Professional Documents
Culture Documents
(الجزء الثاني)
بقلم جورج ر .ر .مارتن
1
فصول الجزء الثاني من سلسلة النار والدم:
2
:الجزء األول على موقع ساحرالكتب
https://www.sa7eralkutub.com/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%
8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-
/%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85
3
َ ُ َّ َ
موت التنا ِنين
التنين األحمر و التنين الذهبي
دخلت رقصة التنانين مرحلة جدغيدة بعد وفاة لوسيريس فيالريو في
أراضي العواصف ومقتل األمير جيهيريس أمام عيني والدته في القلعة الحمراء.
ُ
بالنسبة لكل من السود والخضر ،دعي الجميع لالنتقام .وفي جميع أنحاء البالد،
دعا اللوردات حملة رايتهم ،وتجمعت الجيوش وبدأت في الزحف.
في أراضي األنهار ،عبر المويرو من شجرة الودفا (بلدة شجرة الودفا
معقل آل بالكوود) ،ورفعوا راغية راينيرا ،1نحو أراضي آل براكنَّ ،
وحرقوا
المحاصيل ،وقادوا األغنام والماشية ،وأجلوا أهالي القرى ،ونهبوا كل سبت أتوا
عليه (كا آل بالكوود آخر المنازل جنوب العنق من الذين ما زالوا غيعبدو
اآللهة القدغيمة).
ً
عندما حشد البراكن جيشا قوية للرد ،فاجأهم اللورد سامويل بالكوود في
زحفهم ،وأخذهم على حين غرة وهم غيخيمو تحت طاحونة على ضفاف
ُ
النهر .في القتال ،تم اضرام النار في الطاحونة ،وقاتل الرجال وقتلوا لساعات
مستحمين في الضوء األحمر للنيرا .قام سير أموس براكن ،الذي قاد الجيش
من ستو هيدج (بلدة السياج الحجري) ،بقطع رأس اللورد بالكوود وقتله في
قتال فردي ،ليهلك هو نفسه بعدها ،عندما وجد سهم من خشب الويروود
ً
طريقة إلى فتحة العين في خوذة رأسه ،وغاص السهم عميقا في جمجمته .من
المفترض أ هذا السهم قد أطلقته أليسا ،أخت اللورد سامويل بالكوود
- 1في البداية ،رفع كال المطالبين بالعرش الحديدي التنين ذو الرؤوس الثالثة آلل تارغيرين ،تنين
أحمر على علم األسود ،ولكن بحلول نهاية ،121قدم كل من إيغون و رينيرا بعض التختالفات
لتمييز مؤيديهم عن أعدائهم .الملك غير لون التنين على رايته من األحمر إلى الذهبي ،فرحا
بالحراشف الذهبية الرائعة لتنينه ،صن فاير ،بينما قامت الملكة بتربيع علم تارغيرين مع رب ع آل
آرن وآل فيالريون ،تكريما لوالدتها وزوجها األول.
4
ً
عاما ،والتي ُعرفت الحقا باسم "ألي السوداء"،
البالوة من العمر ستة عشر ً
ولكن ال غيمكن معرفة ما إذا كانت هذه حقيقة أو مجرد أسطورة عائلية.
تكبد كال الجانبين العدغيد من الخسائر الجسيمة في المعركة التي
ُ
أصبحت تعرف باسم معركة "الطاحونة المحترقة" ...وعندما انهزم البراكن في
فروا إلى أراضيهم تحت قيادة األخ النول غير الشقيق للسير أموس، النهاغية و ُّ
سير ريلو ريفرز ،ليجدوا أ ستو هيدج قد تم االستيالء عليها في غيابهم.
بقيادة األمير دغيمو على كاراكس ،استولى جيش قوي مكو من آل داري
وروتس وبيبر وفراي على القلعة في غياب الكثير من قوة آل براكين .تم أسر
اللورد همفري براكين وأطفاله المتبقين ،مع زوجته الثالثة وعشيقة وضيعة
ً
الميالد .استسلم السير ريلو ،بدال من رؤيتهم يتعرضو لألذى .ومع هزيمة آل
حول آخر أنصار الملك إغيوو في أراضي النهر والءهم براكن وانكسار جيشهمَّ ،
ووضعوا سالحهم كذلك.
ومع ذلك ،ال ينبوي االعتقاد بأ المجلس األخضر كا مكتوف األغيدي .إذ
ً ً
كا أوتو هايتاور مشووال أغيضا ،غيكسب اللوردات ،ويستأجر المرتزقة ،ويعزز
دفاعات كينوز الندنغ ،وانشول بالسعي الدؤوب وراء التحالفات األخرى.
وضاعف اليد جهوده ،بعد رفض مبادرات سالم المايستر األكبر أورويل ،حيث
أرسل الوربا إلى وينترفل والعش ،وإلى ريفرر والميناء األبيض وبلدة النوارس
القصية ،ونصف مائة حصن وقلعة أخرى .أسرع َّ وجسر العلقم والجزيرة
الفرسا طوال الليل بإصرار الستدعاء اللوردات والسيدات إلى البالط لتأدغية
قسم الوالء للملك إغيوو .كما تواصل سير أوتو مع دور ،الذي كا أميرها
الحاكم ،كورين مارتيل ،قد حارب ذات مرة ضد األمير دغيمو في األعتاب ،لكن
األمير كورين رفض عرضه .وقال« :دور رقصت مع التنانين من قبل .أفضل
النوم مع العقارب».
فسر الجهود التي بذلها مع ذلك ،كا السير أوتو غيفقد ثقة مليكه ،الذي َّ
أوتو على أنها تقاعس ،والحذر بأنه الجبن .غيخبرنا سيبتو يوستاس عن إحدى
المرات عندما دخل إغيوو برج اليد ووجد سير أوتو غيكتب رسالة أخرى ،وعندها
ً
قام بسكب الحبر في حضن جده ،معلنا« :يتم الفوز بالعروش بالسيوف وليس
الريشات .وبسفك الدماء ،ال الحبر».
5
غيخبرنا مونكو أ سقوط هارينهال أمام األمير دغيمو كا بمثابة صدمة
كبيرة لجاللته .حتى تلك اللحظة ،كا إغيوو الثاني غيعتقد أ قضية أخته غير
ولكن هارنهال تركت جاللته يشعر بالضعف ألول مرة. َّ الشقيقة ميؤوس منها.
وجاءت الهزائم الالحقة في الطاحونة المحترقة وستو هيدج بمثابة ضربات
أخرى ،وجعلت الملك غيدرك أ وضعه كا أكثر خطورة مما بدا .تعمقت هذه
ظن الخضر أنفسهم أقوى .كا المخاوف مع عودة الوربا من "المرعى" ،حيث َّ
آل هايتور و البلدة القدغيمة غيدعمو الملك إغيوو بقوة ،وكا لجاللته "الكرمة"
ً
أغيضا ...ولكن في أماكن أخرى من الجنوب ،كا اللوردات اآلخرو غيعلنو الوالء
لرينيرا ،من بينهم اللورد كوستين من األبراج الثالثة ،واللورد موليندور من
"المرتفعات" ،واللورد تارلي من هور هيل ،واللورد روا من "البستا الذهبي"
واللورد غريم من جزيرة "الدرع الرمادي".
صخبا بين هؤالء الخونة هو السير آال بيسبري ،وريث اللورد ً كا األكثر
ليما ،الذي كا غيطالب بالفراج عن جده ،حيث اعتقد معظمهم أ سيد
العملة السابق مسجو .في مواجهة مثل هذا الصخب من حملة رايتهم ،كا
ُ
آمر قلعة هاغيوارد ووكيل ووالدة اللورد الصوير تايريل من هاغيوارد ،الذين كا
ثالثتهم بمثابة أوصياء للصبي ،غيفكرو فجأة بشكل آخر في دعمهم للملك
إغيوو ،وقرروا أ منزل تايريل لن غيأخذ أي دور في هذا الصراع .غيخبرنا سيبتو
يوستاس أ الملك إغيوو بدأ ُغيورق مخاوفه في النبيذ القوي .وأرسل سير أوتو
رسالة إلى ابن أخيه ،اللورد أورموند هايتاور ،يتوسل إليه استخدام قوة البلدة
القدغيمة لخماد هذه التمردات في "المرعى".
تبع ذلك ضربات أخرى :الوادي ،الميناء األبيض ،وينترفل .بالكوود وأمراء
األنهار األخرى تدفقوا نحو هارينهال وتحت راغيات األمير دغيمو .أغلقت
أساطيل ثعبا البحر خليج بالكووتر ،وكل صباح كا يشتكي التجار للملك
حًل لشكاواهم ،بخالف ُّ ً
تجرع كوب آخر من النبيذ إغيوو .ولم غيكن لدى جاللته
ً
القوي .وأمر السير أوتو« :افعل شيئا».
أكد له اليد أنه غيجري القيام بشيء ما؛ لقد وضع خطة لكسر حصار
فيالريو .كا إحدى الداعمين الرئيسيين لمطالبة رينيرا هو زوجها ،ومع ذلك
ً
فاألمير دغيمو يشكل واحدة من أكبر نقاط ضعفها أغيضا .كا األمير قد كسب
6
أعداء أكثر من األصدقاء خالل موامراته .لذا تواصل سير أوتو هايتاور ،الذي كا
من بين أوائل هؤالء األعداء ،مع أعداء آخرين لألمير وراء البحر الضيق" ،مملكة
البنات الثالث".
افتقر األسطول الملكي وحده إلى القوة لكسر حصار ثعبا البحر على
"المريء" ،وفشلت مبادرات الملك إغيوو إلى دالتو جريجوي من باغيك حتى
اآل في الفوز بالجزر الحدغيدغية إلى جانبه .ومع ذلك ،فإ أساطيل تايروش
وليس ومير مجتمعة ستكو أكثر من مجرد ند ألسطول فيالريو .أرسل سير
ً
أوتو كلمة إلى الماجيسترات ،واعدا بحقوق تجارية حصرية في كينوز الندنغ إذا
كانوا سيطهرو "المريء" من سفن ثعبا البحر ويفتحو الممرات البحرية مرة
ً
أخرى .ولضافة توابل على الحساء ،وعد أغيضا بالتنازل عن األعتاب للمملكة
البنات الثالث ،على الرغم من أ العرش الحدغيدي في الحقيقة لم غيطالب بهذه
ً
أبدا. الجزر
نظرا الفتقاره إلى ً
سريعا في التحركً . ومع ذلك ،لم غيكن االتحاد الثالثي
ملك حقيقي ،فقد كانت جميع القرارات المهمة في هذه "المملكة" ذات
ُ
الرؤوس الثالثة تقرر في المجلس األعلى .المشكل أعضاؤه من أحد عشر
ماجيسيتر من كل مدينة ،كل رجل منهم عازم على إبراز حكمته ودهائه وأهميته،
والفوز بكل ميزة ممكنة لمدينته .كتب المايستر األعلى جريدو ،الذي كتب
ً التاري خ النهائي لمملكة البنات الثالث بعد خمسين ً
عاما ،واصفا األمر بأنه:
ً
«كثالثة وثالثين حصانا ،يسحب كل حصا في اتجاهه الخاص» .حتى القضاغيا
العاجلة كالحرب والسالم والتحالف كانت موضع نقاش ال نهاغية له ...ولم غيكن
ً
منعقدا حتى عندما وصل مبعوثو سير أوتو. المجلس األعلى
لم غيكن التأخير في صالح الملك الشاب .كا إغيوو الثاني غيفتقر إلى
الصبر مع مماطالت جده .على الرغم من أ والدته ،األرملة الملكة أليسنت،
ً
دفاعا عن سير أوتو ،إال أ جاللته َّ
صم أذنيه عن التماساتها .واستدعى تحدثت
َّ
سير أوتو إلى غرفة العرش ،وشق سلسلة منصب اليدوية من رقبته وألقى بها
ً
متفاخرا ،وأكمل: إلى سير كريستو كول« .غيدي الجدغيدة قبضة فوالذغية» .قال
«لقد انتهينا من كتابة الرسائل».
