You are on page 1of 11

‫العالقات االقتصادية و السياسية‬

‫كانت فرنسا على صلة بالجزائر منذ القرن الثالث عشر ميالدي‪،‬حيث حصلت‬
‫فرنسا على بعض االمتيازات في عهد امللك فليب الثالث عام ‪ 1270‬م ‪ ،‬و في‬
‫القرن السادس عشر توثقت هذه الصالت و اخذت شكال جديدا ببادرة من‬
‫فرنسا التي كانت حريصة على كسب ود الجزائر ‪.‬‬
‫سنة ‪ 1534‬م حل مبعوث خير الدين رئيس دولة الجزائريين‪ S‬بدعوة من ملكها‬
‫فرونسوا األول و عقدت بينها و بين مبعوث السلطان العثماني سليمان القانوني‪S‬‬
‫املعاهدة الثالثية التي سميت شاتيرلو باسم املدينة التي تم فيها اللقاء و عقد‬
‫املعاهدة حيث حصلت بمقتضاها على بعض االمتيازات و الحقوق في البلدان‬
‫اإلسالمية مكنتها من إقامة مؤسسات تجارية و مراكز لصيد املرجان و تطلع‬
‫تجار مرسيليا الى إقامة مركزهم على الساحل االفريقي الشمالي و تموين سفنهم‬
‫التجارية فاتجهو الى ساحل الجزائر‪ S‬في عام ‪ 1560‬م حصلوا على موافقة حسان‬
‫باشا بانشاء املؤسسة الفرنسية االفريقية و التي استمرت حتى القرن التاسع‬
‫عشر الذي اصبح يسمى فيما بعد حصن فرنسا منذ ان تم تعيين املركز التجاري‬
‫الفرنسي بساحل القالة و عنابة ‪ ،‬حرصت فرنسا على تعيين قناصل لها بالجزائر‪S‬‬
‫ليتولو رعاية مصالحهم السياسية و االقتصادية‬
‫في عامي ‪ 1551‬و ‪ 1553‬جاء مبعوثين فرنسيين الى الجزائر‪ ،‬اال ان زيارتهما‪ S‬لم‬
‫تسفر على اية نتيجة مباشرة تخص العالقة بين الطرفين‪ S،‬كان هدف فرنسا‬
‫تعيين قناصل لها في الجزائر‪ S‬هو رعاية مصالح التجار الفرنسيين و ليكون عينا‬
‫على ما يفرغه البحارة الجزائريين‪ S‬على هذا امليناء من الغنائم و االحتياط في‬
‫مهاجمة السفن املرسيلية و االستيالء على شحنتها‪S,‬‬
‫أيضا حتى يتمكنوا من فرض وصايتهم و حمايتهم على الرعايا‪ S‬األوروبيين من غير‬
‫الفرنسيين املوجودين في أراضي الدولة العثمانية‪،‬لكن البيلريك حسين باشا‬
‫عارض هذه الفكرة في الرسالة التي كتبها الى املسؤولين املكلفين بتسير شؤون‬
‫مرسيليا بكونه ال يمكنه اعتماد قنصل بالجزائر ‪،‬ذلك ان هذه املسألة تثير‬
‫انتعاضا في نفوس التجار و الشعب ‪.‬‬
‫وهذا الرفض ناجم عن طبيعة وظيفة القنصل و طبيعة األشخاص الذين‪S‬‬
‫يشغلونها حيث كان هذا املنصب في فرنسا يباع و يشترى بمعنى انها وظيفة‬
‫تجارية بالدرجة األولى اذ جرت العادة ان يحصل احد على وظيفة قنصل عن‬
‫طريق شرائها و يفوض غيره للقيام بمهامها و استثمارها في مكان التعيين و‬
‫صاحب التعيين الرسمي مقيم في فرنسا هذا يعني ان القنصل تاجر بالدرجة‬
