Professional Documents
Culture Documents
النار والدم (3) ابن مقابل ابن
النار والدم (3) ابن مقابل ابن
(الجزء الثاني)
بقلم جورج ر .ر .مارتن
1
الجزء الثاني من سلسلة الدم والنار مكونة من:
2
:الجزء األول على موقع ساحر الكتب
https://www.sa7eralkutub.com/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9
%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-
/%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85
3
ُ َّ َ
َموت التن ِانين
ابن مقابل ابن
ً
ملكا في ِّ
جب التنانين ،أما الملكة رينيرا فعلى دراغونستو .وبعد تم تتوي ج إغيوو
فشل كل الجهود المبذولة للمصالحة بينهما ،بدأت رقصة التنانين اآل بشكل جدي.
من درفتمارك ،أبحرت سفن ثعبا البحر من هال و سبايستاو لغالق المريء
البحري ،مما أدى إلى خنق التجارة من وإلى كينوز الندنغ .وبعد فترة وجيزة ،كا
شماًل على تنينه ،فيرماكس ،وشقيقه لوكيريس ج ً ا
نوبا على جاكيريس فيالريو غيطير
َّأراكس ،بينما طار كراكسيس باألمير دغيمو إلى الثالوث.
ا
أوال إلى هارينهال. دعونا ننتقل
َّ
على الرغم من أ أجزاء كبيرة من قلعة هارين العظيمة كانت في حالة خراب ،إًل
ا ا
أ الستائر الجدارية الشاهقة للقلعة ال تزال تجعلها معقًل هائال مثل أي معقل في أراضي
األنهار ...لكن إغيوو التنين أثبت أنها ضعيفة من السماء .مع وجود سيدها ،الريس
بعيدا في كينوز الندنغ ،كانت القلعة ضعيفة الحامية .و ًً
نظرا لعدم رغبة حاكمها سترونج،
الحالي المسن السير سيمو سترونج -عم الراحل اللورد ليونيل ،أخو جد اللورد الريس -
في المعاناة من نفس مصير هارين األسود ،سارع إلى انزال رايته عندما نفث كاراكس النار
فوق برج "رمح الملك" .بالضافة إلى القلعة ،استولى األمير دغيمو -بضربة حجر واحدة
-على ثروة ال يستها بها آلل سترونغ وعشرات الرهائن القيمين ،من بينهم السير سيمو
ً
وأحفاده .أصبح عوام القلعة أسرى له أغيضا ،من بينهم مرضعة تدعى أليس ريفيرز.
بالنسبة لسؤال" :من كانت هذه المرأة؟" غيجيب مونكو ،بأنها عاهرة انومست في
َّ
فن الجرعات والتعاويذ .ويدعي سيبتو يوستاس أنها ساحرة غابات .بينما يريدنا الفطر
َّ
استحمت بدماء العذارى للحفاظ على شبابها .اسمها أ نصدق أنها كانت ساحرة خبيثة
يشير إلى أنها غير شرعية الميالد ...لكننا نعرف القليل عن والدها ،وأقل عن والدتها.
أخبرنا مونكو ويوستاس أنه أنجبها اللورد ليونيل سترونج في شبابه الطائش ،مما جعلها
أخت طبيعية غير شقيقة ألبنائه هاروين (كاسر العظام) والريس (األحنف) .لكن الفطر
ً
غيصر على أنها كانت أكبر سنا بكثير ،وأنها كانت مرضعة لكال الصبيين ،ربما حتى لوالدهما
قبل جيل.
4
على الرغم من أ أطفالها قد ولدوا موتى ،إال أ الحليب الذي يتدفق بوفرة من
ً
ثديي أليس ريفيرز قد غذى عددا ال غيحصى من األطفال المولودين من نساء أخريات في
ا
هارينهال .هل كانت في الحقيقة ساحرة ترقد مع الشياطين ،وتلد أطفاًل ميتين مقابل
المعرفة التي قدموها لها؟ هل كانت مومس بسيطة العقل ،كما غيعتقد يوستاس؟ أم رعناء
ً
وروحا؟. ً
خبيثة استخدمت سمومها وجرعاتها لربط الرجال بها ،جسدا
كانت أليس ريفيرز تبلغ من العمر أربعين ً
عاما على األقل خالل رقصة التنانين،
ً وإلى هذا القدر كا مع ً
لوما؛ وإ كا الفطر يزعم أنها أكبر سنا .ويتفق الجميع على أنها
بدت أصور من سنواتها ،ولكن سواء كا ذلك صدفة محضة ،أو تم تحقيقه من خالل
ممارستها للفنو المظلمة ،فيستمر الرجال في الخالف .مهما كانت قوتها ،يبدو أ دغيمو
ً
تارجارين كا محصنا ضدها ،إذ لم ُيسمع سوى القليل عن هذه الساحرة المزعومة بينما
كا األمير يسيطر على هارنهال.
كبيرا ً
انتصارا ً تم احتساب السقوط المفاجئ غير الدموي لمقعد هارين األسود
للملكة رينيرا وحزب ها األسود .كا بمثابة تذكير أليم بالبراعة العسكرية لألمير دغيمو وقوة
ا
كاراكس ،دودة الدم ،ومنح الملكة معقًل في قلب ويستروس ،حيث غيمكن ألنصارها
التجمع ...وكا لدى رينيرا الكثير من األنصار في األراضي التي يسقيها الثالوث .عندما
أرسل األمير دغيمو دعوته لحمل السالح ،انتفضوا على طول األنهار من الفرسا والرجال
المسلحين والفالحين المتواضعين ،والذين ما زالوا غيذكرو "فرحة البالد" ،محبوبة
والدها ،والطريقة التي ابتسمت بها لهم وسحرتهم في شبابها وهي ترتحل عبر أراضي
األنهار .تمنطق المئات ثم اآلالف بأحزمة السيوف وارتدوا دروعهم ،أو أمسكوا بالمذاري
درعوا باأللواح الخشبية الخام ،وبدأوا في شق طريقهم إلى هارينهال للقتال والمجاريف وت َّ
من أجل فتاة فيسيريس الصويرة.
