Professional Documents
Culture Documents
الموضوع في اللغة اسم مفعول من وضع يضع إذا حطه وأسقطه .ويأتي بمعنى الترك أي وبمعنى
االفتراء وكذا االختالق كوضع فالن هذه القصة أي اختلقها و افتراها .
وفي االصطالح الحديث الموضوع :هو المختلق المصنوع المكذوب على رسول اهلل ص وضعه راو
كذاب ،أي اختلقه وصنعه ،أو أخذه من كالم أحد رجال السلف الصالح ؛ صحابة أو تابعين
أو غيرهم ،أو أحد حكماء العرب وأطبائهم ،أو من اإلسرائيليات ثم نسبه إلى النبي ص وهو
لم يقله وال يصح عزوه إليه .ليروج وينال القبول عند الناس ،و يشين به الشريعة اإلسالمية
وهذا إذا تعلق األمر بوضع حديث فاسد المعنى ،وينصرف عند االطالق الى الموضوع على
النبي ،أما الموضوع على غيره فيقيد .الحديث الموضوع هو شر األحاديث الضعيفة حسب
تقسيم علماء الحديث و أشدها ضررا على الدين واهله يقول الحافظ العراقي في الفيته :
ابتداء الوضع
بقي الحديث النبوي صافيا ال يعتريه الكذب ،وال يتناوله التحريف والتلفيق طوال اجتماع كلمة األمة
على الخلفاء األربعة الراشدين ،قبل أن تنقسم إلى شيع و أحزاب ،وقبل أن يندس في صفوفها
أهل المصالح واألهواء ،وقد كان للفتنة أثر بعيد في انقسام األمة ونشأة األحزاب والفرق
الدينية والسياسية المختلفة .
1
وقد حاول بعض أتباع كل حزب أن يدعم ما يدعي بالقرآن والسنة ،ومن البديهي أال يجد كل حزب
ما يؤيد دعواه في نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة ،فتأول بعضهم القرآن ،وفسروا بعض
نصوص الحديث بما ال تحتمله ،ولما لم يجد بعضهم في هذين األصلين سبيال إلى غايته ،
لكثرة حفاظ القرآن الكريم والحديث النبوي -لجأ إلى وضع الحديث و الكذب على رسول
اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،فظهرت أحاديث في فضائل الخلفاء األربعة و غيرهم من رؤساء
الفرق وزعماء األحزاب ،كما ظهرت أحاديث صريحة في دعم المذاهب السياسية و الفرق
الدينية و غير ذلك .
وقد كان الصحابة وكبار التابعين و علماؤهم في معزل عنها ،ولهذا فإنا نستبعد ظهور الوضع قبل
الفتنة ،كما نستبعد إقدام أحد من الصحابة على وضع الحديث ،وال يعقل أن يتصور جيل
الصحابة األجالء ،الذين بذلوا نفوسهم وأموالهم في سبيل اهلل ،ودافعوا عن رسول اهلل صلى
اهلل عليه وسلم ،وهجروا األوطان ،وذاقوا من العيش مرارته ،بعد أن عرفنا بذلهم وتضحيتهم
وحبهم للرسول صلى اهلل عليه وسلم وبعد أن عرفنا عدالتهم بالمنقول والمعقول ،وكما نفينا عن
الصحابة انغماسهم في الوضع ننفي عن كبار التابعين وعلمائهم تلك أيضا ونؤكد أنه إذا حصل
الوضع في عصر التابعين ،فإما صدر عن بعض الجاهلين ،الذين حملتهم الخالفات السياسية
واألهواء الشخصية على انتحال الكذب ،ووضع األحاديث على الرسول صلى اهلل زورا وبهتانا،
ومع هذا فإن الوضع في عصرهم قليل مقارنة مع العصور التالية له.
2
من تعمد الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه سلم فهو آثم لما في ذلك من الخطر الكبير اذ
الكذب على رسول اهلل ليس كالكذب على سائر الناس ،ألنه كذب يدخل في الشرع ما ليس
منه .ويتقول اهلل ورسوله ،وفي غش للمسلمين وتلبيس عليهم ،و لذلك كان التنفير منه بشدة
وتوعد من يفعله أشد الوعيد كما في الحديث المشهور" :من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده
من النار"
ولذلك وقف علماء الحديث ونقاده موقفا صارما تجاه الكذاب و جعلوه في أردإ المراتب ،ال يقبل
حديثه وال يلتفت إليه ويجرح على رؤوس األشهاد و يفضح أمره وال كرامة له .
3
.حكم رواية الموضوع
أجمع المسلمون على حرمة الوضع في الحديث مطلقا.
وخالف الكرامية في ذلك ،وجوزوا الوضع في الترغيب والترهيب دون ما يتعلق باألحكام و هذا
قول ساقط ال يلتفت إليه .
كما اتفق أهل العلم على حرمة روايته مع العلم بوضعه سواء كان في األحكام او القصص أو الترغيب
أو نحوها إال مبينا وضعه ؛ عن سمرة بن جندب قال :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم « :
من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين »
وأما روايته مع بيانه فال بأس ،وهذا في مقام التعليم ،أما أمام العامة فال يجوز ،كما ذهب إلى هذا
البخاري والخطيب و غيرهما.
ولهذا قال السيوطي في تحذير الخواص وساق هذه اآلثار وآثارا أخرى تحت عنوان ( ،بيان من أقدم
على رواية األحاديث الباطلة )
عقوبة الواضع :يستحق الضرب الشديد ،ويهدد بما هو أكثر من ذلك ،ويزجر ويهجر ،وال يسلم
عليه ويغتاب في اهلل .
فليحذر الخطباء والقصاص والوعاظ والكتاب ومن على شاكلتهم من أن ينسبوا إلى رسول اهلل صلى
اهلل عليه وسلم ما ليس من سنته ،أو نص علماء الحديث على وضعه وكذبه.
4
تتبع العلماء األحاديث الموضوعة ،ونظروا فيها فتبين لهم أن المنابع التي استقى منها الوضاعون ما
وضعوه ال تخرج عن اثنين :
األول :كالم الحكماء األقدمين ككالم حكماء اليونان وحكماء الهند و فرس و العرب يعمد الواضع
إلى مجموعة من الحكم أو الحكمة الواحدة من المنقول عن هؤالء ،ثم يلصق بها إسنادا
وينسبها إلى الرسول صلى اهلل عليه وسلم.
ومثال ذلك " :المعدة بيت الداء ،والحمية رأس كل دواء " ،وهذا كالم ال أصله له من كالم النبي
صلى اهلل عليه وسلم وإنما هو من كالم الحارث بن كلدة طبيب العرب.
الثاني :ما يرويه أهل الكتاب على أنه من كالم كتبهم أو رسلهم أو أحبارهم وخاصة اليهود منهم ،
فيعمد أحد الوضاعين إلى قصة من قصصهم ثم يلصق به إسنادا ثم ينسبه إلى النبي صلى اهلل
عليه وسلم .
5
هكذا يندرج ضمن الموضوع ما نسب على سبيل الخطإ إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ومن تم
يصنع صنعا كما دل عليه التعريف االصطالحي للموضوع ،وذلك ألن حديث رسول اهلل دين
يدان به وتشريع وبيان للقرآن وتقييد لمطلقه وتخصيص لعلمه وال يكون ذلك لغيره عن رفع خطأ
لرسول اهلل صلى عليه وسلم .
أسباب الوضع :كانت وراء وضع األحاديث أسباب كثيرة ذكرها العلماء وهي كالتالي:
)1األحزاب السياسية التي ظهرت على عهد اإلمام علي كرم اهلل وجهه كالشيعة ،والخوارج
،وأنصار معاوية ،فكان ضعاف اإليمان من الشيعة مثال يضعون األحاديث في فضائل
علي ،وفي تثبيت خالفته ،إذ كان همهم إثبات الوصية لعلي كما وضعوا في علي
وضعوا في ذريته وشيعته واألئمة المعصومين.
مثاله " :وصيي وموضع سري وخليفتي في أهلي ،وخير من أخلف بعدي علي " وقولهم "يا علي
إن اهلل غفر لك ولذريتك ولوالديك وألهلك و لشيعتك ولمحبي شيعتك "
و قال اإلمام ابن القيم " :وأما ما وضعه الرافضة في فضائل علي فأكثر من أن يعد .
- 2.محاولة التشكيك في الدين وإفساده من الداخل عندما عجز أعداء اإلسالم كالشعوبية عن
مقاومته من الخارج علنا ،أظهروا اإلسالم ،وأبطنوا الكفر والوثنية ،وعملوا على دس بعض
األحاديث لتشويه صورته وإفساده من الداخل ليضللوا به أتباع اإلسالم وينفروا منه من يحب
اعتناقه من ذلك زعمهم أن نفرا من اليهود أتوا الرسول ص فقالوا:
6
مثاله :من يحمل العرش ؟ فقال :تحمله الهوام يقرونها او المجرة التي في السماء من عرقهم ،
قالوا :نشهد إنك رسول اهلل .
