You are on page 1of 5

‫كيف يلتئم جرح سمير‬

‫والدة سمير الشقي‪ ،‬اللعوب‪ ،‬غائبة عن البيت فكر علي الطفل الرشيق في‬
‫مؤانسة صديقه‪.‬‬
‫في المطبخ كان علي يحظر مائدة الغذاء‪ ،‬لكن فجأة أصاب إصبعه بالسكين‬
‫الحادة‪.‬‬
‫صرخ سمير متألما‪ :‬آ آ‪...‬لقد جرحت سأموت يا إلهي آه‪ ،‬اصبعي‪.‬‬
‫أسرع علي إلى سمير‪ ،‬أمسك به إلى الحنفية و قال‪:‬‬
‫احترس‪ ،‬تعال و اغتسل الجلد حول القطع بقليل من الماء الدافئ و‬ ‫‪-‬‬
‫الصابون ‪ ،‬هيا خذ أسرع‪.‬‬
‫نظر سمير إلى جرحه و قال سمير مرتبكا‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أي ‪..‬سأصاب بنزيف حاد‪ ...‬أي أمي تعالي أنقذيني رد علي مبتسما‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫آه‪ ...‬يا صديقي ال تخش شيئا‪.‬‬
‫أحضر علي حقيبة اإلسعاف ‪ ،‬أخرج قطعة قماش نظيفة‬ ‫‪-‬‬
‫و قال‪ :‬دعني أغطي جرحك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مد سمير سبابته و قال ‪:‬‬
‫آه ‪ ،‬يا إلهي ‪...‬إنه يؤلمني‪..‬آه ‪...‬آ‪ ...‬أنا ال أرى ذلك‬ ‫‪-‬‬
‫يا إلهي‪ ...‬ماذا سأفعل ‪ .‬لن أستطيع حل الوظيفة المدرسية للغد يا‬ ‫‪-‬‬
‫إلهي!!‬
‫أخذ علي يهدأ من روع صديقه الخائف ثم قال ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال تهتم سأكتب لك وظيفتك ‪ ..‬و سأجهز الطعام بمفردي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المخلص‪.‬‬ ‫قفز سمير فرحا‪ ،‬شاكرا صديقه‬
‫سمير‪ :‬أشكرك يا علي لقد خلصتني من تمارين الرياضيات الصعبة نظر إليه‬
‫متعجبا ثم قال و هو ينزع من إصبع سمير قطعة القماش‪:‬‬
‫علي ‪ :‬دعني أر ‪...‬أم‪ .‬أنظر‪ ..‬لقد أصيب الشريان و لذلك ستأتي اإلسعافات‬
‫لمعالجتك التي ستحتاج لبعض الوقت فال تحزن‬
‫رد سمير متسائال ‪ :‬ماذا؟‪ ...‬اإلسعافات من أجل إصبعي؟ ما هذا الجنون؟‬
‫ضحك علي و قال ‪:‬‬
‫‪-‬استمع علي جيدا ‪ ،‬لقد تمزقت خاليا طبقة البشرة و هي الطبقة السطحية من‬
‫الجلد‪ ،‬و بدون شك الرسالة قد وصلت إلى الدماغ ليأمر هذا األخير بنمو خاليا‬
‫جديدة و ذلك بعد تشكل الجلطة الدموية لتتحول إلى قشرة تمنع من تسرب الدم‬
‫إلى الخارج‪.‬‬
‫بكى سمير و قال ‪ :‬أنا خائف ‪ ،‬خائف جدا‪.‬‬
‫رد علي‪ :‬ال‪ ،‬ال تخف لقد منعت دخول الجراثيم بتنظيف جرحك ‪...‬لقد كنت‬
‫أول مسعف‪.‬‬
‫فجأة يشم سمير رائحة غريبة‪ :‬ما هذه الرائحة‪...‬إنه حريق‬
‫قام علي مسرعا نحو المطبخ‪ :‬يا إلهي تركت البطاطا المقلية على النار‬
‫صرخ سمير‪ :‬ماذا؟ تتكلم عن اإلسعافات بل فكر قبلها في إسعافنا بالطعام‬
‫غادر علي الغرفة و تفقد البطاطا‪ :‬آه‪...‬الحمد هلل‪...‬جئت في الوقت المناسب‪.‬‬
‫دخل سمير إلى المطبخ متألما و قال‪ :‬هل هذه البطاطا بخير! هل حدث لها‬
‫مكروه؟!‬
‫ضحك علي‪:‬ال‪...‬ال‪...‬ال تخف لن تموت جوعا يا صديقي أال زلت تتألم؟!‬
‫قال سمير‪ :‬أجل‬
‫رد علي شارحا‪ :‬ال تهتم ‪ ،‬خاليا الجلد تتكاثر بسرعة مذهلة‪ ،‬لكن حذار أن‬
‫تتعرض لنموها ‪ ،‬ألنك لو فعلت ستنمو خاليا مبعثرة تشكل أوراما سرطانية‬
‫خطيرة ‪.‬‬
‫قال سمير‪ :‬ال‪ .‬لن أزعج هذه الخاليا ‪...‬إنها نشيطة و ستعمل طبعا عملها‪.‬‬
‫ضحك علي و استمر في الشرح أما سمير فقد انتبه إلى ما كان يقوله علي‪ .‬يفكر‬
‫متأمال عمل الخاليا‪.‬‬
‫و كأنه كان يتخيل ما يجري بينهما من حديث مؤوال له هكذا "النظام! النظام!‬
‫خذي هذه الخلية يا زميلتي وضعيها في هذا المكان‪ ،‬و أنت أيضا يا زميلتي‬
‫األخرى "‬
‫‪ -‬و هكذا سينتهي العمل في أقرب وقت غيروا اإلتجاه يا زميالتي لقد‬
‫انتهينا من بناء الجزء العلوي من الخاليا الجديدة كلكم رائعون‬
‫‪ -‬هال هو ‪...‬هال هو‪..‬خذ هذه الكرية الصقها هذا أفضل ال تتحركي أيتها‬
‫الكريات مفهوم ‪...‬هذا أمر من الدماغ ‪...‬خذي هذا عنوان رقمك الجديدين واحدة‬
‫بواحدة يا للروعة‪ ..‬األوعية تزيد طوال و الجوانب تلتصق مع بعضها ‪.‬‬
‫‪ -‬هيا تزوجوا و تكاثروا و استقيموا ‪.‬‬
‫‪ -‬يا مرحبا لقد تحولت الجلطة و أصبحت قشرة ‪ .‬و يقفز سمير فرحا‬
‫‪ -‬رائع ‪ ،‬لقد تم اإللتئام إذن ‪.‬‬
‫توقف علي من الشرح و أسرع إليه‪:‬‬
‫ما الموضوع لما أنت شارد الذهن‪.‬‬
‫قال سمير‪ :‬أوعيتي نشيطة و هي تزيد طوال بسرعة مذهلة إنتهى كل شيئ‬
‫أنظر‪.‬‬
‫نظر علي إلى إصبع سمير و هو يحركه‪.‬‬
‫و قال‪ :‬لم يعد يؤلمك ! إذن بقي شيئا لم تذكره ؟! استغرب سمير و قال ‪ :‬و ما‬
‫هو؟!‪.‬‬
‫رد علي منصرفا‪ :‬باستطاعتك كتابة الفروض بمفردك طارده سمير متظاهرا‬
‫باأللم الشديد‪.‬‬
‫آي‪...‬آي‪ ...‬أغثني يا علي عاد األلم من جديد ‪.‬‬

You might also like