You are on page 1of 36

‫النار والدم‬

‫(الجزء الثاني)‬
‫بقلم جورج ر‪ .‬ر‪ .‬مارتن‬

‫‪Fire & blood‬‬


‫‪By George R. R. Martin‬‬

‫ترجمة‪ :‬هيثم فالح أبوكشك‬

‫‪1‬‬
‫فصول الجزء الثاني من سلسلة النار والدم‪:‬‬

‫ورثة التنين ‪ -‬مسألة الخالفة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫موت التنانين ‪ -‬السود والخضر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موت التنانين ‪ -‬ابن مقابل ابن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موت التنانين ‪ -‬التنين األحمر و التنين الذهبي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موت التنانين ‪ -‬إنتصار رينيرا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موت التنانين ‪ -‬سقوط رينيرا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موت التنانين ‪ -‬الحكم القصير والحزين لغيوو الثاني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما بعد ‪ -‬ساعة الذئب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫َّ‬
‫تحت الوصاغية ‪ -‬اليد المقنعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحت الوصاغية ‪ -‬الحرب والسالم وعروض الماشية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحت الوصاغية ‪ -‬رحلة ألين أوكنفيست‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الربيع الاليسيني ونهاغية الوصاغية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬
:‫الجزء األول على موقع ساحرالكتب‬
https://www.sa7eralkutub.com/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9% 
8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-
/%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85

:‫األجزاء السابقة تجدونها في الرابط أدناه‬


)‫ مسألة الخالفة (مترجمة‬- ‫ورثة التنين‬ •
https://www.facebook.com/groups/2929004570708438/perm
/alink/3440260559582834

)‫ السود والخضر (مترجمة‬- ‫موت التنانين‬ •


https://www.facebook.com/groups/2929004570708438/perm
/alink/3442395016036055

.‫ ابن مقابل ابن‬- ‫موت التنانين‬ 


https://m.facebook.com/groups/2929004570708438/permalin
/k/3444052642536959

3
‫َ ُ َّ َ‬
‫موت التنا ِنين‬
‫التنين األحمر و التنين الذهبي‬

‫دخلت رقصة التنانين مرحلة جدغيدة بعد وفاة لوسيريس فيالريو في‬
‫أراضي العواصف ومقتل األمير جيهيريس أمام عيني والدته في القلعة الحمراء‪.‬‬
‫ُ‬
‫بالنسبة لكل من السود والخضر‪ ،‬دعي الجميع لالنتقام‪ .‬وفي جميع أنحاء البالد‪،‬‬
‫دعا اللوردات حملة رايتهم‪ ،‬وتجمعت الجيوش وبدأت في الزحف‪.‬‬
‫في أراضي األنهار‪ ،‬عبر المويرو من شجرة الودفا (بلدة شجرة الودفا‬
‫معقل آل بالكوود)‪ ،‬ورفعوا راغية راينيرا‪ ،1‬نحو أراضي آل براكن‪َّ ،‬‬
‫وحرقوا‬
‫المحاصيل‪ ،‬وقادوا األغنام والماشية‪ ،‬وأجلوا أهالي القرى‪ ،‬ونهبوا كل سبت أتوا‬
‫عليه (كا آل بالكوود آخر المنازل جنوب العنق من الذين ما زالوا غيعبدو‬
‫اآللهة القدغيمة)‪.‬‬
‫ً‬
‫عندما حشد البراكن جيشا قوية للرد‪ ،‬فاجأهم اللورد سامويل بالكوود في‬
‫زحفهم‪ ،‬وأخذهم على حين غرة وهم غيخيمو تحت طاحونة على ضفاف‬
‫ُ‬
‫النهر‪ .‬في القتال‪ ،‬تم اضرام النار في الطاحونة‪ ،‬وقاتل الرجال وقتلوا لساعات‬
‫مستحمين في الضوء األحمر للنيرا ‪ .‬قام سير أموس براكن‪ ،‬الذي قاد الجيش‬
‫من ستو هيدج (بلدة السياج الحجري)‪ ،‬بقطع رأس اللورد بالكوود وقتله في‬
‫قتال فردي‪ ،‬ليهلك هو نفسه بعدها‪ ،‬عندما وجد سهم من خشب الويروود‬
‫ً‬
‫طريقة إلى فتحة العين في خوذة رأسه‪ ،‬وغاص السهم عميقا في جمجمته‪ .‬من‬
‫المفترض أ هذا السهم قد أطلقته أليسا ‪ ،‬أخت اللورد سامويل بالكوود‬

‫‪ - 1‬في البداية‪ ،‬رفع كال المطالبين بالعرش الحديدي التنين ذو الرؤوس الثالثة آلل تارغيرين‪ ،‬تنين‬
‫أحمر على علم األسود‪ ،‬ولكن بحلول نهاية ‪ ،121‬قدم كل من إيغون و رينيرا بعض التختالفات‬
‫لتمييز مؤيديهم عن أعدائهم‪ .‬الملك غير لون التنين على رايته من األحمر إلى الذهبي‪ ،‬فرحا‬
‫بالحراشف الذهبية الرائعة لتنينه‪ ،‬صن فاير‪ ،‬بينما قامت الملكة بتربيع علم تارغيرين مع رب ع آل‬
‫آرن وآل فيالريون‪ ،‬تكريما لوالدتها وزوجها األول‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ً‬
‫عاما‪ ،‬والتي ُعرفت الحقا باسم "ألي السوداء"‪،‬‬
‫البالوة من العمر ستة عشر ً‬
‫ولكن ال غيمكن معرفة ما إذا كانت هذه حقيقة أو مجرد أسطورة عائلية‪.‬‬
‫تكبد كال الجانبين العدغيد من الخسائر الجسيمة في المعركة التي‬
‫ُ‬
‫أصبحت تعرف باسم معركة "الطاحونة المحترقة"‪ ...‬وعندما انهزم البراكن في‬
‫فروا إلى أراضيهم تحت قيادة األخ النول غير الشقيق للسير أموس‪،‬‬ ‫النهاغية و ُّ‬
‫سير ريلو ريفرز‪ ،‬ليجدوا أ ستو هيدج قد تم االستيالء عليها في غيابهم‪.‬‬
‫بقيادة األمير دغيمو على كاراكس‪ ،‬استولى جيش قوي مكو من آل داري‬
‫وروتس وبيبر وفراي على القلعة في غياب الكثير من قوة آل براكين‪ .‬تم أسر‬
‫اللورد همفري براكين وأطفاله المتبقين‪ ،‬مع زوجته الثالثة وعشيقة وضيعة‬
‫ً‬
‫الميالد‪ .‬استسلم السير ريلو ‪ ،‬بدال من رؤيتهم يتعرضو لألذى‪ .‬ومع هزيمة آل‬
‫حول آخر أنصار الملك إغيوو في أراضي النهر والءهم‬ ‫براكن وانكسار جيشهم‪َّ ،‬‬
‫ووضعوا سالحهم كذلك‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ال ينبوي االعتقاد بأ المجلس األخضر كا مكتوف األغيدي‪ .‬إذ‬
‫ً ً‬
‫كا أوتو هايتاور مشووال أغيضا‪ ،‬غيكسب اللوردات‪ ،‬ويستأجر المرتزقة‪ ،‬ويعزز‬
‫دفاعات كينوز الندنغ‪ ،‬وانشول بالسعي الدؤوب وراء التحالفات األخرى‪.‬‬
‫وضاعف اليد جهوده‪ ،‬بعد رفض مبادرات سالم المايستر األكبر أورويل‪ ،‬حيث‬
‫أرسل الوربا إلى وينترفل والعش‪ ،‬وإلى ريفرر والميناء األبيض وبلدة النوارس‬
‫القصية‪ ،‬ونصف مائة حصن وقلعة أخرى‪ .‬أسرع‬ ‫َّ‬ ‫وجسر العلقم والجزيرة‬
‫الفرسا طوال الليل بإصرار الستدعاء اللوردات والسيدات إلى البالط لتأدغية‬
‫قسم الوالء للملك إغيوو ‪ .‬كما تواصل سير أوتو مع دور ‪ ،‬الذي كا أميرها‬
‫الحاكم‪ ،‬كورين مارتيل‪ ،‬قد حارب ذات مرة ضد األمير دغيمو في األعتاب‪ ،‬لكن‬
‫األمير كورين رفض عرضه‪ .‬وقال‪« :‬دور رقصت مع التنانين من قبل‪ .‬أفضل‬
‫النوم مع العقارب»‪.‬‬
‫فسر الجهود التي بذلها‬ ‫مع ذلك‪ ،‬كا السير أوتو غيفقد ثقة مليكه‪ ،‬الذي َّ‬
‫أوتو على أنها تقاعس‪ ،‬والحذر بأنه الجبن‪ .‬غيخبرنا سيبتو يوستاس عن إحدى‬
‫المرات عندما دخل إغيوو برج اليد ووجد سير أوتو غيكتب رسالة أخرى‪ ،‬وعندها‬
‫ً‬
‫قام بسكب الحبر في حضن جده‪ ،‬معلنا‪« :‬يتم الفوز بالعروش بالسيوف وليس‬
‫الريشات‪ .‬وبسفك الدماء‪ ،‬ال الحبر»‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫غيخبرنا مونكو أ سقوط هارينهال أمام األمير دغيمو كا بمثابة صدمة‬
‫كبيرة لجاللته‪ .‬حتى تلك اللحظة‪ ،‬كا إغيوو الثاني غيعتقد أ قضية أخته غير‬
‫ولكن هارنهال تركت جاللته يشعر بالضعف ألول مرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الشقيقة ميؤوس منها‪.‬‬
‫وجاءت الهزائم الالحقة في الطاحونة المحترقة وستو هيدج بمثابة ضربات‬
‫أخرى‪ ،‬وجعلت الملك غيدرك أ وضعه كا أكثر خطورة مما بدا‪ .‬تعمقت هذه‬
‫ظن الخضر أنفسهم أقوى‪ .‬كا‬ ‫المخاوف مع عودة الوربا من "المرعى"‪ ،‬حيث َّ‬
‫آل هايتور و البلدة القدغيمة غيدعمو الملك إغيوو بقوة‪ ،‬وكا لجاللته "الكرمة"‬
‫ً‬
‫أغيضا‪ ...‬ولكن في أماكن أخرى من الجنوب‪ ،‬كا اللوردات اآلخرو غيعلنو الوالء‬
‫لرينيرا‪ ،‬من بينهم اللورد كوستين من األبراج الثالثة‪ ،‬واللورد موليندور من‬
‫"المرتفعات"‪ ،‬واللورد تارلي من هور هيل‪ ،‬واللورد روا من "البستا الذهبي"‬
‫واللورد غريم من جزيرة "الدرع الرمادي"‪.‬‬
‫صخبا بين هؤالء الخونة هو السير آال بيسبري‪ ،‬وريث اللورد‬ ‫ً‬ ‫كا األكثر‬
‫ليما ‪ ،‬الذي كا غيطالب بالفراج عن جده‪ ،‬حيث اعتقد معظمهم أ سيد‬
‫العملة السابق مسجو ‪ .‬في مواجهة مثل هذا الصخب من حملة رايتهم‪ ،‬كا‬
‫ُ‬
‫آمر قلعة هاغيوارد ووكيل ووالدة اللورد الصوير تايريل من هاغيوارد ‪ ،‬الذين كا‬
‫ثالثتهم بمثابة أوصياء للصبي‪ ،‬غيفكرو فجأة بشكل آخر في دعمهم للملك‬
‫إغيوو ‪ ،‬وقرروا أ منزل تايريل لن غيأخذ أي دور في هذا الصراع‪ .‬غيخبرنا سيبتو‬
‫يوستاس أ الملك إغيوو بدأ ُغيورق مخاوفه في النبيذ القوي‪ .‬وأرسل سير أوتو‬
‫رسالة إلى ابن أخيه‪ ،‬اللورد أورموند هايتاور‪ ،‬يتوسل إليه استخدام قوة البلدة‬
‫القدغيمة لخماد هذه التمردات في "المرعى"‪.‬‬
‫تبع ذلك ضربات أخرى‪ :‬الوادي‪ ،‬الميناء األبيض‪ ،‬وينترفل‪ .‬بالكوود وأمراء‬
‫األنهار األخرى تدفقوا نحو هارينهال وتحت راغيات األمير دغيمو ‪ .‬أغلقت‬
‫أساطيل ثعبا البحر خليج بالكووتر‪ ،‬وكل صباح كا يشتكي التجار للملك‬
‫حًل لشكاواهم‪ ،‬بخالف ُّ‬ ‫ً‬
‫تجرع كوب آخر من النبيذ‬ ‫إغيوو ‪ .‬ولم غيكن لدى جاللته‬
‫ً‬
‫القوي‪ .‬وأمر السير أوتو‪« :‬افعل شيئا»‪.‬‬
‫أكد له اليد أنه غيجري القيام بشيء ما؛ لقد وضع خطة لكسر حصار‬
‫فيالريو ‪ .‬كا إحدى الداعمين الرئيسيين لمطالبة رينيرا هو زوجها‪ ،‬ومع ذلك‬
‫ً‬
‫فاألمير دغيمو يشكل واحدة من أكبر نقاط ضعفها أغيضا‪ .‬كا األمير قد كسب‬