لم غيكن أسياد الثالوث -الذين كا لديهم الكثير ليخسروه -سريعين في التحرك،
ً
ولكن سرعا ما بدأوا أغيضا باالصطفاف إلى جانب الملكة .من التوأمتين ركب سير
فورست فراي ،نفسه "أحمق فراي" الذي كا قد توسل ذات مرة إلى غيد رينيرا ،نما اآل
ً ليصبح ً
فارسا أكثر شوفا .ورفع اللورد سامويل بالكوود ،الذي خسر ذات مرة مبارزة
لصالحها ،رايتها على شجرة الودفا (شعاره)( .بينما تبع سير أموس براكين ،الذي فاز في
تلك المبارزة ،والده اللورد عندما أعلن هاوس براكين والءهم لغيوو ) .وأعلن كل من
موتو من بركة العذارى ،وبيبر من قلعة بينكماغيد ،وروتس من هاروواي ،وداري من
داري ،وماليستر من سيوارد ،والفانك من واغيفارز ريست ،دعمهم لرينيرا( .سلك آل فانس
من أترانتا الطريق اآلخر ،وأعلنوا والئهم للملك الشاب) .تحدث بيتر بايبر ،سيد بينكماغيد
ً
األشيب ،نيابة عن الكثيرين عندما قال« :لقد أقسمت لها بسيفي .أنا أكبر سنا اآل ،لكنني
كبيرا لدرجة أنني نسيت الكلمات التي قلتها ،ويصدف أنه ال يزال لدي السيف». لست ً
5
ً ا
كا اللورد األعلى للثالوث ،جروفر تلي ،رجال عجوزا حتى في المجلس العظيم
صوت لصالح األمير فيسيريس آنذاك؛ على الرغم من عجزه اآل ،إال أنه لم ،101حيث َّ
َّ ً
غيكن أقل عنادا .لقد فضل حقوق المدعي الذكر في ،101ولم توير السنوات وجهات
صف الملك الشاب إغيوو .ومع ِّ نظره .أصر اللورد جروفر على أ ريفرر ستقاتل في
ُ ُ
ذلك ،لم تعلن مثل هذه الكلمة .حيث أعلن مايستر ريفرر أ اللورد العجوز طري ح
ا الفراش ولن غيعيش لفترة أطول .و َّ
صرح حفيده السير إلمو تلي« :وددت لو غيموت عاجًل.
ّ
وإال مات بقيتنا معه» .لم غيكن لريفرر أي دفاع ضد نيرا التنين ،كما وضح إلمو إلى
أبنائه ،وكال الجانبين في هذه المعركة لديهم تنانين .وهكذا بينما كا اللورد جروفر يرعد
ويزبد في فراش الموت ،أغلقت ريفرر بواباتها ،وحرست جدرانها ،والتزمت الصمت.
تماما في الشرق ،حيث نزل جاكيريس في هذه األثناء ،كانت هناك قصة مختلفة ً
فيالريو في العش على تنينه الصوير ،فيرماكس ،لكسب وادي آر لوالدته .كانت الليدي
عاما ،وتكبره بعشرين ً
عاما .لم جاين أرين ،عذراء الوادي ،تبلغ من العمر خمسة وثالثين ً
ً
تتزوج أبدا ،إذ حكمت السيدة جاين الوادي منذ مقتل والدها وإخوتها األكبر على غيد
الوربا الحجرية في التالل عندما كانت في الثالثة من عمرها.
غيخبرنا الفطر أ هذه العذراء الشهيرة كانت في الحقيقة زانية كريمة المولد ولديها
شهية شرهة للرجال ،ويعرض قصة بذيئة عن كيف عرضت على األمير جاكيريس والء
ِّ
الوادي فقط إذا كا بإمكانه أ يبلوها الرعشة بلسانه .غيكرر سيبتو يوستاس ذكر
الشائعات المنتشرة بأ جاين آر قد فضلت الرفقة الحميمة للنساء ،ثم غيمضي ليقول إ
ً
صحيحا .في هذه الحالة ،غيجب أ نكو ممتنين لكتاب الرواغية الحقيقية ذلك لم غيكن
ا
للمايستر األكبر مونكن ،ألنه وحده غيقتصر على القاعة العليا للعش ،بدال من فراشها.
قالت السيدة جاين لألمير جاكيريس« :ثالث مرات سعى أقاربي إلى استبدالي.
