You are on page 1of 124

‫‪١‬‬

‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‬

‫
‬
‫ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ‬
‫الشيخ عبد الوھاب أمير الدعوة والتبليغ بباكستان‬
‫و‬
‫א  א   א ‬
‫‪!"#$%‬א א  א ن א  א  ‬

‫‬



‬

‫سلسلة المنتقى من كالم أھل التبليغ والدعوة‬ ‫‪٧‬‬


‫‪٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫دار اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬


‫بطاقة فھرسة‬
‫ﻓﻬﺮﺳﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﺸﺮ إﻋﺪاد اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺪار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‬
‫إدارة اﻟﺸﺌﻮن اﻟﻔﻨﻴﺔ‬
‫إﻣﺎم ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ‬
‫ﻓﺮﺿﻴﺔ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻲ اﷲ‬
‫ﺑﻘﻠﻢ‪ /‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ إﻣﺎم‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻲ ‪٢٠١٣‬‬
‫ﻋﺪد اﻟﺼﻔﺤﺎت ) ‪ ١٢٤‬ﺻﻔﺤﺔ (‬
‫اﻟﻤﻘﺎس ) ‪ ٢٠ × ١٤‬ﺳﻢ (‬
‫رﻗﻢ اﻹﻳﺪاع ‪( ٧٠٦٦) :‬‬
‫ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻳﺪاع ‪٢٠١٣ / ٣ /١٤ :‬‬
‫اﻟﺘﺮﻗﻴﻢ اﻟﺪوﻟﻲ‪٩٧٨ – ٩٧٧ – ٩٠ – ٠٥٠٠ – ٣:‬‬
‫ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ‬
‫‪٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‬
‫الحم ـ ـ ــد هلل ال ـ ـ ــذي ال ينب ـ ـ ــي الحم ـ ـ ـ ُـد إال ل ـ ـ ــه‪ ،‬وأس ـ ـ ــأله‬
‫س ــبحانه وتع ــا(ي أن ُيص ـ ي ويس ــلم ع ــي س ــيدنا محم ــد وآل ــه‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫ُ‬
‫إخــواني وأحبــابي ‪3‬ــي ﷲ ! يســعدني اليــوم أن أقــدم لك ــل‬
‫ال ـ ــدعاة عام ـ ــة ‪ ،‬وأله ـ ــل التبلي ـ ــغ وال ـ ــدعوة خاص ـ ــة الج ـ ــزء‬
‫الثالث مـن سلسـلة املنتقـى مـن كـالم أهـل التبليـغ والـدعوة‬
‫والذي سميته ) فرضية الدعوة إ(ي ﷲ  ( و‪S‬ـي مـن كـالم‬
‫الشــيخ عبــد الوهــاب أم‪W‬ــ‪ V‬الــدعوة والتبليــغ قــد انتقي‪TU‬ــا مــن‬
‫كالمه‪.‬‬
‫‪٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ي‪a‬ــ‪V‬هن ف`‪T‬ــا الشــيخ ع ــي مســئولية كــل فــرد ‪3‬ــي ٔالامــة عــن‬
‫جه ـ ــد الرس ـ ــول ‪ ،‬وأن ه ـ ــذﻩ املس ـ ــئولية ف ـ ــرض ع ـ ــي ك ـ ــل‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وسئل يوما عن الدعوة هل ‪S‬ي فرض؟‬ ‫ُ‬
‫فقــال‪ :‬لــو قلــت أن الــدعوة فــرض فقــد ظلم‪TU‬ــا‪ ،‬فإ‪Th‬ــا أم‬
‫الفـ ـرائض بحيا‪ Tm‬ــا تحي ــا ك ــل الفـ ـرائض وبمو‪ Tm‬ــا تم ــوت ك ــل‬
‫الفرائض ‪3‬ي ٔالامـة‪ ..‬ف‪u‬ـ‪ t‬مثـل ٔالام‪ :‬لـو موجـودة يوجـد ٔالابنـاء‬
‫ويكون ــون ‪ 3‬ــي أحس ــن ح ــال‪ ..‬ولك ــن ل ــو مات ــت ٔالام لتغ‪ W‬ــ‪ V‬ح ــال‬
‫ٔالاوالد من ٔالاحسن إ(ي ٔالاسوأ‪.‬‬
‫وتكلــم يوم ــا فق ــال‪ :‬لألس ــف نح ـ ُـن الي ــوم نجل ــس نس ــتغفر‬
‫ﷲ م ـ ــن ال ـ ــذنوب واملعا~ ـ ــ}‪ t‬التـ ـ ــي ارتكبناه ـ ــا‪ ،‬ونس ـ ــينا أن‬
‫نستغفر ﷲ من املعصية الك‪Va‬ى و‪S‬ي تـرك الـدعوة إ(ـي ﷲ‪،‬‬
‫الت ــي بســبب تركهــا ظهــرت الكبــائر والفــواحش ‪3‬ــي أمــة الن†ــ‪t‬‬
‫‪.‬‬
‫‪٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫فدأب الشيخ دائما يتكلم ‪3‬ي بيانـه عـن اليقـ‪W‬ن وامتثـال‬


‫أمر ﷲ وحسـن اتبـاع الن†ـ‪ ..  t‬ومسـؤولية املسـلم تجـاﻩ‬
‫الدين والدعوة‪.‬‬
‫ويــتكلم باألرديــة ونحـ ُـن نجلــس أمــام املŠــ‪V‬جم ليŠــ‪V‬جم لنــا‬
‫ُ‬
‫كالمه بالعربية‪ ،‬ولكننا نحب أن ننظر إليه وهو يتكلم‪.‬‬
‫وكــان مــن قــوة يقينــه إذا تكلــم عــن اليقــ‪W‬ن‪ ،‬وكــأن هــذا‬
‫اليق‪W‬ن يتجسد وتراﻩ بعينيك‪.‬‬
‫ومـ ــن شـ ــدة همـ ــه وحرصـ ــه ع ـ ــي الـ ــدعوة وع ـ ــي هدايـ ــة‬
‫النــاس وتربيــة الــدعاة‪ ،‬ال ينــام إال قلــيال ‪3‬ــي الليــل‪ ،‬ثــم يقــوم‬
‫يص ـ ـ ي ويتوج ـ ــه إ( ـ ــي ﷲ بال ـ ــدعاء‪ ،‬و‪ 3‬ـ ــي أثن ـ ــاء الك ـ ــالم ع ـ ــي‬
‫الن ــاس‪ ،‬تأخ ــذﻩ ب ــ‪W‬ن الح ــ‪W‬ن والح ـ‪W‬ن غف ــوة وه ــو ي ــتكلم‪ ،‬ث ــم‬
‫’‪ T‬ـ ــب م ـ ــن غفوت ـ ــه وي ـ ــتم كالم ـ ــه‪ ،‬فه ـ ــو ص ـ ــورة م ـ ــن س ـ ــلفنا‬
‫الصالح الذين يقولون نوم املؤمن بلغة‪ ،‬أي ما يتبلغ به‪.‬‬
‫وإذا رأي أثناء كالمه من يكتب وراءﻩ أقواله‪ ،‬ي•‪T‬اﻩ عن‬
‫الكتابة‪.‬‬
‫‪٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ولقد سمعت الشيخ عمر الباملبوري ) رحمه ﷲ (‬


‫يقول اكتبوا وراء الشيخ عبد الوهاب كل كلمة يقولها‪،‬‬
‫فإن كالمه من كالم الشيخ إلياس الكاندهلوي والشيخ‬
‫محمد يوسف الكاندهلوي ألنه صح–‪T‬ما ‪3‬ي كل رحال‪Tm‬م‬
‫ُ‬
‫الدعوية منذ البداية‪.‬‬
‫ُ‬
‫وسمعت الشيخ نذر الرحمن‪ :‬يحكي عن حياة الشيخ‬
‫عبد الوهاب وتضحياته للدين والدعوة‪ ،‬فيقول‪ :‬عندما‬
‫قام ٕالانجل‪ ™W‬بتقسيم شبه القارة الهندية‪ ،‬إ(ي الهند‬
‫وباكستان وبنجالديش‪ ،‬فقام الهندوس بثورة ع ى‬
‫املسلم‪W‬ن وأقاموا لهم املذابح فمن وجدوﻩ قتلوﻩ‪ ،‬وال‬
‫يŠ‪V‬كون صغ‪VW‬ا وال كب‪VW‬ا إال ذبحوﻩ ‪ ،‬وترك معظم املسلمون‬
‫الهند ورحلوا إ(ي باكستان‪ ،‬فكان الهندوس ينتظرون ‪3‬ي‬
‫محطات القطار‪ ،‬فعندما يقف القطار ‪3‬ي املحطة فيصعد‬
‫الهندوس وينتشرون كل م•‪T‬م ‪3‬ي عربة فمن وجدوﻩ ‪3‬ي‬
‫‪٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫القطار ذبحوﻩ‪ ،‬وكان املسلمون ينامون تحت الكراž}‪t‬‬


‫خوفا من الهندوس‪.‬‬
‫ففي ذلك الوقت نزح كث‪VW‬ا من املسلم‪W‬ن إ(ي باكستان‬
‫فتفكر الشيخ إلياس لهؤالء املساك‪W‬ن من يدعوهم وينشر‬
‫الخ‪ VW‬ف`‪T‬م ويقر‪T ‬م من ﷲ ح‪ ¢£‬ت‪™¤‬ل عل`‪T‬م نصرة ﷲ ال‪t£‬‬
‫طاملا رفعت ع•‪T‬م بسبب املعا~}‪.t‬‬
‫فجمع الشيخ إلياس ) رحمه ﷲ ( القدماء وتكلم معهم‬
‫عن حال املسلم‪W‬ن وهو يتألم لذلك الحال‪ ،‬وقال من‬
‫عندﻩ التضحية يذهب إ(ي باكستان ليقيم ف`‪T‬م الدين‬
‫ويح§‪ t‬ف`‪T‬م عمل الدعوة والتضحية للدين‪ ،‬فاستعد‬
‫الشيخ عبد الوهاب ثم ركب القطار‪ ،‬و‪3‬ي إحدى املحطات‬
‫صعد الهندوس إ(ي عربة القطار فارتج الناس بالبكاء‬
‫والعويل ونزلوا تحت الكراž}‪ t‬وأشار إليه أحدهم بال‪™¤‬ول‬
‫تحت الكرž}‪ t‬فرفض‪ ،‬فقال الشيخ عبد الوهاب ما‬
‫أحسست بحالوة الشهادة مثل ذلك اليوم‪ ،‬ولكن بلطف‬
‫‪٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﷲ تعا(ي نظر الهندوس ‪3‬ي العربة وأعم‪ ¢‬ﷲ أبصارهم )‬


‫فأغشيناهم فهم ال يبصرون ( ونزلوا‪ ،‬ليحفظ ﷲ الشيخ‪،‬‬
‫الذي هاجر من وطنه ليس من أجل حفاظة نفسه كما‬
‫فعل الناس‪ ،‬ولكن هاجر من وطنه لحفاظة دين ﷲ عز‬
‫وجل‪.‬‬
‫ووصل الشيخ عبد الوهاب إ(ي باكستان‪ ،‬وهو إ(ي‬
‫اليوم ما ترك دار هجرته ورجع إ(ي وطنه إال من أجل‬
‫حضور مشورة بنظام الدين أو حضور اجتماعات‬
‫الدعوة‪ ،‬ويحضر بمشورة املشايخ حفظهم ﷲ‪.‬‬
‫وهو إ(ي ٓالان ‪3‬ي باكستان يقيم عمل الدعوة إ(ي ﷲ‬
‫ويقيم ٔالامة ع ي هذا الجهد‪.‬‬
‫وكل من يري الشيخ يجد ‪3‬ي قلبه محبته‪ ،‬ولقد خرج‬
‫ًّ‬
‫م‪°‬ي ‪3‬ي الباكستان أحد العلماء‪ ،‬فقال (ي‪ :‬ملاذا الناس‬
‫‪٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫يحبون الشيخ عبد الوهاب‪ ،‬مع بساطة كالمه ؟)‪. (١‬‬


‫فقلت ملاذا؟ فقال‪ :‬ألنه قيد جسدﻩ لخدمة الناس‬
‫وهداي‪TU‬م‪ ،‬فقيد ﷲ قلوب الناس له‪.‬‬
‫ُ‬
‫وحكي لنا أن الشيخ عبد الوهاب خرج ‪3‬ي سبيل ﷲ‬
‫إ(ي بالد الحجاز ومعه رفقة من العلماء‪ ،‬فقال له أحد‬
‫العلماء املرافق‪W‬ن له ) الشيخ مف‪ t£‬زين العابدين مف‪t£‬‬
‫باكستان _ رحمه ﷲ ( ‪ :‬ملاذا الناس يجتمعون عليك‬
‫ُ‬
‫ونحن ال نجد من‬ ‫ويحبونك وأنت لست من العلماء‪،‬‬
‫حفاوة الناس لنا مثلك‪ ،‬فلم يجيبه الشيخ عبد الوهاب‪،‬‬
‫وعندما رجعوا إ(ى الهور وجدوا سيارت‪W‬ن خارج املطار ‪3‬ى‬
‫انتظارهم‪ ،‬فركب الشيخ مف‪ t£‬السيارة ال‪ t£‬سوف تقله إ(ى‬
‫بلدﻩ وركب الشيخ عبد الوهاب السيارة ال‪ t£‬سوف تقله‬
‫إ(ى مركز الدعوة برايوند‪ ،‬فنظر الشيخ عبد الوهاب من‬

‫)‪ (١‬بسيط لكنه عميق‪.‬‬


‫‪١٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫نافذة السيارة إ(ى الشيخ مف‪ t£‬وقال له‪ :‬أين تذهب ٓالان يا‬
‫شيخ مف‪t£‬؟ قال‪ :‬إ(ى م‪(™¤‬ي‪ ،‬فقال الشيخ عبد الوهاب ‪:‬‬
‫وأنا إ(ى أين أذهب ؟ قال‪ :‬إ(ى مركز الدعوة برايوند‪ ،‬فقال‬
‫الشيخ عبد الوهاب هذا جواب سؤالك الذي سألتنيه ‪3‬ي‬
‫بالد الحجاز‪.‬‬
‫وسمعت الشيخ ٔالانصاري )من العلماء الكبار بباكستان‬
‫( يوما وهو يتحدث‪ ،‬فيقول‪ :‬عندما آتي إ(ي رايوند فأجلس‬
‫أمام الشيخ عبد الوهاب وأشعر أن‪ t¹‬تلميذ صغ‪ VW‬أمام‬
‫أستاذﻩ‪ ..‬مع أن الشيخ ٔالانصاري من العلماء الكبار‬
‫املحاضرين ‪3‬ي الجامعة ٕالاسالمية بمدينة ‪T ‬اول بور‬
‫ُ‬
‫التقيت به ‪3‬ي نفس الجامعة‪.‬‬ ‫بباكستان‪ ،‬وقد‬
‫ومن صفات الشيخ عبد الوهاب أنه عندﻩ جرأة ولكن‬
‫‪3‬ي الحق فاشتكى يوما للشيخ إلياس وقال‪ :‬يا شيخ أنا‬
‫ُ‬
‫عندي ‪3‬ي خلقي شدة وربما تكون سببا لغضب بعض‬
‫ٔالاحباب م‪ ،t¹‬فماذا أفعل؟ فقال الشيخ إلياس ) رحمه‬
‫‪١١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﷲ(‪ :‬فما دمت اعŠ‪V‬فت ‪T ‬ا فسوف يذه–‪T‬ا ﷲ منك‪،‬‬


‫فعليك بالدعاء ‪3‬ي الخلوة تقول‪ :‬يا ﷲ أنا عندي هذا‬
‫الخلق فأذهبه ع‪ ،t¹‬فيذهبه ﷲ عنك‪.‬‬
‫ويحكي لنا أن الشيخ عبد الوهاب عندما ماتت زوجته‬
‫ذهب ليشيع جثما‪Th‬ا‪ ،‬فلما وصلوا املقابر ووضعوها ‪3‬ي‬
‫لحدها ‪ ،‬قام بالبيان والدعوة ويحث الناس ع ي الخروج‬
‫للدعوة وتحمل املسئولية ال‪ t£‬وضعها الرسول ع ي‬
‫أعناقنا‪ ،‬فتشكل الناس ملدة أربع‪W‬ن يوما وأربعة أشهر‬
‫ورجع من املقابر إ(ي املسجد وقام بتحصيل الذين‬
‫استعدوا للخروج وذهب ‪T ‬م إ(ي مركز الدعوة برايوند‪ ،‬وما‬
‫رجع إ(ي بيته لتلقي العزاء‪ ،‬ملا ‪3‬ي قلبه من هم وفكر ع ي‬
‫هداية الناس‪.‬‬
‫وقد تفرغ الشيخ لعمل الدعوة والتبليغ من أيام‬
‫الشيخ إلياس رحمه ﷲ‪ ،‬فقد ُحكي لنا‪ :‬أن الشيخ عبد‬
‫الوهاب عندما أراد أن يتفرغ لجهد الدعوة والتبليغ‪،‬‬
‫‪١٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫فعندما علم إخوانه من الدعاة فقالوا‪ :‬إن الشيخ‬


‫س‪VW‬فض منك ذلك‪ ،‬ولكن كانت املفاجأة العجيبة أنه‬
‫بمجرد أن أخ‪Va‬ﻩ الشيخ بما نوى عليه من التفرغ احتضنه‬
‫وفرﻩ به كث‪VW‬ا‪ ،‬وقال‪ :‬هذا ما كنت أنتظرﻩ منك‪ ..‬وما ذلك‬
‫إال بعلم الشيخ إلياس بالرجال‪ ،‬فكث‪ VW‬من الناس تأتي‬
‫عندﻩ هذﻩ العاطفة وسرعان ما تزول‪ ،‬وتأتي بنتائج‬
‫عكسية أل‪Th‬ا مجرد عاطفة ‪.‬‬
‫ويحكي لنا أن الشيخ ) حفظه ﷲ ( مع هذا الجهد‬
‫الدءوب إال أنه ‪3‬ي دعاءﻩ ما يŠ‪V‬ك الدعاء بالثبات‪ ،‬وإذا قام‬
‫من الليل يص ي ويبكي ويدعو بالثبات‪.‬‬
‫وأكتفي ‪T ‬ذا القدر‪ ،‬وما كان ملث ي أن يتكلم عن مثل‬
‫هذا الرجل العالمة الذي وهب حياته لنصرة هذا الدين‬
‫العظيم ‪.‬‬
‫‪١٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الله ـ ــم احش ـ ــرنا وإي ـ ــاﻩ ‪ 3‬ـ ــي الف ـ ــردوس ٔالاع ـ ــى م ـ ــع حبيبن ـ ــا‬
‫محمـ ـ ـ ــد  وإخوانـ ـ ـ ــه ٔالانبيـ ـ ـ ــاء علـ ـ ـ ــ`‪T‬م الصـ ـ ـ ــالة والسـ ـ ـ ــالم‬
‫والصحب الكرام برحمتك يا أرحم الراحم‪W‬ن‪.‬‬
‫الله ــم خ ــذ بنواص ــينا إلي ــك أخ ــذ الكـ ـرام علي ــك‪ ..‬الله ــم‬
‫آم‪W‬ن‪..‬‬
‫أخوكم‬
‫محمد ع ي محمد إمام‬

‫******‬
‫‪١٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫اﻟﺪﻋـﻮة إﱃ اﷲ ‬
‫ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻛـﻞ ﻣﺴﻠـﻢ‬
‫‪‬ﻬ ْﻢ ُﺳـﺒُـﻠَﻨَﺎ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ‬‬
‫ﺎﻫ ُـﺪوا ﻓﻴﻨَـﺎ ﻟَﻨَـ ْﻬـﺪﻳـَﻨـ ُ‬ ‫ﻳﻦ َﺟ َ‬‫قـال تعـا(ى  َواﻟـﺬ َ‬
‫ِِ‬
‫ﲔ  )‪(٢‬‬ ‫َوإِ ‪‬ن اﻟﻠ‪‬ﻪَ ﻟَ َﻤ َﻊ اﻟْ ُﻤ ْﺤﺴﻨ َ‬
‫ﺿ ــﻨَﺎ اﻷَﻣﺎﻧَـﺔَ ﻋﻠَــﻰ اﻟ ‪‬ﺴ ــﻤﺎو ِ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫وقــال تعــا(ى  إِﻧ‪‬ــﺎ َﻋَﺮ ْ َ َ‬
‫ﲔ أَ ْن َْﳛ ِﻤ ْﻠﻨَـ َﻬـ ـ ــﺎ َوأَ ْﺷ ـ ـ ـ َﻔ ْﻘ َﻦ ِﻣْﻨـ َﻬـ ـ ــﺎ‬ ‫اﳉِﺒـ ـ ـ ِ‬
‫ـﺎل ﻓَـ ـ ـﺄَﺑـَ ْ َ‬ ‫َواﻷ َْر ِ‬
‫ض َو ْ َ‬
‫ن ﻇَﻠُﻮﻣﺎً ﺟﻬﻮﻻً )‪. (٣‬‬
‫َُ‬ ‫َو َﲪَﻠَ َﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن إِﻧ‪‬ﻪُ َﻛﺎ َ‬

‫)‪ (٢‬سورة العنكبوت – ٓالاية ‪.٦٩‬‬


‫)‪ (٣‬سورة ٔالاحزاب – ٓالاية ‪.٧٢‬‬
‫‪١٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫إخواني وأحبائي ي ﷲ  ‪:‬‬


‫ﷲ  بعــث ٔالانبيــاء والرســل ) ﻋﻠـــﻴﻬم اﻝﺴـــﻼم ( مــ•‪T‬م مــن‬
‫ُبعــث لقــوم مخصــوص ‪..‬ألهــل تجــارة ‪ ..‬ألهــل زراعــة‪ ،‬وهكــذا‬
‫إ(ــى أن خــتمهم ﷲ بمحمــد  فهــو مبعــوث لجميــع العــالم‪،‬‬
‫وهو مبعوث إ(ى يوم القيامة‪.‬‬
‫ﷲ حص ــر جه ــد ال ــدعوة ‪ 3‬ــي الن† ــ‪ t‬قب ــل بعث ــة س ــيدنا‬
‫محم ــد ‪ ،‬بم ــوت الن† ــ‪  t‬تم ــوت ال ــدعوة ‪...‬ك ــان الن† ــ‪t‬‬
‫ي ــأتي للق ــوم يق ـول له ــم‪ :‬ﷲ ل ــم يجع ــل ف ــوزكم وفالحك ــم ‪ 3‬ــي‬
‫هــذﻩ ٔالاشــياء ال‪£‬ــ‪ t‬بــ‪W‬ن أيــديكم‪ ..‬امتثلــوا أمــر ﷲ ع ــى طريــق‬
‫الن†ـ ــ‪ t‬فـ ــاهلل يعطـ ــيكم الفـ ــوز والسـ ــعادة والراحـ ــة‪ ..‬كـ ــل ن†ـ ــ‪t‬‬
‫ع ـ ـ ـ ّـرف قوم ـ ـ ــه ب ـ ـ ــاهلل ‪...‬ﷲ ه ـ ـ ــو ال ـ ـ ــذي يتص ـ ـ ــرف ‪ 3‬ـ ـ ــي ه ـ ـ ــذﻩ‬
‫املخلوق ـ ــات بقدرت ـ ــه‪ ..‬ال خـ ـ ــالق إال ﷲ‪ ..‬أن ـ ــتم عظمـ ـ ــوا ﷲ‪،‬‬
‫ووحدوا ﷲ ‪3‬ي نظام حياتكم‪ ..‬نحن كلنـا وإخواننـا وأزواجنـا‬
‫وأوالدن ــا وأهالين ــا وأوالد أوالدن ــا وأوالد بناتن ــا نح ــن م ــن أم ــة‬
‫‪١٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الن†‪ t‬ـ  ــ فـاهلل كلفنـا بمسـؤولية الن†ـ‪ .. t‬كـل واحـد‬


‫محت ــاج لجه ــد الن† ــ‪ ..  t‬ﷲ ش ــرفنا بجه ــد الن† ــ‪ t‬محم ــد‬
‫‪.‬‬
‫من ترك الجهد ُيحرم من الهداية‪:‬‬
‫ألن مـ ــن تـ ــرك جهـ ــد الزراعـ ــة يحـ ــرم ثمـ ــرة الزراعـ ــة )‬
‫اﻝﺤﺒــوب‪ ..‬واﻝﻔﺎﻜﻬــﺔ‪ ..‬اﻝــﺦ ( ‪ ..‬ومــن تــرك جهــد الصــناعة‬
‫يحـ ــرم املصـ ــنوعات‪ ..‬ومـ ــن تـ ــرك جهـ ــد التجـ ــارة يحـ ــرم املـ ــال‬
‫وربح التجارة‪ ..‬ومن ترك جهد الدين يحرم من الهداية ‪.‬‬
‫ما هو ال‪*+,‬ء الذي ُيسمى الدين؟‬
‫مث ــال لتوض ــيح ذل ــك‪ :‬رج ــل ف ــالح‪ ،‬اج‪ TU‬ــد ع ــى ٔالارض‬
‫ل‪™W‬رعه ــا‪ ..‬فشـ ـراء الب ــذر م ــن جه ــد الزراع ــة‪ ..‬وحراث ــة ٔالارض‬
‫من جهد الزراعة‪ ..‬وري ٔالارض من جهـد الزراعـة‪ ..‬وتنظيـف‬
‫ٔالارض م ــن الحش ــائش الض ــارة م ــن جه ــد الزراع ــة‪ ..‬وإلق ــاء‬
‫‪١٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الســماد بــاألرض مــن جهــد الزراعــة فمجموعــة هــذﻩ ٔالاعمــال‬


‫تسـم‪ ¢‬جهــد الزراعـة‪ ..‬فكــذلك التعلـيم جــزء مـن جهــد الن†ــ‪t‬‬
‫‪ ..‬وقـ ـراءة القـ ـرآن ج ــزء م ــن جه ــد الن† ــ‪ .. t‬وال ــذكر‬
‫جــزء مــن جهــد الن†ــ‪ .. t‬والخدمــة جــزء مــن جهــد الن†ــ‪t‬‬
‫‪ ..‬والدعوة جزء من جهد الن†ـ‪ .. t‬ؤالامـر بـاملعروف‬
‫والن‪ ¢u‬عن املنكر جزء من جهد الن†‪ .. t‬وصـلة ٔالارحـام‬
‫ج ــزء م ــن جه ــد الن† ــ‪ .. t‬وب ــر الوال ــدين ج ــزء م ــن جه ــد‬
‫الن† ــ‪ .. t‬وٕالاحس ــان إ( ــى الجي ــران ج ــزء م ــن جه ــد الن† ــ‪t‬‬
‫ُ‬
‫‪ ..‬فمجموعة ٔالاعمال كلها‪ :‬تسم‪ ¢‬جهد الديـن‪.‬‬
‫ال تغفل عن الدعوة ‪:‬‬
‫‪‬ﻬـ ــﺎ ِر‬ ‫ف ــاهلل  وج ــل يق ــول لنبي ــه‪  :‬إِ ‪‬ن ﻟَـ ـ َ‬
‫ـﻚ ِﰲ اﻟﻨـ َ‬
‫‪١٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﺳ ـ ْـﺒﺤﺎً ﻃَـ ـ ِﻮﻳﻼً )‪ (٤‬يع‪ ¹‬ــ‪ ¢‬ال ــدا‪É‬ي مث ــل الس ــابح ‪ 3‬ــي ال•‪ T‬ــر‪،‬‬
‫َ‬
‫فال ـ ــذي يس ـ ــبح ‪ 3‬ـ ــي ال•‪ T‬ـ ــر ال يغف ـ ــل دقيق ـ ــة واح ـ ــدة وك ـ ــذلك‬
‫الرســول ‪ ،‬مــا غفــل ‪3‬ــي ال•‪T‬ــار دقيقــة واحــدة عــن الــدعوة‬
‫إ(ى ﷲ  ‪.‬‬

‫ننظر ماذا ُيريد ﷲ منا‪:‬‬


‫ننظر ‪3‬ـي كـل وقـت مـاذا يريـد املـو(ى  منـا‪ ..‬ونجعـل كـل‬
‫مـ ــا نشـ ــت‪ ،¢u‬مـ ــا يريـ ــدﻩ ﷲ ‪ ،‬فـ ــإذا يريـ ــد منـ ــا التضـ ــحية‬
‫باملال نض‪Ê‬ي باملال ‪ ،‬وإذا يريد التضـحية بـالنفس‪ ..‬نضـ‪Ê‬ي‪..‬‬
‫وإذا يريد التضحية بالدكان نض‪Ê‬ي‪ ..‬وهكذا ‪.‬‬
‫الشفقة والرحمة ع<ي العصاة‪:‬‬
‫ل ــيس جه ــدنا أن نق ــول للك ــافر ي ــا ك ــافر ‪ ،‬وللمش ــرك ي ــا‬
‫مشرك ‪ ،‬وللزاني يا زاني وامللحد يا ملحـد‪ ..‬ولكـن نج‪TU‬ـد ع ـى‬

‫)‪ (٤‬سورة املزمل – ٓالاية ‪.٧‬‬


‫‪١٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الك ــافر ح‪ £‬ــ‪ ¢‬يت ــرك كف ــرﻩ وي ــدخل ‪ 3‬ــي ٕالاس ــالم‪ ..‬ونج‪ TU‬ــد ع ــى‬
‫املشـرك ح‪£‬ــ‪ ¢‬يتــرك شــركه ويــدخل ‪3‬ــي التوحيــد ونج‪TU‬ــد ع ــى‬
‫الزانـ ـ ــي ح‪£‬ـ ـ ــ‪ ¢‬يŠـ ـ ــ‪V‬ك زنـ ـ ــاﻩ ويتـ ـ ــوب إ(ـ ـ ــى ﷲ‪ ..‬فيكـ ـ ــون عنـ ـ ــدنا‬
‫الشفقة والرحمة ع ى أمة الرسول ‪ ،‬فالرسـول  كـان‬

‫ﺎك إِ‪‬ﻻ َر ْﲪَـﺔً‬


‫رحمــة للعــامل‪W‬ن كمــا قــال ﷲ   َوَﻣــﺎ أ َْر َﺳ ـ ْﻠﻨَ َ‬
‫ﲔ )‪ . (٥‬وم ــا ق ــال للمن ــافق‪W‬ن أن ــتم من ــافقون‪ ،‬وه ــو‬ ‫ِ ِ‬
‫ﻟ ْﻠ َﻌ ــﺎﻟَﻤ َ‬
‫يعلمه ـ ـ ــم ب ـ ـ ـالو‪Ì‬ي‪ ،‬م ـ ـ ــع أ‪ Th‬ـ ـ ــم ك ـ ـ ــانوا يبغض ـ ـ ــون النبـ ـ ـ ـي ‬
‫ويضمرون العداوة له وألصـحابه‪ ،‬ومـا أخ‪a‬ـ‪ V‬عـ•‪T‬م الصـحابة‬
‫ر‪ Í‬ــ}‪ t‬ﷲ ع ــ•‪T‬م إال حذيف ــة وصـ ـ ى ع ــى زع ــيمهم عب ــد‬
‫ﷲ بــن أبــى بــن ســلول وكفنــه ‪3‬ــي جبتــه وجعــل مــن ريقــه ‪3‬ــي‬
‫فم ـ ــه‪ ،‬فع ـ ــن أس ـ ــامة ب ـ ــن زي ـ ــد
أن رس ـ ــول ﷲ  م ـ ــر‬
‫بمجل ــس في ــه عب ــد ﷲ ب ــن أب ــى ب ــن س ــلول‪ ،‬وذل ــك قب ــل أن‬
‫يس ـ ــلم عب ـ ــد ﷲ ب ـ ــن أب ـ ــى ‪ ،‬ف ـ ــإذا ‪ 3‬ـ ــي املجل ـ ــس أخ ـ ــالط م ـ ــن‬

‫)‪ (٥‬سورة ٔالانبياء – ٓالاية ‪.١٠٧‬‬


‫‪٢٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫املسـلم‪W‬ن‪ ،‬واملشــرك‪W‬ن‪ ،‬وعبــدة ٔالاوثـان‪ ،‬وال`‪T‬ــود‪ ،‬واملســلم‪W‬ن‪،‬‬


