Professional Documents
Culture Documents
العلاقات الاقتصادية و السياسية
العلاقات الاقتصادية و السياسية
كانت فرنسا على صلة بالجزائر منذ القرن الثالث عشر ميالدي،حيث حصلت
فرنسا على بعض االمتيازات في عهد امللك فليب الثالث عام 1270م ،و في
القرن السادس عشر توثقت هذه الصالت و اخذت شكال جديدا ببادرة من
فرنسا التي كانت حريصة على كسب ود الجزائر .
سنة 1534م حل مبعوث خير الدين رئيس دولة الجزائريين Sبدعوة من ملكها
فرونسوا األول و عقدت بينها و بين مبعوث السلطان العثماني سليمان القانونيS
املعاهدة الثالثية التي سميت شاتيرلو باسم املدينة التي تم فيها اللقاء و عقد
املعاهدة حيث حصلت بمقتضاها على بعض االمتيازات و الحقوق في البلدان
اإلسالمية مكنتها من إقامة مؤسسات تجارية و مراكز لصيد املرجان و تطلع
تجار مرسيليا الى إقامة مركزهم على الساحل االفريقي الشمالي و تموين سفنهم
التجارية فاتجهو الى ساحل الجزائر Sفي عام 1560م حصلوا على موافقة حسان
باشا بانشاء املؤسسة الفرنسية االفريقية و التي استمرت حتى القرن التاسع
عشر الذي اصبح يسمى فيما بعد حصن فرنسا منذ ان تم تعيين املركز التجاري
الفرنسي بساحل القالة و عنابة ،حرصت فرنسا على تعيين قناصل لها بالجزائرS
ليتولو رعاية مصالحهم السياسية و االقتصادية
في عامي 1551و 1553جاء مبعوثين فرنسيين الى الجزائر ،اال ان زيارتهما Sلم
تسفر على اية نتيجة مباشرة تخص العالقة بين الطرفين S،كان هدف فرنسا
تعيين قناصل لها في الجزائر Sهو رعاية مصالح التجار الفرنسيين و ليكون عينا
على ما يفرغه البحارة الجزائريين Sعلى هذا امليناء من الغنائم و االحتياط في
مهاجمة السفن املرسيلية و االستيالء على شحنتهاS,
أيضا حتى يتمكنوا من فرض وصايتهم و حمايتهم على الرعايا Sاألوروبيين من غير
الفرنسيين املوجودين في أراضي الدولة العثمانية،لكن البيلريك حسين باشا
عارض هذه الفكرة في الرسالة التي كتبها الى املسؤولين املكلفين بتسير شؤون
مرسيليا بكونه ال يمكنه اعتماد قنصل بالجزائر ،ذلك ان هذه املسألة تثير
انتعاضا في نفوس التجار و الشعب .
وهذا الرفض ناجم عن طبيعة وظيفة القنصل و طبيعة األشخاص الذينS
يشغلونها حيث كان هذا املنصب في فرنسا يباع و يشترى بمعنى انها وظيفة
تجارية بالدرجة األولى اذ جرت العادة ان يحصل احد على وظيفة قنصل عن
طريق شرائها و يفوض غيره للقيام بمهامها و استثمارها في مكان التعيين و
صاحب التعيين الرسمي مقيم في فرنسا هذا يعني ان القنصل تاجر بالدرجة
األولى و يتصرف بما يخدم مصالحه
في سنة 1578م تحركت الحكومة الفرنسية الى قسنطينة ملعالجة شؤونها
بالجزائر Sفاستصدر السفير الفرنسي من السلطان فرمانا بتعيين قنصل لفرنسا
بالجزائر Sلكن السلطات الجزائرية رفضت استقباله
في سنة 1580م نزل القنصل الفرنسي سورون و استقبله الداي جعفر باشا
بالعاصمة و منذ ذلك الوقت استمر التمثيل القنصلي الفرنسي بالجزائر Sالى غاية
حادة املروحة
منذ تأسيس حصن الباستيون الفرنسي اشترط الباب العالي في االتفاق عدم
تحصين املركز لكن التجار الفرنسيين لم ينفذوا الشرط املتفق عليه واقاموا
فيه عدة تحصينات ،هنا تعكرت العالقات بين البلدين Sو اصبح الحصن مصدر
قلق و ازعاج فهاجمه الجزائريون و استولوا عليه و لم تسترجعه فرنسا اال بعد