7
لم غيضيع سير كريستو أي وقت في إثبات معدنه .قال لغيوو « :ليس
عليك أ تطلب دعم اللوردات ،كمتسول غيطلب الصدقات .أنت ملك
ويستروس الشرعي ،وأولئك الذين ينكرو ذلك هم خونة .لقد حا الوقت
ليعلموا ثمن الخيانة».
أول من دفع هذا الثمن كا اللوردات األسرى الذين غيقبعو في الزنازين
تحت القلعة الحمراء ،الرجال الذين أقسموا ذات مرة على الدفاع عن حقوق
األميرة رينيرا وما زالوا يرفضو بعناد ثني الركبة للملك إغيوو .تم جرهم واحد
تلو اآلخر إلى بهو القلعة ،حيث كا عدالة الملك ينتظرهم بفأسه .أعطي كل
رجل فرصة أخيرة ل ُيقسم بالوالء لجاللته؛ فقط ،اللورد باترويل واللورد
ستوكوورث واللورد روزبي اختاروا القيام بذلك .بينما اللورد هاغيفورد ،واللورد
َّ
ميريويذر ،واللورد هارت ،واللورد باكلر ،واللورد كاسويل ،والليدي فل فقد قدروا
أغيمانهم أكثر من حياتهم ،وتم قطع رأس كل منهم بدوره ،إلى جانب ثمانية
شخصا من بين خدم ووكالء .وأصبحت رؤوسهم مثبتة ً فرسا مقيمين وأربعين
على رماح فوق بوابات المدينة.
كما رغب الملك إغيوو في االنتقام لقتل وريثه من قبل الدم والجبن عن
طريق الهجوم على دراغونستو ،والنزول على قلعة الجزيرة على ظهر التنين
للقبض أو قتل أخته غير الشقيقة و"أبنائها النوول" .تكلف األمر آراء جميع
أعضاء المجلس األخضر لثنيه عن ذلك .بينما حثه السير كريستو كول على
َّ
طريقة مختلفة .قال كول إ األميرة المدعية استخدمت الخلسة والخيانة لقتل
األمير جيهيريس؛ دعنا نفعل الشيء نفسه .وقال للملك« :سندفع لألميرة
بعملتها الدموية نفسها» .وكانت الوسيلة التي اختارها اللورد قائد حرس الملك
النتقام الملك هو أخوه المحلف ،السير أريك كراغيل.
كا سير أريك على دراغية وثيقة بالمقعد القدغيم آلل تارغيرين ،بعد أ زاره
ً
كثيرا في عهد الملك فيسيريس .ال يزال العدغيد من الصيادين يسكنو مياه
خليج بالك ووتر ،أل دراغونستو تعتمد على البحر للحصول على قوتها؛
سيكو من السهل إغيصال كراغيل إلى قرية الصيد تحت القلعة .من هناك
غيمكنه أ يشق طريقه إلى الملكة .وكا سير أريك وشقيقه سير إيريك توأمين
متطابقين من جميع النواحي؛ ويؤكد كل من الفطر وسيبتو يوستاس أنه حتى
8
زمالئهم من الحرس الملكي لم يتمكنوا من التمييز بينهما .اقترح سير كريستو
قادرا على التحرك أنه بمجرد ارتدائه اللو األبيض ،غيجب أ غيكو سير أريك ً
بحرية في أرجاء دراغونستو ؛ من المؤكد أ أي حارس غيصادفه سيظنه شقيقه.
ً
لم غيكن السير أريك سعيدا بهذه المهمة .في الواقع ،غيخبرنا سيبتو
يوستاس ،أ الفارس المضطرب زار سبت القلعة الحمراء في الليلة التي أبحر
ً
حارسا ملك ًّيا، فيها ،للصالة من أجل موفرة أمنا في األعالي .ومع ذلك ،بصفته
فقد أقسم على طاعة الملك والقائد ،ولم غيكن لدغيه خيار شريف سوى في شق
مرتدغيا زي صياد وضيع ملطخ بالملح.ً طريقه إلى دراغونستو ،
غيظل الورض الحقيقي لمهمة سير أريك مسألة خالف .غيخبرنا المايستر
ُ
األكبر مونكو أ كراغيل قد أمر بقتل رينيرا ،ووضع حد لتمردها بضربة واحدة،
بينما غيصر الفطر على أ أبنائها كانوا هدف كراغيل ،وأ إغيوو الثاني كا يرغب
في االنتقام البنه المقتول بتصفية بدماء أبناء أخته النوول ،جيسيريس وجوفري
"سترونغ".
بلغ السير أريك الشاطئ دو عناء ،وارتدى درعه وعباءته البيضاء ،ولم
يواجه مشكلة في الدخول إلى القلعة بهيأة وظل شقيقه التوأمً ،
تماما كما خطط
كريستو كول .في أعماق قلب دراغونستو ،بينما كا يشق طريقه إلى الشقق
ً
الملكية ،وضعته اآللهة وجها لوجه مع السير إيريك نفسه ،الذي عرف على
الفور ما غيعنيه وجود شقيقه .غيخبرنا المونو أ السير إرييك قال« :أحبك غيا
أخي» وهو يستل سيفه ،ورد السير أريك« :وأنا غيا أخي» وسحب سيفه كذلك.
غيقول المايستر األكبر مونكو إ التوأم قاتال في لقرابة ساعة؛ أغيقظ طرق
الفوالذ على الفوالذ نصف بالط الملكة ،لكن الشهود توقفوا للمشاهدة عاجزين
عن التدخل ،إذ لم يستطع أي رجل هناك معرفة األخ من أخيه .في النهاغية،
أصاب سير أريك وسير إيريك بعضهما البعض بجروح مميتة ،وماتا بين ذراعي
بعضهما البعض والدموع على خديهما.
رواغية الفطر أقصر وأقل عذوبة وأكثر ً
سوءا .غيقول أحمقنا إ القتال استمر
لحظات فقط .لم تكن هناك إعالنات عن حب أخوي؛ بل استنكر وأدا كل
ً
خائنا أثناء التحامهماَّ .
وجه سير إيريك ،الذي كا غيقف كارغيل اآلخر باعتباره
9
ً
وحشيا فوق توأمه على الدرجات الحلزونية ،أول ضربة مميتة ،وجرحه ً
جرحا
لألسفل أدى إلى إزالة ذراع سيف شقيقه من كتفه ،ولكن عندما انهار ،أمسك
قريبا بما غيكفي لوضع خنجره في أحشاء سير أريك بعباءة قاتله البيضاء وسحبه ً
بطنه .مات سير أريك قبل وصول الحراس ،لكن السير إيريك استورق أربعة أغيام
ً ً ً
ليموت متأثرا بجرح في أمعاءه ،صارخا من ألم رهيب والعنا شقيقه الخائن
طوال الوقت.
ً ً
ألسباب واضحة ،أظهر المونو ورواة القصص تفضيًل ملحوظا للحكاغية
كما رواها مونكو .غيجب على المايسترات والباحثين اآلخرين اتخاذ قرارهم
ترجيحا .كل ما غيقوله سيبتو يوستاس بشأ هذه ً الخاص بشأ النسخة األكثر
المسألة هو أ توأم كارغيل قتال بعضهم البعض ،ويجب أ نترك األمر عند
هذا.
بالعودة إلى كينوز الندنغ ،وضع سيد الهمسات للملك إغيوو ،الريس
سترونغ األحنف ،قائمة بكل اللوردات الذين اجتمعوا في دراغونستو لحضور
تتوي ج الملكة رينيرا والجلوس في مجلسها األسود .كا اللوردات سيلتيوار
وفيالريو على مقعديهما في الجزر؛ و ً
نظرا أل إغيوو الثاني لم غيكن لدغيه قوة
في البحر ،فقد كانوا بعيدين عن بطش غيده .لكن أولئك اللوردات السود الذين
كانت أراضيهم في البر الرئيسي لم يتمتعوا بمثل هذه الحماغية.
مع مائة فارس وخمسمائة رجل مسلح من األسرة المالكة ،معززين بثالثة
أضعافهم من المرتزقة القساة ،زحف سير كريستو نحو روزبي وستوكوورث،
ً
مؤخرا ،وأمرهما بإثبات والئهم بإضافة اللذا لم يندما على والءهما للملكة إال
قوتهم إلى قوته .وب هذا التعزيز ،تقدم جيش كول على بلدة دوسكيندغيل
المسورة ،حيث فاجأوا المدافعين .تم نهب البلدة ،واشتعلت النيرا في سفن
ُ
الميناء ،وقطع رأس اللورد داركلينَّ .ثم تم منح فرسا وحامية منزله االختيار بين
نذر سيوفهم للملك إغيوو أو مشاركة مصير سيدهم .فاختار معظمهم الخيار
األول.
كانت "مرقد الصخور" هي الهدف التالي لسير كريستو .أغلق اللورد
ً
ستونتو بواباته وتحدى المهاجمين ،بعد تحذيره مسبقا من مجيئهم .خلف
جدرانه ،لم يتمكن حضرة اللورد إال من مشاهدة حقوله وغاباته وقراه تحترق،
10
ُ
وعلى حد السيف تذبح أغنامه وماشيته والعامة من شعبه كذلك .عندما بدأت
المؤ داخل القلعة في النفاد ،أرسل غر ًابا إلى دراغونستو ً ،
طالبا العو .
وصل الطائر بينما كانت رينيرا ومجلسها األسود في حداد على السير
إيريك وناقشوا الرد المناسب على هجوم "إغيجو الواصب" األخير .على الرغم
من صدمتها وتأثرها من محاولة اغتيالها (أو اغتيال أبنائها) ،إال أ الملكة كانت
ال تزال مترددة في مهاجمة كينوز الندنغ .غيقول مونكو (الذي علينا أ نتذكر
أنه كتب ذلك بعد سنوات عدغيدة) إ هذا كا بسبب خشيتها من أ تكو
ُ
قاتلة أقربين .كا ميوور الواشم قد قتل ابن أخيه إغيوو ،ولعن بعد ذلك ،حتى
الموتصب .يزعم سيبتو يوستاس أ رينيرا كا لديها نزف حياته على عرشه ُ
"قلب أم" مما جعلها مترددة في المخاطرة بحياة أبنائها المتبقين .ومع ذلك،
حاضرا في هذه المجالس ،ويصر األحمق على أ رينيرا كانت ً كا الفطر وحده
ال تزال حزينة للواغية على وفاة ابنها لوسيريس لدرجة أنها تويبت عن مجلس
الحرب ،ووكلت قيادة المجلس إلى ثعبا البحر وزوجته األميرة رينيس.
