Professional Documents
Culture Documents
Search
Search
اجح
الر ِ ي َم ِ ّكيَّةٌ َ
على ّ .و ِه َ
َ
1
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ِعي ِد وهي أعظم سورة في القرآن :كما في صحيح البخاري من حديث أَ ِبي َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺ ،فَ َل ْم عانِي َر ُ ص ِلّي فَ َد َع ْنهَُ ،قا َلُ :ك ْنتُ أ ُ َي اللَّهُ َ ب ِْن ال ُم َعلَّىَ ،ر ِ
ض َ
أ ُ ِج ْبهُ َحتَّى صلَّيت َوأَت َ ْيتُهُ ،فَقَا َلَ " :ما َم َن َع َك أ َ ْن ت َأ ْ ِت َي ِني؟ " .قَا َل :قُ ْلتُ َ :يا
اللهُ﴿ :يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا
ص ِلّي .قَا َل " :أَلَ ْم يَقُ ِل َّسو َل اللَّ ِهِ ،إنِّي ُك ْنتُ أ ُ ََر ُ
ظ َم عا ُك ْم ِل َما يُحْ يِي ُك ْم﴾ ث ُ َّم قَا َلََ " :ل ُ َ
ع ِلّ َمنَّ َك أ َ ْع َ سو ِل إِذَا َد َ ا ْست َِجيبُوا ِللَّ ِه َو ِل َّ
لر ُ
آن َق ْب َل أ َ ْن ت َْخ ُر َج ِمنَ ْال َمس ِْج ِد "َ .قا َلَ :فأ َ َخ َذ ِب َيدِيَ ،ف َل َّما أ َ َرا َد أ َ ْن ورةٍ ِفي ْالقُ ْر ِ س َ ُ
ورةٍ فِي
س َ ظ َم ُ ع ِلّ َمنَّ َك أ َ ْع َ تََ " :ل ُ َ سو َل اللَّ ِه ِإ َّن َك قُ ْل َ
يَ ْخ ُر َج ِمنَ ْال َمس ِْج ِد قُ ْلتُ :يَا َر ُ
س ْب ُع ْال َمثَانِي َو ْالقُ ْر ُ
آن ي :ال َّ آن "َ .قا َل " :نَعَ ْمْ ،ال َح ْم ُد ِللَّ ِه َربّ ِ ْال َعالَ ِمينَ ِه َ ْالقُ ْر ِ
ْ ".ال َع ِظي ُم الَّذِي أُوتِيتُهُ
وال تصح الصالة بدون قراءة الفاتحة ،كما في الصحيحين من حديث عبادة
ص َالة َ ِل َمن َل ْم يَ ْق َرأْ بفَا ِت َح ِة ال ِكت َا ِ
ب "بن الصامت "ال َ
﴿ال َح ْم ُد ِللَّ ِه َربّ ِ ْال َعالَ ِمينَ ﴾ دليل على كمال صفات الله عز وجل
وقولهْ :
وعلى كمال نعمه على عبادهَ ،لن الحمد المطلق ال يستحقه إال من كان
﴿و َما بِ ُك ْم ِم ْن نِ ْع َم ٍة فَ ِمنَ اللَّ ِه﴾
كامال في وصفه ،كامال في فعله .قال تعالىَ :
2
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع َل ْي ِه ْم﴾
ت َ ط الَّذِينَ أ ْن َع ْم َ﴿صرا َ َوقَ ْولُهُ ت َعالىِ :
ضعٍ آخ ََر بِقَ ْو ِل ِه: الء الَّذِينَ أ ْن َع َم َعلَ ْي ِه ْم .وبَيَّنَ ذَ ِل َك في َم ْو ِلَ ْم يُ َبيِّ ْن ُهنا َمن َه ُؤ ِ
داء علَ ْي ِه ْم ِمنَ ال َّنبِيِّينَ وال ِ ّ
ص ّدِيقِينَ وال ُّ
ش َه ِ ﴿فَأُو َلئِ َك َم َع الَّذِينَ أ ْنعَ َم اللَّهُ َ
سنَ أُولَئِ َك َر ِفيقًا﴾ صا ِل ِحينَ و َح ُ وال ّ
فاليهود ضلوا على علم فغضب الله عليهم .والنصارى عبدوا الله على جهل
.فضلوا سواء السبيل
4
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يقول سفيان بن عيينة" :من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ،ومن فسد
".من عبادنا ففيه شبه من النصارى
ففي سورة الفاتحة أقسام التوحيد الثالثة وكذا في سورة الناس وهذا دليل
.على أن التوحيد هو محور القرآن
.وهي َم َدنِيَّةٌ
سو َل َّ
الل ِه ﷺ قَا َلَ " :ال تَجْ َعلُوا بُيُوت َ ُك ْم ع ْن أَبِي ُه َري َْرةَ :أ َ َّن َر ُص ِحيحِ ُم ْس ِل ٍم َ فِي َ
ورة ُ ْال َبقَ َر ِة َال يدخله الشيطان
س َ ْت الَّذِي يُ ْق َرأ ُ ِفي ِه ُ
ورا ،فَإ ِ َّن ْال َبي َ
" قُبُ ً
5
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفيه أيضا من حديث أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحا ِب ِه ،ا ْق َرؤُوا ش ِفي ًعا َل َ ْ ْ
قال" :ا ْق َرؤُوا القُ ْرآنَ فإنَّه َيأتي َي َ
وم ال ِقيا َم ِة َ
وم ال ِقيا َم ِة َكأ َّن ُهما ورة َ آ ِل ِع ْمرانَ ،فإ َّن ُهما ت َأ ْ ِت ِ
يان يَ َ س َ َّ
الز ْه َ
راوي ِْن البَ َق َرةَ ،و ُ
واف ،تُحا َّج ِ
ان ص َّ طي ٍْر َقان ِمن َ تانْ ،أو َكأنَّ ُهما فِ ْر ِتانْ ،أو َكأنَّ ُهما غَيايَ ِ
غَما َم ِ
أخ َذها َب َر َكةٌ ،وت َْر َكها َحس َْرةٌ ،وال
فإن ْ
ورة َ ال َب َق َر ِةَّ ،
س َصحا ِب ِهما ،ا ْق َرؤُوا ُعن أ ْ
طلَةَ :ال َّ
س َح َرة ُ طلَةُ .قا َل ُمعا ِويَةَُ :بلَغَنِي َّ
أن البَ َ .ت َ ْست َِطيعُها ال َب َ
ب
الر ْي ِ ت أُخ ََر ما َي ُد ُّل َ
على ُو ُجو ِد َّ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ال َري َ
ْب ِفي ِه﴾ وقَ ْد جا َء في آيا ٍ
إن ُك ْنت ُ ْم في َر ْي ٍ
ب ِم ّما ﴿و ْشا ّكِينَ َكقَ ْو ِل ِه ت َعالىَ :
ار ال ّ اس ،كال ُكفّ ِ
ض ِمنَ النّ ِ
فِي ِه ِلبَ ْع ٍ
ار فِي ِه إنَّما هو ِلعَمى َبصائِ ِر ِه ْم ْب ال ُكفّ ِ وري ُ
ع ْبدِنا﴾ َعلى َ.ن ََّز ْلنا َ
﴿و ِم ّما َرزَ ْقناهم يُ ْن ِفقُونَ ﴾ َكقَ ْو ِل ِه﴿ :يَسْألُون ََك ماذا يُ ْن ِفقُونَ قُ ْل العَ ْف َو﴾
قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ٌ
إيمان تفصيلي ﴿والَّذِينَ يُؤْ ِمنُونَ بِ َما أُنز َل ِإلَي َْك﴾.قولهَ :
إيمان إجمالي ٌ ﴿و َما أُنز َل ِم ْن قَ ْب ِل َك﴾
َ .
س َو ۤا ٌء َ
علَ ۡي ِه ۡم َءأَن َذ ۡرت َ ُه ۡم أ َ ۡم لَ ۡم تُنذ ِۡر ُه ۡم َال يُ ۡؤ ِمنُونَ ﴾ أ َ ْ
ي: قولهِ ﴿ :إ َّن ٱلَّ ِذينَ َكفَ ُر ۟
وا َ
علَ ْي ِه ْم َك ِل َمةُ
ت َ ع َل ْي ِه ْم ذَ ِل َكَ .ك َما قَا َل تَ َعالَىِ ﴿ :إ َّن الَّذِينَ َح َّق ْ
َب اللَّهُ ت َ َعالَى َ
قَ ْد َكت َ
يم﴾
اب اَل ِل ََربِّ َك َال يُؤْ ِمنُونَ * َولَ ْو َجا َءتْ ُه ْم ُك ُّل آيَ ٍة َحتَّى يَ َر ُوا ْالعَ َذ َ
غ اللَّهُ
غوا أَزَ ا َ ط َب َع اللَّهُ َ
علَ ْي َها ِب ُك ْف ِر ِه ْم﴾ وقال﴿ :فَلَ َّما زَ ا ُ قَا َل اللَّهُ ت َ َعالَىَ ﴿ :ب ْل َ
قُلُوبَ ُه ْم﴾
ع َل ْي ِه ْم علَى ذَ ِل َك فَإ ِ َّن اللَّهَ َح ِكي ٌم فِي َق َد ِر ِه﴿ ،فَال تَ ْذهَبْ نَ ْف ُ
س َك َ فال ت َأ ْ َس ْ
ف َ َ
س َراتٍ﴾
َح َ
7
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار ِه ْم َما أ َ ْ
ظ َه ُروهُ يِ :بإ ِ ْ
ظ َه ِ قولهَ :وقَ ْولُهُ ت َ َعالَى﴿ :يُخَا ِدعُونَ اللَّهَ َوالَّذِينَ آ َمنُوا﴾ أ َ ْ
ان َم َع ِإس َْر ِار ِه ُم ْال ُك ْف َرَ ،ي ْعت َ ِقدُونَ ِب َج ْه ِل ِه ْم أَنَّ ُه ْم َي ْخ َدعُونَ اللَّهَ ِب َذ ِل َك، ِمنَ ْ ِ
اْلي َم ِ
اللهُ َج ِمي ًعا َفيَحْ ِلفُونَ َلهَُوأ َ َّن ذَ ِل َك نَافِعُ ُه ْم ِع ْن َدهَُ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَى﴿ :يَ ْو َم يَ ْب َعث ُ ُه ُم َّ
علَى َش ْيءٍ أَال إِنَّ ُه ْم ُه ُم ْال َكا ِذبُونَ ﴾ سبُونَ أَنَّ ُه ْم َ
َك َما يَحْ ِلفُونَ لَ ُك ْم َويَحْ َ
استدراج
َ على ا ْستِ ْهزائِ ِه ْم ،وهَذا
جازي ِه ْم َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :اللَّهُ َي ْست َ ْه ِز ُ
ئ ِب ِه ْم﴾ أي يُ ِ
ورةِ ال َحدِي ِد في قَ ْو ِل ِهِ ﴿ :قي َل ْ
ار ِجعُوا ورا َءكم س َاآلخرة كما في ُ
َ في الدنيَا ،وفي
سوا نُ ً
ورا﴾ فالت َِم ُ
قوله﴿ :أُو َلئِ َك الَّذِينَ ا ْشت ََر ُوا الضَّاللَةَ بِ ْال ُه َدى ﴾...إلى قَ ْو ِل ِهَ ﴿ :مثَلُ ُه ْم َك َمثَ ِل الَّذِي
علَى أَنَّ ُه ْم آ َمنُوا ث ُ َّم َارا ﴾...قال ابن كثيرَ :و ِفي َهذَا ْال َمث َ ِل َد َاللَةٌ َ ا ْست َْوقَ َد ن ً
ضعَ ،و َّ
اللهُ أ َ ْعلَ ُم ْ َ .كفَ ُرواَ ،ك َما أ َ ْخبَ َر َ
ع ْن ُه ْم ت َ َعالَى فِي َغي ِْر َهذَا ال َم ْو ِ ِ
ور ِه ْم» ولم يقل :بنارهم فإن النار فيها اْلحراق َب اللَّهُ بِنُ ِ قال تعالىَ « :ذه َ
واْلشراق .فذهب بما فيها من اْلضاءة واْلشراق ،وأبقى عليهم ما فيها من
.اَلذى واْلحراق
ت ال ُم َر َّك َب ِة دُونَ ال ُمفَ َّرقَ ِة
أن الت َّ ْم ِثيلَي ِْن َج ِمي ًعا ِمن ِج َه ِة التَّ ْم ِثيال ِ
.واَلولىَّ :
9
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ِن اب ِْن َم ْسعُودٍ، قوله﴿ :فَال تَجْ َعلُوا ِللَّ ِه أَ ْن َدادًا َوأ َ ْنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ ﴾ َو ِفي ال َّ
ص ِحي َحي ِْن َ
ظ ُم؟ قَا َل" :أ َ ْن تَجْ َع َل ِل َّل ِه نِدًّا ،وهو
ب أ َ ْع َ قَا َل :قُ ْلتُ :يَا َر ُ
سو َل اللَّ ِه ،أ َ ُّ
ي الذَّ ْن ِ
.خلقك" الحديث
ارة ُ أ ُ ِعد ْ
َّت ِل ْل َكافِ ِرينَ ﴾ اس َو ْال ِح َج َ
ار الَّتِي َوقُو ُدهَا النَّ ُ
َوقَ ْو ِل ِه تَعَا َلى﴿ :فَاتَّقُوا النَّ َ
ت ْال َع ِظي َمةُ
ارة ُ ْال ِكب ِْري ِ .قال العلماءْ :ال ُم َرا ُد ِب ْال ِح َج َ
ارةِ هَا ُهنَاِ :ه َ
ي ِح َج َ
10
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىُ ﴿ :كلَّ َما ُر ِزقُوا ِم ْن َها ِم ْن ث َ َم َرةٍ ِر ْزقًا قَالُوا َه َذا الَّذِي ُر ِز ْقنَا ِم ْن
ار ْال َج َّن ِة ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا
.قَ ْبلُ﴾ أي َهذَا الَّذِي ُر ِز ْقنَا ِم ْن ثِ َم ِ
.أو هَذا الَّذِي ُر ِز ْقنا ِمن قَ ْب ُل في ال ُّد ْنيا
11
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اء﴾ أ َ ْ
ي: ض َج ِمي ًعا ث ُ َّم ا ْست ََوى ِإلَى ال َّ
س َم ِ قولهُ ﴿ :ه َو الَّذِي َخلَقَ لَ ُك ْم َما فِي ْ
اَلر ِ
ورةِ حم السَّجْ َد ِة
س َصي ُل َه ِذ ِه ْاآليَ ِة فِي ُ
اءَ ،وت َ ْف ِ ص َد ِإلَى ال َّ
س َم ِ .قَ َ
قَ ْو ُل ْال َم َالئِ َك ِة﴿ :أَتَجْ َع ُل ِفي َها َم ْن يُ ْف ِس ُد فِي َها َويَ ْس ِفكُ ال ِ ّد َما َء﴾ ُه َو ُ
س َؤا ُل ا ْستِ ْع َال ٍم
صونَ اللَّهَ َما أ َ َم َر ُه ْم َويَ ْفعَلُونَ َما﴿ال يَ ْع ُع ِن ْال ِح ْك َم ِة فِي ذَ ِل َك ،فهم َ َوا ْستِ ْكشَافٍ َ
.يُؤْ َم ُرونَ ﴾
الط ِبي َع ِة ْالبَش َِريَّ ِة وقيل غير ع ِل ُموا ذَ ِل َك بِ ِع ْل ٍم خ ٍ ّ
َاص ،أ َ ْو بِ َما َف ِه ُموهُ ِمنَ َّ َو َكأَنَّ ُه ْم َ
.ذلك
ض
اَلر ِ
ت َو ْ
س َم َاوا ِ ْب ال َّ
غي َالل ِه تَعَالَى ِل ْل َم َالئِ َك ِة﴿ :أَلَ ْم أَقُ ْل لَ ُك ْم ِإ ِّني أ َ ْعلَ ُم َ
قول َّ
َوأ َ ْعلَ ُم َما ت ُ ْبدُونَ َو َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْكت ُ ُمونَ ﴾ كقوله ت َعالى﴿ :قُ ْل ال َي ْع َل ُم َمن في
ْب ّإال اللَّهُ وما َي ْشعُ ُرونَ أيّانَ يُ ْب َعثُونَ ﴾
ض الغَي َ
واَلر ِ
ْ ت
سماوا ِ
ال َّ
12
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س أَبَ ٰى َوٱ ۡست َۡكبَ َر َو َكانَ ﴿و ِإ ۡذ قُ ۡلنَا ِل ۡل َملَ ٰۤـ ِٕى َك ِة ٱ ۡس ُجد ۟
ُوا ِلـَٔا َد َم فَ َس َجد ُۤو ۟ا ِإ َّ ۤال ِإ ۡب ِلي َ قولهَ :
ِمنَ ٱ ۡل َك ٰـ ِف ِرينَ ﴾
يس فِي
وإكر ًما ِآل َد َم و َد َخ َل ِإ ْب ِل ُ
َ أ َ َم َر الله ت َ َعالَى ْال َم َالئِ َكةَ ِبال ُّ
س ُجو ِد ع َبادة ً لل ِه
ع ْنصرهم -إِ َّال أ َ َّنهُ َكانَ َم َع ْال َم َالئِ َك ِة طابِ ِه ْم؛ َِل َ َّنهُ َ -وإِ ْن لَ ْم يَ ُك ْن ِم ْن ُ
ِ .خ َ
س إلَ ْي ِه
أخ َر َج ُهما ِم ّما كانا فِي ِه﴾ كقوله﴿ :فَ َوس َْو َ ع ْنها فَ ْ شي ُ
ْطان َ قوله﴿ :فَأزَ لَّ ُهما ال َّ
ش َج َرةِ ال ُخ ْل ِد و ُم ْلكٍ ال يَبْلى﴾
على َْطان قا َل يا آ َد ُم ه َْل أدُلُّ َك َ شي ُ .ال َّ
س َم ُهما إنِّي لَ ُكما لَ ِمنَ النّ ِ
اص ِحينَ ﴾ ﴿وقا َ
اج ُح أنَّها َجنَّةُ ال ُخ ْل ِد الَّتِي و َ
ع َد ف العُلَما ُء في ت َ ْع ِي ِ
ين َه ِذ ِه ال َجنَّ ِة ّ
والر ِ اختَلَ َ
وقَ ِد ْ
.اللَّهُ ال ُمؤْ ِمنِينَ
13
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ورةِس َ علَ ْي ِه ْم َوال ُه ْم يَحْ زَ نُونَ ﴾َ ،ك َما قَا َل فِي ُ ف َاي فَال خ َْو ٌ قوله﴿ :فَ َم ْن ت َ ِب َع ُه َد َ
عد ٌُّو فَإ ِ َّما يَأْتِ َينَّ ُك ْم ِم ِنّي ُهدًى فَ َم ِن ض ُك ْم ِلبَ ْع ٍ
ض َ طه﴿ :قَا َل ا ْه ِب َ
طا ِم ْن َها َج ِميعًا بَ ْع ُ
ض ُّل َوال َي ْشقَى﴾ ات َّ َب َع ُه َد َ
اي فَال َي ِ
ومن فوائد هذه القصة بيان عداوة إبليس عليه لعنة الله ،قال الله تعالىِ ﴿ :إ َّن
عد ٌُّو فَات َّ ِخذُوهُ َ
عد ًُّوا﴾ طانَ لَ ُك ْم َ
ش ْي َ
ال َّ
14
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صالةِ﴾ كانَ رسو ُل اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ علي ِه وسلَّ َم ﴿وا ْست َ ِعينُوا بِال َّ
صب ِْر َوال َّ قولهَ :
صال ِة" صححه أحمد شاكر وشيعب اَلرناؤوط ع إلى ال َّ أمر فز َ.إذا حز َبهُ ٌ
15
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
َ ْ
ورة ُ فِي اَلع َْر ِ
اف ،فِي ُ ْ ْ س ٰۤى أ َ ۡربَ ِعينَ لَ ۡيلَة﴾َ ،و ِه َ
ي ال َمذك َ ﴿و ِإ ۡذ َو ٰ َ
ع ۡدنَا ُمو َ قولهَ :
سى ثَالثِينَ لَ ْي َلةً َوأَتْ َم ْمنَاهَا بِ َع ْش ٍر﴾
ع ْدنَا ُمو َ قَ ْو ِل ِه ت َ َعا َلىَ :
﴿و َوا َ
16
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سى لَ ْن نُؤْ ِمنَ لَ َك َحتَّى ن ََرى اللَّهَ َج ْه َرةً﴾ ْال ُم َرا ُد ال َّس ْبعُونَ ﴿و ِإ ْذ قُ ْلت ُ ْم َيا ُمو َ
قولهَ :
سى قَ ْو َمهُ َس ْبعِينَ َر ُجال َار ُمو َ ﴿و ْ
اخت َ َارونَ ِم ْن ُه ْم .وذَ ِل َك قَ ْولُهُ ت َ َعالَىَ : ْال ُم ْخت ُ
ِلّ ِميقَ ٰـ ِتنَا﴾
ومذهب أهل السنة والجماعة إثبات الرؤية في اآلخرة ال في الدنيا لحديث:
".وإنكم لن تروا ربَّكم حتى تموتوا" صححه اَللباني
17
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سنزي ُد ْال ُمحْ ِسنِينَ ﴾ اْلحسان أعلى درجات اْليمان كما في الحديث:
﴿و َ
قولهَ :
فإن لَ ْم ت َ ُك ْن ت ََراهُ فإ َّنه يَ َر َ
اك "..،رواه أن ت َ ْعبُ َد َّ
اللهَ َكأنَّ َك ت ََراهُْ ، ان ْ
س ُ
" اْلحْ َ
.البخاري ومسلم
ي في ظلَ ُموا قَ ْوال َغي َْر الَّذِي ِقي َل لَ ُه ْم﴾ روى ْالبُخ ِ
َار ُّ َوقَ ْولُهُ تَعَا َلى﴿ :فَبَ َّد َل الَّذِينَ َ
ع ِن النَّ ِب ّ
ي ِ ﷺ َقا َلِ " :قي َل ِل َب ِني ي اللَّهُ َ
ع ْنهَُ ، ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة ََ ،ر ِ
ض َ صحيحه َ
طةٌ﴾ فَ َد َخلُوا يَ ْز َحفُونَ َ
علَى ا ْست َا ِه ِه ْم، س َّجدًا َوقُولُوا ِح َّ ِإس َْرائِي َل﴿ :ا ْد ُخلُوا ْالبَ َ
اب ُ
طةٌَ :حبَّةٌ فِي َ
ش ْع َر ٍة "فَبَ َّدلُوا َوقَالُواِ :ح َّ
18
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفي هذه اآليات درس عظيم َلمتنا وتسلية لنبيّنا فقال صلى الله عليه وسلم:
سى ،لقَ ْد أُوذ َ
ِي بأ َ ْكث َ َر ِمن هذا "ر ِح َم َّ
اللهُ ُمو َ َ
.فَ َ
ص َب َر ".أخرجه البخاري ومسلم
واب أ َ ْن
ص ُ اك ٱ ۡل َح َج َر} ال ّ
ص َ س ٰى ِلقَ ۡو ِم ِهۦ فَقُ ۡلنَا ٱ ۡ
ض ِرب بِّعَ َ ﴿۞ َوإِ ِذ ٱ ۡست َۡسقَ ٰى ُمو َ
ش ْي َء الَّذِي يُقَا ُل َلهُ ْال َح َج ُر
ب ال َّ الال ُم ِل ْل ِج ْن ِس َال ِل ْل َع ْهدِ ،أَي ِ ا ْ
ض ِر ِ .ت َ ُكونَ َّ
.قيل وكانت في وقت التيه
ار
ص ِص ًرا ِمنَ ْاَل َ ْم َ
صواب أن المعنى أيِ :م ْ
ص ًرا﴾ ال ّ .قوله﴿ :ا ْهبِ ُ
طوا ِم ْ
ع َل ْي ِه ُم ال ّذِلَّةُ
ت َ علَ ْي ِه ُم الذِّلَّةُ َو ْال َم ْس َك َنةُ﴾ كما قَا َل ت َ َعالَىُ ﴿ :
ض ِربَ ْ ض ِر َب ْ
ت َ ﴿و ُ
قولهَ :
أَيْنَ َما ث ُ ِقفُوا ِإال ِب َح ْب ٍل ِمنَ اللَّ ِه َو َح ْب ٍل ِمنَ النَّ ِ
اس﴾
19
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صابِئِينَ َم ْن آ َمنَ بِاللَّ ِهارى َوال َّ ص َقولهِ ﴿ :إ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا َوالَّذِينَ هَادُوا َوال َّن َ
ط ِريقَةً َو َال َ
ع َم ًال ِإ َّال َما وال َي ْق َب ُل اللهُ ِم ْن أ َ َح ٍد َ
صا ِل ًحا﴾ َ
ع ِم َل َ َو ْال َي ْو ِم ِ
اآلخ ِر َو َ
َكانَ ُم َوافِقًا ِلش َِري َع ِة ُم َح َّم ٍد ﷺ بَ ْع َد أ َ ْن بَ َعثَهُ اللَّهُ ِب َما بَ َعثَهُ ِب ِه .قال تعالىَ :
﴿و َم ْن
اآلخ َرةِ ِمنَ ْالخَا ِس ِرينَ ﴾
ْالم دِينًا فَلَ ْن يُ ْقبَ َل ِم ْنهُ َو ُه َو فِي ِ غي َْر اْلس ِ يَ ْبتَغِ َ
20
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صة إسرائيلية
.وفيه ق ّ
21
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ط ِم ْن َخ ْش َي ِة َّ
الل ِه﴾ وهذه الخشية حقيقية َك َما قَا َل: ﴿و ِإ َّن ِم ْن َها لَ َما َي ْه ِب ُ
قولهَ :
ض َو َم ْن فِي ِه َّن َو ِإ ْن ِم ْن َ
ش ْيءٍ ِإال يُ َسبِّ ُح اَلر ُس َم َاواتُ ال َّس ْب ُع َو ْ سبِّ ُح لَهُ ال َّ ﴿ت ُ َ
ورا﴾غف ُ ً ِب َح ْم ِد ِه َولَ ِك ْن َال ت َ ْفقَ ُهونَ ت َ ْس ِبي َح ُه ْم ِإ َّنهُ َكانَ َح ِلي ًما َ
ي﴾ كقولهم﴿ :لَ ْن ت َ َم َّسنَا ﴿و ِم ْن ُه ْم أ ُ ِّميُّونَ َال َي ْعلَ ُمونَ ْال ِكت َ
َاب ِإال أ َ َما ِن َّ قوله ت َ َعا َلىَ :
ار ِإال أَيَّا ًما َم ْعدُو َدةً﴾ وقولهم :نحن أبناء الله ،وقولهم :لن يدخل الجنة إال النَّ ُ
.من كان هودًا أو نصارى
22
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار ِإال أَيَّا ًما َم ْعدُو َدةً﴾ قيلُ :م َّدة ُ ِع َبا َدتِ ِه ُم ﴿وقَالُوا لَ ْن ت َ َم َّ
سنَا النَّ ُ قوله ت َ َعا َلىَ :
ْ
.ال َع َج َل ،والله أعلم
ص ٰـ َر ٰٰۗى ِت ۡل َك
وا لَن َي ۡد ُخ َل ٱ ۡل َج َّنةَ ِإ َّال َمن َكانَ ُهودًا أ َ ۡو َن َ
﴿و َقالُ ۟
وقال تعالىَ :
}أ َ َمانِيُّ ُه ٰۡۗم
23
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت َخ ْي َب ُر ،أ ُ ْه ِد َي ْ
ت ِل َرسو ِل وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة لَ َّما فُ ِت َح ْ
صلَّى اللهُ عليه س ٌّم ،فَقا َل َرسو ُل اللَّ ِه َ صلَّى اللهُ عليه َّ
وسل َم شَاة ٌ فِي َها َ اللَّ ِه َ
وسلَّ َم :اجْ َمعُوا لي َمن كانَ هَا ُهنَا ِمنَ ال َي ُهو ِد فَ ُج ِمعُوا له ،فَقا َل له ْم َرسو ُل اللَّ ِه
ي ع ْنه .فَقالوا: سا ِئلُ ُك ْم عن شيءٍ ،فَ ْ
هل أنت ُ ْم َ
صا ِدقِ َّ صلَّى اللهُ عليه َّ
وسل َم :إ ّنِي َ َ
صلَّى اللهُ عليه َّ
وسل َمَ :من أبُو ُك ْم قالوا: نَعَ ْم يا أبَا القَا ِس ِم ،فَقا َل له ْم َرسو ُل اللَّ ِه َ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َمَ :كذَ ْبت ُ ْمَ ،ب ْل أبُو ُك ْم فُ َال ٌن
أبُونَا فُ َال ٌن ،فَقا َل َرسو ُل اللَّ ِه َ
سأ َ ْلت ُ ُك ْم ع ْنه ي عن شيءٍ ْ
إن َ هل أنت ُ ْم َ
صا ِدقِ َّ ت ،فَقا َلْ : ص َد ْق َ
ت وبَ ِر ْر َ فَقالواَ :
ع َر ْفتَهُ في أ ِبينَا ،قا َل
ت َك ِذ َبنَا كما َع َر ْف َ وإن َكذَ ْبن َ
َاك َ فَقالوا :نَعَ ْم يا أبَا القَا ِس ِمْ ،
يرا،
ون ِفي َها َي ِس ً صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َمَ :من أ ْه ُل النَّ ِ
ار فَقالوا :نَ ُك ُ له ْم َرسو ُل َّ
الل ِه َ
صلَّى اللهُ عليه َّ
وسل َمْ :
اخ َسئُوا ِفي َها، ث ُ َّم ت َْخلُفُونَنَا فِي َها ،فَقا َل له ْم َرسو ُل اللَّ ِه َ
سأ َ ْلت ُ ُك ْم ي عن شيءٍ ْ
إن َ هل أنت ُ ْم َ
صا ِد ِق َّ واللَّ ِه ال ن َْخلُفُ ُك ْم ِفي َها أ َبدًا .ث ُ َّم قا َل له ْم :فَ ْ
س ًّما؟ فَقالوا :نَ َع ْم ،فَقا َل :ما شاةِ َ هل َج َع ْلت ُ ْم في هذِه ال َّع ْنه قالوا :نَ َع ْم ،فَقا َلْ :
ت نَ ِبيًّا لَ ْم ت َكذَّابًا نَ ْست َِري ُح ِم ْن َكْ ،
وإن ُك ْن َ إن ُك ْن َ
أر ْدنَاْ : َح َملَ ُك ْم علَى َ
ذلك فَقالواَ :
ض َّر َك
َ .ي ُ
24
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
َ ۤ ُ
َط ۤيـَٔتُهُۥ فَأ ۟ولَ ٰـ ِٕى َك أصۡ َح ٰـ ُ
ب طت ِب ِهۦ خ ِ ۡ َ
س ِيّئَة َوأ َح ٰـ َ
ب َ س َ قوله تعالىَ ﴿ :بلَ ٰٰۚى َمن َك َ
ت أ ُ ۟و َل ٰۤـ ِٕى َك أَصۡ َح ٰـ ُ
ب ص ٰـ ِل َح ٰـ ِ ع ِملُ ۟
وا ٱل َّ وا َو َ ار ُه ۡم فِي َها َخ ٰـ ِلدُونَ َ ،وٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
ٱلنَّ ِ
ْس ِبأ َ َما ِن ِيّ ُك ْم َوال ٱ ۡل َجنَّ ِة ُه ۡم ِفي َها َخ ٰـ ِلدُونَ ﴾ َهذَا ْال َمقَا ُم َ
ش ِبيهٌ ِبقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَىَ ﴿ :لي َ
ُون اللَّ ِه َو ِليًّا َوال
سو ًءا يُجْ زَ ِب ِه َوال يَ ِج ْد لَهُ ِم ْن د ِ ي ِ أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ
ب َم ْن يَ ْع َم ْل ُ أ َ َمانِ ّ
ت ِم ْن َذ َك ٍر أ َ ْو أ ُ ْنثَى َو ُه َو ُمؤْ ِم ٌن فَأُو َلئِ َك يراَ ،و َم ْن يَ ْع َم ْل ِمنَ ال َّ
صا ِل َحا ِ َص ً ن ِ
َي ْد ُخلُونَ ْال َجنَّةَ َوال يُ ْ
ظلَ ُمونَ نَ ِق ً
يرا﴾
﴿و ِإ ۡذ أَخ َۡذنَا ِميث َ ٰـقَ بَنِ ۤی ِإ ۡس َر ٰ ۤۤ ِءي َل َال ت َ ْعبُدُونَ ِإال اللَّهَ﴾ وفي الصحيحين
َوقَ ْولُهَُ :
قال صلى الله عليه وسلم "يا ُمعاذُ أت َ ْد ِري ما َح ُّق اللَّ ِه علَى ال ِعبا ِد؟ ،قا َل :اللَّهُ
ورسولُهُ أ ْعلَ ُم ،قا َلْ :
أن َي ْعبُدُوهُ وال يُ ْش ِر ُكوا به شيئًا ،أت َ ْد ِري ما َحقُّ ُه ْم عليه؟، َ
".قا َل :اللَّهُ َ
ورسولُهُ أ ْعلَ ُم ،قا َلْ :
أن ال يُ َع ِذّ َب ُه ْم
وكذلك أمرنا معاشر المسلمين كما قال تعالى﴿ :قُ ْل ت َ َعالَ ْوا أَتْ ُل َما َح َّر َم َر ُّب ُك ْم
ضى َرب َُّك أَال ت َ ْعبُدُوا ِإال ِإيَّاهُ علَ ْي ُك ْم أَال ت ُ ْش ِر ُكوا ِب ِه َ
ش ْيئًا﴾ و َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
﴿و َق َ َ
َوبِ ْال َوا ِل َدي ِْن ِإحْ َ
سانًا﴾
25
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ُك ْم ِم ْن ﴿و ِإ ْذ أ َ َخ ْذنَا ِميثَاقَ ُك ْم َال ت َ ْس ِف ُكونَ ِد َما َء ُك ْم َوال ت ُ ْخ ِر ُجونَ أ َ ْنفُ َ قوله ت َ َعا َلىَ :
علَ ْي ِه
اح َد ِةَ ،ك َما قَا َل َ اح َد ِة بِ َم ْن ِزلَ ِة النَّ ْف ِس ْال َو ِ
ار ُك ْم﴾ َوذَ ِل َك أ َ َّن أَ ْه َل ْال ِم َّل ِة ْال َو ِ
ِديَ ِ
س َال ُمَ " :مث َ ُل ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِفي ت ََوا ِ ّد ِه ْم َوت ََرا ُح ِم ِه ْم َوت ََوا ُ
ص ِل ِه ْم ِب َم ْن ِز َل ِة ص َالة ُ َوال َّال َّ
س ِد ِب ْال ُح َّمى
سائِ ُر ْال َج َ
عى لَهُ َ عض ٌْو ت َ َدا َاحدِِ ،إذَا ا ْشت َ َكى ِم ْنهُ ُ س ِد ْال َو ِ
ْال َج َ
س َه ِر
".وال َّ
َ
علَ ْي ِه ْم ِفي َها ف َداء س ْف َك ِد َما ِئ ِه ْم َوا ْفت ََر َ
ض َ علَ ْي ِه ْم ِفي الت َّ ْو َرا ِة َ
َوقَ ْد َح َّر َم الله َ
ع َو ُه ْم ُحلَفَا ُء ْالخ َْز َرجِ،
طائِ َفةٌ ِم ْن ُه ْم َبنُو قَ ْينُقَا َ
أَس َْرا ُه ْم ،فَ َكانُوا فَ ِريقَي ِْنَ :
ْ ظةُ ُحلَفَا ُء ْاَل َ ْو ِس ،فَ َكانُوا إِذَا َكان ْ
َت بَيْنَ ْاَل َ ْو ِس َوالخ َْز َرجِ يرَ ،وقُ َر ْي َ
ض ُ َوالنَّ ِ
ظةُ َم َع
ير َوقُ َر ْي َ
ض ُ ع َم َع ْالخ َْز َرجَِ ،وخ ََر َج ِ
ت ال َّن ِ ت َبنُو َق ْينُقَا َ
ب خ ََر َج ْ
َح ْر ٌ
صة .اَل َ ْو ِس ...الق ّ
ْ
َّاس:
عب ٍ يْ :ال ُم ْع ِجزَ اتُ .قَا َل اب ُْن َ ت} َو ِه َ سى ٱ ۡبنَ َم ۡر َي َم ٱ ۡل َب ِيّ َن ٰـ ِ
﴿و َءات َ ۡينَا ِعي َقولهَ :
طي ًْراون َ ين َك َه ْيئ َ ِة َّ
الطي ِْر َفيَ ْنفُ ُخ فِي َها فَت َ ُك ُ الط ِ اء ْال َم ْوت َىَ ،وخ َْل ِق ِه ِمنَ ِ ّ ِم ْن ِإحْ يَ ِ
ار ِه بِ ْالغُيُو ِ
ب ..بِإ ِ ْذ ِن َّ
الل ِهَ ،وإِب َْرائِ ِه ْاَل َ ْسقَ َ
امَ ،و ِإ ْخبَ ِ
ص ُر ت ْاليَ ُهو ُد ت َ ْست َ ْن ِ علَى َّالذِينَ َكفَ ُروا﴾ َكا َن ِ ﴿و َكانُوا ِم ْن َق ْب ُل َي ْست َ ْفتِ ُحونَ َ
قولهَ :
ثاء يُ ْبعَ ُ علَى ُم ْش ِر ِكي ْالعَ َر ِ
ب ،فَ َكانُوا يَقُولُونَ :إِ َّن َنبِيًّا ِم ْن ْاَل َ ْن ِبيَ ِ بِ ُم َح َّم ٍد ﷺ َ
سولَهُ ث َّ
اللهُ َر ُ عا ٍد َو ِإ َر َم .فَلَ َّما َب َع َ ْاآلنَ نَتْ َبعُهُ ،قَ ْد أَ َ
ظ َّل زَ َمانُهُ ،نَ ْقتُلُ ُك ْم َم َعهُ َقتْ َل َ
.م ْن قُ َري ٍْش َكفَ ُروا بِ ِه
ِ
واالستنصار بجاه النبي ووج ِه ِه فبدعة بعيدة
ُ .أما االستفتا ُح
27
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يُّ :
الطوفَ ُ
ان، ت َو ِه َ ت ْال َو ِ
اض َحا ِ سى ِب ْال َب ِّينَاتِ﴾ أَ ْ
يِ :ب ْاآل َيا ِ ﴿ولَقَ ْد َجا َء ُك ْم ُمو َ
قولهَ :
صاَ ،و ْاليَدُ ،وفَ ْلق ْالبَحْ ِرَ ،وت َْظ ِليلُ ُه ْمضفَا ِدعَُ ،وال َّد ُمَ ،و ْال َع َ
َو ْال َج َرادَُ ،و ْالقُ َّملَُ ،وال َّ
ت ال ِتي شَا َهدُوهَا ِ .ب ْالغَ َم ِامَ ،و ْال َم ُّن َوال َّس َل َوىَ ،و ْال َح َج ُرَ ،و َ
غي ُْر ذَ ِل َك ِمنَ ْاآل َيا ِ
قَ ْولُهُ ت َعالىُ ﴿ :خذُوا ما آتَيْناكم ِبقُ َّو ٍة وا ْس َمعُوا﴾ اآل َيةَ :هو ِمنَ ال َّ
س ْمعِ ِب َم ْعنى
أجاب دُعا َء َمن َ أي:
صالةِ ْ - اللهُ ِل َمن َح ِم َدهُ -في ال َّ س ِم َع َّ
ومنهَُ :
اْلجابَ ِةِ ،
عوا إلى اللَّ ِه
َح ِم َدهُ ،ويَ ْش َه ُد ِل َهذا ال َم ْعنى قَ ْولُهُ﴿ :إنَّما كانَ قَ ْو َل ال ُمؤْ ِمنِينَ إذا ُد ُ
ط ْعنا﴾ أن َيقُولُوا َ
س ِم ْعنا وأ َ سو ِل ِه ِل َيحْ ُك َم َب ْينَهم ْ
ور ُ
َ
﴿وأ ُ ْش ِربُوا ِفي قُلُو ِب ِه ُم ْالعِجْ َل ِب ُك ْف ِر ِه ْم﴾ أ ُ ْش ِربُوا ُح َّبهَُ ،حتَّى َخلُ َ
ص ذَ ِل َك قولهَ :
ِ .إلَى قُلُو ِب ِه ْم
أن رسو َل الل ِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم وهذا يشبه ما وقع في عهد النبي وهوَّ :
بشجرةٍ ْللمشركينَ ،يقا ُل لها :ذاتُ أ ْنواطٍ ،يُ َع ِلّقُونَ
َ مر
َين َّ ،
لما خرج إلى ُحن ٍ
اجعل لَّنا َ
ذات ْ عليْها أ ْس ِل َحت َ ُه ْم ،وي ْع ُكفونَ حولَها ؛ قالوا :يا رسو َل الل ِه !
وسل َم " :سبحانَ الل ِه ي صلَّى اللهُ عليه َّ أ ْنواطٍ كما لهم ذاتُ أ ْنواطٍ ،فقا َل النب ُّ
أكبر ! هذا كما قال قو ُم موسى :اجْ َعل لَّنَا ِإلَ ًها َك َما لَ ُه ْم وفي روا َي ٍة :اللهُ ُ
آ ِل َهةً ،والذي ن ْفسي بي ِد ِه ؛ َلت َْر َكبُ َّن سنَّةَ َم ْن كان قبلَكم س َّنةً س َّنةً" قال اَللباني
.إسناده على شرط الشيخين
28
جامع التيسير في تعليقات التفسير
29
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ف َم ْن عادى جبريل فإنه عدو لله؛ َِل َ َّن ِجب ِْري َل َال َي ْن ِز ُل ِب ْاَل َ ْم ِر ِم ْن ِت ْلقَ ِ
اء نَ ْف ِس ِه،
ع ْن أَبِي ُه َري َْرةَ،
يح ِهَ ،
ص ِح ِ
ي فِي َ َوإِنَّ َما يَ ْن ِز ُل بِأ َ ْم ِر َربِّ ِهَ ،وقَ ْد َر َوى ْالبُخ ِ
َار ُّ
"إن اللَّهَ قا َلَ :من عا َدى لي َو ِليًّا فقَ ْد آ َذ ْنتُهُ
سو ُل اللَّ ِه ﷺَّ :
قَا َل :قَا َل َر ُ
ب،
"بال َح ْر ِ
علَ ْي ِه ْم ي هو من آمن بالله واتقى قال تعالى﴿ :أَال إِ َّن أ َ ْو ِليَا َء اللَّ ِه َال خ َْو ٌ
ف َ والول ُّ
وا َو َكانُ ۟
وا َيتَّقُونَ ﴾ َوال ُه ْم َيحْ زَ نُونَ ،ٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
30
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣱ
ي ْالعُ ُهو ُد َّال ِتي َكان ْ
َت َ ه
ِ ﴾م ه ۡ
ن م ق قَ ْولُهُ ت َ َعا َلى﴿ :أ َ َو ُكلَّما عا َهدُوا َ
ع ْهدا ً َّن َبذَهُۥ فَ ِري ِّ ُ ٰۚ
ير ،وقَينُقاع
ض ِظةَ َوال َّن ِ ي ِ ﷺ َو َبيْنَ ْاليَ ُهو ِد فَنَ َق ُ
ضوهَا َك ِف ْع ِل قُ َر ْي َ .بَيْنَ ال َّنبِ ّ
الن .أ َح ُد ُهما :القُ ْرآ َ ُن .والثّانِي :أنَّهُ الت َّ ْوراة ُ تاب َّ
الل ِه﴾ قَ ْو ِ َ .وفِي قَ ْو ِل ِه ت َعالىِ ﴿ :ك َ
31
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وت﴾
ار َ
وت َو َم ُ
َار َ ﴿و َما أُنز َل َ
علَى ْال َملَ َكي ِْن ِب َبا ِب َل ه ُ قوله تعالىَ :
اختلف أهل العلم في تأويل"ما" التي في قوله﴿ :وما أنزل على الملكين﴾.
