Professional Documents
Culture Documents
(مقدمة المؤلف)
الحمد هلل رب العالمين وصلى اهلل على محمد األمين واله الطاهرين وعلى
وعمل
ٌ فمما ال ريب فيه أن اإليمان معرفة بالقلب وإ قرار باللسان
ترك اإلقرار باللسان جهراً فيكفي اإلقرار سراً وقد ال يقدر على العمل
بالجوارح لمانع قهري فيكفي فيه النية ولذلك جاء االستثناء في اآلية
الكريمة مؤكداً على اطمئنان القلب فإذا زاغ القلب لم يعد في القول
شعارات شيعة علي (ع) وأولياءهم فبعضهم يؤمن بها من غير مقول وال
1
إعالن وبعضهم يقول الشهادة وقلبه غير مطمئن بصحتها وبعضهم يقول
الشهادة وهو يؤمن بها على االستحباب ال الوجوب وهم أكثرية الشيعة
لهذه القضية.
والدليل على ذلك ان مسألة الشهادة الثالثة لعلي بن ابي طالب (ع)
تعرضت لفتاوى وآراء متباينة جداً عن علماء الشيعة انفسهم فمنهم من
2
جعلها من جملة االستحباب المطلق او المؤكد وبعضهم جعلها من جملة
المندوبات العادية والتي ال صلة لها باآلذان األصلي ،بل ان بعضهم افتى
ببطالن االذان اذا كان فيه نية المؤمن انها واجبة ،ولم يكتف بعض
العلماء بهذا حتى دعا بعضهم الى اسقاط هذه الشهادة من االذان بدعوى
توحيد المسلمين!
الشهادة الثالثة في اذان الشيعة مقابل ادخال (حي على خير العمل)
وانه يتوجب الرجوع الى االذان االصلي على العهد النبوي والذي يتضمن
عبارة (حي على خير العمل) .بل ان بعض العلماء حرم ذكر الشهادة
( )1
الثالثة وقال انها بدعة كما نص عليه السيد شرف الدين
3
وعلى العموم فان علماء الشيعة ما بين محرم للشهادة الثالثة وما بين
حامل لها على االستحباب او االستحباب المؤكد وما بين محرم لها حال
االعتقاد بأنها جزء من االذان ولم يصدر عن احدهم وجوبها اال ما ذكره
السيد صاحب المستمسك في قوله" :بل ذلك في هذه االعصار معدود من
شعار االيمان ورمز التشيع فيكون من هذه الجهة راجحاً شرعاً بل قد
( )2
يكون واجباً".
وقد تالحظ معي انعكاس الظروف واألحوال على الفتاوى فان السيد
رحمه اهلل قد كانت له مكانة عظيمة في زمانه حتى أن رئيس الدولة كان
يأتيه ويقبل يديه فقوله باحتمال وجوبها إنما هو قول الرجل القوي في
لكن عبارته "في هذه االعصار" توحي بل تصرح بان الشهادة لم تكن
4
فان كان كذلك فمن اين يأتي بأمكان وجوبها اذ المقصود هو الوجوب
الشرعي ال غيره وهو يحتاج دوماً الى دليل قطعي في الوجوب من
الس نة.
القرآن او ُ
والواقع ان هناك شبه اتفاق بين علماء الفريقين على ان الشهادة الثالثة
فقرة منه فهي اذن زيادة من الشيعة لكنها مبررة عند علماء االمامية او
(ع) بينما ال يوجد نص يبيح لعمر انقاص عبارة (حي على خير العمل)
حتى لو كان المبرر لذلك هو الجهاد الن الصالة تبقى خير االعمال في
وقتها ولو في ساحة الحرب فهي فتوى من عمر اغفلت عدم تزاحم السنن
واالوامر االلهية فان اهلل اجل واعظم من ان يأمر بأمر يناقض او يهون
امراً اخر.
