Professional Documents
Culture Documents
ARAB 201
كريم الطويل
مقدمة
عرض موجز
أصول العبودية
العنصرية في لبنان
حلول للمشكلة
استنتاج
انتشرت العنصرية في العالم العربي منذ كتابة الصفحة األولى من التاريخ ،على الرغم من أن المفهوم
األساسي للعبودية الحديثة لدينا هو عبودية األمريكيين األفارقة من القرن السادس عشر حتى القرن العشرين.
لكن الحقيقة هي أن العرب وضعوا Hالمعايير التي بُنيت عليها العبودية األمريكية األفريقية .أقدم مجتمع عبيد
معروف كان حضارات بالد ما بين النهرين والسومرية الواقعة في منطقة إيران /العراق بين 2000-6000
قبل الميالد .على الرغم من أن العبودية الحديثة لم تعد هي القاعدة في المنطقة أو أي منطقة أخرى ،إال أن
العنصرية أخذت مكانها .واحدة من أكبر المشاكل في المنطقة هي أنها موجودة في كل مكان ولكن لم يتم اتخاذ
أي إجراء ألنها متجذرة بعمق في ثقافاتنا Hوتقاليدنا .يُطلق على معظم األشخاص السود الذين يتم رؤيتهم أسماء
مسيئة ويتم تصويرهم على أنهم في الغالب أقل الموظفين وأفقرهم في أي شركة ،بينما يتم السخرية من
اآلسيويين لتكوينهم Hالطبيعي وتقاليدهم ،في حين يتم االعتداء على الهنود بسبب توابلهم النادرة والغنية ،
والتي خاض أسالفنا الحروب من أجل الحصول عليها .مع التكنولوجيا الحديثة والتطورات ،يتخلى معظم
العالم ،وال سيما العرب ،عن تقاليدهم وأساليبهم Hالقديمة والدموية ،ويحولونها إلى أساليب أفضل وأكثر
وعيًا .هل هدم تلك الخطوط Hالعرقية التي ال أساس لها وغير المرئية من األمور التي سيتخلى Hعنها العرب في
قبل التعمق في السلوكيات العنصرية للعرب ،سوف Hنتعمق في أصل هذا ولماذا هو ما هو عليه اليوم.كما نعلم
،المنطقة العربية ليست منطقة متجانسة ،بل على العكس تما ًما ،فداخل هذه المنطقة توجد أنواع مختلفة من
اإلثنيات ،وداخل كل واحدة هناك دين وثقافة مختلفة ،وهذا يسبب بعض التوتر Hبين الدول .قبل الحديث عن
الواقع الحديث ،دعنا نعود إلى التاريخ ونرى أين حدث خطأ .قبل الثورة اإلسالمية ،كانت العنصرية بين
السود والبيض غير موجودة .هذه ليست محاولة لجعل اإلسالم يبدو Hسيًئا ،فقد شجع النبي محمد األخوة
العرقية ووعظ بإنهاء العبودية .من أكثر حاالت التمييز بين اإلخوة ا .1كان عنتارا محاربًا من أصول
إثيوبية ،عبس العربية ،وقد خاض حروبًا Hال حصر لها بجانب األشخاص الذين اعتبرهم إخوانه ،وحُرم من
حقه في الزواج من فتاة أحبها ،بسبب لون بشرته األسود H.على الرغم من أن فترة عنتارا كانت قبل الثورة
اإلسالمية ،فإن هذا يساعدنا على رؤية كيفية تطور Hهذه الظاهرة عبر القرون .لقد اعتاد الشعب العربي على
الشعب اإلثيوبي Hولم يكن لديه مشكلة في اعتباره مساويًا Hله ،ولكن مع اكتشاف Hاألعراق األخرى في إفريقيا ،
وأبرزها ذوي Hالبشرة الداكنة ،وظهور Hالعبودية مع نهاية الثورة اإلسالمية ،أدى ذلك إلى إهانة األشخاص
الذين اعتبرناهم Hذات يوم إخواننا ،دون وجود أسباب معقولة للقيام بذلك .يقول تفسير القرآن" :أال ترون أن
هللا ينزل من السماء الماء وبه نخرج ثمارًا متفاوتة األلوان ،وفي الجبال خطوط Hبيضاء وحمراء متفاوتة
