You are on page 1of 23

‫‪2‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫مشكلة البحث ‪:Research Problem‬‬


‫إن القرن الحادي والعشرين يفرض متغيرات جديدة وتغزو فيه المعرفة‬
‫والتكنولوجية واالنترنت جميع مرافق الحياة وتطورات هائلة ومتسارعة في جميع‬
‫المجاالت وهذه التطورات تتعرض لها المجتمعات الغربية والعربية المجتمع العراقي‬
‫خاصة‪ ،‬وال يمكن أن يستقر المجتمع إال بتطوير أفراده بالبحث والتحري إليجاد‬
‫المتميزين منهم وتطوير قدراتهم ليرفدوا المجتمع بالخلق واإلبداع لتحقيق الرفاهية‬
‫والتقدم‪ ،‬لذلك سعت الدول للكشف عما لديها من ثروات وقدرات بشرية لمواجهة‬
‫التطور الهائل في مجاالت المعرفة اإلنسانية من خالل الوصول إلى حلول للظواهر‬
‫التي تؤرق البشرية وتمهيد الطرق لتحسين األوضاع االجتماعية واالقتصادية‬
‫والعلمية (الغريري‪.)326 :2008 ،‬‬
‫نتيجة التطور المعرفي الهائل الذي اتسم به القرن العشرين ظهرت حاجة‬
‫المجتمعات الحديثة إلى برامج تعليم التفكير سواء ما يتحدد منها بمحتوى دراسي‬
‫معين أم خارج المحتوى الدراسي‪ ،‬وحرصت دول العالم المتقدمة على أن ترفع من‬
‫المستوى المعرفي ألبنائها عن طريق استعمال مثل هذه البرامج‪ ،‬مما ساعد كثيراً‬
‫على تحسين مستوى األداء األكاديمي والسلوك بشكل عام‪ ،‬وانعكست آثار هذه‬
‫(الدرويش‪،‬‬ ‫البرامج على الكثير من سلوكات المتعلمين في حياتهم اليومية‬
‫‪.)2 :2006‬‬
‫يقول باير)‪ Bayer (1988‬من الواجب علينا أن نعلم الطلبة كيف يفكرون ورفع‬
‫مستوى القدرة لديهم على التفكير ألنه باإلمكان التأثير على عملية التفكير بمختلف‬
‫مستوياتها‪ ،‬فإذا لم تتجه المعلومات إلى تعليم الطلبة التفكير فأن فرص النجاح في‬
‫حياة الطلبة األكاديمية وغير األكاديمية تصبح محددة جداً‪ ،‬لذا فإن الطلبة بحاجة إلى‬
‫برامج لتعليم التفكير بجانب حاجتهم إلى المواقف التعلمية‪ ،‬ولكن كثيراً منهم ال‬
‫يجيدون التفكير على الرغم من توافر المعرفة لديهم ويعود السبب في ذلك إلى عدم‬
‫(المصطفاوي‪،‬‬ ‫قدرتهم على استخدام مخزونهم المعرفي استخداماً مناسباً‬
‫‪.)3 :2005‬‬
‫‪3‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫يأتي الطلبة إلى الجامعة وقد برمجت عقولهم على الحفظ والتلقين‪ ،‬والخوف‬
‫من المناقشة خوفاً من أي خطأ قد يقعون فيه‪ ،‬فيكونوا هدفاً لسخرية زمالئهم أو‬
‫مدرسيهم إذ تمارس الكثير من اإلدارات التعليمية ظلماً فادحاً ضد التفكير المعرفي‬
‫واإلبداعي إذ أنهم يهتمون بعملية حشو األدمغة بالمعلومات الجافة من دون تبصرهم‬
‫بالكيفية التي بوساطتها تتم عملية التعلم واكتساب األسس العلمية للمعرفة المختلفة‬
‫المجاالت‪ ،‬فهم يلتزمون أنماطاً محددة من التصرف والتفكير الذي يشجع على الحفظ‬
‫(عدس‪.)35 :2000 ،‬‬ ‫اآللي أكثر مما يشجع على التفكير الذي يؤدي إلى اإلبداع‬
‫من خالل مسيرتي الدراسية وجدت أن هناك ضعفاً في عملية التفكير المعرفي‬
‫لدى الطالبات مما يدل على أن هناك انخفاضاً واضحاً في مهارات التفكير المعرفي‪،‬‬
‫ومن خالل تطبيق اختبار استطالعي لمهارات التفكير المعرفي وجدت الباحثة أن‬
‫الطالبات ال يمتلكن أي مهارة من مهارات التفكير المعرفي الثمانية هذا ما دفع الباحثة‬
‫إلى إعداد برنامج لتنمية وتعليم مهارات التفكير المعرفي‪ ،‬كما الحظت الباحثة أن ما‬
‫يميز التعليم اآلن في الجامعات هو تركيزها على عمليات حفظ المعلومات وتلقينها‬
‫للطالبات واالكتفاء بتلقي المواد المنهجية وحشو أذهان الطالبات بقدر كبير من‬
‫المعلومات والمعارف بهدف استظهارها وتذكرها بدالً من منح الطالبات قدراً كافياً‬
‫من االعتماد على أنفسهن في التعلم والتفاعل االيجابي مع المواد المنهجية من خالل‬
‫مهارات التفكير المعرفي‪ ،‬وهذا األمر يعد مشكلة جوهرية تعكس حقيقتها افتراضاً‬
‫أساسيا يتجلى في بعض مظاهر غياب استثمار القدرات العقلية وفي حالة عدم‬
‫االهتمام بالتفكير في التعليم الجامعي فسوف يبقى التعليم قائماً على الحفظ والتلقين‪،‬‬
‫والجامعة لم تتغير كثيراً في هذا المستوى إذ ما زالت تخرج أجياالً قادرة على الحفظ‪،‬‬
‫وهي أبعد ما تكون عن روح الجامعة‪.‬‬
‫لذلك جاءت توصيات المؤتمرات‪ Y‬والندوات والدراسات لتؤكد ما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تنمية مهارات تفكير المتعلمين يعد الهدف النهائي لعمليتي التعليم والتعلم من‬
‫أجل مساعدتهم على التمكن من المتطلبات المعرفية والوجدانية لمواجهة تحديات‬
‫العصر المتنامية وظروف الحياة التي تتشابك فيها المصالح وتزداد المطالب‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫‪ .2‬ضرورة تزويد المتعلم بمهارات التفكير الالزمة الكتشاف المعرفة العلمية‬