اعتاد ابن عمي السير أرنولد أ غيقول إ النساء ألطف بكثير من أ غيحكمن .إني أحتجزه
ول أميرك دغيمو زوجته في إحدى زنازين السماء ،إذا كنت ترغب في سؤاله .لقد است َّ
األولى بقسوة شدغيدة ،هذا صحيح ...ولكن على الرغم من ذوق والدتك السيء في اختيار
األزواج ،إال أنها تظل ملكتنا الشرعية ،ومن دمي كذلك ،فلديها دماء آر من طرف
معا .ستقف الوادي والدتها .وفي عالم الرجال هذا ،غيجب علينا نحن النساء أ نتحد ً
ً وفرسانها معها ...إذا كانت جاللتها ستمنحني ً
طلبا واحدا» .عندما سأل األمير ما قد غيكو
ذلك ،أجابت« :التنانين .ليس لدي أي خوف من الجيوش .لقد حطم الكثير أنفسهم عند
بوابتي الدامية ،ومن المعروف أ العش منيعة .لكنك نزلت علينا من السماء ،كما فعلت
الملكة فيسينيا ذات مرة خالل الفتح ،ولقد عاجزت عن اغيقافك .أنا ال أحب الشعور
بالعجز .أرسل لي راكبي تنانين».
6
وهكذا وافق األمير ،وركعت الليدي جاين أمامه ،ودفعت محاربيها للركوع،
ً
جميعا بسيوفهم. وأقسموا له
ً ا
ثم حلق جاكيريس شماًل عبر األصابع .ونزل ضيفا لفترة وجيزة في سيسترتو ،
حيث أطاعه اللورد بوريل واللورد سندرالند وتعهدا له بدعم األخوات الثالث ،ثم سافر إلى
"الميناء األبيض" ،حيث التقى به اللورد ديزموند ماندرلي في بالط عريس البحر.
ً
ا
دهاء .قال ماندرلي« :الميناء األبيض متعاطف مع هنا واجه األمير ُمفاوضا أكثر
أزمة والدتك .األمر فقط أ أسالفي قد ُسلب حقهم في الميالد عندما أجالهم أعداؤهم
ونفوهم إلى هذه الشواطئ الشمالية الباردة .حين زارنا الملك العجوز قبل فترة طويلة،
ً
تحدث عن الظلم الذي حدث لنا ووعدنا بالتعويض .وتعهدا بذلك ،قدم جاللته غيد ابنته
األميرة فيسيرا إلى جدي ،ليكو منزلينا كواحد ،لكن الفتاة ماتت وتم نسيا الوعد».
كا األمير جاكيريس غيعرف ما ُغيطلب منه .وقبل أ غيوادر الميناء األبيض ،تم وضع
ميثاق وتوقيعه بموجب الشروط التي تقتضي أ تتزوج ابنة اللورد ماندرلي الصورى من
شقيقه األمير جوفري بمجرد انتهاء الحرب.
ً
أخيرا ،حمل التنين فيرماكس جاكيريس فيالريو إلى وينترفل ،للتعامل مع سيدها
الشاب الضخم المهيب ،كريوا ستارك.
ً
مع مرور الوقت ،سيصبح كريوا ستارك معروفا باسم "رجل الشمال العجوز"،
لكن سيد وينترفل لم غيكن سوى في الواحد وعشرين من عمره عندما جاء األمير جاكيريس
ً
إليه في عام 121ب.ف .أصبح كريوا لوردا في الثالثة عشرة من عمره بعد وفاة والده،
اللورد ريكو ،في 121ب.ف .كا عمه بينارد قد حكم الشمال كوصي ،خالل الفترة التي
قاصرا ،ولكن في عام 121ب.ف .بلغ كريوا السادسة عشرة من عمره، ً كا فيها كريوا
ليجد عمه يتقاعس عن التنازل عن سلطته .فتوترت العالقات بين االثنين ،حيث غضب
اللورد الشاب من القيود التي فرضها عليه شقيق والده .و ً
أخيرا ،في 121ب.ف .ثار
كريوا ستارك ،وسجن بينارد وأبنائه الثالثة ،وأخذ حكم الشمال بيدغيه .وبعد فترة وجيزة
من زواجه من السيدة آرا نوري -رفيقة طفولته وحبيبته -ماتت في 121ب.ف .بينما
ً ً
ابنا وريثا ،وأطلق عليه كريوا اسم ريكو على اسم والده. كانت تلد
كا الخريف في أشده عندما جاء أمير دراغونستو إلى وينترفل .الثلوج كثيفة على
األرض ،والرياح الباردة تعوي من الشمال ،وكا اللورد ستارك في خضم استعداداته لفصل
ً ً
الشتاء القادم ،ومع ذلك فقد رحب بجاكيريس ترحيبا حارا .غيقال إ الثلج والجليد والبرد
ا
جعال فيرماكس سيئ المزاج ،لذلك لم يبق األمير طويال بين رجال الشمال ،لكن العدغيد
من الحكاغيات المثيرة للفضول ظهرت من تلك القامة القصيرة.
7
تقول رواغية مونكو الحقيقية أ كريوا وجاكيريس أعجبا ببعضهما البعض ،أل
ذكر سيد وينترفل بأخيه األصور ،الذي توفي قبل عشر سنوات .شربا ً ّ
معا، األمير الصبي
ً ً واصطادا ً
معا ،وتدربا معا ،وأقسما قسم األخوة ،مختوما بالدماء .ويبدو هذا أكثر منطقية
من نسخة سيبتو يوستاس لألحداث ،حيث يزعم أ األمير قضى معظم زيارته في
محاولة إقناع اللورد كريوا بالتخلي عن آلهته المزيفة وقبول عبادة السبعة.
