You are on page 1of 10

‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ –1‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬

‫ليلةُُالقدرُ‪ُ-‬أحكامُُوآدابُُ‬
‫تفسيرُسورةُال َقدْ ر‪ُ:‬‬
‫قال الله تعالى‪﴿ :‬إِنَّا َأن َْز ْلنَا ُه فِي َل ْي َل ِة ا ْل َقدْ ِر * َو َما َأ ْد َر َ‬
‫اك َما َل ْي َل ُة ا ْل َقدْ ِر * َل ْي َل ُة‬
‫يها بِإِ ْذ ِن َر ِّب ِه ْم مِ ْن ك ُِّل َأ ْم ٍر *‬ ‫ف َشه ٍر * َتن ََّز ُل ا ْلمالئِ َك ُة والر ِ‬
‫وح ف َ‬ ‫َ ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ا ْل َقدْ ِر َخير مِن َأ ْل ِ‬
‫ٌْ ْ‬
‫َسال ٌم ِه َي َحتَّى َم ْط َل ِع ا ْل َف ْج ِر﴾‪.‬‬
‫يقول تعالى ُمب ِّينًا‬ ‫قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في «تفسيره»‪ُ :‬‬
‫َّاُأنز ْلنَاهُفِيُ َل ْي َل ِةُال َقدْ ِر﴾‪ ،‬كما قال تعالى‪﴿ :‬إِنَّا َأنز ْلنَا ُه‬ ‫وع ُل َّو َقدْ ِر ِه‪﴿ :‬إِن َ‬ ‫ِ‬
‫القرآن‪ُ ،‬‬ ‫فضل‬‫َ‬
‫رمضان في ليلة ال َقدْ ِر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أن الل َه تعالى ابتَدَ َأ بإنزال ِ ِه في‬ ‫فِي َل ْي َل ٍة ُم َب َارك ٍَة﴾‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كرا‪.‬‬ ‫ورح َم الل ُه بها الع َبا َد رحم ًة عا َّمةً‪ ،‬ال َيقد ُر العب َا ُد لها ُش ً‬ ‫َ‬
‫االسم؛ لِعظِ ِم َقدْ ِر َها و َف ْضلِها عندَ ِ‬
‫الله‪ ،‬وألنَّه ُيقدَّ ُر‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫وس ِّميت ليل ُة ال َقدْ ر بهذا‬ ‫ُ‬
‫والمقادير ال َقدَ ِ‬
‫رية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألرزاق‪،‬‬ ‫يكون في العا ِّم من األَ َج ِل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فيها ما‬
‫اك َُماُ َل ْي َلةُا ْل َقدْ ِر﴾‪:‬‬ ‫﴿و َم َ‬
‫اُأ ْد َر َ‬ ‫مقدار َها‪ ،‬فقال‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ثم َف َّخم الله تعالى شأن ََها‪ ،‬و َع َّظم‬
‫عظيم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وخطر َها‬
‫ُ‬ ‫فإن شأن ََها ٌ‬
‫جليل‪،‬‬ ‫أي‪َّ :‬‬
‫عاد ُل في َفضلِ َها َ‬ ‫ف َُش ْه ٍر﴾‪ :‬أي‪ُ :‬ت ِ‬ ‫ُخير ُِمن َُأ ْل ِ‬
‫ُ‬
‫فالعمل‬ ‫ألف ٍ‬
‫شهر‪،‬‬ ‫﴿ َل ْي َلة ُا ْل َُقدْ ِر َ ْ ْ‬
‫ٍ‬
‫خالية منها‬ ‫ف ٍ‬
‫شهر‬ ‫الذي ي ُقع فيها‪ ،‬خير من العم ِل في َأ ْل ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ ُ‬
‫ليلة ال َقدْ ِر‪،‬‬ ‫المالئكة في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫نزول‬ ‫الروح ُفِ َيها﴾؛ أي‪َ :‬يك ُث ُر‬ ‫ِ‬
‫ُالمالئكَة َُو ُّ‬ ‫﴿ َتنَزَّ ل َ‬
‫ُ‬
‫جبريل‪.‬‬ ‫والروح هنا‪ :‬هو‬ ‫ُّ‬
‫مر ِه تعالى لهم بال َّتن َُّز ِل فيها‪.‬‬ ‫﴿بِإِ ْذ ِن َُر ِّب ِه ْم﴾‪ :‬أي‪َ :‬ي ِنز ُل َ‬
‫ون بأ ِ‬
‫السن َِة من ِر ْز ٍق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿م ْن ُك ِّل َُأ ْم ٍر﴾‪ :‬أي‪ :‬من ك ُِّل َأ ْم ٍر َق َضا ُه الل ُه تعالى في تلك َّ‬
‫وغير َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و َأ َجلٍ‪،‬‬
‫خير َها‬ ‫ِ‬
‫لكثرة ِ‬ ‫َ‬
‫وذلك‬ ‫كل ٍ‬
‫آفة َ‬
‫وش ٍّر‪،‬‬ ‫ُه َي﴾‪ :‬أي‪ :‬سالِم ٌة من ِّ‬ ‫﴿سالم ِ‬
‫َ‬
‫وع‬ ‫ِ‬
‫الشمس‪ ،‬و ُمنت ََهاها ُط ُل ُ‬ ‫وب‬ ‫﴿حتَّى َُم ْط َل ِع ُال َف ْجرِ﴾‪ :‬أي‪ُ :‬مبتَدَ ا َها من ُغ ُر ِ‬ ‫َ‬
‫الفجر‪ .‬انتهى كالم الشيخ السعدي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َُ‬
‫مسائل‪ُ:‬‬ ‫وي َُتع َّلقُُ ُِ‬
‫بليلةُال َُقدُْ ُِرُعدَّ ةُُ‬ ‫َُ‬
‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –2‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬

‫َ‬
‫ُفيُذلك‪ُ:‬‬ ‫َّ‬
‫‪ُ،‬والُشك‬ ‫َُ‬
‫ُفيُرمضان‬‫المسألةُاألولى‪ُ:‬ليلةُال َقدْ ِر‬
‫َ‬