‫وتطويرها واستخدامها في حل المشكالت التي تواجهه في حياته اليومية‪.‬‬
‫‪ .3‬تعميق قدرة المتعلم على التفكير بأنواعه المختلفة‪ ،‬العلمي والناقد‬
‫والإبتكاري والمعرفي‪ ،‬مما يمكنه من القدرة على دراسة األفكار وتحليلها‬
‫وتقييمها للوصول إلى قرار علمي تجاه المشكالت أو المواقف المرتبطة بحياته‬
‫الشخصية أو بالمجتمع الذي يعيش فيه (الطناوي‪.)234 :2007 ،‬‬
‫وفي ضوء ما تقدم يمكن تلخيص مشكلة البحث بالتساؤل اآلتي‪-:‬‬
‫* هل يؤثر البرنامج التعليمي في تنمية مهارات التفكير المعرفي لدى طالبات قسم‬
‫رياض األطفال؟‬
‫أهمية البحث ‪:The Importance of the Research‬‬
‫يعد التفكير أرقى أشكال النشاط العقلي لدى اإلنسان‪ ،‬وهو الهبة العظمى التي‬
‫منحها اهلل تعالى لإلنسان‪ ،‬وفضله بها على سائر مخلوقاته‪ ،‬والحضارة اإلنسانية هي‬
‫خير دليل على آثار هذا التفكير‪ ،‬إنه العملية التي ينظم بها العقل خبرات اإلنسان‬
‫(أبو جادو ونوفل‪،‬‬ ‫بطريقة جديدة لحل المشكالت وإ دراك العالقات‬
‫‪.)25 :2007‬‬
‫يعد التفكير أعقد أنواع السلوك اإلنساني وأحد موجهات الشعور‪ ،‬ويعد أحد‬
‫جوانب الخبرة الرئيسة ففي كل موقف يواجه األفراد كثيراً من المشكالت يعتمدون‬
‫في مواجهتها أحياناً على الخزين المعرفي لحلها‪ ،‬وبناء على ذلك يحتاج هؤالء إلى‬
‫تنظيم منهاج علمي دقيق يكون منطلقاً لتنمية أفكارهم على نحو سليم لمعالجة جميع‬
‫المواقف الحياتية التي تعترض سبل نجاحهم سواء أكانت منفردة أو مجتمعة وبأي‬
‫صورة كانت (دي بونو‪.)52 -51 :1998 ،‬‬
‫فالتفكير ضرورة ملحة لبناء مستقبل األمة والنهوض بأجيالها نحو التقدم‬
‫واالزدهار واإلبداع كالوقود الذي يشحذ الهمم‪ ،‬ويحفز المهارات ويسعى إلى استثارة‬
‫العقل ليسهم في بناء األرض ونفع البشرية‪ ،‬ولذلك فأن التفكير بأنواعه هو ما ينبغي‬
‫أن نوليه اهتماما كبيراً السيما في وقتنا الحاضر‪ ،‬وفكرة تعليم مهارات التفكير ليست‬
‫بالجديدة‪ ،‬وذلك ألن تطوير العقل كان من األهداف الرئيسة لألنظمة التربوية في‬
‫‪5‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫مختلف بلدان العالم ومنذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين ظهر اهتمام متزايد‬
‫بما يسمى بالعمليات العقلية(أبو حطب وعثمان‪.)1 :1987،‬‬
‫يرى عبد الهادي(‪ )1999‬أن عملية التفكير تمثل جانبين‪ :‬األول هو زيادة أو‬
‫تعديل البنية المعرفية وتتأثر بالنمو المعرفي‪ ،‬والثاني‪ :‬هو الجانب الوظيفي‪،‬‬
‫(اإلدراك المعرفي)‪ ،‬إذ يمثل أدراك المواقف المختلفة كالموقف االجتماعي أو‬
‫الفيزيائي بصورة متكاملة‪ ،‬ولهذا ال يمكن فصل عملية التفكير عن وظائف الجسم‬
‫األخرى فاإلنسان عن طريق تعرضه لمشكلة ما‪ ،‬والتوصل إلى حلها يستطيع أن‬
‫يعدل من بنيته المعرفية لتتالءم مع المعرفة الجديدة ويوظفها في حياته المستقبلية‬
‫(عبد الهادي ‪.)16 :1999،‬‬
‫قد أصبح تعليم التفكير حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬ذلك أن العالم‬
‫أصبح أكثر تعقيداً نتيجة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫في شتى مناحي الحياة اإلنسانية‪ ،‬وربما كان النجاح في مواجهة هذه التحديات ال‬
‫يعتمد الكم المعرفي بقدر ما يعتمد كيفية استعمال المعرفة وتطبيقها‪ ،‬وأن عصر‬
‫التغيرات المتسارعة يفرض على المربين التعامل مع التربية والتعليم بوصفهما‬
‫عملية ال يحدها زمان وال مكان‪ ،‬وتستمر مع اإلنسان بوصفها حاجة وضرورة‪Y‬‬
‫لتسهيل تكيفه مع المستجدات في بيئته‪ ،‬ومن هنا تكتسب شعارات مثل‪ " :‬تعليم‬
‫الطالب كيف يفكر" أهمية خاصة ألنها تحمل مدلوالت مستقبلية في غاية األهمية‪ ،‬إن‬
‫التكيف مع المستجدات يستدعي تعلم مهارات جديدة واستعمال المعرفة في مواقف‬
‫جديدة (جروان‪.)12 :1999 ،‬‬
‫اليوم‬ ‫أن تعليم التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد والمجتمع معاً في عالم‬
‫ولكنها‬ ‫والغد إذ يشير ستيرنبرغ (‪ )Sternberg‬إلى أن المعارف مهمة بالطبع‪،‬‬
‫غالباً ما تصبح قديمة‪ ،‬أما مهارات التفكير فتبقى جديدة أبداً‪ ،‬وهي تمكننا من اكتساب‬
‫المعرفة التي‬ ‫المعرفة واستداللها بصرف النظر عن المكان والزمان أو أنواع‬
‫(& ‪Quimby‬‬ ‫تستعمل مهارات التفكير في التعامل معها‬
‫‪.)Sternberg,1985: 53‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫لذا يعد تعليم التفكير بمثابة تزويد الفرد باألدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من‬
‫التعامل بفاعلية مع أي نوع من المعلومات والمتغيرات‪ Y‬المستقبلية سواء أكان على‬
‫صعيد الفرد أو المجتمع‪ ,‬ويتفق معظم الباحثين في موضوع التفكير على أن تعليم‬
‫التفكير وتهيئة الفرص المثيرة له‪ ،‬أمران في غاية األهمية‪ ،‬وأن تعليم التفكير ينبغي‬
‫أن يكون هدفاً رئيساً لمؤسسات التربية والتعليم (‪.)Smith, 1989: 12‬‬
‫ن موضوع تطوير تعليم التفكير وتنميته لدى الطلبة أصبح مثار اهتمام كثير‬
‫إّ‬
‫من التربويين في العالم العربي‪ ،‬ألهميته بالنسبة للفرد و المجتمع إذ انه يتيح الفرصة‬
‫لدى الطلبة من رؤية األشياء بشكل أوضح وأوسع‪ ،‬وجعل نظرتهم أكثر إبداعية في‬
‫وهو التفكير الذي‬ ‫حل المشكالت ليفكروا تفكيراً جانبياً (‪،)Lateral Thinking‬‬
‫(‪De Bono,‬‬ ‫يوصل إلى أفكار جديدة بعد أن يتجاوز األنماط التقليدية‬
‫‪.)1997: 31- 33‬‬
‫يعتمد برونر ((‪ Bruner‬على البيئة في التعلم وعلى الخبرات الموجهة مدخال‬
‫لتنمية التفكير وتطويره وقد ركز في نظريته على البناء الذي يتم من خالل الخبرة‬
‫وأطلق عليها مفهوم التمثيالت المعرفية‪ ،‬فقد أكد بأن األفراد يتمثلون خبراتهم على‬
‫عال من‬
‫نحو عملي وتصوري طيلة حياتهم وقد يتمتع بعض األشخاص بمستوى ٍ‬
‫التمثيل العملي والتمثيل التصوري‪ Y‬فضالً عن قدرتهم في التمثيل الرمزي (غانم‪،‬‬
‫‪.)102 :98: 1995‬‬
‫تشير نتائج دراسة سعيد (‪ )2009‬بأن تعليم التفكير يعود بالفائدة على جميع‬
‫الطلبة الذين أخضعوا لها في المراحل الدراسية كافة إذ أظهروا تقدماً في عمليات‬
‫(سعيد‪،‬‬ ‫التفكير من حيث مواجهتهم لظروف الحياة العملية والتكيف معها‬
‫‪.)608 :2009‬‬
‫فضالً عن أن تعليم التفكير وتنميته يساعد الطلبة في اكتساب المعرفة الجديدة‬
‫واالنتقال من مرحلة اكتساب المعرفة إلى مرحلة توظيفها في استقصاء المشكالت‬
‫ومعالجتها‪ ،‬ويساعدهم في تنمية مفهوم الذات وتقوية مشاعر االنتماء واإلحساس‬
‫بالمسؤولية نحو المجتمع (‪.)Sternberg, 1985: 254‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫وقد أظهرت معظم الدراسات أن تعليم التفكير يعود بالفائدة على الطالب‪ ،‬ففي‬
‫دراسة ألن (‪ )1981‬وكوك (‪ )1980‬ودراسة البانوكارلس (‪ )1980‬ودراسة‬
‫ريتشارد ( ‪ ،)1976‬والتي تم فيها استخدام برامج وأدوات مختلفة كان الهدف منها‬
‫تعليم التفكير لطلبة المدارس والجامعات وأثبتت هذه الدراسات أن تعليم التفكير يؤثر‬
‫نواح عديدة في التحصيل والذكاء وحل المشكالت والمهارات‬
‫بشكل إيجابي على ٍ‬
‫االجتماعية‪ ،‬أظهرت دراسة دافيد بول (‪ ،)Paul,1975‬والمشار إليها في (عبد الله‪،‬‬
‫‪.)2003‬‬
‫هناك دراسات أثبتت أن تعليم التفكير للطلبة بوصفه منهاجاً مستقالً بذاته‬
‫يؤدي إلى حدوث تحسين كبير عند الطالب في المهارات العقلية وانتقال أثر التعلم‬
‫والتحصيل‪ ،‬كدراسة بوك (‪ )1985‬التي أظهرت تحسناً واضحاً لدى الطالب في‬
‫أبعاد الطالقة والمرونة واألصالة‪ ،‬ودراسة هنت (‪ )1993‬التي أكدت وجود تحسن‬
‫كبير في مهارات الكتابة (اإلنشاء) عند الطلبة وكذلك الدراسة التي قام بها أريكسون‬
‫التي أظهرت تأثير تعليم التفكير على الضبط واإلبداع عند الطالب (الخليلي‪:2005 ،‬‬
‫‪.)29‬‬
‫التفكير المعرفي نوع من أنواع التفكير يتكون من مهارات أساسية وهذه‬
‫المهارات تتألف من مهارات فرعية متصلة ومترابطة بعضها ببعض‪ ،‬بحيث يصعب‬
‫(& ‪Oxman‬‬ ‫الفصل فيما بينها لتحديد كل مهارة‬
‫‪.)Michelli, 2005: 23‬‬
‫يرى سعادة (‪ )2003‬أن التفكير المعرفي عبارة عن عملية عقلية محددة‬
‫نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات والبيانات لتحقيق أهداف تربوية‬
‫متنوعة تتراوح بين تذكر المعلومات ووصف األشياء وتدوين المالحظات إلى التنبؤ‬
‫باألمور وتصنيف األشياء وإ قامة الدليل وحل المشكالت والوصول‪ Y‬إلى استنتاجات‬
‫(سعادة‪.)77 :2003 ،‬‬
‫يرى أبو جادو ونوفل ( ‪ )2007‬بأنها عملية عقلية دقيقة وحساسة تتداخل مع‬
‫بعضها بعضاً عندما نبدأ بالتفكير‪ ،‬إذ تم تحديد العديد من المهارات مثل‪ :‬مهارات‬
‫التذكر‪ ،‬والتمييز والتنبؤ‪ ،‬وغيرها وإ ن هذه المهارات هي األساس الذي يقوم عليه‬
‫‪8‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫التفكير الفعال والمؤثر‪ ،‬إذ إن مهارات التفكير المعرفي تستعمل مراراً وتكراراً لتنفيذ‬
‫مهمات أو عمليات تفكيرية هدفها الوصول إلى معنى أو رؤيا أو معرفة (أبو جادو‬
‫ونوفل‪.)76 :2007 ،‬‬
‫يشير العتوم (‪ )2007‬إلى إن الدراسات أظهرت أن هناك إجماعاً بين العلماء‬
‫والمربين بخصوص ضرورة تعلم وتطوير المهارات التفكيرية لدى جميع أفراد‬
‫المجتمع‪ ,‬وفي جميع المراحل العمرية‪ ،‬لدى طلبة المدارس والجامعات‪ ،‬خاصة‬
‫بهدف بناء جيل مفكر‪ ،‬اخذين بالحسبان أن هذه المهارات ال تنمو تلقائياً ويؤكد دي‬
‫بونو ‪ De Bono‬أنه يمكن تعليم التفكير ألن التفكير يبسط األشياء والمواقف‪ ،‬وال‬
‫يعمل على تعقيدها‪ ،‬ويجب أن تنظر إليه على أنه عملية بسيطة وآلية وأن ذلك لن يتم‬
‫إال عن طريق تعليم التفكير (العتوم وآخرون‪.)43 :2007 ،‬‬
‫إن اكتــساب الطلبة لمهارات التفكير يزيد من مستوى التحصيل‪ ،‬ويقوي من‬
‫العمليات العقلية العليا‪ ،‬ويزيد من اهتمام الطالب نحو التعليم مما يجعله ذا فائدة لهم‬
‫على المستويين الشخصي واالجتماعي (عبد اهلل‪.)4 :2003 ،‬‬
‫دراسة ساندرا (‪ )1992‬توصلت إلى أهمية تدريس مهارات التفكير العليا‬
‫(حل المشكالت‪ ،‬التفكير اإلبداعي‪ ،‬التفكير الناقد) داخل مناهج التربية المهنية‬
‫ومعرفة كيفية تعليم هذه المهارات من خالل التعليم التعاوني وتشجيع على البحث‬
‫واالكتشاف (‪.)Sandra,2004: 144‬‬
‫قد قدم (الفينو‪ )1990،‬في موسوعته توضيحاً لمهارات تعليم التفكير‪ ،‬إذ وصفها بأنها‬
‫مجموعة من المهارات األساسية المتطورة أو المتقدمة والمهارات الثانوية التي‬
‫تسيطر على العمليات العقلية للفرد وتقوده‪ ،‬وتشمل هذه المهارات المعرفة وبناء‬
‫الفرضيات والعمليات التي ما وراء المعرفة التي تعد قمة التفكير العقلي أو الوظيفة‬
‫العقلية (‪.)Alvino, 1990: 50‬‬
‫كما أن تعليم مهارات التفكير يساعد األفراد أيضاً في اكتساب مهارات تخدم‬
‫التطور الصناعي وتعمل على تأهيلهم ليتمكنوا من إتقان العمل إذ يؤدي إلى تطوير‬
‫المجتمع ورقيه (‪.)De Bono, 1976: 123-125‬‬
‫‪9‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫في دراسة سوزان (‪ )1999‬توصلت إلى ضرورة تضمين مهارات التفكير‬


