You are on page 1of 56

‫الفصل االول‬

‫تارٌخ الحركة االسٌرة‬


‫ممدمة‪:‬‬
‫تعد لضٌة االسرى من المضاٌا المرافمة لنضال الشعوب من ؼاصبٌها‪ ,‬والشعب الفلسطٌنً فً نضاله للتحرر من لبضة‬
‫وؼطرسة محتلٌه‪ .‬عانى من لضٌة االعتمال واالسر‪ ,‬ولعل التجربة المعاصرة فً مماومة االحتبلل االسرابٌلً الذي ما‬
‫زال جاث ما على صدور الشعب الفلسطٌنً‪ ,‬تشكل دلٌبل على االرتباط بٌن الحالتٌن‪ .....‬لمد بدأت حالة النضال الفلسطٌنً‬
‫ضد لوى االستعمار واالحتبلل منذ االنتداب البرٌطانً على فلسطٌن‪ ,‬عمب انتهاء الحرب العالمٌة األولى فً العام‬
‫‪ ,1918‬العمل الذي نتج عنه حاالت اعتمال وتنكٌل للفلس طٌنٌٌن‪ .‬تلن الحالة النضالٌة لم تنمطع‪ ,‬بل وصلت مرحلة مماومة‬
‫االحتبلل البرٌطانً لمماومة االحتبلل االسرابٌلً‪ ,‬وبالتالً استمرت حالة األسر واالعتمال‪ .‬ومع توسع حالة االحتبلل‬
‫االسرابٌلً بعد عام ‪ ,1967‬بدأ ملؾ االسري بالتضخم بصورة ؼٌر مسبولة فً تارٌخ الشعب الفلسطٌنً‪ ,‬وخاصة أن‬
‫ذلن تزامن مع انطبلق الثورة الفلسطٌنٌة الحدٌثة‪ ,‬متمثلة بحركة فتح وتبنٌها الكفاح المسلح الذي بدأ ضد االحتبلل‬
‫االسرابٌلً فً المناطك المحتلة عام ‪ , 1948‬لٌتسع بعد ذلن اكثر فاكثر مترافما مع اتساع رلعة النضال وعناصر‬
‫المماومة المحاربة للحركة الصهٌونٌة لٌصل عدد من تم اعتمالهم منذ ‪ 1967‬لرابة الملٌون أسٌر وأسٌرة بٌن فلسطٌنً و‬
‫عربً‪ .‬لضٌة االسرى مرت بمراحل مختلفة‪ ,‬كانت اعدادهم وفما لها تزداد أو تستمر فهً تزٌد مع كل هبة جماهٌرٌة‬
‫شعبٌة أو احداث مماومة وصلت حدا تم فٌه فتح سجون جدٌدة وخاصة فً االنتفاضة الفلسطٌنٌة األولى ‪ ,1987‬وتستمر‬
‫تلن االعداد مع بدء حالة الهدوء النسبً‪ ,‬لتتملص من اإلفراجات التً تحدث إن كان انتهاء المحكومٌات أو صفمات التبادل‬
‫بٌن المنظمات الفلسطٌنٌة واسرابٌل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬البداٌات‪:‬‬
‫ال ٌعرؾ الزمان ولم ٌسجل التارٌخ فً سفره‪ ,‬ولم تشهد المعتمبلت والسجون بطولها وعرضها‪ ,‬حركة كالحركة الوطنٌة‬
‫الفلسطٌنٌة األسٌرة‪ ,‬التً استطاعت أن تصنع نبراس البطولة والتضحٌة‪ ,‬وتسطر تارٌخ رابعا ومشرلا و ممٌزا‪ ,‬كتبت‬
‫حروفه بالدم والمعاناة‪ ,‬بالصمود واإلرادة الفوالذٌة‪ ,‬تارٌخا ٌتواصل عطاء‪ ,‬وٌزداد إشرالا مع فجر كل ٌوم جدٌد‪...‬‬
‫تارٌخ حافبل بالمفاخر الوطنٌة‪ ,‬وٌحوي الكثٌر من المعانً البلمعة والمدلوالت التً تنبض بإرادة الخبلص ‪ ...‬تارٌخ‬
‫كتبت حروفه بالدماء‪ ,‬بالعرق والمعانا ة‪ ,‬باألمعاء الخاوٌة (اإلضرابات عن الطعام)‪ ,‬بالصبر واإلرادة‪ ,‬تارٌخا ٌضًء‬
‫عمودا من الزمن‪ ,‬لٌبمى محط اعتزاز لمن كتبوه وصاؼوه‪ ...‬لمن ساهموا فً صنعه وساندوه‪ ,‬لمن وزعوا نشراته‪ ,‬ولمن‬
‫أنجبوا أبطاله‪ ...‬إنه تارٌخنا‪ ,‬تارٌخ الثورة وإرادة الخبلص‪ ,‬تارٌخ لرابة الملٌون ثابر‪ ,‬سطروا تارٌخ الثورة الفلسطٌنٌة‬
‫المعاصرة‪ ,‬جنوده كل الشعب الفلسطٌنً؛ لهذا سٌبمى محفورا بالذاكرة‪ ,‬تتنالله األجٌال بكل فخر‪ ,‬لٌصوغ إكلٌل الرفعة‬
‫والمداسة على جبٌن كل من اعتمل وعانى عذابات لٌد السجان‪ ,‬سٌبمى عودة من تجارب وذكرٌات مرٌرة ومفاخر تدوي‬
‫بذاكرة ذوى األ سرى وأحبابهم وأصدلابهم‪ ...‬من حمنا أن نفخر بهذا التارٌخ‪ ,‬ومن واجبنا أن نسعى لتوثٌمه لٌبمى منارة‬
‫لؤلجٌال المادمة‪ ,‬بكل جزٌباته وصوره المختلفة‪ ...‬فمن الواجب علٌنا أن نوثك التارٌخ الرابع والمشرق من شهداء‬
‫وبطوالت وتضحٌات‪ ,‬ومن الجانب اآلخر‪ٌ ,‬جب علٌنا أن نوثك االنتهاكات الصهٌونٌة لحموق اإلنسان الفلسطٌنً األسٌر‪,‬‬
‫وما تعرض وٌتعرض له من ممارسات ال إنسانٌة‪ ,‬ومعاملة وحشٌة لاسٌة‪ ,‬فالت فً ال إنسانٌتها و وحشٌتها ما ال ٌتخٌله‬
‫وٌتصوره العمل البشري‪.‬‬
‫وخبلل انتفاضة األلصى تعرض شعبنا لحمبلت اعتمال واسعة‪ ,‬بؤسالٌب أكثر همجٌة ووحشٌة‪ ,‬فالت فً وحشٌتها تلن‬
‫التً اعتاد االحتبلل على ممارستها‪ ,‬وأعٌد افتتاح العدٌد من المعتمبلت؛ الستٌعاب تلن األعداد الهابلة‪ ,‬كما وتعرض‬
‫أسرانا ومعتملونا فً كافة السجون والمعتمبلت الصهٌونٌة إلى أبشع األسالٌب البلإنسانٌة والتً فالت كل المراحل السابمة‬
‫من عمر االح تبلل‪ ,‬وتجاوزت أدنً وأبسط المٌم واألعراؾ اإلنسانٌة فً العالم‪ٌ ,‬شهد علٌها ما تنمله وسابل اإلعبلم‬
‫المربٌة والممروءة‪ ,‬من أخبار وأحادٌث تمشعر لها األبدان‪ .‬شكلت الحركة الوطنٌة األسٌرة تجربة رابدة ومسٌرة حافلة فً‬
‫العطاء على مدار سنً الصراع مع العدو الصهٌونً‪ ,‬هذه التجربة التً ضاهت فً مستوى أدابها وبرامجها‪ ,‬عدة مدارس‬
‫فكرٌة متعددة‪ ,‬رؼم لسوة الحٌاة االعتمالٌة‪ ,‬ووحشٌة السجان‪ ,‬إال أن صدق االنتماء وتطور التجربة‪ ,‬حول المعتمبلت إلى‬
‫لبلع ثورٌة تخرج منها آالؾ الكوادر الحزبٌة المنظمة التً استطاعت أن ترسم ساحتنا الفلسطٌنٌة‪ ,‬تلن الطالات الخبللة‬
‫التً عكست تجربتها النوعٌة فً المضمون واألداء‪ ,‬وفً مجاالت كثٌرة فً ساحة العمل األوسع‪ ,‬ووسط الجماهٌر فً‬
‫المٌدان‪ .‬تمٌزت الحركة األسٌرة فً السنوات األولى النطبللة الثورة الفلسطٌنٌة المعاصرة‪ ,‬بالتركٌز على البعد التوعوي‬

‫‪1‬‬
‫والتربوي؛ األمر الذي أسهم فً صمل الطالات وتهذٌبها‪ ,‬بشكل أتاح الفرصة لبناء الكادر المادر على المٌادة وتحمل‬
‫المسإولٌات‪ ,‬فً ظل ظروؾ اعتمالٌة لاسٌة‪ ,‬كان طابعها العام المواجهة الدابمة والمستمرة مع إدارة السجون‪ ,‬وهذا‬
‫بطبٌعة الحال كان له استحمالات سددها أسرانا األبطال بالمعاناة والتحدي ألبشع لوة احتبللٌة ‪ ,‬حتى أرسوا دعابم وأسس‬
‫الحركة الفلسطٌنٌة األسٌرة‪ ,‬فً ظل ؼٌاب اإلعبلم المادر على رفع صوت الحركة األسٌرة فً وجه الؽطرسة الصهٌونٌة‪.‬‬

‫الحركة األسٌرة الفلسطٌنٌة‪ :‬تارٌخ طوٌل وإنجازات وطنٌة عظٌمة‬


‫لمد بدأت الحركة األسٌرة منذ أن دخل أول أسٌر فلسطٌنً إلى سجون العدو االستعماري الذي دهم فلسطٌن ولدمها عبر‬
‫سٌاساته االستعمارٌة إلى الصهاٌنة لٌنتهً األمر بزرع كٌان ؼاصب ؼٌر شرعً لهم فً للب فلسطٌن التارٌخٌة‪ ,‬ففً‬
‫عهد دولة االستعمار التً انتدبت نفسها على فلسطٌن فتحت الكولونٌالٌة االنجلٌزٌة السجون والمعتمبلت للمناضلٌن‬
‫الفلسطٌنٌٌن وألامت المحاكم وأصدرت األحكام ضد المناضلٌن الفلسطٌنٌٌن بما فٌها أحكام اإلعدام الجابرة ضدهم‪,‬‬
‫وبمابمة مفتوحة من التهم شملت حتى الرأي والمنشور والكتابة الرافضة لما ٌحدث فً الوطن فلسطٌن‪.‬‬
‫لمد ورث الكٌان الصهٌونً فً هذا الجانب من برٌطانٌا المستعمرة كل حكاٌة األسر فً عهدها البؽٌض الؽادر‪ ,‬فكما‬
‫ورث السجون والمعتمبلت ورث أٌضا الموانٌن واألوامر التعسفٌة الظالمة بل حتى أنه ورث األسرى الفلسطٌنٌٌن أنفسهم‬
‫(كما فً حكاٌة الشٌخ حسن البلوي ألدم أسٌر فلسطٌنً فً تارٌخ المضٌة الفلسطٌنٌة والذي اعتمل فً زمن برٌطانٌا‬
‫وانتدابها لٌخرج بعد لصة مثٌرة لادت إلى كشؾ مصٌره مجموعة من المصادفات فً ثمانٌنٌات المرن الماضً وهو الذي‬
‫أمضى حوالً نصؾ لرن فً سجون المستعمر فالمؽتصب‪).‬‬
‫المرحلة االولى فً حكاٌة األسر الفلسطٌنً (‪ )1948-1917‬مرحلة االحتبلل البرٌطانً ألرض فلسطٌن لم ٌتم تسجٌلها‬
‫بصورة كافٌة ولم تخضع للتثبٌت رؼم أهمٌتها الشدٌدة فً تارٌخ نضال وكفاح شعبنا وامتبلكه أدلة ومواد لانونٌة ضد‬
‫المستعمر الكولونٌالً والمؽتصب الصهٌونً وحلٌفه االمبرٌالً‪.‬‬
‫والمرحلة الثانٌة (‪ )1967-1948‬منذ حدوث االحتبلل الصهٌونً عمب النكبة اختلفت عن ذلن الوالع‪ ,‬لمد وجدنا أن‬
‫المادة التً تسجل للحركة األسٌرة الفلسطٌنٌة بعد عام ‪ 1948‬لجزء فلسطٌن السلٌب فً النمب والجلٌل الفلسطٌنً والمثلث‬
‫وبالً عموم األرض السلٌبة هً أٌضا مادة نادرة ومحدودة ‪ ,‬هذا فضبل عن عدم لٌام عملٌة وطنٌة فلسطٌنٌة لتتبعها‬
‫هنان‪ ,‬فبمٌت على هامش المحاكم الصهٌونٌة سواء العسكرٌة منها أو المدنٌة التً لامت عمب انتهاء األحكام العسكرٌة‬
‫الحما فً فلسطٌن السلٌبة‪.‬‬
‫والمرحلة الثالثة عمب العام ‪ 1967‬فبفضل التسجٌل والمتابعة على جانبً الخط الوهمً الصهٌونً وما ٌدعوه بالخط‬
‫األخضر فمد اختلؾ األمر وبدا وإن كانت بداٌة العملٌة ال زالت متواضعة‪ ,‬إال أنها على االلل تبلفت الخطؤ التارٌخً‬
‫الجسٌم الذي سجله ؼٌاب ذلن عن الفترة األولى فً حٌاة الحركة االعتمالٌة الفلسطٌنٌة وتعاظمت الحما بما اكتسبته من‬
‫خبرات‪ ,‬وسجلت األسٌر الفلسطٌنً األول محمود بكر حجازي أول أسٌر لحركة فتح فً السجون الصهٌونٌة حتى لبل‬
‫العام ‪ , 1967‬وال شن أن التؤرٌخ والتجسٌد هو أمر فً ؼاٌة األهمٌة وٌكفً التدلٌل على إن أصرار العدو الصهٌونً‬
‫على استخدام التارٌخ الذي ٌدعٌه فً معتمبلت النازي وتوظٌفه فً أؼراض البروبوؼاندا االحتٌالٌة ٌكفً للتدلٌل على‬
‫أهمٌة توثٌك وتسجٌل مسٌرة الحركة االعتمالٌة الفلسطٌنٌة للمستمبل الوطنً الفلسطٌنً عامبل لٌس فمط فً تثبٌت ركابز‬
‫الرواٌة الفلسطٌنٌة التارٌخٌة بل وبما ٌتٌحه ذلن من أدوات التحصٌل الحك الفلسطٌنً الذي لن ٌطول الولت لبل الحصول‬
‫علٌه کامبل ؼٌر منموص‪.‬‬
‫مراحل وسمات‪:‬‬
‫تمٌزت الحركة األسٌرة فً السنوات األولى النطبللة الثورة الفلسطٌنٌة المعاصرة‪ ,‬بالتركٌز على البعد التوعوي‬
‫والتربوي؛ األمر الذي أسهم فً صمل الطالات وتهذٌبها‪ ,‬بشكل أتاح الفرصة لبناء الكادر المادر على المٌادة وتحمل‬
‫المسإولٌات‪ ,‬فً ظل ظروؾ اعتمالٌ ة لاسٌة‪ ,‬كان طابعها العام المواجهة الدابمة والمستمرة مع إدارة السجون‪ ,‬وهذا‬
‫بطبٌعة الحال كان له استحمالات ش ٌدها أسرانا األبطال بالمعاناة والتحدي ألبشع لوة احتبللٌة إحبللٌة‪ ,‬حتى أرسوا دعابم‬
‫وأسس الحركة الفلسطٌنٌة األسٌرة‪ ,‬فً ظل ؼٌاب اإلعبلم المادر على رفع صوت الحركة األسٌرة فً وجه الؽطرسة‬
‫الصهٌونٌة‪ .‬ولم ٌكن هذا التطور فً والع هذه الحركة ببل ثمن‪ ,‬بل كان ثمنه عشرات الشهداء‪ ...‬كان ثمنه تعرض‬
‫األسرى األبطال لشتى اإلجراءات الممعٌة كالعزل والحرمان والمحاكمات اإلضافٌة‪ ,‬التً لم تكن الحركة األسٌرة عن‬
‫مواصلة المسٌرة بعز ٌمة ال تلٌن‪ .‬لؤلجٌال الفلسطٌنٌة المادمة أن تفخر بهذه التجربة الرابدة‪ ,‬والتً أثمرت كوادر شكلت‬
‫لٌادات خرجت إلى مٌدان المواجهة بعد عملٌة تبادل األسرى‪ ,‬فانصهرت مع أبناء هذا الشعب فً مٌدان المواجهة‬

‫‪2‬‬
‫المستمرة والمباشرة مع االحتبلل‪ .‬ولما بزغ فجر االنتفاضة األولى‪ ,‬تمدمها أبناء الحركة األسٌرة من مختلؾ التنظٌمات‪,‬‬
‫وظهرت الحنكة فً األداء‪ ,‬فؤظهرت المٌادة انضباطٌة عالٌة تجاوزت كل اشكالٌات الحركة الوطنٌة‪ ,‬بعٌدة عن‬
‫الحساسٌات البلمسإولة‪ ,‬وفً كافة الموالع ‪ .‬إن الحدٌث عن الحركة األسٌرة‪ٌ ,‬دفع دابما باتجاه ربط مسٌرة هذه الحركة‪,‬‬
‫سواء فً زمن المواجهة المفتوحة مع االحتبلل‪ ,‬أو فً زمن تراجع بعض الموى عن المواجهة ألن الحركة األسٌرة حتى‬
‫فً ظل ما ٌسمى بالسبلم‪ ,‬اشتد عودها وتعممت تجاربها؛ ألن حالة الممع االحتبللً لشرابح عدة فً مجتمعنا بمٌت‬
‫مستمرة‪ ,‬وإن أخذت أشكاال متعددة‪ ,‬وهذا ما كنا نلمسه فعبل‪ ,‬حٌث استمر زج المناضلٌن فً المعتمبلت‪ ,‬واستمرت‬
‫عملٌات الممع تمارس ضد أبناء شعبنا عامة وأبناء الحركة األسٌرة خاصة؛ األمر الذي حتم على المنظمات والمإسسات‬
‫الحمولٌة خاصة أن ترعى شإون األسرى‪ ,‬وأن تبمى فً حالة اتصال وتواصل معهم بؽض النظر عن الظرؾ السٌاسً‬
‫الم عاش‪ ,‬وعن إفرازاته المتعددة‪ .‬وٌرى المهتمون بتؤرٌخ ومتابعة الحركة االعتمالٌة األسٌرة الفلسطٌنٌة أنها لد مرت فٌما‬
‫بعد االحتبلل الحزٌرانً للضفة وؼزة والمدس عام ‪ 1967‬بخمسة فترات لكل منها سماتها البارزة وذلن على النحو‬
‫التالً‪:‬‬
‫الفترة األولى‪ :‬تمتد ما بٌن عامً (‪7691‬و ‪)7617‬‬
‫فترة التخبط والمخاض وهً مرحلة لاسٌة جدا وصعبة أٌضا وتمٌزت بملة التجربة حٌث لم ٌكن هنان موروث نضالً‬
‫وتجربة ٌعتمدها األسرى‪ ,‬كما كانت تلن الفترة هً األصعب من ناحٌة ظروؾ االعتمال حٌث كان ٌتم احتجاز األسرى‬
‫فً ظروؾ صعبة وال إنسانٌة تشمل اإلهانات والضرب ومحاوالت اإلذالل‪ ,‬محاولٌن بذلن كسر روح المماتل فً نفس‬
‫المماوم الفلسطٌنً‪ ,‬لمد كان ممنوعا على األسرى الفلسطٌنٌٌن الحصول على األوراق أو األلبلم أو الكتب‪ ,‬فكانوا‬
‫ٌستخدمون أوراق السجابر لٌتراسلو فٌما بٌنهم بواسطتها وٌنظموا أمورهم‪ .‬ورؼم ذلن واجهت الحركة األسٌرة صعوبات‬
‫فً تنظٌم نفسها فً هذه الفترة‪ ,‬حٌث كان األسرى ٌمسمون أنفسهم على أسس جؽرافٌة‪ ,‬أو بحسب االنتماء لمجموعة‬
‫عسكرٌة بعٌنها‪ ,‬إال أن ذلن لم ٌحول دون تنظٌم أنفسهم فً نهاٌة هذه الفترة‪ .‬ولد لامت الحركة األسٌرة بإضرابها األول‬
‫فً سجن «كفار ٌونا»‪ ,‬فً نهاٌة الستٌنٌات‪ ,‬ثم إضراب آخر فً بداٌة السبعٌنٌات‪ ,‬فً سجن عسمبلن‪ ,‬سمط فٌه األسٌر‬
‫عبد المادر أبو الفحم شهٌدا ‪ ,‬وانتهت هذه الفترة بؤول عملٌة تبادل لؤلسرى حٌث تحرر فٌها األسٌر األول للثورة‬
‫الفلسطٌنٌة المعاصرة محمود بكر حجازي‪.‬‬
‫الفتر الثانٌة ‪ :‬التً امتدت بٌن عامً (‪7617‬و ‪)7691‬‬
‫فترة التكوٌن وتثبٌت المواعد واألسس ووضع اللوابح الداخلٌة التً تحكم عبللة األسرى بعضهم ببعض وعبللة التنظٌمات‬
‫بعضها ببعض وعبللة الحركة األسٌرة مع ادارة مصلحة السجون االحتبللٌة‪ , ,‬باإلضافة إلى تنظٌم الحركة لنفسها‪ ,‬فً‬
‫أطر تنظٌمٌة تابعة لمنظمة التحرٌر والفصابل الفلسطٌنٌة‪ ,‬كما شكلت الحركة األسٌرة اللجنة الوطنٌة كهٌبة علٌا لؤلسرى‬
‫داخل السجون‪ ,‬وفرضت على إدارة السجن االعتراؾ بها والتعامل معها‪.‬‬
‫كما وشهدت هذه الفترة عدة عملٌات تبادل لؤلسرى فً ظل الحالة الثورٌة التً كانت تعٌشها المضٌة الفلسطٌنٌة‪ ,‬وتمكن‬
‫األسرى من خبلل نضالهم فً تحمٌك عدد من المكاسب ‪ ,‬حٌث انتزعت الحركة األسٌرة عددا من الحموق وتم تحسٌن‬
‫ظروؾ الحٌاة داخل المعتمل مثل توفٌر الكتب والصحؾ وأدوات الكتابة‪ ,‬وتحسٌن كمٌة ونوعٌة الطعام‪.‬‬
‫الفترة الثالثة‪ :‬والممتدة بٌن عامً (‪7691‬و ‪)7661‬‬
‫فترة الحالة المثالٌة للحركة األسٌرة حٌث تمكن األسرى فٌها من تطوٌر أنفسهم وحولوا السجون بشكل فعلً إلى مدارس‬
‫ثورٌة خرجت المبات من المناضلٌن المصمولٌن ثورٌا إلى درجة أن مخابرات االحتبلل عزت نشوب االنتفاضة األولى‬
‫إلى الكادر النضالً الذي خرجته الحركة الوطنٌة األسٌرة وهو تمدٌر له وجاهة‪ ,‬وحتى بداٌة عام ‪ 1988‬شملت الحركة‬
‫الوطنٌة األسٌرة فصابل منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة فمط وبعد ذلن بدأ ٌتزاٌد تواجد حماس والجهاد اإلسبلمً فً السجون‪,‬‬
‫تزامنت هذه الفترة مع احداث مهمة فً تارٌخ المضٌة الفلسطٌنٌة المت بظبللها على الحركة األسٌرة مثل اجتٌاح لبنان عام‬
‫‪ 1982‬واندالع االنتفاضة االولى عام ‪1987‬وتدفك االؾ من األسرى إلى السجون االحتبللٌة‪ ,‬وشملت هذه الفترة أٌضا ً‬
‫عدة عملٌات لتبادل األسرى مثل تبادل عام ‪ 1983‬وتبادل عام ‪ ,1985‬ومن أهم محطات هذه المرحلة كانت اإلضرابات‬
‫المتتالٌة عن الطعام وأهمها اضراب سنة ‪ 1992‬والذي تمٌز بؤنه اإلضراب األول الذي تتوحد السجون فٌه بإضراب‬
‫مشترن مع اختٌار التولٌت السٌاسً المناسب وهو تولٌت صادؾ عودة شامٌر من مإتمر مدرٌد وانتظاره لدخول‬
‫االنتخابات الصهٌونٌة مع ضؽط االمبرٌالً علٌه لٌخفؾ من شدة استهدافه‪ ,‬ولد نجح هذا اإلضراب فً تحمٌك العدٌد من‬
‫االنجازات والحموق لؤلسرى داخل السجون‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفترة الرابعة‪( :‬من ‪ 7661‬إلى ‪)0111‬‬
‫فترة االنتكاس والترهل التنظٌمً و لد تمٌزت بالتؤثر سلبا من اتفالٌات أوسلو‪ ,‬وضؽطت ظروؾ هذه المرحلة على‬
‫الحركة األسٌرة‪ ,‬وبدال من أن تكون أهم اشتراطات مولعً أوسلو هو إطبلق كافة األسرى وتحرٌرهم ‪ ,‬اكتفت االتفالٌات‬
‫بوضع الحركة األسٌرة تحت رحمة ما ٌتبع ذلن من مفاوضات دعٌت باسم مفاوضات الحل النهابً بما فٌها المدس‬
‫ووضع االستٌطان وحك العودة وؼٌرها‪ ,‬على الرؼم من تحرر االؾ األسرى تحت مسمى مبادرات حسن النٌة‪ ,‬وفً هذه‬
‫المرحلة ضعفت التنظٌمات داخل السجون وترهلت بنٌتها التنظٌمٌة وسادت بٌن األسرى حالة الترلب وانتظار التحرر‬
‫وؼلب لدٌهم الهم الشخصً والفردي على ح ساب الهم العام‪ ,‬األمر الذي انعكس سلبا على كل جوانب الحٌاة فً معظم‬
‫الشواهد والموالع‪.‬‬
‫الفترة الخامسة‪( :‬من ‪ 0111‬إلى ‪)...‬‬
‫ما بعد االنتفاضة الفلسطٌنٌة الثانٌة‪ ,‬بدأ عدد األسرى فً التزاٌد مرة أخرى داخل السجون اإلسرابٌلٌة وتحدٌدا ً بعد‬
‫اجتٌاحات المدن الفلسطٌنٌة‪ ,‬حٌث اعتملت لوات االحتبلل اآلالؾ ورؼم أن إدارة السجون الصهٌونٌة حاولت أن تستؽل‬
‫حالة االنمسام فً الخارج وتعكسه على صفوؾ الحركة األسٌرة واتبعت سٌاسة الفصل المناطمً ولامت بفصل أسرى‬
‫ؼزة عن بالً األسرى وفصل أسرى حماس عن أسرى فتح إال أن الحركة األسٌرة حاولت مماومة هذه السٌاسة فهً التً‬
‫لامت بإنتاج وثٌمة اللماء والمصالحة الوطنٌة ولدمتها للحركة الوطنٌة مخرجا من حالة االستمطاب الناتجة عن النزاع من‬
‫حول سلطة ألٌمت تحت االحتبلل‪ ,‬ولد نکلت ادارة السجون الصهٌونٌة باألسرى وسحبت العدٌد من اإلنجازات التً تم‬
‫تحمٌمها فً اإلضرابات السابمة فخاض األسرى عدة اضرابات خبلل هذه الفترة اضراب ‪ 2004‬واضراب ‪2011‬‬
‫واضراب ‪ 2012‬واضراب الكرامة فً ‪ 2017‬السترداد االنجازات والحموق التً تم سحبها وشهدت هذه الفترة تصعٌد‬
‫ما سمً بسٌاسة اإلهمال الطبً الذي أدى إلى استشهاد عدد كبٌر من األسرى المرضى‪ .‬كما وشهدت هذه الفترة افراجات‬
‫وصفمات لتبادل األسرى مثل صفمة تبادل حزب هللا وصفمة شالٌط‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬اهداف سٌاسة االعتمال‬


‫إْ اٌ‪ٙ‬ذف اٌشئ‪١‬غ‪ٌ ,ٟ‬الؽزالي اإلعشائ‪ٌ ٍٟ١‬ألساظ‪ ٟ‬اٌفٍغط‪١ٕ١‬خ‪٠ ,‬زّضً ف‪ ٟ‬االعز‪١‬الء ػٍ‪ ٝ‬أوجش لذس ِّىٓ ِٓ األساظ‪,ٟ‬‬
‫‪ٚ‬ألً ػذد ِٓ اٌغىبْ‪ٚ ,‬إلبِخ ‪ٚ‬ر‪ٛ‬ع‪١‬غ اٌّغز‪ٛ‬غٕبد‪ ,‬إظبفخ إٌ‪ ٝ‬إؽىبَ اٌغ‪١‬طشح ػٍ‪ِ ٝ‬ذ‪ٕ٠‬خ اٌمذط ‪ٚ‬اعزىّبي ػٍّ‪١‬خ اٌز‪٠ٛٙ‬ذ‪,‬‬
‫‪ٚ‬لّغ اٌؾشوخ اٌ‪ٛ‬غٕ‪١‬خ اٌفٍغط‪١ٕ١‬خ‪ٚ ,‬ظشة ‪ٚ‬رصف‪١‬خ اٌّمب‪ِٚ‬خ ٌالؽزالي‪ٚ .‬ف‪ ٟ‬إغبس ع‪١‬بعخ ع‪١‬طشح االؽزالي‪ٚ ,‬ظشة‬
‫اٌّمب‪ِٚ‬خ‪ِ ,‬بسعذ إعشائ‪ٚ ً١‬ال صاٌذ‪ٚ ,‬ػٍ‪ِ ٝ‬ذاس عٕ‪ٛ‬اد االؽزالي‪ ,‬ع‪١‬بعخ االػزمبي وأؽذ األعبٌ‪١‬ت ‪ٚ‬اٌ‪ٛ‬عبئً األعبع‪١‬خ‬
‫ٌ مّغ اٌشؼت اٌفٍغط‪ِٚ ٟٕ١‬مب‪ِٚ‬زٗ‪ٚ ,‬غبٌذ ٘زٖ االػزمبالد ِئبد ا‪٢‬الف ِٓ اٌفٍغط‪ ٓ١١ٕ١‬اٌز‪ ٓ٠‬خعؼ‪ٛ‬ا ٌٍزؾم‪١‬ك ‪ٚ‬اٌزؼز‪٠‬ت‪,‬‬
‫ثأشىبي ِخزٍفخ‪ٚ ,‬صذسد ثؾم‪ ُٙ‬أؽىبَ عبئشح‪ٌ ,‬فزشاد اػزمبي ِخزٍفخ‪ٚ .‬ػٍ‪ ٝ‬عج‪ ً١‬اٌّضبي ٕ٘بن ِب ‪٠‬مبسة اي ‪ 888‬أع‪١‬ش‬
‫‪٠‬مع‪ ْٛ‬ؽىّب ثبٌغغٓ ِذ‪ ٜ‬اٌؾ‪١‬بح‪.‬‬
‫وؼنً عن المول‪ ,‬لماذا الشعب الفلسطٌنً أطلك ثورته المسلحة المعاصرة‪ ,‬فً ٌناٌر عام ‪ , 1965‬وازدادت لوة وعنفوانا‬
‫واتساعا‪ ,‬بعد االحتبلل الذي ولع عام ‪ ,1967‬حٌث انطلمت المماومة مباشرة بعد مضى أسابٌع للٌلة على االحتبلل‪ ,‬وإن‬
‫كانت متواضعة فً بداٌاتها وعلى الفور بدأت إسرابٌل فً مواجهة الثورة الفلسطٌنٌة وفصابلها‪ ,‬وفً مواجهة المماومة‬
‫من األراضً الفلسطٌنٌة المحتلة عام ‪ .1967‬هذه المماومة التً شهدت تطورا نوعٌا فً أعماب معركة الكرامة فً آذار‬
‫‪ , 1968‬وأخذت فً التصاعد فً األعوام التالٌة‪ ,‬ولم تكتؾ إسرابٌل بمصؾ الطابرات والمدافع والدبابات واالؼتٌاالت‪,‬‬
‫بل مارست حمبلت اعتمال على نطاق واسع‪ ,‬استهدفت فً المرحلة األولى كل من كان ٌملن السبلح‪ ,‬أو ٌشتبه به فً‬
‫امتبلن سبلح‪ ,‬أو عضوٌته فً أي فصٌل فلسطٌنً‪ ,‬أو ٌمارس أي نشاط مناهض لبلحتبلل أٌا كان النشاط الذي ٌمارسه‪.‬‬
‫ووضعت سلطات االحتبلل أمام أعٌنها‪ ,‬من خبلل سٌاسة االعتمال‪ ,‬وعلى مدار العمود الماضٌة األهداؾ التالٌة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ضرب وتصفٌة ولمع وإخماد مماومة الشعب الفلسطٌنً لبلحتبلل‪ ,‬مهما كان شكلهما ومهما كانت طبٌعتها‪ ,‬حٌث‬
‫شمل االعتمال كافة فبات المجتمع الفلسطٌنً االجتماعٌة وكافة الفصابل واالحزاب وكافة الفبات العمرٌة‪ ,‬إناث وذكورة‪,‬‬
‫وشملت المرى والمدن والمخٌمات‪ ,‬والعمال والفبلحٌن‪ ,‬والتجار‪ ,‬ورجال االعمال‪ ,‬والمثمفٌن والكتاب والصحفٌٌن‬
‫واألدباء والمهنٌٌن‪ ,‬والطلبة فً المدارس والجامعات و المعلمٌن واألكادٌمٌٌن‪ ,‬ولد تعرض ذوي المعتملٌن إلى ألسى‬
‫العموبات‪ ,‬وفً ممدمتها هدم البٌوت لعدد لٌس للٌل منهم‪ ,‬واإلبعاد والطرد من الوظابؾ الحكومٌة‪ ,‬ومنع السفر و ؼٌر‬
‫ذلن من العموبات‪ .‬وحاول االحتبلل من خبلل االعتمال بث حالة من الرعب والخوؾ فً نفوس الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬وأصدر‬
‫بحمهم أحكاما جابرة لردعهم‪ ,‬بهدؾ إخماد المماومة‪ .‬ولم تمتصر عموبات االحتبلل على المعتمل وذوٌه فمط‪ ,‬بل طالت‬

‫‪4‬‬
‫الحً والمرٌة والمخٌم والمدٌنة برمتها أحٌانا‪ ,‬وكان الهدؾ هو تجفٌؾ بحر المماومة وهً الجماهٌر الشعبٌة‪ ,‬وبدون شن‬
‫فإن االعتمال ٌحرم فصابل المماومة والحركة الوطنٌة من العناصر الفاعلة وصاحبة الخبرة والتجربة‪ ,‬كون المناضلون‬
‫والمماتلون ٌشكلون العمود الفمري لمماومة االحتبلل‪ ,‬وٌشكل االعتمال خسارة فادحة للحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة عوضا‬
‫عن كونه جرٌمة ٌرتكبها االحتبلل ‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الحصول على المعلومات ٌشكل أحد أهداؾ االعتمال‪ ,‬حٌث ٌشكل المعتملون مصدرا ربٌسا للمعلومات التً ٌحصل‬
‫علٌها االحتبلل وٌوظفها فً لمعه وضربه للمماومة‪ ,‬حٌث ٌخضع المعتملون للتحمٌك بشتى أنواعه وأشكاله‪ ,‬وٌدلً البعض‬
‫منهم بمعلومات تإدي إلى كشؾ رفاله وإخوانه فً الخلٌة أو المجموعة‪ ,‬ما ٌإدي إلى مزٌد من االعتماالت‪ ,‬وكشؾ‬
‫المزٌد من المعلومات كما ٌكشؾ عن مخابا األسلحة والذخٌرة‪ ,‬وٌسلمها أحٌانا‪ .‬كما ٌكشؾ عن خطط لعملٌات وطرق‬
‫وأسالٌب عمل جدٌدة‪ ,‬ال تعرفها سلطات االحتبلل‪ ,‬وٌمدم معلومات تشكل كنزا للمخابرات اإلسرابٌلٌة‪ٌ ,‬ساعدها بشكل‬
‫ربٌسً على مواصلة عملٌات الممع والتصفٌة‪ ,‬وتوجٌه الضربات‪ ,‬وإحكام السٌطرة على الشعب الفلسطٌنً‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بث حالة الٌؤس واإلحباط من خبلل االعتمال‪ ,‬ألن اعتمال معظم المماومٌن والمناضلٌن ٌنشر حالة من عدم الثمة‬
‫والٌاس بٌن المناضلٌن‪ ,‬وٌشعرهم بالرعب من مدى لوة االحتبل ل ومخابراته‪ ,‬وبان أي عمل نهاٌته أن ٌكشؾ من لبل‬
‫سلطات االحتبلل‪ ,‬وأن ٌعتمل صاحبه‪ ,‬ما ٌدفع البعض‪ ,‬للتردد فً االلتحاق بالعمل الوطنً وممارسة المماومة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬االنتمام من المناضلٌن ومعالبتهم باالعتمال والسجن‪ ,‬أي أن االعتمال ٌهدؾ فً أحد جوانبه إلى معالبة المناضل‪,‬‬
‫واالنتمام منه بالزج به فً السجن‪ ,‬بما ٌحمله هذا من حرمان من الحرٌة والحٌاة الطبٌعٌة‪ ,‬وٌمطع حٌاته ومسٌرته فً‬
‫العمل والتعلٌم‪ .‬والهدؾ من االنتمام هو ردع وت رهٌب المواطنٌن من العمل الوطنً والعمل المماوم‪ ,‬باعتبار أن من ٌماوم‬
‫االحتبلل ٌتعرض للسجن واإلذالل والمهر والحرمان‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬حماٌة وتجنٌد العمبلء‪ ,‬إن االحتبلل ٌستخدم االعتمال أحٌانا للتؽطٌة على أحد عمبلبه فً إحدى المجموعات أو‬
‫الخبلٌا‪ ,‬حٌث ٌتم اعتماله‪ ,‬حتى ال ٌ كون معرضة للكشؾ واالشتباه به من إخوانه ورفاله‪ ,‬وٌشكل االعتمال حماٌة له‬
‫"وتلمٌع" لصورته‪ ,‬لٌكسب مزٌدا من الثمة والخبرة‪ .‬كما أن االعتمال وظروؾ التحمٌك التً ٌتعرض لها المعتمل تإدي‬
‫أحٌانا إلى ضعؾ بعض النفوس‪ ,‬وإلى حالة من اإلحباط والٌؤس‪ ,‬ما ٌدفع المخابرات االبتزاز المعتمل وتجنٌده‪ ,‬ممابل‬
‫تمصٌر فترة الحكم‪ ,‬أو بعض اإلؼراءات الشكلٌة والكاذبة فً الؽالب‪ .‬كما أن تجنٌد بعض المعتملٌن ٌهدؾ أحٌانا إلى كسر‬
‫إرادتهم وإذاللهم‪ ,‬ولٌس فمط االستفادة من دورهم ومعلوماتهم‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬االعتمال لؽرض التبادل‪ ,‬ومنذ إلامتها لررت إسرابٌل إلامة وحدة خاصة لادها لفترة من الزمن أربٌل شارون‪,‬‬
‫هدفها خطؾ واعتمال المواطنٌن أو جنود عرب‪ ,‬بهدؾ استخدامهم مخزون للتبادل‪ ,‬فً حال ولوع جنود إسرابٌلٌٌن فً‬
‫األسر‪ .‬وبعد انطبلق الثورة الفلسطٌنٌة ومماومة االحتبلل‪ ,‬واظبت إسرابٌل على عملٌات االعتمال والخطؾ‪ ,‬بؽرض‬
‫الحفاظ على مخزون ٌكفً لمبادلة األسري اإلسرابٌلٌٌن‪ .‬وبالمناسبة فهذه استراتٌجٌة تحافظ على استمرارها دولة إسرابٌل‬
‫منذ لٌامها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العمل النضالً الفلسطٌنً واالعتماالت‬


‫هنان عدد من أسالٌب العمل النضالً التً عملت بها فصابل المماومة الفلسطٌنٌة ضد العدو الصهٌونً وكان لهذه‬
‫األسالٌب تؤثٌر على مدى نجاح أو فشل العدو‪ ,‬باعتمال المناضلٌن الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬ومن هذه األسالٌب‪:‬‬
‫‪ .7‬العمل الجماهٌري الواسع‬
‫لمد ارتبط العمل الجماهٌري الواسع بمستوى هجوم االحتبلل على الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬ولد كانت انتفاضة عام ‪ 1987‬من أهم‬
‫مراحل العمل الجماهٌري ضد االحتبلل الصهٌونً‪ ,‬وما مٌز هذه االنتفاضة‪ ,‬شمولٌتها ومشاركة الجماهٌر فٌها بشكل‬
‫واسع‪ ,‬ولد أدى هذا االندفاع الكبٌر للجماهٌر نحو المماومة إلى حملة اعتماالت واسعة طالت عشرات اآلالؾ من‬
‫الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬ولد ولع عدد كبٌر من هإالء المعتملٌن تحت نظام االعتمال اإلداري‪ ,‬ولد كان لبلعتماالت أثر كبٌر على‬
‫زخم االنتفاضة واستم رارٌتها‪ .‬ومع اتساع نطاق االعتماالت بدأت تتسع بعض المظاهر اإلٌجابٌة‪ ,‬ومن أهمها مماومة‬
‫االعتمال‪ ,‬وتمثل ذلن بالتصدي لبلحتبلل من خبلل المواجهة الجماهٌرٌة الواسعة‪ ,‬عند دخول أي منطمة فلسطٌنٌة بهدؾ‬
‫االعتمال‪ ,‬أو من خبلل عدم استجابة المناضلٌن ألوامر االعتمال‪ ,‬وٌشرعون بالتخفً عندما ٌستطٌعون ذلن‪ ,‬وال ٌسلمون‬
‫أنفسهم للجٌش الصهٌونً‪ ,‬والحما انتشرت ظاهرة المطاردٌن والمطلوبٌن‪ .‬واتسعت فً هذه الحالة بشكل كبٌر فً‬
‫االنتفاضة األولى والثانٌة فً كل االراضً الفلسطٌنٌة‪ ,‬وكان لهذه الظاهرة أثر إٌجابً على استمرار االنتفاضة‬
‫والمحافظة عل ى زخمها‪ .‬المشاركة الكبٌرة والواسعة للجماهٌر فً نشاطات االنتفاضة ساعد على الحد من االعتماالت‪,‬‬

‫‪5‬‬
‫وبالرؼم من ذلن‪ ,‬كان عدد المعتملٌن كبٌرا جدا‪ ,‬ولم تكن السجون حٌنها تستوعب عدد أكبر من المعتملٌن‪ ,‬هذا ما دفع‬
‫سلطات االحتبلل إلى فتح المزٌد من معسكرات االعتمال‪ .‬وهنا نإكد أن العدد الكبٌر من المشاركٌن فً النشاطات‬
‫الجماهٌرٌة ال ٌسمح للعدو من اعتمالهم جمٌعا‪ ,‬فبل ٌستطٌع العدو اعتمال كل المشاركٌن فً مسٌرة أو مظاهرة أو اعتصام‬
‫أو ؼٌره‪.‬‬
‫وتجدر االشارة إلى أن المشاركة الجماهٌرٌة الواسعة فً أعمال المماومة والنضال‪ ,‬لد ساهم بتشوٌش أجهزة العدو‪,‬‬
‫وخاصة فً مراكز التحمٌك والمحاكم والسجون ‪ ,‬حٌث أصبح عدد المعتملٌن الكبٌر بحاجة إلى طوالم كبٌرة جدا‪ ,‬وهذا ما‬
‫خلك ارتباكا كبٌرا فً أوساط االجهزة االمنٌة اإلسرابٌلٌة المختلفة‪ ,‬ولد ظهر ذلن فً تحوٌل عدد كبٌر من المعتملٌن أثناء‬
‫الهبات الجماهٌرٌة إلى االعتمال اإلداري‪ ,‬حٌث ال ٌمكن أن تموم أجهزة المخابرات بالتحمٌك مع الكل‪ ,‬وتمدٌمهم للمحاكمة‪.‬‬
‫وكما أدت هذه المشاركة الجماهٌرٌة الواسعة إلى ضرب استراتٌجٌة مهمة لدى العدو والتً تمول‪ :‬إن كل فلسطٌنً‬
‫ٌمارس أي عمل نضالً بؽض النظر عن مستواه‪ ,‬مرشح أن ٌكون "مخربا" كبٌرا فً المستمبل‪ ,‬ولذا ٌجب اعتماله أو‬
‫مرالبته‪ ,‬وبهذا العدد الكبٌر من المشاركٌن لم ٌتمكن العدو من تنفٌذ هذه السٌاسة‪.‬‬
‫‪ .0‬الفزعة وردود الفعل‬
‫ممارسات االحتبلل المختلفة والمستفزة‪ ,‬والتً ال تنتهً‪ ,‬ترافك فً أحٌان كثٌرة معها ردود فعل فلسطٌنٌة‪ ,‬وكانت ردود‬
‫الفعل هذ ه تكون على شكل هبات جماهٌرٌة مسموفة بزمن محدود‪ٌ ,‬صل إلى عدة أٌام أو أسابٌع‪ ,‬وهنان أمثلة‪ ,‬منها‬
‫مجزرة الحرم اإلبراهٌمً‪ ,‬هبة النفك عام ‪ ,1996‬هبة األسرى عام ‪ ,2000‬وكان ٌترافك مع هذه األحداث والهبات‬
‫عفوٌة كبٌرة فً العمل‪ ,‬كان لها أثارها على النضال الوطنً الفلسطٌنً‪ .‬ومن هذه اآلثار‪ ,‬اصطٌاد المناضلٌن الفلسطٌنٌٌن‬
‫وزجهم بالسجون لسنوات‪ ,‬وهذا ٌنتج من االندفاع السرٌع وؼٌر المدروس من مجموعات العمل المختلفة‪ ,‬حٌث ٌإدي هذا‬
‫العمل إلى كشؾ هذه المجموعات التً انشدت للعمل على حساب األمن واالستمرارٌة فً العمل ولمواجهة العدو ومنعه‬
‫من اعتمالنا وزجنا فً السجون‪ ,‬علٌنا أن نتمتع بالٌمظة وأن نوظؾ نشاطنا وجهودنا بشكل مدروس ومخطط‪ ,‬وال ننشد‬
‫للعمل المتسرع على حساب العمل المخطط والبرامج التً ستؤتً بنتابج ممٌزة‪ ,‬حٌن ٌتم توظٌفها بالشكل المطلوب‪.‬‬
‫‪ .1‬المبادرات الفردٌة أو الجماعٌة‬
‫االنتماء الوطنً والشعور بالمسإولٌة اتجاه المضٌة والشعب الفلسطٌنً‪ ,‬هو ما ٌدفع كل فلسطٌنً إلى العمل والنضال من‬
‫أجل فلسطٌن‪ ,‬وهذا ما ٌإدي فً العادة إلى المبادرات الفردٌة لكثٌر من المناضلٌن الفلسطٌنٌٌن الذٌن عملوا بعٌدا عن‬
‫مركزٌة األحزاب والتنظٌمات‪ ,‬ولد كان لهذه المبادرات أثار ا ٌجابٌة كبٌرة على النضال الوطنً الفلسطٌنً‪ ,‬كما وكان لها‬
‫أثار سلبٌة‪ ,‬حٌث أن العمل الفردي وؼٌر المنظم ٌإدي فً الؽالب بؤصحابه إلى أخطاء وهفوات توصلهم إلى االعتمال أو‬
‫االستشهاد‪ .‬وكثٌر من الذٌن عملوا من خبلل هذا األسلوب من العمل‪ ,‬ولعوا فً األسر بسرعة كبٌرة‪ ,‬وذلن بسبب نمص‬
‫الخبرة والتجربة والوعً بؤسالٌب عمل أجهزة العدو‪ ,‬وخاصة المخابرات التً تلعب دورا كبٌرا فً كشؾ تلن‬
‫المجموعات‪ ,‬إما من خبلل مبلحمتها فً الخارج ومن خبلل العمل أو فً مراكز التحمٌك‪ٌ .‬ذكر أن هنان تجارب استمرت‬
‫لولت طوٌل‪ ,‬وأخرى تم احتضانها من تنظٌمات ساهمت باستمرارها ألطول فترة ممكنة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذه‬
‫المبادرات كان ٌنظر إلٌها العدو بخطورة كبٌرة‪ .‬ولد تمت معالبة المابمٌن علٌها بعموبات لصوى ومضاعفة‪ ,‬وذلن نتٌجة‬
‫خوؾ المخابرات من هذا االبداع‪ ,‬وأصحاب األفكار وهم ٌحاولون ترجمتها بعٌدا عن التنظٌمات وبرامجها وسٌاستها‪,‬‬
‫وما ٌبرز خوؾ االحتبلل الكبٌر فً هذه المجموعات‪ ,‬عدم المدرة على اكتشافها‪ ,‬إال إذا ولعوا هم فً أخطاء‪ ,‬حٌث ال‬
‫ٌكون أعضاء هذه المجموعات تحت الضوء‪ ,‬ألنهم لم ٌكونوا جزءا من األحزاب والتنظٌمات‪ .‬وما ٌجعل أصحاب هذه‬
‫المبادرات ٌمعون فً أٌدي المخابرات هو عدم خبرتهم ومعرفتهم بالعدو‪ ,‬وؼالبا ما كانت اعتماالتهم تتعلك ببعض‬
‫األخطاء التً ٌمعوا بها من حٌث حركتهم واستعراضهم وسلوكهم ؼٌر المدروس‪ ,‬وهذا األسلوب من أفضل وسابل العمل‬
‫التً حممت انجازات بالرؼم من كل األخطاء التً ولعوا بها‪.‬‬
‫‪ .4‬العمل المنظم والمبنً على رؤٌة سٌاسٌة وتنظٌمٌة‬
‫هذا العمل كان ٌجب أن ٌكون من أنجع األعمال التً تموم بها المماومة الفلسطٌنٌة‪ ,‬حٌث ٌكون مبنً على تخطٌط مسبك‬
‫مدروس‪ ,‬وتكون فٌه الخسابر للٌلة بالممارنة مع بالً األسالٌب‪ ,‬وذلن ألنه سٌكون محمٌا بحاضنة تنظٌمٌة وسٌاسٌة‪,‬‬
‫توفر كل وسابل الحماٌة والموارد الخ اصة‪ ,‬إلنجاز أفضل النتابج‪ .‬ولكن الوالع كان ؼٌر ذلن‪ ,‬حٌث النتابج الذي حممها‬
‫هذا األسلوب لم تكن بالمستوى المطلوب‪ ,‬وكان هنان إخفالات كثٌرة حٌث تمكنت أجهزة مخابرات العدو من توجٌه‬
‫ضربات كثٌرة لمجموعات العمل المنظمة من خبلل استهدافها بالمتل أو االعتمال‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وأسباب الضربات التً وجهها العدو لهذه المجموعات ٘‪:ٟ‬‬
‫أ‪ .‬ؼٌاب التنسٌك بٌن الموى المختلفة‪ ,‬وؼٌاب وجود هٌبة مشتركة تدٌر العمل الوطنً‪ ,‬وتمنع التضارب فٌما بٌنها‪,‬‬
‫أدى إلى تسهٌل مهمة االحتبلل فً مبلحمة الموى العاملة وضربها واعتمالها بسهولة‪.‬‬
‫ب‪ .‬التنافس بٌن الفصابل حول ا إلعبلن عن أعمال المماومة‪ ,‬بدل اإلعبلن عن ذلن باسم إطار وطنً جامع‪ ,‬جعل‬
‫هنان سهولة لدى أجهزة المخابرات فً تحدٌد الجهة أو المنظمة التً لامت بالعمل وبالتالً مبلحمة أعضابها‪.‬‬
‫ج‪ .‬إطالة ولت التحضٌر للعمل جعل من تنفٌذه فً أحٌان كثٌرة خارج السٌاق‪ ,‬الذي كان ٌجب أن ٌكون فٌه‪ ,‬وهذا ما‬
‫ٌجعل العمل تحت إطار النمد والهجوم‪ ,‬وٌعرض المجموعات العاملة لضربات أمنٌة‪ ,‬واعتمال أعضابها‪ ,‬نتٌجة‬
‫خروجها عن صمتها ومحاولة تبرٌر عملها‪.‬‬
‫د‪ .‬لٌام المناضلٌن بالخلط بٌن أشكال العمل المختلفة بٌن السري والعلنً‪ ,‬أدى إلى توجٌه ضربات لهم وتم اعتمال‬
‫العدٌد م ن المناضلٌن والمضاء على مجموعات مسلحة كثٌرة‪ ,‬وذلن من خبلل اعتماالت عشوابٌة أحٌانا للعدو من‬
‫الناشطٌن فً إطار العمل الجماهٌري السٌاسً‪ .‬ومن خبلل التحمٌك معهم‪ ,‬أو وجودهم فً ؼرؾ العمبلء‬
‫وإدالبهم بمعلومات عن مجموعات مسلحة‪ ,‬ومن ثم اعتمال هذه المجموعات‪ ,‬ولهذا ٌجب أن نعرؾ أن الخلط بٌن‬
‫أشكال العمل النضالً لد ٌإدي إلى أثار سلبٌة‪ ,‬لد تمود إلى هدم ما تم بناإه خبلل سنوات‪ ,‬ولتجاوز ذلن ٌجب‬
‫العمل على عدم الخلط وإذا كان ال بد من ذلن فٌجب التدلٌك جٌدة فً لدرات وإمكانٌات العاملٌن فً هذه األشكال‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫ه‪ .‬مركزة العمل مع أن هذه الظاهرة ضرورٌة لئلنجاز والسٌطرة واالنضباط وااللتزام من لبل المجموعات‬
‫العاملة‪ ,‬إال أنها أدت أحٌانا إلى تعطٌل وهدم العدٌد من المجموعات من خبلل اعتمال أحد أفراد هذه المجموعة‬
‫والتحمٌك معه وتمدٌم معلومات ومعطٌات حول مجموعات العمل‪ ,‬وبحجم المعرفة تكون األضرار‪ ,‬حٌث إذا كان‬
‫المعتمل مسإوال ومطلعا‪ ,‬فستكون نتابج االعتراؾ كارثٌة على المجموعات وعلى أفرادها‪ ,‬وهذا من أخطر‬
‫مساوئ التنظٌم الهرمً‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األسرى الفلسطٌنٌٌن والمانون الدولً‬