ً
ترجيحا ،ألننا نعلم أنه بعد تسعة أغيام من هنا تبدو نسخة الفطر األكثر
إرسال اللورد ستونتو نداء استواثتهُ ،سمعت رفرفة األجنحة الجلدغية من
البحر ،وظهرت التنينة ميليس فوق مرقد الصخور .الملكة الحمراء التي ُسميت
بهذا للو حراشفها الحمراء التي اكتست بها .كانت أغشية أجنحتها وردغية
اللو ُ ،
وعرفها وقرونها ومخالبها ساطعة مثل النحاس .وعلى ظهرها ركبت
رينيس تارجارين ،بدروع فوالذغية ونحاسية وهي تومض في الشمس ،الملكة التي
لم تكن.
لم يشعر سير كريستو كول بالفزع .لقد توقع "غيد" إغيوو هذا ،بل
واعتمد عليه .قرعت الطبول باألوامر ،واندفع الرماة إلى األمام ،أصحاب القوس
الطويل وحاملوا النشاب ،ومألوا الهواء بالسهام والقذائف .تم توجيه العرادات
العقربية الطالق الرماح حدغيدغية ،كالنوع الذي أسقط ميراكسيس في دور من
قبل .عانت ميليس من نيل الضربات ،لكن السهام لم تفلح إال في إغضبها.
ً
هاجمت ،نافثة النار غيمينا وشماال .احترق الفرسا على سروجهم بينما اشتعلت
النيرا في شعور خيولهم وجلودها وألجمتها .أسقط رجال المسلحو رماحهم
متفرقين .حاول البعض االحتماء خلف دروعهم ،لكن ال خشب البلوط وال
11
الحدغيد غيمكنه تحمل أنفاس التنين .جلس سير كريستو على حصانه األبيض
وهو غيصرخ من بين الدخا واللهب« :استهدفوا الراكبة» .بينما هدرت ميليس،
والدخا غيحوم من منخري ها ،وفحل جامح يرفس بين فكيها بينما تجتاحته
ألسنة النار.
ثم جاء هدير الرد .ظهر مجنحا آخرا :الملك غيمتطي صن فاير
الذهبي ،وشقيقه إغيموند على فاغيوار .كا كريستو كول قد نصب فخه،
وابتلعت رينيس الطعم .اآل أطبقوا عليها بإحكام.
لم تقم األميرة رينيس بأي محاولة للفرار .بصيحة فخورة ولسعة سوطها،
وجهت ميليس نحو العدو .ربما كا لها فرصة لو كانت ضد فاغيوار وحدها ،لكن َّ
ً ضد فاغيوار وصن فاير ً
معا ،كا الهالك مؤكدا .التقت التنانين بوحشية على
ارتفاع ألف قدم فوق ميدا المعركة ،حيث انفجرت كرات النار وتضخمت
ً
بسطوع ،لدرجة أ الرجال أقسموا الحقا أ السماء كانت مليئة بالشموس.
أطبق فكي ميليس الحمراوين حول رقبة صن فاير الذهبية للحظة ،حتى سقط
فاغيوار عليهم من األعلى .ودارت الوحوش الثالثة وهي تسقط نحو األرض.
وضربوا األرض بقوة لدرجة أ الحجارة تناثر ساقطة من أسوار مرقد الصخور
على بعد نصف فرسخ.
أولئك الذين كانوا أقرب إلى التنانين لم غيعيشوا ليرووا الحكاغية .أما أولئك
األبعد فلم يتمكنوا من الرؤية من اللهب والدخا .أخذ األمر ساعات قبل
انخماد النيرا .لكن من بين الرماد ،كا فاغيوار فقط من نهض بوير ضرر .ماتت
ومزقها إلى أشالء متناثرة على األرض .وكا صن ميليس ،وقد كسرها السقوط َّ
فاير ،ذلك الوحش الذهبي الرائع ،قد تمزق نصف جناحه عن جسده ،بينما
أصيب راكبه الملكي بكسور في الضلوع والورك وحروق غطت نصف جسده.
كانت ذراعه اليسرى هي األسوأ .واشتعل لهب التنين لدرجة أ درع الملك ذاب
في لحمه.
تم العثور على جثة ُغيعتقد بأنها لرينيس تارجارين في وقت الحق بجانب
جثة تنينها ،لكنها كانت سوداء لدرجة أنه لم يستطع أحد التأكد من أنها هي.
االبنة المحبوبة للسيدة جوسلين باراثيو واألمير أغيمو تارجارين ،الزوجة
12
المخلصة للورد كورليس فيالريو ،األم والجدة ،الملكة التي لم تعش دو
خوف ،وتوفيت وسط الدم والنار .في الخامسة والخمسين من عمرها.
ثمانمائة من الفرسا والمرافقين ورجال العامة فقدوا حياتهم في ذلك
ً
اليوم أغيضا .لقي مائة آخرو مصرعهم بعد فترة وجيزة ،عندما أخذ األمير
ُ
إغيموند وسير كريستو كول مرقد الصخور وأعدموا حاميتها .نقل رأس اللورد
ستونتو إلى كينوز الندنغ وتم تثبيته فوق البوابة القدغيمة ...لكن رأس التنين
جره عبر المدينة على عربة ،هو الذي أذهل حشود العامة ميليس ،الذي تم ُّ
وألجمهم الصمت .غيخبرنا سيبتو يوستاس أ اآلالف غادروا كينوز الندنغ بعد
ذلك ،حتى أمرت الملكة األرملة أليسنت بإغالق بوابات المدينة وحظرها.
13
لم غيمت الملك إغيوو الثاني ،على الرغم من أ حروقه جلبت له ً
ألما
رهيبا لدرجة أ البعض غيقول إنه صلى من أجل الموت .تم إعادته إلى كينوزً
الندنغ في عربة مولقة لخفاء مدى إصاباته ،ولم ينهض جاللته من سريره
لبقية العام .صلى السبتونات من أجله ،وزاره المايسترات مع الجرعات وحليب
الخشخاش ،لكن إغيوو كا ينام تسع ساعات من كل عشر ،ولم غيكن يستيقظ
ً
إال لفترة كافية ألخذ القدر القليل جدا من الطعام قبل أ ينام مرة أخرى .لم
ُيسمح ألحد بإقالق راحته ،إال والدته الملكة األرملة ويده ،سير كريستو كول.
14
ً
أما زوجته فلم تقم حتى بمحاولة زيارته أبدا ،فقد كانت هيلينا تائهة في حزنها
وجنونها.
ً ً
ضخما وثقيل جدا بحيث ال غيمكن تحريكه، كا تنين الملك ،صن فاير،
وغير قادر على الطيرا بجناحه المصاب ،بقي في الحقول عند مرقد الصخور،
وهو يزحف عبر الرماد كدودة ذهبية عظيمة .في األغيام األولى اقتات على جثث
القتلى المحترقة .وعندما أنهاها ،أحضر له الرجال الذين تركهم سير كريستو
وراءه لحراسته العجول واألغنام.
قال غيد الملك لألمير إغيموند« :غيجب أ تحكم البالد اآل ،حتى غيصبح
أخوك ً
قويا بما غيكفي الرتداء التاج مرة أخرى» .ولم غيكن سير كريستو بحاجة
إلى قول ذلك مرتين ،كما كتب يوستاس .وهكذا تولى إغيموند قاتل األقربين ذو
العين الواحدة تاج إغو الفاتح المشكل من الحدغيد والياقوت .وأعلن األمير:
«يبدو لي أفضل مما كا عليه في أي وقت مضى» .ومع ذلك ،لم يتخذ إغيموند
لقب الملك ،لكنه أطلق على نفسه اسم حامي البالد واألمير الوصي فقط.
وبقي سير كريستو كول "غيد الملك".
في هذه األثناء ،بدأت البذور التي زرعها جيسيريس فيالريو في رحلته
ً
شماًل تؤتي ثمارها ،إذ كا الرجال يتجمعو في الميناء األبيض ،ووينترفل،
وباروتو ،وبلدة األخوات ،وبلدة النوارس ،وبوابات القمر .وإذا انضموا إلى قوة
أمراء األنهار المجتمعين في هارينهال مع األمير دغيمو ،فقد ال تتمكن حتى
جدرا كينوز الندنغ القوية من ردعهم ،كما حذر سير كريستو األمير الوصي
الجدغيد.
ً ً
أغيضا.
مطيعا لتوسالت عمه، كانت األخبار القادمة من الجنوب مشؤومة
خرج اللورد أورموند هايتاور من البلدة القدغيمة مع ألف فارس ،وألف رام ،وثالثة
آالف رجل مسلح ،وآالف غير محصورة من أتباع المعسكرات ،والمرتزقة،
والخارجين عن القانو ،والرعاع ،فقط ليجد نفسه بمواجهة السير آال
بيسبري واللورد آال تارلي .وعلى الرغم من قيادتهما عدد رحجال أقل بكثير من
رجاله ،فقد قام كال األلنا (آال بيسبري وآال تارلي) بمضاغيقته ليل نهار،
َّ
وداهموا معسكراته ،وقتلوا كشافته ،وأشعلوا النيرا في خط زحفه .وفي أقصى
الجنوب ،خرج اللورد كوستين من "األبراج الثالثة" ليسطوا على خط امداد
15
ً ً
مساويا في هايتور .واألسوأ من ذلك ،وصلت التقارير إلى سيادته بأ جيشا
الحجم لجيشه كا ينزل على نهر الماندار ،بقيادة ثاديوس روا ،لورد البستا
قدما دو دعم من كينوز الذهبي .لذلك قرر اللورد أورموند أنه ال غيمكنه المضي ً
الندنغ .وكتب« :لدينا حاجة إلى تنانينكم».
ً ً
حريصا كا إغيموند واثقا تما ًما من براعته كمحارب وقوة تنينه فاغيوار ،وكا
على خوض المعركة مع العدو .وقال« :العاهرة على دراغونستو ليست هي
التهدغيد .وليس روا وهؤالء الخونة في "المرعى" .الخطر الحقيقي هو عمي
بمجرد موت دغيمو ،كل هؤالء الحمقى الذين يرفعو راغيات أختنا سوف
يهرعو إلى قالعهم وال يزعجوننا بعد اآل ».
ً ً
شرق خليج بالك ووتر ،كانت حالة الملكة رينيرا سيئا أغيضا .إذ كانت وفاة
ابنها لوسيريس بمثابة ضربة ساحقة المرأة محطمة بالفعل بسبب الحمل
والمخاض ووالدة جنين ميت .عندما وصلت األخبار إلى دراغونستو بأ
األميرة رينيس قد سقطت ،تم تبادل الكلمات الواضبة بين الملكة واللورد
فيالريو ،الذي ألقى باللوم عليها في وفاة زوجته .صرخ ثعبا البحر في وجه
جاللتها« :كا غيجب أ تكو أنت! .لقد أرسل لورد ستونتو إليك ،ومع ذلك
تركت األمر لزوجتي للرد ومنعت أبنائك من االنضمام إليها» .وكل القلعة كانت
تعلم أ األمراء جيس وجوف كانا حريصين على الطيرا مع األميرة رينيس إلى
مرقد الصخور مع تنانينهم الخاصة.
غيدعي الفطر في شهادته« :أنا وحدي من استطاع تخفيف حز جاللتها.
ً ُ
متخليا عن صولجا وفي تلك الساعة الحالكة ،أصبحت أنا مستشار الملكة،
المهرج وقبعتي المدببة لعطائها كل حكمتي وتعاطفي .ودو علم الجميع ،كا
المهرج هو الذي حكمهم اآل ،ملك خفي متعددة األطياف».