‫المختلفة داخل مناهج الدراسات االجتماعية‪ ،‬وتوصلت هذه الدراسة إلى أهمية دور‬
‫المعلم في تنمية هذه المهارات لدى الطلبة (‪.)Susan, 1999: 53‬‬
‫يتوقف نجاح تعليم مهارات التفكير على مدى توافر المعلم المؤهل الذي يكون‬
‫على معرفة بمختلف أنواع البرامج المختلفة والتي تستهدف تعليم مهارات التفكير‬
‫بشكل مباشر‪ ،‬ويميز بين المناهج التي ترمي إلى تعليم مهارات التفكير‪ ،‬وأن يتعرف‬
‫على ما عند الطلبة من نقص بأنواع المعرفة ويزودهم بالخبرة الالزمة لتالفيها‪،‬‬
‫ويعمل على تحسين وتطوير أساليب التعلم على اختالف أنواعها وجميع الدالئل تشير‬
‫(النهار‪.)12 :1998 ،‬‬ ‫إلى نمو الطلبة وتقدمهم في استخدامهم التفكير‬
‫في دراسة تبس (‪ )Tebbs,2000‬توصلت إلى أهمية تدريس مهارات التفكير‬
‫للمعلمين‪ ،‬وقد أشارت النتيجة إلى زيادة واضحة عند المعلمين الذين يدرسون‬
‫مهارات التفكير للطلبة (‪.)Tebbs, 2000: 116‬‬
‫يرى نيكرسون ‪ )Neckerson)1987‬أن من األسباب التي تدفع إلى تعليم‬
‫مهارات التفكير هي المنفعة الذاتية للمتعلم ألنها تساعده على خوض مجاالت‬
‫التنافس بشكل فعال في هذا العصر الذي ارتبط فيه‪ ،‬والمنفعة االجتماعية العامة‬
‫فاكتساب إفراد المجتمع مهارات التفكير الجيد سوف يساعدهم على النظر بعمق‬
‫وحكمة إلى المشكالت االجتماعية التي يعاني منها مجتمعهم‪ ،‬والصحة النفسية إذ إن‬
‫القدرة على التفكير الجيد تساعد المرء على الراحة النفسية فالمفكرون جيداً لديهم‬
‫القدرة على التكيف مع اآلخرين (‪.)Neckerson,1987: 30-29‬‬
‫دراسة كوتون (‪ )2002‬توصلت إلى أهمية تدريس مهارات التفكير للطلبة في‬
‫المراحل كافة وقدمت العديد من البرامج واالستراتجيات التدريسية الفعالة التي يمكن‬
‫من خاللها تنمية مهارات التفكير المختلفة (‪.)Cotton, 2002:140‬‬
‫وتعد مهارات التفكير المعرفي من المهارات التي تستخدم في مجاالت الحياة‬
‫المختلفة بصورة عامة وفي الدراسة بصورة خاصة إن الفرد بحاجة الن يكتسب‬
‫ويتقن هذه المهارات كي يكون إنساناً ناجحاً في حياته وطالباً متفوقاً في دراسته‪ ،‬وإ ن‬
‫مهارات التفكير المعرفي البد من تنميتها لدى الطلبة ألنها تزودهم باألدوات التفكيرية‬
‫‪10‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫التي يحتاجونها في حياتهم وتزيد من قدرتهم على التركيز وجمع المعلومات والتذكر‬
‫وتنظيم المعلومات والتحليل والقدرة على توليد ودمج األفكار والتقويم‪ ،‬وأن تنمية‬
‫مهارات التفكير المعرفي تزيد مستوى القدرات العقلية ومستوى التحصيل الدراسي‬
‫الذي يمر به أو المعارف التي يتلقاها من المحيطين به (الغريري‪.)328 :2008 ،‬‬
‫إن مهارات التفكير المعرفي تمكن الطالب من تحقيق أفضل فائدة من‬
‫المعلومات التي يحصل عليها والخبرات التي يمر بها أو المعارف التي يتلقاها من‬
‫المحيطين به (‪.)Mathew, 2006: 2‬‬
‫يعد الهدف األساسي من تنمية مهارات التفكير المعرفي‪ ،‬هو تمكين الطالب من‬
‫تعلم طريقة الحصول على المعرفة وليس فقط تمكنه من تعلم المعرفة أو المعلومات (‬
‫‪.)Galyam, 2003: 84‬‬
‫إن تنمية مهارات التفكير المعرفي للطلبة تؤدي بهم إلى فهم أعمق للمحتوى‬
‫المعرفي الذي يتعلمونه إذ إن التعلم في أساسه عملية تفكير‪ ،‬وإن توظيف التفكير في‬
‫التعلم يحول عملية اكتساب المعرفة من عملية فارغة من األنشطة العقلية إلى نشاط‬
‫عقلي يدل على إتقان أفضل للمحتوى‪ ،‬وإن مهارات التفكير المعرفي يمكن تنميتها‬
‫للطلبة إذا ما تم األعداد والتخطيط لها بشكل منظم‪ ،‬وتوفير األدوات الالزمة التي من‬
‫شأنها أن تؤثر تأثيراً إيجابياً في عملية تنمية مهارات التفكير المعرفي(العسكري‪Y،‬‬
‫‪.)12 :2009‬‬
‫دراسة (العسكري‪ )2009 ،‬توصلت إلى أهمية تنمية مهارات التفكير المعرفي‬
‫لمنخفضي ومرتفعي الفاعلية الذاتية لدى طلبة الجامعة‪ ،‬وبعد االنتهاء من تطبيق‬
‫البرنامج أظهرت النتائج زيادة كبيرة في تنمية مهارات التفكير المعرفي لدى الطلبة‬
‫(العسكري‪ :2009 ،‬ح)‪.‬‬
‫أكد بيه ماروم وآخرون (‪ )Beyth Marom, et al, 1987‬أن مهارات‬
‫التفكير المعرفي تعد وسائل وأدوات ضرورية للمجتمع الذي يتصف بالتغير المستمر‬
‫فهو يحتوي على خيارات وبدائل متعددة واختبارات فردية وجماعية وقرارات متعددة‬
‫(‪.)Beyth & et al,1987: 2-6‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫ويمكن القول أن تنمية مهارات التفكير المعرفي ُتعَد ضرورة ملحة لمواكبة‬
‫متطلبات العصر والتكيف معها‪ ،‬وكذلك لتطوير المجتمع واكتشاف كل مجهول في‬
‫هذا العالم المحيط بنا األمر الذي يمكن األفراد من تطوير قدراتهم‪ ،‬مما ينعكس على‬
‫النجاح الدراسي وتحسين مستوى التحصيل‪ ،‬بحيث يساعد التفكير السليم المتعلم على‬
‫النجاح و الشعور بالسعادة والتفوق فضال ً عن دوره في تحقيق حاجاته وتطوير‬
‫(عبد العزيز‪:2007 ،‬‬ ‫معارفه‪ ،‬عالوة على أنه ضروري لتطوير التعليم‬
‫‪.)34 -32‬‬
‫يعد طلبة المرحلة الجامعية شريحة مهمة في المجتمع ألنهم قادة المستقبل‬
‫وعماده في معظم نواحي الحياة وميادينها ومركز طاقاتها المنتجة القادرة على أحداث‬
‫التغير والسيما بعد أكمالهم الدراسة ودخولهم ميدان العمل واإلنتاج والذي سيكون لهم‬
‫الفعال في أحداث التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية الشاملة‪ ،‬وفي مواجهة‬
‫األثر ّ‬
‫التحديات المصيرية(مهدي وآخرون‪.)3 :1993 ،‬‬
‫إن طلبة الجامعة يضطلعون بمهمة أساسية في حياة المجتمع‪ ،‬ألنهم الطاقة‬
‫الخالقة فيه‪ ،‬واألداة المساهمة في تطويره من جوانبه االقتصادية‪ ،‬والثقافية‪،‬‬
‫والتربوية (المال‪ ،)189 :1971 ،‬فالمرحلة الجامعية ضرورية إلنجاح مشاريع‬
‫(الزوبعي‬ ‫التنمية‪ ،‬وإ عداد المالكات القيادية الرائدة في مجاالت الحياة كافة‬
‫وآخرون‪.)5 :1973 ،‬‬
‫فضال ًعن ذلك فإن طلبة كلية التربية األساسية الذين سيصبحون معلمين في‬
‫المستقبل تقع عليهم مسؤولية نقل مهارات التفكير المعرفي وتعليمها إلى األطفال في‬
‫الروضة وفي المدارس االبتدائية ليكسبوهم القدرة على استخدام مهارات التفكير‬
‫المعرفي وإ تقانها لذلك ينبغي أن يحول التعلم الجامعي إلى تنمية المجتمع سواء في‬
‫دفعه إلى التقدم‪ ،‬والتفوق‪ ،‬أو في ضمان التوافق االجتماعي بين أفراده‪ ،‬ويعود على‬
‫المجتمع بكفاءات بشرية قادرة على المساهمة على نحو فعال في دفع عملية الرقي‬
‫والتقدم‪.‬‬
‫وهذا يشير بوض‪Y‬وح إلى أهمية الجامعة في إع‪YY‬داد األجي‪YY‬ال الق‪Y‬ادرة على التفك‪YY‬ير‬
‫والقادرة على البحث في الجديد ليس على مس‪Y‬توى التقلي‪Y‬د‪ ،‬وإ نما على مس‪Y‬توى االبتك‪Y‬ار‬
‫‪12‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫ألش‪YY‬ياء جدي‪YY‬دة تتسم باألص‪YY‬الة والحداث‪YY‬ة‪ ،‬وهو ما نرج‪YY‬وه ألبنائنا الطالب والطالب‪YY‬ات في‬
‫التعليم الج‪YY‬امعي والتعليم الع‪YY‬ام وقد حثنا الق‪YY‬رآن الك‪YY‬ريم على اس‪YY‬تخدام حواس‪YY‬نا وعقولنا‬
‫للتفك‪YY Y‬ير والتأمل فيما حولنا لمعرفة الحقيقة كقوله تع‪YY Y‬الى ﴿‪  ‬‬
‫‪﴾       ‬‬
‫(اآلية ‪ ،53‬سورة فصلت) (العتوم وآخرون‪.)226 -223 :2007 ،‬‬
‫وهذه اآلراء السالفة توضح أهمية تصميم وإ عداد برامج لتعليم الطلبة على‬
‫مهما في تحقيق هدف من األهداف المهمة في‬
‫أثرا ً‬
‫مهارات التفكير المعرفي إذ تؤدي ً‬
‫التربية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وهو تعليم كل فرد بحسب قدراته‪ ،‬وإ مكاناته العقلية والجسمية إذ‬