مفاوضات شاقة عام 1597م
و في عام 1604م حصل القنصل الفرنسي على إضافة مادة جديدة في املعاهدة
نصت على حق املؤسسة الفرنسية في امتالك الحصن لكن الداي و الديوان لم
يقبلوا بهذه اإلضافة الجديدة و هاجموا الحصن مرة أخرى مما اضطر بامللكS
الفرنسي هنري الرابع Sالى الدخول في مفاوضات جديدة حتى اعادوا للشركة
مركزها
و في 21مارس 1619م عقدت فرنسا معاهدة سلم و تجارة بين الحسين باشا
رئيس دولة الجزائر Sو لويس الثالث عشر ملك فرنسا كان الهدف منها وضع حد
لنزاع قديم بين الجزائر Sو فرنسا بخصوص مدفعين برونزيين ، Sكان قد فر بها
من الجزائر بحري هولندي سيمون الذي تظاهر باعتناق اإلسالم و اخذ اسم
مراد رايس و فر باملدفعين و اهداهما للدوق ديقريز وزير البحرية
و من اجل تحسين العالقات بين البلدين سافر وفد جزائري برئاسة سنان باشا
الى مرسيليا ليعرض وجهة النظر الجزائرية في أسس العالقات املشتركة
جاء خبر بان السفينة الفرنسية تعرضت لهجوم الجزائريين لذلك Sقامت
السلطات الفرنسية بقتل أعضاء الوفد فكانت هذه الحادثة سببا في قطع
العالقات الدبلوماسية و اعالن الحرب على االسطول الفرنسي في البحر
املتوسط مما الحق بها افدح الخسائر و كعادة الحكومة الفرنسية توجهت الى
السلطان العثماني مطالبة إياه التدخل العادة التعاون التجاري مع الجزائر
وظلت الشركة األجنبية الفرنسية تحتكر التجارة الجزائرية من بينها شركة
الباستيون التي أسسها ساسون نابلون Sبمقتضى اتفاقية 29سبتمبر 1628م و
منح لها الدايات حق االمتياز في صيد املرجان مقابل التزامها بدفع 16الف جنيه
إسترليني الى مدينة الجزائر ،و بعد هذا اتخذ شيليو قرار بالحاق املؤسسة
االفريقية الفرنسية بامللك Sالفرنسي حتى يكسبها Sنوعا من الحماية ، Sولكن Sهذا
االجراء لم يخفف من االزمة الن الجزائريين قويت شوكتهم تجاه نوايا Sفرنسا
وهجموا Sعلى املركز مرة ثانية و حطموه عام 1637م و عادت فرنسا الى
التفاوض مرة أخرى و تحصلت على اتفاق صلح عام 1640م ،استعادت بموجبه
الحصن و االمتيازات السابقة
خاضت فرنسا صراعا دبلوماسيا مع الجزائر لعدم التزامها بتطبيق املعاهدات
التي تبرمها الدولة العثمانية ،و عندا وقعت فرنسا 1673م التي حصلت
بمقتضاها على امتيازات هامة فيما يتعلق بالتعريفة الجمركية و اعفائها من
الرسوم التي كانت تستخلص من التجار االوروبين ،الى جانب تدعيم املكانة
املادية للسفير الفرنسي بالقسطنطينية و القناصل الفرنسيين باملوانئ العثمانية
و توسيع دورهم و صالحيتهم
هذه االمتيازات جعلتها Sتفتعل حرب مع الجزائر الجبارها على قبوا االمتيازات
اذ قامت بتوجيه ثالث حمالت بحرية ضد مدينة الجزائر سنة -1683-1682
1688م
في عام 1741م عملت فرنسا على دعم مؤسساتها في شمال افريقيا و هي مركز
لنشاطها التجاري و السياسي في تلك البالد ،فقررت ادماج الشركتين
الفرنسيتين اللتان تعمالن احدهما في الجزائر حصن فرنسا و األخرى في تونس
في شركة واحدة علرفت باسم الشركة امللكية االفريقية و انتقل مركزها
الرئيسي الى القالة
لقد احصيت جميع املعاهدات و االتفاقيا التي كانت بين الجزائر و فرنسا خالل
القرن السابع عشر الى يوم االحتالل 1830م فبلغت 58معاهدة و بلغ عدد
مبعوثيها Sالسياسيين الى الجزائر 96مبعوثا.
