Professional Documents
Culture Documents
الفصل الاول
الفصل الاول
يأتي الطلبة إلى الجامعة وقد برمجت عقولهم على الحفظ والتلقين ،والخوف
من المناقشة خوفاً من أي خطأ قد يقعون فيه ،فيكونوا هدفاً لسخرية زمالئهم أو
مدرسيهم إذ تمارس الكثير من اإلدارات التعليمية ظلماً فادحاً ضد التفكير المعرفي
واإلبداعي إذ أنهم يهتمون بعملية حشو األدمغة بالمعلومات الجافة من دون تبصرهم
بالكيفية التي بوساطتها تتم عملية التعلم واكتساب األسس العلمية للمعرفة المختلفة
المجاالت ،فهم يلتزمون أنماطاً محددة من التصرف والتفكير الذي يشجع على الحفظ
(عدس.)35 :2000 ، اآللي أكثر مما يشجع على التفكير الذي يؤدي إلى اإلبداع
من خالل مسيرتي الدراسية وجدت أن هناك ضعفاً في عملية التفكير المعرفي
لدى الطالبات مما يدل على أن هناك انخفاضاً واضحاً في مهارات التفكير المعرفي،
ومن خالل تطبيق اختبار استطالعي لمهارات التفكير المعرفي وجدت الباحثة أن
الطالبات ال يمتلكن أي مهارة من مهارات التفكير المعرفي الثمانية هذا ما دفع الباحثة
إلى إعداد برنامج لتنمية وتعليم مهارات التفكير المعرفي ،كما الحظت الباحثة أن ما
يميز التعليم اآلن في الجامعات هو تركيزها على عمليات حفظ المعلومات وتلقينها
للطالبات واالكتفاء بتلقي المواد المنهجية وحشو أذهان الطالبات بقدر كبير من
المعلومات والمعارف بهدف استظهارها وتذكرها بدالً من منح الطالبات قدراً كافياً
من االعتماد على أنفسهن في التعلم والتفاعل االيجابي مع المواد المنهجية من خالل
مهارات التفكير المعرفي ،وهذا األمر يعد مشكلة جوهرية تعكس حقيقتها افتراضاً
أساسيا يتجلى في بعض مظاهر غياب استثمار القدرات العقلية وفي حالة عدم
االهتمام بالتفكير في التعليم الجامعي فسوف يبقى التعليم قائماً على الحفظ والتلقين،
والجامعة لم تتغير كثيراً في هذا المستوى إذ ما زالت تخرج أجياالً قادرة على الحفظ،
وهي أبعد ما تكون عن روح الجامعة.
لذلك جاءت توصيات المؤتمرات Yوالندوات والدراسات لتؤكد ما يأتي:
.1أن تنمية مهارات تفكير المتعلمين يعد الهدف النهائي لعمليتي التعليم والتعلم من
أجل مساعدتهم على التمكن من المتطلبات المعرفية والوجدانية لمواجهة تحديات
العصر المتنامية وظروف الحياة التي تتشابك فيها المصالح وتزداد المطالب.
4 الفصل األول -التعريف بالبحث
مختلف بلدان العالم ومنذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين ظهر اهتمام متزايد
بما يسمى بالعمليات العقلية(أبو حطب وعثمان.)1 :1987،
يرى عبد الهادي( )1999أن عملية التفكير تمثل جانبين :األول هو زيادة أو
تعديل البنية المعرفية وتتأثر بالنمو المعرفي ،والثاني :هو الجانب الوظيفي،
(اإلدراك المعرفي) ،إذ يمثل أدراك المواقف المختلفة كالموقف االجتماعي أو
الفيزيائي بصورة متكاملة ،ولهذا ال يمكن فصل عملية التفكير عن وظائف الجسم
األخرى فاإلنسان عن طريق تعرضه لمشكلة ما ،والتوصل إلى حلها يستطيع أن
يعدل من بنيته المعرفية لتتالءم مع المعرفة الجديدة ويوظفها في حياته المستقبلية
(عبد الهادي .)16 :1999،
قد أصبح تعليم التفكير حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى ،ذلك أن العالم
أصبح أكثر تعقيداً نتيجة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت
في شتى مناحي الحياة اإلنسانية ،وربما كان النجاح في مواجهة هذه التحديات ال
يعتمد الكم المعرفي بقدر ما يعتمد كيفية استعمال المعرفة وتطبيقها ،وأن عصر
التغيرات المتسارعة يفرض على المربين التعامل مع التربية والتعليم بوصفهما
