Professional Documents
Culture Documents
يا زكريا
إنا نبشـرك بغالم
من خطبة اجلمعة لفضيلة الشيخ
محمـد الدبيسى
حفظه اهلل وعفا عنه
م2006 يوليو21 / ﻫ1427 مجادى الثانية25 اجلمعة
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 2
، حيث ع AAرجت اخلطب AAة قليالً إلظه AAار ق AAدره املعظم ف AAوق
اخللق كافة ،وإن كان ذلك هو املقصود أصالً.
وذ باهللAA A ونع،تغفرهAA Aتعينه ونسAA Aده ونسAA A حنم،إن احلمد هلل
ده اهللAA من يه،اAA يئات أعمالنAA ومن س،ناAA رور أنفسAA اىل من شAA تع
اهلل ه إالAهد أن ال إلA وأش،هAلل فال هادى لA ومن يض،فال مضل له
.عبده ورسوله ُ حممدا
ً وأشهد أن،وحده ال شريك له
اتAA A ه أمهAA A ىب وأزواجAA A د النAA A يدنا حممAA A ل على سAِّ A A اللهم ص
كAA إن، كما صليت على آل إبراهيم، وذريته وآل بيته،املؤمنني
.محي ٌد جميد
ىى هد ُّ ف AA A Aإن أص AA A Aدق احلديث كت AA A Aاب اهلل ،وخ AA A Aري اهلد ِّ
حممدٍ ،وشAA Aر األمAA Aور حمدثاهتا ،وكAA Aل حمدثAA Aة بدعAA Aة ،وكAA Aل
صل على حممدٍ بدع AA Aة ض AA Aاللة ،وك AA Aل ضAA Aاللة ىف الن AA Aار ،اللهم ِّ
وعلى آل حممد كما صليت على آل إبAراهيم إنAAك محيAAد جميAAد،
وبAA A A Aارك على حممد وعلى آل حممAA A A Aد كمAA A A Aا بAA A A Aاركت على آل
إبراهيم إنك محيد جميد.
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 8
( )1رواه اإلمام مسلم يف صحيحه Aيف كتاب الفضائل برقم . 5749 1
9 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
Aص القAAرآنض قص Aةً من قصِ A قبAAل أن نAAدخل يف ذلAAك َن ْعِ Aر ُ
الك AAرمي ،وهذه القص Aةُ هي قص AAة زكريAAا ، وق AAد أش AAرنا إليهAAا
يوماً ما يف الزمان الغابر ،نُعي ُAدها اليAوم لنتAدبر منهAا معAان أخAAر
جديAA A Aدة تُ A A Aبنِّي ُ لنAA A Aا أوالً قAA A Aدر النAA A Aيب يف دعائAA A Aه ربَّه بسAA A Aرعة
اإلجاب AAة ،وتAAبني ك AAذلك قض AAية التوك AAل على اهلل واإلقب AAال عليAAه
Aباب سAAبحانه وتعAAاىل Aرب األسِ A
ونبAAذ التَّعلُّق باألسAAباب والتعلُّ ِAق بِّ A
وأن اهلل تع AA Aاىل ليس مثَّ ش AA Aيءٌ علي AA Aه كب AA Aري ،وأنَّه أك AA Aرب وأعظم
11 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
()1
وأكثر سبحانه وتعاىل( :قالوا :إذن نكثر قال :اهلل أكثر)
[ يس.]82:
النفس ملا
وقص AAة زكري AAا من القص Aص Aال AAيت متي Aُ Aل إليه AAا ُ
فيه AAا من املع AAاين املتج AAددة ال AAيت يَ AAرى املرءُ فيه AAا زاداً كلَّم AAا خب AAا
Aباب فلم جيد سAAببا إميانُAAه وضAAعف يقينُAAه وتوكلُّه ونظAAر إىل األسِ A
َ
يعتم AA Aد علي AA Aه يوص AA Aله إىل مطلوبِ AA Aه وانقطعت علي AA Aه الس AA Aبل إذا
بسAA Aبيل اهلل تعAA Aاىل وأسAA Aبابه وحبالِAA Aه املوصAA Aولة ال تنقطAA Aع ،وإذا
بأبوابِAA Aه مفتحAA Aة وهم الAA Aذين أغلقوها بAA Aذنوهبم ْ
وأد َبAُ A Aروا عنهAA Aا
وأعرض AAوا ،واهلل ج Aَّ Aل وعال يْ A Aدعوهم وهم مْ A Aدبرون عن AAه ،غ AAري
ملتفتني إليه.
