You are on page 1of 98

‫وزارة التع يــ العالـي والبحـث الع مـي‬

‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬

‫جامعة عبد ا حميد بن باديس مستغانم‬


‫ا مرجع ‪09 :‬‬ ‫لية ا حقوق و ا علوم ا سياسية‬
‫قسم ا قانون ا عام‬

‫مذ رة نهاية ا دراسة نيل شهادة ا ماستر‬

‫المسؤولية المدنية للموظف العمومي‬


‫في التشريع الجزائري‬
‫ميدان ا حقوق و ا علوم ا سياسية‬
‫ا تخصص‪ :‬ا قانون اإداري‬ ‫ا شعبة‪ :‬ا حقوق‬
‫تحت إشراف اأستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد ا طا ب‪:‬‬
‫د‪ .‬يحيى عبد ا حميد‬ ‫بن درف رشيد‬
‫أعضاء جنة ا مناقشة‬
‫رئيسا‬ ‫عباسي عبد ا قادر‬ ‫اأستاذ(ة)‬
‫مشرفا مقر ار‬ ‫يحي عبد ا حميد‬ ‫اأستاذ(ة)‬
‫مناقشا‬ ‫بن عودة نبيل‬ ‫اأستاذ(ة)‬

‫السنة الجامعية‪2019/2018 :‬‬


‫نوقشت يوم‪2019/07/ 07:‬‬
‫إهـــداء‬

‫أحمد اهلل وأشكره على منه وكرمه وتوفيقه لي إلتمام مذكرة التخرج‪.‬‬
‫مقدما إهدائي إلى روح والديا العزيزين والى كل اإلخوة واألخوات والى زوجتي‬
‫وأبنائي عبد المالك وعبد الرحمان ويحي والى زمالئي في العمل في جامعة التكوين‬
‫المتواصل وأصدقائي في جامعة عبد الحميد بن باديس ‪.‬‬

‫بن درف رشيد‬


‫كلمـــــة شكــــر‬

‫نتوجه إلى اهلل تبارك و تعالى بالحمد و الثناء و الشكر كما يحبه و يرضاه على أن وفقنا على‬
‫إنجاز هذا العمل‪ ،‬على ما فيه من ضعف البشر و قصر النظر ‪ ،‬فما كنا فيه من صواب فهو‬
‫من محض فضله سبحانه و تعالى و منته علينا‪ ،‬فله الحمد و الشكر و نسأل اهلل العفو‬
‫والغفران‪.‬‬
‫نتقدم بالشكر الخاص إلى األستاذ "يحي عبد الحميد " مؤطرنا ‪ ،‬الذي لم يبخل علينا بمساعدته‬
‫لنا في انجاز هذه المذكرة‪ ،‬و كان لنا نعم األخ و المرشد و تحمل عبء توجيهنا النجاز أصعب‬
‫جزء من هذا العمل المتواضع‪.‬‬
‫والى من ساعدنا في إتمام هذا العمل المتواضع من قريب أو بعيد‬
‫إليكم جميعا أخلص الشكر‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫إن وظيفة ا دو ة في ا عصر ا حديث م تعد تقتصر على أداء اأ شطة ا تقليدية‬
‫وا متمثلة أساسا في ا عدل وا دفاع وا حفاظ على ا مصا ح ا خارجية‪ ،‬وا تي جعلت م ها دو ة‬
‫حارسة بل أصبحت دو ة متدخلة ‪ ،‬إذ تت فل بمباشرة أدوار عدة بما فيها تلك ا م درجة ضمن‬
‫ا قطاع ا خاص‪.‬‬
‫و تيجة هذا ا توسع ثرت وظائف ا دو ة وازداد موظفوها باعتبارهم إحدى وسائل ا دو ة‬
‫ت فيذ سياستها‪ ،‬وهم ا مسؤو ون عن تحقيق أهدافها‪ ،‬ومع ى ذ ك أن ا موظف ا عمومي هو ا ذي‬
‫يلقى عليه ا عبء اأ بر في تسيير ا جهاز اإداري‪ ،‬ا ذي ا يع ي أ ثر من و ه أشخاصا‬
‫يعمل ون باسم ا دو ة و حسابها في ل ما تضطلع به من أعباء ومسؤو يات‪ ،‬وما تباشر من‬
‫سلطات‪ ،‬فتقاس قدرة ا دو ة بمدى قدرة موظفيها على أداء اأعمال ا م وطة بهم‪.‬‬
‫فا موظف ا عمومي هو ذ ك ا شخص ا معين في عمل دائم وا مص ف في درجة من‬
‫درجات ا سلم اإداري سواء في اإدارات ا مر زية‪ ،‬أو في ا هيئات ا محلية‪ ،‬و ذ ك في‬
‫ا مؤسسات وا هيئات ا عامة بموجب ماذج محددة بمرسوم‪ .‬وا طاقا من هذا ا تعريف يم ن‬
‫استخاص ا ع اصر اأساسية ا تي يقوم عليها تعريف ا موظف ا عمومي وهي‪:‬‬
‫‪ -‬صدور أداة قا و ية يلحق بمقتضاها ا شخص في ا خدمة‪ ،‬وقد ت ون هذ اأداة في ش ل‬
‫مرسوم رئاسي أو ت فيذي‪ ،‬أو في ش ل قرار وزاري‪ ،‬أو وائي‪ ،‬أو في ش ل مقرر صادر عن‬
‫سلطة إدارية‪.‬‬
‫‪ -‬ا قيام بعمل دائم بمع ى أن يشغل ا شخص وظيفته على وجه ااستمرار‪ ،‬بحيث ا ت فك ع ه‬
‫إا با وفاة‪ ،‬أو ا عزل‪ ،‬أو ا تقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬أن ي ون معي ا أداء وظيفة في إحدى ا هيئات ا خاضعة لقا ون اإداري‪ ،‬و مص فا في‬
‫درجة حسب ا سلم اإداري‪.‬‬
‫وا شك أن ا موظف ا عمومي بهذا ا مع ى و هو يتدخل باسم ا دو ة و حسابها‪ ،‬قد‬
‫يرت ب أخطاء تسبب أض ار ار لغير ‪ ،‬هذا اأخير ا ذي يحق ه ا مطا بة با تعويض جب ار لضرر‬

‫‪1‬‬
‫ا ذي أصابه ‪ ،‬و هو ما يؤدي إ ى ا مساء ة ا مد ية لموظف ا عمومي و تحميله عبء‬
‫ا تعويض عما يتسبب فيه من أضرار‪ ،‬وهو ما يطلق عليه با مسؤو ية ا مد ية لموظف‬
‫ا عمومي‪ .‬وهذ ا مسأ ة تبدو في غاية ا وضوح وا بساطة و ن ظريا فحسب‪ ،‬إذ أ ه في‬
‫ا تطبيق ا عملی تثور ا عديد من ا مشا ل بصدد ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومی‪ ،‬ذ ك أن‬
‫طبيعة ا شاط ا ذي يمارسه‪ ،‬وا سلطات ا تي يحوزها تفرض خصوصيات عدة على مفهوم‬
‫ا خطأ ا ذي أرت به وبا تا ي ا مسؤو ية ا ملقاة على عاتقه‪ ،‬واشك أن تلك ا خصوصيات هي‬
‫ا تي ا ت وراء ااجتهاد ا متميز لقضاء اإداري وخصوصا ا فرسي م ه‪ ،‬وا ذي ا تهى به‬
‫ا مطاف إ ى إبداع ظرية متميزة ومت املة مسؤو ية ا موظف ا عمومي تخرج عن قواعد‬
‫ا مسؤو ية ا مد ية ا م رسة في ا قا ون ا خاص‪.‬‬
‫فا ة حقوق ا غير ا متضررين من‬ ‫وفي فس اإطار ومحاو ة من ا قضاء اإداري‬
‫ا تدخل ا خاطئ لموظف ا عمومي من جهة‪ ،‬وحماية هذا اأخير من جهة أخرى‪ ،‬ابتدع‬
‫ا قضاء اإداري ظرية أخرى تتعلق بحلول ا دو ة محل ا موظف في ا مسؤو ية ا مد ية لموظف‬
‫ا عمومي ا اجمة عن أخطائه‪ ،‬تضاف ل ظرية اأو ى بما يؤ د قطعا تميز ا مسؤو ية اإدارية‬
‫عن ا مسؤو ية ا مد ية ا تي يعرفها ا قا ون ا خاص وي رس ا دور ا خاق لقاضي اإداري‪.‬‬
‫وي شف من جهة أخرى أن اأهمية ا با غة هذا ا موضوع‪ ،‬وا ذي يتعلق بمجال من‬
‫مجاات ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي يس خاضعا لقواعد ا عامة لمسؤو ية‪ ،‬و يس ه‬
‫قواعد مق ة تتيح لقاضي ا رجوع إ يها بما يتماشى وضرورة خضوعه لقا ون في ا عمل‬
‫ا قضائي‪ ،‬و تيجة ذ ك يبرز هذا ا موضوع إحدى مجاات ااجتهاد ا قضائي‪ ،‬وخصوصا‬
‫با سبة لقاضي اإداري أ ه مطا ب بإيجاد ا حلول ل زاعات ا تي ا يم ن إخضاعها قواعد‬
‫قا و ية محددة‪ ،‬وهو أساس ظرية ا قضاء مصدر لقواعد ا قا و ية‪ ،‬وا تي تحتاج لدراسة‬
‫وا تفصيل بما يوضحها ويحدد ضوابط ا تدخل ا قضائي ا م شئ لقا ون‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫واشك أن إحدى مظاهر أهمية هذا ا موضوع تتمثل في أن ا قاضي يستوجب عليه‬
‫تحديد وع ا خطأ ا ذي ارت به ا موظف ا عمومي أث اء قيامه بوظيفته أو بسببها أو بم اسبتها إذ‬
‫بتحديد وع ا خطأ يتحدد ا ااختصاص وتترتب بموجبه ا مسؤو ية‪.‬‬
‫وعلى ذ ك فهذ ا دراسة تثير إش ا ية أساسية تتعلق با ظام ا قا و ي لمسؤو ية ا مد ية‬
‫لموظف ا عمومي من جهة‪ ،‬واأسس ا فيلة بحلول ا دو ة محل ا موظف ا عمومي في‬
‫ا مسؤو ية ا اجمة عن خطئه؟‬
‫وبصيغة أخرى يف تمت ا معا جة ا تشريعية وا قضائية لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي؟‬
‫و يفية حلول ا دو ة محل ا موظف في هذ ا مسؤو ية؟‬
‫وب اء على هذ اإش ا ية اأساسية طرح ا تساؤات ا تا ية‪:‬‬
‫‪ /1‬ما ا مقصود با مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي؟‬
‫‪ /2‬ما هي أسس وشروط مسؤو ية اإدارة عن أعمال موظفيها؟‬
‫‪ /3‬ما هي معايير تمييز ا مسؤو ية ا مد ية عن غيرها من ا مسؤو يات؟‬
‫‪ / 4‬ما هي ا جهة ا قضائية ا مختصة؟ هل هو ا قضاء ا عادي وبذ ك ون أمام مسؤو ية مد ية‬
‫محضة تح مها قواعد ا قا ون ا مد ي‪ ،‬أم أن ا قضاء اإداري هو ا مختص‪ ،‬ون ه اك موظف‬
‫عمومي وادارة عمومية؟‬
‫‪ /5‬من يقوم بدفع قيمة ا تعويض‪ ،‬ا موظف ا عمومي‪ ،‬أم ا دو ة؟‬
‫وقد اعتمدت في دراستي هذا ا موضوع م هجية مزدوجة تقوم على ا تحليل وا مقارة‪:‬‬
‫وي من اأول ‪ :‬في تحليل ا صوص ا قا و ية واأح ام ا قضائية اإدارية من أجل استخاص‬
‫اأف ار ا قا و ية ا فيلة باإجابة عن ا تساؤات ا مطروحة‪ ،‬وبا تا ي ا شف عن موقف ا مشرع‬
‫من جهة ودور ا قاضي من جهة أخرى في ت ريس ظرية متميزة مسؤو ية ا موظف ا عمومي‪.‬‬
‫وي من ا ثا ي‪ :‬في ا مقارة بين ما عليه ا وضع في ا تشريعات وا قضاء ا مقارن‪ ،‬وخصوصا‬
‫ا فرسي م ه ريادته في هذا ا مجال من جهة‪ ،‬و تشابه ا معطيات ا قا و ية وا واقعية بين ا قضاء‬
‫ا جزائري وا قضاء ا فرسي‪ ،‬واعتمادا على ل ذ ك اعتمدت تقسيم ا موضوع إ ى فصلين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫يتضمن ا فصل اأول‪ :‬مفهوم ومعيار ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬وي قسم هذا ا فصل‬
‫بدور إ ى مبحثين‪ ،‬يتمثل اأول في مفهوم هذ ا مسؤو ية وتمييزها عن غيرها من ا مسؤو يات‪،‬‬
‫بي ما يتضمن ا مبحث ا ثا ي معيار تحديد ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪.‬‬
‫يتضمن ا فصل ا ثا ي‪ :‬مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها‪ ،‬وبدور ي قسم إ ى مبحثين‪ :‬يتمثل‬
‫اأول في أسس وشروط مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ‪ ،‬بي ما يتضمن ا مبحث ا ثا ي‬
‫أثار ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مع يير المس لي المدني ل م ظف العم مي‬ ‫الفصل اأ ل‪ :‬مف‬
‫تمهيد‬
‫ها‬ ‫إن لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي أهمية بيرة في مجال ا قا ون اإداري‬
‫تعطي لباحث أحدى ا سبل ا تي بواسطتها يم ه ا تعرف على درجة ا قرابة‪ ،‬أو درجة ا ت افر‪،‬‬
‫أو ا تباعد بين ا قا ون اإداري وا قا ون ا مد ي‪ ،‬و ذ ك ا بد أن حدد مفهوما خاصا با مسؤو ية‬
‫ا مد ي ة لموظف ا عمومي‪ ،‬إذ تعددت ا مفاهيم با سبة لمسؤو ية ا مد ية حيث ت قسم ا مسؤو ية‬
‫وتت وع باختاف ا ظام ا قا و ي ا ذي ي ظمها‪ ،‬ما تعددت ا معايير ا تي تحدد ا مسؤو ية‬
‫ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬وذ ك م ذ ا قدم إ ى يوم ا هذا‪ ،‬وهذا ما يستدعي م ا ا تطرق‬
‫لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي في مبحثين‪:‬‬
‫ا مبحث اأول‪ :‬تطرق فيه إ ى مفهوم ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬وتمييزها عن غيرها‬
‫من ا مسؤو يات من حيث ا تعريف وا تفرقة بي ها وبين ا مسؤو يات ا خرى‪ ،‬و ذ ك ا سس‬
‫ا قا و ية ا تي تحدد بها مثل هذ ا مسؤو ية وخاصة في ا تشريع ا جزائري‪.‬‬
‫أما ا مبحث ا ثا ي‪ :‬تطرق فيه إ ى معايير ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي وذ ك با تطرق‬
‫إ ى معيار ا خط أ ا شخصي و ه هو ا ذي يحدد مسؤو ية ا موظف ا عمومي وقد قمت با تمييز‬
‫بي ه وبين ا خطأ ا مرفقي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تمييزه عن‬ ‫المبحث اأ ل‪ :‬المقص د ب لمس لي المدني ل م ظف العم مي‬
‫غيره من المس لي‬
‫إن تحديد مفهوما خاصا با مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي يعتمد على ا تعاريف‬
‫ا مختلفة ا تي ت او ت هذا ا مفهوم‪ ،‬و ذ ك ا ساس ا قا و ي ا ذي تقام عليه هذ ا مسؤو ية‪،‬‬
‫وعليه سوف ت اول في هذا ا مبحث مفهوم ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي وذ ك بتعريفها‬
‫وتحديد ا ساس ا قا و ي هذ ا مسؤو ية وهذا في ا مطلب ا ول‪ ،‬ثم تطرق في ا مطلب ا ثا ي‬
‫إ ى تمييز هذ ا مسؤو ية عن غيرها من ا مسؤو يات ا خرى‪.‬‬

‫المس لي المدني ل م ظف العم مي‬ ‫اأ ل‪ :‬مف‬ ‫المط‬


‫يتحدد مفهوم ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي بواسطة عملية تعريفها‪ ،‬وبذ ك‬
‫س تطرق في هذا ا مطلب إ ى تعريف ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬و ذا ذ ر أسسها‬
‫ا قا و ية‪.‬‬

‫الفرع اأ ل‪ :‬تعريف المس لي المدني ل م ظف العم مي‬


‫تعريف ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي يتطلب ا مر تحديد مع ى ا مسؤو ية‬
‫ا قا و ية بصورة عامة‪ ،‬ثم بعد ذ ك تحديد مع ى ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي بصورة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫أوا‪ :‬ا مسؤو ية بش ل عام‬
‫تعرف بأ ها حا ة ا شخص ا ذي ارت ب أم ار يستوجب ا مؤاخذة عليه‪.1‬‬
‫ثا يا‪ :‬ا مسؤو ية غة واصطاحا‬
‫‪ -1‬ا مسؤو ية غة‪ :‬يقصد بها أي شخص يأتي بعمل أو تصرف ي ون مسؤوا عن‬
‫تائجه‪ ."2‬أو هي " حا ة ا مؤاخذة أو تحمل ا تبعة‪." 3‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫سليمان مرقص‪ :‬ا وافي في شرح ا قا ون ا مد ي ا جزائري ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬ا جزائر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫عشب محفوظ ‪ ،‬محفوظة ا مسؤو ية في ا قا ون اإداري ديوان ا مطبوعات ا جزائرية ‪ ،‬ا جزائر‪4 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫عمار عوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية ديوان ا مطبوعات ا جامعة ‪ ،‬ا طبعة ا ثا ية عام ‪4‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -2‬ا مسؤو ية اصطاحا‪ :‬وهي تلك ا تق ية ا قا و ية ا تي تت ون أساسا من تداخل إرادي ي قل‬
‫بمقتضا عبء ا ضرر ا ذي وقع على شخص مباشرة بتأثير قوا ين ا طبيعة‪ ،‬أو ا بيو وجيا‪ ،‬أو‬
‫ا قوا ين ااجتماعية إ ى شخص أخر ي ظر إ يه على أ ه هو ا شخص ا ذي يتحمل هذا ا عبء‪.‬‬

‫ثا ثا‪ :‬ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‬


‫ا مسؤو ية ا مد ية لموظف باعتبارها مسؤو ية قا و ية وهي تلك ا مسؤو ية ا تي ت جم عن‬
‫ا عمال ا ضارة من طرف ا موظف ا عمومي‪ ،‬أو هي ا حا ة ا قا و ية ا تي يلتزم فيها ا موظف‬
‫ا عمومي بدفع ا تعويض عن ا ضرر أو ا ضرار ا تي سببها لغير بفعل أعما ه ا ضارة وذ ك‬
‫على أساس ا خطأ ا شخصي ا ذي ارت به‪.‬‬

‫الفرع الث ني‪ :‬اأس س الق ن ني ل مس لي المدني ل م ظف العم مي‬


‫يجمع ا فقه ا قا و ي على أن ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ا يم ن أن تقوم أو‬
‫تتو د ع ها اآثار إا إذا تم تأسيسها على ف رة ا خطأ‪ ،‬ذ ك أصبح علي ا زاما أن بحث عن‬
‫مد ول ا خطأ بيان طبيعة ا خطأ ا ذي تؤسس عليه ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪.‬‬
‫أوا‪ :‬تعريف ا خطأ‬
‫اختلفت ا تعريفات ا تي حاو ت تحديد مد ول ا خطأ ا ذي تؤسس عليه هذ ا مسؤو ية‪،‬‬
‫فقد عرفه ا ستاذ فيري با يول‪ " :‬بأ ه إخال با تزام سابق"‪.1‬‬
‫وقد عرفه روبير قائا " هو إخال بموجب سابق يرجع بمصدر إ ى ا قا ون‪ ،‬أو ا عقد‪،‬‬
‫أو ا مبادئ ا عامة أخاق أو ا قا ون"‪.‬‬
‫‪ -‬إن دراسة تعريف روبير لخطأ احظ إ ه اعتمد على تعريف با يول ا سابق غير أ ه حاول‬
‫اابتعاد عن قاط ا ضعف ا تي وقع فيها با يول‪.‬‬
‫‪ -‬حيث أ ه حدد اإخال باا تزام على أ ه محدد با قا ون‪ ،‬و و ان قد توقف ع د ذ ك ان‬
‫تعريفه أ ثر إصابة في تحديد مفهوم ا خطأ في حدود معي ة قد ذ رها ا قا ون‪ ،‬و ن روبير أراد‬
‫أن يضيف إ ى ما سبق جملة اإخال با مبادئ ا عامة أخاق وا قواعد ا عامة لقا ون مما‬

‫‪ 1‬محمود عبد ا قادر على ا حاج‪ ،‬مسؤو ية ا م تج وا موزع‪ ،‬دار ا هضة ا عربية ا قاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ،1982‬ص ‪.84‬‬
‫‪8‬‬
‫جعل تعريفه معرض ا تقادات‪ ،‬وا تي تمثلت في ا خلط بين ا قواعد ا عامة لقا ون وا قواعد‬
‫ا عامة أخاق‪.1‬‬
‫أما في ا مجال ا تشريعي فإن معظم ا تشريعات م تعط مد وا محددا لخطأ بل ا تفت‬
‫بصياغة عامة تؤسس عليها ا مسؤو ية ا مد ية‪ ،‬فمثا جد في ا قا ون ا مد ي ا فرسي إ ه ي ص‬
‫في مادته ‪ 1382‬على أ ه " ل فعل إ سان سبب ضر ار لغير يرتب مسؤو ية من أحدث‬
‫ضرر بخطئه"‪.‬‬
‫و جد ذ ك ا مشرع ا جزائري في ا مادة ‪ 124‬قد ص على ا خطأ و ذ ك بقو ه‪ « :‬ل‬
‫فعل أيا ان يرت به ا شخص بخطئه‪ ،‬و يسبب ضر ار لغير يلزم من ان سببا في حدوثه‬
‫با تعويض»‪.‬‬
‫واذا ان هذا هو ا مد ول ا عام لخطأ فا تساؤل ا ذي يطرح ه ا هو حول ما إذا ان‬
‫يم ن تطبيق هذا ا مد ول على أخطاء ا موظف ا عمومي في ا مؤسسات ا عمومية‪ ،‬أم أن خطأ‬
‫ا موظف ا عمومي في ا مؤسسات ا عمومية يتميز على ا مد ول ا عام لخطأ ا مد ي ا ذي‬
‫تعرضه وتحدثه ا تشريعات ا مد ية؟‪.‬‬
‫إجابة عن هذا ا سؤال وجب علي ا ا رجوع إ ى ا قضاء إذ جد أن ا مح مة ا عليا ا غرفة‬
‫اإدارية قد است دت إ ى ا مادة ‪ 124‬من ا قا ون ا مد ي في مسؤو ية ا مستشفى إذ أ ها في‬
‫قرارها ا صادر في‪ 1991/01/13 :‬قضية ا مر ز اإستشفائي ا جامعي ضد فريق ك ومن‬
‫معهم (ا مجلة ا قضائية ا عدد ‪ 96/2‬ص ‪ ،)127‬وا ذي جاء في أحدى حيثياته (حيث أن‬
‫ا مسؤو ية ا مترتبة على ا مستشفى هي تعويض ا ضحية طبقا لمادة ‪ 124‬من ا قا ون ا مد ي‬
‫ما جاء في ا قرار ا مستأ ف مادام يوجد تهاون وتقصير من طرف عمال ا مستشفى ا جر ع ه‬
‫وفاة ا ضحية ذا فاستبعاد هذ ا مادة في غير محلها)‪.‬‬

‫محمود جال حمزة‪ ،‬ا عمل ا غير مشروع باعتبار مصدر ا تزام‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعة ا جزائر‪ ،1986 ،‬ص‪.66‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫و ن أ تقد هذا ا قرار من طرف ا ستاذ رشيد خلوفي على أساس ما هو ا داعي إ ى‬
‫عدم ااست اد لقواعد ا خاصة مسؤو ية ا مستشفى ا اتجة عن طبيعة ا شاطات ا مختلفة‬
‫وا موا بة لتطورات ا علمية ا مستمرة‪.1‬‬
‫وعليه وفي إطار ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فإن ا موظف ا عمومي ي ون‬
‫مسؤوا ع دما يرت ب خطأ يسبب به أضرار لغير‪ ،‬على أن ي ون هذا ا خطأ شخصيا ا‬
‫مرفقيا‪ ،‬فإن ان مرفقيا فا يسأل عليه بل اإدارة هي ا تي ت ون مسؤو ة وتلزم با تعويض عن‬
‫ا ضرار ا تي أ حقت با غير‪ ،‬وبا تا ي فمسؤو ية ا موظف ت ون دائما مب ية على أساس ا خطأ‪.‬‬
‫وفي رأي ا بأن مد ول ا خطأ ا مد ي في ا تشريعات يتطابق مع مد ول ا خطأ في‬
‫ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬إذ با رجوع إ ى مد ول ا خطأ في ا قواعد ا عامة في‬
‫ا تشريعات ا مد ية وا ذي يعرف بأ ه إخال با تزام سابق فإ ه ي طبق أيضا على مد ول ا خطأ‬
‫لموظف ا عمومي‪ ،‬زد على ذ ك و حن في بحث ا هذا ت لم على ا مسؤو ية ا مد ية لموظف‬
‫ا عمومي ا ذي يجعل ا رجع إ ى ا قواعد ا عامة لمسؤو ية ا مد ية‪ ،‬وأن مد ول ا خطأ هو واحد‬
‫سواء ان لموظف أو غير ا موظف‪ ،‬و ن يجب علي ا أن فرق بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ‬
‫ا مرفقي‪ ،‬فا ول تترتب عليه مسؤو ية ا موظف ا عمومي وهو من يلزم با تعويض‪ ،‬أما ا ثا ي‬
‫فإن اإدارة هي ا تي ت ون مسؤو ة عن ا ضرار ا تي أصابت ا غير من جراء أخطاء موظفيها‬
‫وهي من تلزم با تعويض‪.‬‬

‫ثا يا‪ :‬ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي هل هي عقدية أم تقصيرية‬

‫رشيد خلوفي‪ ،‬قا ون ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬طبعة ‪ ،2001‬ص ‪.74‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫ا مسؤو ية بش ل عام هي إ زام ا مدين بتعويض ا ضرر ا ذي ترتب على إخا ه بإ تزام‬
‫يقع عليه"‪ ، 1‬فإذا ان مصدر اا تزام ا ذي أخل به هو ا عقد ا ت ا مسؤو ية عقدية‪ ،‬أما إذا‬
‫ان اا تزام مصدر ا عمل ا غير ا مشروع ا ت ا مسؤو ية تقصيرية‪.‬‬
‫واإش ال ا ذي يطرح ه ا هل ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي مسؤو ية عقدية أم‬
‫تقصيرية؟‪.‬‬
‫با رجوع إ ى ا تشريع وا قضاء ا جزائري جد قد عرف ا مسؤو ية ا عقدية بأ ها جزاء‬
‫اإخال با تزام عقدي‪ ،‬أما ا مسؤو ية ا تقصيرية فقد عرفها ا مشرع ا جزائري بأ ها جزاء‬
‫اا حراف عن تصرف سلوك ا رجل ا عادي و يس ه رابطة با عاقة ا عقدية‪.‬‬
‫وبما أن ا موظف ا عمومي في طريقة تعيي ه وعاقته مع اإدارة ا عمومية تربطه معها‬
‫عاقة ت ظيمية ائحية قا و ية و يس عقدية‪ ،‬حيث أن ا سلطة واإدارة ا عامة هي صاحبة‬
‫ااختصاص في إصدار قرار ا تعيين حسب ا لوائح وا قوا ين ا تي وضعت مسبقا‪ ،‬ما أن‬
‫ا موظف ا عمومي في حا ة قيامه بخطأ أث اء وبم اسبة عمله ا يتعرض إا عقوبة تأديبية من‬
‫قبل اإدارة عن طريق ا لج ة ا متساوية ا عضاء‪ ،‬وهذ ا عقوبة تت ون من عدة درجات حددها‬
‫ا قا ون مسبقا وبا تا ي فإن ا مشرع ا جزائري م يحدد ا عاقة بين ا موظف ا عمومي واإدارة إا‬
‫على أساس ت ظيمي ائحي‪ ،2‬وهذا ما يجعل اإدارة في مر ز ممتاز تجا ا موظف ا عمومی‪.‬‬
‫أما عاقة ا موظف ا عمومي با جمهور تحددها ا لوائح وا قوا ين أيضا‪ ،‬حيث أ ه يجب‬
‫على ا موظف ا عمومي أن يلتزم با صا ح ا عام ويتحمل أعباء ا وظيفة ا عامة وا تي تتمثل في‬
‫تقديم خدمات لجمهور من أجل إشباع حاجاته من خال موظفيها ا عموميين‪ ،‬وحيث أن‬
‫ارت ابهم ا خطاء أث اء قيامهم بعملهم ا وظيفي أو بم اسبته تقام مسؤو ية اإدارة ا قا و ية‪ ،‬و ن‬
‫في حا ة حدوث ضرر لغير تيجة هذا ا خطأ فتقام ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬وبما‬
‫أ ه ا توجد عاقة تعاقدية بين ا مضرور وا موظف ا عمومي هذا ا خير ا ذي يخضع لوائح‬

‫عمر بوجاري‪ :‬مسؤو ية مجلس اإدارة في ا مؤسسة ا عامة‪ ،‬رسا ة ماجستير في اإدراة وا ما ية ا عامة ا جزائر‪ ،‬ص‪.154‬‬ ‫‪1‬‬

‫ا مادة ‪ 06‬من ا مرسوم ا ت فيذي ‪ 85 / 59‬ا متضمن ا قا ون ا ساسي ا موذجي عمال ا مؤسسات واإدارات ا عامة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫وا قوا ين ا داخلية فقط في ا وظيفة ا عامة‪ ،‬وبذ ك فا تقام ا مسؤو ية ا عقدية لموظف ا عمومی‬
‫بل تق ام ا مسؤو ية ا تقصيرية‪ ،‬وم ه ي ون مسؤوا مد يا أمام من تعرض إ ى ضرر من ا جمهور‬
‫تيجة خطئه ا شخصي سواء ان هذا ا خطأ متوقع أو غير متوقع‪ ،‬وهذ هي صفات ا مسؤو ية‬
‫ا تقصيرية‪.‬‬

‫الث ني‪ :‬تمييز المس لي المدني ل م ظف العم مي عن غيره من المس لي‬ ‫المط‬
‫إ ى جا ب ا مسؤو ية ا مد ية ا تي يتعرض ها ا موظف ا عمومي ع د ارت اب خطأ‬
‫خرين‪ ،‬توجد ه اك مسؤو يات أخرى تقع على عاتقه شخصيا أث اء تأدية‬ ‫ضرر‬
‫ا‬ ‫مد ي يسبب‬
‫عمله ا وظيفي‪ ،‬أو إذا ما باشر عما أو شاطا خارج عن مجال شاطه ا وظيفي‪ ،‬وهذ‬
‫ا مسؤو يات مثل ا مسؤو ية ا ج ائية‪ ،‬وا مسؤو ية ا تأديبية‪ ،‬وا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬و ذ ك ارتأي ا‬
‫ضرورة ا تمييز بين هذ ا مسؤو يات من جهة وا مسؤو ية ا مد ية من جهة أخرى‪.‬‬

‫الفرع اأ ل‪ :‬التمييز بين المس لي المدني ل م ظف العم مي المس لي الجن ئي‬


‫إن ا تمييز بين هاتين ا مسؤو يتين يستوجب علي ا أوا ا تطرق إ ى ا مسؤو يتين من خال‬
‫تعريفهما‪ ،‬ثم ا بحث عن ا ذي يميزهما عن بعضهما ا بعض‪.‬‬
‫ا تعريف‪ :‬تعرف ا مسؤو ية ا ج ائية على أ ها ا مسؤو ية ا واقعة على ا فرد ا ذي قام بفعل‪ ،‬أو‬
‫اامت اع عن ا قيام به‪ ،‬وأن ا ا تصرفين مجرم قا و ا مما يستلزم توقيع ا عقوبة ا جزائية عليه‪،‬‬
‫وتعرف أيضا على أ ها ا جزاء على فعل موجه ضد ا مجتمع‪.1‬‬
‫أما ا مسؤو ية ا مد ية فتعرف بأ ها ا فعل ا ضار ا ذي يصيب ا فرد‪ ،‬ويترتب على ذ ك‬
‫ا فارق عدة تائج تميز بي هما وهي‪:‬‬

‫أوا‪ :‬من حيث اأساس ا قا و ي‬

‫رضا فرج ‪ ،‬شرح قا ون ا عقوبات ا جزائري‪ ،‬ا تاب ا ول‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬ا جزائر ‪ ،1972‬ص ‪. 439‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫ا مسؤو ية ا ج ائية مؤسسة عن ا فعل ا ضار "ا خطأ ا ج ائي ا ذي يصيب ا مجتمع‬
‫ويظهر با جريمة ا ج ائية‪ ،‬أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فأساسها ا فعل ا ضار ا ذي‬
‫ارت به ا موظف بخطئه "ا خطأ ا مد ي" ا ذي يصيب ا شخاص ا عاديين وا ذي يظهر من خال‬
‫ا موظف ا عمومي با تزام تعهد به مسبقا‪ ،‬أي أث اء قبو ه ا وظيفة ا عامة‪.‬‬
‫ثا يا‪ :‬من حيث ا موضوع وا جزاء‬
‫وا مسؤو ية ا مد ية موضوعها هو ا مطا بة با تعويض تيجة ضرر يقع من ا موظف أو‬
‫ا مسؤول باا تزام أي ا مسؤول عن وقوع ا ضرر‪ ،‬ومن ذ ك هو إ زام ا مسؤول عن ا ضرر "‬
‫ا موظف ا عمومي" بتعويض ا شخص ا مضرور وا ذي ه ا حق وحد با مطا بة با تعويض‪،‬‬
‫ويجوز لمضرور ا صلح أو ا ت ازل عن دعوى ا تعويض‪.‬‬
‫أما ا مسؤو ية ا جزائية فجزاؤها توقيع عقوبة مقررة مسبقا في قا ون ا عقوبات على ا مجرم‬
‫ا ذي يخل بأحد واجباته تجا ا مجتمع‪ ،‬وأن ا يابة ا عامة هي ا تي تطا ب بتسليطها باعتبارها‬
‫ها‬ ‫ممثلة عن ا مجتمع و ائبة ع ه‪ ،1‬وأن ا صلح أو ا ت ازل ا يجوز في مثل هذ ا جرائم‬
‫ل ويصبح ا حق في ا عقوبة حق عام يعود لمجتمع‪.‬‬ ‫تمس با مجتمع‬
‫إن طاق ا مسؤو ية ا ج ائية محدد حص ار بأفعال مجرمة ب ص ا قا ون طبقا لقاعدة‬
‫ا عامة ا ق ائلة في ا قا ون ا ج ائي "ا جريمة وا عقوبة إا ب ص ا مادة ‪ 01‬ق‪.‬ع‪ .‬ج‪ .‬ومن ثم‬
‫فإن قيام ا مسؤو ية ا يتم إا ضمن ا حاات ا تي ق ت و ص عليها ا قا ون من حيث ا تجريم‬
‫وا عقوبة‪ .‬أما با سبة لمسؤو ية ا مد ية فهي يست محددة حص ار على أفعال مجرمة بعي ها بل‬
‫ت شأ هذ ا مسؤو ية ع د إصابة شخص معين بضرر‪ ،‬وأن تيجتها هي إ زام ا موظف ا عمومی‬
‫ا مسؤول عن ا ضرر با تعويض أو إرجاع ا حا ة إ ى ما ا ت عليه قبل ا ضرر‪ ،‬و ذ ك فإن‬
‫ا تعويض أساسه ا ضرر و يس ا فعل ا ضار وا قاضي هو ا ذي يقرر ا تعويض و يس ا قا ون‪،‬‬
‫وان هذا ا تعويض يخضع لقاعدة ا مد ية ا عامة ا مقررة با قا ون ا مد ي وا تي تقول « ل فعل‬

‫ا مادة ا و ى من قا ون اإجراءات ا جزائية ا جزائري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫ان سببا في حدوثه‬ ‫ان يرت به ا شخص بخطئه‪ ،‬ويسبب ضر ار لغير يلزم من‬ ‫أيا‬
‫با تعويض»‪ .‬و ذ ك حسب ا مادة ‪ 124‬من ا قا ون ا مد ي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬من حيث ا تقادم‬
‫إن ا مسؤو ية ا مد ية مرتبطة با مسؤو ية ا ج ائية من حيث ا تقادم فما دامت ا مسؤو ية‬
‫ا ج ائية قائمة فإن ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ا تتقادم‪ ،‬وا ع س غير صحيح إذا ما‬
‫تقادمت ا مسؤو ية ا جزائية (ا مادة ‪ 09-08-07‬ق‪.‬إ‪.‬ج) فا يم ن أن تعود من جديد إ ى‬
‫ا وجود حيثما أن ا دعوى ا مد ية ما از ت م تتقادم‪ ،‬وقد تحدثت عليها ا مادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج عن‬
‫تقادم ا دعوى ا مد ية وفق أح ام ا قا ون ا مد ي‪.‬‬