عملية ال يحدها زمان وال مكان ،وتستمر مع اإلنسان بوصفها حاجة وضرورةY
لتسهيل تكيفه مع المستجدات في بيئته ،ومن هنا تكتسب شعارات مثل " :تعليم
الطالب كيف يفكر" أهمية خاصة ألنها تحمل مدلوالت مستقبلية في غاية األهمية ،إن
التكيف مع المستجدات يستدعي تعلم مهارات جديدة واستعمال المعرفة في مواقف
جديدة (جروان.)12 :1999 ،
اليوم أن تعليم التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد والمجتمع معاً في عالم
ولكنها والغد إذ يشير ستيرنبرغ ( )Sternbergإلى أن المعارف مهمة بالطبع،
غالباً ما تصبح قديمة ،أما مهارات التفكير فتبقى جديدة أبداً ،وهي تمكننا من اكتساب
المعرفة التي المعرفة واستداللها بصرف النظر عن المكان والزمان أو أنواع
(& Quimby تستعمل مهارات التفكير في التعامل معها
.)Sternberg,1985: 53
6 الفصل األول -التعريف بالبحث
لذا يعد تعليم التفكير بمثابة تزويد الفرد باألدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من
التعامل بفاعلية مع أي نوع من المعلومات والمتغيرات Yالمستقبلية سواء أكان على
صعيد الفرد أو المجتمع ,ويتفق معظم الباحثين في موضوع التفكير على أن تعليم
التفكير وتهيئة الفرص المثيرة له ،أمران في غاية األهمية ،وأن تعليم التفكير ينبغي
أن يكون هدفاً رئيساً لمؤسسات التربية والتعليم (.)Smith, 1989: 12
ن موضوع تطوير تعليم التفكير وتنميته لدى الطلبة أصبح مثار اهتمام كثير
إّ
من التربويين في العالم العربي ،ألهميته بالنسبة للفرد و المجتمع إذ انه يتيح الفرصة
لدى الطلبة من رؤية األشياء بشكل أوضح وأوسع ،وجعل نظرتهم أكثر إبداعية في
وهو التفكير الذي حل المشكالت ليفكروا تفكيراً جانبياً (،)Lateral Thinking
(De Bono, يوصل إلى أفكار جديدة بعد أن يتجاوز األنماط التقليدية
.)1997: 31- 33
يعتمد برونر (( Brunerعلى البيئة في التعلم وعلى الخبرات الموجهة مدخال
لتنمية التفكير وتطويره وقد ركز في نظريته على البناء الذي يتم من خالل الخبرة
وأطلق عليها مفهوم التمثيالت المعرفية ،فقد أكد بأن األفراد يتمثلون خبراتهم على
عال من
نحو عملي وتصوري طيلة حياتهم وقد يتمتع بعض األشخاص بمستوى ٍ
التمثيل العملي والتمثيل التصوري Yفضالً عن قدرتهم في التمثيل الرمزي (غانم،
.)102 :98: 1995
تشير نتائج دراسة سعيد ( )2009بأن تعليم التفكير يعود بالفائدة على جميع
الطلبة الذين أخضعوا لها في المراحل الدراسية كافة إذ أظهروا تقدماً في عمليات
(سعيد، التفكير من حيث مواجهتهم لظروف الحياة العملية والتكيف معها
.)608 :2009
فضالً عن أن تعليم التفكير وتنميته يساعد الطلبة في اكتساب المعرفة الجديدة
واالنتقال من مرحلة اكتساب المعرفة إلى مرحلة توظيفها في استقصاء المشكالت
ومعالجتها ،ويساعدهم في تنمية مفهوم الذات وتقوية مشاعر االنتماء واإلحساس
بالمسؤولية نحو المجتمع (.)Sternberg, 1985: 254
7 الفصل األول -التعريف بالبحث
وقد أظهرت معظم الدراسات أن تعليم التفكير يعود بالفائدة على الطالب ،ففي
دراسة ألن ( )1981وكوك ( )1980ودراسة البانوكارلس ( )1980ودراسة
ريتشارد ( ،)1976والتي تم فيها استخدام برامج وأدوات مختلفة كان الهدف منها
تعليم التفكير لطلبة المدارس والجامعات وأثبتت هذه الدراسات أن تعليم التفكير يؤثر
نواح عديدة في التحصيل والذكاء وحل المشكالت والمهارات
بشكل إيجابي على ٍ
االجتماعية ،أظهرت دراسة دافيد بول ( ،)Paul,1975والمشار إليها في (عبد الله،
.)2003
هناك دراسات أثبتت أن تعليم التفكير للطلبة بوصفه منهاجاً مستقالً بذاته
يؤدي إلى حدوث تحسين كبير عند الطالب في المهارات العقلية وانتقال أثر التعلم