‫كثٌرة هً الوثابك واللوابح والموانٌن والنصوص التً تناولت الحدٌث عن والع األسرى واالسرى‪ ,‬من حٌث التعرٌؾ‬
‫بهما ووصفهما‪ ,‬أو تبٌان الحموق المنوطة بالمجتمع وبالسلطات‪ ,‬حٌال هذه الفبة المستضعفة وابراز المحطات المإلمة فً‬
‫حٌاتها داخل االسر‪ ,‬تلن األحادٌث والتوصٌات التً تموم بها مإسسات حمولٌة محلٌة أو منظمات دولٌة اللٌمٌة وعالمٌة‬
‫أو من خبلل كتابات االسرى انفسهم فٌما ٌعرؾ بادل السجون‪.‬‬
‫ومن ابرز الوثابك الرسمٌة التً تعرضت لهذه المضٌة الحساسة واولتها جانبا من االهتمام على الصعٌد الدولً‪ ,‬اتفالٌتً‬
‫جنٌؾ الثالثة والرابعة واتفالٌة الهاي‪ ,‬ال سٌما بعد الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ,‬وخصوصا ما تضمنته االتفالٌة الرابعة عام‬
‫‪ 1949‬من نصوص بان لجنة الصلٌب األحمر الدولٌة‪ ,‬لد عملت على تحسٌن الدفاع عن األسرى فً النزاعات عبلوة‬
‫على أن هذه االتفالٌة ذاتها التً تم تولٌع دولة االحتبلل الصهٌونً علٌها عام ‪ ,1951‬وتمنع أخذ الرهابن وابعادهم‬
‫واعدامهم دونما اجراء المحاكم لهم عبلوة على تحدٌدها لتلن المناطك الخاضعة لمبادئ هذه االتفالٌة فً األراضً‬
‫الفلسطٌنٌة والمعروفة بالضفة الؽربٌة المحتلة عام ‪ 1967‬من لبل االحتبلل الصهٌونً‪ ,‬ناهٌن عما نصت علٌه اتفالٌة‬
‫الهاي الى جانبً هذه االتفالٌات‪ ,‬على وضع المٌود على معاملة اآلسر لؤلسٌر بحٌث منعت علٌه اجبار االسٌر المٌام‬
‫بؤعمال دون ارادته وببل أجر‪ ,‬واعتبار االسٌر تابعا لسلطة الدولة‪ ,‬ولٌس سلطة األفراد‪ ,‬وان توفر له معاملة شفافة ال‬
‫تمٌٌز فٌها ال فً اللون وال فً العمٌدة الدٌنٌة او السٌاسٌة‪.‬‬
‫ومع أن العدو الصهٌونً اراد لؤلسٌر الفلسطٌنً أن ٌخرج معالا وعالة على ذوٌه وشعبه‪ ,‬وهذا ما أكده الجنرال‬
‫الصهٌونً موشً دٌان آنذان لاببل‪ ":‬سوؾ نجعل هذه السجون تخرج معالٌن وعجزه لٌكونوا عببا على المجتمع‬
‫الفلسطٌنً" اال أن األسٌر ظل ٌحظى بمكانة مرمولة بٌن صفوؾ شعبه وباحترام وتمدٌر منذ بداٌة مسٌرة النضال‬
‫الفلسطٌنً وبمً محافظا على ذاته وصموده ومعنوٌاته‪ ,‬وٌؤتً ذلن فً اطار التناؼم الخبلق بٌن الشعب وجنوده ومكافؤة‬
‫لهذا المناضل معنوٌة على تضحٌاته وانطبللا من حمله وسام اعدل لضٌة وممثبل لرمزٌة النضال ولهذا الشعب المكافح‬
‫ولؤلجٌال المادمة‪.‬‬
‫وبالعودة للؽاٌة وهً تحدٌد من هو األسٌر نجد أن فرلا واضحا فً المضمون والجوهر للمفاهٌم المختلفة التالٌة‪:‬‬
‫( االسٌر‪ ,‬السجٌن‪ ,‬الرهٌنة المعتمل السبً‪ )....‬فٌما الشكل إلى حد ما متشابه‪ ,‬حٌث الكل مكبل‪ ,‬وممٌد الحرٌة ومحجوزة‬
‫‪7‬‬
‫رؼما عنه ومسلوب اإلرادة‪ ,‬فالسجٌن السٌاسً ؼٌر الجنابً او االمنً‪ ,‬والمعتمل ؼٌر االسٌر او الرهٌنة‪ ,‬واألحداث فً‬
‫اإلصبلحٌات ؼٌر االشبال المحتجزون على خلفٌات تنظٌمٌة ونضالٌة‪ ,‬واسٌر الحرب ٌختلؾ عن المدنً‪ ,‬والحموق‬
‫والواجبات لدى كل فبة من هذه الفبات مختلفة واٌضا آلٌات التعامل كذلن السٌما لدى دولة االحتبلل على وجه‬
‫الخصوص‪.‬‬
‫ولذلن ال ؼرابة أ ن تجد حكومة االحتبلل تسعى جاهدة إللصاق مسمی سجناء أمنٌٌن باألسرى الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬بدال من‬
‫أسرى حرب أو اسری سٌاسٌون منتمٌن إلى حركة وطنٌة تحظى باعتراؾ معظم دول العالم ومإسساته الدولٌة الن‬
‫اعترافا بهم كؤسرى سٌاسٌون سٌناط به اعترافا بحمولهم وبشرعٌة نضالهم‪ ,‬فٌما ٌحمل التنكر اتهامهم باإلرهاب والعنؾ‪,‬‬
‫وحسب وجهة نظر دولة االحتبلل فهم ٌهددون أمنه وٌمضون مضجعه بدفاعهم عن حمهم‪ ,‬ومن هنا ٌسعى العدو بؤدواته‬
‫التضلٌلٌة إلى تمدٌم صورة عكسٌة للصلٌب األحمر الدولً وهٌبات حموق االنسان ان وجدت او تمكن الموجود منها من‬
‫تمدٌم المساعدة لؤلسرى بتحسٌن ظروؾ المعٌشة‪.‬‬
‫إرْ ‪ّ٠‬ىٓ رؼش‪٠‬ف األع‪١‬ش ثشىً ػبَ ‪ ِٓٚ‬خالي اٌّف‪ َٛٙ‬اٌشؼج‪ ٟ‬اٌذاسط ثأٔٗ رٌه اٌشخص اٌز‪ ٞ‬رُ أعشٖ ِٓ لجً اٌؼذ‪ ٚ‬أصٕبء‬
‫‪ٚ‬ل‪ٛ‬ع ِؼشوخ ا‪ ٚ‬ؽشة ا‪ ٚ‬أذالع أزفبظخ أ‪ِٛ ٚ‬اع‪ٙ‬بد داِ‪١‬خ ‪ٚ‬ػٕ‪١‬فخ ظذ ػذ‪ِ ٚ‬ؾزً‪ ,‬ف‪ّ١‬ب عبءد اٌزغّ‪١‬خ ٌغ‪٠ٛ‬خ ِٓ اٌفؼً "‬
‫أعش ‪٠‬أعش أعشا‪ :‬شذح ثبالعبس(‪ٚ )...‬االعبس‪ :‬اٌم‪١‬ذ (‪٠ٚ )...‬مبي أعشد اٌشعً اعشا ‪ٚ‬اعبسح ف‪ ٛٙ‬اع‪١‬ش ‪ِٚ‬أع‪ٛ‬س(‪ٚ )...‬األع‪١‬ش‬
‫أخ‪١‬ز ‪ٚ‬وً ِؾج‪ٛ‬ط ف‪ ٟ‬لذ أ‪ ٚ‬عغٓ اع‪١‬ش(‪٠ٚ )...‬مبي ٌألع‪١‬ش ِٓ اٌؼذ‪ ٚ‬اع‪١‬ش ألٔٗ أخز ‪٠‬غز‪ٛ‬صك ِٕٗ ‪ ,"...‬ث‪ّٕ١‬ب ٔغذ اٌّؼٕ‪ٝ‬‬
‫االصطالؽ‪ٌ ٟ‬ىٍّخ األع‪١‬ش‪ ":‬األع‪١‬ش اٌز‪٠ ٞ‬ؤعش ف‪ ٟ‬ؽجظ(‪ٚ )...‬ل‪ :ً١‬األعش ٘‪ٚ ٛ‬ل‪ٛ‬ع اٌؼذ‪ ٚ‬اٌّؾبسة ؽ‪١‬ب ف‪٠ ٟ‬ذ ػذ‪ ٖٚ‬أصٕبء‬
‫اٌمزبي"‪.‬‬
‫ولد نصت اتفالٌة جنٌؾ فً المادة الرابعة منها على أن أسرى الحرب هم األشخاص الذٌن ٌنتمون إلى أفراد الموات‬
‫المسلحة التابعٌن ألحد طرفً الصراع و المٌلٌشٌات المتطوعة‪ ,‬واٌضا الوحدات المتطوعة األخرى التً تعتبر جزءا من‬
‫هذه المٌلٌشٌات كحركة المماومة العاملة داخل او خارج حدود االللٌم فً حال حملهم السبلح بشكل ظاهر‪ ,‬والتزامهم‬
‫بموانٌن الحرب ولرار الربٌس المسإول عنهم مباشرة وتمٌزهم بإشارة خاصة وموحدة‪ .‬عبلوة عن األشخاص الذٌن‬
‫ٌرافمون الموات المسلحة من أطباء و مراسلون صحفٌون ومتعهدي التحوٌل‪ ,‬والى جانب هإالء سكان األراضً المحتلة‬
‫الذٌن ٌتطوعون الحمل السبلح عند التراب العدو‪.‬‬
‫إال أن االحتبلل الصهٌونً ٌتنصل من كل هذه الشروط‪ ,‬متحدٌا المانون الدولً الذي ٌرى فً هذه الدولة المارلة على‬
‫المانون اصبل مشروعا استعمارٌا ؼرٌبا لتلن الدول واضعا هذا المانون الجابر عبلوة على تفوله وامتبلكه الموة على أبناء‬
‫شعبنا االعز ل هذا من ناحٌة‪ ,‬و كمحاولة البتزاز وإجهاض مماومة ابناء شعبنا من ناحٌة ثانٌة واصفة المناضلٌن من ابناء‬
‫شعبنا الفلسطٌ نً سواء كانوا عساكر من األجهزة األمنٌة للسلطة الوطنٌة او ممن انخرطوا فً أعمال المماومة الفدابٌة‬
‫بصفة اإلرهاب متجاهبل احتبلله ألرضنا واستباحته لموارد وخٌرات ببلدنا‪.‬‬
‫ولد ٌكون االسٌر سٌاسً أو عسكري او مناضبل محتجزا لهدؾ ما ولذلن فهو صاحب لضٌة نبٌلة وسامٌة بالنسبة لشعبة‬
‫وكٌانه السٌاسً أو االجتماعً الذي ٌتبع له كالدولة التً ٌعمل ضمن سٌادتها فهً تمثله وٌمثلها‪.‬‬
‫اما المعتمل لؽة فهو مؤخوذ من الفعل " عمل ‪ :‬واعتمل‪ :‬حبس" وبالتالً فالمعتمل هو المحجوز او المحبوس‪ ,‬ولذلن فهو‬
‫مسلوب الحرٌة وٌكون االعتمال من أجل لضٌة ما بٌن كٌانٌن سٌاسٌٌن او مجتمعٌن مختلفٌن بؽض النظر ان تبادال‬
‫االعتراؾ بشرعٌة واستمبللٌة كل منهما وٌمع االعتمال فً اؼلب االحٌان على خلفٌات سٌاسٌة‪ ,‬تحسبا لولوع اخبلل بؤمن‬
‫الطرؾ االخر‪ ,‬ولد ٌكون االختبلؾ منبثما عن اختبلؾ األٌدٌولوجٌا‪ ,‬أو نتٌجة لمعارضة سٌاسة الحزب الحاكم و علٌه‬
‫ٌكون المعتمل خاضعا إلجراءات الطرؾ األلوى لضابٌا وسلطوٌا‪ ,‬كمان أن المعتمل لد ٌمثل حزبا او جماعة فً ظل‬
‫الدولة ذاتها او ٌمثل شعبا فً وجه المحتل‪.‬‬
‫‪ّ٠ٚ‬ىٓ اعزمشاء اٌص‪ٛ‬سح ٌٍذالٌخ ػٍ‪ ٝ‬رٌه ِٓ خالي اٌّؼزمٍ‪ ٓ١‬اٌفٍغط‪ ٓ١١ٕ١‬اٌز‪٠ ٓ٠‬زُ اػزمبٌ‪ ُٙ‬اؽزشاص‪٠‬ب ‪ٚ‬ر‪ٛ‬ل‪١‬ف‪ ُٙ‬د‪ْٚ‬‬
‫ِؾبوّخ ٌذ‪ ٜ‬د‪ٌٚ‬خ االؽزالي ‪ٚ‬ا‪٠‬عب اٌّؼزمٍ‪ ٓ١‬اٌفٍغط‪ ِٓ ٓ١١ٕ١‬اٌزٕظ‪ّ١‬بد اٌّؼبسظخ ٌذ‪ ٜ‬اٌغٍطخ اٌ‪ٛ‬غٕ‪١‬خ خالي ِشؽٍخ‬
‫ا‪ٚ‬عٍ‪ ٛ‬لجً االٔمالة اٌؾّغب‪ٚ ٞٚ‬وزٌه ِؼزمٍ‪ ٟ‬ؽشوخ فزؼ ٌذ‪ ٜ‬ؽى‪ِٛ‬خ ؽّبط ف‪ ٟ‬لطبع غضح‪ِٚ ,‬ؼزمٍ‪ ٟ‬ؽّبط ٌذ‪ ٜ‬اٌغٍطخ‬
‫اٌ‪ٛ‬غٕ‪١‬خ ٌزاد اٌخٍف‪١‬بد ‪ٚ‬األعجبة ِٓ غ ‪١‬ش اٌغٕبئ‪ ٓ١١‬ثؼذ ػٍّ‪١‬خ االٔمالة ‪ٚ‬ؽذ‪ٚ‬س االٔمغبَ‪ .‬اال اْ اٌّّ‪١‬ض ‪ٚ‬اٌفبسق األعبع‪ٟ‬‬
‫ث‪ ٓ١‬األع‪١‬ش ‪ٚ‬اٌّؼزمً ٘‪ ٛ‬اْ االع‪١‬ش ‪٠‬ى‪ ْٛ‬ف‪ ٟ‬ؽبالد اٌؾش‪ٚ‬ة ا‪ ٚ‬اٌّؼبسن ا‪ ٚ‬اٌ‪ٙ‬جبد اٌغّب٘‪١‬ش‪٠‬خ اٌؼٕ‪١‬فخ ا‪ ٚ‬اٌّصبدِبد اصٕبء‬
‫اٌصشاع اٌّؾز‪ٚ َٛ‬اٌذائُ ث‪ّٕ١‬ب االػزمبي لذ ‪٠‬أر‪ ٟ‬ثغجت اؽغبط ا‪ ٚ‬خش‪١‬خ اٌطشق اٌؾبوُ ا‪ ٚ‬اٌّغ‪١‬طش ثخطش داُ٘ ِٓ‬
‫ِؼبسظ‪ ٗ١‬ف‪ ٟ‬ؽبالد اٌط‪ٛ‬اسئ‪.‬‬
‫جدٌر باإلشارة الى أن سبب التباٌن واالختبلؾ فً تعرٌؾ هذه المصطلحات لد ٌكون بسبب اختبلؾ اللؽة المستخدمة‬
‫للتعرٌؾ بتلن المصطلحات ناهٌن عما جرت علٌه العادة والعرؾ وتباٌن ذلن بٌن الجماعات االنسانٌة اٌضا حٌث من‬
‫‪8‬‬
‫المعروؾ فً اللؽة العبرٌة أن المعتمل هو المولوؾ الذي ٌنتظر المحاكمة عتصور(עצור) أي بمعنى مولوؾ‪ ,‬فٌما ٌرون‬
‫أن األسٌر هو من تم الحكم علٌه (אסיר) بمعنً اسٌر وجمٌع هإالء من وجهة نظر صهٌونٌة (מחבלים) محبلٌم بمعنى‬
‫مخربٌن او ارهابٌٌن‪ ,‬وهم كذلن اسرى امنٌٌن (אסירים בטחונים) (أسٌرٌم بطحونٌم) وذلن انطبللا من تهدٌدهم لؤلمن‬
‫الصهٌونً‪ ,‬حسب التعبٌر العنصري لدولة االحتبلل الساعٌة للتهرب من تبعات االعتراؾ بهم كؤسرى حرب لهم حموق‬
‫وواجبات ٌعترؾ بها العالم باسره‪ ,‬ومإسساته الحمولٌة واالنسانٌة‪ ,‬بٌنما نجد ما درج علٌه العرؾ فً األوساط الفلسطٌنٌة‬
‫وخصوصا االسرى منهم بان المعتمل هو مكان االعتمال الصهٌونً التابع لسلطة ادارة الجٌش والمعتمل هو اٌضا‬
‫الشخص الذي تم اعتماله وٌمٌم فً تلن المراكز التً كانت خاضعة حتى عام ‪ 2005‬تمرٌبا لسلطة الجٌش‪ ,‬وكانت تستخدم‬
‫الخٌم والبركسات إلٌواء هإالء المعتملٌن وتم تحوٌلها الحما لسجون واخضاعها جمٌعا لسلطة مصلحة السجون‪ ,‬مثل‬
‫معتمل عوفر‪ ,‬النمب‪ ,‬مجدو عصٌون‪ ,‬حوارة وؼٌرها من معتمبلت لد تم اؼبللها نهابٌا بسبب االنسحاب االسرابٌلً من‬
‫المناطك التً تخضع للسلطة الوطنٌة وفما التفالٌة اعبلن المبادئ عام ‪ 1993‬فٌما األسرى والذٌن سبك التعرٌؾ بهم فهم‬
‫ٌمٌموا فً السجون المركزٌة ومحكوكون بؤحكام عالٌة‪.‬‬
‫وفً الحٌن الذي ال ٌختلؾ فٌه اثنان على الفروق الجوهرٌة بٌن السجٌن واالسٌر او المعتمل‪ ,‬فً الدول والمجتمعات‪ ,‬وان‬
‫كان العامة من الناس لد تطلك على كل من ٌدخل السجن كمكان لبلحتجاز بانه سجٌن انطبللا من ضحالة الثمافة فً هذا‬
‫المجال من ناحٌة‪ ,‬ومن سلبه للحرٌة من ناحٌة اخرى دون االلتفات لجوهر الكلمة واالكتفاء بالمعنى اللفظً منها‪ ,‬اال أن‬
‫التعرٌؾ لكلمة سجٌن لد أخذ من السجن بمعنى الحبس والسجان صاحب السجن والسجٌن هو الشخص المسجون واالنثى‬
‫سجٌنة بالهاء والجمع سجناء وسجنی وللتفرٌك بٌن هذا وذان‪ٌ ,‬مكن المول أن السجٌن هو الشخص الذي ٌتحدى منظومة‬
‫المٌم االجتماعٌة والسٌاسٌة أو الدٌنٌة للمجتمعات الدٌنٌة الناظمة والحاكمة فً تلن المجتمع او الدولة أي بمعنى انه خارج‬
‫عن ا لمانون العام ولد ٌشمل ذلن الحاالت المدنٌة واالجرامٌة واالخبلل باألعراؾ والمساس بحموق اآلخرٌن وانتهان‬
‫شرعٌة المانون الضابط وٌمع فً اطار هذا البند الخٌانة العظمى للشعب والوطن‪.‬‬
‫وتعمل الدولة أو النظام السٌاسً على وضع برنامج اصبلحً مسإول إلعادة تؤهٌل السجناء وخصوصا األحداث منهم‬
‫علهم بذلن ٌخرجون مما ولعوا فٌه من مخاطر لكً ٌعودوا مواطنٌن صالحٌن داخل مجتمعاتهم‪.‬‬
‫أما الرهٌنة فٌمكننا تعرٌفه بانه الشخص او االشخاص الذٌن ٌتم احتجازهم من لبل جماعة او تنظٌم لبلستجابة لمطالب‬
‫خاصة بهم‪ ,‬ولد ٌكونوا مواطنٌن عادٌٌن او سٌاح او مسافرٌن او سفراء ودبلوماسٌٌن فً سفارة ما‪...‬الخ‪ ,‬وتكون هذه‬
‫العملٌة خاطفة وسرٌعة الحلول وٌتمخض عنها اطبلق سراح الرهابن او لتلهم او السٌطرة على الخاطفٌن من لبل الدولة‬
‫والسلطات‪ ,‬فٌما ٌعرؾ الرهابن السٌاسٌون بانهم" هم اشخاص ذوو مكانة ٌحتجزون لدى لوم آخرٌن ضمانا للوفاء‬
‫بالعهود بٌن الفرٌمٌن" وٌمكن ترتٌب هذه المسمٌات من حٌث التدرٌج‪:‬‬
‫‪ – 1‬االسٌر ‪ -2‬المعتمل ‪ -3‬اٌش٘‪ٕ١‬خ ‪ -4‬اٌغغ‪ٓ١‬‬
‫اصطبلحا‪ :‬فمد عرؾ االسٌر على انه الذي ٌإسر فٌحبس‪ ,‬ولٌل‪ :‬االسر هو ولوع العدو المحارب حٌا فً ٌد عدوه اثناء‬
‫المتال‪ .‬وفً موسوعة السٌاسة اسرى الحرب‪ :‬هم الذٌن ٌمبض علٌهم من لبل العدو فً حالة الحرب‪ ,‬وٌكونون عادة من‬
‫أفراد الموات المسلحة النظامٌة‪ ,‬او األفراد الذٌن ٌرافمون الموات المسلحة فً مهمات معٌنة‪ ,‬كمبلحً الطابرات والبواخر‪,‬‬
‫المراسلٌن الحربٌٌن أو أفراد الملٌشٌا وافراد الوحدات المتطوعة‪ ,‬أو سكان األراضً المحتلة الذٌن ٌحملون السبلح‬
‫باختٌارهم لمماومة العدو عند مداهمته ألراضهم‪ ,‬شرط ان ٌحملوا السبلح بشكل علنً وأن ٌحترموا لوانٌن الحرب‬
‫وتمالٌدها‪ ,‬أو األشخاص الذٌن كانوا تابعٌن للموات المسلحة فً األراضً المحتلة لبل احتبللها‪ ,‬وذلن اذا رأت دولة‬
‫االحتبلل ضرورة العتمالهم‪.‬‬
‫وفً النضال من أجل التحرر وتمرٌر المصٌر ٌإدي الى ضحاٌا ومآسً ومعاناة تعانٌها تلن الشعوب فً طرٌمها نحو‬
‫الحرٌة‪ ,‬وما االسرى ومعاناتهم إال جزءا من تلن المعاناة‪ ,‬وما تجدر االشارة الٌه ان الشعوب واألمم المناضلة من أجل‬
‫تمرٌر المصٌر ٌعدون شاخصٌن للمانون الدولً وٌعطٌهم الكثٌر من الحموق‪ ,‬اذ ٌمر الفمه المانونً الدولً المعاصر بؤنه‬
‫لكل شعب ٌناضل من اجل الحرٌة واالستمبلل وتمرٌر المصٌر الحك فً أن ٌكون شاخصا للمانون الدولً العام‪.‬‬
‫ولكن لكً ٌعتبر الشعب شخصا ٌجب أن تتوفر فٌه بموجب المانون الدولً الشروط االساسٌة اآلتٌة‪:‬‬
‫‪ .1‬أن ٌمارس النضال الفعلً من أجل تمرٌر المصٌر واالستمبلل‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ٌإسس منظمة سٌاسٌة ما لبل الدولة والمادرة على ممارسة هذا النضال وتمثٌل الشعب محلٌة وعالمٌا‪.‬‬
‫‪ .3‬توجٌه النضال ضد الكولونٌا لٌة أو االحتبلل االجنبً وكافة أشكال السٌطرة األجنبٌة‪.‬‬
‫‪ .4‬شرعٌة النضال‪ ,‬أي أن ٌتمشى النضال مع المبادئ األساسٌة للمانون الدولً المعاصر ولواعده ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫وتعتبر األمم والشعوب المناضلة من اجل التحرٌر واالستمبلل وتمرٌر المصٌر أشخاصا للمانون الدولً بصرؾ النظر‬
‫عن نوع واسلوب نضالها‪ ,‬أي ب صرؾ النظر ان كانت تمارس النضال بالوسابل السلمٌة أو بواسطة الكفاح المسلح‪,‬‬
‫وخبلل النضال التحرري تنشًء الشعوب واألمم المنظمات السٌاسٌة ما لبل الدولة الخاصة بها‪ ,‬والمادرة على تمثٌلها‬
‫وممارسة المهام المضابٌة والتنفٌذٌة المختلفة‪ ,‬المعبرة فً نهاٌة االمر عن ارادتها ورؼبتها الحرة المستملة‪ .‬وتنشا‬
‫شخصٌتها المانونٌة الدولٌة وتصبح اطرفا للعبللات المانونٌة الدولٌة‪ ,‬وأشخاصا للمانون الدولً‪ ,‬وتمارس حمولها‬
‫وواجباتها الدولٌة من خبلل هذه التنظٌمات السٌاسٌة المعبرة عن ارادتها الحرة‪ .‬وتعد تلن المنظمات أو المإسسات‬
‫صاحبة حك فً الامة العبللات الدبلوماسٌة والامة العبللات المختلفة كما اتضح سابما‪ ,‬وهً اٌضا مخولة بالتفاوض‬
‫والسعً إلنهاء النزاع‪ ,‬او التوصل لتسوٌة سلمٌة والتسوٌة السلمٌة هً مصطلح ٌحمل معنى محاولة فض النزاع بٌن‬
‫طرفٌن او اكثر حول المضٌة مث ار الخبلؾ بالطرق السلمٌة‪ ,‬وعادة ما تتم بمبول األطراؾ لحل ٌولعون علٌه وٌلتزمون‬
‫بتنفٌذه‪ ,‬بناء على اتفالٌة محددة‪ .‬ولٌس شرطا أن تكون التسوٌة السلمٌة "عادلة" أو حبل "وسط" اذ أنها تعكس فً كثٌر من‬
‫األحٌان موازٌن الموى‪ ,‬وحاالت االنتصار والهزٌمة‪ ,‬والضؽوط ال داخلٌة والخارجٌة‪ ,‬كما أن التسوٌة السلمٌة لٌست‬
‫بالضرورة حبل دابما‪ .‬اذ لد تلجؤ الٌها الموى المتصارعة ألخذ فسحة من الولت بانتظار تؽٌر الظروؾ الى االفضل‪ ,‬من‬
‫أجل فرض تسوٌات جدٌدة تعكس تؽٌر موازٌن الموى‪.‬‬
‫ولكن هذا المصطلح لد ٌكون مضلبل عندما ٌتعلك بالشؤن الفلسطٌن ً‪ ,‬اذ أن معظم مشارٌع التسوٌة السلمٌة تكون عادة بٌن‬
‫دول مختلفة متحاربة أو بٌن أطراؾ داخلٌة متنازعة من ابناء الوطن الواحد‪ .‬أما المعاهدات التً تنتزعها لوى منتصرة‬
‫نتٌجة احتبللها ألرض شعب آخر وتشرٌد أهله واستؽبلل خٌراته‪ ,‬فهً معاهدات بٌن ؼاصب محتل وبٌن شعب ممهور‪,‬‬
‫وهً تعكس حالة استسبلم من الطرؾ الضعٌؾ الى الطرؾ األلوى‪ .‬وهً بالتالً لٌست صراعا حدودٌا أو اسماطا لنظام‬
‫حكم‪ .‬وانما هً حالة استعمارٌة‪ ,‬تكون فٌها أي تسوٌة مهما كانت تسوٌة ظالمة ألهل األرض المحتلة‪ ,‬ألنها بالضرورة‬
‫ستنتمص ولو جزءا من أرضهم أو حرٌتهم فً تمرٌر مص ٌرهم‪ ,‬أو سٌادتهم التامة فً دولتهم‪ .‬ولذلن فان من عادة‬
‫الحركات الوطنٌة فً البلدان المستعمرة‪ ,‬الكفاح من اجل حرٌتها واستمبللها‪ ,‬واذا ما حدثت مفاوضات واتفالات فإنها ال‬
‫تعطً للموى الؽاصبة حما فً األرض نفسها‪ ,‬وانما توافك مرحلٌا بانتظار تحسن الظروؾ من بعض األمور التً لد‬
‫تنتمص من حرٌتها وسٌادتها الموجودة لواعد عسكرٌة أو شروط التصادٌة مجحفة أو تحكم المستعمر بالشإون الخارجٌة‪.‬‬
‫ومن الجدٌر بالذكر أن التسوٌات لحل النزاعات أو الصراعات ٌجب أن تتضمن اجراءات تشمل افراج عن االسرى الذٌن‬
‫شكلوا رافعة نضال شعوبهم‪ ,‬وهذا ما حصل فعبل فً تجارب سابمة‪.‬‬

‫الفصل الثانً‬
‫بداٌة االعتمال‬
‫اوال‪ :‬االجهزة األمنٌة اإلسرائٌلٌة‬
‫الشٌن بٌت) الخدمات األمنٌة هو جهاز المخابرات الحركة الصهٌونٌة حتى لٌام اسرابٌل‪ .‬وبعد لٌام الدولة تم تمسٌم جهاز‬
‫الشٌن بٌت الى ثبلث اجهزة امنٌة ‪ -1‬الموساد‪( :‬المإسسة) وهو جهاز المخابرات الذي ٌعمل خارج نطاق الكٌان‬
‫االسرابٌلً وفً دول العالم‪ -2 .‬أمان‪ :‬هو جهاز االستخبارات العسكرٌة‪ ,‬وظٌفته جمع معلومات عن الجٌوش واألسلحة‬
‫والصناعات العسكرٌة فً العالم‪ ,‬وٌتفرع من هذا الجهاز وحدة ‪ 8200‬مختصً التمنٌة العالٌة وهً أكبر وحدة أمنٌة فً‬
‫اسرابٌل‪ -3 .‬جهاز األمن العام "الشابان" (المخابرات) هذا الجهاز هو أحد األذرع األمنٌة اإلسرابٌلٌة الثبلث المركزٌة‬
‫فً إسرابٌل‪ ,‬وهو المسإول إضافة إلى جهازي الموساد وشعبة االستخبارات العسكرٌة‪ ,‬عن تزوٌد الجهات السٌاسٌة‬
‫بالمعلومات والتحذٌرات وتمدٌر الوضع األمنً العام‪ ,‬وتمدٌم التوصٌات الخاصة باتخاذ المرارات فً شتى المواضٌع‪,‬‬
‫وتمٌم األذرع الثبلث فٌما بٌنها لنوات اتصال وتعاون وطٌد‪ ,‬بما فً ذلن مجال العملٌات التنفٌذٌة‪ ,‬كما تعمد هذه الجهات‬
‫جلسات مشتركة‪ .‬وفً كثٌر من األحٌان ٌتواجد ممثلو أحد هذه األذرع فً ممر ذراع آخر بؽٌة تنفٌذ عملٌات مشتركة‪,‬‬
‫فجهاز األمن العام "الشابان" ٌشرؾ على التؤكد والتحمك من الجانب االمنً للطالة البشرٌة التً ٌتم الحالها بالموساد‬
‫وشعبة االستخبارات‪ ,‬واالجهزة االخرى فً الجٌش االسرابٌلً‪ .‬وٌتمحور عمل جهاز االمن العام "الشابان" حول االمن‬
‫الولابً‪ ,‬ومحاربة المنظمات ال فلسطٌنٌة واالنتفاضة‪ ,‬واحباط العملٌات‪ ,‬وحماٌة موجات الهجرة الكبٌرة‪ ,‬واكتشاؾ‬

‫‪10‬‬
‫الجواسٌس وحماٌة الشخصٌات والمإسسات االسرابٌلٌة‪ ,‬وشراٌٌن المواصبلت االسرابٌلٌة فً شتى انحاء العالم وتتوزع‬
‫لٌادة جهاز " الشابان" على عدة شعب ‪ ,‬ومن أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬شعبة العملٌات وهً من تنفذ مهام شدٌدة الحساسٌة‪.‬‬
‫‪ -2‬شعبة حماٌة الشخصٌات فً الداخل والخارج‪.‬‬
‫‪ - -3‬شعبة حماٌة الطابرات والسفن والمإسسات االسرابٌلٌة‪.‬‬
‫‪ -4‬شعبة إحباط المإامرات السٌاسٌة‪ ,‬وهً شعبة متخصصة فً تحلٌل االحداث فً المنطمة ومتابعة التطورات‬
‫السٌاسٌة‪ ,‬وتبلور التنظٌمات بمختلؾ انواعها‪.‬‬
‫‪ -5‬شعبة معالجة لضاٌا المتطرفٌن الٌهود‪ ,‬الذٌن ٌمومون بشكل عام بعملٌات ضد الفلسطٌنٌٌن‪.‬‬
‫‪ -6‬شعبة احباط االرهاب‪.‬‬
‫‪ -7‬شعبة التنسٌك والتخطٌط‪ ,‬ومن األلسام المهمة فً هذه الشعبة هً لسم التوجٌه ‪ ,‬وٌعتبر البإرة النشطة فً جهاز‬
‫األمن العام ‪ ,‬الذي ٌتم فٌه صهر العاملٌن به‪ ,‬وفك لكفاءاتهم ومتطلبات الجهاز‪ ,‬وفٌه ممكن ان نعلم كل شًء‪,‬‬
‫عن كل فرد من أفراد الجهاز‪ ,‬ومدى تمٌزه واهتمامه‪ ,‬وفً هذا المسم ٌتم تنمٌة عملٌة التثمٌؾ على المٌم‬
‫واألخبلق والحوافز بالنسبة لهم‪.‬‬
‫‪ -8‬شعبة الرلابة على جهاز األمن العام "الشابان"‪.‬‬
‫‪ -9‬شعبة األجانب‪ ,‬وهً تعالج المضاٌا الخاصة بؽٌر العرب‪.‬‬
‫‪ -08‬شعبة العاملٌن فً المطاع العربً‪ ,‬وهو العمود الفمري للجهاز‪ ,‬وٌمتضً كل من ٌعمل فً هذا المطاع‪ ,‬الذٌن‬
‫جندهم‪ ,‬للحصول على المعلومات لوحده‪ ,‬وٌجب أن ٌكون شخصا اجتماعٌا وٌتمتع بمدرة الناع وسحر شخصً‪,‬‬
‫ولدرة على تطوٌر العبللات مع االخرٌن‪ ,‬والتحبب الٌهم‪ ,‬واالهم من ذلن أن ٌكون لادرا على بناء عبللة‬
‫شخصٌة مع العمبلء‪ ,‬الذٌن ٌنظمهم‪ ,‬ألن فشله فً بناء هذه العبللة سٌجعل من الصعب علٌه الناعهم بخٌانة‬
‫شعبهم والممربٌن الٌهم‪ ,‬وٌجب أن ٌكون ممثبل ممتازا ٌصعب كشفه‪ .‬وفً الشعبة الخاصة بالمطاع العربً ٌوجد‬
‫عدة السام من اهمها‪ :‬أ‪ -‬لسم معالجة المعلومات وتمدٌر مدى أهمٌتها ب‪ -‬لسم المحممٌن حٌث توجد السام‬
‫التحمٌك فً كل المدن الفلسطٌنٌة فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة (لبل انسحاب الجٌش االسرابٌلً من المطاع‬
‫عام ‪ )2005‬وكان اكبرها فً لطاع ؼزة ج‪ -‬لسم المركزٌن وهً أهم االلسام حٌث كانت تمسم كل محافظة‬
‫فلسطٌنٌة‪ ,‬إلى مجموعة مربعات جؽرافٌة ٌشرؾ على كل مربع او عدة مربعات ضابط مخابرات‪ ,‬وتكون‬
‫مهمته التواصل مع شبكة العمبلء واستبلم المعلومات منهم اوال بؤول‪ ,‬وتكلٌفهم بمهمات محددة‪ ,‬واستدعاء‬
‫مواطنٌن لمماببلت‪ ,‬ومرافمة الجٌش فً عملٌات المداهمة واالعتمال‪ ,‬باعتبار أن لرار االعتمال لهذا المواطن او‬
‫ذان‪ٌ ,‬مرره ضابط المخابرات الذي ٌحٌله للتحمٌك‪ .‬ولد اعتاد " الشابان" على تؤهٌل المحممٌن‪ ,‬من خبلل اجراء‬
‫تدرٌب خاص ألفراده‪ ,‬من حٌث الزامٌة تعلم اللؽة العربٌة‪ ,‬والتعاٌش مع اسرة عربٌة لمدة تصل لعدة أشهر بكل‬
‫تفاصٌ ل الحٌاة‪ ,‬وكان ذلن ٌجري فً لرى عربٌة فً داخل الخط األخضر‪ ,‬ولدى عاببلت ٌتعاون بعض أفرادها‬
‫مع "الشابان"‪ ,‬وعادة ٌمدم المحمك نفسه كباحث او كدارس او كؤجنبً‪ ,‬والؽرض من ذلن هو التعرؾ على‬
‫تفاصٌل حٌاة العرب وحفظ امثالهم وخاصة السٌبة منها‪ ,‬ومعرفة العادات والتمالٌد ونمط الحٌاة‪ ,‬فً كثٌر من‬
‫المجاالت‪ ,‬وضباط "الشابان" ال ٌرتدون الزي العسكري وإنما المدنً‪ ,‬وٌموم ضباط "الشابان" بالتحمٌك مع‬
‫األسرى والمعتملٌن‪ ,‬حٌث هنالن الضباط مختصون بالتحمٌك وٌمكن أن ٌكونوا لد خدموا كذلن فً السام ودوابر‬
‫اخرى فً "الشابان"‪.‬‬

‫مصادر معلومات "الشابان"‪:‬‬


‫تعتبر المعلومات العمود الفمري ألي جهاز مخابرات‪ ,‬والعصب األساسً لنجاح أي عمل استخباراتً‪ .‬فبواسطة‬
‫المعلومات تجري المرالبة من لبل المخابرات للمناضل‪ ,‬وبواسطة المعلومات تجري عملٌات االؼتٌال‬
‫واالعتمال وااللتحام أو المداهمات والمصؾ‪ ,‬وتعتمد المعلومات بالدرجة األولى فً العمل أالستخباراتً على‬
‫العنصر البشري‪ ,‬رؼم التطور التكنولوجً الهابل ووسابل المتابعة والمرالبة والتجسس‪ .‬وبالتالً فإن "الشابان"‬
‫ٌعتمد بدرجة كبٌرة جدا فً معلوماته على شبكة العمبلء‪ ,‬وعلى المعلومات التً ٌدلً بها البعض ممن ٌستدعٌهم‬
‫ضابط "الشابان" فً المنطمة وٌستجوبهم‪ ,‬وكذلن على معلومات ٌدلً بها المعتملون فً التحمٌك‪ ,‬و على‬
‫معلومات ٌتم تسجٌلها من خبلل االتصاالت الهاتفٌة المحمولة واألرضٌة واأللمار الصناعٌة التجسسٌة‪ ,‬او من‬
‫خبلل شبكة االنترنت والفٌس بون الواسعة االنتشار فً الولت الحاضر‪ ,‬وكذلن على المعلومات المنشورة فً‬
‫وسابل االعبلم المختلفة‪ .‬كما ٌحصل "الشابان" على معلومات عامة من المواطنٌن فً المماببلت واللماءات على‬

‫‪11‬‬
‫المعابر والحدود والمطارات‪ ,‬وكذلن على معلومات من أجهزة استخبارات أجنبٌة تعمل فً األراضً‬
‫الفلسطٌنٌة‪.‬‬
‫اختٌار ضابط "الشابان" للرموز العربٌة مثل االسم العربً وؼٌره‪ :‬من المبلحظ أن معظم ان لم ٌكن جمٌع‬
‫ضباط "الشابان" الذٌن ٌختصون بالمسم الفلسطٌنً‪ ,‬أو العرب داخل الخط األخضر سواء كانوا مسإولٌن عن‬
‫مناطك أو فً لسم التحمٌك ٌحملون أسماء عربٌة‪ .‬وتشمل فترة التدرٌب لهإالء الضباط فترة تعاٌش مع العرب‪,‬‬
‫وتعلم اللؽة العربٌة‪ ,‬إلى جانب العادات والتمالٌد‪ ,‬إضافة الختٌار اسم عربً‪ .‬ولهذه التسمٌة داللتها‪ ,‬حٌث ٌرؼب‬
‫ضابط المخابرات المسإول عن مخٌم أو لرٌة أو مدٌنة ما أن ٌختلط بالسكان وٌتحدث معهم‪ ,‬واطبلق اسم‬
‫عربً على نفسه‪ٌ ,‬جعل هذا الشخص جزءا من نسٌج المنطمة‪ ,‬ولٌس ؼرٌبا عنها ولو باالسم أو بالشكل‪ .‬وٌتخذ‬
‫ضابط المخابرات أسماء عربٌة‪ ,‬مثل "ٌونس" وهو االسم الذي أطلمه على نفسه "ٌوفال دٌسكن" والذي ٌرأس‬
‫جهاز "الشابان" منذ عام ‪ ,2005‬حٌث كان مسإوال عن مخٌم ببلطة لرب نابلس فً بداٌات عمله‪ .‬وكذلن‬
‫"عو فر دٌكل" النابب السابك لربٌس "الشابان" وكان ٌدعى "ؼزال" وكان مسإول فً أواخر السبعٌنات عن‬
‫منطمة رام هللا او جزء منها‪ .‬وهنان من أسمى نفسه جابر‪ ,‬أبو شرٌؾ‪ ,‬ابو داوود‪ ,‬ابو طارق‪ ,‬آدم‪ ,‬ابو علً‬
‫مٌخا ‪ ...‬وؼٌرها من األسماء وهدؾ ذلن هو ان ال ٌستمع المعتمل او المواطن الى اسم ؼرٌب‪ ,‬أي محاولة‬
‫للتؽطٌة على طبٌعته كعدو بانتحال اسم عربً‪ ,‬وٌختلؾ ولع االسم على اذن المواطن للوهلة األولى أن ٌمول‬
‫"اسمً ٌوفال" او اسمً ٌونس او جابر او ابو طارق‪ ,‬وكذلن األمر فً التحمٌك‪ ,‬فهم ٌتخذون أسماء عربٌة‬
‫لكسر الحاجز النفسً مع المعتمل‪ ,‬وحتى ال ٌش عر المعتمل انه ٌجلس مع عدو‪ ,‬وحفاظا كذلن على سرٌة االسم‬
‫لضابط المخابرات اعتمادا منهم أنه ٌمكن أن ٌكون عرضة للمرالبة والمبلحمة‪ .‬كما وٌستعمل ضباط المخابرات‬
‫والمحممون األمثال العربٌة بكثرة فً حدٌثهم من أجل تحمٌك نتابج إٌجابٌة وهذا ٌنطبك على أحادٌث نبوٌة‬
‫شرٌفة وآٌات لرآنٌة كرٌمة باإلضافة إلى استخدام التارٌخ الفلسطٌنً أو العربً‪ ,‬وتعابٌر من التراث الفلسطٌنً‪.‬‬
‫أسلوب عمل المخابرات اإلسرائٌلٌة ووسائلها فً جمع المعلومات‪:‬‬
‫تمسم الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة الى دوابر‪ٌ ,‬مؾ على رأس كل منطمة ضابط كبٌر‪ ,‬وتوزع المناطك الربٌسٌة‬
‫الى مناطك أصؽر‪ ,‬ثم لمربعات‪ .‬وٌتولى كل ضابط مربع‪ ,‬وخاصة المبتدبون منهم‪ .‬ثم تتوسع دابرة المسإولٌة‬
‫الى مربعات أكثر مع ألدمٌة كل ضابط فً العمل‪ ,‬وزٌادة خبرته وارتمابه فً السلم الوظٌفً‪ ,‬وفً نجاحه فً‬
‫عمله‪ ,‬وعلى سبٌل المثال‪ ,‬تمسم الضفة الؽربٌة إلى ثبلث مناطك شمال ووسط وجنوب‪ ,‬وٌمود كل منطمة ضابط‬
‫كبٌر‪ ,‬ثم ٌمس م الشمال‪ :‬نابلس جنٌن طولكرم للمٌلٌة‪ ,‬ثم تمسم نابلس الى مربعات وهكذا ٌموم الضابط المسإول‬
‫عن مربع او مخٌم او مجموعة لرى أو مدٌنة بدراسة الملؾ السكانً‪ ,‬حٌث تحتفظ اسرابٌل بسجل سكان‬
‫وت حدثه مع كل مولود حتى اللحظة وتسجل كل حالة وفاة‪ ,‬واما المبانً‪ ,‬فتموم بتصوٌر جوي على مدار الساعة‪,‬‬
‫وٌتم تحدٌث أي اضافات جدٌدة مهما كانت بسٌطة فً أي مبنى‪ ,‬علما أنها تحتفظ بالتنظٌم الهٌكلً كامبل‪ ,‬وتتابع‬
‫بدلة أي تعدٌل فٌه‪ ,‬وٌدرس ضباط المخابرات المنطمة وطبٌعة المخٌم او المرٌة‪ ,‬من حٌث أصول السكان‪,‬‬
‫العاببلت والعشابر‪ ,‬عدد المدارس‪ ,‬المستشفٌات‪ ,‬الشخصٌات‪ ,‬طبٌعة وظابفهم‪ ,‬كبار المبلكٌن‪ ,‬وجهاء العاببلت‪,‬‬
‫التجار واألؼنٌاء‪ ,‬المعلمٌن‪ ,‬وكل مصدر حٌوي لجمع المعلومات‪ .‬ثم هنالن خارطة وسجل خاص بؤولوٌات‬
‫المخابرات فً كل مرحلة تتعلك بالفصابل والنشطاء فً هذا المولع‪ ,‬االسرى المحررٌن واألسرى الحالٌٌن‪ ,‬ثمل‬
‫التنظٌمات فً المولع وتصنٌفها‪ ,‬وٌتظاهر أحٌانا ضابط المخابرات فً المنطمة بمعرفة كل شًء إلشاعة حالة‬
‫من الملك والخوؾ وعدم الثمة لدى المناضلٌن علما ان معلوماته عامة‪ ,‬وٌحصل علٌها المركز الذي ٌسمى‬
‫"ركاز" بالعبرٌة من خبلل المماببلت المباشرة واإلجابات العادٌة للمواطنٌن اإلٌماء بالذكاء ومعرفة المنطمة‬
‫وخبلفاتها ومشاكلها العامة واالجتماعٌة‪ ,‬وٌحفظ عدد من الحاالت لبلستعراض واستدراج المعلومات بإلحاق‬
‫التفاصٌل‪.‬‬
‫أولوٌات المخابرات اإلسرائٌلٌة‪:‬‬
‫تعتبر المخابرات حماٌة الشخصٌات اإلسرابٌلٌة والمجتمع اإلسرابٌلً واألفراد‪ ,‬مدنٌٌن وعسكرٌٌن ومستوطنٌن‪,‬‬
‫همها وأولوٌتها األساسٌة‪ ,‬ولذلن فإن مواجهة الشعب الفلسطٌنً وضرب وتصفٌة وإضعاؾ وإحباط مماومته‬
‫وثورته وانتفاضته ونضاله‪ ,‬الهدؾ األول فً عملها‪ .‬ورؼم أن العمل الوطنً الرافض لبلحتبلل والمماومة‬
‫شامبل ومتنوعا وٌحاربها االحتبلل‪ ,‬إال أنه ٌضع األولوٌات وفما لخطورتها على أمنه‪ .‬ولذلن فإن المخابرات‬
‫تولً االهتمام األول لضرب ومواجهة المماومة المسلحة‪ .‬وبالتالً من ٌمارس المماومة المسلحة والعمل الفدابً‬
‫ٌكون الهدؾ األول‪ ,‬سواء كان فصٌبل أو لٌادة أو خلٌة أو أفرادا أو مجموعة‪ٌ .‬ختلؾ تركٌز عمل المخابرات‬
‫من مرحلة تارٌخٌة الى اخرى‪ ,‬طبما للتؽٌرات السٌاسٌة‪ ,‬لكنه ثابت فً أولوٌة التركٌز وتوجٌه الضربات‬
‫للمجموعات المسلحة‪ ,‬بؽض النظر عن العمٌدة أو األٌدٌولوجٌة او التسمٌة او الشعارات‪ .‬إن" الشابان" ال ٌهمه‬

‫‪12‬‬
‫اسم الفصٌل وال عمٌدته وال موالفه مع السبلم أو ضده‪ ,‬او مع اتفاق أوسلو او ضده‪ ,‬بل ما ٌهمه هو هل ٌمارس‬
‫هذا الفصٌل العمل المسلح ام ال؟ ولذلن فعدوه المماومة المسلحة بالدرجة األولى‪ .‬فؤوال العملٌات االستشهادٌة‬
‫والعملٌات الفدابٌة والهجمات المسلحة التً تستهدؾ جنوده ومستوطنٌه‪ ,‬ثم تؤتً فً المرتبة الثانٌة عملٌات‬
‫المماومة الشعبٌة من مولوتوؾ‪ ,‬سكاكٌن‪ ,‬حجارة‪ ,‬تخرٌب ممتلكات وؼٌر ذلن‪ ,‬ثم المظاهرات والمسٌرات‪,‬‬
‫خاصة فً مناطك حساسة مثل المدس‪ ,‬او على الحواجز العسكرٌة‪ ,‬أو بالمرب من المستوطنات وجدار الفصل‬
‫العنصري‪ ,‬او الطرق الرب ٌسٌة‪ٌ ,‬حتل الفصٌل الذي ٌمارس العمل المسلح االهتمام األكبر لدى " الشابان"‬
‫وٌضعه تحت التركٌز الكامل‪ ,‬وٌرالب حركة المجموعات والمٌادات‪ ,‬وال سٌما األجنحة العسكرٌة‪ .‬وعمل‬
‫الفصابل المنفرد وتبنً المسإولٌة عن العملٌات المسلحة ٌسهل على "الشابان" كثٌرا فً الوصول الى‬
‫المجموعات المسإولة‪ ,‬بدال من أن ٌستؽرق األمر جهدا فً البحث عن المجموعة فً فتح‪ ,‬او الشعبٌة او حماس‬
‫او جهاد وؼٌرهم‪ ,‬فإن تبنً فصٌل معٌن المسإولٌة عن عملٌة معٌنة‪ٌ ,‬سهل عمل "الشابان" فً متابعة ومبلحمة‬
‫هذا الفصٌل من اجل االنتمام منه وتصفٌة كوادره و مناضلٌه‪ .‬كما أن انفراد فصٌل بالعمل المسلح‪ٌ ,‬جعل مهمة‬
‫"الشابان" أكثر سهولة فً المرالبة والمتابعة‪ .‬ولد أظهرت تجربة انتفاضة األلصى فً األربع سنوات األولى‪,‬‬
‫عندما ساهمت جمٌع الفصابل الربٌسٌة فً العملٌات الفدابٌة حالة ارتبان وفشل وعجز لدى "الشابان"‪ ,‬وعدم‬
‫لدرته على المتابعة‪.‬‬
‫‪ٕ٘ٚ‬بن أ‪٠ٌٛٚ‬بد اخش‪ٌ ٜ‬غ‪ٙ‬بص اٌّخبثشاد‪ ٟ٘ٚ ,‬اإل‪٠‬مبع ث‪ ٓ١‬اٌفصبئً ‪ٚ‬اٌّغّ‪ٛ‬ػبد ثشز‪ ٝ‬اٌطشق ‪ٚ‬اعزخذاَ ع‪١‬بعخ‬
‫فشق رغذ" وّب ‪٠‬م‪ َٛ‬ثجش س‪ٚ‬ػ اٌ‪١‬أط ِٓ اٌّمب‪ِٚ‬خ ‪ٔٚ‬زبئظ ػٍّ‪ٙ‬ب‪ٚ ,‬إثؼبد ػذد ِٓ اٌشجبة ػٓ اٌّمب‪ِٚ‬خ ‪ٚ‬اٌؼًّ‬
‫إٌعبٌ‪ ِٓ ,ٟ‬خالي رغٕذ‪ ُٙ٠‬ث‪ٛ‬اعطخ اإلعمبغبد ‪ ٚ‬غ‪١‬ش٘ب‪.‬‬
‫شعبة القطاع العربي‬

‫وحدة معالجة المعلومات‬

‫وحدة المحممٌن‬ ‫وحدة المركزٌن‬

‫مصادر جمع المعلومة‬ ‫مصادر جمع المعلومة‬

‫‪ .1‬تكنولوجٌا‬
‫األسٌر‬ ‫‪ .2‬دوابر رسمٌة‬
‫‪ .3‬عنصر بشري‬

‫ثانٌا‪ :‬اإلجراءات المانونٌة‬


‫بعد أن ٌحصل جهاز الشابان على المعلومة فإنه ٌنملها من خبلل تمرٌر إلى المحكمة العسكرٌة ( والتً تندرج تحت اطار‬
‫محاكم الطوارئ) او الى المحاكم المدنٌة‪ ,‬حسب رإٌة جهاز الشابان وتمدٌره لمكان سكن المتهم فاذا توجه للمحكمة‬
‫العسكرٌة‪ ,‬تعطً المحكمة أمر اعتمال للجٌش من أجل تنفٌذه‪ ,‬واذا توجه الى المحاكم المدنٌة (مركزٌة او صلح) تعطً‬
‫أمر اعتمال للشرطة لتنفٌذ االعتمال‪ .‬وبعد ذلن ٌتم نمل المتهم الى مراكز التحمٌك او التولٌؾ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وتنتشر مراكز التولٌؾ فً جمٌع انحاء الببلد سواء داخل "اسرابٌل" أو داخل األراضً المحتلة عام ‪ ,1967‬ولكن‬
‫تحمٌك المخابرات ٌمتصر على خمس مراكز تحمٌك احدهم مركز تحمٌك سري ٌطلك علٌه ‪ ,1391‬واربع مراكز تحمٌك‬
‫اخرى‪:‬‬
‫‪ .1‬مركز تحمٌك المسكوبٌة מגרש הרוסים (مجراش هروسٌم) ٌمع فً مدٌنة المدس‪.‬‬
‫‪ .2‬مركز تحمٌك عسمبلن שקמה (شكما) ٌمع فً مدٌنة عسمبلن‪.‬‬
‫‪ .3‬مركز تحمٌك بٌتح تكفا בית מעוצר הדרים (بٌت معتصار هدرٌم) ٌمع فً مستعمرة بٌتح تكفا‪.‬‬
‫‪ .4‬مركز تحمٌك الجلمة כישון (كٌشون) ٌمع فً لرٌة الجلمة شمال جنٌن‪.‬‬
‫عندما ٌصدر أمر االعتمال من المحكمة المدنٌة (صلح أو مركزٌة) وحسب المانون االسرابٌلً ٌجب عرض المعتمل خبلل‬
‫‪ 24‬ساعة على المحكمة لٌتم تمدٌد اعتماله بناء على مواد معززة وألصى فترة للتمدٌد تمدر ب‪ٌ 14‬وم تمدٌد‪ ,‬خبللهم ٌتم‬
‫عرضه للمحكمة التمدٌد اذا توفرت مواد معززة لذلن لحد ألصى ‪ٌ 14‬وم أخرى‪ ,‬وخبلل ال‪ٌ 14‬وم ٌتم عرض المتهم‬
‫للمرة الرابعة للمحكمة وألصى فترة تمدٌد ‪ٌ 14‬وم أخرى‪ٌ .‬ستطٌع جهاز المخابرات عن طرٌك المحكمة بمنع المتهم من‬
‫التماء محامٌه حتى ‪ 3‬تمدٌدات كؤلصى حد ‪ٌ 29‬وم وزٌارة الصلٌب حتى ‪ٌ 14‬وم‪ .‬وبذلن مجموع اٌام التحمٌك اذا صدر‬
‫من محكمة مدنٌة ٌصل كحد ألصى ‪ٌ 43‬وم‪.‬‬
‫وفً حال صدر أم ر االعتمال من محكمة عسكرٌة (سالم) شمال الضفة أو (عوفر) جنوب الضفة‪ٌ ,‬جب عرض المعتمل‬
‫على المحكمة خبلل ‪ 8‬أٌام من تارٌخ اعتماله‪ ,‬واذا توفرت مواد معززة لدى النٌابة ٌتم تمدٌده لشهر بناء على المواد‬
‫المعززة‪ ,‬وخبلل الشهر ٌتم عرضه مرة أخٌرة على المحكمة لٌتم تمدٌده لشهر اذا توافرت مواد معززة كذلن‪ .‬وٌستطٌع‬
‫جهاز المخابرات منع المعتمل بؤمر اعتمال من محكمة عسكرٌة من زٌارة المحامً ‪ 3‬تمدٌدات كحد ألصى شهرٌن و‪8‬‬
‫اٌام وٌمنع الصلٌب حتى ‪ٌ 14‬وم‪ .‬وبذلن فإن مجموع اٌام التحمٌك اذا صدر من محكمة عسكرٌة ٌصل كحد ألصى ‪98‬‬
‫ٌوم‪.‬‬
‫المواد المعز زة التً تمدمها النٌابة للحصول على التمدٌد من المحكمة اما اعتراؾ او تجاوب من المعتمل أو اعتراؾ من‬
‫معتمل آخر او ادلة جنابٌة جدٌدة‪ .‬وفً نهاٌة الفترة المانونٌة للتحمٌك إما تمدم البحة اتهام للمعتمل من خبلل اعترافه أو‬
‫اعترافات أخرى أو ادلة جنابٌة‪ ,‬واما ٌحول الى االعتمال اإلداري واذا لم ٌتم جمع أدلة فً التحمٌك ٌتم اطبلق سراح‬
‫المعتمل‪.‬‬
‫تعددت أشكال االعتمال وطرله‪ ,‬ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬االستدعاء‪ٌ ,‬تم استدعاء المتهم من لبل الشرطة أو مخابرات المنطمة لممابلة مع ضابط المخابرات‪ٌ ,‬تم استجوابه‬
‫خبلل هذه الممابلة وفً نهاٌة الممابلة ٌتم اعتماله وتحوٌله الى تحمٌك‪.‬‬
‫‪ .2‬االعتمال البٌتً‪ٌ ,‬تم هذا االعتمال بإحضار لوة عسكرٌة أو شرطٌة مبالػ فٌها‪ ,‬تموم بالتحام بٌت المتهم بعد‬
‫محاصرته ودب الرعب والخوؾ فً نفوس لاطنً البٌت وتكسٌر محتوٌاته‪ ,‬ومن ثم اعتمال المتهم وتحوٌله الى‬
‫مراكز التحمٌك‪.‬‬
‫‪ .3‬الخطؾ‪ٌ ,‬تم هذا الشك ل من االعتمال عندما ٌراد اجراء تحمٌك مٌدانً مع المعتمل أو بهدؾ عدم معرفة من لهم‬
‫صلة بالمعتمل‪.‬‬
‫‪ .4‬الخطؾ خارج الببلد‪ ,‬وٌموم بتنفٌذ هذه العملٌات وحدة خاصة للموساد إلحضار متهمٌن من دول أخرى‪.‬‬
‫‪ .5‬الحواجز والمعابر والحدود‪ ,‬اثناء الدخول والخروج والتنمل بٌن المدن عبر الحواجز والمعابر أو اثناء السفر‬
‫واجتٌاز الحدود‪.‬‬
‫‪ .6‬الكمٌن انتظار المطلوب لبلعتمال لٌصل لنمطة ٌتم استدراجه الٌها ومن ثم الماء المبض علٌه‪.‬‬
‫‪ .7‬متلبس‪ ,‬الماء المبض على المطلوب أثناء لٌامه بعمل نضالً فً لحظة الحدث‪.‬‬
‫‪ .8‬الصدفة‪ ,‬من خبلل حملة أمنٌة تموم باالعتمال بشكل عشوابً لبث الرعب فً نفوس المناضلٌن والبحث عن‬
‫معلومة‪ ,‬او اثناء البحث عن مطلوب آخر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اسالٌب التحمٌك‪:‬‬
‫اختلفت أسالٌب التحمٌك ووسابلها من مرحلة إلى أخرى‪ ,‬ولكن طابعها األساسً لم ٌتؽٌر‪ ,‬طوال األربعة عمود ونصؾ‬
‫الماضٌة‪ ,‬فمد ظل االعتمال فً أجواء من اإلرهاب مسٌطرة‪ ,‬وكان المعتمل ٌصل إلى مراكز التحمٌك تحت هذه األجواء‪,‬‬
‫وٌتعرض إلى التفتٌش العاري مع دخوله مركز التحمٌك‪ ,‬وتجرٌده من ساعة الٌد وسحب رباط الحذاء وكذلن الحزام وأٌة‬
‫مبالػ مالٌة فً حوزته‪ .‬ثم ٌتم عصب عٌونه بمطعة لماش أو من خبلل نظارات سوداء تشبه نظارات الؽطس وهً سمٌكة‬
‫جدا‪ ,‬و تستحٌل منها الرإٌة و محكمة اإلؼبلق‪ ,‬أو ما ٌسمى فً الكٌس‪ ,‬حٌث ٌؽطً الرأس والوجه وكل شًء‪ ,‬وتطبعه‬
‫الرابحة النتنة والكرٌهة‪ .‬وٌتعرض المعتمل على الفور إلى تكبٌل األٌدي واألرجل‪ ,‬إما فً ممر الزنازٌن أو فً ؼرفة‬

‫‪14‬‬
‫التحمٌك‪ ,‬وٌظل والفا لساعات وأٌام طوٌلة ووجهه للحابط‪ ,‬أو جالسا فً ؼرفة التحمٌك مشبوحا‪ .‬واتسمت الفترة ما بٌن‬
‫األعوام ‪ 1998-1967‬بالتحمٌك المصحوب بكثٌر من التعذٌب والضرب والتنكٌل الجسدي‪ ,‬إضافة إلى اإلرهاب النفسً‪,‬‬
‫ولد سمط العشرات من المناضلٌن شهداء‪ ,‬فً زنازٌن التحمٌك‪ ,‬بسبب وحشٌة المحممٌن المحتلٌن‪ .‬ولد اتخذت اشكال‬
‫التعذٌب ألوانا وصورا ال حصر لها‪ ,‬من أبرزها الشبح ألسابٌع طوٌلة وأحٌانا لعدة أشهر‪ ,‬الضرب على األماكن الحساسة‬
‫باستخدام الهراوات والعصً‪ ,‬واللكمات‪ ,‬والضرب‪ ,‬واإلهانة‪ ,‬والتعرٌة مع ما ٌصاحب ذلن سخرٌة واستهزاء‪ ,‬استخدام‬
‫الماء البارد وؼٌر ذلن من الممارسات‪ ,‬ولد سجل المبات بل اآلالؾ من المناضلٌن فً تلن السنوات صمودا "أسطوري"‬
‫فً التحمٌك‪ ,‬رؼم التعذٌب والتنكٌ ل ولسوة التحمٌك ومرارته ورؼم الذل والمهر‪ .‬وتمكن هإالء من حماٌة أنفسهم واخوانهم‬
‫ومجموعاتهم الفدابٌة‪ ,‬والحفاظ على أسرار الثورة والمماومة والفصابل‪ ,‬وفوق ذلن كله حماٌة أنفسهم من عذاب سنوات‬
‫طوٌلة فً سجون االحتبلل‪ .‬أن الكثٌر من الشعوب والحركات السٌاسٌة والمناضلٌن واألفراد تعرضوا للتحمٌك والتعذٌب‬
‫فً مراحل و أماكن مختلفة فً العالم‪ ,‬ولد مارست لوة االستعمار و األنظمة االستبدادٌة والبولٌسٌة‪ ,‬أبشع أنواع التعذٌب‪,‬‬
‫مع األسرى والمعتملٌن المناضلٌن‪ ,‬فً سجون مختلفة وزنازٌن مظلمة فً العالم‪ .‬وعلى الرؼم من أن مجموعات دولٌة‬
‫وحمولٌة‪ ,‬ولفت ضد استخدام التعذٌب مع األسرى والمعتملٌن‪ ,‬وحممت بعض النجاح النسبً‪ ,‬أو دفعت األمم المتحدة‬
‫وجهات دولٌة مختلفة إلى إلرار اتفالٌة دولٌة مناهضة التعذٌب‪ ,‬والتً ولعت علٌها دول عدٌدة فً العالم‪.‬‬
‫وفً حالة االستعمار االستٌطانً الصهٌونً‪ ,‬عمد هذا االحتبلل الصهٌونً الى ارتكاب المجازر البشعة الواحدة تلو‬
‫األخرى‪ ,‬منذ بداٌة الصراع وحتى كتابة هذه السطور‪ .‬ولعمود من الزمن أدار االحتبلل الصهٌونً والحكومات الصهٌونٌة‬
‫المختلفة ظهرها للمانون الدولً ومٌثاق األمم المتحدة و االتفالات الدولٌة‪ ,‬ورفضت إسرابٌل‪ ,‬وال زالت حتى اللحظة‪,‬‬
‫االعتراؾ باألسرى الفلسطٌنٌٌن والعرب أسرى حرب ومماتلً حرٌة‪ ,‬ومارست أبشع أنواع التعذٌب ضد األسرى‪ ,‬مع أن‬
‫مهمتها فً السنوات األخٌرة اصبحت اكثر صعوبة وتعمٌدا‪ ,‬ولذلن فإنها تحرص على تطوٌر انواع جدٌدة من التعذٌب‪,‬‬
‫تؤخذ أشكاال متنوعة ومختلفة‪ ,‬بما ٌضمن ل ها اإلفبلت من لبضة المانون الدولً‪ ,‬ومن الرلابة التً تمارسها الجهات‬
‫المانونٌة المناهضة لبلحتبلل فً داخل إسرابٌل‪ ,‬وإن كانت هذه الجهات تؽض النظر عن كثٌر من الجرابم التً ٌرتكبها‬
‫االحتبلل‪ ,‬ولد مارست إسرابٌل منذ احتبللها عام ‪ 1967‬لؤلراضً الفلسطٌنٌة بموة السبلح‪ ,‬إلامة المستوطنات وفرض‬
‫الحصار والتجوٌع على مبلٌٌن الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬و منع التجول لسنوات‪ ,‬و الحواجز العسكرٌة اإلذالل ولهر وتعذٌب وإهانة‬
‫الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬منذ اللحظة األولى لبلحتبلل وحتى االن‪ .‬ولد ابتدعت عملٌة المحتلٌن الصهاٌنة‪ ,‬أسالٌب متعددة لتعذٌب‬
‫اإلنسان الفلسطٌنً فً األسر واالعتمال والتحمٌك‪.‬‬
‫ومن أبرز األسالٌب التً استخدمها االحتالل وأجهزة مخابراته‪:‬‬
‫التعذٌب الجسدي‪:‬‬
‫‪ .0‬اٌعشة ألْ اإلٔغبْ وزٍخ ِٓ األؽبع‪١‬ظ ‪ٚ‬اٌّشبػش‪ ,‬فالثذ ِٓ أْ ‪٠‬ى‪ ْٛ‬العزخذاَ اٌعغػ اٌغغذ‪ٚ ٞ‬إٌفغ‪ ٟ‬أصشح‬
‫ػٍ‪ ,ٗ١‬ؽ‪١‬ش ‪٠ٚ‬ؼذ عغُ اإلٔغبْ ؽغبعب ‪ٚ‬لبثال ٌٍىغش ‪ٚ‬اٌزش‪ٚ .ٗ٠ٛ‬اعزخذاَ أد‪ٚ‬اد اٌزؼز‪٠‬ت وبٌعشة ‪ٚ‬عٍذ اٌغغذ‪ٟ٘ ,‬‬
‫ِٓ أثشغ األد‪ٚ‬اد اٌز‪ ٟ‬رزشن أصبسا وج‪١‬شح ػٍ‪ ٝ‬اٌّؼزمً‪ ,‬أصٕبء اٌزؼز‪٠‬ت أ‪ ٚ‬ثؼذ رٌه‪ ,‬خبصخ ‪ٚ‬أْ اٌّؼزمً ‪٠‬زؼشض ٌ‪ٙ‬زا‬
‫اٌعشة ثذ‪ ْٚ‬اٌّمذسح ػٍ‪ ٝ‬اٌذفبع ػٓ ٔفغٗ‪ ,‬ثغجت رم‪١١‬ذٖ ف‪٠ ٟ‬ذ‪ٚ ٗ٠‬سعٍ‪ٚ ٗ١‬اٌعشة ثبٌغ‪ٛ‬غ او باألٌدي واألرجل‬
‫شكبل أساسٌا من أشكال التعذٌب‪ ,‬ولد أدت فً بعض األحٌان إلى موت من تعرض لهذا التعذٌب‪ .‬ومن المعروؾ‬
‫أن لكل إنسان ل درة محدودة على تحمل الضرب‪ ,‬لذلن لامت أجهزة المخابرات باستخدامه كوسٌلة ناجحة‪ ,‬فً‬
‫تحمٌك أهدافها‪ ,‬وفً الممابل كان ٌعد هذا األسلوب عامل صمود ولوة واصرار على المواجهة والتحدي األدوات‬
‫الممع‪ ,‬وهنان العدٌد من المناضلٌن الذٌن رفضوا االعتراؾ او التعاون مع المحممٌن فً مراكز التحمٌك كإجراء‬
‫احتجاجً على استخدام هذا الشكل الهمجً والممعً الذي ٌجرد اإلنسان من انسانٌته‪ .‬وبهذا اعتبر هذا األسلوب من‬
‫التعذٌب عامل لوة للمعتمل‪ ,‬بدل أن ٌكون عا مل ضعؾ‪ .‬وألن اسلوب الضرب كان من األسالٌب التً تترن آثارها‬
‫على جسم اإلنسان‪ ,‬و بسبب الشكاوي فً المحاكم وعدم لبول اعترافات المعتملٌن فً المحاكم‪ ,‬ممن ٌثبت تعرضهم‬
‫للضرب أثناء التحمك‪ ,‬وبسبب استشهاد عدد من األسرى أثناء التحمٌك نتٌجة الضرب‪ ,‬ولعدم فعالٌته فً أحٌان‬
‫أخرى فً تحمٌك اهداؾ المحممٌن‪ ,‬لامت أجهزة المخابرات وبمرار من محكمة العدل العلٌا" فً إسرابٌل‪ ,‬بمعن‬
‫استخدام هذا األسلوب إال فً حاالت استثنابٌة‪ ,‬وتحت عنوان "التحمٌك العسكري" او المٌدانً‪ ,‬أي للمعتملٌن الذٌن‬
‫ٌعتمد أن لدٌهم معلومات مهمة وخطٌرة‪ ,‬وإذا لم ٌتم انتزاعها بؤسرع ولت‪ ,‬ستكون هنان عملٌات لادمة "المنبلة‬
‫المولوتة"‪ ,‬ولكن هذا المرار لم ٌطبك تماما‪ ,‬حٌث ما زال عدد من المحممٌن فً جهاز "الشابان" اإلسرابٌلً‪ ,‬من‬
‫المجرمٌن والحالدٌن‪ٌ ,‬تجاوزون كل الموانٌن‪ ,‬و ٌستخدمون كل األسالٌب المذرة فً التحمٌك‪ .‬باإلضافة لذلن هنان‬
‫أحٌانا توجهات ولرار من أجل استخدام هذا األسلوب‪ .‬وتجاوزا للمرار المضابً من لبل لٌادة "الشابان" من أجل‬
‫تحمٌك بعض األهداؾ الخاصة لدٌهم‪ ,‬خاصة إذا الحظوا أن هنان معتملٌن لدٌهم خوؾ كبٌر من هذا األسلوب‬