‫الفرع الث ني‪ :‬التمييز بين المس لي المدني ل م ظف العم مي المس لي اإداري‬
‫س تطرق إ ى ا تمييز بين ا مسؤو يتين من خال ا قاط ا تا ية‪:‬‬
‫أوا‪ :‬من حيث صاحب ا مسؤو ية‬
‫و بما أن ا مسؤو ية اإدارية هي مسؤو ية ا دو ة‪ ،‬إذن فهي ت ريس مسؤو ية ا دو ة‬
‫ا ممثلة بمرافقها ا عامة أمام ا قضاء على حساب مسؤو ية ا موظف ا عمومی‪ .‬أما ا مسؤو ية‬
‫ا مد ية لموظف ا عمومي فهي ت ريس مسؤو ية هذا ا موظف أمام ا قضاء عن أفعا ه ا ضارة‪.1‬‬
‫ثا يا‪ :‬من حيث ا قا ون ا مطبق‬
‫مسؤو ية اإدارة هي مسؤو ية ا دو ة فا بد أن تخضع قا ون خاص ومرن ومتغير‬
‫حسب ا مرفق ا عام ا ذي يتطور ويتغير بسرعة‪ ،‬وا بد لقا ون ا ذي يرافقه أن يساير في ذ ك‬
‫ا تغير وا تطور‪.‬‬
‫أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فا قا ون ا مطبق عليه هو ا قا ون ا مد ي‪.‬‬
‫ثا ثا‪ :‬من حيث ا قضاء ا مختص‬
‫إن ا قضاء اإداري هو ا قضاء ا مختص ما يهم ا مسؤو ية اإدارية أما با سبة‬
‫لمسؤو ية ا مد ية فهي تخضع لقضاء ا مد ي‪.‬‬

‫رضا فرج ‪ ،‬شرح قا ون ا عقوبات ا جزائري‪ ،‬ا تاب ا ول‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬ا جزائر ‪ ،1972‬ص ‪. 500‬‬
‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫رابعا‪ :‬من حيث اأساس ا قا و ي‬
‫إن ا ساس ا ذي تقام عليه ا مسؤو ية اإدارية هو ا خطأ ا مرفقي‪ ،‬أما ا ساس ا قا و ي‬
‫ا ذي تقام عليه ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي هو ا خطأ ا شخصي‪.‬‬

‫الفرع الث لث‪ :‬التمييز بين المس لي المدني ل م ظف العم مي المس لي الت ديبي‬
‫إن ا مسؤو ية ا تأديبية بش ل عام هي إخال ا موظف بواجبات وظيفته إيجابا أو سلبا أو‬
‫إتيا ه عمل من ا عمال ا محرمة عليه‪.‬‬
‫وان هدف ا جزاء من هذ ا مسؤو ية ا تأديبية هي تقويم ا موظف ا مخطئ وفصل من ا‬
‫أمل في تقويمه‪ ،‬وا ت بؤ إ ى ما قد يحدث من مخا فات تأديبية في ا مستقبل‪ ،‬فا هدف ا ساسي‬
‫لعقوبة ا تأديبية هو ا وقاية‪ ،1‬ومع ى ذ ك أن ل موظف يخرج على مقتضی ا واجب على‬
‫أعمال وظيفته أو يظهر بمظهر من شأ ه اإخال ب رامة ا وظيفة يعاقب تأديبيا‪ ،‬وذ ك مع عدم‬
‫اإخال بإقامة ا دعوى ا مد ية وا جزائية ضد ع د ااقتضاء‪.‬‬
‫أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فهدفها جبر ا ضرر من ا فعل ا ضار‪ ،‬و عليه‬
‫س تطرق إ ى ا تمييز بين ا مسؤو يتين من خال ا قاط ا تا ية‪.‬‬
‫أوا‪ :‬من حيث ا موضوع‬
‫إن ا مسؤو ية ا تأديبية هدفها هو ردع ا موظف ا عمومي ا مرت ب لخطأ ا تأديبي‪ ،‬وم عه‬
‫من مواصلة ا خطأ عن طريق ا عقوبة ا تأديبية‪ ،‬أما ا مسؤو ية ا مد ية فموضوعها ا تعويض‬
‫جبر ا ضرر ا اشئ عن ا عمل ا ضار لموظف ا عمومی‪.‬‬
‫ثا يا‪ :‬من حيث ااختصاص‬
‫إن ا سلطة ا رئاسية ها دور هام في تأثيم سلوك ا موظف ا عمومي وتصرفه‪ ،‬وهي تملك‬
‫ا حق في تحريك ا دعوى ا تأديبية وتقدير مدى ااعتداء على ا ظام ا وظيفي ا حاصل من‬
‫ا تصرف ا م سوب لموظف ا عمومي وا مدان على إثر‪ ،‬و ذ ك هي صاحبة ااختصاص في‬
‫إ زال ا عقوبة ا تأديبية مع ا لج ة ا متساوية ا عضاء جهة استشارية في ا عقوبة من ا درجة‬

‫مال رحماوي‪ ،‬تأديب ا موظف ا عام في ا قا ون ا جزائري ‪ ،‬دار هومة ا جزائر‪ ، 2004 ،‬ص‪.88‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪15‬‬
‫ا ثا ية ويشترط ا مشرع موافقتها في ا عقوبة من ا درجة ا ثا ثة‪ ،‬وعليه فهي تعتبر مجلس تأديبي‬
‫في هذ ا عقوبة‪.‬‬
‫أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فجهة ااختصاص في ا قضاء ا عادي‪ ،‬ذ ك‬
‫فهي أوسع طاق من ا مسؤو ية ا تأديبية من حيث ا سلطة ا موقعة لعقوبة‪ ،‬و ذ ك ا فراد ا ذين‬
‫هم مصدر هذ ا مسؤو ية‪.‬‬
‫ثا ثا‪ :‬من حيث اأساس ا قا و ي‬
‫ا ساس ا قا و ي لمسؤو ية ا مد ية هو ا خطأ ا مد ي‪ ،‬أما با سبة لمسؤو ية ا تأديبية‬
‫فهو ا خطأ ا تأديبي لموظف ا عمومي ا متمثل باإخال بواجباته ا وظيفية مما يؤدي إ ى عرقلة‬
‫ا سير ا حسن لمرافق ا عامة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬من حيث ا جزاء وا تقادم‬
‫إن ا مشرع حدد أربع عقوبات في مجال ا خطأ ا تأديبي (ا درجة ا و ى‪ ،‬وا ثا ية‪،‬‬
‫وا ثا ثة‪ ،‬وا رابعة) وان هذ ا عقوبات تت اسب مع ا خطأ ا مرت ب وان ا سلطة ا تي تقوم بتقدير‬
‫درجة ا خطأ هي ا سلطة ا رئاسية وا تي هي ذ ك صاحبة ا واية في ا تعيين بمشار ة ا لج ة‬
‫ا متساوية ا عضاء‪ ،‬علما أن هذ ا خطاء غير مق ة مثلها مثل ا خطاء في ا مسؤو ية‬
‫ا مد ية‪ ،‬ما أن ا جزاء في ا مسؤو ية ا مد ية هو ا تعويض عن ا ضرر‪ .1‬أما با سبة لتقادم في‬
‫هذ ا مسؤو ية فقد حددها ا مشرع في ص ا مادة ‪ 46‬من ا مرسوم رقم‪ 302/82:‬وهي ت ص‬
‫على ما يلي‪:‬‬
‫"ا يم ن أن تسلط ا عقوبة ا تأديبية على ا عامل بعد مرور أ ثر من ‪ 03‬أشهر على معاي ة‬
‫ا خطأ ا مرت ب"‪.‬‬
‫أما ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي فإن ا دعوى فيها تتقادم بمضي ‪ 15‬س ة حسب‬
‫ص ا مادة ‪ 133‬من ا قا ون ا مد ي إذ ت ص على أ ه "تسقط دعوى ا تعويض با قضاء ‪15‬‬
‫س ة من يوم وقوع ا فعل ا ضار"‪.‬‬

‫رضا فرج ‪ ،‬شرح قا ون ا عقوبات ا جزائري‪ ،‬ا تاب ا ول‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬ا جزائر ‪ ،1972‬ص ‪. 520‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫المبحث الث ني‪ :‬معي ر تحديد المس لي المدني ل م ظف العم مي‬
‫حن علم أن ا مسؤو ية تقوم على أساس أر ان ثاثة‪ ،‬ا خطأ‪ ،‬وا ضرر وا عاقة ا سببية‬
‫بين ا خطأ وا ضرر‪ ،‬واذا ان ا خطأ في ا مسؤو ية ا قا و ية بصفة عامة وا مسؤو ية ا مد ية‬
‫لم وظف ا عمومي بصفة خاصة هو ا ساس ا قا و ي وا صيل ا ذي يفسر مسؤو ية ا موظف‬
‫ا عمومي عن أعما ه ا قا و ية وا مادية ا تي يؤديها وا تي سببت أضرار لغير‪ ،‬حيث أن اإدارة‬
‫ا تخطأ إا بخطأ ا عاملين فيها من ا موظفين ا عموميين‪ ،‬و ذ ك فا خطأ ا ذي يرت ب من‬
‫ا موظف ا عمومي إما أن ي ون شخصيا يرتب ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬واما أن‬
‫ي ون خطأ مرفقيا تسأل ع ه اإدارة ا ا موظف‪.‬‬
‫ومن ه ا تطرح مش لة تحديد وع ا خطأ ا مسبب ضرر لغير من قبل ا موظف ا عمومي‬
‫وا شخص ا مسؤول ع ه‪ ،‬هل هو ا خطأ ا شخصي ا م شأ لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‬
‫أم ا خطأ ا مرفقي ا م شأ لمسؤو ية اإدارية لسلطة اإدارية؟‪.‬‬
‫إا أ ه وباعتبار ا خطأ ا مرفقي ا يش ل معيار لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‬
‫فإ ا م تطرق ه في معيار ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬وا ما تطرق ا ه أث اء ا تمييز‬
‫بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي‪ ،‬وذ ك تحديد وع ا خطأ هل هو شخصي أو مرفقي‪،‬‬
‫وأبقي ا في بحث ا هذا على معيار ا خطأ ا شخصي و ه يمثل ا ساس ا قا و ي لمسؤو ية‬
‫ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬إذ يتحمل ا موظف من جرائه عبء ا تعويض تجا ا غير‪.‬‬
‫وعليه س قوم بدراسة معيار ا خطأ ا شخصي في ا مطلب ا ول وذ ك بتعريفه من خال‬
‫ا تعريف ا فقهي وا قضائي ه مع ذ ر بعض ا ت ييفات ا قا و ية ا خرى هذا ا خطأ‪.‬‬
‫أما في ا مطلب ا ثا ي فقد تطرقت إ ى ا تمييز بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي‪.‬‬

‫اأ ل‪ :‬الخط الشخصي كمعي ر لتحديد المس لي المدني ل م ظف العم مي‬ ‫المط‬
‫قد تطرق ا فقه وا قضاء واجتهد وضع تعريف لخطأ ا شخصي‪ ،‬و ذ ك تعددت‬
‫ا محاوات ا فقهية وا قضائية و ثرت على أساسها ا معايير ا تي تحدد ا خطأ ا شخصي‪.1‬‬

‫‪ 1‬عمار عوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدراية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫‪17‬‬
‫الخط الشخصي‬ ‫الفرع اأ ل‪ :‬مف‬
‫إذا صدر من أحد ا موظفين ا عموميين خطأ شخصي‪ ،‬وسبب ضرر لغير فإ ه يتم‬
‫ماحقة هذا ا موظف أمام ا قضاء ا عادي جبر ا ضرر ا ذي تسبب فيه‪ ،‬وان ا مضرور يطلب‬
‫ا تعويض ضمن قواعد ا قا ون ا مد ي‪.‬‬
‫ه إذا ان‬ ‫ومن ه ا تظهر أهمية ا ت ييف بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي‪،‬‬
‫ا خطأ شخصي فإ ه سيرتب ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي أمام ا قضاء ا عادي‪ ،‬أما إذا‬
‫ان ا خطأ مرفقيا فإ ه سيرتب مسؤو ية اإدارة أمام ا قضاء اإداري‪ ،‬و ذ ك يجب معرفة ا خطأ‬
‫ا شخصي من خال تعريفه في ا فقه وا قضاء‪.‬‬
‫أوا‪ :‬ا تعريف ا فقهي لخطأ ا شخصي‬
‫عرف ا فقيه " افريير" ‪ La Ferriere‬ا خطأ ا شخصي بأ ه ا تصرف ا ذي تمليه ية سيئة‬
‫فيحر ه ا ضعف وا راهية أو ا ضغي ة‪ ،‬مثل هذا ا تصرف ا يمت إدارة بصلة‪ ،‬وا تختص‬
‫ا محا م اإدارية ب ظر فهو عمل شخصي يسأل ع ه ا موظف أمام ا محا م ا عادية‪.‬‬
‫وقد عرفه عوابدي عمار‪" :‬هو ذ ك ا خطأ ا ذي يقترفه ويرت به ا موظف ا عمومي إخاا‬
‫باا تزامات وا واجبات ا قا و ية‪ ،‬يقررها إما ا قا ون ا مد ي في ون ا خطأ ا شخصي لموظف‬
‫ا عمومي خطأ مد يا يرتب ويقيم مسؤو يته ا شخصية‪." 1‬‬
‫أما ا فقيه هوريو "‪ "Horio‬فقد عرف ا خطأ ا شخصي بمعيار ا خطأ ا م فصل ويتحقق‬
‫ذ ك إذا ا فصل عمل ا موظف عن ا مرفق‪ ،‬فإذا قصد ا موظف تحقيق ية سيئة ورغبة خاصة‬
‫به فإ ه يأتي عما شخصيا‪ ،‬ما يسأل ا موظف إذا خرج عن تقا يد ا وظيفة‪.‬‬
‫أما ا فقيه دوجی" ‪ " Duguit‬فقد عرف ا خطأ ا شخصي باعتماد على ع صر ا هدف‪،‬‬
‫وعلى ذ ك يرى أن ا خطأ ا شخصي ي من في ا بحث عن ا هدف ا مبتغى من ا موظف و يس‬
‫جسامة ا خطأ‪ ،‬إذ يذهب إ ى أن ا موظف إذا ارت ب خطأ جسيما و ان هدفه من ذ ك سليما‬
‫طبقا قصد ا مشرع فإ ه ا يرت ب خطأ شخصيا‪.‬‬

‫عمار عوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدراية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫ما عرف ا ستاذ فا ين "‪ "Valigne‬واعتمد على ا عاقة بين ا خطأ وا مرفق‪ ،‬بمع ى أ ه‬
‫يجب ا بحث عما إذا ان ا خطأ م فصا أو غير م فصا عن ا وظيفة‪ ،‬وي ون ا خطأ م فصا‬
‫إذا أرت ب خارج ا وظيفة‪.‬‬
‫أما ا ستاذ جيز "‪ "Jez‬فقد إعتمد على معيار ا خطأ ا جسيم في تعريفه لخطأ ا شخصي‬
‫وذ ك ب قو ه يعتبر ا موظف مرت با خطأ شخصيا‪ ،‬لما ان ا خطأ جسيم يصل إ ى إرت اب‬
‫جريمة تقع تحت طائفة قا ون ا عقوبات‪.1‬‬
‫أما شابي "‪ "Chabi‬يقول بأ ه ا يوجد تعريفا أو مفهوما خاصا با خطأ ا شخصي و ن‬
‫توجد ه اك عدة أخطاء شخصية يم ن تص يفها إ ى ثاثة أص اف‪:‬‬
‫* ا ص ف ا ول‪ :‬يت ون من ا خطأ ا شخصي ا مرت ب أث اء ا وظيفة‪.‬‬
‫* ا ص ف ا ثا ي‪ :‬يت ون من ا خطأ ا شخصي ا مرت ب خارج ا وظيفة و ن ه عاقة بها‪.‬‬
‫* ا ص ف ا ثا ث‪ :‬يت ون من ا خطأ ا شخصي ا ذي يس ه أي عاقة مع ا وظيفة‪.2‬‬
‫ثا يا‪ :‬ا تعريف ا قضائي لخطأ ا شخصي‬
‫قد است د ا قضاء في تعريفه لخطأ ا شخصي على عدة معايير وهي ا تا ي‪:‬‬
‫أوا‪ :‬ا خطأ ا شخصي ا مرت ب خارج ا وظيفة وم بت ا صلة با مرفق ا عمومي‬
‫اعتبر ا قضاء ا خطأ ا ذي يرت به ا موظف خطأ شخصيا إذا ان ا خطأ ا مرت ب‬
‫وا م سوب إ ى ا موظف ا عاقة ه بعمله ا وظيفي‪ ،‬أن يرت به خارج وظيفته وفي حياته‬
‫ا خاصة ما و خرج موظف يت ز بسيارته ا خاصة‪ ،‬فأصاب أحد ا مارة بضرر‪ ،‬أو ي ون‬
‫ا فعل ا ضار لموظف ا عمومي أث اء عمله إا أ ه م بت ا صلة بواجبات ا وظيفة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ا شرطي ا ذي يقبض على أحد ا شخاص ويضعه في أحد أقسام ا شرطة ويعتدي عليه‬
‫با ضرب من دون أي م برر وا مقاومة مثل هذ ا خطاء في ظر مجلس ا دو ة ا فرسي تعتبر‬
‫أخطاء شخصية لموظف ا عمومي‪.3‬‬

‫عمار عوابدي ‪ :‬ا مرجع فسه‪ ،‬ص ‪.139‬‬ ‫‪1‬‬

‫رشيد خلوفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار عوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع ‪.140‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪19‬‬
‫ثا يا‪ :‬ا خطأ ا عمدي‬
‫يعد ا خطأ شخصيا إذا قصد ا موظف ا مخطئ من ورائه أغراض ومقاصد غير أغراض‬
‫ومقاصد ا مصلحة ا عامة‪ ،‬وه ا ا قاضي عليه أن يبحث عن سوء ية صاحب ا خطأ وهو‬
‫ا شاط ا م سوب لموظف ا عمومي‪ ،‬و ن ا مش لة تثار ع دما ت ون ا ية غير ظاهرة وخفية‪،‬‬
‫فيصبح يس من ا سهل ا تعرف عليها‪ ،‬وه ا يجب على ا قاضي أن يستعمل معيار ا فرض‬
‫لوصول إ ى ية ا موظف ا عمومي من ذ ك ا شاط‪ ،‬ومن أمثلة ا خطأ ا عمدي ما و أرت ب‬
‫ا موظف ا عموم ي عمدا ب ية اا تقام من خصمه أو مجاملة أو محاباة صديق أو قريب ه‪ ،‬أي‬
‫يتصرف على حد تعبير افريير " إ سان بضعفه وأهوائه وعدم تبصر ‪.1‬‬
‫ويم ن ذ ر مثال في ا قضاء ا فرسي‪ ،‬حيث قام أحد ا عوان بافتعال ماحقات جزائية‬
‫ضد أحد أشخاص دون سبب سوى تعمد إيذائه‪ ،‬هذا ا خطأ يعتبر خطأ شخصيا حسب رأي‬
‫مح مة ا ت ازع ا فرسية ا صادر في ‪ 14‬ديسمبر ‪.21959‬‬
‫ثا ثا‪ :‬ا خطأ ا جسيم‬
‫عرف مجلس ا دو ة ا فرسي ا خطأ ا شخصي حيث يقول‪ " :‬ا خطأ ا شخصي فيه ي سب‬
‫ا خطأ ا ذي تج ع ه ا ضرر إ ى ا موظف فسه وتقع ا مسؤو ية على عاتقه شخصيا‪ ،‬فيدفع‬
‫ا تعويض من ما ه ا خاص‪ ،‬وت ون ا محا م ا عادية هي صاحبة ااختصاص‪.3‬‬

‫الفرع الث ني‪ :‬الخط الشخصي تكييف ته الق ن ني اأخرى‬


‫قد عرف ا فقه وا قضاء صو ار أخرى لخطأ ا شخصي من خال ا جدل ا بير ا ذي شأ‬
‫حول ما إذا ا ت ا ت ييفات ا خرى ا معروفة في ا قا ون ا ج ائي وا م ازعات اإدارية هل تمثل‬
‫معايير لخطأ ا شخصي في قا ون ا مسؤو ية اإدارية أم ا ؟‬
‫أوا‪ :‬ا خطأ ا شخصي وتجاوز ا سلطة‬

‫عمار عوابدي ‪ ،‬فس ا مرجع‪ ،،‬ص ‪.140‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد محيو‪ :‬ا م ازعات اإدارية‪ ،‬ترجمة فائز أ جق وبيوض خا د‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬ا جزائر‪،1992 ،‬ص‪.254‬‬ ‫‪2‬‬

‫ماجد راغب ا حلو‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬دراسة مقارة ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬ا قاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1988 ،‬ص ‪.352‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫من ا معروف في ا قا ون اإداري أن أي قرار إداري يشوبه عيب من ا عيوب وخاصة‬
‫عي ب تجاوز ا سلطة ي ون مصير اإ غاء‪ ،‬و ن ا سؤال ا ذي يطرح فسه وبقوة على ا فقه‬
‫وا قضاء اإداريين عن هذا ا وع من ا خطأ ا ذي تج ع ه إ غاء ا قرار اإداري غير ا مشروع‬
‫بسبب تجاوز ا سلطة‪ ،‬هل هو خطأ شخصي ت شأ ع ه ا مسؤو ية ا شخصية لموظف ا عمومي‬
‫ا ذي أصدر ا قرار ا معيب؟‪.‬‬
‫و إجابة على هذا ا سؤال سترشد بتوجيهات ا قضاء اإداري ا ذي يشترط ا بحث عن‬
‫ا باعث وا هدف ا ذي حرك ا موظف ا عمومي رجل اإدارة اإصدار ا قرار اإداري ا معيب‪ ،‬هل‬
‫ا تحقيق مصلحة اإدارة وفي هذ ا حا ة ي تفي وجود ا خطأ ا شخصي‪ ،‬أو هدفه تحقيق مصلحة‬
‫شخصية ما أن ي تقم من شخص معين أو تحقيقا مصلحة ما ية‪ ،‬أو سياسية‪ ،‬أو اجتماعية‬
‫خاصة أو إ شباع عواطفه ا مادية أو ا سياسية فإ ه يقيم حتما ا مسؤو ية ا شخصية لموظف‬
‫ا عمومي‪.1‬‬
‫ثا يا‪ :‬ا خطأ ا شخصي وااعتداء ا مادي‬
‫ذهب ا قضاء وخاصة ا قضاء ا فرسي في أح امه ا صادرة عن مجلس ا دو ة ا فرسي‬
‫في أول ا مر إ ى أن ا خطأ ا شخصي ا ذي يرت به ا موظف أث اء تأدية واجبات وظيفته‬
‫اإدا رية يعتبر عما عدوا يا يسأل ع ه‪ ،‬وتختص ب ظر ا محا م ا عادية ا مد ية تأسيسا على‬
‫ظرية ا خلط بين ااعتداء ا مادي وا خطأ ا شخصي‪ ،‬و ان ي ظر إ ى ا خطأ بأ ه يفسر حاات‬
‫ااعتداء ا مادي‪ ،2‬وتطبيقا ذ ك فا موظف ا ذي يتجاوز حدود وظيفته ويغتصب سلطة يست ه‬
‫ا يتصور أ ه ا يرت ب خطأ شخصيا‪.‬‬
‫فااعتداء يتجلى با وضوح و با ظهور ويترتب عليه وقوع خطأ شخصي من ا موظف‬
‫ن يته في هذ ا حا ة ا شبهة فيها‪.‬‬

‫عمارعوابدي‪ :‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬ ‫‪1‬‬

‫سامی حامد سليمان ‪ ،‬ظرية ا خطة ا شخصي في مجال ا مسؤو ية اإدراية‪ ،‬دراسة مقارة توزيع دار ا ف ر ا عربي ‪،‬ا طبعة‬ ‫‪2‬‬

‫ا و ى ‪.1988‬‬
‫‪21‬‬
‫وتطبيقا ذ ك قضى مجلس ا دو ة ا فرسي في قضية " ‪ 1"PEILLON‬ا مجلس ا بلدي‬
‫عن تصرفاته ا تي قام بها باختراق أرض خاصة دون تصريح‪ ،‬ا مر ا ذي ترتب عليه عدم‬
‫إسباغ صفة ا موظفين على أعما هم إذ ا صفة هم‪ ،‬وا و ا ة تخو هم ا قيام بهذا ا تصرف ما‬
‫قضى في قضية " ‪ " 2ROUSSEAN‬باختصاص ا محا م ا مد ية ب ظر ااعتداء ا مادي‪.‬‬
‫وقد أخذت مح مة ا قض ا فرسية بهذا ا رأي في قضية ‪ CHISLAIN‬وذهبت إ ى أن‬
‫اخ تصاص ا محا م ا عادية ا مد ية با ظر في ا دعوى ا تي ترفع على ا موظف مساء ته عن‬
‫اعتداء مادي م وط بقيام خطأ شخصی من جا ب ا موظف‪.3‬‬
‫وقد ا تقد هذا ااتجا ا ذي يؤسس اختصاص ا محا م ا قضائية ا تي ترفع على ا موظف‬
‫ا دعاوى ا اشئة على ف رة ا خطأ ا شخصي‪ ،‬وذ ك ن ااعتداء ا مادي يتميز بطبيعته ا خاصة‬
‫وا ذي ا يعتبر عما إداريا‪ ،‬وبا تا ي فليس ه اك مجال لتفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ‬
‫ا مرفقي تحديد ا ساس ا ذي يقوم عليه اختصاص ا محا م ا قضائية و ذ ك يذهب أغلب ا فقه‬
‫إ ى أن ااعتداء ا مادي يختلف عن ا خطأ ا شخصي في عدة واح‪.‬‬
‫‪ -1‬في ااعتداء ا مادي يتعلق ا مر بشرعية ا عمل أو ا تصرف ا ذي يقوم به ا موظف‪ ،‬أي‬
‫بخروج ا موظف عن اختصاص وظيفته اإدراية وذ ك إذا أتى أم ار ت قطع معه ا صلة بي ه وبين‬
‫ا وظيفة‪ ،‬أما ا خطأ ا شخصي فا مر يتعلق ب ية ا موظف وسلو ه‪.‬‬
‫‪ -2‬ااعتداء ا مادي يتطلب ا مق ارة بين سلطات ا موظف ا مقررة ه قا و ا وتلك ا تي استعملها‬
‫فعا‪ ،‬أما ا خطأ ا شخصي فيستلزم ا مقارة بين ا هداف وا غايات‪.‬‬
‫ويعتبر ا ح م ا صادر في قضية ‪ L'action Francais‬تطبيقا سليما لتفرقة بين اإعتداء‬
‫ا مادي وا خطأ ا شخصي‪ ،‬وأ د هذا ا ح م مبدأ اختاف ا خطأ ا شخصي عن ااعتداء ا مادي‬
‫اختاف طبيعة ل م هما‪.1‬‬

‫ا ظر حکم مجلس ا دو ة ا فرسي في ‪ 04‬جا في س ة ‪ 1823‬وأ ظر أيضا ح م في قضية ‪ DIEGO DITTNER‬في ‪23‬‬ ‫‪1‬‬

‫أفريل ‪ 1907‬ا مجموعة ص‪.31‬‬


‫أ ظر حکم مجلس ا دو ة في ‪ 21‬سبتمبر س ة ‪ 1927‬ا مجموعة ‪،1‬ص ‪.504‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.Credit commercial de France‬‬ ‫ا ظر مح مة ا قض في قضية ‪ GHISLAIN‬في ‪ 1955/11/30 :‬وح مها في قضية‬ ‫‪3‬‬

‫‪22‬‬
‫وقد ا تهت مح مة ا ت ازع إ ى أن مدير ا من قد تجاوز سلطاته حين أصدر أمر‬
‫مصادرة ا جريدة بدون تفريق بين ا م اطق ا مختلفة‪ ،‬و م ي ن ا ظام مهددا با خطر في ثير من‬
‫ا م اطق ومن ثم يعد قرار مدير ا من ا قاضي با مصادرة عما با غا في عدم ا مشروعية‪ ،‬ومن‬
‫ثم ي ون اعتداء مادي تختص ب ظر ا محا م ا عادية‪.‬‬
‫وقد ذهب بعض ا فقهاء إ ى ضرورة ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي في‬
‫حا ة ااعتداء ا مادي‪ ،‬وذ ك تحديد ا شخص ا مسؤول عن ا خطأ ا مادي‪ ،‬فإذا ان ا خطأ‬
‫مرفقيا تق ع مسؤو ية اإدارة عن هذا ااعتداء‪ ،‬و ها ا رجوع على ا موظف في حا ة ما إذا ان‬
‫ااعتداء اتج عن خطأ شخصي‪ ،‬ما أن لموظف ا رجوع إ ى اإدارة إذا سئل عن اعتداء‬
‫‪2‬‬
‫مادي يعتبر خطأ مرفقيا‬
‫وقد أخذت بهذا ااتجا بعض أح ام ا قضاء ا فرسي حيث تطلبت ا خطأ ا شخصي‬
‫شرط مساء ة ا موظف شخصيا عن فعل ااعتداء ا مادي‪ ،3‬وتراجع بعد ذ ك ا قضاء عن هذا‬
‫ااتجا أعتبر أن ل اعتداء مادي هو خطأ مصلحي (مرفقي) و يس خطأ شخصی‪ ،‬و ذ ك تقام‬
‫ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬وا سبب في ذ ك أن ا قضاء اإداري أعتبر أن اإدارة هي ا تي تسمح‬
‫لموظف بارت اب ااعتداء ا مادي‪.‬‬
‫وقد أيد ا فقه في ذ ك وخاصة في ظرية ا خطأ ا مرفقي ا تي اعتبرت أن ل خطأ ه‬
‫عاقة با مرفق يسبب خطأ مرفقيا و يس خطأ شخصيا‪.‬‬

‫وتتلخص وقائع ا قضية أ ه في مساء يوم ‪ 07‬فبراير س ة ‪ 1934‬وقعت اضطرابات في ا عاصمة ا فرسية و على إثر ذ ك‬ ‫‪1‬‬

‫أصدر مدير ا من صباح ا يوم ا مذ ور مرؤوسيه بضبط ومصادرة جريدة ‪ L'ACTION FRANCAIS‬في باريس‬
‫وضواحيها شرها أ باء عن اضطرابات من شأ ها إثارة ا قلق بين ا اس وتمت ا مصادرة با فعل‪ ،‬فأقامت ا جريدة دعوى تعويض‬
‫أمام قاضي ا مصا حات ضد مدير ا بو يس بصفته ا شخصية‪ ،‬و ما عرض ا زاع على مح مة ا ت ازع قضت إن ان مصادرة‬
‫فا ة ي ظمها قا ون ‪ 29‬جويلية س ة ‪ 1881‬ويعطي حق ا ضبط لمحافظ ومديري ا بو يس اتخاذ اإجراءات‬ ‫ا صحف‬
‫فا ة ا من وا ظام و ن مدير ا بو يس أصدر أمر بمصادرة وبصفة مطلقة ودون تفرقة في م طقة ا سين لها‪،‬‬ ‫ا صادرة‬
‫فا مصادرة تعد مشروعة في ل م ان تباع فيه ا جرائد وي ون من تيجة ا بيع ازدياد ااضطرابات وفيما عدا ذ ك ا تصح‬
‫ا مصادرة‪.‬‬
‫سامي حامد سليمان‪ :‬ظرية ا خطأ ا شخصي‪ ،‬ص ‪257‬‬ ‫‪2‬‬

‫أ ظر ح م مح مة ا قض ا فرسية في‪ 1950/02/06 :‬في قضية ‪، CHATELAIN‬رقم‪1950/187 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪23‬‬
‫ثا ثا‪ :‬ا خطأ ا شخصي وأمر ا رئيس‬
‫قد أثار هذا ا موضوع جدا بي ار وقامت عدة تساؤات حول طبيعة ا خطأ ا ذي يؤتيه‬
‫وامر رئيسه اإداري‪ ،‬هل يعتبر خطأ شخصيا‬ ‫ا موظف ا عمومي (ا مرؤوس) ع د ت فيذ‬
‫لموظف يتحمل أعباء وحد ؟‬
‫ا قاعدة إن ا مرفق ا عام يجب أن يسير سي ار حس ا‪ ،‬و تحقيق ذ ك يجب أن ي ضبط‬
‫ا موظفون ا عموميون في ت فيذ أوامر رؤسائهم ‪ ،‬حيث أ ه ع د إصدار ا وامر من ا رئيس إ ى‬
‫ا مرؤوس ت تقل ا مسؤو ية ا شخصية من ا مرؤوس إ ى ا رئيس‪ ،‬و با تا ي فا خطاء ا اتجة عن‬
‫ا موظف تصبح مرفقية تسأل ع ها اإدارة فقط‪ ،1‬و من ثم أصبح ا موظف ا عمومي ا مرؤوس‬
‫محصن من ا مسؤو ية ا شخصية و هو ي فذ ا وامر ت فيذا اما‪.‬‬
‫و ن تطبيق هذ ا قاعدة وصل ا فقه و ا قضاء إ ى وجود استث اء على هذ ا قاعدة‪،‬‬
‫ومن أجل ذ ك قرر ا قضاء اإداري أن اا تزام واا ضباط من قبل ا مرؤوس وامر ا رئيس‬
‫ت تفي ع دما تعتري ا امشروعية و بش ل واضح وجلي ا وامر ا صادرة من ا رئيس‪ ،‬و ي‬
‫تعرف على هذا ااستث اء يجب أن ستعرض ا حا تين‪:‬‬
‫ا حا ة اأو ى‪ :‬تجاوز ا مرؤوس أوامر ا رؤساء‬
‫في ا بداية قررت مح مة ا ت ازع أن ا تجاوز ا ذي يقع من ا موظف هو خطأ شخصي‬
‫يرتب مسؤو يته ا شخصية وتختص ا محا م ا عادية ب ظر‪ ،‬و ا ت تح م باختصاص ا محا م‬
‫ا مد ية ب ظر ا موضوع با امل‪ ،‬وقد قررت مح مة ا ت ازع في ‪ 13‬ديسمبر س ة ‪ 1979‬قضية‬
‫ص ‪ 803‬بتحميل ا موظف ا عمومي ا مسؤو ية‬ ‫‪LE BON‬‬ ‫مجموعة‬ ‫‪GRIGNOUX - VIENNE‬‬

‫املة من جراء خطأ ا شخصي‪.‬‬

‫ويتعلق هذا ا ح م بأن أصدر مدير أحد مصا ع أمر بإ قاء مواد سامة في ف اء ا مص ع قتل ا اب ا تي تدخله و ن‬ ‫‪1‬‬

‫ا موظف م ي تفي بت فيذ ا مر ما تلقا بل عمل على جذب أحد ا اب إ ى داخل ا مص ع وقام بتسميمه‪ ،‬فرفع ما ك ا لب‬
‫دعوى تعويض ضد ذ ك ا موظف‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫إا أن مح مة ا ت ازع قد عد ت عن هذا ا موقف‪ ،‬واعتبرت إن فحص سلوك ا موظف‬
‫وأسلوبه بت فيذ ا مر وما إذا قد حدث تجاوز أم ا هو أمر ا يختص به ا قضاء ا عادي ويخرج‬
‫تماما عن رقابته‪.‬‬
‫وقد جرى ا قضاء في فرسا على إعفاء ا موظف ا عمومي من ا مسؤو ية عن ا خطأ‬
‫وامر رئيسه است ادا إ ى أن ا خطأ ارت ب أث اء ا وظيفة‬ ‫ا شخصي ا ذي يرت به بسبب ت فيذ‬
‫اإدارية‪.1‬‬
‫ا حا ة ا ثا ية‪ :‬عدم تجاوز ا مرؤوس أوامر ا رئيس‬
‫ه ا في هذ ا حا ة ا موظف ا عمومي ا يتجاوز أوامر رئيسه و إ ما يطبقها حرفيا و ن‬
‫ا سؤال ا ذي يطرح ه ا هل يعتبر ا خطأ شخصيا أم مرفقيا ؟‪.‬‬
‫قد اختلف ا فقه في معا جة هذا ا مر واختلف ا قضاء معه أيضا في ا معا جة على ا حو‬
‫ا تا ي‪:‬‬
‫ا فقيه بارتلمي‪ :‬يعتبر ا فقيه بارتلمي أن ا خطأ ا ذي ي تج عن ت فيذ أمر ا رئيس من قبل‬
‫ا مرؤوس خطأ مرفقيا في جميع ا حاات وتأسيسه في ذ ك هو أن أمر ا رئيس يعطي ا طابع‬
‫اإداري ا مرفقي عمل ا موظف ا مرؤوس ويقلب ل ا خطاء ا شخصية إ ى أخطاء مرفقيه‪،2‬‬
‫وقد أيد في ذ ك ا فقيه هوريو وذ ك حماية ا مرؤوس‪.‬‬
‫ا فقيه دوجی‪ :‬خا ف ا فقيه دوجي رأي بارتلمي وهوريو ومقتضا أن ا موظف ا عمومي‬
‫ا مرؤوس أي مواطن ملزم بتطبيق وت فيذ ا قا ون دى أدائه مهامه تحقيقا مبدأ ا مشروعية‪،‬‬
‫ومن ثم فإن ا مرؤوس يجب عليه أن يمت ع عن ت فيذ أوامر ا رئيس وا توجيهات ا صادرة إ يه من‬
‫رئيسه إذا ا ت غير مشروعة‪ ،‬واا فإ ه يعد مرت با خطأ شخصي يحمله ا مسؤو ية‪.3‬‬
‫ا فقيه ابا د‪ :‬جاء ا فقيه ابا د برأي توفيقي لحد مما ي ت ف ا رأيين ا سابقين من عيوب‪ ،‬حيث‬
‫أن ا ول يتيح لرئيس مخا فة ا قا ون دون اعتراض أو ت بيه من ا مرؤوس‪ ،‬أما ا ثا ي فقد ي ون‬