‫لذلك ما يلي‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫ويدل‬
‫آن﴾‪ ،‬فالقرآن ُأ ِنز َل في‬ ‫ان ا َّل ِذي ُأ ِنز َل فِ ِ‬
‫يه ا ْل ُق ْر ُ‬ ‫﴿ش ْه ُر َر َم َض َ‬
‫‪ -ُ1‬قال الله تعالى‪َ :‬‬
‫َ‬
‫رمضان‪ ،‬وقال‪﴿ :‬إِنَّا َأ َنز ْلنَا ُه فِي َل ْي َل ِة ا ْل َقدْ ر﴾‪ ،‬فإذا َض َم ْم َت هذه اآلي َة إلى تلك‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫شهر‬
‫رمضان؛ ما ص َّح ْ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫رمضان؛ ألنَّها لو كانت في ِ‬
‫غير‬ ‫َ‬ ‫تكون ليل ُة ال َقدْ ِر في‬
‫َ‬ ‫تع َّين ْ‬
‫أن‬
‫آن﴾‪.‬‬ ‫ان ا َّل ِذي ُأن ِْز َل فِ ِ‬
‫يه ا ْل ُق ْر ُ‬ ‫﴿ش ْه ُر َر َم َض َ‬
‫يقال‪َ :‬‬
‫انظر‪« :‬اإلعالم بفوائد عمدة األحكام» البن الملقن‪ ،‬و«الشرح الممتع على‬
‫زاد المستقنع»‪.‬‬
‫حديث أبي هرير َة رضي الله‬ ‫ِ‬ ‫‪ –ُ 2‬ما أخرجه اإلمام أحمد في «مسنده»‪ ،‬من‬
‫شهر‬ ‫ُ‬ ‫رسول ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رمضان‪ٌ ،‬‬ ‫الله ﷺ‪« :‬قد جاءك ُْم‬ ‫رمضان‪ ،‬قال‬ ‫لما َح َض َر‬
‫عنه أ َّنه قال‪َّ :‬‬
‫أبواب‬ ‫فيه أبواب الجن َِّة‪ ،‬و ُتغ َل ُق ِ‬
‫فيه‬ ‫بارك‪ ،‬افتَر َض الله علي ُكم صيامه‪ُ ،‬تفتَح ِ‬ ‫ُم ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف َُش ْه ٍرُ‪َ ،‬من ُح ِر َم َخ َير َها‪ ،‬فقدْ‬ ‫نُأ ْل ِ‬
‫فيه ُليلة ُخير ُِم َ‬
‫الش َياطِي ُن‪ُِ ،‬‬
‫فيه َّ‬‫يم‪ ،‬و ُت َغ ُّل ِ‬
‫ح ِ‬ ‫الج ِ‬
‫َ‬
‫ُح ِر َم»‪.‬‬
‫ُِ‬
‫ُالقدر ُتكون ُفي ُال َع ْش ِرُ‬ ‫ُأن ُليل َة‬ ‫المسألة ُالثانية‪ُ :‬قد ُد َّلت ُاألدلة ً‬
‫ُأيضا ُعلى َُّ‬
‫األواخرِ‪ُ:‬‬
‫رسول ِ‬
‫الله ﷺ‪َ « :‬ت َح َّروا ليل َة‬ ‫ُ‬ ‫‪ -ُ1‬فعن عائش َة رضي الله عنها أنَّها قالت‪ :‬قال‬
‫رمضان»‪ .‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫األواخر من‬ ‫ال َق ِ‬
‫در في ال َع ْش ِر‬
‫َ‬
‫رمضان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األواخر من‬ ‫الله ﷺ ُي ِ‬
‫جاو ُر في ال َع ْش ِر‬ ‫رسول ِ‬‫ُ‬ ‫وفي رواية‪ :‬كان‬
‫َ‬
‫رمضان»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األواخر من‬ ‫ويقول‪َ « :‬ت َح َّروا ليل َة ال َقدْ ِر في ال َع ْش ِر‬
‫ُ‬
‫االعتكاف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫او َر ُة ها هنا‬
‫فالم َج َ‬
‫ف‪ُ ،‬‬ ‫او ُر؛ أي‪َ :‬يعتَكِ ُ‬ ‫وقولها‪ُ :‬ي َج ِ‬
‫يت ليل َة ال َقد ِر‪،‬‬ ‫رسول ِ‬
‫الله ﷺ قال‪ُ « :‬أ ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ -ُ2‬وعن أبي هرير َة رضي الله عنه‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫بعض أهلي‪َ ،‬فن َِسيت َُها‪َ ،‬فا ْلت َِم ُسوها في ال َع ْش ِر الغوابِ ِر»‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫ثم أي َق َظن ِي ُ‬
‫وال َغ َوابِ ُر‪ :‬البواقي‪.‬‬
‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –3‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬

‫الله ﷺ َيجتهدُ في‬ ‫رسول ِ‬


‫ُ‬ ‫‪ –ُ 3‬وعن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت‪ :‬كان‬
‫غير ِه‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫األواخر ما ال َيجتهدُ في ِ‬
‫ِ‬ ‫ال َع ْش ِر‬
‫رسول ِ‬
‫الله ﷺ إذا َد َخل ال َع ْش ُر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ –ُ 4‬وعنها رضي الله عنها أنَّها قالت‪ :‬كان‬
‫الم ْئ َز َر‪ .‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬‫الليل‪ ،‬وأيقظ أه َله‪ ،‬وجدَّ ‪ ،‬و َشدَّ ِ‬
‫أحيى َ‬
‫ُ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫اعتزال‬ ‫ِ‬
‫العبادات‪ .‬وقيل‪ :‬كناي ٌة عن‬ ‫وقو ُلها‪َ :‬شدَّ ِ‬
‫الم ْئ َزر‪ :‬أي َش َّمر واجت ََهد في‬
‫ِ‬