هذه ادعاءات كبيرة لرجل صوير ،وال يؤكدها أي من مؤرخينا اآلخرين ،وال
أي حقائق ثابتة .كانت جاللتها بعيدة كل البعد عن الوحدة .إذ بقي لها أربعة
أبناء أحياء .وصفتهم الملكة« :قوتي وعزاءي» .كا أبناؤها إغيوو األصور
وفيسيريس ،أبناء األمير دغيمو ،في التاسعة والسابعة على التوالي .وكا األمير
عاما فقط ...لكن جيسيريس ،أمير دراغونستو ،كا على جوفري أحد عشر ً
أعتاب يوم تسميته الخامس عشر.
16
ً
كا جيس في صدارة األمر اآل ،في أواخر عام 921بعد الفتح .محافظا
على الوعد الذي قطعه لعذراء الوادي ،أمر األمير جوفري بالطيرا إلى بلدة
النوارس مع تيراكسيس .يشير مونكو أ رغبة جيس األساسية من هذا القرار
ً ً
هي إبقاء شقيقه بعيدا عن القتال .لم غيكن هذا مقبوًل لجوفري ،الذي كا
مصمما على إثبات نفسه في المعارك .فقط عندما قيل له إنه تم إرساله للدفاع ً
عن الوادي ضد تنانين الملك إغيوو ،وافق للذهاب على مضض .تم اختيار رينا
عاما ،ابنة األمير دغيمو من طرف لينا فيالريو ،لمرافقته.البالوة ثالثة عشر ً
ً ُ
تعرف باسم رينا البنتوشية ،نسبة لمدينة والدتها ،لم تكن راكبة تنانين ،فقد
مات فرخ التنين الخاص بها قبل بضع سنوات ،لكنها أحضرت معها ثالثة
بيضات أخرى إلى الوادي ،حيث صلت كل ليلة من أجل أ تفقس.
ُ
بقيت باغيال ،توأم الليدي رينا ،على دراغونستو .خطبت منذ فترة طويلة
لألمير جيسيريس ،ورفضت تركه ،وأصرت على أنها ستقاتل بجانبه على
تنينها ...وإ كانت موندانسر أصور من أ تتحمل وزنها .وعلى الرغم من أ باغيال
ً ً
أعلنت أغيضا عن نيتها الزواج من جيس حاًل ،إال أنه لم يتم عقد حفل زفاف على
الطالق .غيقول مونكو إ األمير لم يرغب في الزواج حتى انتهاء الحرب ،بينما
ً َّ
متزوجا بالفعل من سارة سنو ،الفتاة اللقيطة غيدعي فطر أ جيسيريس كا
السرية من وينترفل.
ً
كا أمير دراغونستو يهتم أغيضا بسالمة إخوته غير األشقاء ،إغيوو
ً
األصور سنا وفيسيريس ،الذين تتراوح أعمارهم بين التسعة والسبعة .كا
كو العدغيد من األصدقاء في مدينة بنتوس الحرة والدهم ،األمير دغيمو ،قد َّ
خالل زياراته إليها ،لذلك تواصل جيسيريس من وراء البحر الضيق إلى أمير تلك
المدينة ،الذي وافق على رعاغية الصبيين حتى حصول رينيرا على العرش
الحدغيدي .وفي األغيام األخيرة من 921بعد الفتح .استقل األمراء الصوار الكوج
العريض "الحيوية المرحة" -إغيوو مع تنينه ستورمكالود ،وفيسيريس غيحمل
بيضته -لإلبحار إلى قارة إيسوس .أرسل ثعبا البحر سبعة من سفنه الحربية
معهم كحراسة ،ليطمأ على بلوغهم بنتوس بأما .
17
سرعا ما أعاد األمير جيسيريس سيد المد والجزر إلى المجلس بتعينه
معا في التخطيط لهجوم على كينوز"غيد الملكة" .وبدأ هو واللورد كورليس ً
الندنغ.
مع إصابة صن فاير بالقرب من مرقد الصخور وعدم قدرته على الطيرا ،
وتيساريو مع األمير دغيمو في البلدة القدغيمة ،بقي تنينا ناضجا فقط
للدفاع عن كينوز الندنغ ...وقضت راكبة دريمفاير ،الملكة هيلينا ،أغيامها في
الظالم ،تبكي ،وبالتأكيد ال غيمكن اعتبارها كتهدغيد ،وبالتالي لم يتبق سوى
فاغيوار .ال غيمكن ألي تنين حي أ غيضاهي فاغيوار من حيث الحجم أو الضراوة،
ظن أنه إذا نزل فيرماكس و سايركس و كراكسيس على كينوز الندنغ، لكن جيس َّ
حتى "تلك العاهرة العجوز البائسة" لن تكو قادرة على التصدي لهم.
َّ
كا الفطر أقل ثقة بهذا .وادعى القزم أنه قال ألمير دراغونستو « :ثالثة
أكثر من واحد .لكن أربعة أكثر من ثالثة ،وستة أكثر من أربعة ،حتى األحمق
ً
غيعرف ذلك» .عندما أشار جيس إلى أ ستورمكالود لم يتم ركوب ها أبدا ،وأ
ً
موندانسر كا مجرد فرخ ،وتيراكسيس كا بعيدا في "الوادي" مع األمير
جوفري ،وطالب بمعرفة أين اقترح الفطر العثور على المزيد من راكبي التنين،
غيخبرنا القزم أنه ضحك وقال« :تحت المالءات وفي أكوام الخشب ،وأينما
سكب التارغيرين بذرتك الفضية».
كا آل تارغيريا قد حكموا دراغونستو ألكثر من مائتي عام ،منذ أ
وصل اللورد إينار تارغيرين ألول مرة من فاليريا مع تنانينه .على الرغم من أنه كا
دائما الزواج من أخ ألخت وابن عم البن عم ،إال أ دم الشباب من عاداتهم ً
فوار ،ولم غيكن ً
غريبا على رجال التارغيرين أ يبحثوا عن ملذاتهم بين بنات َّ
رعاغياهم (وحتى زوجاتهم) ،من العوام الذين غيعيشو في القرى الواقعة أسفل
حراث األرض وصيادي البحر .في الواقع ،حتى عهد نهر جبل التنين ،ومن َّ
الملك جيهيريس ،كا الحق القدغيم في الليلة األولى قد تم طلبه في كثير من
األحيا على دراغونستو وربما أكثر من أي مكا آخر في الممالك السبع ،على
الرغم من أ الملكة الصالحة أليسا كانت ستصدم بالتأكيد لسماعها ذلك.
َّ
على الرغم من أ حق الليلة األولى كانت عادة مستنكرة للواغية في أماكن
أخرى ،كما علمت الملكة أليسا من مستشاراتها النساء ،إال أ مثل هذه العادة
18
لم تكن مستنكرة على دراغونستو ،حيث كا ُينظر إلى التارغاريا على أنهم
أقرب إلى اآللهة من الرجال .هنا ،كانت العرائس المباركات (بالنوم مع تارغيرين)
في ليالي زفافهن محسودات ،وكا األطفال المولودو من مثل هذه الزيجات
محترمو أكثر من غيرهم ،أل لوردات دراغونستو احتفلوا ً
كثيرا بميالدهم
بإغداق الهداغيا الباذخة من الذهب والحرير واألرض لألم .وكا ُيشاع أ هؤالء
النوول السعداء "ولدوا من بذور التنين" ،ومع الوقت أصبحوا ُغيعرفو ببساطة
باسم «البذور» .حتى بعد نهاغية حق الليلة األولى ،استمر بعض التارغاريا في
االنجراف مع بنات أصحاب الحانات وزوجات الصيادين ،لذلك كانت أعداد
(البذور) وأبناء (البذور) وثيرة في دراغونستو .
ً التفت األمير جيسيريس للبذورً ،
بناء على طلب مهرجه ،متعهدا بأ أي
سيمنح األراضي والثروات وس ُيطلق عليه لقب رجل غيمكنه السيطرة على تنين ُ
تزوج بناته من اللوردات ،وسيحظى هو نفسه فارس .وسيتم تكريم أبنائه ،وس َّ
بشرف القتال إلى جانب أمير دراغونستو ضد المدعي إغيوو تارغريا الثاني
وأعوانه الخونة.
كل الذين تقدموا استجابة لدعوة األمير ً
بذورا حقيقيين ،وال حتى لم غيكن ُّ
أبناء أو أحفاد البذور .عرض فرسا منزل الملكة أنفسهم ليكونوا راكبي تنين،
جنبا إلى جنبمن بينهم القائد اللورد لحارسها الملكي ،سير ستيفو داركلينً ،
مع الفرسا ،والمرافقين ،والبحارة ،والرجال المسلحين ،والممثالين ،وخادمتين.
يسمي مونكو االنتصارات والمآسي التي تلت ذلك ب « :زرع البذور»،
(وينسب الفضل في الفكرة إلى جيسيريس نفسه ،وليس الفطر) .بينما غيفضل
اآلخرو تسميته« :البذار األحمر».
ً
كا الفطر نفسه هو األقل احتماًل من أ غيكو بين من حاول ركوب
ً
تنين ،حيث تتحدث شهادته مطوال عن محاولته ركوب سيلفروينج العجوز،
ً
والذي ُغيحكم عليه بأنه األسهل انقيادا من بين التنانين التي ال راكب لها .واحدة
ً
إمتاعا ،تنتهي بركض الفطر عبر ردهة دراغونستو مع من أكثر حكاغيات القزم
مؤخرته ،وقد كاد غيورق عندما قفز في بئر لخماد النيرا .كا َّ اشتعال النار في
ُ ً
األقل احتماًل ،بالشك ...لكن قصته تضفي لحظة طريفة من بين المحاوالت
المروعة األخرى.
19
ً
التنانين ليست خيوًل .إنها ال تتقبل الرجال بسهولة على ظهورها ،وعندما
ُ
تستوضب أو تشعر بالتهدغيد ،تهاجم .غيخبرنا كتاب الرواغية الحقيقية لمونكو أ
ً
ستة عشر رجال فقدوا حياتهم خالل "البذار ."2ثالثة أضعاف هذا الرقم تم
حرقه أو تشوي هه .و ُحرق ستيفو داركلين حتى الموت أثناء محاولته ركوب
التنين سيسموك .وعانى اللورد جورمو ماسي من نفس المصير عندما اقترب
من فيرميثر .وحاول رجل ُغيدعى سيلفر دينيس ،والذي أعطى شعره وعيناه
مصداقية الدعائه بأنه ينحدر من ابن لقيط لميوور الواشم ،فتمزق ذراعه من
قبل شيبستيلر .وبينما كافح أبناؤه لغيقاف النزيف ،نزل عليهم التنين كانيبال،
ً ً
بعيدا ،ليلتهم األب واألبناء على حد سواء. دافعا شيبستيلر
ومع ذلك ،كا سيسموك وفيرميثور وسيلفروينغ معتادين على الرجال
ً
ويتقبلو وجودهم .بعد أ تم ركوب هم من قبل ،كانوا أكثر قبوًل للركاب الجدد.
