Professional Documents
Culture Documents
كتاب الحركة الاسيرة تعديل 2022
كتاب الحركة الاسيرة تعديل 2022
أوال :البداٌات:
ال ٌعرؾ الزمان ولم ٌسجل التارٌخ فً سفره ,ولم تشهد المعتمبلت والسجون بطولها وعرضها ,حركة كالحركة الوطنٌة
الفلسطٌنٌة األسٌرة ,التً استطاعت أن تصنع نبراس البطولة والتضحٌة ,وتسطر تارٌخ رابعا ومشرلا و ممٌزا ,كتبت
حروفه بالدم والمعاناة ,بالصمود واإلرادة الفوالذٌة ,تارٌخا ٌتواصل عطاء ,وٌزداد إشرالا مع فجر كل ٌوم جدٌد...
تارٌخ حافبل بالمفاخر الوطنٌة ,وٌحوي الكثٌر من المعانً البلمعة والمدلوالت التً تنبض بإرادة الخبلص ...تارٌخ
كتبت حروفه بالدماء ,بالعرق والمعانا ة ,باألمعاء الخاوٌة (اإلضرابات عن الطعام) ,بالصبر واإلرادة ,تارٌخا ٌضًء
عمودا من الزمن ,لٌبمى محط اعتزاز لمن كتبوه وصاؼوه ...لمن ساهموا فً صنعه وساندوه ,لمن وزعوا نشراته ,ولمن
أنجبوا أبطاله ...إنه تارٌخنا ,تارٌخ الثورة وإرادة الخبلص ,تارٌخ لرابة الملٌون ثابر ,سطروا تارٌخ الثورة الفلسطٌنٌة
المعاصرة ,جنوده كل الشعب الفلسطٌنً؛ لهذا سٌبمى محفورا بالذاكرة ,تتنالله األجٌال بكل فخر ,لٌصوغ إكلٌل الرفعة
والمداسة على جبٌن كل من اعتمل وعانى عذابات لٌد السجان ,سٌبمى عودة من تجارب وذكرٌات مرٌرة ومفاخر تدوي
بذاكرة ذوى األ سرى وأحبابهم وأصدلابهم ...من حمنا أن نفخر بهذا التارٌخ ,ومن واجبنا أن نسعى لتوثٌمه لٌبمى منارة
لؤلجٌال المادمة ,بكل جزٌباته وصوره المختلفة ...فمن الواجب علٌنا أن نوثك التارٌخ الرابع والمشرق من شهداء
وبطوالت وتضحٌات ,ومن الجانب اآلخرٌ ,جب علٌنا أن نوثك االنتهاكات الصهٌونٌة لحموق اإلنسان الفلسطٌنً األسٌر,
وما تعرض وٌتعرض له من ممارسات ال إنسانٌة ,ومعاملة وحشٌة لاسٌة ,فالت فً ال إنسانٌتها و وحشٌتها ما ال ٌتخٌله
وٌتصوره العمل البشري.
وخبلل انتفاضة األلصى تعرض شعبنا لحمبلت اعتمال واسعة ,بؤسالٌب أكثر همجٌة ووحشٌة ,فالت فً وحشٌتها تلن
التً اعتاد االحتبلل على ممارستها ,وأعٌد افتتاح العدٌد من المعتمبلت؛ الستٌعاب تلن األعداد الهابلة ,كما وتعرض
أسرانا ومعتملونا فً كافة السجون والمعتمبلت الصهٌونٌة إلى أبشع األسالٌب البلإنسانٌة والتً فالت كل المراحل السابمة
من عمر االح تبلل ,وتجاوزت أدنً وأبسط المٌم واألعراؾ اإلنسانٌة فً العالمٌ ,شهد علٌها ما تنمله وسابل اإلعبلم
المربٌة والممروءة ,من أخبار وأحادٌث تمشعر لها األبدان .شكلت الحركة الوطنٌة األسٌرة تجربة رابدة ومسٌرة حافلة فً
العطاء على مدار سنً الصراع مع العدو الصهٌونً ,هذه التجربة التً ضاهت فً مستوى أدابها وبرامجها ,عدة مدارس
فكرٌة متعددة ,رؼم لسوة الحٌاة االعتمالٌة ,ووحشٌة السجان ,إال أن صدق االنتماء وتطور التجربة ,حول المعتمبلت إلى
لبلع ثورٌة تخرج منها آالؾ الكوادر الحزبٌة المنظمة التً استطاعت أن ترسم ساحتنا الفلسطٌنٌة ,تلن الطالات الخبللة
التً عكست تجربتها النوعٌة فً المضمون واألداء ,وفً مجاالت كثٌرة فً ساحة العمل األوسع ,ووسط الجماهٌر فً
المٌدان .تمٌزت الحركة األسٌرة فً السنوات األولى النطبللة الثورة الفلسطٌنٌة المعاصرة ,بالتركٌز على البعد التوعوي
1
والتربوي؛ األمر الذي أسهم فً صمل الطالات وتهذٌبها ,بشكل أتاح الفرصة لبناء الكادر المادر على المٌادة وتحمل
المسإولٌات ,فً ظل ظروؾ اعتمالٌة لاسٌة ,كان طابعها العام المواجهة الدابمة والمستمرة مع إدارة السجون ,وهذا
بطبٌعة الحال كان له استحمالات سددها أسرانا األبطال بالمعاناة والتحدي ألبشع لوة احتبللٌة ,حتى أرسوا دعابم وأسس
الحركة الفلسطٌنٌة األسٌرة ,فً ظل ؼٌاب اإلعبلم المادر على رفع صوت الحركة األسٌرة فً وجه الؽطرسة الصهٌونٌة.
2
المستمرة والمباشرة مع االحتبلل .ولما بزغ فجر االنتفاضة األولى ,تمدمها أبناء الحركة األسٌرة من مختلؾ التنظٌمات,
وظهرت الحنكة فً األداء ,فؤظهرت المٌادة انضباطٌة عالٌة تجاوزت كل اشكالٌات الحركة الوطنٌة ,بعٌدة عن
الحساسٌات البلمسإولة ,وفً كافة الموالع .إن الحدٌث عن الحركة األسٌرةٌ ,دفع دابما باتجاه ربط مسٌرة هذه الحركة,
سواء فً زمن المواجهة المفتوحة مع االحتبلل ,أو فً زمن تراجع بعض الموى عن المواجهة ألن الحركة األسٌرة حتى
فً ظل ما ٌسمى بالسبلم ,اشتد عودها وتعممت تجاربها؛ ألن حالة الممع االحتبللً لشرابح عدة فً مجتمعنا بمٌت
مستمرة ,وإن أخذت أشكاال متعددة ,وهذا ما كنا نلمسه فعبل ,حٌث استمر زج المناضلٌن فً المعتمبلت ,واستمرت
عملٌات الممع تمارس ضد أبناء شعبنا عامة وأبناء الحركة األسٌرة خاصة؛ األمر الذي حتم على المنظمات والمإسسات
الحمولٌة خاصة أن ترعى شإون األسرى ,وأن تبمى فً حالة اتصال وتواصل معهم بؽض النظر عن الظرؾ السٌاسً
الم عاش ,وعن إفرازاته المتعددة .وٌرى المهتمون بتؤرٌخ ومتابعة الحركة االعتمالٌة األسٌرة الفلسطٌنٌة أنها لد مرت فٌما
بعد االحتبلل الحزٌرانً للضفة وؼزة والمدس عام 1967بخمسة فترات لكل منها سماتها البارزة وذلن على النحو
التالً:
الفترة األولى :تمتد ما بٌن عامً (7691و )7617
فترة التخبط والمخاض وهً مرحلة لاسٌة جدا وصعبة أٌضا وتمٌزت بملة التجربة حٌث لم ٌكن هنان موروث نضالً
وتجربة ٌعتمدها األسرى ,كما كانت تلن الفترة هً األصعب من ناحٌة ظروؾ االعتمال حٌث كان ٌتم احتجاز األسرى
فً ظروؾ صعبة وال إنسانٌة تشمل اإلهانات والضرب ومحاوالت اإلذالل ,محاولٌن بذلن كسر روح المماتل فً نفس
المماوم الفلسطٌنً ,لمد كان ممنوعا على األسرى الفلسطٌنٌٌن الحصول على األوراق أو األلبلم أو الكتب ,فكانوا
ٌستخدمون أوراق السجابر لٌتراسلو فٌما بٌنهم بواسطتها وٌنظموا أمورهم .ورؼم ذلن واجهت الحركة األسٌرة صعوبات
فً تنظٌم نفسها فً هذه الفترة ,حٌث كان األسرى ٌمسمون أنفسهم على أسس جؽرافٌة ,أو بحسب االنتماء لمجموعة
عسكرٌة بعٌنها ,إال أن ذلن لم ٌحول دون تنظٌم أنفسهم فً نهاٌة هذه الفترة .ولد لامت الحركة األسٌرة بإضرابها األول
فً سجن «كفار ٌونا» ,فً نهاٌة الستٌنٌات ,ثم إضراب آخر فً بداٌة السبعٌنٌات ,فً سجن عسمبلن ,سمط فٌه األسٌر
عبد المادر أبو الفحم شهٌدا ,وانتهت هذه الفترة بؤول عملٌة تبادل لؤلسرى حٌث تحرر فٌها األسٌر األول للثورة
الفلسطٌنٌة المعاصرة محمود بكر حجازي.
الفتر الثانٌة :التً امتدت بٌن عامً (7617و )7691
فترة التكوٌن وتثبٌت المواعد واألسس ووضع اللوابح الداخلٌة التً تحكم عبللة األسرى بعضهم ببعض وعبللة التنظٌمات
بعضها ببعض وعبللة الحركة األسٌرة مع ادارة مصلحة السجون االحتبللٌة , ,باإلضافة إلى تنظٌم الحركة لنفسها ,فً
أطر تنظٌمٌة تابعة لمنظمة التحرٌر والفصابل الفلسطٌنٌة ,كما شكلت الحركة األسٌرة اللجنة الوطنٌة كهٌبة علٌا لؤلسرى
داخل السجون ,وفرضت على إدارة السجن االعتراؾ بها والتعامل معها.
كما وشهدت هذه الفترة عدة عملٌات تبادل لؤلسرى فً ظل الحالة الثورٌة التً كانت تعٌشها المضٌة الفلسطٌنٌة ,وتمكن
األسرى من خبلل نضالهم فً تحمٌك عدد من المكاسب ,حٌث انتزعت الحركة األسٌرة عددا من الحموق وتم تحسٌن
ظروؾ الحٌاة داخل المعتمل مثل توفٌر الكتب والصحؾ وأدوات الكتابة ,وتحسٌن كمٌة ونوعٌة الطعام.
الفترة الثالثة :والممتدة بٌن عامً (7691و )7661
فترة الحالة المثالٌة للحركة األسٌرة حٌث تمكن األسرى فٌها من تطوٌر أنفسهم وحولوا السجون بشكل فعلً إلى مدارس
ثورٌة خرجت المبات من المناضلٌن المصمولٌن ثورٌا إلى درجة أن مخابرات االحتبلل عزت نشوب االنتفاضة األولى
إلى الكادر النضالً الذي خرجته الحركة الوطنٌة األسٌرة وهو تمدٌر له وجاهة ,وحتى بداٌة عام 1988شملت الحركة
الوطنٌة األسٌرة فصابل منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة فمط وبعد ذلن بدأ ٌتزاٌد تواجد حماس والجهاد اإلسبلمً فً السجون,
تزامنت هذه الفترة مع احداث مهمة فً تارٌخ المضٌة الفلسطٌنٌة المت بظبللها على الحركة األسٌرة مثل اجتٌاح لبنان عام
1982واندالع االنتفاضة االولى عام 1987وتدفك االؾ من األسرى إلى السجون االحتبللٌة ,وشملت هذه الفترة أٌضا ً
عدة عملٌات لتبادل األسرى مثل تبادل عام 1983وتبادل عام ,1985ومن أهم محطات هذه المرحلة كانت اإلضرابات
المتتالٌة عن الطعام وأهمها اضراب سنة 1992والذي تمٌز بؤنه اإلضراب األول الذي تتوحد السجون فٌه بإضراب
مشترن مع اختٌار التولٌت السٌاسً المناسب وهو تولٌت صادؾ عودة شامٌر من مإتمر مدرٌد وانتظاره لدخول
االنتخابات الصهٌونٌة مع ضؽط االمبرٌالً علٌه لٌخفؾ من شدة استهدافه ,ولد نجح هذا اإلضراب فً تحمٌك العدٌد من
االنجازات والحموق لؤلسرى داخل السجون.
3
الفترة الرابعة( :من 7661إلى )0111
فترة االنتكاس والترهل التنظٌمً و لد تمٌزت بالتؤثر سلبا من اتفالٌات أوسلو ,وضؽطت ظروؾ هذه المرحلة على
الحركة األسٌرة ,وبدال من أن تكون أهم اشتراطات مولعً أوسلو هو إطبلق كافة األسرى وتحرٌرهم ,اكتفت االتفالٌات
بوضع الحركة األسٌرة تحت رحمة ما ٌتبع ذلن من مفاوضات دعٌت باسم مفاوضات الحل النهابً بما فٌها المدس
ووضع االستٌطان وحك العودة وؼٌرها ,على الرؼم من تحرر االؾ األسرى تحت مسمى مبادرات حسن النٌة ,وفً هذه
المرحلة ضعفت التنظٌمات داخل السجون وترهلت بنٌتها التنظٌمٌة وسادت بٌن األسرى حالة الترلب وانتظار التحرر
وؼلب لدٌهم الهم الشخصً والفردي على ح ساب الهم العام ,األمر الذي انعكس سلبا على كل جوانب الحٌاة فً معظم
الشواهد والموالع.
الفترة الخامسة( :من 0111إلى )...
ما بعد االنتفاضة الفلسطٌنٌة الثانٌة ,بدأ عدد األسرى فً التزاٌد مرة أخرى داخل السجون اإلسرابٌلٌة وتحدٌدا ً بعد
اجتٌاحات المدن الفلسطٌنٌة ,حٌث اعتملت لوات االحتبلل اآلالؾ ورؼم أن إدارة السجون الصهٌونٌة حاولت أن تستؽل
حالة االنمسام فً الخارج وتعكسه على صفوؾ الحركة األسٌرة واتبعت سٌاسة الفصل المناطمً ولامت بفصل أسرى
ؼزة عن بالً األسرى وفصل أسرى حماس عن أسرى فتح إال أن الحركة األسٌرة حاولت مماومة هذه السٌاسة فهً التً
لامت بإنتاج وثٌمة اللماء والمصالحة الوطنٌة ولدمتها للحركة الوطنٌة مخرجا من حالة االستمطاب الناتجة عن النزاع من
حول سلطة ألٌمت تحت االحتبلل ,ولد نکلت ادارة السجون الصهٌونٌة باألسرى وسحبت العدٌد من اإلنجازات التً تم
تحمٌمها فً اإلضرابات السابمة فخاض األسرى عدة اضرابات خبلل هذه الفترة اضراب 2004واضراب 2011
واضراب 2012واضراب الكرامة فً 2017السترداد االنجازات والحموق التً تم سحبها وشهدت هذه الفترة تصعٌد
ما سمً بسٌاسة اإلهمال الطبً الذي أدى إلى استشهاد عدد كبٌر من األسرى المرضى .كما وشهدت هذه الفترة افراجات
وصفمات لتبادل األسرى مثل صفمة تبادل حزب هللا وصفمة شالٌط.
4
الحً والمرٌة والمخٌم والمدٌنة برمتها أحٌانا ,وكان الهدؾ هو تجفٌؾ بحر المماومة وهً الجماهٌر الشعبٌة ,وبدون شن
فإن االعتمال ٌحرم فصابل المماومة والحركة الوطنٌة من العناصر الفاعلة وصاحبة الخبرة والتجربة ,كون المناضلون
والمماتلون ٌشكلون العمود الفمري لمماومة االحتبلل ,وٌشكل االعتمال خسارة فادحة للحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة عوضا
عن كونه جرٌمة ٌرتكبها االحتبلل .
ثانٌا :الحصول على المعلومات ٌشكل أحد أهداؾ االعتمال ,حٌث ٌشكل المعتملون مصدرا ربٌسا للمعلومات التً ٌحصل
علٌها االحتبلل وٌوظفها فً لمعه وضربه للمماومة ,حٌث ٌخضع المعتملون للتحمٌك بشتى أنواعه وأشكاله ,وٌدلً البعض
منهم بمعلومات تإدي إلى كشؾ رفاله وإخوانه فً الخلٌة أو المجموعة ,ما ٌإدي إلى مزٌد من االعتماالت ,وكشؾ
المزٌد من المعلومات كما ٌكشؾ عن مخابا األسلحة والذخٌرة ,وٌسلمها أحٌانا .كما ٌكشؾ عن خطط لعملٌات وطرق
وأسالٌب عمل جدٌدة ,ال تعرفها سلطات االحتبلل ,وٌمدم معلومات تشكل كنزا للمخابرات اإلسرابٌلٌةٌ ,ساعدها بشكل
ربٌسً على مواصلة عملٌات الممع والتصفٌة ,وتوجٌه الضربات ,وإحكام السٌطرة على الشعب الفلسطٌنً.
ثالثا :بث حالة الٌؤس واإلحباط من خبلل االعتمال ,ألن اعتمال معظم المماومٌن والمناضلٌن ٌنشر حالة من عدم الثمة
والٌاس بٌن المناضلٌن ,وٌشعرهم بالرعب من مدى لوة االحتبل ل ومخابراته ,وبان أي عمل نهاٌته أن ٌكشؾ من لبل
سلطات االحتبلل ,وأن ٌعتمل صاحبه ,ما ٌدفع البعض ,للتردد فً االلتحاق بالعمل الوطنً وممارسة المماومة.
رابعا :االنتمام من المناضلٌن ومعالبتهم باالعتمال والسجن ,أي أن االعتمال ٌهدؾ فً أحد جوانبه إلى معالبة المناضل,
واالنتمام منه بالزج به فً السجن ,بما ٌحمله هذا من حرمان من الحرٌة والحٌاة الطبٌعٌة ,وٌمطع حٌاته ومسٌرته فً
العمل والتعلٌم .والهدؾ من االنتمام هو ردع وت رهٌب المواطنٌن من العمل الوطنً والعمل المماوم ,باعتبار أن من ٌماوم
االحتبلل ٌتعرض للسجن واإلذالل والمهر والحرمان.
خامسا :حماٌة وتجنٌد العمبلء ,إن االحتبلل ٌستخدم االعتمال أحٌانا للتؽطٌة على أحد عمبلبه فً إحدى المجموعات أو
الخبلٌا ,حٌث ٌتم اعتماله ,حتى ال ٌ كون معرضة للكشؾ واالشتباه به من إخوانه ورفاله ,وٌشكل االعتمال حماٌة له
"وتلمٌع" لصورته ,لٌكسب مزٌدا من الثمة والخبرة .كما أن االعتمال وظروؾ التحمٌك التً ٌتعرض لها المعتمل تإدي
أحٌانا إلى ضعؾ بعض النفوس ,وإلى حالة من اإلحباط والٌؤس ,ما ٌدفع المخابرات االبتزاز المعتمل وتجنٌده ,ممابل
تمصٌر فترة الحكم ,أو بعض اإلؼراءات الشكلٌة والكاذبة فً الؽالب .كما أن تجنٌد بعض المعتملٌن ٌهدؾ أحٌانا إلى كسر
إرادتهم وإذاللهم ,ولٌس فمط االستفادة من دورهم ومعلوماتهم.
سادسا :االعتمال لؽرض التبادل ,ومنذ إلامتها لررت إسرابٌل إلامة وحدة خاصة لادها لفترة من الزمن أربٌل شارون,
هدفها خطؾ واعتمال المواطنٌن أو جنود عرب ,بهدؾ استخدامهم مخزون للتبادل ,فً حال ولوع جنود إسرابٌلٌٌن فً
األسر .وبعد انطبلق الثورة الفلسطٌنٌة ومماومة االحتبلل ,واظبت إسرابٌل على عملٌات االعتمال والخطؾ ,بؽرض
الحفاظ على مخزون ٌكفً لمبادلة األسري اإلسرابٌلٌٌن .وبالمناسبة فهذه استراتٌجٌة تحافظ على استمرارها دولة إسرابٌل
منذ لٌامها.
5
وبالرؼم من ذلن ,كان عدد المعتملٌن كبٌرا جدا ,ولم تكن السجون حٌنها تستوعب عدد أكبر من المعتملٌن ,هذا ما دفع
سلطات االحتبلل إلى فتح المزٌد من معسكرات االعتمال .وهنا نإكد أن العدد الكبٌر من المشاركٌن فً النشاطات
الجماهٌرٌة ال ٌسمح للعدو من اعتمالهم جمٌعا ,فبل ٌستطٌع العدو اعتمال كل المشاركٌن فً مسٌرة أو مظاهرة أو اعتصام
أو ؼٌره.
وتجدر االشارة إلى أن المشاركة الجماهٌرٌة الواسعة فً أعمال المماومة والنضال ,لد ساهم بتشوٌش أجهزة العدو,
وخاصة فً مراكز التحمٌك والمحاكم والسجون ,حٌث أصبح عدد المعتملٌن الكبٌر بحاجة إلى طوالم كبٌرة جدا ,وهذا ما
خلك ارتباكا كبٌرا فً أوساط االجهزة االمنٌة اإلسرابٌلٌة المختلفة ,ولد ظهر ذلن فً تحوٌل عدد كبٌر من المعتملٌن أثناء
الهبات الجماهٌرٌة إلى االعتمال اإلداري ,حٌث ال ٌمكن أن تموم أجهزة المخابرات بالتحمٌك مع الكل ,وتمدٌمهم للمحاكمة.
وكما أدت هذه المشاركة الجماهٌرٌة الواسعة إلى ضرب استراتٌجٌة مهمة لدى العدو والتً تمول :إن كل فلسطٌنً
ٌمارس أي عمل نضالً بؽض النظر عن مستواه ,مرشح أن ٌكون "مخربا" كبٌرا فً المستمبل ,ولذا ٌجب اعتماله أو
مرالبته ,وبهذا العدد الكبٌر من المشاركٌن لم ٌتمكن العدو من تنفٌذ هذه السٌاسة.
.0الفزعة وردود الفعل
ممارسات االحتبلل المختلفة والمستفزة ,والتً ال تنتهً ,ترافك فً أحٌان كثٌرة معها ردود فعل فلسطٌنٌة ,وكانت ردود
الفعل هذ ه تكون على شكل هبات جماهٌرٌة مسموفة بزمن محدودٌ ,صل إلى عدة أٌام أو أسابٌع ,وهنان أمثلة ,منها
مجزرة الحرم اإلبراهٌمً ,هبة النفك عام ,1996هبة األسرى عام ,2000وكان ٌترافك مع هذه األحداث والهبات
عفوٌة كبٌرة فً العمل ,كان لها أثارها على النضال الوطنً الفلسطٌنً .ومن هذه اآلثار ,اصطٌاد المناضلٌن الفلسطٌنٌٌن
وزجهم بالسجون لسنوات ,وهذا ٌنتج من االندفاع السرٌع وؼٌر المدروس من مجموعات العمل المختلفة ,حٌث ٌإدي هذا
العمل إلى كشؾ هذه المجموعات التً انشدت للعمل على حساب األمن واالستمرارٌة فً العمل ولمواجهة العدو ومنعه
من اعتمالنا وزجنا فً السجون ,علٌنا أن نتمتع بالٌمظة وأن نوظؾ نشاطنا وجهودنا بشكل مدروس ومخطط ,وال ننشد
للعمل المتسرع على حساب العمل المخطط والبرامج التً ستؤتً بنتابج ممٌزة ,حٌن ٌتم توظٌفها بالشكل المطلوب.
.1المبادرات الفردٌة أو الجماعٌة
االنتماء الوطنً والشعور بالمسإولٌة اتجاه المضٌة والشعب الفلسطٌنً ,هو ما ٌدفع كل فلسطٌنً إلى العمل والنضال من
أجل فلسطٌن ,وهذا ما ٌإدي فً العادة إلى المبادرات الفردٌة لكثٌر من المناضلٌن الفلسطٌنٌٌن الذٌن عملوا بعٌدا عن
مركزٌة األحزاب والتنظٌمات ,ولد كان لهذه المبادرات أثار ا ٌجابٌة كبٌرة على النضال الوطنً الفلسطٌنً ,كما وكان لها
أثار سلبٌة ,حٌث أن العمل الفردي وؼٌر المنظم ٌإدي فً الؽالب بؤصحابه إلى أخطاء وهفوات توصلهم إلى االعتمال أو
االستشهاد .وكثٌر من الذٌن عملوا من خبلل هذا األسلوب من العمل ,ولعوا فً األسر بسرعة كبٌرة ,وذلن بسبب نمص
الخبرة والتجربة والوعً بؤسالٌب عمل أجهزة العدو ,وخاصة المخابرات التً تلعب دورا كبٌرا فً كشؾ تلن
المجموعات ,إما من خبلل مبلحمتها فً الخارج ومن خبلل العمل أو فً مراكز التحمٌكٌ .ذكر أن هنان تجارب استمرت
لولت طوٌل ,وأخرى تم احتضانها من تنظٌمات ساهمت باستمرارها ألطول فترة ممكنة .وتجدر اإلشارة إلى أن هذه
المبادرات كان ٌنظر إلٌها العدو بخطورة كبٌرة .ولد تمت معالبة المابمٌن علٌها بعموبات لصوى ومضاعفة ,وذلن نتٌجة
خوؾ المخابرات من هذا االبداع ,وأصحاب األفكار وهم ٌحاولون ترجمتها بعٌدا عن التنظٌمات وبرامجها وسٌاستها,
وما ٌبرز خوؾ االحتبلل الكبٌر فً هذه المجموعات ,عدم المدرة على اكتشافها ,إال إذا ولعوا هم فً أخطاء ,حٌث ال
ٌكون أعضاء هذه المجموعات تحت الضوء ,ألنهم لم ٌكونوا جزءا من األحزاب والتنظٌمات .وما ٌجعل أصحاب هذه
المبادرات ٌمعون فً أٌدي المخابرات هو عدم خبرتهم ومعرفتهم بالعدو ,وؼالبا ما كانت اعتماالتهم تتعلك ببعض
األخطاء التً ٌمعوا بها من حٌث حركتهم واستعراضهم وسلوكهم ؼٌر المدروس ,وهذا األسلوب من أفضل وسابل العمل
التً حممت انجازات بالرؼم من كل األخطاء التً ولعوا بها.
.4العمل المنظم والمبنً على رؤٌة سٌاسٌة وتنظٌمٌة
هذا العمل كان ٌجب أن ٌكون من أنجع األعمال التً تموم بها المماومة الفلسطٌنٌة ,حٌث ٌكون مبنً على تخطٌط مسبك
مدروس ,وتكون فٌه الخسابر للٌلة بالممارنة مع بالً األسالٌب ,وذلن ألنه سٌكون محمٌا بحاضنة تنظٌمٌة وسٌاسٌة,
توفر كل وسابل الحماٌة والموارد الخ اصة ,إلنجاز أفضل النتابج .ولكن الوالع كان ؼٌر ذلن ,حٌث النتابج الذي حممها
هذا األسلوب لم تكن بالمستوى المطلوب ,وكان هنان إخفالات كثٌرة حٌث تمكنت أجهزة مخابرات العدو من توجٌه
ضربات كثٌرة لمجموعات العمل المنظمة من خبلل استهدافها بالمتل أو االعتمال.
6
وأسباب الضربات التً وجهها العدو لهذه المجموعات ٘:ٟ
أ .ؼٌاب التنسٌك بٌن الموى المختلفة ,وؼٌاب وجود هٌبة مشتركة تدٌر العمل الوطنً ,وتمنع التضارب فٌما بٌنها,
أدى إلى تسهٌل مهمة االحتبلل فً مبلحمة الموى العاملة وضربها واعتمالها بسهولة.
ب .التنافس بٌن الفصابل حول ا إلعبلن عن أعمال المماومة ,بدل اإلعبلن عن ذلن باسم إطار وطنً جامع ,جعل
هنان سهولة لدى أجهزة المخابرات فً تحدٌد الجهة أو المنظمة التً لامت بالعمل وبالتالً مبلحمة أعضابها.
ج .إطالة ولت التحضٌر للعمل جعل من تنفٌذه فً أحٌان كثٌرة خارج السٌاق ,الذي كان ٌجب أن ٌكون فٌه ,وهذا ما
ٌجعل العمل تحت إطار النمد والهجوم ,وٌعرض المجموعات العاملة لضربات أمنٌة ,واعتمال أعضابها ,نتٌجة
خروجها عن صمتها ومحاولة تبرٌر عملها.
د .لٌام المناضلٌن بالخلط بٌن أشكال العمل المختلفة بٌن السري والعلنً ,أدى إلى توجٌه ضربات لهم وتم اعتمال
العدٌد م ن المناضلٌن والمضاء على مجموعات مسلحة كثٌرة ,وذلن من خبلل اعتماالت عشوابٌة أحٌانا للعدو من
الناشطٌن فً إطار العمل الجماهٌري السٌاسً .ومن خبلل التحمٌك معهم ,أو وجودهم فً ؼرؾ العمبلء
وإدالبهم بمعلومات عن مجموعات مسلحة ,ومن ثم اعتمال هذه المجموعات ,ولهذا ٌجب أن نعرؾ أن الخلط بٌن
أشكال العمل النضالً لد ٌإدي إلى أثار سلبٌة ,لد تمود إلى هدم ما تم بناإه خبلل سنوات ,ولتجاوز ذلن ٌجب
العمل على عدم الخلط وإذا كان ال بد من ذلن فٌجب التدلٌك جٌدة فً لدرات وإمكانٌات العاملٌن فً هذه األشكال
المختلفة.
ه .مركزة العمل مع أن هذه الظاهرة ضرورٌة لئلنجاز والسٌطرة واالنضباط وااللتزام من لبل المجموعات
العاملة ,إال أنها أدت أحٌانا إلى تعطٌل وهدم العدٌد من المجموعات من خبلل اعتمال أحد أفراد هذه المجموعة
والتحمٌك معه وتمدٌم معلومات ومعطٌات حول مجموعات العمل ,وبحجم المعرفة تكون األضرار ,حٌث إذا كان
المعتمل مسإوال ومطلعا ,فستكون نتابج االعتراؾ كارثٌة على المجموعات وعلى أفرادها ,وهذا من أخطر
مساوئ التنظٌم الهرمً.
الفصل الثانً
بداٌة االعتمال
اوال :االجهزة األمنٌة اإلسرائٌلٌة
الشٌن بٌت) الخدمات األمنٌة هو جهاز المخابرات الحركة الصهٌونٌة حتى لٌام اسرابٌل .وبعد لٌام الدولة تم تمسٌم جهاز
الشٌن بٌت الى ثبلث اجهزة امنٌة -1الموساد( :المإسسة) وهو جهاز المخابرات الذي ٌعمل خارج نطاق الكٌان
االسرابٌلً وفً دول العالم -2 .أمان :هو جهاز االستخبارات العسكرٌة ,وظٌفته جمع معلومات عن الجٌوش واألسلحة
والصناعات العسكرٌة فً العالم ,وٌتفرع من هذا الجهاز وحدة 8200مختصً التمنٌة العالٌة وهً أكبر وحدة أمنٌة فً
اسرابٌل -3 .جهاز األمن العام "الشابان" (المخابرات) هذا الجهاز هو أحد األذرع األمنٌة اإلسرابٌلٌة الثبلث المركزٌة
فً إسرابٌل ,وهو المسإول إضافة إلى جهازي الموساد وشعبة االستخبارات العسكرٌة ,عن تزوٌد الجهات السٌاسٌة
بالمعلومات والتحذٌرات وتمدٌر الوضع األمنً العام ,وتمدٌم التوصٌات الخاصة باتخاذ المرارات فً شتى المواضٌع,
وتمٌم األذرع الثبلث فٌما بٌنها لنوات اتصال وتعاون وطٌد ,بما فً ذلن مجال العملٌات التنفٌذٌة ,كما تعمد هذه الجهات
جلسات مشتركة .وفً كثٌر من األحٌان ٌتواجد ممثلو أحد هذه األذرع فً ممر ذراع آخر بؽٌة تنفٌذ عملٌات مشتركة,
فجهاز األمن العام "الشابان" ٌشرؾ على التؤكد والتحمك من الجانب االمنً للطالة البشرٌة التً ٌتم الحالها بالموساد
وشعبة االستخبارات ,واالجهزة االخرى فً الجٌش االسرابٌلً .وٌتمحور عمل جهاز االمن العام "الشابان" حول االمن
الولابً ,ومحاربة المنظمات ال فلسطٌنٌة واالنتفاضة ,واحباط العملٌات ,وحماٌة موجات الهجرة الكبٌرة ,واكتشاؾ
10
الجواسٌس وحماٌة الشخصٌات والمإسسات االسرابٌلٌة ,وشراٌٌن المواصبلت االسرابٌلٌة فً شتى انحاء العالم وتتوزع
لٌادة جهاز " الشابان" على عدة شعب ,ومن أهمها :
-1شعبة العملٌات وهً من تنفذ مهام شدٌدة الحساسٌة.
-2شعبة حماٌة الشخصٌات فً الداخل والخارج.
- -3شعبة حماٌة الطابرات والسفن والمإسسات االسرابٌلٌة.
-4شعبة إحباط المإامرات السٌاسٌة ,وهً شعبة متخصصة فً تحلٌل االحداث فً المنطمة ومتابعة التطورات
السٌاسٌة ,وتبلور التنظٌمات بمختلؾ انواعها.
-5شعبة معالجة لضاٌا المتطرفٌن الٌهود ,الذٌن ٌمومون بشكل عام بعملٌات ضد الفلسطٌنٌٌن.
-6شعبة احباط االرهاب.
-7شعبة التنسٌك والتخطٌط ,ومن األلسام المهمة فً هذه الشعبة هً لسم التوجٌه ,وٌعتبر البإرة النشطة فً جهاز
األمن العام ,الذي ٌتم فٌه صهر العاملٌن به ,وفك لكفاءاتهم ومتطلبات الجهاز ,وفٌه ممكن ان نعلم كل شًء,
عن كل فرد من أفراد الجهاز ,ومدى تمٌزه واهتمامه ,وفً هذا المسم ٌتم تنمٌة عملٌة التثمٌؾ على المٌم
واألخبلق والحوافز بالنسبة لهم.
-8شعبة الرلابة على جهاز األمن العام "الشابان".
-9شعبة األجانب ,وهً تعالج المضاٌا الخاصة بؽٌر العرب.
-08شعبة العاملٌن فً المطاع العربً ,وهو العمود الفمري للجهاز ,وٌمتضً كل من ٌعمل فً هذا المطاع ,الذٌن
جندهم ,للحصول على المعلومات لوحده ,وٌجب أن ٌكون شخصا اجتماعٌا وٌتمتع بمدرة الناع وسحر شخصً,
ولدرة على تطوٌر العبللات مع االخرٌن ,والتحبب الٌهم ,واالهم من ذلن أن ٌكون لادرا على بناء عبللة
شخصٌة مع العمبلء ,الذٌن ٌنظمهم ,ألن فشله فً بناء هذه العبللة سٌجعل من الصعب علٌه الناعهم بخٌانة
شعبهم والممربٌن الٌهم ,وٌجب أن ٌكون ممثبل ممتازا ٌصعب كشفه .وفً الشعبة الخاصة بالمطاع العربً ٌوجد
عدة السام من اهمها :أ -لسم معالجة المعلومات وتمدٌر مدى أهمٌتها ب -لسم المحممٌن حٌث توجد السام
التحمٌك فً كل المدن الفلسطٌنٌة فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة (لبل انسحاب الجٌش االسرابٌلً من المطاع
عام )2005وكان اكبرها فً لطاع ؼزة ج -لسم المركزٌن وهً أهم االلسام حٌث كانت تمسم كل محافظة
فلسطٌنٌة ,إلى مجموعة مربعات جؽرافٌة ٌشرؾ على كل مربع او عدة مربعات ضابط مخابرات ,وتكون
مهمته التواصل مع شبكة العمبلء واستبلم المعلومات منهم اوال بؤول ,وتكلٌفهم بمهمات محددة ,واستدعاء
مواطنٌن لمماببلت ,ومرافمة الجٌش فً عملٌات المداهمة واالعتمال ,باعتبار أن لرار االعتمال لهذا المواطن او
ذانٌ ,مرره ضابط المخابرات الذي ٌحٌله للتحمٌك .ولد اعتاد " الشابان" على تؤهٌل المحممٌن ,من خبلل اجراء
تدرٌب خاص ألفراده ,من حٌث الزامٌة تعلم اللؽة العربٌة ,والتعاٌش مع اسرة عربٌة لمدة تصل لعدة أشهر بكل
تفاصٌ ل الحٌاة ,وكان ذلن ٌجري فً لرى عربٌة فً داخل الخط األخضر ,ولدى عاببلت ٌتعاون بعض أفرادها
مع "الشابان" ,وعادة ٌمدم المحمك نفسه كباحث او كدارس او كؤجنبً ,والؽرض من ذلن هو التعرؾ على
تفاصٌل حٌاة العرب وحفظ امثالهم وخاصة السٌبة منها ,ومعرفة العادات والتمالٌد ونمط الحٌاة ,فً كثٌر من
المجاالت ,وضباط "الشابان" ال ٌرتدون الزي العسكري وإنما المدنً ,وٌموم ضباط "الشابان" بالتحمٌك مع
األسرى والمعتملٌن ,حٌث هنالن الضباط مختصون بالتحمٌك وٌمكن أن ٌكونوا لد خدموا كذلن فً السام ودوابر
اخرى فً "الشابان".
11
المعابر والحدود والمطارات ,وكذلن على معلومات من أجهزة استخبارات أجنبٌة تعمل فً األراضً
الفلسطٌنٌة.
اختٌار ضابط "الشابان" للرموز العربٌة مثل االسم العربً وؼٌره :من المبلحظ أن معظم ان لم ٌكن جمٌع
ضباط "الشابان" الذٌن ٌختصون بالمسم الفلسطٌنً ,أو العرب داخل الخط األخضر سواء كانوا مسإولٌن عن
مناطك أو فً لسم التحمٌك ٌحملون أسماء عربٌة .وتشمل فترة التدرٌب لهإالء الضباط فترة تعاٌش مع العرب,
وتعلم اللؽة العربٌة ,إلى جانب العادات والتمالٌد ,إضافة الختٌار اسم عربً .ولهذه التسمٌة داللتها ,حٌث ٌرؼب
ضابط المخابرات المسإول عن مخٌم أو لرٌة أو مدٌنة ما أن ٌختلط بالسكان وٌتحدث معهم ,واطبلق اسم
عربً على نفسهٌ ,جعل هذا الشخص جزءا من نسٌج المنطمة ,ولٌس ؼرٌبا عنها ولو باالسم أو بالشكل .وٌتخذ
ضابط المخابرات أسماء عربٌة ,مثل "ٌونس" وهو االسم الذي أطلمه على نفسه "ٌوفال دٌسكن" والذي ٌرأس
جهاز "الشابان" منذ عام ,2005حٌث كان مسإوال عن مخٌم ببلطة لرب نابلس فً بداٌات عمله .وكذلن
"عو فر دٌكل" النابب السابك لربٌس "الشابان" وكان ٌدعى "ؼزال" وكان مسإول فً أواخر السبعٌنات عن
منطمة رام هللا او جزء منها .وهنان من أسمى نفسه جابر ,أبو شرٌؾ ,ابو داوود ,ابو طارق ,آدم ,ابو علً
مٌخا ...وؼٌرها من األسماء وهدؾ ذلن هو ان ال ٌستمع المعتمل او المواطن الى اسم ؼرٌب ,أي محاولة
للتؽطٌة على طبٌعته كعدو بانتحال اسم عربً ,وٌختلؾ ولع االسم على اذن المواطن للوهلة األولى أن ٌمول
"اسمً ٌوفال" او اسمً ٌونس او جابر او ابو طارق ,وكذلن األمر فً التحمٌك ,فهم ٌتخذون أسماء عربٌة
لكسر الحاجز النفسً مع المعتمل ,وحتى ال ٌش عر المعتمل انه ٌجلس مع عدو ,وحفاظا كذلن على سرٌة االسم
لضابط المخابرات اعتمادا منهم أنه ٌمكن أن ٌكون عرضة للمرالبة والمبلحمة .كما وٌستعمل ضباط المخابرات
والمحممون األمثال العربٌة بكثرة فً حدٌثهم من أجل تحمٌك نتابج إٌجابٌة وهذا ٌنطبك على أحادٌث نبوٌة
شرٌفة وآٌات لرآنٌة كرٌمة باإلضافة إلى استخدام التارٌخ الفلسطٌنً أو العربً ,وتعابٌر من التراث الفلسطٌنً.
أسلوب عمل المخابرات اإلسرائٌلٌة ووسائلها فً جمع المعلومات:
تمسم الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة الى دوابرٌ ,مؾ على رأس كل منطمة ضابط كبٌر ,وتوزع المناطك الربٌسٌة
الى مناطك أصؽر ,ثم لمربعات .وٌتولى كل ضابط مربع ,وخاصة المبتدبون منهم .ثم تتوسع دابرة المسإولٌة
الى مربعات أكثر مع ألدمٌة كل ضابط فً العمل ,وزٌادة خبرته وارتمابه فً السلم الوظٌفً ,وفً نجاحه فً
عمله ,وعلى سبٌل المثال ,تمسم الضفة الؽربٌة إلى ثبلث مناطك شمال ووسط وجنوب ,وٌمود كل منطمة ضابط
كبٌر ,ثم ٌمس م الشمال :نابلس جنٌن طولكرم للمٌلٌة ,ثم تمسم نابلس الى مربعات وهكذا ٌموم الضابط المسإول
عن مربع او مخٌم او مجموعة لرى أو مدٌنة بدراسة الملؾ السكانً ,حٌث تحتفظ اسرابٌل بسجل سكان
وت حدثه مع كل مولود حتى اللحظة وتسجل كل حالة وفاة ,واما المبانً ,فتموم بتصوٌر جوي على مدار الساعة,
وٌتم تحدٌث أي اضافات جدٌدة مهما كانت بسٌطة فً أي مبنى ,علما أنها تحتفظ بالتنظٌم الهٌكلً كامبل ,وتتابع
بدلة أي تعدٌل فٌه ,وٌدرس ضباط المخابرات المنطمة وطبٌعة المخٌم او المرٌة ,من حٌث أصول السكان,
العاببلت والعشابر ,عدد المدارس ,المستشفٌات ,الشخصٌات ,طبٌعة وظابفهم ,كبار المبلكٌن ,وجهاء العاببلت,
التجار واألؼنٌاء ,المعلمٌن ,وكل مصدر حٌوي لجمع المعلومات .ثم هنالن خارطة وسجل خاص بؤولوٌات
المخابرات فً كل مرحلة تتعلك بالفصابل والنشطاء فً هذا المولع ,االسرى المحررٌن واألسرى الحالٌٌن ,ثمل
التنظٌمات فً المولع وتصنٌفها ,وٌتظاهر أحٌانا ضابط المخابرات فً المنطمة بمعرفة كل شًء إلشاعة حالة
من الملك والخوؾ وعدم الثمة لدى المناضلٌن علما ان معلوماته عامة ,وٌحصل علٌها المركز الذي ٌسمى
"ركاز" بالعبرٌة من خبلل المماببلت المباشرة واإلجابات العادٌة للمواطنٌن اإلٌماء بالذكاء ومعرفة المنطمة
وخبلفاتها ومشاكلها العامة واالجتماعٌة ,وٌحفظ عدد من الحاالت لبلستعراض واستدراج المعلومات بإلحاق
التفاصٌل.