لكننا ننتقل إلى الفطر لنجد الحكاغيات التي حظرتها السجالت األخرى وتجاهلتها،
ِّ
ولم غيخذلنا الفطر اآل كعادته .إذ ُغيحدث في قصته عن عذراء شابة ،أو "فتاة ذئبة" كما
ً ُ
غيطلق عليها ،واسمها سارة سنو .أغرم األمير جاكيريس جدا بهذه االبنة اللقيطة للورد
ِ
الراحل ريكو ستارك ،لدرجة أنه نام معها ليلة .وعندما علم كريوا أ ضيفه قد قطف
ضبا ،ولم يهدأ إال عندما أخبرته سارة سنو أ األمير أخذها عذرية أخته اللقيطة ،أصبح غا ً
كزوجة .وقد نذرا عهودهما عند أغيكة آلهة وينترفل أمام شجرة القلوب ،وعندها فقط
أعطته نفسها ،ملفوفة بالفراء وسط الثلوج بينما كانت اآللهة القدغيمة تراقب.
هذا غيجعل القصة شاعرية بالتأكيد ،ولكن كما هو الحال مع العدغيد من خرافات
الفطر ،يبدو أنها أقرب إلى تخيالت األحمق الحميمية أكثر من كونها حقيقة تاريخية .كا
ُ
جاكيريس فيالريو قد خطب البنة خالته باغيال منذ أ كا في الرابعة من عمره وكانت هي
في الثانية ،ومن كل ما نعرفه عن شخصيته ،فمن غير المرجح أ غيخرق مثل هذا االتفاق
َّ
الرسمي لحماغية شرف نصف همجية ما (مشكوك في عفتها) ،ونولة شمالية نجسة .إ
كا هناك بالفعل سارة سنو ،وإ كا أمير دراغونستو قد صدف وداعبها بالفعل ،فهذا
ليس أكثر مما فعله األمراء اآلخرو في الماضي ،وما سيفعلونه في المستقبل ،ولكن
ً
الحدغيث عن الزواج أمر غير معقول( .غيدعي الفطر أغيضا أ فيرماكس ترك مجموعة من
بيض التنين في وينترفل ،وهو أمر سخيف كذلك .في حين أنه من الصحيح أ تحدغيد
جنس التنين الحي هو مهمة قريبة من المستحيل ،حيث ال يوجد مصدر آخر غيذكر أ
ذكرا .وبالنسبة لتكهنات ً فيرماكس أنتج بيضة واحدة من قبل ،لذلك غيجب افتراض أنه كا
توير جنسها عند الحاجة ،كونها «قابلة للتويير مثل اللهب»، سيبتو بارث بأ التنانين ِّ
أمر مثير للسخرية للواغية بحيث ال غيمكن أخذه على محمل الجد).
َّ
هذا ما نعرفه :توصل كريوا ستارك وجاكيريس فيالريو إلى اتفاق ،ووقعا وأبرما
االتفاقية التي يسميها المايستر األكبر مونكو «ميثاق الجليد والنار» في روايته
الحقيقية .مثل العدغيد من هذه االتفاقيات ،كا غيجب أ يتم إبرامها بالزواج .كا ابن
عاما .وكا األمير جاكيريس غير متزوج حتى اآل اللورد كريوا ،ريكو ،يبلغ من العمر ً
وليس لدغيه أطفال ،ولكن كا من المفترض أنه سينجب أطفاله بمجرد جلوس والدته على
ا
العرش الحدغيدي .وبموجب شروط االتفاقية ،سيتم إرسال ابنة األمير البكر شماًل في سن
السابعة ،لتتم رعايتها في وينترفل حتى يبلغ عمرها ما غيكفي للزواج من وريث كريوا .
8
عندما أعاد أمير دراغونستو تنينه إلى سماء الخريف الباردة ،فعل ذلك مع العلم
أنه فاز ألمه بوالء ثالثة لوردات أقوياء مع جميع حملة رايتهم .على الرغم من أ يوم
تسميته الخامس عشر ال يزال على بعد نصف عام ،فقد أثبت األمير جاكيريس أنه رجل
ووريث جدير بالعرش الحدغيدي.
ا ً ً
لو مضت رحلة أخيه -األقصر واألكثر أمانا -جيد أغيضا ،لكا من الممكن تجنب
الكثير من الحز وإراقة الدماء.
ً
المأساة التي حلت بلوكيريس فيالريو في ستورمز إند لم ُغيخطط لها أبدا ،وعلى
هذا تتفق جميع مصادرنا .وخيضت المعارك األولى في رقصة التنانين بالريش والودفا ،
مع التهدغيدات والوعود والمراسيم والغراءات .لم غيكن مقتل اللورد بيسبري في المجلس
ً
األخضر معروفا على نطاق واسع؛ ويعتقد الكثيرو أ سيادته غيقبع في زنزانة ما .في حين
ُ
أ مختلف الوجوه المألوفة لم تعد ترى في البالط ،لكن لم تظهر أي رؤوس فوق بوابات
القلعة بعد ،وال يزال الكثيرو غيأملو في أ ُت َّ
حل مسألة الخالفة بسالم.
لكن "الوريب" (الموت) كا لدغيه خطط أخرى .بالتأكيد كانت غيده المرعبة وراء
معا في ستورمز إند ،عندما سارع التنين َّأراكس قبل
الصدفة السيئة التي جمعت األميرين ً
حلول العاصفة لتوصيل لوكيريس فيالريو إلى ساحة القلعة اآلمنة ،ليجد إغيموند
تارجارين هناك أمامه.
رجال ذا شخصية مختلفة ً ا
كثيرا عن والده .غيخبرنا سيبتو كا بوروس باراثيو
ً ً ً ُّ ً
حجرا قويا وصلبا ال يوستاس واصفا ثبات بورموند وتقلب ابنه« :كا اللورد بورموند
يتزحزح .بينما كا اللورد بوروس هو الري ح التي تحتدم وتعوي وتعصف بهذه االتجاه
وذاك» .كا األمير إغيموند غير متأكد من نوع الترحيب الذي سيحظى به عندما غيصل،
لكن ستورمز إند رحبت به بالوالئم ورحالت الصيد والمبارزة.