- 3محاولة التقرب إلى الخلفاء أدى الجهل وضعف الوازع الديني ببعض الكذابين إلى وضع بعض
األحاديث في إظهار شأن بعض الخلفاء والحط من قدر أعدائهم.
والمثال على ذلك :هو الحديث الذي وضعه غياث بن ابراهيم الكوفي للمهدي ( الخليفة العباسي )
وقد كان المهدي يحب الحمام ويلعب به " :حدثنا فالن عن فالن أن النبي ص قال :ال سبق
إال في نصل أو خف أو حافر " وزاد فيه أو جناح " ،فأمر له المهدي بعطاء فلما قام و
انصرف :قال :أشهد على قفاك أنه قفا كذاب على رسول اهلل ،ثم قال :أنا حملته على ذلك
ثم أمر بذبح الحمام ورفض ما كان فيه "
- 4التفرقة العنصرية والتعصب للقبيلة أو البلد أو اإلمام خصوصا بعدما اعتمد بنو أمية في إدارة
الدولة على العنصر العربي ،وربما نظر بعض العرب إلى المسلمين من العناصر األخرى نظرة ال
توافق روح اإلسالم فدقع هذا بعض الموالي وغيرهم من األعاجم إلى مبادلة العرب االعتزاز
والفخار بالعنصر واألصل ،فوضع ضعاف اإليمان منهم أحاديث ترفع قدرهم وتحط من قدر
غيرهم.
مثل ذلك ": :ان كالم الذين حول العرش بالفارسية ". .فوضع مقابله :أبغض الكالم إلى اهلل
الفارسية ،وكالم أهل الجنة العربية.
7
ومثل ذلك في االفتخار :بالجنس ،وفضائل القبائل والبلدان واألئمة قولهم :يكون في أمتي رجل
يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من ابليس ،ويكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة
هو سراج أمتي " .
5الجهل أو الرغبة في الخير مع الجهل بالدين لما رأى بعض الصالحين انشغال الناس بالدنيا عن
األخرة وضعوا لهم أحاديث في الترغيب والترهيب حسبة هلل .يرغبونهم في صالح األعمال
ويخوفونهم من اآلثام وسيء األعمال ،وقد عد بعض علماء الحديث هؤالء من اخطر الوضاعين
،فهم أخطر ضررا من غيرهم لصالحهم ،فالناس يصدقونهم ويثقون بهم ،وال يتصورون
إقدامهم على الكذب والتزوير ،ويحسنون الظن بهم ،ومن هؤالء الوضاعين من جوز الكذب
على رسول اهلل ومنهم الكرامية ،وكذا فعل بعض الصوفية الذين قالوا نحن نكذب له وليس عليه
؛ كانوا إذا ذكروا بقوله صلى اهلل عليه وسلم :من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "
قالوا :نحن ما كذبنا عليه ،إنما كذبنا له ،صلى اهلل عليه وسلم وهذا من تلبيس إبليس وافتئات
على الشريعة ،ومن هؤالء غالم خليل أحمد بن محمد بن غالب الباهلي الذي كان زاهدا في
الدنيا وضع أحاديث في الرقائق فلما سئل :ما هذه الرقائق التي تحدث بها ؟ قال :وضعناها
لنرقق بها قلوب العامة وهكذا وضعت أحاديث كثيرة في فضائل سور القرآن ترغيبا في قراءتها
سأل اإلمام عبد الرحمن بن مهدي ميسرة بن عبد ربه :من أين جئت بأحاديث من قرأ كذا فله
كذا ؟ فأجابه :وضعتها أرغب الناس فيها"
قال العراقي:
والواضعون للحديث أضرب \\\ أضرهم قوم لزهد نسبوا .
8
.قد وضعوها حسبة فقبلت \\\ منهم ركونا لهم ونقلت
.نحو أبي عصمة اذ رأى الورى \\\ زعما نأوا عن القرآن فافترى
السبب 6القصاصون والشحاذون وحب اإلغراء والتظاهر بالعلم عمد القصاصون والشحاذون إلى
الكذب في الحديث و التزيد فيه الستمالة وجوه العامة و استثارة عواطفهم ،فكثرت عنهم
المناكير والغرائب واألكاذيب و القصص ،وقد ذم العلماء القصاص ألن الغالب منهم االتساع
في ذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ،ثم غالبهم يُخلط فيما يورده ،وربما اعتمد على ما
أكثره محال أو موضوع على رسول اهلل * أو صحابته .فأما إذا كان القصص صدقا ويوجب
وعظا فهو مقبول ،وقد قال اإلمام أحمد بن حنبل " :ما أحوج الناس إلى قاص صدوق "
السبب 7أسباب أخرى ناتجة عن الوهم والنسيان والعوارض البشرية ان العصمة من الخطأ
ليست ألحد ،واستحالة وقوع ذلك من رواة األحاديث النبوية والخطأ كان بين الرعيل األول -
أي جيل الصحابة -قليال نادرا ،وكذلك في عهد كبار التابعين ،غير أنه ازداد وكثر في عهد
صغار التابعين ،بسبب كثرة اللحن عند األمم غير العربية التي دخلت اإلسالم ،وكثرة من
يطلب الحديث وينقله ويرويه .
9
:1االختالط :أي اختالط العقل آخر العمر حتى ال يدري المختلط ما يقول وال يعقل ما يحدث به
–
. 2منهم من أمتحن بابن سوء أو وراق سوء أو جار زائغ كانوا يضعون له الحديث وقد أمن المحدث
ناحيتهم.
- 1زيادة التثبت في الرواية :عرف الصحابة مكانة السنة النبوية فخدموها من وجوه تحفظها
وتصونها ،وكان من بين ذلك التثبت واالحتياط في روايتها وسماعها دفعا لما يمكن أن يقع في
الرواية من الخطأ الناتج عن العوارض البشرية كالوهم والنسيان والخلط وعدم الثقة في السماع
وأول من نقل عنه التثبت في األخبار الصديق رضي اهلل عنه فقد أخرج اإلمام مالك في الموطأ
وتبعه أصحاب السنة األربعة إال النسائي قصة الجدة التي جاءت إلى أبي بكر تطلب نصيبها من
الميراث .
11
2استعمال اإلسناد والمطالبة به :ذهب كثير من الباحثين إلى أن اإلسناد بدأ عقب قيام الفتنة
مستندين في ذلك إلى قول اإلمام محمد بن سيرين "لم يكونوا يسألون عن اإلسناد فلما وقعت
الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فال
يؤخذ حديثهم ،خالفا لبعض المستشرقين كأ مثال :شاخت" الذي قال بأن المطالبة باالسناد
متأخرة ،وهو قول مردود.
وتؤكد نصوص أخرى أن المطالبة باإلسناد و التزامه حدث منذ وقت مبكر ،قال عبد اهلل بن
المبارك " :اإلسناد من الدين ولوال اإلسناد لقال من شاء ما شاء" ،
- 3تدوين السنة تدوين السنة في صحف وسيلة من وسائل حفاظها من الضياع ومن الدخيل الذي
يشوبها ،فإن الح ّفاظ تفني أعمارهم ،وتبقى السنة مدونة محفوظة ،ولذلك دون بعض الصحابة
الحديث في صحف خاصة بهم ،وأمر عمر بن عبد العزيز اإلمام محمد بن شهاب الزهري
بتدون السنة قائال " :أنظر ما كان من الحديث فاكتبه لي فإني خشيت دروس العلم ذهاب
العلماء " وكان عمر بن الخطاب من قبله قد عزم على تدوين السنة وجمعها في صحف .ومرت
السنة بمرحلة أخرى من التدوين وهو التدوين المنهجي حيث ظهرت كتب في المدينة ومكة
واليمن والشام والكوفة كموطأ مالك و ابن أبي ذئب ،وكتب األوزاعي بالشام وابن عيينة
بالكوفة ،ثم تال هؤالء جمع من العلماء صنفوا السنة في األجزاء والمسانيد و غيرها ،فحفظت
من العبث والزيادة و الكذب .
4مضاعفة النشاط العلمي والتثبت في الحديث :بذل المسلمون الجهود الكبيرة لصيانة الحديث
النبوي وحفظه من كذب الوضاعين وتحريفهم ،فنشطوا في
11
أ -الرحلة إلى األمصار لسماع الحديث من أصحابه مباشرة ،وللسؤال عن أحوال الرواة ومعرفة
أخبارهم .
