You are on page 1of 38

‫تعريف الوضع لغة واصطالحا وبيان أنه شر أنواع الضعيف ‪:‬‬

‫الموضوع في اللغة اسم مفعول من وضع يضع إذا حطه وأسقطه‪ .‬ويأتي بمعنى الترك أي وبمعنى‬
‫االفتراء وكذا االختالق كوضع فالن هذه القصة أي اختلقها و افتراها ‪.‬‬

‫وفي االصطالح الحديث الموضوع‪ :‬هو المختلق المصنوع المكذوب على رسول اهلل ص وضعه راو‬
‫كذاب ‪ ،‬أي اختلقه وصنعه ‪ ،‬أو أخذه من كالم أحد رجال السلف الصالح ؛ صحابة أو تابعين‬
‫أو غيرهم ‪ ،‬أو أحد حكماء العرب وأطبائهم ‪ ،‬أو من اإلسرائيليات ثم نسبه إلى النبي ص وهو‬
‫لم يقله وال يصح عزوه إليه ‪ .‬ليروج وينال القبول عند الناس‪ ،‬و يشين به الشريعة اإلسالمية‬
‫وهذا إذا تعلق األمر بوضع حديث فاسد المعنى ‪ ،‬وينصرف عند االطالق الى الموضوع على‬
‫النبي‪ ،‬أما الموضوع على غيره فيقيد‪ .‬الحديث الموضوع هو شر األحاديث الضعيفة حسب‬
‫تقسيم علماء الحديث و أشدها ضررا على الدين واهله يقول الحافظ العراقي في الفيته ‪:‬‬

‫شر الضعيف الخبر الموضوع \\\ الكذب المختلف المصنوع‬

‫ابتداء الوضع‬
‫بقي الحديث النبوي صافيا ال يعتريه الكذب ‪ ،‬وال يتناوله التحريف والتلفيق طوال اجتماع كلمة األمة‬
‫على الخلفاء األربعة الراشدين ‪ ،‬قبل أن تنقسم إلى شيع و أحزاب ‪ ،‬وقبل أن يندس في صفوفها‬
‫أهل المصالح واألهواء ‪ ،‬وقد كان للفتنة أثر بعيد في انقسام األمة ونشأة األحزاب والفرق‬
‫الدينية والسياسية المختلفة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وقد حاول بعض أتباع كل حزب أن يدعم ما يدعي بالقرآن والسنة ‪ ،‬ومن البديهي أال يجد كل حزب‬
‫ما يؤيد دعواه في نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة ‪ ،‬فتأول بعضهم القرآن ‪ ،‬وفسروا بعض‬
‫نصوص الحديث بما ال تحتمله ‪ ،‬ولما لم يجد بعضهم في هذين األصلين سبيال إلى غايته ‪،‬‬
‫لكثرة حفاظ القرآن الكريم والحديث النبوي ‪ -‬لجأ إلى وضع الحديث و الكذب على رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬فظهرت أحاديث في فضائل الخلفاء األربعة و غيرهم من رؤساء‬
‫الفرق وزعماء األحزاب ‪ ،‬كما ظهرت أحاديث صريحة في دعم المذاهب السياسية و الفرق‬
‫الدينية و غير ذلك ‪.‬‬

‫وقد كان الصحابة وكبار التابعين و علماؤهم في معزل عنها ‪ ،‬ولهذا فإنا نستبعد ظهور الوضع قبل‬
‫الفتنة ‪ ،‬كما نستبعد إقدام أحد من الصحابة على وضع الحديث ‪ ،‬وال يعقل أن يتصور جيل‬
‫الصحابة األجالء ‪ ،‬الذين بذلوا نفوسهم وأموالهم في سبيل اهلل ‪ ،‬ودافعوا عن رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وهجروا األوطان ‪ ،‬وذاقوا من العيش مرارته ‪ ،‬بعد أن عرفنا بذلهم وتضحيتهم‬
‫وحبهم للرسول صلى اهلل عليه وسلم وبعد أن عرفنا عدالتهم بالمنقول والمعقول ‪ ،‬وكما نفينا عن‬
‫الصحابة انغماسهم في الوضع ننفي عن كبار التابعين وعلمائهم تلك أيضا ونؤكد أنه إذا حصل‬
‫الوضع في عصر التابعين ‪ ،‬فإما صدر عن بعض الجاهلين ‪ ،‬الذين حملتهم الخالفات السياسية‬
‫واألهواء الشخصية على انتحال الكذب ‪ ،‬ووضع األحاديث على الرسول صلى اهلل زورا وبهتانا‪،‬‬
‫ومع هذا فإن الوضع في عصرهم قليل مقارنة مع العصور التالية له‪.‬‬

‫حكم تعمد الكذب‬

‫‪2‬‬
‫من تعمد الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه سلم فهو آثم لما في ذلك من الخطر الكبير اذ‬
‫الكذب على رسول اهلل ليس كالكذب على سائر الناس‪ ،‬ألنه كذب يدخل في الشرع ما ليس‬
‫منه ‪ .‬ويتقول اهلل ورسوله ‪ ،‬وفي غش للمسلمين وتلبيس عليهم ‪،‬و لذلك كان التنفير منه بشدة‬
‫وتوعد من يفعله أشد الوعيد كما في الحديث المشهور‪" :‬من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده‬
‫من النار"‬

‫ولذلك وقف علماء الحديث ونقاده موقفا صارما تجاه الكذاب و جعلوه في أردإ المراتب ‪ ،‬ال يقبل‬
‫حديثه وال يلتفت إليه ويجرح على رؤوس األشهاد و يفضح أمره وال كرامة له ‪.‬‬

‫هل تقبل توبة المتعمد الكذب أم ال‬


‫أفتى العلماء الذين يعتد برأيهم بأن من كذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ثم تاب من ذلك‬
‫فروى حديثا صحيحا فلن تقبل منه رواية أبدا وتوبته بينه وبين اهلل كذا نقل عن مالك وأحمد‬
‫وغيرهما وإن خالف ذلك بعضهم ورأى جواز الرواية عنه ‪.‬‬

‫هل كان الكذب في حياة النبي صلى اهلل عليه وسلم ؟‬


‫قال بعضهم إن الكذب بدأ في العهد النبوي على أساس أن تحذيره صلى اهلل عليه وسلم من الكذب‬
‫عليه وبيان عقوبته في اآلخرة ‪ ،‬لكن لم يشهد عصر النبوة انتشار الكذب عليه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وال فشوه ‪ .‬وال يعرف عن الصحابة الكرام أنهم كانوا يكذبون عليه بل كان الصدق‬
‫شعارهم ودثارهم وكيف يكذبون على من ضحوا من أجله ومن أجل دعوته ومن أجل سالمته‬
‫وحتى و إن سلمنا بوقوع شيء من ذلك فقد كان عبارة عن حالة معزولة ال يقاس عليها‬

‫‪3‬‬
‫‪ .‬حكم رواية الموضوع‬
‫أجمع المسلمون على حرمة الوضع في الحديث مطلقا‪.‬‬

‫وخالف الكرامية في ذلك ‪ ،‬وجوزوا الوضع في الترغيب والترهيب دون ما يتعلق باألحكام و هذا‬
‫قول ساقط ال يلتفت إليه ‪.‬‬

‫كما اتفق أهل العلم على حرمة روايته مع العلم بوضعه سواء كان في األحكام او القصص أو الترغيب‬
‫أو نحوها إال مبينا وضعه ؛ عن سمرة بن جندب قال ‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪« :‬‬
‫من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين »‬

‫وأما روايته مع بيانه فال بأس ‪ ،‬وهذا في مقام التعليم ‪ ،‬أما أمام العامة فال يجوز ‪ ،‬كما ذهب إلى هذا‬
‫البخاري والخطيب و غيرهما‪.‬‬

‫ولهذا قال السيوطي في تحذير الخواص وساق هذه اآلثار وآثارا أخرى تحت عنوان ‪ ( ،‬بيان من أقدم‬
‫على رواية األحاديث الباطلة )‬

‫عقوبة الواضع‪ :‬يستحق الضرب الشديد ‪ ،‬ويهدد بما هو أكثر من ذلك ‪ ،‬ويزجر ويهجر ‪ ،‬وال يسلم‬
‫عليه ويغتاب في اهلل ‪.‬‬

‫فليحذر الخطباء والقصاص والوعاظ والكتاب ومن على شاكلتهم من أن ينسبوا إلى رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ما ليس من سنته ‪ ،‬أو نص علماء الحديث على وضعه وكذبه‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تتبع العلماء األحاديث الموضوعة ‪ ،‬ونظروا فيها فتبين لهم أن المنابع التي استقى منها الوضاعون ما‬
‫وضعوه ال تخرج عن اثنين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬كالم الحكماء األقدمين ككالم حكماء اليونان وحكماء الهند و فرس و العرب يعمد الواضع‬
‫إلى مجموعة من الحكم أو الحكمة الواحدة من المنقول عن هؤالء ‪ ،‬ثم يلصق بها إسنادا‬
‫وينسبها إلى الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫ومثال ذلك ‪" :‬المعدة بيت الداء ‪ ،‬والحمية رأس كل دواء "‪ ،‬وهذا كالم ال أصله له من كالم النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وإنما هو من كالم الحارث بن كلدة طبيب العرب‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬ما يرويه أهل الكتاب على أنه من كالم كتبهم أو رسلهم أو أحبارهم وخاصة اليهود منهم ‪،‬‬
‫فيعمد أحد الوضاعين إلى قصة من قصصهم ثم يلصق به إسنادا ثم ينسبه إلى النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬

‫هل يشترط في الموضوع تعمد الكذب ؟‬


‫ال يشترط في الموضوع تعمد الكذب في جميع األحوال فقد يحدث ذلك بسبب الوهم والخلط‬
‫فينسب الراوي خطأ كالم أحد األطباء أو الحكماء أو الصحابة إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فيسمى ذلك موضوعا أيضا وإن كان كالم حق وصدق لكن نسبته إلى رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم هي التي جعلته موضوعا‬

‫مرجحات اندراج الخطإ والسهو في الحديث الموضوع ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫هكذا يندرج ضمن الموضوع ما نسب على سبيل الخطإ إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ومن تم‬
‫يصنع صنعا كما دل عليه التعريف االصطالحي للموضوع ‪،‬وذلك ألن حديث رسول اهلل دين‬
‫يدان به وتشريع وبيان للقرآن وتقييد لمطلقه وتخصيص لعلمه وال يكون ذلك لغيره عن رفع خطأ‬
‫لرسول اهلل صلى عليه وسلم ‪.‬‬

‫أسباب الوضع والحامل عليه ‪:‬‬

‫أسباب الوضع ‪ :‬كانت وراء وضع األحاديث أسباب كثيرة ذكرها العلماء وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ )1‬األحزاب السياسية التي ظهرت على عهد اإلمام علي كرم اهلل وجهه كالشيعة ‪ ،‬والخوارج‬
‫‪ ،‬وأنصار معاوية ‪ ،‬فكان ضعاف اإليمان من الشيعة مثال يضعون األحاديث في فضائل‬
‫علي ‪ ،‬وفي تثبيت خالفته ‪ ،‬إذ كان همهم إثبات الوصية لعلي كما وضعوا في علي‬
‫وضعوا في ذريته وشيعته واألئمة المعصومين‪.‬‬

‫مثاله ‪" :‬وصيي وموضع سري وخليفتي في أهلي‪ ،‬وخير من أخلف بعدي علي " وقولهم "يا علي‬
‫إن اهلل غفر لك ولذريتك ولوالديك وألهلك و لشيعتك ولمحبي شيعتك "‬

‫و قال اإلمام ابن القيم ‪ " :‬وأما ما وضعه الرافضة في فضائل علي فأكثر من أن يعد ‪.‬‬