‫هناك اهتماماً عالمياً بهذا الموضوع إذ يؤكد الباحثون أن التعلم في غرفة الصف‬
‫ينبغي أن يتحول من الطرائق القديمة القائمة على التلقين والحفظ والتكرار إلى تعليم‬
‫الطالب مهارات التفكير المعرفي التي تمكنهم من اإلفادة مما يتعلمونه‪ ،‬وأن يصبح‬
‫المدرسون موجهين لهم يقدمون لهم النصيحة‪ ،‬ويساعدونهم على اختيار مهارات‬
‫التفكير المعرفي المناسبة لكل مادة تعليمية‪.‬‬
‫تعد معلمة رياض األطفال أهم ركن من أركان العملية التعليمية ألن وظيفتها‬
‫غير مقصورة على التعليم بل هي مربية بالدرجة األولى‪ ،‬وال يتوقف تأثيرها في‬
‫األطفال على مهاراتها الفنية وإ تقانها للمواد العلمية فقط بل على اتجاهاتها ومعتقداتها‬
‫التي تنعكس على األطفال الذين يعّدونها القدوة والمثال األعلى (مرتضى‪:2001 ،‬‬
‫‪.)32‬‬
‫تقع على عاتق معلمة الروضة مسؤولية إيجاد المناخ المالئم لتعلم األطفال‪،‬‬
‫مما يتطلب امتالكها صفات إنسانية تؤهلها لكسب ثقة األطفال ومحبتهم وتقديرهم‪،‬‬
‫بوصفها قدوة في القول والسلوك‪ ،‬والمعلمة من أكثر العوامل أهمية في تعليم وتقديم‬
‫الخبرة لألطفال‪ ،‬ومن المتوقع منها مساعدة األطفال على التكيف مع المجتمع‪،‬‬
‫وتهيئتهم للتغلب على صعوبات البيئة من حولهم‪ ،‬وتنمية قدراتهم على التعامل مع‬
‫ضغوط ومتغيرات العالم السريعة( التميمي‪.)33 -29 :2009 ،‬‬
‫ُيَعد االهتمام بالإعداد المناسب لمعلمة الروضة من شأنه بناء مجتمع متقدم إذ‬
‫يتمكن أفراده من مواكبة كل ما هو عصري ومتطور‪ ،‬فمن أهم مسؤوليات معلمة‬
‫‪13‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫الروضة تعد اللبنات األولى للمجتمع‪ ،‬والمتمثلة في أطفال ما قبل المدرسة (مردان‪،‬‬
‫‪.)331 :2004‬‬
‫تعد معلمة الروضة أحد عوامل نجاح برامج تعليم التفكير ألن النتائج المتحققة‬
‫من تطبيق أي برنامج لتعليم مهارات التفكير يعتمد بدرجة كبيرة على نوعية التعليم‬
‫الذي تمارسه داخل الصف (الحيلة‪.)447 :2001 ،‬‬
‫للمعلمة في رياض األطفال أثر ايجابي بارز في تهيئة المناخ المناسب‬
‫لألطفال بهدف تنمية تفكيرهم‪ ،‬ومن أهم األدوار التربوية التي تقوم بها‪ ،‬تهيئة المناخ‬
‫المناسب لخبرات متنوعة خارج غرفة الصف كي يشاهد عن وعي كل ما يصادفهم‬
‫من ظواهر‪ ،‬وكذلك تدريب الطفل على االستنتاج والتحليل من خالل الحوار‬
‫والمناقشة‪ ،‬وتدريبه على استنتاج إجابات جديدة ومبتكرة لألسئلة التي تطرحها عليه‬
‫المعلمة‪ ،‬ومنح الطفل الفرصة الكافية لعرض أفكاره وتصوراته حول قضية أو‬
‫موقف أو مشكلة معينة‪ ،‬وتستثير المعلمة تفكير الطفل بطرح أسئلة حول المشكالت‬
‫العلمية واالجتماعية التي يتعرض لها في بيئته‪ ،‬كما تركز المعلمة على خطوات حل‬
‫المشكالت أو المواقف الصعبة‪ ،‬وال تركز على الحل نفسه (مصطفى‪-45 :2001 ،‬‬
‫‪.)46‬‬
‫نحن نريد أن نجعل من تعليم مهارات التفكير هدفاً مستقال ً في رياض‬
‫األطفال‪ ،‬أي نريد أن نعلم الطفل وهو في الرياض كيف يستخدم مهارات التفكير‬
‫المختلفة في مواجهة مشكالت العصر باالستمرار‪ ،‬وعليه بدأت بطالبات قسم رياض‬
‫األطفال بوصفّهن معلمات المستقبل حتى يستطعن تعليم أو نقل ما تعلمنه في الكلية‬
‫إلى األطفال‪.‬‬
‫وتأسيساً على ما تقدم يمكن أن تتضح أهمية البحث الحالي بالنقاط اآلتية‪-:‬‬
‫أهمية الفئة المستهدفة في هذا البحث‪ ،‬وهن طالبات قسم رياض األطفال لما‬ ‫‪.1‬‬
‫لهن من أثر مهم وأساسي في حياة المجتمع‪ ،‬فهن أمل المستقبل في إعداد‬
‫جيل قادر على التفكير من أجل النهوض بالمجتمع في مجاالت الحياة كافة‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫أهمية البرامج التعليمية والسيما برنامج تنمية مهارات التفكير المعرفي عن‬ ‫‪.2‬‬
‫طريق مساعدة الطالبات لتوجيه أفكارهن بصورة صحيحة‪ ،‬والبحث عن‬
‫الحلول والبدائل واختبارها‪.‬‬
‫توجيه عناية المسؤولين في الجامعات حول أهمية تعليم التفكير من خالل‬ ‫‪.3‬‬
‫توفير بيئة مشجعة وغنية بالمثيرات المعرفية تحتوي على مستلزمات‬
‫ووسائل وخبرات متنوعة وحديثة لما لها من أهمية في تنمية مهارات‬
‫التفكير المعرفي لدى طلبة الجامعة‪.‬‬
‫إن هذا البحث استجابة للتحول المعاصر نحو االهتمام بالتفكير بشكل عام‬ ‫‪.4‬‬
‫والتفكير المعرفي بشكل خاص لما لهُ من أثر ايجابي على تحسين مستوى‬
‫التحصيل الدراسي للطالبات وعلى زيادة من قدراتهن المعرفية‪.‬‬
‫أهداف البحث ‪:The aims of Research‬‬
‫يستهدف البحث الحالي ما يأتي‪:‬‬
‫التعرف على أثر برنامج تعليمي لتنمية مهارات التفكير المعرفي لدى طالبات قسم‬
‫رياض األطفال ولتحقيق هذا الهدف وضعت الفرضيات اآلتية‪-:‬‬
‫‪ .1‬ال يوجد فرق ذو داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط‬
‫درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج‬
‫ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن‬
‫للبرنامج تبعاًَ لمهارات التفكير المعرفي‪.‬‬
‫‪ .2‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط‬
‫درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج‬
‫ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن‬
‫للبرنامج تبعاً لمهارات التركيز‪.‬‬
‫‪ .3‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط‬
‫درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج‬
‫ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن‬
‫للبرنامج تبعاً لمهارات جمع المعلومات‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫‪ .4‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط‬
‫درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج‬
‫ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن‬
‫للبرنامج تبعاً لمهارات التذكر‪.‬‬
‫‪ .5‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط‬
‫درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج‬
‫ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن‬
‫للبرنامج تبعاً لمهارات تنظيم المعلومات‪.‬‬
‫‪ .6‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط‬
‫درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج‬
‫ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن‬
‫للبرنامج تبعاً لمهارات التحليل‪.‬‬
‫‪ .7‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط‬
‫درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج‬
‫ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن‬
‫للبرنامج تبعاً لمهارات اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ .8‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط‬
‫درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج‬
‫ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن‬
‫للبرنامج تبعاً لمهارات التكامل والدمج‪.‬‬
‫‪ .9‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط‬
‫درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج‬
‫ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن‬
‫للبرنامج تبعاً لمهارات التقويم‪.‬‬
‫حدود البحث ‪:Research Limitation‬‬
‫يتحدد البحث الحالي بــ‪-:‬‬
‫‪ -‬طالبات الصف الثالث‪ /‬قسم رياض األطفال‪ -‬كلية التربية األساسية في‬
‫الجامعة المستنصرية‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫‪ -‬العام الدراسي (‪)2010 – 2009‬م‪.‬‬