‫األولى و يتصرف بما يخدم مصالحه‬
‫في سنة ‪1578‬م تحركت الحكومة الفرنسية الى قسنطينة ملعالجة شؤونها‬
‫بالجزائر‪ S‬فاستصدر السفير الفرنسي من السلطان فرمانا بتعيين قنصل لفرنسا‬
‫بالجزائر‪ S‬لكن السلطات الجزائرية رفضت استقباله‬
‫في سنة ‪ 1580‬م نزل القنصل الفرنسي سورون و استقبله الداي جعفر باشا‬
‫بالعاصمة و منذ ذلك الوقت استمر التمثيل القنصلي الفرنسي بالجزائر‪ S‬الى غاية‬
‫حادة املروحة‬
‫منذ تأسيس حصن الباستيون الفرنسي اشترط الباب العالي في االتفاق عدم‬
‫تحصين املركز لكن التجار الفرنسيين لم ينفذوا الشرط املتفق عليه واقاموا‬
‫فيه عدة تحصينات ‪،‬هنا تعكرت العالقات بين البلدين‪ S‬و اصبح الحصن مصدر‬
‫قلق و ازعاج فهاجمه الجزائريون و استولوا عليه و لم تسترجعه فرنسا اال بعد‬
‫مفاوضات شاقة عام ‪ 1597‬م‬
‫و في عام ‪ 1604‬م حصل القنصل الفرنسي على إضافة مادة جديدة في املعاهدة‬
‫نصت على حق املؤسسة الفرنسية في امتالك الحصن لكن الداي و الديوان لم‬
‫يقبلوا بهذه اإلضافة الجديدة و هاجموا الحصن مرة أخرى مما اضطر بامللك‪S‬‬
‫الفرنسي هنري الرابع‪ S‬الى الدخول في مفاوضات جديدة حتى اعادوا للشركة‬
‫مركزها‬
‫و في ‪ 21‬مارس ‪ 1619‬م عقدت فرنسا معاهدة سلم و تجارة بين الحسين باشا‬
‫رئيس دولة الجزائر‪ S‬و لويس الثالث عشر ملك فرنسا كان الهدف منها وضع حد‬
‫لنزاع قديم بين الجزائر‪ S‬و فرنسا بخصوص مدفعين برونزيين‪ ، S‬كان قد فر بها‬
‫من الجزائر بحري هولندي سيمون الذي تظاهر باعتناق اإلسالم و اخذ اسم‬
‫مراد رايس و فر باملدفعين و اهداهما للدوق ديقريز وزير البحرية‬
‫و من اجل تحسين العالقات بين البلدين سافر وفد جزائري برئاسة سنان باشا‬
‫الى مرسيليا ليعرض وجهة النظر الجزائرية في أسس العالقات املشتركة‬
‫جاء خبر بان السفينة الفرنسية تعرضت لهجوم الجزائريين لذلك‪ S‬قامت‬
‫السلطات الفرنسية بقتل أعضاء الوفد فكانت هذه الحادثة سببا في قطع‬
‫العالقات الدبلوماسية و اعالن الحرب على االسطول الفرنسي في البحر‬
‫املتوسط مما الحق بها افدح الخسائر و كعادة الحكومة الفرنسية توجهت الى‬
‫السلطان العثماني مطالبة إياه التدخل العادة التعاون التجاري مع الجزائر‬
‫وظلت الشركة األجنبية الفرنسية تحتكر التجارة الجزائرية من بينها شركة‬
‫الباستيون التي أسسها ساسون نابلون‪ S‬بمقتضى اتفاقية ‪ 29‬سبتمبر ‪ 1628‬م و‬
‫منح لها الدايات حق االمتياز في صيد املرجان مقابل التزامها بدفع ‪ 16‬الف جنيه‬
‫إسترليني الى مدينة الجزائر ‪ ،‬و بعد هذا اتخذ شيليو قرار بالحاق املؤسسة‬