ج -نقد الوضاعين والكذابين وفضحهم أمام الناس ،وقد ساهمت جهودهم هذه في تدوين علم
الجرح والتعديل ،العلم الذي تمكن المسلمون بفضله من تمييز الخبيث من الطيب من
األحاديث ،ومعرفة الوضاعين بأسمائهم وأنسابهم وأحوالهم بدقة كبيرة ،وشمولية واسعة.
د ـ بالتأليف في أسماء الرواة والكذابين و غيرهم من الضعفاء والمتروكين ليعرفهم الناس ويحذروهم ،
كما يظهر ذلك من خالل علم الجرح والتعديل وجهود النقاد
وهي القواعد التي يُحدث عنها من خالل عالمات الوضع في المتن وعالمات الوضع في السند
1ومن ذلك مقاطعة الرواة الكذابين :قال ابن حبان في ترجمة حميد بن علي بن هارون التِنِّيسي ،
أتيناه فحدثنا بهذا الحديث و أملي علينا من هذا الضرب ،فقمنا.
2استعمال التاريخ والوفيات والمواليد ،وذلك وسيلة لكشف كذب الكذابين وقد قال اإلمام سفيان
الثوري :لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ .
3 .إفراد الحديث الموضوع بالجمع والتأليف كان ليحيى بن معين صحيفة كتب فيها أحاديث
موضوعة ،وأكثر ذلك عن الكذابين وهو يعرفهم وقال يوما :أكتب هذه الصحيفة عن عبد
12
الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها و أعلم أنها موضوعة حتى ال يجئ إنسان بعده في
جعل أبان ثابثا ويرويه عن معمر عن ثابث ال عن أبان .
الى جانب تثبت أهل العلم واحتياطهم في قبول الحديث ،كان بعضهم يحارب القصاصين والكذابين
ويمنعهم من التحديث ويبين أمرهم ،ويحذر الناس منهم ،وكان جميع أهل العلم يبينون
لطالبهم الموضوع من غيره ،ويحذرونهم من أخبار الكذابين ،ومن أشهر من عرف بتصديه
لهؤالء عامر الشعبي 103 -هـ ،وشعبة بن الحجاج 160هـ ،الذي كان شديداً على
الكذابين ،وسيفاً مسلطا على رقابهم ،وسفيان الثوري 161 -هـ ،وغيرهم .
كان البد ألهل العلم من معرفة رواة الحديث معرفة تمكنهم من الحكم عليهم وبيان أحوالهم تعديال
وتجريحا ليتمكنوا من تمييز الصحيح من المكذوب ،والخبيث من الطيب ،لذلك أفتوا بجواز
ذلك ورأوا أن الجرح ليس غيبة محرمة بل واجبا عند الحاجة ،وضرورة شرعية ،فتتبعوا حياة
الرواة ،وعرفوا أحوالهم ،فكانوا ينقذونهم ويعدلونهم حسبة اهلل ،ال تأخذهم في ذلك خشية
أحد .
13
كما وضع العلماء قواعد دقيقة لمعرفة الصحيح والحسن والضعيف ،وضعوا قواعد لمعرفة الموضوع
منه ،وذكروا ما يدل على الوضع في السند والمتن.
اعتراف الراوي بكذبه ،فقد أقر عدد من الوضاعين بذلك كعبد الكريم بن أبي أ)
العوجاء ،نقل الذهبي عن ابن عدي قوله :لما أخذ ليضرب عنقه قال :لقد وضعت
فيكم أربعة آالف حديث أحرم فيها الحالل وأحلل الحرام ،فرد عليه هارون الرشيد :
أين أنت يا عدو اهلل من أبي إسحاق الفزاري و ابن المبارك ينخالنها ويخرجانها حرفا
بحرف "
ب) ) أن يتفرد راو معروف بالكذب برواية حديث وال يرويه ثقة غيره ،فيحكم على روايته
بالوضع .
) ما يؤخذ من حال الراوي ،كما حدث لسعد بن طريف حين جاء ابنه من الكتاب ت)
يبكي فقال له :مالك ؟ قال :ضربني المعلم ،قال ألخزينهم اليوم ،حدثني عكرمة عن
ابن عباس مرفوعا " :معلم صبيانكم شراركم ،أقلهم رحمة لليتيم ،وأغلظهم على
المسكين " .
14
ث) ) أن يقول الواضع ما يفيد االعتراف بالوضع ،كأن يروي عن شيخ لم يلقه ويجزم
بالسماع منه ،أو يروي عن شيخ في بلد لم يرحل إليه ،أو عن شيخ ولد الراوي بعد
وفاته ،أو توفي الشيخ والراوي صغير ال يدرك
ج) ) ويعرف ذلك باستعمال التاريخ ،قال اإلمام سفيان الثوري :لما استعمل الرواة
الكذب استعملنا لهم التاريخ وقال حفص بن غياث :إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه
بالسنَّين ؛ أي سنة والدته وسنة وفاة الشيخ الذي يزعم الرواية عنه .
ِّ
) 1ركاكة اللفظ :إذا اشتمل اللفظ على ركاكة اللفظ وحكم عليه أصحاب اللغة أنه ليس من كالم
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
) 2ركاكة المعنى ؛ يركز نقاد الحديث على ركة المعني وفساده قبل ركة اللفظ في الحكم على
الحديث بالوضع ؛ قال ابن حجر ،والمدار على ركة المعنى ألن الراوي ربما نقل الحديث
بمعناه:
-الثالثة تزيد البصر :النظر إلى الخضرة ،والماء الجاري والوجه الحسن .
) 3مخالفة نص الكتاب أو السنة المتواترة أو اإلجماع ومثال ذلك ما جاء في تحديد عمر الدنيا
ونهاية العالم أو قيام الساعة :مقدار الدنيا سبعة آالف سنة " فهذا مخالف لصريح القرآن في
15
قوله تعالى ( :يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ال يُجليها لوقتها إال
هو ثقلت في السماوات واألرض ال تأتيكم إال بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها
عند اهلل )
ومثال ذلك أيضا مما يناقض السنة ما ورد في مدح من اسمه محمد وأحمد ،وأن كل من يسمى
بهذه األسماء ال يدخل النار"
) 4مخالفة الحقائق التاريخية وذلك كالخبر المكذوب في وضع الجزية عن أهل خيبر إذ ظهر كذبه
من عدة وجوه منها :أن فيه شهادة سعد بن معاذ وقد توفي سعد قبل لك في غزوة الخندق ،
ومعروف أن الجزية لم تكن قد شرعت آنذاك ،و إنما نزلت بعد عام تبوك .
) 5وجود قرينة في الراوي على وضع الحديث كأن يكون رافضيا ويروي في فضائل أهل البيت .
)6أن يكون خبرا عن أمر جسيم تتوفر أسباب نقله ثم ال ينقله منهم إال واحد ،ألن العادة جارية
بتظاهر األخبار في مثل ذلك وانتشارها
) 7اشتمالها الخبر على مجازفات و افراط في الثواب العظيم مقابل العمل الصغير أو البسيط ،أو
الوعيد الشديد على الذنب الصغير - . ،من أمثلة ذلك عن جابر مرفوعا :من أصبح يوم
الجمعة صائما وعاد مريضا وأطعم مسكينا وشيع جنازة لم يتبعه ذنب أربعين سنة -ما من عبد
يصلي ليلة العيد ست ركعات إال شفع في أهل بيته كلهم قد وجبت لهم القار
16
) 8عدم وجود الحديث في بطون الكتب الحديثية .،يقول اإلمام السيوطي :وأما اآلن فالعمدة على
الكتب المدونة ،فمن جاء بحديث غير موجود فيها فهو رد عليه ،وإن كان من أتقى المتقين
"،
الوضاع :هو الذي يختلق أو يصنع حديثا زورا أو أكثر وينسبه إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم ويسمى
أيضا كذابا وأفاكا ومفتريا
.الموضوع :هو الحديث الذي وضعه وضاع ،ويسمى المصنوع والكذب والمختلق والمفترى ،
قال الحافظ العراقي في الفيته
مقاومة الوضع والوضاعين :عبارة عن جهود النقاد علماء الحديث في كشف الكذب والكذابين منذ
أن بدأ الكذب وليداً في مهده . .
17
كتب الموضوعات :وهي كتب جمع فيها أصحابها أحاديث موضوعة حتى يعرفها الناس ،وإذا
شكوا في حديث كانت هذه الكتب مصدرهم يرجعون إليه للبحث عنه.