‫سامي حامد سليمان‪ ،‬ظرية ا خطأ ا شخصي في مجال ا مسؤو ية اإدارية ‪ ،‬مرجع‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪.244‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمار عوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية مرجع سابق ص ‪.146‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد ا صغير بعلي‪ ،‬ا قا ون اإداري" ا ت ظيم اإداري" دار ا علوم اإيداع ا قا و ي ‪ 2002/416‬ص ‪.4‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪25‬‬
‫مطية اإرباك ل شاط اإد اري وعرقلة وتعطيل ا مرافق ا عامة بحجة ا حفاظ وا دفاع على‬
‫ا مشروعية من طرف ا مرؤوس‪.‬‬
‫وفحوى رأي ابا د أن ا مرؤوس عليه ت بيه رئيسه على مخا فة أوامر لقا ون‪ ،‬فإذا ما‬
‫أصر ا رئيس على ضرورة ت فيذ تلك ا وامر وجب على ا مرؤوس ت فيذها واا صياع ها دون‬
‫أن ي ون مرت با خطأ شخصی‪ ،‬وت ون ه ا ا مسؤو ية على ا رئيس‪.‬‬
‫ا فقه اأ ما ي‪ :‬يرى ا فقه ا ما ي ضرورة ا طاعة ا عمياء‪ ،‬فا طاعة ا مطلقة ا واجبة على‬
‫ا مرؤوس ا مختص مادام ا مر صادر في ا ش ل ا رسمي من ا رئيس ا مختص إ ى ا مرؤوس‬
‫ا مختص واذا ان ت فيذ هذا ا مر خطأ فإ ه يعد خطأ مرفقيا‪.1‬‬
‫ا مشرع ا جزائري‪ :‬يبدو أن ا مشرع ا جزائري تأثر با ظرية ا ما ية‪ ،‬حيث أعتبر ا خطأ ا ذي‬
‫وامر رئيسه اإداري إما خطأ مرفقيا (مصلحيا)‪ ،‬أو خطأ‬ ‫يرت به ا موظف ا عمومي ت فيذا‬
‫شخصيا لرئيس ا لمرؤوس‪ ،‬حيث ت ص ا مادة ‪ 19‬من ا قا ون ا ساسي ا عام لوظيفة‬
‫ا عمومية‪ " :‬ل موظف مهما ا ت مرتبته في ا تسلسل اإداري مسؤول عن ت فيذ ا مهام ا تي‬
‫ت اط عن ذ ك‪ ،‬فا يعفى من جهة أخرى من أية مسؤو ية يتحملها بموجب ا مسؤو ية ا خاصة‬
‫مرؤوسيه"‪ ،‬وهو ما أ دته ا مادة ‪ 129‬من ا قا ون ا مد ي وا تي ت ص على أ ه‪" :‬ا ي ون‬
‫ا موظفون‪ ،‬وا عوان ا عموميون مسؤو ين شخصيا عن أفعا هم ا تي أضرت با غير إذا قاموا بها‬
‫ت فيذا وامر صدرت إ يهم من رئيس‪ ،‬متى ا ت طاعة هذ ا وامر واجبة عليهم"‪.‬‬
‫ومثل هذا ا ص إ ما وضع قاعدة عامة وهي استبعاد ا خطأ ا شخصي اعتماد ا خطأ‬
‫ا مرفقي أساس لمسؤو ية في حا ة ت فيذ أوامر ا رئيس إذا ا ت واجبة ا ت فيذ‪ ،‬ومع ذ ك فلم‬
‫يحدد ا مشرع ا جزائري قاعدة عامة ت ون بموجبها طاعة تلك ا وامر واجبة‪ ،‬إذ قام بإحا ة عامة‬
‫حيث ترك ا مر صوص أخرى مما يبقى ا مسأ ة قائمة خاصة با سبة أوامر ا مخا فة‬
‫لقا ون‪.2‬‬
‫موقف ا قضاء من هذ ا مسأ ة‬

‫عمار عوابدي ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 4‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد ا صغير بعلي‪ ،‬ا قا ون اإداري مرجع سابق ‪.39‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪26‬‬
‫رفض ا قضاء ا فرسي عادته اا تزام بأي من اآراء ا فقهية ا سابقة‪ ،‬وأخذ يفصل ل‬
‫حا ة على حدا ويقدر مدى جسامة ا خطأ ا م سوب لموظف ودرجة عدم ا مشروعية في ا مر‬
‫ا صادر إ يه‪ ،‬ومن ثم يح م على مدى مسؤو ية ا موظف ا عمومي عن ا خطأ ا محقق من ت فيذ‬
‫أمر ا رئيس هل تخفف مسؤو ية ا موظف أو تلغى هائيا‪ ،‬ورفض مجلس ا دو ة في قضائه‬
‫ا خير أن يجعل طاعة ا مرؤوس رئيسه طاعة عمياء بل يحتم عليه أن ا يطيع ا رئيس في‬
‫بعض ا حاات‪.1‬‬
‫ومن دراسة ا ح ام ا صادرة عن ا قضاء جد يعتبر ا خطأ ا صادر عن ت فيذ أوامر‬
‫ا رئيس وا تي تحتوي على مخا فة جسيمة ووجه عدم ا مشروعية واضح خطأ شخصيا لموظف‬
‫ا ذي فذ ا مر‪ ،‬أما إذا ا ت ا مخا فة يسيرة فا يوجد أمام ا موظف خيار سوى ت فيذ ا مر‬
‫ا صادر ه‪ ،‬وه ا ا يعتبر مسؤوا مسؤو ية شخصية ن ا خطأ يتحول ه ا إ ى خطأ مرفقي‪،‬‬
‫أما با سبة لج دي في ا جيش فا يسمح ه بم اقشة أوامر رئيسه أو ااعتراض عليها‪ ،‬وأن‬
‫ا خطاء ا تي يرت بها ب اء على ا وامر ا صادرة ه من رئيسه تعتبر أخطاء مرفقية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ا خطأ ا شخصي وا جريمة ا ج ائية‬
‫قد يرت ب ا موظف جرما جزائيا (ج حة أو ج اية) وياحق أمام ا قضاء ا جزائي‪ ،‬ويح م‬
‫عليه من قبل هذا ا قضاء‪.‬‬
‫تساءل ه ا ما إذا ان ا خطأ ا ذي ارت به ا موظف يعتبر خطأ شخصيا أم خطأ‬
‫مرفقيا؟‪ .‬جرت أح ام ا قضاء اإداري ا فرسي مدة طويلة على أن ا موظف ا ذي يرت ب‬
‫جريمة ج ائية يعتبر دائما مرت ب ا خطأ شخصي يسأل ع ه من ما ه ا خاص‪ ،‬ويختص ب ظر‬
‫ا قضاء ا عادي تأسيسا على أن مباشرة ا وظائف ا تي تتواها ا مرافق ا عامة يتعارض تماما مع‬
‫ارت اب ا جرائم ‪ ،‬ما أ ه ا يتصور أن ترت ب اإدارة جرائم أو أن تسأل عن جرائم يرت بها‬
‫ا موظفون ن هذ ا خطاء ا متمثلة في ارت اب جرائم جزائية تبلغ درجة من ا جسامة تعتبر‬

‫عمار عوابدي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫معها أخطاء شخصية‪ ،‬فا جرم ا جزائي يشترط في من يرت به وجود ية جرمية على درجة من‬
‫ا خطورة‪.‬‬
‫و ن هذا ااتجا ما بث أن عدل على يد مح مة ا ت ازع ا فرسية في قرار ها مبدئي‬
‫وشهير اعتبرت فيه أن جرم ا قتل أو ا جرح ا خطأ ا يش ل دائما خطأ شخصيا‪ ،‬وفي ما يلي‬
‫خاصة ا قضية‪:‬‬
‫ا ت قافلة سيارات شحن عس رية تسير تحت تصرف رقيب بسرعة ‪ 20‬لم في‬
‫ا ساعة‪ ،‬فتجاوزت ار ب دراجة يدعى "‪ "THEPAZ‬وفجأة ي يتحاشى ا تصادم مع ا شاح ة‬
‫ا تي تسير أمامه وا تي خفضت سرعتها ب صورة مفاجئة ا حرف ا ج دي ا سائق ا مدعو‬
‫"‪ "MIRABEL‬بسيارته جا با‪ ،‬مما جعل ا مقطورة ا تي يجرها توقع ار ب ا دراجة أرضا‬
‫فأصيب بجروح ‪،‬رفع تي باز ش وى ضد ا ج دي ا مذ ور وح م عليه من قبل ا قضاء ا عادي‬
‫ا مختص وبااست اد إ ى قا ون ا عقوبات‪ ،‬بغرامة قدرها ‪ 25‬فرك وبدفع مبلغ ‪ 7000‬سبعة‬
‫آاف فرك لسيد تيباز تعويض مد ی مؤقت با تظار مدى ا ضرر هائيا‪ ،‬إا أن ا دو ة ا تي‬
‫م يدع عليها من قبل ا طرف ا مد ي في ا زاع تدخلت وأثارت عدم صاحية ا قضاء ا عادي‬
‫با ظر في مسؤو ية ا ج دي ا مد ية وبوجوب حلو ها محله في ا مسؤو ية‪ ،‬و ما رفع إش ال‬
‫ااختصاص أمام مح مة ا ت ازع قضت بأن ا فعل ا م سوب إ ى ا ج دي أث اء قيامه با مهمة‬
‫ا تي لف بها ا يعتبر خطأ شخصيا م فصا عن مباشرة مهام وظائفه‪ ،‬ما أن صدور ح م‬
‫من مح مة ا قضاء ا ج ائى بإدا ته ا يؤدي إ ى اختصاص ا قضاء ا عادي با ظر في ا دعوى‬
‫ا مد ية ا مرفوعة تبعا لدعوى ا ج ائية‪.1‬‬
‫وعليه فإن ا قضاء اإداري ي ون قد ميز بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا جزائي وقرر‬
‫مسؤو ية اإدارة في حاات معي ة ع دما يرت ب موظفوها أخطاء جزائية‪ ،‬ويقوم هذا ا تمييز على‬
‫ا ع صر ا مع وي لخطأ ا جزائي على ما يلي‪:‬‬

‫سامی حامد سليمان‪ ،‬ظرية ا خطأ ا شخصي في مجال ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.261‬‬ ‫‪1‬‬

‫ح م مح مة ا ت ازع ا صادر في ‪ 14‬جا في ‪ ،1935‬في قضية ‪.THEPAZ‬‬


‫‪28‬‬
‫إذا توفر في ا خطأ ا جزائي لموظف ا ع صر ا عمدي فيعتبر هذا ا خير مسؤوا‬
‫شخصيا وهذا ما قررته ا غرفة اإدارية في قضية ضد رئيس بلدية بتاريخ ‪1967/03/07‬‬
‫ا ت فيها ا بلدية م لفة بجمع ا موال‪ ،‬وقام رئيسها بإ زام مواطن بدفع ه مبلغ ‪ 5000‬دج‬
‫تحت ا تهديد با موت‪ ،‬أما إذا ان ا خطأ غير عمدي فتبقى اإدارة مسؤو ة عن هذا ا وع من‬
‫ا خطأ‪ ،‬وهذا ما قررته ا غرفة اإدارية لمح مة ا عليا في قضية ا سيد سائغي ضد ا مستشفى‬
‫ا مد ي با خضرية بتاريخ ‪ ، 1977/01/12‬وتتلخص وقائع ا قضية في أن ا طبيب "با تاف"‬
‫‪ PENTEV‬ان يعا ج ا شاب سائغي رشيد في ا مستشفى ا مد ي با خضرية ثم باشر ا طبيب‬
‫عاج ا شاب رشيد بعد خروجه من ا مستشفى في م زل هذا ا خير واثر هذا ا عاج تسببت ه‬
‫أضرار با غة‪.‬‬
‫فرفع دعوى ضد ا طبيب ‪ PENTEV‬أمام ا قضاء ا جزائي ا ذي قرر أن ا طبيب قد‬
‫ارت ب خطأ جزائيا يتمثل في ا جرح غير ا عمدي‪.‬‬
‫ث م رجعت ا ضحية أمام ا غرفة اإدارية لمح مة ا عليا عن طريق ااستئ اف ضد قرار‬
‫صادر عن ا غرفة اإدارية مجلس قضاء ا جزائر ا تي قررت ما يلي‪" :‬حيث أن ا ضرر‬
‫ا مطلوب تعويضه من طرف ا سيد سائغي قد تسبب فيه ا طبيب "با تاف" ا ذي يشتغل‬
‫با مستشفى ا مد ي أخضرية‪ ،‬حيث أن هذا ا خير (ا طبيب ا ذي استجاب ضمير ا مه ي‬
‫باشر عاج ا شاب سائغي في م زه‪.1‬‬
‫حيث أن ا تصرف اإيجابي لطبيب م يم ع ا قاضي ا جزائي بأن يقرر بأن ا ضرار‬
‫ا تي أ حقت با شاب سائغي ا ت تيجة خطأ جزائي ارت به ا طبيب ‪ ، PENTEV‬ن حيث أ ه‬
‫بدون ا مرفق م ي ن يستطيع ا طبيب ‪ PENTEV‬مباشرة عاج ا شاب سائغي في م زل هذا‬
‫ا خير ويسبب ه جروح غير عمدية‪.‬‬
‫حيث أ ه في هذ ا ظروف ي ون ا خطأ ا شخصي لطبيب ا معاقب عليه جزائيا عاقة‬
‫با مرفق" وه ذا قررت ا غرفة اإدارية لمح مة ا عليا أن مستشفى ا خضرية هو ا مسؤول‬

‫‪ 1‬رشيد خلوفي‪ ،‬قا ون ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪29‬‬
‫ا مد ي وحد عن ا ضرر ا ذي ارت ب من طرف ا طبيب ‪ PENTEV‬على ا شاب سائغي‬
‫رشيد‪ ،‬ن ا خطأ ا جزائي م يتوفر فيه ا ع صر ا عمدي‪.1‬‬

‫الث ني‪ :‬التفرق بين الخط الشخصي الخط المرفقي‬ ‫المط‬


‫يعرف ا خطأ ا موجب لمسؤو ية بوجه عام بأ ه اإخال با تزام قا و ی سابق سواء ان‬
‫اإخال عمديا أو غير عمدي‪ ،‬وسواء ان هذا اا تزام إيجابيا أو سلبيا‪ ،‬وب اء على هذا‬
‫ا تعريف يم ن أن تقوم مسؤو ية ا موظف ا عمومي ما يم ن أن تقوم مسؤو ية اإدارة است ادا‬
‫إ ى ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي ا واقع م هما متى تج م ه ضرر لغير‪.‬‬
‫و ذ ك ارتأي ا في بحث ا هذا إ ى تقسيم دراست ا في هذا ا مطلب إ ى فرعين‪ ،‬ا ول تطرق‬
‫فيه إ ى شأة وتطور ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي وأهميتها‪ ،‬أما في ا فرع ا ثا ي‬
‫فقد تطرق ا إ ى ا تمييز بين ا خطأ ا مرفقي وا خطأ ا شخصي‪.‬‬

‫الفرع اأ ل‪ :‬نش ة تط ر التفرق بين الخط الشخصي الخط المرفقي أهميت‬


‫أوا‪ :‬شأة وتطور ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي‬
‫شأت ظرية ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي في فرسا في أح ام مجلس‬
‫ا دو ة ا فرسي ومح مة ا ت ازع وفقهاء ا قا ون ا عام ه اك‪ ،‬و ان أول استعمال هذ ا تفرقة‬
‫ا شهيرة في عام ‪ 1873‬في ح م بيليتيه ‪ PELLETIER‬ا صادر في ‪ 30‬جويلية ‪1873‬‬
‫وفيه قررت مح مة ا ت ازع أ ه يجب ا تفرقة داخل عموم ا موظفين ا عموميين بين ا خطأ‬
‫ا شخصي ا ذي ي سب إ ى ا موظف ا عمومي وي ون م فصا عن ا مرفق‪ ،‬وبين ا خطأ ا مرفقي‬
‫ا ذي أرت به ا موظف و ن ي سب إ ى عدم ا تظام سير ا مرفق ا عام‪ ،‬وأخرج هذا ا ح م ا تيجة‬
‫ا مرجوة وا هامة في ظرية ا تفرقة وهي اختصاص ا قضاء ا عادي بدعوى ا خطاء ا شخصية‬
‫لموظف ا عمومي ويطبق فيها قواعد ا قا ون ا مد ي‪ ،‬في حين يختص ا قضاء اإداري‬

‫رشيد خلوفي‪ ،‬قا ون ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫با دعاوى ا اتجة ويطبق عليها قواعد ا قا ون ا عام‪ ،‬وبذ ك ا تزع من اختصاص ا محا م ا عادية‬
‫دعوى ا مسؤو ية ا موجهة ضد ا موظفين ا عموميين إذا ا ت مب ية على عمل إداري‪.1‬‬
‫وظهرت ا تفرقة في ح م مجلس ا دو ة ا صادر في ‪ 1911/02/09 :‬في قضية‬
‫‪ ANGUET‬تحل إش اا جديدا ومن طبيعة مختلفة وهو مش ل تعدد ا خطاء وا جمع بين‬
‫ا مسؤو يتين اإدارية و ا شخصية‪ ،‬وتتلخص وقائع ا قضية إ ه في أحد ا يام ذهب ا سيد أ جيت‬
‫استام قيمة حوا ة و ن ا م تب ا مذ ور أغلق ا باب ا مخصص لجمهور قبل ا موعد ا محدد‬
‫ب عشرة دقائق‪ ،‬فأشار إ يه أحد ا موظفين با خروج من ا باب ا مخصص لعاملين فلما هم‬
‫با خروج اشتبه فيه عامان ان يفرغان ا طرود وظ ا صا‪ ،‬فدفعا بقوة إ ى ا خارج مما أدى‬
‫ذ ك إ ى إحداث سر في ساقه‪ ،‬وقد أثارت هذ ا قضية ا تساؤل عما إذا ان باإم ان ا جمع‬
‫بين ا مسؤو يتين أم ا ؟‬
‫فأجاب مجلس ا دو ة باإيجاب مقد ار أن مسؤو ية ا عاملين ا اشئة عن خطئهما‬
‫ا شخصي ا تعفي اإدارة من ا مسؤو ية عن ا خطأ ا مصلحي أو ا مرفقي ا ذي و د ا حادث‬
‫وهو إغاق ا باب ا مخصص لجمهور قبل ا موعد بسبب فساد ا ساعة ا خاطئة ا معلقة في‬
‫م تب ا بريد ا مذ ور‪ ،2‬وهذا ا مبدأ طبقته ا غرفة اإدارية بمجلس قضاء ا جزائر في قرارها‬
‫ا صادر في‪ 1972/04/17 :‬في قضية بلقاسمی ضد وزير ا عدل أين أخذت ا غرفة بقاعدة‬
‫ا جمع بين ا خطأين‪ ،‬وتتمثل وقائع ا قضية في أن ا ضبطية ا قضائية قامت بحجز مبلغ قدر‬
‫‪ 63050‬دج ملك لسيد بلقاسمي وأودعته دى کتاب ا ضبط وأث اء فترة حجز ا سيد بلقاسمی‬
‫قامت ا دو ة بتبديل أوراق قدية‪ ،‬و ن اتب ا ضبط سها عن تبديل ا مبلغ ا مودع ديه في‬
‫ا فترة ا محددة قا و ا‪.‬‬

‫وتتلخص وقائع هذ ا قضية أن ا سلطات ا عس رية است ادا إ ى قيام ا ح ام ا عرفية صادرت أول عدد من صحيفة يصدرها‬ ‫‪1‬‬

‫ا سيد بي ليتيه ا ذي رفع دعوى أمام ا مح مة ا مد ية ضد قائد ا م طقة ا عس رية وضد مدير مقاطعة واس ‪ LOISE‬طا با إ غاء‬
‫ا حجز واإفراج عن ا سخ ا محجوزة وا حصول على تعويض فأصدر ا مدير قرار ا ت ازع‪ ،‬وح مت مح مة ا ت ازع بأن ا عمل‬
‫ا م سوب إ ى ا مدعى عليهم عمل إداري ومن ثم ا عقد ااختصاص إ ى مجلس ا دو ة ا فرسي‪.‬‬
‫عمار عوابدي ‪ -‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.124‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫رفع ا سيد بلقاسمي دعوى ا تعويض ضد وزير ا عدل (ا دو ة)‪ ،‬قرر ا مجلس ا غرفة‬
‫اإدارية" أن هذا ا ضرر مرد خطأ شخصي أرت به اتب ا ضبط يتمثل في إهما ه‪ ،‬وخطأ‬
‫مرفقي يتثمل في سوء سير مصلحة اتب ا ضبط‪ ،‬وح م على ا دو ة بتعويض ا سيد بلقاسمي‬
‫عن ا ضرار ا احقة به‪.‬‬
‫ومن ه ا أخذ مفهوم ا خطأ ا مرفقي يتوسع على حساب ا خطأ ا شخصي على يد مجلس‬
‫ا دو ة ا فرسي‪ ،‬ضاربا على ا حائط ل ا معايير ا فقهية ا تي تميل إ ى ا تجريد ا ظري‪ ،‬إ ى‬
‫ا حد ا ذي أعتبر أن ل خطأ متصل با مرفق ا عام يعتبر خطأ مرفقيا‪ ،‬وهو ما ظهر في ا عديد‬
‫من ا قضايا فيما بعد‪ ،‬مثل قضية اآ سة ميمور ‪. mimeur‬‬
‫حيث قرر مجلس ا دو ة أن ل خطأ غير م بت ا صلة با مرفق تسأل ع ه ا سلطة‬
‫اإدارية ويعد خطأ مرفقيا‪.1‬‬
‫و ن هذا ا توسع مفهوم ا خطأ ا مرفقي على ا خطأ ا شخصي ا مستوجب لمسؤو ية‬
‫ا شخصية لمرفق ا عام قوبل با رفض من قبل فقهاء ا قا ون ا عام‪ ،‬وحجتهم أ ه يقتل ا شعور‬
‫با مسؤو ية ع د ا موظف ا عمومي‪ ،‬ما يؤدي إ ى تبديد أموال ا خزي ة ا عامة لدو ة‪ ،‬مما أدت‬
‫هذ اإ تقادات ا صاخبة بمجلس ا دو ة ا فرسي إ ى ا تراجع واإستجابة داء ا فقه‪ ،‬وذ ك‬
‫بوضع حد إ عدام ا مسؤو ية لموظف ا عمومي‪ ،‬وهذا في ح مه ا صادر في‪:‬‬
‫‪ 28‬جويلية ‪ 1952‬في قضية ‪ ،la ruelle‬هذا ا ح م ما قال ع ه ا فقه إ ه أوجد ا توازن‬
‫ا مفقود لعاقة بين ا موظف واإدارة ا عامة‪.2‬‬

‫تتلخص وقائع قضية ا سة ‪ MIMEUR‬إ ى أن ا سيد ‪ DESSERTENE‬في عام ‪ 1949‬فقد ا سيطرة على مقود‬ ‫‪1‬‬

‫ا سيارة خال سياقته سيارة عس رية غراض خاصة به فاصطدم بعمارة تمل ها ا سة ‪ MIMEUR‬أدى إ ى ا قسام ا مب ي‬
‫فقرر مجلس ا دو ة ا فرسي ب اء على هذ ا قضية أن ل خطأ غير ذي صلة با مرفق تسأل ا سلطة اإدارية ع ه‪ ،‬وقد طبقت‬
‫هذ ا قاعدة في قضيتين مقاتلتين ا و ى ا سيد ‪ DEFOUX‬وا ثا ية قضية ‪ BESTAELSEMEN‬وهذا م ذ س ة ‪1949‬‬
‫بم اسبة فصله في قضية ‪ MIMEUR‬عن اشتراط ارت اب ا خطأ ا شخصي داخل ا مرفق ا عام ترتب ا مسؤو ية اإدارية‬
‫لمرفق عن ا تعويض عن ا ضرار ا اتجة ع ه‪.‬‬
‫قضية ‪ LARUELLE‬تتمثل في أن ضابطا دهس ا سيدة ماريشون وهو يقود ا سيارة ا عس رية في غير ساعات ا عمل‬ ‫‪2‬‬

‫غراض خاصة فأجاز مجلس ا دو ة ا رجوع على ا موظفين مسؤو يتهم ع د أخطائهم ا شخصية ا اتجة عن ا مرفق ا عام أو‬
‫‪32‬‬
‫ثا يا‪ :‬أهمية ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي‬
‫إن ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي ع دها عدة أسس ومبررات‪ ،‬ومن بين هذ‬
‫ا سس و ا قي م وا مزايا ا تي تحققها هذ ا تفرقة حسم وحل ا ثير من ا مسائل وا صعوبات في‬
‫طاق ظرية ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬وتحقيق أهداف ا مصلحة ا عامة وا مصلحة‬
‫ا خاصة بصورة متوازة‪.‬‬
‫ومن بين مزايا ف رة ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تهدف ف رة ا ت فرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي إ ى تطبيق ازدواج ظام ا قا ون‬
‫وا قضاء‪ ،‬حيث تختص جهات ا قضاء ا عادي با ظر وا فصل في دعوى ا تعويض ا م عقدة‬
‫على أساس ا خطأ ا شخصي‪ ،‬بي ما تختص جهات ا قضاء اإداري با فصل في دعوى‬
‫ا تعويض وا مسؤو ية اإدارية ا م عقدة على أساس ا خطأ ا مرفقي‪.‬‬
‫‪ -2‬إن هذ ا تفرقة ترمي إ ى إ ماء ا شعور با مسؤو ية دى ا موظفين ا ذين سبب أو آخر قد‬
‫يضعف ع دهم ا ضمير ا مه ي وا قاء ا خاقي‪ ،‬وا واء ا سياسي وا روح ا وط ية‪ ،‬ذا رى‬
‫و لمس أن معظم ا تشريعات ا حديثة ت ص على مسؤو ية ا موظف ا عمومي إ ى جا ب مسؤو ية‬
‫اإدارة حسب تائج و عملية ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي‪.‬‬
‫‪ -3‬ما أن هذ ا تفرقة ها أهميتها ا با غة با سبة حسن سير ا وظيفة ا عامة وا تظامها‬
‫وتقدمها إذ أن إحساس ا موظف ا عمومي وهو يباشر مهامه وخدمات وظيفته ا عامة بعدم‬
‫مسؤو يته عن ا خطاء ا مرفقية‪ ،‬يخلق ه جو من ا طمأ ي ة واارتياح مما يجعله ي دفع إ ى‬
‫ا خلق واإبداع على ا وجه ا مل في وظيفته‪ ،‬بي ما عدم إعمال هذ ا تفرقة وتحميل ا موظف‬
‫ل خطأ يرت به حتى و و ان مرفقيا ومساء ته مد يا تجعله ير ن إ ى ا جمود وعدم اإقدام إ ى‬
‫ا خلق وا تجديد في طاق مهامه ا وظيفية ا م وطة به تهربا من ا مسؤو ية‪.‬‬

‫عن ا وظيفة ا عامة‪ ،‬وبذ ك أصبح من حق اإدارة أن ترجع على ا موظف تقتص م ه ل أو جزء ا مبلغ ا مدفوع متى ان‬
‫ا خطأ شخصيا إذا ا ت قد دفعت ا تعويض اما لمضرور‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -4‬إ ن هذ ا تفرقة ها أهميتها في معرفة من هو ا مسؤول عن ا ضرر ا ذي سبب لغير فإن‬
‫ان ا خطأ شخصي فإن ا مسؤو ية تعود لموظف ا عمومي وهو من يتحمل عبء ا تعويض‪،‬‬
‫أما إذا ان ا خطأ مرفقيا فإن اإدارة هي ا تي تتحمل عبء ا تعويض عن ا ضرار ا تي سببها‬
‫موظفوها لغير من جراء ا خطاء ا مرفقية‪.‬‬

‫الفرع الث ني‪ :‬معي ر التفرق بين الخط الشخصي الخط المرفقي‬
‫طرحت مسأ ة ا تمييز وا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي ع د تحديد من هو‬
‫ا مسؤول عن ا تعويض لضرر ا اتج ا ذي يلحق با ضحايا هل هي اإدارة أم ا موظف‬
‫ا عمومي؟‪.‬‬
‫إن اإجابة عن هذا ا تساؤل م ي ن با شيء ا سهل خاصة وأن ا خطأ ا مرفقي هو‬
‫ا خطأ ا ذي يرت به موظفو وعمال اإدارة‪ ،‬فاجتهد ا فقه وا قضاء لبحث عن معيار لتفرقة بين‬
‫ا خطأين‪.‬‬
‫فمثا‪ :‬اختاف قواعد ااختصاص ا قضائي وطبيعة ا دعوى ا قضائية ا مرفوعة من‬
‫ا ضحية وان بيان هذ ا تفرقة يتوقف على معرفة ا معايير ا فقهية وا قضائية في هذا‬
‫ا خصوص‪.1‬‬
‫أوا‪ :‬معيار ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي في ا فقه‬
‫‪ -‬قدم ا فقه عدة معايير لتفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي وهي تا ي‪:‬‬
‫‪ )1‬ا معيار ا شخصي‪ :‬وهو أول معيار جاء به ا فقه على يد ا فقيه " افريير " وعلى إثر فرق‬
‫بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي‪ ،‬ويست د فيه إ ى ظرية ا هواء وا زوات ا شخصية لموظف‬
‫ا عمومي‪ ،‬فيرى ا فقيه ا فريير أن ا ضرر ي ون شخصيا إذا ان ا عمل مطبوعا بطابع شخصي‬
‫ي شف عن اإ سان بضعفه‪ ،‬وشهواته‪ ،‬وعدم تبصر‪ ،‬وأما إذا ان ا عمل غير مطبوع بطابع‬

‫‪ 1‬عمار عوابدي ‪ -‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية ‪ ،‬مرجع فسه‪.‬ص‪.131‬‬


‫‪34‬‬
‫شخصي ويب ى على ا موظف عوضه لخطأ وا صواب فا خطأ ه ا ي ون مصلحيا وظيفيا"‬
‫يستوجب ويعقد ا مسؤو ية لسلطة اإدارية‪.1‬‬
‫وما يتميز به هذا ا معيار بأ ه معيار ذاتي شخصي يقوم على أساس ا قصد ا سيئ‬
‫لموظف وهو يؤدي واجباته ا وظيفية‪ ،‬ف لما قصد ا موظف مصلحته وفائدته ا شخصية ان‬
‫ا خطأ شخصی‪ ،‬أما إذا قصد ا مصلحة ا عامة ان ا خطأ مرفقيا‪.‬‬
‫ه يصعب‬ ‫وقد ا تقد هذا ا معيار با رغم من ما يتميز به من درجة بيرة من ا وضوح‬
‫ن وجود ا ية‬ ‫ا ت مييز بين ما هو عمدي وما هو غير عمدي‪ ،‬وا يم ن ا سير مع هذا ااتجا‬
‫وا قصد وعدمه هي مجموعة قوى ترتبط ب يان فسا ي داخلي مجهول‪ ،‬وقد عيب على هذا‬
‫ا معيار أيضا أ ه تجاهل ا خطأ ا جسيم ا ذي يرت به ا موظف ا عمومي و بحسن ية‪.‬‬
‫‪ )2‬معيار ا خطأ ا جسيم‪ :‬وقد جاء بهذا ا معيار ا فقيه جيز إذ يعتمد فيه على جسامة ا خطأ‬
‫ويرى جيز أن ا خطأ ي ون شخصيا إذا بلغ من ا جسامة حدا ا يم ن معه اعتبار من ا خطاء‬
‫ا عادية ا تي تعرض ها ا موظف أث اء قيامه بواجباته ا وظيفية إ ى حد يصل إ ى ارت اب‬
‫جريمة تقع تحت طائفة قا ون ا عقوب ات‪ ،‬بي ما يعتبر ا خطأ مرفقيا إذا ان ا خطأ من ا مخاطر‬
‫ا عادية ا تي يتعرض ها ا موظف عادة أث اء أداء وظيفته‪.‬‬
‫وقد عيب على هذا ا معيار بأ ه يس جامع وا ما ع‪ ،‬حيث تعتبر بعض ا خطاء‬
‫شخصية رغم عدم جسامتها وذ ك إذا ان ا خطأ م فصا عن ا وظيفة‪ ،‬وقد يعتبر ا خطأ مرفقيا‬
‫رغم جسامته‪.‬‬
‫‪ )3‬معيار اا فصال عن ا وظيفة‪ :‬وقد جاء بهذا ا معيار ا فقيه هوريو‪ :‬ان هوريو في بادئ‬
‫ا مر يعتبر ا خطأ ا شخصي هو ا خطأ ا جسيم إا أ ه عدل عن رأيه‪ ،‬وأصبح يعتبر ا خطأ‬
‫شخصيا متى أم ن فصله ماديا ومع ويا عن ا وظيفة‪ ،‬وي ون ا خطأ م فصا عن ا وظيفة في‬
‫ه ا يمت بصلة إ ى واجبات ا وظيفة‪ ،2‬أما ا خطأ ا م فصل‬ ‫حا ة ارت ابه من ا موظف‬

‫عمار عوابدي ‪ -‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية ‪،‬مرجع فسه‪ ،‬ص‪.134‬‬ ‫‪1‬‬

‫ه قد صدر ح م يشهر‬ ‫ومثال ذ ك يقوم ا عمدة أو رئيس مجلس ا مدي ة بشطب اسم أحد ا تجار من جدول ا اخبين‬ ‫‪2‬‬

‫إفاسه‪ ،‬وهذا ا عمل ا ذي يتصل بواجبات ا عمدة أو رئيس مجلس ا قرية أو ا مدي ة‪ ،‬و ن و تصورا أن هذا ا عمدة م ي تفي‬
‫‪35‬‬
‫ا فصاا مع ويا وذه يا إذا ان ا خطأ يدخل ضمن واجبات ا وظيفة ماديا إا أن فاعله ي ون قد‬
‫قصد به غير تلك ا تي استخدم تحقيقها‪ ،1‬ومثال ذ ك‪ :‬أن يقوم ا عمدة بقرع أجراس ا ائس‬
‫احتفاا بج ازة مدي ة ا تقرع ها ا جراس‪.2‬‬
‫أما ا خطأ ا مرفقي ع د هوريو هو‪ :‬إذا اتصل ا خطأ أو اإهمال با وظيفة اتصاا ماديا‬
‫أو مع ويا وا يم ن فصله عن ا وظيفة ا عامة أو عن ا مرفق‪ ،‬وه ا ت ون مسؤو ية اإدارة عن‬
‫خطأها ا مرفقي‪.‬‬
‫وقد ا تقد هذا ا معيار على أساس أ ه استبعد من ساحة ا خطأ ا شخصي ل ا خطاء‬
‫ا متصلة بواجبات ا خدمة ا وظيفية حتى وان ا ت أخطاء تتصف بدرجة من ا جسامة‪.‬‬
‫‪ )4‬معيار ا غاية وا هدف‪ :‬يقوم هذا ا معيار على ا غاية وا هدف ا ذي يسعى ا موظف ا عمومي‬
‫إ ى تحقيقه من وراء تصرفه ا مسبب لضرر‪ ،‬فإذا استهدف ا موظف غرضا خاصا به من أجل‬
‫تحقيق مصا ح شخصية ان ا خطأ شخصيا سواء ان جسيما أو يسيرا‪ ،‬أما إذا ان ا موظف‬
‫يتصرف بحسن ية من أجل تحقيق مصلحة ا وظيفة ان ا خطأ مرفقيا‪ ،‬وقد أتى بهذا ا معيار‬
‫ا فقيه دوجي‪.‬‬
‫وقد ا تقد هذا ا معيار حيث يجعل ا خطأ مرفقيا في جميع ا حوال ا تي ا تتوفر فيها‬
‫سوء ا ية ويقتصر ا خطأ ا شخصي على سوء ية ا موظف من وراء تصرفه‪ ،‬في ا وقت ا ذي‬
‫يسير فيه ا قضاء اإداري إ ى اعتبار ا خطأ شخصيا با رغم من حسن ية ا موظف ا عمومي‬
‫وهو ا خطأ ا جسيم‪.3‬‬
‫تقدير ا معايير ا فقهية‪ :‬ظ ار ا تقادات ا سا فة ا ذ ر ا تي ت طوي عليها ا ظريات ا فقهية‬
‫وا تي قيلت ت ون معايير تفصل وتفرق بين ا خطاء ا شخصية لموظف ا عمومي عن‬