‫‪ - 2.‬محاولة التشكيك في الدين وإفساده من الداخل عندما عجز أعداء اإلسالم كالشعوبية عن‬
‫مقاومته من الخارج علنا ‪ ،‬أظهروا اإلسالم ‪ ،‬وأبطنوا الكفر والوثنية ‪ ،‬وعملوا على دس بعض‬
‫األحاديث لتشويه صورته وإفساده من الداخل ليضللوا به أتباع اإلسالم وينفروا منه من يحب‬
‫اعتناقه من ذلك زعمهم أن نفرا من اليهود أتوا الرسول ص فقالوا‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫مثاله‪ :‬من يحمل العرش ؟ فقال ‪ :‬تحمله الهوام يقرونها او المجرة التي في السماء من عرقهم ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬نشهد إنك رسول اهلل ‪.‬‬

‫‪ - 3‬محاولة التقرب إلى الخلفاء أدى الجهل وضعف الوازع الديني ببعض الكذابين إلى وضع بعض‬
‫األحاديث في إظهار شأن بعض الخلفاء والحط من قدر أعدائهم‪.‬‬

‫والمثال على ذلك ‪:‬هو الحديث الذي وضعه غياث بن ابراهيم الكوفي للمهدي ( الخليفة العباسي )‬
‫وقد كان المهدي يحب الحمام ويلعب به ‪ " :‬حدثنا فالن عن فالن أن النبي ص قال ‪ :‬ال سبق‬
‫إال في نصل أو خف أو حافر " وزاد فيه أو جناح "‪ ،‬فأمر له المهدي بعطاء فلما قام و‬
‫انصرف ‪ :‬قال ‪ :‬أشهد على قفاك أنه قفا كذاب على رسول اهلل ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أنا حملته على ذلك‬
‫ثم أمر بذبح الحمام ورفض ما كان فيه "‬

‫‪ - 4‬التفرقة العنصرية والتعصب للقبيلة أو البلد أو اإلمام خصوصا بعدما اعتمد بنو أمية في إدارة‬
‫الدولة على العنصر العربي ‪ ،‬وربما نظر بعض العرب إلى المسلمين من العناصر األخرى نظرة ال‬
‫توافق روح اإلسالم فدقع هذا بعض الموالي وغيرهم من األعاجم إلى مبادلة العرب االعتزاز‬
‫والفخار بالعنصر واألصل ‪ ،‬فوضع ضعاف اإليمان منهم أحاديث ترفع قدرهم وتحط من قدر‬
‫غيرهم‪.‬‬

‫مثل ذلك‪ ": :‬ان كالم الذين حول العرش بالفارسية ‪ ". .‬فوضع مقابله ‪ :‬أبغض الكالم إلى اهلل‬
‫الفارسية ‪ ،‬وكالم أهل الجنة العربية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ومثل ذلك في االفتخار ‪ :‬بالجنس ‪ ،‬وفضائل القبائل والبلدان واألئمة قولهم ‪ :‬يكون في أمتي رجل‬
‫يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من ابليس ‪ ،‬ويكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة‬
‫هو سراج أمتي " ‪.‬‬

‫‪ 5‬الجهل أو الرغبة في الخير مع الجهل بالدين لما رأى بعض الصالحين انشغال الناس بالدنيا عن‬
‫األخرة وضعوا لهم أحاديث في الترغيب والترهيب حسبة هلل ‪ .‬يرغبونهم في صالح األعمال‬
‫ويخوفونهم من اآلثام وسيء األعمال ‪ ،‬وقد عد بعض علماء الحديث هؤالء من اخطر الوضاعين‬
‫‪ ،‬فهم أخطر ضررا من غيرهم لصالحهم ‪ ،‬فالناس يصدقونهم ويثقون بهم ‪ ،‬وال يتصورون‬
‫إقدامهم على الكذب والتزوير ‪ ،‬ويحسنون الظن بهم ‪ ،‬ومن هؤالء الوضاعين من جوز الكذب‬
‫على رسول اهلل ومنهم الكرامية ‪ ،‬وكذا فعل بعض الصوفية الذين قالوا نحن نكذب له وليس عليه‬
‫؛ كانوا إذا ذكروا بقوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "‬
‫قالوا ‪ :‬نحن ما كذبنا عليه ‪ ،‬إنما كذبنا له ‪،‬صلى اهلل عليه وسلم وهذا من تلبيس إبليس وافتئات‬
‫على الشريعة ‪ ،‬ومن هؤالء غالم خليل أحمد بن محمد بن غالب الباهلي الذي كان زاهدا في‬
‫الدنيا وضع أحاديث في الرقائق فلما سئل ‪ :‬ما هذه الرقائق التي تحدث بها ؟ قال ‪ :‬وضعناها‬
‫لنرقق بها قلوب العامة وهكذا وضعت أحاديث كثيرة في فضائل سور القرآن ترغيبا في قراءتها‬
‫سأل اإلمام عبد الرحمن بن مهدي ميسرة بن عبد ربه ‪ :‬من أين جئت بأحاديث من قرأ كذا فله‬
‫كذا ؟ فأجابه ‪ :‬وضعتها أرغب الناس فيها"‬

‫قال العراقي‪:‬‬
‫والواضعون للحديث أضرب \\\ أضرهم قوم لزهد نسبوا ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪.‬قد وضعوها حسبة فقبلت \\\ منهم ركونا لهم ونقلت‬

‫فقيض اهلل لها نقادها \\\ فبينوا بنقدهم فسادها‬

‫‪.‬نحو أبي عصمة اذ رأى الورى \\\ زعما نأوا عن القرآن فافترى‬

‫السبب ‪ 6‬القصاصون والشحاذون وحب اإلغراء والتظاهر بالعلم عمد القصاصون والشحاذون إلى‬
‫الكذب في الحديث و التزيد فيه الستمالة وجوه العامة و استثارة عواطفهم ‪ ،‬فكثرت عنهم‬
‫المناكير والغرائب واألكاذيب و القصص ‪ ،‬وقد ذم العلماء القصاص ألن الغالب منهم االتساع‬
‫في ذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ‪ ،‬ثم غالبهم يُخلط فيما يورده ‪ ،‬وربما اعتمد على ما‬
‫أكثره محال أو موضوع على رسول اهلل * أو صحابته ‪ .‬فأما إذا كان القصص صدقا ويوجب‬
‫وعظا فهو مقبول ‪ ،‬وقد قال اإلمام أحمد بن حنبل ‪" :‬ما أحوج الناس إلى قاص صدوق "‬

‫السبب ‪ 7‬أسباب أخرى ناتجة عن الوهم والنسيان والعوارض البشرية ان العصمة من الخطأ‬
‫ليست ألحد ‪ ،‬واستحالة وقوع ذلك من رواة األحاديث النبوية والخطأ كان بين الرعيل األول ‪-‬‬
‫أي جيل الصحابة ‪ -‬قليال نادرا ‪ ،‬وكذلك في عهد كبار التابعين ‪ ،‬غير أنه ازداد وكثر في عهد‬
‫صغار التابعين ‪ ،‬بسبب كثرة اللحن عند األمم غير العربية التي دخلت اإلسالم ‪ ،‬وكثرة من‬
‫يطلب الحديث وينقله ويرويه ‪.‬‬

‫ـ ـ من أسباب الوضع غير المتعمد أو غير المقصود ما يلي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪:1‬االختالط‪ :‬أي اختالط العقل آخر العمر حتى ال يدري المختلط ما يقول وال يعقل ما يحدث به‬
‫–‬

‫‪. 2‬منهم من أمتحن بابن سوء أو وراق سوء أو جار زائغ كانوا يضعون له الحديث وقد أمن المحدث‬
‫ناحيتهم‪.‬‬

‫‪ 3‬االنتصار للنفس كحديث ذم المعلمين‪.‬‬

‫جهود العلماء في مقاومة الوضع وحفظ الحديث‬


‫بدأ نقد المرويات منذ وقت مبكر على يد الصحابة الكرام دفعا لبعض ما يمكن أن يقع في الرواية من‬
‫خطأ أو خلط أو وهم أو غير ذلك ولما بدأ أقوام يتعمدون الكذب في الحديث هب علماء‬
‫الحديث من التابعين وأتباعهم ومن جاء بعدهم لمقاومتهم وفضحهم وتحذير الناس منهم وتبين‬
‫كذبهم وقد تجلت جهودهم فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬زيادة التثبت في الرواية ‪ :‬عرف الصحابة مكانة السنة النبوية فخدموها من وجوه تحفظها‬
‫وتصونها ‪ ،‬وكان من بين ذلك التثبت واالحتياط في روايتها وسماعها دفعا لما يمكن أن يقع في‬
‫الرواية من الخطأ الناتج عن العوارض البشرية كالوهم والنسيان والخلط وعدم الثقة في السماع‬
‫وأول من نقل عنه التثبت في األخبار الصديق رضي اهلل عنه فقد أخرج اإلمام مالك في الموطأ‬
‫وتبعه أصحاب السنة األربعة إال النسائي قصة الجدة التي جاءت إلى أبي بكر تطلب نصيبها من‬
‫الميراث ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 2‬استعمال اإلسناد والمطالبة به ‪ :‬ذهب كثير من الباحثين إلى أن اإلسناد بدأ عقب قيام الفتنة‬
‫مستندين في ذلك إلى قول اإلمام محمد بن سيرين "لم يكونوا يسألون عن اإلسناد فلما وقعت‬
‫الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فال‬
‫يؤخذ حديثهم ‪،‬خالفا لبعض المستشرقين كأ مثال ‪:‬شاخت" الذي قال بأن المطالبة باالسناد‬
‫متأخرة‪ ،‬وهو قول مردود‪.‬‬

‫وتؤكد نصوص أخرى أن المطالبة باإلسناد و التزامه حدث منذ وقت مبكر‪ ،‬قال عبد اهلل بن‬
‫المبارك ‪ " :‬اإلسناد من الدين ولوال اإلسناد لقال من شاء ما شاء" ‪،‬‬

‫‪ - 3‬تدوين السنة تدوين السنة في صحف وسيلة من وسائل حفاظها من الضياع ومن الدخيل الذي‬
‫يشوبها ‪ ،‬فإن الح ّفاظ تفني أعمارهم ‪ ،‬وتبقى السنة مدونة محفوظة‪ ،‬ولذلك دون بعض الصحابة‬
‫الحديث في صحف خاصة بهم ‪ ،‬وأمر عمر بن عبد العزيز اإلمام محمد بن شهاب الزهري‬
‫بتدون السنة قائال ‪ " :‬أنظر ما كان من الحديث فاكتبه لي فإني خشيت دروس العلم ذهاب‬
‫العلماء " وكان عمر بن الخطاب من قبله قد عزم على تدوين السنة وجمعها في صحف‪ .‬ومرت‬
‫السنة بمرحلة أخرى من التدوين وهو التدوين المنهجي حيث ظهرت كتب في المدينة ومكة‬
‫واليمن والشام والكوفة كموطأ مالك و ابن أبي ذئب ‪ ،‬وكتب األوزاعي بالشام وابن عيينة‬
‫بالكوفة ‪ ،‬ثم تال هؤالء جمع من العلماء صنفوا السنة في األجزاء والمسانيد و غيرها ‪ ،‬فحفظت‬
‫من العبث والزيادة و الكذب ‪.‬‬

‫‪ 4‬مضاعفة النشاط العلمي والتثبت في الحديث ‪ :‬بذل المسلمون الجهود الكبيرة لصيانة الحديث‬
‫النبوي وحفظه من كذب الوضاعين وتحريفهم ‪ ،‬فنشطوا في‬

‫‪11‬‬
‫أ ‪ -‬الرحلة إلى األمصار لسماع الحديث من أصحابه مباشرة ‪ ،‬وللسؤال عن أحوال الرواة ومعرفة‬
‫أخبارهم ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تدوين الحديث الصحيح منه و الضعيف بل والموضوع ليعرفه الناس ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬نقد الوضاعين والكذابين وفضحهم أمام الناس ‪ ،‬وقد ساهمت جهودهم هذه في تدوين علم‬
‫الجرح والتعديل ‪ ،‬العلم الذي تمكن المسلمون بفضله من تمييز الخبيث من الطيب من‬
‫األحاديث ‪ ،‬ومعرفة الوضاعين بأسمائهم وأنسابهم وأحوالهم بدقة كبيرة ‪ ،‬وشمولية واسعة‪.‬‬