عالمات الوضع :وتسمى أمارات الوضع التي بها نعرف أن الحديث موضوع أو نتوقف فال تقبله حتى
نبحث عنه في كتب الموضوعات ،و عالمات الوضع نوعان :عالمات تقع في السند ،وأخرى
تقع في المتن
،حكم الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم الكذب كبيرة من الكبائر ،وإثم وجناية على
الشرع لما فيه من إدخال شيء غريب فيه وهو مسقط لعدالة صاحبه وسبب من أسباب تجريحه
،بل هو السبب الغليظ في ذلك بعد الكفر والشرك والردة ولذلك فإن أسوأ مراتب التجريح أن
يقال في الراوي :كذاب أو وضاع أو أفاك ونظرا لخطورة الكذب فإن النبي صلى اهلل عليه
وسلم حذر منه في حديثه المشهور :من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار »
18
1كتاب الاابطيل واملشاهري للجوزقاين :هذا كتاب يف ذكر ا ألحاديث املوضوعة حمك علهيا ابلوضع مبجرد
خمالفهتا الس نة يف ما يراه هو .قال احلافظ ابن جحر :وهو خطأأ اال أأن تعذر امجلع ،ومن ذكل
حديث « :ال ي َ ُؤ َّم َّن عبد قوما فيخص نفسه بدعوة دوهنم " احلديث حمك عليه بعضهم ابلوضع ألنه
قد حص أأنه صىل هللا عليه وسمل اكن يقول « :اللهم ابعد بيين وبني خطااي"ي" .وهذا خطا المنان
محهل عىل ما مل يرشع للمصيل من ا ألدعية خبالف ما يشرتك فيه االمام واملأأموم .
نعم ان مما يعرف به املوضوع مناقضة احلديث لنص الكتاب أأو الس نة املتواترة أأو االجامع القطعي ،ويف
التقييد ابلس نة املتواترة احرتاز عن غري املتواترة فرد احلديث مبجرد خمالفة الس نة مطلقا خطأأ .
هذا ابالضافة اىل أأن التناقض قد ينشأأ عن فهم يسء ألحد النصني أأو لكهيام فيكون التناقض ومهيا
ال حقيقيا ،ومن طالع كتب التعارض والرتجيح واختالف احلديث وكتب تفسري النصوص ظهر هل
هذا املشلك بشلك جيل .
2املوضوعات الكربى البن اجلوز"ي :االمام العالمة أأبو الفرج عبد الرحامن ابن اجلوز"ي ودل س نة 805هـ
واملتويف س نة 895هـ ،صاحب التصانيف يف علوم القرأن والتفسري واحلديث وعلومه والفقه
وأأصوهل والرتامج والتارخي و الزهد والرقائق والوعظ .اما كتاب املوضوعات الكربى فهو من أأقدم و
أأوسع ما أألف يف تتبع ا ألحاديث املوضوعة .مجع فيه طائفة غري قليةل من ا ألحاديث اليت حمك علهيا
ابلوضع واس تخرهجا من كتاب النامل يف الضعفاء البن عد"ي ،والضعفاء البن حبان البس يت ،
وكتاب الضعفاء للعقييل ،والضعفاء أليب الفتح ا ألزد"ي ،وتفسري ابن مردويه ،واملعامج الثالثة
لالمام الطرباين ،وكتب اخلطيب و أأيب نعمي ،وغريها .
و أأصاب يف ذكر أأحاديث موضوعة شنيعة ،وكثري ما يعلق علهيا ويفضح مقاصد واضعهيا فيقول مثال يف
حديث أألك القثاء ابللحم :هذا حديث موضوع عىل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ال بورك يف
من وضعه ،فانه قصد شني االسالم ليقول قائل وأأ"ي يشء يف ذكل يرفع اجلذام ؟ قال ابن عد"ي :
انفرد به خليد عن قتادة .ولعل البالء ممن رواه عن خليد .
قال املصنف :وخليد مجمع عىل تضعيفه .وقال النسايئ :ليس بثقة .وقال عقب ايراده حديثني موضوعني
يف فضل العدس و أأنه مبارك ،وأأنه قدس عىل لسان س بعني نبيا :هذان حديثان موضوعان ،اكفأأ
19
هللا من وضعهام ،فانه قصد شني الرشيعة والتالعب ،فانه العدس من أأردا املأأكوالت ،فاذا مسع
من ليس من أأهل رشعنا هذا نسب نبينا اىل غري احلمكة .
هكذا يف مواضع كثرية من كتابه يذكر احلديث مث يذكر املهتم بوضعه ،وينقل أأقوال النقاد يف تضعيفه أأو
اهتامه ابلوضع .لكن ابن اجلوز"ي ذكر يف هذا الكتاب أأحاديث ليست ابملوضوعة مهنا حديث يف
اجلامع الصحيح وأأحاديث يف املس ند والسنن وغريها اغرتارا بوجود ضعيف أأو متلكم فيه يف
مس نده ،قال احلافظ ابن جحر " :غالب ما يف كتاب ابن اجلوز"ي موضوع ،واذل"ي ينتقد عليه
ابلنس بة اىل ما ال ينتقد قليل جدا ،قال :وفيه من الرضر أأن يظن ما ليس مبوضوع موضوعا ،
عكس الرضر مبس تدرك احلامك فانه يظن ما ليس بصحيح حصيحا ،ويتعني الاعتناء ابنتقاد الكتابني
فان الالكم يف تساهلهام عدم الانتفاع هبام اال العامل ابلفن".
قال اذلهيب رمبا ذكر ابن اجلوز"ي يف املوضوعات أأحاديث حس نة قوية ،قال :ونقلت من خط الس يد
بن أأيب اجملد قال :صنف ابن اجلوز"ي كتاب املوضوعات فأأصاب يف ذكره أأحاديث شنيعة خمالفة
للنقل والعقل ،وما مل يصب فيه اطالقه الوضع عىل أأحاديث بالكم بعض الناس يف احد رواهتا ،
كقوهل فالن ضعيف أأو ليس ابلقو"ي ،وليس ذكل احلديث معارضا لكتاب وال س نة وال اجامع ،
وال جحة بأأنه موضوع سوى الكم ذكل الرجل يف راويه ،وهذا عدوان وجمازفة .
3كتاب تذكرة املوضوعات البن طاهر املقديس :هو احلافظ العامل ابن طاهر ابن القيرساين املقديس
الشيباين املتويف س نة 805هـ صاحب التصانيف .عنوان كتابه "التذكرة يف غرائب ا ألحاديث
واملنكرة " .مل يقصد فيه افراد ا ألحاديث املوضوعة بل أألفه لبيان ا ألحاديث املوضوعة والضعيفة.
( الوايه واملنكر ) رتبة حسب أأوائل ا ألحاديث تبعا لرتتيب احلروف لتكون أأقرب عىل من أأراد
معرفة احلديث اذل"ي يريده كام بني ذكل يف مقدمة الكتاب
اس تخرج مادته من كتاب اجملروحني من احلدثني و الضعفاء واملرتوكني البن حبان فساق ا ألحاديث وذكر
عللها .وا ألحاديث املذكورة يه اليت اش هترت يف زمانه وتداولها بعض الناس يف احتجاجاهتم
ومناظراهتم .
21
4العلل املتناهية يف ا ألحاديث الواهية للعالمة ابن اجلوز"ي ا ألحاديث الواهية يه اليت اش تد ضعفها ،
ويه غري ا ألحاديث املوضوعة ،وان أأشعر امسها بأأهنا ال قمية لها وال يلتفت الهيا بشدة ضعفها
ووههنا .
8الللئ املصنوعة يف ا ألحاديث املوضوعة للحافظ جالل ادلين الس يوطي املتويف س نة 911هـ ،كتاب
مجع فيه ا ألحاديث املوضوعة ،أأصهل اختصار لكتاب املوضوعات الكربى البن اجلوز"ي مع تعقب هل
فامي ليس مبوضوع ،وأأضاف موضوعات أأخرى مل يذكرها ،ولك ذكل مفيد من حيث معرفة املوضوع
،ومن حيث الصنعة احلديثية ومساكل العلامء يف النقد والاس تدراك .