أثبت اللورد بوروس أنه أكثر من راغب في الترفيه عن ضيفه .قال لألمير« :لدي
ً
أرب ع بنات .اختر أيهن تريد .كاس هي األكبر سنا ،وستكو أول من يزهر ،لكن فلوريس
أجمل .وإذا كنت تريد زوجة ذكية ،فهناك ماريس».
ً قال سيادته لغيموند إ رينيرا اعتبرت حيازتها آلل باراثيو ً
أمرا مفروغا منه لفترة
طويلة« .نعم ،األميرة راينيس قريبة لي ومن دمي ،وأعلم أ عمتي الكبرى التي لم أعرف
ً
عنها شيئا تزوجت من والد رينيس ،لكن كالهما مات ،وراينيرا ...ليست رينيس ،أليس
كذلك؟» ومضى اللورد بوروس غيقول إنه لم غيكن لدغيه أي شيء ضد النساء؛ لقد أحب
ً
فتياته ،وقال« :االبنة شيء ثمين ...لكن االبن ،آه »...إذا منحته اآللهة ابنا من دمه ،فإ
ستورمز إند ستنتقل إليه ،وليس ألخواته« .لماذا غيجب أ غيكو العرش الحدغيدي
9
ً
مختلفا؟» ومع الزواج الملكي في المستقبل القريب ...ستضيع قضية رينيرا ،سترى ذلك
عندما تعلم أنها فقدت ستورمز إند ،كا سيخبرها بذلك بنفسه« :...انحني ألخيك ،نعم،
ً
إنه الخيار األفضل للجميع» فتياته يتقاتلن مع بعضهن أحيانا ،كما تفعل الفتيات ،لكنه
يرى أنهن ً
دائما ما يتصالحن بعدها...
ليس لدينا أي معلومة مسجلة بشأ االبنة التي قرر األمير إغيموند اختيارها (على
جميعا" ،لتذوق رحيق شفاههن") ،باستثناء أنه ً الرغم من أ الفطر غيخبرنا أنه َّ
قبل األربعة
لم تكن ماريس .كتب مونكو أ األمير واللورد بوروس كانا يتشاورا بشأ مواعيد الزواج
ا
والمهر في صباح يوم ظهور لوكيريس فيالريو .شعر فاغيوار بقدومه أوال .أمسك الحراس
الذين كانوا يسيرو على أسوار الجدرا المنيعة للقلعة برماحهم في رعب مفاجئ عندما
هز أسس أبراج دورا الدفاعية .حتى َّأراكس تقهقر أمام هذا الهدير ،كما استيقظت بهدير َّ
قيل لنا ،وقام لوك بإمطاره بالسياط وهو غيجبره على النزول.
كا الفطر يريدنا أ نصدق أ البرق كا يومض في الشرق وقد هطلت األمطار
ترجل لوكيريس من تنينه ،ورسالة والدته متشبثة في غيده .غيجب أ غيكو قد غزيرة بينما َّ
ً
عرف بالتأكيد ما غيعنيه وجود فاغيوار ،لذلك لم غيكن متفاجئا عندما قابل إغيموند تارغارين
في القاعة المستديرة ،أمام عيو اللورد بوروس ،وبناته األرب ع ،وسيبتو ،ومايستر،
وحراس وخدم( .من بين أولئك الذين شهدوا االجتماع كا سير بايرو سوا ، َّ وفرسا
ً
االبن الثاني ل سيد ستونهيلم في تخوم دور ،والذي سيكو له دوره الصوير للعب الحقا
في الرقصة ).لذلك هنا لمرة واحدة ال نحتاج إلى االعتماد بالكامل على المايستر األعلى
حاضرا في ستورمز إند ،لكن الكثيرينً مونكن وسبتو يوستاس والفطر .فلم غيكن أي منهم
حضروا ،لذلك ليس لدينا نقص في الشهادات المباشرة.
قال األمير إغيموند« :انظر إلى هذا المخلوق الحزين غيا سيدي».
«لوك سترونج الصوير ،النول» .قال للوك ،وأردف« :أنت مبتل ،أيها الوغد .هل
تمطر أم أنك تبولت على نفسك خوفا؟».
َّ
وجه لوكيريس فيالريو خطابه إلى اللورد باراثيو فقط« :لورد بوروس ،لقد
أحضرت لك رسالة من أمي ،الملكة».
«غيقصد عاهرة دراغونستو » .وتقدم األمير إغيموند نحوه وأراد أ ينتزع الرسالة
من غيد لوكيريس ،لكن اللورد بوروس صرخ باألمر فتدخل فرسانه ،وحالوا بين األميرين .ثم
أحضر أحدهم رسالة رينيرا إلى المنصة ،حيث جلس سيادته على عرش ملوك العواصف
القدامى.
10
ً
ال غيمكن ألي رجل أ غيعرف حقا ما كا يشعر به بوروس باراثيو في تلك اللحظة.