يق AAول املوىل س AAبحانه وتع AAاىل يف هذه القص AAة العزي AAزة
[ مرمي ]2:وقد ذكرها املوىل سبحانه وتعاىل
حس AA Aن صAA Aحيح ،ويف مسAA Aند اإلمAA Aام أمحد يف مس AA Aند أيب سAA Aعيد اخلدري
،11432ومعاذ بن أنس .16015
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 12
ورة آلAA ويف س،رميAA ورة مAA ات يف سAA ثالث؛ هذه اآلي ٍ اتA ٍ A يف آي
نرىAAة لAAاين املرتابطAAري إىل املعAA ونش،اءAAورة األنبيAA ويف س،رانAAعم
دعاءAA ة الAA وعلى قيم يبAA ة النAA اطعة على قيمAA هذه احلجج الس
وأنَّه،انAزل كائناً ما ك َ َوأن اهلل تعاىل يفرج ما ن َّ ولزوم التوكل
ون أنَّه ال ميكن أنAA A Aل الظنAَّ A A Aظن النَّاس ك
َّ وAA A Aاىل لAA A Aبحانه وتعAْ A A Aس
ة عنAAاىل اخلارجAA إذا بأسباب اهلل تع،حيدث ذلك بأسباب املادة
بحانهAA A ه سAA A َه وقدرتAA A َريهم قوتAA A ُنزل عليهم وتAA A ر تAA A باب البشAA A أس
.عج ُزه شيءٌ وال يَكٌْبٌر عليه شيء ِ وأنَّه ال ي،وتعاىل
ُ
.]10-2:[مرمي
13 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
هذه اآلي AAات من سAAورة م AAرمي ،وانظ AAر إىل تAAرتيب الكالم
املب AAارك ،كالم اهلل تع AAاىل لِنََت َف َّه َم ش AAيئاً من هذه املع AAاين ال AAيت ال
ميكن أن حتيط هبا هذه الكلمات القليلة يف هذا الوقت القليAAل،
ولعلَّنا نعود يف هنايتهAAا إذا اختصAAرنا الكالم إىل مAAا وعAAدنا بAAه يف
بدايAAة اخلطبAAة من أدعيAAة النAAيب ، إذ هو املقصAAود الAAذي ُتَبِّينُAAه
تلك القصة .
ب ِ
ب يل من لدنك ولياً ،وقد رمحه ربُّك فAَ Aو َه َ وإيِّن وإىِّن َ ...ف َه ْ
له هذا الولد الذي كان يبتغيه ويطلبُAAه من اهلل تعAAاىل كرامAةً لAAه.
هذا ترتيب الكالم.
Aباب
مهد باألسَ A نادى ربه فقال هب يل من لAدنك وليAاً ،ولكن َّ
ِ
املهمة اليت َي ْقبَ ُل اهللُ تعاىل هبا الدعاءَ ،والAيت ينبغي إذا دعAا املرءُ
هبا ربَّه جAَّ A A A Aل وعال ،أن يAA A A Aدعوه هبا حAA A A Aىت تكAA A A Aون سAA A A Aبباً ألن
يستجيب دعاءَه وأن يُْنِ Aز َل عليAه َرمْح َتَAهُ وأن يُ ْع ِطيAه ُسAؤلَه ،وأال َ
يرده خائباً شقياً كما سنعرف بقية اآليات. َّ
مل يAAدع
هب يل ،وإمَّن ا ق AAدَّم األس َ A
Aباب أو كم AAا ربَّه دع AAاءً خفيA Aاً ليق AAول ْ
مهد إلجابة دعائه قبل أن يدعو بAAه ،قAAال: يقول املفسرون :قد َّ
يطلب ولAAداً على هذه احلال، هذه األوىل ،كأنَّه يقAAول :إنَّه ُ
واحتياجAAه هلل ج Aَّ Aل وعال ض AAرورتَه مُيَِّه ُد َلن ْف ِس Aه الس AAبب ،يظْ ِهAAر ِ
َ ُ ُ
الولَ Aِ A Aد ،كي AA Aف ذل AA Aك؟ بََأنَّه ليس حيت AA Aاج الول Aَ A Aد للتَّوسA A Aع يف
ِ
إىل َ
ب
َّمتَُ ِع هبا ،وال ليكون له شأن فيها ،وأنَّه قAAد َقAُ Aر َ الدنيا ،وال للت َ
Aل علي AAه ،وأوش AAك أن خيرج من هذه ال AAدنيا، ود َخَ A
إبَّان املوتَ ،
Aدل على أنَّه فعالً حيتAAاج إىل هذا الولAِ Aد ف ِمن َحالِAAه َمAAا يُ A صَ A َو َو َ
َأح َوال املؤمنني ،ويكAAون لAAه الذي ي ُقوم بشئون الدِّي ِنِ ،
ويَراعي ْ َ َ
17 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
Aام
[إب AAراهيم ،]37A:فاسAAتعطف ربَّه مبا حيبُّه ربُّه جAَّ Aل وعال وهو قيُ A
دينِ AAه ورعايتAAه وحفظ AAه ،ليس لل AAدنيا وللعل AAو فيه AAا ،وك AAذلك أن
يسAAهر على انتشAAار هذا الAAدين ألنَّه خياف من ورائAAه أن حيدث
َAه ْ Aد ٌم هلذا ال AAدين أو أن حيدث بُعٌ A Aد عن AAه ،أو أن يق AAع الن AAاس يف
خمالفAA Aة الشAA Aرع ،فيسAA Aتعطف ربَّه بأنَّه يريAA Aد ولAA Aداً يقيم الشAA Aرع
ب جAل وعال ،يريAد ولAداً يقAوم بوراثAِ Aة النُّبُAوةَ الAAيت الر ُّ
الذي حُي بُّه َّ
حُي ب ربُّه أن يكون الناس عليهAAا .قAAدَّمنا هذه اآليAAة ونعAAود إليهAAا
يف موضعها إن شاء اهلل تعاىل .