قال أبو جعفر ابن جرير الطبري :والصواب من القول في ذلك عندي ،قول
من وجه"ما" التي في قوله﴿ :وما أنزل على الملكين﴾ إلى معنى"الذي" ،دون
ان أ َ ْنزَ لَ ُه َما
وت َملَ َك ِ
ار َ
وت َو َم ُ معنى"ما" التي هي بمعنى الجحد .وذكر أ َ َّن ه ُ
َار َ
ارا ِل ِع َبا ِد ِه َو ْام ِت َحانًا ،فَ ُهما سِحْ ِر ْ
اخ ِت َب ً اللَّهُ ِإ َلى ْاَل َ ْر ِ
ضَ ،وأَذِنَ لَ ُه َما ِفي ت َ ْع ِل ِيم ال ّ
ان فِي ت َ ْع ِل ِيم ذَ ِل َك؛ َِل َنَّ ُه َما ْامتَث َ َال َما أ ُ ِم َرا بِ ِه .كما أمر إبراهيم بذبح ولده، ُم ِطي َع ِ
صونَ اللَّهَ َما أ َ َم َر ُه ْم وأمر المالئكة بسجود آدم عليه السالم قال تعالىَ :
﴿ال يَ ْع ُ
َو َي ْف َعلُونَ َما يُؤْ َم ُرونَ ﴾
ض ُّر ُه ْم َوال يَ ْنفَعُ ُه ْم﴾ يدل على أن السحر أشد ﴿ويَت َ َعلَّ ُمونَ َما َي ُ
َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
من الخمر والميسر فإن الله تعالى قال في شأنهما ﴿قُ ْل ِفي ِه َما إِثْ ٌم َكبِ ٌ
ير َو َمنَا ِف ُع
ِللنَّ ِ
اس﴾
اطينَ َكفَ ُروا ﴿ولَ ِك َّن ال َّ
شيَ ِ وهذه اآلية تدل على أن الساحر كافر لقوله فيها َ
ان ِم ْن أ َ َح ٍد َحتَّى يَقُوال إِنَّ َما نَحْ ُن ِفتْنَةٌ
﴿و َما يُعَ ِلّ َم ِ يُعَ ِلّ ُمونَ النَّ َ
اس ال ّسِحْ َر﴾ وقولهَ :
﴿ولَقَ ْد َ
ع ِل ُموا ﴿و َيت َ َعلَّ ُمونَ َما َي ُ
ض ُّر ُه ْم َوال َي ْنفَعُ ُه ْم﴾ قولهَ : فَال ت َ ْكفُ ْر﴾ وقولهَ :
ق﴾ وإن كان الشافعي أدخل في المسألة لَ َم ِن ا ْشت ََراهُ َما لَهُ فِي ِ
اآلخ َرةِ ِم ْن خَال ٍ
ً
.تفصيال
32
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
سو َل اللَّ ِهَ ،وما ُه َّن؟ قا َل: س ْب َع ال ُموبِقَا ِ
ت قالوا :يا َر ُ صلى الله عليه "اجْ تَنِبُوا ال َّ
سِحْ ُرَ ،و َقتْ ُل النَّ ْف ِس الَّتي َح َّر َم اللَّهُ ِإ َّال بال َح ّ ِ
قَ ،وأ َ ْك ُل ِ ّ
الر َبا، ش ْركُ باللَّ ِهَ ،وال ّ ال ِ ّ
ت ال ُمؤْ ِمنَا ِ
ت صنَا ِ
ف ال ُمحْ َ فَ ،وقَ ْذ ُ وم َّ
الزحْ ِ َوأ َ ْك ُل َما ِل اليَتِ ِيمَ ،والت َّ َو ِلّي يَ َ
".الغَافِ َال ِ
ت
.وذكر في هذه اآلية قصص إسرائيلية
قوله تعالىَ ﴿ :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ال تَقُولُوا َرا ِعنَا﴾ َوجْ هُ النَّ ْهي ِ َ
ع ْن ذَ ِل َك َّ
أن هَذا
سان اليَ ُهو ِد َسبًّا ،وهو بمعنى الرعونة والجهل والخطأ .اللَّ ْف َ
ظ كانَ بِ ِل ِ
ط َل ًبا ِمنهُ ْ
أن يُرا ِع َيهم ِمنَ ال ُمراعا ِة .وكان ال ُم ْسلِمونَ َيقُولُونَ ِللنَّ ِب ّ
ي ِ ﷺ :را ِعناَ ،
بقوم فهو من ُهم" صححه اَللباني
.وفي الحديثَ " :من تشبَّه ٍ
:وله أنواع
.فمنها ما رفع حكمه وبقيت تالوته وهو كثير
33
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ولما كانت شريعة اْلسالم آخر الشرائع ،وصالحة لكل زمان ومكان؛ إذ ال
.شريعة بعدها ،فقد نسخ الله بها ما شاء من الشرائع الماضية
.وهذه اآلية جواب لمن أنكر النسخ في الشريعة االسالمية
َيءٍ َل ْم
ع ْن ش ْ ظ َم ْال ُم ْس ِل ِمينَ ُج ْر ًما َم ْن َ
سأ َ َل َ ص ِحي َحي ِْنِ " :إ َّن أ َ ْع َ ت فِي ال َّ َو ِل َهذَا ث َ َب َ
"يُ َح َّر ْمَ ،ف ُح ِ ّر َم ِم ْن أَجْ ِل َم ْسأ َ َلتِ ِه
ْش ُم َح َّمدًا ﷺ أ َ ْن َيجْ َع َل لَ ُه ُم ال َّ
صفَا ذَ َه ًبا سأ َ َل ْ
ت قُ َري ٌ .وقد َ
ي اللَّهُ ِب ْ ْ
أم ِر ِه في
أم ِر ِه﴾ وهو اَلمر بالجهاد .أو بِ ْ قَ ْولُهُ ت َعالىَ ﴿ :حتّى يَأتِ َ
اجهم ِمن ال َمدينَة
وإخر ِ
َ الء والنَّ ْفيِ،
.اليهو ِد ِبال َج ِ
ت ُك ُّل َ
طائِفَ ٍة ع ْ وا لَن يَ ۡد ُخ َل ٱ ۡل َجنَّةَ إِ َّال َمن َكانَ ُهودًا أ َ ۡو نَ َ
ص ٰـ َر ٰٰۗى} ا َّد َ ﴿وقَالُ ۟
قولهَ :
علَى ِملَّتِ َهاَ ،فإنَّهُ قَ ْد ارى أَنَّهُ لَ ْن َي ْد ُخ َل ْال َج َّنةَ ِإ َّال َم ْن َكانَ َ
ص َِمنَ ْال َي ُهو ِد َوالنَّ َ
على َش ْيءٍ ،وقا َل ِ
ت ت النَّصارى َ تَ :ل ْي َ
س ِ َحكى اللَّهُ َ
ع ِن اليَ ُهو ِد أنَّها قا َل ْ
َيءٍ
على ش ْ .النَّصارى :لَ ْي َس ِ
ت ال َي ُهو ُد َ
35
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى َ
ش ْيءٍ ارى َ
ص َت ال َّن َ ت ْاليَ ُهو ُد َل ْي َ
س ِ قولهَ ﴿ :وقَا َل ِ
َيءٍ ﴾ ت ْاليَ ُهو ُد َ
علَى ش ْ ارى لَ ْي َ
س ِ ص َ َوقَالَ ِ
ت ال َّن َ
قال ابن تيمية " :فأخبر أن كل واحد من اَلمتين تجحد كل ما اَلخرى عليه.
وأنت تجد كثيرا من المتفقهة إذا رأى المتصوفة والمتعبدة ،ال يراهم شيئا،
وال يعدهم إال جهاال ضالال ،وال يعتقد في طريقهم من العلم والهدى شيئا.
وترى كثيرا من المتصوفة والمتفقرة ال يرى الشريعة والعلم شيئا ،بل يرى
.أن المتمسك بها منقطع عن الله وأنه ليس عند أهلها شيء مما بنفع عند الله
وإنما الصواب أن ما جاء به الكتاب والسنة من هذا وهذا حق ،وما خالف
الكتاب والسنة من هذا وهذا باطل《 ".اقتضاء الصراط المستقيم》
36
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :فَأ ْينَما ت ََولُّوا فَثَ َّم وجْ هُ اللَّ ِه﴾ قال بعض المفسرين :أي قِ ْبلَةٌ ِللَّ ِه أ ْينَما
ت ش َْرقًا ْأو غ َْربًا .ولم ينكروا وجه الله الذاتيَ ،لن الوجه قد يقصد
ت ََو َّج ْه َ
.بالقبلة والجهة
علَى باس ِج َه ِة ال ِق ْبلَ ِة الَّتِي أمرنا ِبالتَّ َو ُّج ِه إلَيْها ،وعند التَّ َ
ط ُّوعِ َ و ِع ْن َد اال ِت ِ
احلَ ِة
.الر ِ
َّ
ࣱ ࣰ
َّ ت َوٱ َۡل َ ۡر ِ
ض ُك ّل لهُۥ س ۡب َح ٰـنَهُۥ بَل لَّهُۥ َما فِی ٱل َّ
س َم ٰـ َو ٰ ِ ﴿وقَالُ ۟
وا ٱت َّ َخذَ ٱ َّللهُ َولَد ٰۗا ُ قولهَ :
}قَ ٰـنِتُونَ
عزَ ي ٌْر اب ُْن اللَّ ِه﴾ والنَّصارىْ ،
أي قالُوا﴿ :ال َم ِسي ُح اب ُْن أي قالُواُ ﴿ :
هم ال َي ُهودُْ ،
أي قالُوا :ال َمالئِ َكةُ َبناتُ اللَّ ِه
بْ ، .اللَّ ِه﴾ و ُكفّ ُ
ار ال َع َر ِ
﴿وقَا َل الَّذِينَ َال َي ْعلَ ُمونَ لَ ْوال يُ َك ِلّ ُمنَا اللَّهُ أ َ ْو ت َأْ ِتينَا آ َيةٌ﴾ رجح ابن كثير أنقَ ْولهَ :
ار ْال َع َر ِ
ب َ .هذَا قَ ْو ُل ُكفَّ ِ
38
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وب َم ْن تَقَ َّد َم ُه ْم ب قُلُ َت قُلُوب ُم ْش ِر ِكي ْال َع َر ِ ي :أ َ ْش َب َه ْ
ت قُلُوبُ ُه ْم﴾ أ َ ْ َوقَ ْولُهُ﴿ :تَشَا َب َه ْ
فِي ْال ُك ْف ِر َو ْال ِعنَا ِد َو ْالعُت ُ ّ ِوَ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَىَ ﴿ :كذَ ِل َك َما أَت َى الَّذِينَ ِم ْن َق ْب ِل ِه ْم ِم ْن
طا ُ
غونَ ﴾ ون ،أَت ََوا َ
ص ْوا ِب ِه َب ْل ُه ْم قَ ْو ٌم َ اح ٌر أ َ ْو َمجْ نُ ٌ
س ِسو ٍل ِإال قَالُوا َ
َر ُ
39
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ارهُ َلهُ ِب َما َكلَّفَهُ ِب ِه ِمنَ يم َر ُّبهُ ِب َك ِل َماتٍ﴾ أَيِْ :
اخ ِت َب ُ ﴿و ِإ ِذ ا ْبتَلَى ِإب َْرا ِه َ
قولهَ :
يم ام بِ ِه َّن ُك ِلّ ِه َّنَ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
﴿و ِإب َْرا ِه َ ي :قَ َ ْاَل َ َو ِام ِر َوالنَّ َوا ِهي﴿ .فَأَت َ َّم ُه َّن﴾ أ َ ْ
الَّذِي َوفَّى﴾
يم َكانَ أ ُ َّمةً قَا ِنتًا ِللَّ ِه َحنِيفًا َولَ ْم يَكُ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ } َوقَا َل ت َ َعالَىِ ﴿ :إ َّن ِإب َْرا ِه َ
ع ْهدِي َّ
الظا ِل ِمينَ ﴾ قوله﴿ :قَا َل َو ِم ْن ذُ ِ ّر َّيتِي قَا َل َال َينَا ُل َ
ش ْرعِ ظا ِل ًما أن ال يُ َولُّوا أ ُ ُم َ
ور ال َّ اَلم ِر ِل ِعبا ِد ِه ْ
إن هَذا ال َخبَ َر في َم ْعنى ْ َّ .
40
جامع التيسير في تعليقات التفسير
41
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الء ِم ْن ﴿و َم ْن َكفَ َر فَأ ُ َم ِت ّعُهُ قَ ِليال﴾ كما قال تعالىُ ﴿ :كال نُ ِم ُّد َه ُؤ ِ
الء َوهَؤُ ِ قولهَ :
ورا﴾ َلن الدنيا دار حقارة كما ثبت في
ظ ًطا ُء َربِّ َك َمحْ ُ
اء َربِّ َك َو َما َكانَ َع َ
ط ِع َ
َ
.اَلحاديث
42
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قريش حتى
ٍ علَى ِبنَاء علَى ِبنَائه حتى هدمتها قُ َري ٌ
ْش ثم لَ ْم ت َزَ ْل َ َولَ ْم ت َزَ ْل َ
س َال ُمَ ،ولَ ْم ع َل ْي ِه ال َّ
يمَ ،ض َوبَنَاهَا َعلَى قَ َوا ِع ِد ِإب َْرا ِه َ الزبَي ِْر ِإلَى ْاَل َ ْر ِ
نقضها اب ُْن ُّ
ع َل ْي ِه ِبأ َ ْم ِر َ
ع ْب ِد َت َ ار ِت ِه َحتَّى قَتَ َلهُ ْال َح َّجا ُج ،فَ َر َّدهَا ِإ َلى َما َكان ْ
ت َزَ ْل َكذَ ِل َك ُمدَّة ِإ َم َ
ْ
.ال َم ِل ِك ب ِْن َم ْروان لَهُ ِبذَ ِل َك
ع ْنهُ؛ َِلَنَّهُ ُه َو ي َّ
اللهُ َ ض َ ع ْب ُد َّ
الل ِه ب ُْن ُّ
الزبَي ِْرَ ،ر ِ َوقَ ْد كانَت ال ُّسنَّةُ إِ ْق َر َ
ار َما فَعَلَهُ َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺ .الذِي َودَّه َر ُ
ض ْالعُلَ َم ِ
اء أ َ ْن يُغَي ََّر َ
ع ْن َولَ ِك ْن بَ ْع َد َما َر َج َع ْاَل َ ْم ُر ِإلَى َهذَا ْال َحا ِل ،فَقَ ْد َك ِره بَ ْع ُ
سأ َ َل الر ِشي ِد -أ َ ْو أَبِي ِه ْال َم ْه ِد ّ
ي ِ -أ َ َّنهُ َ ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ه ُ
َارونَ َّ ع ْن أ َ ِم َِحا ِل ِهَ ،ك َما ذُ ِك َر َ
الز َبي ِْر .فَقَا َل لَهُ َما ِل ٌكَ :يا ع ْن َه ْد ِم ْال َك ْع َب ِة ور ّدِها ِإلَى َما فَ َعلَهُ اب ُْن ُّ
ام َما ِل ًكا َ
اْل َم َِْ
ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ ،ال تَجْ َع ْل َك ْعبَةَ اللَّ ِه َم ْل َعبَة ِل ْل ُملُ ِ
وكَ ،ال َيشَا ُء أَ َح ٌد أ َ ْن يَ ْه ِد َم َها ِإ َّال أ َ ِم َ
َ .ه َد َم َها .فَت ََر َك َذ ِل َك َّ
الر ِشي ُد
وفي هذه اآليات قصة إبراهيم وهاجر وإسماعيل وبناء الكعبة ،كما في
.حديث الطويل الذي اخرجه البخاري
43
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صا ِلحٍَ ،و ُه َما س ِمي ُع ْال َع ِلي ُم﴾ فَ ُه َما ِفي َ
ع َم ٍل َ ﴿ربَّنَا تَقَب َّْل ِم َّنا ِإنَّ َك أ َ ْن َ
ت ال َّ قولهَ :
ع ْن َحا ِل ْال ُمؤْ ِمنِينَ يَ ْسأ َ َال ِن اللَّهَ ت َ َعالَى أ َ ْن َيتَقَبَّ َل ِم ْن ُه َماَ ،ك َما َح َكى اللَّهُ ت َ َعالَى َ
طونَ َما أ َ ْع َ
ط ْوا ﴿والَّذِينَ يُؤْ تُونَ َما آت َْوا﴾ أ َ ْ
ي :يُ ْع ُ صينَ فِي قَ ْو ِل ِه تَعَا َلىَ : ْال ُم ْخ ِل ِ
ي :خَا ِئفَةٌ أَ َّال يُتَقَبَّ َل ِم ْن ُه ْم
﴿وقُلُوبُ ُه ْم َو ِجلَةٌ﴾ أ َ ْ
ت َت َو ْالقُ ُر َبا ِ
ت َوالنَّفَقَا ِ
ص َدقَا ِ
ِ .منَ ال َّ
س ِفهَ ن َۡف َ
سهُۥٰۚ} قال ت َ َعالَىَ ﴿ :ما َكانَ عن ِّملَّ ِة ِإ ۡب َر ٰ ِه ۧـ َم ِإ َّال َمن َ ﴿و َمن َي ۡرغ ُ
َب َ قولهَ :
ص َرا ِنيًّا َولَ ِك ْن َكانَ َحنِيفًا ُم ْس ِل ًما َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ﴾
ِإب َْرا ِهي ُم َي ُهو ِديًّا َوال َن ْ
صى ِب َها ِإب َْرا ِهي ُم بَ ِني ِه﴾ أي إسماعيل وإسحاق وابنه يعقوب ،قال َوقَ ْولُهَُ :
﴿و َو َّ
وب فِي َح َياةِ ْال َخ ِلي ِل
الظا ِه ُرَ ،واللَّهُ أ َ ْعلَ ُم ،أ َ َّن إِ ْس َحاقَ ُو ِل َد َلهُ يَ ْعقُ ُ
ابن كثيرَ :و َّ
ت ِب ِه َما ارةُ؛ َِل َ َّن ْال ِبش َ
َارة َ َوقَ َع ْ س َّ
َ .و َ
44
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي :نَحْ ُن بُ َرآ ُء ِم ْن ُك ْمَ ،وأ َ ْنت ُ ْم بُ َرآء ِمنَّاَ ،ك َما
﴿ولَنَا أ َ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم أ َ ْع َمالُ ُك ْم﴾ أ َ ْ
قولهَ :
ع َملُ ُك ْم أَ ْنت ُ ْم َب ِريئُونَ
ع َم ِلي َولَ ُك ْم َ ﴿و ِإ ْن َك َّذبُ َ
وك فَقُ ْل ِلي َ قَا َل ِفي ْاآل َي ِة ْاَل ُ ْخ َرىَ :
ِم َّما أ َ ْع َم ُل َوأَنَا بَ ِري ٌء ِم َّما ت َ ْع َملُونَ ﴾
قوله﴿ :قُ ْل أَأ َ ْنت ُ ْم أ َ ْعلَ ُم أ َ ِم اللَّهُ﴾ يَ ْعنِي :بَ ِل اللَّهُ أ َ ْعلَ ُمَ ،وقَ ْد أ َ ْخبَ َر أَنَّ ُه ْم لَ ْم يَ ُكونُوا
ارىَ ،ك َما قَا َل تَعَالَىَ ﴿ :ما َكانَ إِب َْرا ِهي ُم يَ ُهو ِديًّا َوال َن ْ
ص َرا ِنيًّا ص َ ُهودًا َو َال نَ َ
َولَ ِك ْن َكانَ َحنِيفًا ُم ْس ِل ًما َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ﴾
45
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ ۡي َه ٰۚا﴾ وا َ عن قِ ۡبلَتِ ِه ُم ٱ َّلتِی َكانُ ۟ اس َما َولَّ ٰى ُه ۡم َ سفَ َها ُء ِمنَ النَّ ِ س َيقُو ُل ال ُّقوله تعالىَ ﴿ :
صلَّى ِإلَى يﷺ َ ع ْنهُ؛ أ َ َّن ال َّن ِب َّ ي اللَّهُ َ ض َ اءَ ،ر ِ ع ِن ْال َب َر ِ في صحيح البخاري َ
ش ْه ًراَ ،و َكانَ يُ ْع ِجبُهُ أ َ ْن ت َ ُكونَ عش ََر َ س ْبعَةَ َ ش ْه ًرا أ َ ْو َ عش ََر َ ت ْال َم ْقد ِِس ستَّة َ بَ ْي ِ
صلَّى َم َعهُ ص ِرَ ،و َ ص َالة َ ْال َع ْ ص َالهَاَ ، ص َالةٍ َ صلَّى أ َ َّو َل َ قِ ْبلَتُهُ قِبَ َل ْال َب ْيتَِ ،وأَنَّهُ َ
علَى أ َ ْه ِل ْال َمس ِْج ِد َو ُه ْم ص َّلى َم َعهُ ،فَ َم َّر َ قَ ْو ٌم .فَخ ََر َج َر ُج ٌل ِم َّم ْن َكانَ َ
فداروا َك َما ُه ْم ي ِ ﷺ ق َبل َم َّكةَُ ، الل ِه لَقَ ْد صليتُ َم َع النَّ ِب ّ َرا ِكعُونَ ،فَقَا َل :أ َ ْش َه ُد ِب َّ
اال ُق ِتلُوا ت ِر َج ً علَى ْال ِق ْبلَ ِة َق ْب َل أ َ ْن ت ُ َح ّول ِق َب َل ْال َب ْي ِ ات َقَ ِب َل ْال َب ْيتَِ .و َكانَ الذِي َم َ
ضي َع ِإي َمانَ ُك ْم إِ َّن ﴿و َما َكانَ اللَّهُ ِليُ ِ ع َّز َو َج َّل َ اللهُ َلَ ْم نَ ْد ِر َما نَقُو ُل فِي ِه ْم ،فَأ َ ْنزَ َل َّ
وف َر ِحي ٌم﴾ اس لَ َر ُء ٌ اللَّهَ ِبالنَّ ِ
ص َراطٍ ُم ْست َ ِق ٍيم﴾ كما ب َي ْهدِي َم ْن َيشَا ُء ِإلَى ِ وقوله﴿ :قُ ْل ِللَّ ِه ْال َم ْش ِر ُق َو ْال َم ْغ ِر ُ
ب َولَ ِك َّن ْال ِب َّر
ق َو ْال َم ْغ ِر ِ
ْس ْال ِب َّر أ َ ْن ت ُ َولُّوا ُو ُجو َه ُك ْم ِق َب َل ْال َم ْش ِر ِ
قال تعالى﴿ :لَي َ
َم ْن آ َمنَ بِاللَّ ِه﴾
46
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالكَ " :م ُّروا ب َجنَازَ ةٍ ،فأثْن َْوا َ
ع َل ْي َها
ت ث ُ َّم َم ُّروا بأ ُ ْخ َرى فأثْن َْوا َ
علَ ْي َها صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم :و َجبَ ْ ي َ َخي ًْرا ،فَقَا َل النب ُّ
ت؟ قَا َل: ي اللَّهُ ع ْنه :ما و َج َب ْ ض َ ب َر َِطا ِبن الخ َّ
ع َم ُر ُت فَقَا َل ُ ش ًَّرا ،فَقَا َل :و َج َب ْ
ت لهت له ال َجنَّةُ ،وهذا أثْنَ ْيت ُ ْم عليه ش ًَّرا ،فَ َو َج َب ْ هذا أثْنَ ْيت ُ ْم عليه َخي ًْرا ،فَ َو َجبَ ْ
ضاَلر ِ
الل ِه في ْ ش َه َدا ُء َّار ،أنت ُ ْم ُ"النَّ ُ
اس بقُ َباءٍ في كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر قال" :ب ْينَا النَّ ُ
وسل َم ق ْد أ ُ ْن ِز َل
صلَّى اللهُ عليه َّ ي َ إن النب َّ صبْحِ ،إ ْذ َجا َء ُه ْم آتٍ ،فَقا َلَّ : ص َال ِة ال ُّ َ
َت ُو ُجو ُه ُه ْم إلى أن َي ْست َ ْقبِ َل ال َك ْعبَةَ فَا ْست َ ْقبِلُوهَا ،و َكان ْآن ،وق ْد أ ُ ِم َر ْ
عليه اللَّ ْيلَةَ قُ ْر ٌ
شأ ْ ِم ،فَا ْست َ َد ُ
اروا إلى ال َك ْع َب ِة "ال َّ
اس لَ َر ُء ٌ
وف َر ِحي ٌم﴾ وقوله تعالىِ ﴿ :إ َّن َّ
اللهَ ِبالنَّ ِ
سبْي ِ قَ ْد فُ ِ ّرقَ بَ ْينَ َها َو َبيْنَ سو َل اللَّ ِه ﷺ َرأَى ْام َرأَة ً ِمنَ ال َّ ين أ َ َّن َر ُ
ص ِحي َح ِ فِي ال َّ
ص ْد ِرهَاَ ،و ِه َ
ي صقَتْهُ ِب َ سبْي ِ أ َ َخ َذتْهُ فَأ َ ْل َ صبِيًّا ِمنَ ال َّ ت َ ت ُكلَّما َو َج َد ْ َولَ ِدهَا ،فَ َج َع َل ْ
سو ُل اللَّ ِه ض َّمتْهُ ِإ َل ْي َها َوأ َ ْلقَ َمتْهُ ث َ ْديَ َها .فَقَا َل َر ُعلَىَ ،و َل ِدهَا ،فَلَ َّما َو َج َدتْهُ َ تَدُور َ
علَى أ َ َّال ت َْط َر َحهُ؟ " ي ت َ ْقد ُِر َ ارَ ،و ِه َ ار َحةً َو َل َدهَا فِي النَّ ِ ﷺ" :أَت ََر ْونَ َه ِذ ِه َ
ط ِ
الل ِه ،لَلَّهُ أ َ ْر َح ُم ِب ِع َبا ِد ِه ِم ْن َه ِذ ِه ِب َولَ ِدهَا
الل ِه .قَا َل" :فَ َو َّ
سو َل َّ "قَالُواَ :ال َيا َر ُ
48
جامع التيسير في تعليقات التفسير
على َط َر ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام﴾ فَا ْستِ ْقبا ُل َعي ِْن ال َك ْع َب ِة فَ ْر ٌ
ض َ قوله﴿ :فَ َو ِّل َوجْ َه َك ش ْ
ب
ق والمغر ِ اح َيةَ ،لحديث "ما بينَ المشر ِ غي ُْر ال ُمعا ِي ِن َي ْست َ ْق ِب ُل النّ ِ
ال ُمعا ِي ِن ،و َ
.قبلةٌ" صححه اَللباني وغيره
شيء،َط َرهُ﴾ َو َال يُ ْستَثْنَى ِم ْن َهذَا َ ﴿و َح ْيث ُ َما ُك ْنت ُ ْم فَ َولُّوا ُو ُجو َه ُك ْم ش ْ
َوقَ ْولُهَُ :
سا َيفَ ِة فِي ْال ِقت َا ِل يُ َ
ص ِلّي َ
علَى ُك ِّل الراحلةَ ،و َكذَا فِي َحا ِل ْال ُم َ ِس َوى ال َّنافِلَ ِة على ّ
َ .حا ٍلَ ،و َكذَا َم ْن َج ِه َل ِج َهةَ ْال ِق ْبلَ ِة يُ َ
ص ِلّي ِباجْ ِت َها ِد ِه
ب يَعۡ ِرفُونَهُۥ َك َما يَعۡ ِرفُونَ أ َ ۡبن َۤا َء ُه ۡم﴾ َويُ ْر َوى أ َ َّن ُ
ع َم َر قوله﴿ :ٱلَّ ِذينَ َءات َ ۡينَ ٰـ ُه ُم ٱ ۡل ِكتَ ٰـ َ
ف َولَ َد َك ا ْبن ََكَ ،قا َل :نَ َع ْم ف ُم َح َّمدًا ﷺ َك َما ت َ ْع ِر ُ س َال ٍم :أَت َ ْع ِر ُ قَا َل ِل َع ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن َ
ض ِبنَ ْعتِ ِه فَ َع َر ْفتُهَُ ،و ِإنِّيين ،فِي ْاَل َ ْر ِ علَى ْاَل َ ِم ِ
اء َ
س َم ِين ِمنَ ال َّ َوأ َ ْكث َ َر ،نَزَ َل ْاَل َ ِم ُ
.ال أ َ ْد ِري َما َكانَ ِم ْن أ َ ْم ِر ِه َ
49
جامع التيسير في تعليقات التفسير
50
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ ۡي ُك ۡم َءا َي ٰـتِنَا َويُزَ ِ ّكي ُك ۡم َويُ َع ِلّ ُم ُك ُم سوال ِم ْن ُك ْم َي ۡتلُ ۟
وا َ س ْلنَا فِي ُك ْم َر ُ
قولهَ ﴿ :ك َما أ َ ْر َ
الكتاب
َ ب َوٱ ۡل ِح ۡك َمةَ﴾ الحكمة :السنة ،كما في الحديث " أال إ ِنّي أوتيتُ ٱ ۡل ِكت َ ٰـ َ
.ومثلَهُ معهُ" صححه اَللباني وغيره
سبِي ِل اللَّ ِه أ َ ْم َو ٌ
ات بَ ْل أَحْ يَا ٌء﴾ يُ ْخبِ ُر ﴿وال تَقُولُوا ِل َم ْن يُ ْقتَ ُل فِي َ َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
ص ِحيحِ ُم ْس ِل ٍم: ش َه َدا َء فِي بَ ْرزَ ِخهم أَحْ يَا ٌء يُ ْرزَ قُونَ َ ،ك َما َجا َء فِي َ ت َ َعالَى أ َ َّن ال ُّ
ت ث ُ َّم
ْث شَا َء ْ ط ْي ٍر ُخض ٍْر تَس َْر ُح فِي ْال َجنَّ ِة َحي ُ اص ِل َ اء فِي َح َو ِ " ِإ َّن أ َ ْر َوا َح ال ُّ
ش َه َد ِ
ت ْال َع ْر ِش "..الحديث .ت َأ ْ ِوي ِإلَى قَنَادِي َل ُم َعلَّقة تَحْ َ
س ِبي ِل اللَّ ِه ْأمواتًا بَ ْل
سبَ َّن الَّذِينَ قُتِلُوا في َ
ومثْ ُل َه ِذ ِه اآليَ ِة قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :وال تَحْ َ
ِ
أحْ يا ٌء ِع ْن َد َربِّ ِه ْم يُ ْرزَ قُونَ ﴾
51
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صلَ َو ٌ
ات ِم ْن َر ِبّ ِه ْم﴾ قال بعض السلف صالة الله :ثناؤه قوله﴿ :أُو َلئِ َك َ
علَ ْي ِه ْم َ
.عليه عند المالئكة ،وصالة المخلوق الدعاء
على صفا وال َم ْر َوة ََِ ،لنَّهُ كانَ َ أن ال ُم ْس ِل ِمينَ كانُوا ال يَ ُ
طوفُونَ بَيْنَ ال َّ وقيلَّ :
ت َه ِذ ِه اآلَيَةُ .والصحيح اَلول َلنه قد ص ّح صنا ٌم؛ فَنَزَ َل ْ
صفا ت َماثِي ٌل وأ ْ
ال َّ
.الحديث عليه
ص َفةَ ُم َح َّم ٍد ﷺ ث ُ َّم أ َ ْخ َب َر أَنَّهُ َي ْل َعنُ ُه ْم ُك ُّل ب ،كت ُموا ِ ت ِفي أ َ ْه ِل ْال ِكت َا ِ
قيل :نَزَ َل ْ
ش ْيءٍ َ ،حتَّى ْال ُحوتُ صنِي ِع ِه ْم َذ ِل َك ،فَ َك َما أ َ َّن ْالعَا ِل َم يَ ْست َ ْغ ِف ُر لَهُ ُك ُّل َ
علَى َ ش ْيءٍ َ
َ
53
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
ُون ٱ َّلل ِه أَن َدادا يُ ِحبُّونَ ُه ۡم َك ُحبّ ِ ٱ َّلل ِه} َوفِي
اس َمن َيتَّ ِخذُ ِمن د ِ ﴿و ِمنَ ٱل َّن ِ
قولهَ :
ب سو َل اللَّ ِه ،أَ ُّ
ي ال َّذ ْن ِ ع ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن َم ْسعُو ٍد قَا َل :قُ ْلتُ َ :يا َر ُ ع ْن َ ص ِحي َحي ِْن َ
ال َّ
ظ ُم؟ قَا َل" :أ َ ْن تَجْ َع َل ِل َّل ِه ِندًّا َو ُه َو خلَ َقك
"أ َ ْع َ
صةٌ لل ِه في ّ
الرخاء ش ُّد ُحبًّا ِل َّل ِه﴾ فَ َّ
إن َم َحبَّةَ ال ُمؤْ ِمنِينَ خا ِل َ ﴿والَّذِينَ آ َمنُوا أ َ َ
َوقَ ْولُهَُ :
.وال ّ
شدة
54
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت ِب ِه ُمط َع ْ اب َوت َ َق َّقولهِ ﴿ :إ ْذ ت َ َب َّرأ َ َّالذِينَ اتُّ ِبعُوا ِمنَ الَّذِينَ اتَّ َبعُوا َو َرأ َ ُوا ْال َعذَ َ
ُون اللَّ ِه أ َ ْوثَانًا َم َو َّدة َ َب ْينِ ُك ْم فِي
اب﴾ َك َما قَا َل تَعَالَى﴿ :إِنَّ َما ات َّ َخ ْذت ُ ْم ِم ْن د ِ اَل ْسبَ ُ
ض ُك ْم بَ ْع ً
ضا ض َويَ ْل َع ُن بَ ْع ُ ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا ث ُ َّم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ْكفُ ُر بَ ْع ُ
ض ُك ْم بِبَ ْع ٍ
َاص ِرينَ ﴾ار َو َما لَ ُك ْم ِم ْن ن ِ َو َمأ ْ َوا ُك ُم النَّ ُ
55
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الر ُج َل يطي ُلت َما َرزَ ْقنَا ُك ْم﴾ ث ُ َّم ذَ َك َر َّ َوقَا َلَ ﴿ :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ُكلُوا ِم ْن َ
ط ِيّ َبا ِ
اءَ :يا َربّ ِ َ ،يا َربّ َِ ،و َم ْ
ط َع ُمهُ َح َرا ٌم س َم ِ ث أ َ ْغ َب َر ،يم ُّد َي َد ْي ِه ِإلَى ال َّ سفَ َر أ َ ْش َع َ
ال َّ
اب ِلذَ ِل َك" .رواه غذي بِ ْال َح َر ِام ،فَأَنَّى يُ ْست َ َج ُ سهُ َح َرا ٌم و ُ َو َم ْش َربُهُ َح َرا ٌمَ ،و َم ْلبَ ُ
.مسلم
غي ِْر اللَّ ِه وإن قَ ْولُهُ﴿ :وما أ ُ ِه َّل ِب ِه ِلغَي ِْر اللَّ ِه﴾ وال ُمرا ُد ُهنا :ما ذُ ِك َر َ
علَ ْي ِه ا ْس ُم َ
.ذبح لله
قولهِ ﴿ :إ َّن الَّذِينَ َي ْكت ُ ُمونَ َما أَنز َل اللَّهُ ِمنَ ْال ِكت َا ِ
ب َو َي ْشت َُرونَ ِب ِه ث َ َمنًا قَ ِليال
يِ :إنَّ َما َيأ ْ ُكلُونَ َما َيأ ْ ُكلُونَهُ ِفي ُمقَا َبلَ ِة ار﴾ أَ ْ
طو ِن ِه ْم ِإال النَّ َأُولَ ِئ َك َما َيأ ْ ُكلُونَ ِفي بُ ُ
طونِ ِه ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِةَ .ك َما قَا َل تَعَالَى﴿ :إِ َّن الَّذِينَ
َارا تَأ َ َّج ُج فِي بُ ُ
قن ً ان ْال َح ّ ِِكتْ َم ِ
يرا﴾ س ِع ًصلَ ْونَ َ سيَ ْ َارا َو َ
طونِ ِه ْم ن ًظ ْل ًما ِإنَّ َما يَأ ْ ُكلُونَ فِي بُ ُ
يَأ ْ ُكلُونَ أ َ ْم َوا َل ْاليَت َا َمى ُ
56
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى ُح ِبّ ِه﴾ كما قَا َل ت َ َعالَى﴿ :لَ ْن تَنَالُوا ْال ِب َّر َحتَّى ت ُ ْن ِفقُوا ﴿وآت َى ْال َما َل َ َوقَ ْولُهَُ :
عا: ث أَ ِبي ُه َريرة َم ْرفُو ً ص ِحي َحي ِْن ِم ْن َحدِي ِت فِي ال َّ ِم َّما ت ُ ِحبُّونَ ﴾ و َك َما ث َ َب َ
ص ِحي ٌح ش َِحي ٌح ،ت َأ ْ ُم ُل ْال ِغنَىَ ،وت َْخشَى ت َ ص َّدقَ َوأ َ ْن َ
ص َد َق ِة أ َ ْن تَ َ
ض ُل ال َّ "أ َ ْف َ
ْ
".الفَ ْق َر
ص َد َقةٌ َ
غيْر زَ كاةِ أن اْليتا َء ال ُمتَقَ ّد َِم هو َ
على َّ وقَ ْولُهُ﴿ :وآتى َّ
الزكاةَ﴾ فِي ِه َد ِلي ٌل َ
"إن في الما ِل َل َحقًّا ِس َوى َّ
الزكا ِة ض ِة ،وفي الحديثَّ : "الفَ ِري َ
57
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص َد َقةٌ،
سكين َ
ِ ص َدقَةُ َعلَى ْال ِم
َوقَ ْولُهُ﴿ :ذَ ِوي ْالقُ ْر َبى﴾ َك َما ثبت في ْال َحدِيثِ" :ال َّ
صلَةٌ" .صححه اَللباني ص َدقَةٌ َو ِ علَى ذَ ِوي َّ
الر ِح ِم ثِ ْنت ِ
َانَ : .و َ َ
الرقَا ِ
ب﴾ وكذا اَلسارى ﴿وفِي ِ ّ
.وقولهَ :
اص فِي ْالقَتْلَى﴾ ذُ ِك ِر فِي ص ُ ع َل ْي ُك ُم ْال ِق َ قوله تعالى﴿ :يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ُكتِ َ
ب َ
ب ا ْقتَتَلُوا فِي ْال َجا ِه ِل َّي ِة َق ْب َل ْ ِ
اْلس َْال ِم بِقَ ِلي ٍل، ب نُ ُزولَ َها أ َ َّن ح َّيي ِْن ِمنَ ْال َع َر ِسبَ ِ َ
ض ُه ْم ِم ْنسا َءَ ،فلَ ْم يَأْ ُخ ْذ بَ ْع ُ اتَ ،حت َّى قَتَلُوا ْال َع ِبي َد َوالنِّ َ فَ َكانَ بَ ْينَ ُه ْم قَتْ ٌل َو ِج َرا َح ٌ
ض َحتَّى أ َ ْسلَ ُموا...القصة َ .ب ْع ٍ
﴿ال ُح ُّر بِ ْال ُح ِ ّر﴾ إال أن يكون المقتول كافرا فال يُ ْقت َ ُل ال ُم ْس ِل ُم بِالكافِ ِر ،لما
قولهْ :
ي ِ ﷺ «ال يُ ْقت َ ُل ُم ْس ِل ٌم ِبكافِ ٍر »،رواه البخاري
ع ِن النَّ ِب ّ
.ثبت َ
﴿و ْال َع ْب ُد ِب ْال َع ْبدِ﴾ فإن كان المقتول ُحرا يقتل العبد باالتفاق ،وإن كان
وقولهَ :
.القاتل حرا ففي قتله خالف ،والجمهور على أنه يقتل
58
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿واَل ْنثَى ِباَل ْنثَى﴾ فإن كان المقتول رجال تقتل المرأة قوال واحدا، وقولهَ :
ع َل ْي ِه ْم فِيها َّ
أن وإن كان القاتل رجال يقتل على الراجح لعموم اآلية ﴿و َكتَبْنا َ
س بِالنَّ ْف ِس﴾ ولحديث «ال ُم ْس ِل ُمونَ تَت َكافَأ ُ دِماؤُهم» صححه اَللباني
.النَّ ْف َ
ضاحٍ لَ َها، اريَةً علَى أ َ ْو َ أن َي ُهو ِديًّا قَت َ َل َج ِ وفي الصحيحين عن أنس بن مالك َّ
صلَّى اللَّهُ عليه َّ
وسل َمَ ،و ِب َها َر َم ٌق، يِ َ فَقَتَلَ َها ب َح َج ٍر ،قا َل :فَ ِجي َء ب َها إلى النب ّ
ت برأْ ِس َها أَ ْن َال ،ث ُ َّم قا َل لَ َها الثَّانِ َيةَ ،فأش َ
َار ْ ت َ فَقا َل لَ َها :أَقَتَلَ ِك فُ َال ٌن؟ فأش َ
َار ْ
برأْ ِس َها ،فَقَتَلَهُ َرسو ُلت َ تَ :ن َع ْمَ ،وأَش َ
َار ْ برأْ ِس َها أ َ ْن َال ،ث ُ َّم َ
سأَلَ َها الثَّا ِلثَةَ ،فَقا َل ْ َ
وسل َم بيْنَ َح َج َري ِْن صلَّى اللَّهُ عليه َّ .الل ِه َ
صيَّةُ ِل ۡل َو ٰ ِل َد ۡي ِن
ض َر أَ َح َد ُك ُم ٱ ۡل َم ۡوتُ إِن ت ََر َك َخ ۡي ًرا ٱ ۡل َو ِ
ع َل ۡي ُك ۡم إِ َذا َح َ قولهُ ﴿ :كتِ َ
ب َ
علَى ٱ ۡل ُمت َّ ِقينَ } قال أكثر أهل العلمَ :كانَ ذَ ِل َك َو ِ
اج ًبا َوٱ َۡل َ ۡق َربِينَ بِٱ ۡل َمعۡ ُر ِ
وف َحقًّا َ
سخ ْ
َت َه ِذ ِه ت آ َيةُ ْالفَ َرائِ ِ
ض نَ َ .قَ ْب َل نُ ُزو ِل آيَ ِة ْال َم َو ِاريثَِ ،فلَ َّما نَزَ َل ْ
59
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو َل اللَّ ِه ﷺ َقد َِم ْال َمدِينَةَ ،فَ َجعَ َل يصو ُم ِم ْن ُك ِّل َوأ َ َّما أَحْ َوا ُل ال ِ ّ
صيَ ِام َفإ ِ َّن َر ُ
ورا َء واجبا على ش َ عا ُورا َء ،وكان صوم َ ش َعا ُ ام َص َ ش ْه ٍر ث َ َالثَةَ أَي ٍَّامَ ،و َ
َ
.الراجح
امَ ،وأ َ ْنزَ َل اللَّهُ ت َ َعالَىَ ﴿ :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ُك ِت َ
ب علَ ْي ِه ال ِ ّ
ص َي َ ض َ ث ُ َّم ِإ َّن اللَّهَ فَ َر َ
علَى الَّذِينَ ِم ْن َق ْب ِل ُك ْم﴾ ب َ علَ ْي ُك ُم ال ِ ّ
صيَا ُم َك َما ُك ِت َ َ .
60
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ضانَ الَّذِي أُنز َل فِي ِه ش ْه ُر َر َم َ ع َّز َو َج َّل أَ ْنزَ َل ْاآليَةَ ْاَل ُ ْخ َرىَ ﴿ : ث ُ َّم ِإ َّن اللَّهَ َ
علَى
ت اللهُ صيا َمه َ ص ْمهُ﴾ فَأَثْ َب َ ش ْه َر فَ ْل َي ُ ْالقُ ْر ُ
آن﴾ ِإلَى قَ ْو ِل ِه﴿ :فَ َم ْن َ
ش ِه َد ِم ْن ُك ُم ال َّ
ير الذِيت اْلطعا ُم ِل ْل َك ِب ِ سافِ ِرَ ،وث َ َب َ يض َو ْال ُم َ ص فِي ِه ِل ْل َم ِر ِص ِحيحِ ور َّخ َ ْال ُم ِق ِيم ال َّ
لحق ِب َهذَا ْال َم ْعنَى:
ام ،والمريض الذي ال يرجى برأه ،ويُ ُ ص َي ََال َي ْست َِطي ُع ال ِ ّ
علَى أ َ ْنفُ ِس ِه َما أ َ ْو َولَ َد ْي ِه َماض ُعِ ،إذَا خَافَتَا َ ام ُل َو ْال ُم ْر ِ
.ال َح ِْ
61
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ّاس :أ ْنزَ َلعب ٍآن﴾ قا َل اب ُْن َ ضانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل ِفي ِه القُ ْر ُ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :شَهۡ ُر َر َم َ
ماء
س ِ ت ال ِع َّز ِة ِمنَ ال َّواح َدةً ،وذَ ِل َك في لَ ْيلَ ِة القَ ْد ِر إلى َب ْي ِ القُ ْرآَنَ ِفي ِه ُج ْملَةً ِ
يِ ﷺ على النَّبِ ّ ئ ِبنُ ُزو ِل ِه ِفي ِه َإن القُ ْرآَنَ ا ْبت ُ ِد َ
.ال ُّد ْنيا . .وقيلَّ :
مشروعي ِة
ُ ط منهُ العلَما ُء إلى ﴿و ِلت ُ ْك ِملُوا ال ِع َّدة َ و ِلت ُ َكبِّ ُروا َّ
اللهَ﴾ استنب َ قولهَ :
ير في عيد ال ِف ْ
ط ِر هار الت َّ ْك ِب ِ ْ .