مهنجه
قال االمام الس يوطي " :اخترصت هذا الكتاب فعلقت أأسانيده وذكرت مهنا موضع احلاجة و أأتيت
ابملتون والكم ابن اجلوز"ي علهيا ،وتعقبت كثري ًا مهنا وتتبعت الكم احلفاظ يف تكل ا ألحاديث
خصوصا ش يخ االسالم يف تصانيفه وأأماليه ،مث أأفردت ا ألحاديث املتعقبة يف تأأليف ،وذكل أأن
ش يخ االسالم أألف القول املسدد يف اذلب عن املس ند ،أأورد فيه أأربعة وعرشين حديثا يف
املس ند ويه يف املوضوعات " وانتقدها حديثا حديثا ،ومهنا حديث يف حصيح مسمل ،وهو ما
رواه من طريق أأيب عامر العقدى عن أأيب هريرة قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل :ان طالت
بك مدة أأوشك أأن ترى قوما يغدون يف خسط هللا ويروحون يف لعنته ،يف أأيدهيم مثل أأذانب
البقر ،قال ش يخ االسالم مل أأقف يف كتاب " املوضوعات عىل يشء حمك عليه ابلوضع وهو يف
أأحد الصحيحني غري هذا احلديث واهنا لغفةل شديدة ،مث تلكم عليه وعىل شواهده ،وذيلت عىل
هذا الكتاب بذيل يف ا ألحاديث اليت بقيت يف املوضوعات من املس ند و يه أأربعة عرش مع الالكم
علهيا ،مث أألفت ذيال لهذين الكتابني مسيته " :القول احلسن عن السنن " ،وأأوردت فيه مائة
وبضعة وعرشين حديثا ليست مبوضوعة ،مهنا ما هو يف سنن أأيب داود ويه أأربعة أأحاديث مهنا
حديث صالة التسبيح ،ومهنا ما هو يف جامع الرتمذ"ي وهو ثالثة وعرشون حديثا ،ومهنا ما هو
يف سنن النسايئ وهو حديث واحد ،ومهنا ما هو يف ابن ماجه وهو س تة عرش حديثا ،ومهنا ما
هو يف حصيح البخار"ي رواية حامد بن شاكر ،وهو حديث ابن معر كيف اي ابن معر اذا معرت بني
قوم خيبئون رزق سنهتم ،هذا احلديث أأورده ادليلمي يف مس ند الفردوس وعزاه للبخار"ي ،وذكر
21
س نده اىل ابن معر ،ورأأيت خبط العرايق أأنه ليس يف الرواية املشهورة ،وأأن املز"ي ذكر أأنه يف
رواية حامد ابن شاكر ،فهذا حديث اثن من أأحاديث الصحيحني ومهنا ما هو يف تأأليف البخار"ي
غري الصحيح ،كـ " خلق أأفعال العباد " ،أأو تعاليقه يف الصحيح ،أأو يف مؤلف أأطلق عليه امس
الصحيح مكس ند ادلاريم و املس تدرك ،وحصيح ابن حبان ،او يف مؤلف معترب كتصانيف البهيقي
،فقد الزتم أأن ال خيرج فهيا حديثا يعلمه موضوعا ومهنا ما ليس يف أأحد الكتب ،وقد حررت
الالكم عىل ذكل حديثا حديثا جفاء كتااب حافال ،وقلت أخره نظام كتاب ا ألابطيل للمرتىض أأيب
الفرج احلافظ املقتدى تضمن ما ليس من رشطه دلى البصري الناقد املهند"ي
كتاب الغامز عىل اللامز يف ضعيف احلديث وموضوعه تأأليف أأيب احلسن جالل ادلين عيل بن عبد هللا
السمهود"ي الشافعي الكتاب معدود مضن مؤلفات ا ألحاديث املش هترة عىل ا أللس نة ،ويه كثرية
وكرثهتا تدل عىل كرثة املش هتر عىل ا أللس نة .لكن السمهود"ي مجع فيه كثريا مما اش هتر عىل أألس نة
الناس من ا ألحاديث الضعيفة واملوضوعة عىل النيب صىل هللا عليه وسمل دفعا لالغرتار ابش هتارها و
اعتقاد أأن ذكل دال عىل حصهتا .وقد أأفاد املؤلف من الكتب اليت س بقته يف هذا الشأأن قبل القرن
السابع الهجر"ي .والكتاب مرتب عىل حروف املعجم .وهو مطبوع بدار اللواء ابلرايض عام
1401هـ يف جزء واحد
كتاب اللؤلؤ املرصوع فامي ال أأصل هل أأو بأأصهل موضوع تأأليف أأيب احملاسن محمد بن خليل القاوقجي
الطرابليس احلنفي املتويف س نة 1308هـ ،صاحب التصانيف اليت زادت عن مائيت مؤلف بني
كبري وصغري يف التصوف خاصة وفهيا كتب يف احلديث والتفسري والعروض أأيضا اكن املؤلف قد
طلب العمل يف بدله مث رحل اىل ا ألزهر فطلب العمل هناك عن ش يوخه وأأما كتاب اللؤلؤ املرصوع
فأأورد فيه طائفة من ا ألحاديث املوضوعة والأاكذيب املنترشة بني بعض اجلهةل والعامة وينس بوهنا
خطا اىل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل مرتبة حسب حروف املعجم قال يف مقدمته :هذه نبذة
مما لهجت به العامة يف كثري من ا ألقطار واش هترت أأهنا أأحاديث رسول هللا صىل هللا عليه وسمل
الصادق اخملتار ويه من وضع الزاندقة ودسائس الفجار
22
كتاب املنار املنيف يف احلديث الصحيح والضعيف أأو نقد املنقول واحملك املمزي بني املردود واملقبول البن
القمي هو يف ا ألحاديث الضعيفة واملوضوعة من خالل العالمات والضوابط اليت تعرف هبا .مل
يس هتهل مبقدمة كعادته يف كتبه ا ألخرى ،وجعهل يف مواضيع ش ىت مس تخرجة من أأبواب كتاب "
املوضوعات الكربى " البن اجلوز"ي عبارة عن ضوابط ولكيات وأأمارات تدل عىل احلديث املوضوع
يف ذكل الباب ،رمغ أأنه مل يرصح بأأنه انطلق يف ذكل من كتاب ابن اجلوز"ي .
وعىل العموم فان مواد كتابه ترجع اىل اجلواب عن سؤالني :
ا ألول اكن حول أأحاديث معينة .
والثاين وهو هل ميكن معرفة احلديث املوضوع بضابط من غري أأن ينظر فيه
وأأما خبصوص الثاين ذكر لكيات عامة وضوابط تفصيلية ُُيمك من خاللها عىل احلديث ابلوضع كقوهل :
أأحاديث اختاذ ادلجاج وليس فهيا حديث حصيح ،ومهنا أأحاديث فضائل ا ألزهار كحديث فضل
الرنجس والورد . . .لكها كذب . . .طبع عدة مرات حمققا من ذكل حتقيق عبد الفتاح أأبو غدة ،
وحتقيق العالمة ُيىي املعلمي وحتقيق ُيىي الامثيل
تزنيه الرشيعة املرفوعة عن ا ألحاديث الشنيعة املوضوعة " للحافظ أأيب احلسن عيل بن محمد بن عراق
الكناين املتويف س نة 963هـ ،خلص فيه كتاب املوضوعات الكربى البن اجلوز"ي ،وما زاد عليه
االمام الس يوطي يف لللئه وغريه .وقدم هل بفصل مفيد مجع فيه أأسامء الكذابني بلغ عددمه أألفا
وس امتئة ،ويه فائدة قمية جدا أأىت هبا هذا الكتاب .افرادمه ابذلكر مفيد فلكام وجدان اسام ألحد
هؤالء يف س ند حديث توقفنا يف قبوهل وقلنا :يف س نده وضاع .
الفوائد اجملموعة يف ا ألحاديث املوضوعة للقايض أأيب عبد هللا محمد بن عيل الشواكين ،وقد أأفاد من مؤلفات
السلف ،اال أأنه تساهل يف احلمك عىل بعض ا ألحاديث ابلوضع ،فأأدرج فيه بعض ا ألحاديث
املقبوةل ،وقد نبه اىل هذا الس يد عبد احلي اللكنو"ي يف كتابه " ظفر ا ألماين " .