‫و‪ 3‬ــى املجل ــس عب ــد ﷲ بـ ــن رواح ــه‪ ،‬فلم ــا غش ــيت املجلـ ــس‬
‫عجاجة الدابة خمر عبد ﷲ بن أبى أنفه بردائه‪ ،‬ثـم قـال ‪:‬‬
‫ال تغ‪a‬ـ ــ‪V‬وا علينـ ــا‪ ،‬فسـ ــلم رس ـ ــول ﷲ  علـ ــ`‪T‬م ثـ ــم وق ـ ــف‬
‫ف‪¤‬ــ™ل فــدعاهم إ(ــى ﷲ وق ـرأ علــ`‪T‬م الق ـرآن ‪ ،‬فقــال عبــد ﷲ‬
‫بن أبى بن سلول‪ :‬أ’‪T‬ا املرء أنه ال أحسن مما تقـول إن كـان‬
‫حقا‪ ،‬فال تؤذنا به ‪3‬ى مجالسنا ‪ ،‬ارجع إ(ى رحلك من جـاءك‬
‫فاقص ــص علي ــه‪ ،‬فق ــال عب ــد ﷲ ب ــن رواح ــه‪ :‬ب ــى ي ــا رس ــول‬
‫ﷲ فاغشـ ــنا بـ ــه ‪3‬ـ ــي مجالسـ ــنا فإننـ ــا نحـ ــب ذلـ ــك‪ ،‬فاسـ ــتب‬
‫املس ــلمون واملش ــرك‪W‬ن وال`‪ T‬ــود ح‪ £‬ــ‪ ¢‬ك ــادوا يتث ــاورون ‪ ،‬فل ــم‬
‫ي ــزل الن† ــ‪ t‬يخفض ــهم ح‪ £‬ــ‪ ¢‬س ــكنوا ‪ ،‬ث ــم رك ــب الن† ــ‪t‬‬
‫دابتـه فســار ح‪£‬ـ‪ ¢‬دخــل ع ـى ســعد بـن عبــادة فقـال لــه الن†ــ‪t‬‬
‫‪ ":‬يــا ســعد‪ ،‬ألــم تســمع مــا قــال أبــو حبــاب ؟ " يريــد عبــد‬
‫ﷲ بن أبى‪ ،‬قال كذا وكذا‪ ،‬قال سعد بن عبـادة‪ :‬يـا رسـول‬
‫‪٢١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﷲ !‪ ،‬اع ــف عن ــه واص ــفح‪ ،‬ف ــو ال ــذي أن ــزل علي ــك الكت ــاب‪،‬‬
‫ولق ـ ــد اص ـ ــطلح أه ـ ــل البح‪ W‬ـ ــ‪V‬ة ع ـ ــى إن يتوج ـ ــوﻩ فيعص ـ ــبوﻩ‬
‫بالعصـ ــابة‪ ،‬فلمـ ــا أبـ ــى ﷲ ذلـ ــك بـ ــالحق الـ ــذي أعطـ ــاك ﷲ‬
‫شــرق بــذلك فــذلك فعــل بــه مــا رأيــت‪ ،‬فعفــا عنــه رســول ﷲ‬
‫‪.‬‬
‫وملـ ــا تـ ــو‪3‬ى عبـ ــد ﷲ بـ ــن أبـ ــى جـ ــاء ابنـ ــه عبـ ــد ﷲ إ(ـ ــى‬
‫رسـ ـ ــول ﷲ  فأعطـ ـ ــاﻩ الن†ـ ـ ــ‪  t‬قميصـ ـ ــه وأمـ ـ ــرﻩ أن‬
‫يكفن ــه في ــه ث ــم ق ــام يص ـ ى علي ــه فأخ ــذ عم ــر ب ــن الخط ــاب‬
‫بثوب ــه فق ــال ‪ :‬تصـ ـ ى علي ــه وه ــو من ــافق وق ــد ‪ Th‬ــاك ﷲ ان‬
‫‬ ‫تســتغفر لهــم ؟ ق ــال إنمــا خ‪VW‬ن ــي ﷲ أو أخ‪Va‬نــي ﷲ فق ــال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﲔ‬‫اﺳـﺘَـ ْﻐﻔ ْﺮ َﳍـُ ْـﻢ أ َْو ﻻ ﺗَ ْﺴـﺘَـ ْﻐﻔ ْﺮ َﳍـُ ْـﻢ إِ ْن ﺗَ ْﺴـﺘَـ ْﻐﻔ ْﺮ َﳍـُ ْـﻢ َﺳـْـﺒﻌ َ‬
‫ْ‬
‫ـﻚ ﺑِـﺄَﻧـ‪ُ ‬ﻬ ْﻢ َﻛ َﻔ ُـﺮوا ﺑِﺎﻟﻠ‪ِ ‬ـﻪ َوَر ُﺳـﻮﻟِِﻪ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َﻣ‪‬ﺮةً ﻓَـﻠَ ْﻦ ﻳـَ ْﻐﻔ َـﺮ اﻟﻠ‪‬ـﻪُ َﳍُ ْـﻢ ذَﻟ َ‬
‫‪٢٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َواﻟﻠ‪ ‬ــﻪُ ﻻ ﻳـَ ْﻬ ــﺪي اﻟْ َﻘ ـ ْـﻮَم اﻟْ َﻔﺎﺳ ــﻘ َ‬
‫ﲔ )‪ (٦‬فق ــال س ــأزيد ع ــى‬
‫ســبع‪W‬ن ‪ ،‬قــال فصـ ى عليــه رســول ﷲ  وصــلينا معــه‪ ،‬ثــم‬
‫ـﺎت أَﺑَــﺪاً َوﻻ‬ ‫ِ‬
‫ﺼـ ‪‬ـﻞ َﻋﻠَــﻰ أﺣــﺪ ﻣ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َﻣـ َ‬
‫أنــزل ﷲ عليــه  َوﻻ ﺗُ َ‬
‫ن‬ ‫ﺗَـ ُﻘﻢ ﻋﻠَﻰ ﻗَـ ِﱪﻩِ إِﻧـ‪‬ﻬﻢ َﻛ َﻔﺮوا ﺑِﺎﻟﻠ‪ِ ‬ﻪ ورﺳﻮﻟِِﻪ وﻣﺎﺗُﻮا وﻫـﻢ ﻓَ ِ‬
‫ﺎﺳـ ُﻘﻮ َ‬ ‫ََ ُ َ َ َ ُ ْ‬ ‫ْ َ ْ ُْ ُ‬
‫)‪ (٧‬رواﻩ البخاري ‪.‬‬
‫الشيخ إلياس ) رﺤﻤﻪ اﷲ ( جـاءوا إليـه بالخـادم‪ ،‬وقـالوا‬
‫ل ـ ــه‪ :‬ه ـ ــذا الخ ـ ــادم خ ـ ــائن ) أي يس ـ ــرق املت ـ ــاع ( فق ـ ــال له ـ ــم‪،‬‬
‫ائتــوني بغ‪W‬ــ‪V‬ﻩ‪ ،‬وخــروج هــذا مــن املســجد وإبعــادﻩ عــن البيئــة‬
‫لــيس إصــالحه ولكــن إصــالحه باالج‪TU‬ــاد عليــه ‪ .‬وك ـان يقــول‪:‬‬
‫ رزقنا هذا الجهد‪ ،‬وهو‪ ):‬لؤلؤة القرن ٔالاول ( ‪.‬‬ ‫ﷲ‬
‫ال نتأثر باألحوال وننشغل باألعمال‪:‬‬
‫ كانــت تــأتى عليــه ٔالاحــوال ) اﻝﻔﻘــر – اﻝﻤــرض‬ ‫الرســول‬

‫)‪ (٦‬سورة التوبة – ٓالاية ‪.٨٠‬‬


‫)‪ (٧‬سورة التوبة – ‪.٨٤‬‬
‫‪٢٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫– اﻝﺨــوف – اﻝﺒــرد – اﻝﺤــر – اﻝﺠــوع – اﻝﻌطــش ( املقاطعــة ملــدة‬


‫ثــالث ســنوات بشــعب أبــى طالــب‪ ..‬فــإذا تــأتى ٔالاحــوال فعلينــا‬
‫أال نت ــأثر ب ــاألحوال‪ ،‬ب ــل ننظ ــر م ــا ‪ S‬ــي س ــنة رس ــول ﷲ  ‪ 3‬ــي‬
‫هذا الحال‪.‬‬
‫وب ــذلك يف ــتح ﷲ  لن ــا ب ــاب الهداي ــة ‪ 3‬ــي الع ــالم‪ ،‬ث ــم‬
‫يص ـ ــلح لن ـ ــا أحوالن ـ ــا الدنيوي ـ ــة ؤالاخروي ـ ــة ونت ـ ــيقن أن ه ـ ــذا‬
‫‪.‬‬ ‫العمل هلل‬
‫فكر املنافق ‪:‬‬
‫املنـ ــافق‪W‬ن كـ ــانوا يتفكـ ــرون ‪3‬ـ ــي مـ ــال الغنيمـ ــة ولـ ــو جـ ــاء‬
‫الــنقص يكــون ‪3‬ــي قلــو‪T ‬م الغــم والهــم وهــم ‪3‬ــي جهــد الــدين‪،‬‬
‫فحالن ــا ٓالان يقŠــ‪V‬ب م ــن ح ــالهم فكرن ــا كي ــف نكس ــب امل ــال‪..‬‬
‫ونطعـم ٔالاوالد‪ ..‬فأصــبح فكــر املســلم مثــل فكــر املنــافق‪ ،‬قــال‬
‫اب َﺷــﻐَﻠَْﺘـﻨَﺎ‬‫ـﻚ اﻟْﻤ َﺨﻠ‪ُ ‬ﻔــﻮ َن ِﻣــﻦ ْاﻷ َْﻋــﺮ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ﻮل ﻟَـ َ ُ‬ ‫تعــا(ى‪َ  :‬ﺳ ـﻴَـ ُﻘ ُ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫أَﻣﻮاﻟُﻨــﺎ وأَﻫﻠُﻮﻧـَـﺎ ﻓَ ِ‬
‫ﺲ‬‫ﺎﺳـﺘَـ ْﻐﻔ ْﺮ ﻟَﻨَــﺎ ﻳـَ ُﻘﻮﻟـُـﻮ َن ﺑﺄَﻟْﺴــﻨَﺘﻬ ْﻢ َﻣــﺎ ﻟَـ ْـﻴ َ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ َ ْ‬
‫‪٢٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ـﻚ ﻟَ ُﻜـ ْـﻢ ِﻣـ َـﻦ اﻟﻠ‪‬ـ ِـﻪ َﺷـ ْـﻴﺌﺎً إِ ْن أ ََر َاد‬ ‫ِ‬
‫ِﰲ ﻗُـﻠُــﻮ‪ْ ِِ‬ﻢ ﻗُـ ْـﻞ ﻓَ َﻤـ ْـﻦ ﳝَْﻠـ ُ‬
‫ﺿـ ّـﺮاً أ َْو أ ََر َاد ﺑِ ُﻜـ ْـﻢ ﻧـَ ْﻔﻌ ـﺎً ﺑـَ ْـﻞ َﻛــﺎ َن اﻟﻠ‪‬ــﻪُ ِﲟـَـﺎ ﺗَـ ْﻌ َﻤﻠُــﻮ َن‬
‫ﺑِ ُﻜـ ْـﻢ َ‬
‫ﺧﺒِـ ـﲑاً ) ( نس ــأل ﷲ الس ــالمة والعف ــو والعافي ــة ‪ 3‬ــي الـ ـدنيا‬ ‫‪٨‬‬
‫َ‬
‫وٓالاخرة‪.‬‬
‫باملجاهدة تأتي املكاشفة‪:‬‬
‫املـ ـزارع إذا يج‪TU‬ـ ــد لجهـ ــد الزراع ــة ويصـ ــل إ(ـ ــى مسـ ــتوى‬
‫فــاهلل  يرزقــه الحبــوب والثمــار‪ ..‬والتــاجر إذ يج‪TU‬ــد لجهــد‬
‫التجـ ـ ــارة‪ ،‬ويصـ ـ ــل إ(ـ ـ ــى مسـ ـ ــتوى فـ ـ ــاهلل  يرزقـ ـ ــه املـ ـ ــال‪..‬‬
‫وصـ ــاحب املصـ ــنع إذا يج‪TU‬ـ ــد لجهـ ــد الصـ ــناعة‪ ،‬ويصـ ــل إ(ـ ــى‬
‫مس ــتوى ف ــاهلل  يرزق ــه الŠ‪ ÖV‬ــي ‪ 3‬ــي الص ــناعة‪ ..‬ف ــإذا نج‪ TU‬ــد‬
‫لجهــد الرســول  ونصــل إ(ــى مســتوى فــاهلل  يرزقنــا‬
‫الهداية ‪.‬‬

‫)‪ (٨‬سورة الفتح – ٓالاية ‪.١١‬‬


‫‪٢٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الفرق ب‪S‬ن املسلم والدا‪P‬ي‪:‬‬


‫‪3‬ـ ـ ــى العهـ ـ ــد ٔالاول لـ ـ ــم يكـ ـ ــن هنـ ـ ــاك فـ ـ ــرق بـ ـ ــ‪W‬ن املسـ ـ ــلم‬
‫والدا‪É‬ي‪ ،‬وب‪W‬ن كلمة ٕالايمان ودعوة ٕالايمان ‪.‬‬
‫الوقت غا‪U‬ي ‪:‬‬
‫‪3‬ي وقت الفسحة باملدرسة بعض الطالب يواصل قـراءة‬
‫الكت ـ ــاب وبعض ـ ــهم يأك ـ ــل الطع ـ ــام ك ـ ــل حس ـ ــب اهتمامات ـ ــه‪..‬‬
‫فالوقــت كالقطــار‪ ..‬فتكــون كــل عربــة ‪3‬ــي القطــار ف`‪T‬ــا عمــل‪..‬‬
‫عربـة ف`‪T‬ـا الصـالة ‪ ..‬وعربـة ف`‪T‬ـا القـرآن‪ ..‬وعربـة ف`‪T‬ـا الـذكر‪..‬‬
‫وعربة ف`‪T‬ا الزيارات‪ ..‬وعربة ف`‪T‬ا الجهد وهكذا‪.‬‬
‫من للدين؟!!!!‬
‫س ــألت أح ــد العلم ــاء يش ــغل منص ــب " املف‪ £‬ــ‪ " ¢‬أخ‪Va‬ن ــي‬
‫بالص ـ ــدق الن ـ ــاس ال ـ ــذين ‪ 3‬ـ ــى جمي ـ ــع الع ـ ــالم كي ـ ــف يش ـ ــغل‬
‫‪3‬ي نفسه ليس عندي وقت !!‪.‬‬ ‫’‪T‬د’‪T‬م ﷲ  ؟‬
‫‪٢٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ي غزوة بدر الرسول  يناشد ربه قائال ‪:‬‬


‫" الله ـ ــم! إن ‪Tm‬ل ـ ــك ه ـ ــذﻩ العص ـ ــابة ال تعب ـ ــد بع ـ ــدها ‪ 3‬ـ ــي‬
‫ٔالارض " ويقــول ‪ :‬اللهــم انجزنــى مــا وعــدت‪ ، t¹‬اللهــم نصــرك "‬
‫ولــم يق ـل‪ :‬اللهــم إن ‪Tm‬ل ــك ه ــذﻩ العصــابة ال يبق ــى ‪ 3‬ــي ٔالارض‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تـاجرا وال مزارعــا وال صــانعا ألن هـذﻩ ٔالاشــياء ليســت مقصــد‬
‫ٔالامة ‪ ،‬بل مقصدها هداية الخلق أجمع‪W‬ن‪.‬‬
‫التضحية من أجل املقصد‪:‬‬
‫ُ‬
‫أح ــد املل ــوك ق ــال ل ــوزيرﻩ‪ :‬أعطي ــك ثالث ــة أس ــئلة تجي ــب‬
‫عل`‪T‬ـ ـ ـ ــا ‪ ،‬وإال قتلتـ ـ ـ ــك ‪ ،‬فسـ ـ ـ ــأل امللـ ـ ـ ــك أن يعطيـ ـ ـ ــه مهلـ ـ ـ ــة‪،‬‬
‫فأعط ـ ــاﻩ‪ ،‬فأخ ـ ــذ يتج ـ ــول ع ـ ــى الن ـ ــاس ويس ـ ــأل ع ـ ــن إجاب ـ ــة‬
‫ٔالاسـئلة‪ ،‬فلــم يجيبــه أحـد‪ ،‬وقــارب موعــدا ملهلـة ع ــى الان‪TU‬ــاء‬
‫ً‬
‫‪ ،‬فمر ع ى فالح‪ ،‬فوجـدﻩ الفـالح محزونـا يبكـى‪ ..‬فقـال لـه مـا‬
‫هــذا الحــزن ؟ وهــذا البكــاء يــا أ‪Ù‬ــي ؟ فقــص عليــه القصــة‪..‬‬
‫فقال له الفالح ‪ ،‬أقول لك الحل ‪:‬‬
‫‪٢٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الصدق الذي‪ :‬ال يكذب ؟ ‪ ..‬هو املوت ‪..‬‬


‫والكذب الذي‪ :‬ال يصدق ؟ ‪ ..‬الحياة قبل املوت ‪..‬‬
‫وأغ ــى ‪Ú‬ــ}‪t‬ء ‪3‬ــي الحيــاة ؟ ‪ ..‬فتوقــف الفــالح وقــال ‪ :‬هــل تــرى‬
‫هـ ــذا الكلـ ــب الـ ــذي يشـ ــرب مـ ــن ٕالانـ ــاء ؟ قـ ــال نعـ ــم ‪ ...‬قـ ــال‬
‫الف ــالح‪ :‬ال أخ‪ a‬ــ‪V‬ك‪ ،‬ح‪ £‬ــ‪ ¢‬ت ــذهب فتش ــرب م ــا تبق ــى ‪ 3‬ــي ٕالان ــاء‬
‫مــن الكلــب‪ ..‬فــذهب بســرعة وحمــل ٕالان ـاء‪ ،‬فقــال لــه الفــالح‪:‬‬
‫ال تشرب‪ٓ ،‬الان أجيبك‪ ،‬أغ ـى ‪Ú‬ـ}‪t‬ء ‪3‬ـي الحيـاة عنـد ٕالانسـان‬
‫هــو مقصــدﻩ‪ ..‬يع‪¹‬ــ‪ t‬أنــت مقصــدك أن تعــرف إجابــة ٔالاســئلة‬
‫ح‪£‬ــ‪ ¢‬تع ــيش‪ ،‬فل ــذلك ض ــحيت مــن أج ــل مقص ــدك وحمل ــت‬
‫ٕالانــاء لتشــرب املــاء الــذي تبقــى مــن الكلــب !! ‪ ..‬فلــو مقصــدنا‬
‫رضاء ﷲ  فكم نض‪Ê‬ي ؟‪.‬‬
‫ملاذا ُبعثنا ؟!!!‬
‫ﷲ  م ــا بعثن ــا للمل ــك وال للم ــال وال لتتحص ــل ع ــى‬
‫أس ــباب التع ــيش ‪ 3‬ــى ال ــدنيا قب ــل امل ــوت وإنم ــا خلقن ــا وبعثن ــا‬
‫‪٢٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﺖ ﻟِﻠﻨ‪ِ ‬‬
‫ـﺎس ﺗَـﺄْ ُﻣ ُﺮو َن‬ ‫ُﺧ ِﺮ َﺟ ْ‬
‫لجهد الن†ـ‪ُ  t‬ﻛْﻨﺘُ ْﻢ َﺧْﻴـَﺮ أﻣﺔ أ ْ‬
‫ﺑِﺎﻟْﻤﻌﺮ ِ‬
‫وف َوﺗَـْﻨـ َﻬ ْﻮ َن َﻋ ِﻦ اﻟْ ُﻤْﻨ َﻜ ِﺮ َوﺗـُ ْﺆِﻣﻨُﻮ َن ﺑِﺎﻟﻠ‪ِ ‬ـﻪ َوﻟَ ْـﻮ َآﻣ َـﻦ‬‫َ ُْ‬
‫ﺎب ﻟَ َﻜـﺎ َن َﺧ ْـﲑاً َﳍـُ ْـﻢ ِﻣـْﻨـ ُﻬ ُﻢ اﻟْ ُﻤ ْﺆِﻣﻨُـﻮ َن َوأَ ْﻛﺜَـ ُـﺮُﻫ ُﻢ‬
‫أَ ْﻫﻞ اﻟْ ِﻜﺘَ ِ‬
‫ُ‬
‫ﺎﺳ ُﻘﻮ َن )‪ (٩‬وذلك لتأتوا بأقوام العـالم كلـه إ(ـى الجنـة ‪...‬‬ ‫اﻟْ َﻔ ِ‬
‫هــذﻩ ٔالامــة ليســت لقــوم خــاص وال ملنطقــة خاصــة وال لــزمن‬
‫خاص‪ ،‬بل للعالم كله إ(ى يوم القيامة‪.‬‬
‫ال ـ ــذي ظ ـ ــن أن ـ ــه مل ـ ــك أو وزي ـ ــر أو مهن ـ ــدس أو طبي ـ ــب أو‬
‫م ـزارع أو ت ــاجر أو م ــدرس أو ص ــاحب املص ــنع) فق ــط( ويظ ــن‬
‫أن مكانتــه ‪ 3‬ــي ه ــذا ال‪Ü‬ــ}‪t‬ء فق ــط فه ــذا الفهــم غ‪ W‬ــ‪ V‬ص ــحيح‪،‬‬
‫ألن مكانتــه أن ــه نائ ــب ع ــن الرس ــول  ومس ــئول ع ــن جه ــد‬
‫الرسول  ‪ ..‬جهد هداية الناس أجمع‪W‬ن ‪.‬‬
‫ال نق ــول نح ــن ‪ 3‬ــي الق ــرن العش ــرين م ــاذا نفع ــل ؟ ‪ ..‬مل ــا‬

‫)‪ (٩‬سورة آل عمران – ٓالاية ‪.١١٠‬‬


‫‪٢٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫يكون الجهد ع ي طريقـة الرسـول  بنيـة الهدايـة‪ ..‬ال بنيـة‬


‫املل ـ ــك‪ ،‬وامل ـ ــال واملنص ـ ــب والحكوم ـ ــة وال بني ـ ــة التع ـ ــيش ‪ 3‬ـ ــي‬
‫الحياة الدنيا فاهلل  يح§‪ t‬الدين‪.‬‬
‫ﷲ  علمنــا الجهــد ففــي عهــد أبــى بكــر الصــديق ‬

‫‪ ..‬من ــع الن ــاس الزك ــاة وارتـ ــد بع ــض قبائ ــل العـ ــرب ‪ ...‬وأراد‬
‫ملـك الـروم أن يغـزو املسـلم‪W‬ن‪ ...‬ومسـيلمة الكـذاب وادعــاؤﻩ‬
‫النبوة ‪ ...‬كل هذﻩ ٔالاحوال ‪ ..‬ﷲ  يعلمنا ملا يكـون الجهـد‬
‫ع ـ ــى طريـ ــق الرسـ ــول  فـ ــاهلل  يح§ـ ــ‪ ¢‬الـ ــدين ‪ ..‬فعـ ــن‬
‫عائشـ ـ ـ ــة ر‪Í‬ـ ـ ـ ــ}‪ t‬ﷲ ع•‪ T‬ـ ـ ـ ــا قالـ ـ ـ ــت‪ :‬قـ ـ ـ ــبض رس ـ ـ ـ ــول ﷲ ‬
‫وارت ــدت العـ ــرب قاطب ــة واش ـ ـرأب النف ــاق‪ ،‬وﷲ ! لقـ ــد نـ ــزل‬
‫ب ــأبي م ــا ل ــو ن ــزل بالجب ــال الراسـ ـيات )‪ (١٠‬لهاض ــها ‪ ،‬وص ــار‬
‫)‪(١٢‬‬ ‫)‪(١١‬‬
‫مط‪W‬ــ‪V‬ة ‪3‬ــي حــش‬ ‫أصــحاب محمــد كــأ‪Th‬م معــزى‬

‫)‪ (١٠‬الثوابت الرواسخ ‪.‬‬


‫)‪ (١١‬الغنم‪.‬‬
‫‪٣٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫)‪(١٣‬‬
‫‪ ،‬فـ ـ ــو ﷲ ! مـ ـ ــا‬ ‫‪3‬ـ ـ ــي ليلـ ـ ــة مط‪W‬ـ ـ ــ‪V‬ة ‪3‬ـ ـ ــي أرض مسـ ـ ــبعة‬
‫)‪(١٤‬‬
‫وعنا‪Th‬ـ ـ ــا‬ ‫اختلفـ ـ ــوا ‪3‬ـ ـ ــي نقطـ ـ ــة إال طـ ـ ــار أبـ ـ ــى بخطله ـ ـ ــا‬
‫وفص ـ ــلها ‪ ،‬وك ـ ــذا ‪ 3‬ـ ــي البداي ـ ــة وال•‪T‬اي ـ ــة الب ـ ــن كث‪ W‬ـ ــ‪...(١٥) V‬‬
‫وأصــر أبــو بكــر ع ــى إنفــاذ بعــث أســامة ‪ ،‬فقــال ‪ :‬والــذي‬
‫نف ـ ــس أب ـ ــى بك ـ ــر بي ـ ــدﻩ ! ل ـ ــو ظنن ـ ــت أن الس ـ ــباع تخطفتنـ ـ ــى‬
‫ألنفــذت بعــث أســامة كمــا أمــر بــه رســول ﷲ  ‪ ،‬ولــو لــم‬
‫يبــق ‪3‬ــي القــرى غ‪W‬ــ‪V‬ي ألنفذتــه‪ ،‬كــذا ‪3‬ــي البدايــة وال•‪T‬ايــة البــن‬
‫)‪(١٦‬‬
‫‪.‬‬ ‫كث‪VW‬‬
‫وعن ــد ٕالاس ــماعي ي ع ــن عم ــر ق ــال ‪ :‬مل ــا ق ــبض‬

‫)‪ (١٢‬بستان ومجمع نخل‪.‬‬


‫)‪ (١٣‬كث‪VW‬ة السباع‪.‬‬
‫)‪ (١٤‬الكالم الفاسد‪.‬‬
‫)‪ (١٥‬حياة الصحابة – ‪. ٤١٤ / ١‬‬
‫)‪ (١٦‬املرجع السابق ـ ‪.٤١٤/١‬‬
‫‪٣١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ُ‬
‫رسول ﷲ  ارتد من ارتـد مـن العـرب وقـالوا ال نصـ ى وال‬
‫ُ‬
‫نزكــى ‪ ،‬فأتيــت أبــا بكــر فقلــت ‪ :‬يــا خليفــة رســول ﷲ ‬
‫! تــألف النــاس وارفــق ‪T ‬ــم ‪ ،‬فــإ‪Th‬م بم‪™¤‬لــة الــوحش ‪ ،‬فقــال‬
‫ً‬
‫‪ :‬أخـ ــرت نصـ ــرتك وجئت‪¹‬ـ ــ‪ t‬بخـ ــذالنك ‪ ،‬جبـ ــارا ‪3‬ـ ــي الجاهليـ ــة‬
‫ً‬
‫خــوارا ‪3‬ــي ٕالاســالم ‪ ،‬مــاذا خشــيت أن أتــألفهم بشــعر مفتعــل‬
‫أو بســحر مفŠــ‪V‬ى ه`‪T‬ــات ! ه`‪T‬ــات ! م‪á‬ــ}‪ ¢‬الن†ــ‪  t‬وانقطــع‬
‫الو‪Ì‬ي وﷲ ألجاهد‪Th‬م ما استمسك السـيف ‪3‬ـي يـدي ‪ ،‬وإن‬
‫منع ــوني عق ــاال ‪ ..‬ق ــال عم ــر ‪ :‬فوجدت ــه ‪ 3‬ــي ذل ــك أم‪ á‬ــ}‪ ¢‬م‪ ¹‬ــ‪¢‬‬
‫وأعـزم وآدب النــاس ع ـى أمــور هانـت ع ــى كث‪W‬ـ‪ V‬مــن مــؤون‪TU‬م‬
‫ح‪W‬ن ولي‪TU‬م ‪ .‬كذا ‪3‬ي الك‪.(١٧)™¤‬‬
‫و‪ 3‬ــى ح ــديث طوي ــل أخرج ــه الخطي ــب ‪ 3‬ــى رواي ــة مال ــك‬
‫عــن ابــن عمــر أنــه )‪ (١٨‬شــاور أصــحابه وبعــد املشــاورة‬

‫)‪ (١٧‬املرجع السابق – ‪.٤١٨ / ١‬‬


‫)‪ (١٨‬أي أبو بكر الصديق ر‪ t}Í‬ﷲ عنه‪.‬‬
‫‪٣٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ص ــعد املن‪ a‬ــ‪ V‬فحم ــد ﷲ  وأث‪ ¹‬ــ‪ ¢‬علي ــه ث ــم ق ــال ‪ :‬أم ــا بع ــد‬
‫ً‬
‫ف ـ ــإن ﷲ بع ـ ــث محم ـ ــدا  والح ـ ــق ق ـ ـ ﱠـل ش ـ ــريد وٕالاس ـ ــالم‬
‫غريـ ـ ــب طريـ ـ ــد ‪ ،‬قـ ـ ــد رث حبلـ ـ ــه وقـ ـ ـ ﱠـل أهلـ ـ ــه فجمعهـ ـ ــم ﷲ‬
‫بمحمــد  وجعلهــم ﷲ ٔالامــة الباقيــة الوســطى ‪ ،‬وﷲ ال‬
‫اب ــرح أق ــوم ب ــأمر ﷲ  وأجاه ــد ‪ 3‬ــي س ــبيل ﷲ  ح‪ £‬ــ‪¢‬‬
‫ينجــز ﷲ  لنــا ‪ ،‬ويفــي لنــا بعهــدﻩ ‪ ،‬فيقتــل مــن يقتــل منــا‬
‫ً‬
‫شـ ــهيدا ويبقـ ــى مـ ــن بقـ ــى منـ ــا خليفـ ــة ﷲ ‪3‬ـ ــي أرضـ ــه ووارث‬
‫عب ــادﻩ الح ــق ‪ ،‬ف ــإن ﷲ تع ــا(ى ق ــال ول ــيس لقول ــه خل ــف ‬

‫ﺎت‬‫ـﺎﳊ ِ‬ ‫وﻋـ ـ َـﺪ اﻟﻠ‪‬ـ ــﻪ اﻟ‪‬ـ ـ ِـﺬﻳﻦ آﻣﻨ ـ ـﻮا ِﻣ ـ ـْﻨ ُﻜﻢ وﻋ ِﻤﻠُـ ـﻮا اﻟ ‪ِ ‬‬
‫ﺼـ ـ َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ﻳﻦ ِﻣ ـ ْـﻦ‬ ‫ﻟَﻴﺴ ــﺘﺨﻠِ َﻔﻨـ‪‬ﻬﻢ ِﰲ اﻷرض َﻛﻤ ــﺎ اﺳ ــﺘﺨﻠَ ‪ِ ‬‬
‫ﻒ اﻟ ــﺬ َ‬ ‫َ َْْ َ‬ ‫ََْْ ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻗَـ ـ ـ ْـﺒﻠ ِﻬ ْﻢ َوﻟَﻴُ َﻤ ‪‬ﻜ ـ ــﻨَ ‪‬ﻦ َﳍ ـُ ـ ْـﻢ دﻳـ ـ ـﻨَـ ُﻬ ُﻢ اﻟ‪‬ـ ــﺬي ْارﺗَ َ‬
‫ﻀ ـ ــﻰ َﳍ ـُ ـ ْـﻢ‬
‫‪‬ﻬ ْﻢ ِﻣ ْﻦ ﺑَـ ْﻌ ِﺪ َﺧ ْﻮﻓِ ِﻬ ْﻢ أ َْﻣﻨﺎً ﻳَـ ْﻌﺒُ ُﺪوﻧَِﲏ ﻻ ﻳُ ْﺸ ِﺮُﻛﻮ َن‬ ‫َوﻟَﻴُﺒَ ‪‬ﺪﻟَﻨـ ُ‬
‫ِ‬
‫ـﻚ ﻓَﺄُوﻟَﺌِ ـ ـ ـ َ‬
‫ـﻚ ُﻫ ـ ـ ـ ُـﻢ‬ ‫ِﰊ َﺷ ـ ـ ـ ْـﻴﺌﺎً َوَﻣ ـ ـ ـ ْـﻦ َﻛ َﻔ ـ ـ ـ َـﺮ ﺑَـ ْﻌ ـ ـ ـ َـﺪ َذﻟ ـ ـ ـ َ‬
‫‪٣٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(١٩‬‬ ‫اﻟْ َﻔ ِ‬


‫ﺎﺳ ُﻘﻮ َن‬
‫ً‬
‫وﷲ لــو منعــوني عقــاال ممــا كــانوا يعطونــه لرســول ﷲ‬
‫ ثم أقبل معهم الشـجر واملـدر والجـن وٕالانـس لجاهـد‪Tm‬م‬
‫ح‪£‬ــ‪ ¢‬تلحــق رو‪Ì‬ــي بــاهلل ‪ ،‬إن ﷲ لــم يفــرق بــ‪W‬ن الص ــالة‬
‫والزك ــاة ث ــم جمعهم ــا‪ ،‬فك‪ a‬ــ‪ V‬عم ــر‪ ،‬وق ــال ‪ :‬ق ــد علم ــت ح ــ‪W‬ن‬
‫ع ــزم ﷲ ألب ــى بك ــر ع ــى قت ــالهم أن ــه الح ــق" ك ــذا ‪ 3‬ــي الك‪ ¤‬ــ™ "‬
‫)‪(٢٠‬‬
‫‪.‬‬
‫وخــرج ج ــيش أس ــامة فجعــل ال يم ــر بقبيل ــة يري ــدون‬
‫الارتــداد‪ ،‬قــالوا‪ :‬لــوال أن لهــؤالء قــوة مــا خــرج مثــل هــؤالء مــن‬
‫عنـ ــدهم‪ ،‬ولكـ ــن نـ ــدعهم ح‪£‬ـ ــ‪ ¢‬يلقـ ــوا الـ ــروم‪ ،‬فلقـ ــوا الـ ــروم‬
‫فهزموهم وقتلوهم‪ ،‬ورجعوا سامل‪W‬ن‪ ،‬فثبتـوا ع ـى ٕالاسـالم‪).‬‬

‫)‪ (١٩‬سورة النور – ٓالاية ‪. ٥٥‬‬


‫)‪ (٢٠‬حياة الصحابة‪٤٠٧/١‬‬
‫‪٣٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫)‪(٢١‬‬
‫كذا ‪3‬ي البداية (‬
‫وك ـان ال ــذي يرج ــع إ( ــى ٕالاس ــالم مم ــن ارت ــد م ــن الع ــرب‬
‫يخـ ـ ــرج مـ ـ ــع املسـ ـ ــلم‪W‬ن وجـ ـ ــاء الرعـ ـ ــب ‪3‬ـ ـ ــى قلـ ـ ــوب الـ ـ ــروم ‪...‬‬
‫وص ــالحوا أس ــامة ع ــى الجزي ــة ورج ــع ع ــ•‪T‬م ‪ 3 ،‬ــى ش ــهر‬
‫رجع النـاس إ(ـى ٕالاسـالم وانقشـعت تلـك الفتنـة ‪ ،‬فـرحم ﷲ‬
‫أبــى بكــر كــان حريصــا ع ــى ٕالاســالم وأهلــه ‪ ..‬منــذ أســلم وهــو‬
‫حريصــا ع ــى ٕالاســالم ح‪£‬ــ‪ ¢‬عنــد موتــه فقــد أخــرج بــن جريــر‬
‫الط‪ a‬ــ‪V‬ي م ــن طري ــق س ــيف ‪ :‬أن أب ــا بك ــر م ــرض بع ــد مخ ــرج‬
‫خال ــد ر‪ Í‬ــ}‪ t‬ﷲ ع•‪T‬م ــا إ( ــى الش ــام مرض ــته ال‪ £‬ــ‪ t‬م ــات ف`‪ T‬ــا‬
‫بأشهر فقدم املث‪ ¢¹‬وقد أشفى وعقد لعمر فـأخ‪Va‬ﻩ‬
‫الخ‪a‬ــ‪ V‬فقــال ‪ :‬ع ـ ًّـى بعمــر فجــاءﻩ فقــال لــه‪ :‬اســمع يــا عمــر ! مــا‬
‫أقولــه لــك ثــم اعمــل بــه إنــي ألرجــو أن أمــوت مــن يــومي هــذا‬
‫وذل ــك ي ــوم الاثن ــ‪W‬ن ‪ ،‬ف ــإذا أن ــا م ــت ف ــال تمس ــ‪W‬ن ح‪ £‬ــ‪ ¢‬تن ــدب‬

