Professional Documents
Culture Documents
أحمد اهلل وأشكره على منه وكرمه وتوفيقه لي إلتمام مذكرة التخرج.
مقدما إهدائي إلى روح والديا العزيزين والى كل اإلخوة واألخوات والى زوجتي
وأبنائي عبد المالك وعبد الرحمان ويحي والى زمالئي في العمل في جامعة التكوين
المتواصل وأصدقائي في جامعة عبد الحميد بن باديس .
نتوجه إلى اهلل تبارك و تعالى بالحمد و الثناء و الشكر كما يحبه و يرضاه على أن وفقنا على
إنجاز هذا العمل ،على ما فيه من ضعف البشر و قصر النظر ،فما كنا فيه من صواب فهو
من محض فضله سبحانه و تعالى و منته علينا ،فله الحمد و الشكر و نسأل اهلل العفو
والغفران.
نتقدم بالشكر الخاص إلى األستاذ "يحي عبد الحميد " مؤطرنا ،الذي لم يبخل علينا بمساعدته
لنا في انجاز هذه المذكرة ،و كان لنا نعم األخ و المرشد و تحمل عبء توجيهنا النجاز أصعب
جزء من هذا العمل المتواضع.
والى من ساعدنا في إتمام هذا العمل المتواضع من قريب أو بعيد
إليكم جميعا أخلص الشكر.
مقدمة
إن وظيفة ا دو ة في ا عصر ا حديث م تعد تقتصر على أداء اأ شطة ا تقليدية
وا متمثلة أساسا في ا عدل وا دفاع وا حفاظ على ا مصا ح ا خارجية ،وا تي جعلت م ها دو ة
حارسة بل أصبحت دو ة متدخلة ،إذ تت فل بمباشرة أدوار عدة بما فيها تلك ا م درجة ضمن
ا قطاع ا خاص.
و تيجة هذا ا توسع ثرت وظائف ا دو ة وازداد موظفوها باعتبارهم إحدى وسائل ا دو ة
ت فيذ سياستها ،وهم ا مسؤو ون عن تحقيق أهدافها ،ومع ى ذ ك أن ا موظف ا عمومي هو ا ذي
يلقى عليه ا عبء اأ بر في تسيير ا جهاز اإداري ،ا ذي ا يع ي أ ثر من و ه أشخاصا
يعمل ون باسم ا دو ة و حسابها في ل ما تضطلع به من أعباء ومسؤو يات ،وما تباشر من
سلطات ،فتقاس قدرة ا دو ة بمدى قدرة موظفيها على أداء اأعمال ا م وطة بهم.
فا موظف ا عمومي هو ذ ك ا شخص ا معين في عمل دائم وا مص ف في درجة من
درجات ا سلم اإداري سواء في اإدارات ا مر زية ،أو في ا هيئات ا محلية ،و ذ ك في
ا مؤسسات وا هيئات ا عامة بموجب ماذج محددة بمرسوم .وا طاقا من هذا ا تعريف يم ن
استخاص ا ع اصر اأساسية ا تي يقوم عليها تعريف ا موظف ا عمومي وهي:
-صدور أداة قا و ية يلحق بمقتضاها ا شخص في ا خدمة ،وقد ت ون هذ اأداة في ش ل
مرسوم رئاسي أو ت فيذي ،أو في ش ل قرار وزاري ،أو وائي ،أو في ش ل مقرر صادر عن
سلطة إدارية.
-ا قيام بعمل دائم بمع ى أن يشغل ا شخص وظيفته على وجه ااستمرار ،بحيث ا ت فك ع ه
إا با وفاة ،أو ا عزل ،أو ا تقاعد.
-أن ي ون معي ا أداء وظيفة في إحدى ا هيئات ا خاضعة لقا ون اإداري ،و مص فا في
درجة حسب ا سلم اإداري.
وا شك أن ا موظف ا عمومي بهذا ا مع ى و هو يتدخل باسم ا دو ة و حسابها ،قد
يرت ب أخطاء تسبب أض ار ار لغير ،هذا اأخير ا ذي يحق ه ا مطا بة با تعويض جب ار لضرر
1
ا ذي أصابه ،و هو ما يؤدي إ ى ا مساء ة ا مد ية لموظف ا عمومي و تحميله عبء
ا تعويض عما يتسبب فيه من أضرار ،وهو ما يطلق عليه با مسؤو ية ا مد ية لموظف
ا عمومي .وهذ ا مسأ ة تبدو في غاية ا وضوح وا بساطة و ن ظريا فحسب ،إذ أ ه في
ا تطبيق ا عملی تثور ا عديد من ا مشا ل بصدد ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومی ،ذ ك أن
طبيعة ا شاط ا ذي يمارسه ،وا سلطات ا تي يحوزها تفرض خصوصيات عدة على مفهوم
ا خطأ ا ذي أرت به وبا تا ي ا مسؤو ية ا ملقاة على عاتقه ،واشك أن تلك ا خصوصيات هي
ا تي ا ت وراء ااجتهاد ا متميز لقضاء اإداري وخصوصا ا فرسي م ه ،وا ذي ا تهى به
ا مطاف إ ى إبداع ظرية متميزة ومت املة مسؤو ية ا موظف ا عمومي تخرج عن قواعد
ا مسؤو ية ا مد ية ا م رسة في ا قا ون ا خاص.
فا ة حقوق ا غير ا متضررين من وفي فس اإطار ومحاو ة من ا قضاء اإداري
ا تدخل ا خاطئ لموظف ا عمومي من جهة ،وحماية هذا اأخير من جهة أخرى ،ابتدع
ا قضاء اإداري ظرية أخرى تتعلق بحلول ا دو ة محل ا موظف في ا مسؤو ية ا مد ية لموظف
ا عمومي ا اجمة عن أخطائه ،تضاف ل ظرية اأو ى بما يؤ د قطعا تميز ا مسؤو ية اإدارية
عن ا مسؤو ية ا مد ية ا تي يعرفها ا قا ون ا خاص وي رس ا دور ا خاق لقاضي اإداري.
وي شف من جهة أخرى أن اأهمية ا با غة هذا ا موضوع ،وا ذي يتعلق بمجال من
مجاات ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي يس خاضعا لقواعد ا عامة لمسؤو ية ،و يس ه
قواعد مق ة تتيح لقاضي ا رجوع إ يها بما يتماشى وضرورة خضوعه لقا ون في ا عمل
ا قضائي ،و تيجة ذ ك يبرز هذا ا موضوع إحدى مجاات ااجتهاد ا قضائي ،وخصوصا
با سبة لقاضي اإداري أ ه مطا ب بإيجاد ا حلول ل زاعات ا تي ا يم ن إخضاعها قواعد
قا و ية محددة ،وهو أساس ظرية ا قضاء مصدر لقواعد ا قا و ية ،وا تي تحتاج لدراسة
وا تفصيل بما يوضحها ويحدد ضوابط ا تدخل ا قضائي ا م شئ لقا ون.
2
واشك أن إحدى مظاهر أهمية هذا ا موضوع تتمثل في أن ا قاضي يستوجب عليه
تحديد وع ا خطأ ا ذي ارت به ا موظف ا عمومي أث اء قيامه بوظيفته أو بسببها أو بم اسبتها إذ
بتحديد وع ا خطأ يتحدد ا ااختصاص وتترتب بموجبه ا مسؤو ية.
وعلى ذ ك فهذ ا دراسة تثير إش ا ية أساسية تتعلق با ظام ا قا و ي لمسؤو ية ا مد ية
لموظف ا عمومي من جهة ،واأسس ا فيلة بحلول ا دو ة محل ا موظف ا عمومي في
ا مسؤو ية ا اجمة عن خطئه؟
وبصيغة أخرى يف تمت ا معا جة ا تشريعية وا قضائية لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي؟
و يفية حلول ا دو ة محل ا موظف في هذ ا مسؤو ية؟
وب اء على هذ اإش ا ية اأساسية طرح ا تساؤات ا تا ية:
/1ما ا مقصود با مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي؟
/2ما هي أسس وشروط مسؤو ية اإدارة عن أعمال موظفيها؟
/3ما هي معايير تمييز ا مسؤو ية ا مد ية عن غيرها من ا مسؤو يات؟
/ 4ما هي ا جهة ا قضائية ا مختصة؟ هل هو ا قضاء ا عادي وبذ ك ون أمام مسؤو ية مد ية
محضة تح مها قواعد ا قا ون ا مد ي ،أم أن ا قضاء اإداري هو ا مختص ،ون ه اك موظف
عمومي وادارة عمومية؟
/5من يقوم بدفع قيمة ا تعويض ،ا موظف ا عمومي ،أم ا دو ة؟
وقد اعتمدت في دراستي هذا ا موضوع م هجية مزدوجة تقوم على ا تحليل وا مقارة:
وي من اأول :في تحليل ا صوص ا قا و ية واأح ام ا قضائية اإدارية من أجل استخاص
اأف ار ا قا و ية ا فيلة باإجابة عن ا تساؤات ا مطروحة ،وبا تا ي ا شف عن موقف ا مشرع
من جهة ودور ا قاضي من جهة أخرى في ت ريس ظرية متميزة مسؤو ية ا موظف ا عمومي.
وي من ا ثا ي :في ا مقارة بين ما عليه ا وضع في ا تشريعات وا قضاء ا مقارن ،وخصوصا
ا فرسي م ه ريادته في هذا ا مجال من جهة ،و تشابه ا معطيات ا قا و ية وا واقعية بين ا قضاء
ا جزائري وا قضاء ا فرسي ،واعتمادا على ل ذ ك اعتمدت تقسيم ا موضوع إ ى فصلين.
3
يتضمن ا فصل اأول :مفهوم ومعيار ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ،وي قسم هذا ا فصل
بدور إ ى مبحثين ،يتمثل اأول في مفهوم هذ ا مسؤو ية وتمييزها عن غيرها من ا مسؤو يات،
بي ما يتضمن ا مبحث ا ثا ي معيار تحديد ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي.
يتضمن ا فصل ا ثا ي :مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ،وبدور ي قسم إ ى مبحثين :يتمثل
اأول في أسس وشروط مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ،بي ما يتضمن ا مبحث ا ثا ي
أثار ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي.
4
مع يير المس لي المدني ل م ظف العم مي الفصل اأ ل :مف
تمهيد
ها إن لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي أهمية بيرة في مجال ا قا ون اإداري
تعطي لباحث أحدى ا سبل ا تي بواسطتها يم ه ا تعرف على درجة ا قرابة ،أو درجة ا ت افر،
أو ا تباعد بين ا قا ون اإداري وا قا ون ا مد ي ،و ذ ك ا بد أن حدد مفهوما خاصا با مسؤو ية
ا مد ي ة لموظف ا عمومي ،إذ تعددت ا مفاهيم با سبة لمسؤو ية ا مد ية حيث ت قسم ا مسؤو ية
وتت وع باختاف ا ظام ا قا و ي ا ذي ي ظمها ،ما تعددت ا معايير ا تي تحدد ا مسؤو ية
ا مد ية لموظف ا عمومي ،وذ ك م ذ ا قدم إ ى يوم ا هذا ،وهذا ما يستدعي م ا ا تطرق
لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي في مبحثين:
ا مبحث اأول :تطرق فيه إ ى مفهوم ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ،وتمييزها عن غيرها
من ا مسؤو يات من حيث ا تعريف وا تفرقة بي ها وبين ا مسؤو يات ا خرى ،و ذ ك ا سس
ا قا و ية ا تي تحدد بها مثل هذ ا مسؤو ية وخاصة في ا تشريع ا جزائري.
أما ا مبحث ا ثا ي :تطرق فيه إ ى معايير ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي وذ ك با تطرق
إ ى معيار ا خط أ ا شخصي و ه هو ا ذي يحدد مسؤو ية ا موظف ا عمومي وقد قمت با تمييز
بي ه وبين ا خطأ ا مرفقي.
6
تمييزه عن المبحث اأ ل :المقص د ب لمس لي المدني ل م ظف العم مي
غيره من المس لي
إن تحديد مفهوما خاصا با مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي يعتمد على ا تعاريف
ا مختلفة ا تي ت او ت هذا ا مفهوم ،و ذ ك ا ساس ا قا و ي ا ذي تقام عليه هذ ا مسؤو ية،
وعليه سوف ت اول في هذا ا مبحث مفهوم ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي وذ ك بتعريفها
وتحديد ا ساس ا قا و ي هذ ا مسؤو ية وهذا في ا مطلب ا ول ،ثم تطرق في ا مطلب ا ثا ي
إ ى تمييز هذ ا مسؤو ية عن غيرها من ا مسؤو يات ا خرى.
. ،ص سليمان مرقص :ا وافي في شرح ا قا ون ا مد ي ا جزائري ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،ا جزائر، 1
. ،ص عشب محفوظ ،محفوظة ا مسؤو ية في ا قا ون اإداري ديوان ا مطبوعات ا جزائرية ،ا جزائر4 ، 2
. ،ص عمار عوابدي ،ظرية ا مسؤو ية اإدارية ديوان ا مطبوعات ا جامعة ،ا طبعة ا ثا ية عام 4 3
7
-2ا مسؤو ية اصطاحا :وهي تلك ا تق ية ا قا و ية ا تي تت ون أساسا من تداخل إرادي ي قل
بمقتضا عبء ا ضرر ا ذي وقع على شخص مباشرة بتأثير قوا ين ا طبيعة ،أو ا بيو وجيا ،أو
ا قوا ين ااجتماعية إ ى شخص أخر ي ظر إ يه على أ ه هو ا شخص ا ذي يتحمل هذا ا عبء.
1محمود عبد ا قادر على ا حاج ،مسؤو ية ا م تج وا موزع ،دار ا هضة ا عربية ا قاهرة ،مصر ،1982ص .84
8
جعل تعريفه معرض ا تقادات ،وا تي تمثلت في ا خلط بين ا قواعد ا عامة لقا ون وا قواعد
ا عامة أخاق.1
أما في ا مجال ا تشريعي فإن معظم ا تشريعات م تعط مد وا محددا لخطأ بل ا تفت
بصياغة عامة تؤسس عليها ا مسؤو ية ا مد ية ،فمثا جد في ا قا ون ا مد ي ا فرسي إ ه ي ص
في مادته 1382على أ ه " ل فعل إ سان سبب ضر ار لغير يرتب مسؤو ية من أحدث
ضرر بخطئه".
و جد ذ ك ا مشرع ا جزائري في ا مادة 124قد ص على ا خطأ و ذ ك بقو ه « :ل
فعل أيا ان يرت به ا شخص بخطئه ،و يسبب ضر ار لغير يلزم من ان سببا في حدوثه
با تعويض».
واذا ان هذا هو ا مد ول ا عام لخطأ فا تساؤل ا ذي يطرح ه ا هو حول ما إذا ان
يم ن تطبيق هذا ا مد ول على أخطاء ا موظف ا عمومي في ا مؤسسات ا عمومية ،أم أن خطأ
ا موظف ا عمومي في ا مؤسسات ا عمومية يتميز على ا مد ول ا عام لخطأ ا مد ي ا ذي
تعرضه وتحدثه ا تشريعات ا مد ية؟.
إجابة عن هذا ا سؤال وجب علي ا ا رجوع إ ى ا قضاء إذ جد أن ا مح مة ا عليا ا غرفة
اإدارية قد است دت إ ى ا مادة 124من ا قا ون ا مد ي في مسؤو ية ا مستشفى إذ أ ها في
قرارها ا صادر في 1991/01/13 :قضية ا مر ز اإستشفائي ا جامعي ضد فريق ك ومن
معهم (ا مجلة ا قضائية ا عدد 96/2ص ،)127وا ذي جاء في أحدى حيثياته (حيث أن
ا مسؤو ية ا مترتبة على ا مستشفى هي تعويض ا ضحية طبقا لمادة 124من ا قا ون ا مد ي
ما جاء في ا قرار ا مستأ ف مادام يوجد تهاون وتقصير من طرف عمال ا مستشفى ا جر ع ه
وفاة ا ضحية ذا فاستبعاد هذ ا مادة في غير محلها).
محمود جال حمزة ،ا عمل ا غير مشروع باعتبار مصدر ا تزام ،ديوان ا مطبوعات ا جامعة ا جزائر ،1986 ،ص.66 1
9
و ن أ تقد هذا ا قرار من طرف ا ستاذ رشيد خلوفي على أساس ما هو ا داعي إ ى
عدم ااست اد لقواعد ا خاصة مسؤو ية ا مستشفى ا اتجة عن طبيعة ا شاطات ا مختلفة
وا موا بة لتطورات ا علمية ا مستمرة.1
وعليه وفي إطار ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فإن ا موظف ا عمومي ي ون
مسؤوا ع دما يرت ب خطأ يسبب به أضرار لغير ،على أن ي ون هذا ا خطأ شخصيا ا
مرفقيا ،فإن ان مرفقيا فا يسأل عليه بل اإدارة هي ا تي ت ون مسؤو ة وتلزم با تعويض عن
ا ضرار ا تي أ حقت با غير ،وبا تا ي فمسؤو ية ا موظف ت ون دائما مب ية على أساس ا خطأ.
وفي رأي ا بأن مد ول ا خطأ ا مد ي في ا تشريعات يتطابق مع مد ول ا خطأ في
ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ،إذ با رجوع إ ى مد ول ا خطأ في ا قواعد ا عامة في
ا تشريعات ا مد ية وا ذي يعرف بأ ه إخال با تزام سابق فإ ه ي طبق أيضا على مد ول ا خطأ
لموظف ا عمومي ،زد على ذ ك و حن في بحث ا هذا ت لم على ا مسؤو ية ا مد ية لموظف
ا عمومي ا ذي يجعل ا رجع إ ى ا قواعد ا عامة لمسؤو ية ا مد ية ،وأن مد ول ا خطأ هو واحد
سواء ان لموظف أو غير ا موظف ،و ن يجب علي ا أن فرق بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ
ا مرفقي ،فا ول تترتب عليه مسؤو ية ا موظف ا عمومي وهو من يلزم با تعويض ،أما ا ثا ي
فإن اإدارة هي ا تي ت ون مسؤو ة عن ا ضرار ا تي أصابت ا غير من جراء أخطاء موظفيها
وهي من تلزم با تعويض.
رشيد خلوفي ،قا ون ا مسؤو ية اإدارية ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،طبعة ،2001ص .74 1
10
ا مسؤو ية بش ل عام هي إ زام ا مدين بتعويض ا ضرر ا ذي ترتب على إخا ه بإ تزام
يقع عليه" ، 1فإذا ان مصدر اا تزام ا ذي أخل به هو ا عقد ا ت ا مسؤو ية عقدية ،أما إذا
ان اا تزام مصدر ا عمل ا غير ا مشروع ا ت ا مسؤو ية تقصيرية.
واإش ال ا ذي يطرح ه ا هل ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي مسؤو ية عقدية أم
تقصيرية؟.
با رجوع إ ى ا تشريع وا قضاء ا جزائري جد قد عرف ا مسؤو ية ا عقدية بأ ها جزاء
اإخال با تزام عقدي ،أما ا مسؤو ية ا تقصيرية فقد عرفها ا مشرع ا جزائري بأ ها جزاء
اا حراف عن تصرف سلوك ا رجل ا عادي و يس ه رابطة با عاقة ا عقدية.
وبما أن ا موظف ا عمومي في طريقة تعيي ه وعاقته مع اإدارة ا عمومية تربطه معها
عاقة ت ظيمية ائحية قا و ية و يس عقدية ،حيث أن ا سلطة واإدارة ا عامة هي صاحبة
ااختصاص في إصدار قرار ا تعيين حسب ا لوائح وا قوا ين ا تي وضعت مسبقا ،ما أن
ا موظف ا عمومي في حا ة قيامه بخطأ أث اء وبم اسبة عمله ا يتعرض إا عقوبة تأديبية من
قبل اإدارة عن طريق ا لج ة ا متساوية ا عضاء ،وهذ ا عقوبة تت ون من عدة درجات حددها
ا قا ون مسبقا وبا تا ي فإن ا مشرع ا جزائري م يحدد ا عاقة بين ا موظف ا عمومي واإدارة إا
على أساس ت ظيمي ائحي ،2وهذا ما يجعل اإدارة في مر ز ممتاز تجا ا موظف ا عمومی.
أما عاقة ا موظف ا عمومي با جمهور تحددها ا لوائح وا قوا ين أيضا ،حيث أ ه يجب
على ا موظف ا عمومي أن يلتزم با صا ح ا عام ويتحمل أعباء ا وظيفة ا عامة وا تي تتمثل في
تقديم خدمات لجمهور من أجل إشباع حاجاته من خال موظفيها ا عموميين ،وحيث أن
ارت ابهم ا خطاء أث اء قيامهم بعملهم ا وظيفي أو بم اسبته تقام مسؤو ية اإدارة ا قا و ية ،و ن
في حا ة حدوث ضرر لغير تيجة هذا ا خطأ فتقام ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ،وبما
أ ه ا توجد عاقة تعاقدية بين ا مضرور وا موظف ا عمومي هذا ا خير ا ذي يخضع لوائح
عمر بوجاري :مسؤو ية مجلس اإدارة في ا مؤسسة ا عامة ،رسا ة ماجستير في اإدراة وا ما ية ا عامة ا جزائر ،ص.154 1
ا مادة 06من ا مرسوم ا ت فيذي 85 / 59ا متضمن ا قا ون ا ساسي ا موذجي عمال ا مؤسسات واإدارات ا عامة. 2
11
وا قوا ين ا داخلية فقط في ا وظيفة ا عامة ،وبذ ك فا تقام ا مسؤو ية ا عقدية لموظف ا عمومی
بل تق ام ا مسؤو ية ا تقصيرية ،وم ه ي ون مسؤوا مد يا أمام من تعرض إ ى ضرر من ا جمهور
تيجة خطئه ا شخصي سواء ان هذا ا خطأ متوقع أو غير متوقع ،وهذ هي صفات ا مسؤو ية
ا تقصيرية.
الث ني :تمييز المس لي المدني ل م ظف العم مي عن غيره من المس لي المط
إ ى جا ب ا مسؤو ية ا مد ية ا تي يتعرض ها ا موظف ا عمومي ع د ارت اب خطأ
خرين ،توجد ه اك مسؤو يات أخرى تقع على عاتقه شخصيا أث اء تأدية ضرر
ا مد ي يسبب
عمله ا وظيفي ،أو إذا ما باشر عما أو شاطا خارج عن مجال شاطه ا وظيفي ،وهذ
ا مسؤو يات مثل ا مسؤو ية ا ج ائية ،وا مسؤو ية ا تأديبية ،وا مسؤو ية اإدارية ،و ذ ك ارتأي ا
ضرورة ا تمييز بين هذ ا مسؤو يات من جهة وا مسؤو ية ا مد ية من جهة أخرى.
رضا فرج ،شرح قا ون ا عقوبات ا جزائري ،ا تاب ا ول ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،ا جزائر ،1972ص . 439 1
12
ا مسؤو ية ا ج ائية مؤسسة عن ا فعل ا ضار "ا خطأ ا ج ائي ا ذي يصيب ا مجتمع
ويظهر با جريمة ا ج ائية ،أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فأساسها ا فعل ا ضار ا ذي
ارت به ا موظف بخطئه "ا خطأ ا مد ي" ا ذي يصيب ا شخاص ا عاديين وا ذي يظهر من خال
ا موظف ا عمومي با تزام تعهد به مسبقا ،أي أث اء قبو ه ا وظيفة ا عامة.
ثا يا :من حيث ا موضوع وا جزاء
وا مسؤو ية ا مد ية موضوعها هو ا مطا بة با تعويض تيجة ضرر يقع من ا موظف أو
ا مسؤول باا تزام أي ا مسؤول عن وقوع ا ضرر ،ومن ذ ك هو إ زام ا مسؤول عن ا ضرر "
ا موظف ا عمومي" بتعويض ا شخص ا مضرور وا ذي ه ا حق وحد با مطا بة با تعويض،
ويجوز لمضرور ا صلح أو ا ت ازل عن دعوى ا تعويض.
أما ا مسؤو ية ا جزائية فجزاؤها توقيع عقوبة مقررة مسبقا في قا ون ا عقوبات على ا مجرم
ا ذي يخل بأحد واجباته تجا ا مجتمع ،وأن ا يابة ا عامة هي ا تي تطا ب بتسليطها باعتبارها
ها ممثلة عن ا مجتمع و ائبة ع ه ،1وأن ا صلح أو ا ت ازل ا يجوز في مثل هذ ا جرائم
ل ويصبح ا حق في ا عقوبة حق عام يعود لمجتمع. تمس با مجتمع
إن طاق ا مسؤو ية ا ج ائية محدد حص ار بأفعال مجرمة ب ص ا قا ون طبقا لقاعدة
ا عامة ا ق ائلة في ا قا ون ا ج ائي "ا جريمة وا عقوبة إا ب ص ا مادة 01ق.ع .ج .ومن ثم
فإن قيام ا مسؤو ية ا يتم إا ضمن ا حاات ا تي ق ت و ص عليها ا قا ون من حيث ا تجريم
وا عقوبة .أما با سبة لمسؤو ية ا مد ية فهي يست محددة حص ار على أفعال مجرمة بعي ها بل
ت شأ هذ ا مسؤو ية ع د إصابة شخص معين بضرر ،وأن تيجتها هي إ زام ا موظف ا عمومی
ا مسؤول عن ا ضرر با تعويض أو إرجاع ا حا ة إ ى ما ا ت عليه قبل ا ضرر ،و ذ ك فإن
ا تعويض أساسه ا ضرر و يس ا فعل ا ضار وا قاضي هو ا ذي يقرر ا تعويض و يس ا قا ون،
وان هذا ا تعويض يخضع لقاعدة ا مد ية ا عامة ا مقررة با قا ون ا مد ي وا تي تقول « ل فعل
13
ان سببا في حدوثه ان يرت به ا شخص بخطئه ،ويسبب ضر ار لغير يلزم من أيا
با تعويض» .و ذ ك حسب ا مادة 124من ا قا ون ا مد ي.
