانت لنا ُأَّم ًا في نطاِق نظاِم النعمة.
-62إنطالقًا من الرضى الذي َحَم َلته بإيمانها يوم البشارة وحافظت عليه دون تردٍّد تحت الصليب ،تستمُّر أمومة مريم في تدبير النعمة دون ما انقطاع حتى يبلغ المختارون الكمال األبدي .وفعًال إن دورها في الخالص لم يتوقف بعد صعودها إلى السماء ،إنها ال تزال تحصل لنا
بشفاعتها على الِنَعِم التي ُتؤِّكُد خالَص نا األبدي ( .)186إَّن حَّبها األمومي يجعلها تصغي إلى إخوِة ابنها الذين لم ُيكملوا غربتهم ،أو إنهم ال يزالون عرضًة للمخاطر والضيقات حتى يصلوا إلى الوطن السعيد .لهذا ُتدعى الطوباوية العذراء في الكنيسة بألقاٍب عّدة منها الحامية ،والُم عينة،
والمساعدة ،والوسيطة ()187؛ إنما ُيفهم كُّل هذا بنوٍع أنه ال ينتج عنه أُّي نقصان أو زيادة في شرِف المسيح الوسيط األوحد وفعاليته (.)188
وبالفعل ال يمكن لخليقٍة أبدًا ،أن ُتوضع على قدم المساواة مع الكلمة المتأِّنس والمخلص .ولكن كما أنه في كهنوِت المسيح يشترُك تحت أشكاٍل شّتى الَخَدَم ُة والشعب المؤمن ،وكما أَّن صالَح هللا الواحد يفيض فعًال على الخالئق بأنواٍع مختلفة ،كذلك وساطة الُم خِّلص الفريدة ال تمنع ،بل
باألحرى َتحُّث الخالئق على التعاون المتنِّو ع المشتَر ك ،النابع من مصدٍر واحد .وإَّن الكنيسَة لتعترف دون ترُّدٍد بمثِل هذا الدور الذي تقوم به مريم مرتبطًة بابنها ،وإنها ال تبرح تختبره ،كما أنها لتنصح قلوب المؤمنين ،حتى إذا ما ساعدهم هذا العون األمومي ،أن يتمَّسكوا تمسكًا أوثق
بالوسيط المخِّلص.
-63إَّن الطوباوية مريم لتَّتحُد أيضًا اتحادًا وثيقًا بالكنيسة وذلك بنعمِة األمومة ودورها اللذين يوحدانها بابنها المخلص ،وبفضل مهماتها الفريدة .وحسب تعليم القديس أمبروسيوس ،إَّن أَّم هللا هي صورة الكنيسة أعني في اإليمان ،والمحبة ،واالتحاد الكامل بالمسيح ( .)189وبما
أن العذراء مريم َتظهر بصورة ساميٍة وفريدٍة مثًال للبتولية واألمومة ،فلها المكان األول في سِّر الكنيسة التي ُتدعى بحٍق ُأَّم ًا وعذراء ( .)190بإيمانها وطاعتها َو لدت على األرض ابن اآلبُ ،يظِّللها الروح القدس ،دون أن تخسَر بتوليتها فكانت بمثابِة حواًء جديدة تعطي ال للحية
القديمة ،بل لبشير هللا ،إيمانًا ال يخامره شك .أّم ا االبن الذي ولدت فقد أقامه هللا بكرًا بين إخوٍة كثيرين (روم )29 ،8أي المؤمنين الذين ُتسهم العذراء مريم بحبها الوالدي في والدتهم وتربيتهم.
-65لَّم ا كانت الكنيسة ،بشخِص العذراء الكّلية الطوبى ،قد بلغت الكماَل بال كلف وال غضن (أف ،)27 ،5فإَّن المؤمنين ال يزالون يجِّدون لينعموا في القداسة بانتصارهم على الخطيئة ،لهذا فإنهم يرفعون عيونهم إلى مريم التي تتألأل مثاًال للفضائل ،أمام جماعة المختارين .وإذا
ما فَّكَر ت الكنيسة بتقوى في مريم وتأَّم لت فيها على ضوِء الكلمة المتجِّسد ،فإنها ُتدخلها بكِّل احتراٍم وَتَعُّمٍق إلى صميِم سِّر التجُّسد وتتمثل أكثر فأكثر بعريسها .فمريم هي الحاضرة فعًال في الحميم من تاريخ الخالص ،لُتجَمَع فيها وُتْعَكَس بطريقٍة ما متطلبات اإليمان العظمى؛ وإذا ما
كانت بالنسبة إلى المؤمنين موضوَع مديٍح وتكريٍم ،فإَّنها توِّج ههم إلى ابنها وذبيحته ،وإلى محبة اآلب .وإَّن الكنيسة إذ تسعى لتمجيد المسيح ،تصيُر شبيهًة بمثالها األكبر ،متقدمًة تقدمًا ُم ضطردًا في اإليمان ،والرجاء ،والمحبة ،مبتغيًة اإلرادة اإللهية في كِّل شيء ،ومتِّم مًة إياها .لهذا
تنظر الكنيسة في عملها الرسولي بعيِن الصواب إلى تلك التي َو َلَدت المسيح ،الذي ُح ِبَل به من الروح القدس ،وُو ِلَد من البتول ،كي يولد وينمو أيضًا بواسطِة الكنيسة في قلوب المؤمنين .والبتول كانت في حياتها مثاًال لذلك الحِّب األمومي الذي ينبغي أن ينتعَش به كُّل الذين ،وقد انضّم وا
إلى خدمٍة رسوليٍة في الكنيسة ،يعملون على والدة الناس من الروح.
-66إَّن مريَم التي َر ِفَعت بنعمِة هللا ،بعد ابنها ،فوَق كِّل المالئكِة وكِّل البشر ُأَّم ًا هلل كّليَة القداسِة وعاشت أسرار المسيح ،لتكِّر َم ها الكنيسة بحٍق ،إكرامًا خاصًا .وبالواقع قد ُكِّر َم ت العذراء مريم بلقِب أِّم هللا منذ أقدم األجيال ( ،)192والمؤمنون يلجأون إلى حمايتها ضارعين إليها
في كِّل مخاطرهم وحاجاتهم .ال سيما منذ المجمع األفسسي حيث َعَر َف تكريم شعب هللا لمريم نموًا غريبًا تحت أشكال اإلكرام والمحبة والتوُّسل إليها والتشُّبه بها حسب كلماتها النبوية "جميع األجيال تطّو بني ،ألن القدير صنع بي العظائم" (لو .)48 ،1وإْن كان هذا اإلكراُم ،كما ُو ِج َد
دومًا في الكنيسة ،يحمُل ِسمًة فريدًة جدًا في نوعه ،فإنه يختلف اختالفًا جوهريًا عن السجود الذي ُيؤَّدى بالتساوي للكلمِة المتجسد ،ولآلب ،وللروح القدس .واألشكاُل التقوَّية المختلفة نحَو أم هللا التي وافقت عليها الكنيسة ضمن حدود تعليٍم صحيٍح ومستقيم ،مراعيًة ظروف الزمان
والمكان ،وميوَل الشعوب المؤمنة ومناقبهم ،حملت على أن االبن ُيعَر ُف بحٍّق ،وُيَح ُّب ،وُيَم َّجُد ،وُتحَفُظ وصاياُه عبر إكراِم أِّم ه ،االبن الذي ألجله ُخِلَق الجميع (را .قول ،)16 -15 ،1ورضي اآلب األزلي أن َيحَّل فيه الملء كله (قول .)19 ،1
-67إَّن المجمع المقدس ُيعِّلُم هذا التعليم الكاثوليكي بصراحة .ويحُّث في الوقت نفسه كَّل أبناء الكنيسة على أن ُيعِّز زوا بسخاٍء إكراَم الطوباويِة مريم ال سيما الليتورجّي منه؛ وأن ُيقِّدروا الممارسات واألعمال التقوّية نحوها ،تلك التي َنَصَح ت بها الُسلطة التعليمية عبر األجيال،
كما أَّنُه َينصح أن ُتحفظ بكِّل تدُّيٍن تلك المراسيم التي ُأِقَّر ْت في الماضي حوَل إكراِم ُص َو ِر المسيح ،والعذراء الطوباوية ،والقديسين ( .)193إَّنُه يحُّث بحرارٍة الالهوتيين والذين ينشرون كلمَة هللا على أن يمتنعوا أيضًا بالتأّني الشديد ،عن كِّل مغاالٍة مضادٍة للحقيقة ،وعن قصٍر في النظر
غير مبرر ،وعندما يتكلمون على كرامِة أم هللا الفريدة ( .)194ففي دروسهم الكتاب المقدس ،واآلباء القديسين ،والمعّلمين ،وطقسيات الكنيسة بقيادة السلطة التعليمية ،يجب أن ُيظهروا بجالٍء دور الطوباوية العذراء وإنعاماتها الموجهة دومًا إلى المسيح ،ينبوع الحقيقة الكاملة ،والقداسة
والتقوى .ولَيحرصوا كَّل الحرص ،على أن ُيبعدوا في كالمهم وأعمالهم ،كَّل ما من شأنه أن يقوَد إلى الضالل ،في تعليم الكنيسة الحق ،إخوتنا المنشّقين أو أي شخص آخر .ولَيذكر المؤمنون أن اإلكراَم الحَّق ال يقوُم أبدًا بالعواطف العقيمة العابرة ،وال في سذاجِة إيماٍن فارغة ،ولكنه
ينبع من إيماٍن حقيقي يقودنا إلى أن نفقه الكرامَة السامية التي ألِّم هللا ويدفعنا إلى محبِة أِّم نا ُحبًا بنويًا ،ويحثنا على االقتداء بفضائلها.