قام فيرميثور ،تنين الملك القدغيم ،بثني رقبته للقيط حداد ،رجل جسيم يسمى
هيو المطرقة أو هيو الصلب ،بينما كا الرجل شاحب الشعر المدعو أولف
األبيض (لشعره) أو أولف السكير (لشربه) يركب سيلفروينغ ،محبوب الملكة
الصالحة أليسا ،وأما سيسموك ،الذي كا قد حمل لينور فيالريو من قبل،
صبيا يبلغ من العمر خمسة عشر عام ُغيعرف باسم (آدم فقد أخذ على ظهره ً
من"هال") ،والذي ال تزال أصوله موضع خالف بين المؤرخين حتى يومنا هذا.
ولد أدم وشقيقه ألين (األصور منه بسنة) من امرأة تدعى ماريلدا ،االبنة
الصويرة الجميلة لنجار سفن .رؤيتها كانت مألوفة عند أحواض بناء السفن
الخاص بوالدها ،كانت الفتاة معروفة باسم ماوس (الفأرة) ،ألنها كانت «صويرة
دائما» .كانت ال تزال في السادسة عشرة منوسريعة وتتحرك بين األقدام ً
عمرها عندما أنجبت آدم في 991بعد الفتح .وبالكاد ثمانية عشر عندما تبعه
ألين في 991بعد الفتح .صويرا ونشيطا كأمهما ،وكا النولين من (هال)
فضيا الشعر وأرجوانيا العينين ،وسرعا ما أثبتا أنهما غيملكا "ملح البحر في
ً
دمائهم" أغيضا ،وترعرعا في حوض بناء السفن الخاص بجدهما ،وذهبا إلى
البحر كفتيا سفن قبل سن الثامنة .وعندما كانت آدم في العاشرة من عمره
وألين في التاسعة ،ورثت والدتهما األحوض عند وفاة والدها ،وباعتها،
- 2محاولت إتخضاع التنين وترويضه والسيطرة عليه سميت بالبذار.
20
واستخدمت المال لتركب البحر بنفسها كعشيقة لكوج تجاري أسمته ماوس.
كانت تاجرة حاذقة وقبطانة جريئة ،وبحلول عام 931كانت ماريلدا من هال
ً
دائما في سفينة أو أخرى. تمتلك سبع سفن ،وكا أبناؤها النوول غيخدمو
لم غيكن بإمكا أي رجل نظر إلى آدم وألين الشك في أنهما بذرتي تنين،
على الرغم من أ والدتهما رفضت بحزم التعريف عن والدهما .فقط عندما
أطلق األمير جيسيريس الدعوة لراكبي التنين الجدد ،كسرت ماريلدا صمتها
ً
أخيرا ،مدعية أ كال الصبيا كانا األبناء الطبيعيين للراحل سير لينور فيالريو .
ً
كا مظهرهما مطابقا ،ومن المعروف أ سير لينور كا يزور أحواض
بناء السفن في "هال" من وقت آلخر .ومع ذلك ،كا الكثيرو في دراغونستو
ودريفتمارك متشككين في ادعاء ماريلدا ،أل عدم اهتمام لينور فيالريو
ً
معلوما .ومع ذلك ،لم غيجرؤ أحد على نعتها بالكاذبة ...أل والد بالنساء كا
لينور ،اللورد كورليس نفسه ،هو الذي أحضر األوالد إلى األمير جيسيريس من
أجل "البذار" .بعد أ عاش كورليس أكثر من جميع أطفاله وعانى من خيانة
أبناء أخيه وأبناء عمومته ،بدا ثعبا البحر أكثر من حريص على قبول هؤالء
ً
األحفاد المكتشفين حديثا .وعندما صعد آدم من "هال" على تنين سير لينور،
سيسموك ،بدا أنه يثبت حقيقة ادعاءات والدته.
لذلك ،ال ينبوي أ غيفاجئنا أ المايستر األكبر مونكو وسيبتو يوستاس
ً
دائما ،غيعارض .ففي يؤكدا بإخالص نسب سير لينور ...لكن الفطر ،كما كا
شهادته ،غيطرح األحمق فكرة أ "الفئرا الصويرة" لم ينجبها ابن ثعبا البحر،
بل ثعبا البحر نفسه .وأشار إلى أ اللورد كورليس لم يشارك ميول سير لينور
الجنسي ،وكانت أحواض بناء السفن في هال كالمنزل الثاني بالنسبة له ،بينما
أقل تكر ًارا .غيقول الفطر إ األميرة رينيس ،زوجته ،كانت تتمتع
زارها ابنه بشكل َّ
بمزاج ناري كالعدغيد من التارجاريا ،ولم تكن لتتعامل بلطف مع زوجها اللورد
ً
وهو ينجب أوغادا من فتاة بنصف عمرها ،بل ومن ابنة مالح سفينة إلى جانب
ذلك .لذلك أنهى سيادته بحكمة "لقاءته في أحواض بناء السفن" مع ماوس
ً
بعد والدة ألين ،وأمرها بإبقاء أوالدها بعيدا عن البالط .فقط بعد وفاة األميرة
أخيرا بأنه قادر على إحضار نووله وتقدغيمهم بأما .رينيس شعر اللورد كورليس ً
21
في هذه الحالة ،غيجب أ غيقال ،أ الحكاغية التي يروي ها األحمق تبدو
مرجحة أكثر من الرواغيات التي غيقدمها السيبتو والمايستر .ال بد أ الكثيرين
في بالط الملكة رينيرا قد اشتبهوا في األمر نفسه .وإذا كا األمر كذلك ،فإنهم
حفظوا ألسنتهم .بعد فترة وجيزة من إثبات آدم من "هال" نفسه من خالل
الطيرا على سيسموك ،ذهب اللورد كورليس إلى حد تقدغيم التماس إلى الملكة
رينيرا لزالة وصمة النوولة منه ومن شقيقه .عندما أضاف األمير جيسيريس
صوته إلى الطلب ،امتثلت الملكة .فأصبح أدم من هال ،البذرة اللقيط ،أدم
فيالريو ،وريث دريفتمارك.
ومع ذلك ،لم غيكتب ذلك نهاغية للبذار األحمر .المزيد ،واألسوأ ،لم غيأت
بعد ،مع عواقب وخيمة للممالك السبع.
كانت التنانين البرية الثالثة في دراغونستو أقل سهولة من تلك التي
ً
جميعا .كا كانت تعرف الراكبين السابقين ،ومع ذلك تمت المحاوالت عليها
شيبستيلر ،وهو تنين قبيح "ذا لو بني كالطين" قد فقس عندما كا الملك
صويرا ،غيعشق لحم الضأ ،وينقض على قطعا الراعاة من ً القدغيم ال يزال
دريفتمارك إلى ويندووترً .
نادرا ما يؤذي الرعاة ،إال إذا حاولوا معارضته ،لكن كا
ً
معروفا أنه غيلتهم كلب الماشية في بعض األحيا .بينما كا غراي غوست
يسكن في فوهة داخنة عالية على الجانب الشرقي من جبل التنين ،وكا غيفضل
األسماك ،وكا في كثير من األحيا ُغيلمح وهو غيطير على ارتفاع منخفض فوق
البحر الضيق ،وينتزع فريسته من المياه .وحش رمادي أبيض شاحب ،بلو
ً ً
ضباب الصباح ،كا تنينا خجوًل بشكل ملحوظ يتجنب الرجال وأعمالهم دائما
لسنوات.
كا أكبر وأقدم التنانين البرية هو آكل لحوم جنسه كانيبال ،وسمي بهذا
ً
االسم ألنه كا معروفا أنه يتوذى على جثث التنانين الميتة ،وينزل على
مفرخات دراغونستو حتى ُيتخم نفسه بالتهام الفراخ والبيض .أسود فاحم،
بعيو خضراء مخيفة ،كا كانيبال قد بنا وكره على جبل التنين حتى قبل
مجيء التارغيرين ،كما زعم بعض العامة( .وجد كل من المايستر األكبر مونكو
وسيبتو يوستاس هذه القصة غير مرجحة للواغية ،كما فعلت أنا) .قام مروضوا
22
ً
التنين المحتملو بمحاوالت لركوبه دستة من المرات؛ فأصبح وكره مليئا
بالعظام.
ً
لم غيكن أي من "البذور" أحمقا بما غيكفي لزعاج كانيبال (وأي شخص
فعل ذلك ،لم غيعد ليروي حكاغياته) .سعى البعض إلى "الشبح الرمادي" ،لكنهم
ً
لم يتمكنوا من العثور عليه ،إذ كا مخلوقا بعيد المنال .أثبت شيبستيلر أنه من
اجيا ،قتل ً
شرسا ومز ً ً
وحشا ً
بذورا أكثر من تنانين القلعة األسهل رؤيته ،لكنه ظل
معا .أحد الذين كانوا غيأملو في ترويضه (بعد أ أثبت أ سعيه إلىالثالث ً
غراي غوست غير مثمر) هو ألين من هال .رفضه شيبستيلير .وعندما تعثر من
وكر التنين بعباءته المشتعلة ،كا فقط تدخل أخيه السري ع هو ما أنقذ حياته.
ً
دفع سيسموك التنين البري بعيدا واستخدم آدم عباءته لخماد النيرا .وحمل
ألين فيالريو الندوب على ظهره وساقيه لبقية حياته الطويلة .انتهى مصير
العدغيد من "البذور" واآلخرين الذين كانوا غيطمحو في الركوب على ظهر
ً
شيبستيلر في بطنه بدال من ذلك.
23
في النهاغية ،تم إخضاع التنين البني من قبل «فتاة بنية صويرة» ماكرة
ً ً ً
مذبوحا حديثا ومثابرة تبلغ من العمر ستة عشر عاما ،والتي كانت تهدغيه خروفا
كل صباح ،حتى أصبح شيبستيلر يتقبلها ويتوقع قدومها .غيحدد مونكو اسم
َّ
هذا الراكبة غير المتوقعة باسم نيتيلز .غيخبرنا الفطر أ الفتاة كانت لقيطة
مجهولة الميالد تسمى نيتي ،ولدت لعاهرة موانئ .ولكن ًّأغيا كا اسمها ،فقد
كانت سوداء الشعر ،ذات عيو وبشرة بنية ،نحيفة ،وسليطة اللسا ،ال تعرف
الخوف ...وأول وآخر راكب للتنين شيبستيلر.
وهكذا حقق األمير جيسيريس هدفه .على الرغم من كل الموت واأللم
الذي تسبب فيه ،والذي ترك خلفه الكثير من األرامل ،وترك الكثير من الرجال
المحترقين ممن سيحملو ندوب هم حتى يوم وفاتهم ،تم العثور على أربعة ركاب
جدد .مع اقتراب عام 921من نهايته ،واستعد األمير للتحليق نحو كينوز
الندنغ .كا التاري خ الذي اختاره للهجوم هو أول بدر في العام الجدغيد.
ومع ذلك ،فإ خطط الرجال ليست سوى ألعاب لآللهة .حتى عندما
وضع جيس خططه ،كا هناك تهدغيد جدغيد غيطبق عليهم من الشرق .لقد
أثمرت مخططات أوتو هايتاور؛ ففي تيروش ،قبل المجلس األعلى لالتحاد
الثالثي عرض أوتو بالتحالف .تحركت تسعو سفينة حربية من األعتاب تحت
راغيات البنات الثالث ،وضربت مجادغيفها نحو "المريء" ...وألجل الصدفة
وإرادة اآللهة ،أبحر الكوج البنتوشي (الحيوية المرحة) ،الذي كا غيحمل اثنين
من أمراء تارغيرين ،مباشرة في قبضتهم.