والتحصيل ،كدراسة بوك ( )1985التي أظهرت تحسناً واضحاً لدى الطالب في
أبعاد الطالقة والمرونة واألصالة ،ودراسة هنت ( )1993التي أكدت وجود تحسن
كبير في مهارات الكتابة (اإلنشاء) عند الطلبة وكذلك الدراسة التي قام بها أريكسون
التي أظهرت تأثير تعليم التفكير على الضبط واإلبداع عند الطالب (الخليلي:2005 ،
.)29
التفكير المعرفي نوع من أنواع التفكير يتكون من مهارات أساسية وهذه
المهارات تتألف من مهارات فرعية متصلة ومترابطة بعضها ببعض ،بحيث يصعب
(& Oxman الفصل فيما بينها لتحديد كل مهارة
.)Michelli, 2005: 23
يرى سعادة ( )2003أن التفكير المعرفي عبارة عن عملية عقلية محددة
نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات والبيانات لتحقيق أهداف تربوية
متنوعة تتراوح بين تذكر المعلومات ووصف األشياء وتدوين المالحظات إلى التنبؤ
باألمور وتصنيف األشياء وإ قامة الدليل وحل المشكالت والوصول Yإلى استنتاجات
(سعادة.)77 :2003 ،
يرى أبو جادو ونوفل ( )2007بأنها عملية عقلية دقيقة وحساسة تتداخل مع
بعضها بعضاً عندما نبدأ بالتفكير ،إذ تم تحديد العديد من المهارات مثل :مهارات
التذكر ،والتمييز والتنبؤ ،وغيرها وإ ن هذه المهارات هي األساس الذي يقوم عليه
8 الفصل األول -التعريف بالبحث
التفكير الفعال والمؤثر ،إذ إن مهارات التفكير المعرفي تستعمل مراراً وتكراراً لتنفيذ
مهمات أو عمليات تفكيرية هدفها الوصول إلى معنى أو رؤيا أو معرفة (أبو جادو
ونوفل.)76 :2007 ،
يشير العتوم ( )2007إلى إن الدراسات أظهرت أن هناك إجماعاً بين العلماء
والمربين بخصوص ضرورة تعلم وتطوير المهارات التفكيرية لدى جميع أفراد
المجتمع ,وفي جميع المراحل العمرية ،لدى طلبة المدارس والجامعات ،خاصة
بهدف بناء جيل مفكر ،اخذين بالحسبان أن هذه المهارات ال تنمو تلقائياً ويؤكد دي
بونو De Bonoأنه يمكن تعليم التفكير ألن التفكير يبسط األشياء والمواقف ،وال
يعمل على تعقيدها ،ويجب أن تنظر إليه على أنه عملية بسيطة وآلية وأن ذلك لن يتم
إال عن طريق تعليم التفكير (العتوم وآخرون.)43 :2007 ،
إن اكتــساب الطلبة لمهارات التفكير يزيد من مستوى التحصيل ،ويقوي من
العمليات العقلية العليا ،ويزيد من اهتمام الطالب نحو التعليم مما يجعله ذا فائدة لهم
على المستويين الشخصي واالجتماعي (عبد اهلل.)4 :2003 ،
دراسة ساندرا ( )1992توصلت إلى أهمية تدريس مهارات التفكير العليا
(حل المشكالت ،التفكير اإلبداعي ،التفكير الناقد) داخل مناهج التربية المهنية
ومعرفة كيفية تعليم هذه المهارات من خالل التعليم التعاوني وتشجيع على البحث
واالكتشاف (.)Sandra,2004: 144
قد قدم (الفينو )1990،في موسوعته توضيحاً لمهارات تعليم التفكير ،إذ وصفها بأنها
مجموعة من المهارات األساسية المتطورة أو المتقدمة والمهارات الثانوية التي
تسيطر على العمليات العقلية للفرد وتقوده ،وتشمل هذه المهارات المعرفة وبناء
الفرضيات والعمليات التي ما وراء المعرفة التي تعد قمة التفكير العقلي أو الوظيفة
العقلية (.)Alvino, 1990: 50
كما أن تعليم مهارات التفكير يساعد األفراد أيضاً في اكتساب مهارات تخدم
التطور الصناعي وتعمل على تأهيلهم ليتمكنوا من إتقان العمل إذ يؤدي إلى تطوير
المجتمع ورقيه (.)De Bono, 1976: 123-125
9 الفصل األول -التعريف بالبحث
التي يحتاجونها في حياتهم وتزيد من قدرتهم على التركيز وجمع المعلومات والتذكر
وتنظيم المعلومات والتحليل والقدرة على توليد ودمج األفكار والتقويم ،وأن تنمية
مهارات التفكير المعرفي تزيد مستوى القدرات العقلية ومستوى التحصيل الدراسي