خامسًا ،مريم عالمة عزاء ورجاء أكيد لشعب هللا في غربته على األرض
-69إَّن هذا المجمع المقدس ليفرُح فرحًا عظيمًا ويتعّز ى ،إذ َيِج ُد بين األخوِة المنفصلين من ُيقِّد ُم التكريم الواجب ألم الرب والمخلص ،ال سيما عند الشرقيين الذين ُيساهمون في إكراِم أِّم هللا الدائمة بتوليتها باندفاٍع حاٍّر ونفس متعبدة ( .)195ولُيصِعد المسيحيون كّلهم إلى أم هللا
وأم البشر توُّسالت ملّحٍة كي تشفع اآلن أيضًا أمام ابنها في السماء ،في شركة القديسين كلهم؛ هي التي ارتفعت فوق المالئكة والقديسين ،وَعَض َدت بصلواتها الكنيسة في َم هدها حتى تجتمع بفرٍح كُّل عائالِت الشعوب سواء تلك التي تتشرف بحمل االسم المسيحي ،أو تلك التي تجهل بعُد
مخّلَص ها ،في سالٍم ووفاٍق في شعِب هللا الواحد لمجد الثالوث المقدس وغير المنقسم.
إن كّل ما ورد في هذا الدستور العقائدي ،جملة وتفصيًال ،قد حاز رضى آباء المجمع المقّدس .ونحن بمقتضى السلطة الرسولّية التي عهد بها إلينا السيد المسيح ،وباالتحاد مع اآلباء األجالء ،نقبله ونثّبته ونقّر ه بالروح القدس .وما تحّدد هكذا بصورة جماعية ،نأمر بإعالنه لمجد هللا.
روما ،في كنيسة القّديس بطرس ،في 21من تشرين الثاني (نوفمبر) 1964
"مراعاة للتقاليد المجمعية ،وللغاية الرعائية التي توخاها المجمع الحاليُ ،يعلن المجمع إنه يجب على الكنيسة أن تتقيد فقط باألمور المتعلقة باإليمان واألخالق التي أعلن عن تحديدها بوجه صريح".
وفي ما يختص بالمواضيع األخرى التي يعرضها المجمع المقدس بوصفها تعليم الكنيسة في سلطتها العليا فإنه يجب على المؤمنين – جماعات وأفراد – أن يقبلوها ويتمَّسكوا بها وفقًا لروح هذا المجمع ذاته .وقد تظهر جليًا إما من موضوع البحث وإما من طريقة التعبير وفقًا لقواعد
التفسير الالهوتي".
إن السلطة العليا تبّلغ اآلباء بمذكرة تفسيرية تمهيدية تتعلق "بالتعديالت" المقترحة على الفصل الثالث من المشروع الخاص بالكنيسة .وعليه فإنه يجب تفسير التعليم المعروض في هذا الفصل نفسه وفهمه وفقًا لروح هذه المذكرة ومضمونها.
.1عن عبارة "جماعة األساقفة" ،فإنها لم ُتستعمل بالمعنى القانوني الحصري ،أي بمعنى جماعة مؤَّلفة من أعضاء متساوين يمكنهم أن يفِّو ضوا سلطتهم إلى رئيسهم ،بل بمعنى جماعة ثابتة يجب أن يستخلص نظامها وسلطتها من الوحي .لذلك جاء صراحة في الجواب
عن التعديل 12الخاص بالرسل ُيقال" ،إن الرب أقامهم" بمثابة جماعة أو مجموعة ثابتة (أيضًا التعديل .)53ولنفس هذا السبب فقد استعمل في أماكن متفرقة لفظ "النظام" أو لفظ "جسد" .إن المقابلة بين بطرس وسائر الرسل من جهة ،والحبر األعظم واألساقفة ،من جهة أخرى ،ال
تتضّم ن انتقال سلطة الرسل الخارقة للعادة إلى خلفائهم ،وال المساواة – وهذا بديهي – بين رئيس الجماعة وأعضائها ،بل فقط تناسبًا بين العالقة األولى (بين بطرس والرسل) والثانية (بين البابا واألساقفة) .لذلك قررت اللجنة أن تكتب في السطر الثاني من المقطع رقم 22ال "للسبب
ذاته" بل "كذلك وعلى هذا النحو" (التعديل .)57
.2وُيعَتبر عضوًا في "جماعة األساقفة" بسيامته األسقفية وباشتراكه مع رئيس الجماعة وأعضائها في السلطة الكنسية( .المقطع .)22فالسيامة األسقفية تمنح االشتراك الكياني في الوظائف المقدسة ،كما يّتضح ذلك جليًا من التقليد ومن المراسيم الطقسية ،وقد استعمل لفظ
"وظائف" عن قصد ولم يستعمل لفظ "سلطات" ألن هذا األخير يمكن أن ُيفهم بمعنى السلطة المعّدة للتطبيق عمليًا .ولكي تقوم السلطة بهذا المعنى األخير ،فإنه يجب أن ُيالزمها التحديد القانوني أو الشرعي من قبل الرئاسة الكنسية .أما تحديد السلطة هذا فيمكن أن يكون عن طريق
تفويض مهمة خاصة أو تعيين المرؤوسين وفقًا للقواعد التي اعتمدتها السلطة العليا .ومثل هذه القاعدة التي ظهرت فيما بعد تقتضيها طبيعة الحال ما دام األمر يتعّلق بوظائف يمكن أن يمارسها أشخاص متعددون ،ويجب أن يتعاونوا بناء على إرادة المسيح تعاونًا نظاميًا في السلطات
الكنسية .ومن البديهي أن هذه "الشركة" قد عاشتها الكنيسة حسب ظروف الزمان قبل أن تدون في القانون .لذلك قيل صراحة أنه ال بّد من الشركة مع هيئة السلطات الكنسية ومع رئيس الكنيسة وأعضائها .فالشركة مفهوم ذو اعتبار هام في الكنيسة القديمة (وهو ال يزال كذلك خاصة
في الشرق إلى يومنا هذا) .وهذا المفهوم ال يدل على شعور غامض بل على حقيقة عضوية ،تقتضي صيغة قانونية تنعشها المحبة في الوقت نفسه .لذلك قررت اللجنة في شبه إجماع أن تذكر تعبير "الشركة في هيئة السلطات الكنسية" (التعديل 40وأيضًا ما قيل في االنتداب القانوني
في المقطع .)24وعليه فإنه يجب تفسير الوثائق التي أصدرها األحبار الرومانيون حديثو العهد حول والية األساقفة ،على ضوء هذا التحديد الضروري للسلطات.
.3أما عن الجماعة األسقفية التي ال وجود لها بدون رئيسها ،فقد قيل "إنها هي أيضًا صاحبة السلطة العليا التامة في الكنيسة الجامعة" .وال بّد من التسليم بذلك حتى ال يصبح تمام السلطة التي تخص الحبر الروماني موضوع جدل .فجماعة األساقفة تفهم حتمًا ودائمًا على
أنها متحدة برئيسها "الذي يحتفظ بها احتفاظًا تامًا بوظيفة نائب المسيح وراعي الكنيسة الجامعة" .وبعبارة أخرى ،فإن التمييز ال يكون بين الحبر الروماني على انفراد والحبر الروماني بمعية األساقفة .وبما أن الحبر الروماني هو رئيس الجماعة األسقفية ،فإنه وحده يستطيع أن يقوم
بأعمال ال يمكن لألساقفة أن يقوموا بها .مثال ذلك ،دعوة الجماعة األسقفية إلى االجتماع وإدارتها والموافقة على قواعد عملها ...إلخ (التعديل .)81والحبر األعظم ،الذي ُعهد إليه بالعناية برعية المسيح كلها ،أن يقّر ر – وفقًا الحتياجات الكنيسة المتغيرة حسب األزمنة – كيف يحسن
وضع هذا التدبير موضع التنفيذ ،وهل يكون ذلك بطريقة شخصية أو جماعية .وله أيضًا أن يتبّين األعمال المالئمة لتدبير هذه الممارسة الجماعية والرجوع إليها والموافقة عليها ،وذلك وفقًا لخير الكنيسة.