19 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
زكري AA A A Aا م AA A A Aازال يس AA A A Aرتحم ربَّه فيق AA A A Aول
واشAA A A A Aتعل الAA A A A Aرأس
القرآن دقيAٌ Aق ،وهذه اآليAAة مليئAةٌ بالبالغAAة ،ولسAAنا يف ِ تعليق
شيباً ُ
معAAرض الكالم على البالغAAة وإمنا توضAAيح مجال هذه الكلمAAات
القرآنيAA A A A A A A A A A A A A A A A A A A A A A A A A Aة
املرء ،أش Aُّ Aد ش ٍ A
Aيء في AAه Aيء يف ِ والعظْم هو أش Aُّ Aد ش ٍ A
َ ُ
Aدل ذل AAك وهنت ف َّ A Aام ق AAد ِ ِ
ْ ص Aلبه وعظَ ُامAAه ف AAإذا ك AAانت العظَ ُ A هو ُ
جسمه كلَّه ق ْد َو َه َن ،ولو قال :إن بدين كلّه ق ْد َو َه َن على أن َ
ال تعطي هذا املفهAA Aوم ،وهذا املع AA Aىن ،ل AA Aذلك ق AA Aال :
إذن فق AAد ض AAعف جس AAمي كل AAه من أول AAه إىل آخ AAره وق AAد
ضعف فيه أقوى ما فيه حىت إنين ال اسAAتطيع شAAيئا فهب يل من
ل AAدنك ولي AAا ،وعالين الش AAيب ،وأص AAابتين الش AAيخوخة ،ومل يب AAق
من العمر بقية ،فارمحين.
وهAا وهم يْ Aدعُون اهلل تعAAاىل متAAوكلني عليAAه ،وكAAذلك وهم
يَُراعُ َA
يقرءون القرآن فيتعلمAون تلAAك املعAاين احلسAنة واأللفAاظ الرقيقAة
الAAيت جAAاء هبا القAAرآن ليحAAرك تلAAك القلAAوب واملشAAاعر على حمبAAة
اهلل تعاىل وعلى ُّ
التوك ِل عليه وعلى اليقني فيه والثقة فيما عنده
سبحانه وتعاىل.
Aقي من : الش ُّ A
الشAAقوة ،والشAAقوة ضAAد السAAعادة ،والسAAعادة هي عAAدم حصAAول
املأمول وضAAالل السAAعي ،ومقصAAود اآليAAة أنَّين مل أكن بAAدعائك
رب س AAعي ٌد ،ألن الشAAقاوة ضAAد ريب شAAقيا ،يع AAين أنAAين ب AAدعائك ِّ
السAAعادة ،فلم يكن يوم Aاً مAAا شAAقياً هبا ،بAAل كAAان سAAعيداً بِ A
Aدعاء
أن ع AAادة اهلل تع AAاىل مع AAه الس AAعادة باس AAتجابة دعائ AAه، ربِّه ،يع AAين َّ
وأن اهلل تع AAاىل مل خييب ل AAه دع AAاء من قب AAل ،هذا مع AAىن الكالم،
وليس معAAىن الكالم :ومل أكن شAAقياً بAAدعائك يعAAين أدعAAوك فال
أشقى ،ال .أدعوك فأسعد ،لAAذلك قAAال النAAيب فيمAAا يرويAه عن
ربِّه ملا جلَّس هذا اجلالس مAAع القAAوم الAAذين يAAذكرون اهلل تعAAاىل
َّ
Aرت
ُ Aف غ Aد ق أين كم دهِ
ْ ُ A شُأ Aال
A قف Aاىل عت اهلل إىل Aة ك املالئ وصعدت
21 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
هلم .ق AAالوا :إن فالن Aاً ليس منهم ،ق AAال هم الق AAوم ال يش AAقى هبم
جلَّيسAA Aهم ،جلَّيسAA Aهم ال يشAA Aقى معنAA Aاه أنَّه ملا جAA Aاءت السAA Aعادة
Aدل ذلAAك على أنَّه ال يشAAقى مشلته أيضاً مع أنَّه مل يكن منهم ،فَّ A
بل يسعد ،ف َسAعِ َد هذا الAذي قAد أتى وليس منهمَ ،سAعِ َد مبغفAAر ِة
اهلل تعAA A A A Aاىل ورمحت AA A A Aه ،فمعAA A A A Aىن الكالم
ومعن AA A Aاه التAA A Aايل :إنAA A Aين مل أكن قبAA A Aل ذل AA A Aك أدع AA A Aوك فال
تستجيب يل ،بAل كنت تسAعدين باإلجابAة ،يعAAين عهAAد اهلل معي
أنَّه مل يرتكAA A A A Aين يومA A A A Aاً أدعAA A A A Aو فلم يسAA A A A Aتجب ،عهAُ A A A A Aد اهلل معي
االستجابة هلذا الدعاء .
وانظAA A A Aر هلذا املعAA A A Aىن ،ملاذا يقAA A A Aول لAA A A Aه:
ث ربَّه س AAبحانه ؟ إنَّه متهيٌ A Aد أل ْن حَيُ َّ
وتعAA Aاىل على اس AAتمرار مجي AAل اإلجاب AAة لAA Aه ،يع AAين؛ ي AAا رب إن AAين
سعي ٌد بدعائي إياك ،وأنت تسAتجيب دعAائي يف ك ِّAل مAرة ،وأن
عهدي بك أنAك مل ختيب يل دعAAاءً ،وها أنAا أدعAوك اليAوم وأنAا
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 22
أطلب من AAك اليAAوم وعهAAدي أن AAك ال ختيبAAين ،وعه AAدي الس AAعادة
هبذا ال AAدعاء من AAك ،فكأنَّه يق AAول :فكم AAا مل ختيب AAين من قب AAل ومل
Aعدت بAك من قبAل يف األدعيAAة كافAة َأ ْش َق بAك من قبAل ،وقAد س ُ
دع ْوهُت ا ،فAAاليوم أدعAAوك وأنAAا أتوسAAل إليAAك بسAAابق صAAنعك
الAAيت َ
اجلميل أن يستمر هذا الصنع اجلميل اليوم.