أولوٌات المخابرات اإلسرائٌلٌة:
تعتبر المخابرات حماٌة الشخصٌات اإلسرابٌلٌة والمجتمع اإلسرابٌلً واألفراد ,مدنٌٌن وعسكرٌٌن ومستوطنٌن,
همها وأولوٌتها األساسٌة ,ولذلن فإن مواجهة الشعب الفلسطٌنً وضرب وتصفٌة وإضعاؾ وإحباط مماومته
وثورته وانتفاضته ونضاله ,الهدؾ األول فً عملها .ورؼم أن العمل الوطنً الرافض لبلحتبلل والمماومة
شامبل ومتنوعا وٌحاربها االحتبلل ,إال أنه ٌضع األولوٌات وفما لخطورتها على أمنه .ولذلن فإن المخابرات
تولً االهتمام األول لضرب ومواجهة المماومة المسلحة .وبالتالً من ٌمارس المماومة المسلحة والعمل الفدابً
ٌكون الهدؾ األول ,سواء كان فصٌبل أو لٌادة أو خلٌة أو أفرادا أو مجموعةٌ .ختلؾ تركٌز عمل المخابرات
من مرحلة تارٌخٌة الى اخرى ,طبما للتؽٌرات السٌاسٌة ,لكنه ثابت فً أولوٌة التركٌز وتوجٌه الضربات
للمجموعات المسلحة ,بؽض النظر عن العمٌدة أو األٌدٌولوجٌة او التسمٌة او الشعارات .إن" الشابان" ال ٌهمه
12
اسم الفصٌل وال عمٌدته وال موالفه مع السبلم أو ضده ,او مع اتفاق أوسلو او ضده ,بل ما ٌهمه هو هل ٌمارس
هذا الفصٌل العمل المسلح ام ال؟ ولذلن فعدوه المماومة المسلحة بالدرجة األولى .فؤوال العملٌات االستشهادٌة
والعملٌات الفدابٌة والهجمات المسلحة التً تستهدؾ جنوده ومستوطنٌه ,ثم تؤتً فً المرتبة الثانٌة عملٌات
المماومة الشعبٌة من مولوتوؾ ,سكاكٌن ,حجارة ,تخرٌب ممتلكات وؼٌر ذلن ,ثم المظاهرات والمسٌرات,
خاصة فً مناطك حساسة مثل المدس ,او على الحواجز العسكرٌة ,أو بالمرب من المستوطنات وجدار الفصل
العنصري ,او الطرق الرب ٌسٌةٌ ,حتل الفصٌل الذي ٌمارس العمل المسلح االهتمام األكبر لدى " الشابان"
وٌضعه تحت التركٌز الكامل ,وٌرالب حركة المجموعات والمٌادات ,وال سٌما األجنحة العسكرٌة .وعمل
الفصابل المنفرد وتبنً المسإولٌة عن العملٌات المسلحة ٌسهل على "الشابان" كثٌرا فً الوصول الى
المجموعات المسإولة ,بدال من أن ٌستؽرق األمر جهدا فً البحث عن المجموعة فً فتح ,او الشعبٌة او حماس
او جهاد وؼٌرهم ,فإن تبنً فصٌل معٌن المسإولٌة عن عملٌة معٌنةٌ ,سهل عمل "الشابان" فً متابعة ومبلحمة
هذا الفصٌل من اجل االنتمام منه وتصفٌة كوادره و مناضلٌه .كما أن انفراد فصٌل بالعمل المسلحٌ ,جعل مهمة
"الشابان" أكثر سهولة فً المرالبة والمتابعة .ولد أظهرت تجربة انتفاضة األلصى فً األربع سنوات األولى,
عندما ساهمت جمٌع الفصابل الربٌسٌة فً العملٌات الفدابٌة حالة ارتبان وفشل وعجز لدى "الشابان" ,وعدم
لدرته على المتابعة.
ٕ٘ٚبن أ٠ٌٛٚبد اخشٌ ٜغٙبص اٌّخبثشاد ٟ٘ٚ ,اإل٠مبع ث ٓ١اٌفصبئً ٚاٌّغّٛػبد ثشز ٝاٌطشق ٚاعزخذاَ ع١بعخ
فشق رغذ" وّب ٠م َٛثجش سٚػ اٌ١أط ِٓ اٌّمبِٚخ ٔٚزبئظ ػٍّٙبٚ ,إثؼبد ػذد ِٓ اٌشجبة ػٓ اٌّمبِٚخ ٚاٌؼًّ
إٌعبٌ ِٓ ,ٟخالي رغٕذ ُٙ٠ثٛاعطخ اإلعمبغبد ٚغ١ش٘ب.
شعبة القطاع العربي
.1تكنولوجٌا
األسٌر .2دوابر رسمٌة
.3عنصر بشري
13
وتنتشر مراكز التولٌؾ فً جمٌع انحاء الببلد سواء داخل "اسرابٌل" أو داخل األراضً المحتلة عام ,1967ولكن
تحمٌك المخابرات ٌمتصر على خمس مراكز تحمٌك احدهم مركز تحمٌك سري ٌطلك علٌه ,1391واربع مراكز تحمٌك
اخرى:
.1مركز تحمٌك المسكوبٌة מגרש הרוסים (مجراش هروسٌم) ٌمع فً مدٌنة المدس.
.2مركز تحمٌك عسمبلن שקמה (شكما) ٌمع فً مدٌنة عسمبلن.
.3مركز تحمٌك بٌتح تكفا בית מעוצר הדרים (بٌت معتصار هدرٌم) ٌمع فً مستعمرة بٌتح تكفا.
.4مركز تحمٌك الجلمة כישון (كٌشون) ٌمع فً لرٌة الجلمة شمال جنٌن.
عندما ٌصدر أمر االعتمال من المحكمة المدنٌة (صلح أو مركزٌة) وحسب المانون االسرابٌلً ٌجب عرض المعتمل خبلل
24ساعة على المحكمة لٌتم تمدٌد اعتماله بناء على مواد معززة وألصى فترة للتمدٌد تمدر بٌ 14وم تمدٌد ,خبللهم ٌتم
عرضه للمحكمة التمدٌد اذا توفرت مواد معززة لذلن لحد ألصى ٌ 14وم أخرى ,وخبلل الٌ 14وم ٌتم عرض المتهم
للمرة الرابعة للمحكمة وألصى فترة تمدٌد ٌ 14وم أخرىٌ .ستطٌع جهاز المخابرات عن طرٌك المحكمة بمنع المتهم من
التماء محامٌه حتى 3تمدٌدات كؤلصى حد ٌ 29وم وزٌارة الصلٌب حتى ٌ 14وم .وبذلن مجموع اٌام التحمٌك اذا صدر
من محكمة مدنٌة ٌصل كحد ألصى ٌ 43وم.
وفً حال صدر أم ر االعتمال من محكمة عسكرٌة (سالم) شمال الضفة أو (عوفر) جنوب الضفةٌ ,جب عرض المعتمل
على المحكمة خبلل 8أٌام من تارٌخ اعتماله ,واذا توفرت مواد معززة لدى النٌابة ٌتم تمدٌده لشهر بناء على المواد
المعززة ,وخبلل الشهر ٌتم عرضه مرة أخٌرة على المحكمة لٌتم تمدٌده لشهر اذا توافرت مواد معززة كذلن .وٌستطٌع
جهاز المخابرات منع المعتمل بؤمر اعتمال من محكمة عسكرٌة من زٌارة المحامً 3تمدٌدات كحد ألصى شهرٌن و8
اٌام وٌمنع الصلٌب حتى ٌ 14وم .وبذلن فإن مجموع اٌام التحمٌك اذا صدر من محكمة عسكرٌة ٌصل كحد ألصى 98
ٌوم.
المواد المعز زة التً تمدمها النٌابة للحصول على التمدٌد من المحكمة اما اعتراؾ او تجاوب من المعتمل أو اعتراؾ من
معتمل آخر او ادلة جنابٌة جدٌدة .وفً نهاٌة الفترة المانونٌة للتحمٌك إما تمدم البحة اتهام للمعتمل من خبلل اعترافه أو
اعترافات أخرى أو ادلة جنابٌة ,واما ٌحول الى االعتمال اإلداري واذا لم ٌتم جمع أدلة فً التحمٌك ٌتم اطبلق سراح
المعتمل.
تعددت أشكال االعتمال وطرله ,ومنها:
.1االستدعاءٌ ,تم استدعاء المتهم من لبل الشرطة أو مخابرات المنطمة لممابلة مع ضابط المخابراتٌ ,تم استجوابه
خبلل هذه الممابلة وفً نهاٌة الممابلة ٌتم اعتماله وتحوٌله الى تحمٌك.
.2االعتمال البٌتًٌ ,تم هذا االعتمال بإحضار لوة عسكرٌة أو شرطٌة مبالػ فٌها ,تموم بالتحام بٌت المتهم بعد
محاصرته ودب الرعب والخوؾ فً نفوس لاطنً البٌت وتكسٌر محتوٌاته ,ومن ثم اعتمال المتهم وتحوٌله الى
مراكز التحمٌك.
.3الخطؾٌ ,تم هذا الشك ل من االعتمال عندما ٌراد اجراء تحمٌك مٌدانً مع المعتمل أو بهدؾ عدم معرفة من لهم
صلة بالمعتمل.
.4الخطؾ خارج الببلد ,وٌموم بتنفٌذ هذه العملٌات وحدة خاصة للموساد إلحضار متهمٌن من دول أخرى.
.5الحواجز والمعابر والحدود ,اثناء الدخول والخروج والتنمل بٌن المدن عبر الحواجز والمعابر أو اثناء السفر
واجتٌاز الحدود.
.6الكمٌن انتظار المطلوب لبلعتمال لٌصل لنمطة ٌتم استدراجه الٌها ومن ثم الماء المبض علٌه.
.7متلبس ,الماء المبض على المطلوب أثناء لٌامه بعمل نضالً فً لحظة الحدث.
.8الصدفة ,من خبلل حملة أمنٌة تموم باالعتمال بشكل عشوابً لبث الرعب فً نفوس المناضلٌن والبحث عن
معلومة ,او اثناء البحث عن مطلوب آخر.
ثالثا :اسالٌب التحمٌك:
اختلفت أسالٌب التحمٌك ووسابلها من مرحلة إلى أخرى ,ولكن طابعها األساسً لم ٌتؽٌر ,طوال األربعة عمود ونصؾ
الماضٌة ,فمد ظل االعتمال فً أجواء من اإلرهاب مسٌطرة ,وكان المعتمل ٌصل إلى مراكز التحمٌك تحت هذه األجواء,
وٌتعرض إلى التفتٌش العاري مع دخوله مركز التحمٌك ,وتجرٌده من ساعة الٌد وسحب رباط الحذاء وكذلن الحزام وأٌة
مبالػ مالٌة فً حوزته .ثم ٌتم عصب عٌونه بمطعة لماش أو من خبلل نظارات سوداء تشبه نظارات الؽطس وهً سمٌكة
جدا ,و تستحٌل منها الرإٌة و محكمة اإلؼبلق ,أو ما ٌسمى فً الكٌس ,حٌث ٌؽطً الرأس والوجه وكل شًء ,وتطبعه
الرابحة النتنة والكرٌهة .وٌتعرض المعتمل على الفور إلى تكبٌل األٌدي واألرجل ,إما فً ممر الزنازٌن أو فً ؼرفة
14
التحمٌك ,وٌظل والفا لساعات وأٌام طوٌلة ووجهه للحابط ,أو جالسا فً ؼرفة التحمٌك مشبوحا .واتسمت الفترة ما بٌن
األعوام 1998-1967بالتحمٌك المصحوب بكثٌر من التعذٌب والضرب والتنكٌل الجسدي ,إضافة إلى اإلرهاب النفسً,
ولد سمط العشرات من المناضلٌن شهداء ,فً زنازٌن التحمٌك ,بسبب وحشٌة المحممٌن المحتلٌن .ولد اتخذت اشكال
التعذٌب ألوانا وصورا ال حصر لها ,من أبرزها الشبح ألسابٌع طوٌلة وأحٌانا لعدة أشهر ,الضرب على األماكن الحساسة
باستخدام الهراوات والعصً ,واللكمات ,والضرب ,واإلهانة ,والتعرٌة مع ما ٌصاحب ذلن سخرٌة واستهزاء ,استخدام
الماء البارد وؼٌر ذلن من الممارسات ,ولد سجل المبات بل اآلالؾ من المناضلٌن فً تلن السنوات صمودا "أسطوري"
فً التحمٌك ,رؼم التعذٌب والتنكٌ ل ولسوة التحمٌك ومرارته ورؼم الذل والمهر .وتمكن هإالء من حماٌة أنفسهم واخوانهم
ومجموعاتهم الفدابٌة ,والحفاظ على أسرار الثورة والمماومة والفصابل ,وفوق ذلن كله حماٌة أنفسهم من عذاب سنوات
طوٌلة فً سجون االحتبلل .أن الكثٌر من الشعوب والحركات السٌاسٌة والمناضلٌن واألفراد تعرضوا للتحمٌك والتعذٌب
فً مراحل و أماكن مختلفة فً العالم ,ولد مارست لوة االستعمار و األنظمة االستبدادٌة والبولٌسٌة ,أبشع أنواع التعذٌب,
مع األسرى والمعتملٌن المناضلٌن ,فً سجون مختلفة وزنازٌن مظلمة فً العالم .وعلى الرؼم من أن مجموعات دولٌة
وحمولٌة ,ولفت ضد استخدام التعذٌب مع األسرى والمعتملٌن ,وحممت بعض النجاح النسبً ,أو دفعت األمم المتحدة
وجهات دولٌة مختلفة إلى إلرار اتفالٌة دولٌة مناهضة التعذٌب ,والتً ولعت علٌها دول عدٌدة فً العالم.
وفً حالة االستعمار االستٌطانً الصهٌونً ,عمد هذا االحتبلل الصهٌونً الى ارتكاب المجازر البشعة الواحدة تلو
األخرى ,منذ بداٌة الصراع وحتى كتابة هذه السطور .ولعمود من الزمن أدار االحتبلل الصهٌونً والحكومات الصهٌونٌة
المختلفة ظهرها للمانون الدولً ومٌثاق األمم المتحدة و االتفالات الدولٌة ,ورفضت إسرابٌل ,وال زالت حتى اللحظة,
االعتراؾ باألسرى الفلسطٌنٌٌن والعرب أسرى حرب ومماتلً حرٌة ,ومارست أبشع أنواع التعذٌب ضد األسرى ,مع أن
مهمتها فً السنوات األخٌرة اصبحت اكثر صعوبة وتعمٌدا ,ولذلن فإنها تحرص على تطوٌر انواع جدٌدة من التعذٌب,
تؤخذ أشكاال متنوعة ومختلفة ,بما ٌضمن ل ها اإلفبلت من لبضة المانون الدولً ,ومن الرلابة التً تمارسها الجهات
المانونٌة المناهضة لبلحتبلل فً داخل إسرابٌل ,وإن كانت هذه الجهات تؽض النظر عن كثٌر من الجرابم التً ٌرتكبها
االحتبلل ,ولد مارست إسرابٌل منذ احتبللها عام 1967لؤلراضً الفلسطٌنٌة بموة السبلح ,إلامة المستوطنات وفرض
الحصار والتجوٌع على مبلٌٌن الفلسطٌنٌٌن ,و منع التجول لسنوات ,و الحواجز العسكرٌة اإلذالل ولهر وتعذٌب وإهانة
الفلسطٌنٌٌن ,منذ اللحظة األولى لبلحتبلل وحتى االن .ولد ابتدعت عملٌة المحتلٌن الصهاٌنة ,أسالٌب متعددة لتعذٌب
اإلنسان الفلسطٌنً فً األسر واالعتمال والتحمٌك.
ومن أبرز األسالٌب التً استخدمها االحتالل وأجهزة مخابراته:
التعذٌب الجسدي:
.0اٌعشة ألْ اإلٔغبْ وزٍخ ِٓ األؽبع١ظ ٚاٌّشبػش ,فالثذ ِٓ أْ ٠ى ْٛالعزخذاَ اٌعغػ اٌغغذٚ ٞإٌفغ ٟأصشح
ػٍ ,ٗ١ؽ١ش ٠ٚؼذ عغُ اإلٔغبْ ؽغبعب ٚلبثال ٌٍىغش ٚاٌزشٚ .ٗ٠ٛاعزخذاَ أدٚاد اٌزؼز٠ت وبٌعشة ٚعٍذ اٌغغذٟ٘ ,
ِٓ أثشغ األدٚاد اٌز ٟرزشن أصبسا وج١شح ػٍ ٝاٌّؼزمً ,أصٕبء اٌزؼز٠ت أ ٚثؼذ رٌه ,خبصخ ٚأْ اٌّؼزمً ٠زؼشض ٌٙزا
اٌعشة ثذ ْٚاٌّمذسح ػٍ ٝاٌذفبع ػٓ ٔفغٗ ,ثغجت رم١١ذٖ ف٠ ٟذٚ ٗ٠سعٍٚ ٗ١اٌعشة ثبٌغٛغ او باألٌدي واألرجل
شكبل أساسٌا من أشكال التعذٌب ,ولد أدت فً بعض األحٌان إلى موت من تعرض لهذا التعذٌب .ومن المعروؾ
أن لكل إنسان ل درة محدودة على تحمل الضرب ,لذلن لامت أجهزة المخابرات باستخدامه كوسٌلة ناجحة ,فً
تحمٌك أهدافها ,وفً الممابل كان ٌعد هذا األسلوب عامل صمود ولوة واصرار على المواجهة والتحدي األدوات
الممع ,وهنان العدٌد من المناضلٌن الذٌن رفضوا االعتراؾ او التعاون مع المحممٌن فً مراكز التحمٌك كإجراء
احتجاجً على استخدام هذا الشكل الهمجً والممعً الذي ٌجرد اإلنسان من انسانٌته .وبهذا اعتبر هذا األسلوب من
التعذٌب عامل لوة للمعتمل ,بدل أن ٌكون عا مل ضعؾ .وألن اسلوب الضرب كان من األسالٌب التً تترن آثارها
على جسم اإلنسان ,و بسبب الشكاوي فً المحاكم وعدم لبول اعترافات المعتملٌن فً المحاكم ,ممن ٌثبت تعرضهم
للضرب أثناء التحمك ,وبسبب استشهاد عدد من األسرى أثناء التحمٌك نتٌجة الضرب ,ولعدم فعالٌته فً أحٌان
أخرى فً تحمٌك اهداؾ المحممٌن ,لامت أجهزة المخابرات وبمرار من محكمة العدل العلٌا" فً إسرابٌل ,بمعن
استخدام هذا األسلوب إال فً حاالت استثنابٌة ,وتحت عنوان "التحمٌك العسكري" او المٌدانً ,أي للمعتملٌن الذٌن
ٌعتمد أن لدٌهم معلومات مهمة وخطٌرة ,وإذا لم ٌتم انتزاعها بؤسرع ولت ,ستكون هنان عملٌات لادمة "المنبلة
المولوتة" ,ولكن هذا المرار لم ٌطبك تماما ,حٌث ما زال عدد من المحممٌن فً جهاز "الشابان" اإلسرابٌلً ,من
المجرمٌن والحالدٌنٌ ,تجاوزون كل الموانٌن ,و ٌستخدمون كل األسالٌب المذرة فً التحمٌك .باإلضافة لذلن هنان
أحٌانا توجهات ولرار من أجل استخدام هذا األسلوب .وتجاوزا للمرار المضابً من لبل لٌادة "الشابان" من أجل
تحمٌك بعض األهداؾ الخاصة لدٌهم ,خاصة إذا الحظوا أن هنان معتملٌن لدٌهم خوؾ كبٌر من هذا األسلوب
15
وباستخدامهٌ ,مكن تحمٌك هدفهم فً انتزاع االعتراؾ .ولمواجهة هذا األسلوب ٌجب أن ٌكون ردود ما لبل ما لبل
المعتملٌن ,تتمثل فً تهدٌد المحممٌن ,والتلوٌح برفع لضاٌا ضدهم ,ألنهم تجاوزوا المانون ,ومحاولة التهرب من
الضرب لدر اإلمكان والصراخ علٌهم بؤصوات عالٌة ,حٌث تشكل ردود الفعل هذه تؤثٌر على المحمك ,وٌمكن أن
تإدي إلى تخفٌؾ التعرض للضرب .لكن ٌبمى الرد على الضرب والتعذٌب الجسدي هو رفض االعتراؾ ,أو
اإلدالء بؤٌة معلومات ,ما ٌدفع بالمحمك بعد تجرٌب الضرب مرة أخرى أن ٌتراجع.
.2الشبح :استخدم الشبح لسنوات طوٌلة فً زنازٌن التحمٌك وال زال ,وٌتمثل فً إجبار المعتمل على الولوؾ لفترات
طوٌلة ,وبؤشكال مختلفة ,أو الجلوس على كرسً ذو مواصفات خاصة لساعات وألٌام وأسابٌع دون راحة .وهذا
األسلوب استخدم أٌضا كعامل من عوامل الضؽط الجسدي على المعتمل من أجل الحصول على االعتراؾ ,ولدرة
التحمل الولوؾ على المدمٌن محدودة ,وإذا ما زادت عن ممدرة المعتمل ,فٌعتمد المحمك انه المعتمل سٌسعى
للخبلص من هذا الوضع الشاذ ,وٌموم بالتجاوب مع المحممٌن ,وٌمدم ما ٌطلب منه من اعترافات .وٌمكن مواجهة
ذلن من خبلل تصبٌر النفس ,أو عدم االلتزام بمرار المحممٌن بالجلوس أو الولوؾ ,إذا كان هنان إمكانٌة لذلن ,أو
من خبلل التفكٌر فً لضاٌا أخرى بعٌدة عن السالٌن المتعبتٌن ,والتفكٌر ,كم سٌضر االعتراؾ بالنفس
والمجموعات العاملة واألصدلاء ,ممابل راحة الجسد المإلتة ,وٌجب الصبر تحت عنوان "وجع ساعة وال وجع كل
ساعة" ,أو التفكٌر فً نماذج وأبطال لدٌهم تجارب بطولٌة ,ولم ٌخضعوا لمحممٌهم ,وخرجوا من التحمٌك
منتصرٌن .فبهذا الشكل ٌمكن الخبلص من هذا األسلوب ,والخروج منتصرا .والجدٌر بالذكر ,أن االحتبلل
وأجهزته لد طوروا شكل الشبح من عام إلى آخر ,فمن الشبح ولوفا ,إلى التعلٌك بالٌدٌن فً شمؾ الؽرفة ,الى
الجلوس على كرسً صؽٌر لؤلطفال ,وتكون رجلٌه األمامٌتٌن ألصر من الخلفٌتٌن ,إلى الجلوس على كرسً
عادي ومثبت فً األرض ,وٌكون المعتمل ممٌد الٌدٌن والرجلٌن فً الكرسً لساعات طوٌلة جدا و أٌام أو أسابٌع.
وهنان شكل آخرٌ ,سمى شبح الموزة ,حٌث ٌتم ربط الٌدٌن والرجلٌن من الخلؾ مع بعضهم البعض أثناء الجلوس
على الكرسً ,بحٌث ٌصبح الجسم مموسا بشكل ثمرة الموز ,وٌموم المحمك بالضؽط على الجزء العلوي من
الجسم ,ما ٌترن ألم شدٌدا فً اسفل الظهر والبطن ,ولدفع المعتمل لبلعتدال ٌتم ضربه على أعضابه التناسلٌة.
وكما للنا سابما ,مواجهة كل تلن الممارسات الوحشٌة ,تكون باإلٌمان واإلرادة الموٌة والمدرة على االنتصار ,وعدم
االنصٌاع للمحممٌن وطلباتهم ,والتفكٌر أن المدرة على التحمل والصبر ستنتهً بخروج المعتمل منتصرا على
محممٌه.
.3التجوٌع :لكً ٌستطٌع االنسان المٌام بوظابفه العادٌة ال بد من االستمرار فً تؽذٌة جسمه ,والتولؾ أو احداث أي
خلل فً عملٌة التؽذٌة ,ال بد وأن ٌخلك خلبل كبٌرا فً العملٌات البٌولوجٌة لئلنسان .وهذا ما ٌهدؾ إلٌه المحمك مع
المعتمل ,حٌث ٌموم بمنع المعتمل من تناول وجبات الطعام ,لفترات متباعدة ,وأحٌانا ٌتم منع الطعام بشكل كامل ,أو
ٌتم تمنٌن وجبات الطعام وجعلها ال تلبً الحد األدنى من حاجاته الؽذابٌة .وهذا األمر بالضرورةٌ ,إدي إلى ضعؾ
وهزل فً جسم المعتمل ,وبالتالً الضؽط علٌه من أجل تمدٌم اعترافه للمحمك والتعاون معه .ولد ٌنجح هذا
األسلوب بالضؽط على بعض المعتملٌن ,ولكن ال ٌصل الى حد االعتراؾ ,وخاصة مع المعتملٌن الذٌن ٌتمتعون
بإرادة لوٌة .ومواجهة هذا األسلوب ٌكون باإلرادة الموٌة وإنكار الذات والوعً بهدؾ العدو من وراء هذا
األسلوب ,ونستطٌع تجاوز هذا االلم والجوع.
.4المنع من النوم :إن حاجة االنسان للنوم حاجة طبٌعٌة ,تهدؾ الى راحة الجسد وإعادة تنظٌم دورة الحٌاة ,ومن
ٌحرم من هذه الحاجة ,لد ٌإدي ذلن إلى خلل صحً ونفسً .والن المحممٌن ٌعرفون أهمٌة النوم لدى المعتملٌ ,تم
استخدامه من أجل الضؽط على المعتملٌن ,لتحمٌك أهدافهم .ولد عمد المحممون إلى منع المعتمل من النوم ألٌام
وأسابٌع ,من خبل ل وضعه فً مكان ووضع ال ٌسمح له بالنوم ,وأحٌانا ٌتم ربطه والفا فً ؼرفة أو ممر بٌن
الؽرؾ ,واحٌانا أخرى ٌتم شبحه على كرسً بشكل ٌمنعه من النوم ,واحٌانا أخرى ٌتم التحمٌك معه من خبلل
حدٌث متواصل لعدة أٌامٌ ,تناوب على العمل معه عدة محممٌن مع إضاءة 24ساعة ,وحتى المعتملون الذٌن لدٌهم
المدرة على النوم وهم والفون أو جالسون على الكرسً ,فٌتم تكلٌؾ شرطً أو محمك بمرالبته على مدار الساعة,
من اجل منعه من النوم ,من خبلل الطرق على الطاولة ,عندما ٌؽفو المعتمل ,او من خبلل الصٌاح أو الهز او
الضرب او استخدام المٌاه .فمنع المعتمل من النوم ,ال بد وان ٌكون له آثاره الكبٌرة على جسد المعتمل و عمله,
حٌث ٌإدي منع النوم الطوٌل ,الى عصبٌة شدٌدة وللك شدٌد وتشوٌش الحواس ,ولد تصل درجة الهلوسة وعدم
االتزان ,وٌترافك مع ذلن صداع شدٌد .وٌستهدؾ المحمك من وراء كل ذلن دفع المعتمل للتفكٌر باتجاه واحد وهو
كٌفٌة الخبلص من هذا الوضع المؤساوي والمإذي للصحة الجسدٌة والنفسٌة .ومواجهة ذلن تكون من خبلل
استراق أي لحظة واستؽبللها بالنوم ,الن النوم لدلابك أو ثوان للٌلة تفً بؽرض إراحة الجسم نسبٌة ,وعلى المعتمل
عدم االنصٌاع لطلبات الشرطة والمحممٌن بالولوؾ أو الجلوس فً األماكن التً ٌحددها ,وتعتبر تكرار المحاولة
16
وسٌلة تإدي الى الخبلص ,خاصة إذا الحظ المحمك اإلصرار والتصمٌم من لبل المعتمل على عدم التجاوب مع
طلباتهمٌ ,وصل المحمك النتٌجة أن ال فابدة من استخدام هذا االسلوب من التحمٌك .وتجدر االشارة الى ان ما ٌزٌد
من اثار الحرمان من النوم ,هو التحمٌك الدابم ألٌام طوٌلة ,من لبل طوالم تحمٌك مدربة ,من أجل استنزاؾ المعتمل
واستفزازه وإذالله ,وٌسبب له ذلن صداع وألم شدٌدة.
استخدام أكٌاس ذات روابح نتنة لتؽطٌة الرأس :منع المعتمل من استخدام حواسه ,هو اسلوب من أسالٌب التحمٌك, .5
وتحدٌدا استخدام حاستً النظر والشم ,حٌث ٌموم المحممون فً زنازٌن التحمٌك ,بوضع كٌس على رأس المعتمل,
وٌهدفون من خبلله منع المعتمل من معرفة المكان الموجود فٌه ,ومنعه من معرفة ما ٌدور حوله ,ومنعه من
معرفة دورة اللٌل والنهار .هذا الكٌس مصنوع من لماش سمٌن ولاتم اللون وذي رابحة نتنة جدة ,تمنع المعتمل من
المدرة على التنفس بشكل طبٌعً ,وبالتالً الضؽط على الجهاز التنفسً ,ومنه الى الجهاز العصبً ,حٌث ٌجعل
المعتمل فً حالة توتر دابم وفالد االتزان .وٌإدي اٌضا الى حاالت اختناق او اؼماء ,من شدة الروابح النتنة
واالستمرار فً استنشالها .واسلوب التحمٌك هذا كان له أثار كبٌرة على الوضع الصحً للمعتملٌن المستخدم
ضدهم .ولكً ٌتم منع المعتمل من محاولة اسماط هذا الكٌس عن رأسه ,كانت توضع علٌهم مرالبة دابمة ,ومع ذلن
كان المعتملون ٌنجحون أحٌانا فً اسماطه او فتح ثمب او ازاحته ,او ان ٌتحاٌلوا على مرالبٌهم من اجل التماط
أنفاسهم.
استخدام درجات الحرارة كؤسلوب للتعذٌب :ابتكر العدو ومحمموه طرق عدٌدة فً تعذٌب المعتملٌن ,باستخدام .6
درجات حرارة مرتفعة أو منخفضة ,وتكون الفصول المتعالبة وسٌلة لذلن ,باإلضافة الى األجهزة الكهربابٌة.
حٌث ٌوضع المعتمل فً ؼر فة صؽٌرة للتحمٌك ومؽلمة بإحكام فً فصل الصٌؾ ,وٌتم تشؽٌل أجهزة تكٌٌؾ تبث
درجات حرارة عالٌة جدا .وفً فصل الشتاء ٌكون العكس حٌث ٌتم بث درجات حرارة منخفضة ,وٌترافك هذا مع
سحب الفراش واالؼطٌة من الزنزانة ,كما وٌتم تجرٌد المعتمل من مبلبسه الشتوٌة ,وٌترن طوال فترة التحمٌك
ٌعانً من موجات برد ,وٌكون جسمه معرض لؤلمراض المختلفة ,مثل الربو واالزمات الصدرٌة ,حٌث ٌكون
الجسم ضعٌفا وؼٌر لادر على المماومة ,خاصة فً ظل ؼٌاب التؽذٌة التً تمد الجسم بالطالة وتحمً الجسد من
المرض والبرد .ومواجهة ذلن تكون من خبلل حركة الجسم وممارسة بعض التمارٌن الرٌاضٌة الخفٌفة لدر
اإلمكان ,كً تعطً الجسم حرارة وطالةٌ ,ستطٌع من خبللهما مواجهة البرد .ومن خبلل محاولة إؼبلق فتحات
أجهزة التكٌٌؾ الموجودة فً الؽرفة ,وٌمكن ذلن من خبلل استخدام لطعة مبلبس او من خبلل اوراق المحارم التً
تسلم له ,او من خبلل اسفنج الفرشة اذا كانت موجودة معه او تخرٌب الجهاز اذا تمكن.
منع المعتمل من استخدام المرحاض والحمام لفترات طوٌلة :هذا الشكل من التعذٌب الجسدي ,هو من أبشع أسالٌب .7
التعذٌب ,حٌث ٌوضع المعتمل فً زنزانة ال ٌوجد بها مرحاض ,أو ٌكون مشبوح وممٌدا فً احدى ساحات السجن,
وٌمنع من الذهاب للمرحاض لعدة أٌام ,وهذا األمر ٌشكل ضؽطا كبٌرا على صحته وعلى آدمٌته .ومواجهة ذلن
تكون من خبلل ان ٌبول المعتمل داخل ؼرفة المحمك اذا كان مشبوحا بها ,او فً ساحة التحمٌك ,وهذا ما ٌدفع
المحمك الى عدم الضؽط على المعتمل مرة أخ رى بهذا االسلوب من التحمٌك .وفً حاالت أخرىٌ ,تم وضع عدد
كبٌر من المعتملٌن فً زنزانة ال تتسع ألكثر من واحد ,او اثنٌن ,والمرحاض ٌكون عبارة عن وعاء كبٌر ,وٌكون
مطلوب من المعتمل ,اذا اراد لن ٌموم "لمضاء حاجته" ,ان ٌستخدم هذا الوعاء ,أمام كل هإالء المعتملٌن
الموجودٌن معه داخل الزنزانة .ولنا أن نتخٌل كم ٌشكل هذا االمر احراجا وضؽطا على نفسٌة المعتمل ومن معه,
باإلضافة لآلثار الصحٌة المإذٌة والمإدٌة الى انتشار األمراض ,وال ٌتم تبدٌل الوعاء اال كل 24ساعة أو أكثر.
حٌث ٌإدي ذلن إلى امراض جلدٌة معروفة ومعدٌة ...ومواجهة ذلن تكون برفض هذا االجراء التعسفً,
واالستمرار بمطالب ة تصحٌح الوضع ,من خبلل الطرق المستمر على أبواب الزنزانة ,ومن خبلل رفض ادخال
الوعاء ,حتى لو أدى ذلن الى مواجهة مع السجانٌن ,وبهذا فمط ٌمكن ولؾ استخدام هذا األسلوب.
منع الفراش واالؼطٌة :من أجل معالبة المعت مل والضؽط علٌه فً فصل الشتاء ,وفً ظل البرد المارس ٌتم سحب .8
الفراش واالؼطٌة ,من داخل الزنازٌن ,وٌترن المعتمل لٌنام على الببلط ,ألٌام عدٌدة ,وهذا ٌإدي الى اوجاع
شدٌدة فً العظام والمفاصل ,وٌمكن أن تتحول هذه األوجاع الى امراض مثل الروماتٌزم .وهذا األسلوب من
التحمٌك استخدم وما زال ٌستخدم من بداٌة التحمٌك حتى نهاٌته ,واحٌانا ٌستخدم فً السجون بعد انتهاء التحمٌك,
وتحدٌدا لؤلسرى الذٌن ٌتم نملهم من سجن إلى آخر ,أو من ٌتم نملهم الى المحاكم ,حٌث ٌتم وضعهم فً محطات
انتظار للمحكمة ,وفً هذه المحطات تكون الزنازٌن مجردة تماما من األؼطٌة والفراش ,وبالتالً ٌكون المعتمل
معرضا لساعات طوٌلة للبرد المارس.
شد الكلبشات (األصفاد)ٌ :موم جنود االحتبلل اثناء عملٌة االعتمال ,والمحممون اثناء التحمٌك ,بشد الكلبشات الى .9
درجة ٌتم حصر الدم فً الٌدٌن والرجلٌن ,واحٌانا ٌستعمل جنود االحتبلل ارجلهم واٌادٌهم للضؽط علٌها بشكل
17
كبٌر ,وعلى األماكن المربوطة بها ,كما وٌتم ربط كلبشات الٌدٌن بكلبشات الرجلٌن ,من اجل اجبار المعتمل على
البماء بوضع معٌن لعدة ساعات ,األمر الذي ٌشعر المعتمل أن جزءا من جسده لد تعطل وال ٌستطٌع تحرٌكه.
ومواجهة ذلن ٌكون بالصراخ ,والطلب الدابم من المحمك بفن المٌد وتهدٌده برفع لضٌة للمحكمة او الصلٌب
األحمر والمنظمات الدولٌة المعنٌة بحموق االنسان ,وان ما ٌفعله هو خارج عن المانون وسٌحاسب علٌه.
.08إجبار المعتمل على بعض الحركات الرٌاضٌة" المرهمة والمتعبة :خاصة وأن المعتمل ٌكون فً األصل مرهما
ومتعبا من التحمٌك المستمر ,ومن عدم النوم وللة الؽذاء .ومن أشهر هذه الحركات ,هً إجبار المعتمل على
الصعود والهبوط ( أي المرفصة والولوؾ على المدمٌن) ,وبهذه الحركة حٌث ٌشعر المعتمل ان لدمٌه أصبحت ال
تحمله ,وٌصبح ؼٌر لادر على الولوؾ ,وٌرافك ذلن آالم حادة بالرلبة .وهنان حركة أخرى وهً حركة الضؽط
(أي الهبوط والصعود على الٌدٌن) وٌتم إجبار المعتمل على ممارستها ,وبعد االنتهاء من ذلن ال ٌستطٌع المعتمل
تحرٌن ٌدٌه .ومواجهة ذلن ٌكون بعدم االستجابة لطلب المحمك ,ورفض االنصٌاع له ,وعلٌه أن ال ٌخاؾ وٌرفض
عملها ,وال ٌستطٌع المحمك أن ٌرؼمه على ذلن .العدٌد من اسالٌب التعذٌب الجسدي ,ال ٌتم استخدامها فً
السنوات األخٌرة .من الصراع الفلسطٌنً الصهٌونً ,وتحدٌدا بعد عام ,1998اال فً حدود معٌنة ,وتحت عنوان
"التحمٌك العسكري" أو "المنبلة المولوتة" ,وجاء ذلن نتٌجة العمل الدإوب الذي لام به االسرى ,ومنظمات حموق
االنسان ,التً انتزعت لرار لضابٌة من "محكمة العدل العلٌا االسرابٌلٌة" بمنع استخدام عدد من هذه األسالٌب فً
التحمٌك .وهذ ا ال ٌعنً أن هنان التزاما کامبل من لبل جهاز "الشابان" بهذا المرار ,ولد سجلت العدٌد من
الخرولات ,وما زالت طوالم التحمٌك الصهٌونٌة تستخدم هذه األسالٌب ,ولكن بشكل ؼٌر معلن ومحاولة أن ال
تترن أثارة حتى ال تبلحك لضابٌا.
التعذٌب النفسً:
.1العزل لفترات طوٌلة :دون الحدٌث او سماع صوت أحد استخدم أسلوب عزل المعتمل بشكل مكثؾ مع أؼلب
المعتملٌن .حٌث ٌتم وضع المعتمل فً مراكز التحمٌك ,فً زنزانة صؽٌرة وبعٌدة جدا عن بالً الزنازٌن و عن
مكاتب المحممٌن ,بحٌث ٌمنع المعتمل من سماع أي صوت حوله ,او رإٌة احد اال الشرطً الذي ٌحضر له
الطعام ,اذا ما كان هنان طعام ٌتم احضاره ,وهذا الشرطً ٌمنع من الحدٌث مع المعتمل ,واحٌانا ٌتم تسلٌمه الطعام
من تحت الباب ,وبذلن ٌبمى المعتمل لفترة طوٌلةٌ ,تحدث مع نفسه فمط ,ولد تصل هذه الفترة الى ٌ 30-20وما,
وهذا األسلوب من التحمٌك ٌتم استخدامه مع المعتملٌن الجدد او اصحاب المضاٌا الثمٌلة نسبٌة ,وهذا ما ٌضع
المعتمل فً دوامة من األسبلة حول سبب االعتمال؟ المعلومات الموجودة بحوزة المحممٌن؟ المعتملون الذٌن ربما
اعترفوا علٌه؟ واسبلة كثٌرة تدور فً رأس المعتمل ,دون أن ٌلمى لها جوابا ,ومنها الخاص بالعابلة والعمل,
وحول ما سٌجري معه فً المستمبل ,األمر الذي ٌزٌد ؼموضا كل ٌوم ٌمر على المعتمل هً هذا العزل ,وال شن
أن عدم وجود أجوبة ,تجعله فً حالة توتر نفسً و عصبً شدٌد جدا .وهذا األمر ٌدفع عددا من المعتملٌن الى
طلب االلتماء بالمحمك ,من اجل معرفة ما ٌجري حوله ,ولكن فً اؼلب األحٌان ٌتم رفض طلبه من لبل المحمك,
من أجل استمرار الضؽط علٌه أكثر ,الى ان ٌصل الى مرحلة ٌرٌد أن ٌمدم اعترافه ,وعندها فمطٌ ,موم المحمك
بلمابه وبدون أي عناءٌ ,ؤخذ منه المعلومات ,وبهذا ٌكون لد حمك "الشابان" انتصارا على المعتمل ,بدون أي جهد
ٌذكر .ولكن على ال معتمل ان ٌعرؾ ان هذا العزل هدفه فمط هو دفعه الى االعتراؾ .وٌمكن مواجهة ذلن بالصبر
والتحمل وإبعاد التفكٌر حول الوضع الموجود به المعتمل ,لدر اإلمكان ,واستبداله بالتفكٌر ,كٌؾ ٌمكن أن ٌخلص
رفاله ,وكٌؾ سٌواجه االحتبلل ومحممٌه ,وان ٌلهً نفسه بمراءة المرآن الكرٌم ,وبهذا ال ٌستطٌع "الشابان" تحمٌك
االنتصار علٌه .وهنا ال بد أن نذكر ,أن هذا االسلوب استخدم بشكل كبٌر مع المعتملٌن ,الذٌن لم ٌكن لهم تجارب
فً التحمٌك ,حٌث ٌكونون أكثر عرضة للتفكٌر "بماذا بعد" وٌستحضرون االسبلة وٌضعون التخمٌنات
واالحتماالت ,على اعتبار ان اجه زة االستخبارات تعرؾ كل شًء عنهم وعن نشاطهم .التفكٌر الكثٌر فً امور
التحمٌك والمحممٌن ,وعدم استخدام اسالٌب المواجهة المذكورة ,لد تإدي الى انهٌارات عصبٌة او توترات نفسٌة.
وللخبلص من هذا الوضع ,المطلوب فمط ,اشؽال العمل بالمضاٌا البعٌدة عن التحمٌك وعن الخوؾ مما سٌجري.