كانت عالقة الجزائر بفرنسا عام 1789م جيدة بالرغم من توتر العالقات بينهما
في بعض األحيان اال ان الجزائر وقفت الى جانب فرنسا في اصعب الظروف،
وقفت معها في محنتها االقتصادية و امدتها باالموال و الحبوب ،عندما تعلرضت
فرنسا الى الحصار السياسي و االقتصادي من طرف الحكومات امللكية في أوروبا
املعادية للثورة الفرنسية و عانت ازمة اقتصادية حادة كلفت فرنسا قنصلها
لشراء اكبر كمية قمح من الجزائر فعرض على الجزائر و لبت الجزائر النداء و
منحتها قرضا قدره 250الف فرنك Sثم بمليون فرنك سنة 1796م
ان التجار اليهود الذين قدموا من أوروبا Sفي بداية عهد الدايات عرفوا كيف
يستغلون املصاعب املالية التي كانت تواجه الدايات في الحصول على احتكار
التجارة لفائدتهم و كان على راسهم استري بكري و بوشناق ،و هما ايطاليانS
استقر بالجزائر Sخالل القرن 18م
و في عام 1782م اسستا معا شركة للتجارة التي أصبحت تلعب دورا بارزا في
املعامالت التجارية بين الجزائر و أوروبا لكن هذه الشركة في حقيقة االمر لم
تتم اال عند منتصف التسعينات من القرن ،أي في عهد الداي حسين باشا (انظر
امللحق رقم )و ان تأسيس هذه الشركة كان استجابة ملصالح األطراف املشتركة
و خاصة فرنسا التي كانت ترغب في استقبال كميات كبيرة من القمح بطريق
مامون باإلضافة الى الدخل املؤجل خاصة و هي تمر بضائقة مالية و كانت
األسعار املعروضة بمرسيليا مغرية مقارنة بالتي كانت تصلها من قنوات أخرى
لقد لعبت هذه الشركة دورا كبيرا في تنشيط العالقات التجارية بين الجزائر و
فرنسا ووضعوا انفسهم تارة تحت حماية الداي و أخرى تحت حماية القنصل
الفرنسي اذ استغال شبكتهما التجارية في الحصول على معلومات سياسية أي
كانت في نفس الوقت شبكة جوسسة مكنتهما من االطالع على بعض املشاريع و
املؤامرات السياسية ،كما استغال مهارتهما التجارية و فرصة انعدام البنوك في
تنشيط التجارة و خلق القروض و الضمانات بفوائد Sخيالية الى ان اصبحو من
كبار األثرياء Sو بلغ تاثير بكري و بوشناق تاثيرا كبيرا ،و اصبحا يستقبالن
القناصل األجانب مثل قنصل الدانمارك Sو السويد و هوالندا
و في 1795قدر دين فرنسا بالجزائر Sب 2مليون فرك و اما دين اليهديين
للجزائر فقدر ب 3مائة الف فرنك و لهذا جر اليهود الحكومة الجزائرية Sالى
قضية قرضهم لفرنسا فطلب الياشا مصطفى من فرنسا دفع الدين Sالذي عليها
الى رعاياه اليهود و اصبح القرض قضية تطرح بين الدولتين
ان تفكير فرنسا في احتالل الجزائر Sليس وليد القرن التاسع عشر انما يعوج الى
عهد امللك لويس الرابع عشر ،أي يرجع الى القرون الوسطى ،اذ بدات فرنسا
بتجسيد نواياها ضد الجزائر باالستعداد و التحضير لحملة عسكرية بجمع كل
املعلومات السياسية و العسكرية و االقتصادية و االجتماعية التي تخص ايالة
الجزائر و كان مصدر هذه املعلومات القناصل و التجار الفرنسيين املقيمين
بالجزائر Sالذين ارسلوا خصيصا لالطالع على قدراته و إمكاناتها لذلك Sسارع كل
واحد منهم على وضع املشاريع و الخطط الكفيلة لتدمير االيالة
مشروع امللك شارل التاسع:
سعى من خالله الى تحويل نيابة الجزائر الى مملكة فرنسية يحكمها Sاخوه هنري
الثالث ملك فرنسا فيما بعد ،كوسيلة اليجاد تاج ملكي الخيه و ابعاده عن
وراثة عرش فرنسا ،اذ ظن انه يستطيع ان ينال الجزائر بموافقة السلطان
العثماني اذ كتب لسفيره بالقسطنطينية مدعيا ان اعيان الجزائر تقدموا اليه
ملتمسين الحماية من أطماع
االسبان لكن كان الرد بالسخرية Sعليه من السلطان سليم الثاني
مشروع كيرسي األول و الثاني 1791-1782م :
في عام 1782اقترح قنصل فرنسا كيرسي على حكومته احتالل الجزائر Sو عاد الى
تجديد Sمقترحه عام 1791عندما وجهه الى وزير الخارجية الفرنسية حيث كان
قد اطلع على أوضاع الجزائر ،و قد تطرق في مشروعه األول عام 1782الى
موضوع العالقات الدبلوماسية و التجارية الفرنسية الجزائرية Sو حذر فيه من
قطع العالقات مع الجزائر،اما Sبخصوص الخطة العسكرية املتبعة في حالة ما
قرت الحكومة الفرنسية احتالل الجزائر Sفهي تعتمد على استعمال الجيش البري
فقط و أوصى بهدم الحصون و القالع و نقل املدافع الى فرنسا
عاد الى تجديد Sمقترحه عام 1791و من اهم ما جاء فيه اخراج الرعايا
الفرنسيين املقيمين على األراضي الجزائرية ،سحب كل السفن من املوانئ
الجزائرية، Sاعالن الحصار البري على السواحل الجزائرية و قد ورد في مذكراته"
ان فرنسا تعبت من هذه الوقاحة و االستفزازات" ثم ختم كرسي مشروعه
بالفوائد التي سوف تجنيها فرنسا من االستيالء على الجزائر Sعلى راسها الكنوز و
الثروات الهائلة Sاملوجودة بالخزينة و األراضي الزراعية الشاسعة الصالحة
لزراعة الكروم.
