You are on page 1of 220

‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪1‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫نوف يال أدمن يك‬


‫ع‬
‫للكاتبة إسراء لي‬

‫إعداد و ت ع ببه داخلبة‬

‫أية هللا دمحم‬


‫‪2‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫نوفيال أدمنتك‬
‫ُ‬
‫تعشقني!‬ ‫عندما سألته هل الزلت‬

‫قفط إبتسم وأجاب بل أدمنتك‪...‬‬


‫قد ال نجد األمان في أوطاننا‪ ،‬وقد ال نشعر بالسعادة مع‬
‫أنفسنا‪،‬وقد ال نجد يئاا م ققيع زماننا و لنننا نجد‬
‫الحلم و األمان و الراحة في عيون م نحب‬

‫‪3‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الفصل األول‬

‫‪-‬ممن بالش البوز دا‪...‬‬

‫تذمرت بها روجيدا وهى ترى زوجها ُمتجهم الوجه‪..‬ينظر إليها‬


‫حين وأخر‪..‬لينظر إليها مرة أخيرة ثم همس بـ‬
‫بـ غضب كل ٍ‬
‫قوت منبوت‬
‫ٍ‬
‫‪-‬أنتي عارفة إني رايح غصب عني فـ متقوليلئش يبقى بوزي‬
‫عامل إيه‬
‫‪-‬عقدت ذراعيها أمام قدرها وقالت بـ تعجب‪:‬هو مش اللي‬
‫بئنكوا خالص‪..‬يعني إتصالحتوا!‬
‫‪-‬هدر بـ حدة‪:‬مين قال كدا؟‬

‫‪-‬رفعت أحد حاجبيها وهتفت‪:‬م ساعة أما ساعدك يا‬


‫جاسر‪..‬م ساعة أما كنا كلنا هنموت وهو جه‬
‫وساعدك‪..‬مع إنه حقه مئساعدكش‪...‬‬

‫‪4‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أخذ ُيحرك رابطة عنقه يمينا ويسارا وكأنها طوق يخنقه‬


‫ليقول بـ إنفعال‬
‫‪-‬وإيه البتاعة دي‪...‬‬
‫ُ‬
‫ضحنت روجيدا لتمتد أناملها وتزيل تلك الرابطة وتقول بـ‬
‫مزاح‬
‫‪-‬طب بالهداوة وكل حاجة تتحل‪..‬أنت متعصب ليه!‬

‫‪-‬رفع حاجبه وقال‪:‬وسيادتك بتسألي‪...‬‬


‫أوقف السيارة على جانب الطريق وإتكئ بـ مرفقيه على‬
‫ّ‬
‫املقود ثم تشدق وهو ينظر إليها بـ ضيق‬

‫‪-‬أنتي مفنرة سهل عليا أروح فرح واحد كان حاطط عينه‬
‫على مراتي!‬

‫‪-‬إرتفع حاجبها بـ تعجب وقالت‪:‬أنا فنرت إنك قفلت املوضوع‬


‫دا ن زمان‬

‫‪5‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬حرك رأسه نافيا ثم قال‪:‬مفئش حاجة إتقفلت يا‬


‫روجيدا‪..‬أنا كل أما أفنر فـ كدا أحس بـ نار‪..‬مش مجرد أنه‬
‫ساعدني يبقى خالص نسئت‪...‬‬
‫إبتسمت روجيدا بـ عذوبة ثم أمسنت يده ّ‬
‫وقبلت باطنها‬
‫هامسة بـ نبرة أنثوية رائعة‬

‫‪-‬أنا عمري ما فنرت إني أدخل حد فـ حياتي غيرك يا‬


‫جاسر‪..‬قلبي إتقفل عليك وبس‪..‬قبولي بيه فـ مرحلة متهورة فـ‬
‫حياتنا مننتش غير وسيلة أرجعك بيها ليا‪..‬يعني هو الضحية‬
‫مش أنا‪...‬‬

‫ظل ينظر إلى عينيها الفيروزيتين الخالبتين دون أن يحيد‬


‫عنهما‪..‬وبدت عيناه تبتسم لها وحدها حتى تحولت إلى يفتاه‬
‫التي همست بـ نبرة عميقة‬

‫‪-‬طول عمر عنيك ليهم تأثير مختلف عليا‪..‬عنيك بحر أل مش‬


‫بحر‪..‬محيط ملهوش قرار وكل مادا أنا بغرق وعارف إني‬
‫بغرق بس غرق لذيذ مع األسف الشديد‬
‫‪6‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إرتفع حاجبها األيسر بـ قوة ثم قالت بـ ذهول‪:‬مع األسف‬


‫يديد‬
‫‪-‬ضحك ثم هتف وهو يميل بـ رأسه‪:‬مع األسف الشديد‪...‬‬
‫وبـ لحظة خاطفة كان قد جذبها إلى قدره ُيريح ر ُ‬
‫أسها‬
‫عليه‪..‬فـ إبتسمت قبل أن ترفع يدها وتتلمس ذلك الويم‬
‫م فوق قميصه لتسمع لعناته وتحشرج أنفاسه قبل أن‬
‫قوت أجش‬
‫ٍ‬ ‫يقول بـ‬
‫‪-‬إتقي ير عايق إذا إيتاق يا فراولة‪...‬‬
‫ُ‬
‫ضحنت بـ صخب قبل أن تقرر طاعة حديثه فـ هو أكثر م‬
‫قادق بـ إيتياقه لها‪..‬يعرت بـ يده تضم ظهرها إليه أكثر‬
‫حتى سمعت قوت إحتكاك عظامها إلى أن قررت أن تهتف‬
‫بـ إختناق‬
‫‪-‬جاسر‪..‬والدك هيتخنقوا‪...‬‬

‫‪7‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫و دون أن يرد أرخى يده عنها ولننه لم يبتعد بل لثم جبينها بـ‬
‫ُ‬
‫عمق ولم يبتعد بل أبقى يفتيه املعذبتين لها على رأسها‬
‫تلفحها أنفاسه الساخنة إلى حد اإلحتراق‪..‬لم تظ أن يزال‬
‫ُ‬
‫ذلك األمر ُيمثل هاجس له "أن روجيدا كادت أن تصبح‬
‫لرجل غيره" ولو على سبيل إسترجاعه‪..‬تعلم أنه ُمتملك حد‬‫ٍ‬
‫الجنون بها‪..‬غيرته قاتلة بل أحيانا تشعر وكأنها قبر يضيق بها‬
‫حتى يعتصر أضلعها‪..‬ولننها تعلم جيدا كيفية إحتواءه‬

‫يعرت بـ تنفسه يضيق ويفتاه تتقوسان بـ ألم لتهتف‬


‫روجيدا بـ قرامة‬
‫‪-‬جاسر وقف العربية‪...‬‬

‫لم يحتج أن يسمع إلى أمرها مرتين‪..‬بل توقف وقبل أن‬


‫ُ‬
‫يتشدق بـ كلمة وجدها تقبل يفتاه بـ رقة جعلت أنفاسه‬
‫تهدأ‪..‬ليبتسم وهو يستشعر كفها ُيمسد قدره بـ رقة وحنو‬
‫به ملحة م القلق‪..‬أبعدها عنه ثم هتف بـ عبثية وهو ينظر‬
‫إلى وجنتها الوردية‬

‫‪8‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬مفتاح هدوئي عرفاه‪..‬الواحد بدأ يحب يتعب عشان ياخد‬


‫الدوا الـ‬
‫‪-‬قاطعته بـ خجل‪:‬متنملش كلمة م كالمك الوقح يا جاسر‬

‫‪-‬ضحك وقال بـ حرارة‪:‬دا اللي بـ إيدي أعمله وأنا مش عارف‬


‫حتى أضمك ليا م غير أما يطلعلي والدك فـ البخت‪..‬يا جوز‬
‫املفاعيص دول يا مبنى األذاعة اللي فـ البئت‪...‬‬
‫ّ‬
‫الحد‪..‬قبلت‬ ‫ضحنت روجيدا بـ قوة وهي تراه يائس إلى ذلك‬
‫ُ‬
‫جانب فاه ثم همست وهي تضع رأسها على قدره‬

‫‪-‬يال عشان نروح سريع ونرجع سريع‪...‬‬


‫إرتفع قدره بـ تنفس حارق لتقول بـ جدية‬

‫‪-‬قدقني يا جاسر‪..‬الصفحة دي إتقفلت وهو دلوقتي بئبدأ‬


‫حياة جديدة‪..‬وأنا أهو جنبك ومش هروح لحتة تانية‬
‫‪-‬تأفف بـ ضيق ثم قال‪:‬أستغفر هللا العظيم يارب‪..‬يا ّ‬
‫مهون‪...‬‬

‫‪9‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أدار ُمحرك السيارة لتتحرك وال يزاال على وضعهما‪..‬بئنما‬


‫مالمح جاسر تزداد قتامة دون أن تدري روجيدا‪..‬هاجس‬
‫الرجل الذي حاول سرقة زوجته منه ال زال ُيطارده‪..‬حتى و‬
‫هى بـ أحضانه تحمل داخلها طفلين آخري له‪..‬منه وله فقط‬
‫إال أن ذكرى يوم إختطافه لها وهى ترتدي ثوبها الذي بدت‬
‫ُ‬
‫به كـ املالئنة وأنها ستزف آلخر "مجازيا" وهى ال تزال "على‬
‫ُ‬
‫ذمته" تطارده‪..‬تجعله يفقد عقله‪..‬لم ول يتجاوز ذلك اليوم‬
‫ُ‬
‫أبدا ويبدو أنها تعلم وتراعيه‬

‫بعد نصف ساعة وقلت السيارة إلى قرية الهواري‪..‬لتشتعل‬


‫مالمح جاسر بـ نيران هائجة بئنما عيناه تتحول إلى ٍ‬
‫ظالم‬
‫دامس يكاد يبتلع الجميع‪..‬إال أنه آثر الهدوء ألجلها‬
‫تحركت السيارة على الطريق الغير ُممهد وجميع األنظار‬
‫تتجه إلى جاسر بـ تعجب وذهول‪..‬إال أنه لم يأبه وقاد بـ‬
‫سيارته حتى وقل إلى منزل مروة إبنة منصور‪..‬حينها أطفأ‬

‫‪10‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫املحرك لتتجمد يداه على ّ‬
‫املقود‪..‬لتتنحنح روجيدا ثم قالت‬
‫بـ خفوت‬
‫‪-‬يال ننزل‪...‬‬

‫و دون أن تنتظر رده إستدارت تجذب رابطة عنقه ثم‬


‫ُ‬
‫هبطت‪..‬ليتبعها هو اآلخر‪..‬وقفت أمام املنزل املزدان بـ‬
‫اإلضاءات الخاقة بـ الزفاف والرجال يتراقون ويرقصون‬
‫بـ األحصنة وأقواتهم تتعالى بـ الضحكات والكلمات الرجولية‬
‫إستدارت إليه لتضع الرابطة حول عنقه وأعادت ربطها ثم‬
‫همست بـ رجاء‬
‫‪-‬حاول تسيطر على أعصابك يا جاسر‪..‬عشان خاطري بالش‬
‫أطلع أالقي ضحايا‪...‬‬
‫لم يرد عليها بل كان ينظر بـ نظرات قاتلة لكل م تجرأ ونظر‬
‫إلى الفاتنة ذات اللون األزرق الداك ‪..‬بـ الرغم م إتساعه‬
‫وإحتشامه إال أنه أظهر قدها الرائع وبروز بطنها‬

‫‪11‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الصغير‪..‬ليضع يده على خصرها ويدفعها وسط الجموع‬


‫قائال بـ خشونه وحدة أفزعتها‬
‫‪-‬طب خش ي بدل أما تبدأي تعدي م دلوقتي‪...‬‬
‫ُ‬
‫إبتلعت ريقها بـ توتر وهي ترى نظرات عيناه امل ـلتمعة بـ رغبة‬
‫عارمة بـ القتل لهؤالء الرجال الذي تجرأوا ونظروا‬
‫إليها‪..‬إبتسمت بـ إهتزاز ليهدر بـ عنف‬
‫‪-‬مضحنئش وخش ي‬
‫‪-‬حاضر‪...‬‬
‫وقبل أن تلتفت وتدلف‪..‬كان قد أمسك يدها وحذرها بـ‬
‫قرامة‬

‫‪-‬إياك‪..‬تقلعي الحجاب جوه‬

‫‪-‬تنفست بـ ثقل ثم قالت بـ هدوء ُمتزن‪:‬حاضر‪..‬ممن أدخل‬


‫بقى!‪...‬‬

‫‪12‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ترك يدها لتدلف إلى الداخل وبقى هو ُيتابع دلوفها حتى‬


‫إختفت ليتنهد بـ إرتياح ثم جلس بـ جانب أحدهم ُيحيه بـ‬
‫هدوء وكأن يئاا لم ين‬

‫دقائق مرت قبل أن يأتي منصور وعلى وجهه إبتسامة‬


‫بشوية ثم قال وهو ُيصافح جاسر الذي نهض إحتراما له‬

‫‪-‬يرفتنا يا جاسر بايا‪..‬نورتنا وهللا‬


‫‪-‬ربت جاسر على كف منصور وقال بـ إبتسامة‪:‬دا نور أهله يا‬
‫عم منصور‪..‬ألف مبروك وهللا فرحت ملروة‬

‫‪-‬هللا يبارك فيك يا جاسر بايا‪...‬‬


‫سحبه منصور ثم قال وهو يسير بـ جانبه‬
‫‪َ -‬‬
‫تعال سلم على يريف والناس اللي معايا‪..‬دا الهوارية كلهم‬
‫مبسوطين بـ وجودك‬

‫‪-‬إال أن جاسر رد وهو يبتسم بـ سخرية‪:‬مبسوطين وال‬


‫خايفين يا عم منصور!‪..‬دا أنا سمعتي وحشة هنا‬

‫‪13‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬ضحك منصور وقال‪:‬يا بايا الزم عدا‪..‬والطار دمه نشف‬


‫واألرض يربته‬
‫‪-‬إال أن جاسر رد بـ قتامة‪:‬األرض مبتشربش الدم‪..‬الحاجة‬
‫الوحيدة اللي مبتشربهاش األرض‬

‫‪-‬حرك منصور رأسه بـ تفهم ثم قال‪:‬عشان كدا متفنرش فـ‬


‫اللي فات يا بني‪..‬مراتك وعيلتك جنبك ودي حاجة تحمد ربنا‬
‫عليها‪..‬أنا عارف دخولك األرض دي بعد أخر حادثة هنا‬
‫قعب‪..‬زي ما يكون دخلت النار بـ رجليك‪...‬‬

‫تنهد جاسر و بـ داخله مراجل م النار تشتعل بـ قدره ال‬


‫يعلم سببها إال هو‪..‬وكأن الحادث كان أمس وكأن دماء "عمه"‬
‫ال تزال آثاراها على يداه‪..‬قتله لم يسعده أبدا‪..‬بل يشعر أن‬
‫ُهناك عاقفة هوارية ستصب على منزله ُمذ أن وطأت‬
‫قدماه تلك األرض‪..‬دائما ما تقطع جذع الشجرة ولن تبقى‬
‫جذورها ثابتة بـ األرض لتنبت م جديد ونبتة ثناء الهواري‬
‫وجابر الهواري قد أينعت وحان وقت القصاص‬

‫‪14‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫تنفس جاسر بـ ضيق يجثم على قدره‪..‬لئسمع قوت‬


‫منصور يهتف بـ بشاية‬
‫‪-‬وحد هللا يا جاسر يا بني‪..‬أنت قضئت على الشر اللي كان‬
‫م العيلة دي‬

‫‪-‬رد عليه جاسر بـ نبرة سوداء‪:‬الشر مبيموتش‪..‬نار الشر‬


‫مبتنطفئش ‪...‬‬
‫حرك منصور رأسه ُموافقا لرأي جاسر الذي إستعان بـ‬
‫ُ‬
‫عبارة "عمه" ع كون الشر ينتهي‪..‬فـ لو كان لننا نعئش بـ‬
‫املدينة الفاضلة كما قال‪..‬فـ الشر هو الوجهه الذي حول‬
‫بقاع العالم بـ أكملها إلى فساد وحروب‪..‬قراعات ومعارك‬
‫أهلية لطاملا حركها يرور أعمالهم زينها لهم الشيطان على‬
‫إنهم ُ"يحسنون النسل البشري"‬

‫وقال إلى مجلس العريس الذي نهض إلى جاسر ُيصافحه بـ‬
‫حفاوة ولم تفته تلك النظرة القاتلة التي رمقه بها وبـ نبرة‬
‫قاسية تشدق‬
‫‪15‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬ألف مبروك‬

‫‪-‬إبتسم يريف قائال‪:‬هللا يبارك فيك‪...‬‬

‫ظلت نظرات جاسر القاتلة في قراع مع نظرات يريف‬


‫نبرة ذات مغزى‬
‫الهادئة والذي قال بـ ٍ‬
‫‪-‬الواحد لقى خالص نصه التاني‪..‬يعني خالص دخلت‬
‫القفص وأنا مرتاح‬

‫‪-‬إبتسم جاسر م زاوية فمه وقال‪:‬كويس إنك لحقت‬


‫نفسك‬
‫‪-‬إبتسم يريف وقال‪:‬البركة فيك‪...‬‬

‫تدخل منصور قائال وهو ينظر إلى يريف‬


‫‪-‬مش ناوي تدخل تشوف عروستك وتطلع هنا وال إيه!‬
‫‪-‬تنحنح يريف وقال‪:‬هي مروة عملت كل اللي نفسها‬
‫فيه!‪..‬أنا مش هسمحلها تتحرك م جنبي‬

‫‪-‬ربت على مننبه وقال‪:‬متخافش يا بني‪..‬مروة عاقلة‬


‫‪16‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬ليرد بـ حماس‪:‬طب يال عشان عاوز أيوفها‬

‫‪-‬ضحك منصور وقال‪:‬خالص أنا هبعت بنت تدخلهم‪...‬‬

‫أومأ يريف وبـ داخله ينبض كـ مضخة عمالقة ترج أجزاء‬


‫جسده‪..‬ليتبع منصور وم خلفهما جاسر يسير بـ بطء وهو‬
‫يشعر بـ أحدهم يراقبه‪..‬لينظر م خلفه و حوله بـ نظرات‬
‫حادة كـ الصقر ولننه لم يجد أحد‪..‬زفر بـ نفاذ قبر وهو‬
‫يدعو بـ داخله أن تكون مجرد هالوس أو يعور داخلي‬
‫تبعهم إلى أن وقف أمام املنزل لتدلف أحد الفتيات إلى‬
‫داخله‪..‬سمع بعد دقائق النساء ُيطلق أقواته لينظر إلى‬
‫روجيدا التي تقف بـ جانب العروس وهى تبتسم بـ جاذبية‬
‫وكأنها تبتسم إليه‬
‫غبة‬
‫بئنما يريف أمامه قد إيتعلت عيناه بـ وهج عنيف بـ ر ٍ‬
‫قاتلة في أخذها بعيدا ع الجميع‪..‬كانت بهجة للناظر بـ ثوبها‬
‫األبيض الرائع‪..‬الذي ينسدل على جسدها بـ إنسيابية رائعة‬
‫جعلت منها مثال ّ‬
‫حي للفتنة والجمال‪..‬و وياح رأسها األبيض‬
‫‪17‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫لم يزدها إال جماال وبراءة قاتلة أقابت قلبه بـ ضربات قوية‬
‫حتى بات يستشعر قداها بـ رأسه‬
‫وقفت مروة أمامه تبتسم بـ خجل و والدها ُيسلمها إياه وهو‬
‫ُيطلق الوقايا السبع‪..‬ولننه لم يسمع حرفا مما قال‪..‬فـ‬
‫كانت كل حواسه ُمثبتة على كتلة البراءة والفتنة أمامه‪..‬كأن‬
‫ّ‬
‫عداهما‪..‬مد يده وهو يستمع إلى‬ ‫العالم قد خال م الجميع‬
‫ُ‬
‫أقوات األعيرة النارية تطلق بـ الهواء‪..‬ليحاوط رأسها ثم‬
‫جذبها إليه ُيقبل جبينها ثم همس بـ نبرة رجولية خالصة‬
‫‪-‬دخلتي حياتي نورتيها ومليتي قلبي بك‪..‬ربنا يبارك فـ أيامنا‪...‬‬

‫وضعت مروو يدها على مرفقه دون أن تجد القدرة على‬


‫الحديث‪..‬فقد تآكل الخجل جسدها كله حتى لسانها التي‬
‫تتباهى به قد أكله القط ويبع حتى التخمة‪..‬وقل بها إلى‬
‫مجلسهما بدأ الزفاف‬
‫ُ‬
‫كان يريف قد إحترم رغبتها بـ أن تقيم حفل زفافها البسيط‬
‫بـ قرية الهواري‪..‬زفاف كما يعده الصعيد م إعداد ذبائح و‬
‫‪18‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫والئم لعدة أيام‪..‬وقد بدت القرية كمكان ُمناسب وخاقة‬


‫عند تلك الشجرة‪..‬التي تحمل ذكرياتهم الخاقة‪..‬وذكرى أول‬
‫"فطيرة سنر" يتناولها م بين يديها وكم سعدت لذلك‬
‫ينس ّأية ذكرى لهما وهى حقا أكثر م سعيدة‬
‫اإلقتراح‪..‬لم َ‬
‫قاس جعلها تبتسم بـ‬
‫وهى تراه يمسك كف يدها بـ تملك ٍ‬
‫ُ‬
‫عذوبة هامسة بـ أذنه‬

‫‪-‬بحبك‪...‬‬
‫الحظت يده التي قبضت على يدها بـ قوة وأنفاسه‬
‫ُ‬
‫قوت أجش‬ ‫ٍ‬ ‫املتحشرجة التي تعالت ثم هتف بـ‬

‫‪-‬إحترمي نفسك يا مروة‪..‬أنتي مش عارفة أنا ماسك نفس ي‬


‫الكام ساعة بتوع الفرح دي إزاي!‬
‫‪-‬ضحنت بـ خجل وقالت‪:‬طب رد على كلمتي‪...‬‬
‫إلتفت إليها ثم نظر بـ دخاني عيناه إلى عينيها ُ‬
‫البنية الالمعة بـ‬
‫عمق أذابها هامسا بـ رقة وإبتسامة ملياة بـ العواطف‬

‫‪19‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬بحبك يا كرة الشعر‪...‬‬

‫*************************************‬

‫إستيقظت م نومها ونظرت بـ جانبها فـ لم تجده كما‬


‫توقعت‪..‬منذ األمس وهي تشعر بـ أن ُهناك ٌ‬
‫خطبا ما‪..‬كانت‬ ‫ُ‬
‫مالمحه ُمنقبضة وحين سألته بـ هدوء‬
‫‪-‬مالك يا جاسر!‪..‬يريف ضايقك بـ حاجة‪...‬‬

‫لوقت طويل ظنت أنه لم يسمعها إال أنه رد بـ‬


‫لم يرد عليها ٍ‬
‫قوت جامد‬
‫ٍ‬
‫‪-‬ليه بتقولي كدا!‬

‫‪-‬رفعت كتفيها وقالت‪:‬مش عارفة‪..‬يكلك بيقول فيه حاجة‬


‫‪-‬إبتسم بـ إقفرار وقال‪:‬ال أبدا‪..‬بس دخولي أرض الهوارية‬
‫تاني خالني أفتنر حاجات فنرت إني نسيتها‪...‬‬
‫وقتها تنهدت وهى تتفهم أمله وما قاساه‪..‬ولن ما يبنض بـ‬
‫داخلها ُينبئها بـ أن ُهناك ما هو أسوء‪..‬تعرف جاسر لطاملا‬
‫‪20‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ظ أنه يستطيع حمايتها بـ جهلها‪..‬ولننها تعلم‪..‬ولننه يجهل‬


‫أنها ما هي إال قشرة الثقة التي يأبى جاسر أن تتصدع‪..‬يظ‬
‫أنها بـ أمان وهى بعيدة‪..‬زفرت بـ يأس وقالت‬

‫‪-‬يا ما نفس ي تتغير‪...‬‬

‫نهضت ع الفراش ونظرت إلى الطاولة أمام الفراش‪..‬لتجد‬


‫ع ليه وجبة إفطار لذيذة بما تتناسب مع يهيتها أثناء‬
‫حملها‪..‬و زهرة حمراء جورية ورسالة غرام تحمل عطره‬
‫الرجولي لتبتسم وهى تقرأ عبارته‬
‫‪"-‬جعله هللا أجمل قباح يمر بك يا ذات العيون‬
‫ُ‬
‫الفيروزية‪..‬يا قاحبة املحيطان‪..‬تناولي إفطارك فقدت‬
‫أعددته لك بـ نفس ي وأعلم جيدا أنه سئنال إعجابك بل‬
‫ستطيري سعادة به"‪...‬‬
‫ُ‬
‫ضحنت وهى ال تصدق غروره وثقته‪..‬أدارت الورقة لتجد‬
‫عبارة‬

‫‪21‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫"ملحوظة يديدة األهمية" وبـ جانبها ُرسمت عالمة‬


‫املوت‪..‬ضحنت بـ عدم تصديق وهى تقرأ‬
‫‪"-‬سئبك م الدلع اللي ورا والكلمتين العربي‬
‫دول‪..‬متطلعئش يا روجيدا م غير الحجاب‪..‬أنا عارف إن‬
‫مفئش زفت رجالة وسامح مسافر‪..‬بس أنا مراتي ال‬
‫بتتنشف ال على رجالة وال ستات وال حتى أطفال‪..‬ودا‬
‫يدخلنا على نقطة مهمة‪..‬متلبسئش غير فستانك األسود‬
‫عشان أوسع حاجة عندك‪..‬سيبي الباقي تلبسيه ليا"‪...‬‬
‫ُ‬
‫إرتفع كال حاجبيها وهي ترى عبارته الوقحة املدونة بـ أخر‬
‫العبارة‪..‬لتضحك بعدها بـ خجل قائلة‬

‫‪-‬وقح طول عمرك‪...‬‬


‫جلست وتناولت إفطارها ثم إرتدت ثيابها املكونة م ذلك‬
‫ُ‬
‫الثوب األبيض املزي م األطراف بـ ورود زهرية ملونة‬
‫وحجاب بـ اللون الوردي‪..‬نظرت إلى هياتها بـ املرآة قبل أن‬

‫‪22‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫تهبط‪..‬لم تجد أحدا بـ القصر سوى الخادمات لتسأل‬


‫أحداه‬
‫‪-‬أومال فين طنط فاطمة!‬

‫‪-‬ردت الخادمة بـ إحترام‪:‬راحت ملدحت بيه وأخدت الست‬


‫الصغيرة معاها وقالت هتوقلها الحضانة‬
‫‪-‬أومأت بـ إبتسامة قائلة‪:‬طيب مرسيه يا حبئبتي‪..‬كملي‬
‫يغلك‬
‫‪-‬إبتسمت الخادمة وقالت‪:‬تؤمريني بـ حاجة يا هانم؟‬
‫‪-‬ردت روجيدا بـ لطف‪:‬ال يا حبئبتي‪..‬بس خلي السواق يجهز‬
‫عشان هنزل القاهرة‪...‬‬

‫أومأت الخادمة بـ طاعة ورحلت لتنفذ ما طلبته روجيدا‬

‫بعد دقائق كانت روجيدا تجلس بـ السيارة وقبل أن تنطلق‬


‫هتفت سيدة بدت في منتصف عقدها الخامس وهي تتجه‬
‫إلى السيارة ثم قالت وهى تلهث‬

‫‪23‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬أسنتي يا ست روجيدا‬

‫‪-‬عقدت روجيدا حاجبيها وتساءلت‪:‬خير يا ست أم بسمة!‬


‫ُ‬
‫‪-‬إبتسمت السيدة ذات الوجه املمتلئ وقالت‪:‬خير يا ست‬
‫الكل‪..‬نسيتي تشربي العصير‪..‬فـ جبتهولك‪...‬‬
‫أخذت روجيدا عصير ُ‬
‫البرتقال الذي يوص ي به جاسر يوميا‬
‫فهي لم ترتشفه قباحا‪..‬ثم تجرعت القليل منه لتقول وهى‬
‫تمد يدها بـ الكأس‬
‫‪-‬خالص مش قادرة‪..‬كفاية أوي كدا‬
‫‪-‬لترد أم بسمة بـ إمتعاض‪:‬بس مينفعش كدا يا ست‬
‫روجيدا‪..‬جاسر بايا يزعل مني‪...‬‬

‫ضحنت روجيدا على عفويتها لتقول م بين ضحكاتها‬

‫‪-‬مش هقوله‪..‬أقولك على حاجة!‪..‬إيربيه وكأني أنا‬


‫يربته‪..‬يال عشان أتأخرت‬
‫‪-‬تروحي وتيجي بـ السالمة‪...‬‬
‫‪24‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ثم إنطلقت السيارة لتتجه بـ روجيدا إلى يركة جاسر حتى‬


‫وقلت‪..‬وما أن دلفت حتى حياها العاملين‪..‬وبقت ماثلة أمام‬
‫املصعد تبتلع ريقها بـ توتر‪..‬تتقافز ضربات قلبها بـ جنون حتى‬
‫سمعت قوت رجوليا يهتف بـ مزاح‬
‫‪-‬على فنرة األسانسير مش هينزل تحت األرض‪...‬‬

‫إنتفضت روجيدا وهى تنظر إلى ذلك الحائط البشري الذي‬


‫ُيماثل جسد زوجها‪..‬وظلت وجهها يرتفع حتى وقلت إلى تلك‬
‫ُ‬
‫العينين الزرقاء التي تطالعنها بـ إهتمام‪..‬ليبتسم قائال‬

‫‪-‬أنتي مش طالعة!‬
‫‪-‬ها‪...‬‬
‫هذا كل ما همست به بـ ذهول قبل أن يضحك ويقول بـ إتزان‬

‫‪-‬بقول حضرتك طالعة مش كدا؟‬

‫‪-‬أومأت قائلة‪:‬أيوة‬
‫‪-‬أيار بـ رأسه ثم قال‪:‬طب مستنية إيه!‪..‬األسانسير وقل‪...‬‬
‫‪25‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫نظرت إلى األبواب املنفتحة على مصرعيها قبل أن تقول بـ‬
‫توتر‬
‫‪-‬أل إتفضل أنت‪..‬أنا مستنية حد‬

‫‪-‬لم تختف إبتسامته ليقول‪:‬على راحتك‪..‬فرقة سعيدة‪...‬‬


‫دلف هو دون أن يدع لها فرقة للرد‪..‬كل ما رأته هو وجهه‬
‫الوسيم قبل أن تنغلق األبواب ُمتبسما بـ إتزان‪..‬وضعت‬
‫ُ‬
‫يدها على قلبها املتقافز ثم سحبت نفسا عميق قائلة‬
‫‪-‬إهدي يا روجيدا‪..‬هتطلعي ع السلم زي الشاطرة‪...‬‬
‫نظرت إلى الدرج وبدأت تصعده بـ تمهل حريص‪..‬أخذت‬
‫ثالثون دقيقة حتى وقلت إلى األعلى بـ يق‬
‫األنفس‪..‬إستندت على الحائط ترتاح قبل أن تتجه إلى‬
‫منتب جاسر والتي ما أن ملحتها السنرتيرة حتى نهضت‬
‫ُمبتسمة قائلة‬

‫‪-‬نورتي الشركة يا مدام روجيدا‪...‬‬

‫‪26‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إبتسمت روجيدا بـ مجاملة ثم دلفت لتجد جاسر ُمننبا على‬


‫األوراق‪..‬إبتسمت بـ عذوبة ثم إتجهت إليه‪..‬دارت حول‬
‫منتبه لتجلس على طرفه والعجيب أنه لم يشعر بها‪..‬وهي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فضلت أن تشاهده بـ حرية‪..‬خصالته الفحمية التي‬
‫إستطالت قليال حتى جعلته جذابا بـ درجة أثارت‬
‫ُ‬
‫غيرتها‪..‬هناك نساء تنظر إلى وسامته بـ نظرات حاملة‪..‬ولننها‬
‫ُ‬
‫تهدأ ما أن سمعت عبارة جعلت املفرقعات تحوم حولها "هي‬
‫عشق ال يليق إال‬
‫فقط وماتت النساء بـ عيني" تضخم قلبها بـ ٍ‬
‫به‬

‫خرجت م يرودها على قوت تأوه وهو يضع يده خلف‬


‫عنقه‪..‬لتبتسم وتقول بـ نعومة‬
‫‪-‬كفاية ترهق نفسك!‪...‬‬
‫وجدته يرفع رأسه إليها بغتة وبدا مصدوما م رؤيتها أول‬
‫األمر ثم ما لبث أن إبتسم ونهض قائال‬

‫‪-‬أنتي هنا م أمتى!‪..‬وإزاي محستش بيكي!‬


‫‪27‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬رفعت رأسها إليه وقالت‪:‬الشغل واخد عقلك‪...‬‬