الظالل وصخور سوداء داكنة؟" والبشر Hوالوحوش والمواشي بألوان مختلفة "ومع ذلك فإن نفس األشخاص
الذين كان يُعتقد أنهم مخلصون للدين اإلسالمي ،عارضوا Hذلك .في عام ، 652تم أخذ هذا األمر إلى أبعد من
ذلك عندما أبرم األمير والجنرال Hعبد هللا بن سعيد اتفاقية مع ملك النوبي تضمن مئات من العبيد السود كل
عام .استمر هذا لمدة 13قرنًا ، Hمما جعل العبودية األمريكية األفريقية تبدو صغيرة مقارنة بالعنف واالعتداء
الذي تعرض له هؤالء األشخاص .بسبب الظروف Hالقاسية ،قبلت الغالبية العظمى من السكان السود مصيرهمH
وأنهم أقل شأنا من العرب ،ويمكننا Hأن نرى ذلك في قصائد Hشعراء العرب السود ،المسماة بالغربان السود.
إن المجتمع الذي يعتقد أن هللا خلقه فوق Hأي شخص آخر ،والمجتمع Hالذي ُأجبر على االعتقاد بأن هللا خلقه
تحت أي شخص آخر هو األرضية المثالية النتشار العنصرية في كل ركن من أركان هذه المنطقة
ذات مرة كتب الشاعر األسود سهيم "رغم أنني عبد ،فإن روحي حرة بنبل
1
https://www-tandfonline-com.ezproxy.aub.edu.lb/doi/full/10.1080/13629387.2019.1670645
أحد المتغيرات األخرى التي أثرت في هذا االرتفاع في العنصرية يرجع إلى بنية اللغة العربية ،فقد أكد أحد
اللغويين العرب المعروفين في القرن الثالث عشر ،ابن منزو ،أنه عندما يقول العرب أن الشخص أبيض
اللغة ليست فقط أداة للتواصل بين الناس .إنها كل ما يحس به المرء ويفكر فيه ويعبر عنه .وأي خلل يعتريها"
".2يمكن أن يؤثر على التواصل ،أو يجعله قائما Hعلى االلتباس واإلبهام H.لكن اللغة ليست فقط دالالت ومعانيH
على الرغم من أن اللغة لم تكن بأي شكل مكونة لتكون عنصرية بطبيعتها ،فإن حقيقة أنه عندما يُطلق على
.الشخص اسم أسود يشير إلى الشر أو الدونية أو األشياء الحاقدة ،فإن ذلك يعزز التمييز بشكل غير مباشر
بعد التعمق في أسس العنصرية في المنطقة العربية ،سنتحدث عن الوضع الحالي للعنصرية والقوانين التي
تقيدها والحلول المقترحة لهذه المشكلة .عند الحديث عن الوضع الحالي نحن بحاجة للحديث عن العنصرية
التي يتعرض لها الالجئون السوريون في لبنان .منذ بداية الحرب عام ، 2012أثر ذلك سلبًا على الشعبين
اللبناني والسوري H.في عام ، 2022أثناء أزمة الخبز في لبنان ،اضطر الالجئون إلى االنتظار Hحتى استالم
جميع السكان المحليين خبزهم ،قبل أن يتمكنوا من شرائه .كما أصدر وزير الخارجية اللبناني عبد هللا بو
حبيب بيانا قال فيه إن لبنان لن يتعاون مع اللجنة الدولية لدعم السوريين وإبقائهم Hفي لبنان .تم اإلفراج عن
تصريحات أخرى لمسؤولين حكوميين رفيعي Hالمستوى ،بما في ذلك نفس النوع من التمييز ضد جيرانهم H.لم
تكن العنصرية في العالم العربي ضد الغرباء فحسب ،بل كانت ضد األخوة أيضًا .مثال آخر على ذلك هو
الحرب األهلية اللبنانية التي بدأت نتيجة مذبحة لجيرانهم الفلسطينيين واحدة من أكبر األمثلة على العنصرية
اليوم على الصعيد العالمي ،وخاصة في العالم العربي ،هي كأس العالم لكرة القدم في قطر .على الصعيد
العالمي ،ظهرت العنصرية على نطاق واسع حيث انتقدت الدول الغربية قطر Hالتي تستضيف Hالحدث العالمي