‫‪ -‬مهارات التفكير المعرفي (التركيز– جمع المعلومات – التذكر – تنظيم‬
‫المعلومات – التحليل – التكامل والدمج – اإلنتاجية ‪/‬التوليدية – التقويم)‪.‬‬
‫تحديد المصطلحات ‪:Definition of Terms‬‬
‫أ‪ -‬أثر‪:‬‬
‫األثر (لغة) ‪:The Effect‬‬
‫(بقية الشيء والجمع آثار وأثور وخرجت في أثره وفي أثره أي بعده‪.‬‬
‫والتأثير‪ :‬إبقاء األثر في الشيء‪ :‬ترك فيه أثراً واآلثار‪:‬األعالم ) (أبن منظور‪ :‬لسان‬
‫العرب مادة "اثر")‪.‬‬
‫األثر اصطالحاً‪ ،‬فقد عرفه (الحفني)‪:‬‬
‫بأنه النتيجة التي تترتب على حادث‪ ،‬أو ظاهرة في عالقة سببية(الحفني‪،‬‬
‫‪.)253 :1975‬‬
‫ب‪ -‬البرنامج ‪:Programme‬‬
‫‪ .1‬يعرفه معجم وبستر(‪:)Webester, 1971‬‬
‫(بأنه كل النشاطات المدرسية المخططة التي تشمل إلى جانب الدروس الفعاليات‬
‫المنظمة‪ ،‬واأللعاب الرياضية‪ ،‬والفنون المسرحية‪ ،‬والنوادي‪ ،‬والبرامج البيئية) (‬
‫‪.)Webester, 1971: 557‬‬

