You are on page 1of 7

‫المبحث االول ‪ :‬مفهوم و تشكيل المحكمة الدستورية‬

‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم المحكمة الدستورية‬

‫المحكمة الدستورية هي هيئة قضائية مستقلة تتكون من أعضاء من ذوي الكفاءة‬


‫والخبرة في مجال القانون‪ ,‬وهى أعلى سلطة قضائية في البالد بصورة عامة إن المحكمة‬
‫الدستورية هي صاحبة القول الفصل بتوافق أى قانون أو مرسوم أو قرار أو حكم قضائي‬
‫مع الدستور الذي هو التشريع األعلى في البالد وال يجوز مخالفته‪.‬‬

‫يتم إحالة الدعوى إلى المحكمة الدستورية عادة من طريقين األول هو شك المحكمة بعدم‬
‫دستورية قانون معين وبالتالي تقوم هي بتحريك الدعوى لدراسة دستوريته‪ ،‬أو يمكن‬
‫للحكومة أو البرلمان أو أي جهة أخرى حسب دستور كل بلد الطعن بعدم دستورية تشريع‬
‫أو حكم قضائي ما فتقوم المحكمة الدستورية العليا بالنظر في دستورية الموضوع‬
‫المطعون فيه‪ .‬كما تختص المحكمة الدستورية بتفسير مواد الدستور بناء على طلبات تقدم‬
‫إليها وفق دستور كل بلد‪ ,‬لالسترشاد أثناء وضع المراسيم والتشريعات‪ .‬وقد يضاف إلى‬
‫صالحياتها محاكمة كبار المسؤولين في الدولة مثل رئيس الجمهورية حسب دستور كل‬
‫دولة‪.‬‬

‫إن األحكام الصادرة على المحكمة الدستورية قطعية وغير قابلة للطعن باعتبارها أعلى‬
‫سلطة قضائية في البالد‪.‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬

‫الدعاوى الدستورية هى دعاوى عينية بطبيعتها‪ ،‬وعليه فإن األحكام الصادرة عن المحكمة‬
‫الدستورية سواء باستيفاء النصوص التشريعية ألوضاعها الشكلية أو بموافقتها أو تعارضها‬
‫مع األحكام الموضوعية في الدستور‪ ،‬تكون لها حجية مطلقة قبل الكافة وهي ملزمة لجميع‬
‫سلطات الدولة‪ .‬كما أن أحكام المحكمة وقراراتها نهائية وغير قابلة للطعن يتم نشرها في‬
‫الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬تشكيل المحكمة الدستورية‬

‫تتشكل المحكمة الدستورية من اثني عشر ‪ 12‬عضوا ‪ ،‬وهو نفس العدد الذي يتشكل منه‬
‫المجلس الدستوري في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2016‬إذ يتوزع أعضاء المحكمة‬
‫الدستورية على سلطتين هما السلطة التنفيذية والسلطة القضائية‪ ،‬دون إحداث المؤسس‬
‫الدستوري التوازن بين السلطتين من الناحية العددية‪ ،‬ويضاف إلى تمثيل السلطتين‬
‫المذكورتين تمثيل كفاءات الجامعة وهو ألول مرة يأخذ به المؤسس الدستوري في الجزائر‬
‫بنص صريح‪ ،‬إذ يتواجد ضمن تشكيلة المحكمة الدستورية اساتذة القانون الدستوري‪ ،‬وهو‬
‫أمر ضروري نظرا الختصاصات المحكمة الدستورية التي تحتاج إلى كفاءات في القانون‬
‫الدستوري‪ ،‬ويساهم هذا العنصر‪ L‬في منح استقاللية للمحكمة الدستورية تجاه السلطات‬
‫العامة في الدولة‪ .‬إن تحديد المؤسس الدستوري لعدد أعضاء المحكمة الدستورية وعدم‬
‫ترك المسألة للسئطة التنفيذية أو السلطة التشريعية يعد ضمانة الستقاللية المحكمة‬
‫الدستورية خالفا للحاالت التي يسكت فيها المؤسس الدستوري عن تحديد أعضاء الجهة‬
‫التي تتولى الرقابة على دستورية القوانين حيث يشكل سكوت المؤسس الدستوري تأثيرا‬
‫سلبيا على استقالل المحكمة الدستورية أو المحلس الدستوري ويفتح بابا الحتمال التأثير‬
‫على الجهة من قبل السلطات العمومية للدولة‪.‬‬

