Professional Documents
Culture Documents
16-12-2022
16-12-2022
وزارة األوقاف
22جمادى األولى 1444هـ
16ديسمبر 2022م
واملنع
ُ يفُالعطاءُ
ُ اإلهليةُ
ُ القدرةُ
ُ طالقةُ
ُ
َ ْ َ َ َ َ ْ ً َ ْ َ َ
الكريم{ :لعلُ ُاللهُيحدثُبعدُذلك ُأمرا ُ}ُ، ِ رب العالمين ،القائ ِل في كتاب ِه هلل ِ الحم ُد ِ
أن سي َدنَا ُمحمدًا عب ُد ُه ورسولُهُ ،الل ُه َّم أن ال إلهَ إال هللاُ وح َد ُه ال شريكَ لهُ ،وأشه ُد َّ وأشه ُد ْ
الدين.
ِ يوم
بإحسان إلى ِ
ٍ وبارك علي ِه ،وعلى آل ِه وصحب ِه ،و َمن تبعَ ُهم ْ صل وسل ْم ِ
وبعد:
ُ
َ
عباده"ُ ،وقدرت ُهُ سبحانَهُ فوق ُ ُ "وهوُالقاهر ُ ُ
ُ المقتدر
ُ القادر
ُ فإن هللاَ (ج َّل جالله) هو َّ
ِّ َ ََ
حيث يقو ُل الحق سبحانَهُُ{ :إنُاللهُعلىُكلُ ُ يعجز َها شيء ،وال يح ُد َها حد، ُ مطلقة ال
ِّ َ ْ ُّ ْ َ ً ََ َ َ َ َ ْ َ ٌ
شي ٍءُقدير)ُ ،ويقو ُل سبحانَهُُ{ :وكانُاللهُعلىُكلُشي ٍءُمقتدراُ} ،ويقو ُل تعالًى:
َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ً َ ْ َ َ َ َْ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ
{ُ وماُ قدرواُاللهُ حقُ قدرهُ واْلرضُ جميعاُ قبضتهُ يومُالقيامةُ والسماواتُ
َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ََ َ َ ٌ َ َ ْ
ونُ)ُُ ،ويقو ُل (ج َّل وعال)ُ{ُ :ومنُ ى ُعما ُيشرك ُ مطوياتُبيمينه ُۚ ُسبحان ُه ُوتعال ُ
َ َ َ َ َ َْ ْ َ َ َ ً َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ
يُ نُالذ ُ آياتهُأنكُترىُاْلرضُخاشعةُفإذاُأنزلناُعليهاُالماءُاهتزتُوربتُُۚإ ُ
ِّ َ ْ َ ٌ ََ ْ َ َْ َ ْ َ َ َ ْ
ير)ُ. لُشي ٍُءُقد ُ ىُك ُ ىُُۚإن ُهُعل ُ يُالموت ُ أحياهُاُلمحي ُ
بقدر ِته همو َم عبا ِد ِه ،ويزي ُل
ج َ بهم أنَّهُ يفر ُ وعظيم رحم ِت ِه ِ ِ (عز وج َّل) بعبا ِد ِههللا َّ لطف ِ ِ ومن ِ
حيث يقو ُل الحق سبحانَهُ: ُ العسر، وباليسر بع َد بالفرج بع ِد الشد ِة، كروبَ ُهم ،ويأتِي سبحانَهُ
َ َ ْ ِ ْ ًِ ِ َ َ ْ ْ ْ ً َ َ ْ ْ َ
نُمعُالعسرُيسراُ*ُإنُمعُالعسرُيسرا)ُ ،ويقو ُل نبينَا ﷺ(ُ :واعلمُأنُالنصرُ {فإ ُ
ً ْ َ َ
يغلب عسر -أب ًدا- َ معُالصربُُ،وأنُالفرجُمعُالكربُُ،وأنُمعُالعسرُيسرا)ُ ،ولن
يسرين.