رابعا :من حيث ا تقادم
إن ا مسؤو ية ا مد ية مرتبطة با مسؤو ية ا ج ائية من حيث ا تقادم فما دامت ا مسؤو ية
ا ج ائية قائمة فإن ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ا تتقادم ،وا ع س غير صحيح إذا ما
تقادمت ا مسؤو ية ا جزائية (ا مادة 09-08-07ق.إ.ج) فا يم ن أن تعود من جديد إ ى
ا وجود حيثما أن ا دعوى ا مد ية ما از ت م تتقادم ،وقد تحدثت عليها ا مادة 10من ق.إ.ج عن
تقادم ا دعوى ا مد ية وفق أح ام ا قا ون ا مد ي.
الفرع الث ني :التمييز بين المس لي المدني ل م ظف العم مي المس لي اإداري
س تطرق إ ى ا تمييز بين ا مسؤو يتين من خال ا قاط ا تا ية:
أوا :من حيث صاحب ا مسؤو ية
و بما أن ا مسؤو ية اإدارية هي مسؤو ية ا دو ة ،إذن فهي ت ريس مسؤو ية ا دو ة
ا ممثلة بمرافقها ا عامة أمام ا قضاء على حساب مسؤو ية ا موظف ا عمومی .أما ا مسؤو ية
ا مد ية لموظف ا عمومي فهي ت ريس مسؤو ية هذا ا موظف أمام ا قضاء عن أفعا ه ا ضارة.1
ثا يا :من حيث ا قا ون ا مطبق
مسؤو ية اإدارة هي مسؤو ية ا دو ة فا بد أن تخضع قا ون خاص ومرن ومتغير
حسب ا مرفق ا عام ا ذي يتطور ويتغير بسرعة ،وا بد لقا ون ا ذي يرافقه أن يساير في ذ ك
ا تغير وا تطور.
أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فا قا ون ا مطبق عليه هو ا قا ون ا مد ي.
ثا ثا :من حيث ا قضاء ا مختص
إن ا قضاء اإداري هو ا قضاء ا مختص ما يهم ا مسؤو ية اإدارية أما با سبة
لمسؤو ية ا مد ية فهي تخضع لقضاء ا مد ي.
رضا فرج ،شرح قا ون ا عقوبات ا جزائري ،ا تاب ا ول ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،ا جزائر ،1972ص . 500
1
14
رابعا :من حيث اأساس ا قا و ي
إن ا ساس ا ذي تقام عليه ا مسؤو ية اإدارية هو ا خطأ ا مرفقي ،أما ا ساس ا قا و ي
ا ذي تقام عليه ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي هو ا خطأ ا شخصي.
الفرع الث لث :التمييز بين المس لي المدني ل م ظف العم مي المس لي الت ديبي
إن ا مسؤو ية ا تأديبية بش ل عام هي إخال ا موظف بواجبات وظيفته إيجابا أو سلبا أو
إتيا ه عمل من ا عمال ا محرمة عليه.
وان هدف ا جزاء من هذ ا مسؤو ية ا تأديبية هي تقويم ا موظف ا مخطئ وفصل من ا
أمل في تقويمه ،وا ت بؤ إ ى ما قد يحدث من مخا فات تأديبية في ا مستقبل ،فا هدف ا ساسي
لعقوبة ا تأديبية هو ا وقاية ،1ومع ى ذ ك أن ل موظف يخرج على مقتضی ا واجب على
أعمال وظيفته أو يظهر بمظهر من شأ ه اإخال ب رامة ا وظيفة يعاقب تأديبيا ،وذ ك مع عدم
اإخال بإقامة ا دعوى ا مد ية وا جزائية ضد ع د ااقتضاء.
أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فهدفها جبر ا ضرر من ا فعل ا ضار ،و عليه
س تطرق إ ى ا تمييز بين ا مسؤو يتين من خال ا قاط ا تا ية.
أوا :من حيث ا موضوع
إن ا مسؤو ية ا تأديبية هدفها هو ردع ا موظف ا عمومي ا مرت ب لخطأ ا تأديبي ،وم عه
من مواصلة ا خطأ عن طريق ا عقوبة ا تأديبية ،أما ا مسؤو ية ا مد ية فموضوعها ا تعويض
جبر ا ضرر ا اشئ عن ا عمل ا ضار لموظف ا عمومی.
ثا يا :من حيث ااختصاص
إن ا سلطة ا رئاسية ها دور هام في تأثيم سلوك ا موظف ا عمومي وتصرفه ،وهي تملك
ا حق في تحريك ا دعوى ا تأديبية وتقدير مدى ااعتداء على ا ظام ا وظيفي ا حاصل من
ا تصرف ا م سوب لموظف ا عمومي وا مدان على إثر ،و ذ ك هي صاحبة ااختصاص في
إ زال ا عقوبة ا تأديبية مع ا لج ة ا متساوية ا عضاء جهة استشارية في ا عقوبة من ا درجة
مال رحماوي ،تأديب ا موظف ا عام في ا قا ون ا جزائري ،دار هومة ا جزائر ، 2004 ،ص.88 1
15
ا ثا ية ويشترط ا مشرع موافقتها في ا عقوبة من ا درجة ا ثا ثة ،وعليه فهي تعتبر مجلس تأديبي
في هذ ا عقوبة.
أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فجهة ااختصاص في ا قضاء ا عادي ،ذ ك
فهي أوسع طاق من ا مسؤو ية ا تأديبية من حيث ا سلطة ا موقعة لعقوبة ،و ذ ك ا فراد ا ذين
هم مصدر هذ ا مسؤو ية.
ثا ثا :من حيث اأساس ا قا و ي
ا ساس ا قا و ي لمسؤو ية ا مد ية هو ا خطأ ا مد ي ،أما با سبة لمسؤو ية ا تأديبية
فهو ا خطأ ا تأديبي لموظف ا عمومي ا متمثل باإخال بواجباته ا وظيفية مما يؤدي إ ى عرقلة
ا سير ا حسن لمرافق ا عامة.
رابعا :من حيث ا جزاء وا تقادم
إن ا مشرع حدد أربع عقوبات في مجال ا خطأ ا تأديبي (ا درجة ا و ى ،وا ثا ية،
وا ثا ثة ،وا رابعة) وان هذ ا عقوبات تت اسب مع ا خطأ ا مرت ب وان ا سلطة ا تي تقوم بتقدير
درجة ا خطأ هي ا سلطة ا رئاسية وا تي هي ذ ك صاحبة ا واية في ا تعيين بمشار ة ا لج ة
ا متساوية ا عضاء ،علما أن هذ ا خطاء غير مق ة مثلها مثل ا خطاء في ا مسؤو ية
ا مد ية ،ما أن ا جزاء في ا مسؤو ية ا مد ية هو ا تعويض عن ا ضرر .1أما با سبة لتقادم في
هذ ا مسؤو ية فقد حددها ا مشرع في ص ا مادة 46من ا مرسوم رقم 302/82:وهي ت ص
على ما يلي:
"ا يم ن أن تسلط ا عقوبة ا تأديبية على ا عامل بعد مرور أ ثر من 03أشهر على معاي ة
ا خطأ ا مرت ب".
أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فإن ا دعوى فيها تتقادم بمضي 15س ة حسب
ص ا مادة 133من ا قا ون ا مد ي إذ ت ص على أ ه "تسقط دعوى ا تعويض با قضاء 15
س ة من يوم وقوع ا فعل ا ضار".
رضا فرج ،شرح قا ون ا عقوبات ا جزائري ،ا تاب ا ول ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،ا جزائر ،1972ص . 520 1
16
المبحث الث ني :معي ر تحديد المس لي المدني ل م ظف العم مي
حن علم أن ا مسؤو ية تقوم على أساس أر ان ثاثة ،ا خطأ ،وا ضرر وا عاقة ا سببية
بين ا خطأ وا ضرر ،واذا ان ا خطأ في ا مسؤو ية ا قا و ية بصفة عامة وا مسؤو ية ا مد ية
لم وظف ا عمومي بصفة خاصة هو ا ساس ا قا و ي وا صيل ا ذي يفسر مسؤو ية ا موظف
ا عمومي عن أعما ه ا قا و ية وا مادية ا تي يؤديها وا تي سببت أضرار لغير ،حيث أن اإدارة
ا تخطأ إا بخطأ ا عاملين فيها من ا موظفين ا عموميين ،و ذ ك فا خطأ ا ذي يرت ب من
ا موظف ا عمومي إما أن ي ون شخصيا يرتب ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ،واما أن
ي ون خطأ مرفقيا تسأل ع ه اإدارة ا ا موظف.
ومن ه ا تطرح مش لة تحديد وع ا خطأ ا مسبب ضرر لغير من قبل ا موظف ا عمومي
وا شخص ا مسؤول ع ه ،هل هو ا خطأ ا شخصي ا م شأ لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي
أم ا خطأ ا مرفقي ا م شأ لمسؤو ية اإدارية لسلطة اإدارية؟.
إا أ ه وباعتبار ا خطأ ا مرفقي ا يش ل معيار لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي
فإ ا م تطرق ه في معيار ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ،وا ما تطرق ا ه أث اء ا تمييز
بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي ،وذ ك تحديد وع ا خطأ هل هو شخصي أو مرفقي،
وأبقي ا في بحث ا هذا على معيار ا خطأ ا شخصي و ه يمثل ا ساس ا قا و ي لمسؤو ية
ا مد ية لموظف ا عمومي ،إذ يتحمل ا موظف من جرائه عبء ا تعويض تجا ا غير.
وعليه س قوم بدراسة معيار ا خطأ ا شخصي في ا مطلب ا ول وذ ك بتعريفه من خال
ا تعريف ا فقهي وا قضائي ه مع ذ ر بعض ا ت ييفات ا قا و ية ا خرى هذا ا خطأ.
أما في ا مطلب ا ثا ي فقد تطرقت إ ى ا تمييز بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي.
اأ ل :الخط الشخصي كمعي ر لتحديد المس لي المدني ل م ظف العم مي المط
قد تطرق ا فقه وا قضاء واجتهد وضع تعريف لخطأ ا شخصي ،و ذ ك تعددت
ا محاوات ا فقهية وا قضائية و ثرت على أساسها ا معايير ا تي تحدد ا خطأ ا شخصي.1
عمار عوابدي ،ظرية ا مسؤو ية اإدراية مرجع سابق ،ص .119 1
18
ما عرف ا ستاذ فا ين " "Valigneواعتمد على ا عاقة بين ا خطأ وا مرفق ،بمع ى أ ه
يجب ا بحث عما إذا ان ا خطأ م فصا أو غير م فصا عن ا وظيفة ،وي ون ا خطأ م فصا
إذا أرت ب خارج ا وظيفة.
أما ا ستاذ جيز " "Jezفقد إعتمد على معيار ا خطأ ا جسيم في تعريفه لخطأ ا شخصي
وذ ك ب قو ه يعتبر ا موظف مرت با خطأ شخصيا ،لما ان ا خطأ جسيم يصل إ ى إرت اب
جريمة تقع تحت طائفة قا ون ا عقوبات.1
أما شابي " "Chabiيقول بأ ه ا يوجد تعريفا أو مفهوما خاصا با خطأ ا شخصي و ن
توجد ه اك عدة أخطاء شخصية يم ن تص يفها إ ى ثاثة أص اف:
* ا ص ف ا ول :يت ون من ا خطأ ا شخصي ا مرت ب أث اء ا وظيفة.
* ا ص ف ا ثا ي :يت ون من ا خطأ ا شخصي ا مرت ب خارج ا وظيفة و ن ه عاقة بها.
* ا ص ف ا ثا ث :يت ون من ا خطأ ا شخصي ا ذي يس ه أي عاقة مع ا وظيفة.2
ثا يا :ا تعريف ا قضائي لخطأ ا شخصي
قد است د ا قضاء في تعريفه لخطأ ا شخصي على عدة معايير وهي ا تا ي:
أوا :ا خطأ ا شخصي ا مرت ب خارج ا وظيفة وم بت ا صلة با مرفق ا عمومي
اعتبر ا قضاء ا خطأ ا ذي يرت به ا موظف خطأ شخصيا إذا ان ا خطأ ا مرت ب
وا م سوب إ ى ا موظف ا عاقة ه بعمله ا وظيفي ،أن يرت به خارج وظيفته وفي حياته
ا خاصة ما و خرج موظف يت ز بسيارته ا خاصة ،فأصاب أحد ا مارة بضرر ،أو ي ون
ا فعل ا ضار لموظف ا عمومي أث اء عمله إا أ ه م بت ا صلة بواجبات ا وظيفة ،مثل:
ا شرطي ا ذي يقبض على أحد ا شخاص ويضعه في أحد أقسام ا شرطة ويعتدي عليه
با ضرب من دون أي م برر وا مقاومة مثل هذ ا خطاء في ظر مجلس ا دو ة ا فرسي تعتبر
أخطاء شخصية لموظف ا عمومي.3
19
ثا يا :ا خطأ ا عمدي
يعد ا خطأ شخصيا إذا قصد ا موظف ا مخطئ من ورائه أغراض ومقاصد غير أغراض
ومقاصد ا مصلحة ا عامة ،وه ا ا قاضي عليه أن يبحث عن سوء ية صاحب ا خطأ وهو
ا شاط ا م سوب لموظف ا عمومي ،و ن ا مش لة تثار ع دما ت ون ا ية غير ظاهرة وخفية،
فيصبح يس من ا سهل ا تعرف عليها ،وه ا يجب على ا قاضي أن يستعمل معيار ا فرض
لوصول إ ى ية ا موظف ا عمومي من ذ ك ا شاط ،ومن أمثلة ا خطأ ا عمدي ما و أرت ب
ا موظف ا عموم ي عمدا ب ية اا تقام من خصمه أو مجاملة أو محاباة صديق أو قريب ه ،أي
يتصرف على حد تعبير افريير " إ سان بضعفه وأهوائه وعدم تبصر .1
ويم ن ذ ر مثال في ا قضاء ا فرسي ،حيث قام أحد ا عوان بافتعال ماحقات جزائية
ضد أحد أشخاص دون سبب سوى تعمد إيذائه ،هذا ا خطأ يعتبر خطأ شخصيا حسب رأي
مح مة ا ت ازع ا فرسية ا صادر في 14ديسمبر .21959
ثا ثا :ا خطأ ا جسيم
عرف مجلس ا دو ة ا فرسي ا خطأ ا شخصي حيث يقول " :ا خطأ ا شخصي فيه ي سب
ا خطأ ا ذي تج ع ه ا ضرر إ ى ا موظف فسه وتقع ا مسؤو ية على عاتقه شخصيا ،فيدفع
ا تعويض من ما ه ا خاص ،وت ون ا محا م ا عادية هي صاحبة ااختصاص.3
أحمد محيو :ا م ازعات اإدارية ،ترجمة فائز أ جق وبيوض خا د ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،ا جزائر،1992 ،ص.254 2
ماجد راغب ا حلو ،ا قضاء اإداري ،دراسة مقارة ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،ا قاهرة ،مصر ،1988 ،ص .352 3
20
من ا معروف في ا قا ون اإداري أن أي قرار إداري يشوبه عيب من ا عيوب وخاصة
عي ب تجاوز ا سلطة ي ون مصير اإ غاء ،و ن ا سؤال ا ذي يطرح فسه وبقوة على ا فقه
وا قضاء اإداريين عن هذا ا وع من ا خطأ ا ذي تج ع ه إ غاء ا قرار اإداري غير ا مشروع
بسبب تجاوز ا سلطة ،هل هو خطأ شخصي ت شأ ع ه ا مسؤو ية ا شخصية لموظف ا عمومي
ا ذي أصدر ا قرار ا معيب؟.
و إجابة على هذا ا سؤال سترشد بتوجيهات ا قضاء اإداري ا ذي يشترط ا بحث عن
ا باعث وا هدف ا ذي حرك ا موظف ا عمومي رجل اإدارة اإصدار ا قرار اإداري ا معيب ،هل
ا تحقيق مصلحة اإدارة وفي هذ ا حا ة ي تفي وجود ا خطأ ا شخصي ،أو هدفه تحقيق مصلحة
شخصية ما أن ي تقم من شخص معين أو تحقيقا مصلحة ما ية ،أو سياسية ،أو اجتماعية
خاصة أو إ شباع عواطفه ا مادية أو ا سياسية فإ ه يقيم حتما ا مسؤو ية ا شخصية لموظف
ا عمومي.1
ثا يا :ا خطأ ا شخصي وااعتداء ا مادي
ذهب ا قضاء وخاصة ا قضاء ا فرسي في أح امه ا صادرة عن مجلس ا دو ة ا فرسي
في أول ا مر إ ى أن ا خطأ ا شخصي ا ذي يرت به ا موظف أث اء تأدية واجبات وظيفته
اإدا رية يعتبر عما عدوا يا يسأل ع ه ،وتختص ب ظر ا محا م ا عادية ا مد ية تأسيسا على
ظرية ا خلط بين ااعتداء ا مادي وا خطأ ا شخصي ،و ان ي ظر إ ى ا خطأ بأ ه يفسر حاات
ااعتداء ا مادي ،2وتطبيقا ذ ك فا موظف ا ذي يتجاوز حدود وظيفته ويغتصب سلطة يست ه
ا يتصور أ ه ا يرت ب خطأ شخصيا.
فااعتداء يتجلى با وضوح و با ظهور ويترتب عليه وقوع خطأ شخصي من ا موظف
ن يته في هذ ا حا ة ا شبهة فيها.
سامی حامد سليمان ،ظرية ا خطة ا شخصي في مجال ا مسؤو ية اإدراية ،دراسة مقارة توزيع دار ا ف ر ا عربي ،ا طبعة 2
ا و ى .1988
21
وتطبيقا ذ ك قضى مجلس ا دو ة ا فرسي في قضية " 1"PEILLONا مجلس ا بلدي
عن تصرفاته ا تي قام بها باختراق أرض خاصة دون تصريح ،ا مر ا ذي ترتب عليه عدم
إسباغ صفة ا موظفين على أعما هم إذ ا صفة هم ،وا و ا ة تخو هم ا قيام بهذا ا تصرف ما
قضى في قضية " " 2ROUSSEANباختصاص ا محا م ا مد ية ب ظر ااعتداء ا مادي.
وقد أخذت مح مة ا قض ا فرسية بهذا ا رأي في قضية CHISLAINوذهبت إ ى أن
اخ تصاص ا محا م ا عادية ا مد ية با ظر في ا دعوى ا تي ترفع على ا موظف مساء ته عن
اعتداء مادي م وط بقيام خطأ شخصی من جا ب ا موظف.3
وقد ا تقد هذا ااتجا ا ذي يؤسس اختصاص ا محا م ا قضائية ا تي ترفع على ا موظف
ا دعاوى ا اشئة على ف رة ا خطأ ا شخصي ،وذ ك ن ااعتداء ا مادي يتميز بطبيعته ا خاصة
وا ذي ا يعتبر عما إداريا ،وبا تا ي فليس ه اك مجال لتفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ
ا مرفقي تحديد ا ساس ا ذي يقوم عليه اختصاص ا محا م ا قضائية و ذ ك يذهب أغلب ا فقه
إ ى أن ااعتداء ا مادي يختلف عن ا خطأ ا شخصي في عدة واح.
-1في ااعتداء ا مادي يتعلق ا مر بشرعية ا عمل أو ا تصرف ا ذي يقوم به ا موظف ،أي
بخروج ا موظف عن اختصاص وظيفته اإدراية وذ ك إذا أتى أم ار ت قطع معه ا صلة بي ه وبين
ا وظيفة ،أما ا خطأ ا شخصي فا مر يتعلق ب ية ا موظف وسلو ه.
-2ااعتداء ا مادي يتطلب ا مق ارة بين سلطات ا موظف ا مقررة ه قا و ا وتلك ا تي استعملها
فعا ،أما ا خطأ ا شخصي فيستلزم ا مقارة بين ا هداف وا غايات.
ويعتبر ا ح م ا صادر في قضية L'action Francaisتطبيقا سليما لتفرقة بين اإعتداء
ا مادي وا خطأ ا شخصي ،وأ د هذا ا ح م مبدأ اختاف ا خطأ ا شخصي عن ااعتداء ا مادي
اختاف طبيعة ل م هما.1
ا ظر حکم مجلس ا دو ة ا فرسي في 04جا في س ة 1823وأ ظر أيضا ح م في قضية DIEGO DITTNERفي 23 1
.Credit commercial de France ا ظر مح مة ا قض في قضية GHISLAINفي 1955/11/30 :وح مها في قضية 3
22
وقد ا تهت مح مة ا ت ازع إ ى أن مدير ا من قد تجاوز سلطاته حين أصدر أمر
مصادرة ا جريدة بدون تفريق بين ا م اطق ا مختلفة ،و م ي ن ا ظام مهددا با خطر في ثير من
ا م اطق ومن ثم يعد قرار مدير ا من ا قاضي با مصادرة عما با غا في عدم ا مشروعية ،ومن
ثم ي ون اعتداء مادي تختص ب ظر ا محا م ا عادية.
وقد ذهب بعض ا فقهاء إ ى ضرورة ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي في
حا ة ااعتداء ا مادي ،وذ ك تحديد ا شخص ا مسؤول عن ا خطأ ا مادي ،فإذا ان ا خطأ
مرفقيا تق ع مسؤو ية اإدارة عن هذا ااعتداء ،و ها ا رجوع على ا موظف في حا ة ما إذا ان
ااعتداء اتج عن خطأ شخصي ،ما أن لموظف ا رجوع إ ى اإدارة إذا سئل عن اعتداء
2
مادي يعتبر خطأ مرفقيا
وقد أخذت بهذا ااتجا بعض أح ام ا قضاء ا فرسي حيث تطلبت ا خطأ ا شخصي
شرط مساء ة ا موظف شخصيا عن فعل ااعتداء ا مادي ،3وتراجع بعد ذ ك ا قضاء عن هذا
ااتجا أعتبر أن ل اعتداء مادي هو خطأ مصلحي (مرفقي) و يس خطأ شخصی ،و ذ ك تقام
ا مسؤو ية اإدارية ،وا سبب في ذ ك أن ا قضاء اإداري أعتبر أن اإدارة هي ا تي تسمح
لموظف بارت اب ااعتداء ا مادي.
وقد أيد ا فقه في ذ ك وخاصة في ظرية ا خطأ ا مرفقي ا تي اعتبرت أن ل خطأ ه
عاقة با مرفق يسبب خطأ مرفقيا و يس خطأ شخصيا.
وتتلخص وقائع ا قضية أ ه في مساء يوم 07فبراير س ة 1934وقعت اضطرابات في ا عاصمة ا فرسية و على إثر ذ ك 1
أصدر مدير ا من صباح ا يوم ا مذ ور مرؤوسيه بضبط ومصادرة جريدة L'ACTION FRANCAISفي باريس
وضواحيها شرها أ باء عن اضطرابات من شأ ها إثارة ا قلق بين ا اس وتمت ا مصادرة با فعل ،فأقامت ا جريدة دعوى تعويض
أمام قاضي ا مصا حات ضد مدير ا بو يس بصفته ا شخصية ،و ما عرض ا زاع على مح مة ا ت ازع قضت إن ان مصادرة
فا ة ي ظمها قا ون 29جويلية س ة 1881ويعطي حق ا ضبط لمحافظ ومديري ا بو يس اتخاذ اإجراءات ا صحف
فا ة ا من وا ظام و ن مدير ا بو يس أصدر أمر بمصادرة وبصفة مطلقة ودون تفرقة في م طقة ا سين لها، ا صادرة
فا مصادرة تعد مشروعة في ل م ان تباع فيه ا جرائد وي ون من تيجة ا بيع ازدياد ااضطرابات وفيما عدا ذ ك ا تصح
ا مصادرة.
سامي حامد سليمان :ظرية ا خطأ ا شخصي ،ص 257 2
23
ثا ثا :ا خطأ ا شخصي وأمر ا رئيس
قد أثار هذا ا موضوع جدا بي ار وقامت عدة تساؤات حول طبيعة ا خطأ ا ذي يؤتيه
وامر رئيسه اإداري ،هل يعتبر خطأ شخصيا ا موظف ا عمومي (ا مرؤوس) ع د ت فيذ
لموظف يتحمل أعباء وحد ؟
ا قاعدة إن ا مرفق ا عام يجب أن يسير سي ار حس ا ،و تحقيق ذ ك يجب أن ي ضبط
ا موظفون ا عموميون في ت فيذ أوامر رؤسائهم ،حيث أ ه ع د إصدار ا وامر من ا رئيس إ ى
ا مرؤوس ت تقل ا مسؤو ية ا شخصية من ا مرؤوس إ ى ا رئيس ،و با تا ي فا خطاء ا اتجة عن
ا موظف تصبح مرفقية تسأل ع ها اإدارة فقط ،1و من ثم أصبح ا موظف ا عمومي ا مرؤوس
محصن من ا مسؤو ية ا شخصية و هو ي فذ ا وامر ت فيذا اما.