.4ويستطيع الحبر األعظم – بصفته الراعي األعلى للكنيسة – أن ُيمارس سلطته في أي وقت كان ،حسبما يتراءى له ،فقًا لما تقتضيه وظيفته ذاتها .أما الجماعة األسقفية فهي باقية ،ولكنها بحكم بقائها ال تعمل باستمرار عمًال جماعيًا بالمعنى الحصري كما يّتضح ذلك من
تقليد الكنيسة .وبعبارة أخرى ،فإنها ال ُتمارس دائمًا سلطاتها ممارسة كاملة ،بل إنها ال تمارس هذه السلطات إال بعمل جماعي حصري إال من حين آلخر ،وذلك فقط بموافقة رئيسها .وقيل "بموافقة رئيسها" حتى ال ُيفهم ذلك بالمعنى التقيد بشخص غريب عنها .فلفظ "موافقة" يشير
بالعكس إلى الشركة بين الرئيس واألعضاء ويتضمن ضرورة وجود العمل الذي يكون من اختصاص الرئيس شخصيًا .وقد ذكر ذلك صراحة في المقطع ،22في السطر الثاني منه كما تّم شرحه في آخر هذا المقطع نفسه .والتعبير السلبي "ال يمكن ...إال بـ "...يتضمن الحاالت كلها
مما يجعل من البديهي ضرورة التقُّيد ،على كل حال "بالقواعد" التي توافق عليها السلطة العليا (التعديل .)84
ويّتضح من ذلك كله أن المقصود هو االتحاد الوثيق بين األساقفة ورئيسهم ،وليس عمل األساقفة "بمعزل" عن البابا ،ألن األساقفة ،إذا ما فاتهم عمل الرئيس ،ال يستطيعون القيام بعمل جماعي ،كما يتضح ذلك من مفهوم "الجماعة األسقفية" .وهذه الشركة ،شركة جميع األساقفة مع
الحبر األعظم في هيئة السلطات الكنسية هي األمر الجاري في التقليد بدون أدنى شك.
مالحظة
بدون الشركة في هيئة السلطات الكنسية ال يمكن ممارسة الوظيفة السّر ية الكيانية التي ينبغي تمييزها عن الناحية القانونية الشرعية ،ولكن اللجنة اعتبرت أنه ال مجال للدخول في القضايا المتعلقة بما هو جائز أو صحيح ،وتركت هذا ألبحاث الالهوتيين ،ال سّيما فيما يتعّلق بالسلطة
التي تمارس في الواقع عند الشرقيين المنفصلين ،والتي تعددت اآلراء في تفسيرها.
بريكلس فيليشي
________________
المراجع
-1راجع القديس كبريانوس رسالة ،4 ،64آباء الكنيسة الالتينية ( ،1017 ،3هارتيل) الجزء الثالث ،ب ،ص ،720 ،القديس هيالريوس عن إنجيل متى ،6 – 23آباء الكنيسة الالتينية ،1047 ،9القديس أغسطينوس متفرقات ،القديس كيرلس اإلسكندري شرح في تكوين – 2
10آباء الكنيسة اليونانية .110 ،69
-2راجع القديس غريغوريوس الكبير ،شرح في اإلنجيل ،1 ،19آباء الكنيسة الالتينية 1154 ،76ب ،القديس أغسطينوس ،عظة ،11 ،9 ،341آباء الكنيسة الالتينية ،1449 ،39القديس يوحنا الدمشقي ضّد محطمي األيقونات ،11آباء الكنيسة اليونانية .1357 ،96
-3راجع القديس إيريناوس ضد الهراطقة ،1 ،24 ،آباء الكنيسة اليونانية 966 ،7ب ،هارفيه ،131 ،2طبعة سانيار ،المصادر المسيحية ص .398
-4القديس كبريانوس ،الصالة الربانية ،23آباء الكنيسة الالتينية ،553 ،4هارتل الجزء الثالث أ ،ص ،285القديس أغسطينوس ،عظة ،33 ،20 ،71آباء الكنيسة الالتينية ،463 ،38القديس يوحنا الدمشقي ضّد محطمي األيقونات ،12آباء الكنيسة اليونانية 1358 ،96ب.
-5راجع أوريجانوس في متى ،21 ،16آباء الكنيسة اليونانية 1443 ،13ج ،ترتليانوس ضد مارسيانوس ،7 ،3آباء الكنيسة الالتينية 357 ،2ج ،مجموعة كتابات الكنيسة الالتينية 3 ،47ص .386ألجل المراجع الطقسية ،راجع كتاب خدمة األسرار الغريغوري ،آباء الكنيسة
الالتينية 160 ،78ب ،أو س .موهلبرج ،كتاب خدمة أسرار الكنيسة الرومانية ،روما 1960ص " ،90 ،111أراد هللا أن يبني له مسكنًا أبديًا من كل طبقات القديسين" نشيد إلى مدينة أورشليم الطوباوية في األجبية الرهبانية ،ومدينة أورشليم السماوية في األجبية الرومانية.
-6راجع القديس توما المجموعة الالهوتية الجزء الثالث السؤال 62البند الخامس اإلجابة عن اإلعتراض األول.
-7راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة عن الجسد السّر ي في 29حزيران ،1949أعمال الكرسي الرسولي )1943( 35ص .208
-8راجع الون الثالث عشر الرسالة العامة التي تبدأ بعبارة ،ماهو إلهي 9 ،أيار ،1897أعمال الكرسي الرسولي )1897 – 1896( 29ص .650بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة عن الجسد السري الفصل األول ص ،220 – 219دنتسنغر .)3808( 2288القديس
أغسطينوس ،العظة ،2 ،268آباء الكنيسة الالتينية ،1232 ،38وفي مكان آخر .القديس يوحنا فم الذهب في رسالة أفسس عظة ،3 ،9آباء الكنيسة اليونانية .72 ،62ديديموس اإلسكندري ،الثالوث 1 ،2آباء الكنيسة اليونانية 449 ،39وتابع .القديس توما عن كولوسي ،18 ،1
قراءة ،5طبعة مارييتي جزء 2برقم " ،46كما أن الجسد هو واحد بوحدة النفس كذلك الكنيسة هي واحدة بوحدة الروح"..
-9راجع الون الثالث عشر رسالة عامة عن الحكمة المسيحية 10 ،كانون الثاني ،1890أعمال الكرسي الرسولي )1890 – 1889( 22ص 392وأيضًا رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية" صادرة في 29حزيران ،1896أعمال الكرسي الرسولي )1896 – 1895( 28
ص 724 ،710وتابع .بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة عن الجسد السري الفصل األول المرجع السالف الذكر ص .200 – 199
-10راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة عن الجسد السري المرجع السالف الذكر ص ،221وأيضًا الرسالة العامة الجنس البشري 12آب ،1950أعمال الكرسي الرسولي )1950( 42ص .571
-11الون الثالث عشر رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية" ،المرجع السالف الذكر ص .713
-12راجع قانون اإليمان الرسولي ،دنتسنغر )13-10( 9-6قانون اإليمان النيقاوي القسطنطيني ،دنتسنغر )150( 86مع قرار إيمان المجمع التردنتي ،دنتسنغر 994و 1862( 999و.)1868
-13العبارة ،الكنيسة المقدسة (الكاثوليكية الرسولية) ،الرومانية ،توجد في ،اعتراف اإليمان الذي وضعه المجمع التردنتي ،المرجع السالف الذكر ثم المجمع الفاتيكاني األول الجلسة الثالثة ،المجموعة العقائدية عن اإليمان الكاثوليكي دنتسنغر .)3001( 1782
-14القديس أغسطينوس ،كتاب المدينة اإللهية فصل ،2 ،51 ،18آباء الكنيسة الالتينية .614 ،41
-15راجع القديس كبريانوس الرسالة 6 ،69مجموعة اآلباء الالتين ،1142 ،3ب هارتيل 3ب ص " 754سر الوحدة غير المنفصل".
-16راجع بيوس الثاني عشر ،خطاب "عّظموا الرب" 2تشرين الثاني ،1954أعمال الكرسي الرسولي )1954( 46ص ،669رسالة عامة "وسيط هللا" ،في 20تشرين الثاني ،1947أعمال الكرسي الرسولي )1947( 39ص .555
-17راجع بيوس الحادي عشر ،رسالة عامة "الفادي الجزيل الرحمة" ،في 8أيار ،1928أعمال الكرسي الرسولي )1928( 20ص 176وتابع .بيوس الثاني عشر ،خطاب "أنتم لنا" 22أيلول ،1956أعمال الكرسي الرسولي )1956( 48ص .714
about:blank 8/12
25/10/2022 10:06 about:blank
-18راجع القديس توما ،المجموعة الالهوتية الجزء الثالث السؤال 63لإلجابة على اإلعتراض رقم .2
-19راجع القديس كيرلس األورشليمي ،التعليم المسيحي 17عن الروح القدس الجزء الثاني عدد ،37 – 35آباء الكنيسة اليونانية ،1012 – 1009 ،33نيقوال كاباسيالس ،عن حياة المسيح ،الكتاب الثالث ،عن فوائد المواهب الخاصة ،آباء الكنيسة اليونانية .580 – 569 ،150
القديس توما المجموعة الالهوتية ،الجزء الثالث السؤال 65اإلجابة على اإلعتراض رقم 3ثم السؤال 72اإلجابة على اإلعتراض 1و.5
-20راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "وسيط هللا" في 20تشرين الثاني ،1947أعمال الكرسي الرسولي )1947( 39خاصة ص .552
1 -21كورنثوس 7 ،7لكّل أحد من هللا موهبة تخّصه فبعضهم هكذا وبعضهم هكذا .راجع القديس أغسطينوس ،عن موهبة الثبات ،37 ،14آباء الكنيسة الالتينية " 1015 ،45إن العفة هي ليست فقط موهبة من هللا ولكن أيضًا طهارة المتزوجين".