مضيق ِل َما وسع، َ مغلق ِل َما فتح ،وال َ وخيرا لهم فال ً وإ ِذا قد َر هللاُ (ج َّل وعال) فت ًحا لعباد ِه
َ َ ْ َ َ َ ْ َ ََ َْ َ
كُلهُاُُۚومُاُ الُممس ُ حيث يقو ُل الحق سبحانَهُ{ :مُاُيفتحُٱللهُللناسُمنُرحم ٍُةُۚف ُ ُ
ِّ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ ْ ْ ََ
يم)ُ،ويقو ُل سبحانَهُ{ُ ُ:إنيُ يزُٱلحك ُ لُل ُۥهُمنُۚبعدهُۦُُۚوه ُوُٱلعز ُ الُمرس ُ كُف ُ يمس ُ
َ ِّ َ َ ٌ َ َ َ َ َ َ ِّ َ َ ِّ ََ َ َ ْ
ىُ يُعل ُ نُرب ُ نُداب ٍُةُإ َُلُه ُوُآخ ُذُبناصيتهُاُإ ُ توكلتُعلىُاللهُربيُوربكمُُۚمُاُم ُ
ُّ ْ َ َ
يم ُ}ُ. اطُمستق ٍ صر ُ ٍ
األبواب ،وضاقتْ ب ِه السب ُل ،وبلغتْ ب ِه الشدةُ منت َها َها ،فليلجأ ْ ُ اإلنسان
ِ فإذا أ ُغلقتْ على
حيث ال يحتسب، ُ أبواب رحمتِ ِه ،ويرز َقهُ بقدرتِ ِه المطلق ِة ِمن رب ِه ومواله؛ ليفت َح لهُ إلى ِ
ْ َ ْ ََ ْ ْ َ ْ َ ً َ َ ْ َ َ ََ َ
حيث يقو ُل الحق سبحانَهُ{ :ومنُيتقُاللهُيجعلُلهُمخرجاُ*ُويرزقهُمنُحيثَُلُ ُ
َ َ َ ِّ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ
افُ عبدهُُۚ ُويخوفونكُ بالذينُ منُ ب)ُُ ،ويقو ُل سبحانَهُ{ُ ُُ:أليسُاللهُ بك ٍ يحتس ُ
ُّ ٍّ َ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ َ
اد ُ*ُومنُيهدُاللهُفماُلهُمنُمضل ُُۚ ن ُ ه ٍُ ل ُالل ُه ُفمُا ُلهُ ُم ُ ن ُيضل ُ دونه ُۚ ُوم ُ
َ َ َ َ ْ َ
هللا بنُ مسعو ٍد (رضي هللاُ عنه) :لو ام) ،ويقو ُل سي ُد َنا عب ُد ِ يُانتق ٍُ يزُذ ُ سُالل ُهُبعز ٍُ ألي ُ
اليسر حتى يخر َجه. ُ جحر لدخ َل عليه ٍ العسر في ُ كان
َ ْ َ َ َ َ ْ ً َ ْ َ َ
الكريم يجد قولَهُ سبحا َنهُ{ :لعلُاللهُيحدثُبعدُذلكُأمرُا)ُ، ِ القرآن
ِ والمتأم ُل في
ضهُ، اإلنسان ومشاكلُهُ وأحزانُه وأمرا ُ ِ الفرج ،فمهما كانت همو ُم ِ ب
وهي آية تفت ُح ك َّل أبوا ِ
أنتقف في طري ِق ِه ،مهما كانت التحدياتُ التي تواج ُهه ،فال بُ َّد ْ مهما كانت العقباتُ التي ُ
أن يقو َل لهُ: أمرهُ سبحانَهُ إذا أرا َد شيئًا ْ أن َ ِث بَ ْع َد ذَ ِلكَ أ َ ْم ًرا ،وليتذكر َّ َّللا يُ ْحد ُ يتذكر لَعَ َّل َّ َ َ
ربه ويلز ْم با َبهُ. ُكن فيكون ،فيلجأ ْ إلى ِ
األنبياء والمرسلين ،وإجابت ُهُ سبحانَهُ دعا َء ِ الحق (ج َّل وعال) سنةُ ِ والثقةُ في طالق ِة قدر ِة
حيث يقو ُل ُ الكريم (ج َّل وعال) في خل ِق ِه، ِ الداعين وتفري ُجهُ بقدرتِ ِه همو َم المهمومين سنةُ
َ َ ً ََ َ ْ َ ِّ َ َ ْ َ ْ َ ََ َ َ َ َ َ َ ْ ََ َ
الحق سبحانَهُ{ :أمنُخلقُالسماواتُواْلرضُوأنزلُلكمُمنُالسماءُماءُفأنبتناُ
َ ْ ْ َ ْ ٌ َ َ َ َ َ ٌَ َ َ َ َ َْ َ َ َ َ َ َ ْ َ
مُ مُقو ُ لُه ُ عُا ُللهُُۚب ُ بهُحدائقُذاتُبهج ٍةُماُكانُلكمُأنُتنبتواُشجرهاُُۚأإل ُهُم ُ
َ َ َ َ َ َ َ َ َْ ْ َ َ َ ً َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ً َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ
لُ يُوجع ُ لُلهُاُرواس ُ لُخاللهُاُأنهارُاُوجع ُ ضُقرارُاُوجع ُ لُاْلر ُ نُجع ُ ونُ*ُأم ُ يع د ل ُ
َ َ ْ َ َ َْ َ ْ َ ْ َ َ َ ٌَ َ ً َ ْ َ ْ َ ْ َْ
*ُُأمنُ يجيبُ ونُُ ُ