هذا العام لمطالبة األجانب باحترام ثقافاتهم وتقاليدهم Hالعربية .يذكر الغرب مرارا أن أكبر خطأ هذا العام كان
2
العربية والثقافة -ديسمبر – – 2015مجلة القدس العربي – سعيد يقطين
استضافة كأس العالم في دولة عربية ،وهو ما يعكس صورة نمطية ابتكرها الغرب عن عدم كفاءة الدول
العربية في استضافة األحداث العالمية والمهمة .من الواضح أن هذه الصورة النمطية هي نتيجة قرون من
العنصرية من قبل الغرب تجاه العالم العربي .عالوة على ذلك ،وعلى المستوى Hاإلقليمي ،فمن الواضح أن
الدول العربية ارتكبت العنصرية خالل كأس العالم تجاه العمال من جنوب آسيا .تظهر التقارير أن 6500
عامل وافد لقوا حتفهم في بناء المالعب في قطر ، Hومعظم Hهؤالء العمال من جنوب آسيا .من الواضح أن هذا
انتهاك لحقوق اإلنسان يرتكبه الشعب القطري ألنه يظهر أنهم ينظرون إلى جنوب آسيويين مثل الهنود
والباكستانيين Hوالبانجلي ،كجزء من عرق أقل .عرق ال يليق ببيئة عمل آمنة .عرق ال يستحق Hالموت الكريم.
من المعروف اآلن أن العنصرية منتشرة بشكل كبير في الدول العربية ،حيث يرى توفيق الرحباني Hأن .
"الشيء األسوأ من انتشار العنصرية هو الشعور بعدم وجودها"باإلضافة إلى ذلك ،قسم Hتوفيق العنصرية في
العالم العربي Hإلى ثالثة أقسام ،عرقية ،واقتصادية ،ودينية ،مع تزايد هذه األخيرة بشكل كبير ..ويمكن أن
يُعزى هذا االرتفاع إلى التنظيمات اإلرهابية التي تقتل وتدمر Hباسم اإلسالم ،بهدف وحيد هو وضع صورة
مزيفة وليست حقيقية لإلسالم في أذهان األجانب والعرب على حد سواء .على الرغم من أن الغالبية العظمى
من العالم العربي من المسلمين ،إال أن هناك أقليات مسيحية وأقليات أخرى ذات مكانة ،يتصاعد التوتر Hبين
هذه المجتمعات بسبب هذه المنظمات المعيبة .بينما لم يتم وصف العنصرية في شكلها القانوني Hجيدًا ،إال أنها
كانت دائ ًما نوعًا من المنطقة الرمادية للحكومات في جميع أنحاء العالم .ومن بين الحكومات العربية التي
جرّمت تونس العنصرية عام 2018من خالل تشريع قانون لها ،وكانت األولى في المنطقة التي تعترفH
وبحسب طاهر بن جلون ،الكاتب المغربي الذي تحدث عن العنصرية وغيرها من القضايا التي عاشها أثناء
احتالل فرنسا Hللمغرب ،في كتابه “شرحت العنصرية البنتي” القصة حول محادثة بين األب وابنته .يؤمن بن
جلون أن الحل يكمن في حبكة القصة ،التربية األسرية .من المستحيل على الطفل الذي نشأ في منزل حيث
يتم تعليمه عدم احترام شخص لعرقه أو دينه ألن هذا ليس ما علمه /هي من قبل والديهم .هذا ال يتطلب من
الطفل أن يكون كامالً وأال يفعل شيًئا خاطًئا أبدًا ،لكن أشياء مثل هذه تتجذر بعمق في داخل الشخص وتصبح
غير واعية .حل آخر وهذا حل شخصي Hأكثر ،وهو فصل الدين عن الدولة .على سبيل المثال في لبنان ،يتم
وضع دين الشخص على رخصة القيادة والمستندات Hالحكومية األخرى ، Hوالسبب الوحيد لذلك هو التمييز ضد
الشخص .ال يلعب الدين دو ًرا Hفي وضع هوية لشخص ما ،ومع ذلك ،فإن بعض األشخاص الذين يفتقرون
العقل يعترضون على هذا القول .إن فصل الدين عن الدولة ليس اعتداء على الدين بل هو دفاع عن الناس من
.إيذاء أنفسهم
.