.2تؽطٌة العٌنٌن طوال فترة التحمٌك :منع المعتمل من االحساس بالزمان والمكان ,هو أسلوب ٌتم استخدامه فً
مراكز التحمٌك ,حٌث ٌتم تؽطٌة عٌون المعتمل من اللحظة األولى من االعتمال ,أي بعد الخروج من بٌته مباشرة,
حتى نهاٌة التحمٌك .وفً الماضً المرٌب كان ٌتم استخدام أكٌاس المماش ذوات الروابح النتنة التً تناولناها سابما,
والٌوم ٌتم استخدام نظارات خاصة ال ٌستطٌع المعتمل من خبللها رإٌة أي شًء حوله ,والهدؾ من هذا االجراء,
هو منع المعتمل من االحساس بالمكان الموجود به ,وكذلن إحساسه بالزمن ,حٌث ال ٌستطٌع أن ٌفرق بٌن اللٌل
والنهار ,باإلضافة الى منع المعتمل من رإٌة أي أحد حوله من زمبلبه ,لكً ال ٌتواصل معهم ,وهذا ما ٌجعل
المعتمل ٌشعر انه وحٌد فً منطمة ممطوعة ,وال ٌعرؾ عنها أي شًء ,وٌتم لطعه عن العالم الخارجً تماما .وكل
18
ذلن من اجل ان ٌبمى المعتمل فً اجواء موحشة ومخٌفة ,بحٌث تكون صلة الوصل الوحٌدة مع بنً البشر هو
ا لمحمك ,الذي ٌراه بٌن فترة واخرى ,ألن الطرٌمة الوحٌدة للخبلص من هذه النظارات وإزالتها عن العٌون هً
وجود المعتمل امام المحمك .كما وٌتم تؽطٌة العٌنٌن بواسطة النظارات السمٌكة المذكورة أعبله ,أثناء تمدٌد
االعتمال فً المحاكم العسكرٌة ,التً تتواجد فً مراكز التحمٌك ,وخاصة عندما ٌكون المعتمل ممنوعا من لماء
المحامً ,حتى ال ٌسمح للمحامً بالتعرؾ على المعتمل أو بالعكس او االلتراب منه او الحدٌث الٌه .فً هذه
الحالة ,ال ٌسمح للمحامً بالتواجد فً لاعة المحكمة سوٌة مع المعتمل للمرافعة عنه ,بل ٌمتصر عمله على طرح
بعض األسبلة ع لى محمك المخابرات ,الذي ٌتابع الملؾ المتواجد داخل لاعة المحكمة ,وعلى تمدٌم االدعاءات ضد
تمدٌد فترة التحمٌك .وبعض المعتملٌن ٌطلبون الجلوس مع المحمك ,ومحاولة إطالة فترة وجوده معه ,فً ؼرفة
التحمٌك ,من خبلل فتح أحادٌث فً مواضٌع مختلفة ,وبذلن ٌتعرؾ المحمك على شخصٌة المعتمل ,وعن الجوانب
المخفٌة فً هذه الشخصٌة ,و على طرٌمة التفكٌر ومكان الضعؾ والموة عنده .كما وٌإدي الحدٌث الكثٌر
بالضرورة إلى الولوع فً اخطاءٌ ,ستطٌع المحمك من خبللها ,الدخول الى نفسٌة المعتمل .ومواجهة هذا األسلوب,
ٌكون بإزالة تلن النظارات كلما أمكن ذلن ,من خبلل استخدام الحابط المجاور او األبواب ,كما وٌمكن أن ٌستمر
بالمطالبة والصراخ ,لعل هنان أحد أصدلابه أو معتمل أخر بالمرب منهٌ ,ستطٌع الحدٌث معه ,والتفاعل معه ,ما
ٌخفؾ من الوضع السًء الموجود فٌه.
.3التهدٌدات :إن عملٌة تهدٌد المعتمل او اعتمال أحد أفراد أسرته ,وخاصة اإلناث منهم ,او هدم البٌت ,او بث اشاعة
انه عمٌل إلسرابٌل او االؼتصاب ...هو أسلوب من اسالٌب التعذٌب النفسً للمعتمل ,حٌث ٌوضع فً اجواء
مرعبة ومخٌفة ,وذلن بسبب وجود فكرة مسبمة عن جرابم االحتبلل ولدرتهم على تنفٌذ تهدٌداتهم .فعدد من
المعتملٌن ٌعٌشو ن مع هذه التهدٌدات طوال فترة التحمٌك ,وٌبمى الخوؾ بداخلهم ,من أن ٌموم المحمك بتنفٌذ تهدٌده.
وبهذا تكون اوضاعهم النفسٌة سٌبة ,وتبمى حالة التوتر والخوؾ مرافمة لهم طوال الولت .وهنان بعض المعتملٌن
ٌضعفون وٌستجٌبون لتهدٌدات المحمك ,وٌعتمدون بؤن إعطاء معلومة صؽٌرة ٌمكن أن تمٌهم من هذه التهدٌدات,
وإذا الحظ المحمك أن الضؽط بهذا االتجاه جاء بنتٌجة ,سٌموم بالضؽط بشكل أكبر من اجل الحصول على
معلومات اكثر .ومن اجل مواجهة هذا األسلوبٌ ,جب عدم االستجابة لهذه التهدٌدات ,ألنها لن تنفذ ,وٌجب أن
ٌظهر المعتمل وٌبٌن للمحمك ,أنه ال ٌخاؾ من هذه التهدٌدات ,وبذلن ٌخرج معافً من هذا األسلوب.
.4اعتمال أحد أفراد العابلة :وإحضاره إلى مراكز التحمٌك ان الترابط األسري الوثٌك بٌن افراد المجتمع وافراد
االسرة لٌمة انسانٌة ,موجودة لدى الناس ,وهنان تفاوت بٌن مجتمع وآخر .وألن االحتبلل ٌعرؾ أهمٌة هذا
الترابط ,فمد استخدمه اسلوبا للضؽط على المعتملٌن ,فً مراكز التحمٌك ,ولد استؽلت أجهزة المخابرات هذه
العبللات األسرٌة الممٌزة ,ووظفتها بشكل سًء و ؼٌر أخبللً ,من خبلل اعتمال أحد أفراد األسرة ,من ألارب
الدرجة األولى ,مثل األب واألم والزوجة واالخت ,وإحضارهم الى مراكز التحمٌك ,وتهدٌد المعتمل أنه بعد
اعترافه ,سٌترن للمخابرات أن تسجنهم لمدة طوٌلة ,وستلفك لهم تهمة وتمدمهم للمحكمة ,أو ٌموموا بتهدٌد المعتمل
باؼتصاب زوجته او اخته ,علما أن ذلن ال ٌحدث فعلٌا .ولنا أن نتخٌل الوضع النفسً للمعتمل عندما ٌفاجا بوجود
احد والدٌ ه الطاعنٌن فً السن أمامه ,فً ؼرفة التحمٌك ,بدون سبب ,اال لكونهم أبوٌه ,او ان ٌرى زوجته ,أو
اخته ,فهذا االمر ٌشكل ضؽطا نفسٌا كبٌرا جدا ,إلى درجة ال ٌستطٌع بعض المعتملٌن تحمله .وهذا األمر ال بد وان
ٌترن أثارا كبٌرة على المعتمل ,وٌحمل نفسه مسإولٌة ما ٌجري أللاربه ,ولكن المسإولٌة ٌجب أن تحمل
لبلحتبلل ,على هذا األسلوب الرخٌص ,فً العماب الجماعً ,ومحاولة زج أفراد األسرة وتحمٌلهم مسإولٌة عمل
فرد من أفرادها .ومواجهة هذا األسلوب ٌؤتً من الناع المعتمل لنفسه ,أن هذا األسلوب الرخٌص وؼٌر األخبللً
والبلإنسانًٌ ,جب أن تتم مواجهته من خبلل الصمود وعدم السماح للمحمك بكسر شوكة المعتمل وتحمٌك انتصار
علٌه ,كما وٌجب أن ٌمنع نفسه ,أن كل فرد من الشعب الفلسطٌنً معرض للمضاٌمة واالعتمال واالستشهاد ,حتى
لو كان فً بٌته او عمله او فً الشارع أو فً أي مكان ,وال ٌحمل نفسه مسإولٌة ما ٌحدث ألهله .كما وٌجب أن
ٌعرؾ المعتمل ,أن المحممٌن ال ٌمكن أن ٌمدموا على تنفٌذ التهدٌدات ,من اؼتصاب واستمرار اعتمال لفترات
طوٌلة ,الن هنان نظاما ولانونا ٌحكم عملهم ,ألنهم إذ تجاوزوها ٌمكن أن ٌفمدوا وظابفهم ومستمبلهم المهنً.
وٌجب على المعتمل عدم التفكٌر أن االهل ٌد فعون الثمن بدال عنه ,وأن ضرٌبة الوطن مفروضة على كل الشعب
الفلسطٌنً.
.5االؼراءات واإلؼواء وإثارة المشاعرٌ :ستخدم محممو المخابرات اإلؼراءات ,فً لضاٌا مختلفة وحاجات انسانٌة
واجتماعٌة ,للمعتمل ,كؤسلوب من أسالٌب التحمٌك ,للضؽط على المعتمل .ونحن نعرؾ أن حجز حرٌة االنسان,
من األمور المإلمة جدا ,وما ٌحلم به المعتمل صباح ومساء ,هو فن أسره وتحرٌره من المٌود .ولذلن عمد
المحممون الى تمدٌم االؼراء باإلفراج عنه وتحرٌره من األسر ,ممابل تمدٌم معلومات بسٌطة ,ال ٌمكن أن تضر أحد
19
من رفاله .وإذا ما ولع المعتمل بهذا الشرن ,عندها ال ٌستطٌع ان ٌخلص نفسه أبدا ,حٌث تزٌد علٌه عملٌة الضؽط
بشكل أكبر ,من أجل انتزاع معلومة أخرى ,الى ان ٌفضً بكل ما لدٌه من معلومات ,كما وهنان اؼراءات تمدم
للمعتمل ,خاصة بالطعام ,وتحدٌدا للمعتملٌن الذٌن ٌمنعون من تناوله لمدة طوٌلة ,حٌث ٌكون المعتمل ٌعانً من
الجوع ,وٌموم المحمك بتناول أشهى المؤكوالت أمامه ,بطرٌمة استفزازٌة ,وٌبدأ بمساومته ممابل االعتراؾ ٌمكن
تمدٌم الطعام له ومواجهة كل تلن األمور ,و تكون بعدم سماع ما ٌموله المحمك ,وان ٌبٌن له أن كل هذه االؼراءات
ال تإثر به .وٌجب على الم عتمل أن ٌؤخذ مولفا من تماسم الطعام مع العدو ,بؤي شكل من األشكال .كما وٌجب علٌه
أن ٌؽض البصر عن كل االؼراءات واإلٌحاءات الجنسٌة ,التً ٌحالون عرضها علٌه ,وٌجب عدم التفكٌر بهذا
األمر إذا جاء لذهنه ,وعلٌه ان ٌطرده ,وٌفكر فً لضاٌا أخرى وبؤسالٌب تواجه هذا التحمٌك ,وكٌفٌة الصمود
والخروج منتصرا.
.6تركٌبة الزنزانة ولونها وحجمهاٌ :وضع المعتمل اثناء التحمٌك ,فً زنزانة ذات لون رمادي لاتم جدا ,وتكون
حٌطانها ذات نتوءات كبٌرة جدة ,بحٌث ال ٌستطٌع جسم المعتمل االرتكاز علٌها ,كما وٌكون حجم الزنزانة صؽٌرة
جدا ,وداخلها ٌكون مرح اض ,وتظهر الزنزانة وكؤنها مرحاض ,حٌث هً مكان للنوم والطعام والمشً
والمرحاض فً آن واحد .وهذه الزنازٌن تستخدم اثناء انتظار المعتمل لجوالت التحمٌك التً ال تنتهً .والهدؾ من
اللون الماتم ,مع اإلضاءة الخافتة ,ووجود المرحاض المكشوؾ ,لمكان النوم والطعام ,هو دفع المعتمل للشعور
بوضع نفسً سًء ,والتؤ ثٌر على استمراره الذهنً والعصبً .وهنا ال بد أن نذكر أن هذا الشكل من الزنازٌن,
بالرؼم من وحشٌته وعدم صبلحٌته لبنً البشر ,لم ٌتوفر إال فً السنوات األخٌرة ,حٌث كانت الزنازٌن فً السابك
أسوأ بكثٌر مما علٌه اآلن ,حٌث الحشرات والف بران تتماسم الزنزانة مع المعتمل والمذارة منتشرة فً كل مكان,
وبالرؼم من وحشٌة هذه الزنازٌن الٌوم ,إال أنها تعتبر محسنة نوعا ما ,ممارنة بما كان سابما ,ولم ٌؤتً ذلن
التحسٌن البسٌط من حسن نواٌا من المخابرات ,وإنما من خبلل نضال المعتملٌن ,والمإسسات التً تعنى بشإونهم.
.7استخدام العمبلء لئلزعاج والتخوٌؾ :بعد ساعات أو اٌام من التحمٌك الطوٌلٌ ,تم نمل المعتمل الى زنزانة ,وفً
العادة ٌكون بانتظاره فٌها أسلوب جدٌد من التعذٌب ,وهو ازعاج وتخوٌؾ وتهبٌط الهمم والعزٌمة ,وذلن من خبلل
عمبلء العدو الذٌن ٌموم بنشرهم فً زنازٌن التحمٌك .فالمعروؾ أنه بعد أٌام طوٌلة من التحمٌك المكثؾ ,وعدم
النوم ,وما ٌحتاجه المعتمل هو الراحة والهدوء والنوم ,من أجل مواجهة الجوالت المادمة من التحمٌك ,ولكن ال
ٌستطٌع المعتمل أن ٌتمتع بذلن ,حٌث ٌنتظره فً الزنزانة عمٌل تكون مهمته منعه من النوم ,من خبلل فتح أحادٌث
ال تنتهً ,وتوجٌه وابل من األسبلة ,وإشعاره بحاجته للمعتمل من أجل إرشاده وتوجٌهه المواجهة المحممٌن ,وهنان
نوع آخر من العمبلء الذي ٌلعب دور المجرب والعارؾ وذو الخبرة فً التحمٌك وأسالٌبه ,ومن خبلل ذلن ٌموم
بتعظٌم دور العدو وإمكانٌاته وخبرته ولدرته على جمع المعلومات ,وعدم المدرة على الصمود أمامه ,وبهذا ٌكون
دوره هو تخوٌؾ وتهبٌط العزٌمة لؤلسٌر ,وٌجعله فً وضع نفسً ال ٌحسد علٌه .ومواجهة ذلن ٌكون من خبلل
إهمال كل من ٌوجد فً الزنزانة ,والطلب بؤن ال ٌزعجه أحد ,وال ٌرٌد أن ٌتحدث بؤي شًء ,وٌرٌح جسده,
وٌفضل عدم التعاطً مع أي أحد موجود فً الزنزانة ,سواء من المعتملٌن العادٌٌن او العمبلء وعدم الحدٌث إال فً
إطار المضاٌا العامة ,وعدم إجهاد نفسه فً البحث ,إذا كان الموجود فً الزنزانة عمٌل أم ال ,وفمط علٌه التزام
الصمت و عدم الحدٌث فً أي شًء ٌخص لضٌته.
.8مراكز التحمٌك الؽامضة :كؤسلوب للضؽط النفسً ٌموم جهاز "الشابان" بنشر شابعات ,وهالة كبٌرة ,حول وحشٌة
بعض مراكز التحمٌك ,وٌكون ذلن إما داخل الزنازٌن ,او فً الخارج ,من خبلل العمبلء ,أو من خبلل مبالؽة
بعض المعتملٌن المحررٌن .وهذا األمر ٌجعل لدى المعتمل فكرة مسبمة ,ولٌست بالضرورة صحٌحة ,حول وحشٌة
تلن المراكز ,وٌكون لدٌه خوؾ شدٌد ,من أن ٌتم نمله إلٌها ,حٌث ٌعتمد أن نهاٌة حٌاته ستكون داخل تلن المراكز,
او لن ٌخرج منها اال بعاهة دابمة ,وهذا ما ٌشكل ضؽطا نفسٌا كبٌرا على المعتمل لبل انتماله لهذه المراكز ,وحتى
اثناء نمله ,سٌبمى ٌنتظر التحمٌك والتعذٌب الماسً والوحشٌة المنتظرة ,التً سمع عنها لبل وصوله ,وهذا ما ٌجعله
خابفا وضعٌفا أمام محممٌه بشكل دابم .وفً حمٌمة األمر ,أن كل مراكز التحمٌك واحدة ,وكل اسالٌب التحمٌك
واحدة ,وما ٌمال وٌشاع وٌهول هو من باب المبالؽة فمط ال ؼٌر ,ولٌس هنان مراكز تحمٌك صعبة ولاسٌة,
ومراكز سهلة وخفٌفة .كما وٌتم استخدام أماكن ؼٌر معروفة للتحمٌك ,وتحت عنوان أماكن سرٌة أو عسكرٌة ,من
أجل الضؽط على المعتمل ,حٌث تكون التهدٌدات تحت عنوان المتل والتعذٌب الماسً والوضع فً ظروؾ مرعبة,
وهذا األسلوب من التهدٌد ,استخدم فً انتفاضة األلصى ,وخاصة مع المعتملٌن المطلوبٌن ,الذٌن تم اعتمالهم فً
أماكن بعٌدة عن أماكن سكناهم ,وبعدم معرفة أحد عنهم .و من معرفتنا ,ووعٌنا وتجربتنا نإكد ,أن كل مراكز
التحمٌك وأسالٌب التحمٌك والتهدٌدات ,هً فمط من أجل التخوٌؾ ,وأن الصمود ٌحتاج فمط إلرادة لوٌة ,والسٌطرة
على الخوؾ ,والمعرفة بؤسالٌب التحمٌك المختلفة.
20
اعزخذاَ األصٛاد اٌصبخجخ ِٓ :أعً خٍك ؽبٌخ ِٓ االصػبط ٚاٌزٛرش اٌذائُ ٌذ ٜاٌّؼزمً٠ ,م َٛاٌّؾمم ْٛثبعزخذاَ .9
اٌّٛع١م ٝاٌصبخجخ ,فِ ٟشاوض اٌزؾم١كٌٚ ,غبػبد غٍ٠ٛخٚ ,ثذ ْٚأمطبعٚ ,ثصٛد ِشرفغ عذا ,ؽ١ش ٛ٠ظغ
اٌّؼزمً ف ٟدٚاِخ ال ٠غزط١غ ِؼٙب اٌزفى١ش ا ٚاٌزشو١ضٚ ,ثبٌزبٌ٠ ٟفمذ رٛاصٔٗ ,وّب ٚرّٕؼٗ ٘زٖ األصٛاد ِٓ إٌ,َٛ
اٌز٠ ٞى ْٛثؾبعخ إٌ ٗ١ث ٓ١عٛالد اٌزؾم١ك.
اػزشافبد أصذلبء ٚسفبق اٌّؼزمً :أصٕبء اٌزؾم١كٕ٘ ,بن ِٓ ٠مذَ االػزشافبد اٌغش٠ؼخٚ ,آخش ٠أخز ٚلزبٚ ,صبٌش ال .10
٠مذَ أ ٞاػزشافٚ ,ثٙزا ٠زُ اعزخذاَ اٌّؼزمٍ ٓ١اٌز٠ ٓ٠مذِ ْٛاػزشافبد ِجىشح ,وؼبًِ ظغػ على بالً اعضاء
المجموعة ,وٌكون ذلن من خبلل حدٌث المحمك عن زمٌلهم ,بعد اعترافه ,وأنه أصبح ٌعٌش حٌاة مستمرة ,ولد
تخلص من العذاب الذي ٌعٌشه زمبلإه ,وال ٌكتفً المحمك فمط بالحدٌث ,فؤحٌانا ٌموم بعرض صور او افبلم
فٌدٌو ,تبٌن اعترافات المعتمل ,وتبٌن حٌاته داخل السجن وهو ٌلهو ومبسوط ,وهذا العرض ٌستؽل للضؽط على
بالً المعتملٌن ؼٌر المعترفٌن .ولكً ٌكون التؤثٌر أكبرٌ ,موم المحمك بسرد أمثال عربٌة مثل "مبة عٌن تبكً وال
عٌن أمً تبكً" أو "من ٌضرب بالعصً مش مثل إلً بعدها" ...الخ وهذا من أجل أن ٌكون التؤثٌر النفسً أكبر
على المعتمل الذي لم ٌعترؾ بعد .كما وٌمول له :إن صدٌمه المعترؾ لد درس موضوع االعتراؾ وحسب أٌن
الربح وأٌن الخسارة ,ووصل إلى استنتاج ,أن االعتراؾ هو الذي ٌخلصه من هذا الوضع ,و على المعتمل ؼٌر
المعترؾ أن ٌعمل مثل صدٌمه ,وٌذهب لٌرتاح مثلما عمل صدٌمه .وال شن أن المعتملٌن ,الذٌن ٌعرض علٌهم
اعترافات أصدلابهم ورفالهم فً السبلح ,كان لها ولع كبٌر علٌهم ,وترن أثار علٌهم ,وهنان معتملون أدى ذلن بهم
إلى تمدٌم اعترافات ,وخاصة إذا كان الشخص المعترؾ لبلهم هو المسإول او لابد المجموعة .ومواجهة ذلن تتم
من خبلل رفض التعاطً مع المحممٌن ,وعدم الموافمة على لماء أي معتمل ,ومواجهته ,حتى لو تؤكد انه اعترؾ,
وان ٌرفض أن ٌرى أي صور او اشرطة فٌدٌو ,تبٌن اعتراؾ صدٌمه ,وٌجب أن ٌمنع نفسه أن ظروفه تختلؾ عن
ظروؾ من اعترؾ ,وأن ال ٌعترؾ ,بؽض النظر عن مولع رفٌمه ,الذي لدم االعتراؾ .كما ٌجب أن ٌعً
المعتمل ,أنه أحٌانا كثٌرةٌ ,تم تمدٌم معلومات خاطبة وؼٌر صحٌحة ,وان هنان صورة وأشرطة فٌدٌو مفبركة
وؼٌر حمٌمٌة ,وعلٌه أن ٌكون حذرا ,وان ال ٌصدق ما ٌموله المحمك.
الشتم بؤلفاظ بذٌبة ونابٌة :تطول األم وا ألخت وكل ما األلارب باإلضافة الى البصك على المعتمل ومواجهة ذلن .11
ٌكون بالرد على كل شتٌمة بمثلها ,أو تجاهلها ,كونها صادرة عن عدو حالد ومتؽطرسٌ ,فتمد لؤلخبلق والمٌم
اإلنسانٌة.
استؽبلل الدخان :كؤسلوب للضؽط على المعتمل حٌث ٌتم مساومة المعتمل المدمن على التدخٌن ,وإؼرابه بسجابر .12
ممابل االعتراؾ .والمعتمل ؼٌر المدخن ٌتم مضاٌمته من خبلل التدخٌن بوجهه ,وفً ؼرفة التحمٌك ,أو وضع عدد
من المدخنٌن فً زنزانته
منع المعتمل من التنفس :من خبلل خلمه لمدة دلٌمة أو أكثر األمر الذي ٌشعر المعتمل ,أنه وصل إلى درجة الموت, .13
ومواجهة ذلن ت كون بالصراخ والحركة وتهدٌد المحمك ,ومحاولة ضربه إذا تمكن من ذلن.
النوم فً المرحاض :حٌث ٌتم وضع المعتمل فً المرحاض ,الذي ال تصل مساحته ألكثر من متر مربع ,لعدة أٌام .14
فً اللٌل والنهار ,األمر الذي ٌستهدؾ ترن أثرا نفسٌة على المعتمل ,وٌستهدؾ إذالله والضؽط علٌه ,ومواجهة
ذلن تكون الدق على باب المرحاض ,بشكل مستمر ,حتى ٌتم إخراج المعتمل منه.
المنع من الصبلة وعدم إببلغ المعتمل بمواعٌد الصبلة ,لمنعه من ممارسة شعابره الدٌنٌة ,وإشعاره أن أمره أصبح .15
معلك بٌد المحمك ,ولٌس له سٌطرة على ذاته ,حتى ولو فً إطار المٌام بواجبه الدٌنً اتجاه خالمه.
استهداف الجانب المعنوي لدى المعتمل:
تبهٌت دور المعتمل الوطنً أو تعظٌمه وتضخٌمه :كل مناضل فلسطٌنً لدٌه لناعات تامة وأكٌدة بعدالة لضٌته, .1
وبحموق شعبه فً العٌش بحرٌة وكرامة ,ولهذا ٌنذر نفسه للعمل على تحمٌك العدل وإرجاع الحموق ,من خبلل
االنتماء للعمل الوطنً والفصابل المختلفة ومماومة االحتبلل ,وهذه لضٌة بدٌهٌة لدى كل مناضل .وبالرؼم من ذلن
ٌحاول الع دو من خبلل جهاز "الشابان" ,ومحممٌه ,تبهٌت هذا الدور ,واالنتماص منه ,والتندر علٌه ,واالستهزاء
به ,وٌكون ذلن من خبلل حدٌث المحمك :أن دور المعتمل او المناضل لم ٌحمك أي شًء لنفسه أو لشعبه ,وما ٌموم
به هو شًء تافه ,ال ٌمدم أو ٌإخر لمضٌته وشعبه .كما وٌبٌن المحمك للمعتمل أن العالم كله ٌمؾ الى جانب
اسرابٌل ,وال ٌمكن لنضال الفلسطٌنٌٌن البدابً والمحدود وإمكانٌاتهم المتواضعة أن تهزم دولة إسرابٌل النووٌة
والمحمٌة والمدعومة من أمرٌكا سٌدة العالم ,وبالتالً فبل ٌستفٌد المناضل الفلسطٌنً شٌبا سوى فناء عمره فً
السجون ,وٌذهب كل عمله هباء منثور وال لٌمة له .والهدؾ من كل ذلن هو تهبٌط العزابم وضرب المعنوٌات,
ووضع المعتمل فً أجواء أن كل عمله النضالً السابك والمستمبلً ,هو عمل عبثً ,ولن ٌمدم أو ٌإخر ,ولن ٌإثر
على دولة إسرابٌل .فالمعتمل الموجود فً أجواء صعبة وموحشة ,وٌتعرض لكل أسالٌب التعذٌب هذه ,ولدراته
21
محدودة ,لد ٌتؤثر بهذا الحدٌث .ومواجهة ذلن تكون بعدم الرد على المحمك ,وان ال ٌنالشه على الرؼم من لناعتنا
ان المعارن البطولٌة التً خاضعها شعبنا ,وحمك بها نتابج ,مثل االنتفاضة األولى ,بالرؼم من بساطة األسلحة
المستخدمة بها وهو الحجر ,وٌذكره بمعادلة توازن الرعب التً أوجدتها االنتفاضة الثانٌة ,والتً تملص فٌها عدد
الشهداء بالنسبة للمتلى اإلسرابٌلٌٌن بنسبة .1-3وبالرؼم أنه محتل ؼاصب ومجرم ,وكل ما ٌموم به المحتل
مخالؾ للمانون وللشرابع السماوٌة والدٌنٌة ,وأن كل احتبلل مهما عظم ولوي وتجبر وارتكب من مجازر ,مصٌره
الى الزوال ,وأن الشعوب المحتلة مصٌرها الحرٌة واالستمبلل ,طال الزمان أم لصر .ولد ٌتم استخدام اسلوب
اخر ,وهو تعظٌم وتضخٌم دور المعتمل ,حٌث ٌمول له المحمك أنن مسإول ومإمن بعدالة لضٌتن ,إذا علٌن أن ال
تخجل من ذلن وأن تتفاخر به ,وال تخجل مما تفعل ,وعلٌن أن تدافع عن عملن ,وإال فبل تستحك أن تكون
مناضبل ومماتبل من أجل حرٌة شعبن .ومواجهة ذلن ٌكون بعدم التجاوب مع هذا الحدٌث ,وعدم التفكٌر به نهابٌا,
ألن الهدؾ من ذلن هو االستفزاز وبالتالً تمدٌم االعتراؾ.
.2تبٌان لوة العدو الصهٌونً وممارنتها بموة الشعب الفلسطٌنً :العدو الصهٌونً فً السنوات السبعٌن من عمر
كٌانه ,بنً دولة لوٌة ,وتملن ترسانة عسكرٌة لوٌة ,وأصبحت من الموى األولى فً العالم ,من حٌث التجهٌزات
العسكرٌة واألمنٌة ,إضافة لكونها لوة التصادٌة .وكل هذه االمتٌازات والمدراتٌ ,تم استخدامها فً مراكز
التحمٌك ,حٌث ٌمدم المحمك شرح وافً عن كل تلن اإلنجازات والمدرات ,والتطور والتمدم المستمر ,وٌبٌن للمعتمل
کم هً دولة لوٌة ومدعومة من العالم أجمع .وٌبدأ المحمك ممارنة ذلن مع الثورة الفلسطٌنٌة والسلطة فً السنوات
األخٌرة ,التً ال تملن شٌبا وال ٌوجد لدٌها سبلح او جٌش او التصاد مستمل او دعم دولً ,كما إلسرابٌل .والهدؾ
من وراء ذلن ,هو ضرب الروح المعنوٌة لدى المعتمل ,وتشكٌكه بإمكانٌة هزٌمة اسرابٌل الموٌة ,وٌحاول ان ٌمنع
المعتمل ,آن النضال الفلسطٌنً ,والشعب كله ال ٌستطٌع ان ٌخرج اسرابٌل من أي مدٌنة أو لرٌة او مخٌم ,ومن
األراضً المحتلة ,اذا كانت اسرابٌل ال ترٌد ذلن ,وبهذا ٌحاول أن ٌرسخ فً ذهن المعتمل ,أن اسرابٌل هً من
تحدد الحل ,وهً من تملن خطوط اللعبة ,والمادرة على منع وإعطاء الفلسطٌنٌٌن الدول ,ولٌس نضالهم ومماومتهم
من ٌحدد ذلن .كما وٌحاول المحمك الناع المعتمل أنه سٌمضً بالً سنوات عمره فً السجون ,ولن ٌجد من ٌمؾ
بجانبه ,وٌحاول العمل على اإلفراج عنه ,إال إذا أرادت إسرابٌل ذلن .ولٌإكد المحمك ذلن ٌبدأ بسرد أسماء
المعتملٌن الذٌن مضى على وجودهم سنوات طوٌلة داخل السجون ,وٌعرض أمام المعتمل عملٌات فدابٌة فاشلة,
وتؤثٌرها المحدود على إسرابٌل ,وبالممابل أثارها السلبٌة الكبٌرة على الشعب الفلسطٌنً ,ولد ٌحمل المماومة
الفلسطٌنٌة المسإولٌة عن هذه العملٌاتٌ ,مول للمعتمل لوال هذه العملٌات لمامت الدولة الفلسطٌنٌة .ومواجهة كل
ذلنٌ ,كون من خبلل عدم منالشته واهماله ,رؼم أن إمكانٌاتنا صحٌح متواضعة وبسٌطة ,ولكنها أبمت الشعب
الفلسطٌنً صامدا وٌواجه دولة العدو ألكثر من سبعٌن عاما ,وستبمى المماومة تواجه االحتبلل حتى ٌرحل
المحتلون عن أرضنا كما ولد ٌستخدم المحمك أحٌانا فساد بعض الشخصٌات الفلسطٌنٌة ,ونمط حٌاة بعض لٌادات
الفصابل ,وبعض لٌادات السلطة ,وٌبٌن أن اهتمامهم فمط فً مصالحهم ولٌس فً مصلحة الشعب ,من أجل هز
الروح المعنوٌة ,لدى بعض المماتلٌن ,الرد ٌكون ,بعدم سماع هذا الحدٌث ,وعدم االهتمام به ,ألن الهدؾ منه هو
اإلحباط والٌؤس لدى المعتمل.
.3الممارنة بٌن المحمك والمعتمل :بعد ان ٌموم المحمك بدراسة شخصٌة بدراسة شخصٌة المعتمل وتحدٌد إمكانٌاته
الفكرٌة وخبراته ,والتعرؾ على جوانب حٌاتهٌ ,موم المحمك بتحدٌد استراتٌجٌة للتعامل معه ,وأسلوب التحمٌك
المناسب ,فإذا كان المعتمل بسٌط وذا تجارب متواضعة فً الحٌاة ,فٌتم الحدٌث معه حول جوانب الضعؾ فً
حٌاته ,وذلن من أجل تشتٌت أفكاره ,وحصرها بالتفكٌر بذاته ,وكٌفٌة الخروج من المؤزق الموجود به فً زنازٌن
التحمٌك .وإذا شعر المحمك بؤن هذا األسلوب ٌحمك نتابج وٌإثر فً المعتمل ,فٌؤخذ المحمك بالتوؼل أكثر ,من خبلل
حدٌث المحمك عن نفسه وعن حٌاته الخاصة ,وكم هو ٌعٌش فً سعادة مع عابلته أو صدٌمته وفً عمله ,وٌؤخذ
باالتصال بصدٌمته أمام المعتمل ,وٌ شعر المعتمل كم هو مبسوط ,وٌبدأ الحدٌث والممارنة بٌنه وبٌن المعتمل
الموجود فً التحمٌك ,تحت ظروؾ لاسٌة وصعبة ,وكم هً حٌاة الزنازٌن المذرة واأللم المستمر والبعد عن العابلة
واألطفال صعب ,كما ٌمكن أن ٌظهر للمعتمل بعض األخطاء ,التً لام بها فً حٌاته ,وٌموم المحمك بالتلمٌح
والتصرٌح ,أن خبلص المعتمل من كل هذا الوضع هو باالعتراؾ ,من أجل العودة الى الحٌاة الطبٌعٌة,
واالعتراؾ ٌكون فً لضاٌا صؽٌرة ,بحٌث ال تضر المعتمل ,او أحد اصدلابه .وبعد اإلدالء بها سٌتم االفراج عنه.
وإذا ما صدق المعتمل هذه األكاذٌب ولدم أٌة معلومة ,بؽض النظر عن حجمها أو تؤثٌرها ,فهذا سٌجر علٌه ضؽطا
أكبر .وٌهدؾ المحمك من وراء هذا األسلوب دفع المعتمل إلى التفكٌر والعٌش مع حٌاته خارج الزنازٌن ,وإذا
وصل المعتمل إلى درجة التفكٌر بذلن ,سٌطر علٌه هذا االتجاه من التفكٌر ,والشوق لعابلته ,وممارنة ما ٌحصل
معه ,عندها فمط لد ٌإثر ذلن على معنوٌاته ,ولهذا ٌجب أن ٌركز المعتمل على ما ٌحدث معه داخل الزنازٌن,
22
وآلٌات مواجهة هذه الظروؾ الصعبة ,وكٌؾ سٌخرج منتصرا على جبلدٌه ,أن ال ٌمارن نفسه بالجبلد ,وعلٌه أن
ٌتناسى كل ما ٌموله المحمك ,وٌجب أن ٌعرؾ أن حدٌث المحمك هذا ,هو أسلوب من أسالٌب التحمٌكٌ ,هدؾ لهز
لناعة المعتمل وصموده وإصراره على المواجهة.
.4تشتٌت األفكار :تمؾ مجموعة من المحممٌن أمام المعتمل وكل واحد منهم ٌبدأ بسإال مختلؾ عن اآلخر ,والهدؾ
هو تشتٌت أفكار المعتمل وإرهاله وشل تفكٌره ,وبالتالً إضعافه ودفعه لبلعتراؾ .وٌتبدل المحممون كل بضع
ساعات على المعتمل لبلبلته وإرباكه والتؤثٌر على وضعه النفسً والجسدي .مع أن هذا األسلوب ٌبدو فً الظاهر
أنه أسهل ,لكنه على أرض الوالع ,ولمن ٌجربه ,من أصعب وسابل التحمٌك ,خاصة إذا كانت األسبلة مكثفة
وسرٌعة ,وتستمر لساعات طوٌلة ,ولمواجهة هذا األ سلوب ,على المعتمل أن ٌحافظ على صمته ,وال ٌرد على تلن
األسبلة ,وٌجب أن ٌشؽل تفكٌره فً لضاٌا خارج إطار ؼرفة التحمٌك ,وأن ٌرد على بعض األسبلة ,التً تكون
بعٌدة عن اإلدالء بؤي معلومات حول المضٌة .وإذا ما تصرؾ بهذا الشكل ,فسٌإدي ذلن إلى انسحاب المحممٌن,
بعد أن ٌكونوا لد فمدوا األمل ,والتنعوا أن هذا األسلوب ؼٌر مجدي ولن ٌؤتً بالنتٌجة المرجوة منه.
.5أسلوب المحمك الطٌب والشرٌر :هذا األسلوب شابع بٌن أوساط المحممٌن فً كل مكان ,حٌث ٌجري عملٌات
التحمٌك محممان ,وٌبدو أحدهما أثناء التحمٌك مجرما ولاسٌا ,وال ٌعرؾ الرحمة ,فً حٌن ٌبدو الثانً مهذب
ولطٌؾ ,متحلٌا بالصبر وٌموم دابما بولؾ عملٌات التعذٌب ,وٌعطً انطباعا بؤنه ٌرؼب فً الدفاع عن المعتمل,
وعندما ٌموم األول بتوجٌه اإلهانات والضربٌ ,سارع األخر للمول له تولؾ عن ممارسة البربرٌة ,وتعامل مع
المعتمل كإنسان ,وٌنصح المعتمل االعترا ؾ لكً ٌجنب نفسه اإلهانات والتعذٌب ,وهكذا ,حٌث عندما ٌدخل المحمك
الطٌب إلى ؼرفة التحمٌك ٌشعر المعتمل باالرتٌاح ,وعندما ٌدخل المحمك الشرٌر ٌشعر بالخوؾ ,والجدٌر بالذكر
أن أدوار المحممٌن ٌمكن أن تتؽٌر وتتبدل فالمحمك الطٌب مع معتمل ماٌ ,مكن أن ٌتحول إلى شرٌر مع معتمل آخر.
كما أن بممدور كل معتمل أن ٌماوم هذه الطرٌمة ,من خبلل استفزاز المحمك الطٌب ,وبذلن ٌتحول الى شرٌر,
وبهذا ٌحرم المحمك من استخدام هذا األسلوب معه ,واالستفادة بالراحة للٌبل مع المحمك الطٌب دون أن ٌنخدع به.
.6أسلوب المعرفة الكاملةٌ :عمل المحمك دابما ع لى التملٌل من شؤن وأهمٌة المعلومات ,التً ٌدلً بها المعتمل,
بدعوى أنه ال ٌهتم بؤن ٌعترؾ أو ال ٌعترؾ ألنه ٌعرؾ كل شًء ,وما ٌرٌد معرفته فمط ,هو األسباب التً حدت
به للمٌام بؤعمال المماومة ,ونشاطه فً المنظمات المختلفة ,وعندما ٌتمكن المعتمل من السٌطرة على نفسه وٌعرؾ
الهدؾ من وراء هذه التمثٌلٌة من لبل المحمكٌ ,تخلى المحمك عن استخدام هذا األعٍٛة.
العصافير:
تحتفظ المخابرات بعدد من العمبلء فً مراكز التحمٌك المختلفة ,وتستخدمهم فً الزنازٌن ,اثناء فترة التحمٌك مع
المعتملٌن ,حٌث من الصعب تمٌٌز المعتمل داخل الزنزانة ,إن كان عمٌبل أو مناضبل وٌموم هذا العمٌل بمهمة إثارة
الحدٌث والكبلم لسحب اللسان وٌعتمد المعتمل أن هذا العمٌل أحد زمبلبه المعتملٌن فٌبادله الحدٌث وٌخبره عن
مجرى التحمٌك معه ,وتكون المخابرات فً التحمٌك لد أبلؽت العمٌل بتفاصٌل عن المعتمل الذي سٌلتمً به فً
الزنزانة ,وٌ طلب منه أن ٌحادثه ,وربما أحٌانا ٌفاجبه ببعض المعلومات ,واحٌانا تكون مهمته إحباط المعتمل
وإدخال الٌؤس إلى للبه وعمله ,وفً أحٌان أخرى ٌموم العمٌل بتزوٌد المعتمل بمعلومات خاطبة أو تفاصٌل عن
حٌاته اجل تعزٌز الثمة بٌنهما ,ولد ٌدفعه العمٌل لبلعتراؾ من خبلل إلناعه أن هذا أمر عادٌا ,وانه ال طابل من
الصمود ,وانه سٌتعذب ,وفً النهاٌة سٌجبرونه على االعتراؾ .وبالطبع ٌموم العمٌل بدور المناضل الصلب
الصامد منذ مابة ٌوم فً التحمٌك ,وانه المتهم فً عملٌة كبٌرة ,وٌروي تفاصٌل عنها بشكل دلٌك وعن المجموعة,
وتك ون معلومات صحٌحة أحٌانا ٌفترض العمٌل أن المعتمل ٌعرفها ,ما ٌدفعه للتصدٌك ومنح الثمة لهذا العمٌل,
وٌبدأ بالحدٌث معه فً تفاصٌل لضٌته .وأحٌانا ٌعمد العمٌل للتعامل مع المعتمل فً الزنزانة باعتبار انه ال ٌثك به
وانه ٌشن فٌه باعتباره عمٌبل ,حتى ٌدلً بمعلومات للتصدٌك أنه مناضل حمٌمً وبطل .بعض هإالء العمبلء ٌعمل
ألٌام او اسبوع او شهور متواصلة ,وٌخرج للخارج فً عمل أو لبٌته ,وبعضهم ٌتم إحضاره من لسم العمبلء فً
أحد السجون لتنفٌذ مهمة محددة ثم ٌعود .وربما من أخطر العمبلء من ٌتم تجنٌده للتو ومعروؾ لدى زمبلبه فً
المجموعة انه أحد أفرادها األبطال ,وٌبدأ بممارسة مهماته كعمٌل جدٌد مع أفراد مجموعته ومع أفراد ٌثموا به إلى
أن ٌتم اكتشافه ,حٌث ٌكون لد حصل على الكثٌر من المعلومات ,التً ٌعنً ثمنها سنوات طوٌلة ومعاناة وعذابات
فً السجون .ومن المعروؾ ,أن العمبلء فً الزنازٌن ٌنتحلون أسماء مختلفة لمناضلٌن معروفٌن باالسم ,ولكن ال
ٌعرفهم المعتمل بالشكل ,فٌمدم العمٌل نفسه ,على انه فبلن المٌادي المعروؾ فً كتابب المماومة المعروفة ,أو من
األجنحة العسكرٌة ,او هذا الفصٌل أو ذان ,حٌث أن المعتمل وعندما ٌسمع باسم معروؾ وطنٌة ٌرتاح له وٌحدثه
وٌستشٌره بشؤن التحمٌك معه ,وماذا ٌرٌد منه ضابط المخابرات ,وأنه لن ٌعترؾ عن كذا وكذا وبهذا ٌكون لد
23
اعترؾ .وفً معظم األحٌان ,فإن العمبلء فً الزنازٌن ٌحملون مٌكرفون مفتوح ٌسمع من خبلله المحمك فً ؼرفة
التحمٌك كافة تفاصٌل الحدٌث ,الذي ٌجرٌه العمٌل مع المعتمل ,او ٌحمل جهاز تسجٌل ,وفً بعض الحاالت فإن
مهمة العمٌل تكون الحصول على معلومات ,بل التعرؾ على شخصٌة المعتمل ,خاصة إذا كان مؽلمة وال ٌتحدث
لدى المخابرات ,فٌطلبوا من العمٌل محادثته فً الزنزانة للتعرؾ على شخصٌته ومدى لناعته بالعمل الوطنً او
االنتماء ,وما إذا كان ٌعانً من مشاكل محددة .وبطبٌعة الحال من الصعب بل من المستحٌل أحٌانا التعرؾ على
شخصٌة العمٌل فً الزنازٌن فهو فً حالة ٌرثى لها كما المعتمل وٌنام فً زنزانة وٌستدعى للتحمٌك ساعات طوٌلة
صورٌة ,وٌعود الى زنزانته مدعٌا أنه متعب جدا وٌرٌد استؽبلل الولت للنوم ,وٌنام فعبل ولكن لٌس لبل أن ٌإدي
الصبلة التً "ضاعت علٌه فً التحمٌك الصعب ,واحٌانا ٌمرأ ما ٌحفظه من آٌات الذكر الحكٌم إلكمال الصورة
الزابفة .وأحٌانا ٌمضً عدة أٌام ال ٌتحدث وٌمدم للمعتمل نصابح بؤن ال ٌكثر من الحدٌث مع أحد ,وبؤن علٌه
الصمود ,وأن األمر لٌس صعبا وأنها ستفرج ,وأن علٌه أن ٌنام ما ٌكفً لمساعدته على الصمود ,ثم ٌمول له إنه
على استعداد لمساعدته اذا اراد ام ٌوصل أي شًء لعابلته او االصدلاء وزمبلبه المطاردٌن ,او ألي شخص فً
الخارج ,وذلن من خبلل زٌارة المحامً الذي سٌحضر لزٌارته ,حٌث ٌستطٌع إرسال ما ٌرٌد ,وإذا أراد أن ٌكتب
رسالة فٌمكن إٌصالها .إن مهمة التمٌٌز بٌن العمٌل والمناضل فً الزنازٌن تكاد تكون مستحٌلة ,ولذلن فإن الحل
االمثل ٌتجاوز الجهد المبذول فً التفكٌر باألمر ,إذا كان الموجود عمٌبل او ال هو أن ال ٌتحدث المعتمل المناضل
مع احد عن أي معلومات تخص لضٌته ,سواء ما اعترؾ به زمبلبه ,أو لم ٌعترؾ به ,وعلٌه أن ٌفترض ان كل
من فً الزنازٌن لٌس موثوق بهم ,بما فً ذلن زمبلبه الذي اعتمل معهم ,وان ال ٌثرثر أو ٌفرط فً أي معلومة
مهما كانت تافهة أو بسٌطة أو ثانوٌة ,وان ٌلزم الصمت ,وعدم الحدٌث كلٌا عن المضٌة التً ٌتم التحمٌك بها ,وان
ٌتحدث بؤمور أخرى ,وٌستطٌع من خبلل هذا الحدٌث ,أن ٌبٌن للمحممٌن شخصٌة ؼٌر شخصٌته ,أي ٌمكن
التمثٌل ,وبذلن تشوٌش المحممٌن من خبلل المعلومات المؽلوطة التً تصلهم من عمبلبهم فً زنازٌن التحمٌك ان
العمبلء فً زنازٌن التحمٌك ٌحفظون لصص تفصٌلٌة ,ولدٌهم لدرة هابلة على االلناع وعلى دفع المعتمل للحدٌث,
وهذا بفعل التدرٌب الذي تلموه وخبرة سنوات لدى بعضهم فً نفس المكان ونفس المهمة ,وبفعل اإلشراؾ المباشر
من لبل ضابط المخابرات.