تختلف رواغيات أولئك الذين كانوا هناك بشكل ملحوظ .غيقول البعض إ سيادته كا
ا َّ
محمر الوجه خجًل ،كما غيكو الرجل إذا وجدته زوجته الشرعية غيطارح امرأة أخرى .وأعلن
آخرو أ بوروس بدا وكأنه يستمتع باللحظة ،إذ كا يسعده أ يسعى كل من الملك
ً َّ
مخمورا .غيقول والملكة للحصول على دعمه .غيقول الفطر (الذي لم غيكن هناك) أنه كا
ً ً َّ
أغيضا) أنه كا خائفا. سيبتو يوستاس (الذي لم غيكن هناك
ا ً
ومع ذلك ،يتفق جميع الشهود على ما قاله اللورد بوروس وفعله .لم غيكن أبدا رجًل
غيقرأ الرسائل ،فقد سلم رسالة الملكة إلى مايستره ،الذي كسر الختم وهمس الرسالة في
َّ
أذ سيادته .استولى العبوس على وجه اللورد بوروس .حك لحيته ،وعبس في لوكيريس
ُ
فيالريو ،وقال« :وإذا فعلت ما تعرضه والدتك ،فأي واحدة من بناتي ستتزوج غيا فتى؟»
أشار إلى الفتيات األرب ع« .اختر واحدة».
ً ُ ا
كا األمير لوكيريس غيحمر خجال .وأجاب« :سيدي ،لست حرا في الزواج .أنا
مخطوب لقريبتي راينا».
قال اللورد بوروس« :كما ظننت .اذهب إلى المنزل ،أيها الجرو ،وأخبر العاهرة
كلبا غيمكنها أ تصفر له عند الحاجة ليواجه خصومها». والدتك أ سيد ستورمز إند ليس ً
واستدار األمير لوكيريس ليخرج من القاعة المستديرة.
َّ ا
لكن األمير إغيموند سحب سيفه وقال« :انتظر ،غيا سترونج .أوال ادفع الدين الذي
تدين لي به» .ثم مزق رقعة عينه وألقاها على األرض ليظهر الياقوت تحتها« .لدغيك
تماما كما كا لدغيك في ذلك الوقت .افقأ عينك ،وسأسمح لك بالموادرة .واحدة سكينً ،
ستفي بالورض .ال أريدك أ تكو أعمى».
تذكر األمير لوكيريس وعده لوالدته« .لن أقاتلك .جئت إلى هنا كمبعوث ،وليس
فارسا».
أجاب األمير إغيموند« :لقد جئت إلى هنا كجبا وخائن .سأحصل على عينك أو
رأسك ،غيا سترونج!».
ً
ضطربا .وصرخ« :ليس هنا!» .لقد جاء في ذلك الوقت ،أصبح اللورد بوروس م
كمبعوث .ال أريد إراقة الدماء تحت سقفي» .لذلك وضع حراسه أنفسهم بين األميرين
ورافقوا لوكيريس فيالريو من القاعة المستديرة ،عائدين به إلى ساحة القلعة حيث كا
ً
منحنيا تحت المطر ،في انتظار عودته. تنينهَّ ،أراكس،
ولربما كا األمر قد انتهى إلى هذا الحد لوال الفتاة ماريس .االبنة الثانية للورد
ا
بوروس ،األقل جماًل من بين أخواتها ،كانت غاضبة من إغيموند لتفضيلهن عليها« .هل
11
كانت إحدى عينيك التي أخذها ،أم إحدى خصيتيك؟» سألت ماريس األمير بنبرة حلوة
زوجا بكامل أعضاءه». كالعسل« .أنا سعيدة ألنك اخترت أختي .فأنا أريد ً
غضبا ،والتفت مرة أخرى إلى اللورد بوروس ،وطلب إذ ً التوى فم إغيموند تارجارين
هز سيد ستورمز إند كتفيه وأجاب« :ليس لي أ أخبرك ماذا تفعل عندما ال الخروجَّ .
تكو تحت سقفي» .وتحرك فرسانه ً
جانبا بينما هرع األمير إغيموند إلى األبواب.
في الخارج كانت العاصفة مستعرة .هدر الرعد عبر القلعة ،وسقط المطر مدرا ًرا
كستائر تعمي األبصار ،ومن وقت آلخر أضاءت ألسنة البرق األزرق العالم ليساطع كالنهار.
ً ً
كا الطقس سيئا للطيرا ،حتى بالنسبة للتنين ،وكا َّأراكس غيكافح من أجل البقاء عاليا
حين صعد األمير إغيموند على فاغيوار ليطارده .لو كانت السماء هادئة ،فلربما كا األمير
ً
لوكيريس قاد ًرا على الهرب من مطارده ،أل َّأراكس كا أصور سنا وأسرع ،لكن اليوم كا
ً
"أسودا كقلب األمير إغيموند" ،كما غيصف الفطر ،ولذا فقد بلونا أ التنانين التقت فوق
خليج شيب بريكير .رأى الحرس على جدرا انفجارات من اللهب ،وسمعوا صرخة
قطعت الرعد .ثم اشتبك الوحشين ً
معا ،والبرق غيلمع حولهما .كا حجم فاغيوار القوية
الناجية من مائة معركة خمسة أضعاف حجم خصمها .وإذا كا هناك قتال ،فلن يستمر
ا
طويال.
12
محطما ،لتبتلعه مياه الخليج التي أججتها العاصفة .و َجرفت األمواج
ً سقط َّأراكس،
رأسه ورقبته أسفل المنحدرات تحت ستورمو إند بعد ثالثة أغيام ،ليكو وليمة لسراطين
ً َّ
البحر وطيور النورس .غيدعي الفطر أ جثة األمير لوكيريس قد جرفتها المياه أغيضا،
ويخبرنا أ األمير إغيموند قد قلع عينيه وقدمهما إلى الليدي ماريس على سرير من
ً
األعشاب البحرية ،لكن هذا يبدو مبالوا فيه .غيقول البعض إ فاغيوار انتزع لوكيريس من
ُ
ظهر تنينه وابتلعه بالكامل .حتى أنه زعم أ األمير نجا من سقوطه ،وسبح إلى بر األما ،
لكنه فقد كل ذكرى عن نفسه ،وقضى بقية أغيامه كصياد بسيط العقل.