أخي ًرا ،الحل الثالث واألبرز للعنصرية هو استئصالها من جذورها في األماكن األكثر انتشا ًرا ، Hوهي مكان
العمل .كما ذكرنا سابقًا ،العالم العربي هو مسقط رأس العنصرية النظامية ،ولهذا السبب يجب على الدول
العربية أن تتحد معًا وتخلق إطا ًرا يفرض على الشركات ذات األصول العربية والمقرات الرئيسية في العالم
العربي ،وخاصة في مناطق Hالشرق األوسط والخليج متطلبات التنوع .يجبر شرط Hالتنوع الشركات على
توظيف عدد محدد من األشخاص الملونين أو الفئات المهمشة تاريخيا ً بنا ًء على قدراتهم ومهنهم H.يمكن وضع
هذا اإلطار من قبل لجنة خاصة داخل جامعة الدول العربية حيث تضم هذه اللجنة ممثلين من جميع الدول
العربية ،وبالتالي ضمان المساواة .على الرغم من التطورات Hالتكنولوجية والثقافية واالجتماعية التي شهدها
.
في الختام ،يعاني العالم العربي من العنصرية المتفشية وقد عانى منها دائ ًما .كان مجتمع العبيد األول هنا ،
وبدأت السلسلة التي أدت إلى العبودية األمريكية األفريقية هنا ،والعنصرية الحالية ضد الالجئين السوريين.
كل هذه المشاكل ومع ذلك كل الدول تغض الطرف Hباستثناء تونس التي كانت أول دولة عربية تحارب
العنصرية على المستوى القانوني .تنقسم العنصرية إلى ثالثة أنواع ،عرقية واقتصادية ودينية ،جميعها
موجودة بشكل كبير في مناطقنا باستثناء النوع االقتصادي .أن تكون عنصريًا هو أحد أسوأ الصفات التي
يمكن أن يمتلكها اإلنسان ،ألن السخرية من شخص ما بسبب شيء ليس لديه /لديها سيطرة عليه ليس شيًئا
يمكن أن يفعله الشخص العقالني .إنه نفس الشيء مثل شخص يسخر من حصان لكونه غبيًا جدًا بحيث ال
DOI: 10.4324/9781003193234-7
تونس تقر قانونا يجرم العنصرية ،في سابقة هي األولى بالعالم العربي
هل المجتمع العربي مجتمع عنصري وماذا عن عنصريتنا نحن؟ بقلم :توفيق رباحي .نشر
ّ بتاريخ 8يونيو 2020
https://www-tandfonline-com.ezproxy.aub.edu.lb/doi/full/
10.1080/13629387.2019.1670645
https://doaj.org/article/b643eb85715a44489063cb7498f24a2c
https://alarab.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD
%D8%B1%D9%8A%D8%B6-%D8%B9%D9%84%D9%89-
%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86-
%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-
%D9%8A%D9%86%D9%81%D8%AC%D8%B1-
%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A7-
%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86