‫االفريقية الفرنسية بامللك‪ S‬الفرنسي حتى يكسبها‪ S‬نوعا من الحماية‪ ، S‬ولكن‪ S‬هذا‬
‫االجراء لم يخفف من االزمة الن الجزائريين قويت شوكتهم تجاه نوايا‪ S‬فرنسا‬
‫وهجموا‪ S‬على املركز مرة ثانية و حطموه عام ‪1637‬م و عادت فرنسا الى‬
‫التفاوض مرة أخرى و تحصلت على اتفاق صلح عام ‪1640‬م ‪،‬استعادت بموجبه‬
‫الحصن و االمتيازات السابقة‬
‫خاضت فرنسا صراعا دبلوماسيا مع الجزائر لعدم التزامها بتطبيق املعاهدات‬
‫التي تبرمها الدولة العثمانية‪ ،‬و عندا وقعت فرنسا ‪1673‬م التي حصلت‬
‫بمقتضاها على امتيازات هامة فيما يتعلق بالتعريفة الجمركية و اعفائها من‬
‫الرسوم التي كانت تستخلص من التجار االوروبين ‪،‬الى جانب تدعيم املكانة‬
‫املادية للسفير الفرنسي بالقسطنطينية و القناصل الفرنسيين باملوانئ العثمانية‬
‫و توسيع دورهم و صالحيتهم‬
‫هذه االمتيازات جعلتها‪ S‬تفتعل حرب مع الجزائر الجبارها على قبوا االمتيازات‬
‫اذ قامت بتوجيه ثالث حمالت بحرية ضد مدينة الجزائر سنة ‪-1683-1682‬‬
‫‪1688‬م‬
‫في عام ‪ 1741‬م عملت فرنسا على دعم مؤسساتها في شمال افريقيا و هي مركز‬
‫لنشاطها التجاري و السياسي في تلك البالد‪ ،‬فقررت ادماج الشركتين‬
‫الفرنسيتين اللتان تعمالن احدهما في الجزائر حصن فرنسا و األخرى في تونس‬
‫في شركة واحدة علرفت باسم الشركة امللكية االفريقية و انتقل مركزها‬
‫الرئيسي الى القالة‬
‫لقد احصيت جميع املعاهدات و االتفاقيا التي كانت بين الجزائر و فرنسا خالل‬
‫القرن السابع عشر الى يوم االحتالل ‪ 1830‬م فبلغت ‪ 58‬معاهدة و بلغ عدد‬
‫مبعوثيها‪ S‬السياسيين الى الجزائر ‪ 96‬مبعوثا‪.‬‬
‫كانت عالقة الجزائر بفرنسا عام ‪1789‬م جيدة بالرغم من توتر العالقات بينهما‬
‫في بعض األحيان اال ان الجزائر وقفت الى جانب فرنسا في اصعب الظروف‪،‬‬
‫وقفت معها في محنتها االقتصادية و امدتها باالموال و الحبوب ‪،‬عندما تعلرضت‬
‫فرنسا الى الحصار السياسي و االقتصادي من طرف الحكومات امللكية في أوروبا‬
‫املعادية للثورة الفرنسية و عانت ازمة اقتصادية حادة كلفت فرنسا قنصلها‬
‫لشراء اكبر كمية قمح من الجزائر فعرض على الجزائر و لبت الجزائر النداء و‬
‫منحتها قرضا قدره ‪ 250‬الف فرنك‪ S‬ثم بمليون فرنك سنة ‪1796‬م‬
‫ان التجار اليهود الذين قدموا من أوروبا‪ S‬في بداية عهد الدايات عرفوا كيف‬
‫يستغلون املصاعب املالية التي كانت تواجه الدايات في الحصول على احتكار‬
‫التجارة لفائدتهم و كان على راسهم استري بكري و بوشناق‪ ،‬و هما ايطاليان‪S‬‬
‫استقر بالجزائر‪ S‬خالل القرن ‪18‬م‬