‫د ـ بالتأليف في أسماء الرواة والكذابين و غيرهم من الضعفاء والمتروكين ليعرفهم الناس ويحذروهم ‪،‬‬
‫كما يظهر ذلك من خالل علم الجرح والتعديل وجهود النقاد‬

‫‪ - 5‬وضع قواعد لمعرفة الموضوع ‪:‬‬

‫وهي القواعد التي يُحدث عنها من خالل عالمات الوضع في المتن وعالمات الوضع في السند‬

‫‪ 1‬ومن ذلك مقاطعة الرواة الكذابين ‪ :‬قال ابن حبان في ترجمة حميد بن علي بن هارون التِنِّيسي ‪،‬‬
‫أتيناه فحدثنا بهذا الحديث و أملي علينا من هذا الضرب ‪ ،‬فقمنا‪.‬‬

‫‪ 2‬استعمال التاريخ والوفيات والمواليد ‪ ،‬وذلك وسيلة لكشف كذب الكذابين وقد قال اإلمام سفيان‬
‫الثوري ‪ :‬لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ ‪.‬‬

‫‪ 3 .‬إفراد الحديث الموضوع بالجمع والتأليف كان ليحيى بن معين صحيفة كتب فيها أحاديث‬
‫موضوعة ‪ ،‬وأكثر ذلك عن الكذابين وهو يعرفهم وقال يوما ‪ :‬أكتب هذه الصحيفة عن عبد‬

‫‪12‬‬
‫الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها و أعلم أنها موضوعة حتى ال يجئ إنسان بعده في‬
‫جعل أبان ثابثا ويرويه عن معمر عن ثابث ال عن أبان ‪.‬‬

‫مضاعفة النشاط العلمي والتثبت في الحديث‬


‫أوال ‪ :‬تتبع الكذبة‬

‫الى جانب تثبت أهل العلم واحتياطهم في قبول الحديث ‪ ،‬كان بعضهم يحارب القصاصين والكذابين‬
‫ويمنعهم من التحديث ويبين أمرهم ‪ ،‬ويحذر الناس منهم ‪ ،‬وكان جميع أهل العلم يبينون‬
‫لطالبهم الموضوع من غيره ‪ ،‬ويحذرونهم من أخبار الكذابين ‪ ،‬ومن أشهر من عرف بتصديه‬
‫لهؤالء عامر الشعبي ‪ 103 -‬هـ ‪ ،‬وشعبة بن الحجاج ‪ 160‬هـ ‪ ،‬الذي كان شديداً على‬
‫الكذابين ‪ ،‬وسيفاً مسلطا على رقابهم ‪ ،‬وسفيان الثوري ‪ 161 -‬هـ ‪ ،‬وغيرهم ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬بيان أحوال الرواة‬

‫كان البد ألهل العلم من معرفة رواة الحديث معرفة تمكنهم من الحكم عليهم وبيان أحوالهم تعديال‬
‫وتجريحا ليتمكنوا من تمييز الصحيح من المكذوب ‪ ،‬والخبيث من الطيب ‪ ،‬لذلك أفتوا بجواز‬
‫ذلك ورأوا أن الجرح ليس غيبة محرمة بل واجبا عند الحاجة ‪ ،‬وضرورة شرعية ‪ ،‬فتتبعوا حياة‬
‫الرواة ‪ ،‬وعرفوا أحوالهم ‪ ،‬فكانوا ينقذونهم ويعدلونهم حسبة اهلل ‪ ،‬ال تأخذهم في ذلك خشية‬
‫أحد ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬وضع قواعد لمعرفة‬

‫‪13‬‬
‫كما وضع العلماء قواعد دقيقة لمعرفة الصحيح والحسن والضعيف ‪ ،‬وضعوا قواعد لمعرفة الموضوع‬
‫منه ‪ ،‬وذكروا ما يدل على الوضع في السند والمتن‪.‬‬

‫القواعد العلمية لمعرفة الموضوع من الحديث‬


‫‪ - 1‬عالمات الوضع في السند ‪:‬‬

‫اعتراف الراوي بكذبه ‪ ،‬فقد أقر عدد من الوضاعين بذلك كعبد الكريم بن أبي‬ ‫أ)‬
‫العوجاء ‪ ،‬نقل الذهبي عن ابن عدي قوله ‪ :‬لما أخذ ليضرب عنقه قال ‪ :‬لقد وضعت‬
‫فيكم أربعة آالف حديث أحرم فيها الحالل وأحلل الحرام ‪ ،‬فرد عليه هارون الرشيد ‪:‬‬
‫أين أنت يا عدو اهلل من أبي إسحاق الفزاري و ابن المبارك ينخالنها ويخرجانها حرفا‬
‫بحرف "‬

‫ب) ) أن يتفرد راو معروف بالكذب برواية حديث وال يرويه ثقة غيره ‪ ،‬فيحكم على روايته‬
‫بالوضع ‪.‬‬

‫) ما يؤخذ من حال الراوي ‪ ،‬كما حدث لسعد بن طريف حين جاء ابنه من الكتاب‬ ‫ت)‬
‫يبكي فقال له ‪ :‬مالك ؟ قال ‪ :‬ضربني المعلم ‪ ،‬قال ألخزينهم اليوم ‪ ،‬حدثني عكرمة عن‬
‫ابن عباس مرفوعا ‪ " :‬معلم صبيانكم شراركم ‪ ،‬أقلهم رحمة لليتيم ‪ ،‬وأغلظهم على‬
‫المسكين " ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ث) ) أن يقول الواضع ما يفيد االعتراف بالوضع ‪ ،‬كأن يروي عن شيخ لم يلقه ويجزم‬
‫بالسماع منه ‪ ،‬أو يروي عن شيخ في بلد لم يرحل إليه ‪ ،‬أو عن شيخ ولد الراوي بعد‬
‫وفاته ‪ ،‬أو توفي الشيخ والراوي صغير ال يدرك‬

‫ج) ) ويعرف ذلك باستعمال التاريخ ‪ ،‬قال اإلمام سفيان الثوري ‪ :‬لما استعمل الرواة‬
‫الكذب استعملنا لهم التاريخ وقال حفص بن غياث ‪ :‬إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه‬
‫بالسنَّين ؛ أي سنة والدته وسنة وفاة الشيخ الذي يزعم الرواية عنه ‪.‬‬
‫ِّ‬

‫‪ - 2‬عالمة الوضع في المتن ‪:‬‬

‫‪ ) 1‬ركاكة اللفظ ‪:‬إذا اشتمل اللفظ على ركاكة اللفظ وحكم عليه أصحاب اللغة أنه ليس من كالم‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬

‫‪ ) 2‬ركاكة المعنى ؛ يركز نقاد الحديث على ركة المعني وفساده قبل ركة اللفظ في الحكم على‬
‫الحديث بالوضع ؛ قال ابن حجر ‪ ،‬والمدار على ركة المعنى ألن الراوي ربما نقل الحديث‬
‫بمعناه‪:‬‬

‫مثال ذلك‪ - :‬الباذنجان شفاء من كل داء "‬

‫" ال تأكلوا القرعة حتى تذبحوها‬

‫‪ -‬الثالثة تزيد البصر ‪ :‬النظر إلى الخضرة ‪ ،‬والماء الجاري والوجه الحسن ‪.‬‬

‫‪ ) 3‬مخالفة نص الكتاب أو السنة المتواترة أو اإلجماع ومثال ذلك ما جاء في تحديد عمر الدنيا‬
‫ونهاية العالم أو قيام الساعة ‪ :‬مقدار الدنيا سبعة آالف سنة " فهذا مخالف لصريح القرآن في‬

‫‪15‬‬
‫قوله تعالى ‪ ( :‬يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ال يُجليها لوقتها إال‬
‫هو ثقلت في السماوات واألرض ال تأتيكم إال بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها‬
‫عند اهلل )‬

‫ومثال ذلك أيضا مما يناقض السنة ما ورد في مدح من اسمه محمد وأحمد ‪ ،‬وأن كل من يسمى‬
‫بهذه األسماء ال يدخل النار"‬

‫‪ ) 4‬مخالفة الحقائق التاريخية وذلك كالخبر المكذوب في وضع الجزية عن أهل خيبر إذ ظهر كذبه‬
‫من عدة وجوه منها ‪ :‬أن فيه شهادة سعد بن معاذ وقد توفي سعد قبل لك في غزوة الخندق ‪،‬‬
‫ومعروف أن الجزية لم تكن قد شرعت آنذاك ‪ ،‬و إنما نزلت بعد عام تبوك ‪.‬‬

‫‪ ) 5‬وجود قرينة في الراوي على وضع الحديث كأن يكون رافضيا ويروي في فضائل أهل البيت ‪.‬‬

‫‪ )6‬أن يكون خبرا عن أمر جسيم تتوفر أسباب نقله ثم ال ينقله منهم إال واحد ‪ ،‬ألن العادة جارية‬
‫بتظاهر األخبار في مثل ذلك وانتشارها‬

‫‪ ) 7‬اشتمالها الخبر على مجازفات و افراط في الثواب العظيم مقابل العمل الصغير أو البسيط ‪ ،‬أو‬
‫الوعيد الشديد على الذنب الصغير ‪ - . ،‬من أمثلة ذلك عن جابر مرفوعا ‪ :‬من أصبح يوم‬
‫الجمعة صائما وعاد مريضا وأطعم مسكينا وشيع جنازة لم يتبعه ذنب أربعين سنة ‪ -‬ما من عبد‬
‫يصلي ليلة العيد ست ركعات إال شفع في أهل بيته كلهم قد وجبت لهم القار‬

‫‪16‬‬
‫‪ ) 8‬عدم وجود الحديث في بطون الكتب الحديثية ‪ .،‬يقول اإلمام السيوطي ‪ :‬وأما اآلن فالعمدة على‬
‫الكتب المدونة ‪ ،‬فمن جاء بحديث غير موجود فيها فهو رد عليه ‪ ،‬وإن كان من أتقى المتقين‬
‫‪"،‬‬

‫‪:‬ـ‬ ‫األلفاظ الدالة على الوضع‬


‫الوضع ‪ :‬وهو الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬واختالق كالم ونسبته أو نسبة فعل‬
‫مختلق إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬

‫الكذب ‪ :‬وهو بمعنى الوضع ‪.‬‬

‫األفتراء ‪ :‬و هو يعني الوضع أيضا‬

‫الوضاع ‪ :‬هو الذي يختلق أو يصنع حديثا زورا أو أكثر وينسبه إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم ويسمى‬
‫أيضا كذابا وأفاكا ومفتريا‬

‫‪ .‬الموضوع ‪ :‬هو الحديث الذي وضعه وضاع ‪ ،‬ويسمى المصنوع والكذب والمختلق والمفترى ‪،‬‬
‫قال الحافظ العراقي في الفيته‬

‫شر الضعيف الموضوع ‪ ##‬الكذب المختلق المصنوع‪.‬‬

‫مقاومة الوضع والوضاعين ‪ :‬عبارة عن جهود النقاد علماء الحديث في كشف الكذب والكذابين منذ‬
‫أن بدأ الكذب وليداً في مهده ‪. .‬‬

‫‪17‬‬
‫كتب الموضوعات ‪ :‬وهي كتب جمع فيها أصحابها أحاديث موضوعة حتى يعرفها الناس ‪ ،‬وإذا‬
‫شكوا في حديث كانت هذه الكتب مصدرهم يرجعون إليه للبحث عنه‪.‬‬

‫عالمات الوضع ‪ :‬وتسمى أمارات الوضع التي بها نعرف أن الحديث موضوع أو نتوقف فال تقبله حتى‬
‫نبحث عنه في كتب الموضوعات ‪ ،‬و عالمات الوضع نوعان ‪ :‬عالمات تقع في السند ‪ ،‬وأخرى‬
‫تقع في المتن‬

‫متى يجوز رواية الحديث الموضوع‬


‫الحديث الموضوع مردود لكونه مفترى على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬فال يجوز روايته إال‬
‫للحاجة من تعليم أو تنبيه ‪ ،‬أو سوقه دليال على كذب واضعه ‪ ،‬ومع ذلك يشترط أن يكون ذكره‬
‫مقرونا ببيان درجته بالتنبيه إلى أنه موضوع‬

