You are on page 1of 3

‫السنة األولى ل‪.‬م‪.

‬د جذع مشترك‬ ‫مقياس مدخل االقتصاد‬ ‫ملخص بحث الاستهالك‬

‫ثالثا‪ :‬نشاط االســتهالك‬

‫‪.1‬مفاهيم أساسية في االســتهالك‪:‬‬


‫‪ .1.1‬تعريف االسـتهالك‪:‬‬
‫يعرف االستهالك على أنه "الجزء المس تقطع من الدخل وال ذي يمكن إنفاقه على ش راء السلع والخدمات إلشباع‬
‫حاجات ورغبات المستهلك"؛‬
‫ويشير تعبير االستهالك إلى العبارة الالتينية "كوم سوما"‪ ،‬والتي تعني إنهاء أو تدمير‪ ،‬ففكرة االستهالك مرتبطة‬
‫بفك رة االختف اء وال زوال‪ ،‬ومن هن ا ك انت الوظيف ة األولى للمس تهلك هي ت دمير الس لعة أو الخدم ة من خالل اس تخدامها‬
‫واالستفادة منها؛‬
‫ومن هن ا أيض ا ك انت التفرق ة بين الس لع االس تهالكية والس لع اإلنتاجي ة‪ ،‬وبين الس لع االس تهالكية الفوري ة والس لع‬
‫االس تهالكية المس تمرة‪ ،‬وه ذا االختف اء والت دمير ه و ال ذي ي برر ض رورة إع ادة إنت اج س لع اس تهالكية جدي دة لمواجه ة‬
‫الطلب المتجدد والمستمر‪ ،‬وهو ما يفسر استمرار النشاط اإلنتاجي‪.‬‬
‫‪ .2.1‬تعريف المــستهلك‪:‬‬
‫قد يكون المستهلك "فردا"‪ ،‬أو "عائلة"‪ ،‬أو "وحدة تنظيمية"‪ ،‬فالمقصود بالمستهلك هي وحدات االستهالك‪ ،‬أي تلك‬
‫الوحدات التي تتخذ قرارات االستهالك‪ ،‬وليس من الضروري أن تتكون وحدة االستهالك من فرد واحد ففي كثير من‬
‫األحوال يقصد بوحدة االستهالك مجموعة من األفراد يتخذ نيابة عنهم أحد األفراد كل قرارات االستهالك‪.‬‬
‫فالعائلة مثال تعتبر وحدة استهالكية رغم أنها تتكون من عدد من األفراد‪ ،‬وكذلك قد تكون وحدة االستهالك عبارة‬
‫عن مؤسسة معينة‪ ،‬وهكذا فإننا عندما نتحدث عن وحدات االستهالك إنما نقصد كافة مراكز إصدار القرارات المتعلقة‬
‫باالستهالك‪.‬‬
‫‪ .3.1‬تعريف النشاط االستهالكي‪:‬‬
‫يم ر النش اط االس تهالكي‪ ،‬أو العالق ة بين المس تهلك واالس تهالك بع دة مراح ل مترابط ة ابت داء من تواج د الوح دة‬
‫االس تهالكية‪ ،‬ثم تول د الحاج ة اإلنس انية‪ ،‬ثم محاول ة الحص ول على الس لع والخ دمات‪ ،‬فتحق ق اإلش باع أو المنفع ة‪ ،‬ومن‬
‫خالل ه ذه المراح ل يب دو س لوك المس تهلك‪ ،‬وال ذي ينص رف أساس ا إلى الق رارات واألنش طة المترابط ة لألش خاص‬
‫المندمج ة أساس ا في الش راء واس تخدام الس لع والخ دمات‪ ،‬فه ذه الس لع والخ دمات هي ال تي تحق ق عن طري ق االس تهالك‬
‫اإلشباع أو المنفعة‪.‬‬
‫واألصل أن يتم االستهالك بالحصول على المنفعة وتحقيق اإلشباع ولكن نظرا إلى استحالة قياس المدى الحقيقي‬
‫للحصول على المنافع‪ ،‬فقد جرى العمل على تقدير االستهالك بالحصول على السلع والخدمات االستهالكية‪ ،‬ولو لم يتم‬
‫االنتفاع بها مباشرة وإ نما امتد ذلك خالل فترة من الزمن‪ ،‬وبذلك يشير االستهالك إلى جانبين وهما‪:‬‬