‫إتجه إليها ليحملها م خصرها ويضعها على املنتب ثم‬


‫وقف أمامها يحتض خصرها هامسا بـ عبث‬

‫‪-‬ال وهللا دا الفراولة هي اللي واخدة عقلي وبقول أمتى املوسم‬


‫بتاعها يجي!‬
‫‪-‬حاوطت عنقه ثم هتفت بـ يأس‪:‬مفئش فايدة بـ قلة أدبك و‬
‫وقاحتك‪...‬‬
‫زاد م ضمه إلى خصرها يجذبها إليه ثم داعب أنفه بـ أنفها‬
‫قائال‬
‫‪-‬ومين يبقى قدامه الحالوة دي وميبقاش قليل األدب‪..‬طب‬
‫دي تبقى عيبة فـ حقي كـ جاسر الصياد‬

‫‪-‬رفعت حاجبيها هاتفة بـ تعجب‪:‬وهللا؟‬

‫‪-‬مال بـ رأسه وقال‪:‬وهللا وهللا‪...‬‬


‫ُ‬
‫ضحنت بـ غنج وهى تقبل فنه ليهمس ويده تصعد إلى ظهرها‬
‫‪28‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬وإيه سبب الزيارة الرائعة دي!‬

‫‪-‬همست بـ إيتياق‪:‬وحشتني‪..‬دا سبب كافي!‬

‫‪-‬همس قبل أن ُيلثم وجنتها‪:‬وأكتر م كافي‪...‬‬


‫ُ‬
‫ضحنت لتجده يضع يده على ذقنها ويلتهم يفتيها بـ قبلة‬
‫عاقفة جعلت يدها تلتف حول عنقه أكثر وكأنها إن تركته‬
‫ستقع‪..‬وهو يده تلتف حولها تجذبها إليه أكثر حتى تحولت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫القبلة إلى عدة قبالت‪..‬كل قبلة أكثر جنونا وعاطفة م‬
‫سابقيها‪..‬حتى قطع خلوتهم طرق الباب ليبتعد جاسر عنها‬
‫قوت أجش‬
‫ٍ‬ ‫سريعا هاتفا بـ‬
‫‪-‬أدخل‪...‬‬
‫دلفت السنرتيرة ثم وقفت تنظر إلى روجيدا التي تتالعب بـ‬
‫أقابعها بـ إرتباك و وجنتها تحمل ُحمرة طاغية ناهيك ع‬
‫يفتيها املتورمة‪..‬ليتنحنح جاسر بـ غلظة‬

‫‪-‬خلصتي فرجة على مراتي؟‬

‫‪29‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬تنحنت السنرتيرة بـ حرج وقالت‪:‬أسفة يا فندم‬

‫‪-‬ليقول جاسر بـ جدية وجفاء‪:‬خير!‬

‫‪-‬حمحمت وقالت‪:‬الضيف مستني حضرتك بره‬


‫‪-‬عقد حاجبه وتساءل‪:‬ضيف مين‪...‬‬

‫نظرت السنرتيرة إلى األوراق ثم عادت تنظر إلى جاسر‬


‫وقالت بـ لهجة عملية‬

‫‪-‬مستر رائف األسيوطي‪...‬‬

‫‪30‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الفصل الثاني‬
‫لج ْسم َك ع ْط ٌر َخط ُير َّ‬
‫الن َو َايا‬
‫لجسمك ٌ‬
‫عطر به تتجمع كل االنوثة‪ ،‬وكل النساء‬
‫يدوخني‪ ،‬يذوبني‪ ،‬ويزرعني كوكبا في السماء‬

‫ويأخذني م فراش ي إلى أي أرض يشاء‬


‫وقت يشاء‪ ،‬لجسمك ٌ‬
‫عطر خطير النوايا‬ ‫وفي أي ٍ‬
‫وضع أطراف أقابعه على وجنتها يستشعر نعومتها وهى‬
‫نائمة بـ كل براءة‪..‬يفتيها ُمنفرجتين بـ يكا طفولي أثر عيناه‬
‫الصقرية التي تلتهم مالمحها وكأنها قطعة حلوى لذيذة‬
‫ويهية لنفسه التي تحثه على إيقاظها في نامت‬
‫كثيرا‪..‬ساعتين ُيراقبها على جمرا ساخ‬

‫لم يصدق أنها أخيرا بين ذراعيه تتعلم أبجاديات حب‬


‫ينس إعترافها الخجول ُمنذ أكثر م‬
‫جديدة على يديه ولم َ‬
‫أسبوعين‬

‫‪31‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫وقت سابق"‬
‫"عودة إلى ٍ‬
‫حملها بين ذراعيه ما أن وقال إلى النزل الذي إختاره قابر‬
‫لقضاء يهر عسلهم في عروس البحر األبيض‪..‬فـ هو يعلم‬
‫مدى عشقها لتلك املدينة الساحرة‪..‬فتح الباب دون أن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يسمح بـ إنزالها وهى تحيط عنقه وتخفض رأسها خجال منه‬
‫ُ‬
‫دلف إلى الغرفة ثم أنزلها أرضا وقبل أن تتحرك كان أحاط‬
‫قوت أجش‬
‫ٍ‬ ‫خصرها وهمس بـ‬
‫‪-‬مش مصدق إنك ليا‪..‬خالص هنا وفـ حضني ومحدش يقدر‬
‫ياخدك مني‪...‬‬
‫لم ترد عليه بل إبتسمت بـ خجل وتوتر زاد م مالمحها فتنة‬
‫بـ عيناه ُليقبل جبهتها هامسا بـ حرارة‬
‫‪-‬خش ي الحمام إتوض ي عشان أقلي بيكي‬
‫‪-‬فتحت فمها بـ ذهول وقالت‪:‬بتتكلم جد!‬

‫‪-‬أومأ بـ رأسه بـ خفوت وقال‪:‬أها‪..‬ويال أدخلي‪...‬‬

‫‪32‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أومأت بـ رأسها ودلفت وقبل أن تغلق الباب هتف هو بـ‬


‫جدية‬
‫‪-‬متخلعئش الفستان‪..‬هتصلي بيه‬

‫‪-‬لترد هى بـ تعجب‪:‬بس هو منشوف‬


‫‪-‬إبتسم ورد بـ بساطة‪:‬ملنئش دعوة‪..‬إعملي اللي قولتلك‬
‫عليه‪...‬‬
‫رفعت مننبيها بـ قلة حيلة ولم ين عليها سوى‬
‫املوافقة‪..‬وبعد دقائق كانت خرجت و وجدته جالس على‬
‫طرف الفراش وما أن أبصرها حتى نهض وعلى وجهه‬
‫إبتسامة عايقة و أخرى عابثة جعلت وجنتيها تتورد بـ قوة‬
‫ليقول دون أن يقترب منها‬
‫‪-‬أنا هدخل أتوض ى‪..‬وعندك إسدال إلبئسه فوق الفستان‪...‬‬
‫ولم يدع لها مجاال للرد بل دلف إلى املرحاض وتوضأ‪..‬وبعدما‬
‫خرج وجدها ترتدي اإلسدال وتفرك يديها بـ توتر جعله‬

‫‪33‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫يبتسم‪..‬كان يحاول الحفاظ على إتزانه حتى ال يفقد عقله‬


‫ويرهبها‪..‬خاقة أنها مرت بـ تجربة سئاة قبال‪..‬وعند تلك‬
‫النقطة أظلمت عيناه بـ قسوة لئست عليها ولن ملا مرت به‬
‫وهللا يعلم أن ذلك لم ينقص م عشقها بـ قلبه و لو ذرة بل‬
‫ينفيه أن ما حدث كان ُرغما عنها‬

‫عاد يبتسم ما أن رفعت رأسها إليه ليقول بـ خفوت حذر‬

‫‪-‬يال نصلي ركعتين‬


‫‪-‬طيب‪...‬‬

‫قالتها بـ إهتزاز وهى تنهض بـ تعثر حتى وقفت خلفه وبدءا‬


‫الصالة‪..‬كان قوته ذا بحة رخيمة رائعة أجبرت عيناها على‬
‫طفر العبرات تأثرا بـ نبرته التي تقشعر ُرغما عنها‪..‬أنهيا‬
‫الصالة وإستدار ليضع يده على رأسها ويتلو الدعاء بـ تمتمة‬
‫لم تسمعها منه‬
‫إنتفضت على يداه التي بدأت تحل وياح اإلسدال ع‬
‫رأسها لتجد نفسها تهتف بـ هلع‬
‫‪34‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬مش هتطم على نور!‬

‫‪-‬إبتسم بـ دفئ قائال‪:‬متخافئش هطم عليها‪..‬بس مش‬


‫دلوقتي‪...‬‬

‫نهض ليمد يده إليها ينتظر أن تضع كفها به‪..‬ترددت قليال‬


‫ولننها وضعت يدها به بـ األخير‪..‬ليبتسم بـ دفئ أكبر جعلها‬
‫قوت أجش‬
‫ٍ‬ ‫تبتسم ال إراديا ُليمسك كفها اآلخر هاتفا بـ‬
‫‪-‬مش هأذيكي متخافئش‬
‫‪-‬ردت بـ تلعثم‪:‬مش‪..‬مش خايفة‬
‫‪-‬ضحك وقال‪:‬طب بتترعش ي ليه!‪..‬أكيد الجو مش برد‪...‬‬

‫تفاجأت م نفسها وهى ترى حقا جسدها ينتفض بين يداه‬


‫ولم تعي أنه قد نزع عنها اإلسدال وهى ترتجف بـ عنف‪..‬ألقاه‬
‫بعيدا ثم حاوط خصرها بـ يده واآلخرى على ذقنها ليرفع‬
‫رأسها ويتناول يفتيها بـ رقة أذابتها سريعا‪..‬وما أن إبتعد عنها‬
‫حتى إتسعت عيناه وهو يرى لوحة فنية بالغة‬

‫‪35‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الفتنة‪..‬عيناها ُمغمضتين بـ قوة وأنفها قد ظهر على طرفه‬


‫إحمرارا طفيف‪..‬أما وجنتها كانتا بـ لو ٍن زهر ٍي بالغ النعومة‬
‫ُ‬
‫واألنوثة‪..‬خصالتها السوداء التي تداعب مننبيها بـ رقة ودالل‬
‫ُ‬
‫جعلت أنفاسه تتحشرج وهو يتحدى تلك الخصالت أن‬
‫يتذوقها نعومة كتفيها كما فعلت هى‪..‬إال أنه سمع همستها‬
‫التي أفقدته عقله‬

‫‪-‬جالل ملمسنئش أبدا‪...‬‬


‫"عودة إلى الوقت الحالي"‬

‫ضحك بـ خفوت وهو يتذكر إعصاره الذي سحقها به بين‬


‫أضلعه‪..‬كان وكأنه يسبح على سحابة وردية تتقافز م‬
‫حولها املفرقعات وتطير طيور الحب بـ أسهمها النافذة التي‬
‫إخترقت قلبه‬

‫عاد م ذكرياته وهو يراها تتململ بـ خفوت فـ مال إلى‬


‫يفتيها النرزية ُمقطف ثمرة يهية خفيفة حتى فتحت‬

‫‪36‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫عيناها فـ إبتسمت‪..‬ليبتسم إليها بـ نعومة ثم تشدق وهو‬


‫ُ‬
‫يقوم بـ إدارة إقبعه حول خصلتها‬
‫‪-‬قباح العسل‬

‫‪-‬فتحت ذراعيها وقالت بـ رقة‪:‬قباح الخير يا حبيبي‬


‫‪-‬مال إليها وأكمل‪:‬قباح الورد والفل والياسمين‪...‬‬
‫ُ‬
‫وما بين "الورد" والفل" و "الياسمين"‪..‬كانت يفتها تداعب‬
‫ُ‬
‫يفتيها و وجنتها و عنقها البض‪..‬لتضحك قائلة وهى تبعد‬
‫رأسه عنها‬
‫‪-‬بس بقى أنت مش بتشبع!‬
‫ُ‬
‫‪-‬دف وجهه بين خصالتها وهمس‪:‬تؤ‪..‬وال عمري هشبع‬
‫‪-‬حنت فروتها قائلة‪:‬طب هنروح فين النهاردة؟‬
‫‪-‬نفطر وأقولك‪...‬‬
‫ُ‬
‫ثم ربت على خصالتها ُيبعثرها ثم نهض وهللا وحده أعلم‬
‫كيف نهض وتركها دون أن ُيشبع أيواقه‪..‬ولننه لين هينا‬
‫‪37‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫معها فقد الحظ رجفتها تلك املرة واملرة التي تلتها لذلك‬
‫ليترفق بها وبما مرت به‪..‬فـ هي لم تن سوى طفلة لتتحمل‬
‫كل ما حدث لها‬

‫************************************‬

‫تجمدت عينا جاسر قليال ولننه قال بـ هدوء‬


‫‪-‬خمس دقايق بالظبط ودخليه‬

‫‪-‬حاضر يا فندم‪...‬‬
‫ثم دلفت إلى خارج وأغلقت الباب‪..‬إلتفت جاسر إلى روجيدا‬
‫التي تساءلت‬

‫‪-‬مين رائف دا!‬


‫‪-‬أخذ جاسر نفسا عميق ثم قال‪:‬دا يريك جديد فـ يغل‬
‫هنا‬
‫قوت خفيض‪:‬طيب‬
‫ٍ‬ ‫‪-‬همهمت بـ‬

‫‪38‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إال أنه أمرها بـ جفاء وتهديد‪:‬مسمعش قوتك وال أيوفك‬


‫تبصليه‪...‬‬
‫رفعت عيناها تنوي أن تسأله ولن نظرة عيناه القاتلة‬
‫أوقفتها لتزم يفتيها بـ ضيق وتصمت‪..‬إال أنه عاد وهتف‬

‫‪-‬إقعدي هناك‪..‬وحذاري تسلمي عليه‬


‫‪-‬ردت عليه بـ مضض‪:‬حاضر يا س ي السيد‪...‬‬

‫ولننه لم يرد بل تابعها حتى جلست وعاد هو ليجلس خلف‬


‫منتبه بـ كل هيبة و وقار‪..‬ليجد بعد دقائق قوت طرقات‬
‫هادئة يتبعها دلوف السنرتيرة يتبعها رائف األسيوطي‪..‬الذي‬
‫سبقه عطره إليها فـ أرغمها على رفع رأسها وتأمله‪..‬فغرت‬
‫يفتيها وهى ترى ذلك الرجل الذي كان يبتسم إليها بـ‬
‫ُ‬
‫األسفل‪..‬عيناه الزرقاوتين اللتان تجبران النساء على‬
‫التحديق بهما كثيرا وبنئته الجسدية التي ماثلت ضخامة‬
‫بنية جسد زوجها وكأنهما ثيران بشرية‪..‬لحيته الخفيفة التي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تزيد م وسامته وخصالته البنية الناعمة‬
‫‪39‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إنتفضت على قوت زمجرة أفزعتها وجعلت رائف يعقد‬


‫حاجبيه إال أن جاسر هتف بـ جمود‬
‫‪-‬إتفضل يا أستاذ رائف‪..‬إقعد‪...‬‬

‫أرتفع حاجبي رائف وهو يستمع إلى كلمته األخيرة التي‬


‫خرجت بـ قسوة وبعض الغل والغضب‪..‬أما عيناه العسلتين‬
‫والتي أقسم أنه رأى النيران تشتعل بهما غيرة‪..‬ليبتسم وهو‬
‫ما يرى إال رجل عايق يرى إمرأته تنظر إلى غيره‪..‬وهذا جعله‬
‫ينظر إلى روجيدا الجالسة على األرينة تنظر إلى جاسر‬
‫نظرات يائسة‪..‬عقد رائف حاجبيه وهو يرى تلك املرأة التي‬
‫كانت تقف أمام املصعد‪..‬رغم قصر الحديث ولننه إستطاع‬
‫إستنباط شخصية أنثى قوية ورائعة الجمال‪..‬أخفض عنها‬
‫وجهه وهو يلع بـ سره على عيناه الخائنة ولن تلك‬
‫ُ‬
‫الفيروزيتين العميقتين تشبه قدحي القهوة الخاقة بـ زهرته‬
‫ُ‬
‫واللتان تتشابهان بـ خاقة روجيدا في ذلك العشق املنبعث‬
‫منهما‬

‫‪40‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫لينهض رائف بـ إبتسامة ثم هتف بـ تهذيب دون أن يتقرب‬


‫منها‬
‫‪-‬قباح الخير يا مدام‪..‬أكيد حضرتك زوجة جاسر بيه مش‬
‫كدا!‪...‬‬

‫همت أن ترد ولن نبرة جاسر القوية الباترة وكأنها تقر واقع‬
‫ألجمتها عندما هتف بـ جمود‬
‫‪-‬أيوة يا أستاذ رائف‪..‬وأكيد حضرتك مش جاي عشان‬
‫تتعرف على مراتي‬

‫‪-‬إبتسم رائف ثم قال بعدما جلس‪:‬أل طبعا بس أنا يوفت‬


‫املدام تحت ومننتش أعرف إنها زوجتك‪...‬‬
‫إلتمعت عسليتاه بـ بريق ير وهو ينظر إلى روجيدا التي‬
‫أخفضت نظراتها بعيدا عنه‪..‬ضرب جاسر على سطح‬
‫املنتب ثم قال بـ فظاظة‬

‫‪-‬يال نبدأ وقت وبالش نضيعه ونضيع وقتي على الفاض ي‬

‫‪41‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬لم يهتز رائف ليقول بـ هدوء رزي ‪:‬تمام‪..‬يال نبدأ‪...‬‬

‫مرت ساعتين أسوء ما مرت على روجيدا‪..‬على الرغم م‬


‫مرور الوقت ولننها لم ترفع وجهها خوفا م نظرات جاسر‬
‫التي يرمقها بها‪..‬وتعلم أنه يرمقها بـ نظرات إن رأتها ألذابت‬
‫عظامها‬

‫رفعت روجيدا وجهها وهى تستمع إلى قوت رائف املودع ثم‬
‫قال قبل أن يرحل‬
‫‪-‬متنساش الحفلة بنرة يا جاسر بيه‪..‬هستنى حضرتك‬

‫‪-‬إبتسم جاسر بـ إقفرار‪:‬حاضر يا أستاذ رائف‪..‬طبعا‬


‫مقدرش أنس ى‪...‬‬
‫أومأ رائف بـ رأسه ثم رحل‪..‬خطوتان‪..‬إلتهم املسافة بـ‬
‫خطوتان ثم هدر وهو يقبض على ذراعيها بـ يراسة‬
‫‪ّ -‬‬
‫عمالة تتمليلي فـ جماله!‪..‬وبكل بجاحة بيقولي يوفت‬
‫مراتك تحت‪...‬‬

‫‪42‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫حنت روجيدا جبهتها تحاول الهدوء ومللمة املوقف فقد‬
‫إعتادت على يراسة غيرته ثم هتفت بـ إبتسامة‬
‫‪-‬مش بعمل اللي قولت عليه دا‪..‬أنا بس إستغربت منه‪..‬يعني‬
‫أول مرة أيوفه طبيعي يعني أقيمه‬

‫‪-‬ضيق عينيه وهدر بـ عنف‪:‬بتقيميه!‪..‬دا أنتي كنتي بتاكليه بـ‬


‫عنيكي‬
‫‪-‬هدرت روجيدا هى األخرى بـ غضب‪:‬مسمحلنش يا‬
‫جاسر‪..‬أنت عارف إني عمري ما كنت كدا وال هكون‪..‬وأنا‬
‫مش مضطرة أخليك تقتنع بـ كالمي عشان أنا مش هنذب‬
‫عليك‪...‬‬

‫قمتت وهى تستمع إلى قوت تنفسه الحاد والذي لفح‬


‫وجهها وكأنه ريح ساخنة أحرقت وجنتها‪..‬فـ أخذت روجيدا‬
‫نفسا عميق ثم هتفت بـ نبرة ناعمة وهي تتالعب بـ أزرار‬
‫قميصه‬

‫‪43‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬يا حبيبي‪..‬يا روح قلبي‪..‬أنا مقدرش أبص لحد غيرك يا‬


‫جاسر‪..‬دا أنا أموت وال أعملها‪..‬أسفة لو كنت زعلتك‬
‫‪-‬ليرد عليها وهو ُيحرك جسدها بين يديه‪:‬أنا بغير‪..‬عارفة يعني‬
‫إيه بغير!‪..‬يعني أحرق األخضر واليابس لو بس يوفت حد‬
‫بئبصلك‪..‬أنا ُمتملك فـ حبي ليكي‪..‬أنتي ليا أنا وبس‪..‬أنتي حقي‬
‫اللي مش هتنازل عنه‬
‫‪-‬إبتسمت إبتسامة رائعة وهى تهمس بـ عذوبة‪:‬أنت محور‬
‫حياتي‪..‬عنيا مبتشوفش رجالة غيرك‪..‬أنت بتمحي وجود أي‬
‫حد ملا بس بلمحك م بعيد‬

‫‪-‬إبتسم جاسر بـ عشق ثم قال‪:‬أحس ‪..‬ربنا يسخطهم قرود‬


‫فـ عينك‪...‬‬
‫ضحنت روجيدا وهى تحتض خصره ليضمها إلى قدره‬
‫ويستند بـ ذقنه على رأسها ثم همس بـ ُمداعبة‬
‫‪-‬دايما واكلة بـ عقلي حالوة كدا‬

‫‪44‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬ضحنت مرة أخرى وقالت‪:‬بس بـ مزاجك‬

‫‪-‬همس بـ حرارة‪:‬ما هو املصئبة إنه مش بـ مزاجي‪...‬‬


‫ُ‬
‫رفعت رأسها إليه ُلتقبل ذقنه املشذبة ُلتالحظ إلتواء تفاحة‬
‫آدم في حركة ُمتوترة تعلم أنه يستهلك كل قواه العقلية كي‬
‫يتحنم بـ نفسه وقد قدق حدسها وهب تسمع قوته‬
‫األجش يهمس بـ نبرة مبحوحة‬
‫‪-‬يال نمش ي عشان روموت التحنم عطل‬
‫‪-‬يال‪...‬‬
‫ُ‬
‫نطقت بها وهي تضع يد حول خصره واألخرى فوق كفه‬
‫املوضوع على مننبها‪..‬ثم دلفا إلى خارج املنتب‪..‬ليرحال‬

‫وقفا أما املصعد لتقول روجيدا بـ توتر‬

‫‪-‬جاسر‪..‬أنا مش هنزل بـ األسانسير‪..‬أنا مش عاوزة أكرر اللي‬


‫حصل قبل كدا‪...‬‬

‫‪45‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫تتذكر ُمنذ فترة لئست بـ بعيدة وهى تستقل املصعد لتأتيها‬


‫نوبتها ولن م فرط خوفها‪..‬نزفت وإضطرت الذهاب إلى‬
‫املشفى لتطمأن على حالتها‪..‬وما أن علم جاسر حتى تلبتسه‬
‫يياطين اإلنس والج ليقول بـ سخط‬
‫‪-‬هتاخدي أجازة م الكلية الهباب دي وع هللا أسمع‬
‫إعتراض‪..‬اإلجازة دي لحد أما تولدي‪..‬أما أيوف أخرتها‬
‫معاكي‪...‬‬
‫تلك الحادثة كانت بـ جامعتها وم يومها وهي ال تخطو إلى‬
‫الجامعة‪..‬لئستخدم جاسر نفوذه ُليحقق رغبته‬

‫إستفاقت على قوت جاسر وهو يتساءل بـ يك‬

‫‪-‬أومال طلعتي إزاي‬


‫‪-‬رفعت مننبيها بـ بساطة‪:‬على السلم‪...‬‬
‫قوت‬
‫ٍ‬ ‫إتسعت عينا جاسر بـ عدم إستيعاب ليهدر بعدها بـ‬
‫جعل العاملين جميعهم ينتفضوا‬

‫‪46‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬نعم‪..‬على السلم إزاي؟!‪...‬‬

‫نظرت روجيدا م حولها بـ حرج وهى ترى الجميع ينظر إليهم‬


‫بـ تعجب لتهمس م بين أسنانها‬

‫‪-‬قوتك يا جاسر‬
‫‪-‬أياح بـ يده وأكمل بـ حدة‪:‬بال قوتي بال زفت‪..‬طلعالي الدور‬
‫العاير على رجليها واملفروض مني أسقفلك وأرشحك‬
‫لألوملبيات كمان‬
‫‪-‬همست بـ تحذير‪:‬جاسر!‬
‫‪-‬بال جاسر بال بطيخ بقى‪..‬أنتي ناسية إنك حامل‪...‬‬

‫زفرت بـ يأس ولم تتحدث‪..‬ليضع يده بـ خصره وظل ينظر‬


‫إليها بـ غضب ُمشتعل لتعود وتزفر ثم تساءلت بـ قنوط‬

‫‪-‬هنعمل إيه!‬
‫‪-‬رد عليها بـ ضيق‪:‬هنعمل إيه يعني‪..‬هننزل على السلم‬

‫‪-‬إتسعت عيناها وتساءلت‪:‬إزاي؟‬


‫‪47‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬كدا‪...‬‬
‫ُ‬
‫هتف بها وهو ينحني ليحملها لتشهق بـ فزع وهي تحيط‬
‫عنقه‪..‬إمتقع وجهها خجال وهى ترى الجميع ينظر إليهم بـ‬
‫نظرات خبئثة ُمبتسمة وهم يروا رب عملهم بـ مشهد ُيعد‬
‫ُ‬
‫الحدوث‪..‬لتخفي وجهها بـ قدره‬ ‫ظاهرة كونية غير طبيعية‬
‫لتسمعه يهمس بـ عبث‬

‫‪-‬متتنسفئش يا مربى بالفراولة‪..‬دا أنا كنت بعمل أكتر م‬


‫كدا‬

‫‪-‬يهقت بـ فزع ثم هتفت وهى تضرب قدره‪:‬أسنت وأحترم‬


‫نفسك يا جاسر‪..‬إحترم مكان يغلك‪...‬‬

‫كان قد تحرك بها ليهبط عدة درجات والجميع ينظر بـ أعين‬


‫ُمتسعة ليضحك قائال بـ منر‬
‫‪-‬هللا يرحم الحق اللي‪....‬‬

‫‪48‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫وقبل أن ُينمل كانت قد قرخت بـ خجل تقاطع حديثه‬
‫ُ‬
‫املخجل‬
‫‪-‬عشان خاطري بس‪..‬ملرة واحدة بس حاول تقول كالم‬
‫محترم‬

‫‪-‬لثم جببنها ثم تشدق‪:‬ومين معاكي يقدر يكون محترم‪...‬‬


‫ُ‬
‫هبط بها خمسة أدوار لتصر بعدها أن تنمل الباقي تحت‬
‫ُ‬
‫ُمعاندته التي تشبه معاندة البغال‪..‬ولننه رضخ إليها بـ النهاية‬
‫ُ‬
‫حتى وقال إلى السيارة لئستقلها ثم إتجهت بهما قبل أن‬
‫تقول روجيدا‬
‫‪-‬عاوزة أيتري هدوم يا جاسر‪..‬عشان اللي عندي ضاقت‬
‫‪-‬طالعها بـ نظرات وقحة قبل أن يتشدق بـ عبث‪:‬فعال تخنتي‬
‫خالص‬
‫‪-‬ذمت يفتيها بـ غضب قائلة‪:‬مش هرد عليك على فنرة‬

‫‪49‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬مال إليها وهمس‪:‬يكون أحس ‪..‬عشان الشيطان مش هادي‬


‫وراس ي أبدا‪...‬‬
‫ُ‬
‫أغمضت عيناها بـ يأس وهى تحاول قدر إمكانها تجاهل‬
‫حديثه الوقح أما الجميع ليقول بعد فترة‬

‫‪-‬تعالي‪..‬في محل حلو يوفت فيه فستان عجبني‬


‫‪-‬أومأت بـ رأسها قائلة‪:‬تمام‪...‬‬

‫**************************************‬
‫وضع الهاتف على أذنه ثم هتف قائال بـ هدوء‬

‫‪-‬أيوة يا بايا‪..‬لسه طالع م الشركة ومعاه مراته‬

‫‪-‬أتاه قوتا غليظ يهتف‪:‬خليك وراهم‪..‬وأي حد له عالقة بـ‬


‫الصياد خليك وراه‬
‫‪-‬أوامرك يا بايا‪...‬‬

‫‪50‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ثم أغلق الهاتف وإنطلق بـ سيارته يتبع جاسر الصياد‪..‬بئنما‬


‫قوت‬
‫ٍ‬ ‫على الجهة األخرى وضع الهاتف أسفل فاه وهتف بـ‬
‫قاتم‬

‫‪-‬الحساب يجمع يا ب الصياد‪...‬‬

‫وضع الهاتف وتناول حبة عنب وضعتها ٍ‬


‫أيد ناعمة بـ فمه وهي‬
‫تهمس بـ قوتها الناعم كـ الحرير‬
‫‪-‬ناوي على إيه يا سيد الناس!‪...‬‬
‫أمسك كفها ُيقبله ثم هتف بـ ير‬
‫‪-‬الطار‬

‫‪-‬عقدت حاجبيها وتساءلت‪:‬هو مش كان خلص املوضوع دا‬


‫م سنين؟‪...‬‬

‫نظر إلى عينيها املغويتين بـ أخرى قاتلة ثم همس بـ نبرة‬


‫ُمخيفة‬

‫‪51‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬لو كان خلص بـ النسباله‪..‬فـ بالنسبالي هو لسه مبتداش‬


‫أقال‪...‬‬
‫إبتلعت ريقها بـ خوف م نبرته ونظراته التي تحولت إلى‬
‫ُ‬
‫أخرى لعوبة ليهتف وهو يتحسس جسدها‬

‫‪-‬ما تسئبك م الطار وتخلينا فـ النار‬


‫‪-‬ضحنت بـ قوتها الرنان ثم تشدقت‪:‬أوامرك يا سيد‬
‫الناس‪...‬‬
‫*************************************‬
‫كانت السيارة قد توقفت بـ إيارة مرورية ‪..‬وبئنما جاسر و‬
‫روجيدا يتبادالن أطراف الحديث‪..‬حتى سمعا قوت طرقات‬
‫على نافذة مقعدهم‪..‬ليفتح جاسر النافذة وهو يعقد‬
‫حاجبيه ثم تساءل بـ خفوت‬
‫‪-‬أقدر أساعدك بحاجة!‬

‫‪-‬إبتسمت السيدة وقالت بـ عتاب طفيف‪:‬نستني يا أبني‪...‬‬

‫‪52‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إزداد إنعقاد حاجبي جاسر‪..‬لينظر إلى روجيدا التي مطت‬


‫يفتيها بـ جهل ليعود وينظر إلى وجه السيدة البشوش ثم‬
‫تشدق بـ حرج‬

‫‪-‬أعذريني يا حاجة مش فاكر‬

‫‪-‬أبتسمت السيدة بـ دفء وقالت‪:‬مش مهم‪..‬أنت ليك دي فـ‬


‫رقبتي وكنت بدور عليك عشان أسدده‬
‫‪-‬هتف جاسر بـ ذهول‪:‬دي‬
‫‪-‬أومأت بـ رأسها قائلة‪:‬أيوة يا بني‪..‬هفنرك‪...‬‬
‫وقصت عليه تلك الحادثة ذلك اليوم الذي وجد به رسالة‬
‫تهديدية مع قغيرته‪..‬ليبتسم جاسر بـ إيراق وهتف‬

‫‪-‬يااااه‪..‬أنتي لسه فاكرة يا أمي‪..‬قلبك أبيض‬

‫‪-‬هتفت السيدة بـ إعتراض‪:‬ال أبدا وهللا‪..‬دا حقك‪...‬‬

‫‪53‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫وأخرجت م حقيبتها عدد م الوريقات املالية تمد يدها به‬


‫إال أن جاسر أمسك يدها ّ‬
‫وقبلها فـ خجلت السيدة ليقول‬
‫هو بـ إبتسامة‬

‫‪-‬أنتي كدة بتشتميني يا أمي‪..‬إعتبريني إبنك زي ما قولتلك‬


‫يومها ورجعي فلوسك‬

‫‪-‬ردت السيدة بـ حرج‪:‬بس دا دي !‬


‫‪-‬ليرد بـ بساطة‪:‬وأنا ُمتنازل عنه‪..‬وبعدي طلعيهم هلل‪..‬في ناس‬
‫كتير محتجاهم أكتر مني‪...‬‬

‫همت السيدة بـ اإلعتراض ليقول بـ مزاح‬


‫‪-‬قلبك أبيض بقى‬

‫‪-‬ملعت عينا السيدة بـ سعادة ثم قالت بـ قدق‪:‬هو لسه فيه‬


‫ناس زيك!‪..‬روح يا بني ربنا ما يحرق قلبك على عزيز ليك أبدا‬

‫‪-‬أمين‪..‬أمين يارب‪...‬‬

‫‪54‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫نفس الدعوة التي دعتها قبل وقد تقبلها هللا منها‪..‬عس ى أن‬
‫ُ‬
‫يتقبلها مرة أخرى وال يحرق قلبه على ٍ‬
‫عزيز لديه‬
‫نظر إلى روجيدا التي كانت تنظر إليه وعينات تلمعان بـ‬
‫عبرات ولننها عبرات فخر وعشق ليمسح على وجنتيها هامسا‬