‫بذ ك بل قام ب شر واقعة اإفاس واإعان ع ها في طرقات ا قرية وشوارعها مما يسبب إساءة سمعة هذا ا تاجر‪ ،‬فا عمدة بهذا‬
‫ا تصرف يرت ب خطأ شخصيا ا عاقة ه بواجبات ا وظيفة‪.‬‬
‫عمار عوابدي ‪ -‬مرجع فسه‪ ،‬ص ‪137.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ماجد راغب ا حلو‪ -‬ا قضاء اإداري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.354‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد رفعت ‪ ،‬و ا د تور حسن عثمان محمد‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬مبادئ ا قا ون اإداري ‪ ،‬دار ا مطبوعات ا جامعية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫اإس درية‪ ، 2001 ،‬ص ‪.189‬‬


‫‪36‬‬
‫ا خطاء ا مرفقية‪ ،‬وحيث أن ل معيار م ها م يرق إ ى درجة ا معيار ا جامع ا ما ع ا قاطع‪،‬‬
‫ا مر ا ذي جعل مجلس ا دو ة ا فرسي ا يلتزم بهذ ا معايير لتفرقة بين ا خطأ ا شخصي‬
‫وا مصلحي ف ان في ل مرة وحسب ظروف ا قضية ا مطروحة عليه يقوم با خذ با معيار‬
‫ا سب ها‪ ،‬و ذ ك ظ ار عدم دقة ا معايير و عدم شمو يتها ف احظ أن ا قضاء يبحث عن‬
‫معيار أو أ ثر لت امل في تحقيق ا هدف‪ ،‬وهذا ما فعل ا قضاء ا مصري ا ذي أخذ بثاثة‬
‫معايير فقهية معا‪.1‬‬
‫ثا يا ‪ -‬معيار ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي في ا قضاء‬
‫إذا ما استعرض ا أح ام ا قضاء واسيما مجلس ا دو ة ا فرسي ومح مة ا ت ازع جد أ ها‬
‫م تستقر على وضع قاعدة عامة يم ن بها تمييز ا خطأ ا شخصي عن ا خطأ ا مرفقي‪ ،‬و م‬
‫تتقيد بمعيار معين بعي ه وا ما على ا قاضي أن يفحص ل حا ة على حدا وأن يقدر ا فعال‬
‫ا م سوبة إ ى ا موظف وا تي تش ل إما خطأ شخصيا تؤدي إ ى مسؤو يته ا شخصية ويلتزم‬
‫با تعويض ع ها من ما ه ا خاص‪ ،‬واما خطأ مرفقيا تسأل اإدارة ع ه وهي من تتو ى تعويض‬
‫ا ضرار ا احقة با غير‪.‬‬
‫وباستعراض اتجاهات ا قضاء واسيما ا قضاء ا فرسي وا ذي حن ست د إ يه في‬
‫أح ام ا أ ه يقسم ا خطاء ا شخصية ا تي يرت بها ا موظفون إ ى وعين‪:‬‬
‫اأول‪ :‬ا خطاء ا شخصية ا تي يرت بها ا موظف خارج طاق ا وظيفة وا عاقة ها با خدمة‬
‫(ا خطأ ا م فصل عن ا وظيفة)‪.‬‬
‫ا ثا ي‪ :‬ا خطاء ا شخصية ا تي يرت بها ا موظف أث اء ممارسته لوظيفة إما بسبب وعية‬
‫ا خطاء ا مرت بة أو ا ت مصحوبة ب ية اإضرار با غير أو جسيمة‪.‬‬
‫‪ -1‬ا خطأ ا شخصي ا ذي ا عاقة ه با وظيفة‬

‫عمار عوابدي ‪ ،‬ا مرجع فسه‪ ،‬ص ‪.139‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪37‬‬
‫ويقصد به أن يرت ب ا موظف ا فعل ا ضار في حياته ا خاصة وا يرتبط بأي عاقة مع‬
‫ا وظيفة‪ ،1‬في هذا ا غرض أن ا خطأ ا شخصي ا ذي يرت به ا موظف وي فصل عن ا عمل‬
‫ا وظيفي يسأل ع ه ا موظف ويؤدي إ ى مسؤو يته ا شخصية وحد ويلتزم با تعويض مد يا عن‬
‫ا ضرار ا تي يرت بها من ما ه ا خاص دون ااعتداد في ذ ك بما إذا ان ا خطأ ا شخصي‬
‫ا ذي ارت به ا موظف عمدي أو غير عمدي‪ ،‬جسيما أو غير جسيم‪.2‬‬
‫وت قسم ا خطاء ا شخصية ا م فصلة عن ا عمل ا وظيفي إ ى وعين يتعين ا تفرقة‬
‫بي هما أو هما ا خطاء ا شخصية ا م فصلة جزئيا عن ا وظيفة‪ ،‬ففي هذا ا وع يشترك خطان‬
‫أحدهما شخصي وا خر مرفقي‪ ،‬ففي هذا ا وع يح م ا قاضي على ا موظف بتحمل جزء من‬
‫ا تعويض ا مح وم به وهذا ما قرر مجلس ا دو ة ا فرسي في قضية ‪.La ruelle et delville‬‬
‫وثا يهما إذا ان ا خطأ ا شخصي ا ذي يرت به ا موظف ا م فصل لية عن ا خدمة وا‬
‫عاقة ه با خدمة إطاقا‪ ،‬ففي هذ ا حا ة يسأل ا موظف وت تفي علة حماية ا موظف ا عمومي‬
‫وعدم مساء ته عن أخطائه ا شخصية إما بسبب سوء ية ا موظف أو ا خطورة ا غير ا عادية‬
‫لخطأ ا مرت ب‪.‬‬
‫‪ -2‬ا خطأ ا شخصي ا متصل با وظيفة‬
‫قد استقر ا قضاء اإداري على أن ا فعل ا ضار ا ذي يرت به ا موظف أث اء ممارسته‬
‫وظيفته اإدارية ا يمثل خطأ شخصيا يسأل ع ه إا إذا ان مشوبا بسوء ا ية أو ان جسيما‪،‬‬
‫ويأخذ ا خطأ ا شخصي ا متصل با وظيفة إحدى ا صورتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬ا صورة اأو ى‪ :‬ا خطأ ا عمدي‬

‫أ ظر حکم مجلس ا دو ة في قضية ‪ SELTION VILL de NILE‬في ‪ 27‬أ توبر ‪ 1944‬وتتعلق بأن موظف في‬ ‫‪1‬‬

‫ا ح م ا محلي ارت ب حادثة تصادم أث اء تجو ه بموتسي ل خارج طاق وظيفته وقد قضى ا ح م بأن ما أرت به ا موظف يش ل‬
‫خطأ شخصيا صاد ار م ه و م فصا عن عمله ا وظيفي ويسأل ع ه شخصيا‪ ،‬وا ح م ذ ك في قضية اآ سة ‪ MARTIN‬في‬
‫‪ 22‬وفمبر س ة ‪ 1944‬وتتعلق بحادثة أرت بها ا ج دي ا م لف با محافظة على ا من خارج م ان ا وظيفة وقد أشار ا ح م‬
‫إ ى وقوع خطأ شخصي م فصل عن وظيفته‪ ،‬و ذ ك في قضية ا سيدة ‪ VEUVE BUFFEVANT‬في ‪ 30‬ي اير س ة‬
‫‪ 1948‬وتتعلق بحادثة ارت بها حارس و هو يعبث بساحه وقد قضى ا ح م بأن ا واقعة م فصلة عن عمله ا وظيفي ورفض‬
‫طلب ا تعويض عن ا ضرار ا رملة ا متضرر‬
‫سامی حامد سليمان‪ ،‬ظرية ا خطأ ا شخصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫ية ا موظف إ ى أ حاق ا ذى با غير‪ ،1‬إذ يهدف‬ ‫يتمثل ا خطأ ا عمدي في اتجا‬
‫ا موظف من وراء تصرفه إ ى تحقيق مصلحته ا شخصية وم فعته ا ذاتية وأغراضه ا خاصة‬
‫ا تي ا تتعلق با صا ح ا عام‪ ،‬ومن ه ا فإن ت ييف ا فعل ا ضار ا ذي يرت به ا موظف أث اء‬
‫قيامه بأعباء ا وظيفة بأ ه يمثل خطأ عمدي ا با ظر إ ى ا قصد ا سيئ‪ ،‬أو ا عمد ا ذي تتجه إ يه‬
‫ية ا موظف وهو يؤدي وظيفته ‪ ،‬فإذا قصد ا ضرار أو تحقيق م فعته ا ذاتية‪ ،‬أو اا تقام‪ ،‬أو‬
‫اإيذاء بدون مبرر‪ ،‬أو بسبب ا حقد ا شخصي‪ ،‬أو ا خصومة ا سياسية يجعل ما يصدر م ه من‬
‫أخطاء شخصية ا ترتبط بأي عاقة مع ا خدمة وتؤدي إ ى مسؤو ية ا موظف ا فعلية ويلتزم‬
‫بتعويض ا ضرار ا تي أصابت ا غير‪ ،‬وقد است د مجلس ا دو ة ا فرسي إ ى هذا ا معيار وذ ك‬
‫في ح مه ا صادر في‪ 07 :‬جويلية ‪ 1922‬في قضية ‪ ،LA CLOAHEL‬وقد أشار إ ى أن‬
‫أحد موظفي ا تلغراف قد اتفق مع أحد ا مقاو ين بقصد اإضرار بمقاول أخر بقصد ا م افسة‬
‫غير ا مشروعة على حجز ا تلغراف بعد ا قبض عليه‪ ،‬وح مه أيضا في قضية ‪ POTHIER‬في‬
‫‪ 12‬مارس ‪ .1975‬وتتعلق وقائعها بحادثة قتل أرت بها شرطي متجول بساح ا خدمة‪ ،‬وقد‬
‫أشار ا ح م إ ى أن حادثة ا قتل تقوم على ا قصد ا سيئ وسوء ا ية بقصد اا تقام وقد أدا ته‬
‫ا مح مة على أساس ا قصد ا سيئ ه وقضت بأن ا ضرر ا ذي تج عن فعل ا شرطي يمثل‬
‫خطأ شخصيا ا يرتبط بأي عاقة مع ا خدمة وأن مسؤو ية اإدارة ا ترتبط به‪.‬‬
‫ن ياحظ أ ه من ا صعوبة إثبات سوء ية ا موظف ا تي تهدف إ ى اإضرار با غير‪،‬‬
‫وا ما ي ستلزم ا مر من ا قاضي دراسة فسية ا موظف وبحث مختلف ا ظروف ا تي سهلت في‬
‫إ حاق ا ذى با غير‪ ،‬وت طبيقا ذ ك فقد قضت مح مة ا ت ازع بأن ل ا فعال ا م سوبة إ ى‬
‫ا مدرس وا تي أ قاها في ا فصل تتمثل في أحاديث وسب رجال ا دين وأ فاظ خارجة وموجهة‬
‫لمتقين ‪ ،‬اعتبرت ا مح مة أن ما تلفظ به ا معلم يعتبر من قبيل ا خطاء ا شخصية ا تي يسأل‬
‫ع ها ا موظف أمام ا محا م ا قضائية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ا صورة ا ثا ية‪ :‬ا خطأ ا جسيم ‪La Faute Lourde‬‬

‫‪ 1‬سامی حامد سليمان ‪ -‬مرجع سابق ص ‪.92‬‬


‫‪39‬‬
‫ا خطأ ا جسيم وهو ا خطأ ا ذي يجاوز ا مخاطر ا عادية لوظيفة‪ ،‬أو بعبارة أخرى هو‬
‫ذ ك ا خطأ ا ذي ا يم ن ا تسامح فيه وا يم ن قبو ه أو إيجاد عذر ارت ابه‪.‬‬
‫يشترط إعتبار ا خطأ ا ذي يرت به ا موظف أث اء ا وظيفة شخصيا أن ي ون جسيما‬
‫ويتعدى ا مخاطر ا عادية لوظيفة بصرف ا ظر عما إذا ان مرت ب ا خطأ تتوفر ديه ية‬
‫اإيذاء أم ا‪.1‬‬
‫و ن با رجوع إ ى تحليل أح ام ا قضاء يشير إ ى أن ا خذ بهذا ا معيار حا ة من‬
‫حاات ا مسؤو ية ا شخصية لموظف ا عمومي بجا ب ا خطأ ا عمدي‪ ،‬وهذا ما أقرته مح مة‬
‫ا ت ازع في ‪ 1908/06/02 :‬في قضية‪ ،GIRODET . C . MORIZOT‬وتتلخص‬
‫وقائعها في أن ا مدعى عليه ا سيد ‪ MORIZOT‬ان يعمل مدرسا ومدي ار لمدرسة‪ ،‬وفي أث اء‬
‫قيامه با تدريب صدرت م ه عبارات تعد خروجا على مبدأ ا حياد ا ذي يجب أن يراعيه ا مدرس‬
‫وأصدر ع بارات تتضمن طع ا في ا جيش ا فرسي وتش ي ا في أمور دي ية‪ ،‬و ان لمدعي ابن‬
‫في هذ ا مدرسة فطلب تعويضا أمام مح مة ديجون ا مد ية وطعن ا مدعى عليه بعدم‬
‫اختصاص ا مح مة فأجابته مح مة ديجون ا مد ية بذ ك‪ ،‬وفي ااستئ اف أ غت ا مح مة عدم‬
‫ااختصاص‪ ،‬ودفع ا محافظ بعدم ااختصاص وتم رفع ا زاع أمام مح مة ا ت ازع وقدم‬
‫ا مفوض ‪ TARDEAU‬تقري ار إضافيا وعرض رأيين في هذا ا شأن‪ ،‬أو هما أن خروج ا مدرس‬
‫على ا برامج أو جرح ا مشاعر هو خطأ شخصي‪ ،‬أما ا ثا ي وهو رأي ا ح ومة فيرى أن ل ما‬
‫يقوم به ا مدرس في ا فصل في شرح ا مقرر خطأ وظيفيا‪ ،‬إذا ان ثمة خطأ بطبيعة ا حال ما‬
‫م يرت ب ج حة محددة‪ ،‬وهو يرى أن رأي ا دو ة ي سب ا مدرسين وضعا متمي از حيث تتحمل‬
‫ا دو ة أخطائهم و و ا ت شخصية‪ ،‬وان ما يصدر با مخا فة هذ ا برامج من تعد على ا دين‬
‫وعلى ا قا ون وا خاق هو خطأ جسيم‪ ،‬وأ غت ا مح مة قرار ا ت ازع واعتبرت أن ما صدر من‬
‫ا موظف (ا مدرس) من أقوال يخرج على ا برامج تماما وبذ ك ي ون م فصا عن ا وظيفة‪.‬‬

‫‪ 1‬سامی حامد سليمان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬


‫‪40‬‬
‫ما اعتبر في بعض ا حيان أن ا خطاء ا جسيمة ا تي ترت ب في ا خدمة و بدون‬
‫قصد تعتبر أخطاء مرفقية تسأل ع ها جهة اإدارة‪ ،‬وهذا ما قررته مح مة ا ت ازع في‪:‬‬
‫‪ 1973/02/06‬في قضية ‪ CORNU‬وا ذي قضت بأن ا ج دي ا ذي صوب مسدسه معتقدا‬
‫أ ه فارغ من طلقات ا رصاص اتجا طفل فأصابه بطلقة ارية ا يعتبر ما أرت به خطأ شخصيا‬
‫ي فصل عن مباشرة عمله‪ ،‬وح مها أيضا في قضية ‪ ADOLPHE‬ا ذي قضى بمسؤو ية اإدارة‬
‫عن ا فجار شأ تيجة تدخين ا ج ود ا سجائر بجا ب ص دوق ا ذخيرة ا ذي ا وا ي قلو إ ى‬
‫م ان آخر‪.1‬‬
‫و ن تحديد درجة جسامة ا خطأ هي مسأ ة سببية تتفاوت تبعا لظروف ا مختلفة‪،‬‬
‫ويستهدي فيها ا قاضي بقدرة ا موظف ا مخطأ‪ ،‬ويدخل في طاق ا خطأ ا جسيم اإخال بأي‬
‫إجراء جوهري يؤثر في يان ا عمل ا م وط با موظف في ا قيام به‪ ،‬وتقدير جسامة ا خطأ‬
‫متروك لقاضي يقدرها في ل حا ة على حدا‪.‬‬
‫احظ أن ا قضاء م يتقيد بإحدى ا معايير ا فقهية ‪ ،‬وذ ك يعود اعتبار أن ا معايير‬
‫ا تي تقوم على ا تفرقة بين ا خطأين ا ت ابعة با ساس من ا قضاء فسه وأن ااتجاهات‬
‫ا فقهية ا تي ت او ه ا با دراسة ما هي إا وع من اا قسامات حو ها‪ ،‬وتفسير إ ى عدم ا حياز‬
‫ا قضاء حد ا معايير دون ا خرى ي من في أ ه ما ا ت ا معايير هي خاصة اجتهاداته‬
‫تجا ا قضايا ا مت وعة‪ ،‬وعدم ا تفاء بمعيار واحد حتى يطبقه في جميع ا حاات د يل م ه‬
‫على ت ييف ا قضايا ا على حدا أو بحسب ا مستجدات ا تي قد تط أر على ا قضية‪.‬‬
‫ثا ثا‪ :‬موقف ا قا ون وا قضاء اإداري ا جزائري من ف رة ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ‬
‫ا مرفقي‬
‫‪ -1‬موقف ا قا ون اإداري ا جزائري من ف رة ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي‬
‫طبقت ا جزائر ا قواعد ا موضوعية لمسؤو ية اإدارية بموجب قا ون ‪ 31‬ديسمبر عام‬
‫‪ 1962‬وا ذي ص على امتداد ا قوا ين ا سابقة ما م ت ن مخا فة لسيادة ا وط ية ا جزائرية أو‬

‫سامی حامد سليمان ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.114‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪41‬‬
‫تحمل في طياتها مظاهر ا تمييز ا ع صري‪ ،‬ورغم صدور ا عديد من ا قوا ين وا صوص‬
‫ا تشريعية ا وط ية ا تي حلت محل ا تشريعات وا ح ام ا فرسية‪ ،‬فإن طاق ا مسؤو ية اإدارية‬
‫ما از ت تطبق ا قواعد وا معايير ا تي يطبقها ا قضاء اإداري ا فرسي‪ .‬و قد تب ى ا مشرع‬
‫ا جزائري هذ ا تفرقة في ا عديد من ا تشريعات ا وط ية ا تي أصدرها ‪ ،‬و جد أي ا مشرع يأخذ‬
‫صراحة با تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا مصلحي أو ا وظيفي‪ ،‬ف جد في قا ون ا بلدية ي ص‬
‫على هذ ا تفرقة مؤ دا ذ ك في قا ون ا بلدية ‪ 10-11‬ا مادة ‪ 144‬وذ ك ب صه على " ا بلدية‬
‫مسؤو ة مد يا على ا خطاء ا تي يرت بها رئيس ا مجلس ا شعبي ا بلدي وم تخبو ا بلدية و‬
‫مستخدموها اث اء ممارسة مهامهم أو بم اسبتها‪ ،‬وتلزم ا بلدية برفع دعوى ا رجوع امام ا جهة‬
‫ا قضائية ا مختصة ضد هؤاء في حا ة ارت ابهم خطأ شخصيا "‪.1‬‬
‫فهذ ا صوص واضحة وجلية على اعت اق ا مشرع ا جزائري ف رة ا تفرقة بين ا خطأ‬
‫ا شخصي لموظف ا عمومي ا مرتب وا مو د لمسؤو ية ا شخصية من ذمته ا ما ية ا خاصة‬
‫وا خطأ ا مرفقي إدارة‪ ،‬وا ذي يرتب مسؤو ية ا سلطة اإدارية با تعويض عن هذا ا خطأ من‬
‫ا خزي ة ا عامة‪.‬‬
‫‪ -2‬موقف ا قضاء اإداري ا جزائري من ف رة ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأا مرفقي‬
‫أ)‪ -‬قبل دستور ‪ :1996‬و م يعت ق ا قضاء اإداري ا جزائري في محاو ته لتمييز بين ا خطأ‬
‫ا شخصي وا مرفقي معي ا ار فقهيا محددا بل طبق في ل مرة ا معيار ا ذي ي ار م اسبا‪ ،‬فقد‬
‫أتيحت لغرفة اإدارية با مح مة ا عليا لتمييز بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي معيا ار فقهيا‬
‫محددا‪ ،‬بل طبق في ل مرة ا معيار ا ذي ي ار م اسبا لتمييز بين ا خطأ ا جسيم وا بسيط ب اء‬
‫على طعن ا مدعى ا ذي أتلف مشغله في حريق تسببه إ قاء أ عاب ارية بم اسبة عيد ا مو د‬
‫ا بوي ا شريف و سب إدارة خطان‪ :‬ا ول يتمثل في ا تفاء تدابير ا ضبط ا بلدي ا متعلقة‬
‫با عاب ا ارية طبقا مرسوم ‪ 291/63‬ا مؤرخ في‪ 02:‬أوت ‪ 1963‬ا ذي يم ع إ تاجها وبيعها‬
‫واستعما ها ‪ ،‬وا ثا ي يتمثل في ا ت ظيم ا غير ا افي م افحة ا حريق في ا م ة ا تي وقع فيها‬

‫عمار عوابدي‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 129‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫ا حريق‪ ،‬وقد أقر ا قضاء اإداري مسؤو ية اإدارة على أساس ا خطأ ا بسيط في ا حا ة ا و ى‬
‫وهي عدم قيام رئيس ا بلدية بت فيذ و شر إجراءات ا من ا متعلقة بم ع بيع ا عاب ا ارية "‬
‫ا محارق "ورفضها في ا حا ة ا ثا ية ا تي ا تش ل خطأ جسيم عدم فاية وسائل ا حريق‪.1‬‬
‫أما فيما يتعلق بأعمال ا ضبطية فقد ذهب ا قضاء اإداري ا مجلس ا على ا غرفة‬
‫اإدارية في قرارها ا صادر في ‪ 25:‬جوان ‪ 1976‬قضية وزير ا داخلية ضد سماتي إ ى إعطاء‬
‫ا حق في ا تعويض شخص أوقف من طرف رجال ا ضبطية ا قضائية‪ ،‬وا ذين قاموا بضربه‬
‫مما أدى إ ى فقد أحد عي يه وا مقصود با خطأ في هذ ا حا ة هو ا خطأ ا جسيم وان م يشر‬
‫إ يه ا قاضي اإداري صراحة‪ ،‬و قيام ا خطأ ا جسيم يضع ا قاضي اإداري عدة ع اصر تتمثل‬
‫في ا ظروف ا محيطة با ضرر وطرق تحديد ‪.‬‬
‫وعلى هذا ا ساس فإ ه يم ن ا قول بأن ا خطأ ا شخصي هو ا ذي يرت به ا موظف‬
‫خارج طاق ا وظيفة اإدارية‪ ،‬أو ا خطأ ا ذي يرت ب داخل ا وظيفة اإدارية بسوء ية وعلى قدر‬
‫من ا جسامة‪.‬‬
‫أما ا خطأ ا مرفقي فإ ه يعد اإخال بواجبات ا وظيفة حتى و و ان بحسن ية و و م‬
‫ي ن على قدر بير من ا جسامة‪.‬‬
‫و ذ ك تظهر ا تفرقة ا شهيرة بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي في قرار ا غرفة اإدارية‬
‫مجلس قضاء ا جزائر ا صادر بتاريخ‪ 09 :‬جويلية عام ‪ 1971‬وذ ك في ا قضية رقم‬
‫‪ 1614636‬بأرشيف ا ضبط اإداري‪ ،‬حيث تتلخص وقائعها أن سائق إحدى ا سيارات‬
‫ا عس رية ا تابعة و ازرة ا دفاع ا وط ي صدم مواط ا جزائريا بحي حيدرة يبلغ من ا عمر ‪65‬‬
‫س ة‪ ،‬م ما أدى إ ى وفاته تار ا وراء أواد وزوجته ا تي أقامت دعوى ضد ا سائق أمام ا محا م‬
‫ا مد ية‪ ،‬وا تي قضت بمسؤو ية ا سائق وح مت عليه بدفع تعويض زوجة ا قتيل وأواد تعويضا‬
‫هم عن ا ضرر ا مع وي ا ذي أصابهم‪ ،‬و ما رجع ا سائق على و ازرة ا دفاع ا وط ي مطا با إياها‬
‫بد فع ا تعويض ا ذي ح مت به ا مح مة دفعت ه ا مبلغ ا مح وم به عليه من طرف ا غرفة‬

‫قرار ا مجلس ا على ا غرفة اإدارية ‪ 06‬أفريل ‪ ،1973‬إبن مشيش ا مجلة ا جزائرية رقم ‪ ،03،1977‬ص‪ 581‬وما بعدها۔‬ ‫‪1‬‬

‫‪43‬‬
‫ا مد ية على أساس أن ا خطأ ا ذي أرت به ان متصا اتصاا وثيقا ومع ويا با وظيفة ا عامة أو‬
‫ا مرفق ا عام‪ ،‬بحيث يعتبر ه ا خطأ وظيفيا ا شخصيا‪ ،‬إذ ان هذا ا سائق ع دما ارت ب‬
‫ا خطأ ا مذ ور يؤدي واجبات ا خدمة ا وظيفية ا م اط ا قيام بها‪ ،‬وثا يا أن ا دوات وا وسائل‬
‫ا تي ش لت ا خطأ ا مرتب لمسؤو ية هي وسائل مرفقية بحتة‪ ،‬جعلت هذا ا سائق وساعدته على‬
‫ارت اب ا خطأ‪ ،‬ا مر ا ذي يجعل هذا ا خطأ ا شخصى ي دمج ا دماجا ليا ماديا ومع ويا أو‬
‫ذه يا في ا مرفق ا عام مما يجعله خطأ مرفقيا يو د مسؤو ية اإدارة‪.1‬‬
‫وقد اعتبرت ا غرفة اإدارية مجلس قضاء ا جزائر في قرارها ا صادر في‪:‬‬
‫‪ 1972/04/17‬في قضية بلقاسمي ضد وزير ا عدل أن ا خطأ ا ذي اقترفه اتب ا ضبط هو‬
‫خطأ مصلحي وتتلخص وقائع ا قضية في تلقي أحد تاب ا ضبط مبلغا ما يا في ش ل أوراق‬
‫قدية إيداع تم مصادرتها من طرف ا ضبطية ا قضائية‪ ،‬وسها اتب ا ضبط عن تبديلها بعد‬
‫إصدار أوراق ما ية مماثلة‪ ،‬وبعد اإفراج عن صاحب ا مال‪ ،‬قام هذا ا خير بمساء ة و ازرة‬
‫ا عدل عن ا ضرار ا احقة به من جراء عدم قيام اتب ا ضبط بواجباته باعتبار موظفا‬
‫عموميا تابع مرفق ا قضاء (ا دو ة)‪ ،‬ورتب مجلس ا دو ة مسؤو ية ا دو ة عن ا ضرار ا احقة‬
‫با سيد بلقاسمي بسبب عدم سير مرفق ا قضاء‪.‬‬
‫و جد ا قضاء قد فرق بين ا خطأ ا شخصي وا مرفقي على أساس ا ع صر ا عمدي‬
‫معتمدا على ا ر ن ا مع وي لخطأ ا جزائي‪ ،‬إذ قررت ا غرفة اإدارية با مجلس ا على بتاريخ‪:‬‬
‫‪ 1967/03/07‬في قضية ا ت فيها ا بلدية م لفة بجمع ا موال وقام رئيسها بإ زام مواطن‬
‫بأن يدفع ه مبلغ ‪ 5000‬دج مع تهديدات با موت أن ا خطأ ا جزائي لموظف يعتبر خطأ‬
‫شخصيا يو د مسؤو يته ا شخصية‪ .‬أما في حا ة ا تفاء ا ع صر ا عمدي لخطأ ا جزائي فيعد‬
‫خطأ مرفقيا يو د ا مسؤو ية اإدارية وهذا ما قرر ا مجلس ا على ا غرفة اإدارية في قرار‬
‫ا صادر في‪ 1977/01/22 :‬قضية ا سيد ا سائغي رشيد ضد ا مستشفى ا مد ي ا خضرية‪،‬‬
‫ما عرفت ا عاقة بين ا خطأ ا شخصي وااعتداء ا مادي فس ا عاقة بين ا خطأ ا شخصي‬

‫عمار عوابدی ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫وا خطأ ا جزائي إذ أعتبر في مرحلة أو ى أن ااعتداء ا مادي يش ل خطأ شخصيا ثم تراجع‬
‫ا قضاء اإداري عن هذا ا موقف وقرر أن ااعتداء ا مادي يعد خطأ مرفقيا يو د ا مسؤو ية‬
‫اإدارية لمرفق‪ ،‬مبر ار ذ ك بأن ا مرفق هو ا ذي يسر لموظف بأن يقوم بهذا ا عمل ا مش ل‬
‫اعتداء ا مادي‪.‬‬
‫ما أ ه يم ن اإشارة في هذا ا ميدان فيما يتعلق بمسؤو ية ا مستشفى بأ ها قائمة بسبب‬
‫ا خطأ ا جسيم دون أن يذهب ا قاضي إ ى إبراز موقفه حول ا تمييز بين ا عمل ا طبي وا عمل‬
‫ا عاجي‪ ،‬فا مرسوم ا صادر بتاريخ‪ 20 :‬فيفري ‪ 1970‬وا متعلق بممارسة ا وظائف في‬
‫ا مستشفيات وا تي ت ص ا مادة ‪ 07‬م ه على أن "ا ساتذة ا مساعدون‪ ،‬وأساتذة معاهد ا علوم‬
‫ا طبية معفيين من مسؤو يتهم ا اجمة بفعل ممارسة وظائفهم ا طبية في إطار ا مستشفى‬
‫ا جامعي حيث يمارسون مهامهم" غير أن ا قضاء ح م بمسؤو ية ا مستشفى ا جامعي لجزائر‬
‫بسبب ا خطأ ا جسيم‪.1‬‬
‫ب) موقف مجلس ا دو ة ا جزائري من ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي‬
‫م ذ وجود مجلس ا دو ة با جزائر عمل على ت ريس مبدأ مسؤو ية اإدارة عن ا خطأ‬
‫ا شخصي لموظف‪ ،‬ا ذي أ حق ضر ار با ضحية وهذا ا خطأ ا يم ن فصله عن ا مرفق ن‬
‫ا حادث ارت ب بساح اري استلمه ا موظف بح م ا وظيفة‪.2‬‬
‫ما قرر مجلس ا دو ة ا غرفة ا رابعة في قرار ا صادر بتاريخ‪ 1999/05/31 :‬تحت‬
‫رقم‪ 159719 :‬في قضية ارت ب فيها در ي جريمة قتل عمدي خارج أوقات ا عمل إعتبر‬
‫مجلس ا دو ة أن ا جريمة ا ج ائية من جرائم ا قا ون ا عام‪ ،‬وا عاقة هذ ا جريمة بوظيفة‬
‫ا مح وم عليه در ي ‪ ،‬وعليه فإن مسؤو ية ا تعويض عن ا ضرر ا اتج عن فعله تقع عليه‬
‫کدر ي‪ ،‬وان مسؤو ية ا تعويض عن ا ضرر ا اتج عن فعله تقع على عاتقه و يس على عاتق‬
‫اإدارة ا تابع ها‪ ،‬ويعتبر مرفق ا مستشفى مسؤوا عن ا حراسة في ظر ا قاضي اإداري وأن‬

‫فريحة حسن ‪ ،‬مسؤو ية اإدارة عن أعمال موظفيها‪ ،‬مجلة مجلس ا دو ة‪ ،‬عدد ‪. 2004، 05‬‬ ‫‪1‬‬

‫قرار مجلس ا دو ة ا غرفة ا و ى‪ ،‬ا صادر بتاريخ‪ 1999/02/01 :‬رقم ا قرار ‪ 146043‬م شور‪ ،‬مجلة مجلس ا دو ة ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ا عدد ‪ 2002،01‬ص ‪ 91‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪45‬‬
‫غياب ا حراسة يش ل خطأ ارت به ا مستشفى ا ملزم با سهر على ضمان صحة وسامة‬
‫ا مرضى‪ ،‬وأن ثمة عاقة مباشرة بين سوء سير عمل ا مستشفى وا وفاة‪ ،‬وان ا خطأ ا مرت ب‬
‫من شأ ه أن يجعل ا مستشفى مسؤوا‪ ،‬وذ ك على إثر وفاة مريض بمستشفى ا مراض ا عقلية‬
‫إثر تلقيه ضربات من مصاب عقليا متواجد ب فس ا مستشفى‪ ،‬وأن ا عدام ا حراسة يش ل خطأ‬
‫مرفقيا ارت به ا مستشفى وبا تا ي توجد عاقة مباشرة بين سوء سير عمل ا مستشفى وبين‬
‫ا وفاة‪.1‬‬
‫ما قضى ا قاضي اإداري بثبوت ا خطأ ا مرفقي ضد إدارة ا ضرائب وأ زمها با تعويض‬
‫ثبوت ا مسؤو ية ضدها "‪ ،‬وبا تا ي فطلب ا تعويض مبرر ثبوت ا خطأ ا مرفقي ا متمثل في‬
‫قبض إدارة ا ضرائب ا مبا غ بعد إبطال قرار فرضها قضائيا من جهة و ذا تيجة تمادي اإدارة‬
‫في اإبقاء على ا مبا غ غير ا مستحقة ديها‪.2‬‬

‫وقد أقر مجلس ا دو ة "ا غرفة اإدارية ا رابعة" في قضية بلدية ا ذرعان ضد سوايبية عبد‬
‫ا مجيد ومن معه في قرار ا صادر في‪ 2001/01/31 :‬مسؤو ية ا بلدية عن فقدان ا سيارة من‬
‫ا حظيرة ا تابعة بلدية ا ذرعان على أساس ا خطأ ا مرفقي‪ ،‬وقد جاء في أحد حيثياته‪:‬‬
‫"‪ ............‬حيث أ ه ومن جهة أخرى فإن ا حظيرة تابعة لبلدية وتشرف على تسييرها وتعتبر‬
‫ا بلدية حارس لشيء وملزمة برد ا سيارة أو تعويضها قدا‪ ،‬وعليه فإ ها مسؤو ة عن فقدان‬

‫قضية و ازرة ا دفاع ا وط ي ضد ورئة بن عمارة خميستي‪ ،‬ص ‪ 91‬وما بعدها‪.‬أقر قرار مجلس ا دو ة ‪ ،‬ا غرفة ا تا تة ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ا صادر بتاريخ‪ 2002/07/15 :‬رقم ا قرار ‪ 002027‬م شور بمجلة مجلس ا دو ة ا عدد ‪،02‬ا جزائر‪ 2002،‬ص ‪ 183‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫قرار مجلس ا دو ة‪،‬ا غرفة ا ثا ية‪ .‬جلسة ‪ 2002/03/18‬رقم‪ 47072:‬م شور بمجلة مجلس ا دو ة عدد خاص ص‪.84‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪46‬‬
‫ا سيارة من ا حظيرة ا تابعة بلدية ا ذرعان وا قرار ا مستأ ف فيه طبق أح ام ا مادة ‪ 138‬من‬
‫ا قا ون ا مد ي و ذا ا مادة ‪ 124‬م ه م يخا فها‪ ،‬وي بغي إذن تأييد ا قرار ا مستأ ف فيه‪.1‬‬

‫تتلخص وقائع ا قضية أن ا مدعو سوايبية عبد ا مجيد رافع ا بلدية أمام ا قضاء اإداري ع ابة مصرحا أ ه ان متابعا جزائيا‬ ‫‪1‬‬

‫أمام مح مة ا ذرعان بتهمة ا تزوير في مز ية‪ ،‬وأ ه تبعا ذ ك تم حجز سيارته من وع ‪ 504‬ووضعها با حظيرة وبعد ا محا مة‬
‫بب راءته طلب استرجاع سيارته إا أ ها ضاعت من ا حظيرة فرفع دعوى ضد ا بلدية أمام ا غرفة اإدارية بمجلس قضاء ع ابة‬
‫يطا ب فيها بإ زام ا مدعى عليها بأن تدفع ه مبلغ ‪ 800.000‬دج مقابل سيارته‪ ،‬فقضى مجلس ع ابة بإ زام ا م دوبية ا ت فيذية‬
‫بلدية ا ذرعان بأن تدفع لمدعي مبلغ ‪ 400.000‬دج وقد أيد مجلس ا دو ة ‪ -‬ا ظر إ ى مجلة مجلس ا دو ة ‪ ،‬ا جزء ا ول ‪-‬‬
‫‪ 2002‬ص ‪ 285‬وما يليها‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل الث ني‪ :‬مس لي الد ل عن أعم ل م ظفي‬
‫تمهيد‬
‫إن مبدأ مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها‪ ،‬م ت ن و يدة ا عصور وا قوا ين ا قديمة‬
‫وا ما ظهرت مع هاية ا قرن ا تاسع عشر وبداية ا قرن ا عشرين‪ ،‬إذ م ت تمل حد اآن معا مها‬
‫ا قا و ية وا ف ية إذ ا ت ا دو ة في ا قديم دو ة حارسة توصف بااستبداد مما يجعلها ا تخضع‬
‫مبدأ ا شرعية ورقابة ا قضاء‪ ،‬زد إ ى ذ ك عدم وجود ا ظم واأسا يب وا طرق وا ف يات ا قا و ية‬
‫وا قضائية وا ت ظيمية واإجرائية ا ازمة إخضاع ا دو ة واإدارة ا عامة لرقابة ا قضائية بصورة‬
‫مستجدة وفعا ة وقوية‪ ،‬ل هذ اأسباب وا عوامل أدى إ ى م ع ظهور مسؤو ية ا دو ة على‬
‫أعمال موظفيها‪ ،‬ع س ما هو عليه ا حال مؤخ ار إذ بدأت تظهر معا مها خاصة مع حادثة‬
‫بلو و ا شهيرة في فرسا عام ‪ ،1873‬إذ أعطت ا طاقة لقضاء اإداري ا فرسي في مواجهة‬
‫ا سلطة ا عامة إقرار مبدأ مسؤو ية ا دو ة‪.‬‬
‫أما في ا جزائر فقد مرت هذ ا مسؤو ية بثاث مراحل‪:‬‬
‫ا مرحلة اأو ى‪ :‬مرحلة قبل ااحتال‬
‫إذ ا ت آ ذاك سائدة قواعد ا شريعة اإسامية خاصة في فترة ح م ا خافة ا عثما ية‪،‬‬
‫حيث أقرت ا شريعة اإسامية مبدأ مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها‪ ،‬وذ ك ا طاقا من‬
‫حديث ا رسول صلى اه عليه وسلم "ا ضرر وا ضرار في اإسام"‪.1‬‬
‫حيث وقعت حادث ة في ا دو ة اإسامية في عهد عمر بن عبد ا عزيز إذ اشت ى رجل‬
‫من أهل ا شام على جيش ا مسلمين و ا ذي أفسد ه زرعه فعوضه ا خليفة بعشرة آاف درهم‪.2‬‬
‫وعلى هذا ا حو ا ت ا خافة ا عثما ية في ا جزائر وقبلها ا فاطميين وا موحدين وغيرهم‬
‫ا وا يقرون بهذا ا مبدأ طبقا أ ح ام ا شريعة اإسامية‪ ،‬إذ سادت واية ا مظا م ا معروفة في‬
‫ا شريعة اإسامية‪ ، 3‬وقد ان اأمير عبد ا قادر هو ا مشرف ب فسه على واية ا مظا م وذ ك‬