‫‪6‬‬
‫أعداء أكثر من األصدقاء خالل موامراته‪ .‬لذا تواصل سير أوتو هايتاور‪ ،‬الذي كا‬
‫من بين أوائل هؤالء األعداء‪ ،‬مع أعداء آخرين لألمير وراء البحر الضيق‪" ،‬مملكة‬
‫البنات الثالث"‪.‬‬
‫افتقر األسطول الملكي وحده إلى القوة لكسر حصار ثعبا البحر على‬
‫"المريء"‪ ،‬وفشلت مبادرات الملك إغيوو إلى دالتو جريجوي من باغيك حتى‬
‫اآل في الفوز بالجزر الحدغيدغية إلى جانبه‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإ أساطيل تايروش‬
‫وليس ومير مجتمعة ستكو أكثر من مجرد ند ألسطول فيالريو ‪ .‬أرسل سير‬
‫ً‬
‫أوتو كلمة إلى الماجيسترات‪ ،‬واعدا بحقوق تجارية حصرية في كينوز الندنغ إذا‬
‫كانوا سيطهرو "المريء" من سفن ثعبا البحر ويفتحو الممرات البحرية مرة‬
‫ً‬
‫أخرى‪ .‬ولضافة توابل على الحساء‪ ،‬وعد أغيضا بالتنازل عن األعتاب للمملكة‬
‫البنات الثالث‪ ،‬على الرغم من أ العرش الحدغيدي في الحقيقة لم غيطالب بهذه‬
‫ً‬
‫أبدا‪.‬‬ ‫الجزر‬
‫نظرا الفتقاره إلى‬ ‫ً‬
‫سريعا في التحرك‪ً .‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬لم غيكن االتحاد الثالثي‬
‫ملك حقيقي‪ ،‬فقد كانت جميع القرارات المهمة في هذه "المملكة" ذات‬
‫ُ‬
‫الرؤوس الثالثة تقرر في المجلس األعلى‪ .‬المشكل أعضاؤه من أحد عشر‬
‫ماجيسيتر من كل مدينة‪ ،‬كل رجل منهم عازم على إبراز حكمته ودهائه وأهميته‪،‬‬
‫والفوز بكل ميزة ممكنة لمدينته‪ .‬كتب المايستر األعلى جريدو ‪ ،‬الذي كتب‬
‫ً‬ ‫التاري خ النهائي لمملكة البنات الثالث بعد خمسين ً‬
‫عاما‪ ،‬واصفا األمر بأنه‪:‬‬
‫ً‬
‫«كثالثة وثالثين حصانا‪ ،‬يسحب كل حصا في اتجاهه الخاص»‪ .‬حتى القضاغيا‬
‫العاجلة كالحرب والسالم والتحالف كانت موضع نقاش ال نهاغية له‪ ...‬ولم غيكن‬
‫ً‬
‫منعقدا حتى عندما وصل مبعوثو سير أوتو‪.‬‬ ‫المجلس األعلى‬
‫لم غيكن التأخير في صالح الملك الشاب‪ .‬كا إغيوو الثاني غيفتقر إلى‬
‫الصبر مع مماطالت جده‪ .‬على الرغم من أ والدته‪ ،‬األرملة الملكة أليسنت‪،‬‬
‫ً‬
‫دفاعا عن سير أوتو‪ ،‬إال أ جاللته َّ‬
‫صم أذنيه عن التماساتها‪ .‬واستدعى‬ ‫تحدثت‬
‫َّ‬
‫سير أوتو إلى غرفة العرش‪ ،‬وشق سلسلة منصب اليدوية من رقبته وألقى بها‬
‫ً‬
‫متفاخرا‪ ،‬وأكمل‪:‬‬ ‫إلى سير كريستو كول‪« .‬غيدي الجدغيدة قبضة فوالذغية»‪ .‬قال‬
‫«لقد انتهينا من كتابة الرسائل»‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لم غيضيع سير كريستو أي وقت في إثبات معدنه‪ .‬قال لغيوو ‪« :‬ليس‬
‫عليك أ تطلب دعم اللوردات‪ ،‬كمتسول غيطلب الصدقات‪ .‬أنت ملك‬
‫ويستروس الشرعي‪ ،‬وأولئك الذين ينكرو ذلك هم خونة‪ .‬لقد حا الوقت‬
‫ليعلموا ثمن الخيانة»‪.‬‬
‫أول من دفع هذا الثمن كا اللوردات األسرى الذين غيقبعو في الزنازين‬
‫تحت القلعة الحمراء‪ ،‬الرجال الذين أقسموا ذات مرة على الدفاع عن حقوق‬
‫األميرة رينيرا وما زالوا يرفضو بعناد ثني الركبة للملك إغيوو ‪ .‬تم جرهم واحد‬
‫تلو اآلخر إلى بهو القلعة‪ ،‬حيث كا عدالة الملك ينتظرهم بفأسه‪ .‬أعطي كل‬
‫رجل فرصة أخيرة ل ُيقسم بالوالء لجاللته؛ فقط‪ ،‬اللورد باترويل واللورد‬
‫ستوكوورث واللورد روزبي اختاروا القيام بذلك‪ .‬بينما اللورد هاغيفورد‪ ،‬واللورد‬
‫َّ‬
‫ميريويذر‪ ،‬واللورد هارت‪ ،‬واللورد باكلر‪ ،‬واللورد كاسويل‪ ،‬والليدي فل فقد قدروا‬
‫أغيمانهم أكثر من حياتهم‪ ،‬وتم قطع رأس كل منهم بدوره‪ ،‬إلى جانب ثمانية‬
‫شخصا من بين خدم ووكالء‪ .‬وأصبحت رؤوسهم مثبتة‬ ‫ً‬ ‫فرسا مقيمين وأربعين‬
‫على رماح فوق بوابات المدينة‪.‬‬
‫كما رغب الملك إغيوو في االنتقام لقتل وريثه من قبل الدم والجبن عن‬
‫طريق الهجوم على دراغونستو ‪ ،‬والنزول على قلعة الجزيرة على ظهر التنين‬
‫للقبض أو قتل أخته غير الشقيقة و"أبنائها النوول"‪ .‬تكلف األمر آراء جميع‬
‫أعضاء المجلس األخضر لثنيه عن ذلك‪ .‬بينما حثه السير كريستو كول على‬
‫َّ‬
‫طريقة مختلفة‪ .‬قال كول إ األميرة المدعية استخدمت الخلسة والخيانة لقتل‬
‫األمير جيهيريس؛ دعنا نفعل الشيء نفسه‪ .‬وقال للملك‪« :‬سندفع لألميرة‬
‫بعملتها الدموية نفسها»‪ .‬وكانت الوسيلة التي اختارها اللورد قائد حرس الملك‬
‫النتقام الملك هو أخوه المحلف‪ ،‬السير أريك كراغيل‪.‬‬
‫كا سير أريك على دراغية وثيقة بالمقعد القدغيم آلل تارغيرين‪ ،‬بعد أ زاره‬
‫ً‬
‫كثيرا في عهد الملك فيسيريس‪ .‬ال يزال العدغيد من الصيادين يسكنو مياه‬
‫خليج بالك ووتر‪ ،‬أل دراغونستو تعتمد على البحر للحصول على قوتها؛‬
‫سيكو من السهل إغيصال كراغيل إلى قرية الصيد تحت القلعة‪ .‬من هناك‬
‫غيمكنه أ يشق طريقه إلى الملكة‪ .‬وكا سير أريك وشقيقه سير إيريك توأمين‬
‫متطابقين من جميع النواحي؛ ويؤكد كل من الفطر وسيبتو يوستاس أنه حتى‬

‫‪8‬‬
‫زمالئهم من الحرس الملكي لم يتمكنوا من التمييز بينهما‪ .‬اقترح سير كريستو‬
‫قادرا على التحرك‬ ‫أنه بمجرد ارتدائه اللو األبيض‪ ،‬غيجب أ غيكو سير أريك ً‬
‫بحرية في أرجاء دراغونستو ؛ من المؤكد أ أي حارس غيصادفه سيظنه شقيقه‪.‬‬
‫ً‬
‫لم غيكن السير أريك سعيدا بهذه المهمة‪ .‬في الواقع‪ ،‬غيخبرنا سيبتو‬
‫يوستاس‪ ،‬أ الفارس المضطرب زار سبت القلعة الحمراء في الليلة التي أبحر‬
‫ً‬
‫حارسا ملك ًّيا‪،‬‬ ‫فيها‪ ،‬للصالة من أجل موفرة أمنا في األعالي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬بصفته‬
‫فقد أقسم على طاعة الملك والقائد‪ ،‬ولم غيكن لدغيه خيار شريف سوى في شق‬
‫مرتدغيا زي صياد وضيع ملطخ بالملح‪.‬‬‫ً‬ ‫طريقه إلى دراغونستو ‪،‬‬
‫غيظل الورض الحقيقي لمهمة سير أريك مسألة خالف‪ .‬غيخبرنا المايستر‬
‫ُ‬
‫األكبر مونكو أ كراغيل قد أمر بقتل رينيرا‪ ،‬ووضع حد لتمردها بضربة واحدة‪،‬‬
‫بينما غيصر الفطر على أ أبنائها كانوا هدف كراغيل‪ ،‬وأ إغيوو الثاني كا يرغب‬
‫في االنتقام البنه المقتول بتصفية بدماء أبناء أخته النوول‪ ،‬جيسيريس وجوفري‬
‫"سترونغ"‪.‬‬
‫بلغ السير أريك الشاطئ دو عناء‪ ،‬وارتدى درعه وعباءته البيضاء‪ ،‬ولم‬
‫يواجه مشكلة في الدخول إلى القلعة بهيأة وظل شقيقه التوأم‪ً ،‬‬
‫تماما كما خطط‬
‫كريستو كول‪ .‬في أعماق قلب دراغونستو ‪ ،‬بينما كا يشق طريقه إلى الشقق‬
‫ً‬
‫الملكية‪ ،‬وضعته اآللهة وجها لوجه مع السير إيريك نفسه‪ ،‬الذي عرف على‬
‫الفور ما غيعنيه وجود شقيقه‪ .‬غيخبرنا المونو أ السير إرييك قال‪« :‬أحبك غيا‬
‫أخي» وهو يستل سيفه‪ ،‬ورد السير أريك‪« :‬وأنا غيا أخي» وسحب سيفه كذلك‪.‬‬
‫غيقول المايستر األكبر مونكو إ التوأم قاتال في لقرابة ساعة؛ أغيقظ طرق‬
‫الفوالذ على الفوالذ نصف بالط الملكة‪ ،‬لكن الشهود توقفوا للمشاهدة عاجزين‬
‫عن التدخل‪ ،‬إذ لم يستطع أي رجل هناك معرفة األخ من أخيه‪ .‬في النهاغية‪،‬‬
‫أصاب سير أريك وسير إيريك بعضهما البعض بجروح مميتة‪ ،‬وماتا بين ذراعي‬
‫بعضهما البعض والدموع على خديهما‪.‬‬
‫رواغية الفطر أقصر وأقل عذوبة وأكثر ً‬
‫سوءا‪ .‬غيقول أحمقنا إ القتال استمر‬
‫لحظات فقط‪ .‬لم تكن هناك إعالنات عن حب أخوي؛ بل استنكر وأدا كل‬
‫ً‬
‫خائنا أثناء التحامهما‪َّ .‬‬
‫وجه سير إيريك‪ ،‬الذي كا غيقف‬ ‫كارغيل اآلخر باعتباره‬

‫‪9‬‬
‫ً‬
‫وحشيا‬ ‫فوق توأمه على الدرجات الحلزونية‪ ،‬أول ضربة مميتة‪ ،‬وجرحه ً‬
‫جرحا‬
‫لألسفل أدى إلى إزالة ذراع سيف شقيقه من كتفه‪ ،‬ولكن عندما انهار‪ ،‬أمسك‬
‫قريبا بما غيكفي لوضع خنجره في أحشاء‬ ‫سير أريك بعباءة قاتله البيضاء وسحبه ً‬
‫بطنه‪ .‬مات سير أريك قبل وصول الحراس‪ ،‬لكن السير إيريك استورق أربعة أغيام‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ليموت متأثرا بجرح في أمعاءه‪ ،‬صارخا من ألم رهيب والعنا شقيقه الخائن‬
‫طوال الوقت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألسباب واضحة‪ ،‬أظهر المونو ورواة القصص تفضيًل ملحوظا للحكاغية‬
‫كما رواها مونكو ‪ .‬غيجب على المايسترات والباحثين اآلخرين اتخاذ قرارهم‬
‫ترجيحا‪ .‬كل ما غيقوله سيبتو يوستاس بشأ هذه‬ ‫ً‬ ‫الخاص بشأ النسخة األكثر‬
‫المسألة هو أ توأم كارغيل قتال بعضهم البعض‪ ،‬ويجب أ نترك األمر عند‬
‫هذا‪.‬‬
‫بالعودة إلى كينوز الندنغ‪ ،‬وضع سيد الهمسات للملك إغيوو ‪ ،‬الريس‬
‫سترونغ األحنف‪ ،‬قائمة بكل اللوردات الذين اجتمعوا في دراغونستو لحضور‬
‫تتوي ج الملكة رينيرا والجلوس في مجلسها األسود‪ .‬كا اللوردات سيلتيوار‬
‫وفيالريو على مقعديهما في الجزر؛ و ً‬
‫نظرا أل إغيوو الثاني لم غيكن لدغيه قوة‬
‫في البحر‪ ،‬فقد كانوا بعيدين عن بطش غيده‪ .‬لكن أولئك اللوردات السود الذين‬
‫كانت أراضيهم في البر الرئيسي لم يتمتعوا بمثل هذه الحماغية‪.‬‬
‫مع مائة فارس وخمسمائة رجل مسلح من األسرة المالكة‪ ،‬معززين بثالثة‬
‫أضعافهم من المرتزقة القساة‪ ،‬زحف سير كريستو نحو روزبي وستوكوورث‪،‬‬
‫ً‬
‫مؤخرا‪ ،‬وأمرهما بإثبات والئهم بإضافة‬ ‫اللذا لم يندما على والءهما للملكة إال‬
‫قوتهم إلى قوته‪ .‬وب هذا التعزيز‪ ،‬تقدم جيش كول على بلدة دوسكيندغيل‬
‫المسورة‪ ،‬حيث فاجأوا المدافعين‪ .‬تم نهب البلدة‪ ،‬واشتعلت النيرا في سفن‬
‫ُ‬
‫الميناء‪ ،‬وقطع رأس اللورد داركلين‪َّ .‬ثم تم منح فرسا وحامية منزله االختيار بين‬
‫نذر سيوفهم للملك إغيوو أو مشاركة مصير سيدهم‪ .‬فاختار معظمهم الخيار‬
‫األول‪.‬‬
‫كانت "مرقد الصخور" هي الهدف التالي لسير كريستو ‪ .‬أغلق اللورد‬
‫ً‬
‫ستونتو بواباته وتحدى المهاجمين‪ ،‬بعد تحذيره مسبقا من مجيئهم‪ .‬خلف‬
‫جدرانه‪ ،‬لم يتمكن حضرة اللورد إال من مشاهدة حقوله وغاباته وقراه تحترق‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫ُ‬
‫وعلى حد السيف تذبح أغنامه وماشيته والعامة من شعبه كذلك‪ .‬عندما بدأت‬
‫المؤ داخل القلعة في النفاد‪ ،‬أرسل غر ًابا إلى دراغونستو ‪ً ،‬‬
‫طالبا العو ‪.‬‬
‫وصل الطائر بينما كانت رينيرا ومجلسها األسود في حداد على السير‬
‫إيريك وناقشوا الرد المناسب على هجوم "إغيجو الواصب" األخير‪ .‬على الرغم‬
‫من صدمتها وتأثرها من محاولة اغتيالها (أو اغتيال أبنائها)‪ ،‬إال أ الملكة كانت‬
‫ال تزال مترددة في مهاجمة كينوز الندنغ‪ .‬غيقول مونكو (الذي علينا أ نتذكر‬
‫أنه كتب ذلك بعد سنوات عدغيدة) إ هذا كا بسبب خشيتها من أ تكو‬
‫ُ‬
‫قاتلة أقربين‪ .‬كا ميوور الواشم قد قتل ابن أخيه إغيوو ‪ ،‬ولعن بعد ذلك‪ ،‬حتى‬
‫الموتصب‪ .‬يزعم سيبتو يوستاس أ رينيرا كا لديها‬ ‫نزف حياته على عرشه ُ‬
‫"قلب أم" مما جعلها مترددة في المخاطرة بحياة أبنائها المتبقين‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫حاضرا في هذه المجالس‪ ،‬ويصر األحمق على أ رينيرا كانت‬ ‫ً‬ ‫كا الفطر وحده‬
‫ال تزال حزينة للواغية على وفاة ابنها لوسيريس لدرجة أنها تويبت عن مجلس‬
‫الحرب‪ ،‬ووكلت قيادة المجلس إلى ثعبا البحر وزوجته األميرة رينيس‪.‬‬
‫ً‬
‫ترجيحا‪ ،‬ألننا نعلم أنه بعد تسعة أغيام من‬ ‫هنا تبدو نسخة الفطر األكثر‬
‫إرسال اللورد ستونتو نداء استواثته‪ُ ،‬سمعت رفرفة األجنحة الجلدغية من‬
‫البحر‪ ،‬وظهرت التنينة ميليس فوق مرقد الصخور‪ .‬الملكة الحمراء التي ُسميت‬
‫بهذا للو حراشفها الحمراء التي اكتست بها‪ .‬كانت أغشية أجنحتها وردغية‬
‫اللو ‪ُ ،‬‬
‫وعرفها وقرونها ومخالبها ساطعة مثل النحاس‪ .‬وعلى ظهرها ركبت‬
‫رينيس تارجارين‪ ،‬بدروع فوالذغية ونحاسية وهي تومض في الشمس‪ ،‬الملكة التي‬
‫لم تكن‪.‬‬
‫لم يشعر سير كريستو كول بالفزع‪ .‬لقد توقع "غيد" إغيوو هذا‪ ،‬بل‬
‫واعتمد عليه‪ .‬قرعت الطبول باألوامر‪ ،‬واندفع الرماة إلى األمام‪ ،‬أصحاب القوس‬
‫الطويل وحاملوا النشاب‪ ،‬ومألوا الهواء بالسهام والقذائف‪ .‬تم توجيه العرادات‬
‫العقربية الطالق الرماح حدغيدغية‪ ،‬كالنوع الذي أسقط ميراكسيس في دور من‬
‫قبل‪ .‬عانت ميليس من نيل الضربات‪ ،‬لكن السهام لم تفلح إال في إغضبها‪.‬‬
‫ً‬
‫هاجمت‪ ،‬نافثة النار غيمينا وشماال‪ .‬احترق الفرسا على سروجهم بينما اشتعلت‬
‫النيرا في شعور خيولهم وجلودها وألجمتها‪ .‬أسقط رجال المسلحو رماحهم‬
‫متفرقين‪ .‬حاول البعض االحتماء خلف دروعهم‪ ،‬لكن ال خشب البلوط وال‬