فيتوس ُAل جبميAل اهلل عليAه إىل اهلل تعAاىل ،كمAا قAال القائAل:
أن AAا ال AAذي أحس AAنت إليَّه يف الزم AAان املاض AAي ،ق AAال :مرحبA Aاً مبن
توسAAل بنAا إلينAا ،فكأنَّه يتوسAAل بسAAابق صAنع اهلل اجلميAAل لAAه على
أن يسAتمر هذا الصAنع ِمن اهلل ج َّAل وعال لAه ،وأال تتAأخر إجابAةُ
اهلل تعAAاىل ،وهو ِمن أحسAAن أنAAواع التو ُّس ِ Aل؛ أن يتوسAَ Aل إىل اهلل
جAَّ A Aل وعال مبا َّأداه إليAA Aه من نَِع ٍم ،مبا َّأداه إليAA Aه من مجيAA Aل ،ومAA Aا
ب من ربِّه اسAAتمرار ذلAAك املعAAروف ٍ
معروف يَطْلُ ُA أسداه إليه من
وح ْسAنه ،وأال خُي يِّبAه ألنَّه مل يكن خائبAاً واسAتمرار ذلAك اجلميAل ُ
يوما ِ
بدعاء ربه.
وهذا ال AAذي ينبغي أن يفهم AAه املؤمن AAون ،وتل AAك قص AAص
الن AAيب ال AAيت أش AAرنا يف البدايAAة إليهAAا ،أنَّه إذا ك AAان زكري AAا مل
23 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
Aك ِ
يكن يومA Aاً ب AAدعاء ربِّه ش AAقياً ،فم AAا بال AAك ب AAالنيب ، م AAا بالُ َ A
بسيد اخلَْل ِق ،وهو أت َقاهم هلل تعاىل ،وأطوعُهم إليه وأشAAدُّهم لAAه ِ
خشAA Aيةً ،وهو أقAA Aرهُب م عنAَ A Aده َمْن ِزلَ A Aةً كمAA Aا ذكAA Aر املوىل سAA Aبحانه
وتعاىل وكما ذكر النيب .
ص Aبَةَ
الع َ
Aاف َ
يقAAول :خفت املوايل من ورائي ،يعAAين أنَّه َخَ A
Aرع اهللأقارب زكريا َ -خAا َف ُهم إن هو َمAAات أال يقومAوا بش ِ ُ -
تعAAاىل ودينAAه ،وأن ينتهى هذا الAAدِّين ،وأن تنتشAَ Aر املعصAAيةَ ،وأن
وأهل البِ Aَ Aد ِع ،وإيِّن ِخ ْفُت ُهم
ُ Aرك ،وأن يعل Aَ Aو الفس Aُ Aق
يرتف Aَ Aع الش ُ A
نك ولياً.فهب يل من ُلد َعليهْ ،
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 24
Aكني – السAA Aامع واملتكلم -تقAA Aول :أي وأنت أيُّهAA Aا املسُ A A
Aباب ،وأنAA A Aا أريAُ A A Aد كAA A Aذا وكAA A Aذا ،وال ميكن أن
ريب ليس يل أسٌ A A A
يتحقAAق ،ولكنَّه ليس كبAAرياً عليAAك ،ويتحقAAق بAAك ،وكAAل شٍ A
Aيء ُّ
Aريض مرض Aاً ال يش AAفيه إال هو س AAبحانه، هني على اهلل؛ فه AAو م ٌ A ٌ
حار فيه الطب فاشفه بفضلك Aوقدرتك ،أو فقري فََأ ْغنِه جبودك
25 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
وس AA Aعة كرم AA Aك ،أو ن AA Aزل ب AA Aه من البالء م AA Aا ال يرفع AA Aه إال أنت
فارفعAA A A A Aه برمحتAA A A A Aك وإحسAA A A A Aانك ال يرفعAA A A A Aه إال أنت ،أو حAَّ A A A A Aل
باملسلمني ما ال قبل هلم به فانصرهم بنصAAرك ،واهزم أعAAداءك،
وأظهAAر بأسAAك ،ال إلAAه إال أنت ،وهكAAذا ،أظهAْ Aر أيَّهAAا املسAAكني
توكلِ AAك علي AAه ،ادعُ وال إميانَ AAك بربِّك ويقين AAك في AAه ،وحس Aَ Aن ُّ
تستكثر شيئاً فاهلل أكثر ،ولكن حقق أسباب اإلجابة.
() إشارة إىل حديث اإلمام البخاري يف قصة اغتسال سيدنا أيوب . 1
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 26
الظن
Aوء ِّ Aباب سِ A
يفعAAل شAAيئاً؟ وكيAAف؟ وكيAAف؟ وكلّهAAا من أسِ A
بربِّه والتشكك يف قدرتِAه سAبحانه وتعAAاىل وقوتAه وأنَّه على كAِّ Aل
وأن ْAأمAره إذا أراد شAAيئاً -أي شAAيء كAAان -قAAال Aديرَّ ، ٍ
شAAيء قٌ A
ل AAه :كن .فيك AAون ،ال يت AAأخر ،تُ AAرى اهلل تع AAاىل ل AAو ق AAال لل AAدنيا
واآلخ AAرة :كون AAا ش AAيئاً آخ AAر .ميكن أال يكون AAا ،لق AAد ق AAال هلما:
كل آياتِه.
