You are on page 1of 8

‫مدينة العقبة‬

‫العقبة كهف البحر مخبأه الفاتن المليئ بهدايا المرجان والسمك الملون‪،‬‬
‫العقبة عنوان للتاريخ والحضارة والعراقة ‪،‬نافذة الشمس وبوابة الروح على‬
‫البحر مدينة ترسم خارطة الوجدان وصورة الوطن الزاهر بالفرح المتجدد‪.‬‬

‫تعد مدينة العقبة من أكثر المدن اهمية في التاريخ فقد شهدت عصورا كثيرة‬
‫وخضعت لحكم العديد من الدول على م ّر التاريخ وهذا بسبب الموقع التاريخي‬
‫لها ‪،‬الذي يعد نقطة الوصل بين القارات آسيا وافريقيا واوروبا‪،‬وغنى العقبة‬
‫باالثار القديمة يشهد على تاريخها الحافل‪.‬فقد بنى الصليبيون في القرن‬
‫الثاني عشر قلعة في العقبة موجودة الى الوقت الحاضر‪،‬وبنى المماليك فيها‬
‫حصن (قانصوه الغوري)اخرسالطين المماليك في اواخر عهدهم ‪)1(.‬‬

‫اما اسم العقبة فبرز في العصر المملوكي حيث كانت المدينة تذكر ب(أيلة)او‬
‫عقبة أيلة وقتا طويال من الزمان حتى غلب اسم العقبة عليها في العصر‬
‫المملوكي ؛وذلك لصعوبة الوصول اليها فسميت بعقبة أيلة ‪.‬‬
‫‪)2(.‬‬ ‫العقبة في اللغة‪:‬الطريق الوعر في الجبل والجمع عقب ‪،‬عقاب‪،‬عقبات‬
‫وفي مطلع هذا القرن بدأت العقبة تتخذ موقعا متميزا وفريدا في احداث‬
‫وتاريخ المنطقة واتخذها الشريف الحسين دارا واصبح بيته االن متحفا‬
‫لالثار‪،‬فتمتاز مدينة العقبة بإعتدال المناخ ودفئه شتاء وصفاء المياه فيها‬
‫ونظافة الشواطئ فكل هذا جعل منها بيئة مثالية لنمو المرجان وانواع مختلفة‬
‫من الكائنات الحية ‪ ،‬فيعتبر بحر العقبة متحفا فريدا من من نوعه يبد بأنواع‬
‫السمك المتعددة وبعضها ال يوجد في اي بلد في العالم سوا في هذا الخليج‬
‫المتميز ويعتبر المرجان الموجود فيه من اجل المرجان في العالم ان لم يكن‬
‫االجمل اللوانه واشكاله الرائعة ‪.‬‬
‫(صيد السمك مهنة وحرفة الهل العقبة )‬
‫من العقبة ثغر االردن الباسم الميناء البحري الى النظرة الجديدة في الرؤية‬
‫االردنية    لالقتصاد االردني ‪.‬‬

‫ففي العقبة حرف اليوم مرتبطة بالبحر اليوم مرتبطة واالنسان الملتصق به‬
‫مهنة الصيد مهنة قديمة قدم االنسان الملتصق بالبحر ‪.‬‬

‫فكان الصياد وبكل ثقة يشق طريقه الى مسافات متقدمة عرض البحر حيث‬
‫اماكن تواجد االسماك بكل انواعها يحضر ادوات الصيد يعاونه في رحلته‬
‫ثالثة من الصيادين المهرة كل واحد منهم يعرف واجبه جيدا والصياد الماهر‬
‫يعي جيدا اماكن تواجد االسماك وانواع االسماك في كل منطقة من اماكن‬
‫الصيد ‪.‬‬

‫ان مهنة صيد السمك من المهن القديمة والمتوارثة والصياد في رحلة الصيد‬
‫يمضي اياما واياما في عرض البحر يستمتع بكل ما يحمله البحر من مفاجأت‬
‫وارزاق وبكل ما يعكس على نفس الصياد من سرور وهدوء ورضا ‪.‬‬

‫والقارب وهو يشق عباب البحر انتضارا لنقطة توقف اللقاء شباك الصيد‬
‫يعيش صيادنا احلى ساعاته وبإنتظار رزق مقدر من هللا ‪.‬‬

‫وقد ابتدع الصيادون طرق كثيرة لحفظ السمك ‪ ،‬فكانت قديما طريقة حفظ‬
‫السمك داخل الكيس المبلول تعتبر من الوسائل القليلة ‪،‬حيث يوضع السمك‬
‫داخل الكيس على ان يبقى الكيس مبلال بالماء من اجل ان يبقى السمك‬
‫محافظا على سالمته من التلف ‪.‬‬
‫وفي وقتنا الحالي يلجأ معظم الصيادين لالعتماد على الصندوق المثلج(‪ice‬‬
‫‪ )box‬لحفظ السمك من التلف وذلك لسهولة نقله واستعماله وهو يعتمد على‬
‫الثلج المبشور لبقاء السمك اطول فترة ممكنة من الزمن صالحا لالستهالك ‪.‬‬