-22راجع القديس أغسطينوس عن بشارة القديسين ،27 ،14آباء الكنيسة الالتينية .980 ،44
-23راجع القديس يوحنا فم الذهب العظة 1 ،65عن إنجيل يوحنا ،آباء الكنيسة اليونانية .361 ،59
-24راجع القديس هيرونيموس ،ضد الهراطقة الجزء الثالث ،6 ،16الجزء الثالث ،3 – 1 ،22آباء الكنيسة اليونانية 926 ،925 ،7ثم ،958 ،955هارفيه 87 ،2ثم ،123 – 120سانيار طبعة المصادر المسيحية 292 – 290ثم 372وتابع.
-25راجع القديس أغناطيوس الشهيد مقدمة رسالة إلى الرومانيين ،طبعة فونك الجزء األول ص .252
-26راجع القديس أغسطينوس ،العماد ،ضد دوناتوس الجزء الخامس ،29 ،28آباء الكنيسة الالتينية " 197 ،43إنه من الواضح حقًا أن ما ُيقال ،داخل الكنيسة أو خارجها ،أو في روح الكنيسة ال يجب أن ُيفهم جسديًا" وأيضًا في نفس الكتاب راجع الفصل الثالث 26 ،19عمود
152ثم الجزء الخامس 24 ،18عمود ،189وفي كتابه عن إنجيل يوحنا 2 ،61آباء الكنيسة الالتينية 1800 ،35وكثيرًا في مواضع أخرى.
-27راجع لوقا " ،48 ،12كل من ُأعطَي كثيرًا ُيطلب منه الكثير" راجع أيضًا متى 20 – 19 ،5و 22 – 21 ،7و ،46 – 41 ،25يعقوب .14 ،2
-28راجع الون الثالث عشر ،رسالة رسولية األمور الشهيرة الخاصة بالتهنئة ،في 20حزيران ،1894أعمال الكرسي الرسولي )1894 – 1893( 26ص .707
-29راجع الون الثالث عشر ،رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية" في 29حزيران ،1896أعمال الكرسي الرسولي )1896 – 1895( 28ص 738ثم رسالة عامة في درس المحبة ،في 25تموز ،1898أعمال الكرسي الرسولي )1899 – 1898( 31ص ،11بيوس الثاني
عشر ،خطاب إذاعي في البيضاء 24 ،كانون األول ،1941أعمال الكرسي الرسولي )1942( 34ص .21
-30راجع بيوس الحادي عشر ،رسالة عامة ،األشياء الشرقية في 8كانون األول ،1928أعمال الكرسي الرسولي )1928( 20ص ،287بيوس الثاني عشر رسالة عامة ،في الكنيسة الشرقية 9نيسان ،1944أعمال الكرسي الرسولي )1944( 36ص .137
-31راجع تعليم مجمع التفتيش المقدس 20كانون األول ،1949أعمال الكرسي الرسولي )1950( 42ص .142
-32راجع القديس توما المجموعة الالهوتية الجزء الثالث السؤال الثامن البند الثالث اإلجابة عن السؤال األول.
-33تعليمات مجمع التفتيش المقدس إلى رئيس أساقفة بوسطن ،راجع دنتسنغر .3872 – 3869
-34راجع أوسابيوس القيصري اإلعداد اإلنجيلي ،1 ،1آباء الكنيسة اليونانية ،28 ،21أ – ب.
-35راجع بندكتس الخامس عشر ،رسالة رسولية "هذا العظيم" ،أعمال الكرسي الرسولي )1919( 11ص 440وخاصة ص 451وتابع .بيوس الحادي عشر ،رسالة عامة "األشياء المختّصة بالكنيسة" ،أعمال الكرسي الرسولي )1926( 18ص .69 – 68بيوس الثاني عشر،
رسالة عامة موهبة اإليمان 21نيسان ،1957أعمال الكرسي الرسولي )1957( 49ص .237 – 236
-36كتاب الديداكيه ،14طبعة فونك الجزء األول ص .32القديس يوستينوس ندوة ،41آباء الكنيسة اليونانية ،1023 ،7هارفيه 2ص 199وتابع .المجمع التردنتي الجلسة 22الفصل األول ،دنتسنغر .)1742( 939
-37راجع المجمع الفاتيكاني األول الجلسة الرابعة ،الدستور العقائدي" ،الراعي األزلي" ،دنتسنغر )3050( 1821وتابع.
-38راجع مجمع فلورنس ،مرسوم لليونانيين ،دنتسنغر )1307( 694والمجمع الفاتيكاني األول ،دنتسنغر )3050( 1821وتابع.
-39راجع كتاب األسرار للقديس غريغوريوس ،المقدمة في ميالد القديس متى والقديس توما ،آباء الكنيسة الالتينية 152 ،51 ،78راجع مجموعة قوانين الفاتيكان الالتينية ،3548ورقة ،18القديس هيالريوس في المزمور ،10 ،67آباء الكنيسة الالتينية ،450 ،9القديس
هيرونيموس ضد أتباع يوفينوس ،26 ،1آباء الكنيسة الالتينية 247 ،23أ ،القديس أغسطينوس في المزمور ،4 ،86آباء الكنيسة الالتينية ،1103 ،37القديس غريغوريوس الكبير تأمل في أيوب ،5 ،28آباء الكنيسة الالتينية ،456 – 455 /76بريماسيوس شرح سفر الرؤيا ،آباء
الكنيسة الالتينية 924 ،68ب ،ج ،باكازيوس رادبير في القديس متى الجزء 8فصل ،16آباء الكنيسة الالتينية 561 ،120ج ،راجع الون الثالث عشر رسالة "والسليم" في ،1888 – 12 – 17أعمال الكرسي الرسولي )1888( 21ص .321
-40راجع سفر األعمال 6-2 ،6و 30 /11و 1 ،13و 23 ،14و ،17 ،20تسالونيكي األولى ،13 – 12 ،5فيليبي 1 ،1وكولوسي 11 ،4وغيرها.
-41راجع أع 27 – 25 ،20و 2تيم 6 ،4وتابع .قارن مع 1تيم 22 ،5و 2تيم ،2 ،2وتي 5 ،1القديس اكليمنضس الروماني شرح في الرسالة إلى كورنثوس ،3 ،44طبعة فونك 1ص .156
-42القديس اكليمنضس الروماني شرح في الرسالة إلى كورنثوس ،3 ،44طبعة فونك 1ص 154وتابع.
-43راجع ترتليانوس ضد الهراطقة ،32آباء الكنيسة الالتينية 52 ،2وتابع ثم القديس أغناطيوس الشهيد متفرقات.
-45راجع القديس إيريناوس ضد الهراطقة الجزء الثالث ،1 ،3آباء الكنيسة اليونانية 484 ،7أ ،هارفيه 8 ،2سانيار ص 100وتابع "مبينة".
-46راجع القديس إيريناوس ضد الهراطقة الجزء الثالث ،2 ،3آباء الكنيسة اليونانية ،847 ،7هارفيه ،7 ،2سانيار ص " 100احتفظ به" راجع في نفس المكان الجزء الرابع ،2 ،26عمود ،1053هارفيه ،236 ،2ثم الجزء الرابع ،8 ،33عمود ،1077هارفيه .262 ،2
-47القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل فيالدلفيا ،المقدمة ،طبعة فونك الجزء األول ص .264
-48القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل فيالدلفيا ،1 ،1وإلى مجنيزيا ،1 ،6طبعة فونك الجزء األول ص ،264ص .234
-49القديس إكليمنضس الروماني ،في المكان الذي ذكرناه ،2 – 1 ،57 ،4 – 3 ،44 ،4 – 3 ،42 ،طبعة فونك الجزء األول ،171 ،156 ،152تابع .القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل فيالدلفيا ،إلى أهل أزمير ،وإلى أهل مجنزيا 3وإلى أهل تراال ،طبعة فونك الجزء األول ص
265وتابع ،ص ،282ص ،232ص 246وتابع إلخ ...القديس يوستينوس ،الدفاع ،65 ،1آباء الكنيسة اليونانية ،428 ،6القديس كبريانوس ،رسائل متفرقات في أمكنة مختلفة.
-50راجع الون الثالث عشر ،رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية" في 29حزيران ،1896أعمال الكرسي الرسولي )1896 – 1895( 28ص .732
-51راجع المجمع التردنتي الجلسة ،23قرار عن الدرجة المقدس الفصل الرابع ،دنتسنغر ،)1768( 960المجمع الفاتيكاني األول الجلسة الرابعة ،دستور عقائدي عن كنيسة المسيح الفصل الثالث ،دنتسنغر .)3061( 1828بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة عن الجسد السري في
29حزيران ،1943أعمال الكرسي الرسولي )1943( 35ص ،212 ،209القانون الكنسي رقم ،329البند األول.