‫األواخر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العبادات في ال َع ْش ِر‬ ‫للتفرغ ألنوا ِع‬ ‫ِ‬
‫النساء؛ ُّ‬
‫رين‪ُ.‬‬‫وأرجىُماُتكونُفيُال َع ْش ُرُِاألواخ ُرِ‪ُ،‬وأرجاها‪ُ:‬ليلةُُسبعٍُوعش َ‬
‫ٍُوعشرينُماُيلي‪ُ:‬‬
‫َ‬ ‫ُعلىُأنُأرجاهاُليلةُسبع‬
‫َّ‬ ‫والدليل‬
‫تحروا ليل َة‬ ‫أن رس َ ِ‬ ‫‪ –ُ1‬ما روي عن عائش َة رضي الله عنها‪َّ :‬‬
‫ول الله ﷺ قال‪َّ « :‬‬
‫رمضان»‪ .‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫األواخر من‬‫ِ‬ ‫الوتر من ال َع ْش ِر‬
‫ال َقدْ ر في ِ‬
‫النبي ﷺ أنَّه قال‪« :‬إنِّي‬ ‫عن‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫الله‬ ‫رضي‬ ‫الخدري‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -ُ 2‬وعن أبي‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫األواخر في ِ‬
‫الو ْت ِر‬ ‫ِ‬ ‫نسيت َُها أو ن َِسيت َُها‪َ ،‬فا ْلت َِم ُسوها في ال َع ْش ِر‬‫يت ليل َة ال َقدْ ِر‪ ،‬ثم ُأ ِ‬
‫ُأ ِر ُ‬
‫‪ .»...‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫النبي ﷺ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب‬ ‫من‬ ‫ً‬
‫رجاال‬ ‫عمر رضي الله عنهما‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫بن‬ ‫عبد ِ‬
‫الله ِ‬ ‫‪ –ُ3‬وعن ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫رسول ِ‬
‫الله ﷺ‪َ « :‬أ َرى ُرؤياكُم‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األواخر‪ ،‬فقال‬ ‫ُأ ُروا ليل َة ال َقدْ ِر في المنا ِم في َّ‬
‫السب ِع‬
‫ِ‬
‫ألواخ ِر»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فمن كان ُم َت َح ِّريها؛ َفل َيت ََح َّر َها في َّ‬
‫السب ِع ا‬ ‫األواخر‪َ ،‬‬ ‫قد َت َوا َط َأ ْت في َّ‬
‫السب ِع‬
‫أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وأن أنا ًسا‬‫األواخر‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫السب ِع‬
‫القدر في َّ‬ ‫ِ‬ ‫ناسا ُأ ُروا ليل َة‬‫أن ُأ ً‬ ‫وفي لفظ للبخاري‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُأ ُر َ‬
‫األواخر»‪.‬‬ ‫النبي ﷺ‪« :‬ا ْلتَم ُسوها في َّ‬
‫السب ِع‬ ‫وها في ال َع ْشر األواخر‪ ،‬فقال ُّ‬
‫رمضان‪ ،‬وإنَّها في‬ ‫َ‬ ‫كعب رضي الله عنه أنَّه قال‪ :‬إنَّها في‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -ُ 4‬وعن ُأ َبي ِ‬
‫بن‬ ‫ِّ‬
‫األواخر‪ ،‬وإنَّها ليل ُة سب ٍع وعشري َن‪ .‬أخرجه الترمذي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َع ْش ِر‬
‫وعشرين‪ .‬أخرجه‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫القدر ليل ُة سب ٍع‬ ‫‪ –ُ5‬وعن معاوي َة رضي الله عنه أ َّنه قال‪ :‬ليل ُة‬
‫أبو داود‪.‬‬
‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –4‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬

‫عباس رضي‬ ‫ٍ‬ ‫وقدُتكونُليلة ُال َقدْ رُفيُاألشفا ِع ُمنُال َع ْش ِر ُاألواخرِ‪ :‬فعن ِ‬
‫ابن‬
‫وعشرين»‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الله عنهما أنَّه قال‪« :‬ا ْلت َِم ُسوا في أرب ٍع‬
‫ِ‬
‫االجتهاد في ال َع ْش ِر ك ِّلها‪.‬‬ ‫ذلك ضرور ُة‬ ‫ف ُيستفا ُد من َ‬
‫المسألةُالثالثة‪ :‬ليل ُة ال َقدْ ِر ليست ثابت ًة في يو ٍم مع َّي ٍن من أيا ِم ال َع ْش ِر‪ ،‬وإنَّما َت َتنَ َّق ُل‬
‫بين الليالي‬
‫َ‬
‫قال النووي في «شرح صحيح مسلم»‪َ « :‬أجمع من يعتَدُّ ِبه على وج ِ‬
‫ود َها‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫الصحيحة‪ ،‬المشهورة‪ ،‬قال القاضي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لألحاديث‬ ‫و َد َوامِ َها إلى ِ‬
‫آخر الدَّ ْه ِر؛‬
‫ليلة‪ ،‬وفي َسن ٍَة أخرى‬
‫واخ َت َل ُفوا في مح ِّلها‪ ،‬فقال جماعةٌ‪ :‬هي متن ِّقلةٌ‪ :‬في سن ٍَة في ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫حديث جاء ِ‬