إظ ِ
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى اَلشعري رضي الله عنه قال ُك َّنا مع
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم ،فَ ُكنَّا إذَا أ ْش َر ْفنَا علَى وادٍ ،هَلَّ ْلنَا و َكب َّْرنَا
َرسو ِل اللَّ ِه َ
62
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار َبعُوا
اس ْصلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم" :يا أيُّها ال َّن ُ ي َ ص َواتُنَا ،فَقا َل النب ُّتأ ْ ارتَفَ َع ْ
ْ
وال غَا ِئ ًبا ،إنَّه مع ُك ْم إنَّه َ
س ِمي ٌع قَ ِر ٌ
يب، علَى أ ْنفُ ِس ُك ْم ،فإنَّ ُك ْم ال ت َ ْدعُونَ أ َ
ص َّم َ
ار َك ا ْس ُمهُ وتَعَالَى َج ُّدهُ تَبَ َ
من هنا فترة الى سورة المائدة
ي َم َد ِنيَّةٌ
َو ِه َ
﷽
ش ْه َر ْال َح َر َام﴾ يَ ْعنِيَ :ال ت َ ْست َِحلُّوا ِقت ًَاال فِي ِه
﴿وال ال َّ .قوله تَعَا َلىَ :
وز ا ْب ِت َدا ُء ْال ِقت َا ِل ِفي ْاَل َ ْش ُه ِر ْال ُح ُر ِمَ ،واحْ ت َ ُّجوا
سو ٌخَ ،وأَنَّهُ َي ُج ُ إن َذ ِل َك َم ْن ُ
وقيلَّ :
ْث َو َج ْدت ُ ُمو ُه ْم﴾بِقَ ْو ِل ِه﴿ :فَإِذَا ا ْن َسلَ َخ اَل ْش ُه ُر ْال ُح ُر ُم فَا ْقتُلُوا ْال ُم ْش ِركِينَ َحي ُ
َارهُ اب ُْن َج ِر ٍ
ير .و ْ
اخت َ َ
يَ :و َالْت ْال َح َر َام يَ ْبتَغُونَ َفضْال ِم ْن َربِّ ِه ْم َو ِرض َْوانًا﴾ أ َ ْ﴿وال آ ِّمينَ ْال َبي َ َوقَ ْولُهَُ :
ت اللَّ ِه ْال َح َر ِامَّ ،الذِي َم ْن َد َخلَهُ َكانَ ِآمنًا
اصدِينَ ِإلَى َب ْي ِ .ت َ ْست َِحلُّوا ِقت َا َل ْالقَ ِ
ع َعلَى أ َ َّن ْال ُم ْش ِر َك يَ ُج ُ
وز قَتْلُهُِ ،إذَا لَ ْم يَ ُك ْن لَهُ ير ْ ِ
اْلجْ َما َ َوقَ ْد َح َكى اب ُْن َج ِر ٍ
ْت ْال َم ْقد ِِس؛ َفإ ِ َّن َهذَا ْال ُح ْك َم َم ْن ُ
سو ٌخ فِي ْت ْال َح َر َام أ َ ِو بَي َ
انَ ،وإِ ْن أ َّم ْال َبي َ
أ َ َم ٌ
َح ِقّ ِه ْم .كما قال تعالىَ ﴿ :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ِإنَّ َما ْال ُم ْش ِر ُكونَ نَ َج ٌ
س فَال َي ْق َربُوا
ام ِه ْم َهذَا﴾ ْال َمس ِْج َد ْال َح َر َام بَ ْع َد َ
ع ِ
.وقولهَ ﴿ :ي ْبتَغُونَ فَضْال ِم ْن َر ِبّ ِه ْم﴾ َي ْعنِي ِبذَ ِل َك :ال ِت ّ َج َ
ارةَ
علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح أ َ ْن ت َ ْبتَغُوا فَضْال ِم ْن َربِّ ُك ْم﴾
ْس َ َو َهذَا َك َما تَقَد ََّم فِي قَ ْو ِل ِه﴿ :لَي َ
64
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿وال َّد ُم﴾ يَ ْعنِي بِ ِه ْال َم ْسفُو َح؛ ِلقَ ْو ِل ِه﴿ :أ َ ْو َد ًما َم ْسفُو ًحا﴾
َوقَ ْولُهَُ :
ت ْال َع َر ُ
ب فِي َجا ِه ِليَّتِ َها الم﴾ َوقَ ْد َكانَ ِ ﴿وأ َ ْن ت َ ْست َ ْق ِس ُموا بِ ْ
اَلز ِ َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
وب" :أَ ْف َعلُ"
علَى أ َ َح ِدهَا َم ْكت ُ ٌع ْن ِق َداحٍ ثَ َالثَةٍَ ، ارة ٌ َ ي ِع َب َ َيت َ َعا َ
ط ْونَ ذَ ِل َكَ ،و ِه َ
علَ ْي ِه َ
ش ْي ٌء غ ْفل َلي َ
ْس َ ث" ُ "ال ت َ ْف َع ْل" َوالثَّا ِل ُ
علَى ْاآلخ َِرَ : َ .و َ
يروهُ ِبأ َ ْن َي ْعبُدُوهُ ،ث ُ َّم اللهُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإذَا ت ََر َّددُوا ِفي أ ُ ُم ِ
ور ِه ْم أ َ ْن َي ْست َِخ ُ َوقَ ْد أ َ َم َر َّ
.يَ ْسأَلُوهُ الخيَ َرة فِي ْاَل َ ْم ِر الَّذِي يُ ِريدُونَهُ ،كما في حديث ِاال ْستِخ َ
َارةَ
ضيتُ لَ ُك ُم اْلس َ
ْالم ﴿ال َي ْو َم أ َ ْك َم ْلتُ َل ُك ْم دِينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْمتُ َ
علَ ْي ُك ْم نِ ْع َمتِي َو َر ِ َو َق ْولُهُْ :
ع َرفَة ،فِي َح َّج ِة ْال َو َداعَِ ،و َكانَ يَ ْو َم ُج ُم َعةٍ ،وعاش ت َه ِذ ِه ْاآليَةُ يَ ْو َم َ دِينًا﴾ نَزَ لَ ْ
.رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها ثمانين يوما فمات
65
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وقال اْلمام مالك بن أنس رحمة الله عليه :من قال إن في اْلسالم بدعة
{ال َي ْو َم أ َ ْك َم ْلتُ
حسنة فقد زعم أن محمدا ً خان الرسالة؛ َلن الله تعالى يقولْ :
66
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ ْي ُك ْم َوا ْذ ُك ُروا اس َْم اللَّ ِه علَّ َم ُك ُم اللَّهُ فَ ُكلُوا ِم َّما أ َ ْم َ
س ْكنَ َ قوله﴿ :ت ُ َع ِلّ ُمونَ ُه َّن ِم َّما َ
اح ِب ِهَ ،و َكانَ قَ ْد ذَ َك َر اس َْم َّ
الل ِه علَى َ
ص ِ س َك َ ار َحةُ ُم َعلَّ ًما َوأ َ ْم َ علَ ْي ِه﴾ فَ َمت َى َكانَ ْال َج ِ َ
ص ْيدَُ ،و ِإ ْن قَتَلَهُ ِ .ع ْن َد ِإ ْر َ
سا ِل ِه َح َّل ال َّ
ان أ َ ْو
الزانِيَةُ َال َي ْن ِك ُح َها إِال زَ ٍ
﴿الزا ِني َال َي ْن ِك ُح َّإال زَ انِيَةً أ َ ْو ُم ْش ِر َكةً َو َّ
وقَ ْو ِل ِهَّ :
علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴾ ُم ْش ِر ٌك َو ُح ِ ّر َم ذَ ِل َك َ
68
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ان ْال ُم ْ
ط َمئِ ُّن ِمنَ طُ :ه َو ْال َم َك ُ
َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْو َجا َء أ َ َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِمنَ ْالغَا ِئ ِط﴾ ْالغَائِ ُ
ع ِن التَّغ َُّو ِط
ضَ ،كنَّى بِ َذ ِل َك َ .اَل َ ْر ِ
ْ
قوله﴿ :يَا أَيُّ َها َّالذِينَ آ َمنُوا ِإذَا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ
صال ِة﴾ ْاآليَةَ .فقد بيّن صلى الله عليه
.وآله وسلم َلمته كيفية الوضوء في أحاديثه الصحيحة
ص ِعيدًا َ
ط ِيّبًا﴾ قوله ت َ َعا َلى﴿ :فَلَ ْم ت َِجدُوا َما ًء فَتَ َي َّم ُموا َ
علَى َوجْ ِه ْاَل َ ْر ِ
ض ص ِعي ُد :اَلصل في لغة العربُ :ه َو ُك ُّل َما َ
ص ِع َد َ َ .وال َّ
قولهَ ﴿ :ما يُ ِري ُد اللَّهُ ِل َيجْ َع َل َعلَ ْي ُك ْم ِم ْن َح َرجٍ﴾ وفي الحديث َّ
"إن الل َه يحبُّ ْ
أن
أن تؤت َى عزائ ُمه" صححه اَللباني صه كما يحبُّ ْ .تؤت َى رخ ُ
س ُ
طوا ت اللَّ ِه َ
ع َليْكم إ ْذ َه َّم قَ ْو ٌم ْ
أن َي ْب ُ قوله﴿ :يا أيُّها َّالذِينَ آ َمنُوا ا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم َ
ع ْنكم﴾ إلَيْكم أ ْي ِديَهم فَ َك َّ
ف أ ْي ِديَهم َ
على الرقاعِ ِمنَ ال َح ْم ِل َت ِّ ب وبَنُو ث َ ْعلَ َبةَ يَ ْو َم ذا ِحار ٍت بِ ِه بَنُو ُم ِ
منها :ما َه َّم ْ
صالة ُ الخ َْو ِ
ف، ت َ سولَهُ ِبذَ ِل َك ،ونَزَ َل ْ
اللهُ َر ُ ص ِر فَأ ْش َع َر َّ
صال ِة ال َع ْ
ال ُم ْس ِل ِمينَ في َ
ع ِن ال ُمؤْ ِمنِينَ ف َّ
اللهُ أ ْي ِديَهم َ .و َك َّ
ع ْز ِم أ ْه ِل َم َّكةَ َ
على الغَ ْد ِر ِبال ُم ْس ِل ِمينَ ِحينَ نُ ُزو ِل ال ُم ْس ِل ِمينَ ومنها :ما كانَ ِمن َ
ص ْلحِ ال ُح َد ْيبِيَ ِة
عام ُ
.بِال ُح َد ْيبِيَ ِة َ
71
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عش ََر نَ ِقيبًا﴾ اللهُ ِميثَاقَ َبنِي ِإس َْرائِي َل َوبَعَثْنَا ِم ْن ُه ُم اثْنَ ْي َ ﴿ولَقَ ْد أ َ َخ َذ َّ
قوله :تَعَالَىَ :
ع ِة ِللَّ ِه َو ِل َر ُ
سو ِل ِه َو ِل ِكت َا ِب ِه علَى قَ َبا ِئ ِل ِه ْم ِب ْال ُم َبا َي َع ِة َوال َّس ْمعَ ،و َّ
الطا َ ع َرفاء َ
َ .ي ْع ِنيُ :
ِ
ع ْوا يَ :و ِمنَ الَّذِينَ ا َّد َ ارى أ َ َخ ْذنَا ِميثَاقَ ُه ْم﴾ أ َ ْ
ص َ ﴿و ِمنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَ َ
َوقَ ْولُهَُ :
سوا َكذَ ِل َك. س َال ُمَ ،ولَ ْي ُ ارى يُت َا ِبعُونَ ْال َم ِسي َح ابْنَ َم ْر َي َم َ
علَ ْي ِه ال َّ َِل َ ْنفُ ِس ِه ْم أَنَّ ُه ْم نَ َ
ص َ
صار اللَّ ِه﴾
واريُّونَ نَحْ ُن أ ْن ُ
وإنما أتباعه وأنصاره الحواريون ﴿قا َل ال َح ِ
72
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :قُ ْل فَ ِل َم يُعَ ِ ّذبُكم بِذُنُوبِ ُك ْم بَ ْل أ ْنت ُ ْم َبش ٌَر ِم َّم ْن َخلَقَ ﴾ أيَ :كما ت َ ْعت َِرفُونَ بِذَ ِل َك
ار ِإال أَيَّا ًما َم ْعدُو َداتٍ﴾ ِلقَ ْو ِلكم﴿ :لَ ْن ت َ َم َّ
سنَا النَّ ُ
73
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض وما
واَلر ِ
ْ ت ِب َمن َيشا ُء و ِللَّ ِه ُم ْلكُ ال َّ
سماوا ِ قولهَ ﴿ :ي ْغ ِف ُر ِل َمن َيشا ُء ويُ َع ّذ ُ
ور فَال أ ْن َ
ساب بَ ْينَهم يَ ْو َمئِ ٍذ وال ص ِبَ ْينَ ُهما﴾ كما قال ت َعالى﴿ :فَإذا نُ ِف َخ في ال ُّ
َيت َسا َءلُونَ ﴾
س ِل﴾ أ َ ْ
ي: الر ُ سولُنَا يُبَيِّ ُن لَ ُك ۡم َ
علَى فَتْ َرةٍ ِمنَ ُّ قوله﴿ :يَ ٰۤـأ َ ۡه َل ٱ ۡل ِكت َ ٰـ ِ
ب قَ ۡد َج ۤا َء ُك ۡم َر ُ
طا ِولَ ٍة َما َبيْنَ ِإ ْر َسا ِل ِه َو ِعي َ
سى اب ِْن َم ْر َي َم َ .ب ْع َد ُم َّدةٍ ُمتَ َ
اس باب ِْن َم ْريَ َمَ ،واَل ْنبِيَا ُء أ َ ْو َال ُد َ
ع َّال ٍ
ت، ت فِي الصحيحن "أَنَا أ َ ْولَى النَّ ِ َك َما ثَبَ َ
ي
"ليس بَ ْينِي وب ْي َنهُ نَ ِب ٌّ
َ
ض ،فَ َمقَت َ ُه ْم َ
ع َر َب ُه ْم ظ َر إلى أَ ْه ِل ْ
اَلر ِ "وإن اللَّهَ َن َ
َّ وفي صحيح مسلم
بك
ي َبَ ،وقا َل :إنَّما بَ َعثْت ُ َك َل َ ْبتَ ِليَ َك َوأَ ْبت َ ِل َ
ع َج َم ُه ْمَّ ،إال بَقَايَا ِمن أَ ْه ِل ال ِكت َا ِ
"و َ
َ
74
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت أ َحدًا ِمنَ العالَ ِمينَ ﴾ ﴿وآتاكم ما لَ ْم يُؤْ ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ض َل أَ ْه ِل زَ َمانِ ِه ْمَ ،و ِإ َّال فَ َه ِذ ِه ْاَل ُ َّمةُ أ َ ْش َر ُ
ف ِم ْن ُه ْم، صودُ :أَنَّ ُه ْم َكانُوا أ َ ْف َ قيلْ :ال َم ْق ُ
اس﴾ َوقَا َل ت ِللنَّ ِ ع َّز َو َج َّل ﴿ ُك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍة أ ُ ْخ ِر َج ْ
ض ُل ِع ْن َد اللَّ ِهَ .قا َل اللَّهُ َ َوأ َ ْف َ
اس﴾ علَى النَّ ِ ش َه َدا َء َ طا ِلت َ ُكونُوا ُ س ً﴿و َكذَ ِل َك َج َع ْلنَا ُك ْم أ ُ َّمةً َو َ َ
س ْل َوى
ع َل ْي ِه ْم ِمنَ ْال َم ِّن َوال َّ
َ ..وقِي َلْ :ال ُم َرادَُ :ما َكانَ تَعَالَى ن ََّزلَهُ َ
سةَ﴾ إي :بَيْت ْال َم ْقد ِِس ،الَّذِي َكانَ بِأ َ ْيدِي ِه ْم ض ْال ُمقَ َّد َ اَلر َ قوله﴿ :يَا قَ ْو ِم ا ْد ُخلُوا ْ
ص َر أَي َ
َّام ارت َ َح َل ُه َو َو َبنُوهُ َوأ َ ْهلُهُ ِإلَى ِب َال ِد ِم ْ ان أ َ ِبي ِه ْم َي ْعقُ َ
وب ،لَ َّما ْ فِي زَ َم ِ
ع َل ْي ِه ال َّ
س َال ُم س َال ُم ،ث ُ َّم لَ ْم يَزَ الُوا بِ َها َحتَّى خ ََر ُجوا َم َع ُمو َ
سى َ ع َل ْي ِه ال َّ
ف َ
س َ
يُو ُ
َ ...ف َو َجدُوا ِفي َها َق ْو ًما ِمنَ ْال َع َما ِل َق ِة ْال َجب ِ
َّارينَ
ت َو َرب َُّكسى إِنَّا لَ ْن نَ ْد ُخلَ َها أَبَدًا َما َدا ُموا فِي َها فَا ْذهَبْ أَ ْن َ
قوله﴿ :قَالُوا يَا ُمو َ
ع ْن ُه ْم
اللهُ َ ي َّض َ ص َحا َبةَُ ،ر ِ
اب ِب ِه ال َّسنَ َما أَ َج َ فَقَا ِتال ِإ َّنا هَا ُهنَا قَا ِعدُون﴾ َو َما أَحْ َ
ير .قَالُوا :نَ َع ْمَ ،و َال نَقُو ُل
ار ُه ْم فِي قِت َا ِل النَّ ِف ِ
ش َسو َل اللَّ ِه ﷺ ِحينَ ا ْست َ َ
يَ ْو َم بَ ْد ٍر َر ُ
سى﴿ :فَا ْذهَبْ أ َ ْن َ
ت َو َرب َُّك فَقَاتِال إِنَّا هَا ُهنَا قَا ِعدُونَ ﴾ َك َما قَالَ ْ
ت بَنُو إِس َْرائِي َل ِل ُمو َ
.ولَ ِك ْن ا ْذهَبْ أ َ ْن َ
ت َو َرب َُّك فَقَاتِ َال ِإ َّنا َم َع ُك َما ُمقَاتِلُونَ َ
75
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َوقَ ْولُهُ﴿ :قَا َل َربّ ِ ِإنِّي َال أ َ ْم ِلكُ ِإال نَ ْف ِسي َوأ َ ِخي فَا ْف ُر ْق َب ْينَنَا َو َبيْنَ ْالقَ ْو ِم
﴿ربّ ِ َال تَذَ ْر ض ِمنَ ْال َكافِ ِرينَ ،فَقَا َل َ علَى أَ ْه ِل ْاَل َ ْر ِ
عا نُو ٌح َ ْالفَا ِسقِينَ ﴾ وقد َد َ
ض ِمنَ ْال َكا ِف ِرينَ َدي ً
َّارا﴾ علَى ْ
اَلر ِ َ
ض فَال اَلر ِ سنَةً يَتِي ُهونَ فِي ْ َوقَ ْولُهُ تَعَا َلى﴿ :قَا َل َفإِنَّ َها ُم َح َّر َمةٌ َ
علَ ْي ِه ْم أَ ْربَعِينَ َ
ِ يرونَ َدا ِئ ًما َال َي ْهتَدُونَ ِل ْل ُخ ُروج
علَى ْالقَ ْو ِم ْالفَا ِسقِينَ ﴾ فَ َوقَعُوا ِفي ال ِت ّي ِه َي ِس ُ س َ ت َأ ْ َ
.م ْنهُ
ِ
يرةٌِ ،م ْن ت َْظ ِلي ِل ِه ْم بالغَمام َو ِإ ْنزَ ا ِل ع ِجيبَةٌَ ،وخ ََو ِار ُق َكثِ َور َ َت أ ُ ُم ٌ قيلَ :و ِفي ِه َكان ْ
س َال ُم ،ث ُ َّم َب ْع َدهُ َم َ
ات ع َل ْي ِه ال َّ َت َوفَاة ُ ه ُ
َارونَ َ ، س ْل َوى َ
ع َل ْي ِه ْم ،ث ُ َّم َكان ْ ْال َم ِّن َوال َّ
س َال ُم ،نَ ِبيًّا ع َل ْي ِه ال َّ ام اللَّهُ فِي ِه ْم "يُو َش َع بْنَ نُ ٍ
ون" َ س َال ُمَ ،وأَقَ َ سى ْال ِك ِلي ُمَ ،
علَ ْي ِه ال َّ ُمو َ
ع َل ْي ِه
ون" َ سى ،فلما انقضت ْال ُم َّدة ُ َخ َر َج ِب ِه ْم "يُو َش ُع ب ُْن نُ ٍ ع ْن ُمو َ َخ ِليفَةً َ
ْت ْال َم ْقد ِِس ،أ َ ْن يَ ْد ُخلُوا بَابَ َها ُ
س ّجداَ ،و ُه ْم س َال ُم ،وأمرهم ِحينَ يَ ْد ُخلُونَ بَي َ ال َّ
عنَّا ذُنُوبَنَاَ ،فبَ َّدلُوا َما أ ُ ِم ُروا بِ ِه ،فَ َد َخلُوا يَ ْز َحفُونَ يُ :ح َّ
ط َ طةٌ ،أَ ْ
يَقُولُونَ ِ :ح َّ
علَى أ َ ْست َا ِه ِه ْمَ ،و ُه ْم َيقُولُونَ َ :حبَّة ِفي َ
ش ْعرة َ .
76
جامع التيسير في تعليقات التفسير
77
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص َب َح ِمنَ النَّاد ِِمينَ ﴾ وفي صحيح البخاري "لَ ْن َيزَ ا َل ال ُمؤْ ِم ُن في َوقَ ْولُهُ﴿ :فَأ َ ْ
"فُ ْس َح ٍة ِمن دِينِ ِه ،ما لَ ْم يُ ِ
صبْ َد ًما َح َرا ًما
ظ ْل ًما َو ُ
ع ْد َوانًا ذلك﴾ أي من أجل قَتْل اب ِْن آ َد َم أَخَاهُ ُ
﴿م ْن أَجْ ِل َ
.يَقُو ُل ت َ َعالَىِ :
78
جامع التيسير في تعليقات التفسير
79
جامع التيسير في تعليقات التفسير
طاع َّ َّ ي َر ِح َمهُ اللَّهُ :قَا َل :اب ُْن َعب ٍ ع ْب ِد اللَّ ِه ال َّ
وقَا َل أَبُو َ
ق: الط ِري ِ َّاس ِفي قُ ِ شا ِف ِع ُّ
ص ِلبُواَ ،و ِإذَا قَت َلوا َولَ ْم يَأ ْ ُخذُوا ْال َما َل قُتلوا َولَ ْم
ِإذَا قَتَلوا َوأ َ َخذُوا ْال َما َل قُتلوا َو ُ
صلَبُواَ ،وإِذَا أَ َخذُوا ْال َما َل َولَ ْم يَ ْقتُلُوا قُطعت أ َ ْيدِي ِه ْم َوأ َ ْر ُجلُ ُه ْم ِم ْن ِخ َالفٍ َ ،وإِذَا
يُ ْ
ض س ِبي َل َولَ ْم َيأ ْ ُخذُوا َم ً
اال نُفُوا ِمنَ ْاَل َ ْر ِ .أَخَافُوا ال َّ
سِجْ ُن
ض﴾ ومنه ال ّ .قَ ْولُهُ ت َ َعا َلى﴿ :أ َ ْو يُ ْنفَ ْوا ِمنَ ْ
اَلر ِ
غف ُ ٌ
ور علَ ْي ِه ْم فَا ْعلَ ُموا أ َ َّن اللَّهَ َ
َوقَ ْولُهُِ ﴿ :إال الَّذِينَ ت َابُوا ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن ت َ ْقد ُِروا َ
ع ِل َم َّ
أن ب بِ ِحرابَ ِت ِه ُحار ُ غ ْر ِم ما أتْلَفَهُ ال ُم ِ ض اآليَةُ إلى ُ َر ِحي ٌم﴾ لَ ّما لَ ْم تَتَعَ َّر ِ
وط ما كانَ قَ ِد ا ْعت َ َلقَ ِب ِه ِمن ُحقُو ِ
ق النّ ِ
اس ِمن ما ٍل ْأو الت َّ ْو َبةَ ال ت ُ َؤ ِث ّ ُر في ُ
سق ُ ِ
َ .د ٍم
80
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض َج ِميعًا َو ِمثْلَهُ َمعَهُ ِليَ ْفتَدُوا بِ ِه قوله﴿ :إِ َّن الَّذِينَ َكفَ ُروا لَ ْو أ َ َّن لَ ُه ْم َما فِي ْ
اَلر ِ
اب أ َ ِلي ٌم﴾ في الصحيحين "يقو ُل ب َي ْو ِم ْال ِق َيا َم ِة َما تُقُ ِبّ َل ِم ْن ُه ْم َو َل ُه ْم َ
عذَ ٌ عذَا ِ
ِم ْن َ
ض ِمن
اَلر ِ
لك ما في ْ وم ال ِقيا َم ِة :لو َّ
أن َ عذابًا يَ َ اللَّهُ ت َعالَى َل ْه َو ِن أ ْه ِل النَّ ِ
ار َ
أردْتُ ِم ْن َك أ ْه َونَ ِمن هذا ،وأ َ ْن َ
ت ت ت َ ْفتَدِي ب ِه؟ فيَقولُ :نَعَ ْم ،فيَقولَُ :
شيءٍ أ ُك ْن َ
ْت َّإال ْ
أن ت ُ ْش ِر َك بي أن ال ت ُ ْش ِر َك بي شيئًا ،فأ َبي َ
ب آ َد َمْ :ص ْل ِ
".في ُ
ع َذ ٌ
اب َار ِجينَ ِم ْن َها َولَ ُه ْم َ
ار َو َما ُه ْم ِبخ ِ قوله﴿ :يُ ِريدُونَ أ َ ْن َي ْخ ُر ُجوا ِمنَ النَّ ِ
غ ٍ ّم أ ُ ِعيدُوا فِي َها﴾
ُم ِقي ٌم﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىُ ﴿ :كلَّ َما أ َ َرادُوا أ َ ْن َي ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها ِم ْن َ
ت فِيقوله﴿ :يَقُولُونَ ِإ ْن أُوتِيت ُ ْم َهذَا فَ ُخذُوهُ َو ِإ ْن لَ ْم تُؤْ ت َْوهُ فَاحْ ذَ ُروا﴾ نَزَ لَ ْ
َاب اللَّ ِه الَّذِي ِبأ َ ْيدِي ِه ْم .كما في
اليهوديَّيْن اللَّ َذي ِْن زَ نَ َياَ ،و َكانُوا قَ ْد َب َّدلُوا ِكت َ
سو ِل َّ
الل ِه ع َم َر أَنَّهُ َقا َلِ :إ َّن ْاليَ ُهو َد ُجا ُءوا ِإلَى َر ُع ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن ُ
ع ْن َ الصحيحين َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺَ " :ما
ﷺ ،فَذَ َك ُروا َلهُ أ َ َّن َر ُج ًال ِم ْن ُه ْم َو ْام َرأَة ً زَ َنيَا ،فَقَا َل لَ ُه ْم َر ُ
ض ُح ُه ْم ويُجْ لَدون .قَا َل َ
ع ْب ُد الرجْ ِم؟ " فَ َقالُوا :نَ ْف َ ت َِجدُونَ ِفي الت َّ ْو َرا ِة ِفي شَأ ْ ِن َّ
ض َع أ َ َح ُد ُه ْم
الرجْ َم .فَأَت َْوا بِالت َّ ْو َراةِ َفنَش َُروهَا ،فَ َو َ اللَّ ِه ب ُْن َ
س َال ٍمَ :كذَ ْبت ُ ْمِ ،إ َّن ِفي َها َّ
ارفَ ْع ع ْب ُد اللَّ ِه ب ُْن َ
س َال ٍمْ : الرجْ ِم ،فَقَ َرأ َ َما َق ْبلَ َها َو َما بَ ْع َدهَا ،فَقَا َل َلهُ َ
علَى آيَ ِة َّ يَ َدهُ َ
ص َدقَ يا محمد ،فيها آ َيةُ َّ
الرجْ ِم! الرجْ ِم ،فَقَالُوا َ َي َد َك .فَ َر َف َع َي َدهُ فَإ ِ َذا فِي َها آ َيةُ َّ
علَى ْال َم ْرأَةِ يَ ِقيَ َها سو ُل َّ
الل ِه ﷺ فَ ُر ِج َما فَ َرأَيْتُ َّ
الر ُج َل يَحْ ني َ فَأ َ َم َر بِ ِه َما َر ُ
ارةَ
.ال ِح َج َ ْ
82
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى ْال َح ّ ِ
ق ِفي َذ ِل َك ،فَ َج َع َل ال ِ ّد َيةَ سو ُل اللَّ ِه ﷺ َ
فَأ َ ْنزَ َل اللَّهُ ذَ ِل َك ِفي ِه ْم ،فَ َح َملَ ُه ْم َر ُ
.فِي ذَ ِل َك َ
س َوا ًء
ت فِي ْال َي ُهو ِديَّي ِْن اللَّ َذي ِْن زَ نَيَاَ ،ك َما تَقَ َّد َم ِ
ت عنه أيضا :أ َ َّن َه ِذ ِه ْاآل َيا ِ
ت نَزَ لَ ْ و َ
.اَل َ َحاد ُ
ِيث ِب َذ ِل َك ْ
احدٍ ،فَنَزَ َل ْ
ت َه ِذ ِه ان فِي َو ْق ٍ
ت َو ِ سبَبَ ِ
ان ال َّ قال ابن كثيرَ :وقَ ْد يَ ُك ُ
ون اجْ ت َ َم َع َه َذ ِ
.اآل َياتُ ِفي ذَ ِل َك ُك ِلّ ِه
ْ
ب اللَّ ِه﴾ فَ َو َك َل ِ
الح ْف َ
ظ قَ ْولُهُ ت َعالى في أ ْه ِل الت َّ ْوراةِ ﴿بِما ا ْستُحْ ِف ُ
ظوا ِمن ِكتا ِ
اللهُ آن ﴿إنّا نَحْ ُن ن ََّز ْلنا ال ِ ّذ ْك َر وإنّا لَهُ َلحا ِف ُ
ظونَ ﴾ َفت َ َع َّه َد َّ إلَ ْي ِه ْم .وقا َل في القُ ْر ِ
.بِ ِح ْف ِظ ِه فَلَ ْم َي ُج ِز التَّ ْبدِي ُل َ
على أ ْه ِل القُ ْر ِ
آن
83
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" :ما من رج ٍل
فيتصدق بها ،اال كفَّ َر اللهُ عنه مث َل ما تص َّدقَ
ُ يُجْ َر ُح فى جسدِه جراحةٌ ،
.به" صححه اَللباني
والتصدق يكون إعفاء الدم والدية معا وهو اَلحسن .ويكون إعفاء الدم
.وأخذ الدية
ص ِ ّدقًا ِل َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه ِمنَ الت َّ ْو َرا ِة﴾ ﴿وآتَ ْينَاهُ اْل ْن ِجي َل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ
ور َو ُم َ قولهَ :
ض أَحْ َك ِام الت َّ ْو َرا ِة
س ُخ بَ ْع َ
.كانت اْلنجيل تتمة للتوراة ،وت َن َ
َلح َّل لَ ُك ْم َب ْع َ
ض ﴿و ِع ِن ْال َم ِسيحِ أَنَّهُ قَا َل ِل َبنِي ِإس َْرا ِئي َلَ : َك َما قَا َل ت َ َعالَى ِإ ْخ َب ً
ارا َ
الَّذِي ُح ِ ّر َم َ
ع َل ْي ُك ْم﴾
84
جامع التيسير في تعليقات التفسير
85
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ف َيأْتِي اللَّهُ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :يا أيُّها الَّذِينَ آ َمنُوا َمن َي ْرت َ َّد ِمنكم َ
ع ْن دِينِ ِه فَ َ
س ْو َ
بِقَ ْو ٍم يُ ِحبُّهم ويُ ِحبُّونَهُ﴾
﴿و ِإ ْن تَت ََولَّ ْوا َي ْست َ ْبد ِْل قَ ْو ًما َ
غي َْر ُك ْم ث ُ َّم َال َي ُكونُوا أ َ ْمثَالَ ُك ْم﴾ َوقَا َل َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
ت ِبآخ َِرينَ ﴾ اس َويَأ ْ ِت َ َعالَىِ ﴿ :إ ْن يَشَأ ْ يُ ْذ ِه ْب ُك ْم أَيُّ َها ال َّن ُ
86
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صالةِ اتَّ َخذُوهَا ُه ُز ًوا ول ِعبًا َذ ِل َك ِبأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
﴿و ِإذَا نَا َد ْيت ُ ْم ِإلَى ال َّ
س ِم َع ْاَل َذَانَ ان الَّذِي " ِإذَا َ ط ِ صفَاتُ ال َّش ْي َ يَ ْع ِقلُونَ ﴾ فهم شياطين اْلنس َلن َه ِذ ِه ِ
ي التَّأْذ ُ
ِين ض َ ط َحتَّى َال َي ْس َم َع التَّأْذِينَ َ ،فإِذَا قُ ِ ض َرا ٌيُ : صاص ،أَ ْ أ َ ْد َب َر َولَهُ ُح َ
ط َر َبيْنَيب أ َ ْقبَ َل َحتَّى يَ ْخ ُي التَّثْ ِو ُض َ ص َال ِة أ َ ْدبَ َر ،فَإِذَا قُ ِ
أ َ ْقبَ َل ،فَإ ِ َذا ث ُ ّ ِوب ِبال َّ
ْال َم ْر ِء َوقَ ْل ِب ِه ،فَيَقُولُ :ا ْذ ُك ْر َكذَا ،ا ْذ ُك ْر َكذَاِ ،ل َما لَ ْم يَ ُك ْن يَ ْذ ُك ُرَ ،حتَّى َي َ
ظ َّل
الر ُج ُل ِإ ْن َي ْد ِري َك ْم صلَّى ،فَإِذَا َو َج َد أ َ َح ُد ُك ْم ذَ ِل َك ،فَ ْل َي ْس ُج ْد َ
سجْ َدتَي ِْن َق ْب َل َّ
س َال ِم" .البخاري ومسلم
.ال َّ
قوله تعالى﴿ :ه َْل ت َ ْن ِق ُمونَ ِمنَّا ِإال أ َ ْن آ َم َّنا ِباللَّ ِه َو َما أُنز َل ِإلَ ْينَا َو َما أُنز َل ِم ْن
يز ْال َح ِميدِ﴾
﴿و َما نَقَ ُموا ِم ْن ُه ْم ِإال أ َ ْن يُؤْ ِمنُوا بِاللَّ ِه ْال َع ِز ِ
قَ ْبلُ﴾ َك َما فِي قَ ْو ِل ِهَ :
87
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿و ِإذَا َجا ُءو ُك ْم قَالُوا آ َمنَّا َوقَ ْد َد َخلُوا بِ ْال ُك ْف ِر َو ُه ْم قَ ْد خ ََر ُجوا بِ ِه﴾ َو َه ِذ ِه َوقَ ْولُهَُ :
.صفَةُ ْال ُمنَافِقِينَ ِم ْن ُه ْم
ِ
ت﴾ أ َ ْ
ي: ان َوأ َ ْك ِل ِه ُم السُّحْ َارعُونَ فِي اْلثْ ِم َو ْالعُ ْد َو ِ يرا ِم ْن ُه ْم يُ َ
س ِ ﴿وت ََرى َك ِث ًَوقَ ْولُهَُ :
ع َلى ال َّن ِ
اس اء َ اطي ْال َمآ ِث ِم َو ْال َم َح ِ
ار ِم َو ِاال ْع ِت َد ِ .يُ َباد ُِرونَ ِإلَى َذ ِل َك ِم ْن ت َ َع ِ
ت لَ ِبئْ َ
س ع ْن قَ ْو ِل ِه ُم اْلثْ َم َوأ َ ْك ِل ِه ُم السُّحْ َ
ار َ قَ ْولُهُ﴿ :لَ ْوال يَ ْن َها ُه ُم َّ
الربَّانِيُّونَ َواَلحْ بَ ُ
ع َل ْي ِه ْم،
ت َاب ْال ِو َال َيا ِالربَّا ِنيُّونَ َو ُه ُمْ :ال ُع َل َما ُء ْالعُ َّما ُل أ َ ْر َب ُ
صنَعُونَ ﴾ َو َّ َما َكانُوا َي ْ
ارَ :و ُه ُم ْالعُلَ َما ُء فَ َق ْ
ط َ .و ْاَلَحْ بَ ُ
ض ال ِع ْل َم ا ْنتِزَ ا ً
عا "إن اللَّهَ ال يَ ْقبِ ُ
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر َّ
عا ِل ًما
ق َاء ،حتَّى إ َذا لَ ْم يُ ْب ِ ض ال ِع ْل َم بقَب ِ
ْض العُلَ َم ِ عهُ ِمنَ ال ِع َبادِ ،ولَ ِك ْن َي ْق ِب َُي ْنت َِز ُ
ضلُّواضلُّوا وأَ َ بغير ِع ْل ٍم ،فَ َ
سئِلُوا فأ ْفت َْوا ِ اال ،فَ ُسا ُج َّه ً اس ُرؤُو ً ".ات َّ َخذَ النَّ ُ
88
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َان يُ ْن ِف ُق َكي َ
ْف يَشَا ُء﴾ اليد من صفات الله طت ِسو َ
قوله ت َ َعا َلى﴿ :بَ ْل َي َداهُ َم ْب ُ
الوار َد ِة ُك ِلّها في القُ ْر ِ
آن ِ ت
صفا ِ رار ِبال ِ ّعلى اْل ْق ِ الذاتية ،أ ْه ُل ال ُّسنَّ ِة ُمجْ ِمعُونَ َ
على ال َح ِقي َق ِةّ .إال أ َّنهم ال يُ َك ِيّفُونَ َش ْيئًا من
واْليمان ِبها ،و َح ْم ِلها َ
ِ سنَّ ِة،
وال ُّ
ير﴾
ص ُس ِمي ُع البَ ِ ْس َك ِمثْ ِل ِه ش ْ
َي ٌء وهو ال َّ ذلك ،قال ت َعالى﴿ :لَي َ
َار ْال ُم َح َ
اربَ ِة بينَ ب أَ ْ
طفَأَهَا اللَّهُ﴾ كما أ َ ْوقَدُوا ن َ َارا ِل ْل َح ْر ِ
َوقَ ْولُهُُ ﴿ :كلَّ َما أ َ ْو َقدُوا ن ً
َزرج
.اَلوس والخ َ
ِ
89
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ِيّئ َاتِ ِه ْم َو ََل َ ْدخ َْلنَا ُه ْم ﴿ولَ ْو أ َ َّن أ َ ْه َل ْال ِكت َا ِ
ب آ َمنُوا َواتَّقَ ْوا َل َكفَّ ْرنَا َ
ع ْن ُه ْم َ قولهَ :
﴿ولَ ْو أَ َّن أ َ ْه َل ْالقُ َرى آ َمنُوا َواتَّقَ ْوا لَ َفتَحْ نَا يرهُ قَ ْولُهُ ت َ َعالَىَ :
ت النَّ ِع ِيم﴾ ن َِظ ُ َجنَّا ِ
اء َو ْاَل َ ْر ِ
ض﴾ س َم ِ علَ ْي ِه ْم َب َر َكا ٍ
ت ِمنَ ال َّ َ
ع ْنسو ُل بَ ِّل ْغ َما أُنز َل ِإ َلي َْك ِم ْن َربِّ َك﴾ ْاآل َيةَ .في الصحيحين َ قوله﴿ :يَا أَيُّ َها َّ
الر ُ
ب ،اللَّهُ ش ْيئًا ِم َّما أُنزل َ
علَ ْي ِه فَقَ ْد َك َذ َ تَ :م ْن َح ّدثَك أ َ َّن ُم َح َّمدًا ﷺ َكت ََم َشةَ قَالَ ْعائِ َ
َ
سو ُل َب ِلّ ْغ َما أُنز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك﴾ ْاآل َيةَ َ .يقُولَُ ﴿ :يا أَيُّ َها َّ
الر ُ
ت :لَ ْو َكانَ ُم َح َّم ٌد ﷺ َكاتِ ًما ِمنَ ْالقُ ْر ِ
آن ضا أَنَّ َها قَالَ ْ
ع ْن َها أ َ ْي ً
ص ِحي َحي ِْن َ
َوفِي ال َّ
اس َو َّ
اللهُ ﴿وت ُ ْخ ِفي ِفي نَ ْف ِس َك َما اللَّهُ ُم ْبدِي ِه َوت َْخشَى النَّ َ ش ْيئًا لَ َكت ََم َه ِذ ِه ْاآل َيةََ :
َ
أ َ َح ُّق أ َ ْن ت َْخشَاهُ﴾
طقَ ُه ْم بِذَ ِل َك فِي أ َ ْع َ
ظ ِم اء ْاَل َ َمانَ ِةَ ،وا ْست َ ْن َ ت لَهُ أ ُ َّمتُهُ بِ َب َالغِ ِ ّ
الر َسالَ ِة َوأَ َد ِ َوقَ ْد َ
ش ِه َد ْ
اع .وقال" :اللَّ ُه َّم ه َْل َبلَّ ْغتُ ْ ْ ْ
"ال َم َحا ِف ِلِ ،في ُخط َب ِت ِه َي ْو َم َح َّج ِة ال َو َد ِ
ي ﷺ قَ ْب َل نُ ُزو ِل َه ِذ ِه ْاآليَ ِة اس﴾ قيلَ :كانَ النَّبِ ُّ ص ُم َك ِمنَ النَّ ِ ﴿و َّ
اللهُ يَ ْع ِ َوقَ ْولُهَُ :
ب ،كما في الصحيحين سالَ ِة ِب َع ِّم ِه أ َ ِبي َ
طا ِل ٍ الر َ
اء ِ ّ صانَهُ فِي ا ْبتِ َد ِ
يُحْ َرس .فاللهُ َ
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
""وإن اللَّهَ َليُ َؤ ِيّ ُد هذا ال ّدِينَ َّ
بالر ُج ِل الفَ ِ
اج ِر َّ
90
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى ْ ِ
اْلس َْال ِم ار فَ َبا َيعُوهُ َ
ص ََّض اللَّهُ لَهُ ْاَل َ ْن َ
عه ِد ال َمدين ِة قَي َ .ث ُ َّم في َ
س ّم والقتل َكا َدهُ
سحر وال ّ سوءٍ كال ّ ب بِ َُو ُكلَّ َما َه َّم أ َ َح ٌد ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ َوأَ ْه ِل ْال ِكت َا ِ
سو ِل اللَّ ِه
ْف َر ُ
سي َ
ط َ ي ِ الَّذِي ْ
اخت ََر َ اللَّهُ َو َر َّد َك ْي َدهُ َ
علَ ْي ِه .كما في ِق َّ
ص ِة اَلعْرا ِب ّ
...ﷺ وهو قائِ ٌل في ُم ْن َ
ص َرفِ ِه ِمن إحْ دى غَزَ واتِ ِه
ْس لَ ُه ْم د ٌ
ِين. ارى َو ْال َم ُج ِ
وس ،لَي َ ص َطا ِئفَةٌ َبيْنَ النَّ َ
صا ِبئُونَ ﴾ قيل :وهم َ ﴿وال َّ قولهَ :
.وقيلُ :ه ْم قَ ْو ٌم يَ ْعبُدُونَ ْال َم َالئِ َكةَ
ت لَ ُه ْم ش َِريعَةٌ يَ ْع َملُونَ َوقَا َل َو ْهب ب ُْن ُم َنبّهُ :ه ْم قَ ْو ٌم يَ ْع ِرفُونَ َّ
اللهَ َوحْ َدهَُ ،ولَ ْي َ
س ْ
ِ .ب َهاَ ،ولَ ْم يُحْ ِدثُوا ُك ْف ًرا
ࣰ
صال ًحا ص ٰـ ِلحا} َو َال يَ ُك ُ
ون العَمل َ ع ِم َل َ
اخ ِر َو َ قولهَ { :م ۡن َءا َمنَ ِبٱللَّ ِه َوٱ ۡليَ ۡو ِم ٱ ۡلـَٔ ِ
ش ِري َع ِة ْال ُم َح َّم ِديَّ ِة َ .حتَّى َي ُكونَ ُم َوافِقًا ِلل َّ
91
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿وقَا َل ْال َم ِسيح ُ َيا َبنِي ِإس َْرا ِئي َل ا ْعبُدُوا َّ
اللهَ َر ِبّي َو َربَّ ُك ْم﴾ َوقَ ْد تَقَد ََّم قوله ت َ َعا َلىَ :
ير
ص ِغ ٌ طقَ بِ َها َو ُه َو َ ِإلَ ْي ِه ُم ْال َم ِسي ُح بِأَنَّهُ َ
ع ْب ُد اللَّ ِه َو َر ُ
سولُهَُ ،و َكانَ أ َ َّو َل َك ِل َم ٍة َن َ
ي ْال ِكت َ
َاب َو َج َعلَ ِني نَ ِبيًّا﴾ ِفي ْال َم ْه ِد أ َ ْن َقا َلِ ﴿ :إ ِنّي َع ْب ُد اللَّ ِه آتَا ِن َ
ص ّدِيقَةٌ﴾ هذه درجة بعد النبوة كما قال تعالى﴿ :و َمن يُ ِطعِ اللَّهَ ﴿وأ ُ ُّمهُ ِ َوقَ ْولُهَُ :
داء
ش َه ِ سو َل فَأ ُو َل ِئ َك َم َع الَّذِينَ أ ْن َع َم اللَّهُ َ
ع َل ْي ِه ْم ِمنَ النَّ ِبيئِينَ وال ِ ّ
ص ّدِيقِينَ وال ُّ والر ُ
َّ
ع َمهُ اب ُْن َح ْز ٍم .وكذا قال ابنت ِب َن ِبيَّةٍَ ،ك َما زَ َ علَى أَنَّ َها َل ْي َ
س ْ صا ِل ِحينَ ﴾ فَ َد َّل َ
وال ّ
ص ّدِي َقةٌ﴾ ر ّد على ابن َح ْز ٍم﴿وأ ُ ُّمهُ ِ
.تيمية وابن القيم رحمها الله في قولهَ :
92
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم ِمنَ النَّ ْو ِم ُمحْ َم ًّرا وجْ ُههُ ي َظ النب ُّ وفي الصحيحين :ا ْستَ ْيقَ َ
اليوم ِمن َر ْد ِم
َ بُ ،فتِ َح يقولُ :ال إلَهَ َّإال اللَّهُ ،و ْي ٌل ِل ْل َع َر ِ
ب ِمن ش ٍ َّر قَ ِد ا ْقت ََر َ
ان ِت ْسعِينَ ْأو ِمئَةً قي َل :أنَ ْه ِلكُ وفينَا
س ْفيَ ُ يَأ ْ ُجو َج و َمأ ْ ُجو َج ِمثْ ُل هذِه و َ
عقَ َد ُ
صا ِل ُحونَ ؟ قا َل" :نَ َع ْم ،إذَا َكث ُ َر ال َخ َب ُ
ث "ال َّ
وال َيتْلُو
س ًث في أ ُ ِّمها َر ُ
وقال تعالى﴿ :وما كانَ َرب َُّك ُم ْه ِل َك القُرى َحتّى َي ْب َع َ
علَ ْي ِه ْم آياتِنا وما ُك ّنا ُم ْه ِل ِكي القُرى ّإال وأ ْهلُها ظا ِل ُمونَ ﴾
َ
يرا ِم ْن ُه ْم َيت ََولَّ ْونَ َّالذِينَ َكفَ ُروا﴾ قيل :اليهود والنصارى،
َوقَ ْولُهُ﴿ :ت ََرى َك ِث ً
.والذين كفروا هم كفار العرب
.وقيل :منافقوا أهل الكتاب ،والذين كفروا هم اليهود والنصارى
93
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ارى﴾ أَيِ :الَّذِينَ ﴿ولَت َِج َد َّن أ َ ْق َر َب ُه ْم َم َو َّدة ً ِللَّذِينَ آ َمنُوا الَّذِينَ قَالُوا ِإنَّا نَ َ
ص َ َوقَ ْولُهَُ :
ارى ِم ْن أَتْبَاعِ ْال َم ِسيحِ .وليسوا الذين قالوا ﴿نَحْ ُن أ ْن ُ
صار اللَّ ِه﴾ ص َ ع ُموا أَنَّ ُه ْم نَ َ زَ َ
ِين ال َّن ْ
صرا ِنيَّ ِة قس وهو عا ِل ُم د ِ سونَ َج ْم ُع ٍ ّ سي ُ
.وال ِق ِ ّ
وام ِع
ص ِ باب ال َّ
أر ُ والر ْه ُ
بانُ :ه ُم العُبّا ُد ْ ُّ .