‫‪15‬‬
‫وباستخدامه‪ٌ ,‬مكن تحمٌك هدفهم فً انتزاع االعتراؾ‪ .‬ولمواجهة هذا األسلوب ٌجب أن ٌكون ردود ما لبل ما لبل‬
‫المعتملٌن‪ ,‬تتمثل فً تهدٌد المحممٌن‪ ,‬والتلوٌح برفع لضاٌا ضدهم‪ ,‬ألنهم تجاوزوا المانون‪ ,‬ومحاولة التهرب من‬
‫الضرب لدر اإلمكان والصراخ علٌهم بؤصوات عالٌة‪ ,‬حٌث تشكل ردود الفعل هذه تؤثٌر على المحمك‪ ,‬وٌمكن أن‬
‫تإدي إلى تخفٌؾ التعرض للضرب‪ .‬لكن ٌبمى الرد على الضرب والتعذٌب الجسدي هو رفض االعتراؾ‪ ,‬أو‬
‫اإلدالء بؤٌة معلومات‪ ,‬ما ٌدفع بالمحمك بعد تجرٌب الضرب مرة أخرى أن ٌتراجع‪.‬‬
‫‪ .2‬الشبح‪ :‬استخدم الشبح لسنوات طوٌلة فً زنازٌن التحمٌك وال زال‪ ,‬وٌتمثل فً إجبار المعتمل على الولوؾ لفترات‬
‫طوٌلة‪ ,‬وبؤشكال مختلفة‪ ,‬أو الجلوس على كرسً ذو مواصفات خاصة لساعات وألٌام وأسابٌع دون راحة‪ .‬وهذا‬
‫األسلوب استخدم أٌضا كعامل من عوامل الضؽط الجسدي على المعتمل من أجل الحصول على االعتراؾ‪ ,‬ولدرة‬
‫التحمل الولوؾ على المدمٌن محدودة‪ ,‬وإذا ما زادت عن ممدرة المعتمل‪ ,‬فٌعتمد المحمك انه المعتمل سٌسعى‬
‫للخبلص من هذا الوضع الشاذ‪ ,‬وٌموم بالتجاوب مع المحممٌن‪ ,‬وٌمدم ما ٌطلب منه من اعترافات‪ .‬وٌمكن مواجهة‬
‫ذلن من خبلل تصبٌر النفس‪ ,‬أو عدم االلتزام بمرار المحممٌن بالجلوس أو الولوؾ‪ ,‬إذا كان هنان إمكانٌة لذلن‪ ,‬أو‬
‫من خبلل التفكٌر فً لضاٌا أخرى بعٌدة عن السالٌن المتعبتٌن‪ ,‬والتفكٌر‪ ,‬كم سٌضر االعتراؾ بالنفس‬
‫والمجموعات العاملة واألصدلاء‪ ,‬ممابل راحة الجسد المإلتة‪ ,‬وٌجب الصبر تحت عنوان "وجع ساعة وال وجع كل‬
‫ساعة"‪ ,‬أو التفكٌر فً نماذج وأبطال لدٌهم تجارب بطولٌة‪ ,‬ولم ٌخضعوا لمحممٌهم‪ ,‬وخرجوا من التحمٌك‬
‫منتصرٌن‪ .‬فبهذا الشكل ٌمكن الخبلص من هذا األسلوب‪ ,‬والخروج منتصرا‪ .‬والجدٌر بالذكر‪ ,‬أن االحتبلل‬
‫وأجهزته لد طوروا شكل الشبح من عام إلى آخر‪ ,‬فمن الشبح ولوفا‪ ,‬إلى التعلٌك بالٌدٌن فً شمؾ الؽرفة‪ ,‬الى‬
‫الجلوس على كرسً صؽٌر لؤلطفال‪ ,‬وتكون رجلٌه األمامٌتٌن ألصر من الخلفٌتٌن‪ ,‬إلى الجلوس على كرسً‬
‫عادي ومثبت فً األرض‪ ,‬وٌكون المعتمل ممٌد الٌدٌن والرجلٌن فً الكرسً لساعات طوٌلة جدا و أٌام أو أسابٌع‪.‬‬
‫وهنان شكل آخر‪ٌ ,‬سمى شبح الموزة‪ ,‬حٌث ٌتم ربط الٌدٌن والرجلٌن من الخلؾ مع بعضهم البعض أثناء الجلوس‬
‫على الكرسً‪ ,‬بحٌث ٌصبح الجسم مموسا بشكل ثمرة الموز‪ ,‬وٌموم المحمك بالضؽط على الجزء العلوي من‬
‫الجسم‪ ,‬ما ٌترن ألم شدٌدا فً اسفل الظهر والبطن‪ ,‬ولدفع المعتمل لبلعتدال ٌتم ضربه على أعضابه التناسلٌة‪.‬‬
‫وكما للنا سابما‪ ,‬مواجهة كل تلن الممارسات الوحشٌة‪ ,‬تكون باإلٌمان واإلرادة الموٌة والمدرة على االنتصار‪ ,‬وعدم‬
‫االنصٌاع للمحممٌن وطلباتهم ‪ ,‬والتفكٌر أن المدرة على التحمل والصبر ستنتهً بخروج المعتمل منتصرا على‬
‫محممٌه‪.‬‬
‫‪ .3‬التجوٌع‪ :‬لكً ٌستطٌع االنسان المٌام بوظابفه العادٌة ال بد من االستمرار فً تؽذٌة جسمه‪ ,‬والتولؾ أو احداث أي‬
‫خلل فً عملٌة التؽذٌة‪ ,‬ال بد وأن ٌخلك خلبل كبٌرا فً العملٌات البٌولوجٌة لئلنسان‪ .‬وهذا ما ٌهدؾ إلٌه المحمك مع‬
‫المعتمل‪ ,‬حٌث ٌموم بمنع المعتمل من تناول وجبات الطعام‪ ,‬لفترات متباعدة‪ ,‬وأحٌانا ٌتم منع الطعام بشكل كامل‪ ,‬أو‬
‫ٌتم تمنٌن وجبات الطعام وجعلها ال تلبً الحد األدنى من حاجاته الؽذابٌة‪ .‬وهذا األمر بالضرورة‪ٌ ,‬إدي إلى ضعؾ‬
‫وهزل فً جسم المعتمل‪ ,‬وبالتالً الضؽط علٌه من أجل تمدٌم اعترافه للمحمك والتعاون معه‪ .‬ولد ٌنجح هذا‬
‫األسلوب بالضؽط على بعض المعتملٌن‪ ,‬ولكن ال ٌصل الى حد االعتراؾ‪ ,‬وخاصة مع المعتملٌن الذٌن ٌتمتعون‬
‫بإرادة لوٌة‪ .‬ومواجهة هذا األسلوب ٌكون باإلرادة الموٌة وإنكار الذات والوعً بهدؾ العدو من وراء هذا‬
‫األسلوب‪ ,‬ونستطٌع تجاوز هذا االلم والجوع‪.‬‬
‫‪ .4‬المنع من النوم‪ :‬إن حاجة االنسان للنوم حاجة طبٌعٌة‪ ,‬تهدؾ الى راحة الجسد وإعادة تنظٌم دورة الحٌاة‪ ,‬ومن‬
‫ٌحرم من هذه الحاجة‪ ,‬لد ٌإدي ذلن إلى خلل صحً ونفسً‪ .‬والن المحممٌن ٌعرفون أهمٌة النوم لدى المعتمل‪ٌ ,‬تم‬
‫استخدامه من أجل الضؽط على المعتملٌن‪ ,‬لتحمٌك أهدافهم‪ .‬ولد عمد المحممون إلى منع المعتمل من النوم ألٌام‬
‫وأسابٌع‪ ,‬من خبل ل وضعه فً مكان ووضع ال ٌسمح له بالنوم‪ ,‬وأحٌانا ٌتم ربطه والفا فً ؼرفة أو ممر بٌن‬
‫الؽرؾ‪ ,‬واحٌانا أخرى ٌتم شبحه على كرسً بشكل ٌمنعه من النوم‪ ,‬واحٌانا أخرى ٌتم التحمٌك معه من خبلل‬
‫حدٌث متواصل لعدة أٌام‪ٌ ,‬تناوب على العمل معه عدة محممٌن مع إضاءة ‪24‬ساعة‪ ,‬وحتى المعتملون الذٌن لدٌهم‬
‫المدرة على النوم وهم والفون أو جالسون على الكرسً‪ ,‬فٌتم تكلٌؾ شرطً أو محمك بمرالبته على مدار الساعة‪,‬‬
‫من اجل منعه من النوم‪ ,‬من خبلل الطرق على الطاولة‪ ,‬عندما ٌؽفو المعتمل‪ ,‬او من خبلل الصٌاح أو الهز او‬
‫الضرب او استخدام المٌاه‪ .‬فمنع المعتمل من النوم‪ ,‬ال بد وان ٌكون له آثاره الكبٌرة على جسد المعتمل و عمله‪,‬‬
‫حٌث ٌإدي منع النوم الطوٌل‪ ,‬الى عصبٌة شدٌدة وللك شدٌد وتشوٌش الحواس‪ ,‬ولد تصل درجة الهلوسة وعدم‬
‫االتزان‪ ,‬وٌترافك مع ذلن صداع شدٌد‪ .‬وٌستهدؾ المحمك من وراء كل ذلن دفع المعتمل للتفكٌر باتجاه واحد وهو‬
‫كٌفٌة الخبلص من هذا الوضع المؤساوي والمإذي للصحة الجسدٌة والنفسٌة‪ .‬ومواجهة ذلن تكون من خبلل‬
‫استراق أي لحظة واستؽبللها بالنوم‪ ,‬الن النوم لدلابك أو ثوان للٌلة تفً بؽرض إراحة الجسم نسبٌة‪ ,‬وعلى المعتمل‬
‫عدم االنصٌاع لطلبات الشرطة والمحممٌن بالولوؾ أو الجلوس فً األماكن التً ٌحددها‪ ,‬وتعتبر تكرار المحاولة‬

‫‪16‬‬
‫وسٌلة تإدي الى الخبلص‪ ,‬خاصة إذا الحظ المحمك اإلصرار والتصمٌم من لبل المعتمل على عدم التجاوب مع‬
‫طلباتهم‪ٌ ,‬وصل المحمك النتٌجة أن ال فابدة من استخدام هذا االسلوب من التحمٌك‪ .‬وتجدر االشارة الى ان ما ٌزٌد‬
‫من اثار الحرمان من النوم‪ ,‬هو التحمٌك الدابم ألٌام طوٌلة‪ ,‬من لبل طوالم تحمٌك مدربة‪ ,‬من أجل استنزاؾ المعتمل‬
‫واستفزازه وإذالله‪ ,‬وٌسبب له ذلن صداع وألم شدٌدة‪.‬‬
‫استخدام أكٌاس ذات روابح نتنة لتؽطٌة الرأس‪ :‬منع المعتمل من استخدام حواسه‪ ,‬هو اسلوب من أسالٌب التحمٌك‪,‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وتحدٌدا استخدام حاستً النظر والشم‪ ,‬حٌث ٌموم المحممون فً زنازٌن التحمٌك‪ ,‬بوضع كٌس على رأس المعتمل‪,‬‬
‫وٌهدفون من خبلله منع المعتمل من معرفة المكان الموجود فٌه‪ ,‬ومنعه من معرفة ما ٌدور حوله‪ ,‬ومنعه من‬
‫معرفة دورة اللٌل والنهار‪ .‬هذا الكٌس مصنوع من لماش سمٌن ولاتم اللون وذي رابحة نتنة جدة‪ ,‬تمنع المعتمل من‬
‫المدرة على التنفس بشكل طبٌعً‪ ,‬وبالتالً الضؽط على الجهاز التنفسً‪ ,‬ومنه الى الجهاز العصبً‪ ,‬حٌث ٌجعل‬
‫المعتمل فً حالة توتر دابم وفالد االتزان‪ .‬وٌإدي اٌضا الى حاالت اختناق او اؼماء‪ ,‬من شدة الروابح النتنة‬
‫واالستمرار فً استنشالها‪ .‬واسلوب التحمٌك هذا كان له أثار كبٌرة على الوضع الصحً للمعتملٌن المستخدم‬
‫ضدهم‪ .‬ولكً ٌتم منع المعتمل من محاولة اسماط هذا الكٌس عن رأسه‪ ,‬كانت توضع علٌهم مرالبة دابمة‪ ,‬ومع ذلن‬
‫كان المعتملون ٌنجحون أحٌانا فً اسماطه او فتح ثمب او ازاحته‪ ,‬او ان ٌتحاٌلوا على مرالبٌهم من اجل التماط‬
‫أنفاسهم‪.‬‬
‫استخدام درجات الحرارة كؤسلوب للتعذٌب‪ :‬ابتكر العدو ومحمموه طرق عدٌدة فً تعذٌب المعتملٌن‪ ,‬باستخدام‬ ‫‪.6‬‬
‫درجات حرارة مرتفعة أو منخفضة‪ ,‬وتكون الفصول المتعالبة وسٌلة لذلن‪ ,‬باإلضافة الى األجهزة الكهربابٌة‪.‬‬
‫حٌث ٌوضع المعتمل فً ؼر فة صؽٌرة للتحمٌك ومؽلمة بإحكام فً فصل الصٌؾ‪ ,‬وٌتم تشؽٌل أجهزة تكٌٌؾ تبث‬
‫درجات حرارة عالٌة جدا ‪ .‬وفً فصل الشتاء ٌكون العكس حٌث ٌتم بث درجات حرارة منخفضة‪ ,‬وٌترافك هذا مع‬
‫سحب الفراش واالؼطٌة من الزنزانة‪ ,‬كما وٌتم تجرٌد المعتمل من مبلبسه الشتوٌة‪ ,‬وٌترن طوال فترة التحمٌك‬
‫ٌعانً من موجات برد‪ ,‬وٌكون جسمه معرض لؤلمراض المختلفة‪ ,‬مثل الربو واالزمات الصدرٌة‪ ,‬حٌث ٌكون‬
‫الجسم ضعٌفا وؼٌر لادر على المماومة‪ ,‬خاصة فً ظل ؼٌاب التؽذٌة التً تمد الجسم بالطالة وتحمً الجسد من‬
‫المرض والبرد‪ .‬ومواجهة ذلن تكون من خبلل حركة الجسم وممارسة بعض التمارٌن الرٌاضٌة الخفٌفة لدر‬
‫اإلمكان‪ ,‬كً تعطً الجسم حرارة وطالة‪ٌ ,‬ستطٌع من خبللهما مواجهة البرد‪ .‬ومن خبلل محاولة إؼبلق فتحات‬
‫أجهزة التكٌٌؾ الموجودة فً الؽرفة‪ ,‬وٌمكن ذلن من خبلل استخدام لطعة مبلبس او من خبلل اوراق المحارم التً‬
‫تسلم له‪ ,‬او من خبلل اسفنج الفرشة اذا كانت موجودة معه او تخرٌب الجهاز اذا تمكن‪.‬‬
‫منع المعتمل من استخدام المرحاض والحمام لفترات طوٌلة‪ :‬هذا الشكل من التعذٌب الجسدي‪ ,‬هو من أبشع أسالٌب‬ ‫‪.7‬‬
‫التعذٌب‪ ,‬حٌث ٌوضع المعتمل فً زنزانة ال ٌوجد بها مرحاض‪ ,‬أو ٌكون مشبوح وممٌدا فً احدى ساحات السجن‪,‬‬
‫وٌمنع من الذهاب للمرحاض لعدة أٌام‪ ,‬وهذا األمر ٌشكل ضؽطا كبٌرا على صحته وعلى آدمٌته‪ .‬ومواجهة ذلن‬
‫تكون من خبلل ان ٌبول المعتمل داخل ؼرفة المحمك اذا كان مشبوحا بها‪ ,‬او فً ساحة التحمٌك‪ ,‬وهذا ما ٌدفع‬
‫المحمك الى عدم الضؽط على المعتمل مرة أخ رى بهذا االسلوب من التحمٌك‪ .‬وفً حاالت أخرى‪ٌ ,‬تم وضع عدد‬
‫كبٌر من المعتملٌن فً زنزانة ال تتسع ألكثر من واحد‪ ,‬او اثنٌن‪ ,‬والمرحاض ٌكون عبارة عن وعاء كبٌر‪ ,‬وٌكون‬
‫مطلوب من المعتمل‪ ,‬اذا اراد لن ٌموم "لمضاء حاجته"‪ ,‬ان ٌستخدم هذا الوعاء‪ ,‬أمام كل هإالء المعتملٌن‬
‫الموجودٌن معه داخل الزنزانة‪ .‬ولنا أن نتخٌل كم ٌشكل هذا االمر احراجا وضؽطا على نفسٌة المعتمل ومن معه‪,‬‬
‫باإلضافة لآلثار الصحٌة المإذٌة والمإدٌة الى انتشار األمراض‪ ,‬وال ٌتم تبدٌل الوعاء اال كل ‪ 24‬ساعة أو أكثر‪.‬‬
‫حٌث ٌإدي ذلن إلى امراض جلدٌة معروفة ومعدٌة‪ ...‬ومواجهة ذلن تكون برفض هذا االجراء التعسفً‪,‬‬
‫واالستمرار بمطالب ة تصحٌح الوضع‪ ,‬من خبلل الطرق المستمر على أبواب الزنزانة‪ ,‬ومن خبلل رفض ادخال‬
‫الوعاء‪ ,‬حتى لو أدى ذلن الى مواجهة مع السجانٌن‪ ,‬وبهذا فمط ٌمكن ولؾ استخدام هذا األسلوب‪.‬‬
‫منع الفراش واالؼطٌة‪ :‬من أجل معالبة المعت مل والضؽط علٌه فً فصل الشتاء‪ ,‬وفً ظل البرد المارس ٌتم سحب‬ ‫‪.8‬‬
‫الفراش واالؼطٌة‪ ,‬من داخل الزنازٌن‪ ,‬وٌترن المعتمل لٌنام على الببلط‪ ,‬ألٌام عدٌدة‪ ,‬وهذا ٌإدي الى اوجاع‬
‫شدٌدة فً العظام والمفاصل‪ ,‬وٌمكن أن تتحول هذه األوجاع الى امراض مثل الروماتٌزم‪ .‬وهذا األسلوب من‬
‫التحمٌك استخدم وما زال ٌستخدم من بداٌة التحمٌك حتى نهاٌته‪ ,‬واحٌانا ٌستخدم فً السجون بعد انتهاء التحمٌك‪,‬‬
‫وتحدٌدا لؤلسرى الذٌن ٌتم نملهم من سجن إلى آخر‪ ,‬أو من ٌتم نملهم الى المحاكم‪ ,‬حٌث ٌتم وضعهم فً محطات‬
‫انتظار للمحكمة‪ ,‬وفً هذه المحطات تكون الزنازٌن مجردة تماما من األؼطٌة والفراش‪ ,‬وبالتالً ٌكون المعتمل‬
‫معرضا لساعات طوٌلة للبرد المارس‪.‬‬
‫شد الكلبشات (األصفاد)‪ٌ :‬موم جنود االحتبلل اثناء عملٌة االعتمال‪ ,‬والمحممون اثناء التحمٌك‪ ,‬بشد الكلبشات الى‬ ‫‪.9‬‬
‫درجة ٌتم حصر الدم فً الٌدٌن والرجلٌن‪ ,‬واحٌانا ٌستعمل جنود االحتبلل ارجلهم واٌادٌهم للضؽط علٌها بشكل‬

‫‪17‬‬
‫كبٌر‪ ,‬وعلى األماكن المربوطة بها‪ ,‬كما وٌتم ربط كلبشات الٌدٌن بكلبشات الرجلٌن‪ ,‬من اجل اجبار المعتمل على‬
‫البماء بوضع معٌن لعدة ساعات‪ ,‬األمر الذي ٌشعر المعتمل أن جزءا من جسده لد تعطل وال ٌستطٌع تحرٌكه‪.‬‬
‫ومواجهة ذلن ٌكون بالصراخ‪ ,‬والطلب الدابم من المحمك بفن المٌد وتهدٌده برفع لضٌة للمحكمة او الصلٌب‬
‫األحمر والمنظمات الدولٌة المعنٌة بحموق االنسان‪ ,‬وان ما ٌفعله هو خارج عن المانون وسٌحاسب علٌه‪.‬‬
‫‪ .08‬إجبار المعتمل على بعض الحركات الرٌاضٌة" المرهمة والمتعبة‪ :‬خاصة وأن المعتمل ٌكون فً األصل مرهما‬
‫ومتعبا من التحمٌك المستمر‪ ,‬ومن عدم النوم وللة الؽذاء ‪ .‬ومن أشهر هذه الحركات‪ ,‬هً إجبار المعتمل على‬
‫الصعود والهبوط ( أي المرفصة والولوؾ على المدمٌن) ‪ ,‬وبهذه الحركة حٌث ٌشعر المعتمل ان لدمٌه أصبحت ال‬
‫تحمله‪ ,‬وٌصبح ؼٌر لادر على الولوؾ‪ ,‬وٌرافك ذلن آالم حادة بالرلبة‪ .‬وهنان حركة أخرى وهً حركة الضؽط‬
‫(أي الهبوط والصعود على الٌدٌن) وٌتم إجبار المعتمل على ممارستها ‪ ,‬وبعد االنتهاء من ذلن ال ٌستطٌع المعتمل‬
‫تحرٌن ٌدٌه‪ .‬ومواجهة ذلن ٌكون بعدم االستجابة لطلب المحمك‪ ,‬ورفض االنصٌاع له‪ ,‬وعلٌه أن ال ٌخاؾ وٌرفض‬
‫عملها‪ ,‬وال ٌستطٌع المحمك أن ٌرؼمه على ذلن‪ .‬العدٌد من اسالٌب التعذٌب الجسدي‪ ,‬ال ٌتم استخدامها فً‬
‫السنوات األخٌرة‪ .‬من الصراع الفلسطٌنً الصهٌونً‪ ,‬وتحدٌدا بعد عام ‪ ,1998‬اال فً حدود معٌنة‪ ,‬وتحت عنوان‬
‫"التحمٌك العسكري" أو "المنبلة المولوتة"‪ ,‬وجاء ذلن نتٌجة العمل الدإوب الذي لام به االسرى‪ ,‬ومنظمات حموق‬
‫االنسان‪ ,‬التً انتزعت لرار لضابٌة من "محكمة العدل العلٌا االسرابٌلٌة" بمنع استخدام عدد من هذه األسالٌب فً‬
‫التحمٌك‪ .‬وهذ ا ال ٌعنً أن هنان التزاما کامبل من لبل جهاز "الشابان" بهذا المرار‪ ,‬ولد سجلت العدٌد من‬
‫الخرولات‪ ,‬وما زالت طوالم التحمٌك الصهٌونٌة تستخدم هذه األسالٌب‪ ,‬ولكن بشكل ؼٌر معلن ومحاولة أن ال‬
‫تترن أثارة حتى ال تبلحك لضابٌا‪.‬‬
‫التعذٌب النفسً‪:‬‬
‫‪ .1‬العزل لفترات طوٌلة‪ :‬دون الحدٌث او سماع صوت أحد استخدم أسلوب عزل المعتمل بشكل مكثؾ مع أؼلب‬
‫المعتملٌن‪ .‬حٌث ٌتم وضع المعتمل فً مراكز التحمٌك‪ ,‬فً زنزانة صؽٌرة وبعٌدة جدا عن بالً الزنازٌن و عن‬
‫مكاتب المحممٌن‪ ,‬بحٌث ٌمنع المعتمل من سماع أي صوت حوله‪ ,‬او رإٌة احد اال الشرطً الذي ٌحضر له‬
‫الطعام‪ ,‬اذا ما كان هنان طعام ٌتم احضاره‪ ,‬وهذا الشرطً ٌمنع من الحدٌث مع المعتمل‪ ,‬واحٌانا ٌتم تسلٌمه الطعام‬
‫من تحت الباب‪ ,‬وبذلن ٌبمى المعتمل لفترة طوٌلة‪ٌ ,‬تحدث مع نفسه فمط‪ ,‬ولد تصل هذه الفترة الى ‪ٌ 30-20‬وما‪,‬‬
‫وهذا األسلوب من التحمٌك ٌتم استخدامه مع المعتملٌن الجدد او اصحاب المضاٌا الثمٌلة نسبٌة‪ ,‬وهذا ما ٌضع‬
‫المعتمل فً دوامة من األسبلة حول سبب االعتمال؟ المعلومات الموجودة بحوزة المحممٌن؟ المعتملون الذٌن ربما‬
‫اعترفوا علٌه؟ واسبلة كثٌرة تدور فً رأس المعتمل‪ ,‬دون أن ٌلمى لها جوابا‪ ,‬ومنها الخاص بالعابلة والعمل‪,‬‬
‫وحول ما سٌجري معه فً المستمبل‪ ,‬األمر الذي ٌزٌد ؼموضا كل ٌوم ٌمر على المعتمل هً هذا العزل‪ ,‬وال شن‬
‫أن عدم وجود أجوبة‪ ,‬تجعله فً حالة توتر نفسً و عصبً شدٌد جدا‪ .‬وهذا األمر ٌدفع عددا من المعتملٌن الى‬
‫طلب االلتماء بالمحمك‪ ,‬من اجل معرفة ما ٌجري حوله‪ ,‬ولكن فً اؼلب األحٌان ٌتم رفض طلبه من لبل المحمك‪,‬‬
‫من أجل استمرار الضؽط علٌه أكثر‪ ,‬الى ان ٌصل الى مرحلة ٌرٌد أن ٌمدم اعترافه‪ ,‬وعندها فمط‪ٌ ,‬موم المحمك‬
‫بلمابه وبدون أي عناء‪ٌ ,‬ؤخذ منه المعلومات‪ ,‬وبهذا ٌكون لد حمك "الشابان" انتصارا على المعتمل‪ ,‬بدون أي جهد‬
‫ٌذكر‪ .‬ولكن على ال معتمل ان ٌعرؾ ان هذا العزل هدفه فمط هو دفعه الى االعتراؾ‪ .‬وٌمكن مواجهة ذلن بالصبر‬
‫والتحمل وإبعاد التفكٌر حول الوضع الموجود به المعتمل‪ ,‬لدر اإلمكان‪ ,‬واستبداله بالتفكٌر‪ ,‬كٌؾ ٌمكن أن ٌخلص‬
‫رفاله‪ ,‬وكٌؾ سٌواجه االحتبلل ومحممٌه‪ ,‬وان ٌلهً نفسه بمراءة المرآن الكرٌم‪ ,‬وبهذا ال ٌستطٌع "الشابان" تحمٌك‬
‫االنتصار علٌه ‪ .‬وهنا ال بد أن نذكر‪ ,‬أن هذا االسلوب استخدم بشكل كبٌر مع المعتملٌن‪ ,‬الذٌن لم ٌكن لهم تجارب‬
‫فً التحمٌك‪ ,‬حٌث ٌكونون أكثر عرضة للتفكٌر "بماذا بعد" وٌستحضرون االسبلة وٌضعون التخمٌنات‬
‫واالحتماالت‪ ,‬على اعتبار ان اجه زة االستخبارات تعرؾ كل شًء عنهم وعن نشاطهم‪ .‬التفكٌر الكثٌر فً امور‬
‫التحمٌك والمحممٌن‪ ,‬وعدم استخدام اسالٌب المواجهة المذكورة‪ ,‬لد تإدي الى انهٌارات عصبٌة او توترات نفسٌة‪.‬‬
‫وللخبلص من هذا الوضع‪ ,‬المطلوب فمط‪ ,‬اشؽال العمل بالمضاٌا البعٌدة عن التحمٌك وعن الخوؾ مما سٌجري‪.‬‬
‫‪ .2‬تؽطٌة العٌنٌن طوال فترة التحمٌك‪ :‬منع المعتمل من االحساس بالزمان والمكان‪ ,‬هو أسلوب ٌتم استخدامه فً‬
‫مراكز التحمٌك‪ ,‬حٌث ٌتم تؽطٌة عٌون المعتمل من اللحظة األولى من االعتمال‪ ,‬أي بعد الخروج من بٌته مباشرة‪,‬‬
‫حتى نهاٌة التحمٌك‪ .‬وفً الماضً المرٌب كان ٌتم استخدام أكٌاس المماش ذوات الروابح النتنة التً تناولناها سابما‪,‬‬
‫والٌوم ٌتم استخدام نظارات خاصة ال ٌستطٌع المعتمل من خبللها رإٌة أي شًء حوله‪ ,‬والهدؾ من هذا االجراء‪,‬‬
‫هو منع المعتمل من االحساس بالمكان الموجود به‪ ,‬وكذلن إحساسه بالزمن‪ ,‬حٌث ال ٌستطٌع أن ٌفرق بٌن اللٌل‬
‫والنهار‪ ,‬باإلضافة الى منع المعتمل من رإٌة أي أحد حوله من زمبلبه‪ ,‬لكً ال ٌتواصل معهم‪ ,‬وهذا ما ٌجعل‬
‫المعتمل ٌشعر انه وحٌد فً منطمة ممطوعة‪ ,‬وال ٌعرؾ عنها أي شًء‪ ,‬وٌتم لطعه عن العالم الخارجً تماما‪ .‬وكل‬
‫‪18‬‬
‫ذلن من اجل ان ٌبمى المعتمل فً اجواء موحشة ومخٌفة‪ ,‬بحٌث تكون صلة الوصل الوحٌدة مع بنً البشر هو‬
‫ا لمحمك‪ ,‬الذي ٌراه بٌن فترة واخرى‪ ,‬ألن الطرٌمة الوحٌدة للخبلص من هذه النظارات وإزالتها عن العٌون هً‬
‫وجود المعتمل امام المحمك‪ .‬كما وٌتم تؽطٌة العٌنٌن بواسطة النظارات السمٌكة المذكورة أعبله‪ ,‬أثناء تمدٌد‬
‫االعتمال فً المحاكم العسكرٌة‪ ,‬التً تتواجد فً مراكز التحمٌك ‪ ,‬وخاصة عندما ٌكون المعتمل ممنوعا من لماء‬
‫المحامً‪ ,‬حتى ال ٌسمح للمحامً بالتعرؾ على المعتمل أو بالعكس او االلتراب منه او الحدٌث الٌه‪ .‬فً هذه‬
‫الحالة‪ ,‬ال ٌسمح للمحامً بالتواجد فً لاعة المحكمة سوٌة مع المعتمل للمرافعة عنه‪ ,‬بل ٌمتصر عمله على طرح‬
‫بعض األسبلة ع لى محمك المخابرات‪ ,‬الذي ٌتابع الملؾ المتواجد داخل لاعة المحكمة‪ ,‬وعلى تمدٌم االدعاءات ضد‬
‫تمدٌد فترة التحمٌك‪ .‬وبعض المعتملٌن ٌطلبون الجلوس مع المحمك‪ ,‬ومحاولة إطالة فترة وجوده معه‪ ,‬فً ؼرفة‬
‫التحمٌك‪ ,‬من خبلل فتح أحادٌث فً مواضٌع مختلفة‪ ,‬وبذلن ٌتعرؾ المحمك على شخصٌة المعتمل‪ ,‬وعن الجوانب‬
‫المخفٌة فً هذه الشخصٌة‪ ,‬و على طرٌمة التفكٌر ومكان الضعؾ والموة عنده‪ .‬كما وٌإدي الحدٌث الكثٌر‬
‫بالضرورة إلى الولوع فً اخطاء‪ٌ ,‬ستطٌع المحمك من خبللها‪ ,‬الدخول الى نفسٌة المعتمل‪ .‬ومواجهة هذا األسلوب‪,‬‬
‫ٌكون بإزالة تلن النظارات كلما أمكن ذلن‪ ,‬من خبلل استخدام الحابط المجاور او األبواب‪ ,‬كما وٌمكن أن ٌستمر‬
‫بالمطالبة والصراخ‪ ,‬لعل هنان أحد أصدلابه أو معتمل أخر بالمرب منه‪ٌ ,‬ستطٌع الحدٌث معه‪ ,‬والتفاعل معه‪ ,‬ما‬
‫ٌخفؾ من الوضع السًء الموجود فٌه‪.‬‬
‫‪ .3‬التهدٌدات‪ :‬إن عملٌة تهدٌد المعتمل او اعتمال أحد أفراد أسرته‪ ,‬وخاصة اإلناث منهم‪ ,‬او هدم البٌت‪ ,‬او بث اشاعة‬
‫انه عمٌل إلسرابٌل او االؼتصاب‪ ...‬هو أسلوب من اسالٌب التعذٌب النفسً للمعتمل‪ ,‬حٌث ٌوضع فً اجواء‬
‫مرعبة ومخٌفة‪ ,‬وذلن بسبب وجود فكرة مسبمة عن جرابم االحتبلل ولدرتهم على تنفٌذ تهدٌداتهم‪ .‬فعدد من‬
‫المعتملٌن ٌعٌشو ن مع هذه التهدٌدات طوال فترة التحمٌك‪ ,‬وٌبمى الخوؾ بداخلهم‪ ,‬من أن ٌموم المحمك بتنفٌذ تهدٌده‪.‬‬
‫وبهذا تكون اوضاعهم النفسٌة سٌبة‪ ,‬وتبمى حالة التوتر والخوؾ مرافمة لهم طوال الولت‪ .‬وهنان بعض المعتملٌن‬
‫ٌضعفون وٌستجٌبون لتهدٌدات المحمك‪ ,‬وٌعتمدون بؤن إعطاء معلومة صؽٌرة ٌمكن أن تمٌهم من هذه التهدٌدات‪,‬‬
‫وإذا الحظ المحمك أن الضؽط بهذا االتجاه جاء بنتٌجة‪ ,‬سٌموم بالضؽط بشكل أكبر من اجل الحصول على‬
‫معلومات اكثر‪ .‬ومن اجل مواجهة هذا األسلوب‪ٌ ,‬جب عدم االستجابة لهذه التهدٌدات‪ ,‬ألنها لن تنفذ‪ ,‬وٌجب أن‬
‫ٌظهر المعتمل وٌبٌن للمحمك‪ ,‬أنه ال ٌخاؾ من هذه التهدٌدات‪ ,‬وبذلن ٌخرج معافً من هذا األسلوب‪.‬‬
‫‪ .4‬اعتمال أحد أفراد العابلة‪ :‬وإحضاره إلى مراكز التحمٌك ان الترابط األسري الوثٌك بٌن افراد المجتمع وافراد‬
‫االسرة لٌمة انسانٌة‪ ,‬موجودة لدى الناس‪ ,‬وهنان تفاوت بٌن مجتمع وآخر‪ .‬وألن االحتبلل ٌعرؾ أهمٌة هذا‬
‫الترابط‪ ,‬فمد استخدمه اسلوبا للضؽط على المعتملٌن‪ ,‬فً مراكز التحمٌك‪ ,‬ولد استؽلت أجهزة المخابرات هذه‬
‫العبللات األسرٌة الممٌزة‪ ,‬ووظفتها بشكل سًء و ؼٌر أخبللً‪ ,‬من خبلل اعتمال أحد أفراد األسرة‪ ,‬من ألارب‬
‫الدرجة األولى‪ ,‬مثل األب واألم والزوجة واالخت‪ ,‬وإحضارهم الى مراكز التحمٌك‪ ,‬وتهدٌد المعتمل أنه بعد‬
‫اعترافه‪ ,‬سٌترن للمخابرات أن تسجنهم لمدة طوٌلة‪ ,‬وستلفك لهم تهمة وتمدمهم للمحكمة‪ ,‬أو ٌموموا بتهدٌد المعتمل‬
‫باؼتصاب زوجته او اخته‪ ,‬علما أن ذلن ال ٌحدث فعلٌا‪ .‬ولنا أن نتخٌل الوضع النفسً للمعتمل عندما ٌفاجا بوجود‬
‫احد والدٌ ه الطاعنٌن فً السن أمامه‪ ,‬فً ؼرفة التحمٌك‪ ,‬بدون سبب‪ ,‬اال لكونهم أبوٌه‪ ,‬او ان ٌرى زوجته‪ ,‬أو‬
‫اخته ‪ ,‬فهذا االمر ٌشكل ضؽطا نفسٌا كبٌرا جدا‪ ,‬إلى درجة ال ٌستطٌع بعض المعتملٌن تحمله‪ .‬وهذا األمر ال بد وان‬
‫ٌترن أثارا كبٌرة على المعتمل‪ ,‬وٌحمل نفسه مسإولٌة ما ٌجري أللاربه‪ ,‬ولكن المسإولٌة ٌجب أن تحمل‬
‫لبلحتبلل‪ ,‬على هذا األسلوب الرخٌص‪ ,‬فً العماب الجماعً‪ ,‬ومحاولة زج أفراد األسرة وتحمٌلهم مسإولٌة عمل‬
‫فرد من أفرادها‪ .‬ومواجهة هذا األسلوب ٌؤتً من الناع المعتمل لنفسه‪ ,‬أن هذا األسلوب الرخٌص وؼٌر األخبللً‬
‫والبلإنسانً‪ٌ ,‬جب أن تتم مواجهته من خبلل الصمود وعدم السماح للمحمك بكسر شوكة المعتمل وتحمٌك انتصار‬
‫علٌه ‪ ,‬كما وٌجب أن ٌمنع نفسه‪ ,‬أن كل فرد من الشعب الفلسطٌنً معرض للمضاٌمة واالعتمال واالستشهاد‪ ,‬حتى‬
‫لو كان فً بٌته او عمله او فً الشارع أو فً أي مكان‪ ,‬وال ٌحمل نفسه مسإولٌة ما ٌحدث ألهله‪ .‬كما وٌجب أن‬
‫ٌعرؾ المعتمل‪ ,‬أن المحممٌن ال ٌمكن أن ٌمدموا على تنفٌذ التهدٌدات‪ ,‬من اؼتصاب واستمرار اعتمال لفترات‬
‫طوٌلة‪ ,‬الن هنان نظاما ولانونا ٌحكم عملهم‪ ,‬ألنهم إذ تجاوزوها ٌمكن أن ٌفمدوا وظابفهم ومستمبلهم المهنً‪.‬‬
‫وٌجب على المعتمل عدم التفكٌر أن االهل ٌد فعون الثمن بدال عنه‪ ,‬وأن ضرٌبة الوطن مفروضة على كل الشعب‬
‫الفلسطٌنً‪.‬‬
‫‪ .5‬االؼراءات واإلؼواء وإثارة المشاعر‪ٌ :‬ستخدم محممو المخابرات اإلؼراءات‪ ,‬فً لضاٌا مختلفة وحاجات انسانٌة‬
‫واجتماعٌة‪ ,‬للمعتمل‪ ,‬كؤسلوب من أسالٌب التحمٌك‪ ,‬للضؽط على المعتمل‪ .‬ونحن نعرؾ أن حجز حرٌة االنسان‪,‬‬
‫من األمور المإلمة جدا‪ ,‬وما ٌحلم به المعتمل صباح ومساء‪ ,‬هو فن أسره وتحرٌره من المٌود‪ .‬ولذلن عمد‬
‫المحممون الى تمدٌم االؼراء باإلفراج عنه وتحرٌره من األسر‪ ,‬ممابل تمدٌم معلومات بسٌطة‪ ,‬ال ٌمكن أن تضر أحد‬

‫‪19‬‬
‫من رفاله‪ .‬وإذا ما ولع المعتمل بهذا الشرن‪ ,‬عندها ال ٌستطٌع ان ٌخلص نفسه أبدا‪ ,‬حٌث تزٌد علٌه عملٌة الضؽط‬
‫بشكل أكبر‪ ,‬من أجل انتزاع معلومة أخرى‪ ,‬الى ان ٌفضً بكل ما لدٌه من معلومات‪ ,‬كما وهنان اؼراءات تمدم‬
‫للمعتمل‪ ,‬خاصة بالطعام‪ ,‬وتحدٌدا للمعتملٌن الذٌن ٌمنعون من تناوله لمدة طوٌلة‪ ,‬حٌث ٌكون المعتمل ٌعانً من‬
‫الجوع‪ ,‬وٌموم المحمك بتناول أشهى المؤكوالت أمامه‪ ,‬بطرٌمة استفزازٌة‪ ,‬وٌبدأ بمساومته ممابل االعتراؾ ٌمكن‬
‫تمدٌم الطعام له ومواجهة كل تلن األمور‪ ,‬و تكون بعدم سماع ما ٌموله المحمك‪ ,‬وان ٌبٌن له أن كل هذه االؼراءات‬
‫ال تإثر به‪ .‬وٌجب على الم عتمل أن ٌؤخذ مولفا من تماسم الطعام مع العدو‪ ,‬بؤي شكل من األشكال‪ .‬كما وٌجب علٌه‬
‫أن ٌؽض البصر عن كل االؼراءات واإلٌحاءات الجنسٌة‪ ,‬التً ٌحالون عرضها علٌه‪ ,‬وٌجب عدم التفكٌر بهذا‬
‫األمر إذا جاء لذهنه‪ ,‬وعلٌه ان ٌطرده‪ ,‬وٌفكر فً لضاٌا أخرى وبؤسالٌب تواجه هذا التحمٌك‪ ,‬وكٌفٌة الصمود‬
‫والخروج منتصرا‪.‬‬
‫‪ .6‬تركٌبة الزنزانة ولونها وحجمها‪ٌ :‬وضع المعتمل اثناء التحمٌك‪ ,‬فً زنزانة ذات لون رمادي لاتم جدا‪ ,‬وتكون‬
‫حٌطانها ذات نتوءات كبٌرة جدة‪ ,‬بحٌث ال ٌستطٌع جسم المعتمل االرتكاز علٌها‪ ,‬كما وٌكون حجم الزنزانة صؽٌرة‬
‫جدا‪ ,‬وداخلها ٌكون مرح اض‪ ,‬وتظهر الزنزانة وكؤنها مرحاض‪ ,‬حٌث هً مكان للنوم والطعام والمشً‬
‫والمرحاض فً آن واحد‪ .‬وهذه الزنازٌن تستخدم اثناء انتظار المعتمل لجوالت التحمٌك التً ال تنتهً‪ .‬والهدؾ من‬
‫اللون الماتم‪ ,‬مع اإلضاءة الخافتة‪ ,‬ووجود المرحاض المكشوؾ‪ ,‬لمكان النوم والطعام‪ ,‬هو دفع المعتمل للشعور‬
‫بوضع نفسً سًء‪ ,‬والتؤ ثٌر على استمراره الذهنً والعصبً‪ .‬وهنا ال بد أن نذكر أن هذا الشكل من الزنازٌن‪,‬‬
‫بالرؼم من وحشٌته وعدم صبلحٌته لبنً البشر‪ ,‬لم ٌتوفر إال فً السنوات األخٌرة‪ ,‬حٌث كانت الزنازٌن فً السابك‬
‫أسوأ بكثٌر مما علٌه اآلن‪ ,‬حٌث الحشرات والف بران تتماسم الزنزانة مع المعتمل والمذارة منتشرة فً كل مكان‪,‬‬
‫وبالرؼم من وحشٌة هذه الزنازٌن الٌوم‪ ,‬إال أنها تعتبر محسنة نوعا ما‪ ,‬ممارنة بما كان سابما‪ ,‬ولم ٌؤتً ذلن‬
‫التحسٌن البسٌط من حسن نواٌا من المخابرات‪ ,‬وإنما من خبلل نضال المعتملٌن‪ ,‬والمإسسات التً تعنى بشإونهم‪.‬‬
‫‪ .7‬استخدام العمبلء لئلزعاج والتخوٌؾ‪ :‬بعد ساعات أو اٌام من التحمٌك الطوٌل‪ٌ ,‬تم نمل المعتمل الى زنزانة‪ ,‬وفً‬
‫العادة ٌكون بانتظاره فٌها أسلوب جدٌد من التعذٌب‪ ,‬وهو ازعاج وتخوٌؾ وتهبٌط الهمم والعزٌمة‪ ,‬وذلن من خبلل‬
‫عمبلء العدو الذٌن ٌموم بنشرهم فً زنازٌن التحمٌك‪ .‬فالمعروؾ أنه بعد أٌام طوٌلة من التحمٌك المكثؾ‪ ,‬وعدم‬
‫النوم‪ ,‬وما ٌحتاجه المعتمل هو الراحة والهدوء والنوم‪ ,‬من أجل مواجهة الجوالت المادمة من التحمٌك‪ ,‬ولكن ال‬
‫ٌستطٌع المعتمل أن ٌتمتع بذلن‪ ,‬حٌث ٌنتظره فً الزنزانة عمٌل تكون مهمته منعه من النوم‪ ,‬من خبلل فتح أحادٌث‬
‫ال تنتهً‪ ,‬وتوجٌه وابل من األسبلة‪ ,‬وإشعاره بحاجته للمعتمل من أجل إرشاده وتوجٌهه المواجهة المحممٌن‪ ,‬وهنان‬
‫نوع آخر من العمبلء الذي ٌلعب دور المجرب والعارؾ وذو الخبرة فً التحمٌك وأسالٌبه‪ ,‬ومن خبلل ذلن ٌموم‬
‫بتعظٌم دور العدو وإمكانٌاته وخبرته ولدرته على جمع المعلومات‪ ,‬وعدم المدرة على الصمود أمامه‪ ,‬وبهذا ٌكون‬
‫دوره هو تخوٌؾ وتهبٌط العزٌمة لؤلسٌر‪ ,‬وٌجعله فً وضع نفسً ال ٌحسد علٌه‪ .‬ومواجهة ذلن ٌكون من خبلل‬
‫إهمال كل من ٌوجد فً الزنزانة‪ ,‬والطلب بؤن ال ٌزعجه أحد‪ ,‬وال ٌرٌد أن ٌتحدث بؤي شًء‪ ,‬وٌرٌح جسده‪,‬‬
‫وٌفضل عدم التعاطً مع أي أحد موجود فً الزنزانة‪ ,‬سواء من المعتملٌن العادٌٌن او العمبلء وعدم الحدٌث إال فً‬
‫إطار المضاٌا العامة‪ ,‬وعدم إجهاد نفسه فً البحث‪ ,‬إذا كان الموجود فً الزنزانة عمٌل أم ال‪ ,‬وفمط علٌه التزام‬
‫الصمت و عدم الحدٌث فً أي شًء ٌخص لضٌته‪.‬‬
‫‪ .8‬مراكز التحمٌك الؽامضة‪ :‬كؤسلوب للضؽط النفسً ٌموم جهاز "الشابان" بنشر شابعات‪ ,‬وهالة كبٌرة‪ ,‬حول وحشٌة‬
‫بعض مراكز التحمٌك‪ ,‬وٌكون ذلن إما داخل الزنازٌن‪ ,‬او فً الخارج‪ ,‬من خبلل العمبلء‪ ,‬أو من خبلل مبالؽة‬
‫بعض المعتملٌن المحررٌن‪ .‬وهذا األمر ٌجعل لدى المعتمل فكرة مسبمة‪ ,‬ولٌست بالضرورة صحٌحة‪ ,‬حول وحشٌة‬
‫تلن المراكز‪ ,‬وٌكون لدٌه خوؾ شدٌد‪ ,‬من أن ٌتم نمله إلٌها‪ ,‬حٌث ٌعتمد أن نهاٌة حٌاته ستكون داخل تلن المراكز‪,‬‬
‫او لن ٌخرج منها اال بعاهة دابمة‪ ,‬وهذا ما ٌشكل ضؽطا نفسٌا كبٌرا على المعتمل لبل انتماله لهذه المراكز‪ ,‬وحتى‬
‫اثناء نمله‪ ,‬سٌبمى ٌنتظر التحمٌك والتعذٌب الماسً والوحشٌة المنتظرة‪ ,‬التً سمع عنها لبل وصوله‪ ,‬وهذا ما ٌجعله‬
‫خابفا وضعٌفا أمام محممٌه بشكل دابم‪ .‬وفً حمٌمة األمر‪ ,‬أن كل مراكز التحمٌك واحدة‪ ,‬وكل اسالٌب التحمٌك‬
‫واحدة‪ ,‬وما ٌمال وٌشاع وٌهول هو من باب المبالؽة فمط ال ؼٌر‪ ,‬ولٌس هنان مراكز تحمٌك صعبة ولاسٌة‪,‬‬
‫ومراكز سهلة وخفٌفة‪ .‬كما وٌتم استخدام أماكن ؼٌر معروفة للتحمٌك‪ ,‬وتحت عنوان أماكن سرٌة أو عسكرٌة‪ ,‬من‬
‫أجل الضؽط على المعتمل‪ ,‬حٌث تكون التهدٌدات تحت عنوان المتل والتعذٌب الماسً والوضع فً ظروؾ مرعبة‪,‬‬
‫وهذا األسلوب من التهدٌد‪ ,‬استخدم فً انتفاضة األلصى‪ ,‬وخاصة مع المعتملٌن المطلوبٌن‪ ,‬الذٌن تم اعتمالهم فً‬
‫أماكن بعٌدة عن أماكن سكناهم‪ ,‬وبعدم معرفة أحد عنهم‪ .‬و من معرفتنا‪ ,‬ووعٌنا وتجربتنا نإكد‪ ,‬أن كل مراكز‬
‫التحمٌك وأسالٌب التحمٌك والتهدٌدات‪ ,‬هً فمط من أجل التخوٌؾ‪ ,‬وأن الصمود ٌحتاج فمط إلرادة لوٌة‪ ,‬والسٌطرة‬
‫على الخوؾ‪ ,‬والمعرفة بؤسالٌب التحمٌك المختلفة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اعزخذاَ األص‪ٛ‬اد اٌصبخجخ‪ ِٓ :‬أعً خٍك ؽبٌخ ِٓ االصػبط ‪ٚ‬اٌز‪ٛ‬رش اٌذائُ ٌذ‪ ٜ‬اٌّؼزمً‪٠ ,‬م‪ َٛ‬اٌّؾمم‪ ْٛ‬ثبعزخذاَ‬ ‫‪.9‬‬
‫اٌّ‪ٛ‬ع‪١‬م‪ ٝ‬اٌصبخجخ‪ ,‬ف‪ِ ٟ‬شاوض اٌزؾم‪١‬ك‪ٌٚ ,‬غبػبد غ‪ٍ٠ٛ‬خ‪ٚ ,‬ثذ‪ ْٚ‬أمطبع‪ٚ ,‬ثص‪ٛ‬د ِشرفغ عذا‪ ,‬ؽ‪١‬ش ‪ٛ٠‬ظغ‬
‫اٌّؼزمً ف‪ ٟ‬د‪ٚ‬اِخ ال ‪٠‬غزط‪١‬غ ِؼ‪ٙ‬ب اٌزفى‪١‬ش ا‪ ٚ‬اٌزشو‪١‬ض‪ٚ ,‬ثبٌزبٌ‪٠ ٟ‬فمذ ر‪ٛ‬اصٔٗ‪ ,‬وّب ‪ٚ‬رّٕؼٗ ٘زٖ األص‪ٛ‬اد ِٓ إٌ‪,َٛ‬‬
‫اٌز‪٠ ٞ‬ى‪ ْٛ‬ثؾبعخ إٌ‪ ٗ١‬ث‪ ٓ١‬ع‪ٛ‬الد اٌزؾم‪١‬ك‪.‬‬
‫اػزشافبد أصذلبء ‪ٚ‬سفبق اٌّؼزمً‪ :‬أصٕبء اٌزؾم‪١‬ك‪ٕ٘ ,‬بن ِٓ ‪٠‬مذَ االػزشافبد اٌغش‪٠‬ؼخ‪ٚ ,‬آخش ‪٠‬أخز ‪ٚ‬لزب‪ٚ ,‬صبٌش ال‬ ‫‪.10‬‬
‫‪٠‬مذَ أ‪ ٞ‬اػزشاف‪ٚ ,‬ث‪ٙ‬زا ‪٠‬زُ اعزخذاَ اٌّؼزمٍ‪ ٓ١‬اٌز‪٠ ٓ٠‬مذِ‪ ْٛ‬اػزشافبد ِجىشح‪ ,‬وؼبًِ ظغػ على بالً اعضاء‬
‫المجموعة‪ ,‬وٌكون ذلن من خبلل حدٌث المحمك عن زمٌلهم‪ ,‬بعد اعترافه‪ ,‬وأنه أصبح ٌعٌش حٌاة مستمرة‪ ,‬ولد‬
‫تخلص من العذاب الذي ٌعٌشه زمبلإه‪ ,‬وال ٌكتفً المحمك فمط بالحدٌث‪ ,‬فؤحٌانا ٌموم بعرض صور او افبلم‬
‫فٌدٌو‪ ,‬تبٌن اعترافات المعتمل‪ ,‬وتبٌن حٌاته داخل السجن وهو ٌلهو ومبسوط‪ ,‬وهذا العرض ٌستؽل للضؽط على‬
‫بالً المعتملٌن ؼٌر المعترفٌن‪ .‬ولكً ٌكون التؤثٌر أكبر‪ٌ ,‬موم المحمك بسرد أمثال عربٌة مثل "مبة عٌن تبكً وال‬
‫عٌن أمً تبكً" أو "من ٌضرب بالعصً مش مثل إلً بعدها" ‪ ...‬الخ وهذا من أجل أن ٌكون التؤثٌر النفسً أكبر‬
‫على المعتمل الذي لم ٌعترؾ بعد‪ .‬كما وٌمول له‪ :‬إن صدٌمه المعترؾ لد درس موضوع االعتراؾ وحسب أٌن‬
‫الربح وأٌن الخسارة‪ ,‬ووصل إلى استنتاج‪ ,‬أن االعتراؾ هو الذي ٌخلصه من هذا الوضع‪ ,‬و على المعتمل ؼٌر‬
‫المعترؾ أن ٌعمل مثل صدٌمه‪ ,‬وٌذهب لٌرتاح مثلما عمل صدٌمه‪ .‬وال شن أن المعتملٌن‪ ,‬الذٌن ٌعرض علٌهم‬
‫اعترافات أصدلابهم ورفالهم فً السبلح‪ ,‬كان لها ولع كبٌر علٌهم‪ ,‬وترن أثار علٌهم‪ ,‬وهنان معتملون أدى ذلن بهم‬
‫إلى تمدٌم اعترافات‪ ,‬وخاصة إذا كان الشخص المعترؾ لبلهم هو المسإول او لابد المجموعة‪ .‬ومواجهة ذلن تتم‬
‫من خبلل رفض التعاطً مع المحممٌن‪ ,‬وعدم الموافمة على لماء أي معتمل‪ ,‬ومواجهته‪ ,‬حتى لو تؤكد انه اعترؾ‪,‬‬
‫وان ٌرفض أن ٌرى أي صور او اشرطة فٌدٌو‪ ,‬تبٌن اعتراؾ صدٌمه‪ ,‬وٌجب أن ٌمنع نفسه أن ظروفه تختلؾ عن‬
‫ظروؾ من اعترؾ‪ ,‬وأن ال ٌعترؾ‪ ,‬بؽض النظر عن مولع رفٌمه‪ ,‬الذي لدم االعتراؾ‪ .‬كما ٌجب أن ٌعً‬
‫المعتمل‪ ,‬أنه أحٌانا كثٌرة‪ٌ ,‬تم تمدٌم معلومات خاطبة وؼٌر صحٌحة‪ ,‬وان هنان صورة وأشرطة فٌدٌو مفبركة‬
‫وؼٌر حمٌمٌة‪ ,‬وعلٌه أن ٌكون حذرا‪ ,‬وان ال ٌصدق ما ٌموله المحمك‪.‬‬
‫الشتم بؤلفاظ بذٌبة ونابٌة‪ :‬تطول األم وا ألخت وكل ما األلارب باإلضافة الى البصك على المعتمل ومواجهة ذلن‬ ‫‪.11‬‬
‫ٌكون بالرد على كل شتٌمة بمثلها‪ ,‬أو تجاهلها‪ ,‬كونها صادرة عن عدو حالد ومتؽطرس‪ٌ ,‬فتمد لؤلخبلق والمٌم‬
‫اإلنسانٌة‪.‬‬
‫استؽبلل الدخان‪ :‬كؤسلوب للضؽط على المعتمل حٌث ٌتم مساومة المعتمل المدمن على التدخٌن‪ ,‬وإؼرابه بسجابر‬ ‫‪.12‬‬
‫ممابل االعتراؾ‪ .‬والمعتمل ؼٌر المدخن ٌتم مضاٌمته من خبلل التدخٌن بوجهه‪ ,‬وفً ؼرفة التحمٌك‪ ,‬أو وضع عدد‬
‫من المدخنٌن فً زنزانته‬
‫منع المعتمل من التنفس‪ :‬من خبلل خلمه لمدة دلٌمة أو أكثر األمر الذي ٌشعر المعتمل‪ ,‬أنه وصل إلى درجة الموت‪,‬‬ ‫‪.13‬‬
‫ومواجهة ذلن ت كون بالصراخ والحركة وتهدٌد المحمك‪ ,‬ومحاولة ضربه إذا تمكن من ذلن‪.‬‬
‫النوم فً المرحاض‪ :‬حٌث ٌتم وضع المعتمل فً المرحاض‪ ,‬الذي ال تصل مساحته ألكثر من متر مربع‪ ,‬لعدة أٌام‬ ‫‪.14‬‬
‫فً اللٌل والنهار‪ ,‬األمر الذي ٌستهدؾ ترن أثرا نفسٌة على المعتمل‪ ,‬وٌستهدؾ إذالله والضؽط علٌه‪ ,‬ومواجهة‬
‫ذلن تكون الدق على باب المرحاض‪ ,‬بشكل مستمر‪ ,‬حتى ٌتم إخراج المعتمل منه‪.‬‬
‫المنع من الصبلة وعدم إببلغ المعتمل بمواعٌد الصبلة‪ ,‬لمنعه من ممارسة شعابره الدٌنٌة‪ ,‬وإشعاره أن أمره أصبح‬ ‫‪.15‬‬
‫معلك بٌد المحمك‪ ,‬ولٌس له سٌطرة على ذاته‪ ,‬حتى ولو فً إطار المٌام بواجبه الدٌنً اتجاه خالمه‪.‬‬
‫استهداف الجانب المعنوي لدى المعتمل‪:‬‬
‫تبهٌت دور المعتمل الوطنً أو تعظٌمه وتضخٌمه‪ :‬كل مناضل فلسطٌنً لدٌه لناعات تامة وأكٌدة بعدالة لضٌته‪,‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وبحموق شعبه فً العٌش بحرٌة وكرامة‪ ,‬ولهذا ٌنذر نفسه للعمل على تحمٌك العدل وإرجاع الحموق‪ ,‬من خبلل‬
‫االنتماء للعمل الوطنً والفصابل المختلفة ومماومة االحتبلل‪ ,‬وهذه لضٌة بدٌهٌة لدى كل مناضل‪ .‬وبالرؼم من ذلن‬
‫ٌحاول الع دو من خبلل جهاز "الشابان"‪ ,‬ومحممٌه‪ ,‬تبهٌت هذا الدور‪ ,‬واالنتماص منه‪ ,‬والتندر علٌه‪ ,‬واالستهزاء‬
‫به‪ ,‬وٌكون ذلن من خبلل حدٌث المحمك‪ :‬أن دور المعتمل او المناضل لم ٌحمك أي شًء لنفسه أو لشعبه‪ ,‬وما ٌموم‬
‫به هو شًء تافه‪ ,‬ال ٌمدم أو ٌإخر لمضٌته وشعبه‪ .‬كما وٌبٌن المحمك للمعتمل أن العالم كله ٌمؾ الى جانب‬
‫اسرابٌل‪ ,‬وال ٌمكن لنضال الفلسطٌنٌٌن البدابً والمحدود وإمكانٌاتهم المتواضعة أن تهزم دولة إسرابٌل النووٌة‬
‫والمحمٌة والمدعومة من أمرٌكا سٌدة العالم‪ ,‬وبالتالً فبل ٌستفٌد المناضل الفلسطٌنً شٌبا سوى فناء عمره فً‬
‫السجون‪ ,‬وٌذهب كل عمله هباء منثور وال لٌمة له‪ .‬والهدؾ من كل ذلن هو تهبٌط العزابم وضرب المعنوٌات‪,‬‬
‫ووضع المعتمل فً أجواء أن كل عمله النضالً السابك والمستمبلً‪ ,‬هو عمل عبثً‪ ,‬ولن ٌمدم أو ٌإخر‪ ,‬ولن ٌإثر‬
‫على دولة إسرابٌل‪ .‬فالمعتمل الموجود فً أجواء صعبة وموحشة‪ ,‬وٌتعرض لكل أسالٌب التعذٌب هذه‪ ,‬ولدراته‬