‫‪-‬بتبصيلي كدا ليه!‬


‫‪-‬أراحت وجنتها على كفه وهمست‪:‬بدعي ربنا يحفظك ليا‪...‬‬

‫حاوط عنقها بـ يده ثم قرب رأسها إلى قدره ُيقبل جبينها‬


‫لتتحرك السيارة حتى وقلت إلى املحل املطلوب‪..‬هبطا م‬
‫السيارة ودلفا إلى الداخل‪..‬كان املحل راقي بـ حق‪..‬وهادئ‪..‬فـ‬
‫جذبها جاسر إلى أحد األثواب ذا لون أبيض م خامة‬
‫ُ‬
‫الحرير‪..‬مزي م األعلى بـ أللئ م األعلى واألسفل‪..‬واسع‬
‫هفهاف ال يظهر ُمنحنيات جسدها إال أنه بدا‬
‫رائع‪..‬تصميمه الهادئ كان ُيناسب ذوقها‬
‫حضرت العاملة لتقول بـ إبتسامة‬

‫‪55‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬أقدر أخدمكوا بـ حاجة!‬

‫‪-‬أيار جاسر إلى الثوب وقال‪:‬أنا عاوز الفستان دا‬

‫‪-‬نظرت العاملة إلى روجيدا وقالت‪:‬تجربيه األول!‬


‫‪-‬أوكيه‪...‬‬
‫ُ‬
‫أخذته العاملة وتحركت إلى أحد غرف تبديل الثياب لتتبعها‬
‫ُ‬
‫روجيدا فـ دلفت وقبل أن تغلق الباب هتفت العاملة‬

‫‪-‬لو إحتاجتي حاجة ناديلي‬


‫‪-‬إبتسمت روجيدا قائلة‪:‬مرسيه‪...‬‬
‫أغلقت الباب وأستدارت تنزع ثوبها‪..‬أخذت اآلخر وقد‬
‫تفاجأت بـ وجود سحاب‪..‬فتحته وإرتدته وقبل أن تستدير‬
‫ُ‬
‫يهقت وهى ترى جاسر يدلف إلى الغرفة‪..‬وضع يده على‬
‫فاها ثم همس بـ نبرة لعوب‬
‫‪-‬متفضحيناش‬
‫ّ‬
‫قوت منتوم إثر يده‪:‬إطلع يا جاسر بطل قلة أدب‬
‫ٍ‬ ‫‪-‬هتفت بـ‬
‫‪56‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إبتسم بـ خبث وقال‪:‬وأضيع على نفس ي فرقة املشاهدة‬

‫‪-‬ردت عليه بـ إمتعاض‪:‬ما أنت كنت هتشوفه برة‬

‫‪-‬مال إليها وهمس‪:‬بره حاجة وجوة حاجة تانية خاااالص‪...‬‬


‫همس الكلمة بـ حرارة ودفع جسدها بـ جسده ويده على‬
‫ظهرها العاري م الخلف‪..‬نظرت إليه روجيدا بـ هلع‬
‫وهمست بـ رجاء‬

‫‪-‬بالش فضايح باهلل عليك‬


‫‪-‬دف وجهه بـ عنقها وهمس‪:‬فضايح إيه!‪..‬أنتي مراتي على‬
‫سنة هللا و رسوله‪...‬‬

‫تحركت أطراف أقابعه على ظهرها فـ أرسلت رجفة عنيفة‬


‫جعلتها تتمسك به‪..‬هبطت يده إلى نهاية ظهرها لتصل إلى‬
‫السحاب فـ رفعه بـ ُبطء ُمتمهل‪..‬وأقابعه تتعمد ُ‬
‫تالمس‬
‫بشرة ظهرها فـ تحرقها‪..‬ويفتاه تقوم بـ عملها اإلحترافي وهي‬
‫ُ‬
‫تقبل عنقها وفنها بـ تمهل ُمتخابث‬

‫‪57‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أدارها لتنظر بـ املرآة ثم أردف ويداه تتحرك على خصرها‬


‫ورأسه تستند على مننبها‬
‫‪-‬مالئكي‪...‬‬

‫إبتسمت وهى تنظر إلى عيناه التي تزداد توهج كـ الشمس‬


‫تماما‪..‬تشعر بما تختلج نفسه اآلن‪..‬لوال طفليها ملا تحمل‬
‫قربها الذي يفتنه‬
‫أدارها إليه ثم أخرج أحمر يفاه م جيب بنطاله‬
‫ليفتحه‪..‬عقدت حاجبيها بـ غرابة ثم تساءلت‬

‫‪-‬بتاع مين دا!‬


‫‪-‬إبتسم إبتسامة جذابة وقال‪:‬مش فنراه‪...‬‬

‫هزت رأسها نافية‪..‬ليقوم بـ إدارته و وضعه على يفاها تحت‬


‫ذهولها ثم تشدق بـ نبرة عميقة وذات بحة رجولية‬

‫‪-‬دا قاحب الفضل فـ لقب فراولة‪..‬دا اللي ولع الشغف‬


‫جوايا ليكي‪..‬دا قاحب الفتنة األولى‪...‬‬

‫‪58‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫كان قد إنتهى م رسم يفتيها بـ أحمر الشفاه الخاص بها‬


‫والذي سرقه منها ُمنذ سبعة أعوام‪..‬عندما دلفت خارج‬
‫ُ‬
‫غرفتها بتلك النتلة النارية وأحمر يفاها الذي تذوقه‬
‫وأقبح مهووسا بـ هذا املذاق قرر اإلحتفاظ به لنفسه‬
‫أدارها إلى املرآة مرة أخرى وهى ال تكاد تستوعب ما يحدث‬
‫حولها إال أن جاسر تشدق وهو ينظر إليها بـ املرآة‬

‫‪-‬كملت طلتك‪...‬‬
‫وقبل أن تتفوه بـ كلمة كان قد أدارها إليه بـ عنف وإلتهم‬
‫يفتيها يتذوقها‪..‬كانت عيناها ُمتسعة وهي تراه يهجم عليها‬
‫ُويزيل بـ يفتيه ما رسمته يداه‪..‬يضع يديه حول وجهها بـ قوة‬
‫وجسده يدفع جسدها إلى املرآة لتستند عليها‬
‫إبتعد عنها ولعق يفتيه وكأنه يتذوق تلك ُ‬
‫القبلة ليهمس بـ‬
‫إفتنان وعينان ذات وهج ُمشتعل‬
‫‪-‬متعرفئش أنا تخيلت املشهد دا أد إيه!‪...‬‬

‫‪59‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ولم ين أقل حالوة م تخيله‪..‬بل فاقه وزاد‪..‬تماما كـ كل‬


‫مرة يقترب بها منها‪..‬نفس السحر واإلحساس‪..‬نفس املذاق‬
‫والفتنة‪..‬لم تختلف تأثيرها عليه ُمنذ سنوات وكأنه يقترب‬
‫منها ألول مرة‪..‬وال يزال املذاق الذي يحبذه‪..‬الفراولة‬
‫الطازجة‬
‫ُ‬
‫دلف خارج الغرفة تحت أنظار العاملة التي إتسعت عيناها‬
‫ُ‬
‫بـ ذهول وخجل‪..‬تبعته روجيدا التي تخفض رأسها خجال‬
‫وإحمرار وجنتها أنبئها بما حدث بـ الداخل‬
‫حاوط جاسر خصر روجيدا ليضع الثوب بـ يدها ثم قال بـ ال‬
‫ُمباالة‬

‫‪-‬هناخده‪...‬‬
‫ُ‬
‫ثم تحرك وتركها تعاني الذهول‪..‬لتنظر إليه ُيعيد ترتئب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٌخصالته الفحمية واليد األخرى تقرب روجيدا إليه‬
‫أخذ الحقيبة البالستينية منها ثم تشدق بـ عبث قبل أن‬
‫يخرج‬
‫‪60‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬محدش يساعد مراتي وأنا موجود‪...‬‬

‫ثم غمزها و رحل‪..‬لتنظر إلى روجيدا التي كادت أن تبكي‬


‫ُ‬
‫خجال مما يتفوه به األحمق‪..‬بقت العاملة تحدق بـ إثرهما بـ‬
‫ذهول ُلتتمتم بـ نبرة مبهوتة‬

‫‪-‬الراجل دا أكيد فـ مخه حاجة‪....‬‬

‫‪61‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الفصل الثالث‬

‫سوف أح ُّبك عد دخول القرن الواحد والعشري‬

‫وعند دخول القرن الخامس والعشري‬


‫وعند دخول القرن التاسع والعشري‬
‫ُّ‬
‫تجف ُ‬ ‫َ‬
‫الب ْحر‬
‫مياه َ‬ ‫أحبك حين‬‫سوف ُّ‬ ‫و‬
‫ُ‬
‫و تحترق الغابات‬
‫قوت عال‬
‫ٍ‬ ‫أغلق أخر زر م قميصه ثم هتف بـ‬

‫‪-‬يال يا مروة‪..‬هنتأخر‬
‫‪-‬ردت عليه مروة وهى تفتح الباب‪:‬خالص جيت أهو‪...‬‬
‫ُ‬
‫نظر إلى هياتها البسيطة بـ نظرها واملهلنة بـ نظره‪..‬فـ كانت‬
‫ترتدي كنزة م الشيفون ذات لو ٍن أبيض وعلى ُمزينة بـ‬
‫بعض النريستاالت الذهبية و تنورة م اللون األسود ُمزينة‬
‫بـ فرايات بيضاء‪..‬تنسدل بـ إتساع كبير ُلتخفي مفاتنها‪..‬أما‬
‫وياح رأسها فـ كان م اللون الذهبي ولن تطايرت بعض‬
‫‪62‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫الخصالت خارجه‪..‬أما زينة وجهها فـ عينيها حددتها بـ كحل‬
‫أسود وبعض أحمر الشفاه ذا لو بني داك‬
‫حبس يريف أنفاسه وتصاعدت ضربات قلبه‪..‬إستند على‬
‫طاولة الزينة وبقى يتأملها على مهل‪..‬بـ الرغم أن الثياب‬
‫ُ‬
‫تخفي جميع مفاتنها ولن هياتها فتنة لناظر‪..‬أغمض عيناه‬
‫ثم تشدق بـ خشونة‬

‫‪-‬تعالي هنا‪...‬‬
‫إبتسمت مروة بـ إتساع ثم تقدمت إليه تتهادى بـ خطوات‬
‫جعلت عيناه تحتق وبعض السباب الالذع يخرج م بين‬
‫يفتيه‪..‬وقفت أمامه ليهتف وهو يتفحصها للمرة التي ال‬
‫تعلم عددها‬
‫‪-‬إيه اللي أنتي البساه دا!‬
‫‪-‬نظرت إلى ثيابها ثم إليه وهتفت بـ براءة‪:‬ماله!‪..‬ما هو واسع‬

‫‪-‬تمتم بـ إمتعاض‪:‬ما املشكلة أنه واسع‪...‬‬

‫‪63‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ضحنت مروة وهي تتقدم خطوة أكثر ثم عدلت ياقة‬


‫قميصه لتقول بـ إبتسامة لعوب‬
‫‪-‬ممن أغيره وألبس حاجة أضيق على فنرة‬

‫‪-‬ضيق عيناه وهتف بـ ير‪:‬ع هللا تعمليها يا مروة‬


‫‪ّ -‬‬
‫قبلت وجنته بـ نعومة هاتفة‪:‬مقدرش أقال‪...‬‬
‫لم تشعر بـ يداه التي إلتفت حول خصرها ليجذبها إليه على‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حين غرة ثم رد قبلتها على وجنتها املقابلة لخاقته ليهمس بـ‬
‫قوت أجش‬
‫ٍ‬
‫‪-‬مش الزم يهر عسل وزفت‪..‬الوقت بتاع السفر إحنا أولى‬
‫بيه‬

‫‪-‬زمت يفتيها بـ خجل قائلة‪:‬عيب كدا يا يريف‪...‬‬


‫ّ‬ ‫َ‬
‫قبل زاوية يفتيها ثم نظر إلى عينيها بـ عينين عاقفتين‬
‫وتشدق‬
‫‪-‬هو إيه اللي عيب!‪..‬أنتي مراتي على ما أظ‬
‫‪64‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬رفعت ذقنها بـ غرور رادفة‪:‬وعشان مراتك الزم تحترمني‪...‬‬

‫قرخت بـ جزع وهى تشعر بـ نفسها تطير بـ الهواء محمولة‬


‫بين ذراعيه ثم سمعت نبرته العابثة‬

‫‪-‬دا أنا هحترمك إحترام‪..‬محدش إحترمه قبل كدا‬


‫‪-‬حاوطت عنقه هاتفة بـ تلعثم‪:‬هنتأخر ع السفر‬
‫‪-‬لثم فنها هاتفا‪:‬مش مهم‬

‫‪-‬أغمضت عيناها ثم هتفت بـ خوف‪:‬هتسوق بالليل‪...‬‬


‫وضعها على الفراش وبدأ في نزع وياح رأسها ثم همس وهو‬
‫ُيقبل ما بين عينيها‬

‫‪-‬بحب أسوق بالليل‬


‫‪-‬بس آآآ‪...‬‬

‫ولن لم ُيقدر إلعتراضها النجاة فـ تاهت بين يفتيه و‬


‫السفر عليه أن ينتظر طويال‬

‫‪65‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫*************************************‬

‫‪-‬خدي يا روجيدا تعالي هنا‬

‫‪-‬مش جاية‪...‬‬
‫تجاهلت نبرته الجهورية وتحركت أسرع منه حتى وقلت إلى‬
‫الدرج ليعود ويهدر بـ نبرة جمدتها أرضا‬
‫‪-‬أنا قولت تعالي‪...‬‬

‫زمت يفتيها وإلتفتت إليه على مضض‪..‬ليتحرك بسرعة‬


‫حتى وقل إليها ثم تشدق بـ قوة‬

‫‪-‬ممن أفهم حضرتك الوية بوزك ليه!‬

‫‪-‬إحتدت عيناها وهدرت‪:‬واللي عملته فـ املحل دا اسمه إيه!‬


‫‪-‬إلتمعت عيناه بـ بريق عابث ثم قال بـ برود‪:‬واحد وبئساعد‬
‫مراته‪..‬كان ينفع أسيبها لحد غريب‬
‫‪-‬أل بس خلي منظرنا زي النيلة قدام الناس‬

‫‪66‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬وضع يده على وجنتها وقال‪:‬هما قفشونا فـ وضع ُمخل‬


‫لآلداب لسمح هللا؟‪...‬‬
‫أبعدت يده ع وجنتها وظلت تنظر إليه بـ غيظ ُليحيط‬
‫خصرها قائال بـ عبث‬
‫ّ‬
‫‪-‬وبعدي كنتي وحشاني أعمل إيه‪..‬الشوق غالب‬
‫‪-‬حاولت نزع يده لتهدر‪:‬يوق إيه يا أبو يوق!‪..‬دي قلة أدب‬
‫وسفالة وبتخلي منظرنا زي الزفت قدام أي حد‬
‫‪-‬ضاقت عيناه بـ حدة ليهتف‪:‬روجيدا!‪..‬محصلش حاجة لكل‬
‫دا يعني‪...‬‬
‫ضربت ذراعيه ليبتعد عنها‪..‬إال أنه لم يبتعد لتصرخ روجيدا‬
‫بـ غيظ هاتفة بـ عنف‬

‫‪-‬إبعد عني يا جاسر‪..‬عشان أنا مش طايقة نفس ي‬

‫‪-‬مالكوا يا والد قوتكوا جايب أخر الدنيا!‪...‬‬

‫‪67‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫نظر كال م جاسر و روجيدا إلى قوت فاطمة الذي قدح‬
‫ُ‬
‫م األسفل وبيدها ُجلنار املنشغلة بـ تناول يطيرة‪..‬وم‬
‫خلفهم سامح و نادي اللذان عادا حديثا م‬
‫سفرتهما‪..‬ليضع جاسر يد على فنه ثم قال بـ هدوء‬
‫‪-‬مفئش يا أمي‪..‬روجيدا تعبانة‬

‫‪-‬رفعت الصغيرة وجهها ثم قالت بـ براءة‪:‬خالص يا بابتي إديها‬


‫الحقنة بتاعتك وهى هتبقى كويسة‬
‫‪-‬تساءل سامح بـ عدم فهم‪:‬حقنة إيه دي!‬

‫يهقت روجيدا بـ خجل و وضعت رأسها بـ قدر‬


‫جاسر‪..‬الذي نظر إلى الصغيرة بـ تحذير إال أنها أكملت بـ‬
‫توضيح‬
‫‪-‬أقل مامي أما تكون تعبانة‪..‬بابي بيديها حقنة وبيقولي‬
‫"غمض ي عينك يا ُجلنار"وملا بفتح مش بالقي حقنة سألت‬
‫بابي فـ قالي "دي حقنة سحرية"‪...‬‬

‫‪68‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إرتفع حاجبي سامح بـ دهشة ما لبثت أن تحولت إلى‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خبث‪..‬ثم تطلع إلى نادي التي تطالعهم بـ نفس النظرة هى و‬
‫فاطمة‪..‬وضع جاسر يده على عيناه ثم همس بـ يأس‬

‫‪-‬منك هلل يا بنت املفضوح‪...‬‬

‫إلتفت على قوت سامح الخبئث‬


‫‪-‬جرى إيه يا عم جاسر‪..‬حق سحرية يا راجل!‬

‫‪-‬هدر جاسر دون أن ينظر إليه‪:‬خد مراتك وأختفي م‬


‫قدامي يا سامح أحسنلك‪..‬وأنتي يا أمي أبلعي الضحنة‬
‫ونامي‪...‬‬
‫نظر إلى روجيدا التي تبكي خجال ليقول بـ خشونة وغضب‬

‫‪-‬وأنتي إطلعي‬

‫قوت ُمختنق‪:‬مش قادرة أطلع‬


‫ٍ‬ ‫‪-‬همست بـ‬
‫‪-‬كملت‪...‬‬

‫‪69‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫نظر بـ طرف عينه ُ‬


‫الئسرى ليجد أنهم جميعا أختفوا‪..‬ليعود‬
‫وينظر إلى روجيدا هامسا بـ وعيد‬
‫‪-‬عارفة لو اللي فـ بطنك طلعوا م عينة املفضوحة‬
‫النبيرة!‪..‬هرجعهم بطنك تاني وأقفل عليهم‪..‬أنا ناقص‪...‬‬

‫لم ترد روجيدا عليه م كثرة الخجل‪..‬فـ لم يجد جاسر بدا‬


‫م حملها كما فعل بـ يركته‪..‬فـ‬
‫حملها بين ذراعيه املفتولتين ثم هتف بـ نبرة تهنمية‬
‫‪-‬هو أنتي حامل فـ بئبيهين وال بغلين‬
‫‪-‬يهقت بـ إستنكار قائلة‪:‬بغلين!‪..‬وهللا ما في بغل غيرك‪...‬‬

‫ضرب جبهتها بـ خاقته ثم تشدق بـ تحذير وهو ينظر إلى‬


‫عيناها‬

‫‪-‬أل نلم لسانا يا حتة مربى عشان أنتي فـ مرحلة حرجة‬


‫ومخلنئش تولدي ُمبنر‬

‫‪70‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬أغمضت عيناها ثم أردفت بـ عصبية‪:‬نزلني يا جاسر‪..‬أنا‬


‫غلطانة إني هجبلك بيبهين يا جوز املربى‪...‬‬
‫نظر إليها يزرا ثم قال بـ تهنم وهو يصعد الدرجات‬

‫‪-‬بسم هللا ما ياء هللا نفس ملاضة املحروسة ُجلنار هانم‬


‫بنت جاسر بايا‪...‬‬
‫ُرغما عنها ضحنت ليضحك هو اآلخر ويضمها إلى قدره‬
‫ليقول بـ نبرة يائسة‬
‫‪-‬بنتك دي محتاجة لسانها يتقطع م لغلوغة‬
‫‪-‬وضعت وجهها بـ عنقه وقالت‪:‬ما لو أبوها ُمحترم‬

‫‪-‬تراقص بـ حاجبيه قائال‪:‬واللي يبقى معاه حتى مربى‬


‫بالفراولة ينفع يكون ُمحترم برضو!‪..‬أل يا ييخة قولي حاجة‬
‫تتصدق‪...‬‬
‫ُ‬
‫كان قد وقل إلى غرفتهم ليضعها على الفراش بـ رفق ثم‬
‫إنحنى ينزع عنها حذاءها الرياض ي‪..‬وهتف بـ تهنم‬

‫‪71‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬يا عضمك يا رضا‬

‫‪-‬ضحنت روجيدا قائلة‪:‬أنت اللي كبرت‬

‫‪-‬كبرت مين يا أم كبرت‪..‬أنتي اللي تقلتي‬


‫‪-‬نظرت إليه بـ حدة وقالت‪:‬بسبب عيالك على فنرة‪...‬‬
‫ُ‬
‫إبتسم بـ حنو وهو ُيقبل بطنها املنتفخ ثم همس بـ نبرة تحمل‬
‫عاطفة أبوية‬

‫‪-‬هانت كلها كام يهر وتيجوا تنورا‪...‬‬


‫وضع يده يتحسس هذا اإلنتفاخ‪..‬ثم إنحنى ُيقبل جبهتها‬
‫هاتفا‬

‫‪-‬أنا هدخل أخد ياور وأجيلك‬


‫‪-‬إبتسمت بـ عمق وقالت‪:‬طيب‪...‬‬

‫جذب ثيابه م الخزانة ثم توجه إلى املرحاض ليأخذ‬


‫حماما‪..‬ليخرج بعد خمسة عشر دقيقة فـ وجد روجيدا قد‬

‫‪72‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أبدلت ثيابها‪..‬تقدم منها وأحاط خصرها ثم همس وهو‬


‫ُيداعب أنفها‬
‫‪-‬مش هتاخدي ياور وال إيه!‬

‫‪-‬إبتسمت وقالت‪:‬أل مش قادرة بصراحة‬


‫‪-‬ليرد عليها بـ خبث‪:‬طب دا أنا هساعدك‬
‫‪-‬ضيقت عيناها ثم قالت بـ خبث‪:‬وعشان كدا مش عاوزة‬
‫أخد ياور‪..‬ويال عشان الغدا‪...‬‬
‫ضحك بـ صخب لتبتسم وهى تنظر إلى وجهه بـ حب‪..‬لتجده‬
‫ُيمسك كفها ويسحبها خلفه قبل أن يقول‬

‫‪-‬مش عوزاني أييلك!‬


‫‪-‬نظرت إليه بـ نصف عين قائلة‪:‬مش كان م يوية يا‬
‫عضمك يا رضا‬
‫‪-‬ضرب مننبها قائال‪:‬دا بهزر معاكي‪...‬‬
‫ُ‬
‫ثم مال إلى أذنها وهمس بـعبث‬
‫‪73‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬أل دا أنا يباب وأعجبك‬

‫‪-‬إبتسمت بـ نعومة قائلة‪:‬أنت قليل األدب يا روحي‪...‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ضحك جاسر مرة أخرى ليدنو منها ويقبل وجنتها بـ خفة ثم‬
‫سحبها خلفه‬
‫*************************************‬
‫كانت تضع رأسها على قدره وهما يتوجهان إلى مدينة يرم‬
‫الشيخ التي ُيسافرانها بـ الطائرة ليهمس يريف بـ هدوء‬
‫‪-‬مبسوطة!‬

‫‪-‬رفعت مروة رأسها ثم قالت ُمبتسمة‪:‬أنت إيه رأيك؟‬

‫‪-‬لثم وجنتها هامسا‪:‬رأيي هعرفهولك ملا نوقل‪...‬‬


‫ُ‬
‫ضحنت وهى تضع يدها على فاها بـ خجل‪..‬لم تصدق أن‬
‫يريف أقبح زوجها أخيرا بل و ُيسافران لقضاء يهر‬
‫العسل الخاص بهم‪..‬يددت م إحتضانه لخصرها ليعود‬
‫هو و ُيقبل جبينها بـ حرارة وعمق أكبر هامسا بـ نبرة عذبة‬
‫‪74‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬بعشقك يا مروة‬

‫‪-‬وأنا بموت فيك يا روح مروة‪...‬‬

‫وبعد مدة وقال إلى امليناء الجوي ثم توجها إلى الخارج‬


‫ُ‬
‫لئستقال أحد سيارات األجرة املصفوفة التي إنطلقت نحو‬
‫أحد الفنادق‪..‬وبعد أن وقال ترجال م السيارة ثم توجها إلى‬
‫ُ‬
‫النزل‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬
‫كان النز يطل على البحر مبايرة‪..‬لم ين أفخم ما قد‬
‫يجده بـ املدينة الساحرة ولن أعجبه التصميم وجوه‬
‫الهادئ‬
‫بعدما أخذا مفتاح جناحهما قعدا إليه بـ املصعد ثم توجها‬
‫إلى الجناح‪..‬وضع العامل الحقائب وما أن خرج حتى أغلق‬
‫يريف الباب وإتجه إلى مروة التي تتفحص الجناح‬
‫ُ‬
‫كان به غرفة نوم ُمستقلة بـ حوض إستحمام ُيحيطه ُزجاج‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫غير يفاف ويرفة واسعة تطل على البحر األحمر‪..‬وغرفة‬
‫أخرى بها أرينتين وتلفاز‬
‫‪75‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إحتض يريف خصرها ثم تساءل وهو يضع ذقنه على‬


‫مننبها‬
‫‪-‬عجبك‬

‫‪-‬أردفت بـ سعادة‪:‬جدا‪..‬جميل أوي‪...‬‬


‫أدارها يريف إليه وبال ُمقدمات كان يميل إلى يفتيها‬
‫هامسا بـ عذاب‬
‫‪-‬وحشتيني أوي‬

‫‪-‬أبعدت وجهها قائلة بـ دالل‪:‬لحقت‪...‬‬

‫نزع ُسترة حلته ُليقبل فنها قائال‬

‫‪-‬لحقت‪..‬أحمدي ربنا إني عرفت أمسك نفس ي‬


‫‪-‬إبتعدت خطوتين قائلة‪:‬طب أنا عاوزة أنزل البحر‪...‬‬

‫جذبها إليه ثم رفعها بين ذراعيه وقال‬


‫‪-‬نص ساعة وننزل‬

‫‪76‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬رفعت حاجبيها بـ يك‪:‬نص ساعة‪..‬نص ساعة‬


‫ُ‬
‫‪-‬ضحك وقال‪:‬نص ساعة أس أربعة‪...‬‬

‫*************************************‬
‫بعدما تناوال اإلفطار بـ أحد املطاعم القريبة م البحر‬
‫أخذها قابر إلى املعمورة ليقضيا باقي يومهما‬
‫ُهناك‪..‬وأقرت بسنت بـ عناد أن يستقال "أتوبئس‬
‫الشعب"‪..‬وكانت فنرة أكثر م سئاة وذلك الزحام كاد أن‬
‫ُيطبق على أنفاسهما ليقول قابر بـ غيظ‬

‫‪-‬عايزة أركب األتوبئس يا قابر‪..‬عاوزة أركب أتوبئس‬


‫الشعب يا قابر‪..‬أديكي هتتفعص ي م الشعب يا بسنت‬
‫‪-‬ردت عليه بـ حدة‪:‬هللا وأنا أعرف منين يعني‬

‫‪-‬أيار بـ إقبعه على رأسها قال‪:‬ما هو لو دا يسمع كالمي‬


‫ُ‬
‫عناد‪..‬مننش دا منظرنا‪...‬‬ ‫ويبطل‬

‫‪77‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫كانت الحافلة قد تحركت لتتحرك معها بسنت فـ أمسنها‬


‫قابر م خصرها ُيقربها إليه ويقيها م الصدمات‪..‬بئنما‬
‫ٌ‬
‫أمامها قد مال ر ُجال ع عمد بها ليدفعه قابر بـ عنف هادرا‬
‫بـ نبرة جهورية‬
‫‪-‬ما تحاسب يا راجل أنت‬

‫‪-‬ليرد عليه الرجل بـ حدة‪:‬جرى إيه يا أخ!‪..‬أنا جيت ناحيتك‬


‫‪-‬رمقه قابر بـ نبرة قاتلة قبل أن يهدر‪:‬أل مجتش وفنر كدا‬
‫تيجي عشان أحط رقبتك تحت عجلة األتوبئس دا‪...‬‬
‫رمقه قابر بـ نظرات نارية قاتمة أسرت ُ‬
‫الرعب بـ جسد‬
‫اآلخر فـ أياح بـ وجهه بعيدا عنه‪..‬لتهمس بسنت لتهدئة‬
‫املوقف‬
‫‪-‬خالص يا قابر‪..‬محصلش حاجة‬
‫‪-‬أسنتي أنتي‬

‫‪78‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫‪-‬أتاهما قوت سيدة تقول بـ تهنم‪:‬ما أنت يكلك كبرة يا‬
‫أخينا‪..‬بتتبهدل فـ املوقالت دي ليه‪..‬إركب تاكس أحسنلك‬
‫‪-‬رد عليها قابر بـ نبرة سوداء‪:‬خليك فـ حالك يا حاجة‪..‬عشان‬
‫الواحد مش ناقص‪...‬‬

‫تأففت السيدة بـ ضيق ولم ترد عليه‪..‬بئنما يدد هو م‬


‫إحتضانه لبسنت إلى قدره ُليهمهم بـ ضيق‬
‫‪-‬أنا مش عارف إيه اللي خالني أطاوعك‬
‫ُ‬
‫‪-‬ردت بسنت بـ لطف‪:‬خالص بقى يا حبيبي‪..‬مش هتتنرر‬
‫تاني‪...‬‬
‫تأفف قابرولم يرد بل بقى ينظر إلى ذلك الرجل بـ نظرات‬
‫قاتمة جعلته يوقف الحافلة ويترجل منها‬

‫بعد ستون دقيقة قد وقال إلى املعمورة ليترجال م الحافلة‬


‫وبدآ يومهما‪..‬توجها إلى الشاطئ وجلسا على أحد املقاعد‬
‫الخشبية لتقول بسنت بـ حماس‬

‫‪79‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬أنا عاوزة أنزل البحر‪...‬‬

‫وضع قابر نظارته الشمسية فوق رأسه وتساءل بـ هدوء‬


‫خطير‬

‫‪-‬وهتنزلي إزاي بـ هدومك!‬


‫‪-‬لترد بسنت بـ براءة‪:‬منا معايا مايوه‬
‫‪-‬إنتفض هادرا‪:‬معاكي إيه يا روح قلبي!‪..‬أقلي مسمعتش‬

‫‪-‬أردفت بسنت بـ حنق‪:‬إيه يا قابر فيه إيه!‬


‫‪-‬نظر إليها بـ حدة ثم تشدق‪:‬هو إيه اللي يا قابر في‬
‫إيه؟‪..‬مراتي أنا تلبس مايوه قدام كل الخلق دي‪...‬‬

‫أيار إلى عدد كبير م البشر املتواجدي بينهم لتزفر بسنت‬


‫بـ قنوط قائلة‬
‫‪-‬على فنرة املايوه ُمحترم ومفيهوش حاجة ُملفتة‬
‫‪-‬إندفع قائال‪:‬إذا كان كلك على بعضك ُملفتة‪...‬‬

‫‪80‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫فتحت فمها تنوي الحديث ولننها توقفت وإبتسمت لتقول بـ‬


‫منر أنثوي‬

‫‪-‬أنت يايفني ُملفتة!‪..‬طب إزاي؟‬

‫‪-‬رد عليها دون النظر إليها‪:‬عفوية ويقية زيادة ع اللزوم فـ‬


‫بتلفتي النظر‪..‬برياة ويبه الجنية فـ نفس الوقت‪...‬‬
‫وأخيرا نظر إليها وقال بـ إبتسامة رائعة جعلت بسنت تبتسم‬
‫إلبتسامته‬
‫‪-‬أومال أنا وقعت إزاي!‪...‬‬
‫‪-‬ردت عليه بـ نبرة عذبة‪:‬يمن أنت بس اللي يايفني كدا‬

‫‪-‬حرك رأسه نافيا ثم قال‪:‬أل دي أنتي‪..‬شخصئتك اللي كونتيها‬


‫ومننش فـ إيد العبد هلل إنه يقع ليكي م غير رحمة‪...‬‬

‫************************************‬
‫كان الجميع يتناول الطعام بـ قمت قبل أن يقطعه سامح‬
‫بـ سؤاله الخبئث‬
‫‪81‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إال مقولتلئش يا جاسر‪..‬إيه نوع الحقنة السحرية‬