23
وقد طبع كتاب " الفوائد اجملموعة " س نة ( 1350هـ 1960 -م ) مبرص .واىل جانب هذه املؤلفات
صنف العلامء كتبا كثرية يف ا ألحاديث املش هترة بني الناس تبني مزنةل احلديث من القوة أأو الضعف
،أأو الوضع ،ومن أأشهر هذه الكتب كتاب املقاصد احلس نة يف بيان كثري من ا ألحاديث املش هترة
عىل ا أللس نة للحافظ املؤرخ محمد ابن عبد الرحامن السخاو"ي رتبه عىل حروف املعجم ،كام رتبه
عىل ا ألبواب وهو كتاب جيد مفيد ،طبع س نة ( 1358هـ ) مبرص .ويش هبه كتاب كشف اخلفاء
ومزيل االلباس عام اش هتر من ا ألحاديث عىل لس نة الناس للعجلوين
كتاب اجملروحني البن حبان البس يت :اش هتر الكتاب هبذا الامس ،وهو يف النسخة اخلطية املودعة بدار
الكتب املرصية عنوانه " معرفة اجملروحني من احملدثني والضعفاء واملرتوكني" وهو عنوان أأدق
احملتوايت الكتاب ،ويذكر ابن حبان يف أخر الكتاب " :قد أأملينا ما حرضان من ذكر الضعفاء
واملرتوكني وأأضداد العدول من اجملروحني ،وهذا أأكرث قراب اىل عنوان الكتاب يف اخلطبة " .أألف
ابن حبان كتااب من أأكرب كتبه هو " :التارخي الكبري " ولكنه رأأى صعوبة تناول ما يف هذا الكتاب
ألنه مجع فيه بني الثقات واجملروحني فاخترص من هذا الكتاب كتابيه " الثقات واجملروحني " .قال
يف مقدمة كتاب الثقات :وأأقنع هبذين الكتابني :كتاب الثقات ،وكتاب اجملروحني ،اخملترصين عن
كتاب التارخي الكبري
و ابن حبان خيطو يف هذا الكتاب خطوة واسعة يف هذا الفن - :هو أأوال وضع قواعده العرشين يف
التضعيف واجلرح وترك الرجال - .يذكر امس الرجل اكمال واحلمك عليه وا ألس باب اليت استند الهيا
يف تكوين هذا احلمك - .ينقل بعد هذا أأقوال ا ألمئة يف الرجل - .يورد يف هناية الرتمجة حديثا أأو
أأكرث مما أأنكره احملدثون عليه ويصدر ذكل بقوهل :قال أأبو حامت " .
ويكفي أأن كتاب املوضوعات البن اجلوز"ي اس تقى أأكرث أأحاديثه من كتاب ابن احبان ،كام أأن صاحب
املزيان ترمج لعدد كبري من الرجال مل يذكر عهنم أأكرث مما قاهل ابن حبان فهيم .وابن حبان ينقل عن
البخار"ي كثريا ما يتعلق ابلرجال خاصة يف كتابيه " :التارخي الكبري و التارخي الصغري " ،دون أأن
يشري اليه ،مع أأن ابن حبان بدأأ طلب العمل يف وقت اكنت شهرة البخار"ي طبقت الفاق ومل ينازعه
يف زعامة احملدثني منازع خاصة بعد وفاته .
24
مذهب ابن حبان يف اجلرح والتعديل :ويعد ابن حبان من بني املتشددين من أأمئة احملدثني يف احلمك عىل
الرجال ،شأأنه يف ذكل شأأن أأيب حامت وابن معني و ابن القطان الفايس وُيىي بن سعيد القطان و
غريمه واحلافظ اذلهيب يشري اىل هذا يف ثنااي ترجامته يف املزيان عندما ينقل رأأ"ي ابن حبان ،وكثريا
ما يقسو يف عبارته عليه أأو يغمزه مغزا شديدا .ففي ترمجة عامثن بن عبد هللا الطرائفي يقول " :
وأأما ابن حبان فانه يقعقع كعادته فقال فيه " أأما ابن حبان فأأرسف واجرتأأ .ويف ترمجة محمد بن
الفضل السدويس عارم ،مث ساق ر أأ"ي حبان وقال " :ومل يقدر ابن حبان أأن يسوق هل حديثا منكرا
،فأأين ما زمع ؟ " .
ومع تسلمينا بأأن ابن حبان مييل اىل التشدد يف حمكه عىل الرجال اكس تاذه النسايئ ،اال أأن اذلهيب كثريا ما
ينقل أراء اجملرحني اذل"ي يلتقون مع ابن حبان يف الرأأ"ي وال هيامج اال ابن حبان مهنم خاصة .و
احلافظ ابن جحر أأيضا مييل اىل هذا الرأأ"ي ،يقول " :ابن حبان رمبا جرح الثقة حىت أكنه ال يدر"ي
ما خيرج من ر أأسه " .ومع ذكل فقد نسب عدد من احملدثني ابن حبان اىل التساهل ،وقد عاجل
اللكنو"ي الهند"ي هذا املوضوع يف كتابه " :الرفع والتمكيل يف اجلرح والتعديل " .فنان مما قاهل يف
ذكل :قالوا :هو واسع اخلطو يف ابب التوثيق ،يوثق كثريا ممن يس تحق اجلرح ،وهو قول
ضعيف فان ابن حبان ممن اكن يعد من املتعنتني واملرسفني يف جرح الرجال ،
وابن حبان يقسم جرح الضعفاء اىل عرشين نوعا يف مقدمة كتابه وحض لك نوع ورضب ،وبني الفروق
ادلقيقة اليت قد ختفى عىل البعض ونبه علهيا أأثناء الرتجامت ،والزتم هبذه القواعد من أأول الكتاب
اىل أخره
أأول هذه ا ألنواع الزاندقة اذلين اكنوا يعتقدون الزندقة والكفر وال يؤمنون ابهلل واليوم الخر .
اثنهيا :اذلين يضعون احلديث عىل الش يوخ الثقات يف احلث عىل اخلري والزجر عن املعايص .
1كتاب الضعفاء والكذابني البن شاهني ( 358هـ ) هو أليب حفص معر بن أأمحد البغداد"ي
املشهور اببن شاهني نس بة جلده وادل أأمه املتويف س نة 358هـ ،ودل ونشأأ ببغداد يف بيئة عمل و
25
علامء أأوهلم أأبوه فقد اكن حمداث ،وجده ألمه أأمحد بن محمد بن شاهني ،مث جلس اىل علامء بغداد
فهنل مهنم ،مث غريمه ممن رحل الهيم يف الرقة وواسط والبرصة ودمشق وطرابلس ومرص وفارس
وغريها .أألف عدداً كبريا من الكتب بلغت ثالمثائة وثالثني مصنفا يف خمتلف الفنون واجملاالت مهنا :
-اترخي أأسامء الثقات .
أأسامء الضعفاء والكذابني .
-كتاب اجلنائز
-كتاب فضائل رمضان .
أأما كتابه أأسامء الضعفاء والكذابني مفن كتب اجلرح والتعديل املفيدة وحلقة من حلقات التصنيف فيه ،
س بق مبجموعة أأخرى من كتب هذا الشأأن لكن هل مزيات مهنا :
-حفظ لنا مادّة يف اجلرح والتعديل وأأقوالا لنقاد أأوائل مل يؤلفوا كتبا وامنا نقلت أأقواهلم اكلقطان وماكل .
-حفظ نصوصا من كتب مل تصلنا مثل كتاب الرجال والعلل البن عامر ( 242هـ ) .
رب مادة كتب س بقته مل تلزتم ترتيبا سهال وال واحضا اكلتارخي البن معني والعلل ألمحد ،
2النامل يف الضعفاء أليب أأمحد عبد هللا بن عد"ي اجلرجاين ( 368هـ ) اس هتل اذلهيب ترمجة
ابن عد"ي بقوهل " :هو االمام احلافظ الناقد اجلوال " وقال يف موضع أخر :وجرح وعدل وحصح
وتقدم يف هذه الصناعة عىل حلن فيه ،يظهر يف تأأليفه أأما كتاب " النامل يف الضعفاء " فهو كتاب
كبري يذكر فيه لك من تلكم فيه بأأدىن يشء ولو اكن من رجال الصحيحني ،وتقوم الرتمجة عىل ذكر
امس الراو"ي وامس أأبيه ونس به و أأسامء بعض ش يوخه وتالميذه ومنوذج أأو أأكرث من رواايته الضعيفة ،
ونقل أأقوال أأمئة اجلرح والتعديل فيه ،وقد رتب ابن عد"ي أأسامء الرواة عىل حروف املعجم .وقد
انتقد السخاو"ي توسع ابن عد"ي يف كتابه وذكره لبعض الثقات اذلين تلكم فهيم ،ورمغ ذكل أأثىن
عليه ووصفه بأأنه " :أأمكل الكتب املصنفة قبهل وأأجلها "
26
وقد اش هتر هذا الكتاب وحظي بتقدير العلامء حىت ان محزة السهمي ملا سأأل االمام ادلار قطين أأن يصنف
كتااب يف الضعفاء أأجابه " :اليس عندك كتاب ابن عد"ي ؟ فقال :بىل ،قال :فيه كفاية ال يزاد
عليه "
1الكشف احلثيث معن ريم بوضع احلديث .املؤلف هو االمام احلافظ برهان ادلين احلليب
( 541هـ ) .بدأأ مبقدمة ذكر فهيا موضوع الكتاب ومهنجه فيه فقال :ترمجت للك من وقع عليه من
الرواة أأن ريم بوضع احلديث مس تخرجا اايمه من كتب املوضوعات وكتب اجلرح والتعديل
اكملوضوعات الكربى البن اجلوز"ي واجملروحني البن حبان ،ومزيان الاعتدال لذلهيب ،وتلخيص
املس تدرك عليه ،كام ذكر يف هذه املقدمة املفيدة امث من كذب عىل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل
،وأأصناف الوضاعني ،وسبب الوضع ،وكيف يعرف كون احلديث موضوعا .