‫كما أن المؤسس الدستوري جمع بين أسلوب التعيين وأسلوب االنتخاب في تشكيلة‬
‫المحكمة الدستورية وذلك تفاديا للضغط الذي يتعرض له االعضاء من قبل الجهة التي‬
‫عينتهم في حال االكتفاء بأسلوب التعيين وتفاديا لنضغط السياسي الذي يقع تحنه االعضاء‬
‫المنتحبين في حال االكتفاء بأسلوب االنتحاب فقط‪.‬‬

‫وعليه فإن االعضاء االثني عشر ‪ 12‬يتوزعون عدديا على النحو التالي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تمثيل السلطة التنفيذية‬

‫تمثل السلطة التنفيذية بأربعة ‪ 04‬أعضاء يختارهم ويعينهم رئيس الجمهورية من بينهم‬
‫رئيس المحكمة الدستورية‪ ،‬وهو نفس العدد الذي كان يعينه رئيس الجمهورية ضمن‬
‫تشكيلة المجلس الدستوري‪ ،‬والذي يشمل أيضا رئيس المجلس الدستوري‪ ،‬غير أنه تخلى‬
‫المؤسس الدستوري في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬عن منح رئيس الجمهورية‬
‫صالحية تعيين نائب رئيس المحكمة الدستورية من بين االعضاء االربعة كما كان معمول‬
‫به في تشكيلة المحلس الدستورى‪ ،‬غير أنه كنا نحبذ لو ترك المؤسس الدستوري أمر‬
‫تعيين رئيس المحكمة الدستورية لالنتخاب من قبل جميع أعضاء المحكمة الدستورية بدال‬
‫من تعيينه من بين االعضاء المعينين من قبل رئيس الجمهورية حتى تتمتع المحكمة‬
‫الدستورية باستقاللية أكبر‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تمثيل السلطة القضائية‬

‫تمثل السلطة القضائية بعضوين ‪ 02‬يتم انتخابهما من بين قضاة المحكمة العليا وبمجلس‬
‫الدولة بالتساوي‪ ،‬إذ تمثل كل جهة قضائية بعضو واحد ضمن تشكيلة المحكمة الدستورية‪،‬‬
‫وهنا المؤسس الدستورى أخذ باالنتخاب بدال من التعيين‪ ،‬غير أنه وعلى الرغم من تبني‬
‫المؤسس الدستوري ألسلوب االنتخاب‪ ،‬إال أن القاضيان معينان بحكم منصبهما مما يعد‬
‫تعينا حكميا ‪ .‬كما لم تبين المادة ‪ 186‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬كيفية انتخاب‬
‫العضوان‪ L.‬بالرجوع إلى النظام الداخلي للمحكمة العليا لسنة ‪ 2005‬بحد أنه تضمن النص‬
‫في المواد من ‪ 48‬إلى ‪ 59‬منه على موضوع ترشح قاضي أو أكثر للعضوية في إحدى‬
‫هيئات أو مؤسسات الدولة بما فيها المحكمة الدستورية حاليا حيث يتم عقد جمعية عامة‬
‫ويستدعى القضاة الناخبين‪ ،‬كما تضمنت المواد المذكورة النص على النصاب القانونى‬
‫النعقاد الجمعية العامة االنتخابية‪ ،‬مكتب التصويت التصويت بالوكالة األغلبية المطلقة في‬
‫الدور األول أو إجراء دور ثان في حال عدم حصول أي مرشح على االغلبية المطلقة‪،‬‬
‫محضر الفرز اعالن النتائج وبالرجوع إلى النظام الداخلي لمجلس الدولة لسنة ‪ 2019‬أنه‬
‫نجد تضمن كيفية انتخاب قضاة مجلس الدولة لدى الهيئات ومؤسسات الدولة االخرى‬
‫والسيما المجلس االعلى للقضاء والمجلس الدستوري حاليا المحكمة الدستورية حيث نص‬
‫على العملية االنتخابية في المواد من ‪ 104‬إلى ‪ 113‬مه حيث تضمنت هذه المواد تنظيم‬
‫العملية االنتخابية من خالل النص على مكتب التصويت‪ L‬كيفيات الترشح‪ ،‬التصويت‬
‫بالوكالة محضر الفرز إعالن نتائج الدور االول أو اللجوء إلى دور ثان إذا لم يحصل أي‬
‫مرشح على اغلبية مطلقة‪ ،‬عملية االحتجاج على قانونية التصويت‪.‬‬