غيمنح كتاب الرواغية الحقيقية كل هذه الحكاغيات الوز الذي تستحقه وهو ،ال
شيء .غيصر مونكو على أ لوكيريس فيالريو مات مع تنينه .هذا صحيح بال شك .كا
األمير في الثالثة عشرة من عمره .ولم يتم العثور على جثته .وبموته ،انتهت حرب رسائل
الوربا والمبعوثين واتفاقيات الزواج ،وبدأت حرب النار والدم بشكل جدي.
ً إغيموند تارجارين -الذي ُ
سيعرف ألعدائه من اآل فصاعدا باسم إغيموند قاتل
األقربين -عاد إلى كينوز الندنغ ،بعد أ حصل على دعم ستورمز إند ألخيه إغيوو ،
وحصل على العداء األبدي للملكة رينيرا .وإذا كا غيعتقد أنه سيستقبل ترحيب األبطال،
فقد أصيب بخيبة أمل .أصبحت الملكة أليسنت شاحبة عندما سمعت بفعلته ،قالت
ً ً
جميعا» .ولم غيكن سير أوتو سعيدا .روي أنه قال« :لقد فقدت وهي تبكي« :فلترحمنا األم
عين واحدة فقط .كيف غيمكن أ تكو بهذا العمى؟» ومع ذلك ،لم يشارك الملك نفسه
ً
مخاوفهم .إذ استقبل إغيوو الثاني األمير إغيموند بوليمة عظيمة ،وأشاد به واصفا بأنه «دم
ا
التنين الحقيقي» ،وأعلن أنه قدم «بداغية جيدة».
13
في دراغونستو ،انهارت الملكة رينيرا عندما تم إخبارها بوفاة لوك .وأقسم شقيق
لوك ،الشاب جوفري ،غيمين االنتقام من األمير إغيموند واللورد بوروس( .كا جاك ال يزال
ا ً
بعيدا في مهمته شماًل) فقط تدخل ثعبا البحر واألميرة رينيس هو ما منع الصبي من
ُ ً ً
دورا أغيضا) .عندما عقد المجلس صعود تنينه في الحال( .سيجعلنا الفطر نصدق أنه لعب
األسود للنظر في كيفية الرد ،وصل غراب من هارينهال .كتب األمير دغيمو « :العين
بالعين ،ابن مقابل ابن .سيتم االنتقام للوكيريس».
14
دعونا ال ننسى :أ دغيمو تارجارين في شبابه كا "أمير المدينة" ،ووجهه وضحكه
َّ
مألوف لكل نشال وعاهرة ومقامر في جحر البراغيث .وال يزال لألمير أصدقاء في األماكن
المتدنية من كينوز الندنغ ،وأتباع بين العباءات الذهبية .ودو علم الملك إغيوو ،أو اليد،
ً
أو الملكة األرملة ،كا لدغيه حلفاء في البالط أغيضا ،وحتى في المجلس األخضر ...وآخر
وسيط بينهم ،صديق خاص يثق به ً
تماما ،ويعرف بواليع النبيذ وحفر الفئرا التي
استفحلت في ظل القلعة الحمراء كما غيعرفها دغيمو نفسه من قبل ،وتحرك الوسيط
بسهولة عبر ظالل المدينة .وتواصل إلى هذا الوريب الشاحب اآل ،لصنع انتقام رهيب،
بطرق سرية.
َ َ
مناسبين .كا وسط حانت جحر البراغيث ،وجد وسيط األمير دغيمو معاونين
َ ً أحدهما ً
رقيبا سابقا في حرس المدينة؛ كبير ووحشي ،فقد عباءته الذهبية لضربه عاهرة
ً ا
غاضبا .واآلخر كا صائد الفئرا في القلعة الحمراء .أسمائهم حتى الموت حين كا ثمًل
الحقيقية ضاعت في التاري خ .يتم ذكرهم باسم الدم والجبن (ولم تكن تلك أسماؤهم).
غيخبرنا فطر أ "« :الجبن" عرف القلعة الحمراء أفضل من شكل قضيبه» .كانت
األبواب المخفية واألنفاق السرية التي بناها ميوور الواشم مألوفة لدى صائد الفئرا
كالفئرا التي اصطادها .وباستخدام ممر منسي ،قاد "الجبن" "الدم" إلى قلب القلعة،
دو أ يراهم أي حارس .غيقول البعض إ هدفهم كا الملك نفسه ،لكن إغيوو كا برفقة
الحرس الملكي أينما ذهب ،وحتى "الجبن" لم غيكن غيعرف أي طريقة للدخول والخروج
من حصن ميوور باستثناء الجسر الممتد فوق الخندق الجاف والرماح الحدغيدغية
الضخمة.
كا برج اليد أقل حراسة .تسلل الرجال عبر الجدرا ،متجاوزين حاملي الرماح
ا
الواقفين عند أبواب البرج .لم تكن غرف السير أوتو ذات أهمية بالنسبة لهم .وبدال من
ذلك ،تسلال إلى حجرة ابنته ،أدناه بطابق واحد .كانت الملكة أليسنت قد أقامت هناك
بعد وفاة الملك فيسيريس ،عندما انتقل ابنها إغيوو إلى حصن ميوور مع ملكته .بمجرد
دخولها ،قام (الجبن) بتقييد الملكة األرملة وتكميمها بينما خنق (الدم) خادمة فراشها .ثم
تربصوا منتظرين ،ألنهم كانوا غيعلمو أ من عادة الملكة هيلينا إحضار أطفالها لرؤية
جدتهم كل مساء قبل النوم.