إن التذاكً من أي معتمل ,واالفتراض أن لدٌه لدرة على التمٌٌز سٌإدي به إلى الكارثة ,إن علٌه الصمت المطلك
والمطبك ,وان ال ٌتحدث عن لضٌته .إن األشكال واألدوار التً ٌموم بها العمبلء ال حصر لها ,وكلما اكتشؾ لون
او شكل استحدثوا الجدٌد ,ولذلن فإن عدم الحدٌث وعدم اإلدالء بمعلومات ألي كان فً الزنازٌن ,هو الحل األمثل
بل الوحٌد للنجاة من الولوع فً كارثة االعتراؾ وجلب الوٌبلت على النفس وعلى اآلخرٌن .بالتؤكٌد ,العمبلء
ٌمدمون أنفسهم حسب الحاجة ,وحسب المعتمل أمامهم ,والمهمة المكلؾ بها ,حٌث ٌمول إنه من حركة فتح ,وآخر
من حماس ,وثالث من الجهاد ,ورابع من الشعبٌة وذلن حسب الخطة التً ٌضعها ضابط المخابرات
24
او الى االعتمال اإلداري ,اذا لم ٌكن هنان أحد لد اعترؾ علٌه ,وبعد هذه االجراءات ٌكون المعتمل على ثمة أنه سٌذهب
الى السجن ,الذي سمع عنه طوٌبل ,إذا كانت هذه تجربته األولى ,وسمع عن الحركة األسٌرة وتضحٌاتها وعن التنظٌم فً
السجون ,وما أشٌع عنها بؤنها مدارس ثورٌة وما الى ذلن ..وعندما ٌصل إلى لسم العار "العمبلء" ٌتم استمباله بحرارة
شدٌدة ,ال ٌجدها أصبل فً السجون العادٌة ,وٌتم تمدٌم المبلبس النظٌفة ,وٌؤخذ حمام ساخنا ,وٌمدم له وجبة طعام ساخنة
وجٌدة ,بعد أن كان ٌتضور جوعا فً الزنازٌن ,وٌشتهً الطعام أو أن ٌذوق طعم الشبع وٌشرب الشاي والمهوة
والعصابر ,وٌعوض كل ما فمده طوال فترة التحمٌك فً الزنازٌن ,ثم ٌمدمون له أنفسهم أحٌانا بؤسماء ,معظمها كاذبة,
وبعضها ألسماء ٌعتمدون أن المعتمل الضٌؾ ٌعرفها وٌسمع عنها وال ٌشن فٌها أبدا ,ثم ٌدعونه لتؤدٌة الصبلة الجماعٌة,
إذا مان من حماس والجهاد او فتح ,وٌطلبون منه تحدٌد تنظٌمه والى أي تنظٌم ٌنتمً ,حٌث ٌصبح تحت مسإولٌة الفصٌل
ال محدد وٌشارن فً الجلسات ,وبعد مضً أٌام وأحٌانا أسابٌع إذا احتاج األمر ,وبعد أن ٌنالوا ثمته تماما تبدأ مرحلة
السإال واالستجواب بشكل متمن وذكً ,ودون أن ٌشعر أحٌاناٌ ,طلبون منه أن ٌكتب ما جرى معه فً التحمٌك ,كإجراء
أمنً للتنظٌم ,وأن ٌكتب المسم االول ما اعترؾ به ,والمسم الثانً ما لم ٌعترؾ به ,وأحٌانا إذا شعروا أن لدٌه حذر,
ٌتحدث معه الذي ٌدعً أنه المسإول عن التنظٌم ,وٌطلب منه أن ٌمول له أي لضاٌا لم ٌعترؾ بها ,وانه ٌمكن اٌصالها
ألفراد المجموعة ,التً ال زالت فً الخارج ,وكذلن معلومات عن أسلحة ومطاردٌن أو مخابا او تموٌل او تدرٌب او
اسماء افراد آخرٌن ,او عملٌات ٌتم التخطٌط لتنفٌذها .وٌلجؤ العمبلء أحٌانا فً هذه الؽرؾ ,و عند رفض المعتمل الكتابة,
او الحدٌث او االفشاء بمعلومات ,باتهامه أنه ربما ٌكون عمٌل وأن التنظٌم ٌشن فٌه وأحٌانا تجلس معه لجنة ,للتحمٌك معه
فً ارتباطه بالمخابرات ,وأن لدٌهم معلومات ,وأحٌانا ٌواجه تهدٌدات ,وهذا لفعه لئلدالء بمعلومات ٌثبت فٌها أنه بريء,
وهو األمر المطلوب بالنسبة لهم .كما ٌلجا العمبلء لتكلٌؾ المادم الجدٌد بمهام مثل موجه ثمافً او موجه ؼرفة او مسإول
لجنة ما .ولد حدث فً كثٌر من األحٌان أن لام العمبلء بإببلغ المعتمل ان المسإول الكبٌر عندهم سٌلتمً به وهو لادم من
لسم آخر بشكل خاص لممابلته ,ولكنه ٌحافظ على سرٌته ,وال ٌكشؾ عن نفسه ,ولذلن سٌمابله ملثما ,وعلى المعتمل أن
ٌجٌب على اسبلة المسإول ,وبالفعل ٌجلس المعتمل مع هذا المسإول ال ملثم ,وٌمدم له كافة المعلومات التً لدٌه ,وبعد أن
ٌنهً ٌزٌل المسإول اللثام فٌجد المعتمل أمامه ضابط المخابرات ,الذي حمك معه شهورا او اسابٌع ولم ٌنتزع منه معلومة
واحدة ,وٌكون بالطبع لد سجل كامل المعلومات .وهنان أسلوب آخر وخطٌر كذلن ,استخدم فً ؼرؾ العصافٌر (ؼرؾ
العار) ,حٌث ٌتم إرسال المعتمل الى ؼرؾ العصافٌر فً السجن الذي ٌتم التحمٌك معه فٌه ,او أي سجن آخر ,وٌتركون له
مجاال أن ٌكتشؾ أنها ؼرؾ للعصافٌر وبهذا ٌمتنع عن الحدٌث وٌؤخذ حذره وعند عودته الى التحمٌك ٌبلؽه المحمك أنه تم
ارساله لؽرؾ العار ,وأنه ال ٌوجد شًء علٌه ,وسٌتم اآلن تحوٌله للسجن ولكنه ال ٌحول بالفعل إلى ؼرؾ المناضلٌن,
وإنما ٌحول الى ؼرؾ عار اخرى ,فً سجن آخر ,او فً نفس السجن ,وعندها ٌثك المعتمل بالموجودٌن وٌعطٌهم
"المعلومات البلزمة" .كما لامت أجهزة المخابرا ت بإدخال مناضلٌن الى ؼرؾ العار ,بهدؾ اعطاء الطمؤنٌنة واألمان
لمعتملٌن آخرٌن مماومٌن جدا ,حٌث عندما ٌشاهدوا أصدلاء هم موجودٌن فً تلن الؽرؾٌ ,رتاحوا وٌثموا بالموجودٌن,
وبالتالً ٌمدموا ما ٌطلب منهم من معلومات ,والجدٌر بالذكر أن المناضلٌن الموجودٌن فً تلن الؽرؾ فً أحٌان كثٌرة,
ٌساعدوا العمبلء ,وهم ال ٌعرفون ذلن ,من خبلل تولٌهم مهمات ٌومٌة ,وهذا ال ٌترن أي مجال للشن للمادم الجدٌد .كما ال
ٌطلب من هإالء المناضلٌن أي معلومات ,وال ٌتم سإالهم عن أي شًء ,لكً ال تتم إثارة الشكون لدٌهم .وهنان أسلوب
آخر ,حٌث ٌتم تحوٌل ال معتمل الى زنازٌن تحمٌك فً سجن آخر ,ومن خبلل عامل التنظٌؾ العمٌل الذي ٌتعرؾ على
المعتمل وٌبلؽه أن فبلن صدٌمن موجود لدٌنا فً السجن ,وهو ٌسلم علٌن ,وفً الٌوم التالً ٌحضر منه عامل النظافة
(العمٌل) من ؼرؾ العار رسالة ٌشرح فٌها بعض المضاٌا التً تدل على شخصه ,وعامل النظافة (العمٌل) ٌسؤل المعتمل
فً التحمٌك ,إذا ما أراد أو ٌوصل له أي رسالة ,وإذا كان المعتمل مؽفل ٌ ,كتب الرسالة بمساعدة العامل (العمٌل) ,الذي
ٌعطٌه الملم والورلة ,والتً ٌمكن أن ٌكون بها بعض المعلومات الخاصة بالمضٌة ,والتً لد تإدي إلى إدانته ,او تفتح
علٌه أبوابا أمام ضابط المخابرات .إن اشكال الخداع فً هذه الؽرؾ ,ال حصر وال حد لها ,وهً تتؽٌر باستمرار ,مع كل
اكتشاؾ ألسلوب ما .ولهذا ٌتوجب على كل مناضل ٌعتمل ,أن ٌدرن أنه ال ٌجوز له ,ولٌس من حمه ,أن ٌدلً بؤٌة
معلومات تخص لضٌته ,ال فً التحمٌك وال فً الزنازٌن ,وال فً السجن ,وخاصة المضاٌا التً لم ٌعترؾ بها .وٌجب أن
ٌدرن المعتمل ,أن أسالٌب الخداع التً تمارسها مخابرات االحتبلل كثٌرة ,ولكن ٌمكن التؽلب علٌها ,واإلدران أن
الفصابل داخل السجون ,ال تطلب بؤي حال من األحوال أي معلومات لم ٌعترؾ بها المناضل المعتمل .كما أنه لٌس من
حك أحد ,فردا أو فصٌبل أو مسإوال ,أن ٌطلب داخل السجن مثل هذه المعلومات المخفٌة .وحتى ٌحمً المعتمل نفسه,
علٌه الصمود وعدم الثرثرة ألي شخص مهما كان ,ال فً الزنازٌن وال فً السجن سواء كان فً ؼرؾ العار والعمبلء او
فً السجن العادي ,أي حٌث ٌتواجد المناضلون.
25
رابعا :المحاكم اإلسرائٌلٌة
مع بداٌة االحتبلل اإلسرابٌلً عام , 1967ألامت إسرابٌل نظام الحكم العسكري ,فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة,
وطبمت على هذه المناطك ,نظام احتبلل عسكريٌ ,خضع لموانٌن الطوارئ البرٌطانٌة ,وألوامر عسكرٌة ,أصدرتها
سلطات االحتبلل .هذه األوام ر العسكرٌة ,تزٌد على اآلالؾ إضافة إلى تطبٌك جزء من الموانٌن اإلسرابٌلٌة .أما المدس,
فضمتها إسرابٌل لها الحما ,وطبمت علٌها لوانٌن اإلسرابٌلٌة ,بما ٌخدم استمرار احتبللها ,وٌساعد على تهوٌدها .وفً
العدٌد من المجاالت التً تخدم مصالحها ,أبمت إسرابٌل فً الضفة والمطاع على الموانٌن األردنٌة والمصرٌة المعمول بها
لبل عام .1967
وفً إطار حكم عسكري احتبللً ,وفً إطار إحكام السٌطرة الكاملة ,ألامت إسرابٌل محاكم عسكرٌة فً األراضً
الفلسطٌنٌة المحتلة ,وانتشرت هذا المحاكم ,فً مختلؾ مناطك الضفة وؼزة ,وأصدرت مبات اآلالؾ من األحكام الجابرة
والظالمة ,على المواطنٌن الفلسطٌنٌٌن .تتشكل هذه المحاكم من عدد من الضباط العسكرٌٌن فً الجٌش اإلسرابٌلً,
وبمرار من لابد المنطمة العسكري .وتجدر اإلشارة هنا إلى أن إسرابٌل رفضت منذ احتبللها لؤلراضً الفلسطٌنٌة عام
,1967تطبٌك اتفالٌات جنٌؾ المختلفة ,و رفضت تطبٌك المانون الدولً ,ولم تعترؾ بالضفة ولطاع ؼزة والمدس
الشرلٌة ,كمناطك محتلة ,وأسمتها بالمناطك المدارة (من كلمة إدارة) ,كما رفضت االعتراؾ باألسرى الفلسطٌنٌٌن
كؤسرى حرب أو مماتلً حرٌة ,واعتبرتهم سجناء أمنٌٌن ,وطبمت علٌهم لوانٌن خاصة ,بعضها إسرابٌلً وآخر أوامر
عسكرٌة .األسٌر الفلسطٌنً ٌخضع لنوعٌن من المحاكم ,األولى عسكرٌة ,وتحاكم فٌها الؽالبٌة الساحمة من األسرى
والمعتملٌن ,وأؼلبها فً المناطك المحتلة عام ,1967وبعضها داخل إسرابٌل ,مثل محكمة اللد العسكرٌة سابما ,وعدد ألل
من المعتملٌن ٌخضع وٌحاكم فً المحاكم المدنٌة داخل إسرابٌل أو فً المدس ,وخاصة أسرى مدٌنة المدس المحتلة وأسرى
مناطك ال ,48وأسرى آخرٌن ممن نفذوا عملٌاتهم داخل إسرابٌل ,وبعض الحاالت ٌتم إحالتها ,ألهداؾ سٌاسٌة و
إعبلمٌة ,إلى المحاكم المدنٌة فً إسرابٌل .المحاكم اإلسرابٌلٌة المدنٌة والعسكرٌة ,ال تصدر أحكام باإلعدام على األسرى
الفلسطٌنٌٌن والعرب ,إال فً حاالت شاذة ,ولكن ال تطبك ,ألن المانون اإلسرابٌلً ال ٌسمح باإلعدام من جهة ,ومن جهة
أخرى ألن إسرابٌل تنفذ اإلعدام بحك المناضلٌن والمادة الفلسطٌنٌٌن خارج إطار المانون ,ومن خبلل عملٌات االؼتٌال
واإل عدام والتصفٌة المٌدانٌة ,وكل ذلن خارج نطاق المحاكم ,وبدون لوابح اتهام أو لرار محكمة ,ولد أعدمت إسرابٌل
عن طرٌك االؼتٌاالت ,آالؾ الفلسطٌنٌٌن منذ بداٌة االحتبلل عام ,1967وحتى اآلن ,وكان العدد األكبر خبلل انتفاضة
األلصى المباركة ,كما بررت إسرابٌل عدم إصدار حكم اإلعدام بحك األسرى الفلسطٌنٌٌن ,حتى ال تجعل منهم أبطاال
لومٌٌن أمام شعبهم ,على حد زعمها.
26
للفصابل الفلسطٌنٌة ,بشكل خاص ,وللشباب الفلسطٌنً بشكل عام ,من لبل الفصابل الفلسطٌنٌة ,والسلطة الفلسطٌنٌة,
وبالذات وزارة شإون األس رى والمحررٌن ,ومن لبل المإسسات الكثٌرة والمختلفة ,التً "تعنى بشإون األسرى
والمعتملٌن .عملٌة التوعٌة واإلرشاد هذهٌ ,جب أن تكون فً كل فصٌل وتنظٌم وحركة وحزب ,وفً كل محافظة ومدٌنة
ولرٌة ومخٌم ,وفً الجامعات والمدارس ,وفً كل المإسسات والممرات الحٌوٌة .عملٌة التوعٌة واإلرشاد هذهٌ ,جب أن
تكون منهجٌة وعلمٌة ,وعلى مدار السنة ,تشمل المحاضرات والندوات والكتب والمجبلت ,وتعتمد على العلم والمانون
والمعرفة ,وتجربة عشرات السنٌن من تجربة االعتمال المرٌرة.
هنان ثبلث مراحل لئلدالء باالعترافات :األولى شفهٌة ,وؼالبا تكون مسجلة ,والثانٌة كتابة ,حٌن ٌعترؾ المعتمل وٌولع
بخط ٌده ,أو ٌتحدث المعتمل وٌكتب االعترافات ضابط مخابرات ,والثالثة اعترافات أمام ضابط شرطة ,بعد االنتهاء من
التحمٌك ,أمام المخابرات .تؤخذ اإلفادة فً المرحلة الثالثة "حسب األصول المانونٌة "من المعتمل ,وؼالبا ما ٌموم محمك
الشرطة بنمل االعترافات التً كتبها المعتمل تحت التعذٌب والترهٌب والضؽط لدى المخابرات ,وأحٌانا ٌحصل محمك
الشرطة على معلومات إضافٌة من خبلل التبلعب وخداع المعتمل .تكتب اإلفادة عادة باللؽة العبرٌة من لبل ضابط
الشرطة ,وٌموم المعتمل بالتولٌع علٌها .وال مطلوب من المعتمل ,أن ال ٌولع على شًء .ونشٌر أٌضا ,إلى أن االعتراؾ
كتابة أو شفوٌة ,فً ؼرؾ العمبلء ,هو اعتراؾ ؼٌر ملزم ,وٌمكن التراجع عنه ,والثبات على ذلن ,والتراجع أمام ضابط
المخابرات ,ألنهم ال ٌستطٌعون أن ٌمدموا هذه المادة للمحكمة ,مع العلم أنه ٌتم التهدٌد بتمدٌمها للمحكمة ,ولكن حتى لو
لدمت ,فهً ال تدٌن المعتمل .وألنه ٌمكن الرد علٌها لانونٌا ,بؤنها أخذت تحت عناوٌن مختلفة ,منها الخوؾ ,أو التباهً,
الكذب ..الخ وإذا ما ضعؾ المعتمل واعترؾ ,فً أي مرحلة ,فٌمكنه التراجع عن اإلفادة التً لدمها ,سواء كان ذلن فً
ؼرؾ العمبلء ,أو فً ؼرؾ التحمٌك ,او عند الشرطة ,ولكن التراجع عن اإلفادة لدى الشرطة ,خاصة بعد تحوٌل الملؾ
الى المحكمة ,أمر ؼٌر ممكن ,وٌكون من الصعب أن ٌمنع المعتمل المحكمة بالمبررات المطروحة ,كؤسباب للتراجع عن
اإلفادة .ومع ذلن تموم المحكمة باستدعاء الشرطً ,الذي أخذ اإلفادة من المعتمل ,لكً ٌدلً بشهادته فً المحكمة ,حول
ظروؾ أخذ اإلفادة من المعتمل .أما التراجع عن اإلفادة المكتوبة أو الشفوٌة التً أخذت فً ؼرؾ العمبلء ,او عند محممً
"الشابان " فٌمكن التراجع عنها ,لبل أن تؤخذ الشرطة إفادة المعتمل .والتراجع عنها ٌعنً عدم ممدرة المحمك أو النٌابة
العسكرٌة تمدٌم البحة اتهام ضد المعتمل ,وتحوٌل ملفه إلى المحكمة .وما ٌبمى أمام المخابرات فمط هو تحوٌل المعتمل إلى
االعتمال اإلداري ,تحت عنوان ملؾ سري ,وهذا ٌحدث ؼالبا عندما ٌبمى المعتمل مصر على عدم االعتراؾ ,او مصرا
على التراجع عن إفادت ه ,وفً حال ؼٌاب شاهد عن المعتمل ,فً نفس المضٌة .وسنؤتً الحما على موضوع االعتمال
اإلداري .بعد االنتهاء من التحمٌك ,فً مراكز المخابرات ,واإلدالء بإفادة لدى الشرطة ,تموم النٌابة اإلسرابٌلٌة ,بإعداد
البحة اتهام ,مستندة إلى إفادة الشرطة ,وتوصٌات المخابرات و اعتراؾ آخرٌن ,وباالعتماد على األوامر العسكرٌة
المعمول بها ,وعلى لوانٌن الطوارئ ,وتحدد جلسات المحكمة ,وتسمح للمعتمل باختٌار محام للدفاع عنه.
27
دور المحامٌن فً المحاكم العسكرٌة:
اتخذ المحامون الفلسطٌنٌون والعرب منذ االحتبلل عام , 1967لرارا بمماطعة المحاكم العسكرٌة اإلسرابٌلٌة ,كتعبٌر
عن رفض االحتبلل ومماومته ,ورفض التعاطً معه ,وكانت المماطعة بعدم التوجه إلى المحاكم ,وعدم الموافمة على أخذ
ملفات معتملٌن متهمٌن أمام المحاكم العسكرٌة اإلسرابٌلٌة .وهذا المرار الذي أخذته نمابة المحامٌن األردنٌٌن ,على اعتبار
أن الفلسطٌنٌٌن كانوا جزء منها ,لم ٌلتزم به كافة المحامون .ولد تآكلت المماطعة خبلل سنوات االحتبلل الطوٌلة ,وأصبح
مبات المحامٌن ٌتع املون مع المحاكم العسكرٌة فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة والمدس ومناطك ال .48بعد االنتفاضة
الثانٌة أصبحت الؽالبٌة الساحمة من محامً المدس ومن أراضً ال ,48هم الذٌن لهم األفضلٌة فً متابعة لضاٌا المعتملٌن
الفلسطٌنٌٌن ,من خبلل بطالة هوٌة "إسرابٌلٌة" وعضوٌة نمابة المحامٌن فً إسرابٌل .كما وأخذوا هذه األفضلٌة نتٌجة
منع المحامٌن الفلسطٌنٌٌن ,من الضفة ولطاع ؼزة من دخول المناطك اإلسرابٌلٌة ,إال بتصارٌح خاصة ,والتً فً العادة
ال ٌتم إعطاإها إال لعدد للٌل من المحامٌن ,وحضورهم فمط التصر على المرافعة أمام محكمتٌن عسكرٌتٌن ,وهما محكمة
سالم ومحكمة عوفر بحكم وجودهما فً أراضً الضفة الؽربٌة.
28
الشهود فً المحاكم:
كل البحة اتهام ضد معتمل ما ,تشمل فً نهاٌتها لابمة بؤسماء شهود ,وٌطلك علٌهم اسم شهود نٌابة .هذه المابمة توضع من
لبل النٌابة العسكرٌة ,من أجل تعزٌز وتؤكٌد التهم الموجه ضد المعتمل المذكور فً البحة االتهام .لابمة الشهود هذه تشمل
عادة مجموعتٌن من الشهود :المجموعة األولى ,تشمل أسماء معتملٌن آخرٌن كانوا لد أعطوا (وأحٌانا ولعوا) إفادات لدى
المخابرات والشرطة ,تدٌن هذا المعتمل .فكل إفادة أو اعتراؾ معتمل معٌنٌ ,تم استعمالها من لبل النٌابة العسكرٌة ,ومن
ثم من لبل المحاكم العسكرٌة ضد المعت مل ,الذي أعطى هذه اإلفادة ,وضد معتملٌن آخرٌن متهمٌن فً نفس المضٌة ,أو فً
لضاٌا أخرى .أما المجموعة الثانٌة تشمل أسماء أفراد الشرطة ,الذٌن أخذوا إفادة أو اعتراؾ هذا المعتمل وولعها أمامهم.
فً حٌن لم ٌعترؾ المعتمل المتهم بالتهم الموجهة ضده فً البحة االتهام ,أو اعترؾ ببعض من هذه التهم وأنكر البعض
األخر ,فٌتم استدعاء شهود النٌابة المذكورٌن أعبله ,وبطلب من النٌابة ,من أجل أن ٌموم هإالء الشهود باإلدالء
بشهاداتهم ,مباشرة أمام المحكمة ,التً تبت فً المضٌة ,لتؤكٌد وتعزٌز التهم الموجهة ضد المعتمل المذكور ,فً البحة
االته ام ,كما ذكرنا سابما .هدؾ النٌابة من استدعاء أفراد الشرطة كشهود نٌابة ,هو اإلدالء بشهادة مشفوعة بالمسم
مباشرة ,أمام المحكمة ,مفادها أن اإلفادة أو االعتراؾ الذي أخذ من المعتمل أثناء التحمٌك ,أخذ بشكل لانونً وشرعً,
ولم ٌستعمل ضد المعتمل أي عنؾ جسدي أو نفسً ,ولم ٌمدم له أٌة وعود أو إؼراءات ,وإن تولٌع المعتمل على إفادته
كان بمحض إرادته ودون إكراه من أحد .ومن الطبٌعً أن ٌدعً رجل الشرطة ذلن ,ألنه ٌمثل سلطة االحتبلل بكل
معانٌها وجوانبها .أما هدؾ النٌابة من استدعاء معتملٌن آخرٌن ,كشهود نٌابة ,هو اإلدالء بشهادة مشفوعة بالمسم ,أمام
المحكمة ,مفادها إثبات صحة اعترافاتهم التً أعطوها أمام المخابرات والشرطة ,والتً تدٌن ٌعنً تورط صدٌمهم المتهم.
وهنا ندخل فً إشكالٌة الشهادة أمام المحكمة .من الطبٌعً جدا ,وهو المطلوب كذلن ,وأن ٌموم المعتمل الشاهد بإنكار
ونمض االعترافات التً لدمها أو ولع علٌها أمام المخابرات والشرطة ,والتً تورطه ورفاله معه .لكن هذا فً الوالع ال
ٌفٌد ,ألنه من حك المحكمة لانونٌا أن تمبل وتعتمد إفادة كل متهم ,كان لد أعطاها أمام الشرطة ,وأن ترفض شهادته أمام
المحكمة نفسها .وهذه الماعدة تنطبك كذلن على إفادة الشاهد .بسبب عدم معرفة ووعً المعتملٌن ,ألهمٌة الكلمة والجملة
فً المحكمة ,تإدي شهاداتهم فً أحٌان كثٌرة إلى تثبٌت ما كان فٌه شن على المعتمل المتهم ,أو أن ٌتم تورٌط متهم فً
لضاٌا لم تكن موجودة أصبل فً البحة االتهام .مسؤلة الشهادة أمام المحكمة ,هً مسؤلة فً ؼاٌة الحساسٌة واألهمٌة,
وبحاجة إلى كثٌر من الشجاعة والحنكة والذكاء .وإذا أحسن الشاهد صنعا ,فسٌوفر علٌه وعلى رفاله سنوات السجن
الطوٌ لة والملٌبة بالمهر والظلم والحرمان .فً النهاٌة ,المطلوب من المعتمل ,متهما كان أم شاهد ,أن ال ٌعترؾ وأن ال
ٌورط نفسه وآخرٌن معه .وإذا فرض على المعتمل ما أن ٌمثل شاهدا فً محكمة ,فعلٌه أن ٌكون شجاعا وواثما من نفسه,
مدركا أللواله ,مختصرا إجاباته ,على أهم األمور ,التً ترفع التهم عنه وعن إخوانه المعتملٌن.
29
والماضً ٌعتبر صورة الستكمال المحاكمة ولٌس له دور لضابً ٌذكر .وهنان العدٌد من األسرى ,الذٌن أمضوا أكثر من
خمس سنوات فً االعتمال اإلد اري ,بشكل متواصل ,ولد توجهوا عشرات المرات للمحاكم ,ولم تتمكن هذه المحاكم من
تمدٌم أي شًء لهم.
30
-تعتمد سلطات االحتبلل على ما ٌلً فً عملٌة االعتمال اإلداري للفلسطٌنٌٌن:
-1األمر الخاص باالعتماالت اإلدارٌة وهو جزء من التشرٌعات العسكرٌة السارٌة فً الضفة الؽربٌة حٌث ٌتم احتجاز
معظم المعتملٌن اإلدارٌٌن استناد إلى أوامر اعتمال فردٌة ٌتم إصدارها استنادا إلى هذا األمر.
-2لانون الصبلحٌات الخاص ثبٌطٛاسئ (اػزمبالد) اٌغبس ٞف ٟإعشائٚ ً١اٌز ٞاعزجذي االػزمبي اإلداس ٞاٌز ٞوبْ عبس٠ب
ف ٟأٔظّخ اٌطٛاسئ ِٓ فزشح االٔزذاة اٌجش٠طبٔ٠ , ٟزُ اٌزؾفع ػٍِٛ ٝاغٕ ِٓ ٓ١عىبْ إٌّبغك اٌفٍغط١ٕ١خ اعزٕبدا إٌ٘ ٝزا
اٌمبٔ ْٛفمػ ف ٟؽبالد ٔبدسح .
-3لانون سجن المماتلٌن ؼٌر المانونٌٌن الذي سرى مفعوله العام , 2002ولد كان المانون ٌهدؾ باألصل إلى التمكن من
التحفظ على لبنانٌٌن كانوا مسجونٌن فً ذلن الولت فً إسرابٌل ومن اجل اعتمال فلسطٌنٌٌن من سكان لطاع ؼزة بدون
تمدٌمهم للمحاكمة.
تشوٌه واستؽبلل المانون الدولً ..المانون الدولً اإلنسانً أجاز اللجوء لبلعتمال اإلداري ألسباب أمنٌة لهرٌة وبشكل
استثنابً وفردي ,محذرا من استخدامه بشكل جماعً ألن ذلن ربما ٌصل إلى مستوى العماب الجماعً ,على أن ٌنتهً
االعتمال اإلداري فور زوال األسباب ,وبالتالً وضع لٌود صارمة على تنفٌذه واستمرار احتجاز المعتملٌن وحدد
إجراءات وضمانات لضابٌة نزٌهة فً حال اللجوء إلٌه أبرزها معرفة المعتمل اإلداري ألسباب احتجازه فور اعتماله
وبشكل تفصٌلً وكامل وباللؽة التً ٌفهمها ,وحصوله على آلٌة مستملة ومحاٌدة للطعن فً شرعٌة االحتجاز ,وحصول
المعتمل اإلداري على المساعدة المانونٌة ومنحه الحك فً النظر بشكل دوري فً شرعٌة استمرار احتجازه ,وحمه فً
االتصال بؤفراد عابلته عبر المراسلة واالستمبال ,وحمه فً الحصول على الرعاٌة الطبٌة ,كما وألزم السلطات بإخطار
السلطات الوطنٌة التابع لها الشخص ا لمعتمل إدارٌا بؤمر احتجازه ,وأجبرها على السماح للسلطات الدبلوماسٌة أو
المنصلٌة ذات الصلة باالتصال برعاٌاها وزٌارتهم .ومن الواضح أن سلطات االحتبلل ال تلتزم بالمبادئ العامة وال
بالضمانات المضابٌة واإلجراءات النزٌهة المتعلمة باالعتمال اإلداري وفما للموانٌن الدولٌة واتفالٌة جنٌؾ ,وهً تلجؤ
لبلعتمال اإلداري كشكل من أشكال العماب وتعتمد على ملؾ سري وتمارسه كماعدة كعماب جماعً ضد الفلسطٌنٌٌن
ولفترات طوٌلة تصل لسنوات عدة ,وتحرم المعتملٌن اإلدارٌٌن من أبسط حمولهم بما فٌها عدم السماح لهم ولمحامٌهم
باإلطبلع على أسباب اعتمالهم .
إن المابد العسكري اإلسرابٌلً ٌستند فً حاالت االعتمال اإلداري على مواد سرٌة ,وهً باألساس مواد البٌانات ضده,
والتً تدعً السلطات اإلسرابٌلٌة عدم جواز كشفها حفاظا على سبلمة مصادر هذه المعلومات ,أو ألن كشفها لد ٌفضح
أسلوب الحصول على هذه المواد .ولد ألرت المحكمة العلٌا اإلسرابٌلٌة إمكانٌة عدم كشؾ هذه البٌانات ,وعدم إلزام
السلطة باحترام حك المشتبه به بالحصول على إجراءات محاكمة عادلة .بما ٌعد انتهاكا لحك المعتمل اإلداري فً إببلؼه
بسبب إلماء المبض علٌه فمن حك كل شخص أن ٌبلػ بسبب إلماء المبض علٌه.
الفصل الثالث
الحٌاة داخل السجون
مجتمع األسرى الفلسطٌنٌٌن فً السجون اإلسرابٌلٌة ٌجمعهم لاسم مشترن هو سبب هذا االعتمال ,أال وهو محاربة
إسرابٌل ومماومة وجودها واحتبللها بؤشكال مختلفة أللها تستر السجٌن على أخٌه ,أو األب على ابنه ,وأمام هذا الوالع
افترضت إسرابٌل أن ٌعٌش المعتملون داخل السجون كالسجناء الجنابٌٌن تسودهم شرٌعة الؽاب أو السٌطرة لؤللوى ,فمن
المستحٌل إٌجاد فكر سام ونبٌل بٌن سجٌنٌن معتملٌن على جرٌمة اؼتصاب أو لتل أو مخدرات ,وبالتالً سٌكون السجن
عمابا مجدٌا لمن ٌدخله من الفلسطٌنٌٌن.
وصل إلى السجون اإلسرابٌلٌة بعض لادة التنظٌمات ,وممن أرادوا أن تكون هذه السجون محطة أخرى فً المحطات
التً ٌنتمل بٌنها أعضاء هذه المنظمات ,وبالتالً كان أمامهم هدؾ الوصول إلى سجٌن ٌمضً فترة وجوده فً السجن فً
حٌاة تسودها لوابح وأعراؾ تنظٌمٌة مستمدة من أدبٌات ه ذه التنظٌمات ,ولد تطور مجتمع المعتملٌن الفلسطٌنٌٌن من هذه
الحالة إلى مجتمع اتسم بالحٌاة التنظٌمٌة المكونة من التزام و عضوٌة وهٌاكل إدارٌة والعمل على تنفٌذ ما تمرره وما تراه
لٌادة التنظٌم ,وعمل هذا المجتمع على حماٌة نفسه باكتشافه أسلحة ٌملكها وٌسخرها كؤدوات للحفاظ على أمن هذا
المجتمع .استطاع األسرى الفلسطٌنٌون عبر سنوات االحتبلل السٌر لدما مع التمدم أو التؽٌٌر الثمافً للشعب الفلسطٌنً
31
والذي تحكمت فٌه مجموعة من المبادئ والعوامل ,صاؼتها تؽٌرات المرحلة السٌاسٌة ممتزجة مع اإلرث الثمافً لهذا
الشعب ,فمد مارس هإالء األسرى التعلٌم وكتبوا المإلفات والمصنفات فً مختلؾ العلوم خاصة السٌاسٌة واألدبٌة,
فامتازوا بكتابة الشعر والنثر والمصة ,وتمٌزوا بوعً سٌاسً استطاعوا بواسطته أن ٌكونوا موجهٌن سٌاسٌٌن لتنظٌماتهم
بعد خروجهم من السجن ,كان ذلن ٌتم من خبلل برامج أعدت بعناٌة لمبلءمتها بالوالع.
بالبداٌة كان االنتماء للتنظٌم أبعد ما ٌكون عن الحمٌمة ,فمد كان االنتماء على أساس بلدي أو جؽرافً أو شخصً ,وفً
أحسن األحوال على أساس العمل فً خلٌة واحدة لبل االعتمال ,فهم لم ٌتعرفوا من لبل على أدبٌات أو هٌاكل فصابلهم,
وٌمكن إجمال أهم العمبات التً أخرت عملٌة البناء التنظٌمً فً السجون كاآلتً:
.1إجراءات إدارة مصلحة السجون المتمثلة فً الممع وعزل لادة األسرى والتفتٌش المتكرر.
.2انعدام التجربة التنظٌمٌة لؤلسرى وعدم وجود الوعً التنظٌمً.
.3اعتماد العملٌة العشابرٌة فً فض الخبلفات بٌن األسرى.
.4وجود مرافك العمل ,وما ٌترتب علٌها من آثار سلبٌة كإعالة البناء التنظٌمً.
.5اختبلؾ بٌبات المعتملٌن وما نتج عنه من تباٌن اجتماعً وثمافً ومادي بٌنهم.
بدأت مع نهاٌة عام 1968تظهر بوادر تؽٌر فً البنٌة االجتماعٌة لؤلسرى الفلسطٌنٌٌن ,وبدا أن ضوابط العابلٌة
والعشابرٌة ال تصلح داخل السجون ,وبدأت الروح الوطنٌة التً تسكن فً نفوس األسرى تتولد تدرٌجٌا للتعبٌر عنها فً
مواجهة إسرابٌل والتً واجهتها شرطة مصلحة السجون ,حٌث كانوا ال ٌتورعون عن ردع األسرى ,وهذا ما وجد
تشجٌعا لدى أولبن الذٌن ٌطرحون فكرة االستمرار فً عضوٌة التنظٌم حتى داخل السجن ,هذا إضافة إلى بداٌة تبلور
عوامل عدٌدة ساهمت فً البناء التنظٌمً وأهمها:
.1مواجهة اإلدارة لؤلسرى وهذا ما تطلب منهم تنظٌم أنفسهم.
.2زٌادة الصراعات والمشاحنات بٌن األسرى مما أوجد الحاجة إلى ضابط لهذا السلون.
.3تزاٌد عدد لادة التنظٌمات الذٌن اعتملوا على أٌدي السلطات اإلسرابٌلٌة خاصة أعضاء المإسسات التنظٌمٌة
العلٌا كالمجالس الثورٌة أو المكاتب السٌاسٌة لبعض المنظمات.
.4حالة الزٌادة فً وضوح األطروحات السٌاسٌة لكل فصٌل تجاه لضاٌا المرحلة.
.5االطبلع المتزاٌد لؤلسرى على الكتب السٌاسٌة والحزبٌة (ضبٌلة العدد).
بداٌات العمل التنظٌمً :بدأ العمل التنظٌمً فً بداٌة العام 1969فً الموالع التً بها أسری ذوو أحكام عالٌة وتلن التً
بها أعداد كبٌرة من المعتملٌن ,ولد تجلت أول صورة لهذا العمل فً تكلٌؾ من ٌمود األسرى من اختٌارهم ولٌس من
اختٌار إدارة السجن ,ولد ظهر فً البداٌة االعتماد على الشخصٌة المٌادٌة ,أي حكم وتوجٌه السجٌن األكثر وعٌا وشعبٌة
لدى أبناء الفصٌل الواحد ,وأن ذلن لد خضع للممومات الشخصٌة لدى هذا المابد ,ولم ٌكن لد وجد حتى اآلن أي تشرٌع
أو لوابح توضح كٌفٌة الوصول إلى تكلٌؾ أو ترشٌح من ٌترأس التنظٌم.
دخل العمل التنظٌمً مع بداٌة عام 1973مرحلة جدٌدة تمٌزت بوجود هٌاكل إدارٌة وأطر تنظٌمٌة واضحة ,استطاع
المعتملون فً العامٌن التالٌٌن نمل هذه التجربة إلى ؼالبٌة السجون ,لكن هذا البناء كان ٌستند إلى أسس تعد بمنزلة برنامج
للعمل التنظٌمً ٌجب أن ٌدور هذا العمل فً إطارها .مارس األسرى الفلسطٌنٌون نشاطهم التنظٌمً انطبللا من هذه
األسس ,التً كانت تكرس سٌاسة االلتزام التنظٌمً لؤلسرى ,بل إنها أخذت تطورا أخر بؤن أصبح االلتزام داخل أحد
التنظٌمات خٌار ال مفر منه لكل أسٌر ٌرٌد أن ٌعٌش حٌاة جماعٌة ,فمد أصبحت السلطة التنظٌمٌة تمثل الثورة ,فهً نظم
الثورة وأطرها ولوانٌنها وتمثل الكٌان االجتماعً والسٌاسً المابم على عدة أسس أهمها:
المجتمع االعتمالً :هو لكل األسري وكل من ٌخرج عن هذا المجتمع ٌعرض نفسه لعوالب ذلن. أ-
الفكر الثوري :فالسجٌن فً مولع نضالً اخر داخل السجن. ب-
التنظٌم :فالسجٌن ملتزم فً تنظٌم له دٌممراطٌة خاصة تتمثل فً التسلسل داخل األطر التنظٌمٌة من عضو ج-
الخلٌة إلى الموجه العام.
الموانٌن الثورٌة :وهً أساس ٌحكم العبللة والحٌاة التنظٌمٌة وتفصل بٌن كافة أبناء التنظٌم فً السجون. د-
هٌكلٌة البناء التنظٌمً وتطوره :بدأ إنشاء الهٌاكل التنظٌمٌة المختلفة بدون لانون مكتوب ,بل إنه تم صٌاؼتها بما ٌلبً
حاجة كل سجن على حدا حسب ظروفه الخاصة ,وتطورت هذه اللوابح والهٌاكل عبر سنوات االحتبلل بشكل ٌكاد ٌكون
متشابه ,ونستطٌع أن نمول إن ؼالبٌة الهٌاكل التنظٌمٌة فً كل السجون ولكل الفصابل الفلسطٌنٌة لد استندت إلى أسس
أهمها:
32
ضبط الوالع التنظٌمً بتحدٌد الصبلحٌات والنشاطات ونظام المحاسبة والمتابعة. أ-
التمٌد العام بمبدأ جماعٌة العمل التنظٌمً النابع من االلتحام بٌن أبناء التنظٌم. ب-
العمل بمبدأ المركزٌة الدٌممراطٌة . ج-
تشجٌع حرٌة الرأي الملتزم بموالؾ الحركة مع حرٌة النمد والنمد الذاتً. د-
عدم االنفبلش والتمسن بعضوٌة الحركة. ه-
صٌؽت اللوابح الداخلٌة للتنظٌمات بجهود األسرى من نفس السجن ,تشابهت األسس التً صٌؽت على أساسها هذه
اللوابح من مبادئ وشعارات وأسالٌب ,والحدٌث عن العضوٌة من حٌث تعرٌفها وحموق وواجبات العضو ,ومهام اللجان
المختلفة الثمافٌة واألمنٌة والمالٌة ,إضافة إلى العموبات ,الهٌكلٌة اإلدارٌة المكونة من الجهاز اإلداري وموجهً الخنادق
واأللس ام ,واللجان المختلفة (الثمافٌة والضبط الثوري والنضالٌة العامة واألمنٌة) .وتوضٌح صٌؽة المركزٌة الدٌممراطٌة
و لابمة للممنوعات على كل عضو فً التنظٌم وإرشاد إلى إتباع سلون معٌن تجاه النظافة واألخبلق.