‫د‪ .‬معارفي فريدة‬


‫السنة األولى ل‪.‬م‪.‬د جذع مشترك‬ ‫مقياس مدخل االقتصاد‬ ‫ملخص بحث الاستهالك‬

‫من جانب اإلنفاق االستهالكي‪ ،‬ومن جانب آخر السلع االستهالكية‪ ،‬ويقصد عادة باالستهالك "اإلنفاق االستهالكي"‪ ،‬وهو‬
‫يمثل جزء من الدخل الذي تنفقه وحدات االستهالك للحصول على السلع والخدمات االستهالكية‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع االسـتهالك‪:‬‬
‫هناك عدة أنواع لالستهالك نذكر منها‪:‬‬
‫‪ .1.2‬االستهالك الوسيط‪ :‬ويعني أن اإلنتاج يستهلك وسيطا‪ ،‬أي أنه يستخدم في شكله الذي أنتج عليه في إنتاج سلعة‬
‫أخ رى‪ ،‬وه ذا االس تهالك الوس يط ه و م ا يع بر عن ه ب ـــ"مس تلزمات اإلنت اج" أو "الس لع الوس يطة وال تي تتمث ل في الم واد‬
‫األولية‪ ،‬و السلع نصف المصنعة إلشباع حاجات القطاع اإلنتاجي‪.‬‬
‫‪ .2.2‬االستهالك النهائي‪ :‬ويقصد بذلك أن اإلنتاج يستهلك استهالكا نهائيا بما ينطوي عليه من استخدام المنتجات من‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬أو التمتع بها إلشباع أغراض االستهالك‪ ،‬بحيث ال يختلف االستهالك النهائي في مفهومه االقتصادي‬
‫عن كونه استخدام السلع والخدمات في إشباع االحتياجات المباشرة للقطع العائلي‪.‬‬
‫ويتكون االستهالك النهائي العائلي من عنصرين هما‪:‬‬
‫‪.1‬االستهالك الخاص‪ :‬وهو استخدام أفراد القطاع العائلي للسلع والخدمات التي ينتجها قطاع األعمال‪ ،‬ويطلق عليه‬
‫أيض ا "اس تهالك األف راد"‪ ،‬أو "اس تهالك القط اع الع ائلي" كم ا يع ني حي ازة األف راد للس لع واس تخدام الخ دمات ال تي‬
‫ينتجها قطاع األعمال‪ ،‬وبناءا عليه فإن مجرد انتقال السلعة من القطاع العائلي هو عملية استهالكية‪.‬‬
‫‪.2‬االستهالك العام‪ :‬ه و اس تخدام أف راد المجتم ع للخ دمات ال تي يق دمها إليهم قط اع الخ دمات الحكومي ة ب دون مقاب ل أو‬
‫بمقابل رمزي‪ ،‬ويطلق عليه أيضا "االستهالك الجماعي"‪.‬‬
‫وهناك فروق واضحة بين االستهالك الخاص واالستهالك العام نذكرها‪:‬‬
‫‪-‬إن القرارات التي تتعلق باالستهالك العام تصدر من قطاع الخدمات الحكومية؛‬
‫وم بـ"سعر السوق" أي "سعر المستخدم"‪ ،‬أي بسعر‬
‫‪-‬إن السلع والخدمات التي تدخل ضمن نطاق االستهالك الخاص تُقَ ُ‬
‫التكلفة أي تكلفة عناصر اإلنتاج وتشمل الربح مضافا إليه صافي الضرائب غير المباشرة بما فيها (الضرائب‬
‫المباشرة‪ -‬اإلعانات) ويضاف إليها تكاليف النقل والتسويق وذلك وفق المعادلة التالية‪:‬‬
‫سعر المستخدم(سعر السوق) = سعر المنتج(سعر التكلفة) ‪ +‬صافي الضرائب غير مباشرة‪ +‬هامش تجاري‪.‬‬
‫أما الخدمات التي تدخل في نطاق االستهالك العام فإنها ال تقوم على أساس سعر السوق وتقدر بالعالقة‪:‬‬
‫قيمة الخدمة العامة= قيمة األجور والمرتبات المدفوعة إلنتاج الخدمة ‪ +‬قيمة مستلزمات إنتاج الخدمة‬
‫فقيمتها على أساس تكلفتها تكون على عاتق قطاع الخدمات الحكومية‪.‬‬
‫‪ .3‬الـــعوامل الـــــمؤثرة في االســـتهالك‪:‬‬
‫يؤثر في إنفاق األفراد على طلب السلع والخدمات جملة من العوامل المؤثرة نذكرها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪.1.3‬الـــعوامل الــذاتية‪:‬‬