‫بأحد‬ ‫ٍ‬ ‫األحاديث‪ ،‬ويقال‪ُّ :‬‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫بين‬ ‫ٍ‬
‫جم ُع َ‬
‫في ليلة أخرى‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وبهذا ُي َ‬
‫والثوري‪ ،‬وأحمدَ ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مالك‪،‬‬ ‫قول‬‫ونحو هذا ُ‬ ‫أوقاتِها‪ ،‬وال َت َع ُار َض فيها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫رمضان»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األواخر من‬ ‫وغير ِهم‪ ،‬قالوا‪ :‬إنَّما َتنت َِق ُل في ال َع ْش ِر‬
‫ِ‬ ‫وإسحاق‪ ،‬وأبي ٍ‬
‫ثور‪،‬‬ ‫َ‬
‫انتهى كالم النووي‪.‬‬
‫المسألةُالرابعة‪ُ:‬ع َالمات ِ‬
‫ُليلةُال َقدْ ِر‪ُ:‬‬ ‫َ َ‬
‫أن ليل َة ال َقدْ ِر موجودةٌ‪،‬‬ ‫اع َل ْم َّ‬
‫قال النووي في «شرح صحيح مسلم» ‪ْ « :56 / 8‬‬
‫وإخبار‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رمضان‪،‬‬ ‫كل َسن ٍَة في‬ ‫فإنَّها ُت َرى‪ ،‬و َيتَح َّق ُق َها َمن َشا َء الل ُه تعالى من بني آد َم َّ‬
‫أن ُت َ‬
‫حص َر»‪.‬‬ ‫أكثر من ْ‬ ‫الصالحين بها‪ ،‬ورؤيت ُُهم لها ُ‬ ‫َ‬
‫النبي ﷺ‪:‬‬ ‫عن‬ ‫ُ‬
‫األحاديث‬ ‫بها‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫وليل ُة ال َقدْ ِر لها خمس َع َال ٍ‬
‫مات‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اع لها‪.‬‬ ‫الشمس َتط ُل ُع صبيحت ََها ال ُش َع َ‬ ‫َ‬ ‫ال َع َالمةُُاألولى‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫حار ًة وال باردةً‪.‬‬ ‫شرقةً]‪ ،‬ال َّ‬ ‫ال َع َالمةُُالثانيةُ‪ :‬أنَّها ليل ٌة صافي ٌة َب ْل َج ٌة [أي‪ُ :‬م ِ‬
‫شيطان‪َّ ،‬إال في صبيح َة ِ‬
‫ليلة‬ ‫ٍ‬ ‫كل يو ٍم بين َق ْرنَي‬ ‫الشمس َتط ُل ُع َّ‬ ‫ال َع َالمةُُالثالثةُ‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫َ‬
‫ال َقدْ ِر‪.‬‬
‫الح َصى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َع َالمةُُالرابعةُ‪ُ:‬المالئك ُة في َ‬
‫أكثر من َعدَ د َ‬ ‫تلك الليلة ُ‬
‫شيطان‪ ،‬وال ُير َمى فيها بِن َْجم‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫رس ُل فيها‬ ‫ال َع َالمةُُالخامسةُ‪ :‬أنَّه ال ُي َ‬
‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –6‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬
‫ِ‬
‫الفجر‪ .‬انظر‪« :‬فتح الباري» البن حجر‬ ‫ِ‬
‫الشمس إلى ُط ُلو ِع‬ ‫=وهي من ُغ ُر ِ‬
‫وب‬
‫‪.252/4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظهر إال بعدَ‬ ‫أكثر هذه ال َع َالمات ال َت ُ‬ ‫أن َ‬ ‫َضح َّ‬ ‫وعندَ التأ ُّم ِل في هذه ال َع َالمات‪َ ،‬يت ُّ‬
‫أن َت ِ‬
‫مض َي‬ ‫ْ‬
‫ات‪ُُ:‬‬ ‫ُهذهُالع َالم ِ‬ ‫ُفيُبيان ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واردة‬ ‫ِ‬
‫ُاألحاديثُال‬ ‫وهذهُبعض‬
‫َ َ‬
‫ف ليل ُة ال َقدْ ِر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ –ُ 1‬عن ُأ َبي ِ‬
‫عر ُ‬
‫بأي شيء ُي َ‬ ‫كعب رضي الله عنه أنَّه ُسئ َل‪ِّ :‬‬ ‫بن‬ ‫ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول الله ﷺ‪« :‬أنَّها َتط ُل ُع يومئذ ال ُش َع َ‬
‫اع‬ ‫ُ‬ ‫بالعالمة‪ ،‬أو باآلية التي أخ َب َرنا‬ ‫فقال‪:‬‬
‫لها»‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫ت‪ ،‬ال‬ ‫مثل ال َّطس ِ‬ ‫ِ‬
‫الليلة َ‬ ‫رواية ألبي داود‪ُ « :‬تصبِح الشمس صبيح َة ِ‬
‫تلك‬ ‫ٍ‬ ‫وفي‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اع لها‪ ،‬حتى َتر َت ِف َع»‪.‬‬ ‫ُش َع َ‬
‫رسول ِ‬
‫الله‬ ‫ِ‬ ‫‪ -ُ2‬وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال‪َ :‬ت َذاك َْرنَا ليل َة ال َقدْ ِر عندَ‬