تنظٌم العبللة مع الفصابل األخرى فٌما أسمته باللجنة الوطنٌة الموجودة فً المعتمل :اختلفت اللوابح والهٌاكل التنظٌمٌة
للفصابل الفلسطٌنٌة داخل السجون فً وصؾ كٌفٌة انتخاب أو اختٌار المراتب التنظٌمٌة ,فعلى صعٌد التنظٌم الدٌنً فمد
جرى تشكٌل مجلس شورى عبر انتخابات داخلٌة وهذا المجلس أفرز األمٌر العام للجماعة اإلسبلمٌة ,فٌما تؽٌر هذا
النظام داخل الجماعة اإلسبلمٌة بعد توحد معتملً حركتً اإلخوان المسلمٌن والجهاد اإلسبلمً حٌث تشكلت لٌادتها من
منسمً العبللات الخارجٌة الذٌن تفرزهم لٌادتا التنظٌمٌن اإلسبلمٌٌن ,أما الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن فلم تتصلب فً
وحدانٌة أسلوب االنتخاب للم راتب التنظٌمٌة المختلفة وأوجدت مبرر ذلن بالظروؾ التً لد ٌعانٌها سجن معٌن ,بل إنها
كانت مرنة فً الترشٌح فٌجوز للمٌادة خارج السجن ترشٌح أسماء معٌنة ألبناء التنظٌم فً السجن ,وٌسمح أٌضا ألعضاء
التنظٌم ترشٌح أنفسهم مباشرة .,تضمنت اللوابح والهٌاكل التنظٌمٌة لؤلسرى الفلسطٌنٌٌن جزءا هاما فً حٌاتهم وهو
العموبات نصوص مكتوبة فً اللوابح بهذا الشؤن ,لكنها نظرت إلى هذه العموبات من جانب عبلجً أو لٌستفٌد منه بمٌة
المعتملٌن فمد لسمت العموبات إلى -1 :عموبات معنوٌة كاللوم والتوبٌخ ونسخ كراسات ٌستفٌد منها النشاط الثمافً للتنظٌم
أو الحرمان من التدخٌن -2 .عموبات مادٌة كالجلد والممع والردع وصوال إلى اإلعدام .
العاللات بٌن التنظٌمات داخل مجتمع األسرى :تعاملت مصلحة السجون اإلسرابٌلٌة مع األسرى الفلسطٌنٌٌن على أنهم
جاءوا إلى السجن لمحاربتهم إسرابٌل ,ولٌس لسبب أخر ,وبالتالً لم تكن تفرق بٌن انتماءاتهم السٌاسٌة ,وتعامل األسرى
الفلسطٌنٌون فً البداٌة مع إدارة السجن على هذا األساس ,فبمدر ما كانوا ٌختلفون فً أماكن سكناهم وتباٌن ثمافتهم
والتماٌز فً الطبمات االجتماعٌة التً أتوا منها ,إال أنهم اجتمعوا على محاربتهم إسرابٌل ,فؤدركوا وحدة المصٌر بٌن
جدران السجون ,ومع دخول العبللة بٌن الفصابل الفلسطٌنٌة داخل السجون إلى مرحلة أكثر تطورا ,بدأ المفز على لضاٌا
عدٌدة على رأسها الخبلفات السٌاسٌة خارج السجن لٌصل الحد إلى تولٌع مٌثاق ٌوضح العبللة بٌنهم.
تطور األوضاع األمنٌة لألسرى الفلسطٌنٌٌن :تعاملت مصلحة السجون فً إسرابٌل مع اعتمال الفلسطٌنٌٌن على أنه جزء
هام من عمابهم على نشاطهم فً مماومة المشروع اإلسرابٌلً المتنالض تماما مع المشروع الوطنً الفلسطٌنً
وطموحاته ,فبذلت كل ما بوسعها لوضع السجٌن الفلسطٌنً فً حالة نفسٌة ؼٌر مستمرة ٌتخللها حالة من الشعور الدابم
بعدم األمن ,ولم تول أي أهمٌة لما تسمٌه فً المانون باإلصبلح ,واألهم من ذلن هو الحفاظ على حجز هإالء األسرى فً
ظروؾ لاسٌة ٌكون لها اعتبار فً معادلة رجال المماومة الفلسطٌنٌة خارج هذه السجون .لاوم الفلسطٌنٌون هذه السٌاسة
واعتبروا أنفسهم فً مولع نضالً ا خرٌ ,شترن فً الهدؾ تماما كما لو أنهم فً مولع نضالً خارج السجن ,فماموا
بتشكٌل المإسسة أو اإلطار المسإول عن حماٌتهم داخل السجن أال وهو جهاز الرصد الثوري ,ولد اعتمدت إسرابٌل فً
مواجهة تدابٌر األسرى على نشر شبكة من العمبلء داخل صفوفهم وكلفتهم بمهمات معٌنة ومحددة لتحمٌمها فً أماكن
وأولات تحددها السٌاسة اإلسرابٌلٌة األمنٌة تجاه األسرى ,وكان الهدؾ األهم هو تحمٌك حالة من التشرذم والتفكن بٌن
فصابل وتنظٌمات األسرى .كانت تلن مبلمح المنظومة األمنٌة التً استعملتها كل من إدارة السجون المدعومة
باإلمكانٌات المادٌة والخبرة المهنٌة ,واألسرى المتمتعٌن بإمكانٌات الولت دون الوسابل المادٌة الملموسة ,أو حتى دون
أي خبرة تذكر فً السنوات األولى الفتتاح السجون ,فكٌؾ كان هذان النمٌضان على أرض الوالع وفً حساباتهم هم
ٌعتبرون الممٌاس هو فً عدد جوالت االنتصار والهزٌمة تجاه بعضهم بعضا.
الوضع الثمافً داخل السجون :تمٌزت ثمافة األسرى الفلسطٌنٌٌن فً السجون اإلسرابٌلٌة بممارسة السواد األعظم منهم
لجزء أو أجزاء من هذه الثماف ة ,فمن ال ٌستطٌع إعطاء الجلسات الثمافٌة أو إعداد الدراسات كان ٌكتب الشعر او النثر أو
المصة ولد أفنى الكثٌر من األسرى الولت فً الرسم واألشؽال الٌدوٌة ,والتً عبرت عن تفكٌرهم فً المضاٌا التً
ٌولونها األهمٌة .نضجت الحالة الثمافٌة لؤلسرى نتٌجة التفاعل االجتماعً والفكري والتربوي مع والع السجن كحاجة
33
فرضتها الظروؾ ,فتحول االسرى من مجتمع معالب على أفعاله إلى بإر تخرج وتصمل عناصر خرجوا من السجون
لٌلتحك ؼالبٌتهم مرة أخرى بالعمل الذي كان سببا فً اعتمالهم.
اعتمد األسرى الفلسطٌنٌون فً بداٌة مسٌرتهم الثمافٌة على أسلوب المشافهة لعدم توافر األلبلم والدفاتر ,بل واستعملوا
أرضٌة الؽرؾ والصرار اللٌن كطباشٌر ,ولمد ساهم مولع السجن وظروفه وطبٌعة بنابه وإدارته فً تحدٌد الوسابل
األولى للتعبٌر الثمافً ,فلم ٌكن فً بداٌة فتح السجون ؼٌر المصاحؾ ,وعندما حصلوا على أنبوب للم كتبوا به على علب
الدخان .عكس هذا انتباه إدارة السجون ألهمٌة حٌازة األسرى لؤللبلم والدفاتر ,ونستطٌع المول بؤن هذه الحركة الثمافٌة لد
ارتبطت بؤشخاص من لاموا علٌها ,ولم تبدأ بمنظومة أو نظام محكم ,وهذا ٌتضح من مطاردة إدارة السجن لكل من
بحوزته المواد الثمافٌة األولٌة فمد ع البت من ضبط بحوزته أنبوب الملم أو ورق الدخان المكتوب علٌه وأنزلته الزنازٌن
لمدد وصلت ألكثر من أسبوعٌن ,حٌث لم تكن كل أسماء هإالء المعالبٌن من نشطاء التنظٌمات .عکس مجموع السلون
الثمافً لؤلسرى صورة عن حالتهم بشكل عام وأوضاعهم ,وبالتالً لم ٌكن تطور األوضاع الثمافٌة بمنحى عن تطور
األوضاع التنظٌمٌة أو األمنٌة أو االجتماعٌة ,كما أنه لم تكن األوضاع الثمافٌة تساهم فً تطور األوضاع األخرى أكثر
من العكس.
ضمت ثمافة األسرى الفلسطٌنٌٌن مجاالت عدٌدة كان لكل مجال فٌها تطوره الممٌز وتحكمت فٌه عوامل خاصة تتشابه
وتختلؾ أحٌانا مع المجال اال خر وأهم هذه المجاالت :تطور الوعً السٌاسً :تنافس األكادٌمٌون وأصحاب المواهب من
األسرى فً انتماء أسالٌب وتعبٌرات الكتابة والتً كان أرلاها البٌانات والتعمٌمات ,وكانت هذه الكتابات تحمل بعض
العبارات التربوٌة وربما تكون ؼٌر ممصودة فحتى هذا التارٌخ لم ٌكن النشاط التعلٌمً لد بدأ .حمل األسرى الفلسطٌنٌون
الكثٌر من المشاعر الوجدانٌة تجاه الكثٌر من المضاٌا والموالؾ السٌاسٌة ,حٌث أٌدوا بعضها بوعً سٌاسً ٌفهم من
خبلل استطاعتهم تعلٌل ذلن ,ورفضهم للكثٌر من الموالؾ فعبروا عنها بالمشافهة والكتابة.
أجمعت كافة اللوابح الداخلٌة للتنظٌمات الفلسطٌنٌة فً السجون على اعتبار اإلطار ,أو الجهاز الثمافً جزءا هاما وأساسٌا
فً كافة التشكٌبلت والهٌكلٌات التنظٌمٌة ,ومثلت هذه األجهزة عبلمة على أي تمدٌم تنظٌمً لؤلسرى ,على اعتبار أن هذا
النشاط ٌشارن فً دعم كافة النشاطا ت التنظٌمٌة األخرى لؤلسرى ,فكان المفوض الثمافً عضوا فً أعلى الهٌبات
التنظٌمٌة ابتداء من الخندق (الؽرفة) وحتى اللجان المركزٌة للسجون كافة .هدفت كافة لوابح التنظٌمات الفلسطٌنٌة إلى
تحمٌك مجموعة من األهداؾ من وراء النشاط الثمافً ولذا تشابهت فً ذلن ,ولوحظ اختبلؾ ؼالبٌة اللجان التنظٌمٌة بٌن
هذه اللوابح باستثناء اللجنة الثمافٌة التً حتى عام 1985كانت تنحصر أهدافها فً:
-1محو األمٌة فً صفوؾ األسرى -2عمل جلسات ثمافٌة بهدؾ التوعٌة السٌاسٌة -3العمل على متابعة األخبار
السٌاسٌة الٌومٌة ومنالشتها -4تشجٌع حلمات النماش السٌاسً -5إعداد الدراسات والكراسات األمنٌة.
أما شكل اللجان التً ستنفذ هذه المهمات واألهداؾ فمد اختلفت من سجن ألخر ,وذلن بفعل عوامل منها صفات الكادر
وعدد األسرى ,ولد التزمت أؼلب السجون بالهٌكلٌة اإلدارٌة للجنة الثمافٌة كما ٌلً :لجنة السجن مكونة من ثبلثة
وٌنتخبون ربٌسا لهم ٌكون تلمابٌا عضو فً اللجنة المركزٌة للتنظٌم فً السجن ,وتموم اللجنة بعمل برنامج عمل ونشره
على الماعدة ,وبتشكٌل لجنة ثبلثٌة إلصدار مجلة التنظٌم وتشكٌل لجنة ثبلثٌة للترجمة ,وأخرى لصٌاؼة البٌانات
والتعمٌمات ,إضافة إلى لجنة ثبلثٌة لمكتبات السجن.
النشاط التعلٌمً لؤلسرى :م ثل النشاط العلمً لؤلسرى الفلسطٌنٌٌن أهم صور التعبٌر عن ثمافتهم ,حٌث تعددت أشكاله,
ومجاالته التً كان أهمها:
-1تعلم الكتابة والمراءة :ولد بدأ ذلن فً مرحلة متمدمة من تارٌخ األسرى فً السجون ,حٌث استطاعت التنظٌمات
المضاء على األمٌة بشكل كامل فً بعض السجون ومنهم من وصل إلى إنهاء المرحلة اإلعدادٌة ,وأنجز
دراسات لؽوٌة أخرى ,وٌبدو أن هذا النشاط لد بدأ بشكل انفرادي ٚثغٛٙد خبصخ ِٓ اٌجؼط لج ً١ا٘زّبَ
اٌزٕظّ١بد ثٗ.
-2دٚساد اٌزغ٠ٛذ ٚاٌزالٚحٚ :لذ أخز ا٘زّبَ األعش ٜثٗ ف ٟثذا٠خ فزؼ اٌغغٚ ,ْٛرطٛس ٘زا األِش إلى حصول
المجتازٌن لهذه الدورات على شهادات من التنظٌم ومن مإسسات خارج السجون كان لجهود التنظٌم الفضل
فٌها ,وهذا ٌعبر عن مدى تطور عبللة التنظٌمات مع المإسسات.
-3تعلم اللؽات :اهتم األسرى الفلسطٌنٌون بتعلم اللؽات األجنبٌة خاصة اللؽتٌن العبرٌة واإلنجلٌزٌة ,وتدل أرلام
المجتازٌن لهذا النشاط على أن السجون األكثر استمرارا كانت السبالة لممارسة هذا النشاط .أن ؼالبٌة لٌادات
األسري تعلموا اللؽة العبرٌة فً مرحلة مبكرة من اعتمالهم .أن الحاجة هً التً كانت تحفز على ممارسة مثل
هذا النشاط ,فبل ٌجوز أن ٌعمل السجٌن شاوٌش ؼرفة أو ممثل معتمل أو فً بعض مرافك العمل بدون معرفة
34
اللؽة العبرٌة ,وكذلن كان األسرى بحاجة إلى ذلن لمنالشة ممثلً الصلٌب األحمر والمإسسات الدولٌة األخرى
والتً كان ؼالبٌة مندوبٌها ال ٌعرفون اللؽة العربٌة.
المراءة والمطالعة :ومهمته تحضٌر الطلبة األسرى المتحانات الثانوٌة العامة بدورات ودروس تموٌة ,وهذا ٌعبر -4
عن أن التنظٌمات الفلسطٌنٌة كانت تنظم موضوع امتحانات الثانوٌة العامة بل إنه كان جزءا هاما من النشاط
العلمً فٌها.
دورات فً مجاالت أخرى :حٌث كان ٌتم تنظٌم دورات اختٌارٌة فً النحو والسٌاسة والتارٌخ ,وإدارة -5
المشارٌع ,واإلسعافات األولٌة ,والخط العربً ,ولد استفاد األسرى من هذا النشاط بممارسة العدٌد منهم
لئلسعاؾ األولً إضرابات السجون ,وكذلن الخط الذي كان ٌلزم فً كافة التعمٌمات والبٌانات.
امتحان الثانوٌة العاملة :ولد بدأ هذا األمر بعد عام ,1974ولم ٌتم إال بعد رفع األسرى لضٌة لمحكمة العدل -6
العلٌا.
التعلٌم الجامعً :بدأ التعلٌم الجامعً داخل السجون فعلٌا َ بعد اضراب عام 2000حٌث كان من انجازاته السماح -7
لؤلسرى االلتحاق بالدراسة بالجامعة العبرٌة المفتوحة ولكن ضمن لٌود وشروط .وفً عام 2010شرع
الكنٌست اإلسرابٌلً لانون منع الدراسة بالجامعة العبرٌة لؤلسرى .وفً عام 2012بدأت الدراسة بجامعة
المدس بإشراؾ من أسرى ٌحملون شهادات علٌا بسجن هدرٌم وعلى رأسهم األسٌر الدكتور مروان البرؼوثً.
وفً عام 2016-2015بدأت الدراسة فً جامعة المدس المفتوحة فً عدة سجون.
األوضاع المعٌشٌة :حرصت إسرابٌل على وضع األسرى مع بداٌة فتح كل سجن فً ظروؾ تساهم فً صٌاؼة وضع
نفسً سًء للسجٌن ,وٌتمثل هذا فً تعلٌماتها وتدخلها فً تفاصٌل حٌاة السجٌن ,فكان على السجٌن أن ٌصحو مبكرا
وٌنظم فراشه (البرش) ,وٌجلس علٌه بطرٌمة محددة إلى ان ٌؤتً العدد ,هذا األخٌر الذي تولٌه إدارة السجن أهمٌة أمنٌة
خاصة والذي ٌصل فً بعض السجون إلى خمس مرات ٌومٌا ,حٌث تعتبر مسؤلة الهروب من أخطر المسابل األمنٌة التً
ٌمكن أن تصل إلى المستوى السٌاسً أو ما تحدثه من للك أمنً للدولةٌ .لتزم السجٌن بساعة معٌنة لتناول وجبة اإلفطار
والعودة إلى فراشه وحتى بداٌة المساء ٌمنع من النوم أو االضطجاع على البرش ,حتى ٌموم الشرطً بإطفاء النور.
عاش األسرى الفلسطٌنٌون فً سجون ممامة على مبان لدٌمة منذ عشرات السنٌن ,ولد أعطً لكل سجٌن فرشة من
اإلسفنج بسمن خمسة سنتٌمترات للنوم علٌها ,وأن ٌستعمل أي شًء بدل الوسادة ,ولد ظل الحال كما هو علٌه حتى عام
1980عندما استطاع األسرى الفلسطٌنٌون أن ٌكسبوا المضٌة التً رفعوها لمحكمة العدل العلٌا والتً وضعت فٌه
مواصفات وشروط تزوٌد األسرى باألسرة بدل النوم على األرض .ولد فتحت دكان السجن الذي نصت علٌه اتفالٌات
جنٌؾ ,وجعلت أسعاره عالٌة وأعلى من تلن التً تباع فٌها الحاجٌات خارج السجن ,ولد تمدمت أكثر من مرة بعض
المإسسات بمذكرات إلى المسإولٌن اإلسرابٌلٌٌن بهذا الشؤن دون جدوى ,ولد ضبط أكثر من مرة وفً سجون مختلفة
مسإول الدكان (الكانتٌنا) وهو ٌختلس من أموال األسرى .استخدمت إسرابٌل الكانتٌنا كؤحد صور العماب ضد األسرى,
فكثٌرا ما كان ٌمنع كل السجن من الشراء لمدة شهر أو شهرٌن كعماب على حادث معٌن.
التغذٌة :سمحت إدارة السجون اإلسرابٌلٌة عمب حرب 1967بإدخال األهالً األطعمة لذوٌهم ,فمد كان األهالً ٌجلبون
فً ٌوم الزٌارة مختلؾ أنواع األطعمة ,ومع بداٌة عام 1969منعت السلطات إدخال أي شًء له عبللة بالؽذاء ,وبمدر
ما كانت الحالة األولى تبرز الفوارق االجتماعٌة بٌن األسرى ,وما لهذا األمر من سلبٌات على العبللة االجتماعٌة بٌنهم
فً ولت لم ٌكن هنان بناء تنظٌمً أو لوانٌن تنظم العبللة بٌنهم ,إال أن البدٌل األسوأ كان تمدٌم طعام االدارة فمط ,فمد
أصبح الؽذاء سبلحا تستعمله اإلدارة ضد األسرى ,وٌمدم لؤلسرى كما ونوعا بناء على احتٌاجات السٌاسة العامة لمصلحة
السجون ,وحتى عام 0976تم تمدٌم ما حدوده 800سعر حراري لكل معتمل ,وهذا ما ال ٌصل إلى تلبٌة ثلث حاجة جسم
اإلنسان ,فً الولت الذي كانت السجون النازٌة تمدم لنزالبها 1050سعر حراري ,ولد شهدت السنوات التالٌة تنالص
هذه الكمٌة لؤلسرى فً ؼرؾ العزل أو من ال زال منهم فً مرحلة التحمٌك ,بل إنه كان ٌمدم إلٌهم بماٌا الطعام .وبرؼم
أن اتفالٌات جنٌؾ نصت على أن ٌمو م األسرى بصناعة ؼذابهم بؤنفسهم ,إال أن جمٌع السجون لد مرت بمراحل تحوٌل
صناعة األكل من السجناء الجنابٌٌن إلى األسرى األمنٌٌن.
بنً األسرى الفلسطٌنٌون مجتمعا لابما على نسك اجتماعً ,ولؾ صلبا فً كفاحه من أجل تطوٌر وتؽٌٌر ظروؾ الحٌاة
فً السجون ,ونظم العبللة بٌن األسرى المختلفة ثمافتهم أصبل .إن بناء مجتمع ٌتسم بالتنظٌم ووجود ما ٌشبه سلطة تنبع
أفكارها من أسس ثورٌة ,إضافة إلى وعً سٌاسً وثمافً عال فً ظل بناء اجتماعً بعٌد عن االنتماءات المبلٌة ,سٌسمح
فعبل لهإالء األسرى بالمٌام بتسجٌل دورهم فً التارٌخ الفلسطٌنً ,بتؤدٌتهم دورا نضالٌا ضد إسرابٌل.
35
الفصل الرابع
تصنٌفات األسري
اوال :األسرى المدامى:
وهو مصطلح ٌطلك على من مضى على اعتمالهم أكثر من عشرٌن سنة ,وان( )25أسٌرا منهم ٌطلك علٌهم "عمداء
ا ألسرى " باعتبارهم ألدم األسرى فً السجون اإلسرابٌلٌة ,وهم المعتملٌن منذ ما لبل "اتفاق أوسلو" ولٌام السلطة الوطنٌة
فً الرابع من أٌار/ماٌو ,1994وان هإالء كان من المفترض أن ٌفرج عنهم ضمن الدفعة الرابعة فً مارس,2014/
فً إطار التفاهمات الفلسطٌنٌة اإلسرابٌلٌة برع اٌة أمرٌكٌة ,إال أن دولة االحتبلل وكعادتها نكثت بالوعود وتنصلت من
االتفالٌات وتراجعت عن إطبلق سراحهم وأبمتهم رهٌنة فً سجونها ومعتمبلتها .إن جمٌع هإالء "المدامى" المعتملٌن منذ
ما لبل اتفالٌة "أوسلو" لد مضى على اعتمالهم أكثر من ثمانٌة وعشرٌن سنة بشكل متواصل ,هم أٌمونات األسرى
وأكثرهم صبرا وتحمبل ولضاء للسنوات على التوالً ,ألدمهم األسٌران "كرٌم وماهر ٌونس" من المناطك المحتلة عام
,1948والمعتمبلن منذ ما ٌزٌد عن تسعة وثبلثٌن سنة .هذا باإلضافة إلى نحو ( )54أسٌرا ممن أفرج عنهم فً صفمة
وفاء األحرار (شالٌط) وأعٌد ا عتمالهم وأعٌد األحكام السابمة لهم ,وأبرزهم "نابل البرؼوثً" الذي أمضى فً السجن على
فترتٌن ما ٌزٌد عن اربعٌن سنة .إن معاناة هإالء تتضاعؾ ,مع استمرار وجودهم فً السجن ,ولصصهم تزداد ألما
ولسوة ,وحكاٌاتهم ؼدت أكثر مرارة ومؤساة ,فهم من ذالوا مرارة السجون وألم المٌد ولسوة التعذٌب بؤشكاله الجسدٌة
والنفسٌة ,وحٌث تسربت األمراض وانتشرت فً أجسادهم واستوطنت بداخلها دون أن ٌتلموا العبلج البلزم ,فانهكتهم
وزادت من معاناتهم .ولكل واحد من هإالء حكاٌته الخاصة مع األسر ,والتً تتشابن فً الكثٌر من جوانبها مع التجربة
الجماعٌة .فبع ضهم من أمضى فً السجن من سنوات عمره أكثر مما أمضاه خارج السجن ,وبٌنهم من ترن أبنابه أطفاال,
لٌكبروا بعٌدا عنه وٌلتمً بهم شبابا داخل السجن ,ومنهم من فمد أمه أو أبٌه أو كبلهما ,أو فمد أخٌه أو أخته أو أكثر من
أفراد العابلة دون أن ٌسمح له بإلماء نظرة الوداع أو المشاركة فً تشٌٌع الجثمان إلى مثواه األخٌر .وهم أٌضا من
عاصروا أجٌال وأجٌال ,فاستمبلوا آالؾ األسرى الجدد ,وودعوا أمثالهم ,فٌما أجسادهم ال تزال محبوسة بٌن جدران
السجون وأٌادٌهم ممٌدة باألصفاد و عٌونهم تبحث عن ثمب لترى من خبلله لرص الشمس .ومع ذلن لم ولن ٌنكسروا .فهم
متمسكون باألمل وعلٌنا أن نساعدهم فً تحمٌك أملهم.
ثانٌا :أسرى المدس والداخل
منذ احتبلل الشطر الشرلً للمدس عام ,1967فرضت سلطات االحتبلل على سكان المدس لٌودا متعددة ,وأعطتهم
تصنٌفا لانونٌا شاذا ٌستهدؾ شطبهم من سجل الوجود وهم أحٌاء ,فتعاملت معهم على أنهم ممٌمون دابمون لدٌها,
واعتبرت سجنهم واألحكام الصادرة بحمهم شؤنا داخلٌا وأن لوانٌنها تنطبك علٌهم مثلهم مثل السجناء الٌهود .لكنها فً
الولت ذاته ال تمنحهم نصؾ الحموق التً تمنحها لؽٌرهم من السجناء الٌهود .فلم تعترؾ بانتمابهم لؤلراضً المحتلة عام
. 1967هذا الوضع المانونً المبهم والظالم ,تمتد آثاره لتشمل األسرى الممدسٌٌن واسرى الداخل الفلسطٌنً المحتل فً
سجون االحتبلل الذٌن ٌعاملون كفلسطٌنٌٌن فً الزنازٌن أو حٌن ٌطالبون بحمولهم ,وٌعاملون كمواطنً دولة االحتبلل
حٌن ٌكون هنان صفمات لتبادل األسرى أو حموق تمنح لؤلسرى الفلسطٌنٌٌن نتٌجة إضرابهم عن الطعام و ؼٌرها من
الخطوات االحتجاجٌة .كما بمٌة األسرى الفلسطٌنٌٌن ٌعانً أسرى المدس والداخل من لسوة التعذٌب والعزل االنفرادي,
وسوء ظروؾ االعتمال المعٌشٌة والصحٌة ووحش ٌة تعامل جنود االحتبلل معهم ,والسعً الدابم لعزلهم عن اآلخرٌن
واالستفراد بهم .إضافة إلى اإلهمال الطبً المتعمد الذي استشهد بسببه أكثر من عشرٌن شهٌد من أسرى المدس والداخل
سمطوا فً سجون االحتبلل االسرابٌلً منذ العام 1967وحتى اآلن ,وال تمتصر معاناتهم على تدهور الحالة الصحٌة
لبعضهم أو عدم تلمٌهم العناٌة الكافٌة .فٌما ال ٌزال المبات منهم ٌمبعون فً سجون االحتبلل ,بٌنهم نساء وشٌوخ وأطفال
ونواب وأسرى تحرروا فً صفمة "شالٌط" وأعٌد اعتمالهم .ومنهم من أمضوا فً ؼٌاهب السجون عشرٌن عاما وما
ٌزٌد .هذا باإلضافة إلى أن أهالً األسرى ٌعانون من المنع تحت ما ٌسمى "المنع األمنً" ومن المضاٌمات والتحرشات
واإل جراءات واالعتماالت اإلسرابٌلٌة المستمرة لهم أثناء توجههم للزٌارة .ولؤلطفال الممدسٌٌن حصتهم من المعاناة أٌضا
فدولة االحتبلل تحاكم األطفال وتحتجزهم ضمن ظروؾ سٌبة جدا ,وهم ٌتلمون المعاملة نفسها التً ٌتلماها األسرى
الفلسطٌنٌون األخرون .ومنذ بداٌة االنتفاضة ود ولة االحتبلل تنتهج سٌاسة منظمة تجاه التعامل مع األطفال األسرى مثل
إجراءات المحاكمة الطوٌلة والمعمدة ,والتعذٌب أثناء التحمٌك ,وعدم وجود رعاٌة صحٌة ,والحرمان من الحك فً التعلٌم.
وما ٌزال لرابة ( )500من سكان مدٌنة المدس ومن سكان الداخل الفلسطٌنً ٌمبعون فً سجون ومعتمبلت االحتبلل
36
اإلسرابٌلً بٌنهم عشرات األطفال والنساء والفتٌات.من بٌنهم معظم عمداء األسرى وهم الذٌن أمضوا أكثر من 20سنة
فً السجن بشكل متواصل ,وٌعتبر األسٌر كرٌم ٌونس من الداخل المحتل ألدم أسٌر فلسطٌنً والمعتمل منذ العام ,1983
واالسٌر سمٌر أبو نعمة المعتمل منذ سنة 1986هو عمٌد أسرى المدس وألدمهم .هذا باإلضافة إلى وجود ( )7أسرى من
المدس ممن تحرروا فً صفمة "وفاء األحرار" وأعٌد اعتمالهم وأعٌدت لهم األحكام السابمة .وأسرى المدس والداخل هم
فً للب الحركة األسٌرة وركن اساسً من أركانها ,وشاركوا بفاعلٌة فً المواجهات مع ادارة السجون ,واالضرابات عن
الطعام ,وساهموا فً تطور الحركة األسٌرة ,وشكل العدٌد منهم لٌادات ورموز للحركة الوطنٌة األسٌرة على مدار
مسٌرتها الطوٌلة.
ثالثا :أسرى غزة
لطاع ؼزة لدم مبات اآلالؾ من الشهداء والجرحى واألسرى من أجل الحرٌة واالستمبلل .وٌمدر عدد حاالت االعتمال
التً سجلت فً لطاع ؼزة منذ العام 1967بنحو ربع ملٌون حالة ,كما وأن هإالء األسرى كانوا دوما جزء أساسً من
الحركة األسٌرة وشاركوا بجانب إخوانهم ورفالهم النضال المستمر ضد إدارة السجون اإلسرابٌلٌة ,وأن الكثٌرٌن من
أسرى ؼزة شكلوا وعلى مدار العم ود الماضٌة أعمدة أساسٌة للحركة األسٌرة ولٌادات مإثرة داخل سجون االحتبلل .ومن
األهمٌة بمكان االشارة هنا إلى أن االعتماالت من لطاع ؼزة لد شهدت انخفاضا كبٌرا منذ اتفالٌة أوسلو ولٌام السلطة
الوطنٌة الفلسطٌنٌة منتصؾ العام ,1994جراء عدم التواجد المباشر لموات االحتبلل العسكرٌة فً مدن ومخٌمات
المطاع ,فٌما انخفضت أكثر فؤكثر بعد إعادة لوات االحتبلل العسكرٌة انتشارها فً لطاع ؼزة فً أٌلول ,2005مما
أدى إلى انخفاض االعتماالت فً صفوؾ مواطنً ؼزة بشكل كبٌر ,والتصرت على حاالت محدودة ممارنة بما ٌسجل فً
المدس والضفة الؽربٌة من اعتماالت ٌومٌة وٌمبع ؼالبٌتهم العظمى فً سجن نفحة ,وهإالء ٌشكلون لرابة ( )%6من
اجمالً األسرى ,وٌعتبر األسٌر ضٌاء الفالوجً المعتمل منذ العام 1992وٌمضً حكما بالسجن المإبد مدى الحٌاة) هو
ألدمهم وعمٌد أسرى المطاع ,وهو واحد من المعتملٌن منذ ما لبل "أوسلو" وما ٌطلك علٌهم بالدفعة الرابعة الذٌن رفضت
اسرابٌل االفراج عنهم فً اطار التفاهمات السٌاسٌة مطلع عام .2014وٌعانً أهالً أسرى لطاع ؼزة من التواصل مع
أبنابهم وكذلن من منع الزٌارات تحت ما ٌسمى "المنع األمنً" ,وحرمان أعداد كبٌرة من األلارب من زٌارة أبنابهم فً
الس جون ,حٌث أن الزٌارات ؼٌر منتظمة وأن واختٌار الزوار وأعدادهم تتم وفما لمعاٌٌر اسرابٌلٌة ظالمة واجراءات
مجحفة ,مما ٌحرم األسٌر وعابلته من التواصل الدابم .األمر الذي ٌشكل جرٌمة وعمابا جماعٌا للطرفٌن .وٌذكر أٌضا بؤن
لابمة شهداء الحركة األسٌرة تضم ( )63شهٌدا من أسرى ؼزةٌ ,شكلون ما نسبته 28.4%من المجموع الكلً للشهداء
األسرى حتى نهاٌة شباط/فبراٌر 2020والذٌن بلػ عددهم ( )222شهٌدا.
رابعا :األسرى العرب (اسري الدورٌات)
هم الجنود والضباط العرب الذٌن تمكنت إسرابٌل من أسرهم خبلل حروب مع الدول العربٌة الشمٌمة منذ عام 1948م,
والفدابٌون الذٌن عبروا الحدود سواء من لبنان أو األردن أو الجوالن المحتل؛ لمماتلة العدو الصهٌونً داخل األراضً
المحتلة دخت سجون االحتبلل العشرات من الجنسٌات العربٌة المختلفة من هضبة الجوالن السورٌة المحتلة واألردن,
وعشرات آخرون من السودان ومصر ,واألسرى اللبنانٌٌن .وٌتعرض األسرى العرب فً سجون االحتبلل لشتى أنواع
العذاب؛ ٌحرمون من زٌارات ذوٌهم وتوضع العرالٌل أمام الصلٌب األحمر فً ترتٌب زٌارات لعاببلتهم ,وٌحرمون من
االتصال الهاتفً مع ذوٌهم لبلطمبنان علٌهم .وٌعتمدون على كتابة الرسابل لذوٌهم عبر الصلٌب األحمر ,وٌوجه دابما
اللوم إلى حكوماتهم المتماعسة بالتحرن السٌاسً والدبلوماسً للضؽط على حكومة إسرابٌل إلطبلق سراحهم ,خاصة أن
مصر واألردن أبرمتا اتفالٌات سبلم مع إسرا بٌل وأصبح وجودهم فً السجون مخالفا للموانٌن الدولٌة وألسس السبلم
المبرم بٌن هذه الدول وحكومة إسرابٌل .أن إدارة السجون لم تمٌز ٌوما فً تعاملها الماسً ,ولمعها وبطشها بٌن أسٌر
فلسطٌنً وآخر عربً .فهم عانوا من السجن ولسوة السجان كما عانٌنا ,وتعرضوا مثلما تعرضنا له من تعذٌب وحرمان
ومعاملة لاسٌة ,ولربما معاناتهم تضاعفت بسبب حرمان هم من رإٌة عاببلتهم طوال سنوات اعتمالهم الطوٌلة .األمر الذي
دفع أمهات فلسطٌنٌات الى ابتداع ما ٌعرؾ ب "ظاهرة التبنً" للتخفٌؾ من معاناتهم وتملٌل آثار الحرمان.
هإالء األشماء العرب الذٌن ناضلو ا وضحوا واعتملوا ألجل فلسطٌن ولضٌتها العادلة ,لٌإكدوا بؤن المضٌة الفلسطٌنٌة لم
تكن فً ٌوم من األٌام ,لضٌة تخص الفلسطٌنٌٌن فمط ,بل كانت ومازالت هً لضٌة العرب فً كل مكان ,لذا شارن
العرب ذكورا واناثا ومن مختلؾ الجنسٌات العربٌة إخوانهم الفلسطٌنٌٌن فً مماومة المحتل اإلسرابٌلً ,وألجلها ودفاعا
عنها لدم العرب آالؾ الشهداء ,فضبل عن المبات من العرب األسرى ,إذ لم تخل دولة عربٌة من المشاركة فً مماومة
االحتبلل اإلسرابٌلً أو التمثٌل داخل سجونه ومعتمبلته منذ احتبلله لبالً األراضً الفلسطٌنٌة عام ,1967فكان هنان
أسرى مصرٌون ولبنانٌون وأردنٌون وسورٌون وعرالٌون ومؽربٌون وسودانٌون وجزابرٌون وتونسٌون وسعودٌون
ولٌبٌون وؼٌرهم .كما وأن لابمة شهداء الحركة األسٌرة لم تخل هً األخرى من األسرى العرب .وهإالء ,ذكورا واناثا,
37
ٌشكلون مفخرة للشعب الفلسطٌنً .فهم الذٌن سطروا سوٌا مع إخوانهم الفلسطٌنٌٌن أروع صفحات الوحدة والتبلحم
والنضال العربً المشترن فً مواجهة االحتبلل اإلسرابٌلً.
خامسا :األسرى األطفال
رؼم أن األوامر العسكرٌة اإلسرابٌلٌة ال تسمح صراحة باعتمال األطفال أو تمدٌمهم للمحاكمة وأن المانون اإلسرابٌلً ال
ٌسمح بذلن ,اال أن الجٌش اإلسرابٌلً اعتمل األطفال ,وبشكل ٌكاد ٌشبه اعتمال الكبار ,فمد كانت الدورٌات العسكرٌة
تداهم البٌوت بعد منتصؾ اللٌل لٌتم اعتمال طفل ال ٌتجاوز عمره الرابعة عشر.
ٌتعرض األطفال األسرى لشتى انواع التعذٌب على أٌدي رجال األمن اإلسرابٌلٌٌن ,ولد كان لهذه األسالٌب آثار سلبٌة
كثٌرة على هإالء األطفال ,ولد تعددت أسباب وتهم اعتمال األطفال الفلسطٌنٌٌن منذ العام .1967اعتملت إسرابٌل بعد
عام 1967األطفال فً نفس األماكن التً اعتمل فٌها الكبار ,وكان ٌنتج عن ذلن الكثٌر من المشاكل ,هذه المضٌة كانت
مطلبا حمٌمٌا لمادة األسرى وإلدارة السجون فخلطهم مع الكبار ٌسبب مشاكل للطرفٌن ,فوضعتهم مصلحة السجون فً
ؼرؾ العار فً سجن الرملة وهذا ما سبب لهم الضرب واالعتداء رؼم أن المانون اإلسرابٌلً ٌمنع وضع األحداث مع
البالؽٌن ,ولكن لادة األسرى نجحوا فً فصلهم عن الكبار .تعاملت مصلحة السجون مع األسرى األطفال على أنهم ؼٌر
لادرٌن على المٌام بالخطوات النضالٌة ,فعندما كان ٌتم نملهم من سجن الى سجن جدٌد كانت تجعلهم ٌنامون على حشاٌا
ملوثة ,مع انتشار الجرذان ,وحٌث ال إضاءة ,أو تهوٌة ,وبنوعٌة ؼذاء سٌبة ,ودون عبلج کافً.
أدرن لادة التنظٌمات الفلسطٌنٌة أهمٌة االنتباه لؤلطفال مبكرا ,وكان ترتٌب ورعاٌة هإالء األطفال ضمن برامج لٌادة
التنظٌمات ,ولد استطاع األطفال الفلسطٌنٌون األسرى فً السجون من ترتٌب أوضاعهم التنظٌمٌة بل إنهم تنافسوا فً
الوصول إلى سدة المسإولٌة ,وكان الوعً الثمافً أحد سمات التنافس بٌنهم ,وما أن جاءت فترة بداٌة الثمانٌنات حتى
كانت ألسام األطفال تضم هٌاكل متشابهة لتلن التً فً ألسام الكبار ,بل إنهم استطاعوا ممارسة النشاط األمنً ,وما
ٌتطلبه من صعوبات على الكبار كانت هذه الصعوبات مضاعفة لدٌهم ,وٌبدو أن ممارسة النشاط التنظٌمً لؤلطفال لد بدأ
بممارسة الفعالٌات الثمافٌة فً الجلسات وتوزٌع بعض الكراسات ,ومن ثم تطور إلى االنضباط اإلداري وممارسة عدد
من األسرى األطفال للثواب والعماب على زمبلبهم أو التخٌٌر التنظٌمً لكل من ٌؤتً من جدٌد ,وهذا ما ٌعبر عن وجود
نسك معٌن من الترتٌب التنظٌمً لهذا المجتمع .استطاع األطفال الفلسطٌنٌون ممارسة االتصال الخارجً خاصة مع
المنظمات الدولٌة ,فمد كانوا ٌراسلون العدٌد من المنظمات األمم المتحدة ,والصلٌب األحمر الدولً ,ومنظمة العفو
الدولٌة ,وٌبدو أن ذلن كان ٌتم بإشراؾ وتوجٌه لٌادة التنظٌمات فً السجون ,ألن التعاطؾ مع األطفال وظروفهم فً
السجن ٌشكل أضعاؾ ذلن التعاطؾ مع زمبلبهم الكبار.
رفض األطفال األسرى االعتراؾ باستمرار والع ظروفهم المعٌشٌة فً السجون ,فمد مارسوا العدٌد من الفعالٌات التً
تعبر عن ذلن ٚوض١شا ِب وبْ األغفبي ٠م ِْٛٛثبالػزذاء ػٍ ٝأؽذ أفشاد اٌششغخ ػٕذِب ٠ؼبًِ أؽذ زمبلبهم بمسوة أو ٌبادر
باالعتداء علٌه ,وهذا ما دعا إدارة السجون إلى التحام ؼرؾ األطفال ورشها بالؽاز متجاهلة ما ٌمكن أن ٌحدث ذلن مع
أطفال أعمارهم بٌن العاشرة والسادسة عشر ,ومن المعروؾ أن األطفال كانوا متحمسٌن لتفعٌل أي إجراء احتجاجً ضد
اإلدارة أكثر من األسرى الكبار ٌُ .رزٛلف اداسح اٌغغ ْٛػٓ ِؾبٚالد االعزفشاد ثبألعش ٜاالغفبي فمبِذ اٌزٕظّ١بد
ثبٔزذاة ٌغبْ ِٓ االعش١ٌ ٜششفٛا ػٍ ٝؽ١بح االغفبي.
صع دت سلطات االحتبلل اإلسرابٌلً من اعتماالتها التعسفٌة بحك األطفال والماصرٌن الفلسطٌنٌٌن ,ومارست بحمهم
أنماطا مختلفة من ال تعذٌب خبلل وبعد اعتمالهم ,ما ٌعتبر من بٌن المخالفات الجسٌمة للمانون الدولً ,خاصة اتفالٌة
مناهضة التعذٌب واتفالٌة حموق الطفل .واعتملت سلطات االحتبلل منذ اندالع انتفاضة األلصى فً سبتمبر عام ,2000
ما ال ٌمل عن ( )20000لاصر فلسطٌنً ,تتراوح أعمارهم بٌن ( 18-12عاما) ,وسجلت العدٌد من حاالت االعتمال
واالحتجاز ألطفال لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات .ومارس سلطات االحتبلل العدٌد من االنتهاكات بحك األسرى
األطفال منذ لحظة إلماء المبض علٌهم وطرٌمة تولٌفهم التً تتسم بالمسوة سواء خبلل عملٌات التولٌؾ أو خبلل التٌادهم
من مناز لهم فً ساعات متؤخرة من اللٌل إلى مراكز التحمٌك والتولٌؾ .ومن بٌن هذه االنتهاكات :إبماإهم دون طعام أو
شراب لساعات طوٌلة وصلت فً بعض الحاالت الموثمة لٌومٌن ,توجٌه الشتابم واأللفاظ البذٌبة إلٌهم ,تهدٌدهم وترهٌبهم,
انتزاع االعترافات منهم تحت الضؽط والتهدٌد ,دف عهم للتولٌع على اإلفادات المكتوبة باللؽة العبرٌة دون ترجمتها,
حرمانهم من حمهم المانونً بضرورة حضور أحد الوالدٌن والمحامً خبلل التحمٌك ,وؼٌر ذلن من األسالٌب
واالنتهاكات .وٌتعرض المعتملون األطفال ألسالٌب تعذٌب ومعاملة حاطه بالكرامة ومنافٌة للمعاٌٌر الدولٌة لحموق
اإلنسان ,حٌث ٌتم احتجاز ؼالبٌتهم فً سجون داخل دولة االحتبلل ,بشكل ٌخالؾ اتفالٌة جنٌؾ الرابعة ,وٌتسبب فً
حرمان الؽالبٌة منهم من زٌارات ذوٌهم .هذا باإلضافة إلى معاناة األهل فً الحصول على التصارٌح البلزمة للزٌارة,
38
التً تمنحهم حك التنمل ,حٌث تماطل سلطات ا الحتبلل فً منح التصارٌح ما ٌطٌل فترة االنتظار ,فٌما تحرم كثٌر من
العاببلت من الحصول على التصارٌح.