‫)‪ (٢١‬حياة الصحابة‪٤١٥/١‬‬


‫‪٣٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫النــاس مــع املث‪¹‬ــ‪ ، ¢‬وإن تــأخرت إ(ــي الليــل فــال تصــبحن ح‪£‬ــ‪¢‬‬
‫تندب الناس مـع املث‪¹‬ـ‪ ، t‬وال يشـغلنكم مصـيبة وإن عظمـت‬
‫عــن أمــر ديــنكم ووصــية ربكــم وقــد رأيتنــا متــو‪3‬ى رســول ﷲ‬
‫ وم ــا ص ــنعت ‪ ،‬ول ــم يص ــب الخل ــق بمثل ــه وب ــاهلل ! ل ــو أن ــى‬
‫آنـ ــي عـ ــن أمـ ــر ﷲ ورسـ ــوله لخـ ــذلنا ولعاقبنـ ــا‪ ،‬فاضـ ــطرمت‬
‫)‪(٢٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫املدينة نارا‬
‫ف ــاهلل  فهمن ــا بواسـ ــطة أب ــى بكـ ــر الص ــديق‪ ،‬أننـ ــا إذا‬
‫قمن ــا بالجه ــد ع ــى طري ــق الرس ــول  ‪ ،‬ف ــاهلل  يح§ ــ‪¢‬‬
‫الـ ــدين سـ ــواء عنـ ــدنا ٔالاسـ ــلحة أم ال‪ ..‬عنـ ــدنا امللـ ــك‪ ..‬أم ال‪..‬‬
‫مقص ــد الرس ــول  مقص ــدنا‪ ،‬ونق ــوم ع ــى ه ــذا املقص ــد‬
‫ابتغاء مرضاة ﷲ ‪.‬‬
‫ال نيأس !!!‬
‫ال نق ـ ــول الحي ـ ــاة الي ـ ــوم ك ـ ــذا وك ـ ــذا‪ ..‬فاألنبي ـ ــاء عل ـ ــ`‪T‬م‬

‫)‪ (٢٢‬حياة الصحابة ‪٤١٥/١‬‬


‫‪٣٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الس ـ ــالم ك ـ ــانوا يعيش ـ ــون ‪ 3‬ـ ــي بيئ ـ ــات فاس ـ ــدة‪ ،‬وك ـ ــان الك ـ ــل‬
‫يخالفهم وبسبب الجهد هلل  غ‪ VW‬أقوامهم ‪.‬‬
‫فتنة خلق القرآن‪:‬‬
‫‪ 3‬ـي عه ــد ٕالام ــام أحم ــد رحم ــه ﷲ وقبل ــه ظه ــرت فتن ــة‬
‫خل ــق الق ـرآن‪ ،‬وك ــان يق ــوم ‪ T ‬ــا املعŠ™ل ــة‪ ،‬فيقول ــون‪ :‬إن ك ــالم‬
‫ً‬
‫ﷲ عز وجل مخلوق من جملة املخلوقات وليس وصـفا مـن‬
‫أوص ــاف ﷲ ع ــز وج ــل فه ــو غ‪ W‬ــ‪ V‬ق ــائم ب ــاهلل ب ــل ه ــو مخل ــوق‬
‫منفصــل عــن ﷲ‪ ،‬فــال يفرقــون بــ‪W‬ن الســماء وبــ‪W‬ن كــالم ﷲ‬
‫وال بـ‪W‬ن ٔالارض وبــ‪W‬ن كــالم ﷲ‪ ،‬فالكـل كمــا يقولــون مخلــوق‪،‬‬
‫وكذلك ٔالانعام واملطر‪ ،‬فالكل م‪™¤‬ل‪ ،‬وال شك أنـه يلـزم ع ـى‬
‫قــولهم لــوازم باطلــة‪ ،‬فيلــزم أن يصــح قــول مــن يقــول‪ :‬كــالم‬
‫الن ــاس ه ــو ك ــالم ﷲ ألن ك ــالم الن ــاس مخل ــوق‪ ،‬ويل ــزم ع ــى‬
‫ذلك إبطال التقسيم ‪3‬ي قولـه تعـا(ى{ ‪:‬أال لـه الخلـق ؤالامـر}‪،‬‬
‫فــإن ٔالام ــر إنمــا يك ــون عــن طري ــق الكــالم‪ ،‬ف ـإذا صــار الك ــالم‬
‫‪٣٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ً‬
‫مخلوق ــا فالك ــل مخل ــوق ول ــيس هن ــاك خل ــق وأم ــر ب ــل ل ــيس‬
‫هن ـ ــاك إال خل ـ ــق‪ .‬وي ـ ــؤدي ك ـ ــذلك إ( ـ ــى إبط ـ ــال دالل ـ ــة الق ـ ـرآن‬
‫الكـ ــريم‪ ،‬ول ـ ــه ل ـ ــوازم كث‪W‬ـ ــ‪V‬ة ذكره ـ ــا أه ـ ــل العلـ ــم ‪ 3‬ـ ــي الكت ـ ــب‬
‫املطولة‪.‬‬
‫وقد ُ‬
‫امت ِح َن ٕالامـام أحمـد رحمـه ﷲ وغ‪W‬ـ‪V‬ﻩ مـن أهـل العلـم‬
‫ألن املــأمون وكــان خليفــة املســلم‪W‬ن تــزعم قيــادة هــذا القــول‬
‫ً‬
‫ودعــا النــاس إليــه‪ ،‬وكمــا هــو معلــوم إذا الŠــ™م الحــاكم شــيئا‬
‫يصــعب ع ــى النــاس الخــروج عنــه‪ ،‬فلــم يصــ‪ Va‬ع ــى مخالفــة‬
‫ه ــذا إال أف ــذاذ قليل ــون م ــن الرج ــال‪ ،‬وك ــان ه ــو ال ــذي ص ــمد‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ص ــمودا تام ــا ك ــامال رحم ــه ﷲ وله ــذا انص ــب علي ــه الع ــذاب‬
‫والحــبس واشــ‪TU‬ر ‪T ‬ــذا رحمــه ﷲ وحم ـ‪ ¢‬ﷲ بــه عقيــدة أهــل‬
‫الســنة مــن القــول بخلــق الق ـرآن‪ ،‬فبقــي النــاس والحمــد هلل‬
‫‪٣٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫يقولون‪" :‬القرآن كالم ﷲ م‪™¤‬ل غ‪ VW‬مخلوق)‪".(٢٣‬‬


‫وق ــد تكل ــم ٕالام ــام ال ــذه†‪ 3 t‬ــي الس ــ‪ VW‬ع ــى ه ــذﻩ املس ــألة‬
‫عن ــد كالم ــه ع ــى حي ــاة ٕالام ــام أحم ــد ف ــذكر أن أح ــد ش ــيوخ‬
‫الس ــنة ن ــاظر ش ــيخ الض ــالل اب ــن أب ــي دؤاد فأفحم ــه فرجـ ــع‬
‫ٔالام‪ W‬ــ‪ V‬الواث ــق ع ــن الق ــول بخل ــق الق ـرآن‪ ..‬فق ــد روى بس ــندﻩ‬
‫عن محمد بن الواثق بن ٔالام‪3 VW‬ي ذلك الوقت قال‪ :‬كـان أبـي‬
‫إذا أراد أن يقت ـ ــل أح ـ ــدا أحض ـ ــرنا ف ـ ــأتي بش ـ ــيخ مخض ـ ــوب‬
‫مقي ــد فق ــال أب ــي ائ ــذنوا ألب ــي عب ــد ﷲ وأص ــحابه يع‪ ¹‬ــ‪ t‬اب ــن‬
‫أب ــي دؤاد ق ــال فأدخ ــل الش ــيخ فق ــال الس ــالم علي ــك ي ــا أم‪ W‬ــ‪V‬‬
‫امل ــؤمن‪W‬ن فق ــال ال س ــلم ﷲ علي ــك فق ــال ي ــا أم‪ W‬ــ‪ V‬امل ــؤمن‪W‬ن‬
‫ب ــئس م ــا أدب ــك مؤدب ــك ق ــال ﷲ تع ــا(ى‪ :‬وإذا حيي ــتم بتحي ــة‬
‫فحي ــوا بأحس ــن م•‪ T‬ــا أو ردوه ــا فق ــال اب ــن أب ــي دؤاد الرج ــل‬

‫)‪ (٢٣‬مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيم‪W‬ن املجلد‬


‫ٔالاول ‪ -‬باب القرآن الكريم‬
‫‪٣٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫مـتكلم قــال لــه كلمــه فقــال يــا شــيخ مــا تقــول ‪3‬ــي القـرآن قــال‬
‫لــم ينصــف‪ t¹‬و(ــي الســؤال قــال ســل قــال مــا تقــول ‪3‬ــي القـرآن‬
‫ق ــال مخل ــوق ق ــال الش ــيخ ه ــذا ‪ Ú‬ــ}‪t‬ء علم ــه الن† ــ‪ t‬ص ـ ى ﷲ‬
‫عليه وسلم وأبـو بكـر وعمـر والخلفـاء الراشـدون أم ‪Ú‬ـ}‪t‬ء لـم‬
‫يعلم ــوﻩ ق ــال ‪ Ú‬ــ}‪t‬ء ل ــم يعلم ــوﻩ فق ــال س ــبحان ﷲ ‪ Ú‬ــ}‪t‬ء ل ــم‬
‫يعلمه الن†‪ t‬ص ى ﷲ عليه وسلم علمته أنت فخجـل فقـال‬
‫أقل‪ t¹‬قال املسألة بحالها قال نعم علموﻩ فقـال علمـوﻩ ولـم‬
‫يــدعوا الن ــاس إليــه ق ــال نع ــم قــال أف ــال وســعك م ــا وس ــعهم‬
‫قـال فقـام أبـي فــدخل مجلسـا واسـتلقى وهــو يقـول ‪Ú‬ـ}‪t‬ء لــم‬
‫يعلمه الن†‪ t‬ص ى ﷲ عليه وسلم وال أبو بكر وعمـر وعثمـان‬
‫وع ــي وال الخلفــاء الراشــدون علمتــه أنــت ســبحان ﷲ‪Ú .‬ــ}‪t‬ء‬
‫علمــوﻩ ولــم يــدعوا النــاس إليــه أفــال وســعك مــا وســعهم‪ .‬ثــم‬
‫أم ـر برف ــع قي ــودﻩ وأن يعط ــى أرب ــع مئ ــة دين ــار وي ــؤذن ل ــه ‪ 3‬ــي‬
‫الرجــوع وســقط مــن عينــه ابــن أبــي دؤاد ولــم يمــتحن بعــدها‬
‫أحدا‪.‬‬
‫‪٤٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫قــال الــذه†‪ : t‬هــذﻩ قصــة مليحــة وإن كــان ‪3‬ــي طريقهــا مــن‬
‫يجهل ولها شاهد‪.‬‬
‫و‪3‬ــي روايــة عنــه أنــه قــال‪ :‬أقــدم أحمــد بــن أبــي دؤاد علينــا‬
‫ً‬
‫شــيخا مــن أذنــه فأدخــل ع ــى الواثــق مقيــدا فرأيتــه اســتحيا‬
‫منه ورق له وقربه فسلم ودعا فقال يا شيخ‪ :‬نـاظر ابـن أبـي‬
‫دؤاد‪ ،‬فق ــال‪ :‬ي ــا أم‪ W‬ــ‪ V‬امل ــؤمن‪W‬ن ! إن ــه يض ــعف ع ــن املن ــاظرة‬
‫فغضــب الواثــق‪ ،‬وقــال‪ :‬أيضــعف عــن مناظرتــك أنــت فقــال‬
‫يا أم‪ VW‬املؤمن‪W‬ن هون عليك فائذن (ي ‪3‬ي مناظرتـه فـإن رأيـت‬
‫أن تحفــظ ع ــي وعليــه قــال‪ :‬أفعــل‪ ،‬فقــال الشــيخ‪ :‬يــا أحمــد‬
‫أخ‪Va‬نــي عــن مقالتــك هــذﻩ ‪S‬ــي مقالــة واجبــة داخلــة ‪3‬ــي عقــد‬
‫الــدين فــال يكــون ال ــدين كــامال ح‪£‬ــ‪ ¢‬تق ــال فيــه؟ قــال‪ :‬نع ــم‪،‬‬
‫ق ــال ف ــأخ‪Va‬ني ع ــن رس ــول ﷲ صـ ـ ى ﷲ علي ــه وس ــلم ح ــ‪W‬ن‬
‫بعــث هــل ســŠ‪ V‬شــيئا ممــا أمــرﻩ ﷲ بــه مــن أمــر ديــ•‪T‬م قــال ال‬
‫قــال فــدعا ٔالامــة إ(ــى مقالتــك هــذﻩ فســكت فالتفــت الشــيخ‬
‫إ( ــى الواث ــق وق ــال ي ــا أم‪ W‬ــ‪ V‬امل ــؤمن‪W‬ن واح ــدة ق ــال نع ــم فق ــال‬
‫‪٤١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الش ـ ــيخ ف ـ ــأخ‪Va‬ني ع ـ ــن ﷲ ح ـ ــ‪W‬ن ق ـ ــال الي ـ ــوم أكمل ـ ــت لك ـ ــم‬
‫ديــنكم وأتممــت علــيكم نعم‪£‬ــ‪ t‬هــل كــان الصــادق ‪3‬ــي إكمــال‬
‫دينــه أو أنــت الصــادق ‪3‬ــي نقصــانه ح‪£‬ــ‪ ¢‬يقــال بمقالتــك هــذﻩ‬
‫فسكت فقال أجب فلم يجب فقال يـا أم‪W‬ـ‪ V‬املـؤمن‪W‬ن اثنتـان‬
‫ث ــم ق ــال ي ــا أحم ــد أخ‪Va‬ن ــي ع ــن مقالت ــك أعلمه ــا رس ــول ﷲ‬
‫ص ـ ى ﷲ علي ــه وس ــلم أم ال ق ــال علمه ــا ق ــال ف ــدعا الن ــاس‬
‫إل`‪T‬ــا فســكت فقــال يــا أم‪W‬ــ‪ V‬املــؤمن‪W‬ن ثــالث ثــم قــال يــا أحمــد‬
‫فاتسـع لرسـول ﷲ أن يعلمهـا وأمسـك ع•‪T‬ـا كمـا زعمـت ولــم‬
‫يطالــب أمتــه ‪T ‬ــا قــال نعــم واتســع ذلــك ألبــي بكــر وعمــر قــال‬
‫نعــم فــأعرض الشــيخ وقــال يــا أم‪W‬ــ‪ V‬املــؤمن‪W‬ن قــد قــدمت أنــه‬
‫يضعف عن املناظرة يـا أم‪W‬ـ‪ V‬املـؤمن‪W‬ن‪ ،‬إن لـم يتسـع لـك مـن‬
‫ٕالامساك عن هذﻩ املقالة ما زعم هذا أنه اتسـع للن†ـ‪ t‬صـ ى‬
‫ﷲ علي ـ ــه وس ـ ــلم وأص ـ ــحابه‪ ،‬ف ـ ــال وس ـ ــع ﷲ علي ـ ــك‪ ،‬فق ـ ــال‬
‫الواثــق نعــم اقطعــوا قيــد الشــيخ فلمــا قطــع ضــرب بيــدﻩ إ(ــى‬
‫القي ـ ــد ليأخ ـ ــذﻩ فجاذب ـ ــه الح ـ ــداد علي ـ ــه فق ـ ــال الواث ـ ــق ل ـ ــم‬
‫‪٤٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫أخذتــه قــال ألنــي نويــت أن أو~ــ}‪ t‬أن يجعــل ‪3‬ــي كف‪¹‬ــ‪ t‬ح‪£‬ــ‪¢‬‬
‫أخاصــم بــه هــذا الظــالم غــدا وبكــى فبكــى الواثــق وبكينــا ثــم‬
‫ســأله الواثــق أن يجعلــه ‪3‬ــي حــل فقــال لقــد جعلتــك ‪3‬ــي حــل‬
‫وس ـ ــعة م ـ ــن أول ي ـ ــوم إكرام ـ ــا لرس ـ ــول ﷲ ص ـ ـ ى ﷲ علي ـ ــه‬
‫وس ــلم لكون ــك م ــن أهل ــه فق ــال ل ــه أق ــم قبلن ــا فننتف ــع ب ــك‬
‫وتنتفع بنا قال إن ردك إياي إ(ى موض‪°‬ي أنفع لك أص‪ VW‬إ(ـى‬
‫أه ـي وولــدي فـأكف دعــاءهم عليـك فقــد خلفـ‪TU‬م ع ــى ذلــك‬
‫قال فتقبل منا صلة قال ال تحل (ي أنا ع•‪T‬ا غ‪.t¹‬‬
‫ﷲ  ثبــت ٕالامــام أحمــد بــن حنبــل وأزال الفتنــة إ( ــى‬
‫يوم القيامة ‪.‬‬
‫التتار وتسلطهم ع<ي ديار املسلم‪S‬ن‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كــان التتــار‪ ،‬قومــا غي ـر مســلم‪W‬ن وظلمــوا ظلمــا شــديدا‬
‫مــن املســلم‪W‬ن وجــاءوا إ(ــى حكــام املســلم‪W‬ن فظلمهــم الحكــام‬
‫ً‬
‫ظلم ــا ع ــى ظلمه ــم‪ ،‬وذه ــب التت ــار املظل ــوم‪W‬ن وق ــام س ــيدهم‬
‫‪٤٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ووقف ع ـى الجبـل وأخـذ ينـادى ثالثـة أيـام‪ :‬يـا إلـه املسـلم‪W‬ن‬


‫شاهدت ظلم املسلم‪W‬ن فسمع صـوتا‪ ..‬اهجـم علـ`‪T‬م تنصـر‪..‬‬
‫فاملســلم اليــوم يطحــن‪ ..‬بســبب أعمالــه الســيئة‪ ..‬نحــن نريــد‬
‫أن ’‪T‬ت ــدي ك ــل مل ــك‪ ..‬وك ــل رئ ــيس‪ ..‬وك ــل وزي ــر‪ ..‬وك ــل ت ــاجر‪..‬‬
‫وكل زارع‪ ..‬الخ‪ ..‬هذا مرادنا ومقصودنا ‪.‬‬
‫ﷲ معنـا‪:‬‬
‫وإذا قمنـا بالـدعوة ووجـدنا ٔالاغنيــاء وامللـوك لـم يســمعوا‬
‫إلينــا ويقولــون‪ :‬هــؤالء أراذلنــا بــادي ال ـرأي‪ ..‬فــال نحــزن فــاهلل‬
‫ معنــا‪ ..‬ال نريــد ملكهــم وال أمــوالهم‪ ،‬بــارك ﷲ لهــم ف`‪T‬ــا‪،‬‬
‫بل نريد لهم أن يتحصلوا ع ى الهداية‪.‬‬
‫ﷲ أعطى النبـي) اليتيم ( خطة عاملية لنشر الدين‪:‬‬
‫الن† ــ‪  t‬ول ــد يتيم ــا‪ ،‬م ــات أب ــوﻩ وه ــو ‪ 3‬ــى بط ــن أم ــه‪،‬‬
‫وماتـ ـ ــت أمـ ـ ــه وعمـ ـ ــرﻩ سـ ـ ــت سـ ـ ــنوات‪ ،‬وكفلـ ـ ــه جـ ـ ــدﻩ عبـ ـ ــد‬
‫املطلــب‪ ،‬وبعــد مــوت عبــد املطلــب كفلــه عمــه أبــو طالــب ثــم‬
‫‪٤٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ر‪É‬ى الغنم ع ى قراريط ألهل مكة‪ ..‬فولد يتيمـا ونشـأ يتيمـا‪..‬‬


‫م ــا ك ــان عن ــدﻩ م ــال وال حكوم ــة‪ ،‬ولك ــن ق ــام بالجه ــد ثالث ــة‬
‫عش ــر س ــنة ‪ 3‬ــي مك ــة املكرم ــة ث ــم ه ــاجر إ( ــى املدين ــة املن ــورة‬
‫وواصل الجهد فاهلل  نشر دينه‪.‬‬
‫ف ــإذا نق ــوم بالجه ــد ع ــى املس ــتوى املطل ــوب‪ ،‬حس ــب‬
‫جهد الرسول  فاهلل ‪ ،‬يفتح باب الهداية ‪.‬‬
‫املسلم ي ميدانه كاألسد‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كـ ــان هن ـ ــاك ر ٍاع‪ ،‬ير‪É‬ـ ــى غنم ـ ــه‪ ،‬فوجـ ــد أس ـ ــدا ص ـ ــغ‪VW‬ا‪،‬‬
‫فرباﻩ مع الغنم‪ ،‬و‪3‬ـى يـوم مـن ٔالايـام جـاء أسـد كب‪W‬ـ‪ ،V‬فوجـد‬
‫ٔالاسد الصغ‪ VW‬الذي تربى مع الغنم‪ ،‬يم‪ ¢}Ü‬مع الغنم وير‪É‬ـى‬
‫الحشائش معهم فذهب إليه وقال له‪ :‬أنـت أسـد فيقـول لـه‬
‫‪ :‬أن ــا غ ــنم ! فأخ ــذﻩ ٔالاس ــد الكب‪ W‬ــ‪ V‬وذه ــب ب ــه إ( ــى الب‪ í‬ــ‪ V‬وأراﻩ‬
‫صــورته‪ ،‬فع ــرف أن ــه أس ــد‪ ،‬فق ــال ل ــه‪ :‬ارج ــع إ( ــى الغ ــنم وازأر‬
‫زئ ــرة‪ ،‬فرج ــع فزئ ــر زئ ــرة فه ــرب من ــه ك ــل الغ ــنم‪ ..‬فهك ــذا أ’‪ T‬ــا‬
‫‪٤٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ُ‬
‫املســلمون أنــتم أســد‪ ..‬لســتم عــرب وال عجــم‪ ..‬لســنا كــذا وال‬
‫كــذا‪ ..‬نــداء الجاهليــة نŠ‪V‬كــه‪ ،‬فــإذا قلنــا ع ــى ســبيل التعــارف‬
‫فــال بــأس‪ ،‬ولكــن نŠــ‪V‬ك العصــبية‪ ..‬ف‪V¤‬جــع أمــة واحــدة ‪ ...‬أمــة‬
‫محم ــد ‪ ،‬ﷲ  جعلن ــا ‪ 3‬ــي مك ــان رفي ــع وجعلن ــا للع ــالم‬
‫كلـ ــه  وإِ ‪‬ن ﻫ ـ ـ ِـﺬﻩِ أُ‪‬ﻣ ـ ــﺘُ ُﻜﻢ أﻣ ـ ــﺔ و ِ‬
‫اﺣ ـ ـ َـﺪ ًة َوأَﻧَـ ــﺎ َرﺑ‪ُ ‬ﻜ ـ ـ ْـﻢ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ﻮن )‪. (٢٤‬‬ ‫ﻓَﺎﺗ‪‬ـ ُﻘ ِ‬
‫نرفض ما رفضه نبينا‪:‬‬
‫ال نريــد العلــو ‪3‬ــي ٔالارض‪ ..‬ال نريــد امللــك‪ ..‬ال نريــد املــال‪..‬‬
‫نرفض ما رفضه نبينـا ‪ ،‬قـال ابـن إسـحاق‪ :‬وحـدث‪ t¹‬يزيـد‬
‫بــن زيــاد‪ ،‬عــن محمــد بــن كعــب القرظــي ‪ ،‬قــال‪ :‬حــدثت أن‬
‫عتبة بن ربيعة‪ ،‬وكان سيدا‪ ،‬قال يوما وهو جـالس ‪3‬ـي نـادي‬
‫قريش‪،‬ورسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم جالس ‪3‬ي املسـجد‬

‫)‪ (٢٤‬سورة املؤمنون – ٓالاية ‪.٥٢‬‬


‫‪٤٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫وحدﻩ‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬أال أقوم إ(ى محمد فأكلمه وأعـرض‬
‫عليــه أم ــورا لعل ــه يقب ــل بعض ــها فنعطي ــه أ’‪ T‬ــا ش ــاء‪ ،‬ويك ــف‬
‫عنــا ؟ وذلــك حــ‪W‬ن أســلم حمــزة‪ ،‬ورأوا أصــحاب رســول ﷲ‬
‫ص ـ ى ﷲ عليــه وســلم يزيــدون ويك‪ï‬ــ‪V‬ون؛ فقــال‪ :‬ب ــى يــا أبــا‬
‫الوليــد‪ ،‬قــم إليــه فكلمــه ؛ فقــام إليــه عتبــة ح‪£‬ــ‪ ¢‬جلــس إ(ــى‬
‫رسول ﷲ ص ى ﷲ عليـه وسـلم ‪ ،‬فقـال ‪ :‬يـا ابـن أ‪Ù‬ـي‪ ،‬إنـك‬
‫منا حيث قد علمت ‪ ،‬وإنك أتيت قومـك بـأمر عظـيم فرقـت‬
‫بــه جمــاع‪TU‬م وســفهت بــه أحالمهــم وعبــت بــه آلهــ‪TU‬م وديــ•‪T‬م‬
‫وكفرت به من م‪ ¢}á‬مـن آبـا‪Tð‬م‪ ،‬فاسـمع م‪¹‬ـ‪ t‬أعـرض عليـك‬
‫أم ــورا تنظ ــر ف`‪ T‬ــا لعل ــك تقب ــل م•‪ T‬ــا بعض ــها‪.‬ق ــال‪ :‬فق ــال ل ــه‬
‫رسول ﷲ ص ى ﷲ عليـه وسـلم ‪ :‬قـل يـا أبـا الوليـد‪ ،‬أس ْ‬
‫ـمع؛‬
‫قال ‪ :‬يا ابن أ‪Ù‬ي‪ ،‬إن كنـت إنمـا تريـد بمـا جئـت بـه مـن هـذا‬
‫ٔالامــر مــاال جمعنــا لــك مــن أموالنــا ح‪£‬ــ‪ ¢‬تكــون أك‪Vï‬نــا مــاال ‪،‬‬
‫وإن كنت تريد بـه شـرفا سـودناك علينـا‪ ،‬ح‪£‬ـ‪ ¢‬ال نقطـع أمـرا‬
‫دون ــك‪ ،‬وإن كن ــت تري ــد ب ــه ملك ــا ملكن ــاك علين ــا؛ وإن ك ــان‬
‫‪٤٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫هـ ــذا الـ ــذي يأتيـ ــك َرئ ِّيـ ــا ت ـ ـراﻩ ال تسـ ــتيطع ردﻩ عـ ــن نفسـ ــك‪،‬‬
‫طلبنا لك الطب‪ ،‬وبذلنا فيه أموالنا ح‪ ¢£‬ن‪Va‬ئـك منـه ‪ ،‬فإنـه‬
‫ربما غلب التابع ع ى الرجل ح‪ُ ¢£‬يداوى منه‪.‬‬

‫ح‪ ¢£‬إذا فرغ عتبة‪ ،‬ورسول ﷲ ص ى ﷲ عليه وسلم‬


‫يستمع منه ‪ ،‬قال ‪ :‬أقد فرغت يا أبا الوليد ؟ قال‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫قال‪ :‬فاسمع م‪ t¹‬؛ قا ‪ :‬أفعل؛ فقال‪ } :‬ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﲪﻦ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻳﻞ ‪‬ﻣ َﻦ اﻟ‪‬ﺮ ْﲪَ ِﻦ اﻟ‪‬ﺮﺣﻴ ِﻢ * ﻛﺘَ ٌ‬
‫ﺎب‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺮﺣﻴﻢ * ﺣﻢ * ﺗَﻨﺰ ٌ‬
‫ﺖ آﻳَﺎﺗُﻪُ ﻗُـ ْﺮآﻧًﺎ َﻋَﺮﺑِﻴ‪‬ﺎ ﻟ‪َ‬ﻘ ْﻮٍم ﻳـَ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن * ﺑَ ِﺸ ًﲑا َوﻧَ ِﺬ ًﻳﺮا‬
‫ﺼﻠَ ْ‬
‫ﻓُ ‪‬‬
‫ض أَ ْﻛﺜَـ ُﺮُﻫ ْﻢ ﻓَـ ُﻬ ْﻢ َﻻ ﻳَ ْﺴ َﻤﻌُﻮ َن * َوﻗَﺎﻟُﻮا ﻗُـﻠُﻮﺑـُﻨَﺎ ِﰲ‬ ‫ﻓَﺄ َْﻋَﺮ َ‬
‫أَﻛِﻨ ٍ‪‬ﺔ ‪‬ﳑ‪‬ﺎ ﺗَ ْﺪﻋُﻮﻧَﺎ إِﻟَْﻴ ِﻪ َوِﰲ آ َذاﻧِﻨَﺎ َوﻗْـٌﺮ َوِﻣﻦ ﺑـَْﻴﻨِﻨَﺎ َوﺑَـْﻴﻨِ َ‬
‫ﻚ‬
‫‪٤٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﺎﻋﻤﻞ إِﻧـ‪‬ﻨَﺎ ﻋ ِ‬
‫ﺎﻣﻠُﻮ َن{)‪ (٢٥‬ثم م‪ ¢}á‬رسول ﷲ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ﺎب ﻓَ ْ َ ْ‬
‫ﺣ َﺠ ٌ‬
‫ص ى ﷲ عليه وسلم ف`‪T‬ا يقرؤها عليه ‪.‬‬

‫فلما سمعها منه عتبة ‪ ،‬أنصت لها ‪ ،‬وألقى يديه خلف‬


‫ظهرﻩ معتمدا عل`‪T‬ما يسمع منه ؛ ثم انت‪ ¢u‬رسول ﷲ ص ى‬
‫ﷲ عليه وسلم إ(ى السجدة م•‪T‬ا ‪ ،‬فسجد ثم قال ‪ :‬قد‬
‫سمعت يا أبا الوليد ما سمعت ‪ ،‬فأنت وذاك ‪.‬‬

‫فقام عتبة إ(ى أصحابه‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪:‬‬


‫نحلف باهلل لقد جاءكم أبو الوليد بغ‪ VW‬الوجه الذي ذهب‬
‫به ‪ .‬فلما جلس إل`‪T‬م قالوا ‪ :‬ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال ‪:‬‬
‫ورائي أني قد سمعت قوال وﷲ ما سمعت مثله قط ‪،‬‬
‫وﷲ ما هو بالشعر ‪ ،‬وال بالسحر ‪ ،‬وال بالكهانة ‪ ،‬يا معشر‬
‫قريش ‪ ،‬أطيعوني واجعلوها بي ‪ ،‬وخلوا ب‪W‬ن هذا الرجل‬
‫وب‪W‬ن ما هو فيه فاعŠ™لوﻩ ‪ ،‬فوﷲ! ليكونن لقوله الذي‬

‫)‪ (٢٥‬سورة فصلت – ٓالايات من ‪.٥ : ١‬‬


‫‪٤٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ُ‬
‫سمعت منه نبأ عظيم ‪ ،‬فإن تصبه العرب فقد كفيتموﻩ‬
‫بغ‪VW‬كم ‪ ،‬وإن يظهر ع ى العرب فملكه ملككم ‪ ،‬وعزﻩ‬
‫عزكم ‪ ،‬وكنتم أسعد الناس به ؛ قالوا ‪ :‬سحرك وﷲ يا‬
‫أبا الوليد بلسانه ؛ قال ‪ :‬هذا رأيي فيه ‪ ،‬فاصنعوا ما بدا‬
‫لكم)‪. (٢٦‬‬

‫فــأخرجوا مــن قلــوبكم‪ ،‬وخــواطركم‪ ،‬وأذهــانكم اليــأس‪،‬‬


‫ف ــاهلل  ق ــادر إن يجع ــل ك ــل واح ــد س ــببا لهداي ــة الن ــاس‬
‫أجمع‪W‬ن‪.‬‬
‫ال بــد أن يفهــم كــل رجــل وكــل امـرأة أ‪Th‬ــم مســئولون عــن‬
‫جهد الن†‪  t‬جهد الدعوة إ(ى ﷲ  ‪.‬‬
‫س ــيدنا إبـ ـراهيم ك ــان وح ــدﻩ‪ ،‬والحكوم ــة وجمي ــع‬
‫النــاس ح‪£‬ــ‪ ¢‬والديــه ضــدﻩ‪ ،‬فلمــا قــام بالــدعوة إ(ــى ﷲ ‪،‬‬
‫وكس ـ ــر أصـ ـ ــنامهم‪ ،‬وأرادوا أن يلق ـ ــوﻩ ‪3‬ـ ـ ــي الن ـ ــار ‪ ،‬فاملالئكـ ـ ــة‬

‫)‪ (٢٦‬الس‪VW‬ة النبوية البن هشام‪.‬‬


‫‪٥٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫حزنــوا وقلقــوا مــاذا يفعــل بالخليــل إبـراهيم ؟ وطلبــت‬


‫املالئك ــة م ــن ﷲ  أن يس ــمح له ــم بنص ــرته‪ ،‬فس ــمح له ــم‬
‫ولكــن الخليــل رفــض وقــال حســ†‪ t‬ﷲ ونعــم الوكيــل‪ ..‬فــاهلل‬

‫ـﺎر ُﻛ ِـﻮﱐ ﺑـَ ْـﺮداً َو َﺳـﻼﻣﺎً‬


‫ أصدر ٔالامر إ(ى النـار ﻗـُ ْﻠﻨَـﺎ ﻳَـﺎ ﻧَ ُ‬
‫اﻫﻴﻢ )‪. (٢٧‬‬ ‫ﻋﻠَﻰ إِﺑـﺮ ِ‬
‫َ َْ‬
‫َﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ِﺮ‬
‫موž ـ ـ ــ}‪ ¢‬جـ ـ ـ ــاءﻩ ٔالامـ ـ ـ ــر مـ ـ ـ ــن ﷲ   ﻓَﺄ ْ‬
‫ﻜ ـ ْـﻢ ُﻣﺘ‪‬ﺒَـﻌُ ــﻮ َن )‪ (٢٨‬فأخ ــذ ب‪ ¹‬ــ‪ t‬إسـ ـرائيل‬ ‫ﺑِﻌِﺒ ـ ِ‬
‫ـﺎدي ﻟَ ـ ْـﻴﻼً إِﻧ‪ُ ‬‬ ‫َ‬
‫وخرج ‪T ‬م‪ ،‬فاهلل  أضلهم عن الطريـق ح‪£‬ـ‪ ¢‬يظهـر قدرتـه‬
‫فمش ـ ــوا ط ـ ــول اللي ـ ــل فلم ـ ــا ج ـ ــاء ال•‪ T‬ـ ــار رأوا البح ـ ــر أم ـ ــامهم‬
‫وفرعــون وجنــودﻩ مــن ورا‪Tð‬ــم فخــافوا وقــالوا إنــا ملــدركون ‬
‫ﻮﺳ ـ ـ ــﻰ إِﻧ‪‬ـ ـ ــﺎ‬ ‫اﳉﻤﻌ ـ ـ ـ ِ‬
‫ﺎب ُﻣ َ‬
‫ـﺤ ُ‬
‫َﺻ ـ ـ ـ َ‬
‫ـﺎل أ ْ‬
‫ـﺎن ﻗَـ ـ ـ َ‬ ‫ﻓَـﻠَ ‪‬ﻤ ـ ـ ــﺎ ﺗَ ـ ـ ـ َـﺮاءَى َْ ْ َ‬