‫دي!‪..‬أقلي بتعب الفترة دي جامد والدكتور موص ي على‬
‫حق كتير‪...‬‬

‫إبتعلت نادي ما بـ جوفها بـ قعوبة تكاد تنفجر‬


‫ضحكا‪..‬لينظر إليه جاسر يزرا قبل أن يهتف بـ هدوء‬

‫‪-‬أنا أعرف حقنة عضل ترقدك فـ السرير ست أيهر يا اب‬


‫فاطمة‬
‫‪-‬ضحك سامح وقال بـ مرح‪:‬مننش العشم يا كبيرنا‬

‫‪-‬معلش أقلي قليل األقل بقى‪...‬‬

‫ضحنت روجيدا بـ خفوت ليميل إليها جاسر يهمس بـ ٍ‬


‫نبرة‬
‫ذات مغزى‬

‫‪-‬دلوقتي بتضحكي!‪..‬وم يوية كنت بتعيطي م كسفتك‬


‫ُ‬
‫‪-‬ردت عليه بـ بساطة‪:‬هذة نقرة وهذة نقرة أخرى‬

‫‪-‬إلتوى فمه بـ تهنم قائال‪:‬هذة نقرة وهذة معرفة يا فراولة‪...‬‬


‫‪82‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ضحنت روجيدا ثم رفعت ملعقتها إلى فمها تتناول‬


‫العشاء‪..‬لينظر إليها جاسر بـ إبتسامة‪..‬قبل أن يلتفت على‬
‫قوت الصغيرة يهتف بـ براءة‬

‫‪-‬بابي‪..‬أنا عاوزة ملا أتعب أخد حقنة سحرية زي بتاع مامي‪...‬‬

‫إستمع جاسر إلى ضحكات نادي وسامح دون النظر إليهما‬


‫ليميل إلى الصغيرة ويهتف بـ حنق‬
‫‪-‬خليكي فضحاني قدام اللي يسوى واللي مئسواش‬
‫‪-‬لتقول نادي م بين ضحكاتها‪:‬مننش العشم يا جاسر‬
‫‪-‬نظر إليها جاسر ليردف بـ ضيق‪:‬إخرس ي يا ست نادي‬
‫ومتعومئش على عوم جوزك‬

‫‪-‬رفع سامح ذراعيه قائال بـ براءة‪:‬برئ املرادي‪...‬‬

‫ضيق جاسر عيناه بـ حدة قبل أن يميل إلى الصغيرة ويهمس‬


‫ُ‬
‫بـ أذنها‬
‫‪-‬يوفي يا ُجلنار‪..‬مش أنا أبوكي أهو‪...‬‬
‫‪83‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أومأت ُجلنار بـ رأسها دون أن تنظر إليه وهى ترفع امللعقة إلى‬
‫فمها فـ أكمل جاسر همسه‬
‫‪-‬بس أقسم باهلل ما طايقك و ندمان ندم عمري إني خلفتك‬
‫وهللا‪..‬وقدقيني فـ أقرب فرقة هرميكي فـ أي ملجأ وأخلص‬
‫م لسانك اللي طولك‬

‫‪-‬ردت الصغيرة بـ براءة‪:‬مش تقدر عشان أنت بتحبني‬


‫‪-‬دفع رأسها بـ خفة م الخلف هامسا بـ غيظ‪:‬ما حظي‬
‫األسود اللي منقط بـ أسود وفيه خطوط أسود م قرن‬
‫الخروب إني بحبك‪..‬بس أنتي عارفة يا بت يا ُجلنار‬
‫‪-‬نظرت إليه الصغيرة بـ إهتمام لتسأل‪:‬إيه يا بابتي؟!‬
‫‪-‬وضع يده أسفل ذقنه قائال‪:‬أنتي جاية تخليص حق‪..‬وتنفير‬
‫ذنوب‪..‬أي وهللا بكلمك بـ األمانة يعني‬
‫لم ُ‬
‫يبد على الصغيرة أنها فهمت لترفع مننبيها بـ فتور وأكملت‬
‫طعامها‪..‬ليعتدل بـ جلسته وتميل إليه روجيدا هامسة‬

‫‪84‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬كنت بتقول لها إيه!‬

‫‪-‬إبتسم بـ سماجة رادفا‪:‬ال أبدا دا أنا بقولها الوقايا السبعة‬


‫بس‪...‬‬

‫حركت روجيدا رأسها يأسا ولم ترد‪..‬إال أن جاسر هتف‬


‫فجأة وهو ينظر خلف نادي وسامح و والدته‬
‫‪-‬إيه دا!‪...‬‬

‫إستدار الجميع لئستغل جاسر الفرقة وينحني إلى ثغر‬


‫روجيدا ُيقبله بـ خفة غامزا لها بـ عبث لتشهق بـ خفوت و‬
‫وضعت رأسها بـ صحنها خجال‪..‬إستدارت والدته تسأله بـ‬
‫حيرة‬
‫‪-‬أنت يوفت إيه‬

‫‪-‬إبتسم جاسر وقال بـ منر‪:‬متاخديش فـ بالك يا أمي‪..‬كان‬


‫بيتهيقلي‬

‫‪-‬رفعت والدته مننبيها قائلة‪:‬طيب‪...‬‬

‫‪85‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أما سامح فـ قد نظر إلى يقيقه بـ إبتسامة عابثة ُليبادله‬


‫جاسر املثل فـ ضحك أخيه قائال بـ خبث‬
‫‪-‬وأنا برضو إتهيقلي إني يوفت حاجة‬

‫‪-‬عقدت نادي حاجبيها وتساءلت‪:‬يوفت إيه!‬


‫‪-‬غمزها سامح قائال‪:‬فـ األوضة أبقى أقولك‪...‬‬
‫يهقت نادي بـ خجل وقد تضرجت وجنتيها بـ ُحمرة ماثلت‬
‫ُحمرة روجيدا التي همست بـ يأس‬
‫‪-‬ال أنت وال أخوك طنط فاطمة عرفت تربينم‬

‫‪-‬ضرب مننبها بـ خاقته ثم همس بـ عبث‪:‬وال أي حد يايل‬


‫چينات الصياد‪..‬وبنتك املحروسة تشهد‪...‬‬
‫*************************************‬
‫ُ‬
‫بعدما إنتهى العشاء الكارثي قعد جاسر إلى غرفة منتبه‬
‫ُينهي أعماله و روجيدا إتجهت إلى جناحهما لتستريح‪..‬وما أن‬
‫إنتهى م عمله توجه إليها‬
‫‪86‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫وجدها تجلس على الفراش تضع سماعات األذن وتقرأ أحد‬
‫ُ‬
‫النتب الثقافية‪..‬وترتدي!‪..‬حتما ما ترتديه ما هو إال وسيلة‬
‫تعذيب قاسية‪..‬فـ كانت ترتدي كنزة قفراء ذات حماالت‬
‫رفيعة معقودة على مننبيها بـ أنشوطة وأنسدل كالهما‬
‫ُ‬
‫عنها‪..‬ضيقة تبرز إنتفاخ بطنها بـ وضوح‪..‬وسروال قصير‬
‫يتدلى على جانبيه حبالن قررا عقدهما إلى أعلى بـ طريقة‬
‫ُ‬
‫جعلت حرارته ترتفع أما خصالتها املرفوعة بـ فوضوية‬
‫طفولية رائعة جعلته يهمس بـ حرارة‬

‫‪-‬هو الجو حر وال أنا اللي بردت!‪...‬‬


‫إنتبهت روجيدا لوجود جاسر‪..‬لتبتسم بـ إيراق قائلة‬

‫‪-‬واقف كدا ليه يا حبيبي!‪..‬تعالى‬


‫‪-‬رد عليها بـ لهفة‪:‬م عنيا‪...‬‬
‫إتجه إليها ليجلس على الفراش ثم جذبها إليه لتجلس بين‬
‫ُ‬
‫أحضانه‪..‬ضحنت روجيدا وهو ُيقبل ُعنقها بـ قبالت خفيفة‬
‫ليجذب أحد سماعتيها ُمتساءال‬
‫‪87‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬بتسمعي إيه!‬

‫‪-‬عبد الحليم‪...‬‬

‫"على حسب الريح ما يودي ما يودي الريح ما يودي"‬


‫"وياه أنا ماش ي ماش ي ماش ي وال بيدي"‬

‫" معرفش إن كنت مروح وال أمتى الهوا حيهدي"‬


‫ضحك جاسر ليقول وهو يحاوط خصرها قائال‬
‫‪-‬صحيح هيهدي أمتى!‬

‫‪-‬وضعت يدها على وجنته هاتفة‪:‬ملا تبطل تحبني‬


‫ّ‬ ‫َ‬
‫قوت أجش‪:‬يبقى مش هيهدي‬ ‫ٍ‬ ‫‪-‬قبل وجنتها ثم تشدق بـ‬
‫أبدا‪..‬وإحتمال يتحول إلعصار‪...‬‬
‫ضحنت روجيدا لتجد جاسر يجذب النتاب م يدها ليقرأ‬
‫ُ‬
‫اإلجتماعية‪..‬ليلقيه بـ‬ ‫سطران يتحدث فيهم ع املشاكل‬
‫إهمال قائال بـ عبث‬

‫‪88‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬مشاكل إجتماعية إيه بس!‪..‬خلينا فـ نزار قباني دلوقتي‪...‬‬

‫"يا مغزولة م قط ٍ وغمام "‬

‫ياقوت "‬
‫ٍ‬ ‫"يا أمطارا م‬
‫نهوند "‬
‫ٍ‬ ‫"يا أنهارا م‬

‫"يا غابات رخام"‬


‫" يا م تسبح كاألسماك بماء القلب"‬
‫ْ‬
‫حمام"‬ ‫" وتسن ُ في العينين كسرب‬

‫إبتسمت روجيدا وهى تستمع إلى كلماته الغزلية لتضم‬


‫نفسها إلى قدره هامسة‬
‫‪-‬يا م هواه أعزني ولم يزلني أبدا‪...‬‬
‫"وأهي ُدنيا بتلعب بئنا يمن ترجع غناوينا"‬

‫"وتكون معاه تاني يا بوي أيام حلوة وحكايات"‬


‫"على حسب وداد قلبي يا بوي"‬

‫‪89‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الفصل الرابع‬
‫ْ‬
‫اله م ْ َنار ال َه َوى‬ ‫َو ْي ُ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ْ‬
‫وآه م طول الجوى‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ْ ُ َ‬
‫أرسلت طرفي رائدا‬
‫َ‬
‫ف َما َعال َح َّتى َه َوى‬
‫َو َس َار َقلبي َخ ْل َفهُ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ُ َ َّ ْ‬
‫فلم يعد حتى اكتوى‬
‫َق ْد َط َاملَا َ َج ْرُتهُ‬
‫ز‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََُْ َ‬
‫يا ليته كان ارعوى‬
‫ُ ّ َ ْ ٌَ‬
‫لكل ش ي ٍء آفة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َْْ ْ‬
‫وآفة القلب الهوى‬

‫جو هادئ بـ أحد املطاعم أمام‬


‫كانا يتناوالن اإلفطار في ٍ‬
‫البحر لتقول مروة بـ إبتسامة‬

‫‪90‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬حبيبي!‬

‫‪-‬قلب حبئبك‬

‫‪-‬أكملت بـ نعومة‪:‬عاوزة أقعد ع البحر يوية بعد أما نفطر‬


‫‪-‬بس كدا‪..‬زي ما األميرة تطلب‪...‬‬

‫إتسعت إبتسامتها ثم أكملت طعامها وما أن إنتهيا حتى جلسا‬


‫على رمال الشاطئ‪..‬تشابك كفيهما ليقول يريف وهو ينظر‬
‫إليها‬
‫‪-‬لحد دلوقتي معرفش عنك حاجات كتير‬

‫‪-‬أراحت رأسها على مننبه وقالت‪:‬واملطلوب!‬

‫‪-‬إحنيلي عنك كل حاجة‪..‬مش عاوزك تخبي عني أي حاجة‪...‬‬


‫إعتدلت بـ جلستها لتجلس أمامه ثم رفعت نظارتها الشمسية‬
‫هاتفة بـ إبتسامة عميقة‬
‫‪-‬بص يا سيدي‪..‬أنا زي ما أنت يايف اسمي مروة‬
‫منصور‪..‬عندي تالتة وعشري سنة خريجة كلية آداب‪..‬ماما‬
‫‪91‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ماتت وأنا عندي سنتين‪..‬ملحقتش أتعرف عليها بس بابا كان‬


‫بيحنيلي عنها على طول‬

‫‪-‬وعم منصور مفنرش يتجوز!‬

‫‪-‬حركت رأسها نافية‪:‬خالص‪..‬هو كان ُمخلص ملاما جدا‬


‫ومرضاش يتجوز‬

‫‪-‬تنغضت تعابير وجهه وهو يسأل‪:‬محبتئش قبل كدا؟‬

‫‪-‬إرتفع حاجبيها وقالت بـ دهشة‪:‬أنت واعي لـ اللي بتقوله!‪...‬‬


‫رغم قعوبة ما سئتفوه به إال أنه أجبر نفسه على اإلكمال‬
‫هاتفا بـ هدوء ظاهري عنس تلك ا ُ‬
‫لحمم بـ داخله‬

‫‪-‬أيوة واعي‪..‬مفئش حد محبش قبل كدا‪..‬كلنا بنمر بـ فترة‬


‫الزم نحب فيها حتى ولو بئنا وبين نفسنا‬

‫‪-‬ضيقت عيناها وتساءلت‪:‬وأنت محبتش قبل كدا!‬


‫‪-‬أجابها بـ نبرة ماكرة قليال‪:‬أنتي عارفة‪...‬‬

‫إحتقنت عيناها لتقذفه بـ حفنة م الرمال قائلة بـ غضب‬


‫‪92‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬ولك عين تقولها فـ وش ي!‪...‬‬

‫نفض الرمال ع قميصه ليقول ضاحكا‬

‫‪-‬هللا‪..‬ما على يدك أنتي اللي فوقتيني‪..‬وبعدي أنتي سألتي وأنا‬


‫جاوبت‬
‫‪-‬لوت يدقها بـ إمتعاض ثم هتفت‪:‬كان ممن تننر على‬
‫فنرة‬

‫‪-‬إزدادت ضحكاته ثم تشدق م بينها‪:‬أننر إزاي يعني!‪..‬‬


‫تأففت مروة بـ ضيق ُلتدير وجهها بعيدا عنه‪..‬ليضع إقبعيه‬
‫ُ‬
‫أسفل ذقنها ُليدير وجهها إليه مرة أخرى ثم قال بـ هدوء‬

‫‪-‬مجاوبتئش على سؤالي‪..‬حبيتي قبل كدا؟‬


‫‪-‬حركت رأسها نافية وقالت‪:‬تؤ‬
‫ُ‬
‫‪-‬إرتفع حاجبيه بـ دهشة وقال‪:‬وال أعجبتي بـ حد!‬
‫ُ‬
‫‪-‬إبتسمت بـ خبث وأجابت‪:‬م حيث اإلعجاب‪..‬فـ هو يووووه‬
‫كتير جدا‬
‫‪93‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬عقد حاجبيه بـ غضب وهدر‪:‬كتير‪..‬جدا!‬

‫‪-‬أومأت بـ براءة‪:‬أه وهللا‪..‬بداية م الواد اللي كان معايا فـ‬


‫"ستة‪-‬رابع" لحد دكتور الـ‬
‫‪-‬قاطعها بـ إنفعال قارخا بـ وجهها‪:‬بسس‪..‬خالص مش عاوز‬
‫أسمع منك حاجة‪...‬‬
‫إنتفضت م هجومه عليها ولننها إبتسمت إبتسامة قغيرة‬
‫ُسرعان ما قتلتها قبل أن ُيعنفها لتقترب منه ثم قالت بـ‬
‫نعومة‬

‫‪-‬خالص يا يريف‪..‬دا كان م زمان وبعدي أنا بحبك أنت‬


‫وبس يا سيادة الظابط‬
‫‪-‬غمغم بـ ضيق‪:‬اسمها حضرة الظابط‬

‫‪-‬ضحنت واضعة يدها على فاها ثم قالت‪:‬حاضر‪..‬أسفة يا‬


‫حضرة الظابط‪...‬‬

‫نظر إليها بـ نصف عين ليقول بـ خبث دون أن يلتفت إليها‬

‫‪94‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬طيب قالحيني‬

‫‪-‬أقالحك إزاي؟!‬

‫‪-‬كدا‪...‬‬
‫قالها وهو ُيشير إلى وجنته الحليقة‪..‬لتعود وتضحك ثم‬
‫هتفت وهى تقترب بـ وجهها منه‬
‫‪-‬أمري هلل‪..‬م حق الجميل يدلع‪...‬‬

‫كانت قد إقتربت م وجنته ولن عوضا أن تسقط يفاها‬


‫عليها إستدار يريف سريعا لتقع ُ‬
‫القبلة على‬
‫يفتيه‪..‬إبتعدت قارخة ما أن إستعابت ما يحدث لتهمس‬
‫بـ إرتباك وخجل‬

‫‪-‬أنت مش محترم على فنرة‪..‬مش فيه ناس‪...‬‬

‫عاد بـ جزعه إلى الخلف لئستند بـ كفيه على الرمال‬


‫أسفله‪..‬لتتسع أبتسامته الواثقة رادفا بـ نبرة أثارت حنقها‬

‫‪95‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬وهو أنا معدوم الرجولة عشان أعمل كدا قدام‬


‫الناس!‪..‬الشط فاض ي يا كورتي‬
‫‪-‬زمت يفتيها بـ حنق وقالت‪:‬حتى لو كدا‪..‬إفرض حد يافنا‬
‫م األوتيل‬

‫‪-‬أل فـ دي عندك حق‪..‬بس محدش يافنا متخافئش‪...‬‬


‫حركت رأسها بـ يأس لتعود وتجلس بـ جانبه بـ نفس‬
‫وضعيته‪..‬لتجد أنامله تقترب وتتشابك مع خاقتها لتبتسم بـ‬
‫إيراق وخجل‪..‬وجدته يميل إليها وهمس بـ نبرته الرجولية‬

‫‪-‬بحبك يا كورة الشعر‪...‬‬


‫ضحنت ولم ترد فـ عادت تضع النظارات فوق عينيها تنظر‬
‫إلى البحر أمامها‪..‬ليبقى هو ُيحدق بها ملدة طويلة دون أن‬
‫ُ‬
‫ملل‪..‬مراقبتها لذة وكأنه يستنشف غابة ال بداية‬ ‫يشعر بـ أي‬
‫ُ‬
‫وال نهاية لها‪..‬جذبته كما الرمال املتحركة سريعا دون حتى‬
‫أن ُ‬
‫يشعر أنه يغرق بها‪..‬إبتسم و ضم يدها إليه بـ تملك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأقابعه تحيط خاقتها بـ قوة خشية فقدانها‬
‫‪96‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إنتفضا على قوت ُ‬


‫قراخ‪..‬ليجدا أحد الفتيات تستغيث‬
‫غرقا‪..‬لينهض يريف سريعا ودون تفنير نزع قميصه و‬
‫ركض إليها‬
‫ُ‬
‫نهضت مروة هى األخرى ثم قرخت وهى ترى يريف يشق‬
‫البحر بـ مهارة‬

‫‪-‬يريف!‪...‬‬
‫ُ‬
‫عب كبير‪..‬لتجد‬
‫قلب يخفق بـ ر ٍ‬
‫ظلت تتابع املشهد أمامها بـ ٍ‬
‫يريف قد أحاط بـ الفتاة وعاد‪..‬ضيقت عيناها وهى ترى‬
‫الفتاة تتدلل بـ طريقة أثارت غيرتها لتدب بـ قدمها الرمال ثم‬
‫تقدمت منهما ما أن وضع الفتاة ارضا‪..‬لتهتف األخيرة بـ‬
‫قوت ناعم كـ جلد أفعى‬
‫ٍ‬
‫‪-‬مرسيه جدا‪..‬أنا كنت هموت‪...‬‬
‫ُ‬
‫إتسعت عينا مروة وهى تستمع إلى لغتها العربية الركينة‬
‫ونبرتها التي أثارات غثيانها وقبل أن تتفوه بـ كلمة كان يريف‬
‫قد سبقها بـ إبتسامة ُمهذبة‬
‫‪97‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬حمدهلل على سالمتك يا أنسة‬

‫‪-‬كرستين ‪my name is kresten‬‬

‫حمد هلل على سالمتك يا أنسة كرستين‪-...‬‬


‫إنطلقت تلك العبارة م فم مروة بـ غيظ لم يستطع يريف‬
‫أال ُيالحظه ولننه آثر الصمت ُمستمتعا ملا سيدور‪..‬لتقول‬
‫كرستين بـ نفس إبتسامتها‬

‫‪-‬مرسيه يا هبئبتي (حبئبتي)‪..‬هو بيكون ‪your brother‬‬


‫(يقيقك‬
‫‪-‬ال يا عنيا جوزي‪ my hasbund ..‬يعني‪...‬‬
‫عضت كرستين على يفاها ُ‬
‫السفلى بـ خيبة أمل ولننها‬
‫حافظت على نعومة نبرتها هاتفة‬
‫‪-‬أووه‪..‬اليقين على بآض (بعض) أوي‬

‫‪-‬ردت عليها مروة بـ إمتعاض‪:‬دا م ذوقك ياختي‪...‬‬

‫‪98‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫لم ُ‬
‫يبد على كرستين أنها فهمت ولننها قررت النهوض ليقول‬
‫يريف سريعا وبـ عفوية‬
‫‪-‬خليكي إرتاحي‪..‬عشان متتعبئش‪...‬‬
‫ُ‬
‫إلتفتت إليه مروة على حين غرة وعيناها قد تحولتا إلى‬
‫ُ‬
‫أخرتين ييطانئتين قبل أن تهمس بـ حدة‬
‫‪-‬ممن تنقطي بـ سكاتك‪...‬‬

‫كتم يريف إبتسامته بـ قعوبة‪..‬لتستدير مروة إلى كرستين‬


‫التي نهضت‪..‬تتأمل ما ال ترتدي فـ ثوب سباحها كان م‬
‫قطعتين ُمبتذل بـ طريقة جرياة‪..‬جعلت مروة تشهق بـ‬
‫ُ‬
‫خفوت قبل أن تضيق عيناها وهي تمد يدها بـ قميص زوجها‬
‫هاتفة بـ إزدراء‬
‫‪-‬خدي يا حجة أستري نفسك‬
‫‪-‬موش فاهم‪..‬أنا مش إفهم أنتي قولي إيه‬

‫‪99‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إبتسمت مروة بـ إقفرار‪:‬قصدي خدي القميص دا عشان‬


‫مش تبردي‪..‬الجو برد‬
‫‪-‬أوووه‪..‬أنتي حد ‪( so cute‬لطيفة‪...‬‬

‫لم ترد مروة بل ساعدتها على إرتداء القميص قبل أن‬


‫تجذب يريف قائلة بـ حدة‬
‫‪-‬وأنت يال عشان متتعبش أنت كمان‪...‬‬

‫تحركا خطوتين قبل أن يسمعا قوت كرستين يهتف‬


‫‪-‬موش هشوفك تاني!‪...‬‬

‫إستدارت مروة وعلى وجهها مالمح يريرة ثم هتفت بـ نبرة‬


‫جهورية أفزعت الفتاة‬
‫‪-‬ال يا قلب مامتك‪..‬جوزي مش هيطلع م األوضة‪..‬عشان‬
‫بخاف عليه يتعب‪...‬‬

‫‪100‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫نظرت إلى يريف الذي يضع يده على فاه ويضحك لتنفخ بـ‬
‫ضيق ثم تحركت ُمبتعدة عنه لحقها هو يضحك قائال بـ‬
‫عبث‬

‫‪-‬أموت فيك وأنت غيران يا سنر أنت يا جميل‪...‬‬

‫************************************‬
‫ُ‬
‫بـ املساء وقفت روجيدا أمام املرآة تعدل م وياح رأسها‬
‫األرجواني‪..‬الذي ماثل لون ثوبها األرجواني ولن بـ درجة‬
‫داكنة‪..‬ذا أكمام ضيق وعلى جانب ُعنقه يوجد زهرة‬
‫سوداء‪..‬يتسع بـ قوة فال يظهر إنتفاخ بطنها إال قليال‪..‬فـ‬
‫جمعته بـ الخلف بـ حزام عقدته على هياة أنشوطة‬
‫ُ‬
‫التجميل‪..‬بناءا على أوامر‬ ‫خال وجهها م ُمستحضرات‬
‫جاسر‪..‬ضحنت روجيدا على تملنه وغيرته التي تتزايد‬
‫وتتزايد ع زي قبل ولننها تتقبلها بـ رحابة قدر فـ هي‬
‫تستطيع إحتواءه مهما بلغت غيرته‬

‫‪101‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫منه‪..‬يحيط‬ ‫سمعت قوت باب املرحاض ُيفتح ليطل هو‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خصره بـ منشفة ويده األخرى يمشط بها خصالته التي‬
‫تتدلت على جبئنه‪..‬إبتسم وهو ينظر إليها ثم قال بـ إبتسامة‬

‫‪-‬إيه الجمال دا يا أخواتي‬

‫‪-‬ضحنت قائلة‪:‬طب يال عشان مش نتأخر‪...‬‬


‫ُ‬
‫أومأ وهو يتجه إلى طاولة الزينة ُليمشط خصالته‪..‬توجهت‬
‫هي إلى خزانة الثياب وأخرجت منها حلة سوداء‪..‬عدا رابطة‬
‫ُ‬
‫العنق البيضاء‪..‬وضعتها على الفراش لئستدير هو ويراها ثم‬
‫قال‬
‫‪-‬يا سيدي على الشياكة اللي هبقى فيها‪..‬روجيدا ذات نفسها‬
‫محضرالي الهدوم بتاعي!‪..‬أل دا إحنا ندبح بقى‪...‬‬
‫ضحنت وهى تتقدم منه قائلة بـ ُمزاح‬
‫‪-‬طب يال روح إلبس يا واد يا ييك‬

‫‪102‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬قبض على ذقنها هامسا‪:‬قلب الواد الشيك‪..‬وعين الواد‬


‫الشيك‪..‬وروح الواد الشيك‪..‬حياة الواد الشيك وهللا‪...‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫قبل يفتيها بـ خفة ثم إتجه إلى ثيابه يرتديها‪..‬إختارت أحد‬
‫عطوره وساعة معصم فضية لتتجه إليه‪..‬فـ وجدته يرتدي‬
‫سترته‬

‫تقدمت منه ثم عدلت ياقتها و قامت بـ ربط رابطة‬


‫عنقه‪..‬لتقوم بعدها بـ نثر العطر بـ كثرة وساعدته بـ إرتداء‬
‫ساعة معصمه‪..‬إبتسم جاسر بـ حنو وقال‬

‫‪-‬تسلميلي إيديك يارب‪...‬‬


‫َ‬
‫ثم أمسك يديها وق ّبلهما بـ قوة لتهتف هي‬
‫‪-‬مش يال بقى‬

‫‪-‬يال‪...‬‬

‫************************************‬

‫‪103‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫وضعت ملساتها األخيرة م مستحضرات التجميل على‬


‫وجهها ثم إلتفتت إلى ذلك الجالس خلفها ينتظرها لتقول بـ‬
‫إبتسامة‬

‫‪-‬أنا جهزت‪..‬يال‬

‫‪-‬يال‪...‬‬
‫تشدق بها وهو ينهض ُليمسك يدها ساحبا إياها خلفه‬
‫لتسأله بـ خفوت‬
‫‪-‬أنت ُمتأكد م اللي أنت بتعمله!‬
‫‪-‬رد عليها دون أن ينظر إليها‪:‬أنتي عندك يك؟!‬

‫‪-‬رفعت مننبيها قائلة‪:‬أنا بسألك أنت‪...‬‬


‫كانا قد وقال إلى السيارة ليفتح لها الباب فـ قعدت ثم‬
‫ُ‬
‫توجه هو إلى مقعده ليقول وهو ُيدير املحرك‬
‫َ‬
‫‪-‬وأضيع عليها فرقة مقابلة جاسر الصياد‬

‫‪-‬إبتسمت وقالت‪:‬أهم حاجة تكون ُمستعد أنت ليها‪...‬‬


‫‪104‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إنقبضت عضالت فنه وقبضته إيتدت حول‬


‫ّ‬
‫املقود‪..‬ليقول بـ نبرة قاتمة‬
‫‪-‬أنا ُمستعد م زمان‪..‬بس وقت التنفيذ لسه مأنش آوانه‬

‫‪-‬أمسنت يده وقالت‪:‬أنا بس مش عاوزاك بعد كل الوقت دا‬


‫وتغلط‪..‬فـ يروح كل حاجة‬
‫‪-‬إبتسم إبتسامة ُمظلمة وهتف‪:‬متخافئش‪..‬أنا مخطط‬
‫كويس‬
‫‪-‬جاسر الصياد مش سهل‬
‫ُ‬
‫‪-‬إزدادت إبتسامته املظلمة إتساعا وقال‪:‬ودا بيخلي اللعب‬
‫يحلو أكتر‪...‬‬

‫*************************************‬

‫ترجال م السيارة لئستدير جاسر إلى روجيدا ُويمسك كفها‬


‫وجدها تتحرك بـ قعوبة لئسألها بـ إهتمام‬
‫‪-‬مالك في إيه!‬
‫‪105‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬مفئش‪..‬الشوز بس مضايقني يوية‬

‫‪-‬إبتسم بـ خبث وقال‪:‬مش عاوزاني أييلك!‪...‬‬

‫نظرت إليه بـ نصف عين ثم تشدقت بـ نبرة ساخرة‬


‫‪-‬عشان كل يوية تقولي عضمك يا رضا‪..‬وأنتي حامل فـ‬
‫بغلين‬
‫‪-‬ضحك جاسر بـ قوة وقال بـ نبرته اللعوب‪:‬قطع لسان اللي‬
‫يقول كدا‪..‬طب دا أنتي محتاجة تملي‪...‬‬
‫قالها وهو ينظر إليها بـ وقاحة لتتساءل هي بـ غباء‬

‫‪-‬أمال إيه‬

‫‪-‬همس بـ حرارة وهو ال يزال ينظر بـ وقاحة‪:‬تملي ماية أقل‬


‫الجو حر‪..‬حر جدا يا فراولة‪...‬‬
‫ُ‬
‫يهقت بـ خجل بعدما فهمت املعنى امل ـلتوي‪..‬لتضع وجهها بـ‬
‫مننبه قائلة بـ يأس وحنق‬

‫‪-‬سااافل‪..‬سااافل يا جاسر ومش هتتغير‪...‬‬


‫‪106‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫وضع يده حول خصرها وهمس بـ أذنها بـ خبث‬

‫‪-‬إستني بس ملا تولدي‪..‬هـ آآ‪...‬‬

‫وضعت يدها على فاه وهمست بـ ذعر‬


‫‪-‬بس أسنت‪..‬أسنت عشان خاطري يا جاسر وإرحمني‬
‫يوية م كالمك وأفعالك‬
‫‪-‬تراقص بـ حاجبيه قائال بـ عبث‪:‬هو أنتي لسه يوفتي أفعال‬

‫‪-‬أغمضت عيناها بـ خجل ثم تضرعت بـ يأس‪:‬يارب‪..‬الصبر‪...‬‬


‫ضحك جاسر ضحنته الرجولية الصارخة حتى أنها جذبت‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫األنظار إليه‪..‬ثم دنى إلى رأسها وقبل جانب عينها الئسرى ثم‬
‫ما فوق حاجبها قائال‬
‫‪-‬فعال ربنا يسلحني بـ الصبر‪...‬‬
‫خطى إلى الداخل وهو يرى أجواء اإلحتفال الهادئة‪..‬إبتسم‬
‫وهو يتقدم إلى رائف و زوجته‪..‬ليهمس بـ تحذير يحمل‬
‫التهديد بـ طياته قبل أن يصال إليهما‬
‫‪107‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬متسلمئش يا روجيدا‪..‬وال حتى بـ طرف قواعبك‬

‫‪-‬ردت عليه بـ إمتعاض‪:‬طيب‪...‬‬

‫وقف ُمقابال لرائف الذي رحب به قائال بـ إبتسامة هادئة‬


‫‪-‬حقيقي يرفت حفلتي يا جاسر بيه‬

‫‪-‬إبتسم جاسر بـ دبلوماسية‪:‬الشرف ليا يا رائف بيه‪...‬‬


‫أومأ رائف بـ رأسه قبل أن ُيقدم زوجته قائال بـ فخر جعل‬
‫روجيدا تبتسم بـ إعجاب‬
‫‪-‬أقدملك حرمي‪..‬زهرة األسيوطي‬
‫‪-‬تشرفنا يا مدام‬
‫‪-‬ردت عليه زهرة بـ إبتسامة‪:‬الشرف لينا طبعا‪...‬‬
‫كانت روجيدا تتأمل زهرة زوجة رائف‪..‬كم بدت قغيرة‬
‫وهشة بـ جانب رائف‪..‬تتمثل البراءة بـ عينيها عنس نظرات‬
‫زوجها التي تعنس مدى خبرته بـ الحياة‪..‬كان ُيحاوط خصرها‬
‫ُ‬
‫جاسر‪..‬محتشمة وبسيطة الثياب‬ ‫بـ تملك كما يفعل‬
‫‪108‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫فاقت م يرودها على قوت جاسر الذي قال‬