‫و في عام ‪ 1782‬م اسستا معا شركة للتجارة التي أصبحت تلعب دورا بارزا في‬
‫املعامالت التجارية بين الجزائر و أوروبا لكن هذه الشركة في حقيقة االمر لم‬
‫تتم اال عند منتصف التسعينات من القرن‪ ،‬أي في عهد الداي حسين باشا (انظر‬
‫امللحق رقم )و ان تأسيس هذه الشركة كان استجابة ملصالح األطراف املشتركة‬
‫و خاصة فرنسا التي كانت ترغب في استقبال كميات كبيرة من القمح بطريق‬
‫مامون باإلضافة الى الدخل املؤجل خاصة و هي تمر بضائقة مالية و كانت‬
‫األسعار املعروضة بمرسيليا مغرية مقارنة بالتي كانت تصلها من قنوات أخرى‬
‫لقد لعبت هذه الشركة دورا كبيرا في تنشيط العالقات التجارية بين الجزائر و‬
‫فرنسا ووضعوا انفسهم تارة تحت حماية الداي و أخرى تحت حماية القنصل‬
‫الفرنسي اذ استغال شبكتهما التجارية في الحصول على معلومات سياسية أي‬
‫كانت في نفس الوقت شبكة جوسسة مكنتهما من االطالع على بعض املشاريع و‬
‫املؤامرات السياسية ‪ ،‬كما استغال مهارتهما التجارية و فرصة انعدام البنوك في‬
‫تنشيط التجارة و خلق القروض و الضمانات بفوائد‪ S‬خيالية الى ان اصبحو من‬
‫كبار األثرياء‪ S‬و بلغ تاثير بكري و بوشناق تاثيرا كبيرا ‪ ،‬و اصبحا يستقبالن‬
‫القناصل األجانب مثل قنصل الدانمارك‪ S‬و السويد و هوالندا‬
‫و في ‪ 1795‬قدر دين فرنسا بالجزائر‪ S‬ب ‪ 2‬مليون فرك و اما دين اليهديين‬
‫للجزائر فقدر ب ‪ 3‬مائة الف فرنك و لهذا جر اليهود الحكومة الجزائرية‪ S‬الى‬
‫قضية قرضهم لفرنسا فطلب الياشا مصطفى من فرنسا دفع الدين‪ S‬الذي عليها‬
‫الى رعاياه اليهود و اصبح القرض قضية تطرح بين الدولتين‬

‫املخططات و املشاريع الفرنسية الحتالل الجزائر‬

‫ان تفكير فرنسا في احتالل الجزائر‪ S‬ليس وليد القرن التاسع عشر انما يعوج الى‬
‫عهد امللك لويس الرابع عشر ‪ ،‬أي يرجع الى القرون الوسطى ‪ ،‬اذ بدات فرنسا‬
‫بتجسيد نواياها ضد الجزائر باالستعداد و التحضير لحملة عسكرية بجمع كل‬
‫املعلومات السياسية و العسكرية و االقتصادية و االجتماعية التي تخص ايالة‬
‫الجزائر و كان مصدر هذه املعلومات القناصل و التجار الفرنسيين املقيمين‬
‫بالجزائر‪ S‬الذين ارسلوا خصيصا لالطالع على قدراته و إمكاناتها لذلك‪ S‬سارع كل‬
‫واحد منهم على وضع املشاريع و الخطط الكفيلة لتدمير االيالة‬
‫مشروع امللك شارل التاسع‪:‬‬
‫سعى من خالله الى تحويل نيابة الجزائر الى مملكة فرنسية يحكمها‪ S‬اخوه هنري‬
‫الثالث ملك فرنسا فيما بعد ‪ ،‬كوسيلة اليجاد تاج ملكي الخيه و ابعاده عن‬
‫وراثة عرش فرنسا ‪ ،‬اذ ظن انه يستطيع ان ينال الجزائر بموافقة السلطان‬