‫‪ .2‬يعرفه معجم كود (‪:)Good,1973‬‬


‫(بأنه مجموعة من الدروس‪ ،‬والخبرات المخططة التي يكتسبها الطالب تحت‬
‫أشراف المدرسة‪ ،‬أو الكلية) (‪.)Good, 1973: 157‬‬
‫‪ .3‬يعرفه الشبلي ‪: 1986‬‬
‫(بأنه جميع الخبرات التي تهيأ للمتعلمين ليتفاعلوا معها داخل المدرسة‪،‬‬
‫وخارجها من أجل اكتسابهم لها لتحقيق نموهم الشامل في جميع جوانب شخصياتهم‪،‬‬
‫وبناء سلوكهم وتعديله وفقاً لألهداف التربوية) (الشبلي‪.)11 :1986،‬‬
‫‪ .4‬يعرفه السامرائي ‪: 1988‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫(إنه منظومة متكاملة من المعارف‪ ،‬والمهارات الفكرية‪،‬والعمليات‪،‬والخبرات‪Y‬‬


‫الموجهة‪ ،‬والوسائل المالئمة لتحقيق أهداف العملية التربوية) (السامرائي‪:1988،‬‬
‫‪.)13‬‬
‫ومن خالل التعاريف السابقة يمكن تلخيصها كما يأتي‪-:‬‬
‫‪ -1‬بأنه مجموعة من النشاطات والدروس والخبرات التي تهيئ للطالب ليتفاعل‬
‫معها داخل المدرسة وخارجها‪.‬‬
‫‪ -2‬بأنه منظومة أو خطة شاملة تسعى إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية‪.‬‬
‫ج‪ .‬البرنامج التعليمي ‪:Learning Program‬‬
‫‪ .1‬يعرفه )‪:Good (1973‬‬
‫(مجموعة من النشاطات المنظمة والمخططة التي تهدف إلى تطوير معارف‬
‫المتدربين وخبراتهم واتجاهاتهم وتساعدهم في تحديث معلوماتهم ورفع كفاءتهم وحل‬
‫مشكالتهم وتحسين أدائهم)(‪.)Good, 1973: 297‬‬
‫‪ .2‬يعرفه السعدي (‪:)1982‬‬
‫(أنه خطة صممت لتحسين العملية التربوية تهدف إلى تزويد الطالب بخبرات‬
‫(السعدي‪،‬‬ ‫واسعة ويمكن أن ينتفع بها في موضوعات أخرى من المنهج)‬
‫‪.)21 :1982‬‬

‫‪ .3‬يعرفه محمد وآخرون(‪:)1987‬‬


‫(أنه مخطط للنظام الذي يراد أتباعه أو الموضوعات المتضمنة أية ممارسات‬
‫عامة أو أداء‪ ،‬وتشير إلى خطة تعهد بالقيام بها مجموعة أو أفراد‪ ،‬وتكون لها غاية‬
‫محددة ترمي إليها وتقترح تحقيقها على نحو منتظم)‬
‫(محمد وآخرون‪.)122 :1987 ،‬‬
‫‪ .4‬يعرفه جعفر (‪:)1992‬‬
‫‪18‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫(تلك العملية التي نحدد فيها ونختار المواقف والعوامل البيئية التي تجعل المتعلم‬
‫يتفاعل بطريقه ما مع هذه المواقف والمتغيرات‪ Y‬بما يؤدي إلى أحداث التغيير‬
‫المطلوب في سلوك المتعلم) (جعفر‪.)35 :1992 ،‬‬
‫ينمكن تلخيص التعريفات السابقة كما يأتي‪-:‬‬
‫‪ -1‬عملية إخضاع الطلبة أو األفراد إلى الخبرات واألنشطة بهدف تغيير محدد في‬
‫السلوك‪.‬‬
‫‪ -2‬مجموعة من المواقف التعليمية الهدف األساسي منها هو تحسين مستوى الطلبة‬
‫في المناهج الدراسية كافة‪.‬‬
‫د‪ .‬التنمية ‪:Development‬‬
‫‪ .1‬يعرفها صابر(‪:)1978‬‬
‫(هي تغيير جوهري ألنماط الحياة التقليدية وتتناول تغير االتجاهات نحو القيم‬
‫الموروثة وإ تباع أهداف ووسائل جديدة) (صابر‪.)17 :1978 ،‬‬
‫‪ .2‬يعرفها السالم ومرعي (‪:)1980‬‬
‫(تعني التطوير والتغيير والنمو) (السالم ومرعي‪.)91 :1980 ،‬‬
‫‪.3‬يعرفها الهيتي وحامد (‪:)1985‬‬
‫(التغير الذي يراد به تحويل الحياة االجتماعية من حال إلى حال أفضل وتنطوي‬
‫التنمية على منهاج التغير‪ ،‬وإ ذا كان التطور يعني التغير الهادئ الذي يحدث بصورة‬
‫تلقائية‪ ،‬فأن عملية التنمية تتم بصورة مقصودة وموجهة ألحداث تغييرات معينة في‬
‫الحياة االجتماعية ) (الهيتي وحامد‪.)12 :1985،‬‬