تم إغراق وأخذ السفينتين المرسلتين لحماغية الكوج؛ وتم االستيالء على
(الحيوية المرحة) .وصل الخبر إلى دراغونستو فقط عندما وصل األمير إغيوو
ً
متشبثا بيأس واستماتة برقبة تنينه ،ستورمكالود .غيخبرنا فطر أ الصبي شحب
لونه من الرعب ،وارتجف مثل ورقة شجر وأنتنت رائحته من البول .كا في
ً
التسعة فقط ،لم يسبق له أ طار من قبل ...ولن غيطير مرة أخرى أبدا ،أل
ستورمكالود أصيب بجروح مروعة أثناء فراره من (الحيوية المرحة) ،ووصل مع
رؤوس كثيرة من األسهم موروسة في بطنه( ،ورمح عقربي) غيخترق رقبته.
ومات في غضو ساعة ،يهسهس بينما كا الدم الساخن يتدفق باللو األسود
ويعلو الدخا من جراحه.
24
لم غيكن لدى شقيق إغيوو األصور ،األمير فيسيريس ،طريقة للهروب من
ذكيا ،إذ أخفى بيضة تنينه ولبس مالبس خشنة ملطخةصبيا ً
ً الكوج .كا
ً
متظاهرا بأنه ليس أكثر من صبي سفينة من العوام ،لكن أحد فتيا بالملح،
ً ً
أسيرا .كتب مونكو أ قبطانا تيروشيا كا السفينة الحقيقيين خانه ،فأصبح
من أدرك من بحوزته ،لكن أميرال األسطول( ،شاراكو لوهار) من (ليس) ،سرعا
ما استولى على مكافأته.
قسم أدميرال "ليس" أسطوله للهجوم ككماشة .كا من المقرر أ غيدخل َّ
أحد األسطولين إلى "المريء البحري" جنوب دراغونستو ،واآلخر من الشمال.
وفي ساعات الصباح الباكر من اليوم الخامس من العام 931منذ غزو إغيوو ،
بدأت المعركة .هجمت سفن شاراكو الحربية والشمس المشرقة خلفهم .وأخذوا
العدغيد من قوادس اللورد فيالريو على حين غرة ،مستخفو بوهج الشمس،
صدموا بعضها واحتشدوا على متن بعضها اآلخر بالحبال والكالبات .تاركين
انقض األسطول الجنوبي على شواطئ دريفتمارك، َّ دراغونستو دو تدخل،
ً ً
منزًل الرجال في سبايستاو وأرسلوا سفنا متفجرة إلى الميناء لضرام النار في
السفن القادمة لمواجهتهم .وبحلول منتصف النهار ،كانت سبايستاو تحترق،
بينما تضرب قوات مير وتايروش أبواب "المد العالي".
ً
حين اجتاح األمير جيسيريس خطا من قوادس "ليس" على فيرماكس،
ارتفع مطر من الرماح والسهام لمقابلته .واجه بحارة "االتحاد الثالثي" التنانين
من قبل أثناء حرب هم ضد األمير دغيمو في األعتاب .وال غيمكن ألي رجل أ
يشكك في شجاعتهم؛ كانوا على استعداد لمواجهة لهب التنين بهذه األسلحة
كما فعلوا من قبل .قال لهم قباطنتهم وقادتهم« :اقتلوا الراكب وسيرحل
التنين» .اشتعلت النيرا في إحدى السفن ،ثم في أخرى .وال يزال رجال المد
الحرة صامدو ...حتى علت صرخة ،ونظروا لألعلى ليروا المزيد من الظالل
المجنحة تأتي من جبل التنين وتتجه نحوهم.
إ مواجهة تنين شيء ،ومواجهة خمسة شيء آخر .عندما هبط عليهم
سيلفروينغ وشيبستيلر وسيسموك وفيرميثور ،شعر رجال "الثالثي" أ
شجاعتهم تهجرهم .تبعثر خط السفن الحربية ،حيث انحرفت القوادس مولية
واحدة تلو األخرىَّ .
وتنزلت التنانين عليهم كالصواعق ،تنفث كرات من النار،
25
ً
زرقاء وبرتقالية ،حمراء وذهبية ،كل منها أكثر إشراقا من األخرى .سفينة بعد
سفينة تنفجر ً
إربا أو تبتلعتها النيرا .قفز رجال غيصرخو في البحر والنار
تكتنفهم .وتصاعدت أعمدة طويلة من الدخا األسود من البحر .وبدا أ كل
شيء ضاع ...كل شيء ضاع...
تم سرد العدغيد من الحكاغيات المختلفة بعد ذلك عن كيف ولماذا سقط
ً
حدغيدغيا في عينه ،لكن هذه رمحاالتنين .ادعى البعض أ رامي نشاب أطلق ً
الرواغية تبدو مشابهة بشكل مثير للشك للطريقة التي القت بها ميراكس نهايتها
بح ًارا في أحد القوادسمنذ فترة طويلة في دور .تخبرنا رواغية أخرى أ َّ
ً
المايرية كا على عش الوراب (قمرة المراقبة في أعلى السفينة) ورمى خطافا
بينما كا فيرماكس ينقض عبر األسطول .وجدت إحدى شوكات الخطاف
جراء سرعة التنين الكبيرة .كامبتواها بين الحراشف ،وكانت موروسة بعمق َّ
البحار قد لف طرف من السلسلة حول الصاري ،وبوز السفينة وقوة أجنحة َّ
فيرماكس تمزق جرح خشن طويل في بطن التنين .حتى في خضم صخب
المعركةُ ،سمعت صرخة غضب التنين عن بعد كبعد سبايستاو .انتهت رحلته
ُ
نهاغية عنيفة ،ونزل فيرماكس وهو غيدخن ويصرخ ويخفق بجناحيه في الماء.
متهورا بقادس محترق .تفتت ً قال الناجو إنه كافح للنهوض ،فقط ليصطدم
ً
الخشب شظاغيا ،وتهاوى الصاري ،وأصبح التنين وهو يتخبط متشابكا في عدة
السفينة .وعندما مالت السفينة وغرقت ،غرق فيرماكس معها.
متحررا وتشبث بقطعة من حطام ً غيقال إ جيسيريس فيالريو قفز
داخن لبضع دقات قلب ،حتى بدء بعض رجال القوس من أقرب سفينة مايرية
بإطالق القذائف نحوه .تم إصابة األمير مرة ،ثم أخرى .وجلب المزيد من
الميريين القوس والنشاب ليثقلوه بالضرباتً .
أخيرا ،أصابه سهم نشاب واحد
في رقبته ،وابتلع البحر جيس.
ً
اندلعت المعركة في "المريء" ليًل شمال وجنوب دراغونستو ،وال تزال
ً
من بين أكثر المعارك البحرية دموية في التاري خ كله .أخذ شاراكو لوهار أسطوًل
ً
مشتركا من تسعين سفينة حربية مايرية واليسينية وتايروشية من األعتاب؛ نجا
ثمانية وعشرو منها عائدة إلى الدغيار ،جميعها محطم باستثناء ثالثة طواقم
اليسينية .في أعقاب ذلك ،اتهمت أرامل مير وتايروش األدميرال بإرسال
26
ُ
أساطيلهما لتدمر مع تراجع أساطيله آمنة ،وبدء الصراع الذي من شأنه أ
غيكتب نهاغية "االتحاد الثالثي" بعد ذلك بعامين ،وذلك عندما انقلبت المد
الثالث ضد بعضها البعض في "حرب البنات" .لكن هذا خارج نطاق قصتنا.
على الرغم من أ المهاجمين تجاوزوا دراغونستو ،وال شك أنهم آمنوا
بأ معقل التارغيرين القدغيم كا أقوى من أ ُيهاجم ،إال أنهم تسببوا في
ُ
خسائر فادحة في دريفتمارك .نهبت سبيستاو بوحشية ،واحترقت مبانيها،
ُ
وتركت جثث الرجال والنساء واألطفال المذبوحين في الشوارع كطعام للنوارس
ً
والجرذا وغربا الجيف .لن يتم إعادة بناء المدينة أبدا .تم إضرام النار في
قلعة "المد العالي" كذلك .كل الكنوز التي جلبها ثعبا البحر من الشرق
التهمتها النيرا ،وقاطعت خدمه أثناء محاولتهم الفرار من لهيبها .خسر
أسطول فيالريو ما غيقرب من ثلث قوته .مات اآلالف .ومع ذلك ،لم ُيشعر
باألسى على أي من هذه الخسائر بقدر ما كا على جيسيريس فيالريو ،أمير
دراغونستو ووريث العرش الحدغيدي.
ُ ً ً
بدا ابن رينيرا األصور مفقودا أغيضا .ففي فوضى المعركة ،لم يبد أي من
متأكدا ًً
تماما من السفينة التي كا األمير فيسيريس على متنها .وافترض الناجين
ُ ُ
رجال من كال الجانبين أنه مات أو غرق أو أحرق أو ذبح .وعلى الرغم من أ
شقيقه إغيوو األصور قد هرب وعاش ،إال أ البهجة غادرت الصبي ًّ
كليا؛ إذ لن
ُ ً
غيوفر لنفسه أبدا قفزه على ستورمكالود وتخليه عن أخيه الصوير للعدو .كتب
أنه عندما تم تهنئة ثعبا البحر على فوزه ،قال الرجل العجوز« :إذا كا هذا هو
النصر ،فأصلي أال أفوز بأي انتصار آخر».
غيخبرنا الفطر أنه كا هناك رجال في دراغونستو في تلك الليلة شربا
حتى الثمالة في حانة داخنة أسفل القلعة :راكب التنين هيو المطرقة وأولف
األبيض ،الذا امتطيا فيرميثور وسيلفروينج إلى المعركة وعاشوا للتباهي بذلك.
ً
أعلن هيو الصلب« :نحن فرسا اآل ،حقا» .وضحك أولف وقالً " ،تبا لذلك.
غيجب أ نكو لوردات».
الفتاة نيتلز لم تشاركهم احتفاالتهم .كانت قد طارت مع اآلخرين ،وقاتلت
ً بشجاعة ،وأحرقت وقتلت كما فعلواَّ ،
لكن وجهها كا أسودا من الدخا
المشوب بالدموع عندما عادت إلى دراغونستو .أما آدم فيالريو ،الذي كا
27
ً
مؤخرا ،سعى لرؤية ثعبا البحر بعد المعركة؛ لكن ال أحد اسمه أدم من هال
غيعلم عما تحدثا ،حتى الفطر نفسه ال غيقول.
ً
محاصرا بين بعد أسبوعين ،في "المرعى" ،وجد أورموند هايتاور نفسه
جيشين .كا ثاديوس روا ،لورد البستا الذهبي ،وتوم فالورز ،لقيط جسر
العلقم ،غيضوطا عليه من الشمال الشرقي مع مجموعة كبيرة من فرسا
الخيالة ،بينما انضم السير آال بيسبري واللورد آال تارلي واللورد أوين كوستين
إلى قوتهم عندما أغلقت جيوشهم من حوله على ضفاف نهر النبيذ العسلي،
وهاجموا المقدمة والمؤخرة في وقت واحد ،ورأى اللورد هايتاور خطوطه تنهار.