‫العثماني اذ كتب لسفيره بالقسطنطينية مدعيا ان اعيان الجزائر تقدموا اليه‬
‫ملتمسين الحماية من أطماع‬
‫االسبان لكن كان الرد بالسخرية‪ S‬عليه من السلطان سليم الثاني‬
‫مشروع كيرسي األول و الثاني ‪ 1791-1782‬م ‪:‬‬
‫في عام ‪ 1782‬اقترح قنصل فرنسا كيرسي على حكومته احتالل الجزائر‪ S‬و عاد الى‬
‫تجديد‪ S‬مقترحه عام ‪ 1791‬عندما وجهه الى وزير الخارجية الفرنسية حيث كان‬
‫قد اطلع على أوضاع الجزائر ‪،‬و قد تطرق في مشروعه األول عام ‪ 1782‬الى‬
‫موضوع العالقات الدبلوماسية و التجارية الفرنسية الجزائرية‪ S‬و حذر فيه من‬
‫قطع العالقات مع الجزائر‪،‬اما‪ S‬بخصوص الخطة العسكرية املتبعة في حالة ما‬
‫قرت الحكومة الفرنسية احتالل الجزائر‪ S‬فهي تعتمد على استعمال الجيش البري‬
‫فقط و أوصى بهدم الحصون و القالع و نقل املدافع الى فرنسا‬
‫عاد الى تجديد‪ S‬مقترحه عام ‪ 1791‬و من اهم ما جاء فيه اخراج الرعايا‬
‫الفرنسيين املقيمين على األراضي الجزائرية‪ ،‬سحب كل السفن من املوانئ‬
‫الجزائرية‪، S‬اعالن الحصار البري على السواحل الجزائرية و قد ورد في مذكراته"‬
‫ان فرنسا تعبت من هذه الوقاحة و االستفزازات" ثم ختم كرسي مشروعه‬
‫بالفوائد التي سوف تجنيها فرنسا من االستيالء على الجزائر‪ S‬على راسها الكنوز و‬
‫الثروات الهائلة‪ S‬املوجودة بالخزينة و األراضي الزراعية الشاسعة الصالحة‬
‫لزراعة الكروم‪.‬‬
‫مشروع فونتودي بارادي‪:‬‬
‫هذ السكرتير و املترجم للغات الشرقية الذي عين عام ‪ 1790‬م اشتغل بالجزائر‬
‫و كتب مذكرات كاملة عن الجزائر ‪1789‬م وعن سكانها و عن ادارتها و مواردها‬
‫و تجارتها و قواتها البربة و البحرية و كان هو االخر يحمل نفس فكرة كيرسي و‬
‫قد عرض في اخر مذكراته عن مشروع احتالل الجزائرو اقترح النزول بين‬
‫الشاطئ املوجود بين راسب عاميين و سيدي فرج ‪.‬‬

‫املخططات النابلبونية‪:‬‬
‫ان اسبق اإلنجليزي في استعمار أمريكا الشمالية و اكتشاف استراليا سنة ‪1788‬‬
‫من طرف الكابتن كوك ‪ ،‬من ابرز العوامل التي جعلت نابلبون يقتنع نهائيا‬
‫باحتالل الجزائر كهدف استراتيجي حيث كان يصبو الى معارضة املحور‬
‫البريطاني‪ S‬الرابط بين إنكلترا و جبل طارق و مصر ‪ ،‬بمحور فرنسي يربط بين‬
‫مرسيليا و تولون و الزائر‪ ،‬كانت نوايا نابليون منذ البداية خبيثة اتجاه الجزائر‬
‫و كان يخطط الستعمارها لهذا الغرض بعث بجواسيس‬
‫و اعتبر ان الجزائر‪ S‬سوق خارجية ضرورية لتطوير الصناعة الفرنسة و كان‬
‫دائما يصيف الجزائر‪ S‬الى ممتلكاته املقبلة اثناء اجتماعاته مع قيصر روسيا‬