يقول املوىل يف ِّ
[فصلت.]11:كما ُ
( من لAAدنك) يعAAين من
اهلل تعAA Aاىل، Aرف أن كAA Aل شٍ A A
Aيء من عنAA Aد ِ Aائل يعُ A A
َّ عنAA Aدك ،والسُ A A
Aرف َّ
أن زكري AAا ال يع AAرف أن ك AAل ش AAيء من عن AAد اهلل!؟ بلى يع ُ A
Aيء من عن AAد اهلل ،فلم AAاذا يق AAول من عن AAدك؟ من عن AAدك ك AAل ش ٍ A
َّ
ِ
ألن هذه العِْنديَّة اخلاصAةَ
اهلل تعاىل؛ َّ ِ
هذه عنديةٌ خاصةٌ من عند ِ
مْن AA Aه س AA Aبحانه وتع AA Aاىل ،أن املس AA Aببات ال ت AA Aرتتب على أس AA Aباهبا،
فهب يل من لAAدنك موهب Aةً من عنAAدك ،كمAAا يقAAول القائAAل :أنAAا ْ
أريد منك أنت ،أنا أريد منك أنت تكرمياً وتشريفاً موهبAةً من
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 28
من عنAA A A Aدك أنت ،ال ميكن أن يفعلAA A A Aه إال أنت،
وال يكون إال هبةً منك ،موهبةً من اهلل تعاىل وكرامةً له.
ولي A Aاً ل AA Aه ج Aَّ A Aل وعال ،ويلٌّ هلل تع AA Aاىل إال أن يك AA Aون ص AA Aاحلاً،
.
هذه الAA Aيت ال تسAA Aتطيع شAA Aيئاً إذا باهلل تعAA Aاىل قAA Aد َك َفلَ َAه AAا،
املوح ُدون الي AAوم كي AAف يتوكل AAون على رهبم، ليس AAتيقن هؤالء ِّ
Aائف على أوالده وال AAرزق Aائف عليه AAا ،وهو خ ٌ A يق AAول :هو خ ٌ A
صA A Aل ،
والغ AA Aد واملس AA Aتقبل ،وليس معهم ،وحُيَ ِّ ُ
ومل تكن مAAرمي عليهAAا السAAالم لتسAAعى وال لتعمAAل
وال لتش AAتغل وال لتحس AAب وال لت AAدبر يوم Aاً فض Aالً عن مس AAتقبلA
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 32
مير
وأهل اإلميان -كم AA Aا ذكرن AA Aا -يعت AA Aربون بك Aِّ A Aل م AA Aا ُّ
ُ
اهلل والAAدعاءِ Aرب إىل ِAول أو فعAٍ Aل فيسAAتغلونه يف التقِ A عليهم من قٍ A
لAAه جAَّ Aل وعال ،ويسAAتفيدون منAAه املوعظAةَ واحلكمAةَ الAAيت أرسAAلها
Aرفات وأفعAA Aال اهلل تعAA Aاىل إليهم على ألسAA Aنة غAA Aريهم ،أو يف تصِ A A
متر عليهم -أي أصAA Aحاب القلAA Aوب الزكيAA Aة -إال غ ِ A Aريهم ،ال ُّ
وقد ات ََّعظُوا منها .
وهلم أمAٌ A A Aر آخAA A Aر؛ وهو أهَّن م يسAA A Aتغلون هذه األمAَ A A A
Aاكن
ب س AAبحانه الط AAاهر َة ال AAيت ق ْ Aد و َقعت فيه AAا تل AAك املعج ِ A
Aزات لل Aَّ Aر ِّ َ َْ
Aرت فيه AAا
وتع AAاىل ويس AAتغلون تل AAك األوق AAات الش AAريفة ال AAيت ظه ْ A
Aزات اهلل تع AAاىل ليك AAون هذا املك AAان وهذا ال AAوقت -أي معج ِ A
املكAAان الشAAريف والAAوقت الشAAريف -سAAبباً يف اسAAتجابة الAAدعاء
من اهلل تعاىل
33 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
35 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
احلمAA Aد هلل رب العAA Aاملني والصAA Aالة والسAA Aالم على أشAA Aرف
املرسAA Aلني س AAيد األولني واآلخAA Aرين س AAيدنا وموالنAA Aا رسAA Aول اهلل
ص AA Aلى اهلل علي AA Aه وآل AA Aه وص AA Aحبه ومن تبعهم بإحس AA Aان إىل ي AA Aوم
الAA A Aدين اللهم صAA A Aل على سAA A Aيدنا حممAA A Aد النAA A Aيب األمي وأزواجAA A Aه
أمه AAات املؤم AAنني ذريت AAه وأهل بيت AAه كم AAا ص AAليت على إب AAراهيم
إنك محيد جميد .