‫عمار عوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرجع فسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪2‬‬

‫بعلي محمد صغير‪ ،‬ا وجيز في ا م ازعات اإدارية‪ ،‬دار ا علوم‪ ،‬ا جزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪49‬‬
‫ضمان محاسبة ا معتدين على حقوق ا عامة من ا موظفين‪ ،‬ف ان يطبق أح ام ا شريعة‬
‫اإسامية من خال فصله في ا زاعات وا تظلمات ا مرفوعة إ يه من اأفراد أو ا موظفين و ان‬
‫ح مه هائي ا يقبل ا طعن‪.‬‬
‫ا مرحلة ا ثانية‪ :‬مرحلة مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها أثناء ااحتال‬
‫إن عدم شرعية دخول ا قوات ا فرسية أراضي ا جزائرية تج عن هدم ا مبدأ ا ذي ان‬
‫ان يتعارض مع ا ظريات ا فرسية ا تي يؤمن بها‬ ‫مصدر ا شريعة اإسامية‪ ،‬وا ذي‬
‫ا فرسيون فطبقت فس ا قواعد ا موضوعية وا ش لية ا مطبقة في فرسا على ا جزائر‪ ،‬وخاصة‬
‫فيما يخص مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها وذ ك با سبة لفرسيين واأوربيين ا مقيمين‬
‫با جزائر دون ا جزائريين‪.1‬‬
‫ا مرحلة ا ثا ثة‪ :‬مرحلة مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها بعد ااستقال‬
‫واستمر ا وضع بعد ااستقال ب فس ا قواعد ا قا و ية ا فرسية إ ى غاية ‪ 1965‬أين‬
‫قامت ا دو ة بوضع تشريعات هامة في طاق مسؤو ية ا دو ة‪ ،‬إذ توسعت اأسس ا محددة‬
‫لمسؤو ية ا قا و ية من ا خطأ ا شخصي لموظف ا عمومي إ ى ا خطأ ا مرفقي ا وظيفي‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت ية ا مشرع في هذا ا توسع في ا صوص ا قا و ية ا تي أعدها سواء ا ت دستورية أو‬
‫تشريعية وا ى يوم ا هذا‪ ،‬أين تم ت ريس مبدأ ا تعويض عن ا خطأ ا قضائي‪ .‬وهذا ما استدعى‬
‫م ا دراسة هذا ا فصل في مبحثين‪ ،‬ت اول في اأول اأسس و ا شروط ا تي تقوم عليها‬
‫مسؤو ية ا دو ة‪ ،‬أما ا ثا ي ف عا ج فيه ا تعويض على ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪.‬‬

‫المبحث اأ ل‪ :‬أسس شر ط مس لي اإدارة عن أعم ل م ظفي‬

‫‪ 1‬عمار عوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬


‫‪50‬‬
‫يقصد بمسؤو ية اإدارة عن أعمال موظفيها هو ا تزامها با تعويض عن اأضرار ا تي‬
‫حقت با غير جراء ا تصرفات ا تي قام بها موظفوها‪ ،‬إذ تحل اإدارة ه ا محل ا موظف في دفع‬
‫ا تعويض‪.‬‬
‫وان تحمل اإدارة عبء ا تعويض يتوقف على عاقة اإدارة بموظفيها‪ ،‬بحيث أن‬
‫ااتجا ا حديث يرمي إ ى حماية ا موظفين و فا ة ااستقال هم في وظائفهم‪.‬‬
‫وا خطأ ا ذي يتابع به ا موظف يجب أن يثبته ا مضرور‪ ،‬أو أن يقيم ا د يل عليه إذا م‬
‫يستطع أن يثبته ضد موظف بعي ه ي تقوم مسؤو ية اإدارة‪ ،‬وه ذا أصبح مبدأ تدخل ا دو ة‬
‫ضرورة حتمية تحتم مسؤو يتها عن أعما ها اإدارية‪.‬‬
‫و حن علم بأن شاط اإدارة هو في ا واقع شاط أعوا ها‪ ،‬مما يؤدي ب ا إ ى معرفة‬
‫اأسس وا شروط ا تي تسأل فيها اإدارة عن أعما ها ا مسببة لضرر وا مرت بة من ا موظفين‬
‫ا عموميين‪.‬‬
‫وسوف درس هذا ا مبحث في مطلبين رئيسيين ت اول في ا مطلب اأول اأسس ا تي‬
‫تقوم عليها مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها‪ ،‬أما ا مطلب ا ثا ي فس تطرق فيه إ ى شروط‬
‫قيام مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها‪.‬‬

‫اأ ل‪ :‬أسس مس لي الد ل عن أعم ل م ظفي‬ ‫المط‬


‫بعد أن تطرق ا بأن مسؤو ية اإدارة على اأخطاء ا تي يرت بها موظفوها وا تي تضر‬
‫با غير على أ ها تقوم على مسؤو ية ا تابع وا متبوع ا تي قررها ا مشرع ا جزائري في ا مادة ‪136‬‬
‫من ا قا ون ا مد ي أردت أن أعرج في بحثي هذا إ ى ذ ر اأسس ا تي ترت ز عليها هذ‬
‫ا مسؤو ية‪.1‬‬
‫فقد أثير خاف فقهي حول هذ ا مسأ ة ا متمثلة في اأسس ا تي تقوم عليها هذ‬
‫ا مسؤو ية‪ ،‬هذا ااختاف أدى إ ى اا قسام في ا رأي‪ ،‬وتبلور من خا ه ظهور إتجاهين‪ :‬اأول‬
‫يسمى با مذهب ا شخصي‪ ،‬وا ثا ي يسمى با مذهب ا موضوعي‪.‬‬

‫‪ 1‬بعلي محمد صغير‪ ،‬ا وجيز في ا م ازعات اإدارية‪ ،‬دار ا علوم‪ ،‬ا جزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪51‬‬
‫و ذ ك س ت اول هذا ا مطلب في فرعين ستعرض فيهما إ ى ل من ا مذهب ا شخصي‬
‫وا مذهب ا موضوعي‪.‬‬

‫الفرع اأ ل‪ :‬المذه الشخصي‬


‫يعد ا خطأ ا ر يزة اأساسية ا تي تقوم عليها ا مسؤو ية ا مد ية سواء ا ت اتجة عن‬
‫ا فعل ا شخصي أو ا ت اتجة عن فعل ا غير أو عن فعل اأشياء‪ ،‬إا أن ا بارز ع د ا فقهاء‬
‫فيما يخص مسؤو ية ا تابع وا متبوع هو أ هم حاو وا تبرير أساسها با لجوء إ ى ص ا مادة‬
‫‪ 05/1384‬ق م فرسي وا تي تقابلها في ا جزائر ا مادة ‪ 136‬ق‪.‬م جزائري في ا قا ون‬
‫ا سابق ‪ ،‬معتمدين في ذ ك على ا مذهب ا شخصي أي ا سلوك ا شخصي لمسؤول باعتبار‬
‫متبوع وهذا ا سلوك في ظرهم هو ا ذي يرتب ا مسؤو ية‪ ،‬غير أ هم اختلفوا في وعية هذا‬
‫ا سلوك ا خاطئ و ا وسيلة ا تي تحدد طبيعته‪ ،‬فم هم من أسسها على ف رة ا خطأ ا مفترض في‬
‫جا ب ا متبوع‪ ،‬وم هم من أسسها على ظرية ا يابة‪ ،‬في حين اتجه فريق أخر إ ى ا قول‬
‫ب ظرية ا حلول أساس قيام هذ ا مسؤو ية‪.‬‬
‫أوا‪ :‬نظرية ا خطأ ا مفترض‬
‫ذهب أ صار هذا ا رأي إ ى أن مسؤو ية ا متبوع وهي "اإدارة بصفة عامة تقوم على‬
‫أساس ا خطأ ا مفترض " خطأ في ااختيار أو خطأ في ا رقابة وا توجيه"‪ ،‬فا خطأ ا مفترض‬
‫ا ذي تتحقق به مسؤو ية ا متبوع عن أعمال تابعه غير ا مشروعة حال تأدية ا وظيفة أو بسببها‬
‫ي ون ا متبوع مسؤوا ع ه على أساس ا خطأ ا مفترض فترجع هذ ا مسؤو ية إ ى سوء اختيار‬
‫تابعه أو على خطأ مفترض في رقابته وتوجيهه و و م ي ن ا متبوع ح ار في اختيار تابعه‪ ،‬و ن‬
‫احظ أن افتراض ا خطأ في ا رقابة يرد عليه ما يفصح ع ه ا واقع من استحا ة قيام مسؤو ية‬
‫ا متبوع في ل اأحوال مما ي فل م ع ا تابع من إحداث ا ضرر با غير‪ ،‬ويرى أ صار تلك‬
‫ا ظرية أن تأسيس مسؤو ية ا متبوع عن ا خطأ ا مفترض في ااختيار وا رقابة من شأ ه أن‬

‫‪52‬‬
‫يبرر عدم قابلية ذ ك ا خطأ إثبات ا ع س وهو خطأ مفروض على جا ب متبوع ا ي لف‬
‫ا مدعى بإثباته‪.1‬‬
‫إا أن هذ ا ظرية ا تقدت على أساس إذا ا ت مسؤو ية ا متبوع تقوم على أساس خطأ‬
‫مفترض في جا به ا يقبل إثبات ا ع س استطاعة ا متبوع أن يتخلص من هذ ا مسؤو ية بما‬
‫يثبته من في عاقة ا سببية بين ما حدث من ضرر وبين خطأ ا مفروض‪ ،‬وهذا ما يصعب‬
‫تحقيقه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية ا نيابة‬
‫حسب رأي أصحاب هذ ا ظرية أن ا موظف يقوم بممارسة وظائفه يابة عن اإدارة‬
‫وا يابة ه ا يست ا يابة ا مقصورة على ا تصرفات ا قا و ية بل تشمل ذ ك اأعمال ا مادية‬
‫ف ما يلزم ا ائب اأصيل بما يقوم به من تصرفات قا و ية في حدود يابته ذ ك يلزم ا متبوع‬
‫بما يقوم به من أعمال مادية‪ ،‬وهذا ا رأي قد رفض أن ا يابة ت ون في ا تصرفات ا قا و ية ا‬
‫في اأعمال ا مادية‪ ،2‬ما أن ا يابة ا تفسر ف رة ا رجوع على ا تابع أي رجوع اإدارة على‬
‫ا موظف واذا ان ا ائب تابع لمتبوع ف يف يحق لمتبوع ا رجوع على ا تابع وهو ا مسؤول‬
‫باعتبار أصيل يتحمل تائج أفعا ه‪.‬‬
‫ثا ثا‪ :‬نظرية ا حلول‬
‫حسب رأي أصحاب هذ ا ظرية يعتبر ا موظف ع د قيامه با تصرفات واأعمال مجرد‬
‫تابع حل محل ا متبوع في ذ ك‪ ،‬إذ في هذ ا حا ة ا تابع هو ا موظف ه ا مجرد آ ة في يد‬
‫ا متبوع وهي اإدارة ي فذ بها أعما ه‪ ،‬بحيث ي ظر إ يهما باعتبارهما شخصا واحدا‪ ،‬فإذا أرت ب‬
‫ا موظف خطأ فتس أل اإدارة عما يقع من موظفيها من أفعال ضارة غير مشروعة باعتبار أ ها‬
‫وقعت م ها شخصيا‪ ،‬إذ أن ا موظف يس إا امتدادا إدارة فما يرت به ا موظف من خطأ‬
‫ي سب إ ى اإدارة‪ ،‬ويرى أ صار هذ ا ف رة أساس مسؤو ية ا متبوع " أي ظرية ا حلول " أن‬

‫سامی حامد سليمان ‪ ،‬ظرية ا خطأ ا شخصي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.396‬‬ ‫‪1‬‬

‫بلحاج ا عربي‪ .‬ا ظرية ا عامة ا تزام في ا قا ون ا مد ي ا جزائري‪ ،‬ص ‪.315‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪53‬‬
‫تبرير إفتراض ا خطأ غير ا قابل إثبات ا ع س من حيث أ ه يستحيل على ا متبوع وحتى وان‬
‫وقع م ه ا خطأ أن يتج ب ا مساء ة إذ ا ه ا يسأل عن خطأ وا ما على خطأ ا تابع‪.1‬‬
‫فإذا ارت ب ا تابع ا خطأ حال تأدية ا وظيفة أو سببها فإن هذا ا خطأ ي سب إ ى ا متبوع‬
‫أ ه هو ا ذي ارت ب ا خطأ‪.‬‬
‫إا أ ه يأخذ على هذ ا ظرية أ ها ا تصلح أن ت ون أساسا مسؤو ية اإدارة عن أفعال‬
‫موظفيها و ها عاجزة عن تبرير حق اإدارة في ا رجوع على ا موظف بما قامت به من‬
‫تعويض‪ ،‬ف يف يم ن اعتبار ا تابع وهو ا موظف وا متبوع هو اإدارة شخص واحد وبا تا ي‬
‫فهي مجرد حيلة أو تصور خيا ي ا غير‪.‬‬
‫وب اء على ما تقدم خلص إ ى أ ه تيجة اا تقادات ا تي وجهت إ ى ا مذهب ا شخصي‬
‫في محاواته تفسير اأساس ا قا و ي مسؤو ية اإدارة عن أخطاء موظفيها‪ ،‬أدى ببعض‬
‫ا فقهاء إ ى ا بحث على اأساس ا قا و ي ا ذي ي ون أصلح هذ ا مسؤو ية و تيجة إ ى هذا‬
‫اهتدوا إ ى اعت اق ا ظرية ا موضوعية‪.‬‬

‫الفرع الث ني‪ :‬المذه الم ض عي‬


‫وأخذ أ صار هذ ا ظرية وا معارضين لمذهب ا شخصي بتحليل ف رة ا مسؤو ية في‬
‫ا قا ون ا خاص‪ ،‬وذ ك بإبراز ا جوا ب ا مادية فيها على اعتبار أن ها تأثي ار على ا ذمة ا ما ية‬
‫أشخاص فصاغوا م ها ا مبدأ ا تا ي ‪ ":‬أن من يقوم ب شاط معين يجب أن يتحمل مخاطر حتى‬
‫و و م ي سب إ يه ا خطأ"‪ ،‬ويتمثل تحميله لمخاطر في ا تعويضات ا ما ية ا تي يلتزم بدفعها‬
‫إ ى ا متضررين من تلك ا شاطات ا تي يقوم بها سواء ب فسه أو بواسطة غير ‪.2‬‬
‫وتب ى أ صار هذا ااتجا ا ظريات ا تا ية‪.‬‬
‫أوا‪ :‬نظرية ا ضمان وا فا ة‬
‫يذهب بعض أساتذة ا فقه إ ى تأسيس ا مسؤو ية ا متبوع عن أعمال تابعه على أساس‬
‫ا ضمان‪ ،‬إذ ي بع من طبيعة ا شاط ا ذي يلتزم بأدائه ا موظف ا عمومي وا ذي يحدث ضرر‬

‫سامی حامد سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪400‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمار عوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪54‬‬
‫لغير فت ون ا مسؤو ية ا تي وضعت على عاتق ا موظف مؤسسة على ف رة ا ضمان وا فا ة‬
‫کا فيل ا ذي يضمن ا تزامات م فو ة اعتبارات اجتماعية ممثلة في تابع ا متبوع‪ ،‬وهي فا ة‬
‫قا و ية تضام ية وعلى ا دو ة تحمل ذ ك‪.‬‬
‫وف رة ا فا ة وا ضمان تبرر ا تعويض لمضرور‪ ،‬أن ا ضرر اجم عن اإخال بحق‬
‫ا غير في ا سامة وهو حق ذاتي‪ ،‬ي في اإخال به قيام ا تعويض صا حه دون أي تقدير‬
‫تصرف أو فعل ا موظف ا مسؤول‪ ،‬و ما أن اإدارة تقوم ب شاطاتها بواسطة ا موظفين فا‬
‫ي ظر إ ى ا خطأ في جا ب م هما وا ما ا مسؤو ية با سبة إدارة تقوم باعتبارها مسؤو ة مباشرة‬
‫سواء ا ت ا تصرفات اجمة عن استعما ه ا شيء ا ذي تسبب ع ه ا ضرر‪ ،‬أو قامت تيجة‬
‫استعمال شخص وااستعا ة به‪.‬‬
‫وه اك جا ب بير من ا فقه يميل إ ى اأخذ بهذ ا ظرية تأسيس قيام ا مسؤو ية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية تحمل ا تبعة‬
‫شن أصحاب هذ ا ظرية حربا ضد ف رة ا خطأ‪ ،‬و ان هذ ا حرب تأثي ار بي ار في‬
‫ا قضاء وا تشريع ودعت إ ى ذ ك أسباب اقتصادية‪ ،‬و إيديو وجية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وأسباب قا و ية‪.‬‬
‫ويرى أ صار هذ ا ظرية أن ا متبوع ا ذي يستفيد أو ي تفع ب شاط تابعه يجب أن يتحمل تبعة‬
‫هذا ا شاط فعليه أن يتحمل ما يرت به هذا ا تابع من أضرار تطبيقا ف رة "ا غ م با غرم"‪.‬‬
‫قد ا تقدت هذ ا ظرية على أساس أن هذا ا رأي ا يتفق مع ما لمتبوع من حق في أن‬
‫يرجع على ا تابع‪ ، 1‬ووجه أيضا ا تقادا أخر في أن هذ ا ظرية تقضي بمبدأ ا غ م با غرم حيث‬
‫أ ه يس ل شاط يعود على صاحبه با غ م‪ ،‬إذ توجد شاطات ثيرة تعطي ا ع س ذ ك‬
‫ا مفهوم‪ ،‬مما أدى بأصحاب هذ ا ظرية إ ى توجه أخر وهو ا خطر ا مستحدث و ن هذا‬
‫ا توجه أ تقد ذ ك و ه يؤدي با عاملين ا موظفين إ ى اإحجام عن ا حر ة واإبداع خشية أن‬
‫تسبب ا تصرفات واأفعال في قيام ا مسؤو ية عليهم‪.‬‬

‫بلحاج ا عربي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.313‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪55‬‬
‫وفي اأخير ا بد من اإشارة إ ى عدم إم ا ية وضع أساس قا و ي فاصل في هذا‬
‫ا موضوع إذ ا من ا مذهبين ا شخصي وا موضوعي يصلحان أن ي و ا معيا ار وأساسا‬
‫مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها‪.‬‬
‫وفي ظرا‪ ،‬فإن ا مشرع ا جزائري ظم في ا مادة ‪ 136‬ق‪.‬م مسؤو ية ا متبوع على‬
‫أساس أ ها مسؤو ية عن عمل ا غير بح م ا قا ون وجعلها تقوم على ف رة ا ضمان ا قا و ي فقد‬
‫رأى ا مشرع اعتبارات اجتماعية أن يضمن ا متبوع خطأ تابعه ا ذي يقع أث اء تأدية ا وظيفة أو‬
‫بسببها أو بم اسبتها‪ ،‬ويترتب عليه ضر ار يصيب ا غير‪ ،‬وهذا ا ضمان يفرضه ا قا ون حتى‬
‫يتيسر لمضرور ا حصول على ا تعويض‪. 1‬‬

‫الث ني‪ :‬شر ط قي مس لي الد ل عن أعم ل م ظفي‬ ‫المط‬


‫وحتى ت ون ا دو ة مسؤو ة عن اأعمال ا تي يقترفها موظفوها يجب أن ت ون ه اك‬
‫شروط تستدعي تلك ا مسؤو ية وا متمثلة أساسا في ا خطأ ا اتج عن ا موظف‪.‬‬
‫هذا ما يستدعي م ا ا تطرق إ ى ا خطأ أساس قيام ا مسؤو ية‪ .‬وس ت اول في هذا‬
‫ا مطلب‪ ،‬ا خطأ ا مرتبط با وظيفة في ا فرع اأول محاو ين إبراز اأر ان ا تي تقوم عليها‬
‫ا مسؤو ية اإدارية على أساس ا خطأ وهي ا خطأ وا ضرر وا عاقة ا سببية‪.‬‬
‫أما في ا فرع ا ثا ي فس تطرق إ ى ا عاقة ا تبعية بين ا موظف واإدارة‪.‬‬

‫الفرع اأ ل‪ :‬الخط المرتبط ب ل ظيف‬


‫إن قيام مسؤو ية اإدارة على أساس ا خطأ يستدعى توافر ثاثة أر ان وهي ا خطأ‪ ،‬وا ضرر‬
‫ا اجم من ا خطأ‪ ،‬وا عاقة ا سببية بين ا خطأ وا ضرر‪.‬‬
‫أوا‪ :‬ر ن ا خطأ‬
‫يقصد با خطأ هو عيب يشوب مسلك اإ سان ا يأتيه رجل عاقل متبص ار أحاطته‬
‫ظروف خارجية مماثلة لظروف ا تي أحاطت با مسؤول‪ ،‬وقد عرفه با يول بأ ه إخال با تزام‬
‫سابق‪.‬‬

‫بلحاج ا عربي ‪ ،‬مرجع فسه ص ‪.317‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫وتجدر اإشارة إ ى أن غا ب ا تشريعات ابتعدت عن وضع مفهوم خاص ومحدد لخطأ‬
‫وا تفت بوضع قاعدة عامة تؤسس عليها ا مسؤو ية ا مد ية‪ ،‬فا قا ون ا فرسي ي ص في مادته‬
‫‪ 1382‬على أن " ل فعل إ سان سبب ضرر لغير يرتب مسؤو ية من أحدث ا ضرر‬
‫بخطئه" وقد إتبع ا مشرع ا جزائري ظير ا فرسي في محاو ة وضع قاعدة عامة يتم عليها ب اء‬
‫وتحديد ا مسؤو ية‪ ،‬حيث ت ص ا مادة ‪ 124‬من ا قا ون ا مد ي ا جزائري‪ " :‬ل فعل أيا ان‬
‫يرت به ا شخص بخطئه‪ ،‬ويسبب ضر ار لغير‪ ،‬يلزم من ان سببا في حدوثه با تعويض"‪.‬‬
‫وعليه خلص أن ا خطأ يس من ا سهل تحديد ‪ ،‬وبذ ك يبقى تحديد مترو ا اجتهاد‬
‫ا فقهي وا قضائي‪ ،‬غير أ ه يم ن ا قول بأن شبه اإجماع ا فقهي يحدد ا خطأ بوجه عام على‬
‫أ ه اإخال با تزام قا و ی سابق سواء ان مصدر اا تزام اتج عن ا قا ون أم ا عقد‪.‬‬
‫صور ا خطأ‬
‫‪ )1‬ا خطأ ا جسيم وا خطأ ا بسيط‪ :‬ي قسم خطأ اإهمال من حيث ا درجات إ ى جسيم وبسيط‪،‬‬
‫وا تدرج ه ا ي ون في مضمون اا تزامات ا قا و ية ا في ا خطأ ذاته‪ ،‬ذا يم ن ا قول بأن‬
‫ا خطأ ا جسيم هو ذ ك ا خطأ ا ذي ا يقع من شخص قليل ا ذ اء وا ع اية ع س ا خطأ‬
‫ا بسيط‪.‬‬
‫‪ )2‬ا خطأ ا مدني وا خطأ ا جنائي‪ :‬يعبر عن ا خطأ ا مد ي با مسؤو ية ا مد ية وذ ك من خال‬
‫اإخال باا تزامات ا قا و ية‪ ،‬أما ا خطأ ا ج ائي فهو ر ن من أر ان ا مسؤو ية ا ج ائية أي‬
‫اإخال بواجب قا و ي تفرضه قواعد ا قا ون ا ج ائي‪.‬‬
‫‪ )3‬ا خطأ اإيجابي وا خطأ ا سلبي‪ :‬يتمثل ا خطأ اإيجابي في اإخال باا تزامات ا قا و ية‬
‫من خال ا قيام بتصرفات يم عها ا قا ون أما ا خطأ ا سلبي فا يتحقق إا ع دما يدل اامت اع‬
‫أو ا ترك على عدم ا تبصر وا حيطة‪.1‬‬
‫‪ )4‬ا خطأ ا عمدي وخطأ اإهمال‪ :‬ويقصد با خطأ ا عمدي اإخال بواجب أو ا تزام قا و ي‬
‫وذ ك عن قصد‪ ،‬أي قصد اإضرار با غير‪ ،‬وبا تا ي فهو يت ون من ع صرين‪:‬‬

‫‪ 1‬عمار عوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪57‬‬
‫اأول فعل أو اامت اع عن فعل أي اإخال بإ تزام‪ ،‬وا ثا ي ع صر ا قصد وي ون ا خطأ‬
‫عمديا لما اتجهت اإدارة إ ى إحداث ا ضرر‪ ،‬أما خطأ اإهمال فيقصد به اإخال بواجب‬
‫قا و ی سابق مقترن ومرتبط بإدراك ا مرت ب هذا اإخال وذ ك دون قصد اإضرار با غير‪.‬‬
‫‪ )5‬ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي‪ :‬يقصد با خطأ ا شخصي هو ذ ك ا خطأ ا مقترف من قبل‬
‫ا موظف ا عمومي مخا فيه بأحد اا تزامات ا قا و ية ا مقررة قا و ا‪ ،‬أما ا خطأ ا مرفقي فهو‬
‫ذ ك اإخال باا تزامات ا قا و ية ا سابقة عن طريق ا تقصير واإهمال ا م سوب إ ى ا موظف‬
‫ا عمومي وي جر عن ذ ك مسؤو ية اإدارة‪ ،‬وعليه س عتمد في هذا ا فرع على ا خطأ ا متعلق‬
‫با وظيفة وا م شأ مسؤو ية ا دو ة على أعمال موظفيها‪.1‬‬
‫و قد أثار اشتراط ا خطأ ا اتج عن طريق ا موظف ا عمومي قيام مسؤو ية ا دو ة جدا‬
‫بي ار بين رجال ا قا ون‪ ،‬فل ي يسأل ا موظف شخصيا عن خطئه ا بد من صدور عمل غير‬
‫مشروع م ه ويسبب ضررا‪ ،‬و ي تسأل اإدارة عن هذا ا موظف ا بد أن ي ون عمله ا ضار‬
‫متصا با وظيفة ا تي يشغلها‪ ،‬و قد ص ا مشرع ا جزائري في ا مادة ‪ 136‬ق‪.‬م‪.‬ج على ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫«ي ون ا متبوع مسؤوا عن ا ضرر ا ذي يحدثه تابعه بفعله ا ضار متى ان واقعا م ه في حا ة‬
‫تأدية وظيفته أو بسببها أو بم اسبتها‪ ،‬و تتحقق عاقة ا تبعية و و م ي ن ا متبوع ح ار في‬
‫اختيار تابعه بفعله ا ضار متى ان هذا اأخير يعمل حساب ا متبوع»‪.‬‬
‫من خال هذ ا مادة يتبين ا أن ا دو ة مسؤو ة عن أعمال موظفيها وا تابعين ها‪ ،‬إذ‬
‫أن ا متبوع هو ا مسؤول عن عمل تابعه متى ان عمل هذا اأخير غير مشروع وسبب ضر ار‬
‫لغير‪ .‬و ذ ك يم ن معرفة هذ ا مسؤو ية من خال ما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬خطأ يرت به ا موظف يضر ا غير‪ :‬إن ا خطأ ا مرت ب من طرف ا موظف ا مضر با غير هو‬
‫ذ ك اا حراف عن ا سلوك ا معتاد موظف مثله تحيط به فس ا ظروف‪ ،‬وقد ي ون ا خطأ‬
‫عمديا وقد ي ون غير عمدي‪ .‬وهذ ا قواعد ا عامة ا معروفة في ا قا ون ا مد ي ت طبق تماما‬

‫عمار عوابدي‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120 ،119‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫على عاقة ا موظف با غير‪ ،‬حيث ي ون وضع ا موظف ا عمومي في أحيان ثيرة ا يختلف‬
‫ثي ار عن وضع أي فرد عادي فا طبيب ا ذي يعمل با مستشفيات ا ح ومية ملزم ببذل ا ع اية‬
‫ا تي يبذ ها أي طبيب عادي أخر واضافة إ ى ا تزامات ا قا ون ا مد ي فا موظف ي ون مخطأ‬
‫في إساءة استعمال سلطته أوفي تجاوزها وان وصل خطأ ا موظف حد ا مسؤو ية ا جزائية‪،‬‬
‫ع دئذ تجتمع ع اصر ا مسؤو ية ا جزائية وا مد ية‪.‬‬
‫ن إذا سلم ا بأن ا قواعد ا عامة تقضي بأن ا خطأ ر ين‪ :‬ر ن مادي وهو ا تعدي‪،‬‬
‫ور ن مع وي هو اإدراك‪ ،‬فهل هذا يع ي وجوب إثبات خطأ ا موظف بر يه أجل قيام‬
‫مسؤو ية ا دو ة ع ه؟‪.‬‬
‫م يرد في ا قا ون ا مد ي ا جزائري ص قا و ي يشترط ا تمييز بين ا خطأ تحقق‬
‫مسؤو ية اإدارة عن أعمال موظفيها‪ ،‬وهذا ما أدى إ ى ا قسام ا فقه بين مؤيد قيام ا مسؤو ية‬
‫وم ر ها فم هم من ذهب إ ى عدم ا تمييز بين ا ر ين ا ي ف قيام ا خطأ وترتب ا مسؤو ية‪،‬‬
‫في حين ذهب اتجا أخر إ ى أ ه ا بد من توافر ا تمييز قيام ا مسؤو ية وا تزال ا مسأ ة‬
‫خاضعة اجتهاد‪.‬‬
‫‪ -2‬ارتباط ا خطأ با وظيفة‪ :‬حتى تسأل اإدارة عن أعمال موظفيها ا بد أن ي ون خطأ‬
‫ا موظف مرتبط با وظيفة‪ ،‬وا يجوز إطاق مسؤو يتها عن ل ما يرت به من أفعال ضارة حتى‬
‫تلك ا تي ا تجمعها مع ا وظيفة رابطة‪ ،‬وقد صت ا مادة ‪ 136‬ق‪.‬م‪.‬ج " ي ون ا متبوع مسؤوا‬
‫عن ا ضرر ا ذي يحدثه تابعه بفعله ا ضار متى ان واقعا م ه في حا ة تأدية ا وظيفة أو‬
‫سببها أو بم اسبتها "‪ .‬حيث أن ا متبوع وهي ا دو ة ت ون مسؤو ة عن أعمال تابعيها في حا ة‬
‫تأدية ا وظيفة أو بسببها‪ ،‬فإذا ان ا موظف ع د ارت ابه لخطأ وهو أث اء ا وظيفة أو أرت ب‬
‫ا خطأ وهو بسببها فاإدارة ه ا هي ا تي ت ون مسؤو ة‪.‬‬
‫وس تطرق رابطة ا خطأ أث اء تأدية ا وظيفية من ا احية ا زم ية وا م ا ية وا سببية ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -‬ا رابطة ا زمنية بين ا خطأ وا وظيفة‪ :‬و قصد بها ا توافق ا زم ي بين ا خطأ وا وظيفة‪ ،‬ن‬
‫هل ت في هذ ا رابطة؟‬
‫قد يقع ا خطأ من ا موظف أث اء زمن ا وظيفة وتتحقق ا رابطة ا زم ية دون أن تتحقق‬
‫ا مسؤو ية‪ ،‬حا ة دائن لموظف يزور أث اء ا خدمة فيتشاجران‪ ،‬فيلحق ا موظف ضر ار بدائ ه‬
‫دون ترتيب مسؤو ية ا دو ة‪.1‬‬
‫‪ -‬ا رابطة ا م انية بين ا خطأ وا وظيفة‪ :‬تقوم هذ ا رابطة ع دما يقع ا خطأ من ا موظف في‬
‫ا م ان ا مخصص تأدية أعمال وظيفته إا أن م ان ا عمل قد يسهل تحديد ذاتيا ا بلدية‬
‫وا مستشفى‪ ،‬وقد ا يسهل تحديد إ ى درجة أ ه ا يم ن تحديد بحيز معين مثل ‪ :‬سائق سيارة‬
‫اإسعاف ا تابعة لمستشفى‪ ،‬وا تساؤل ا ذي يم ن طرحه ه ا هل تحقق هذ ا رابطة با ضرورة‪،‬‬
‫أو ت فى قيام مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ؟‪.‬‬
‫وا تساؤل اأخر إذا م تتحقق هذ ا رابطة هل ت تفي مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ؟‪.‬‬
‫إجابة على هذين ا تساؤ ين ا بد أن ذهب إ ى ا قضاء ا فرسي حيث جد قضى في‬
‫قضية شهيرة "قي ام مظاهرات في مدي ة باريس أدت إ ى صدمات ع يفة بين ا متظاهرين‬
‫وا ج ود‪ ،‬وفي يلة ا مظاهرات أوقف ا سيد ‪ CLEF‬من قبل ا شرطة في أحدى ا ساحات ا عامة‪،‬‬
‫وبعد تفتيشه عثر على مسدس بحوزته فاقتادته ا شرطة إ ى ا مر ز استجوابه أين تعرض‬
‫اعتداء با ضرب من قبل ج ود في فترة راحتهم إضافة إ ى و هم ا يخضعون إدارة ا مر ز‬
‫بل أوامر رؤسائهم "‪ ،‬وع دما عرضت ا قضية على مجلس ا دو ة قضى بمسؤو ية ا دو ة رغم‬
‫ا تفاء ا م ان‪ ،2‬و ن رى مجلس ا دو ة ا فرسي قضى في قضية أخرى رغم توفر رابطة‬
‫ا م ان‪ ،‬وملخص وقائع ا قضية‪ :‬أ ن أستاذ ان يدرس دروسا طلبته داخل ا قسم ا دراسي و ن‬
‫ا عاقة ها با برامج ا مدرسي ا مخصص من ا جهة ا وصية‪ ،‬و ا ت هذ ا دروس ضد ا دين‬