‫عندما تثار مسالة تجزئة اإلمبراطورية العثمانية لذلك‪ S‬في بداية القرن ‪ 19‬توالت‬
‫املخططات النابليونية الت تحث على الحملة على الجزائر أهمها ‪:‬‬
‫مخطط تيدينا ‪ : 1802‬جاء هذا املشروع تحت عنوان نظرة حول اياله الجزائر و‬
‫هو اليختلف عن املشاريع السابقة من حيث املعلومات التي تخص الجزائر‪S‬‬
‫مشروع املهندس بوتان‪ :‬في ‪ 18‬افريل ‪ 1808‬بعث نابوليون الى ديكري وزير‬
‫الحربية الفرنسية مذكرة امره فيها بالتفكير في القيام بحملة على الجزائر سواء‬
‫كانت بحرية او برية ثم امره باختيار رجل للبحث عن الوثائق و جمع املعلومات‬
‫أي مهمة استطالعية في مدينة الجزائر ووقع االختيار على الضابط املهندس‬
‫بوتان ‪ ،‬تنكر هذا األخير و تنقل في زي مدني الى مدينة الجزائر و في محاوالته‬
‫اكتشف ان ساحل املدينة مناسب لهذه املهمة الن املنطقة مستوية لكن الداي‬
‫ارتاب في تحركاته‪ S‬وانذر املساعدين له من أعضاء القنصلية بانه سيدفنهم ان‬
‫عادوا الى تلك املناطق‬
‫تعرضت سفينة بوتان للهجوم اثناء مغادرته الجزائر‪ S‬من قبل سفينة بريطانية و‬
‫ملا ادرك الخطر مزق كل الوثائق‪ S‬التي تحمل توقيع دكري وزير الحربية و كذلك‬
‫التقارير السرية التي كتبها خصيصا لوزرارة الحربية و القاها في البحر ‪ ،‬ثم الفي‬
‫القبض عليه في مالطة ثم اتجه الى ازمير فباريس حيث أعاد كتابة تقريره‪ S‬و‬
‫ارفقه باطلس جغرافي ووضع خطة عسكرية حدد فيها منطقة النزول و هي نزول‬
‫‪ 40‬الف جندي في سيدي فرج و أشار الى افتعال حرب بين تونس و الجزائر‬
‫تحرم الجزائر من قوة قسنطينة و افتعال حرب بوهران أخيرا سلم املشروع الى‬
‫ديكري و لكن نابليون لم يطلع‪ S‬على تقريره هذا اال بعد ‪ 3‬اشهر النشغاله‬
‫بالحملة‪ S‬االسبانية و االحداث الخطيرة في أوروبا بشان الجزائر فاضطر الى‬
‫تأجيل ذلك لفترة الحقة‬
‫مخطط بيار دوفال‪:‬‬
‫لفت القنصل دوفال سنة ‪ 1819‬و ‪ 1827‬نظر حكومته الى تقريره ‪ ،‬الذي كان‬
‫هو العمل األساسي الذي ضبطت على ضوئه اللجنة املكلفة باعداد الحملة‬
‫العسكرية ضد الجزائر‪ S‬و يتمثل هذا املخطط في مشروعين عسكريين‬
‫األول في ‪ 09/1819/ 28‬يذكر فيه ان سقوط الجزائر في ايدي األوروبيين سينجر‬
‫عنه القضاء على القرصنة و من ثمة السيطرة على كل الدول البربرية و ان‬
‫مشروعه الثاني كان تنفيذا لألمر الصادر له من وزير البحرية كروزول تطرق‬
‫فيه الى اهم االحداث التي عاشها و عاصرها اثناء اقامته في مدينة الجزائر‬
‫ووصف توبوغرافي مختصر جدا ملدينة الجزائر ثم الوضع العسكري الذي حدد‬
‫فيه نقطتين للنزول‪ S‬األولى أساسية و تكون غرب املدينة براس كاكسين و الثانية‬