‫‪21‬‬
‫محدودة‪ ,‬لد ٌتؤثر بهذا الحدٌث‪ .‬ومواجهة ذلن تكون بعدم الرد على المحمك‪ ,‬وان ال ٌنالشه على الرؼم من لناعتنا‬
‫ان المعارن البطولٌة التً خاضعها شعبنا‪ ,‬وحمك بها نتابج‪ ,‬مثل االنتفاضة األولى‪ ,‬بالرؼم من بساطة األسلحة‬
‫المستخدمة بها وهو الحجر‪ ,‬وٌذكره بمعادلة توازن الرعب التً أوجدتها االنتفاضة الثانٌة‪ ,‬والتً تملص فٌها عدد‬
‫الشهداء بالنسبة للمتلى اإلسرابٌلٌٌن بنسبة ‪ .1-3‬وبالرؼم أنه محتل ؼاصب ومجرم‪ ,‬وكل ما ٌموم به المحتل‬
‫مخالؾ للمانون وللشرابع السماوٌة والدٌنٌة‪ ,‬وأن كل احتبلل مهما عظم ولوي وتجبر وارتكب من مجازر‪ ,‬مصٌره‬
‫الى الزوال‪ ,‬وأن الشعوب المحتلة مصٌرها الحرٌة واالستمبلل‪ ,‬طال الزمان أم لصر‪ .‬ولد ٌتم استخدام اسلوب‬
‫اخر‪ ,‬وهو تعظٌم وتضخٌم دور المعتمل‪ ,‬حٌث ٌمول له المحمك أنن مسإول ومإمن بعدالة لضٌتن‪ ,‬إذا علٌن أن ال‬
‫تخجل من ذلن وأن تتفاخر به‪ ,‬وال تخجل مما تفعل ‪ ,‬وعلٌن أن تدافع عن عملن‪ ,‬وإال فبل تستحك أن تكون‬
‫مناضبل ومماتبل من أجل حرٌة شعبن‪ .‬ومواجهة ذلن ٌكون بعدم التجاوب مع هذا الحدٌث‪ ,‬وعدم التفكٌر به نهابٌا‪,‬‬
‫ألن الهدؾ من ذلن هو االستفزاز وبالتالً تمدٌم االعتراؾ‪.‬‬
‫‪ .2‬تبٌان لوة العدو الصهٌونً وممارنتها بموة الشعب الفلسطٌنً‪ :‬العدو الصهٌونً فً السنوات السبعٌن من عمر‬
‫كٌانه‪ ,‬بنً دولة لوٌة‪ ,‬وتملن ترسانة عسكرٌة لوٌة‪ ,‬وأصبحت من الموى األولى فً العالم‪ ,‬من حٌث التجهٌزات‬
‫العسكرٌة واألمنٌة‪ ,‬إضافة لكونها لوة التصادٌة‪ .‬وكل هذه االمتٌازات والمدرات‪ٌ ,‬تم استخدامها فً مراكز‬
‫التحمٌك‪ ,‬حٌث ٌمدم المحمك شرح وافً عن كل تلن اإلنجازات والمدرات‪ ,‬والتطور والتمدم المستمر‪ ,‬وٌبٌن للمعتمل‬
‫کم هً دولة لوٌة ومدعومة من العالم أجمع‪ .‬وٌبدأ المحمك ممارنة ذلن مع الثورة الفلسطٌنٌة والسلطة فً السنوات‬
‫األخٌرة‪ ,‬التً ال تملن شٌبا وال ٌوجد لدٌها سبلح او جٌش او التصاد مستمل او دعم دولً‪ ,‬كما إلسرابٌل‪ .‬والهدؾ‬
‫من وراء ذلن‪ ,‬هو ضرب الروح المعنوٌة لدى المعتمل‪ ,‬وتشكٌكه بإمكانٌة هزٌمة اسرابٌل الموٌة‪ ,‬وٌحاول ان ٌمنع‬
‫المعتمل‪ ,‬آن النضال الفلسطٌنً‪ ,‬والشعب كله ال ٌستطٌع ان ٌخرج اسرابٌل من أي مدٌنة أو لرٌة او مخٌم‪ ,‬ومن‬
‫األراضً المحتلة‪ ,‬اذا كانت اسرابٌل ال ترٌد ذلن‪ ,‬وبهذا ٌحاول أن ٌرسخ فً ذهن المعتمل‪ ,‬أن اسرابٌل هً من‬
‫تحدد الحل‪ ,‬وهً من تملن خطوط اللعبة‪ ,‬والمادرة على منع وإعطاء الفلسطٌنٌٌن الدول‪ ,‬ولٌس نضالهم ومماومتهم‬
‫من ٌحدد ذلن‪ .‬كما وٌحاول المحمك الناع المعتمل أنه سٌمضً بالً سنوات عمره فً السجون‪ ,‬ولن ٌجد من ٌمؾ‬
‫بجانبه‪ ,‬وٌحاول العمل على اإلفراج عنه‪ ,‬إال إذا أرادت إسرابٌل ذلن‪ .‬ولٌإكد المحمك ذلن ٌبدأ بسرد أسماء‬
‫المعتملٌن الذٌن مضى على وجودهم سنوات طوٌلة داخل السجون‪ ,‬وٌعرض أمام المعتمل عملٌات فدابٌة فاشلة‪,‬‬
‫وتؤثٌرها المحدود على إسرابٌل‪ ,‬وبالممابل أثارها السلبٌة الكبٌرة على الشعب الفلسطٌنً‪ ,‬ولد ٌحمل المماومة‬
‫الفلسطٌنٌة المسإولٌة عن هذه العملٌات‪ٌ ,‬مول للمعتمل لوال هذه العملٌات لمامت الدولة الفلسطٌنٌة‪ .‬ومواجهة كل‬
‫ذلن‪ٌ ,‬كون من خبلل عدم منالشته واهماله‪ ,‬رؼم أن إمكانٌاتنا صحٌح متواضعة وبسٌطة‪ ,‬ولكنها أبمت الشعب‬
‫الفلسطٌنً صامدا وٌواجه دولة العدو ألكثر من سبعٌن عاما‪ ,‬وستبمى المماومة تواجه االحتبلل حتى ٌرحل‬
‫المحتلون عن أرضنا كما ولد ٌستخدم المحمك أحٌانا فساد بعض الشخصٌات الفلسطٌنٌة‪ ,‬ونمط حٌاة بعض لٌادات‬
‫الفصابل‪ ,‬وبعض لٌادات السلطة‪ ,‬وٌبٌن أن اهتمامهم فمط فً مصالحهم ولٌس فً مصلحة الشعب‪ ,‬من أجل هز‬
‫الروح المعنوٌة‪ ,‬لدى بعض المماتلٌن‪ ,‬الرد ٌكون‪ ,‬بعدم سماع هذا الحدٌث‪ ,‬وعدم االهتمام به‪ ,‬ألن الهدؾ منه هو‬
‫اإلحباط والٌؤس لدى المعتمل‪.‬‬
‫‪ .3‬الممارنة بٌن المحمك والمعتمل‪ :‬بعد ان ٌموم المحمك بدراسة شخصٌة بدراسة شخصٌة المعتمل وتحدٌد إمكانٌاته‬
‫الفكرٌة وخبراته‪ ,‬والتعرؾ على جوانب حٌاته‪ٌ ,‬موم المحمك بتحدٌد استراتٌجٌة للتعامل معه‪ ,‬وأسلوب التحمٌك‬
‫المناسب‪ ,‬فإذا كان المعتمل بسٌط وذا تجارب متواضعة فً الحٌاة‪ ,‬فٌتم الحدٌث معه حول جوانب الضعؾ فً‬
‫حٌاته‪ ,‬وذلن من أجل تشتٌت أفكاره‪ ,‬وحصرها بالتفكٌر بذاته‪ ,‬وكٌفٌة الخروج من المؤزق الموجود به فً زنازٌن‬
‫التحمٌك‪ .‬وإذا شعر المحمك بؤن هذا األسلوب ٌحمك نتابج وٌإثر فً المعتمل‪ ,‬فٌؤخذ المحمك بالتوؼل أكثر‪ ,‬من خبلل‬
‫حدٌث المحمك عن نفسه وعن حٌاته الخاصة‪ ,‬وكم هو ٌعٌش فً سعادة مع عابلته أو صدٌمته وفً عمله‪ ,‬وٌؤخذ‬
‫باالتصال بصدٌمته أمام المعتمل‪ ,‬وٌ شعر المعتمل كم هو مبسوط‪ ,‬وٌبدأ الحدٌث والممارنة بٌنه وبٌن المعتمل‬
‫الموجود فً التحمٌك‪ ,‬تحت ظروؾ لاسٌة وصعبة‪ ,‬وكم هً حٌاة الزنازٌن المذرة واأللم المستمر والبعد عن العابلة‬
‫واألطفال صعب‪ ,‬كما ٌمكن أن ٌظهر للمعتمل بعض األخطاء‪ ,‬التً لام بها فً حٌاته‪ ,‬وٌموم المحمك بالتلمٌح‬
‫والتصرٌح‪ ,‬أن خبلص المعتمل من كل هذا الوضع هو باالعتراؾ‪ ,‬من أجل العودة الى الحٌاة الطبٌعٌة‪,‬‬
‫واالعتراؾ ٌكون فً لضاٌا صؽٌرة‪ ,‬بحٌث ال تضر المعتمل‪ ,‬او أحد اصدلابه‪ .‬وبعد اإلدالء بها سٌتم االفراج عنه‪.‬‬
‫وإذا ما صدق المعتمل هذه األكاذٌب ولدم أٌة معلومة‪ ,‬بؽض النظر عن حجمها أو تؤثٌرها‪ ,‬فهذا سٌجر علٌه ضؽطا‬
‫أكبر ‪ .‬وٌهدؾ المحمك من وراء هذا األسلوب دفع المعتمل إلى التفكٌر والعٌش مع حٌاته خارج الزنازٌن‪ ,‬وإذا‬
‫وصل المعتمل إلى درجة التفكٌر بذلن‪ ,‬سٌطر علٌه هذا االتجاه من التفكٌر‪ ,‬والشوق لعابلته‪ ,‬وممارنة ما ٌحصل‬
‫معه‪ ,‬عندها فمط لد ٌإثر ذلن على معنوٌاته‪ ,‬ولهذا ٌجب أن ٌركز المعتمل على ما ٌحدث معه داخل الزنازٌن‪,‬‬

‫‪22‬‬
‫وآلٌات مواجهة هذه الظروؾ الصعبة‪ ,‬وكٌؾ سٌخرج منتصرا على جبلدٌه‪ ,‬أن ال ٌمارن نفسه بالجبلد‪ ,‬وعلٌه أن‬
‫ٌتناسى كل ما ٌموله المحمك‪ ,‬وٌجب أن ٌعرؾ أن حدٌث المحمك هذا‪ ,‬هو أسلوب من أسالٌب التحمٌك‪ٌ ,‬هدؾ لهز‬
‫لناعة المعتمل وصموده وإصراره على المواجهة‪.‬‬
‫‪ .4‬تشتٌت األفكار‪ :‬تمؾ مجموعة من المحممٌن أمام المعتمل وكل واحد منهم ٌبدأ بسإال مختلؾ عن اآلخر‪ ,‬والهدؾ‬
‫هو تشتٌت أفكار المعتمل وإرهاله وشل تفكٌره‪ ,‬وبالتالً إضعافه ودفعه لبلعتراؾ‪ .‬وٌتبدل المحممون كل بضع‬
‫ساعات على المعتمل لبلبلته وإرباكه والتؤثٌر على وضعه النفسً والجسدي‪ .‬مع أن هذا األسلوب ٌبدو فً الظاهر‬
‫أنه أسهل‪ ,‬لكنه على أرض الوالع‪ ,‬ولمن ٌجربه‪ ,‬من أصعب وسابل التحمٌك‪ ,‬خاصة إذا كانت األسبلة مكثفة‬
‫وسرٌعة‪ ,‬وتستمر لساعات طوٌلة‪ ,‬ولمواجهة هذا األ سلوب‪ ,‬على المعتمل أن ٌحافظ على صمته‪ ,‬وال ٌرد على تلن‬
‫األسبلة‪ ,‬وٌجب أن ٌشؽل تفكٌره فً لضاٌا خارج إطار ؼرفة التحمٌك‪ ,‬وأن ٌرد على بعض األسبلة‪ ,‬التً تكون‬
‫بعٌدة عن اإلدالء بؤي معلومات حول المضٌة‪ .‬وإذا ما تصرؾ بهذا الشكل‪ ,‬فسٌإدي ذلن إلى انسحاب المحممٌن‪,‬‬
‫بعد أن ٌكونوا لد فمدوا األمل‪ ,‬والتنعوا أن هذا األسلوب ؼٌر مجدي ولن ٌؤتً بالنتٌجة المرجوة منه‪.‬‬
‫‪ .5‬أسلوب المحمك الطٌب والشرٌر‪ :‬هذا األسلوب شابع بٌن أوساط المحممٌن فً كل مكان‪ ,‬حٌث ٌجري عملٌات‬
‫التحمٌك محممان‪ ,‬وٌبدو أحدهما أثناء التحمٌك مجرما ولاسٌا‪ ,‬وال ٌعرؾ الرحمة‪ ,‬فً حٌن ٌبدو الثانً مهذب‬
‫ولطٌؾ‪ ,‬متحلٌا بالصبر وٌموم دابما بولؾ عملٌات التعذٌب‪ ,‬وٌعطً انطباعا بؤنه ٌرؼب فً الدفاع عن المعتمل‪,‬‬
‫وعندما ٌموم األول بتوجٌه اإلهانات والضرب‪ٌ ,‬سارع األخر للمول له تولؾ عن ممارسة البربرٌة‪ ,‬وتعامل مع‬
‫المعتمل كإنسان‪ ,‬وٌنصح المعتمل االعترا ؾ لكً ٌجنب نفسه اإلهانات والتعذٌب‪ ,‬وهكذا‪ ,‬حٌث عندما ٌدخل المحمك‬
‫الطٌب إلى ؼرفة التحمٌك ٌشعر المعتمل باالرتٌاح‪ ,‬وعندما ٌدخل المحمك الشرٌر ٌشعر بالخوؾ‪ ,‬والجدٌر بالذكر‬
‫أن أدوار المحممٌن ٌمكن أن تتؽٌر وتتبدل فالمحمك الطٌب مع معتمل ما‪ٌ ,‬مكن أن ٌتحول إلى شرٌر مع معتمل آخر‪.‬‬
‫كما أن بممدور كل معتمل أن ٌماوم هذه الطرٌمة‪ ,‬من خبلل استفزاز المحمك الطٌب‪ ,‬وبذلن ٌتحول الى شرٌر‪,‬‬
‫وبهذا ٌحرم المحمك من استخدام هذا األسلوب معه‪ ,‬واالستفادة بالراحة للٌبل مع المحمك الطٌب دون أن ٌنخدع به‪.‬‬
‫‪ .6‬أسلوب المعرفة الكاملة‪ٌ :‬عمل المحمك دابما ع لى التملٌل من شؤن وأهمٌة المعلومات‪ ,‬التً ٌدلً بها المعتمل‪,‬‬
‫بدعوى أنه ال ٌهتم بؤن ٌعترؾ أو ال ٌعترؾ ألنه ٌعرؾ كل شًء‪ ,‬وما ٌرٌد معرفته فمط‪ ,‬هو األسباب التً حدت‬
‫به للمٌام بؤعمال المماومة ‪ ,‬ونشاطه فً المنظمات المختلفة‪ ,‬وعندما ٌتمكن المعتمل من السٌطرة على نفسه وٌعرؾ‬
‫الهدؾ من وراء هذه التمثٌلٌة من لبل المحمك‪ٌ ,‬تخلى المحمك عن استخدام هذا األعٍ‪ٛ‬ة‪.‬‬

‫العصافير‪:‬‬
‫تحتفظ المخابرات بعدد من العمبلء فً مراكز التحمٌك المختلفة‪ ,‬وتستخدمهم فً الزنازٌن‪ ,‬اثناء فترة التحمٌك مع‬
‫المعتملٌن‪ ,‬حٌث من الصعب تمٌٌز المعتمل داخل الزنزانة‪ ,‬إن كان عمٌبل أو مناضبل وٌموم هذا العمٌل بمهمة إثارة‬
‫الحدٌث والكبلم لسحب اللسان وٌعتمد المعتمل أن هذا العمٌل أحد زمبلبه المعتملٌن فٌبادله الحدٌث وٌخبره عن‬
‫مجرى التحمٌك معه‪ ,‬وتكون المخابرات فً التحمٌك لد أبلؽت العمٌل بتفاصٌل عن المعتمل الذي سٌلتمً به فً‬
‫الزنزانة‪ ,‬وٌ طلب منه أن ٌحادثه‪ ,‬وربما أحٌانا ٌفاجبه ببعض المعلومات‪ ,‬واحٌانا تكون مهمته إحباط المعتمل‬
‫وإدخال الٌؤس إلى للبه وعمله‪ ,‬وفً أحٌان أخرى ٌموم العمٌل بتزوٌد المعتمل بمعلومات خاطبة أو تفاصٌل عن‬
‫حٌاته اجل تعزٌز الثمة بٌنهما‪ ,‬ولد ٌدفعه العمٌل لبلعتراؾ من خبلل إلناعه أن هذا أمر عادٌا‪ ,‬وانه ال طابل من‬
‫الصمود‪ ,‬وانه سٌتعذب‪ ,‬وفً النهاٌة سٌجبرونه على االعتراؾ‪ .‬وبالطبع ٌموم العمٌل بدور المناضل الصلب‬
‫الصامد منذ مابة ٌوم فً التحمٌك‪ ,‬وانه المتهم فً عملٌة كبٌرة‪ ,‬وٌروي تفاصٌل عنها بشكل دلٌك وعن المجموعة‪,‬‬
‫وتك ون معلومات صحٌحة أحٌانا ٌفترض العمٌل أن المعتمل ٌعرفها‪ ,‬ما ٌدفعه للتصدٌك ومنح الثمة لهذا العمٌل‪,‬‬
‫وٌبدأ بالحدٌث معه فً تفاصٌل لضٌته‪ .‬وأحٌانا ٌعمد العمٌل للتعامل مع المعتمل فً الزنزانة باعتبار انه ال ٌثك به‬
‫وانه ٌشن فٌه باعتباره عمٌبل‪ ,‬حتى ٌدلً بمعلومات للتصدٌك أنه مناضل حمٌمً وبطل‪ .‬بعض هإالء العمبلء ٌعمل‬
‫ألٌام او اسبوع او شهور متواصلة‪ ,‬وٌخرج للخارج فً عمل أو لبٌته‪ ,‬وبعضهم ٌتم إحضاره من لسم العمبلء فً‬
‫أحد السجون لتنفٌذ مهمة محددة ثم ٌعود‪ .‬وربما من أخطر العمبلء من ٌتم تجنٌده للتو ومعروؾ لدى زمبلبه فً‬
‫المجموعة انه أحد أفرادها األبطال‪ ,‬وٌبدأ بممارسة مهماته كعمٌل جدٌد مع أفراد مجموعته ومع أفراد ٌثموا به إلى‬
‫أن ٌتم اكتشافه‪ ,‬حٌث ٌكون لد حصل على الكثٌر من المعلومات‪ ,‬التً ٌعنً ثمنها سنوات طوٌلة ومعاناة وعذابات‬
‫فً السجون‪ .‬ومن المعروؾ‪ ,‬أن العمبلء فً الزنازٌن ٌنتحلون أسماء مختلفة لمناضلٌن معروفٌن باالسم‪ ,‬ولكن ال‬
‫ٌعرفهم المعتمل بالشكل‪ ,‬فٌمدم العمٌل نفسه‪ ,‬على انه فبلن المٌادي المعروؾ فً كتابب المماومة المعروفة‪ ,‬أو من‬
‫األجنحة العسكرٌة‪ ,‬او هذا الفصٌل أو ذان‪ ,‬حٌث أن المعتمل وعندما ٌسمع باسم معروؾ وطنٌة ٌرتاح له وٌحدثه‬
‫وٌستشٌره بشؤن التحمٌك معه‪ ,‬وماذا ٌرٌد منه ضابط المخابرات‪ ,‬وأنه لن ٌعترؾ عن كذا وكذا وبهذا ٌكون لد‬

‫‪23‬‬
‫اعترؾ‪ .‬وفً معظم األحٌان‪ ,‬فإن العمبلء فً الزنازٌن ٌحملون مٌكرفون مفتوح ٌسمع من خبلله المحمك فً ؼرفة‬
‫التحمٌك كافة تفاصٌل الحدٌث‪ ,‬الذي ٌجرٌه العمٌل مع المعتمل‪ ,‬او ٌحمل جهاز تسجٌل‪ ,‬وفً بعض الحاالت فإن‬
‫مهمة العمٌل تكون الحصول على معلومات‪ ,‬بل التعرؾ على شخصٌة المعتمل‪ ,‬خاصة إذا كان مؽلمة وال ٌتحدث‬
‫لدى المخابرات‪ ,‬فٌطلبوا من العمٌل محادثته فً الزنزانة للتعرؾ على شخصٌته ومدى لناعته بالعمل الوطنً او‬
‫االنتماء‪ ,‬وما إذا كان ٌعانً من مشاكل محددة‪ .‬وبطبٌعة الحال من الصعب بل من المستحٌل أحٌانا التعرؾ على‬
‫شخصٌة العمٌل فً الزنازٌن فهو فً حالة ٌرثى لها كما المعتمل وٌنام فً زنزانة وٌستدعى للتحمٌك ساعات طوٌلة‬
‫صورٌة‪ ,‬وٌعود الى زنزانته مدعٌا أنه متعب جدا وٌرٌد استؽبلل الولت للنوم‪ ,‬وٌنام فعبل ولكن لٌس لبل أن ٌإدي‬
‫الصبلة التً "ضاعت علٌه فً التحمٌك الصعب‪ ,‬واحٌانا ٌمرأ ما ٌحفظه من آٌات الذكر الحكٌم إلكمال الصورة‬
‫الزابفة‪ .‬وأحٌانا ٌمضً عدة أٌام ال ٌتحدث وٌمدم للمعتمل نصابح بؤن ال ٌكثر من الحدٌث مع أحد‪ ,‬وبؤن علٌه‬
‫الصمود‪ ,‬وأن األمر لٌس صعبا وأنها ستفرج‪ ,‬وأن علٌه أن ٌنام ما ٌكفً لمساعدته على الصمود‪ ,‬ثم ٌمول له إنه‬
‫على استعداد لمساعدته اذا اراد ام ٌوصل أي شًء لعابلته او االصدلاء وزمبلبه المطاردٌن‪ ,‬او ألي شخص فً‬
‫الخارج‪ ,‬وذلن من خبلل زٌارة المحامً الذي سٌحضر لزٌارته‪ ,‬حٌث ٌستطٌع إرسال ما ٌرٌد‪ ,‬وإذا أراد أن ٌكتب‬
‫رسالة فٌمكن إٌصالها‪ .‬إن مهمة التمٌٌز بٌن العمٌل والمناضل فً الزنازٌن تكاد تكون مستحٌلة‪ ,‬ولذلن فإن الحل‬
‫االمثل ٌتجاوز الجهد المبذول فً التفكٌر باألمر‪ ,‬إذا كان الموجود عمٌبل او ال هو أن ال ٌتحدث المعتمل المناضل‬
‫مع احد عن أي معلومات تخص لضٌته‪ ,‬سواء ما اعترؾ به زمبلبه‪ ,‬أو لم ٌعترؾ به‪ ,‬وعلٌه أن ٌفترض ان كل‬
‫من فً الزنازٌن لٌس موثوق بهم‪ ,‬بما فً ذلن زمبلبه الذي اعتمل معهم‪ ,‬وان ال ٌثرثر أو ٌفرط فً أي معلومة‬
‫مهما كانت تافهة أو بسٌطة أو ثانوٌة‪ ,‬وان ٌلزم الصمت‪ ,‬وعدم الحدٌث كلٌا عن المضٌة التً ٌتم التحمٌك بها‪ ,‬وان‬
‫ٌتحدث بؤمور أخرى‪ ,‬وٌستطٌع من خبلل هذا الحدٌث‪ ,‬أن ٌبٌن للمحممٌن شخصٌة ؼٌر شخصٌته‪ ,‬أي ٌمكن‬
‫التمثٌل‪ ,‬وبذلن تشوٌش المحممٌن من خبلل المعلومات المؽلوطة التً تصلهم من عمبلبهم فً زنازٌن التحمٌك ان‬
‫العمبلء فً زنازٌن التحمٌك ٌحفظون لصص تفصٌلٌة‪ ,‬ولدٌهم لدرة هابلة على االلناع وعلى دفع المعتمل للحدٌث‪,‬‬
‫وهذا بفعل التدرٌب الذي تلموه وخبرة سنوات لدى بعضهم فً نفس المكان ونفس المهمة‪ ,‬وبفعل اإلشراؾ المباشر‬
‫من لبل ضابط المخابرات‪.‬‬
‫إن التذاكً من أي معتمل‪ ,‬واالفتراض أن لدٌه لدرة على التمٌٌز سٌإدي به إلى الكارثة‪ ,‬إن علٌه الصمت المطلك‬
‫والمطبك‪ ,‬وان ال ٌتحدث عن لضٌته‪ .‬إن األشكال واألدوار التً ٌموم بها العمبلء ال حصر لها‪ ,‬وكلما اكتشؾ لون‬
‫او شكل استحدثوا الجدٌد‪ ,‬ولذلن فإن عدم الحدٌث وعدم اإلدالء بمعلومات ألي كان فً الزنازٌن‪ ,‬هو الحل األمثل‬
‫بل الوحٌد للنجاة من الولوع فً كارثة االعتراؾ وجلب الوٌبلت على النفس وعلى اآلخرٌن‪ .‬بالتؤكٌد‪ ,‬العمبلء‬
‫ٌمدمون أنفسهم حسب الحاجة‪ ,‬وحسب المعتمل أمامهم‪ ,‬والمهمة المكلؾ بها‪ ,‬حٌث ٌمول إنه من حركة فتح‪ ,‬وآخر‬
‫من حماس‪ ,‬وثالث من الجهاد‪ ,‬ورابع من الشعبٌة وذلن حسب الخطة التً ٌضعها ضابط المخابرات‬

‫غرف العار (غرف العمالء فً السجون)‪:‬‬


‫منذ أواخر سبعٌنات المرن الماضً‪ ,‬ابتدعت المخابرات اإلسرابٌلٌة أسلوبا جدٌدة لمساعدتها على انتزاع اعترافات من‬
‫المناضلٌن المعتملٌن‪ ,‬واإلٌماع بهم من خبلل جملة من وسابل وأسالٌب الخداع‪ ,‬وكانت إحدى هذه الوسابل‪ ,‬هً تخصٌص‬
‫ؼرؾ محددة فً عدد من السجون‪ ,‬وتكون جزءا من السجن‪ ,‬ولكنها مفصولة عن ألسام المعتملٌن المناضلٌن‪ ,‬وتزج‬
‫المخابرات بها مجموعة من العمبلء الذٌن تم تجنٌدهم من بٌن المعتملٌن فً السجن ومراكز التحمٌك‪ ,‬او احضارهم من‬
‫الخارج ألؼراض مإلتة والمٌام بالعمل‪ ,‬او ممن هربوا من السجون من بٌن المناضلٌن ممن اكتشؾ امرهم‪ ,‬وتؤخذ الؽرؾ‬
‫وأحٌانا لسما كامبل ( عدة ؼرؾ) هٌبة وسلون وترتٌب األلسام العادٌة للمناضلٌن وٌكاد ٌستحٌل التمٌٌز فٌما بٌنها‪ .‬فهم‬
‫ٌمومون بتنظٌم أنفسهم على هٌبة ألسام المناضلٌن من حٌث وجود ممثل للمسم‪ ,‬ووجود عمال سواء فً المطبخ او داخل‬
‫المسم او فً المؽسلة‪ ,‬او من حٌث وج ود مكتبة او ممثل معتمل وممثلً فصابل وتؤدٌة الصلوات بشكل منتظم ودروس‬
‫حفظ المرآن والتفسٌر والجلسات الثمافٌة او التنظٌمٌة‪ ,‬كما تفعل الفصابل فً األلسام العادٌة‪ .‬وكل هذا من أجل خداع‬
‫األسٌر والمعتمل الجدٌد‪ .‬وتستخدم المخابرات‪ ,‬ما أطلمت علٌه الحركة األسٌرة‪ ,‬ؼرؾ العار أي ؼرؾ العمبلء‪ ,‬الستكمال‬
‫عملٌة التحمٌك على نحو جدٌد‪ ,‬وترسل المخابرات المعتمل الى هذه الؽرؾ فً حالة الصمود وعدم االعتراؾ‪ ,‬او فً حالة‬
‫الشن أن ما زال لدٌه ما لم ٌعترؾ به‪ ,‬وبهدؾ التؤكد من انه لم ٌبك أي شًء لدى المعتمل‪ ,‬وأحٌانا بهدؾ اإلذالل والمس‬
‫بكرامة الم عتمل أو إهانته‪ ,‬وخاصة عند تحوٌل لٌادات معروفة الى هذه الؽرؾ وٌتعمدون كشفهم له‪ .‬وٌتم األمر أوال فً‬
‫التحمٌك‪ ,‬حٌث ٌلجؤ ضابط المخابرات إلى تحوٌل المعتمل لؽرؾ العار‪ ,‬عندما ٌصل الى طرٌك مسدود‪ ,‬فٌمول المحمك‬
‫للمعتمل أن التحمٌك انتهى وانه سٌتم تحوٌله الى السجن العا دي‪ ,‬وٌموم بإجراء كافة الترتٌبات المعروفة لدى المعتملٌن‪ ,‬مثل‬
‫عرضه على الشرطة وأخذ إفادته التً تنفً مزاعم المحمك‪ ,‬وٌمول له انه سٌحول المضٌة بناء على اعتراؾ أحد زمبلبه‬

‫‪24‬‬
‫او الى االعتمال اإلداري‪ ,‬اذا لم ٌكن هنان أحد لد اعترؾ علٌه‪ ,‬وبعد هذه االجراءات ٌكون المعتمل على ثمة أنه سٌذهب‬
‫الى السجن‪ ,‬الذي سمع عنه طوٌبل‪ ,‬إذا كانت هذه تجربته األولى‪ ,‬وسمع عن الحركة األسٌرة وتضحٌاتها وعن التنظٌم فً‬
‫السجون‪ ,‬وما أشٌع عنها بؤنها مدارس ثورٌة وما الى ذلن‪ ..‬وعندما ٌصل إلى لسم العار "العمبلء" ٌتم استمباله بحرارة‬
‫شدٌدة‪ ,‬ال ٌجدها أصبل فً السجون العادٌة‪ ,‬وٌتم تمدٌم المبلبس النظٌفة‪ ,‬وٌؤخذ حمام ساخنا‪ ,‬وٌمدم له وجبة طعام ساخنة‬
‫وجٌدة‪ ,‬بعد أن كان ٌتضور جوعا فً الزنازٌن‪ ,‬وٌشتهً الطعام أو أن ٌذوق طعم الشبع وٌشرب الشاي والمهوة‬
‫والعصابر‪ ,‬وٌعوض كل ما فمده طوال فترة التحمٌك فً الزنازٌن‪ ,‬ثم ٌمدمون له أنفسهم أحٌانا بؤسماء‪ ,‬معظمها كاذبة‪,‬‬
‫وبعضها ألسماء ٌعتمدون أن المعتمل الضٌؾ ٌعرفها وٌسمع عنها وال ٌشن فٌها أبدا‪ ,‬ثم ٌدعونه لتؤدٌة الصبلة الجماعٌة‪,‬‬
‫إذا مان من حماس والجهاد او فتح‪ ,‬وٌطلبون منه تحدٌد تنظٌمه والى أي تنظٌم ٌنتمً‪ ,‬حٌث ٌصبح تحت مسإولٌة الفصٌل‬
‫ال محدد وٌشارن فً الجلسات‪ ,‬وبعد مضً أٌام وأحٌانا أسابٌع إذا احتاج األمر‪ ,‬وبعد أن ٌنالوا ثمته تماما تبدأ مرحلة‬
‫السإال واالستجواب بشكل متمن وذكً‪ ,‬ودون أن ٌشعر أحٌانا‪ٌ ,‬طلبون منه أن ٌكتب ما جرى معه فً التحمٌك‪ ,‬كإجراء‬
‫أمنً للتنظٌم‪ ,‬وأن ٌكتب المسم االول ما اعترؾ به‪ ,‬والمسم الثانً ما لم ٌعترؾ به‪ ,‬وأحٌانا إذا شعروا أن لدٌه حذر‪,‬‬
‫ٌتحدث معه الذي ٌدعً أنه المسإول عن التنظٌم‪ ,‬وٌطلب منه أن ٌمول له أي لضاٌا لم ٌعترؾ بها‪ ,‬وانه ٌمكن اٌصالها‬
‫ألفراد المجموعة‪ ,‬التً ال زالت فً الخارج‪ ,‬وكذلن معلومات عن أسلحة ومطاردٌن أو مخابا او تموٌل او تدرٌب او‬
‫اسماء افراد آخرٌن‪ ,‬او عملٌات ٌتم التخطٌط لتنفٌذها‪ .‬وٌلجؤ العمبلء أحٌانا فً هذه الؽرؾ‪ ,‬و عند رفض المعتمل الكتابة‪,‬‬
‫او الحدٌث او االفشاء بمعلومات‪ ,‬باتهامه أنه ربما ٌكون عمٌل وأن التنظٌم ٌشن فٌه وأحٌانا تجلس معه لجنة‪ ,‬للتحمٌك معه‬
‫فً ارتباطه بالمخابرات‪ ,‬وأن لدٌهم معلومات‪ ,‬وأحٌانا ٌواجه تهدٌدات‪ ,‬وهذا لفعه لئلدالء بمعلومات ٌثبت فٌها أنه بريء‪,‬‬
‫وهو األمر المطلوب بالنسبة لهم‪ .‬كما ٌلجا العمبلء لتكلٌؾ المادم الجدٌد بمهام مثل موجه ثمافً او موجه ؼرفة او مسإول‬
‫لجنة ما‪ .‬ولد حدث فً كثٌر من األحٌان أن لام العمبلء بإببلغ المعتمل ان المسإول الكبٌر عندهم سٌلتمً به وهو لادم من‬
‫لسم آخر بشكل خاص لممابلته‪ ,‬ولكنه ٌحافظ على سرٌته‪ ,‬وال ٌكشؾ عن نفسه‪ ,‬ولذلن سٌمابله ملثما‪ ,‬وعلى المعتمل أن‬
‫ٌجٌب على اسبلة المسإول‪ ,‬وبالفعل ٌجلس المعتمل مع هذا المسإول ال ملثم‪ ,‬وٌمدم له كافة المعلومات التً لدٌه‪ ,‬وبعد أن‬
‫ٌنهً ٌزٌل المسإول اللثام فٌجد المعتمل أمامه ضابط المخابرات‪ ,‬الذي حمك معه شهورا او اسابٌع ولم ٌنتزع منه معلومة‬
‫واحدة‪ ,‬وٌكون بالطبع لد سجل كامل المعلومات‪ .‬وهنان أسلوب آخر وخطٌر كذلن‪ ,‬استخدم فً ؼرؾ العصافٌر (ؼرؾ‬
‫العار)‪ ,‬حٌث ٌتم إرسال المعتمل الى ؼرؾ العصافٌر فً السجن الذي ٌتم التحمٌك معه فٌه‪ ,‬او أي سجن آخر‪ ,‬وٌتركون له‬
‫مجاال أن ٌكتشؾ أنها ؼرؾ للعصافٌر وبهذا ٌمتنع عن الحدٌث وٌؤخذ حذره وعند عودته الى التحمٌك ٌبلؽه المحمك أنه تم‬
‫ارساله لؽرؾ العار‪ ,‬وأنه ال ٌوجد شًء علٌه‪ ,‬وسٌتم اآلن تحوٌله للسجن ولكنه ال ٌحول بالفعل إلى ؼرؾ المناضلٌن‪,‬‬
‫وإنما ٌحول الى ؼرؾ عار اخرى‪ ,‬فً سجن آخر‪ ,‬او فً نفس السجن‪ ,‬وعندها ٌثك المعتمل بالموجودٌن وٌعطٌهم‬
‫"المعلومات البلزمة"‪ .‬كما لامت أجهزة المخابرا ت بإدخال مناضلٌن الى ؼرؾ العار‪ ,‬بهدؾ اعطاء الطمؤنٌنة واألمان‬
‫لمعتملٌن آخرٌن مماومٌن جدا‪ ,‬حٌث عندما ٌشاهدوا أصدلاء هم موجودٌن فً تلن الؽرؾ‪ٌ ,‬رتاحوا وٌثموا بالموجودٌن‪,‬‬
‫وبالتالً ٌمدموا ما ٌطلب منهم من معلومات‪ ,‬والجدٌر بالذكر أن المناضلٌن الموجودٌن فً تلن الؽرؾ فً أحٌان كثٌرة‪,‬‬
‫ٌساعدوا العمبلء‪ ,‬وهم ال ٌعرفون ذلن‪ ,‬من خبلل تولٌهم مهمات ٌومٌة‪ ,‬وهذا ال ٌترن أي مجال للشن للمادم الجدٌد‪ .‬كما ال‬
‫ٌطلب من هإالء المناضلٌن أي معلومات‪ ,‬وال ٌتم سإالهم عن أي شًء‪ ,‬لكً ال تتم إثارة الشكون لدٌهم‪ .‬وهنان أسلوب‬
‫آخر‪ ,‬حٌث ٌتم تحوٌل ال معتمل الى زنازٌن تحمٌك فً سجن آخر‪ ,‬ومن خبلل عامل التنظٌؾ العمٌل الذي ٌتعرؾ على‬
‫المعتمل وٌبلؽه أن فبلن صدٌمن موجود لدٌنا فً السجن‪ ,‬وهو ٌسلم علٌن‪ ,‬وفً الٌوم التالً ٌحضر منه عامل النظافة‬
‫(العمٌل) من ؼرؾ العار رسالة ٌشرح فٌها بعض المضاٌا التً تدل على شخصه‪ ,‬وعامل النظافة (العمٌل) ٌسؤل المعتمل‬
‫فً التحمٌك‪ ,‬إذا ما أراد أو ٌوصل له أي رسالة‪ ,‬وإذا كان المعتمل مؽفل ‪ٌ ,‬كتب الرسالة بمساعدة العامل (العمٌل)‪ ,‬الذي‬
‫ٌعطٌه الملم والورلة‪ ,‬والتً ٌمكن أن ٌكون بها بعض المعلومات الخاصة بالمضٌة‪ ,‬والتً لد تإدي إلى إدانته‪ ,‬او تفتح‬
‫علٌه أبوابا أمام ضابط المخابرات‪ .‬إن اشكال الخداع فً هذه الؽرؾ‪ ,‬ال حصر وال حد لها‪ ,‬وهً تتؽٌر باستمرار‪ ,‬مع كل‬
‫اكتشاؾ ألسلوب ما‪ .‬ولهذا ٌتوجب على كل مناضل ٌعتمل‪ ,‬أن ٌدرن أنه ال ٌجوز له‪ ,‬ولٌس من حمه‪ ,‬أن ٌدلً بؤٌة‬
‫معلومات تخص لضٌته‪ ,‬ال فً التحمٌك وال فً الزنازٌن‪ ,‬وال فً السجن‪ ,‬وخاصة المضاٌا التً لم ٌعترؾ بها‪ .‬وٌجب أن‬
‫ٌدرن المعتمل‪ ,‬أن أسالٌب الخداع التً تمارسها مخابرات االحتبلل كثٌرة‪ ,‬ولكن ٌمكن التؽلب علٌها‪ ,‬واإلدران أن‬
‫الفصابل داخل السجون‪ ,‬ال تطلب بؤي حال من األحوال أي معلومات لم ٌعترؾ بها المناضل المعتمل‪ .‬كما أنه لٌس من‬
‫حك أحد‪ ,‬فردا أو فصٌبل أو مسإوال‪ ,‬أن ٌطلب داخل السجن مثل هذه المعلومات المخفٌة‪ .‬وحتى ٌحمً المعتمل نفسه‪,‬‬
‫علٌه الصمود وعدم الثرثرة ألي شخص مهما كان‪ ,‬ال فً الزنازٌن وال فً السجن سواء كان فً ؼرؾ العار والعمبلء او‬
‫فً السجن العادي‪ ,‬أي حٌث ٌتواجد المناضلون‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫رابعا‪ :‬المحاكم اإلسرائٌلٌة‬
‫مع بداٌة االحتبلل اإلسرابٌلً عام ‪ , 1967‬ألامت إسرابٌل نظام الحكم العسكري‪ ,‬فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة‪,‬‬
‫وطبمت على هذه المناطك‪ ,‬نظام احتبلل عسكري‪ٌ ,‬خضع لموانٌن الطوارئ البرٌطانٌة‪ ,‬وألوامر عسكرٌة‪ ,‬أصدرتها‬
‫سلطات االحتبلل‪ .‬هذه األوام ر العسكرٌة‪ ,‬تزٌد على اآلالؾ إضافة إلى تطبٌك جزء من الموانٌن اإلسرابٌلٌة‪ .‬أما المدس‪,‬‬
‫فضمتها إسرابٌل لها الحما‪ ,‬وطبمت علٌها لوانٌن اإلسرابٌلٌة‪ ,‬بما ٌخدم استمرار احتبللها‪ ,‬وٌساعد على تهوٌدها‪ .‬وفً‬
‫العدٌد من المجاالت التً تخدم مصالحها‪ ,‬أبمت إسرابٌل فً الضفة والمطاع على الموانٌن األردنٌة والمصرٌة المعمول بها‬
‫لبل عام ‪.1967‬‬
‫وفً إطار حكم عسكري احتبللً‪ ,‬وفً إطار إحكام السٌطرة الكاملة‪ ,‬ألامت إسرابٌل محاكم عسكرٌة فً األراضً‬
‫الفلسطٌنٌة المحتلة‪ ,‬وانتشرت هذا المحاكم‪ ,‬فً مختلؾ مناطك الضفة وؼزة‪ ,‬وأصدرت مبات اآلالؾ من األحكام الجابرة‬
‫والظالمة‪ ,‬على المواطنٌن الفلسطٌنٌٌن‪ .‬تتشكل هذه المحاكم من عدد من الضباط العسكرٌٌن فً الجٌش اإلسرابٌلً‪,‬‬
‫وبمرار من لابد المنطمة العسكري‪ .‬وتجدر اإلشارة هنا إلى أن إسرابٌل رفضت منذ احتبللها لؤلراضً الفلسطٌنٌة عام‬
‫‪ ,1967‬تطبٌك اتفالٌات جنٌؾ المختلفة‪ ,‬و رفضت تطبٌك المانون الدولً‪ ,‬ولم تعترؾ بالضفة ولطاع ؼزة والمدس‬
‫الشرلٌة‪ ,‬كمناطك محتلة‪ ,‬وأسمتها بالمناطك المدارة (من كلمة إدارة)‪ ,‬كما رفضت االعتراؾ باألسرى الفلسطٌنٌٌن‬
‫كؤسرى حرب أو مماتلً حرٌة‪ ,‬واعتبرتهم سجناء أمنٌٌن‪ ,‬وطبمت علٌهم لوانٌن خاصة‪ ,‬بعضها إسرابٌلً وآخر أوامر‬
‫عسكرٌة‪ .‬األسٌر الفلسطٌنً ٌخضع لنوعٌن من المحاكم‪ ,‬األولى عسكرٌة‪ ,‬وتحاكم فٌها الؽالبٌة الساحمة من األسرى‬
‫والمعتملٌن‪ ,‬وأؼلبها فً المناطك المحتلة عام ‪ ,1967‬وبعضها داخل إسرابٌل‪ ,‬مثل محكمة اللد العسكرٌة سابما‪ ,‬وعدد ألل‬
‫من المعتملٌن ٌخضع وٌحاكم فً المحاكم المدنٌة داخل إسرابٌل أو فً المدس‪ ,‬وخاصة أسرى مدٌنة المدس المحتلة وأسرى‬
‫مناطك ال‪ ,48‬وأسرى آخرٌن ممن نفذوا عملٌاتهم داخل إسرابٌل‪ ,‬وبعض الحاالت ٌتم إحالتها‪ ,‬ألهداؾ سٌاسٌة و‬
‫إعبلمٌة‪ ,‬إلى المحاكم المدنٌة فً إسرابٌل‪ .‬المحاكم اإلسرابٌلٌة المدنٌة والعسكرٌة‪ ,‬ال تصدر أحكام باإلعدام على األسرى‬
‫الفلسطٌنٌٌن والعرب‪ ,‬إال فً حاالت شاذة‪ ,‬ولكن ال تطبك‪ ,‬ألن المانون اإلسرابٌلً ال ٌسمح باإلعدام من جهة‪ ,‬ومن جهة‬
‫أخرى ألن إسرابٌل تنفذ اإلعدام بحك المناضلٌن والمادة الفلسطٌنٌٌن خارج إطار المانون‪ ,‬ومن خبلل عملٌات االؼتٌال‬
‫واإل عدام والتصفٌة المٌدانٌة‪ ,‬وكل ذلن خارج نطاق المحاكم‪ ,‬وبدون لوابح اتهام أو لرار محكمة‪ ,‬ولد أعدمت إسرابٌل‬
‫عن طرٌك االؼتٌاالت‪ ,‬آالؾ الفلسطٌنٌٌن منذ بداٌة االحتبلل عام ‪ ,1967‬وحتى اآلن‪ ,‬وكان العدد األكبر خبلل انتفاضة‬
‫األلصى المباركة‪ ,‬كما بررت إسرابٌل عدم إصدار حكم اإلعدام بحك األسرى الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬حتى ال تجعل منهم أبطاال‬
‫لومٌٌن أمام شعبهم‪ ,‬على حد زعمها‪.‬‬

‫مصٌدة االعتراف ومهزلة المحاكم‪:‬‬


‫جرى استعراض مفصل‪ ,‬فً الفصول السابمة ألسباب االعتمال وألسالٌب التحمٌك فً الزنازٌن وؼرؾ العمبلء‪ ,‬ومؤساة‬
‫االعترافات‪ ,‬ولن ٌتم تكرار ذ لن فً هذا الجزء‪ ,‬بل سٌتم التركٌز على كارثة االعترافات والتزوٌر‪ ,‬الذي ٌرافمها‪,‬‬
‫والمحاكم التً تصدر األحكام‪ ,‬فً محاكم تفتمد إلى الحد األدنى من معاٌٌر المانون والعدالة واإلجراءات المانونٌة‪ .‬تتعدد‬
‫وتختلؾ االعترافات من معتمل آلخر‪ ,‬والتً تؤتً فً سٌاق التخلص من عذابات التحمٌك‪ ,‬حٌث ٌتسبب ذلن فً تورٌط‬
‫المعتمل لنفسه ولرفاله‪ ,‬وحكمه لسنوات طوٌلة‪ ,‬تذهب من عمره وحٌاته وشبابه‪ ,‬بسبب جهله أو ضعفه أو بحثه عن‬
‫الخبلص المإلت‪ ,‬بؤي ثمن‪ ,‬ومهما تكن النتابج‪ ,‬وٌكتشؾ المعتمل الحما‪ ,‬كارثة اعترافاته‪ ,‬وثمنها الباهظ‪ ,‬حٌن ٌمثل للبت‬
‫فً لضٌته ‪ ,‬أمام المحكمة‪ٌ .‬حك للمحكمة وبناء على المانون اإلسرابٌلً‪ ,‬أن تعتمد اعترافات هذا المعتمل لدى المخابرات‬
‫اإلسرابٌلٌة والشرطة‪ ,‬اثناء التحمٌك‪ ,‬وأن ترفض ألواله وشهادته أمام المحكمة‪ ,‬وذلن بؽض النظر عن األسلوب الذي‬
‫انتزعت فٌه هذه االعترافات‪ ,‬وبؽض النظر عن دلتها أو مصدالٌتها‪ .‬الخطؤ األكبر الذي ٌرتكبه المعتملون عادة‪ ,‬هو‬
‫اعتمادهم أن تؽٌٌر ألوالهم وإفادتهم التً ولعوا علٌها أمام المخابرات والشرطة الحما أمام المحكمة‪ ,‬سٌساعدهم فً تخفٌؾ‬
‫أحكامهم أو تبربتهم أحٌانا‪ .‬فالمحاكم العسكرٌة والمدنٌة‪ ,‬هً جزء ال ٌتجزأ من منظومة االحتبلل وهً موجودة لخدمة‬
‫االحتبلل والدفاع عنه وتثبٌت سٌطرته‪ ,‬وبالتالً فهً تبحث عن إدانة المعتمل وإنزال ألصى العموبات علٌه‪ ,‬ولد أشارت‬
‫مإسسات حمولٌة إسرابٌلٌة‪ ,‬إلى أن المحاكم ‪ ,‬برأت خبلل سنوات االحتبلل الطوٌلة‪ ,‬ألل من ‪ %1‬من المعتملٌن‪ ,‬الذٌن‬
‫مثلوا أمام هذه المحاكم ‪ .‬الحمٌمة أن أؼلب المعتملٌن‪ٌ ,‬فتمدون إلى المعرفة والثمافة‪ ,‬فً شؤن التحمٌك‪ ,‬وأثر الكلمة التً ٌدلً‬
‫بها كتابة أو شفوٌا‪ ,‬ألن كل شًء مسجل بالصوت او الصورة أحٌانا‪ .‬كما أن محمك المخابرات‪ٌ ,‬كتب أي حركة أو كلمة‪,‬‬
‫مهما كانت تافهة‪ ,‬وفً إطار الدردشة ولٌس التحمٌك‪ ,‬وٌلخص كل محمك بعد مناوبته أو جلسته مع المعتمل‪ ,‬كل ما تفوه به‬
‫المعتمل‪ ,‬وٌسمى ذلن مذكرات او سجبلت المحمك‪ ,‬وتعرض على المحاكم‪ ,‬وتعتبر من وثابك المحكمة‪ ,‬ولكن ال ٌمكن أن‬
‫تعتبر دلٌل إدانة‪ ,‬إال إذا ترافك معها إفادة المعتمل المولعة أمام الشرطة اإلسرابٌلٌة إلى جانب فمدان المعرفة والثمافة فً‬
‫شؤن التحمٌك لدى ؼالبٌة المعتملٌن‪ .‬نبلحظ وبشكل واضح ومإلم‪ ,‬ؼٌاب عملٌة إرشاد وتوعٌة الشباب الفلسطٌنً المنتمً‬

‫‪26‬‬
‫للفصابل الفلسطٌنٌة‪ ,‬بشكل خاص‪ ,‬وللشباب الفلسطٌنً بشكل عام‪ ,‬من لبل الفصابل الفلسطٌنٌة‪ ,‬والسلطة الفلسطٌنٌة‪,‬‬
‫وبالذات وزارة شإون األس رى والمحررٌن‪ ,‬ومن لبل المإسسات الكثٌرة والمختلفة‪ ,‬التً "تعنى بشإون األسرى‬
‫والمعتملٌن‪ .‬عملٌة التوعٌة واإلرشاد هذه‪ٌ ,‬جب أن تكون فً كل فصٌل وتنظٌم وحركة وحزب‪ ,‬وفً كل محافظة ومدٌنة‬
‫ولرٌة ومخٌم‪ ,‬وفً الجامعات والمدارس‪ ,‬وفً كل المإسسات والممرات الحٌوٌة‪ .‬عملٌة التوعٌة واإلرشاد هذه‪ٌ ,‬جب أن‬
‫تكون منهجٌة وعلمٌة‪ ,‬وعلى مدار السنة‪ ,‬تشمل المحاضرات والندوات والكتب والمجبلت‪ ,‬وتعتمد على العلم والمانون‬
‫والمعرفة‪ ,‬وتجربة عشرات السنٌن من تجربة االعتمال المرٌرة‪.‬‬
‫هنان ثبلث مراحل لئلدالء باالعترافات‪ :‬األولى شفهٌة‪ ,‬وؼالبا تكون مسجلة‪ ,‬والثانٌة كتابة‪ ,‬حٌن ٌعترؾ المعتمل وٌولع‬
‫بخط ٌده‪ ,‬أو ٌتحدث المعتمل وٌكتب االعترافات ضابط مخابرات‪ ,‬والثالثة اعترافات أمام ضابط شرطة‪ ,‬بعد االنتهاء من‬
‫التحمٌك‪ ,‬أمام المخابرات‪ .‬تؤخذ اإلفادة فً المرحلة الثالثة "حسب األصول المانونٌة "من المعتمل‪ ,‬وؼالبا ما ٌموم محمك‬
‫الشرطة بنمل االعترافات التً كتبها المعتمل تحت التعذٌب والترهٌب والضؽط لدى المخابرات‪ ,‬وأحٌانا ٌحصل محمك‬
‫الشرطة على معلومات إضافٌة من خبلل التبلعب وخداع المعتمل‪ .‬تكتب اإلفادة عادة باللؽة العبرٌة من لبل ضابط‬
‫الشرطة‪ ,‬وٌموم المعتمل بالتولٌع علٌها‪ .‬وال مطلوب من المعتمل‪ ,‬أن ال ٌولع على شًء‪ .‬ونشٌر أٌضا‪ ,‬إلى أن االعتراؾ‬
‫كتابة أو شفوٌة‪ ,‬فً ؼرؾ العمبلء‪ ,‬هو اعتراؾ ؼٌر ملزم‪ ,‬وٌمكن التراجع عنه‪ ,‬والثبات على ذلن‪ ,‬والتراجع أمام ضابط‬
‫المخابرات‪ ,‬ألنهم ال ٌستطٌعون أن ٌمدموا هذه المادة للمحكمة‪ ,‬مع العلم أنه ٌتم التهدٌد بتمدٌمها للمحكمة‪ ,‬ولكن حتى لو‬
‫لدمت‪ ,‬فهً ال تدٌن المعتمل‪ .‬وألنه ٌمكن الرد علٌها لانونٌا‪ ,‬بؤنها أخذت تحت عناوٌن مختلفة‪ ,‬منها الخوؾ‪ ,‬أو التباهً‪,‬‬
‫الكذب‪ ..‬الخ وإذا ما ضعؾ المعتمل واعترؾ‪ ,‬فً أي مرحلة‪ ,‬فٌمكنه التراجع عن اإلفادة التً لدمها‪ ,‬سواء كان ذلن فً‬
‫ؼرؾ العمبلء‪ ,‬أو فً ؼرؾ التحمٌك‪ ,‬او عند الشرطة‪ ,‬ولكن التراجع عن اإلفادة لدى الشرطة‪ ,‬خاصة بعد تحوٌل الملؾ‬
‫الى المحكمة‪ ,‬أمر ؼٌر ممكن‪ ,‬وٌكون من الصعب أن ٌمنع المعتمل المحكمة بالمبررات المطروحة‪ ,‬كؤسباب للتراجع عن‬
‫اإلفادة‪ .‬ومع ذلن تموم المحكمة باستدعاء الشرطً‪ ,‬الذي أخذ اإلفادة من المعتمل‪ ,‬لكً ٌدلً بشهادته فً المحكمة‪ ,‬حول‬
‫ظروؾ أخذ اإلفادة من المعتمل‪ .‬أما التراجع عن اإلفادة المكتوبة أو الشفوٌة التً أخذت فً ؼرؾ العمبلء‪ ,‬او عند محممً‬
‫"الشابان " فٌمكن التراجع عنها‪ ,‬لبل أن تؤخذ الشرطة إفادة المعتمل‪ .‬والتراجع عنها ٌعنً عدم ممدرة المحمك أو النٌابة‬
‫العسكرٌة تمدٌم البحة اتهام ضد المعتمل‪ ,‬وتحوٌل ملفه إلى المحكمة‪ .‬وما ٌبمى أمام المخابرات فمط هو تحوٌل المعتمل إلى‬
‫االعتمال اإلداري‪ ,‬تحت عنوان ملؾ سري‪ ,‬وهذا ٌحدث ؼالبا عندما ٌبمى المعتمل مصر على عدم االعتراؾ‪ ,‬او مصرا‬
‫على التراجع عن إفادت ه‪ ,‬وفً حال ؼٌاب شاهد عن المعتمل‪ ,‬فً نفس المضٌة‪ .‬وسنؤتً الحما على موضوع االعتمال‬
‫اإلداري‪ .‬بعد االنتهاء من التحمٌك‪ ,‬فً مراكز المخابرات‪ ,‬واإلدالء بإفادة لدى الشرطة‪ ,‬تموم النٌابة اإلسرابٌلٌة‪ ,‬بإعداد‬
‫البحة اتهام‪ ,‬مستندة إلى إفادة الشرطة‪ ,‬وتوصٌات المخابرات و اعتراؾ آخرٌن‪ ,‬وباالعتماد على األوامر العسكرٌة‬
‫المعمول بها‪ ,‬وعلى لوانٌن الطوارئ‪ ,‬وتحدد جلسات المحكمة‪ ,‬وتسمح للمعتمل باختٌار محام للدفاع عنه‪.‬‬

‫محاکم تمدٌد التولٌف‪:‬‬


‫لبل توجٌه البحة االتهام‪ ,‬والمثول أمام المحكمة‪ ,‬لنماش البلبحة‪ ,‬وإصدار الحكم‪ٌ ,‬جب أن نذكر أن هنان محاكم تمدٌد‬
‫تولٌؾ للمعتملٌن‪ .‬ومن هذه المحاكم ما هو عسكري‪ ,‬موجود بالؽالب بالمرب من مراكز التحمٌك‪ ,‬والمضاة فٌها عسكرٌون‬
‫من الجٌش اإلسرابٌلً‪ ,‬ومحاكم تمدٌد تولٌؾ مدنٌة‪ ,‬مثل محكمة الصلح فً المدس‪ .‬وفً هذه المحاكم ٌتم تمدٌد فترة‬
‫اعتمال المعتمل فترة زمنٌة محددة‪ ,‬من أجل استكمال التحمٌك‪ .‬ومن المعروؾ حسب المانون اإلسرابٌلً‪ ,‬إنه ال ٌجوز‬
‫استمرار حجز المعتمل عند اعتماله‪ ,‬بدون أن ٌعرض على المحكمة‪ .‬وبناء على األوامر العسكرٌة المعمول به فً المناطك‬
‫المحتلة عام ‪ٌ ,1967‬حك للمخابرات أن تعرض المعتمل على المحكمة‪ .‬والجدٌر بالذكر‪ ,‬أن وزارة شإون األسرى‬
‫والمحررٌن‪ ,‬والمإسسات الفلسطٌنٌة المختلفة تموم بإرسال محامٌن إلى هذه المحاكم‪ ,‬ومن ال ٌوجد له محام‪ ,‬تعٌن له‬
‫المحكمة محام من هٌبة الدفاع العام‪ .‬فً هذه المحاكم‪ ,‬تظهر تصرفات ؼٌر ممبولة من بعض المعتملٌن‪ ,‬حٌث ٌموم البعض‬
‫بالتمارض والتملك أمام الماضً‪ ,‬من أجل أن ٌمرر فترة تولٌؾ لصٌرة‪ ,‬وهذا األمر أو السلون فٌه إهانة كبٌرة للمعتمل‬
‫ولضٌته‪ ,‬وٌجب على المعتمل أن ٌكتفً بدور المحامً فً هذه المحاكم‪ ,‬وإذا أراد أن ٌتحدث‪ ,‬فٌتحدث فمط عن التعذٌب‬
‫ووحشٌته‪ ,‬الذي ٌتعرض له أثناء التحمٌك‪ ,‬وعلى المعتمل أن ال ٌظهر لرجل المخابرات الموجود دابما فً المحكمة بؤنه‬
‫ضعٌؾ ومنكسر‪ ,‬ألن هذا السلون سٌإثر علٌه مع استمرار التحمٌك‪ .‬وأخٌرا‪ٌ ,‬جب أن نشٌر إلى أن المضاة فً هذه‬
‫المحاكم‪ ,‬هم أداة من أدوات المخابرات‪ ,‬وهم الذٌن ٌحددون فترة تمدٌد التولٌؾ‪ ,‬وٌكون وجود الماضً شكلً فمط‪,‬‬
‫وخاصة فً المحاكم العسكرٌة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫دور المحامٌن فً المحاكم العسكرٌة‪:‬‬
‫اتخذ المحامون الفلسطٌنٌون والعرب منذ االحتبلل عام ‪ , 1967‬لرارا بمماطعة المحاكم العسكرٌة اإلسرابٌلٌة‪ ,‬كتعبٌر‬
‫عن رفض االحتبلل ومماومته‪ ,‬ورفض التعاطً معه‪ ,‬وكانت المماطعة بعدم التوجه إلى المحاكم‪ ,‬وعدم الموافمة على أخذ‬
‫ملفات معتملٌن متهمٌن أمام المحاكم العسكرٌة اإلسرابٌلٌة‪ .‬وهذا المرار الذي أخذته نمابة المحامٌن األردنٌٌن‪ ,‬على اعتبار‬
‫أن الفلسطٌنٌٌن كانوا جزء منها‪ ,‬لم ٌلتزم به كافة المحامون‪ .‬ولد تآكلت المماطعة خبلل سنوات االحتبلل الطوٌلة‪ ,‬وأصبح‬
‫مبات المحامٌن ٌتع املون مع المحاكم العسكرٌة فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة والمدس ومناطك ال ‪ .48‬بعد االنتفاضة‬
‫الثانٌة أصبحت الؽالبٌة الساحمة من محامً المدس ومن أراضً ال‪ ,48‬هم الذٌن لهم األفضلٌة فً متابعة لضاٌا المعتملٌن‬
‫الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬من خبلل بطالة هوٌة "إسرابٌلٌة" وعضوٌة نمابة المحامٌن فً إسرابٌل‪ .‬كما وأخذوا هذه األفضلٌة نتٌجة‬
‫منع المحامٌن الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬من الضفة ولطاع ؼزة من دخول المناطك اإلسرابٌلٌة‪ ,‬إال بتصارٌح خاصة‪ ,‬والتً فً العادة‬
‫ال ٌتم إعطاإها إال لعدد للٌل من المحامٌن‪ ,‬وحضورهم فمط التصر على المرافعة أمام محكمتٌن عسكرٌتٌن‪ ,‬وهما محكمة‬
‫سالم ومحكمة عوفر بحكم وجودهما فً أراضً الضفة الؽربٌة‪.‬‬

‫مماطعة المحاكم اإلسرائٌلٌة‪:‬‬


‫فشلت الحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة وال زالت‪ ,‬والحما م‪.‬ت‪ .‬ؾ‪ .‬والسلطة الوطنٌة والفصابل الوطنٌة واإلسبلمٌة‪ ,‬فً وضع‬
‫استراتٌجٌة‪ ,‬سواء فً مجال مماطعة المحاكم اإلسرابٌلٌة‪ ,‬وسواء فً مجال سبل تحرٌر األسرى والدفاع عنهم‪ .‬ولد انتهت‬
‫العدٌد من المحاوالت‪ ,‬التً جرت لمماطعة المحاكم العسكرٌة‪ ,‬والتً اتسعت فً االنتفاضة الثانٌة‪ ,‬إلى الفشل‪ ,‬بسبب عدم‬
‫تعاون ؼالبٌة األسرى والفصابل والسلطة ومإسسات حموق اإلنسان ونمابة المحامٌن الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬وكان هنان عدد من‬
‫األسرى‪ ,‬الذٌن أخذوا على عاتمهم الشخصً مماطعة المحاكم‪ ,‬والوضع الطبٌعً أن تتم مماطعة المحاكم بشكل كلً‪,‬‬
‫ورفض التعاون معها‪ ,‬أو المرافعة أمامها‪ ,‬ألن هذه المرافعات تمنح األحكام صبؽة لانونٌة من جهة‪ ,‬ومن جهة أخرى فإن‬
‫المرافعات ال لٌمة لها‪ ,‬ألن لرار المخابرات اإلسرابٌلٌة هو أساس فً أي لرار وحكم ٌصدر‪ ,‬عن هذه المحاكم‪ .‬كما أنها‬
‫تفتمد للحد األدنى من أصول المحاكمات والعدل‪ .‬وٌعتمد ؼالبٌة المحامون على الصفمات داخل المحاكم‪ ,‬والتً تعمد بٌن‬
‫المحامٌن والنٌابة العسكرٌة اإلسرابٌلٌة‪ ,‬دون إشران المعتملٌن بشكل واضح وصرٌح‪ ,‬فً إبرام هذه الصفمات‪.‬‬