‫‪ ،‬حكم الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم الكذب كبيرة من الكبائر ‪ ،‬وإثم وجناية على‬
‫الشرع لما فيه من إدخال شيء غريب فيه وهو مسقط لعدالة صاحبه وسبب من أسباب تجريحه‬
‫‪ ،‬بل هو السبب الغليظ في ذلك بعد الكفر والشرك والردة ولذلك فإن أسوأ مراتب التجريح أن‬
‫يقال في الراوي ‪ :‬كذاب أو وضاع أو أفاك ونظرا لخطورة الكذب فإن النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم حذر منه في حديثه المشهور ‪ :‬من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار »‬

‫دراسة املؤلفات يف املوضوعات_ بيان املهنج والنقد_‬

‫‪18‬‬
‫‪ 1‬كتاب الاابطيل واملشاهري للجوزقاين‪ :‬هذا كتاب يف ذكر ا ألحاديث املوضوعة حمك علهيا ابلوضع مبجرد‬
‫خمالفهتا الس نة يف ما يراه هو ‪ .‬قال احلافظ ابن جحر ‪ :‬وهو خطأأ اال أأن تعذر امجلع ‪ ،‬ومن ذكل‬
‫حديث ‪ « :‬ال ي َ ُؤ َّم َّن عبد قوما فيخص نفسه بدعوة دوهنم " احلديث حمك عليه بعضهم ابلوضع ألنه‬
‫قد حص أأنه صىل هللا عليه وسمل اكن يقول ‪ « :‬اللهم ابعد بيين وبني خطااي"ي" ‪ .‬وهذا خطا المنان‬
‫محهل عىل ما مل يرشع للمصيل من ا ألدعية خبالف ما يشرتك فيه االمام واملأأموم ‪.‬‬
‫نعم ان مما يعرف به املوضوع مناقضة احلديث لنص الكتاب أأو الس نة املتواترة أأو االجامع القطعي ‪ ،‬ويف‬
‫التقييد ابلس نة املتواترة احرتاز عن غري املتواترة فرد احلديث مبجرد خمالفة الس نة مطلقا خطأأ ‪.‬‬
‫هذا ابالضافة اىل أأن التناقض قد ينشأأ عن فهم يسء ألحد النصني أأو لكهيام فيكون التناقض ومهيا‬
‫ال حقيقيا ‪ ،‬ومن طالع كتب التعارض والرتجيح واختالف احلديث وكتب تفسري النصوص ظهر هل‬
‫هذا املشلك بشلك جيل ‪.‬‬
‫‪ 2‬املوضوعات الكربى البن اجلوز"ي ‪ :‬االمام العالمة أأبو الفرج عبد الرحامن ابن اجلوز"ي ودل س نة ‪ 805‬هـ‬
‫واملتويف س نة ‪ 895‬هـ ‪ ،‬صاحب التصانيف يف علوم القرأن والتفسري واحلديث وعلومه والفقه‬
‫وأأصوهل والرتامج والتارخي و الزهد والرقائق والوعظ ‪ .‬اما كتاب املوضوعات الكربى فهو من أأقدم و‬
‫أأوسع ما أألف يف تتبع ا ألحاديث املوضوعة ‪ .‬مجع فيه طائفة غري قليةل من ا ألحاديث اليت حمك علهيا‬
‫ابلوضع واس تخرهجا من كتاب النامل يف الضعفاء البن عد"ي ‪ ،‬والضعفاء البن حبان البس يت ‪،‬‬
‫وكتاب الضعفاء للعقييل ‪ ،‬والضعفاء أليب الفتح ا ألزد"ي ‪ ،‬وتفسري ابن مردويه ‪ ،‬واملعامج الثالثة‬
‫لالمام الطرباين ‪ ،‬وكتب اخلطيب و أأيب نعمي ‪ ،‬وغريها ‪.‬‬
‫و أأصاب يف ذكر أأحاديث موضوعة شنيعة ‪ ،‬وكثري ما يعلق علهيا ويفضح مقاصد واضعهيا فيقول مثال يف‬
‫حديث أألك القثاء ابللحم ‪ :‬هذا حديث موضوع عىل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ال بورك يف‬
‫من وضعه ‪ ،‬فانه قصد شني االسالم ليقول قائل وأأ"ي يشء يف ذكل يرفع اجلذام ؟ قال ابن عد"ي ‪:‬‬
‫انفرد به خليد عن قتادة ‪ .‬ولعل البالء ممن رواه عن خليد ‪.‬‬
‫قال املصنف ‪ :‬وخليد مجمع عىل تضعيفه ‪ .‬وقال النسايئ ‪ :‬ليس بثقة ‪ .‬وقال عقب ايراده حديثني موضوعني‬
‫يف فضل العدس و أأنه مبارك ‪ ،‬وأأنه قدس عىل لسان س بعني نبيا ‪ :‬هذان حديثان موضوعان ‪ ،‬اكفأأ‬

‫‪19‬‬
‫هللا من وضعهام ‪ ،‬فانه قصد شني الرشيعة والتالعب ‪ ،‬فانه العدس من أأردا املأأكوالت ‪ ،‬فاذا مسع‬
‫من ليس من أأهل رشعنا هذا نسب نبينا اىل غري احلمكة ‪.‬‬
‫هكذا يف مواضع كثرية من كتابه يذكر احلديث مث يذكر املهتم بوضعه ‪ ،‬وينقل أأقوال النقاد يف تضعيفه أأو‬
‫اهتامه ابلوضع ‪ .‬لكن ابن اجلوز"ي ذكر يف هذا الكتاب أأحاديث ليست ابملوضوعة مهنا حديث يف‬
‫اجلامع الصحيح وأأحاديث يف املس ند والسنن وغريها اغرتارا بوجود ضعيف أأو متلكم فيه يف‬
‫مس نده ‪ ،‬قال احلافظ ابن جحر ‪ " :‬غالب ما يف كتاب ابن اجلوز"ي موضوع ‪ ،‬واذل"ي ينتقد عليه‬
‫ابلنس بة اىل ما ال ينتقد قليل جدا ‪ ،‬قال ‪ :‬وفيه من الرضر أأن يظن ما ليس مبوضوع موضوعا ‪،‬‬
‫عكس الرضر مبس تدرك احلامك فانه يظن ما ليس بصحيح حصيحا ‪ ،‬ويتعني الاعتناء ابنتقاد الكتابني‬
‫فان الالكم يف تساهلهام عدم الانتفاع هبام اال العامل ابلفن"‪.‬‬
‫قال اذلهيب رمبا ذكر ابن اجلوز"ي يف املوضوعات أأحاديث حس نة قوية ‪ ،‬قال ‪ :‬ونقلت من خط الس يد‬
‫بن أأيب اجملد قال ‪ :‬صنف ابن اجلوز"ي كتاب املوضوعات فأأصاب يف ذكره أأحاديث شنيعة خمالفة‬
‫للنقل والعقل ‪ ،‬وما مل يصب فيه اطالقه الوضع عىل أأحاديث بالكم بعض الناس يف احد رواهتا ‪،‬‬
‫كقوهل فالن ضعيف أأو ليس ابلقو"ي ‪ ،‬وليس ذكل احلديث معارضا لكتاب وال س نة وال اجامع ‪،‬‬
‫وال جحة بأأنه موضوع سوى الكم ذكل الرجل يف راويه ‪ ،‬وهذا عدوان وجمازفة ‪.‬‬
‫‪ 3‬كتاب تذكرة املوضوعات البن طاهر املقديس‪ :‬هو احلافظ العامل ابن طاهر ابن القيرساين املقديس‬
‫الشيباين املتويف س نة ‪ 805‬هـ صاحب التصانيف ‪ .‬عنوان كتابه "التذكرة يف غرائب ا ألحاديث‬
‫واملنكرة "‪ .‬مل يقصد فيه افراد ا ألحاديث املوضوعة بل أألفه لبيان ا ألحاديث املوضوعة والضعيفة‪.‬‬
‫( الوايه واملنكر ) رتبة حسب أأوائل ا ألحاديث تبعا لرتتيب احلروف لتكون أأقرب عىل من أأراد‬
‫معرفة احلديث اذل"ي يريده كام بني ذكل يف مقدمة الكتاب‬
‫اس تخرج مادته من كتاب اجملروحني من احلدثني و الضعفاء واملرتوكني البن حبان فساق ا ألحاديث وذكر‬
‫عللها ‪ .‬وا ألحاديث املذكورة يه اليت اش هترت يف زمانه وتداولها بعض الناس يف احتجاجاهتم‬
‫ومناظراهتم ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ 4‬العلل املتناهية يف ا ألحاديث الواهية للعالمة ابن اجلوز"ي ا ألحاديث الواهية يه اليت اش تد ضعفها ‪،‬‬
‫ويه غري ا ألحاديث املوضوعة ‪ ،‬وان أأشعر امسها بأأهنا ال قمية لها وال يلتفت الهيا بشدة ضعفها‬
‫ووههنا ‪.‬‬
‫‪ 8‬الللئ املصنوعة يف ا ألحاديث املوضوعة للحافظ جالل ادلين الس يوطي املتويف س نة ‪ 911‬هـ ‪ ،‬كتاب‬
‫مجع فيه ا ألحاديث املوضوعة ‪ ،‬أأصهل اختصار لكتاب املوضوعات الكربى البن اجلوز"ي مع تعقب هل‬
‫فامي ليس مبوضوع ‪ ،‬وأأضاف موضوعات أأخرى مل يذكرها ‪ ،‬ولك ذكل مفيد من حيث معرفة املوضوع‬
‫‪ ،‬ومن حيث الصنعة احلديثية ومساكل العلامء يف النقد والاس تدراك ‪.‬‬
‫مهنجه‬
‫قال االمام الس يوطي ‪ " :‬اخترصت هذا الكتاب فعلقت أأسانيده وذكرت مهنا موضع احلاجة و أأتيت‬
‫ابملتون والكم ابن اجلوز"ي علهيا ‪ ،‬وتعقبت كثري ًا مهنا وتتبعت الكم احلفاظ يف تكل ا ألحاديث‬
‫خصوصا ش يخ االسالم يف تصانيفه وأأماليه ‪ ،‬مث أأفردت ا ألحاديث املتعقبة يف تأأليف ‪ ،‬وذكل أأن‬
‫ش يخ االسالم أألف القول املسدد يف اذلب عن املس ند ‪ ،‬أأورد فيه أأربعة وعرشين حديثا يف‬
‫املس ند ويه يف املوضوعات " وانتقدها حديثا حديثا ‪ ،‬ومهنا حديث يف حصيح مسمل ‪ ،‬وهو ما‬
‫رواه من طريق أأيب عامر العقدى عن أأيب هريرة قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ‪ :‬ان طالت‬
‫بك مدة أأوشك أأن ترى قوما يغدون يف خسط هللا ويروحون يف لعنته ‪ ،‬يف أأيدهيم مثل أأذانب‬
‫البقر ‪ ،‬قال ش يخ االسالم مل أأقف يف كتاب " املوضوعات عىل يشء حمك عليه ابلوضع وهو يف‬
‫أأحد الصحيحني غري هذا احلديث واهنا لغفةل شديدة ‪ ،‬مث تلكم عليه وعىل شواهده ‪ ،‬وذيلت عىل‬
‫هذا الكتاب بذيل يف ا ألحاديث اليت بقيت يف املوضوعات من املس ند و يه أأربعة عرش مع الالكم‬
‫علهيا ‪ ،‬مث أألفت ذيال لهذين الكتابني مسيته ‪ " :‬القول احلسن عن السنن " ‪ ،‬وأأوردت فيه مائة‬
‫وبضعة وعرشين حديثا ليست مبوضوعة ‪ ،‬مهنا ما هو يف سنن أأيب داود ويه أأربعة أأحاديث مهنا‬
‫حديث صالة التسبيح ‪ ،‬ومهنا ما هو يف جامع الرتمذ"ي وهو ثالثة وعرشون حديثا ‪ ،‬ومهنا ما هو‬
‫يف سنن النسايئ وهو حديث واحد ‪ ،‬ومهنا ما هو يف ابن ماجه وهو س تة عرش حديثا ‪ ،‬ومهنا ما‬
‫هو يف حصيح البخار"ي رواية حامد بن شاكر ‪ ،‬وهو حديث ابن معر كيف اي ابن معر اذا معرت بني‬
‫قوم خيبئون رزق سنهتم ‪ ،‬هذا احلديث أأورده ادليلمي يف مس ند الفردوس وعزاه للبخار"ي ‪ ،‬وذكر‬