‫مثل ِش ِّق َج ْفن ٍَة»‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫القمر‪ ،‬وهو ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﷺ‪ ،‬فقال‪« :‬أ ُّي ُكم َيذك ُُر ليل َة َط َل َع‬
‫بتلك‬‫فإن القمر يط ُلع فيها ِ‬ ‫وعشرين‪َّ ،‬‬ ‫قال أبو الحسن الفارسي‪ :‬أي‪ :‬ليل ُة سب ٍع‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الصفة‪.‬‬
‫يت ليل َة‬ ‫كنت ُأ ِر ُ‬‫النبي ﷺ أنَّه قال‪« :‬إنِّي ُ‬ ‫‪ –ُ 3‬وعن جابر رضي الله عنه‪ ،‬عن ِّ‬
‫األواخر‪ ،‬وهي ليل ٌة َط ْل َق ٌة َب ْل َج ٌة [أي‪ُ :‬م ِ‬
‫شر َق ًة]‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َقدْ ِر‪ ،‬ثم ن ُِّسيتُها‪ ،‬وهي في ال َع ْش ِر‬
‫خرج شيطان َُها حتى ُي ِضي َء‬ ‫ِ‬ ‫كأن فيها َق َم ًرا َي َ‬
‫ال َح َّار ًة وال باردةً‪َّ ،‬‬
‫فض ُح ك ََواك َب َها‪ ،‬ال َي ُ‬
‫َف ْج ُر َها»‪ .‬أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه»‪.‬‬
‫ِ‬
‫القدر في‬ ‫مسعود رضي الله عنه‪ ،‬عن النبي ﷺ أنَّه قال‪َّ « :‬‬
‫إن ليل َة‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -ُ4‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫ِّ‬
‫الشمس َغدَ ا َة إِ ٍذ صافيةً‪ ،‬ليس لها‬ ‫ُ‬ ‫رمضان‪َ ،‬تط ُل ُع‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫األواخر من‬ ‫السب ِع‬ ‫ِ‬
‫النِّصف من َّ‬
‫رسول ِ‬‫ُ‬ ‫فو َجد ُت َها كما قال‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‪ :‬فنَ َظ ُ‬
‫الله ﷺ‪ .‬أخرجه‬ ‫رت إليها‪َ ،‬‬ ‫ابن‬
‫اع»‪ ،‬قال ُ‬ ‫ُش َع ٌ‬
‫اإلمام في «مسنده»‪.‬‬
‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –5‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬
‫عباس رضي الله عنهما‪ ،‬عن النبي ﷺ في ِ‬
‫ليلة ال َقدْ ِر‪ :‬ليل ٌة َط ْل َقةٌ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ –ُ5‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫ِّ‬
‫الشمس يو َم َها َح ْمرا َء ضعيفةً‪ .‬أخرجه ابن خزيمة في‬ ‫ُ‬ ‫ال َح َّار ٌة وال باردةٌ‪ُ ،‬تصبِ ُح‬
‫«صحيحه»‪.‬‬
‫النبي ﷺ أنَّه قال‪« :‬ليل ُة ال َقدْ ِر ليل ُة‬ ‫‪ –ُ 6‬وعن أبي هرير َة رضي الله عنه‪ ،‬عن ِّ‬
‫الح َصى»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإن المالئك َة َ‬ ‫والعشرين‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أكثر من َعدَ د َ‬ ‫تلك الليلة ُ‬ ‫َ‬ ‫التاسعة‬ ‫السابعة أو‬
‫أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه»‪.‬‬
‫إن أمار َة‬ ‫الصامت رضي الله عنه‪ ،‬عن النبي ﷺ أنَّه قال‪َّ « :‬‬ ‫ِ‬ ‫بن‬‫‪ –ُ7‬وعن ُع َباد َة ِ‬
‫ِّ‬
‫اج َي ًة [أي‪ :‬فيها‬ ‫كأن فيها َقمرا ساطِ ًعا‪ ،‬ساكن ًة س ِ‬ ‫لجةٌ‪َّ ،‬‬ ‫ليلة ال َقدْ ِر‪ :‬أنَّها صافي ٌة َب َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ًَ َ‬
‫أن ُير َمى ِبه فيها حتى ُيصبِ َح‪َّ ،‬‬
‫وإن‬ ‫َب ْ‬ ‫ح ُّل ل ِ َك ْوك ٍ‬
‫ون]‪ ،‬ال برد فيها وال حر‪ ،‬وال ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ ٌّ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُس ُك ٌ‬
‫القمر ليل َة ِ‬
‫البدر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اع‪َ ،‬‬
‫مثل‬ ‫خر ُج مستويةً‪ ،‬ليس لها ُش َع ٌ‬ ‫الشمس صبيحت َُها َت ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ َم َار َتها َّ‬
‫أن‬
‫خر َج معها َيو َمئِ ٍذ»‪ .‬أخرجه اإلمام أحمد في «مسنده»‪.‬‬ ‫أن َي ُ‬
‫ٍ‬
‫لشيطان ْ‬ ‫ال ي ِ‬
‫ح ُّل‬ ‫َ‬
‫معرفة عالماتِ َها بعدَ انقضائِ َها ُ‬ ‫ِ‬ ‫فإنُقيل‪ُ:‬وما فائد ُة‬
‫توفيق ِه لقيامِ َها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫دركَها ر َّب ُه على‬‫أن َيش ُك َر َمن َأ َ‬ ‫ذلك‪ْ :‬‬ ‫والجواب‪ :‬فائد ُة َ‬
‫دات‬ ‫خرافات واعتقا ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫القدر‬ ‫عالمات ِ‬