‫د‪ .‬معارفي فريدة‬


‫السنة األولى ل‪.‬م‪.‬د جذع مشترك‬ ‫مقياس مدخل االقتصاد‬ ‫ملخص بحث الاستهالك‬

‫ويظهر أثرها في تحديد حجم االستهالك بالنسبة إلى مستوى دخل معين‪ ،‬وهو يؤثر في قرار المستهلك المتعلق‬
‫بكيفية تقسيم دخله بين اإلنفاق االستهالكي واالدخار‪ ،‬فاإلقالل من االستهالك ينطلق من دوافع ذاتية نذكرها‪:‬‬
‫‪-‬دافع الحيطة الذي يجعل الفرد يحدد الجزء الذي يحتفظ به من دخله لمواجهة الحاالت الطارئة؛‬
‫‪-‬دوافع المستقبل للمرض والكبر؛‬
‫‪-‬دوافع االحتساب يخلق االستشعار بالحاجات المستقبلية؛‬
‫‪-‬دافع تحسين المستوى المالي يجعل الفرد يقلل من االستهالك في الحاضر ليستثمر ويزيد دخله في المستقبل؛‬
‫‪-‬دافع التبين واالستقالل المالي الذي يشجع الفرد على عقد صفقات والدخول في مضاربات في البورصات‪،‬‬
‫‪-‬دافع الشح وحب تجميع المال كسلوك ذاتي من غير غايات أو أهداف‪.‬‬
‫وحسب االقتصادي "جون مينارد كينز" تتمثل العوامل الذاتية المؤثرة في االستهالك في‪:‬‬
‫‪-‬تكوين االحتياطي الطارئ وغير المتوقع؛‬
‫‪-‬إيجاد ظروف أمثل في المستقبل؛‬
‫‪-‬التمتع باستهالك حقيقي أكبر في المستقبل؛‬
‫‪-‬االدخار لتحقيق غايات المضاربة والمتاجرة‪.‬‬
‫‪.2.3‬الــــعوامل الــموضوعية‪:‬‬
‫حسب االقتصادي "كينز" هي متغيرات تنطلق من أسباب اقتصادية وتخلق ضغوطات لزيادة درجة "نزوع الفرد‬
‫نحو االستهالك" أو إلنقاصه بغض النظر عن المستوى العام لدخله‪ ،‬ويدخل في هذه العوامل الربح والخسارة التي تطرأ‬
‫على األصول الرأسمالية التي يملكها المستهلك والتي ال تحدث تغييرا في الدخل‪.‬‬
‫وتعتبر العوامل الموضوعية عوامل كمية يمكن قياسها وهي‪:‬‬
‫‪-‬الــدخل‪ :‬ي ؤثر ال دخل في االس تهالك ت أثيرا طردي ا فزي ادة ال دخل ينعكس في زي ادة ش راء الس لع والخ دمات والعكس‬
‫صحيح؛‬
‫‪-‬المســتوى العــام ألســعار الســلع‪ :‬ت ؤثر أس عار الس لع ت أثيرا عكس يا على االس تهالك‪ ،‬فإرتف اع أس عار الس لع يقل ل من‬
‫اإلنفاق اإلستهالكي لألفراد؛‬
‫‪-‬أسعار الســلع البديلـة‪ :‬إن ارتف اع أس عار الس لع ي ؤدي بالمس تهلك إلى ش راء الس لع البديل ة والتخلي عن الس لعة ال تي‬
‫ارتفع سعرها وكمثال التخلي عن استهالك السلع المستوردة واإلكتفاء ببدائلها من السلع المحلية؛‬
‫‪-‬العوامــل البيئيــة والموقــع الجغــرافي‪ :‬يت أثر االس تهالك ب التوزيع الجغ رافي والبي ئي للس كان‪ ،‬حيث أن االس تهالك‬
‫يختلف بين المناطق الحضرية والنائية‪ ،‬فسكان الحضر يختلف نمط استهالكهم على نمط سكان الريف؛‬
‫‪-‬معدل الفائدة‪ :‬حس ب االقتص ادي "كي نز" تعت بر أس عار الفائ دة عوائ د وح وافز لالدخ ار‪ ،‬فزي ادة أس عار الفائ دة يش جع‬
‫األفراد على التوجه نحو االدخار على حساب تقليل االستهالك‪.‬‬

‫د‪ .‬معارفي فريدة‬

You might also like