كما تودع سلطات االحتبلل األطفال فً مراكز تولٌؾ ومعتمبلت تفتمر للحد األدنى من الممومات اإلنسانٌة ,وتحرم العدٌد
منهم من حمهم فً التعلٌم والعبلج الطبً وٌحرمون من إدخال المبلبس واألؼراض الشخصٌة والكتب الثمافٌة .وتشٌر
اإلحصاءات والشهادات الموثمة للمعتملٌن األطفال؛ إلى أن نحو ثبلثة أرباعهم تعرضوا لشكل من أشكال التعذٌب
الجسدي ,فٌما تعرض جمٌع المعتملٌن للتعذٌب النفسً خبلل مراحل االعتمال المختلفة .ولد تعرض األسرى األطفال فً
معتملً "عوفر" و"مجدو" إلى عملٌات لمع هً األعنؾ منذ سنوات على ٌد لوات الممع التابعة إلدارة معتمبلت االحتبلل.
وتجدر اإلشارة إلى أن المعتملٌن األطفال من الضفة ٌخضعون لمحاكم عسكرٌة تفتمر للضمانات األساسٌة للمحاكمة
العادلة ,ودون أي مراعاة لخصوصٌة طفولتهم ولحمولهم .وتعتبر نسبة اعتمال االحتبلل للماصرٌن الممدسٌٌن األعلى
ممارنة باعتماالت بمٌة الماصرٌن من الضفة الؽربٌة ,وٌظهر االستهداؾ الواضح ألطفال المدس باعتمال العشرات منهم
ٌومٌا واحتجازهم بشكل ؼٌر لانونً ,وإطبلق سراحهم وإعادة استدعابهم للتحمٌك مرة أخرى ,إضافة إلى سٌاسة الحبس
المنزلً واإلبعاد عن المدٌنة الممدسة ,وفرض الؽرامات الباهظة على أهالً األطفال ,واحتجاز الممدسٌٌن فً سجون
مختلفة عن السجون التً ٌحتجز فٌها األطفال المعتملٌن من الضفة الؽربٌة وذلن للحٌلولة دون اندماجهم ,وبالممابل؛ فهً
تسعى لدمجهم مع السجناء اإلسرابٌلٌٌن الجنابٌٌن فً السجون المدنٌة ومراكز اإلٌواء.
سادسا :االسٌرات
تضمنت اتفالٌات جنٌؾ التً ولعت علٌها إسرابٌل نصوصا توضح كٌفٌة التعامل مع النساء األسٌرات ,وطالبت عمل
كافة االعتبارات التً تراعً جنسهن ومعاملتهن معاملة مبلبمة ال تمل عن معاملة األسرى الرجال ,لكن إسرابٌل لم تلتزم
بالكثٌر من نصوص تلن االتفالٌات التً ولعت علٌها ,وخاصة فٌما ٌتعلك بؤسرى الحرب ,فهً لم تعترؾ أصبل بؤن
األسرى الفلسطٌنٌٌن أسرى حرب ,فكٌؾ ستتعامل مع تلن التفاصٌل فً هذه االتفالٌات؟ وكانت معاملتها للسجٌنات
الفلسطٌنٌات تعبر عن ذلن بوضوح.
لم تفرق السلطات اإلسرابٌلٌة فً تعاملها عند االعتمال بٌن رجل وامرأة ,وكذا لم تفرق بٌنهم فً مراحل االعتمال
المختلفة ,وخاصة مرحلة التحمٌك ,فمد كانت نفس الموة التً تذهب العتمال الرجال تعتمل المرأة الفلسطٌنٌة ,ونفس
األسالٌب المستخدمة فً التحمٌك مع الرجال استخدمتها مع النساء ,بل أحٌانا كانت أشد لسوة العتبارها حلمة ضعٌفة
حسب مفهومهم ٌمكن بواسطتها الضؽط علٌها لتحل إشكالٌات لضباط المخابرات ال ٌستطٌعون حلها فً التحمٌك مع
الرجال ,وكثٌرا ما كانت هذه األسالٌب تإدي إلى نتابج مؤساوٌة .اختارت إسرابٌل أحد ؼرؾ سجن الرملة لٌكون أول
مكان العتمال المرأة الفلسطٌنٌة ,ولد كانت السٌدة فاطمة البرناوي أول سجٌنة فلسطٌنٌة حٌث اعتملت فً زاوٌة من سجن
الرملة ,لكن تم إضافة ؼرؾ فٌما بعد لٌصبح لسما بؤكمله ,واستخدمت أٌضؤ مركز التولٌؾ ( أبو كبٌر) .وضعت
السلطات اإلسرابٌلٌة السجٌنات الفلسط ٌنٌات فً ؼرؾ لدٌمة البناء ,وفً ظروؾ لاسٌة ,ولد كان لذلن تؤثٌر على الوضع
النفسً للسجٌنات.
حرصت إسرابٌل على ممارسة ضؽوط على السجٌنات الفلسطٌنٌات حٌث رتبت نظام معٌشٌة معٌنة ٌجب على السجٌنات
االلتزام به ,فكانت تمسم أعمال النظافة على كل واحدة فً ولت معٌن ,وكذا إجبار السجٌنات على العمل وبدون ممابل,
وهذا ما ٌخالؾ لرار محكمة العدل العلٌا ,بل إن إدارة السجن كانت تلزم السجٌنات على إنهاء كمٌة معٌنة من العمل لبل
نهاٌة دوامهن فً الورشة وإال سٌتم معالبتهن ,أدت الظروؾ التً عاشت فٌها السجٌنات الفلسطٌنٌات إلى أحداث تراكمات
صحٌة أدت إلى االصابة بؤمراض كثٌرة ,كالعمود الفمري والمعدة واألمراض الجلدٌة ,فمن المإكد أن طبٌعة جدران
السجن ودرجة الحرارة وعدم التهوٌة فً ظل ؼذاء سًء سٌإدي إلى هذه األمراض وؼٌرها ,فمد كانت السنوات األولى
أشد لسوة فً ظروفها حٌث أن اإلضرابات واألعمال االحتجاجٌة التً لامت بها السجٌنات ساهمت إلى حد ما فً تحسٌن
ظروفهن.
عاملت مصلحة السجون لسم السجٌنات الفلسطٌنٌات معاملة لاسٌة ال تمل عن معاملة السجناء الرجال ,فكثٌرا ما كانت
تلزم السجٌنات على التعري بحجة التفتٌش الجسدي ,وكذا التحام الؽرؾ بنفس الحجة ورش الؽاز المسٌل للدموع ,إضافة
إلى االعتداء بالضرب وزجهن فً الزنازٌن االنفرادٌة ,وبالطبع سٌكون لذلن تؤثٌر على السجٌنات أكثر من تؤثٌره على
السجناء ,فالحدٌث ٌتعلك بالتحمل الجسمً الذي ٌمتاز به الرجل عن المرأة ,إضافة إلى كون بعض السجٌنات حوامل,
وبعضهن كن فً وضع نفسً س ًء .وجدت بعض السجٌنات الفلسطٌنٌات أنفسهن فً السجن فً نفس الفترة التً كان
أزواجهن أٌضا فً السجن ,وهنان حاالت متشابهة اضطرت إلى اإلجهاض نتٌجة سلون الشرطة اإلسرابٌلٌة السابك.
استخدمت السلطات اإلسرابٌلٌة أسلوب نمل السجٌنات الفلسطٌنٌات إلى مركز تولٌؾ أبو كبٌر سًء السمعة (سجناء
39
جنابٌون خطرون) عمابا لهن بعد أي عمل نضالً ,وكانت السجٌنة تمضً أسابٌع بل أشهر تعٌش وحدها بٌن السجٌنات
الٌهودٌات الجنابٌات ,ومن المإكد أنها ستتعرض لبلعتداءات والضؽط النفسً مما تعتبره السجٌنات بؤنه ألسى من عذاب
التحمٌك.
مارست السجٌنات الفلس طٌنٌات حٌاتهن التنظٌمٌة أسوة باألسرى فً السجون األخرى ,لكن هذا لم ٌبدأ بنفس وتٌرة ذلن
العمل فً بمٌة السجون ,فمد كانت حٌاة السجٌنات الفلسطٌنٌات مختلفة و ؼٌر منظمة فً السنوات األولى لفتح السجون,
وبالتالً فالعبللة الشخصٌة هً التً ستموي العبللة بٌنهن ,وحتى بداٌة الثمانٌنات ال ٌمكن الحدٌث عما ٌفٌد بؤن هنان
لجان نضالٌة تمثل السجٌنات أمام إدارة السجون .إن ذلن ال ٌعنً عدم ممارسة السجٌنات ألي عمل تنظٌمً ,فمد كن
ٌجلسن فً جلسات سٌاسٌة عامة ,و كانت اإلدارة دابما تذكر السجٌنات بؤنها ال تعترؾ بؤي هٌبة جماعٌة لهن .وبعدها
تطور الوضع التنظٌمً لبلسٌرات ,و لامت السجٌنات الفلسطٌنٌات عبر تارٌخهن فً السجون بالكثٌر من اإلجراءات
االحتجاجٌة او النضالٌة لتحسٌن أوضاعهن المعٌشٌة فً السجون.
تتعرض النساء الفلسطٌنٌات لبلعتمال واالعتداء من لبل سلطات االحتبلل اإلسرابٌلً كبالً شرابح المجتمع الفلسطٌنً,
دون أي اعتبار للوضع الصحً أو النفسً أو االجتماعً لهن .وحتى الٌوم؛ فإن سلطات االحتبلل تعتمل ( )40أسٌرة فً
سجونها ,بٌنهن أسٌرات لٌد االعتمال اإلداري ,و( )27أسٌرة محكومات بالسجن الفعلً والؽرامات المالٌة ,وأعبلهن
حكمة األسٌرتان شروق دوٌات وشاتٌبل عٌاد المحكومتان بالسجن ل( )16عاما ,ومٌسون موسى المحكومة بالسجن
ل( )15عاما ,فٌما ما تزال عدد من االسٌرات مولوفات .ومن بٌن األسٌرات ,ثمانً جرٌحات ,أصعبها حالة األسٌرة
إسراء جعابٌص ( 32عاما) ,من المدس ,والتً اعتملتها لوات االحتبلل بعد إطبلق النار على سٌاراتها ما أدى إلى
انفجارها وإصابتها بحروق شدٌدة شوهت وجهها ورأسها وصدرها وبترت أصابعها ,وحكمت علٌها سلطات االحتبلل
بالسجن لمدة ( )11عاما.
ولم تمتصر عملٌات االعتمال على فبة محددة من النساء ,وإنما طالت نساء ٌمثلن مختلؾ لطاعات وشرابح المجتمع
الفلسطٌنً ,لتشمل االعتماالت عضوات فً المجلس التشرٌعً كاألسٌرة خالدة جرار ,ووالدات شهداء ,كاألسٌرة وفاء
مهداوي والدة الشهٌد أشرؾ نعالوة . ,وتعٌش األسٌرات خبلل مراحل االعتمال ظروفا ال إنسانٌة ,ال تراعى فٌها حمولهن
فً السبلمة الجسدٌة والنفسٌة والخصوصٌة ,إذ ٌحتجزن فً ظروؾ معٌشٌة صعبةٌ ,تعرضن خبللها لبلعتداء الجسدي
واإلهمال الطبً ,وتحرمهن سلطات االحتبلل من أبسط حمولهن الٌومٌة ,كحمهن فً التجمع لؽرض أداء الصبلة جماعة
أو الدراسة ,إضافة إلى انتهان خصوصٌتهن بزرع الكامٌرات فً ساحات المعتمل ,ما ٌضطر بعضهن إلى االلتزام
باللباس الشرعً حتى أثناء ممارسة الرٌاضة ,كما وتحرمهن من حمهن بوجود مكتبة داخل المعتمل ,رؼم المطالبات
المتكررة لذلن ,باإلضافة إلى تعرضهن للتنكٌل بهن خبلل عملٌة النمل عبر عربة "البوسطة" إلى المحاكم أو المستشفٌات,
والتً تستؽرق عملٌة النمل بها لساعات ,وٌتعرضن خبللها لبلعتداء علٌهن على ٌد لوات "النحشون".
الفصل الخامس
العموبات والمعاناة وسٌاسات إدارات السجون
أوال :سٌاسة اإلذالل
تعتبر من أهم السٌاسات الهادفة ,لتحطٌم نفسٌة وكٌان األسٌر الفلسطٌنً ,لٌصبح جسدا ببل روح .إن سٌاسة اإلذالل هً
تعبٌر واضح عن الدوافع الحمٌمٌة لسلطات االحتبلل ,بمعنى دوافع االنتمام العنصرٌة ,لبلنتمام من األسٌر ,الذي جاء
لؤلسر نتٌجة المماومة ورفض الخضوع واالستسبلم لسٌاسات االحتبلل الممعٌة ,ضد اإلنسان واألرض والممدسات
الفلسطٌنٌة .كذلن أراد االحتبلل ,أن ٌخضع األسٌر المماوم لجوالت طوٌلة من اإلذالل ,إلخضاعه وتفرٌؽه من محتواه,
حتى ال ٌموى فً حال تحرره واإلفراج عنه ,عن ممارسة أي نوع من أنواع مماومة ورفض سٌاسات االحتبلل التعسفٌة.
ونستطٌع هنا أن نذكر عدة ممارسات تفصٌلٌة ,تؤتً بالدرجة األولى تعبٌرا عن سٌاسة اإلذالل ,فعلی سبٌل المثال:
-1العدد ( التؤكد من عدد األسر) ٌخضع األسرى الفلسطٌنٌون فً سجون االحتبلل ل 5مرات من العد الٌومً ,ولد ٌفهم
األمر فً سٌاق الدوافع األمنٌة والمهنٌة ,فً التؤكد من عدد األسرى ,سواء كانوا ٌهودا أم عربا ,سٌاسٌٌن أم جنابٌٌن .لكن
األمر البلفت والذي ٌعبر عن سٌاسة االحتبلل هو شكل وطرٌمة العد .ففً الؽالب ,تموم مجموعة من السجانٌنٌ ,مؾ على
رأسهم ضابط ,مسلحٌن بالعصً والهراوات ومدافع الؽاز المسٌل للدموع ,وٌلبسون الدروع الوالٌة ,بإجراء عملٌة العد
40
األولى لؤلسرى ,فً الساعة السادسة وأحٌانا فً الخامسة والنصؾ صباحا ,حٌث ٌموم السجان بإضاءة النور والدق على
األبواب ,لبل العد بنصؾ ساعة ,بحجة إٌماظ وتحضٌر األسرى لعملٌة العد .فً هذه األثناء ,وفً بعض السجونٌ ,جلس
األسرى على األرض ,حتى ٌؤتً العدد وٌذكر األسرى أسماءهم واحد تلو اآلخر .وهذا ٌطٌل فترة العدد أكثر ,وفً
حاالت كثٌرة ٌمنع منعا باتا الدخول إلى المرحاض أو الحمام أو حتى الصبلة أحٌانا ,فً هذه الفترة ,التً لد تصل إلى
ساعة ,وكل من ٌتصادؾ وجوده فً المرحاض أو الحمام أو الصبلةٌ ,تم عمابه بشكل من أشكال العموبات ,كالؽرامة
المالٌة ,أو وضعه فً زنازٌن انفرادٌة خاصة .ومن أهم مظاهر اإلذالل ,هو إجبار كل أسٌر المٌام من مكان نومه,
والولوؾ على لدمٌه ,منذ لحظة دخول الضابط المسإول عن العدد ,بل ولد وصل األمر فً بعض األحٌان ,أن ٌطلب
مدٌر السجن من األسرى ,أن ٌستٌمظوا باكرا ,وتحضٌر أنفسهم للعدد ,من خبلل خلع مبلبس النوم ,ولبس مبلبس السجن
الرسمٌة ,لبل البدء بعملٌة العد .وخاضت الحركة األسٌرة نضاال طوٌبل ,من أجل إلؽاء هذا المظهر اإلذاللً ,لكن
محاوالتها لم تلك النجاح المطلوب ,ولد نجحت أحٌانا فً تخفٌؾ شروط العدد السالفة ,واٌذافغ األعبعٌٙ ٟزٖ اٌغ١بعخٛ٘ ,
اٌذافغ إٌفغ ٟاالٔزمبِٚ ٟاإلرالي١ٌٚ ,ظ اٌذافغ األِٕ ٟاٌّؼٍٓ.
-2التفتٌش :تموم مصلحة السجون بعملٌات تفتٌش ,سواء تفتٌش الشخص األسٌر وتفتٌش أؼراضه أو تفتٌش عام لكل
المسم .وهنان أنواع أخرى من التفتٌش ,لبل وبعد زٌارة األهل ,لبل وبعد الفورة مرتٌن ٌومٌا (الفورة هً خروج األسٌر
إلى ساحة السجن فً أولات تحددها إدارة السجن) ,وهنان تفتٌش بالٌد لكل أنحاء الجسم ,وتفتٌش بواسطة ماكٌنة أو جهاز
ٌدوي خاص ,لكشؾ المعادن .وٌتم البحث فٌها عن مواد تعتبرها مصلحة السجون ممنوعة ,وتمس بؤمن السجن ,وتتذرع
مصلحة السجون دابما بدوافع أمنٌة .لكن المشكلة تكمن فً أحٌان كثٌرة فً أولات التفتٌش ,أهداؾ التفتٌش ,طرٌمة
التفتٌش ,والتً تإكد أن الهدؾ من ذلن هو اإلذالل ولٌس األمنٌ .موم السجانون وبشكل استفزازاي ,بالهجوم على ؼرفة
أو أكثر من ؼرؾ السجن ,فً الساعة الثانٌة أو الثالثة بعد منتص اللٌل ,ثم ٌعودون فً الساعة السابعة صباحا فً نفس
الٌوم ,وٌمومون خبللها بتكسٌر واتبلؾ أؼراض خاصة لؤلسٌر ,كرادٌو أو مسجل أو ساعة ,أو ما شابه ,وكتابات
ورسومات وأعمال ٌدوٌة عند االلتحام ,تدخل وحدات خاصة مدججة بؤسلحة خاصة ,وتطلب من األسرى االستلماء على
بطونهم ,ثم تموم بتمٌٌد أٌدٌهم ,ومن ٌتلكؤ أو ال ٌفهم تعلٌماتهم باللؽة العبرٌة ٌتلمى سٌبل من الرصاص الخاص (رصاص
مطاطً) خاص لعملٌات كهذه ,ثم ٌعزل فً الزنازٌن .أضؾ إلى ذلن ,لٌام هذه الوحدات بإجبار بعض األسرى على خلع
مبلبسهم بالكامل وأحٌانا أمام عدد كبٌر من األسرى اآلخرٌن الممٌدٌن ,مع سبك اإلصرار رؼم علمهم بحساسٌة ذلن لدى
األسٌر ,سواء من الناحٌة الدٌنٌ ة أو من ناحٌة العادات والتمالٌد االجتماعٌة .وفً بعض األحٌان تجبر هذه الوحدات هذا
األسٌر أو ذان ,على المٌام بالولوؾ والجلوس ,ثم المٌام بحركات أثناء تعرٌه بالكامل .فً الممابل فإن كل ذلن ال ٌساعد
فً إٌجاد ممنوعات على جسم األسٌر ,إذ أن التفتٌش بكاشؾ المعادن أو بالٌد كفٌل بالكشؾ عن أٌة مواد ممنوعة .فهذا
النوع من التفتٌش هو لٌس تفتٌشا أمنٌا بل تفتٌش إذاللً استفزازي .والتفتٌش أنواع وأشكال فً سجون االحتبلل ,حٌث
تموم مصلحة السجون ,على سبٌل المثال ,مرتٌن فً الٌوم ,بفحص الشبابٌن داخل الؽرفة .وإلى هنا ال توجد مشكلة فً
ذلن ,إال أن المشكلة تكمن فً بعض السجون دون ؼٌرها ,مثل سجن نفحة ,حٌث تموم إدارة السجن بإجبار األسرى على
الخروج من الؽرفة مرتٌن ,ولد تصل فترة خروجهم فً كل مرة ألكثر من ساعة ,من أجل بضعة دلابك ٌموم بها السجان
بفحص شبابٌن الؽرؾ ,بالرؼم من أن السجان ٌستطٌع ,وبكل سهولة ,الدخول وفحص الشبابٌن أمنٌا كما ٌشاء بوجود
األسرى داخل الؽرفة ,ودون أن ٌتعرض له أحد ,ولكنهم ٌمومون بذلن ,من أجل إزعاج األسرى واستفزازاهم.
-3التنمبلت (البوسطات) :تموم إدارة السجون الصهٌونٌة ,بنمل األسرى فً سٌارات وشاحنات خاصة ,ما بٌن السجون,
او المحاكم او مستشفى سجن الرملة وؼٌره .وتسمى عملٌة النمل بواسطة الشاحنة "بوسطة" .وعملٌات النمل هذه ,هً
جزء من سٌاسة مصلحة السجون ,لضمان عدم االستمرار فً حٌاة األسٌر من جهة ,وإلرهاله ومحاولة إذالله من جهة
أخرى .والمشكلة األساسٌة ,باإلضافة إلى عدم االستمرار وال ملك الدابم ,تكمن فٌما ٌرافك عملٌة النمل ,سواء كان فً
مرحلة إعداد األسٌر لعملٌة النمل ,والتً تشمل إخراجه لٌبل او نهارا من ؼرفته األصلٌة ,الى زنازٌن انتظار خاصة ,ثم
مكوثه فً شاحنات النمل (سٌارة البوسطة) والتً لد تمتد الثنتً عشرة ساعة متواصلة ,أو مرحلة تنمله من محطة الى
محطة ,حتى ٌصل الى السجن االخر ,حٌث ٌمكث فً زنزانة انتظار خاصة ,مرة أخرى ,حتى ٌدخل إلى ؼرفته
(الجدٌدة) فً السجن اآلخر .بالنسبة للمرحلة األولى ,فٌجبر األسٌر على المكوث فً زنزانة انتظار خاصة ,مكتظة
باألسرى لساعات طوٌله .وؼالبا ما ٌمكث األسرى فٌها ممٌدٌن بالكلبشات ,حتى ساعات الصباح الباكر ,ثم تنطلك سٌارة
البوسطة عادة فً الساعة الرابعة فجرا ,ومن ثم تبدأ مرحلة العذاب واإلذالل داخل سٌارة البوسطة ,حٌث ٌضطر األسٌر
البماء ساعات طوٌلة جدا ممٌدا باألٌدي واأللدام ,جالسا على كرسً حدٌدي ,ما ٌسبب له آالما وأوجاعا بسبب لسوة وشدة
المٌود ,او بسبب فترة الجلوس الطوٌلة ,وما ٌرافمها من آالم فً الظهر .وؼالبا ما ٌرفض حراس البوسطة من وحدة
(نحشون) العسكرٌة الخاصة بنمل األسرى ,طلبات األسٌر المتكررة ,لشرب الماء مثبل أو لمضاء الحاجة والتبول ,ما ٌضع
األسٌر فً مولؾ صعب ال ٌحسد ع لٌه ,فٌضطر أحٌانا للصٌام أو االمتناع عن األكل والشراب ,حتى ال ٌضطر إلذالل
41
نفسه أمام السجان ,للسماح له بمضاء حاجته ,ومن ال تسمح له صحته بذلن ٌضطر فً بعض األحٌان للتبول فً مبلبسه.
وأحٌانا كثٌرة ٌتعرض األسٌر أثناء البوسطة ,للضرب أو الدفع أو الشتٌمة ,أو ٌتم إجباره على حمل أكٌاس أو حمابب
أؼراضه الثمٌلة ,وهو ممٌد بالمٌود الحدٌدٌة بٌدٌه ولدمٌه .من مظاهر اإلذالل األخرى داخل شاحنة النمل ,هو تمسٌم جسم
الشاحنة إلى ثبلثة ألسام ,أو ثبلث زنازٌن ضٌمة جدا ,ال تسمح حتى بالجلوس الطبٌعً ,رؼم ساعات السفر الطوٌلة .كما
أن النزول فً محطات مختلفة ,مثل محطة الرملة أو ببر السبع أو عسمبلن ,تسبب لؤلسٌر المزٌد من اإلرهاق والمعاناة,
التً تصل إلى أمراض مزمنة كالبواسٌر أو آالم الظهر .بمً أن نشٌر إلى حالة اإلذالل ,التً ٌسعى السجان لتعزٌزها
أثناء انتظار األسٌر لجلسات محاكم االحتبلل فً محكمة عوفر وسالم أو ؼٌرها ,عبر وضع األسٌر لفترات طوٌلة من
الصباح حتى المساء فً زنزانة ضٌمة ومكتظة ,ولٌس فٌها شروط أساسٌة من التهوٌة واإلضاءة ,أو مكان لدورة المٌاه أو
الصبلة ,وال ٌسمح له بالخروج لمضاء الحاجة إال بعد مسلسل طوٌل من النداء والمطابة ,وأحٌانا الدق الشدٌد على
األبواب ,ما لد ٌسبب فً احتكان بٌن األسٌر والحارس ,أو تعرض هذا األسٌر للضرب واإلهانة ,وكل ذلن بسبب طلبه
لمضاء حاجته الطبٌعٌة .هذا بعض مشاكل ومعاناة التنمبلت ,التً تتعلك باألساس بالبعد اإلذاللً لهذه التنمبلت ,والتً
تكشؾ زٌؾ ادعاءات األمن اإلسرابٌلٌة.
-4صٔبص ٓ٠اٌؼمبة :تعتمد سلطات السجون الصهٌونٌة سٌاسة وضع األسٌر فً زنزانة انفرادٌة ,ؼالبا ما تكون لذرة وتفوح
منها روابح كرٌهة ومملوءة بالصراصٌر وأحٌانا الفبران ,كل ذلن بحجة عماب األسٌر على مخالفات تدعً مصلحة
السجون أنه لام بها داخل السجن .لكنها فً حمٌمة األمر ,تختلك المبررات إلذالل األسٌر عبر هذه الزنازٌن ولتل روحه
النضالٌة ,حٌث تضعه فً وضع صعب ,كما وتموم إدارة السجن بمساومة األسٌر على أبسط حاجاته اإلنسانٌة ,كاألكل
والشرب ولضاء الحاجة.
ثانٌا :سٌاسة االنتمام
وتظهر هذه السٌاسة من خبلل ممارسات عدٌدة ,تموم بها إدارة مصلحة السجون ,مثل فرض الؽرامات الباهظة وعلى
أتفه األسباب ,ولد توسعت سٌاسة فرض الؽرامات ,فً الفترة التً سبمت إضراب عام ,2004حٌث تم فرض عموبات
مالٌة باهظة على أسٌر ,بسبب خلل بسٌط أدى إلى انسكاب ماء فً ممر المسم ,أو لضبط بنطال خاص باألسٌر ,لمخالفة
لونه اللون المسموح به ,وهكذا على أتفه األسباب .شكل أخر من هذه السٌاسة ,هو منع األسٌر من زٌارة أهله ,ولد تصل
إلى سنوات طوٌلة ,أو المٌام بمنع أحد افراد عابلة األسٌر من زٌارته ,حتى الذي ٌزٌد عمره عن سبعٌن عاما ,بحجج
امنٌة ,لكنها فً حمٌمتها انتمامٌة .فؤٌن المبرر األمنً فً منع أم أسٌر ممعدة من زٌارة ابنها ,أو والد أسٌر مرٌض من
زٌارة ابنه؟ فً الممابل ,تموم أحٌانا إدارة السجن بإرجاع ومنع اهل األسٌر ,حتى بعد وصوله إلى باب السجن ,بحجة أنه
أسٌر سابك ,رؼم حٌازته على تصرٌح للزٌارة ,أو أن هذا الشخص ال تربطه صلة لرابة باألسٌر!!!! وكلمة أسٌر سابك
هذه ,لد تعنً أن هذا الشخص اعتمل لبل ثبلثٌن عاما لمدة أسبوع أو شهر !!!! ومن ممارسات سلطة السجون التعسفٌة
واالنتمامٌة ,لٌامها وبما ٌتنالض مع الموانٌن الدولٌة وحتى اإلسرابٌلٌة ,باحتجاز األسٌر فً سجن ,ووضعه بعٌد عن مكان
سكنه ,ما ٌعمد عملٌة زٌارة األهل ,وٌضطر أهالً األسٌر لتحمل أعباء سفر طوٌل .وهكذا ٌتم االنتمام من األسٌر ومن
أهله على حد سواء .وهنان حاالت ٌكون فٌها أكثر من أسٌر واحد من نفس العابلة ,وكل واحد منهم معتمل فً سجن آخر,
وحتى فً هذه الحاالت ,ال تسمح سلطات مصلحة السجون بلماء اإلخوة األسرى مع بعضهم البعض .وأحٌانا لد تبدو
سٌاسات االنتمام هذه ؼبٌة وتافهة وال معنى لها ,كمٌام إدارة السجون باتخاذ بعض اإلجراءات ضد األسرى ,على خلفٌة
لضٌة الجندي األسٌر فً ؼزة" ,جلعاط شالٌط" .ومن أخطر مظاهر سٌاسة االنتمام ,هو استخدام العنؾ الجسدي ,وؼٌر
المبرر ضد األسرى الفلسطٌنٌٌن ,فً كل فرصة لد تحٌن ,أو لد تختلمها سلطات االحتبلل لهذا الهدؾ .فاستخدام العنؾ أو
ما ٌسمى "بالممعة" فً أعراؾ السجون ,حٌث تموم إدارة السجن برش األسرى بالؽاز ,ومن ثم تمتحم ؼرفهم وتنهال
عل ٌهم بالضرب ,بالعصً والهراوات ,مستؽلة بذلن تفولها العددي الهابل ,على أفراد الؽرفة الواحدة ,التً لد ال ٌتعدى
أحٌانا عدد أفرادها الثبلثة أسرى ,وإجراءات " الممعة" هذه ,هً إجراءات موجهة ضد األسرى كمجموعة ,تتخذ على
خلفٌة احتجاج سلمً ,لد ٌموم به األسرى ,مثل امتنا عهم عن استمبال الطعام او الشراب ,أو عن الخروج للفورة أو
االعتصام بالفورة لبضعة ساعات ,كاحتجاج أو تضامن مع أسرى آخرٌن ,وؼالبا ما تكون هنان طرق وخٌارات كثٌرة,
أمام اإلدارة ,لحل هذه اإلشكالٌة ,لكنها تلجؤ إلى العنؾ والضرب بهدؾ االنتمام .ومن الممكن أٌضا ,استخدام العنؾ
الجسدي والضرب تجاه األسرى ,أثناء عملٌات التفتٌش والمداهمات ,ومن ثم تتلكؤ فً عبلج األسٌر المضروب أو تضمٌد
جراحه ,وتركه ٌتؤلم إلى إشعار آخر ,ولد ٌإدي استعمال العنؾ الجسدي فً بعض األحٌان ,إلى فمدان حٌاة األسٌر ,كما
حدث مع األسٌر الشهٌد دمحم ساطً أشمر من طولكرم ,عام 2007فً سجن النمب .وال ٌفوتنا فً هذا السٌاق إال أن نذكر
بعشرات الحاالت من فمدان الحٌاة ,نتٌجة استخدام العنؾ الجسدي بؤشكاله المختلفة بحك األسرى ,على مدى العمود
الماضٌة من عمر االحتبلل ,إن كان ذلن فً مرحلة التولٌؾ والتحمٌك مع األسٌر ,أو فً مرحلة ما بعد الحكم ,وؼٌر ذلن
42
من المراحل المختلفة ,التً ٌمر بها األسٌر داخل معتمبلت وسجون االحتبلل .وتعتبر اإلضرابات عن الطعام ,مناسبات
سهلة ,لتعرض األسرى للضرب ,على ٌد السجان المجرم ,وذلن لترهٌب األسرى ,أو إجبار األسٌر على كسر إضرابه
عن الطعام .كما أن النمل و البوسطات ,كما أسلفنا ,تشكل فرصة سانحة بالنسبة لسلطات االحتبلل ,للتذرع بؤسباب واهٌة,
وللتفرد باألسٌر لضربه واالنتمام منه ,خاصة بحك أسرى معٌنٌن ,تحت اإلشارة إلى ملفاتهم وتعرٌفهم كخطر حمٌمً,
سواء بسبب اتهامهم بمحاوالت هرب ,لد ال تكون حصلت مطلما ,أو حصلت منذ سنوات طوٌلة ,أو بعض األسرى الذٌن
ٌعتبرون لٌادات مهمة فً موالعهم ,أومن األسرى الذٌن نفذوا عملٌات عسكرٌة ممٌزة ضد االحتبلل .وفً بعض
الحاالتٌ ,تم ضرب األسٌر ,ألن أحد ألارب السجان أو الجندي اإلسرابٌلً ,لد لتل أو أصٌب فً عملٌة.
ثالثا :المزاجٌة
والتً تتمثل فً ممارسات وخطوات ضد األسرى ,كمصادرة ممتلكات ,أو منع امور دون أي مبررات منطمٌة أو لانونٌة
أو معاٌٌر معمولة ,إنما خضوع شبه كامل لمزاجٌة طالم إدارة السجن .فعلى سبٌل المثال :إدارة سجن معٌن ,تمنع
استعمال كإوس شرب مصنوعة من الزجاج ,وتسمح بكإوس شرب مصنوعة من الفخار أو الببلستٌن ,ألسباب تدعً
أنها أمنٌة ,وفً الممابل إدارة سجن آخر تعكس اآلٌة لنفس السبب.
كذلن لٌام اإلدارة بمنع إدخال الكتب ,عن طرٌك زٌارة األهل ,حتى تلن المنشورة فً تل أبٌب باللؽة العبرٌة .كذلن منع
إخراج الصور الشخصٌة ,أو أي كتابات لؤلسرى ,رؼم أنها لد تسمح بذلن فً سجون أخرى .كذلن األمر بالنسبة ألنواع
المبلبس أو الطعام واألدوات الكهربابٌة ,كالرادٌو أو ؼٌره .وفً ظل هذه المزاجٌةٌ ,مكننا رإٌة ممارسات أخرى إلدارة
السجون ,مثل تحدٌد األموال التً تدخل إلى األسٌر ,عبر اإلدارة ,أو ما ٌسمى "بالكنتٌن" كذلن منع كثٌر من األسرى من
التعلٌم فً الجامعة أو تمدٌم امتحانات التوجٌهً..
رابعا :التمٌٌز العنصري
ونمصد به الفرق فً تعامل مصلحة السجون اإلسرابٌلٌة ,التً تدعً أنها تحترم المانون وحموق اإلنسان ,بٌن األسٌر
األمنً الٌهودي ,واألسٌر " األمنً" الفلسطٌنً ,حتى ولو كان األسٌر الفلسطٌنً ٌحمل الجنسٌة اإلسرابٌلٌة " من سكان
األراضً المحتلة عام ." 1948فمصلحة السجون بشكل خاص والسلطات اإلسرابٌلٌة عموما ,تعطً الٌهود حمولة
وتسهٌبلت ال تعطٌها للعرب ,رؼم أن هإالء السجناء الٌهود ٌعتبرون لانونٌا سجناء أمنٌٌن ,وأحٌانا ٌزٌد خطرهم األمنً,
وما ارتكبوه من أعمال ,عن تلن التً لام بها أسرى فلسطٌنٌون ,واألمثلة على ذلن كثٌرة نذكر منها:
-1تحدٌد الحكم المإبد ٌحظى السجٌن الٌهودي بمٌزة تحدٌد حكم المإبد .فالمستوطن السجٌن مثل "شكولنٌن" ,الذي لام
فً منتصؾ سنوات التسعٌنٌات بمتل فلسطٌنً فً منطمة ٌطا ,وهو مكبل ومعصوب العٌنٌن ,بعدما اعتمله جنود االحتبلل
وأمام أعٌنهم وبرعاٌتهم .وهذا السجٌن الٌهودي حظً بتحدٌد الحكم ,ثم أطلك سراحه بعد حوالً 7سنوات من االعتمال.
كذلن األمر بالنسبة إلى السجٌن الٌهودي األمنً "عامً بوبر" الذي لام بإطبلق النار ولتل سبعة عمال فلسطٌنٌٌن عام
1990فً منطمة عٌون لارة" ,رٌشون لتسٌون" وهذا السجٌن حظً بتحدٌد حكمه المإبد ,وحظً بمٌزات وتسهٌبلت
كثٌرة .فً الممابل ,فإن األسرى الفلسطٌنٌٌن من داخل األراضً المحتلة عام 1948ال ٌحظوا بشًء مما ذكر.
-2الخروج للعطلة الشهرٌة هً أٌضا مٌزة ٌتمتع بها السجٌن الٌهودي" ,عامً بوبر" على سبٌل المثالٌ ,خرج شهرٌا,
ولد تزوج وأنجب أطفاال ,وٌتحرن بحرٌة داخل السجن ,وٌتمتع بشروط حٌاة داخل السجن ,ال ٌحلم بها األسرى
الفلسطٌنٌون.
-3االتصال التلفونً وزٌارات األهل :هً أٌضا من أهم ممارسات التمٌٌز العنصري ,التً تمارسها سلطات االحتبلل,
فالسجٌن الٌهودي األمنً ,مهما بلؽت درجة خطورته األمنٌةٌ ,سمح له بإجراء اتصال تلفونً ٌومً وزٌارة أهله ,بشروط
مسهلة ومحسنة كثٌرة ,وٌكون ذلن بدون شبن أو حواجز ,والمثال األوضح على ذلن هو أخطر سجٌن أمنً فً إسرابٌل
"ٌؽبال عمٌر" لاتل ربٌس وزراء إسرابٌل إسحاق رابٌن ,فٌسمح له بكل تلن التسهٌبلت ,فً حٌن تمنع عن األسرى
الفلسطٌنٌٌن بشكل عام وأسرى من د اخل الخط األخضر ,ممن ٌحملون الجنسٌة اإلسرابٌلٌة بشكل خاص .وبعد هذا
االستعراض نبلحظ أن المبرر لٌس أمنٌا ,كما هو معلن من سلطات االحتبلل ,بل هو تمٌٌز عنصري واضح والخلفٌة
لومٌة ودٌنٌة.
-4االجتماع مع الزوجة :تسمح إدارة السجون للسجناء الٌهود بلماء أو االجتماع الخاص بزوجاتهم ,أو ما ٌعرؾ بالخلوة,
أي ممارسة حٌاتهم الزوجٌة ,وفً بعض األحٌان تسمح إدارة السجون بالزواج داخل السجن ,مثلما سمحت للسجٌن
الٌهودي ,لاتل إسحاق رابٌنٌ" ,ؽبال عمٌر" بذلن .وفً الممابل تمنع مصلحة السجون األسرى الفلسطٌنٌٌن من ذلن ,وال
ٌمكن فهم ذلن إال على خلفٌة عنصرٌة واضحة.
43
خامسا :سٌاسة العزل
تعتبر سٌاسة العزل من أخطر السٌاسات ,التً تمارسها سلطات السجون ,بالتعاون والتنسٌك مع جهاز المخابرات
"الشابان" ,وكما أسلفنا ,فالمبرر المعلن لذلن ,هو أمنً ,لمنع األسٌر من تو جٌه عملٌات من داخل السجن ,أو لمنعه من
الهرب ,أو االحتكان ببمٌة األسرى وتحرٌضهم .وتزاد خطورة العزل ,عندما تستمر مدة العزل لسنوات طوٌلة ,لد تصل
إلى أكثرمن عشر سنوات ,ما ٌترن األثر البالػ على األسٌر نفسٌا وصحٌا .إن الهدؾ األساسً من عزل األسٌر هو
تحطٌم نفسٌته وإرادته ,والنٌل من عزٌمته ,واالنتمام منه على خلفٌة ما لام به ,لبل اعتماله ,لكن سلطات االحتبلل ,تلجؤ
إلى حججها األمنٌة ,فتبالػ وتضخم ,لتبرر جرابمها بحك عدد معٌن من األسرى ,ممن ترى فٌهم نشطاء بارزٌن,
وٌشكلون حالة نضالٌة ممٌزة .وٌمكن تمسٌم العزل إلى ثبلثة أنواع أساسٌة:
. 1العزل االنفرادي وهو األخطر واألصعب ,ومدة العزل تبدأ من ستة أشهر إلى سنوات ؼٌر محددة ,وٌتم ذلن بمرار
لضابً شكلً ,ولكن فعلٌة بناء على لرار سابك ,وبتوجٌهات من جهاز "الشابان" .والجدٌر بالذكر ,أن مدة العزل ٌتم
تمدٌدها كل 6شهور أو سنة .وهنان العد ٌد من األسرى ,الذٌن أمضوا سنوات طوٌلة فً العزل االنفرادي ,منهم :مروان
البرؼوثً ,عبد الناصر عٌسى ,أحمد البرؼوثً ,موسی دودٌن ,ناصر عوٌس ,زاهر جبارٌن ,أحمد شكري ,دمحم عبدة,
هانً جابر ,صالح دار موسی ,أحمد المؽربً ,عبدهللا البرؼوثً ,أحمد سعدات ,جمال أبو الهٌجاء ,حسن سبلمة,
محمود عٌسی ,إبراهٌم حامد ,معتز حجازي ,هشام شرباتً ,عاهد أبو ؼلمة وؼٌرهم كثٌرٌن.....
. 2عزل انفرادي لصٌر المدى وٌتم ذلن فً زنازٌن العموبات ,وٌمتد ما بٌن 3أٌام إلى عدة أسابٌع وٌتم بناء على لرار
من إدارة السجن أو مدٌرٌة السجون.
.3العزل الجماعً ("الشمور" بالعبرٌة) وهذا العزل ٌكون فً لسم خاص ,مثل سجن هدرٌم ,والهدؾ األساسً منه إبعاد
لٌادات السجون عن مجموع األسرى فً السجون الكبٌرة ,وهو ألل أنواع العزل لسوة ممارنة بالنوعٌن السابمٌن .إن
مجرد وضع األسٌر فً زنزانة منفصلةٌ ,حمك ما لد تصبو إلٌه أجهزة األمن اإلسرابٌلٌة ,ولكنها ال تكتفً بذلن ,وتلجؤ
إلى ممارسات إجرامٌة انتمامٌة إضافٌة ,بحك األسرى مثل تمٌٌد األسرى بالكلبشات فً كل لحظة ٌخرجون بها من
الزنزانة ,سواء إلى الفورة أو إلى العٌادة أو زٌارة المحامً ,أو حتى داخل ؼرفة زٌارة األهالً أمام أطفاله وأهله .وتمنع
اإلدارة األسٌر المعزول أحٌانا كثٌرة ,من حمه فً التعلٌم ,زٌارة ذوٌه ,استبلم الصحؾ والكتب ,كما تلجؤ إلى اإلكثار من
نملة بٌن الزنازٌن وبٌن السجون المختلفة .ولد تموم بعملٌات تفتٌش وتخرٌب لممتلكات وأؼراض األسٌر المعزول ٌومٌا
وكل ذلن بادعاءات أمنٌة ,رؼم أن األسٌر معزول ,وعبللاته بمحٌطه وبالعالم الخارجً محدودة جدا .تكون زنازٌن
العزل االنفرادي عادة فً ألسام ٌحتجز فٌها سجناء جنابٌٌن فمط ,معظمهم ٌعانون من أمراض نفسٌة ,كً تإثر على
نفسٌة األسٌر المعزول ,إذ ال ٌستطٌع النوم من كثرة نداءاتهم وشتابمهم .وفً نفس الولتٌ ,كون األسٌر معرض لتهدٌدات
وأخطار ,من لبل السجناء الجنابٌٌن.
