Professional Documents
Culture Documents
مفهوم وتشكيل المحكمة الدستورية
مفهوم وتشكيل المحكمة الدستورية
يتم إحالة الدعوى إلى المحكمة الدستورية عادة من طريقين األول هو شك المحكمة بعدم
دستورية قانون معين وبالتالي تقوم هي بتحريك الدعوى لدراسة دستوريته ،أو يمكن
للحكومة أو البرلمان أو أي جهة أخرى حسب دستور كل بلد الطعن بعدم دستورية تشريع
أو حكم قضائي ما فتقوم المحكمة الدستورية العليا بالنظر في دستورية الموضوع
المطعون فيه .كما تختص المحكمة الدستورية بتفسير مواد الدستور بناء على طلبات تقدم
إليها وفق دستور كل بلد ,لالسترشاد أثناء وضع المراسيم والتشريعات .وقد يضاف إلى
صالحياتها محاكمة كبار المسؤولين في الدولة مثل رئيس الجمهورية حسب دستور كل
دولة.
إن األحكام الصادرة على المحكمة الدستورية قطعية وغير قابلة للطعن باعتبارها أعلى
سلطة قضائية في البالد.
مالحظة :
الدعاوى الدستورية هى دعاوى عينية بطبيعتها ،وعليه فإن األحكام الصادرة عن المحكمة
الدستورية سواء باستيفاء النصوص التشريعية ألوضاعها الشكلية أو بموافقتها أو تعارضها
مع األحكام الموضوعية في الدستور ،تكون لها حجية مطلقة قبل الكافة وهي ملزمة لجميع
سلطات الدولة .كما أن أحكام المحكمة وقراراتها نهائية وغير قابلة للطعن يتم نشرها في
الجريدة الرسمية.
المطلب الثانى :تشكيل المحكمة الدستورية
تتشكل المحكمة الدستورية من اثني عشر 12عضوا ،وهو نفس العدد الذي يتشكل منه
المجلس الدستوري في ظل التعديل الدستوري لسنة ،2016إذ يتوزع أعضاء المحكمة
الدستورية على سلطتين هما السلطة التنفيذية والسلطة القضائية ،دون إحداث المؤسس
الدستوري التوازن بين السلطتين من الناحية العددية ،ويضاف إلى تمثيل السلطتين
المذكورتين تمثيل كفاءات الجامعة وهو ألول مرة يأخذ به المؤسس الدستوري في الجزائر
بنص صريح ،إذ يتواجد ضمن تشكيلة المحكمة الدستورية اساتذة القانون الدستوري ،وهو
أمر ضروري نظرا الختصاصات المحكمة الدستورية التي تحتاج إلى كفاءات في القانون
الدستوري ،ويساهم هذا العنصر Lفي منح استقاللية للمحكمة الدستورية تجاه السلطات
العامة في الدولة .إن تحديد المؤسس الدستوري لعدد أعضاء المحكمة الدستورية وعدم
ترك المسألة للسئطة التنفيذية أو السلطة التشريعية يعد ضمانة الستقاللية المحكمة
الدستورية خالفا للحاالت التي يسكت فيها المؤسس الدستوري عن تحديد أعضاء الجهة
التي تتولى الرقابة على دستورية القوانين حيث يشكل سكوت المؤسس الدستوري تأثيرا
سلبيا على استقالل المحكمة الدستورية أو المحلس الدستوري ويفتح بابا الحتمال التأثير
على الجهة من قبل السلطات العمومية للدولة.
كما أن المؤسس الدستوري جمع بين أسلوب التعيين وأسلوب االنتخاب في تشكيلة
المحكمة الدستورية وذلك تفاديا للضغط الذي يتعرض له االعضاء من قبل الجهة التي
عينتهم في حال االكتفاء بأسلوب التعيين وتفاديا لنضغط السياسي الذي يقع تحنه االعضاء
المنتحبين في حال االكتفاء بأسلوب االنتحاب فقط.
وعليه فإن االعضاء االثني عشر 12يتوزعون عدديا على النحو التالي :
تمثل السلطة التنفيذية بأربعة 04أعضاء يختارهم ويعينهم رئيس الجمهورية من بينهم
رئيس المحكمة الدستورية ،وهو نفس العدد الذي كان يعينه رئيس الجمهورية ضمن
تشكيلة المجلس الدستوري ،والذي يشمل أيضا رئيس المجلس الدستوري ،غير أنه تخلى
المؤسس الدستوري في التعديل الدستوري لسنة 2020عن منح رئيس الجمهورية
صالحية تعيين نائب رئيس المحكمة الدستورية من بين االعضاء االربعة كما كان معمول
به في تشكيلة المحلس الدستورى ،غير أنه كنا نحبذ لو ترك المؤسس الدستوري أمر
تعيين رئيس المحكمة الدستورية لالنتخاب من قبل جميع أعضاء المحكمة الدستورية بدال
من تعيينه من بين االعضاء المعينين من قبل رئيس الجمهورية حتى تتمتع المحكمة
الدستورية باستقاللية أكبر.