‫بخصوص تمثيل السلطة القضائية فى المجلس الدستوري فهو أربعة ‪ 04‬قضاة مناصفة‬
‫بين بمجلس الدولة والمحكمة العليا‪ ،‬وبالتالي قلص المؤسس الدستوري عدد االعضاء الذين‬
‫يمثلون السلطة القضائية ضمن تشكيلة المحكمة الدستورية بالمقارنة مع تمثيلها ضمن‬
‫تشكيلة المجلس الدستوري في تعديل ‪ ،2016،‬وتكمن أهمية تمثيل السلطة القضائية ضمن‬
‫تشكيلة المحكمة الدستورية فى وجود جانب اجرائى فى عمل وسير المحكمة الدستورية‬
‫من األفضل تواجد قضاة كوهم أدرى بالجوانب اإلجرائية من أساتذة القانون الدستوري‬
‫باإلضافة إلى مسايرة عملية توسيع االخطار ال سيما بعد استحداث آلية الدفع بعدم‬
‫الدستورية في التعديل الدستوري لسنة ‪. 2016‬‬

‫تجدر االشارة أنه يمكن تعيين أعضاء قضاة من المحكمة العليا أو بمحلس الدولة فى إطار‬
‫فتة أربعة ‪ 04‬أعضاء المعينين من قبل رئيس الجمهورية‪ ،‬إذ ال‬

‫يوجد ما يمنع ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أساتذة القانون الدستوري (تمثل الهيئة الناخبة )‬

‫تضم تشكيلة المحكمة الدستورية ستة ‪ 6‬أساتذة جامعيين ينتخبون باالقتراع العام من بين‬
‫أساتذة القانون الدستوري‪ ،‬غير أنه يطرح هذا الصنف العديد من التساؤالت حول كيفية‬
‫تحديد اساتذة القانون الدستوري‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مهام المحكمة الدستورية في الجزائر‬

‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة علي دستورية القوانين‬

‫يحتل موضوع الرقابة على دستورية القوانين مكانة متميزة في الدراسات الدستورية‬
‫والسياسية حسب أهمية القضاء الدستوري والرهانات المطروحة عليه في خلق شروط‬
‫انتظام الحياة السياسية وتنظيم ممارستها‪ ،‬باعتباره جهاز قوي لحماية حقوق وحريات‬
‫المواطن في مواجهة الدولة وسلطاتها فيكون حارس الشرعية الدستورية لضمان وحدة‬
‫النظام القانوني ويقصد بمبدأ الرقابة على دستورية القوانين بأنه تكليف جهة معينة بمهمة‬
‫التحقق من مدى مطابقة القوانين والمراسيم والقرارات‪ L‬الصادرة عن السلطات العامة في‬
‫الدولة لمقتضيات الوثيقة الدستورية‪ ،‬تمهيدا لعدم إصدارها إذا كانت لم تصدر‪ ،‬أو االمتناع‬
‫عن تطبيقها إذا كانت قد صدرت فعال‪ .‬ومن هذا المنطلق تظهر أهمية الرقابة الدستورية‬
‫لتأكيد سيادة وسمو الدستور وتطهير التشريعات مما يعلق بها من مخالفات دستورية إن‬
‫عدم تقرير الوسيلة الفاعلة لحماية مبدأ سمو الدستور‪ ،‬يجعل من مبدأ سمو الدستور أمرا‬
‫نظريا بحتا وعبثا ال طائل من وراءه‪ ،‬ويدع الدستور عرضة النتهاك واعتداء السلطات‬
‫األخرى عليه وال سيما السلطة التشريعية لذلك يتفق الفقه الدستورى على أن الضمانة‬
‫الفاعلة والرئيسية لحماية مبدأ سمو الدستور هي تنظيم الرقابة على دستورية القوانين‪.‬‬

‫وعلى الرغم من اختالف وسائل الرقابة على دستورية القوانين باختالف األنظمة‬
‫الدستورية في الدول المختلفة إال أنها بمجملها تؤول إلى أسلوبين رئيسيين وهما الرقابة‬
‫السياسية والرقابة القضائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬انواع الرقابة علي دستورية القوانين‬