.قوله﴿ :وأنَّهم ال يَ ْست َ ْكبِ ُرونَ ﴾ ولكن ضلوا بسبب الجهل
ت َما أ َ َح َّل اللَّهُ لَ ُك ْم﴾ أي بالحلف ،أو ﴿ َيا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت ُ َح ِ ّر ُموا َ
ط ِّي َبا ِ
ي اللَّهُ َ
ع ْن َها؛ أ َ َّن شةََ ،ر ِ
ض َ ع ْن َ
عائِ َ ص ِحي َحي ِْنَ ،
بالزهد المنهي عنه كما َوفِي ال َّ
س ِ ّر، ع ْن َ
ع َم ِل ِه فِي ال ِ ّ سأَلُوا أَ ْز َوا َج النَّبِ ّ
يِ ﷺ َ سو ِل َّ
الل ِه ﷺ َ ب َر ُ سا ِم ْن أَ ْ
ص َحا ِ نَا ً
سا َءَ .و َقا َل َب ْع ُ
ض ُه ْم: ض ُه ْمَ :ال آ ُك ُل اللَّحْ َمَ .وقَا َل َب ْع ُ
ض ُه ْمَ :ال أَت َزَ َّو ُج ال ِنّ َ فَقَا َل َب ْع ُ
ي ﷺ فَقَا َلَ " :ما بَا ُل أَ ْق َو ٍام يَقُو ُل أ َ َح ُد ُه ْم َكذَا َال أَنَا ُم َعلَى فِ َر ٍ
اش .فَ َبلَ َغ َذ ِل َك النَّبِ َّ
سا َء ،فَ َم ْن صو ُم َوأ ُ ْف ِط ُرَ ،وأَنَا ُم َوأَقُو ُمَ ،وآ ُك ُل اللَّحْ َمَ ،وأَت َزَ َّو ُج ال ِنّ َ َو َكذَا ،لَ ِك ِنّي أ َ ُ
سنَّتِي َفلَي َ
ْس ِمنِّي ع ْن ُ
ب َ
"ر ِغ َ
َ
الر ْز ِ
ق﴾ ت ِمنَ ِ ّ َّ
والطيِّبا ِ الل ِه َّال ِتي ْ
أخ َر َج ِل ِعبا ِد ِه وقال ت َعالى﴿ :قُ ْل َمن َح َّر َم ِزينَةَ َّ
94
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َ .وقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْو ِكس َْوت ُ ُه ْم﴾ فيه خالف والحسن :ما يستر العورة
95
جامع التيسير في تعليقات التفسير
والميسر وهو القمار ،وهي المغالبة ،المغالبات التي تكون على المال كلها
.من القمار ،إال ما استثناه الشارع من المسابقة في اْلبل والخيل والرمي
96
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع َها ،
وشار َبها ،وسا ِق َيها ،وبائِ َعها ،و ُم ْبت َا َ
ِ الخمر ،
َ وفي الحديث " لعن اللهُ
وحاملَها ،و المحمولَةَ إلي ِه ،وآ ِك َل ث َ َمنِها
ِ َص َرها ،
وعاصرهَا ،و ُم ْعت ِ
َ "
97
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص ْي ِد ت َنالُهُ أ ْيدِيكم قوله﴿ :يا أيُّها َّالذِينَ آ َمنُوا لَ َي ْبلُ َونَّ ُك ُم اللَّهُ ِب َ
ش ْيءٍ ِمنَ ال َّ
ذاب أ ِلي ٌم﴾
ع ٌ ورما ُحكم ِل َي ْعلَ َم اللَّهُ َمن َيخافُهُ ِبالغَ ْي ِ
ب فَ َم ِن ا ْعت َدى َب ْع َد َذ ِل َك فَ َلهُ َ ِ
غي َْر ُم ِح ِلّي ال َّ
ص ْي ِد وأ ْنت ُ ْم ُح ُر ٌم﴾ ور ِة ﴿ َ
س َ هذه اآلية كما في قَ ْو ِل ِه في َ
ص ْد ِر ال ُّ
اْلحْ َر ِام َو ْال َح َر ِمَ ،ك َما ا ْبتَلَى بَنِي إِس َْرائِي َل فِي أ َ َّال يَ ْعتَدُوا
فَا ْبت ََال ُه ُم اللَّهُ ِفي ِه َم َع ْ ِ
ت
.فِي ال َّس ْب ِ
ص ْي َد َوأ َ ْنت ُ ْم ُح ُر ٌم﴾ وكذا السباع وما قوله تَعَا َلى﴿ :يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْقتُلُوا ال َّ
شةَ أ ُ ِ ّم ْال ُمؤْ ِمنِينَ ؛ أ َ َّن َر ُ
سو َل ع ْن َ
عا ِئ َ ص ِحي َحي ِْن َ ت ِفي ال َّ ال يؤكل لحمه ِإ َّال َما ث َ َب َ
الح ِّل وال َح َرم الغُراب َو ْال ِح َدأَةُ،
س فَوا ِسق يُ ْقت َْلنَ فِي ِ اللَّ ِه ﷺ قَا َل" :خ َْم ُ
ب العَقُور ".والعَ ْقربَ ،و ْالفَأ ْ َرةَُ ،و ْال َك ْل ُ
ساكِينَ أ َ ْو َ
ع ْد ُل ذَ ِل َك ِ
صيَا ًما﴾ قال جمهور الفقهاء ط َعا ُم َم َ َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْو َكفَّ َ
ارة ٌ َ
يٍ ع ْن َ
ع ِل ّ قوله﴿ :يَا أَيُّ َها َّالذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْسأَلُوا َ
ع ْن أ َ ْشيَا َء إِ ْن ت ُ ْب َد لَ ُك ْم تَ ُ
سؤْ ُك ْم﴾ َ
ع ِإ َل ْي ِه ت َم ِن ا ْستَ َ
طا َ اس ِح ُّج ْال َب ْي ِ ﴿و ِللَّ ِه َ
ع َلى ال َّن ِ ت َه ِذ ِه ْاآل َيةَُ :
قَا َل :لَ َّما نَزَ لَ ْ
س َك َ
ت، ت .فَقَالُوا :أَفِي ُك ِّل َ
ع ٍام؟ فَ َ سو َل اللَّ ِهُ ،ك َّل َ
ع ٍام؟ َف َ
س َك َ سبِيال﴾ قَالُوا :يَا َر ُ
َ
"ال َو َل ْو قُ ْلتُ :نَعَ ْم لَ َو َجبَ ْ
ت" ،فَأ َ ْنزَ َل اللَّهَُ ﴿ :يا قَا َل :ث ُ َّم قَالُوا :أَفِي ُك ِّل َ
ع ٍام؟ فَقَا َلَ :
.أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْسأَلُوا َ
ع ْن أَ ْش َيا َء ِإ ْن ت ُ ْب َد لَ ُك ْم ت َ ُ
سؤْ ُك ْم﴾ ِإلَى آخ َِر ْاآل َي ِة
َطيبًا فَقَا َلَ " :سلُونِي، ام خ ِ سو ُل اللَّ ِه ﷺ يَ ْو ًما ِمنَ ْاَلَي َِّام ،فَقَ َ ب َر ُ َض َوقيل :غ ِ
ش ْيءٍ ِإ َّال أَ ْن َبأَت ُ ُك ْم ِب ِه "...فَإِنَّ ُك ْم َال ت َ ْسأَلُو ِني َ
ع ْن َ
99
جامع التيسير في تعليقات التفسير
101
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عجاب ك ِّل
َ عا وه ًَوى ُمتَّب ًعا ودُنيا ُمؤثِرةً و ِإ رأيت ُ
ش ًّحا ُمطا ً َ وفي الحديث "إذا
ص ِة نف ِس َك
"ذي رأي ٍ برأ ِي ِه فعليك بخا َّ
".وال تزر وازرة وزر أخرى"
102
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وسبب نزولها كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس قال :خ ََر َج
ي بأ َ ْر ٍ
ض س ْه ِم ُّ بن بَ َّداءٍ ،فَ َم َ
ات ال َّ يِ ِ
يِ ،و َع ِد ّ
َّار ّ َر ُج ٌل ِمن بَنِي َ
س ْه ٍم مع ت َِم ٍيم الد ِ
صا ِمن َذ َه ٍ
ب، ليس ب َها ُم ْس ِل ٌم ،فَلَ َّما قَدِما بت َِر َك ِت ِه ،فَقَدُوا َجا ًما ِمن ِف َّ
ض ٍة ُمخ ََّو ً َ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم ،ث ُ َّم ُو ِج َد ال َجا ُم ب َم َّكةَ ،فَقالوا:
فأحْ لَفَ ُهما َرسو ُل اللَّ ِه َ
ش َها َدتُنَا أ َ َح ُّق ِمن
ام َر ُج َال ِن ِمن أ َ ْو ِليَا ِئ ِه ،فَ َحلَفَا لَ َ
يٍ ،فَقَ َ ا ْبت َ ْعنَاهُ ِمن ت َِم ٍيم و َ
ع ِد ّ
ت هذِه اآل َيةَُ { :يا أَيُّ َها الَّذِينَ
اح ِب ِه ْم ،قا َل :وفيهم نَزَ لَ ْ
ص ِام ِل َ ش َها َد ِت ِه َماَّ ،
وإن ال َج َ َ
ض َر أَ َح َد ُك ُم ال َم ْوتُ }
ش َها َدة ُ بَ ْينِ ُك ْم إ َذا َح َ
آ َمنُوا َ
س َل فَيَقُو ُل َماذَا أ ُ ِج ْبت ُ ْم﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ ﴿ :فلَنَ ْسأَلَ َّن قوله﴿ :يَ ْو َم يَجْ َم ُع اللَّهُ ُّ
الر ُ
الَّذِينَ أ ُ ْر ِس َل إِلَ ْي ِه ْم َولَنَ ْسأَلَ َّن ْال ُم ْر َ
سلِينَ ﴾
ُ ت قُ ْل َ سى ابْنَ َم ْريَ َم أَأ َ ْن َ ﴿وإِ ْذ َقا َل اللَّهُ َيا ِعي َ
ي إِلَ َهي ِْناس اتَّ ِخذُونِي َوأ ِّم َ ت ِللنَّ ِ قولهَ :
ارى ص َ اج ُح أ َ َّن َذ ِل َك َكائِ ٌن َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِةِ ،ل َي ُد َّل َ
ع َلى ت َ ْهدِي ِد ال َّن َ ُون اللَّ ِه﴾ ّ
الر ِ ِم ْن د ِ
ُوس ْاَل َ ْش َها ِد يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة
علَى ُرؤ ِ َ .وت َ ْق ِري ِع ِه ْم َوت َْوبِ ِ
يخ ِه ْم َ
104
جامع التيسير في تعليقات التفسير
105
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار خَا ِلدِينَ فِي َها أ َ َبدًا﴾ َك َما َقا َل ت َ َعالَى: قوله﴿ :لَ ُه ْم َجنَّ ٌ
ات تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِ َها اَل ْن َه ُ
ان ِمنَ اللَّ ِه أ َ ْكبَ ُر﴾
﴿و ِرض َْو ٌ
َ
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي
:صلى الله عليه وسلم قال
إن اللَّهَ ت َ
َبار َك وت َعالَى يقو ُل َل ْه ِل ال َجنَّ ِة :يا أ ْه َل ال َجنَّ ِة؟ ف َيقولونَ َ :لبَّي َْك َربَّنا " َّ
ط ْيت َنا ما لَ ْم
ضى وق ْد أ ْع َ
ضيت ُ ْم؟ فيَقولونَ :وما لنا ال ن َْر َ س ْع َدي َْك ،فيَقولُْ :
هل َر ِ و َ
ذلك ،قالوا :يا َربّ ِ ،وأ َ ُّ
ي ض َل ِمن َ ت ُ ْع ِط أ َحدًا ِمن خ َْل ِق َك ،فيَقولُ :أنا أُع ِ
ْطي ُك ْم أ ْف َ
ذلك؟ ف َيقولُ :أ ُ ِح ُّل علَ ْي ُكم ِرضْوانِي ،فال أ ْس َخ ُ
ط علَ ْي ُكم َب ْع َدهُ شيءٍ أ ْف َ
ض ُل ِمن َ
".أبَدًا
106
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي َم ِ ّكيَّةٌ
َو ِه َ
107
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سونَ ﴾ أ َ ْ
ي :لَ ْو علَ ْي ِه ْم َما يَ ْل ِب ُ
﴿ولَ ْو َج َع ْلنَاهُ َملَ ًكا لَ َج َع ْلنَاهُ َر ُجال َولَلَبَ ْسنَا َ
َوقَ ْولُهَُ :
ط َبتُهُ .ولهذا كان علَى َه ْيئ َ ِة َر ُج ٍل لت ُ ْف َهم ُمخَا َ وال َملَ ِكيًّا لَ َكانَ َ س ًبَعَثْنَا ِإلَى ْالبَش َِر َر ُ
علَى َه ْيئَ ِة َر ُج ٍل
.جبريل عليه السالم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم َ
س ًال
ص ْنفٍ ِمنَ الخالئق ُر ُ فَ ِم ْن َرحْ َم ِة اللَّ ِه ت َ َعالَى ِبخ َْل ِق ِه أَنَّهُ يُ ْر ِس ُل ِإ َلى ُك ِّل ِ
ط َمئِ ّنِينَ لَ ْ
نزلنَا شونَ ُم ْ
ض َمالئِ َكةٌ يَ ْم ُ ِم ْن ُه ْم .قَا َل تَعَالَى﴿ :قُ ْل لَ ْو َكانَ فِي ْ
اَلر ِ
اء َملَ ًكا َر ُ
سوال﴾ س َم ِعلَ ْي ِه ْم ِمنَ ال َّ َ
سوال ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ِه ْم يَتْلُو علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإ ْذ َب َع َ
ث فِي ِه ْم َر ُ َوقَا َل ت َ َعالَى﴿ :لَقَ ْد َم َّن اللَّهُ َ
ع َل ْي ِه ْم آ َيا ِت ِه َويُزَ ِ ّكي ِه ْم﴾ َ
108
جامع التيسير في تعليقات التفسير
لر ۡح َم ٰۚةَ }
علَ ٰى ن َۡف ِس ِه ٱ َّ قولهَ { :كت َ
َب َ
يﷺ ي اللَّهُ َ
ع ْنهُ ،قَا َل :قَا َل النَّ ِب ُّ ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرةََ ،ر ِ
ض َ ص ِحي َحي ِْن َ َك َما ثَبَ َ
ت فِي ال َّ
َب ِكت َابًا ِع ْن َدهُ فَ ْوقَ ْالعَ ْر ِش ،إِ َّن َرحْ َمتِي ت َ ْغ ِل ُ
ب "إِ َّن اللَّهَ لَ َّما َخلَقَ الخ َْلق َكت َ
ض ِبي
غ َ
" َ
109
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْن
ي َتاب يَ ْع ِرفُونَهُ َكما يَ ْع ِرفُونَ أبْنا َء ُه ُم﴾ و َق ْد ُر ِو َ قوله﴿ :الَّذِينَ آتَيْنا ُه ُم ال ِك َ
ف ولَ َد َك ؟ قا َل :نَعَ ْم ف ُم َح َّمدًا َكما ت َ ْع ِر ُالم :أت َ ْع ِر ُ
س ٍ ع ْم َر أنَّهُ قا َل ِلعَ ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن َ
ُ
ض ِبنَ ْعتِ ِه فَ َع َر ْفتُهُ ،وإ ّنِياَلر ِ ين في ْ على اَل ِم ِ ماء َ
س ِ ين ِمنَ ال َّ وأ ْكث َ ُر؛ نَزَ َل ِ
اَلم ُ
ع َم ُر َرأْ َ
سهُ .ال أ ْد ِري ما كانَ ِمن أ ُ ِّم ِه .فَقَبَّ َل ُ
الل ِه َربِّنَا َما ُكنَّا ُم ْش ِركِينَ ﴾ فَإِنَّ ُه ْم َرأ َ ْوا أَنَّهُ َال يَ ْد ُخ ُل ْال َجنَّةَ إِ َّال أَ ْه ُل
﴿و َّ
قولهَ :
ص َال ِة ،فَقَالُوا :ت َ َعالَ ْوا فَ ْلنَجْ َح ْد ،فَ َيجْ َحدُونَ ،فَ َي ْخ ِت ُم اللَّهُ َ
علَى أ َ ْف َوا ِه ِه ْمَ ،وت َ ْش َه ُد ال َّ
.أ َ ْيدِي ِه ْم َوأ َ ْر ُجلُ ُه ْم َو َال يَ ْكت ُ ُمونَ اللَّهَ َحدِيثًا
110
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي :سماع قبول وانتفاع َكقَ ْو ِل ِه: يب الَّذِينَ َي ْس َمعُونَ ﴾ أَ َْوقَ ْولُهُِ ﴿ :إنَّ َما َي ْست َِج ُ
﴿أو َمن كانَ علَى ْال َكافِ ِرينَ ﴾ و َكقَ ْو ِل ِه ت َعالىَ :﴿ ِليُ ْنذ َِر َم ْن َكانَ َحيًّا َويَ ِح َّق ْالقَ ْو ُل َ
َم ْيتًا فَأحْ َييْناهُ﴾
علَى ُم ْقتَ َ
ضى َما َكانُوا َار ٌق َ علَ ْي ِه آ َيةٌ ِم ْن َربِّ ِه﴾ أ َ ْ
ي :خ ِ ﴿وقَالُ ۟
وا لَ ْوال نُ ِ ّز َل َ قولهَ :
ض يُ ِريدُونَ َ ،و ِم َّما َيتَعَنَّتُونَ َك َما َقالُوا﴿ :لَ ْن نُؤْ ِمنَ لَ َك َحتَّى ت َ ْف ُج َر َلنَا ِمنَ ْ
اَلر ِ
َي ْنبُو ً
عا﴾
ش ْيءٍ ﴾
ب ِمن َ قوله﴿ :ما فَ َّر ْ
طنا في ال ِكتا ِ
111
جامع التيسير في تعليقات التفسير
112
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي ِ يُ ِريدُونَ وجْ َههُ﴾ َط ُر ِد الَّذِينَ َي ْدعُونَ َربَّهم ِبالغَداةِ وال َع ِش ّ ﴿وال ت ْ َق ْولُهُ ت َعالىَ :
س َك َم َع الَّذِينَ يَ ْدعُونَ َربَّ ُه ْم بِ ْالغَ َداةِ َو ْال َع ِش ّ
ي ِ يُ ِريدُونَ صبِ ْر نَ ْف َ َك َما قَا َلَ :
﴿وا ْ
َوجْ َههُ﴾ فكان صلى الله عليه وسلم يحب المساكين ويقول" :الله َّم أحْ يني
اكين" صححه اَللباني
س ِ .مسكينًا وأ َ ِمتني ِمسكينًا واح ُ
ش ْرني في ُزمرةِ الم َ ِ
:قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ما ِع ْندِي ما ت َ ْست َ ْع ِجلُونَ بِ ِه﴾ اآليَةَ .كما قال تعالى
113
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَيْنا ِح َ
جارة ً ِمنَ ِك فَ ْ
أم ِط ْر َ ﴿وإ ْذ قالُوا اللَّ ُه َّم ْ
إن كانَ هَذا هو ال َح َّق ِمن ِع ْند َ َ
إن ُك ْنت ُ ْم ب أ ِل ٍيم﴾ وقال﴿ :ويَقُولُونَ َمتى هَذا َ
الو ْع ُد ْ ماء أ ِو ائْتِنا بِ َعذا ٍ
س ِ ال َّ
صا ِدقِينَ ﴾
114
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب ال يُ ْع ِل ُمها ّإال ُه َو﴾ اآل َيةََ .بيَّنَ ت َعالى ال ُمرا َد قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿و ِع ْن َدهُ َمفاتِ ُح الغَ ْي ِ
ْث ويَ ْعلَ ُم ما في
ع ِة ويُن ِ َّز ُل الغَي َ اللهَ ِع ْن َدهُ ِع ْل ُم ال ّ
سا َ ﴿إن َّ
ب بِقَ ْو ِل ِهَّ :بِ َمفاتِحِ الغَ ْي ِ
ض ت َ ُموتُ
أر ٍ
يِ ْ غدًا وما ت َ ْد ِري نَ ْف ٌ
س ِبأ ّ س ماذا ت َ ْك ِس ُ
ب َ حام وما ت َ ْد ِري نَ ْف ٌ
اَلر ِ
ْ
غي ُْر ُهما َ
ع ِن ي ،وأحْ َمدُ ،و َ خار ُّ
أخ َر َج البُ ِير﴾ [لقمان ،]٤٣ :فَقَ ْد ْ إن اللَّهَ َ
ع ِلي ٌم َخ ِب ٌ َّ
ورةِ في ب الخ َْم ِس ال َم ْذ ُك َ
أن ال ُمرا َد بِ َمفاتِحِ الغَ ْي ِ ع ِن ال َّنبِ ّ
ي ِ -ﷺَّ : ع َم َرَ ،
اب ِْن ُ
اآل َي ِة ال َم ْذ ُكو َر ِة ،وال َمفا ِت ُح الخَزا ِئ ُنَ ،ج ْم ُع َم ْفت َحٍ ِبفَتْحِ ِ
الم ِيم ِب َم ْعنى ال َم ْخزَ ِن،
الم ْفتا ُح .وقِي َل :هي ال َمفا ِتي ُحَ ،ج ْم ُع ِم ْفت َحٍ بِ َكس ِْر ِ
الم ِيم ،وهو ِ
115
جامع التيسير في تعليقات التفسير
هار﴾ اآل َيةَ ،ذَ َك َر ﴿وهو الَّذِي َيت ََوفّاكم ِب َّ
الل ْي ِّل و َي ْعلَ ُم ما َج َرحْ ت ُ ْم ِبالنَّ ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ضعٍ آخ ََر إلى أنَّهُ وفاة ٌ وأشار في َم ْو ِ
َ في َه ِذ ِه اآليَ ِة ال َك ِري َم ِة أ َّن النَّ ْو َم وفاةٌ،
ت َح ِقيقَةً ،وأنَّهُ ت َعالى يُ ْر ِس ُل ُرو َحهُ إلى َب َد ِن ِه صاح َبها لَ ْم َي ُم ْ
ِ ص ْغرىَّ ،
وأن ُ
صاحبُها ،و ِلذا ِ ت َّال ِتي هي ال ُكبْرى قَ ْد َ
مات وأن وفاة َ ال َم ْو ِ ي أجْ لُهَُّ ، ض ََحتّى يَ ْن َق ِ
س ِحينَ َم ْوتِها يُ ْم ِسكُ ُرو َحهُ ِع ْن َدهُ ،وذَ ِل َك في قَ ْو ِل ِه ت َعالى﴿ :اللَّهُ َيت ََوفّى اَل ْنفُ َ
ت ويُ ْر ِس ُل اَل ُ ْخرى نامها َفيُ ْم ِسكُ َّال ِتي َقضى َ
علَيْها ال َم ْو َ والَّ ِتي لَ ْم ت َ ُم ْ
ت في َم ِ
ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ﴾
إن في َذ ِل َك َآليا ٍ
س ًّمى َّ
إلى أ َج ٍل ُم َ
﴿و ُه َو ْالقَا ِه ُر فَ ْوقَ ِع َبا ِد ِه﴾ ال ُمرا ُد فَ ْوقِيَّةُ القُ ْد َرةِ ُّ
والرتْ َب ِة ،وهذا ر ّد على َوقَ ْولُهَُ :
.القائلين :الله موجود فى كل مكان
116
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْنهم َحتّى ض َ ْت الَّذِينَ يَ ُخوضُونَ في آيا ِتنا َفأع ِْر ْ ﴿وإذا َرأي َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وقَ ْد نز َل ي ْال ُمش ُ
َار ِإ َل ْي َها ِفي قَ ْو ِل ِهَ : غي ِْر ِه﴾ َو َه ِذ ِه ْاآل َيةُ ِه َث َ ضوا في َحدِي ٍَي ُخو ُ
ت اللَّ ِه يُ ْكفَ ُر بِ َها َويُ ْست َ ْهزَ أ ُ بِ َها فَال ت َ ْقعُدُوا علَ ْي ُك ْم فِي ْال ِكت َا ِ
ب أ َ ْن ِإذَا َ
س ِم ْعت ُ ْم آ َيا ِ َ
غي ِْر ِه ِإ َّن ُك ْم إِذًا ِمثْلُ ُه ْم﴾ َمعَ ُه ْم َحتَّى يَ ُخو ُ
ضوا فِي َح ِدي ٍ
ث َ
117
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت ُك َّل َم ْبذُو ٍل َما قُ ِب َل يَ :ولَ ْو َب َذلَ ْ ع ْد ٍل َال يُؤْ َخ ْذ ِم ْن َها﴾ أ َ ْ َوقَ ْولُهَُ :
﴿و ِإ ْن ت َ ْعد ِْل ُك َّل َ
ِم ْن َها َك َما قَا َلِ ﴿ :إ َّن َّالذِينَ َكفَ ُروا َو َماتُوا َو ُه ْم ُكفَّ ٌ
ار فَلَ ْن يُ ْقبَ َل ِم ْن أ َ َح ِد ِه ْم ِم ْل ُء
َاص ِرينَ ﴾ ض َذ َه ًبا َولَ ِو ا ْفتَ َدى ِب ِه أُولَ ِئ َك لَ ُه ْم َعذَ ٌ
اب أ َ ِلي ٌم َو َما لَ ُه ْم ِم ْن ن ِ اَلر ِ
ْ
ض بِ ْال َح ّ ِ
ق َويَ ْو َم يَقُو ُل ُك ْن فَيَ ُك ُ
ون﴾ يَ ْعنِي: اَلر َ
ت َو ْ ﴿و ُه َو الَّذِي َخلَقَ ال َّ
س َم َاوا ِ َ
ون .فَذَ َك َر َب ْد َء ْالخ َْل ِ
ق َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة .قال ابن كثير :أ َ ْ
يَ :و َخلَقَ َي ْو َم َيقُو ُل ُك ْن فَ َي ُك ُ
عا َدتِ ِه
.و ِإ َ
َ
ون ُج ْملَ ِة ﴿ َق ْولُهُ ال َح ُّق﴾
ض ُم ِ
ف ِل َم ْ إن يَ ْو َم َ
ظ ْر ٌ وقِي َلَّ :
فِي َهذَا ْال َمقَ ِامَ ،لنه ُه َو الَّذِي قَا َل اللَّهُ ِفي َح ِقّ ِهَ :
﴿ولَقَ ْد آتَ ْينَا إِب َْرا ِه َ
يم ُر ْش َدهُ ِم ْن
يم في قَ ْو ِل ِهَ :
﴿وما ع ْن إبْرا ِه َ
الماضي َ
ِ ش ْر ِك قَ ْب ُل َو ُكنَّا ِب ِه َ
عا ِل ِمينَ ﴾ َونَفى َك ْونَ ال ِ ّ
كانَ ِمنَ ال ُم ْش ِركِينَ ﴾
118
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ظ ْل ٍم أُولَئِ َك لَ ُه ُم ْ
اَلم ُن َو ُه ْم ُم ْهتَدُونَ ﴾ قوله﴿ :الَّذِينَ آ َمنُوا َولَ ْم َي ْل ِب ُ
سوا ِإي َمانَ ُه ْم ِب ُ
ت هذِه اآليَةُ{ :الَّذِينَ ي اللَّهُ ع ْنه ،قا َل :لَ َّما نَزَ َل ْ ع ْن عب ِد اللَّ ِه بن مسعود َر ِ
ض َ َ
صلَّى اللهُ عليه يِ َ ب النب ّصحا ِ ذلك علَى أ ْ ظ ْل ٍم} ش ََّق َ آ َمنُوا ولَ ْم َي ْل ِب ُ
سوا إيمانَ ُه ْم ب ُ
ظ ْل ٌم َ
ع ِظي ٌم} ش ْر َك لَ ُ بذاك ،أال ت َ ْس َمعُونَ إلى َق ْو ِل لُ ْقمانَ َّ :
{إن ال ِ ّ َ وسلَّ َم :إنَّه َ
ليس
.رواه البخاري
وب ُكال َه َد ْينَا﴾ َك َما قَا َل تَعَالَى﴿ :فَلَ َّما ا ْعت َزَ لَ ُه ْم
﴿و َو َه ْبنَا َلهُ إِ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ
قولهَ :
وب َو ُكال َج َع ْلنَا َن ِبيًّا﴾ وقال ُون َّ
الل ِه َو َه ْبنَا َلهُ ِإ ْس َحاقَ َو َي ْعقُ َ َو َما َي ْعبُدُونَ ِم ْن د ِ
اء ِإ ْس َحاقَ يَ ْعقُ َ
وب﴾ ش ْرنَاهَا بِإ ِ ْس َحاقَ َو ِم ْن َو َر ِ
تعالى﴿ :فَبَ َّ
﴿ولَقَ ْد
يمَ .وقَا َل ت َ َعالَىَ : ﴿ونُو ًحا َه َد ْينَا ِم ْن َق ْبلُ﴾ أ َ ْ
يِ :م ْن قَ ْب ِل ِإب َْرا ِه َ َوقَ ْولُهَُ :
يم َو َج َع ْلنَا ِفي ذُ ِ ّريَّ ِت ِه َما النُّبُ َّوة َ َو ْال ِكت َ
َاب﴾ س ْلنَا نُو ًحا َو ِإب َْرا ِه َ
أ َ ْر َ
119
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى ْالقَ ْو ِل يم" أ َ ْو "نُوحٍ"َ ، س َال ُم ،فِي ذُ ِ ّريَّ ِة " ِإب َْرا ِه َ علَ ْي ِه ال َّ
سى"َ ،َوفِي ِذ ْك ِر " ِعي َ
ع َل ْي ِه الر َجا ِل؛ َِل َ َّن " ِعي َ
سى"َ ، ت ِفي ذُ ِ ّريَّ ِة ِ ّ علَى ُد ُخو ِل َولَ ِد ْال َبنَا ِ
ْاآلخ َِر َد َال َلةٌ َ
س َال ُم، س َال ُمِ ،بأ ُ ِّم ِه " َم ْريَ َم" َ
علَ ْي َها ال َّ علَ ْي ِه ال َّ
ب ِإلَى " ِإب َْرا ِهي َم"َ ،
س َال ُمِ ،إنَّ َما يُ ْن َس ُ
ال َّ
.فَإِنَّهُ َال أ َ َ
ب لَهُ
س ِناللهُ عليه وسلم قَا َل ِل ْل َح َ صلَّى َّ سو َل اللَّ ِه َ يِ ،أ َ َّن َر َُار ّص ِحيحِ ْالبُخ ِ ت ِفي َ وث َ َب َ
ع ِظي َمتَي ِْن ِمنَ سيِّدٌَ ،ولَ َع َّل اللَّهَ أَ ْن يُ ْ
ص ِل َح ِب ِه بَيْنَ فِئَتَي ِْن َ يٍِ " :إ َّن ا ْبنِي َهذَا َ
ع ِل ّ
ب ِْن َ
ْ
"ال ُم ْس ِل ِمينَ
ي ِإلَي َ
ْك ﴿ولَقَ ْد أ ُ ِ
وح َ ع ْن ُه ْم َما َكانُوا َي ْع َملُونَ ﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
ط َ ﴿ولَ ْو أ َ ْش َر ُكوا لَ َح ِب َ
َ
ش ْر ُ
ط ع َملُ َك﴾ ْاآليَةََ .و َهذَا ش َْر ٌ
طَ ،وال َّ َو ِإلَى الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل َك لَئِ ْن أَ ْش َر ْك َ
ت لَيَحْ بَ َ
ط َّن َ
لرحْ َم ِن َولَ ٌد فَأَنَا أ َ َّو ُل
وعَ ،كقَ ْو ِل ِه تَعَالَى﴿ :قُ ْل إِ ْن َكانَ ِل َّ ْ َال يَ ْقت ِ
َضي َج َوازَ ال ُوقُ ِ
س َدتا﴾ وهذا كثير في القرآن ْ .ال َعا ِب ِدينَ ﴾ وقولهَ ﴿ :ل ْو كانَ ِفي ِهما آ ِل َهةٌ ّإال اللَّهُ َل َف َ
120
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ش ْيءٍ ﴾ ﴿و َما قَ َد ُروا اللَّهَ َح َّق َق ْد ِر ِه ِإ ْذ قَالُوا َما أَنز َل اللَّهُ َ
علَى َبش ٍَر ِم ْن َ قولهَ :
ير ،وابن كثيرَ .وقِي َل :نَزَ لَ ْ
ت فِي َارهُ اب ُْن َج ِر ٍ ت فِي قُ َري ٍْشَ .و ْ
اخت َ قِي َل :نَزَ َل ْ
طائِفَ ٍة ِمنَ ْاليَ ُهو ِد ويدل عليه آخر اآلية
َ .
121
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت ِمنَ ْال َح ّ
يِ﴾ يُ ْخ ِر ُج ال َّد َجا َجةَ ت َو ُم ْخ ِر ُج ْال َميِّ ِ َوقَ ْولُهُ﴿ :يُ ْخ ِر ُج ال َح َّ
ي ِمنَ ال َم ِّي ِ
صا ِل َح ِمنَ ْال َكافِ ِر،
ضةَ ِمنَ ال َّد َجا َج ِة ،ويُ ْخ ِر ُج ْال َولَ َد ال َّ ض ِةَ ،و ْال َب ْي َ
ِمنَ ْالبَ ْي َ
.و ْال َكافِ َر ِمنَ ال َّ
صا ِلحِ.. ،الخ َ
122
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ش َر َكا َء ْال ِج َّن َو َخلَقَ ُه ْم﴾ َك َما قَا َل تَعَالَى﴿ :إِ ْن َي ْدعُونَ ِم ْن
﴿و َجعَلُوا ِللَّ ِه ُ
قولهَ :
طانًا َم ِريدًا لَ َع َنهُ اللَّهُ﴾ َوقَا َل ت َ َعالَى﴿ :أَلَ ْم أ َ ْع َه ْد دُو ِن ِه ِإال ِإنَاثًا َو ِإ ْن َي ْدعُونَ ِإال َش ْي َ
ين َوأ َ ِن ا ْعبُدُونِي َهذَا طانَ ِإ َّنهُ لَ ُك ْم َ
عد ٌُّو ُمبِ ٌ ِإلَ ْي ُك ْم يَا بَنِي آ َد َم أ َ ْن َال ت َ ْعبُدُوا ال َّ
ش ْي َ
ص َرا ٌ
ط ُم ْست َ ِقي ٌم﴾ ِ
123
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار َك علَى أ َ َّن ْال ُمؤْ ِمنِينَ َال يُحْ َجبُون َ
ع ْنهُ ت َ َب َ ي :فَ َد َّل َهذَا َ قَا َل ْ ِ
اْل َما ُم ال َّ
شافِ ِع ُّ
َ .وت َ َعالَى
يَ :و َما يُ ْد ِري ُك ْم أَيُّ َها ﴿و َما يُ ْش ِع ُر ُك ْم أَنَّ َها ِإذَا َجا َء ْ
ت َال يُؤْ ِمنُونَ ﴾ ْ َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
ْ
.ال ُمؤْ ِمنُونَ ،وقيل غير ذلك
ض ُه ْم" :أَنَّ َها" ِب َم ْعنَى لَ َعلَّ َها .واختاره ابن جرير خليل بن أحمد
َ .وقَا َل َب ْع ُ
125
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض َحهُ
وو َّ علَ ْي ُك ْم﴾ ْ
أي :بَ َّينَهُ َ ص َل لَكم ما َح َّر َم َ
﴿.وقَ ْد َف َّ
علَ ْي ُك ُم
ت َ س ِرينَ :يَ ْعنِي في آيَ ِة الما ِئ َدةِ في قَ ْو ِل ِه ت َعالىُ ﴿ :ح ِ ّر َم ْض ال ُمفَ ِ ّ
قا َل بَ ْع ُ
آخ ِر ما نَزَ َل ِبال َمدِينَ ِة ،واَل ْنعا ُم َم ِ ّكيَّةٌ. ال َم ْيتَةُ﴾ اآل َيةَُ ..
ور َّد ِب َّ
أن الما ِئ َدةَ ِمن ِ
صي َل إ ّما فِي قَ ْو ِل ِه ت َعالى بَ ْع َد َه ِذ ِه اآليَ ِة﴿ :قُ ْل ال ِ
أج ُد في ما أن الت َّ ْف ِ
واب َّص ُ فال َّ
ي ُم َح َّر ًما﴾ اآليَةَ ي إلَ َّ
وح َ.أ ُ ِ
126
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿و ِإ ْن أ َ َ
ط ْعت ُ ُمو ُه ْم ِإنَّ ُك ْم لَ ُم ْش ِر ُكونَ ﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَى﴿ :ات َّ َخذُوا َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
ُون اللَّ ِه َو ْال َم ِسي َح ابْنَ َم ْريَ َم َو َما أ ُ ِم ُروا ِإال
ار ُه ْم َو ُر ْهبَانَ ُه ْم أ َ ْربَابًا ِم ْن د ِ
أَحْ بَ َ
ي ُ
بن حا ِت ٍم ع َّما يُ ْش ِر ُكونَ ﴾ وجاء ع ِد ُّ احدًا َال ِإلَهَ ِإال ُه َو ُ
س ْب َحانَهُ َ ِل َي ْعبُدُوا ِإلَ ًها َو ِ
ي يقرأ ُ هذه سم َع النب َّ
اْلسالم فلما ِ
ِ ي ِ و كان قد دان بالنصرانِيَّ ِة قب َل إلى النب ّ
اآليةَ قال :يا رسو َل الل ِه إِنَّهم لم يعبدوهم فقال "بلى إِنَّهم َّ
حرموا عليهم
الحرام فات َّبعوهم فذ ِل َك عبادتُهم إيَّاهم" حسنه اَللباني َ .الحال َل وأحلُّوا لهم
ِين ما لَ ْم يَأْذَ ْن ِب ِه اللَّهُ﴾
عوا لَهم ِمنَ ال ّد ِ وقال تعالى﴿ :أ ْم لَهم ُ
ش َركا ُء ش ََر ُ
ف ْاَلَئِ َّمةَُ ،ر ِح َم ُه ُم اللَّهُ ،فِي َم ْسأَلَ ِة ال َّذ ِبي َحةُ الَّتِي لَ ْم يُ ْذ َك ِر ا ْس ُم اللَّ ِه
اختَلَ َ
َوقَ ِد ْ
ع َل ْي َهاَ ،ولَ ْو َكانَواب أَنَّهُ َال ت َِح ُّل الذَّبِي َحةُ َّالتِي لَ ْم يُ ْذ َك ِر ا ْس ُم اللَّ ِه َ
ص ُ علَ ْي َها .وال َّ
ع ْمدًا أ َ ْو َ
س ْه ًوا .بدليل هذه اآلية وحديث وك التَّس ِْم َيةُ َ الذَّا ِب ُح ُم ْس ِل ًماَ .و َ
س َوا ٌء َمتْ ُر ٌ
".فَقا َل :ما أ ْن َه َر الد ََّم وذُ ِك َر ا ْس ُم اللَّ ِه فَ ُك ْل" أخرجاه
ۡ َ ُ ࣰ ࣰ
َ
اس ك َمن قوله﴿ :أ َ َو َمن َكانَ َم ۡيتا فأح َيينَ ٰـهُ َو َجعَلنَا لهُۥ نورا يَ ۡم ِشی بِ ِهۦ فِی ٱلن ِ
َّ ۡ ۡ َ َ
َار ࣲج ِّم ۡن َه ٰۚا﴾ وفي الحديث "إن اللهَ خلقَ خل َقه في س ِبخ ِ َّمثَلُهُۥ ِفی ٱل ُّ
ظلُ َم ٰـ ِ
ت لَ ۡي َ
ور اهت َدى ،و َمن أخطأ َ
نوره ،ف َمن أصابَهُ ذلك النُّ ُ ُ
ظلمةٍ ،ث َّم ألقَى علي ِهم ِمن ِ
.ض َّل" صححه اَللباني
128
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفي اآلية حقيقة علمية أثبتها العلم في العصر الحديث ،وتكشف أن االرتفاع
إلى عنان السماء عادة ما يصحبه ضيق في الصدر ،وضعف في التنفس،
.والشعور باالختناق بسبب نقص الضغط الجوي وقلة اَلكسجين
ص ْلنا اآليا ِ
ت ِلقَ ْو ٍم يَذَّ َّك ُرونَ ﴾ ﴿ا ْهدِنا صرا ُ
ط َر ِبّ َك ُم ْست َ ِقي ًما قَ ْد َف َّ وقوله﴿ :وهَذا ِ
يم﴾ صرا َ
ط ال ُم ْست َ ِق َ ال ِ ّ
ض﴾ أ ّما ا ْستِ ْمتاعُ ﴿وقَا َل أ َ ْو ِليَاؤُ ُه ْم ِمنَ اْل ْن ِس َربَّنَا ا ْست َْمت َ َع بَ ْع ُ
ضنَا بِبَ ْع ٍ قولهَ :
الر ُج ُل فِي ْال َجا ِه ِليَّ ِة
الج ِّن بِاْل ْن ِس فَهو ما تَقَد ََّم ِمن تَلَذُّ ِذ ِه ْم بِا ِت ّبا ِع ِه ْم لَهمَ ،كانَ َّ ِ
َي ْن ِز ُل ْاَل َ ْر َ
ض ،فَ َيقُولُ :أعوذ بسيدهذا الوادي من سفهاء قومه .قال تعالى:
﴿وإنَّهُ كانَ ِرجا ٌل ِمنَ اْل ْن ِس يَعُوذُونَ بِ ِرجا ٍل ِمنَ ِ
الج ِّن فَزادُوهم َر َهقًا﴾
129
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َو َم ْعنَى قَ ْو ِل ِه﴿ :قَ ِد ا ْست َ ْكث َ ْرت ُ ْم ِمنَ اْل ْن ِس﴾ أَ ْ
يِ :م ْن إِض َْال ِل ِه ْم َوإِ ْغ َوائِ ِه ْمَ ،ك َما قَا َل
عد ٌُّو ُم ِب ٌ
ين ت َ َعالَى ﴿أَلَ ْم أ َ ْع َه ْد ِإلَ ْي ُك ْم َيا َب ِني آ َد َم أ َ ْن َال تَ ْعبُدُوا ال َّش ْي َ
طانَ ِإنَّهُ لَ ُك ْم َ
يرا أَفَلَ ْم ت َ ُكونُوا ط ُم ْست َ ِقي ٌم َولَقَ ْد أَ َ
ض َّل ِم ْن ُك ْم ِجبِال َكثِ ً ص َرا ٌ َوأ َ ِن ا ْعبُدُونِي َهذَا ِ
ت َ ْع ِقلُونَ ﴾
ار َمثْواكم خا ِلدِينَ فِيها ّإال ما شا َء اللَّهُ﴾ اآل َيةَ .قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قا َل النّ ُ
.قيلَ :م ْعناهُ ّإال َمن شا َء اللَّهُ َ
ع َد َم ُخلُو ِد ِه ِفيها ِمن أ ْه ِل ال َكبا ِئ ِر ِمنَ ال ُم َو ِ ّحدِينَ
.وقيل :يَ ْر ِج ُع َم ْعنَى َهذَا ِاال ْس ِتثْنَا ُء ِإلَى ْال َب ْرزَ خَِ .وقيلَ :ه َذا َر ٌّد ِإلَى ُم َّدةِ ال ُّد ْنيَا
130
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ِة َّ
الل ِه أ َ ْو ام ٍل ِم ْن َ
طا َ ع ِيَ :و ِل ُك ِّل َع ِملُوا﴾ أ َ ْ ات ِم َّما َ َوقَا َلَ :وقَ ْولُهَُ :
﴿و ِل ُك ٍّل َد َر َج ٌ
ع َم ِل ِه يُ َب ِلّغُهُ اللَّهُ ِإيَّاهَاَ ،ويُثِيبُهُ ِب َهاِ ،إ ْن َخي ًْرا
ب ِم ْن َ
َاز ُل َو َم َراتِ ُ
ص َيتِ ِه َمن ِ
َم ْع ِ
.فَ َخي ٌْرَ ،و ِإ ْن ش ًَرا فَش ٌَّر
س ِب ِه
ار ِب َح َ يَ :و ِل ُك ٍّل ِم ْن َكا ِف ِري ْال ِج ِّن َو ْ ِ
اْل ْن ِسَ ،د َر َجةٌ ِفي النَّ ِ .أو أن المعنى :أ َ ْ
لر ۡح َم ٰۚ ِة ِإن َيش َۡأ يُ ۡذ ِه ۡب ُك ۡم َو َي ۡست َۡخ ِل ۡف ِم ُۢن َبعۡ ِد ُكم َّما َيش َۤا ُء
ی ذُو ٱ َّ ﴿و َرب َُّك ٱ ۡل َغ ِن ُّ
قولهَ :
شأ َ ُكم ِّمن ذُ ِ ّريَّ ِة قَ ۡو ٍم َءاخ َِرينَ ﴾ َك َم ۤا أَن َ
ي ْال َح ِمي ُد إِ ْن
اس أَ ْنت ُ ُم ْالفُقَ َرا ُء إِلَى اللَّ ِه َواللَّهُ ُه َو ْالغَنِ ُّ
كما قَا َل تَعَالَىَ ﴿ :يا أَيُّ َها النَّ ُ
﴿واللَّهُيز﴾ َوقَا َل ت َ َعالَىَ : علَى اللَّ ِه ِب َع ِز ٍ
ق َجدِي ٍد َو َما ذَ ِل َك َ ت ِبخ َْل ٍ َيشَأ ْ يُ ْذ ِه ْب ُك ْم َو َيأ ْ ِ
ي َوأ َ ْنت ُ ُم ْالفُقَ َرا ُء َو ِإ ْن تَت ََولَّ ْوا يَ ْستَ ْبد ِْل َق ْو ًما َ
غي َْر ُك ْم ث ُ َّم َال يَ ُكونُوا أ َ ْمثَالَ ُك ْم﴾ ْالغَنِ ُّ
131
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ير َه ِذ ِه ْاآليَ ِة :إِ َّن أ َ ْع َدا َء اللَّ ِه َكانُوا ِإذَا َح َرثُوا
وعنه أيضا أَنَّهُ قَا َل فِي ت َ ْف ِس ِ
َت لَ ُه ْم ث َ َم َرةٌَ ،ج َعلُوا ِللَّ ِه ِم ْنهُ ُج ْز ًءا َو ِل ْل َوث َ ِن ُج ْز ًءا ...ث ُ َّم لَ َّما قَ َّ
س ُموا َح ْرثًا ،أ َ ْو َكان ْ
اروا ِفي َها" قَا َل ت َ َعالَى: ظوا ْال ِق ْس َمةَ الَّتِي ِه َ
ي فَا ِس َدةٌَ ،ب ْل َج ُ ع ُموا لَ ْم َيحْ فَ ُ
فِي َما زَ َ
﴿ ِت ْل َك ِإذًا ِق ْس َمةٌ ِ
ضيزَ ى﴾
يُ :ك ُّل َهذَا َوا ِق ٌع بِ َم ِشيئَتِ ِه تَعَالَى ﴿ولَ ْو شَا َء َّ
اللهُ َما فَعَلُوهُ﴾ أ َ ْ قوله تَعَا َلىَ :
ار ِه ِلذَ ِل َك َك ْونًاَ ،ولَهُ ْال ِح ْك َمةُ التَّا َّمةُ فِي ذَ ِل َك ،فَ َال يُ ْسأ َ ُل َ
ع َّما َي ْف َع ُل َو ِإ َرا َدتِ ِه َو ْ
اختِ َي ِ
.و ُه ْم يُسألون
َ
132
جامع التيسير في تعليقات التفسير
نام
ص ِ ﴿ال َي ْ
ط َع ُم َها ِإال َم ْن نَشَا ُء بِزَ ع ِْم ِه ْم﴾ وهم ُخدّا ُم اَل ْ .قولهَ :
طا ِئفَةٌ
علَ ْي َها﴾ َوقَا َل ُم َجا ِهدٌَ :كانَ ِم ْن ِإ ِب ِل ِه ْم َ ﴿وأ َ ْن َعا ٌم َال َي ْذ ُك ُرونَ اس َْم َّ
الل ِه َ قولهَ :
ش ْيءٍ ِم ْن شَأْنِ َهاَ ،ال ِإ ْن َر ِكبُواَ ،و َال ِإ ْن َال يَ ْذ ُك ُرونَ اس َْم اللَّ ِه َ
ع َل ْي َها َو َال فِي َ
ع ِملُوا َش ْيئًا َ .حلَبُواَ ،و َال إِ ْن َح َملُواَ ،و َال إِ ْن َ
س َحبُوا َو َال إِ ْن َ
133
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وقال بعضهم :كل مركوب حمول ،واعتُرض بأن اَل ْنعامَ :
هي اْلبِ ُل والبَقَ ُر
.وال ّ
شا ُء وال َم ْع ُز
أن على طا ِع ٍم َي ْ
ط َع ُمهُ ّإال ْ ي إ َل َّ
ي ُم َح َّر ًما َ أج ُد في ما أ ُ ِ
وح َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قُ ْل ال ِ
.يَ ُكونَ َم ْيتَةً ْأو َد ًما َم ْسفُو ًحا﴾ اآليَةَ
ب و ْق ِ
ت نُ ُزو ِل َه ِذ ِه اآليَ ِة، ي بِ َح َس ِ واال ْستِثْ ِ
ناء َح ِقي ِق ٌّ يِ ِص ُر ال ُم ْست َفا ُد ِمنَ ال َمن ِف ّ
ال َح ْ
غي َْر َه ِذ ِه ال َم ْذ ُكوراتِ؛ َِل َّن اآل َيةَ َم ِ ّكيَّةٌ ث ُ َّم
ت اَل ْك ِل َ
فَلَ ْم َي ُك ْن َي ْو َمئِ ٍذ ِمن ُم َح َّرما ِ
تورة ُ المائِ َدةِ ِبال َمدِي َن ِة فَ ِزي َد في ال ُم َح َّرما ِ
س َ ت ُ .نَزَ لَ ْ
134
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ومنَ ال َبقَ ِر والغَن َِم َح َّر ْمنا على َّالذِينَ هادُوا َح َّر ْمنا ُك َّل ذِي ُ
ظفُ ٍر ِ قوله﴿ :و َ
ط بِ َع ْ
ظ ٍم ﴾ وفي اختَلَ َور ُهما أ ِو ال َحوايا ْأو ما ْ
ظ ُه ُ ت ُ ش ُحو َم ُهما ّإال ما َح َملَ ْ
علَ ْي ِه ْم ُ
َ
إن اللَّهَ َ
ع َّز َو َج َّل لَ َّما َح َّر َم عليهم ُ
ش ُحو َم َها الصحيحين "قَات َ َل َّ
اللهُ اليَ ُهو َدَّ ،
"أَجْ َملُوهُ ،ث ُ َّم َبا ُ
عوهُ فأ َكلُوا ث َ َمنَهُ
135
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أن اللَّهَ َح َّر َم ق َّ و ُج ْملَةُ ﴿وإنّا َلصا ِدقُونَ ﴾ ت َ ْذ ِيي ٌل ِل ْل ُج ْملَ ِة الَّ ِتي قَ ْبلَها َق ْ
صدًا ِلتَحْ ِقي ِ
إن اللَّهَ لَ ْم يُ َح ِ ّر ْم َ
علَيْنا َش ْيئًا وإنَّما َح َّر ْمنا َذ ِل َك علَ ْي ِه ْم ذَ ِل َك ،وإب ً
ْطاال ِلقَ ْو ِل ِه ْمَّ : َ
وأشار إ َل ْي ِه قَ ْولُهُ ت َعالى:
َ على أ ْنفُ ِسنا ا ْق ِتدا ًء ِب َي ْعقُ َ
وب ِفيما َح َّر َمهُ َعلى نَ ْف ِس ِه. َ
عام كانَ ِح ًّال ِلبَنِي إسْرائِي َل ّإال ما َح َّر َم إسْرا ِئي ُل َ
على نَ ْف ِس ِه ِمن قَ ْب ِل ﴿ ُك ُّل َّ
الط ِ
أن تُن ََّز َل الت َّ ْوراةُ﴾
ْ
136
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ضى َرب َُّك أَال ت َ ْعبُدُوا ﴿و َق َ سانًا﴾ َك َما َقا َل ت َ َعالَىَ : ﴿و ِب ْال َوا ِل َدي ِْن ِإحْ َ
َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
ير﴾
ص ُ ي ْال َم ِسانًا﴾ و َك َما قَا َل﴿ :أَ ِن ا ْش ُك ْر ِلي َو ِل َوا ِل َدي َْك ِإلَ َّ ِإال ِإيَّاهُ َو ِب ْال َوا ِل َدي ِْن ِإحْ َ
137
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْن اطي ُم ْست َ ِقي ًما فَاتَّ ِبعُوهُ َوال تَت َّ ِبعُوا ال ُّ
سبُ َل فَتَفَ َّرقَ ِب ُك ْم َ ﴿وأ َ َّن َهذَا ِ
ص َر ِ قولهَ :
ي ِ صلَّى َّ
اللهُ سبِي ِل ِه﴾ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال كنَّا عن َد ال َّنب ّ َ
يسار ِه ،
ِ ين عن َط َّ
خط ِ ين عن يمينِ ِه ،وخ َّ وخط َّ
خط ِ َّ َط ًّ
خطا ، علي ِه وسلَّ َم فخ َّ
الخط اَلو َس ِط ،فقا َل :هذا سبي ُل اللَّه ث َّم تال ه ِذ ِه اآليةََ ( :وأ َ َّن
ِّ ث َّم وض َع ي َدهُ في
ع ْن َ
س ِبي ِل ِه) اطي ُم ْست َ ِقي ًما فَاتَّبِعُوهُ َو َال تَتَّبِعُوا ال ُّ
سبُ َل فَتَفَ َّرقَ بِ ُك ْم َ َهذَا ِ
ص َر ِ
.صححه اَللباني
138
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي :لَ ْم ف َع ْن َها﴾ قال ابن كثير أ َ ْ ص َد َ الل ِه َو َت َّب بِآيَا ِ َوقَ ْولُهُ﴿ :فَ َم ْن أ َ ْ
ظلَ ُم ِم َّم ْن َكذَّ َ
ف سولَُ ،و َال ات َّ َب َع َما أ ُ ْر ِس َل ِب ِهَ ،و َال ت ََر َك َغي َْرهَُ ،ب ْل َ
ص َد َ الر َُي ْنت َ ِف ْع ِب َما َجا َء ِب ِه َّ
ت َّ
الل ِه ع ِن ا ِت ّبَاعِ آيَا ِ
َ .