‫‪-‬ودي الدكتورة روجيدا الصياد‪..‬حرمي‬

‫‪-‬قال رائف وهو ينظر إليها‪:‬سبق وإتعرفنا‬


‫‪-‬رد جاسر بـ جمود‪:‬بس أنا كنت بعرفها على حرمك يا رائف‬
‫بيه‪...‬‬
‫إستشعرت الفتيات تلك الذبذبات التي بدأت تنتشر بينهما‬
‫خاقة نظرات رائف التي تحولت م الهدوء إلى براكين‬
‫ُ‬
‫ُمشتعلة‪..‬والتي تنبئ بـ إندالع حرائق يصعب السيطرة عليها‬
‫كانت روجيدا أول م تدارك املوقف لترفع كفها إلى زهرة‬
‫هاتفة بـ إبتسامة ُمهتزة‬

‫‪-‬تشرفنا يا مدام زهرة‬


‫ُ‬
‫‪-‬أومأت زهرة وهى تصافحها‪:‬الشرف ليا يا دكتورة‪...‬‬
‫إستعاد رائف قناع الهدوء بئنما جاسر بقت أقابعه تحفر‬
‫بـ خصر روجيدا‪..‬ولن جمود وجهه لم يعنس بما يعتمل بـ‬
‫‪109‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫داخله‪..‬دعت بـ داخلها أن يظل ُمحتفظا بـ سكونه وأال‬


‫ينفجر‪..‬وبقى اإلثنان ُيحدقان بـ بعضهما دون حديث‬
‫ُ‬
‫قدحت موسيقي هادئة علها تسحب تلك الشحنات‬
‫نبرة رزينة‬
‫السالبة م األجواء‪..‬ليردف رائف بـ ٍ‬
‫‪-‬إتفضل يا جاسر بيه‪..‬نبدأ نحي الحفلة‬
‫‪-‬قصدك‬

‫‪-‬دي موسيقي إحياء الحفلة‪..‬كنا مستنين حضرتك‬


‫‪-‬إرتفع حاجبي جاسر وتساءل‪:‬هي دي بـ ُمناسبة الشراكة‬

‫‪-‬أومأ رائف وقال‪:‬أيوة‪..‬يال إتفضل مع الدكتورة‪...‬‬

‫كان جاسر سيرفض ُمتعلال بـ حمل روجيدا ولننها ضغطت‬


‫ُ‬
‫على يده التي حول خصرها ليفهم أنها تريد ذلك‪..‬قر على‬
‫أسنانه ولننه أيار إليها لتتجه إلى ساحة الرقص‬

‫‪110‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫وضع يده حول خصرها واألخرى أمسنت كفها‪..‬قربها جاسر‬
‫إليه ولننه لم يبدأ طقوسه بـ الرقص معها‪..‬عقدت روجيدا‬
‫حاجبيها وهى تسمعه يهمس‬

‫‪-‬مننتش عاوز أرقص عشانك‪..‬وعشان الرقصة دي‬


‫بتاعنا‪..‬ولألسف مش هقدر أمارس طقوس ي‪...‬‬

‫إبتسمت روجيدا بـ دفئ‪..‬ليزيد ضمها إليه وهمس‬


‫‪-‬حطى رجلك على رجلي‬
‫‪-‬حركت رأسها نافية بـ قوة‪:‬أل طبعا‪..‬رجلك هتوجعك‬
‫‪-‬إسمعي النالم يا روجيدا‪..‬مش هعيد اللي قولته تاني‪...‬‬

‫لوت يفتيها بـ ضيق وإنصاعت ملا تقول‪..‬كان ينظر إلى‬


‫عيناها بـ عشق على تلك املوسيقى التي ُيحي بها ذكرى‬
‫زواجهم كل سنة‪..‬وإن كانت تلك الرقصة خاقتهم ال يجب‬
‫على أحد أن يراها‪..‬فـ النظرة بـ عيناه لئست خاقتهم فـ جميع‬

‫‪111‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫م حوله قرأ بهما العشق‪..‬واضح لألعمى هيامه بها وقوة‬


‫الحب الصريحة الظاهرة بهما‬
‫إبتسم وهو ُيحرك يفتيه بال قوت‬

‫‪-‬بعشقك‪...‬‬
‫إبتسمت روجيدا على إستيحاء وكأنها ُمراهقة قغيرة‪..‬قبل‬
‫أن تشهق بـ خفة ليتساءل جاسر بـ قلق‬

‫‪-‬إيه فيه إيه‬


‫‪-‬نظرت إلى قدميها وقالت‪:‬الشوز بتاعي إتفك‬

‫‪-‬هتف بـ إمتعاض‪:‬يا ييخة خضتيني‬

‫‪-‬ولن روجيدا هتفت‪:‬هربطه إزاي دلوقتي!‬


‫‪-‬مينفعش تسيبيه!‬

‫‪-‬لو سبته هيتخلع م رجلي‪...‬‬

‫‪112‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫مطت يفتيها بـ إنزعاج‪..‬ثم إتسعت عيناها بـ ذهول ويهقة‬


‫فلتت م بين يفتيها وهى ترى جاسر يجثو على قدميه يرفع‬
‫خاقتها على ُركبته ُليعيد غلق حذائها‬

‫نظرت روجيدا حولها فـ وجدت جميع األعين ُمسلطة‬


‫عليهما‪..‬وملا ال وذلك الحدث الذي ستتناقله جميع وسائل‬
‫التواقل اإلجتماعي بـ اإلضافة إلى الجرائدة واملجالت أن‬
‫جاسر الصياد يجثو أمام زوجته‬
‫عضت روجيدا على يفتيها بـ خجل وعشق‪..‬لينهض جاسر و‬
‫ُيعاود ُمراقصتها وكأنه لم يفعل يئاا أثار ذهول الرجال‬
‫وإفتتنان النساء‪..‬فغرت فاها دون ُ‬
‫القدرة على الحديث‬
‫ليقول هو بـ نبرو عادية‬
‫‪-‬مالك فاتحة بؤك كدا ليه!‬

‫‪-‬رفت بـ جفنيها وهتفت بـ عدم تصديق‪:‬أنت إيه اللي عملته‬


‫دا!‬
‫‪-‬رفع مننبه وقال‪:‬إيه؟‪..‬يوزك إتفك وأنا كنت بربطه تاني‪...‬‬
‫‪113‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫حاولت فتح فاها والحديث مرة أخرى ولن ماذا ستقول‬
‫أمام جاسر‪..‬مضت ثوان وال تزال النظرات ُتحيط بهم لتقول‬
‫روجيدا بـ إبتسامة عايقة‬

‫‪-‬اللي عملته دا ُمنتهى العشق‪..‬أنا بشوف رجالة بتقول إن دا‬


‫بيقلل م رجولتهم‪..‬بيعتبروه ضعف‪...‬‬

‫إبتسم جاسر ثم قال وهو ُيداعب أنفها بـ أنفه‬


‫ُ‬
‫العنس‪..‬منتهى الرجولة إنك تظهر حبك للناس‪..‬دا بيزود‬ ‫‪-‬بـ‬
‫م الرجولة مش بئنقصها‪...‬‬
‫ُ‬
‫زاد م ضمها إليه ثم همس بـ أذنها‬
‫‪-‬الضعف الحقيقي ملا الراجل يشوف نفسه أنه قوي لو‬
‫معترفش بحبه‪...‬‬

‫إبتعد عنها ينظر إلى فيروزها العايق له بـ عسليته املتوهجة‬


‫ُ‬
‫كـ قرص ي الشمس‬

‫‪-‬وأنا يايف قوتي فـ ُحبك‬

‫‪114‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫************************************‬
‫ُ‬
‫إتجهت إلى الشرفة تستنشق الهواء بعدما تركها جاسر على‬
‫مضض ليتحدث بـ العمل‪..‬غافلة ع تلك األعين التي‬
‫ترقدت دلوفهما م البداية حتى الرقصة‬

‫كانت عيناه تتفصحانها بـ جرأة وقحة‪..‬نظرات تجعل الرجفة‬


‫تسري بـ األبدان‪..‬وضع كأس العصير على الطاولة ثم توجه‬
‫إليه وعلى يفتيه إبتسامة ييطانية‬
‫وقف خلفها يستنشق عبيرها بـ قوة وكأنه آخر ما سيفعله بـ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حياته‪..‬كان وياحها األرجواني يتطاير بـ نعومة يرسل بـ‬
‫عطرها إليه فـ يزيده فتنة بها‪..‬ال ش ئ سوى لرغبة حيوانية‬
‫ُيشبع بها غرائزه املريضة‬
‫تقدم حتى وقف بـ جانبها ولننها لم تنتبه‪..‬فـ مال إليها أكثر‬
‫ُ‬
‫حتى أقبح على ُبعد إنشات منها ليهمس بـ خبث‬
‫‪-‬لوال الحجاب كنت قلت إنك أجنبية‪...‬‬

‫‪115‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫يهقت روجيدا وهى تستدير إلى مصدر الصوت‪..‬لتجد ذلك‬


‫الوجي الرجولي الذي ُيحدق بها بـ وقاحة وعلى ُبعد إنشات‬
‫قليلة‪..‬حتى لفحت أنفاسه الساخنة وجهها‬

‫إمتقع وجهها بـ نفور لتبتعد بـ خفة ولننه لم يسمح لها‪..‬إذ‬


‫إلتفت يده حول معصمها يمنعها الهروب‪..‬قرخت روجيدا بـ‬
‫هلع ثم هتفت بـ غضب‬

‫‪-‬إبعد إيدك يا حيوان‬


‫‪-‬إبعد إيه‪..‬دا أنا هقرب جدا‪...‬‬

‫جذبها بـ قوة إال أنها قاومت قدر اإلمكان فـ لم يستطع جذبها‬


‫أكثر م خطوتين‪..‬إتسعت عيناها بـ قوة وأخذت تتلوى قبل‬
‫أن تقول بـ حدة‬
‫‪-‬إبعد إيدك القذرة دي عني‪..‬جوزي لو يافك هيقتلك‬
‫‪-‬إبتسم بـ ييطانية وقال‪:‬جاسر الصياد!‪...‬‬

‫‪116‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إقترب بـ وجهه منها حتى تقلصت املسافة أكثر ليهتف بـ فحيح‬


‫أفعى ُمرعب‬
‫‪-‬طب دا أنا نفس ي يشوفني أوي وأنا كدا‪..‬دا اللي بئنا طار‪...‬‬

‫إتسعت عينا روجيدا بـ قوة أكبر وهي تسمعه ُينمل حديثه بـ‬
‫نبرة خبئثة‬
‫‪-‬أحب أعرفك بـ نفس ي‪..‬سليمان الهواري‪..‬اب سليم‬
‫الهواري‪...‬‬

‫‪117‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الفصل الخامس‬
‫وتسألني ما ُ‬
‫الحب؟‬
‫ُ‬
‫الحب أن أكتفي بك وال أكتفي منك أبدا‪...‬‬
‫كان جاسر يقف مع مجموعة م رجال األعمال يتحدث‬
‫ُ‬
‫معهم بـ أمور تخص أعمالهم ليلتفت على حين غرة إلى‬
‫ُ‬
‫الشرفة التي تقف بها روجيدا‪..‬فـ ما لبث أن إتسعت عيناه‬
‫وهو يرى زوجته أحدهم يقبض على معصمها‪..‬قريبة منه إلى‬
‫درجة خطيرة وعلى وجهها عالمات الغضب والنفور به بعض‬
‫الخوف‬
‫إندلعت بـ عيناه نيران حارقة وغضب أسود يكاد يلتهم‬
‫ُ‬
‫املحيطين به فـ ترك الجميع وإنطلق بين الجموع يدفعهم بـ‬
‫قسوة ُمتجها إلى زوجته‬
‫ُ‬
‫وعلى الناحية األخرى‬

‫‪118‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫كانت عنيا روجيدا إتسعتا بـ قوة حتى يارفت على اإلستدارة‬


‫دون أن تجد ُ‬
‫القدرة على الحديث‪..‬فـ كل ما يشغل بالها حاليا‬
‫أنه م أي ظهر هذا الشخص؟‪..‬وإن َعلم جاسر‪..‬وياله مما‬
‫قد يحدث‬
‫إنتفضت على يده التي جذبتها أكثر إليه ليهمس بـ نبرته ذات‬
‫ُ‬
‫الفحيح املرعب‬

‫‪-‬أتمنى يكون تعاملنا أحس م كدا‪..‬قدقيني جاسر‬


‫الصياد مش هيبسطك أحس مني‬

‫‪-‬إتقدت عيناها بـ يرر قائلة‪:‬أنت واحد حقير‪...‬‬


‫وبـ دون تفنير هبط كفها على وجنته بـ قوة لم تن تعلم أنها‬
‫ُ‬
‫تملنها حتى أنه وجهه إستدار إلى الناحية األخرى‪..‬وضع‬
‫ُسليمان يده على وجنته التي إنطبعت أقابعها عليها قبل أن‬
‫ُ‬
‫يهدر بـ إبتسامة ييطانية أضفت على مالمحه املخيفة‬
‫مالمح أكثر ُرعبا‬
‫‪-‬كلهم قالولي إنك يرسة‪...‬‬
‫‪119‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إقترب منها ُلتبعد وجهها عنه بـ نفور ُ‬


‫‪..‬لينمل هو بـ نفس‬
‫النبرة‬
‫‪-‬يا ترى بقى أنتي برضو يرسة فـ‪...‬‬

‫لم يستطع إكمال عبارته فـ قد إنطلقت قبضة حديدية‬


‫تلنم فنه‪..‬ترنح على إثرها ثم سقط‪..‬يهقت روجيدا وهى‬
‫ترى ُسليمان ينطرح أرضا‬
‫كان الدور على معصمها أن يجذبه جاسر بـ قوة حارقة‬
‫ليضعها خلفه‪..‬نظرت إلى عيناه بـ نظرة خاطفة لتجد عيناه‬
‫تحمل نظرة ُمميتة بها تصميم على إراقة الدماء‪..‬كان يتنفس‬
‫بـ قعوبة وعضالت جسده تتشنج بـ غضب‪..‬إرتعدت‬
‫فرائصها خوفا عليه ولننها لم تجرؤ على الوقوف أمامه‬
‫ُومحادثته عقب ذلك الوضع الذي رآهما فيه‬

‫نهض ُسليمان وهو يضحك بـ سخرية قائال‬


‫‪-‬نورت يا جاسر‪..‬نورت وهللا‪...‬‬

‫‪120‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫لم يرد عليه جاسر بل إندفع بـ قوة و بـ لحظة خاطفة كانت‬


‫ُركبته تضرب معدته فـ مال ُسليمان إلى األمام‪..‬ولننه لم‬
‫يرحمه بل عادت ُركبته تضرب أنفه بـ ضراوة لتنفجر الدماء‬
‫منها‪..‬دفعه جاسر إلى سور الشرفة وهدر بـ نبرة جهورية‬
‫ُ‬
‫‪-‬بتتجرأ وتحط إيدك على مراتي!‪..‬بتتجرأ وأنت عارف نهايتك‬
‫هتكون زي أخوك وألع ‪...‬‬

‫بصق ُسليمان الدماء ثم قال ضاحكا وهو ينظر إلى جاسر‬


‫‪-‬بتضرني يا ب عمتي!‪..‬هان عليك تضرب اب عمتك‬

‫‪-‬لنمه جاسر وهدر‪:‬إخرس يا ***‪..‬أنت نسئت نفسك وال‬


‫إيه‪..‬دا أنا مخرجك م بئتك زي الكلب‬
‫‪-‬ودي أخرتي عشان جاي وأرجع أواقر الصلة ما بئنا!‪..‬وملا‬
‫عنيات هانم تعرف إنك ضربت إبنها هتعمل إيه؟!‪...‬‬
‫لم ين جاسر بـ حالة تسمح بـ الحديث‪..‬بل كل ما يجول بـ‬
‫ذهنه أن هذا الرجل تقرب م زوجته بل وإستباح لنفسه‬

‫‪121‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ملسها‪..‬لتزداد عيناه قتامة ورغبة في إسفاك دمائه‪..‬ليقبض‬


‫على عنقه ثم همس بـ نبرة قاتمة تزداد سوادا وحقد‬
‫‪-‬لو خايف على اللي باقي م ُعمرك‪..‬إختفي‪..‬ألن ملسك ملراتي‬
‫مش هعديه‪..‬فاهم‪...‬‬

‫لم يرد ُسليمان بل بقى يضحك ُمستسلم ملا يفعله‬


‫به‪..‬ليلنمه جاسر عدة لنمات بـ قبضته بـ أحد أضلعه حتى‬
‫ُ‬
‫كسر ضلعه فـ تأوه األول‪..‬مال جاسر به إلى الخلف وقال بـ‬
‫ُ‬
‫نبرة ييطانية تذيب العظام‬

‫‪-‬بس مفئش مانع أسئبلك تذكار مني‪...‬‬


‫عاد بـ رأسه إلى الخلف ثم عاد ينطح أنفه ُمسببا كسرها‪..‬لم‬
‫يتدارك ُسليمان نفسه إال وجاسر يدفعه لئسقط م‬
‫ُ‬
‫السور واقعا أسفل الشرفة التي ُتبعد ع األرض بـ مسافة‬
‫متري ‪..‬نظر إليه م األعلى نظرات قاتلة ُمرعبة وقد تحولت‬
‫ُ‬
‫عسليتاه إلى جمرتين م النار املشتعلة‬

‫‪122‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫إستدار إلى روجيدا املننمشة على نفسها ليجذبها م يدها‬
‫هادرا بـ نبرة قاتلة‬
‫‪-‬يالاا‪...‬‬

‫تحرك جاسر بين الجموع يدفعهم بـ قوة وال ُمبااله‪..‬ولم‬


‫يقدر أحد على الوقوف أمام ذلك املارد الذي تحرر ييطانه‬
‫للتو‬
‫نظر رائف و زوجته إلى ذلك املشهد الذي حظى على إنتباه‬
‫الجميع بـ درجة ُمدهشة ُمتبانية النظرات ما بين دهشة‬
‫ورعب‪..‬بـ أعين جاحظة وبـ داخل رائف سؤال كيف يتحول‬
‫جاسر م شخص هادئ ‪ ،‬وقور ‪ ،‬راقي بـ تعامله‪..‬إلى شخص‬
‫همجي و بربري لتدنى إلى الدرك األسفل م الهمجية‬
‫والبربرية‪..‬نظر رائف إلى زوجته وقال بـ قنوط‬

‫‪-‬الحفلة باظت‪...‬‬
‫************************************‬

‫‪123‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ظلت روجيدا تنظر إلى عيناه التي لم تفقد مالمحها القاسية‬


‫ّ‬ ‫ُ‬
‫واملرعبة ثم إلى يداه التي تحتض املقود بـ قوى حتى إبيضت‬
‫قوت‬
‫ٍ‬ ‫مفاقله‪..‬إنتفضت على قوت زمجرته قبل أن يهدر بـ‬
‫جهوري‬
‫‪-‬عمل إيه أكتر م إنه ملس إيدك!‪...‬‬

‫تعرق جبينها م يدة الخوف فـ لم تجد القدرة على‬


‫الحديث فـ آثرت الصمت‪..‬ضرب جاسر على ّ‬
‫املقود بـ يدة‬
‫ليعود ويهدر بـ نبرة قمت أذنيها بل وخرقتها‬

‫‪-‬ردي عليا متجننئش!‬


‫قوت يكاد يسمع‪:‬معملش‬
‫ٍ‬ ‫‪-‬همست بـ‬
‫‪-‬هدر بـ حدة‪:‬مسمعتش‬
‫ُ‬
‫‪-‬قرخت هي بـ املقابل‪:‬معملش‪...‬‬

‫ظل جاسر يتنفس بـ قوة حتى ظنت أنه سيلفظ أنفاسه م‬


‫فرط سرعتها‪..‬سمعت سبابه الالذع على تلك العائلة التي ال‬

‫‪124‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫تنتهي‪..‬بل واألفظع إنه اب عنيات التي تخلت عنه‪..‬لتتخلص‬


‫م ير تلك العائلة نهائيا والذي لم يختلف ع بطش والده‬
‫سليم وأخيه جابر‬

‫همس جاسر بـ قسوة‬

‫‪-‬العيلة ير‪..‬وكأن ملهمش يغلة غير إنهم يفسدوا فـ‬


‫األرض‪...‬‬
‫وضعت روجيدا كف على بطنها واآلخر على يده لتقول بـ‬
‫خفوت ُمرتجف‬

‫‪-‬جاسر‪...‬‬
‫لم يرد عليها جاسر ولننها الحظت أن عضالت وجهه قد‬
‫إيتدت‪..‬فـ إبتلعت ريقها وهمست‬
‫‪-‬بالش نرجع املنيا وأنت عصبي كدا‪..‬بالش تسوق‬

‫‪-‬رد عليها بـ جفاء‪:‬مش هينفع عشان ُجلنار‪...‬‬

‫‪125‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫كانت ال تزال ترتجف مما حدث ولننها تتماسك م أجله‬


‫ُ‬
‫حتى ال يقفد الباقية املتبقية م عقله لتقول وهى تشتد بـ‬
‫قبضتها على معصمه‬
‫َ‬
‫بالش‪..‬تعال نروح البئت بتاع‬ ‫‪-‬وعشان خاطر ُجلنار‬
‫القاهرة‪..‬عشان خاطري‪..‬أنا تعبانة‪...‬‬

‫زفر جاسر بـ غضب ليوقف السيارة على جانب الطريق ثم‬


‫إلتفت بـ جسده كله إليها وهمس م بين أسنانه‬
‫‪-‬قارحيني يا روجيدا‪..‬أذاك فـ حاجة؟!‪...‬‬

‫السفلى لولهة قبل أن تقول بـ هدوء ُينافي‬


‫إرتجفت يفاها ُ‬
‫ُ‬
‫خوف قلبها املتقافز كـ أرنب مذعور‬

‫‪-‬وهللا ميقدرش أقال‪..‬ومقربش مني وال هيقدر يا‬


‫جاسر‪..‬قدقني‪..‬خليك واثق فيا‬

‫‪126‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬هدر بـ غضب‪:‬أنتي ليه مش عاوزة تصدقي إني بثق فيك أكتر‬


‫م نفس ي‪..‬بس أنا مبثقش فـ اللي حوليا‪..‬كلهم‬
‫حيوانات‪..‬حيوانات همهم ينهشوا فـ لحمي وفـ عرض ي‬

‫‪-‬وضعت يدها على وجنته ثم قالت بـ إبتسامة‬


‫ُمهتزة‪:‬متقلقش عليا‪..‬عشان خاطري متحملش نفسك أكتر‬
‫م طاقتها‬

‫‪-‬لو مقلقش عليك هقلق على مين‪...‬‬


‫قالها وهو يجذبها إلى أحضانه يضع أنفه بـ عنقها يضمها بـ‬
‫أقوى ما لديه‪..‬يخش ى عليها م نفسه بـ نوباته التي تصئبه‬
‫وقد يطالها األذى كما يحدث بـ العديد م املرات‪..‬ولن‬
‫أكثر ما يخشاه هو ما حوله م الرجال‪..‬قد تبدو قوية واثقة‬
‫ولن بـ داخلها هشة غير قادرة على حماية نفسها وتلك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العقدة ال تزال تطاردها‪..‬قد تظهر العنس ولننه أضحى‬
‫ُ‬
‫يعرفها أكثر مما يعرف نفسه‪..‬هى ال تزال تعاني حتى اآلن ول‬
‫تتخلص م ذلك الخوف إال به‬

‫‪127‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫تحركت يده على ظهرها قعودا وهبوطا ثم همس وهو‬


‫يصعد بـ يفتيه إلى وجنتها‬
‫‪-‬خايف عليك ليجي يوم ومقدرش أحميك فيه‬

‫‪-‬هششش‪..‬ممن بالش نتكلم دلوقتي‪..‬أنا كويسة وهفضل‬


‫كويسة لو بقيت فـ حضنك كدا‪...‬‬
‫ُ‬
‫يدد على عناقها أكثر يزفر بـ حرارة ويفتيه ال تزال تقبل‬
‫ُ‬
‫وجنتها قبالت رقيقة وكأنه يتأكد م سالمتها‪..‬إبتسمت‬
‫روجيدا وقالت بـ مزاح بـ غرض تخفيف األجواء‬

‫‪-‬جاسر لو فضلنا كدا هنتمسك بـ فعل فاضح فـ الطريق‬


‫العام‬
‫‪-‬إبتسم بـ خفة وقال‪:‬مش مهم أهو تغيير‪..‬حتى هخليهم‬
‫يحطونا فـ زنزانة واحدة‪...‬‬

‫‪128‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ضحنت بـ خفوت ليبتعد عنها ولن لئس قبل أن يضع‬


‫يفتيه على جبينها‪..‬أعاد تشغيل ُمحرك السيارة لينطلق بها‬
‫إلى منزله بـ القاهرة‬

‫************************************‬

‫إستيقظت على تلك اليد التي تربت على وجنتها بـ خفة‬


‫لتتململ بسنت بـ إنزعاج قائلة‬
‫‪-‬بس بقى يا قابر وبالش رخامة‬
‫‪-‬ضحك قابر ثم قال‪:‬أل فوقي يا بسبوستي‪..‬عاوزك فـ كلمة‬
‫سر‪...‬‬
‫وضعت الوسادة فوق رأسها ولم ترد عليه‪..‬ليعود ويضحك‬
‫قابر بـ قوة‪..‬إرتفع حاجبيه بـ خبث لينحني إلى ذراعها البض‬
‫ُيقبله بـ خفة‪..‬لتزفر بسنت بـ ضيق ولننها لم تتحرك‪..‬ضيق‬
‫عينيه بـ غيظ ثم قال بـ نبرة تهديدية‬

‫‪-‬لو مقومتئش حاال يا بسنت‪..‬هشيلك زي الدبيحة‪...‬‬

‫‪129‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫لم ترد عليه أيضا لينهض ع الفراش ليهدر بـ إنفعال‬

‫‪-‬خالص‪..‬حالل هللا أكبر‪...‬‬

‫قرخت بسنت وهى تراه يضعها على كتفه كـ الذبيحة كما‬


‫هددتها‪..‬لتشهق بـ فزع وهى تراه يتحرك بـ إتجاه باب املنزل‬
‫ُ‬
‫الصيفي املطل على البحر بـ منطقة يبه خالية م‬
‫البشر‪..‬ثم قرخت وهى تضرب ظهره‬
‫ُ‬
‫‪-‬قابر‪..‬بالش يغل العيال دا ونزلني‬
‫‪-‬فضلت أصحيك وأنتي نايمة يبه القتيلة‬
‫‪-‬قرخت بـ غيظ‪:‬كداااب‪..‬رديت عليك على فنرة‪..‬أنت اللي‬
‫بتتصلب‬

‫‪-‬ولو‪...‬‬

‫قرخت بـ يأس وهى تتلوى بين يديه بـ منامتها الطفولية التي‬


‫ترتديها م اللون الوردي الباهت وعليها رسمة كرتونية‬
‫يهيرة‪..‬قرخت هذه املرة بـ فزع وهى تشعر بـ تلك املوجة‬

‫‪130‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الباردة التي داهمت جسدها‪..‬تعلقت بـ عنقها ثم هتفت‬


‫وأسنانها تصطك بـ بعضها‬
‫‪-‬أنت بتعمل إيه!‬

‫‪-‬حاوط خصرها قائال‪:‬مش كنتي عاوزة تنزلي البحر!‪..‬أديني‬


‫ُ‬
‫بحقق أمنئتك أهو‬
‫‪-‬ضربت مننبه ثم تشدقت‪:‬أيوة أنزل البحر زي البني آدمين‬
‫الطبيعين مش زي عجل دبحته ونازل البحر تغسله‪...‬‬
‫ضحك قابر بـ أقوى ما لديه لتشرد بسنت بـ ضحنته‬
‫الرجولية الصاخبة‪..‬قربها إليه ثم همس وهو ُيداعب وجنتها‬
‫‪-‬بس فـ اآلخر نزلتك‬

‫‪-‬هدرت بـ يأس‪:‬أعمل إيه فـ جنونك دا‬

‫‪-‬نزل إلى ُعنقها وقال‪:‬جاريني فيه‪...‬‬


‫دغدغها بـ ُعنقها لتضحك بـ صخب‪..‬قارخة بـ نبرة ُمتقطعة‬

‫‪-‬خلـ‪..‬خالص باهلل‪..‬عليك‬
‫‪131‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬عشان حلفتيني بس‬


‫ُ‬
‫ضحنت وهى تستشعر يفتيه تقبل عنقها بـ خفة ليهمس بـ‬
‫ُ‬
‫جانب أذنها‬

‫‪-‬قوليلي عملتي إيه فيا خلتيني مش قادر أبعد عنك‪..‬أل‬


‫وأحبك الحب دا كله‪...‬‬
‫نظر إلى ُبنيتها التي إلتمعت بـ بريق متوهج م الحب‪..‬وضعت‬
‫كفها الصغير على وجنته وهمست‬
‫‪-‬معملتش حاجة غير إني حبئتك‬
‫‪-‬تأوه بـ حرارة قائال‪:‬ااااه‪..‬لو تعرفي بحبك أد إيه يا‬
‫بسنت‪..‬مننتئش ضيعتي كل السنين دي بعيد ع بعض‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫‪-‬وضعت وجنتها على قدره املبتل ثم تشدقت‪:‬أسفة‪..‬بس‬
‫كنت خايفة‬

‫‪132‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬حاوطها بـ يده ثم قال‪:‬وم النهاردة مش عاوزك تخافي وأنا‬


‫جنبك‪..‬أنا قضئت على خوفك‪..‬ساعدني أقض ي أنا كمان‬
‫على خوفي‪...‬‬

‫رفعت وجهها إليه ثم تساءلت عاقدة لحاجبيها وهى تنظر‬


‫إليه بـ إستفهام‬

‫‪-‬خوفك‪..‬خوف إيه؟‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أبعد خصلة مبتلة ع وجنتها ثم همس وهو يضع أنفه على‬
‫جبينها بـ نبرة عميقة‬

‫‪-‬إنك فـ يوم تبعدي عني‬


‫‪-‬إبتسمت بسنت وهى تقول‪:‬يوفت طفل يقدر يبعد ع‬
‫أمه‪...‬‬

‫نظر إليها بـ نظرة هائمة وعلى يفتيه إبتسامة جانبية دافاة‬


‫ثم أكملت الهمس وهي ترتفع على أطراف أقابعها‬

‫‪133‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬أنا بقى مقدرش‪..‬أنت بالنسبالي األم اللي بدافع ع إبنها بـ‬


‫ُ‬
‫إستماتة وفـ املقابل إبنها ميقدرش غير إنه يحبها‪...‬‬
‫قبلت وجنته ثم إبتعدت لترى عينيه ُمغلقتين‪..‬ثم همس هو‬
‫ال يزال ُمغمض العينين‬

‫‪-‬مش كدا أنت بدلتي األدوار!‬


‫‪-‬حركت رأسها نافية ثم قالت بـ قوة‪:‬أبدا‪..‬أنا يايفة إن دا‬
‫الصح‪..‬كنت أنا اإلب الشريد وأنت األم اللي بتوجه‪..‬األدوار‬
‫صح‪..‬أنت ميلقش عليك غير الدور دا‪...‬‬

‫فتح جفنيه ونظر إلى عينيها بـ نظرة عشق خالصة جعلت‬


‫قلبها ُيرفرف حر بين أضلعها لتهمس بـ نبرة عميقة ويدها‬
‫تسير م جانب حاجبه حتى فنه‬
‫‪-‬أنت نعمة فـ حياة أي حد تدخلها‪...‬‬

‫‪134‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫تأوه قابر بـ قوة وهو يستمع إلى مثل ذلك اإلعتراف النادر‬
‫م بين يفتيها قبل أن ينقض على يفتيها غير آبهه ملا‬
‫حوله‪..‬إبتعد عنها ثم قال وهو يرفعها بين يديه‬
‫‪-‬أنا قولت إن البحر ُ‬
‫الصبح غلط‪..‬تعالي أدفيك‪...‬‬

‫************************************‬
‫ُ‬
‫إنتهت الطبئبة م تمضيد جراحه ثم إعتدلت تعلق بعض‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املحاليل بـ ُمساعدة املمرضة لتقو وهي تنظر إلى سليمان‬
‫ل‬

‫‪-‬حضرتك هنضطر نعمل أيعة عشان نتأكد إذا كان فيه‬


‫أكتر م ضلع منسور وال أل‪..‬وإذا كان أثر على الرئة‪..‬حمد‬
‫هلل على سالمتك‪...‬‬
‫ُ‬
‫ايارت إلى املمرضة لكي تتبعها ثم قالت لها وهما يتوجهان‬
‫ُ‬
‫إلى خارج الغرفة‬
‫ُ‬
‫‪-‬غيري املحلول كمان نص ساعة‪..‬وبعدها بـ ساعة حضريه‬
‫عشان نعمل األيعة‪...‬‬

‫‪135‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫نظر إلى خروجهما بـ نظرات ُمظلمة و بداخله يتوعد ملا‬


‫أقابه م جاسر الصياد‪..‬تقدمت منه زوجته ثم جلست بـ‬
‫جانبه تمسح على جانب وجهه قائلة‬

