‫‪ :‬بيال فوترى رحمة‬ ‫اسم‬

‫‪ :‬علوم القرآن والتفسير ‪C1 /‬‬ ‫قسم‬

‫‪ :‬فقه السيرة‬ ‫الدرس‬
‫المحاضرة ‪Intan Pratiwi Mustikasari, M.Ag :‬‬

‫الجاهلية وما كان فيها من بقايا الحنيفية‬

‫و خالصة هذه الحقيقة أن االس الم ليس االّ امت دا ًد للحنفي ة الس محة ال تي بعث هللا به ا اب ا االنبي اء‬
‫ق‬ ‫ابراهيم عليه الصالة و السالم‪ ,‬و قد صرح بذالك كتاب هللا جل جالله فى آية كثيرة منها قوله " قُلْ َ‬
‫ص َد َ‬
‫هللا فاتبعوا ملّة إبراهيم حنيفا وماكان من المشركين (ال عمران ‪)95:‬‬

‫إذن فق د أدركت حقيق ة العالق ة بين االس الم والفك ر الج اهلي ال ذي ك ان س ائ ًد ل دى الع رب قب ل‬
‫ظهوره‪ ,‬كما أدركت العالقة بين العصر الجاهلي والملل الحنفية التي كان قد بعث بها ابراهيم عليه الصالة‬
‫والسالم‪ .‬وقد تجل لك من ذالك‪ ,‬السبب الذي من أجله أقر رسول هللا ص‪.‬ع‪.‬م كثيرًا من الع ادات والمب ادئ‬
‫التي كانت سائرة عند العراب‪ ,‬في حين انه ألغى س ائرها و ذهب في حربه ا والقض اء عليه ا ك ل م ذهب‪.‬‬
‫فلما امتدات بهم القرون وطال عليهم االمد اخذوا يخلطون الحق الذي توارثوه بكثير من الباطل الذي تسلل‬
‫اليهم‪.‬‬

‫وك ان أول من أدخ ل فيهم الش رك و حملهم على عب ادة األص نام عم روا بن لح ّي بن قمع ة ج د‬
‫خزعة‪ .‬أنه سمع ابا هريرة يقول‪ :‬سمعت رسول هللا ص‪,‬ع‪,‬م يقول "ألكثم بن ج وع الخ زاعى ‪ ":‬ي ااكثم ‪,‬‬
‫رايت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبة في النار‪,‬فما رايت رجالً أشبه برجل منك به وال ب ك‪,‬‬
‫فقال أكثم ‪ :‬عس أن يضرني شبهه يارسىول هللا ؟قال ال‪ ,‬إنك مؤمن وهو كافر‪ ,‬انه ك ان اول من غ ير دين‬
‫إسماعيل فنصب األوثان و بحر البحيرة و سيب السائبة ووص ل الوص يلة وحى الحمي " و ه ذه انتش رت‬
‫عبادة االوثان فى الجزيرة العرابية وشاع فى اهلها الشرك‪.‬‬

‫كما أنه بقيت في عاداتهم بقايا من عهد إبراهيم ومبادئ الدين الحنيف و شعائره ‪:‬‬

‫كانت تتضائل وتضعف مع الزمن‬ ‫‪‬‬

‫كانت جهليتهم تظل المنصبغة‬ ‫‪‬‬
‫كانت هذه الشعائر والمبادئ ال تكاد تظهر في حياتهم اال مشوهة فاسدة‬ ‫‪‬‬

‫وذالك كتعظم البيت والطواف به و الحج والعمرة وكالوقوف بعرفة وهدي البدن‪,‬‬

‫‪1‬‬
‫والخالصة أن نشأة التاريخ العرابي إنما تمت في كشف الحنفية السمحة التي بعث بها ابو األنبي اء اب راهيم‬
‫عليه الصالة والسالم‬

‫لقد وجد ناس يقولون ‪ :‬ان العصر الجاهلي أخذ يستيقظ قبيل البعثه على س بيل االمث ال ال ذي يجب‬
‫اتباعه‪ ,‬وأخذت االفكار العرابية تثور على مظ اهر الش رك والعب ادة االص نام وم ا يح ّ‬
‫ف به ا ويتبعه ا من‬
‫الخرفات الجهليّه‪ ,‬ولقد تمثلت هذه اليقضة ببعثه محمد ص‪.‬ع‪.‬م‪ .‬ودعواته الجديدة‪ .‬و معنى ه ذه ال دعوة أن‬
‫التاريخ الجاهلي كان يزداد تفتحا على حقائق التوحيد و نور الهداية مع امتداد الزمان و تطاول الدهر‪.‬‬
‫كل باحث حر‪ ,‬يعلم ان العهد ال ذي بعث في ه محم د علي ه الص الة والس الم بالنس بة لس ائر العه ود الس ابقة‬
‫االخرى‪ ,‬وقد كان المتواقع اذن حسب تصوار هؤالء الناس لمعنى النبوة والبعث ة‪ .‬ان تك ون بعثت ه الص الة‬
‫والسالم قيل الزمان الذي بعث به بعدة قرون واجيال‪.‬‬

‫فاما النص كما انتزاعه واقتنصه من اصله وهو ما يالى ‪:‬‬

‫"ان النبي صلى هللا عليه والسالم بعث بهثة تتضمن بعثة اخرى‪ .‬فاالول انما كانت الى ب ني اس رائل وه ذه‬
‫الدعوة تستوجب أن يك ون م ادة ش ريعته ماعن دهم من الش عائر وس نن العب ادات وواج وه اإلرتفاق ات‪ .‬إذا‬
‫الشرع انما هو اإلصالح ما عندهم ال تكلفيهم بما ال يعرفونه اصال"‬
‫و اما النص الكام‪55‬ل الث‪55‬ابت في حج‪55‬ة كت‪55‬اب هللا البالغ‪55‬ة الى الج‪55‬انب نفس العب‪55‬ارة ال‪55‬تى اقتنص‪55‬اح ليح‪55‬ور‬
‫معناها وهو مايلى ‪:‬‬
‫" ان الن بي ص لى هللا علي ه والس الم بعث بالحنفي ة اإلس ماعلية‪ ,‬إلقام ة عوجه ا وإزال ة تحرفيه ا وإش اعة‬
‫نورها‪ ,‬وذالك قوله تعالى "ملّة ابيكم ابراهيم"‬

‫‪2‬‬
 .