الذي يمر به أو المعارف التي يتلقاها من المحيطين به (الغريري.)328 :2008 ،
إن مهارات التفكير المعرفي تمكن الطالب من تحقيق أفضل فائدة من
المعلومات التي يحصل عليها والخبرات التي يمر بها أو المعارف التي يتلقاها من
المحيطين به (.)Mathew, 2006: 2
يعد الهدف األساسي من تنمية مهارات التفكير المعرفي ،هو تمكين الطالب من
تعلم طريقة الحصول على المعرفة وليس فقط تمكنه من تعلم المعرفة أو المعلومات (
.)Galyam, 2003: 84
إن تنمية مهارات التفكير المعرفي للطلبة تؤدي بهم إلى فهم أعمق للمحتوى
المعرفي الذي يتعلمونه إذ إن التعلم في أساسه عملية تفكير ،وإن توظيف التفكير في
التعلم يحول عملية اكتساب المعرفة من عملية فارغة من األنشطة العقلية إلى نشاط
عقلي يدل على إتقان أفضل للمحتوى ،وإن مهارات التفكير المعرفي يمكن تنميتها
للطلبة إذا ما تم األعداد والتخطيط لها بشكل منظم ،وتوفير األدوات الالزمة التي من
شأنها أن تؤثر تأثيراً إيجابياً في عملية تنمية مهارات التفكير المعرفي(العسكريY،
.)12 :2009
دراسة (العسكري )2009 ،توصلت إلى أهمية تنمية مهارات التفكير المعرفي
لمنخفضي ومرتفعي الفاعلية الذاتية لدى طلبة الجامعة ،وبعد االنتهاء من تطبيق
البرنامج أظهرت النتائج زيادة كبيرة في تنمية مهارات التفكير المعرفي لدى الطلبة
(العسكري :2009 ،ح).
أكد بيه ماروم وآخرون ( )Beyth Marom, et al, 1987أن مهارات
التفكير المعرفي تعد وسائل وأدوات ضرورية للمجتمع الذي يتصف بالتغير المستمر
فهو يحتوي على خيارات وبدائل متعددة واختبارات فردية وجماعية وقرارات متعددة
(.)Beyth & et al,1987: 2-6
11 الفصل األول -التعريف بالبحث
ويمكن القول أن تنمية مهارات التفكير المعرفي ُتعَد ضرورة ملحة لمواكبة
متطلبات العصر والتكيف معها ،وكذلك لتطوير المجتمع واكتشاف كل مجهول في
هذا العالم المحيط بنا األمر الذي يمكن األفراد من تطوير قدراتهم ،مما ينعكس على
النجاح الدراسي وتحسين مستوى التحصيل ،بحيث يساعد التفكير السليم المتعلم على
النجاح و الشعور بالسعادة والتفوق فضال ً عن دوره في تحقيق حاجاته وتطوير
(عبد العزيز:2007 ، معارفه ،عالوة على أنه ضروري لتطوير التعليم
.)34 -32
يعد طلبة المرحلة الجامعية شريحة مهمة في المجتمع ألنهم قادة المستقبل
وعماده في معظم نواحي الحياة وميادينها ومركز طاقاتها المنتجة القادرة على أحداث
التغير والسيما بعد أكمالهم الدراسة ودخولهم ميدان العمل واإلنتاج والذي سيكون لهم
الفعال في أحداث التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية الشاملة ،وفي مواجهة
األثر ّ
التحديات المصيرية(مهدي وآخرون.)3 :1993 ،
إن طلبة الجامعة يضطلعون بمهمة أساسية في حياة المجتمع ،ألنهم الطاقة
الخالقة فيه ،واألداة المساهمة في تطويره من جوانبه االقتصادية ،والثقافية،
والتربوية (المال ،)189 :1971 ،فالمرحلة الجامعية ضرورية إلنجاح مشاريع
(الزوبعي التنمية ،وإ عداد المالكات القيادية الرائدة في مجاالت الحياة كافة
وآخرون.)5 :1973 ،
فضال ًعن ذلك فإن طلبة كلية التربية األساسية الذين سيصبحون معلمين في
المستقبل تقع عليهم مسؤولية نقل مهارات التفكير المعرفي وتعليمها إلى األطفال في
الروضة وفي المدارس االبتدائية ليكسبوهم القدرة على استخدام مهارات التفكير
المعرفي وإ تقانها لذلك ينبغي أن يحول التعلم الجامعي إلى تنمية المجتمع سواء في
دفعه إلى التقدم ،والتفوق ،أو في ضمان التوافق االجتماعي بين أفراده ،ويعود على
المجتمع بكفاءات بشرية قادرة على المساهمة على نحو فعال في دفع عملية الرقي
والتقدم.