‫)‪ (٢٧‬سورة ٔالانبياء – ٓالاية ‪.٦٩‬‬


‫)‪ (٢٨‬سورة الدخان – ٓالاية ‪.٢٣‬‬
‫‪٥١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﻟَ ُﻤ ـ ْﺪ َرُﻛﻮ َن )‪ (٢٩‬فقــال موžــ}‪  ¢‬ﻗَــﺎ َل َﻛــﻼ إِ ‪‬ن َﻣﻌِـ َـﻲ‬
‫ﺳ ـ ـﻴَـ ْﻬ ِﺪﻳ ِﻦ )‪ (٣٠‬ك ــذلك نقط ــع رجاءن ــا م ــن غ‪ W‬ــ‪ V‬ﷲ‬
‫َر‪‬ﰊ َ‬
‫ ون ــربط رجاءن ــا ب ــاهلل  ‪ ،‬ونقط ــع خوفن ــا م ــن غ‪ W‬ــ‪ V‬ﷲ‬
‫ ونخ ـ ــاف م ـ ــن ﷲ  ف ـ ــاهلل  ق ـ ــال ﻓَﺄ َْو َﺣْﻴـﻨَـ ـ ــﺎ إﱃ‬
‫ﺎك اﻟْﺒَ ْﺤَﺮ ﻓﺎﻧﻔﻠﻖ ﻓَ َﻜﺎ َن ُﻛ ‪‬ﻞ ﻓِ ْـﺮٍق‬ ‫ﺼَ‬ ‫ب ﺑ َﻌ َ‬ ‫ﻮﺳﻰ أ َِن ْ‬
‫اﺿ ِﺮ ْ ِ‬
‫ُﻣ َ‬
‫َﻛــﺎﻟﻄ‪ْ‬ﻮِد اﻟْ َﻌ ِﻈــﻴ ِﻢ )‪ (٣١‬ولكــن ﷲ  ال ’‪T‬ــدم الباطــل إال‬

‫ف‬‫إذا ظهــر الحــق عنــد أهــل الحــق ‪ ..‬قــال تعــا(ى  ﺑـَ ْـﻞ ﻧـَ ْﻘـ ِـﺬ ُ‬
‫ﺎﻃـ ِـﻞ ﻓَـﻴَ ْﺪ َﻣﻐُــﻪُ ﻓَــﺈذا ُﻫـ َـﻮ َز ِاﻫـ ٌـﻖ َوﻟَ ُﻜـ ُـﻢ اﻟْ َﻮﻳْـ ُـﻞ‬
‫ـﺎﳊ ‪‬ﻖ ﻋﻠَــﻰ اﻟْﺒ ِ‬
‫ﺑـ َْ َ َ‬
‫ِ‬

‫)‪ (٢٩‬سورة الشعراء – ٓالاية ‪.٦١‬‬


‫)‪ (٣٠‬سورة الشعراء – ٓالاية ‪.٦٢‬‬
‫)‪ (٣١‬سورة الشعراء – ٓالاية ‪.٦٣‬‬
‫‪٥٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(٣٢‬‬ ‫ﺗَ ِ‬


‫ﺼ ُﻔﻮ َن‬ ‫ِﳑ‪‬ﺎ‬
‫ﷲ  ينص ــرنا‪ ،‬كم ــا نص ــر الن† ــ‪ t‬محم ــد ‪ ،‬ويح§ ــ‪¢‬‬
‫الدين كما أحياﻩ ‪3‬ي عهد الن†‪. t‬‬
‫لسنا زراع وال صناع وال تجار‪:‬‬
‫علينــا أال نعتقــد أننــا زراع أو صــناع أو تجــار أو عــرب أو‬
‫عجــم ‪ ..‬بــل نحــن مــن أمــة الن†ــ‪ ، t‬ومقصــد حياتنــا جهــد‬
‫الن†ــ‪ ، t‬وفكــرﻩ فكرنــا‪ ،‬ونقــوم بــه ع ــى طريقــة الن†ــ‪، t‬‬
‫وال نري ــد م ــن الن ــاس م ــا ‪ 3‬ــي أي ــد’‪T‬م وال نس ــتفيد م ــ•‪T‬م ب‪ Ü‬ــ}‪t‬ء‬
‫ولكــن نشــركهم معنــا ‪3‬ــي جهــد الن†ــ‪ ،t‬فتكــون نصــرة ﷲ‬
‫ معنا و’‪T‬دى بنا الناس أجمع‪W‬ن ‪.‬‬
‫زاد الدا‪P‬ي ) الص‪ st‬والتقوي (‪:‬‬
‫إذا يكــون عنــدنا تقــوى وصــ‪ ،Va‬فــاهلل  يحمينــا مــن‬

‫)‪ (٣٢‬سورة ٔالانبياء – ٓالاية ‪.١٨‬‬


‫‪٥٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫جميــع أهــل الباطــل ولــو اجتمــع ال`‪T‬ــود والنصــارى واملشــرك‪W‬ن‬


‫وامللحــدين واملنــافق‪W‬ن ليضــرونا فــال يســتطيعون‪ ،‬قــال تعــا(ى‬

‫ﺼِﱪُوا َوﺗَـﺘ‪‬ـ ُﻘﻮا ﻻ ﻳَ ُ‬


‫ َوإِ ْن ﺗَ ْ‬
‫)‪(٣٣‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺷْﻴﺌﺎً‬
‫َ‬ ‫ﻀ‪‬ﺮُﻛ ْﻢ َﻛْﻴ ُﺪ ُﻫ ْﻢ‬
‫فرعــون عليــه اللعنــة كــان عنــدﻩ الحكومــة ؤالاســلحة‪،‬‬
‫وموž}‪ ¢‬عليه السالم كان عندﻩ العصا فقط‪ ،‬قـال تعـا(ى ‬
‫ﻮﺳــﻰ )‪ (٣٤‬ﷲ  يعلــم ســيدنا‬ ‫ـﻚ ﺑِﻴَ ِﻤﻴﻨِـ َ‬
‫ـﻚ ﻳـَـﺎ ُﻣ َ‬ ‫َوَﻣــﺎ ﺗِْﻠـ َ‬
‫موž ــ}‪، ¢‬كم ــا أن ــى بق ــدرتى أجع ــل العص ــا حي ــة ض ــارة‬
‫أجعلها نافعة ‪ ،‬وهكـذا فرعـون حيـة ضـارة ‪ ،‬وهـو ‪3‬ـي يـد ﷲ‬
‫الذي يتصرف ‪3‬ي كل ‪t}Ú‬ء بقدرته ‪.‬‬
‫ال يح ــدث ‪ Ú‬ــ}‪t‬ء ‪ 3‬ــي الع ــالم بفع ــل الحكوم ــات‪ ،‬ب ــل ب ــأمر‬
‫اﷲ ‪.‬‬

‫)‪ (٣٣‬سورة آل عمران – ٓالاية ‪. ١٢٠‬‬


‫)‪ (٣٤‬سورة طـه – ٓالاية ‪. ١٧‬‬
‫‪٥٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ال نتيقن ع<ي ٔالاسباب‪:‬‬


‫ل ـ ــيس م ـ ــن ش ـ ــأن املس ـ ــلم‪ ،‬أن يت ـ ــيقن ع ـ ــى ٔالاس ـ ــباب‬
‫املادية‪ ،‬بل شأن املسلم أن يتيقن ع ى ﷲ ‪.‬‬
‫يك ــون اعتمادن ــا ع ــى ﷲ ‪ ،‬ف ــإذا الن ــاس عارض ــونا‬
‫وظلمونـ ــا‪ ،‬ال نقـ ــول لهـ ــم ‪ :‬ال تعارضـ ــونا وال تظلمونـ ــا‪ ،‬طلبنـ ــا‬
‫فوق من ﷲ  ليس تحت من البشر ‪.‬‬
‫الذي يوصل نداء دعوتنا هو ﷲ‪:‬‬
‫ال ـ ــذي يوص ـ ــل ال ـ ــدعوة وال ـ ــدين للن ـ ــاس ه ـ ــو ﷲ‪،‬‬
‫فس ــيدنا إب ــراهيم ض ــ‪Ê‬ى وب‪ ¹‬ــ‪ ¢‬البي ــت‪ ،‬وﷲ  أم ــرﻩ‬
‫ُ‬
‫بالن ــداء ح‪ £‬ــ‪ ¢‬ي ــأتي الن ــاس للح ــج‪ ..‬ق ــال‪ :‬ي ــا رب! كي ــف أس ــمع‬
‫النـاس ؟؟ قــال‪ :‬عليــك النــداء وعلينـا الــبالغ ‪ ،‬فقــام ع ــى أبــى‬
‫قب ـ ــيس وين ـ ــادى‪ :‬أ’‪ T‬ـ ــا الن ـ ــاس! إن ﷲ كت ـ ــب عل ـ ــيكم الح ـ ــج‬
‫فحج ــوا … فبل ــغ ﷲ  ه ــذا الن ــداء لجمي ــع الن ــاس‪ ،‬ح‪ £‬ــ‪¢‬‬
‫ســمعه الــذين ‪3‬ــي أصــالب الرجــال والــذين ‪3‬ــي أرحــام النســاء‪،‬‬
‫‪٥٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫فمن ل†‪ ¢‬حج بيت ﷲ‪.‬‬


‫نض‪x‬ي بحوائجنا من أجل الدعوة‪:‬‬
‫نق ـ ــوم بال ـ ــدعوة م ـ ــن أج ـ ــل هداي ـ ــة الع ـ ــالم‪ ،‬وال نعت‪ a‬ـ ــ‪V‬‬
‫أنفس ــنا كب ــار‪ ،‬ب ــل نض ــ‪Ê‬ي ونتواض ــع‪ ،‬وال نظ ــن أنن ــا ‪ Ú‬ــ}‪t‬ء‪،‬‬
‫ونضــ‪Ê‬ي بحوائجنــا للجهــد‪ ،‬وال نضــ‪Ê‬ي بالجهــد لحوائجنــا ‪3‬ــي‬
‫الفق ــر والغ‪ ¹‬ــ‪ 3 ..¢‬ــي الج ــوع والش ــبع‪ 3 ..‬ــي امل ــرض والص ــحة‪ 3 ..‬ــي‬
‫الشدة والرخاء‪.‬‬
‫الصـحابة ر‪Í‬ــ}‪ t‬ﷲ عـ•‪T‬م يقعــون ‪3‬ـي الصــالة مـن الجــوع‬
‫أم ــام الرس ــول ‪ ،‬وم ــا ق ــال له ــم انتظ ــروا أدع ــو ﷲ لك ــم‪:‬‬
‫كمــا ‪3‬ــي الحــديث ‪ " :‬ﻛــﺎن رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫وﺳــﻠﻢ إذا ﺻــﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨــﺎس ﺧــﺮ رﺟــﺎل ﻣــﻦ ﻗــﺎﻣﺘﻬﻢ ﰲ‬
‫اﻟﺼــﻼة ﳌــﺎ ‪‬ــﻢ ﻣــﻦ اﳋﺼﺎﺻــﺔ وﻫــﻢ ﻣــﻦ أﺻــﺤﺎب‬
‫اﻟﺼــﻔﺔ ﺣــﱴ ﻳﻘــﻮل اﻷﻋ ـﺮاب إن ﻫــﺆﻻء ﳎــﺎﻧﲔ ﻓــﺈذا‬
‫‪٥٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﻗﻀـ ــﻰ رﺳـ ــﻮل اﷲ ﺻـ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـ ــﻪ وﺳـ ــﻠﻢ اﻟﺼـ ــﻼة‬
‫اﻧﺼــﺮف إﻟــﻴﻬﻢ ﻓﻘــﺎل ﻟــﻮ ﺗﻌﻠﻤــﻮن ﻣــﺎ ﻟﻜــﻢ ﻋﻨــﺪ اﷲ‬
‫ﻋــﺰ وﺟــﻞ ﻷﺣﺒﺒــﺘﻢ ﻟــﻮ أﻧﻜــﻢ ﺗــﺰدادون ﺣﺎﺟــﺔ وﻓﺎﻗــﺔ‬
‫")‪.(٣٥‬‬
‫مع الح‪sS‬ة تأتي الحيلة‪:‬‬
‫رجــل يريــد أن يحŠــ‪V‬ف الزراعــة‪ ،‬ولــيس عنـدﻩ أرض‪ ،‬وال‬
‫محـ ـ ـراث‪ ،‬وال ب ـ ــذور‪ ،‬فم ـ ــاذا يفع ـ ــل ؟ ي ـ ــذهب إ( ـ ــى ص ـ ــاحب‬
‫ٔالارض ويقـ ــول ل ـ ــه‪ :‬أعط‪ ¹‬ـ ــ‪ t‬أرضـ ــك ألزرع ف`‪ T‬ـ ــا باإليج ـ ــار‪ ،‬أو‬
‫بالنصف‪ ،‬ثم يشŠ‪V‬ى البذور‪ ،‬ثـم يحـرث ٔالارض‪ ،‬ويضـع ف`‪T‬ـا‬
‫البذور‪ ،‬ثم يسق`‪T‬ا‪ ،‬فهو تعلم‪ ،‬واج‪TU‬ـد كيـف يـزرع‪ ،‬فلـذلك‬
‫يسم‪ ¢‬زارع‪.‬‬

‫)‪ (٣٥‬الراوي‪ :‬فضالة بن عبيد ٔالانصاري املحدث‪ٔ :‬الالباني املصدر‪:‬‬


‫السلسلة الصحيحة ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪٢٠٢/ ٥ :‬خالصة حكم‬
‫املحدث ‪ :‬إسنادﻩ صحيح‪.‬‬
‫‪٥٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ورجــل آخــر‪ :‬صــارت عليــه قضــية ‪3‬ــي املحكمــة وهــو أمــي‬


‫وجـاءت إليـه ورقـة ٕالاعـالن مـن املحكمـة ‪ ،‬فيـذهب إ(ـى رجـل‬
‫دارس ‪3‬ــي القريــة فيق ـرأ لــه الورقــة فيقــول لــه ‪ :‬هــذﻩ الورقــة‬
‫إعـ ــالن بقض ـ ــية ك ـ ــذا وإن ل ـ ــم ت ـ ــذهب إ( ـ ــى املحكم ـ ــة ومع ـ ــك‬
‫املس ـ ـ ــتندات ‪ 3‬ـ ـ ــي املوع ـ ـ ــد املح ـ ـ ــدد تس ـ ـ ــجن ‪ ،‬في ـ ـ ــذهب إ( ـ ـ ــى‬
‫املح ــامى‪ ،‬واملح ــامى يطل ــب من ــه مس ــتندات ك ــذا وك ــذا ‪ ،‬ث ــم‬
‫يق ـ ــوم املح ـ ــامى ‪ 3‬ـ ــي ي ـ ــوم القض ـ ــية باملرافع ـ ــة ‪ 3‬ـ ــي املحكم ـ ــة ‪..‬‬
‫فه ـ ـ ــؤالء ال يعرف ـ ـ ــون‪ ،‬ويت ـ ـ ــدبرون‪ ،‬فك ـ ـ ــذلك ال ـ ـ ــذين نج‪ TU‬ـ ـ ــد‬
‫علـ`‪T‬م‪ ،‬نـذهب ‪T ‬ـم إ(ـى العلمـاء‪ ،‬ليعلمـو‪Th‬م الـدين والوضــوء‬
‫والصالة والصيام‪..‬الخ‪.‬‬
‫اليق‪S‬ن وسيلة الاستفادة من خزائن ﷲ‪:‬‬
‫ليست ٔالاشـياء وسـيلة حقيقيـة لالسـتفادة مـن خـزائن‬
‫ﷲ ؛ بــل اليقــ‪W‬ن هــو الوســيلة الحقيقيــة لالســتفادة مــن‬
‫خزائن ﷲ  ‪.‬‬
‫‪٥٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫وإذا نمتثـ ــل أوامـ ــر ﷲ  ع ـ ــى طريقـ ــة الرسـ ــول ‬
‫فــاهلل  يرزقنــا الفــوز والفــالح‪ ،‬كمــا أعطــى الفــوز والفــالح‬
‫ملن اتبع نوح وإبـراهيم وموžـ}‪ ¢‬وعي÷ـ}‪ ¢‬ومحمـد صـلوات ﷲ‬
‫وسالمه عل`‪T‬م أجمع‪W‬ن‪.‬‬
‫ونق ـ ــوم بجه ـ ــد ال ـ ــدعوة إ( ـ ــى ﷲ  وال نب ـ ــا(ي بالن ـ ــاس‬
‫قبل ـ ــوا دعوتن ـ ــا أم ال‪ ،‬فل ـ ــيس فوزن ـ ــا موق ـ ــوف ع ـ ــى قب ـ ــول‬
‫الناس‪.‬‬
‫أثر جهد النبوة ع<ي دائرة النبوة‪:‬‬
‫جه ــد الن† ــ‪ ، t‬في ــه ق ــوة عجيب ــة‪ ،‬يك ــون أث ــرﻩ ع ــى‬
‫دائ ــرة النب ــوة‪ ،‬ودائ ــرة نب ــوة الرس ــول  الع ــالم كل ــه‪ ،‬ق ــال‬
‫ـﺎس ﺑَ ِﺸـﲑاً َوﻧَ ِـﺬﻳﺮاً َوﻟَ ِﻜـ ‪‬ﻦ‬
‫ﺎك إِ‪‬ﻻ َﻛﺎﻓ‪‬ﺔً ﻟِﻠﻨ‪ِ ‬‬
‫تعـا(ى َوَﻣﺎ أ َْر َﺳ ْﻠﻨَ َ‬
‫‪‬ﺎس ﻻ ﻳـَ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن )‪. (٣٦‬‬ ‫أَ ْﻛﺜَـَﺮ اﻟﻨ ِ‬

‫)‪ (٣٦‬سورة سـبأ – ٓالاية ‪. ٢٨‬‬


‫‪٥٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫نقوم بالـدعوة إ(ـى ﷲ  ونوجـه ٔالانظـار إ(ـى ٓالاخـرة‪،‬‬


‫و‪ Th‬ـ ــتم بالص ـ ــالة وال ـ ــذكر وال ـ ــدعاء‪ ،‬وق ـ ـراءة الق ـ ـرآن‪ ،‬وقي ـ ــام‬
‫الليل‪ ،‬ونتخلق بأخالق الرسول‪.‬‬
‫ُ‬
‫نق ــوم بال ــدعوة ونع ــد الن ــاس لل ـدعوة‪ ..‬نق ــوم بالعب ــادة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ونعد الناس للعبـادة‪ ..‬نقـوم بـالتعليم ونعـد النـاس للتعلـيم‪..‬‬
‫نقــوم بالــذكر ُونعــد النــاس للــذكر‪ ..‬نتخلــق بــأخالق الرســول‬
‫ ون ــدعو الن ــاس للتخل ــق ب ــأخالق الرس ــول  متش ــ–‪WT‬ن‬
‫بالرســول  وأصــحابه‪ ..‬عــن ابــن عمــر قــال قــال رســول ﷲ‬
‫)‪(٣٧‬‬
‫"‪.‬‬ ‫ ‪ ":‬ﻣﻦ ﺗﺸﺒﻪ ﺑﻘﻮم ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﻢ‬
‫)‪(٣٨‬‬
‫و‪3‬ي رواية‪ " :‬ﺤﺸر ﻤﻌﻬم " رواﻩ أحمد وأبو داود‪.‬‬

‫)‪ (٣٧‬س‪¤‬ن أبي داود _ كتاب اللباس _ باب ‪3‬ي لبس الشهرة‪.‬‬
‫)‪ (٣٨‬من تشبه بقوم ‪ :‬قال املناوي والعلقم‪ : t‬أي تزيى ‪3‬ي ظاهرﻩ‬
‫بز’‪T‬م ‪ ،‬وسار بس‪TmVW‬م وهد’‪T‬م ‪3‬ي ملبسهم وبعض أفعالهم انت‪.¢u‬‬
‫‪٦٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫وقال القاري ‪:‬أي من شبه نفسه بالكفار مثال من اللباس وغ‪VW‬ﻩ ‪،‬‬
‫أو بالفساق أو الفجار أو بأهل التصوف والصلحاء ٔالابرار (فهو‬
‫م•‪T‬م ‪ ) :‬أي ‪3‬ي ٕالاثم والخ‪ VW‬قاله القاري‪.‬‬
‫وقال العلقم‪: t‬أي من تشبه بالصالح‪W‬ن يكرم كما يكرمون ‪ ،‬ومن‬
‫تشبه بالفساق لم يكرم ومن وضع عليه عالمة الشرفاء أكرم وإن‬
‫لم يتحقق شرفه انت‪. ¢u‬‬
‫وقال شيخ ٕالاسالم ابن تيمية ‪3‬ي الصراط املستقيم ‪ :‬وقد احتج‬
‫ٕالامام أحمد وغ‪VW‬ﻩ ‪T ‬ذا الحديث ‪ ،‬وهذا الحديث أقل أحواله أن‬
‫يقت‪ t}á‬تحريم التشبه ‪T ‬م كما ‪3‬ي قوله من يتولهم منكم فإنه‬
‫م•‪T‬م وهو نظ‪ VW‬قول عبد ﷲ بن عمرو أنه قال ‪ :‬من ب‪ ¢¹‬بأرض‬
‫املشرك‪W‬ن وصنع ن‪VW‬وزهم ومهرجا‪Th‬م وتشبه ‪T ‬م ح‪ ¢£‬يموت حشر‬
‫معهم يوم القيامة فقد يحمل هذا ع ى التشبه املطلق فإنه يوجب‬
‫الكفر ‪ ،‬ويقت‪ t}á‬تحريم أبعاض ذلك ‪ ،‬وقد يحمل ع ى أنه م•‪T‬م ‪3‬ي‬
‫القدر املشŠ‪V‬ك الذي يشا‪T ‬هم فيه ‪ ،‬فإن كان كفرا أو معصية أو‬
‫شعارا لها كان حكمه كذلك‪ .‬وقد روي عن ابن عمر عن الن†‪ t‬‬
‫ن‪ ¢u‬عن التشبه باألعاجم‪ ،‬وقال ‪ :‬من تشبه بقوم فهو م•‪T‬م وذكرﻩ‬
‫القا‪ t}Í‬أبو يع ى ‪.‬‬
‫‪٦١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫نتشرف بما شرفنا ﷲ به‪:‬‬


‫ﷲ يقــول‪ :‬أنــت مــن خ‪W‬ــ‪ V‬أمــة‪ ،‬وأنــت تقــول‪ :‬أنــا تــاجر‪ ..‬أنــا‬
‫فالح‪ ..‬أنا وزير‪ ..‬أنا رئيس‪ ..‬ﷲ يرفعـك‪ ،‬وأنـت تضـع نفسـك‪،‬‬
‫أنــت مــن أمــة الرســول  ‪ ،‬مســئوليتك مســئولية الرســول‬

‫‪ ..‬وإذا نق ــوم بال ــدعوة نت ــيقن بموع ــود ﷲ  ‪ ،‬واﷲ‬


‫ يكون معنا‪ ،‬وير‪ ¢}Í‬عنا‪ ،‬وي‪™¤‬ل الهداية ‪3‬ي العـالم كلـه‪،‬‬
‫فعلينـ ــا أن نغ‪W‬ـ ــ‪ V‬عزمنـ ــا‪ ..‬فقـ ــد صـ ــار مـ ــا صـ ــار‪ ..‬يكفينـ ــا هـ ــذا‬
‫التقص‪.! VW‬‬

‫و‪T ‬ذا احتج غ‪ VW‬واحد من العلماء ع ى كراهة أشياء من زي غ‪VW‬‬


‫املسلم‪W‬ن وأخرج الŠ‪V‬مذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه‬
‫عن جدﻩ أن رسول ﷲ  قال ‪ :‬ليس منا من تشبه بغ‪VW‬نا انت‪¢u‬‬
‫كالمه مختصرا ] وقد أشبع الكالم ‪3‬ي ذلك ٕالامام ابن تيمية ‪3‬ي‬
‫الصراط املستقيم والعالمة املناوي ‪3‬ي فتح القدير ثم شيخنا‬
‫القا‪ t}Í‬بش‪ VW‬الدين القنو‪ù‬ي ‪3‬ي مؤلفاته ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪٦٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ننظ ــر م ــاذا يري ــد ﷲ  من ــا؟ ألن مش ــكلة ٔالام ــة الي ــوم‬
‫أ‪Th‬ا نسيت ) ماذا يريد ﷲ م•‪T‬ا ؟ (‪.‬‬
‫الهداية بقدر الجهد‪ ،‬والكشف بقدر الجهد‪:‬‬
‫مـ ـ ــثال‪ :‬الـ ـ ــذي يج‪TU‬ـ ـ ــد للزراعـ ـ ــة‪ ،‬ﷲ يكشـ ـ ــف عليـ ـ ــه الجهـ ـ ــد‬
‫املطلوب‪ ،‬أن يبذل ع ى ٔالارض ح‪ ¢£‬تخرج الزراعـة‪ . .‬والـذي‬
‫يريد الذهب والفضة من ٔالارض‪ ،‬فاهلل يكشـف لـه ‪ ،‬ترتيـب‬
‫الجه ـ ـ ـ ــد ع ـ ـ ـ ــى ٔالارض‪ ،‬ح‪ £‬ـ ـ ـ ــ‪ ¢‬تخ ـ ـ ـ ــرج ال ـ ـ ـ ــذهب والفض ـ ـ ـ ــة‪..‬‬
‫فاملكاش ــفة بق ــدر املجاه ــدة وﷲ  يكش ــف لل ــدا‪É‬ي ع ــن‬

‫الــدعاء املفيــد " اﻟﻠﻬــﻢ أﻫﻠــﻚ اﳌﺸــﺮﻛﲔ ﺑﺎﳌﺸــﺮﻛﲔ‬


‫"‪.‬‬ ‫وأﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﺎﳌﲔ‬
‫الصــحابة ر‪Í‬ــ}‪ t‬ﷲ عــ•‪T‬م مل ــا فقــدوا املــاء ‪3‬ــي الس ــفر‪،‬‬
‫تفكــروا كيــف يتوضــأون فبســبب فكــرهم ﷲ  أنــزل آيــة‬
‫التيمم ‪.‬‬
‫‪٦٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫أعمال ٕالانسان تابعة ملقصد حياته‪:‬‬


‫ﻴﻘــول اﻝﻌﻠﻤــﺎء‪ :‬أعمــال ٕالانســان تكــون تابعــة ملقصــدﻩ‪،‬‬
‫مثــل الحــاج طعامــه‪ ،‬وش ـرابه‪ ،‬ونفقاتــه‪ ،‬تابعــه ألجــر الحــج‪،‬‬
‫أل‪ Th‬ـ ــا م ـ ــن مقاص ـ ــد الح ـ ــج‪ ،‬واملجاه ـ ــد ال ـ ــذي يرب ـ ــى فرس ـ ــه‪،‬‬
‫فطعامه‪ ،‬وشرابه‪ ،‬وعلفه‪ ،‬وروثـه‪ ،‬وبولـه‪3 ،‬ـي أجـر املجاهـد‪..‬‬
‫ىﷲ‬ ‫ففي الحديث‪ :‬عن أبي هريرة قـال ‪ :‬قـال رسـول ﷲ صـ‬
‫عليــه و ســلم ‪ " :‬ﻣ ــﻦ اﺣﺘ ــﺒﺲ ﻓﺮﺳ ــﺎ ﰲ ﺳ ــﺒﻴﻞ اﷲ إﳝﺎﻧ ــﺎ‬
‫وﺗﺼــﺪﻳﻘﺎ ﺑﻮﻋــﺪﻩ ﻓــﺈن ﺷــﺒﻌﻪ ورﻳــﻪ وروﺛــﻪ وﺑﻮﻟــﻪ ﰲ‬
‫)‪.(٣٩‬‬
‫" ‪ .‬رواﻩ البخاري‬ ‫ﻣﻴﺰاﻧﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‬

‫)‪ (٣٩‬مشكاة املصابيح _ كتاب الجهاد _ باب إعداد آلة الجهاد ‪/٢‬‬
‫‪. ١١٣٦‬‬
‫‪٦٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الخلق عباد ﷲ ‪:‬‬


‫اﻝﺸـــﻴﺦ إﻝﻴـــﺎس رﺤﻤـــﻪ اﷲ ﻜـــﺎن ﻴﻘـــول‪ :‬جميــع النــاس ‪3‬ــي‬
‫الدنيا عبـاد ﷲ‪ ،‬فنجعـل بيننـا وبيـ•‪T‬م عالقـة مـن أجـل أ‪Th‬ـم‬
‫عبـاد ﷲ‪ ،‬ونج‪TU‬ـد علـ`‪T‬م ح‪£‬ـ‪ ¢‬يحبـون ﷲ  مـن قلــو‪T ‬م‪،‬‬
‫ويمتثلون أمرﻩ من أجل ح–‪T‬م هلل ‪.‬‬
‫وﻴﻘـــول أﻴﻀـــﺎً‪ :‬أوام ــر ﷲ  وســيلة للوص ــول إ( ــى ﷲ‬
‫ وبقدر ما يمتثل أمـر ﷲ‪ ،‬بقـدر مـا يتقـرب العبـد إ(ـى ﷲ‬
‫‪.‬‬
‫مــات أحــد الصــالح‪W‬ن فــرآﻩ صــديق لــه ‪3‬ــي الرؤيــا‪ ،‬فقــال‬
‫له‪ :‬كيف حالـك ؟ قـال‪ :‬الحمـد هلل‪ ،‬كـان الـروح ‪3‬ـي القفـص‪،‬‬
‫ً‬
‫فخ ــرج من ــه فص ــار حـ ـرا‪ ..‬امل ــوت جس ــر يوص ــل الحبي ــب إ( ــى‬
‫الحبيب ‪.‬‬
‫نحــن نعمــل مــن أجــل امتثــال أمــر ﷲ  وعالقتنــا مــع‬
‫الوالـ ــدين مـ ــن أجـ ــل طاعـ ــة ﷲ  وأن ﷲ أمرنـ ــا بطاعـ ــة‬
‫‪٦٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الوالدين‪.‬‬
‫ﻗــﺎل أﺤــد اﻝﻌﻠﻤــﺎء‪ :‬إن إبـراهيم ب‪¹‬ــ‪ ¢‬البيــت الحـرام‬
‫م ـ ــن الحج ـ ــارة‪ ،‬ولك ـ ــن البي ـ ــت ممت ـ ــئ ب ـ ــالنور‪ ،‬ألن عاطف ـ ــة‬
‫إبراهيم نف÷}‪ t‬وما(ي وأه ي تضحية لك يا رب‪.‬‬
‫نتجول باإليمان واليق‪S‬ن‪:‬‬
‫ﻗﺎل اﻝﺸﻴﺦ ﻴوﺴف) رﺤﻤﻪ اﷲ ( ‪ :‬ملـا تتجولـون جولـة‬
‫) عموميــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ خصوصــية ( باإليمــان واليقــ‪W‬ن ع ــى قــدرة ﷲ‬
‫ واستحض ـ ــار عظم ـ ــة ﷲ  وابتغ ـ ــاء مرض ـ ــاة ﷲ ‬
‫وبطريقـ ـ ــة رسـ ـ ــول ﷲ ‪ ،‬ف–‪T‬ـ ـ ــذﻩ الجـ ـ ــوالت ﷲ سـ ـ ــبحانه‬
‫وتعــا(ى يرزقــه الن ــور فهــذا الن ــور يصــل إ(ــى ك ــل مكــان‪ ،‬ف ــإذا‬
‫يــدخل بيــوت النــاس‪ ،‬فالنــاس كلهــم بســبب تــأث‪ VW‬هــذا النــور‬
‫يــروا أن حيــا‪Tm‬م ‪3‬ــي الخس ـران‪ ،‬فيتفكــرون كيــف نخــرج مــن‬
‫الخسران ‪.‬‬
‫‪٦٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الذي عندﻩ النور الناس تتأثر منه‪:‬‬