رتبه عىل حروف املعجم يف الامس وامس ا ألب ،وعمل عىل من هل رواية يف الكتب الس تة ابلرموز املشهورة
عند أأهل احلديث
2كتاب املزيان الاعتدال لالمام مشس ادلين أأيب عبد هللا اذلهيب ادلمشقي 545هـ .فهو
اذل"ي قامت عليه شهرة االمام اذلهيب ،وعرف به ،اذ ميثل مقة معلوماته يف اجلرح والتعديل ،
ويعترب أأكرث كتبه استيعااب يف النقد ،وذلكل أأصبح هذا الكتاب معدة يف معرفة أأحوال الرواة ،
ومصدرا يف اجلرح والتعديل ،متزي بقميته العلمية ومنانته السامية ومهنجه املمتزي ،وهو أأحسن مثال
يس تدل به للحديث عن هجود احلافظ اذلهيب يف عمل اجلرح والتعديل ،ومساهامته يف خدمة
احلديث النبو"ي عن طريق تتبع أأسامء رواته وذكر أأحواهلم اما بتعديل واما بتجرحي .
موضوع الكتاب :بني اذلهيب يف مقدمة املزيان أأن أأصل الكتاب وموضوعه يف أأسامء الضعفاء و غريمه من
املرتوكني ،اال أأن فهيم خلقا من الثقات ذكرمه لذلب عهنم او ألن الالكم فهيم غري مؤثر ،ومن هنا
احتوى هذا الكتاب عىل أأسامء :
-الوضاعني املتعمدين .
-الكذابني اذلين يدعون السامع ومل يسمعوا .
27
-املهتمني ابلوضع .
-الكذابني يف لهجهتم ال يف احلديث النبو"ي .
-احلفاظ اذلين يف ديهنم رقة ويف عدالهتم وهن .
-احملدثني الضعفاء لومههم .
-اذلين قبل حديهثم يف الشواهد والاعتبار هبم ،ال يف ا ألصول واحلالل واحلرام .
-احملدثني الصادقني أأو الش يوخ املس تورين اذلين فهيم لني ،ومل يبلغوا رتبة أأو فيه ا ألثبات املتقني .
والشك أأن هذه ا ألصناف املذكورة توحض جبالء أأن كتاب مزيان الاعتدال حبر زاخر غزير الفوائد ،كثري
املنافع ،يس تطيع الباحث أأن يس تخرج منه أأش ياء كثرية ،وذلكل أأثىن عليه ابن الس بيك فقال " :
وهو من أأجل الكتب " ،وقال احلسيين وهو يتحدث عن مؤلفات اذلهيب " :ومن أأحس هنا مزيان
الاعتدال يف نقد الرجال ،
مهنجه :اعمتد اذلهيب يف " مزيان الاعتدال " عىل كتاب " النامل يف الضعفاء " البن عد"ي ،وسار عىل
خطته ،وزاد عليه من الكتاب احلافل البن مفرح النبايت االشبييل ،وقد رتب اذلهيب مواد كتابه
عىل حروف املعجم ،وراعى هذا الرتتيب يف امس الراو"ي وامس أأبيه ليقرب تناوهل ،مث ذكر بعد
ذكل الكىن ،ومن عرف بأأبيه ،وا ألنساب ،وجماهيل الامس ،والنسوة اجملهوالت ،وكىن النسوة
. . .،
يذكر اذلهيب امس الراو"ي ونس به مث بعض من روى عنه ،مث يذكر من ضعفه ،كام أأنه يذكر يف أأحيان كثرية
-حديثا أأو حديثني من مناكري الراو"ي املرتمج هل أأو غرائبه واذا اكن كذااب بني كذبه وروى حديثا
من موضوعاته .
فوائد الكتاب :يعد كتاب مزيان الاعتدال من أأمجع كتب الضعفاء وأأوسعها ،مجع فيه عددا كبريا من رواة
ا ألحاديث النبوية ،ومجموع ترامج كتاب مزيان الاعتدال حوايل 11040ترمجة تقريبا ،وهو بدون
شك عدد خضم جيعل هذا الكتاب معدة يف اببه ،ومغنيا عن الرجوع اىل غريه ،ويندهش املرء أأمام
يشء أخر يف هذا الكتاب وهو املصادر اليت اعمتدها اذلهيب ،
28
اعتناء العلامء مبزيان الاعتدال :حظي كتاب مزيان الاعتدال ابهامتم العلامء ،فقام كثري مهنم ابلتذييل
والاس تدراك والتعليق عليه ومن بني هؤالء :
- 1تلميذه مشس ادلين أأبو احملاسن احلسيين ( 568هـ ) ذكر ذكل احلافظ ابن جحر فقال " :وهل تعليق
عىل املزيان ّبني فيه كثريا من ا ألوهام واس تدرك عليه عدة أأسامء ،وقفت عىل يسري منه ،قد
احرتقت أأطرافه ملا دخلت دمشق س نة ست وثالثني
- 2تلميذه اسامعيل بن كثري احلافظ املؤرخ ( 554ه ) ،قال احلسيين " :مفن تصانيفه كتاب " التمكيل
يف معرفة الثقات والضعفاء واجملاهيل " ،مجع بني كتاب " الهتذيب و املزيان " وهو مخس جمدلات
- 3احلافظ برهان ادلين ابراهمي بن محمد احلليب املعروف بس بط ابن العجمي ( 541هـ ) ،وقد ذكر ابن
فهد أأنه أألف كتاب " نقد النقصان يف معيار املزيان " ،وذيال عىل املزيان
- 4احلافظ الكبري ابن جحر العسقالين ( 582هـ ) وقد أألف حترير املزيان " ولسان املزيان " ،أأورد فيه
من رجال كتاب " املزيان " من مل يذكرمه يف كتابيه هتذيب الهتديب تقريب الهتديب "
" الضعفاء الكبري " أليب جعفر محمد بن معرو العقييل ( 322هـ ) .وصف اذلهيب أأاب
جعفر العقييل ابالمام احلافظ الناقد ،أأما ابن القطان الفايس فقال " :أأبو جعفر العقييل ثقة جليل
القدر ،عامل ابحلديث ،مقدم يف احلفظ .أأما كتاب " الضعفاء " فقد ترمج فيه العقييل للضعفاء
اذلين جرهحم من هجة عدالهتم أأو ضبطهم فذكر :من نسب اىل الكذب ووضع احلديث ،من غلب
عىل حديثه الومه ،ومن يهتم يف بعض حديثه ،واجملهول اذل"ي روى ما ال يتابع عليه ،واملبتدع
ادلاعية وان اكنت حاهل يف احلديث مس تقمية .
اال أأن العقييل جرح كثريا من رجال الصحيحني وغريمه من أأمئة الفقه مهنم االمام أأبو حنيفة النعامن ،وهذا
ما محل عددا من العلامء عىل التنكيت عليه ،فأألف ابن ادلخيل جزءا يف فضائل أأيب حنيفة للرد
عليه ،ورد عليه اذلهيب يف غري موضع من " املزيان " ،ورد عليه ابن عبد الرب يف الانتقاء " ،
ورد عليه من املعارصين الش يخ محمد زاهد الكوثر"ي بكتاب " :نقد كتاب الضعفاء للعقييل "
29
-تلكم العقييل يف عبد هللا بن دينار وذكره مضن الضعفاء .فرد عليه اذلهيب قائال :وقد أأساء أأبو جعفر
العقييل ابيراده يف كتاب الضعفاء هل "
وتلكم العقييل أأيضا يف االمام احلجة عيل بن املديين وذكره يف كتابه الضعفاء ،وهذا ما محل االمام اذلهيب
عىل التنكيت عليه يف رد مسهب فقال " :وقد بدت منه هفوة مث اتب مهنا ،وهذا أأبو عبد هللا
البخار"ي وانهيك به قد حشن حصيحه حبديث عيل بن املدين وقال:
ما اس تصغرت نفيس بني يد"ي أأحد اال بني يد"ي عيل بن املديين ،ولو تركت حديث عيل ،وصاحبه محمد
وش يخه عبد الرزاق ،وعامثن بن أأيب شيبة ،وابراهمي بن سعد ،و عفان . . . ،لغلقنا الباب ،
وانقطع اخلطاب وملاتت الاثر ،واس تولت الزاندقة ،وخلرج ادلجال ،
31
.احلديث :عن ابن بريدة عن أأبيه قال قال النيب صىل هللا عليه وسمل « :للك نيب ويص ،وان علي ًا
وصيي وواريث » .