ع ْن َها ف َع ْن َها﴾ أَع َْر َ
ض َ ص َد َ
﴿و َ
َّاسَ :
عب ٍع ِن اب ِْن َ
َ .و َ
يان َّ
الل ِه و َم ِجيئُهُ يَ ْو َم ال ِقيا َم ِة ِلفَ ْ
ص ِل ال َق ِ
ضاء َبيْنَ ي َرب َُّك﴾ هو إتْ ُ قولهْ ْ :
﴿أو َيأتِ َ
صفًّا﴾ إتْيانًا كما يليق بجالله ﴿ َلي َ
ْس صفًّا َ خ َْل ِق ِه َكقَ ْو ِل ِه﴿ :وجا َء َرب َُّك وال َم َلكُ َ
ير﴾
ص ُس ِمي ُع ال َب ِ َك ِمثْ ِل ِه َ
ش ْي ٌء وهو ال َّ
قَ ْوله﴿ :إِ َّن الَّذِينَ فَ َّرقُوا دِينَ ُه ْم َو َكانُوا ِشيَ ًعا﴾ وقُرأ َ
"فارقُوا دِينَهم" ْ
أي ت ََر ُكوا
دِينَهم وخ ََر ُجوا َع ْنهُِ .قي َل :ال ُمرا ُد ِب ِه ُم ال َي ُهو ُد والنَّصارى .وفي الحديث
ت النَّصا َرى علَى
وتفر َق ِ
َّ نتين وسبعينَ فِرقةً ،
ت اليهو ُد على إحدى أو ثِ ِ
"افترق ِ
سبعين فِرقةً"ثو َ وتفترق أ ُ َّمتي على ثال ٍ
ُ نتين وسبعين فرقةً ،
إحدى أو ثِ ِ
.صححه اَللباني
يم َح ِنيفًا َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ﴾ َكقَ ْو ِل ِه﴿ :ث ُ َّم أ َ ْو َح ْينَا إِلَي َْك أ َ ِن ﴿ملَّةَ ِإب َْرا ِه َ
قولهِ :
يم َح ِنيفًا َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ﴾ ات َّ ِب ْع ِملَّةَ ِإب َْرا ِه َ
140
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يب .وفي
يب َوت َْر ِغ ٌ
ور َر ِحي ٌم﴾ ت َْر ِه ٌ س ِري ُع ْال ِعقَا ِ
ب َو ِإنَّهُ لَغَفُ ٌ َوقَ ْولُهُ﴿ :إِ َّن َرب ََّك َ
ط ِم َع ِب َجنَّ ِت ِه أ َ َحدٌ، صحيح مسلم "لَ ْو َي ْعلَ ُم ال ُمؤْ ِم ُن ما ِع ْن َد الل ِه ِمنَ العُقُو َب ِة ،ما َ
ط ِمن َجنَّتِ ِه أ َ َح ٌد
الرحْ َم ِة ،ما قَنَ َ
"ولو يَ ْعلَ ُم ال َكافِ ُر ما ِع ْن َد الل ِه ِمنَ َّ
141
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وهي مكية
سنَا بَيَاتًا أ َ ْو ُه ْم قَائِلُونَ ﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَى﴿أَفَأ َ ِمنَ أَ ْه ُل ْالقُ َرى َوقَ ْولُهُ﴿ :فَ َجا َءهَا بَأ ْ ُ
ض ًحىسنَا ُ سنَا بَ َياتًا َو ُه ْم نَائِ ُمون أ َ َوأ َ ِمنَ أ َ ْه ُل ْالقُ َرى أ َ ْن يَأْتِيَ ُه ْم بَأْ ُ
أ َ ْن يَأْتِيَ ُه ْم بَأ ْ ُ
َو ُه ْم َي ْل َعبُونَ ﴾
َوقَ ْولُهُ﴿ :فَ َلنَ ْسأَلَ َّن الَّذِينَ أ ُ ْر ِس َل ِإلَ ْي ِه ْم﴾ َكقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَى َ
﴿و َي ْو َم يُنَادِي ِه ْم َف َيقُو ُل َماذَا
سلِينَ ﴾ أ َ َج ْبت ُ ُم ْال ُم ْر َ
142
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س َل َف َيقُو ُل َماذَا أ ُ ِج ْبت ُ ْم سلِينَ ﴾ كقَ ْو ِل ِهَ ﴿ :ي ْو َم َيجْ َم ُع اللَّهُ ُّ
الر ُ ﴿ولَنَ ْسأَلَ َّن ْال ُم ْر َ وقولهَ :
ب﴾ عال ُم ْالغُيُو ِ ت َ قَالُوا َال ِع ْل َم َلنَا ِإنَّ َك أ َ ْن َ
ٰۚ
ان يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِةْ :اَل َ ْع َمالُ، ﴿و ْال َو ْزن يَ ۡو َم ِٕى ٍذ ٱ ۡل َح ُّق﴾ يُو َ
ض ُع فِي ْال ِميزَ ِ قولهَ :
ب ْالعَ َم ِل
اح ُ
ص َِاب ْاَل َ ْع َما ِلَ ،
َ .و ِكت ُ
س َجد ُۤو ۟ا ِإ َّ ۤال ص َّو ۡر َن ٰـ ُك ۡم ث ُ َّم قُ ۡلنَا ِل ۡل َملَ ٰۤـ ِٕى َك ِة ٱ ۡس ُجد ۟
ُوا ِلـَٔا َد َم فَ َ ﴿ولَقَ ۡد َخلَ ۡقنَ ٰـ ُك ۡم ث ُ َّم َ
قولهَ :
ت ال َمالئِ َكةُ ِمن نُ ٍ
ور، س لَ ۡم يَ ُكن ِّمنَ ٱل َّ
س ٰـ ِج ِدينَ ﴾ وفي صحيح مسلم " ُخ ِلقَ ِ إِ ۡب ِلي َ
ف لَ ُك ْم نار ،و ُخ ِلقَ آ َد ُم م َّما ُو ِ
ص َ مارجٍ ِمن ٍ ُّ
الجان ِمن ِ "و ُخ ِلقَ
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قا َل ما َمنَ َع َك ّأال ت َ ْس ُج َد إ ْذ أ َم ْرت ُ َك﴾ َم ْعناهُ :ما َمنَ َع َك ْ
أن ت َ ْس ُج َد ،و
يس ما َمنَ َع َك
ورةِ ”ص“ ﴿قا َل ياإ ْب ِل ُ
س َصلَةٌ ،ويَ ْش َه ُد ِل َهذا قَ ْولُهُ ت َعالى :في ُ
”ال“ ِ
أن ت َ ْس ُج َد ِلما َخلَ ْقتُ بِيَ َد َّ
ي﴾ ْ
143
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يس لَ َعنَهُ اللَّهُ﴿ :أَنَا َخي ٌْر ِم ْنهُ َخلَ ۡقتَنِی ِمن نَّ ࣲار َو َخلَ ۡقتَهُۥ ِمن ِطي ࣲن﴾ أ َ ْخ َ
طأ َ َوقَ ْو ُل ِإ ْب ِل َ
الطينَ ِم ْن ضا ،فَإ ِ َّن ِ ّ ين أ َ ْي ً
الط ِف ِمنَ ِ ّ قَبَّحه اللَّهُ فِي قِ َيا ِس ِه َو َدع َْواهُ أ َ َّن النَّ َ
ار أَ ْش َر ُ
ت َوالنُّ ُم ّ ِو َو ِ ّ
الز َيا َد ِة ين َم َح ُّل ال َّن َبا ِ
الط ُ شَأ ْ ِن ِه َّ
الرزَ انَةُ َو ْال ِح ْل ُم َو ْاَلَنَاة ُ َوالتَّث َ ُّبتُ َ ،و ِ ّ
144
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اْلسالم
ِ ق
ط ِري ِ آدم بِأ َ ْ
ط ُرقِ ِه ،فَقَعَ َد لهُ ِب َ وفي الحديث "إِ َّن الشيطانَ قَعَ َد ِال ِ
بن َ
أسلم ،ث ُ َّم قَ َع َد لهُ
وآباء آبا ِئ َك ؟ ! فَ َعصاهُ فَ َ ِ فقال :ت ُ ْس ِل ُم وتَذَ ُر دِين ََك ودِينَ آبا ِئ َك
سما َء َك و ِإنَّما َمثَ ُل ال ُم ِ
هاج ِر ض َك و َ هاج ُر وت َ َدعُ أ َ ْر َ
ق ال ِهجْ َرةِ :فقال :ت ُ ِ بِ َ
ط ِري ِ
الجها ِد فقال :
ق ِ ط ِري ِ َك َمث َ ِل الفَ َر ِس في ِ ّ
الط َو ِل ! فَعَصاهُ فَها َج َر ،ث ُ َّم قَعَ َد لهُ بِ َ
فهو َج ْه ُد النَّ ْف ِس والما ِل ،فَتُقَاتِ ُل َفت ُ ْقت َ ُل َفت ُ ْن َك ُح المرأة ُ ويُ ْق َ
س ُم الما ُل ؟ ! ت ُ َجا ِه ُد َ
ذلك كان َحقًّا على الل ِه ْ
أن يُ ْد ِخلهُ الجنةَ ،و َم ْن قُ ِت َل فَ َعصاهُ فَ َجا َه َد ،ف َم ْن فع َل َ
وإن غ َِرقَ كان َحقًّا على الل ِه ْ
أن ُي ْد ِخلهُ أن يُ ْد ِخلهُ الجنةَ ْ ، كان َحقًّا على الل ِه ْ
صتْهُ َدابَّتُهُ كان َحقًّا على الل ِه ْ
أن يُ ْد ِخلهُ ال َجنَةَ" صححه الجنةَ ْ ،
وإن وقَ َ
.اَللباني
145
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ط ِفقَا يَ ۡخ ِ
ص َف ِ
ان ش َج َرة َ بَ َد ۡت لَ ُه َما َ
س ۡو َء ٰ ت ُ ُه َما َو َ قوله﴿ :فَ َد َّل ٰى ُه َما ِبغُ ُر ࣲ ٰۚ
ور فَلَ َّما ذَاقَا ٱل َّ
ع ِه ْدنا إلى آ َد َم ِمن قَ ْبلُ﴾ ْ
أي: ﴿و َلقَ ْد َق ٱ ۡل َج َّن ِة﴾ قال تعالىَ : علَ ۡي ِه َما ِمن َو َر ِ َ
ي ولَ ْم ن َِج ْد لَهُ َ
ع ْز ًما﴾ ب ِت ْل َك ال َّ
ش َج َرةَ﴿ .فَنَ ِس َ صيْناهُ ّأال َي ْق َر َ
ْأو َ
ظلَ ْمنَا أ َ ْنفُ َسنَا َوإِ ْن َل ْم تَ ْغ ِف ْر لَنَا َوت َْر َح ْمنَا َلنَ ُكون ََّن ِمنَ
﴿ربَّنَا َ
قوله :قَ ْو ِل ِهَ :
ي ْال َك ِل َماتُ الَّتِي تَلَقَّاهَا آ َد ُم ِم ْن َر ِبّ ِه كما في سورة البقرة ْ
.الخَا ِس ِرينَ ﴾ ِه َ
146
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عةٌ ِمن أ ْه ِل قَ ْولُهُ﴿ :إنَّهُ َيراكم هو وقَ ِبيلُهُ ِمن َحي ُ
ْث ال ت ََر ْونَهم﴾ َق ِد ا ْستَ َد َّل َجما َ
ورتِها
ص َغي ُْر ُم ْم ِكنَةٍ ،وهذا في ُ ان َ أن ُرؤْ يَةَ ال َّ
شيْط ِ ال ِع ْل ِم بِ َه ِذ ِه اآليَ ِة َ
على َّ
غي ِْر
ورةٍ َ
ص َش ِ ّكلَةً في ُ
الج ِّن ُمت َ َ
ين أ ِو ِ
ياط ِ
ش ِال َح ِقي ِقيَّ ِة .ولكن يمكن ُرؤْ َية ال َّ
ورتِها ال َح ِقي ِقيَّ ِة
ص َُ .
وقولهَ ﴿ :ك َما بَ َدأ َ ُك ْم تَعُودُونَ ﴾ أيَ :ك َما بَ َدأَ ُك ْم أ َ َّو ًال َكذَ ِل َك يُ ِعي ُد ُك ْم ِ
آخ ًرا .وفي
غ ْر ًال
عراة ً ُ
وم ال ِقيا َم ِة ُحفاة ً ُ "الصحيحين "يُحْ ش َُر النَّ ُ
اس يَ َ
﴿و ُكلُوا َوا ْش َربُوا َوال تُس ِْرفُوا ِإنَّهُ َال يُ ِحبُّ ْال ُمس ِْرفِينَ ﴾ ْاآل َيةَ .قَا َلَوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
﴿و ُكلُوا َوا ْش َربُوا َوال ف آيَةٍَ : ص ِ الطبَّ ُكلَّهُ فِي ِن ْ
فَ :ج َم َع اللَّهُ ِ ّ
سلَ ِض ال َّ بَ ْع ُ
تُس ِْرفُوا﴾
147
جامع التيسير في تعليقات التفسير
طأَتْ َك
تَ ،ما أ َ ْخ َ تَ ،و ْال َب ْ
س َما ِشئْ َ َّاسُ " :ك ْل َما ِشئْ َ
ي :قَا َل اب ُْن َعب ٍ َوقَا َل ْالبُخ ِ
َار ُّ
سرف و َم ِخيلة" .وصححه اَللباني صلَت ِ
َانَ : َ .خ ْ
آدم أ ُ َكيال ٍ
ت ابن َ
ب ِ
بطن ،بح ْس ِ
ٍ شرا من
ي وعا ًء ًّ
وفي الحديث "ما مأل آدم ٌّ
ث لشرا ِبه ،وثُلُ ٌ
ث لطعامه ،وثُلُ ٌ
ِ صلبَه ،فإن كان ال محالةَ ؛ فثُلُ ٌ
ث يُ ِق ْمنَ ُ
.لنف ِسه" صححه اَللباني
ۡ ۡ ی ٱ ۡلفَ َو ٰ ِح َ
طنَ َوٱ ۡ ِْلث َم َوٱل َب ۡغ َ
ی ظ َه َر ِم ۡن َها َو َما َب َ
ش َما َ قوله﴿ :قُ ۡل ِإنَّ َما َح َّر َم َر ِبّ َ
ۡ ࣰ
علَى ٱللَّ ِه َما َ ۟
وا ُ لو ُ قَ ت ن َ أوط ٰـ َ
ا ن وا ِبٱ َّلل ِه َما لَ ۡم يُن ِ َّز ۡل ِب ِهۦ ُ
سل َ ق َوأَن ت ُ ۡش ِر ُك ۟ ِبغَ ۡي ِر ٱ ۡل َح ّ ِ
َ :ال ت َعۡ لَ ُمونَ ﴾ قال ابن القيم رحمه الله
148
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ش ،ث ُ َّم ثَنّى ِبما هو ب ،و َب َدأ ِبأ ْس َه ِلها وهو الفَ ِ
واح ُ أر َب َع َمراتِ َ
ت ْ فَ َرت َّ َ
ب ال ُم َح َّرما ِ
والظ ْل ُم ،ث ُ َّم ث َ َّل َ
ث بِما هو أ ْع َ
ظ ُم تَحْ ِري ًما ِمن ُهما وهو ُّ ش ُّد تَحْ ِري ًما ِمنهُ وهو اْلثْ ُم
أ َ
علَ ْي ِهسبْحانَهُ ،ث ُ َّم َر َّب َع ِبما هو أ َش ُّد تَحْ ِري ًما ِمن ذَ ِل َك ُك ِلّ ِه وهو القَ ْو ُل َ
ش ْركُ ِب ِه ُال ِ ّ
سبْحانَهُ ِبال ِع ْل ٍم في أسْمائِ ِه ِ
وصفاتِ ِه وأ ْفعا ِل ِه ِبال ِع ْل ٍم ،وهَذا يَعُ ُّم القَ ْو َل َ
علَ ْي ِه ُ
ف ْأل ِسنَت ُ ُك ُم ال َكذ َ
ِب هَذا ﴿وال تَقُولُوا ِلما ت ِ
َص ُ وفي دِي ِن ِه وش َْر ِع ِه وقا َل ت َعالىَ :
على اللَّ ِه ال َكذ َ
ِب إن الَّذِينَ َي ْفت َُرونَ َ على اللَّ ِه ال َكذ َ
ِب َّ َحال ٌل وهَذا َحرا ٌم ِلت َ ْفت َُروا َ
ال يُ ْف ِل ُحونَ ﴾
عبَا َدة َ رضي الله عنه :لو َرأَيْتُ َر ُج ًال مع ْام َرأَتي َل َ
ض َر ْبتُهُ س ْع ُد ُ
بن ُ وقا َل َ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم فَقا َل:
ذلك َرسو َل اللَّ ِه َ
صفَحٍَ ،ف َبلَ َغ َ
غير ُم ْ
ْف َسي ِ
بال َّ
وم ْن أجْ ِل والل ِه ََلَنَا أ ْغ َي ُر منه ،واللَّهُ أ ْغيَ ُر ِم ِنّيِ ،
س ْعدٍَّ ، "أت َ ْع َجبُونَ ِمن َ
غي َْرةِ َ
وال أ َح َد أ َحبُّ إ َل ْي ِه العُ ْذ ُر ظ َه َر منها وما َب َ
طنَ َ ، ش ما َ اح َ غي َْر ِة َّ
الل ِه َح َّر َم الفَ َو ِ َ
وال أ َح َد أ َحبُّ إلَ ْي ِه
ش ِرينَ وال ُم ْنذ ِِرينَ َ ،ث ال ُمبَ ِ ّ وم ْن أجْ ِل َ
ذلك بَ َع َ ِمنَ اللَّ ِهِ ،
اللهُ ال َجنَّةَ ".رواه البخاري ع َد َّ
ذلك و َ وم ْن أجْ ِل َالم ْد َحةُ ِمنَ اللَّ ِهِ ،
ِ .
149
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صا ِل ٌح َو َال ُد َ
عا ٌء .وقِي َلْ :ال ُم َرادَُ :ال يُ ْرفَ ُع لَ ُه ْم ِم ْن َها َ
ع َم ٌل َ
ضا َءَ ،ك َما َجا َءس ٍد َوبَ ْغ َ يِ :م ْن َح َ ُور ِه ْم ِم ْن ِغ ٍّل﴾ أ َ ْ
صد ِ ﴿ونز ْعنَا َما فِي ُ قولهَ :
سو ُل اللَّ ِه ﷺِ " :إذَا ي ِ قَا َلَ :قا َل َر ُ س ِعي ٍد ْال ُخ ْد ِر ّ
ع ْن أَبِي َ
يَِ ، ص ِحيحِ ِل ْلبُخ ِ
َار ّ فِي ال َّ
َص لَ ُه ْم ط َرةٍ َبيْنَ ْال َجنَّ ِة َوالنَّ ِ
ار ،فَا ْقت َّ علَى َق ْن َ ار ُح ِبسوا َ ص ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِمنَ النَّ ِ َخلَ َ
َت َب ْينَ ُه ْم فِي ال ُّد ْنيَاَ ،حتَّى ِإذَا ُهذبوا َونُقُّوا ،أُذِنَ لَ ُه ْم فِي ُد ُخو ِل ْال َجنَّ ِة؛ َم َ
ظا ِل ُم َكان ْ
فَ َوالَّذِي نَ ْف ِسي ِبيَ ِد ِه ،إِ َّن أ َ َح َد ُه ْم بِ َم ْن ِز ِل ِه فِي ْال َجنَّ ِة أ َ ُد ُّل ِم ْنهُ بِ َم ْس َك ِن ِه َكانَ فِي
"ال ُّد ْن َيا
ار َفيَقُولُ :لَ ْو َال وقال صلى الله عليه وسلم " ُك ُّل أَ ْه ِل ْال َجنَّ ِة يَ َرى َم ْقعَ َدهُ ِمنَ النَّ ِ
ار َي َرى َم ْق َع َدهُ ِمنَ ْال َجنَّ ِة َف َيقُولُ:
ش ْك ًراَ .و ُك ُّل أَ ْه ِل النَّ ِ أ َ َّن اللَّهَ َه َدانِي ،فَ َي ُك ُ
ون لَهُ ُ
ون لَهُ َحس َْرةً" حسنه اَللباني .لَ ْو أ َ َّن َّ
اللهَ َه َدانِي َفيَ ُك ُ
151
جامع التيسير في تعليقات التفسير
152
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار ِب ِسيماهم، ْرافَ ،ي ْع ِرفُونَ ُك ًّال ِمن أ ْه ِل ال َجنَّ ِة ،وأ ْه ِل النّ ِ
حاب اَلع ِ ص ُ وأ ْ
وز ْرقَةُ العُيُ ِ
ون سوادُها وقُ ْب ُحها ُ الو ُجو ِه و ُح ْسنُها ِسيما أ ْه ِل ال َجنَّ ِة ،و َ فَبَ ُ
ياض ُ
ِ .سيما أ ْه ِل ال ّن ِ
ار
سوا ِلقَا َء َي ْو ِم ِه ْم َهذَا﴾ َو ِفي صحيح مسلم أ َ َّن اللَّهَ سا ُه ْم َك َما نَ ُ قَ ْولُهُ﴿ :فَ ْال َي ْو َم َن ْن َ
ت َ َعالَى يَقُو ُل ِل ْل َع ْب ِد يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة" :أَلَ ْم أُزَ ّ ِوجْ َك؟ أَلَ ْم أ ُ ْك ِر ْم َك؟ أَلَ ْم أ ُ َ
س ِ ّخ ْر لَ َك ْال َخ ْي َل
ت أَنَّ َك ُم َالقِ َّ
ي؟ س وت َْر َبع؟ فَيَقُولُ :بَ َلى .فَيَقُولُ :أ َ َ
ظ َن ْن َ اْلبِ َل ،وأذَ ْرك ت َْرأَ ُ
َو ْ ِ
"فَ َيقُولَُ :ال .فَ َيقُو ُل اللَّهُ :فاليوم أنساك كما نسيتني
س ُل َر ِّبنا
ت ُر ُسوهُ ِمن َق ْب ُل َق ْد جا َء ْ قَ ْولُهُ ت َعالىَ ﴿ :ي ْو َم َيأْ ِتي ت َأ ْ ِويلُهُ َيقُو ُل الَّذِينَ نَ ُ
غي َْر َّالذِي ُكنّا نَ ْع َملُ﴾ قالشفَعا َء َفيَ ْشفَعُوا َلنا ْأو نُ َر ُّد فَنَ ْع َم َل َ ق فَ َه ْل َلنا ِمن ُ بِال َح ّ ِ
ع ْنهُ وإنَّهم لَكا ِذبُونَ ﴾
﴿ولَ ْو ُردُّوا لَعادُوا ِلما نُ ُهوا َ
تعالىَ :
153
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ولقد جاء تعريف االستواء في لغة العرب على أربعة معان ،وهي :عال،
.وارتفع ،وصعد ،واستقر
صا ِلحِ :أن الله مستو س َل ِ
ف ال َّ وأما استواء الله تعالى على عرشه ف َم ْذه ُ
َب ال َّ
على عرشه استواء حقيقيا يليق بجالله وعظمته ،د ّل عليه الكتاب والسنة
وإجماع السلف والفطرة السليمة .دون تشبيه أو تعطيل أو تمثيل ،خالفًا عن
س َمة والحلوليّة ،واَل ْش َع ِريَّة ،وال ُم ْعت َِزلَة ،وال َج ْه ِميَّ ِة أو ال ُم َع ِ ّ
طلَ ِة .ال ُم َج ِ ّ
صفاتِ، أما أهل السنة والجماعة َفيُثْ ِبتُونَ ما أثْبَتَهُ ِلنَ ْف ِس ِه ِمنَ اَلس ِ
ْماء وال ِ ّ
ع ْنهُ نَ ْف َسهُ ِمن ُمماثَلَ ِة ال َم ْخلُوقاتِ ،إثْ ٌ
بات ِبال ت َْم ِثي ٍل، ع ّما ن ََّزهَ َ
ويُن ِ َّز ُهو َنهُ َ
ير﴾
ص ُس ِمي ُع البَ ِ ش ْي ٌء وهو ال َّ شأْنُهُ﴿ :لَي َ
ْس َك ِمثْ ِل ِه َ وت َ ْن ِزيهٌ ِبال ت َ ْع ِطي ٍل .قا َل َ
ع َّز َ
صعَ ُد إلَ ْي ِه
ير﴾ ت ُ ْر َف ُع إلَ ْي ِه اَل ْيدِي ،ويَ ْ
﴿و ُه َو القا ِه ُر فَ ْوقَ ِعبا ِد ِه وهو ال َح ِكي ُم ال َخبِ ُ
سو ِل ِه ُم َح َّم ٍد ﷺ " إ َل ْي ِه " وت َ ْع ُر ُج ال َمال ِئ َكةُ ُّ
والرو ُح ع ِر َج ِب َر ُ
ب ،و ُ ال َك ِل ُم َّ
الط ِّي ُ
ّ
وينزل المالئكة ،وأنزل الكتاب .إلَ ْي ِه.
154
جامع التيسير في تعليقات التفسير
فمعنى االستواء معلوم وكيفيته في حق الله تعالى مجهولة ،سئل اْلمام مالك
رحمه الله تعالى عن قوله تعالى( :الرحمن على العرش استوى) كيف
استوى؟ فأجاب رحمه الله تعالى بجواب مشهور تناقله أهل السنةِ :اال ْستِوا ُء
عةٌ
ع ْنهُ ِب ْد َ
سؤا ُل َ
واجب ،وال ُّ
ٌ ُ
واْليمان به والكيف مجهو ٌل،
ُ .معلو ٌم،
155
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْن أَبِي ُمو َ
سى عا َو ُخ ْف َيةً﴾ َوفِي ال َّ
ص ِحي َحي ِْنَ ، عوا َربَّ ُك ْم ت َ َ
ض ُّر ً قوله﴿ :ا ْد ُ
عا ِء ،فَقَا َل َر ُ
سو ُل اس أ َ ْ
ص َوات َ ُه ْم ِبال ُّد َ ي اللَّهُ َ
ع ْنهُ قَا َلَ :رفَ َع النَّ ُ ض َ ْاَل َ ْش َع ِر ّ
ي ِ َر ِ
علَى أ َ ْنفُ ِس ُك ْم؛ فَإِنَّ ُك ْم َال ت َ ْدعُونَ أص َّم َو َال غَا ِئبًا،
اربَعُوا َاسْ ، اللَّ ِه ﷺ" :أَيُّ َها ال َّن ُ
يب" ْال َحد َ
ِيث س ِمي ٌع قَ ِر ٌ
عونَهُ َ ِ .إ َّن الَّذِي تَ ْد ُ
ع ْن
ض َ س ِم َع ا ْبنَهُ يَقُولُ :اللَّ ُه َّمِ ،إنِّي أ َ ْسأَلُ َك ْالقَ ْ
ص َر ْاَل َ ْب َي َ ع ْب َد َّ
الل ِه بْنَ ُمغَفَّ ٍل َ وأ َ َّن َ
ع ْذ بِ ِه ِمنَ النَّ ِ
ار؛ فَإ ِ ِنّي يَ ،س ِل اللَّهَ ْال َج َّنةََ ،و ُ ين ْال َج َّن ِة إِذَا َدخ َْلت ُ َها .فَقَا َل :يَا بُنَ َّ
يَ ِم ِ
س ُ
يكون في ه ِذ ِه اَل َّم ِة صلَّى اللَّهُ َ
علَ ْي ِه وسلم يقول" :إنَّه َ سو َل اللَّ ِه َ
س ِم ْعتُ َر ُ
َ
ُّعاء" .صححه اَللبانيهور والد ِ الط ِ.قو ٌم يعتَدونَ في َّ
156
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب َي ْخ ُر ُج نَ َباتُهُ ِبإ ِ ْذ ِن َر ِبّ ِه﴾ اآلية .في الصحيحين قَا َل ﴿و ْال َبلَ ُد َّ
الط ِّي ُ َوقَ ْولُهَُ :
ث ْال َك ِث ِ
ير سو ُل اللَّ ِه ﷺَ " :مثَ ُل َما بَ َعثَنِي اللَّهُ ِب ِه ِمنَ ْال ُه َدى َو ْال ِع ْل ِمَ ،ك َمث َ ِل ْالغَ ْي ِ َر ُ
ير. ب ْال َك ِث َت ْال َك َأل َ َو ْالعُ ْش َ ت ْال َما َء ،فَأ َ ْن َبت َ ِ
َت ِم ْن َها نَ ِقيَّةٌ َق ِب َل ِ
ضا ،فَ َكان ْاب أ َ ْر ً
ص َ أَ َ
سقَ ْوا
اس ،فَش َِربُوا َو َ ت ْال َما َء ،فَنَ َف َع اللَّهُ ِب َها ال َّن َ س َك ِِب أ َ ْم َ
َت ِم ْن َها أَ َجاد َ َو َكان ْ
ُ
ان َال ت ُ ْم ِسكُ َما ًء َو َال ت َ ْنبُتُي قِيعَ ٌ طائِ َفةً أ ْخ َرى ،إِ َّن َما ِه َ اب ِم ْن َها َ ص َعواَ .وأ َ َ َوزَ َر ُ
علَّمَ ،و َمث َ ُل َم ْنالل ِه َونَفَ َعهُ َما َب َعث َ ِني اللَّهُ ِب ِه ،فَ َعلم َو َ ِين َّفَذَ ِل َك َمث َ ُل َم ْن فَقُه ِفي د ِ
الل ِه الَّذِي أ ُ ْر ِس ْلتُ بِ ِهساَ .و َل ْم يَ ْقبَل ُه َدى َّ ".لَ ْم يَ ْرفَ ْع بِذَ ِل َك َرأْ ً
َّاس فِي ْاآل َي ِة :هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر
عب ٍَ .وقَا َل اب ُْن َ
قوله﴿ :لَقَ ۡد أ َ ۡر َس ۡلنَا نُو ًحا ِإلَ ٰى قَ ۡو ِم ِهۦ فَقَا َل َي ٰـقَ ۡو ِم ٱ ۡعبُد ۟
ُوا ٱ َّللهَ َما لَ ُكم ِّم ۡن ِإلَ ٰـ ٍه
علَ ْي ِه َما ال َّ
س َال ُم، َّاسَ :كانَ بَيْنَ آ َد َم ِإلَى زَ َم ِن نُ ٍ
وحَ ، عب ٍغ ۡي ُرهُۥۤ} قال عبد الله ابن َ
َ
ونُ ،كلُّ ُه ْم َ
علَى اْلسالم عش ََرة ُ قُ ُر ٍ
َ .
علَ ْي ِه ْم
صا ِل ِحينَ َماتُوا ،فَ َبنَى قَ ْو ُم ُه ْم َ صنَا ُم ،أ َ َّن َق ْو ًما َ ت ْاَل َ ْ َو َكانَ أ َ َّو ُل َما ُ
ع ِب َد ِ
ص َو َر أُولَ ِئ َك فِي َهاِ ،ليَت َ َذ َّك ُروا َحالَ ُه ْم َو ِعبَا َدت َ ُه ْمَ ،فيَت َ َشبَّ ُهوا
ص َّو ُروا ُ مساج َد َو َ
علَى تِ ْل َك ال ُّ
ص َو ِر .فَلَ َّما سادًا َ ص َو َر أَجْ َ انَ ،جعَلُوا تِ ْل َك ال ُّ الز َم ُ بِ ِه ْم .فَلَ َّما َ
طا َل َّ
"ودًّاصا ِل ِحينَ َ اء أُو َلئِ َك ال َّ
س َّم ْوهَا ِبأ َ ْس َم َِام َو َ
صن َ ع َبدُوا تِ ْل َك ْاَل َ ْ
ان َ ت َ َما َدى َّ
الز َم ُ
عا ويَغُوث َويَعُوق َو َنس َْرا
س َوا ً
".و ُ
َ
157
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿ولَقَ ْد َب َعثْنا في وقَ ْولُهُ لَ ُه ُم ﴿ا ْعبُدُوا اللَّهَ ما لَكم ِمن إلَ ٍه َ
غي ُْرهُ﴾ كما قال تعالىَ :
وت﴾
غ َ أن ا ْعبُدُوا اللَّهَ واجْ ت َ ِنبُوا ّ
الطا ُ وال ِ ُك ِّل أ ُ َّم ٍة َر ُ
س ً
ࣰ
عا ٌد ْاَلُولَى ،الَّذِينَ ذَ َك َر ُه ُم اللَّهُ
عا ٍد أَخَا ُه ۡم ُهود ٰۚا} َوهَؤُ َال ِء ُه ْم َ
﴿و ِإلَ ٰى َ قولهَ :
عا ِد ب ِْن إِ َر َم الَّذِينَ َكانُوا يَأ ْ ُوونَ إِلَى العَ َمد فِي ْالبَ ِ ّرَ ،ك َما قَا َل
تَعَالَى َو ُه ْم أ َ ْو َال ُد َ
ت ْال ِع َما ِد الَّتِي لَ ْم يُ ْخلَ ْق ِمثْلُ َها فِي
ْف فَ َع َل َربُّ َك ِب َعا ٍد ِإ َر َم ذَا ِ ت َ َعالَى﴿ :أَلَ ْم ت ََر َكي َ
ْالبِالدِ﴾ َوذَ ِل َك ِل ِش َّدةِ بَأ ْ ِس ِه ْم َوقُ َّوتِ ِه ْمَ ،ك َما َقا َل ت َ َعالَى﴿ :فَأ َ َّما َ
عا ٌد فَا ْست َ ْكبَ ُروا فِي
ش ُّد ِمنَّا قُ َّوة ً أ َ َولَ ْم َي َر ْوا أ َ َّن اللَّهَ الَّذِي َخلَقَ ُه ْم ُه َو ض ِبغَي ِْر ْال َح ّ ِ
ق َوقَالُوا َم ْن أ َ َ اَلر ِ
ْ
أَ َ
ش ُّد ِم ْن ُه ْم قُ َّوة ً َو َكانُوا ِبآيَاتِنَا يَجْ َحدُونَ ﴾
قوله﴿ :قَالُوا أ َ ِجئْتَنَا ِلنَ ْعبُ َد اللَّ َه َوحْ َدهُ َونَذَ َر َما َكانَ َي ْعبُ ُد آ َبا ُؤنَا فَأ ْ ِتنَا ِب َما ت َ ِع ُدنَا ِإ ْن
واحدًا َّ
إن ار ِم ْن قُ َري ٍْش﴿ :أ َج َع َل اآل ِل َهةَ إلَ ًها ِ صا ِدقِينَ ﴾ َك َما قَا َل ْال ُكفَّ ُ ت ِمنَ ال َّ ُك ْن َ
جاب﴾
ع ٌ هَذا لَ َش ْي ٌء ُ
ط ْعنا دابِ َر الَّذِينَ َكذَّبُوا بِآياتِنا﴾ اآليَةَ .كما قال تعالى: قوله :قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وقَ َ
ظلَ ُموا وال َح ْم ُد ِل َّل ِه َربّ ِ العالَ ِمينَ ﴾
﴿.فَقُ ِط ُع دا ِب ُر القَ ْو ِم الَّذِينَ َ
158
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :وإلى ث َ ُمو َد أخاهم صا ِل ًحا قا َل يا َق ْو ِم ا ْعبُدُوا اللَّهَ ما لَكم ِمن إلَ ٍه َ
غي ُْرهُ﴾
.اَلية
ش ِام ِإلَى َوادِياز َوال َّ ورة ٌ فِي َما َبيْنَ ْال ِح َج ِ
سا ِكنُ ُه ْم َم ْش ُه َ
عادٍَ ،و َم َ َت ث َ ُمو ُد بَ ْع َد َ
َو َكان ْ
سا ِكنِ ِه ْمَ ،و ُه َو َذا ِه ٌ
ب علَى قُ َرا ُه ْم َو َم َسو ُل اللَّ ِه ﷺ َ ْالقُ َرى َو َما َح ْولَهَُ ،وقَ ْد َم َّر َر ُ
سنَةَ ِتس ٍ
ْع ِ .إلَى تَبُ َ
وك َ
وك ،نَزَ َل بِ ِه ُم ْال ِحجْ َر ِع ْن َد بُيُو ِ
ت علَى تَبُ َ سو ُل اللَّ ِه ﷺ بِالنَّ ِ
اس َ ولَ َّما نَزَ َل َر ُ
ب ِم ْن َها ث َ ُمودُ ،فَعَ َجنُوا ِم ْن َها ار الَّتِي َكان ْ
َت ت َ ْش َر ُ اس ِمنَ ْاآلبَ ِ ث َ ُمو َد ،فَا ْست َ ْسقَى النَّ ُ
ي ﷺ َفأ َ ْه َرقُوا ْالقُد َ
ُور صبُوا ِم ْن َها ْالقُد َ
ُور .فَأ َ َم َر ُه ُم النَّ ِب ُّ َ .ونَ َ
س ُه ْمَّ ،إال ْ
أن وقال كما في صحيح البخاري "ال ت َ ْد ُخلُوا َمساكِنَ الَّذِينَ َ
ظلَ ُموا أ ْنفُ َ
صي َب ُك ْم ِمثْ ُل ما أصا َب ُه ْم "ت َ ُكونُوا باكِينَ ْ ،
أن يُ ِ
160
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ ْي ِه ْم َ
عذَ ُ
اب الرجْ فَةُ فَأ َ ْ
ص َب ُحوا ِفي َدا ِر ِه ْم َجا ِث ِمينَ ﴾ َوقَ ِد اجْ ت َ َم َع َ قوله﴿ :فَأ َ َخ َذتْ ُه ُم َّ
ورةِ ض .فَقَا َل تعالى فِي ُ
س َ اء َو َرجْ فَةٌ ِمنَ ْاَل َ ْر ِ
س َم ِ ص ْي َحةٌ ِمنَ ال َّ
الظلَّ ِةَ ،و َ يَ ْو ِم ُّ
شعَ ْيبًا َوالَّذِينَ آ َمنُوا َمعَهُ بِ َرحْ َم ٍة ِمنَّا َوأ َ َخذَ ِ
ت ﴿ولَ َّما َجا َء أ َ ْم ُرنَا نَ َّج ْينَا ُ
" ُهودٍ" َ :
ار ِه ْم َجاثِ ِمينَ ﴾ ص ْي َحةُ فَأ َ ْ
ص َب ُحوا فِي ِد َي ِ الَّذِينَ َ
ظلَ ُموا ال َّ
اب الظلَّ ِة ِإنَّهُ َكانَ َ
عذَ َ اب يَ ْو ِم ُّ اء﴿ :فَ َكذَّبُوهُ فَأ َ َخذَ ُه ْم َ
عذَ ُ ورةِ ال ُّ
ش َع َر ِ س ََوقَا َل فِي ُ
ع ِظ ٍيم﴾
َي ْو ٍم َ
161
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت ِمنَ ﴿ولَ ْو أ َ َّن أَ ْه َل ْالقُ َرى آ َمنُوا َواتَّقَ ْوا لَفَتَحْ نَا َ
ع َل ْي ِه ْم بَ َر َكا ٍ َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
على َّ
الط ِري َق ِة ََل ْس َقيْناهم ﴿و َّأل ِو ا ْست َقا ُموا َ ض﴾ كما قا َل ت َعالىَ : اَلر ِ
اء َو ْ س َم ِ ال َّ
غ َدقًا ِ -لنَ ْفتِنَهم ِفي ِه﴾
ما ًء َ
﴿ولَ ِك ْن َكذَّبُوا فَأ َ َخ ْذنَا ُه ْم ِب َما َكانُوا َي ْك ِسبُونَ ﴾ كما قال تعالى﴿ :وما
قولهَ :
ير﴾ ت أ ْيدِيكم و َي ْعفُو َ
ع ْن َكثِ ٍ س َب ْ
صيبَ ٍة بِما َك َ
أصابَكم ِمن ُم ِ
:قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فَما كانُوا ِليُؤْ ِمنُوا بِما َكذَّبُوا ِمن قَ ْبلُ﴾ فيه تفسيران
162
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب س ُل ِب َ
س َب ِ أن َم ْعنى اآل َي ِة :فَما كانُوا ِليُؤْ ِمنُوا ِبما جا َءتْهم ِب ِه ُّ
الر ُ أحدهماّ :
غ اللَّهُ ع َل ْي ِه ْم .كما قال تعالى﴿ :فَلَ ّما زا ُ
غوا أزا َ ور َد َ ت َ ْكذِيبِ ِه ْم ِبال َح ّ ِ
ق َّأو َل ما َ
ار ُه ْم َك َما لَ ْم يُؤْ ِمنُوا ِب ِه أ َ َّو َل َم َّرةٍ
ص َ ﴿ونُقَ ِّل ُ
ب أ َ ْف ِئ َدت َ ُه ْم َوأَ ْب َ قُلُو َب ُه ْم﴾ وكقولهَ :
َونَذَ ُر ُه ْم فِي ُ
ط ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َم ُهونَ ﴾
﴿وأَ ْد ِخ ْل
اظ ِرينَ ﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
ع َي َدهُ فَإذا هي َبيْضا ُء ِللنّ ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿ونَزَ َ
سوءٍ ﴾
غي ِْر ُ يَ َد َك فِي َج ْيبِ َك ت َْخ ُرجْ بَ ْي َ
ضا َء ِم ْن َ
163
جامع التيسير في تعليقات التفسير
راء“
ش َع ِ ع ِلي ٌم﴾ وفي ”ال ُّ
ساح ٌر َإن هَذا َل ِ ع ْونَ َّ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قا َل ال َم َأل ُ ِمن قَ ْو ِم فِ ْر َ
ع ْونَ قا َل ِمثْ َل ما قا َل ال َم َأل ُ ِمن قَ ْو ِم ِه ،وذَ ِل َك في قَ ْو ِل ِه ت َعالى﴿ :قا َل ِل ْل َم َْل َّ
أن فِ ْر َ
ع ِلي ٌم﴾ إن هَذا َل ِ
ساح ٌر َ َح ْولَهُ َّ
اس وا ْست َْر َهبُوهم وجا ُءوا بِسِحْ ٍر قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فَلَ ّما ْألقَ ْوا َ
س َح ُروا أ ْعيُنَ النّ ِ
صيُّهم يُ َخيَّ ُل إ َل ْي ِه ِمن سِحْ ِر ِه ْم أنَّهاع ِظ ٍيم﴾ كما قال تعالى﴿ :فَإذا ِحبالُهم و ِع ِ َ
ق ما ت اَلعْلى ْ
وأل ِ س في نَ ْف ِس ِه ِخيفَةً ُموسى قُ ْلنا ال تَخ ْ
َف إنَّ َك أ ْن َ تَسْعى فَ ْأو َج َ
ْث ساح ٍر وال يُ ْف ِل ُح ال ّس ِ
اح ُر َحي ُ صنَعُوا إنَّما َ
صنَعُوا َك ْي ُد ِ في َي ِمي ِن َك ت َْل َق ْ
ف ما َ
أتى﴾ وفيه الحديث ان السحر من الكبائر
قَ ْولهِ ﴿ :إ َّن َه َذا لَ َم ْك ٌر َم َك ْرت ُ ُموهُ ِفي ْال َمدِينَ ِة ِلت ُ ْخ ِر ُجوا ِم ْن َها أ َ ْهلَ َها﴾ َكقَ ْو ِل ِه ِفي
سِحْ َر﴾علَّ َم ُك ُم ال ّ ْاآليَ ِة ْاَل ُ ْخ َرىِ ﴿ :إ َّنهُ لَ َك ِب ُ
ير ُك ُم الَّذِي َ
ص ِلّ َبنَّكم أجْ َمعِينَ ﴾
.قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ث ُ َّم ََل ُ
صلُبُهم فِي ِه ،ولَ ِك َّنهُ َب َّينَهُ في َم ْو ِ
ض ٍع ع َدهم ِبأنَّهم َي ْش ْي َء َّالذِي ت ََو َّ
لَ ْم يُ َب ِيّ ْن ُهنا ال َّ
﴿و ََل ُ َ
ص ِلّبَنَّكم في ُجذُوعِ النَّ ْخ ِل﴾ طهَ“ َ آخ ََرَ ،كقَ ْو ِل ِه في ” َ
164
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض
اَلر ِ قَ ْولُهُ﴿ :وقا َل ال َم َأل ُ ِمن قَ ْو ِم فِ ْر َ
ع ْونَ أتَذَ ُر ُموسى وقَ ْو َمهُ ِليُ ْف ِسدُوا في ْ
ويَذَ َر َك وآ ِل َهت ََك﴾
الربُو ِب َّيةَ َكما س ُرونَ في َم ْعنى وآ ِل َهت ََك ِل َك ْو ِن فِ ْر َ
ع ْونَ كانَ َي َّد ِعي ُّ اخت َ َل َ
ف ال ُمفَ ِ ّ ْ
ع ِل ْمتُ لَكم ِمن إلَ ٍه َ
غي ِْري ،وقَ ْو ِل ِه :أنا َربُّ ُك ُم فَ ِقي َلَ :م ْعنى وآ ِل َهت ََك: في قَ ْو ِل ِه :ما َ
ت إ َل ْي ِه .كما
صنا ٌم َي ْعبُدُها قَ ْو ُمهُ تَقَ ُّر ًبا إ َل ْي ِه َفنُ ِس َب ْ
أي و ِعبا َدت ََك ،و ِقي َل :كانَ لَهُ أ ْ
قال كفار قريش﴿ :ما نَ ْعبُدُهم ّإال ِليُقَ ِ ّربُونا إلى اللَّ ِه﴾
165
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب َخي ِْر ِه ْم وش ِ َّر ِه ْم هو ِمن ِع ْن ِد اللَّ ِه قَ ْولُهُ﴿ :أال إنَّما طائِ ُرهم ِع ْن َد اللَّ ِه﴾ ْ
أي َس َب ُ
ب ُموسى و َمن َم َعهُ .أو أن المعنى :نتيجة ذنوبهم عند الله ويجازيهم
س َب ِ لَي َ
ْس بِ َ
.عليها
ث « ِّ
الطيَ َرة ُ ِش ْر ٌك» صححه اَللباني .وفِي ال َحدِي ِ
ض
اَلر ِ
شارقَ ْ ﴿و ْأو َرثْنا القَ ْو َم الَّذِينَ كانُوا يُ ْست َ ْ
ض َعفُونَ َم ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
غاربها ،وقيل مصر ش ِام و َم ِشارق ال ّ غار َبها﴾ اآل َيةَ .أي َم ِ .و َم ِ
166
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ومنهُ قَ ْولُهُ
شونَهُ ِمنَ ال َجنّاتِِ ،أي ما كانُوا يَ ْع ِر ُ شونَ ﴾ ْ ﴿وما كانُوا يَ ْع ِر ُ
قولهَ :
غي َْر َم ْع ُروشاتٍ} و ِقي َلَ :م ْعنى
تو َ ت َم ْع ُروشا ٍت َعالى{ :وهو الَّذِي أ ْنشَأ َجنّا ٍ
شونَ يَ ْبنُونَ
.يَ ْع ِر ُ
167
جامع التيسير في تعليقات التفسير
نام لَهم
ص ٍ على قَ ْو ٍم َي ْع ُكفُونَ َ
على أ ْ ﴿وجاو ْزنا ِب َبنِي إسْرا ِئي َل ال َبحْ َر فَأت َْوا َ
َ قوله:
قالُوا يا ُموسى اجْ َع ْل لَنا إلَ ًها َكما لَهم آ ِل َهةٌ قا َل إنَّكم قَ ْو ٌم تَجْ َهلُونَ ﴾ وفي
مر بش َجرةٍ أن رسو َل الل ِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم ل َّما َ
خر َج إلى َخيْب َر َّ الحديث َّ
للمشركينَ يُقا ُل لها :ذاتُ أ َ ْنواطٍ ،يعلِّقونَ عليها أس ِلحت َهم .فقالوا :يا رسو َل
ي صلَّى اللهُ عليه
ذات أَ ْنواطٍ ،كما لهم ذاتُ أ َ ْنواطٍ .فقال النب ُّ
الل ِه ،اجعَ ْل لنا َ
سبْحانَ الل ِه ،هذا كما قال قو ُم موسى{ :اجْ َع ْل َلنَا ِإلَ ًها َك َما لَ ُه ْم آ ِل َهةٌ}
وسلَّ َمُ " :
سنَّةَ َمن كان قبلَكم" صححه اَللباني
.والذي نَ ْفسي بيَدِه ،لتر َكبُ َّن ُ
سو َل اللَّ ِه ﷺ قَ َرأ قَ ْو َلهُ -ت َعالى - قوله﴿ :فَلَ ّما ت َ َجلّى َر ُّبهُ﴾ َ
ع ْن أن ٍَسَّ « :
أن َر ُ
ص ِر ِه يُقَ ِلّ ُل ِم ْق َ
دار ف ِخ ْن َ
ط َر ِ ﴿فَلَ ّما ت َ َجلّى َربُّهُ﴾ فَ َو َ
ض َع إبْها َمهُ قَ ِريبًا ِمن َ
»الت َّ َج ِلّي
سبُحاتُ وجْ ِه ِه ما ا ْنت َ َهى شفَهُ َلَحْ َرقَ ْ
ت ُ "حجابُهُ النُّ ُ
ور ،لو َك َ وفي صحيح مسلم ِ
ص ُرهُ ِمن خ َْل ِق ِه
".إلَ ْي ِه بَ َ
ش ْيءٍ ﴾ في ما ِه َي ِة ْ
اَللواحِ أ ْقوا ٌل ﴿و َكتَبْنا لَهُ في ْ
اَللواحِ ِمن ُك ِّل َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
.والله أعلم بالصواب
168
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سأ ُ ِريكم َ
دار الفا ِسقِينَ ﴾ فِيها أ ْقوال .قَ ْولُهُ ت َعالىَ ﴿ :
.أ َحدُها :أنَّها َج َه َّن ُم
ع ْونَ وقَ ْو ِم ِهدار ِف ْر َ.والثّا ِني :أ َّنها ُ
صارعُ الفا ِسقِينَث :أنَّها َم ِ .والثّا ِل ُ
ࣰ ࣰ
ار﴾ ٰۚ َّ
سدا لهُۥ ُخ َو ٌ س ٰى ِم ُۢن َبعۡ ِد ِهۦ ِم ۡن ُح ِل ِيّ ِه ۡم ِع ۡجال َج َ
﴿وٱت َّ َخذَ قَ ۡو ُم ُمو َ قولهَ :
ار؟ أ َ ِو ا ْست َ َم َّر
ار لَحْ ًما َو َد ًما َلهُ ُخ َو ٌ
ص َ س ُرونَ فِي َهذَا ْالعِجْ ِل :ه َْل َ ف ْال ُمفَ ِ ّاخت َ َل َ
ْ
علَى َك ْو ِن ِه َم ْن ذَ َه ٍ
ب .وسيأتي تفصيل ذلك في سورة طه َ .