و ن تطبيق هذ ا قاعدة وصل ا فقه و ا قضاء إ ى وجود استث اء على هذ ا قاعدة،
ومن أجل ذ ك قرر ا قضاء اإداري أن اا تزام واا ضباط من قبل ا مرؤوس وامر ا رئيس
ت تفي ع دما تعتري ا امشروعية و بش ل واضح وجلي ا وامر ا صادرة من ا رئيس ،و ي
تعرف على هذا ااستث اء يجب أن ستعرض ا حا تين:
ا حا ة اأو ى :تجاوز ا مرؤوس أوامر ا رؤساء
في ا بداية قررت مح مة ا ت ازع أن ا تجاوز ا ذي يقع من ا موظف هو خطأ شخصي
يرتب مسؤو يته ا شخصية وتختص ا محا م ا عادية ب ظر ،و ا ت تح م باختصاص ا محا م
ا مد ية ب ظر ا موضوع با امل ،وقد قررت مح مة ا ت ازع في 13ديسمبر س ة 1979قضية
ص 803بتحميل ا موظف ا عمومي ا مسؤو ية LE BON مجموعة GRIGNOUX - VIENNE
ويتعلق هذا ا ح م بأن أصدر مدير أحد مصا ع أمر بإ قاء مواد سامة في ف اء ا مص ع قتل ا اب ا تي تدخله و ن 1
ا موظف م ي تفي بت فيذ ا مر ما تلقا بل عمل على جذب أحد ا اب إ ى داخل ا مص ع وقام بتسميمه ،فرفع ما ك ا لب
دعوى تعويض ضد ذ ك ا موظف.
24
إا أن مح مة ا ت ازع قد عد ت عن هذا ا موقف ،واعتبرت إن فحص سلوك ا موظف
وأسلوبه بت فيذ ا مر وما إذا قد حدث تجاوز أم ا هو أمر ا يختص به ا قضاء ا عادي ويخرج
تماما عن رقابته.
وقد جرى ا قضاء في فرسا على إعفاء ا موظف ا عمومي من ا مسؤو ية عن ا خطأ
وامر رئيسه است ادا إ ى أن ا خطأ ارت ب أث اء ا وظيفة ا شخصي ا ذي يرت به بسبب ت فيذ
اإدارية.1
ا حا ة ا ثا ية :عدم تجاوز ا مرؤوس أوامر ا رئيس
ه ا في هذ ا حا ة ا موظف ا عمومي ا يتجاوز أوامر رئيسه و إ ما يطبقها حرفيا و ن
ا سؤال ا ذي يطرح ه ا هل يعتبر ا خطأ شخصيا أم مرفقيا ؟.
قد اختلف ا فقه في معا جة هذا ا مر واختلف ا قضاء معه أيضا في ا معا جة على ا حو
ا تا ي:
ا فقيه بارتلمي :يعتبر ا فقيه بارتلمي أن ا خطأ ا ذي ي تج عن ت فيذ أمر ا رئيس من قبل
ا مرؤوس خطأ مرفقيا في جميع ا حاات وتأسيسه في ذ ك هو أن أمر ا رئيس يعطي ا طابع
اإداري ا مرفقي عمل ا موظف ا مرؤوس ويقلب ل ا خطاء ا شخصية إ ى أخطاء مرفقيه،2
وقد أيد في ذ ك ا فقيه هوريو وذ ك حماية ا مرؤوس.
ا فقيه دوجی :خا ف ا فقيه دوجي رأي بارتلمي وهوريو ومقتضا أن ا موظف ا عمومي
ا مرؤوس أي مواطن ملزم بتطبيق وت فيذ ا قا ون دى أدائه مهامه تحقيقا مبدأ ا مشروعية،
ومن ثم فإن ا مرؤوس يجب عليه أن يمت ع عن ت فيذ أوامر ا رئيس وا توجيهات ا صادرة إ يه من
رئيسه إذا ا ت غير مشروعة ،واا فإ ه يعد مرت با خطأ شخصي يحمله ا مسؤو ية.3
ا فقيه ابا د :جاء ا فقيه ابا د برأي توفيقي لحد مما ي ت ف ا رأيين ا سابقين من عيوب ،حيث
أن ا ول يتيح لرئيس مخا فة ا قا ون دون اعتراض أو ت بيه من ا مرؤوس ،أما ا ثا ي فقد ي ون
سامي حامد سليمان ،ظرية ا خطأ ا شخصي في مجال ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع ،سابق ،ص .244 1
محمد ا صغير بعلي ،ا قا ون اإداري" ا ت ظيم اإداري" دار ا علوم اإيداع ا قا و ي 2002/416ص .4 3
25
مطية اإرباك ل شاط اإد اري وعرقلة وتعطيل ا مرافق ا عامة بحجة ا حفاظ وا دفاع على
ا مشروعية من طرف ا مرؤوس.
وفحوى رأي ابا د أن ا مرؤوس عليه ت بيه رئيسه على مخا فة أوامر لقا ون ،فإذا ما
أصر ا رئيس على ضرورة ت فيذ تلك ا وامر وجب على ا مرؤوس ت فيذها واا صياع ها دون
أن ي ون مرت با خطأ شخصی ،وت ون ه ا ا مسؤو ية على ا رئيس.
ا فقه اأ ما ي :يرى ا فقه ا ما ي ضرورة ا طاعة ا عمياء ،فا طاعة ا مطلقة ا واجبة على
ا مرؤوس ا مختص مادام ا مر صادر في ا ش ل ا رسمي من ا رئيس ا مختص إ ى ا مرؤوس
ا مختص واذا ان ت فيذ هذا ا مر خطأ فإ ه يعد خطأ مرفقيا.1
ا مشرع ا جزائري :يبدو أن ا مشرع ا جزائري تأثر با ظرية ا ما ية ،حيث أعتبر ا خطأ ا ذي
وامر رئيسه اإداري إما خطأ مرفقيا (مصلحيا) ،أو خطأ يرت به ا موظف ا عمومي ت فيذا
شخصيا لرئيس ا لمرؤوس ،حيث ت ص ا مادة 19من ا قا ون ا ساسي ا عام لوظيفة
ا عمومية " :ل موظف مهما ا ت مرتبته في ا تسلسل اإداري مسؤول عن ت فيذ ا مهام ا تي
ت اط عن ذ ك ،فا يعفى من جهة أخرى من أية مسؤو ية يتحملها بموجب ا مسؤو ية ا خاصة
مرؤوسيه" ،وهو ما أ دته ا مادة 129من ا قا ون ا مد ي وا تي ت ص على أ ه" :ا ي ون
ا موظفون ،وا عوان ا عموميون مسؤو ين شخصيا عن أفعا هم ا تي أضرت با غير إذا قاموا بها
ت فيذا وامر صدرت إ يهم من رئيس ،متى ا ت طاعة هذ ا وامر واجبة عليهم".
ومثل هذا ا ص إ ما وضع قاعدة عامة وهي استبعاد ا خطأ ا شخصي اعتماد ا خطأ
ا مرفقي أساس لمسؤو ية في حا ة ت فيذ أوامر ا رئيس إذا ا ت واجبة ا ت فيذ ،ومع ذ ك فلم
يحدد ا مشرع ا جزائري قاعدة عامة ت ون بموجبها طاعة تلك ا وامر واجبة ،إذ قام بإحا ة عامة
حيث ترك ا مر صوص أخرى مما يبقى ا مسأ ة قائمة خاصة با سبة أوامر ا مخا فة
لقا ون.2
موقف ا قضاء من هذ ا مسأ ة
26
رفض ا قضاء ا فرسي عادته اا تزام بأي من اآراء ا فقهية ا سابقة ،وأخذ يفصل ل
حا ة على حدا ويقدر مدى جسامة ا خطأ ا م سوب لموظف ودرجة عدم ا مشروعية في ا مر
ا صادر إ يه ،ومن ثم يح م على مدى مسؤو ية ا موظف ا عمومي عن ا خطأ ا محقق من ت فيذ
أمر ا رئيس هل تخفف مسؤو ية ا موظف أو تلغى هائيا ،ورفض مجلس ا دو ة في قضائه
ا خير أن يجعل طاعة ا مرؤوس رئيسه طاعة عمياء بل يحتم عليه أن ا يطيع ا رئيس في
بعض ا حاات.1
ومن دراسة ا ح ام ا صادرة عن ا قضاء جد يعتبر ا خطأ ا صادر عن ت فيذ أوامر
ا رئيس وا تي تحتوي على مخا فة جسيمة ووجه عدم ا مشروعية واضح خطأ شخصيا لموظف
ا ذي فذ ا مر ،أما إذا ا ت ا مخا فة يسيرة فا يوجد أمام ا موظف خيار سوى ت فيذ ا مر
ا صادر ه ،وه ا ا يعتبر مسؤوا مسؤو ية شخصية ن ا خطأ يتحول ه ا إ ى خطأ مرفقي،
أما با سبة لج دي في ا جيش فا يسمح ه بم اقشة أوامر رئيسه أو ااعتراض عليها ،وأن
ا خطاء ا تي يرت بها ب اء على ا وامر ا صادرة ه من رئيسه تعتبر أخطاء مرفقية.
رابعا :ا خطأ ا شخصي وا جريمة ا ج ائية
قد يرت ب ا موظف جرما جزائيا (ج حة أو ج اية) وياحق أمام ا قضاء ا جزائي ،ويح م
عليه من قبل هذا ا قضاء.
تساءل ه ا ما إذا ان ا خطأ ا ذي ارت به ا موظف يعتبر خطأ شخصيا أم خطأ
مرفقيا؟ .جرت أح ام ا قضاء اإداري ا فرسي مدة طويلة على أن ا موظف ا ذي يرت ب
جريمة ج ائية يعتبر دائما مرت ب ا خطأ شخصي يسأل ع ه من ما ه ا خاص ،ويختص ب ظر
ا قضاء ا عادي تأسيسا على أن مباشرة ا وظائف ا تي تتواها ا مرافق ا عامة يتعارض تماما مع
ارت اب ا جرائم ،ما أ ه ا يتصور أن ترت ب اإدارة جرائم أو أن تسأل عن جرائم يرت بها
ا موظفون ن هذ ا خطاء ا متمثلة في ارت اب جرائم جزائية تبلغ درجة من ا جسامة تعتبر
27
معها أخطاء شخصية ،فا جرم ا جزائي يشترط في من يرت به وجود ية جرمية على درجة من
ا خطورة.
و ن هذا ااتجا ما بث أن عدل على يد مح مة ا ت ازع ا فرسية في قرار ها مبدئي
وشهير اعتبرت فيه أن جرم ا قتل أو ا جرح ا خطأ ا يش ل دائما خطأ شخصيا ،وفي ما يلي
خاصة ا قضية:
ا ت قافلة سيارات شحن عس رية تسير تحت تصرف رقيب بسرعة 20لم في
ا ساعة ،فتجاوزت ار ب دراجة يدعى " "THEPAZوفجأة ي يتحاشى ا تصادم مع ا شاح ة
ا تي تسير أمامه وا تي خفضت سرعتها ب صورة مفاجئة ا حرف ا ج دي ا سائق ا مدعو
" "MIRABELبسيارته جا با ،مما جعل ا مقطورة ا تي يجرها توقع ار ب ا دراجة أرضا
فأصيب بجروح ،رفع تي باز ش وى ضد ا ج دي ا مذ ور وح م عليه من قبل ا قضاء ا عادي
ا مختص وبااست اد إ ى قا ون ا عقوبات ،بغرامة قدرها 25فرك وبدفع مبلغ 7000سبعة
آاف فرك لسيد تيباز تعويض مد ی مؤقت با تظار مدى ا ضرر هائيا ،إا أن ا دو ة ا تي
م يدع عليها من قبل ا طرف ا مد ي في ا زاع تدخلت وأثارت عدم صاحية ا قضاء ا عادي
با ظر في مسؤو ية ا ج دي ا مد ية وبوجوب حلو ها محله في ا مسؤو ية ،و ما رفع إش ال
ااختصاص أمام مح مة ا ت ازع قضت بأن ا فعل ا م سوب إ ى ا ج دي أث اء قيامه با مهمة
ا تي لف بها ا يعتبر خطأ شخصيا م فصا عن مباشرة مهام وظائفه ،ما أن صدور ح م
من مح مة ا قضاء ا ج ائى بإدا ته ا يؤدي إ ى اختصاص ا قضاء ا عادي با ظر في ا دعوى
ا مد ية ا مرفوعة تبعا لدعوى ا ج ائية.1
وعليه فإن ا قضاء اإداري ي ون قد ميز بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا جزائي وقرر
مسؤو ية اإدارة في حاات معي ة ع دما يرت ب موظفوها أخطاء جزائية ،ويقوم هذا ا تمييز على
ا ع صر ا مع وي لخطأ ا جزائي على ما يلي:
سامی حامد سليمان ،ظرية ا خطأ ا شخصي في مجال ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع سابق ،ص .261 1
رشيد خلوفي ،قا ون ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع سابق ،ص .15 1
30
با دعاوى ا اتجة ويطبق عليها قواعد ا قا ون ا عام ،وبذ ك ا تزع من اختصاص ا محا م ا عادية
دعوى ا مسؤو ية ا موجهة ضد ا موظفين ا عموميين إذا ا ت مب ية على عمل إداري.1
وظهرت ا تفرقة في ح م مجلس ا دو ة ا صادر في 1911/02/09 :في قضية
ANGUETتحل إش اا جديدا ومن طبيعة مختلفة وهو مش ل تعدد ا خطاء وا جمع بين
ا مسؤو يتين اإدارية و ا شخصية ،وتتلخص وقائع ا قضية إ ه في أحد ا يام ذهب ا سيد أ جيت
استام قيمة حوا ة و ن ا م تب ا مذ ور أغلق ا باب ا مخصص لجمهور قبل ا موعد ا محدد
ب عشرة دقائق ،فأشار إ يه أحد ا موظفين با خروج من ا باب ا مخصص لعاملين فلما هم
با خروج اشتبه فيه عامان ان يفرغان ا طرود وظ ا صا ،فدفعا بقوة إ ى ا خارج مما أدى
ذ ك إ ى إحداث سر في ساقه ،وقد أثارت هذ ا قضية ا تساؤل عما إذا ان باإم ان ا جمع
بين ا مسؤو يتين أم ا ؟
فأجاب مجلس ا دو ة باإيجاب مقد ار أن مسؤو ية ا عاملين ا اشئة عن خطئهما
ا شخصي ا تعفي اإدارة من ا مسؤو ية عن ا خطأ ا مصلحي أو ا مرفقي ا ذي و د ا حادث
وهو إغاق ا باب ا مخصص لجمهور قبل ا موعد بسبب فساد ا ساعة ا خاطئة ا معلقة في
م تب ا بريد ا مذ ور ،2وهذا ا مبدأ طبقته ا غرفة اإدارية بمجلس قضاء ا جزائر في قرارها
ا صادر في 1972/04/17 :في قضية بلقاسمی ضد وزير ا عدل أين أخذت ا غرفة بقاعدة
ا جمع بين ا خطأين ،وتتمثل وقائع ا قضية في أن ا ضبطية ا قضائية قامت بحجز مبلغ قدر
63050دج ملك لسيد بلقاسمي وأودعته دى کتاب ا ضبط وأث اء فترة حجز ا سيد بلقاسمی
قامت ا دو ة بتبديل أوراق قدية ،و ن اتب ا ضبط سها عن تبديل ا مبلغ ا مودع ديه في
ا فترة ا محددة قا و ا.
وتتلخص وقائع هذ ا قضية أن ا سلطات ا عس رية است ادا إ ى قيام ا ح ام ا عرفية صادرت أول عدد من صحيفة يصدرها 1
ا سيد بي ليتيه ا ذي رفع دعوى أمام ا مح مة ا مد ية ضد قائد ا م طقة ا عس رية وضد مدير مقاطعة واس LOISEطا با إ غاء
ا حجز واإفراج عن ا سخ ا محجوزة وا حصول على تعويض فأصدر ا مدير قرار ا ت ازع ،وح مت مح مة ا ت ازع بأن ا عمل
ا م سوب إ ى ا مدعى عليهم عمل إداري ومن ثم ا عقد ااختصاص إ ى مجلس ا دو ة ا فرسي.
عمار عوابدي -ظرية ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع سابق،ص .124 2
31
رفع ا سيد بلقاسمي دعوى ا تعويض ضد وزير ا عدل (ا دو ة) ،قرر ا مجلس ا غرفة
اإدارية" أن هذا ا ضرر مرد خطأ شخصي أرت به اتب ا ضبط يتمثل في إهما ه ،وخطأ
مرفقي يتثمل في سوء سير مصلحة اتب ا ضبط ،وح م على ا دو ة بتعويض ا سيد بلقاسمي
عن ا ضرار ا احقة به.
ومن ه ا أخذ مفهوم ا خطأ ا مرفقي يتوسع على حساب ا خطأ ا شخصي على يد مجلس
ا دو ة ا فرسي ،ضاربا على ا حائط ل ا معايير ا فقهية ا تي تميل إ ى ا تجريد ا ظري ،إ ى
ا حد ا ذي أعتبر أن ل خطأ متصل با مرفق ا عام يعتبر خطأ مرفقيا ،وهو ما ظهر في ا عديد
من ا قضايا فيما بعد ،مثل قضية اآ سة ميمور . mimeur
حيث قرر مجلس ا دو ة أن ل خطأ غير م بت ا صلة با مرفق تسأل ع ه ا سلطة
اإدارية ويعد خطأ مرفقيا.1
و ن هذا ا توسع مفهوم ا خطأ ا مرفقي على ا خطأ ا شخصي ا مستوجب لمسؤو ية
ا شخصية لمرفق ا عام قوبل با رفض من قبل فقهاء ا قا ون ا عام ،وحجتهم أ ه يقتل ا شعور
با مسؤو ية ع د ا موظف ا عمومي ،ما يؤدي إ ى تبديد أموال ا خزي ة ا عامة لدو ة ،مما أدت
هذ اإ تقادات ا صاخبة بمجلس ا دو ة ا فرسي إ ى ا تراجع واإستجابة داء ا فقه ،وذ ك
بوضع حد إ عدام ا مسؤو ية لموظف ا عمومي ،وهذا في ح مه ا صادر في:
28جويلية 1952في قضية ،la ruelleهذا ا ح م ما قال ع ه ا فقه إ ه أوجد ا توازن
ا مفقود لعاقة بين ا موظف واإدارة ا عامة.2
تتلخص وقائع قضية ا سة MIMEURإ ى أن ا سيد DESSERTENEفي عام 1949فقد ا سيطرة على مقود 1
ا سيارة خال سياقته سيارة عس رية غراض خاصة به فاصطدم بعمارة تمل ها ا سة MIMEURأدى إ ى ا قسام ا مب ي
فقرر مجلس ا دو ة ا فرسي ب اء على هذ ا قضية أن ل خطأ غير ذي صلة با مرفق تسأل ا سلطة اإدارية ع ه ،وقد طبقت
هذ ا قاعدة في قضيتين مقاتلتين ا و ى ا سيد DEFOUXوا ثا ية قضية BESTAELSEMENوهذا م ذ س ة 1949
بم اسبة فصله في قضية MIMEURعن اشتراط ارت اب ا خطأ ا شخصي داخل ا مرفق ا عام ترتب ا مسؤو ية اإدارية
لمرفق عن ا تعويض عن ا ضرار ا اتجة ع ه.
قضية LARUELLEتتمثل في أن ضابطا دهس ا سيدة ماريشون وهو يقود ا سيارة ا عس رية في غير ساعات ا عمل 2
غراض خاصة فأجاز مجلس ا دو ة ا رجوع على ا موظفين مسؤو يتهم ع د أخطائهم ا شخصية ا اتجة عن ا مرفق ا عام أو
32
ثا يا :أهمية ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي
إن ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي ع دها عدة أسس ومبررات ،ومن بين هذ
ا سس و ا قي م وا مزايا ا تي تحققها هذ ا تفرقة حسم وحل ا ثير من ا مسائل وا صعوبات في
طاق ظرية ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ،وتحقيق أهداف ا مصلحة ا عامة وا مصلحة
ا خاصة بصورة متوازة.
ومن بين مزايا ف رة ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي ما يلي:
-1تهدف ف رة ا ت فرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي إ ى تطبيق ازدواج ظام ا قا ون
وا قضاء ،حيث تختص جهات ا قضاء ا عادي با ظر وا فصل في دعوى ا تعويض ا م عقدة
على أساس ا خطأ ا شخصي ،بي ما تختص جهات ا قضاء اإداري با فصل في دعوى
ا تعويض وا مسؤو ية اإدارية ا م عقدة على أساس ا خطأ ا مرفقي.
-2إن هذ ا تفرقة ترمي إ ى إ ماء ا شعور با مسؤو ية دى ا موظفين ا ذين سبب أو آخر قد
يضعف ع دهم ا ضمير ا مه ي وا قاء ا خاقي ،وا واء ا سياسي وا روح ا وط ية ،ذا رى
و لمس أن معظم ا تشريعات ا حديثة ت ص على مسؤو ية ا موظف ا عمومي إ ى جا ب مسؤو ية
اإدارة حسب تائج و عملية ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي.
-3ما أن هذ ا تفرقة ها أهميتها ا با غة با سبة حسن سير ا وظيفة ا عامة وا تظامها
وتقدمها إذ أن إحساس ا موظف ا عمومي وهو يباشر مهامه وخدمات وظيفته ا عامة بعدم
مسؤو يته عن ا خطاء ا مرفقية ،يخلق ه جو من ا طمأ ي ة واارتياح مما يجعله ي دفع إ ى
ا خلق واإبداع على ا وجه ا مل في وظيفته ،بي ما عدم إعمال هذ ا تفرقة وتحميل ا موظف
ل خطأ يرت به حتى و و ان مرفقيا ومساء ته مد يا تجعله ير ن إ ى ا جمود وعدم اإقدام إ ى
ا خلق وا تجديد في طاق مهامه ا وظيفية ا م وطة به تهربا من ا مسؤو ية.
عن ا وظيفة ا عامة ،وبذ ك أصبح من حق اإدارة أن ترجع على ا موظف تقتص م ه ل أو جزء ا مبلغ ا مدفوع متى ان
ا خطأ شخصيا إذا ا ت قد دفعت ا تعويض اما لمضرور.
33
-4إ ن هذ ا تفرقة ها أهميتها في معرفة من هو ا مسؤول عن ا ضرر ا ذي سبب لغير فإن
ان ا خطأ شخصي فإن ا مسؤو ية تعود لموظف ا عمومي وهو من يتحمل عبء ا تعويض،
أما إذا ان ا خطأ مرفقيا فإن اإدارة هي ا تي تتحمل عبء ا تعويض عن ا ضرار ا تي سببها
موظفوها لغير من جراء ا خطاء ا مرفقية.
الفرع الث ني :معي ر التفرق بين الخط الشخصي الخط المرفقي
طرحت مسأ ة ا تمييز وا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي ع د تحديد من هو
ا مسؤول عن ا تعويض لضرر ا اتج ا ذي يلحق با ضحايا هل هي اإدارة أم ا موظف
ا عمومي؟.
إن اإجابة عن هذا ا تساؤل م ي ن با شيء ا سهل خاصة وأن ا خطأ ا مرفقي هو
ا خطأ ا ذي يرت به موظفو وعمال اإدارة ،فاجتهد ا فقه وا قضاء لبحث عن معيار لتفرقة بين
ا خطأين.
فمثا :اختاف قواعد ااختصاص ا قضائي وطبيعة ا دعوى ا قضائية ا مرفوعة من
ا ضحية وان بيان هذ ا تفرقة يتوقف على معرفة ا معايير ا فقهية وا قضائية في هذا
ا خصوص.1
أوا :معيار ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي في ا فقه
-قدم ا فقه عدة معايير لتفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي وهي تا ي:
)1ا معيار ا شخصي :وهو أول معيار جاء به ا فقه على يد ا فقيه " افريير " وعلى إثر فرق
بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي ،ويست د فيه إ ى ظرية ا هواء وا زوات ا شخصية لموظف
ا عمومي ،فيرى ا فقيه ا فريير أن ا ضرر ي ون شخصيا إذا ان ا عمل مطبوعا بطابع شخصي
ي شف عن اإ سان بضعفه ،وشهواته ،وعدم تبصر ،وأما إذا ان ا عمل غير مطبوع بطابع
ه قد صدر ح م يشهر ومثال ذ ك يقوم ا عمدة أو رئيس مجلس ا مدي ة بشطب اسم أحد ا تجار من جدول ا اخبين 2
إفاسه ،وهذا ا عمل ا ذي يتصل بواجبات ا عمدة أو رئيس مجلس ا قرية أو ا مدي ة ،و ن و تصورا أن هذا ا عمدة م ي تفي
35
ا فصاا مع ويا وذه يا إذا ان ا خطأ يدخل ضمن واجبات ا وظيفة ماديا إا أن فاعله ي ون قد
قصد به غير تلك ا تي استخدم تحقيقها ،1ومثال ذ ك :أن يقوم ا عمدة بقرع أجراس ا ائس
احتفاا بج ازة مدي ة ا تقرع ها ا جراس.2
أما ا خطأ ا مرفقي ع د هوريو هو :إذا اتصل ا خطأ أو اإهمال با وظيفة اتصاا ماديا
أو مع ويا وا يم ن فصله عن ا وظيفة ا عامة أو عن ا مرفق ،وه ا ت ون مسؤو ية اإدارة عن
خطأها ا مرفقي.