‫‪11‬‬
‫الحدغيد غيمكنه تحمل أنفاس التنين‪ .‬جلس سير كريستو على حصانه األبيض‬
‫وهو غيصرخ من بين الدخا واللهب‪« :‬استهدفوا الراكبة»‪ .‬بينما هدرت ميليس‪،‬‬
‫والدخا غيحوم من منخري ها‪ ،‬وفحل جامح يرفس بين فكيها بينما تجتاحته‬
‫ألسنة النار‪.‬‬
‫ثم جاء هدير الرد‪ .‬ظهر مجنحا آخرا ‪ :‬الملك غيمتطي صن فاير‬
‫الذهبي‪ ،‬وشقيقه إغيموند على فاغيوار‪ .‬كا كريستو كول قد نصب فخه‪،‬‬
‫وابتلعت رينيس الطعم‪ .‬اآل أطبقوا عليها بإحكام‪.‬‬
‫لم تقم األميرة رينيس بأي محاولة للفرار‪ .‬بصيحة فخورة ولسعة سوطها‪،‬‬
‫وجهت ميليس نحو العدو‪ .‬ربما كا لها فرصة لو كانت ضد فاغيوار وحدها‪ ،‬لكن‬ ‫َّ‬
‫ً‬ ‫ضد فاغيوار وصن فاير ً‬
‫معا‪ ،‬كا الهالك مؤكدا‪ .‬التقت التنانين بوحشية على‬
‫ارتفاع ألف قدم فوق ميدا المعركة‪ ،‬حيث انفجرت كرات النار وتضخمت‬
‫ً‬
‫بسطوع‪ ،‬لدرجة أ الرجال أقسموا الحقا أ السماء كانت مليئة بالشموس‪.‬‬
‫أطبق فكي ميليس الحمراوين حول رقبة صن فاير الذهبية للحظة‪ ،‬حتى سقط‬
‫فاغيوار عليهم من األعلى‪ .‬ودارت الوحوش الثالثة وهي تسقط نحو األرض‪.‬‬
‫وضربوا األرض بقوة لدرجة أ الحجارة تناثر ساقطة من أسوار مرقد الصخور‬
‫على بعد نصف فرسخ‪.‬‬
‫أولئك الذين كانوا أقرب إلى التنانين لم غيعيشوا ليرووا الحكاغية‪ .‬أما أولئك‬
‫األبعد فلم يتمكنوا من الرؤية من اللهب والدخا ‪ .‬أخذ األمر ساعات قبل‬
‫انخماد النيرا ‪ .‬لكن من بين الرماد‪ ،‬كا فاغيوار فقط من نهض بوير ضرر‪ .‬ماتت‬
‫ومزقها إلى أشالء متناثرة على األرض‪ .‬وكا صن‬ ‫ميليس‪ ،‬وقد كسرها السقوط َّ‬
‫فاير‪ ،‬ذلك الوحش الذهبي الرائع‪ ،‬قد تمزق نصف جناحه عن جسده‪ ،‬بينما‬
‫أصيب راكبه الملكي بكسور في الضلوع والورك وحروق غطت نصف جسده‪.‬‬
‫كانت ذراعه اليسرى هي األسوأ‪ .‬واشتعل لهب التنين لدرجة أ درع الملك ذاب‬
‫في لحمه‪.‬‬
‫تم العثور على جثة ُغيعتقد بأنها لرينيس تارجارين في وقت الحق بجانب‬
‫جثة تنينها‪ ،‬لكنها كانت سوداء لدرجة أنه لم يستطع أحد التأكد من أنها هي‪.‬‬
‫االبنة المحبوبة للسيدة جوسلين باراثيو واألمير أغيمو تارجارين‪ ،‬الزوجة‬