‫وما ان ينتهي الصياد من صيده حتى يبدأ االستعداد لرحلة العودة وتكون‬
‫عالمات الرضا بادية على الصياد مع وفرة الصيد الذي تحقق معه‪،‬يترك‬
‫للقارب حرية االنسياب في طريق العودة وكأن القارب اصبح يعرف بنفسه‬
‫طريق االياب ‪.‬‬

‫وعلى مقربة من الشاطئ يتجمع االهل واالصدقاء انتظارا لعودة االحبة من‬
‫الصيادين يهنئونهم بسالمة العودة ويسألونهم عما رزقهم هللا من خير‬
‫وفير ‪،‬يبدأ الصيادون بإنزال حمولتهم ليتقدم نحوهم تجار السمك واصحاب‬
‫المطاعم وتبدأعملية البيع وفق تقاليد متبعة ما بين الصيادين وتجار االسماك‬
‫بما يحفظ للجميع حقوقهم ويحقق للمستهلك اسماك طازجة شهية‪.‬‬

‫وما ان ينزل الصياد الى الشاطئ حتى يقوم بعمل حفرة صغيرة هذه الحفرة‬
‫يستخرج منها الماء العذب يقوم بغسل وجهه ويديه ويرتوي وما ان ينتهي‬
‫الصياد من ازالة اثار العناء حتى يقوم بعزيمة من معه بالرحلة ومن‬
‫استقبلوه بالشوق من االهل واالصدقاء الى حفل شواء سمك ‪،‬وعلى انغام‬
‫السمسمية للفرقة البحرية تبدأ جلسات الطرب ترافقها تقاليد شواء السمك‬
‫على النار التي اعدت امام الفرقة والجميع يغمرهم الفرح والسرور ويمضي‬

‫السهر ليجمع االحبة االصدقاء في حياة مليئة بالتعب ‪.‬‬


‫(السمسمية العقباوية عنوان الفرح وطرب اهل الساحل)‬
‫عالقة البحر والصيد بالعقبة عالقة ربطتها انغام السمسمية بعذوبة‬
‫صوتها ودندنة اوتارها والسمسمية ‪،‬كانت وما تزال السمسمية في‬
‫العقبة رفيقة الصياد في مهنة الصيد التي تتمحور حولها العديد من‬
‫المفردات والمفاهيم الفنية في الثقافة الجمالية العقباوية االردنية ‪.‬‬
‫فحضور السمسمسة مع االالت االيقاعية والصوت البشري المنفرد او‬
‫الجماعي ‪،‬في الطقوس الحرفية وبخاصه رحلة الصيد التي تسمى‬
‫"السرحة"تجعل من مراكب الصيادين وتجمعاتهم اشبه بالمسارح‬
‫المتنقلة على امواج البحر االحمر ‪،‬تؤدى فيها االغاني الشعبية التي‬
‫تتجلى فيها معان سامية فيها الكثير من االحتفال بالقيم االنسانية‬
‫كالصداقة والجيرة ومحبة االخرين ‪،‬مثل‪:‬‬
‫عقباوي ياخال بحري وصياد بحب الصحبة وبحب الناس‬
‫واصون العشرة بكل وداد واراعي الود بكل احساس‬
‫او االغاني المستوحاة من طقوس الصيد وفيها مشاعر الحماسة‬
‫والحث على العمل الجاد في الصيد‪   .‬‬
‫اما عن التشكيل الموسيقس فيها فيتباين عدد اوتارها من مدينة الى‬
‫اخرى ولها سلم مكتوب او مقام منظوم لتشابه اوتارها في الطول‬
‫والسمك حيث يتحكم عازف السمسمية بإيقاعها بشد اوتارها وتمرير‬
‫االصابع وضربها بالريشة ‪.‬‬
‫هي العقبة‪ .......‬هوائها سماؤها وبحرها وشوارعها ونخيلها وناسها‬
‫الطيبون مدينة المحبة والفرح والسالم مدينة البحر تاذي يفتح‬
‫ذراعيه للنجمة والغيمة والطيور والمواويل العاشقة‪.‬‬
‫سالم عليك ‪،‬ايتها المدينة الحاضرة بالقرب من ساحة الثورة وقلعتها‬
‫المنكئة على البجحر تنظر الى الجالسين والزوار ‪،‬االهل‪،‬االحبة كل‬
‫يمتطي شراعه وقاربه يبحث في شاطئها عن ذكرى لقادم االيام ‪.‬‬
‫سالم عليك عروسا تتفاخر بزوارها القادمين اليها من ارجاء الوطن‬
‫يبحثون عن دفئها وحبها وعشقها تجمعهم قبيل الغروب على الشاطئ‬
‫االوسط تسرد لهم بعض الحكايا عن مدينة توهج القا‪،‬وشوق‬
‫لروادها ‪.‬‬

‫العقبة يا مخبأ البحر وكنزه السحري يا أغاني الصيادين والبحارا يا‬


‫أيلة يا حورية البحر يا عروس البحر االحمر لك التحية ‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫(‪ : )1‬وجد العلماء الباحثون نص عربي مكتوب بخط النقش منحوت في الممر االول للقلعة بإسم "قانصوه الغوري"‪.‬‬
‫(‪ :)2‬ابن منظور ‪:‬لسان العرب‪،،‬ج ‪،1‬ص‪.621‬‬

You might also like