وقد ا تقد هذا ا معيار على أساس أ ه استبعد من ساحة ا خطأ ا شخصي ل ا خطاء
ا متصلة بواجبات ا خدمة ا وظيفية حتى وان ا ت أخطاء تتصف بدرجة من ا جسامة.
)4معيار ا غاية وا هدف :يقوم هذا ا معيار على ا غاية وا هدف ا ذي يسعى ا موظف ا عمومي
إ ى تحقيقه من وراء تصرفه ا مسبب لضرر ،فإذا استهدف ا موظف غرضا خاصا به من أجل
تحقيق مصا ح شخصية ان ا خطأ شخصيا سواء ان جسيما أو يسيرا ،أما إذا ان ا موظف
يتصرف بحسن ية من أجل تحقيق مصلحة ا وظيفة ان ا خطأ مرفقيا ،وقد أتى بهذا ا معيار
ا فقيه دوجي.
وقد ا تقد هذا ا معيار حيث يجعل ا خطأ مرفقيا في جميع ا حوال ا تي ا تتوفر فيها
سوء ا ية ويقتصر ا خطأ ا شخصي على سوء ية ا موظف من وراء تصرفه ،في ا وقت ا ذي
يسير فيه ا قضاء اإداري إ ى اعتبار ا خطأ شخصيا با رغم من حسن ية ا موظف ا عمومي
وهو ا خطأ ا جسيم.3
تقدير ا معايير ا فقهية :ظ ار ا تقادات ا سا فة ا ذ ر ا تي ت طوي عليها ا ظريات ا فقهية
وا تي قيلت ت ون معايير تفصل وتفرق بين ا خطاء ا شخصية لموظف ا عمومي عن
بذ ك بل قام ب شر واقعة اإفاس واإعان ع ها في طرقات ا قرية وشوارعها مما يسبب إساءة سمعة هذا ا تاجر ،فا عمدة بهذا
ا تصرف يرت ب خطأ شخصيا ا عاقة ه بواجبات ا وظيفة.
عمار عوابدي -مرجع فسه ،ص 137. 1
ماجد راغب ا حلو -ا قضاء اإداري ،مرجع سابق ،ص .354 2
محمد رفعت ،و ا د تور حسن عثمان محمد ،ا قضاء اإداري ،مبادئ ا قا ون اإداري ،دار ا مطبوعات ا جامعية، 3
37
ويقصد به أن يرت ب ا موظف ا فعل ا ضار في حياته ا خاصة وا يرتبط بأي عاقة مع
ا وظيفة ،1في هذا ا غرض أن ا خطأ ا شخصي ا ذي يرت به ا موظف وي فصل عن ا عمل
ا وظيفي يسأل ع ه ا موظف ويؤدي إ ى مسؤو يته ا شخصية وحد ويلتزم با تعويض مد يا عن
ا ضرار ا تي يرت بها من ما ه ا خاص دون ااعتداد في ذ ك بما إذا ان ا خطأ ا شخصي
ا ذي ارت به ا موظف عمدي أو غير عمدي ،جسيما أو غير جسيم.2
وت قسم ا خطاء ا شخصية ا م فصلة عن ا عمل ا وظيفي إ ى وعين يتعين ا تفرقة
بي هما أو هما ا خطاء ا شخصية ا م فصلة جزئيا عن ا وظيفة ،ففي هذا ا وع يشترك خطان
أحدهما شخصي وا خر مرفقي ،ففي هذا ا وع يح م ا قاضي على ا موظف بتحمل جزء من
ا تعويض ا مح وم به وهذا ما قرر مجلس ا دو ة ا فرسي في قضية .La ruelle et delville
وثا يهما إذا ان ا خطأ ا شخصي ا ذي يرت به ا موظف ا م فصل لية عن ا خدمة وا
عاقة ه با خدمة إطاقا ،ففي هذ ا حا ة يسأل ا موظف وت تفي علة حماية ا موظف ا عمومي
وعدم مساء ته عن أخطائه ا شخصية إما بسبب سوء ية ا موظف أو ا خطورة ا غير ا عادية
لخطأ ا مرت ب.
-2ا خطأ ا شخصي ا متصل با وظيفة
قد استقر ا قضاء اإداري على أن ا فعل ا ضار ا ذي يرت به ا موظف أث اء ممارسته
وظيفته اإدارية ا يمثل خطأ شخصيا يسأل ع ه إا إذا ان مشوبا بسوء ا ية أو ان جسيما،
ويأخذ ا خطأ ا شخصي ا متصل با وظيفة إحدى ا صورتين:
أ -ا صورة اأو ى :ا خطأ ا عمدي
أ ظر حکم مجلس ا دو ة في قضية SELTION VILL de NILEفي 27أ توبر 1944وتتعلق بأن موظف في 1
ا ح م ا محلي ارت ب حادثة تصادم أث اء تجو ه بموتسي ل خارج طاق وظيفته وقد قضى ا ح م بأن ما أرت به ا موظف يش ل
خطأ شخصيا صاد ار م ه و م فصا عن عمله ا وظيفي ويسأل ع ه شخصيا ،وا ح م ذ ك في قضية اآ سة MARTINفي
22وفمبر س ة 1944وتتعلق بحادثة أرت بها ا ج دي ا م لف با محافظة على ا من خارج م ان ا وظيفة وقد أشار ا ح م
إ ى وقوع خطأ شخصي م فصل عن وظيفته ،و ذ ك في قضية ا سيدة VEUVE BUFFEVANTفي 30ي اير س ة
1948وتتعلق بحادثة ارت بها حارس و هو يعبث بساحه وقد قضى ا ح م بأن ا واقعة م فصلة عن عمله ا وظيفي ورفض
طلب ا تعويض عن ا ضرار ا رملة ا متضرر
سامی حامد سليمان ،ظرية ا خطأ ا شخصي ،مرجع سابق ،ص .105 2
38
ية ا موظف إ ى أ حاق ا ذى با غير ،1إذ يهدف يتمثل ا خطأ ا عمدي في اتجا
ا موظف من وراء تصرفه إ ى تحقيق مصلحته ا شخصية وم فعته ا ذاتية وأغراضه ا خاصة
ا تي ا تتعلق با صا ح ا عام ،ومن ه ا فإن ت ييف ا فعل ا ضار ا ذي يرت به ا موظف أث اء
قيامه بأعباء ا وظيفة بأ ه يمثل خطأ عمدي ا با ظر إ ى ا قصد ا سيئ ،أو ا عمد ا ذي تتجه إ يه
ية ا موظف وهو يؤدي وظيفته ،فإذا قصد ا ضرار أو تحقيق م فعته ا ذاتية ،أو اا تقام ،أو
اإيذاء بدون مبرر ،أو بسبب ا حقد ا شخصي ،أو ا خصومة ا سياسية يجعل ما يصدر م ه من
أخطاء شخصية ا ترتبط بأي عاقة مع ا خدمة وتؤدي إ ى مسؤو ية ا موظف ا فعلية ويلتزم
بتعويض ا ضرار ا تي أصابت ا غير ،وقد است د مجلس ا دو ة ا فرسي إ ى هذا ا معيار وذ ك
في ح مه ا صادر في 07 :جويلية 1922في قضية ،LA CLOAHELوقد أشار إ ى أن
أحد موظفي ا تلغراف قد اتفق مع أحد ا مقاو ين بقصد اإضرار بمقاول أخر بقصد ا م افسة
غير ا مشروعة على حجز ا تلغراف بعد ا قبض عليه ،وح مه أيضا في قضية POTHIERفي
12مارس .1975وتتعلق وقائعها بحادثة قتل أرت بها شرطي متجول بساح ا خدمة ،وقد
أشار ا ح م إ ى أن حادثة ا قتل تقوم على ا قصد ا سيئ وسوء ا ية بقصد اا تقام وقد أدا ته
ا مح مة على أساس ا قصد ا سيئ ه وقضت بأن ا ضرر ا ذي تج عن فعل ا شرطي يمثل
خطأ شخصيا ا يرتبط بأي عاقة مع ا خدمة وأن مسؤو ية اإدارة ا ترتبط به.
ن ياحظ أ ه من ا صعوبة إثبات سوء ية ا موظف ا تي تهدف إ ى اإضرار با غير،
وا ما ي ستلزم ا مر من ا قاضي دراسة فسية ا موظف وبحث مختلف ا ظروف ا تي سهلت في
إ حاق ا ذى با غير ،وت طبيقا ذ ك فقد قضت مح مة ا ت ازع بأن ل ا فعال ا م سوبة إ ى
ا مدرس وا تي أ قاها في ا فصل تتمثل في أحاديث وسب رجال ا دين وأ فاظ خارجة وموجهة
لمتقين ،اعتبرت ا مح مة أن ما تلفظ به ا معلم يعتبر من قبيل ا خطاء ا شخصية ا تي يسأل
ع ها ا موظف أمام ا محا م ا قضائية.
ب -ا صورة ا ثا ية :ا خطأ ا جسيم La Faute Lourde
41
تحمل في طياتها مظاهر ا تمييز ا ع صري ،ورغم صدور ا عديد من ا قوا ين وا صوص
ا تشريعية ا وط ية ا تي حلت محل ا تشريعات وا ح ام ا فرسية ،فإن طاق ا مسؤو ية اإدارية
ما از ت تطبق ا قواعد وا معايير ا تي يطبقها ا قضاء اإداري ا فرسي .و قد تب ى ا مشرع
ا جزائري هذ ا تفرقة في ا عديد من ا تشريعات ا وط ية ا تي أصدرها ،و جد أي ا مشرع يأخذ
صراحة با تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مصلحي أو ا وظيفي ،ف جد في قا ون ا بلدية ي ص
على هذ ا تفرقة مؤ دا ذ ك في قا ون ا بلدية 10-11ا مادة 144وذ ك ب صه على " ا بلدية
مسؤو ة مد يا على ا خطاء ا تي يرت بها رئيس ا مجلس ا شعبي ا بلدي وم تخبو ا بلدية و
مستخدموها اث اء ممارسة مهامهم أو بم اسبتها ،وتلزم ا بلدية برفع دعوى ا رجوع امام ا جهة
ا قضائية ا مختصة ضد هؤاء في حا ة ارت ابهم خطأ شخصيا ".1
فهذ ا صوص واضحة وجلية على اعت اق ا مشرع ا جزائري ف رة ا تفرقة بين ا خطأ
ا شخصي لموظف ا عمومي ا مرتب وا مو د لمسؤو ية ا شخصية من ذمته ا ما ية ا خاصة
وا خطأ ا مرفقي إدارة ،وا ذي يرتب مسؤو ية ا سلطة اإدارية با تعويض عن هذا ا خطأ من
ا خزي ة ا عامة.
-2موقف ا قضاء اإداري ا جزائري من ف رة ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأا مرفقي
أ) -قبل دستور :1996و م يعت ق ا قضاء اإداري ا جزائري في محاو ته لتمييز بين ا خطأ
ا شخصي وا مرفقي معي ا ار فقهيا محددا بل طبق في ل مرة ا معيار ا ذي ي ار م اسبا ،فقد
أتيحت لغرفة اإدارية با مح مة ا عليا لتمييز بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي معيا ار فقهيا
محددا ،بل طبق في ل مرة ا معيار ا ذي ي ار م اسبا لتمييز بين ا خطأ ا جسيم وا بسيط ب اء
على طعن ا مدعى ا ذي أتلف مشغله في حريق تسببه إ قاء أ عاب ارية بم اسبة عيد ا مو د
ا بوي ا شريف و سب إدارة خطان :ا ول يتمثل في ا تفاء تدابير ا ضبط ا بلدي ا متعلقة
با عاب ا ارية طبقا مرسوم 291/63ا مؤرخ في 02:أوت 1963ا ذي يم ع إ تاجها وبيعها
واستعما ها ،وا ثا ي يتمثل في ا ت ظيم ا غير ا افي م افحة ا حريق في ا م ة ا تي وقع فيها
عمار عوابدي ،ظرية ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع سابق ،ص . 129 1
42
ا حريق ،وقد أقر ا قضاء اإداري مسؤو ية اإدارة على أساس ا خطأ ا بسيط في ا حا ة ا و ى
وهي عدم قيام رئيس ا بلدية بت فيذ و شر إجراءات ا من ا متعلقة بم ع بيع ا عاب ا ارية "
ا محارق "ورفضها في ا حا ة ا ثا ية ا تي ا تش ل خطأ جسيم عدم فاية وسائل ا حريق.1
أما فيما يتعلق بأعمال ا ضبطية فقد ذهب ا قضاء اإداري ا مجلس ا على ا غرفة
اإدارية في قرارها ا صادر في 25:جوان 1976قضية وزير ا داخلية ضد سماتي إ ى إعطاء
ا حق في ا تعويض شخص أوقف من طرف رجال ا ضبطية ا قضائية ،وا ذين قاموا بضربه
مما أدى إ ى فقد أحد عي يه وا مقصود با خطأ في هذ ا حا ة هو ا خطأ ا جسيم وان م يشر
إ يه ا قاضي اإداري صراحة ،و قيام ا خطأ ا جسيم يضع ا قاضي اإداري عدة ع اصر تتمثل
في ا ظروف ا محيطة با ضرر وطرق تحديد .
وعلى هذا ا ساس فإ ه يم ن ا قول بأن ا خطأ ا شخصي هو ا ذي يرت به ا موظف
خارج طاق ا وظيفة اإدارية ،أو ا خطأ ا ذي يرت ب داخل ا وظيفة اإدارية بسوء ية وعلى قدر
من ا جسامة.
أما ا خطأ ا مرفقي فإ ه يعد اإخال بواجبات ا وظيفة حتى و و ان بحسن ية و و م
ي ن على قدر بير من ا جسامة.
و ذ ك تظهر ا تفرقة ا شهيرة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي في قرار ا غرفة اإدارية
مجلس قضاء ا جزائر ا صادر بتاريخ 09 :جويلية عام 1971وذ ك في ا قضية رقم
1614636بأرشيف ا ضبط اإداري ،حيث تتلخص وقائعها أن سائق إحدى ا سيارات
ا عس رية ا تابعة و ازرة ا دفاع ا وط ي صدم مواط ا جزائريا بحي حيدرة يبلغ من ا عمر 65
س ة ،م ما أدى إ ى وفاته تار ا وراء أواد وزوجته ا تي أقامت دعوى ضد ا سائق أمام ا محا م
ا مد ية ،وا تي قضت بمسؤو ية ا سائق وح مت عليه بدفع تعويض زوجة ا قتيل وأواد تعويضا
هم عن ا ضرر ا مع وي ا ذي أصابهم ،و ما رجع ا سائق على و ازرة ا دفاع ا وط ي مطا با إياها
بد فع ا تعويض ا ذي ح مت به ا مح مة دفعت ه ا مبلغ ا مح وم به عليه من طرف ا غرفة
قرار ا مجلس ا على ا غرفة اإدارية 06أفريل ،1973إبن مشيش ا مجلة ا جزائرية رقم ،03،1977ص 581وما بعدها۔ 1
43
ا مد ية على أساس أن ا خطأ ا ذي أرت به ان متصا اتصاا وثيقا ومع ويا با وظيفة ا عامة أو
ا مرفق ا عام ،بحيث يعتبر ه ا خطأ وظيفيا ا شخصيا ،إذ ان هذا ا سائق ع دما ارت ب
ا خطأ ا مذ ور يؤدي واجبات ا خدمة ا وظيفية ا م اط ا قيام بها ،وثا يا أن ا دوات وا وسائل
ا تي ش لت ا خطأ ا مرتب لمسؤو ية هي وسائل مرفقية بحتة ،جعلت هذا ا سائق وساعدته على
ارت اب ا خطأ ،ا مر ا ذي يجعل هذا ا خطأ ا شخصى ي دمج ا دماجا ليا ماديا ومع ويا أو
ذه يا في ا مرفق ا عام مما يجعله خطأ مرفقيا يو د مسؤو ية اإدارة.1
وقد اعتبرت ا غرفة اإدارية مجلس قضاء ا جزائر في قرارها ا صادر في:
1972/04/17في قضية بلقاسمي ضد وزير ا عدل أن ا خطأ ا ذي اقترفه اتب ا ضبط هو
خطأ مصلحي وتتلخص وقائع ا قضية في تلقي أحد تاب ا ضبط مبلغا ما يا في ش ل أوراق
قدية إيداع تم مصادرتها من طرف ا ضبطية ا قضائية ،وسها اتب ا ضبط عن تبديلها بعد
إصدار أوراق ما ية مماثلة ،وبعد اإفراج عن صاحب ا مال ،قام هذا ا خير بمساء ة و ازرة
ا عدل عن ا ضرار ا احقة به من جراء عدم قيام اتب ا ضبط بواجباته باعتبار موظفا
عموميا تابع مرفق ا قضاء (ا دو ة) ،ورتب مجلس ا دو ة مسؤو ية ا دو ة عن ا ضرار ا احقة
با سيد بلقاسمي بسبب عدم سير مرفق ا قضاء.
و جد ا قضاء قد فرق بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي على أساس ا ع صر ا عمدي
معتمدا على ا ر ن ا مع وي لخطأ ا جزائي ،إذ قررت ا غرفة اإدارية با مجلس ا على بتاريخ:
1967/03/07في قضية ا ت فيها ا بلدية م لفة بجمع ا موال وقام رئيسها بإ زام مواطن
بأن يدفع ه مبلغ 5000دج مع تهديدات با موت أن ا خطأ ا جزائي لموظف يعتبر خطأ
شخصيا يو د مسؤو يته ا شخصية .أما في حا ة ا تفاء ا ع صر ا عمدي لخطأ ا جزائي فيعد
خطأ مرفقيا يو د ا مسؤو ية اإدارية وهذا ما قرر ا مجلس ا على ا غرفة اإدارية في قرار
ا صادر في 1977/01/22 :قضية ا سيد ا سائغي رشيد ضد ا مستشفى ا مد ي ا خضرية،
ما عرفت ا عاقة بين ا خطأ ا شخصي وااعتداء ا مادي فس ا عاقة بين ا خطأ ا شخصي
عمار عوابدی ،ظرية ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع سابق ،ص .128 1
44
وا خطأ ا جزائي إذ أعتبر في مرحلة أو ى أن ااعتداء ا مادي يش ل خطأ شخصيا ثم تراجع
ا قضاء اإداري عن هذا ا موقف وقرر أن ااعتداء ا مادي يعد خطأ مرفقيا يو د ا مسؤو ية
اإدارية لمرفق ،مبر ار ذ ك بأن ا مرفق هو ا ذي يسر لموظف بأن يقوم بهذا ا عمل ا مش ل
اعتداء ا مادي.
ما أ ه يم ن اإشارة في هذا ا ميدان فيما يتعلق بمسؤو ية ا مستشفى بأ ها قائمة بسبب
ا خطأ ا جسيم دون أن يذهب ا قاضي إ ى إبراز موقفه حول ا تمييز بين ا عمل ا طبي وا عمل
ا عاجي ،فا مرسوم ا صادر بتاريخ 20 :فيفري 1970وا متعلق بممارسة ا وظائف في
ا مستشفيات وا تي ت ص ا مادة 07م ه على أن "ا ساتذة ا مساعدون ،وأساتذة معاهد ا علوم
ا طبية معفيين من مسؤو يتهم ا اجمة بفعل ممارسة وظائفهم ا طبية في إطار ا مستشفى
ا جامعي حيث يمارسون مهامهم" غير أن ا قضاء ح م بمسؤو ية ا مستشفى ا جامعي لجزائر
بسبب ا خطأ ا جسيم.1
ب) موقف مجلس ا دو ة ا جزائري من ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي
م ذ وجود مجلس ا دو ة با جزائر عمل على ت ريس مبدأ مسؤو ية اإدارة عن ا خطأ
ا شخصي لموظف ،ا ذي أ حق ضر ار با ضحية وهذا ا خطأ ا يم ن فصله عن ا مرفق ن
ا حادث ارت ب بساح اري استلمه ا موظف بح م ا وظيفة.2
ما قرر مجلس ا دو ة ا غرفة ا رابعة في قرار ا صادر بتاريخ 1999/05/31 :تحت
رقم 159719 :في قضية ارت ب فيها در ي جريمة قتل عمدي خارج أوقات ا عمل إعتبر
مجلس ا دو ة أن ا جريمة ا ج ائية من جرائم ا قا ون ا عام ،وا عاقة هذ ا جريمة بوظيفة
ا مح وم عليه در ي ،وعليه فإن مسؤو ية ا تعويض عن ا ضرر ا اتج عن فعله تقع عليه
کدر ي ،وان مسؤو ية ا تعويض عن ا ضرر ا اتج عن فعله تقع على عاتقه و يس على عاتق
اإدارة ا تابع ها ،ويعتبر مرفق ا مستشفى مسؤوا عن ا حراسة في ظر ا قاضي اإداري وأن
فريحة حسن ،مسؤو ية اإدارة عن أعمال موظفيها ،مجلة مجلس ا دو ة ،عدد . 2004، 05 1
قرار مجلس ا دو ة ا غرفة ا و ى ،ا صادر بتاريخ 1999/02/01 :رقم ا قرار 146043م شور ،مجلة مجلس ا دو ة ، 2
وقد أقر مجلس ا دو ة "ا غرفة اإدارية ا رابعة" في قضية بلدية ا ذرعان ضد سوايبية عبد
ا مجيد ومن معه في قرار ا صادر في 2001/01/31 :مسؤو ية ا بلدية عن فقدان ا سيارة من
ا حظيرة ا تابعة بلدية ا ذرعان على أساس ا خطأ ا مرفقي ،وقد جاء في أحد حيثياته:
" ............حيث أ ه ومن جهة أخرى فإن ا حظيرة تابعة لبلدية وتشرف على تسييرها وتعتبر
ا بلدية حارس لشيء وملزمة برد ا سيارة أو تعويضها قدا ،وعليه فإ ها مسؤو ة عن فقدان
قضية و ازرة ا دفاع ا وط ي ضد ورئة بن عمارة خميستي ،ص 91وما بعدها.أقر قرار مجلس ا دو ة ،ا غرفة ا تا تة ، 1
ا صادر بتاريخ 2002/07/15 :رقم ا قرار 002027م شور بمجلة مجلس ا دو ة ا عدد ،02ا جزائر 2002،ص 183وما
بعدها.
قرار مجلس ا دو ة،ا غرفة ا ثا ية .جلسة 2002/03/18رقم 47072:م شور بمجلة مجلس ا دو ة عدد خاص ص.84 2
46
ا سيارة من ا حظيرة ا تابعة بلدية ا ذرعان وا قرار ا مستأ ف فيه طبق أح ام ا مادة 138من
ا قا ون ا مد ي و ذا ا مادة 124م ه م يخا فها ،وي بغي إذن تأييد ا قرار ا مستأ ف فيه.1
تتلخص وقائع ا قضية أن ا مدعو سوايبية عبد ا مجيد رافع ا بلدية أمام ا قضاء اإداري ع ابة مصرحا أ ه ان متابعا جزائيا 1
أمام مح مة ا ذرعان بتهمة ا تزوير في مز ية ،وأ ه تبعا ذ ك تم حجز سيارته من وع 504ووضعها با حظيرة وبعد ا محا مة
بب راءته طلب استرجاع سيارته إا أ ها ضاعت من ا حظيرة فرفع دعوى ضد ا بلدية أمام ا غرفة اإدارية بمجلس قضاء ع ابة
يطا ب فيها بإ زام ا مدعى عليها بأن تدفع ه مبلغ 800.000دج مقابل سيارته ،فقضى مجلس ع ابة بإ زام ا م دوبية ا ت فيذية
بلدية ا ذرعان بأن تدفع لمدعي مبلغ 400.000دج وقد أيد مجلس ا دو ة -ا ظر إ ى مجلة مجلس ا دو ة ،ا جزء ا ول -
2002ص 285وما يليها.
47
الفصل الث ني :مس لي الد ل عن أعم ل م ظفي
تمهيد
إن مبدأ مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ،م ت ن و يدة ا عصور وا قوا ين ا قديمة
وا ما ظهرت مع هاية ا قرن ا تاسع عشر وبداية ا قرن ا عشرين ،إذ م ت تمل حد اآن معا مها
ا قا و ية وا ف ية إذ ا ت ا دو ة في ا قديم دو ة حارسة توصف بااستبداد مما يجعلها ا تخضع
مبدأ ا شرعية ورقابة ا قضاء ،زد إ ى ذ ك عدم وجود ا ظم واأسا يب وا طرق وا ف يات ا قا و ية
وا قضائية وا ت ظيمية واإجرائية ا ازمة إخضاع ا دو ة واإدارة ا عامة لرقابة ا قضائية بصورة
مستجدة وفعا ة وقوية ،ل هذ اأسباب وا عوامل أدى إ ى م ع ظهور مسؤو ية ا دو ة على
أعمال موظفيها ،ع س ما هو عليه ا حال مؤخ ار إذ بدأت تظهر معا مها خاصة مع حادثة
بلو و ا شهيرة في فرسا عام ،1873إذ أعطت ا طاقة لقضاء اإداري ا فرسي في مواجهة
ا سلطة ا عامة إقرار مبدأ مسؤو ية ا دو ة.