سادسا :االستنزاف
تهدؾ هذه السٌاسة الستنزاؾ لوى األسٌر ,وجعله فً حالة مستمرة من التعب واإلرهاق ,ومن ثم االستسبلم ألي إجراء
لد تتخذه اإلدارة .وتتمثل هذه السٌاسة ,بإشؽال األسٌر فً لضاٌا أولٌة أساسٌة كالطعام والشراب ,أو لضاٌا بسٌطة
وبدٌهٌة .فعلى سبٌل المثال تتبلعب اإلدارة بكمٌات الطعام لٌصبح موضوع الطعام هو الشؽل الشاؼل لؤلسٌر ,أو تماطل
اإلدارة فً تنفٌذ المضاٌا المتفك علٌها أصبل ,فتإخر ثم تإخر ثم تنفذ جزبٌا وهكذا .كذلن األمر ترفض وتماطل اإلدارة
فً االستجابة لطلبات األسرى األساسٌة ,فهً تساوم أحٌانا األسٌر المعالب فً زنزانة ,على مسؤلة التبول ولضاء
حاجاته .كما وتمنع أو تماطل فً السماح بزٌارة األخوة أو بٌن األب وأبنه ,إذا كانوا مسجونٌن فً سجون مختلفة فً
إسرابٌل ,وتتباطؤ فً تزوٌد األسٌر بالعبلج الطبً ,فتتركه ٌطالب وٌتؤلم حتى آخر لحظة ,وأحٌانا بعد فوات األوان
لؤلسٌر واستفحال المرض فً جسده ,وتمنع دخول أو خروج الرسابل لؤلسٌر ,عبر البرٌد ,وإذا ما سمحت بذلن ,فؽالبا
تبمى الرسابل شهور طوٌلة لدى اإلدارة .وهذا عدا عن الرسابل التً ال تصل األسٌر وتمزق عند اإلدارة .ومن المناسب
اإلشارة إلى أن إدارة السجون لد لامت فً السنوات األخٌرة ,بتملٌص خدمات أساسٌة وبسٌطة ,كان من واجبها أن تزود
األسري بها ,كمحارم التوالٌت وأدوات التنظٌؾ ومبلبس لؤلسٌر وؼٌرها ,ما اضطر األسرى لشراء هذه الحاجات
األساسٌة على حسابهم الخاص ,وذلن من أجل زٌادة األعباء المالٌة علٌهم وعلى عاببلتهم.
سابعا :سٌاسة فرق تسند
لجؤت إدارة السجون إلى ممارسة سٌاسة فرق تسد .ومن بٌن وسابلها األساسٌة لتحمٌك ذلن ,إضعاؾ التنظٌم إلى درجة
كبٌرة ,فهً ترٌد وجود تنظٌم ,لكن شرٌطة أن ٌكون ضعٌفا ,حٌث عملت على تشجٌع كل توجه بٌن األسرى ,فمامت مثبل
بتمسٌم السجن إلى ألسام عدٌدة ,وفً كل لسم تجمع أبناء بلد معٌن كتمسٌم مناطمً .هذا عدا عن استؽبللها لحالة االنمسام
44
الفلسطٌنً األخٌرة ,لتفصل فً بعض السجون بٌن أسرى حماس والجهاد من جهة وأسرى م .ت .ؾ .من جهة أخرى.
وهنان بعد آخر لهذه السٌاسة ,وهو الدفع باتجاه جعل كل لسم ٌهتم بنفسه وال ٌهتم باآلخرٌن ,بهدؾ تفكٌن الحركة
األسٌرة .بمعنى لتل كل خطوة جماعٌة نضالٌة ,لد ٌتخذها األسرى ,سواء كانت الخطوة على مستوى سجن واحد ,أو
على مستوى السجون جمٌعا ,ولتعزٌز ذلن ,عملت على التفرٌك بٌن ظروؾ وشروط كل لسم وكل سجن.
ثامنا :سٌاسة التجهٌل
عملت اإلدارة جهدها ,لمنع الجلسات أو التضٌٌك علٌها ,فً الفورات بشكل خاص .ومإخرا منعت تمدٌم امتحانات
التوجٌه ً ,وبذلن مست بحمهم فً التعلٌم .كما أخذت تفرض شروطا ,لدرجة المنع التام ,من إدخال الكتب الدراسٌة
والثمافٌة العامة .ولتعزٌز هذه السٌاسة ,ومنعت الدراسة فً الجامعة العبرٌة المفتوحة .وعملت على وضع لٌود كثٌرة,
كتملٌص إدخال الصحؾ والمجبلت العربٌة والعبرٌة ,كما وحولت مصلحة السجون الدراسة والكتب وسابل لعماب
األسرى.
تاسعا :سٌاسة اإلهمال الطبً
مارست إدارة السجون سٌاسة اإلهمال الطبً ,حٌث ظهر بوضوح ,أن صحة األسٌر الفلسطٌنً هً شؤن ثانوي ال تهتم
به .ولد تمثل ذلن ,فً سوء التعامل مع حاالت مرضٌة صعبة ,وهذا ما لاد األسرى إلى االعتماد بؤن اإلهمال الطبً هو
سٌاسة مبرمجة ومعتمدة ,تهدؾ إلى كسر إرادة األسٌر ,من خبلل إضعاؾ جسده وإخراجه من السجن بعاهة دابمة أو
مرض عضال ,وكؤن هدؾ الطوالم الطبٌة هو فمط إبماء األسٌر على لٌد الحٌاة .ولد تمثل اإلهمال ,فً التؤخٌر المبالػ فٌه
بعبلج األسرى المرضى ,والمماطلة المستمرة فً إجراء العملٌات الجراحٌة الممررة على ٌد الطوالم الطبٌة نفسها .كذلن
عدم توفر العبلجات واألدوٌة البلزمة فً العٌادات المختلفة ,إهمال الطالم الطبً إلجراء فحوصات ممررة منذ سنوات
طوٌلة ,رؼم أن الموانٌن الدولٌة تحتم على الطبٌب معاٌنة دورٌة لؤلسٌر وتمدٌم العبلج المناسب له .وٌكفً أن ٌزور
المرء مستشفى سجن الرملة لٌرى ضحاٌا اإلهمال الطبً ولد استشهد ما ٌمارب 225أسٌر فً سجون االحتبلل من العام
2020-1967بسبب التعذٌب أو استخدام العنؾ مع األسرى ,ولكن الؽالبٌة العظمى استشهدوا نتٌجة اإلهمال الطبً .مع
العلم أن فً كل سجن ٌوجد طبٌب عام ,من المفروض أن ٌمدم خدمات طبٌة لؤلسرى ,ولكن ما ٌمدمه الطبٌب هو أدوٌة
لتسكٌن األلم بدون إجراء فحوصات .وٌداوم الطبٌب فً السجن عدة ساعات نهارا و حتى الساعة الثالثة عصرا ,وبعد هذا
الولت ٌوجد ممرض فمط ,ال ٌعمل شٌبا إال إعطاء أدوٌة لتسكٌن األلم ,وهً حبة "أكامول" ,وإذا ما وصل مرٌض بحالة
صعبة لطبٌب السجن أثناء دوامه ,وبعد إلحاح شدٌدٌ ,موم الطبٌب بتسجٌل اسمه على البحة االنتظار لترحٌله للمستشفى,
وهذه العملٌة لد تؤخذ عدة شهور ,وفً بعض األحٌان سنة فؤكثر ,من أجل أن ٌصل األسٌر المرٌض إلى المستشفى
الموجودة فً سجن الرملة ,وتجرى فٌه بعض الفحوصات الطبٌة الخفٌفة.
أمعنت إدارة معتمبلت االحتبلل بانتهاج سٌاسة المتل البطًء بحك األسرى المرضى والجرحى المابعٌن فً السجون
اإلسرابٌلٌة ,بدلٌل تزاٌد أعدادهم وتفالم أوضاعهم الصحٌة ٌوما بعد آخر .وتعمد سلطات االحتبلل على تنفٌذ سلسلة من
اإلجراءات التعسفٌة بحمهم ,وذلن بؤوامر وتحرٌض من األحزاب اإلسرابٌلٌة المتطرفة ,والتً تدعو للمضاء على األسرى
المرضى ولتلهم ببطء ,حٌث تموم بحرمان األسٌر من العبلج أو المماطلة فً تمدٌمه ,والكشؾ المتؤخر عن المرض نتٌجة
لسٌاسة المماطلة والتسوٌؾ بإجراء الفحوصات الطبٌة البلزمة لهم كذلن المماطلة بإجراء العملٌات الجراحٌة فً حال
استدعت الحالة ,وسوء تشخٌص األمراض وارتكاب األخطاء الطبٌة ,ونمل األسرى إلى المشافً والعٌادات عبر ما ٌسمى
عربة "البوسطة" ذات األلفاص الحدٌدٌة وؼٌر المجهزة بما ٌلزم لتوفٌر خدمة اإلسعاؾ األولً فً حال تعرض األسٌر
لوعكة صحٌة حادة ,باإلضافة إلى لساوة األوضاع المعٌشٌة التً ٌحتجز بها األسرى داخل زنازٌن االحتبلل والتً تإدي
إلى إصابتهم بؤمراض مختلفة .كما وتفتمر العٌادات الطبٌة الموجودة فً السجون والمعتمبلت اإلسرابٌلٌة ,إلى أدنى
الممومات الطبٌة ,حٌث أنها ؼٌر لادرة على معاٌنة وتشخٌص ومعالجة الحاالت المرضٌة المتعددة ,فالدواء السحري
الوحٌد المتوفر فٌها حبة (األكامول) التً تمدم عبلجا لكل مرض وداء ,وخاصة عٌادة معتمل "الرملة" أو ما ٌطلك علٌها
األسرى (المسلخ) ,والتً ٌمبع فٌها عدد من األ سرى ,منهم أسرى ٌمبعون بشكل دابم نتٌجة ألوضاعهم الصحٌة الحرجة,
و أسرى آخرٌن ٌمومون بمساعدة زمبلبهم المرضى على تلبٌة حاجاتهم الٌومٌة ,فإدارة معتمبلت االحتبلل ال تموم بتوفٌر
ممرضٌن مختصٌن.
وخبلل العام 2019استشهد 5أسرى نتاجا لما تعرضوا له من جرٌمة طبٌة ممنهجة وممصودة داخل سجون االحتبلل.
كما وبلػ عدد األسرى واألسٌرات المرضى المابعٌن فً سجون االحتبلل أكثر من 700أسٌرا ,بٌنهم 200أسٌر وأسٌرة
ٌعانون من أمراض مزمنة ,منهم 12مصابون بالسرطان؛ 3باألورام؛ 11أسٌر ممعد؛ و 61إصابات بالرصاص,
باإلضافة إلى العشرات ممن ٌعانون من أمراض أخرى .وفٌما ٌلً أبرز الحاالت المرضٌة الحرجة المابعة فً سجون
45
االحتبلل .1 :األسٌرة إسراء جعابٌص ( 36عاما) من جبل المكبر جنوب المدس المحتلة ,والمحكومة بالسجن 11عاما
وتمبع بمعتمل "الدامون" ,أطلك جنود االحتبلل النٌران على سٌارتها مما أدى إلى انفجار اسطوانة ؼاز كانت بداخلها,
وعلى إثرها أصٌبت بحروق خطٌرة التهمت %60من جسدها ,وفمدت 8من أصابع من ٌدٌها ,كما أصٌبت بتشوهات
فً منطمة الوجه والظهر ,وهً بحاجة إلجراء أكثر من ثمانً عملٌات جراحٌة لتستطٌع العودة إلى ممارسة ولو جزء
من حٌاتها بشكل طبٌعً ..األسٌر اللواء فإاد الشوبكً (83عاما) من ؼزة ,وهو أكبر األسرى سنا ,ولد اعتملته سلطات
االحتبلل عام ,2006وحكمت علٌه بالسجن ل( )17عاما ,وٌعانً األسٌر من اصابته بمرض السرطان فً البروستاتا
ومن عدة أمراض فً الملب والمعدة والعٌون ,وٌمبع حالٌا فً معتمل "النمب". .األسٌر صالح عمر عبد الرحٌم صالح
( 23عاما) من مخٌم ببلطة جنوب شرق مدٌنة نابلسٌ ,مبع بشكل دابم داخل ما ٌسمى "عٌادة معتمل الرملة" ,مصاب
بؤربع رصاصات فً جسده منذ اعتماله ,مما أدى إلصابته بشلل دابم ,وهو بحاجة ماسة إلجراء عملٌة لترمٌم الفمرات
المتضررة وزرع ببلتٌن ,كما أنه ٌشتكً من مشكلة باألعصاب بحٌث ال ٌستطٌع اإلخراج بشكل طبٌعً ..األسٌر موفك
العروق (80عاما) ,من ٌافة الناصرة ,معتمل منذ العام ,2003ومحكوم بالسجن ( )30عاما ,وٌعانً من إصابته
بالسرطان فً الكبد والمعدة ,وٌمبع حالٌا فً معتمل "عسمبلن "..األسٌر أٌمن الكرد ( 22عاما) من بلدة كفر عمب شمال
مدٌنة المدس المحتلة ,والذي أصٌب ب 12رصاصة فً مختلؾ أنحاء جسده أثناء عملٌة اعتماله ,وعلى إثرها أصبح
ٌعانً من شلل فً أطرافه السفلٌة "..األسٌر خالد الشاوٌش ( 48عاما) من بلدة عمابا ؼربً محافظة طوباس ,وٌعانً
من شلل نصفً نتٌجة اصابته 11رصاصة بمختلؾ أنحاء جسده خبلل اشتباكه مع لوات االحتبلل عام 2001لبل
اعتماله ,وفً عام 2007تم اعتمال األسٌر المشلول الشا وٌش بتهمة مماومة االحتبلل وصدر حكما بحمه بالسجن 10
مإبداتٌ ,مبع بشكل دابم داخل "عٌادة معتمل الرملة" ,وهو بحاجة إلى إجراء عملٌة اإلخراج بماٌا الشظاٌا الموجودة فً..
األسٌر ابراهٌم أبو مخ ( 59عاما) من بلدة بالة الؽربٌة فً الداخل المحتل ,حٌث ٌعانً من ظروؾ صحٌة سٌبة ,وذلن
بعد اكتشاؾ إصابته بمرض سرطان الدم ..األسٌر ناهض األلرع ( 51عاما) من مخٌم األمعري بمدٌنة رام هللا ,محكوم
بالسجن المإبد مدى الحٌاة ,وٌرلد بشكل دابم داخل ما تسمى "عٌادة سجن الرملة" ,مبتور المدمٌن وٌعانً من أوجاع حادة
فٌهما وفً كافة أنحاء الجسم ..األسٌر منصور مولدة ( 50عاما) من بلدة الزاوٌة لضاء سلفٌت ,أصابه االحتبلل بثبلث
رصاصات أثناء عملٌة اعتماله ,أدت إلى إصابته بشلل فً أطرافه السفلٌة ,ونتٌجة إلصابته البالؽة فً معدته وأمعابه تم
استبصال أجزاء منها وتركٌب أجزاء ببلستٌكٌة بدال عنهاٌ ,مضى األسٌر حكما بالسجن المإبد واالسٌر ناصر ابو حمٌد
وؼٌرهم الكثٌرٌن .
الفصل السادس
مواجهة ومماومة األسر
فلسفة مواجهات االسرى لكل تلن االجراءات ...لمد لاوم األسرى الفلسطٌنٌون هذه السٌاسات والممارسات االحتبللٌة
الئلنسانٌة ,والمخالفة للمواثٌك الدولٌة فً ؼالبٌتها الساحمة ,بوسابل واسالٌب متنوعة ومختلفة ,منها ما هو جماعً ,ومنها
ما هو فردي ,ومنها ما جاء ضمن خطة مدروسة وواعٌة ,ومنها ما كان تلمابٌا و عفوٌا ,وكردة فعل طبٌعٌة على هذه
الممارسات .ولمد كانت نتابج هذه المماومة متفاوتة ,فبعض الوسابل حممت نجاحات معٌنة ,وبعضها لم ٌحمك النتابج
المرجوة ,بل كان له انعكاسات سلبٌة على عملٌة مماومة االسرى لسجانٌهم ,وساهمت سلبا فً المس بهذه المماومة ,دون
لصد او تخطٌط .وسنتناول بشًء من االختصار طبٌعة سٌاسات المواجهة والمماومة ثم نتابجها.
اوال :تموٌة الجبهة الداخلٌة
لعل االستراتٌجٌة األهم ,التً استخدمها األسرى فً مواجهة مصلحة السجون وسٌاساتها الممعٌة ,هً بذل كل الجهود
لتموٌة الجبهة الداخلٌة ,فهً شرط ضروري وال ؼنى عنه للحفاظ على الذات واالستجابة لتحدٌات ممارسة سلطة
االحتبلل ,ومن أهم وسابل تموٌة الجبهة الداخلٌة :التنظٌم ,ونمصد بذلن اٌجاد نظام ولوابح داخلٌة ,لكل تنظٌم على حدا,
كتنظٌم فتح وحماس والشعبٌة والجهاد والدٌممراطٌة ...ولمد شكل التنظٌم ضرورة حٌوٌة لؤلسرى ,وفً نفس الولت
الوسٌلة األساسٌة لمواجهة التحدٌات ,التً تفرضها مصلحة السجون وظروؾ االسر الموضوعٌة ,لذا رأٌنا وجود لجان
تنظٌم منتخب ة بشكل دٌممراطً الى حد بعٌد ,فعلى سبٌل المثالٌ :موم كل اسٌر جدٌد بالولوؾ أمام لجنة فرز فٌختار
التنظٌم الذي ٌرٌد ان ٌعٌش عنده ,ومن ثم ٌموم كل من ٌعٌش تحت إطار التنظٌم باختٌار مرجعٌة لهم ,فمثبل فً فتح لها
46
هٌبه لٌادة وكذلن لحماس والجبهة والجهاد ولد تختلؾ اسم اء الهٌبات فً كل تنظٌم لكن الجوهر واحد واالنتخابات تجرى
عاده كل 6شهور.
وّب ٠ٚزُ رىٍ١ف إٌبغك ثبعُ عّ١غ اٌفصبئً اِبَ اداسح اٌغغٓ٠ٚ ,غِّّ ٝضً اٌّؼزمً ( اٌذٚث١ش) ثبٌؼجش٠خ٠ٚ ,زُ اخز١بسٖ ِٓ
لجً اٌزٕظ ُ١األوجش ػذدا ف ٟاٌغغٓٚ ,غبٌجب ِب ٠شاػ ٝف ٟاخز١بسٖ أْ ٠ىِ ْٛمجٛال ػٍ ٝوبفخ اٌفصبئً األخشٚ .ٜرىْٛ
ِشعؼ١زخ ٌغٕخ ٚغٕ١خ ػبِخ ,رزى ِٓ ْٛوً اٌفصبئً اٌّٛعٛدح ف ٟاٌغغٓٚ ,اٌز ٟرغزّغ دٚس٠ب ٚرٕبلش ِشبوً اٌغغٓ
ٚرزخز اٌمشاساد إٌّبعجخ والملزمة لجمٌع عناصر التنظٌمات .وهكذا نرى أن حٌاه االسٌر داخل السجن ,تتمتع بدرجة
كبٌرة من التنظٌم ,خاصة فٌما ٌتعلك بالعبللة مع االدارة .وتنبثك عن التنظٌم لجان متخصصة فً كافة جوانب حٌاة
األسٌر ,كاللجنة االدارٌة التً ترتب وتنظم عملٌة السكن والنمل بٌن الؽرؾ او الخٌام المختلفة ,وكذلن تموم بحل المشاكل
الٌومٌة الناتجة عن االحتكان الٌومً بٌن األسرى ,و التً ٌمكنها أن تتحول فً بعض األحٌان لمشاكل جدٌة وصعبة
خاصة فً ظل الضؽط النفسً الكبٌر ,الذي ٌتعرض له االسٌر نتٌجة ممارسات سلطات االحتبلل المذكورة سابمة .وهنان
أٌضا لجان ثمافٌة تشرؾ على توعٌة االسرى ,من خبلل الجلسات العامة والدورات الخاصة وؼٌرها من رسابل التوعٌة,
وٌوجد لجان مالٌة وخارجٌة الخ.
اللجنة الوطنٌة والتً تتشكل من مندوبً الفصابل المتواجدة داخل السجن ,بؽض النظر عن عدد عناصر الفصٌل,
وٌترأسها منسك اللجنة الذي ٌفرزه الفصٌل األكثر عددا فً السجن ,تموم بدور تنسٌك وتفعٌل العمل النضالً الهادؾ
للتعامل مع إدارة السجن ,من خبلل متابعة لضاٌا الحوار مع اإلدارة أو إدارة الخطوات النضالٌة كاإلضراب عن الطعام
وؼٌره .وللجنة الوطنٌة اهمٌة ,خاصة ألنها تشكل رمز الوحدة الوطنٌة داخل السجن ,خاصة فً وجه ممارسات اإلدارة.
هذا ال ٌعنً أن العمل الوطنً ممتصر على العمل داخل اللجنة الو طنٌة ,فاألمر ٌجد له تعبٌرات فً التعاون والتنسٌك
الثمافً واألمنً بٌن اللجان المختصة فً كل فصٌل .وٌمكننا المول ان تموٌه الجبهة الداخلٌة لؤلسرى ٌتضمن تموٌه التنظٌم
الخاص ودعم التنسٌك والتعاون بٌن كافة التنظٌمات ,فً شتى المجاالت النضالٌة ,الثمافٌة واالمنٌة وؼٌرها ,ما ٌعزز
فرص نجاح مشروع مماومة االعتمال وسٌاسات ادارة السجون االحتبللٌة .لمد شهدت السنوات األخٌرة تفاوت فً االلتزام
التنظٌمً داخل الفصٌل الواحد ,وكذلن فً االلتزام الوطنً ,تبعا لعوامل كثٌرة ,ومن أهمها اتفاق أوسلو الذي كانت له
تؤثٌرات سلبٌة فً هذا المجال ,اذ تعامل األسرى بنفسٌة من أشرؾ على انهاء وتودٌع حٌاة السجن ,لذا ال داعً للبرامج
النضالٌة و الوطنٌة ,فاإلفراج على االبواب وعلٌنا االستعداد له ,كذلن كان لبلنمسام الفلسطٌنً اثار سلبٌة ,حٌث استؽلت
اإلدارة هذه األجواء ولامت بفصل األسرى فً السام منفصلة ,حٌث وضعت أسرى منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة فً السام,
واسری حماس والجهاد فً السام اخرى ,ما عدا بعض االلسام كمسم 3فً سجن هدرٌم ,الذي حافظ على تعاون وطنً
رؼم اجواء االنمسام وتؤثٌراته الصعبة .فً الممابل كان النتفاضة األلصى األثر األكبر فً توحٌد جهود األسرى وتموٌة
التعاون والتنسٌك الوطنً فً كافة المجاالت ,حٌث شهدنا ظواهر وطنٌة فرٌدة من التعاون والتنسٌك ,كوضع (ممثل
األسرى) من األحزاب للٌلة العدد ولٌس الكثٌرة العدد ,مرجحٌن بذلن مبدأ الكفاءة على مبدأ حك الفصٌل الكبٌر ,فً فرز
هذا المنصب .وكذلن فً مجال العٌش والسكن داخل الؽرؾ .ومن المناسب أن نشٌر الى المناعة الراسخة لدى األسرى
بشكل عام ,أن مواجهة سٌاسات اإلدارةٌ ,تطلب تضامنا وتنسٌك وطنً شامل ,بمعنى أن الوحدة الوطنٌة والتحرن
المشترن داخل السجون ,هو شرط ضروري لنجاح أي مشروع نضالً .والعكس صحٌح ,فلم ٌنجح األسرى بالمٌام
بخطوات نضالٌة جدٌة ضد ادارة السجون منذ سنوات ,بسبب ضعؾ التنسٌك والتعاون الوطنً من جهة ,وبسبب تراجع
االلتزام التنظٌمً الداخلً لدى بعض الفصابل فً السجون لصالح االلتزام المناطمً الضٌك من جهة اخرى .لكن الجهود
ما زالت منصبة لتجاوز األزمة والعودة إلى السٌاق الطبٌعً لحٌاة األسرى الفلسطٌنٌٌن ,الذي ٌسوده التعاون والتنسٌك
الوطنً من جهة وااللتزام التنظٌمً من جهة اخرى.
ثانٌا :اإلضراب عن الطعام
ٌعتبر سبلح (االضراب ) أحد أهم الوسابل التً ٌستخدمها االسرى ,لمواجهة سٌاسات اإلدارة الممعٌة ,وذلن على مدار
سنوات االحتبلل .ولئلضراب اشكال وانواع ,كاإلضراب المفتوح عن الطعام ,الذي ٌشمل االمتناع الكامل عن الطعام ,ما
عدا الماء لمدة تصل من ٌ 40-20وما .أو اإلضراب لمدة محدودة لٌوم او ٌومٌن او ثبلث وما شابه .وال ٌلجؤ االسٌر الى
االضراب اال كآخر اجراء لما له من أثار على صحته الجسدٌة .ولمد أثبت سبلح االضراب فعالٌة الى حد معٌن فً ولؾ
او تخفٌؾ من ممارسات مصلحة السجون ,أو فً تحمٌك انجازات اساسٌة هامة ,للحفاظ على مستوى معٌن ,من حٌاة
كرٌمة لؤلسٌر داخل السجون ِٓٚ .إٌّبعت االشبسح اٌ ٝأُ٘ االظشاثبد اٌؼبِخ ,اٌز ٟخبظزٙب اٌؾشوخ األع١شح فٟ
اٌغغ ْٛاالعشائ١ٍ١خ:
47
-0إظشاة ػغمالْ ػبَ ٚ 0970اٌز ٞاعزّش ٌّذح اعجٛػٚ ,ٓ١وبْ ٘ذفٗ األعبع ٟاٌٛلٛف ف ٟوجه سٌاسة االذالل ,التً
تمثلت فً اجراءات العدد المهٌنة ,حٌث نجح األسرى فً كسر بعض هذه اإلجراءاتٌ ,ذكر أن هذه الفترة لم ٌكن فٌها
هٌاكل تنظٌمٌة واضحة ,ولد استشهد فً هذا اإلضراب األسٌر عبد المادر ابو الفحم.
-2اضراب عسمبلن عام 1976والذي استمر لمدة ٌ 45وما ,عاشها االسرى على الماء والملح .وحمك األسرى فٌه
فرشة اسفنج للنوم ,وبعض التحسٌنات الحٌاتٌة األخرى ,وفً ظل حاله تنظٌمٌة لوٌة وفعالة.
-3اضراب نفحة , 1980حٌث سمط الشهداء راسم حبلوة وعلً الجعفري ,الذٌن استشهدا نتٌجة تسرب حلٌب الى
ربتٌهما ,بسبب تعرضهم لسرا لما ٌعرؾ ( بالزندة) ,وهً ادخال خرطوم ببلستٌكً من خبلل فتحة األنؾ وٌصل الى
معدة األسٌر وٌبدأوا بصب الحلٌب داخل الخرطوم .كما واستشهد بعد فترة من انتهاء اإلضراب ,اسحاق مراؼه متؤثرا
بمرضه نتٌ جة االضراب .ولد نجح االضراب بتحمك بعض االنجازات ,خاصة على صعٌد سجن نفحة ,لتركٌب
األسرة ,ساحه الفورة ,وتملٌص االكتظاظ داخل ؼرؾ السجن ,والسماح بإدخال المرطاسٌة.
-4اضراب سجن جنٌد عام ,1984وكان نمطة تحول استراتٌجً فً حٌاة االسرى داخل السجون ,حٌث بدأ االضراب
فً سجن جنٌد ,وانضم إلٌه األسرى فً سابر السجون ,وفٌه حمك االسرى (الرادٌو ,التلفاز ,المبلبس المدنٌة ,وتحسٌن
العبلج الطبً ,ونوعٌة الطعام).
-5اضراب سجن جنٌد عام 1987والذي استمر حوالً عشرٌن ٌوما فً كافة السجون اإلعشائ١ٍ١خٚ ,وبْ ٔز١غخ رشاعغ
إداسح اٌغغ ْٛػٓ ثؼط االٔغبصاد اٌز ٟؽممٙب االعش.ٜ
-6اظشاة عغٓ ٔفؾٗ ٚ 0990اٌز ٞاعزّش ٚ ,َٛ٠ 06اػزجش اظشاثب ظؼ١فب ار ٌُ ٠ؾمك شٌبا لؤلسرى ,لكنه كان
األرضٌة إلضراب أساس هام اخر هو اضراب عام .1992
-7اضراب 1992ولد لعب سجن جنٌد دورا كبٌرا فً لٌادته ,وكان االضراب فً ؼالبٌة السجون ,واستمر ٌ 18وما,
وشهد تفاعبل جماهٌرٌا وشعبٌا واسعا .وحمك االضراب إؼبلق لسم العزل فً سجن الرملة ,ولؾ التفتٌش العاري
والمذل لؤلسرى ,وتحسٌنات كثٌره فً حٌاة األسري ,واعتبر من انجح االضرابات.
-8اضراب عام 1995وهو اضراب سٌاسً ,للضؽط باتجاه إطبلق سراح األسرى.
-9اضراب عام 1998اٌضا هو اضراب سٌاسً ,لتحرٌن لضٌة االسرى.
-08اضراب هدرٌم عام 2000والذي انضم الٌه سابر السجون عسمبلن ونفحة ,ولد تم من خبلله اخراج األسرى
المعزولٌن من العزل ,وولؾ التفتٌش العاري ,والسماح بالتعلٌم فً الجامعة العبرٌة المفتوحة.
-00اضراب عام 2004والذي استمر فً بعض السجون ل ٌ 19وما ,حٌث جاء نتٌجة هجمة شرسة واضحة من لبل
مدٌرٌة السجون ,کتركٌب حواجز ببلستٌكٌة بٌن االسٌر واهله اثناء الزٌارة بدل الشبن ,وسٌاسة التفتٌش المذلة
وؼٌرها ,ولم ٌحمك االضراب مطالبه .وجاء فً ظل انتفاضة األلصى ,وما رافمتها من لمع اسرابٌلً لكل ابناء شعبنا
فً الضفة وؼزة.
-02اظشاة ٚ 2011اٌز ٞاعزّش لشاثخ اٌؼششٚ َٛ٠ ٓ٠رٛلف ػٕذ اإلػالْ ػٓ صفمخ رجبدي ٌألعش٠ ٌُٚ ٜؾمك ِطبٌجٗ اٌزٟ
رزّضً ثٛلف ع١بعخ اٌؼضي.
-03اضراب 2012والذي استمر لثمانٌة وعشرون ٌوما وحمك فٌه األسرى إعادة زٌارات أسرى ؼزة وإعادة األسرى
المعزولٌن لؤللسام الجماعٌة.
-04اضراب " 2017العزة والكرامة" حٌث خاضه 1800أسٌر بمٌادة األسٌر المابد مروان البرؼوثً لولؾ هجمة إدارة
السجون على الحركة األسٌرة واستمر ٌ 42وم ,ولوبل بهجمة شرسة وحمك بعض المطالب الحٌاتٌة.
كما خاض االسرى اضراب ات عن الطعام عدٌدة واستمر بعضها ألسابٌع .وكما نبلحظ ,فإن مصلحة السجون كانت تعطً
األسرى انجازات بعد كل اضراب ,وبعد شهور عدٌدة ٌبدأ بسحب هذه اإلنجازات من جدٌد ,وٌموم االسرى بإضراب جدٌد
من أجل إعادة ما تم سحبه وإنجازات اخرى إذا ما سمحت ظروؾ االضراب بذلن.
ثالثا :التوجه الى المحاكم اإلسرائٌلٌة
لمواجهة ممارسات مصلحة السجون اإلسرابٌلٌة ,استخدم األسرى وسٌلة أخرى ,وهً التوجه الى المحاكم اإلسرابٌلٌة,
لولؾ بعض هذه الممارسات ,خاصة فً مجال ظروؾ الحٌاة الٌومٌة ,التً ٌكون فٌها انتهان حك االنسان االسٌر واضحة
وضوح الشم س ,كمصادرة أموال وأؼراض خاصه به او لتوفٌر عبلج طبً تماطل به إدارة السجون .وال ٌعتبر التوجه
للمحاكم تعبٌرا عن ثمة األسری بعدالة محاكم االحتبلل او اعترافهم بشرعٌتها ,إنما ٌؤتً بدوافع تحمٌك بعض المصالح بؤلل
الخسابر الممكنة .وال شن أن هامش تدخل المحاكم هو محدود فبل تستطٌع المحاكم التدخل او الحكم لصالح االسٌر فً
لضاٌا متوسطة او عالٌة فً أهمٌتها مثل :تحدٌد احكام المإبدات ,أو السماح باالتصاالت التلفونٌة او المساواة بٌن السجٌن
48
األمنً الٌهودي و االسٌر العربً الفلسطٌنً من فلسطٌنً ال 48وؼٌرها من المضاٌا .ومن المناسب المول إن وعً
االسرى بحمولهم المانونٌةٌ ,ساعد لخدمة مصالح االسرى ,وتوفٌر الكثٌر من المعاناة علٌهم.
رابعا :تعزٌز التواصل مع العالم الخارجً
من االستراتٌجٌات األساسٌة ,التً ركز علٌها االسرى لمواجهة التحدٌات ,التً تفرضها السجون ,هً تعزٌز التواصل
مع العالم الخارجً ,لما ٌشكله هذا التواصل من لوه نفسٌة معنوٌة ومادٌة .فعدا عن أهمٌة االتصال والتواصل ,فإن حفاظ
االسٌر على عبللة مع أفراد ومإسسات العالم الخارجً ,تشكل له مصدرا هاما للمعلومات ,تمكنه من مواجهة اإلدارة
وسٌاساتها المذكورة أعبله ,التً تهدؾ من جهة لعزل األسٌر عن محٌطه وعن العالم الخارجً ,لمنع تؤثٌره المهم فً
استمرار المماومة ,ولمواجهة اسالٌب الممع واالعتمال ,ومن جهة اخرى للتؤثٌر على نفسٌة االسٌر والنٌل من معنوٌاته
وتفرٌؽه من رو حه النضالٌة ,التً تمٌز بها لبل األسر .ولمد كانت سٌاسة منع زٌارة األهالً أحد أحط األسالٌب التً
لجؤت الٌها أجهزة األمن ,لمطع كل اتصال مع العالم الخارجً ,مهما كان هذا االتصال انسانً وطبٌعً .فحرم األسٌر من
زٌارة والدته الطاعنة فً السن او اطفاله الصؽار ,ووجدت مبات الحاالت من األسرى الذٌن حرموا من زٌارة عاببلتهم
لفترات طوٌلة ألسباب واهٌة .ونتٌجة لذلن ,لجؤ االسرى الى إٌجاد أسالٌب االتصال مع العالم الخارجً فماموا بتهرٌب
أجهزة البلفون (الخلٌوي) الى السجون .كان لتهرٌب األجهزة أثر بالػ فً حٌاة األسرى ,ففٌه الكثٌر من االٌجابٌات ,ولكن
المسؤلة لم تخل من السلبٌات اٌضا .وألهمٌتها وخطورتها على سٌاسة مصلحة السجون الهادفة لعزل االسٌر ,فمد حاربتها
اإلدارة بشدة ولسوة ولجؤت لعملٌات التفتٌش الماسٌة واالستفزازٌة ,لمحاربتها ,وما زالت المعركة مستمرة على االتصال
والتواصل.
وال شن أن هن ان طرق لانونٌة ,ال تستطٌع أدارة السجون منعها ,والتً تسمح لؤلسٌر بالتواصل ومواجهة ممارسات
إدارة السجون وهً زٌارة المحامً والمثول أمام المحاكم .فمن خبلل هذه الزٌارات المانونٌة والعلنٌة ,تنتشر أخبار
السجون وتنتمل االخبار من الخارج الى داخل السجون ,وعلٌه حاولت إدارة السجون تمٌٌد وتحدٌد زٌارات المحامٌن,
واتخذت إجراءات تملص الى الحد األدنى احتكان األسٌر بالمحامً او بؤهله فً المحكمة ,أو بؽٌره من األسرى فً
المحاكم وسٌارات النمل ,ولامت مصلحة السجون بتركٌب حواجز زجاجٌة ,فً ؼرفة الزٌارة للمحامً تفصل بٌن
المحامً واالسٌ ر .وٌمكن اإلشارة الى انفتاح االسرى على وسابل االعبلم الحدٌثة ,التً سمحت لها إدارة السجون فً
مرحلة ما ومحدودة ,للدخول الى السجون وممابلة األسرى .ولد هدؾ األسرى من خبلل ذلن إبراز لضٌتهم وحجم
معاناتهم للعالم أجمع كما نجح األسرى فً إٌصال صوتهم ورأٌهم ومعاناتهم ,من خبلل إنتاجهم األدبً والثمافً ,إلى
العالم الخارجً ,ومن خبلل وسابل االعبلم والنشر الفلسطٌنٌة والعربٌة.
الوسائل الفردٌة فً المواجهة
إضافة الى وسابل المماومة الجماعٌة التً ذكرناها سابما ,من المناسب أن نتطرق الى بعض الوسابل الفردٌة ,التً لجؤ
الٌها االسٌر كفرد لمواجهة ظروؾ ولسوة االعتمال وهً ببل شن وسابل ساهمت بدرجة كبٌرة فً الحفاظ على لوة
ومعنوٌات األسٌر والحفاظ على توازنه طٌلة فترة اعتماله ,مع اإلشارة آن هامش الحرٌة الفردٌة ,لد ازداد فً السنوات
العشر األخٌرة فً السجون ,ومن هذه الوسابل:
-1التعلٌم والمراءة باإلضافة الى الجهود الجماعٌة للتنظٌمات داخل السجون ,التً عملت على تنظٌم وترتٌب الدورات
والجلسات الثمافٌة العامة ,التً تعمد مرة فً الٌوم أو أكثر او مرة فً األسبوع ,فإن الجهد الفردي ٌبمى هو األهم
واألكثر فعالٌة فً الحفاظ على عمل وروح األسٌر سلٌمة ومعافاة ,من ظروؾ السجن الماهرة ,بل هو الكفٌل بالمساهمة
فً تطوٌر عمل وروح هذا االسٌر .ونمصد بالجهد الفردي ,إرادة وإصرار وجهد األسٌر كفرد للمراءة والمطالعة ضمن
برنامج ٌضعه لنفسه ,أو سعٌه لبلنضمام إلى أحد المإسسات التعلٌمٌة المتاحة داخل السجن وااللتحاق بالدراسة
الجامعٌة .ولمد نجح العشرات بل المبات من األسرى فً إثبات اصرار وإرادة عالٌة على التعلم ووضع البرامج الثمافٌة
الذاتٌة .ونشٌر كذلن إلى الجهد الفردي الذي ٌبذله بعض األسرى فً تعلٌم االخرٌن ,من خبلل عمد الدورات التطوعٌة
للؽات كالعربٌة والعبرٌة واإلنجلٌزٌة و ؼٌره من نشاط تعلٌمً وتثمٌفً فردي تطوعً.
وفً النهاٌة ,فان لرار التعلٌم والتمدم ,هو بالدرجة األولى بٌد االسٌر ذاته ,وما تموم به التنظٌمات هو التسهٌل
والمساعدة فً توفٌر االمكانٌات لذلن .وال بد أن نشٌر هنا ,الى ان الدراسة فً الجامعة تعتبر من االنجازات التً حممها
األسرى ,عبر نضال طوٌل وبوسابل مختلفة كاإلضراب عن الطعام وؼٌره ,وتحاول مصلحة السجون بشكل مستمر
التضٌٌك وعدم السماح بالدراسة فً الجامعة.
-2رّٕ ٗ١اٌشٚػ اٌّؼٕ٠ٛخ ِٓ األِٛس اٌزٌ ٟغأ اٌٙ١ب وض١ش ِٓ االعشٌّٛ ٜاعٙخ اٌغغٓ ,رم٠ٛخ اإلّ٠بْ ِٓ خالي اٌزذٓ٠
ٚاٌّؾبفظخ ػٍ ٝاٌغشائض ٚاٌفشائط اٌذ١ٕ٠خ ,وبٌصالح ٚاٌص١بَ ٚغ١ش٘ب ِٓ األروبس ,اٌز ٟرمشة اإلٔغبْ اٌ ٝسثٗ ٚ ,رشفغ
49
اٌشٚػ اٌّؼٕ٠ٛخ فِٛ ٟاعٙخ سٚػ اٌ١أط ,اٌز ٟرؾبٚي إداسح اٌغغ ْٛثضٙب فٔ ٟفٛط األعشٚ .ٜلذ ظٙش األِش ِٓ خالي
اٌّشبسوخ اٌٛاعؼخ ف ٟصالح اٌغّؼخ ٚؽفبظ ُٙػٍ ٝص١بَ سِعبْ ثٕغجخ ػبٌ١خ عذاٚ .ثزٌه عبُ٘ اإلّ٠بْ ٚاٌذ ٓ٠فٟ
ِٛاعٙخ ظشٚف اٌغغٓ اٌصؼجخ ٚسفغ ِغز ٜٛلذسح االع١ش ػٍ ٝمواجهة جبلدٌه .ولد لعبت التعببة الفكرٌة والوطنٌة,
التً تعزز اإلٌمان أٌضا ,بعدالة لضٌتنا وبحمولنا التارٌخٌة ,وبنهج المماومة ,السترداد وطننا المحتل ,بدفع الروح
المعنوٌة ,إضافة إلى الدراسات والمطالعة فً الشؤن الفلسطٌنً والعربً.
-3التفاعل االجتماعً من الوسابل اإلٌجابٌة التً استخدمها األسٌر ,لمواجهة الوالع الصعب الذي ٌمر به .كان زٌادة
التفاعل االجتماعً بٌنه وبٌن بمٌة األسرى ,حٌث أن نوعٌة وجود التفاعل بٌن األسرىٌ ,زداد كلما ازداد الضؽط,
والهجوم من لبل إدارة السجون ,فالتضامن والتكافل بٌن األسرى ,على مستوى الؽرفة او المسم ,أو حتى السجون بشكل
عام ,هو إحدى الطرق األساسٌة ,فً مماومة سٌاسة االحتبلل فً السجون .كما أن هذا التفاعل له أثار مستمبلٌة تتمثل فً
لدرة األسٌر على بناء شبکة عبللات عامة حٌوٌة ,مع أسرى آخرٌن من كل المناطك الفلسطٌنٌة.
-4الرٌاضة وهً أحد أهم العناصر الهامة فً حٌاة االنسان بشكل عام ,وفً حٌاة االسٌر بشكل خاص ,فممارسة التمارٌن
الرٌاضٌة الخفٌفة الٌومٌة أو األسبوعٌة ممكنة ومٌسرة فً السجن ,وتساعد فً تموٌة الجسد والروح معا ,وتخفؾ من
الضؽوط النفسٌة على االسٌر ,وهً العامل االهم لمواجهة سٌاسات اإلدارة ,خاصة فً ظل االهمال الطبً ,فخٌر وسٌله
لمواجهة اإلهمال الطبً هً بالولاٌة من األمراض ,وتجنب زٌاره عٌادات السجون (الماتلة) ولٌس المجال هنا لشرح
فوابد الرٌاضة ,لكن البد م ن التؤكٌد على اهمٌة وضرورة الرٌاضة ,فً حٌاة االسٌر بشكل خاص ,فً الممابل نشٌر إلى
خطورة إهمال الرٌاضة ,ولمد راٌنا حاالت كثٌرة أدى فٌها مثل هذا اإلهمال ,إلى تدهور فً صحة األسٌر ,ما أثر على
نفسٌته ونفسٌة من حوله .كما أن الرٌاضة تساعد على تنظٌم حٌاة األسٌر من ناحٌة نظام االكل والنوم .وباختصار,
العمل السلٌم فً الجسم السلٌم.