-52راجع الون الثالث عشر ،رسالة "والسليم" 17كانون األول ،1888أعمال الكرسي الرسولي )1888( 21ص 321وتابع.
-54المجمع التردنتي الجلسة 23الفصل الثالث يذكر كلمات 2تيم 7 – 6 ،1حتى يثبت أن درجة الكهنوت هي سر حقيقي ،دنتسنغر .)1766( 959
-55في التقليد الرسولي ،3طبعة بوت ،المصادر المسيحية ص .30 – 27لألسقف "رئاسة الكهنوت" .راجع خدمة األسرار الالوني ،طبعة موهلبرج ،خدمة أسرار الفيروني ،روما 1955ص " ،119إلى خدمة الكهنوت السامية..تمم في كهنتك كمال السر" .وأيضًا خدمة اسرار
الكنيسة الرومانية ،روما 1960ص " 122 -121أعطهم يا رب كرسي األسقفية ليرعوا كنيستك وشعبك بأسره" راجع آباء الكنيسة الالتينية .224 ،78
-57المجمع التردنتي الجلسة 23الفصل الرابع يعلم أن سر الدرجة يطبع وسم ال ُيمحى ،دنتسنغر ،)1767( 960راجع يوحنا الثالث والعشرين ،حديث "هللوا للرب" 8أيار ،1960أعمال الكرسي الرسولي )1960( 52ص ،466بولس السادس عظة في الكاتدرائية الفاتيكانية 20
تشرين األول ،1963أعمال الكرسي الرسولي )1963( 55ص .1014
-58القديس كبريانوس رسالة ،14 ،64آباء الكنيسة الالتينية ،386 ،4هارتل الجزء الثالث ب ص " ،713إن الكاهن يقوم حقًا مقام المسيح" ،القديس يؤحنا فم الذهب في 2تيم عظة ،4 ،2آباء الكنيسة اليونانية " ،612 ،62الكاهن هو رمز المسيح" .القديس أمبروسيوس في
المزمور ،26 – 25 ،38آباء الكنيسة الالتينية 1052 – 1051 ،14مجموعة كتابات الكنيسة الالتينية ،204 – 203 ،64كتاب منسوب للقديس أمبروسيوس في 1تيم ،29 ،5آباء الكنيسة الالتينية 479 ،17ج وفي أف 12 – 11 ،4عمود 387د .ثيودوروس المبسيوستي عظة في
التعليم المسيحي 21 ،15و ،24طبعة تونوص 497و ،503هيزيكيوس األورشليمي ،في أح ،23 ،9 ،2 ،50آباء الكنيسة اليونانية 894 ،93ب.
-59راجع أوسابيوس ،تاريخ الكنيسة الجزء الخامس ،10 ،24مجموعة المؤلفين المسيحيين اليونانيين الجزء الثاني 1 ،ص ،495طبعة باردي ،المصادر المسيحية ،الجزء الثاني ص ،69ديونيسيوس مذكور في اوسابيوس ،المكان المذكور الجزء السابع ،2 ،5مجموعة المؤلفين
المسيحيين اليونانيين الجزء الثاني 2ص 638وتابع .باردي الجزء الثاني ص 168وتابع.
-60راجع ما يتعّلق بالمجامع القديمة ،أوسابيوس ،تاريخ الكنيسة الجزء الخامس ،24 – 23مجموعة المؤلفين المسيحيين اليونانيين ،الجزء الثاني 1ص 488ةتابع ،باردي الجزء الثاني ص 66ومتفرقات ،مجمع نيقيا القانون الخامس ،قرارات المجامع المسكونية ص .7
-61ترتليانوس ،عن الصوم ،13آباء الكنيسة الالتينية 972 ،2ب ،مجموعة كتابات الكنيسة الالتينية 30ص 292سطر .16 – 13
-63راجع العالقة الرسمية زينيللي في المجمع الفاتيكاني األول ،ما نسي 109 ،52د.
-64راجع المجمع الفاتيكاني األول ،مشروع للدستور العقائدي ،2عن كنيسة المسيح الفصل الرابع ،ما نسي ،310 ،53راجع عالقة كليتجين عن المشروع المصحح ،ما نسي 321 ،53ب 322 ،ب وتصريح زينيلي ،ما نسي 1110 ،52أ .أنظر أيضًا القديس الون الكبير ،عظة ،4
،3آباء الكنيسة الالتينية 151 ،54أ.
-66راجع المجمع الفاتيكاني األول ،الدستور العقائدي" ،الراعي األزلي" ،دنتسنغر )3050( 1821وتابع.
-67راجع القديس كبريانوس ،رسالة ،8 ،66هارتل الجزء الثالث ،2عن " 733األسقف في الكنيسة والكنيسة في األسقف".
-68راجع القديس كبريانوس ،رسالة ،24 ،55هارتل ص 642سطر " 13كنيسة واحدة في العالم بأسره متناسقة في أعضاء كثيرين" ،الرسالة ،4 ،36هارتل ص 575سطر .21 – 20
-69راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "موهبة اإليمان" 21نيسان ،1957أعمال الكرسي الرسولي )1957( 49ص .237
-70راجع القديس هيالريوس من بواتييه في المزمور ،3 ،13آباء الكنيسة الالتينية .206 ،9مجموعة الكنيسة الالتينية 22ص ،86القديس غريغوريوس الكبير في اآلداب المسيحية الجزء الرابع ،12 /7آباء الكنيسة الالتينية ،643 ،75الكتاب المنسوب إلى باسيليوس ،في إشعيا
،296 ،15آباء الكنيسة اليونانية 637 ،30ج.
about:blank 9/12
25/10/2022 10:06 about:blank
-71القديس سليستينوس ،رسالة إلى مجمع أفسس ،2 – 1 ،18آباء الكنيسة الالتينية ،505 ،50أ ،ب ،شفارتز ،أعمال المجامع المسكونية الجزء األول 1 ،1ص 22راجع بندكتس الخامس عشر ،رسالة رسولية "هذا العظيم" أعمال الكرسي الرسولي )1919( 11ص .440بيوس
الحادي عشر ،رسالة عامة" ،أمور الكنيسة" 28 ،شباط ،1926أعمال الكرسي الرسولي )1926( 18ص .69بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "موهبة اإليمان" المذكورة آنفًا.
-72الون الثالث عشر ،رسالة عامة "وظيفة كبيرة" 30أيلول ،1880أعمال الكرسي الرسولي )1880( 13ص ،145راجع الحق الكنسي قانون 1327وقانون 1350بند .3
-73حقوق الكراسي البطريركية ،راجع مجمع نيقيا قانون رقم 6عن اإلسكندرية وأنطاكية وقانون رقم 7عن أورشليم – قرارات المجامع المسكونية ص - 8المجمع الالتيراني الرابع عام 1215الدستور الخامس ،كرامة البطاركة ،في نفس المكان ص – 212مجمع قرار فلورنس
في نفس المكان ص .504
-74راجع القانون الكنسي للكنيسة الشرقية قانون ،314 – 216عن البطاركة ،قانون 329 – 324عن رؤساء األساقفة ،رؤساء الكنائس الخاصة ،قانون 391 – 362عن الدرجات األخرى ،وخاصة قانون ،238بند ،2وقانون ،255 ،251 ،240 ،216عن ترشيح البطاركة
لألساقفة.
-75راجع المجمع التردنتي ،قرار عن اإلصالح ،الجلسة الخامسة قانون 2رقم 9والجلسة الرابعة والعشرين قانون ،4قرارات المجامع المسكونية ص .739 ،645
-76راجع المجمع الفاتيكاني األول ،الدستور العقائدي "ابن هللا" 3دنتسنغر )3011( 1712راجع المذكرات الملحقة بالمشروع رقم 1عن الكنيسة (مقتبسة عن القديس روبير بالرمينو) مانسي 579 ،51ج ،ثم المشروع المصحح عن الدستور الثاني في كنيسة المسيح مع تعليق
كليتجين ،مانسي ،313 ،53أ ،ب .بيوس التاسع رسالة "لك بكل طيبة" دنتسنغر .)2879( 1683
-78راجع المجمع الفاتيكاني األول ،الدستور العقائدي "الراعي األزلي" ،دنتسنغر .)3074( 1839
-79راجع شرح جاسر في المجمع الفاتيكاني األول ،مانسي ،1213 ،52ج أ.
-83راجع المجمع الفاتيكاني األول ،الدستور العقائدي "الراعي األزلي" ،4دنتسنغر .)3070( 1836
-84صالة الرسامة األسقفية في الطقس البيزنطي ،كتاب مجموع الصلوات ،روما 1873ص .139
-85راجع القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل أزمير ،1 ،8طبعة فونك الجزء األول ص .282
-88راجع القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل أزمير ،1 ،8طبعة فونك الجزء األول ص .282
-90القديس أغسطينوس ،ضد فوستوس ،20 ،12آباء الكنيسة الالتينية ،265 ،42عظة ،7 ،57آباء الكنيسة الالتينية ...389 ،38إلخ.