أما في ا جزائر فقد مرت هذ ا مسؤو ية بثاث مراحل:
ا مرحلة اأو ى :مرحلة قبل ااحتال
إذ ا ت آ ذاك سائدة قواعد ا شريعة اإسامية خاصة في فترة ح م ا خافة ا عثما ية،
حيث أقرت ا شريعة اإسامية مبدأ مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ،وذ ك ا طاقا من
حديث ا رسول صلى اه عليه وسلم "ا ضرر وا ضرار في اإسام".1
حيث وقعت حادث ة في ا دو ة اإسامية في عهد عمر بن عبد ا عزيز إذ اشت ى رجل
من أهل ا شام على جيش ا مسلمين و ا ذي أفسد ه زرعه فعوضه ا خليفة بعشرة آاف درهم.2
وعلى هذا ا حو ا ت ا خافة ا عثما ية في ا جزائر وقبلها ا فاطميين وا موحدين وغيرهم
ا وا يقرون بهذا ا مبدأ طبقا أ ح ام ا شريعة اإسامية ،إذ سادت واية ا مظا م ا معروفة في
ا شريعة اإسامية ، 3وقد ان اأمير عبد ا قادر هو ا مشرف ب فسه على واية ا مظا م وذ ك
عمار عوابدي ،ظرية ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع سابق ،ص .50 1
بعلي محمد صغير ،ا وجيز في ا م ازعات اإدارية ،دار ا علوم ،ا جزائر ،2002 ،ص .31 3
49
ضمان محاسبة ا معتدين على حقوق ا عامة من ا موظفين ،ف ان يطبق أح ام ا شريعة
اإسامية من خال فصله في ا زاعات وا تظلمات ا مرفوعة إ يه من اأفراد أو ا موظفين و ان
ح مه هائي ا يقبل ا طعن.
ا مرحلة ا ثانية :مرحلة مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها أثناء ااحتال
إن عدم شرعية دخول ا قوات ا فرسية أراضي ا جزائرية تج عن هدم ا مبدأ ا ذي ان
ان يتعارض مع ا ظريات ا فرسية ا تي يؤمن بها مصدر ا شريعة اإسامية ،وا ذي
ا فرسيون فطبقت فس ا قواعد ا موضوعية وا ش لية ا مطبقة في فرسا على ا جزائر ،وخاصة
فيما يخص مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها وذ ك با سبة لفرسيين واأوربيين ا مقيمين
با جزائر دون ا جزائريين.1
ا مرحلة ا ثا ثة :مرحلة مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها بعد ااستقال
واستمر ا وضع بعد ااستقال ب فس ا قواعد ا قا و ية ا فرسية إ ى غاية 1965أين
قامت ا دو ة بوضع تشريعات هامة في طاق مسؤو ية ا دو ة ،إذ توسعت اأسس ا محددة
لمسؤو ية ا قا و ية من ا خطأ ا شخصي لموظف ا عمومي إ ى ا خطأ ا مرفقي ا وظيفي ،حيث
ظهرت ية ا مشرع في هذا ا توسع في ا صوص ا قا و ية ا تي أعدها سواء ا ت دستورية أو
تشريعية وا ى يوم ا هذا ،أين تم ت ريس مبدأ ا تعويض عن ا خطأ ا قضائي .وهذا ما استدعى
م ا دراسة هذا ا فصل في مبحثين ،ت اول في اأول اأسس و ا شروط ا تي تقوم عليها
مسؤو ية ا دو ة ،أما ا ثا ي ف عا ج فيه ا تعويض على ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي.
1بعلي محمد صغير ،ا وجيز في ا م ازعات اإدارية ،دار ا علوم ،ا جزائر ،2002 ،ص .50
51
و ذ ك س ت اول هذا ا مطلب في فرعين ستعرض فيهما إ ى ل من ا مذهب ا شخصي
وا مذهب ا موضوعي.
52
يبرر عدم قابلية ذ ك ا خطأ إثبات ا ع س وهو خطأ مفروض على جا ب متبوع ا ي لف
ا مدعى بإثباته.1
إا أن هذ ا ظرية ا تقدت على أساس إذا ا ت مسؤو ية ا متبوع تقوم على أساس خطأ
مفترض في جا به ا يقبل إثبات ا ع س استطاعة ا متبوع أن يتخلص من هذ ا مسؤو ية بما
يثبته من في عاقة ا سببية بين ما حدث من ضرر وبين خطأ ا مفروض ،وهذا ما يصعب
تحقيقه.
ثانيا :نظرية ا نيابة
حسب رأي أصحاب هذ ا ظرية أن ا موظف يقوم بممارسة وظائفه يابة عن اإدارة
وا يابة ه ا يست ا يابة ا مقصورة على ا تصرفات ا قا و ية بل تشمل ذ ك اأعمال ا مادية
ف ما يلزم ا ائب اأصيل بما يقوم به من تصرفات قا و ية في حدود يابته ذ ك يلزم ا متبوع
بما يقوم به من أعمال مادية ،وهذا ا رأي قد رفض أن ا يابة ت ون في ا تصرفات ا قا و ية ا
في اأعمال ا مادية ،2ما أن ا يابة ا تفسر ف رة ا رجوع على ا تابع أي رجوع اإدارة على
ا موظف واذا ان ا ائب تابع لمتبوع ف يف يحق لمتبوع ا رجوع على ا تابع وهو ا مسؤول
باعتبار أصيل يتحمل تائج أفعا ه.
ثا ثا :نظرية ا حلول
حسب رأي أصحاب هذ ا ظرية يعتبر ا موظف ع د قيامه با تصرفات واأعمال مجرد
تابع حل محل ا متبوع في ذ ك ،إذ في هذ ا حا ة ا تابع هو ا موظف ه ا مجرد آ ة في يد
ا متبوع وهي اإدارة ي فذ بها أعما ه ،بحيث ي ظر إ يهما باعتبارهما شخصا واحدا ،فإذا أرت ب
ا موظف خطأ فتس أل اإدارة عما يقع من موظفيها من أفعال ضارة غير مشروعة باعتبار أ ها
وقعت م ها شخصيا ،إذ أن ا موظف يس إا امتدادا إدارة فما يرت به ا موظف من خطأ
ي سب إ ى اإدارة ،ويرى أ صار هذ ا ف رة أساس مسؤو ية ا متبوع " أي ظرية ا حلول " أن
سامی حامد سليمان ،ظرية ا خطأ ا شخصي ،مرجع سابق ،ص .396 1
بلحاج ا عربي .ا ظرية ا عامة ا تزام في ا قا ون ا مد ي ا جزائري ،ص .315 2
53
تبرير إفتراض ا خطأ غير ا قابل إثبات ا ع س من حيث أ ه يستحيل على ا متبوع وحتى وان
وقع م ه ا خطأ أن يتج ب ا مساء ة إذ ا ه ا يسأل عن خطأ وا ما على خطأ ا تابع.1
فإذا ارت ب ا تابع ا خطأ حال تأدية ا وظيفة أو سببها فإن هذا ا خطأ ي سب إ ى ا متبوع
أ ه هو ا ذي ارت ب ا خطأ.
إا أ ه يأخذ على هذ ا ظرية أ ها ا تصلح أن ت ون أساسا مسؤو ية اإدارة عن أفعال
موظفيها و ها عاجزة عن تبرير حق اإدارة في ا رجوع على ا موظف بما قامت به من
تعويض ،ف يف يم ن اعتبار ا تابع وهو ا موظف وا متبوع هو اإدارة شخص واحد وبا تا ي
فهي مجرد حيلة أو تصور خيا ي ا غير.
وب اء على ما تقدم خلص إ ى أ ه تيجة اا تقادات ا تي وجهت إ ى ا مذهب ا شخصي
في محاواته تفسير اأساس ا قا و ي مسؤو ية اإدارة عن أخطاء موظفيها ،أدى ببعض
ا فقهاء إ ى ا بحث على اأساس ا قا و ي ا ذي ي ون أصلح هذ ا مسؤو ية و تيجة إ ى هذا
اهتدوا إ ى اعت اق ا ظرية ا موضوعية.
عمار عوابدي ،ظرية ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع سابق ،ص .113 2
54
لغير فت ون ا مسؤو ية ا تي وضعت على عاتق ا موظف مؤسسة على ف رة ا ضمان وا فا ة
کا فيل ا ذي يضمن ا تزامات م فو ة اعتبارات اجتماعية ممثلة في تابع ا متبوع ،وهي فا ة
قا و ية تضام ية وعلى ا دو ة تحمل ذ ك.
وف رة ا فا ة وا ضمان تبرر ا تعويض لمضرور ،أن ا ضرر اجم عن اإخال بحق
ا غير في ا سامة وهو حق ذاتي ،ي في اإخال به قيام ا تعويض صا حه دون أي تقدير
تصرف أو فعل ا موظف ا مسؤول ،و ما أن اإدارة تقوم ب شاطاتها بواسطة ا موظفين فا
ي ظر إ ى ا خطأ في جا ب م هما وا ما ا مسؤو ية با سبة إدارة تقوم باعتبارها مسؤو ة مباشرة
سواء ا ت ا تصرفات اجمة عن استعما ه ا شيء ا ذي تسبب ع ه ا ضرر ،أو قامت تيجة
استعمال شخص وااستعا ة به.
وه اك جا ب بير من ا فقه يميل إ ى اأخذ بهذ ا ظرية تأسيس قيام ا مسؤو ية.
ثانيا :نظرية تحمل ا تبعة
شن أصحاب هذ ا ظرية حربا ضد ف رة ا خطأ ،و ان هذ ا حرب تأثي ار بي ار في
ا قضاء وا تشريع ودعت إ ى ذ ك أسباب اقتصادية ،و إيديو وجية ،واجتماعية ،وأسباب قا و ية.
ويرى أ صار هذ ا ظرية أن ا متبوع ا ذي يستفيد أو ي تفع ب شاط تابعه يجب أن يتحمل تبعة
هذا ا شاط فعليه أن يتحمل ما يرت به هذا ا تابع من أضرار تطبيقا ف رة "ا غ م با غرم".
قد ا تقدت هذ ا ظرية على أساس أن هذا ا رأي ا يتفق مع ما لمتبوع من حق في أن
يرجع على ا تابع ، 1ووجه أيضا ا تقادا أخر في أن هذ ا ظرية تقضي بمبدأ ا غ م با غرم حيث
أ ه يس ل شاط يعود على صاحبه با غ م ،إذ توجد شاطات ثيرة تعطي ا ع س ذ ك
ا مفهوم ،مما أدى بأصحاب هذ ا ظرية إ ى توجه أخر وهو ا خطر ا مستحدث و ن هذا
ا توجه أ تقد ذ ك و ه يؤدي با عاملين ا موظفين إ ى اإحجام عن ا حر ة واإبداع خشية أن
تسبب ا تصرفات واأفعال في قيام ا مسؤو ية عليهم.
55
وفي اأخير ا بد من اإشارة إ ى عدم إم ا ية وضع أساس قا و ي فاصل في هذا
ا موضوع إذ ا من ا مذهبين ا شخصي وا موضوعي يصلحان أن ي و ا معيا ار وأساسا
مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها.
وفي ظرا ،فإن ا مشرع ا جزائري ظم في ا مادة 136ق.م مسؤو ية ا متبوع على
أساس أ ها مسؤو ية عن عمل ا غير بح م ا قا ون وجعلها تقوم على ف رة ا ضمان ا قا و ي فقد
رأى ا مشرع اعتبارات اجتماعية أن يضمن ا متبوع خطأ تابعه ا ذي يقع أث اء تأدية ا وظيفة أو
بسببها أو بم اسبتها ،ويترتب عليه ضر ار يصيب ا غير ،وهذا ا ضمان يفرضه ا قا ون حتى
يتيسر لمضرور ا حصول على ا تعويض. 1
56
وتجدر اإشارة إ ى أن غا ب ا تشريعات ابتعدت عن وضع مفهوم خاص ومحدد لخطأ
وا تفت بوضع قاعدة عامة تؤسس عليها ا مسؤو ية ا مد ية ،فا قا ون ا فرسي ي ص في مادته
1382على أن " ل فعل إ سان سبب ضرر لغير يرتب مسؤو ية من أحدث ا ضرر
بخطئه" وقد إتبع ا مشرع ا جزائري ظير ا فرسي في محاو ة وضع قاعدة عامة يتم عليها ب اء
وتحديد ا مسؤو ية ،حيث ت ص ا مادة 124من ا قا ون ا مد ي ا جزائري " :ل فعل أيا ان
يرت به ا شخص بخطئه ،ويسبب ضر ار لغير ،يلزم من ان سببا في حدوثه با تعويض".
وعليه خلص أن ا خطأ يس من ا سهل تحديد ،وبذ ك يبقى تحديد مترو ا اجتهاد
ا فقهي وا قضائي ،غير أ ه يم ن ا قول بأن شبه اإجماع ا فقهي يحدد ا خطأ بوجه عام على
أ ه اإخال با تزام قا و ی سابق سواء ان مصدر اا تزام اتج عن ا قا ون أم ا عقد.
صور ا خطأ
)1ا خطأ ا جسيم وا خطأ ا بسيط :ي قسم خطأ اإهمال من حيث ا درجات إ ى جسيم وبسيط،
وا تدرج ه ا ي ون في مضمون اا تزامات ا قا و ية ا في ا خطأ ذاته ،ذا يم ن ا قول بأن
ا خطأ ا جسيم هو ذ ك ا خطأ ا ذي ا يقع من شخص قليل ا ذ اء وا ع اية ع س ا خطأ
ا بسيط.
)2ا خطأ ا مدني وا خطأ ا جنائي :يعبر عن ا خطأ ا مد ي با مسؤو ية ا مد ية وذ ك من خال
اإخال باا تزامات ا قا و ية ،أما ا خطأ ا ج ائي فهو ر ن من أر ان ا مسؤو ية ا ج ائية أي
اإخال بواجب قا و ي تفرضه قواعد ا قا ون ا ج ائي.
)3ا خطأ اإيجابي وا خطأ ا سلبي :يتمثل ا خطأ اإيجابي في اإخال باا تزامات ا قا و ية
من خال ا قيام بتصرفات يم عها ا قا ون أما ا خطأ ا سلبي فا يتحقق إا ع دما يدل اامت اع
أو ا ترك على عدم ا تبصر وا حيطة.1
)4ا خطأ ا عمدي وخطأ اإهمال :ويقصد با خطأ ا عمدي اإخال بواجب أو ا تزام قا و ي
وذ ك عن قصد ،أي قصد اإضرار با غير ،وبا تا ي فهو يت ون من ع صرين:
57
اأول فعل أو اامت اع عن فعل أي اإخال بإ تزام ،وا ثا ي ع صر ا قصد وي ون ا خطأ
عمديا لما اتجهت اإدارة إ ى إحداث ا ضرر ،أما خطأ اإهمال فيقصد به اإخال بواجب
قا و ی سابق مقترن ومرتبط بإدراك ا مرت ب هذا اإخال وذ ك دون قصد اإضرار با غير.
)5ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي :يقصد با خطأ ا شخصي هو ذ ك ا خطأ ا مقترف من قبل
ا موظف ا عمومي مخا فيه بأحد اا تزامات ا قا و ية ا مقررة قا و ا ،أما ا خطأ ا مرفقي فهو
ذ ك اإخال باا تزامات ا قا و ية ا سابقة عن طريق ا تقصير واإهمال ا م سوب إ ى ا موظف
ا عمومي وي جر عن ذ ك مسؤو ية اإدارة ،وعليه س عتمد في هذا ا فرع على ا خطأ ا متعلق
با وظيفة وا م شأ مسؤو ية ا دو ة على أعمال موظفيها.1
و قد أثار اشتراط ا خطأ ا اتج عن طريق ا موظف ا عمومي قيام مسؤو ية ا دو ة جدا
بي ار بين رجال ا قا ون ،فل ي يسأل ا موظف شخصيا عن خطئه ا بد من صدور عمل غير
مشروع م ه ويسبب ضررا ،و ي تسأل اإدارة عن هذا ا موظف ا بد أن ي ون عمله ا ضار
متصا با وظيفة ا تي يشغلها ،و قد ص ا مشرع ا جزائري في ا مادة 136ق.م.ج على ما
يلي:
«ي ون ا متبوع مسؤوا عن ا ضرر ا ذي يحدثه تابعه بفعله ا ضار متى ان واقعا م ه في حا ة
تأدية وظيفته أو بسببها أو بم اسبتها ،و تتحقق عاقة ا تبعية و و م ي ن ا متبوع ح ار في
اختيار تابعه بفعله ا ضار متى ان هذا اأخير يعمل حساب ا متبوع».
من خال هذ ا مادة يتبين ا أن ا دو ة مسؤو ة عن أعمال موظفيها وا تابعين ها ،إذ
أن ا متبوع هو ا مسؤول عن عمل تابعه متى ان عمل هذا اأخير غير مشروع وسبب ضر ار
لغير .و ذ ك يم ن معرفة هذ ا مسؤو ية من خال ما يلي :
-1خطأ يرت به ا موظف يضر ا غير :إن ا خطأ ا مرت ب من طرف ا موظف ا مضر با غير هو
ذ ك اا حراف عن ا سلوك ا معتاد موظف مثله تحيط به فس ا ظروف ،وقد ي ون ا خطأ
عمديا وقد ي ون غير عمدي .وهذ ا قواعد ا عامة ا معروفة في ا قا ون ا مد ي ت طبق تماما
عمار عوابدي ،ظرية ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع سابق ،ص .120 ،119 1
58
على عاقة ا موظف با غير ،حيث ي ون وضع ا موظف ا عمومي في أحيان ثيرة ا يختلف
ثي ار عن وضع أي فرد عادي فا طبيب ا ذي يعمل با مستشفيات ا ح ومية ملزم ببذل ا ع اية
ا تي يبذ ها أي طبيب عادي أخر واضافة إ ى ا تزامات ا قا ون ا مد ي فا موظف ي ون مخطأ
في إساءة استعمال سلطته أوفي تجاوزها وان وصل خطأ ا موظف حد ا مسؤو ية ا جزائية،
ع دئذ تجتمع ع اصر ا مسؤو ية ا جزائية وا مد ية.
ن إذا سلم ا بأن ا قواعد ا عامة تقضي بأن ا خطأ ر ين :ر ن مادي وهو ا تعدي،
ور ن مع وي هو اإدراك ،فهل هذا يع ي وجوب إثبات خطأ ا موظف بر يه أجل قيام
مسؤو ية ا دو ة ع ه؟.
م يرد في ا قا ون ا مد ي ا جزائري ص قا و ي يشترط ا تمييز بين ا خطأ تحقق
مسؤو ية اإدارة عن أعمال موظفيها ،وهذا ما أدى إ ى ا قسام ا فقه بين مؤيد قيام ا مسؤو ية
وم ر ها فم هم من ذهب إ ى عدم ا تمييز بين ا ر ين ا ي ف قيام ا خطأ وترتب ا مسؤو ية،
في حين ذهب اتجا أخر إ ى أ ه ا بد من توافر ا تمييز قيام ا مسؤو ية وا تزال ا مسأ ة
خاضعة اجتهاد.
-2ارتباط ا خطأ با وظيفة :حتى تسأل اإدارة عن أعمال موظفيها ا بد أن ي ون خطأ
ا موظف مرتبط با وظيفة ،وا يجوز إطاق مسؤو يتها عن ل ما يرت به من أفعال ضارة حتى
تلك ا تي ا تجمعها مع ا وظيفة رابطة ،وقد صت ا مادة 136ق.م.ج " ي ون ا متبوع مسؤوا
عن ا ضرر ا ذي يحدثه تابعه بفعله ا ضار متى ان واقعا م ه في حا ة تأدية ا وظيفة أو
سببها أو بم اسبتها " .حيث أن ا متبوع وهي ا دو ة ت ون مسؤو ة عن أعمال تابعيها في حا ة
تأدية ا وظيفة أو بسببها ،فإذا ان ا موظف ع د ارت ابه لخطأ وهو أث اء ا وظيفة أو أرت ب
ا خطأ وهو بسببها فاإدارة ه ا هي ا تي ت ون مسؤو ة.
وس تطرق رابطة ا خطأ أث اء تأدية ا وظيفية من ا احية ا زم ية وا م ا ية وا سببية ما
يلي:
59
-ا رابطة ا زمنية بين ا خطأ وا وظيفة :و قصد بها ا توافق ا زم ي بين ا خطأ وا وظيفة ،ن
هل ت في هذ ا رابطة؟
قد يقع ا خطأ من ا موظف أث اء زمن ا وظيفة وتتحقق ا رابطة ا زم ية دون أن تتحقق
ا مسؤو ية ،حا ة دائن لموظف يزور أث اء ا خدمة فيتشاجران ،فيلحق ا موظف ضر ار بدائ ه
دون ترتيب مسؤو ية ا دو ة.1
-ا رابطة ا م انية بين ا خطأ وا وظيفة :تقوم هذ ا رابطة ع دما يقع ا خطأ من ا موظف في
ا م ان ا مخصص تأدية أعمال وظيفته إا أن م ان ا عمل قد يسهل تحديد ذاتيا ا بلدية
وا مستشفى ،وقد ا يسهل تحديد إ ى درجة أ ه ا يم ن تحديد بحيز معين مثل :سائق سيارة
اإسعاف ا تابعة لمستشفى ،وا تساؤل ا ذي يم ن طرحه ه ا هل تحقق هذ ا رابطة با ضرورة،
أو ت فى قيام مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ؟.
وا تساؤل اأخر إذا م تتحقق هذ ا رابطة هل ت تفي مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ؟.
إجابة على هذين ا تساؤ ين ا بد أن ذهب إ ى ا قضاء ا فرسي حيث جد قضى في
قضية شهيرة "قي ام مظاهرات في مدي ة باريس أدت إ ى صدمات ع يفة بين ا متظاهرين
وا ج ود ،وفي يلة ا مظاهرات أوقف ا سيد CLEFمن قبل ا شرطة في أحدى ا ساحات ا عامة،
وبعد تفتيشه عثر على مسدس بحوزته فاقتادته ا شرطة إ ى ا مر ز استجوابه أين تعرض
اعتداء با ضرب من قبل ج ود في فترة راحتهم إضافة إ ى و هم ا يخضعون إدارة ا مر ز
بل أوامر رؤسائهم " ،وع دما عرضت ا قضية على مجلس ا دو ة قضى بمسؤو ية ا دو ة رغم
ا تفاء ا م ان ،2و ن رى مجلس ا دو ة ا فرسي قضى في قضية أخرى رغم توفر رابطة
ا م ان ،وملخص وقائع ا قضية :أ ن أستاذ ان يدرس دروسا طلبته داخل ا قسم ا دراسي و ن
ا عاقة ها با برامج ا مدرسي ا مخصص من ا جهة ا وصية ،و ا ت هذ ا دروس ضد ا دين
عادل أحمد ا طائي ،ا مسؤو ية ا مد ية لدو ة عن أخطاء موظفيها ،دار ا ثقافة ل شر وا توزيع ،اأردن ،طبعة ،1999ص 1
.53
عادل أحمد ا طائي ،ا مرجع فسه. 2
60
ا ذين يدين به ا طلبة ،فأقام أحد أو ياء ا طلبة دعوی ضد ذ ك اأستاذ فقضى مجلس ا دو ة
بمسؤو ية ا موظف " اأستاذ " ا شخصية عن ذ ك ا عمل وا تفاء مسؤو ية ا دو ة.
ا رابطة ا سببية :اارتباط ا سب بي بين ا خطأ وا وظيفة ويراد به ا ظروف ا تي يم ن أن تعتبر
فيها أم ار ما هو ا ذي يش ل سببا في ارت اب ا موظف ا عمومي لفعل ا ضار ،إذ وا هذا اأمر
وارتباطه با خط أ ما وقع هذا ا خطأ من ا موظف ،وأن هذا اأمر ا ذي يش ل ا سببية وعان
هما:
-1ارتباط سببي مع ا وظيفة نفسها :أي أن ا عمل ا وظيفي هو فسه ي ون سببا في وقوع
ا خطأ ،قيام إداري باإساءة وا حط من رامة أشخاص قصدو في م تبه ا تفاع من خدمة
ا مرفق ا عام وذ ك أ هم ي تمون حزب سياسي يعارضه ا موظف.
-2ارتباط سببي مع تهيئة ا وظيفة لموظف مع وسائل تأديتها :فتسبب هذ ا وسائل وقوع
ا خطأ وا ضرر ومن وراء ذ ك ا خطأ يت ون اارتباط ا سببی بين ا وسائل وا خطأ ،ومن اأمثلة
على ذ ك :عس ري يصيب طفا برصاصة من مسدسه "ا ذي حصل عليه بم اسبة وظيفته"
أث اء إجازته.
تردد ا قضاء ا فرسي في مثل هذ ا قضايا فتارة إعتبر أن ل ما يسعى من خا ه
ا موظف مصلحة شخصية يعد خطأ شخصيا ا تسأل ع ه ا دو ة ،وتارة أخرى وفي فس
اإطار اعتبر أن مسؤو ية ا دو ة هي ا قائمة وا سبب يعود خطأ مفترض صادر من جا بها هذا
إذا وقع ا خطأ من ا موظف من خال تأدية وظيفته ،أو بسببها.1
ومن ه ا يطرح ا تساؤل ا تا ي:
هل تقام مسؤو ية ا دو ة أم مسؤو ية ا موظف ا شخصية إذا ان ا خطأ قد وقع من ا موظف ا
في خال تأديته وظيفته ،وا بسببها و ن بم اسبة ا وظيفة فقط؟.
با رجوع إ ى ا مادة 136من ا قا ون ا مد ي احظ أن ا مشرع ا جزائري قد تدخل
بموجب ا قا ون رقم 10-05وا مؤرخ في 20يو يو 2005وعدل هذ ا مادة وأصبحت ت ص
61
على مايلي « :ي ون ا متبوع مسؤوا عن ا ضرر ا ذي يحدثه تابعه بفعله ا ضار متى ان واقعا
م ه في حا ة تأدية وظيفته أو بسببها أو بم اسبتها».