ظهرت الملكة برفقة أطفالها الثالثة غير مدركة للخطر الذي ينتظرها ،بينما كا
الوسق يستقر فوق القلعة .كا جيهيريس وجيهيرا في السادسة من العمر ،وماغيلور في
الثانية .عندما دخلوا الورفة ،كانت هيلينا تمسك بيد الصوير وتنادي على والدتها .أغلق
(الدم) الباب وقتل حارس الملكة ،بينما ظهر (الجبن) ليخطف ماغيلور .قال (الدم)
جميعا» .غيقال إ الملكة هيلينا حافظت على هدوئها.ً لجاللتها« :اصرخي وستموتو
15
وسألت االثنين« .من أنتم؟» قال (الجبن)« :جامعوا الديو .العين بالعين ،واالبن باالبن.
نريد تسوية األمور فقط .لن نؤذي بقيتكم أيها الرفاق الطيبو ،وال حتى شعرة واحدة .أي
واحد تريد أ تخسر ،جاللتك؟».
ا
بدال من ذلك. بمجرد أ أدركت ما غيقصده ،ناشدت الملكة هيلينا الرجال لقتلها
ًِّ َّ ً ً
صبيا» .حث (الجبن) محذرا الملكة قال (الدم)« :الزوجة ليست ابنا .غيجب أ غيكو
التخاذ قرارها عاجال ،قبل أ يشعر الدم بالملل ويوتصب ابنتها الصويرة .قال« :اختاري،
ً
جميعا» .جثت على ركبتيها ،تبكي ،واختارت هيلينا أصورهما ،ماغيلور .ربما أو نقتلهم
اعتقدت أ الصبي كا أصور من أ غيفهم ،أو ربما كا ذلك أل الصبي األكبر ،جيهيريس،
كا ابن الملك إغيوو البكر ووريثه ،التالي في ترتيب اعتالء العرش الحدغيدي .همس
ً
(الجبن) لماغيلور« :هل تسمع ذلك أيها الفتى الصوير؟ أمك تريدك ميتا» ثم أعطى (الدم)
وجز رأس الصبي بضربة واحدة. ابتسامة ،وقام المحارب الضخم بقتل األمير جيهيريسَّ ،
حينها صرخت الملكة.
َّ
والجزار كانا صادقين بكلمتهما .فلم يؤذوا من الوريب أ نقول إ صائد الفئرا
الملكة هيلينا أو أطفالها الباقين على قيد الحياة ،لكنهم فروا برأس األمير .ارتفع النواح
والبكاء ،لكن (الجبن) عرف الممرات السرية كما لم غيفعل الحراس ،وهرب القتلة .لكن بعد
يومين ،تم القبض على (الدم) عند بوابة اآللهة في محاولته الهروب من كينوز الندنغ مع
ً
.
رأس األمير جيهيريس مخبأ في أحد أ كياس السرج الخاصة به وتحت التعذغيب ،اعترف
بأنه كا غيأخذ الرأس إلى هارينهال ،ليحصل على مكافأته من األمير دغيمو .كما اعترف لهم
ً َّ ً
واصفا العاهرة التي ادعى أنها وظفتهم :امرأة أكبر سنا ،تبدو أجنبية من نبرة كالمها ،ترتدي
َُ ً ً
معطفا طويال وقلنسوة ،وشاحبة جدا .أطلقت عليها العاهرات األخ ُر اسم ميزري
(البؤس).
أخيرا .وأمرت الملكة أليسنت يوما من العذابُ ،ترك (الدم) ليموت ًبعد ثالثة عشر ً
الريس األحنف بمعرفة اسمه الحقيقي ،حتى تستحم بدماء زوجته وأطفاله ،لكن مصادرنا
ال تقول ما إذا كا هذا قد حدث .بحث سير لوثر الرجنت وعباءاته الذهبية في شارع
الحرير من أعاله إلى أسفله ،وأخرج َّ
وجرد كل عاهرة في كينوز الندنغ ،ولكن لم غيعثروا
على أي أثر (للجبن) أو (الدودة البيضاء) .نتيجة حزنه وغضبه ،أمر الملك إغيوو الثاني
بإخراج جميع صائدي الفئرا في المدينة وشنقهم ،وقد تم ذلك( .أحضر سير أوتو هايتور
مائة قطة إلى القلعة الحمراء لتحل محلهم).
على الرغم من أ الدم والجبن قد تركاها حية ،إال أنه ال غيمكن القول بأ الملكة
هيلينا نجت من هذا الحدث المصيري المشؤوم .بعد ذلك لم تأكل أو تستحم أو توادر
غرفتها ،ولم تعد قادرة على النظر في وجه ابنها ماغيلور ،مع علمها أنها اختارته ليموت .لم
16
ا
غيملك الملك سبيًل سوى بأخذ الصبي منها وإعطائه ألمهم ،الملكة األرملة أليسنت،
لتربيته كما لو كا ابنها .نام إغيوو وزوجته بعدها منفصلين ،وغرقت الملكة هيلينا بشكل
ً
غضبا. أعمق وأعمق في الجنو ،بينما غضب الملك ،وشرب ،وازداد
الفصل التالي:
موت التنانين -التنين األحمر و التنين الذهبي.
17