‫‪ .4‬يعرفها السيد (‪:)2005‬‬


‫(وهي تطوير وتحسين أداء الطالب وتمكينه من إتقان جميع المهارات بدرجة‬
‫منتظمة) (السيد‪.)178 :2005 ،‬‬
‫يمكن تلخيص التعريفات السابقة كما يأتي‪-:‬‬
‫‪ -1‬هي التغيير والتطوير والتحسين يتم بصورة مقصودة من أجل إحداث‬
‫تغييرات معينة لدى األفراد‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫‪ -2‬هي إحداث نمو وتطور في أداء الطلبة بهدف إتقان جميع المهارات بدرجة‬
‫منتظمة‪.‬‬
‫و‪ .‬مهارات التفكير‪:Thinking Skills‬‬
‫‪ .1‬يعرفها العتيبي (‪:)2002‬‬
‫(هي عملية محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات ومنها‬
‫المهارات اآلتية‪-:‬‬
‫االتصال‪ -‬القياس‪ -‬الربط‪ -‬المقارنة‪ -‬التلخيص‪ -‬الواقع والخيال‪ -‬االستنتاج‪-‬‬
‫التسلسل‪ -‬التنبؤ‪ -‬تحديد الهدف‪ -‬الشبه واالختالف‪ -‬النظر في البدائل ‪-‬التصنيف‪Y-‬‬
‫أيجاد الحل‪ -‬التذكر‪ -‬التحليل‪ -‬اتخاذ القرار) (العتيبي‪.)64 :2002 ،‬‬
‫‪ .2‬يعرفها سعادة (‪:)2003‬‬
‫(عبارة عن عمليات عقلية محددة نمارسها ونستعملها عن قصد في معالجة‬
‫المعلومات والبيانات لتحقيق أهداف تربوية متنوعة تتراوح بين تذكر المعلومات‬
‫ووصف األشياء وتدوين المالحظات إلى التنبؤ باألمور وتصنيف األشياء وتقييم‬
‫الدليل وحل المشكالت والوصول إلى استنتاجات) (سعادة‪.)45 :2003 ،‬‬
‫‪ .3‬يعرفها أبو خلف (‪:)2006‬‬
‫(هي القدرة على التفكير بفعالية‪ ،‬أو هي القدرة على تشغيل الدماغ بفعالية) (أبو‬
‫خلف‪.)22 :2006 ،‬‬
‫يعرفها أبو جادو ونوفل (‪:)2007‬‬ ‫‪.5‬‬
‫عمليات عقلية دقيقة وحساسة تتداخل بعضها ببعض عندما نبدأ بالتفكير‪ ،‬إذ تم‬
‫تحديد العديد من هذه المهارات مثل‪ :‬مهارات التذكر‪ ،‬والتمييز والتنبؤ وغيرها‪ ،‬إذ إن‬
‫مهارات التفكير تستعمل مراراً وتكراراً لتنفيذ مهمات أو عمليات تفكيرية هدفها‬
‫الوصول إلى معنى أو رؤيا أو معرفة (أبو جادو ونوفل‪.)76 :2007 ،‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة يمكن تلخيصها كما يأتي‪-:‬‬
‫‪ -1‬عمليات عقلية نستعملها عن قصد في معالجة المعلومات واتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -2‬القدرة على التفكير بفعالية من اجل استخدام المهارات في نواحي الحياة‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫ز‪ .‬التفكير المعرفي ‪:Cognitive Thinking‬‬


‫‪ .1‬يعرفه أريك )‪:Erick (2002‬‬
‫(هو أحد أنواع التفكير ويتكون من مجموعة الوحدات المعرفية التي تشكل‬
‫البصمة المعرفية التي تميز الطفل أو الفرد عن غيره‪ ،‬والتي تعد متميزة في‬
‫خصائصها وفي مضامينها ومدلوالتها وسهولتها وصعوبتها وحسيتها وتجريدها) ((‬
‫‪.Erick, 2002:33‬‬
‫‪ .2‬يعرفه جورج )‪:Gorge (2004‬‬
‫(هو نوع من أنواع التفكير يتكون من مجموعة من المهارات المترابطة‬
‫والمتصلة مع بعضها ويمكن تنميتها وتعلمها تعزيز ما لدى األفراد‪ ،‬ومن العناصر‬
‫المهمة في تنمية مهارات التفكير المعرفي هو النشاط الذهني للفرد وقدرته على‬
‫اكتساب وخزن المعلومات‪ ،‬والبيئة المحيطة به) (إبراهيم‪.)22 :2007 ،‬‬
‫‪.3‬يعرفه الغريري (‪:)2007‬‬
‫وهو نوع من التفكير الذي يتكون من الوحدة المعرفية التي تتطور لدى الفرد‬
‫نتيجة احتكاكه وتفاعله مع البيئة‪ ،‬أو الظروف االجتماعية التي ينتج عنها من جراء‬
‫ذلك كلمة أو مصطلح أو مفهوم‪ ،‬ويتكون التفكير المعرفي من مجموعة الوحدات‬
‫المعرفية التي تشكل البصمة المعرفية التي تميزه عن غيره‪ ،‬والتي تعد متميزة في‬
‫خصائصها وفي مضامينها ومدلوالتها وسهولتها وصعوبتها وحسيتها‬
‫وتجريدها( الغريري‪.)24 :2007 ،‬‬

‫‪.4‬يعرفه نوفل والريماوي (‪:)2008‬‬


‫هو عملية عقلية تستخدم بشكل موحد لتحقيق هدف معين‪ ،‬وتحتوي على قائمة‬
‫بإحدى وعشرين مهارة أساسية للتفكير صنفت في ثماني فئات رئيسية‪ ،‬وتصنيف‬
‫مهارات التفكير المعرفي يعمل على تزويدنا بطريقة يحتاجها الطلبة لتنظيم تفكير‬
‫خاص كي يصبحوا مفكرين جيدين(نوفل والريماوي‪.)33 :2008 ،‬‬
‫يمكن تلخيص التعريفات السابقة كما يأتي‪-:‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫‪ -1‬عمليات معرفية إدراكية يمكن َع ُّدها لبنات أساسية في التفكير‪.‬‬