‫‪12‬‬
‫المخلصة للورد كورليس فيالريو ‪ ،‬األم والجدة‪ ،‬الملكة التي لم تعش دو‬
‫خوف‪ ،‬وتوفيت وسط الدم والنار‪ .‬في الخامسة والخمسين من عمرها‪.‬‬
‫ثمانمائة من الفرسا والمرافقين ورجال العامة فقدوا حياتهم في ذلك‬
‫ً‬
‫اليوم أغيضا‪ .‬لقي مائة آخرو مصرعهم بعد فترة وجيزة‪ ،‬عندما أخذ األمير‬
‫ُ‬
‫إغيموند وسير كريستو كول مرقد الصخور وأعدموا حاميتها‪ .‬نقل رأس اللورد‬
‫ستونتو إلى كينوز الندنغ وتم تثبيته فوق البوابة القدغيمة‪ ...‬لكن رأس التنين‬
‫جره عبر المدينة على عربة‪ ،‬هو الذي أذهل حشود العامة‬ ‫ميليس‪ ،‬الذي تم ُّ‬
‫وألجمهم الصمت‪ .‬غيخبرنا سيبتو يوستاس أ اآلالف غادروا كينوز الندنغ بعد‬
‫ذلك‪ ،‬حتى أمرت الملكة األرملة أليسنت بإغالق بوابات المدينة وحظرها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫لم غيمت الملك إغيوو الثاني‪ ،‬على الرغم من أ حروقه جلبت له ً‬
‫ألما‬
‫رهيبا لدرجة أ البعض غيقول إنه صلى من أجل الموت‪ .‬تم إعادته إلى كينوز‬‫ً‬
‫الندنغ في عربة مولقة لخفاء مدى إصاباته‪ ،‬ولم ينهض جاللته من سريره‬
‫لبقية العام‪ .‬صلى السبتونات من أجله‪ ،‬وزاره المايسترات مع الجرعات وحليب‬
‫الخشخاش‪ ،‬لكن إغيوو كا ينام تسع ساعات من كل عشر‪ ،‬ولم غيكن يستيقظ‬
‫ً‬
‫إال لفترة كافية ألخذ القدر القليل جدا من الطعام قبل أ ينام مرة أخرى‪ .‬لم‬
‫ُيسمح ألحد بإقالق راحته‪ ،‬إال والدته الملكة األرملة ويده‪ ،‬سير كريستو كول‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ً‬
‫أما زوجته فلم تقم حتى بمحاولة زيارته أبدا‪ ،‬فقد كانت هيلينا تائهة في حزنها‬
‫وجنونها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ضخما وثقيل جدا بحيث ال غيمكن تحريكه‪،‬‬ ‫كا تنين الملك‪ ،‬صن فاير‪،‬‬
‫وغير قادر على الطيرا بجناحه المصاب‪ ،‬بقي في الحقول عند مرقد الصخور‪،‬‬
‫وهو يزحف عبر الرماد كدودة ذهبية عظيمة‪ .‬في األغيام األولى اقتات على جثث‬
‫القتلى المحترقة‪ .‬وعندما أنهاها‪ ،‬أحضر له الرجال الذين تركهم سير كريستو‬
‫وراءه لحراسته العجول واألغنام‪.‬‬
‫قال غيد الملك لألمير إغيموند‪« :‬غيجب أ تحكم البالد اآل ‪ ،‬حتى غيصبح‬
‫أخوك ً‬
‫قويا بما غيكفي الرتداء التاج مرة أخرى»‪ .‬ولم غيكن سير كريستو بحاجة‬
‫إلى قول ذلك مرتين‪ ،‬كما كتب يوستاس‪ .‬وهكذا تولى إغيموند قاتل األقربين ذو‬
‫العين الواحدة تاج إغو الفاتح المشكل من الحدغيد والياقوت‪ .‬وأعلن األمير‪:‬‬
‫«يبدو لي أفضل مما كا عليه في أي وقت مضى»‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم يتخذ إغيموند‬
‫لقب الملك‪ ،‬لكنه أطلق على نفسه اسم حامي البالد واألمير الوصي فقط‪.‬‬
‫وبقي سير كريستو كول "غيد الملك"‪.‬‬
‫في هذه األثناء‪ ،‬بدأت البذور التي زرعها جيسيريس فيالريو في رحلته‬
‫ً‬
‫شماًل تؤتي ثمارها‪ ،‬إذ كا الرجال يتجمعو في الميناء األبيض‪ ،‬ووينترفل‪،‬‬
‫وباروتو ‪ ،‬وبلدة األخوات‪ ،‬وبلدة النوارس‪ ،‬وبوابات القمر‪ .‬وإذا انضموا إلى قوة‬
‫أمراء األنهار المجتمعين في هارينهال مع األمير دغيمو ‪ ،‬فقد ال تتمكن حتى‬
‫جدرا كينوز الندنغ القوية من ردعهم‪ ،‬كما حذر سير كريستو األمير الوصي‬
‫الجدغيد‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أغيضا‪.‬‬
‫مطيعا لتوسالت عمه‪،‬‬ ‫كانت األخبار القادمة من الجنوب مشؤومة‬
‫خرج اللورد أورموند هايتاور من البلدة القدغيمة مع ألف فارس‪ ،‬وألف رام‪ ،‬وثالثة‬
‫آالف رجل مسلح‪ ،‬وآالف غير محصورة من أتباع المعسكرات‪ ،‬والمرتزقة‪،‬‬
‫والخارجين عن القانو ‪ ،‬والرعاع‪ ،‬فقط ليجد نفسه بمواجهة السير آال‬
‫بيسبري واللورد آال تارلي‪ .‬وعلى الرغم من قيادتهما عدد رحجال أقل بكثير من‬
‫رجاله‪ ،‬فقد قام كال األلنا (آال بيسبري وآال تارلي) بمضاغيقته ليل نهار‪،‬‬
‫َّ‬
‫وداهموا معسكراته‪ ،‬وقتلوا كشافته‪ ،‬وأشعلوا النيرا في خط زحفه‪ .‬وفي أقصى‬
‫الجنوب‪ ،‬خرج اللورد كوستين من "األبراج الثالثة" ليسطوا على خط امداد‬
‫‪15‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مساويا في‬ ‫هايتور‪ .‬واألسوأ من ذلك‪ ،‬وصلت التقارير إلى سيادته بأ جيشا‬
‫الحجم لجيشه كا ينزل على نهر الماندار‪ ،‬بقيادة ثاديوس روا ‪ ،‬لورد البستا‬
‫قدما دو دعم من كينوز‬ ‫الذهبي‪ .‬لذلك قرر اللورد أورموند أنه ال غيمكنه المضي ً‬
‫الندنغ‪ .‬وكتب‪« :‬لدينا حاجة إلى تنانينكم»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حريصا‬ ‫كا إغيموند واثقا تما ًما من براعته كمحارب وقوة تنينه فاغيوار‪ ،‬وكا‬
‫على خوض المعركة مع العدو‪ .‬وقال‪« :‬العاهرة على دراغونستو ليست هي‬
‫التهدغيد‪ .‬وليس روا وهؤالء الخونة في "المرعى"‪ .‬الخطر الحقيقي هو عمي‬
‫بمجرد موت دغيمو ‪ ،‬كل هؤالء الحمقى الذين يرفعو راغيات أختنا سوف‬
‫يهرعو إلى قالعهم وال يزعجوننا بعد اآل »‪.‬‬
‫ً ً‬
‫شرق خليج بالك ووتر‪ ،‬كانت حالة الملكة رينيرا سيئا أغيضا‪ .‬إذ كانت وفاة‬
‫ابنها لوسيريس بمثابة ضربة ساحقة المرأة محطمة بالفعل بسبب الحمل‬
‫والمخاض ووالدة جنين ميت‪ .‬عندما وصلت األخبار إلى دراغونستو بأ‬
‫األميرة رينيس قد سقطت‪ ،‬تم تبادل الكلمات الواضبة بين الملكة واللورد‬
‫فيالريو ‪ ،‬الذي ألقى باللوم عليها في وفاة زوجته‪ .‬صرخ ثعبا البحر في وجه‬
‫جاللتها‪« :‬كا غيجب أ تكو أنت!‪ .‬لقد أرسل لورد ستونتو إليك‪ ،‬ومع ذلك‬
‫تركت األمر لزوجتي للرد ومنعت أبنائك من االنضمام إليها»‪ .‬وكل القلعة كانت‬
‫تعلم أ األمراء جيس وجوف كانا حريصين على الطيرا مع األميرة رينيس إلى‬
‫مرقد الصخور مع تنانينهم الخاصة‪.‬‬
‫غيدعي الفطر في شهادته‪« :‬أنا وحدي من استطاع تخفيف حز جاللتها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫متخليا عن صولجا‬ ‫وفي تلك الساعة الحالكة‪ ،‬أصبحت أنا مستشار الملكة‪،‬‬
‫المهرج وقبعتي المدببة لعطائها كل حكمتي وتعاطفي‪ .‬ودو علم الجميع‪ ،‬كا‬
‫المهرج هو الذي حكمهم اآل ‪ ،‬ملك خفي متعددة األطياف»‪.‬‬
‫هذه ادعاءات كبيرة لرجل صوير‪ ،‬وال يؤكدها أي من مؤرخينا اآلخرين‪ ،‬وال‬
‫أي حقائق ثابتة‪ .‬كانت جاللتها بعيدة كل البعد عن الوحدة‪ .‬إذ بقي لها أربعة‬
‫أبناء أحياء‪ .‬وصفتهم الملكة‪« :‬قوتي وعزاءي»‪ .‬كا أبناؤها إغيوو األصور‬
‫وفيسيريس‪ ،‬أبناء األمير دغيمو ‪ ،‬في التاسعة والسابعة على التوالي‪ .‬وكا األمير‬
‫عاما فقط‪ ...‬لكن جيسيريس‪ ،‬أمير دراغونستو ‪ ،‬كا على‬ ‫جوفري أحد عشر ً‬
‫أعتاب يوم تسميته الخامس عشر‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ً‬
‫كا جيس في صدارة األمر اآل ‪ ،‬في أواخر عام ‪ 921‬بعد الفتح‪ .‬محافظا‬
‫على الوعد الذي قطعه لعذراء الوادي‪ ،‬أمر األمير جوفري بالطيرا إلى بلدة‬
‫النوارس مع تيراكسيس‪ .‬يشير مونكو أ رغبة جيس األساسية من هذا القرار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هي إبقاء شقيقه بعيدا عن القتال‪ .‬لم غيكن هذا مقبوًل لجوفري‪ ،‬الذي كا‬
‫مصمما على إثبات نفسه في المعارك‪ .‬فقط عندما قيل له إنه تم إرساله للدفاع‬ ‫ً‬
‫عن الوادي ضد تنانين الملك إغيوو ‪ ،‬وافق للذهاب على مضض‪ .‬تم اختيار رينا‬
‫عاما‪ ،‬ابنة األمير دغيمو من طرف لينا فيالريو ‪ ،‬لمرافقته‪.‬‬‫البالوة ثالثة عشر ً‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫تعرف باسم رينا البنتوشية‪ ،‬نسبة لمدينة والدتها‪ ،‬لم تكن راكبة تنانين‪ ،‬فقد‬
‫مات فرخ التنين الخاص بها قبل بضع سنوات‪ ،‬لكنها أحضرت معها ثالثة‬
‫بيضات أخرى إلى الوادي‪ ،‬حيث صلت كل ليلة من أجل أ تفقس‪.‬‬
‫ُ‬
‫بقيت باغيال‪ ،‬توأم الليدي رينا‪ ،‬على دراغونستو ‪ .‬خطبت منذ فترة طويلة‬
‫لألمير جيسيريس‪ ،‬ورفضت تركه‪ ،‬وأصرت على أنها ستقاتل بجانبه على‬
‫تنينها‪ ...‬وإ كانت موندانسر أصور من أ تتحمل وزنها‪ .‬وعلى الرغم من أ باغيال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أعلنت أغيضا عن نيتها الزواج من جيس حاًل‪ ،‬إال أنه لم يتم عقد حفل زفاف على‬
‫الطالق‪ .‬غيقول مونكو إ األمير لم يرغب في الزواج حتى انتهاء الحرب‪ ،‬بينما‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫متزوجا بالفعل من سارة سنو‪ ،‬الفتاة اللقيطة‬ ‫غيدعي فطر أ جيسيريس كا‬
‫السرية من وينترفل‪.‬‬
‫ً‬
‫كا أمير دراغونستو يهتم أغيضا بسالمة إخوته غير األشقاء‪ ،‬إغيوو‬
‫ً‬
‫األصور سنا وفيسيريس‪ ،‬الذين تتراوح أعمارهم بين التسعة والسبعة‪ .‬كا‬
‫كو العدغيد من األصدقاء في مدينة بنتوس الحرة‬ ‫والدهم‪ ،‬األمير دغيمو ‪ ،‬قد َّ‬
‫خالل زياراته إليها‪ ،‬لذلك تواصل جيسيريس من وراء البحر الضيق إلى أمير تلك‬
‫المدينة‪ ،‬الذي وافق على رعاغية الصبيين حتى حصول رينيرا على العرش‬
‫الحدغيدي‪ .‬وفي األغيام األخيرة من ‪ 921‬بعد الفتح‪ .‬استقل األمراء الصوار الكوج‬
‫العريض "الحيوية المرحة" ‪ -‬إغيوو مع تنينه ستورمكالود‪ ،‬وفيسيريس غيحمل‬
‫بيضته ‪ -‬لإلبحار إلى قارة إيسوس‪ .‬أرسل ثعبا البحر سبعة من سفنه الحربية‬
‫معهم كحراسة‪ ،‬ليطمأ على بلوغهم بنتوس بأما ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫سرعا ما أعاد األمير جيسيريس سيد المد والجزر إلى المجلس بتعينه‬
‫معا في التخطيط لهجوم على كينوز‬‫"غيد الملكة"‪ .‬وبدأ هو واللورد كورليس ً‬
‫الندنغ‪.‬‬
‫مع إصابة صن فاير بالقرب من مرقد الصخور وعدم قدرته على الطيرا ‪،‬‬
‫وتيساريو مع األمير دغيمو في البلدة القدغيمة‪ ،‬بقي تنينا ناضجا فقط‬
‫للدفاع عن كينوز الندنغ‪ ...‬وقضت راكبة دريمفاير‪ ،‬الملكة هيلينا‪ ،‬أغيامها في‬
‫الظالم‪ ،‬تبكي‪ ،‬وبالتأكيد ال غيمكن اعتبارها كتهدغيد‪ ،‬وبالتالي لم يتبق سوى‬
‫فاغيوار‪ .‬ال غيمكن ألي تنين حي أ غيضاهي فاغيوار من حيث الحجم أو الضراوة‪،‬‬
‫ظن أنه إذا نزل فيرماكس و سايركس و كراكسيس على كينوز الندنغ‪،‬‬ ‫لكن جيس َّ‬
‫حتى "تلك العاهرة العجوز البائسة" لن تكو قادرة على التصدي لهم‪.‬‬
‫َّ‬
‫كا الفطر أقل ثقة بهذا‪ .‬وادعى القزم أنه قال ألمير دراغونستو ‪« :‬ثالثة‬
‫أكثر من واحد‪ .‬لكن أربعة أكثر من ثالثة‪ ،‬وستة أكثر من أربعة‪ ،‬حتى األحمق‬
‫ً‬
‫غيعرف ذلك»‪ .‬عندما أشار جيس إلى أ ستورمكالود لم يتم ركوب ها أبدا‪ ،‬وأ‬
‫ً‬
‫موندانسر كا مجرد فرخ‪ ،‬وتيراكسيس كا بعيدا في "الوادي" مع األمير‬
‫جوفري‪ ،‬وطالب بمعرفة أين اقترح الفطر العثور على المزيد من راكبي التنين‪،‬‬
‫غيخبرنا القزم أنه ضحك وقال‪« :‬تحت المالءات وفي أكوام الخشب‪ ،‬وأينما‬
‫سكب التارغيرين بذرتك الفضية»‪.‬‬
‫كا آل تارغيريا قد حكموا دراغونستو ألكثر من مائتي عام‪ ،‬منذ أ‬
‫وصل اللورد إينار تارغيرين ألول مرة من فاليريا مع تنانينه‪ .‬على الرغم من أنه كا‬
‫دائما الزواج من أخ ألخت وابن عم البن عم‪ ،‬إال أ دم الشباب‬ ‫من عاداتهم ً‬
‫فوار‪ ،‬ولم غيكن ً‬
‫غريبا على رجال التارغيرين أ يبحثوا عن ملذاتهم بين بنات‬ ‫َّ‬
‫رعاغياهم (وحتى زوجاتهم)‪ ،‬من العوام الذين غيعيشو في القرى الواقعة أسفل‬
‫حراث األرض وصيادي البحر‪ .‬في الواقع‪ ،‬حتى عهد‬ ‫نهر جبل التنين‪ ،‬ومن َّ‬
‫الملك جيهيريس‪ ،‬كا الحق القدغيم في الليلة األولى قد تم طلبه في كثير من‬
‫األحيا على دراغونستو وربما أكثر من أي مكا آخر في الممالك السبع‪ ،‬على‬
‫الرغم من أ الملكة الصالحة أليسا كانت ستصدم بالتأكيد لسماعها ذلك‪.‬‬
‫َّ‬
‫على الرغم من أ حق الليلة األولى كانت عادة مستنكرة للواغية في أماكن‬
‫أخرى‪ ،‬كما علمت الملكة أليسا من مستشاراتها النساء‪ ،‬إال أ مثل هذه العادة‬
‫‪18‬‬
‫لم تكن مستنكرة على دراغونستو ‪ ،‬حيث كا ُينظر إلى التارغاريا على أنهم‬
‫أقرب إلى اآللهة من الرجال‪ .‬هنا‪ ،‬كانت العرائس المباركات (بالنوم مع تارغيرين)‬
‫في ليالي زفافهن محسودات‪ ،‬وكا األطفال المولودو من مثل هذه الزيجات‬
‫محترمو أكثر من غيرهم‪ ،‬أل لوردات دراغونستو احتفلوا ً‬
‫كثيرا بميالدهم‬
‫بإغداق الهداغيا الباذخة من الذهب والحرير واألرض لألم‪ .‬وكا ُيشاع أ هؤالء‬
‫النوول السعداء "ولدوا من بذور التنين"‪ ،‬ومع الوقت أصبحوا ُغيعرفو ببساطة‬
‫باسم «البذور»‪ .‬حتى بعد نهاغية حق الليلة األولى‪ ،‬استمر بعض التارغاريا في‬
‫االنجراف مع بنات أصحاب الحانات وزوجات الصيادين‪ ،‬لذلك كانت أعداد‬
‫(البذور) وأبناء (البذور) وثيرة في دراغونستو ‪.‬‬
‫ً‬ ‫التفت األمير جيسيريس للبذور‪ً ،‬‬
‫بناء على طلب مهرجه‪ ،‬متعهدا بأ أي‬
‫سيمنح األراضي والثروات وس ُيطلق عليه لقب‬ ‫رجل غيمكنه السيطرة على تنين ُ‬
‫تزوج بناته من اللوردات‪ ،‬وسيحظى هو نفسه‬ ‫فارس‪ .‬وسيتم تكريم أبنائه‪ ،‬وس َّ‬
‫بشرف القتال إلى جانب أمير دراغونستو ضد المدعي إغيوو تارغريا الثاني‬
‫وأعوانه الخونة‪.‬‬
‫كل الذين تقدموا استجابة لدعوة األمير ً‬
‫بذورا حقيقيين‪ ،‬وال حتى‬ ‫لم غيكن ُّ‬
‫أبناء أو أحفاد البذور‪ .‬عرض فرسا منزل الملكة أنفسهم ليكونوا راكبي تنين‪،‬‬
‫جنبا إلى جنب‬‫من بينهم القائد اللورد لحارسها الملكي‪ ،‬سير ستيفو داركلين‪ً ،‬‬
‫مع الفرسا ‪ ،‬والمرافقين‪ ،‬والبحارة‪ ،‬والرجال المسلحين‪ ،‬والممثالين‪ ،‬وخادمتين‪.‬‬
‫يسمي مونكو االنتصارات والمآسي التي تلت ذلك ب ‪« :‬زرع البذور»‪،‬‬
‫(وينسب الفضل في الفكرة إلى جيسيريس نفسه‪ ،‬وليس الفطر)‪ .‬بينما غيفضل‬
‫اآلخرو تسميته‪« :‬البذار األحمر»‪.‬‬
‫ً‬
‫كا الفطر نفسه هو األقل احتماًل من أ غيكو بين من حاول ركوب‬
‫ً‬
‫تنين‪ ،‬حيث تتحدث شهادته مطوال عن محاولته ركوب سيلفروينج العجوز‪،‬‬
‫ً‬
‫والذي ُغيحكم عليه بأنه األسهل انقيادا من بين التنانين التي ال راكب لها‪ .‬واحدة‬
‫ً‬
‫إمتاعا‪ ،‬تنتهي بركض الفطر عبر ردهة دراغونستو مع‬ ‫من أكثر حكاغيات القزم‬
‫مؤخرته‪ ،‬وقد كاد غيورق عندما قفز في بئر لخماد النيرا ‪ .‬كا‬ ‫َّ‬ ‫اشتعال النار في‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫األقل احتماًل‪ ،‬بالشك‪ ...‬لكن قصته تضفي لحظة طريفة من بين المحاوالت‬
‫المروعة األخرى‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ً‬
‫التنانين ليست خيوًل‪ .‬إنها ال تتقبل الرجال بسهولة على ظهورها‪ ،‬وعندما‬
‫ُ‬
‫تستوضب أو تشعر بالتهدغيد‪ ،‬تهاجم‪ .‬غيخبرنا كتاب الرواغية الحقيقية لمونكو أ‬
‫ً‬
‫ستة عشر رجال فقدوا حياتهم خالل "البذار‪ ."2‬ثالثة أضعاف هذا الرقم تم‬
‫حرقه أو تشوي هه‪ .‬و ُحرق ستيفو داركلين حتى الموت أثناء محاولته ركوب‬
‫التنين سيسموك‪ .‬وعانى اللورد جورمو ماسي من نفس المصير عندما اقترب‬
‫من فيرميثر‪ .‬وحاول رجل ُغيدعى سيلفر دينيس‪ ،‬والذي أعطى شعره وعيناه‬
‫مصداقية الدعائه بأنه ينحدر من ابن لقيط لميوور الواشم‪ ،‬فتمزق ذراعه من‬
‫قبل شيبستيلر‪ .‬وبينما كافح أبناؤه لغيقاف النزيف‪ ،‬نزل عليهم التنين كانيبال‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بعيدا‪ ،‬ليلتهم األب واألبناء على حد سواء‪.‬‬ ‫دافعا شيبستيلر‬
‫ومع ذلك‪ ،‬كا سيسموك وفيرميثور وسيلفروينغ معتادين على الرجال‬
‫ً‬
‫ويتقبلو وجودهم‪ .‬بعد أ تم ركوب هم من قبل‪ ،‬كانوا أكثر قبوًل للركاب الجدد‪.‬‬
‫قام فيرميثور‪ ،‬تنين الملك القدغيم‪ ،‬بثني رقبته للقيط حداد‪ ،‬رجل جسيم يسمى‬
‫هيو المطرقة أو هيو الصلب‪ ،‬بينما كا الرجل شاحب الشعر المدعو أولف‬
‫األبيض (لشعره) أو أولف السكير (لشربه) يركب سيلفروينغ‪ ،‬محبوب الملكة‬
‫الصالحة أليسا ‪ ،‬وأما سيسموك‪ ،‬الذي كا قد حمل لينور فيالريو من قبل‪،‬‬
‫صبيا يبلغ من العمر خمسة عشر عام ُغيعرف باسم (آدم‬ ‫فقد أخذ على ظهره ً‬
‫من"هال")‪ ،‬والذي ال تزال أصوله موضع خالف بين المؤرخين حتى يومنا هذا‪.‬‬
‫ولد أدم وشقيقه ألين (األصور منه بسنة) من امرأة تدعى ماريلدا‪ ،‬االبنة‬
‫الصويرة الجميلة لنجار سفن‪ .‬رؤيتها كانت مألوفة عند أحواض بناء السفن‬
‫الخاص بوالدها‪ ،‬كانت الفتاة معروفة باسم ماوس (الفأرة)‪ ،‬ألنها كانت «صويرة‬
‫دائما»‪ .‬كانت ال تزال في السادسة عشرة من‬‫وسريعة وتتحرك بين األقدام ً‬
‫عمرها عندما أنجبت آدم في ‪ 991‬بعد الفتح‪ .‬وبالكاد ثمانية عشر عندما تبعه‬
‫ألين في ‪ 991‬بعد الفتح‪ .‬صويرا ونشيطا كأمهما‪ ،‬وكا النولين من (هال)‬
‫فضيا الشعر وأرجوانيا العينين‪ ،‬وسرعا ما أثبتا أنهما غيملكا "ملح البحر في‬
‫ً‬
‫دمائهم" أغيضا‪ ،‬وترعرعا في حوض بناء السفن الخاص بجدهما‪ ،‬وذهبا إلى‬
‫البحر كفتيا سفن قبل سن الثامنة‪ .‬وعندما كانت آدم في العاشرة من عمره‬
‫وألين في التاسعة‪ ،‬ورثت والدتهما األحوض عند وفاة والدها‪ ،‬وباعتها‪،‬‬
‫‪ - 2‬محاولت إتخضاع التنين وترويضه والسيطرة عليه سميت بالبذار‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫واستخدمت المال لتركب البحر بنفسها كعشيقة لكوج تجاري أسمته ماوس‪.‬‬
‫كانت تاجرة حاذقة وقبطانة جريئة‪ ،‬وبحلول عام ‪ 931‬كانت ماريلدا من هال‬
‫ً‬
‫دائما في سفينة أو أخرى‪.‬‬ ‫تمتلك سبع سفن‪ ،‬وكا أبناؤها النوول غيخدمو‬
‫لم غيكن بإمكا أي رجل نظر إلى آدم وألين الشك في أنهما بذرتي تنين‪،‬‬
‫على الرغم من أ والدتهما رفضت بحزم التعريف عن والدهما‪ .‬فقط عندما‬
‫أطلق األمير جيسيريس الدعوة لراكبي التنين الجدد‪ ،‬كسرت ماريلدا صمتها‬
‫ً‬
‫أخيرا‪ ،‬مدعية أ كال الصبيا كانا األبناء الطبيعيين للراحل سير لينور فيالريو ‪.‬‬
‫ً‬
‫كا مظهرهما مطابقا‪ ،‬ومن المعروف أ سير لينور كا يزور أحواض‬
‫بناء السفن في "هال" من وقت آلخر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كا الكثيرو في دراغونستو‬
‫ودريفتمارك متشككين في ادعاء ماريلدا‪ ،‬أل عدم اهتمام لينور فيالريو‬
‫ً‬
‫معلوما‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم غيجرؤ أحد على نعتها بالكاذبة‪ ...‬أل والد‬ ‫بالنساء كا‬
‫لينور‪ ،‬اللورد كورليس نفسه‪ ،‬هو الذي أحضر األوالد إلى األمير جيسيريس من‬
‫أجل "البذار"‪ .‬بعد أ عاش كورليس أكثر من جميع أطفاله وعانى من خيانة‬
‫أبناء أخيه وأبناء عمومته‪ ،‬بدا ثعبا البحر أكثر من حريص على قبول هؤالء‬
‫ً‬
‫األحفاد المكتشفين حديثا‪ .‬وعندما صعد آدم من "هال" على تنين سير لينور‪،‬‬
‫سيسموك‪ ،‬بدا أنه يثبت حقيقة ادعاءات والدته‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬ال ينبوي أ غيفاجئنا أ المايستر األكبر مونكو وسيبتو يوستاس‬
‫ً‬
‫دائما‪ ،‬غيعارض‪ .‬ففي‬ ‫يؤكدا بإخالص نسب سير لينور‪ ...‬لكن الفطر‪ ،‬كما كا‬
‫شهادته‪ ،‬غيطرح األحمق فكرة أ "الفئرا الصويرة" لم ينجبها ابن ثعبا البحر‪،‬‬
‫بل ثعبا البحر نفسه‪ .‬وأشار إلى أ اللورد كورليس لم يشارك ميول سير لينور‬
‫الجنسي‪ ،‬وكانت أحواض بناء السفن في هال كالمنزل الثاني بالنسبة له‪ ،‬بينما‬
‫أقل تكر ًارا‪ .‬غيقول الفطر إ األميرة رينيس‪ ،‬زوجته‪ ،‬كانت تتمتع‬
‫زارها ابنه بشكل َّ‬
‫بمزاج ناري كالعدغيد من التارجاريا ‪ ،‬ولم تكن لتتعامل بلطف مع زوجها اللورد‬
‫ً‬
‫وهو ينجب أوغادا من فتاة بنصف عمرها‪ ،‬بل ومن ابنة مالح سفينة إلى جانب‬
‫ذلك‪ .‬لذلك أنهى سيادته بحكمة "لقاءته في أحواض بناء السفن" مع ماوس‬
‫ً‬
‫بعد والدة ألين‪ ،‬وأمرها بإبقاء أوالدها بعيدا عن البالط‪ .‬فقط بعد وفاة األميرة‬
‫أخيرا بأنه قادر على إحضار نووله وتقدغيمهم بأما ‪.‬‬‫رينيس شعر اللورد كورليس ً‬