بدت الهزيمة وشيكة ...حتى اجتاح الظل ساحة المعركة ،وانطلق زئير رهيب
ً
قاطعا صوت الفوالذ على الفوالذ ...لقد وصل التنين. فوقهم،
كانت التنينة تيساريو ،الملكة الزرقاء ،كالكوبالت والنحاس .ركب على
ظهرها أصور أبناء الملكة أليسنت الثالثة ،ديرو تارجارين ،بعمر الخمسة
عشر ،مرافق اللورد أورموند ،ذات الفتى اللطيف اللين الكالم الذي كا ذات يوم
ً
أخا في الرضاعة مع األمير جيسيريس.
أدى وصول األمير ديرو وتنينه إلى عكس تيار المعركة .اآل كا رجال
فر رجالاللورد أورموند يهاجمو ويصرخو باللعنات على أعدائهم ،بينما غي ُّ
ً
الملكة .بحلول نهاغية اليوم ،كا اللورد روا يتراجع شماًل مع بقاغيا جيشه ،وكا
ً ً
توم فالورز ميتا ومحترقا بين الخوص والخيزرا ،وتم أسر األلنا (آال بيسبري
وآال تارلي) ،وكا اللورد كوستين غيحتضر من جرح أصابه به جو روكستو
المقدام ،بنصله األسود "صانع األيتام" .وبينما كانت الذئاب والوربا تتوذى
على جثث القتلى ،احتفل أورموند هايتاور باألمير ديرو بوالئم من الثيرا
والنبيذ القوي ،ومنحه لقب فارس بالسيف الفاليري الطويل العتيق ،وأطلق
عليه اسم «السير ديرو الجريء» .أجاب األمير بتواضع« :سيدي ،لطيف أ
تقول هذا ،لكن النصر ينتمي لتيساريو ».
خيم جو من اليأس والحباط فوق البالط األسود عندما في دراغونستو َّ ،
أصبحت كارثة نهر العسل معروفة لهم .ذهب اللورد بار إغيمو إلى حد الشارة
إلى أ الوقت قد حا لثني ركبهم إلى إغيوو الثاني .ومع ذلك ،لن تسمع الملكة
ُ ً
أي من هذا .فقط اآللهة تفهم حقا قلوب الرجال ،والنساء كذلك .كسرت
28
بفقدا ابن واحد ،لكن بدا أ رينيرا وجدت قوة جدغيدة بعد خسارة الثاني.
قساها ،وحرق مخاوفها ،ولم يترك سوى غضبها وحقدها .ال تزال موت جيس َّ
تمتلك تنانين أكثر من أخيها غير الشقيق ،وقررت جاللتها اآل استخدامها،
مهما كا الثمن .قالت للمجلس األسود أنها ستمطر النار والموت على إغيوو
وكل من دعمه ،وإما أ تخلعه من العرش الحدغيدي أو تموت وهي تحاول.
ترسخت عزيمة مماثلة في صدر إغيموند تارجارين، خلف الخليج األسودَّ ،
ً
مزدريا أخته غير الذي غيحكم باسم شقيقه بينما كا إغيوو طري ح الفراش.
ً
الشقيقة رينيرا ،رأى إغيموند ذو العين الواحدة تهدغيدا أكبر في عمه األمير دغيمو
والجيش العظيم الذي جمعه في هارنهال .استدعى األمير حملة راغياته
ومجلسه ،وأعلن عن نيته في خوض المعركة مع عمه ومعاقبة أمراء األنهار
المتمردين.
اقترح ضرب أراضي النهر من الشرق والورب ،وبالتالي إجبار لوردات
الثالوث على القتال على جبهتين في وقت واحد .قام جيسو النستر بتجميع
جيش هائل في التالل الوربية؛ ألف من الفرسا المدرعين ،وسبعة أضعاف
عددهم من الرماة والمسلحين .سينحدر من األراضي المرتفعة ويقطع الفرع
األحمر بالنار والسيف ،بينما سيزحف سير كريستو كول من كينجز الندنج،
برفقة األمير إغيموند نفسه على فاغيوار .سيلتقي الجيشا في هارينهال لسحق
"خونة الثالوث" بينهما .وإذا خرج عمه من خلف أسوار القلعة لمعارضتهم ،كما
غيجب عليه بالتأكيد ،فإ فاغيوار سيتولب على كاراكس ،وسيعود األمير إغيموند
إلى المدينة برأس األمير دغيمو .
لم غيفضل جميع أعضاء المجلس األخضر الضربة الجريئة لألمير .حصل
إغيموند على دعم السير كريستو كول"اليد" ،ودعم السير تاغيالند النستر ،لكن
المايستر األكبر أورويل حثه على إرسال رسالة إلى ستورمز إند وإضافة قوة آل
براثيو إلى قوته قبل المضي ً
قدما ،وأعلن آيرونرود ،اللورد جاسبر واغيلد ،أنه
غيجب عليه استدعاء اللورد هايتاور واألمير ديرو من الجنوب ،بدعوى أ
ً
"تنينا أفضل من واحد" .فضلت الملكة األرملة الحيطة أغيضا ،وحثت ابنها
على االنتظار حتى يتم شفاء شقيقه الملك وتنينه ،صن فاير الذهبي ،إذ لربما
انضموا إلى الهجوم.
29
ومع ذلك ،لم يستسغ األمير إغيموند مثل هذه التأخيرات .وأعلن أنه لم
ً ً
جدا. مصابا بشدة ،وديرو صوير غيكن بحاجة إلى إخوته أو تنانينهم؛ كا إغيجو
َّ ً ً ً ً
وماكرا ومحنكا في المعارك ...لكن فاغيوار ووحشيا نعم ،كا كراكسيس مخيفا
ً
كانت أكبر سنا وأكثر شراسة وضعف حجمه .غيخبرنا سيبتو يوستاس أ قاتل
مصمما على أ غيكو هذا انتصاره وحده؛ ولم غيكن لدغيه رغبة في ً األقربين كا
مشاركة المجد مع إخوته وال مع أي رجل آخر.
وال غيمكن تجاهل أوامره اآل ،ألنه حتى نهوض إغيوو الثاني من سريره
ً
ألخذ سيفه مرة أخرى ،ستظل الوصاغية والحكم لغيموند .ووفقا لعزمه ،خرج
األمير من بوابة اآللهة في غضو أسبوعين ،على رأس جيش قوامه أربعة آالف.
ً
«ستة عشر يوما حتى نصل هارينهال» قال معلنا ،وأردف« :في السابع عشر،
سنتوذى داخل قاعة هارين األسود ،بينما رأس عمي يشاهدنا من على رمحي».
وعبر البالد ،زحف جيسو النستر ،لورد كاسترلي روك ،من التالل الوربية،
ً
مطيعا أوامر إغيموند ،ونزل بكل قوته على الفرع األحمر وقلب أراضي األنهار .فلم
غيكن أمام لوردات الثالوث خيار سوى االلتفاف ومجابهته.
مخضرما وأذكى بكثير من أ غيجلس مكتوفً ً
محاربا كا دغيمو تارجارين
محاصرا داخل الجدرا ،حتى وإ كانت جدراناً اليدين ويسماح لنفسه بالبقاء
ضخمة كجدرا هارنهال .ال يزال لألمير أصدقاء في كينوز الندنغ ،وقد وصلت
إليه أخبار خطط ابن أخيه حتى قبل أ يتحرك .وعندما قيل له إ إغيموند وسير
كريستو كول قد غادرا كينوز الندنج ،قال إ األمير دغيمو ضحك وقال:
"متأخرين" ألنه كا يتوقع هذه اللحظة منذ فترة طويلة ...وحلقت غربا
الجثث من أبراج هارينهال المهدمة.
في الفرع األحمر ،وجد اللورد جيسو النستر نفسه في مواجهة سيد
العذراء الوردغية ،بيتر بايبر العجوز ،وسيد "استراحة عابري السبيل" ،تريستا
فانس .على الرغم من أ عدد الوربيين فاق عدد أعدائهم ،إال أ أمراء األنهار
كانوا غيعرفو األرض .حاولت عائلة النستر ثالث مرات العبور بقوة ،وتم ردعهم
في المرات الثالث؛ في المحاولة األخيرة ،أصيب اللورد جيسو بجرح مميت
سماه فارس بعد على غيد مرافق أشيب ،باغيت من لونوليف( .اللورد بايبر نفسه َّ
ذلك ،وأطلق عليه لقب لونوليف قاتل األسود ).ومع ذلك ،فإ هجوم النستر
30
الرابع حملهم على العبور؛ هذه المرة كا اللورد فانس هو الذي سقط ،وكا
الذي قتله السير أدريا تاربيك ،الذي تولى قيادة الجيش الوربي .وقام تاربيك
ومائة من الفرسا المختارين بتجريد أنفسهم من دروعهم الثقيلة وسبحوا عبر
النهر عكس التيار ،ثم التفوا حول خطوط اللورد فانس وضربوها من الخلف.
تبعثرت صفوف أمراء األنهار ،وجاء الوربيو غيحتشدو باآلالف عبر الفرع
األحمر.
في هذه األثناء ،دو علم اللورد جايسو المحتضر وحملة رايته ،رست
أساطيل السفن الطويلة من الجزر الحدغيدغية على شواطئ الالنستر ،بقيادة
دالتو جريجوي من باغيك .تودد إليه كال المطالبين بالعرش الحدغيدي ،وكا
الكراكن األحمر قد اختار .لم غيكن رجاله الحدغيديو غيأملو في اختراق كاسترلي
روك بمجرد أ أغلقت السيدة جوانا بواباتها ،لكنهم استولوا على ثالثة أرباع
السفن في الميناء ،وأغرقوا الباقي ،ثم اجتاحوا أسوار النسبورت لنهب المدينة،
وسرقة ثروة ال حصر لها وأكثر من ستمائة امرأة وفتاة ،بما في ذلك محظية
اللورد جيسو المفضلة وبناته غير الشرعيات.
في مكا آخر من البالد ،قاد اللورد واليس موتو مائة فارس من بركة
العذارى لالنضمام إلى أنصاف الهمج من الكراب والبرو من الرأس المتصدع
وسيلتيجار من جزيرة المخلب .ومن بين غابات الصنوبر والتالل التي اكتنفها
الضباب ،سارعوا إلى مرقد الصخور ،حيث أخذ ظهورهم المفاجئ المعسكر
غرة .وبعد استعادة القلعة ،قاد اللورد موتو أشجع رجاله إلى حقل على حين َّ
الرماد غرب القلعة ،لوضع نهاغية للتنين صن فاير.
ُ
تخلص قاتلوا التنين المحتملو بسهولة من الحراس الذين تركوا لطعام
التنين وخدمته وحمايته ،لكن صن فاير نفسه أثبت أنه أكثر صعوبة مما كا
متوقعا .التنانين مخلوقات صعبة وغير فعالة على األرض ،وجناحه الممزق ترك ً
"الدودة الذهبية العظيمة" غير قادر على التحليق .وتوقع المهاجمو العثور
وبدال من ذلك وجدوه ًً على الوحش وهو على حافة الموت.
نائما ،لكن اشتباك
السيوف وصهيل الخيول سرعا ما أغيقضه ،واستفز الرمح األول الذي ضربه
ً
متلبطا بالطين ،و ً
ملتويا بين عظام ما ال غيحصى من األغنام ،الت َّ
ف صن غضبه.