‫الصفمات فً المحاكم العسكرٌة‪:‬‬


‫لمد ذهب عدد كبٌر من المعتملٌن ضحاٌا لهذه الصفمات‪ ,‬وهذا الطرٌك ٌخدم المحاكم فً الدرجة األولى‪ ,‬التً تضٌك ذرعا‬
‫من العدد الضخم للمعتملٌن‪ ,‬وبالتالً من العدد الهابل للملفات‪ ,‬ولذلن تتجنب هذه المحاكم عمد جلسات كثٌرة‪ ,‬وتفضل عمد‬
‫الصفمات ممابل جلسات المرافعات ‪ .‬وهنا تلتمً كذلن مصلحة النٌابة ‪ ,‬مع مصلحة عدد من المحامٌن‪ ,‬الذٌن ٌؤخذون لٌس‬
‫عشرات‪ ,‬بل مبات الملفات فً نفس الولت‪ ,‬ولٌس لدٌهم الولت الكافً لدراستها أو تمدٌم مرافعات فٌها‪ ,‬أو الفتمادهم‬
‫الخبرة والمعرفة‪ ,‬لذا ٌفضلون الصفمات على المرافعات‪ ,‬والتً ٌدفع ثمنها األسرى سنوات تمطع من أعمارهم وشبابهم‪.‬‬
‫والجدٌر بالذكر‪ ,‬أن فً انتفاضة األلصى‪ ,‬طفت على السطح ظاهرة مملمة‪ ,‬تتعلك بموضوع الصفمات‪ ,‬حٌث لام عدد من‬
‫محامً الصفمات‪ ,‬باالتفاق مع النٌابة ‪ ,‬ودون معرفة المعتمل‪ ,‬بنمل تهم من ملؾ معتمل إلى ملؾ معتمل آخر‪ ,‬وبهذا ٌكون‬
‫أحد المعتملٌن عرضة ألن ٌحكم حكما منخفضا واآلخر لد ٌحكم حكما عالٌا دون أن ٌعرؾ المعتملون حمٌمة األمر‪.‬‬
‫المشكلة تظهر جلٌا مع هذه الصفمات‪ ,‬لٌس فمط أنها تحان وتؽلك بدون معرفة المعتملٌن أنفسهم‪ ,‬إنما دون أن ٌدرن‬
‫المعتملون‪ ,‬بشكل عام‪ ,‬المعنى المانونً لهذه الصفمات‪ ,‬وما ٌترتب علٌها من أحكام جابرة‪ .‬هذه الصفمات تتم من خلؾ‬
‫ظهورهم‪ ,‬ودون معرفة أحدهم‪ ,‬وبالرؼم من آالؾ الدوالرات التً ٌتلماها هإالء المحامون من أجل إعطاء خدمات لانونٌة‬
‫على أكمل وجه‪ ,‬ولكنه ٌحدث العكس تماما‪ .‬وهنان اتفالات بعلم المعتملٌن‪ ,‬ممابل أن ٌؤخذ أحد المعتملٌن جزءا من التهم‬
‫عن معتمل اخر‪ .‬وخبلصة المول إن مماطعة المحاكم هً المولؾ الوطنً المطلوب‪ ,‬الذي ٌجب أن ٌؤتً فً استراتٌجٌة‬
‫وطنٌة من كافة المستوٌات‪ .‬وفً حال اضطر المعتمل للذهاب إلى المحكمة‪ ,‬فً ظل ؼٌاب هذه االستراتٌجٌة الوطنٌة‪,‬‬
‫ٌجب أن ٌت جنب المعتمل الذهاب إلى صفمة‪ ,‬توفر على االحتبلل الجهد والولت فً المحاكم من جهة‪ ,‬وتسبب ظلم ولهر‬
‫للمعتمل من جهة أخرى‪ .‬كما وٌجب البحث عن المحامٌن ذوي الخبرة والتجربة والنزاهة‪ ,‬واإلصرار على المرافعات‪,‬‬
‫حتى فً ظل ؼٌاب الحد األدنى من أصول المحاكمات والعدل فً هذه المحاكم‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الشهود فً المحاكم‪:‬‬
‫كل البحة اتهام ضد معتمل ما‪ ,‬تشمل فً نهاٌتها لابمة بؤسماء شهود‪ ,‬وٌطلك علٌهم اسم شهود نٌابة‪ .‬هذه المابمة توضع من‬
‫لبل النٌابة العسكرٌة‪ ,‬من أجل تعزٌز وتؤكٌد التهم الموجه ضد المعتمل المذكور فً البحة االتهام‪ .‬لابمة الشهود هذه تشمل‬
‫عادة مجموعتٌن من الشهود‪ :‬المجموعة األولى‪ ,‬تشمل أسماء معتملٌن آخرٌن كانوا لد أعطوا (وأحٌانا ولعوا) إفادات لدى‬
‫المخابرات والشرطة‪ ,‬تدٌن هذا المعتمل‪ .‬فكل إفادة أو اعتراؾ معتمل معٌن‪ٌ ,‬تم استعمالها من لبل النٌابة العسكرٌة‪ ,‬ومن‬
‫ثم من لبل المحاكم العسكرٌة ضد المعت مل‪ ,‬الذي أعطى هذه اإلفادة‪ ,‬وضد معتملٌن آخرٌن متهمٌن فً نفس المضٌة‪ ,‬أو فً‬
‫لضاٌا أخرى‪ .‬أما المجموعة الثانٌة تشمل أسماء أفراد الشرطة‪ ,‬الذٌن أخذوا إفادة أو اعتراؾ هذا المعتمل وولعها أمامهم‪.‬‬
‫فً حٌن لم ٌعترؾ المعتمل المتهم بالتهم الموجهة ضده فً البحة االتهام‪ ,‬أو اعترؾ ببعض من هذه التهم وأنكر البعض‬
‫األخر‪ ,‬فٌتم استدعاء شهود النٌابة المذكورٌن أعبله‪ ,‬وبطلب من النٌابة ‪ ,‬من أجل أن ٌموم هإالء الشهود باإلدالء‬
‫بشهاداتهم‪ ,‬مباشرة أمام المحكمة‪ ,‬التً تبت فً المضٌة‪ ,‬لتؤكٌد وتعزٌز التهم الموجهة ضد المعتمل المذكور‪ ,‬فً البحة‬
‫االته ام‪ ,‬كما ذكرنا سابما‪ .‬هدؾ النٌابة من استدعاء أفراد الشرطة كشهود نٌابة‪ ,‬هو اإلدالء بشهادة مشفوعة بالمسم‬
‫مباشرة‪ ,‬أمام المحكمة‪ ,‬مفادها أن اإلفادة أو االعتراؾ الذي أخذ من المعتمل أثناء التحمٌك‪ ,‬أخذ بشكل لانونً وشرعً‪,‬‬
‫ولم ٌستعمل ضد المعتمل أي عنؾ جسدي أو نفسً‪ ,‬ولم ٌمدم له أٌة وعود أو إؼراءات‪ ,‬وإن تولٌع المعتمل على إفادته‬
‫كان بمحض إرادته ودون إكراه من أحد‪ .‬ومن الطبٌعً أن ٌدعً رجل الشرطة ذلن‪ ,‬ألنه ٌمثل سلطة االحتبلل بكل‬
‫معانٌها وجوانبها‪ .‬أما هدؾ النٌابة من استدعاء معتملٌن آخرٌن‪ ,‬كشهود نٌابة‪ ,‬هو اإلدالء بشهادة مشفوعة بالمسم‪ ,‬أمام‬
‫المحكمة‪ ,‬مفادها إثبات صحة اعترافاتهم التً أعطوها أمام المخابرات والشرطة‪ ,‬والتً تدٌن ٌعنً تورط صدٌمهم المتهم‪.‬‬
‫وهنا ندخل فً إشكالٌة الشهادة أمام المحكمة‪ .‬من الطبٌعً جدا‪ ,‬وهو المطلوب كذلن‪ ,‬وأن ٌموم المعتمل الشاهد بإنكار‬
‫ونمض االعترافات التً لدمها أو ولع علٌها أمام المخابرات والشرطة‪ ,‬والتً تورطه ورفاله معه‪ .‬لكن هذا فً الوالع ال‬
‫ٌفٌد‪ ,‬ألنه من حك المحكمة لانونٌا أن تمبل وتعتمد إفادة كل متهم‪ ,‬كان لد أعطاها أمام الشرطة‪ ,‬وأن ترفض شهادته أمام‬
‫المحكمة نفسها‪ .‬وهذه الماعدة تنطبك كذلن على إفادة الشاهد‪ .‬بسبب عدم معرفة ووعً المعتملٌن‪ ,‬ألهمٌة الكلمة والجملة‬
‫فً المحكمة‪ ,‬تإدي شهاداتهم فً أحٌان كثٌرة إلى تثبٌت ما كان فٌه شن على المعتمل المتهم‪ ,‬أو أن ٌتم تورٌط متهم فً‬
‫لضاٌا لم تكن موجودة أصبل فً البحة االتهام‪ .‬مسؤلة الشهادة أمام المحكمة‪ ,‬هً مسؤلة فً ؼاٌة الحساسٌة واألهمٌة‪,‬‬
‫وبحاجة إلى كثٌر من الشجاعة والحنكة والذكاء‪ .‬وإذا أحسن الشاهد صنعا‪ ,‬فسٌوفر علٌه وعلى رفاله سنوات السجن‬
‫الطوٌ لة والملٌبة بالمهر والظلم والحرمان‪ .‬فً النهاٌة‪ ,‬المطلوب من المعتمل‪ ,‬متهما كان أم شاهد‪ ,‬أن ال ٌعترؾ وأن ال‬
‫ٌورط نفسه وآخرٌن معه ‪ .‬وإذا فرض على المعتمل ما أن ٌمثل شاهدا فً محكمة‪ ,‬فعلٌه أن ٌكون شجاعا وواثما من نفسه‪,‬‬
‫مدركا أللواله‪ ,‬مختصرا إجاباته‪ ,‬على أهم األمور‪ ,‬التً ترفع التهم عنه وعن إخوانه المعتملٌن‪.‬‬

‫محاكم االعتمال اإلداري‪:‬‬


‫إن االعتمال اإلداري هو اعتمال بدون تهمة او محاكمة‪ٌ ,‬عتمد على ملؾ سري‪ ,‬وأدلة سرٌة ال ٌمكن للمعتمل او محامٌه‬
‫االطبلع علٌها‪ ,‬وٌمكن حسب األوامر العسكرٌة اإلسرابٌلٌة‪ ,‬تجدٌد أمر االعتمال اإلداري مرات ؼٌر محدودة‪ ,‬حٌث ٌتم‬
‫استصدار أمر إداري لفترة ألصاها ستة شهور‪ ,‬فً كل أمر اعتمال‪ ,‬لابلة للتجدٌد باالستبناؾ‪ .‬تلجؤ المخابرات اإلسرابٌلٌة‬
‫إلى هذا األسلوب من االعتمال‪ ,‬حٌن ال ٌتمكن جهاز المخابرات‪ ,‬من جمع معطٌات كافٌة‪ ,‬لتمدٌم البحة اتهام ودلٌل إدانة‬
‫ضد ال معتمل‪ .‬هنان محاكم خاصة‪ٌ ,‬تم تمدٌم المعتملٌن اإلدارٌٌن أمامها‪ ,‬وتموم هذه المحاكم بإبطال المرار أو المصادلة‬
‫على لرار االعتمال اإلداري‪ ,‬والصادر عادة من ما ٌسمى المابد العسكري للمنطمة‪ .‬وما ٌحدث‪ ,‬أنه بعد ‪ 8‬أٌام من إببلغ‬
‫المعتمل بمرار االعتمال اإلداري‪ٌ ,‬تم تحوٌل ه إلى محكمة خاصة‪ٌ ,‬تم فٌها المصادلة على المرار أو إلؽابه‪ ,‬وبنسبة ‪%100‬‬
‫لم ٌتم إلؽاء أي لرار اعتمال إداري‪ ,‬حتى اآلن‪ .‬هنان عدد كبٌر من المعتملٌن اإلدارٌٌن‪ ,‬الذٌن توجهوا إلى المحكمة العلٌا‬
‫اإلسرابٌلٌة‪ ,‬بهدؾ إبطال األوامر اإلدارٌة ضدهم‪ ,‬لكنها لم تستجب ألي التماس بهذا الشؤن‪ .‬وبعد مرور عدة أٌام على‬
‫تثبٌت حكم االعتمال اإلداري‪ ,‬من لبل المحكمة‪ٌ ,‬ستطٌع محامً المعتمل تمدٌم استبناؾ على لرار االعتمال اإلداري‪,‬‬
‫لمحكمة استبناؾ خاصة باالعتمال اإلداري‪ .‬كما ٌحك للمحامً أن ٌمدم استبناؾ كل ‪ 3‬شهور على لرار االعتمال‬
‫اإلداري‪ ,‬وخاصة للذٌن ٌكون لرار اعتمالهم ألكثر من ‪ 3‬شهور‪ ,‬وعند تمدٌم الطلب للمحكمة‪ٌ ,‬تم تعٌٌن المحكمة‪ ,‬والتً‬
‫بدورها تموم بإعبلن لرار‪ ,‬إما باالستمرار فً االعتمال أو فً تخفٌض المدة المحكوم بها المعتمل أو إلؽاء المرار‪ .‬وفً‬
‫العادة‪ ,‬النماش الذي ٌتم هو نماش ؼٌر لانونً‪ ,‬مع العل م أنه ٌوجد محام ولاض‪ ,‬ومدعً عام‪ ,‬ومعتمل (لكن لٌس متهم) أي‬
‫كل عناصر المحكمة‪ ,‬ولكن ال تمدم للمحكمة أي لرابن أو دلٌل محدد على مخالفات لام بها المعتمل‪ ,‬وما ٌمدم للمحكمة فمط‬
‫ملؾ سري ٌمنع المعتمل ومحامٌه من االطبلع علٌه‪ ,‬وفمط ٌكون الحك للماضً أن ٌطلع علٌه‪ ,‬وبناء على هذا الملؾ ٌؤخذ‬
‫الماضً لراره‪ .‬إن المرار بحد ذاته‪ ,‬ولرار تمدٌد االعتمال أو إلؽاإه هو من اختصاص المخابرات اإلسرابٌلٌة فمط‪,‬‬

‫‪29‬‬
‫والماضً ٌعتبر صورة الستكمال المحاكمة ولٌس له دور لضابً ٌذكر‪ .‬وهنان العدٌد من األسرى‪ ,‬الذٌن أمضوا أكثر من‬
‫خمس سنوات فً االعتمال اإلد اري‪ ,‬بشكل متواصل‪ ,‬ولد توجهوا عشرات المرات للمحاكم‪ ,‬ولم تتمكن هذه المحاكم من‬
‫تمدٌم أي شًء لهم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬األسرى اإلدارٌٌن‪:‬‬


‫ما هو االعتمال اإلداري‪ :‬االعتمال اإلداري هو لٌام سلطة االحتبلل باعتمال شخص ما‪ ,‬دون توجٌه تهم محدده إلٌه‪,‬‬
‫ودون تمدٌمه إلى المحاكمة‪ ,‬وذلن عن طرٌك استخدام إجراءات إدارٌة ‪ .‬و عرفته اللجنة الدولٌة للصلٌب األحمر ‪ :‬بؤنه‬
‫حرمان شخص ما من حرٌته بناء على مبادرة أو أ مر من السلطة التنفٌذٌة ولٌست المضابٌة بدون توجٌه تهم جنابٌة ضد‬
‫المحتجز أو المعتمل إدارٌا ‪ .‬كما أنه اعتمال ٌتم المٌام به استنادا إلى أمر إداري فمط بدون حسم لضابً وبدون البحة اتهام‬
‫وبدون محاكمة طبما للمانون الدولً‪.‬‬
‫وهو اعتمال تعسفً ؼٌر لانونً ٌتنافى وأبسط ا لمعاٌٌر الدولٌة لحموق اإلنسان ألنه اعتمال بدون تهمة و محاكمة ٌعتمد‬
‫على ملؾ سري وأدلة سرٌة ال ٌمكن للمعتمل أو محامٌه االطبلع علٌها‪ .‬إن االعتمال اإلداري هو عبارة عن عملٌة اعتمال‬
‫تتم بدون حسم لضابً واضح‪ ,‬وبدون البحة اتهام وحتى بدون محاكمة كما هو معروؾ فً المانون الدولً ‪ ,‬ولٌس هنان‬
‫أدنى شن أن الطرٌمة التً تستعمل فٌها حكومة االحتبلل االعتمال اإلداري تتنالض وبشكل سافر مع المٌود التً وضعها‬
‫المانون الدولً على االعتمال اإلداري‪ .‬وإذا علمنا أن من أهم وأبرز المواعد األساسٌة لحموق اإلنسان هو الحك فً‬
‫الحرٌة‪ ,‬فإن االعتمال اإلداري هو انتهان صارخ للمانون الدولً‪ ,‬وال بد لنا أن نإكد أن االعتمال اإلداري هو الوسٌلة‬
‫األكثر تطرفا التً ٌسمح بها المانون الدولً للموة المحتلة باتباعها تجاه سكان المناطك المحتلة‪ .‬نظرا ألن الحدٌث ٌدور‬
‫عن وسٌلة شاذة ومتطرفة‪ ,‬فإن استعمال هذه الوسٌلة خاضع لشروط صارمة‪ .‬ولٌام إسرابٌل باالعتمال اإلداري بحك‬
‫الفلسطٌنٌٌن وفما ألنظمة الطوارئ لعام ‪ 1945‬م‪ .‬والتً هً ملؽاة أصبل ؛ انتهان واضح للمانون ‪ ,‬وعلى اعتبار أن‬
‫المادة ‪ 43‬من اتفالٌات الهاي ‪ 1907‬م‪ .‬ال تجٌز لدولة االحتبلل أن تؽٌر فً الوالع التشرٌعً للبلد المحتل ‪ ,‬وباعتبار أن‬
‫إسرابٌل تمر بوجوب تطبٌك أنظمة الهاي لعام ‪ 1907‬م‪ ,.‬وأن ذلن لد تم تؤكٌده أكثر من مرة بمرارات واضحة من‬
‫"المحكمة العلٌا اإلسرابٌلٌة " ‪ ,‬وبناء علٌه فإنه ال ٌوجد أي أساس لانونً ٌخول إسرابٌل أن تستند إلى أنظمة الطوارئ‬
‫كؤساس للجوء إلى االعتمال اإلداري ‪ ,‬و بالتالً فاالعتمال اإلداري ٌتعارض مع أساسٌات التشرٌع اإلسرابٌلً ذاته‪ .‬كما أن‬
‫اتفالٌة جنٌؾ الرابعة لعام ‪ 1949‬م‪ .‬وتحدٌد المواد ‪ 70‬و ‪ 71‬منها تشترط العتبار المحاكمة عادلة أن ٌتم إببلغ المتهم‬
‫ببلبحة اتهام واضحة وبلؽة ٌفهمها تبٌن له أسباب اعتماله لٌتاح له إمكانٌة الدفاع عن نفسه ‪ ,‬وحٌث أن االعتمال اإلداري‬
‫ٌستند إلى الملؾ السري ٌصبح واضحا بما ال ٌدع مجاال للشن أنه ال تتوافر فً المحاكم التً تنظر فً االعتمال اإلداري‬
‫ضمانات المحاكمة العادلة ‪ ,‬وعلٌه فإنه ٌعد جرٌمة حرب وفك المواد‪ 130‬و ‪ 131‬من اتفالٌة جنٌؾ الثالثة ‪ ,‬وكذلن وفك‬
‫المواد ‪ 147‬و ‪ 148‬من اتفالٌة جنٌؾ الرابعة خاصة وأن إسرابٌل لبلت لنفسها أن تلتزم فً حكمها لؤلراضً الفلسطٌنٌة‬
‫بالمانون الدولً وأنظمة الهاي لعام ‪ ,1907‬ولد أكدت المحكمة العلٌا اإلسرابٌلٌة ذلن فً أكثر من لرار‪ .‬وحتى تسهل‬
‫إسرابٌل على نفسها عملٌة االعتمال اإلداري أصدرت العدٌد من األوامر العسكرٌة كان منها األمر (‪ )1228‬الصادر فً‬
‫‪ / 17‬آذار ‪ , 1988 /‬والذي أعطى صبلحٌة إصدار لرار التحوٌل إلى االعتمال اإلداري لضباط وجنود ألل رتبة من‬
‫لابد المنطمة‪.‬‬
‫تبرر إسرابٌل استخدامها لعموبات ؼٌر لضابٌة مثل االعتمال اإلداري بؤنه ٌتفك ونصوص أنظمة الدفاع العام ‪ 1945‬م‪.‬‬
‫على اعتبار أنها كانت جزءا من لانون البلد عندما احتلت إسرابٌل الضفة الؽربٌة عام ‪ 1967‬م ‪ .‬والحمٌمة أن هذه‬
‫األنظمة لم تكن جزءا من لانون البلد فً عام ‪ 1967‬م‪ , .‬ذلن أن البرٌطانٌٌن لد ألؽوا هذه األنظمة فً عام ‪ 1948‬م‪.‬‬
‫إضافة إلى كون هذه األنظمة تتعارض مع الدستور األردنً الذي كان سابدا عام ‪ 1952‬م‪ .‬ولكن المانون اإلسرابٌلً‬
‫والتشرٌع العسكري اإلسرابٌلً الساري فً الضفة الؽربٌة ٌسمح بصورة صرٌحة عملٌة االعتمال اإلداري وٌنظم‬
‫استعمال هذه األداة‪ .‬حٌث ٌتم المٌام باالعتماالت اإلدارٌة الٌوم طبما لؤلمر الخاص باالعتماالت اإلدارٌة رلم ‪ 1591‬من‬
‫العام ‪ ,2007‬الذي جاء مكان أمر آخر سابك من العام ‪ .1988‬وٌخول األمر المادة العسكرٌٌن فً الضفة الؽربٌة اعتمال‬
‫شخص لفترة ألصاها ستة أشهر عندما ٌكون هنان "لاعدة معمولة لبلفتراض بؤن االعتبارات الخاصة بؤمن المنطمة أو‬
‫أمن الجمهور" تستوجب هذا‪ٌ .‬حك للمادة العسكرٌٌن تمدٌد فترة االعتمال اإلداري لفترة إضافٌة ال تزٌد عن ستة أشهر‪.‬‬
‫ولم ٌتحدد فً األمر الفترة التراكمٌة المصوى الحتجاز الشخص فً االعتمال اإلداري‪ ,‬ولهذا ٌمكن تمدٌد االعتمال المرة‬
‫تلو األخرى‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬تعتمد سلطات االحتبلل على ما ٌلً فً عملٌة االعتمال اإلداري للفلسطٌنٌٌن‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر الخاص باالعتماالت اإلدارٌة وهو جزء من التشرٌعات العسكرٌة السارٌة فً الضفة الؽربٌة حٌث ٌتم احتجاز‬
‫معظم المعتملٌن اإلدارٌٌن استناد إلى أوامر اعتمال فردٌة ٌتم إصدارها استنادا إلى هذا األمر‪.‬‬
‫‪ -2‬لانون الصبلحٌات الخاص ثبٌط‪ٛ‬اسئ (اػزمبالد) اٌغبس‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬إعشائ‪ٚ ً١‬اٌز‪ ٞ‬اعزجذي االػزمبي اإلداس‪ ٞ‬اٌز‪ ٞ‬وبْ عبس‪٠‬ب‬
‫ف‪ ٟ‬أٔظّخ اٌط‪ٛ‬اسئ ِٓ فزشح االٔزذاة اٌجش‪٠‬طبٔ‪٠ , ٟ‬زُ اٌزؾفع ػٍ‪ِٛ ٝ‬اغٕ‪ ِٓ ٓ١‬عىبْ إٌّبغك اٌفٍغط‪١ٕ١‬خ اعزٕبدا إٌ‪٘ ٝ‬زا‬
‫اٌمبٔ‪ ْٛ‬فمػ ف‪ ٟ‬ؽبالد ٔبدسح ‪.‬‬
‫‪ -3‬لانون سجن المماتلٌن ؼٌر المانونٌٌن الذي سرى مفعوله العام ‪ , 2002‬ولد كان المانون ٌهدؾ باألصل إلى التمكن من‬
‫التحفظ على لبنانٌٌن كانوا مسجونٌن فً ذلن الولت فً إسرابٌل ومن اجل اعتمال فلسطٌنٌٌن من سكان لطاع ؼزة بدون‬
‫تمدٌمهم للمحاكمة‪.‬‬
‫تشوٌه واستؽبلل المانون الدولً ‪ ..‬المانون الدولً اإلنسانً أجاز اللجوء لبلعتمال اإلداري ألسباب أمنٌة لهرٌة وبشكل‬
‫استثنابً وفردي ‪ ,‬محذرا من استخدامه بشكل جماعً ألن ذلن ربما ٌصل إلى مستوى العماب الجماعً ‪ ,‬على أن ٌنتهً‬
‫االعتمال اإلداري فور زوال األسباب ‪ ,‬وبالتالً وضع لٌود صارمة على تنفٌذه واستمرار احتجاز المعتملٌن وحدد‬
‫إجراءات وضمانات لضابٌة نزٌهة فً حال اللجوء إلٌه أبرزها معرفة المعتمل اإلداري ألسباب احتجازه فور اعتماله‬
‫وبشكل تفصٌلً وكامل وباللؽة التً ٌفهمها ‪ ,‬وحصوله على آلٌة مستملة ومحاٌدة للطعن فً شرعٌة االحتجاز ‪ ,‬وحصول‬
‫المعتمل اإلداري على المساعدة المانونٌة ومنحه الحك فً النظر بشكل دوري فً شرعٌة استمرار احتجازه‪ ,‬وحمه فً‬
‫االتصال بؤفراد عابلته عبر المراسلة واالستمبال ‪ ,‬وحمه فً الحصول على الرعاٌة الطبٌة ‪ ,‬كما وألزم السلطات بإخطار‬
‫السلطات الوطنٌة التابع لها الشخص ا لمعتمل إدارٌا بؤمر احتجازه‪ ,‬وأجبرها على السماح للسلطات الدبلوماسٌة أو‬
‫المنصلٌة ذات الصلة باالتصال برعاٌاها وزٌارتهم ‪ .‬ومن الواضح أن سلطات االحتبلل ال تلتزم بالمبادئ العامة وال‬
‫بالضمانات المضابٌة واإلجراءات النزٌهة المتعلمة باالعتمال اإلداري وفما للموانٌن الدولٌة واتفالٌة جنٌؾ ‪ ,‬وهً تلجؤ‬
‫لبلعتمال اإلداري كشكل من أشكال العماب وتعتمد على ملؾ سري وتمارسه كماعدة كعماب جماعً ضد الفلسطٌنٌٌن‬
‫ولفترات طوٌلة تصل لسنوات عدة ‪ ,‬وتحرم المعتملٌن اإلدارٌٌن من أبسط حمولهم بما فٌها عدم السماح لهم ولمحامٌهم‬
‫باإلطبلع على أسباب اعتمالهم ‪.‬‬
‫إن المابد العسكري اإلسرابٌلً ٌستند فً حاالت االعتمال اإلداري على مواد سرٌة ‪ ,‬وهً باألساس مواد البٌانات ضده‪,‬‬
‫والتً تدعً السلطات اإلسرابٌلٌة عدم جواز كشفها حفاظا على سبلمة مصادر هذه المعلومات‪ ,‬أو ألن كشفها لد ٌفضح‬
‫أسلوب الحصول على هذه المواد‪ .‬ولد ألرت المحكمة العلٌا اإلسرابٌلٌة إمكانٌة عدم كشؾ هذه البٌانات‪ ,‬وعدم إلزام‬
‫السلطة باحترام حك المشتبه به بالحصول على إجراءات محاكمة عادلة‪ .‬بما ٌعد انتهاكا لحك المعتمل اإلداري فً إببلؼه‬
‫بسبب إلماء المبض علٌه فمن حك كل شخص أن ٌبلػ بسبب إلماء المبض علٌه‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫الحٌاة داخل السجون‬
‫مجتمع األسرى الفلسطٌنٌٌن فً السجون اإلسرابٌلٌة ٌجمعهم لاسم مشترن هو سبب هذا االعتمال‪ ,‬أال وهو محاربة‬
‫إسرابٌل ومماومة وجودها واحتبللها بؤشكال مختلفة أللها تستر السجٌن على أخٌه‪ ,‬أو األب على ابنه‪ ,‬وأمام هذا الوالع‬
‫افترضت إسرابٌل أن ٌعٌش المعتملون داخل السجون كالسجناء الجنابٌٌن تسودهم شرٌعة الؽاب أو السٌطرة لؤللوى‪ ,‬فمن‬
‫المستحٌل إٌجاد فكر سام ونبٌل بٌن سجٌنٌن معتملٌن على جرٌمة اؼتصاب أو لتل أو مخدرات‪ ,‬وبالتالً سٌكون السجن‬
‫عمابا مجدٌا لمن ٌدخله من الفلسطٌنٌٌن‪.‬‬
‫وصل إلى السجون اإلسرابٌلٌة بعض لادة التنظٌمات ‪ ,‬وممن أرادوا أن تكون هذه السجون محطة أخرى فً المحطات‬
‫التً ٌنتمل بٌنها أعضاء هذه المنظمات‪ ,‬وبالتالً كان أمامهم هدؾ الوصول إلى سجٌن ٌمضً فترة وجوده فً السجن فً‬
‫حٌاة تسودها لوابح وأعراؾ تنظٌمٌة مستمدة من أدبٌات ه ذه التنظٌمات‪ ,‬ولد تطور مجتمع المعتملٌن الفلسطٌنٌٌن من هذه‬
‫الحالة إلى مجتمع اتسم بالحٌاة التنظٌمٌة المكونة من التزام و عضوٌة وهٌاكل إدارٌة والعمل على تنفٌذ ما تمرره وما تراه‬
‫لٌادة التنظٌم‪ ,‬وعمل هذا المجتمع على حماٌة نفسه باكتشافه أسلحة ٌملكها وٌسخرها كؤدوات للحفاظ على أمن هذا‬
‫المجتمع‪ .‬استطاع األسرى الفلسطٌنٌون عبر سنوات االحتبلل السٌر لدما مع التمدم أو التؽٌٌر الثمافً للشعب الفلسطٌنً‬
‫‪31‬‬
‫والذي تحكمت فٌه مجموعة من المبادئ والعوامل‪ ,‬صاؼتها تؽٌرات المرحلة السٌاسٌة ممتزجة مع اإلرث الثمافً لهذا‬
‫الشعب‪ ,‬فمد مارس هإالء األسرى التعلٌم وكتبوا المإلفات والمصنفات فً مختلؾ العلوم خاصة السٌاسٌة واألدبٌة‪,‬‬
‫فامتازوا بكتابة الشعر والنثر والمصة‪ ,‬وتمٌزوا بوعً سٌاسً استطاعوا بواسطته أن ٌكونوا موجهٌن سٌاسٌٌن لتنظٌماتهم‬
‫بعد خروجهم من السجن‪ ,‬كان ذلن ٌتم من خبلل برامج أعدت بعناٌة لمبلءمتها بالوالع‪.‬‬
‫بالبداٌة كان االنتماء للتنظٌم أبعد ما ٌكون عن الحمٌمة‪ ,‬فمد كان االنتماء على أساس بلدي أو جؽرافً أو شخصً‪ ,‬وفً‬
‫أحسن األحوال على أساس العمل فً خلٌة واحدة لبل االعتمال‪ ,‬فهم لم ٌتعرفوا من لبل على أدبٌات أو هٌاكل فصابلهم‪,‬‬
‫وٌمكن إجمال أهم العمبات التً أخرت عملٌة البناء التنظٌمً فً السجون كاآلتً‪:‬‬
‫‪ .1‬إجراءات إدارة مصلحة السجون المتمثلة فً الممع وعزل لادة األسرى والتفتٌش المتكرر‪.‬‬
‫‪ .2‬انعدام التجربة التنظٌمٌة لؤلسرى وعدم وجود الوعً التنظٌمً‪.‬‬
‫‪ .3‬اعتماد العملٌة العشابرٌة فً فض الخبلفات بٌن األسرى‪.‬‬
‫‪ .4‬وجود مرافك العمل ‪ ,‬وما ٌترتب علٌها من آثار سلبٌة كإعالة البناء التنظٌمً‪.‬‬
‫‪ .5‬اختبلؾ بٌبات المعتملٌن وما نتج عنه من تباٌن اجتماعً وثمافً ومادي بٌنهم‪.‬‬
‫بدأت مع نهاٌة عام ‪ 1968‬تظهر بوادر تؽٌر فً البنٌة االجتماعٌة لؤلسرى الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬وبدا أن ضوابط العابلٌة‬
‫والعشابرٌة ال تصلح داخل السجون‪ ,‬وبدأت الروح الوطنٌة التً تسكن فً نفوس األسرى تتولد تدرٌجٌا للتعبٌر عنها فً‬
‫مواجهة إسرابٌل والتً واجهتها شرطة مصلحة السجون‪ ,‬حٌث كانوا ال ٌتورعون عن ردع األسرى‪ ,‬وهذا ما وجد‬
‫تشجٌعا لدى أولبن الذٌن ٌطرحون فكرة االستمرار فً عضوٌة التنظٌم حتى داخل السجن‪ ,‬هذا إضافة إلى بداٌة تبلور‬
‫عوامل عدٌدة ساهمت فً البناء التنظٌمً وأهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬مواجهة اإلدارة لؤلسرى وهذا ما تطلب منهم تنظٌم أنفسهم‪.‬‬
‫‪ .2‬زٌادة الصراعات والمشاحنات بٌن األسرى مما أوجد الحاجة إلى ضابط لهذا السلون‪.‬‬
‫‪ .3‬تزاٌد عدد لادة التنظٌمات الذٌن اعتملوا على أٌدي السلطات اإلسرابٌلٌة خاصة أعضاء المإسسات التنظٌمٌة‬
‫العلٌا كالمجالس الثورٌة أو المكاتب السٌاسٌة لبعض المنظمات‪.‬‬
‫‪ .4‬حالة الزٌادة فً وضوح األطروحات السٌاسٌة لكل فصٌل تجاه لضاٌا المرحلة‪.‬‬
‫‪ .5‬االطبلع المتزاٌد لؤلسرى على الكتب السٌاسٌة والحزبٌة (ضبٌلة العدد)‪.‬‬

‫بداٌات العمل التنظٌمً‪ :‬بدأ العمل التنظٌمً فً بداٌة العام ‪ 1969‬فً الموالع التً بها أسری ذوو أحكام عالٌة وتلن التً‬
‫بها أعداد كبٌرة من المعتملٌن‪ ,‬ولد تجلت أول صورة لهذا العمل فً تكلٌؾ من ٌمود األسرى من اختٌارهم ولٌس من‬
‫اختٌار إدارة السجن‪ ,‬ولد ظهر فً البداٌة االعتماد على الشخصٌة المٌادٌة‪ ,‬أي حكم وتوجٌه السجٌن األكثر وعٌا وشعبٌة‬
‫لدى أبناء الفصٌل الواحد‪ ,‬وأن ذلن لد خضع للممومات الشخصٌة لدى هذا المابد ‪ ,‬ولم ٌكن لد وجد حتى اآلن أي تشرٌع‬
‫أو لوابح توضح كٌفٌة الوصول إلى تكلٌؾ أو ترشٌح من ٌترأس التنظٌم‪.‬‬
‫دخل العمل التنظٌمً مع بداٌة عام ‪ 1973‬مرحلة جدٌدة تمٌزت بوجود هٌاكل إدارٌة وأطر تنظٌمٌة واضحة‪ ,‬استطاع‬
‫المعتملون فً العامٌن التالٌٌن نمل هذه التجربة إلى ؼالبٌة السجون‪ ,‬لكن هذا البناء كان ٌستند إلى أسس تعد بمنزلة برنامج‬
‫للعمل التنظٌمً ٌجب أن ٌدور هذا العمل فً إطارها‪ .‬مارس األسرى الفلسطٌنٌون نشاطهم التنظٌمً انطبللا من هذه‬
‫األسس‪ ,‬التً كانت تكرس سٌاسة االلتزام التنظٌمً لؤلسرى‪ ,‬بل إنها أخذت تطورا أخر بؤن أصبح االلتزام داخل أحد‬
‫التنظٌمات خٌار ال مفر منه لكل أسٌر ٌرٌد أن ٌعٌش حٌاة جماعٌة‪ ,‬فمد أصبحت السلطة التنظٌمٌة تمثل الثورة‪ ,‬فهً نظم‬
‫الثورة وأطرها ولوانٌنها وتمثل الكٌان االجتماعً والسٌاسً المابم على عدة أسس أهمها‪:‬‬
‫المجتمع االعتمالً‪ :‬هو لكل األسري وكل من ٌخرج عن هذا المجتمع ٌعرض نفسه لعوالب ذلن‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫الفكر الثوري‪ :‬فالسجٌن فً مولع نضالً اخر داخل السجن‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫التنظٌم‪ :‬فالسجٌن ملتزم فً تنظٌم له دٌممراطٌة خاصة تتمثل فً التسلسل داخل األطر التنظٌمٌة من عضو‬ ‫ج‪-‬‬
‫الخلٌة إلى الموجه العام‪.‬‬
‫الموانٌن الثورٌة‪ :‬وهً أساس ٌحكم العبللة والحٌاة التنظٌمٌة وتفصل بٌن كافة أبناء التنظٌم فً السجون‪.‬‬ ‫د‪-‬‬

‫هٌكلٌة البناء التنظٌمً وتطوره‪ :‬بدأ إنشاء الهٌاكل التنظٌمٌة المختلفة بدون لانون مكتوب‪ ,‬بل إنه تم صٌاؼتها بما ٌلبً‬
‫حاجة كل سجن على حدا حسب ظروفه الخاصة‪ ,‬وتطورت هذه اللوابح والهٌاكل عبر سنوات االحتبلل بشكل ٌكاد ٌكون‬
‫متشابه‪ ,‬ونستطٌع أن نمول إن ؼالبٌة الهٌاكل التنظٌمٌة فً كل السجون ولكل الفصابل الفلسطٌنٌة لد استندت إلى أسس‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫ضبط الوالع التنظٌمً بتحدٌد الصبلحٌات والنشاطات ونظام المحاسبة والمتابعة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫التمٌد العام بمبدأ جماعٌة العمل التنظٌمً النابع من االلتحام بٌن أبناء التنظٌم‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫العمل بمبدأ المركزٌة الدٌممراطٌة ‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫تشجٌع حرٌة الرأي الملتزم بموالؾ الحركة مع حرٌة النمد والنمد الذاتً‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫عدم االنفبلش والتمسن بعضوٌة الحركة‪.‬‬ ‫ه‪-‬‬
‫صٌؽت اللوابح الداخلٌة للتنظٌمات بجهود األسرى من نفس السجن‪ ,‬تشابهت األسس التً صٌؽت على أساسها هذه‬
‫اللوابح من مبادئ وشعارات وأسالٌب‪ ,‬والحدٌث عن العضوٌة من حٌث تعرٌفها وحموق وواجبات العضو‪ ,‬ومهام اللجان‬
‫المختلفة الثمافٌة واألمنٌة والمالٌة‪ ,‬إضافة إلى العموبات‪ ,‬الهٌكلٌة اإلدارٌة المكونة من الجهاز اإلداري وموجهً الخنادق‬
‫واأللس ام‪ ,‬واللجان المختلفة (الثمافٌة والضبط الثوري والنضالٌة العامة واألمنٌة)‪ .‬وتوضٌح صٌؽة المركزٌة الدٌممراطٌة‬
‫و لابمة للممنوعات على كل عضو فً التنظٌم وإرشاد إلى إتباع سلون معٌن تجاه النظافة واألخبلق‪.‬‬
‫تنظٌم العبللة مع الفصابل األخرى فٌما أسمته باللجنة الوطنٌة الموجودة فً المعتمل‪ :‬اختلفت اللوابح والهٌاكل التنظٌمٌة‬
‫للفصابل الفلسطٌنٌة داخل السجون فً وصؾ كٌفٌة انتخاب أو اختٌار المراتب التنظٌمٌة‪ ,‬فعلى صعٌد التنظٌم الدٌنً فمد‬
‫جرى تشكٌل مجلس شورى عبر انتخابات داخلٌة وهذا المجلس أفرز األمٌر العام للجماعة اإلسبلمٌة‪ ,‬فٌما تؽٌر هذا‬
‫النظام داخل الجماعة اإلسبلمٌة بعد توحد معتملً حركتً اإلخوان المسلمٌن والجهاد اإلسبلمً حٌث تشكلت لٌادتها من‬
‫منسمً العبللات الخارجٌة الذٌن تفرزهم لٌادتا التنظٌمٌن اإلسبلمٌٌن‪ ,‬أما الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن فلم تتصلب فً‬
‫وحدانٌة أسلوب االنتخاب للم راتب التنظٌمٌة المختلفة وأوجدت مبرر ذلن بالظروؾ التً لد ٌعانٌها سجن معٌن‪ ,‬بل إنها‬
‫كانت مرنة فً الترشٌح فٌجوز للمٌادة خارج السجن ترشٌح أسماء معٌنة ألبناء التنظٌم فً السجن‪ ,‬وٌسمح أٌضا ألعضاء‬
‫التنظٌم ترشٌح أنفسهم مباشرة‪ .,‬تضمنت اللوابح والهٌاكل التنظٌمٌة لؤلسرى الفلسطٌنٌٌن جزءا هاما فً حٌاتهم وهو‬
‫العموبات نصوص مكتوبة فً اللوابح بهذا الشؤن‪ ,‬لكنها نظرت إلى هذه العموبات من جانب عبلجً أو لٌستفٌد منه بمٌة‬
‫المعتملٌن فمد لسمت العموبات إلى‪ -1 :‬عموبات معنوٌة كاللوم والتوبٌخ ونسخ كراسات ٌستفٌد منها النشاط الثمافً للتنظٌم‬
‫أو الحرمان من التدخٌن‪ -2 .‬عموبات مادٌة كالجلد والممع والردع وصوال إلى اإلعدام ‪.‬‬
‫العاللات بٌن التنظٌمات داخل مجتمع األسرى‪ :‬تعاملت مصلحة السجون اإلسرابٌلٌة مع األسرى الفلسطٌنٌٌن على أنهم‬
‫جاءوا إلى السجن لمحاربتهم إسرابٌل‪ ,‬ولٌس لسبب أخر‪ ,‬وبالتالً لم تكن تفرق بٌن انتماءاتهم السٌاسٌة‪ ,‬وتعامل األسرى‬
‫الفلسطٌنٌون فً البداٌة مع إدارة السجن على هذا األساس‪ ,‬فبمدر ما كانوا ٌختلفون فً أماكن سكناهم وتباٌن ثمافتهم‬
‫والتماٌز فً الطبمات االجتماعٌة التً أتوا منها‪ ,‬إال أنهم اجتمعوا على محاربتهم إسرابٌل ‪ ,‬فؤدركوا وحدة المصٌر بٌن‬
‫جدران السجون‪ ,‬ومع دخول العبللة بٌن الفصابل الفلسطٌنٌة داخل السجون إلى مرحلة أكثر تطورا‪ ,‬بدأ المفز على لضاٌا‬
‫عدٌدة على رأسها الخبلفات السٌاسٌة خارج السجن لٌصل الحد إلى تولٌع مٌثاق ٌوضح العبللة بٌنهم‪.‬‬
‫تطور األوضاع األمنٌة لألسرى الفلسطٌنٌٌن‪ :‬تعاملت مصلحة السجون فً إسرابٌل مع اعتمال الفلسطٌنٌٌن على أنه جزء‬
‫هام من عمابهم على نشاطهم فً مماومة المشروع اإلسرابٌلً المتنالض تماما مع المشروع الوطنً الفلسطٌنً‬
‫وطموحاته‪ ,‬فبذلت كل ما بوسعها لوضع السجٌن الفلسطٌنً فً حالة نفسٌة ؼٌر مستمرة ٌتخللها حالة من الشعور الدابم‬
‫بعدم األمن‪ ,‬ولم تول أي أهمٌة لما تسمٌه فً المانون باإلصبلح‪ ,‬واألهم من ذلن هو الحفاظ على حجز هإالء األسرى فً‬
‫ظروؾ لاسٌة ٌكون لها اعتبار فً معادلة رجال المماومة الفلسطٌنٌة خارج هذه السجون‪ .‬لاوم الفلسطٌنٌون هذه السٌاسة‬
‫واعتبروا أنفسهم فً مولع نضالً ا خر‪ٌ ,‬شترن فً الهدؾ تماما كما لو أنهم فً مولع نضالً خارج السجن‪ ,‬فماموا‬
‫بتشكٌل المإسسة أو اإلطار المسإول عن حماٌتهم داخل السجن أال وهو جهاز الرصد الثوري‪ ,‬ولد اعتمدت إسرابٌل فً‬
‫مواجهة تدابٌر األسرى على نشر شبكة من العمبلء داخل صفوفهم وكلفتهم بمهمات معٌنة ومحددة لتحمٌمها فً أماكن‬
‫وأولات تحددها السٌاسة اإلسرابٌلٌة األمنٌة تجاه األسرى ‪ ,‬وكان الهدؾ األهم هو تحمٌك حالة من التشرذم والتفكن بٌن‬
‫فصابل وتنظٌمات األسرى ‪ .‬كانت تلن مبلمح المنظومة األمنٌة التً استعملتها كل من إدارة السجون المدعومة‬
‫باإلمكانٌات المادٌة والخبرة المهنٌة‪ ,‬واألسرى المتمتعٌن بإمكانٌات الولت دون الوسابل المادٌة الملموسة‪ ,‬أو حتى دون‬
‫أي خبرة تذكر فً السنوات األولى الفتتاح السجون‪ ,‬فكٌؾ كان هذان النمٌضان على أرض الوالع وفً حساباتهم هم‬
‫ٌعتبرون الممٌاس هو فً عدد جوالت االنتصار والهزٌمة تجاه بعضهم بعضا‪.‬‬
‫الوضع الثمافً داخل السجون‪ :‬تمٌزت ثمافة األسرى الفلسطٌنٌٌن فً السجون اإلسرابٌلٌة بممارسة السواد األعظم منهم‬
‫لجزء أو أجزاء من هذه الثماف ة‪ ,‬فمن ال ٌستطٌع إعطاء الجلسات الثمافٌة أو إعداد الدراسات كان ٌكتب الشعر او النثر أو‬
‫المصة ولد أفنى الكثٌر من األسرى الولت فً الرسم واألشؽال الٌدوٌة‪ ,‬والتً عبرت عن تفكٌرهم فً المضاٌا التً‬
‫ٌولونها األهمٌة‪ .‬نضجت الحالة الثمافٌة لؤلسرى نتٌجة التفاعل االجتماعً والفكري والتربوي مع والع السجن كحاجة‬

‫‪33‬‬
‫فرضتها الظروؾ ‪ ,‬فتحول االسرى من مجتمع معالب على أفعاله إلى بإر تخرج وتصمل عناصر خرجوا من السجون‬
‫لٌلتحك ؼالبٌتهم مرة أخرى بالعمل الذي كان سببا فً اعتمالهم‪.‬‬
‫اعتمد األسرى الفلسطٌنٌون فً بداٌة مسٌرتهم الثمافٌة على أسلوب المشافهة لعدم توافر األلبلم والدفاتر‪ ,‬بل واستعملوا‬
‫أرضٌة الؽرؾ والصرار اللٌن كطباشٌر‪ ,‬ولمد ساهم مولع السجن وظروفه وطبٌعة بنابه وإدارته فً تحدٌد الوسابل‬
‫األولى للتعبٌر الثمافً‪ ,‬فلم ٌكن فً بداٌة فتح السجون ؼٌر المصاحؾ‪ ,‬وعندما حصلوا على أنبوب للم كتبوا به على علب‬
‫الدخان‪ .‬عكس هذا انتباه إدارة السجون ألهمٌة حٌازة األسرى لؤللبلم والدفاتر‪ ,‬ونستطٌع المول بؤن هذه الحركة الثمافٌة لد‬
‫ارتبطت بؤشخاص من لاموا علٌها‪ ,‬ولم تبدأ بمنظومة أو نظام محكم‪ ,‬وهذا ٌتضح من مطاردة إدارة السجن لكل من‬
‫بحوزته المواد الثمافٌة األولٌة فمد ع البت من ضبط بحوزته أنبوب الملم أو ورق الدخان المكتوب علٌه وأنزلته الزنازٌن‬
‫لمدد وصلت ألكثر من أسبوعٌن‪ ,‬حٌث لم تكن كل أسماء هإالء المعالبٌن من نشطاء التنظٌمات‪ .‬عکس مجموع السلون‬
‫الثمافً لؤلسرى صورة عن حالتهم بشكل عام وأوضاعهم‪ ,‬وبالتالً لم ٌكن تطور األوضاع الثمافٌة بمنحى عن تطور‬
‫األوضاع التنظٌمٌة أو األمنٌة أو االجتماعٌة‪ ,‬كما أنه لم تكن األوضاع الثمافٌة تساهم فً تطور األوضاع األخرى أكثر‬
‫من العكس‪.‬‬
‫ضمت ثمافة األسرى الفلسطٌنٌٌن مجاالت عدٌدة كان لكل مجال فٌها تطوره الممٌز وتحكمت فٌه عوامل خاصة تتشابه‬
‫وتختلؾ أحٌانا مع المجال اال خر وأهم هذه المجاالت‪ :‬تطور الوعً السٌاسً‪ :‬تنافس األكادٌمٌون وأصحاب المواهب من‬
‫األسرى فً انتماء أسالٌب وتعبٌرات الكتابة والتً كان أرلاها البٌانات والتعمٌمات‪ ,‬وكانت هذه الكتابات تحمل بعض‬
‫العبارات التربوٌة وربما تكون ؼٌر ممصودة فحتى هذا التارٌخ لم ٌكن النشاط التعلٌمً لد بدأ‪ .‬حمل األسرى الفلسطٌنٌون‬
‫الكثٌر من المشاعر الوجدانٌة تجاه الكثٌر من المضاٌا والموالؾ السٌاسٌة‪ ,‬حٌث أٌدوا بعضها بوعً سٌاسً ٌفهم من‬
‫خبلل استطاعتهم تعلٌل ذلن‪ ,‬ورفضهم للكثٌر من الموالؾ فعبروا عنها بالمشافهة والكتابة‪.‬‬
‫أجمعت كافة اللوابح الداخلٌة للتنظٌمات الفلسطٌنٌة فً السجون على اعتبار اإلطار‪ ,‬أو الجهاز الثمافً جزءا هاما وأساسٌا‬
‫فً كافة التشكٌبلت والهٌكلٌات التنظٌمٌة‪ ,‬ومثلت هذه األجهزة عبلمة على أي تمدٌم تنظٌمً لؤلسرى‪ ,‬على اعتبار أن هذا‬
‫النشاط ٌشارن فً دعم كافة النشاطا ت التنظٌمٌة األخرى لؤلسرى‪ ,‬فكان المفوض الثمافً عضوا فً أعلى الهٌبات‬
‫التنظٌمٌة ابتداء من الخندق (الؽرفة) وحتى اللجان المركزٌة للسجون كافة‪ .‬هدفت كافة لوابح التنظٌمات الفلسطٌنٌة إلى‬
‫تحمٌك مجموعة من األهداؾ من وراء النشاط الثمافً ولذا تشابهت فً ذلن‪ ,‬ولوحظ اختبلؾ ؼالبٌة اللجان التنظٌمٌة بٌن‬
‫هذه اللوابح باستثناء اللجنة الثمافٌة التً حتى عام ‪ 1985‬كانت تنحصر أهدافها فً‪:‬‬
‫‪ -1‬محو األمٌة فً صفوؾ األسرى ‪ -2‬عمل جلسات ثمافٌة بهدؾ التوعٌة السٌاسٌة ‪ -3‬العمل على متابعة األخبار‬
‫السٌاسٌة الٌومٌة ومنالشتها ‪ -4‬تشجٌع حلمات النماش السٌاسً ‪ -5‬إعداد الدراسات والكراسات األمنٌة‪.‬‬
‫أما شكل اللجان التً ستنفذ هذه المهمات واألهداؾ فمد اختلفت من سجن ألخر‪ ,‬وذلن بفعل عوامل منها صفات الكادر‬
‫وعدد األسرى ‪ ,‬ولد التزمت أؼلب السجون بالهٌكلٌة اإلدارٌة للجنة الثمافٌة كما ٌلً‪ :‬لجنة السجن مكونة من ثبلثة‬
‫وٌنتخبون ربٌسا لهم ٌكون تلمابٌا عضو فً اللجنة المركزٌة للتنظٌم فً السجن‪ ,‬وتموم اللجنة بعمل برنامج عمل ونشره‬
‫على الماعدة‪ ,‬وبتشكٌل لجنة ثبلثٌة إلصدار مجلة التنظٌم وتشكٌل لجنة ثبلثٌة للترجمة‪ ,‬وأخرى لصٌاؼة البٌانات‬
‫والتعمٌمات‪ ,‬إضافة إلى لجنة ثبلثٌة لمكتبات السجن‪.‬‬
‫النشاط التعلٌمً لؤلسرى‪ :‬م ثل النشاط العلمً لؤلسرى الفلسطٌنٌٌن أهم صور التعبٌر عن ثمافتهم‪ ,‬حٌث تعددت أشكاله‪,‬‬
‫ومجاالته التً كان أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬تعلم الكتابة والمراءة‪ :‬ولد بدأ ذلن فً مرحلة متمدمة من تارٌخ األسرى فً السجون‪ ,‬حٌث استطاعت التنظٌمات‬
‫المضاء على األمٌة بشكل كامل فً بعض السجون ومنهم من وصل إلى إنهاء المرحلة اإلعدادٌة‪ ,‬وأنجز‬
‫دراسات لؽوٌة أخرى‪ ,‬وٌبدو أن هذا النشاط لد بدأ بشكل انفرادي ‪ٚ‬ثغ‪ٛٙ‬د خبصخ ِٓ اٌجؼط لج‪ ً١‬ا٘زّبَ‬
‫اٌزٕظ‪ّ١‬بد ثٗ‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ٚ‬ساد اٌزغ‪٠ٛ‬ذ ‪ٚ‬اٌزال‪ٚ‬ح‪ٚ :‬لذ أخز ا٘زّبَ األعش‪ ٜ‬ثٗ ف‪ ٟ‬ثذا‪٠‬خ فزؼ اٌغغ‪ٚ ,ْٛ‬رط‪ٛ‬س ٘زا األِش إلى حصول‬
‫المجتازٌن لهذه الدورات على شهادات من التنظٌم ومن مإسسات خارج السجون كان لجهود التنظٌم الفضل‬
‫فٌها‪ ,‬وهذا ٌعبر عن مدى تطور عبللة التنظٌمات مع المإسسات‪.‬‬
‫‪ -3‬تعلم اللؽات‪ :‬اهتم األسرى الفلسطٌنٌون بتعلم اللؽات األجنبٌة خاصة اللؽتٌن العبرٌة واإلنجلٌزٌة‪ ,‬وتدل أرلام‬
‫المجتازٌن لهذا النشاط على أن السجون األكثر استمرارا كانت السبالة لممارسة هذا النشاط ‪ .‬أن ؼالبٌة لٌادات‬
‫األسري تعلموا اللؽة العبرٌة فً مرحلة مبكرة من اعتمالهم ‪ .‬أن الحاجة هً التً كانت تحفز على ممارسة مثل‬
‫هذا النشاط‪ ,‬فبل ٌجوز أن ٌعمل السجٌن شاوٌش ؼرفة أو ممثل معتمل أو فً بعض مرافك العمل بدون معرفة‬

‫‪34‬‬
‫اللؽة العبرٌة‪ ,‬وكذلن كان األسرى بحاجة إلى ذلن لمنالشة ممثلً الصلٌب األحمر والمإسسات الدولٌة األخرى‬
‫والتً كان ؼالبٌة مندوبٌها ال ٌعرفون اللؽة العربٌة‪.‬‬
‫المراءة والمطالعة‪ :‬ومهمته تحضٌر الطلبة األسرى المتحانات الثانوٌة العامة بدورات ودروس تموٌة‪ ,‬وهذا ٌعبر‬ ‫‪-4‬‬
‫عن أن التنظٌمات الفلسطٌنٌة كانت تنظم موضوع امتحانات الثانوٌة العامة بل إنه كان جزءا هاما من النشاط‬
‫العلمً فٌها‪.‬‬
‫دورات فً مجاالت أخرى‪ :‬حٌث كان ٌتم تنظٌم دورات اختٌارٌة فً النحو والسٌاسة والتارٌخ‪ ,‬وإدارة‬ ‫‪-5‬‬
‫المشارٌع‪ ,‬واإلسعافات األولٌة‪ ,‬والخط العربً‪ ,‬ولد استفاد األسرى من هذا النشاط بممارسة العدٌد منهم‬
‫لئلسعاؾ األولً إضرابات السجون‪ ,‬وكذلن الخط الذي كان ٌلزم فً كافة التعمٌمات والبٌانات‪.‬‬
‫امتحان الثانوٌة العاملة‪ :‬ولد بدأ هذا األمر بعد عام ‪ ,1974‬ولم ٌتم إال بعد رفع األسرى لضٌة لمحكمة العدل‬ ‫‪-6‬‬
‫العلٌا‪.‬‬
‫التعلٌم الجامعً‪ :‬بدأ التعلٌم الجامعً داخل السجون فعلٌا َ بعد اضراب عام ‪ 2000‬حٌث كان من انجازاته السماح‬ ‫‪-7‬‬
‫لؤلسرى االلتحاق بالدراسة بالجامعة العبرٌة المفتوحة ولكن ضمن لٌود وشروط‪ .‬وفً عام ‪ 2010‬شرع‬
‫الكنٌست اإلسرابٌلً لانون منع الدراسة بالجامعة العبرٌة لؤلسرى‪ .‬وفً عام ‪ 2012‬بدأت الدراسة بجامعة‬
‫المدس بإشراؾ من أسرى ٌحملون شهادات علٌا بسجن هدرٌم وعلى رأسهم األسٌر الدكتور مروان البرؼوثً‪.‬‬
‫وفً عام ‪ 2016-2015‬بدأت الدراسة فً جامعة المدس المفتوحة فً عدة سجون‪.‬‬