‫‪21‬‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬غيجب أ غيقال‪ ،‬أ الحكاغية التي يروي ها األحمق تبدو‬
‫مرجحة أكثر من الرواغيات التي غيقدمها السيبتو والمايستر‪ .‬ال بد أ الكثيرين‬
‫في بالط الملكة رينيرا قد اشتبهوا في األمر نفسه‪ .‬وإذا كا األمر كذلك‪ ،‬فإنهم‬
‫حفظوا ألسنتهم‪ .‬بعد فترة وجيزة من إثبات آدم من "هال" نفسه من خالل‬
‫الطيرا على سيسموك‪ ،‬ذهب اللورد كورليس إلى حد تقدغيم التماس إلى الملكة‬
‫رينيرا لزالة وصمة النوولة منه ومن شقيقه‪ .‬عندما أضاف األمير جيسيريس‬
‫صوته إلى الطلب‪ ،‬امتثلت الملكة‪ .‬فأصبح أدم من هال‪ ،‬البذرة اللقيط‪ ،‬أدم‬
‫فيالريو ‪ ،‬وريث دريفتمارك‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬لم غيكتب ذلك نهاغية للبذار األحمر‪ .‬المزيد‪ ،‬واألسوأ‪ ،‬لم غيأت‬
‫بعد‪ ،‬مع عواقب وخيمة للممالك السبع‪.‬‬
‫كانت التنانين البرية الثالثة في دراغونستو أقل سهولة من تلك التي‬
‫ً‬
‫جميعا‪ .‬كا‬ ‫كانت تعرف الراكبين السابقين‪ ،‬ومع ذلك تمت المحاوالت عليها‬
‫شيبستيلر‪ ،‬وهو تنين قبيح "ذا لو بني كالطين" قد فقس عندما كا الملك‬
‫صويرا‪ ،‬غيعشق لحم الضأ ‪ ،‬وينقض على قطعا الراعاة من‬ ‫ً‬ ‫القدغيم ال يزال‬
‫دريفتمارك إلى ويندووتر‪ً .‬‬
‫نادرا ما يؤذي الرعاة‪ ،‬إال إذا حاولوا معارضته‪ ،‬لكن كا‬
‫ً‬
‫معروفا أنه غيلتهم كلب الماشية في بعض األحيا ‪ .‬بينما كا غراي غوست‬
‫يسكن في فوهة داخنة عالية على الجانب الشرقي من جبل التنين‪ ،‬وكا غيفضل‬
‫األسماك‪ ،‬وكا في كثير من األحيا ُغيلمح وهو غيطير على ارتفاع منخفض فوق‬
‫البحر الضيق‪ ،‬وينتزع فريسته من المياه‪ .‬وحش رمادي أبيض شاحب‪ ،‬بلو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ضباب الصباح‪ ،‬كا تنينا خجوًل بشكل ملحوظ يتجنب الرجال وأعمالهم دائما‬
‫لسنوات‪.‬‬
‫كا أكبر وأقدم التنانين البرية هو آكل لحوم جنسه كانيبال‪ ،‬وسمي بهذا‬
‫ً‬
‫االسم ألنه كا معروفا أنه يتوذى على جثث التنانين الميتة‪ ،‬وينزل على‬
‫مفرخات دراغونستو حتى ُيتخم نفسه بالتهام الفراخ والبيض‪ .‬أسود فاحم‪،‬‬
‫بعيو خضراء مخيفة‪ ،‬كا كانيبال قد بنا وكره على جبل التنين حتى قبل‬
‫مجيء التارغيرين‪ ،‬كما زعم بعض العامة‪( .‬وجد كل من المايستر األكبر مونكو‬
‫وسيبتو يوستاس هذه القصة غير مرجحة للواغية‪ ،‬كما فعلت أنا)‪ .‬قام مروضوا‬

‫‪22‬‬
‫ً‬
‫التنين المحتملو بمحاوالت لركوبه دستة من المرات؛ فأصبح وكره مليئا‬
‫بالعظام‪.‬‬