مشروع فونتودي بارادي:
هذ السكرتير و املترجم للغات الشرقية الذي عين عام 1790م اشتغل بالجزائر
و كتب مذكرات كاملة عن الجزائر 1789م وعن سكانها و عن ادارتها و مواردها
و تجارتها و قواتها البربة و البحرية و كان هو االخر يحمل نفس فكرة كيرسي و
قد عرض في اخر مذكراته عن مشروع احتالل الجزائرو اقترح النزول بين
الشاطئ املوجود بين راسب عاميين و سيدي فرج .
املخططات النابلبونية:
ان اسبق اإلنجليزي في استعمار أمريكا الشمالية و اكتشاف استراليا سنة 1788
من طرف الكابتن كوك ،من ابرز العوامل التي جعلت نابلبون يقتنع نهائيا
باحتالل الجزائر كهدف استراتيجي حيث كان يصبو الى معارضة املحور
البريطاني Sالرابط بين إنكلترا و جبل طارق و مصر ،بمحور فرنسي يربط بين
مرسيليا و تولون و الزائر ،كانت نوايا نابليون منذ البداية خبيثة اتجاه الجزائر
و كان يخطط الستعمارها لهذا الغرض بعث بجواسيس
و اعتبر ان الجزائر Sسوق خارجية ضرورية لتطوير الصناعة الفرنسة و كان
دائما يصيف الجزائر Sالى ممتلكاته املقبلة اثناء اجتماعاته مع قيصر روسيا
عندما تثار مسالة تجزئة اإلمبراطورية العثمانية لذلك Sفي بداية القرن 19توالت
املخططات النابليونية الت تحث على الحملة على الجزائر أهمها :
مخطط تيدينا : 1802جاء هذا املشروع تحت عنوان نظرة حول اياله الجزائر و
هو اليختلف عن املشاريع السابقة من حيث املعلومات التي تخص الجزائرS
مشروع املهندس بوتان :في 18افريل 1808بعث نابوليون الى ديكري وزير
الحربية الفرنسية مذكرة امره فيها بالتفكير في القيام بحملة على الجزائر سواء
كانت بحرية او برية ثم امره باختيار رجل للبحث عن الوثائق و جمع املعلومات
أي مهمة استطالعية في مدينة الجزائر ووقع االختيار على الضابط املهندس
بوتان ،تنكر هذا األخير و تنقل في زي مدني الى مدينة الجزائر و في محاوالته
اكتشف ان ساحل املدينة مناسب لهذه املهمة الن املنطقة مستوية لكن الداي
ارتاب في تحركاته Sوانذر املساعدين له من أعضاء القنصلية بانه سيدفنهم ان
عادوا الى تلك املناطق
تعرضت سفينة بوتان للهجوم اثناء مغادرته الجزائر Sمن قبل سفينة بريطانية و
ملا ادرك الخطر مزق كل الوثائق Sالتي تحمل توقيع دكري وزير الحربية و كذلك
التقارير السرية التي كتبها خصيصا لوزرارة الحربية و القاها في البحر ،ثم الفي
القبض عليه في مالطة ثم اتجه الى ازمير فباريس حيث أعاد كتابة تقريره Sو
ارفقه باطلس جغرافي ووضع خطة عسكرية حدد فيها منطقة النزول و هي نزول
40الف جندي في سيدي فرج و أشار الى افتعال حرب بين تونس و الجزائر
تحرم الجزائر من قوة قسنطينة و افتعال حرب بوهران أخيرا سلم املشروع الى
ديكري و لكن نابليون لم يطلع Sعلى تقريره هذا اال بعد 3اشهر النشغاله
بالحملة Sاالسبانية و االحداث الخطيرة في أوروبا بشان الجزائر فاضطر الى
تأجيل ذلك لفترة الحقة
مخطط بيار دوفال:
لفت القنصل دوفال سنة 1819و 1827نظر حكومته الى تقريره ،الذي كان
هو العمل األساسي الذي ضبطت على ضوئه اللجنة املكلفة باعداد الحملة