‫‪ù‬ــىء بشــاب يعمــل بمعا~ــ}‪ t‬ﷲ  إ(ــى مجلــس الشــيخ‬
‫محمد يوسف ) رﺤﻤﻪ اﷲ ( وهو يتكلم عـن عظمـة ﷲ ‪،‬‬
‫فقال الشاب‪ :‬رأيت ‪3‬ي كالم هذا الشـيخ النـور‪ ،‬فكيـف بمـن‬
‫يخ ــرج مع ــه أربع ــ‪W‬ن يوم ــا‪ ،‬فال ــذي يتحص ــل الن ــور جلس ــاؤﻩ‬
‫يتأثرون منه ‪.‬‬
‫كم قوة ي ٔالاعمال‪:‬‬
‫أصـ ـ ــحاب اليقـ ـ ــ‪W‬ن الفاسـ ـ ــد ال يسـ ـ ــتطيعوا أن يقومـ ـ ــوا‬
‫أمامنــا‪ ،‬ألن اليقــ‪W‬ن الفاســد لــيس لــه أرجــل‪ ،‬فثعبــان موžــ}‪¢‬‬
‫الــتقط الحيــات كلهــا‪ ،‬وكانــت تريــد أن تلــتقط قصــر فرعــون‬
‫عليه اللعنة‪ ،‬فانظر إ(ى دليل النبوة ) معجـزة سـيدنا موžـ}‪¢‬‬
‫ ( فكيــف بشــأن موžــ}‪ ¢‬عليــه الســالم وبشــأن النبــوة‪..‬‬
‫فإش ــارة الرس ــول  ‪ 3‬ــي الص ــالة كان ــت أعظ ــم م ــن إش ــارة‬
‫الرس ــول  إ( ــى القم ــر ألن إش ــارة الرس ــول  إ( ــى القم ــر‬
‫‪٦٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫دلي ـ ــل النب ـ ــوة ) أي معج ـ ــزة النب ـ ــوة ( وإش ـ ــارة الن† ـ ــ‪ 3  t‬ـ ــي‬
‫الصــالة تشــريع ؤالاوامــر أفضــل مــن دليــل النبــوة‪ ..‬ألن دليــل‬
‫النبـوة ) املعجـزة ( جــاءت لخدمـة املقصـد النبــوة ومـا جــاءت‬
‫به من أوامر وتشريعات‪.‬‬
‫بقدر ما نحصل عليه من أعمال صالحة تتنور أرواحنا‪:‬‬
‫ً‬
‫د‪ .‬زكى جيو‪Ú‬ـ}‪ ،t‬كـان يـأتي ماشـيا ع ـى ٔالاقـدام‪ ،‬إن لـم‬
‫يجــد س ــيارة‪ ،‬ليص ـ ى الفج ــر ‪ 3‬ــى نظ ــام ال ــدين‪ ،‬وه ــو أول م ــن‬
‫تجــول ‪3‬ــي انجلŠ ـ‪V‬ا‪ ..‬ملــا بعثتــه الجامعــة إ(ــى انجلŠـ‪V‬ا‪ ،‬فقبــل أن‬
‫يــذهب جــاء إ(ــى الشــيخ محمــد يوســف – رﺤﻤــﻪ اﷲ – وتشــاور‬
‫معــه‪ ،‬فقــال لــه‪ :‬نعــم اذهــب إ(ــى انجلŠ ـ‪V‬ا ولكــن بنيــة التبليــغ‪،‬‬
‫وأعط ـ ــاﻩ الكت ـ ــب الديني ـ ــة‪ ،‬ث ـ ــم تج ـ ــول هن ـ ــاك وأق ـ ــام عم ـ ــل‬
‫الدعوة والتبليغ ‪3‬ى انجلŠ‪V‬ا ‪.‬‬
‫ﻴﻘــــول د‪ .‬زﻜــــﻰ ﺠﻴوﺸــــﻲ ‪ :‬ركب ــت عرب ــة " الركش ــة " ‪،‬‬
‫فقــال (ــي صــاحب العربــة ‪ :‬لعلــك شخصــية كب‪W‬ــ‪V‬ة ‪ ،‬ثــم قــال‬
‫‪٦٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫( ــي أن ــت تق ــوم ب ــالتبليغ أم ال ؟ فس ــكت ‪ ،‬فلم ــا رآن ــي س ــكت‬
‫ً‬
‫قــال (ــى‪ :‬إذا لــم تقــوم بــالتبليغ والــدعوة فلســت كب‪W‬ـ‪V‬ا ولســت‬
‫ب‪Ü‬ـ ــ}‪t‬ء‪ ،‬يقـ ــول الـ ــدكتور‪ :‬كنـ ــت أسـ ــمع كـ ــالم الشـ ــيخ محمـ ــد‬
‫إلياس والشيخ محمد يوسف رحمهمـا ﷲ ومـا جـاء ‪3‬ـي قل†ـ‪t‬‬
‫الحياء مثل ما جاءني من صاحب هذﻩ العربة‪.‬‬
‫هل بكينا مثل الخادم؟!!!!‬
‫‪3‬ــي فŠــ‪V‬ة احــتالل ٕالانجل‪W‬ــ™ للهنــد كــان هنــاك رجــل مســلم‬
‫يخـ ـ ــدم رجـ ـ ــل إنجل‪W‬ـ ـ ــ™ي وأسـ ـ ــرته‪ ،‬وعنـ ـ ــدما قسـ ـ ــمت الهنـ ـ ــد‬
‫وباكس ـ ــتان‪ ،‬وأراد ٕالانجل‪ W‬ـ ــ™ أن يرحل ـ ــوا ع ـ ــن ال ـ ــبالد ‪ ،‬فبك ـ ــى‬
‫ً‬
‫املس ــلم بك ـ ًـاء ش ــديدا فق ــال ٕالانجل‪ W‬ــ™ي ‪ :‬مل ــاذا تبك ــى ؟! ‪ ..‬أن ــا‬
‫رتبــت لــك ترتيــب الــذهاب معنــا إ(ــى انجلŠ ـ‪V‬ا‪ ،‬فقــال املســلم ‪:‬‬
‫أنـا ال أبكــى مـن أجــل ذلــك‪ ،‬ولكـن إذا لــم تكـن مســلم تــذهب‬
‫إ(ــى نــار جهــنم‪ ،‬فقــال ٕالانجل‪W‬ــ™ي أنــا أطيعــك ‪3‬ــي كــل مــا تريــد‬
‫وأســلم هــو وأســرته‪ ..‬هــذا يبكــى ونحــن ال نبكــى مـن أجــل أمــة‬
‫‪٦٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الن†ــ‪  t‬ومــن أجــل ٕالانســانية كلهــا‪ ،‬هــم يخــالفون أمــر ﷲ‬


‫ ولـ ـ ــيس لنـ ـ ــا هـ ـ ــم وال غـ ـ ــم وال فكـ ـ ــر وال حـ ـ ــزن‪ ،‬فـ ـ ــال`‪T‬ود‬
‫والنص ــارى واملش ــرك‪W‬ن وامللح ــدين واملج ــوس إذا ل ــم يؤمن ــوا‬
‫بـاهلل  ويتبعــوا رسـوله  ويموتــوا ع ــى ذلـك تــأتى علــ`‪T‬م‬
‫ٔالاحــوال ‪3‬ــي الق‪a‬ــ‪ V‬و‪3‬ــى الحشــر ثــم يــدخلون نــار جهــنم ولــيس‬
‫غم ونحن نتصور هذا املنظر ‪٠‬‬ ‫هم وال ًّ‬‫لنا ًّ‬

‫قصة الطفل بائع الحلوى‪:‬‬


‫اقŠ ــ‪V‬ض أح ــد الص ــالح‪W‬ن مـ ــاال‪ ،‬فال ــذين اقŠ ــ‪V‬ض مـ ــ•‪T‬م‬
‫جـاءوا ليطلبـوا أمــوالهم‪ ،‬فوافـق أنـه لــيس معـه ‪Ú‬ـ}‪t‬ء‪ ،‬فقــال‬
‫له ــم‪ :‬اجلس ــوا فجلس ــوا‪ ،‬وانتظ ــروا ف ــرج ﷲ ‪ ،‬و‪ 3‬ــى ه ــذا‬
‫الحــ‪W‬ن جــاء صــ†‪ ¢‬يبيــع الحلــوى فقــال لــه‪ :‬بكــم الحلــوى ال‪£‬ــ‪t‬‬
‫معك ؟ قال الص†‪ :t‬بكـذا وكـذا‪ ،‬فقـال لـه فرقهـا ع ـى هـؤالء‬
‫الجالس‪W‬ن‪ ،‬ففرقها وأراد ثمن الحلوى‪ ،‬فقـال لـه‪ :‬اجلـس مـع‬
‫هــؤالء‪ ،‬فبكــى الصــ†‪ ،t‬وقــال‪ :‬أبــى يضــرب‪ … t¹‬وأخــذ ‪3‬ــي البكــاء‬
‫‪٧٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫… فبعـ ــد فŠـ ــ‪V‬ة مـ ــن بكائـ ــه جـ ــاء رجـ ــل ومعـ ــه هـ ــدايا وأمـ ــوال‬
‫وأعطاه ــا للرج ــل الص ــالح ‪ ،‬فق ــال لك ــل الجلـ ـوس ‪ :‬فرقوه ــا‬
‫ً‬
‫عل ــيكم وخ ــذوا حقك ــم وأعط ــوا الص ــ†‪ t‬أوال حق ــه فم ــا أت ــى‬
‫هــذا املــال إال ببكــاء الصــ†‪ ،t‬أن ــتم جئــتم وجلســتم ومــا ك ــان‬
‫‪3‬ــي نيــتكم البكــاء فببكــاء هــذا الصــ†‪ t‬نزلــت الرحمــة مــن ﷲ‬
‫ ‪ ..‬فمن يبكى من أجل أمة الن†‪ t‬محمد  ح‪£‬ـ‪ ¢‬ت‪¤‬ـ™ل‬
‫الرحمة ع ى أمة الن†‪.  t‬‬
‫ٕالاحساس باملسئولية‪:‬‬
‫إذا نحن نشعر بمسئولية ٔالامـة كلهـا فنتوجـه إ(ـى ﷲ‪،‬‬
‫ونقــول‪ :‬إن هــؤالء عبــادك‪ ،‬لــو مــاتوا ع ــى ذلــك هــم يــدخلون‬
‫النـ ــار‪ ،‬مثـ ــل ٔالام ال‪£‬ـ ــ‪ t‬رأت اب•‪T‬ـ ــا يسـ ــقط ‪3‬ـ ــي التنـ ــور فتبكـ ــى‬
‫وتصـرخ وتقــول ولـدى فالنــاس يــذهبون إل`‪T‬ـا ويخرجــون اب•‪T‬ــا‬
‫من النار‪ ..‬فاألم كم تفرح ؟‪.‬‬
‫يجـ ـ ــب إشـ ـ ــعار املسـ ـ ــلم أنـ ـ ــه مسـ ـ ــلم وأن ٕالاسـ ـ ــالم غـ ـ ــا(ى‬
‫‪٧١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ً‬
‫وعظيم جدا‪.‬‬
‫نسينا أننا مسئولون عن هداية الناس‪:‬‬
‫لألس ــف نس ــينا أو تناس ــينا أنن ــا مس ــئولون ع ــن هداي ــة‬
‫النـاس ح‪£‬ـ‪ٔ ¢‬الاب ن÷ـ}‪ ¢‬مـا سـيواجه ابنـه بعـد املـوت ؤالاخـت‬
‫تناست ما سيواجه أخاها بعد املوت‪.‬‬
‫ٕالانســان عنــدما يعــرف أنــه طبيــب أو مهنــدس أو صــاحب‬
‫مصنع أو صـاحب املنصـب أو زوج ‪ ..‬فـاهلل  يلهمـه كيـف‬
‫ي ــؤدى واجب ــه ‪ ،‬والتوفي ــق ي ــأتي م ــن ﷲ  ع ــى ق ــدر ع ــزم‬
‫العبد‪ ) :‬ع ى قدر أهل العزم تأتى العزائم ( ‪.‬‬
‫ف ــإذا عرفن ــا أنن ــا مبعوث ــون إ( ــى الع ــالم كل ــه‪ ،‬ف ــاهلل ‬
‫يوفقنا للقيام بمسئوليتنا تجاﻩ العالم كله ‪.‬‬
‫نحـ ــن ننظ ـ ـر إ(ـ ــى العـ ــالم بنظـ ــرة احتقـ ــار وازدراء وهـ ــذا‬
‫خط ـ ــأ من ـ ــا يج ـ ــب أن ننظ ـ ــر إل ـ ــ`‪T‬م بع ـ ــ‪W‬ن املحب ـ ــة والرحم ـ ــة‬
‫والشفقة ع ى العالم ولكن لألسف نسينا مقصدنا‪.‬‬
‫‪٧٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ختمت النبوة ولم يختم جهد النبوة‪:‬‬


‫نحــن مســئولون عــن العــالم كلــه‪ ،‬وعــن كــل فــرد يولــد‬
‫‪ 3‬ـ ــي الع ـ ــالم إ( ـ ــى ي ـ ــوم القيام ـ ــة‪ ،‬ب ـ ــدون أن نع ـ ــرف أنن ـ ــا أم ـ ــة‬
‫مبعوث ــة‪ ،‬ل ــن نق ــوم بمس ــئوليتنا‪ ،‬الرس ــول  بع ــث بعث ــة‬
‫مزدوجــة‪ ،‬عمــل النبــوة‪ ،‬وجهــد النبــوة قــائم إ(ــى يــوم القيامــة‬
‫ﷲ  خ ـ ــتم النب ـ ــوة ب ـ ــالن†‪ ، t‬ولكن ـ ــه م ـ ــا خ ـ ــتم عم ـ ــل‬
‫النبوة وجهد النبوة ‪.‬‬
‫ً‬
‫ٓالان أص ــبح فكرن ــا ض ــعيف‪ ،‬واهتماماتن ــا ض ــعيفة ج ــدا‪،‬‬
‫ح‪ £‬ــ‪ٔ ¢‬الام أص ــبحت ‪ Tm‬ــتم بمالب ــس اب•‪ T‬ــا وبطعام ــه وشـ ـرابه‪،‬‬
‫ولكن نسيت أن ‪Tm‬تم بمستقبل اب•‪T‬ا بعد املوت‪.‬‬
‫نح ــن نظ ــن أنن ــا مظلوم ــون ‪ 3‬ــي الع ــالم‪ ،‬ولك ــن قب ــل أن‬
‫نظ ــن أنن ــا مظلوم ــون‪ ،‬نح ــن ظ ــامل‪W‬ن ! مل ــاذا ؟ ألنن ــا ل ــم نق ــم‬
‫بمسئوليتنا تجاﻩ العالم ‪.‬‬
‫‪٧٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ما هو الظلم ؟‬
‫الظل ــم‪ :‬ه ــو وض ــع ال‪ Ü‬ــ}‪t‬ء ‪ 3‬ــي غي ــر محل ــه‪ ،‬وع ــدم قي ــام‬

‫ﺎﻫـ ُـﺪوا ِﰲ اﻟﻠ‪‬ـ ِـﻪ‬ ‫ال‪Ü‬ــ}‪t‬ء ع ـى مقصــدﻩ‪ ،‬قــال تعــا(ى  وﺟ ِ‬


‫ََ‬
‫اﺟﺘَﺒَــﺎ ُﻛ ْﻢ َوَﻣــﺎ َﺟ َﻌـ َـﻞ َﻋﻠَـ ْـﻴ ُﻜ ْﻢ‬ ‫ـﻮ‬ ‫ـ‬‫ﻫ‬ ‫ﻩ‬ ‫ﺣ ـ ‪‬ﻖ ِﺟﻬـ ِ‬
‫ـﺎد ِ‬
‫َ َ َُ ْ‬
‫ِﰲ اﻟ ـﺪ‪‬ﻳ ِﻦ ِﻣ ـ ْـﻦ َﺣ ـ َـﺮٍج ِﻣﻠ‪‬ـ ـﺔَ أَﺑِــﻴ ُﻜ ْﻢ إﺑـ ـﺮاﻫﻴﻢ ُﻫ ـ َـﻮ‬
‫ﲔ ِﻣـ ْـﻦ ﻗَـْﺒـ ُـﻞ َوِﰲ َﻫ ـ َﺬا ﻟِﻴَ ُﻜــﻮ َن‬ ‫ِِ‬
‫َﲰ‪‬ــﺎ ُﻛ ُﻢ اﻟْ ُﻤ ْﺴــﻠﻤ َ‬
‫ـﻮل َﺷـ ِﻬﻴﺪاً َﻋﻠَـ ْـﻴ ُﻜ ْﻢ َوﺗَ ُﻜﻮﻧُـﻮا ُﺷـ َـﻬ َﺪاءَ َﻋﻠَــﻰ‬ ‫اﻟ‪‬ﺮ ُﺳـ ُ‬
‫ﺼــﻼ َة وآﺗُـﻮا اﻟ‪‬ﺰَﻛــﺎ َة و ْاﻋﺘَ ِ‬ ‫ـﺎس ﻓَـﺄَﻗِ‬
‫ﺼـ ُـﻤﻮا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫اﻟ‬ ‫ا‬
‫ﻮ‬ ‫اﻟﻨ‪‬ـ ِ ُ‬
‫ﻴﻤ‬
‫اﻟﻨ ِ‬
‫‪‬ﺼــﲑ‬
‫ُ‬ ‫ﺑِﺎﻟﻠ‪‬ـ ِـﻪ ُﻫـ َـﻮ َﻣـ ْـﻮﻻ ُﻛ ْﻢ ﻓَــﻨِ ْﻌ َﻢ اﻟْ َﻤـ ْـﻮَﱃ َوﻧِ ْﻌـ َـﻢ‬
‫‪٧٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫)‪(٤٠‬‬
‫وه ــو أعظ ــم ش ــرف منحن ــاﻩ باعتبارن ــا م ــن أم ــة محم ــد‬
‫‪.‬‬
‫أصبحت عواطفنا غ‪ sS‬قرآنية‪:‬‬
‫أصــبحنا نطم ــع ‪ 3‬ــي املل ــك واملــال‪ ..‬علين ــا أن نق ــول أله ــل‬
‫امللك‪ :‬ملككم لكـم‪ ،‬وألهـل املـال‪ :‬مـالكم لكـم‪ ..‬نحـن نريـد‪ :‬أن‬
‫نخ ـ ــرج الع ـ ــالم م ـ ــن الحي ـ ــاة البئيس ـ ــة التعيس ـ ــة إ( ـ ــى الحي ـ ــاة‬
‫السعيدة الشريفة الكريمة ‪.‬‬
‫أص ـ ــبحت ش ـ ــهواتنا ورغباتن ـ ــا كأه ـ ــل ال ـ ــدنيا‪ ،‬وأص ـ ــبحنا‬
‫نــتكلم مث ــل أهــل ال ــدنيا‪ ،‬وأصــبحت وظيفتن ــا كأهــل ال ــدنيا‪،‬‬
‫وعن ـ ــدما تع ـ ــرف ٔالام ـ ــة مقص ـ ــدها وغاي‪ TU‬ـ ــا ﷲ يرب`‪ T‬ـ ــا تربي ـ ــة‬
‫خاصـ ــة فيقـ ــوى إيما‪Th‬ـ ــا ويقـ ــوى يقي•‪T‬ـ ــا كمـ ــا يربـ ــى الـ ــدا‪É‬ي‪..‬‬
‫ولكن م‪ ¢£‬يحدث هذا ؟؟؟‬
‫عن ــدما تض ــ‪Ê‬ى ٔالام ــة بش ــهوا‪Tm‬ا ورغبا‪ Tm‬ــا وتق ــوم بجه ــد‬

‫)‪ (٤٠‬سورة الحج – ٓالاية ‪. ٧٨‬‬


‫‪٧٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ال ـ ــدعوة إ( ـ ــى ﷲ  ‪ ،‬وتتحم ـ ــل ‪ 3‬ـ ــي س ـ ــبيله التض ـ ــحيات‪..‬‬
‫فل ــوال ه ــذا الجه ــد م ــا دخ ــل الج ــوع ‪ 3‬ــي بي ــت الن† ــ‪  t‬وم ــا‬
‫ابت ــى أصــحابه ر‪Í‬ــ}‪ t‬ﷲ عــ•‪T‬م بــنقص ‪3‬ــي ٔالامــوال ؤالانفــس‬
‫والثم ـ ـرات‪ ،‬فه ـ ــل نح ـ ــن ‪ ،‬أزك ـ ــى م ـ ــ•‪T‬م ؟؟؟ ك ـ ــال وﷲ !!! ه ـ ــم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فهموا فهما صحيحا ‪.‬‬
‫كيـ ــف نحـ ــن ‪3‬ـ ــى هـ ــذا الـ ــزمن نكتفـ ــي بالقيـ ــام بـ ــبعض‬
‫أعم ــال العب ــادات ونظ ــن أنن ــا مس ــلمون ملŠ™م ــون‪ ..‬ك ــل ه ــذا‬
‫بس ــبب الفه ــم الخ ــاطئ لخص ــائص ٔالام ــة أنن ــا أم ــة مبعوث ــة‬
‫وعلينــا أن نســتغفر ﷲ ســبحانه وتعــا(ى ع ــى مــا بــدر منــا مــن‬
‫تقص‪3 VW‬ي حق هذﻩ ٔالامة ‪.‬‬
‫ماذا لو رجعت ٔالامة إ‪U‬ى مقصدها ووظيفˆ‡ا ؟ ‪:‬‬
‫لو رجعت ٔالامـة إ(ـى مقصـدها ووظيف‪TU‬ـا‪ ،‬ﷲ يعيـد إل`‪T‬ـا‬
‫ٔالاي ــام واللي ــا(ي ال‪ £‬ــ‪ t‬ش ــهدها الص ــحابة ر‪ Í‬ــ}‪ t‬ﷲ ع ــ•‪T‬م م ــن‬
‫النصـ ــرة الغيبيـ ــة ع ـ ــى ٔالاعـ ــداء‪ ،‬وظهـ ــور ال‪Va‬كـ ــات‪ ،‬ودخـ ــول‬
‫‪٧٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الناس ‪3‬ي دين ﷲ  أفواجا ‪.‬‬


‫نحن نريد ٕالاصالح وال نعرف مع‪ٕ ¢¹‬الاصالح ‪.‬‬
‫املعصية الك‪st‬ى ترك الدعوة‪:‬‬
‫نحـ ـ ـ ــن نسـ ـ ـ ــتغفر ﷲ  مـ ـ ـ ــن الـ ـ ـ ــذنوب واملعا~ـ ـ ـ ــ}‪،t‬‬
‫ونســينا أن نســتغفر ﷲ  مــن تــرك جهــد الــدعوة إ(ــى اﷲ‬
‫‪ ،‬ال ــذي يس ــبب ترك ـه ج ــاءت ال ــذنوب واملعا~ ــ}‪ 3 t‬ــي أم ــة‬
‫الن†‪.  t‬‬
‫أم املعا~ــ}‪ t‬بــل املعصــية الك‪a‬ــ‪V‬ى تــرك الــدعوة إ(ــى ﷲ‬
‫‪ ..‬الـ ــذي بسـ ــبب تركه ـ ـا ظهـ ــرت الكبـ ــائر والفـ ــواحش ‪3‬ـ ــي‬
‫ٔالامة ‪.‬‬
‫ف ـ ــإذا نس ـ ــتغفر ﷲ  ونت ـ ــوب إلي ـ ــه م ـ ــن ه ـ ــذا الخط ـ ــأ‬
‫العظيم ﷲ  يتوب علينا‪.‬‬
‫وعلينــا أن ننــدم حــق النــدم ع ــى مــا فرطنــا ‪3‬ــي حــق هــذا‬
‫‪٧٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫الدين العظيم‪.‬‬
‫نســأل ﷲ  أن يج‪a‬ــ‪ V‬كســرنا‪ ،‬ويقــوى ضــعفنا‪ ،‬فهــو‬
‫و(ى ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫******‬
‫‪٧٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫اﻟﺒﺤـﺚ اﻟﻘﻴـﻢ‬
‫ﻻﺑـﻦ اﻟﻘﻴﻢ‬

‫    ـ ــ‬

‫ "ـ!  ـ ــ‬


‫ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﻟﺒﺤﺚ‬
‫إخ ــواني وأحب ــائي ‪ 3‬ــى ﷲ  يس ــعدني أن أق ــدم لك ــم‬
‫هــذا البحــث القــيم البــن القــيم ‪3‬ــى نصــرة ﷲ الغيبيــة ألهــل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ٕالايمـان ع ـى الـدين الكامــل علمـا وعمـال ‪ ،‬ألن ٔالامـة املســلمة‬
‫‪٧٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪3‬ــى حاجــة إ(ــى معرفــة الحقــائق وبالــذات ‪3‬ــى هــذﻩ ٔالايــام ال‪£‬ــ‪¢‬‬
‫عـ ــال ف`‪T‬ـ ــا الباطـ ــل ‪ ،‬وطـ ــال شـ ــوق ٔالامـ ــة إ(ـ ــى نصـ ــرة ﷲ ‬
‫وك‪ ï‬ـ ــ‪ V‬التس ـ ــاؤل ع ـ ــن واق ـ ــع املس ـ ــلم‪W‬ن امل ـ ــر ٔالال ـ ــيم ‪ ،‬وح ـ ــارت‬
‫العقـ ــول ‪3‬ـ ــى فهمـ ــه وتعليلـ ــه ‪ ،‬وك‪ï‬ـ ــ‪ V‬الضـ ــجيج والعويـ ــل ممـ ــا‬
‫يدهم املسلم‪W‬ن من مصائب وحوادث ونكبـات وقتـل وإدالـة‬
‫ً‬
‫ٔالاعـ ـ ــداء ‪ ..‬وتـ ـ ــدا‪É‬ى ٔالامـ ـ ــم ع ـ ـ ــى أمـ ـ ــة الن†ـ ـ ــ‪  t‬مصـ ـ ــداقا‬
‫للحــديث الشــريف الــذي رواﻩ ثوبــان عــن الن†ــ‪  t‬ق ــال ‪:‬‬
‫" ﻳﻮﺷﻚ اﻷﻣﻢ أن ﺗﺘﺪاﻋﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﺘـﺪاﻋﻰ اﻷﻛﻠـﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻗﺼــﻌﺘﻬﺎ " ﻓﻘــﺎل ﻗﺎﺋــﻞ ‪ :‬أو ﻣــﻦ ﻗﻠــﺔ ﳓــﻦ ﻳﻮﻣﺌــﺬ ؟‬
‫ﻗــﺎل  ‪ " :‬ﺑــﻞ أﻧــﺘﻢ ﻛﺜــﲑ وﻟﻜــﻦ ﻏﺜــﺎء ﻛﻐﺜــﺎء اﻟﺴــﻴﻞ‬
‫وﻟﻴﻨــﺰﻋﻦ اﷲ ﻣــﻦ ﺻــﺪور ﻋــﺪوﻛﻢ اﳌﻬﺎﺑــﺔ ﻣــﻨﻜﻢ وﻟﻴﻘــﺬﻓﻦ‬
‫ﰱ ﻗﻠــﻮﺑﻜﻢ اﻟــﻮﻫﻦ " قــال قائــل ‪ :‬ومــا الــوهن ؟ قــال  ‪:‬‬

‫" ﺣﺐ اﻟـﺪﻧﻴﺎ وﻛﺮاﻫﻴـﺔ اﳌـﻮت " رواﻩ أبـو داود والب`‪T‬قـي ‪3‬ـى‬
‫‪٨٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫دالئل النبوة وصححه ٔالالبانى ‪(٤١).‬‬


‫ً‬
‫وأص ــبح املس ــلمون خصوص ــا ‪ 3‬ــى ه ــذا العص ــر كم ــا‬
‫قـ ــال ش ـ ــيخنا أبـ ــو الحس ـ ــن النـ ــدوى – رحم ـ ــه ﷲ – دريئ ـ ــة‬
‫للمص ــائب ‪ ،‬وغ ــرض الس ــهام وموض ــع لك ــل ا‪ Tm‬ــام‪ ،‬وه ــدف‬
‫ٓالاالم ‪ ،‬وكمــا قيــل‪ " :‬أضــيع مــن ٔالايتــام ع<ــى مأدبــة اللئــام‬
‫ُ‬
‫" م ــع أ‪ Th‬ــم خ‪ W‬ــ‪ V‬أم ــة أخرج ــت للن ــاس‪ ،‬واملوع ــودة بك ــل خ‪ W‬ــ‪V‬‬
‫مــن‪ :‬نصــر‪ ،‬وتأييــد ‪ ،‬وعــزة‪ ،‬وتمكــ‪W‬ن ‪3‬ــى ٔالارض‪ ،‬وغلبــة ع ــى‬
‫ٔالاعداء ‪ ،‬وظهور الدين وال‪Va‬كات والحياة الطيبة ‪) .‬أ هـ ( ‪.‬‬
‫لــذا تعالــت أصــوات‪ ،‬مــن ال يعرفــون ﷲ ‪ ،‬وال دينــه‪،‬‬
‫وال كتاب ــه‪ ،‬وال س ــنة نبي ــه ‪ ..‬يقول ــون‪ :‬مل ــاذا ل ــم ينص ــرنا‬
‫ﷲ  ؟! ألسـ ــنا مسـ ــلم‪W‬ن ؟! ألسـ ــنا نقـ ــول ال إلـ ــه إال ﷲ‬
‫محمــد رســول ﷲ ؟! ألســنا نصـ ى ؟! ألســنا نصــوم ؟! ألســنا‬

‫)‪ (٤١‬مشكاة املصابيح – باب تغ‪ VW‬الناس – ‪. ١٤٧٤ / ٣‬‬


‫‪٨١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ُ‬
‫نزكـى ؟! ألسـنا نحـج بيـت ﷲ الحـرام ؟! ألسـنا كـذا وكـذا ؟!!‬
‫‪.‬‬
‫ْ‬
‫وع ى أثر ما َي ْح ُدث ضـد املسـلم‪W‬ن ‪ ،‬فإننـا نجـد الكث‪W‬ـ‪ V‬منـا‬
‫يتس ــاءل إث ــر ك ــل بلي ــة تح ــل ب ــديار املس ــلم‪W‬ن‪ ..‬م ــا الس ــبب ؟‬
‫وكيــف ؟ وتك‪ï‬ــ‪ V‬صــور الاســتفهام ‪ 3‬ــى مســامعنا مــن حــ‪W‬ن إ( ــى‬
‫آخ ــر‪ ..‬ونس ــينا م ــا ح ــدث ألص ــحاب الن† ــ‪  ¢‬حينم ــا حل ــت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ T ‬ــم الهزيم ــة ‪ 3‬ــى غ ــزوة أح ــد ‪ ،‬فس ــألوا س ــؤالا مم ــاثال ‪ ،‬ق ــال‬
‫َﺻ ْـﺒﺘُ ْﻢ ِﻣﺜْـﻠَْﻴـ َﻬـﺎ ﻗُـ ْﻠـﺘُ ْﻢ‬ ‫ِ‬
‫َﺻﺎﺑـَْﺘ ُﻜ ْﻢ ُﻣﺼـﻴﺒَﺔٌ ﻗَـ ْﺪ أ َ‬
‫تعا(ى  أ ََوﻟَ ‪‬ﻤﺎ أ َ‬
‫َﱏ َﻫـ ـ ـ ـ َﺬا )‪ (٤٢‬فيجي ـ ــ–‪T‬م ﷲ  بخم ـ ــس كلم ـ ــات ‪ ،‬ل ـ ــم‬ ‫أ‪‬‬
‫ينس ــب ‪ 3‬ــى كلم ــة واح ــدة س ــبب ه ــزيم‪TU‬م ‪ ،‬قل ــة َع ـ َـد ِدهم أو‬
‫ﻜ ْﻢ ‬‫ُع ْـد ِ‪ْ Tِ m‬م ‪ ،‬إنمـا قـال لهــم  ﻗُ ْـﻞ ُﻫ َـﻮ ِﻣـ ْـﻦ ِﻋْﻨ ِـﺪ أَﻧْـ ُﻔ ِﺴـ ُ‬

‫)‪ (٤٢‬سورة آل عمران – ٓالاية ‪. ١٦٥‬‬


‫‪٨٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫)‪.(٤٣‬‬
‫فالنكبـ ـ ــات واملصـ ـ ــائب ‪ ،‬ال‪£‬ـ ـ ــ‪ t‬تصـ ـ ــيب ٔالامـ ـ ــة املسـ ـ ــلمة‪..‬‬
‫ُ‬
‫املؤمنة‪ ..‬ما هو إال إليقاظها من ث َب ِا‪Tm‬ا العميـق‪ ،‬ح‪£‬ـ‪ ¢‬تنشـغل‬
‫باملطلوب‪ ،‬ليحقق ﷲ  لها املوعود ‪.‬‬
‫ـفاء للع§ـ ــ‪ (٤٤) t‬الـ ــذي‬ ‫فرأيـ ــت ‪3‬ـ ــى هـ ــذا البحـ ــث القـ ــيم شـ ـ ً‬
‫أص ــاب كث‪ W‬ــ‪ V‬م ــن ٔالام ــة ح‪ £‬ــ‪ ¢‬جهل ــت ر‪ T ‬ــا ‪ ،‬وكتا‪ T ‬ــا ‪ ،‬وس ــنة‬
‫نب`‪T‬ا  ‪.‬‬
‫ﷲ أسأل أن ينفعنا به إنه جواد كريم ‪..‬‬
‫أخوكم‬
‫محمد ع ى محمد إمام‬

‫******‬

‫)‪ (٤٣‬سورة آل عمران – ٓالاية ‪. ١٦٥‬‬


‫)‪ (٤٤‬الجهل ‪.‬‬
‫‪٨٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﻧﺼﺮة اﷲ اﻟﻐﻴﺒﻴﺔ‬
‫ﻷﻫﻞ اﻹﻳﻤﺎن ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻜﺎﻣﻞ‬
‫    ؟‬
‫النع ــيم الت ــام‪ :‬ه ــو ‪ 3‬ــي الدي ــن الح ــق علم ــا وعم ــال فأهل ــه‬
‫أصحاب النعيم الكامل ‪.‬‬
‫ﻳﻦ‬ ‫ِ‬ ‫قــال تعــا(ى‪ :‬اﻫـ ِـﺪﻧَﺎ اﻟﺼــﺮا َط اﻟْﻤﺴــﺘَ ِﻘ ِ‬
‫ﻴﻢ ﺻـ َـﺮا َط اﻟّــﺬ َ‬
‫َّ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ﻀـ ِ‬
‫ـﻮب َﻋﻠَـ ْـﻴ ِﻬﻢ َوﻻَ اﻟﻀ ــﺎﻟﲔ ‬ ‫ـﺖ َﻋﻠَـ ْـﻴ ِﻬ ْﻢ َﻏ ـ ِْـﲑ اﻟْ َﻤ ْﻐ ُ‬
‫أَﻧْـ َﻌ ْﻤ ـ َ‬
‫)‪(٤٥‬‬

‫ﻚ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ﻚ َﻋﻠَـ َـﻰ ُﻫـ ًـﺪى ّﻣــﻦ ّرّ‪‬ـ ْـﻢ َوأ ُْوﻟَـَﺌ َ‬
‫وقــال تعــا(ى ‪ :‬أ ُْوﻟَـَﺌ َ‬
‫)‪(٤٦‬‬
‫ﺤﻮ َن ‬ ‫ِ‬
‫ُﻫ ُﻢ اﻟْ ُﻤ ْﻔﻠ ُ‬

‫)‪ (٤٥‬سورة الفاتحة‬


‫)‪ (٤٦‬سورة البقرة ٓالاية ‪٥‬‬
‫‪٨٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ف َﻋﻠَـ ْـﻴ ِﻬ ْﻢ‬ ‫اي ﻓَـﻼَ َﺧـ ْـﻮ ٌ‬ ‫ِ‬