‫‪21‬‬
‫س نده اىل ابن معر ‪ ،‬ورأأيت خبط العرايق أأنه ليس يف الرواية املشهورة ‪ ،‬وأأن املز"ي ذكر أأنه يف‬
‫رواية حامد ابن شاكر ‪ ،‬فهذا حديث اثن من أأحاديث الصحيحني ومهنا ما هو يف تأأليف البخار"ي‬
‫غري الصحيح ‪ ،‬كـ " خلق أأفعال العباد " ‪ ،‬أأو تعاليقه يف الصحيح ‪ ،‬أأو يف مؤلف أأطلق عليه امس‬
‫الصحيح مكس ند ادلاريم و املس تدرك ‪ ،‬وحصيح ابن حبان ‪ ،‬او يف مؤلف معترب كتصانيف البهيقي‬
‫‪ ،‬فقد الزتم أأن ال خيرج فهيا حديثا يعلمه موضوعا ومهنا ما ليس يف أأحد الكتب ‪ ،‬وقد حررت‬
‫الالكم عىل ذكل حديثا حديثا جفاء كتااب حافال ‪ ،‬وقلت أخره نظام كتاب ا ألابطيل للمرتىض أأيب‬
‫الفرج احلافظ املقتدى تضمن ما ليس من رشطه دلى البصري الناقد املهند"ي‬
‫كتاب الغامز عىل اللامز يف ضعيف احلديث وموضوعه تأأليف أأيب احلسن جالل ادلين عيل بن عبد هللا‬
‫السمهود"ي الشافعي الكتاب معدود مضن مؤلفات ا ألحاديث املش هترة عىل ا أللس نة ‪ ،‬ويه كثرية‬
‫وكرثهتا تدل عىل كرثة املش هتر عىل ا أللس نة ‪ .‬لكن السمهود"ي مجع فيه كثريا مما اش هتر عىل أألس نة‬
‫الناس من ا ألحاديث الضعيفة واملوضوعة عىل النيب صىل هللا عليه وسمل دفعا لالغرتار ابش هتارها و‬
‫اعتقاد أأن ذكل دال عىل حصهتا ‪ .‬وقد أأفاد املؤلف من الكتب اليت س بقته يف هذا الشأأن قبل القرن‬
‫السابع الهجر"ي ‪ .‬والكتاب مرتب عىل حروف املعجم ‪ .‬وهو مطبوع بدار اللواء ابلرايض عام‬
‫‪ 1401‬هـ يف جزء واحد‬

‫كتاب اللؤلؤ املرصوع فامي ال أأصل هل أأو بأأصهل موضوع تأأليف أأيب احملاسن محمد بن خليل القاوقجي‬
‫الطرابليس احلنفي املتويف س نة ‪ 1308‬هـ ‪ ،‬صاحب التصانيف اليت زادت عن مائيت مؤلف بني‬
‫كبري وصغري يف التصوف خاصة وفهيا كتب يف احلديث والتفسري والعروض أأيضا اكن املؤلف قد‬
‫طلب العمل يف بدله مث رحل اىل ا ألزهر فطلب العمل هناك عن ش يوخه وأأما كتاب اللؤلؤ املرصوع‬
‫فأأورد فيه طائفة من ا ألحاديث املوضوعة والأاكذيب املنترشة بني بعض اجلهةل والعامة وينس بوهنا‬
‫خطا اىل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل مرتبة حسب حروف املعجم قال يف مقدمته ‪ :‬هذه نبذة‬
‫مما لهجت به العامة يف كثري من ا ألقطار واش هترت أأهنا أأحاديث رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‬
‫الصادق اخملتار ويه من وضع الزاندقة ودسائس الفجار‬

‫‪22‬‬
‫كتاب املنار املنيف يف احلديث الصحيح والضعيف أأو نقد املنقول واحملك املمزي بني املردود واملقبول البن‬
‫القمي هو يف ا ألحاديث الضعيفة واملوضوعة من خالل العالمات والضوابط اليت تعرف هبا ‪ .‬مل‬
‫يس هتهل مبقدمة كعادته يف كتبه ا ألخرى ‪ ،‬وجعهل يف مواضيع ش ىت مس تخرجة من أأبواب كتاب "‬
‫املوضوعات الكربى " البن اجلوز"ي عبارة عن ضوابط ولكيات وأأمارات تدل عىل احلديث املوضوع‬
‫يف ذكل الباب ‪ ،‬رمغ أأنه مل يرصح بأأنه انطلق يف ذكل من كتاب ابن اجلوز"ي ‪.‬‬
‫وعىل العموم فان مواد كتابه ترجع اىل اجلواب عن سؤالني ‪:‬‬
‫ا ألول اكن حول أأحاديث معينة ‪.‬‬
‫والثاين وهو هل ميكن معرفة احلديث املوضوع بضابط من غري أأن ينظر فيه‬
‫وأأما خبصوص الثاين ذكر لكيات عامة وضوابط تفصيلية ُُيمك من خاللها عىل احلديث ابلوضع كقوهل ‪:‬‬
‫أأحاديث اختاذ ادلجاج وليس فهيا حديث حصيح ‪ ،‬ومهنا أأحاديث فضائل ا ألزهار كحديث فضل‬
‫الرنجس والورد ‪ . . .‬لكها كذب ‪ . . .‬طبع عدة مرات حمققا من ذكل حتقيق عبد الفتاح أأبو غدة ‪،‬‬
‫وحتقيق العالمة ُيىي املعلمي وحتقيق ُيىي الامثيل‬

‫تزنيه الرشيعة املرفوعة عن ا ألحاديث الشنيعة املوضوعة " للحافظ أأيب احلسن عيل بن محمد بن عراق‬
‫الكناين املتويف س نة ‪ 963‬هـ ‪ ،‬خلص فيه كتاب املوضوعات الكربى البن اجلوز"ي ‪ ،‬وما زاد عليه‬
‫االمام الس يوطي يف لللئه وغريه ‪ .‬وقدم هل بفصل مفيد مجع فيه أأسامء الكذابني بلغ عددمه أألفا‬
‫وس امتئة ‪ ،‬ويه فائدة قمية جدا أأىت هبا هذا الكتاب ‪ .‬افرادمه ابذلكر مفيد فلكام وجدان اسام ألحد‬
‫هؤالء يف س ند حديث توقفنا يف قبوهل وقلنا ‪ :‬يف س نده وضاع ‪.‬‬
‫الفوائد اجملموعة يف ا ألحاديث املوضوعة للقايض أأيب عبد هللا محمد بن عيل الشواكين ‪ ،‬وقد أأفاد من مؤلفات‬
‫السلف ‪ ،‬اال أأنه تساهل يف احلمك عىل بعض ا ألحاديث ابلوضع ‪ ،‬فأأدرج فيه بعض ا ألحاديث‬
‫املقبوةل ‪ ،‬وقد نبه اىل هذا الس يد عبد احلي اللكنو"ي يف كتابه " ظفر ا ألماين " ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وقد طبع كتاب " الفوائد اجملموعة " س نة ( ‪ 1350‬هـ ‪ 1960 -‬م ) مبرص ‪ .‬واىل جانب هذه املؤلفات‬
‫صنف العلامء كتبا كثرية يف ا ألحاديث املش هترة بني الناس تبني مزنةل احلديث من القوة أأو الضعف‬
‫‪ ،‬أأو الوضع ‪ ،‬ومن أأشهر هذه الكتب كتاب املقاصد احلس نة يف بيان كثري من ا ألحاديث املش هترة‬
‫عىل ا أللس نة للحافظ املؤرخ محمد ابن عبد الرحامن السخاو"ي رتبه عىل حروف املعجم ‪ ،‬كام رتبه‬
‫عىل ا ألبواب وهو كتاب جيد مفيد ‪ ،‬طبع س نة ( ‪ 1358‬هـ ) مبرص ‪ .‬ويش هبه كتاب كشف اخلفاء‬
‫ومزيل االلباس عام اش هتر من ا ألحاديث عىل لس نة الناس للعجلوين‬

‫كتاب اجملروحني البن حبان البس يت ‪ :‬اش هتر الكتاب هبذا الامس ‪ ،‬وهو يف النسخة اخلطية املودعة بدار‬
‫الكتب املرصية عنوانه " معرفة اجملروحني من احملدثني والضعفاء واملرتوكني" وهو عنوان أأدق‬
‫احملتوايت الكتاب ‪ ،‬ويذكر ابن حبان يف أخر الكتاب ‪ " :‬قد أأملينا ما حرضان من ذكر الضعفاء‬
‫واملرتوكني وأأضداد العدول من اجملروحني ‪ ،‬وهذا أأكرث قراب اىل عنوان الكتاب يف اخلطبة " ‪ .‬أألف‬
‫ابن حبان كتااب من أأكرب كتبه هو ‪ " :‬التارخي الكبري " ولكنه رأأى صعوبة تناول ما يف هذا الكتاب‬
‫ألنه مجع فيه بني الثقات واجملروحني فاخترص من هذا الكتاب كتابيه " الثقات واجملروحني " ‪ .‬قال‬
‫يف مقدمة كتاب الثقات ‪ :‬وأأقنع هبذين الكتابني ‪ :‬كتاب الثقات ‪ ،‬وكتاب اجملروحني ‪ ،‬اخملترصين عن‬
‫كتاب التارخي الكبري‬
‫و ابن حبان خيطو يف هذا الكتاب خطوة واسعة يف هذا الفن ‪ - :‬هو أأوال وضع قواعده العرشين يف‬
‫التضعيف واجلرح وترك الرجال ‪ - .‬يذكر امس الرجل اكمال واحلمك عليه وا ألس باب اليت استند الهيا‬
‫يف تكوين هذا احلمك ‪ - .‬ينقل بعد هذا أأقوال ا ألمئة يف الرجل ‪ - .‬يورد يف هناية الرتمجة حديثا أأو‬
‫أأكرث مما أأنكره احملدثون عليه ويصدر ذكل بقوهل ‪ :‬قال أأبو حامت " ‪.‬‬
‫ويكفي أأن كتاب املوضوعات البن اجلوز"ي اس تقى أأكرث أأحاديثه من كتاب ابن احبان ‪ ،‬كام أأن صاحب‬
‫املزيان ترمج لعدد كبري من الرجال مل يذكر عهنم أأكرث مما قاهل ابن حبان فهيم ‪ .‬وابن حبان ينقل عن‬
‫البخار"ي كثريا ما يتعلق ابلرجال خاصة يف كتابيه ‪ " :‬التارخي الكبري و التارخي الصغري " ‪ ،‬دون أأن‬
‫يشري اليه ‪ ،‬مع أأن ابن حبان بدأأ طلب العمل يف وقت اكنت شهرة البخار"ي طبقت الفاق ومل ينازعه‬
‫يف زعامة احملدثني منازع خاصة بعد وفاته ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫مذهب ابن حبان يف اجلرح والتعديل ‪ :‬ويعد ابن حبان من بني املتشددين من أأمئة احملدثني يف احلمك عىل‬
‫الرجال ‪ ،‬شأأنه يف ذكل شأأن أأيب حامت وابن معني و ابن القطان الفايس وُيىي بن سعيد القطان و‬
‫غريمه واحلافظ اذلهيب يشري اىل هذا يف ثنااي ترجامته يف املزيان عندما ينقل رأأ"ي ابن حبان ‪ ،‬وكثريا‬
‫ما يقسو يف عبارته عليه أأو يغمزه مغزا شديدا ‪ .‬ففي ترمجة عامثن بن عبد هللا الطرائفي يقول ‪" :‬‬
‫وأأما ابن حبان فانه يقعقع كعادته فقال فيه " أأما ابن حبان فأأرسف واجرتأأ ‪ .‬ويف ترمجة محمد بن‬
‫الفضل السدويس عارم ‪ ،‬مث ساق ر أأ"ي حبان وقال‪ " :‬ومل يقدر ابن حبان أأن يسوق هل حديثا منكرا‬
‫‪ ،‬فأأين ما زمع ؟ " ‪.‬‬
‫ومع تسلمينا بأأن ابن حبان مييل اىل التشدد يف حمكه عىل الرجال اكس تاذه النسايئ ‪ ،‬اال أأن اذلهيب كثريا ما‬
‫ينقل أراء اجملرحني اذل"ي يلتقون مع ابن حبان يف الرأأ"ي وال هيامج اال ابن حبان مهنم خاصة ‪ .‬و‬
‫احلافظ ابن جحر أأيضا مييل اىل هذا الرأأ"ي ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ابن حبان رمبا جرح الثقة حىت أكنه ال يدر"ي‬
‫ما خيرج من ر أأسه " ‪ .‬ومع ذكل فقد نسب عدد من احملدثني ابن حبان اىل التساهل ‪ ،‬وقد عاجل‬
‫اللكنو"ي الهند"ي هذا املوضوع يف كتابه ‪ " :‬الرفع والتمكيل يف اجلرح والتعديل " ‪ .‬فنان مما قاهل يف‬
‫ذكل ‪ :‬قالوا ‪ :‬هو واسع اخلطو يف ابب التوثيق ‪ ،‬يوثق كثريا ممن يس تحق اجلرح ‪ ،‬وهو قول‬
‫ضعيف فان ابن حبان ممن اكن يعد من املتعنتني واملرسفني يف جرح الرجال ‪،‬‬
‫وابن حبان يقسم جرح الضعفاء اىل عرشين نوعا يف مقدمة كتابه وحض لك نوع ورضب ‪ ،‬وبني الفروق‬
‫ادلقيقة اليت قد ختفى عىل البعض ونبه علهيا أأثناء الرتجامت ‪ ،‬والزتم هبذه القواعد من أأول الكتاب‬
‫اىل أخره‬
‫أأول هذه ا ألنواع الزاندقة اذلين اكنوا يعتقدون الزندقة والكفر وال يؤمنون ابهلل واليوم الخر ‪.‬‬
‫اثنهيا ‪ :‬اذلين يضعون احلديث عىل الش يوخ الثقات يف احلث عىل اخلري والزجر عن املعايص ‪.‬‬