وهذا يشير بوضYوح إلى أهمية الجامعة في إعYYداد األجيYYال القYادرة على التفكYYير
والقادرة على البحث في الجديد ليس على مسYتوى التقليYد ،وإ نما على مسYتوى االبتكYار
12 الفصل األول -التعريف بالبحث
ألشYYياء جديYYدة تتسم باألصYYالة والحداثYYة ،وهو ما نرجYYوه ألبنائنا الطالب والطالبYYات في
التعليم الجYYامعي والتعليم العYYام وقد حثنا القYYرآن الكYYريم على اسYYتخدام حواسYYنا وعقولنا
للتفكYY Yير والتأمل فيما حولنا لمعرفة الحقيقة كقوله تعYY Yالى ﴿
﴾
(اآلية ،53سورة فصلت) (العتوم وآخرون.)226 -223 :2007 ،
وهذه اآلراء السالفة توضح أهمية تصميم وإ عداد برامج لتعليم الطلبة على
مهما في تحقيق هدف من األهداف المهمة في
أثرا ً
مهارات التفكير المعرفي إذ تؤدي ً
التربية ،والتعليم ،وهو تعليم كل فرد بحسب قدراته ،وإ مكاناته العقلية والجسمية إذ
هناك اهتماماً عالمياً بهذا الموضوع إذ يؤكد الباحثون أن التعلم في غرفة الصف
ينبغي أن يتحول من الطرائق القديمة القائمة على التلقين والحفظ والتكرار إلى تعليم
الطالب مهارات التفكير المعرفي التي تمكنهم من اإلفادة مما يتعلمونه ،وأن يصبح
المدرسون موجهين لهم يقدمون لهم النصيحة ،ويساعدونهم على اختيار مهارات
التفكير المعرفي المناسبة لكل مادة تعليمية.
تعد معلمة رياض األطفال أهم ركن من أركان العملية التعليمية ألن وظيفتها
غير مقصورة على التعليم بل هي مربية بالدرجة األولى ،وال يتوقف تأثيرها في
األطفال على مهاراتها الفنية وإ تقانها للمواد العلمية فقط بل على اتجاهاتها ومعتقداتها
التي تنعكس على األطفال الذين يعّدونها القدوة والمثال األعلى (مرتضى:2001 ،
.)32
تقع على عاتق معلمة الروضة مسؤولية إيجاد المناخ المالئم لتعلم األطفال،
مما يتطلب امتالكها صفات إنسانية تؤهلها لكسب ثقة األطفال ومحبتهم وتقديرهم،
بوصفها قدوة في القول والسلوك ،والمعلمة من أكثر العوامل أهمية في تعليم وتقديم
الخبرة لألطفال ،ومن المتوقع منها مساعدة األطفال على التكيف مع المجتمع،
وتهيئتهم للتغلب على صعوبات البيئة من حولهم ،وتنمية قدراتهم على التعامل مع
ضغوط ومتغيرات العالم السريعة( التميمي.)33 -29 :2009 ،
ُيَعد االهتمام بالإعداد المناسب لمعلمة الروضة من شأنه بناء مجتمع متقدم إذ
يتمكن أفراده من مواكبة كل ما هو عصري ومتطور ،فمن أهم مسؤوليات معلمة
13 الفصل األول -التعريف بالبحث
الروضة تعد اللبنات األولى للمجتمع ،والمتمثلة في أطفال ما قبل المدرسة (مردان،
.)331 :2004
تعد معلمة الروضة أحد عوامل نجاح برامج تعليم التفكير ألن النتائج المتحققة
من تطبيق أي برنامج لتعليم مهارات التفكير يعتمد بدرجة كبيرة على نوعية التعليم
الذي تمارسه داخل الصف (الحيلة.)447 :2001 ،
للمعلمة في رياض األطفال أثر ايجابي بارز في تهيئة المناخ المناسب
لألطفال بهدف تنمية تفكيرهم ،ومن أهم األدوار التربوية التي تقوم بها ،تهيئة المناخ
المناسب لخبرات متنوعة خارج غرفة الصف كي يشاهد عن وعي كل ما يصادفهم
من ظواهر ،وكذلك تدريب الطفل على االستنتاج والتحليل من خالل الحوار
والمناقشة ،وتدريبه على استنتاج إجابات جديدة ومبتكرة لألسئلة التي تطرحها عليه
المعلمة ،ومنح الطفل الفرصة الكافية لعرض أفكاره وتصوراته حول قضية أو