‫عادل أحمد ا طائي‪ ،‬ا مسؤو ية ا مد ية لدو ة عن أخطاء موظفيها ‪ ،‬دار ا ثقافة ل شر وا توزيع‪ ،‬اأردن‪ ،‬طبعة ‪ ،1999‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.53‬‬
‫عادل أحمد ا طائي‪ ،‬ا مرجع فسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪60‬‬
‫ا ذين يدين به ا طلبة‪ ،‬فأقام أحد أو ياء ا طلبة دعوی ضد ذ ك اأستاذ فقضى مجلس ا دو ة‬
‫بمسؤو ية ا موظف " اأستاذ " ا شخصية عن ذ ك ا عمل وا تفاء مسؤو ية ا دو ة‪.‬‬
‫ا رابطة ا سببية‪ :‬اارتباط ا سب بي بين ا خطأ وا وظيفة ويراد به ا ظروف ا تي يم ن أن تعتبر‬
‫فيها أم ار ما هو ا ذي يش ل سببا في ارت اب ا موظف ا عمومي لفعل ا ضار‪ ،‬إذ وا هذا اأمر‬
‫وارتباطه با خط أ ما وقع هذا ا خطأ من ا موظف‪ ،‬وأن هذا اأمر ا ذي يش ل ا سببية وعان‬
‫هما‪:‬‬
‫‪ -1‬ارتباط سببي مع ا وظيفة نفسها‪ :‬أي أن ا عمل ا وظيفي هو فسه ي ون سببا في وقوع‬
‫ا خطأ‪ ،‬قيام إداري باإساءة وا حط من رامة أشخاص قصدو في م تبه ا تفاع من خدمة‬
‫ا مرفق ا عام وذ ك أ هم ي تمون حزب سياسي يعارضه ا موظف‪.‬‬
‫‪ -2‬ارتباط سببي مع تهيئة ا وظيفة لموظف مع وسائل تأديتها‪ :‬فتسبب هذ ا وسائل وقوع‬
‫ا خطأ وا ضرر ومن وراء ذ ك ا خطأ يت ون اارتباط ا سببی بين ا وسائل وا خطأ‪ ،‬ومن اأمثلة‬
‫على ذ ك‪ :‬عس ري يصيب طفا برصاصة من مسدسه "ا ذي حصل عليه بم اسبة وظيفته"‬
‫أث اء إجازته‪.‬‬
‫تردد ا قضاء ا فرسي في مثل هذ ا قضايا فتارة إعتبر أن ل ما يسعى من خا ه‬
‫ا موظف مصلحة شخصية يعد خطأ شخصيا ا تسأل ع ه ا دو ة‪ ،‬وتارة أخرى وفي فس‬
‫اإطار اعتبر أن مسؤو ية ا دو ة هي ا قائمة وا سبب يعود خطأ مفترض صادر من جا بها هذا‬
‫إذا وقع ا خطأ من ا موظف من خال تأدية وظيفته‪ ،‬أو بسببها‪.1‬‬
‫ومن ه ا يطرح ا تساؤل ا تا ي‪:‬‬
‫هل تقام مسؤو ية ا دو ة أم مسؤو ية ا موظف ا شخصية إذا ان ا خطأ قد وقع من ا موظف ا‬
‫في خال تأديته وظيفته‪ ،‬وا بسببها و ن بم اسبة ا وظيفة فقط؟‪.‬‬
‫با رجوع إ ى ا مادة ‪ 136‬من ا قا ون ا مد ي احظ أن ا مشرع ا جزائري قد تدخل‬
‫بموجب ا قا ون رقم ‪ 10-05‬وا مؤرخ في ‪ 20‬يو يو ‪ 2005‬وعدل هذ ا مادة وأصبحت ت ص‬

‫‪ 1‬عمار عوابدي‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪61‬‬
‫على مايلي‪ « :‬ي ون ا متبوع مسؤوا عن ا ضرر ا ذي يحدثه تابعه بفعله ا ضار متى ان واقعا‬
‫م ه في حا ة تأدية وظيفته أو بسببها أو بم اسبتها»‪.‬‬
‫وبا تا ي فإ ه ا فارق بين ارت اب ا موظف لخطأ أث اء تأدية ا وظيفة أو بسببها أو‬
‫بم اسبتها‪ ،‬إذ سوت هذ ا مادة سا فة ا ذ ر بين هذ اأوضاع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ر ن ا ضرر‬
‫إذا ارت ب ا موظف خطأ في حق أحد اأفراد سواء تمثل في عمل مادي أو قرار إداري‬
‫غير مشروع‪ ،‬فإن ا خطأ وحد ا ي في قيام ا مسؤو ية ا مد ية ا قابلة لتعويض‪ ،‬بل يجب أن‬
‫يصيب ا خطأ صاحب ا شأن ذاته بضرر أو أضرار محددة وهو ر ن ا ضرر وا ذي ي قسم إ ى‬
‫وعان‪:‬‬
‫اأول‪ :‬ضرر مادي يصيب ا شخص في جسمه وما ه‪.‬‬
‫ا ثاني ‪ :‬ضرر مع وي و هو ذ ك ا ضرر ا ذي ا ذي يصيب فسية ا شخص فيحدث آام‬
‫مع وية‪ ،‬ويشمل ا تعويض عن ا ضرر ا مع وي ل مساس با حرية أو ا سمعة أو ا شرف و قد‬
‫تطرق ا مشرع ا جزائري إ ى ا ضرر ا مع وي في أح ام ا مادة ‪ 182‬م رر على إثر تعديل‬
‫ا قا ون ا مد ي بموجب ا قا ون ‪10-05‬و ا مؤرخ في ‪ 20‬يو يو ‪ 2005‬وذ ك بقو ه‪" :‬يشمل‬
‫ا تعويض عن ا ضرر ا مع وي ل مساس با حرية أو ا شرف أو ا سمعة"‪ .‬ويشترط أن ي ون‬
‫ا ضرر محققا وخاصا أي أ ه يجب أن يصيب فردا معي ا بذاته أو مجموعة من اأفراد محددين‬
‫على وجه ا خصوص بذاتهم‪ ،‬أي ا ي ون تيجة اأعباء ا عامة‪.‬‬
‫ثا ثا‪ :‬ر ن ا عاقة ا سببية‬
‫يشترط تحقيق مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها توافر ا عاقة ا سببية بين ا خطأ‬
‫وا ضرر‪ ،‬ويع ي أن ا ضرر ا ذي أصاب ا مضرور قد تج مباشرة عن خطأ اإدارة وا متمثل‬
‫في خطأ موظفيها‪.1‬‬

‫‪ 1‬بلحاج ا عربي‪ ،‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.299‬‬


‫‪62‬‬
‫وطبقا لقواعد ا عامة لمسؤو ية ت قطع ا عاقة ا سببية لما أثبت أن ا ضرر م ي ن‬
‫اتجا عن خطأ اإدارة وا ما حدث لية تيجة سبب أج بي ا دخل إدارة فيه‪ ،‬وهذا ا سبب‬
‫اأج بي يم ن أن ار بثاث صور‪:‬‬
‫‪ )1‬ا قوة ا قاهرة ‪ )2 -‬خطأ ا مضرور فسه ‪ )3 -‬خطأ ا غير‪.‬‬
‫وفي مثل هذ ا حاات فإن اإدارة وا موظف يعفيان من ا مسؤو ية ا شخصية واإدارية‬
‫على إعتبار أن هذا ا سبب اأج بي في إحدى صور هو ا ذي أدى إ ى إحداث ا ضرر دون‬
‫تدخل اإدارة في ذ ك‪ ،‬إا أ ه قد يحدث أن يشترك خطأ اإدارة مع ا سبب اأج بي في إحداث‬
‫ا ضرر حيث في هذ ا حا ة ا تعفي اإدارة لية من ا مسؤو ية بل تلتزم بجا ب من ا تعويض‬
‫يت اسب مع درجة مساهمة خطئها في إحداث ا ضرر‪ ،‬أما إذا ان ا سبب اأج بي هو وحد‬
‫ا متسبب في وقوع ا ضرر فتعفي اإدارة من ا مسؤو ية ومن ورائها ا موظف ا عمومي و ها ا‬
‫دخل ها في حدوث ا ضرر‪.‬‬

‫الفرع الث ني‪ :‬عاق التبعي‬


‫و قد ظم ا مشرع ا جزائري في ا قا ون ا مد ي ا جزائري قواعد مسؤو ية ا متبوع عن فعل‬
‫تابعه وذ ك في ص ا مادة ‪136‬من ا قا ون ا مد ي‪ ،‬إذ يسأل ا متبوع عن اأعمال غير‬
‫ا مشروعة وا تي يقوم بها ا تابع أث اء تأديته لوظيفة أو بسببها أو بم اسبتها مادام أ ه ان تابعا‬
‫ه‪ ،‬فا مقصود با عاقة ا تبعية ا واردة في ا مادة ‪ 136‬ق‪.‬م هي واية ا رقابة وا توجيه ‪ ،‬أي أن‬
‫ي ون ا تابع في حا ة خضوع لمتبوع بحيث ي ون هذا اأخير سلطة فعلية عليه في ا رقابة‬
‫وا توجيه‪ ،‬وبا تا ي لما تحققت ا سلطة ا فعلية في ا توجيه وا رقابة قامت مسؤو ية ا متبوع‪ ،‬ومتى‬
‫ا تفت ا عدمت ا مسؤو ية‪ ،‬ومن أمثلة على ا رابطة ا تبعية‪ ،‬رابطة ا تبعية بين ا موظف وا ح ومة‬
‫(اإدارة) وبين ا طبيب وا مستشفى‪ ،‬وبين ا ج دي في ا جيش وو ازرة ا دفاع‪ ،1‬وعليه وب اء على‬
‫ما تقدم يم ن ا أن ستخلص أهم ا ع اصر ا تي ت ون عاقة ا تبعية‪.‬‬
‫ا عناصر اأساسية لعاقة ا تبعية‬

‫بلحاج ا عربي‪ ،‬ا ظرية ا عامة ا تزام في ا قا ون ا مد ي ا جزائري‪ ،‬ا جزاء ا ثا ي ا واقعة ا قا و ية ‪ ،‬ديوان ا مطبوعات‬ ‫‪1‬‬

‫ا جامعية‪ 2001 ،‬ص ‪ 319‬۔‬


‫‪63‬‬
‫* عنصر ا سلطة ا فعلية‪ :‬إن هذا ا ع صر يظهر إ ى وجود حتمية أن ي ون لشخص ا مع وي‬
‫حق ممارسة سلطة فعلية على موظفيه‪ ،‬وذ ك من خال إصدار اأوامر وا تعليمات هم‪ ،‬واا م‬
‫ن في إطار عاقة تبعية حيث أن ا موظف يخضع لسلطة ا رئاسية رئيسه‪ ،‬في ون ا متبوع‬
‫ه ا وهي اإدارة سلطة فعلية عليه في ا رقابة وا توجيه‪.‬‬
‫وا يشترط أن ي ون مصدر ا سلطة ا فعلية هو ا عقد‪ ،‬فعاقة ا تبعية ا تقتضي حتما أن‬
‫ي ون ه اك عقد بين ا تابع وا متبوع إذ من ا جائز أن تقوم هذ ا عاقة من ا واقع وحد ‪ ،‬وا‬
‫يؤثر في صحة قيام ا رابطة أن ي ون ا عقد ا ذي أ شأها باطل أو ا ي ون ه اك عقد أصا‪.‬‬
‫فإذا م تتوافر ا سلطة ا فعلية في رقابة ا تابع وتوجيهه ا ت مجرد رقابة عامة فا مجال‬
‫مساء ة ا متبوع عن أعمال تابعة‪ ،‬فا عبرة إذن هو بوجود ا سلطة ا فعلية‪ ،‬في ا رقابة وا توجيه‬
‫أو عدم وجودها فا ط بيب ا ذي يعمل في ا مستشفى قاء مرتب يتقاضا ي ون تابعا إدارة‬
‫ا مستشفى‪ ،‬و ه ا يعتبر تابعا إذا ان يعمل في ا مستشفى حسابه ا خاص إ ى إدارة‬
‫ا مستشفى‪.1‬‬
‫و يثور ا تساؤل حول ا مقصود با موظف ا فعلي؟‬
‫ا موظف ا فعلي هو ذ ك ا موظف ا ذي عين تعيي ا معيبا أو هو ا موظف ا ذي م يصدر قرار‬
‫بتعيي ه إطاقا‪ ،‬ومع ذ ك تعد اأعمال ا صادرة م ه سليمة‪ .‬ويظهر ا موظف ا فعلي في وضعين‬
‫أحدهما عادي واأخر استث ائي‪.‬‬
‫ا موظف ا فعلي في اأوضاع ا عادية ‪ :‬في ا وضع ا عادي ا توجد صعوبة في تقدير عاقة‬
‫ا تبعية وذ ك وجود سلطة فعلية قائمة بدون شك ت ظم ا عمل ا وظيفي‪.‬‬
‫ا موظف ا فعلي في ا ظروف ااستثنائية‪ :‬ا غزو ا خارجي وا حرب ثي ار ما يحدث أن يختفي‬
‫موظفا عن ممارسة وظيفته في مرفق من مرافق ا دو ة‪ ،‬فيحل محله موظف أخر دون أن‬
‫يصدر بذ ك ا تعيين ق اررا‪ ،‬ما أن هذا ا موظف يمارس عمله دون علم أو رقابة اإدارة ا وصية‬

‫بلحاج ا عربي‪ ،‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.321‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪64‬‬
‫ويمارس عمله هذا ض ا م ه بأن ا مرفق يجب أن يسير ا سير ا حسن حاجة ا اس إ يه‪ 1‬هذا‬
‫ا موظف يسمى با موظف ا فعلي وا سؤال ا ذي يطرح فسه‪ ،‬هل تسأل اإدارة عن أعمال مثل‬
‫هذا ا موظف ا فعلي ع دما تلحق أض ار ار با غير؟‬
‫قد استقر رأي ا قضاء على أن ا ضرورة ا تي جعلت من أعمال هذا ا موظف مشروعة‬
‫دون س د قا و ي هي فسها أي ا ضرورة تحتم أن ت ون ا دو ة ومن ورائها اإدارة مسؤو ة عن‬
‫أخطاء ‪.‬‬
‫* عنصر ا رقابة وا توجيه‪ :‬ترتبط ا سلطة ا فعلية بع صر ا رقابة وا توجيه و يس شرطا أن‬
‫يمارس ا متبوع سلطته في ا رقابة وا توجيه ب فسه‪ ،‬ن ا سؤال‪ :‬إذا ان ا شاط من طبيعة ف ية‬
‫فهل يشترط بمن يمارس ا رقابة وا توجيه على مثل هذا ا شاط أن ي ون صاحب خبرة ف ية‬
‫ب فس ا شاط؟‪.‬‬
‫قد خا ف ا فقه ا قضاء باإجابة على هذا ا سؤال‪ ،‬ف جد في بداية اأمر أن مح مة‬
‫باريس قضت بعدم اعتبار ا طبيب ا ذي يعمل في مدرسة مثا غير تابع إدارتها‪ ،‬أن شاط‬
‫اإدارة يس هو شاط ا طبيب من حيث ااختصاص‪.‬‬
‫إا أن ا فقه ا حديث أخذ برأي معا س ح م ا قضاء‪ ،‬حيث أخذ بقيام ا رقابة وا توجيه‬
‫ب اءا على وجود خضوع وامتثال دون ا ظر إ ى ااختصاصات وا مؤهات ا ف ية ا فعلية‪.‬‬
‫إن ا جواب ا ذي أتى به ا فقه ا حديث يقود ا إ ى تساؤل أخر‪ :‬هو هل يشترط بمن خول‬
‫با رقابة وا توجيه يابة عن ا دو ة أن ي ون قد مارس هذ ا رقابة فعا وقت ارت اب ا فعل‬
‫ا ضار؟‬
‫في ا حقيقة إن اشتراط ممارسة ا رقابة وا توجيه وقت ارت اب ا فعل ا ضار يؤدي حتما‬
‫إ ى إبعاد ا مسؤو ية عن ا دو ة في أغلب اأحيان‪ ،‬وذ ك ان ااشتراط سيساعد ا رئيس ا مباشر‬
‫اإدعاء بعدم ممارسة ا رقابة ا فعلية على ا موظف ا فعلي ا مخطأ‪ ،‬أن يثبت ابتعاد م ان وقوع‬
‫ا حادث ا مسبب لضرر عن مر ز اإداري مثا‪ ،‬أو أن يدعي أن ا ضرر قد وقع وقت غيابه‬

‫صبيح بشير مسکو ی ‪ ،‬مبادئ ا قا ون اإداري ا ليبي دراسة مقارة‪ ،‬ا شر ة ا عامة ل شر وا توزيع و اإعان ‪ ،‬يبيا‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.1978‬‬
‫‪65‬‬
‫ا مفاجئ عن م ان ا عمل‪ ،‬ومما يساعد على ذ ك أن معظم اأضرار ا تي تحصل لغير تيجة‬
‫أفعال ا موظفين ما هي إا تيجة اإهمال في مراقبة وتوجيه ا موظف ا فعلي من قبل ا رئيس‬
‫ا مباشر‪.1‬‬
‫ف يف يم ن ا سماح بإبعاد ا مسؤو ية عن طريق ا دفع بإثبات ذ ك اإهمال؟‪.‬‬
‫وأخي ار يم ن ا قول بأن رابطة ا تبعية تقوم و و م ي ن ا متبوع ح ار في إختيار تابعه متى‬
‫ا ت ه عليه سلطة فعلية في رقابته وتوجيهه‪.2‬‬

‫المبحث الث ني‪ :‬آث ر المس لي المدني ل م ظف العم مي‬


‫إذا تحققت ا مسؤو ية إدارة عن تصرفات موظفيها فإن جزاءها هو ا تعويض‪ ،‬وا ذي‬
‫يهدف من خا ه إ ى جبر ا ضرر ا واقع وذ ك سواء ا ت ا مسؤو ية قائمة على أساس ا خطأ‬
‫أو ا مخاطر أو تحمل ا تبعات‪.‬‬
‫وهذا ما يستدعي م ا ا تطرق إ ى جهة ا قضاء ا مختص با ظر في دعوى ا تعويض ثم‬
‫طبيعة ا تعويض و يفية تقدير‪ ،‬وذ ك في ا مطلبين ا تا يين‪:‬‬

‫اأ ل‪ :‬ااختص ص اإجراءا في دع ى التع يض‬ ‫المط‬


‫إذا ا ت اإدارة تسأل عن أعمال موظفيها في حا ة ارت ابهم خطأ فإن هذا يستدعي‬
‫ا ظر في جهة ااختصاص با ح م با تعويض لطرف ا متضرر‪.‬‬

‫القض ئي المختص ب لتع يض‬ ‫الفرع اأ ل‪ :‬الج‬


‫إذا ما تضرر شخص من جراء ممارسة موظفي ا دو ة تيجة شاطهم‪ ،‬ان صاحب‬
‫ا ضرر ا حق بإقامة دعوى ا مسؤو ية‪ ،‬طا با جبر ا ضرر ا ذي حق به من جراء أعمال‬
‫موظفي ا دو ة‪.‬‬

‫‪ 1‬سامی حامد سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪350‬‬


‫ا مادة ‪ 2/136‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪66‬‬
‫إن مثل هذ اأعمال في اأصل تقام على ا موظف ا عمومي ا ذي أرت ب ا خطأ أمام‬
‫ا قضاء ا عادي ا طاقا من مبدأ ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،1‬وهو ما يهم ا في هذا‬
‫اإطار أ ها موضوع بحث ا هذا‪.‬‬
‫غير أ ه إستث اء يم ن أن يحدث في اإجراءات وا جهة ا تي يم ن أن توجه ضدها‬
‫ا دعوى أي أن تقام ضد اإدارة باعتبارها متبوع وا موظف تابع ها‪ ،‬وبا تا ي فاإدارة قصرت في‬
‫أداء دور ا رقابة وا توجيه على ا موظفين با ش ل ا ذي يم ع حدوث مثل هذ اأخطاء ا مسببة‬
‫لضرر‪.‬‬
‫مواجهة خطر إم ا ية اإعسار ا محتمل‬ ‫وان ا مضرور يتجه دائما هذا ااتجا‬
‫لموظف ا عمومي‪ ،‬وبذاك يصعب ا حصول على تعويض بش ل سريع‪ ،‬ومن جهة أخرى يحق‬
‫لدو ة ا رجوع على ذ ك ا موظف‪.‬‬
‫وا سؤال ا ذي يطرح ه ا‪ :‬هل يبقى ا قضاء ا عادي هو ا مختص في دعوى ا تعويض ا تي ترفع‬
‫على ا موظف ا عمومي؟‪.‬‬
‫وهذا ما س تعرض إ يه من خال ا قاط ا تا ية‪:‬‬
‫أوا‪ :‬جهة ااختصاص لقضاء ا عادي‬
‫يقصد بدعوى ا تعويض ا مد ية تلك ا دعوي ا ذاتية ا تي يحر ها ويرفعها أصحاب‬
‫ا صفة وا مصلحة أمام جهة ا قضاء ا ع ادي‪ ،‬طبقا لش ليات واإجراءات ا مقررة قا و ا لمطا بة‬
‫با تعويض ا عادل إصاح وجبر ا ضرر ا تي أصابت حقوقهم بفعل خطأ ا موظف وا ذي أضر‬
‫با غير‪ ،‬وهي ا قاعدة ا تي أقرتها ا مادة ‪ 124‬ق‪.‬م وا تي ت ص على أن " ل فعل أيا ان‬
‫يرت به ا شخص بخطئه‪ ،‬ويسبب ضر ار لغير يلزم من ان سببا في حدوثه با تعويض"‪.2‬‬
‫و هذا فدعوى ا تعويض تعتبر دعوى قضائية تتحرك وترفع في إجراءات قضائية ص‬
‫عليها ا قا ون‪.‬‬

‫‪ 1‬محمود حلمي‪ ،‬القضاء اإدار ‪ ،‬الطبعة اأول ‪ ،‬دار ال كر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪، 1975‬ص ‪.237‬‬
‫‪ 2‬محمود حلمي‪ ،‬مرجع ساب ‪ ،‬ص ‪.245‬‬
‫‪67‬‬
‫وااختصاص ا م عقد لقضاء ا عادي موزع بين محا م ا قضاء ا مد ي طبقا أح ام‬
‫ا بابين اأول وا ثا ي من ا تاب اأول من قا ون اإجراءات ا مد ية أي ااختصاص ا وعي‬
‫وا محلي وذ ك في ا مواد من ‪ 01‬إ ى ‪ 11‬م ه‪.‬‬
‫وعليه فإن اأصل ا عام أن دعوى ا تعويض باعتبارها دعوى مد ية تختص بها ا محا م‬
‫ا عادية ا مد ية على اختاف درجاتها حسب قواعد ااختصاص ا وعي‪ ،‬إا إذا ان ا فعل‬
‫جريمة حيث ست شأ بجا ب دعوى ا تعويض دعوى أخرى وهي ا دعوى ا ج ائية وهي من‬
‫اختصاص ا محا م ا جزائية‪ ،‬وفي هذا خول ا قا ون لمضرور ا حق في رفع دعوى مد ية‬
‫با تبعية إ ى ا دعوى ا جزائية وهذا ما صت عليه ا مادة ‪ 03‬من قا ون اإجراءات ا جزائية ‪ ،‬أو‬
‫يبقى محافظ على رفعها أمام ا مح مة ا مد ية و ن يجب عليه أن يخضع في هذ ا حا ة إ ى‬
‫مبدأ ا جزائي يوقف ا مد ي‪ ،‬حين ا بت في ا دعوى ا عمومية‪ ،‬وبعد ذ ك تست مل إجراءات‬
‫ا دعوي ا مد ية أمام ا مح مة ا مد ية‪.‬‬
‫أما في حا ة ا عدام ا خطأ ا ج ائي فإن ا مح مة ا جزائية ومن ورائها ا قاضي ا جزائي‬
‫يصبح غير مختص با ظر أو ا فصل في هذ ا دعوى‪ ،‬أ ها ست ون من اختصاص ا قاضي‬
‫ا مد ی تحت اسم ا دعوى ا مد ية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬جهة اختصاص ا قضاء اإداري‬
‫وتعرف دعوى ا تعويض اإدارية بأ ها ا دعوى ا قضائية ا ذاتية ا تي يحر ها أصحاب‬
‫ا صفة وا مصلحة أمام ا جهات ا قضائية اإدارية لمطا بة با تعويضات إصاح اأضرار ا تي‬
‫أصابت حقوقهم بفعل ا شاط اإداري ا ضار ا ذي ان من عمل ا موظفين ا عموميين‪.‬‬
‫إا أن ا ماحظ أن ا مشرع ا فرسي م يضع معيا ار عاما يتبعه ا قاضي ا فرسي في ل‬
‫حا ة أي في تحديد أي جهة قضائية ت ون مختصة‪ ،‬وا ما ترك ا مهمة لقضاء اإداري وا قضاء‬
‫ا عادي‪.‬‬
‫يحدد ل م هما اختصاصه وفي حا ة ا خاف يرفع اأمر إ ى مح مة ا ت ازع‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫مما حتم على ا فقه في فرسا استخاص ا معيار ا ذي جرى ا قضاء على ا تهاجه إذ‬
‫ا ت ف رة ا مرفق ا عام هي ا معيار ا ذي تم به تقرير اختصاص ا قضاء اإداري‪ ،‬وذ ك‬
‫با ظر في دعوى ا تعويض عن اأضرار ا ذي حقت اأفراد بفعل اأشخاص وا تي تجت عن‬
‫خدمتهم با مرفق ا عام أو بسبب ا ممتل ات ا تابعة لمرفق‪.‬‬
‫وقد ي تهج ا مشرع في بعض ا دول طريقة تحديد اختصاص ل جهة قضائية‪ ،‬إذ ي في‬
‫بتحديد جهة وما عدا ذ ك فهو من اختصاص ا جهة اأخرى‪ ،1‬وباعتبار أن ا قضاء اإداري‬
‫ا جزائري جد يطبق ا قواعد ا تي أقرها مجلس ا دو ة‪ ،‬مما يجب أن بحث في ا معايير ا تي‬
‫سار عليها ا قضاء ا فرسي ب وعيه تحديدا ااختصاص ا قضاء اإداري‪ ،‬ما يجب أن تطرق‬
‫إ ى ا مسائل ا خارجة عن ا قضاء اإداري وبعدها تطرق إ ى اإجراءات وا شروط في دعوى‬
‫ا تعويض‪.‬‬
‫‪ -1‬معايير اختصاص ا قضاء اإداري ا فرنسي في دعوى ا تعويض‬
‫ا ستطيع أن بين‬ ‫يست ه اك ظرية قضائية يم ن ا قول بها في هذا ا صدد‪ ،‬و‬
‫مامح ا م هج ا قضائي من خال اأح ام ا شهيرة ا تي صدرت في مسائل ااختصاص‪.‬‬
‫أ)‪ -‬ح م بلون و‪ :‬مبدأ ا قواعد ا موضوعية وتتلخص وقائعها في أن عربة تابعة مص ع تبغ‬
‫دهست فتاة تدعى بلو و‪ ،‬فأقام وا دها دعوى أمام ا قضاء ا عادي مست دا إ ى أح ام ا قا ون في‬
‫ا تعويض‪ ،‬دفعت اإدارة بعدم ااختصاص لقاضي ا عادي‪ ،‬عرضت بعد ذ ك ا قضية على‬
‫مح مة ا ت ازع ففصلت في ‪ 1973/02/08‬بأن ااختصاص م عقد لقضاء اإداري مؤسسة‬
‫ح مها على ون ا مسؤو ية ا تي تقع على اإدارة باأفعال ا متسببة فيها مرافقها وا تي أحدثت‬
‫أضرار لغير‪ ،‬إ ما هي مسؤو ية ا يم ن أن ت ظمها قواعد ومبادئ ا قا ون ا مد ي‪.‬‬
‫وأهم ما جاء في ح م مح مة ا ت ازع وذ ك في أحد حيثياته " إن مسؤو ية ا دو ة عن‬
‫اأضرار ا تي تلحق اأفراد بسبب تصرفات اأشخاص ا ذين تستخدمهم في ا مرفق ا عام‪ ،‬ا‬
‫يم ن أن تح مها ا مبادئ ا تي يقررها ا قا ون ا مد ي لعاقات بين اأفراد‪ ،‬وهذ ا مسؤو ية‬

‫محمد شافعي أبو راس‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬عا م ا تاب‪ ،‬ا قاهرة د‪.‬ت‪.‬ط‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪69‬‬
‫يست با عامة وا با مطلقة بل ها قواعدها ا خاصة ا تي تتغير حسب حاجات ا مرفق وضرورة‬
‫ا توفيق بين حقوق ا دو ة وا حقوق ا خاصة"‪.1‬‬
‫وعما بهذا ا معيار ا ذي رس مسؤو ية اإدارة صراحة بعد سيادة مبدأ عدم مسؤو يتها‬
‫عن اأخطاء ا تي يرت بها موظفيها‪.‬‬
‫ب) ‪ -‬ح م ادوا‪" :‬إعتبار ا هيئات وا وحدات ا محلية من أشخاص ا قا ون ا عام" فقد قرر‬
‫ا قضاء ا فرسي خضوع ا هيئات وا وحدات ا محلية لقضاء باعتبارها من أشخاص ا قا ون‬
‫ا عام‪ ،‬وأن عاقتها مع اأفراد ا تخضع لقواعد ا تي وضعت تح م عاقات اأفراد يبعضهم‬
‫ا بعض‪ ،‬وتتلخص وقائع ا قضية في أن ا سيد ادوا موظفا بمدي ة مرسيليا فقررت إ غاء ا وظيفة‬
‫مما ترتب على ذ ك أض ار ار ه‪ ،‬تقدم على إثرها بدعوى تعويض أمام ا قضاء ا عادي‪ ،‬فقضى أن‬
‫ا عاقة بين ا موظف وا مدي ة ا تخضع قواعد ا قا ون ا خاص وا ه ب اء على ذ ك ا يختص‬
‫ا قضاء ا عادي ب ظر ا دعوى ا تي أمامه وا ما يعود ااختصاص إ ى ا قضاء اإداري‪.2‬‬
‫أما في ا جزائر واعماا لمعيار ا عضوي ا ذي جاءت به ا مادة ‪ 800‬من قا ون‬
‫اإجراءات ا مد ية و اإدارية وا تي ت ص على ما يلي‪ " :‬ا محا م اإدارية هي جهات ا واية‬
‫ا عامة في ا م ازعات اإدارية‪ .‬تختص با فصل في أول درجة بح م قابل استئ اف في جميع‬
‫ا قضايا ا تي ت ون ا دو ة أو ا واية أو ا بلدية‪ ،‬أو إحدى ا مؤسسات ا عمومية ذات ا صبغة‬
‫اإدارية طرفا فيها "‪ ،‬وت ص ا مادة ‪ 801‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على ما يلي‪ ":‬تختص ا محا م اإدارية‬
‫ذ ك با فصل في ‪:‬دعاوى إ غاء ا ق اررات اإدارية ودعاوى ا تفسيرية ودعاوى فحص ا مشروعية‬
‫لق اررات ا صادرة عن ا واية وا مصا ح غير ا ممر زة لدو ة على مستوى ا واية‪،‬ا بلدية‬
‫وا مصا ح اإدارية اأخرى لبلدية ‪،‬ا مؤسسات ا عمومية ا محلية ذات ا صبغة اإدارية ‪،‬دعاوى‬
‫ا قضاء ا امل ‪،‬ا قضايا ا مخو ة ها بموجب صوص خاصة "‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد ا شافعي أبو راس – مرجع سابق ص ‪.188‬‬


‫محمد ا شافعي أبو راس – مرجع سابق ص ‪.194‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -2‬استثناءات على ااختصاص ا منعقد لقضاء اإداري‪ :‬و ع ي بها أ ه با رغم من وجود‬
‫ا معايير ا سابقة وا عمل بها‪ ،‬إا أ ه توجد ه اك بعض ا موضوعات وا مسائل تخرج عن دائرة‬
‫ااختصاص ا م عقد لقضاء اإداري وتدخل في اختصاص ا قضاء ا عادي‪ .‬وس تعرض في هذ‬
‫ا مسأ ة أهم ااستث اءات ا واردة عن ااختصاص ا م عقد لقضاء اإداري‪ .‬صت ا مادة ‪802‬‬
‫من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على ما يلي ‪" :‬خافا أح ام ا مادة ‪ 800‬و‪ 801‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ " ي ون من‬
‫اختصاص ا محا م ا عادية ا م ازعات اآتية‪:‬‬
‫‪ -‬مخا فات ا طرق‪.‬‬
‫‪ -‬ا م ازعات ا متعلقة ل دعوى خاصة با مسؤو ية ا رامية إ ى طلب تعويض اأضرار ا اجمة‬
‫عن مر بة تابعة لدو ة أو إحدى ا وايات أو ا بلديات أو إحدى ا مؤسسات ا عمومية ذات‬
‫ا صبغة اإدارية "‪.‬‬

‫الفرع الث ني ‪ :‬الشر ط اإجراءا في رفع دع ى التع يض‬


‫أوا‪ :‬ا شروط‬
‫ه اك شروط عامة وشروط خاصة رفع دعوى ا تعويض س ت او ها ا تا ي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ا شروط ا عامة رفع دعوى ا تعويض‬
‫وضع قا ون اإجراءات ا مد ية واإدارية قاعدة عامة تحتوي على مجموعة من ا شروط‬
‫و إن هذ ا قاعدة تسري على مختلف ا طعون أمام ا قضاء ‪،‬وهو ما صت عليه ا مادة ‪ 13‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ " ا يجوز أي شخص ا تقاضي ما م ت ن ه صفة ‪،‬و ه مصلحة قائمة أو محتملة‬
‫يقرها ا قا ون‪.1‬‬
‫يثير ا قاضي تلقائيا ا عدام ا صفة في ا مدعي أو في ا مدعى عليه‪.‬‬
‫ما يثير تلقائيا فسه ا عدام اإذن إذا ما اشترطه ا قا ون "‪.‬‬
‫إذن ستخلص من هذا ا ص أن شروط رفع ا دعوى هي‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد ا شافعي أبو راس ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.199‬‬


‫‪71‬‬
‫‪ -1‬أن يتمتع رافع ا دعوى و ا مدعى عليه با صفة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ت ون ه مصلحة قائمة أو محتملة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ي ون استوفي شرط اإذن إذا ان مطلوب‪.‬‬
‫‪ -4‬شرط اأهلية‪.‬‬
‫ومن ثمة يشترط في أشخاص ا خصومة في دعوى ا تعويض‪ :‬توافر ا صفة‪ ،‬واأهلية‪،‬‬
‫وا مصلحة "‪.‬‬
‫توفر ا صفة‪ :‬ويع ي ذ ك أ ه يجب أن ترفع دعوى ا تعويض من صاحب ا مر ز ا قا و ي‬
‫ا ذاتي أو بواسطة و يله أو ائبه ا قا و ي إذا ان فردا طبيعيا‪ ،‬أما في حا ة ا شخص ا مع وي‬
‫فيجب أن ترفع دعوى ا تعويض على أو من ا سلطات ا مختصة ا تي تملك ا صفة ا قا و ية‬
‫لتقاضي‪."1‬‬
‫توفر ا مصلحة ا قائمة أو ا محتملة ‪ :‬تطبيقا قاعدة "ا دعوی بدون مصلحة " ‪PAS d’intérêt‬‬

‫‪ pas d ' action‬فإن دعوی ا تعويض ا تقبل إا إذا ان لطاعن مصلحة‪ ،‬رغم ما ي ت ف‬
‫مفهوم ا مصلحة من غموض‪ ،2‬فشرط ا مصلحة ه ا في دعوى ا تعويض مغايرة ع ها ما هو‬
‫موجود من شرط ا مصلحة في دعوى اإ غاء‪ ،‬إذا ا ي تفي تحقيق ووجود شرط ا مصلحة في‬
‫دعوى ا تعويض اإدارية أن ي ون ا شخص مجرد حا ة أو وضعية أو مرکز قا و ي عام‪ ،‬يقع‬
‫عليه اعتداء بفعل شاط إداري غير مشروع‪ ،‬بل يستوجب تحقق ا مصلحة‪ ،‬وبا تا ي قبول‬
‫دعوى ا تعويض أن ي ون ا شخص صاحب مر ز قا و ی ذاتي‪ ،‬أصيب فيه بفعل ا شاط‬
‫اإداري‪.‬‬
‫ويشترط في ا مصلحة ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬يجب أن ت ون قا و ية ومشروعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجب أن ت ون ا مصلحة شخصية ومباشرة‪.‬‬
‫ج‪ -‬يجب أن ت ون ا مصلحة قائمة وحا ة‪.‬‬

‫عمارعوايدي‪ :‬ا ظرية ا عامة لم ازعات اإدارية ‪ ،‬ظرية ا دعوى‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية ‪ 1998‬ص ‪." 627‬‬ ‫‪1‬‬

‫علي محمد ا صغير‪ ،‬ا وجيز في ا م ازعات اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪72‬‬
‫توفر اأهلية‪ :‬ت ص ا مادة ‪ 65‬من قا ون اإجراءات ا مد ية و اإدارية على ما يلي‪ ":‬يثير‬
‫ا قاضي تلقائيا ا عدام اأهلية ‪ ،‬ما يجوز ه أن يثير تلقائيا ا عدام ا تفويض لممثل ا شخص‬
‫ا طبيعي أو ا مع وي"‪ ،‬وهي ا مادة ا تي فصلت في طبيعة هذا ا شرط و اآثار ا مترتبة عن عدم‬
‫توفر ‪.‬‬
‫ف احظ أن ا مشرع ا جزائري م يشير أهلية ضمن ا مادة ‪ 13‬تحت ا فصل " شروط‬
‫قبول ا دعوى " ‪ ،‬بل في ا قسم ا رابع ضمن ا ع وان " في ا دفع با بطان" ‪ ،‬فهذا ا شرط ا‬
‫يخص شروط ا دعوى ا قضائية فقط بل هو شرط عام يتعين أن يتوفر في ا شخص ا ذي يباشر‬
‫أية عمل قا و ي ‪ ،‬ذا م يضعه ا مشرع في فس ا مادة ‪ ،‬ففقه ا مرافعات ا مد ية ا يعتبر شرط‬
‫اأهلية شرطا قبول ا دعوى وا ما هو شرط صحة ا مطا بة ا قضائية ‪ ،‬فإذا رفع شخص دعوى‬
‫بدون أن ي ون ديه أهلية ا تقاضي فيترتب بطان ا عمل اإجرائي أن رفع ا دعوى يعتبر عما‬
‫قا و يا و يتطلب ا قا ون في ا شخص ا قائم به أهلية معي ة وهي أهلية ا تقاضي وهو ا رأي ا ذي‬
‫ذه ب إ يه ا مشرع ا جزائري ‪ ،‬وفصل هذا ا شرط و حذفه من مادة ا خاص بشرط ا دعوى‬
‫ووضعه في ا م ان ا م اسب أي ا مادة ‪ 65 - 64‬وأشار أن حاات ا بطان ا عقود غير‬
‫ا قضائية ت ون على سبيل ا حصر في حا ة ا عدام اأهلية لخصوم (مدعي و مدعى عليه)‪.‬‬
‫وعلى هذا تطرقت هذا ا شرط توضيحه و تبيان ا تعديل ا ذي جاء به قا ون اإجراءات ا مد ية‬
‫و اإدارية تماشيا مع ا فقه ا حديثة في اإجراءات ا مد ية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أجال رفع دعوى ا تعويض في ا مسؤو ية اإدارية‬
‫أشارت ا مادة ‪ 67‬من قا ون اإجراءات ا مد ية و اإدارية إ ى ا دفع بعدم ا قبول ا ذي‬
‫يرمي إ ى ا تصريح بعدم قبول طلب ا خصم في حاات عديدة م ها اأجل ا مسقط و ا تقادم‪.‬‬
‫و با رجوع إ ى ا مادة ‪ 322‬من قا ون اإجراءات ا مد ية و اإدارية فإ ها ت ص على أن ل‬
‫اآجال ا مقررة في هذا ا قا ون من أجل ممارسة حق‪ ،‬أو من أجل حق ا طعن ‪ ،‬يترتب على‬