‫تكون شرق املدينة في الشاطئ املمتد من وادي الحراش الى البرج البحري‬
‫مشروع كولي‪ :‬وفي الغ=عاشر من نفس السنة ‪ 1827‬م اعد كولي مشروعا حول‬
‫الوضع العسكري و البحري لاليالة و هو على متن سفينة البروفانس قرب‬
‫مدينة الجزائر و هذا املشروع عارة عن رسالة بعثها الى وزير الحربية حيث‬
‫اقتنع كولي ان لاليالة قوة بحرية ال تهاجم اذ شاهده بعينه حصانة املدينة و‬
‫مدافعها القوية و اكد على ضرورة الرجوع الى مشروع الضابط املهندس بوتان‬
‫مشروع اللجنة العسكرية‪:‬‬
‫في ‪ 10/10/1828‬قام وزير الحربية ديكو بتشكيل لجنة بوضع أرضية للحملة‪،‬‬
‫ورسم مخطط عسكري لتدمير الجزائر و احتاللها و كان لوفيردو رئيسا للجنة‬
‫املتكونة من خمس أعضاء و هم البارون بيرج الذي قام بمهمة استطالعية‬
‫لتحصينات مدينة الجزائر بامر من نابليون ‪ 1802‬و الجنرال فالري الذي كان‬
‫من بين القادة العسكريين الكبار و االميرال ماكو و تويمبي و أخيرا ارنولت و‬
‫تضمن التقرير محاور أهمها اهداف الحملة ‪،‬تشكيالت الجيش البري و البحري‬
‫الفرنسي قيادة األركان املصالح اإلدارية املشتركة و قطع االسكول املخصص‬
‫لنقل و تحدد التقاء ‪ ،‬تشكيالت الحملة و تقديرات النفقات املالية‪ ،‬نقطة النزول‬
‫و أخيرا العمليات العسكرية بعد النزول على الشاطئ الجزائري‬
‫حدد هدف هذا املخطط و هو االستيالء على مدينة الجزائر‪ ،‬وحسب تقدير هذه‬
‫اللجنة فان اقصى ما يمكن‪ S‬ان يجمعه الداي في حالة حرب خمسين الف رجل‬
‫اما نفقات الحملة فقدرت ب ‪ 30,000,000‬فرنك فرنسي و كانت خطة حربية‬
‫مدروسة من جميع النواحي بدقة ‪.‬‬
‫مشروع محمد علي باشا والي مصر‪:‬‬
‫علىالرغم من كل التقارير و املقترحات التي كانت تدفع الحكومة الفرنسية الى‬
‫احتالل الجزائر اال ان فرنسا كانت متخوفة من االقدام على هذه املحاولة لذلك‪S‬‬
‫فكرت في استعمال محمد علي باشا والي مصر لتحقيق اغراضها في الجزائر و قد‬
‫عبر محمد علي عن استعداده للتوجه الى املغرب العربي على راس جيش قوامه‬
‫‪ 62‬الف جندي لكن في الوقت الذي كانت تجري فيه املفاوضات بهذا الشأن‬
‫اوعزت الى القسطنطينية بالتخلي عن مشروعه تحت تاثير االنجليز ‪ ،‬إضافة الى‬
‫بعض عوامل سياسية بوليناك في استعمال محمد على قد زالت‪ ،‬القناع‬
‫املسؤولين الفرنسيين للقيام بالحملة‪ S‬بمفردهم ‪ ،‬بان كنوز القصبة و أموال‬
‫الخزينة الجزائرية كافية لتغطية تكاليف الحملة‪ S‬و قد اتخذ هذا القرار في‬
‫اجتماع عقده مجلس الوزراء الفرنسي يوم ‪ 22‬جانفي ‪ 1830‬م‬

You might also like