‫ليلة‬ ‫ِ‬ ‫بعض العا َّمة ل ُه في‬ ‫المسألةُالخامسة‪ُ :‬‬
‫فاسدةٌ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫سجدُ ‪،‬‬ ‫أن َّ‬
‫الش َج َر َي ُ‬ ‫=ز ْع ُم ُهم َّ‬‫َ‬
‫ف عن النِّ َباحِ ‪،‬‬ ‫=وأن الكِ َال َب َت ُك ُّ‬ ‫َّ‬
‫يق‪،‬‬‫ف عن الن َِّه ِ‬ ‫الح ِم َير َت ُك ُّ‬
‫=وأن َ‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫الصحة‪.‬‬ ‫أساس ل ُه من‬ ‫اعتقادات باطلةٌ‪ ،‬ال‬
‫ٌ‬ ‫ذلك‬ ‫ُّ‬
‫وكل َ‬
‫َ‬
‫الصالحة في ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األعمال‬ ‫االكثار من‬ ‫ِ‬
‫للمسلم‬ ‫ستحب‬ ‫المسألة ُالسادسة‪ُ :‬ي‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫المبارك‬ ‫الش ِ‬
‫هر‬ ‫أجور العاملي َن في هذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولمضاعفة‬ ‫ف زمانِ َها‪،‬‬ ‫األيا ِم الع ْش ِر؛ ل ِ َشر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شرعُفيُال َُعشُْ ُرُِاألواخ ُرُِماُيلي‪ُ:‬‬ ‫ُِ‬
‫الصالحةُالتيُت َ‬ ‫ُِ‬
‫األعمالُ‬ ‫َُ‬
‫ومنُتلكُ‬
‫‪ُ-ُ1‬قيامُالليل‪ُ:‬‬
‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –7‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬

‫قال ﷺ‪َ « :‬من قا َم ليل َة ال َقدْ ِر إيمانًا واحتسا ًبا؛ ُغ ِف َر له ما ت َقدَّ َم مِن َذ ْنبِ ِه»‪ .‬أخرجه‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ُ–ُ2‬االعتكاف‪ُ:‬‬
‫يلة ال َقدْ ِر‪.‬‬ ‫ف الع ْشر األواخر؛ التماسا ل ِ َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫رسول الله ﷺ يعتَك ُ َ َ‬ ‫فقد كان‬
‫النبي ﷺ أ َّنه قال‪َ « :‬من كان‬ ‫عن‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫رضي‬ ‫دري‬ ‫سعيد ُ‬
‫الخ‬ ‫ٍ‬ ‫فعن أبي‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫نسيتُها‪،‬‬ ‫ريت هذه الليلةَ‪ ،‬ثم ُأ ِ‬ ‫األواخ َر‪ ،‬وقد ُأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ف ال َع ْش َر‬ ‫معي‪َ ،‬ف ْليعتكِ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫اعت َك َ‬
‫وها في ك ُِّل ِو ْت ٍر»‪ .‬أخرجه البخاري ومسلم‬ ‫األواخ ِر‪ ،‬والت َِم ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫فالت َِم ُس َ‬
‫وها في ال َع ْش ِر‬
‫ِ‬
‫ُواالستغفار‪ُ،‬‬ ‫عاء‪،‬‬‫ُوالذك ِرُ‪ُ ،‬والدُّ ِ‬ ‫ُِ‬
‫القرآن‪ِّ ،‬‬ ‫ُِ‬
‫وتالوة ُ‬ ‫ُِ‬
‫الصالة‪ُ ،‬‬ ‫‪ُ –ُ 3‬اإلكثارُ ُمن ُ‬
‫والصدَُ ِ‬
‫قة‪ُ.‬‬ ‫َّ ُ‬
‫خير مِ َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال الل ُه تعالى‪َ ﴿ :‬ل ْي َل ُة ا ْل َقدْ ِر َخ ْي ٌر م ْن َأ ْلف َش ْه ٍر﴾‪ :‬أي‪ :‬ال َع َم ُل فيها ٌ‬
‫هر‪ ،‬ليس فيها ليل ُة ال َقدْ ِر؛‬ ‫ألف َش ٍ‬ ‫العم ِل في ِ‬
‫ََ‬
‫ألف َش ْه ٍر‪.‬‬ ‫الليلة يقسم الخير الكثير الذي ال يوجدُ مِث ُله في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ففي َ‬
‫تلك‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫ستحبُفيُهذهُاللياليُال َع ْشر‪ُ:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُِ‬
‫ومنُاألدعيةُالتيُت‬
‫إن‬‫أيت ْ‬ ‫الله‪ ،‬أر َ‬ ‫رسول ِ‬ ‫َ‬ ‫ما روي عن عائش َة رضي الل ُه عنها أنَّها قالت‪ُ :‬‬
‫قلت‪ :‬يا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وافقت ليل َة ال َقدْ ِر‪ ،‬ما ُ‬
‫ف‬ ‫فو فا ْع ُ‬ ‫ب ال َع َ‬ ‫أقول قال‪ُ :‬قولي‪ :‬ال َّل ُه َّم‪ ،‬إن َّك َع ُف ٌّو ُتح ُّ‬ ‫ُ‬
‫َعنِّي»‪ .‬أخرجه أحمد‪.‬‬
‫ِ‬
‫يم]])‪ ،‬وهذه‬ ‫الناس يزيدُ في هذا الدُّ عاء‪( :‬ال َّل ُه َّم‪ ،‬إن َّك َع ُف ٌّو [[ك َِر ٌ‬ ‫ِ‬ ‫وبعض‬ ‫ُ‬
‫صح‪.‬‬‫يم) ال َت ُّ‬ ‫الزياد ُة (ك َِر ٌ‬
‫فت أي ٍ‬
‫ليلة ليل ُة ال َقدْ ِر‪ ،‬ما‬ ‫وروي عن عائش َة رضي الله عنها أنَّها قالت‪ :‬لو َع َر ُ َّ‬