‫وقــال تعــا(ى ‪ :‬ﻓَ َﻤــﻦ ﺗَﺒـ َـﻊ ُﻫـ َـﺪ َ‬
‫)‪(٤٧‬‬
‫ﳛَﺰﻧُﻮ َن ‬
‫َوﻻَ ُﻫ ْﻢ َْ‬
‫وقــال تعــا(ى ‪ :‬ﻓَِﺈ ّﻣــﺎ ﻳَـﺄْﺗِﻴَـﻨّ ُﻜﻢ ّﻣـ ّـﲏ ُﻫـ ًـﺪى ﻓَ َﻤ ـ ِﻦ اﺗّـﺒَـ َـﻊ‬
‫)‪(٤٨‬‬
‫ﺸ َﻘﻰ ‬ ‫ْ‬ ‫ﻳ‬ ‫ﻻ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻫ َﺪاي ﻓَﻼَ ﻳ ِ‬
‫ﻀ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ّ‬
‫وقــال تعــا(ى‪ :‬إِ ّن اﻷﺑْـَـﺮ َار ﻟَِﻔــﻲ ﻧَﻌِــﻴ ٍﻢ َوإِ ّن اﻟْ ُﻔ ّﺠـ َـﺎر ﻟَِﻔــﻲ‬
‫ِ ٍ )‪(٤٩‬‬
‫ﺟﺤﻴﻢ ‬ ‫َ‬
‫فـ ــاهلل  وعـ ــد أهـ ــل الهـ ــدى والعمـ ــل الصـ ــالح بـ ــالنعيم‬
‫الت ـ ــام ‪ 3‬ـ ــي ال ـ ــدار ٓالاخ ـ ــرة ‪ ،‬وأوع ـ ــد أه ـ ــل الض ـ ــالل والفج ـ ــور‬
‫بالشقاء ‪3‬ي الدار ٓالاخرة ‪.‬‬
‫وٕالانس ــان ق ــد يس ــمع وي ــرى م ــا ُيص ــيب كث‪ W‬ـ ًـ‪V‬ا م ــن أه ــل‬

‫)‪ (٤٧‬سورة البقرة ٓالاية ‪٣٨‬‬


‫)‪ (٤٨‬سورة طه ٓالاية ‪١٢٣‬‬
‫)‪ (٤٩‬سورة الانفطار ٓالايتان ‪١٣،١٤‬‬
‫‪٨٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ً‬
‫ٕالايمــان ‪3‬ــى الــدنيا مــن املصــائب‪ ،‬ومــا ينــال كث‪ W‬ـ‪V‬ا مــن الكفــار‬
‫والفجــار والظلمــة ‪3‬ــي الــدنيا مــن الرياســة واملــال فيعتقــد أن‬
‫النع ـ ــيم ‪ 3‬ـ ــى ال ـ ــدنيا ال يك ـ ــون إال للكف ـ ــار والفج ـ ــار فق ـ ــط وأن‬
‫املـ ــؤمن‪W‬ن حظه ـ ــم ‪ 3‬ـ ــى ال ـ ــدنيا قلي ـ ــل‪ ..‬وق ـ ــد يعتق ـ ــد أن الع ـ ــزة‬
‫والنصر ‪3‬ى الدنيا للكفار واملنافق‪W‬ن ع ـى املـؤمن‪W‬ن فـإذا سـمع‬
‫قول ﷲ  ‪:‬‬
‫)‪(٥٠‬‬
‫ﲔ ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫‪.‬‬ ‫ َوﻟﻠّﻪ اﻟْﻌّﺰةُ َوﻟَﺮ ُﺳﻮﻟﻪ َوﻟ ْﻠ ُﻤ ْﺆﻣﻨ َ‬
‫ﻨﺪﻧَﺎ َﳍُ ُﻢ اﻟْﻐَﺎﻟِﺒُﻮ َن )‪.(٥١‬‬
‫ َوإِ ّن ُﺟ َ‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(٥٢‬‬
‫ﺳﻠِﻲ ‬
‫ﱭ أَﻧَﺎْ َوُر ُ‬
‫ِ‬
‫ﺐ اﻟﻠّﻪُ ﻷ ْﻏﻠ َ ّ‬
‫ َﻛﺘَ َ‬
‫َ‬
‫ واﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﲔ )‪.(٥٣‬‬

‫)‪ (٥٠‬سورة املنافقون ٓالاية ‪. ٨‬‬


‫)‪ (٥١‬سورة الصافات ٓالاية ‪. ١٧٣‬‬
‫)‪ (٥٢‬سورة املجادلة ٓالاية ‪. ٢١‬‬
‫)‪ (٥٣‬سورة القصص آية ‪ ، ٣٨‬سورة ٔالاعراف آية ‪. ١٢٧‬‬
‫‪٨٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ف ــبعض الن ــاس مم ــن يص ــدق ب ــالقرآن حم ــل ذل ــك ع ــى‬


‫حص ـ ــوله ‪ 3‬ـ ــي ٓالاخ ـ ــرة فق ـ ــط‪ ،‬أم ـ ــا ال ـ ــدنيا فق ـ ــد ن ـ ــرى الكف ـ ــار‬
‫واملنـ ـ ــافق‪W‬ن يغلب ـ ـ ــون ف`‪T‬ـ ـ ــا ويظه ـ ـ ــرون ويكـ ـ ــون له ـ ـ ــم الظف ـ ـ ــر‬
‫والنصر‪.‬‬
‫والق ـرآن ال ي ــرد بخ ــالف الح ــس ويعتم ـد ع ــى ه ــذا الظ ــن‬
‫إذا أدي ــل علي ــه ع ــدو م ــن ج ــنس الكف ــار واملن ــافق‪W‬ن‪ ،‬مل ــا ي ــرى‬
‫أحيانـ ــا أن ص ـ ــاحب الباطـ ــل ق ـ ــد ع ـ ــال ع ـ ــى ص ـ ــاحب الح ـ ــق‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫فيقول‪ :‬صاحب الحق دائما مغلوب‪ ،‬وإذا ذكر بمـا وعـد ﷲ‬
‫تعــا(ى مــن ُحســن العاقبــة للمتقــ‪W‬ن واملــؤمن‪W‬ن ‪ ،‬قــال‪ :‬هــذا ‪3‬ــي‬
‫ٓالاخرة فقط ‪.‬‬
‫وإذا قيـ ـ ــل لـ ـ ــه ‪ :‬كيـ ـ ــف يفعـ ـ ــل ﷲ تعـ ـ ــا(ى هـ ـ ــذا بأوليائـ ـ ــه‬
‫وأحبائه ‪ ،‬وأهل الحق ؟‬
‫ف ـ ـ ــإن ك ـ ـ ــان مم ـ ـ ــن ال يعل ـ ـ ــل أفع ـ ـ ــال ﷲ تع ـ ـ ــا(ى ب ـ ـ ــالحكم‬
‫واملصــالح ‪ ،‬قــال ‪ :‬يفعــل ﷲ ‪3‬ــى ملكــه مــا يشــاء ‪ ،‬ويحكــم مــا‬
‫‪٨٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﺴـﺄَﻟُﻮ َن ‬
‫يريـد ‪ ،‬قــال تعــا(ى‪ :‬ﻻَ ﻳُ ْﺴـﺄ َُل َﻋ ّﻤــﺎ ﻳـَ ْﻔ َﻌـ ُـﻞ َوُﻫـ ْـﻢ ﻳُ ْ‬
‫)‪(٥٤‬‬

‫وإن ك ـ ــان مم ـ ــن يعلـ ـ ــل ٔالافع ـ ــال‪ ،‬قـ ـ ـال‪ :‬فعـ ـ ــل ‪ T ‬ـ ــم هـ ـ ــذا‬
‫ليعوض ـ ــهم بالص ـ ــ‪ Va‬علي ـ ــه لث ـ ــواب ٓالاخ ـ ــرة وعل ـ ــو ال ـ ــدرجات‪،‬‬
‫وتوفية ٔالاجر بغ‪ VW‬حساب‬
‫ولك ـ ــل واح ـ ــد م ـ ــع نفس ـ ــه ج ـ ــواب حس ـ ــب بض ـ ــاعته م ـ ــن‬
‫املعرف ــة ب ــاهلل وأس ــمائه وص ــفاته وحكمت ــه‪ ،‬والجه ــل ب ــذلك‬
‫فالقلوب تغ ى بما ف`‪T‬ا‪ ،‬كالقدر إذا استجمع غليانا ‪.‬‬
‫وكث‪ W‬ــ‪ V‬م ــن الن ــاس إذا أص ــابه ن ــوع م ــن ال ــبالء يق ــول‪ :‬ي ــا‬
‫ربى‪ ،‬ما كان ذن†‪ ،¢‬ح‪ ¢£‬فعلت بى هذا ؟‬
‫وقـ ــال غ‪W‬ـ ــ‪ V‬واحـ ــد‪ :‬إذا تبـ ــت هلل وأنبـ ــت وعملـ ــت صـ ــالحا‬
‫ضـ ــيق ع ـ ــى رز‪Ö‬ـ ــي ‪ ،‬ونكـ ــد ع ـ ــى معيشـ ــ‪ ، t£‬وإذا رجعـ ــت إ(ـ ــي‬
‫معصـ ــيته وأعطيـ ــت نف÷ـ ــ}‪ t‬مرادهـ ــا جـ ــاءني الـ ــرزق والعـ ــون‬

‫)‪ (٥٤‬سورة ٔالانبياء آية ‪٢٣‬‬


‫‪٨٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ونحو هذا ‪.‬‬


‫فقلـ ـ ــت لبعضـ ـ ــهم‪ :‬هـ ـ ــذا امتحـ ـ ــان منـ ـ ــه ل‪W‬ـ ـ ــ‪V‬ى صـ ـ ــدقك‬
‫وصــ‪Va‬ك‪ ،‬هــل أنــت صــادق ‪3‬ــي مجيئــك إليــه‪ ،‬وإقبالــك عليــه‬
‫فتص ـ ــ‪ Va‬ع ـ ــى بالئ ـ ــه‪ ،‬فتك ـ ــون ل ـ ــك العاقب ـ ــة‪ ،‬أم أن ـ ــت ك ـ ــاذب‬
‫فŠ‪V‬جع ع ى عقبك ؟‬
‫ومنشأ هذﻩ الظنون الكاذبة الحائدة عن الصواب أمرين ‪:‬‬
‫ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻭﻝ ‪:‬‬

‫حســن ظــن العبــد بنفســه ودينــه واعتقــادﻩ أنــه قــائم بمــا‬


‫يج ـ ــب علي ـ ــه‪ ،‬وت ـ ــارك م ـ ــا ن‪ u‬ـ ــ‪ t‬عن ـ ــه‪ ،‬واعتق ـ ــادﻩ ‪ 3‬ـ ــي ع ـ ــدوﻩ‬
‫وخصـ ــمه وعـ ــدوﻩ خـ ــالف ذلـ ــك‪ ،‬حيـ ــث أنـ ــه تـ ــارك للمـ ــأمور‬
‫املحظور‪ ،‬وأنه أو(ي باهلل ورسوله ودينه منه‬
‫ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اعتقــادﻩ أن ﷲ ســبحانه وتعــا(ي‪ ،‬ال يؤيــد صــاحب الــدين‬


‫الحق وينصرﻩ وقد ال يجعل له العاقبة ‪3‬ي الدنيا بوجـه مـن‬
‫‪٨٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫الوجـ ــوﻩ ‪ ،‬بـ ــل يعـ ــيش عمـ ــرﻩ مظلومـ ــا مقهـ ــورا ‪ ،‬مـ ــع قيامـ ــه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بــأوامر ﷲ  ظــاهرا وباطنــا وان‪TU‬ائــه عمــا ن‪u‬ــ‪ t‬عنــه باطنــا‬
‫ً‬
‫وظـ ـ ــاهرا ‪ ..‬وعنـ ـ ــد نفسـ ـ ــه قـ ـ ــائم بش ـ ـ ـرائع ٕالاسـ ـ ــالم وحقـ ـ ــائق‬
‫ٕالايمــان ‪ ،‬وهــو تحــت قهــر أهــل الظلــم والفجــور والعــدوان ‪..‬‬
‫ف ــال إل ــه إال ﷲ ‪ ،‬ك ــم فس ــد ‪ T ‬ــذا الاغŠـ ـ‪V‬ار م ــن عاب ــد جاه ــل‬
‫ومت ـ ــدين ال بص ـ ــ‪VW‬ة ل ـ ــه ومنتس ـ ــب إ( ـ ــي العل ـ ــم ال معرف ـ ــة ل ـ ــه‬
‫بحقائق الدين ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫ومنشأ هذين ٔالامرين‬
‫ه ــو الجه ــل بحقيق ــة النع ــيم والجه ــل ب ــأوامر ﷲ ودين ــه ‪،‬‬
‫وبوعـدﻩ ووعيــدﻩ ‪ ،‬فيتولــد مــن بـ‪W‬ن هــذين الجهلــ‪W‬ن إعراضــه‬
‫ع ــن القي ــام بحقيق ــة ال ــدين‪ ،‬وع ــن طل ــب حقيق ــة النع ــيم‪،‬‬
‫ومعلــوم أن كمــال العبــد ‪3‬ــي معرفتــه بــالنعيم الــذي يطلبــه ‪،‬‬
‫والعمل الذي يوصل إليه ‪ ،‬وأن يكون مع ذلـك أرادة حازمـة‬
‫ل ــذلك العم ــل ‪ ،‬والص ــ‪ Va‬ع ــي ذل ــك ‪ ،‬كم ــا ق ــال ﷲ  ‪):‬‬
‫‪٩٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﺴ ٍﺮ ‪ ....‬الخ السورة ( ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واﻟْ َﻌ ْ ِ‬


‫ﺼﺮ إ ّن اﻹﻧﺴﺎن ﻟَﻔﻰ ُﺧ ْ‬ ‫َ‬
‫جهل العبد‪:‬‬
‫فالعب ـ ــد إذا أعتق ـ ــد أن ـ ــه ق ـ ــائم بال ـ ــدين الح ـ ــق ‪ ،‬فق ـ ــد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أعتق ــد أنـ ــه ق ــد قـ ــام بفع ــل املـ ــأمور باطن ــا وظـ ــاهرا ‪ ،‬وتـ ــرك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املحظــور باطنــا وظــاهرا‪ ،‬وهــذا مــن جهلــه بالــدين الحــق‪ ،‬ومــا‬
‫هلل عليــه‪ ،‬ومــا هــو امل ـراد من ــه‪ ،‬فهــو جاهــل بحــق ﷲ علي ــه ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جاهل بما معه من الدين‪ ،‬قدرا ونوعا‪ ،‬وصفة ‪.‬‬
‫وإذا اعتق ــد أن ص ــاحب الح ــق ال ينص ــرﻩ ﷲ تع ــا(ي‬
‫‪3‬ــي ال ــدنيا وٓالاخــرة‪ ،‬ب ــل قــد تك ــون العاقبــة ‪ 3‬ـي الــدنيا للكف ــار‬
‫واملن ـ ــافق‪W‬ن ع ـ ــي امل ـ ــؤمن‪W‬ن‪ ،‬وللفج ـ ــار الظ ـ ــامل‪W‬ن‪ ،‬ع ـ ــي ٔالاب ـ ـرار‬
‫املتق‪W‬ن فهذا من جهله بوعد ﷲ ووعيدﻩ‪.‬‬
‫فــإن العبــد إذا اعتقــد أنــه قــائم بالــدين الحــق فهــو‬
‫ً‬
‫جاهــل بحــق ﷲ عليــه ‪ ،‬فــإن العبــد كث‪ W‬ـ‪V‬ا مــا يŠــ‪V‬ك واجبــات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ال يعلــم ‪T ‬ــا وال بوجو‪T ‬ــا ‪ ،‬فيكــون مقص ـرا ‪3‬ــي العلــم ‪ ،‬وكث‪ W‬ـ‪V‬ا‬
‫‪٩١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫م ــا يŠ‪V‬كه ــا بع ــد العل ــم ‪ T ‬ــا ‪ ،‬وبوجو‪ T ‬ــا ‪ ،‬إم ــا كس ــال ‪ ،‬وإم ــا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪Tm‬اونــا ‪ ،‬وإمــا لتــأويال بــاطال‪ ،‬أو تقليــدا أعمــ‪ ، t‬أو لظنــه أنــه‬
‫مشتغل بما هو أوجب منه ‪ ،‬أو بغ‪ VW‬ذلك ‪.‬‬
‫واجبات القلب أشد من واجبات ٔالابدان‪:‬‬
‫فواجب ــات القل ــب أش ــد م ــن واجب ــات ٔالاب ــدان وأك‪ ï‬ــ‪V‬‬
‫م•‪T‬ـ ــا ‪ ،‬وكأ‪Th‬ـ ــا ليسـ ــت مـ ــن واجبـ ــات الـ ــدين عنـ ــد كث‪W‬ـ ــ‪ V‬م ـ ــن‬
‫النــاس ‪ ،‬بــل يرو‪Th‬ــا مــن بــاب الفضــائل واملســتحبات ‪ ،‬فŠ ـ‪V‬اﻩ‬
‫يتحرج من ترك فرض ‪،‬أو ترك واجب مـن واجبـات البـدن ‪،‬‬
‫وق ــد ت ــرك م ــن ه ــو أه ــم من ــه واجب ــات القل ــوب ‪ ،‬وأفرض ــها ‪،‬‬
‫ويتحـ ـ ــرج مـ ـ ــن فعـ ـ ــل أدنـ ـ ــي املحرمـ ـ ــات ‪ ،‬وقـ ـ ــد ارتكـ ـ ــب مـ ـ ــن‬
‫محرم ــات القل ــوب م ــا ه ــو أش ــد تحريم ــا وأعظ ــم إثم ــا ‪ ..‬ب ــل‬
‫أك‪ ï‬ــ‪ V‬مـ ــن يتعبـ ــد هلل  بŠ ــ‪V‬ك مـ ــا أوجـ ــب ﷲ  عليـ ــه ‪،‬‬
‫فيتخ ــي وينقطــع عــن ٔالامــر بــاملعروف والن‪u‬ــ‪ t‬عــن املنكــر مــع‬
‫قدرته عليه ‪ ،‬ويزعم أنه متقـرب إ(ـي ﷲ  بـذلك مجتمـع‬
‫‪٩٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ع ي ربه تارك مـا ال يعنيـه ‪ ..‬فهـذا مـن أبغـض الخلـق إ(ـي ﷲ‬


‫وأبغضهم إليه ‪ ،‬مع ظنـه أنـه قـائم بحقـائق ٕالايمـان وشـرائع‬
‫ٕالاسالم ‪ ،‬وأنه من خواص أوليائه وحزبه ‪.‬‬
‫بــل أك‪ï‬ــ‪ V‬مــن يعتقــد أنــه هــو املظلــوم املحــق مــن كــل‬
‫وجـه ‪ ،‬بــل يكــون معــه نــوع مــن الحــق والعــدل ‪ ،‬حــب ال‪Ü‬ــ}‪t‬ء‬
‫ِِ‬
‫يعم‪ t‬ويصم‪ ،‬قال تعا(ى‪ :‬أَﻓَ َﻤﻦ ُزﻳّ َﻦ ﻟَـﻪُ ُﺳ َـﻮءَ َﻋ َﻤﻠـﻪ ﻓَـ َـﺮآﻩُ‬
‫ﺴــﻨﺎً )‪ (٥٥‬وﷲ ســبحانه وتعــا(ي إنمـا ضــمن نصــر دينــه‬ ‫َﺣ َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ،‬وحزبـ ــه ‪ ،‬وأوليائـ ــه القـ ــائم‪W‬ن بدينـ ــه ‪ ،‬علمـ ــا وعمـ ــال ‪ ،‬ولـ ــم‬
‫يضــمن نصــر الباطــل ولــو اعتقــد صــاحبه أنــه محــق وكــذلك‬
‫العــزة والعلــو لألهــل ٕالايمــان الــذي بعــث ﷲ بــه رســله وأنــزل‬
‫ب ـ ــه كتب ـ ــه وه ـ ــو عل ـ ــم وعم ـ ــل وح ـ ــال ق ـ ــال تع ـ ــا(ى‪َ :‬وأَﻧْ ـ ـ ــﺘُ ُﻢ‬

‫)‪ (٥٥‬سورة فاطر ٓالاية ‪. ٨ :‬‬


‫‪٩٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ِِ‬
‫اﻷﻋﻠَ ـ ـ ـ ْـﻮ َن إِ ْن ُﻛْﻨ ـ ـ ــﺘُ ْﻢ ّﻣ ـ ـ ـ ْـﺆﻣﻨ َ‬
‫ﲔ )‪ (٥٦‬فللعب ـ ــد م ـ ــن العل ـ ــو‬ ‫ْ‬
‫بحسب ما معه من ٕالايمان‪.‬‬
‫)‪(٥٧‬‬
‫ﲔ ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫قــال تعــا(ى‪َ :‬وﻟﻠّــﻪ اﻟْﻌ ـ ّـﺰةُ َوﻟَﺮ ُﺳ ـﻮﻟﻪ َوﻟ ْﻠ ُﻤ ـ ْـﺆﻣﻨ َ‬
‫فلــه مــن العــزة بحســب مــا معــه مــن ٕالايمــان وحقائقــه فــإذا‬
‫فاتـ ــه حظـ ــه مـ ــن العلـ ــو والعـ ــزة ففـ ــي مقابلـ ــة مـ ــا فاتـ ــه مـ ــن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حقائق ٕالايمان علما وعمال ظاهرا وباطنا ‪.‬‬
‫)‪(٥٨‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آﻣﻨُ ـ َـﻮاْ ‬ ‫قــال تعــا(ى‪ :‬إ ّن اﻟﻠّــﻪَ ﻳُـ َـﺪاﻓ ُﻊ َﻋ ـ ِﻦ اﻟّــﺬ َ‬
‫ﻳﻦ َ‬
‫املدافع ــة ع ــن العب ــد بحس ــب ٕالايم ــان ف ــإذا ض ــعف ال ــدفع‬
‫عنه فهو من نقص إيمانه ‪.‬‬

‫ﻚ اﻟﻠّـﻪُ َوَﻣـ ِﻦ اﺗّـﺒَـ َﻌ َ‬


‫ـﻚ‬ ‫ِ‬
‫وقال تعا(ى‪ :‬ﻳَﺄَﻳـّ َﻬﺎ اﻟﻨّ ّ‬
‫ـﱯ َﺣ ْﺴـﺒُ َ‬

‫)‪ (٥٦‬سورة آل عمران ٓالاية ‪. ١٣٩ :‬‬


‫)‪ (٥٧‬سورة املنافق‪W‬ن ‪ٓ -‬الاية ‪٨ :‬‬
‫)‪ (٥٨‬سورة‪ :‬الحج – ٓالاية ‪٣٨ :‬‬
‫‪٩٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﲔ ‬‫)‪(٥٩‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫أي ﷲ حســبك وحســب أتباعــك‪،‬‬ ‫ﻣـ َـﻦ اﻟْ ُﻤـ ْـﺆﻣﻨ َ‬
‫أي افيــك وكــاف`‪T‬م‪ ،‬فكفايتــه لهــم بحســب إتبــاعهم لرســوله‪،‬‬
‫وانقيـ ــادهم لـ ــه وطـ ــاع‪TU‬م لـ ــه‪ ،‬فـ ــإذا نقـ ــص ٕالايمـ ــان‪ ،‬نقـ ــص‬
‫ذلك كله ‪.‬‬

‫أن اﻹﻴﻤﺎن ﻴزﻴد وﻴﻨﻘص‪.‬‬ ‫ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ‪:‬‬

‫وﻻﻴــﺔ اﷲ ﻝﻌﺒــدﻩ ﺤﺴــب إﻴﻤﺎﻨــﻪ وﻤﻌﻴﺘــﻪ اﻝﺨﺎﺼــﺔ ﻤــﻊ‬


‫أﻫل اﻹﻴﻤﺎن‪:‬‬

‫ﲔ ‬ ‫اﻟْﻤ ْﺆِﻣﻨِ‬ ‫ِ‬


‫ﱄ ُ‬
‫قال تعا(ى ‪َ :‬واﻟﻠّﻪُ َو ّ‬
‫)‪.(٦٠‬‬
‫َ‬
‫آﻣﻨُﻮاْ )‪.(٦١‬‬ ‫وقال تعا(ى ‪ :‬اﻟﻠّﻪ وِﱄ اﻟّ ِ‬
‫ﻳﻦ َ‬‫ﺬ‬
‫َُّ َ‬

‫)‪ (٥٩‬سورة‪ٔ :‬الانفال – ٓالاية ‪٦٤ :‬‬


‫)‪ (٦٠‬سورة‪ :‬آل عمران ‪ٓ -‬الاية ‪٦٨ :‬‬
‫)‪ (٦١‬سورة‪ :‬البقرة ‪ٓ -‬الاية ‪٢٥٧ :‬‬
‫‪٩٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫فواليــة ﷲ تعــا(ي لعبــدﻩ بحســب إيمانــه‪ ،‬وكــذلك معيتــه‬


‫الخاصة ‪S‬ي ألهل ٕالايمان‪.‬‬
‫)‪(٦٢‬‬ ‫ِِ‬
‫ف ــإذا‬ ‫وق ــال تع ــا(ى‪َ :‬وأَ ّن اﻟﻠّـ ــﻪَ َﻣـ ـ َـﻊ اﻟْ ُﻤـ ـ ْـﺆﻣﻨ َ‬
‫ﲔ ‬
‫نق ــص ٕالايم ــان وض ــعف ‪ ،‬ك ــان ح ــظ العب ــد م ــن والي ــة ﷲ‬
‫تعا(ي له ومعيته الخاصة بقدر حظه من ٕالايمان‪.‬‬
‫ِ‬
‫ﻳﻦ َآﻣﻨُـ ـﻮاْ ِﰲ‬ ‫وق ــال تع ــا(ى‪ :‬إِﻧّــﺎ ﻟَﻨَ ُ‬
‫ﻨﺼ ـ ُـﺮ ُر ُﺳـ ـﻠَﻨَﺎ َواﻟّ ــﺬ َ‬
‫)‪(٦٣‬‬
‫ﺎد ‬ ‫ْ ِ‬
‫ﻮم اﻷ ْﺷ َﻬ ُ‬
‫اﳊَﻴَﺎة اﻟ ّﺪﻧْـﻴَﺎ َوﻳـَ ْﻮَم ﻳـَ ُﻘ ُ‬
‫ﻳﻦ َآﻣﻨُـ ـ ـﻮاْ َﻋﻠَ ـ ـ َـﻰ َﻋ ـ ـ ُـﺪ ّوِﻫ ْﻢ‬ ‫ِ‬
‫وقـ ــال تعـ ــا(ى ‪ :‬ﻓَﺄَﻳّـ ـ ـ ْﺪﻧَﺎ اﻟّ ـ ــﺬ َ‬
‫ِ‬
‫ﻳﻦ )‪ (٦٤‬فالنص ــر والتأيي ــد الكام ــل‪ ،‬إنم ــا‬ ‫َﺻ ــﺒَ ُﺤﻮاْ ﻇَــﺎﻫ ِﺮ َ‬
‫ﻓَﺄ ْ‬
‫هـ ــو أله ـ ــل ٔالايمـ ــان الكام ـ ــل ‪ ،‬فم ـ ــن نقـ ــص إيمان ـ ــه ‪ ،‬نق ـ ــص‬

‫)‪ (٦٢‬سورة‪ٔ :‬الانفال ‪ٓ -‬الاية ‪١٩ :‬‬


‫)‪ (٦٣‬سورة غافر ‪ٓ -‬الاية ‪٥١ :‬‬
‫)‪ (٦٤‬سورة الصف ‪ٓ -‬الاية ‪١٤ :‬‬
‫‪٩٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫نصـ ـ ــيبه مـ ـ ــن النصـ ـ ــر والتأييـ ـ ــد ‪ ،‬وهـ ـ ــذا إذا أصـ ـ ــيب العبـ ـ ــد‬
‫بمصـيبة ‪3‬ــي نفســه أو مالـه أو بإدالــة عــدوﻩ عليـه ؛ فإنمــا ‪S‬ــي‬
‫بذنوبــه إمــا بŠــ‪V‬ك واجــب ‪ ،‬أو فعــل محــرم ‪ ،‬وهــو مــن نقــص‬
‫إيمانه ‪ ..‬و‪T ‬ذا يزول ٕالاشكال الذي يوردﻩ كث‪W‬ـ‪ V‬مـن النـاس ‪،‬‬
‫ﲔ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ق ــال تع ــا(ى‪ :‬وﻟَــﻦ َﳚﻌ ــﻞ اﻟﻠّــﻪ ﻟِْﻠ َﻜ ــﺎﻓِ‬
‫ﻳﻦ َﻋﻠَ ــﻰ اﻟْ ُﻤ ـ ْـﺆﻣﻨ َ‬
‫َ‬ ‫ﺮ‬ ‫َ َْ َ ُ‬
‫ﺳ ـﺒِﻴﻼً )‪ (٦٥‬ال ســبيل للكفــار ع ــي أهــل ٔالايمــان الكامــل ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ف ــإذا ض ــعف ٕالايم ــان ص ــار لع ــدوهم عل ــ`‪T‬م م ــن الس ــبيل ‪،‬‬
‫بحســب مــا نقــص مــن إيمــا‪Th‬م ‪ ،‬فهــم جعلــوا علــ`‪T‬م الســبيل‬
‫‪ ،‬بما تركوا من طاعة ﷲ  ‪ ،‬فـاملؤمن عزيـز غالـب مؤيـد‬
‫منصــور ‪ ،‬مكفــى مــدفوع عنــه بالــذات أينمــا كــان ولــو اجتمــع‬
‫علي ـ ــه م ـ ــن بأقطاره ـ ــا إذا ق ـ ــام بحقيق ـ ــة ٕالايم ـ ــان وواجبات ـ ــه‬
‫ظ ــاه ًرا وباطنـ ــا ‪ ،‬وق ــد قـ ــال تع ــا(ى‪َ :‬وﻻَ َ‪ِ‬ﻨُ ـ ـﻮا َوﻻَ َْﲢَﺰﻧُـ ـﻮا‬

‫)‪ (٦٥‬سورة النساء ‪ٓ -‬الاية ‪١٤١ :‬‬


‫‪٩٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫)‪(٦٦‬‬
‫اﻷﻋﻠَ ْﻮ َن إِ ْن ُﻛْﻨﺘُ ْﻢ ّﻣ ْﺆِﻣﻨِﲔ ‬
‫َوأَﻧْـﺘُ ُﻢ ْ‬
‫اﻟﺴـ ـ ـ ْﻠ ِﻢ َوأَﻧ ـ ــﺘُ ُﻢ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قـ ــال تعـ ــا(ى‪ :‬ﻓَـ ـ ـﻼَ َ‪‬ﻨُـ ـ ـﻮاْ َوﺗَـ ـ ـ ْﺪﻋُ َﻮاْ إ َﱃ ّ‬
‫ﻜﻢ )‪ (٦٧‬فهـذا‬ ‫ـﱰُﻛ ْﻢ أ َْﻋ َﻤـﺎﻟَ ُ‬ ‫ِ‬
‫اﻷﻋﻠَ ْﻮ َن َواﻟﻠّـﻪُ َﻣ َﻌ ُﻜ ْـﻢ َوﻟَـﻦ ﻳَ َ‬
‫ْ‬
‫الضـ ــمان إنمـ ــا هـ ــو بإيمـ ــا‪Th‬م وأعمـ ــالهم ال‪£‬ـ ــ‪S t‬ـ ــي جنـ ــد مـ ــن‬
‫جنود ﷲ يحفظهما ﷲ عليه ‪.‬‬
‫ﻭﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬الذين ال يثقون بوعد ﷲ‪:‬‬
‫كث‪W‬ـ ــ‪ V‬م ـ ــن النـ ــاس يظ ـ ــن أن أه ـ ــل الـ ــدين الح ـ ــق ‪ 3‬ـ ــي‬
‫ال ــدنيا يكون ــون أذالء مقه ــورين مغل ــوب‪W‬ن دائم ــا ‪ ،‬وال يثق ــون‬
‫بوع ــد ﷲ وبنص ــر دين ــه وعب ــادﻩ ب ــل يظ ــن أن ذل ــك بطائف ــة‬
‫دون طائفـ ـ ـ ــة ‪ ،‬أو بزمـ ـ ـ ــان دون زمـ ـ ـ ــان ‪ ،‬أو يجعلـ ـ ـ ــه معلق ـ ـ ـ ــا‬
‫باملشيئة ‪ ،‬وإن لم يصرح ‪T ‬ا ‪ ،‬وهذا من عدم الوثـوق بعهـد‬

‫)‪ (٦٦‬سورة آل عمران ‪ٓ -‬الاية ‪١٣٩‬‬


‫)‪ (٦٧‬سورة محمد ‪ٓ -‬الاية ‪٢٥‬‬
‫‪٩٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﷲ تع ـ ــا(ي ‪ ،‬وم ـ ــن س ـ ــوء الفه ـ ــم ‪ 3‬ـ ــي كتاب ـ ــه ‪ ..‬وﷲ س ـ ــبحانه‬
‫وتع ـ ــا(ي ق ـ ــد ب ـ ــ‪W‬ن ‪ 3‬ـ ــي كتاب ـ ــه أن ـ ــه ناص ـ ــر امل ـ ــؤمن‪W‬ن ‪ 3‬ـ ــي ال ـ ــدنيا‬
‫وٓالاخرة ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ﻳﻦ َآﻣﻨُـ ـ ـﻮاْ ِﰲ‬ ‫قـ ــال تعـ ــا(ى‪ :‬إِﻧّـ ــﺎ ﻟَﻨَ ُ‬
‫ﻨﺼ ـ ـ ُـﺮ ُر ُﺳ ـ ـﻠَﻨَﺎ َواﻟّـ ــﺬ َ‬
‫ﻮم اﻷ ْﺷ َﻬﺎد ُ◌ )‪.(٦٨‬‬ ‫ْ ِ‬
‫اﳊَﻴَﺎة اﻟ ّﺪﻧْـﻴَﺎ َوﻳـَ ْﻮَم ﻳـَ ُﻘ ُ‬
‫ﻳﻦ َآﻣﻨُـﻮاْ‬ ‫ِ‬
‫وقـال تعـا(ى ‪َ :‬وَﻣــﻦ ﻳـَﺘَـ َـﻮّل اﻟﻠّــﻪَ َوَر ُﺳـﻮﻟَﻪُ َواﻟّــﺬ َ‬
‫ب اﻟﻠّ ِﻪ ُﻫ ُﻢ اﻟْﻐَﺎﻟِﺒُﻮ َن )‪. (٦٩‬‬ ‫ِ‬
‫ﻓﺈن ﺣ ْﺰ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ﻚ‬‫ـﺎدو َن اﻟﻠّــﻪَ َوَر ُﺳـﻮﻟَﻪُ أ ُْوﻟَـَﺌِ َ‬‫ﻳﻦ ُﳛَـ ّ‬ ‫وقــال تعــا(ى ‪ :‬إ ّن اﻟّــﺬ َ‬
‫)‪.(٧٠‬‬
‫ﺳﻠِﻲ ‬ ‫ِ‬
‫ِﰲ اﻷ َذﻟّ َ‬
‫ﱭ أَﻧَﺎْ َوُر ُ َ‬ ‫ﺐ اﻟﻠّﻪُ ﻷ ْﻏﻠ َ ّ‬ ‫ﲔ َﻛﺘَ َ‬
‫وه ــذا كث‪ W‬ــ‪ 3 V‬ــي القـ ـرآن وق ــد ب ــ‪W‬ن س ــبحانه أن م ــا أص ــاب‬