-5العنؾ و هو أسلوب لد ٌستخدمه األسٌر كفرد ,كنوع من أنواع مواجهة لمع إدارة السجن ,فٌخرج عن طوره الطبٌعً
وٌموم بضرب ضابط أو شرطً بآلة حادة أو ما شابه .فاستخدام العنؾ هنا ,جاء كردة فعل ,متولع لها أن تتكرر ,فً ظل
الضؽط الهابل الذي ٌعانً منه االسٌر من لبل سجانٌه ,المتمثل فً سٌاسة اإلذالل واالنتمام .ولمد حدث أن كان استخدام
العنؾ ضد السجان أسلوبا مسموح به ,بل وسٌاسة جماعٌة للتنظٌمات فً السجون ,فً حاالت شاذة ونادرة خاصة ,فً
حالة الدفاع عن النفس ,أمام لٌام السجان بضرب هذا األسٌر أو ذان.
-6محاوالت الهروب من السجن من حك األسٌر ان ٌفكر وٌحاول الهرب من السجن ,فً الممابل تلجؤ ادارة السجون التخاذ
كل االجراءات ,وتوفٌر كل اإلمكانات لمنع هروب األسرى ,خاصة فً ظل الحالة الفلسطٌنٌة ,التً تعتبر فٌها أجهزة
األمن اإلسرابٌلٌة األسٌر الفلسطٌنً لنبلة مولوتة ,سٌإدي إلى تصاعد وتٌرة المماومة وارتفاع حدة العملٌات ,التً
تستهدؾ اإلسرابٌلٌٌن ,هذا من جهة ,ومن جهة أخرى ,الهروب ٌشكل صفعة لهٌبة دولة االحتبلل ,ودفعه لؤلمام لجهود
ومعنوٌات حركة المماومة الفلسطٌنٌة .لمد شهدت السجون اإلسرابٌلٌة محاوالت عدٌدة للهروب من السجن ,ومعظم هذه
المحاوالت تمت بشكل فردي ,ودون تنسٌك مع الفصابل بشكل رسمً ,أو أن التنسٌك كان جزبٌا أو بتعاون ,أو بؽض
الطرؾ من لبل اعضاء المٌادة فً التنظٌم .وبؽض النظر عن آلٌات وطرق الهرب ,التً لد تكون مثٌرة لبلهتمام فً
ب عضها ,إال أن الهدؾ هنا ,هو اإلشارة إلى أنه باإلضافة إلى حك األسٌر فً الهرب ,فهو أٌضا استراتٌجٌة ووسٌلة
تستخدم لمواجهة إدارة السجون .ففً حال نجاح العملٌة بالكامل ,بخروج األسٌر للحرٌة ,فهذا دعم للمماومة وضربة لدولة
االحتبلل بشكل عام ,ولمصلحة السجون بشكل خاص .أما إذا نجحت العملٌة بشكل جزبً ,لكنها لم تإدي إلى نجاح
األسٌر بالفرار ,فهً تحوي بطٌاتها نتابج وآثار مختلفة ,ففً بعض الحاالت ٌتم إلالة ضابط من مصلحة السجون ,بسبب
اإلهمال ,وفً بعض الحاالت ٌتم مكافؤتهم النتباههم ,وفً الممابلٌ ,تم معالبة األسرى جمٌعا ,واالنتمام منهم باتخاذ الكثٌر
من الخطوات العمابٌة والمبالػ فٌها.
-7االرصبي ثبٌخال٠ب اٌّغٍؾخ رٛعٗ ثؼط األعش ٜإٌ ٝإػبدح ٚرفؼ ً١دٚسُ٘ إٌعبٌ ٟاٌّمب ,َٚداخً اٌغغٓ ِٓ ,خالي عؼُٙ١
إلػبدح االرصبي أ ٚرٕظ ُ١ثؼط اٌّغّٛػبد اٌؼغىش٠خ اٌخبصخ ف ٟعبؽخ اٌٛغِٓ ,شوض ٓ٠ػٍ٘ ٝذف أعبع ٛ٘ ,ٟل١بَ ٘زٖ
اٌّغّٛػبد ثؼٍّ١بد خطف عٕٛد إعشائ ِٓ ,ٓ١١ٍ١أ عً إعشاء ػٍّ١خ رجبدي أعش٠ ,ٜؾشس ثّٛعجٙب اٌّئبد ِٓ األعشِٓ ٜ
أصؾبة األؽىبَ اٌؼبٌ١خ ٚاٌّؤثذادٚ ,اٌز٠ ٓ٠ؼزمذ األعش ٜأْ إعشائ ً١ال ّ٠ىٓ أْ رطٍك عشاؽ ُٙف ٟأ ٞػٍّ١خ ؽٛاس
ِٚفبٚظبدٚ ,أْ اٌطش٠ك اٌٛؽ١ذ إلغالق عشاؽ ً١ٔٚ ُٙؽش٠ز ِٓ ُٙعذ٠ذ ٟ٘ ,خطف ٚرجبدي األعشٚ .ٜثٕبء ػٍ٘ ٝزٖ
اٌمٕبػخٚ ,وٛعٍ١خ ِٓ ٚعبئً ِمبِٚخ االػزمبيٌ ,غأ ثؼط األعش ٞظّٓ ؽبالد ِؾذدح عذاٚ ,ثشىً فشد ,ٞإٌ ٝرٛعٗ١
ِغّٛػبد ػبٍِخ أصال ,أ ٚإٔشبء ِغّٛػبد عذ٠ذح ٌٙزا اٌٙذفٚ ,فؼال وبْ ٌٙزٖ اٌغٛٙد صّبس ِؼٕ١خٚ ,رأص١ش وج١ش ف ٟثؼط
اٌؾبالدٚ ,رأص١ش ألً ف ٟؽبالد أخشٚ ,ٜعشد ِؾبٚالد ٌخطف عٕٛدٚ ,عش ٜاػزمبي اٌّغّٛػبد اٌز ٟؽبٌٚذ رٌه,
50
ٚأعّٛا إٌ ٝصفٛف األعشٚ .ٜف ٟاٌّمبثً ,عش ٜػضي األعش ٜالذٌن بادروا واتصلوا بهذه المجموعات لتحرٌكها
وتحفٌزها للعمل ,باتجاه تحرٌر األسرى.
-8تهرٌب النطؾ النطؾ المهربة (سفراء الحرٌة) بمٌت فكرة اإلنجاب من خلؾ لضبان االحتبلل حلم ٌراود الكثٌر من
األسرى الفلسطٌنٌٌن لسنوات طوٌلة وخاصة المدامى منهم وذوي األحكام العالٌة ,فؤعمارهم تنمضً داخل ألبٌة السجون
وحلم األبوة ٌتبلشی لدٌهم ٌوما بعد آخر ,إلى أن لرر أبناء الحركة الوطنٌة األسٌرة خبلل عام 2012االستفادة من التمدم
الطبً وخوض المؽامرة .ولد نجح األسرى منذ البداٌة فً الحصول على الفتوى الشرعٌة التً تجٌز هذه العملٌة ,حٌث
صرح مفتً المدس والدٌار الفلسطٌنٌة ,سماحة الشٌخ دمحم حسٌن ,بؤن مجلس اإلفتاء أجاز فً فتوى سابمة هذه الطرٌمة من
اإلنجاب بضوابط عدة ,منها التؤكد من نمل العٌنات من األسٌر نفسه إلى زوجته ,وضبط عملٌة النمل والتلمٌح بحضور
أناس من أهل الدٌن وشهود من أهل األسٌر وزوجته .ولد تكللت أولى التجارب الناجحة عندما أنجب األسٌر عمار الزبن
طفله عبر نطفة مهربة خبلل شهر آب من عام ,2012األمر الذي شجع العشرات من األسرى لحذو حذوه .واستمرت
عملٌات تهرٌب النطؾ بنجاح ,وأنجبت زوجات األسرى عشرات األطفال .لكن فً الممابل تسعى دولة االحتبلل لفرض
إجراءات انتمامٌة بحك أطفال األسرى من النطؾ المهربة ,فمثبل ترفض سلطات االحتبلل االعتراؾ بشهادات المٌبلد
وأرلام الهوٌات التً تخرجها وزارة الداخلٌة ال فلسطٌنٌة لهم ,كما تحرمهم من الحك فً زٌارة آبابهم داخل السجون ,فهم
بنظر دولة االحتبلل "أطفال ؼٌر شرعٌٌن" .باإلضافة إلى ذلن ,تموم بفرض عموبات بحك األسرى الذٌن لجؤوا لهذه
الطرٌمة فً اإلنجاب ,كزٌادة فترات سجنهم ,أو فرض ؼرامات مالٌة باهظة بحمهم ,أو أحٌانا االنتمام من زوجاتهم
بإخضاعهن لتفتٌش شبه عاري وللتحمٌك واإلهانة ,ورفض زٌارة األطفال الذٌن أنجبتهم أمهاتهم من النطؾ المهربة
ألبابهم األسرى .ورؼم الصعوبات والمعٌمات التً تضعها سلطات االحتبلل لمنع هذه الظاهرة ,إال أنه ال زال هنان
عشرات النطؾ المهربة التً تنتظر التل مٌح الصناعً واإلخصاب ,فهً الوسٌلة األنجح لخلك حٌاة جدٌدة من زنازٌن
االحتبلل ,وهً بمثابة تحدي وانتصار على سطوة السجان الصهٌونً وكسر لمٌده.
من كل ما ذكر ,نرى أن امكانٌات األسٌر كفرد ,واألسرى كمجموع ,لمماومة االعتمال ,هً إمكانٌات عالٌة إذا ما توفرت
الهمة واإلرادة .إذ أن السجن لٌس نهاٌة المطاؾ ,بل لد ٌكون محطة ٌتزود منها األسٌر ,فً طرٌمه الطوٌل فً مماومة
االحتبلل .وإال فإنه سٌكون ممبرة لؤلحٌاء ,شماتة األعداء وممت" لؤلصدلاء .وبالفعل شكل السجن محطة شحن وتجربة
للكثٌرٌن ,وساعدهم للمواصلة واالستمرار فً النضال وا لعطاء ,ولآلخرٌن ممن فشلوا فً هذا االمتحان العسٌر ,كان
مسببا فً الٌؤس ,واإلحباط .وعلٌه نمول :لٌس السجن تجربة سهلة أو مؽامرة مثٌرة نسعى إلٌها ,بل هو بالدرجة األولى
لهر للمماوم .والعالل الف طن من اتخذ كل اإلجراءات ,وكل الجهود البلزمة ,لتجنب مصٌبة السجن وعذاباته .فمن ولع فً
األسر ,علٌه أن ٌصبر وٌماوم ,حتى ٌكتب له الفرج.
الفصل السابع
تأهٌل المحررٌن
*منظمة التحرٌر ولضٌة األسرى
مثلت لضٌة األسرى الفلسطٌنٌٌن ركن أساسً فً المضٌة الفلسطٌنٌة ,وعكست واجهة هامة ٌمكن من خبللها فهم طبٌعة
الصراع المابم بٌن الفلسطٌنٌٌن وإسرابٌل ,تعاطفت الشعوب الؽربٌة مع لضٌة األسرى ,وامتد هذا التعاطؾ أحٌانا إلى
داخل المجتمع اإلسرابٌلً نفسه ,والذي تعتبر مإسساته األمنٌة النمٌض األساسً لحموق المعتملٌن ومطالبهم .ولد فرضت
بعض فعالٌات األسرى نفسها على كل ما ٌتعلك بالمضٌة الفلسطٌنٌة على الصعد الفلسطٌنٌة واإلسرابٌلٌة والعربٌة بل
والدولٌة ,مما ألزم هذه الجهات واألطراؾ اتخاذ موالؾ تتناسب فً األؼلب مع مولفها األساسً من المضٌة الفلسطٌنٌة
بشكل عام ,لكن الجانب اإلنسانً لمضٌة األسرى كان فً بعض األحٌان ٌجعل من هذه األطراؾ تنحو منحا أخر فً
مولفها.
ارتبطت لضاٌا الصراع العربً اإلسرابٌلً ارتباطا وثٌما بالمولؾ الفلسطٌنً كون الشعب الفلسطٌنً هو رأس الحربة فً
النضال ضد إسرابٌل ,وبالتالً فمد كان موضوع األسرى ٌحظى بدرجة من األهمٌة ال تمل عن المواضٌع السٌاسٌة التً
تشكل خبلفا مع إسرابٌل ,حٌث تم إدراج هذا الموضوع فً ؼالبٌة المشارٌع واألطروحات السٌاسٌة التً كانت تطرح
لحل المضٌة الفلسطٌنٌة بمجملها العام ,وبمدر ما أوضحت إسرابٌل مولفها فً لمعها لؤلسرى فً سجونها فمد شكل
المولؾ ال فلسطٌنً من هإالء األسرى جزءا من النضال العام تجاه المضٌة الفلسطٌنٌة ,وهذا ما تعززه مشاركة كل فبات
وشرابح الفلسطٌنٌٌن فً هذا المولؾ .منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة الممثل الشرعً والوحٌد للشعب الفلسطٌنً ,وبالتالً
51
تعاملت المنظمة مع نفسها على أنها تمثل لضٌة األسرى ,وأنها المسإولة عن شإونهم ورعاٌتها ,وناطمة بلسانهم أمام
المإسسات الدولٌة ,فمد أشرفت وبشكل علنً على الدفاع عن لضٌة األسرى وأخذت جانبا دولٌا ,بل إنها هً التً أولت
أهمٌة العتبار أحد أٌام العام ٌوما للسجٌن الفلسطٌنً وحددته بٌوم السابع عشر من نٌسان ,وٌمكن المول بؤن إحٌاء هذا
الٌوم لم ٌختلؾ علٌه أي فصٌل فلسطٌنً حتى ٌومنا هذا ,ان اهتمام المنظمة بمضٌة األسرى كان لبللتحام مع الشعب
الفلسطٌنً الذي كان ٌولً ٘زٖ اٌمع١خ أّ٘١خ وج١شح و ْٛاألعش ٜأصجؾٛا عضءا ِٓ وً ث١ذ أ ٚشبسع أ ٚؽٌٍ ,ٟزؼض٠ض
اٌذائُ ٌّىبٔزٙب ث٘ ٓ١زا اٌشؼت.
أدرن مسإولو منظمة التحرٌر أهمٌة رعاٌة األسرى الفلسطٌنٌٌن فً توفٌر ما ٌلزمهم مادٌا ومعنوٌا داخل السجون ,فإن
ذلن سٌزٌد من مدى التفاؾ هإالء األسرى حول المنظمة ولذلن كانت تدفع المال ,وبمدر ما كانت تسمح سلطات
السجون ,وذلن لتمكٌنهم من شراء ما ٌلزمهم من دكان السجن .لامت المنظمة بإدراج موضوع األسرى على جداول
منالشات مإسسات األمم المتحدة خاصة الجمعٌة العامة أو لجنة حموق اإلنسان الدولٌة وإضافة لضٌة األسرى ضمن
المطالب الوطنٌة التً كانت تتضمنها المبادرات السٌاسٌة التً تشارن المنظمة فً صٌاؼتها .تطور مولؾ المنظمة
الداعمة لمضٌة المعتملٌن بتشكٌلها لمإسسة أسر الشهداء والجرحى واألسرى ,وصرؾ مبلػ شهري لكل ذوي سجٌن .وفً
ظل االنتفاضة األولى حرصت البٌانات الصادرة عن منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة والتً كانت تصدر باسم المٌادة الوطنٌة
الموحدة لبلنتفاضة على عدم نسٌان تخصٌص أحد فعالٌات البرنامج الذي ٌتضمنه البٌان عن مساندة لضٌة األسرى
الفلسطٌنٌٌن فً السجون اإلسرابٌلٌة مثل تخصٌص ٌوم اضراب تضامنً معهم أو الدعوة لبلعتصام أمام ممرات الصلٌب
األحمر أو زٌارة ذوي األسرى أو حتى تخصٌص ٌوم ؼضب دفاعا عن األسرى ,وهذا بماموس االنتفاضة ٌعنً الدعوة
الشتبان مع الموات اإلسرابٌلٌة ,وحتى فً مإتمر مدرٌد للسبلم فمد حرص الوفد الفلسطٌنً وبتوجٌه من المٌادة الفلسطٌنٌة
على التذكٌر وطرح لضٌة األسرى فً ؼالبٌة جوالت المفاوضات التً تلت المإتمر وعمدت فً واشنطن وفً ظل
اتفالٌات أوسلو عملت منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة على تحرٌر االالؾ من األسرى خاصة أولبن الذٌن اعتملوا لبل التولٌع
على اتفاق وأسلو وهذا ال ٌعنً أن اسرابٌل التزمت بذلن بل احتفظت بمبات األسرى من هذه الفبة.
ثانٌا :المإسسات العامة
المإسسات الحٌوٌة كالكلٌات والمدارس والبلدٌات والصحافة كانت متنفسا للشعب الفلسطٌنً فً التعبٌر عن مولفه
السٌاسً من المضٌة ,وكان البد لمن ٌمؾ على رأس هذه المإسسات أن ٌكون له دور فً مساندة موضوع األسرى.
شكل الطبلب شرٌحة هامة فً النضال الفلسطٌنً ,ومن المعروؾ أن انتشار الهبات الشعبٌة بٌن فبات ومناطك الشعب
الفلسطٌنً كان ٌتم بسرعة ٌصعب على لوات االحتبلل السٌطرة علٌها أحٌانا .ومع نهاٌة عمد السبعٌنات أصبح هنان
ثبلث جامعات فً الضفة الؽربٌة ألامتها منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ,وتساهم فً النصٌب األكبر من مصارٌفها وموازنتها
وتعٌٌن مسبولٌها ,وبالتالً شاركت هذه الجامعات بفعالٌة فً تبنً لضٌة األسرى.
حرصت المإسسات األجنبٌة المعنٌة بحموق اإلنسان على تمدٌم كل الدعم ,وذلن بتشجٌع شخصٌات فلسطٌنٌة على فتح
مراكز الحموق اإلنسان لتمدٌم صورة لانونٌة تكون بدٌبل عن وجود الباحثٌن األجانب فً األراضً المحتلة ,لكن إسرابٌل
سرعان ما كانت تضاٌك نشطاء هذه المإسسات وتعتمل مسإولٌها ولكن بعد سنوات للٌلة كانت هذه المراكز لد لدمت
عشرات االستشارات المانونٌة للمحامٌن واألهالً إضافة إلى تمدٌم خدمات المعلومات حول األسرى للباحثٌن والوفود
األجنبٌة .وٌمكننا المول أن هذه المراكز تخصصت فٌما بعد بموضوع األسرى خاصة أن حالة حموق اإلنسان فً
األراضً المحتلة كانت تعنً بمتابعة أوضاع األسرى من تعذٌب ومتابعة إضرابات وزٌارة األهالً ألبنابهم ,بل إنها
استطاعت توفٌر إنشاء لاعدة معلومات هامة حول األسرى ومن جوانب عدٌدة .نشط الشعب الفلسطٌنً فً إنشاء
مإسسات تكون ؼاٌتها رعاٌة أمور األسرى ,لٌس من الزاوٌة المانونٌة فمط ,بل من كل النواحً ,بحٌث ال تكون هذه
المإسسات مرتبطة مع جهات أجنبٌة ,أو استؽبلل تلن المإسسات الفلسطٌنٌة الموجودة فً الخارج ,والتً ال تتبع منظمة
التحرٌر مباشرة ,ولد نشط الحمولٌون الفلسطٌنٌون فً الخارج منذ منتصؾ السبعٌنات ,وذلن بإرسال العدٌد من
المراس بلت والمذكرات إلى الشخصٌات الدولٌة بهذا الخصوص ,وهذا ما تزعمته أفرع االتحاد العام للحمولٌٌن
الفلسطٌنٌٌن فً الخارج .صحٌح أن كل هذه المإسسات والمراكز كان تخصصها لرٌب من لضٌة األسرى ,أو ٌشكل
جزءا من نشاطها ,ولكن نضج وتطور أوضاع األسرى فً السجون اإلسرابٌلٌة وبالذات من الناحٌة الثمافٌة واألمنٌة
والتنظٌمٌة وكذلن خروج أعداد كبٌرة من السجن بعد انتهاء مدد محكومٌتهم إضافة إلى حالة المد فً النشاط السٌاسً
الجماهٌري للمنظمات الفلسطٌنٌة ,كل هذه العوامل جعلت إلامة مإسسة خاصة بشإون األسرى فمط أمر حتمً وبتؤٌٌد
من جمٌع الفصا بل ,لكن نجاحها كان منوط بظروؾ أخرى على رأسها عدم انحٌازها ألي فصٌل ,بل باالبتعاد عن النشاط
السٌاسً ,وهذا معناه ضمور فً اإلمكانٌات المادٌة الضرورٌة النطبلق مإسسة كهذه .كما شكلت مجموعة من
الفلسطٌنٌٌن خاصة المفرج عنهم من السجون مإسسة نادي األسٌر الفلسطٌنً ,ولد ساهمت هذه المإسسة فً إخراج
52
نشاطها عبر دعم لجان مختلفة ٌتم تشكٌلها لدعم األسرى مباشرة ,وهذا ما اتضح من تشكٌل لجنة الدفاع عن المعتملٌن
اإلدارٌٌن فً السجون اإلسرابٌلٌة ,والتً شكلت من الشخصٌات والمإسسات والمراكز.
تمٌز دور المحامٌن الفلسطٌنٌٌن تجاه لضٌة األسرى الفلسطٌنٌٌن بالدفاع عنهم بالمحاكم وأثناء اإلضرابات عن الطعام,
فهم المناة الوحٌدة التً من الممكن أن تؤتً بؤخبار األسرى لذوٌهم وبالعكس ,وهم الذٌن ٌتابعون مراحل اإلضراب منذ
بداٌتها ,بل إن األسرى ٌعدونهم جزءا من اإلضراب ,وأن لهم دور فً إنجاحه ,كانت مهمتهم إٌصال كافة مسوؼات
اإلضرابات (مذكرات -برلٌات -مراسبلت -تعلٌمات للتنظٌمات -تعلٌمات لؤلهالً -نسخ المطالب ...إلخ) إلى الجهات
المنشودة ,وؼٌر مرة شارن المحامون بإرسالهم أنفسهم مسوؼات كهذه مولعة منهم للدفاع عن لضٌة األسرى ,بل وإعبلن
إضراب عن الطعام تضامنا مع األسرى ,وٌمكن أن تبلحظ كافة االتفالٌات التً عمدها ممثلو األسرى مع إدارة السجون
حول مطالبهم كان وفد نمابة المحامٌن ٌتم استدعاإه لٌشهد على ذلن ,ومن الممكن أن هذا األمر ٌؤتً من جهة فحص
الجوانب المانونٌة فً ذلن من لبل األسرى.
شاركت الشخصٌات الهامة فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة فً الفعالٌات التً كانت تمٌمها المإسسات واألهالً للتضامن
مع األسرى ,بل إنهم تزعموا أحٌانا مثل هذه المإتمرات واالجتماعات وكثٌرا ما كانت السلطات تمنعهم من ذلن ,بل إنه
تم إلالة بعضهم من منصبه بسبب مولفه من لضٌة االسرى.
ثالثا :الدور الشعبً
تعد الجماهٌر الفلسطٌنٌة المدد الدابم للثورة الفلسطٌنٌة ,كما كانت تعنً الجماهٌر بالنسبة ألي ثورة فً العالم ,فهً التً
تصنع الموالؾ الذي تترجمه طلٌعة الشعب والمتمثل فً لٌادة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ,ولما كانت شرٌحة كبٌرة من
الشعب الفلسطٌنً لد دخلت السجون اإلسرابٌلٌة فبنفس المنطك شارن جزء كبٌر من هذه الجماهٌر فً التعبٌر عن مولفها
تجاه األسرى الفلسطٌنٌٌن ,وكانت السند الربٌسً ألولات األزمات والشدة التً مر بها األسرى ,فلم ٌكن األسرى أنفسهم
ٌوما ما الواجهة اإلعبلمٌة ألوضاعهم ,بل عبرت عنها الجماهٌر الفلسطٌنٌة فً صورة فعالٌات مختلفة بدءا بمماومة
االحتبلل عندما تؤتً العتمال األب أو األخ أو االبن فً المنزل ,مرورا بالجري تجاه ممرات الصلٌب األحمر أو نمابة
المحامٌن ,وتعلم إرسال المذكرات والبرلٌات التً ارتمت مع تطور المضٌة الفلسطٌنٌة إلى إصدار البٌانات والمنشورات,
تلن التً كانت إضافة إلى عوامل أخرى تحرض الجماهٌر على اإلضرابات وأعمال مماومة والصدامات مع الموات
العسكرٌة اإلسرابٌلٌة والتً كان ٌنتج عنها اعتمال آخرٌن وجرحی وشهداء ,هذا ما كان من خبلصة المولؾ حتى ٌسمع
العالم وٌمارس ضؽوطا على السلطات اإلسرابٌلٌة لبلستجابة لطلبات األسرى أثناء اتخاذهم الخطوات المطلبٌة
( اإلضرابات /التمرد) .كان الصلٌب األحمر ملجؤ الناس األول للبحث عن أبنابهم عند اعتمالهم ,وكذا تمدم المعتملون
وذووهم الحتجاجاتهم على أي إشكالٌات ٌواجهونها ,ولم ٌكن بد أمام الناس إال االعتصام بممرات الصلٌب فً اإلضرابات
التً شهدتها السجون ,والصدام مع الموات اإلسرابٌلٌة أمام هذه الممرات وأمام وسابل اإلعبلم .وتمدٌم المذكرات ,وبطلب
من أبنابهم داخل السجون ,ولد بدأت الصحافة اإلسرابٌلٌة تركزعلى نشاط األهالً وإبراز بداٌة تنسٌك بٌن لٌادة األسرى
وذوٌهم فً الخارج إضافة إلى تشجٌع بعض المإسسات داخل إسرابٌل لؤلهالً كجمعٌة أنصار السجٌن ,كان لؤلجنحة
الجماهٌرٌة النمابٌة للتنظٌمات الفلسطٌنٌة دور فً تحرٌض األهالً على استؽبلل ممرات الصلٌب األحمر فً التضامن,
ولٌس من المعمول االفتراض أن من ٌفتعل الصدامات مع الجٌش أمام ممرات الصلٌب األحمر هم ذوو األسرى من
المسنٌن والنساء ,بل إن الشباب من حركات الشبٌبة واألجنحة الجماهٌرٌة للفصابل الوطنٌة واإلسبلمٌة هم من كان ٌنظم
هذه الصدامات التً تعطً نتابج إعبل مٌة فورٌة خاصة عندما ٌسمط جرحى .استؽل أهالً األسرى كل األماكن المتاحة
لهم لبلحتجاج فٌها خاصة تلن التً ال ٌستطٌع الجٌش اإلسرابٌلً دخولها إال بصعوبة شدٌدة كممرات الصلٌب األحمر أو
المساجد والكنابس ,كما ٌجب مبلحظة إٌبلء األهالً لئلعبلم أهمٌة بالؽة فً فعالٌتهم ,فؽٌر مرة كانوا ٌنظمون االعتصام
فً المساجد والكنابس ,حٌث لدسٌة المكان إضافة إلى الوجود الدابم للسٌاح الذٌن ٌؤتون من مناطك شتى ,ولد كان األهالً
ٌوزعون علٌهم المناشٌر التً توضح لضٌة األسرى ,وكثٌرا ما كان العدٌد من هإالء السٌاح ٌتعاطفون مع األهالً
خاصة أنهم أ هل المكان الذي ٌؤتً إلٌه هإالء الزوار ,وٌبدو أنه من هذا المكان نبعت فكرة إحضار األجانب لمساندة
المضٌة الفلسطٌنٌة ,ومن هنا ٌتضح مشاركة هإالء األجانب (السواح) باالحتجاجات واالعتصام أمام لنصلٌات ببلدهم فً
المدس احتجاجا على أوضاع األسرى الفلسطٌنٌٌن.
رابعا :دورالسلطة الفلسطٌنٌة برعاٌة االسرى
منذ لٌام السلطة الوطنٌة الفلسطٌنٌة تم انشاء وزارة تعنى بشإون االسرى واعادة فتح مإسسة نادي االسٌر الفلسطٌنً,
حٌث كان لهم الدور الربٌس فً تؤهٌل ورعاٌة االسرى ببرامج منتظمة ,ووضع نظام رواتب لذوي االسرى والذي تطور
فً العام 2011لتصبح الرواتب توفر حٌاة كرٌمة لذوٌهم بجهود مشتركة من المابد االسٌر مروان البرؼوثً ووزارة
53
شإون االسرى ونادي االسٌر ,كما وانشؤت نظام لدمج االسرى المحررٌن بمإسسات السلطة وذلن لحماٌة المحررٌن
واالسرى بعد الضؽوطات االسرابٌلٌة واالمرٌكٌة لولؾ رواتبهم ,ومازالت السلطة مستمرة بدفع رواتب االسرى
والمحررٌن رؼم الضؽوطات التً وصلت لمرصنة اموال المماصة وفرض العموبات المالٌة.
*عملٌات تبادل األسرى
حرب عام 1948بعد حرب عام 1948أجرت إسرابٌل عملٌات تبادل مع مصر واألردن وسورٌا ولبنان ,حٌث كان فً
أٌدي المصرٌٌن ( )156جندٌا إسرابٌلٌا ,وفً أٌدي األردنٌٌن ( )673جندٌا ,ومع السورٌٌن ( )48جندٌا ,ومع لبنان ()8
جنود ,أما إسرابٌل فكانت تحتجز ( )1098مصرٌا )28( ,سعودٌا )25( ,سودانٌاٌ )24( ,منٌا )17( ,أردنٌا)36( ,
لبنانٌا )57( ,سورٌا و( )5021فلسطٌنٌا .ولد نفذت إسرابٌل عملٌات التبادل مع كل دولة تحتجز إسرابٌلٌٌن على انفراد.
عام 1954أسرت الموات المصرٌة عشرة مبلحٌن إسرابٌلٌٌن على متن السفٌنة (بت جالٌم) فً لناة السوٌس ,وبعد
تدخل مجلس األمن أطلك سراح العشرة .1955
عام 1954أسر السورٌون خمسة جنود إسرابٌلٌٌن توجهوا إلى مرتفعات الجوالن فً مهمة خاصة ,ولد انتحر أحدهم فً
سجنه بسورٌا ,وأفرجت إسرابٌل فً الممابل عن 41أسٌرة سورٌة.
حرب عام 1956أطلك سراح 5500مصري ممابل إفراج مصر عن أربعة جنود إسرابٌلٌٌن أسرتهم فً نفس الحرب.
فً 1963جرت عملٌة تبادل بٌن إسرابٌل وسورٌا وتم بموجبها إطبلق سراح 11جندٌا ومدنٌة إسرابٌلٌة ممابل 15
أسٌر سوري.
حرب عام 1967سمط بؤٌدي الموات العربٌة 15جندٌا إسرابٌلٌة ,ممابل 4338جندٌا مصرٌا باإلضافة إلى 899
مدنٌا و 533جندٌا أردنٌا و 366مدنٌا ,و 367جندٌا سورٌا و 205مدنٌٌن سورٌٌن.
حرب االستنزاؾ فً 2أبرٌل , 1968جرت عملٌة تبادل مع األردن ,حٌث أفرجت إسرابٌل عن 12أسٌرة ,بٌنما
سلمت األردن إلسرابٌل جثة جندي كان لد لتل فً معركة الكرامة.
جرت أول عملٌة تبادل بٌن منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة وإسرابٌل وذلن بعد نجاح مماتلٌن فلسطٌنٌٌن من الجبهة الشعبٌة
لتحرٌر فلسطٌن باختطاؾ طابرة إسرابٌلٌة تابعة لشركة العال ,والتً كانت متجهة من روما إلى تل أبٌب وأجبرت على
التوجه إلى الجزابر وبداخلها أكثر من مابة راكب ,وكانت أول طابرة إسرابٌلٌة تختطؾ آنذان ,وتم إبرام الصفمة مع دولة
إسرابٌل من خبلل الصلٌب األحمر الدولً وأفرج عن الركاب ممابل 37أسٌر فلسطٌنً من ذوي األحكام العالٌة من
ضمنهم أسرى فلسطٌنٌٌن كانوا لد أسروا لبل العام 1967م.
فً نهاٌة 1969خطفت مجموعة من الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن بمٌادة لٌلى خالد طابرة العال اإلسرابٌلٌة وكان
مطالب الخاطفٌن اإلفراج عن األسرى فً سجون إسرابٌل وحطت الطابرة فً برٌطانٌا ولتل خبللها أحد أفراد المجموعة
الخاطفة وٌدعى باترٌن اور ؼوٌللو بٌنما تم اعتمال لٌلى خالد ,وبعدها تم اختطاؾ طابرة برٌطانٌة من لبل مجموعة تتبع
لنفس التنظٌم وأجرٌت عملٌة تبادل أطلك بموجبها سراح لٌلى خالد.
فً بداٌة عام 1970ولع بؤٌدي المصرٌٌن 12جندٌا إسرابٌلٌة وولع ثبلثة آخرون بؤٌدي السورٌٌن ,وفً 16أؼسطس
1970أرجعت مصر إلسرابٌل طٌارا مصابا ,وفً 29مارس 1971أفرجت مصر عن جندي آخر ممابل اإلفراج عن
عدد محدود جدا من الجنود والمدنٌٌن المصرٌٌن.
بتارٌخ ٌ 28ناٌر 1971جرت عملٌة تبادل أسٌر ممابل أسٌر ما بٌن حكومة إسرابٌل وحركة فتح إحدى فصابل منظمة
التحرٌر الفلسطٌنٌة ,وأطلك بموجبها سراح األسٌر (محمود بكر حجازي) ممابل إطبلق سراح الجندي اإلسرابٌلً (والذي
اختطفته حركة فتح فً أواخر العام 1969م.
وفً أوابل مارس 1973م جرت عملٌة تبادل مع سورٌا ,حٌث أفرجت إسرابٌل عن ستة ضباط سورٌٌن كانت لد
اختطفتهم من جنوب لبنان خبلل مهمة استطبلع عسكرٌة ,ممابل إطبلق سراح أربعة طٌارٌن إسرابٌلٌٌن كانوا بحوزة
السورٌٌن.
فً ٌ 3ونٌو 1973أفرجت سورٌا عن ثبلثة طٌارٌن ,وأفرجت إسرابٌل ممابلهم عن ( )46أسٌرة
وفً حرب عام ,1973ولع بؤٌدي المصرٌٌن 242جندي إسرابٌلً ,ومع سورٌا 68جندٌا ,ومع لبنان 4جنود ,بٌنما
ولع فً أٌدي إسرابٌل 8372جندٌا مصرٌا ,و 392سورٌا ,و 6من المؽرب ,و 13عرالً ,ولد تمت الصفمة مع
مصر حٌث أطلمت مصر سراح 242جندي وضابطة إسرابٌلٌة ,ممابل أن أطلمت إسرابٌل سراح ما تحتجز لدٌها من
54
جنود وضباط مصرٌٌن .ومع سورٌا تمت صفمة التبادل أفرجت إسرابٌل عن 392سورٌة وستة مؽاربة و عشرة
عرالٌٌن ممابل إطبلق سراح سورٌا 58أسٌرا إسرابٌلٌا.
وفً مارس 1974أفرجت إسرابٌل عن 65أسٌرا مصرٌا وفلسطٌنٌا ممابل إطبلق سراح جاسوسٌن إسرابٌلٌٌن فً
مصر.
وفً 4أبرٌل 1975أرجعت مصر إلسرابٌل جثث ورفات 39جندٌا ,وأفرجت إسرابٌل بالممابل عن 92أسٌرا من
سجونها.
1979جرت عملٌة تبادل اللٌطانً أو كما سمٌت (عملٌة النورس) بٌن إسرابٌل ومنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ,حٌث
أطلمت الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن -المٌادة العامة سراح جندي إسرابٌلً كانت لد أسرته فً عملٌة اللٌطانً ,
وأفرجت إسرابٌل بالممابل عن 76معتمبل من كافة فصابل الثورة الفلسطٌنٌة وكانوا فً سجونها.
1980أطلمت حكومة إسرابٌل سراح مهدي بسٌسو وولٌام نصار ,ممابل إطبلق سراح مواطنة عملت جاسوسة لصالح
إسرابٌل كانت محتجزة لدى حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً – فتح.
1983م عملٌة تبادل جدٌدة ما بٌن حكومة إسرابٌل وحركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً – فتح ,وفً تلن العملٌة أطلمت
إسرابٌل سراح جمٌع أسرى معتمل أنصار فً الجنوب اللبنانً وعددهم ( )4700أسٌر فلسطٌنً ولبنانً ,و( )65أسٌرا
من السجون اإلسرابٌلٌة ممابل إطبلق سراح ستة جنود إسرابٌلٌٌن
1984ا عادت إسرابٌل ثبلثة جنود من جنودها وخمس جثث لجنود آخرٌن كانوا لد أسروا من لبل سورٌا ,ممابل اإلفراج
عن ( )291جندي سوري و( )85أسٌر لبنانً من المماومة الوطنٌة اللبنانٌة و 13أسٌر عربً سوري من الجوالن
السوري ورفات 74جندي آخر.
1985م أجرت إسرابٌل عملٌة تبادل مع الجبهة الشعبٌة لتحرٌر فلسطٌن -المٌادة العامة ,وأطلمت إسرابٌل بموجبها
سراح 1155أسٌرا كانوا محتجزٌن فً سجونها المختلفة ممابل ثبلثة جنود كانوا بمبضة الجبهة الشعبٌة.
1985م أفرجت إسرابٌل عن 1132لبنانٌا معتملٌن فً سجن عتلٌت ,وذلن ممابل إطبلق سراح 39رهٌنة أمرٌكٌة
كانوا محتجزٌن على متن طابرة بوٌنػ أمرٌكٌة تابعة لشركة (تً دبلٌو إي) احتجزتهم منظمة أطلمت على نفسها الجهاد
اإلسبلمً.
1991شهد تبادل بٌن حزب هللا وإسرابٌل ,وأفرجت إسرابٌل بموجبها عن 25اسٌرا و 51أسٌرة من معتمل الخٌام
ممابل استعادتها لجثة جندي إسرابٌلً كانت محتجزة لدى حزب هللا.
1991استلمت إسرابٌل جثة جندي درزي ,والذي كانت تحتجزها الجبهة الدٌممراطٌة لتحرٌر فلسطٌن منذ العام ,1983
فً ممابل سماح إسرابٌل على عودة أحد مبعدي الجبهة وهو (النمابً علً عبد هللا /أبو هبلل) من أبو دٌس والذي أبعدته
إسرابٌل فً العام .1986
1991م أفرجت حركة الجهاد اإلسبلمً الفلسطٌنٌة عن أستاذ الرٌاضٌات فً الجامعة األمرٌكٌة فً بٌروت (جٌسی
تٌرتر) ,فً ممابل إطبلق إسرابٌل سراح 15معتمبل لبنانٌا بٌنهم 14من سجن الخٌام.
1996م ,أرجع حزب هللا إلسرابٌل رفات جندٌٌن ,وافرجت إسرابٌل فً الممابل عن رفات 132لبنانٌا استشهدوا فً
اشتباكات مع الموات اإلسرابٌلٌة ,كما أطلك حزب هللا سراح 17جندٌا من جٌش لبنان الجنوبً ,وأطلك األخٌر سراح
45معتمبل من منظمة حزب هللا من معتمل الخٌام.,
فً العام 1997جرت اتفالٌة تبادل ما بٌن حكومة إسرابٌل وما بٌن الحكومة األردنٌة وأطلمت بموجبها الحكومة األردنٌة
سراح عمبلء الموساد اإلسرابٌلً الذٌن اعتملتهم لوات األمن األردنٌة بعد محاولتهم الفاشلة فً اؼتٌال (خالد مشعل)
ربٌس المكتب السٌاسً لحركة حماس ,فٌما أطلمت حكومة إسرابٌل سراح الشٌخ أحمد ٌاسٌن مإسس حركة حماس.
1998م لامت السلطات اإلسرابٌلٌة بإعادة 40جثة لشهداء لبنانٌٌن وإطبلق سراح 60معتمبل لبنانٌا ,ولد تم إخراج
جثث 38مماتبل من الممابر وجثتٌن من مشرحة أبو كبٌر ,وبالممابل سلم حزب هللا رفات جندي من الكوماندوز
االسرابٌلً.
فً العام 2003أفرجت إسرابٌل عن رفات عنصرٌن من حزب هللا ,ممابل السماح للوسٌط األلمانً بزٌارة عمٌد
اسرابٌلً محتجز لدى منظمة حزب هللا اللبنانٌة.
55
2004صفمة تبادل جدٌدة ما بٌن حزب هللا وحكومة إسرابٌل ,أفرجت إسرابٌل بموجبها عن 30أسٌر عربً وهم 24
لبنانً ,و 6أسرى عرب واسٌر المانً ,كما أعادت جثث تسعة وخمسٌن مواطنا لبنانٌا ,والكشؾ عن مصٌر أربعة
وعشرٌن مفمودا لبنانٌا وتسلٌم خرابط األلؽام فً جنوب لبنان و ؼرب البماع .أفرج بموجبها عن 431فلسطٌنٌا شارفت
محكومٌاتهم على االنتهاء .وبالممابل أفرج حزب هللا عن لابد فً الجٌش اإلسرابٌلً ورفات 3جنود إسرابٌلٌٌن كانوا لد
لتلوا فً أكتوبر عام 2000م.
2004أفرجت الحكومة المصرٌة عن الجاسوس اإلسرابٌلً (عزام عزام) وبالممابل أفرجت الحكومة اإلسرابٌلٌة عن (6
طبلب مصرٌٌن كانوا معتملٌن لدٌها.
, 2008أطلمت إسرابٌل سراح األسٌر (نسٌم نسر) وتعٌده إلى لبنان بعد أن أمضى فً السجن ستة سنوات ,وبالممابل
حزب هللا اللبنان ً أعاد إلسرابٌل أشبلء لجثث تعود ألربعة جنود إسرابٌلٌٌن لتلوا خبلل حرب لبنان . 2006
,2008أعاد حزب هللا رفاة جندٌٌن إسرابٌلٌٌن إلى إسرابٌل وسلمها تمرٌرا حول الطٌار المفمود (رون اراد) ,ممابل
أطبلق إسرابٌل لسراح (سمٌر المنطار) و( )4أخرٌن من مماتلً حزب هللا ,وتسلٌم لبنان عشرات الجثث والرفات لمماتلٌن
فلسطنٌٌن وعرب ,منهم ( )8جثث لرجال حزب هللا سمطوا خبلل حرب تموز عام 2006م ,وتسلٌمها أٌضا لتمرٌر به
معلومات تتعلك بالدبلوماسٌٌن اإلٌرانٌٌن االربعة المفمودٌن.
صفمة تبادل األسرى بٌن حماس وإسرابٌل عام 2011عرفت باسم صفمة شالٌط تمت بتارٌخ 11أكتوبر 2011
بوساطة مصرٌة و لد افرج عن 1000أسٌر و 50أسٌرة من السجون اإلسرابٌلٌة ممابل الجندي اإلسرابٌلً المحتجز
لدى حماس جلعاد شالٌط و نفذت عن مرحلتٌن المرحلة االولً ٌتم فٌها اإلفراج عن 477أسٌرا وأسٌرة بالتزامن مع
إطبلق شالٌط وتسلٌمه للسلطات المصرٌة ومن ثم إلسرابٌل والمرحلة الثانٌة تمت بعد نحو شهرٌن من تنفٌذ المرحلة
األولى وستفرج إسرابٌل بموجبها عن 550أسٌرا آخرٌن.
اإلفراجات السٌاسٌة شملت 13375معتمبل منذ اتفالٌة أوسلو عام 1993وحتى الٌوم منهم 2125معتمبل ,أطلك
سراحهم منذ اندالع انتفاضة األلصى.
56