تمثل السلطة القضائية بعضوين 02يتم انتخابهما من بين قضاة المحكمة العليا وبمجلس
الدولة بالتساوي ،إذ تمثل كل جهة قضائية بعضو واحد ضمن تشكيلة المحكمة الدستورية،
وهنا المؤسس الدستورى أخذ باالنتخاب بدال من التعيين ،غير أنه وعلى الرغم من تبني
المؤسس الدستوري ألسلوب االنتخاب ،إال أن القاضيان معينان بحكم منصبهما مما يعد
تعينا حكميا .كما لم تبين المادة 186من التعديل الدستوري لسنة 2020كيفية انتخاب
العضوان L.بالرجوع إلى النظام الداخلي للمحكمة العليا لسنة 2005بحد أنه تضمن النص
في المواد من 48إلى 59منه على موضوع ترشح قاضي أو أكثر للعضوية في إحدى
هيئات أو مؤسسات الدولة بما فيها المحكمة الدستورية حاليا حيث يتم عقد جمعية عامة
ويستدعى القضاة الناخبين ،كما تضمنت المواد المذكورة النص على النصاب القانونى
النعقاد الجمعية العامة االنتخابية ،مكتب التصويت التصويت بالوكالة األغلبية المطلقة في
الدور األول أو إجراء دور ثان في حال عدم حصول أي مرشح على االغلبية المطلقة،
محضر الفرز اعالن النتائج وبالرجوع إلى النظام الداخلي لمجلس الدولة لسنة 2019أنه
نجد تضمن كيفية انتخاب قضاة مجلس الدولة لدى الهيئات ومؤسسات الدولة االخرى
والسيما المجلس االعلى للقضاء والمجلس الدستوري حاليا المحكمة الدستورية حيث نص
على العملية االنتخابية في المواد من 104إلى 113مه حيث تضمنت هذه المواد تنظيم
العملية االنتخابية من خالل النص على مكتب التصويت Lكيفيات الترشح ،التصويت
بالوكالة محضر الفرز إعالن نتائج الدور االول أو اللجوء إلى دور ثان إذا لم يحصل أي
مرشح على اغلبية مطلقة ،عملية االحتجاج على قانونية التصويت.
بخصوص تمثيل السلطة القضائية فى المجلس الدستوري فهو أربعة 04قضاة مناصفة
بين بمجلس الدولة والمحكمة العليا ،وبالتالي قلص المؤسس الدستوري عدد االعضاء الذين
يمثلون السلطة القضائية ضمن تشكيلة المحكمة الدستورية بالمقارنة مع تمثيلها ضمن
تشكيلة المجلس الدستوري في تعديل ،2016،وتكمن أهمية تمثيل السلطة القضائية ضمن
تشكيلة المحكمة الدستورية فى وجود جانب اجرائى فى عمل وسير المحكمة الدستورية
من األفضل تواجد قضاة كوهم أدرى بالجوانب اإلجرائية من أساتذة القانون الدستوري
باإلضافة إلى مسايرة عملية توسيع االخطار ال سيما بعد استحداث آلية الدفع بعدم
الدستورية في التعديل الدستوري لسنة . 2016
تجدر االشارة أنه يمكن تعيين أعضاء قضاة من المحكمة العليا أو بمحلس الدولة فى إطار
فتة أربعة 04أعضاء المعينين من قبل رئيس الجمهورية ،إذ ال
تضم تشكيلة المحكمة الدستورية ستة 6أساتذة جامعيين ينتخبون باالقتراع العام من بين
أساتذة القانون الدستوري ،غير أنه يطرح هذا الصنف العديد من التساؤالت حول كيفية
تحديد اساتذة القانون الدستوري.
يحتل موضوع الرقابة على دستورية القوانين مكانة متميزة في الدراسات الدستورية
والسياسية حسب أهمية القضاء الدستوري والرهانات المطروحة عليه في خلق شروط
انتظام الحياة السياسية وتنظيم ممارستها ،باعتباره جهاز قوي لحماية حقوق وحريات
المواطن في مواجهة الدولة وسلطاتها فيكون حارس الشرعية الدستورية لضمان وحدة
النظام القانوني ويقصد بمبدأ الرقابة على دستورية القوانين بأنه تكليف جهة معينة بمهمة
التحقق من مدى مطابقة القوانين والمراسيم والقرارات Lالصادرة عن السلطات العامة في
الدولة لمقتضيات الوثيقة الدستورية ،تمهيدا لعدم إصدارها إذا كانت لم تصدر ،أو االمتناع
عن تطبيقها إذا كانت قد صدرت فعال .ومن هذا المنطلق تظهر أهمية الرقابة الدستورية
لتأكيد سيادة وسمو الدستور وتطهير التشريعات مما يعلق بها من مخالفات دستورية إن
عدم تقرير الوسيلة الفاعلة لحماية مبدأ سمو الدستور ،يجعل من مبدأ سمو الدستور أمرا
نظريا بحتا وعبثا ال طائل من وراءه ،ويدع الدستور عرضة النتهاك واعتداء السلطات
األخرى عليه وال سيما السلطة التشريعية لذلك يتفق الفقه الدستورى على أن الضمانة
الفاعلة والرئيسية لحماية مبدأ سمو الدستور هي تنظيم الرقابة على دستورية القوانين.