موقف أو مشكلة معينة ،وتستثير المعلمة تفكير الطفل بطرح أسئلة حول المشكالت
العلمية واالجتماعية التي يتعرض لها في بيئته ،كما تركز المعلمة على خطوات حل
المشكالت أو المواقف الصعبة ،وال تركز على الحل نفسه (مصطفى-45 :2001 ،
.)46
نحن نريد أن نجعل من تعليم مهارات التفكير هدفاً مستقال ً في رياض
األطفال ،أي نريد أن نعلم الطفل وهو في الرياض كيف يستخدم مهارات التفكير
المختلفة في مواجهة مشكالت العصر باالستمرار ،وعليه بدأت بطالبات قسم رياض
األطفال بوصفّهن معلمات المستقبل حتى يستطعن تعليم أو نقل ما تعلمنه في الكلية
إلى األطفال.
وتأسيساً على ما تقدم يمكن أن تتضح أهمية البحث الحالي بالنقاط اآلتية-:
أهمية الفئة المستهدفة في هذا البحث ،وهن طالبات قسم رياض األطفال لما .1
لهن من أثر مهم وأساسي في حياة المجتمع ،فهن أمل المستقبل في إعداد
جيل قادر على التفكير من أجل النهوض بالمجتمع في مجاالت الحياة كافة.
14 الفصل األول -التعريف بالبحث
أهمية البرامج التعليمية والسيما برنامج تنمية مهارات التفكير المعرفي عن .2
طريق مساعدة الطالبات لتوجيه أفكارهن بصورة صحيحة ،والبحث عن
الحلول والبدائل واختبارها.
توجيه عناية المسؤولين في الجامعات حول أهمية تعليم التفكير من خالل .3
توفير بيئة مشجعة وغنية بالمثيرات المعرفية تحتوي على مستلزمات
ووسائل وخبرات متنوعة وحديثة لما لها من أهمية في تنمية مهارات
التفكير المعرفي لدى طلبة الجامعة.
إن هذا البحث استجابة للتحول المعاصر نحو االهتمام بالتفكير بشكل عام .4
والتفكير المعرفي بشكل خاص لما لهُ من أثر ايجابي على تحسين مستوى
التحصيل الدراسي للطالبات وعلى زيادة من قدراتهن المعرفية.
أهداف البحث :The aims of Research
يستهدف البحث الحالي ما يأتي:
التعرف على أثر برنامج تعليمي لتنمية مهارات التفكير المعرفي لدى طالبات قسم
رياض األطفال ولتحقيق هذا الهدف وضعت الفرضيات اآلتية-:
.1ال يوجد فرق ذو داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط
درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج
ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن
للبرنامج تبعاًَ لمهارات التفكير المعرفي.
.2ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط
درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج
ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن
للبرنامج تبعاً لمهارات التركيز.
.3ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط
درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج
ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن
للبرنامج تبعاً لمهارات جمع المعلومات.
15 الفصل األول -التعريف بالبحث
.4ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط
درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج
ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن
للبرنامج تبعاً لمهارات التذكر.
.5ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط
درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج
ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن
للبرنامج تبعاً لمهارات تنظيم المعلومات.