فهاذا احلديث فيه محمد بن محيد وقد كذبه أأبو زرعة و ابن وارة .
عن القامس بن جندب عن أأنس قال قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل « :اي أأنس اسكب ىل وضوءا ،
مث قام فصىل ركعتني ،مث قال :اي أأنس أأول من يدخل عليك من هذا الباب أأمري املؤمنني وس يد
املرسلني وقائد الغر احملجلني وخامت الوصيني .قال أأنس :فقلت اللهم اجعهل رجال من ا ألنصار ،اذ
جاء عيل عليه السالم ،قال :من هذا اي أأنس ؟ فقلت :عيل ،فقام مس تبرشا فاعتنقه » .هذا
حديث ال يصح ،قال ُيىي بن معني :عيل بن عابس ليس بيشء ،وقد روى هذا احلديث جابر
اجلعفي عن أأيب لطفيل عن أأنس ،قال زائدة :اكن جابر كذااب ،وقال أأبو
وعن أأنس قال قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل « :عيل أأيخ وصاحيب وابن معي وخري من أأترك
بعد"ي ،يقيض ديين وينجز موعد"ي » ،هذا حديث ال يصح ،واملهتم به مطر بن مميون قال ابن
حبان :يرو"ي املوضوعات عن ا ألثبات ال حتل الرواية عنه .
حديث :من قاد أأمعى أأربعني خطوة وجبت هل اجلنة
ابب ثواب من قاد أأمعى فيه عن ابن معر وابن معرو وابن عباس وأأنس وجابر وأأيب هريرة ريض هللا
فأأما حديث ابن معر فهل مخسة طرق الطريق ا ألول عن ابن معر قال قال رسول هللا صىل هللا
عليه وسمل « :من قاد أأمعى أأربعني خطوة وجبت هل اجلنة » .الطريق الثاين :عن ابن معر قال
رسول هللا صىل هللا عليه وسمل « :من قاد أأمعى أأربعني خطوة مل متس النار وهجه"
الطريق الثالث واالرابع « :من قاد أأمعى أأربعني خطوة غفرهل ما تقدم من ذنبه » .
والطريق اخلامس عن عبد هللا بن معر قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل « :من قاد أأمعى أأربعني
خطوة وجبت هل اجلنة »
هذه ا ألحاديث لكها ليس فهيا ما يصح عن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل أأما حديث ابن معر ففي
الطريق ا ألول عيل بن عروة .قال ُيىي بن معني :ليس بيشء .وقال ابن حبان :يضع احلديث.
31
وقال البخار"ي :تروك احلديث .وأأما الطريق الثاين ففيه محمد بن عبد الرمحن بن ُيي ،قال ابن
عد"ي :روى عن التقاة املناكري وعن أأبيه عن ماكل البواطيل ،أأما الطريق الثالث ففيه محمد بن
عبداملكل .قال النسايئ وادلارقطي :مرتوك ،وأأما الطريق الرابع فقوهل :عبيد هللا بن أأيب محيد
تدليس ،وامنا هو بن أأيب محيد .قال البخار"ي :منكر احلديث ،وقال النسايئ :ليس بثقة ،أأما
الطريق اخلامس فقال ابن عد"ي :هو حديث منكر من حديث ثور .وأأما حديث بن معرو ففيه
سمل وعيل بن عروة ،وقد س بق جرهحام
حديث :املايش احلايف يف طاعة هللا عز وجل يدخل مزنهل وليس عليه خطيئة يطالبه
هللا هبا
املوضوعات البن اجلوز"ي قال الشواكين يف كتابه " الفوائد اجملموعة يف ا ألحاديث املوضوعة " ،رواه ابن
شاهني عن ابن عباس مرفوعا ،ابس ناد فيه وضاع ومرتوك .ورواه الطرباين عنه ابس ناد فيه وضاع
أأيضا ،ورواه احلامك ابس ناد فيه وضاع
وأأما حديث ابن عباس جفاء من طريق جماهد ويف ا ألخرى طاووس ،قال السعد"ي :كذاب مرصح ،وقال
ابن عد"ي :يضع احلديث .
وأأعمل أأن هذه ا ألحاديث من املوضوعات اليت تتزنه الرشيعة عن مثلها فان امليش حافيا يؤذ"ي العني
والقدم وال ميكن معه توىق النجاسات ،وقد رأأينا يف طالب
العمل من مييش حافيا معال هبذه ا ألحاديث املوضوعة :ولو عمل أأن هذا ال يصح وأأنه ُيتو"ي عىل شهرة
زهر مل يفعل فلهل در العمل.
32
قال عيل بن اثبت :هو أأكذب من حامر"ي هذا .قال أأمحد بن س نان القطان :مسعت محمد بن بالل
الكند"ي يقول :اكن أأبو هدبة عدوا هلل ُيفل الغمن عندان .وكذكل ال يفرح عاقل مبا جاء ابس ناد
مظمل عن ُيي بن بدر .قال عطية اكن يف جواران عرس فدعي هل أأبو هدبة صاحب أأنس .فأألك
ورشب وسكر جفعل يغين
أأخذ القمل ثيايب ۰۰۰فرقصت لهنه
لالس تئناس ( ابراهمي ) ابن هراسة الشيباين الكويف .قال البخار"ي :تركوه تلكم فيه أأبو عبيد وغريه .اكن
مروان بن معاوية يقول ثنا أأبو احساق يكذبه ليك ال يعرف .وقال النسايئ مرتوك قال النسايئ يف
المتيزي ليس بثقة وال يكتب حديثه .وقال ابن حبان اكن من العباد غلب عليه التقشف فأأغىض عن
تعاهد احلفظ حىت صار أكنه يكذب
أأمحد بن محمد بن الصلت بن املغلس امحلاين .قال ابن عد"ي :ما رأأيت يف الكذابني أأقل حياء
منه .وقال ابن قانع :ليس بثقة .وقال ابن أأيب الفوارس :اكن يضع احلديث .وقال ابن حبان ر أأيته
حدّث عن ماكل عن انفع عن ابن معر ريض هللا عهنام مرفوعا " :رد دانق من حرام أأفضل عند
هللا من س بعني جحة مربورة " ،ورأأيته حدث عن عبيد هللا عن انفع عن ابن معر ريض هللا عهنا :
" لرد دانق من حرام أأفضل من مائة أألف منفق يف سبيل هللا " .فعلمت أأنه يضع احلديث فمل
أأذهب اليه .ورأأيته يرو"ي عن جامعة ما أأحس به رأمه وقال ادلارقطين :اكن يضع احلديث .
وقال أأبو أأمحد احلامك أأحاديثه كثرية ال حتىص كرثة وهو بني ا ألمر يف الضعف وقال أأبو داود :قد عرض عيل
من حديثه فنظرت يف أأربعائة حديث أأسانيدها ومتوهنا كذب لكها .وقال احلامك رو"ي عن جامعة من
الثقات أأحاديث موضوعة .وقال ابن حبان اكن يتقشف ،ومل يكن احلديث من شأأنه .قال العقييل
يرو"ي عن ا ألوزاعي أأحاديث موضوعة ال يتابع علهيا وقال ابن عد"ي :هو عند"ي ممن يضع احلديث .
33
فهرس الموضوعات
تعريف الوضع لغة واصطالحا وبيان أنه شر أنواع الضعيف 1............................
هل كان الكذب في حياة النبي صلى اهلل عليه وسلم ؟ 3...............................
1ـ ـ األحزاب السياسية التي ظهرت على عهد اإلمام علي كرم اهلل وجهه 6................
34
- 2.محاولة التشكيك في الدين وإفساده من الداخل 6...............................
35
ثالثا :وضع قواعد لمعرفة الموضوع من الحديث13.....................................
الوضع 17..........................................................................
،حكم الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم 18...............................
36
7كتاب اللؤلؤ المرصوع فيما ال أصل له أو بأصله موضوع22.............................
8كتاب المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف أو نقد المنقول والمحك المميز بين
المردود والمقبول البن القيم 23...................................................
9تنزيه الشريعة المرفوعة عن األحاديث الشنيعة الموضوعة " للحافظ أبي الحسن 23.....
15كتاب الميزان االعتدال لإلمام شمس الدين أبي عبد اهلل الذهبي الدمشقي 27.........
" 16الضعفاء الكبير " ألبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي 29...........................
الحديث األول :وصيي وموضع سري وخليفتي في أهلي وخير من أخلف بعدي علي بن أبي
طالب رضي اهلل عنه 30............................................................
حديث الثاني :من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة 31...........................
37
حديث الثالث :الماشي الحافي في طاعة اهلل عز وجل يدخل منزله وليس عليه خطيئةيطالبه اهلل
بها 32...........................................................................
38