‫‪-‬حاسس بـ وجع!‪...‬‬

‫أبعد يدها عنه ولم يرد‪..‬زفرت هي بـ يأس ثم قالت بـ روية‬


‫‪-‬مننش ينفع تتصرف كدا يا سليمان‪..‬في حاجة اسمها‬
‫عقل‪..‬تصرفك دا هيخليه زي التور الهايج ومش هئسيعه‬
‫قتلك بس‬

‫‪-‬نظر إليه بـ نظرات قاسية ثم قال‪:‬حسابه معايا بئتقل‬


‫أوي‪..‬وساعتها ميلومش غير نفسه‪...‬‬
‫حركت رأسها بـ يأس لتعود وتهتف بـ نبرة هادئة ويدها تسير‬
‫على ذقنه‬
‫‪-‬جاسر الصياد مش سهل وم الغباء إستفزازه‪..‬أنت طلعت‬
‫مارد مش هسئبك فـ حالك‬

‫‪136‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬هدر بـ قوة‪:‬حقي وحق أخويا‪..‬طب العيلة اللي يتتها‬


‫والقصر اللي حرقه!‪..‬أه صحيح عمري ما حبئت ثناء بس دا‬
‫كان حقي بيتي وملكي وهي عارفة‬

‫‪-‬أومأت بـ رأسها بـ تأكيد قائلة‪:‬برضو تتعامل مع جاسر بـ‬


‫عقلك‪..‬طول ما أنت بتتعامل بـ الهمجية دي مش هتقدر‬
‫تواجه وهتخسر كل حاجة‪...‬‬
‫ُ‬
‫وضع يده على قدره موضع ضلعه املهشم‪..‬لينظر إليها بـ‬
‫إهتمام يستاءل‬

‫‪-‬بتفنري فـ إيه!‬
‫‪-‬أقصد يعني‪..‬تحاول تختفي االيام دي عشان جاسر مش‬
‫هيهدى إال ملا ُيحطك فـ السج أو يقتلك وفـ كال الحالتين‬
‫أنت مش ُمستفيد‬
‫‪-‬إتسعت عيناه هادرا بـ غضب‪:‬قصدك أتخبى زي النسوان‪...‬‬

‫‪137‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫زمت يفتيها بـ حنق زافرة نفسا حار قبل أن تعتدل بـ جلستها‬


‫ثم أكملت حديثها بـ نفس الهدوء‬
‫‪-‬ال زي النسوان وال الرجالة‬

‫‪-‬أومال قصدك إيه!‬


‫‪-‬يا حبيبي قصدي تحنم عقلك فـ كل خطوة قبل ما تخطيها‬
‫عشان متخسرش‪..‬يعني التعامل بـ العقل هو الصح‬

‫‪-‬زفر بـ قنوط وتشدق‪:‬وإفرض ي تعامل العقل دا أخد وقت‬


‫‪-‬ربتت على مننبه وقال‪:‬وماله‪..‬طاملا ضربتك هتكون قاضية‬
‫يبقى تستحق‪...‬‬

‫نظر إليها ُمطوال حتى إرتسمت إبتسامة خبئثة على وجهه‬


‫أخذت تتسع تدريجيا إلى أن أقبحت تشمل وجهه كله‬
‫ليقول بـ نبرة وازت إبتسامته‬

‫‪-‬فعال عقل الستات دا داهية‬


‫‪-‬إبتسمت قائلة‪:‬تلميذتك يا سيد الناس‪...‬‬
‫‪138‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫مالت إلى وجهه قائلة بـ منر أنثوي ناعم‬

‫‪-‬ناوي على إيه بقى!‬

‫‪-‬نظر إليه بـ نظرة وقحة ثم تشدق‪:‬ملا أطلع م هنا هوريكي‬


‫عملي‪...‬‬
‫************************************‬
‫ُ‬
‫نهض جاسر بـ تلك الساعة املتأخرة على قوت تأوه‬
‫ُ‬
‫روجيدا‪..‬ليقوم بـ إنارة املصباح الجانبي ثم إلتفت إليها فـ‬
‫وجدها جالسة على الفراش تضع يدها على بطنها‬
‫إنتفض جاسر م جلسته وإستدار حول الفراش‪..‬ليجثو‬
‫أمام ُركبيتها ثم همس بـ قلق‬

‫‪-‬مالك يا روجيدا في إيه‬


‫ُ‬
‫‪-‬وضعت يدها على بطنها املنتفخ‪:‬بطني يا جاسر بتوجعني‬
‫أوي‬

‫‪139‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫‪-‬أبعد خصالتها ع وجهها قائال بـ توجس‪:‬طب خالص يا‬
‫حبئبتي‪..‬هقوم أعملك حاجة ُسخنة‪...‬‬
‫أومأت بـ رأسها وهى تعض على يفتيها بـ ألم‪..‬ولن ما أن‬
‫نهض جاسر حتى إنحنت روجيدا تتقيأ‪..‬أمسنها بـ سرعة‬
‫وقلق حتى ال تسقط ولم يأبه لتلطخ مالبسه‪..‬إرتفعت وقالت‬
‫بـ نبرة مبحوحة‬

‫‪-‬أسفة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪-‬أعاد خصالتها خلف أذنها وهمس‪:‬هششش‪..‬تعالي معايا‪...‬‬

‫أمسنها م ذراعيها حتى تنهض ولننها ترنحت بـ‬


‫ضعف‪..‬تداركها جاسر بـ سرعة ثم إنحنى يحملها‪..‬وضعها‬
‫ُ‬
‫أمام حوض الوجه ولننها عادت تتقيأ‪..‬أمسنها مرة أخرى‬
‫ُ‬
‫بين يديه بـ إحكام‪..‬يد على جبهتها ليحنم رأسها واألخرى على‬
‫خصرها حتى يتحنم بـ ضعف جسدها‬
‫إنحنت بـ جسدها إلى األمام تأن بـ ضعف‪..‬لئسندها جاسر‬
‫بين يديه يربت على ظهرها هامسا بـ حنو‬
‫‪140‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬أنتي كويسة‬

‫‪-‬أومأت بـ رأسها ترد بـ ضعف‪:‬أها‪...‬‬


‫ُ‬
‫أحنم ذراعه حول خصرها وبيد األخرى‪..‬فتح قنبور املياه‬
‫ُ‬
‫يقوم بـ غسل وجهها وفمها ثم أخذ ُيملس على خصالتها‪..‬عاد‬
‫يحملها واضعا إياها على الفراش‪..‬جثى أمامها ُيقبل جبينها‬
‫هامسا‬
‫‪-‬بقيتي أحس ‪...‬‬
‫أومأت بـ رأسها دون رد‪..‬حرك جاسر يديه على ذراعيها هبوطا‬
‫و قعودا ثم قال وهو ينهض‬
‫‪-‬هروح أعملك حاجة سخنة‪...‬‬
‫أومأت بـ رأسها ولننه إنحنى يقول‬

‫‪-‬تعالي األول‪..‬أخليكي تقعدي كويس‪...‬‬

‫‪141‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫رفع ساقيها على األرض ليضعهم على الفراش ثم وضع‬


‫أسفلهم وسادة‪..‬وأراح ظهرها على الفراش واضع خلفه‬
‫ُ‬
‫وسادة كبيرة‪..‬ربت على خصالتها يتساءل بـ دفئ‬

‫‪-‬كدا أحس !‪...‬‬

‫أومأت بـ رأسها ليقول بـ حنو‬


‫‪-‬هروح أعملك حاجة سخنة وأجي أنضف املكان‪...‬‬

‫إبتسمت بـ وه ُليبادلها اإلبتسام ثم توجه إلى الخارج أعد‬


‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لها بعض األعشاب املفيدة ثم عاد ينظف الغرفة وبعدها‬
‫عاونها على إرتشاف تلك األعشاب‪..‬ليتشدق وهو يضع‬
‫الكوب بـ جانبه‬
‫‪-‬إعملي حسابك أول أما نصحى هنروح لدكتورة‬

‫‪-‬إتكأت على مننبه وقالت‪:‬أنا كويسة وهللا‪..‬التعب دا عادي‬

‫‪-‬حاوطها بـ يده وقال‪:‬ولو برضو هنروح يعني هنروح‪...‬‬

‫‪142‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫فتحت فاها تنوي اإلعتراض ولننه أوقفها بـ قرامة ال تقبل‬


‫الجدال‬
‫‪-‬متفنريش تقولي أل‪..‬ألني كدا كدا هاخدك حتى عشان معاد‬
‫الفحص الدوري بتاعك‪...‬‬

‫زفرت بـ يأس كيف لها السئبل بـ إقناعه أنها لئست بـ مشكلة‬


‫عضوية ولن ما تعرضت إليه أمس م إنتهاك‬
‫قريح‪..‬راودها كابوس أرعبها لذلك نهضت تشعر بـ‬
‫اإلعياء‪..‬أخذت نفسا عميق ثم قالت بـ خفوت‬

‫‪-‬سوري يا جاسر صحيتك الفجر كدا‬


‫‪-‬ضرب جبهتها بـ ُمزاح قائال‪:‬ولو مصحتش عشانك‪..‬هصحى‬
‫عشان مين يعني!‬
‫‪-‬إبتسمت وقالت‪:‬ربنا يخليك ليا‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قبل وجنتها بـ عمق ثم إستند بـ جبهته على وجنتها يشدد م‬
‫عناقها إليه ليهمس بعدها بـ خفوت‬

‫‪143‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬عرفتي هنسمي والدنا إيه‬

‫‪-‬مش ملا نعرف هما ولد وبنت وال ولدي وال بنتين؟!‬

‫‪-‬ضحك جاسر وقال بـ ثقة‪:‬ولد وبنت‪..‬أنا ُمتأكد إن ياء هللا‬


‫ُ‬
‫‪-‬ضحنت هى األخرى وقالت‪:‬يا سيدي على الثقة‪...‬‬

‫إعتدلت تنظر إليه ثم قالت بـ حماس ُمفاجئ‬


‫‪-‬طب هنسميهم إيه!‬
‫‪-‬أمسك كفها وقال بـ إبتسامة أبوية حانية‪:‬بص ي الولد‬
‫هنسميه جواد‪..‬والبنت هنسميها چيالن‬
‫‪-‬عقدت حاجبيها وقالت‪:‬بس أنا فاكرة أنك قولت إننا‬
‫هنسميهم "جمال وجميلة"‬
‫‪-‬رد عليها بـ ُمزاح‪:‬دي كانت ساعة ييطان‪..‬بس قعدت أدور‬
‫لحد اما عجبني االسمين دول‪...‬‬
‫لوت يدقها بـ عدم إقتناع ثم قالت بـ نبرة هادئة‬

‫‪144‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬طيب جواد وعارفين معناه‪..‬چيالن دا معناه إيه‬

‫‪-‬أجابها بـ إبتسامة ياردة‪:‬معناه يا ستي الغزال الصغير دا‬


‫املعنى العربي‪..‬أما بقى معناه الفارس ي هو الصفاء‪...‬‬

‫إرتفع حاجبي روجيدا بـ إعجاب ليضحك وهو ُينمل‬


‫‪-‬أتمنى إن الشخصية تبقى يبه االسم‪..‬عشان ُجلنار‬
‫مطلعتش ُجلنار يابا الحج‪...‬‬

‫ضحنت روجيدا وهى تدف وجهها بـ مننبه ليضحك هو‬


‫اآلخر هاتفا‬
‫‪-‬وهللا بكلمك بـ األمانة‪..‬مش عارف إزاي م كل عقلي سميتها‬
‫ُجلنار‪..‬كان عقلي فين وقتها‬

‫‪-‬تشدقت روجيدا بـ ُمزاح‪:‬م يابه أباه يا جاسر‬

‫‪-‬نظر إليها بـ نصف عين‪:‬إتريقي يا بنت جمال‪..‬إتريقي يا بنت‬


‫الراجل الطيب‪...‬‬
‫ضحنت بـ قوة أكبر ليجذبها إلى قدره قائال بـ جدية وإهتمام‬
‫‪145‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬بقيتي أحس ‪...‬‬


‫ُ‬
‫أومأت دون رد ليهمس بـ أذنها‬

‫‪-‬طب يال ننام‬


‫‪-‬يال‪...‬‬

‫أولته روجيدا ظهرها ليحتضنها جاسر بـ قوة حتى تالمس‬


‫ُ‬
‫قدره مع ظهرها‪..‬يابك أقابعه مع خاقتها واألخرى‬
‫ُ‬
‫تتالعب بـ خصالتها النستنائية‬
‫ما أن أولته روجيدا ظهرها حتى زال العبث والهزل م عيناه‬
‫وحل محلهما قتامة وغضب‪..‬عسليتاه تحولتا م متوهجتين‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بـ حنان إلى أخرى أكثر ظلمة وقساوة‪..‬يعلم أن ذلك اإلعياء‬
‫لم ين سوى رد فعل ملا حدث معها‪..‬تقيؤها كان نفور وتقزز‬
‫م ملمس يده على يدها‪..‬لم يفته عند دلوفهما إلى املنزل‬
‫إنطلقت م فورها إلى املرحاض وأخذت تحك معصمها‬
‫حتى إتسحال لونه األبيض إلى اللون األحمر‬

‫‪146‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪..‬لم يستطع كبح نظراته اإلجرامية التي تجلت بـ وضوح بـ‬


‫عيناه‪..‬قبضتيه قد إيتدا بـ قوة حتى تجلت عروقه النافرة بـ‬
‫غضب ناري ورغبة كاسحة تنتسح جسده بـ القتل وتمزيق‬
‫يده التي تجرأت على ملسها‬
‫ُ‬
‫أبعد خصالتها ع وجهها ونظر إليها ليجد أنفاسها قد‬
‫إنتظمت ُليقبل جانب حاجبها ثم همس بـ وعيد‬

‫‪-‬هجبلك حقك يا روجيدا‪..‬هجبهولك متقطع حتت‪...‬‬

‫‪147‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الفصل السادس‬
‫ُ‬
‫بالسعاد‪..‬ومتخم بالفرح كل ليلة‬ ‫إن رأيت هذا الرأس ملئ‬
‫وكل نهار‪....‬‬
‫اعلم أن أقابع ُ‬
‫الحب قد المسته‪....‬‬
‫ضرب على سطح الطاولة بـ قوة وهدر بـ إنفعال‬
‫‪-‬يعني إيه إختفى!‪..‬واحد متخريم ورجله منسورة يختفي‬
‫إزاي‬
‫‪-‬أجابه الطرف اآلخر بـ توتر‪:‬يا بايا وهللا ما إتحركنا م‬
‫قدام املستشفى‬
‫‪-‬قرخ جاسر بـ حدة‪:‬بهاااايم‪..‬أنا مشغل يوية بهايم‪..‬غور‬
‫دلوقتي ‪...‬‬

‫قذف جاسر الهاتف بـ عنف على الطاولة وحك فروة رأسه بـ‬
‫قوة ثم تمتم بـ إمتعاض‬
‫‪-‬يوية بهايم هيجبوا أجلي‬
‫‪148‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬مين اللي هيجبوا أجلك يا جاسر؟!‪...‬‬


‫ُ‬
‫إستدار جاسر على قوت روجيدا التي تحدثه بـ تعجب‬
‫وعلى وجهها مالمح برياة‪..‬إبتسم وهو يتطلع إلى هياتها‬
‫الطفولية‪..‬كانت ترتدي منامة ذات بنطال و كنزة ُمتشابنين‬
‫ُ‬
‫م اللون األحمر وعليها رسمة كرتونية‪..‬تمسك بـ يدها عبوة‬
‫م الشيكوالتة الذائبة وملعقة بـ فاها‬

‫تقدم منها وعلى وجهه إبتسامة خبئثة وعينان تتفحصانها بـ‬


‫وقاحة ثم هتف‬

‫‪-‬فروالة بـ الشيكوالتة ع الصبح‪...‬‬


‫ُ‬
‫يديها‪..‬ليحيط‬ ‫ضحنت روجيدا وهي تتالعب بـ امللعقة بين‬
‫خصرها قائال بـ نبرته اللعوب‬
‫‪-‬والعبد هلل اللي بيجيب الحاجات دي ملوش نصئب‬
‫‪-‬هتفت بـ براءة‪:‬أل طبعا إزاي‪...‬‬

‫‪149‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫رفعت امللعقة وقربتها م فاه ليلتهمها وهو ينظر إلى عينيها‬


‫الضاحنتين‪..‬تلطخ جانب فمه بـ الشيكوالتة لتقف على‬
‫أطراف أقابعها تلتقطها بـ يفيتها‪..‬إبتسمت يفتاه وهو‬
‫يشعر بها على زاوية فمه‪..‬وضع إقبعه على طرف العبوة‬
‫ُ‬
‫ليتلطخ ثم رفعه إلى جانب يفاه األخرى ثم تشدق بـ عبث‬

‫‪-‬وهنا بقى‪..‬يكلك مأخدتئش بالك‬

‫‪-‬ضحنت روجيدا بـ صخب وقالت بـ دالل‪:‬أل إخص عليا‪...‬‬


‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫إرتفعت مرة أخرى ثم قبلت زاوية يفتيه األخرى ليعود‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويضع إقعبه امل ـلطخ بـ منتصف يفتيه وقال بـ نبرة لعوب‬
‫‪-‬خير األمور الوسط بقى‬
‫‪-‬عضت على يفتيها وقالت‪:‬سافل‪..‬ساااافل‪...‬‬

‫عادت ترتفع على أطراف أقابعها ُلتقبل يفتيه بـ خفة‬


‫ُ‬
‫ولننه لم ين يدعها لتمر بـ تلك السهولة املفرطة‪..‬بل وضع‬
‫ُ‬
‫يده خلف عنقها ُيقربها منه ثم أزال املشابك التي تثبت‬

‫‪150‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ ىُ‬ ‫ُ‬
‫خصالتها ونثره بـ عشوائية‪..‬ويده األخر تحاوط خصرها‬
‫يمنعها م السقوط‬
‫تخدرت حواسها وأطرافها فـ سقطت عبوة الشيكوالتة‬
‫الذائبة لتتحطم إلى أيالء‪..‬يهقت و حاولت اإلبتعاد إال أنه‬
‫زمجر بـ إعتراض ولم يبتعد إال أن يأخذ ضريبته الصباحية‬
‫على أكمل وجه‬
‫ُ‬
‫إستند بـ جبهته على جبهتها ثم قال وهو ُيرجع خصالتها إلى‬
‫ُ‬
‫خلف أذنها‬

‫‪-‬يا قباح الحاجات الحلوة والشيكوالتة والفراولة واملربى‬


‫‪-‬تشدقت روجيدا بـ خجل‪:‬على فنرة أنت‪..‬أنت رخم‪..‬و‬
‫وقح‪..‬أوي‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫‪-‬قبل طرف أنفها بـ خفة وقال‪:‬منا عارف أو ‪...‬‬

‫‪151‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ثم تحركت يفتيه بـ فرايات خفيفة على أنفها و وجنتيها‬


‫حتى عنقها البض‪..‬لتضحك روجيدا وهى تميل بـ رأسها‬
‫قائلة‬

‫‪-‬خالص بقى‪..‬أنت مش عاوز تاكل!‪...‬‬


‫ُ‬
‫همهم ويفتيه تنحدر إلى ترقوتها بـ قبالت رقيقة‬
‫‪-‬منا باكل أهو‪..‬أنتي عاوزة إيه!‬

‫‪-‬مطت يفتيها بـ إنزعاج ثم قالت‪:‬عاوزة علبة نوتيال بدل اللي‬


‫وقعت دي‪...‬‬
‫ُ‬
‫نظر إلى العبوة املهشمة ليبتسم بـ خبث ثم نظر إليها وقال بـ‬
‫نبرة ماكرة‬

‫‪-‬اممم وإيه اللي وقعها!‪..‬أنا فاكر أنك كنتي مسكاها‬

‫‪-‬عضت على يفتيها وقالت بـ حنق‪:‬هللا‪..‬وقعت يا‬


‫سيدي‪..‬إنزل هاتلي واحدة عشان نروح لدكتورة يال‬

‫‪152‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬قبض على ذقنها وهمس بـ إبتسامة‪:‬أنت تأمر يا فراولة‬


‫بالشيكوالتة يا أبيض أنت يا قشطة‪...‬‬
‫ثم هبط ُيقبل يفتيها بـ خفة قبل أن يأخذ مفاتيحه‬
‫وحافظة النقود‪..‬لتضحك هي بـ صخب لتهتف وهي تراه يتجه‬
‫إلى باب املنزل‬

‫‪-‬مش عارفة أنت بتجيب النالم دا منين!‬


‫‪-‬غمزها بـ يقاوة قائال‪:‬اللي يحبك الزم يبدع ويتعلم الغزل‬
‫العفيف والوقح السافل القليل األدب دا‪...‬‬

‫أغلق الباب خلفه لتنفجر روجيدا ضاحنة لتهتف وهى تميل‬


‫ُ‬
‫إلى األرض لتزيل الشظايا‬
‫‪-‬مجنون‪..‬ويموت فـ أي حاجة ليها عالقة بـ قلة األدب‪...‬‬

‫************************************‬

‫‪-‬ما خالص يا مروة بقى‪..‬هللا مننش موقف‪...‬‬

‫‪153‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إستدارت مروة بـ جنون وهي تقذف ما بيدها أرضا ثم قالت‬


‫بـ نبرة حادة‬
‫‪-‬موقف!‪..‬البت كانت بتشقطك قدامي‪...‬‬

‫ضحك يريف بـ قوة واضعا يديه بـ خصره‪..‬لتشتعل عيناها‬


‫بـ غضب أكبر ثم إتجهت إليه تضرب قدره هاتفة‬
‫‪-‬وليك عين تضحك يا بتاع كرستين!‪..‬عاملي فيها ڤان دام‬
‫أوي ورايح تنقذها‪...‬‬
‫أمسك معصمها وهو غير قادر على التوقف ع الضحك‬
‫ُلتنمل حديثها بـ ضيق‬
‫‪-‬ياكش يطلعلها حوت يبلعها‬

‫‪-‬ضحك أكثر وقال بـ ُمزاح‪:‬وهو في حوت فـ البحر يا جاهلة!‬


‫‪-‬ضيقت عيناها وقالت بـ حنق‪:‬ربك قادر يبعتلها ديناقور‬
‫يقرقش عضمها‬

‫‪154‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬غمزها يريف وقال بـ عبث‪:‬يا عيني ع الحلو اللي غيران‬


‫منها‪...‬‬
‫دفعته بعيدا عنها ثم وضعت يدها بـ خصرها وقالت بـ نبرة‬
‫سوقية‬

‫‪-‬مين دي اللي تغير منها يا دلعادي‪..‬دا أنا عود عنها حتى‬


‫‪-‬نظر إليها بـ وقاحة وقال بـ خبث‪:‬م ناحية عود!‪..‬فـ أنتي أبو‬
‫األعواد كلها‪...‬‬
‫ُ‬
‫توترت وسقطت يدها ع خصرها وهى تتابع عيناه التي‬
‫تتفحصها بـ جرأة وكأنه يتساءل ماذا يوجد أسفل هذه‬
‫املنامة الرقيقة!‪..‬ضمت مئزر منامتها القصيرة ثم هدرت بـ‬
‫تلعثم وخجل‬
‫‪-‬أل بقولك إيه!‪..‬آآ‪..‬إحترم نفسك‪..‬عشـ‪..‬عشان أنا‪..‬زعالنة‬
‫أقال‪...‬‬

‫‪155‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫تقدم منها وال تزال عيناه تتفحصها بـ نفس ُ‬


‫الجرأة ليقول‬
‫وهو ُيمسك معصمها ُيقربها إليه‬
‫‪-‬أل كدا عيب فـ حقي و واجب عليا أقالح القمر‪...‬‬

‫جاهدت ُلتخفي إبتسامة خائنة ظهرت على يفتيها‪..‬فـ‬


‫وضعت يدها على فاها‪..‬إبتسم يريف ما أن ملح تلك‬
‫اإلبتسامة الضعيفة ثم قال وهو يقترب بـ وجهه منها‬
‫‪-‬مش بقولك بحب اللون النبيتي عليك‪..‬البساه عشاني مش‬
‫كدا!‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪-‬أعادت خصلة خلف أذنها وقالت بـ إرتباك‪:‬ال أبدا‪..‬أنا بس‬
‫بحب اللون دا‬
‫ُ‬
‫‪-‬نظر إلى خصالتها الفحمية وقال‪:‬قولتلك مليون مرة‬
‫متربطئش يعرك‪...‬‬

‫‪156‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬ ‫ّ‬
‫مد يده ُيزيل املشبك لتنسدل خصالتها الطويلة والتي تصل‬
‫ُ‬
‫إلى ما قبل خصرها بـ إنش‪..‬ثم تخللت أنفه خصالتها يشتمها‬
‫ُ‬
‫بـ قوة ويده األخرى تتحرك بئنه بـ حرية قائال بـ نبرة هائمة‬

‫‪-‬الننز دا ُمستحيل حد يشوفه غيري‪...‬‬


‫ُ‬
‫أمسك بعض الخصالت وإبتعد عنها ثم رفعها إلى أنفه‬
‫يشتمها وعيناه ال تحيد ع عينيها التي إتسعت بـ قوة غير‬
‫ُمصدقة ملا يحدث‪..‬هتف وهو ُيغمض عيناه‬
‫‪-‬فـ يوم سمحت لنفس ي أسرق الننز دا‪..‬ملدة دقايق‪..‬كنت زي‬
‫الغريق وإتعلق فـ قشاية‬
‫‪-‬همست مروة بـ تحشرج‪:‬يريف!‬
‫‪-‬نظر إليها بـ ُعمق ثم همس هو اآلخر‪:‬فتنة يريف وهللا‪...‬‬
‫غمض لعيناه وكأنه يتذوق‬ ‫م‬‫ثم مال إلى يفتيها ُيقبلها بـ رقة ُ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫يفيتها ليبتعد عنها ويداه تتجه إلى طرفي املئزر لتزيحه‬
‫قوت أجش‬
‫ٍ‬ ‫هامسا بـ‬

‫‪157‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬محتاج أيوف اللي تحت الروب الجميل دا‪...‬‬

‫************************************‬
‫توجه جاسر إلى املركز ُ‬
‫التجاري القريب م البناية التي‬
‫يسن بها‪..‬ثم إتجه إلى قسم الشيكوالتة ليبتاع لزوجته‬
‫غير ُمنتبه‬
‫"النوتيال"‪..‬جلب عدة عبوات منها الصغير والنبير ُ‬
‫إلى تلك األعين التي تتلصص عليه‬
‫ثم إتجه إلى قسم األطفال‪..‬إبتاع منه ألعاب ألطفاله وبعض‬
‫الثياب‪..‬كان ينتقيهم بـ يغف وحب كبيري ‪..‬وعيناه تلمع بـ‬
‫حماس ومشاعر أبوية يصعب أال ُيالحظها أحد‬
‫توجهت إحدى السيدات التي كانت تتلصص عليه ثم قالت‬
‫بـ إبتسامة بها إعجاب كبير‬
‫‪-‬حضرتك هتكون أب مش كدا!‬
‫‪-‬إستدار إليها جاسر وبـ لهفة قال‪:‬أها‪...‬‬

‫‪158‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫نظرت السيدة إلى الثياب الصغيرة بـ يده ثم عادت تنظر إليه‬


‫وقالت‬
‫‪-‬يكلك لسه مش عارفة ولد وال بنت‬

‫‪-‬إبتسم وقال‪:‬أل عارف‪..‬هما توأم ولد وبنت‬


‫‪-‬إلتمعت عينا السيدة وقالت بـ سعادة‪:‬ألف مبروك‪..‬أنا‬
‫كمان أخويا مراته حامل وحبئت أيتريله حاجة‬

‫‪-‬ألف مبروك ربنا يقومها بـ السالمة‬


‫‪-‬مرسيه‪...‬‬

‫قمتت قليال ثم قالت وهى تبتسم بـ حرج‬


‫‪-‬أعذرني بس أنا كنت براقبك م أول أما دخلت املول‬

‫‪-‬عقد جاسر حاجبيه وقال بـ دهشة‪:‬تراقبيني أنا!‬

‫‪-‬أومأت بـ رأسها وأردفت‪:‬اللي ينزل بـ هدوم البئت ويدور على‬


‫النوتيال ملراته اللي يكلها بتتوحم عليها و باي فـ عنيه‬

‫‪159‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الحب‪..‬حتى حماسك وأنت بتجيب هدوم البيبي محدش‬


‫يقدر ميالحظهمش‪...‬‬
‫نظر جاسر إلى ثيابه فـ وجد أنه يرتدي بنطال بيتي أسود‬
‫وكنزة قطنية بيضاء ذات فتحة عنق ُمثلثية‪..‬ولن حديث‬
‫سيدة ع حبه الواضح لم يستوقفه بل إبتسم بـ يرود‬
‫وقال‬

‫‪-‬ملا تالقي حد بئسحبك م هوة سودا لنور أبيض ويستحمل‬


‫منك اللي مفئش بشر يقدر يستحمله‪..‬يبقى أكيد عيني مش‬
‫هتقدر تداري الحب دا‪..‬دا لو ُيصنف تحت بند حب‪...‬‬

‫توجه إلى العامل ليقوم بـ دفع ثم املشتروات ثم أكمل‬


‫حديثه وهو ينظر إلى السيدة التي كانت تبتسم‬
‫‪-‬دا مش حب‪..‬دا يغف وإحتالل‪..‬هي إحتلتني كلي‪..‬مش قلبي‬
‫بس‬
‫‪-‬مالت بـ رأسها إلى الجانب وقالت‪:‬على فنرة إبقى إفتح‬
‫السوييال ميديا ويوف أنت قالبها إزاي‬
‫‪160‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬ايار إلى نفسه وقال بـ قدمة‪:‬أنا!‬

‫‪-‬أومأت بـ رأسها وقالت‪:‬أها‪..‬حتى منتوب "الرجل الذي جثى‬


‫أمام إمرأته"‪..‬دا غير الشخص اللي ضربته عشان قرب‬
‫ملراتك‪...‬‬

‫ضحنت السيدة وقالت بـ ُمزاح‬


‫‪-‬إبقى إرقي نفسك ومراتك‪..‬عيون الناس بقت وحشة‬
‫جدا‪..‬وعلى فنرة أنا بحترم الرجالة اللي مبتتنسفش تظهر‬
‫حبها فـ أي وقت‪..‬ألن مش كل الرجالة ليها القدرة على كدا‪...‬‬

‫أخذ جاسر املشتروات وعقله ُيفنر فيما قالته السيدة فـ‬


‫يبتسم‪..‬كاد أن يصعد إلى البناية ولن أوقفه قوت غريب‬
‫‪-‬أنت رايح فين يا جدع أنت‪...‬‬

‫إلتفت جاسر إلى مصدر الصوت ليجده رجل يبدو بـ عقده‬


‫الخامس‪..‬يتفحصه بـ نظرات متوجسه ليرفع حاجبيه‬
‫ويتساءل‬

‫‪161‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬أنا املفروض اللي أسأل يا كابتن‪..‬أنت اللي مين!‬

‫‪-‬تقدم الرجل منه وقال‪:‬متردش عليا سؤال بـ سؤال‪..‬أني اللي‬


‫سألت األول‬
‫‪-‬عض جاسر على يفاه ُ‬
‫السفلى وقال‪:‬يا قبر أيوب‪..‬أنت‬
‫بواب جديد مش كدا!‬
‫‪-‬إبتسم البواب بـ جذل وقال‪:‬أيوة يا بيه‪..‬أنا يادي البواب‬
‫الجديد‬
‫‪-‬هتف جاسر بـ إستنكار‪:‬إيه!إيه!‪..‬يادي إزاي؟‬
‫‪-‬عقد يادي حاجبيه وقال‪:‬يادي إزاي يعني!‪..‬أبويا سماني‬
‫يادي‬

‫‪-‬هتف جاسر بـ تهنم‪:‬ما هو مننش يعرف إنك هتبقى بواب‪...‬‬


‫ٌ‬
‫نظر جاسر إلى رجال أخر يقوم بـ نثر املاء أمام البناية‬
‫ليتساءل وهو ُيشير إلى اآلخر‬
‫‪-‬ودا مين دا كمان‬
‫‪162‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إبتسم يادي ثم قال وهو ُيشير إلى الرجل‪:‬دا!‪..‬دا حمادة‬


‫الصبي بتاعي‬
‫‪-‬عقد جاسر حاجبيه وتساءل‪:‬حمادة دا اسمه الطبيعي!‬

‫‪-‬رفع يادي حاجبيه وقال‪:‬أيوة يا بايا‪..‬أبوه سماه حمادة‪...‬‬


‫أومأ جاسر بـ رأسه ثم إستدار ليصعد إال أن قوت اآلخر‬
‫أوقفه‬

‫‪-‬بس حضرتك مقولتلئش‪..‬أنت مين!‬


‫‪-‬رد جاسر بـ تجهم‪:‬أنا جاسر الصياد‪..‬ساك معاكوا فـ الدور‬
‫السابع‬

‫‪-‬جاسر بايا‪..‬البواب القديم موقيني عليك يا بايا‪..‬تؤمرني‬


‫بـ حاجة!‬

‫‪-‬ال يا أخ يادي‪..‬دا أنا أتنسف أأمرك بـ حاجة‪...‬‬

‫‪163‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ثم قعد إلى الطابق الخاص به ودلف إلى املنزل‪..‬وضع‬


