الطعام توضع على سفرة مصنوعة بصورة دائرية ويجلسون البحارة ويتناولون الطعام ،استخدم كلمة الذوق تأكيدا لطعامهم المحدود يقتصر على أنواع بسيطة من تمور وأسماك التي يصطادونها ألن يتاح لهم الصيد في فترة المساء والغواص يصوم طول النهار ال يسمح له بتناول إفطار غني ألن إذا تناول طعاما ثقيال ثم غاص تحدث له أضرار صحية وهذا السؤال انكاري ،هل ذقت حياة البسيطة والطعام القليل الذي يتناوله البحار ،يريد أن يصف معاناة البحار وعمله في الغوص عن اللؤلؤ كأنه يقول أنتم لم تتذوقوا هذه األشياء
من نخلة ماتت و ما مات العذاب بقلبي الدامي الكسير
صنع منها،الحصير البساط المنسوج من سعف النخيل فالنخيل تموت ولكن يبقى هذا الحصير الذي ُ هنا مقارنة بين شيء مادي وشيء معنوي (النخلة التي ماتت ،ولم يمت العذاب والمعاناة واأللم الذي يعانيه وهو يعايش حياة الغوص)
أسمعت صوت دجاجة األعماق تبحث عن غذاء
دجاجة = نوع من أنواع األسماك الضارية ،وهي تبحث عن غذائها في قاع البحرألنها جائعة ،فهو يقارن بين السمكة الجائعة وبين الغواص الذي يغوص في عمق البحر باحثا عن اللؤلؤ ،فإذا وجدت (دجاجة) هذا البحار تنقض عليه ألنها من األسماك الضارية وهي جائعة فتكون أشد ضراوة من غيرها
هل طاردتك اللخمة السوداء و الدول العنيد؟
صر على توفير غذائه ألي يأتي طريقها اللخمة ،الدول (نوعان من األسماك الضارية) العنيد = م ّ يوضح هنا مخاطر البحر وما فيه من كائنات تهدد حياة الغواص.
و هل انزويت وراء هاتيك الصخور؟
انزوي= يختبئ ،توارى ،اختفى ..يحاول أن يختبئ من هذه األسماك وهو في قاع البحر في وراء صخور.
في القاع و الرماي خلفك كالخفير
الخفير = الحارس ،المحافظ ..فاألسماك الضارية كأنها تعمل على حراسة المنطقة من وجود الغواص .فيه إشارة إلى الخوف من تواجد هذا الكائن
يترصد الغواص .هل ذقت العذاب؟
الخفير (األسماك الضارية) تترقّب الغواص لإليقاع به ..فكل هذه عذاب ومعاناة يخاطر بها الغواص حياته لحصوله للرزق ،لذلك الغواص يرتدي ما يسمى بحلة الغوص لونها أسود فيبدو لهذه الكائنات كأنه نوع من أنواع األسماك ويكون معه سلة يضع فيها ما يلتقطه من المحار .والسيب يساعد الغواص على إخراج المحار من البحر.
مثلي و صارعت العباب
العباب= األمواج المتالطمة ،صارعت هذه األمواج
أمسكت مفلقة المحار؟
مفلقة = آلة سكين لفتح الم ّحارة ..وهذا ال يتم إال في المساء بعد تناولهم الطعام فيقومون بعملية فتح (الطواش) ،وهناك سفن ّ المحار واستخرار اللؤلؤ ..ثم يأتي من يتاجر بهذه الآللي وهو ما يسمى ب للطواشين الذين يجولون بين سفن الغوص ّ مخصصة نوخذة = رهبان السفينة
في الفجر مرتجفا لتكتمل القالدة
هم إذا لم يكملوا عملهم ليال وكانوا مرهقين يبدأون يومهم بهذه عملية ،حتى تصنع منها القالدة التى تلبسها امرأة في عنقها
في عنق جارية تنام على وسادة
هذه كناية عن امرأة مدللة وأن زوجها أو والدها اشترى لها هذه القالدة التي مرت بمراحل من المعاناة بالنسبة للبحار الغواص...
ريشية في حضن سيدها .و رائحة المحار
وهذه المرأة تلبس القالدة وهي تنام على وسادة من الريش مع زوجها ..يقارن بين حالتين ،حالة المرأة المدللة التي ترتدي هذه القالدة بكل سهولة دون أن تعرف المعاناة التي بذلت في سبيلها وما فيها من الآللي. بإزارك البحري تعبق .و البحار
مملوءة درا سيملكه سواي
كحقول تلك األرض .يا دنيا العذاب ما ذاق مرك مثل بحار تقاذفه العُباب عريان إال من سواد تتهيب األسماك منه .و البحار ت .فال عطر يضوع أحنى من األرض التي َم َحلَ ْ فيها و ال نبتت كروم مهما تلبدت الغيوم و أمطرت كل السماء تبقى ككفٍ بخيلة تأبى العطاء أواه ياأرض الحرائق و السموم البحر أحنى من ضفافك ،و الشراع ي من الصنوبر ،يا بحار أذرى إل ّ المل ُح فيك ألذ من عنب الدوالي في المدينة ف ُخذي شراعي يا رياح خذي السفينة سأعيد للدنيا حديث السندباد ماذا يكون السندباد؟ شتان بين خيال مجنون و عمالق تراه يطوي البحار على هواه بحباله بشراعه بإرادة فوق الغيوم بيد تكاد عروقها الزرقاء ترتجل النجوم يا أرض يا كهف الهموم من أمس أمس و لم تزالي مثل ماخضة بها مات الجنين ال السحر ثبّط من جماحك ال و ال الحق المبين من عهد قابيل و قمحك كل عام يسطو عليه الدود يا أرض الظالم مصباحي النفطي يلهث مثل عيني ال تنام تترصد اآلفاق تبحث عن ضفاف و تهب عاصفة فتطفئه .و يرتفع النهام: ضوء الشموع من وهج عينيها فذوبي يا ضلوع و الجوع و ال ُجدري في األرض الحزينة و ترصد األسماك للب ّحار في غرق السفينة ق أج ُّل من البقاء و الموت في غر ٍ في عالم فيه مكان البن آوى و القرود إال أنا ما دمت حيا فالبحار مأواي .أو باع قصير في األرض حين أموت .يا ملح البحار ستكون شهدا عن قريب .و النهار سيطل مثل عيونها .ألقوا الشراع و دعوا السفينة يا رفاقي في الضفاف ها نحن عدنا ننشد الهولو على ظهر السفينة من رحلة الصيف الحزينة ها نحن عدنا للمدينة و لسوف نبحر حين تمطر في الشتاء