.6ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط
درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج
ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن
للبرنامج تبعاً لمهارات التحليل.
.7ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط
درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج
ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن
للبرنامج تبعاً لمهارات اإلنتاجية.
.8ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط
درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج
ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن
للبرنامج تبعاً لمهارات التكامل والدمج.
.9ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في اختبار التفكير المعرفي بين متوسط
درجات الطالبات في المجموعة التجريبية اللواتي تعرضن للبرنامج
ومتوسط درجات الطالبات في المجموعة الضابطة اللواتي لم يتعرضن
للبرنامج تبعاً لمهارات التقويم.
حدود البحث :Research Limitation
يتحدد البحث الحالي بــ-:
-طالبات الصف الثالث /قسم رياض األطفال -كلية التربية األساسية في
الجامعة المستنصرية.
16 الفصل األول -التعريف بالبحث
(تلك العملية التي نحدد فيها ونختار المواقف والعوامل البيئية التي تجعل المتعلم
يتفاعل بطريقه ما مع هذه المواقف والمتغيرات Yبما يؤدي إلى أحداث التغيير
المطلوب في سلوك المتعلم) (جعفر.)35 :1992 ،
ينمكن تلخيص التعريفات السابقة كما يأتي-:
-1عملية إخضاع الطلبة أو األفراد إلى الخبرات واألنشطة بهدف تغيير محدد في
السلوك.
-2مجموعة من المواقف التعليمية الهدف األساسي منها هو تحسين مستوى الطلبة
في المناهج الدراسية كافة.
د .التنمية :Development
.1يعرفها صابر(:)1978
(هي تغيير جوهري ألنماط الحياة التقليدية وتتناول تغير االتجاهات نحو القيم
الموروثة وإ تباع أهداف ووسائل جديدة) (صابر.)17 :1978 ،
.2يعرفها السالم ومرعي (:)1980
(تعني التطوير والتغيير والنمو) (السالم ومرعي.)91 :1980 ،
.3يعرفها الهيتي وحامد (:)1985
(التغير الذي يراد به تحويل الحياة االجتماعية من حال إلى حال أفضل وتنطوي
التنمية على منهاج التغير ،وإ ذا كان التطور يعني التغير الهادئ الذي يحدث بصورة
تلقائية ،فأن عملية التنمية تتم بصورة مقصودة وموجهة ألحداث تغييرات معينة في
الحياة االجتماعية ) (الهيتي وحامد.)12 :1985،
-2هي إحداث نمو وتطور في أداء الطلبة بهدف إتقان جميع المهارات بدرجة
منتظمة.
و .مهارات التفكير:Thinking Skills
.1يعرفها العتيبي (:)2002
(هي عملية محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات ومنها
المهارات اآلتية-:
االتصال -القياس -الربط -المقارنة -التلخيص -الواقع والخيال -االستنتاج-
التسلسل -التنبؤ -تحديد الهدف -الشبه واالختالف -النظر في البدائل -التصنيفY-
أيجاد الحل -التذكر -التحليل -اتخاذ القرار) (العتيبي.)64 :2002 ،
.2يعرفها سعادة (:)2003
(عبارة عن عمليات عقلية محددة نمارسها ونستعملها عن قصد في معالجة
المعلومات والبيانات لتحقيق أهداف تربوية متنوعة تتراوح بين تذكر المعلومات
ووصف األشياء وتدوين المالحظات إلى التنبؤ باألمور وتصنيف األشياء وتقييم
الدليل وحل المشكالت والوصول إلى استنتاجات) (سعادة.)45 :2003 ،
.3يعرفها أبو خلف (:)2006
(هي القدرة على التفكير بفعالية ،أو هي القدرة على تشغيل الدماغ بفعالية) (أبو
خلف.)22 :2006 ،
يعرفها أبو جادو ونوفل (:)2007 .5
عمليات عقلية دقيقة وحساسة تتداخل بعضها ببعض عندما نبدأ بالتفكير ،إذ تم
تحديد العديد من هذه المهارات مثل :مهارات التذكر ،والتمييز والتنبؤ وغيرها ،إذ إن
مهارات التفكير تستعمل مراراً وتكراراً لتنفيذ مهمات أو عمليات تفكيرية هدفها
الوصول إلى معنى أو رؤيا أو معرفة (أبو جادو ونوفل.)76 :2007 ،
من خالل التعاريف السابقة يمكن تلخيصها كما يأتي-:
-1عمليات عقلية نستعملها عن قصد في معالجة المعلومات واتخاذ القرارات.