ع ِج ْلت ُ ْم أ َ ْم َر َربِّ ُك ْم﴾ ؟ يَقُولُ :ا ْستَ ْع َج ْلت ُ ْم َم ِجيئِي ِإ َل ْي ُك ْم ،أو إعْطاء
َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ َ
.الت َّ ْورا ِة
اَلل َوا َح َوأ َ َخذَ بِ َرأْ ِس أ َ ِخي ِه يَ ُج ُّرهُ ِإلَ ْي ِه﴾ َوفِي َهذَا َد َاللَةٌ َ
علَى َما ﴿وأ َ ْلقَى ْ
َوقَ ْولُهَُ :
ْس ْال َخ َب ُر َك ْال ُم َعا َي َن ِة" صححه اَللباني
َ .جا َء ِفي ْال َحدِيثِ" :لَي َ
169
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صر فِي نَ ْهيِ ِه ْمَ ،ك َما ﴿وأ َ َخذَ بِ َرأْ ِس أَ ِخي ِه يَ ُج ُّرهُ ِإلَ ْي ِه﴾ خ َْوفًا أ َ ْن يَ ُكونَ قَ ْد قَ َّ
َوقَ ْولُهَُ :
ضلُّوا أَال تَتَّ ِب َع ِن
ون َما َمنَ َع َك ِإ ْذ َرأ َ ْيت َ ُه ْم َ قَا َل ِفي ْاآل َي ِة ْاَل ُ ْخ َرى﴿ :قَا َل َيا ه ُ
َار ُ
ْت أ َ ْم ِريَ .قا َل يَا ا ْبنَ أ ُ َّم َال ت َأْ ُخ ْذ ِبلِحْ يَتِي َوال ِب َرأْ ِسي ِإنِّي َخ ِشيتُ أ َ ْن أَفَ َع َ
صي َ
ص َّر َح َّ
اللهُ ت َعالى بِبَرا َءتِ ِه ت َقُو َل فَ َّر ْق َ
ت بَيْنَ َبنِي إِس َْرائِي َل َولَ ْم ت َْرقُبْ قَ ْو ِلي﴾ و َ
ِ :بقَ ْو ِل ِه
الرحْ َم ُن فاتَّبِعُونِي ون ِمن قَ ْب ُل ياقَ ْو ِم إنَّما فُتِ ْنت ُ ْم بِ ِه َّ
وإن َربَّ ُك ُم َّ ﴿ولَقَ ْد قا َل لَهم ُ
هار ُ َ
وأطيعُوا ْأم ِري﴾
ِ
ب ِمن َر ِبّ ِه ْم وذ َِّلةٌ في ال َحيا ِة ال ُّد ْنياض ٌ غ َ إن الَّذِينَ اتَّ َخذُوا العِجْ َل َ
س َينالُهم َ قولهَّ ﴿ :
ب َّالذِي نَا َل َبنِي ِإس َْرائِي َل فِي ِعبَا َدةِ و َكذَ ِل َك نَجْ ِزي ال ُم ْفت َِرينَ ﴾ أ َ َّما ْالغَ َ
ض ُ
ضاَ ،ك َما ْالعِجْ ِل ،فَ ُه َو أ َ َّن اللَّهَ تَعَالَى لَ ْم يَ ْقبَ ْل لَ ُه ْم ت َْوبَةًَ ،حتَّى َقت َل بَ ْع ُ
ض ُه ْم بَ ْع ً
س ُك ْم ذَ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَ ُك ْم ِع ْن َد ور ِة ْال َبقَ َر ِة﴿ :فَتُوبُوا ِإلَى َب ِ
ار ِئ ُك ْم فَا ْقتُلُوا أَ ْنفُ َ س َتَقَد ََّم ِفي ُ
الر ِحي ُم﴾ علَ ْي ُك ْم ِإنَّهُ ُه َو الت َّ َّو ُ
اب َّ ارئِ ُك ْم فَت َ
َاب َ بَ ِ
170
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
ُ ۡ َ ۤ ّ
س ۡب ِعينَ َر ُجال ِل ِميقَ ٰـتِنَا فَلَ َّما أ َخذَت ُه ُم ٱ َّ
لر ۡجفَة قَا َل س ٰى قَ ۡو َمهُۥ ََار ُمو َ ﴿وٱ ۡخت َ قولهَ :
سفَ َه ۤا ُء ِمنَّ ۤاۤ﴾ قيلَ :فلَ َّما ت أَ ۡهلَ ۡكت َ ُهم ِّمن َق ۡب ُل َو ِإيَّ ٰـ َ
ی أَتُهۡ ِل ُكنَا بِ َما فَ َع َل ٱل ُّ َربّ ِ لَ ۡو ِش ۡئ َ
أَت َْوا ذَ ِل َك ْال َم َكانَ قَالُوا :لَ ْن نُؤْ ِمنَ لَ َك َيا ُمو َ
سى َحتَّى ن ََرى اللَّ َه َج ْه َرةً ،فَإِنَّ َك قَ ْد
َ .كلَّ ْمتَهُ ،فأرناه .فأخذتهم ال َّ
صا ِعقَةُ فَ َماتُوا
الرجْ فَةُ َِلَنَّ ُه ْم لَ ْم
َّاس َو ُم َجا ِه ٌد َو َقت َا َدة ُ َواب ُْن ُج َريْج :إِنَّ َما أ َ َخ َذتْ ُه ُم َّعب ٍ َوقَا َل اب ُْن َ
.يُزَ ا ِيلُوا قَ ْو َم ُه ْم ِفي ِع َبا َد ِت ِه ُم ْالعِجْ َلَ ،و َال َن ْه َو ُه ْم
ش ُمو ِل َو ْالعُ ُم ِ
وم، َيءٍ ﴾ آيَةٌ َ
ع ِظي َمةُ ال ُّ ت ُك َّل ش ْ َوقَ ْولُهُ تَعَا َلىَ :
﴿و َرحْ َمتِي َو ِسعَ ْ
ت ُك َّل ع ْن َح َملة ْال َع ْر ِش َو َم ْن َح ْولَهُ أَنَّ ُه ْم َيقُولُونَ َ :
﴿ربَّنَا َو ِس ْع َ َكقَ ْو ِل ِه ِإ ْخ َب ً
ارا َ
ش ْيءٍ َرحْ َمةً َو ِع ْل ًما﴾
َ
ع َّز َو َج َّلِ ،مائَةَ َرحْ َمةٍ ،فَ ِم ْن َها َرحْ َمةٌ
ي ِ ﷺ قَا َلِ " :إ ْن ِللَّ ِه َ
ع ِن النَّ ِب ّ
وفي الحديث َ
علَى أ َ ْو َال ِدهَاَ ،وأ َ َّخ َر ِت ْس ًعا َوتِ ْسعِينَ ف ْال ُو ُح ُ
وش َ يتراح ُم ِب َها ْالخ َْل ُقَ ،و ِب َها ت َ ْع ِط ُ
.إِلَى يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة" رواه مسلم
171
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي ِ َو ْال َع َج ِم ّ
يِ، اب ِل ْألَحْ َم ِر َو ْاَلَس َْودَِ ،و ْال َع َر ِب ّ
ط ٌ قوله﴿ :قُ ْل َيا أَيُّ َها ال َّن ُ
اس﴾ َو َه َذا ِخ َ
ش ِهي ٌد بَ ْينِي َوبَ ْينَ ُك ْم الل ِه ِإ َل ْي ُك ْم َج ِميعًا﴾ َك َما قَا َل تَ َعالَى﴿ :قُ ِل َّ
اللهُ َ سو ُل َّ ﴿ ِإ ِنّي َر ُ
َبار َك َّالذِي ن ََّز َل ي َهذَا ْالقُ ْر ُ
آن َل ْنذ َِر ُك ْم ِب ِه َو َم ْن َبلَغَ﴾ وقال ت َعالى﴿ :ت َ ي ِإلَ َّ َوأ ُ ِ
وح َ
ع ْب ِد ِه ِليَ ُكونَ ِل ْلعالَ ِمينَ نَذ ً
ِيرا﴾ على َ الفُ ْرقانَ َ
صةً وبُ ِعثْتُ إلى ال َّن ِ
اس ي يُ ْبعَ ُ
ث إلى قَ ْو ِم ِه خَا َّ وفي الصحيحين "وكانَ النب ُّ
عا َّمةً
"َ .
اك ٱ ۡل َح َج َر
ص َض ِرب ِبّ َع َ {وأ َ ۡو َح ۡين َۤا ِإلَ ٰى ُمو َ
س ٰۤى ِإ ِذ ٱ ۡست َۡسقَ ٰىهُ َق ۡو ُمهُۥۤ أ َ ِن ٱ ۡ قولهَ :
ࣰ
ع ۡين} فَٱ ُۢنبَ َج َس ۡت ِم ۡنهُ ٱ ۡثنَت َا َ
ع ۡش َرةَ َ
ور ِة ْال َبقَ َرة ُ و ِه َ
ي َم َد ِنيَّةٌ ،و َه ِذ ِه س َ ص ِة ْال َم ْذ ُك َ
ور ِة ِفي ُ ش ِبي َهةٌ ِب ْال ِق َّ
صةُ َ َو َه ِذ ِه ْال ِق َّ
ورة ُ َم ِ ّكيَّةٌ س َ .ال ُّ
ع ْينًا﴾ َو ُه َو أ َ َّو ُل ِاال ْن ِف َج ِ
ار، ت ِم ْنهُ اثْنَت َا َ
ع ْش َرة َ َ فأ َ ْخبَ َر هَا ُهنَا ﴿ َفا ْنبَ َج َ
س ْ
ار بُقُو ِل ِه﴿ :فَٱنفَ َج َر ۡت ِم ۡنهُ ٱ ۡث َنت َا َوأ َ ْخ َب َر ُهن َ
َاك ِب َما آ َل ِإ َل ْي ِه ْاَل َ ْم ُر ِ
آخ ًرا َو ُه َو ِاال ْن ِف َج ُ
ࣰ
اك ُهن َ
َاك َ
اس هَا ُهنَاَ ،وذ َ ْ ْ
ب ِذك َر ِاالنبِ َج ِ س َ ع ۡش َرة َ َ
ع ۡينا﴾ َفنَا َ َ .
172
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣱ
طة ث ِش ۡئت ُ ۡم َوقُولُ ۟
وا ِح َّ وا َه ٰـ ِذ ِه ٱ ۡلقَ ۡر َيةَ َو ُكلُ ۟
وا ِم ۡن َها َح ۡي ُ {و ِإ ۡذ قِي َل لَ ُه ُم ٱ ۡس ُكنُ ۟
وقولهَ :
ࣰ
س َّجدا نَّ ۡغ ِف ۡر لَ ُك ۡم خ ِ
َط ۤيـَٔ ٰـتِ ُك ٰۡۚم} اب ُوا ٱ ۡلبَ ََوٱ ۡد ُخلُ ۟
طةٌ}.س َّجدًا وقُولوا ِح َّ الباب ُ
َ وفي الصحيحين "قي َل ِل َب ِني إسْرا ِئي َل{ :ا ْد ُخلُوا
طةٌَ ،حبَّةٌ في َ
ش َع َر ٍة "فَ َد َخلُوا يَ ْز َحفُونَ علَى أسْتا ِه ِه ْم ،فَبَ َّدلُوا ،وقالواِ :ح َّ
173
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض ،بعد
اَلر ِ ض أ ُ َم ًما﴾ ْ
أي فَ َّر ْقنا َب ِني إسْرا ِئي َل في ْ اَلر ِ قوله﴿ :وقَ َّ
ط ْعناهم في ْ
عدوا
.أن سلطنا عليهم ّ
174
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض َوات َّ َب َع ه ََواهُ﴾ كما ﴿ولَ ْو ِشئْنَا لَ َرفَ ْعنَاهُ ِب َها َولَ ِك َّنهُ أ َ ْخلَ َد ِإلَى ْ
اَلر ِ َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
"إن اللَّهَ يَ ْر َف ُع بهذا ال ِكتَا ِ
ب في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب َّ
".أ َ ْق َوا ًماَ ،و َي َ
ض ُع به آخ َِرينَ
175
جامع التيسير في تعليقات التفسير
176
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص َرة ً فِي ال ِت ّ ْس َع ِة َوال ِتّ ْسعِينَ ِب َد ِلي ِل َما ث ُ َّم ِليُ ْعلَ ْم أ َ َّن ْاَل َ ْس َما َء ْال ُح ْسنَى لَ ْي َس ْ
ت ُم ْن َح ِ
ي اللَّهُ َ
ع ْنهَُ ،
ع ْن ض َ ع ْب ِد َّ
الل ِه ب ِْن َم ْسعُودٍَ ،ر ِ اْل َما ُم أَحْ َم ُد فِي ُم ْسنَ ِد ِهَ ،
ع ْن َ َر َواهُ ْ ِ
ط َه ٌّم َو َال ُح ْز ٌن فَقَا َل :اللَّ ُه َّم ِإ ِنّي
اب أ َ َحدًا قَ ُّ
ص َسو ِل اللَّ ِه ﷺ أَنَّهُ قَا َلَ " :ما أَ َ
َر ُ
ي ُح ْك ُم َكَ ،
ع ْد ٌل ِف َّ
ي اض فِ َّ ِكَ ،م ٍ َاصيَتِي ِبيَد َِك ،اب ُْن أ َ َمتِ ِك ،ن ِ ع ْبد ِ ع ْبد َُك ،اب ُْن َ َ
س َك ،أ َ ْو أ َ ْعلَ ْمت َهُ أ َ َحدًا َم ْن خ َْل ِق َك، ْت بِ ِه نَ ْف َ ضا ُؤ َك ،أ َ ْسأَلُ َك بِ ُك ِّل اس ٍْم ُه َو لَ َك َ
س َّمي َ قَ َ
ب ِع ْن َد َك "،الحديث صححه ت ِب ِه ِفي ِع ْل ِم ْالغَ ْي ِأ َ ْو أ َ ْنزَ ْلتَهُ ِفي ِكت َا ِب َك ،أ َ ِو ا ْست َأْث َ ْر َ
.اَللباني
ْث َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ َو َم ْعنَاهُ:﴿والَّذِينَ َك َّذبُوا ِبآيَا ِتنَا َسنَ ْستَ ْد ِر ُج ُه ْم ِم ْن َحي ُ
قوله :تَعَالَىَ :
اش ِفي ال ُّد ْن َياَ ،حتَّى َي ْغت َُّروا ِب َما ُه ْمق َو ُو ُجوهَ ْال َم َع ِ الر ْز ِ أَنَّهُ َي ْفت َ ُح لَ ُه ْم أَب َْو َ
اب ِ ّ
علَ ْي ِه ْم أَب َْو َ
اب ُك ِّل َ
ش ْيءٍ سوا َما ذُ ِ ّك ُروا بِ ِه َفتَحْ نَا َ فِي ِهَ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَى﴿ :فَلَ َّما نَ ُ
سونَ ﴾ َحتَّى إِذَا فَ ِر ُحوا بِ َما أُوتُوا أ َ َخ ْذنَا ُه ْم بَ ْغتَةً َفإِذَا ُه ْم ُم ْب ِل ُ
177
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣱ
اح ِب ِهم ِّمن ِجنَّ ٰۚ ٍة ِإ ۡن ُه َو ِإ َّال نَ ِذير ُّم ِبي ٌن﴾ َك َما َقا َل
ص ِ وا ٰۗۤ َما ِب َ قوله﴿ :أ َ َولَ ۡم َيتَفَ َّك ُر ۟
اح َدةٍ أ َ ْن تَقُو ُموا ِللَّ ِه َمثْنَى َوفُ َرا َدى ث ُ َّم تَتَفَ َّك ُروا َما ت َ َعالَى﴿ :قُ ْل ِإنَّ َما أ َ ِع ُ
ظ ُك ْم بِ َو ِ
شدِيدٍ﴾ عذَا ٍ
ب َ ِير لَ ُك ْم َبيْنَ َي َد ْ
ي َ اح ِب ُك ْم ِم ْن ِجنَّ ٍة ِإ ْن ُه َو ِإال نَذ ٌ
ص ِِب َ
ض﴾
اَلر ِ
ت َو ْ
س َم َاوا ِ قوله﴿ :ثَقُ َل ْ
ت فِي ال َّ
ت
س َم َاوا ِ يرَ ،ر ِح َمهُ اللَّهُ :أ َ َّن ْال ُم َرا َد :ثَقُ َل ِع ْل ُم َو ْقتِ َها َ
علَى أَ ْه ِل ال َّ َار اب ُْن َج ِر ٍ ْ
اخت َ
.و ْاَل َ ْر ِ
ض َ
ࣰ
ض ًّرا إِ َّال َما ش َۤا َء ٱللَّ ٰۚهُ
}قوله﴿ :قُل َّ ۤال أ َ ۡم ِلكُ ِلن َۡف ِسی ن َۡفعا َو َال َ
ت ال أ ُ ْغنِي َ
ع ْن ِك س ِلينِي بما ِشئْ ِ ت َرسو ِل الل ِهَ ، فاط َمةُ ب ْن َ
وفي الصحيحين "يا ِ
".منَ الل ِه شيئًا
ِ
178
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ْب ال ْست َ ْكث َ ْرتُ ِمنَ ْال َخي ِْر﴾ قال بعض المفسرين:
﴿ولَ ْو ُك ْنتُ أ َ ْعلَ ُم ْالغَي َ
َوقَ ْولُهَُ :
يِ :منَ ْال َما ِل .وقيل :أي لَ ْو ُك ْنتُ أ َ ْعلَ ُم َمت َى أ َ ُموتُ .أ َ ْ
179
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
ش ْيئًا َو ُه ْم يُ ْخلَقُونَ َو َال َي ۡست َِطيعُونَ لَ ُه ۡم نَصۡ را َو َ ۤال
قوله﴿ :أَيُ ْش ِر ُكونَ َما َال َي ْخلُ ُق َ
ب َمث َ ٌل فَا ْست َِمعُوا َلهُ ِإ َّن
ض ِر َ
اس ُ ص ُرونَ ﴾ أ َك َما قَا َل ت َ َعالَى﴿ :يَا أ َ ُّي َها النَّ ُ أَنفُ َ
س ُه ۡم َين ُ
ُون اللَّ ِه لَ ْن َي ْخلُقُوا ذُ َبا ًبا َولَ ِو اجْ ت َ َمعُوا لَهُ﴾ اآلية .الَّذِينَ ت َ ْدعُونَ ِم ْن د ِ
سوءٍ َ ،ك َما َكانَ ْال َخ ِليلَُ ،
علَ ْي ِه ال َّ
ص َالة ُ ص ُرونَ ِم َّم ْن أ َ َرا َد ُه ْم ِب ُ
َو َال َِل َ ْنفُ ِس ِه ْم يَ ْن ُ
َام قَ ْو ِم ِه ويهينُها غَا َيةَ ْ ِ
اْلهَانَ ِة ،قَا َل تَعَالَىَ ﴿ :ف َجعَلَ ُه ْم ُجذَا ًذا س َال ُم ،يَ ْك ِس ُر أَ ْ
صن َ َوال َّ
يرا لَ ُه ْم لَ َعلَّ ُه ْم ِإلَ ْي ِه َي ْر ِجعُونَ ﴾
ِإال َك ِب ً
ي اللَّهُ َ
ع ْن ُه َما - ض َ ع ْم ِرو ب ِْن ْال َج ُموحِ َو ُم َعاذُ ب ُْن َجبَ ٍلَ ،ر ِ َو َك َما َكانَ ُم َعاذُ ب ُْن َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺ ْال َمدِي َنةَ -فَ َكانَا يَ ْعد َُو ِ
ان فِي اللَّ ْي ِل َو َكانَا شَا َّبي ِْن قَ ْد أَ ْسلَ َما لَ َّما قَد َِم َر ُ
صن َِام ْال ُم ْش ِركِينَ َي ْك ِس َرانِ َها ...القصة
علَى أ َ ْ
َ .
181
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ِلي ٌم﴾ وفي صحيح ان نزغٌ فَا ْست َ ِع ْذ ِباللَّ ِه ِإنَّهُ َ
س ِمي ٌع َ ط ِغنَّ َك ِمنَ ال َّش ْي َ
﴿و ِإ َّما َينز َ
َ
صلَّى
يِ َ البخاري من حديث سليمان بن صرد قال :ا ْستَبَّ َر ُج َال ِن ِع ْن َد النب ّ
اح َبهُُ ،م ْغ َ
ض ًبا قَ ِد احْ َم َّر ص ِ سبُّ َ وس ،وأ َ َح ُد ُهما َي ُ اللهُ عليه َّ
وسل َم ونَحْ ُن ِع ْن َدهُ ُجلُ ٌ
َبصلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم" :إنِّي ََل َ ْعلَ ُم َك ِل َمةً ،لو قالَ َها َلذَه َ ي َ وجْ ُههُ ،فَقا َل النب ُّ
لر ُج ِلَ :أال تَ ْس َم ُع
الر ِج ِيم فَقالوا ِل َّ ان َّ
ط ِ عوذُ باللَّ ِه ِمنَ ال َّش ْي َ
ع ْنه ما يَ ِجدُ ،لو قا َل :أ ُ
وسل َم؟ قا َل :إ ِنّي َل ْستُ ب َمجْ نُ ٍ
ون صلَّى اللهُ عليه َّ ي َ ".ما يقو ُل النب ُّ
س ْأل َ
ت ت آيَةً و َ قوله﴿ :وإذا لَ ْم ت َأْتِ ِه ْم بِآيَ ٍة قالُوا لَ ْوال اجْ تَبَ ْيت َها﴾ أي :ه َّال ْ
اخت َْر َ
أن يُ ْع ِط َي َكها ،أو ه َّال ا ْفت َ َع ْلت َها وأَحْ َدثْت َ َها ِمن ِت ْل ِ
قاء نَ ْف ِس َك .رب ََّك ْ
َ
نصت ُ ۟
وا لَعَلَّ ُك ۡم ت ُ ۡر َح ُمونَ ﴾ أ َ َم َر تَعَالَى وا لَهُۥ َوأ َ ِ ئ ٱ ۡلقُ ۡر َء ُ
ان فَٱ ۡست َِمعُ ۟ ﴿وإِذَا قُ ِر َ
قولهَ :
ظا ًما لَهُ َواحْ تِ َرا ًماَ ،ال َك َما َكانَ َي ْعت َِم ُدهُ ُك َّف ُ
ار القرآن ِإ ْع َ
ِ ت ِع ْن َد تِ َال َو ِ
ت ِب ْ ِ
اْل ْن َ
صا ِ
آن َو ْالغ َْوا فِي ِه لَ َعلَّ ُك ْم
﴿ال ت َ ْس َمعُوا ِل َهذَا ْالقُ ْر ِ
قُ َري ٍْش ْال ُم ْش ِر ُكونَ فِي قَ ْو ِل ِه ْمَ :
ت َ ْغ ِلبُونَ ﴾
182
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْن ِعبَا َدتِ ِه َويُ َسبِّ ُحو َنهُ َولَهُ يَ ْس ُجدُونَ ﴾ قوله﴿ :إِ َّن الَّذِينَ ِع ْن َد َربِّ َك َال َي ْست َ ْكبِ ُرونَ َ
ف ْال َم َالئِ َكةُ ِع ْن َد َر ِبّ َها، َك َما َجا َء فِي صحيح مسلم" :أ َ َال ت ُ َ
صفُّونَ َك َما ت ُ َ
ص ُّ
ف
ص ِّ
صون فِي ال َّ
اَلول ،ويت َرا ُّ
وف َ صف ُ َ
"يُتِ ُّمونَ ال ُّ
183
جامع التيسير في تعليقات التفسير
184
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي َم َدنِيَّةٌ
َو ِه َ
185
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ش ِهدْتُ َم َعهُ َب ْد ًرا، ي ِ ﷺ ،فَ َت قَا َل :خ ََرجْ نَا َم َع النَّ ِب ّ ام ِ
ص ِ ع َبا َدةَ ب ِْن ال َّ ع ْن ُ
الثانيَ :
طائِفَةٌ فِي آثَ ِ
ار ِه ْم يَ ْه ِز ُمونَ ت َ اس ،فَ َهزَ َم اللَّهُ ت َ َعالَى ْال َعد َُّو ،فَا ْن َ
طلَقَ ْ فَ ْالتَقَى النَّ ُ
طا ِئفَةٌ علَى ْال َع ْس َك ِر َيحْ ُوونَهُ َو َيجْ َمعُونَهَُ .وأَحْ َدقَ ْ
ت َ طا ِئفَةٌ َ َو َي ْقتُلُونَ َ ،وأ َ َكب ْ
َّت َ
اس يب ْال َعد ُُّو ِم ْنهُ ِغ َّرةًَ ،حتَّى ِإذَا َكانَ َّ
الل ْيلَُ ،وفَا َء النَّ ُ ص ُ سو ِل َّ
الل ِه ﷺ َال يُ ِ ِب َر ُ
ض ،قَا َل الَّذِينَ َج َمعُوا ْال َغنَائِ َم :نَحْ ُن َح َو ْينَاهَاَ ،فلَي َ
ْس َِل َ َح ٍد ِفي َها ض ُه ْم إِلَى بَ ْع ٍ
بَ ْع ُ
ب ْال َعد ّ ُِو :لَ ْست ُ ْم ِبأ َ َح َّق ِب ِه ِم َّنا ،نَحْ ُن َمنَ ْعنَا يبَ .وقَا َل الَّذِينَ خ ََر ُجوا ِفي َ
ط َل ِ َص ٌ ن ِ
سو ِل اللَّ ِه ﷺ :لَ ْست ُ ْم بِأ َ َح َّق ِمنَّا، ع ْن َها ْال َعد َُّو َوهَزَ ْمنَا ُه ْمَ .وقَا َل الَّذِينَ أَحْ َدقُوا بِ َر ُ
َ
يب ْالعَد ُُّو ِم ْنهُ ِغ َّرةً ،فَا ْشتَغ َْلنَا ِب ِه،
ص َسو ِل اللَّ ِه ﷺَ ،و ِخ ْفنَا أ َ ْن يُ ِ
نَحْ ُن أَحْ َد ْقنَا بِ َر ُ
سو ِل فَاتَّقُوا اللَّهَ َوأَ ْ
ص ِل ُحوا ع ِن اَل ْنفَا ِل قُ ِل اَل ْنفَا ُل ِللَّ ِه َو َّ
الر ُ تَ ﴿ :ي ْسأَلُون ََك َ
فَنَزَ لَ ْ
ات َب ْينِ ُك ْم﴾
ذَ َ
علَ ْي ِه ْم آيَاتُهُ زَ ا َدتْ ُه ْم ِإي َمانًا﴾ َق ِد ا ْست َ َد َّل العلماء بِ َه ِذ ِه ْاآليَ ِة
ت َ َوقَ ْولُهَُ :
﴿و ِإذَا ت ُ ِل َي ْ
َب أهل بَ ،ك َما ُه َو َم ْذه ُ ض ِل ِه فِي ْالقُلُو ِ ان َوتَفَا ُ علَى ِز َيا َدةِ ْ ِ
اْلي َم ِ َوأ َ ْشبَا ِه َهاَ ،
.السنة والجماعة
186
جامع التيسير في تعليقات التفسير
والثّا ِني :أنَّها ُمت َ َع ِلّقَةٌ ِبقَ ْو ِل ِه﴿ :يُجا ِدلُون ََك﴾
187
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿ويَ ْق َ
ط َع دابِ َر الكافِ ِرينَ ﴾
كما قال تعالى﴿ :فَقُ ِط َع دا ِب ُر القَ ْو ِم الَّذِينَ َ
ظلَ ُموا﴾
ت لَ ْم عهدك َو َو ْع َد َك ،اللَّ ُه َّم ِإ ْن ِشئْ َ شد َُك َسو ُل اللَّ ِه ﷺ يَ ْو َم بَ ْد ٍر" :اللَّ ُه َّم أ َ ْن ُ
وقَا َل َر ُ
سيُ ْهزَ ُم ْال َج ْم ُع ت ُ ْع َبد" ،فَأ َ َخذَ أَبُو َب ْك ٍر ِب َي ِد ِه ،فَقَا َلَ :ح ْسبُ َك! فَخ ََر َج َو ُه َو َيقُولَُ ﴿ :
َويُ َولُّونَ ال ُّدبُ َر﴾
َّاس َقا َلَ :ب ْينَا َر ُج ٌل ِمنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ يَ ْشت َ ُّد فِي أَث َ ِر َر ُج ٍل ِمنَ
عب ٍ وعن ابْن َ
ار ِس يَقُولُ" :أ َ ْق ِد ْم وصوت ْالفَ ِ
َ س ْو ِط فَ ْوقَهُ،ض ْربَةً بِال َّ
س ِم َع َ ْال ُم ْش ِركِينَ أ َ َما َمهُ ،إِ ْذ َ
ظ َر ِإلَى ْال ُم ْش ِر ِك أ َ َما َمهُ ،فَ َخ َّر ُم ْست َْل ِقيًا قَا َلَ :فنَ َ
ظ َر ِإلَ ْي ِه ،فَإ ِ َذا ُه َو قَ ْد َحي ُْزوم ِإ ْذ َن َ
ض َّر ذَ ِل َك أَجْ َم ُعَ ،ف َجا َء س ْو ِط ،فَ ْ
اخ َ ش َّق َوجْ ُههُ َك َ
ض ْربَ ِة ال َّ ُخ ِطم أ َ ْنفُهُ ،و ُ
اء "صدقتَ ،ذ ِل َك ِم ْن َم َدد ال َّ
س َم ِ َ سو َل َّ
الل ِه ﷺَ ،ف َقا َل: َّث َذ ِل َك َر ُ
ي َف َحد َ
ار ُّ
ص ِ ْاَل َ ْن َ
"الثَّا ِلث َ ِة
ع ْن أ َ ِبي ِه َ -و َكانَ أَبُوهُ ِم ْن أَ ْه ِل َب ْد ٍر - ع ْن ُم َعا ِذ ب ِْن ِرفاعة ب ِْن َرا ِفعٍ ُّ
الز َرقيَ ، و َ
ي ِ ﷺ فَقَا َلَ :ما تَعُ ُّدونَ أ َ ْه َل بَ ْد ٍر فِي ُك ْم؟ َقا َلِ " :م ْنقَا َلَ :جا َء جبريل ِإلَى النَّبِ ّ
ش ِه َد بَ ْد ًرا ِمنَ ْال َم َالئِ َك ِة" ض ِل ْال ُم ْس ِل ِمينَ " -أ َ ْو َك ِل َمةً نَحْ َوهَا -قَا َلَ :
"و َكذَ ِل َك َم ْن َ أ َ ْف َ
.رواه البخاري
189
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يِ :م ْن ط ِ ّه َر ُك ْم بِ ِه﴾ قال ابن كثير أَ ْ اء َما ًء ِليُ َ
س َم ِ ع َل ْي ُك ْم ِمنَ ال َّ
﴿ويُنز ُل َ َوقَ ْولُهَُ :
ان﴾ط ِ ع ْن ُك ْم ِرجْ زَ ال َّش ْي َ ﴿ويُ ْذ ِه َ
ب َ ير َّ
الظا ِه ِر َ صغ ََر أ َ ْو أ َ ْك َب َرَ ،و ُه َو ت َْط ِه ُث أَ ْ
َح َد ٍ
ير ْالبَ ِ
اط ِن، سيِّ ٍئَ ،و ُه َو ت ْ
َط ِه ُ س ٍة أ َ ْو خ ِ
َاط ٍر َ أَ ْ
يِ :م ْن َوس َْو َ
اءَ ،و ُه َو علَى ُم َجالَ َدةِ ْاَل َ ْع َد ِ
اْل ْق َد ِام َ
صب ِْر َو ْ ِ
ي :بِال َّ علَى قُلُوبِ ُك ْم﴾ أ َ ْط َ ﴿و ِليَ ْر ِب َ
َ
الظا ِه ِر ،واللَّهُ أ َ ْع َل ُم عةُ َّ ت ِب ِه اَل ْق َد َام﴾ َو ُه َو َ
ش َجا َ ﴿ويُث َ ِّب َ
اط ِنَ ، عةُ ْال َب ِ
ش َجا َ َ .
ت َه ِذ ِه ْاآل َيةُ قولهِ ﴿ :إذَا لَ ِقيت ُ ُم الَّذِينَ َكفَ ُروا زَ حْ فًا فَال ت ُ َولُّو ُه ُم اَل ْد َب َ
ار﴾ قيل :نَزَ َل ْ
.فِي يَ ْو ِم َب ْد ٍر ،والصواب أنها عامة ومحكمة
يرة ٌ ِمنَ ب ِم ْن َه ِذ ِه ْاَل َ ْسبَا ِ
ب ،فَإ ِ َّنهُ َح َرا ٌم َو َك ِب َ ع ْن َسبَ ٍ
ار َال َ فَأ َ َّما إِ ْن َكانَ ْال ِف َر ُ
ي َّ
اللهُ ض َ ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرةََ ،ر ِ يح ِه َما َ
ص ِح ِ ي َو ُم ْس ِل ٌم ِفي َ ْال َك َبا ِئ ِرِ ،ل َما َر َواهُ ْالبُخ ِ
َار ُّ
سو َل س ْب َع ْال ُموبِقَاتِ" .قِي َل :يَا َر ُ سو ُل اللَّ ِه ﷺ" :اجْ تَنِبُوا ال َّ ع ْنهَُ ،قا َل :قَا َل َر ُ َ
ش ْركُ ِباللَّ ِهَ ،وال ّسِحْ ُرَ ،وقَتْ ُل النَّ ْف ِس َّالتِي َح َّر َم اللَّهُ ِإ َّال
اللَّ ِهَ ،و َما ُه َّن؟ قَا َل" :ال ِ ّ
ف ،وقَ ْذ ِ
ف الر َباَ ،وأ َ ْك ُل َما ِل ْال َيتِ ِيم ،والت َّ َو ِلّي َي ْو َم َّ
الزحْ ِ ِب ْال َح ّ ِ
قَ ،وأ َ ْك ُل ِ ّ
ت ت ْال ُمؤْ ِمنَا ِ
ت ْالغَافِ َال ِ
صنَا ِ ْ
"ال ُمحْ َ
191
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ْس ِب َح ْو ِل ُك ْم َوقُ َّوتِ ُك ْمَ ،ب ْل ُه َو الَّذِي قوله﴿ :فَلَ ْم ت َ ْقتُلُو ُه ْم َولَ ِك َّن اللَّهَ قَتَلَ ُه ْم﴾ أ َ ْ
ي :لَي َ
ص َر ُك ُم اللَّهُ بِبَ ْد ٍر َوأَ ْنت ُ ْم
﴿ولَقَ ْد نَ َ
علَ ْي ِه ْم َك َما َقا َل ت َ َعالَىَ :
ص َر ُك ْم َ
ظفَ َر ُك ْم بِ ِه ْم َو َن َأَ ْ
أَذِلَّةٌ﴾
يُ :ه َو الَّذِي بَلَّ َغ ذَ ِل َك ِإلَ ْي ِه ْمَ ،و َكبَت َ ُه ْم بِ َها َال أ َ ْن َ
ت. ْت﴾ أ َ ْ
ْت إِ ْذ َر َمي َ
ار َمي َ
﴿و َم َ
قولهَ :
ب ،فَ َر َمى ِب َها ِفي ُو ُجو ِه ِه ْم ،فَ َما ِمنَ ضةً ِمنَ الت ُّ َرا ِ
"فَأ َ َخذَ النبي ﷺ قَ ْب َ
ع ْينَ ْي ِه
اب َص َ ْ
"..ال ُم ْش ِركِينَ أ َ َح ٌد ِإ َّال أَ َ
قوله﴿ :إِ ْن ت َ ْست َ ْفتِ ُحوا فَقَ ْد َجا َء ُك ُم ْال َفتْ ُح﴾ قَا َل أبو َج ْه ٍل يَ ْو َم بَ ْد ٍر :اللَّ ُه َّم ،أ َ ْق َ
طعُنَا
ف ،فَأَحْ ِن ِه ْالغَ َداةَ ،فَ َكانَ ْال ُم ْست َ ْف ِت َح
لر ِح ِمَ ،وآت َانَا ِب َما َال نَ ْع ِر ُ
ِ .ل َّ
و َكانَ ْال ُم ْش ِر ُكونَ ِحينَ خ ََر ُجوا ِم ْن َم َّكةَ ِإلَى بَ ْدر ،أ َ َخذُوا بِأ َ ْست َِار ْال َك ْعبَ ِة
ص ْر أ َ ْع َلى ْال ُج ْن َدي ِْنَ ،وأ َ ْك َر َم ْال ِفئَتَي ِْنَ ،و َخي َْر
ص ُروا اللَّهَ َو َقالُوا :اللَّ ُه َّم ا ْن ُ
فَا ْست َ ْن َ
ْ
.القَبِي َلتَي ِْن
192
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو ِل إذا َدعاكم ِلما يُحْ يِي ُك ْم﴾ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ياأيُّها الَّذِينَ آ َمنُوا ا ْست َِجيبُوا ِللَّ ِه و ِل َّ
لر ُ
.اآل َيةَ
:الحياة نوعان
حياة اَلبدان
.وحياة اَلرواح والقلوب ،وهذه هي الحياة الحقيقية
الل ِه ﷺ ،فَ َد َ
عا ِني سو ُل َّ ص ِّلي ،فَ َم َّر ِبي َر ُ س ِعي ِد ب ِْن ْال ُم َعلَّى َقا َلُ :ك ْنتُ أ ُ َع ْن أ َ ِبي َ َ
ص َّليْتُ ،ث ُ َّم أَت َ ْيتُهُ فَقَا َلَ " :ما َمنَ َع َك أ َ ْن ت َأ ْ ِتيَنِي؟ " أَلَ ْم يَقُ ِل اللَّهُ﴿ :يَا
فَلَ ْم آ ِت ِه َحتَّى َ
عا ُك ْم ِل َما يُحْ يِي ُك ْم﴾..الحديث .رواه
سو ِل ِإذَا َد َ أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ا ْست َِجيبُوا ِللَّ ِه َو ِل َّ
لر ُ
.البخاري
193
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿وا ْعلَ ُموا أ َ َّن اللَّهَ َي ُحو ُل َبيْنَ ْال َم ْر ِء َوقَ ْل ِب ِه﴾
َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
الرحْ َم ِن، صبَ َعي ِْن ِمن أَ َ
صا ِبعِ َّ وب َبنِي آ َد َم ُكلَّ َها بيْنَ ِإ ْ "إن قُلُ َ في صحيح مسلم َّ
سلَّ َم:
اللهُ عليه َو َصلَّى َّ
سو ُل الل ِه َ ْث َيشَا ُء ،ث ُ َّم قا َل َر ُ ص ِ ّرفُهُ َحي ُاحدٍُ ،ي َ
ب َو ِ َكقَ ْل ٍ
عتِ َك ف قُلُوبَنَا ع َلى َ
طا َ ص ِ ّر ْ
ب َف القُلُو ِ "اللَّ ُه َّم ُم َ
ص ِ ّر َ
ب ثبِّت قَلبي على دينِ َك" صححه اَللباني ب القلو ِ .وفي الحديث "يا ُم ِّقل َ
وقيلَ :ي ُحو ُل َبيْنَ ال َم ْر ِء و َق ْلبِ ِه بِ َعلم ِه ،فَال يُض ِْم ُر ال َع ْب ُد َ
ش ْيئًا في نَ ْف ِس ِه ّإال واللَّهُ
.عا ِل ٌم بِ ِه
194
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو َل وت َ ُخونُوا أماناتِكم وأ ْنت ُ ْم قوله﴿ :يا أيُّها َّالذِينَ آ َمنُوا ال ت َ ُخونُوا اللَّهَ َّ
والر ُ
ت َ ْعلَ ُمونَ ﴾ اَلمانات هي التكاليف الشرعية والمعامالت التي بين العباد قال
والجبا ِل فَأ َبيْنَ ْ
أن ض ِ واَلر ِ
ْ تسماوا ِ ع َرضْنا اَلمانَةَ َ
على ال َّ تعالى﴿ :إنّا َ
ظلُو ًما َج ُه ً
وال﴾ يَحْ ِم ْلنَها وأ ْشفَ ْقنَ ِمنها و َح َملَها اْل ْن ُ
سان إ َّنهُ كانَ َ
﴿وا ْعلَ ُموا أَنَّ َما أ َ ْم َوالُ ُك ْم َوأ َ ْوال ُد ُك ْم ِفتْنَةٌ﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ ﴿ :يا أَيُّ َها َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
ع ْن ِذ ْك ِر اللَّ ِه َو َم ْن يَ ْف َع ْل ذَ ِل َك فَأُو َلئِ َك
الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت ُ ْل ِه ُك ْم أ َ ْم َوالُ ُك ْم َوال أ َ ْوال ُد ُك ْم َ
ُه ُم ْالخَا ِس ُرونَ ﴾
195
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وك و َي ْم ُك ُرونَ
وك ْأو يُ ْخ ِر ُج َ قوله﴿ :وإ ْذ َي ْم ُك ُر ِب َك الَّذِينَ َكفَ ُروا ِليُثْ ِبت ُ َ
وك ْأو َي ْقتُلُ َ
اع قُ َري ٍْش ِللتَّ ُ َّ َّ
شاو ِر في ويَ ْم ُك ُر اللهُ واللهُ َخي ُْر الما ِك ِرينَ ﴾ ذكر هنا قصة اجْ ت َ َم ِ
اَلخي َر ِة ُق َب ْي َل هِجْ َر ِت ِه
دار ال َّن ْد َو ِة في اَلي ِّام ِ ْ .أم ِر ال َّن ِب ِ
يء ﷺ ِب ِ
س ِم ْعنَا لَ ْو نَشَا ُء لَقُ ْلنَا ِمثْ َل َهذَا﴾ قِي َل :إِ َّن ْالقَائِ َل ِل َذ ِل َك ُه َو ال َّنض ُْر قوله﴿ :قَالُ ۟
وا قَ ْد َ
ار سَ ،وت َ َعلَّ َم ِم ْن أ َ ْخ َب ِ
ار َ ث -لَ َعنَهُ اللَّهُ -فَإِنَّهُ َكانَ قَ ْد ذَه َ
َب ِإلَى ِب َال ِد فَ ِ ار ِب ُْن ْال َح ِ
سو َل اللَّ ِه ﷺ قَ ْد بَ َعثَهُ اللَّهَُ ،و ُه َو ُملُو ِك ِه ْم ُرسْتم َوا ْسفَ ْن ِديَ َ
ارَ ،ولَ َّما قَد َِم َو َج َد َر ُ
س فِي ِه ال َّنض ُْر ام ﷺ ِم ْن َمجْ ِل ٍسَ ،جلَ َ اس ْالقُ ْرآنَ ،فَ َكانَ إِ َذا قَ َ يَتْلُو َ
علَى النَّ ِ
صا؟ أَنَا أ َ ْو ُم َح َّمدٌ؟ ار أُو َلئِ َك ،ث ُ َّم َيقُولُِ :باللَّ ِه أَيُّ ُه َما أ َحْ َ
س ُن قَ َ
ص ً فَيُ َح ِ ّدث ُ ُه ْم ِم ْن أَ ْخ َب ِ
196
جامع التيسير في تعليقات التفسير
إن ْأو ِليا ُؤهُ ّإال ال ُمتَّقُونَ ﴾ كما قال تعالى﴿ :إنَّما يَ ْع ُم ُر
وقوله﴿ :وما كانُوا ْأو ِليا َءهُ ْ
ش الزكاة َ ولَ ْم َي ْخ َ
صالة َ وآتى َّ
وأقام ال َّ
َ الل ِه َمن آ َمنَ ِباللَّ ِه وال َي ْو ِم ِ
اآلخ ِر ساج َد َّ
َم ِ
اللهَ فَ َعسى أُولَئِ َك ْ
أن يَ ُكونُوا ِمنَ ال ُم ْهتَ ِدينَ ﴾ ّإال َّ
ص ِد َيةً﴾
ت ِإال ُم َكا ًء َوت َ ْصالت ُ ُه ْم ِع ْن َد ْال َب ْي ِ قَ ْولهَ :
﴿و َما َكانَ َ
ص ِف ُ
يق ص ِد َيةُ :الت َّ ْ يرَ ،والتَّ ْ ْ .ال ُم َكا ُء :ال َّ
ص ِف ُ
.قيل :يعني أعمالهم
ص َالتَهُ علَى ال َّن ِب ّ
يِ ﷺ ِ صنَعُونَ ذَ ِل َك ِليَ ْخ ِل ُ
طوا ِبذَ ِل َك َ .وقيلَ :كانُوا َي ْ
197
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :قُ ْل ِللَّذِينَ َكفَ ُروا ِإ ْن َي ْنت َ ُهوا يُ ۡغفَ ۡر َل ُهم َّما قَ ۡد َ
س َل َ
ف﴾ وفي الحديث
".اْلسال ُم يجبُّ ما َقبلَهُ" صححه اَللباني
﴿وقَا ِتلُو ُه ْم َحتَّى َال ت َ ُكونَ فِتْنَةٌ﴾ كما في سورة البقرة .أي :يَ ُك ُ
ون َم َع َوقَ ْولُهَُ :
.دِينِ ُك ْم ُك ْف ٌر ،أو َحتَّى َال يُ ْفتَنَ ُم ْس ِل ٌم َ
ع ْن دِينِ ِه
سو ِل و ِلذِي
لر ُ أن ِل َّل ِه ُخ ُم َ
سهُ و ِل َّ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :وا ْعلَ ُموا أنَّما َ
غنِ ْمت ُ ْم ِمن َش ْيءٍ فَ َّ
س ِبي ِل﴾ القُ ْربى وال َيتامى وال َمسا ِك ِ
ين واب ِْن ال َّ
ار بِالغَلَبَ ِة والقَ ْه ِرعهُ ال ُم ْس ِل ُمونَ ِمنَ ال َكفّ ِ .الغَنِي َمةُ :فَهي ما ا ْنت َزَ َ
غي ِْر ا ْنتِزا ِع ِه ِمنهم
ار ِمن َ س َرهُ اللَّهُ ِل ْل ُم ْس ِل ِمينَ ِمن ْأموا ِل ال ُكفّ ِ والفَ ْي ُء :هو ما يَ َّ
ير .كما في سورة الحشر
ض ِِ .بالقَ ْه ِرَ ،كفَ ْي ِء َبنِي النَّ ِ
أخ َماس الغَ ِني َم ِة ِل ْلغُزاةِ الَّذِينَ َ
غنِ ُموها فأربَ َعة ْ
ْ .