وبا تا ي فإ ه ا فارق بين ارت اب ا موظف لخطأ أث اء تأدية ا وظيفة أو بسببها أو
بم اسبتها ،إذ سوت هذ ا مادة سا فة ا ذ ر بين هذ اأوضاع.
ثانيا :ر ن ا ضرر
إذا ارت ب ا موظف خطأ في حق أحد اأفراد سواء تمثل في عمل مادي أو قرار إداري
غير مشروع ،فإن ا خطأ وحد ا ي في قيام ا مسؤو ية ا مد ية ا قابلة لتعويض ،بل يجب أن
يصيب ا خطأ صاحب ا شأن ذاته بضرر أو أضرار محددة وهو ر ن ا ضرر وا ذي ي قسم إ ى
وعان:
اأول :ضرر مادي يصيب ا شخص في جسمه وما ه.
ا ثاني :ضرر مع وي و هو ذ ك ا ضرر ا ذي ا ذي يصيب فسية ا شخص فيحدث آام
مع وية ،ويشمل ا تعويض عن ا ضرر ا مع وي ل مساس با حرية أو ا سمعة أو ا شرف و قد
تطرق ا مشرع ا جزائري إ ى ا ضرر ا مع وي في أح ام ا مادة 182م رر على إثر تعديل
ا قا ون ا مد ي بموجب ا قا ون 10-05و ا مؤرخ في 20يو يو 2005وذ ك بقو ه" :يشمل
ا تعويض عن ا ضرر ا مع وي ل مساس با حرية أو ا شرف أو ا سمعة" .ويشترط أن ي ون
ا ضرر محققا وخاصا أي أ ه يجب أن يصيب فردا معي ا بذاته أو مجموعة من اأفراد محددين
على وجه ا خصوص بذاتهم ،أي ا ي ون تيجة اأعباء ا عامة.
ثا ثا :ر ن ا عاقة ا سببية
يشترط تحقيق مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها توافر ا عاقة ا سببية بين ا خطأ
وا ضرر ،ويع ي أن ا ضرر ا ذي أصاب ا مضرور قد تج مباشرة عن خطأ اإدارة وا متمثل
في خطأ موظفيها.1
بلحاج ا عربي ،ا ظرية ا عامة ا تزام في ا قا ون ا مد ي ا جزائري ،ا جزاء ا ثا ي ا واقعة ا قا و ية ،ديوان ا مطبوعات 1
64
ويمارس عمله هذا ض ا م ه بأن ا مرفق يجب أن يسير ا سير ا حسن حاجة ا اس إ يه 1هذا
ا موظف يسمى با موظف ا فعلي وا سؤال ا ذي يطرح فسه ،هل تسأل اإدارة عن أعمال مثل
هذا ا موظف ا فعلي ع دما تلحق أض ار ار با غير؟
قد استقر رأي ا قضاء على أن ا ضرورة ا تي جعلت من أعمال هذا ا موظف مشروعة
دون س د قا و ي هي فسها أي ا ضرورة تحتم أن ت ون ا دو ة ومن ورائها اإدارة مسؤو ة عن
أخطاء .
* عنصر ا رقابة وا توجيه :ترتبط ا سلطة ا فعلية بع صر ا رقابة وا توجيه و يس شرطا أن
يمارس ا متبوع سلطته في ا رقابة وا توجيه ب فسه ،ن ا سؤال :إذا ان ا شاط من طبيعة ف ية
فهل يشترط بمن يمارس ا رقابة وا توجيه على مثل هذا ا شاط أن ي ون صاحب خبرة ف ية
ب فس ا شاط؟.
قد خا ف ا فقه ا قضاء باإجابة على هذا ا سؤال ،ف جد في بداية اأمر أن مح مة
باريس قضت بعدم اعتبار ا طبيب ا ذي يعمل في مدرسة مثا غير تابع إدارتها ،أن شاط
اإدارة يس هو شاط ا طبيب من حيث ااختصاص.
إا أن ا فقه ا حديث أخذ برأي معا س ح م ا قضاء ،حيث أخذ بقيام ا رقابة وا توجيه
ب اءا على وجود خضوع وامتثال دون ا ظر إ ى ااختصاصات وا مؤهات ا ف ية ا فعلية.
إن ا جواب ا ذي أتى به ا فقه ا حديث يقود ا إ ى تساؤل أخر :هو هل يشترط بمن خول
با رقابة وا توجيه يابة عن ا دو ة أن ي ون قد مارس هذ ا رقابة فعا وقت ارت اب ا فعل
ا ضار؟
في ا حقيقة إن اشتراط ممارسة ا رقابة وا توجيه وقت ارت اب ا فعل ا ضار يؤدي حتما
إ ى إبعاد ا مسؤو ية عن ا دو ة في أغلب اأحيان ،وذ ك ان ااشتراط سيساعد ا رئيس ا مباشر
اإدعاء بعدم ممارسة ا رقابة ا فعلية على ا موظف ا فعلي ا مخطأ ،أن يثبت ابتعاد م ان وقوع
ا حادث ا مسبب لضرر عن مر ز اإداري مثا ،أو أن يدعي أن ا ضرر قد وقع وقت غيابه
صبيح بشير مسکو ی ،مبادئ ا قا ون اإداري ا ليبي دراسة مقارة ،ا شر ة ا عامة ل شر وا توزيع و اإعان ،يبيا، 1
.1978
65
ا مفاجئ عن م ان ا عمل ،ومما يساعد على ذ ك أن معظم اأضرار ا تي تحصل لغير تيجة
أفعال ا موظفين ما هي إا تيجة اإهمال في مراقبة وتوجيه ا موظف ا فعلي من قبل ا رئيس
ا مباشر.1
ف يف يم ن ا سماح بإبعاد ا مسؤو ية عن طريق ا دفع بإثبات ذ ك اإهمال؟.
وأخي ار يم ن ا قول بأن رابطة ا تبعية تقوم و و م ي ن ا متبوع ح ار في إختيار تابعه متى
ا ت ه عليه سلطة فعلية في رقابته وتوجيهه.2
66
إن مثل هذ اأعمال في اأصل تقام على ا موظف ا عمومي ا ذي أرت ب ا خطأ أمام
ا قضاء ا عادي ا طاقا من مبدأ ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ،1وهو ما يهم ا في هذا
اإطار أ ها موضوع بحث ا هذا.
غير أ ه إستث اء يم ن أن يحدث في اإجراءات وا جهة ا تي يم ن أن توجه ضدها
ا دعوى أي أن تقام ضد اإدارة باعتبارها متبوع وا موظف تابع ها ،وبا تا ي فاإدارة قصرت في
أداء دور ا رقابة وا توجيه على ا موظفين با ش ل ا ذي يم ع حدوث مثل هذ اأخطاء ا مسببة
لضرر.
مواجهة خطر إم ا ية اإعسار ا محتمل وان ا مضرور يتجه دائما هذا ااتجا
لموظف ا عمومي ،وبذاك يصعب ا حصول على تعويض بش ل سريع ،ومن جهة أخرى يحق
لدو ة ا رجوع على ذ ك ا موظف.
وا سؤال ا ذي يطرح ه ا :هل يبقى ا قضاء ا عادي هو ا مختص في دعوى ا تعويض ا تي ترفع
على ا موظف ا عمومي؟.
وهذا ما س تعرض إ يه من خال ا قاط ا تا ية:
أوا :جهة ااختصاص لقضاء ا عادي
يقصد بدعوى ا تعويض ا مد ية تلك ا دعوي ا ذاتية ا تي يحر ها ويرفعها أصحاب
ا صفة وا مصلحة أمام جهة ا قضاء ا ع ادي ،طبقا لش ليات واإجراءات ا مقررة قا و ا لمطا بة
با تعويض ا عادل إصاح وجبر ا ضرر ا تي أصابت حقوقهم بفعل خطأ ا موظف وا ذي أضر
با غير ،وهي ا قاعدة ا تي أقرتها ا مادة 124ق.م وا تي ت ص على أن " ل فعل أيا ان
يرت به ا شخص بخطئه ،ويسبب ضر ار لغير يلزم من ان سببا في حدوثه با تعويض".2
و هذا فدعوى ا تعويض تعتبر دعوى قضائية تتحرك وترفع في إجراءات قضائية ص
عليها ا قا ون.
1محمود حلمي ،القضاء اإدار ،الطبعة اأول ،دار ال كر العربي ،القاهرة ، 1975ص .237
2محمود حلمي ،مرجع ساب ،ص .245
67
وااختصاص ا م عقد لقضاء ا عادي موزع بين محا م ا قضاء ا مد ي طبقا أح ام
ا بابين اأول وا ثا ي من ا تاب اأول من قا ون اإجراءات ا مد ية أي ااختصاص ا وعي
وا محلي وذ ك في ا مواد من 01إ ى 11م ه.
وعليه فإن اأصل ا عام أن دعوى ا تعويض باعتبارها دعوى مد ية تختص بها ا محا م
ا عادية ا مد ية على اختاف درجاتها حسب قواعد ااختصاص ا وعي ،إا إذا ان ا فعل
جريمة حيث ست شأ بجا ب دعوى ا تعويض دعوى أخرى وهي ا دعوى ا ج ائية وهي من
اختصاص ا محا م ا جزائية ،وفي هذا خول ا قا ون لمضرور ا حق في رفع دعوى مد ية
با تبعية إ ى ا دعوى ا جزائية وهذا ما صت عليه ا مادة 03من قا ون اإجراءات ا جزائية ،أو
يبقى محافظ على رفعها أمام ا مح مة ا مد ية و ن يجب عليه أن يخضع في هذ ا حا ة إ ى
مبدأ ا جزائي يوقف ا مد ي ،حين ا بت في ا دعوى ا عمومية ،وبعد ذ ك تست مل إجراءات
ا دعوي ا مد ية أمام ا مح مة ا مد ية.
أما في حا ة ا عدام ا خطأ ا ج ائي فإن ا مح مة ا جزائية ومن ورائها ا قاضي ا جزائي
يصبح غير مختص با ظر أو ا فصل في هذ ا دعوى ،أ ها ست ون من اختصاص ا قاضي
ا مد ی تحت اسم ا دعوى ا مد ية.
ثانيا :جهة اختصاص ا قضاء اإداري
وتعرف دعوى ا تعويض اإدارية بأ ها ا دعوى ا قضائية ا ذاتية ا تي يحر ها أصحاب
ا صفة وا مصلحة أمام ا جهات ا قضائية اإدارية لمطا بة با تعويضات إصاح اأضرار ا تي
أصابت حقوقهم بفعل ا شاط اإداري ا ضار ا ذي ان من عمل ا موظفين ا عموميين.
إا أن ا ماحظ أن ا مشرع ا فرسي م يضع معيا ار عاما يتبعه ا قاضي ا فرسي في ل
حا ة أي في تحديد أي جهة قضائية ت ون مختصة ،وا ما ترك ا مهمة لقضاء اإداري وا قضاء
ا عادي.
يحدد ل م هما اختصاصه وفي حا ة ا خاف يرفع اأمر إ ى مح مة ا ت ازع.
68
مما حتم على ا فقه في فرسا استخاص ا معيار ا ذي جرى ا قضاء على ا تهاجه إذ
ا ت ف رة ا مرفق ا عام هي ا معيار ا ذي تم به تقرير اختصاص ا قضاء اإداري ،وذ ك
با ظر في دعوى ا تعويض عن اأضرار ا ذي حقت اأفراد بفعل اأشخاص وا تي تجت عن
خدمتهم با مرفق ا عام أو بسبب ا ممتل ات ا تابعة لمرفق.
وقد ي تهج ا مشرع في بعض ا دول طريقة تحديد اختصاص ل جهة قضائية ،إذ ي في
بتحديد جهة وما عدا ذ ك فهو من اختصاص ا جهة اأخرى ،1وباعتبار أن ا قضاء اإداري
ا جزائري جد يطبق ا قواعد ا تي أقرها مجلس ا دو ة ،مما يجب أن بحث في ا معايير ا تي
سار عليها ا قضاء ا فرسي ب وعيه تحديدا ااختصاص ا قضاء اإداري ،ما يجب أن تطرق
إ ى ا مسائل ا خارجة عن ا قضاء اإداري وبعدها تطرق إ ى اإجراءات وا شروط في دعوى
ا تعويض.
-1معايير اختصاص ا قضاء اإداري ا فرنسي في دعوى ا تعويض
ا ستطيع أن بين يست ه اك ظرية قضائية يم ن ا قول بها في هذا ا صدد ،و
مامح ا م هج ا قضائي من خال اأح ام ا شهيرة ا تي صدرت في مسائل ااختصاص.
أ) -ح م بلون و :مبدأ ا قواعد ا موضوعية وتتلخص وقائعها في أن عربة تابعة مص ع تبغ
دهست فتاة تدعى بلو و ،فأقام وا دها دعوى أمام ا قضاء ا عادي مست دا إ ى أح ام ا قا ون في
ا تعويض ،دفعت اإدارة بعدم ااختصاص لقاضي ا عادي ،عرضت بعد ذ ك ا قضية على
مح مة ا ت ازع ففصلت في 1973/02/08بأن ااختصاص م عقد لقضاء اإداري مؤسسة
ح مها على ون ا مسؤو ية ا تي تقع على اإدارة باأفعال ا متسببة فيها مرافقها وا تي أحدثت
أضرار لغير ،إ ما هي مسؤو ية ا يم ن أن ت ظمها قواعد ومبادئ ا قا ون ا مد ي.
وأهم ما جاء في ح م مح مة ا ت ازع وذ ك في أحد حيثياته " إن مسؤو ية ا دو ة عن
اأضرار ا تي تلحق اأفراد بسبب تصرفات اأشخاص ا ذين تستخدمهم في ا مرفق ا عام ،ا
يم ن أن تح مها ا مبادئ ا تي يقررها ا قا ون ا مد ي لعاقات بين اأفراد ،وهذ ا مسؤو ية
محمد شافعي أبو راس ،ا قضاء اإداري ،عا م ا تاب ،ا قاهرة د.ت.ط. 1
69
يست با عامة وا با مطلقة بل ها قواعدها ا خاصة ا تي تتغير حسب حاجات ا مرفق وضرورة
ا توفيق بين حقوق ا دو ة وا حقوق ا خاصة".1
وعما بهذا ا معيار ا ذي رس مسؤو ية اإدارة صراحة بعد سيادة مبدأ عدم مسؤو يتها
عن اأخطاء ا تي يرت بها موظفيها.
ب) -ح م ادوا" :إعتبار ا هيئات وا وحدات ا محلية من أشخاص ا قا ون ا عام" فقد قرر
ا قضاء ا فرسي خضوع ا هيئات وا وحدات ا محلية لقضاء باعتبارها من أشخاص ا قا ون
ا عام ،وأن عاقتها مع اأفراد ا تخضع لقواعد ا تي وضعت تح م عاقات اأفراد يبعضهم
ا بعض ،وتتلخص وقائع ا قضية في أن ا سيد ادوا موظفا بمدي ة مرسيليا فقررت إ غاء ا وظيفة
مما ترتب على ذ ك أض ار ار ه ،تقدم على إثرها بدعوى تعويض أمام ا قضاء ا عادي ،فقضى أن
ا عاقة بين ا موظف وا مدي ة ا تخضع قواعد ا قا ون ا خاص وا ه ب اء على ذ ك ا يختص
ا قضاء ا عادي ب ظر ا دعوى ا تي أمامه وا ما يعود ااختصاص إ ى ا قضاء اإداري.2
أما في ا جزائر واعماا لمعيار ا عضوي ا ذي جاءت به ا مادة 800من قا ون
اإجراءات ا مد ية و اإدارية وا تي ت ص على ما يلي " :ا محا م اإدارية هي جهات ا واية
ا عامة في ا م ازعات اإدارية .تختص با فصل في أول درجة بح م قابل استئ اف في جميع
ا قضايا ا تي ت ون ا دو ة أو ا واية أو ا بلدية ،أو إحدى ا مؤسسات ا عمومية ذات ا صبغة
اإدارية طرفا فيها " ،وت ص ا مادة 801من ق.إ.م.إ على ما يلي ":تختص ا محا م اإدارية
ذ ك با فصل في :دعاوى إ غاء ا ق اررات اإدارية ودعاوى ا تفسيرية ودعاوى فحص ا مشروعية
لق اررات ا صادرة عن ا واية وا مصا ح غير ا ممر زة لدو ة على مستوى ا واية،ا بلدية
وا مصا ح اإدارية اأخرى لبلدية ،ا مؤسسات ا عمومية ا محلية ذات ا صبغة اإدارية ،دعاوى
ا قضاء ا امل ،ا قضايا ا مخو ة ها بموجب صوص خاصة ".
70
-2استثناءات على ااختصاص ا منعقد لقضاء اإداري :و ع ي بها أ ه با رغم من وجود
ا معايير ا سابقة وا عمل بها ،إا أ ه توجد ه اك بعض ا موضوعات وا مسائل تخرج عن دائرة
ااختصاص ا م عقد لقضاء اإداري وتدخل في اختصاص ا قضاء ا عادي .وس تعرض في هذ
ا مسأ ة أهم ااستث اءات ا واردة عن ااختصاص ا م عقد لقضاء اإداري .صت ا مادة 802
من ق.إ.م.إ على ما يلي " :خافا أح ام ا مادة 800و 801من ق.إ.م.إ " ي ون من
اختصاص ا محا م ا عادية ا م ازعات اآتية:
-مخا فات ا طرق.
-ا م ازعات ا متعلقة ل دعوى خاصة با مسؤو ية ا رامية إ ى طلب تعويض اأضرار ا اجمة
عن مر بة تابعة لدو ة أو إحدى ا وايات أو ا بلديات أو إحدى ا مؤسسات ا عمومية ذات
ا صبغة اإدارية ".
pas d ' actionفإن دعوی ا تعويض ا تقبل إا إذا ان لطاعن مصلحة ،رغم ما ي ت ف
مفهوم ا مصلحة من غموض ،2فشرط ا مصلحة ه ا في دعوى ا تعويض مغايرة ع ها ما هو
موجود من شرط ا مصلحة في دعوى اإ غاء ،إذا ا ي تفي تحقيق ووجود شرط ا مصلحة في
دعوى ا تعويض اإدارية أن ي ون ا شخص مجرد حا ة أو وضعية أو مرکز قا و ي عام ،يقع
عليه اعتداء بفعل شاط إداري غير مشروع ،بل يستوجب تحقق ا مصلحة ،وبا تا ي قبول
دعوى ا تعويض أن ي ون ا شخص صاحب مر ز قا و ی ذاتي ،أصيب فيه بفعل ا شاط
اإداري.
ويشترط في ا مصلحة ما يلي:
أ -يجب أن ت ون قا و ية ومشروعة.
ب -يجب أن ت ون ا مصلحة شخصية ومباشرة.
ج -يجب أن ت ون ا مصلحة قائمة وحا ة.
عمارعوايدي :ا ظرية ا عامة لم ازعات اإدارية ،ظرية ا دعوى ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية 1998ص ." 627 1
علي محمد ا صغير ،ا وجيز في ا م ازعات اإدارية ،مرجع سابق ،ص .78 2
72
توفر اأهلية :ت ص ا مادة 65من قا ون اإجراءات ا مد ية و اإدارية على ما يلي ":يثير
ا قاضي تلقائيا ا عدام اأهلية ،ما يجوز ه أن يثير تلقائيا ا عدام ا تفويض لممثل ا شخص
ا طبيعي أو ا مع وي" ،وهي ا مادة ا تي فصلت في طبيعة هذا ا شرط و اآثار ا مترتبة عن عدم
توفر .
ف احظ أن ا مشرع ا جزائري م يشير أهلية ضمن ا مادة 13تحت ا فصل " شروط
قبول ا دعوى " ،بل في ا قسم ا رابع ضمن ا ع وان " في ا دفع با بطان" ،فهذا ا شرط ا
يخص شروط ا دعوى ا قضائية فقط بل هو شرط عام يتعين أن يتوفر في ا شخص ا ذي يباشر
أية عمل قا و ي ،ذا م يضعه ا مشرع في فس ا مادة ،ففقه ا مرافعات ا مد ية ا يعتبر شرط
اأهلية شرطا قبول ا دعوى وا ما هو شرط صحة ا مطا بة ا قضائية ،فإذا رفع شخص دعوى
بدون أن ي ون ديه أهلية ا تقاضي فيترتب بطان ا عمل اإجرائي أن رفع ا دعوى يعتبر عما
قا و يا و يتطلب ا قا ون في ا شخص ا قائم به أهلية معي ة وهي أهلية ا تقاضي وهو ا رأي ا ذي
ذه ب إ يه ا مشرع ا جزائري ،وفصل هذا ا شرط و حذفه من مادة ا خاص بشرط ا دعوى
ووضعه في ا م ان ا م اسب أي ا مادة 65 - 64وأشار أن حاات ا بطان ا عقود غير
ا قضائية ت ون على سبيل ا حصر في حا ة ا عدام اأهلية لخصوم (مدعي و مدعى عليه).
وعلى هذا تطرقت هذا ا شرط توضيحه و تبيان ا تعديل ا ذي جاء به قا ون اإجراءات ا مد ية
و اإدارية تماشيا مع ا فقه ا حديثة في اإجراءات ا مد ية.
ب -أجال رفع دعوى ا تعويض في ا مسؤو ية اإدارية
أشارت ا مادة 67من قا ون اإجراءات ا مد ية و اإدارية إ ى ا دفع بعدم ا قبول ا ذي
يرمي إ ى ا تصريح بعدم قبول طلب ا خصم في حاات عديدة م ها اأجل ا مسقط و ا تقادم.
و با رجوع إ ى ا مادة 322من قا ون اإجراءات ا مد ية و اإدارية فإ ها ت ص على أن ل
اآجال ا مقررة في هذا ا قا ون من أجل ممارسة حق ،أو من أجل حق ا طعن ،يترتب على
73
عدم مراعاتها سقوط ا حق أو سقوط ممارسة حق ا طعن ،باستث اء ا قوة ا قاهرة أو وقوع أحداث
من شأ ها ا تأثير على ا سير ا عادي مرفق ا عدا ة.1
وعليه فيجب على ا خصم أو رافع ا دعوى أو ا طعن إحترام أجال ا طعن حسب طبيعة
اإجراء ا مراد ا قيام به و في بعض ا حاات حسب طبيعة ا حق ا مراد حمايته .
يجب على ا شخص ا متضرر من تصرفات وأعمال اإدارة ا عامة ا لجوء في ا بداية إ ى
مطا بة تلك اإدارة با تعويض ه عن اأضرار ا تي حقت به من جراء أعما ها وتصرفاتها،
وبا تا ي تقوم بتحديد موقعها من ا مسأ ة من خال ا قرار اإداري ا ذي تصدر وي ون إما
موافقة على ا تعويض ،أو رافضة ه.
أن أصل هذا ا شرط يعود إ ى مرحلة اإدارة ا قاضية أو ا وزير ا قاضي ،حيث ان
ازما على ا شخص ا ذي يريد أن يقاضي اإدارة أن يلجأ أوا إ ى اإدارة قبل ا توجه إ ى
ا قضاء إا أ ه م ذ قضية ادو م يعد مجلس ا دو ة ا فرسي يشترط ذ ك ورغم هذا تدخل
ا مشرع مرة أخرى وأعاد هذا ا شرط من خال ا مرسوم ا مؤرخ في 1956/01/11 :وهذا
ا ص تأثر به ا مشرع ا جزائري من خال ص ا مادة 169مکرر قا ون إجراءات ا مد ية
ا سابق.23-90
اآجال ( ا مواعيد )
إن تعديل ص ا مادة 169م رر من قا ون اإجراءات ا مد ية ان ا هدف م ه هو
ا تخلي عن ا تظلم اإداري ا مسبق أمام ا غرفة اإدارية ،وذ ك من خال استبدا ه بمصطلح
ا صلح أمام ا قضاء اإداري با مجلس خال مدة أربعة أشهر ا تابعة لتبليغ وأن مدة محاو ة
ا صلح ا تي يقوم بها ا مستشار ا مقرر أقصاها ثاثة أشهر حسب ا مادة 169ق.ا.م وا تي
ت ص ........ويقوم ا قاضي بإجراءات محاو ة ا صلح في مدة أقصاها ثاثة أشهر "....وأبقى
ا تظلم اإداري ا مسبق على حا ه أمام مجلس ا دو ة في ا طعن اإداري.
علی محمد صغير ،ا م ازعات اإدارية ،مرجع سابق ،ص .149 ،148 1
75
)2ثم تودع ا عريضة دى تابة ا ضبط أمام ا قضاء ا مختص محليا ويسلم اتب ا ضبط
لمدعي وصل ثم تتم مرحلة تبليغ ا مدعى عليه لحضور إ ى ا جلسات.1
بعد تقديم ا طاعن عريضة دعوى ا تعويض أمام ا قضاء ا مختص ،يقوم رئيس ا مجلس
ا قضائي بتعيين مستشار مقرر ي لف بتحضير ملف ا قضية لمداو ة وا محا مة ،وتمر هذ
ا قضية با مراحل ا تا ية:
.1ا قيام بمحاو ة ا صلح بين ا مدعي وا سلطات اإدارية ا مدعى عليها في خال مدة ثاثة
أشهر أمام ا قاضي ا مختص.
.2في حا ة عدم حصول ا صلح تتحرك بعد ذ ك بقية مراحل واجراءات وش ليات عملية
تحضير ملف قضية دعوى ا تعويض اإدارية ،وعليه يقوم ا مستشار ا مقرر بتبليغ ا عريضة إ ى
ل مدعى عليه في ا دعوى واشعار با رد حسب عدد ا خصوم في سخ على أن يتم تبادل
ا مذ رات ا تابية.