‫‪ 1‬كتاب الضعفاء والكذابني البن شاهني ( ‪ 358‬هـ ) هو أليب حفص معر بن أأمحد البغداد"ي‬
‫املشهور اببن شاهني نس بة جلده وادل أأمه املتويف س نة ‪ 358‬هـ ‪ ،‬ودل ونشأأ ببغداد يف بيئة عمل و‬

‫‪25‬‬
‫علامء أأوهلم أأبوه فقد اكن حمداث ‪ ،‬وجده ألمه أأمحد بن محمد بن شاهني ‪ ،‬مث جلس اىل علامء بغداد‬
‫فهنل مهنم ‪ ،‬مث غريمه ممن رحل الهيم يف الرقة وواسط والبرصة ودمشق وطرابلس ومرص وفارس‬
‫وغريها ‪ .‬أألف عدداً كبريا من الكتب بلغت ثالمثائة وثالثني مصنفا يف خمتلف الفنون واجملاالت مهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬اترخي أأسامء الثقات ‪.‬‬
‫أأسامء الضعفاء والكذابني ‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب اجلنائز‬
‫‪ -‬كتاب فضائل رمضان ‪.‬‬
‫أأما كتابه أأسامء الضعفاء والكذابني مفن كتب اجلرح والتعديل املفيدة وحلقة من حلقات التصنيف فيه ‪،‬‬
‫س بق مبجموعة أأخرى من كتب هذا الشأأن لكن هل مزيات مهنا ‪:‬‬
‫‪ -‬حفظ لنا مادّة يف اجلرح والتعديل وأأقوالا لنقاد أأوائل مل يؤلفوا كتبا وامنا نقلت أأقواهلم اكلقطان وماكل ‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ نصوصا من كتب مل تصلنا مثل كتاب الرجال والعلل البن عامر ( ‪ 242‬هـ ) ‪.‬‬
‫رب مادة كتب س بقته مل تلزتم ترتيبا سهال وال واحضا اكلتارخي البن معني والعلل ألمحد ‪،‬‬
‫‪ 2‬النامل يف الضعفاء أليب أأمحد عبد هللا بن عد"ي اجلرجاين ( ‪ 368‬هـ ) اس هتل اذلهيب ترمجة‬
‫ابن عد"ي بقوهل ‪ " :‬هو االمام احلافظ الناقد اجلوال " وقال يف موضع أخر ‪ :‬وجرح وعدل وحصح‬
‫وتقدم يف هذه الصناعة عىل حلن فيه ‪ ،‬يظهر يف تأأليفه أأما كتاب " النامل يف الضعفاء " فهو كتاب‬
‫كبري يذكر فيه لك من تلكم فيه بأأدىن يشء ولو اكن من رجال الصحيحني ‪ ،‬وتقوم الرتمجة عىل ذكر‬
‫امس الراو"ي وامس أأبيه ونس به و أأسامء بعض ش يوخه وتالميذه ومنوذج أأو أأكرث من رواايته الضعيفة ‪،‬‬
‫ونقل أأقوال أأمئة اجلرح والتعديل فيه ‪ ،‬وقد رتب ابن عد"ي أأسامء الرواة عىل حروف املعجم ‪ .‬وقد‬
‫انتقد السخاو"ي توسع ابن عد"ي يف كتابه وذكره لبعض الثقات اذلين تلكم فهيم ‪ ،‬ورمغ ذكل أأثىن‬
‫عليه ووصفه بأأنه ‪ " :‬أأمكل الكتب املصنفة قبهل وأأجلها "‬

‫‪26‬‬
‫وقد اش هتر هذا الكتاب وحظي بتقدير العلامء حىت ان محزة السهمي ملا سأأل االمام ادلار قطين أأن يصنف‬
‫كتااب يف الضعفاء أأجابه ‪ " :‬اليس عندك كتاب ابن عد"ي ؟ فقال ‪ :‬بىل ‪ ،‬قال ‪ :‬فيه كفاية ال يزاد‬
‫عليه "‬

‫‪ 1‬الكشف احلثيث معن ريم بوضع احلديث ‪ .‬املؤلف هو االمام احلافظ برهان ادلين احلليب‬
‫( ‪ 541‬هـ ) ‪ .‬بدأأ مبقدمة ذكر فهيا موضوع الكتاب ومهنجه فيه فقال ‪ :‬ترمجت للك من وقع عليه من‬
‫الرواة أأن ريم بوضع احلديث مس تخرجا اايمه من كتب املوضوعات وكتب اجلرح والتعديل‬
‫اكملوضوعات الكربى البن اجلوز"ي واجملروحني البن حبان ‪ ،‬ومزيان الاعتدال لذلهيب ‪ ،‬وتلخيص‬
‫املس تدرك عليه ‪ ،‬كام ذكر يف هذه املقدمة املفيدة امث من كذب عىل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‬
‫‪ ،‬وأأصناف الوضاعني ‪ ،‬وسبب الوضع ‪ ،‬وكيف يعرف كون احلديث موضوعا ‪.‬‬
‫رتبه عىل حروف املعجم يف الامس وامس ا ألب ‪ ،‬وعمل عىل من هل رواية يف الكتب الس تة ابلرموز املشهورة‬
‫عند أأهل احلديث‬
‫‪ 2‬كتاب املزيان الاعتدال لالمام مشس ادلين أأيب عبد هللا اذلهيب ادلمشقي ‪ 545‬هـ ‪ .‬فهو‬
‫اذل"ي قامت عليه شهرة االمام اذلهيب ‪ ،‬وعرف به ‪ ،‬اذ ميثل مقة معلوماته يف اجلرح والتعديل ‪،‬‬
‫ويعترب أأكرث كتبه استيعااب يف النقد ‪ ،‬وذلكل أأصبح هذا الكتاب معدة يف معرفة أأحوال الرواة ‪،‬‬
‫ومصدرا يف اجلرح والتعديل ‪ ،‬متزي بقميته العلمية ومنانته السامية ومهنجه املمتزي ‪ ،‬وهو أأحسن مثال‬
‫يس تدل به للحديث عن هجود احلافظ اذلهيب يف عمل اجلرح والتعديل ‪ ،‬ومساهامته يف خدمة‬
‫احلديث النبو"ي عن طريق تتبع أأسامء رواته وذكر أأحواهلم اما بتعديل واما بتجرحي ‪.‬‬
‫موضوع الكتاب ‪ :‬بني اذلهيب يف مقدمة املزيان أأن أأصل الكتاب وموضوعه يف أأسامء الضعفاء و غريمه من‬
‫املرتوكني ‪ ،‬اال أأن فهيم خلقا من الثقات ذكرمه لذلب عهنم او ألن الالكم فهيم غري مؤثر ‪ ،‬ومن هنا‬
‫احتوى هذا الكتاب عىل أأسامء ‪:‬‬
‫‪ -‬الوضاعني املتعمدين ‪.‬‬
‫‪ -‬الكذابني اذلين يدعون السامع ومل يسمعوا ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬املهتمني ابلوضع ‪.‬‬
‫‪ -‬الكذابني يف لهجهتم ال يف احلديث النبو"ي ‪.‬‬
‫‪ -‬احلفاظ اذلين يف ديهنم رقة ويف عدالهتم وهن ‪.‬‬
‫‪ -‬احملدثني الضعفاء لومههم ‪.‬‬
‫‪ -‬اذلين قبل حديهثم يف الشواهد والاعتبار هبم ‪ ،‬ال يف ا ألصول واحلالل واحلرام ‪.‬‬
‫‪ -‬احملدثني الصادقني أأو الش يوخ املس تورين اذلين فهيم لني ‪ ،‬ومل يبلغوا رتبة أأو فيه ا ألثبات املتقني ‪.‬‬
‫والشك أأن هذه ا ألصناف املذكورة توحض جبالء أأن كتاب مزيان الاعتدال حبر زاخر غزير الفوائد ‪ ،‬كثري‬
‫املنافع ‪ ،‬يس تطيع الباحث أأن يس تخرج منه أأش ياء كثرية ‪ ،‬وذلكل أأثىن عليه ابن الس بيك فقال ‪" :‬‬
‫وهو من أأجل الكتب " ‪ ،‬وقال احلسيين وهو يتحدث عن مؤلفات اذلهيب ‪ " :‬ومن أأحس هنا مزيان‬
‫الاعتدال يف نقد الرجال ‪،‬‬
‫مهنجه ‪ :‬اعمتد اذلهيب يف " مزيان الاعتدال " عىل كتاب " النامل يف الضعفاء " البن عد"ي ‪ ،‬وسار عىل‬
‫خطته ‪ ،‬وزاد عليه من الكتاب احلافل البن مفرح النبايت االشبييل ‪ ،‬وقد رتب اذلهيب مواد كتابه‬
‫عىل حروف املعجم ‪ ،‬وراعى هذا الرتتيب يف امس الراو"ي وامس أأبيه ليقرب تناوهل ‪ ،‬مث ذكر بعد‬
‫ذكل الكىن ‪ ،‬ومن عرف بأأبيه ‪ ،‬وا ألنساب ‪ ،‬وجماهيل الامس ‪ ،‬والنسوة اجملهوالت ‪ ،‬وكىن النسوة‬
‫‪. . .،‬‬
‫يذكر اذلهيب امس الراو"ي ونس به مث بعض من روى عنه ‪ ،‬مث يذكر من ضعفه ‪ ،‬كام أأنه يذكر يف أأحيان كثرية‬
‫‪ -‬حديثا أأو حديثني من مناكري الراو"ي املرتمج هل أأو غرائبه واذا اكن كذااب بني كذبه وروى حديثا‬
‫من موضوعاته ‪.‬‬
‫فوائد الكتاب ‪ :‬يعد كتاب مزيان الاعتدال من أأمجع كتب الضعفاء وأأوسعها ‪ ،‬مجع فيه عددا كبريا من رواة‬
‫ا ألحاديث النبوية ‪ ،‬ومجموع ترامج كتاب مزيان الاعتدال حوايل ‪ 11040‬ترمجة تقريبا ‪ ،‬وهو بدون‬
‫شك عدد خضم جيعل هذا الكتاب معدة يف اببه ‪ ،‬ومغنيا عن الرجوع اىل غريه ‪ ،‬ويندهش املرء أأمام‬
‫يشء أخر يف هذا الكتاب وهو املصادر اليت اعمتدها اذلهيب ‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫اعتناء العلامء مبزيان الاعتدال ‪ :‬حظي كتاب مزيان الاعتدال ابهامتم العلامء ‪ ،‬فقام كثري مهنم ابلتذييل‬
‫والاس تدراك والتعليق عليه ومن بني هؤالء ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تلميذه مشس ادلين أأبو احملاسن احلسيين ( ‪ 568‬هـ ) ذكر ذكل احلافظ ابن جحر فقال ‪ " :‬وهل تعليق‬
‫عىل املزيان ّبني فيه كثريا من ا ألوهام واس تدرك عليه عدة أأسامء ‪ ،‬وقفت عىل يسري منه ‪ ،‬قد‬
‫احرتقت أأطرافه ملا دخلت دمشق س نة ست وثالثني‬
‫‪ - 2‬تلميذه اسامعيل بن كثري احلافظ املؤرخ ( ‪ 554‬ه ) ‪ ،‬قال احلسيين ‪ " :‬مفن تصانيفه كتاب " التمكيل‬
‫يف معرفة الثقات والضعفاء واجملاهيل " ‪ ،‬مجع بني كتاب " الهتذيب و املزيان " وهو مخس جمدلات‬
‫‪ - 3‬احلافظ برهان ادلين ابراهمي بن محمد احلليب املعروف بس بط ابن العجمي ( ‪ 541‬هـ ) ‪ ،‬وقد ذكر ابن‬
‫فهد أأنه أألف كتاب " نقد النقصان يف معيار املزيان " ‪ ،‬وذيال عىل املزيان‬
‫‪ - 4‬احلافظ الكبري ابن جحر العسقالين ( ‪ 582‬هـ ) وقد أألف حترير املزيان " ولسان املزيان " ‪ ،‬أأورد فيه‬
‫من رجال كتاب " املزيان " من مل يذكرمه يف كتابيه هتذيب الهتديب تقريب الهتديب "‬