5
لكن هذا في حالة ان االذان منصوص عليه بالوحي والواقع ان هذه
المسألة فيها خالف ايضاً فبعضهم ادعى ان االذان كله ليس من الوحي
وانما هو (حلم رآه عمر) وجرى على لسانه والظاهر ان هذه الرواية
وهذه الرواية ساقطة من اعتبار علماء السنة النها تضمنت اساءة للنبي
(ص) حيث زعمت انه بقي في حيرة من امره في كيفية صياغة نداء
6
وعلى اية حال فان هذا االضطراب في االذان اذ هو شعار من شعارات
الدين وينادى به خمس مرات في اليوم والليلة قد دفعنا الى اجراء دراسة
وكانت االراء فيها شخصية محضة ال تمت حتى الى اسس هذا العلم بصلة
تذكر النها احكام لم تتضمن أي تخريج فقهي مبني على الكتاب او السنة
مما دفعنا لالعتقاد بان احتمال وجوبها اصال احتمال قوي وان الظروف
الستار على هذه الشهادة ووجوبها الشرعي وبقيت معطلة مثلها مثل أي
الثانية :ان الذي يؤكد ذلك هو المبررات المذكورة لتحريم الشهادة الثالثة
7
والتوحيد هو مبرر ال شرعي اذ الناس غالبا ما يتفقون على الباطل اكثر
من اتفاقهم على الحق كما صرح القرآن الكريم بذلك ..فهل يرى العلماء
سنة او شيعة ان الشهادة الثالثة اذا كانت واجبة وتفرق االمة يجب
على هذا المنطق المريض والملتوي يتوجب عليهم بعد فترة وتطاول من
والمبرر نفس المبرر الننا نؤمن بكتاب هؤالء ورسلهم (ع) وقد اكد
قال تعالى:
"وما جعلنا القبلة التي كنت عليها اال لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب
8
ذلك ان تغ ير القبلة من بيت المق دس الى الكعبة المش رفة ادى الى ارت داد
كث يرين عن االس الم فهل يعقل ان نبطل ه ذا الحكم الش رعي من اجل ان
يتوحد المسلمون؟
وقال تعالى:
بتابع
ٍ "ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية ما اتبعوا قبلتك وما انت
قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض والن اتبعت اهواءهم من بعد ما
اذن فه ذا الم برر الس قاط الش هادة الثالثة م برر غ ير ش رعي بل هو اتب اع
لأله واء وظلم ،النه ليس المقص ود من الش رع الجمع القس ري للن اس بل
التوحيد والجمع تحص يل حاصل التب اعهم الش رع فمن ت رك االس الم الن
هواه مع قبلة النصارى كفر النه متبعٌ لهواه ال للحكم الشرعي .
9
وإ ني ألعجب من علم اء دين ي بررون االحك ام الش رعية وفق م بررات
ال ذين كف روا بل ك ان عليهم ان يبطل وا الش هادة الثالثة بالوالية لعلي (ع)
الثالث ة :ان ن داء االذان ن داء ه ام ج داً بل يمكن الق ول انه ص رخة تتك رر
خمس م رات في الي وم ال يتحمل س ماعه اال م ؤمن باهلل ورس وله وم ذعن
"ولما جاء وقت الظهر امر رسول اهلل (ص) بالالً ان ي ؤذن على ظهر
فلما أذن وق ال :اش هد ان محم داً رس ول اهلل ق الت جويرية بنت ابي جهل
(وكان قد قتل ابوها في بدر) قالت :لقد اك رم اهلل ابي حيث لم يش هد نهيق
10
مت قبل هذا اليوم!".
قال بن االثير :وقال الحرث بن هشام" :ليتني ُ
وقال بن االثير :وق ال جماعة نحو ه ذا الق ول ولم ي ذكر اس ماءهم ثم عقب
اق ول :اوالً ،ال علم له ب القلوب وانما يعلم الم رء من أفعاله ومن ك ره
ك افر .نعم اس لموا (او قل استس لموا) ليحقن وا دم اءهم حسب اعتق ادهم
والبرهان!
فهل يق ال ان البره ان النب وي اكتمل ب الفتح؟ وهل ك انت األدلة وال براهين
11
دخلت في ال دين الجديد ي وم الفتح ول ذلك ن زلت س ورة التوبة بعد الفتح
مباش رة وكش فت جميع اص نافهم واعم الهم ونواي اهم وهو ما اجمع عليه
عناصر الص راع وقض ية مهمة ح دثت بش أن فقراته مش اكل عدي دة فك ان
ذكرهم ذاكر لكن رى ان أبو بكر وعمر ذهبا ولم يعد ي معاوية مثال ي
المش كلة هي فيمن ين ادى باس مه خمس م رات في الي وم على رأس
في األذان.
12
13