.3تقوم ا يابة ا عامة بإعداد تقرير مفصل بعد إحا ة ملف قضية دعوى ا تعويض وا مسؤو ية
اإدارية ،وبعد مراقبتها افة مراحل واجراءات ووسائل ا تحقيقات ا مقررة قا و ا.
عوايدي عمار ،ا ظرية ا عامة لم ازعات اإدارية ،مرجع سابق ،ص 630و.631 1
76
في دع ى المس لي اإداري الفرع اأ ل :اإثب
يقع عبء اإثبات على ا مدعي ،فهو مطا ب بإثبات ما أصابه من ضرر ،وا يستطيع
أن يخطو خطوة قبل أن يثبت ذ ك ،ذ ك يقع عليه إثبات ا خطأ في ا مسؤو ية عن اأفعال
ا شخصية ،أما في ا مسؤو ية ا مفترضة فا خطأ مفترض ا يحتاج إ ى إثبات من قبل ا مدعي
مثل مسؤو ية ا متبوع عن أعمال تابعة ومثل حارس ا حيوان ،وما ك ا ب اء ،وحارس ا شيء.1
إا أ ه في مثل هذ ا حاات ا يعفي ا مدعي من عبئ إثبات وجود ا حا ة ا قا و ية
ا تي يترتب على قيامها افتراض ا خطأ ا واجب إثباته ،أما في صور ا مسؤو ية ،فا سببية دائما
تفترض أن ا خطأ مفترض قا و ا ،إا أن قري ة ا سببية تقبل دائما إثبات ا ع س و ها تدحض
با سبب اأج بي دائما ،و ما ا ت أر ان ا مسؤو ية لها وقائع مادية ،فإ ه يجوز لمدعي إثباتها
بجميع طرق اإثبات خاصة ا قرائن و غا با ما تتم با معاي ة وا محاضر...ا خ.
أما ا خطأ فيم ن إثباته بشهادة ا شهود أو ا معاي ة واا تقال إ ى م ان ا واقعة ،إا أ ه
ومن احية أخرى فإن اإدارة ا تتعامل مع ا موط ين إا بأوامر وتصرفات م توبة مما يجعل
ا تابة د يل ذو أهمية با غة في ا م ازعات ،وعليه فإن عبئ اإثبات أمام ا قضاء اإداري يتوزع
حسب ا يفية اآتية:
-1يتحمل ا مدعى أول اأمر عبء اإثبات لوقائع اإدارية ا تي يست د إ يها مدعما ادعاء
بملفات أو وثائق إدارية.
-2تقوم هيئة ا مح مة بت ليف ا جهة اإدارية بتقديم ا وثائق وا متعلقة با دعوى.
-3يجب على اإدارة أن تقدم اأوراق ا مطلوبة ،أن رفضها يعتبر تسليما م ها بما يدعيه
ا مدعي من بيا ات ،إذا أدعى فرد واقعة غير إدارية ان عليه إثباتها طبقا لقواعد ا عامة.
وتتجلى أد ة اإثبات فيما يلي:
أ -ا د يل ا تابي :تعد اأوراق ا م توبة أهم أ واع اأد ة في ا م ازعات اإدارية وا د يل ا تابي
غا با ما ي ون ورقة إدارية في حوزة اإدارة فتؤيد وتؤ د واقعة معي ة ،وقد ت ون صادرة عن
1علی محمد صغير ،ا م ازعات اإدارية ،مرجع سابق ،ص . 178
77
اإدارة فسها أو في صيغة طلب تابي مقدم من أحد اأفراد في شأن من ا شؤون ،إا أ ها
قدمت إدارة وأرفقت بملفاتها.1
ب -اإقرار :وهو ااعتراف ا مقدم من طرف ا خصم أمام ا قضاء بواقعة معي ة قا و ية مدعي
بها أث اء سير ا دعوى ،وهو حجة قاطعة على ا مقر وبا سبة إدارة.
ج -ا شهود :بإم ان ا قاضي سماع من يرى ضرورة سماعه من غير اأطراف في ا خصومة
ما يم ن لمح مة طلب إجراء ا تحقيق ب فسها أو بواسطة من ت تدبه ذ ك ،ون إجراءات
ا تحقيق يتطلب سماع ا شهود إا أ ه اد ار ما يستعان بها في اإثبات في مادة ا م ازعات
اإدارية وذ ك فيما عدا قضاء ا تأديب ،وفي قضايا اا حراف عن استعمال ا سلطة.
د -ا معاينة :ا قاضي من تلقاء فسه أو ب اء على طلب أحد ا خصوم أن يقرر اا تقال إ ى
م ان ا زاع ومعاي ة ا شيء ا مت ازع فيه.
هـ -ا خبرة :يم ن لقضاء ااستعا ة بأهل ا خبرة في اأمور ا غير ا قا و ية.
و -ا قرائن :يقصد بها ا شواهد وا تي من شأ ها أن تؤيد ا مدعي في دعوا ،أو ت ون ضد
وتعد ا ثا ية في أهميتها بعد اأوراق ا تابية ،و د يل أثبات أمام ا قضاء اإداري.
78
تتعلق هذ ا قواعد بتحديد مبلغ ا تعويض ،وتقيد ا قاضي في ا تعويض ا مم وح من
طرفه.
-1تحديد مبلغ ا تعويض :يشترط في ا ضحية أو ذوي ا حقوق ا قيام بتقدير ا تعويض وذ ك
قبل ا فصل في ا دعوى ا معروضة أمام ا قضاء ،ويترتب على عدم تقدير ا مبلغ ا مطلوب
لتعويض في ا دعوى إ ى رفض ا طلب ا ذي سيقدم فيما بعد ،وقد أشارت ا غرفة اإدارية
لمح مة ا عليا إ ى هذ ا قاعدة إذ جاء في قرارها " :حيث أ ه وقبل تعويض ا ضرر يشترط
1
تقدير ،ويتمثل هذا ا تقدير في تحديد مجال ا ضرر و ذ ك تقييمه ما يا "
-2ا تعويض ا ممنوح من طرف ا قاضي :ا يستطيع ا قاضي أن يم ح تعويضا يفوق ا مبلغ
ا مطلوب من طرف ا متضرر طبقا لقواعد ا عامة ا تي تم ع ا قاضي على أن ا يفصل أو
يح م بأ ثر مما طلب م ه ،واا أعتبر ح مه باطا وذ ك قضائه أ ثر مما طلبه ا خصوم،
وا قاضي ه ا ه سلطة تقديرية في م ح ا تعويض.2
ثانيا :محتوى ا تعويض
إن مبلغ ا تعويض ا ذي يقدر ا قاضي يجب أن يت اسب مع جسامة ا ضرر ا واقع وا ذي
تسببت فيه اإدارة أي أن ا تأسيس با تعويض هو جسامة ا ضرر ا مسبب ه واأصل ه ا هو
أن ا تعويض يشمل ل حقوق ا مضرور أي ما حق به من خسارة وما فاته من سب ،وا عبرة
في تحديد ا تعويض هي بوقت صدور ا ح م به.
وذ ك أن ا ح م ثي ار ما يتأخر صدور مدة طويلة ت ون قيمة ا عملة خا ها قد
ا خفضت فعليا أو رسميا ،ومن ا ظلم أن يتحمل ا مضرور تيجة تأخر ا فصل في ا قضية وهي
مسأ ة ا يد ه فيها.
وتثير مسأ ة تحديد ا تعويض بعض ا مشا ل وااستفسارات ،من ذ ك مدى ا تعويض
ا ذي يستحقه ا موظف ا ذي أ غي قرار فصله ،فقد قرر مجلس ا دو ة ا فرسي في ا بداية أ ه
ا غرفة اإدارية با مح مة ا عليا ،ا دو ة ضد أرملة ماريش ،قرار صادر في )RAGA( 1971/05/21 :ص 49 1
قرار صادر بتاريخ ، 1999/02/01ا صادر عن ا غرفة اأو ى بمجلس ا دو ة ا جزائري،،مجلة مجلس ا دو ة ،ا عدد 2
ماجد راغب ا حلو :ا قضاء اإداري ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية توزيع دار ا ف ر ا عربي .1988 ، 1
80
ما تش ل إرادة ا ضحية حد حرية ا قاضي اإداري وذ ك من خال تحديدها لحد اأقصى
لتعويض.1
ثا ثا :تقدير ا تعويض و يفية منحه
يقوم ا قاضي بتقييم ا ضرر ا مادي حسب ا وثائق ا مقدمة ه من طرف ا ضحية وي ون
ا تقييم اقتصاديا حتى و و اتخذ إش اا مختلفة ،إتاف مال ،ا حرمان من ا سب ،عدم ا قدرة
على ا عمل ،مصاريف طبية ...ا خ ،ووظيفة ا تعويض هي إصاح ا خسارة ا تي تحملها
ا مضرور ،وذ ك من خال تحديد قيمة خسارة ا مبلغ ا محدد ا ذي يجب أن ي ون مقاربا
تعويض ا ضرر.2
أما ا ضرر ا مع وي فيم ن إضافته إ ى ا ضرر ا مادي مثا بتر أحد اأعضاء ،يؤدي
في فس ا وقت إ ى عدم ا قدرة على ا عمل وا ى ضرر جما ي فا ضرر ا مع وي يم ن تقييمه
با مال وبا تا ي تعويضه ،ومن بين اأضرار ا مع وية ا تي ا تقبل ا تعويض حسب رأي اأستاذ
أحمد محيو :
-ا ضرر ا جما ي ا ذي تم إصاحه إذا ا ت ه درجة معي ة وبسيطة من ا خطورة.3
-اأ م ا جسما ي ا ذي م يقع تعويضه في ا بداية ،صعوبة أو استحا ة تقييمه في حي ها إا
احقا حيث ي ون ه ش ل استث ائي أن م تظهر أعراضه بعد.
-ا مساس با سمعة وا شرف ا ذي يشمل جميع أ واع ا ضرر ا متعلق با سمعة ا مه ية أو
ا سمعة ا ف ية ،وا شرف ،وا رامة ،وا مشاعر ا دي ية ...إ خ ،و هو ماسار على خافه ا مشرع
ا جزائري على إثر تعديل ا قا ون ا مد ي رقم 10-05ا مؤرخ في 20يو يو .2005
وا سؤال ا ذي يم ن طرحه هل يش ل ا حزن ا مصاب به أفراد عائلة إثر وفاة أحد م هم ضررا؟.
وهل يعتبر ا مساس بمشاعر ا ح ان قابا لتعويض و لتقييم با مال؟.
رشيد خلوفي ،فس ا مرجع ،ص ،-137ا غرفة اإدارية با مح مة ا عليا ،ا دو ة ضد حطاب ا سعيد. 1
رشيد خلوفي ،قا ون ا مسؤو ية اإدارية ،مرجع سابق ،ص .139 2
ا مادة 182م رر يشمل ا تعويض عن ا ضرر ا مع وي ل مساس با حرية أو ا شرف أو ا سمعة". 3
81
إن ا واضح من ا قضاء ا جزائري إ ه م يتردد حول هذ ا قطة فقد أشار ا مجلس
اأعلى صراحة ( ا مح مة ا عليا حا يا) في ح م بن قرين ا صادر في 18 :جوان ،1971
ا مجلة ا جزائرية عام 1972ص 521إ ى ااضطرابات ا فسية ا تي تعرضت ها اأم بسبب
ل من اأبوين وفاة و دها أث اء حصة تدريب في ا جيدو في ا مدرسة وقيم مبلغ ا تعويض
وا مستحق على ا دو ة ا تي حلت محل ا معلم.
بعد ما يتم حصر قيمة ا تعويض ا اتج عن حدوث ضرر يبقى ا سؤال مطروح وبشدة
يتمثل في يفية م ح ا تعويض؟ ،واذا ان في ا دعوى ع صر أج بي ،فهل يم ن تعويضه بغير
ا عملة ا وط ية؟.
وفي ا حقيقة أن ا تعويض ي ون دائما مقيما من طرف ا قاضي حيث أ ه هو ا ذي
يفصل في قيمته وبا عملة ا وط ية لبلد ا تي ت سب إ يه ا مح مة وا قاضي ،و ن رى أن
ا قاضي اإداري ا فرسي قد أشار إ ى احتمال ا تعويض با عملة اأج بية في م ازعات ا عقود
اإدارية .و جد ذ ك اأستاذ محيو أشار إ ى هذا ا موضوع قو ه " إن قاعدة ا تعويض با عملة
ا وط ية تطرح مشکا ع دما ت ون ا ضحية أج بية غير مقيمة با جزائر ظ ار عدم معرفة
ا قضاء ا فاصل في ا مواد اإدارية في هذا ا مجال ،و ظ ار لوضع ا قا و ي وا مادي ا خاص
با جزائر يم ن ا قول إ ه يصعب على ضحية غير مقيمة با جزائر أن تتحصل على تعويض
بعملة غير ا عملة ا وط ية ا جزائرية".1
ما يم ن لقاضي أن يم ح فوائد عن ا تأخير ع دما تتأخر اإدارة عن تأدية دي ها تجا
ا ضحية أو فوائد تعويضية وذ ك في حا ة تأخر اإدارة بصفة غير طبيعة في دفع ا مبا غ
ا مح وم بها ضدها تعويض لمتضرر.
1ماجد راغب ا حلو ،ا قضاء اإداري ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،دار ا ف ر ا عربي.1988 ،
82
بعد ،فت ون ا دو ة في ا قا ون ا مد ي مسؤو ة باستمرار عن خطأ موظفيها تيجة لضرر
ا مرتبط حدوثه با وظيفة ما هو شخصي وما هو مرفقي.
وقد تتحمل ا دو ة تعويض ا ضرر ا ذي أصاب ا غير تيجة خطأ ا موظف وتشترك معه
في ا تعويض ،وأخير قد ت ون ا مسؤو ية وا تعويض املين على عاتق ا موظف ،دون تدخل
ا دو ة ،وهذ ا حا ة مستبعدة في هذا ا فصل أن ما يهم ا هو تعويض ا دو ة عن تصرفات
موظفيها ا ذين و وا ا مسؤو ية ،إما ليا أو احتياطيا مع ا رجوع على موظفيها با قدر ا ذي
تحملته اإدارة من تعويض أو ااشتراك أو ا تضامن معهم في ا مسؤو ية ،و عليه ي ون
ا تعويض مشترك بي هما أيضا.1
وس حاول استعراض هذ ا حاات بشيء من ا تفصيل.
أوا :تحمل ا دو ة ا تعويض بصفة نهائية
إن ا دو ة تتحمل ل ا تعويض وبش ل هائي أي ا تعود بذ ك ا تعويض على موظفيها في
حا ة حدوث ا خطأ ا مرفقي ،أي ا دخل لخطأ ا شخصي في هذ ا مسؤو ية ا مسببة لتعويض،
ومن ذ ك فإن ا مسؤو ية ت ون على عاتق اإدارة وحدها ،وبا تا ي فا دو ة هي ا جهة ا تي يح م
عليها با تعويض هائيا و ليا.
ثانيا :مشار ة ا دو ة لموظف عبئ ا تعويض
إن ا دو ة تشارك ا موظف في تحمل أعباء ا تعويض في حا ة توافر خطأ شخصی وخطأ
مرفقي في فس ا وقت ،وهذ ا حا ة تعرف في ا فقه وا قضاء بقاعدة ا جمع بين ا خطأين ،إا
أ ه في بداية اأمر ان ا قضاء ا فرسي ا يعرف بمبدأ اجتماع مسؤو ية اإدارة ومسؤو ية
ا موظف معا ،فا رأي ا سائد ان يعتبر أن واحد من إث ين ي ون مخطئا وبا تا ي مسئوا :اإدارة
أو ا موظف فخطأ أحدهما ومسؤو يته تحجب خطأ ومسؤو ية اأخر.2
يوسف سعد اه ا خوری ،ا قا ون اإداري ا عام ،ا جزء ا ثا ي ،ا قضاء اإداري ،مسؤو ية ا سلطة ا عامة 1998ص .417 2
83
و ن فيما بعد وجد ااجتهاد فسه في هذا ا مجال أمام حاجة ملحة تدعو لتسليم بمبدأ
ا جمع وعلى هذا فإن هذا ا مبدأ ي ون و يد ااجتهاد ا ذي م يأخذ أبدا ب صوص ا مسؤو ية في
ا قا ون ا مد ي ا فرسي (ا مادة )1384وا تي ترعى مسؤو ية ا مستخدم (ب سر ا دال) عن فعل
ا مستخدم ديه وذ ك تر ي از م ه على مبدأ استقا ية وذاتية ا قا ون اإداري.
وقد طبق مجلس ا دو ة ا فرسي ف رة ا جمع بين ا خطأين أول مرة في عام 1911في
قضية ا سيد ( .)ANGUET
و ن ا سؤال ا ذي يطرح ه ا هو يفية توزيع ا تعويض بين ا دو ة وا موظف في هذ
ا حا ة؟ إجابة على هذا ا سؤال :جد ا قاضي ع د قيام هذ ا حا ة أمامه يتمتع بسلطة
تقديرية واسعة في تحديد صيب ل من ا موظف واإدارة في ا مبلغ ا مح وم به تعويضا
لمضرور ،واذا م يستطع ا قاضي تحديد صيب ل من ا طرفين ،فإن اأصل أن يوزع مبلغ
1
ا تعويض على ا مح وم عليهم من ا موظفين واإدارة با تساوي ،أي ا مسؤو ية ت ون تضام ية
.
وأحسن مثال على ا جمع بين ا خطأين هو قضية ANGUET،وتتلخص وقائعها ما يلي:
دخل ا سيد ANGUETإ ى م تب ا بريد قبض حوا ة قبل إقفا ه بوقت يسير ،وقبل
ا موعد ا رسمي إقفال ،وع دما هم با خروج وجد ا باب ا معد لجمهور مغلق ،فأرشد أحد
ا عاملين إ ى ا باب ا مخصص لعاملين ،وفيما هو قاصد هذا ا باب مر على م تب مخصص
لموظفين فاحظه موظفين ا ا يجمعان ا طرود فض ا صا فأمس ا بقسوة ودفعا بع ف إ ى
ا خارج فوقع أرضا و سرت رجله.
أثارت هذ ا قضية ا تساؤل عما إذا ان باإم ان ا جمع بين ا مسؤو يتين ا شخصية
واإدارية ه ا ،فأجاب مجلس ا دو ة ا فرسي باإيجاب مقد ار أن مسؤو ية ا عاملين ا اشئة عن
خطئهما ا شخصي ا تعفي اإدارة من ا مسؤو ية عن ا خطأ ا مرفقي ا ذي و د ا حادث وهو
عادل أحمد ا عائی ،ا مسؤو ية ا مد ية لدو ة عن أعمال موظفيها دار ا ثقافة ل شر وا توزيع 1999ص .245 ،243 1
84
إغاق ا م تب قبل ا موعد ا محدد بسبب فساد ا ساعة ا خاطئة ا معلقة في م تب ا بريد
ا مذ ور ،ووجود قطعة حديد مر بة تر يبا سيئا ع د مدخل ا باب.1
وفي هذا ا صدد ي ون قرار ANGUETقد أحدث و و بخجل شرخا بي ار في جدار مبدأ
تقليدي مزمن ان يسيطر على مسار ا فقه وااجتهاد قبل ما يقارب ا قرن من ذ ك و ان مفاد
أ ه ا يم ن ا جمع بين مسؤو ية اإدارة ومسؤو ية ا موظف ،و ما يقول هوريو " يس فقط هما
غير مسؤو ين معا وبا تضامن ،و ن أيضا مسؤو ين معا في وقت واحد بفعل عمل واحد".2
وقد أخذت ا غرفة اإدارية لمح مة ا عليا بهذ ا ظرية أي ا جمع بين ا خطأين
ا شخصي وا مرفقي في قضية بلقاسمي ضد وزير ا عدل ،حيث تتلخص وقائعها في أن ا شرطة
ا قضائية قامت بحجز مبلغ ما ي قدر 63050مملوك لسيد بلقاسمي ،و أودعته ع د اتب
ا ضبط ،وأث اء هذا ا حجز قامت ا دو ة بتبديل اأوراق ا قدية و م يقم اتب ا ضبط بتبديل
ا مبلغ في ا وقت ا محدد قا و ا ،فرفع ا سيد بلقاسمی دعوى تعويض ضد وزير ا عدل ،وبعد
دراسة ا ملف قررت ا غرفة اإدارية لمح مة ا عليا أن هذا ا ضرر يعود سببه إ ى خطأ شخصي
ارت به اتب ا ضبط يتمثل في إهما ه ،وخطأ مرفقي يتمثل في سوء سير مصلحة تابة ا ضبط
وح م على اإدارة (أي و ازرة ا عدل) بتعويض ا سيد بلقاسمي عن ا ضرر ا ذي أ حق به.3
إا أ ه قد ي ون خطأ واحد وهو خطأ ا موظف إا أن ه اك جمع في ا مسؤو يات خاصة
إذا ان ا خطأ ا شخصي ا مرت ب أث اء ا خدمة أو بم اسبتها ،وفي تطور احق قرر ا قضاء
اإداري أ ه يم ن جمع ا مسؤو يات حتى و و ان ا خطأ خارج ا خدمة و درس ذ ك في:
أ -ا خطأ ا مرت ب أثناء ا وظيفة أو بمناسبتها :تطور ااجتهاد في مثل هذ ا حا ة تطو ار بي ار
ورغم أن خطأ ا موظف ا مرت ب أث اء ا وظيفة أو بم اسبتها يم ن فصله عن ا وظيفة ماديا أو
ف ريا وي ون با تا ي خطأ شخصي إا أن مجلس ا دو ة ا فرسي رس ه ا و بدون تردد مبدأ
ا جمع بين ا مسؤو يتين وذ ك في قرار مبدئي شهير هو قرار " وم ييه " "" LEMONNIER
يوسف سعد اه ا خوري ،ا قا ون اإداري ا عام ا جزاء ا ثا ي ا قضاء اإداري ،مسؤو ية ا سلطة ا عامة ص.418 2
رشيد خلوفي ،قا ون ا مسؤو ية اإدارية ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،طبعة 2001ص .30 3
85
وا ذي يعتبر حجر ا زاوية في هذا ا مضمار ويم ن تلخيصه اأتي " :ظم مجلس بلدية روك
في مقاطعة (ا تارن) LE TARNعيدا محليا ان يتضمن ا رماية على Roque kourbe ورب
أهداف عائمة في ا هر ،وأث اء ا رماية ان بعض اأشخاص من ا مت زهين على ا ضفة
اأخرى ،وخوفا من أن يصابوا بخطأ هرع ا بعض إ ى رئيس ا بلدية يخبرو ه با موضوع إا أ ه
م يحرك سا ا و م يتخذ أي تدبير جدي من شأ ه وضع حدا هذا ا خطر و وقاية ا مارة،
فأصيبت ا سيدة " " LEMONNIERبرصاصة سببت ها جرحا بليغا ،ه ا قرر مجلس ا دو ة
ا فرسي اعتبار إدارة ا بلدية مسؤو ة وأن ان ا خطأ شخصيا ،أ ه أرت ب أث اء ا وظيفة وقضى
أيضا أ ه باإم ان مقاضاة ا مسؤول أمام ا قاضي ا عادي ،وا ما ا يجوز ا جمع بين
ا تعويضين وقد برر مجلس ا دو ة ا فرسي قرار قائا :
"يم ن لخطأ ا شخصي ا مرت ب أث اء ا مرفق أن ي فصل ع ه ،ن ا ي فصل ا مرفق عن هذا
ا خطأ".
وا حقيقة أن هذا ا قرار جاء بعد سبعة س وات على قرار ANGUETا سابق ا ذ ر ،وقد
سجل خطوة هامة أخرى حو ا مزيد من تحقيق مبدأ اإ صاف لمتضرر بإعطائه ا مزيد من
ا فرص ا جدية تحصيل ا تعويض عن ا ضرر ا ذي يصيبه من جراء خطأ شخصي يرت به
موظف و ن أث اء تو يه مهام وظيفته وممارسته ها أو بم اسبة هذ ا ممارسة ،إ ها باأحرى
قفزة وعية أن يقرر ااجتهاد أن خطأ وحيد ( )une faute uniqueسببها اأ بر واأساسي فعل
شخصي خاطئ لموظف يؤدي بذ ك إ ى اعتبار إدارته مسؤو ة عن ا خطأ معه.