Aرج يف ثناي AA Aا هذه القص Aِ A Aة إىل ذكِ A A Aر
وكAA Aان ينبغي أن نع َ A A
ميَزهُ اهلل تع AAاىل َّوك ِل وال ِ A
Aدعاء واليق ِ
ني وم AAا َّ منزل Aِ Aة النَّيب يف الت ُّ
Aاء ،لكن نس AA Aتكمل هذه اآلي AA Aة ال AA Aيت حنن ب AA Aه عن س AA Aائ ِر األنبي ِ A A
بصددها أوالً:
ةAA ا هبا القصAA يت افتتحنAA رمي الAA ورة مAA ة األوىل يف سAA ويف اآلي
:الAAق
: أي قال، قال: واحملذوف
وأن اهلل،ُرتْهAA ةَ بشA Aأن املالئكA ٍ ركAA ا إنَّا نبشAA ا زكريAA ي
َّ A وك،بغالم
اAA A ال) هنAA A و(ق،هAA A ةً لقلبA A A وطمأنين،هAA A َره إعالءً لدرجتA A Aاىل ب َّشAA A تع
َّ ًةA A A Aحمذوف
:الAA A A A ق،كAA A A Aد ذلAA A A A بع اAA A A Aول زكريAA A A Aا قAA A A Aدل عليه
وهو احلال املش AA Aرف للن AA Aيب لَ َّما ق AA Aال اهلل تع AA Aاىل ل AA Aه:
[ األع AAراف ]56-55:هذه احلال Aةَ ال AAيت ت Aبنِّي ُ
Aة صAA Aلوات اهلل وسAA Aالمه عليAA Aه ،ملا قAA Aال : درج A Aةَ النAA Aيب العاليِ A A
ِّ
فك AAان ََّأو َل ال AAداعني هلل
َّق فيAه أنَّه َّأو ُل من يAدعو النيب ،فال شك أنَّه قد حتق َ تعاىل هو ُّ
ل من ي AAدعوه خوف Aاً وطمع Aاً ربَّه تض AAرعاً وخفي AAة ،وأن AAه ََّأو ُ
ألنَّه
كAAان يقAAول(( :أنــا أطْــوعُكم هلل وأقــربُكم إليــه وأشــدكم لــه
Aيزان أح Aٍ Aد من اخلَْل Aِ Aق خش ــيةً)) .وال ميكن أب AAداً أن يك AAون يف م ِ A
شAيءٌ ليس يف مAAيزان النAAيب ويفض ُAل AبAه على النAيب ، ال ،ال
ميكن أن يكAA A A Aون ذلAA A A Aك ،ملاذا؟ ألنَّه صAA A A Aاحب املقAِ A A A Aام احملمِ A A A A
Aود ُ
والدرجAِ Aة الرفيعAِ Aة العاليAِ Aة يف اجلنَّة والAAيت ال يصAAل إليهAAا إال واحٌ Aد
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 38
رAA فرُت ى ملا ذك، ان هوAA وك،))((أرج ــو أن أك ــون أن ــا هو
،ف ٍعAAوأول مش
ُ اف ٍعAأول ش
ُ ان َّأوهَل م ألنَّهAAنني كAAك عن املؤمAAذل
:الAذلك قA ل،ةAوم القيامAه يAواه حتت لوائAق آدم فمن سAِ Aكل اخلَْل
ُّ
. ً فدعاه خوفاً وطمعا
كAA ل ذلAA انوا قبAA ون كAA ات وعيAA ] املتقني يف جن16-15:ذارياتAA [ال
،وىAAا يف التَّقAAة العليAِ A وهو يف الدرج النيبAك بAAا بالAAنني فمAAحمس
ِ A ا يف اإلحسAA Aة العليAA ويف الدرج
:الAA Aذلك كأنَّه ملا قAA اً كA Aان أيضA
َّ
،)) ف ــإن لم تكن تــراه فإنَّه يــراك،((أن تعب ــد اهلل كأنَّك ت ــراه
يبAAحصل الن
َّ مل حيصل منها أح ٌد مثل ما،وهي درجة اإلحسان
:الAA إذا قAA ذلك؟ فAA أليس ك،
للمس AAاكني املؤم AAنني املت AAديننيَّ ،أما الن AAيب وهو س Aيِّ ُد احملس AAنني
قريب A Aةٌ منه
وأعالهم قAA Aدراً يف الAA Aدنيا واآلخAA Aرة ،فليسAA Aت رمحة اهلل َ
فقAAط ،بAAل هو الرمح ُة املهAAداُة ،قAAال ِ « :إنََّمـا َأنَـا َر ْح َـم ةٌ ُم ْـه َداٌة،»
احلق : وقال عنه ُّ
يبق ألح ٍAد فض ٌAل AمثلAAه ،رمحة اهلل قAريب [ األنبيAAاء ]107:فلم َ
من احملس AAنني َّأما هو فه AAو رمحةُ اهلل امله AAداةَّ ،أما هو فه AAو رمحةٌ
للعAA A Aاملني كمAA A Aا قAA A Aال اهلل تعAA A Aاىل ،وزكريAA A Aا يُقAA A Aال يف حقِّه:
Aام
، فاتض AAح ب AAذلك مق َ A
املسألة ويف هذا املعىن يف دعاِئه وتضAُّ Aر ِعه ،وأنَّه ِ النيب يف هذه
كذلك يف الدرجة العليا.