‫ً‬
‫لم غيكن أي من "البذور" أحمقا بما غيكفي لزعاج كانيبال (وأي شخص‬
‫فعل ذلك‪ ،‬لم غيعد ليروي حكاغياته)‪ .‬سعى البعض إلى "الشبح الرمادي"‪ ،‬لكنهم‬
‫ً‬
‫لم يتمكنوا من العثور عليه‪ ،‬إذ كا مخلوقا بعيد المنال‪ .‬أثبت شيبستيلر أنه من‬
‫اجيا‪ ،‬قتل ً‬
‫شرسا ومز ً‬ ‫ً‬
‫وحشا ً‬
‫بذورا أكثر من تنانين القلعة‬ ‫األسهل رؤيته‪ ،‬لكنه ظل‬
‫معا‪ .‬أحد الذين كانوا غيأملو في ترويضه (بعد أ أثبت أ سعيه إلى‬‫الثالث ً‬
‫غراي غوست غير مثمر) هو ألين من هال‪ .‬رفضه شيبستيلير‪ .‬وعندما تعثر من‬
‫وكر التنين بعباءته المشتعلة‪ ،‬كا فقط تدخل أخيه السري ع هو ما أنقذ حياته‪.‬‬
‫ً‬
‫دفع سيسموك التنين البري بعيدا واستخدم آدم عباءته لخماد النيرا ‪ .‬وحمل‬
‫ألين فيالريو الندوب على ظهره وساقيه لبقية حياته الطويلة‪ .‬انتهى مصير‬
‫العدغيد من "البذور" واآلخرين الذين كانوا غيطمحو في الركوب على ظهر‬
‫ً‬
‫شيبستيلر في بطنه بدال من ذلك‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫في النهاغية‪ ،‬تم إخضاع التنين البني من قبل «فتاة بنية صويرة» ماكرة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مذبوحا حديثا‬ ‫ومثابرة تبلغ من العمر ستة عشر عاما‪ ،‬والتي كانت تهدغيه خروفا‬
‫كل صباح‪ ،‬حتى أصبح شيبستيلر يتقبلها ويتوقع قدومها‪ .‬غيحدد مونكو اسم‬
‫َّ‬
‫هذا الراكبة غير المتوقعة باسم نيتيلز‪ .‬غيخبرنا الفطر أ الفتاة كانت لقيطة‬
‫مجهولة الميالد تسمى نيتي‪ ،‬ولدت لعاهرة موانئ‪ .‬ولكن ًّأغيا كا اسمها‪ ،‬فقد‬
‫كانت سوداء الشعر‪ ،‬ذات عيو وبشرة بنية‪ ،‬نحيفة‪ ،‬وسليطة اللسا ‪ ،‬ال تعرف‬
‫الخوف‪ ...‬وأول وآخر راكب للتنين شيبستيلر‪.‬‬
‫وهكذا حقق األمير جيسيريس هدفه‪ .‬على الرغم من كل الموت واأللم‬
‫الذي تسبب فيه‪ ،‬والذي ترك خلفه الكثير من األرامل‪ ،‬وترك الكثير من الرجال‬
‫المحترقين ممن سيحملو ندوب هم حتى يوم وفاتهم‪ ،‬تم العثور على أربعة ركاب‬
‫جدد‪ .‬مع اقتراب عام ‪ 921‬من نهايته‪ ،‬واستعد األمير للتحليق نحو كينوز‬
‫الندنغ‪ .‬كا التاري خ الذي اختاره للهجوم هو أول بدر في العام الجدغيد‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإ خطط الرجال ليست سوى ألعاب لآللهة‪ .‬حتى عندما‬
‫وضع جيس خططه‪ ،‬كا هناك تهدغيد جدغيد غيطبق عليهم من الشرق‪ .‬لقد‬
‫أثمرت مخططات أوتو هايتاور؛ ففي تيروش‪ ،‬قبل المجلس األعلى لالتحاد‬
‫الثالثي عرض أوتو بالتحالف‪ .‬تحركت تسعو سفينة حربية من األعتاب تحت‬
‫راغيات البنات الثالث‪ ،‬وضربت مجادغيفها نحو "المريء"‪ ...‬وألجل الصدفة‬
‫وإرادة اآللهة‪ ،‬أبحر الكوج البنتوشي (الحيوية المرحة)‪ ،‬الذي كا غيحمل اثنين‬
‫من أمراء تارغيرين‪ ،‬مباشرة في قبضتهم‪.‬‬
‫تم إغراق وأخذ السفينتين المرسلتين لحماغية الكوج؛ وتم االستيالء على‬
‫(الحيوية المرحة)‪ .‬وصل الخبر إلى دراغونستو فقط عندما وصل األمير إغيوو‬
‫ً‬
‫متشبثا بيأس واستماتة برقبة تنينه‪ ،‬ستورمكالود‪ .‬غيخبرنا فطر أ الصبي شحب‬
‫لونه من الرعب‪ ،‬وارتجف مثل ورقة شجر وأنتنت رائحته من البول‪ .‬كا في‬
‫ً‬
‫التسعة فقط‪ ،‬لم يسبق له أ طار من قبل‪ ...‬ولن غيطير مرة أخرى أبدا‪ ،‬أل‬
‫ستورمكالود أصيب بجروح مروعة أثناء فراره من (الحيوية المرحة)‪ ،‬ووصل مع‬
‫رؤوس كثيرة من األسهم موروسة في بطنه‪( ،‬ورمح عقربي) غيخترق رقبته‪.‬‬
‫ومات في غضو ساعة‪ ،‬يهسهس بينما كا الدم الساخن يتدفق باللو األسود‬
‫ويعلو الدخا من جراحه‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫لم غيكن لدى شقيق إغيوو األصور‪ ،‬األمير فيسيريس‪ ،‬طريقة للهروب من‬
‫ذكيا‪ ،‬إذ أخفى بيضة تنينه ولبس مالبس خشنة ملطخة‬‫صبيا ً‬
‫ً‬ ‫الكوج‪ .‬كا‬
‫ً‬
‫متظاهرا بأنه ليس أكثر من صبي سفينة من العوام‪ ،‬لكن أحد فتيا‬ ‫بالملح‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أسيرا‪ .‬كتب مونكو أ قبطانا تيروشيا كا‬ ‫السفينة الحقيقيين خانه‪ ،‬فأصبح‬
‫من أدرك من بحوزته‪ ،‬لكن أميرال األسطول‪( ،‬شاراكو لوهار) من (ليس)‪ ،‬سرعا‬
‫ما استولى على مكافأته‪.‬‬
‫قسم أدميرال "ليس" أسطوله للهجوم ككماشة‪ .‬كا من المقرر أ غيدخل‬ ‫َّ‬
‫أحد األسطولين إلى "المريء البحري" جنوب دراغونستو ‪ ،‬واآلخر من الشمال‪.‬‬
‫وفي ساعات الصباح الباكر من اليوم الخامس من العام ‪ 931‬منذ غزو إغيوو ‪،‬‬
‫بدأت المعركة‪ .‬هجمت سفن شاراكو الحربية والشمس المشرقة خلفهم‪ .‬وأخذوا‬
‫العدغيد من قوادس اللورد فيالريو على حين غرة‪ ،‬مستخفو بوهج الشمس‪،‬‬
‫صدموا بعضها واحتشدوا على متن بعضها اآلخر بالحبال والكالبات‪ .‬تاركين‬
‫انقض األسطول الجنوبي على شواطئ دريفتمارك‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫دراغونستو دو تدخل‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫منزًل الرجال في سبايستاو وأرسلوا سفنا متفجرة إلى الميناء لضرام النار في‬
‫السفن القادمة لمواجهتهم‪ .‬وبحلول منتصف النهار‪ ،‬كانت سبايستاو تحترق‪،‬‬
‫بينما تضرب قوات مير وتايروش أبواب "المد العالي"‪.‬‬
‫ً‬
‫حين اجتاح األمير جيسيريس خطا من قوادس "ليس" على فيرماكس‪،‬‬
‫ارتفع مطر من الرماح والسهام لمقابلته‪ .‬واجه بحارة "االتحاد الثالثي" التنانين‬
‫من قبل أثناء حرب هم ضد األمير دغيمو في األعتاب‪ .‬وال غيمكن ألي رجل أ‬
‫يشكك في شجاعتهم؛ كانوا على استعداد لمواجهة لهب التنين بهذه األسلحة‬
‫كما فعلوا من قبل‪ .‬قال لهم قباطنتهم وقادتهم‪« :‬اقتلوا الراكب وسيرحل‬
‫التنين»‪ .‬اشتعلت النيرا في إحدى السفن‪ ،‬ثم في أخرى‪ .‬وال يزال رجال المد‬
‫الحرة صامدو ‪ ...‬حتى علت صرخة‪ ،‬ونظروا لألعلى ليروا المزيد من الظالل‬
‫المجنحة تأتي من جبل التنين وتتجه نحوهم‪.‬‬
‫إ مواجهة تنين شيء‪ ،‬ومواجهة خمسة شيء آخر‪ .‬عندما هبط عليهم‬
‫سيلفروينغ وشيبستيلر وسيسموك وفيرميثور‪ ،‬شعر رجال "الثالثي" أ‬
‫شجاعتهم تهجرهم‪ .‬تبعثر خط السفن الحربية‪ ،‬حيث انحرفت القوادس مولية‬
‫واحدة تلو األخرى‪َّ .‬‬
‫وتنزلت التنانين عليهم كالصواعق‪ ،‬تنفث كرات من النار‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫ً‬
‫زرقاء وبرتقالية‪ ،‬حمراء وذهبية‪ ،‬كل منها أكثر إشراقا من األخرى‪ .‬سفينة بعد‬
‫سفينة تنفجر ً‬
‫إربا أو تبتلعتها النيرا ‪ .‬قفز رجال غيصرخو في البحر والنار‬
‫تكتنفهم‪ .‬وتصاعدت أعمدة طويلة من الدخا األسود من البحر‪ .‬وبدا أ كل‬
‫شيء ضاع‪ ...‬كل شيء ضاع‪...‬‬
‫تم سرد العدغيد من الحكاغيات المختلفة بعد ذلك عن كيف ولماذا سقط‬
‫ً‬
‫حدغيدغيا في عينه‪ ،‬لكن هذه‬ ‫رمحا‬‫التنين‪ .‬ادعى البعض أ رامي نشاب أطلق ً‬
‫الرواغية تبدو مشابهة بشكل مثير للشك للطريقة التي القت بها ميراكس نهايتها‬
‫بح ًارا في أحد القوادس‬‫منذ فترة طويلة في دور ‪ .‬تخبرنا رواغية أخرى أ َّ‬
‫ً‬
‫المايرية كا على عش الوراب (قمرة المراقبة في أعلى السفينة) ورمى خطافا‬
‫بينما كا فيرماكس ينقض عبر األسطول‪ .‬وجدت إحدى شوكات الخطاف‬
‫جراء سرعة التنين الكبيرة‪ .‬كا‬‫مبتواها بين الحراشف‪ ،‬وكانت موروسة بعمق َّ‬
‫البحار قد لف طرف من السلسلة حول الصاري‪ ،‬وبوز السفينة وقوة أجنحة‬ ‫َّ‬
‫فيرماكس تمزق جرح خشن طويل في بطن التنين‪ .‬حتى في خضم صخب‬
‫المعركة‪ُ ،‬سمعت صرخة غضب التنين عن بعد كبعد سبايستاو ‪ .‬انتهت رحلته‬
‫ُ‬
‫نهاغية عنيفة‪ ،‬ونزل فيرماكس وهو غيدخن ويصرخ ويخفق بجناحيه في الماء‪.‬‬
‫متهورا بقادس محترق‪ .‬تفتت‬ ‫ً‬ ‫قال الناجو إنه كافح للنهوض‪ ،‬فقط ليصطدم‬
‫ً‬
‫الخشب شظاغيا‪ ،‬وتهاوى الصاري‪ ،‬وأصبح التنين وهو يتخبط متشابكا في عدة‬
‫السفينة‪ .‬وعندما مالت السفينة وغرقت‪ ،‬غرق فيرماكس معها‪.‬‬
‫متحررا وتشبث بقطعة من حطام‬ ‫ً‬ ‫غيقال إ جيسيريس فيالريو قفز‬
‫داخن لبضع دقات قلب‪ ،‬حتى بدء بعض رجال القوس من أقرب سفينة مايرية‬
‫بإطالق القذائف نحوه‪ .‬تم إصابة األمير مرة‪ ،‬ثم أخرى‪ .‬وجلب المزيد من‬
‫الميريين القوس والنشاب ليثقلوه بالضربات‪ً .‬‬
‫أخيرا‪ ،‬أصابه سهم نشاب واحد‬
‫في رقبته‪ ،‬وابتلع البحر جيس‪.‬‬
‫ً‬
‫اندلعت المعركة في "المريء" ليًل شمال وجنوب دراغونستو ‪ ،‬وال تزال‬
‫ً‬
‫من بين أكثر المعارك البحرية دموية في التاري خ كله‪ .‬أخذ شاراكو لوهار أسطوًل‬
‫ً‬
‫مشتركا من تسعين سفينة حربية مايرية واليسينية وتايروشية من األعتاب؛ نجا‬
‫ثمانية وعشرو منها عائدة إلى الدغيار‪ ،‬جميعها محطم باستثناء ثالثة طواقم‬
‫اليسينية‪ .‬في أعقاب ذلك‪ ،‬اتهمت أرامل مير وتايروش األدميرال بإرسال‬