-93راجع نص الفحص في بداية الرسامة األسقفية والصالة في نهاية قداس هذه الرسامة بعد ،لك يا رب نمّجد.
-94بندكتس الرابع عشر منشور في الكنيسة الرومانية 5تشرين األول 1752المقطع األول ،قرارات بندكتس الرابع عشر الجزء الرابع ،روما " ،21 ،1758األسقف يقوم مقام المسيح وُيمارس مهام المسيح" ،بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "الجسد السري" المكان المذكور آنفًا
ص " ،211إنهم يرعون ويدبرون بإسم المسيح كل الخراف الموكولة إلى كل واحد منهم".
-95الون الثالث عشر ،رسالة عامة "المعروف بما فيه الكفاية" 29 ،حزيران ،1896أعمال الكرسي الرسولي )1896 – 1895( 28ص 732ثم في رسالته ،الفرض الجزيل القداسة ،بتاريخ 22أيلول ،1887أعمال الكرسي الرسولي )1887( 20ص ،264بيوس التاسع رسالة
رسولية إلى أساقفة ألمانيا 12آذار 1875ثم خطاب في مجمع الكرادلة بتاريخ 15آذار ،1875دنتسنغر ( .3117 – 3112في الطبعة الجديدة فقط).
-96راجع المجمع الفاتيكاني األول ،الدستور العقائدي" ،الراعي األزلي" ،3دنتسنغر )3061( 1828راجع تعقيب زينللي ،مانسي 1114 ،52د.
-97راجع القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل أفسس ،1 ،5طبعة فونك الجزء األول ص .216
-98راجع القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل أفسس ،1 ،6طبعة فونك الجزء األول ص .218
-99راجع المجمع التردنتي الجلسة 23عن سر الدرجة الكهنوتية ،الفصل الثاني ،دنتسنغر )1765( 958والقانون رقم ،6دنتسنغر .)1776( 966
-100راجع أنوشنسيوس األول رسالة إلى ديسنتيوس ،آباء الكنيسة الالتينية ،544 ،20أ ،مانسي 1029 ،3دنتسنغر " ،)215( 98إن الكهنة وإن كانوا معاونين ال يتمّتعون بملء الكهنوت" .القديس كبريانوس ،الرسالة ،3 ،61طبعة هارتل ص .696
-101راجع المجمع التردنتي المكان السالف الذكر ،دنتسنغر ،956أ )1778 – 1763( 9680وباألخص القانون رقم ،7دنتسنغر .)1777( 967بيوس الثاني عشر ،الدستور الرسولي ،عن سر درجة الكهنوت ،دنتسنغر .)3861 – 3857( 2301
-102راجع أنوشنسيوس األول في المكان المذكور أعاله ،القديس غريغوريوس النازيانزي في كتاب الدفاع الجزء ،22 ،2آباء الكنيسة اليونانية 432 ،35ب .الكتاب المنسوب إلى ديونيسيوس ،الكنيسة ذات الرتب الرئاسية ،2 ،1آباء الكنيسة اليونانية 372 ،3د.
-103راجع المجمع التردنتي الجلسة ،22دنتسنغر .)1743( 940بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "وسيط هللا" في 20تشرين الثاني ،1947أعمال الكرسي الرسولي )1947( 39ص ،553دنتسنغر .)3850( 2300
-104راجع المجمع التردنتي الجلسة ،22دنتسنغر .)1740 – 1739( 938المجمع الفاتيكاني الثاني ،دستور في الليترجيا المقدسة رقم .47 ،7
-105راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "وسيط هللا" ،المكان المذكور أعاله رقم .67
-106راجع القديس كبريانوس رسالة ،3 ،11آباء الكنيسة الالتينية 242 ،4ب .هارتل الجزء الثاني 2 ،ص .497
-109راجع القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل فيالدلفيا ،4طبعة فونك الجزء األول ص .266القديس كورنيليوس األول الذي ذكره القديس كبريانوس في الرسالة ،2 ،48هارتل الجزء الثالث 2ص .610
-110قوانين الكنيسة المصرية الجزء الثالث ،2 ،طبعة فونك ،الدسقولية (تعليم اإلثني عشر رسول) الجزء الثاني ص ،103قرارات الكنيسة القديمة ،41 – 37مانسي .954 ،3
-111راجع القديس بوليكاربوس ،إلى أهل فيالدلفيا ،2 ،5طبعة فونك الجزء األول ص ،300قيل عن المسيح إنه "جعل خادم الجميع" ،راجع تعليم اإلثني عشر رسول 1 ،15وأيضًا ص .32القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل ترال 3 ،2وأيضًا ص – 242قوانين الرسل ،8
،4 ،28طبعة فونك ،الدسقولية الجزء األول ص .350
-113راجع بيوس الحادي عشر ،رسالة عامة "السنة األربعون" 15 ،أيار ،1931أعمال الكرسي الرسولي )1931( 23ص .221بيوس الثاني عشر ،خطاب "من أي تعزية" 14تشرين األول ،1951أعمال الكرسي الرسولي )1951( 43ص 790وتابع.
-114راجع بيوس الثاني عشر ،خطاب "ست سنوات انقضت" في 5تشرين األول ،1957أعمال الكرسي الرسولي )1957( 49ص .927
-116راجع الون الثالث عشر ،رسالة عامة "الخالدة ،الخاصة باهلل" 1تشرين الثاني ،1885أعمال الكرسي الرسولي )1885( 18ص 166وتابع ،وأيضًا رسالة عامة "الحكمة المسيحية" 10 ،كانون الثاني ،أعمال الكرسي الرسولي )1890 – 1889( 2ص – 397بيوس الثاني
عشر ،خطاب "إلى بنوتكم" في 23آذار ،1958أعمال الكرسي الرسولي )1958( 50ص " 220علمانية الدولة الشرعية".
-118راجع بيوس الثاني عشر ،خطاب "من أي تعزية" في المكان المذكور آنفًا ،ص " ،789في المعارك الحاسمة تأتي بعض األحيان من جبهة القتال أعمال تلقائية ناجحة جدًا" ،وأيضًا خطاب عن اهمية الصحافة الكاثوليكية ،في 17شباط ،1950أعمال الكرسي الرسولي 42
( )1950ص .256
-120رسالة إلى ديونيوتوس ،6طبعة فونك الجزء األول ص 400راجع القديس يوحنا فم الذهب عظة في متى ،2 )47( 46آباء الكنيسة اليونانية ،478الخمير في العجين.
-121الخوالجي الروماني ،المجد هلل في األعالي .راجع لو ،35 ،1مر ،24 ،1لو ،34 ،4يو " ،96 ،6قدوس هللا" النص اليوناني ،أع ،30 ،27 ،4 ،14 ،3عب 1 ،26 ،7يو ،20 ،2رؤ .7 ،3
-122راجع أوريجانوس شرح رسالة إلى أهل روما ،7 ،7آباء الكنيسة اليونانية ،1122 ،14ب – كتاب منسوب إلى مكاريوس عن الصالة ،11آباء الكنيسة اليونانية ،861 ،34أ ،ب – القديس توما ،المجموعة الالهوتية القسم الثاني من الجزء الثاني السؤال 184اإلجابة عن .3
-123القديس أغسطينوس ،استدراك الجزء الثاني ،18 ،آباء الكنيسة الالتينية 637 ،32وتابع .بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "الجسد السري" في 29حزيران ،1943أعمال الكرسي الرسولي )1943( 35ص .225
-124راجع بيوس الحادي عشر ،رسالة عامة "الخاص بكل األشياء" ،في 26كانون الثاني ،1923أعمال الكرسي الرسولي )1923( 15ص – 60 ،59 ،50رسالة عامة "عن الزواج" 31كانون األول ،1930أعمال الكرسي الرسولي )1930( 22ص .548بيوس الثاني
عشر ،الدستور الرسولي "األم ذات العناية" 2شباط ،1947أعمال الكرسي الرسولي )1947( 39ص – 117خطاب" ،السنة المقدسة" 8كانون األول ،1950أعمال الكرسي الرسولي )1951( 43ص ،28 – 27خطاب" ،بمناسبة منحكم" 1تموز ،1956أعمال الكرسي
الرسولي )1956( 48ص 574وتابع.
-125راجع القديس توما ،المجموعة الالهوتية القسم الثاني من الجزء الثاني سؤال 184إجابة ،6 ،5في كمال الحياة الروحية – 18أوريجانوس ،في إشعيا ،عظة ،1 ،6آباء الكنيسة اليونانية .239 ،13
-126راجع القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل مغنيزيا ،1 ،13طبعة فونك الجزء األول ص .241
about:blank 10/12
25/10/2022 10:06 about:blank
-127راجع بيوس العاشر ،عظة في "التمُّسك بالروح" 4آب ،1908أعمال الكرسي الرسولي )1908( 41ص 560وتابع – القانون الكنسي رقم – 124بيوس الحادي عشر ،رسالة عامة "إلى الكهنة الكاثوليك" في 20كانون األول ،1935أعمال الكرسي الرسولي )1936( 28
ص 22وتابع.