‫األوضاع المعٌشٌة‪ :‬حرصت إسرابٌل على وضع األسرى مع بداٌة فتح كل سجن فً ظروؾ تساهم فً صٌاؼة وضع‬
‫نفسً سًء للسجٌن‪ ,‬وٌتمثل هذا فً تعلٌماتها وتدخلها فً تفاصٌل حٌاة السجٌن‪ ,‬فكان على السجٌن أن ٌصحو مبكرا‬
‫وٌنظم فراشه (البرش)‪ ,‬وٌجلس علٌه بطرٌمة محددة إلى ان ٌؤتً العدد‪ ,‬هذا األخٌر الذي تولٌه إدارة السجن أهمٌة أمنٌة‬
‫خاصة والذي ٌصل فً بعض السجون إلى خمس مرات ٌومٌا‪ ,‬حٌث تعتبر مسؤلة الهروب من أخطر المسابل األمنٌة التً‬
‫ٌمكن أن تصل إلى المستوى السٌاسً أو ما تحدثه من للك أمنً للدولة‪ٌ .‬لتزم السجٌن بساعة معٌنة لتناول وجبة اإلفطار‬
‫والعودة إلى فراشه وحتى بداٌة المساء ٌمنع من النوم أو االضطجاع على البرش‪ ,‬حتى ٌموم الشرطً بإطفاء النور‪.‬‬
‫عاش األسرى الفلسطٌنٌون فً سجون ممامة على مبان لدٌمة منذ عشرات السنٌن‪ ,‬ولد أعطً لكل سجٌن فرشة من‬
‫اإلسفنج بسمن خمسة سنتٌمترات للنوم علٌها‪ ,‬وأن ٌستعمل أي شًء بدل الوسادة‪ ,‬ولد ظل الحال كما هو علٌه حتى عام‬
‫‪ 1980‬عندما استطاع األسرى الفلسطٌنٌون أن ٌكسبوا المضٌة التً رفعوها لمحكمة العدل العلٌا والتً وضعت فٌه‬
‫مواصفات وشروط تزوٌد األسرى باألسرة بدل النوم على األرض‪ .‬ولد فتحت دكان السجن الذي نصت علٌه اتفالٌات‬
‫جنٌؾ‪ ,‬وجعلت أسعاره عالٌة وأعلى من تلن التً تباع فٌها الحاجٌات خارج السجن‪ ,‬ولد تمدمت أكثر من مرة بعض‬
‫المإسسات بمذكرات إلى المسإولٌن اإلسرابٌلٌٌن بهذا الشؤن دون جدوى‪ ,‬ولد ضبط أكثر من مرة وفً سجون مختلفة‬
‫مسإول الدكان (الكانتٌنا) وهو ٌختلس من أموال األسرى‪ .‬استخدمت إسرابٌل الكانتٌنا كؤحد صور العماب ضد األسرى‪,‬‬
‫فكثٌرا ما كان ٌمنع كل السجن من الشراء لمدة شهر أو شهرٌن كعماب على حادث معٌن‪.‬‬
‫التغذٌة‪ :‬سمحت إدارة السجون اإلسرابٌلٌة عمب حرب ‪ 1967‬بإدخال األهالً األطعمة لذوٌهم‪ ,‬فمد كان األهالً ٌجلبون‬
‫فً ٌوم الزٌارة مختلؾ أنواع األطعمة‪ ,‬ومع بداٌة عام ‪ 1969‬منعت السلطات إدخال أي شًء له عبللة بالؽذاء‪ ,‬وبمدر‬
‫ما كانت الحالة األولى تبرز الفوارق االجتماعٌة بٌن األسرى‪ ,‬وما لهذا األمر من سلبٌات على العبللة االجتماعٌة بٌنهم‬
‫فً ولت لم ٌكن هنان بناء تنظٌمً أو لوانٌن تنظم العبللة بٌنهم‪ ,‬إال أن البدٌل األسوأ كان تمدٌم طعام االدارة فمط‪ ,‬فمد‬
‫أصبح الؽذاء سبلحا تستعمله اإلدارة ضد األسرى‪ ,‬وٌمدم لؤلسرى كما ونوعا بناء على احتٌاجات السٌاسة العامة لمصلحة‬
‫السجون‪ ,‬وحتى عام ‪ 0976‬تم تمدٌم ما حدوده ‪ 800‬سعر حراري لكل معتمل‪ ,‬وهذا ما ال ٌصل إلى تلبٌة ثلث حاجة جسم‬
‫اإلنسان‪ ,‬فً الولت الذي كانت السجون النازٌة تمدم لنزالبها ‪ 1050‬سعر حراري‪ ,‬ولد شهدت السنوات التالٌة تنالص‬
‫هذه الكمٌة لؤلسرى فً ؼرؾ العزل أو من ال زال منهم فً مرحلة التحمٌك‪ ,‬بل إنه كان ٌمدم إلٌهم بماٌا الطعام‪ .‬وبرؼم‬
‫أن اتفالٌات جنٌؾ نصت على أن ٌمو م األسرى بصناعة ؼذابهم بؤنفسهم‪ ,‬إال أن جمٌع السجون لد مرت بمراحل تحوٌل‬
‫صناعة األكل من السجناء الجنابٌٌن إلى األسرى األمنٌٌن‪.‬‬
‫بنً األسرى الفلسطٌنٌون مجتمعا لابما على نسك اجتماعً‪ ,‬ولؾ صلبا فً كفاحه من أجل تطوٌر وتؽٌٌر ظروؾ الحٌاة‬
‫فً السجون‪ ,‬ونظم العبللة بٌن األسرى المختلفة ثمافتهم أصبل‪ .‬إن بناء مجتمع ٌتسم بالتنظٌم ووجود ما ٌشبه سلطة تنبع‬
‫أفكارها من أسس ثورٌة‪ ,‬إضافة إلى وعً سٌاسً وثمافً عال فً ظل بناء اجتماعً بعٌد عن االنتماءات المبلٌة‪ ,‬سٌسمح‬
‫فعبل لهإالء األسرى بالمٌام بتسجٌل دورهم فً التارٌخ الفلسطٌنً‪ ,‬بتؤدٌتهم دورا نضالٌا ضد إسرابٌل‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫تصنٌفات األسري‬
‫اوال‪ :‬األسرى المدامى‪:‬‬
‫وهو مصطلح ٌطلك على من مضى على اعتمالهم أكثر من عشرٌن سنة‪ ,‬وان(‪ )25‬أسٌرا منهم ٌطلك علٌهم "عمداء‬
‫ا ألسرى " باعتبارهم ألدم األسرى فً السجون اإلسرابٌلٌة‪ ,‬وهم المعتملٌن منذ ما لبل "اتفاق أوسلو" ولٌام السلطة الوطنٌة‬
‫فً الرابع من أٌار‪/‬ماٌو‪ ,1994‬وان هإالء كان من المفترض أن ٌفرج عنهم ضمن الدفعة الرابعة فً مارس‪,2014/‬‬
‫فً إطار التفاهمات الفلسطٌنٌة اإلسرابٌلٌة برع اٌة أمرٌكٌة‪ ,‬إال أن دولة االحتبلل وكعادتها نكثت بالوعود وتنصلت من‬
‫االتفالٌات وتراجعت عن إطبلق سراحهم وأبمتهم رهٌنة فً سجونها ومعتمبلتها‪ .‬إن جمٌع هإالء "المدامى" المعتملٌن منذ‬
‫ما لبل اتفالٌة "أوسلو" لد مضى على اعتمالهم أكثر من ثمانٌة وعشرٌن سنة بشكل متواصل ‪ ,‬هم أٌمونات األسرى‬
‫وأكثرهم صبرا وتحمبل ولضاء للسنوات على التوالً‪ ,‬ألدمهم األسٌران "كرٌم وماهر ٌونس" من المناطك المحتلة عام‬
‫‪ ,1948‬والمعتمبلن منذ ما ٌزٌد عن تسعة وثبلثٌن سنة‪ .‬هذا باإلضافة إلى نحو (‪ )54‬أسٌرا ممن أفرج عنهم فً صفمة‬
‫وفاء األحرار (شالٌط) وأعٌد ا عتمالهم وأعٌد األحكام السابمة لهم‪ ,‬وأبرزهم "نابل البرؼوثً" الذي أمضى فً السجن على‬
‫فترتٌن ما ٌزٌد عن اربعٌن سنة‪ .‬إن معاناة هإالء تتضاعؾ‪ ,‬مع استمرار وجودهم فً السجن‪ ,‬ولصصهم تزداد ألما‬
‫ولسوة‪ ,‬وحكاٌاتهم ؼدت أكثر مرارة ومؤساة‪ ,‬فهم من ذالوا مرارة السجون وألم المٌد ولسوة التعذٌب بؤشكاله الجسدٌة‬
‫والنفسٌة‪ ,‬وحٌث تسربت األمراض وانتشرت فً أجسادهم واستوطنت بداخلها دون أن ٌتلموا العبلج البلزم‪ ,‬فانهكتهم‬
‫وزادت من معاناتهم‪ .‬ولكل واحد من هإالء حكاٌته الخاصة مع األسر‪ ,‬والتً تتشابن فً الكثٌر من جوانبها مع التجربة‬
‫الجماعٌة‪ .‬فبع ضهم من أمضى فً السجن من سنوات عمره أكثر مما أمضاه خارج السجن‪ ,‬وبٌنهم من ترن أبنابه أطفاال‪,‬‬
‫لٌكبروا بعٌدا عنه وٌلتمً بهم شبابا داخل السجن‪ ,‬ومنهم من فمد أمه أو أبٌه أو كبلهما‪ ,‬أو فمد أخٌه أو أخته أو أكثر من‬
‫أفراد العابلة دون أن ٌسمح له بإلماء نظرة الوداع أو المشاركة فً تشٌٌع الجثمان إلى مثواه األخٌر‪ .‬وهم أٌضا من‬
‫عاصروا أجٌال وأجٌال‪ ,‬فاستمبلوا آالؾ األسرى الجدد‪ ,‬وودعوا أمثالهم‪ ,‬فٌما أجسادهم ال تزال محبوسة بٌن جدران‬
‫السجون وأٌادٌهم ممٌدة باألصفاد و عٌونهم تبحث عن ثمب لترى من خبلله لرص الشمس‪ .‬ومع ذلن لم ولن ٌنكسروا‪ .‬فهم‬
‫متمسكون باألمل وعلٌنا أن نساعدهم فً تحمٌك أملهم‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬أسرى المدس والداخل‬
‫منذ احتبلل الشطر الشرلً للمدس عام ‪ ,1967‬فرضت سلطات االحتبلل على سكان المدس لٌودا متعددة‪ ,‬وأعطتهم‬
‫تصنٌفا لانونٌا شاذا ٌستهدؾ شطبهم من سجل الوجود وهم أحٌاء‪ ,‬فتعاملت معهم على أنهم ممٌمون دابمون لدٌها‪,‬‬
‫واعتبرت سجنهم واألحكام الصادرة بحمهم شؤنا داخلٌا وأن لوانٌنها تنطبك علٌهم مثلهم مثل السجناء الٌهود‪ .‬لكنها فً‬
‫الولت ذاته ال تمنحهم نصؾ الحموق التً تمنحها لؽٌرهم من السجناء الٌهود‪ .‬فلم تعترؾ بانتمابهم لؤلراضً المحتلة عام‬
‫‪ . 1967‬هذا الوضع المانونً المبهم والظالم‪ ,‬تمتد آثاره لتشمل األسرى الممدسٌٌن واسرى الداخل الفلسطٌنً المحتل فً‬
‫سجون االحتبلل الذٌن ٌعاملون كفلسطٌنٌٌن فً الزنازٌن أو حٌن ٌطالبون بحمولهم‪ ,‬وٌعاملون كمواطنً دولة االحتبلل‬
‫حٌن ٌكون هنان صفمات لتبادل األسرى أو حموق تمنح لؤلسرى الفلسطٌنٌٌن نتٌجة إضرابهم عن الطعام و ؼٌرها من‬
‫الخطوات االحتجاجٌة‪ .‬كما بمٌة األسرى الفلسطٌنٌٌن ٌعانً أسرى المدس والداخل من لسوة التعذٌب والعزل االنفرادي‪,‬‬
‫وسوء ظروؾ االعتمال المعٌشٌة والصحٌة ووحش ٌة تعامل جنود االحتبلل معهم‪ ,‬والسعً الدابم لعزلهم عن اآلخرٌن‬
‫واالستفراد بهم‪ .‬إضافة إلى اإلهمال الطبً المتعمد الذي استشهد بسببه أكثر من عشرٌن شهٌد من أسرى المدس والداخل‬
‫سمطوا فً سجون االحتبلل االسرابٌلً منذ العام ‪ 1967‬وحتى اآلن‪ ,‬وال تمتصر معاناتهم على تدهور الحالة الصحٌة‬
‫لبعضهم أو عدم تلمٌهم العناٌة الكافٌة‪ .‬فٌما ال ٌزال المبات منهم ٌمبعون فً سجون االحتبلل‪ ,‬بٌنهم نساء وشٌوخ وأطفال‬
‫ونواب وأسرى تحرروا فً صفمة "شالٌط" وأعٌد اعتمالهم‪ .‬ومنهم من أمضوا فً ؼٌاهب السجون عشرٌن عاما وما‬
‫ٌزٌد‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن أهالً األسرى ٌعانون من المنع تحت ما ٌسمى "المنع األمنً" ومن المضاٌمات والتحرشات‬
‫واإل جراءات واالعتماالت اإلسرابٌلٌة المستمرة لهم أثناء توجههم للزٌارة‪ .‬ولؤلطفال الممدسٌٌن حصتهم من المعاناة أٌضا‬
‫فدولة االحتبلل تحاكم األطفال وتحتجزهم ضمن ظروؾ سٌبة جدا‪ ,‬وهم ٌتلمون المعاملة نفسها التً ٌتلماها األسرى‬
‫الفلسطٌنٌون األخرون‪ .‬ومنذ بداٌة االنتفاضة ود ولة االحتبلل تنتهج سٌاسة منظمة تجاه التعامل مع األطفال األسرى مثل‬
‫إجراءات المحاكمة الطوٌلة والمعمدة‪ ,‬والتعذٌب أثناء التحمٌك‪ ,‬وعدم وجود رعاٌة صحٌة‪ ,‬والحرمان من الحك فً التعلٌم‪.‬‬
‫وما ٌزال لرابة (‪ )500‬من سكان مدٌنة المدس ومن سكان الداخل الفلسطٌنً ٌمبعون فً سجون ومعتمبلت االحتبلل‬

‫‪36‬‬
‫اإلسرابٌلً بٌنهم عشرات األطفال والنساء والفتٌات‪.‬من بٌنهم معظم عمداء األسرى وهم الذٌن أمضوا أكثر من ‪ 20‬سنة‬
‫فً السجن بشكل متواصل‪ ,‬وٌعتبر األسٌر كرٌم ٌونس من الداخل المحتل ألدم أسٌر فلسطٌنً والمعتمل منذ العام ‪,1983‬‬
‫واالسٌر سمٌر أبو نعمة المعتمل منذ سنة ‪ 1986‬هو عمٌد أسرى المدس وألدمهم‪ .‬هذا باإلضافة إلى وجود (‪ )7‬أسرى من‬
‫المدس ممن تحرروا فً صفمة "وفاء األحرار" وأعٌد اعتمالهم وأعٌدت لهم األحكام السابمة‪ .‬وأسرى المدس والداخل هم‬
‫فً للب الحركة األسٌرة وركن اساسً من أركانها‪ ,‬وشاركوا بفاعلٌة فً المواجهات مع ادارة السجون‪ ,‬واالضرابات عن‬
‫الطعام‪ ,‬وساهموا فً تطور الحركة األسٌرة‪ ,‬وشكل العدٌد منهم لٌادات ورموز للحركة الوطنٌة األسٌرة على مدار‬
‫مسٌرتها الطوٌلة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسرى غزة‬
‫لطاع ؼزة لدم مبات اآلالؾ من الشهداء والجرحى واألسرى من أجل الحرٌة واالستمبلل‪ .‬وٌمدر عدد حاالت االعتمال‬
‫التً سجلت فً لطاع ؼزة منذ العام ‪ 1967‬بنحو ربع ملٌون حالة‪ ,‬كما وأن هإالء األسرى كانوا دوما جزء أساسً من‬
‫الحركة األسٌرة وشاركوا بجانب إخوانهم ورفالهم النضال المستمر ضد إدارة السجون اإلسرابٌلٌة‪ ,‬وأن الكثٌرٌن من‬
‫أسرى ؼزة شكلوا وعلى مدار العم ود الماضٌة أعمدة أساسٌة للحركة األسٌرة ولٌادات مإثرة داخل سجون االحتبلل‪ .‬ومن‬
‫األهمٌة بمكان االشارة هنا إلى أن االعتماالت من لطاع ؼزة لد شهدت انخفاضا كبٌرا منذ اتفالٌة أوسلو ولٌام السلطة‬
‫الوطنٌة الفلسطٌنٌة منتصؾ العام ‪ ,1994‬جراء عدم التواجد المباشر لموات االحتبلل العسكرٌة فً مدن ومخٌمات‬
‫المطاع‪ ,‬فٌما انخفضت أكثر فؤكثر بعد إعادة لوات االحتبلل العسكرٌة انتشارها فً لطاع ؼزة فً أٌلول ‪ ,2005‬مما‬
‫أدى إلى انخفاض االعتماالت فً صفوؾ مواطنً ؼزة بشكل كبٌر‪ ,‬والتصرت على حاالت محدودة ممارنة بما ٌسجل فً‬
‫المدس والضفة الؽربٌة من اعتماالت ٌومٌة وٌمبع ؼالبٌتهم العظمى فً سجن نفحة ‪ ,‬وهإالء ٌشكلون لرابة (‪ )%6‬من‬
‫اجمالً األسرى‪ ,‬وٌعتبر األسٌر ضٌاء الفالوجً المعتمل منذ العام ‪ 1992‬وٌمضً حكما بالسجن المإبد مدى الحٌاة) هو‬
‫ألدمهم وعمٌد أسرى المطاع‪ ,‬وهو واحد من المعتملٌن منذ ما لبل "أوسلو" وما ٌطلك علٌهم بالدفعة الرابعة الذٌن رفضت‬
‫اسرابٌل االفراج عنهم فً اطار التفاهمات السٌاسٌة مطلع عام ‪ .2014‬وٌعانً أهالً أسرى لطاع ؼزة من التواصل مع‬
‫أبنابهم وكذلن من منع الزٌارات تحت ما ٌسمى "المنع األمنً"‪ ,‬وحرمان أعداد كبٌرة من األلارب من زٌارة أبنابهم فً‬
‫الس جون‪ ,‬حٌث أن الزٌارات ؼٌر منتظمة وأن واختٌار الزوار وأعدادهم تتم وفما لمعاٌٌر اسرابٌلٌة ظالمة واجراءات‬
‫مجحفة‪ ,‬مما ٌحرم األسٌر وعابلته من التواصل الدابم‪ .‬األمر الذي ٌشكل جرٌمة وعمابا جماعٌا للطرفٌن‪ .‬وٌذكر أٌضا بؤن‬
‫لابمة شهداء الحركة األسٌرة تضم (‪ )63‬شهٌدا من أسرى ؼزة‪ٌ ,‬شكلون ما نسبته ‪ 28.4%‬من المجموع الكلً للشهداء‬
‫األسرى حتى نهاٌة شباط‪/‬فبراٌر‪ 2020‬والذٌن بلػ عددهم (‪ )222‬شهٌدا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬األسرى العرب (اسري الدورٌات)‬
‫هم الجنود والضباط العرب الذٌن تمكنت إسرابٌل من أسرهم خبلل حروب مع الدول العربٌة الشمٌمة منذ عام ‪1948‬م‪,‬‬
‫والفدابٌون الذٌن عبروا الحدود سواء من لبنان أو األردن أو الجوالن المحتل؛ لمماتلة العدو الصهٌونً داخل األراضً‬
‫المحتلة دخت سجون االحتبلل العشرات من الجنسٌات العربٌة المختلفة من هضبة الجوالن السورٌة المحتلة واألردن‪,‬‬
‫وعشرات آخرون من السودان ومصر‪ ,‬واألسرى اللبنانٌٌن‪ .‬وٌتعرض األسرى العرب فً سجون االحتبلل لشتى أنواع‬
‫العذاب؛ ٌحرمون من زٌارات ذوٌهم وتوضع العرالٌل أمام الصلٌب األحمر فً ترتٌب زٌارات لعاببلتهم‪ ,‬وٌحرمون من‬
‫االتصال الهاتفً مع ذوٌهم لبلطمبنان علٌهم‪ .‬وٌعتمدون على كتابة الرسابل لذوٌهم عبر الصلٌب األحمر‪ ,‬وٌوجه دابما‬
‫اللوم إلى حكوماتهم المتماعسة بالتحرن السٌاسً والدبلوماسً للضؽط على حكومة إسرابٌل إلطبلق سراحهم‪ ,‬خاصة أن‬
‫مصر واألردن أبرمتا اتفالٌات سبلم مع إسرا بٌل وأصبح وجودهم فً السجون مخالفا للموانٌن الدولٌة وألسس السبلم‬
‫المبرم بٌن هذه الدول وحكومة إسرابٌل‪ .‬أن إدارة السجون لم تمٌز ٌوما فً تعاملها الماسً‪ ,‬ولمعها وبطشها بٌن أسٌر‬
‫فلسطٌنً وآخر عربً‪ .‬فهم عانوا من السجن ولسوة السجان كما عانٌنا‪ ,‬وتعرضوا مثلما تعرضنا له من تعذٌب وحرمان‬
‫ومعاملة لاسٌة‪ ,‬ولربما معاناتهم تضاعفت بسبب حرمان هم من رإٌة عاببلتهم طوال سنوات اعتمالهم الطوٌلة‪ .‬األمر الذي‬
‫دفع أمهات فلسطٌنٌات الى ابتداع ما ٌعرؾ ب "ظاهرة التبنً" للتخفٌؾ من معاناتهم وتملٌل آثار الحرمان‪.‬‬
‫هإالء األشماء العرب الذٌن ناضلو ا وضحوا واعتملوا ألجل فلسطٌن ولضٌتها العادلة‪ ,‬لٌإكدوا بؤن المضٌة الفلسطٌنٌة لم‬
‫تكن فً ٌوم من األٌام‪ ,‬لضٌة تخص الفلسطٌنٌٌن فمط‪ ,‬بل كانت ومازالت هً لضٌة العرب فً كل مكان‪ ,‬لذا شارن‬
‫العرب ذكورا واناثا ومن مختلؾ الجنسٌات العربٌة إخوانهم الفلسطٌنٌٌن فً مماومة المحتل اإلسرابٌلً‪ ,‬وألجلها ودفاعا‬
‫عنها لدم العرب آالؾ الشهداء‪ ,‬فضبل عن المبات من العرب األسرى‪ ,‬إذ لم تخل دولة عربٌة من المشاركة فً مماومة‬
‫االحتبلل اإلسرابٌلً أو التمثٌل داخل سجونه ومعتمبلته منذ احتبلله لبالً األراضً الفلسطٌنٌة عام ‪ ,1967‬فكان هنان‬
‫أسرى مصرٌون ولبنانٌون وأردنٌون وسورٌون وعرالٌون ومؽربٌون وسودانٌون وجزابرٌون وتونسٌون وسعودٌون‬
‫ولٌبٌون وؼٌرهم‪ .‬كما وأن لابمة شهداء الحركة األسٌرة لم تخل هً األخرى من األسرى العرب‪ .‬وهإالء‪ ,‬ذكورا واناثا‪,‬‬
‫‪37‬‬
‫ٌشكلون مفخرة للشعب الفلسطٌنً‪ .‬فهم الذٌن سطروا سوٌا مع إخوانهم الفلسطٌنٌٌن أروع صفحات الوحدة والتبلحم‬
‫والنضال العربً المشترن فً مواجهة االحتبلل اإلسرابٌلً‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬األسرى األطفال‬
‫رؼم أن األوامر العسكرٌة اإلسرابٌلٌة ال تسمح صراحة باعتمال األطفال أو تمدٌمهم للمحاكمة وأن المانون اإلسرابٌلً ال‬
‫ٌسمح بذلن‪ ,‬اال أن الجٌش اإلسرابٌلً اعتمل األطفال‪ ,‬وبشكل ٌكاد ٌشبه اعتمال الكبار‪ ,‬فمد كانت الدورٌات العسكرٌة‬
‫تداهم البٌوت بعد منتصؾ اللٌل لٌتم اعتمال طفل ال ٌتجاوز عمره الرابعة عشر‪.‬‬
‫ٌتعرض األطفال األسرى لشتى انواع التعذٌب على أٌدي رجال األمن اإلسرابٌلٌٌن ‪ ,‬ولد كان لهذه األسالٌب آثار سلبٌة‬
‫كثٌرة على هإالء األطفال ‪ ,‬ولد تعددت أسباب وتهم اعتمال األطفال الفلسطٌنٌٌن منذ العام ‪ .1967‬اعتملت إسرابٌل بعد‬
‫عام ‪ 1967‬األطفال فً نفس األماكن التً اعتمل فٌها الكبار‪ ,‬وكان ٌنتج عن ذلن الكثٌر من المشاكل ‪ ,‬هذه المضٌة كانت‬
‫مطلبا حمٌمٌا لمادة األسرى وإلدارة السجون فخلطهم مع الكبار ٌسبب مشاكل للطرفٌن‪ ,‬فوضعتهم مصلحة السجون فً‬
‫ؼرؾ العار فً سجن الرملة وهذا ما سبب لهم الضرب واالعتداء رؼم أن المانون اإلسرابٌلً ٌمنع وضع األحداث مع‬
‫البالؽٌن ‪ ,‬ولكن لادة األسرى نجحوا فً فصلهم عن الكبار‪ .‬تعاملت مصلحة السجون مع األسرى األطفال على أنهم ؼٌر‬
‫لادرٌن على المٌام بالخطوات النضالٌة‪ ,‬فعندما كان ٌتم نملهم من سجن الى سجن جدٌد كانت تجعلهم ٌنامون على حشاٌا‬
‫ملوثة‪ ,‬مع انتشار الجرذان‪ ,‬وحٌث ال إضاءة‪ ,‬أو تهوٌة‪ ,‬وبنوعٌة ؼذاء سٌبة‪ ,‬ودون عبلج کافً‪.‬‬
‫أدرن لادة التنظٌمات الفلسطٌنٌة أهمٌة االنتباه لؤلطفال مبكرا‪ ,‬وكان ترتٌب ورعاٌة هإالء األطفال ضمن برامج لٌادة‬
‫التنظٌمات‪ ,‬ولد استطاع األطفال الفلسطٌنٌون األسرى فً السجون من ترتٌب أوضاعهم التنظٌمٌة بل إنهم تنافسوا فً‬
‫الوصول إلى سدة المسإولٌة‪ ,‬وكان الوعً الثمافً أحد سمات التنافس بٌنهم‪ ,‬وما أن جاءت فترة بداٌة الثمانٌنات حتى‬
‫كانت ألسام األطفال تضم هٌاكل متشابهة لتلن التً فً ألسام الكبار‪ ,‬بل إنهم استطاعوا ممارسة النشاط األمنً‪ ,‬وما‬
‫ٌتطلبه من صعوبات على الكبار كانت هذه الصعوبات مضاعفة لدٌهم‪ ,‬وٌبدو أن ممارسة النشاط التنظٌمً لؤلطفال لد بدأ‬
‫بممارسة الفعالٌات الثمافٌة فً الجلسات وتوزٌع بعض الكراسات‪ ,‬ومن ثم تطور إلى االنضباط اإلداري وممارسة عدد‬
‫من األسرى األطفال للثواب والعماب على زمبلبهم أو التخٌٌر التنظٌمً لكل من ٌؤتً من جدٌد‪ ,‬وهذا ما ٌعبر عن وجود‬
‫نسك معٌن من الترتٌب التنظٌمً لهذا المجتمع‪ .‬استطاع األطفال الفلسطٌنٌون ممارسة االتصال الخارجً خاصة مع‬
‫المنظمات الدولٌة‪ ,‬فمد كانوا ٌراسلون العدٌد من المنظمات األمم المتحدة‪ ,‬والصلٌب األحمر الدولً‪ ,‬ومنظمة العفو‬
‫الدولٌة‪ ,‬وٌبدو أن ذلن كان ٌتم بإشراؾ وتوجٌه لٌادة التنظٌمات فً السجون‪ ,‬ألن التعاطؾ مع األطفال وظروفهم فً‬
‫السجن ٌشكل أضعاؾ ذلن التعاطؾ مع زمبلبهم الكبار‪.‬‬
‫رفض األطفال األسرى االعتراؾ باستمرار والع ظروفهم المعٌشٌة فً السجون‪ ,‬فمد مارسوا العدٌد من الفعالٌات التً‬
‫تعبر عن ذلن ‪ٚ‬وض‪١‬شا ِب وبْ األغفبي ‪٠‬م‪ ِْٛٛ‬ثبالػزذاء ػٍ‪ ٝ‬أؽذ أفشاد اٌششغخ ػٕذِب ‪٠‬ؼبًِ أؽذ زمبلبهم بمسوة أو ٌبادر‬
‫باالعتداء علٌه‪ ,‬وهذا ما دعا إدارة السجون إلى التحام ؼرؾ األطفال ورشها بالؽاز متجاهلة ما ٌمكن أن ٌحدث ذلن مع‬
‫أطفال أعمارهم بٌن العاشرة والسادسة عشر‪ ,‬ومن المعروؾ أن األطفال كانوا متحمسٌن لتفعٌل أي إجراء احتجاجً ضد‬
‫اإلدارة أكثر من األسرى الكبار‪ ٌُ .‬رز‪ٛ‬لف اداسح اٌغغ‪ ْٛ‬ػٓ ِؾب‪ٚ‬الد االعزفشاد ثبألعش‪ ٜ‬االغفبي فمبِذ اٌزٕظ‪ّ١‬بد‬
‫ثبٔزذاة ٌغبْ ِٓ االعش‪١ٌ ٜ‬ششف‪ٛ‬ا ػٍ‪ ٝ‬ؽ‪١‬بح االغفبي‪.‬‬
‫صع دت سلطات االحتبلل اإلسرابٌلً من اعتماالتها التعسفٌة بحك األطفال والماصرٌن الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬ومارست بحمهم‬
‫أنماطا مختلفة من ال تعذٌب خبلل وبعد اعتمالهم‪ ,‬ما ٌعتبر من بٌن المخالفات الجسٌمة للمانون الدولً‪ ,‬خاصة اتفالٌة‬
‫مناهضة التعذٌب واتفالٌة حموق الطفل‪ .‬واعتملت سلطات االحتبلل منذ اندالع انتفاضة األلصى فً سبتمبر عام ‪,2000‬‬
‫ما ال ٌمل عن (‪ )20000‬لاصر فلسطٌنً‪ ,‬تتراوح أعمارهم بٌن (‪ 18-12‬عاما)‪ ,‬وسجلت العدٌد من حاالت االعتمال‬
‫واالحتجاز ألطفال لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات‪ .‬ومارس سلطات االحتبلل العدٌد من االنتهاكات بحك األسرى‬
‫األطفال منذ لحظة إلماء المبض علٌهم وطرٌمة تولٌفهم التً تتسم بالمسوة سواء خبلل عملٌات التولٌؾ أو خبلل التٌادهم‬
‫من مناز لهم فً ساعات متؤخرة من اللٌل إلى مراكز التحمٌك والتولٌؾ‪ .‬ومن بٌن هذه االنتهاكات‪ :‬إبماإهم دون طعام أو‬
‫شراب لساعات طوٌلة وصلت فً بعض الحاالت الموثمة لٌومٌن‪ ,‬توجٌه الشتابم واأللفاظ البذٌبة إلٌهم‪ ,‬تهدٌدهم وترهٌبهم‪,‬‬
‫انتزاع االعترافات منهم تحت الضؽط والتهدٌد‪ ,‬دف عهم للتولٌع على اإلفادات المكتوبة باللؽة العبرٌة دون ترجمتها‪,‬‬
‫حرمانهم من حمهم المانونً بضرورة حضور أحد الوالدٌن والمحامً خبلل التحمٌك‪ ,‬وؼٌر ذلن من األسالٌب‬
‫واالنتهاكات‪ .‬وٌتعرض المعتملون األطفال ألسالٌب تعذٌب ومعاملة حاطه بالكرامة ومنافٌة للمعاٌٌر الدولٌة لحموق‬
‫اإلنسان‪ ,‬حٌث ٌتم احتجاز ؼالبٌتهم فً سجون داخل دولة االحتبلل‪ ,‬بشكل ٌخالؾ اتفالٌة جنٌؾ الرابعة‪ ,‬وٌتسبب فً‬
‫حرمان الؽالبٌة منهم من زٌارات ذوٌهم‪ .‬هذا باإلضافة إلى معاناة األهل فً الحصول على التصارٌح البلزمة للزٌارة‪,‬‬

‫‪38‬‬
‫التً تمنحهم حك التنمل‪ ,‬حٌث تماطل سلطات ا الحتبلل فً منح التصارٌح ما ٌطٌل فترة االنتظار‪ ,‬فٌما تحرم كثٌر من‬
‫العاببلت من الحصول على التصارٌح‪.‬‬
‫كما تودع سلطات االحتبلل األطفال فً مراكز تولٌؾ ومعتمبلت تفتمر للحد األدنى من الممومات اإلنسانٌة‪ ,‬وتحرم العدٌد‬
‫منهم من حمهم فً التعلٌم والعبلج الطبً وٌحرمون من إدخال المبلبس واألؼراض الشخصٌة والكتب الثمافٌة‪ .‬وتشٌر‬
‫اإلحصاءات والشهادات الموثمة للمعتملٌن األطفال؛ إلى أن نحو ثبلثة أرباعهم تعرضوا لشكل من أشكال التعذٌب‬
‫الجسدي‪ ,‬فٌما تعرض جمٌع المعتملٌن للتعذٌب النفسً خبلل مراحل االعتمال المختلفة‪ .‬ولد تعرض األسرى األطفال فً‬
‫معتملً "عوفر" و"مجدو" إلى عملٌات لمع هً األعنؾ منذ سنوات على ٌد لوات الممع التابعة إلدارة معتمبلت االحتبلل‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المعتملٌن األطفال من الضفة ٌخضعون لمحاكم عسكرٌة تفتمر للضمانات األساسٌة للمحاكمة‬
‫العادلة‪ ,‬ودون أي مراعاة لخصوصٌة طفولتهم ولحمولهم‪ .‬وتعتبر نسبة اعتمال االحتبلل للماصرٌن الممدسٌٌن األعلى‬
‫ممارنة باعتماالت بمٌة الماصرٌن من الضفة الؽربٌة‪ ,‬وٌظهر االستهداؾ الواضح ألطفال المدس باعتمال العشرات منهم‬
‫ٌومٌا واحتجازهم بشكل ؼٌر لانونً‪ ,‬وإطبلق سراحهم وإعادة استدعابهم للتحمٌك مرة أخرى‪ ,‬إضافة إلى سٌاسة الحبس‬
‫المنزلً واإلبعاد عن المدٌنة الممدسة‪ ,‬وفرض الؽرامات الباهظة على أهالً األطفال‪ ,‬واحتجاز الممدسٌٌن فً سجون‬
‫مختلفة عن السجون التً ٌحتجز فٌها األطفال المعتملٌن من الضفة الؽربٌة وذلن للحٌلولة دون اندماجهم‪ ,‬وبالممابل؛ فهً‬
‫تسعى لدمجهم مع السجناء اإلسرابٌلٌٌن الجنابٌٌن فً السجون المدنٌة ومراكز اإلٌواء‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬االسٌرات‬
‫تضمنت اتفالٌات جنٌؾ التً ولعت علٌها إسرابٌل نصوصا توضح كٌفٌة التعامل مع النساء األسٌرات‪ ,‬وطالبت عمل‬
‫كافة االعتبارات التً تراعً جنسهن ومعاملتهن معاملة مبلبمة ال تمل عن معاملة األسرى الرجال‪ ,‬لكن إسرابٌل لم تلتزم‬
‫بالكثٌر من نصوص تلن االتفالٌات التً ولعت علٌها‪ ,‬وخاصة فٌما ٌتعلك بؤسرى الحرب‪ ,‬فهً لم تعترؾ أصبل بؤن‬
‫األسرى الفلسطٌنٌٌن أسرى حرب‪ ,‬فكٌؾ ستتعامل مع تلن التفاصٌل فً هذه االتفالٌات؟ وكانت معاملتها للسجٌنات‬
‫الفلسطٌنٌات تعبر عن ذلن بوضوح‪.‬‬
‫لم تفرق السلطات اإلسرابٌلٌة فً تعاملها عند االعتمال بٌن رجل وامرأة‪ ,‬وكذا لم تفرق بٌنهم فً مراحل االعتمال‬
‫المختلفة‪ ,‬وخاصة مرحلة التحمٌك‪ ,‬فمد كانت نفس الموة التً تذهب العتمال الرجال تعتمل المرأة الفلسطٌنٌة‪ ,‬ونفس‬
‫األسالٌب المستخدمة فً التحمٌك مع الرجال استخدمتها مع النساء‪ ,‬بل أحٌانا كانت أشد لسوة العتبارها حلمة ضعٌفة‬
‫حسب مفهومهم ٌمكن بواسطتها الضؽط علٌها لتحل إشكالٌات لضباط المخابرات ال ٌستطٌعون حلها فً التحمٌك مع‬
‫الرجال‪ ,‬وكثٌرا ما كانت هذه األسالٌب تإدي إلى نتابج مؤساوٌة‪ .‬اختارت إسرابٌل أحد ؼرؾ سجن الرملة لٌكون أول‬
‫مكان العتمال المرأة الفلسطٌنٌة‪ ,‬ولد كانت السٌدة فاطمة البرناوي أول سجٌنة فلسطٌنٌة حٌث اعتملت فً زاوٌة من سجن‬
‫الرملة‪ ,‬لكن تم إضافة ؼرؾ فٌما بعد لٌصبح لسما بؤكمله‪ ,‬واستخدمت أٌضؤ مركز التولٌؾ ( أبو كبٌر)‪ .‬وضعت‬
‫السلطات اإلسرابٌلٌة السجٌنات الفلسط ٌنٌات فً ؼرؾ لدٌمة البناء‪ ,‬وفً ظروؾ لاسٌة‪ ,‬ولد كان لذلن تؤثٌر على الوضع‬
‫النفسً للسجٌنات‪.‬‬
‫حرصت إسرابٌل على ممارسة ضؽوط على السجٌنات الفلسطٌنٌات حٌث رتبت نظام معٌشٌة معٌنة ٌجب على السجٌنات‬
‫االلتزام به‪ ,‬فكانت تمسم أعمال النظافة على كل واحدة فً ولت معٌن‪ ,‬وكذا إجبار السجٌنات على العمل وبدون ممابل‪,‬‬
‫وهذا ما ٌخالؾ لرار محكمة العدل العلٌا‪ ,‬بل إن إدارة السجن كانت تلزم السجٌنات على إنهاء كمٌة معٌنة من العمل لبل‬
‫نهاٌة دوامهن فً الورشة وإال سٌتم معالبتهن‪ ,‬أدت الظروؾ التً عاشت فٌها السجٌنات الفلسطٌنٌات إلى أحداث تراكمات‬
‫صحٌة أدت إلى االصابة بؤمراض كثٌرة‪ ,‬كالعمود الفمري والمعدة واألمراض الجلدٌة‪ ,‬فمن المإكد أن طبٌعة جدران‬
‫السجن ودرجة الحرارة وعدم التهوٌة فً ظل ؼذاء سًء سٌإدي إلى هذه األمراض وؼٌرها ‪ ,‬فمد كانت السنوات األولى‬
‫أشد لسوة فً ظروفها حٌث أن اإلضرابات واألعمال االحتجاجٌة التً لامت بها السجٌنات ساهمت إلى حد ما فً تحسٌن‬
‫ظروفهن‪.‬‬
‫عاملت مصلحة السجون لسم السجٌنات الفلسطٌنٌات معاملة لاسٌة ال تمل عن معاملة السجناء الرجال‪ ,‬فكثٌرا ما كانت‬
‫تلزم السجٌنات على التعري بحجة التفتٌش الجسدي‪ ,‬وكذا التحام الؽرؾ بنفس الحجة ورش الؽاز المسٌل للدموع‪ ,‬إضافة‬
‫إلى االعتداء بالضرب وزجهن فً الزنازٌن االنفرادٌة‪ ,‬وبالطبع سٌكون لذلن تؤثٌر على السجٌنات أكثر من تؤثٌره على‬
‫السجناء‪ ,‬فالحدٌث ٌتعلك بالتحمل الجسمً الذي ٌمتاز به الرجل عن المرأة‪ ,‬إضافة إلى كون بعض السجٌنات حوامل‪,‬‬
‫وبعضهن كن فً وضع نفسً س ًء‪ .‬وجدت بعض السجٌنات الفلسطٌنٌات أنفسهن فً السجن فً نفس الفترة التً كان‬
‫أزواجهن أٌضا فً السجن ‪ ,‬وهنان حاالت متشابهة اضطرت إلى اإلجهاض نتٌجة سلون الشرطة اإلسرابٌلٌة السابك‪.‬‬
‫استخدمت السلطات اإلسرابٌلٌة أسلوب نمل السجٌنات الفلسطٌنٌات إلى مركز تولٌؾ أبو كبٌر سًء السمعة (سجناء‬

‫‪39‬‬
‫جنابٌون خطرون) عمابا لهن بعد أي عمل نضالً‪ ,‬وكانت السجٌنة تمضً أسابٌع بل أشهر تعٌش وحدها بٌن السجٌنات‬
‫الٌهودٌات الجنابٌات‪ ,‬ومن المإكد أنها ستتعرض لبلعتداءات والضؽط النفسً مما تعتبره السجٌنات بؤنه ألسى من عذاب‬
‫التحمٌك‪.‬‬
‫مارست السجٌنات الفلس طٌنٌات حٌاتهن التنظٌمٌة أسوة باألسرى فً السجون األخرى‪ ,‬لكن هذا لم ٌبدأ بنفس وتٌرة ذلن‬
‫العمل فً بمٌة السجون‪ ,‬فمد كانت حٌاة السجٌنات الفلسطٌنٌات مختلفة و ؼٌر منظمة فً السنوات األولى لفتح السجون‪,‬‬
‫وبالتالً فالعبللة الشخصٌة هً التً ستموي العبللة بٌنهن‪ ,‬وحتى بداٌة الثمانٌنات ال ٌمكن الحدٌث عما ٌفٌد بؤن هنان‬
‫لجان نضالٌة تمثل السجٌنات أمام إدارة السجون‪ .‬إن ذلن ال ٌعنً عدم ممارسة السجٌنات ألي عمل تنظٌمً‪ ,‬فمد كن‬
‫ٌجلسن فً جلسات سٌاسٌة عامة‪ ,‬و كانت اإلدارة دابما تذكر السجٌنات بؤنها ال تعترؾ بؤي هٌبة جماعٌة لهن‪ .‬وبعدها‬
‫تطور الوضع التنظٌمً لبلسٌرات‪ ,‬و لامت السجٌنات الفلسطٌنٌات عبر تارٌخهن فً السجون بالكثٌر من اإلجراءات‬
‫االحتجاجٌة او النضالٌة لتحسٌن أوضاعهن المعٌشٌة فً السجون‪.‬‬
‫تتعرض النساء الفلسطٌنٌات لبلعتمال واالعتداء من لبل سلطات االحتبلل اإلسرابٌلً كبالً شرابح المجتمع الفلسطٌنً‪,‬‬
‫دون أي اعتبار للوضع الصحً أو النفسً أو االجتماعً لهن‪ .‬وحتى الٌوم؛ فإن سلطات االحتبلل تعتمل (‪ )40‬أسٌرة فً‬
‫سجونها‪ ,‬بٌنهن أسٌرات لٌد االعتمال اإلداري‪ ,‬و(‪ )27‬أسٌرة محكومات بالسجن الفعلً والؽرامات المالٌة‪ ,‬وأعبلهن‬
‫حكمة األسٌرتان شروق دوٌات وشاتٌبل عٌاد المحكومتان بالسجن ل(‪ )16‬عاما‪ ,‬ومٌسون موسى المحكومة بالسجن‬
‫ل(‪ )15‬عاما‪ ,‬فٌما ما تزال عدد من االسٌرات مولوفات‪ .‬ومن بٌن األسٌرات‪ ,‬ثمانً جرٌحات‪ ,‬أصعبها حالة األسٌرة‬
‫إسراء جعابٌص (‪ 32‬عاما)‪ ,‬من المدس‪ ,‬والتً اعتملتها لوات االحتبلل بعد إطبلق النار على سٌاراتها ما أدى إلى‬
‫انفجارها وإصابتها بحروق شدٌدة شوهت وجهها ورأسها وصدرها وبترت أصابعها‪ ,‬وحكمت علٌها سلطات االحتبلل‬
‫بالسجن لمدة (‪ )11‬عاما‪.‬‬
‫ولم تمتصر عملٌات االعتمال على فبة محددة من النساء‪ ,‬وإنما طالت نساء ٌمثلن مختلؾ لطاعات وشرابح المجتمع‬
‫الفلسطٌنً‪ ,‬لتشمل االعتماالت عضوات فً المجلس التشرٌعً كاألسٌرة خالدة جرار‪ ,‬ووالدات شهداء‪ ,‬كاألسٌرة وفاء‬
‫مهداوي والدة الشهٌد أشرؾ نعالوة‪ . ,‬وتعٌش األسٌرات خبلل مراحل االعتمال ظروفا ال إنسانٌة‪ ,‬ال تراعى فٌها حمولهن‬
‫فً السبلمة الجسدٌة والنفسٌة والخصوصٌة‪ ,‬إذ ٌحتجزن فً ظروؾ معٌشٌة صعبة‪ٌ ,‬تعرضن خبللها لبلعتداء الجسدي‬
‫واإلهمال الطبً‪ ,‬وتحرمهن سلطات االحتبلل من أبسط حمولهن الٌومٌة‪ ,‬كحمهن فً التجمع لؽرض أداء الصبلة جماعة‬
‫أو الدراسة‪ ,‬إضافة إلى انتهان خصوصٌتهن بزرع الكامٌرات فً ساحات المعتمل‪ ,‬ما ٌضطر بعضهن إلى االلتزام‬
‫باللباس الشرعً حتى أثناء ممارسة الرٌاضة‪ ,‬كما وتحرمهن من حمهن بوجود مكتبة داخل المعتمل‪ ,‬رؼم المطالبات‬
‫المتكررة لذلن‪ ,‬باإلضافة إلى تعرضهن للتنكٌل بهن خبلل عملٌة النمل عبر عربة "البوسطة" إلى المحاكم أو المستشفٌات‪,‬‬
‫والتً تستؽرق عملٌة النمل بها لساعات‪ ,‬وٌتعرضن خبللها لبلعتداء علٌهن على ٌد لوات "النحشون"‪.‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫العموبات والمعاناة وسٌاسات إدارات السجون‬
‫أوال‪ :‬سٌاسة اإلذالل‬
‫تعتبر من أهم السٌاسات الهادفة‪ ,‬لتحطٌم نفسٌة وكٌان األسٌر الفلسطٌنً‪ ,‬لٌصبح جسدا ببل روح‪ .‬إن سٌاسة اإلذالل هً‬
‫تعبٌر واضح عن الدوافع الحمٌمٌة لسلطات االحتبلل‪ ,‬بمعنى دوافع االنتمام العنصرٌة‪ ,‬لبلنتمام من األسٌر‪ ,‬الذي جاء‬
‫لؤلسر نتٌجة المماومة ورفض الخضوع واالستسبلم لسٌاسات االحتبلل الممعٌة‪ ,‬ضد اإلنسان واألرض والممدسات‬
‫الفلسطٌنٌة‪ .‬كذلن أراد االحتبلل‪ ,‬أن ٌخضع األسٌر المماوم لجوالت طوٌلة من اإلذالل‪ ,‬إلخضاعه وتفرٌؽه من محتواه‪,‬‬
‫حتى ال ٌموى فً حال تحرره واإلفراج عنه‪ ,‬عن ممارسة أي نوع من أنواع مماومة ورفض سٌاسات االحتبلل التعسفٌة‪.‬‬
‫ونستطٌع هنا أن نذكر عدة ممارسات تفصٌلٌة‪ ,‬تؤتً بالدرجة األولى تعبٌرا عن سٌاسة اإلذالل‪ ,‬فعلی سبٌل المثال‪:‬‬
‫‪ -1‬العدد ( التؤكد من عدد األسر) ٌخضع األسرى الفلسطٌنٌون فً سجون االحتبلل ل ‪ 5‬مرات من العد الٌومً‪ ,‬ولد ٌفهم‬
‫األمر فً سٌاق الدوافع األمنٌة والمهنٌة‪ ,‬فً التؤكد من عدد األسرى‪ ,‬سواء كانوا ٌهودا أم عربا‪ ,‬سٌاسٌٌن أم جنابٌٌن‪ .‬لكن‬
‫األمر البلفت والذي ٌعبر عن سٌاسة االحتبلل هو شكل وطرٌمة العد‪ .‬ففً الؽالب‪ ,‬تموم مجموعة من السجانٌن‪ٌ ,‬مؾ على‬
‫رأسهم ضابط‪ ,‬مسلحٌن بالعصً والهراوات ومدافع الؽاز المسٌل للدموع‪ ,‬وٌلبسون الدروع الوالٌة‪ ,‬بإجراء عملٌة العد‬

‫‪40‬‬
‫األولى لؤلسرى‪ ,‬فً الساعة السادسة وأحٌانا فً الخامسة والنصؾ صباحا‪ ,‬حٌث ٌموم السجان بإضاءة النور والدق على‬
‫األبواب‪ ,‬لبل العد بنصؾ ساعة‪ ,‬بحجة إٌماظ وتحضٌر األسرى لعملٌة العد‪ .‬فً هذه األثناء‪ ,‬وفً بعض السجون‪ٌ ,‬جلس‬
‫األسرى على األرض‪ ,‬حتى ٌؤتً العدد وٌذكر األسرى أسماءهم واحد تلو اآلخر‪ .‬وهذا ٌطٌل فترة العدد أكثر‪ ,‬وفً‬
‫حاالت كثٌرة ٌمنع منعا باتا الدخول إلى المرحاض أو الحمام أو حتى الصبلة أحٌانا‪ ,‬فً هذه الفترة‪ ,‬التً لد تصل إلى‬
‫ساعة‪ ,‬وكل من ٌتصادؾ وجوده فً المرحاض أو الحمام أو الصبلة‪ٌ ,‬تم عمابه بشكل من أشكال العموبات‪ ,‬كالؽرامة‬
‫المالٌة‪ ,‬أو وضعه فً زنازٌن انفرادٌة خاصة‪ .‬ومن أهم مظاهر اإلذالل‪ ,‬هو إجبار كل أسٌر المٌام من مكان نومه‪,‬‬
‫والولوؾ على لدمٌه‪ ,‬منذ لحظة دخول الضابط المسإول عن العدد‪ ,‬بل ولد وصل األمر فً بعض األحٌان‪ ,‬أن ٌطلب‬
‫مدٌر السجن من األسرى‪ ,‬أن ٌستٌمظوا باكرا‪ ,‬وتحضٌر أنفسهم للعدد‪ ,‬من خبلل خلع مبلبس النوم‪ ,‬ولبس مبلبس السجن‬
‫الرسمٌة‪ ,‬لبل البدء بعملٌة العد‪ .‬وخاضت الحركة األسٌرة نضاال طوٌبل‪ ,‬من أجل إلؽاء هذا المظهر اإلذاللً‪ ,‬لكن‬
‫محاوالتها لم تلك النجاح المطلوب‪ ,‬ولد نجحت أحٌانا فً تخفٌؾ شروط العدد السالفة ‪,‬واٌذافغ األعبع‪ٌٙ ٟ‬زٖ اٌغ‪١‬بعخ‪ٛ٘ ,‬‬
‫اٌذافغ إٌفغ‪ ٟ‬االٔزمبِ‪ٚ ٟ‬اإلرالي‪١ٌٚ ,‬ظ اٌذافغ األِٕ‪ ٟ‬اٌّؼٍٓ‪.‬‬
‫‪ -2‬التفتٌش‪ :‬تموم مصلحة السجون بعملٌات تفتٌش‪ ,‬سواء تفتٌش الشخص األسٌر وتفتٌش أؼراضه أو تفتٌش عام لكل‬
‫المسم‪ .‬وهنان أنواع أخرى من التفتٌش‪ ,‬لبل وبعد زٌارة األهل‪ ,‬لبل وبعد الفورة مرتٌن ٌومٌا (الفورة هً خروج األسٌر‬
‫إلى ساحة السجن فً أولات تحددها إدارة السجن)‪ ,‬وهنان تفتٌش بالٌد لكل أنحاء الجسم‪ ,‬وتفتٌش بواسطة ماكٌنة أو جهاز‬
‫ٌدوي خاص‪ ,‬لكشؾ المعادن‪ .‬وٌتم البحث فٌها عن مواد تعتبرها مصلحة السجون ممنوعة‪ ,‬وتمس بؤمن السجن‪ ,‬وتتذرع‬
‫مصلحة السجون دابما بدوافع أمنٌة‪ .‬لكن المشكلة تكمن فً أحٌان كثٌرة فً أولات التفتٌش‪ ,‬أهداؾ التفتٌش‪ ,‬طرٌمة‬
‫التفتٌش‪ ,‬والتً تإكد أن الهدؾ من ذلن هو اإلذالل ولٌس األمن‪ٌ .‬موم السجانون وبشكل استفزازاي‪ ,‬بالهجوم على ؼرفة‬
‫أو أكثر من ؼرؾ السجن‪ ,‬فً الساعة الثانٌة أو الثالثة بعد منتص اللٌل‪ ,‬ثم ٌعودون فً الساعة السابعة صباحا فً نفس‬
‫الٌوم‪ ,‬وٌمومون خبللها بتكسٌر واتبلؾ أؼراض خاصة لؤلسٌر‪ ,‬كرادٌو أو مسجل أو ساعة‪ ,‬أو ما شابه‪ ,‬وكتابات‬
‫ورسومات وأعمال ٌدوٌة عند االلتحام‪ ,‬تدخل وحدات خاصة مدججة بؤسلحة خاصة‪ ,‬وتطلب من األسرى االستلماء على‬
‫بطونهم‪ ,‬ثم تموم بتمٌٌد أٌدٌهم‪ ,‬ومن ٌتلكؤ أو ال ٌفهم تعلٌماتهم باللؽة العبرٌة ٌتلمى سٌبل من الرصاص الخاص (رصاص‬
‫مطاطً) خاص لعملٌات كهذه‪ ,‬ثم ٌعزل فً الزنازٌن‪ .‬أضؾ إلى ذلن‪ ,‬لٌام هذه الوحدات بإجبار بعض األسرى على خلع‬
‫مبلبسهم بالكامل وأحٌانا أمام عدد كبٌر من األسرى اآلخرٌن الممٌدٌن‪ ,‬مع سبك اإلصرار رؼم علمهم بحساسٌة ذلن لدى‬
‫األسٌر‪ ,‬سواء من الناحٌة الدٌنٌ ة أو من ناحٌة العادات والتمالٌد االجتماعٌة‪ .‬وفً بعض األحٌان تجبر هذه الوحدات هذا‬
‫األسٌر أو ذان‪ ,‬على المٌام بالولوؾ والجلوس‪ ,‬ثم المٌام بحركات أثناء تعرٌه بالكامل‪ .‬فً الممابل فإن كل ذلن ال ٌساعد‬
‫فً إٌجاد ممنوعات على جسم األسٌر‪ ,‬إذ أن التفتٌش بكاشؾ المعادن أو بالٌد كفٌل بالكشؾ عن أٌة مواد ممنوعة‪ .‬فهذا‬
‫النوع من التفتٌش هو لٌس تفتٌشا أمنٌا بل تفتٌش إذاللً استفزازي‪ .‬والتفتٌش أنواع وأشكال فً سجون االحتبلل‪ ,‬حٌث‬
‫تموم مصلحة السجون‪ ,‬على سبٌل المثال‪ ,‬مرتٌن فً الٌوم‪ ,‬بفحص الشبابٌن داخل الؽرفة‪ .‬وإلى هنا ال توجد مشكلة فً‬
‫ذلن‪ ,‬إال أن المشكلة تكمن فً بعض السجون دون ؼٌرها‪ ,‬مثل سجن نفحة‪ ,‬حٌث تموم إدارة السجن بإجبار األسرى على‬
‫الخروج من الؽرفة مرتٌن‪ ,‬ولد تصل فترة خروجهم فً كل مرة ألكثر من ساعة‪ ,‬من أجل بضعة دلابك ٌموم بها السجان‬
‫بفحص شبابٌن الؽرؾ‪ ,‬بالرؼم من أن السجان ٌستطٌع‪ ,‬وبكل سهولة‪ ,‬الدخول وفحص الشبابٌن أمنٌا كما ٌشاء بوجود‬
‫األسرى داخل الؽرفة‪ ,‬ودون أن ٌتعرض له أحد‪ ,‬ولكنهم ٌمومون بذلن‪ ,‬من أجل إزعاج األسرى واستفزازاهم‪.‬‬
‫‪ -3‬التنمبلت (البوسطات) ‪ :‬تموم إدارة السجون الصهٌونٌة‪ ,‬بنمل األسرى فً سٌارات وشاحنات خاصة‪ ,‬ما بٌن السجون‪,‬‬
‫او المحاكم او مستشفى سجن الرملة وؼٌره‪ .‬وتسمى عملٌة النمل بواسطة الشاحنة "بوسطة"‪ .‬وعملٌات النمل هذه‪ ,‬هً‬
‫جزء من سٌاسة مصلحة السجون‪ ,‬لضمان عدم االستمرار فً حٌاة األسٌر من جهة‪ ,‬وإلرهاله ومحاولة إذالله من جهة‬
‫أخرى‪ .‬والمشكلة األساسٌة‪ ,‬باإلضافة إلى عدم االستمرار وال ملك الدابم‪ ,‬تكمن فٌما ٌرافك عملٌة النمل‪ ,‬سواء كان فً‬
‫مرحلة إعداد األسٌر لعملٌة النمل‪ ,‬والتً تشمل إخراجه لٌبل او نهارا من ؼرفته األصلٌة‪ ,‬الى زنازٌن انتظار خاصة‪ ,‬ثم‬
‫مكوثه فً شاحنات النمل (سٌارة البوسطة) والتً لد تمتد الثنتً عشرة ساعة متواصلة‪ ,‬أو مرحلة تنمله من محطة الى‬
‫محطة‪ ,‬حتى ٌصل الى السجن االخر‪ ,‬حٌث ٌمكث فً زنزانة انتظار خاصة‪ ,‬مرة أخرى‪ ,‬حتى ٌدخل إلى ؼرفته‬
‫(الجدٌدة) فً السجن اآلخر‪ .‬بالنسبة للمرحلة األولى‪ ,‬فٌجبر األسٌر على المكوث فً زنزانة انتظار خاصة‪ ,‬مكتظة‬
‫باألسرى لساعات طوٌله‪ .‬وؼالبا ما ٌمكث األسرى فٌها ممٌدٌن بالكلبشات‪ ,‬حتى ساعات الصباح الباكر‪ ,‬ثم تنطلك سٌارة‬
‫البوسطة عادة فً الساعة الرابعة فجرا‪ ,‬ومن ثم تبدأ مرحلة العذاب واإلذالل داخل سٌارة البوسطة‪ ,‬حٌث ٌضطر األسٌر‬
‫البماء ساعات طوٌلة جدا ممٌدا باألٌدي واأللدام‪ ,‬جالسا على كرسً حدٌدي‪ ,‬ما ٌسبب له آالما وأوجاعا بسبب لسوة وشدة‬
‫المٌود‪ ,‬او بسبب فترة الجلوس الطوٌلة‪ ,‬وما ٌرافمها من آالم فً الظهر‪ .‬وؼالبا ما ٌرفض حراس البوسطة من وحدة‬
‫(نحشون) العسكرٌة الخاصة بنمل األسرى‪ ,‬طلبات األسٌر المتكررة‪ ,‬لشرب الماء مثبل أو لمضاء الحاجة والتبول‪ ,‬ما ٌضع‬
‫األسٌر فً مولؾ صعب ال ٌحسد ع لٌه‪ ,‬فٌضطر أحٌانا للصٌام أو االمتناع عن األكل والشراب‪ ,‬حتى ال ٌضطر إلذالل‬
‫‪41‬‬
‫نفسه أمام السجان‪ ,‬للسماح له بمضاء حاجته‪ ,‬ومن ال تسمح له صحته بذلن ٌضطر فً بعض األحٌان للتبول فً مبلبسه‪.‬‬
‫وأحٌانا كثٌرة ٌتعرض األسٌر أثناء البوسطة‪ ,‬للضرب أو الدفع أو الشتٌمة‪ ,‬أو ٌتم إجباره على حمل أكٌاس أو حمابب‬
‫أؼراضه الثمٌلة‪ ,‬وهو ممٌد بالمٌود الحدٌدٌة بٌدٌه ولدمٌه‪ .‬من مظاهر اإلذالل األخرى داخل شاحنة النمل‪ ,‬هو تمسٌم جسم‬
‫الشاحنة إلى ثبلثة ألسام‪ ,‬أو ثبلث زنازٌن ضٌمة جدا‪ ,‬ال تسمح حتى بالجلوس الطبٌعً‪ ,‬رؼم ساعات السفر الطوٌلة‪ .‬كما‬
‫أن النزول فً محطات مختلفة‪ ,‬مثل محطة الرملة أو ببر السبع أو عسمبلن‪ ,‬تسبب لؤلسٌر المزٌد من اإلرهاق والمعاناة‪,‬‬
‫التً تصل إلى أمراض مزمنة كالبواسٌر أو آالم الظهر‪ .‬بمً أن نشٌر إلى حالة اإلذالل‪ ,‬التً ٌسعى السجان لتعزٌزها‬
‫أثناء انتظار األسٌر لجلسات محاكم االحتبلل فً محكمة عوفر وسالم أو ؼٌرها‪ ,‬عبر وضع األسٌر لفترات طوٌلة من‬
‫الصباح حتى المساء فً زنزانة ضٌمة ومكتظة‪ ,‬ولٌس فٌها شروط أساسٌة من التهوٌة واإلضاءة‪ ,‬أو مكان لدورة المٌاه أو‬
‫الصبلة‪ ,‬وال ٌسمح له بالخروج لمضاء الحاجة إال بعد مسلسل طوٌل من النداء والمطابة‪ ,‬وأحٌانا الدق الشدٌد على‬
‫األبواب‪ ,‬ما لد ٌسبب فً احتكان بٌن األسٌر والحارس‪ ,‬أو تعرض هذا األسٌر للضرب واإلهانة‪ ,‬وكل ذلن بسبب طلبه‬
‫لمضاء حاجته الطبٌعٌة‪ .‬هذا بعض مشاكل ومعاناة التنمبلت‪ ,‬التً تتعلك باألساس بالبعد اإلذاللً لهذه التنمبلت‪ ,‬والتً‬
‫تكشؾ زٌؾ ادعاءات األمن اإلسرابٌلٌة‪.‬‬
‫‪-4‬صٔبص‪ ٓ٠‬اٌؼمبة ‪:‬تعتمد سلطات السجون الصهٌونٌة سٌاسة وضع األسٌر فً زنزانة انفرادٌة‪ ,‬ؼالبا ما تكون لذرة وتفوح‬
‫منها روابح كرٌهة ومملوءة بالصراصٌر وأحٌانا الفبران‪ ,‬كل ذلن بحجة عماب األسٌر على مخالفات تدعً مصلحة‬
‫السجون أنه لام بها داخل السجن‪ .‬لكنها فً حمٌمة األمر‪ ,‬تختلك المبررات إلذالل األسٌر عبر هذه الزنازٌن ولتل روحه‬
‫النضالٌة‪ ,‬حٌث تضعه فً وضع صعب‪ ,‬كما وتموم إدارة السجن بمساومة األسٌر على أبسط حاجاته اإلنسانٌة‪ ,‬كاألكل‬
‫والشرب ولضاء الحاجة‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬سٌاسة االنتمام‬
‫وتظهر هذه السٌاسة من خبلل ممارسات عدٌدة‪ ,‬تموم بها إدارة مصلحة السجون‪ ,‬مثل فرض الؽرامات الباهظة وعلى‬
‫أتفه األسباب‪ ,‬ولد توسعت سٌاسة فرض الؽرامات‪ ,‬فً الفترة التً سبمت إضراب عام ‪ ,2004‬حٌث تم فرض عموبات‬
‫مالٌة باهظة على أسٌر‪ ,‬بسبب خلل بسٌط أدى إلى انسكاب ماء فً ممر المسم‪ ,‬أو لضبط بنطال خاص باألسٌر‪ ,‬لمخالفة‬
‫لونه اللون المسموح به‪ ,‬وهكذا على أتفه األسباب‪ .‬شكل أخر من هذه السٌاسة‪ ,‬هو منع األسٌر من زٌارة أهله‪ ,‬ولد تصل‬
‫إلى سنوات طوٌلة‪ ,‬أو المٌام بمنع أحد افراد عابلة األسٌر من زٌارته‪ ,‬حتى الذي ٌزٌد عمره عن سبعٌن عاما‪ ,‬بحجج‬
‫امنٌة‪ ,‬لكنها فً حمٌمتها انتمامٌة‪ .‬فؤٌن المبرر األمنً فً منع أم أسٌر ممعدة من زٌارة ابنها‪ ,‬أو والد أسٌر مرٌض من‬
‫زٌارة ابنه؟ فً الممابل‪ ,‬تموم أحٌانا إدارة السجن بإرجاع ومنع اهل األسٌر‪ ,‬حتى بعد وصوله إلى باب السجن‪ ,‬بحجة أنه‬
‫أسٌر سابك‪ ,‬رؼم حٌازته على تصرٌح للزٌارة‪ ,‬أو أن هذا الشخص ال تربطه صلة لرابة باألسٌر!!!! وكلمة أسٌر سابك‬
‫هذه‪ ,‬لد تعنً أن هذا الشخص اعتمل لبل ثبلثٌن عاما لمدة أسبوع أو شهر !!!! ومن ممارسات سلطة السجون التعسفٌة‬
‫واالنتمامٌة‪ ,‬لٌامها وبما ٌتنالض مع الموانٌن الدولٌة وحتى اإلسرابٌلٌة‪ ,‬باحتجاز األسٌر فً سجن‪ ,‬ووضعه بعٌد عن مكان‬
‫سكنه‪ ,‬ما ٌعمد عملٌة زٌارة األهل‪ ,‬وٌضطر أهالً األسٌر لتحمل أعباء سفر طوٌل‪ .‬وهكذا ٌتم االنتمام من األسٌر ومن‬
‫أهله على حد سواء‪ .‬وهنان حاالت ٌكون فٌها أكثر من أسٌر واحد من نفس العابلة‪ ,‬وكل واحد منهم معتمل فً سجن آخر‪,‬‬
‫وحتى فً هذه الحاالت‪ ,‬ال تسمح سلطات مصلحة السجون بلماء اإلخوة األسرى مع بعضهم البعض‪ .‬وأحٌانا لد تبدو‬
‫سٌاسات االنتمام هذه ؼبٌة وتافهة وال معنى لها‪ ,‬كمٌام إدارة السجون باتخاذ بعض اإلجراءات ضد األسرى ‪ ,‬على خلفٌة‬
‫لضٌة الجندي األسٌر فً ؼزة‪" ,‬جلعاط شالٌط"‪ .‬ومن أخطر مظاهر سٌاسة االنتمام‪ ,‬هو استخدام العنؾ الجسدي‪ ,‬وؼٌر‬
‫المبرر ضد األسرى الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬فً كل فرصة لد تحٌن‪ ,‬أو لد تختلمها سلطات االحتبلل لهذا الهدؾ‪ .‬فاستخدام العنؾ أو‬
‫ما ٌسمى "بالممعة" فً أعراؾ السجون‪ ,‬حٌث تموم إدارة السجن برش األسرى بالؽاز‪ ,‬ومن ثم تمتحم ؼرفهم وتنهال‬
‫عل ٌهم بالضرب‪ ,‬بالعصً والهراوات‪ ,‬مستؽلة بذلن تفولها العددي الهابل‪ ,‬على أفراد الؽرفة الواحدة‪ ,‬التً لد ال ٌتعدى‬
‫أحٌانا عدد أفرادها الثبلثة أسرى‪ ,‬وإجراءات " الممعة" هذه‪ ,‬هً إجراءات موجهة ضد األسرى كمجموعة‪ ,‬تتخذ على‬
‫خلفٌة احتجاج سلمً‪ ,‬لد ٌموم به األسرى‪ ,‬مثل امتنا عهم عن استمبال الطعام او الشراب‪ ,‬أو عن الخروج للفورة أو‬
‫االعتصام بالفورة لبضعة ساعات‪ ,‬كاحتجاج أو تضامن مع أسرى آخرٌن‪ ,‬وؼالبا ما تكون هنان طرق وخٌارات كثٌرة‪,‬‬
‫أمام اإلدارة‪ ,‬لحل هذه اإلشكالٌة‪ ,‬لكنها تلجؤ إلى العنؾ والضرب بهدؾ االنتمام‪ .‬ومن الممكن أٌضا‪ ,‬استخدام العنؾ‬
‫الجسدي والضرب تجاه األسرى‪ ,‬أثناء عملٌات التفتٌش والمداهمات‪ ,‬ومن ثم تتلكؤ فً عبلج األسٌر المضروب أو تضمٌد‬
‫جراحه‪ ,‬وتركه ٌتؤلم إلى إشعار آخر‪ ,‬ولد ٌإدي استعمال العنؾ الجسدي فً بعض األحٌان‪ ,‬إلى فمدان حٌاة األسٌر‪ ,‬كما‬
‫حدث مع األسٌر الشهٌد دمحم ساطً أشمر من طولكرم‪ ,‬عام ‪ 2007‬فً سجن النمب‪ .‬وال ٌفوتنا فً هذا السٌاق إال أن نذكر‬
‫بعشرات الحاالت من فمدان الحٌاة‪ ,‬نتٌجة استخدام العنؾ الجسدي بؤشكاله المختلفة بحك األسرى‪ ,‬على مدى العمود‬
‫الماضٌة من عمر االحتبلل‪ ,‬إن كان ذلن فً مرحلة التولٌؾ والتحمٌك مع األسٌر‪ ,‬أو فً مرحلة ما بعد الحكم‪ ,‬وؼٌر ذلن‬