‫" الضعفاء الكبري " أليب جعفر محمد بن معرو العقييل ( ‪ 322‬هـ ) ‪ .‬وصف اذلهيب أأاب‬
‫جعفر العقييل ابالمام احلافظ الناقد ‪ ،‬أأما ابن القطان الفايس فقال ‪ " :‬أأبو جعفر العقييل ثقة جليل‬
‫القدر ‪ ،‬عامل ابحلديث ‪ ،‬مقدم يف احلفظ ‪ .‬أأما كتاب " الضعفاء " فقد ترمج فيه العقييل للضعفاء‬
‫اذلين جرهحم من هجة عدالهتم أأو ضبطهم فذكر ‪ :‬من نسب اىل الكذب ووضع احلديث ‪ ،‬من غلب‬
‫عىل حديثه الومه ‪ ،‬ومن يهتم يف بعض حديثه ‪ ،‬واجملهول اذل"ي روى ما ال يتابع عليه ‪ ،‬واملبتدع‬
‫ادلاعية وان اكنت حاهل يف احلديث مس تقمية ‪.‬‬
‫اال أأن العقييل جرح كثريا من رجال الصحيحني وغريمه من أأمئة الفقه مهنم االمام أأبو حنيفة النعامن ‪ ،‬وهذا‬
‫ما محل عددا من العلامء عىل التنكيت عليه ‪ ،‬فأألف ابن ادلخيل جزءا يف فضائل أأيب حنيفة للرد‬
‫عليه ‪ ،‬ورد عليه اذلهيب يف غري موضع من " املزيان " ‪ ،‬ورد عليه ابن عبد الرب يف الانتقاء " ‪،‬‬
‫ورد عليه من املعارصين الش يخ محمد زاهد الكوثر"ي بكتاب ‪ " :‬نقد كتاب الضعفاء للعقييل "‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬تلكم العقييل يف عبد هللا بن دينار وذكره مضن الضعفاء ‪ .‬فرد عليه اذلهيب قائال ‪ :‬وقد أأساء أأبو جعفر‬
‫العقييل ابيراده يف كتاب الضعفاء هل "‬
‫وتلكم العقييل أأيضا يف االمام احلجة عيل بن املديين وذكره يف كتابه الضعفاء ‪ ،‬وهذا ما محل االمام اذلهيب‬
‫عىل التنكيت عليه يف رد مسهب فقال ‪ " :‬وقد بدت منه هفوة مث اتب مهنا ‪ ،‬وهذا أأبو عبد هللا‬
‫البخار"ي وانهيك به قد حشن حصيحه حبديث عيل بن املدين وقال‪:‬‬
‫ما اس تصغرت نفيس بني يد"ي أأحد اال بني يد"ي عيل بن املديين ‪ ،‬ولو تركت حديث عيل ‪ ،‬وصاحبه محمد‬
‫وش يخه عبد الرزاق ‪ ،‬وعامثن بن أأيب شيبة ‪ ،‬وابراهمي بن سعد ‪ ،‬و عفان ‪ . . . ،‬لغلقنا الباب ‪،‬‬
‫وانقطع اخلطاب وملاتت الاثر ‪ ،‬واس تولت الزاندقة ‪ ،‬وخلرج ادلجال ‪،‬‬

‫دراسات تطبيقية لامنذج من ا ألحاديث املوضوعة‬


‫احلديث ا ألول ‪ :‬وصيي وموضع رس"ي وخليفيت يف أأهيل وخري من أأخلف بعد"ي عيل‬
‫بن أأيب طالب ريض هللا عنه ‪ .‬احلديث رواه ابن اجلوز"ي عن سلامن الفاريس‪ ،‬بيان خمرجه‬
‫وطرقه و أأقوال النقاد فيه ‪ ،‬و الس يوطي يف اللىلء املصنوعة‬
‫قال ابن اجلوز"ي‪ :‬احلديث اليه يرويه سلامن وهل أأربع طرق‬
‫الطريق ا ألول ‪ ،‬ففيه اسامعيل بن زايد ‪ ،‬قال ابن حبان ‪ :‬ال ُيل ذكره يف الكتب اال عىل سبيل القدح فيه‬
‫‪ ،‬وقال ادلارقطين ‪ :‬مرتوك ‪ ،‬وقال عبد الغين بن سعيد احلافظ ‪ :‬أأكرث رواة هذا احلديث جمهولون‬
‫وضعفاء ‪.‬‬
‫وأأما الطريق الثاين ففيه مطر بن مميون ‪ .‬قال البخار"ي ‪ :‬منكر احلديث ‪ ،‬وقال أأبو الفتح ا ألزد"ي ‪ :‬مرتوك‬
‫احلديث ‪ ،‬وفيه جعفر ‪ ،‬وقد تلكموا فيه ‪.‬‬
‫وأأما الطريق الثالث ففيه خادل بن عبيد ‪ .‬قال ابن حبان ‪ :‬يرو"ي عن أأنس نسخة موضوعة ال ُيل كتب‬
‫حديثه اال عىل هجة التعجب‬

‫‪31‬‬
‫‪ .‬احلديث ‪ :‬عن ابن بريدة عن أأبيه قال قال النيب صىل هللا عليه وسمل ‪ « :‬للك نيب ويص ‪ ،‬وان علي ًا‬
‫وصيي وواريث » ‪.‬‬
‫فهاذا احلديث فيه محمد بن محيد وقد كذبه أأبو زرعة و ابن وارة ‪.‬‬
‫عن القامس بن جندب عن أأنس قال قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ‪ « :‬اي أأنس اسكب ىل وضوءا ‪،‬‬
‫مث قام فصىل ركعتني ‪ ،‬مث قال ‪ :‬اي أأنس أأول من يدخل عليك من هذا الباب أأمري املؤمنني وس يد‬
‫املرسلني وقائد الغر احملجلني وخامت الوصيني ‪ .‬قال أأنس ‪ :‬فقلت اللهم اجعهل رجال من ا ألنصار ‪ ،‬اذ‬
‫جاء عيل عليه السالم ‪ ،‬قال ‪ :‬من هذا اي أأنس ؟ فقلت ‪ :‬عيل ‪ ،‬فقام مس تبرشا فاعتنقه » ‪ .‬هذا‬
‫حديث ال يصح ‪ ،‬قال ُيىي بن معني ‪ :‬عيل بن عابس ليس بيشء ‪ ،‬وقد روى هذا احلديث جابر‬
‫اجلعفي عن أأيب لطفيل عن أأنس ‪ ،‬قال زائدة ‪ :‬اكن جابر كذااب ‪ ،‬وقال أأبو‬
‫وعن أأنس قال قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ‪ « :‬عيل أأيخ وصاحيب وابن معي وخري من أأترك‬
‫بعد"ي ‪ ،‬يقيض ديين وينجز موعد"ي » ‪ ،‬هذا حديث ال يصح ‪ ،‬واملهتم به مطر بن مميون قال ابن‬
‫حبان ‪ :‬يرو"ي املوضوعات عن ا ألثبات ال حتل الرواية عنه ‪.‬‬
‫حديث ‪ :‬من قاد أأمعى أأربعني خطوة وجبت هل اجلنة‬
‫ابب ثواب من قاد أأمعى فيه عن ابن معر وابن معرو وابن عباس وأأنس وجابر وأأيب هريرة ريض هللا‬
‫فأأما حديث ابن معر فهل مخسة طرق الطريق ا ألول عن ابن معر قال قال رسول هللا صىل هللا‬
‫عليه وسمل ‪ « :‬من قاد أأمعى أأربعني خطوة وجبت هل اجلنة » ‪ .‬الطريق الثاين ‪ :‬عن ابن معر قال‬
‫رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ‪ « :‬من قاد أأمعى أأربعني خطوة مل متس النار وهجه"‬
‫الطريق الثالث واالرابع‪ « :‬من قاد أأمعى أأربعني خطوة غفرهل ما تقدم من ذنبه » ‪.‬‬
‫والطريق اخلامس عن عبد هللا بن معر قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ‪ « :‬من قاد أأمعى أأربعني‬
‫خطوة وجبت هل اجلنة »‬
‫هذه ا ألحاديث لكها ليس فهيا ما يصح عن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل أأما حديث ابن معر ففي‬
‫الطريق ا ألول عيل بن عروة ‪ .‬قال ُيىي بن معني ‪ :‬ليس بيشء ‪ .‬وقال ابن حبان ‪ :‬يضع احلديث‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وقال البخار"ي ‪ :‬تروك احلديث ‪ .‬وأأما الطريق الثاين ففيه محمد بن عبد الرمحن بن ُيي ‪ ،‬قال ابن‬
‫عد"ي ‪ :‬روى عن التقاة املناكري وعن أأبيه عن ماكل البواطيل ‪ ،‬أأما الطريق الثالث ففيه محمد بن‬
‫عبداملكل ‪ .‬قال النسايئ وادلارقطي ‪ :‬مرتوك ‪ ،‬وأأما الطريق الرابع فقوهل ‪ :‬عبيد هللا بن أأيب محيد‬
‫تدليس ‪ ،‬وامنا هو بن أأيب محيد ‪ .‬قال البخار"ي ‪ :‬منكر احلديث ‪ ،‬وقال النسايئ ‪ :‬ليس بثقة ‪ ،‬أأما‬
‫الطريق اخلامس فقال ابن عد"ي ‪ :‬هو حديث منكر من حديث ثور ‪ .‬وأأما حديث بن معرو ففيه‬
‫سمل وعيل بن عروة ‪ ،‬وقد س بق جرهحام‬
‫حديث ‪ :‬املايش احلايف يف طاعة هللا عز وجل يدخل مزنهل وليس عليه خطيئة يطالبه‬
‫هللا هبا‬
‫املوضوعات البن اجلوز"ي قال الشواكين يف كتابه " الفوائد اجملموعة يف ا ألحاديث املوضوعة " ‪ ،‬رواه ابن‬
‫شاهني عن ابن عباس مرفوعا ‪ ،‬ابس ناد فيه وضاع ومرتوك ‪ .‬ورواه الطرباين عنه ابس ناد فيه وضاع‬
‫أأيضا ‪ ،‬ورواه احلامك ابس ناد فيه وضاع‬
‫وأأما حديث ابن عباس جفاء من طريق جماهد ويف ا ألخرى طاووس‪ ،‬قال السعد"ي ‪ :‬كذاب مرصح ‪ ،‬وقال‬
‫ابن عد"ي ‪ :‬يضع احلديث ‪.‬‬
‫وأأعمل أأن هذه ا ألحاديث من املوضوعات اليت تتزنه الرشيعة عن مثلها فان امليش حافيا يؤذ"ي العني‬
‫والقدم وال ميكن معه توىق النجاسات ‪ ،‬وقد رأأينا يف طالب‬
‫العمل من مييش حافيا معال هبذه ا ألحاديث املوضوعة‪ :‬ولو عمل أأن هذا ال يصح وأأنه ُيتو"ي عىل شهرة‬
‫زهر مل يفعل فلهل در العمل‪.‬‬