‫)‪ (٦٨‬سورة‪ :‬غافر – ٓالاية ‪٥١ :‬‬


‫)‪ (٦٩‬سورة‪ :‬املائدة – ٓالاية ‪٥٦ :‬‬
‫)‪ (٧٠‬سورة املجادلة ٓالاية ‪٢٠,٢١‬‬
‫‪٩٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫العب ـ ــد م ـ ــن مص ـ ــيبة‪ ،‬أو إدال ـ ــة ع ـ ــدو‪ ،‬أو كس ـ ــر وغ‪ W‬ـ ــ‪ V‬ذل ـ ــك‬
‫فبذنوبه ‪.‬‬
‫س‪ :‬هــل يجــوز أن نطلــب النصــرة مــن غ‪S‬ــ‪ s‬املــؤمن‪S‬ن ؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬ال يجــوز‪ ،‬ألن ﷲ  ذم مــن يطل ــب النصــر والعــزة م ــن‬

‫ﻳﻦ َآﻣﻨُـﻮاْ ﻻَ ﺗَـﺘّ ِﺨـ ُﺬواْ‬ ‫ِ‬


‫غ‪W‬ـ‪ V‬املـؤمن‪W‬ن‪ :‬قــال تعـا(ى‪ :‬ﻳَـَﺄَﻳـّ َﻬﺎ اﻟّـﺬ َ‬
‫ـﺾ َوَﻣ ــﻦ‬ ‫ﻀ ـ ُـﻬ ْﻢ أ َْوﻟِﻴَ ــﺎءُ ﺑـَ ْﻌ ـ ٍ‬ ‫اﻟْﻴـﻬ ــﻮد واﻟﻨﺼ ــﺎر ِ‬
‫ى أ َْوﻟﻴَ ــﺎءَ ﺑـَ ْﻌ ُ‬
‫َُ َ َ ّ َ َ َ‬
‫ﻳـَﺘَـ ـ ـ َـﻮّﳍُ ْﻢ ّﻣ ـ ــﻨ ُﻜ ْﻢ ﻓﺈﻧ ـ ــﻪُ ِﻣـ ـ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ إِ ّن اﻟﻠّ ـ ــﻪَ ﻻَ ﻳـَ ْﻬ ـ ـ ِـﺪي اﻟْ َﻘ ـ ـ ْـﻮَم‬
‫ﻳﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ﲔ إ(ــي قولــه إّﳕـَـﺎ َوﻟــﻴّ ُﻜ ُﻢ اﻟﻠّــﻪُ َوَر ُﺳ ـﻮﻟُﻪُ َواﻟّــﺬ َ‬ ‫اﻟﻈّــﺎﻟﻤ َ‬
‫اﻟﺼﻼََة َوﻳـُ ْﺆﺗُﻮ َن اﻟّﺰَﻛـﺎ َة َوُﻫ ْـﻢ َراﻛِﻌُـﻮ َن‬ ‫آﻣﻨﻮاْ اﻟّ ِﺬ ِ‬
‫ﻴﻤﻮ َن ّ‬ ‫ﻳﻦ ﻳُﻘ ُ‬‫َ‬ ‫َُ‬
‫)‪. (٧١‬‬
‫ ‬
‫ف ــأنكر ع ــي م ــن طل ــب النص ــر م ــن غ‪ W‬ــ‪ V‬حزب ــه‪ ،‬وأخ‪ a‬ـ‪ V‬أن‬

‫)‪ (٧١‬سورة املائدة من ٓالاية ‪ ٥١‬إ(ي ٓالاية ‪٥٥‬‬


‫‪١٠٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫حزب ـ ــه ه ـ ــم الغ ـ ــالبون ‪ ،‬ونظ‪ W‬ـ ــ‪ V‬ه ـ ــذا قول ـ ــه تع ـ ــا(ى‪ :‬ﺑَ ّﺸ ـ ـ ـ ِﺮ‬
‫ِ‬ ‫اﻟْﻤﻨَﺎﻓِ ِﻘﲔ ﺑِﺄَ ّن َﳍﻢ ﻋ َﺬاﺑﺎً أَﻟِﻴﻤﺎً اﻟّ ِـﺬ ِ‬
‫ﻳﻦ ﻳـَﺘّﺨـ ُﺬو َن اﻟْ َﻜـﺎﻓ ِﺮ َ‬
‫ﻳﻦ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ﲔ أَﻳـَْﺒﺘَـﻐُ ــﻮ َن ِﻋﻨ ـ َـﺪ ُﻫ ُﻢ اﻟْﻌِ ـ ّـﺰَة ﻓ ــﺈن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أ َْوﻟﻴَ ــﺎءَ ﻣ ــﻦ ُدون اﻟْ ُﻤ ـ ْـﺆﻣﻨ َ‬
‫ﲨﻴﻌﺎ )‪ (٧٢‬وقوله تعـا(ى‪ :‬ﻳـَ ُﻘﻮﻟُﻮ َن ﻟَﺌِﻦ ّر َﺟ ْﻌﻨَﺎ‬ ‫اﻟﻌِﺰةَ ﻟﻠّ ِﻪ َِ‬
‫ّ‬
‫اﻷﻋ ـ ـ ّـﺰ ِﻣْﻨـ َﻬ ـ ــﺎ اﻷذَ ّل َوﻟِﻠّـ ـ ِـﻪ اﻟْﻌِـ ـ ّـﺰةُ‬ ‫ِ ِ‬
‫إِ َﱃ اﻟْ َﻤﺪﻳﻨَـ ــﺔ ﻟَﻴُ ْﺨ ـ ـ ِﺮ َﺟ ّﻦ َ‬
‫)‪(٧٣‬‬
‫ﲔ ﻻَ ﻳـَ ْﻌﻠَ ُﻤــﻮ َن ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫ﲔ َوﻟَـَﻜ ّﻦ اﻟْ ُﻤﻨَــﺎﻓﻘ َ‬ ‫َوﻟَﺮ ُﺳـﻮﻟﻪ َوﻟ ْﻠ ُﻤـ ْـﺆﻣﻨ َ‬
‫ﲨﻴﻌـﺎً إِﻟَْﻴـ ِـﻪ‬‫وقولــه تعــا(ى‪ :‬ﻣــﻦ َﻛــﺎ َن ﻳ ِﺮﻳـ ُـﺪ اﻟْﻌِــﺰَة ﻓَﻠِﻠّـ ِـﻪ اﻟْﻌِــﺰةُ َِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻳﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺼ ــﺎﻟ ُﺢ ﻳـَْﺮﻓَـﻌُ ــﻪُ َواﻟّــﺬ َ‬ ‫ـﺐ َواﻟْ َﻌ َﻤ ـ ُـﻞ ّ‬ ‫ﺼ ـ َـﻌ ُﺪ اﻟْ َﻜﻠ ـ ُـﻢ اﻟﻄّﻴّ ـ ُ‬
‫ﻳَ ْ‬
‫ِ‬
‫ـﻚ ُﻫـ َـﻮ‬ ‫اب َﺷــﺪﻳ ٌﺪ َوَﻣ ْﻜـ ُـﺮ أ ُْوﻟَﺌِـ َ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺴــﻴّﺌَﺎت َﳍـُ ْـﻢ َﻋـ َﺬ ٌ‬ ‫ﳝَْ ُﻜـ ُـﺮو َن ّ‬

‫)‪ (٧٢‬النساء ٓالاية ‪١٣٨‬‬


‫)‪ (٧٣‬سورة املنافقون ٓالاية ‪٨‬‬
‫‪١٠١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ـﻮر )‪ (٧٤‬أي م ــن ك ــان يري ــد الع ــزة فليطل–‪ T‬ــا بطاع ــة ﷲ‬
‫ﻳـَﺒُ ـ ُ‬
‫ ‪ ،‬من الكلم الطيب العمل الصالح ‪.‬‬
‫وقوله تعـا(ي ‪ :‬ﻫـﻮ اﻟـﺬي أرﺳـﻞ رﺳـﻮﻟﻪ ﺑﺎﳍـﺪي ودﻳـﻦ‬
‫اﳊﻖ ﻟﻴﻈﻬﺮﻩ ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ )‪ (٧٥‬قال تعـا(ى‪ :‬ﻳَﺄَﻳـّ َﻬـﺎ‬
‫اب‬‫ﻨﺠـﻴ ُﻜﻢ ﻣـﻦ َﻋـ َﺬ ٍ‬ ‫اﻟّ ِﺬﻳﻦ آﻣﻨﻮاْ ﻫﻞ أَدﻟّﻜﻢ ﻋﻠَﻰ ِﲡـﺎرةٍ ﺗُ ِ‬
‫ّْ‬ ‫َ َُ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ‬
‫ﺼـ ٌـﺮ ّﻣــﻦ اﻟﻠّـ ِـﻪ َوﻓَ ـْﺘ ٌﺢ‬ ‫أَﻟِــﻴﻢ ‪ ..‬إ(ــي قولــه ‪ ..‬وأُﺧــﺮ ِ‬
‫ى ُﲢﺒّﻮﻧـَ َﻬــﺎ ﻧَ ْ‬
‫َ َْ َ‬
‫ﺸـ ـ ِﺮ اﻟْﻤ ـ ْـﺆِﻣﻨِﲔ )‪ (٧٦‬أي يعط ــيكم أخ ــري ف ــوق‬ ‫ﻗَ ِﺮﻳ ـ ٌ‬
‫ـﺐ َوﺑَ ّ ُ‬
‫مغف ـ ــرة ال ـ ــذنوب ‪ ،‬ودخ ـ ــول الجن ـ ــة ‪ ،‬و‪ S‬ـ ــي النص ـ ــر والف ـ ــتح‬
‫املب‪W‬ن‪.‬‬
‫وقال ﷲ تعا(ي لسيدنا عي÷}‪ t‬عليه السـالم ‪ :‬إِ ْذ ﻗَ َ‬
‫ـﺎل‬

‫)‪ (٧٤‬سورة فاطر ٓالاية ‪١٠‬‬


‫)‪ (٧٥‬سورة الفتح – ٓالاية ‪٢٨‬‬
‫)‪ (٧٦‬سورة الصف ٓالايات من ‪١٣ :١٠‬‬
‫‪١٠٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﱄ َوُﻣﻄَ ّﻬ ـ ُـﺮَك ِﻣ ـ َـﻦ‬ ‫ـﻚ وراﻓِﻌُ ـ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ـﻚ إ َّ‬ ‫ﻴﺴ ـ َـﻰ إ ّﱐ ُﻣﺘَـ َﻮﻓّﻴ ـ َ َ َ‬
‫اﻟﻠّ ــﻪُ ﻳَﺎﻋ َ‬
‫ﻳﻦ َﻛ َﻔ ـ ُـﺮواْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـﻮك ﻓَـ ْـﻮ َق اﻟّــﺬ َ‬
‫ﻳﻦ اﺗّـﺒَـﻌُـ َ‬
‫ﻳﻦ َﻛ َﻔـ ُـﺮواْ َو َﺟﺎﻋـ ُـﻞ اﻟّــﺬ َ‬
‫اﻟّــﺬ َ‬
‫ﻴﻤ ــﺎ‬ ‫ِ‬ ‫إِ َﱃ ﻳ ــﻮِم اﻟْ ِﻘﻴﺎﻣـ ِـﺔ ُﰒ إِ َ ِ‬
‫َﺣ ُﻜ ُﻢ ﺑـَْﻴ ــﻨَ ُﻜ ْﻢ ﻓ َ‬
‫ﱄ َﻣـ ْـﺮﺟﻌُ ُﻜ ْﻢ ﻓَ ـﺄ ْ‬
‫َ َْ ََ ّ ّ‬
‫ُﻛﻨــﺘُ ْﻢ ﻓِﻴـ ِـﻪ َﲣْﺘَﻠِ ُﻔــﻮ َن )‪ (٧٧‬فلمــا كــان للنصــارى نصــيب مــا‬
‫م ــن اتباع ــه‪ ،‬ك ــانوا ف ــوق ال`‪ T‬ــود إ( ــي ي ــوم القيام ــة‪ ،‬ومل ــا ك ــان‬
‫املس ــلمون أتب ــع ل ــه م ــن النص ــارى ك ــانوا ف ــوق النص ــارى إ( ــي‬

‫ﻳﻦ ﻛ َﻔ ـ ُـﺮواْ‬ ‫ِ‬


‫ي ــوم القيام ــة ‪ ،‬ق ــال تع ــا(ى‪َ :‬وﻟَـ ْـﻮ ﻗَــﺎﺗَـﻠَ ُﻜ ُﻢ اﻟّــﺬ َ‬
‫اﻷدﺑَـ َـﺎر ُﰒّ ﻻَ َِﳚـ ُـﺪو َن َوﻟِﻴّ ـﺎً َوﻻَ ﻧﺼ ـﲑا وﻟــﻮ ﻗَــﺎﺗَـﻠَ ُﻜ ُﻢ‬ ‫ﻟََﻮﻟّـ ُـﻮاْ ْ‬
‫ﺼ ـﲑاً‬ ‫اﻷدﺑــﺎر ُﰒ ﻻَ َِﳚـ ُـﺪو َن وﻟِﻴ ـﺎً وﻻَ ﻧَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ‬ ‫ﻳﻦ ﻛ َﻔـ ُـﺮواْ ﻟََﻮﻟّـ ُـﻮاْ ْ َ َ ّ‬
‫اﻟّــﺬ َ‬
‫ )‪ (٧٨‬فهـ ـ ــذا خط ـ ـ ــاب للم ـ ـ ــؤمن‪W‬ن ال ـ ـ ــذين ق ـ ـ ــاموا بحق ـ ـ ــائق‬

‫)‪ (٧٧‬سورة آل عمران ٓالاية ‪٥٥‬‬


‫)‪ (٧٨‬سورة الفتح ٓالاية ‪.٢٣ ، ٢٢‬‬
‫‪١٠٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ٕالايم ـ ـ ــان ظـ ـ ـ ــاهرا وباطنـ ـ ـ ــا ‪ ،‬ق ـ ـ ـ ــال تعـ ـ ـ ــا(ى ‪ :‬إِ ّن اﻟْ َﻌﺎﻗِﺒَ ـ ـ ـ ـ ـﺔَ‬
‫)‪(٧٩‬‬
‫ﻟِْﻠ ُﻤﺘّ ِﻘﲔ ‬

‫قال تعا(ى‪َ :‬واﻟْ َﻌﺎﻗِﺒَﺔُ ﻟِﻠﺘّـ ْﻘ َﻮى )‪ (٨٠‬العاقبـة ‪3‬ـي الـدنيا‬


‫قب ــل ٓالاخ ــرة ألن ــه ذك ــر ذل ــك عق ــب قص ــة ن ــوح وص ــ‪Va‬ﻩ ع ــي‬
‫ـﺎء اﻟْﻐَﻴ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قومه قال تعـا(ى‪ :‬ﺗِْﻠ ِ‬
‫ـﺐ ﻧُﻮﺣ َﻴﻬـﺎ إِﻟَْﻴ َ‬
‫ـﻚ‬ ‫ـﻚ ﻣ ْـﻦ أَﻧْـﺒَ ْ‬
‫َ‬
‫ﺎﺻـِ ْـﱪ‬ ‫ﻣــﺎ ُﻛﻨــﺖ ﺗَـﻌﻠَﻤﻬــﺎ أَﻧــﺖ وﻻَ ﻗَـﻮﻣـ َ ِ‬
‫ـﻚ ﻣــﻦ ﻗَـْﺒـ ِـﻞ َﻫـََﺬا ﻓَ ْ‬ ‫َ َ ْ َُ َ َ ُْ‬
‫إِ ّن اﻟْ َﻌﺎﻗِﺒَﺔَ ﻟِْﻠ ُﻤﺘّ ِﻘﲔ )‪ (٨١‬أي عاقبة النصـر لـك‪ ،‬كمـا قـال‬

‫ن ـ ــوح علي ـ ــه الس ـ ــالم وم ـ ــن أم ـ ــن مع ـ ــه‪ ،‬وق ـ ــال تع ـ ــا(ي ‪ :‬وان‬
‫ﺗﺼﱪوا وﺗﺘﻘﻮا ﻻ ﻳﻀﺮﻛﻢ ﻛﻴﺪﻫﻢ ﺷـﻴﺌﺎ )‪ (٨٢‬قـال تعـا(ى‪:‬‬

‫)‪ (٧٩‬سورة هود ٓالاية ‪٤٩‬‬


‫)‪ (٨٠‬سورة طه ‪١٣٢‬‬
‫)‪ (٨١‬سورة هود ٓالاية ‪٤٩‬‬
‫)‪ (٨٢‬سورة آل عمران – ٓالاية ‪١٢٥‬‬
‫‪١٠٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﺼـ ـ ِـﱪُواْ َوﺗَـﺘّـ ُﻘ ـ ـﻮاْ َوﻳَـ ـﺄْﺗُﻮُﻛ ْﻢ ّﻣـ ــﻦ ﻓَ ـ ـ ْـﻮِرِﻫ ْﻢ َﻫـ ــََﺬا‬
‫ ﺑـَﻠَـ ـ َـﻰ إِن ﺗَ ْ‬
‫ﲔ ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُﳝـْـﺪ ْد ُﻛ ْﻢ َرﺑّ ُﻜـ ْـﻢ ﲞَ ْﻤ َﺴــﺔ آﻻف ّﻣـ َـﻦ اﻟْ َﻤﻶﺋ َﻜــﺔ ُﻣ َﺴـ ّـﻮﻣ َ‬
‫)‪ (٨٣‬وقـ ــال أخبـ ــارا عـ ــن يوسـ ــف عليـ ــه السـ ــالم‪ ،‬أنـ ــه نصـ ــرﻩ‬
‫ـﻒ‬
‫ﻮﺳـ ُ‬ ‫ـﺖ ﻳُ ُ‬ ‫ـﻚ ﻷﻧـ َ‬ ‫بتقــواﻩ وصــ‪Va‬ﻩ فقــال تعــا(ى‪ :‬ﻗَــﺎﻟَُﻮاْ أَإِﻧـّ َ‬
‫َﺧــﻲ ﻗَـ ْﺪ َﻣـ ّـﻦ اﻟﻠّــﻪُ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺂ إِﻧـّـﻪُ َﻣــﻦ‬ ‫ـﺎل أَﻧَـﺎْ ﻳﻮﺳــﻒ وﻫ ـ َﺬا أ ِ‬
‫ﻗَـ َ ُ ُ ُ َ َ َ‬
‫ﺤ ِﺴﻨِﲔ )‪. (٨٤‬‬ ‫َﺟَﺮ اﻟْ ُﻤ ْ‬ ‫ﻴﻊ أ ْ‬
‫ِ‬
‫ﺼ ْﱪ ﻓﺈن اﻟﻠّﻪَ ﻻَ ﻳُﻀ ُ‬
‫ﻳـﺘّ ِﻖ وﻳِ ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻳﻦ َآﻣﻨُـ َـﻮاْ إَن ﺗَـﺘّـ ُﻘ ـﻮاْ اﻟﻠّــﻪَ َْﳚ َﻌــﻞ‬ ‫قــال تعــا(ى‪ :‬ﻳــﺎ أَﻳـّ َﻬــﺎ اﻟّــﺬ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻟّ ُﻜـ ْـﻢ ﻓُـ ْﺮﻗَﺎﻧ ـﺎً َوﻳُ َﻜ ّﻔـ ْـﺮ َﻋــﻨ ُﻜ ْﻢ َﺳــﻴّﺌَﺎﺗ ُﻜ ْﻢ َوﻳـَ ْﻐﻔـ ْـﺮ ﻟَ ُﻜـ ْـﻢ َواﻟﻠّــﻪُ‬
‫ﻀ ِـﻞ اﻟْ َﻌ ِﻈـﻴ ِﻢ )‪ (٨٥‬ﻭﺍﻟﻔﺮﻗـﺎﻥ ‪ :‬هـو العـز والنصـر‬ ‫ذُو اﻟْ َﻔ ْ‬

‫)‪ (٨٣‬سورة آل عمران ٓالاية ‪١٢٥‬‬


‫)‪ (٨٤‬سورة يوسف ‪ٓ -‬الاية ‪٩٠‬‬
‫)‪ (٨٥‬سورة ٔالانفال ‪ٓ -‬الاية ‪٢٩‬‬
‫‪١٠٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫والنجــاة والنــور الــذي يفــرق بــ‪W‬ن الحــق والباطــل ‪ .‬قــال تعــا(ى‪:‬‬

‫ـﺚ ﻻَ‬ ‫ وﻣــﻦ ﻳﺘــﻖ اﷲ ﳚﻌــﻞ ﻟــﻪ ﳐﺮﺟــﺎ َوﻳـَْﺮُزﻗْــﻪُ ِﻣـ ْـﻦ َﺣْﻴـ ُ‬
‫ﺐ َوَﻣﻦ ﻳـَﺘَـ َﻮّﻛ ْﻞ َﻋﻠَﻰ اﻟﻠّ ِـﻪ ﻓَـ ُﻬ َـﻮ َﺣ ْﺴـﺒُﻪُ إِ ّن اﻟﻠّـﻪَ ﺑَـﺎﻟِ ُﻎ‬ ‫ِ‬
‫َْﳛﺘَﺴ ُ‬
‫)‪(٨٦‬‬
‫ﺷﻲ ٍء ﻗَ ْﺪراً ‬ ‫َ‬ ‫ﻞ‬ ‫ﻜ‬
‫ُ‬ ‫أَﻣ ِﺮﻩِ ﻗَ ْﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﻠّﻪ ﻟِ‬
‫ََ َ ُ ّ ْ‬ ‫ْ‬
‫وج ــود املص ــائب بس ــبب تقص ــ‪ٕ VW‬الانس ــان ‪ 3‬ــي طاع ــة رب ــه ‪،‬‬
‫ﻳﻦ ﺗَـ َﻮﻟّـ ْـﻮاْ ِﻣ ــﻨ ُﻜ ْﻢ‬ ‫ِ ِ‬
‫قــال ﷲ تعــا(ي ‪3‬ــي قصــة أحــد ‪ :‬إ ّن اﻟّــﺬ َ‬
‫اﻟﺸـ ْـﻴﻄَﺎ ُن ﺑِـﺒَـ ْﻌ ِ‬ ‫ﻳ ــﻮم اﻟْﺘَـ َﻘــﻰ ْ ِ‬
‫ﺾ َﻣــﺎ‬ ‫اﳉَ ْﻤ َﻌــﺎن إِّﳕـَـﺎ ْ‬
‫اﺳ ـﺘَـَﺰّﳍُ ُﻢ ّ‬ ‫َ َْ‬
‫)‪(٨٧‬‬
‫ﺴﺒُﻮاْ ‬
‫َﻛ َ‬
‫َﺻ ـ ْـﺒﺘُ ْﻢ‬ ‫ِ‬
‫َﺻ ــﺎﺑـَْﺘ ُﻜ ْﻢ ّﻣﺼ ــﻴﺒَﺔٌ ﻗَ ـ ْﺪ أ َ‬
‫وق ــال تعــا(ى‪ :‬أ ََو ﻟَ ّﻤ ــﺎ أ َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َﱏَ َﻫـََﺬا ﻗُ ْﻞ ُﻫ َﻮ ﻣ ْـﻦ ﻋﻨـﺪ أَﻧْـ ُﻔﺴـ ُﻜ ْﻢ إِ ّن اﻟﻠّـﻪَ‬ ‫ّﻣﺜْـﻠَْﻴـ َﻬﺎ ﻗُـ ْﻠﺘُ ْﻢ أ ّ‬

‫)‪ (٨٦‬سورة الطالق ‪ٓ -‬الاية ‪٢‬‬


‫)‪ (٨٧‬سورة آل عمران ٓالاية ‪١٥٥‬‬
‫‪١٠٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ـﺎد‬ ‫)‪(٨٨‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫َﻋﻠَ َﻰ ُﻛ ّﻞ َﺷ ْﻲء ﻗَـﺪ ٌﻳﺮ وقـال تعـا(ى‪ :‬ﻇَ َﻬ َـﺮ اﻟْ َﻔ َﺴ ُ‬
‫ـﺾ‬ ‫ِﰲ اﻟْﺒـﺮ واﻟْﺒﺤ ِﺮ ِﲟﺎ َﻛﺴـﺒﺖ أَﻳ ِـﺪي اﻟﻨّ ِ ِ ِ‬
‫ـﺎس ﻟﻴُـﺬﻳ َﻘ ُﻬ ْﻢ ﺑـَ ْﻌ َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ‬
‫)‪(٨٩‬‬
‫اﻟّ ِﺬي َﻋ ِﻤﻠُﻮاْ ﻟَ َﻌﻠّ ُﻬ ْﻢ ﻳـَ ْﺮِﺟﻌُﻮ َن ‬

‫ﺎك َﻋﻠَـ ـ ْـﻴ ِﻬ ْﻢ‬


‫ﺿ ـ ـﻮاْ ﻓَ َﻤ ـ ــﺎ أ َْر َﺳ ـ ـ ْﻠﻨَ َ‬
‫وقـ ــال تعـ ــا(ى‪ :‬ﻓ ـ ــﺈن أ َْﻋَﺮ ُ‬
‫ﻚ إِﻻّ اﻟْﺒَﻼَغُ َوإِﻧّﺂ إِذَآ أَذَﻗْـﻨَﺎ اﻹﻧﺴﺎن ِﻣﻨّﺎ‬ ‫ِ‬
‫َﺣﻔﻴﻈﺎً إِ ْن َﻋﻠَْﻴ َ‬
‫ﺖ أَﻳْ ِـﺪﻳ ِﻬ ْﻢ ﻓـﺈن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِح ‪َ‬ﺎ َوإِن ﺗُﺼـْﺒـ ُﻬ ْﻢ َﺳـﻴّﺌَﺔٌ ﲟَـﺎ ﻗَـ ّﺪ َﻣ ْ‬
‫ر ْﲪﺔً ﻓَﺮ ِ‬
‫ََ َ‬
‫)‪(٩٠‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻮر ‬
‫اﻹﻧﺴﺎن َﻛ ُﻔ ٌ‬
‫ـﺎس َر ْﲪَـ ـﺔً ﻓَ ِﺮ ُﺣـ ـﻮاْ ِ‪َ‬ــﺎ َوإِن‬ ‫ِ‬
‫وق ــال تع ــا(ى‪َ :‬وإ َذا أَ َذﻗْـﻨَ ــﺎ اﻟﻨّ ـ َ‬
‫ﺖ أَﻳْ ـ ِـﺪﻳ ِﻬ ْﻢ إِ َذا ُﻫ ـ ْـﻢ ﻳـَ ْﻘﻨَﻄُــﻮن ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺗُﺼـ ـْﺒـ ُﻬ ْﻢ َﺳ ــﻴّﺌَﺔٌ ﲟَــﺎ ﻗَـ ـ ّﺪ َﻣ ْ‬

‫)‪ (٨٨‬سورة آل عمران ٓالاية ‪١٦٥‬‬


‫)‪ (٨٩‬سورة الروم ٓالاية ‪٤١‬‬
‫)‪ (٩٠‬سورة الشورى ٓالاية ‪٤٨‬‬
‫‪١٠٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫)‪(٩١‬‬

‫ـﻒ َﻋـﻦ َﻛﺜِـ ٍ‬


‫ﲑ ‬ ‫ِ‬
‫وقال تعـا(ى‪ :‬أ َْو ﻳُﻮﺑِ ْﻘ ُﻬ ّﻦ ﲟَﺎ َﻛ َﺴﺒُﻮا َوﻳـَ ْﻌ ُ‬
‫)‪(٩٢‬‬

‫ﻚ ِﻣـ ْـﻦ َﺣ َﺴــﻨَ ٍﺔ ﻓَ ِﻤـ َـﻦ اﻟﻠّـ ِـﻪ َوَﻣــﺂ‬


‫َﺻــﺎﺑَ َ‬‫وقــال تعــا(ى‪ّ :‬ﻣــﺂ أ َ‬
‫ـﺎس َر ُﺳـﻮﻻً‬ ‫ﺎك ﻟِﻠﻨّ ِ‬ ‫ﻚ ِﻣﻦ َﺳﻴّﺌَ ٍﺔ ﻓَ ِﻤـﻦ ﻧـّ ْﻔ ِﺴ َ‬
‫ـﻚ َوأ َْر َﺳـ ْﻠﻨَ َ‬ ‫َﺻﺎﺑَ َ‬‫أَ‬
‫ﺷ ـ ِﻬﻴﺪاً )‪ (٩٣‬ولهــذا أمــر ﷲ ســبحانه وتعــا(ي‬ ‫َوَﻛ َﻔـ َـﻰ ﺑِﺎﻟﻠّـ ِـﻪ َ‬
‫املؤمن‪W‬ن بثالث أوامر إلتباع ما أنزل إل`‪T‬م ‪ ،‬وهو طاعته ‪.‬‬
‫ﻭﺛﺎﻧﻴـﺎ‪ :‬ﺍﻻﺳــﺘﻐﻔﺎﺭ ‪ :‬ألن العبـد البــد أن يحصـل لـه نـوع تقصــ‪VW‬‬
‫وسرف يزيله الاستغفار ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺍﻟﺼﱪ ‪ :‬فالبد من انتظار الوعد من الص‪. Va‬‬

‫)‪ (٩١‬سورة الروم ٓالاية ‪٣٦‬‬


‫)‪ (٩٢‬سورة الشورى ٓالاية ‪٣٤‬‬
‫)‪ (٩٣‬سورة النساء ‪ٓ -‬الاية ‪٧٩‬‬
‫‪١٠٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫فباالستغفار تتم الطاعة ‪ ،‬وبالص‪ Va‬يتم اليق‪W‬ن بالوعـد ‪..‬‬


‫وقــد جمــع ﷲ ســبحانه وتعــا(ي بي•‪T‬مــا ‪3‬ــي قولــه تعــا(ى‪ :‬إِﻧـّـﺎ‬
‫ـﻮم‬ ‫ﻟَﻨَﻨﺼــﺮ رﺳ ـﻠَﻨَﺎ واﻟّـ ِـﺬﻳﻦ آﻣﻨُـﻮاْ ِﰲ ْ ِ‬
‫اﳊَﻴَــﺎة اﻟ ـ ّﺪﻧْـﻴَﺎ َوﻳَـ ْـﻮَم ﻳـَ ُﻘـ ُ‬ ‫ُُ ُ ُ َ َ َ‬
‫ﺎد )‪ (٩٤‬وقـ ــد ذكـ ــر ﷲ سـ ــبحانه وتعـ ــا(ي ‪3‬ـ ــي كتابـ ــه‬ ‫اﻷ ْﺷ ـ ـ َـﻬ ُ‬
‫قصــص ٔالانبيــاء وأتبــاعهم ‪ ،‬وكيــف نجــاهم بالصــ‪ Va‬والطاعــة‬
‫ﺼـ ـ ـ ـ ِﻬ ْﻢ ِﻋْﺒـ ـ ـ ـ َـﺮةٌ ﻻُْوِﱄ‬
‫فق ـ ــال تع ـ ــا(ى‪ :‬ﻟََﻘـ ـ ـ ـ ْﺪ َﻛ ـ ـ ــﺎ َن ِﰲ ﻗَﺼ ِ‬
‫َ‬
‫ﻳﻖ اﻟّـ ِـﺬي‬ ‫ﺼــﺪ َ‬
‫ـﺎب ﻣــﺎ َﻛــﺎ َن ﺣـ ِـﺪﻳﺜﺎً ﻳـ ْﻔﺘ ــﺮى وﻟَـ ـ ِﻜﻦ ﺗَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ ََ َ َ َ‬ ‫اﻷﻟْﺒَـ َ‬
‫ِ‬
‫ـﻴﻞ ُﻛ ـ ـ ّـﻞ َﺷـ ـ ْـﻲ ٍء َوُﻫ ـ ـ ًـﺪى َوَر ْﲪَ ـ ـﺔً ﻟَّﻘ ـ ـ ْـﻮٍم‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﺑ ـ ــﲔ ﻳ َﺪﻳ ـ ـ ِـﻪ وﺗَـ ْﻔ ِ‬
‫ﺼ‬ ‫َ َْ َ ْ َ‬
‫)‪(٩٥‬‬
‫ﻳـُ ْﺆِﻣﻨُﻮ َن ‬

‫)‪ (٩٤‬سورة غافر ‪ٓ -‬الاية ‪٥١‬‬


‫)‪ (٩٥‬سورة يوسف ‪ٓ -‬الاية ‪١١١‬‬
‫‪١٠٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﺧﺎﺗـﻤﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻘﻴﻢ‬


‫نخرج من هذا البحث بفوائد عظيمه و‘ي ‪-:‬‬
‫أن مـ ــا يص ـ ــيب امل ـ ــؤمن‪W‬ن م ـ ــن الش ـ ــرور واملح ـ ــن ؤالاذى‬
‫دون م ــا يص ــيب الكف ــار والواق ــع ش ــاهد ب ــذلك ‪ ،‬وك ــذلك م ــا‬
‫يصـ ـ ــيب ٔالاب ـ ـ ـرار ‪3‬ـ ـ ــي هـ ـ ــذﻩ الـ ـ ــدنيا دون مـ ـ ــا يصـ ـ ــيب الفجـ ـ ــار‬
‫والفساق والظلمة بكث‪.VW‬‬
‫أن مـ ــا يصـ ــيب املـ ــؤمن‪W‬ن ‪3‬ـ ــي ﷲ تعـ ــا(ي مقـ ــرون بالرضـ ــا‬
‫والاحتســاب فــإن فــا‪Tm‬م الرضــا فمعــولهم ع ــي الصــ‪ ، Va‬وع ــي‬
‫الاحتساب ‪ ،‬وذلك يخفـف عـ•‪T‬م ثقـل الـبالء ومؤنتـه ‪ ،‬فـإ‪Th‬م‬
‫كلمــا شــاهدوا العــوض هــان علــ`‪T‬م تحمــل املشــاق والــبالء ‪،‬‬
‫والكف ــار ال رض ــا عن ــدهم وال احتس ــاب‪ ،‬وإن ص ــ‪Va‬وا فكص ــ‪Va‬‬