‫‪73‬‬
‫عدم مراعاتها سقوط ا حق أو سقوط ممارسة حق ا طعن ‪ ،‬باستث اء ا قوة ا قاهرة أو وقوع أحداث‬
‫من شأ ها ا تأثير على ا سير ا عادي مرفق ا عدا ة‪.1‬‬
‫وعليه فيجب على ا خصم أو رافع ا دعوى أو ا طعن إحترام أجال ا طعن حسب طبيعة‬
‫اإجراء ا مراد ا قيام به و في بعض ا حاات حسب طبيعة ا حق ا مراد حمايته ‪.‬‬
‫يجب على ا شخص ا متضرر من تصرفات وأعمال اإدارة ا عامة ا لجوء في ا بداية إ ى‬
‫مطا بة تلك اإدارة با تعويض ه عن اأضرار ا تي حقت به من جراء أعما ها وتصرفاتها‪،‬‬
‫وبا تا ي تقوم بتحديد موقعها من ا مسأ ة من خال ا قرار اإداري ا ذي تصدر وي ون إما‬
‫موافقة على ا تعويض‪ ،‬أو رافضة ه‪.‬‬
‫أن أصل هذا ا شرط يعود إ ى مرحلة اإدارة ا قاضية أو ا وزير ا قاضي‪ ،‬حيث ان‬
‫ازما على ا شخص ا ذي يريد أن يقاضي اإدارة أن يلجأ أوا إ ى اإدارة قبل ا توجه إ ى‬
‫ا قضاء إا أ ه م ذ قضية ادو م يعد مجلس ا دو ة ا فرسي يشترط ذ ك ورغم هذا تدخل‬
‫ا مشرع مرة أخرى وأعاد هذا ا شرط من خال ا مرسوم ا مؤرخ في‪ 1956/01/11 :‬وهذا‬
‫ا ص تأثر به ا مشرع ا جزائري من خال ص ا مادة ‪ 169‬مکرر قا ون إجراءات ا مد ية‬
‫ا سابق‪.23-90‬‬
‫اآجال ( ا مواعيد )‬
‫إن تعديل ص ا مادة ‪ 169‬م رر من قا ون اإجراءات ا مد ية ان ا هدف م ه هو‬
‫ا تخلي عن ا تظلم اإداري ا مسبق أمام ا غرفة اإدارية‪ ،‬وذ ك من خال استبدا ه بمصطلح‬
‫ا صلح أمام ا قضاء اإداري با مجلس خال مدة أربعة أشهر ا تابعة لتبليغ وأن مدة محاو ة‬
‫ا صلح ا تي يقوم بها ا مستشار ا مقرر أقصاها ثاثة أشهر حسب ا مادة ‪ 169‬ق‪.‬ا‪.‬م وا تي‬
‫ت ص‪ ........‬ويقوم ا قاضي بإجراءات محاو ة ا صلح في مدة أقصاها ثاثة أشهر ‪ "....‬وأبقى‬
‫ا تظلم اإداري ا مسبق على حا ه أمام مجلس ا دو ة في ا طعن اإداري‪.‬‬

‫‪ 1‬عوايدي عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.599‬‬


‫‪74‬‬
‫و ن اإش ال هو يفية حساب بداية ميعاد اأربعة أشهر ا محددة با مادة ‪ 169‬مکرر‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م في حا ة اأعمال اإدارية ا مادية ‪ ،‬اأمر ا ذي يطرح عامات ا تعجب وا حيرة أمام‬
‫سکوت ا ص‪.1‬‬
‫وشرط ا مدة في دعوى ا تعويض هو شرط وجوبي وا زامي أي أ ه من ا ظام ا عام قصد‬
‫استقرار ا معامات ا اتجة عن ا شاط اإداري‪ ،‬وضمان حسن تسيير ا مرافق ا عامة إا أ ه في‬
‫فرسا مثا يستث ي شرط ا ميعاد في بعض اأ شطة واأعمال اإدارية مثل ‪ :‬دعوى ا تعويض‬
‫عن ا مسؤو ية ا اجمة عن اأشغال ا عامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات رفع دعوى ا تعويض‬
‫‪ -1‬تقديم ا عريضة‪ :‬ا بد أن تتضمن ا عريضة ا مرفوعة أمام ا قضاء اإداري من قبل ا مدعي‬
‫فيما يخص دعوى ا تعويض جملة من ا بيا ات وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن ت ون ا عريضة م توبة وموقع عليها من طرف ا مدعي‪ ،‬أو من طرف محامي مقيد و في‬
‫قابة ا محامين‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن ت ون عريضة ا دعوى متضم ة اإشارة إ ى هوية و ع وان ل من ا مدعي وا مدعى‬
‫عليه املة‪.‬‬
‫ت‪ .‬ذ ر ا جهة ا قضائية ا مختصة با دعوى با تحديد ‪.‬‬
‫ث‪ .‬ملخص موجز لوقائع واأسس ا قا و ية وا وثائق‪.‬‬
‫ج‪ .‬صورة من ا قرار ا سابق ا مطعون فيه بدعوى ا تعويض وا مسؤو ية اإدارية‪.‬‬
‫ح‪ .‬يجب أن ت ون افة ا وقائع وا طعون وا مذ رات ا مقدمة من طرف ا دو ة مصادق عليها‬
‫من قبل ا جهة اإدارية ا مختصة أي ا تي تملك صفة ا تقاضي‪.‬‬
‫خ‪ .‬ا بد أن تقدم ا عريضة ب سخ متعددة حسب تعدد اأطراف ا مدعى عليهم‪.‬‬
‫د‪ .‬دفع ا رسوم أو اإعفاء م ها‪.‬‬

‫علی محمد صغير‪ ،‬ا م ازعات اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.149 ،148‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ )2‬ثم تودع ا عريضة دى تابة ا ضبط أمام ا قضاء ا مختص محليا ويسلم اتب ا ضبط‬
‫لمدعي وصل ثم تتم مرحلة تبليغ ا مدعى عليه لحضور إ ى ا جلسات‪.1‬‬
‫بعد تقديم ا طاعن عريضة دعوى ا تعويض أمام ا قضاء ا مختص‪ ،‬يقوم رئيس ا مجلس‬
‫ا قضائي بتعيين مستشار مقرر ي لف بتحضير ملف ا قضية لمداو ة وا محا مة‪ ،‬وتمر هذ‬
‫ا قضية با مراحل ا تا ية‪:‬‬
‫‪ .1‬ا قيام بمحاو ة ا صلح بين ا مدعي وا سلطات اإدارية ا مدعى عليها في خال مدة ثاثة‬
‫أشهر أمام ا قاضي ا مختص‪.‬‬
‫‪ .2‬في حا ة عدم حصول ا صلح تتحرك بعد ذ ك بقية مراحل واجراءات وش ليات عملية‬
‫تحضير ملف قضية دعوى ا تعويض اإدارية‪ ،‬وعليه يقوم ا مستشار ا مقرر بتبليغ ا عريضة إ ى‬
‫ل مدعى عليه في ا دعوى واشعار با رد حسب عدد ا خصوم في سخ على أن يتم تبادل‬
‫ا مذ رات ا تابية‪.‬‬
‫‪ .3‬تقوم ا يابة ا عامة بإعداد تقرير مفصل بعد إحا ة ملف قضية دعوى ا تعويض وا مسؤو ية‬
‫اإدارية‪ ،‬وبعد مراقبتها افة مراحل واجراءات ووسائل ا تحقيقات ا مقررة قا و ا‪.‬‬

‫التع يض (م ض ع دع ى المس لي )‬ ‫الث ني‪ :‬الحك ب لمس لي‬ ‫المط‬


‫إن ل شخص طبيعي مسؤول عن أعما ه وتصرفاته طبقا لقاعدة ا تي ت ص على أن‬
‫ل شخص يسبب ضر ار لغير عن طريق عمله يلزم با تعويض‪ ،‬وعلى غرار اأفراد فقد تسبب‬
‫اإدارة ( ا سلطة ا عامة ) أضرار لغير تيجة اأعمال ا تي تقوم بها أو بصفة أدق تيجة‬
‫أعمال موظفيها وبا تا ي ت ون اإدارة مسؤو ة اتجا ا غير من جراء اأضرار ا تي أ حقها‬
‫ا موظفون بهم وذ ك بدفع مبلغ ا تعويض من ذمتها‪.‬‬
‫وس قسم هذا ا مطلب إ ى ثاثة فروع‪ ،‬تطرق في ا فرع اأول إ ى اإثبات في دعوى‬
‫ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬وفي ا فرع ا ثا ي إ ى ا ح م با تعويض في دعوى ا مسؤو ية‪ ،‬أما ا فرع‬
‫ا ثا ث ف تطرق فيه إ ى ا جهة ا مختصة با تعويض‪.‬‬

‫عوايدي عمار‪ ،‬ا ظرية ا عامة لم ازعات اإدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 630‬و‪.631‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪76‬‬
‫في دع ى المس لي اإداري‬ ‫الفرع اأ ل‪ :‬اإثب‬
‫يقع عبء اإثبات على ا مدعي‪ ،‬فهو مطا ب بإثبات ما أصابه من ضرر‪ ،‬وا يستطيع‬
‫أن يخطو خطوة قبل أن يثبت ذ ك‪ ،‬ذ ك يقع عليه إثبات ا خطأ في ا مسؤو ية عن اأفعال‬
‫ا شخصية‪ ،‬أما في ا مسؤو ية ا مفترضة فا خطأ مفترض ا يحتاج إ ى إثبات من قبل ا مدعي‬
‫مثل مسؤو ية ا متبوع عن أعمال تابعة ومثل حارس ا حيوان‪ ،‬وما ك ا ب اء‪ ،‬وحارس ا شيء‪.1‬‬
‫إا أ ه في مثل هذ ا حاات ا يعفي ا مدعي من عبئ إثبات وجود ا حا ة ا قا و ية‬
‫ا تي يترتب على قيامها افتراض ا خطأ ا واجب إثباته‪ ،‬أما في صور ا مسؤو ية‪ ،‬فا سببية دائما‬
‫تفترض أن ا خطأ مفترض قا و ا‪ ،‬إا أن قري ة ا سببية تقبل دائما إثبات ا ع س و ها تدحض‬
‫با سبب اأج بي دائما‪ ،‬و ما ا ت أر ان ا مسؤو ية لها وقائع مادية‪ ،‬فإ ه يجوز لمدعي إثباتها‬
‫بجميع طرق اإثبات خاصة ا قرائن و غا با ما تتم با معاي ة وا محاضر‪...‬ا خ‪.‬‬
‫أما ا خطأ فيم ن إثباته بشهادة ا شهود أو ا معاي ة واا تقال إ ى م ان ا واقعة ‪ ،‬إا أ ه‬
‫ومن احية أخرى فإن اإدارة ا تتعامل مع ا موط ين إا بأوامر وتصرفات م توبة مما يجعل‬
‫ا تابة د يل ذو أهمية با غة في ا م ازعات‪ ،‬وعليه فإن عبئ اإثبات أمام ا قضاء اإداري يتوزع‬
‫حسب ا يفية اآتية‪:‬‬
‫‪ -1‬يتحمل ا مدعى أول اأمر عبء اإثبات لوقائع اإدارية ا تي يست د إ يها مدعما ادعاء‬
‫بملفات أو وثائق إدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬تقوم هيئة ا مح مة بت ليف ا جهة اإدارية بتقديم ا وثائق وا متعلقة با دعوى‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب على اإدارة أن تقدم اأوراق ا مطلوبة‪ ،‬أن رفضها يعتبر تسليما م ها بما يدعيه‬
‫ا مدعي من بيا ات‪ ،‬إذا أدعى فرد واقعة غير إدارية ان عليه إثباتها طبقا لقواعد ا عامة‪.‬‬
‫وتتجلى أد ة اإثبات فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ا د يل ا تابي‪ :‬تعد اأوراق ا م توبة أهم أ واع اأد ة في ا م ازعات اإدارية وا د يل ا تابي‬
‫غا با ما ي ون ورقة إدارية في حوزة اإدارة فتؤيد وتؤ د واقعة معي ة‪ ،‬وقد ت ون صادرة عن‬

‫‪ 1‬علی محمد صغير ‪ ،‬ا م ازعات اإدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 178‬‬
‫‪77‬‬
‫اإدارة فسها أو في صيغة طلب تابي مقدم من أحد اأفراد في شأن من ا شؤون‪ ،‬إا أ ها‬
‫قدمت إدارة وأرفقت بملفاتها‪.1‬‬
‫ب‪ -‬اإقرار‪ :‬وهو ااعتراف ا مقدم من طرف ا خصم أمام ا قضاء بواقعة معي ة قا و ية مدعي‬
‫بها أث اء سير ا دعوى‪ ،‬وهو حجة قاطعة على ا مقر وبا سبة إدارة‪.‬‬
‫ج‪ -‬ا شهود‪ :‬بإم ان ا قاضي سماع من يرى ضرورة سماعه من غير اأطراف في ا خصومة‬
‫ما يم ن لمح مة طلب إجراء ا تحقيق ب فسها أو بواسطة من ت تدبه ذ ك‪ ،‬ون إجراءات‬
‫ا تحقيق يتطلب سماع ا شهود إا أ ه اد ار ما يستعان بها في اإثبات في مادة ا م ازعات‬
‫اإدارية وذ ك فيما عدا قضاء ا تأديب‪ ،‬وفي قضايا اا حراف عن استعمال ا سلطة‪.‬‬
‫د‪ -‬ا معاينة‪ :‬ا قاضي من تلقاء فسه أو ب اء على طلب أحد ا خصوم أن يقرر اا تقال إ ى‬
‫م ان ا زاع ومعاي ة ا شيء ا مت ازع فيه‪.‬‬
‫هـ‪ -‬ا خبرة‪ :‬يم ن لقضاء ااستعا ة بأهل ا خبرة في اأمور ا غير ا قا و ية‪.‬‬
‫و‪ -‬ا قرائن‪ :‬يقصد بها ا شواهد وا تي من شأ ها أن تؤيد ا مدعي في دعوا ‪ ،‬أو ت ون ضد‬
‫وتعد ا ثا ية في أهميتها بعد اأوراق ا تابية‪ ،‬و د يل أثبات أمام ا قضاء اإداري‪.‬‬

‫الفرع الث ني‪ :‬الحك ب لتع يض في دع ى المس لي ‪:‬‬


‫ا تعويض هو جزاء ا مسؤو ية‪ ،‬أي ا ح م أو اأثر ا ذي يترتب عليها‪ ،‬فإن توافرت أر ان‬
‫ا مسؤو ية تحققت هذ اأخيرة وترتب عليها أثرها‪ ،‬وهو ا تزام ا مسؤول بتعويض ا مضرور جبر‬
‫ا ضرر ا ذي أصابه‪ ،‬وعلى ذ ك فإن ا حق في ا تعويض ا ي شأ من ا ح م ا صادر في دعوى‬
‫ا مسؤو ية‪ ،‬وا ما ي شأ من ا عمل ا ضار فيترتب في ذمة ا مسؤول ا تزامه با تعويض وقت تحقيق‬
‫أر ان ا مسؤو ية ا ثاث‪ ،‬وا ح م يس إا مقرر هذا ا حق ا م شأ ه‪.2‬‬
‫وسوف ت اول في مايلي ا قواعد ا مختلفة با تعويض و ذ ك محتوى ا تعويض وتقدير‬
‫و يفية م حه‪.‬‬
‫أوا‪ :‬ا قواعد ا متعلقة بطلب ا تعويض‬

‫‪ 1‬عوايدي عمار‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬


‫ا وسيط في ا قضاء اإداري‪ ،‬ا د تور محمد عاطف ا ي ا ‪ ،‬دار ا ف ر ا عربي‪ ،‬رقم اإيداع بدار ا تب ا قومية‪9042/90 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪78‬‬
‫تتعلق هذ ا قواعد بتحديد مبلغ ا تعويض‪ ،‬وتقيد ا قاضي في ا تعويض ا مم وح من‬
‫طرفه‪.‬‬
‫‪ -1‬تحديد مبلغ ا تعويض‪ :‬يشترط في ا ضحية أو ذوي ا حقوق ا قيام بتقدير ا تعويض وذ ك‬
‫قبل ا فصل في ا دعوى ا معروضة أمام ا قضاء‪ ،‬ويترتب على عدم تقدير ا مبلغ ا مطلوب‬
‫لتعويض في ا دعوى إ ى رفض ا طلب ا ذي سيقدم فيما بعد‪ ،‬وقد أشارت ا غرفة اإدارية‬
‫لمح مة ا عليا إ ى هذ ا قاعدة إذ جاء في قرارها‪ " :‬حيث أ ه وقبل تعويض ا ضرر يشترط‬
‫‪1‬‬
‫تقدير‪ ،‬ويتمثل هذا ا تقدير في تحديد مجال ا ضرر و ذ ك تقييمه ما يا "‬
‫‪ -2‬ا تعويض ا ممنوح من طرف ا قاضي‪ :‬ا يستطيع ا قاضي أن يم ح تعويضا يفوق ا مبلغ‬
‫ا مطلوب من طرف ا متضرر طبقا لقواعد ا عامة ا تي تم ع ا قاضي على أن ا يفصل أو‬
‫يح م بأ ثر مما طلب م ه‪ ،‬واا أعتبر ح مه باطا وذ ك قضائه أ ثر مما طلبه ا خصوم‪،‬‬
‫وا قاضي ه ا ه سلطة تقديرية في م ح ا تعويض‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬محتوى ا تعويض‬
‫إن مبلغ ا تعويض ا ذي يقدر ا قاضي يجب أن يت اسب مع جسامة ا ضرر ا واقع وا ذي‬
‫تسببت فيه اإدارة أي أن ا تأسيس با تعويض هو جسامة ا ضرر ا مسبب ه واأصل ه ا هو‬
‫أن ا تعويض يشمل ل حقوق ا مضرور أي ما حق به من خسارة وما فاته من سب‪ ،‬وا عبرة‬
‫في تحديد ا تعويض هي بوقت صدور ا ح م به‪.‬‬
‫وذ ك أن ا ح م ثي ار ما يتأخر صدور مدة طويلة ت ون قيمة ا عملة خا ها قد‬
‫ا خفضت فعليا أو رسميا‪ ،‬ومن ا ظلم أن يتحمل ا مضرور تيجة تأخر ا فصل في ا قضية وهي‬
‫مسأ ة ا يد ه فيها‪.‬‬
‫وتثير مسأ ة تحديد ا تعويض بعض ا مشا ل وااستفسارات‪ ،‬من ذ ك مدى ا تعويض‬
‫ا ذي يستحقه ا موظف ا ذي أ غي قرار فصله‪ ،‬فقد قرر مجلس ا دو ة ا فرسي في ا بداية أ ه‬

‫ا غرفة اإدارية با مح مة ا عليا ‪ ،‬ا دو ة ضد أرملة ماريش‪ ،‬قرار صادر في‪ )RAGA( 1971/05/21 :‬ص ‪49‬‬ ‫‪1‬‬

‫قرار صادر بتاريخ ‪ ، 1999/02/01‬ا صادر عن ا غرفة اأو ى بمجلس ا دو ة ا جزائري‪،،‬مجلة مجلس ا دو ة ‪ ،‬ا عدد‬ ‫‪2‬‬

‫اأول‪ 2002 ،‬ص ‪.92‬‬


‫‪79‬‬
‫يستحق مرتبه عن ا فترة ا تي ان مفصوا فيها رغم عدم قيامه با عمل أ ه ا دخل ه في ذ ك‪،‬‬
‫غير أن مجلس ا دو ة م ذ ح م ديبرل ‪ DEBERLES‬ا صادر في‪ 07 :‬أفريل عام ‪1933‬‬
‫عدل عن هذا ا موقف وقرر أن ا موظف في هذ ا حا ة يستحق تعويضا يراعي في تقدير‬
‫ا ضرر ا حقيقي ا ذي أصابه‪ ،‬فيست زل من ا مرتب ا ذي ان يستحق ه في حا ة عدم فصله ما‬
‫قد ي ون قد حصل عليه من عمل أخر خال فترة ا فصل‪ ،‬ما يدخل في ااعتبار أيضا درجة‬
‫ا خطأ ا م سوب إ ى ل من ا موظف واإدارة‪ ،‬فيراعي ا مجلس ما إذا ان ا موظف قد ارت ب‬
‫خطأ أو وضع فسه موضع ا شبهات فساعد اإدارة دون أن يدري في إصدار قرار ا فصل غير‬
‫ا مشروع‪ ،‬و ما يراعي ا مجلس مدى جسامة خطأ اإدارة‪ ،‬فعدم ا مشروعية ا راجع إ ى إغفال‬
‫بعض ا ش ليات يختلف عن عدم ا مشروعية ا راجع إ ى ا حراف ا سلطة أو مخا فة ا قا ون‪.1‬‬
‫ويشترط أن ي ون ا تعويض مغطيا ل ا ضرر ا ذي حق با ضحية أو ذوي ا حقوق‪،‬‬
‫ويأخذ ا قاضي بعين ااعتبار ل ا ع اصر ا تي تش له بما في ذ ك ا فقات وا مصاريف‬
‫اإضافية ا تي يتحملها ا ضحية‪.‬‬
‫وان ا ضرر ا قابل لتعويض هو في جميع ا حاات‪ ،‬ا ضرر ا ذي ي سب إدارة ففي‬
‫حا ة مشار ة ا ضحية في أحداث ا ضرر فا تعوض اإدارة إا ا جزء ا ذي ي سب ها ما‬
‫أ دته ا غرفة اإدارية با مح مة ا عليا‪.‬‬
‫ما ا يم ن ا ح م با تعويض إا إذا ا ت ه اك مسؤو ية‪ ،‬وهذ ا قاعدة هي من‬
‫ا ظام ا عام‪ .‬ما أ ه مبدئيا يتمتع ا قاضي اإداري بحرية واسعة في تقييم ا ضرر ا قابل‬
‫لتعويض إا أن حريته يست مطلقة‪ ،‬إذ ها حدود قا و ية وموضوعية تتمثل في إرادة ا مشرع‬
‫أو ا ض حية بحيث تستطيع أن تقيد إرادة ا قاضي في تقييم ا ضرر ا قابل لتعويض‪ ،‬بحيث ا‬
‫يم ن لقاضي أن يم ح تعويضا يفوق ا تعويض ا محدد من طرف ا مشرع في قضايا معي ة‪،‬‬

‫ماجد راغب ا حلو‪ :‬ا قضاء اإداري‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية توزيع دار ا ف ر ا عربي ‪.1988 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪80‬‬
‫ما تش ل إرادة ا ضحية حد حرية ا قاضي اإداري وذ ك من خال تحديدها لحد اأقصى‬
‫لتعويض‪.1‬‬
‫ثا ثا‪ :‬تقدير ا تعويض و يفية منحه‬
‫يقوم ا قاضي بتقييم ا ضرر ا مادي حسب ا وثائق ا مقدمة ه من طرف ا ضحية وي ون‬
‫ا تقييم اقتصاديا حتى و و اتخذ إش اا مختلفة‪ ،‬إتاف مال‪ ،‬ا حرمان من ا سب‪ ،‬عدم ا قدرة‬
‫على ا عمل‪ ،‬مصاريف طبية‪ ...‬ا خ‪ ،‬ووظيفة ا تعويض هي إصاح ا خسارة ا تي تحملها‬
‫ا مضرور‪ ،‬وذ ك من خال تحديد قيمة خسارة ا مبلغ ا محدد ا ذي يجب أن ي ون مقاربا‬
‫تعويض ا ضرر‪.2‬‬
‫أما ا ضرر ا مع وي فيم ن إضافته إ ى ا ضرر ا مادي مثا بتر أحد اأعضاء‪ ،‬يؤدي‬
‫في فس ا وقت إ ى عدم ا قدرة على ا عمل وا ى ضرر جما ي فا ضرر ا مع وي يم ن تقييمه‬
‫با مال وبا تا ي تعويضه‪ ،‬ومن بين اأضرار ا مع وية ا تي ا تقبل ا تعويض حسب رأي اأستاذ‬
‫أحمد محيو ‪:‬‬
‫‪ -‬ا ضرر ا جما ي ا ذي تم إصاحه إذا ا ت ه درجة معي ة وبسيطة من ا خطورة‪.3‬‬
‫‪ -‬اأ م ا جسما ي ا ذي م يقع تعويضه في ا بداية‪ ،‬صعوبة أو استحا ة تقييمه في حي ها إا‬
‫احقا حيث ي ون ه ش ل استث ائي أن م تظهر أعراضه بعد‪.‬‬
‫‪ -‬ا مساس با سمعة وا شرف ا ذي يشمل جميع أ واع ا ضرر ا متعلق با سمعة ا مه ية أو‬
‫ا سمعة ا ف ية‪ ،‬وا شرف‪ ،‬وا رامة‪ ،‬وا مشاعر ا دي ية‪ ...‬إ خ‪ ،‬و هو ماسار على خافه ا مشرع‬
‫ا جزائري على إثر تعديل ا قا ون ا مد ي رقم ‪ 10-05‬ا مؤرخ في ‪ 20‬يو يو ‪.2005‬‬
‫وا سؤال ا ذي يم ن طرحه هل يش ل ا حزن ا مصاب به أفراد عائلة إثر وفاة أحد م هم ضررا؟‪.‬‬
‫وهل يعتبر ا مساس بمشاعر ا ح ان قابا لتعويض و لتقييم با مال؟‪.‬‬

‫رشيد خلوفي‪ ،‬فس ا مرجع ‪ ،‬ص ‪ ،-137‬ا غرفة اإدارية با مح مة ا عليا‪ ،‬ا دو ة ضد حطاب ا سعيد‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رشيد خلوفي ‪ ،‬قا ون ا مسؤو ية اإدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬ ‫‪2‬‬

‫ا مادة ‪ 182‬م رر يشمل ا تعويض عن ا ضرر ا مع وي ل مساس با حرية أو ا شرف أو ا سمعة"‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪81‬‬
‫إن ا واضح من ا قضاء ا جزائري إ ه م يتردد حول هذ ا قطة فقد أشار ا مجلس‬
‫اأعلى صراحة ( ا مح مة ا عليا حا يا) في ح م بن قرين ا صادر في‪ 18 :‬جوان ‪،1971‬‬
‫ا مجلة ا جزائرية عام ‪ 1972‬ص ‪ 521‬إ ى ااضطرابات ا فسية ا تي تعرضت ها اأم بسبب‬
‫ل من اأبوين‬ ‫وفاة و دها أث اء حصة تدريب في ا جيدو في ا مدرسة وقيم مبلغ ا تعويض‬
‫وا مستحق على ا دو ة ا تي حلت محل ا معلم‪.‬‬
‫بعد ما يتم حصر قيمة ا تعويض ا اتج عن حدوث ضرر يبقى ا سؤال مطروح وبشدة‬
‫يتمثل في يفية م ح ا تعويض؟‪ ،‬واذا ان في ا دعوى ع صر أج بي‪ ،‬فهل يم ن تعويضه بغير‬
‫ا عملة ا وط ية؟‪.‬‬
‫وفي ا حقيقة أن ا تعويض ي ون دائما مقيما من طرف ا قاضي حيث أ ه هو ا ذي‬
‫يفصل في قيمته وبا عملة ا وط ية لبلد ا تي ت سب إ يه ا مح مة وا قاضي‪ ،‬و ن رى أن‬
‫ا قاضي اإداري ا فرسي قد أشار إ ى احتمال ا تعويض با عملة اأج بية في م ازعات ا عقود‬
‫اإدارية‪ .‬و جد ذ ك اأستاذ محيو أشار إ ى هذا ا موضوع قو ه " إن قاعدة ا تعويض با عملة‬
‫ا وط ية تطرح مشکا ع دما ت ون ا ضحية أج بية غير مقيمة با جزائر ظ ار عدم معرفة‬
‫ا قضاء ا فاصل في ا مواد اإدارية في هذا ا مجال‪ ،‬و ظ ار لوضع ا قا و ي وا مادي ا خاص‬
‫با جزائر يم ن ا قول إ ه يصعب على ضحية غير مقيمة با جزائر أن تتحصل على تعويض‬
‫بعملة غير ا عملة ا وط ية ا جزائرية"‪.1‬‬
‫ما يم ن لقاضي أن يم ح فوائد عن ا تأخير ع دما تتأخر اإدارة عن تأدية دي ها تجا‬
‫ا ضحية أو فوائد تعويضية وذ ك في حا ة تأخر اإدارة بصفة غير طبيعة في دفع ا مبا غ‬
‫ا مح وم بها ضدها تعويض لمتضرر‪.‬‬

‫الم زم بتقدي التع يض‪:‬‬ ‫الفرع الث لث‪ :‬الج‬


‫تتحمل ا دو ة ا تعويض تيجة خطأ ا موظف‪ ،‬وقد تشترك معه في ا تعويض وأخي ار قد‬
‫يقع ا خطأ من ا موظف فتلتزم اإدارة بتعويض ا غير احتياطيا تقوم با رجوع على ا موظف فيما‬

‫‪ 1‬ماجد راغب ا حلو‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬دار ا ف ر ا عربي‪.1988 ،‬‬
‫‪82‬‬
‫بعد‪ ،‬فت ون ا دو ة في ا قا ون ا مد ي مسؤو ة باستمرار عن خطأ موظفيها تيجة لضرر‬
‫ا مرتبط حدوثه با وظيفة ما هو شخصي وما هو مرفقي‪.‬‬
‫وقد تتحمل ا دو ة تعويض ا ضرر ا ذي أصاب ا غير تيجة خطأ ا موظف وتشترك معه‬
‫في ا تعويض‪ ،‬وأخير قد ت ون ا مسؤو ية وا تعويض املين على عاتق ا موظف‪ ،‬دون تدخل‬
‫ا دو ة‪ ،‬وهذ ا حا ة مستبعدة في هذا ا فصل أن ما يهم ا هو تعويض ا دو ة عن تصرفات‬
‫موظفيها ا ذين و وا ا مسؤو ية‪ ،‬إما ليا أو احتياطيا مع ا رجوع على موظفيها با قدر ا ذي‬
‫تحملته اإدارة من تعويض أو ااشتراك أو ا تضامن معهم في ا مسؤو ية‪ ،‬و عليه ي ون‬
‫ا تعويض مشترك بي هما أيضا‪.1‬‬
‫وس حاول استعراض هذ ا حاات بشيء من ا تفصيل‪.‬‬
‫أوا‪ :‬تحمل ا دو ة ا تعويض بصفة نهائية‬
‫إن ا دو ة تتحمل ل ا تعويض وبش ل هائي أي ا تعود بذ ك ا تعويض على موظفيها في‬
‫حا ة حدوث ا خطأ ا مرفقي‪ ،‬أي ا دخل لخطأ ا شخصي في هذ ا مسؤو ية ا مسببة لتعويض‪،‬‬
‫ومن ذ ك فإن ا مسؤو ية ت ون على عاتق اإدارة وحدها‪ ،‬وبا تا ي فا دو ة هي ا جهة ا تي يح م‬
‫عليها با تعويض هائيا و ليا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشار ة ا دو ة لموظف عبئ ا تعويض‬
‫إن ا دو ة تشارك ا موظف في تحمل أعباء ا تعويض في حا ة توافر خطأ شخصی وخطأ‬
‫مرفقي في فس ا وقت‪ ،‬وهذ ا حا ة تعرف في ا فقه وا قضاء بقاعدة ا جمع بين ا خطأين‪ ،‬إا‬
‫أ ه في بداية اأمر ان ا قضاء ا فرسي ا يعرف بمبدأ اجتماع مسؤو ية اإدارة ومسؤو ية‬
‫ا موظف معا‪ ،‬فا رأي ا سائد ان يعتبر أن واحد من إث ين ي ون مخطئا وبا تا ي مسئوا‪ :‬اإدارة‬
‫أو ا موظف فخطأ أحدهما ومسؤو يته تحجب خطأ ومسؤو ية اأخر‪.2‬‬

‫رشيد خلوفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142‬‬ ‫‪1‬‬

‫يوسف سعد اه ا خوری‪ ،‬ا قا ون اإداري ا عام ‪،‬ا جزء ا ثا ي‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬مسؤو ية ا سلطة ا عامة ‪ 1998‬ص ‪.417‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪83‬‬
‫و ن فيما بعد وجد ااجتهاد فسه في هذا ا مجال أمام حاجة ملحة تدعو لتسليم بمبدأ‬
‫ا جمع وعلى هذا فإن هذا ا مبدأ ي ون و يد ااجتهاد ا ذي م يأخذ أبدا ب صوص ا مسؤو ية في‬
‫ا قا ون ا مد ي ا فرسي (ا مادة ‪ )1384‬وا تي ترعى مسؤو ية ا مستخدم (ب سر ا دال) عن فعل‬
‫ا مستخدم ديه وذ ك تر ي از م ه على مبدأ استقا ية وذاتية ا قا ون اإداري‪.‬‬
‫وقد طبق مجلس ا دو ة ا فرسي ف رة ا جمع بين ا خطأين أول مرة في عام ‪ 1911‬في‬
‫قضية ا سيد ( ‪.)ANGUET‬‬
‫و ن ا سؤال ا ذي يطرح ه ا هو يفية توزيع ا تعويض بين ا دو ة وا موظف في هذ‬
‫ا حا ة؟ إجابة على هذا ا سؤال ‪ :‬جد ا قاضي ع د قيام هذ ا حا ة أمامه يتمتع بسلطة‬
‫تقديرية واسعة في تحديد صيب ل من ا موظف واإدارة في ا مبلغ ا مح وم به تعويضا‬
‫لمضرور‪ ،‬واذا م يستطع ا قاضي تحديد صيب ل من ا طرفين‪ ،‬فإن اأصل أن يوزع مبلغ‬
‫‪1‬‬
‫ا تعويض على ا مح وم عليهم من ا موظفين واإدارة با تساوي‪ ،‬أي ا مسؤو ية ت ون تضام ية‬
‫‪.‬‬
‫وأحسن مثال على ا جمع بين ا خطأين هو قضية‪ ANGUET،‬وتتلخص وقائعها ما يلي‪:‬‬
‫دخل ا سيد ‪ ANGUET‬إ ى م تب ا بريد قبض حوا ة قبل إقفا ه بوقت يسير ‪ ،‬وقبل‬
‫ا موعد ا رسمي إقفال‪ ،‬وع دما هم با خروج وجد ا باب ا معد لجمهور مغلق‪ ،‬فأرشد أحد‬
‫ا عاملين إ ى ا باب ا مخصص لعاملين‪ ،‬وفيما هو قاصد هذا ا باب مر على م تب مخصص‬
‫لموظفين فاحظه موظفين ا ا يجمعان ا طرود فض ا صا فأمس ا بقسوة ودفعا بع ف إ ى‬
‫ا خارج فوقع أرضا و سرت رجله‪.‬‬
‫أثارت هذ ا قضية ا تساؤل عما إذا ان باإم ان ا جمع بين ا مسؤو يتين ا شخصية‬
‫واإدارية ه ا‪ ،‬فأجاب مجلس ا دو ة ا فرسي باإيجاب مقد ار أن مسؤو ية ا عاملين ا اشئة عن‬
‫خطئهما ا شخصي ا تعفي اإدارة من ا مسؤو ية عن ا خطأ ا مرفقي ا ذي و د ا حادث وهو‬