198
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صارف ال ُخ ُم ِس الَّذِي يُؤْ َخذُ ِمنَ ال َغنِي َم ِة َق ْب َل ال ِق ْس َم ِة؛ فَظا ِه ُر اآل َي ِة أما َم ِ
سو ِل ﷺ، لر ُب ِل َّ
َصي ٍعال ،ون ِ ب ِللَّ ِه َج َّل و َ صي ٍ صبا َء :نُ ِ ال َك ِري َم ِة أنَّهُ يُجْ َع ُل ِستَّةَ أ ْن ِ
ب ِالب ِْن
َصي ٍ ب ِل ْل َمسا ِك ِ
ين ،ون ِ ب ِل ْل َيتامى ،ون ِ
َصي ٍ ب ِلذِي القُ ْربى ،ون ِ
َصي ٍ َصي ٍ
ون ِ
س ِبي ِل
.ال َّ
199
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن َم ْسعُودٍ، ﴿و ِإ ْذ يُ ِري ُك ُمو ُه ْم ِإ ِذ ْالت َ َق ْيت ُ ْم فِي أ َ ْعيُنِ ُك ْم قَ ِليال﴾ َ
ع ْن َ َوقَ ْولُهَُ :
ع ْنهُ ،قَا َل :لَقَ ْد قُ ِلّلُوا فِي أ َ ْعيُ ِننَا يَ ْو َم بَ ْد ٍرَ ،حتَّى قُ ْلتُ ِل َر ُج ٍل ِإلَى
ي اللَّهُ َ
ض َ
َر ِ
سأ َ ْلنَاهُ،
س ْبعِينَ ؟ قَا َلَ :ال َب ْل ُه ْم ِمائ َةٌَ ،حتَّى أ َ َخ ْذنَا َر ُج ًال ِم ْن ُه ْم فَ َ
َجا ِن ِبي :ت ََرا ُه ْم َ
.قَا َل ُكنَّا أَ ْلفًا
﴿و ِإ ْذ يُ ِري ُك ُمو ُه ْم ِإ ِذ ْالت َ َق ْيت ُ ْم ِفي أ َ ْعيُ ِن ُك ْم قَ ِليال َويُقَ ِلّلُ ُك ْم ِفي أ َ ْعيُ ِن ِه ْم﴾
قولهَ :
َوذَ ِل َك ِع ْن َد ْال ُم َوا َج َه ِةَ .فلَ َّما ْالت َ َح َم ْال ِقت َا ُل َوأَيَّ َد اللَّهُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ بِأ َ ْلفٍ ِمنَ ْال َم َالئِ َك ِة
ض ْعفَ ْي ِهَ ،ك َما قَا َل تَعَالَى﴿ :قَ ْد ان ِ اْلي َم ِ ب ِْ ار يَ َرى ِح ْز َ ب ْال ُكفَّ ِي ِح ْز ُ ُم ْر َدفِينَ ،بَ ِق َ
س ِبي ِل اللَّ ِه َوأ ُ ْخ َرى َكافِ َرة ٌ َي َر ْونَ ُه ْم
َكانَ لَ ُك ْم آ َيةٌ فِي فِئَت َي ِْن ْالتَقَت َا فِئ َةٌ تُقَاتِ ُل فِي َ
ي ْال َعي ِْن َواللَّهُ يُ َؤيِّ ُد ِبنَ ْ ْ
ص ِر ِه َم ْن يَشَا ُء ِإنَّ ِفي ذَ ِل َك لَ ِعب َْرة ً َلو ِلي ِمثْلَ ْي ِه ْم َرأ َ
ار﴾
ص ِاَل ْب َ
قولهَ ﴿ :يا أَيُّ َها َّالذِينَ آ َمنُوا ِإذَا لَ ِقيت ُ ْم ِفئَةً فَاثْبُتُوا﴾
اسَ ،ال تَت َ َمنَّ ْوا ِلقَا َء ْال َعد ّ ُِوَ ،وا ْسأَلُوا اللَّهَ
ص ِحي َحي ِْن" ،يَا أَيُّ َها النَّ ُ ت فِي ال َّ ثَبَ َ
ت ِظ َال ِل ال ُّسيُ ِ
وف صبِ ُروا َوا ْعلَ ُموا أ َ َّن ْال َج َّنةَ تَحْ َ ْ ".العَافِيَةَ ،فَإِذَا لَ ِقيت ُ ُمو ُه ْم فَا ْ
200
جامع التيسير في تعليقات التفسير
201
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى َ
ع ِق َب ْي ِه، سولَهُ َو ْال ُمؤْ ِمنِينَ ا ْنت َ َك َ
ص َ الل ِه ،قَ ْد أَيَّ َد اللَّهُ ِب ِه ْم َر ُ
فل ّما رأى ُجنُو َد َّ
ان
ط ِ َوقَا َلِ ﴿ :إ ِنّي بَ ِري ٌء ِم ْن ُك ْم ِإ ِنّي أ َ َرى َما َال ت ََر ْونَ ﴾ َو َ
ص َدقَ اللهُ ﴿ َك َمثَ ِل ال َّش ْي َ
ص ِر ِخكم وما ان ا ْكفُ ْر َف َل َّما َكفَ َر َقا َل ِإ ِّني َب ِري ٌء ِم ْن َك﴾ ﴿ما أنا ِب ُم ْ
س ِِإ ْذ َقا َل ِلْل ْن َ
ي﴾ أ ْنت ُ ْم ِب ُم ْ
ص ِر ِخ َّ
ار ُه ْم﴾ ﴿ولَ ْو ت ََرى ِإ ْذ َيت ََوفَّى الَّذِينَ َكفَ ُروا ْال َمال ِئ َكةُ َيض ِْربُونَ ُو ُجو َه ُه ْم َوأ َ ْد َب َ
َ
طو أ َ ْيدِي ِه ْمت َو ْال َمالئِ َكةُ بَا ِس ُ ت ْال َم ْو ِ
غ َم َرا ِ
الظا ِل ُمونَ فِي َ﴿ولَ ْو ت ََرى ِإ ِذ َّ كقَ ْو ِل ِهَ :
أ َ ْخ ِر ُجوا أ َ ْنفُ َ
س ُك ُم﴾
202
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿إن ش ََّر ال َّدوابّ ِ ِع ْن َد اللَّ ِه َّالذِينَ َك َف ُروا فَهم ال يُؤْ ِمنُونَ ﴾ وتَقَد ََّم ن َِظ ُ
يرهُ في قولهَّ :
﴿إن ش ََّر ال َّدوابّ ِ ِع ْن َد اللَّ ِه ال ُّ
ص ُّم البُ ْك ُم﴾ قَ ْو ِل ِهَّ :
.قَ ْولُهُ﴿ :فَش ِ َّر ْد بِ ِه ْم َمن خ َْلفَ ُه ْم﴾ وهم منافقوا اليهود واَلعراب
203
جامع التيسير في تعليقات التفسير
204
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أما تخويف المسلمين وإرهابهم فمن أعظم الجرائم على اْلطالق ،وأوجب
فى هذه الجريمة أشد العقوبات لتكون رادعة عن اْلقدام على الفعل« ،إنما
جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى اَلرض فسادا أن يقتلوا أو
يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من اَلرض ذلك لهم
»خزي فى الدنيا ولهم فى اآلخرة عذاب عظيم
205
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى
شق َذ ِل َك َ صا ِب ُرونَ يَ ْغ ِلبُوا ِمائَتَي ِْن﴾ َّ ت﴿ :إِ ْن يَ ُك ْن ِم ْن ُك ْم ِع ْش ُرونَ َ لَ َّما نَزَ لَ ْ
عش ََرةٍ ،ث ُ َّم َجا َء الت َّ ْخ ِف ُ
يف، اح ٌد ِم ْن َ ْال ُم ْس ِل ِمينَ ِحينَ فَ َر َ
ض اللَّهُ َ
ع َل ْي ِه ْم أ َ َّال َي ِف َّر َو ِ
ف اللَّهُ َ
ع ْن ُك ْم﴾ ِإلَى قَ ْو ِل ِه﴿ :يَ ْغ ِلبُوا ِمائَتَي ِْن﴾ وهذه اآلية قيّدت فَقَا َل﴿ :اآلنَ َخ َّف َ
إطالق آية ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آ َمنُوا إذا لَ ِقيت ُ ُم الَّذِينَ َكفَ ُروا زَ حْ فًا فَال ت ُ َولُّو ُه ُم
اَل ْدبا َر﴾
206
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب ْاَل َ َّو ِل أ َ َّن ْال َمغَا ِن َمَاب ِمنَ اللَّ ِه َسبَقَ ﴾ يَ ْعنِيِ :في أ ُ ِ ّم ْال ِكتَا ِ قَ ْوله﴿ :لَ ْوال ِكت ٌ
ع ِظي ٌم﴾ اب َ ع َذ ٌ ارى ﴿ َ س ُك ْم ِفي َما أَ َخ ْذت ُ ْم﴾ ِمنَ ْاَل ُ َس َ
ارى َح َال ٌل لَ ُك ْمَ ﴿ ،ل َم َّ
س ََو ْاَل ُ َ
سو ُل ع ْنهُ ،قَا َل :قَا َل َر ُ ي َّ
اللهُ َ ض َ ع ْب ِد اللَّ ِهَ ،ر ِ ع ْن َجابِ ِر ب ِْن َ ص ِحي َحي ِْنَ ،
فِي ال َّ
ب ص ْرتُ بِ ُّ
الر ْع ِ ط ُه َّن أ َ َح ٌد ِمنَ ْاَل َ ْن ِبيَ ِ
اء َق ْب ِلي :نُ ِ سا ،لَ ْم يُ ْع َ
ْطيتُ خ َْم ً اللَّ ِه ﷺ" :أُع ِ
ي ْالغَنَائِ ُم َو َل ْم وراَ ،وأ ُ ِحلَّ ْ
ت ِل َ ط ُه ًض َمس ِْجدًا َو َ ت ِلي ْاَل َ ْر ُش ْه ٍرَ ،و ُج ِعلَ ْ
يرة َ َ َم ِس َ
ث ِإلَى قَ ْو ِم ِه َوبُ ِعثْتُ ِإلَى عةََ ،و َكانَ النَّبِ ُّ
ي يُ ْب َع ُ ْطيتُ ال َّ
شفَا َ ت َِح َّل َِل َ َح ٍد قَ ْب ِليَ ،وأُع ِ
عا َّمةً "النَّ ِ
اس َ
207
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وص ْدقًا ﴿يُؤْ ِتكم َخي ًْرا ِم ّما ﴿إن َي ْعلَ ِم َّ
اللهُ في قُلُو ِبكم َخي ًْرا﴾ أي :إسْال ًما ِ قولهْ :
داء .كما في قصة عباس بن عبد المطلب .أ ُ ِخذَ ِمن ُك ْم﴾ ِمنَ ال ِف ِ
208
جامع التيسير في تعليقات التفسير
209
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الر ِح ِيم
الرحْ َم ِن َّ ِبس ِْم اللَّ ِه َّ
سو ِل َّ
الل ِه ﷺ علَى َر ُ ورة ُ ْال َك ِري َمةُ ِم ْن أ َ َو ِ
اخ ِر َما نَزَ َل َ س َ
َ .ه ِذ ِه ال ُّ
على أ ْقوا ٍل
وط ال َب ْس َملَ ِة ِمن َّأو ِلها َ
سق ُ ِ
ب ُ ف العُلَما ُء في َ
س َب ِ اختَلَ َ
:وقَ ِد ْ
ت اَل ْنفا ُل ِمن أوائِ ِل ما نَزَ ْل
منها :ما في حديث عثمان بن عفان "وكانَ ِ
شبِي َهةً
صتُها َ آن نُ ُز ً
وال ،وكان ْ
َت قِ َّ آخ ِر القُ ْر ِ
َت " بَرا َءة ٌ " ِمن ِ
بِال َمدِي َن ِة ،وكان ْ
سو ُل اللَّ ِه ﷺ ولَ ْم يُ َب ِيّ ْن َلنا أنَّها ِمنها ،فَ ِمن ظ َن ْنتُ أنَّها ِمنها ،وقُ ِب َ
ض َر ُ صتِها َف َ
ِب ِق َّ
الر ِح ِيم "
الرحْ َم ِن َّ س ْ
ط َر " بِس ِْم اللَّ ِه َّ أجْ ِل ذَ ِل َك قَ َر ْنتُ بَ ْينَ ُهما و َل ْم أ ْكتُبْ بَ ْينَ ُهما َ
سبْع ِ ّ
الطوا ِل ض ْعتُها في ال َّ ِ »وو َ َ
ع ْهدٌ ،فَإذا أرادُواب إذا كانَ بَ ْينَهم وبَيْنَ قَ ْو ٍم َ َو ِمنها :أنَّهُ كانَ ِمن شَأ ْ ِن ال َع َر ِ
ض العَ ْه ِد ضهُ َكتَبُوا إلَ ْي ِه ْم ِكتابًا ولَ ْم يَ ْكتُبُوا فِي ِه َب ْس َملَةً ،فَلَ ّما نَزَ َل ْ
ت بَرا َءة ٌ بِنَ ْق ِ نَ ْق َ
ب
ي بْنَ أ ِبي طا ِل ٍي ﷺ َع ِل َّ ث ِبها النَّ ِب ُّ
ي ِ ﷺ وال ُم ْش ِر ِكينَ َ ،ب َع َالَّذِي كانَ َبيْنَ ال َّن ِب ّ
ت بِ ِه عا َدة ُ ال َع َر ِ
ب على ما َج َر ْ علَ ْي ِه ْم ولَ ْم يُبَس ِْم ْل في ذَ ِل َك َ
.فَقَ َرأها َ
210
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو ِل َّ
الل ِه ﷺ ،لَ َّما َر َج َع ِم ْن غ َْز َوةِ ورةِ ْال َك ِري َم ِة نَزَ َل َ
علَى َر ُ س ََوأ َ َّو ُل َه ِذ ِه ال ُّ
يم لَل ّن ِ
اس ال َح َّج في على ال َم ْو ِس ِم لَيُ ِق َ ث أبا بَ ْك ٍر ِأم ً
يرا َ وك ،في َسنَ ِة ،تِسْعٍ فَبَ َع َ
تَبُ َ
سو ِل اللَّ ِه ب ِل َي ُكونَ ُم َب ِلّغًا َ
ع ْن َر ُ ي ِ ب ِْن أ َ ِبي َ
طا ِل ٍ ِت ْل َك ال َّ
سنَ ِة فَلَ َّما قَفَ َل أَتْ َبعُهُ ِب َع ِل ّ
صبَة لَهُ
.ﷺِ ،ل َك ْونِ ِه َع َ
211
جامع التيسير في تعليقات التفسير
212
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ث رسول الله َب ْعثًا ِمنَ ال ُم ْس ِل ِمينَ إلى قَ ْو ٍم ِمنَ ال ُم ْش ِركِينَ ،فحمل رجل من
َو َب َع َ
ْف قا َل :ال إلَهَ َّإال اللَّهُ،
المسلمين على رجل من المشركينَ ،فلَ َّما َرأَى ال َّسي َ
اللهُ عليه وسلَّ َم" :أقَت َْلتَهُ؟ قا َل :نَ َع ْم ،قا َل :فَ َ
كيف صلَّى َّ
فقتله ،فقا َل َرسو ُل الل ِه َ
وم ال ِقيا َم ِة؟" الحديث رواه مسلم ص َن ُع بال إلَهَ َّإال اللَّهُ إذا جا َء ْ
ت يَ َ .ت َ ْ
﴿و ُه ْم بَ َد ُءو ُك ْم أ َ َّو َل َم َّرةٍ﴾ قِي َلْ :ال ُم َرا ُد بِذَ ِل َك يَ ْو ُم بَ ْد ٍرِ ،حينَ خ ََر ُجوا
َوقَ ْولُهُ َ
ط َل ًبا ِل ْل ِقت َا ِل،
علَى ُو ُجو ِه ِه ْم َ
ع ِل ُموا ِبذَ ِل َك ا ْست َ َم ُّروا َ ير ِه ْم فَلَ َّما نَ َج ْ
ت َو َ ص ِر ِع ِ
ِلنَ ْ
ط ذَ ِل َك .بَ ْغيًا َوت َ َكب ًُّراَ ،ك َما تَقَد ََّم بَ ْس ُ
ُور قَ ْو ٍم
صد َف ُ علَ ْي ِه ْم َويَ ْش ِ ﴿قَا ِتلُو ُه ْم يُ َع ِذّ ْب ُه ُم اللَّهُ بِأ َ ْيدِي ُك ْم َويُ ْخ ِز ِه ْم َويَ ْن ُ
ص ْر ُك ْم َ
عا ٌّم ِفي ْال ُمؤْ ِمنِينَ ُك ِلّ ِه ْم
عةََ ،ولكن َه َذا َ ُ .مؤْ ِمنِينَ ﴾ قيل َي ْع ِنيُ :خزَ ا َ
213
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ساج َد اللَّ ِه﴾ كما قال تعالى: َق ْولُهُ ت َ َعا َلىَ ﴿ :ما كانَ ِل ْل ُم ْش ِركِينَ أ َ ْن َي ْع ُم ُروا َم ِ
ساج َد ِللَّ ِه َفال ت َ ْد ُ
عوا إن ْأو ِليا ُؤهُ ّإال ال ُمتَّقُونَ ﴾ وقالَ :
﴿و َّ
أن ال َم ِ ﴿وما كانُوا ْأو ِليا َءهُ ْ
َم َع اللَّ ِه أ َحدًا﴾
على على أ ْنفُ ِس ِه ْم بِال ُك ْف ِر﴾ و ِقي َل :ال ُمرا ُد بِ َه ِذ ِه ال َّ
شها َدةِ شَها َدتُهم َ قوله﴿ :شا ِهدِينَ َ
يك لَ َك ّإال ش َِري ًكا هو لَ َك أ ْنفُ ِس ِه ْم بِال ُك ْف ِر .كقَ ْو ِلهم في َ
طوافِ ِه ْمَ :لبَّي َْك ال ش َِر َ
.ت َْم ِل ُكهُ وما َملَ َك
ثان
اَلو ِ
ب ْ هار ما هو ُك ْف ٌر ِمن نَ ْ
ص ِ إظ ٍعلى أ ْنفُ ِس ِه ْم بِال ُك ْف ِر أيِ :ب ْ وقِي َل :شا ِهدِينَ َ
.وال ِعبا َد ِة لَها و َج ْع ِلها آ ِل َهةً
214
جامع التيسير في تعليقات التفسير
215
جامع التيسير في تعليقات التفسير
إن
وإخوانَكم ْأو ِليا َء ِ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :يا أيُّها الَّذِينَ آ َمنُوا ال تَت َّ ِخذُوا آبا َءكم ْ
ان ِإلَى ْال َكفَ َرةِ الَّذِينَ َال
س ِ ع ِن ْ ِ
اْلحْ َ اْليمان﴾ َو َال َي ْن َها ُك ْم َ
ِ على ا ْست َ َحبُّوا ال ُك ْف َر َ
ع ِن الَّذِينَ لَ ْم يُقا ِتلُوكم في
ِين ،كما قال تعالى﴿ :ال َي ْنها ُك ُم اللَّهُ َ
يُقَا ِتلُونَ ُك ْم ِفي ال ّد ِ
إن اللَّهَ يُ ِحبُّ أن تَبَ ُّروهم وت ُ ْق ِس ُ
طوا إلَ ْي ِه ْم َّ ِين ولَ ْم يُ ْخ ِر ُجوكم ِمن د ِ
ِياركم ْ ال ّد ِ
ال ُم ْق ِس ِطينَ ﴾
﴿و َمن َيت ََولَّهم وقَ ْولُهُ﴿ :و َمن يَت ََولَّهم ِمنكم فَأُولَئِ َك ُه ُم ّ
الظا ِل ُمونَ ﴾ كما قال تعالىَ :
ِمنكم فَإنَّهُ ِمن ُه ْم﴾
يرت ُ ُك ْم َوأ َ ْم َوا ٌل قوله﴿ :قُ ْل ِإ ْن َكانَ آبَا ُؤ ُك ْم َوأ َ ْبنَا ُؤ ُك ْم َو ِإ ْخ َوانُ ُك ْم َوأ َ ْز َوا ُج ُك ْم َو َ
ع ِش َ
ض ْونَ َها﴾ اآلية سا ِك ُن ت َْر َ سا َدهَا َو َم َ ارة ٌ ت َْخش َْونَ َك َ .ا ْقت ََر ْفت ُ ُموهَا َو ِت َج َ
َت َه ِذ ِه ْاَل َ ْشيَا ُء (أ َ َحبَّ ِإلَ ْي ُك ْم ِمنَ اللَّ ِه َو َر ُ
سو ِل ِه َو ِج َها ٍد فِي َ
س ِبي ِل ِه يِ :إ ْن َكان ْ أَ ْ
صوا) أ َ ْ
ي :فَا ْنت َِظ ُروا َماذَا يَ ِح ُّل بِ ُك ْم ِم ْن ِعقَابِ ِه َونَ َكا ِل ِه بِ ُك ْم؛ َو ِل َهذَا قَا َل: فَت ََربَّ ُ
ي اللَّهُ ِبأ َ ْم ِر ِه) وكما في الحديث" :إذا تبايعتُم بالعين ِة وأخذتم ْ
أذناب
َ ( َحتَّى َيأ ِت َ
عهُ حتَّى ط اللَّهُ عليْكم ذالًّ الَ ينز ُ الجها َد سلَّ َوتركت ُم ِ بالزرعِ َ البقر ،ورضيتُم َّ ِ
.ترجعوا إلى دينِ ُكم" صححه اَللباني
"ال يُؤْ ِم ُن أ َح ُد ُك ْم ،حتَّى أ ُكونَ
وفيه وجوب محبة الرسول كما في الحديثَ :
وولَ ِد ِه والنَّ ِ
اس أجْ َمعِينَ " رواه البخاري ومسلم .أ َحبَّ إ َل ْي ِه ِمن وا ِل ِد ِه َ
216
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص َر ُك ُم ٱللَّهُ ِفی َم َو ِ
اطنَ َك ِثي َرةࣲ َو َي ْو َم ُحنَي ٍْن إ ْذ أ ْع َج َبتْكم قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :لَقَ ۡد َن َ
ت ث ُ َّم ُو َّل ْيت ُ ْم
ض بِما َر ُحبَ ْ ع َل ْي ُك ُم ْ
اَلر ُ ت َ ش ْيئًا وضاقَ ْ ع ْنكم َ َكثْ َرتُكم فَلَ ْم ت ُ ْغ ِن َ
سانَهُ لَ َد ْي ِه ْم فِي نَ ْ
ص ِر ِه إِيَّا ُه ْم ع َل ْي ِه ْم َوإِحْ َ ُم ْدبِ ِرينَ ﴾ يَ ْذ ُك ُر تَعَالَى ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ فَ ْ
ضلَهُ َ
يرةٍ منها بدر ،وخيبر ،واَلحزاب اطنَ َكثِ َ .فِي َم َو ِ
ان ِمنَ ْال ِهجْ َرةِ، َت َو ْق َعةُُ " :حنين" بَ ْع َد فَتْحِ َم َّكةَ ِفي ش ََّوا ٍل َسنَةَ ث َ َم ٍ َوقَ ْد َكان ْ
عا َّمةُ
ورهَاَ ،وأ َ ْسلَ َم َ ت أ ُ ُم ُ س َال ُم ِم ْن َفتْحِ َم َّكةََ ،وت َ َم َّه َد ْ
غ َعلَ ْي ِه ال ََّوذَ ِل َك لَ َّما فَ َر َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺ ،فبلغه أن ه ََو ِازنَ َج َمعُوا لَهُ ِليُقَا ِتلُوهُ ،فَخ ََر َج أ َ ْه ِل َهاَ ،وأ َ ْ
طلَقَ ُه ْم َر ُ
عش ََرة ُ َآالفٍ ِمنَ سو ُل اللَّ ِه ﷺ فِي َج ْي ِش ِه الَّذِي َجا َء َمعَهُ ِل ْلفَتْحَِ ،و ُه َو َ إِلَ ْي ِه ْم َر ُ
بَ ،و َم َعهُ الَّذِينَ أ َ ْسلَ ُموا ِم ْن أ َ ْه ِل َم َّكةََ ،و ُه ُم ار َو َق َبا ِئ ِل ْال َع َر ِ اج ِرينَ َو ْاَل َ ْن َ
ص ِ ْال ُم َه ِ
ف ار بِ ِه ْم ِإلَى ْال َعد ّ ُِوَ ،ف ْالت َ َق ْوا بِ َوا ٍد َبيْنَ َم َّكةَ َو َّ
الطا ِئ ِ س َضاَ ،ف َ الطلَ َقا ُء فِي أَ ْلفَي ِْن أ َ ْي ً
ُّ
.يُقَا ُل لَهُ " ُح َني ٌْن" ...القصة
217
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :قَا ِتلُوا الَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ بِاللَّ ِه َوال ِب ْاليَ ْو ِم ِ
اآلخ ِر َوال يُ َح ِ ّر ُمونَ َما َح َّر َم
َاب﴾ قال ابن كثير: ق ِمنَ الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ
سولُهُ َوال َيدِينُونَ دِينَ ْال َح ّ ِ اللَّهُ َو َر ُ
ت أ ُ ُم ُ
ور ب ،بَ ْع َد َما ت َ َم َّه َد ْت أ َ َّو َل ْاَل َ ْم ِر بِ ِقت َا ِل أ َ ْه ِل ْال ِكت َا ِ
َو َه ِذ ِه ْاآليَةُ ْال َك ِري َمةُ نَزَ لَ ْ
بيرة ُ ْالعَ َر ِ ت َج ِز َ ِين اللَّ ِه أ َ ْف َوا ًجاَ ،فلَ َّما ا ْستَقَا َم ْ اس فِي د ِ ْال ُم ْش ِركِينَ َو َد َخ َل النَّ ُ
ارى
ص َسولُهُ ِب ِقت َا ِل أ َ ْه ِل ْال ِكت َا َبي ِْن ْال َي ُهو ِد َوال َّن َ
.أ َ َم َر اللَّهُ َو َر ُ
.قَ ْولُهُُ ﴿ :يضا ِهئُونَ قَ ْو َل الَّذِينَ َكفَ ُروا﴾ ال ُمضاهاةُ :ال ُمشا ِب َهةُ
218
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَما ُء
بار ُ علَ َما ُؤ ُه ْمَ ،كما َّ
أن اَلحْ َ سونَ ُ : ارىَ ،و ْال ِق ِ ّ
سي ُ ص َعبَّا ُد النَّ َ الر ْهبَ ُ
انُ : َو ُّ
.ال َي ُهو ِد
وء
س ِ علَ َم ِ
اء ال ُّ صودُ :التَّحْ ذ ُ
ِير ِم ْن ُ بان﴾ ْال َم ْق ُ والر ْه ِ
بار ُّ يرا ِمنَ اَلحْ ِ قولهَّ :
﴿إن َكثِ ً
عبَّاد الض ََّال ِلَ ،و ِمنَ الت َّ َشبُّ ِه ِب ِه ْم ِفي أَحْ َوا ِل ِه ْم َوأ َ ْق َوا ِل ِهم
.و ُ
ِراع ،حتَّى
عا بذ ٍ سنَنَ َمن كانَ َق ْبلَ ُك ْمِ ،شب ًْرا ِشب ًْرا وذِرا ً وفي الحديث "لَتَتْبَعُ َّن َ
صارى؟ قا َل:ضبّ ٍ تَبِ ْعت ُ ُمو ُه ْم ،قُ ْلنا :يا َرسو َل اللَّ ِه ،اليَ ُهو ُد والنَّ َ
لو َد َخلُوا ُجحْ َر َ
.فَ َم ْن ".رواه البخاري
219
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب اللَّ ِه َي ْو َمش ْهرا ً ِفي ِكتا ِ عش ََر َ ور ِع ْن َد اللَّ ِه اثْنا َش ُه ِقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىِ ﴿ :إ َّن ِع َّدة َ ال ُّ
َظ ِل ُموا فِي ِه َّن ِين ْال َق ِيّ ُم َفال ت ْ
ض ِم ْنها أ َ ْربَ َعةٌ ُح ُر ٌم ذ ِل َك ال ّد ُ ت َو ْاَل َ ْر َ سماوا ِ َخلَقَ ال َّ
وم َخ َلقَ اللَّهُ س ُك ْم ﴾.في الصحيحين َّ
"إن َّ
الزمانَ قَ ِد ا ْست َ
َدار َك َه ْيئَتِ ِه يَ َ أ َ ْنفُ َ
أر َب َعةٌ ُح ُر ٌم ،ث َ ٌ
الث ش ْه ًراِ ،م ْنها ْعش ََر َسنَةُ اثْنا َ
ض ،ال َّ
واَلر َ
ْ ت
س َموا ِال َّ
ض َر الذي بيْنَ
بُ ،م َ
ور َج ُ يات :ذُو القَ ْع َد ِة ،وذُو ِ
الح َّج ِة ،وال ُم َح َّر ُمَ ، ُمت َوا ِل ٌ
ش ْعبانَ
" ُجما َدى ،و َ
220
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿وقَا ِتلُوا ْال ُم ْش ِركِينَ َكافَّةً َك َما يُقَاتِلُونَ ُك ْم َكافَّةً َوا ْعلَ ُموا أ َ َّن اللَّهَ َم َع
َوقَ ْولُهَُ :
ش ْه ِر ْال َح َر ِام :ه َْلاء ْال ِقت َا ِل فِي ال َّف ْالعُلَ َما ُء فِي تَحْ ِر ِيم ا ْبتِ َد ِ ْال ُمتَّقِينَ ﴾ َوقَ ِد ْ
اخت َ َل َ
علَى قَ ْولَي ِْنسو ٌخ أ َ ْو ُمحْ َك ٌم؟ َ ُ :ه َو َم ْن ُ
سو ٌخ؛ َِلَنَّهُ ت َ َعالَى قَا َل هَا ُهنَا﴿ :فَال ت َْظ ِل ُموا فِي ِه َّن أ َ َح ُد ُه َما َ -و ُه َو ْاَل َ ْش َه ُر :أَ َّنهُ َم ْن ُ
ق ُم ْش ِع ٌر ِبأَنَّهُ أ َ َم َر بِذَ ِل َك أ َ ْم ًرا
سيَا ِ س ُك ْم﴾ َوأ َ َم َر بِ ِقت َا ِل ْال ُم ْش ِركِينَ َو َ
ظا ِه ُر ال ِ ّ أ َ ْنفُ َ
عا ًّما .انظر تفسير ابن كثير
َ .
قوله﴿ :فَ َما َمت َاعُ ْال َح َيا ِة ال ُّد ْن َيا فِي ِ
اآلخ َرةِ ِإال قَ ِلي ٌل﴾ كما في صحيح مسلم
اآلخ َرةِ َّإال ِمثْ ُل ما َيجْ َع ُل أ َح ُد ُك ْم إ ْ
صبَ َعهُ هذِه ،وأَ َ
شار يَحْ يَى َّ
"والل ِه ما ال ُّد ْنيا في ِ
بم ت َْر ِج ُع؟ سبَّا َب ِة ،في ال َي ِ ّم ،فَ ْل َي ْن ُ
ظ ْر َ "بال َّ
غي َْر ُك ْم﴾ َك َما قَا َل تَعَالَى: عذَابًا أ َ ِلي ًما َويَ ْست َ ْبد ِْل قَ ْو ًما َ
قوله﴿ :إِال ت َ ْن ِف ُروا يُعَ ِ ّذ ْب ُك ْم َ
أم ِر ِه َّ ي اللَّهُ ِب ْ ْ
واللهُ ال َي ْهدِي القَ ْو َم الفا ِسقِينَ ﴾ صوا َحتّى َيأ ِت َ ﴿فَت ََر َّب ُ
غي َْر ُك ْم ث ُ َّم َال يَ ُكونُوا أ َ ْمثَالَ ُك ْم﴾ وقال﴿ :يا أيُّها وقالِ ﴿ :إ ْن تَت ََولَّ ْوا َي ْست َ ْبد ِْل قَ ْو ًما َ
ف يَأْتِي اللَّهُ بِقَ ْو ٍم يُ ِحبُّهم ويُ ِحبُّونَهُس ْو َ ع ْن دِينِ ِه فَ َ الَّذِينَ آ َمنُوا َمن يَ ْرت َ َّد ِمنكم َ
على الكافِ ِرينَ ﴾ اآل َيةَ .أذِلَّ ٍة َ
على ال ُمؤْ ِمنِينَ أ ِع َّز ٍة َ
221
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِير﴾ وفي صحيح مسلم يقول ش ْيءٍ قَد ٌ على ُك ِّل َ ش ْيئًا َّ
واللهُ َ قوله﴿ :وال تَ ُ
ض ُّروهُ َ
ض ُّرونِي َولَ ْن الله في الحديث القدسي "يا ِعبَادِي إنَّ ُك ْم لَ ْن ت َ ْبلُغُوا َ
ض ِ ّري َفت َ ُ
س ُك ْم َو ِجنَّ ُك ْم َكانُوا أن أ َ َّولَ ُك ْم َو ِ
آخ َر ُك ْم وإ ْن َ ت َ ْبلُغُوا نَ ْف ِعيَ ،فت َ ْنفَعُو ِني ،يا ِع َبادِي لو َّ
ذلك في ُم ْل ِكي شيئًا ،يا ِعبَادِي لو َّ
أن اح ٍد ِمن ُك ْم ،ما زَ ا َد َ علَى أَتْقَى قَ ْل ِ
ب َر ُج ٍل َو ِ
احدٍ ،ما نَقَ َ
ص س ُك ْم َو ِجنَّ ُك ْم َكانُوا علَى أ َ ْف َج ِر قَ ْل ِ
ب َر ُج ٍل َو ِ أ َ َّولَ ُك ْم َو ِ
آخ َر ُك ْم وإ ْن َ
ذلك ِمن ُم ْل ِكي شيئًا" الحديث َ .
سراقَةَ ب ِْن ﴿وأَيَّ َدهُ ِب ُجنُو ٍد َل ْم ت ََر ْوهَا﴾ أَيِْ :ال َم َال ِئ َك ِةَ ،كما جا َء في َحدِي ِ
ث ُ قولهَ :
ُ .ج ْع ُ
ش ٍم
222
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿و َجا ِهدُوا بِأ َ ْم َوا ِل ُك ْم َوأ َ ْنفُ ِس ُك ْم فِي َسبِي ِل اللَّ ِه َذ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنت ُ ْمقولهَ :
ي ﷺ" :وت َكفَّل َّ
اللهُ يَ :هذَا َخي ٌْر َل ُك ْم فِي ال ُّد ْن َيا َو ْاآل ِخ َرةَِ ،ك َما قَا َل النَّ ِب ُّ ت َ ْع َل ُمونَ ﴾ أ َ ْ
س ِبي ِل ِه ِإ ْن ت ََوفَّاهُ أ َ ْن يُ ْد ِخلَهُ ْال َجنَّةَ ،أ َ ْو يَ ُر َّدهُ ِإلَى َم ْن ِز ِل ِه نَائِ ًال َما نَا َلِل ْل ُم َجا ِه ِد فِي َ
غ ِني َمةٍ" أخرجه البخاري ومسلم ِ .م ْن أَجْ ٍر أ َ ْو َ
ط ۟
وا ٰۗۤ َو ِإ َّن َج َه َّن َم ﴿و ِم ۡن ُهم َّمن َيقُو ُل ٱ ۡئذَن ِلّی َو َال ت َۡف ِت ِّن ۤی ٰۚۤ أ َ َال ِفی ٱ ۡل ِف ۡتنَ ِة َ
سقَ ُ قولهَ :
ي ب ّ نال له قال .ْس ي َ ق ْن ب ّ
د ج ال ي ف اآلية ه ذ ه ْ
ت َ
ل َزَ ن قيل: ﴾ ير ف ـ َ
ك لۡ ٱب ُ ط ُۢ
ة لَ ُم ِحي َ
ّ ٍ ِ ِ َ ِ ِ ِ َ نَ ِ ِ ٰ ِ
العام فِي ِج َال ِد بَنِي ْاَل َ ْ
صفَ ِر؟ " فَقَا َل :يَا رسول الله ،أو تأذن َ "ه َْل لَ َك يَا َج ُّد
اء ِمنِّيَ ،و ِإنِّي
س ِع َج ًبا ِبالنِّ َ ف قَ ْو ِمي َما َر ُج ٌل أ َ َ
ش ُّد َ ِلي َو َال ت َ ْف ِتنِّي ،فَ َواللَّ ِه لَقَ ْد َ
ع َر َ
ع ْن ُه َّن .فَأَع َْر َ
ض َع ْنهُ َر ُ
سو ُل صفَ ِر َال أَ ْ
صبِ ُر َ أ َ ْخشَى ِإ ْن َرأَيْتُ نِ َسا َء َبنِي ْاَل َ ْ
"اللَّ ِه ﷺ َوقَا َلَ " :ق ْد أ َ ِذ ْنتُ َل َك
سلَ َمةَ ،قَا َل لَ ُه ْم النبي" :من سيِّدُكم َوقَ ْد َكانَ ْال َج ُّد ب ُْن قَي ٍْس َهذَا ِم ْن أ َ ْش َر ِ
اف َبنِي َ
ي داءٍ أ َ ْد َوى من
قيس على أ َّنا نُب ِ ّخلُه ،قال :و أ ُّ يا بني سلمةَ ؟ قلنا :ج ُّد ُ
بن ٍ
.البخ ِل ؟ بل س ِّيدُكم عمرو ُ
بن الجموحِ" .صححه اَللباني
وم.