‫‪42‬‬
‫من المراحل المختلفة‪ ,‬التً ٌمر بها األسٌر داخل معتمبلت وسجون االحتبلل‪ .‬وتعتبر اإلضرابات عن الطعام‪ ,‬مناسبات‬
‫سهلة‪ ,‬لتعرض األسرى للضرب‪ ,‬على ٌد السجان المجرم‪ ,‬وذلن لترهٌب األسرى‪ ,‬أو إجبار األسٌر على كسر إضرابه‬
‫عن الطعام‪ .‬كما أن النمل و البوسطات‪ ,‬كما أسلفنا‪ ,‬تشكل فرصة سانحة بالنسبة لسلطات االحتبلل‪ ,‬للتذرع بؤسباب واهٌة‪,‬‬
‫وللتفرد باألسٌر لضربه واالنتمام منه‪ ,‬خاصة بحك أسرى معٌنٌن‪ ,‬تحت اإلشارة إلى ملفاتهم وتعرٌفهم كخطر حمٌمً‪,‬‬
‫سواء بسبب اتهامهم بمحاوالت هرب‪ ,‬لد ال تكون حصلت مطلما‪ ,‬أو حصلت منذ سنوات طوٌلة‪ ,‬أو بعض األسرى الذٌن‬
‫ٌعتبرون لٌادات مهمة فً موالعهم‪ ,‬أومن األسرى الذٌن نفذوا عملٌات عسكرٌة ممٌزة ضد االحتبلل‪ .‬وفً بعض‬
‫الحاالت‪ٌ ,‬تم ضرب األسٌر‪ ,‬ألن أحد ألارب السجان أو الجندي اإلسرابٌلً‪ ,‬لد لتل أو أصٌب فً عملٌة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المزاجٌة‬
‫والتً تتمثل فً ممارسات وخطوات ضد األسرى‪ ,‬كمصادرة ممتلكات‪ ,‬أو منع امور دون أي مبررات منطمٌة أو لانونٌة‬
‫أو معاٌٌر معمولة‪ ,‬إنما خضوع شبه كامل لمزاجٌة طالم إدارة السجن‪ .‬فعلى سبٌل المثال‪ :‬إدارة سجن معٌن‪ ,‬تمنع‬
‫استعمال كإوس شرب مصنوعة من الزجاج‪ ,‬وتسمح بكإوس شرب مصنوعة من الفخار أو الببلستٌن‪ ,‬ألسباب تدعً‬
‫أنها أمنٌة‪ ,‬وفً الممابل إدارة سجن آخر تعكس اآلٌة لنفس السبب‪.‬‬
‫كذلن لٌام اإلدارة بمنع إدخال الكتب‪ ,‬عن طرٌك زٌارة األهل‪ ,‬حتى تلن المنشورة فً تل أبٌب باللؽة العبرٌة‪ .‬كذلن منع‬
‫إخراج الصور الشخصٌة‪ ,‬أو أي كتابات لؤلسرى‪ ,‬رؼم أنها لد تسمح بذلن فً سجون أخرى‪ .‬كذلن األمر بالنسبة ألنواع‬
‫المبلبس أو الطعام واألدوات الكهربابٌة‪ ,‬كالرادٌو أو ؼٌره‪ .‬وفً ظل هذه المزاجٌة‪ٌ ,‬مكننا رإٌة ممارسات أخرى إلدارة‬
‫السجون‪ ,‬مثل تحدٌد األموال التً تدخل إلى األسٌر‪ ,‬عبر اإلدارة‪ ,‬أو ما ٌسمى "بالكنتٌن" كذلن منع كثٌر من األسرى من‬
‫التعلٌم فً الجامعة أو تمدٌم امتحانات التوجٌهً‪..‬‬
‫رابعا‪ :‬التمٌٌز العنصري‬
‫ونمصد به الفرق فً تعامل مصلحة السجون اإلسرابٌلٌة‪ ,‬التً تدعً أنها تحترم المانون وحموق اإلنسان‪ ,‬بٌن األسٌر‬
‫األمنً الٌهودي‪ ,‬واألسٌر " األمنً" الفلسطٌنً‪ ,‬حتى ولو كان األسٌر الفلسطٌنً ٌحمل الجنسٌة اإلسرابٌلٌة " من سكان‬
‫األراضً المحتلة عام ‪ ." 1948‬فمصلحة السجون بشكل خاص والسلطات اإلسرابٌلٌة عموما‪ ,‬تعطً الٌهود حمولة‬
‫وتسهٌبلت ال تعطٌها للعرب‪ ,‬رؼم أن هإالء السجناء الٌهود ٌعتبرون لانونٌا سجناء أمنٌٌن‪ ,‬وأحٌانا ٌزٌد خطرهم األمنً‪,‬‬
‫وما ارتكبوه من أعمال‪ ,‬عن تلن التً لام بها أسرى فلسطٌنٌون‪ ,‬واألمثلة على ذلن كثٌرة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬تحدٌد الحكم المإبد ٌحظى السجٌن الٌهودي بمٌزة تحدٌد حكم المإبد‪ .‬فالمستوطن السجٌن مثل "شكولنٌن"‪ ,‬الذي لام‬
‫فً منتصؾ سنوات التسعٌنٌات بمتل فلسطٌنً فً منطمة ٌطا‪ ,‬وهو مكبل ومعصوب العٌنٌن‪ ,‬بعدما اعتمله جنود االحتبلل‬
‫وأمام أعٌنهم وبرعاٌتهم‪ .‬وهذا السجٌن الٌهودي حظً بتحدٌد الحكم‪ ,‬ثم أطلك سراحه بعد حوالً ‪ 7‬سنوات من االعتمال‪.‬‬
‫كذلن األمر بالنسبة إلى السجٌن الٌهودي األمنً "عامً بوبر" الذي لام بإطبلق النار ولتل سبعة عمال فلسطٌنٌٌن عام‬
‫‪ 1990‬فً منطمة عٌون لارة‪" ,‬رٌشون لتسٌون" وهذا السجٌن حظً بتحدٌد حكمه المإبد‪ ,‬وحظً بمٌزات وتسهٌبلت‬
‫كثٌرة‪ .‬فً الممابل‪ ,‬فإن األسرى الفلسطٌنٌٌن من داخل األراضً المحتلة عام ‪ 1948‬ال ٌحظوا بشًء مما ذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬الخروج للعطلة الشهرٌة هً أٌضا مٌزة ٌتمتع بها السجٌن الٌهودي‪" ,‬عامً بوبر" على سبٌل المثال‪ٌ ,‬خرج شهرٌا‪,‬‬
‫ولد تزوج وأنجب أطفاال‪ ,‬وٌتحرن بحرٌة داخل السجن‪ ,‬وٌتمتع بشروط حٌاة داخل السجن‪ ,‬ال ٌحلم بها األسرى‬
‫الفلسطٌنٌون‪.‬‬
‫‪ -3‬االتصال التلفونً وزٌارات األهل‪ :‬هً أٌضا من أهم ممارسات التمٌٌز العنصري‪ ,‬التً تمارسها سلطات االحتبلل‪,‬‬
‫فالسجٌن الٌهودي األمنً‪ ,‬مهما بلؽت درجة خطورته األمنٌة‪ٌ ,‬سمح له بإجراء اتصال تلفونً ٌومً وزٌارة أهله‪ ,‬بشروط‬
‫مسهلة ومحسنة كثٌرة‪ ,‬وٌكون ذلن بدون شبن أو حواجز‪ ,‬والمثال األوضح على ذلن هو أخطر سجٌن أمنً فً إسرابٌل‬
‫"ٌؽبال عمٌر" لاتل ربٌس وزراء إسرابٌل إسحاق رابٌن‪ ,‬فٌسمح له بكل تلن التسهٌبلت‪ ,‬فً حٌن تمنع عن األسرى‬
‫الفلسطٌنٌٌن بشكل عام وأسرى من د اخل الخط األخضر‪ ,‬ممن ٌحملون الجنسٌة اإلسرابٌلٌة بشكل خاص‪ .‬وبعد هذا‬
‫االستعراض نبلحظ أن المبرر لٌس أمنٌا ‪ ,‬كما هو معلن من سلطات االحتبلل‪ ,‬بل هو تمٌٌز عنصري واضح والخلفٌة‬
‫لومٌة ودٌنٌة‪.‬‬
‫‪ -4‬االجتماع مع الزوجة‪ :‬تسمح إدارة السجون للسجناء الٌهود بلماء أو االجتماع الخاص بزوجاتهم‪ ,‬أو ما ٌعرؾ بالخلوة‪,‬‬
‫أي ممارسة حٌاتهم الزوجٌة‪ ,‬وفً بعض األحٌان تسمح إدارة السجون بالزواج داخل السجن‪ ,‬مثلما سمحت للسجٌن‬
‫الٌهودي‪ ,‬لاتل إسحاق رابٌن‪ٌ" ,‬ؽبال عمٌر" بذلن‪ .‬وفً الممابل تمنع مصلحة السجون األسرى الفلسطٌنٌٌن من ذلن‪ ,‬وال‬
‫ٌمكن فهم ذلن إال على خلفٌة عنصرٌة واضحة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫خامسا‪ :‬سٌاسة العزل‬
‫تعتبر سٌاسة العزل من أخطر السٌاسات‪ ,‬التً تمارسها سلطات السجون‪ ,‬بالتعاون والتنسٌك مع جهاز المخابرات‬
‫"الشابان"‪ ,‬وكما أسلفنا‪ ,‬فالمبرر المعلن لذلن‪ ,‬هو أمنً‪ ,‬لمنع األسٌر من تو جٌه عملٌات من داخل السجن‪ ,‬أو لمنعه من‬
‫الهرب‪ ,‬أو االحتكان ببمٌة األسرى وتحرٌضهم‪ .‬وتزاد خطورة العزل‪ ,‬عندما تستمر مدة العزل لسنوات طوٌلة‪ ,‬لد تصل‬
‫إلى أكثرمن عشر سنوات ‪ ,‬ما ٌترن األثر البالػ على األسٌر نفسٌا وصحٌا‪ .‬إن الهدؾ األساسً من عزل األسٌر هو‬
‫تحطٌم نفسٌته وإرادته‪ ,‬والنٌل من عزٌمته‪ ,‬واالنتمام منه على خلفٌة ما لام به‪ ,‬لبل اعتماله‪ ,‬لكن سلطات االحتبلل‪ ,‬تلجؤ‬
‫إلى حججها األمنٌة‪ ,‬فتبالػ وتضخم‪ ,‬لتبرر جرابمها بحك عدد معٌن من األسرى‪ ,‬ممن ترى فٌهم نشطاء بارزٌن‪,‬‬
‫وٌشكلون حالة نضالٌة ممٌزة‪ .‬وٌمكن تمسٌم العزل إلى ثبلثة أنواع أساسٌة‪:‬‬
‫‪ . 1‬العزل االنفرادي وهو األخطر واألصعب‪ ,‬ومدة العزل تبدأ من ستة أشهر إلى سنوات ؼٌر محددة‪ ,‬وٌتم ذلن بمرار‬
‫لضابً شكلً‪ ,‬ولكن فعلٌة بناء على لرار سابك‪ ,‬وبتوجٌهات من جهاز "الشابان"‪ .‬والجدٌر بالذكر‪ ,‬أن مدة العزل ٌتم‬
‫تمدٌدها كل ‪ 6‬شهور أو سنة‪ .‬وهنان العد ٌد من األسرى‪ ,‬الذٌن أمضوا سنوات طوٌلة فً العزل االنفرادي‪ ,‬منهم‪ :‬مروان‬
‫البرؼوثً‪ ,‬عبد الناصر عٌسى‪ ,‬أحمد البرؼوثً ‪ ,‬موسی دودٌن‪ ,‬ناصر عوٌس‪ ,‬زاهر جبارٌن‪ ,‬أحمد شكري‪ ,‬دمحم عبدة‪,‬‬
‫هانً جابر‪ ,‬صالح دار موسی‪ ,‬أحمد المؽربً‪ ,‬عبدهللا البرؼوثً‪ ,‬أحمد سعدات ‪ ,‬جمال أبو الهٌجاء‪ ,‬حسن سبلمة‪,‬‬
‫محمود عٌسی‪ ,‬إبراهٌم حامد‪ ,‬معتز حجازي‪ ,‬هشام شرباتً‪ ,‬عاهد أبو ؼلمة وؼٌرهم كثٌرٌن‪.....‬‬
‫‪ . 2‬عزل انفرادي لصٌر المدى وٌتم ذلن فً زنازٌن العموبات‪ ,‬وٌمتد ما بٌن ‪ 3‬أٌام إلى عدة أسابٌع وٌتم بناء على لرار‬
‫من إدارة السجن أو مدٌرٌة السجون‪.‬‬
‫‪ .3‬العزل الجماعً ("الشمور" بالعبرٌة) وهذا العزل ٌكون فً لسم خاص‪ ,‬مثل سجن هدرٌم‪ ,‬والهدؾ األساسً منه إبعاد‬
‫لٌادات السجون عن مجموع األسرى فً السجون الكبٌرة‪ ,‬وهو ألل أنواع العزل لسوة ممارنة بالنوعٌن السابمٌن‪ .‬إن‬
‫مجرد وضع األسٌر فً زنزانة منفصلة‪ٌ ,‬حمك ما لد تصبو إلٌه أجهزة األمن اإلسرابٌلٌة‪ ,‬ولكنها ال تكتفً بذلن‪ ,‬وتلجؤ‬
‫إلى ممارسات إجرامٌة انتمامٌة إضافٌة‪ ,‬بحك األسرى مثل تمٌٌد األسرى بالكلبشات فً كل لحظة ٌخرجون بها من‬
‫الزنزانة‪ ,‬سواء إلى الفورة أو إلى العٌادة أو زٌارة المحامً‪ ,‬أو حتى داخل ؼرفة زٌارة األهالً أمام أطفاله وأهله‪ .‬وتمنع‬
‫اإلدارة األسٌر المعزول أحٌانا كثٌرة‪ ,‬من حمه فً التعلٌم‪ ,‬زٌارة ذوٌه‪ ,‬استبلم الصحؾ والكتب‪ ,‬كما تلجؤ إلى اإلكثار من‬
‫نملة بٌن الزنازٌن وبٌن السجون المختلفة‪ .‬ولد تموم بعملٌات تفتٌش وتخرٌب لممتلكات وأؼراض األسٌر المعزول ٌومٌا‬
‫وكل ذلن بادعاءات أمنٌة‪ ,‬رؼم أن األسٌر معزول‪ ,‬وعبللاته بمحٌطه وبالعالم الخارجً محدودة جدا‪ .‬تكون زنازٌن‬
‫العزل االنفرادي عادة فً ألسام ٌحتجز فٌها سجناء جنابٌٌن فمط‪ ,‬معظمهم ٌعانون من أمراض نفسٌة‪ ,‬كً تإثر على‬
‫نفسٌة األسٌر المعزول‪ ,‬إذ ال ٌستطٌع النوم من كثرة نداءاتهم وشتابمهم‪ .‬وفً نفس الولت‪ٌ ,‬كون األسٌر معرض لتهدٌدات‬
‫وأخطار‪ ,‬من لبل السجناء الجنابٌٌن‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬االستنزاف‬
‫تهدؾ هذه السٌاسة الستنزاؾ لوى األسٌر‪ ,‬وجعله فً حالة مستمرة من التعب واإلرهاق‪ ,‬ومن ثم االستسبلم ألي إجراء‬
‫لد تتخذه اإلدارة‪ .‬وتتمثل هذه السٌاسة‪ ,‬بإشؽال األسٌر فً لضاٌا أولٌة أساسٌة كالطعام والشراب‪ ,‬أو لضاٌا بسٌطة‬
‫وبدٌهٌة‪ .‬فعلى سبٌل المثال تتبلعب اإلدارة بكمٌات الطعام لٌصبح موضوع الطعام هو الشؽل الشاؼل لؤلسٌر‪ ,‬أو تماطل‬
‫اإلدارة فً تنفٌذ المضاٌا المتفك علٌها أصبل‪ ,‬فتإخر ثم تإخر ثم تنفذ جزبٌا وهكذا‪ .‬كذلن األمر ترفض وتماطل اإلدارة‬
‫فً االستجابة لطلبات األسرى األساسٌة‪ ,‬فهً تساوم أحٌانا األسٌر المعالب فً زنزانة‪ ,‬على مسؤلة التبول ولضاء‬
‫حاجاته‪ .‬كما وتمنع أو تماطل فً السماح بزٌارة األخوة أو بٌن األب وأبنه‪ ,‬إذا كانوا مسجونٌن فً سجون مختلفة فً‬
‫إسرابٌل‪ ,‬وتتباطؤ فً تزوٌد األسٌر بالعبلج الطبً‪ ,‬فتتركه ٌطالب وٌتؤلم حتى آخر لحظة‪ ,‬وأحٌانا بعد فوات األوان‬
‫لؤلسٌر واستفحال المرض فً جسده‪ ,‬وتمنع دخول أو خروج الرسابل لؤلسٌر‪ ,‬عبر البرٌد‪ ,‬وإذا ما سمحت بذلن‪ ,‬فؽالبا‬
‫تبمى الرسابل شهور طوٌلة لدى اإلدارة‪ .‬وهذا عدا عن الرسابل التً ال تصل األسٌر وتمزق عند اإلدارة‪ .‬ومن المناسب‬
‫اإلشارة إلى أن إدارة السجون لد لامت فً السنوات األخٌرة‪ ,‬بتملٌص خدمات أساسٌة وبسٌطة‪ ,‬كان من واجبها أن تزود‬
‫األسري بها‪ ,‬كمحارم التوالٌت وأدوات التنظٌؾ ومبلبس لؤلسٌر وؼٌرها‪ ,‬ما اضطر األسرى لشراء هذه الحاجات‬
‫األساسٌة على حسابهم الخاص‪ ,‬وذلن من أجل زٌادة األعباء المالٌة علٌهم وعلى عاببلتهم‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬سٌاسة فرق تسند‬
‫لجؤت إدارة السجون إلى ممارسة سٌاسة فرق تسد‪ .‬ومن بٌن وسابلها األساسٌة لتحمٌك ذلن‪ ,‬إضعاؾ التنظٌم إلى درجة‬
‫كبٌرة‪ ,‬فهً ترٌد وجود تنظٌم‪ ,‬لكن شرٌطة أن ٌكون ضعٌفا‪ ,‬حٌث عملت على تشجٌع كل توجه بٌن األسرى‪ ,‬فمامت مثبل‬
‫بتمسٌم السجن إلى ألسام عدٌدة‪ ,‬وفً كل لسم تجمع أبناء بلد معٌن كتمسٌم مناطمً‪ .‬هذا عدا عن استؽبللها لحالة االنمسام‬
‫‪44‬‬
‫الفلسطٌنً األخٌرة‪ ,‬لتفصل فً بعض السجون بٌن أسرى حماس والجهاد من جهة وأسرى م‪ .‬ت‪ .‬ؾ‪ .‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫وهنان بعد آخر لهذه السٌاسة‪ ,‬وهو الدفع باتجاه جعل كل لسم ٌهتم بنفسه وال ٌهتم باآلخرٌن‪ ,‬بهدؾ تفكٌن الحركة‬
‫األسٌرة‪ .‬بمعنى لتل كل خطوة جماعٌة نضالٌة‪ ,‬لد ٌتخذها األسرى‪ ,‬سواء كانت الخطوة على مستوى سجن واحد‪ ,‬أو‬
‫على مستوى السجون جمٌعا‪ ,‬ولتعزٌز ذلن‪ ,‬عملت على التفرٌك بٌن ظروؾ وشروط كل لسم وكل سجن‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬سٌاسة التجهٌل‬
‫عملت اإلدارة جهدها‪ ,‬لمنع الجلسات أو التضٌٌك علٌها‪ ,‬فً الفورات بشكل خاص‪ .‬ومإخرا منعت تمدٌم امتحانات‬
‫التوجٌه ً‪ ,‬وبذلن مست بحمهم فً التعلٌم‪ .‬كما أخذت تفرض شروطا‪ ,‬لدرجة المنع التام‪ ,‬من إدخال الكتب الدراسٌة‬
‫والثمافٌة العامة‪ .‬ولتعزٌز هذه السٌاسة‪ ,‬ومنعت الدراسة فً الجامعة العبرٌة المفتوحة‪ .‬وعملت على وضع لٌود كثٌرة‪,‬‬
‫كتملٌص إدخال الصحؾ والمجبلت العربٌة والعبرٌة‪ ,‬كما وحولت مصلحة السجون الدراسة والكتب وسابل لعماب‬
‫األسرى‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬سٌاسة اإلهمال الطبً‬
‫مارست إدارة السجون سٌاسة اإلهمال الطبً‪ ,‬حٌث ظهر بوضوح‪ ,‬أن صحة األسٌر الفلسطٌنً هً شؤن ثانوي ال تهتم‬
‫به‪ .‬ولد تمثل ذلن‪ ,‬فً سوء التعامل مع حاالت مرضٌة صعبة‪ ,‬وهذا ما لاد األسرى إلى االعتماد بؤن اإلهمال الطبً هو‬
‫سٌاسة مبرمجة ومعتمدة‪ ,‬تهدؾ إلى كسر إرادة األسٌر‪ ,‬من خبلل إضعاؾ جسده وإخراجه من السجن بعاهة دابمة أو‬
‫مرض عضال‪ ,‬وكؤن هدؾ الطوالم الطبٌة هو فمط إبماء األسٌر على لٌد الحٌاة‪ .‬ولد تمثل اإلهمال‪ ,‬فً التؤخٌر المبالػ فٌه‬
‫بعبلج األسرى المرضى‪ ,‬والمماطلة المستمرة فً إجراء العملٌات الجراحٌة الممررة على ٌد الطوالم الطبٌة نفسها‪ .‬كذلن‬
‫عدم توفر العبلجات واألدوٌة البلزمة فً العٌادات المختلفة‪ ,‬إهمال الطالم الطبً إلجراء فحوصات ممررة منذ سنوات‬
‫طوٌلة‪ ,‬رؼم أن الموانٌن الدولٌة تحتم على الطبٌب معاٌنة دورٌة لؤلسٌر وتمدٌم العبلج المناسب له‪ .‬وٌكفً أن ٌزور‬
‫المرء مستشفى سجن الرملة لٌرى ضحاٌا اإلهمال الطبً ولد استشهد ما ٌمارب ‪ 225‬أسٌر فً سجون االحتبلل من العام‬
‫‪ 2020-1967‬بسبب التعذٌب أو استخدام العنؾ مع األسرى‪ ,‬ولكن الؽالبٌة العظمى استشهدوا نتٌجة اإلهمال الطبً‪ .‬مع‬
‫العلم أن فً كل سجن ٌوجد طبٌب عام‪ ,‬من المفروض أن ٌمدم خدمات طبٌة لؤلسرى‪ ,‬ولكن ما ٌمدمه الطبٌب هو أدوٌة‬
‫لتسكٌن األلم بدون إجراء فحوصات‪ .‬وٌداوم الطبٌب فً السجن عدة ساعات نهارا و حتى الساعة الثالثة عصرا‪ ,‬وبعد هذا‬
‫الولت ٌوجد ممرض فمط‪ ,‬ال ٌعمل شٌبا إال إعطاء أدوٌة لتسكٌن األلم‪ ,‬وهً حبة "أكامول"‪ ,‬وإذا ما وصل مرٌض بحالة‬
‫صعبة لطبٌب السجن أثناء دوامه‪ ,‬وبعد إلحاح شدٌد‪ٌ ,‬موم الطبٌب بتسجٌل اسمه على البحة االنتظار لترحٌله للمستشفى‪,‬‬
‫وهذه العملٌة لد تؤخذ عدة شهور‪ ,‬وفً بعض األحٌان سنة فؤكثر‪ ,‬من أجل أن ٌصل األسٌر المرٌض إلى المستشفى‬
‫الموجودة فً سجن الرملة‪ ,‬وتجرى فٌه بعض الفحوصات الطبٌة الخفٌفة‪.‬‬
‫أمعنت إدارة معتمبلت االحتبلل بانتهاج سٌاسة المتل البطًء بحك األسرى المرضى والجرحى المابعٌن فً السجون‬
‫اإلسرابٌلٌة‪ ,‬بدلٌل تزاٌد أعدادهم وتفالم أوضاعهم الصحٌة ٌوما بعد آخر‪ .‬وتعمد سلطات االحتبلل على تنفٌذ سلسلة من‬
‫اإلجراءات التعسفٌة بحمهم‪ ,‬وذلن بؤوامر وتحرٌض من األحزاب اإلسرابٌلٌة المتطرفة‪ ,‬والتً تدعو للمضاء على األسرى‬
‫المرضى ولتلهم ببطء‪ ,‬حٌث تموم بحرمان األسٌر من العبلج أو المماطلة فً تمدٌمه‪ ,‬والكشؾ المتؤخر عن المرض نتٌجة‬
‫لسٌاسة المماطلة والتسوٌؾ بإجراء الفحوصات الطبٌة البلزمة لهم كذلن المماطلة بإجراء العملٌات الجراحٌة فً حال‬
‫استدعت الحالة‪ ,‬وسوء تشخٌص األمراض وارتكاب األخطاء الطبٌة‪ ,‬ونمل األسرى إلى المشافً والعٌادات عبر ما ٌسمى‬
‫عربة "البوسطة" ذات األلفاص الحدٌدٌة وؼٌر المجهزة بما ٌلزم لتوفٌر خدمة اإلسعاؾ األولً فً حال تعرض األسٌر‬
‫لوعكة صحٌة حادة‪ ,‬باإلضافة إلى لساوة األوضاع المعٌشٌة التً ٌحتجز بها األسرى داخل زنازٌن االحتبلل والتً تإدي‬
‫إلى إصابتهم بؤمراض مختلفة‪ .‬كما وتفتمر العٌادات الطبٌة الموجودة فً السجون والمعتمبلت اإلسرابٌلٌة‪ ,‬إلى أدنى‬
‫الممومات الطبٌة‪ ,‬حٌث أنها ؼٌر لادرة على معاٌنة وتشخٌص ومعالجة الحاالت المرضٌة المتعددة‪ ,‬فالدواء السحري‬
‫الوحٌد المتوفر فٌها حبة (األكامول) التً تمدم عبلجا لكل مرض وداء‪ ,‬وخاصة عٌادة معتمل "الرملة" أو ما ٌطلك علٌها‬
‫األسرى (المسلخ)‪ ,‬والتً ٌمبع فٌها عدد من األ سرى‪ ,‬منهم أسرى ٌمبعون بشكل دابم نتٌجة ألوضاعهم الصحٌة الحرجة‪,‬‬
‫و أسرى آخرٌن ٌمومون بمساعدة زمبلبهم المرضى على تلبٌة حاجاتهم الٌومٌة‪ ,‬فإدارة معتمبلت االحتبلل ال تموم بتوفٌر‬
‫ممرضٌن مختصٌن‪.‬‬
‫وخبلل العام ‪ 2019‬استشهد ‪ 5‬أسرى نتاجا لما تعرضوا له من جرٌمة طبٌة ممنهجة وممصودة داخل سجون االحتبلل‪.‬‬
‫كما وبلػ عدد األسرى واألسٌرات المرضى المابعٌن فً سجون االحتبلل أكثر من ‪ 700‬أسٌرا‪ ,‬بٌنهم ‪ 200‬أسٌر وأسٌرة‬
‫ٌعانون من أمراض مزمنة‪ ,‬منهم ‪ 12‬مصابون بالسرطان؛ ‪ 3‬باألورام؛ ‪ 11‬أسٌر ممعد؛ و‪ 61‬إصابات بالرصاص‪,‬‬
‫باإلضافة إلى العشرات ممن ٌعانون من أمراض أخرى‪ .‬وفٌما ٌلً أبرز الحاالت المرضٌة الحرجة المابعة فً سجون‬

‫‪45‬‬
‫االحتبلل‪ .1 :‬األسٌرة إسراء جعابٌص (‪ 36‬عاما) من جبل المكبر جنوب المدس المحتلة‪ ,‬والمحكومة بالسجن ‪ 11‬عاما‬
‫وتمبع بمعتمل "الدامون"‪ ,‬أطلك جنود االحتبلل النٌران على سٌارتها مما أدى إلى انفجار اسطوانة ؼاز كانت بداخلها‪,‬‬
‫وعلى إثرها أصٌبت بحروق خطٌرة التهمت ‪ %60‬من جسدها‪ ,‬وفمدت ‪ 8‬من أصابع من ٌدٌها‪ ,‬كما أصٌبت بتشوهات‬
‫فً منطمة الوجه والظهر‪ ,‬وهً بحاجة إلجراء أكثر من ثمانً عملٌات جراحٌة لتستطٌع العودة إلى ممارسة ولو جزء‬
‫من حٌاتها بشكل طبٌعً‪ ..‬األسٌر اللواء فإاد الشوبكً (‪83‬عاما) من ؼزة‪ ,‬وهو أكبر األسرى سنا‪ ,‬ولد اعتملته سلطات‬
‫االحتبلل عام ‪ ,2006‬وحكمت علٌه بالسجن ل(‪ )17‬عاما‪ ,‬وٌعانً األسٌر من اصابته بمرض السرطان فً البروستاتا‬
‫ومن عدة أمراض فً الملب والمعدة والعٌون‪ ,‬وٌمبع حالٌا فً معتمل "النمب"‪. .‬األسٌر صالح عمر عبد الرحٌم صالح‬
‫(‪ 23‬عاما) من مخٌم ببلطة جنوب شرق مدٌنة نابلس‪ٌ ,‬مبع بشكل دابم داخل ما ٌسمى "عٌادة معتمل الرملة"‪ ,‬مصاب‬
‫بؤربع رصاصات فً جسده منذ اعتماله‪ ,‬مما أدى إلصابته بشلل دابم‪ ,‬وهو بحاجة ماسة إلجراء عملٌة لترمٌم الفمرات‬
‫المتضررة وزرع ببلتٌن‪ ,‬كما أنه ٌشتكً من مشكلة باألعصاب بحٌث ال ٌستطٌع اإلخراج بشكل طبٌعً‪ ..‬األسٌر موفك‬
‫العروق (‪80‬عاما)‪ ,‬من ٌافة الناصرة‪ ,‬معتمل منذ العام ‪ ,2003‬ومحكوم بالسجن (‪ )30‬عاما‪ ,‬وٌعانً من إصابته‬
‫بالسرطان فً الكبد والمعدة‪ ,‬وٌمبع حالٌا فً معتمل "عسمبلن ‪"..‬األسٌر أٌمن الكرد (‪ 22‬عاما) من بلدة كفر عمب شمال‬
‫مدٌنة المدس المحتلة‪ ,‬والذي أصٌب ب ‪ 12‬رصاصة فً مختلؾ أنحاء جسده أثناء عملٌة اعتماله‪ ,‬وعلى إثرها أصبح‬
‫ٌعانً من شلل فً أطرافه السفلٌة ‪ "..‬األسٌر خالد الشاوٌش (‪ 48‬عاما) من بلدة عمابا ؼربً محافظة طوباس‪ ,‬وٌعانً‬
‫من شلل نصفً نتٌجة اصابته ‪ 11‬رصاصة بمختلؾ أنحاء جسده خبلل اشتباكه مع لوات االحتبلل عام ‪ 2001‬لبل‬
‫اعتماله‪ ,‬وفً عام ‪ 2007‬تم اعتمال األسٌر المشلول الشا وٌش بتهمة مماومة االحتبلل وصدر حكما بحمه بالسجن ‪10‬‬
‫مإبدات‪ٌ ,‬مبع بشكل دابم داخل "عٌادة معتمل الرملة"‪ ,‬وهو بحاجة إلى إجراء عملٌة اإلخراج بماٌا الشظاٌا الموجودة فً‪..‬‬
‫األسٌر ابراهٌم أبو مخ (‪ 59‬عاما) من بلدة بالة الؽربٌة فً الداخل المحتل‪ ,‬حٌث ٌعانً من ظروؾ صحٌة سٌبة‪ ,‬وذلن‬
‫بعد اكتشاؾ إصابته بمرض سرطان الدم‪ ..‬األسٌر ناهض األلرع (‪ 51‬عاما) من مخٌم األمعري بمدٌنة رام هللا‪ ,‬محكوم‬
‫بالسجن المإبد مدى الحٌاة‪ ,‬وٌرلد بشكل دابم داخل ما تسمى "عٌادة سجن الرملة"‪ ,‬مبتور المدمٌن وٌعانً من أوجاع حادة‬
‫فٌهما وفً كافة أنحاء الجسم‪ ..‬األسٌر منصور مولدة (‪ 50‬عاما) من بلدة الزاوٌة لضاء سلفٌت‪ ,‬أصابه االحتبلل بثبلث‬
‫رصاصات أثناء عملٌة اعتماله‪ ,‬أدت إلى إصابته بشلل فً أطرافه السفلٌة‪ ,‬ونتٌجة إلصابته البالؽة فً معدته وأمعابه تم‬
‫استبصال أجزاء منها وتركٌب أجزاء ببلستٌكٌة بدال عنها‪ٌ ,‬مضى األسٌر حكما بالسجن المإبد واالسٌر ناصر ابو حمٌد‬
‫وؼٌرهم الكثٌرٌن ‪.‬‬

‫الفصل السادس‬
‫مواجهة ومماومة األسر‬
‫فلسفة مواجهات االسرى لكل تلن االجراءات ‪ ...‬لمد لاوم األسرى الفلسطٌنٌون هذه السٌاسات والممارسات االحتبللٌة‬
‫الئلنسانٌة‪ ,‬والمخالفة للمواثٌك الدولٌة فً ؼالبٌتها الساحمة‪ ,‬بوسابل واسالٌب متنوعة ومختلفة‪ ,‬منها ما هو جماعً‪ ,‬ومنها‬
‫ما هو فردي‪ ,‬ومنها ما جاء ضمن خطة مدروسة وواعٌة‪ ,‬ومنها ما كان تلمابٌا و عفوٌا‪ ,‬وكردة فعل طبٌعٌة على هذه‬
‫الممارسات‪ .‬ولمد كانت نتابج هذه المماومة متفاوتة‪ ,‬فبعض الوسابل حممت نجاحات معٌنة‪ ,‬وبعضها لم ٌحمك النتابج‬
‫المرجوة‪ ,‬بل كان له انعكاسات سلبٌة على عملٌة مماومة االسرى لسجانٌهم‪ ,‬وساهمت سلبا فً المس بهذه المماومة‪ ,‬دون‬
‫لصد او تخطٌط‪ .‬وسنتناول بشًء من االختصار طبٌعة سٌاسات المواجهة والمماومة ثم نتابجها‪.‬‬
‫اوال‪ :‬تموٌة الجبهة الداخلٌة‬
‫لعل االستراتٌجٌة األهم‪ ,‬التً استخدمها األسرى فً مواجهة مصلحة السجون وسٌاساتها الممعٌة‪ ,‬هً بذل كل الجهود‬
‫لتموٌة الجبهة الداخلٌة‪ ,‬فهً شرط ضروري وال ؼنى عنه للحفاظ على الذات واالستجابة لتحدٌات ممارسة سلطة‬
‫االحتبلل‪ ,‬ومن أهم وسابل تموٌة الجبهة الداخلٌة‪ :‬التنظٌم‪ ,‬ونمصد بذلن اٌجاد نظام ولوابح داخلٌة‪ ,‬لكل تنظٌم على حدا‪,‬‬
‫كتنظٌم فتح وحماس والشعبٌة والجهاد والدٌممراطٌة‪ ...‬ولمد شكل التنظٌم ضرورة حٌوٌة لؤلسرى‪ ,‬وفً نفس الولت‬
‫الوسٌلة األساسٌة لمواجهة التحدٌات‪ ,‬التً تفرضها مصلحة السجون وظروؾ االسر الموضوعٌة‪ ,‬لذا رأٌنا وجود لجان‬
‫تنظٌم منتخب ة بشكل دٌممراطً الى حد بعٌد‪ ,‬فعلى سبٌل المثال‪ٌ :‬موم كل اسٌر جدٌد بالولوؾ أمام لجنة فرز فٌختار‬
‫التنظٌم الذي ٌرٌد ان ٌعٌش عنده ‪ ,‬ومن ثم ٌموم كل من ٌعٌش تحت إطار التنظٌم باختٌار مرجعٌة لهم‪ ,‬فمثبل فً فتح لها‬

‫‪46‬‬
‫هٌبه لٌادة وكذلن لحماس والجبهة والجهاد ولد تختلؾ اسم اء الهٌبات فً كل تنظٌم لكن الجوهر واحد واالنتخابات تجرى‬
‫عاده كل ‪ 6‬شهور‪.‬‬
‫وّب ‪٠ٚ‬زُ رىٍ‪١‬ف إٌبغك ثبعُ عّ‪١‬غ اٌفصبئً اِبَ اداسح اٌغغٓ‪٠ٚ ,‬غّ‪ِّ ٝ‬ضً اٌّؼزمً ( اٌذ‪ٚ‬ث‪١‬ش) ثبٌؼجش‪٠‬خ‪٠ٚ ,‬زُ اخز‪١‬بسٖ ِٓ‬
‫لجً اٌزٕظ‪ ُ١‬األوجش ػذدا ف‪ ٟ‬اٌغغٓ‪ٚ ,‬غبٌجب ِب ‪٠‬شاػ‪ ٝ‬ف‪ ٟ‬اخز‪١‬بسٖ أْ ‪٠‬ى‪ِ ْٛ‬مج‪ٛ‬ال ػٍ‪ ٝ‬وبفخ اٌفصبئً األخش‪ٚ .ٜ‬رى‪ْٛ‬‬
‫ِشعؼ‪١‬زخ ٌغٕخ ‪ٚ‬غٕ‪١‬خ ػبِخ‪ ,‬رزى‪ ِٓ ْٛ‬وً اٌفصبئً اٌّ‪ٛ‬ع‪ٛ‬دح ف‪ ٟ‬اٌغغٓ‪ٚ ,‬اٌز‪ ٟ‬رغزّغ د‪ٚ‬س‪٠‬ب ‪ٚ‬رٕبلش ِشبوً اٌغغٓ‬
‫‪ٚ‬رزخز اٌمشاساد إٌّبعجخ والملزمة لجمٌع عناصر التنظٌمات‪ .‬وهكذا نرى أن حٌاه االسٌر داخل السجن‪ ,‬تتمتع بدرجة‬
‫كبٌرة من التنظٌم‪ ,‬خاصة فٌما ٌتعلك بالعبللة مع االدارة‪ .‬وتنبثك عن التنظٌم لجان متخصصة فً كافة جوانب حٌاة‬
‫األسٌر‪ ,‬كاللجنة االدارٌة التً ترتب وتنظم عملٌة السكن والنمل بٌن الؽرؾ او الخٌام المختلفة‪ ,‬وكذلن تموم بحل المشاكل‬
‫الٌومٌة الناتجة عن االحتكان الٌومً بٌن األسرى‪ ,‬و التً ٌمكنها أن تتحول فً بعض األحٌان لمشاكل جدٌة وصعبة‬
‫خاصة فً ظل الضؽط النفسً الكبٌر‪ ,‬الذي ٌتعرض له االسٌر نتٌجة ممارسات سلطات االحتبلل المذكورة سابمة‪ .‬وهنان‬
‫أٌضا لجان ثمافٌة تشرؾ على توعٌة االسرى‪ ,‬من خبلل الجلسات العامة والدورات الخاصة وؼٌرها من رسابل التوعٌة‪,‬‬
‫وٌوجد لجان مالٌة وخارجٌة الخ‪.‬‬
‫اللجنة الوطنٌة والتً تتشكل من مندوبً الفصابل المتواجدة داخل السجن‪ ,‬بؽض النظر عن عدد عناصر الفصٌل‪,‬‬
‫وٌترأسها منسك اللجنة الذي ٌفرزه الفصٌل األكثر عددا فً السجن‪ ,‬تموم بدور تنسٌك وتفعٌل العمل النضالً الهادؾ‬
‫للتعامل مع إدارة السجن‪ ,‬من خبلل متابعة لضاٌا الحوار مع اإلدارة أو إدارة الخطوات النضالٌة كاإلضراب عن الطعام‬
‫وؼٌره‪ .‬وللجنة الوطنٌة اهمٌة‪ ,‬خاصة ألنها تشكل رمز الوحدة الوطنٌة داخل السجن‪ ,‬خاصة فً وجه ممارسات اإلدارة‪.‬‬
‫هذا ال ٌعنً أن العمل الوطنً ممتصر على العمل داخل اللجنة الو طنٌة‪ ,‬فاألمر ٌجد له تعبٌرات فً التعاون والتنسٌك‬
‫الثمافً واألمنً بٌن اللجان المختصة فً كل فصٌل‪ .‬وٌمكننا المول ان تموٌه الجبهة الداخلٌة لؤلسرى ٌتضمن تموٌه التنظٌم‬
‫الخاص ودعم التنسٌك والتعاون بٌن كافة التنظٌمات‪ ,‬فً شتى المجاالت النضالٌة‪ ,‬الثمافٌة واالمنٌة وؼٌرها‪ ,‬ما ٌعزز‬
‫فرص نجاح مشروع مماومة االعتمال وسٌاسات ادارة السجون االحتبللٌة‪ .‬لمد شهدت السنوات األخٌرة تفاوت فً االلتزام‬
‫التنظٌمً داخل الفصٌل الواحد‪ ,‬وكذلن فً االلتزام الوطنً‪ ,‬تبعا لعوامل كثٌرة‪ ,‬ومن أهمها اتفاق أوسلو الذي كانت له‬
‫تؤثٌرات سلبٌة فً هذا المجال ‪ ,‬اذ تعامل األسرى بنفسٌة من أشرؾ على انهاء وتودٌع حٌاة السجن‪ ,‬لذا ال داعً للبرامج‬
‫النضالٌة و الوطنٌة‪ ,‬فاإلفراج على االبواب وعلٌنا االستعداد له‪ ,‬كذلن كان لبلنمسام الفلسطٌنً اثار سلبٌة‪ ,‬حٌث استؽلت‬
‫اإلدارة هذه األجواء ولامت بفصل األسرى فً السام منفصلة‪ ,‬حٌث وضعت أسرى منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة فً السام‪,‬‬
‫واسری حماس والجهاد فً السام اخرى‪ ,‬ما عدا بعض االلسام كمسم ‪ 3‬فً سجن هدرٌم‪ ,‬الذي حافظ على تعاون وطنً‬
‫رؼم اجواء االنمسام وتؤثٌراته الصعبة‪ .‬فً الممابل كان النتفاضة األلصى األثر األكبر فً توحٌد جهود األسرى وتموٌة‬
‫التعاون والتنسٌك الوطنً فً كافة المجاالت‪ ,‬حٌث شهدنا ظواهر وطنٌة فرٌدة من التعاون والتنسٌك‪ ,‬كوضع (ممثل‬
‫األسرى) من األحزاب للٌلة العدد ولٌس الكثٌرة العدد‪ ,‬مرجحٌن بذلن مبدأ الكفاءة على مبدأ حك الفصٌل الكبٌر‪ ,‬فً فرز‬
‫هذا المنصب‪ .‬وكذلن فً مجال العٌش والسكن داخل الؽرؾ‪ .‬ومن المناسب أن نشٌر الى المناعة الراسخة لدى األسرى‬
‫بشكل عام‪ ,‬أن مواجهة سٌاسات اإلدارة‪ٌ ,‬تطلب تضامنا وتنسٌك وطنً شامل‪ ,‬بمعنى أن الوحدة الوطنٌة والتحرن‬
‫المشترن داخل السجون‪ ,‬هو شرط ضروري لنجاح أي مشروع نضالً‪ .‬والعكس صحٌح‪ ,‬فلم ٌنجح األسرى بالمٌام‬
‫بخطوات نضالٌة جدٌة ضد ادارة السجون منذ سنوات‪ ,‬بسبب ضعؾ التنسٌك والتعاون الوطنً من جهة‪ ,‬وبسبب تراجع‬
‫االلتزام التنظٌمً الداخلً لدى بعض الفصابل فً السجون لصالح االلتزام المناطمً الضٌك من جهة اخرى‪ .‬لكن الجهود‬
‫ما زالت منصبة لتجاوز األزمة والعودة إلى السٌاق الطبٌعً لحٌاة األسرى الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬الذي ٌسوده التعاون والتنسٌك‬
‫الوطنً من جهة وااللتزام التنظٌمً من جهة اخرى‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬اإلضراب عن الطعام‬
‫ٌعتبر سبلح (االضراب ) أحد أهم الوسابل التً ٌستخدمها االسرى‪ ,‬لمواجهة سٌاسات اإلدارة الممعٌة‪ ,‬وذلن على مدار‬
‫سنوات االحتبلل‪ .‬ولئلضراب اشكال وانواع‪ ,‬كاإلضراب المفتوح عن الطعام‪ ,‬الذي ٌشمل االمتناع الكامل عن الطعام‪ ,‬ما‬
‫عدا الماء لمدة تصل من ‪ٌ 40-20‬وما‪ .‬أو اإلضراب لمدة محدودة لٌوم او ٌومٌن او ثبلث وما شابه‪ .‬وال ٌلجؤ االسٌر الى‬
‫االضراب اال كآخر اجراء لما له من أثار على صحته الجسدٌة‪ .‬ولمد أثبت سبلح االضراب فعالٌة الى حد معٌن فً ولؾ‬
‫او تخفٌؾ من ممارسات مصلحة السجون‪ ,‬أو فً تحمٌك انجازات اساسٌة هامة‪ ,‬للحفاظ على مستوى معٌن‪ ,‬من حٌاة‬
‫كرٌمة لؤلسٌر داخل السجون‪ ِٓٚ .‬إٌّبعت االشبسح اٌ‪ ٝ‬أُ٘ االظشاثبد اٌؼبِخ‪ ,‬اٌز‪ ٟ‬خبظز‪ٙ‬ب اٌؾشوخ األع‪١‬شح ف‪ٟ‬‬
‫اٌغغ‪ ْٛ‬االعشائ‪١ٍ١‬خ‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -0‬إظشاة ػغمالْ ػبَ ‪ٚ 0970‬اٌز‪ ٞ‬اعزّش ٌّذح اعج‪ٛ‬ػ‪ٚ ,ٓ١‬وبْ ٘ذفٗ األعبع‪ ٟ‬اٌ‪ٛ‬ل‪ٛ‬ف ف‪ ٟ‬وجه سٌاسة االذالل‪ ,‬التً‬
‫تمثلت فً اجراءات العدد المهٌنة‪ ,‬حٌث نجح األسرى فً كسر بعض هذه اإلجراءات‪ٌ ,‬ذكر أن هذه الفترة لم ٌكن فٌها‬
‫هٌاكل تنظٌمٌة واضحة‪ ,‬ولد استشهد فً هذا اإلضراب األسٌر عبد المادر ابو الفحم‪.‬‬
‫‪ -2‬اضراب عسمبلن عام ‪ 1976‬والذي استمر لمدة ‪ٌ 45‬وما‪ ,‬عاشها االسرى على الماء والملح‪ .‬وحمك األسرى فٌه‬
‫فرشة اسفنج للنوم‪ ,‬وبعض التحسٌنات الحٌاتٌة األخرى‪ ,‬وفً ظل حاله تنظٌمٌة لوٌة وفعالة‪.‬‬
‫‪ -3‬اضراب نفحة ‪ , 1980‬حٌث سمط الشهداء راسم حبلوة وعلً الجعفري‪ ,‬الذٌن استشهدا نتٌجة تسرب حلٌب الى‬
‫ربتٌهما‪ ,‬بسبب تعرضهم لسرا لما ٌعرؾ ( بالزندة)‪ ,‬وهً ادخال خرطوم ببلستٌكً من خبلل فتحة األنؾ وٌصل الى‬
‫معدة األسٌر وٌبدأوا بصب الحلٌب داخل الخرطوم‪ .‬كما واستشهد بعد فترة من انتهاء اإلضراب‪ ,‬اسحاق مراؼه متؤثرا‬
‫بمرضه نتٌ جة االضراب‪ .‬ولد نجح االضراب بتحمك بعض االنجازات‪ ,‬خاصة على صعٌد سجن نفحة‪ ,‬لتركٌب‬
‫األسرة‪ ,‬ساحه الفورة‪ ,‬وتملٌص االكتظاظ داخل ؼرؾ السجن‪ ,‬والسماح بإدخال المرطاسٌة‪.‬‬
‫‪ -4‬اضراب سجن جنٌد عام ‪ ,1984‬وكان نمطة تحول استراتٌجً فً حٌاة االسرى داخل السجون‪ ,‬حٌث بدأ االضراب‬
‫فً سجن جنٌد‪ ,‬وانضم إلٌه األسرى فً سابر السجون‪ ,‬وفٌه حمك االسرى (الرادٌو‪ ,‬التلفاز‪ ,‬المبلبس المدنٌة‪ ,‬وتحسٌن‬
‫العبلج الطبً‪ ,‬ونوعٌة الطعام)‪.‬‬
‫‪ -5‬اضراب سجن جنٌد عام ‪ 1987‬والذي استمر حوالً عشرٌن ٌوما فً كافة السجون اإلعشائ‪١ٍ١‬خ‪ٚ ,‬وبْ ٔز‪١‬غخ رشاعغ‬
‫إداسح اٌغغ‪ ْٛ‬ػٓ ثؼط االٔغبصاد اٌز‪ ٟ‬ؽمم‪ٙ‬ب االعش‪.ٜ‬‬
‫‪ -6‬اظشاة عغٓ ٔفؾٗ ‪ٚ 0990‬اٌز‪ ٞ‬اعزّش ‪ٚ ,َٛ٠ 06‬اػزجش اظشاثب ظؼ‪١‬فب ار ٌُ ‪٠‬ؾمك شٌبا لؤلسرى‪ ,‬لكنه كان‬
‫األرضٌة إلضراب أساس هام اخر هو اضراب عام ‪.1992‬‬
‫‪ -7‬اضراب ‪ 1992‬ولد لعب سجن جنٌد دورا كبٌرا فً لٌادته‪ ,‬وكان االضراب فً ؼالبٌة السجون‪ ,‬واستمر ‪ٌ 18‬وما‪,‬‬
‫وشهد تفاعبل جماهٌرٌا وشعبٌا واسعا‪ .‬وحمك االضراب إؼبلق لسم العزل فً سجن الرملة‪ ,‬ولؾ التفتٌش العاري‬
‫والمذل لؤلسرى‪ ,‬وتحسٌنات كثٌره فً حٌاة األسري‪ ,‬واعتبر من انجح االضرابات‪.‬‬
‫‪ -8‬اضراب عام ‪ 1995‬وهو اضراب سٌاسً‪ ,‬للضؽط باتجاه إطبلق سراح األسرى‪.‬‬
‫‪ -9‬اضراب عام ‪ 1998‬اٌضا هو اضراب سٌاسً‪ ,‬لتحرٌن لضٌة االسرى‪.‬‬
‫‪ -08‬اضراب هدرٌم عام ‪ 2000‬والذي انضم الٌه سابر السجون عسمبلن ونفحة‪ ,‬ولد تم من خبلله اخراج األسرى‬
‫المعزولٌن من العزل‪ ,‬وولؾ التفتٌش العاري‪ ,‬والسماح بالتعلٌم فً الجامعة العبرٌة المفتوحة‪.‬‬
‫‪ -00‬اضراب عام ‪ 2004‬والذي استمر فً بعض السجون ل ‪ٌ 19‬وما ‪ ,‬حٌث جاء نتٌجة هجمة شرسة واضحة من لبل‬
‫مدٌرٌة السجون‪ ,‬کتركٌب حواجز ببلستٌكٌة بٌن االسٌر واهله اثناء الزٌارة بدل الشبن‪ ,‬وسٌاسة التفتٌش المذلة‬
‫وؼٌرها‪ ,‬ولم ٌحمك االضراب مطالبه‪ .‬وجاء فً ظل انتفاضة األلصى‪ ,‬وما رافمتها من لمع اسرابٌلً لكل ابناء شعبنا‬
‫فً الضفة وؼزة‪.‬‬
‫‪ -02‬اظشاة ‪ٚ 2011‬اٌز‪ ٞ‬اعزّش لشاثخ اٌؼشش‪ٚ َٛ٠ ٓ٠‬ر‪ٛ‬لف ػٕذ اإلػالْ ػٓ صفمخ رجبدي ٌألعش‪٠ ٌُٚ ٜ‬ؾمك ِطبٌجٗ اٌز‪ٟ‬‬
‫رزّضً ث‪ٛ‬لف ع‪١‬بعخ اٌؼضي‪.‬‬
‫‪ -03‬اضراب ‪ 2012‬والذي استمر لثمانٌة وعشرون ٌوما وحمك فٌه األسرى إعادة زٌارات أسرى ؼزة وإعادة األسرى‬
‫المعزولٌن لؤللسام الجماعٌة‪.‬‬
‫‪ -04‬اضراب ‪" 2017‬العزة والكرامة" حٌث خاضه ‪ 1800‬أسٌر بمٌادة األسٌر المابد مروان البرؼوثً لولؾ هجمة إدارة‬
‫السجون على الحركة األسٌرة واستمر ‪ٌ 42‬وم‪ ,‬ولوبل بهجمة شرسة وحمك بعض المطالب الحٌاتٌة‪.‬‬
‫كما خاض االسرى اضراب ات عن الطعام عدٌدة واستمر بعضها ألسابٌع‪ .‬وكما نبلحظ‪ ,‬فإن مصلحة السجون كانت تعطً‬
‫األسرى انجازات بعد كل اضراب‪ ,‬وبعد شهور عدٌدة ٌبدأ بسحب هذه اإلنجازات من جدٌد‪ ,‬وٌموم االسرى بإضراب جدٌد‬
‫من أجل إعادة ما تم سحبه وإنجازات اخرى إذا ما سمحت ظروؾ االضراب بذلن‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوجه الى المحاكم اإلسرائٌلٌة‬
‫لمواجهة ممارسات مصلحة السجون اإلسرابٌلٌة‪ ,‬استخدم األسرى وسٌلة أخرى‪ ,‬وهً التوجه الى المحاكم اإلسرابٌلٌة‪,‬‬
‫لولؾ بعض هذه الممارسات‪ ,‬خاصة فً مجال ظروؾ الحٌاة الٌومٌة‪ ,‬التً ٌكون فٌها انتهان حك االنسان االسٌر واضحة‬
‫وضوح الشم س‪ ,‬كمصادرة أموال وأؼراض خاصه به او لتوفٌر عبلج طبً تماطل به إدارة السجون‪ .‬وال ٌعتبر التوجه‬
‫للمحاكم تعبٌرا عن ثمة األسری بعدالة محاكم االحتبلل او اعترافهم بشرعٌتها‪ ,‬إنما ٌؤتً بدوافع تحمٌك بعض المصالح بؤلل‬
‫الخسابر الممكنة‪ .‬وال شن أن هامش تدخل المحاكم هو محدود فبل تستطٌع المحاكم التدخل او الحكم لصالح االسٌر فً‬
‫لضاٌا متوسطة او عالٌة فً أهمٌتها مثل‪ :‬تحدٌد احكام المإبدات‪ ,‬أو السماح باالتصاالت التلفونٌة او المساواة بٌن السجٌن‬