‫‪26‬‬
‫ُ‬
‫أساطيلهما لتدمر مع تراجع أساطيله آمنة‪ ،‬وبدء الصراع الذي من شأنه أ‬
‫غيكتب نهاغية "االتحاد الثالثي" بعد ذلك بعامين‪ ،‬وذلك عندما انقلبت المد‬
‫الثالث ضد بعضها البعض في "حرب البنات"‪ .‬لكن هذا خارج نطاق قصتنا‪.‬‬
‫على الرغم من أ المهاجمين تجاوزوا دراغونستو ‪ ،‬وال شك أنهم آمنوا‬
‫بأ معقل التارغيرين القدغيم كا أقوى من أ ُيهاجم‪ ،‬إال أنهم تسببوا في‬
‫ُ‬
‫خسائر فادحة في دريفتمارك‪ .‬نهبت سبيستاو بوحشية‪ ،‬واحترقت مبانيها‪،‬‬
‫ُ‬
‫وتركت جثث الرجال والنساء واألطفال المذبوحين في الشوارع كطعام للنوارس‬
‫ً‬
‫والجرذا وغربا الجيف‪ .‬لن يتم إعادة بناء المدينة أبدا‪ .‬تم إضرام النار في‬
‫قلعة "المد العالي" كذلك‪ .‬كل الكنوز التي جلبها ثعبا البحر من الشرق‬
‫التهمتها النيرا ‪ ،‬وقاطعت خدمه أثناء محاولتهم الفرار من لهيبها‪ .‬خسر‬
‫أسطول فيالريو ما غيقرب من ثلث قوته‪ .‬مات اآلالف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم ُيشعر‬
‫باألسى على أي من هذه الخسائر بقدر ما كا على جيسيريس فيالريو ‪ ،‬أمير‬
‫دراغونستو ووريث العرش الحدغيدي‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً ً‬
‫بدا ابن رينيرا األصور مفقودا أغيضا‪ .‬ففي فوضى المعركة‪ ،‬لم يبد أي من‬
‫متأكدا ً‬‫ً‬
‫تماما من السفينة التي كا األمير فيسيريس على متنها‪ .‬وافترض‬ ‫الناجين‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رجال من كال الجانبين أنه مات أو غرق أو أحرق أو ذبح‪ .‬وعلى الرغم من أ‬
‫شقيقه إغيوو األصور قد هرب وعاش‪ ،‬إال أ البهجة غادرت الصبي ًّ‬
‫كليا؛ إذ لن‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫غيوفر لنفسه أبدا قفزه على ستورمكالود وتخليه عن أخيه الصوير للعدو‪ .‬كتب‬
‫أنه عندما تم تهنئة ثعبا البحر على فوزه‪ ،‬قال الرجل العجوز‪« :‬إذا كا هذا هو‬
‫النصر‪ ،‬فأصلي أال أفوز بأي انتصار آخر»‪.‬‬
‫غيخبرنا الفطر أنه كا هناك رجال في دراغونستو في تلك الليلة شربا‬
‫حتى الثمالة في حانة داخنة أسفل القلعة‪ :‬راكب التنين هيو المطرقة وأولف‬
‫األبيض‪ ،‬الذا امتطيا فيرميثور وسيلفروينج إلى المعركة وعاشوا للتباهي بذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫أعلن هيو الصلب‪« :‬نحن فرسا اآل ‪ ،‬حقا»‪ .‬وضحك أولف وقال‪ً " ،‬تبا لذلك‪.‬‬
‫غيجب أ نكو لوردات»‪.‬‬
‫الفتاة نيتلز لم تشاركهم احتفاالتهم‪ .‬كانت قد طارت مع اآلخرين‪ ،‬وقاتلت‬
‫ً‬ ‫بشجاعة‪ ،‬وأحرقت وقتلت كما فعلوا‪َّ ،‬‬
‫لكن وجهها كا أسودا من الدخا‬
‫المشوب بالدموع عندما عادت إلى دراغونستو ‪ .‬أما آدم فيالريو ‪ ،‬الذي كا‬
‫‪27‬‬
‫ً‬
‫مؤخرا‪ ،‬سعى لرؤية ثعبا البحر بعد المعركة؛ لكن ال أحد‬ ‫اسمه أدم من هال‬
‫غيعلم عما تحدثا‪ ،‬حتى الفطر نفسه ال غيقول‪.‬‬
‫ً‬
‫محاصرا بين‬ ‫بعد أسبوعين‪ ،‬في "المرعى"‪ ،‬وجد أورموند هايتاور نفسه‬
‫جيشين‪ .‬كا ثاديوس روا ‪ ،‬لورد البستا الذهبي‪ ،‬وتوم فالورز‪ ،‬لقيط جسر‬
‫العلقم‪ ،‬غيضوطا عليه من الشمال الشرقي مع مجموعة كبيرة من فرسا‬
‫الخيالة‪ ،‬بينما انضم السير آال بيسبري واللورد آال تارلي واللورد أوين كوستين‬
‫إلى قوتهم عندما أغلقت جيوشهم من حوله على ضفاف نهر النبيذ العسلي‪،‬‬
‫وهاجموا المقدمة والمؤخرة في وقت واحد‪ ،‬ورأى اللورد هايتاور خطوطه تنهار‪.‬‬
‫بدت الهزيمة وشيكة‪ ...‬حتى اجتاح الظل ساحة المعركة‪ ،‬وانطلق زئير رهيب‬
‫ً‬
‫قاطعا صوت الفوالذ على الفوالذ‪ ...‬لقد وصل التنين‪.‬‬ ‫فوقهم‪،‬‬
‫كانت التنينة تيساريو ‪ ،‬الملكة الزرقاء‪ ،‬كالكوبالت والنحاس‪ .‬ركب على‬
‫ظهرها أصور أبناء الملكة أليسنت الثالثة‪ ،‬ديرو تارجارين‪ ،‬بعمر الخمسة‬
‫عشر‪ ،‬مرافق اللورد أورموند‪ ،‬ذات الفتى اللطيف اللين الكالم الذي كا ذات يوم‬
‫ً‬
‫أخا في الرضاعة مع األمير جيسيريس‪.‬‬
‫أدى وصول األمير ديرو وتنينه إلى عكس تيار المعركة‪ .‬اآل كا رجال‬
‫فر رجال‬‫اللورد أورموند يهاجمو ويصرخو باللعنات على أعدائهم‪ ،‬بينما غي ُّ‬
‫ً‬
‫الملكة‪ .‬بحلول نهاغية اليوم‪ ،‬كا اللورد روا يتراجع شماًل مع بقاغيا جيشه‪ ،‬وكا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫توم فالورز ميتا ومحترقا بين الخوص والخيزرا ‪ ،‬وتم أسر األلنا (آال بيسبري‬
‫وآال تارلي)‪ ،‬وكا اللورد كوستين غيحتضر من جرح أصابه به جو روكستو‬
‫المقدام‪ ،‬بنصله األسود "صانع األيتام"‪ .‬وبينما كانت الذئاب والوربا تتوذى‬
‫على جثث القتلى‪ ،‬احتفل أورموند هايتاور باألمير ديرو بوالئم من الثيرا‬
‫والنبيذ القوي‪ ،‬ومنحه لقب فارس بالسيف الفاليري الطويل العتيق‪ ،‬وأطلق‬
‫عليه اسم «السير ديرو الجريء»‪ .‬أجاب األمير بتواضع‪« :‬سيدي‪ ،‬لطيف أ‬
‫تقول هذا‪ ،‬لكن النصر ينتمي لتيساريو »‪.‬‬
‫خيم جو من اليأس والحباط فوق البالط األسود عندما‬ ‫في دراغونستو ‪َّ ،‬‬
‫أصبحت كارثة نهر العسل معروفة لهم‪ .‬ذهب اللورد بار إغيمو إلى حد الشارة‬
‫إلى أ الوقت قد حا لثني ركبهم إلى إغيوو الثاني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لن تسمع الملكة‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫أي من هذا‪ .‬فقط اآللهة تفهم حقا قلوب الرجال‪ ،‬والنساء كذلك‪ .‬كسرت‬
‫‪28‬‬
‫بفقدا ابن واحد‪ ،‬لكن بدا أ رينيرا وجدت قوة جدغيدة بعد خسارة الثاني‪.‬‬
‫قساها‪ ،‬وحرق مخاوفها‪ ،‬ولم يترك سوى غضبها وحقدها‪ .‬ال تزال‬ ‫موت جيس َّ‬
‫تمتلك تنانين أكثر من أخيها غير الشقيق‪ ،‬وقررت جاللتها اآل استخدامها‪،‬‬
‫مهما كا الثمن‪ .‬قالت للمجلس األسود أنها ستمطر النار والموت على إغيوو‬
‫وكل من دعمه‪ ،‬وإما أ تخلعه من العرش الحدغيدي أو تموت وهي تحاول‪.‬‬
‫ترسخت عزيمة مماثلة في صدر إغيموند تارجارين‪،‬‬ ‫خلف الخليج األسود‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫مزدريا أخته غير‬ ‫الذي غيحكم باسم شقيقه بينما كا إغيوو طري ح الفراش‪.‬‬
‫ً‬
‫الشقيقة رينيرا‪ ،‬رأى إغيموند ذو العين الواحدة تهدغيدا أكبر في عمه األمير دغيمو‬
‫والجيش العظيم الذي جمعه في هارنهال‪ .‬استدعى األمير حملة راغياته‬
‫ومجلسه‪ ،‬وأعلن عن نيته في خوض المعركة مع عمه ومعاقبة أمراء األنهار‬
‫المتمردين‪.‬‬
‫اقترح ضرب أراضي النهر من الشرق والورب‪ ،‬وبالتالي إجبار لوردات‬
‫الثالوث على القتال على جبهتين في وقت واحد‪ .‬قام جيسو النستر بتجميع‬
‫جيش هائل في التالل الوربية؛ ألف من الفرسا المدرعين‪ ،‬وسبعة أضعاف‬
‫عددهم من الرماة والمسلحين‪ .‬سينحدر من األراضي المرتفعة ويقطع الفرع‬
‫األحمر بالنار والسيف‪ ،‬بينما سيزحف سير كريستو كول من كينجز الندنج‪،‬‬
‫برفقة األمير إغيموند نفسه على فاغيوار‪ .‬سيلتقي الجيشا في هارينهال لسحق‬
‫"خونة الثالوث" بينهما‪ .‬وإذا خرج عمه من خلف أسوار القلعة لمعارضتهم‪ ،‬كما‬
‫غيجب عليه بالتأكيد‪ ،‬فإ فاغيوار سيتولب على كاراكس‪ ،‬وسيعود األمير إغيموند‬
‫إلى المدينة برأس األمير دغيمو ‪.‬‬
‫لم غيفضل جميع أعضاء المجلس األخضر الضربة الجريئة لألمير‪ .‬حصل‬
‫إغيموند على دعم السير كريستو كول"اليد"‪ ،‬ودعم السير تاغيالند النستر‪ ،‬لكن‬
‫المايستر األكبر أورويل حثه على إرسال رسالة إلى ستورمز إند وإضافة قوة آل‬
‫براثيو إلى قوته قبل المضي ً‬
‫قدما‪ ،‬وأعلن آيرونرود‪ ،‬اللورد جاسبر واغيلد‪ ،‬أنه‬
‫غيجب عليه استدعاء اللورد هايتاور واألمير ديرو من الجنوب‪ ،‬بدعوى أ‬
‫ً‬
‫"تنينا أفضل من واحد"‪ .‬فضلت الملكة األرملة الحيطة أغيضا‪ ،‬وحثت ابنها‬
‫على االنتظار حتى يتم شفاء شقيقه الملك وتنينه‪ ،‬صن فاير الذهبي‪ ،‬إذ لربما‬
‫انضموا إلى الهجوم‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬لم يستسغ األمير إغيموند مثل هذه التأخيرات‪ .‬وأعلن أنه لم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جدا‪.‬‬ ‫مصابا بشدة‪ ،‬وديرو صوير‬ ‫غيكن بحاجة إلى إخوته أو تنانينهم؛ كا إغيجو‬
‫َّ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وماكرا ومحنكا في المعارك‪ ...‬لكن فاغيوار‬ ‫ووحشيا‬ ‫نعم‪ ،‬كا كراكسيس مخيفا‬
‫ً‬
‫كانت أكبر سنا وأكثر شراسة وضعف حجمه‪ .‬غيخبرنا سيبتو يوستاس أ قاتل‬
‫مصمما على أ غيكو هذا انتصاره وحده؛ ولم غيكن لدغيه رغبة في‬ ‫ً‬ ‫األقربين كا‬
‫مشاركة المجد مع إخوته وال مع أي رجل آخر‪.‬‬
‫وال غيمكن تجاهل أوامره اآل ‪ ،‬ألنه حتى نهوض إغيوو الثاني من سريره‬
‫ً‬
‫ألخذ سيفه مرة أخرى‪ ،‬ستظل الوصاغية والحكم لغيموند‪ .‬ووفقا لعزمه‪ ،‬خرج‬
‫األمير من بوابة اآللهة في غضو أسبوعين‪ ،‬على رأس جيش قوامه أربعة آالف‪.‬‬
‫ً‬
‫«ستة عشر يوما حتى نصل هارينهال» قال معلنا‪ ،‬وأردف‪« :‬في السابع عشر‪،‬‬
‫سنتوذى داخل قاعة هارين األسود‪ ،‬بينما رأس عمي يشاهدنا من على رمحي»‪.‬‬
‫وعبر البالد‪ ،‬زحف جيسو النستر‪ ،‬لورد كاسترلي روك‪ ،‬من التالل الوربية‪،‬‬
‫ً‬
‫مطيعا أوامر إغيموند‪ ،‬ونزل بكل قوته على الفرع األحمر وقلب أراضي األنهار‪ .‬فلم‬
‫غيكن أمام لوردات الثالوث خيار سوى االلتفاف ومجابهته‪.‬‬
‫مخضرما وأذكى بكثير من أ غيجلس مكتوف‬‫ً‬ ‫ً‬
‫محاربا‬ ‫كا دغيمو تارجارين‬
‫محاصرا داخل الجدرا ‪ ،‬حتى وإ كانت جدرانا‬‫ً‬ ‫اليدين ويسماح لنفسه بالبقاء‬
‫ضخمة كجدرا هارنهال‪ .‬ال يزال لألمير أصدقاء في كينوز الندنغ‪ ،‬وقد وصلت‬
‫إليه أخبار خطط ابن أخيه حتى قبل أ يتحرك‪ .‬وعندما قيل له إ إغيموند وسير‬
‫كريستو كول قد غادرا كينوز الندنج‪ ،‬قال إ األمير دغيمو ضحك وقال‪:‬‬
‫"متأخرين" ألنه كا يتوقع هذه اللحظة منذ فترة طويلة‪ ...‬وحلقت غربا‬
‫الجثث من أبراج هارينهال المهدمة‪.‬‬
‫في الفرع األحمر‪ ،‬وجد اللورد جيسو النستر نفسه في مواجهة سيد‬
‫العذراء الوردغية‪ ،‬بيتر بايبر العجوز‪ ،‬وسيد "استراحة عابري السبيل"‪ ،‬تريستا‬
‫فانس‪ .‬على الرغم من أ عدد الوربيين فاق عدد أعدائهم‪ ،‬إال أ أمراء األنهار‬
‫كانوا غيعرفو األرض‪ .‬حاولت عائلة النستر ثالث مرات العبور بقوة‪ ،‬وتم ردعهم‬
‫في المرات الثالث؛ في المحاولة األخيرة‪ ،‬أصيب اللورد جيسو بجرح مميت‬
‫سماه فارس بعد‬ ‫على غيد مرافق أشيب‪ ،‬باغيت من لونوليف‪( .‬اللورد بايبر نفسه َّ‬
‫ذلك‪ ،‬وأطلق عليه لقب لونوليف قاتل األسود‪ ).‬ومع ذلك‪ ،‬فإ هجوم النستر‬

‫‪30‬‬
‫الرابع حملهم على العبور؛ هذه المرة كا اللورد فانس هو الذي سقط‪ ،‬وكا‬
‫الذي قتله السير أدريا تاربيك‪ ،‬الذي تولى قيادة الجيش الوربي‪ .‬وقام تاربيك‬
‫ومائة من الفرسا المختارين بتجريد أنفسهم من دروعهم الثقيلة وسبحوا عبر‬
‫النهر عكس التيار‪ ،‬ثم التفوا حول خطوط اللورد فانس وضربوها من الخلف‪.‬‬
‫تبعثرت صفوف أمراء األنهار‪ ،‬وجاء الوربيو غيحتشدو باآلالف عبر الفرع‬
‫األحمر‪.‬‬
‫في هذه األثناء‪ ،‬دو علم اللورد جايسو المحتضر وحملة رايته‪ ،‬رست‬
‫أساطيل السفن الطويلة من الجزر الحدغيدغية على شواطئ الالنستر‪ ،‬بقيادة‬
‫دالتو جريجوي من باغيك‪ .‬تودد إليه كال المطالبين بالعرش الحدغيدي‪ ،‬وكا‬
‫الكراكن األحمر قد اختار‪ .‬لم غيكن رجاله الحدغيديو غيأملو في اختراق كاسترلي‬
‫روك بمجرد أ أغلقت السيدة جوانا بواباتها‪ ،‬لكنهم استولوا على ثالثة أرباع‬
‫السفن في الميناء‪ ،‬وأغرقوا الباقي‪ ،‬ثم اجتاحوا أسوار النسبورت لنهب المدينة‪،‬‬
‫وسرقة ثروة ال حصر لها وأكثر من ستمائة امرأة وفتاة‪ ،‬بما في ذلك محظية‬
‫اللورد جيسو المفضلة وبناته غير الشرعيات‪.‬‬
‫في مكا آخر من البالد‪ ،‬قاد اللورد واليس موتو مائة فارس من بركة‬
‫العذارى لالنضمام إلى أنصاف الهمج من الكراب والبرو من الرأس المتصدع‬
‫وسيلتيجار من جزيرة المخلب‪ .‬ومن بين غابات الصنوبر والتالل التي اكتنفها‬
‫الضباب‪ ،‬سارعوا إلى مرقد الصخور‪ ،‬حيث أخذ ظهورهم المفاجئ المعسكر‬
‫غرة‪ .‬وبعد استعادة القلعة‪ ،‬قاد اللورد موتو أشجع رجاله إلى حقل‬ ‫على حين َّ‬
‫الرماد غرب القلعة‪ ،‬لوضع نهاغية للتنين صن فاير‪.‬‬
‫ُ‬
‫تخلص قاتلوا التنين المحتملو بسهولة من الحراس الذين تركوا لطعام‬
‫التنين وخدمته وحمايته‪ ،‬لكن صن فاير نفسه أثبت أنه أكثر صعوبة مما كا‬
‫متوقعا‪ .‬التنانين مخلوقات صعبة وغير فعالة على األرض‪ ،‬وجناحه الممزق ترك‬ ‫ً‬
‫"الدودة الذهبية العظيمة" غير قادر على التحليق‪ .‬وتوقع المهاجمو العثور‬
‫وبدال من ذلك وجدوه ً‬‫ً‬ ‫على الوحش وهو على حافة الموت‪.‬‬
‫نائما‪ ،‬لكن اشتباك‬
‫السيوف وصهيل الخيول سرعا ما أغيقضه‪ ،‬واستفز الرمح األول الذي ضربه‬
‫ً‬
‫متلبطا بالطين‪ ،‬و ً‬
‫ملتويا بين عظام ما ال غيحصى من األغنام‪ ،‬الت َّ‬
‫ف صن‬ ‫غضبه‪.‬‬
‫وتلوى كالثعبا ‪ ،‬وجلد بذغيله‪ ،‬ونفث اللهب الذهبي على مهاجميه بينما‬ ‫فاير َّ‬