و عل ا فضل يعود إ ى مفوض ا ح ومة في ا قضية آ ذاك ا قاضي Léon Blumا ذي
أطلق في مطا عته هذا ا شعار با رغم من ل ا ظريات ا تقليدية ا تي ا ت تعا سه وتش ل
عائقا جدي ا أمام اأخذ به ،فلقد جاء في ا مطا عة ا مذ ورة مع ا " إذا تم إرت اب ا خطأ أث اء
ا وظيفة أو بم اسبتها ،واذا ان ا مرفق قد وفر ا وسائل وا معدات ا تي حدت ا مذ ب على
إرت اب خطئه وباختصار إذا ان ا مرفق هو ا ذي ساهم في وقوع ا خطأ فإ ه يم ن ع دئذ
لقاضي اإداري بل عليه أن يقول " :قد يم ن فصل ا خطأ عن ا مرفق ،أ ما ا يم ن أبدا
86
فصل ا مرفق عن ا خطأ فحتى و ان ا متضرر يملك حق مقاضاة ا موظف ا مذ ب ،وحتى
و و ان قد أقام ا دعوى ضد ،فإ ه مع هذا يملك في ا وقت ذاته حق مقاضاة ا مرفق ا عام وا
مجال م ازعته في هذا ا حق".1
ب -ا خطأ ا مرت ب خارج ا خدمة :من ا معروف أن ا خطأ ا ذي يرت ب خارج م طقة ا عمل
ي ون خطأ شخصي وهذا ما يؤدي إ ى ا عقاد ا مسؤو ية ا شخصية ،و ان ااجتهاد يرفض أي
بحث في مسؤو ية ا سلطة ا عامة ع دما ي ون ا خطأ شخصيا مرت با خارج ا خدمة ،ما م ي ن
هذا ا خطأ ا شخص ي لموظف متصل بخطأ أو ى ارت بته اإدارة ا مع ية ا عدام رقابتها على
سلوك موظفيها ،مثال ذ ك حادث مرور تسبب فيه ج دي خارج ا خدمة بسيارة عس رية لفته
اإدارة ا عس رية بقيادتها في حين أن إدما ه على ا س ر شهير ومعروف .و ن مجلس ا دو ة
ا فرسي م يلبث أن عاد عن هذا ا مبدأ ا ذي ان يبدوا و أ ه مطلق فأقر أول مرة بإم ا ية
ا جمع بين مسؤو ية ا موظف ومسؤو ية اإدارة حتى ع دما يرت ب هذا ا موظف خطأ شخصيا
خارج ا وظيفة تماما ،وقد تم ت ريس ذ ك في ثاث ق اررات صدرت في يوم واحد بتاريخ18 :
/أ توبر 1949/وخاصتها أن سائقي سيارات تخص اإدارة ا عس رية خا فوا أوامر ا مهمة
ا معطاة هم ع دما استعملوا هذ ا سيارات وتسببوا با تا ي بإ حاق ا ضرر با غير ،وع دما تقدم
ا متضررون بطلب ا تعويض من قبل اإدارة ا عس رية رفضت هذ اأخيرة إجابة ا طلب ب ية
رفضها على أن سائقي سيارتها استعملوها وقت ا حادث خارج إطار ا وظيفة وأغراض
شخصية ،و ا ت ا مفاجأة إن أعلن مجلس ا دو ة ا فرسي أول مرة مسؤو ية اإدارة عن حادث
تسبب به أحد موظفيها بخطئه ا شخصي وخارج ا خدمة ،معتب ار أن ا حادث موضوع ا زاع ا
يخلوا في ا واقع من أية عاقة با مرفق ا عام وهذا يع ي أن مسؤو ية اإدارة ت عقد مع مسؤو ية
ا موظف مشار ة متى ان ه اك إرتباط و و ضئيل بين ا مرفق وا خطأ ا مرت ب من قبل
ا موظف خارج ا خدمة وهذا ما تحقق باستعمال سيارة ا مرفق ،ففي هذ ا حا ة ،أن ا حصة
1يوسف سعد اه ا خوري ،ا قا ون اإداري ا عام ،ا جزء ا ثا ي ،ا قضاء اإداري ،مسؤو ية ا سلطة ا عامة ص.418
87
ا هائية من ا تعويض ا تي يتحملها ل من ا موظف واإدارة توزع بي هما ب سبة خطأ ل م هما
في ا تسبب با ضرر.
ومثال ذ ك قرار د فيل Delvilleا صادر في 28جويلية 1951حيث وزع مجلس
ا دو ة ا فرسي ا دعوى م اصفة بين اإدارة وا موظف ظ ار تعادل خطئيهما (عدم صيا ة
ضوابط ا سيارة :خطأ خدمة ،وحا ة ا س ر ع د ا موظف :خطأ شخصی).1
إا أ ه في مثل هذ ا حاات ا يم ن لمضرور ا حصول على تعويضين في آن واحد
أي تعويض مضاعف من اإدارة ومن ا موظف ،وذ ك أن ا قاضي يربط ا تعويض با شخص
ا عام وذ ك بحلول اإدارة محل ا موظف في دفع ا تعويض.
وفي حا ة دفع اإدارة هذا ا تعويض ،أي امل ا مبلغ ،فما عليها إا أن ترجع على
ا موظف باسترداد ا مبلغ ا ذي دفعته قاء حصته في ا تعويض ا اتج من مشار ته تلك
ا مسؤو ية ا مسببة لتعويض.
ثا ثا :تحمل ا دو ة ا تعويض بصفة احتياطية (رجوع ا دو ة على ا موظفين)
قد تقوم ا دو ة في حا ة ا ح م على ا موظف ا مرت ب لخطأ ا شخصي وا مح وم عليه
با مسؤو ية ا مد ية على تصرفاته ا محدثة لضرر با تعويض بدا م ه وذ ك يسر ا ذمة ا ما ية
إدارة ،إا أ ه ها امل ا حق با رجوع عليه ب امل ما دفعته وذ ك ب اء على مبدأ رجوع اإدارة
على ا موظف مرت ب ا خطأ بما قدمته لمضرور من تعويض وهذا ب اء على مقتضيات ا مادة
137من ا قا ون ا مد ي ،وا تي ت ص أ ه " لمتبوع حق ا رجوع على تابعه في حا ة ارت ابه
خطأ جسيما".
وبعدما تدفع اإدارة امل ا تعويض فبإم ا ها أن ترجع على ا موظف مطا بته باسترداد
ا مبلغ ا ذي دفعته قاء حصته في ا مسؤو ية.
إا أن هذا ا وع من ا مخاصمة بين ا موظف واإدارة عن خطأ شخصي م ي ن معروفا
سابقا وسبب ذ ك هو خوفا من تثبيط أي مبادرة لموظف إذا قامت اإدارة باتهامهم
يوسف سعد اه ا خوري ،ا قا ون اإداري ا عام ،ا جزاء ا ثا ي ا قضاء اإداري ،مسؤو ية ا سلطة ا عامة ،مرجع فسه 1
ص.424
88
ومخاصمتهم ،بل ان بإم ا ها اتخاذ فقط عقوبات تأديبية و ن هذا ا مبدأ يؤدي إ ى تغطية أي
خطأ شخصی لموظف ،ذ ك تم إهمال هذا ا مبدأ بعد ح م Larvelleمجلس ا دو ة ا فرسي
28جويلية ، 11951أما اآن فإن دعوى ا رجوع مم ة ويترتب ع ها دفع ا موظف ا تعويض
ب سبة مسؤو يته.
وقد رس ا مشرع ا جزائري ،أحيا ا وبش ل قاطع دعوى ا رجوع إدارة وذ ك من خال
ا مادة 144من قا ون ا بلدية ا صادر بموجب قا ون رقم 10-11 :ا مؤرخ في:
2011/06/22وا تي ت ص على أن " ا بلدية مسؤو ة مد يا عن اأخطاء ا تي يرت بها رئيس
ا مجلس ا شعبي ا بلدي وم تخبو ا بلدي ة و مستخدموها أث اء ممارسة مهامهم او بم اسبتها ،وتلزم
ا بلدية برفع دعوى ا رجوع أمام ا جهة ا قضائية ا مختصة ضد هؤاء في حا ة ارت ابهم خطأ
شخصيا" .وهذا ما تقرر أيضا ا مادة 140من قا ون ا واية رقم 07/12 :وا مؤرخ في
. 2012/02/21
إا أن دعوى ا رجوع تثير بعض ا صعوبات من حيث ا تطبيق و با فعل فه اك خطر
من رؤية استعما ها ي حرف عن غايته ،بحيث أن دعوى ا رجوع تستهدف ا مرؤوسين و يس
ا رؤساء ا مسؤو ين ،وحسب ماحظات أحد محافظي ا ح ومة وذ ك بقو ه" :إن ما خشا هو
تدفق عدد بير من ا عرفاء وا بسطاء أمام م صة ا مح مة مجرد ارت ابهم خطأ في يوم مشؤوم،
بي ما ا ذين على رأس ا مصا ح يعملون ما هو خاطئ ل يوم وبسعادة ا ت ذب أبدا".2
وحتى تمارس دعوي ا رجوع هذ يجب على اإدارة إثبات ا خطأ ا ذي قد حدث من
طرف ا موظف ا تابع إ يها ،إذ بدون ذ ك ا يم ن ا رجوع عليه ،أ ه سي ون حتما دون وجه
حق ،إا أ ه عمليا غا با ما تعفي اإدارة من هذا ا واجب ظر إثبات خطأ ا موظف من قبل
ا متضرر أث اء ا دعوى ا تي رفعها في مقاضاته إدارة.
أحمد محيو ،ا م ازعات اإدارية ،ترجمة فائز أ جق ،وبيوض خا د ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،ا طبعة 1992ص 1
259و .260
أحمد محيو ،ا م ازعات اإدارية ،فس ا مرجع ص .260 2
89
وقد أخذ ا قا ون ا مد ي ب فس ا حل ،وذ ك في ا مادة 129من ا قا ون ا مد ي وا تي
ت ص على ما يلي "ا ي ون ا موظفون ،واأعوان ا عموميون مسؤو ين شخصيا عن أفعا هم ا تي
أضرت با غير إذا قاموا بها ت فيذا أوامر صدرت إ يهم من رئيس ،متى ا ت إطاعة هذا اأمر
واجبة عليهم".
وعلى أساس هذ ا صوص فإن ل موظف عمومي يجب أن ي ون محميا عن
ا مسؤو ية ا مترتبة على ا خطأ ا مصلحي ،واذا م ي ن اأمر ذ ك فباستطاعته ا رجوع على
اإدارة ،في حا ة جمع اأخطاء أو جمع ا مسؤو يات ،فإذا ان ا عون هو ا ذي ح م عليه ب ل
شیء فباستطاعته أن يرجع على اإدارة ويخاصمها.1
خلص مما سبق أن ا قول على أن مسؤو ية ا دو ة على أعمال موظفيها تقوم أصل
عام على توافر ر ن ا خطأ ا ذي ي تج ع ه ضرر لغير مع إ زامية توافر ا عاقة ا سببية بين
ا خطأ وا ضرر ،إا أ ه و تيجة لتطور ا حاصل على ا مستوى ا قضائي أوا ثم على ا مستوى
ا فقهي وا تشريعي ثا يا ،توسعت اأسس وا شروط ا واجب توافرها قيام ا مسؤو ية ،و قد حاول
ا فقه ا غوص في ذ ك من خال اا قسام ا ذي حدث لفقهاء بين ا مذهب ا شخصي وا مذهب
ا موضوعي ،ورغم أن ل واحد من ا فريقين حججه وآراء ،إا أ هم توصلوا إ ى تيجة مفادها
"ا يم ن ترجيح مذهب على أخر في تحديد أساس واحد قيام ا مسؤو ية اإدارية".
واذا تحقق وان قامت ا مسؤو ية وأثبتت ،فإن جزاؤها هو ا تعويض ،وأن ا تعويض يهدف
إ ى جبر ا ضرر ا واقع على ا مضرور ،وذ ك سواء ا ت ا مسؤو ية قائمة على أساس ا خطأ
أو بدون خطأ ،على أن يتم تقدير ا خطأ ماديا حسب جسامة ا ضرر.
وأخي ار فإن اإدارة تعتبر تقريبا هي ا تي تتدخل وتقوم بتسديد ا تعويض ،وذ ك إما بصفة
هائية ما تثبت ا مسؤو ية على عاتقها وحدها ،واما تدفع ا تعويض بصفة تضام ية مع
ا موظف سواء ان ه اك جمع في اأخطاء أو في ا مسؤو يات فقط ،ما تتدخل تدفع
ا تعويض بصفة احتياطية ،مع حقها في ا رجوع على ا موظف بما دفعته ع ه من تعويض.
أحمد محيو ،ا م ازعات اإدارية ،ا مرجع ا سابق ،ص .261 1
90
الخــــــــاتمة
ل من ا مسؤو ية ا مد ية خلص مما سبق معا جته إ ى أن أح ام ا ظام ا قا و ي
واإدارية لموظف ا عمومي شهدت تطو ار بيرا ،تيجة ا تطور ا ذي عرفته ف رة ا تفرقة بين
ا خطأ ا شخصي وا مرفقي ،وذ ك تحديد ا شخص ا مسؤول عن تعويض ا ضرر ،فإذا ان
ا خطأ شخصي فإن ا موظف ا عمومي هو ا ذي ي ون مسؤوا ويتحمل ا تعويض من ذمته
ا خاصة ،أما إذا ان ا خطأ مرفقي فإن اإدارة هي ا تي ت ون مسؤو ة وتتحمل تبعا ذ ك
ن هذ ا تعويض جراء اأخطاء ا تي ارت بها موظفيها ا تابعين ها وا مسببة ضر ار لغير.
ا تفرقة بين ا خطأين تطورت من مبدأ ا تفرقة ا جامدة وا مطلقة إ ى مبدأ ا تفرقة ا مرة وا واقعة
بين ا خطأين.
وقد تجسد هذا ا تغيير في قاعدة ا جمع بين ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي
واإدارة ،إذ بفضل تطور ااجتهاد ا قضائي أصبحت اإدارة تسأل حتى على اأخطاء ا م فصلة
عن ا وظ يفة على أساس ا جمع بين ا مسؤو يات ،وعلى هذا اأساس أصبحت ا دو ة مسؤو ة
عن أخطاء موظفيها ا مادية غير ا مشروعة مسؤو ية تبعية ،تقوم على أساس ما يقترفه
ا موظف من أخطاء أث اء قيامه با عمل ا وظيفي ،فا شخص ا مع وي ا يم ن أن يخطأ بذاته
وا ما ا ذي يخطأ ويتعرض لمساء ة هو ا موظف ا ذي توظفه اإدارة .وتجدر اإشارة إ ى أن
ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ،تقوم على أساس ا خطأ واإهمال ا مسبب ضر ار لغير،
وأن طبيعة ا خطأ ا ذي يرت به ا موظف ا عمومي بم اسبة تأدية وظيفته أو بسببها هو ا ذي
يحدد ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ويميزها عن باقي ا مسؤو يات اأخرى ا مسؤو ية
ا تأديبية ،وا ج ائية واإدارية.
فا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي مب ية على معيار ا خطأ ا شخصي ،هذا اأخير
ا ذي يهدف من جهة إ ى حماية ا موظف وحثه على أداء واجباته ا وظيفية وابعاد عن ا جمود
وا تردد واإحجام عن مباشرة ا عمل ا وظيفي وبث ا ثقة وا طمأ ي ة في فسه ،وذ ك بتطمي ه بعدم
مساء ته عن أي خطأ يرت به وهذا من أجل توفير ا حماية لموظف وتشجيعه على ا قيام بعمله
93
ا وظيفي على ا وجه اأ مل ،إا إذا ا ت اأخطاء ا تي يرت بها ا موظف مشوبة بسوء ية أو
على درجة من ا جسام ة يصل إ ى حد ارت ابه جريمة يعاقب عليها ا قا ون ،و ذ ك على
أخطائه ا شخصية ا مرت بة خارج م ان وزمان ت فيذ ا وظيفة.
ذ ك ومع مراعاة مصلحة ا مضرور ا ذي تضرر تيجة خطأ ا موظف ا ذي ه حق
ا تعويض عن ا ضرر ا ذي أصابه ،إذ هذا اأخير ا خيار في رفع دعوا على ا موظف وحد
أو على اإدارة وحدها ،أو على ا موظف واإدارة معا ،وتصبح اإدارة ضام ة لموظف فيما
يح م عليه من تعويض ،فا مضرور وفقا لقواعد اإدارية يجد فسه أمام مسؤو ية اث ين ،هما
ا موظف واإدارة يطا بهما على ا فراد ،أو معا بحقه في ا تعويض سواء ان ا ضرر ا ذي حقه
بسبب خطأ شخصي أو مساهمة خطأين في إحداث ا ضرر ،و ن ا مضرور ا يجوز ه أن
يجمع بين ا تعويضين من ا موظف واإدارة ،ويتعين عليه أن يحترم قواعد ااختصاص في هذا
ا خصوص فا يجوز ه أن يطا ب أمام ا قاضي ا عادي بإدا ة ا موظف واإدارة معا ،وا أن
يرفع دعوى مد ية ضد ا موظف ومطا بته ا ح م على اإدارة بقيمة اأضرار ا تي حقت به.
فإذا تحققت أسس وشروط ا مسؤو ية وأثبتت ،فإن جزاءها ا تعويض وا ذي يهدف إ ى
جبر ا ضرر ا واقع على ا مضرور ،على أن يتم تقدير ا خطأ ماديا حسب جسامة ا ضرر.
وأخي ار فإن اإدارة تعتبر تقريبا هي ا تي تتدخل وتقوم بتسديد ا تعويض ،وذ ك إما بصفة هائية
ما تثبت ا مسؤو ية على عاتقها وحدها ،وأما أن تدفع ا تعويض بصفة تضام ية مع ا موظف
سواء ان ه اك جمع في اأخطاء أو في ا مسؤو يات فقط ،وأيضا قد تتدخل وتدفع ا تعويض
بصفة احتياطية مع حقها في ا رجوع على عاتق ا موظف بما دفعته بدا ع ه من ا تعويض
ا ذي يت اسب مع خطأ ا شخصي ا مستوجب لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي.
94
قائمة المراجع
أوا :النصوص التشريعية
أ) اأوامر والقوانين
-1اأمر 155-66ا مؤرخ في 1966/06/08ا متضمن قا ون اإجراءات ا جزائية ا معدل
وا متمم.
-2اأمر 156-66ا مؤرخ في 1966/06/08ا متضمن قا ون ا عقوبات ا معدل وا متمم.
-3اأمر 90-67ا مؤرخ في 1967/06/17ا متضمن قا ون ا صفقات ا عمومية.
-4اأمر رقم 58-75ا مؤرخ في 1975/12/25ا متضمن ا قا ون ا مد ي ا معدل وا متمم.
-5ا قا ون ا عضوي 01-98ا مؤرخ في 1998/05/30ا متضمن اختصاصات مجلس
ا دو ة وت ظيمه وعمله.
-6اأمر 03-06ا مؤرخ في 2006/07/15ا متضمن ا قا ون اأساسي لوظيفة ا عامة.
-7ا قا ون رقم 11-90ا مؤرخ في 1990/04/21ا متعلق بعاقات ا عمل.
-8ا قا ون رقم 09-08ا مؤرخ في 2008/02/25ا متضمن قا ون ااجراءات ا مد ية
واادارية.
-9ا قا ون رقم 10 / 11ا مؤرخ في 2011/06/22ا متضمن قا ون ا بلدية.
-10ا قا ون رقم 07 / 12ا مؤرخ في 2012/02/21ا متضمن قا ون ا واية.
ب) المراسيم
-1ا مرسوم ا ت فيذي 85 / 59ا مؤرخ في 1985/03/23ا متضمن ا قا ون اأساسي
ا موذجي ا عمال ا مؤسسات واإدارات ا عامة.
-2ا مرسوم ا رئاسي رقم 247 / 15ا صادر في 2015/09/16يتضمن ت ظيم ا صفقات
ا عمومية وتفويضات ا مرفق ا عام.
96
ثانيا :المؤلفات
.1أحسن بوسقيعة ،ا وجيز في ا قا ون ا ج ائي ا خاص ،ا جزء ا ثا ي ،دار موحة طبعة .2004
.2بشير مس و ي ،مبادئ ا قا ون اإداري ا ليبي ،دراسة مقارة ،ا شر ة ا عامة لطبع و ا توزيع
واإعان ،يبيا.1978 ،
.3بليام ا عربي ،ا ظرية ا عامة ا تزام في ا قا ون ا مد ي ا جزائري ،ا جزء ا ثا ي ،ا واقعة
ا قا و ية ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية.2001 ،
.4رشيد خلوفي ،قا ون ا مسؤو ية اإدارية ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،طبعة .2001
.5رضا فرج ،شرم قا ون ا عقوبات ا جزائري ،ا تاب اأول ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ا جزائر،
.2004
.6سامي حامد سليمان ،ظرية ا خطأ ا شخصي في مجال ا مسؤو ية اإدارية دراسة مقارة،
توزيع دار ا ف ر ا عربي ،ا طبعة اأو ى ،1988 ،ا قاهرة ،مصر.
.7سليمان مرقص ،ا وافي في شرم ا قا ون ا مد ي ا جزائري ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ا جزائر،
طبعة .1988
.8ع ادل أحمد ا طائي ،ا مسؤو ية ا مد ية لدو ة من أخطاء موظفيها ،دار ا ثقافة ل شر وا توزيع،
اأردن ،طبعة .1999
.9عمارعواب دي ،ظرية ا مسؤو ية اإدارية ظرية تأصيلية تحليلية ومقارة ،ديوان ا مطبوعات
ا جامعية.1998 ،
.10عمارعوابدي ،ا ظرية ا عامة لم ازعات اإدارية ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية طبعة .2001
.11مال رحماوي ،تأديب ا موظف ا عام في ا قا ون ا جزائري ،دار هومة ،ا جزائر.2004 ،
.12عشيب محفوظ ،ا مسؤو ية في ا قا ون اإداري ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ،ا جزائر،
.1994
.11ماجد ارغب ا حلو ،ا قضاء اإداري ،دراسة مقارة ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية ا قاهرة،
مصر.1988 ،
97
.11محمد ا صغير بعلي ،ا قا ون اإداري ،ا ت ظيم اإداري ،دار ا علوم ،ا جزائر .2002
.15محمد ا صغير بعلي ،ا وجيز في ا م ازعات اإدارية ،دار ا علوم ،ا جزائر.2002 ،
.16محمد حلمي ،ا قضاء اإداري ،ا طبعة اأو ى ،دار ا ف ر ا عربي ،ا قاهرة .1975
.11محمد رفعت ،وا د تور حسن عثمان ،ا قضاء اإداري ،ميادين ا قا ون اإداري ،ديوان
ا مطبوعات ا جامعية ،اإس درية.2001 ،
.18محمد شافعي أبو راس ،ا قضاء اإداري ،عا م ا تاب ،ا قاهرة ،دون طبعة وتاريخ.
.19محمد عاطف ا ب ا ،دار ا ف ر ا عربي ،رقم اإيداع بدار ا تب ا قومية. 9042/90 ،
.20محمود بال حمزة ،ا عمل غير ا مشروع باعتبار مصدر ا تزام ،ديوان ا مطبوعات ا جامعية
ا جزائر.1986 ،
.21محمود عبد ا قادر علي ا حاج ،مسؤو ية ا م تج وا موز ،دار ا هضة ا عربية ا قاهرة ،مصر،
.1982
.22يوسف سعد اه ا وري ،ا قا ون اإداري ا عام ،ا جزء ا ثا ي ،ا قضاء اإداري مسؤو ية
ا سلطة ا عامة
98
الفهــــــــــــرس
01 مقدمة..................................................................................................
الفصل اأول :مفهوم ومعايير المسؤولية المدنية للموظف العمومي
07 المبحث اأول :ا مقصود با مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي و تمييزها عن غيرها من ا مسؤو يات.. .
07 المطلب اأول :مفهوم ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي ..............................................
07 الفرع اأول :تعريف ا مسؤو ية ا مدنية لموضوع ا عمومي.........................................
08 الفرع الثاني :اأساس ا قانوني لمسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي.................................
12 المطلب الثاني :تمييز ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي عن غيرها من ا مسؤو يات....................
12 الفرع اأول :ا تمييز بين ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي و ا مسؤو ية ا جنائية..................
14 الفرع الثاني :ا تمييز بين ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي و ا مسؤو ية اإدارية.................
15 الفرع الثالث :ا تمييز بين ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي و ا مسؤو ية ا تأديبية.................
17 المبحث الثاني :معيار تحديد ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي........................................
18 المطلب اأول :ا خطأ ا شخصي معيار تحديد ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي......................
18 الفرع اأول :مفهوم ا خطأ ا شخصي...............................................................
21 الفرع الثاني :ا خطأ ا شخصي وت ييفاته ا قانونية اأخرى...........................................
30 المطلب الثاني :ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي.............................................
30 الفرع اأول :نشأة وتطور ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي وأهميتها....................
34 الفرع الثاني :معيار ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي...................................
الفصل الثاني :مسؤولية الدولة عن أعمال موظفيها
51 المبحث اأول :أسس و شروط مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها .....................................
51 المطلب اأول :أسس مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها................................................
52 الفرع اأول :ا مظهر ا شخصي....................................................................
54 الفرع الثاني :ا مذهب ا موضوعي ................................................................
56 المطلب الثاني :شروط قيام مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها..........................................
56 الفرع اأول :ا خطأ ا مرتبط با وظيفة...............................................................
56 الفرع الثاني :عاقة ا تبعية.........................................................................
63 المبحث الثاني :آثار ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي................................................
67 المطلب اأول :ااختصاص واإجراءات في دعوى ا تعويض............................................
67 الفرع اأول :ا جهة ا قضائية ا مختصة با تعويض...................................................
72 الفرع الثاني :ا شروط و اإجراءات في رفع دعوى ا تعويض......................................
77 المطلب الثاني :ا ح م با مسؤو ية وا تعويض (موضوع دعوى ا مسؤو ية)................................
77 الفرع اأول :اإثبات في دعوى ا مسؤو ية اإدارية.................................................
79 الفرع الثاني :ا ح م با تعويض في دعوى ا مسؤو ية................................................
83 الفرع الثالث :ا جهة ا ملزمة بتقديم ا تعويض.......................................................
93 الخاتمة ................................................................................................
96 قائمة الم ارجع..........................................................................................