وعلى الرغم من اختالف وسائل الرقابة على دستورية القوانين باختالف األنظمة
الدستورية في الدول المختلفة إال أنها بمجملها تؤول إلى أسلوبين رئيسيين وهما الرقابة
السياسية والرقابة القضائية.
يقصد بهذا النوع من الرقابة أن تتولى هيئة قضائية مراقبة دستورية القوانين ،أى أن
يتولى القضاء فحص القوانين ليتحقق من مطابقة أحكامها للدستور وإ سناد هذه الرقابة
للجهات القضائية له العديد من المزايا نظرا لما يتسم به رجال القضاء على ضمانات
الحياد والموضوعية Lواالستقاللية في مباشرة وظيفتهم ،وكذا لما لهم من مؤهالت قانونية
تسمح لهم لالضطالع بمهمة فحص القوانين للتعرف على مدى موافقتها ألحكام الدستور،
إضافة إلى ما تضيفه الرقابة القضائية لألفراد من حرية التقاضي وحق الدفاع وعالنية
الجلسات مما يجعلها رقابة حقيقية وفعالة ،وهو ما دفع بالكثير من الدول إلى األخذ بها،
غير أن هذه الدول لم تتفق على أسلوب واحد في هذا الشأن ،فمنها من منحت اختصاص
الرقابة على دستورية القوانين للمحاكم العادية على غرار ما تأخذ به الواليات المتحدة
األمريكية ومنها من أنشأت أجهزة قضائية تختص بهذا النوع من الرقابة التي قد تختص
بها أيضا محكمة عليا أو محكمة دستورية أو هيئة قضائية أخرى.
هي رقابة وقائية سابقة على صدور القانون بحيث تمنع إصدار قانون مخالف ألحكام
الدستور ،وهذه الرقابة تفترض وجود هيئة أنشأها الدستور تكون مهمتها التحقق من
مطابقة أعمال السلطات العامة وبخاصة السلطة التشريعية ألحكام الدستور بحيث تتمتع
تلك الهيئة بمكانة عليا تستطيع من خاللها توقيع الجزاء ،أو الحد من االختصاصات أو
منع تنفيذ األعمال الصادرة المعارضة ألحكام الدستور .وتعتبر فرنسا من أهم الدول التي
يسود فيها هذا األسلوب ،فقد اعتمدته في دستور ، 1799وبموجب صدور دستور
الجمهورية الخامسة لسنة 1958فقد بات يطلق على الهيئة السياسية التي تباشر الرقابة
الوقائية على دستورية القوانين اسم المجلس الدستوري والمالحظ سارت غالبية الدول على
نهج فرنسا.
خاتمة :
كما نص المؤسس الدستوري على تشكيلة المحكمة الدستورية والتي احتفظت ببعض
الخصائص التي ميزت تشكيلة المحلس الدستوري ،غير أنه غير من تركيبة تشكيلة
المحكمة الدستورية بالمقارنة مع المحلس الدستوري ،كما أضاف العديد من الشروط لتولي
العضوية بالمحكمة الدستورية والتي لم يكن منصوص عليها بخصوص تشكيلة المحلس
الدستوري ،وتضمن التعديل الدستوري أيضا النص على النظام القانوني لعضو المحكمة
الدستورية ،السيما الضمانات الممنوحة للعضو بما يضمن استقاللية للمحكمة الدستورية
من الناحية العضوية تجاه السلطات العامة في الدولة.
المراجع :
-اوکیل محمد ,امين,مؤسسة المجلس الدستورى بين الضل الرئاسي الحاضر و العمل
الرقابي الغائب ,الجزائر سنة .2020غربی احسن ,قراءة فى تشكيلة المحكمة الدستورية
في ضل التعديل الدستورى فى الجزائر لسنة . 2020
-يعيش تمام شوقي ,طبيعة المجلس الدستوري الجزائري حسب التعديل الدستوري لسنة
2016دراسة مقارنة بالمجلس الدستوري الفرنسي.
-رائد صالح احمد قنديل ,الرقابة علي دستورية القوانين دراسة مقارنة دار النهضة
العربية ,مصر .2010