[ مرمي.]5:7:
Aرع
قبل أن يراه ،قبل أن يرى ولAده وهو كبAAريٌ يسAتأمنه على ش ِ
اهلل تعاىل ،فطمأنه اهلل تعاىل هبذين األمرين:
األم AAر األول :أن امسه حيىي؛ يع AAين بش AAارة ل AAه أن AAه س AAيحىي
ح AAىت ي AAراه ك AAذلك ،واإلش AAارة الثاني AAة يف قول AAه :
[ مAA Aرمي .]12:ومل حيدث ألح Aٍ Aد ذل AAك ،وهو
التفس AA Aري الث AA Aاين يف اآلية
يع AAين مل يُ َسَّ A Aم أحٌ A Aد هبذا االس AAم من
قبل بشارة لزكريا وحيىي عليهما السالم .
والتفسAُ Aري الثAAاين معنAAاه أنAAه ليس لAAه نظAAري؛ حصAAل مAAا حصAAل
ْم ٍ ٍ
من مزايا من قبل ،فق ْAد ول َAد من امAرأة عAاقر ، وُأويت احلُك َ
()1
صAAبياً ،وكAAذلك كAAان سAAيداً وحصAAوراً كمAAا قAAال تعAAاىل :
[ آل عمران، ]39:
وك AA A A A A A A A A A Aذلك
() حصوراً :يعين مل يعط كذلك أح ٌد من األنبياء ذلك قبله ،أن يكون 1
حصوراً على النساء توفرياً لوقته وجهده لعبادة اهلل سبحانه وتعاىل .
41 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
، فAAاجتمعت لAAه هذه املزايAAا الAAيت مل جتتمAْ Aع
املزي Aةُ ال تعAAين األفضAAلية، Aول العلمAAاءُِّ :
Aيب من قبAAل ،ومAAع ذلAAك يقُ A لنٍّ A
ت فيه هذه املزايا فمجموع هذه املزايا قAAد تقAAدََّم يعين حىت لو َّ
حتقَق ْ
في AAه أوىل الع AAزم من ُّالر ُس ِ Aل عليهم الس AAالم ،وك Aُّ Aل املزاي AAا ف AAالنىب
فوقهم مجيعاً فيها.
فإذا كان زكريا قد حتقق مبا مل يتحقق Aبه نيب ْقبله من
هذه املزايAAا ال يعAAين أنَّه األفضAAل ،ومAAع ذلAAك إذا كAAان قAAد حتقAAق
بAAذلك فAAالنيب أفضAُ Aل AمنAAه ،وأفضAُ Aل من أوىل العAAزم من الرسAAل
عليهم السAAالم ،وأفضAُ Aل من البشAAر مجيع Aاً ((أنــا ســيد ولــد آدم
وال فخر))(.)1
[ مرمي ]8 :تُراه أي
رب سAAيكون هذا الغالم من مث يسAAأل هذا السAAؤال :أي ِّ
هذه املرأة العاقر ومين ! يعAAين هذه املرأة العAAاقر الAAيت ال تسAتطيع
الرجل العجوز وقد بلغت من ِ
الكرَبِ عتيAاً ،يعAAين َّ أن تنجب وأنا
ب بAAه املرءُ من الق ِ Aرب ،هل ِ
أش ّ Aد الكرَبِ وَأ ْ
ص َ Aعبَهُ وَأْن َAهAاهَُ ،مAAا َي ْAق ُAر ُ
يك AAون ذلAA Aك ِمنَّّا وحنن على هذا احلال؟ ق AAال :نعم ،ق AAال :
وهذه اآلية األوىل وهي قوله سبحانه وتعAاىل:
.
ويشAAكره يف ضAAمن هذا الكالم أنَّه على هذه احلالAِ Aة الAAيت
ال ميكن أن ينجب فيهAA A Aا جاءتAA A Aه املالئكA A Aةُ فبشAA A Aرته باإلجناب،
ميكن ِ ِ
وخاطبَ AAهُ ربُّه باإلجناب يف ذل AAك ،وبتل AAك املوهب AAة ال AAيت ال ُ
ُّب املس AAبب Aوهب هبذه األس AAباب من معت AAاد البش ِ Aر من َتAAرت ِ
َ أن تُ َ َ A
على السبب.