-129راجع القديس أغناطيوس الشهيد ،إلى أهل ترال ،3 ،2طبعة فونك الجزء األول ص .244
-130راجع بيوس الثاني عشر ،خطاب "عناية األم" في 9كانون األول ،1957أعمال الكرسي الرسولي )1958( 50ص .36
-131راجع بيوس الحادي عشر ،رسالة عامة "عن الزواج" في 31كانون األول ،1930أعمال الكرسي الرسولي )1930( 22ص 548وتابع – راجع يوحنا فم الذهب عظة في رسالة أفسس ،2 ،20آباء الكنيسة اليونانية 136 ،62وتابع.
-132راجع القديس أغسطينوس ،مجموع النصوص ،32 ،121آباء الكنيسة الالتينية ،288 ،40القديس توما ،المجموعة الالهوتية 2 ،2سؤال 184إجابة .21بيوس الثاني عشر خطاب "في تفكيرنا" 23 ،أيلول ،1950أعمال الكرسي الرسولي )1950( 42ص .660
-133عن النصائح عامة راجع أوريجانوس شرح رسالة روما ،14 /10آباء الكنيسة اليونانية ،1275 ،14ب – القديس أغسطينوس ،عن البتولية المقدسة ،15 ،15 ،آباء الكنيسة الالتينية ،403 ،40القديس توما المجموعة الالهوتية 2-1السؤال 100إجابة عن 2ج (في اآلخر)؛
2 ،2السؤال 44إجابة عن 4الفقرة الثالثة.
-134سمو البتولية المقدسة ،راجع ترتليانوس عظة عن الطهارة ،10آباء الكنيسة الالتينية 925 ،2ج .القديس كبريانوس حالة البتولية ،22 ،3آباء الكنيسة الالتينية 443 ،4ب ثم ،461أ ،وتابع .القديس أثناسيوس (؟) عن البتولية ،آباء الكنيسة اليونانية 252 ،28وتابع .القديس
يوحنا فم الذهب ،عن البتولية آباء الكنيسة اليونانية 533 ،48وتابع.
-135الفقر الروحي راجع مت 13 ،5؛ 21 ،19؛ مر 21 ،10؛ لو – 22 ،18المسيح مثال الطاعة ،يو 34 ،4ثم 38 ،6؛ فيل 10 – 8 ،2؛ عب 7 – 5 ،10وكثير في هذا الصدد لدى اآلباء ومؤسسي الرهبانيات.
-136عن الممارسة العملية للنصائح التي ال يلتزم بها الجميع راجع يوحنا فم الذهب عظة في مت ،7 ،7آباء الكنيسة اليونانية 81 ،57وتابع – القديس أمبروسيوس ،عن األرامل ،33 ،4آباء الكنيسة الالتينية ،241 ،16وتابع.
-137راجع روزوايدوس ،حياة اآلباء ،انتوبربيا .1628أحكام اآلباء ،آباء الكنيسة اليونانية .65تاريخ لوزياك بالديوس ،آباء الكنيسة اليونانية 995 ،34وتابع ،طبعة باتلبر ،كابريدج )1904( ،1898بيوس الحادي عشر ،الدستور العقائدي" ،المظلل" 8تموز ،1924أعمال
الكرسي الرسولي )1924( 16ص ،387 – 386أ .بيوس الثاني عشر ،خطاب "نحن سعداء" 11نيسان ،1958أعمال الكرسي الرسولي )1958( 50ص .238
-138بولس السادس ،خطاب "بفرح عظيم" في 23أيار ،1964أعمال الكرسي الرسولي )1964( 56ص .566
-139راجع القانون الكنسي ،قانون رقم ( 488 ،487رابعًا) ،بيوس الثاني عشر ،خطاب" ،السنة المقدسة" 8كانون األول ،1950أعمال الكرسي الرسولي )1951( 43ص 27وتابع .بيوس الثاني عشر الدستور العقائدي" ،عناية األم" 2 ،شباط ،1947أعمال الكرسي الرسولي
)1947( 39ص 120وتابع.
-141راجع القديس توما المجموعة الالهوتية 2 ،2السؤال 184إجابة عن 3والسؤال 188إجابة عن .2القديس بونافنتوره ،الكتيب رقم ،11الدفاع عن الفقراء الفصل 3 ،2طبعة "مؤلفاته" ،كراتشي ،الجزء 1898 ،8ص ،245أ.
-142راجع المجمع الفاتيكاني األول ،مشروع عن كنيسة المسيح الفصل 15تعليق ،48مانسي 549 ،51وتابع 619وتابع .الون الثالث عشر رسالة" ،في وسط التعزيات" 23كانون األول ،1900أعمال الكرسي الرسولي )1901 – 1900( 33ص .361بيوس الثاني عشر
الدستور العقائدي" ،عناية األم" 2 ،شباط ،1947أعمال الكرسي الرسولي )1947( 39ص 114وتابع.
-143راجع الون الثالث عشر ،الدستور ،األحبار الرومانيون 8أيار ،1881أعمال الكرسي الرسولي )1881 – 1889( 13ص .483بيوس الثاني عشر ،خطاب "السنة المقدسة" 8كانون األول ،1950أعمال الكرسي الرسولي )1951( 43ص 28وتابع.
-144راجع بيوس الثاني عشر ،خطاب "السنة المقدسة" المكان المذكور آنفًا ص .28بيوس الثاني عشر ،الدستور الرسولي" ،كرسي الحكمة" 31أيار ،1956أعمال الكرسي الرسولي )1956( 48ص .355بولس السادس ،المكان المذكور آنفًا ص .571 – 570
-145راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "الجسد السري" في 29حزيران ،1943أعمال الكرسي الرسولي )1943( 35ص 214وتابع.
-146راجع بيوس الثاني عشر ،خطاب "السنة المقدسة" المكان المذكور آنفًا ص ،30وخطابه "تحت حماية األم" 9كانون األول ،1957أعمال الكرسي الرسولي )1958( 50ص 39وتابع.
-148إلى جانب المستندات القديمة ضد أي صورة من صور استحضار األرواح الخاصة بالبابا اسكندر الرابع ( 27أيلول )1258راجع الرسالة العامة لمجمع التفتيش المقدس عن سوء استخدام التنويم المغناطيسي ( 4آب ،)1856أعمال الكرسي الرسولي ( )1865ص – 177
178دنتسنغر )2825 – 2823( 1654 – 1653إجابة مجمع التفتيش المقدس 24 ،نيسان ،1917أعمال الكرسي الرسولي )1917( 9ص ،268دنتسنغر .)3642( 2182
-149أنظر العرض اإلجمالي لهذه العقيدة للقديس بولس في بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "الجسد السري" في 29حزيران ،1943أعمال الكرسي الرسولي )1943( 35ص 200وأمكنة أخرى.
-150راجع القديس أغسطينوس ،تأمالت في المزامير ،24 ،85آباء الكنيسة الالتينية .1099 ،37القديس هيرونيموس ،كتاب ضد فيجيالنس ،6آباء الكنيسة الالتينية .344 ،23القديس توما في الحكم الرابع من أحكام القديس توما مميزة 45السؤال الثالث إجابة عن – 2القديس
بونافنتوره في الحكم الرابع الجزء الرابع من أحكام القديس بونافنتوره مميزة 45بند 3سؤال ... 2إلخ.
-151راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "الجسد السري" في 29حزيران ،1943أعمال الكرسي الرسولي )1943( 35ص .245
-153راجع جيالزيوس األول ،قرار عن الكتب التي يجب قبولها ،3آباء الكنيسة الالتينية ،160 ،59دنتسنغر .)353( 165
-154راجع القديس ميتوديوس" ،الوليمة" الجزء السابع ،3مجموعة الكتبة اليونان المسيحيين ص .74
-155راجع بندكتس الخامس عشر ،قرار بشأن اإلعتراف بفضائل خادم هللا يوحنا نيبوموشينوس نيومان في دعوة تطويبه وقداسته ،أعمال الكرسي الرسولي )1922( 14ص .23كثير من خطب بيوس الحادي عشر عن القديسين ،الدعوة إلى البطولة ،خطب ،الجزء ،3-1روما
1942 ،1941ومتفرقات .بيوس الثاني عشر ،خطب وإذاعة ،الجزء العاشر 1949ص .43 – 37
-156راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "وسيط هللا" ،أعمال الكرسي الرسولي )1947( 39ص .581
-157راجع عب 7 ،13؛ تث 50 ،44؛ عب .40 – 3 ،11راجع أيضًا بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "وسيط هللا" ،أعمال الكرسي الرسولي )1947( 39ص .583 – 582
-158راجع المجمع الفاتيكاني األول ،الدستور عن اإليمان الكاثوليكي ،الفصل ،3دنتسنغر .)3013( 1794
-159راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "الجسد السري" في 29حزيران ،1943أعمال الكرسي الرسولي )1943( 35ص .216
-160بخصوص العرفان بالجميل نحو القديسين أنفسهم راجع ديال ،الكتابات الحفرية الالتينية المسيحية القديمة ،الجزء األول ،بيروليني 1925رقم 2382 ،2008ومتفرقات.