‫بسند صحيحٍ ‪.‬‬ ‫سألت الله فيها َّإال العافيةَ‪ .‬أخرجه ابن أبي شيب َة ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ليلة ليل ُة ال َقدْ ِر؛ لكان ُد َعائِي فيها ْ‬
‫أن‬ ‫مت أي ِ‬
‫النسائي‪ :‬لو َعلِ ُ َّ‬ ‫وفي رواية عند‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫أسأل الل َه ال َع ْف َو والعافيةَ‪.‬‬
‫المسألةُالسابعة‪ُ:‬بِدَ ع ِ‬
‫ُليلةُال َقدْ ِر‪ُ:‬‬
‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –8‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬

‫حريصا على إِ ْغ َو ِاء ال ُع َّباد والصالحي َن إال َمن َر ِح َم الل ُه‪ ،‬فإنَّه‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الشيطان‬ ‫ال زال‬
‫ات؛‬ ‫لما يئِس من ان ِْهماكِ ِهم في المعاصي والشهوات‪َ ،‬أغر ُاهم بالبِدَ ع والمحدَ َث ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫فسدَ عليهم ِع َباداتِ ِهم‪.‬‬ ‫لِي ِ‬
‫ُ‬
‫الشيطان‪ :‬ما يقع في ِ‬
‫ليلة الساب ِع والعشري َن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫غر ُاهم بها‬ ‫تلك البِدَ ِع التي َأ َ‬ ‫ومن َ‬
‫ُِوالعشرين‪ُُ:‬‬
‫َُ‬ ‫ليلةُالسابع‬‫[‪ُ]1‬االحتفالُب ُِ‬
‫ليلة الساب ِع والعشري َن‪،‬‬ ‫االحتفال ب ِ‬
‫ِ‬ ‫بعض الدُّ َو ِل اإلسالمية تقو ُم ب‬ ‫أن َ‬ ‫فنُشاهدُ َّ‬
‫ِ‬
‫العلماء ليل َة الساب ِع والعشري َن‪:‬‬ ‫ون بِ ِز ِّي‬
‫والمت ََز ُّي َ‬ ‫ِ‬
‫ؤسا ُء ُ‬ ‫الر َ‬
‫جتمع في المساجد ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ف َي‬
‫والخ َط ُ‬
‫ب!‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬وال َق َصائِدُ ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫=و ُيت َلى‬
‫ِ‬
‫القرآن!‬ ‫الجوائز على َح َف َظ ِة‬
‫ُ‬ ‫=و ُت َ‬
‫وز ُع‬
‫االبتهاالت الدِّ يني ُة التي اخت ََر َع َها ُّ‬
‫الصوفيةُ!‬ ‫ُ‬ ‫نشدُ‬ ‫=و ُت َ‬
‫عين!‬ ‫ِ‬ ‫=و ُت َ‬
‫المستَم َ‬ ‫شروبات على ُ‬ ‫ُ‬ ‫الم‬
‫وز ُع َ‬
‫وكلُهذاُمنُالبِدَ ُِع‪.‬‬ ‫ُّ ُ‬
‫ذلك‪،‬‬ ‫الله ﷺ لم َيف َع ْل شي ًئا من َ‬ ‫رسول ِ‬ ‫َ‬ ‫أن هذا من البِدَ عِ‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫والدليل على َّ‬
‫الله وسالمه ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫وات ِ‬ ‫المع ِّل ُم الهادي صل ُ‬
‫ُُ‬ ‫وهو ُ‬
‫والتابعون لهم بإحسان‪ ،‬لم َيف َعلوا‬ ‫َ‬ ‫كذلك صحاب ُت ُه الكِ َرا ُم رضي الله عنهم‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫إليه‪ ،‬فإنَّهم رضي الله عنهم كانوا‬ ‫ذلك خير؛ َلبادروا ِ‬ ‫ذلك‪ ،‬ولو كان في َ‬ ‫شي ًئا من َ‬
‫ٌ َ َُ‬
‫ِ‬
‫الخير‪.‬‬ ‫اس على‬ ‫أحرص الن ِ‬ ‫َ‬
‫ون َع ْن َأ ْم ِر ِه َأن ُت ِصي َب ُه ْم فِ ْتنَ ٌة َأ ْو‬ ‫ين ُي َخال ِ ُف َ‬ ‫ِ‬
‫وقد قال الله تعالى‪َ ﴿ :‬ف ْل َي ْح َذ ِر ا َّلذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم﴾‪.‬‬ ‫اب َأل ٌ‬‫ُيصي َب ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫ث في َأ ْم ِرنَا هذا ما ليس من ُه؛ فهو َر ٌّد»‪ .‬أخرجه البخاري‬ ‫وقال ﷺ‪َ « :‬من َأحدَ َ‬
‫ومسلم‬
‫ِ‬
‫القرآن‪ ،‬وأنوا ِع‬ ‫ِ‬
‫وقراءة‬ ‫ِ‬
‫بالصالة‪،‬‬ ‫َ‬
‫رمضان إحياؤها‪:‬‬ ‫المشروع في ليالِي‬ ‫وإنَّما‬
‫ُ‬
‫رمضان إيمانًا واحتسا ًبا؛ ُغ ِف َر ل ُه ما تقدَّ م‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ‪َ « :‬من قام‬ ‫ِ‬
‫لقول‬ ‫؛‬ ‫كر والدُّ ِ‬
‫عاء‬ ‫الذ ِ‬
‫ِّ‬
‫ِّ‬
‫من َذنبِ ِه»‪.‬‬
‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –9‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬

‫=ولقول ِ ِه ﷺ‪َ « :‬من قام ليل َة ال َقدْ ِر إيمانًا واحتسا ًبا؛ ُغ ِف َر ل ُه ما تقدَّ م من َذنبِ ِه»‪.‬‬
‫النبي ﷺ إذا َد َخل ال َع ْش ُر األخير ُة من‬ ‫ِ‬