-2القدرة على التفكير بفعالية من اجل استخدام المهارات في نواحي الحياة
المختلفة.
20 الفصل األول -التعريف بالبحث
ومن ثم دمجها مع المحتوى المعرفي السابق لدى الفرد وتتكون مهارات جمع
المعلومات من-:
المالحظة :الحصول على المعلومات عن طريق واحدة أو أكثر من -
الحواس.
-التساؤل :البحث عن معلومات جديدة عن طريق تكوين وإ ثارة األسئلة.
-3مهارات التذكر-:
هي أحدى المهارات المكونة للتفكير المعرفي وهي عملية عقلية تتطلب استعادة
ما سبق أن خبره الفرد واسترجاع الصور الذهنية أو السمعية أو غيرها من الماضي
إلى الحاضر ،وإ ذا لم يتمكن الفرد من استعادة ما تم تعلمه فأننا نصدر عليه حكماً عدم
التذكر وتتكون من :
-الترميز :ترميز وتخزين المعلومات في الذاكرة طويلة األمد.
-االستدعاء :استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة األمد.
-4مهارات تنظيم المعلومات-:
هي مجموعة من اإلجراءات تستخدم في ترتيب المعلومات وضع المفاهيم أو
األشياء أو األحداث التي ترتبط فيما بينها بصورة أو بأخرى في سياق متتابع وفقاً
لمعيار معين ،فاإلنسان يكون صوراً ذهنية أو مفاهيم لألشياء التي يتعرض لها من
عنوانا مختلفاً
ً أسما أو
واقع خبراته التعليمية والشخصية ويعطي لكل مفهوم أو شيء ً
ثم يبحث عن الخصائص األساسية التي تتميز بها كل مجموعة من المفاهيم أو
األشياء ويقوم باختزانها على شكل مجموعات ترتبط كل منها بخاصية مميزة وتتكون
من-:
المقارنة :مالحظة أوجه الشبة واالختالف بين شيئين أو أكثر. -
التصنيف :وضع األشياء في مجموعات على وفق خصائص مشتركة. -
الترتيب :وضع األشياء أو المفردات في منظومة أو سياق على وفق محك -
معين.
-5مهارات التحليل-:
وهي مهارات تتجلى في عملية فحص األجزاء المتوافرة في المعلومات فيما
بينها ،وتوضيح مهارة تحليل المعلومات المتوافرة بالتعريف والتمييز بين المفردات
والصفات وتتكون من-:
23 الفصل األول -التعريف بالبحث
وهي تقدير معقولية النتائج أو األفكار التي تم التوصل إليها ،ويمكن النظر إليها
على أنها عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات بغرض تحديد درجة تحقيق األهداف
واتخاذ القرارات بغرض معالجة جوانب القصور وتتكون من-:
وضع محكات :وتعني اتخاذ معايير إلصدار األحكام والقرارات. -
اإلثبات :تقديم البرهان على صحة ،أو دقة االدعاءات. -
التعرف على األخطاء :وهو الكشف عن المغالطات ،أو الوهن في -
االستدالالت المنطقية ،وما يتصل بالموقف أو الموضوع من معلومات،
والتفريق بين اآلراء و الحقائق (أبو جادو ونوفل،)107-78 :2007 ،
(جروان.)56 -54 :2002 ،
.3التعريف اإلجرائي لمهارات التفكير المعرفي:
هي الدرجة النهائية التي تحصل عليها الطالبات بعد أن يطبق عليهن اختبار
التفكير المعرفي والذي يتضمن (مهارات التركيز -مهارات جمع المعلومات-
مهارات التذكر -مهارات تنظيم المعلومات -مهارات التحليل -مهارات التكامل
والدمج -مهارات اإلنتاجية /التوليدية Y-مهارات التقويم).
يمكن تلخيص التعريفات السابقة كما يأتي-:
-1عمليات عقلية دقيقة وحساسة تتداخل بعضها ببعض عندما نبدأ بالتفكير.
-2مجموعة من القدرات المعرفية تتطور تدريجياً مع العمر وذلك من خالل
التدريب والممارسة.
ح .طالبات قسم رياض األطفال:
وهن اللواتي أتممن الدراسة اإلعدادية وتم قبولهن في قسم رياض األطفال
وتمنح لهن شهادة البكالوريوس في تربية رياض األطفال.