-164المجمع الفاتيكاني الثاني ،دستور في الليترجيا المقدسة الفصل الخامس رقم .104
-168المجمع التردنتي الدورة ،25اإلبتهال إلى ذخائر القديسين والصور المقدسة وإكرامها ،دنتسنغر )1824 – 1821( 988 – 984الدورة ،25قرار عن المطهر ،دنتسنغر ،)1830( 983الدورة ،6قرار في التبرير ،قانون ،30دنتسنغر .)1580( 840
-170راجع القديس بطرس كانزيوس ،كتاب التعليم المسيحي الكبير أو مجموعة التعاليم المسيحية الفصل ( 3طبعة ونقدف .سترايش) الجزء األول ص 16 ،15رقم 44ص 101 – 100رقم .49
-171راجع المجمع الفاتيكاني الثاني ،دستور في الليترجيا المقدسة الفصل األول رقم .8
-172قانون اإليمان في القداس الروماني ،قانون الرسل القسطنطيني ،مانسي .556 ،3راجع مجمع أفسس في المكان المذكور ( 1130 ،4وأيضًا .)1071 ،4 ،665 ،2مجمع خلقيدونية في المكان المذكور .116-111 ،7مجمع القسطنطينية الثاني في المكان المذكور ،75 ،9
.396
-175راجع البابا بولس السادس ،خطاب في المجمع يوم 4كانون األول ،1963أعمال الكرسي الرسولي )1946( 56ص .37
-176راجع القديس جرمانوس القسطنطيني ،عظة في بشارة أم هللا ،آباء الكنيسة اليونانية ،328 ،98أ ،في رقاد العذراء ،2عمود .357أنستاسيوس األنطاكي عظة 2عن البشارة ،2آباء الكنيسة اليونانية ،1377 ،89أ ،ب ،عظة 2 ،3عمود 1388ج .القديس أندراوس الكريتي،
نشيد في والدة العذراء ،14عمود ،812أ ،عظة في رقادها عمود 1068ج .القديس سفرونيوس ،آباء الكنيسة اليونانية )1312( 97في ميالد العذراء ،1 ،الصالة الثانية في البشارة ،18آباء الكنيسة اليونانية 3237 .)3( 87ب ،ج.
-177القديس إيريناوس ضد الهراطقة الجزء الثالث ،4 ،22آباء الكنيسة اليونانية ،159 ،7أ .هارفيه .123 ،2
-179القديس إيبيفانوس ،الهراطقة ،18 ،78آباء الكنيسة اليونانية 728 ،42ج ،د ،729أ ،ب.
-180القديس هيرونيموس ،رسالة ،21 ،22آباء الكنيسة الالتينية .408 ،22راجع القديس أغسطينوس عظة ،3 ،2 ،51آباء الكنيسة الالتينية ،335 ،38عظة 2 ،232عمود .108القديس كيرلس األورشليمي ،تعليم مسيحي ،15 ،12آباء الكنيسة اليونانية ،741 ،33أ ب.
القديس يوحنا فم الذهب في المزمور ،7 ،44آباء الكنيسة اليونانية .193 ،55القديس يوحنا الدمشقي ،عظة 2في رقاد العذراء مريم ،3آباء الكنيسة اليونانية .728 ،96
-181راجع مجمع الالتيران عام 649قانون ،3مانسي .1151 ،10القديس الون الكبير ،رسالة إلى فالفيوس ،آباء الكنيسة الالتينية .759 ،54مجمع خلقيدونية ،مانسي .462 ،7القديس أمبروسيوس ،تأسيس البتولية ،آباء الكنيسة الالتينية .320 ،16
about:blank 11/12
25/10/2022 10:06 about:blank
-182راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "الجسد السري" في 29حزيران ،1943أعمال الكرسي الرسولي )1943( 35ص .248-247
-183راجع بيوس التاسع ،منشور "الفائق الوصف" 8 ،كانون األول ،1854أعمال بيوس التاسع ،1 ،1ص ،616دنتسنغر .)2803( 1641
-184راجع بيوس الثاني عشر ،الدستور الرسولي" ،الكثير السخاء" ،في 1تشرين الثاني ،1950أعمال الكرسي الرسولي ،)1950( 42دنتسنغر .)3903( 2333راجع القديس يوحنا الدمشقي ،في رقاد أم هللا عظة 2و ،3آباء الكنيسة اليونانية 761 – 721 ،96خاصة عمود
728ب .القديس جرمانوس القسطنطيني ،في رقاد أم هللا ،عظة رقم ،1آباء الكنيسة اليونانية ،348 – 340 ،)6( 98عظة ،3عمود .361القديس مودستوس األورشليمي ،في رقاد القديسة أم هللا ،آباء الكنيسة اليونانية .)3312 – 3277 ،22( 86
-185راجع بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "إلى ملكة السماء" 11 ،تشرين األول ،1954أعمال الكرسي الرسولي ،)1954( 46ص ،636 – 633دنتسنغر 3913وتابع .راجع القديس أندراوس الكريتي ،عظة في رقاد أم هللا الفائقة القداسة ،آباء الكنيسة اليونانية – 1089 ،97
.1109القديس يوحنا الدمشقي ،في اإليمان األرثوذكسي ،الجزء الرابع ،14آباء الكنيسة اليونانية .1161 – 1153 ،49
-186راجع كليتجن ،النص المصحح عن سر الكلمة المتجِّسد ،الفصل الرابع ،مانسي .290 ،53راجع القديس أندراوس الكريتي "في ميالد مريم" عظة ،4آباء الكنيسة اليونانية 865 ،97أ .القديس جرمانوس القسطنطيني "في بشارة أم هللا" ،آباء الكنيسة اليونانية 321 ،98ب،
ج ،في رقاد أم هللا ،الجزء الثالث عمود 361د .القديس يوحنا الدمشقي "في رقاد العذراء مريم الطوباوية" عظة ،8 ،1آباء الكنيسة اليونانية 712 ،96ب ،ج ،713 ،أ.
-187راجع الون الثالث عشر ،رسالة عامة "معينة الشعب" في 5أيلول ،1895أعمال الكرسي الرسولي )1896 – 1895( 15ص .303القديس بيوس العاشر رسالة عامة "إلى هذا اليوم" في 2شباط ،1904أعمال الجزء األول ص ،154دنتسنغر .)2370( ،1978بيوس
الحادي عشر ،رسالة عامة "الكثير التعاسة" في أيار ،1928أعمال الكرسي الرسولي )1928( 20ص .178بيوس الثاني عشر ،خطاب باإلذاعة 13أيار ،1946أعمال الكرسي الرسولي )1946( 38ص .266
-189القديس أمبروسيوس ،في شرح إنجيل لوقا ،7 ،2آباء الكنيسة الالتينية .1555 ،15
-190راجع الكتاب المنسوب إلى القديس بطرس الدمشقي عظة ،63آباء الكنيسة الالتينية ،1861 ،144أ ،ب .جود فروا للقديس بقطر ،في ميالد مريم الطوباوية ،مخطوط باريس ،مازارين 1002ورقة 109ظهر .جرهوه رايشنو ،عن مجد وإكرام ابن اإلنسان ،10آباء الكنيسة
الالتينية ،1105 ،194أ ،ب.
-191القديس أمبروسيوس ،المكان المذكور ثم تفسير عن لو ،25-24 ،10آباء الكنيسة الالتينية .1810 ،15القديس أغسطينوس في يوحنا ،12 ،3آباء الكنيسة الالتينية ،1499 ،35راجع عظة ،3 ،2 ،191آباء الكنيسة الالتينية 1010 ،38إلخ .راجع أيضًا الطوباوي بيدا ،تفسير
في لوقا الجزء األول الفصل الثاني ،آباء الكنيسة الالتينية .330 ،92إسحق دي ستال ،عظة ،51آباء الكنيسة الالتينية ،1863 ،194أ.
-192راجع كتاب الفرض الروماني ،انتيفونة "تحت ذيل حمايتك" ،صالة الغروب األولى لخدمة الطوباوية مريم العذراء.
-193مجمع نيقيا الثاني عام ،787مانسي ،379 – 378 ،13دنتسنغر .)601 – 600( 302المجمع التردنتي الدورة ،25مانسي .172 – 171 ،33
-194راجع بيوس الثاني عشر ،خطاب إذاعي يوم 24تشرين األول ،1954أعمال الكرسي الرسولي )1954( 46ص .679ورسالة عامة "إلى ملكة السماء" 11تشرين األول ،1954أعمال الكرسي الرسولي )1954( 46ص .637
راجع بيوس الحادي عشر ،رسالة عامة "كنيسة هللا" 12 ،تشرين الثاني ،1923أعمال الكرسي الرسولي )1923( 15ص .581بيوس الثاني عشر ،رسالة عامة "التاج الالمع" في 8أيلول ،1953أعمال الكرسي الرسولي )1953( 45ص .591 – 590
about:blank 12/12