‫مناذج من الوضاعني ومسوا ابلكذب‬


‫ابراهمي بن هدبة الفاريس النامل البنعد"ي‪ .‬جاء يف املزيان لذلهيب ( ابراهمي بن هدية أأبو هدية‬
‫الفاريس مث البرص"ي ‪ :‬حدث ببغداد وغريها ابلبواطيل ‪ .‬قال عباس عن ابن معني قال ‪ :‬قدم أأبو‬
‫هدية فاجمتع عليه اخللق فقالوا ‪ :‬أأخرج رجكل ‪ .‬اكنوا خيافون أأن يكون رجهل رجل حامر أأو‬
‫ش يطان ‪ .‬وقيل ‪ :‬اكن رقاصا ابلبرصة يُدعى اىل العرائس فريقص هلم ‪ .‬وقال النسايئ وغريه ‪ :‬مرتوك‬

‫‪32‬‬
‫قال عيل بن اثبت ‪ :‬هو أأكذب من حامر"ي هذا ‪ .‬قال أأمحد بن س نان القطان ‪ :‬مسعت محمد بن بالل‬
‫الكند"ي يقول ‪ :‬اكن أأبو هدبة عدوا هلل ُيفل الغمن عندان ‪ .‬وكذكل ال يفرح عاقل مبا جاء ابس ناد‬
‫مظمل عن ُيي بن بدر ‪ .‬قال عطية اكن يف جواران عرس فدعي هل أأبو هدبة صاحب أأنس ‪ .‬فأألك‬
‫ورشب وسكر جفعل يغين‬
‫أأخذ القمل ثيايب ‪ ۰۰۰‬فرقصت لهنه‬

‫لالس تئناس ( ابراهمي ) ابن هراسة الشيباين الكويف ‪ .‬قال البخار"ي ‪ :‬تركوه تلكم فيه أأبو عبيد وغريه ‪ .‬اكن‬
‫مروان بن معاوية يقول ثنا أأبو احساق يكذبه ليك ال يعرف ‪ .‬وقال النسايئ مرتوك قال النسايئ يف‬
‫المتيزي ليس بثقة وال يكتب حديثه ‪ .‬وقال ابن حبان اكن من العباد غلب عليه التقشف فأأغىض عن‬
‫تعاهد احلفظ حىت صار أكنه يكذب‬
‫أأمحد بن محمد بن الصلت بن املغلس امحلاين ‪ .‬قال ابن عد"ي ‪ :‬ما رأأيت يف الكذابني أأقل حياء‬
‫منه ‪ .‬وقال ابن قانع ‪ :‬ليس بثقة ‪ .‬وقال ابن أأيب الفوارس ‪ :‬اكن يضع احلديث ‪ .‬وقال ابن حبان ر أأيته‬
‫حدّث عن ماكل عن انفع عن ابن معر ريض هللا عهنام مرفوعا ‪ " :‬رد دانق من حرام أأفضل عند‬
‫هللا من س بعني جحة مربورة "‪ ،‬ورأأيته حدث عن عبيد هللا عن انفع عن ابن معر ريض هللا عهنا ‪:‬‬
‫" لرد دانق من حرام أأفضل من مائة أألف منفق يف سبيل هللا " ‪ .‬فعلمت أأنه يضع احلديث فمل‬
‫أأذهب اليه ‪ .‬ورأأيته يرو"ي عن جامعة ما أأحس به رأمه وقال ادلارقطين ‪ :‬اكن يضع احلديث ‪.‬‬
‫وقال أأبو أأمحد احلامك أأحاديثه كثرية ال حتىص كرثة وهو بني ا ألمر يف الضعف وقال أأبو داود ‪ :‬قد عرض عيل‬
‫من حديثه فنظرت يف أأربعائة حديث أأسانيدها ومتوهنا كذب لكها ‪ .‬وقال احلامك رو"ي عن جامعة من‬
‫الثقات أأحاديث موضوعة‪ .‬وقال ابن حبان اكن يتقشف ‪ ،‬ومل يكن احلديث من شأأنه ‪ .‬قال العقييل‬
‫يرو"ي عن ا ألوزاعي أأحاديث موضوعة ال يتابع علهيا وقال ابن عد"ي ‪ :‬هو عند"ي ممن يضع احلديث ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫تعريف الوضع لغة واصطالحا وبيان أنه شر أنواع الضعيف ‪1............................‬‬

‫ابتداء الوضع ‪1......................................................................‬‬

‫حكم تعمد الكذب‪3.................................................................‬‬

‫هل تقبل توبة المتعمد الكذب أم ال ‪3.................................................‬‬

‫هل كان الكذب في حياة النبي صلى اهلل عليه وسلم ؟ ‪3...............................‬‬

‫‪ .‬حكم رواية الموضوع‪4..............................................................‬‬

‫( بيان من أقدم على رواية األحاديث الباطلة ) ‪4.......................................‬‬

‫عقوبة الواضع‪4.................................................................... :‬‬

‫تتبع العلماء األحاديث الموضوعة ‪5................................................ ،‬‬

‫هل يشترط في الموضوع تعمد الكذب ؟‪5.............................................‬‬

‫مرجحات اندراج الخطإ والسهو في الحديث الموضوع ‪6...............................‬‬

‫أسباب الوضع والحامل عليه ‪6.......................................................:‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ األحزاب السياسية التي ظهرت على عهد اإلمام علي كرم اهلل وجهه ‪6................‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ - 2.‬محاولة التشكيك في الدين وإفساده من الداخل ‪6...............................‬‬

‫‪ - 3‬محاولة التقرب إلى الخلفاء ‪7.....................................................‬‬

‫‪ - 4‬التفرقة العنصرية والتعصب للقبيلة أو البلد او االمام ‪7.............................‬‬

‫‪ 5‬الجهل أو الرغبة في الخير مع الجهل بالدين ‪8........................................‬‬

‫‪ 6‬القصاصون والشحاذون وحب اإلغراء والتظاهر بالعلم ‪9.............................‬‬

‫‪ 7‬أسباب أخرى ناتجة عن الوهم والنسيان والعوارض البشرية ‪9........................‬‬

‫جهود العلماء في مقاومة الوضع وحفظ الحديث‪10......................................‬‬

‫‪ - 1‬زيادة التثبت في الرواية‪10........................................................‬‬

‫‪ 2‬استعمال اإلسناد والمطالبة به ‪11....................................................‬‬

‫‪ - 3‬تدوين السنة ‪11.................................................................‬‬

‫‪ 4‬مضاعفة النشاط العلمي والتثبت في الحديث ‪11.................................. :‬‬

‫‪ - 5‬وضع قواعد لمعرفة الموضوع ‪12................................................:‬‬

‫مضاعفة النشاط العلمي والتثبت في الحديث‪13.........................................‬‬

‫أوال ‪ :‬تتبع الكذبة ‪13..................................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬بيان أحوال الرواة ‪13.............................................................‬‬

‫‪35‬‬
‫ثالثا ‪ :‬وضع قواعد لمعرفة الموضوع من الحديث‪13.....................................‬‬

‫القواعد العلمية لمعرفة الموضوع من الحديث‪14........................................‬‬

‫‪ - 1‬عالمات الوضع في السند ‪14...................................................:‬‬

‫‪ - 2‬عالمة الوضع في المتن ‪15.....................................................:‬‬

‫األلفاظ الدالة على الوضع‪ :‬ـ‪17.......................................................‬‬

‫الوضع ‪17..........................................................................‬‬

‫متى يجوز رواية الحديث الموضوع‪17.................................................‬‬

‫‪ ،‬حكم الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪18...............................‬‬

‫دراسة المؤلفات في الموضوعات _ بيان المنهج والنقد_ ‪18........................‬‬

‫‪ 1‬كتاب االباطيل والمشاهير للجوزقاني ‪19...........................................‬‬

‫‪ 2‬الموضوعات الكبرى البن الجوزي ‪19.............................................‬‬

‫‪ 3‬كتاب تذكرة الموضوعات البن طاهر المقدسي ‪20.................................‬‬

‫‪ 4‬العلل المتناهية في األحاديث الواهية للعالمة ابن الجوزي‪21.......................‬‬

‫‪ 5‬الآللئ المصنوعة في األحاديث الموضوعة للحافظ جالل الدين السيوطي‪21......‬‬

‫‪ 6‬كتاب الغماز على اللماز في ضعيف الحديث وموضوعه ‪22.......................‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ 7‬كتاب اللؤلؤ المرصوع فيما ال أصل له أو بأصله موضوع‪22.............................‬‬

‫‪ 8‬كتاب المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف أو نقد المنقول والمحك المميز بين‬
‫المردود والمقبول البن القيم ‪23...................................................‬‬

‫‪ 9‬تنزيه الشريعة المرفوعة عن األحاديث الشنيعة الموضوعة " للحافظ أبي الحسن ‪23.....‬‬

‫‪ 10‬الفوائد المجموعة في األحاديث الموضوعة ‪23.......................................‬‬

‫‪ 11‬كتاب المجروحين البن حبان البستي ‪24.............................................‬‬

‫‪ 12‬كتاب الضعفاء والكذابين البن شاهين ‪25...........................................‬‬

‫‪ 13‬الكامل في الضعفاء ألبي أحمد عبد اهلل بن عدي الجرجاني ‪26.......................‬‬

‫‪14‬الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ‪27.......................................‬‬

‫‪ 15‬كتاب الميزان االعتدال لإلمام شمس الدين أبي عبد اهلل الذهبي الدمشقي ‪27.........‬‬

‫‪ " 16‬الضعفاء الكبير " ألبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي ‪29...........................‬‬

‫دراسات تطبيقية لنماذج من األحاديث الموضوعة‪30.......................................‬‬

‫الحديث األول ‪ :‬وصيي وموضع سري وخليفتي في أهلي وخير من أخلف بعدي علي بن أبي‬
‫طالب رضي اهلل عنه ‪30............................................................‬‬

‫حديث الثاني ‪ :‬من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة ‪31...........................‬‬

‫‪37‬‬
‫حديث الثالث‪ :‬الماشي الحافي في طاعة اهلل عز وجل يدخل منزله وليس عليه خطيئةيطالبه اهلل‬
‫بها ‪32...........................................................................‬‬

‫نماذج من الوضاعين وسموا بالكذب‪32.................................................‬‬

‫إبراهيم بن هدبة الفارسي الكامل البنعدي ‪32..........................................‬‬

‫أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس الحماني ‪33.................................‬‬

‫‪38‬‬

You might also like