[ مAAرمي ]9-8:واملؤمنAAون
هني على اهلل ،ومAAع ذلAAك ُكلُّهم -إال من ٍ يعلمAAون َّ
أن كAAل شAAيء ٌ
رحم اهلل تع AAاىل -يق AAول :كي AAف؟ وم AAىت؟ وقAA Aد ط AAال األمAA Aر ،وال
كل ذلAك مْنَت ٍ
Aف استطيع ،وال ميكن ،ومل حيدث ،وكيف حيدث؟ ُّ
ُ
يف حAِّ Aق اهلل تعAAاىل لِقوتِ AAه وقُدرتِAAه وإحاطAAة علم AAه كائن Aاً م AAا كAAانت
Aاعب يف الAدنيا ،كائنAاً مAا تكAاثر ال َكَف َAرةُ على املسAلمني ،كائنAا املص ُ
وظن النَّاس َّ
أن أهل اإلميانَّ ، Aان على ِ مAا تكAاثر أهل الشِ A
Aرك والطغيِ A
َ ُ
فرج ،وليس مَثَّ خَمَْر ُج ،وليس مَثَّ ضAAوءت ،وليس مَثَّ ٌ اسَو َّد ْ
الدنيا قد ْ
Aوة ِ
اهلل تع AAاىل Aريب ،م AAازالوا يثق AAون يف ق ِ A
Aرج ق ٍ A
ٌ ينظ AAرون من AAه إىل ف ٍ A
وأن ك AAل ش ٍ A
Aيء وقدرتِ AAه وأنَّه ج Aَّ Aل وعال ليس ش AAيءٌ علي AAه كب AAرياًَّ َّ ،
هني عليAA A A A A A A A A A Aه ٌ
45 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
Aريتفع عنهم حينئAٍ Aذ اإلحبAAا ُط ومAAا [ يس ]82:فُ A
Aزل هبم ،إذا Aأس وضAA Aج ٍر وملAٍ A Aل ِمن أنفسA Aهم ومما نَ A A
ِ هم في AAه من ي ٍ A
Aتطيع عبAAادًة وال صAAوماً وال Aاقت عليAAه نفسAAه كAAذلك بأنَّه ال يسُ A ضْ A
األمل يف أن يكAون امAرًأ صAاحلاً يس ُAري إىل اهلل صالًة وال قياماً وفقد َ
تعAAاىل مسAAتقيماً إليAAه غAAري ُم ْعAَ Aو ٍج وال ُمَتَق ْهِقAAر إذا بأملِAAه يف اهلل تعAAاىل
األوهام والبُعAِ Aد
ِ اهلل ُتْنِقُ Aذ ُه وَتْنَت ِشAلُه مما هو فيAAه من
Aوة ِاهلل وقِ A وقُAAدرِة ِ
َ
ِإ ِ ِ
وعدم ِّالثَقة يف ربِّهَ ،تْنَتشلُهُ ممَّا ُهو فيAه ممَّا ال ميكن ال أن يكAو َن إال ِ ِ
Aاطت كAذلك بAاملؤمنني قAوى الغAد ِر وقAوى ِ ِ
بيAد اهلل تعAاىل ،وقAد أح ْ
ِ ِ
الظلم وقAوى الكفِ Aر وقAوى الشAرك ،ك ُّAل ذلAك جع َAل الAدنيا تض ُ
Aيق
Aوه ِهم ،وأهَّن م ال جيدون هلا خمرجA A A A Aاً ،إذا عليهم ،وتَسA A A A Aو ُّد يف وجِ A A A A
ْ َ
ِ
حيث ال حيتسAA Aبون ،وإذا بقAA Aوة اهلل –كم AA Aا ذك AA Aر اهلل ِمن ُ مِبَ Aخ AAر ِج ِ
َْ
املوىل س AA A A Aبحانه وتع AA A A Aاىل -من حيث ال يُق AA A A Aدِّرون ومن حيث ال
يتخيلون وال يتومَّه ون فإن ُهم أصلحوا واستجابوا لرهِّبم وأحسنوا
Aال علي AA Aه ،ووقف AA Aوا ل AA Aه متض AA Aرعني التََّو ُّك َل علي AA Aه ،وأحس AA Aنوا اإلقب َ A A
Aتحق الرمح َة بفض AAلِه وعنايتِ AAه خاش AAعني يص AAفون حA Aاهَلم ال AAذي يس ُّ A
جل وعال أكرمهم ورمحهم. وكرمه َِّ
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 46
وخنتم بقولAA Aه تعAA Aاىل ىف سAA Aورة آل عمAA Aران:
..
ونق AA Aف عن AA Aد قول AA Aه:
،ومعناها أن اهلل ق AAد اس AAتجاب ل AAك
يا زكريا إنا نبشرك بغالم 48
ووهبك على ما كان منك ،وأكرمك ،ورفع قAAدرك ،ال تنس أن
تش AA A Aكره ،لكى يثبت علي AA A Aك النعم ،ويزي AA A Aدك منه AA A Aا ،وال ت AA A Aرتك
شAكره ،لكى يثبت عليAك النعم ،ويزيAدك منهAا ،وال تAرتك شAكره
فتسAAلب تلAAك النعم ،وحترم تلAAك املنن .وزكريAAا الشAAك يعلم
شAكره ربAه على نعمAه ،ولكن اهلل تعAاىل مل يAرتك ذلAك لزكريAا
،بAAل أمAAره بAAه ،موعظً Aة لغAAريه ،وعهAAداً ألهل اإلميان حAAىت يكونAAوا
على ذك AAر من ذل AAك فال ينس AAوه ،وهو ب AAاب فق AAدناه من أب AAواب
الطاعAA A A Aة ،إذ ال يشAA A A Aعر املرء بنعم ربAA A A Aه ،فض A A A Aالً عن أن حيصAA A A Aيها
ليشكرها.
وهو س AA A Aبب خط AA A Aري حلرم AA A Aان النعم..
، وقAAال:
.
وىف نفس الAA A Aوقت بني اهلل جAA A Aل جاللAA A Aه طريقA A A Aاً للشAA A AكرA
عظيمAاً ،وهو كAAثرة الAAذكر وكAAثرة الصAAالة ،وهاتAAان بالAAذات ىف
مقAAدور كAAل أحAAد ،لئال يتعلAAل أحAAد بAAرتك الشAAكر أو اسAAتثقاله،
وكAAذلك ليسAAلك طريق Aاً سAAهالً يسAAتجلب بAAه رمحة اهلل ونعمAAه،
49 يا زكريا إنا نبشرك بغالم
، فمAAا بالAك مبا حنن مطAAالبون بAه إذن
من ذكر وصالة فقط لشكر شAىء من هذه النعم ،فAاللهم أعنAا
على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.