مُُ َُلُُيعلم ُ لُُأكثره ُ عُُالل ُهُُُُۚب ُ نُُحاجزُاُُُُۚأإل ُهُُم ُ نُُالبحري ُ بي ُ
َ ً َ ٌَ َ ُّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ْ ْ َ َ َ َ ََ ْ
يالُمُاُ عُالل ُهُُۚقل ُ المضطرُإذاُدعاهُويكشفُالسوءُويجعلكمُخلفاءُُاْلرضُُۚأإل ُهُم ُ
ٌ َ َ ْ َ ْ َ ِّ َ َ َ
عا ربَّهُ (ُ ،أنيُمغلوبُفانتص ُر) تجلتْ حين د َ ون) ،فهذا سي ُدنَا نوح (عليه السال ُم) َ تذك ر ُ
ََ َْ َ ُّ ْ َ َ ََ َ ْ َ َ ْ َ َ
*ُوفجرناُ اءُمنهم ٍرُ ُ ٍ واليسرُُ(ففتحناُأبوابُالسماءُبم ٍ الفرج
ِ طالقةُ قدر ِته سبحانَهُ في
ْ َ ََ َ ْ َ ْ َ َ َ َْ َ ََ َ َ ْ َ َ ً َ ْ ََ َْ ْ َ
*ُ احُودس ٍرُ ُ ىُال َماء َُعلَىُأ َم ٍرُق َد َ َُقدرُ َ* ُْ َوح َمل َن ًاه َُع َل ْىُذات ُُّألو ٍ اْلرضُعيوناُفالتق
َ ْ َ َ َ ً ِّ َ ْ
*ُولقدُتركناهُاُآيةُفهلُمنُمدك ٍرُ)ُ،ثم تجلتْ تجريُبأعينناُجزاءُلمنُكانُكفرُ ُ
َ َ َْ َ َ َ َ ْ
واالستقرارُ(ُوقيلُياُأرضُابلعيُماءكُ ِ السكون
ِ طالقةُ قدر ِت ِه سبحانَهُ في إعاد ِة حال ِة
ِّ َ َ ْ ً ْ َ َْ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ََ َ َ َ ْ
يلُبعدُاُ ويُاُسماءُأقلعيُوغيضُالماءُوقضيُاْلمرُواستوتُعلىُالجوديُُۚوق ُ
َ ِّ ْ َ ْ
بطن
ِ عو ربَّهُ في شدتِ ِه وهو في يونس (عليه السالم) يد ُ ُ ي)ُ ،وهذا سي ُدنَا م ُ م ُالظال ُ للقو ُ
َ َ َ ً َ َ ُّ َ َ
والغم(ُ :وذاُالنونُإذُذهبُمغاضباُفظنُ ِ ت ،فتتجلَّى قدرت ُهُ سبحانَهُ في إزال ِة ِ
الهم الحو ِ
َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ِّ َ َ ُّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ
أنُلنُنقدرُعليهُفنادىُفيُالظلماتُأنَُلُإلهُإَلُأنتُسبحانكُإنيُكنتُمنُ
َ ْ ْ َ ْ َ ِّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ََ ْ َ
ي)ُ. يُالمؤمن ُ نج ُ
كُن ُ الظالميُ*ُفاستجبناُلهُونجيناهُمنُالغمُُۚوكذل ُ
األنبياء والمرسلين سي ِدنَا ُمحم ٍد ﷺ، ِ خاتم
ِ رب العالمين ،والصالةُ والسال ُم على الحم ُد هللِ ِ
وعلى آل ِه وصح ِب ِه أجمعين.
وحسن التوك ِل عليه مع (عز وج َّل) ال يُنا ُل بمعصيت ِه ،إنَّما يُنا ُل بطاعت ِه َّ هللا
إن ما عن َد ِ َّ
ْ َ ِّ َ َِ َ ْ ِّ َ ْ ََ
حيث يقو ُل سبحانَهُُُ" :والبلدُ الطيبُ يخرجُ نباتهُ بإذنُ ربهُُ"ُ، ُ ب،األخ ِذ باألسبا ِ
ِّ َ َ َ َ َ َ ْ ََ َ ْ َ ََ ْ َ ََ ْ َ َ ْ َ ْ َ
اتُمنُ ىُآمنواُواتقواُلفتحناُعليهمُبرك ٍ لُسبحانهُُ"ُ ُ:ولوُأنُأهلُالقر ُ ويقـو ُ
َ َ ْ َ َ َْ ْ
حيث يقو ُل سبحانَهُُ "ُ ُ:أَلُيسجدواُللهُ ُ األمور كل َها بي ِده، ِ السماءُواْلرضُ"،فمفاتي ُح
َ ََ َْ َ ْ َ َ َ ْ َ َْ ْ َ َ ْ َ َْ ْ
الذيُيخرجُالخبءُفيُالسماواتُواْلرضُويعلمُماُتخفونُوماُت ُعلنونُ"ُ.
أن علينَا ْ
أن نتراح َم فال نغُش ،وال نخ َدع ،وال نُدلس ،وال نحت ِكر، أن نس َعى وال نيأس ،كما َّ فعلينا ْ
َ َ ْ َ َ ْ
وال نست ِغل ،ف َمـن ال يرح ْم ال يُرحم ،والراحمـون هـم َمـن يرح ُم ُهم هللاُ (والعاقب ُةُللمتقيُ)
َ َ َ َ ْ ََ َ ْ
ي
هاُيفُالعامل ُاُ،وارفعُرايت ُ
ُ مصر ُن
ُ اُ،واحفظُ
ُ أمور ُن
كُ ُ بقدرت ُ
ُ اللهمُيس ُرُ
ُ