‫ُ‬
‫املشتروات بـ تجهم‪..‬لتخرج روجيدا م الغرفة لتجد جاسر‬
‫ُمتجهم الوجه فـ سألته وهى عاقدة لحاجبيها‬

‫‪-‬مالك يا جاسر في إيه!‬

‫‪-‬نظر إليها وقال بـ تهنم‪:‬أنا الزم أغير اسمي لـ مئشو عشان‬


‫يمش ي مع ‪ stuff‬البوابين ُ‬
‫الجداد‪...‬‬
‫ُ‬
‫ضحنت روجيدا بـ قوة ثم قالت وهى تقلب الحاجيات‬
‫‪-‬مئشو ليه يعني‬
‫‪-‬البواب اسمه يادي والصبي اسمه حمادة‪..‬أكيد مراته‬
‫اسمها سحر‪...‬‬

‫وضعت روجيدا يدها على فاها تضحك بـ قوة ثم قالت وهي‬


‫ُ‬
‫تحاوط عنقه بـ دالل‬

‫‪-‬بس أنا عاجبني جاسر أوي‪..‬يادي دا مش حلو‬

‫‪164‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إبتسم جاسر وقال بـ خبث‪:‬حتى يادي توتو أوي‪..‬إنما إحنا‬


‫خلينا فـ جاسر والشيكوالتة‬
‫‪-‬نظرت إلى الحقيبة البالستينية وقالت‪:‬وأنت جايب كتير‬
‫أوي!‬

‫‪-‬غمزها بـ وقاحة قائال‪:‬عشان محرمنئش م حاجة‪..‬والعبد‬


‫هلل يستفيد برضو‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ضحنت بـ قوة وهى تعانقه ليميل إليها ويقبل وجنتها بـ عمق‬
‫************************************‬
‫بـ املساء كانا قد وقال إلى القصر‪..‬ربت جاسر بـ يده على يد‬
‫روجيدت وتساءل بـ حنو‬

‫‪-‬بقيتي كويسة يا حبئبتي!‬

‫‪-‬أومأت بـ رأسها وقالت‪:‬أنت عارف يا جاسر إني أكلت‬


‫ييكوالتة كتير وكان الزم أتعب‬

‫‪165‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬لثم كفها وقال‪:‬وال يهمك يا حبئبتي‪..‬أهم حاجة إنك كلتي‬


‫اللي نفسك فيه‪..‬يال ننزل‪...‬‬
‫هبطا م السيارة ُليحاوط مننبيها ثم قال بـ إبتسامة‬

‫‪-‬أظ سمعتي الدكتورة‪..‬بالش حركة كتير عشان الحمل‬


‫ُمتعب‬
‫‪-‬نظرت إليه وقالت‪:‬طلع بنت و ولد زي ما قولت‬

‫‪-‬ضحك وقال بـ ُمزاح‪:‬عشان تعرفي إني منشوف عني‬


‫الحجاب‬
‫‪-‬ردت عليه بـ نفس النبرة املازحة‪:‬بركاتك يا سيدنا الشيخ‪...‬‬

‫ضحك جاسر مرة أخرى ثم لثم جانب عينها وإتجه إلى‬


‫الداخل‬

‫‪-‬اللي فضحنا فـ كل حتة‪...‬‬

‫‪166‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫إستدار كال م جاسر وروجيدا على الصوت الذي قدح‬
‫م خلفهما ليجدا بسنت وقابر قد عادا م يهر‬
‫عسلهما‪..‬إندفعت بسنت إلى روجيدا وقالت بـ قدق‬

‫‪-‬وحشتيني يا حبي‬

‫‪-‬ربتت على ظهرها وقالت‪:‬وأنتي أكتر يا بوس ي‪..‬أهم حاجة‬


‫أتبسطي!‬
‫‪-‬همست بـ إبتسامة‪:‬أنتي بتسألي!‪.‬طب دا قابر لو طال يجبلي‬
‫حتة م السما مش هيتأخر‬

‫‪-‬إب حالل قابر‪...‬‬


‫وعلى الجانب اآلخر عانق جاسر قديقه وقال بـ سعادة‬

‫‪-‬حمد هلل ع السالمة يا عريس‬

‫‪-‬ربت قابر على ظهره وقال‪:‬هللا يسلمك يا جاسر‪...‬‬


‫إبتعدا ع بعضها ثم قال قابر بـ ُمزاح‬

‫‪167‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬مترحش حفلة إال وتخربها‪..‬فضايحك مالية الجرايد‪..‬وال‬


‫العايق اللي جثى أمام إمرأته‪..‬إيه دا يا عم‬
‫‪-‬قست مالمح جاسر وقال‪:‬بالش نتكلم فـ املوضوع دا يا‬
‫قابر دلوقتي‬

‫‪-‬توجس قابر وقال‪:‬خير يا بني!‬


‫‪-‬بعدي ‪..‬بعدي عشان روجيدا بس‪...‬‬

‫أومأ قابر بـ تفهم ليتجها ويجلسا على األرينة‪..‬ركضت‬


‫الصغيرة بـ أحضان والدها ثم قالت بـ حزن‬

‫‪-‬أنت ومامي ليه مش جيتوا إمبارح؟‬


‫َ‬
‫‪-‬ق ّبل وجنتها وقال‪:‬مننش ينفع أرجع بالليل متأخر وأنا‬
‫سايق‪..‬ينفع يعني أبقى تعبان وأسوق‬

‫‪-‬حركت رأسها نافية وقالت‪:‬أل مش ينفع‪..‬خالص مش زعالنة‬


‫يا بابتي‬
‫‪-‬حبئبة قلب بابي‪...‬‬
‫‪168‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫نظرت الصغيرة إلى والدتها ثم قالت وهي تشير إلى بطنها‬
‫ُ‬
‫املنتفخ‬
‫‪-‬أخواتي هيجوا أمتى بقى!‬
‫ُ‬
‫‪-‬إبتسمت روجيدا وقالت‪:‬قريب يا حبئبتي إن ياء هللا‪...‬‬
‫نظرت فاطمة إلى جاسر وتشدقت‬
‫‪-‬روحتوا لدكتور يا جاسر!‪..‬أنت قولت إن روجيدا تعبانة!‬

‫‪-‬أيوة يا أمي‪..‬روحنا والحمد هلل األمور تمام‪..‬هي بس بتستفرغ‬


‫األيام دي كتير وأحنا مش هنكون معاها طول الوقت وهي‬
‫بتتعب بعدها ومبتقدرش تتحرك‪...‬‬

‫ربتت على ساقه ثم قالت بـ إبتسامة‬

‫‪-‬الحمل فـ الفترة دي بيكون ُمتعب خاقة لو توأم‬


‫‪-‬وضع جاسر يده بـ خصره ثم قال بـ تنهيدة‪:‬طب أنا هجيب‬
‫حد يساعدها‪...‬‬
‫‪169‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫قفزت بسنت بـ حماس ثم قالت وهى تصفق‬

‫‪-‬خالص هساعدها أنا‪...‬‬


‫ُ‬
‫لتقفز ُجلنار هى األخرى قائلة بـ حماس يوازي حماس بسنت‬
‫‪-‬وأنا كمان هساعد خالتو ومامي‬

‫‪-‬تشدق جاسر بـ تهنم وهو ُيشير إلى بسنت ثم ُجلنار‪:‬وإتلم‬


‫املتعوس على خائب الرجا‪...‬‬

‫نظرت إليه بسنت بـ ضيق وقالت بـ إمتعاض‬


‫‪-‬متدخلش أنت وهتكون كل حاجة كويسة‬
‫‪-‬ضيق جاسر عيناه وقال‪:‬وأنتي لسه راجعة م يهر‬
‫العسل‪..‬إيه اللي جابك علينا زي القض ى!‬
‫‪-‬عانقت روجيدا وقالت‪:‬أختي وحشتني‪...‬‬

‫أيهرت سبابتها بـ وجهه وقالت بـ قرامة‬

‫‪170‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬وخد بالك أنا هفضل هنا لحد اما تولد‪..‬هقعد على قلبك يا‬
‫جاسر يا قياد‬
‫‪-‬حرك يده بـ الهواء وقال‪:‬قلبي مش مستحمل ياختي‬

‫‪-‬حركت مننبيها بـ فتور قائلة‪:‬ملئش دعوة‪..‬أنا قولت اللي‬


‫عندي‪...‬‬
‫نظر إليها جاسر يزرا ولم يرد‪..‬بل ربت على مننب ُجلنار‬
‫وقال بـ تجهم‬
‫‪-‬يال يا ُجلنار أطلعي نامي ومتقعديش مع خالتو بسنت‬
‫عشان بتاكل العيال ُ‬
‫الصغيرة‬
‫‪-‬ضحنت ُجلنار وقالت‪:‬ال يا بابي‪..‬خالتو بسنت طيبة مش‬
‫بتعمل حاجة‪...‬‬

‫نظرت إليه بسنت بـ إنتصار‪..‬ليقول جاسر بـ عصبية‬

‫‪-‬بت أنا أبوكي واسمعي النالم‪..‬خش ي نامي الوقت إتأخر‬


‫‪-‬زمت يفتيها وقالت‪:‬طيب‪..‬تصبح على خير يا بابي‪...‬‬
‫‪171‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫َ‬
‫ثم ق ّبلت وجنته وقفزت ع األرينة‪..‬إتجهت إلى روجيدا‬
‫وبسنت وفعلت املثل‪..‬ثم إتجهت إلى فاطمة التي أخذتها إلى‬
‫ُ‬
‫غرفتها‬

‫************************************‬

‫في قباح اليوم التالي‬


‫كان جاسر ُيقص على قابر ما حدث يوم الحفلة‪..‬إتسعت‬
‫عينا قابر وهو يقول بـ قدمة‬
‫‪-‬هي العيلة دي ير مكانا على األرض!‬
‫‪-‬قولي بس أعمل معاهم إيه أكتر م كدا!‪..‬قولت إن سليمان‬
‫الزفت دا هيتعظ م اللي حصل بس طلع **** منه‬

‫‪-‬طب هتعمل إيه!‬

‫‪-‬على يدك‪..‬هروح لحد م معارفي فـ أم الدولة‬


‫يتصرف‪..‬بعد اللوا ُيسري أما توفى‪..‬وأنا مش عارف أتعامل‬
‫مع حد منهم هناك‪...‬‬

‫‪172‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫زم قابر يفتيه وقال بعد تفنير‬

‫‪-‬طب دا هيتمسك بـ ُتهمة إيه!‬

‫‪-‬أكيد مش هيختلف ع عيلة تاريخها ُمشرف فـ تجارة‬


‫السالح‪...‬‬
‫قف جاسر السيارة بعدما وقال إلى وجهتهما‪..‬قعد إلى تلك‬
‫ٌُ‬ ‫ُ‬
‫البناية ثم طرق باب أحد الشقق ليفتح له الباب رجال‬
‫وقور‪..‬إبتسم جاسر وقال بـ حبور‬

‫‪-‬رفعت بايا‪..‬إزيك‬
‫‪-‬تقدم رفعت وقال بـ إبتسامة‪:‬جاسر بايا الصياد‪..‬إتفضل‬
‫كنت مستنيك‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫دلف كال م قابر وجاسر إلى املنزل لئشير إليهما رفعت إلى‬
‫ُ‬
‫غرفة الصالون‪..‬جلسا وبعد دقائق وضعت أمامهم فتاة‬
‫ذات عينان زيتونية كؤوس الشاي وبعض النعك ثم رحلت‬
‫تنحنح جاسر وقال بـ هدوء ظاهري‬

‫‪173‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫‪-‬كنت جاي لحضرتك فـ موضوع‬

‫‪-‬رد عليه رفعت‪:‬أيوة عارف‪..‬اللوا سعد كلمني وحكالي كل‬


‫حاجة‪..‬بس أنا مش اللي معني بـ املوضوع‬

‫‪-‬عقد جاسر حاجبيه وقال‪:‬أومال مين!‬


‫‪-‬إبني‬
‫‪-‬اب حضرتك‬

‫‪-‬أومأ رفعت بـ تأكيد وقال‪:‬أنا إتقاعدت م ستة تقريبا بس‬


‫إبني يقدر يساعدك‪..‬ثواني هديله خبر عشان هو عنده‬
‫ُ‬
‫يغل‬

‫‪-‬أخذ جاسر نفسا عميق وقال‪:‬إتفضل‪...‬‬


‫ُ‬
‫نهض رفعت ودلف إلى أحدى الغرف‪..‬دقائق وعاد ومعه‬
‫شخص قوي البنية جاد املالمح وبـ نفس الوقت هادئة‬
‫وقورة‪..‬عيناه ُبنئتان ولننها تستطيع سبر أغوار م أمامها‬
‫تقدم ذلك الشخص منهما وقال بـ إبتسامة‬
‫‪174‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إزيك يا جاسر بيه!‪..‬إتفضل‬

‫‪ُ -‬متشنر‪...‬‬

‫جلس الجميع ليبدأ ذلك الهادئ الحديث‬


‫‪-‬األول أعرفك بـ نفس ي‪..‬أنا يونس أبو يادي‪..‬ظابط فـ‬
‫ُ‬
‫املخابرات بـ رتبة عقيد‬
‫‪-‬أهال وسهال‬

‫‪-‬أومأ يونس بـ رأسه وقال‪:‬أنا والدي حكالي على كل‬


‫حاجة‪..‬بس ممن أفهم أنا دوري إيه!‪..‬حضرتك هو مفئش‬
‫أي ُتهمة عليه‬

‫‪-‬حك جاسر جبهته وقال‪:‬بس تاريخ العيلة مش ُمشرف‬


‫‪-‬أيار يونس بـ يده وقال‪:‬ودي نقطة أقدر أبدأ منها‪..‬بس‬
‫محتاج االسم عشان اقدر أبدأ منه‬
‫‪-‬اسمه "سليمان سليم الهواري"‪...‬‬

‫‪175‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫دون يونس االسم بـ أحد األوراق ثم قال وهو ينظر إلى‬


‫جاسر‬
‫‪-‬تمام‪..‬بس أنا هحتاج يوية وقت عشان كل اللي هعمله‬
‫بعيد ع مهمات رسمية‪..‬إال ملا يكون معايا دليل كافي‬

‫‪-‬أنا مش عاوز غير إني أعرف هو فين وأنا هنمل الباقي‪...‬‬


‫قمت يونس قليال وقد بدأ يستوعب أن جاسر ال يريد‬
‫سوى التعامل مع األمر بـ بدائية وبـ طريقة غير‬
‫قانونية‪..‬يابك يونس أقابعه وقال‬

‫‪-‬جاسر بيه‪..‬مش كل حاجة هتمش ي بـ الدراع‪..‬أنا مقدر‬


‫موقفك ومقدر كل اللي قدمته قبل كدا‪..‬أنا عارف دور‬
‫حضرتك فـ إحباط عمليات كتير بـ خصوص تجارة السالح‬
‫اللي فـ قعيد‪..‬والحكومة اللي يبه إدتك حصانة عشان‬
‫تتصرف بـ إريحيه لكونك أسرع تحرك منهم وسريع‬
‫البديهة‪..‬بس مش كل مرة هتسلم الجرة‬
‫‪-‬حك جاسر فنه بـ غضب وقال‪:‬نهايته!‬
‫‪176‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إبتسم يونس بـ نفس الهدوء وقال‪:‬سبني أنا أتعامل مع‬


‫املوضوع‪..‬كل اللي عليك زودني بـ معلومات وأنا هجبلك‬
‫حقك تالت ومتلت‪..‬وقدقني هخليك تتشفى فيه‪..‬بس بالش‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫يغل الخارجين ع القانو دا‪...‬‬
‫نظر إليه جاسر ُمطوال‪..‬نظرة جعلت يونس يتيق أن جاسر‬
‫الصياد لئس م َم ْ يستسلمون بـ تلك السهولة‪..‬لينهض‬
‫جاسر وهو يقول بـ جفاء‬
‫‪-‬متشنر يا حضرة العقيد‪..‬تعبتك معايا‬

‫‪-‬نهض يونس ُيصافحه وقال‪:‬وال يهمك‪..‬أنا فـ الخدمة‪..‬أتمنى‬


‫بس حضرتك تسمع كالمي‬

‫‪-‬تشدق جاسر بـ سخرية‪:‬طبعا‪..‬بعد إذنكوا‪...‬‬


‫توجه جاسر إلى باب املنزل ومعه قابر ليخرجا‪..‬ما أن خرجا‬
‫حتى سأل رفعت إبنه قائال‬

‫‪-‬أنت إيه رأيك!‬

‫‪177‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إبتسم يونس وقال‪:‬جاسر الصياد مش سهل‪..‬وال هئسئب‬


‫املوضوع‪..‬عشان كدا أنا الزم أتحرك‪..‬سليمان دا تعبنا عما‬
‫وقلناله‪...‬‬

‫بـ األسفل‬

‫قعد جاسر السيارة وبـ جانبه قابر الذي تساءل‬


‫‪-‬ناوي على إيه‪..‬هتسئبه فعال للظابط دا!‬
‫ُ‬
‫‪-‬أدار جاسر املحرك ثم قال بـ قتامة‪:‬وأنا م أمتى بسئب‬
‫حقي‪...‬‬
‫***********************************‬

‫بعد مرور خمسة وأربعون يوم‬


‫كان الجميع يجلس على طاولة الطعام حتى قرخت نادي‬
‫فجأة تقول بـ هلع جعلت سامح يسعل الطعام م فمه‬
‫‪-‬إلحقني يا سامح أنا بولد‬

‫‪-‬تولدي إزاي!‬
‫‪178‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫‪-‬قرخت بـ حدة‪:‬زي أي واحدة بتولد‪..‬وديني املستشفى هولد‬
‫على نفس ي‪...‬‬
‫نهضت روجيدا وفاطمة ُيمسكان بـ يدها‪..‬أما بسنت فـ قد‬
‫نهضت تحتض الصغيرة‬

‫نهض جاسر يقول لسامح الجالس بـ قدمة‬


‫‪-‬قوم فز يا ُمتخلف‪..‬أنت لسه هتتصدم‬

‫‪-‬هتف سامح بـ قدمة‪:‬مراتي بتولد!‬


‫‪-‬تشدق جاسر بـ سخرية‪:‬مبروك يا راجل‪..‬أنا فنرتها حامل‪...‬‬

‫إنتفض سامح فجأة ثم نهض وركض إلى باب القصر هاتفا‬

‫‪-‬نادي بتولد‬
‫‪-‬ضرب جاسر جبهته ثم قرخ بـ يأس‪:‬خد يا بني نسئت‬
‫مراتك‪...‬‬
‫عاد سامح وهو يضري جبهته‪..‬ثم حمل زوجته التي قرخت‬
‫به بـ إنفعال‬
‫‪179‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬منك هلل‪..‬هتموتني قبل أما أولد‬

‫‪-‬هتف بـ توتر‪:‬بعد الشر عليك يا حبئبتي ثواني وهنكون فـ‬


‫املستشفى‪...‬‬

‫وضعها بـ األرينة الخلفية‪..‬قعد سامح جانبها وعلى الناحية‬


‫ُ‬
‫األخرى والدته‪..‬بـ األمام جاسر وروجيدا‪..‬وخلفهم بـ سيارة‬
‫ُ‬
‫أخرى‬

‫تشدق سامح وهو يضغط على كف نادي‬


‫‪-‬حد يبلغ حمايا‬
‫‪-‬ردت عليه روجيدا‪:‬قابر وبسنت رايحين يجيبوهم‪...‬‬
‫أومأ سامح بـ رأسه ثم مال على جبهة نادي التي تصرخ ليقول‬
‫بـ توتر‬

‫‪-‬خالص يا حبئبتي‪..‬هانت‪...‬‬
‫أومأت بـ رأسها وهي تبكي ُمتأملة‬

‫‪180‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫كان الجميع يقف أمام الغرفة التي دلفتها نادي وسامح بـ‬
‫توتر‪..‬يسمعوا قوت قراخ نادي ‪..‬كانت آمال تبكي وهي‬
‫تتضرع إلى هللا‪..‬حتى سمعو بعد مدة طويلة قوت‬
‫ُبكاء‪..‬تنفس الجميع بـ راحة وبدأت التهناات‬
‫خرج سامح وعلى وجهه إبتسامة يرفع إبهامه في عالمة توحي‬
‫بـ أن كل ش ٍئ على ما ُيرام ثم قال بـ حبور وعبرات سعادة‬
‫تذرفها عيناه‬
‫‪-‬اليوم يشهد ميالد إيالف سامح الصياد‪...‬‬

‫‪181‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الفصل السابع واألخير‬

‫سأضحي م أجلك ولحماية الش يء الجميل الذي بيننا‪ ،‬حتى‬


‫يتوقف قلبك ع الخفقان‪...‬‬
‫ُ‬
‫الجميع يجلس بـ املشفى بـ الغرفة الخاقة بـ نادي واإلهتمام‬
‫ينصب فقط على الوالدة والطفلة املالئنية‪..‬كان سامح‬
‫يغوف بها كثيرا ال ينفك يحملها ُويغني بها‪..‬تبكي فـ يحملها‬
‫وال يسمح ألحد أن يمسها‪..‬حتى إنفجرت آمال قائلة بـ ضحك‬
‫‪-‬يا حبيبي مينفعش تفضل يايلها كدا‪..‬أكيد محتاجة مامتها‬
‫تأكلها أو تغيرلها‪..‬مش كل عياط نوم‬
‫‪-‬غمغم بـ ضيق‪:‬بس يا حماتي‬
‫‪-‬ضحنت قائلة‪:‬مبسش يا حبيبي‪..‬سيبها يوية ألمها‪...‬‬

‫أومأ لها بـ موافقة ثم أعطاها إلى نادي على مضض‪..‬ولن‬


‫ُ‬
‫كل ذلك تالش ى ما أن ملح عيناها تدمعان بـ عاطفة أمومية‬
‫جعلته يجلس بـ جوارها ُيقبل جبينها بـ حنو هامسا‬

‫‪182‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إيالف‪..‬بنت سامح ونادي ‪..‬ربنا يخليها لينا‬

‫‪-‬إستندت على قدره وقالت‪:‬أمين يا حبيبي‪...‬‬

‫وبعد مرور أربعة عشر يوما‪..‬إستقرت أوضاع نادي وسامح‬


‫الذي لم يقبل بـ إقامة حفل "السبوع" بل أخرج العديد م‬
‫املبالغ املالية يتصدق بها هاتفا بـ والدته التي إعترضت‬
‫‪-‬الفلوس دي الناس أولى بيها‪..‬بدل أما أقرف حبة فلوس‬
‫عشان الناس تيجي تتفرج على بنتي‪..‬أل دا أنا أكسب بيهم‬
‫ثواب أحس ‪...‬‬

‫ولم تجرؤ فاطمة على اإلعتراض‪..‬بل إبتهجت بـ والدها‬


‫الصغير‪..‬وزوجته تلك التي أقبحت ُمدللة العائلة م‬
‫قغيرها إلى كبيرها حتى ُجلنار تلك الصغيرة التي ال تترك‬
‫ُ‬
‫نادي ُمطلقا‪..‬فـ هي تداعب الصغيرة بـ إنبهار طفولي رائع ولم‬
‫يستطع جاسر كبحها فـ تركها تلهو بعيدا عنه وع زوجته‬
‫***********************************‬

‫‪183‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫وبـ غرفتهم كانت روجيدا تجلس على الفراش وجاسر يجلس‬
‫على أحد املقاعد ُينهي بعض األعمال لتقول زوجته بـ‬
‫إبتسامة‬
‫ُ‬
‫‪-‬مش كفاية يغل بقى يا جاسر‪..‬هتتعب‬

‫‪-‬رد عليها دون أن ينظر إليها‪:‬سامح لسه منزلش‬


‫ُ‬
‫الشغل‪..‬والحمل تقل عليا أنا وقابر‪...‬‬
‫نهضت روجيدا على مهل و توجهت إليه‪..‬أبعدت حاسوبه‬
‫املحمول و وضعته على الطاولة أمامهم‪..‬ثم جلست على‬
‫ُ‬
‫ذراع املقعد وقالت وهي تداعب ذقنه الغير حليقة‬
‫‪-‬برضو كفاية‪..‬أقال أنت وحشتني‬
‫‪-‬حاوط خصرها وقال بـ عبث‪:‬قولي بقى دا أيتياق‬

‫‪-‬حركت كتفيها بـ دالل قائلة‪:‬ولو عندك مانع؟!‬

‫‪-‬قرص وجنتها ُمتشدقا‪:‬مانع بس إزاي!‪..‬دا أنا أما قدقت‬


‫سربت ُجلنار هانم‪..‬مبهورة أوي بـ إيالف‬

‫‪184‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬أومأت قائلة‪:‬ما ياء هللا عليها‪..‬سامح متعلق بيها جدا‪..‬ربنا‬


‫يخليهاله يارب‪...‬‬
‫أم على ُدعاءها ثم وضع يده على بطنها الذي برز بـ يدة‬
‫وقال‬

‫‪-‬و البهوات دول هئشرفوا أمتى إن ياء هللا‬


‫‪-‬ربك يسهل‪..‬فاضلي يهر ونص لسه‬

‫‪-‬رد عليها بـ يوق‪:‬بصراحة مش قادر أستنى أكتر‬


‫‪-‬ضحنت قائلة بـ ُمزاح‪:‬خالص مد إيدك وهاتهم‬

‫‪-‬غمزها بـ عبث ثم أردف بـ نبرته اللعوب‪:‬أنا أه همد إيدي بس‬


‫مش هجيبهم‪..‬أنا هعمل بيهم حاجة تانية‪...‬‬
‫عضت روجيدا على يفتيها بـ خجل ثم قالت بـ حنق وضيق‬
‫‪-‬قليل األدب‪..‬قليل األدب‬
‫‪-‬قرب رأسه منها وقال بـ مرح‪:‬وربك يعلم إني معدوم األدب‬
‫أقال‪...‬‬
‫‪185‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫حركت رأسها بـ يأس ولننها لم تلبث أن تأوهت بـ خفوت‬


‫ليضحك قائال وهو يتحسس ركلة قغيريه‬
‫‪-‬يوفتي والدك بيأكدوا على كالم أبوهم‪...‬‬

‫ضحنت ولم ترد عليه بل وجدته يضع رأسه على بطنها‬


‫قوت أجش‬
‫ٍ‬ ‫لئستشعر تحركات الجنئنين ثم هتف بـ‬
‫‪-‬الضربة دي بحسها ضربة حياة ليا‪..‬مين كان يصدق إن‬
‫جاسر الصياد يقع فـ عشق أجمل النساء أل ويبقى أب‬
‫لبنوتة ملضة وأتنين جايين فـ الطريق!‪...‬‬

‫رفع رأسه ينظر إليها ثم تساءل‬


‫‪-‬تصدقي‬

‫‪-‬وضعت يدها على وجنته وقالت‪:‬ربنا ملا بيقذف حب حد فـ‬


‫قلبنا منقولش قدق أو متصدقش‪..‬دي تدابير م عند ربنا‬
‫وحنمته‪...‬‬

‫‪186‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫َ‬
‫أمسك يدها وق ّبلها ثم إرتفع إلى وجنتها هابطا إلى ُعنقها فـ‬
‫أبعدته روجيدا هامسة‬
‫‪-‬خالص بقى يا جاسر‪..‬وهللا تعبانة‬

‫‪-‬رد عليها بـ براءة طفل‪:‬هو أنا جيت ناحيتك دلوقتي‪..‬أنا بس‬


‫بمس ي عليك‬
‫‪-‬ومسئت‬

‫‪-‬رفع حاجبه وقال‪:‬ال وهللا لسه‪..‬أنا كان فـ خيالي حاجة‬


‫تانية‪..‬خصوقا إن ست الدكتورة ُمشتقالي‪...‬‬
‫أمسنت يده تسحبه خلفها ليتجها إلى الفراش ثم قالت بـ‬
‫ُسخرية‬

‫‪-‬أنا قصدي إيتياق برئ مش زي اللي فـ دماغك‬

‫‪-‬ضحك بـ عبث قائال‪:‬وهللا كل واحد وإيتياقه‪...‬‬


‫تسطحا على الفراش ليجذبها إلى أحضانه يسير بـ أنامله بين‬
‫ُ‬
‫خصالتها ثم همس بـ مرح‬
‫‪187‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬بس طاملا الكونتسة تعبانة‪..‬يبقى نقضيها أورديحي‬

‫‪-‬ضحنت ثم قالت‪:‬بئاة أوي يا جاسر‬

‫‪-‬لثم جفنها وقال‪:‬وماله‪..‬حتى ننوع عشان الروتين‬


‫‪-‬قدقني لو بقيت ُمحترم هتنسر الروتين‬

‫‪-‬ضحك ثم قال بـعبث‪:‬أل مينفعش قدقيني‪..‬دا حتى غلط‬


‫على األم القومي‪...‬‬

‫قرخت بـ ألم وخجل وهي تستشعر يده تقرص خصرها‬


‫لتجذب الغطاء عليهما هاتفة بـ حنق‬

‫‪-‬إقفل النور ونام يا جاسر‪..‬أنت جنبك مفئش أمان‬

‫‪-‬دثرها ثم همس بـ نبرته اللعوب‪:‬قصدك مفئش تربية‪...‬‬


‫************************************‬

‫‪-‬أستنى يا يريف‪...‬‬

‫‪188‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫هرولت مروة خلفه وهو يقف على باب املنزل ليقول على‬
‫عجالة‬
‫ُ‬
‫‪-‬إتأخرت على الشغل يا حبئبتي‪...‬‬

‫أمسنت يده ثم وضعت بها يطيرة قنعتها وقالت بـ حنو‬


‫ُ‬
‫‪-‬عشان كدا عملتلك الساندوتش دا تاكله وأنت رايح الشغل‬
‫َ‬
‫‪-‬قبل كفها قائال‪:‬ربنا يخليك ليا‬

‫‪-‬ويخليك ليا‪...‬‬
‫ُ‬
‫وبـسرعة وضعت قبلة على يفتيه ليبتسم بـ خبث هاتفا‬
‫قبل أن يرحل‬

‫‪-‬املوضوع دا هنتفاهم فيه ملا نرجع‬


‫‪-‬دفعته هاتفة بـ خجل‪:‬يال هتتأخر‪...‬‬
‫أمسك ذقنها ليرد لها ُ‬
‫القبلة ثم همس‬

‫‪-‬سالم يا قمر‪...‬‬

‫‪189‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ضحنت مروة وهي تغلق الباب خلفه‪..‬فـ ُمنذ أن عادا م‬


‫يهر العسل وهي لم تشعر بـ أي فرق‪..‬يريف ُيدللها‪..‬يريف‬
‫يعشقها أكثر‪..‬يريف لم يتغير‪..‬يريف يغرق بها أكثر‪..‬تتذكر‬
‫تلك املرة التي ترك بها عمله ثم عاد فقط ألنه إيتاقها‬
‫وإيتاق عناقها الدافء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تنهدت بـ حب ثم بدأت أعمال املنزل الروتينية تنظف ثم تعد‬
‫الطعام وتنتظره‪..‬ليصلها رسالة يعتذر لها ع الحضور‬
‫إلنشغاله بـ بعض األعمال وأوقاها أن تأكل وأال تنتظره‬
‫زمت يفتيها بـ ضيق ولننها ما لبثت أن قامت بـ وضع الطعام‬
‫بـ ُعلب بالستينية ثم قعدت وأبدلت ثيابها لتذهب إليه‬
‫كان ُمنهمك بـ يدة بـ أعماله ولم ينتبه إليها‪..‬إستدارت حول‬
‫املنتب ثم وضعت يدها على عيناه وهمست بـ دالل‬

‫‪-‬يريف!‪...‬‬

‫‪190‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إنتفض عندما ُوضعت يد على عيناه ولن ما أن همست بـ‬


‫قوتها الذي مأله الدالل إبتسم بـ راحة وإيتياق لها ثم‬
‫همس هو اآلخر‬

‫‪-‬فتتة يريف‪...‬‬
‫َ‬
‫أمسك يدها يجذبها أمامه ثم نهض وق ّبل كفيها ُمتساءال‬
‫‪-‬جيتي ليه!‬
‫‪-‬حاوطت خصره بـ يدها ُ‬
‫الحرة وقالت‪:‬خرجت م غير أما‬
‫تفطر كويس وهتتأخر على الغدا‪..‬وبصراحة قلبي‬
‫مطاوعنئش أسئبك‪...‬‬
‫نظر إلى ُ‬
‫العلب البالستينية وتفوح منها رائحة يهية ليبتسم‬
‫بـ إيراق هامسا بـ نبرته العميقة‬

‫‪-‬أعمل إيه فيك بس!‪..‬أعمل إيه فـ ُحبك دا!‬

‫‪-‬مالت بـ رأسها ثم قالت بـ إبتسامة‪:‬حبني‬

‫‪191‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬حاوط خصرها جاذبا إياها إليه وهمس‪:‬وهو أنا ينفع أعمل‬