‫ال–‪T‬ــائم ‪ ،‬وقــد نبــه تعــا(ي ع ــي ذلــك بقولــه ‪ :‬قــال تعــا(ى‪َ :‬وﻻَ‬
‫ـﺂء اﻟْ َﻘـ ْـﻮِم إِن ﺗَ ُﻜﻮﻧُـﻮاْ ﺗَـﺄْﻟَ ُﻤﻮ َن ﻓــﺈ‪ْ ُ‬ﻢ ﻳَـﺄْﻟَ ُﻤﻮ َن‬
‫َ‪ِ‬ﻨ ـﻮاْ ِﰲ اﺑﺘِﻐـ ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫‪١١٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫)‪(٩٦‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َﻛ َﻤ ــﺎ ﺗَـ ـﺄْﻟَﻤﻮ َن َوﺗَـ ْﺮ ُﺟ ــﻮ َن ﻣ ـ َـﻦ اﻟﻠّــﻪ َﻣ ــﺎ ﻻَ ﻳـَْﺮ ُ‬
‫ﺟـ ـﻮ َن ‬
‫فاشŠ‪V‬كوا ‪3‬ي ٔالالم ‪ ،‬وامتاز املؤمن‪W‬ن برجاء ٔالاجر والزلفـي مـن‬
‫ﷲ تعا(ي ‪.‬‬
‫أن امل ـ ــؤمن إذا أوذي ‪ 3‬ـ ــي ﷲ تع ـ ــا(ي فإن ـ ــه محم ـ ــول عن ـ ــه‬
‫بحسب طاعته وإخالصـه ووجـود حقـائق ٕالايمـان ‪3‬ـي قلبـه ‪،‬‬
‫ح‪ ¢£‬يحمل عنه ٔالاذى مـا لـو كـان ‪Ú‬ـ}‪t‬ء منـه ع ـي غ‪W‬ـ‪V‬ﻩ لعجـز‬
‫ع ــن حملـ ــه ‪ ،‬وهـ ــذا م ــن دفـ ــع ﷲ عـ ــن عب ــد املـ ــؤمن ‪ ،‬فإنـ ــه‬
‫ً‬
‫يدفع عنه كث‪VW‬ا من البالء ‪ ،‬وإذا كان البد لـه مـن ‪Ú‬ـ}‪t‬ء منـه‬
‫دفع عنه ثقله ومؤنته‪.‬‬
‫أن املحب ــة كلم ــا تمكن ــت ‪ 3‬ــي القل ــب ورس ــخت في ــه ‪ ،‬ك ــان‬
‫أذي املح ـ ــب ‪ 3‬ـ ــي ر‪ Í‬ـ ــ}‪ t‬محبوب ـ ــة مس ـ ــتح ي غ‪ W‬ـ ــ‪ V‬مس ـ ــخوط ‪،‬‬
‫واملحبــون يفتخــرون عنــد أحبــا‪T ‬م بــذلك ‪ ،‬ح‪£‬ــ‪ ¢‬قــال قــائلهم‬
‫ل‪í‬ن ساءني أن نلت‪ t¹‬بمساءة لقد سرني أني خطرت ببالك‪.‬‬

‫)‪ (٩٦‬سورة النساء ‪ٓ -‬الاية ‪. ١٠٤‬‬


‫‪١١١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫فمــا الظــن بمحبــة املحبــوب ٔالاع ــى‪ ،‬الــذي ابــتالؤﻩ لحبيبــه‬


‫رحمة منه له وإحسان إليه ‪.‬‬
‫أن ما يصيب الكفار والفجار واملنافق‪W‬ن من العـز والنصـر‬
‫والجـاﻩ دون مــا يحصـل للمــؤمن‪W‬ن بكث‪W‬ـ‪ ،V‬بــل بـاطن ذلــك ذل‬
‫وكسـ ــر وهـ ــوان‪ ،‬وإن كـ ــان ‪3‬ـ ــي الظـ ــاهر خالفـ ــه قـ ــال الحسـ ــن‬
‫رحمــه ﷲ‪ :‬إ‪Th‬ــم وإن هملجــت ‪T ‬ــم ال‪ a‬ـ‪V‬اذين‪ ،‬وطقطقــت ‪T ‬ــم‬
‫البغ ــال إن ذل املعص ــية لف ــي قل ــو‪T ‬م‪ ،‬أب ــي ﷲ إال أن ي ــذل‬
‫من عصاﻩ‪.‬‬
‫أن ابتالء املؤمن كالدواء له يستخرج منه ٔالادواء ال‪£‬ـ‪ t‬لـو‬
‫بقي ـ ــت في ـ ــه أهلكت ـ ـه ‪ ،‬أو نقص ـ ــت ثواب ـ ــه‪ ،‬وأنزل ـ ــت درجت ـ ــه‪،‬‬
‫فيســتخرج الاب ـتالء والامتحــان مــن تلــك ٔالادواء ويســتعد بــه‬
‫لتم ـ ــام ٔالاج ـ ــر‪ ،‬وعل ـ ــو امل‪™¤‬ل ـ ــة‪ ،‬ومعل ـ ــوم أن وج ـ ــود ه ـ ــذا خ‪ W‬ـ ــ‪V‬‬
‫للمــؤمن إن أمــرﻩ كلــه لــه خ‪W‬ــ‪ V‬ولــيس ذلــك ألحــد إال للمــؤمن‬
‫ً‬
‫إن أص ــابته س ـراء ش ــكر فك ــان خ‪ W‬ـ‪V‬ا ل ــه‪ ،‬وإن أص ــابته ض ـراء‬
‫‪١١٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ص ــ‪ Va‬فك ــان خ‪ W‬ـ‪V‬ا ل ــه " )‪ (٩٧‬فه ــذا الاب ــتالء م ــن تم ــام نص ــرﻩ‬
‫وع ــزﻩ وعاقبتـ ــه‪ ،‬ولهـ ــذا كـ ــان أشـ ــد النـ ــاس بـ ــالء ٔالانبيـ ــاء ثـ ــم‬
‫ٔالاقــرب إلــ`‪T‬م فــاألقرب‪ ،‬يبت ــي املــرء حســب دينــه ‪،‬فــإن كــان‬
‫‪ 3‬ــي دين ــه ص ــالبة ش ــدد علي ــه ال ــبالء‪ ،‬وإن ك ــان ‪ 3‬ــي دين ــه رق ــه‬
‫خف ــف عن ــه وال ي ــزل ال ــبالء ب ــاملؤمن ح‪ £‬ــ‪ ¢‬يم‪ Ü‬ــ}‪ t‬ع ــي وج ــه‬
‫ٔالارض وليس عليه خطيئة‬
‫أن مـ ــا يصـ ــيب املـ ــؤمن ‪3‬ـ ــي هـ ــذﻩ الـ ــدار مـ ــن إدالـ ــة عـ ــدوﻩ‬
‫علي ــه‪ ،‬وغلبت ــه ل ــه ‪ ،‬وأذاﻩ ل ــه ‪ 3‬ــي بع ــض ٔالاحي ــان ‪ ،‬أم ــر الزم‬
‫الب ــد من ــه ‪ ،‬وه ــو ك ــالحر الش ــديد وال‪ a‬ــ‪V‬د الش ــديد‪ ،‬ؤالام ـراض‬
‫والهم ـ ـ ــوم والغم ـ ـ ــوم ‪ ..‬فه ـ ـ ــذا أم ـ ـ ــر الزم للطبيع ـ ـ ــة والنش ـ ـ ــأة‬
‫ٕالانسانية ‪3‬ي هذﻩ الدار ‪ ،‬ح‪£‬ـ‪ ¢‬لألطفـال وال–‪T‬ـائم ملـا اقتضـته‬
‫حكمة أحكم الحاكم‪W‬ن‪ ،‬فلو تجرد الخ‪ VW‬عن الشر ‪ ،‬والنفع‬
‫عــن الضــر ‪ ،‬واللــذة عــن ٔالالــم ‪ ..‬لكــان عــالم غ‪W‬ــ‪ V‬هــذا العــالم‬

‫)‪ (٩٧‬رياض الصالح‪W‬ن باب الص‪ Va‬ص ‪. ٥٩‬‬


‫‪١١٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ونشــأة أخــري غ‪W‬ــ‪ V‬هــذﻩ النشــأة ‪ ،‬ولفاتــت الحكم ـة ال‪£‬ــ‪ t‬يم‪W‬ــ™‬


‫‪T ‬ــا بــ‪W‬ن الخ‪W‬ــ‪ V‬والشــر‪ ،‬والنفــع والضــر‪ ،‬قــال تعــا(ي‪ :‬ﻟِﻴَ ِﻤﻴـ َـﺰ‬
‫ﻀ ــﻪُ َﻋﻠَ ـ َـﻰ‬
‫ـﺚ ﺑـَ ْﻌ َ‬ ‫اﳋَﺒِﻴ ـ َ‬ ‫ـﺐ َوَْﳚ َﻌ ـ َـﻞ ْ‬‫ـﺚ ِﻣ ــﻦ اﻟﻄّﻴّـ ِ‬ ‫اﻟﻠّــﻪُ ْ ِ‬
‫اﳋَﺒﻴ ـ َ َ‬
‫ﻚ ُﻫـ ـ ُـﻢ‬ ‫ﲨﻴﻌ ـ ـﺎً ﻓَـﻴَ ْﺠ َﻌﻠَـ ــﻪُ ِﰲ َﺟ َﻬـ ــﻨّ َﻢ أ ُْوﻟَـ ــَﺌِ َ‬
‫ـﺾ ﻓَـﻴـﺮُﻛﻤـ ــﻪ َِ‬
‫ﺑـَ ْﻌـ ـ ٍ َ ْ َ ُ‬
‫)‪(٩٨‬‬
‫ﺎﺳ ُﺮون ‬ ‫اﳋ ِ‬
‫َْ‬
‫اب ــتالء امل ــؤمن‪W‬ن بغلب ــة ع ــدوهم له ــم ‪ ،‬وقه ــرهم وكس ــرهم‬
‫أحيان ــا في ــه حكم ــة عظيم ــة ‪ ،‬ال يعلمه ــا ع ــي التفص ــيل إال‬
‫ﷲ  م•‪T‬ا ‪:‬‬
‫اس ــتخراج عب ــودي‪TU‬م وذله ــم هلل‪ ،‬وانكس ــارهم ل ــه‪ ،‬وافتق ــارهم‬
‫إليه‪ ،‬وسؤاله نصرهم ع ي عدوهم‪.‬‬
‫لو كانوا دائما منصورين قاهرين غالب‪W‬ن لبطروا وأشروا‪.‬‬
‫ولو كانوا دائما مقهورين مغلـوب‪W‬ن ملـا كانـت للـدين قائمـة‪ ،‬وال‬

‫)‪ (٩٨‬سورة ٔالانفال ‪ٓ -‬الاية ‪. ٣٧‬‬


‫‪١١٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫كانت للحق دولة‪.‬‬


‫فاقتضت حكمته سبحانه وتعا(ي أن صرفهم ب‪W‬ن غلـ–‪T‬م تـارة‬
‫وك ــو‪Th‬م مغل ــوب‪W‬ن ت ــارة ‪ ،‬ف ــإذا غلب ــوا تض ــرعوا إ( ــي ر‪ T ‬ــم ‪ ،‬وأن ــابوا‬
‫إليه‪ ،‬وإذا غلبوا أقـاموا دينـه وشـعائرﻩ‪ ،‬وأمـروا بـاملعروف‪ ،‬و‪Th‬ـوا‬
‫عن املنكر ‪ ،‬وجاهدوا عدوﻩ ‪ ،‬ونصروا أولياءﻩ ‪.‬‬
‫أ‪Th‬م لـو كـانوا دائمـا منصـورين غـالب‪W‬ن‪ ،‬قـاهرين لـدخل معهـم‬
‫م ـ ــن ل ـ ــيس قص ـ ــدﻩ ال ـ ــدين ‪ ،‬ومتابع ـ ــة الرس ـ ــول ‪ ،‬ول ـ ــو ك ـ ــانوا‬
‫مقهـ ــورين مغلـ ــوب‪W‬ن دائم ـ ـا لـ ــم يـ ــدخل معهـ ــم أحـ ــد‪ ،‬فاقتضـ ــت‬
‫الحكمة ٕالالهية أن كانت لهم الدولة تارة ‪ ،‬وعل`‪T‬م تارة ‪ ،‬فيتم‪W‬ـ™‬
‫ب‪W‬ن من يريد ﷲ ورسوله ‪ ،‬ومن ليس مرادﻩ إال الدنيا والجاﻩ ‪.‬‬
‫أنه سبحانه وتعا(ي يحب من عبادﻩ تكميل عبودي‪TU‬م ع ي‬
‫السراء والضراء ‪3 ..‬ي حال العافية والبالء ‪ ،‬و‪3‬ي حال إدالة‬
‫عدوهم عل`‪T‬م يمحصهم ويخلصهم و’‪T‬د’‪T‬م كما ‪3‬ي غزوة‬
‫اﻷﻋﻠَ ْﻮ َن إِ ْن ُﻛْﻨﺘُ ْﻢ‬ ‫ِ‬
‫أحـد‪ ،‬قال تعا(ى‪َ :‬وﻻَ َ‪‬ﻨُﻮا َوﻻَ َْﲢَﺰﻧُﻮا َوأَﻧْـﺘُ ُﻢ ْ‬
‫ﻚ‬‫ﺲ اﻟْ َﻘ ْﻮَم ﻗَـ ْﺮ ٌح ّﻣﺜْـﻠُﻪُ َوﺗِْﻠ َ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ّﻣ ْﺆﻣﻨ َﲔ إن ﳝَْ َﺴ ْﺴ ُﻜ ْﻢ ﻗَـ ْﺮ ٌح ﻓَـ َﻘ ْﺪ َﻣ ّ‬
‫‪١١٥‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﻳﻦ َآﻣﻨُﻮاْ َوﻳَـﺘّ ِﺨ َﺬ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ﲔ اﻟﻨّﺎ ِس َوﻟﻴَـ ْﻌﻠَ َﻢ اﻟﻠّﻪُ اﻟّﺬ َ‬ ‫اﻷﻳّ ُﺎم ﻧُ َﺪا ِو ُﳍَﺎ ﺑَـ ْ َ‬
‫ﻳﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ِﻣﻨ ُﻜﻢ ﺷﻬﺪآء واﻟﻠّﻪ ﻻَ ُِﳛﺐ اﻟﻈّﺎﻟِ ِﻤ ِ‬
‫ﺺ اﻟﻠّﻪُ اﻟّﺬ َ‬ ‫ﲔ َوﻟﻴُ َﻤ ّﺤ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ََُ َ َ ُ‬
‫ﻳﻦ أ َْم َﺣ ِﺴْﺒﺘُ ْﻢ أَن ﺗَ ْﺪ ُﺧﻠُﻮاْ ا ْﳉَﻨّﺔَ َوﻟَ ّﻤﺎ ﻳَـ ْﻌﻠَ ِﻢ‬ ‫ِ‬
‫َآﻣﻨُﻮاْ َوﳝَْ َﺤ َﻖ اﻟْ َﻜﺎﻓ ِﺮ َ‬
‫ﺎﻫ ُﺪواْ ِﻣﻨ ُﻜﻢ وﻳـ ْﻌﻠَﻢ ّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻳﻦ َوﻟََﻘ ْﺪ ُﻛْﻨﺘُ ْﻢ َﲤَﻨّـ ْﻮ َن‬‫اﻟﺼﺎﺑ ِﺮ َ‬ ‫ْ ََ َ‬ ‫ﻳﻦ َﺟ َ‬ ‫اﻟﻠّﻪُ اﻟّﺬ َ‬
‫ت ِﻣﻦ ﻗَـْﺒ ِﻞ أَن ﺗَـ ْﻠ َﻘ ْﻮﻩُ ﻓَـ َﻘ ْﺪ َرأَﻳْـﺘُ ُﻤﻮﻩُ َوأَﻧْـﺘُ ْﻢ ﺗَﻨﻈُُﺮو َن َوَﻣﺎ‬ ‫اﻟْ َﻤ ْﻮ َ‬
‫ﺎت أ َْو ﻗُﺘِ َﻞ‬ ‫ﻮل ﻗَ ْﺪ ﺧﻠَ ِ ِ ِ‬ ‫ُﳏَ ّﻤ ٌﺪ إِﻻّ َر ُﺳ ٌ‬
‫اﻟﺮ ُﺳ ُﻞ أَﻓﺈن ّﻣ َ‬ ‫ﺖ ﻣﻦ ﻗَـْﺒﻠﻪ ّ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻀّﺮ اﻟﻠّﻪَ‬ ‫ﺐ َﻋﻠَ َﻰ َﻋﻘﺒَـْﻴﻪ ﻓَـﻠَﻦ ﻳَ ُ‬ ‫اﻧْـ َﻘﻠَْﺒﺘُ ْﻢ َﻋﻠَ َﻰ أ َْﻋ َﻘﺎﺑ ُﻜ ْﻢ َوَﻣﻦ ﻳَﻨ َﻘﻠ ْ‬
‫ﻳﻦ )‪. (٩٩‬‬ ‫َﺷﻴﺌﺎً وﺳﻴﺠ ِﺰي اﻟﻠّﻪ ّ ِ‬
‫اﻟﺸﺎﻛ ِﺮ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ََ ْ‬

‫    ‬

‫)‪ (٩٩‬ﺴورة آل ﻋﻤران اﻵﻴﺎت ﻤن ‪١٤٤ : ١٣٩‬‬


‫‪١١٦‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬
‫القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫‪(١‬‬
‫مختصـ ــر تفسـ ــ‪ VW‬ابـ ــن كث‪W‬ـ ــ‪ – V‬دار الŠ ـ ـ‪V‬اث العربـ ــي للطباعـ ــة‬ ‫‪(٢‬‬
‫والنشر ‪.‬‬
‫ريـ ــاض الصـ ــالح‪W‬ن للنـ ــووي – طبعـ ــة املكتـ ــب الاسـ ــالمي –‬ ‫‪(٣‬‬
‫ب‪VW‬وت – لبنان ‪.‬‬
‫مشـ ــكاة املصـ ــابيح – الخطيـ ــب الت‪Va‬يـ ــزي – طبعـ ــة املكتـ ــب‬ ‫‪(٤‬‬
‫ٕالاسالمي – ب‪VW‬وت – لبنان ‪.‬‬
‫صحيح البخاري‪.‬‬ ‫‪(٥‬‬
‫س‪¤‬ن الŠ‪V‬مذي _ دار ابن الهيثم بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪(٦‬‬
‫س ــ‪¤‬ن النس ــائي _ بش ــرح الس ــيوطي والس ــندي _ مطبع ــة دار‬ ‫‪(٧‬‬
‫الحديث بالقاهرة ‪ ١٩٩٩‬م‪.‬‬
‫ص ـ ــحيح مس ـ ــلم بش ـ ــرح الن ـ ــووي – طبع ـ ــة الهيئ ـ ــة العام ـ ــة‬ ‫‪(٨‬‬
‫لشئون املطابع ٔالام‪VW‬ية بالقاهرة ‪.‬‬
‫حيـ ــاة الصـ ــحابة – للشـ ــيخ محمـ ــد يوسـ ــف الكنـ ــدهلوي –‬ ‫‪(٩‬‬
‫طبعة دار املعرفة – ب‪VW‬وت – لبنان ‪.‬‬
‫‪١١٧‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪ (١٠‬تــاريخ ٕالاســالم – للــذه†‪ - t‬طبعــة دار الغــد العربــي بالقــاهرة‬


‫‪.‬‬
‫‪ (١١‬سبل الهـدي والرشـاد ‪3‬ـي سـ‪VW‬ة خ‪W‬ـ‪ V‬العبـاد – الشـيخ محمـد‬
‫يوسـ ـ ــف الصـ ـ ــال‪Ê‬ي الشـ ـ ــامي – طبعـ ـ ــة املجلـ ـ ــس ٔالاع ـ ـ ــي‬
‫للشئون ٕالاسالمية املسم‪ t‬بالس‪VW‬ة الشامية‪.‬‬
‫‪ (١٢‬إغاث ــة اللهف ــان م ــن مكاي ــد الش ــيطان – الب ــن الق ــيم – دار‬
‫الحديث – بالقاهرة ‪.‬‬

‫******‬
‫‪١١٨‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ‬

‫اﻝﺼﻔﺤﺔ‬ ‫اﻝﻤوﻀــوع‬

‫‪٣‬‬ ‫ﻤﻘدﻤﺔ ‪..................................................‬‬

‫‪١٤‬‬ ‫اﻝدﻋوة إﻝﻲ اﷲ ﻤﺴﺌوﻝﻴﺔ ﻜل ﻤﺴﻠم‪.......................‬‬

‫‪١٥‬‬ ‫ـ ﺒﻌﺜﺔ اﻷﻨﺒﻴﺎء) ﻋﻠﻴﻬم اﻝﺴﻼم (‪.........................‬‬

‫‪١٦‬‬ ‫ـ ﻤن ﺘرك اﻝﺠﻬد ُﻴﺤرم ﻤن اﻝﻬداﻴﺔ‪.......................‬‬

‫‪١٦‬‬ ‫ـ ﻤﺎ ﻫو اﻝﺸﻲء اﻝذي ُﻴﺴﻤﻰ اﻝدﻴن؟‪.....................‬‬

‫‪١٧‬‬ ‫ـ ﻻ ﺘﻐﻔل ﻋن اﻝدﻋوة‪....................................‬‬

‫‪١٨‬‬ ‫ـ ﻨﻨظر ﻤﺎذا ُﻴرﻴد اﷲ ﻤﻨﺎ‪................................‬‬

‫‪١٨‬‬ ‫ـ اﻝﺸﻔﻘﺔ واﻝرﺤﻤﺔ ﻋﻠﻲ اﻝﻌﺼﺎة‪..........................‬‬

‫‪٢٢‬‬ ‫ـ ﻻ ﻨﺘﺄﺜر ﺒﺎﻷﺤوال وﻨﻨﺸﻐل ﺒﺎﻷﻋﻤﺎل‪.....................‬‬


‫‪١١٩‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪٢٣‬‬ ‫ـ ﻓﻜر اﻝﻤﻨﺎﻓق ‪..........................................‬‬

‫‪٢٤‬‬ ‫ـ ﺒﺎﻝﻤﺠﺎﻫدة ﺘﺄﺘﻲ اﻝﻤﻜﺎﺸﻔﺔ‪..............................‬‬

‫‪٢٥‬‬ ‫ـ اﻝﻔرق ﺒﻴن اﻝﻤﺴﻠم واﻝداﻋﻲ‪.............................‬‬

‫‪٢٥‬‬ ‫ـ اﻝوﻗت ﻏﺎﻝﻲ‪...........................................‬‬

‫‪٢٥‬‬ ‫ـ ﻤن ﻝﻠدﻴن ؟!!!!‪........................................‬‬

‫‪٢٦‬‬ ‫ـ ﻓﻲ ﻏزوة ﺒدر اﻝﻨﺒﻲ  ﻴﻨﺎﺸد رﺒﻪ‪.....................‬‬

‫‪٢٦‬‬ ‫ـ اﻝﺘﻀﺤﻴﺔ ﻤن أﺠل اﻝﻤﻘﺼد‪..............................‬‬

‫‪٢٧‬‬ ‫ـ ﻝﻤﺎذا ُﺒﻌﺜﻨﺎ ؟!!!‪........................................‬‬

‫‪١٨‬‬ ‫ـ ﻻ ﻨﻴﺄس !!!‪...........................................‬‬

‫‪٣٦‬‬ ‫ـ ﻓﺘﻨﺔ ﺨﻠق اﻝﻘرآن‪.......................................‬‬

‫‪٤٢‬‬ ‫ـ اﻝﺘﺘﺎر وﺘﺴﻠطﻬم ﻋﻠﻲ دﻴﺎر اﻝﻤﺴﻠﻤﻴن‪...................‬‬

‫‪٤٣‬‬ ‫ـ ﻤﻌﻴﺔ اﷲ ﻤﻊ اﻝداﻋﻲ‪....................................‬‬


‫‪١٢٠‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪٤٣‬‬ ‫ـ اﷲ أﻋطﻰ اﻝﻨﺒﻲ) اﻝﻴﺘﻴم ( ﺨطﺔ ﻋﺎﻝﻤﻴﺔ ﻝﻨﺸر اﻝدﻴن‪.....‬‬

‫‪٤٤‬‬ ‫ـ اﻝﻤﺴﻠم ﻓﻲ ﻤﻴداﻨﻪ ﻜﺎﻷﺴد‪...............................‬‬

‫‪٤٥‬‬ ‫ـ ﻨرﻓض ﻤﺎ رﻓﻀﻪ ﻨﺒﻴﻨﺎ‪..................................‬‬

‫‪٥٢‬‬ ‫ـ ﻝﺴﻨﺎ زراع وﻻ ﺼﻨﺎع وﻻ ﺘﺠﺎر‪ ،‬وﻝﻜن دﻋﺎة ‪.............‬‬

‫‪٥٢‬‬ ‫ـ زاد اﻝداﻋﻲ ) اﻝﺼﺒر واﻝﺘﻘوي (‪..........................‬‬

‫‪٥٤‬‬ ‫ـ ﻻ ﻨﺘﻴﻘن ﻋﻠﻲ اﻷﺴﺒﺎب‪..................................‬‬

‫‪٥٤‬‬ ‫ـ اﻝذي ﻴوﺼل ﻨداء دﻋوﺘﻨﺎ ﻫو اﷲ‪........................‬‬

‫‪٥٥‬‬ ‫ـ ﻨﻀﺤﻲ ﺒﺤواﺌﺠﻨﺎ ﻤن أﺠل اﻝدﻋوة‪........................‬‬

‫‪٥٦‬‬ ‫ـ ﻤﻊ اﻝﺤﻴرة ﺘﺄﺘﻲ اﻝﺤﻴﻠﺔ‪..................................‬‬

‫‪٥٧‬‬ ‫ـ اﻝﻴﻘﻴن وﺴﻴﻠﺔ اﻻﺴﺘﻔﺎدة ﻤن ﺨزاﺌن اﷲ‪.................‬‬

‫‪٥٨‬‬ ‫ـ أﺜر ﺠﻬد اﻝﻨﺒوة ﻋﻠﻲ داﺌرة اﻝﻨﺒوة‪.......................‬‬

‫‪٦١‬‬ ‫ـ ﻨﺘﺸرف ﺒﻤﺎ ﺸرﻓﻨﺎ اﷲ ﺒﻪ‪...............................‬‬


‫‪١٢١‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪٦٢‬‬ ‫ـ اﻝﻬداﻴﺔ ﺒﻘدر اﻝﺠﻬد‪ ،‬واﻝﻜﺸف ﺒﻘدر اﻝﺠﻬد‪...............‬‬

‫‪٦٣‬‬ ‫ـ أﻋﻤﺎل اﻹﻨﺴﺎن ﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻤﻘﺼد ﺤﻴﺎﺘﻪ‪......................‬‬

‫‪٦٤‬‬ ‫ـ اﻝﺨﻠق ﻋﺒﺎد اﷲ ‪........................................‬‬

‫‪٦٥‬‬ ‫ـ ﻨﺘﺠول ﺒﺎﻹﻴﻤﺎن واﻝﻴﻘﻴن‪................................‬‬

‫‪٦٦‬‬ ‫ـ اﻝذي ﻋﻨدﻩ اﻝﻨور اﻝﻨﺎس ﺘﺘﺄﺜر ﻤﻨﻪ‪......................‬‬

‫‪٦٦‬‬ ‫ـ ﻜم ﻗوة ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل‪.....................................‬‬

‫‪٦٧‬‬ ‫ـ ﺒﻘدر ﻤﺎ ﻨﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﻤن أﻋﻤﺎل ﺼﺎﻝﺤﺔ ﺘﺘﻨور أرواﺤﻨﺎ‪..‬‬

‫‪٦٨‬‬ ‫ـ ﻫل ﺒﻜﻴﻨﺎ ﻤﺜل اﻝﺨﺎدم ؟!!!!‪..............................‬‬

‫‪٦٩‬‬ ‫ـ ﻗﺼﺔ اﻝطﻔل ﺒﺎﺌﻊ اﻝﺤﻠوي‪................................‬‬

‫‪٧٠‬‬ ‫ـ اﻹﺤﺴﺎس ﺒﺎﻝﻤﺴﺌوﻝﻴﺔ‪...................................‬‬

‫‪٧١‬‬ ‫ـ ﻨﺴﻴﻨﺎ أﻨﻨﺎ ﻤﺴﺌوﻝون ﻋن ﻫداﻴﺔ اﻝﻨﺎس‪..................‬‬

‫‪٧٢‬‬ ‫ـ ﺨﺘﻤت اﻝﻨﺒوة وﻝم ﻴﺨﺘم ﺠﻬد اﻝﻨﺒوة‪......................‬‬


‫‪١٢٢‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪٧٣‬‬ ‫ـ ﻤﺎﻫو اﻝظﻠم؟ ‪...........................................‬‬

‫‪٧٤‬‬ ‫ـ أﺼﺒﺤت ﻋواطﻔﻨﺎ ﻏﻴر ﻗرآﻨﻴﺔ‪............................‬‬

‫‪٧٥‬‬ ‫ـ ﻤﺎذا ﻝو رﺠﻌت اﻷﻤﺔ إﻝﻰ ﻤﻘﺼدﻫﺎ ووظﻴﻔﺘﻬﺎ ؟ ‪..........‬‬

‫‪٧٦‬‬ ‫ـ اﻝﻤﻌﺼﻴﺔ اﻝﻜﺒري ﺘرك اﻝدﻋوة‪............................‬‬

‫‪٧٨‬‬ ‫اﻝﺒﺤـث اﻝﻘﻴـم ﻻﺒـن اﻝﻘﻴم ﻓﻲ ﻨﺼرة اﷲ اﻝﻐﻴﺒﻴﺔ ﻷﻫـل اﻹﻴﻤــﺎن‬

‫‪٧٨‬‬ ‫_ﺒﻴن ﻴدي اﻝﺒﺤث‪.......................................‬‬

‫‪٨٣‬‬ ‫_ ﻨﺼرة اﷲ اﻝﻐﻴﺒﻴﺔ ﻷﻫـل اﻹﻴﻤــﺎن ﻋﻠـﻰ اﻝدﻴـن اﻝﻜﺎﻤــل‪......‬‬

‫‪٨٣‬‬ ‫_ ﻤن ﻫم أﻫل اﻝﻨﻌﻴم ؟ ‪................................‬‬

‫‪٨٨‬‬ ‫_ ﻤﻨﺸﺄ اﻝظﻨون اﻝﻜﺎذﺒﺔ اﻝﺤﺎﺌدة ﻋن اﻝﺼواب‪...............‬‬

‫‪٨٨‬ـ‬ ‫_ اﻷﻤر اﻷول ‪ :‬ﺤﺴن ظن اﻝﻌﺒد ﺒﻨﻔﺴﻪ ودﻴﻨﻪ واﻋﺘﻘﺎدﻩ‪.....‬‬


‫‪١٢٣‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪٨٨‬‬ ‫_ اﻷﻤر اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻋﺘﻘﺎدﻩ أن اﷲ ﻻ ﻴؤﻴد ﺼﺎﺤب اﻝدﻴن‬

‫‪٨٩‬‬
‫_ وﻤﻨﺸﺄ ﻫذﻴن اﻷﻤرﻴن ‪ :‬ﻫو اﻝﺠﻬل ﺒﺤﻘﻴﻘﺔ اﻝﻨﻌﻴم ‪........‬‬

‫‪٩٠‬‬
‫_ ﺠﻬل اﻝﻌﺒد‪.............................................‬‬

‫‪٩١‬‬
‫واﺠﺒﺎت اﻝﻘﻠب‪............................................‬‬

‫‪٩٤‬‬
‫وﻤذﻫب أﻫل اﻝﺴﻨﺔ واﻝﺠﻤﺎﻋﺔ‪ :‬أن اﻹﻴﻤﺎن ﻴزﻴد وﻴﻨﻘص‪....‬‬

‫‪-‬‬
‫وﻻﻴـــﺔ اﷲ ﻝﻌﺒـــدﻩ ﺤﺴـــب إﻴﻤﺎﻨـــﻪ وﻤﻌﻴﺘـــﻪ اﻝﺨﺎﺼـــﺔ ﻤـــﻊ أﻫـــل‬

‫‪٩٤‬‬ ‫اﻹﻴﻤﺎن‬

‫‪٩٧‬‬ ‫واﻝﻨــوع اﻝﺜــﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝــذﻴن ﻻ ﻴﺜﻘــون ﺒوﻋــد اﷲ‪...............:‬‬

‫ﻫل ﻴﺠوز أن ﻨطﻠب اﻝﻨﺼرة ﻤن ﻏﻴر اﻝﻤؤﻤﻨﻴن ؟ ‪.......‬‬


‫‪٩٩‬‬

‫ﺨﺎﺘﻤﺔ اﻝﺒﺤث اﻝﻘﻴم‪....................................‬‬


‫‪١٠٩‬‬
‫‪١٢٤‬‬
‫ﻓرﻀﻴﺔ اﻝدﻋوة إﻝﻰ اﷲ ) ﻤن أﻗوال اﻝﺸﻴﺦ ﻋﺒد اﻝوﻫﺎب(‬

‫‪١١٦‬‬ ‫اﻝﻤراﺠﻊ‪..................................................‬‬

‫‪١١٨‬‬ ‫اﻝﻔﻬرس‪.................................................‬‬

‫ﺗﻠﻴﻔﻮن اﻟﻤﺆﻟﻒ‬
‫ـ ‪٠١٠٦٤١٥٨٢٤٦‬‬ ‫‪٠٥٠ / ٦٨٢٤٥٣٦‬‬

You might also like