‫‪ -2‬احد أنواع التفكير يتكون من مجموعة من المهارات يمكن تعليمها وتنميتها‬
‫لدى األفراد‪.‬‬
‫ي‪ -‬مهارات التفكير المعرفي ‪:Cognitive Thinking Skills‬‬
‫‪ .1‬تعرفها ويلسون (‪:)Wilson , 2002‬‬
‫(بأنها العمليات العقلية التي نقوم بها من أجل جمع المعلومات وتخزينها‪،‬‬
‫وذلك من خالل إجراءات التحليل والتخطيط وتنظيم المعلومات وصنع القرارات‬
‫والتقويم) (أبو جادو ونوفل‪.)77 :2007 ،‬‬
‫‪ .2‬تعرفها الجمعية األمريكية لتطوير المناهج والتعليم (‪:)ASCD,1995‬‬
‫عمليات معرفية إدراكية منفصلة تعد بمثابة لبنات أساس في بنية التفكير وتشمل‬
‫ثمان مهارات أساسية وتحتوي هذه المهارات على عشرين مهارة فرعية (النفرير‪،‬‬
‫‪.)55 :2002‬‬
‫(حددت الجمعية األمريكية لتطوير المناهج والتعليم ثمان مهارات للتفكير يمكن‬
‫تعليمها وهذه المهارات تشمل‪-:‬‬
‫‪ -1‬مهارات التركيز‪-:‬‬
‫هي أحدى المهارات المكونة للتفكير المعرفي وتتمثل في اختيار الفرد ألحد أو‬
‫لبعض المثيرات المحيطة به من البيئة و التركيز عليها وإ دراكها وعدم االهتمام‬
‫بغيرها من المثيرات األخرى‪ ،‬ومهارة التركيز تتكون من‪-:‬‬
‫‪ -‬تعريف المشكالت‪ :‬أو توضيح ظروف المشكلة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع األهداف‪ :‬تحديد التوجهات واألهداف‪.‬‬
‫‪ -2‬مهارات جمع المعلومات‪:‬‬
‫هي أحدى المهارات المكونة للتفكير المعرفي تستخدم في جمع المادة أو‬
‫المحتوى‪ ،‬إذ يمكن أن تكون على شكل بيانات مخزونة‪ ،‬وهي نشاط ذهني عقلي يتم‬
‫بواسطته التوصل إلى المعلومات عن طريق استخدام حاسة واحدة أو أكثر من‬
‫الحواس الخمس المتمثلة بحاسة الشم والبصر واللمس والتذوق والسمع‪ ،‬أو يتم‬
‫التوصل للمعلومات عن طريق توجيهه األسئلة لآلخرين والحصول على إجابات‬
‫‪22‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫ومن ثم دمجها مع المحتوى المعرفي السابق لدى الفرد وتتكون مهارات جمع‬
‫المعلومات من‪-:‬‬
‫المالحظة‪ :‬الحصول على المعلومات عن طريق واحدة أو أكثر من‬ ‫‪-‬‬
‫الحواس‪.‬‬
‫‪ -‬التساؤل‪ :‬البحث عن معلومات جديدة عن طريق تكوين وإ ثارة األسئلة‪.‬‬
‫‪ -3‬مهارات التذكر‪-:‬‬
‫هي أحدى المهارات المكونة للتفكير المعرفي وهي عملية عقلية تتطلب استعادة‬
‫ما سبق أن خبره الفرد واسترجاع الصور الذهنية أو السمعية أو غيرها من الماضي‬
‫إلى الحاضر‪ ،‬وإ ذا لم يتمكن الفرد من استعادة ما تم تعلمه فأننا نصدر عليه حكماً عدم‬
‫التذكر وتتكون من ‪:‬‬
‫‪ -‬الترميز‪ :‬ترميز وتخزين المعلومات في الذاكرة طويلة األمد‪.‬‬
‫‪ -‬االستدعاء‪ :‬استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة األمد‪.‬‬
‫‪ -4‬مهارات تنظيم المعلومات‪-:‬‬
‫هي مجموعة من اإلجراءات تستخدم في ترتيب المعلومات وضع المفاهيم أو‬
‫األشياء أو األحداث التي ترتبط فيما بينها بصورة أو بأخرى في سياق متتابع وفقاً‬
‫لمعيار معين‪ ،‬فاإلنسان يكون صوراً ذهنية أو مفاهيم لألشياء التي يتعرض لها من‬
‫عنوانا مختلفاً‬
‫ً‬ ‫أسما أو‬
‫واقع خبراته التعليمية والشخصية ويعطي لكل مفهوم أو شيء ً‬
‫ثم يبحث عن الخصائص األساسية التي تتميز بها كل مجموعة من المفاهيم أو‬
‫األشياء ويقوم باختزانها على شكل مجموعات ترتبط كل منها بخاصية مميزة وتتكون‬
‫من‪-:‬‬
‫المقارنة‪ :‬مالحظة أوجه الشبة واالختالف بين شيئين أو أكثر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التصنيف‪ :‬وضع األشياء في مجموعات على وفق خصائص مشتركة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الترتيب‪ :‬وضع األشياء أو المفردات في منظومة أو سياق على وفق محك‬ ‫‪-‬‬
‫معين‪.‬‬
‫‪ -5‬مهارات التحليل‪-:‬‬
‫وهي مهارات تتجلى في عملية فحص األجزاء المتوافرة في المعلومات فيما‬
‫بينها‪ ،‬وتوضيح مهارة تحليل المعلومات المتوافرة بالتعريف والتمييز بين المفردات‬
‫والصفات وتتكون من‪-:‬‬
‫‪23‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫تحديد الخصائص والمكونات‪ :‬التمييز بين األشياء والتعرف على‬ ‫‪-‬‬


‫خصائصها وأجزائها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد العالقات واألنماط‪ :‬التعرف على الطرائق الرابطة بين المكونات‪.‬‬
‫‪ -6‬مهارات اإلنتاجية ‪ /‬التوليدية‪-:‬‬
‫وهي من مهارات التفكير المعرفي وتعني القدرة على توليد عدد من األفكار أو‬
‫البدائل أو اإلضافات عند االستجابة لمثير معين وتتكون من‪-:‬‬
‫االستنتاج‪ :‬التفكير فيما هو أبعد من المعلومات المتوافرة لسد الثغرات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أي عندما يتوصل المتعلم إلى معلومة أو نتيجة جديدة غير موجودة‬
‫مباشرة في الموضوع أو الموقف محل التفكير بل يستدل عليه من‬
‫مالحظات مرتبطة بالموضوع أو هذا الموقف‪.‬‬
‫التنبؤ‪ :‬استخدام المعرفة السابقة إلضافة معنى للمعلومات الجديدة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وربطها باألبنية المعرفية القائمة‪ ،‬والتعرف على ما سيحصل في المستقبل‬
‫مستعيناً بما لديه من معلومات‪.‬‬
‫اإلسهاب‪ :‬تطوير األفكار األساسية والمعلومات المعطاة وإغناؤها‬ ‫‪-‬‬
‫بتفصيالت مهمة وإ ضافات قد تؤدي إلى نتاجات جديدة‪.‬‬
‫التمثيل‪ :‬إضافة معنى جديد للمعلومات بتغيير صورتها (تمثيلها برموز أو‬ ‫‪-‬‬
‫مخططات أو رسوم بيانية)‪.‬‬

‫‪ -7‬مهارات التكامل والدمج‪-:‬‬


‫وهي من المهارات المكونة للتفكير المعرفي وتعني وضع أو ترتيب األجزاء التي‬
‫تتوافر فيما بينها عالقات مشتركة بعضها ببعض بحيث تؤدي إلى فهم أعمق لتلك‬
‫العالقات وتتكون من‪-:‬‬
‫التلخيص‪ :‬تقصير الموضوع وتجريده من غبر األفكار الرئيسية بطريقة‬ ‫‪-‬‬
‫فعالة‪ ،‬وجمع المعلومات بكفاءة في عبارات متماسكة وهذا يتطلب إيجاد‬
‫لب الموضوع واستبقاء األفكار الرئيسية عنها بإيجاز ووضوح‪.‬‬
‫‪ -‬أعادة البناء‪ :‬تعديل األبنية المعرفية القائمة إلدماج معلومات جديدة‪.‬‬
‫‪ -8‬مهارات التقويم‪-:‬‬
‫‪24‬‬ ‫الفصل األول ‪ -‬التعريف بالبحث‬

‫وهي تقدير معقولية النتائج أو األفكار التي تم التوصل إليها‪ ،‬ويمكن النظر إليها‬
‫على أنها عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات بغرض تحديد درجة تحقيق األهداف‬
‫واتخاذ القرارات بغرض معالجة جوانب القصور وتتكون من‪-:‬‬
‫وضع محكات‪ :‬وتعني اتخاذ معايير إلصدار األحكام والقرارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلثبات‪ :‬تقديم البرهان على صحة‪ ،‬أو دقة االدعاءات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعرف على األخطاء‪ :‬وهو الكشف عن المغالطات‪ ،‬أو الوهن في‬ ‫‪-‬‬
‫االستدالالت المنطقية‪ ،‬وما يتصل بالموقف أو الموضوع من معلومات‪،‬‬
‫والتفريق بين اآلراء و الحقائق (أبو جادو ونوفل‪،)107-78 :2007 ،‬‬
‫(جروان‪.)56 -54 :2002 ،‬‬
‫‪ .3‬التعريف اإلجرائي لمهارات التفكير المعرفي‪:‬‬
‫هي الدرجة النهائية التي تحصل عليها الطالبات بعد أن يطبق عليهن اختبار‬
‫التفكير المعرفي والذي يتضمن (مهارات التركيز‪ -‬مهارات جمع المعلومات‪-‬‬
‫مهارات التذكر‪ -‬مهارات تنظيم المعلومات‪ -‬مهارات التحليل‪ -‬مهارات التكامل‬
‫والدمج‪ -‬مهارات اإلنتاجية‪ /‬التوليدية‪ Y-‬مهارات التقويم)‪.‬‬
‫يمكن تلخيص التعريفات السابقة كما يأتي‪-:‬‬
‫‪ -1‬عمليات عقلية دقيقة وحساسة تتداخل بعضها ببعض عندما نبدأ بالتفكير‪.‬‬
‫‪ -2‬مجموعة من القدرات المعرفية تتطور تدريجياً مع العمر وذلك من خالل‬
‫التدريب والممارسة‪.‬‬
‫ح ‪ .‬طالبات قسم رياض األطفال‪:‬‬
‫وهن اللواتي أتممن الدراسة اإلعدادية وتم قبولهن في قسم رياض األطفال‬
‫وتمنح لهن شهادة البكالوريوس في تربية رياض األطفال‪.‬‬

You might also like