‫حاجة غير إني أحبك!‪...‬‬
‫وضعت يدها على قدره ليغمزها بـ عبث رادفا‬
‫ُ‬
‫الصبح‬ ‫‪-‬صحيح في موضوع متأجل م‬
‫‪-‬يهقت قائلة‪:‬يريف!‬
‫‪-‬زمجر يريف هاتفا‪:‬فتنة يريف‪...‬‬
‫ثم هبط إلى يفتيها ُينمل املوضوع املُؤجل قباحا‪..‬و ينوي‬
‫أن يشرحه بـ أدق تفاقيله‪..‬دفعته مروة بـ ذعر ما أن وجدته‬
‫يفقد سيطرته هامسة بـ خجل‬

‫‪-‬يريف‪..‬حد يدخل‬
‫‪-‬مسح على وجهه وقال بـ ضيق‪:‬طيب يال ناكل عشان ما‬
‫أكلنئش دلوقتي‪...‬‬
‫أومأت بـ خفوت ليجلس هو على األرينة وجلبت هي‬
‫الطعام‪..‬وضعته على الطاولة الصغيرة أمامهم يرعا بـ تناول‬

‫‪192‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫الطعام تحت نظرات يريف التي تزداد عشقا فوق‬


‫عشق‪..‬تلك الجنية الصغيرة التي قذفها جاسر الصياد بـ‬
‫ُ‬
‫طريقه فـ تعرقل قلبه بها وسقط بها‪..‬تحتويه دائما تمثل له‬
‫الدفء والتعقل‪..‬كلماتها كانت بسلم يافي لجميع‬
‫مشاكله‪..‬ال يستطيع التخلي عنها فـ هي أضفت على حياته‬
‫ننهة لم ين ليتذوقها دونها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫دارت كل تلك األفكار بـ رأسه ليجد نفسه يحيط عنقها فجأة‬
‫ُيقبلها بـ قوة وكأنها منبع تنفسه‬
‫***********************************‬

‫بعد مرور يهر وبـ ُمنتصف الليل‪..‬إنتفض جاسر على‬


‫قرخة روجيدا‪..‬لينظر إليها بـ فزع ُمتساءال بـ تلعثم‬
‫‪-‬مـ‪..‬مالك‬
‫‪-‬قرخت بـ ألم‪:‬بولد‬

‫‪193‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬وضع يديه على رأسه وهدر‪:‬تولدي إزاي!‪..‬لسه فاضل‬


‫أسبوعين‬
‫ُ‬
‫‪-‬قرخت مرة أخرى‪:‬معرفش إتصرف‪..‬هولد على نفس ي‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نهض سريعا ع الفراش ليرتدي كنزة قطنية ليغمغم بـ‬
‫إنفعال‬
‫‪-‬نفس ي مرة تولدي فـ معادك زي باقي الخلق‪...‬‬

‫توجه إليه يحمل بـ يده سترة خاقة به وضعها على منامتها‬


‫الرياضية و وضع الوياح حول رأسها بـ عشوائية‪..‬ثم حملها‬
‫بـ نفس الوقت الذي دلفت له والدته وسامح يتساءالن بـ‬
‫ُ‬
‫ذعر‬
‫‪-‬في إيه يا جاسر‬

‫‪-‬تحرك بها خطوتين يقول بـتوتر‪:‬روجيدا بـتولد‪...‬‬

‫أفسحا له املجال ليمر بها و روجيدا تصرخ بـ ألم ليهمس‬


‫جاسر بـ حنو‬

‫‪194‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إهدي يا حبئبتي‪..‬عشر دقايق وهنوقل‪..‬متخافئش‪...‬‬

‫أومأت بـ رأسها تدف وجهها بـ ُعنقه تعض على يفتيها أمل ـا‬
‫ليهدر جاسر‬

‫‪-‬إتنفس ي يا روجيدا‪..‬إتنفس ي يا حبئبتي‬


‫‪-‬قرخت‪:‬بتنفس‪..‬وهللا بتنفس‪...‬‬
‫كان قد وقل إلى السيار ُ‬
‫ة‪..‬لئسرع سامح ويفتحها فـ وضع‬
‫روجيدا بـ املقعد الخلفي‪..‬قبل أن يلتفت إلى والدته قائال‬
‫بسرعة‬
‫‪-‬جيبي ُجلنار وهدوم لروجيدا‬

‫‪-‬أومأت قائلة‪:‬طيب يا حبيبي‪..‬روح أنت‪...‬‬


‫ُ‬
‫كان سامح قد أدار املحرك ليصعد جاسر بـ جانب زوجته‬
‫ُيمسك كفها بين يديه ُيهدأها‬

‫‪195‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫دقائق م قيادة ُمتهورة كانوا قد وقلو إلى املشفى‪..‬حمل‬


‫جاسر روجيدا ثم قعد بها إلى األعلى‪..‬كان قد إتفق مع‬
‫طبئبة بـ املشفى م أجل زوجته‬

‫وضعها على أحد املقاعد ليربت على رأسها قائال‬

‫‪-‬هجيب الدكتورة وأجي‪...‬‬


‫بـ الرغم م تأخر الوقت ولن جاسر قد هاتف الطبئبة‬
‫ُ‬
‫التي حضرت ثم أيارت سريعا إلى أحد الغرف‪..‬سألته‬
‫الطبئبة‬

‫‪-‬تحب تتدخل مع املدام وال تستنى هنا‪...‬‬


‫ُ‬
‫نظرة سريعة إلى زوجته التي تعاونها املمرضة على تبديل‬
‫الثياب وتأملها الواضح ليقول بـ إقرار‬

‫‪-‬مش هسئب مراتي‪...‬‬

‫‪196‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أومأت الطبئبة بـ تفهم ثم أيارت إليه بـ الدلوف ليرتدي هو‬


‫اآلخر زي ُمناسب‪..‬أمسك يد زوجته التي تفحصها الطبئبة‬
‫رادفة بـ عملية‬

‫‪-‬املاية نزلت‪..‬مستعدة يا مدام‪...‬‬

‫نظرت إلى روجيدا التي أومأت بـ هستيرية فـ ربت جاسر على‬


‫ل‬ ‫ُ‬
‫خصالتها التي إلتصقت بـ جبينها لتقو الطبئبة‬
‫‪-‬تمام‪..‬يال يا مدام خليك معايا‪...‬‬
‫بدأت روجيدا بـ تتبع تعليمات الطبئبة لتصرخ بـ ألم‪..‬فـ‬
‫همس جاسر بـ قلق‬
‫‪-‬إجمدي يا روجيدا‪..‬هانت يا حبئبتي‬

‫‪-‬قرخت روجيدا قائلة‪:‬منك هلل يا جاسر‪..‬أجمد إيه!‪..‬بنرة‬


‫تبقى مكاني‪...‬‬

‫ترك يدها ثم إبتعد عنها بـ دهشة وحنق ليهدر‬

‫‪197‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬مكانك إيه !‪..‬أنا مقدر اللي أنت فيه‪..‬لن متوقلش‬


‫لدرجادي‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قرخت روجيدا مرة أخرى بـ ألم ليعود سريعا ويمسك‬
‫يدها‪..‬دقائق وسمعا قرخات الرضيع‪..‬سلمت الطبئبة‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫الطفل إلى املمرضة لتقو بـ إبتسامة‬

‫‪-‬مبروك‪..‬األول الولد‪...‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫قبل جبينها وقد أدمعت عيناه ليقو بـ خفوت‬
‫‪-‬جواد وقل‪..‬يدي حيلك عشام چيالن‪...‬‬
‫أومأت بـ ُبكاء‪..‬قبل أن تصرخ بـ ألم تتحمل قدوم الصغيرة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األخرى‪..‬وبعد دقائق عديدة‪..‬بكاء الرضيعة أنبأتهم بـ وقول‬
‫الطفلة‬
‫اش‪..‬ليقبل جاسر جبينها املُتعرق‬
‫ُ‬ ‫أرجعت رأسها إلى الفر‬
‫ـنبرة ُمتحشرجة‬
‫هامسا ب ٍ‬
‫‪-‬حمد هلل على السالمة‪...‬‬

‫‪198‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إبتسمت روجيدا بـ وه ثم قالت‬

‫‪-‬عاوزة أيوف والدي‬

‫‪-‬عاد ُيقبل جبينها ثم قال‪:‬حاضر‪...‬‬


‫ُ‬
‫تقدمت منه املمرضة تضع الصغير جواد بين يديه ثم‬
‫الصغيرة چيالن بين يدي والدتها‪..‬كانت روجيدا تبكي‬
‫وتضحك بـ ٍآن واحد‬
‫ُ‬
‫هبط جاسر ُيقبل قغيريه‪..‬ثم أذن بـ أذنيهما ليهمس بـ نبرة‬
‫تحمل عواقف م األبوة‬
‫‪ُ -‬جلنار جاسر الصياد‪..‬أول فرحتي‬
‫جواد جاسر الصياد‪..‬سندي األول‬
‫الصياد‪..‬مدللتي ُ‬
‫الصغيرة‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫چيالن جاسر‬
‫************************************‬
‫عدل قابر م وضعية قميصه ثم هدر لكي يصل قوته إلى‬
‫بسنت بـ األعلى‬
‫‪199‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫‪-‬يال يا بسبوسة‪..‬هنتأخر على أختك‪...‬‬

‫ثم توجه بعدها إلى الطاولة يجذب مفاتيحه وينتظر بسنت‬


‫والتي هبطت الدرج على مهل وتعلو وجهها إبتسامة غامضة‬
‫‪ ،‬غريبة ‪ ،‬ولننها تحمل معنى لم يفهمه أو ُربما فهمه ولننه‬
‫قوت يكاد‬
‫ٍ‬ ‫يحتاج إلى تأكيد‪..‬إبتلع ريقه بـ قعوبة وهمس بـ‬
‫ُيسمع‬

‫‪-‬مالك بتبصيلي كدا ليه‪...‬‬


‫وضعت كال كفيها خلف ظهره وظلت تتحرك بـ جزعها‬
‫ُ‬
‫العلوي يمينا ويسارا وتلك اإلبتسامة تتسع وتصبح أكثر‬
‫إيراقا‪..‬تقدم منها بـ هدوء وقال‬

‫‪-‬بسنت!‪..‬عشان خاطري قوليلي في إيه!‪...‬‬


‫جذبت يده و وضعتها على بطنها ثم همست بـ سعادة وعينان‬
‫تطفرات منها العبرات‬

‫‪-‬مبروووك يا حبيبي‪..‬يياللك أمانة جوايا‬

‫‪200‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬إتسعت عيناه بـ قوة وهمس بـ عدم‬


‫تصديق‪:‬يعني‪..‬أنت‪..‬حـ‪..‬حامل‪..‬وأنا آآ‪..‬أنا هبقى أب‪...‬‬
‫أومأت بـ رأسها وهي تعض على يفاها ُ‬
‫السفلى‪..‬ليصرخ قابر‬
‫بـ حماس قبل أن يرفعها بين يديه ويدور بها بـ قوة ثم قرخ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مرة أخرى متشدقا‬

‫‪-‬هيبقى عندي تالت بنات أخيرا‬


‫‪-‬رددت بـ ذهول‪:‬تالتة!‪...‬‬
‫لها‪..‬ليمسك كفها ثم أخذ ُيعدد على أقابعها‬
‫ُ‬ ‫أومأ وهو ُينز‬
‫الصغيرة‬
‫ُ‬
‫‪-‬نور‪..‬وأنت‪..‬قرة عيني اللي هتيجي فـ الطريق‬

‫‪-‬إبتسمت بـ دفء قائلة‪:‬مبروك يا أبو البنات‬

‫‪-‬طب أنت عرفتي إزاي!‬

‫‪201‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬سردت عليه بـ هدوء‪:‬ينيت م فترة و روحت عملت‬


‫تحليل والدكتورة كلمتني وقالتلي إني حامل فـ األسبوع‬
‫السادس‬

‫‪-‬لثم جبينها وما بين عينيها ثم تشدق‪:‬ربنا يتممه على خير‬


‫يارب‪..‬وتقوملنا بـ السالمة‪...‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫قبلت وجنته ثم أردفت بـ إبتسامة‬
‫‪-‬يال عشان روجيدا‪..‬وكمان نلحق نزف الخبر‪...‬‬
‫أمسك كفها وهو يبتسم بـ حنو وإتجها إلى الخارج‬
‫***********************************‬

‫بعد أن رحل الجميع وزفت بسنت إليهم خبر حملها حتى‬


‫قاح الجميع بـ سعادة‪..‬ولننهم رحلوا سريعا وكان أولهم‬
‫بسنت وقابر الذي تحجج قائال‬

‫‪-‬هنروح نحتفل بقى‪..‬مبروك يا جاسر‪...‬‬

‫‪202‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ثم سحب خلفه بسنت خلفه سريعا قبل أن يعترض‬


‫أحدهم‪..‬وبعدها بـ قليل رحل الباقيين لكي تحصل روجيدا‬
‫قدر كبير م الراحة قبل أن ترحل مساءا تاركين ُجلنار‬ ‫على ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بناءا على رغبتها فـ هي لم تبرح مكانها أمام مهدي‬
‫ُ‬
‫الصغيري ‪..‬وتراقبهم بـ إنبهار أثارت ضحك والديها‬

‫طلب جاسر بعد رحيل الجميع م روجيدا أن تنال بعض‬


‫الراحة وتنام قليال‪..‬وإمتلثت ملا طلب فقد بلغ منها التعب‬
‫عقب ليلة طويلة م ُبكاء الصغيري حتى فجر اليوم‪..‬لينعما‬
‫بـ قسط قغير م الراحة قبل أن يأتي األقارب م أجل‬
‫التهناة‬
‫ساعتان وإستيقظت روجيدا على همهمات تأتي م جانب‬
‫املهدي ‪..‬فتحت عينيها ُلتحدق بـ جاسر الجاثي أمام طفليه‬
‫وبـ جانبه طفلتهما التي هتفت بـ براءة‬
‫‪-‬هما مش هيصحوا يا بابي‪..‬بقالهم كتير ناييم ‪..‬عاوزاهم‬
‫يفتحوا عنئنيهم بقى‬

‫‪203‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬رد عليها جاسر‪:‬سبيهم يناموا يا حبئبتي‬

‫‪-‬ضربت ُجلنار األرض بـ قدمها هاتفة بـ حنق‪:‬أنا عاوزة‬


‫أيوف عنئنيهم‪..‬بص أنا هفتحها‪...‬‬

‫وينساق جاسر وراء طفلته فـ هو ُمتشوق لرؤية عينيهما كما‬


‫فعل مع ُجلنار التي مدت إقبعيها الصغيري تنوي فتح‬
‫جف چيالن الصغيرة عنوة لتصرخ روجيدا بـ هلع‬
‫‪ُ -‬جلنار‪..‬جاسر‪...‬‬
‫ُ‬
‫إلتفتا إليها بـ أعين برياة كـ جراء قغيرة‪..‬لتغمض جفنيها بـ‬
‫يأس فـ هتفت الصغيرة‬
‫عاوزة أيوف عنئنيهم يا مامي‪-‬‬
‫ُ‬
‫ربتت على خصالتها ثم قالت وهي تنظر إلى جاسر‪:‬ملا يصحوا‬
‫يا‪-‬‬

‫روحي مينفعش تصحيهم‪...‬‬

‫‪204‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أومأت الصغيرة بـ تفهم وعادت بـ نظرها إلى الطفلين وبقت‬


‫ُ‬
‫تحدق بهما لينهض جاسر ويتجه إليها ثم تساءل‬
‫‪-‬نمتي كويس!‬

‫‪-‬ضيقت عيناها وهدرت‪:‬دي مش أول مرة‪..‬يعني ُجلنار طفلة‬


‫وقولنا ماش ي‪..‬أنت إيه؟!‬
‫‪-‬حاوط خصرها ثم همس ويفتيه تتلمس قدغها‪:‬أب‬
‫ُمشتاق يعرف مين منهم يايل لون عينك‬
‫‪-‬إبتسمت وقالت‪:‬ومين منهم يايل لون عينك‪...‬‬
‫ُ‬
‫طبع قبلة عميقة قبل أن يبتعد ع قدغها لينظر إلى‬
‫فيروزها الصافي ثم أكمل‬

‫‪-‬العسلي سهل أي حد يكون لون عينه‪..‬أما الفيروز‪..‬دا حجر‬


‫نادر‬
‫َ‬
‫‪-‬ق ّبلت جفنيه وقالت‪:‬ومش كل اللي عنيهم عسلي‪..‬فيهم دفى‬
‫الشمس اللي فـ عنيك‪...‬‬

‫‪205‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫نظر إليها بـ عسليتين تتوهجان كـ الشمس قبل أن يهبط إلى‬


‫يفتيها الوردية يقتنص منها ننهة الفراولة بـ عمق‬
‫ويغف‪.‬وكأنه يتذوق حالوة يفتين غربتين عنه ولم تن‬
‫تلك التي يتقنص منها ما يشاء قبال‬
‫حاولت روجيدا إبعاده ولننه أحنم يده عليها يرفض‬
‫إبتعادها عنه وكأن حياته ستفنى ما أن يبتعد‪..‬خوفه لحظة‬
‫ميالد الطفلين م ذلك ُ‬
‫السليمان الذي ظهر فجأة وإختفى‬
‫فجأة ولم يعثر عليه ُمطلقا تضاعف‪..‬ال يعلم متى سيضربه‬
‫ُ ُ‬
‫وأي ستكون الضربة أو بـ األحرى َم !‪..‬وتلك القبلة تعطيه‬
‫شجاعة وقدرة خارقة على املقاومة‪..‬لم يدري كيف إبتعد‬
‫عنها قبال‪..‬أو م أي إستمد قوته وهي مصدر قوته بل تلك‬
‫ُ‬
‫القبلة‬
‫وأخيرا إبتعد على مضض خوفا أن تراهما الصغيرة‬
‫قوت أجش‬
‫ٍ‬ ‫ُجلنار‪..‬وضع جبهته على جبهتها ثم همس بـ‬

‫‪206‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫‪-‬عشان أقدر أواقل‪..‬فرحتي وسعادتي دلوقتي متتقارنش بـ‬


‫أي سعادة‪..‬زي يغف والدة ُجلنار ودفى حض التوأم‪..‬عيلتنا‬
‫دي كنز هحاول أحافظ عليه بـ قلبي ومفتاحه أنت‪..‬أنت‬
‫وبس يا ذات العينين الفيروزيتين‪...‬‬
‫***********************************‬

‫بعد مرور ستة أيهر‬


‫ُ‬
‫كان جاسر عائدا م عمله ليصعد أوال إلى غرفة قغيريه‬
‫ُ‬
‫ليطمأن عليهما وليته لم يصعد فـ ما أن فتح باب الغرفة التي‬
‫أعدها لهما حتى وقف مصعوقا وهو يرى ُجلنار تعقد‬
‫وياحا حول خصرها الذي يتحرك يمينا ويسارا بـ اإلضافة‬
‫إلى حركات يديها التي إن كانت تدل فـ هي ال تدل سوى أنها‬
‫تؤدي رقصة يرقية‬

‫قك قدره كـ النسوة ثم تقدم منها وهو يهدر بـ غضب‬


‫‪ُ -‬جلنار!‪...‬‬

‫‪207‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫إلتفتت الصغيرة إليه بـ إبتسامة برياة كادت أن تصئبة بـ‬
‫ُ‬
‫ذبحة قدرية‪..‬أغلقت املسجل الذي تنطلق منه األغنية‬
‫الشعبية‪..‬ثم ردت عليه بـ براءة‬

‫‪-‬أيوة بابي!‬

‫‪-‬هدر جاسر بـ حدة وهو يضرب كفيه بـ بعضهما‪:‬بابي إيه‬


‫ونيلة إيه!‪..‬أنت خلتيها خل يا بنت الصياد‬
‫‪-‬عقدت ُجلنار حاجبيها وتساءلت‪:‬مالك يا بابي‪...‬‬
‫قبض على ُعنقها م الخلف ثم رفعها إلى مستوى وجهه‬
‫ُليضيق عيناه هامسا بـ حدة‬
‫‪-‬بتعملي إيه يا بنت األكابر!‪..‬بترقص ي بلدي!‬

‫‪-‬حركت الصغيرة قدميها بـ عشوائية ثم هتفت بـ حنق‪:‬نزلني‬


‫يا بابي‪..‬نزلني !‬

‫‪-‬أنزلك‪..‬وإيه األغنية اللي ملهاش مالمح اللي بتسمعيها دي!‪...‬‬

‫‪208‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ظلت الصغيرة تتلوى ولننه أكمل وهو يضم قبضته أمام‬


‫وجهها‬
‫‪-‬إديني رمضان‪..‬وبعد أما يديك رمضان!‪..‬هتعملي بيه إيه؟!‪...‬‬

‫وضع يده على قدره وقال بـ قهر‬


‫‪-‬ااااه منك هلل هتموتيني بدري‪..‬أنا عارف وهللا إن اإلنحراف‬
‫دا هواية مش چينات وهللا‬

‫‪-‬زمجرت ُجلنار‪:‬نزلني بقى‪..‬إيمعنى سايب مامي وجايلي أنا‬


‫‪-‬همس بـ خفوت خطير وهو يقربها منه‪:‬سايب مامي إزاي!‬

‫‪-‬عقدت ذراعيها أمام قدرها وقالت بـ حنق‪:‬مامي تحت فـ‬


‫املطبخ مع طنط كريمة وماما بسمة بيرقصوا‬
‫‪-‬قرخ بـ حدة‪:‬يا عيلة عاوزة الولعة‪...‬‬
‫وضع الصغيرة أرضا ثم أيار بـ سبابته بـ تحذير‬
‫‪-‬إياك وكمان مرة إياك أيوفك بتعملي املسخرة دي‪..‬ومامي‬
‫أنا ليا حساب معاها‪...‬‬
‫‪209‬‬ ‫أسرار الروايات‬
‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫ثم تحرك خارج ُمحيط الغرفة بعدما إطمأن على التوأمين‬
‫ليهبط الدرج بسرعة وهو يتوعد لـ روجيدا‬
‫وقل إلى املطبخ لتتسع عيناه بـ قدمة ال تقل ع قدمته بـ‬
‫إبنته وإن كانت تلك كـ قاعقة‪..‬فـ روجيدا وإن كانت خرقاء‬
‫قليال بـ تحركاتها إال أن إعوجاج خصرها الفات ُيذكره بـ‬
‫إعوجاجه يوم إخطتفها م زفافها‪..‬وحركات جزعها العلوي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املتناغمة مع لح أغنية محمد منير واملقطع يصف ما‬
‫ُيشاهده بـ إنشداه‬
‫"خضارك زي جنئنة وطارحت تئنات"‬

‫"عودك في مشئته عامله ُمنحنيات"‬

‫"عضامك لينات الجيين على التنيات‪..‬تنية وإتنين ‪ ،‬تالتة‬


‫وأربع خمس تنيات"‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫"يا أم عجدي دهب تالتة وتالتين طارة"‬
‫ّ‬
‫"ما عينا رأت ما وردت على بكارة"‬

‫‪210‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ّ‬
‫"يوم طلت علينا‪..‬الكل وجعه سكارة"‬

‫"سجطت فـ الحليب ما ّبئنة له عكارة"‬

‫وحين خارت عزيمته على املقاومة‪..‬تقدم يقف خلفها وعيناه‬


‫تقدحان يرر ُمتطاير وأنفاسه الساخنة كانت تحرق ُعنقها‬
‫وظهرها‬
‫كانت روجيدا ترقص بـ سعادة ولننها توقفت ما أن رأت‬
‫ُ‬
‫نظرات الذعر على كريمة وأم بسمة‪..‬لتتجمد بـ مكانها‬
‫هامسة بـ قدمة‬

‫‪-‬جاسر ورايا صح‪...‬‬


‫أومأت السيدتان بـ خوفا ظاهر‪..‬لتبتلع ريقها بـ قعوبة ثم‬
‫إستدارت تواجه جاسر الذي عيناه كانتا كـ املراجل‬
‫ُ‬
‫املشتعلة‪..‬كادت أن تتحدث ولننه تشدق بـ نبرة حادة كـ‬
‫نصل السيف‬

‫‪-‬ع األوضة فوق‪..‬يال‪...‬‬

‫‪211‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫أومأت بـ خوف وخجل لتصعد‪..‬إلتفت هو إلى كريمة التي‬


‫ُ‬
‫أيار إليها بـ اإلبتعاد ليقترب م األخرى التي إننمشت على‬
‫نفسها‪..‬وقف أمامها ثم همس بـ فحيح‬

‫‪-‬أعمل فيك إيه!‪..‬أنا عارف إن دي فنرتك‪..‬عارف إن األفكار‬


‫السودا متطلعش غير منك‪..‬كان يوم مهبب يوم أما يغلتك‬
‫هنا‪...‬‬

‫كادت أن تتحدث ولننه عاود الحديث‬


‫‪-‬عارف إنك مش هترتاحي غير أما تشغلي مراتي رقاقة وبنتي‬
‫بتلم النقطة م وراها‬
‫‪-‬وهللا يا جاسر بايا مش قصدي‬
‫‪-‬أيار بـ سبابته بـ قرامة‪:‬أم بسمة!‪..‬املوضوع دا لو إتنرر‬
‫قدقيني هخليك بسمة م غير أم‪...‬‬
‫رمقها بـ نظرات تحذيرية ثم قعد إلى تلك التي تنتظره بـ‬
‫األعلى‬

‫‪212‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫فتح الباب لتنتفض روجيدا واقفة تنظر إليه بـ رهبة‪..‬أيار‬


‫إليها بـ قرامة قائال‬
‫‪-‬تعالي‪...‬‬

‫إنحنت بـ رأسها أرضا‪..‬ثم تقدمت منه حتى وقلت إليه‬


‫تماما‪..‬ظل جاسر ينظر إليها حتى أزال الوياح ع رأسها ثم‬
‫عقده حول خصرها تحت نظراتها املذهولة‪..‬إنحنى يهمس‬
‫أمام يفتيها‬
‫‪-‬وريني إتعلمتي إيه يا فراولتي‪...‬‬
‫ُ‬
‫عقدت املفاجأة لسانها وظلت تنظر إليه بـ عدم‬
‫ُ‬
‫تصديق‪..‬لئشير بـ يده وعلى وجهه إبتسامة لعوب‪..‬تلعثمت‬
‫روجيدا وهى تعود إلى الخلف‬
‫‪-‬آآ‪..‬أنا‪....‬‬
‫‪-‬إتسعت إبتسامته وقال بـ خبث‪:‬عندك حق‪..‬هترقص ي على‬
‫إيه!‪...‬‬

‫‪213‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫ُ‬
‫فتح هاتفه وقام بـ تشغيل إحدى األغنيات الشعبية ليضعه‬
‫على الطاولة ثم إستند بـ ظهره على الباب وقال بـ نبرة خبئثة‬
‫ولننها حازمة‬

‫‪-‬يال يا فراولة العبد هلل محتاج يشوف مواهب املربى اللي‬


‫كانت تحت‪...‬‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫إبتلعت ريقها بـ قعوبة تحاو إثناءه بـ عينيها إال أنه هتف بـ‬
‫برود‬
‫ُ‬
‫‪-‬األغنية هتخلص‪...‬‬

‫كادت أن تبكي يأسا ولننها خضعت ملا يقول‪..‬كانت تتحرك‬


‫حركات يبه ملحوظة م كثرة إرتباكها وخجلها إال أنها‬
‫تخيلت إختفاء جاسر وإستبدلته بـ كريمة وأم‬
‫بسمة‪..‬لتنطلق بعدها بـ حركاتها الخرقاء ولننها كانت بـ‬
‫النسبة إليه أكثر التحركات فتنة وإغراء‬

‫‪214‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫عيناه ُسرعان ما أن توهجت بـ بريق عابث‪..‬ليعتدل بـ وقفته‬


‫ثم إقترب منها حتى حاوط خصرها فـ إنتفضت روجيدا بين‬
‫قوت أجش‬
‫ٍ‬ ‫يديه‪..‬ولننه قربها منه يهمس بـ‬

‫‪-‬كفاية رقص‪..‬أنا تعبتلك‪...‬‬

‫حاولت التملص م بين يديه ولننه كان قد أحنم القيد‬


‫حول فريسته وفتح أزرار ثوبها ُمعلنا ع جولة عشق ل‬
‫تنتهي‬
‫************************************‬

‫أنت الضوء الذي أنار حياتي وأسعدها م جديد‪ ،‬أنت‬


‫يمس ي وقمري وكل نجومي‪.‬‬
‫بعد مرور أربعة سنوات‬

‫كانا يجلسان أمام البحر على الشاطئ‪..‬أمام ذلك املنزل الذي‬


‫عاد يتزوجها به مرة أخرى‪..‬يتحدثان بـ يتى‬

‫‪215‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫األحاديث‪..‬وأطفالها يلعبان بـ املاء أمامهما‪..‬لتقول روجيدا‬


‫وهي تضع رأسها على قدره‬
‫‪-‬حاسس بـ إيه يا جاسر دلوقتي‬

‫‪-‬ضمها إلى قدره وقال بـ نبرته العميقة‪:‬حاسس زي ما كنت‬


‫تايه والقيت الطريق‪..‬أل مش طريق القيت املأوى اللي‬
‫هيحتويني‪...‬‬
‫إبتعدت تنظر إليه بـ إبتسامة حاملة لئسألها بـ دوره و يده‬
‫تتلمس وجنتها‬

‫‪-‬وأنت‬
‫‪-‬أجابته بـ قدق وعينان تتوهجان بـ عشق‪:‬حاسة إن طلعت‬
‫يمس ي بعد ليل طال وطال‪..‬أنت يمس ي‪...‬‬

‫ظل ينظر إليها ويداه تسير على وجنتها حتى وقلت إلى‬
‫يفتيها و بقى ُهناك يتذكر السنوات املاضية‪..‬قابر قد‬

‫‪216‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫رزقه هللا بـ قبي أسماه حمزة وظهرت أبوته الحقيقية كما‬


‫فعل مع يقيقته نور التي تزوجت م زميل لها بـ العمل‬
‫أما سامح ونادي لم تتوقف حياتهما ع الجنون والنثير‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫م العشق‪..‬وبينهما تلك املدللة إيالف املتعلقة بـ والدها بـ‬
‫درجة كبيرة‬

‫أما هو فـ قد قض ى وقتا طويل يبحث فيه ع ُسليمان ولن‬


‫دون جدوى وكأن األرض قد إبتلعته‪..‬ولن هاجس الخوف‬
‫عنده قد تتضاءل وهو يحتوي عائلته ويضمها تحت كنفه بـ‬
‫حماية قدرتها روجيدا‪..‬حتى أتاه خبر م الضابط يونس‬
‫ُيخبره أنه قد تم إلقاء القبض على ُسليمان ُمنذ يومان وهو‬
‫القضبان مدى الحياة‪..‬حينها فقط إستطاع‬ ‫ُملقى خلف ُ‬

‫التنفس والراحة‪..‬لذلك قرر أن يسافر بـ عائلته إلى الكوخ‬


‫العزيز على قلبهما بعد منزلهما الريفي‬

‫‪217‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫إبتسم وهو يفيق م يروده على إقتراب روجيدا منه فـ‬


‫إقترب منها وكاد أن يمس يفيته يفتيها ولن أحالت يد‬
‫طفوليه بين ذلك ما أن ُوضعت بين يفتيهما‬

‫إلتفت جاسر بـ عنف إلى أطفاله ثم إلى قغيره جواد الذي‬


‫هتف بـ حنق و براءة‬

‫‪-‬عيب يا بابي تبوس مامي قدامنا ‪...‬‬


‫نهض جاسر بـ غضب ليتراجع األطفال بـخوف كاد أن ُيمسك‬
‫الصغير ولننه هرب لتتبعه الفتاتين وم خلفهما والدهما‬
‫ُ‬
‫الذي هتف بـ حدة وهو ينزع خفه ويقذفه بهم‬
‫‪-‬ااه يا والد الـ*** مش عارف أتلم على أمنم‪...‬‬
‫ضحنت روجيدا بـ قوة وهي تلحقهم‪..‬ليجذب جاسر يدها ثم‬
‫هدر بـ عنف‬
‫‪-‬مفنرة نفسك رايحة فين‪..‬طب عليا الطالق ألبوسك‪...‬‬

‫‪218‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫وبـ الفعل أحاط ُعنقها وهو يجذبها إليه ُيقبلها بـ رقة‪..‬ليعود‬


‫األطفال ويلتفون حول والديهم يهتفون بـ مرح ولن جاسر‬
‫غارق بـ عامله مع تلك الفاتنة‪..‬ذات العينين الفيروزيتين‬

‫تمت بـحمد هلل‬

‫إلى اللقاء بـ الجزء الرابع‪...‬‬

‫‪219‬‬ ‫أسرار الروايات‬


‫إسراء علي‬ ‫أدمنتك‬

‫قفحة الكاتبة على‬


‫الفئس بوك‬
‫قفحة‬
‫مزيد م الروايات‬
‫تابعونا‬
‫أسرار الروايات‬
‫‪220‬‬ ‫أسرار الروايات‬

You might also like