‫=ولقول عائش َة رضي الله عنها‪ :‬كان ُّ‬
‫رمضان‪َ ،‬شدَّ مِ َئز َر ُه‪ ،‬و َأ َحيى لي َل ُه‪.‬‬
‫َ‬
‫أقول فيها‬ ‫إن َوا َف ْق ُت ليل َة ال َقدْ ِر ما ُ‬ ‫رسول ِ‬
‫الله‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫=ولقول ِ َها رضي الله عنها‪ :‬يا‬
‫فو‪َ ،‬ف ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف عنِّي»‪.‬‬ ‫اع ُ‬ ‫ب ال َع َ‬ ‫اللهم‪ ،‬إنَّك َع ُف ٌّو‪ُ ،‬تح ُّ‬
‫قال‪ُ :‬قولي‪َّ « :‬‬
‫مر ِة‪ُ:‬‬
‫ُِوالعشرينُبالع َ‬
‫َ‬
‫ُِأيضا‪ُ:‬تخصيص ِ‬
‫ُليلةُالسابع‬ ‫[‪ُ]2‬ومنُالبِدَ ع ً‬
‫أن لها‬ ‫ِ‬
‫الكعبة‪َ ،‬ظنًّا منهم َّ‬ ‫حول‬‫رمضان َ‬‫َ‬ ‫والعشرين من‬ ‫الز َحا َم ليل َة الساب ِع‬‫فت ََرى ِّ‬
‫َ‬
‫الله ﷺ وصحاب َت ُه الكِ َر َام‪ ،‬لم يكونوا‬ ‫رسول ِ‬ ‫َ‬ ‫خاصةً‪ ،‬وهذا ليس بصحيحٍ ‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫مزي ًة َّ‬
‫ِ‬
‫بالعمرة‪.‬‬ ‫العشرين‬ ‫َقصدو َن ليل َة الساب ِع و‬
‫َ‬ ‫َيت َّ‬
‫ُعلىُخ ْتمُِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ُبالحرص‬ ‫ُوالعشرين‬ ‫ُأيضا‪ُ:‬تخصيص ِ‬
‫ُليلة ُالساب ِع‬ ‫[‪ُ]3‬ومنُالبِدَ ِع ً‬
‫َ‬
‫ُالصوتُبالدُّ ِ‬
‫عاء‪ُ:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ُ،‬ور ْفع‬ ‫ِ‬
‫القرآن َ‬
‫األواخر‪ ،‬ولم يكونوا‬
‫َ‬ ‫فإن الصحاب َة رضي الله عنهم كانوا يقوم َ‬
‫ون ال َع ْش َر‬ ‫َّ‬
‫الليلة‪ ،‬والُكانواُيطِيل َ‬
‫ون ُالدُّ عا َء ُإطالةًُت ُّ‬
‫َشق ُعلىُ‬ ‫ِ‬ ‫القرآن في هذه‬ ‫ِ‬ ‫َقصدون َخت َْم‬ ‫َيت َّ‬
‫ِ‬
‫الليلة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األئمة في هذه‬ ‫المأمومين‪ ،‬كما َيف َع ُل َج َه َل ِة‬
‫َُ‬
‫التماسا‬ ‫ِ‬
‫باالعتكاف؛‬ ‫والعشرين‬ ‫ُأيضا‪ُ:‬تخصيص ِ‬
‫ليلة الساب ِع‬ ‫[‪ُ]4‬ومنُالبِدَ ِع ً‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لليلة ال َقدْ ِر!ُ‬
‫ُِ‬
‫فيُالبيوت‪ُ:‬‬ ‫أيضا‪ُ:‬االعتكافُُ‬ ‫[‪ُ]5‬ومنُال ُبِدَُ ُِعُ ً ُ‬
‫مسجد ُتجمع ف ِ‬
‫يه‬ ‫ٍ‬ ‫اعتكاف َّإال في‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫عباس رضي الله عنهما أ َّنه قال‪ :‬ال‬ ‫فعن اب ِن‬
‫َ ُ‬
‫الصلوات‪ .‬أخرجه عبد الله بن اإلمام أحمد في «مسائله» عن أبيه ‪.573/2‬‬
‫ُ‬
‫كاف ال‬
‫أن االعت َ‬ ‫وقال القرطبي في «تفسيره» ‪َ « :333/ 2‬أ َ‬
‫جم َع العلما ُء على َّ‬
‫ٍ‬
‫مسجد»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يكون إال في‬
‫ٍ‬
‫مسجد‬ ‫االعتكاف في ِ‬
‫غير‬ ‫صح‬
‫ُ‬ ‫ابن قدامة في «المغني» ‪« :189/ 3‬وال َي ُّ‬ ‫وقال ُ‬
‫‪ ...‬ال َنع َلم في هذا بين أه ِل ِ‬
‫الع ِ‬
‫لم خال ًفا»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫آداب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ –12‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ليلة القدر – أحكا ٌم و ٌ‬

‫للعلم ( َأ َال وهو‪ :‬مصطفى العدوي المصري)‬ ‫ِ‬ ‫المنتسبين‬


‫َ‬ ‫فال َت ْغ َت ُّروا ِبف ْع ِل َأ َح ِد‬
‫َ‬
‫بذلك على وسائ ِل‬ ‫وجاه َر‬
‫َ‬ ‫ف في بيتِ ِه العا َم الماضي (‪،)1442‬‬ ‫الذي اع َت َك َ‬
‫ِ‬
‫الحائط في عد ِم‬ ‫ِ‬
‫العلم ُع ْر َض‬ ‫بإجماعات أه ِل‬‫ِ‬ ‫التواص ِل االجتماعي‪ ،‬ضار ًبا‬
‫ٌ‬
‫شؤون!‬ ‫ولله في َخ ْل ِق ِه‬
‫البيوت‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االعتكاف في‬ ‫ِ‬
‫مشروعية‬
‫ِ‬ ‫واآلداب الم َتع ِّل ِ‬
‫بليلة‬ ‫قة‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫كون قد انتهي ُت من الكال ِم على األحكا ِم‬ ‫وبهذا أ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العالمين‪.‬‬
‫َ‬ ‫رب‬ ‫أن ال َي ْح ِر ْمنَا َ‬
‫خير َها‪ .‬والحمدُ لله ِّ‬ ‫القدر‪ ،‬أس ُأل الل َه تعالى ْ‬

You might also like