‫عادل أحمد ا عائی‪ ،‬ا مسؤو ية ا مد ية لدو ة عن أعمال موظفيها دار ا ثقافة ل شر وا توزيع ‪ 1999‬ص ‪.245 ،243‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪84‬‬
‫إغاق ا م تب قبل ا موعد ا محدد بسبب فساد ا ساعة ا خاطئة ا معلقة في م تب ا بريد‬
‫ا مذ ور‪ ،‬ووجود قطعة حديد مر بة تر يبا سيئا ع د مدخل ا باب‪.1‬‬
‫وفي هذا ا صدد ي ون قرار ‪ ANGUET‬قد أحدث و و بخجل شرخا بي ار في جدار مبدأ‬
‫تقليدي مزمن ان يسيطر على مسار ا فقه وااجتهاد قبل ما يقارب ا قرن من ذ ك و ان مفاد‬
‫أ ه ا يم ن ا جمع بين مسؤو ية اإدارة ومسؤو ية ا موظف‪ ،‬و ما يقول هوريو " يس فقط هما‬
‫غير مسؤو ين معا وبا تضامن‪ ،‬و ن أيضا مسؤو ين معا في وقت واحد بفعل عمل واحد"‪.2‬‬
‫وقد أخذت ا غرفة اإدارية لمح مة ا عليا بهذ ا ظرية أي ا جمع بين ا خطأين‬
‫ا شخصي وا مرفقي في قضية بلقاسمي ضد وزير ا عدل ‪،‬حيث تتلخص وقائعها في أن ا شرطة‬
‫ا قضائية قامت بحجز مبلغ ما ي قدر ‪ 63050‬مملوك لسيد بلقاسمي‪ ،‬و أودعته ع د اتب‬
‫ا ضبط‪ ،‬وأث اء هذا ا حجز قامت ا دو ة بتبديل اأوراق ا قدية و م يقم اتب ا ضبط بتبديل‬
‫ا مبلغ في ا وقت ا محدد قا و ا‪ ،‬فرفع ا سيد بلقاسمی دعوى تعويض ضد وزير ا عدل‪ ،‬وبعد‬
‫دراسة ا ملف قررت ا غرفة اإدارية لمح مة ا عليا أن هذا ا ضرر يعود سببه إ ى خطأ شخصي‬
‫ارت به اتب ا ضبط يتمثل في إهما ه‪ ،‬وخطأ مرفقي يتمثل في سوء سير مصلحة تابة ا ضبط‬
‫وح م على اإدارة (أي و ازرة ا عدل) بتعويض ا سيد بلقاسمي عن ا ضرر ا ذي أ حق به‪.3‬‬
‫إا أ ه قد ي ون خطأ واحد وهو خطأ ا موظف إا أن ه اك جمع في ا مسؤو يات خاصة‬
‫إذا ان ا خطأ ا شخصي ا مرت ب أث اء ا خدمة أو بم اسبتها‪ ،‬وفي تطور احق قرر ا قضاء‬
‫اإداري أ ه يم ن جمع ا مسؤو يات حتى و و ان ا خطأ خارج ا خدمة و درس ذ ك في‪:‬‬
‫أ‪ -‬ا خطأ ا مرت ب أثناء ا وظيفة أو بمناسبتها‪ :‬تطور ااجتهاد في مثل هذ ا حا ة تطو ار بي ار‬
‫ورغم أن خطأ ا موظف ا مرت ب أث اء ا وظيفة أو بم اسبتها يم ن فصله عن ا وظيفة ماديا أو‬
‫ف ريا وي ون با تا ي خطأ شخصي إا أن مجلس ا دو ة ا فرسي رس ه ا و بدون تردد مبدأ‬
‫ا جمع بين ا مسؤو يتين وذ ك في قرار مبدئي شهير هو قرار " وم ييه " "‪" LEMONNIER‬‬

‫عمارعوابدي ‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬ ‫‪1‬‬

‫يوسف سعد اه ا خوري‪ ،‬ا قا ون اإداري ا عام ا جزاء ا ثا ي ا قضاء اإداري‪ ،‬مسؤو ية ا سلطة ا عامة ص‪.418‬‬ ‫‪2‬‬

‫رشيد خلوفي‪ ،‬قا ون ا مسؤو ية اإدارية ‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬طبعة ‪ 2001‬ص ‪.30‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪85‬‬
‫وا ذي يعتبر حجر ا زاوية في هذا ا مضمار ويم ن تلخيصه اأتي‪ " :‬ظم مجلس بلدية روك‬
‫في مقاطعة (ا تارن) ‪ LE TARN‬عيدا محليا ان يتضمن ا رماية على‬ ‫‪Roque kourbe‬‬ ‫ورب‬
‫أهداف عائمة في ا هر‪ ،‬وأث اء ا رماية ان بعض اأشخاص من ا مت زهين على ا ضفة‬
‫اأخرى‪ ،‬وخوفا من أن يصابوا بخطأ هرع ا بعض إ ى رئيس ا بلدية يخبرو ه با موضوع إا أ ه‬
‫م يحرك سا ا و م يتخذ أي تدبير جدي من شأ ه وضع حدا هذا ا خطر و وقاية ا مارة‪،‬‬
‫فأصيبت ا سيدة "‪ " LEMONNIER‬برصاصة سببت ها جرحا بليغا‪ ،‬ه ا قرر مجلس ا دو ة‬
‫ا فرسي اعتبار إدارة ا بلدية مسؤو ة وأن ان ا خطأ شخصيا‪ ،‬أ ه أرت ب أث اء ا وظيفة وقضى‬
‫أيضا أ ه باإم ان مقاضاة ا مسؤول أمام ا قاضي ا عادي‪ ،‬وا ما ا يجوز ا جمع بين‬
‫ا تعويضين وقد برر مجلس ا دو ة ا فرسي قرار قائا ‪:‬‬
‫"يم ن لخطأ ا شخصي ا مرت ب أث اء ا مرفق أن ي فصل ع ه‪ ،‬ن ا ي فصل ا مرفق عن هذا‬
‫ا خطأ"‪.‬‬
‫وا حقيقة أن هذا ا قرار جاء بعد سبعة س وات على قرار ‪ ANGUET‬ا سابق ا ذ ر‪ ،‬وقد‬
‫سجل خطوة هامة أخرى حو ا مزيد من تحقيق مبدأ اإ صاف لمتضرر بإعطائه ا مزيد من‬
‫ا فرص ا جدية تحصيل ا تعويض عن ا ضرر ا ذي يصيبه من جراء خطأ شخصي يرت به‬
‫موظف و ن أث اء تو يه مهام وظيفته وممارسته ها أو بم اسبة هذ ا ممارسة‪ ،‬إ ها باأحرى‬
‫قفزة وعية أن يقرر ااجتهاد أن خطأ وحيد (‪ )une faute unique‬سببها اأ بر واأساسي فعل‬
‫شخصي خاطئ لموظف يؤدي بذ ك إ ى اعتبار إدارته مسؤو ة عن ا خطأ معه‪.‬‬
‫و عل ا فضل يعود إ ى مفوض ا ح ومة في ا قضية آ ذاك ا قاضي ‪ Léon Blum‬ا ذي‬
‫أطلق في مطا عته هذا ا شعار با رغم من ل ا ظريات ا تقليدية ا تي ا ت تعا سه وتش ل‬
‫عائقا جدي ا أمام اأخذ به‪ ،‬فلقد جاء في ا مطا عة ا مذ ورة مع ا " إذا تم إرت اب ا خطأ أث اء‬
‫ا وظيفة أو بم اسبتها‪ ،‬واذا ان ا مرفق قد وفر ا وسائل وا معدات ا تي حدت ا مذ ب على‬
‫إرت اب خطئه وباختصار إذا ان ا مرفق هو ا ذي ساهم في وقوع ا خطأ فإ ه يم ن ع دئذ‬
‫لقاضي اإداري بل عليه أن يقول‪ " :‬قد يم ن فصل ا خطأ عن ا مرفق‪ ،‬أ ما ا يم ن أبدا‬

‫‪86‬‬
‫فصل ا مرفق عن ا خطأ فحتى و ان ا متضرر يملك حق مقاضاة ا موظف ا مذ ب‪ ،‬وحتى‬
‫و و ان قد أقام ا دعوى ضد ‪ ،‬فإ ه مع هذا يملك في ا وقت ذاته حق مقاضاة ا مرفق ا عام وا‬
‫مجال م ازعته في هذا ا حق"‪.1‬‬
‫ب‪ -‬ا خطأ ا مرت ب خارج ا خدمة‪ :‬من ا معروف أن ا خطأ ا ذي يرت ب خارج م طقة ا عمل‬
‫ي ون خطأ شخصي وهذا ما يؤدي إ ى ا عقاد ا مسؤو ية ا شخصية‪ ،‬و ان ااجتهاد يرفض أي‬
‫بحث في مسؤو ية ا سلطة ا عامة ع دما ي ون ا خطأ شخصيا مرت با خارج ا خدمة‪ ،‬ما م ي ن‬
‫هذا ا خطأ ا شخص ي لموظف متصل بخطأ أو ى ارت بته اإدارة ا مع ية ا عدام رقابتها على‬
‫سلوك موظفيها‪ ،‬مثال ذ ك حادث مرور تسبب فيه ج دي خارج ا خدمة بسيارة عس رية لفته‬
‫اإدارة ا عس رية بقيادتها في حين أن إدما ه على ا س ر شهير ومعروف‪ .‬و ن مجلس ا دو ة‬
‫ا فرسي م يلبث أن عاد عن هذا ا مبدأ ا ذي ان يبدوا و أ ه مطلق فأقر أول مرة بإم ا ية‬
‫ا جمع بين مسؤو ية ا موظف ومسؤو ية اإدارة حتى ع دما يرت ب هذا ا موظف خطأ شخصيا‬
‫خارج ا وظيفة تماما‪ ،‬وقد تم ت ريس ذ ك في ثاث ق اررات صدرت في يوم واحد بتاريخ‪18 :‬‬
‫‪/‬أ توبر‪ 1949/‬وخاصتها أن سائقي سيارات تخص اإدارة ا عس رية خا فوا أوامر ا مهمة‬
‫ا معطاة هم ع دما استعملوا هذ ا سيارات وتسببوا با تا ي بإ حاق ا ضرر با غير‪ ،‬وع دما تقدم‬
‫ا متضررون بطلب ا تعويض من قبل اإدارة ا عس رية رفضت هذ اأخيرة إجابة ا طلب ب ية‬
‫رفضها على أن سائقي سيارتها استعملوها وقت ا حادث خارج إطار ا وظيفة وأغراض‬
‫شخصية‪ ،‬و ا ت ا مفاجأة إن أعلن مجلس ا دو ة ا فرسي أول مرة مسؤو ية اإدارة عن حادث‬
‫تسبب به أحد موظفيها بخطئه ا شخصي وخارج ا خدمة‪ ،‬معتب ار أن ا حادث موضوع ا زاع ا‬
‫يخلوا في ا واقع من أية عاقة با مرفق ا عام وهذا يع ي أن مسؤو ية اإدارة ت عقد مع مسؤو ية‬
‫ا موظف مشار ة متى ان ه اك إرتباط و و ضئيل بين ا مرفق وا خطأ ا مرت ب من قبل‬
‫ا موظف خارج ا خدمة وهذا ما تحقق باستعمال سيارة ا مرفق‪ ،‬ففي هذ ا حا ة‪ ،‬أن ا حصة‬

‫‪ 1‬يوسف سعد اه ا خوري ‪ ،‬ا قا ون اإداري ا عام ‪،‬ا جزء ا ثا ي‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬مسؤو ية ا سلطة ا عامة ص‪.418‬‬
‫‪87‬‬
‫ا هائية من ا تعويض ا تي يتحملها ل من ا موظف واإدارة توزع بي هما ب سبة خطأ ل م هما‬
‫في ا تسبب با ضرر‪.‬‬
‫ومثال ذ ك قرار د فيل ‪ Delville‬ا صادر في ‪ 28‬جويلية ‪ 1951‬حيث وزع مجلس‬
‫ا دو ة ا فرسي ا دعوى م اصفة بين اإدارة وا موظف ظ ار تعادل خطئيهما (عدم صيا ة‬
‫ضوابط ا سيارة‪ :‬خطأ خدمة‪ ،‬وحا ة ا س ر ع د ا موظف‪ :‬خطأ شخصی)‪.1‬‬
‫إا أ ه في مثل هذ ا حاات ا يم ن لمضرور ا حصول على تعويضين في آن واحد‬
‫أي تعويض مضاعف من اإدارة ومن ا موظف‪ ،‬وذ ك أن ا قاضي يربط ا تعويض با شخص‬
‫ا عام وذ ك بحلول اإدارة محل ا موظف في دفع ا تعويض‪.‬‬
‫وفي حا ة دفع اإدارة هذا ا تعويض‪ ،‬أي امل ا مبلغ‪ ،‬فما عليها إا أن ترجع على‬
‫ا موظف باسترداد ا مبلغ ا ذي دفعته قاء حصته في ا تعويض ا اتج من مشار ته تلك‬
‫ا مسؤو ية ا مسببة لتعويض‪.‬‬
‫ثا ثا‪ :‬تحمل ا دو ة ا تعويض بصفة احتياطية (رجوع ا دو ة على ا موظفين)‬
‫قد تقوم ا دو ة في حا ة ا ح م على ا موظف ا مرت ب لخطأ ا شخصي وا مح وم عليه‬
‫با مسؤو ية ا مد ية على تصرفاته ا محدثة لضرر با تعويض بدا م ه وذ ك يسر ا ذمة ا ما ية‬
‫إدارة‪ ،‬إا أ ه ها امل ا حق با رجوع عليه ب امل ما دفعته وذ ك ب اء على مبدأ رجوع اإدارة‬
‫على ا موظف مرت ب ا خطأ بما قدمته لمضرور من تعويض وهذا ب اء على مقتضيات ا مادة‬
‫‪ 137‬من ا قا ون ا مد ي‪ ،‬وا تي ت ص أ ه " لمتبوع حق ا رجوع على تابعه في حا ة ارت ابه‬
‫خطأ جسيما"‪.‬‬
‫وبعدما تدفع اإدارة امل ا تعويض فبإم ا ها أن ترجع على ا موظف مطا بته باسترداد‬
‫ا مبلغ ا ذي دفعته قاء حصته في ا مسؤو ية‪.‬‬
‫إا أن هذا ا وع من ا مخاصمة بين ا موظف واإدارة عن خطأ شخصي م ي ن معروفا‬
‫سابقا وسبب ذ ك هو خوفا من تثبيط أي مبادرة لموظف إذا قامت اإدارة باتهامهم‬

‫يوسف سعد اه ا خوري‪ ،‬ا قا ون اإداري ا عام ‪ ،‬ا جزاء ا ثا ي ا قضاء اإداري‪ ،‬مسؤو ية ا سلطة ا عامة ‪،‬مرجع فسه‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.424‬‬
‫‪88‬‬
‫ومخاصمتهم‪ ،‬بل ان بإم ا ها اتخاذ فقط عقوبات تأديبية و ن هذا ا مبدأ يؤدي إ ى تغطية أي‬
‫خطأ شخصی لموظف‪ ،‬ذ ك تم إهمال هذا ا مبدأ بعد ح م ‪ Larvelle‬مجلس ا دو ة ا فرسي‬
‫‪ 28‬جويلية ‪ ، 11951‬أما اآن فإن دعوى ا رجوع مم ة ويترتب ع ها دفع ا موظف ا تعويض‬
‫ب سبة مسؤو يته‪.‬‬
‫وقد رس ا مشرع ا جزائري‪ ،‬أحيا ا وبش ل قاطع دعوى ا رجوع إدارة وذ ك من خال‬
‫ا مادة ‪ 144‬من قا ون ا بلدية ا صادر بموجب قا ون رقم‪ 10-11 :‬ا مؤرخ في‪:‬‬
‫‪ 2011/06/22‬وا تي ت ص على أن " ا بلدية مسؤو ة مد يا عن اأخطاء ا تي يرت بها رئيس‬
‫ا مجلس ا شعبي ا بلدي وم تخبو ا بلدي ة و مستخدموها أث اء ممارسة مهامهم او بم اسبتها ‪،‬وتلزم‬
‫ا بلدية برفع دعوى ا رجوع أمام ا جهة ا قضائية ا مختصة ضد هؤاء في حا ة ارت ابهم خطأ‬
‫شخصيا"‪ .‬وهذا ما تقرر أيضا ا مادة ‪ 140‬من قا ون ا واية رقم‪ 07/12 :‬وا مؤرخ في‬
‫‪. 2012/02/21‬‬
‫إا أن دعوى ا رجوع تثير بعض ا صعوبات من حيث ا تطبيق و با فعل فه اك خطر‬
‫من رؤية استعما ها ي حرف عن غايته‪ ،‬بحيث أن دعوى ا رجوع تستهدف ا مرؤوسين و يس‬
‫ا رؤساء ا مسؤو ين‪ ،‬وحسب ماحظات أحد محافظي ا ح ومة وذ ك بقو ه‪" :‬إن ما خشا هو‬
‫تدفق عدد بير من ا عرفاء وا بسطاء أمام م صة ا مح مة مجرد ارت ابهم خطأ في يوم مشؤوم‪،‬‬
‫بي ما ا ذين على رأس ا مصا ح يعملون ما هو خاطئ ل يوم وبسعادة ا ت ذب أبدا"‪.2‬‬
‫وحتى تمارس دعوي ا رجوع هذ يجب على اإدارة إثبات ا خطأ ا ذي قد حدث من‬
‫طرف ا موظف ا تابع إ يها‪ ،‬إذ بدون ذ ك ا يم ن ا رجوع عليه‪ ،‬أ ه سي ون حتما دون وجه‬
‫حق‪ ،‬إا أ ه عمليا غا با ما تعفي اإدارة من هذا ا واجب ظر إثبات خطأ ا موظف من قبل‬
‫ا متضرر أث اء ا دعوى ا تي رفعها في مقاضاته إدارة‪.‬‬

‫أحمد محيو‪ ،‬ا م ازعات اإدارية ‪ ،‬ترجمة فائز أ جق ‪ ،‬وبيوض خا د ‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬ا طبعة ‪ 1992‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 259‬و ‪.260‬‬
‫أحمد محيو‪ ،‬ا م ازعات اإدارية‪ ،‬فس ا مرجع ص ‪.260‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪89‬‬
‫وقد أخذ ا قا ون ا مد ي ب فس ا حل‪ ،‬وذ ك في ا مادة ‪ 129‬من ا قا ون ا مد ي وا تي‬
‫ت ص على ما يلي "ا ي ون ا موظفون‪ ،‬واأعوان ا عموميون مسؤو ين شخصيا عن أفعا هم ا تي‬
‫أضرت با غير إذا قاموا بها ت فيذا أوامر صدرت إ يهم من رئيس‪ ،‬متى ا ت إطاعة هذا اأمر‬
‫واجبة عليهم"‪.‬‬
‫وعلى أساس هذ ا صوص فإن ل موظف عمومي يجب أن ي ون محميا عن‬
‫ا مسؤو ية ا مترتبة على ا خطأ ا مصلحي‪ ،‬واذا م ي ن اأمر ذ ك فباستطاعته ا رجوع على‬
‫اإدارة‪ ،‬في حا ة جمع اأخطاء أو جمع ا مسؤو يات‪ ،‬فإذا ان ا عون هو ا ذي ح م عليه ب ل‬
‫شیء فباستطاعته أن يرجع على اإدارة ويخاصمها‪.1‬‬
‫خلص مما سبق أن ا قول على أن مسؤو ية ا دو ة على أعمال موظفيها تقوم أصل‬
‫عام على توافر ر ن ا خطأ ا ذي ي تج ع ه ضرر لغير مع إ زامية توافر ا عاقة ا سببية بين‬
‫ا خطأ وا ضرر‪ ،‬إا أ ه و تيجة لتطور ا حاصل على ا مستوى ا قضائي أوا ثم على ا مستوى‬
‫ا فقهي وا تشريعي ثا يا‪ ،‬توسعت اأسس وا شروط ا واجب توافرها قيام ا مسؤو ية‪ ،‬و قد حاول‬
‫ا فقه ا غوص في ذ ك من خال اا قسام ا ذي حدث لفقهاء بين ا مذهب ا شخصي وا مذهب‬
‫ا موضوعي‪ ،‬ورغم أن ل واحد من ا فريقين حججه وآراء ‪ ،‬إا أ هم توصلوا إ ى تيجة مفادها‬
‫"ا يم ن ترجيح مذهب على أخر في تحديد أساس واحد قيام ا مسؤو ية اإدارية"‪.‬‬
‫واذا تحقق وان قامت ا مسؤو ية وأثبتت‪ ،‬فإن جزاؤها هو ا تعويض‪ ،‬وأن ا تعويض يهدف‬
‫إ ى جبر ا ضرر ا واقع على ا مضرور‪ ،‬وذ ك سواء ا ت ا مسؤو ية قائمة على أساس ا خطأ‬
‫أو بدون خطأ‪ ،‬على أن يتم تقدير ا خطأ ماديا حسب جسامة ا ضرر‪.‬‬
‫وأخي ار فإن اإدارة تعتبر تقريبا هي ا تي تتدخل وتقوم بتسديد ا تعويض‪ ،‬وذ ك إما بصفة‬
‫هائية ما تثبت ا مسؤو ية على عاتقها وحدها‪ ،‬واما تدفع ا تعويض بصفة تضام ية مع‬
‫ا موظف سواء ان ه اك جمع في اأخطاء أو في ا مسؤو يات فقط‪ ،‬ما تتدخل تدفع‬
‫ا تعويض بصفة احتياطية‪ ،‬مع حقها في ا رجوع على ا موظف بما دفعته ع ه من تعويض‪.‬‬

‫أحمد محيو‪ ،‬ا م ازعات اإدارية‪ ،‬ا مرجع ا سابق‪ ،‬ص ‪.261‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪90‬‬
‫الخــــــــاتمة‬
‫ل من ا مسؤو ية ا مد ية‬ ‫خلص مما سبق معا جته إ ى أن أح ام ا ظام ا قا و ي‬
‫واإدارية لموظف ا عمومي شهدت تطو ار بيرا‪ ،‬تيجة ا تطور ا ذي عرفته ف رة ا تفرقة بين‬
‫ا خطأ ا شخصي وا مرفقي‪ ،‬وذ ك تحديد ا شخص ا مسؤول عن تعويض ا ضرر‪ ،‬فإذا ان‬
‫ا خطأ شخصي فإن ا موظف ا عمومي هو ا ذي ي ون مسؤوا ويتحمل ا تعويض من ذمته‬
‫ا خاصة‪ ،‬أما إذا ان ا خطأ مرفقي فإن اإدارة هي ا تي ت ون مسؤو ة وتتحمل تبعا ذ ك‬
‫ن هذ‬ ‫ا تعويض جراء اأخطاء ا تي ارت بها موظفيها ا تابعين ها وا مسببة ضر ار لغير‪.‬‬
‫ا تفرقة بين ا خطأين تطورت من مبدأ ا تفرقة ا جامدة وا مطلقة إ ى مبدأ ا تفرقة ا مرة وا واقعة‬
‫بين ا خطأين‪.‬‬
‫وقد تجسد هذا ا تغيير في قاعدة ا جمع بين ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‬
‫واإدارة‪ ،‬إذ بفضل تطور ااجتهاد ا قضائي أصبحت اإدارة تسأل حتى على اأخطاء ا م فصلة‬
‫عن ا وظ يفة على أساس ا جمع بين ا مسؤو يات‪ ،‬وعلى هذا اأساس أصبحت ا دو ة مسؤو ة‬
‫عن أخطاء موظفيها ا مادية غير ا مشروعة مسؤو ية تبعية‪ ،‬تقوم على أساس ما يقترفه‬
‫ا موظف من أخطاء أث اء قيامه با عمل ا وظيفي‪ ،‬فا شخص ا مع وي ا يم ن أن يخطأ بذاته‬
‫وا ما ا ذي يخطأ ويتعرض لمساء ة هو ا موظف ا ذي توظفه اإدارة‪ .‬وتجدر اإشارة إ ى أن‬
‫ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪ ،‬تقوم على أساس ا خطأ واإهمال ا مسبب ضر ار لغير‪،‬‬
‫وأن طبيعة ا خطأ ا ذي يرت به ا موظف ا عمومي بم اسبة تأدية وظيفته أو بسببها هو ا ذي‬
‫يحدد ا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي ويميزها عن باقي ا مسؤو يات اأخرى ا مسؤو ية‬
‫ا تأديبية‪ ،‬وا ج ائية واإدارية‪.‬‬
‫فا مسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي مب ية على معيار ا خطأ ا شخصي‪ ،‬هذا اأخير‬
‫ا ذي يهدف من جهة إ ى حماية ا موظف وحثه على أداء واجباته ا وظيفية وابعاد عن ا جمود‬
‫وا تردد واإحجام عن مباشرة ا عمل ا وظيفي وبث ا ثقة وا طمأ ي ة في فسه‪ ،‬وذ ك بتطمي ه بعدم‬
‫مساء ته عن أي خطأ يرت به وهذا من أجل توفير ا حماية لموظف وتشجيعه على ا قيام بعمله‬

‫‪93‬‬
‫ا وظيفي على ا وجه اأ مل‪ ،‬إا إذا ا ت اأخطاء ا تي يرت بها ا موظف مشوبة بسوء ية أو‬
‫على درجة من ا جسام ة يصل إ ى حد ارت ابه جريمة يعاقب عليها ا قا ون‪ ،‬و ذ ك على‬
‫أخطائه ا شخصية ا مرت بة خارج م ان وزمان ت فيذ ا وظيفة‪.‬‬
‫ذ ك ومع مراعاة مصلحة ا مضرور ا ذي تضرر تيجة خطأ ا موظف ا ذي ه حق‬
‫ا تعويض عن ا ضرر ا ذي أصابه‪ ،‬إذ هذا اأخير ا خيار في رفع دعوا على ا موظف وحد‬
‫أو على اإدارة وحدها‪ ،‬أو على ا موظف واإدارة معا‪ ،‬وتصبح اإدارة ضام ة لموظف فيما‬
‫يح م عليه من تعويض‪ ،‬فا مضرور وفقا لقواعد اإدارية يجد فسه أمام مسؤو ية اث ين‪ ،‬هما‬
‫ا موظف واإدارة يطا بهما على ا فراد‪ ،‬أو معا بحقه في ا تعويض سواء ان ا ضرر ا ذي حقه‬
‫بسبب خطأ شخصي أو مساهمة خطأين في إحداث ا ضرر‪ ،‬و ن ا مضرور ا يجوز ه أن‬
‫يجمع بين ا تعويضين من ا موظف واإدارة‪ ،‬ويتعين عليه أن يحترم قواعد ااختصاص في هذا‬
‫ا خصوص فا يجوز ه أن يطا ب أمام ا قاضي ا عادي بإدا ة ا موظف واإدارة معا‪ ،‬وا أن‬
‫يرفع دعوى مد ية ضد ا موظف ومطا بته ا ح م على اإدارة بقيمة اأضرار ا تي حقت به‪.‬‬
‫فإذا تحققت أسس وشروط ا مسؤو ية وأثبتت‪ ،‬فإن جزاءها ا تعويض وا ذي يهدف إ ى‬
‫جبر ا ضرر ا واقع على ا مضرور‪ ،‬على أن يتم تقدير ا خطأ ماديا حسب جسامة ا ضرر‪.‬‬
‫وأخي ار فإن اإدارة تعتبر تقريبا هي ا تي تتدخل وتقوم بتسديد ا تعويض‪ ،‬وذ ك إما بصفة هائية‬
‫ما تثبت ا مسؤو ية على عاتقها وحدها‪ ،‬وأما أن تدفع ا تعويض بصفة تضام ية مع ا موظف‬
‫سواء ان ه اك جمع في اأخطاء أو في ا مسؤو يات فقط‪ ،‬وأيضا قد تتدخل وتدفع ا تعويض‬
‫بصفة احتياطية مع حقها في ا رجوع على عاتق ا موظف بما دفعته بدا ع ه من ا تعويض‬
‫ا ذي يت اسب مع خطأ ا شخصي ا مستوجب لمسؤو ية ا مد ية لموظف ا عمومي‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوا‪ :‬النصوص التشريعية‬
‫أ) اأوامر والقوانين‬
‫‪ -1‬اأمر ‪ 155-66‬ا مؤرخ في ‪ 1966/06/08‬ا متضمن قا ون اإجراءات ا جزائية ا معدل‬
‫وا متمم‪.‬‬
‫‪ -2‬اأمر ‪ 156-66‬ا مؤرخ في ‪ 1966/06/08‬ا متضمن قا ون ا عقوبات ا معدل وا متمم‪.‬‬
‫‪ -3‬اأمر ‪ 90-67‬ا مؤرخ في ‪1967/06/17‬ا متضمن قا ون ا صفقات ا عمومية‪.‬‬
‫‪ -4‬اأمر رقم ‪ 58-75‬ا مؤرخ في ‪ 1975/12/25‬ا متضمن ا قا ون ا مد ي ا معدل وا متمم‪.‬‬
‫‪ -5‬ا قا ون ا عضوي ‪ 01-98‬ا مؤرخ في ‪ 1998/05/30‬ا متضمن اختصاصات مجلس‬
‫ا دو ة وت ظيمه وعمله‪.‬‬
‫‪ -6‬اأمر ‪ 03-06‬ا مؤرخ في ‪ 2006/07/15‬ا متضمن ا قا ون اأساسي لوظيفة ا عامة‪.‬‬
‫‪ -7‬ا قا ون رقم ‪ 11-90‬ا مؤرخ في ‪ 1990/04/21‬ا متعلق بعاقات ا عمل‪.‬‬
‫‪ -8‬ا قا ون رقم ‪ 09-08‬ا مؤرخ في ‪ 2008/02/25‬ا متضمن قا ون ااجراءات ا مد ية‬
‫واادارية‪.‬‬
‫‪ -9‬ا قا ون رقم ‪ 10 / 11‬ا مؤرخ في ‪ 2011/06/22‬ا متضمن قا ون ا بلدية‪.‬‬
‫‪ -10‬ا قا ون رقم ‪ 07 / 12‬ا مؤرخ في ‪ 2012/02/21‬ا متضمن قا ون ا واية‪.‬‬
‫ب) المراسيم‬
‫‪ -1‬ا مرسوم ا ت فيذي ‪ 85 / 59‬ا مؤرخ في ‪ 1985/03/23‬ا متضمن ا قا ون اأساسي‬
‫ا موذجي ا عمال ا مؤسسات واإدارات ا عامة‪.‬‬
‫‪ -2‬ا مرسوم ا رئاسي رقم ‪ 247 / 15‬ا صادر في ‪ 2015/09/16‬يتضمن ت ظيم ا صفقات‬
‫ا عمومية وتفويضات ا مرفق ا عام‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ثانيا‪ :‬المؤلفات‬
‫‪ .1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬ا وجيز في ا قا ون ا ج ائي ا خاص‪ ،‬ا جزء ا ثا ي‪ ،‬دار موحة طبعة ‪.2004‬‬
‫‪ .2‬بشير مس و ي‪ ،‬مبادئ ا قا ون اإداري ا ليبي‪ ،‬دراسة مقارة‪ ،‬ا شر ة ا عامة لطبع و ا توزيع‬
‫واإعان‪ ،‬يبيا‪.1978 ،‬‬
‫‪ .3‬بليام ا عربي‪ ،‬ا ظرية ا عامة ا تزام في ا قا ون ا مد ي ا جزائري‪ ،‬ا جزء ا ثا ي‪ ،‬ا واقعة‬
‫ا قا و ية‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪.2001 ،‬‬
‫‪ .4‬رشيد خلوفي‪ ،‬قا ون ا مسؤو ية اإدارية‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬طبعة ‪.2001‬‬
‫‪ .5‬رضا فرج‪ ،‬شرم قا ون ا عقوبات ا جزائري‪ ،‬ا تاب اأول‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية ا جزائر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ .6‬سامي حامد سليمان‪ ،‬ظرية ا خطأ ا شخصي في مجال ا مسؤو ية اإدارية دراسة مقارة‪،‬‬
‫توزيع دار ا ف ر ا عربي‪ ،‬ا طبعة اأو ى‪ ،1988 ،‬ا قاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .7‬سليمان مرقص‪ ،‬ا وافي في شرم ا قا ون ا مد ي ا جزائري‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية ا جزائر‪،‬‬
‫طبعة ‪.1988‬‬
‫‪ .8‬ع ادل أحمد ا طائي‪ ،‬ا مسؤو ية ا مد ية لدو ة من أخطاء موظفيها‪ ،‬دار ا ثقافة ل شر وا توزيع‪،‬‬
‫اأردن‪ ،‬طبعة ‪.1999‬‬
‫‪ .9‬عمارعواب دي‪ ،‬ظرية ا مسؤو ية اإدارية ظرية تأصيلية تحليلية ومقارة‪ ،‬ديوان ا مطبوعات‬
‫ا جامعية‪.1998 ،‬‬
‫‪ .10‬عمارعوابدي‪ ،‬ا ظرية ا عامة لم ازعات اإدارية‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية طبعة ‪.2001‬‬
‫‪ .11‬مال رحماوي‪ ،‬تأديب ا موظف ا عام في ا قا ون ا جزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬ا جزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .12‬عشيب محفوظ‪ ،‬ا مسؤو ية في ا قا ون اإداري‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬ا جزائر‪،‬‬
‫‪.1994‬‬
‫‪ .11‬ماجد ارغب ا حلو‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬دراسة مقارة‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية ا قاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.1988 ،‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ .11‬محمد ا صغير بعلي‪ ،‬ا قا ون اإداري‪ ،‬ا ت ظيم اإداري‪ ،‬دار ا علوم‪ ،‬ا جزائر ‪.2002‬‬
‫‪ .15‬محمد ا صغير بعلي‪ ،‬ا وجيز في ا م ازعات اإدارية‪ ،‬دار ا علوم‪ ،‬ا جزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .16‬محمد حلمي‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬ا طبعة اأو ى‪ ،‬دار ا ف ر ا عربي‪ ،‬ا قاهرة ‪.1975‬‬
‫‪ .11‬محمد رفعت‪ ،‬وا د تور حسن عثمان‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬ميادين ا قا ون اإداري‪ ،‬ديوان‬
‫ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬اإس درية‪.2001 ،‬‬
‫‪ .18‬محمد شافعي أبو راس‪ ،‬ا قضاء اإداري‪ ،‬عا م ا تاب‪ ،‬ا قاهرة‪ ،‬دون طبعة وتاريخ‪.‬‬
‫‪ .19‬محمد عاطف ا ب ا‪ ،‬دار ا ف ر ا عربي‪ ،‬رقم اإيداع بدار ا تب ا قومية‪. 9042/90 ،‬‬
‫‪ .20‬محمود بال حمزة‪ ،‬ا عمل غير ا مشروع باعتبار مصدر ا تزام‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‬
‫ا جزائر‪.1986 ،‬‬
‫‪ .21‬محمود عبد ا قادر علي ا حاج‪ ،‬مسؤو ية ا م تج وا موز‪ ،‬دار ا هضة ا عربية ا قاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1982‬‬
‫‪ .22‬يوسف سعد اه ا وري‪ ،‬ا قا ون اإداري ا عام‪ ،‬ا جزء ا ثا ي‪ ،‬ا قضاء اإداري مسؤو ية‬
‫ا سلطة ا عامة‬

‫‪98‬‬
‫الفهــــــــــــرس‬
‫‪01‬‬ ‫مقدمة‪..................................................................................................‬‬
‫الفصل اأول‪ :‬مفهوم ومعايير المسؤولية المدنية للموظف العمومي‬
‫‪07‬‬ ‫المبحث اأول‪ :‬ا مقصود با مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي و تمييزها عن غيرها من ا مسؤو يات‪.. .‬‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬مفهوم ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي ‪..............................................‬‬
‫‪07‬‬ ‫الفرع اأول‪ :‬تعريف ا مسؤو ية ا مدنية لموضوع ا عمومي‪.........................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اأساس ا قانوني لمسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي‪.................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي عن غيرها من ا مسؤو يات‪....................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع اأول‪ :‬ا تمييز بين ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي و ا مسؤو ية ا جنائية‪..................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ا تمييز بين ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي و ا مسؤو ية اإدارية‪.................‬‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬ا تمييز بين ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي و ا مسؤو ية ا تأديبية‪.................‬‬
‫‪17‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬معيار تحديد ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي‪........................................‬‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬ا خطأ ا شخصي معيار تحديد ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي‪......................‬‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع اأول‪ :‬مفهوم ا خطأ ا شخصي‪...............................................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ا خطأ ا شخصي وت ييفاته ا قانونية اأخرى‪...........................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي‪.............................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع اأول‪ :‬نشأة وتطور ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي وأهميتها‪....................‬‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬معيار ا تفرقة بين ا خطأ ا شخصي وا خطأ ا مرفقي‪...................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مسؤولية الدولة عن أعمال موظفيها‬
‫‪51‬‬ ‫المبحث اأول‪ :‬أسس و شروط مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها ‪.....................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬أسس مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها‪................................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع اأول‪ :‬ا مظهر ا شخصي‪....................................................................‬‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ا مذهب ا موضوعي ‪................................................................‬‬
‫‪56‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬شروط قيام مسؤو ية ا دو ة عن أعمال موظفيها‪..........................................‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع اأول‪ :‬ا خطأ ا مرتبط با وظيفة‪...............................................................‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عاقة ا تبعية‪.........................................................................‬‬
‫‪63‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آثار ا مسؤو ية ا مدنية لموظف ا عمومي‪................................................‬‬
‫‪67‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬ااختصاص واإجراءات في دعوى ا تعويض‪............................................‬‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع اأول‪ :‬ا جهة ا قضائية ا مختصة با تعويض‪...................................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ا شروط و اإجراءات في رفع دعوى ا تعويض‪......................................‬‬
‫‪77‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ا ح م با مسؤو ية وا تعويض (موضوع دعوى ا مسؤو ية)‪................................‬‬
‫‪77‬‬ ‫الفرع اأول‪ :‬اإثبات في دعوى ا مسؤو ية اإدارية‪.................................................‬‬
‫‪79‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ا ح م با تعويض في دعوى ا مسؤو ية‪................................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬ا جهة ا ملزمة بتقديم ا تعويض‪.......................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫الخاتمة ‪................................................................................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫قائمة الم ارجع‪..........................................................................................‬‬

You might also like