You are on page 1of 2

‫املحاضرة الثالثة‬

‫تعديل سوق العمل عند كينز‬

‫تمهيد‬
‫انتقد كينزقانون املنافذ الذي جاء به جون باتيست ساي ‪ ،‬الذي ينص على أن العرض يخلق الطلب ‪ ،‬مستغال‬
‫في ذلك أزمة الكساد العالمي ‪ ،‬فحسب مفهوم التشغيل الكامل كل عرض للعمل سيجد طلبا عليه أي أن البطالة ال‬
‫تكون إال اختيارية أو إرادية ‪ ،‬أو بطالة احتكاكية في األجل القصير‪ .‬أكد كينزأن التوازن التلقائي ال يحدث حتما عند‬
‫مستوى التشغيل الكامل ‪ ،‬لكن عند مستوى أقل من ذلك ‪ ،‬فحسب كينزأن السوق يعاني من مشكلتين هما‬
‫‪ ‬احتمال أن يقع االقتصاد في حالة كساد وملدة طويلة كما حدث في أزمة ‪. 9191‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬االقتصاد غيرمستقر دوما عند مستوى التشغيل الكامل‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تفسيرالبطالة عند كينز‬


‫يرى كينزأن مفهوم البطالة مقترن بانخفاض الطلب الكلي ‪ ،‬واالختالف الذي جاء به هو معالجة دالة عرض‬
‫العمل حيث برهن على أن العمال يرفضون أي انخفاض في األجور النقدية بغية رفع مستوى االستخدام التام ‪ ،‬في‬
‫حين ال يعارضون االنخفاض في األجور الحقيقية عند ارتفاع مستوى األسعار‪ .‬حسب رأي كينزأن هذا التصرف‬
‫عقالني ورشيد ‪ ،‬بحيث انخفاض األجور النقدية تتأثربه فئة معينة فقط ‪ ،‬أما التخفيض في األجور الحقيقية يتأثر‬
‫به الجميع ‪.‬‬
‫يطلق على البطالة الكينزية بالبطالة اإلجبارية ‪ ،‬وتحدث عندما يرغب األشخاص العاطلين عن العمل في أداء‬
‫العمل عند مستوى األجر الحقيقي السائد في السوق غيرأن فرص العمل غيرمتاحة‪ .‬أي أن البطالة اإلجبارية هي‬
‫تلك البطالة التي تتحقق عند ارتفاع مستوى األسعارمع ثبات معدل األجرالنقدي (أي انخفاض معدل األجر‬
‫الحقيقي أي ‪:‬‬
‫‪ ‬عرض العمل أعلى من مستوى االستخدام السائد؛‬
‫‪ ‬الطلب على العمل أكبرمن مستوى االستخدام التام ‪.‬‬
‫إن عدم إيمان كينزبحدوث التوازن التلقائي إال في ظل االستخدام التام ونظرا لطول فترة االنتظارلحدوث التوازن‬
‫وما ينجرعليه من سلبيات فإن كينز يقترح التدخل الحكومي التخاذ اإلجراءات الالزمة ملعالجة االختالل وذلك بزيادة‬
‫اإلنفاق الحكومي لفترة قصيرة دون انتظار‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أسباب البطالة عند كينز‪:‬‬
‫يمكن توضيح زيادة الطلب الكلي ّ‬
‫الفعال سيؤدي إلى زيادة الطلب على العمالة والعكس‬
‫‪ 9‬ـ حالة ضعف الطلب الكلي ‪ :‬عندما يكون االدخارأكبرمن االستثمار يتناقص الطلب الكلي الفعال عن العرض‬
‫الكلي فيزداد املخزون السلعي مما يسبب حالة الكساد وينجرعنه انخفاض أسعارالسلع وهو ما يؤدي إلى انخفاض‬
‫األرباح ‪ّ ،‬ثم انخفاض الناتج القومي ثم يرتفع معدل البطالة ‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ حالة زيادة الطلب الكلي ‪ :‬في هذه الحالة العكسية يكون االستثمارأكبرمن االدخارمما يرفع من الطلب الكلي‬
‫ّ‬
‫الفعال عن العرض الكلي ‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى تناقص املخزون السلعي الذي يحدث رواجا اقتصاديا ‪ ،‬فترتفع أسعار‬
‫السلع وتتبعها األرباح ّثم يرتفع الناتج القومي فتتناقص البطالة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬معالجة البطالة عند كينز‪:‬‬


‫أصل معالجة البطالة هو التحكم في الطلب الكلي ‪ ،‬حيث أشاركينزأن التحكم في ّ‬
‫مكونات هذا الطلب أي‬
‫االستهالك واالستثمار يعود لعوامل سيكولوجية ‪ ،‬فكلما تحصل الفرد على دخل أكبر كلما زاد ميله لالستهالك ‪ ،‬لكن‬
‫االستمرارفي زيادة الدخل ال يعني حتما االستمرارفي زيادة االستهالك بنفس القدربسبب ميل األفراد إلى االدخار‪ .‬إذا‬
‫لم تتحول هذه املدخرات إلى استثمار سيؤدي ذلك إلى تناقص الطلب الكلي وحدوث البطالة الحقا‪.‬‬
‫فكلما كبرالدخل ارتفع االستهالك واستمرت زيادة الدخل مما يؤدي إلى تناقص الطلب الكلي ثم ظهور البطالة ‪.‬‬
‫يرى كينزأن معالجة هذه الوضعية تتطلب ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تخفيض سعرالفائدة لتدنية تكاليف اإلنتاج؛‬
‫‪ ‬زيادة اإلنفاق العمومي في مجال الخدمات واألشغال العامة‪.‬‬

You might also like