العسكرية ضد الجزائر Sو يتمثل هذا املخطط في مشروعين عسكريين
األول في 09/1819/ 28يذكر فيه ان سقوط الجزائر في ايدي األوروبيين سينجر
عنه القضاء على القرصنة و من ثمة السيطرة على كل الدول البربرية و ان
مشروعه الثاني كان تنفيذا لألمر الصادر له من وزير البحرية كروزول تطرق
فيه الى اهم االحداث التي عاشها و عاصرها اثناء اقامته في مدينة الجزائر
ووصف توبوغرافي مختصر جدا ملدينة الجزائر ثم الوضع العسكري الذي حدد
فيه نقطتين للنزول Sاألولى أساسية و تكون غرب املدينة براس كاكسين و الثانية
تكون شرق املدينة في الشاطئ املمتد من وادي الحراش الى البرج البحري
مشروع كولي :وفي الغ=عاشر من نفس السنة 1827م اعد كولي مشروعا حول
الوضع العسكري و البحري لاليالة و هو على متن سفينة البروفانس قرب
مدينة الجزائر و هذا املشروع عارة عن رسالة بعثها الى وزير الحربية حيث
اقتنع كولي ان لاليالة قوة بحرية ال تهاجم اذ شاهده بعينه حصانة املدينة و
مدافعها القوية و اكد على ضرورة الرجوع الى مشروع الضابط املهندس بوتان
مشروع اللجنة العسكرية:
في 10/10/1828قام وزير الحربية ديكو بتشكيل لجنة بوضع أرضية للحملة،
ورسم مخطط عسكري لتدمير الجزائر و احتاللها و كان لوفيردو رئيسا للجنة
املتكونة من خمس أعضاء و هم البارون بيرج الذي قام بمهمة استطالعية
لتحصينات مدينة الجزائر بامر من نابليون 1802و الجنرال فالري الذي كان
من بين القادة العسكريين الكبار و االميرال ماكو و تويمبي و أخيرا ارنولت و
تضمن التقرير محاور أهمها اهداف الحملة ،تشكيالت الجيش البري و البحري
الفرنسي قيادة األركان املصالح اإلدارية املشتركة و قطع االسكول املخصص
لنقل و تحدد التقاء ،تشكيالت الحملة و تقديرات النفقات املالية ،نقطة النزول
و أخيرا العمليات العسكرية بعد النزول على الشاطئ الجزائري
حدد هدف هذا املخطط و هو االستيالء على مدينة الجزائر ،وحسب تقدير هذه
اللجنة فان اقصى ما يمكن Sان يجمعه الداي في حالة حرب خمسين الف رجل
اما نفقات الحملة فقدرت ب 30,000,000فرنك فرنسي و كانت خطة حربية
مدروسة من جميع النواحي بدقة .
مشروع محمد علي باشا والي مصر:
علىالرغم من كل التقارير و املقترحات التي كانت تدفع الحكومة الفرنسية الى
احتالل الجزائر اال ان فرنسا كانت متخوفة من االقدام على هذه املحاولة لذلكS
فكرت في استعمال محمد علي باشا والي مصر لتحقيق اغراضها في الجزائر و قد
عبر محمد علي عن استعداده للتوجه الى املغرب العربي على راس جيش قوامه
62الف جندي لكن في الوقت الذي كانت تجري فيه املفاوضات بهذا الشأن
اوعزت الى القسطنطينية بالتخلي عن مشروعه تحت تاثير االنجليز ،إضافة الى
بعض عوامل سياسية بوليناك في استعمال محمد على قد زالت ،القناع
املسؤولين الفرنسيين للقيام بالحملة Sبمفردهم ،بان كنوز القصبة و أموال
الخزينة الجزائرية كافية لتغطية تكاليف الحملة Sو قد اتخذ هذا القرار في
اجتماع عقده مجلس الوزراء الفرنسي يوم 22جانفي 1830م