وتلوى كالثعبا ،وجلد بذغيله ،ونفث اللهب الذهبي على مهاجميه بينما فاير َّ
31
كا غيكافح من أجل الطيرا .صعد ثالث مرات ،وسقطت ثالث مرات على
األرض .هاجمه رجال موتو بالسيوف والرماح والفؤوس ،مما تسبب له في
العدغيد من الجروح الخطيرة ...ومع ذلك ،بدا أ كل ضربة كانت توضبه أكثر.
ً
وبلغ عدد القتلى ستو رجًل قبل أ غيفر الناجو منهم.
كا من بين القتلى ،واليس موتو ،حاكم بركة العذارى .وعندما عثر
شقيقه مانفريد على جثته بعد أسبوعين ،لم يبق منه حينها سوى لحم متفحم
في درع ذائب يزحف عليه الدود .ومع ذلك ،لم غيجد اللورد مانفريد تنين الملك
إغيوو في أي مكا في حقل الرماد المليء بجثث الرجال الشجعا والجيف
المحترقة والمنتفخة لمائة حصا .اختفى صن فاير .كما لم تكن هناك آثار،
ً والذي كا من المؤكد أنه سيكو هناك أثر لو َّ
جر التنين نفسه بعيدا .بدا أ
صن فاير الذهبي قد نما له جناح مرة أخرى ...ولكن ال غيمكن لرجل حي أ غيعلم
إلى أين رحل.
جنوبا على أجنحةً في هذه األثناء ،انطلق األمير دغيمو تارجارين بنفسه
ً
تنينه ،كراكسيس .طار فوق الشاطئ الوربي لعين اآللهة ،بعيدا عن خط مسيرة
ً ً
متهربا من جيش العدو ،وعبر النهر األسود ،ثم اتجه شرقا ،يتتبع سير كريستو ،
النهر في اتجاه المجرى نحو كينوز الندنج .وعلى دراغونستو ،ارتدت رينيرا
تارغيرين بدلة معدنية من الحلفات السوداء الالمعة ،وامتطت سيراكس ،وطار
بها بينما ضربت عاصفة ممطرة مياه خليج بالك ووتر .عاليا فوق المدينة،
اجتمعت الملكة وزوجها األمير ،وحاما محلقين حول تل إغيوو العالي.
أثار مشهدهما الرعب في شوارع المدينة أسفلهما ،أل العوام لم غيكونوا
حل ً
أخيرا .كا األمير بطيئين في إدراك أ الهجوم الذي كانوا غيحذرو منه قد َّ
جردا كينوز الندنغ من حاميتها عندما شرعوا في إغيموند وسير كريستو قد َّ
استعادة هارينهال ...وقد أخذ قاتل األقربين فاغيجار ،ذلك الوحش المخيف ،ولم
يتبق سوى دريمفاير وحفنة من فر ٍاخ نصف بالوة لمواجهة تنانين الملكة .لم
ً
يتم ركوب التنانين الصويرة أبدا ،وكانت راكبة دريمفاير ،الملكة هيلينا ،امرأة
ً
أغيضا بال تنين. محطمة؛ كما كانت المدينة
32
تدفق اآلالف من العوام على بوابات المدينة ،حاملين أطفالهم
ً
وممتلكاتهم الدنيوية على ظهورهم ،بحثا عن األما في األرياف .قام آخرو
بحفر حفر وأنفاق تحت أكواخهم ،وحفر رطبة داكنة حيث كانوا غيأملو في
االختباء أثناء احتراق المدينة (غيخبرنا المايستر األكبر مونكو أ العدغيد من
الممرات المخفية والفروع الفرعية السرية تحت كينوز الندنغ تعود إلى هذا
الوقت) .اندلعت أعمال شوب في جحر البراغيث .عندما شوهدت أشرعة
سفن ثعبا البحر في الشرق في خليج بالك ووتر ،تتوجه نحو النهر ،بدأت
أجراس كل سبت في المدينة تدق ،واندفعت الووغاء في الشوارع ،يسرقو
وينهبو أثناء رحيلهم .مات العشرات قبل أ تتمكن العباءات الذهبية من
استعادة السالم.
مع غياب كل من اللورد الحامي ويد الملك ،والملك إغيوو نفسه محروق
وطري ح الفراش وتائه في أحالم حليب الخشخاش ،وقع على عاتق والدته،
الملكة األرملة ،أ تتولى دفاعات المدينة .ارتقت الملكة أليسنت إلى مستوى
التحدي ،وأغلقت بوابات القلعة والمدينة ،بعثت العباءات الذهبية إلى
33
الجدرا ،وأرسلت الفرسا على خيول سريعة للعثور على األمير إغيموند
وإعادته.
كما أمرت المايستر األكبر أورويل بإرسال الودفا إلى "جميع لورداتنا
المخلصين" ،واستدعاهم للدفاع عن ملكهم الحقيقي .عندما عاد أورويل إلى
غرفته ،وجد أربعة رجال من العباءات ذهبية في انتظاره .قام رجل بكتم
صرخاته بينما انهال اآلخرو عليه ً
ضربا وقيدوه .ثم قيد المايستر األكبر بجراب
حول رأسه إلى الزنازين السوداء.
لم غيصل فرسا الملكة أليسنت إلى أبعد من البوابات ،حيث احتجزهم
المزيد من العباءات الذهبية .دو علم جاللتها ،تم سجن أو قتل النقباء السبعة
الذين غيقودو البوابات -الذين تم اختيارهم لوالئهم للملك إغيوو -في اللحظة
التي ظهر فيها كراكسيس في السماء فوق القلعة الحمراء ...وتم ذلك من قبل
األعضاء اآلخرين من حرس المدينة الذين ما زالوا غيحبو دغيمو تارغيرين ،أمير
ً
قدغيما. المدينة الذي كا قائدهم
هرع شقيق الملكة أليسنت ،سير جوين هايتاور ،الثاني في قيادة العباءات
الذهبية ،إلى االسطبالتً ،
عازما على إصدار النذير؛ تم القبض عليه وتجريده
من سالحه وجره أمام قائده لوثر الرجنت .عندما شجبه هايتور ووصفه بأنه
عبائة مقلوبة ،ضحك السير لوثر .وقال" :أعطانا دغيمو هذه العباءات ،وهي
ذهبية كيفما قلبتها" .ثم رشق سيفه في بطن سير جوين وأمر بفتح بوابات
المدينة للرجال الذين يتدفقو من سفن ثعبا البحر.
على الرغم من كل قوة جدرانها التباهى بها ،سقطت كينوز الندنغ في أقل
من يومُ .ش َّن قتال دموي قصير عند بوابة النهر ،حيث انطلق ثالثة عشر ً
فارسا
من هايتاور ومائة رجل مسلح من العباءات الذهبية وصمدوا نحوا من ثما
ساعات ضد الهجمات من داخل المدينة وخارجها ،لكن أعمالهم البطولية كانت
ً
عبثا ،أل جنود رينيرا تدفقوا عبر البوابات الست األخرى بال عناء .ومشهد
تنانين الملكة في السماء أعالههم خلع القلوب المعارضين ،واختبأ الموالو
المتبقو للملك إغيوو أو فروا أو ركعوا.
34
ً
هبط التنانين واحدا تلو اآلخر .نزل شيبستيلر فوق تل فيسينيا
ّ
وسيلفروينغ وفيرميثور على تل رينيس ،خارج جب التنانين .وحلق األمير دغيمو
حول أبراج القلعة الحمراء قبل إنزال كراكسيس في الجناح الخارجي .فقط
ً
عندما كا متأكدا من أ المدافعين لن غيمسوه بأي ضرر ،أشار إلى زوجته الملكة
ً
مرتفعا في الجو ،حيث طار للنزول من على سيراكس .ظل آدم فيالريو
ً ً
تحذيرا سيسموك حول أسوار المدينة ،خافقا بأجنحة تنينه الجلدغية العريضة
لمن هم أدناه من أ أي مقاومة س ُتواجه بالنار.
عند رؤية أ المقاومة كانت ميؤوس منها ،خرجت الملكة أليسنت األرملة
من حصن ميوور مع والدها سير أوتو هايتور؛ وتاغيالند النستر ،واللورد جاسبر
واغيلد ذا القضيب الحدغيدي (اللورد الريس سترونج لم غيكن معهم .وبطريقة ما
تمكن سيد الهمسات من االختفاء) .غيخبرنا سيبتو يوستاس ،الشاهد على ما
تبع ذلك ،أ الملكة أليسنت حاولت التعامل مع ابنة زوجها .قالت ملكة
ً
عظيما ،كما فعل الملك القدغيم في األغيام ً
مجلسا األرملة« :دعونا نعقد ً
معا
القدغيمة ،ونضع مسألة الخالفة أمام لوردات البالد» .لكن الملكة رينيرا رفضت
االقتراح بازدراء« .هل تظنيني الفطر؟ .كالنا غيعرف كيف سيحكم هذا
المجلس» .ثم َّ
خيرت زوجة أبيها :االستسالم أو الحرق.
ً
خضوعا ،وسلمت مفاتيح القلعة وأمرت حنت الملكة أليسنت رأسها
فرسانها ورجالها بإلقاء أسلحتهم .وبحسب ما ورد قالت« :المدينة ملكك أيتها
ً
األميرة ،لكنك لن تحتفظي بها طويال .تلعب الفئرا عندما غيذهب القط ،لكن
ابني إغيموند سيعود بالنار والدم».
وجد رجال رينيرا زوجة منافسها ،الملكة هيلينا المجنونة ،محبوسة في
سرير نومها ...لكن عندما حطموا أبواب غرف الملك ،اكتشفوا أ «سريره فارغ،
ووعاء فضالته ممتلئ» .كا إغيوو الثاني قد فر .وأطفاله كذلك ،األميرة جيهيرا
البالوة من العمر ست سنوات واألمير ماغيلور البالغ من العمر عامين ،إلى جانب
ويليس فل وريكارد ثور من الحرس الملكي .ال يبدو أ الملكة األرملة تعرف
حتى إلى أين ذهبوا ،وأقسم لوثر الرجنت أنه لم غيمر أحد عبر بوابات المدينة.
35
ومع ذلك ،لم تكن هناك طريقة للفرار بالعرش الحدغيدي .ولن تنام الملكة
رينيرا حتى تعتلي مقعد والدها .لذلك أضاءت المشاعل في غرفة العرش،
واعتلت الملكة الدرجات الحدغيدغية وجلست حيث جلس الملك فيسيريس
قبلها ،والملك العجوز قبله ،وميوور وإينيس وإغيجو التنين في األغيام الخوالي.
ً
جلست عاليا صارمة الوجه ،وهي ال تزال ترتدي درعها ،وتم إحضار كل رجل
وامرأة في القلعة الحمراء وإجبارهم على الركوع أمامها ،للمطالبة بموفرتها
والقسم بحياتهم وسيوفهم وشرفهم لها كملكة عليهم.
غيخبرنا سيبتو يوستاس أ الحفل استمر طوال تلك الليلة .ولقد َّ
مر
وقت طويل على الفجر عندما قامت رينيرا تارجارين ونزلت من العرش .وكتب
يوستاس« :وبينما كا زوجها اللورد األمير دغيمو يرافقها من القاعة ،شوهدت
جروح في ساقي جاللتها وكف غيدها اليسرى .وسقطت قطرات الدم على األرض
وهي تمر ،ونظر الحكماء من الرجال إلى بعضهم البعض ،وإ لم غيجرؤ أحد
منهم على قول الحقيقة بصوت عال :لقد رفضها العرش الحدغيدي ،وستكو
أغيامها قليلة».
36