‫‪31‬‬
‫كا غيكافح من أجل الطيرا ‪ .‬صعد ثالث مرات‪ ،‬وسقطت ثالث مرات على‬
‫األرض‪ .‬هاجمه رجال موتو بالسيوف والرماح والفؤوس‪ ،‬مما تسبب له في‬
‫العدغيد من الجروح الخطيرة‪ ...‬ومع ذلك‪ ،‬بدا أ كل ضربة كانت توضبه أكثر‪.‬‬
‫ً‬
‫وبلغ عدد القتلى ستو رجًل قبل أ غيفر الناجو منهم‪.‬‬
‫كا من بين القتلى‪ ،‬واليس موتو ‪ ،‬حاكم بركة العذارى‪ .‬وعندما عثر‬
‫شقيقه مانفريد على جثته بعد أسبوعين‪ ،‬لم يبق منه حينها سوى لحم متفحم‬
‫في درع ذائب يزحف عليه الدود‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم غيجد اللورد مانفريد تنين الملك‬
‫إغيوو في أي مكا في حقل الرماد المليء بجثث الرجال الشجعا والجيف‬
‫المحترقة والمنتفخة لمائة حصا ‪ .‬اختفى صن فاير‪ .‬كما لم تكن هناك آثار‪،‬‬
‫ً‬ ‫والذي كا من المؤكد أنه سيكو هناك أثر لو َّ‬
‫جر التنين نفسه بعيدا‪ .‬بدا أ‬
‫صن فاير الذهبي قد نما له جناح مرة أخرى‪ ...‬ولكن ال غيمكن لرجل حي أ غيعلم‬
‫إلى أين رحل‪.‬‬
‫جنوبا على أجنحة‬‫ً‬ ‫في هذه األثناء‪ ،‬انطلق األمير دغيمو تارجارين بنفسه‬
‫ً‬
‫تنينه‪ ،‬كراكسيس‪ .‬طار فوق الشاطئ الوربي لعين اآللهة‪ ،‬بعيدا عن خط مسيرة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متهربا من جيش العدو‪ ،‬وعبر النهر األسود‪ ،‬ثم اتجه شرقا‪ ،‬يتتبع‬ ‫سير كريستو ‪،‬‬
‫النهر في اتجاه المجرى نحو كينوز الندنج‪ .‬وعلى دراغونستو ‪ ،‬ارتدت رينيرا‬
‫تارغيرين بدلة معدنية من الحلفات السوداء الالمعة‪ ،‬وامتطت سيراكس‪ ،‬وطار‬
‫بها بينما ضربت عاصفة ممطرة مياه خليج بالك ووتر‪ .‬عاليا فوق المدينة‪،‬‬
‫اجتمعت الملكة وزوجها األمير‪ ،‬وحاما محلقين حول تل إغيوو العالي‪.‬‬
‫أثار مشهدهما الرعب في شوارع المدينة أسفلهما‪ ،‬أل العوام لم غيكونوا‬
‫حل ً‬
‫أخيرا‪ .‬كا األمير‬ ‫بطيئين في إدراك أ الهجوم الذي كانوا غيحذرو منه قد َّ‬
‫جردا كينوز الندنغ من حاميتها عندما شرعوا في‬ ‫إغيموند وسير كريستو قد َّ‬
‫استعادة هارينهال‪ ...‬وقد أخذ قاتل األقربين فاغيجار‪ ،‬ذلك الوحش المخيف‪ ،‬ولم‬
‫يتبق سوى دريمفاير وحفنة من فر ٍاخ نصف بالوة لمواجهة تنانين الملكة‪ .‬لم‬
‫ً‬
‫يتم ركوب التنانين الصويرة أبدا‪ ،‬وكانت راكبة دريمفاير‪ ،‬الملكة هيلينا‪ ،‬امرأة‬
‫ً‬
‫أغيضا بال تنين‪.‬‬ ‫محطمة؛ كما كانت المدينة‬

‫‪32‬‬
‫تدفق اآلالف من العوام على بوابات المدينة‪ ،‬حاملين أطفالهم‬
‫ً‬
‫وممتلكاتهم الدنيوية على ظهورهم‪ ،‬بحثا عن األما في األرياف‪ .‬قام آخرو‬
‫بحفر حفر وأنفاق تحت أكواخهم‪ ،‬وحفر رطبة داكنة حيث كانوا غيأملو في‬
‫االختباء أثناء احتراق المدينة (غيخبرنا المايستر األكبر مونكو أ العدغيد من‬
‫الممرات المخفية والفروع الفرعية السرية تحت كينوز الندنغ تعود إلى هذا‬
‫الوقت)‪ .‬اندلعت أعمال شوب في جحر البراغيث‪ .‬عندما شوهدت أشرعة‬
‫سفن ثعبا البحر في الشرق في خليج بالك ووتر‪ ،‬تتوجه نحو النهر‪ ،‬بدأت‬
‫أجراس كل سبت في المدينة تدق‪ ،‬واندفعت الووغاء في الشوارع‪ ،‬يسرقو‬
‫وينهبو أثناء رحيلهم‪ .‬مات العشرات قبل أ تتمكن العباءات الذهبية من‬
‫استعادة السالم‪.‬‬
‫مع غياب كل من اللورد الحامي ويد الملك‪ ،‬والملك إغيوو نفسه محروق‬
‫وطري ح الفراش وتائه في أحالم حليب الخشخاش‪ ،‬وقع على عاتق والدته‪،‬‬
‫الملكة األرملة‪ ،‬أ تتولى دفاعات المدينة‪ .‬ارتقت الملكة أليسنت إلى مستوى‬
‫التحدي‪ ،‬وأغلقت بوابات القلعة والمدينة‪ ،‬بعثت العباءات الذهبية إلى‬

‫‪33‬‬
‫الجدرا ‪ ،‬وأرسلت الفرسا على خيول سريعة للعثور على األمير إغيموند‬
‫وإعادته‪.‬‬
‫كما أمرت المايستر األكبر أورويل بإرسال الودفا إلى "جميع لورداتنا‬
‫المخلصين"‪ ،‬واستدعاهم للدفاع عن ملكهم الحقيقي‪ .‬عندما عاد أورويل إلى‬
‫غرفته‪ ،‬وجد أربعة رجال من العباءات ذهبية في انتظاره‪ .‬قام رجل بكتم‬
‫صرخاته بينما انهال اآلخرو عليه ً‬
‫ضربا وقيدوه‪ .‬ثم قيد المايستر األكبر بجراب‬
‫حول رأسه إلى الزنازين السوداء‪.‬‬
‫لم غيصل فرسا الملكة أليسنت إلى أبعد من البوابات‪ ،‬حيث احتجزهم‬
‫المزيد من العباءات الذهبية‪ .‬دو علم جاللتها‪ ،‬تم سجن أو قتل النقباء السبعة‬
‫الذين غيقودو البوابات ‪ -‬الذين تم اختيارهم لوالئهم للملك إغيوو ‪ -‬في اللحظة‬
‫التي ظهر فيها كراكسيس في السماء فوق القلعة الحمراء‪ ...‬وتم ذلك من قبل‬
‫األعضاء اآلخرين من حرس المدينة الذين ما زالوا غيحبو دغيمو تارغيرين‪ ،‬أمير‬
‫ً‬
‫قدغيما‪.‬‬ ‫المدينة الذي كا قائدهم‬
‫هرع شقيق الملكة أليسنت‪ ،‬سير جوين هايتاور‪ ،‬الثاني في قيادة العباءات‬
‫الذهبية‪ ،‬إلى االسطبالت‪ً ،‬‬
‫عازما على إصدار النذير؛ تم القبض عليه وتجريده‬
‫من سالحه وجره أمام قائده لوثر الرجنت‪ .‬عندما شجبه هايتور ووصفه بأنه‬
‫عبائة مقلوبة‪ ،‬ضحك السير لوثر‪ .‬وقال‪" :‬أعطانا دغيمو هذه العباءات‪ ،‬وهي‬
‫ذهبية كيفما قلبتها"‪ .‬ثم رشق سيفه في بطن سير جوين وأمر بفتح بوابات‬
‫المدينة للرجال الذين يتدفقو من سفن ثعبا البحر‪.‬‬
‫على الرغم من كل قوة جدرانها التباهى بها‪ ،‬سقطت كينوز الندنغ في أقل‬
‫من يوم‪ُ .‬ش َّن قتال دموي قصير عند بوابة النهر‪ ،‬حيث انطلق ثالثة عشر ً‬
‫فارسا‬
‫من هايتاور ومائة رجل مسلح من العباءات الذهبية وصمدوا نحوا من ثما‬
‫ساعات ضد الهجمات من داخل المدينة وخارجها‪ ،‬لكن أعمالهم البطولية كانت‬
‫ً‬
‫عبثا‪ ،‬أل جنود رينيرا تدفقوا عبر البوابات الست األخرى بال عناء‪ .‬ومشهد‬
‫تنانين الملكة في السماء أعالههم خلع القلوب المعارضين‪ ،‬واختبأ الموالو‬
‫المتبقو للملك إغيوو أو فروا أو ركعوا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ً‬
‫هبط التنانين واحدا تلو اآلخر‪ .‬نزل شيبستيلر فوق تل فيسينيا‬
‫ّ‬
‫وسيلفروينغ وفيرميثور على تل رينيس‪ ،‬خارج جب التنانين‪ .‬وحلق األمير دغيمو‬
‫حول أبراج القلعة الحمراء قبل إنزال كراكسيس في الجناح الخارجي‪ .‬فقط‬
‫ً‬
‫عندما كا متأكدا من أ المدافعين لن غيمسوه بأي ضرر‪ ،‬أشار إلى زوجته الملكة‬
‫ً‬
‫مرتفعا في الجو‪ ،‬حيث طار‬ ‫للنزول من على سيراكس‪ .‬ظل آدم فيالريو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تحذيرا‬ ‫سيسموك حول أسوار المدينة‪ ،‬خافقا بأجنحة تنينه الجلدغية العريضة‬
‫لمن هم أدناه من أ أي مقاومة س ُتواجه بالنار‪.‬‬
‫عند رؤية أ المقاومة كانت ميؤوس منها‪ ،‬خرجت الملكة أليسنت األرملة‬
‫من حصن ميوور مع والدها سير أوتو هايتور؛ وتاغيالند النستر‪ ،‬واللورد جاسبر‬
‫واغيلد ذا القضيب الحدغيدي (اللورد الريس سترونج لم غيكن معهم‪ .‬وبطريقة ما‬
‫تمكن سيد الهمسات من االختفاء)‪ .‬غيخبرنا سيبتو يوستاس‪ ،‬الشاهد على ما‬
‫تبع ذلك‪ ،‬أ الملكة أليسنت حاولت التعامل مع ابنة زوجها‪ .‬قالت ملكة‬
‫ً‬
‫عظيما‪ ،‬كما فعل الملك القدغيم في األغيام‬ ‫ً‬
‫مجلسا‬ ‫األرملة‪« :‬دعونا نعقد ً‬
‫معا‬
‫القدغيمة‪ ،‬ونضع مسألة الخالفة أمام لوردات البالد»‪ .‬لكن الملكة رينيرا رفضت‬
‫االقتراح بازدراء‪« .‬هل تظنيني الفطر؟‪ .‬كالنا غيعرف كيف سيحكم هذا‬
‫المجلس»‪ .‬ثم َّ‬
‫خيرت زوجة أبيها‪ :‬االستسالم أو الحرق‪.‬‬
‫ً‬
‫خضوعا‪ ،‬وسلمت مفاتيح القلعة وأمرت‬ ‫حنت الملكة أليسنت رأسها‬
‫فرسانها ورجالها بإلقاء أسلحتهم‪ .‬وبحسب ما ورد قالت‪« :‬المدينة ملكك أيتها‬
‫ً‬
‫األميرة‪ ،‬لكنك لن تحتفظي بها طويال‪ .‬تلعب الفئرا عندما غيذهب القط‪ ،‬لكن‬
‫ابني إغيموند سيعود بالنار والدم»‪.‬‬
‫وجد رجال رينيرا زوجة منافسها‪ ،‬الملكة هيلينا المجنونة‪ ،‬محبوسة في‬
‫سرير نومها‪ ...‬لكن عندما حطموا أبواب غرف الملك‪ ،‬اكتشفوا أ «سريره فارغ‪،‬‬
‫ووعاء فضالته ممتلئ»‪ .‬كا إغيوو الثاني قد فر‪ .‬وأطفاله كذلك‪ ،‬األميرة جيهيرا‬
‫البالوة من العمر ست سنوات واألمير ماغيلور البالغ من العمر عامين‪ ،‬إلى جانب‬
‫ويليس فل وريكارد ثور من الحرس الملكي‪ .‬ال يبدو أ الملكة األرملة تعرف‬
‫حتى إلى أين ذهبوا‪ ،‬وأقسم لوثر الرجنت أنه لم غيمر أحد عبر بوابات المدينة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬لم تكن هناك طريقة للفرار بالعرش الحدغيدي‪ .‬ولن تنام الملكة‬
‫رينيرا حتى تعتلي مقعد والدها‪ .‬لذلك أضاءت المشاعل في غرفة العرش‪،‬‬
‫واعتلت الملكة الدرجات الحدغيدغية وجلست حيث جلس الملك فيسيريس‬
‫قبلها‪ ،‬والملك العجوز قبله‪ ،‬وميوور وإينيس وإغيجو التنين في األغيام الخوالي‪.‬‬
‫ً‬
‫جلست عاليا صارمة الوجه‪ ،‬وهي ال تزال ترتدي درعها‪ ،‬وتم إحضار كل رجل‬
‫وامرأة في القلعة الحمراء وإجبارهم على الركوع أمامها‪ ،‬للمطالبة بموفرتها‬
‫والقسم بحياتهم وسيوفهم وشرفهم لها كملكة عليهم‪.‬‬
‫غيخبرنا سيبتو يوستاس أ الحفل استمر طوال تلك الليلة‪ .‬ولقد َّ‬
‫مر‬
‫وقت طويل على الفجر عندما قامت رينيرا تارجارين ونزلت من العرش‪ .‬وكتب‬
‫يوستاس‪« :‬وبينما كا زوجها اللورد األمير دغيمو يرافقها من القاعة‪ ،‬شوهدت‬
‫جروح في ساقي جاللتها وكف غيدها اليسرى‪ .‬وسقطت قطرات الدم على األرض‬
‫وهي تمر‪ ،‬ونظر الحكماء من الرجال إلى بعضهم البعض‪ ،‬وإ لم غيجرؤ أحد‬
‫منهم على قول الحقيقة بصوت عال‪ :‬لقد رفضها العرش الحدغيدي‪ ،‬وستكو‬
‫أغيامها قليلة»‪.‬‬

‫‪36‬‬

You might also like