‫‪48‬‬
‫األمنً الٌهودي و االسٌر العربً الفلسطٌنً من فلسطٌنً ال‪ 48‬وؼٌرها من المضاٌا‪ .‬ومن المناسب المول إن وعً‬
‫االسرى بحمولهم المانونٌة‪ٌ ,‬ساعد لخدمة مصالح االسرى‪ ,‬وتوفٌر الكثٌر من المعاناة علٌهم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تعزٌز التواصل مع العالم الخارجً‬
‫من االستراتٌجٌات األساسٌة‪ ,‬التً ركز علٌها االسرى لمواجهة التحدٌات‪ ,‬التً تفرضها السجون‪ ,‬هً تعزٌز التواصل‬
‫مع العالم الخارجً‪ ,‬لما ٌشكله هذا التواصل من لوه نفسٌة معنوٌة ومادٌة‪ .‬فعدا عن أهمٌة االتصال والتواصل‪ ,‬فإن حفاظ‬
‫االسٌر على عبللة مع أفراد ومإسسات العالم الخارجً‪ ,‬تشكل له مصدرا هاما للمعلومات‪ ,‬تمكنه من مواجهة اإلدارة‬
‫وسٌاساتها المذكورة أعبله‪ ,‬التً تهدؾ من جهة لعزل األسٌر عن محٌطه وعن العالم الخارجً‪ ,‬لمنع تؤثٌره المهم فً‬
‫استمرار المماومة‪ ,‬ولمواجهة اسالٌب الممع واالعتمال‪ ,‬ومن جهة اخرى للتؤثٌر على نفسٌة االسٌر والنٌل من معنوٌاته‬
‫وتفرٌؽه من رو حه النضالٌة‪ ,‬التً تمٌز بها لبل األسر‪ .‬ولمد كانت سٌاسة منع زٌارة األهالً أحد أحط األسالٌب التً‬
‫لجؤت الٌها أجهزة األمن‪ ,‬لمطع كل اتصال مع العالم الخارجً‪ ,‬مهما كان هذا االتصال انسانً وطبٌعً‪ .‬فحرم األسٌر من‬
‫زٌارة والدته الطاعنة فً السن او اطفاله الصؽار‪ ,‬ووجدت مبات الحاالت من األسرى الذٌن حرموا من زٌارة عاببلتهم‬
‫لفترات طوٌلة ألسباب واهٌة‪ .‬ونتٌجة لذلن‪ ,‬لجؤ االسرى الى إٌجاد أسالٌب االتصال مع العالم الخارجً فماموا بتهرٌب‬
‫أجهزة البلفون (الخلٌوي) الى السجون‪ .‬كان لتهرٌب األجهزة أثر بالػ فً حٌاة األسرى‪ ,‬ففٌه الكثٌر من االٌجابٌات‪ ,‬ولكن‬
‫المسؤلة لم تخل من السلبٌات اٌضا‪ .‬وألهمٌتها وخطورتها على سٌاسة مصلحة السجون الهادفة لعزل االسٌر‪ ,‬فمد حاربتها‬
‫اإلدارة بشدة ولسوة ولجؤت لعملٌات التفتٌش الماسٌة واالستفزازٌة‪ ,‬لمحاربتها‪ ,‬وما زالت المعركة مستمرة على االتصال‬
‫والتواصل‪.‬‬
‫وال شن أن هن ان طرق لانونٌة‪ ,‬ال تستطٌع أدارة السجون منعها‪ ,‬والتً تسمح لؤلسٌر بالتواصل ومواجهة ممارسات‬
‫إدارة السجون وهً زٌارة المحامً والمثول أمام المحاكم‪ .‬فمن خبلل هذه الزٌارات المانونٌة والعلنٌة‪ ,‬تنتشر أخبار‬
‫السجون وتنتمل االخبار من الخارج الى داخل السجون‪ ,‬وعلٌه حاولت إدارة السجون تمٌٌد وتحدٌد زٌارات المحامٌن‪,‬‬
‫واتخذت إجراءات تملص الى الحد األدنى احتكان األسٌر بالمحامً او بؤهله فً المحكمة‪ ,‬أو بؽٌره من األسرى فً‬
‫المحاكم وسٌارات النمل‪ ,‬ولامت مصلحة السجون بتركٌب حواجز زجاجٌة‪ ,‬فً ؼرفة الزٌارة للمحامً تفصل بٌن‬
‫المحامً واالسٌ ر‪ .‬وٌمكن اإلشارة الى انفتاح االسرى على وسابل االعبلم الحدٌثة‪ ,‬التً سمحت لها إدارة السجون فً‬
‫مرحلة ما ومحدودة‪ ,‬للدخول الى السجون وممابلة األسرى‪ .‬ولد هدؾ األسرى من خبلل ذلن إبراز لضٌتهم وحجم‬
‫معاناتهم للعالم أجمع كما نجح األسرى فً إٌصال صوتهم ورأٌهم ومعاناتهم‪ ,‬من خبلل إنتاجهم األدبً والثمافً‪ ,‬إلى‬
‫العالم الخارجً‪ ,‬ومن خبلل وسابل االعبلم والنشر الفلسطٌنٌة والعربٌة‪.‬‬
‫الوسائل الفردٌة فً المواجهة‬
‫إضافة الى وسابل المماومة الجماعٌة التً ذكرناها سابما‪ ,‬من المناسب أن نتطرق الى بعض الوسابل الفردٌة‪ ,‬التً لجؤ‬
‫الٌها االسٌر كفرد لمواجهة ظروؾ ولسوة االعتمال وهً ببل شن وسابل ساهمت بدرجة كبٌرة فً الحفاظ على لوة‬
‫ومعنوٌات األسٌر والحفاظ على توازنه طٌلة فترة اعتماله‪ ,‬مع اإلشارة آن هامش الحرٌة الفردٌة‪ ,‬لد ازداد فً السنوات‬
‫العشر األخٌرة فً السجون‪ ,‬ومن هذه الوسابل‪:‬‬
‫‪ -1‬التعلٌم والمراءة باإلضافة الى الجهود الجماعٌة للتنظٌمات داخل السجون‪ ,‬التً عملت على تنظٌم وترتٌب الدورات‬
‫والجلسات الثمافٌة العامة‪ ,‬التً تعمد مرة فً الٌوم أو أكثر او مرة فً األسبوع‪ ,‬فإن الجهد الفردي ٌبمى هو األهم‬
‫واألكثر فعالٌة فً الحفاظ على عمل وروح األسٌر سلٌمة ومعافاة‪ ,‬من ظروؾ السجن الماهرة‪ ,‬بل هو الكفٌل بالمساهمة‬
‫فً تطوٌر عمل وروح هذا االسٌر‪ .‬ونمصد بالجهد الفردي‪ ,‬إرادة وإصرار وجهد األسٌر كفرد للمراءة والمطالعة ضمن‬
‫برنامج ٌضعه لنفسه‪ ,‬أو سعٌه لبلنضمام إلى أحد المإسسات التعلٌمٌة المتاحة داخل السجن وااللتحاق بالدراسة‬
‫الجامعٌة‪ .‬ولمد نجح العشرات بل المبات من األسرى فً إثبات اصرار وإرادة عالٌة على التعلم ووضع البرامج الثمافٌة‬
‫الذاتٌة‪ .‬ونشٌر كذلن إلى الجهد الفردي الذي ٌبذله بعض األسرى فً تعلٌم االخرٌن‪ ,‬من خبلل عمد الدورات التطوعٌة‬
‫للؽات كالعربٌة والعبرٌة واإلنجلٌزٌة و ؼٌره من نشاط تعلٌمً وتثمٌفً فردي تطوعً‪.‬‬
‫وفً النهاٌة‪ ,‬فان لرار التعلٌم والتمدم‪ ,‬هو بالدرجة األولى بٌد االسٌر ذاته‪ ,‬وما تموم به التنظٌمات هو التسهٌل‬
‫والمساعدة فً توفٌر االمكانٌات لذلن‪ .‬وال بد أن نشٌر هنا‪ ,‬الى ان الدراسة فً الجامعة تعتبر من االنجازات التً حممها‬
‫األسرى‪ ,‬عبر نضال طوٌل وبوسابل مختلفة كاإلضراب عن الطعام وؼٌره‪ ,‬وتحاول مصلحة السجون بشكل مستمر‬
‫التضٌٌك وعدم السماح بالدراسة فً الجامعة‪.‬‬
‫‪ -2‬رّٕ‪ ٗ١‬اٌش‪ٚ‬ػ اٌّؼٕ‪٠ٛ‬خ ِٓ األِ‪ٛ‬س اٌز‪ٌ ٟ‬غأ اٌ‪ٙ١‬ب وض‪١‬ش ِٓ االعش‪ٌّٛ ٜ‬اع‪ٙ‬خ اٌغغٓ‪ ,‬رم‪٠ٛ‬خ اإل‪ّ٠‬بْ ِٓ خالي اٌزذ‪ٓ٠‬‬
‫‪ٚ‬اٌّؾبفظخ ػٍ‪ ٝ‬اٌغشائض ‪ٚ‬اٌفشائط اٌذ‪١ٕ٠‬خ‪ ,‬وبٌصالح ‪ٚ‬اٌص‪١‬بَ ‪ٚ‬غ‪١‬ش٘ب ِٓ األروبس‪ ,‬اٌز‪ ٟ‬رمشة اإلٔغبْ اٌ‪ ٝ‬سثٗ‪ ٚ ,‬رشفغ‬
‫‪49‬‬
‫اٌش‪ٚ‬ػ اٌّؼٕ‪٠ٛ‬خ ف‪ِٛ ٟ‬اع‪ٙ‬خ س‪ٚ‬ػ اٌ‪١‬أط‪ ,‬اٌز‪ ٟ‬رؾب‪ٚ‬ي إداسح اٌغغ‪ ْٛ‬ثض‪ٙ‬ب ف‪ٔ ٟ‬ف‪ٛ‬ط األعش‪ٚ .ٜ‬لذ ظ‪ٙ‬ش األِش ِٓ خالي‬
‫اٌّشبسوخ اٌ‪ٛ‬اعؼخ ف‪ ٟ‬صالح اٌغّؼخ ‪ٚ‬ؽفبظ‪ ُٙ‬ػٍ‪ ٝ‬ص‪١‬بَ سِعبْ ثٕغجخ ػبٌ‪١‬خ عذا‪ٚ .‬ثزٌه عبُ٘ اإل‪ّ٠‬بْ ‪ٚ‬اٌذ‪ ٓ٠‬ف‪ٟ‬‬
‫ِ‪ٛ‬اع‪ٙ‬خ ظش‪ٚ‬ف اٌغغٓ اٌصؼجخ ‪ٚ‬سفغ ِغز‪ ٜٛ‬لذسح االع‪١‬ش ػٍ‪ ٝ‬مواجهة جبلدٌه‪ .‬ولد لعبت التعببة الفكرٌة والوطنٌة‪,‬‬
‫التً تعزز اإلٌمان أٌضا‪ ,‬بعدالة لضٌتنا وبحمولنا التارٌخٌة‪ ,‬وبنهج المماومة‪ ,‬السترداد وطننا المحتل‪ ,‬بدفع الروح‬
‫المعنوٌة‪ ,‬إضافة إلى الدراسات والمطالعة فً الشؤن الفلسطٌنً والعربً‪.‬‬
‫‪ -3‬التفاعل االجتماعً من الوسابل اإلٌجابٌة التً استخدمها األسٌر‪ ,‬لمواجهة الوالع الصعب الذي ٌمر به‪ .‬كان زٌادة‬
‫التفاعل االجتماعً بٌنه وبٌن بمٌة األسرى‪ ,‬حٌث أن نوعٌة وجود التفاعل بٌن األسرى‪ٌ ,‬زداد كلما ازداد الضؽط‪,‬‬
‫والهجوم من لبل إدارة السجون‪ ,‬فالتضامن والتكافل بٌن األسرى‪ ,‬على مستوى الؽرفة او المسم‪ ,‬أو حتى السجون بشكل‬
‫عام‪ ,‬هو إحدى الطرق األساسٌة‪ ,‬فً مماومة سٌاسة االحتبلل فً السجون‪ .‬كما أن هذا التفاعل له أثار مستمبلٌة تتمثل فً‬
‫لدرة األسٌر على بناء شبکة عبللات عامة حٌوٌة‪ ,‬مع أسرى آخرٌن من كل المناطك الفلسطٌنٌة‪.‬‬
‫‪ -4‬الرٌاضة وهً أحد أهم العناصر الهامة فً حٌاة االنسان بشكل عام‪ ,‬وفً حٌاة االسٌر بشكل خاص‪ ,‬فممارسة التمارٌن‬
‫الرٌاضٌة الخفٌفة الٌومٌة أو األسبوعٌة ممكنة ومٌسرة فً السجن‪ ,‬وتساعد فً تموٌة الجسد والروح معا‪ ,‬وتخفؾ من‬
‫الضؽوط النفسٌة على االسٌر‪ ,‬وهً العامل االهم لمواجهة سٌاسات اإلدارة‪ ,‬خاصة فً ظل االهمال الطبً‪ ,‬فخٌر وسٌله‬
‫لمواجهة اإلهمال الطبً هً بالولاٌة من األمراض‪ ,‬وتجنب زٌاره عٌادات السجون (الماتلة) ولٌس المجال هنا لشرح‬
‫فوابد الرٌاضة‪ ,‬لكن البد م ن التؤكٌد على اهمٌة وضرورة الرٌاضة‪ ,‬فً حٌاة االسٌر بشكل خاص‪ ,‬فً الممابل نشٌر إلى‬
‫خطورة إهمال الرٌاضة‪ ,‬ولمد راٌنا حاالت كثٌرة أدى فٌها مثل هذا اإلهمال‪ ,‬إلى تدهور فً صحة األسٌر‪ ,‬ما أثر على‬
‫نفسٌته ونفسٌة من حوله‪ .‬كما أن الرٌاضة تساعد على تنظٌم حٌاة األسٌر من ناحٌة نظام االكل والنوم‪ .‬وباختصار‪,‬‬
‫العمل السلٌم فً الجسم السلٌم‪.‬‬
‫‪ -5‬العنؾ و هو أسلوب لد ٌستخدمه األسٌر كفرد‪ ,‬كنوع من أنواع مواجهة لمع إدارة السجن‪ ,‬فٌخرج عن طوره الطبٌعً‬
‫وٌموم بضرب ضابط أو شرطً بآلة حادة أو ما شابه‪ .‬فاستخدام العنؾ هنا‪ ,‬جاء كردة فعل‪ ,‬متولع لها أن تتكرر‪ ,‬فً ظل‬
‫الضؽط الهابل الذي ٌعانً منه االسٌر من لبل سجانٌه‪ ,‬المتمثل فً سٌاسة اإلذالل واالنتمام‪ .‬ولمد حدث أن كان استخدام‬
‫العنؾ ضد السجان أسلوبا مسموح به‪ ,‬بل وسٌاسة جماعٌة للتنظٌمات فً السجون‪ ,‬فً حاالت شاذة ونادرة خاصة‪ ,‬فً‬
‫حالة الدفاع عن النفس‪ ,‬أمام لٌام السجان بضرب هذا األسٌر أو ذان‪.‬‬
‫‪ -6‬محاوالت الهروب من السجن من حك األسٌر ان ٌفكر وٌحاول الهرب من السجن‪ ,‬فً الممابل تلجؤ ادارة السجون التخاذ‬
‫كل االجراءات‪ ,‬وتوفٌر كل اإلمكانات لمنع هروب األسرى‪ ,‬خاصة فً ظل الحالة الفلسطٌنٌة‪ ,‬التً تعتبر فٌها أجهزة‬
‫األمن اإلسرابٌلٌة األسٌر الفلسطٌنً لنبلة مولوتة‪ ,‬سٌإدي إلى تصاعد وتٌرة المماومة وارتفاع حدة العملٌات‪ ,‬التً‬
‫تستهدؾ اإلسرابٌلٌٌن‪ ,‬هذا من جهة‪ ,‬ومن جهة أخرى‪ ,‬الهروب ٌشكل صفعة لهٌبة دولة االحتبلل‪ ,‬ودفعه لؤلمام لجهود‬
‫ومعنوٌات حركة المماومة الفلسطٌنٌة‪ .‬لمد شهدت السجون اإلسرابٌلٌة محاوالت عدٌدة للهروب من السجن‪ ,‬ومعظم هذه‬
‫المحاوالت تمت بشكل فردي‪ ,‬ودون تنسٌك مع الفصابل بشكل رسمً‪ ,‬أو أن التنسٌك كان جزبٌا أو بتعاون‪ ,‬أو بؽض‬
‫الطرؾ من لبل اعضاء المٌادة فً التنظٌم‪ .‬وبؽض النظر عن آلٌات وطرق الهرب‪ ,‬التً لد تكون مثٌرة لبلهتمام فً‬
‫ب عضها‪ ,‬إال أن الهدؾ هنا‪ ,‬هو اإلشارة إلى أنه باإلضافة إلى حك األسٌر فً الهرب‪ ,‬فهو أٌضا استراتٌجٌة ووسٌلة‬
‫تستخدم لمواجهة إدارة السجون‪ .‬ففً حال نجاح العملٌة بالكامل‪ ,‬بخروج األسٌر للحرٌة‪ ,‬فهذا دعم للمماومة وضربة لدولة‬
‫االحتبلل بشكل عام‪ ,‬ولمصلحة السجون بشكل خاص‪ .‬أما إذا نجحت العملٌة بشكل جزبً‪ ,‬لكنها لم تإدي إلى نجاح‬
‫األسٌر بالفرار‪ ,‬فهً تحوي بطٌاتها نتابج وآثار مختلفة‪ ,‬ففً بعض الحاالت ٌتم إلالة ضابط من مصلحة السجون‪ ,‬بسبب‬
‫اإلهمال‪ ,‬وفً بعض الحاالت ٌتم مكافؤتهم النتباههم‪ ,‬وفً الممابل‪ٌ ,‬تم معالبة األسرى جمٌعا‪ ,‬واالنتمام منهم باتخاذ الكثٌر‬
‫من الخطوات العمابٌة والمبالػ فٌها‪.‬‬
‫‪ -7‬االرصبي ثبٌخال‪٠‬ب اٌّغٍؾخ ر‪ٛ‬عٗ ثؼط األعش‪ ٜ‬إٌ‪ ٝ‬إػبدح ‪ٚ‬رفؼ‪ ً١‬د‪ٚ‬سُ٘ إٌعبٌ‪ ٟ‬اٌّمب‪ ,َٚ‬داخً اٌغغٓ‪ ِٓ ,‬خالي عؼ‪ُٙ١‬‬
‫إلػبدح االرصبي أ‪ ٚ‬رٕظ‪ ُ١‬ثؼط اٌّغّ‪ٛ‬ػبد اٌؼغىش‪٠‬خ اٌخبصخ ف‪ ٟ‬عبؽخ اٌ‪ٛ‬غٓ‪ِ ,‬شوض‪ ٓ٠‬ػٍ‪٘ ٝ‬ذف أعبع‪ ٛ٘ ,ٟ‬ل‪١‬بَ ٘زٖ‬
‫اٌّغّ‪ٛ‬ػبد ثؼٍّ‪١‬بد خطف عٕ‪ٛ‬د إعشائ‪ ِٓ ,ٓ١١ٍ١‬أ عً إعشاء ػٍّ‪١‬خ رجبدي أعش‪٠ ,ٜ‬ؾشس ثّ‪ٛ‬عج‪ٙ‬ب اٌّئبد ِٓ األعش‪ِٓ ٜ‬‬
‫أصؾبة األؽىبَ اٌؼبٌ‪١‬خ ‪ٚ‬اٌّؤثذاد‪ٚ ,‬اٌز‪٠ ٓ٠‬ؼزمذ األعش‪ ٜ‬أْ إعشائ‪ ً١‬ال ‪ّ٠‬ىٓ أْ رطٍك عشاؽ‪ ُٙ‬ف‪ ٟ‬أ‪ ٞ‬ػٍّ‪١‬خ ؽ‪ٛ‬اس‬
‫‪ِٚ‬فب‪ٚ‬ظبد‪ٚ ,‬أْ اٌطش‪٠‬ك اٌ‪ٛ‬ؽ‪١‬ذ إلغالق عشاؽ‪ ً١ٔٚ ُٙ‬ؽش‪٠‬ز‪ ِٓ ُٙ‬عذ‪٠‬ذ‪ ٟ٘ ,‬خطف ‪ٚ‬رجبدي األعش‪ٚ .ٜ‬ثٕبء ػٍ‪٘ ٝ‬زٖ‬
‫اٌمٕبػخ‪ٚ ,‬و‪ٛ‬ع‪ٍ١‬خ ِٓ ‪ٚ‬عبئً ِمب‪ِٚ‬خ االػزمبي‪ٌ ,‬غأ ثؼط األعش‪ ٞ‬ظّٓ ؽبالد ِؾذدح عذا‪ٚ ,‬ثشىً فشد‪ ,ٞ‬إٌ‪ ٝ‬ر‪ٛ‬ع‪ٗ١‬‬
‫ِغّ‪ٛ‬ػبد ػبٍِخ أصال‪ ,‬أ‪ ٚ‬إٔشبء ِغّ‪ٛ‬ػبد عذ‪٠‬ذح ٌ‪ٙ‬زا اٌ‪ٙ‬ذف‪ٚ ,‬فؼال وبْ ٌ‪ٙ‬زٖ اٌغ‪ٛٙ‬د صّبس ِؼ‪ٕ١‬خ‪ٚ ,‬رأص‪١‬ش وج‪١‬ش ف‪ ٟ‬ثؼط‬
‫اٌؾبالد‪ٚ ,‬رأص‪١‬ش ألً ف‪ ٟ‬ؽبالد أخش‪ٚ ,ٜ‬عشد ِؾب‪ٚ‬الد ٌخطف عٕ‪ٛ‬د‪ٚ ,‬عش‪ ٜ‬اػزمبي اٌّغّ‪ٛ‬ػبد اٌز‪ ٟ‬ؽب‪ٌٚ‬ذ رٌه‪,‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ٚ‬أعّ‪ٛ‬ا إٌ‪ ٝ‬صف‪ٛ‬ف األعش‪ٚ .ٜ‬ف‪ ٟ‬اٌّمبثً‪ ,‬عش‪ ٜ‬ػضي األعش‪ ٜ‬الذٌن بادروا واتصلوا بهذه المجموعات لتحرٌكها‬
‫وتحفٌزها للعمل‪ ,‬باتجاه تحرٌر األسرى‪.‬‬
‫‪ -8‬تهرٌب النطؾ النطؾ المهربة (سفراء الحرٌة) بمٌت فكرة اإلنجاب من خلؾ لضبان االحتبلل حلم ٌراود الكثٌر من‬
‫األسرى الفلسطٌنٌٌن لسنوات طوٌلة وخاصة المدامى منهم وذوي األحكام العالٌة‪ ,‬فؤعمارهم تنمضً داخل ألبٌة السجون‬
‫وحلم األبوة ٌتبلشی لدٌهم ٌوما بعد آخر‪ ,‬إلى أن لرر أبناء الحركة الوطنٌة األسٌرة خبلل عام ‪ 2012‬االستفادة من التمدم‬
‫الطبً وخوض المؽامرة‪ .‬ولد نجح األسرى منذ البداٌة فً الحصول على الفتوى الشرعٌة التً تجٌز هذه العملٌة‪ ,‬حٌث‬
‫صرح مفتً المدس والدٌار الفلسطٌنٌة‪ ,‬سماحة الشٌخ دمحم حسٌن‪ ,‬بؤن مجلس اإلفتاء أجاز فً فتوى سابمة هذه الطرٌمة من‬
‫اإلنجاب بضوابط عدة‪ ,‬منها التؤكد من نمل العٌنات من األسٌر نفسه إلى زوجته‪ ,‬وضبط عملٌة النمل والتلمٌح بحضور‬
‫أناس من أهل الدٌن وشهود من أهل األسٌر وزوجته‪ .‬ولد تكللت أولى التجارب الناجحة عندما أنجب األسٌر عمار الزبن‬
‫طفله عبر نطفة مهربة خبلل شهر آب من عام ‪ ,2012‬األمر الذي شجع العشرات من األسرى لحذو حذوه‪ .‬واستمرت‬
‫عملٌات تهرٌب النطؾ بنجاح‪ ,‬وأنجبت زوجات األسرى عشرات األطفال‪ .‬لكن فً الممابل تسعى دولة االحتبلل لفرض‬
‫إجراءات انتمامٌة بحك أطفال األسرى من النطؾ المهربة‪ ,‬فمثبل ترفض سلطات االحتبلل االعتراؾ بشهادات المٌبلد‬
‫وأرلام الهوٌات التً تخرجها وزارة الداخلٌة ال فلسطٌنٌة لهم‪ ,‬كما تحرمهم من الحك فً زٌارة آبابهم داخل السجون‪ ,‬فهم‬
‫بنظر دولة االحتبلل "أطفال ؼٌر شرعٌٌن"‪ .‬باإلضافة إلى ذلن‪ ,‬تموم بفرض عموبات بحك األسرى الذٌن لجؤوا لهذه‬
‫الطرٌمة فً اإلنجاب‪ ,‬كزٌادة فترات سجنهم‪ ,‬أو فرض ؼرامات مالٌة باهظة بحمهم‪ ,‬أو أحٌانا االنتمام من زوجاتهم‬
‫بإخضاعهن لتفتٌش شبه عاري وللتحمٌك واإلهانة‪ ,‬ورفض زٌارة األطفال الذٌن أنجبتهم أمهاتهم من النطؾ المهربة‬
‫ألبابهم األسرى‪ .‬ورؼم الصعوبات والمعٌمات التً تضعها سلطات االحتبلل لمنع هذه الظاهرة‪ ,‬إال أنه ال زال هنان‬
‫عشرات النطؾ المهربة التً تنتظر التل مٌح الصناعً واإلخصاب‪ ,‬فهً الوسٌلة األنجح لخلك حٌاة جدٌدة من زنازٌن‬
‫االحتبلل‪ ,‬وهً بمثابة تحدي وانتصار على سطوة السجان الصهٌونً وكسر لمٌده‪.‬‬
‫من كل ما ذكر‪ ,‬نرى أن امكانٌات األسٌر كفرد‪ ,‬واألسرى كمجموع‪ ,‬لمماومة االعتمال‪ ,‬هً إمكانٌات عالٌة إذا ما توفرت‬
‫الهمة واإلرادة‪ .‬إذ أن السجن لٌس نهاٌة المطاؾ‪ ,‬بل لد ٌكون محطة ٌتزود منها األسٌر‪ ,‬فً طرٌمه الطوٌل فً مماومة‬
‫االحتبلل‪ .‬وإال فإنه سٌكون ممبرة لؤلحٌاء‪ ,‬شماتة األعداء وممت" لؤلصدلاء‪ .‬وبالفعل شكل السجن محطة شحن وتجربة‬
‫للكثٌرٌن‪ ,‬وساعدهم للمواصلة واالستمرار فً النضال وا لعطاء‪ ,‬ولآلخرٌن ممن فشلوا فً هذا االمتحان العسٌر‪ ,‬كان‬
‫مسببا فً الٌؤس‪ ,‬واإلحباط‪ .‬وعلٌه نمول‪ :‬لٌس السجن تجربة سهلة أو مؽامرة مثٌرة نسعى إلٌها‪ ,‬بل هو بالدرجة األولى‬
‫لهر للمماوم‪ .‬والعالل الف طن من اتخذ كل اإلجراءات‪ ,‬وكل الجهود البلزمة‪ ,‬لتجنب مصٌبة السجن وعذاباته‪ .‬فمن ولع فً‬
‫األسر‪ ,‬علٌه أن ٌصبر وٌماوم‪ ,‬حتى ٌكتب له الفرج‪.‬‬

‫الفصل السابع‬
‫تأهٌل المحررٌن‬
‫*منظمة التحرٌر ولضٌة األسرى‬
‫مثلت لضٌة األسرى الفلسطٌنٌٌن ركن أساسً فً المضٌة الفلسطٌنٌة‪ ,‬وعكست واجهة هامة ٌمكن من خبللها فهم طبٌعة‬
‫الصراع المابم بٌن الفلسطٌنٌٌن وإسرابٌل‪ ,‬تعاطفت الشعوب الؽربٌة مع لضٌة األسرى‪ ,‬وامتد هذا التعاطؾ أحٌانا إلى‬
‫داخل المجتمع اإلسرابٌلً نفسه‪ ,‬والذي تعتبر مإسساته األمنٌة النمٌض األساسً لحموق المعتملٌن ومطالبهم‪ .‬ولد فرضت‬
‫بعض فعالٌات األسرى نفسها على كل ما ٌتعلك بالمضٌة الفلسطٌنٌة على الصعد الفلسطٌنٌة واإلسرابٌلٌة والعربٌة بل‬
‫والدولٌة‪ ,‬مما ألزم هذه الجهات واألطراؾ اتخاذ موالؾ تتناسب فً األؼلب مع مولفها األساسً من المضٌة الفلسطٌنٌة‬
‫بشكل عام‪ ,‬لكن الجانب اإلنسانً لمضٌة األسرى كان فً بعض األحٌان ٌجعل من هذه األطراؾ تنحو منحا أخر فً‬
‫مولفها‪.‬‬
‫ارتبطت لضاٌا الصراع العربً اإلسرابٌلً ارتباطا وثٌما بالمولؾ الفلسطٌنً كون الشعب الفلسطٌنً هو رأس الحربة فً‬
‫النضال ضد إسرابٌل‪ ,‬وبالتالً فمد كان موضوع األسرى ٌحظى بدرجة من األهمٌة ال تمل عن المواضٌع السٌاسٌة التً‬
‫تشكل خبلفا مع إسرابٌل‪ ,‬حٌث تم إدراج هذا الموضوع فً ؼالبٌة المشارٌع واألطروحات السٌاسٌة التً كانت تطرح‬
‫لحل المضٌة الفلسطٌنٌة بمجملها العام‪ ,‬وبمدر ما أوضحت إسرابٌل مولفها فً لمعها لؤلسرى فً سجونها فمد شكل‬
‫المولؾ ال فلسطٌنً من هإالء األسرى جزءا من النضال العام تجاه المضٌة الفلسطٌنٌة‪ ,‬وهذا ما تعززه مشاركة كل فبات‬
‫وشرابح الفلسطٌنٌٌن فً هذا المولؾ‪ .‬منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة الممثل الشرعً والوحٌد للشعب الفلسطٌنً‪ ,‬وبالتالً‬

‫‪51‬‬
‫تعاملت المنظمة مع نفسها على أنها تمثل لضٌة األسرى‪ ,‬وأنها المسإولة عن شإونهم ورعاٌتها‪ ,‬وناطمة بلسانهم أمام‬
‫المإسسات الدولٌة‪ ,‬فمد أشرفت وبشكل علنً على الدفاع عن لضٌة األسرى وأخذت جانبا دولٌا ‪ ,‬بل إنها هً التً أولت‬
‫أهمٌة العتبار أحد أٌام العام ٌوما للسجٌن الفلسطٌنً وحددته بٌوم السابع عشر من نٌسان‪ ,‬وٌمكن المول بؤن إحٌاء هذا‬
‫الٌوم لم ٌختلؾ علٌه أي فصٌل فلسطٌنً حتى ٌومنا هذا‪ ,‬ان اهتمام المنظمة بمضٌة األسرى كان لبللتحام مع الشعب‬
‫الفلسطٌنً الذي كان ٌولً ٘زٖ اٌمع‪١‬خ أّ٘‪١‬خ وج‪١‬شح و‪ ْٛ‬األعش‪ ٜ‬أصجؾ‪ٛ‬ا عضءا ِٓ وً ث‪١‬ذ أ‪ ٚ‬شبسع أ‪ ٚ‬ؽ‪ٌٍ ,ٟ‬زؼض‪٠‬ض‬
‫اٌذائُ ٌّىبٔز‪ٙ‬ب ث‪٘ ٓ١‬زا اٌشؼت‪.‬‬
‫أدرن مسإولو منظمة التحرٌر أهمٌة رعاٌة األسرى الفلسطٌنٌٌن فً توفٌر ما ٌلزمهم مادٌا ومعنوٌا داخل السجون‪ ,‬فإن‬
‫ذلن سٌزٌد من مدى التفاؾ هإالء األسرى حول المنظمة ولذلن كانت تدفع المال‪ ,‬وبمدر ما كانت تسمح سلطات‬
‫السجون‪ ,‬وذلن لتمكٌنهم من شراء ما ٌلزمهم من دكان السجن‪ .‬لامت المنظمة بإدراج موضوع األسرى على جداول‬
‫منالشات مإسسات األمم المتحدة خاصة الجمعٌة العامة أو لجنة حموق اإلنسان الدولٌة وإضافة لضٌة األسرى ضمن‬
‫المطالب الوطنٌة التً كانت تتضمنها المبادرات السٌاسٌة التً تشارن المنظمة فً صٌاؼتها‪ .‬تطور مولؾ المنظمة‬
‫الداعمة لمضٌة المعتملٌن بتشكٌلها لمإسسة أسر الشهداء والجرحى واألسرى‪ ,‬وصرؾ مبلػ شهري لكل ذوي سجٌن‪ .‬وفً‬
‫ظل االنتفاضة األولى حرصت البٌانات الصادرة عن منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة والتً كانت تصدر باسم المٌادة الوطنٌة‬
‫الموحدة لبلنتفاضة على عدم نسٌان تخصٌص أحد فعالٌات البرنامج الذي ٌتضمنه البٌان عن مساندة لضٌة األسرى‬
‫الفلسطٌنٌٌن فً السجون اإلسرابٌلٌة مثل تخصٌص ٌوم اضراب تضامنً معهم أو الدعوة لبلعتصام أمام ممرات الصلٌب‬
‫األحمر أو زٌارة ذوي األسرى أو حتى تخصٌص ٌوم ؼضب دفاعا عن األسرى‪ ,‬وهذا بماموس االنتفاضة ٌعنً الدعوة‬
‫الشتبان مع الموات اإلسرابٌلٌة‪ ,‬وحتى فً مإتمر مدرٌد للسبلم فمد حرص الوفد الفلسطٌنً وبتوجٌه من المٌادة الفلسطٌنٌة‬
‫على التذكٌر وطرح لضٌة األسرى فً ؼالبٌة جوالت المفاوضات التً تلت المإتمر وعمدت فً واشنطن وفً ظل‬
‫اتفالٌات أوسلو عملت منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة على تحرٌر االالؾ من األسرى خاصة أولبن الذٌن اعتملوا لبل التولٌع‬
‫على اتفاق وأسلو وهذا ال ٌعنً أن اسرابٌل التزمت بذلن بل احتفظت بمبات األسرى من هذه الفبة‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬المإسسات العامة‬
‫المإسسات الحٌوٌة كالكلٌات والمدارس والبلدٌات والصحافة كانت متنفسا للشعب الفلسطٌنً فً التعبٌر عن مولفه‬
‫السٌاسً من المضٌة‪ ,‬وكان البد لمن ٌمؾ على رأس هذه المإسسات أن ٌكون له دور فً مساندة موضوع األسرى‪.‬‬
‫شكل الطبلب شرٌحة هامة فً النضال الفلسطٌنً‪ ,‬ومن المعروؾ أن انتشار الهبات الشعبٌة بٌن فبات ومناطك الشعب‬
‫الفلسطٌنً كان ٌتم بسرعة ٌصعب على لوات االحتبلل السٌطرة علٌها أحٌانا‪ .‬ومع نهاٌة عمد السبعٌنات أصبح هنان‬
‫ثبلث جامعات فً الضفة الؽربٌة ألامتها منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة‪ ,‬وتساهم فً النصٌب األكبر من مصارٌفها وموازنتها‬
‫وتعٌٌن مسبولٌها‪ ,‬وبالتالً شاركت هذه الجامعات بفعالٌة فً تبنً لضٌة األسرى‪.‬‬
‫حرصت المإسسات األجنبٌة المعنٌة بحموق اإلنسان على تمدٌم كل الدعم‪ ,‬وذلن بتشجٌع شخصٌات فلسطٌنٌة على فتح‬
‫مراكز الحموق اإلنسان لتمدٌم صورة لانونٌة تكون بدٌبل عن وجود الباحثٌن األجانب فً األراضً المحتلة‪ ,‬لكن إسرابٌل‬
‫سرعان ما كانت تضاٌك نشطاء هذه المإسسات وتعتمل مسإولٌها ولكن بعد سنوات للٌلة كانت هذه المراكز لد لدمت‬
‫عشرات االستشارات المانونٌة للمحامٌن واألهالً إضافة إلى تمدٌم خدمات المعلومات حول األسرى للباحثٌن والوفود‬
‫األجنبٌة‪ .‬وٌمكننا المول أن هذه المراكز تخصصت فٌما بعد بموضوع األسرى خاصة أن حالة حموق اإلنسان فً‬
‫األراضً المحتلة كانت تعنً بمتابعة أوضاع األسرى من تعذٌب ومتابعة إضرابات وزٌارة األهالً ألبنابهم‪ ,‬بل إنها‬
‫استطاعت توفٌر إنشاء لاعدة معلومات هامة حول األسرى ومن جوانب عدٌدة‪ .‬نشط الشعب الفلسطٌنً فً إنشاء‬
‫مإسسات تكون ؼاٌتها رعاٌة أمور األسرى‪ ,‬لٌس من الزاوٌة المانونٌة فمط‪ ,‬بل من كل النواحً‪ ,‬بحٌث ال تكون هذه‬
‫المإسسات مرتبطة مع جهات أجنبٌة‪ ,‬أو استؽبلل تلن المإسسات الفلسطٌنٌة الموجودة فً الخارج‪ ,‬والتً ال تتبع منظمة‬
‫التحرٌر مباشرة‪ ,‬ولد نشط الحمولٌون الفلسطٌنٌون فً الخارج منذ منتصؾ السبعٌنات‪ ,‬وذلن بإرسال العدٌد من‬
‫المراس بلت والمذكرات إلى الشخصٌات الدولٌة بهذا الخصوص‪ ,‬وهذا ما تزعمته أفرع االتحاد العام للحمولٌٌن‬
‫الفلسطٌنٌٌن فً الخارج‪ .‬صحٌح أن كل هذه المإسسات والمراكز كان تخصصها لرٌب من لضٌة األسرى‪ ,‬أو ٌشكل‬
‫جزءا من نشاطها‪ ,‬ولكن نضج وتطور أوضاع األسرى فً السجون اإلسرابٌلٌة وبالذات من الناحٌة الثمافٌة واألمنٌة‬
‫والتنظٌمٌة وكذلن خروج أعداد كبٌرة من السجن بعد انتهاء مدد محكومٌتهم إضافة إلى حالة المد فً النشاط السٌاسً‬
‫الجماهٌري للمنظمات الفلسطٌنٌة‪ ,‬كل هذه العوامل جعلت إلامة مإسسة خاصة بشإون األسرى فمط أمر حتمً وبتؤٌٌد‬
‫من جمٌع الفصا بل‪ ,‬لكن نجاحها كان منوط بظروؾ أخرى على رأسها عدم انحٌازها ألي فصٌل‪ ,‬بل باالبتعاد عن النشاط‬
‫السٌاسً‪ ,‬وهذا معناه ضمور فً اإلمكانٌات المادٌة الضرورٌة النطبلق مإسسة كهذه‪ .‬كما شكلت مجموعة من‬
‫الفلسطٌنٌٌن خاصة المفرج عنهم من السجون مإسسة نادي األسٌر الفلسطٌنً ‪ ,‬ولد ساهمت هذه المإسسة فً إخراج‬
‫‪52‬‬
‫نشاطها عبر دعم لجان مختلفة ٌتم تشكٌلها لدعم األسرى مباشرة‪ ,‬وهذا ما اتضح من تشكٌل لجنة الدفاع عن المعتملٌن‬
‫اإلدارٌٌن فً السجون اإلسرابٌلٌة‪ ,‬والتً شكلت من الشخصٌات والمإسسات والمراكز‪.‬‬
‫تمٌز دور المحامٌن الفلسطٌنٌٌن تجاه لضٌة األسرى الفلسطٌنٌٌن بالدفاع عنهم بالمحاكم وأثناء اإلضرابات عن الطعام‪,‬‬
‫فهم المناة الوحٌدة التً من الممكن أن تؤتً بؤخبار األسرى لذوٌهم وبالعكس‪ ,‬وهم الذٌن ٌتابعون مراحل اإلضراب منذ‬
‫بداٌتها‪ ,‬بل إن األسرى ٌعدونهم جزءا من اإلضراب‪ ,‬وأن لهم دور فً إنجاحه‪ ,‬كانت مهمتهم إٌصال كافة مسوؼات‬
‫اإلضرابات (مذكرات‪ -‬برلٌات‪ -‬مراسبلت‪ -‬تعلٌمات للتنظٌمات‪ -‬تعلٌمات لؤلهالً‪ -‬نسخ المطالب‪ ...‬إلخ) إلى الجهات‬
‫المنشودة‪ ,‬وؼٌر مرة شارن المحامون بإرسالهم أنفسهم مسوؼات كهذه مولعة منهم للدفاع عن لضٌة األسرى‪ ,‬بل وإعبلن‬
‫إضراب عن الطعام تضامنا مع األسرى‪ ,‬وٌمكن أن تبلحظ كافة االتفالٌات التً عمدها ممثلو األسرى مع إدارة السجون‬
‫حول مطالبهم كان وفد نمابة المحامٌن ٌتم استدعاإه لٌشهد على ذلن‪ ,‬ومن الممكن أن هذا األمر ٌؤتً من جهة فحص‬
‫الجوانب المانونٌة فً ذلن من لبل األسرى‪.‬‬
‫شاركت الشخصٌات الهامة فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة فً الفعالٌات التً كانت تمٌمها المإسسات واألهالً للتضامن‬
‫مع األسرى‪ ,‬بل إنهم تزعموا أحٌانا مثل هذه المإتمرات واالجتماعات وكثٌرا ما كانت السلطات تمنعهم من ذلن‪ ,‬بل إنه‬
‫تم إلالة بعضهم من منصبه بسبب مولفه من لضٌة االسرى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الدور الشعبً‬
‫تعد الجماهٌر الفلسطٌنٌة المدد الدابم للثورة الفلسطٌنٌة‪ ,‬كما كانت تعنً الجماهٌر بالنسبة ألي ثورة فً العالم‪ ,‬فهً التً‬
‫تصنع الموالؾ الذي تترجمه طلٌعة الشعب والمتمثل فً لٌادة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة‪ ,‬ولما كانت شرٌحة كبٌرة من‬
‫الشعب الفلسطٌنً لد دخلت السجون اإلسرابٌلٌة فبنفس المنطك شارن جزء كبٌر من هذه الجماهٌر فً التعبٌر عن مولفها‬
‫تجاه األسرى الفلسطٌنٌٌن‪ ,‬وكانت السند الربٌسً ألولات األزمات والشدة التً مر بها األسرى‪ ,‬فلم ٌكن األسرى أنفسهم‬
‫ٌوما ما الواجهة اإلعبلمٌة ألوضاعهم‪ ,‬بل عبرت عنها الجماهٌر الفلسطٌنٌة فً صورة فعالٌات مختلفة بدءا بمماومة‬
‫االحتبلل عندما تؤتً العتمال األب أو األخ أو االبن فً المنزل‪ ,‬مرورا بالجري تجاه ممرات الصلٌب األحمر أو نمابة‬
‫المحامٌن‪ ,‬وتعلم إرسال المذكرات والبرلٌات التً ارتمت مع تطور المضٌة الفلسطٌنٌة إلى إصدار البٌانات والمنشورات‪,‬‬
‫تلن التً كانت إضافة إلى عوامل أخرى تحرض الجماهٌر على اإلضرابات وأعمال مماومة والصدامات مع الموات‬
‫العسكرٌة اإلسرابٌلٌة والتً كان ٌنتج عنها اعتمال آخرٌن وجرحی وشهداء ‪ ,‬هذا ما كان من خبلصة المولؾ حتى ٌسمع‬
‫العالم وٌمارس ضؽوطا على السلطات اإلسرابٌلٌة لبلستجابة لطلبات األسرى أثناء اتخاذهم الخطوات المطلبٌة‬
‫( اإلضرابات‪ /‬التمرد)‪ .‬كان الصلٌب األحمر ملجؤ الناس األول للبحث عن أبنابهم عند اعتمالهم‪ ,‬وكذا تمدم المعتملون‬
‫وذووهم الحتجاجاتهم على أي إشكالٌات ٌواجهونها‪ ,‬ولم ٌكن بد أمام الناس إال االعتصام بممرات الصلٌب فً اإلضرابات‬
‫التً شهدتها السجون ‪ ,‬والصدام مع الموات اإلسرابٌلٌة أمام هذه الممرات وأمام وسابل اإلعبلم‪ .‬وتمدٌم المذكرات‪ ,‬وبطلب‬
‫من أبنابهم داخل السجون‪ ,‬ولد بدأت الصحافة اإلسرابٌلٌة تركزعلى نشاط األهالً وإبراز بداٌة تنسٌك بٌن لٌادة األسرى‬
‫وذوٌهم فً الخارج إضافة إلى تشجٌع بعض المإسسات داخل إسرابٌل لؤلهالً كجمعٌة أنصار السجٌن‪ ,‬كان لؤلجنحة‬
‫الجماهٌرٌة النمابٌة للتنظٌمات الفلسطٌنٌة دور فً تحرٌض األهالً على استؽبلل ممرات الصلٌب األحمر فً التضامن‪,‬‬
‫ولٌس من المعمول االفتراض أن من ٌفتعل الصدامات مع الجٌش أمام ممرات الصلٌب األحمر هم ذوو األسرى من‬
‫المسنٌن والنساء‪ ,‬بل إن الشباب من حركات الشبٌبة واألجنحة الجماهٌرٌة للفصابل الوطنٌة واإلسبلمٌة هم من كان ٌنظم‬
‫هذه الصدامات التً تعطً نتابج إعبل مٌة فورٌة خاصة عندما ٌسمط جرحى‪ .‬استؽل أهالً األسرى كل األماكن المتاحة‬
‫لهم لبلحتجاج فٌها خاصة تلن التً ال ٌستطٌع الجٌش اإلسرابٌلً دخولها إال بصعوبة شدٌدة كممرات الصلٌب األحمر أو‬
‫المساجد والكنابس‪ ,‬كما ٌجب مبلحظة إٌبلء األهالً لئلعبلم أهمٌة بالؽة فً فعالٌتهم‪ ,‬فؽٌر مرة كانوا ٌنظمون االعتصام‬
‫فً المساجد والكنابس‪ ,‬حٌث لدسٌة المكان إضافة إلى الوجود الدابم للسٌاح الذٌن ٌؤتون من مناطك شتى‪ ,‬ولد كان األهالً‬
‫ٌوزعون علٌهم المناشٌر التً توضح لضٌة األسرى‪ ,‬وكثٌرا ما كان العدٌد من هإالء السٌاح ٌتعاطفون مع األهالً‬
‫خاصة أنهم أ هل المكان الذي ٌؤتً إلٌه هإالء الزوار‪ ,‬وٌبدو أنه من هذا المكان نبعت فكرة إحضار األجانب لمساندة‬
‫المضٌة الفلسطٌنٌة‪ ,‬ومن هنا ٌتضح مشاركة هإالء األجانب (السواح) باالحتجاجات واالعتصام أمام لنصلٌات ببلدهم فً‬
‫المدس احتجاجا على أوضاع األسرى الفلسطٌنٌٌن‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬دورالسلطة الفلسطٌنٌة برعاٌة االسرى‬
‫منذ لٌام السلطة الوطنٌة الفلسطٌنٌة تم انشاء وزارة تعنى بشإون االسرى واعادة فتح مإسسة نادي االسٌر الفلسطٌنً‪,‬‬
‫حٌث كان لهم الدور الربٌس فً تؤهٌل ورعاٌة االسرى ببرامج منتظمة‪ ,‬ووضع نظام رواتب لذوي االسرى والذي تطور‬
‫فً العام ‪ 2011‬لتصبح الرواتب توفر حٌاة كرٌمة لذوٌهم بجهود مشتركة من المابد االسٌر مروان البرؼوثً ووزارة‬

‫‪53‬‬
‫شإون االسرى ونادي االسٌر‪ ,‬كما وانشؤت نظام لدمج االسرى المحررٌن بمإسسات السلطة وذلن لحماٌة المحررٌن‬
‫واالسرى بعد الضؽوطات االسرابٌلٌة واالمرٌكٌة لولؾ رواتبهم‪ ,‬ومازالت السلطة مستمرة بدفع رواتب االسرى‬
‫والمحررٌن رؼم الضؽوطات التً وصلت لمرصنة اموال المماصة وفرض العموبات المالٌة‪.‬‬
‫*عملٌات تبادل األسرى‬
‫حرب عام ‪ 1948‬بعد حرب عام ‪ 1948‬أجرت إسرابٌل عملٌات تبادل مع مصر واألردن وسورٌا ولبنان‪ ,‬حٌث كان فً‬
‫أٌدي المصرٌٌن (‪ )156‬جندٌا إسرابٌلٌا‪ ,‬وفً أٌدي األردنٌٌن (‪ )673‬جندٌا‪ ,‬ومع السورٌٌن (‪ )48‬جندٌا‪ ,‬ومع لبنان (‪)8‬‬
‫جنود‪ ,‬أما إسرابٌل فكانت تحتجز (‪ )1098‬مصرٌا‪ )28( ,‬سعودٌا‪ )25( ,‬سودانٌا‪ٌ )24( ,‬منٌا‪ )17( ,‬أردنٌا‪)36( ,‬‬
‫لبنانٌا‪ )57( ,‬سورٌا و(‪ )5021‬فلسطٌنٌا‪ .‬ولد نفذت إسرابٌل عملٌات التبادل مع كل دولة تحتجز إسرابٌلٌٌن على انفراد‪.‬‬
‫عام ‪ 1954‬أسرت الموات المصرٌة عشرة مبلحٌن إسرابٌلٌٌن على متن السفٌنة (بت جالٌم) فً لناة السوٌس‪ ,‬وبعد‬
‫تدخل مجلس األمن أطلك سراح العشرة ‪.1955‬‬
‫عام ‪ 1954‬أسر السورٌون خمسة جنود إسرابٌلٌٌن توجهوا إلى مرتفعات الجوالن فً مهمة خاصة‪ ,‬ولد انتحر أحدهم فً‬
‫سجنه بسورٌا‪ ,‬وأفرجت إسرابٌل فً الممابل عن ‪ 41‬أسٌرة سورٌة‪.‬‬
‫حرب عام ‪ 1956‬أطلك سراح ‪ 5500‬مصري ممابل إفراج مصر عن أربعة جنود إسرابٌلٌٌن أسرتهم فً نفس الحرب‪.‬‬
‫فً ‪ 1963‬جرت عملٌة تبادل بٌن إسرابٌل وسورٌا وتم بموجبها إطبلق سراح ‪ 11‬جندٌا ومدنٌة إسرابٌلٌة ممابل ‪15‬‬
‫أسٌر سوري‪.‬‬
‫حرب عام ‪ 1967‬سمط بؤٌدي الموات العربٌة ‪ 15‬جندٌا إسرابٌلٌة‪ ,‬ممابل ‪ 4338‬جندٌا مصرٌا باإلضافة إلى ‪899‬‬
‫مدنٌا و‪ 533‬جندٌا أردنٌا و‪ 366‬مدنٌا‪ ,‬و‪ 367‬جندٌا سورٌا و‪ 205‬مدنٌٌن سورٌٌن‪.‬‬
‫حرب االستنزاؾ فً ‪ 2‬أبرٌل ‪ , 1968‬جرت عملٌة تبادل مع األردن‪ ,‬حٌث أفرجت إسرابٌل عن ‪ 12‬أسٌرة‪ ,‬بٌنما‬
‫سلمت األردن إلسرابٌل جثة جندي كان لد لتل فً معركة الكرامة‪.‬‬
‫جرت أول عملٌة تبادل بٌن منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة وإسرابٌل وذلن بعد نجاح مماتلٌن فلسطٌنٌٌن من الجبهة الشعبٌة‬
‫لتحرٌر فلسطٌن باختطاؾ طابرة إسرابٌلٌة تابعة لشركة العال‪ ,‬والتً كانت متجهة من روما إلى تل أبٌب وأجبرت على‬
‫التوجه إلى الجزابر وبداخلها أكثر من مابة راكب‪ ,‬وكانت أول طابرة إسرابٌلٌة تختطؾ آنذان‪ ,‬وتم إبرام الصفمة مع دولة‬
‫إسرابٌل من خبلل الصلٌب األحمر الدولً وأفرج عن الركاب ممابل ‪ 37‬أسٌر فلسطٌنً من ذوي األحكام العالٌة من‬
‫ضمنهم أسرى فلسطٌنٌٌن كانوا لد أسروا لبل العام ‪1967‬م‪.‬‬
‫فً نهاٌة ‪ 1969‬خطفت مجموعة من الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن بمٌادة لٌلى خالد طابرة العال اإلسرابٌلٌة وكان‬
‫مطالب الخاطفٌن اإلفراج عن األسرى فً سجون إسرابٌل وحطت الطابرة فً برٌطانٌا ولتل خبللها أحد أفراد المجموعة‬
‫الخاطفة وٌدعى باترٌن اور ؼوٌللو بٌنما تم اعتمال لٌلى خالد‪ ,‬وبعدها تم اختطاؾ طابرة برٌطانٌة من لبل مجموعة تتبع‬
‫لنفس التنظٌم وأجرٌت عملٌة تبادل أطلك بموجبها سراح لٌلى خالد‪.‬‬
‫فً بداٌة عام ‪ 1970‬ولع بؤٌدي المصرٌٌن ‪ 12‬جندٌا إسرابٌلٌة وولع ثبلثة آخرون بؤٌدي السورٌٌن‪ ,‬وفً ‪ 16‬أؼسطس‬
‫‪ 1970‬أرجعت مصر إلسرابٌل طٌارا مصابا‪ ,‬وفً ‪ 29‬مارس ‪ 1971‬أفرجت مصر عن جندي آخر ممابل اإلفراج عن‬
‫عدد محدود جدا من الجنود والمدنٌٌن المصرٌٌن‪.‬‬
‫بتارٌخ ‪ٌ 28‬ناٌر ‪ 1971‬جرت عملٌة تبادل أسٌر ممابل أسٌر ما بٌن حكومة إسرابٌل وحركة فتح إحدى فصابل منظمة‬
‫التحرٌر الفلسطٌنٌة‪ ,‬وأطلك بموجبها سراح األسٌر (محمود بكر حجازي) ممابل إطبلق سراح الجندي اإلسرابٌلً (والذي‬
‫اختطفته حركة فتح فً أواخر العام ‪1969‬م‪.‬‬
‫وفً أوابل مارس ‪ 1973‬م جرت عملٌة تبادل مع سورٌا‪ ,‬حٌث أفرجت إسرابٌل عن ستة ضباط سورٌٌن كانت لد‬
‫اختطفتهم من جنوب لبنان خبلل مهمة استطبلع عسكرٌة‪ ,‬ممابل إطبلق سراح أربعة طٌارٌن إسرابٌلٌٌن كانوا بحوزة‬
‫السورٌٌن‪.‬‬
‫فً ‪ٌ 3‬ونٌو ‪ 1973‬أفرجت سورٌا عن ثبلثة طٌارٌن ‪ ,‬وأفرجت إسرابٌل ممابلهم عن (‪ )46‬أسٌرة‬
‫وفً حرب عام ‪ ,1973‬ولع بؤٌدي المصرٌٌن ‪ 242‬جندي إسرابٌلً‪ ,‬ومع سورٌا ‪ 68‬جندٌا‪ ,‬ومع لبنان ‪ 4‬جنود‪ ,‬بٌنما‬
‫ولع فً أٌدي إسرابٌل ‪ 8372‬جندٌا مصرٌا ‪ ,‬و‪ 392‬سورٌا‪ ,‬و‪ 6‬من المؽرب‪ ,‬و ‪ 13‬عرالً‪ ,‬ولد تمت الصفمة مع‬
‫مصر حٌث أطلمت مصر سراح ‪ 242‬جندي وضابطة إسرابٌلٌة‪ ,‬ممابل أن أطلمت إسرابٌل سراح ما تحتجز لدٌها من‬

‫‪54‬‬
‫جنود وضباط مصرٌٌن‪ .‬ومع سورٌا تمت صفمة التبادل أفرجت إسرابٌل عن ‪ 392‬سورٌة وستة مؽاربة و عشرة‬
‫عرالٌٌن ممابل إطبلق سراح سورٌا ‪ 58‬أسٌرا إسرابٌلٌا‪.‬‬
‫وفً مارس ‪ 1974‬أفرجت إسرابٌل عن ‪ 65‬أسٌرا مصرٌا وفلسطٌنٌا ممابل إطبلق سراح جاسوسٌن إسرابٌلٌٌن فً‬
‫مصر‪.‬‬
‫وفً ‪ 4‬أبرٌل ‪ 1975‬أرجعت مصر إلسرابٌل جثث ورفات ‪ 39‬جندٌا‪ ,‬وأفرجت إسرابٌل بالممابل عن ‪ 92‬أسٌرا من‬
‫سجونها‪.‬‬
‫‪ 1979‬جرت عملٌة تبادل اللٌطانً أو كما سمٌت (عملٌة النورس) بٌن إسرابٌل ومنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة‪ ,‬حٌث‬
‫أطلمت الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن ‪ -‬المٌادة العامة سراح جندي إسرابٌلً كانت لد أسرته فً عملٌة اللٌطانً ‪,‬‬
‫وأفرجت إسرابٌل بالممابل عن ‪ 76‬معتمبل من كافة فصابل الثورة الفلسطٌنٌة وكانوا فً سجونها‪.‬‬
‫‪ 1980‬أطلمت حكومة إسرابٌل سراح مهدي بسٌسو وولٌام نصار‪ ,‬ممابل إطبلق سراح مواطنة عملت جاسوسة لصالح‬
‫إسرابٌل كانت محتجزة لدى حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً – فتح‪.‬‬
‫‪1983‬م عملٌة تبادل جدٌدة ما بٌن حكومة إسرابٌل وحركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً – فتح‪ ,‬وفً تلن العملٌة أطلمت‬
‫إسرابٌل سراح جمٌع أسرى معتمل أنصار فً الجنوب اللبنانً وعددهم (‪ )4700‬أسٌر فلسطٌنً ولبنانً‪ ,‬و(‪ )65‬أسٌرا‬
‫من السجون اإلسرابٌلٌة ممابل إطبلق سراح ستة جنود إسرابٌلٌٌن‬
‫‪ 1984‬ا عادت إسرابٌل ثبلثة جنود من جنودها وخمس جثث لجنود آخرٌن كانوا لد أسروا من لبل سورٌا‪ ,‬ممابل اإلفراج‬
‫عن (‪ )291‬جندي سوري و(‪ )85‬أسٌر لبنانً من المماومة الوطنٌة اللبنانٌة و ‪ 13‬أسٌر عربً سوري من الجوالن‬
‫السوري ورفات ‪ 74‬جندي آخر‪.‬‬
‫‪1985‬م أجرت إسرابٌل عملٌة تبادل مع الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن ‪ -‬المٌادة العامة‪ ,‬وأطلمت إسرابٌل بموجبها‬
‫سراح ‪ 1155‬أسٌرا كانوا محتجزٌن فً سجونها المختلفة ممابل ثبلثة جنود كانوا بمبضة الجبهة الشعبٌة‪.‬‬
‫‪1985‬م أفرجت إسرابٌل عن ‪ 1132‬لبنانٌا معتملٌن فً سجن عتلٌت‪ ,‬وذلن ممابل إطبلق سراح ‪ 39‬رهٌنة أمرٌكٌة‬
‫كانوا محتجزٌن على متن طابرة بوٌنػ أمرٌكٌة تابعة لشركة (تً دبلٌو إي) احتجزتهم منظمة أطلمت على نفسها الجهاد‬
‫اإلسبلمً‪.‬‬
‫‪ 1991‬شهد تبادل بٌن حزب هللا وإسرابٌل‪ ,‬وأفرجت إسرابٌل بموجبها عن ‪ 25‬اسٌرا و ‪ 51‬أسٌرة من معتمل الخٌام‬
‫ممابل استعادتها لجثة جندي إسرابٌلً كانت محتجزة لدى حزب هللا‪.‬‬
‫‪ 1991‬استلمت إسرابٌل جثة جندي درزي‪ ,‬والذي كانت تحتجزها الجبهة الدٌممراطٌة لتحرٌر فلسطٌن منذ العام ‪,1983‬‬
‫فً ممابل سماح إسرابٌل على عودة أحد مبعدي الجبهة وهو (النمابً علً عبد هللا ‪ /‬أبو هبلل) من أبو دٌس والذي أبعدته‬
‫إسرابٌل فً العام ‪.1986‬‬
‫‪ 1991‬م أفرجت حركة الجهاد اإلسبلمً الفلسطٌنٌة عن أستاذ الرٌاضٌات فً الجامعة األمرٌكٌة فً بٌروت (جٌسی‬
‫تٌرتر)‪ ,‬فً ممابل إطبلق إسرابٌل سراح ‪ 15‬معتمبل لبنانٌا بٌنهم ‪ 14‬من سجن الخٌام‪.‬‬
‫‪ 1996‬م‪ ,‬أرجع حزب هللا إلسرابٌل رفات جندٌٌن ‪ ,‬وافرجت إسرابٌل فً الممابل عن رفات ‪ 132‬لبنانٌا استشهدوا فً‬
‫اشتباكات مع الموات اإلسرابٌلٌة ‪ ,‬كما أطلك حزب هللا سراح ‪ 17‬جندٌا من جٌش لبنان الجنوبً‪ ,‬وأطلك األخٌر سراح‬
‫‪ 45‬معتمبل من منظمة حزب هللا من معتمل الخٌام‪.,‬‬
‫فً العام ‪ 1997‬جرت اتفالٌة تبادل ما بٌن حكومة إسرابٌل وما بٌن الحكومة األردنٌة وأطلمت بموجبها الحكومة األردنٌة‬
‫سراح عمبلء الموساد اإلسرابٌلً الذٌن اعتملتهم لوات األمن األردنٌة بعد محاولتهم الفاشلة فً اؼتٌال (خالد مشعل)‬
‫ربٌس المكتب السٌاسً لحركة حماس‪ ,‬فٌما أطلمت حكومة إسرابٌل سراح الشٌخ أحمد ٌاسٌن مإسس حركة حماس‪.‬‬
‫‪ 1998‬م لامت السلطات اإلسرابٌلٌة بإعادة ‪ 40‬جثة لشهداء لبنانٌٌن وإطبلق سراح ‪ 60‬معتمبل لبنانٌا‪ ,‬ولد تم إخراج‬
‫جثث ‪ 38‬مماتبل من الممابر وجثتٌن من مشرحة أبو كبٌر ‪ ,‬وبالممابل سلم حزب هللا رفات جندي من الكوماندوز‬
‫االسرابٌلً‪.‬‬
‫فً العام ‪ 2003‬أفرجت إسرابٌل عن رفات عنصرٌن من حزب هللا ‪ ,‬ممابل السماح للوسٌط األلمانً بزٌارة عمٌد‬
‫اسرابٌلً محتجز لدى منظمة حزب هللا اللبنانٌة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ 2004‬صفمة تبادل جدٌدة ما بٌن حزب هللا وحكومة إسرابٌل ‪ ,‬أفرجت إسرابٌل بموجبها عن ‪ 30‬أسٌر عربً وهم ‪24‬‬
‫لبنانً‪ ,‬و ‪ 6‬أسرى عرب واسٌر المانً‪ ,‬كما أعادت جثث تسعة وخمسٌن مواطنا لبنانٌا‪ ,‬والكشؾ عن مصٌر أربعة‬
‫وعشرٌن مفمودا لبنانٌا وتسلٌم خرابط األلؽام فً جنوب لبنان و ؼرب البماع‪ .‬أفرج بموجبها عن ‪ 431‬فلسطٌنٌا شارفت‬
‫محكومٌاتهم على االنتهاء‪ .‬وبالممابل أفرج حزب هللا عن لابد فً الجٌش اإلسرابٌلً ورفات ‪ 3‬جنود إسرابٌلٌٌن كانوا لد‬
‫لتلوا فً أكتوبر عام ‪ 2000‬م‪.‬‬
‫‪ 2004‬أفرجت الحكومة المصرٌة عن الجاسوس اإلسرابٌلً (عزام عزام) وبالممابل أفرجت الحكومة اإلسرابٌلٌة عن (‪6‬‬
‫طبلب مصرٌٌن كانوا معتملٌن لدٌها‪.‬‬
‫‪ , 2008‬أطلمت إسرابٌل سراح األسٌر (نسٌم نسر) وتعٌده إلى لبنان بعد أن أمضى فً السجن ستة سنوات ‪ ,‬وبالممابل‬
‫حزب هللا اللبنان ً أعاد إلسرابٌل أشبلء لجثث تعود ألربعة جنود إسرابٌلٌٌن لتلوا خبلل حرب لبنان ‪. 2006‬‬
‫‪ ,2008‬أعاد حزب هللا رفاة جندٌٌن إسرابٌلٌٌن إلى إسرابٌل وسلمها تمرٌرا حول الطٌار المفمود (رون اراد)‪ ,‬ممابل‬
‫أطبلق إسرابٌل لسراح (سمٌر المنطار) و(‪ )4‬أخرٌن من مماتلً حزب هللا‪ ,‬وتسلٌم لبنان عشرات الجثث والرفات لمماتلٌن‬
‫فلسطنٌٌن وعرب‪ ,‬منهم (‪ )8‬جثث لرجال حزب هللا سمطوا خبلل حرب تموز عام ‪2006‬م‪ ,‬وتسلٌمها أٌضا لتمرٌر به‬
‫معلومات تتعلك بالدبلوماسٌٌن اإلٌرانٌٌن االربعة المفمودٌن‪.‬‬
‫صفمة تبادل األسرى بٌن حماس وإسرابٌل عام ‪ 2011‬عرفت باسم صفمة شالٌط تمت بتارٌخ ‪ 11‬أكتوبر ‪2011‬‬
‫بوساطة مصرٌة و لد افرج عن ‪ 1000‬أسٌر و ‪ 50‬أسٌرة من السجون اإلسرابٌلٌة ممابل الجندي اإلسرابٌلً المحتجز‬
‫لدى حماس جلعاد شالٌط و نفذت عن مرحلتٌن المرحلة االولً ٌتم فٌها اإلفراج عن ‪ 477‬أسٌرا وأسٌرة بالتزامن مع‬
‫إطبلق شالٌط وتسلٌمه للسلطات المصرٌة ومن ثم إلسرابٌل والمرحلة الثانٌة تمت بعد نحو شهرٌن من تنفٌذ المرحلة‬
‫األولى وستفرج إسرابٌل بموجبها عن ‪ 550‬أسٌرا آخرٌن‪.‬‬
‫اإلفراجات السٌاسٌة شملت ‪ 13375‬معتمبل منذ اتفالٌة أوسلو عام ‪ 1993‬وحتى الٌوم منهم ‪ 2125‬معتمبل‪ ,‬أطلك‬
‫سراحهم منذ اندالع انتفاضة األلصى‪.‬‬

‫‪56‬‬

You might also like