‫أوال ‪ :‬الرقابة القضائية ‪:‬‬

‫يقصد بهذا النوع من الرقابة أن تتولى هيئة قضائية مراقبة دستورية القوانين‪ ،‬أى أن‬
‫يتولى القضاء فحص القوانين ليتحقق من مطابقة أحكامها للدستور وإ سناد هذه الرقابة‬
‫للجهات القضائية له العديد من المزايا نظرا لما يتسم به رجال القضاء على ضمانات‬
‫الحياد والموضوعية‪ L‬واالستقاللية في مباشرة وظيفتهم‪ ،‬وكذا لما لهم من مؤهالت قانونية‬
‫تسمح لهم لالضطالع بمهمة فحص القوانين للتعرف على مدى موافقتها ألحكام الدستور‪،‬‬
‫إضافة إلى ما تضيفه الرقابة القضائية لألفراد من حرية التقاضي وحق الدفاع وعالنية‬
‫الجلسات مما يجعلها رقابة حقيقية وفعالة‪ ،‬وهو ما دفع بالكثير من الدول إلى األخذ بها‪،‬‬
‫غير أن هذه الدول لم تتفق على أسلوب واحد في هذا الشأن‪ ،‬فمنها من منحت اختصاص‬
‫الرقابة على دستورية القوانين للمحاكم العادية على غرار ما تأخذ به الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ومنها من أنشأت أجهزة قضائية تختص بهذا النوع من الرقابة التي قد تختص‬
‫بها أيضا محكمة عليا أو محكمة دستورية أو هيئة قضائية أخرى‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الرقابة السياسية ‪:‬‬

‫هي رقابة وقائية سابقة على صدور القانون بحيث تمنع إصدار قانون مخالف ألحكام‬
‫الدستور‪ ،‬وهذه الرقابة تفترض وجود هيئة أنشأها الدستور تكون مهمتها التحقق من‬
‫مطابقة أعمال السلطات العامة وبخاصة السلطة التشريعية ألحكام الدستور بحيث تتمتع‬
‫تلك الهيئة بمكانة عليا تستطيع من خاللها توقيع الجزاء‪ ،‬أو الحد من االختصاصات أو‬
‫منع تنفيذ األعمال الصادرة المعارضة ألحكام الدستور‪ .‬وتعتبر فرنسا من أهم الدول التي‬
‫يسود فيها هذا األسلوب‪ ،‬فقد اعتمدته في دستور ‪ ، 1799‬وبموجب صدور دستور‬
‫الجمهورية الخامسة لسنة ‪ 1958‬فقد بات يطلق على الهيئة السياسية التي تباشر الرقابة‬
‫الوقائية على دستورية القوانين اسم المجلس الدستوري والمالحظ سارت غالبية الدول على‬
‫نهج فرنسا‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫استحدث المؤسس الدستوري الجزائري في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬محكمة‬


‫دستورية كمؤسسة دستورية مستقلة تتولى الرقابة على دستورية القوانين وضبط سير‬
‫المؤسسات ونشاط السلطات العمومية وصالحيات أخرى‪ ،‬وبذلك كلفها المؤسس الدستوري‬
‫بضمان احترام الدستور لتحل مجل المحلس الدستوري‪.‬‬

‫كما نص المؤسس الدستوري على تشكيلة المحكمة الدستورية والتي احتفظت ببعض‬
‫الخصائص التي ميزت تشكيلة المحلس الدستوري‪ ،‬غير أنه غير من تركيبة تشكيلة‬
‫المحكمة الدستورية بالمقارنة مع المحلس الدستوري‪ ،‬كما أضاف العديد من الشروط لتولي‬
‫العضوية بالمحكمة الدستورية والتي لم يكن منصوص عليها بخصوص تشكيلة المحلس‬
‫الدستوري‪ ،‬وتضمن التعديل الدستوري أيضا النص على النظام القانوني لعضو المحكمة‬
‫الدستورية‪ ،‬السيما الضمانات الممنوحة للعضو بما يضمن استقاللية للمحكمة الدستورية‬
‫من الناحية العضوية تجاه السلطات العامة في الدولة‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ -‬اوکیل محمد‪ ,‬امين‪,‬مؤسسة المجلس الدستورى بين الضل الرئاسي الحاضر و العمل‬
‫الرقابي الغائب‪ ,‬الجزائر سنة ‪ .2020‬غربی احسن‪ ,‬قراءة فى تشكيلة المحكمة الدستورية‬
‫في ضل التعديل الدستورى فى الجزائر لسنة ‪. 2020‬‬

‫‪ -‬يعيش تمام شوقي‪ ,‬طبيعة المجلس الدستوري الجزائري حسب التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ 2016‬دراسة مقارنة بالمجلس الدستوري الفرنسي‪.‬‬

‫‪ -‬حماد صابر‪ ,‬الوجيز فى القانون الدستورى و المؤسسات السياسية النظرية العامة‪,‬‬


‫الجزء االول سنة ‪.2015‬‬

‫‪ -‬رائد صالح احمد قنديل‪ ,‬الرقابة علي دستورية القوانين دراسة مقارنة دار النهضة‬
‫العربية‪ ,‬مصر ‪.2010‬‬

You might also like