الر ِ ب ْال َج َو ِاري ِم ْن نِ َس ِ
اء ُّ ﴿وال ت َ ْفتِنِّي﴾ ايِ :ب ْال ُخ ُروجِ َم َع َكِ ،ب َ
س َب ِ قولهَ :
س ٌر ِليَ ،فآَث َ ُم
ّاي بِال ُخ ُروجِ وهو َغي ُْر ُمتَيَ ِ ّ وقيل :أي :ال ت ُ ْك ِس ْبنِي اْلثْ َم بِ ْ
أم ِر َك إي َ
ِ .بال ُمخا َلفَ ِة
224
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :فَال ت ُ ْع ِجب َْك أ َ ْم َوالُ ُه ْم َوال أ َ ْوال ُد ُه ْم﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
﴿وال ت َ ُمد ََّّن َ
ع ْي َني َْك
ِإلَى َما َمت َّ ْعنَا ِب ِه أ َ ْز َوا ًجا ِم ْن ُه ْم زَ ْه َرة َ ْال َح َياةِ ال ُّد ْنيَا ِلنَ ْف ِتنَ ُه ْم فِي ِه َو ِر ْز ُق َر ِبّ َك َخي ٌْر
َوأ َ ْبقَى﴾
رأيت الل َه تعالى يُعطي العب َد من الدنيا ما يُحبُّ ،و هو
َ وفي الحديث "إذا
معاصيه ؛ فإنَّما ذلك منه استدرا ٌج" صححه اَللباني
ِ .مقي ٌم على
ي: س ُن ْال َب ْ
ص ِر ُّ َوقَ ْولُهُِ ﴿ :إنَّ َما يُ ِري ُد اللَّهُ ِليُ َع ِذّ َب ُه ْم ِب َها فِي ْال َح َياةِ ال ُّد ْن َيا﴾ قَا َل ْال َح َ
اَلموا ِل س ِبي ِل اللَّ ِه .وقيل :بِال َمصائِ ِ
ب والمشقّة في ْ بِزَ َكاتِ َهاَ ،والنَّفَقَ ِة ِم ْن َها فِي َ
.واَلوال ِد
ْ
225
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْن أَبِي َ
س ِعي ٍد فِي ﴿و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْل ِم ُز َك فِي ال َّ
ص َدقَاتِ﴾ في الصحيحين َ قولهَ :
علَى النَّ ِب ّ
ي ِ ﷺ ِحينَ ص ِة ذِي ال ُخ َويصرة َ -وا ْس ُمهُ ُح ْرقوص -لَ َّما ا ْعت ََر َ
ض َ ِق َّ
غنَا ِئ َم ُح َني ٍْن ،فَقَا َل لَهُ :ا ْعد ِْل ،فَإِنَّ َك َل ْم ت َ ْعد ِْل .فَقَا َل" :لَقَ ْد ِخبتُ وخسرتُ قَ َ
س َم َ
سو ُل َّ
الل ِه ﷺ َوقَ ْد َرآهُ ُمقَ ِفّيًا إِنَّهُ يَ ْخ ُر ُج ِم ْن إِ ْن لَ ْم أ َ ُك ْن أ َ ْع ِدلُ" .ث ُ َّم قَا َل َر ُ
ام ِه ْم،
ص َي ِ ص َال ِت ِه ْمَ ،و ِ
ص َيا َم ِه َم َع ِ يحقر أ َ َح ُد ُك ْم َ
ص َالتَهُ َم َع َ ُ ضئْ ِ
ضئ َهذَا قَ ْو ٌم ِ
الر ِميَّة ،فَأ َ ْينَ َما لَ ِقيت ُ ُمو ُه ْم فَا ْقتُلُو ُه ْم ،فَإِنَّ ُه ْم
س ْه ِم ِمنَ َّ ِين ُم ُروق ال َّ يَ ْم ُرقُونَ ِمنَ ال ّد ِ
ثاء" َوذَ َك َر بَ ِق َّيةَ ْال َحدِي ِس َم ِ ت أَد ِ
ِيم ال َّ .ش َُّر قَتْلَى تَحْ َ
226
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى ذَ ِل َكَ ،و َال طا َ علَ ْي َها :فَ ُه ُم ْال ُجبَاة ُ َوال ُّ
س َعاة ُ يَ ْست َِحقُّونَ ِم ْن َها قِ ْس ً َوأ َ َّما ْال َع ِ
املُونَ َ
ص َد َقةُِ ،ل َما سو ِل اللَّ ِه ﷺ الَّذِينَ تَحْ ُر ُم َ
علَ ْي ِه ُم ال َّ اء َر ُ وز أ َ ْن يَ ُكونُوا ِم ْن أ َ ْق ِربَ ِ
يَ ُج ُ
طلَقَ ُه َوارثِ :أَنَّهُ ا ْن َ ب ب ِْن َر ِبي َعةَ ب ِْن ْال َح ِط ِل ِع ْب ِد ْال ُم َّ
ع ْن َ
ص ِحيحِ ُم ْس ِل ٍم َ
ت ِفي َ ث َ َب َ
علَى ال َّ
ص َد َق ِةَ ،ف َقا َل: سو َل َّ
الل ِه ﷺ ِليَ ْست َ ْع ِملَ ُه َما َ َّاس يَ ْسأ َ َال ِن َر ُ َو ْال َف ْ
ض ُل ب ُْن َ
عب ٍ
ي أ َ ْو َ
سا ُخ النَّ ِ
اس ص َدقَةَ َال ت َِح ُّل ِل ُم َح َّم ٍد َو َال ِآل ِل ُم َح َّمدٍ ،إِنَّ َما ِه َ
""إِ َّن ال َّ
227
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يﷺ طى النَّ ِب ُّ طى ليُسلمَ ،ك َما أ َ ْع َ َوأ َ َّما ْال ُم َؤلَّفَةُ قُلُوبُ ُه ْم :فَأ َ ْق َ
سا ٌمِ :م ْن ُه ْم َم ْن يُ ْع َ
ش ِه َدهَا ُم ْش ِر ًكا .قَا َل :فَ َل ْم يَزَ ْل
غنَائِ ِم ُحنَي ٍْنَ ،وقَ ْد َكانَ َ ص ْف َوانَ بْنَ أ ُ َم َّيةَ ِم ْن َ َ
اس ِإلَ َّ
ي ي َب ْع َد أ َ ْن َكانَ أ َ ْبغ َ
َض النَّ ِ ار أحبَّ ال َّن ِ
اس إل َّ ص َ.يُ ْع ِطي ِني َحتَّى َ
228
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ف ِمنَ
ص َر َ
أن يُ ْ س ِبي ِل اللَّ ِه :فَ ُه ُم ْالغُزَ اة ُ وال ُمرا ِب ِطينَ ،وه َْل َي ُج ُ
وز ْ َوأ َ َّما فِي َ
َّ
.الزكاةِ إلى ما سواه؟ ففيه خالف
َّ
"فإن الح َّج في سبي ِل الل ِهِ ،ل ْل َحدِيثِ. اْل َم ِام أَحْ َم َدَ :و ْال َح ُّج ِم ْن َ
س ِبي ِل َّ َو ِع ْن َد ْ ِ
.اللَّ ِه" صححه اَللباني
ناف
ص ِ يعاب اَل ْ
ب ا ْس ِت ُ
.وال َي ِج ُ
وال تحل الزكاة لغني
يٍ" صححه اَللباني
س ِو ّ صدقةُ لغن ّ
ي ٍ وال لذي ِم َّرةٍ َ .لحديث "ال تح ُّل ال َّ
﴿ومن ُه ُم الَّذِينَ يُؤْ ذُونَ النَّبِي َء ويَقُولُونَ هو أ ُ ْذ ٌن قُ ْل أ ُ ْذ ُن َخي ٍْر لَكم﴾ كما قال ِ
وك َحي َّْو َك ِب َما َل ْم يُ َح ِيّ َك ِب ِه اللَّهُ َو َيقُولُونَ ِفي أَ ْنفُ ِس ِه ْم لَ ْوال
﴿و ِإذَا َجا ُء َ
تعالىَ :
يُ َع ِذّبُنَا اللَّهُ ِب َما نَقُولُ﴾
ؤاخذُكم؛ ويَ ْس َم ُع َمعاذ َ
ِيركم و َم ْعنى ﴿أ ُ ْذ ُن َخي ٍْر﴾ أنَّهُ َي ْس َم ُع ما َي ْبلُغُهُ َ
ع ْنكم وال يُ ِ
و َي ْق َبلُها ِمنكم ،أما من الفاسق فال يقبل منه حتى يتبين خبره ﴿يا أيُّها الَّذِينَ
آ َمنُوا ْ
إن جا َءكم فا ِس ٌق ِبنَبَ ٍأ فَت َ َبيَّنُوا﴾
ص ّد ُ
ِق قوله﴿ :يُؤْ ِم ُن ِباللَّ ِه ويُؤْ ِم ُن ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ﴾ أي يؤمن ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ال ّ
صادقين .أو يُ َ
.ال ُمنافقينَ الذين ظاهروا اْليمان فِيما يُ ْخ ِب ُرونَهُ بِ ِه
229
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن ُ
ع َم َر ع ْن َ
ب﴾ َوض َون َْل َع ُ
﴿ولَئِ ْن َسأ َ ْلت َ ُه ْم لَيَقُولُ َّن ِإنَّ َما ُكنَّا َن ُخ ُ
قولهَ :
قَا َل :قَا َل َر ُج ٌل في غزوة تبوك في مجلس َما َرأَيْتُ ِمثْ َل قُرائنا َه ُؤ َال ِء،
اء .فَقَا َل َر ُج ٌل فِي ْال َمس ِْجدِ:اللّقَ ِ
سنًاَ ،و َال أَجْ َبنَ ِع ْن َد ِأكذب أ َ ْل ُ
َ طونًاَ ،و َال أرغب بُ ُ
َ
سو َل اللَّ ِه ﷺ َونَزَ َل سو ِل َّ
الل ِه ﷺَ ،فبَلَ َغ ذَ ِل َك َر ُ كذبتَ ،ولَ ِكنَّ َك ُمنَافِ ٌقََ .ل ُ ْخبِ َر َّن َر ُ
َ
سو ِل اللَّ ِه ﷺ
ع َم َرَ :وأَنَا َرأ َ ْيتُهُ ُمت َ َع ِلّقًا ب َح َقب نَاقَ ِة َر ُ ع ْب ُد َّ
الل ِه ب ُْن ُ ْالقُ ْر ُ
آن .قَا َل َ
سو ُل وض َون َْل َع ُ
بَ .و َر ُ سو َل اللَّ ِهِ ،إنَّ َما ُكنَّا نَ ُخ ُ ت َن ُكبُه ْال ِح َج َ
ارة ُ َو ُه َو يَقُولُ :يَا َر ُ
اللَّ ِه ﷺ َيقُولُ﴿ :أ َ ِباللَّ ِه َوآ َيا ِت ِه َو َر ُ
سو ِل ِه ُك ْنت ُ ْم ت َ ْست َ ْه ِزئُونَ َال ت َ ْعتَذ ُِروا قَ ْد َكفَ ْرت ُ ْم َب ْع َد
ِ .إي َمانِ ُك ْم﴾
سو ِل اللَّ ِه ﷺ َو ُه َو ُم ْن َ
ط ِل ٌق ِإلَى يرونَ ِإلَى َر ُعةٌ ِمنَ ْال ُمنَا ِفقِينَ يُ ِش ُ وقيلَ :كانَ َج َما َ
صفَ ِر َك ِقت َا ِل ْال َع َر ِ
ب سبُونَ ِجال َد بَنِي ْاَل َ ْض :أَتَحْ َ وك ،فَقَا َل بَ ْع ُ
ض ُه ْم ِلبَ ْع ٍ تَبُ َ
غدًا ُمقَ ّرنين فِي ْال ِحبَا ِل ،إِ ْر َجافًا َوت َْر ِهيبًا
ضا؟ َواللَّ ِه لَ َكأَنَّا بِ ُك ْم َ
ض ِه ْم بَ ْع ًبَ ْع ِ
ِ .ل ْل ُمؤْ ِمنِينَ
230
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض﴾ فَ َال ُه ْم َم َع ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴿ال ُمنَا ِفقُونَ َو ْال ُمنَا ِفقَاتُ َب ْع ُ
ض ُه ْم ِم ْن َب ْع ٍ قَ ْولُهُ ت َ َعا َلىْ :
اطنًا كما قال تعالىُ ﴿ :مذَ ْبذَ ِبينَ بَيْنَ ظا ِه ًرا َوبَ ِاط ًناَ ،و َال َم َع ْال َكافِ ِرينَ َ ظا ِه ًرا َوبَ َِ
ان الء َوال إِلَى َهؤُال ِء﴾ يَ ْعنِيْ :ال ُمنَافِقِينَ ُم َحي َِّرينَ َبيْنَ ْ ِ
اْلي َم ِ ذَ ِل َك َال ِإلَى هَؤُ ِ
.و ْال ُك ْف ِر
َ
231
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض﴾ أ َ ْ
يَ :يتَنَا َ
ص ُرونَ ﴿وٱ ۡل ُم ۡؤ ِمنُونَ َوٱ ۡل ُم ۡؤ ِمنَ ٰـتُ َب ْع ُ
ض ُه ْم أَ ْو ِل َيا ُء َب ْع ٍ قولهَ :
ضهُ ضدُونَ َ ،ك َما َجا َء فِي الصحيحين" :المؤمن للمؤمن كالبنان يَ ُ
ش ُّد بَ ْع ُ َويَت َ َعا َ
شب ََّك َبيْنَ أَ َ
صا ِب ِع ِه ضا" َو َ
" َب ْع ً
طيِّ َبةَ ْالقَ َر ِارَ ،ك َما َجا َء فِي سنَةَ ْال ِبن ِ
َاءَ ، ط ِّيبَةً﴾ أ َ ْ
يَ :ح َ ساكِنَ َ
﴿و َم َ
قولهَ :
ب آ ِن َيت ُ ُه َما َو َما ِفي ِه َماَ ،و َجنَّت َ ِ
ان َان ِم ْن ذَ َه ٍ سو ُل اللَّ ِه ﷺَ " :ج َّنت ِ ص ِحي َحي ِْن قَا َل َر ُ ال َّ
ض ٍة آنِيَت ُ ُه َما َو َما فِي ِه َماَ ،و َما بَيْنَ ْال َق ْو ِم َوبَيْنَ أ َ ْن يَ ْن ُ
ظ ُروا ِإلَى َربِّ ِه ْم ِإ َّال ِم ْن فِ َّ
علَى َوجْ ِه ِه فِي َجنَّ ِة َ
ع ْد ٍن "ر َدا ُء ْال ِكب ِْريَ ِ
اء َ ِ
232
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قولهَ ﴿ :يحْ ِلفُونَ ِباللَّ ِه َما قَالُوا َولَقَ ْد َقالُوا َك ِل َمةَ ْال ُك ْف ِر َو َكفَ ُروا َب ْع َد ِإس ِ
ْالم ِه ْم﴾ في
ب نُ ُزو ِلها أ ْقوا ٌل .والصحيح أنها نزلت في المنافقين الذين هموا قتل النبي
سبَ ِ
َ :
233
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اس فِي َب ْ
ط ِن ي النَّ ُ وك ،أ َ َم َر أ َ ْن َي ْم ِش َ سو ُل اللَّ ِه ﷺ من غ َْز َوةِ تَبُ َ لَ َّما أ َ ْق َب َل َر ُ
ار ْال َعقَ َبةََ ،فتَبِ َع ُه ْم هَؤُ َال ِء النَّفَ ُر ا َْل َ ْر َذلُونَ ، ْال َوادِيَ ،و َ
ص َع َد ُه َو َو ُح َذ ْيفَةُ َو َ
ع َّم ٌ
سو َل اللَّ ِه ﷺ،
علَى ُم َرا ِد ِه ْم َر ُ وك ْال َعقَ َب ِةَ ،فأ َ ْ
طلَ َع اللَّهُ َ َو ُه ْم ُمت َ َل ِث ّ ُمونَ ،فَأ َ َرادُوا ُ
سلُ َ
اح ِل ِه ْم ،فَفَ ِز ُ
عوا َو َر َجعُوا ب ُو ُجوهَ َر َو ِ فَأ َ َم َر حذيفة فرجع ِإ َل ْي ِه ْم ،فَ َ
ض َر َ
َ .م ْقبُ ِ
وحينَ
ي اللَّهُ َ
ع ْنهُ ض َ فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ُحذَ ْيفَةَ ب ِْن ْال َي َم ِ
انَ ،ر ِ
.صاحب سر رسول الله كما في صحيح مسلم
سو ِل
لر ُ ض ِل ِه﴾ أ َ ْ
يَ :و َما ِل َّ سولُهُ ِم ْن فَ ْ
اللهُ َو َر ُ ﴿و َما نَقَ ُموا ِإال أ َ ْن أ َ ْغنَا ُه ُم َّ َوقَ ْولُهَُ :
ب ِإ َّال أ َ َّن اللَّهَ أ َ ْغنَا ُه ْم ِب َب َر َك ِت ِه
ِ .ع ْن َد ُه ْم َذ ْن ٌ
234
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عدُوهُ و ِبما
اللهَ ما و َ قوله﴿ :فَأ ْعقَ َبهم نِفاقًا في قُلُو ِب ِه ْم إلى َي ْو ِم َي ْلقَ ْونَهُ ِبما ْ
أخلَفُوا َّ
سو ِل اللَّ ِه ﷺ أَنَّهُ قَا َل" :آيَةُ
ع ْن َر ُ كانُوا يَ ْك ِذبُونَ ﴾ َك َما َجا َء فِي ال َّ
ص ِحيحينَ ،
ع َد أ َ ْخلَ َ
فَ ،و ِإذَا اؤْ ت ُ ِمنَ خَانَ بَ ،و ِإذَا َو َ
َّث َك َذ َ
ثِ :إذَا َحد َ " ْال ُمنَا ِف ِ
ق ث َ َال ٌ
ت َوالَّذِينَ َال يَ ِجدُونَ ط ّ ِوعِينَ ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ فِي ال َّ
ص َدقَا ِ قوله﴿ :الَّذِينَ يَ ْل ِم ُزونَ ْال ُم َّ
ِ .إال ُج ْه َد ُه ْم﴾ ْاآل َي َة
ورنَا ،فَ َجا َء علَى ُ
ظ ُه ِ ت آ َيةُ ال َّ
ص َدقَ ِة ُكنَّا نَت َ َحا َم ُل َ ع ْن أَبِي َم ْسعُو ٍد قَا َل :لَ َّما نَزَ َل ْ َ
اع،
ص ٍ ير ،فَقَالُواُ :م َرا ِئيَ .و َجا َء َر ُج ٌل فَت َ َ
ص َّدقَ بِ َ ش ْيءٍ َك ِث ٍ َر ُج ٌل فَت َ َ
ص َّدقَ ِب َ
ت ﴿الَّذِينَ َي ْل ِم ُزونَ ْال ُم َّ
ط ّ ِوعِينَ ِمنَ ص َدقَ ِة َهذَا .فَنَزَ لَ ْ
ع ْن َ
ي َ فَقَالُواِ :إ َّن اللَّهَ لَغَنِ ٌّ
ت َوالَّذِينَ َال يَ ِجدُونَ ِإال ُج ْه َد ُه ْم﴾ ْاآليَةَ .البخاري ومسلم ص َدقَا ِ .ال ُمؤْ ِمنِينَ فِي ال َّ ْ
ࣰ
قوله﴿ :ٱ ۡست َۡغ ِف ۡر لَ ُه ۡم أ َ ۡو َال ت َۡست َۡغ ِف ۡر لَ ُه ۡم ِإن ت َۡست َۡغ ِف ۡر لَ ُه ۡم َ
س ۡب ِعينَ َم َّرة فَلَن يَ ۡغ ِف َر
ٱللَّهُ لَ ُه ٰۡۚم﴾
235
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
َ ۡ ۟ ُ َ َّ ٰۚ وا فِی ٱ ۡل َح ٰۗ ِ ّر قُ ۡل ن ُ
َار َج َهنَّ َم أ َ َ
ش ُّد َح ّرا ل ۡو كانوا يَفق ُهونَ ﴾ وا َال ت َن ِف ُر ۟
﴿وقَالُ ۟
قولهَ :
َار َب ِني آ َد َم الَّ ِتي يُو ِقدُونَ ِب َها جز ٌء الل ِه ﷺ َقا َل" :ن ُ سو َل َّ ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرةَ ،أ َ َّن َر ُ
َ
َت لَ َكا ِفيَةٌَ .قا َل
سو َل اللَّ ِهِ ،إ ْن َكان ْ
َار َج َهنَّ َم" فَقَالُوا :يَا َر ُ
س ْبعِينَ ُج ْز ًءا ِم ْن ن ِ ِم ْن َ
ع َل ْي َها ِبتِ ْسعَ ٍة َو ِستِّينَ ُج ْز ًءا ".أخرجه البخاري ومسلم ضلَ ْ
ت َ .إِنَّ َها فُ ِ ّ
ذلك ما ج َعل اللهُ فيها َمنفعةً َل َحدٍ"
َين ولَوال َ
مرت ِ
حر َّ ض ِر َب ْ
ت بال َب ِ وقال" :و ُ
.صححه اَللباني
236
جامع التيسير في تعليقات التفسير
237
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار َّالتِي
ضى﴾ ْاآل َيةََ ،بيَّنَ ت َ َعالَى ْاَل َ ْعذَ َ علَى ْال َم ْر َ اء َوال َ علَى ال ُّ
ض َعفَ ِ قوله﴿ :لَي َ
ْس َ
ص ،و َما ش ْخ ِ ع ِن ْال ِقت َا ِلَ ،فذَ َك َر ِم ْن َها َما ُه َو َال ِز ٌم ِلل َّ
علَى َم ْن قَ َع َد فِي َها ََال َح َرج َ
ب فَ ْق ِر ِۤض ،أ َ ْو ِب َس َب ِ
ب َم َر ٍ
س َب ِ
ض ِب َ
ار ٌ
ع ُِ .ه َو َ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم َر َج َع ِمن غ َْز َوةِ أن َرسو َل اللَّ ِه َ وعن أنس بن مالك َّ
يرا ،وال َق َ
ط ْعت ُ ْم إن بال َمدِينَ ِة أ ْقوا ًما ،ما ِس ْرت ُ ْم َم ِس ً
وك فَ َدنا ِمنَ ال َمدِينَ ِة ،فقا َلَّ :
تَبُ َ
وا ِديًا َّإال كانُوا مع ُك ْم ،قالوا :يا َرسو َل َّ
الل ِه ،و ُه ْم بال َمدِينَ ِة؟ قا َل :و ُه ْم بال َمدِي َن ِة،
س ُه ُم العُ ْذ ُر ".رواه البخاري
َ .حبَ َ
سا ّإال ُو ْسعَها﴾ وقال﴿ :فاتَّقُوا اللَّهَ ما ا ْستَ َ
ط ْعت ُ ْم﴾ ف اللَّهُ نَ ْف ً
قال تعالى﴿ :ال يُ َك ِّل ُ
ش ُّد ُك ْف ًرا َونِفَاقًا َوأَجْ َد ُر أَال يَ ْعلَ ُموا ُحدُو َد َما أَنز َل اللَّهُ َ
علَى اب أ َ َ
قوله﴿ :اَلع َْر ُ
س ً
وال ث َّ
اللهُ ِم ْن ُه ْم َر ُ ظةُ َو ْال َجفَا ُء فِي أ َ ْه ِل ْالبَ َوادِي لَ ْم يَ ْبعَ ِ
ت ْال ِغ ْل َ
سو ِل ِه﴾ لَ َّما َكانَ ِ
َر ُ
س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك ِإال ت ْال َب ْعثَةُ ِم ْن أَ ْه ِل ْالقُ َرىَ ،ك َما َقا َل ت َ َعالَىَ :
﴿و َما أ َ ْر َ َو ِإنَّ َما َكانَ ِ
وحي ِإلَ ْي ِه ْم ِم ْن أَ ْه ِل ْالقُ َرى﴾
ِر َجاال نُ ِ
سو ِل َّ
الل ِه ﷺ فَقَالُوا :أتقبِّلون علَى َر ُ َاس ِمنَ ْاَلَع َْرا ِ
ب َ شةَ قَا َل ْ
ت :قَد َِم ن ٌ ع ْن َ
عائِ َ َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺَ :
"و ْأملكُ ص ْب َيانَ ُك ْم؟ قَالُوا :نَ َع ْم .قَالُواَ :ولَ ِكنَّا َواللَّ ِه َما نق ِبّل .فَقَا َل َر ُ
ِ
"م ْن قَ ْلبِ َك َّ
الرحْ َمةَ" رواه الرحْ َمةَ؟ "َ .وقَا َل اب ُْن نُ َمي ٍْرِ : ع ِم ْن ُك ُم َّأ َ ْن َكانَ اللَّهُ نَزَ َ
.مسلم
الل ِه َو ْاليَ ْو ِم ِ
اآلخ ِر َويَتَّ ِخذُ َما يُ ْن ِف ُق قُ ُر َبا ٍ
ت ب َم ْن يُؤْ ِم ُن بِ َّ َوقَ ْولُهَُ :
﴿و ِمنَ اَلع َْرا ِ
سو ِل لَ ُه ْم
الر ُ
عا َء َّ سو ِل﴾ َو َي ْبتَغُونَ ِب َذ ِل َك ُد َالر ُ
ت َّ صلَ َوا ِ ِ .ع ْن َد اللَّ ِه َو َ
صلَّى َعلَ ْي ِه ْم، ُ
ص َدقَ ِة قَ ْو ٍم َ
ي بِ َ سو ُل اللَّ ِه ﷺ ِإذَا أتِ َ وفي الصحيحين " َكانَ َر ُ
علَى آ ِل أ َ ِبي أ َ ْوفَى صل َ ص َدقَ ِت ِه فَقَا َل" :اللَّ ُه َّم َ
"فَأَت َاهُ أ َ ِبي ِب َ
239
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار﴾
ص ِاج ِرينَ َواَل ْن َ اَلولُونَ ِمنَ ْال ُم َه ِ
﴿وال َّسا ِبقُونَ َّ قولهَ :
ان ،وهي ال ُح َد ْي ِبيَةُ
الرضْو ِ سو َل اللَّ ِه ﷺ بَ ْي َعةَ ِ ّ .قيلُ :ه ُم َّالذِينَ بايَعُوا َر ُ
الل ِه ﷺ صلَّ ْوا ِإلَى ْال ِق ْبلَتَي ِْن َم َع َر ُ
سو ِل َّ .وقيلُ :ه ُم َّالذِينَ َ
.وقيل :هم أ ْه ُل َب ْد ٍر
هاج ِرينَ الَّذِينَ أ ُ ْخ ِر ُجوا ِمن د ِ
ِيار ِه ْم راء ال ُم ِكما قال تعالى :قَ ْولُهُ ت َعالىِ ﴿ :ل ْلفُقَ ِ
وأموا ِل ِه ْم﴾ إلى قوله﴿ :والَّذِينَ جا ُءوا ِمن بَ ْع ِد ِه ْم يَقُولُونَ َربَّنا ا ْغ ِف ْر َلنا ْ
.وْل ْخوانِنا﴾ اآل َيةَ
ِ
﴿وآخ َُرونَ ا ْعت ََرفُوا بِذُنُوبِ ِه ْم﴾ قال ابن كثيرَ :و َه ِذ ِه ْاآليَةُ َ -و ِإ ْن َكان ْ
َت قولهَ :
عا َّمةٌ ِفي كل المذنبين الخاطئين المخلصين ت فِي أُن ٍ
َاس ُمعَيَّنِينَ ِ -إ َّال أَنَّ َها َ نَزَ لَ ْ
ْ
.ال ُمتَلَ ّ ِوثِينَ
إن اللَّهَ
علَ ْي ِه ْم َّ عسى اللَّهُ ْ
أن َيت ُ َ
وب َ ع َم ًال صا ِل ًحا وآخ ََر َ
س ِيّئًا َ وقولهَ ﴿ :خ َل ُ
طوا َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺ َلنَا: س ُم َرة ب ِْن ُج ْن َدب قَا َل :قَا َل َر ُ
ور َر ِحي ٌم﴾ كما في حديث َ غف ُ ٌ
َ
ب ولَبِن ِف َّ
ضةٍ، "أَت َانِي اللَّ ْيلَةَ آتِ َي ِ
ان فَا ْبتَعَثَانِي فَا ْنت َ َه ْينَا إِلَى َمدِينَ ٍة َم ْبنِيَّ ٍة بِلَبِ ٍن َذ َه ٍ
ت َراءَ ،وش ْ
َط ٌر َكأ َ ْق َبحِ َما أ َ ْن َ
ت َطر ِم ْن خ َْل ِق ِه ْم َكأَحْ َ
س ِن َما أ َ ْن َ فَتَلَقَّانَا ِر َجا ٌل ش ْ
اال لَ ُه ْم :ا ْذ َهبُوا فَقَعُوا فِي ذَ ِل َك النَّ ْه ِر .فَ َوقَعُوا فِي ِه ،ث ُ َّم َر َجعُوا ِإلَ ْينَا قَ ْد
َراءٍ ،قَ َ
اال ِليَ :ه ِذ ِه َجنَّةُ َ
ع ْد ٍن، ورةٍ ،قَ َ
ص َ اروا فِي أَحْ َ
س ِن ُ ص ُع ْن ُه ْمَ ،ف َ َب َذ ِل َك ال ُّ
سو ُء َ ذَه َ
سن َوش ْ
َط ٌر ِم ْن ُه ْم َق ِبي ٌح، اال أ َ َّما ْالقَ ْو ُم الَّذِينَ َكانُوا شَطر ِم ْن ُه ْم َح َ
َو َهذَا َم ْن ِزلُ َك .قَ َ
ع ْن ُه ْم" رواه البخاري سيِّئًاَ ،فت َ َج َاوزَ اللَّهُ َ ع َم ًال َ
صا ِل ًحا َوآخ ََر َ طوا َ .فَإِنَّ ُه ْم َخ َل ُ
241
جامع التيسير في تعليقات التفسير
242
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع َل ۡي ِه ٰۡۗم َوٱللَّهُ َ
ع ِلي ٌم ﴿و َءاخ َُرونَ ُم ۡر َج ۡونَ َِل َ ۡم ِر ٱللَّ ِه ِإ َّما يُ َع ِذّبُ ُه ۡم َو ِإ َّما َيت ُ ُ
وب َ قولهَ :
َح ِكي ࣱم﴾
ع ِن الت َّ ْو َب ِةَ ،و ُه ْمَ :م َر َ
ارة ُ ب ُْن يَ : احدٍُ :ه ُم الث َّ َالثَةُ الَّذِينَ ُخ ِلّفُوا ،أ َ ْ قَا َل َ
غي ُْر َو ِ
ب ب ُْن َما ِلكٍ َ ،و ِه َال ُل ب ُْن أ ُ َم َّيةَ
يعَ ،و َك ْع ُ
.الر ِب ِ
َّ
ارا َو ُك ْف ًرا َوت َ ْف ِريقًا بَيْنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴾ ﴿والَّذِينَ ات َّ َخذُوا َمس ِْجدًا ِ
ض َر ً قولهَ :
سو ِل اللَّ ِه ﷺ ت ْال َك ِري َماتِ :أَنَّهُ َكانَ بِ ْال َمدِي َن ِة قَ ْب َل َمق َدم َر ُب نُ ُزو ِل َه ِذ ِه ْاآليَا ِ
سبَ َُ
صر فِي الراهب"َ ،و َكانَ قَ ْد تَنَ َّ
ُ ام ٍر
ع ِ ِإلَ ْي َها َر ُج ٌل ِمنَ ْالخ َْز َرجِ يُقَا ُل لَهُ" :أَبُو َ
ْ
.ال َجا ِه ِليَّ ِة ...القصة
س َي ُ
اق ُه َو ع َلى الت َّ ْق َوى ِم ْن أ َ َّو ِل يَ ْو ٍم أ َ َح ُّق أ َ ْن تَقُ َ
وم فِي ِه﴾ ال ِ ّ س َ قوله﴿ :لَ َمس ِْج ٌد أ ُ ِ ّ
س َ
سو َل اللَّ ِه ﷺ ص ِحيحِ أ َ َّن َر ُث ال َّ ض مسجد قباء؛ ولهذا جاء ِفي ْال َحدِي ِ ِفي َم ْع ِر ِ
ص ِحيحِ :أ َ َّن
ص َالة ٌ فِي َمس ِْج ِد قُباء كعُمرة" صححه اَللبانيَ .وفِي ال َّ قَا َلَ " :
سو َل اللَّ ِه ﷺ َكانَ يَأْتي َمس ِْج َد قُباءٍ ُك َّل َ
س ْبتٍ ،ما ِش ًيا ورا ِكبًا" رواه َر ُ
.البخاري
س على التَّقوى مسجدي ص ِحيحِ" :المسج ُد الذي أ ُ ِ ّ
س َ َوقَ ْد َو َر َد فِي ْال َحدِي ِ
ث ال َّ
.هذا" صححه اَللباني ،وروى مسلم نحوه
243
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض َّل قَ ْو ًما َب ْع َد ِإ ْذ َه َدا ُه ْم َحتَّى يُبَ ِيّنَ لَ ُه ْم َما يَتَّقُونَ ﴾ ﴿و َما َكانَ اللَّهُ ِليُ ِقَ ْوله ت َ َعا َلىَ :
علَ ْي ِه ُم سالَ ِة إِلَ ْي ِه ْمَ ،حتَّى يَ ُكونُوا قَ ْد قَا َم ْ
ت َ ض ُّل قَ ْو ًما بَ ْع َد بَ َالغِ ِ ّ
الر َ أيَ :ال يُ ِ
سوال﴾
ث َر ُ ْال ُح َّجةَُ .و َك َذا قَ ْولُهُ ت َ َعالَىَ :
﴿و َما ُكنَّا ُم َع ِذّ ِبينَ َحتَّى نَ ْب َع َ
.وإن كان من أهل العذر يُمتحن يوم القيامة
.واآلية رد على التكفير والمكفرة
245
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ِة
سا َ ار الَّذِينَ اتَّ َبعُوهُ فِي َ ص ِاج ِرينَ َواَل ْن َ ي ِ َو ْال ُم َه ِ َاب اللَّهُ َ
علَى ال َّن ِب ّ قوله﴿ :لَقَ ْد ت َ
الزا ِد َو ْال َم ِ
اءَ .و َكانَ النَّفَ ُر يَت َ َد َاولُونَ الت َّ ْم َرة َ الظ ْه ِر َو َّيِ :منَ النَّفَقَ ِة َو َّ ْالعُس َْرةِ﴾ أ َ ْ
علَ ْي َهاَ ،حتَّى ص َها َه َذا ،ث ُ َّم َي ْش َر ُ
ب َ علَ ْي َها ،ث ُ َّم َي ُم ُّ ص َها َهذَا ،ث ُ َّم َي ْش َر ُ
ب َ َب ْينَ ُه ْمَ ،ي ُم ُّ
ص ُر فَ ْرثه فَ َي ْش َربُهُ الر ُج َل َليَ ْن َح ُر بَ ِع َ
يرهُ فَيَ ْع ِ ِ .إ َّن َّ
علَ ۡي ِه ُم ٱ َۡل َ ۡر ُ
ض ِب َما َر ُح َب ۡت ضا َق ۡت َ علَى ٱلثَّلَ ٰـث َ ِة ٱ َّل ِذينَ ُخ ِلّفُ ۟
وا َحت َّ ٰۤى ِإذَا َ ﴿و َ
قولهَ :
س ُه ۡم﴾اآلية علَ ۡي ِه ۡم أَنفُ ُضاقَ ۡت َ
َ .و َ
ب ب ُْن
الربِيعَِ ،و َك ْع ُ ارة ُ ب ُْن َّ ع ِن الت َّ ْو َب ِةَ ،و ُه ْمَ :م َر َ ُه ُم الث َّ َالثَةُ الَّذِينَ ُخ ِلّفُوا ،أ َ ْ
يَ :
﴿و َءاخ َُرونَ ُم ۡر َج ۡونَ َِل َ ۡم ِر ٱللَّ ِه ِإ َّما يُ َع ِذّبُ ُه ۡم َو ِإ َّما َيت ُ ُ
وب َما ِلكٍ َ ،و ِه َال ُل ب ُْن أ ُ َميَّةََ .
علَ ۡي ِه ٰۡۗم ﴾
َ
.و ِفيه َحدِيث َك ْع ِ
ب ب ِْن َما ِلكٍ في الصحيحين
ص ِحيحِ صا ِدقِينَ ﴾ فَفي َ قوله﴿ :يَا أَيُّ َها َّالذِينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّ
اللهَ َو ُكونُوا ِمنَ ال َّ
ع ْن غ َْز َو ِة تَبُ َ
وك أنَّهُ قا َل " ف َب ب ِْن ما ِلكٍ ِحينَ تَخَلَّ َ
ث َك ْع ِ ي ِ ِمن « َحدِي ِ خار ّ
البُ ِ
سنَ ِم ّما أبْالنِي ما ث أحْ َ ق ال َحدِي ِ فَواللَّ ِه ما أ ْعلَ ُم أ َحدًا . .أبْالهُ اللَّهُ في ِ
ص ْد ِ
سو ِل َّ
الل ِه ﷺ إلى يَ ْو ِمي هَذا َك ِذبًا "تَعَ َّمدْتُ ُم ْنذُ ذَ َك ْرتُ ذَ ِل َك ِل َر ُ
ص ْدقَ َي ْهدِي إلى ال ِب ِ ّرَّ ،
وإن ال ِب َّر قَّ ،
فإن ال ِ ّ ص ْد ِ وفي الصحيحين "علَ ْي ُكم بال ِ ّ
َب ِع ْن َد ص ْدقَ حتَّى يُ ْكت َ
ُق ويَت َ َح َّرى ال ِ ّ صد ُ يَ ْهدِي إلى ال َج َّن ِة ،وما يَزا ُل َّ
الر ُج ُل َي ْ
ص ّدِيقًا
"الل ِه ِ
246
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو ُل اللَّ ِه ﷺ؛ لقوله علَى ُك ِّل ُم ْس ِل ٍم ِإذَا خ ََر َج َر ُ أحدهما :أَنَّهُ َكانَ َي ِج ُ
ب النَّ ِف ُ
ير َ
ت َ َعالَى﴿ :ا ْن ِف ُروا ِخفَا ًفا َوثِقَاال﴾ َوقَا َلَ ﴿ :ما َكانَ َل ْه ِل ْال َمدِينَ ِة َو َم ْن َح ْولَ ُه ْم ِمنَ
الل ِه﴾ ثم نزلت هذه اآلية ،والحكمةِ :ل َيتَفَقَّهَ سو ِل َّ ع ْن َر ُ ب أ َ ْن َيتَخَلَّفُوا َ
اَلع َْرا ِ
سو ِل ِب َما يَ ْن ِز ُل ِمنَ ْال َوحْ ي ِ َ
علَ ْي ِهَ ،ويُ ْنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم ِإذَا َر َجعُوا الر ُ
َار ُجونَ َم َع َّ ْالخ ِ
.إِلَ ْي ِه ْم
.قوله﴿ :فَأ َ َّما الَّذِينَ آ َمنُوا فَزَ ا َدتْ ُه ْم إِي َمانًا َو ُه ْم يَ ْست َ ْب ِش ُرونَ ﴾
علَى أ َ َّن ْ ِ
اْلي َمانَ َي ِزي ُد َو َي ْنقُ ُ
ص َ .و َه ِذ ِه ْاآل َيةُ َدلي ٌل َ
248
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض أي َن َ
ظ َر َب ْع ُ ض﴾ ْ
ضهم إلى َب ْع ٍ ورة ٌ نَ َ
ظ َر َب ْع ُ س َ قوله﴿ :وإذا ما أ ُ ْن ِز َل ْ
ت ُ
ض اآلخ َِر قائِلِينَ ﴿ه َْل يَراكم ِمن أ َحدٍ﴾ ِمنَ ال ُمؤْ ِمنِينَ ال ُمنافِقِينَ إلى البَ ْع ِ
ي ،و ِل َنت َ َكلَّ َم ِبما نُ ِري ُد ِمنَ َّ
الط ْع ِن قام الَّذِي َي ْن ِز ُل ِفي ِه َ
الوحْ ُ ع ِن ال َم ِ
ف َ ص ِر َِلنَ ْن َ
ورة ٌ ذَ َك َر اللَّهُ فِيها َفضائِ َحس َت ُ س ْخ ِريَ ِة والض َِّح ِك ،وقِي َل :ال َم ْعنى :وإذا أ ْنزَ َل ْ
وال ُّ
ض اآلخ َِرسو ِل اللَّ ِه ِل ْلبَ ْع ِ
س َر ُض ُر َمجْ ِل َ ض َمن يَحْ ُ ال ُمنافِقِينَ و ُمخازَ يَهم ،قا َل بَ ْع ُ
ِ .منهم :ه َْل َيراكم ِمن أ َح ٍد ؟ ث ُ َّم ا ْن َ
ص َرفُوا خوفا على أنفسهم
ص ِحيحِِ " :إ َّن َهذَا ال ّدِينَ يُس ٌْر علَ ْي ِه َما َ
ع ِنت ُّ ْم﴾ َوفِي ال َّ " َوقَ ْولُهَُ ﴿ :
ع ِز ٌ
يز َ
249
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض َجنَا َح َك ِل َم ِن
اخ ِف ْ ﴿و ْ وف َر ِحي ٌم﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :َوقَ ْولُهُِ ﴿ :ب ْال ُمؤْ ِمنِينَ َر ُء ٌ
ص ْو َك فَقُ ْل ِإ ِّني بَ ِري ٌء ِم َّما ت َ ْع َملُونَ َ .وت ََو َّك ْل َ
علَى ع َاتَّبَ َع َك ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ .فَإ ِ ْن َ
الر ِح ِيم﴾ ْال َع ِز ِ
يز َّ
250
جامع التيسير في تعليقات التفسير
251
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يع إِال ِم ْن بَ ْع ِد إِ ْذنِ ِه﴾ َك َق ْو ِل ِه تَعَالَىَ ﴿ :م ْن ذَا الَّذِي يَ ْشفَ ُع ِع ْن َدهُ
ش ِف ٍ َوقَ ْولُهُ ﴿ َما ِم ْن َ
شفَا َعةُ ࣰ ِإال ِبإ ِ ْذنِ ِه﴾ َو َكقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَى﴿ :قُل ِّللَّ ِه ٱل َّ
شفَ ٰـ َعةُ َج ِميعا﴾ وقو ِلهَ :
﴿وال ت َ ْن َف ُع ال َّ
ِع ْن َدهُ ِإال ِل َم ْن أَذِنَ َلهُ﴾
252
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي ال َمسافَةُ الَّتِي يَ ْق َ
طعُها في يَ ْو ٍم ولَ ْيلَ ٍة ناز ُل القَ َم ِرِ :ه َ ﴿وقَد ََّرهُ َمن ِ
َاز َل﴾ و َم ِ قولهَ :
ص ِة ِب ِه ،و ُج ْملَتُها ثَما ِن َيةٌ و ِع ْش ُرونَ ،وتقطع الشمس هذه المسافة
ِب َح َر َك ِت ِه الخا َّ
ور َو ْاَلَع َْوا ُمَ .ك َما ف ْاَلَيَّا ُمَ ،و ِب َسي ِْر ْالقَ َم ِر ت ُ ْع َر ُ
ف ال ُّ
ش ُه ُ ش ْم ِس ت ُ ْع َر ُ
في سنة .فَ ِبال َّ
ون ْالقَد ِ
ِيم﴾ عا َد َك ْالعُ ْر ُج ِ ﴿و ْالقَ َم َر قَد َّْرنَاهُ َمن ِ
َاز َل َحتَّى َ قَا َل تَعَالَىَ :
ب
وحسا ِ إن في ال ِع ْل ِم بِ َع َد ِد ال ِ ّ
سنِينَ ِ ساب﴾ فَ َّوالح َِ قولهِ ﴿ :لت َ ْعلَ ُموا َ
ع َد َد ال ِ ّسنِينَ
اَل ْش ُه ِر واَلي ِّام واللَّيا ِلي ِمنَ ال َمصا ِلحِ ال ّدِينِيَّ ِة وال ُّد ْنيَ ِويَّ ِة ما ال يُحْ صى ،ومنها
.العبادات والمعامالت
ع ِظي َمةٌ
ع َبثًا َب ْل َلهُ ِح ْك َمةٌ َ قولهَ ﴿ :ما َخ َلقَ اللَّهُ ذَ ِل َك ِإال ِب ْال َح ّ ِ
ق﴾ أَ ْ
ي :لَ ْم َي ْخلُ ْقهُ َ
ض َو َما
اَلر َ
س َما َء َو ْ فِي ذَ ِل َكَ ،و ُح َّجةٌ بَا ِلغَةٌَ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
﴿و َما َخلَ ْقنَا ال َّ
ظ ُّن الَّذِينَ َكفَ ُروا فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ َكفَ ُروا ِمنَ النَّ ِ
ار﴾ اطال ذَ ِل َك َ
بَ ْينَ ُه َما بَ ِ
ض
واَلر ِ
ْ ت هار وما َخلَقَ اللَّهُ في ال َّ
سماوا ِ الف اللَّ ْي ِل والنَّ ِ ﴿إن في ْ
اختِ ِ قولهَّ :
ت ِلقَ ْو ٍم َيتَّقُونَ ﴾ وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد َ
.آليا ٍ
253
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع َّد لَ ُه ْم أ َجْ ًرا سال ٌم﴾ َكقَ ْو ِل ِه﴿ :ت َِح َّيت ُ ُه ْم يَ ْو َم َي ْلقَ ْونَهُ َ
سال ٌم َوأ َ َ قَ ْولُهَُ :
﴿وت َِح َّيت ُ ُه ْم ِفي َها َ
علَ ْي ُك ْم ِب َما
سال ٌم َ
ب َ ﴿و ْال َمال ِئ َكةُ َي ْد ُخلُونَ َ
علَ ْي ِه ْم ِم ْن ُك ِّل َبا ٍ َك ِري ًما﴾ َوقَ ْو ِل ِهَ :
ع ْقبَى ال َّد ِار﴾
صبَ ْرت ُ ْم فَنِ ْع َم ُ
َ
س ِّل ْم
عا ،ث ُ َّم قا َل :ا ْذهَبْ فَ َ طولُهُ ِستُّونَ ذِرا ً وفي الحديث أيضا " َخ َلقَ اللَّهُ آ َد َم و ُ
علَى أُولَئِ َك ِمنَ ال َمالئِ َك ِة ،فا ْست َِم ْع ما يُ َحيُّون ََك ،ت َِحيَّت ُ َك وت َِح َّيةُ ذُ ِ ّريَّتِ َك ،فقا َل
ورحْ َمةُ اللَّ ِه ،فَ ُك ُّل
ورحْ َمةُ اللَّ ِه ،فَزادُوهَُ :
ع َلي َْك َ سال ُم علَ ْي ُكم ،فقالوا :ال َّ
سال ُم َ ال َّ
ور ِة آ َد َم ،فَلَ ْم َيزَ ِل ال َخ ْل ُق َي ْنقُ ُ
ص حتَّى اآلنَ ".أخرجه ص ََمن َي ْد ُخ ُل ال َجنَّةَ علَى ُ
.البخاري ومسلم
{وقَالُ ۟
وا آخ ُر َدع َْوا ُه ْم أ َ ِن ْال َح ْم ُد ِل َّل ِه َربّ ِ ْال َعالَ ِمينَ ﴾ كما قال تعالىَ : ﴿و ِ َوقَ ْولُهَُ :
ی لَ ۡو َ ۤال أ َ ۡن َه َد ٰىنَا ٱللَّهُ لَقَ ۡد َج ۤا َء ۡت ُر ُ ۡ
س ُل ٱل َح ۡم ُد ِللَّ ِه ٱلَّ ِذی َه َد ٰىنَا ِل َه ٰـذَا َو َما ُكنَّا ِلنَهۡ ت َ ِد َ
َربِّنَا بِٱ ۡل َح ّ ِ
ق} وفيه أن الحمد من الدعاء كما في الحديث "أفض ُل الذّ ِ
ِكر ال إلهَ
ض ُل الد ِ
ُّعاء الحم ُد لل ِه" حسنه اَللباني َّ
.إال اللهُ وأف َ
254
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي ِإلَ ْي ِه ْم أ َ َجلُ ُه ْم﴾ ش َّر ا ْستِ ْع َجالَ ُه ْم ِب ْال َخي ِْر لَقُ ِ
ض َ ﴿ولَ ْو يُ َع ِ ّج ُل َّ
اللهُ ِللنَّ ِ
اس ال َّ قولهَ :
علَى يب لَ ُه ْم ِإ َذا َد َ
ع ْوا َ ع ْن ِح ْل ِم ِه َولُ ْ
ط ِف ِه بِ ِعبَا ِد ِه :أَنَّهُ َال يَ ْست َِج ُ يُ ْخبِ ُر ت َ َعالَى َ
ض ِب ِه ْمَ .كقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَى: أ َ ْنفُ ِس ِه ْم أ َ ْو أ َ ْم َوا ِل ِه ْم أ َ ْو أ َ ْو َال ِد ِه ْم ِفي َحا ِل َ
ض َج ِر ِه ْم َو َغ َ
ع ُجوال﴾ ان َس ُ عا َءهُ ِب ْال َخي ِْر َو َكانَ اْل ْن َ ان ِبال َّ
ش ِ ّر ُد َ س ُ ﴿ويَ ْدعُ اْل ْن َ َ
علَى أ َ ْو َال ِد ُك ْمَ ،ال تَ ْد ُ
عوا علَى أَ ْنفُ ِس ُك ْمَ ،ال ت َ ْد ُ
عوا َ وفي صحيح مسلم َ
"ال تَ ْد ُ
ع َوا َ
سا َعةً ِفي َها ِإ َجا َبةٌ فَ َي ْست َِج ُ
يب لَ ُك ْم علَى أ َ ْم َوا ِل ُك ْمَ ،ال ت ُ َوا ِفقُوا ِمنَ اللَّ ِه َ
َ ".
ࣰ
عانَا ِل َج ُۢن ِب ِهۦۤ أ َ ۡو قَا ِعدًا أ َ ۡو قَ ۤا ِٕىما فَلَ َّما َكش َۡفنَا
س ٰـنَ ٱلض ُُّّر َد َ س ٱ ۡ ِْلن َ
﴿و ِإذَا َم َّقولهَ :
سهُۥٰۚ﴾ كما في سورة المعارج ض ࣲّر َّم َّ عن َۤا ِإلَ ٰى ُض َّرهُۥ َم َّر َكأَن لَّ ۡم يَ ۡد ُ
ع ۡنهُ ُ
َ .
الرشَا َد ،فَإ ِ َّنهُ ُم ْستَثْنَى ِم ْن ذَ ِل َك، فَأ َ َّما َم ْن َرزَ قَهُ اللَّهُ ْال ِه َدايَةَ َوال َّ
س َدا َد َوالت َّ ْوفِيقَ َو َّ
سو ِل اللَّ ِه
ت﴾َ ،و َكقَ ْو ِل َر ُ ع ِملُوا ال َّ
صا ِل َحا ِ ص َب ُروا َو َ َك َما قَا َل ت َ َعالَىِ ﴿ :إال الَّذِينَ َ
ضا ًء ِإ َّال َكانَ َخي ًْرا َلهُِ :إ ْن أَ َ
صا َبتْهُ ع َجبًا َِل َ ْم ِر ْال ُمؤْ ِم ِن َال يَ ْق ِ
ضي اللَّهُ َلهُ قَ َ ﷺَ " :
ش َك َر فَ َكانَ َخي ًْرا لَهُ"َ ،ولَي َ
ْس س َّرا ُء َ صبَ َر فَ َكانَ َخي ًْرا لَهَُ ،وإِ ْن أَ َ
صا َبتْهُ َ ض َّرا ُء َ َ
.ذَ ِل َك َِل َ َح ٍد ِإ َّال ِل ْل ُمؤْ ِم ِن .رواه مسلم
255
جامع التيسير في تعليقات التفسير
256
جامع التيسير في تعليقات التفسير
257
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣱ
نز َل َعلَ ۡي ِه َءا َية ِّمن َّر ِبّ ِهۦ ﴾ طلبوا منه أن يُ َح ّ ِو َل لَ ُه ُم ﴿و َيقُولُونَ لَ ۡو َ ۤال أ ُ ِ
قولهَ :
اراَ ،ونَحْ َو ساتِينَ َوأ َ ْن َه ً
ع ْن ُه ْم ِجبَا َل َم َّكةَ َو َيجْ َع َل َم َكانَ َها بَ َصفَا َذ َهبَا ،أ َ ْو يُ ِزي َح َ
ال َّ
اَلولُونَ ت ِإال أ َ ْن َكذَّ َ
ب ِب َها َّ ﴿و َما َمنَ َع َنا أ َ ْن نُ ْر ِس َل ِباآل َيا ِ
ذَ ِل َك .فَقَا َل ت َ َعالَىَ :
ظلَ ُموا ِب َها َو َما نُ ْر ِس ُل ِباآليَا ِ
ت ِإال ت َْخ ِويفًا﴾ َوآت َ ْينَا ث َ ُمو َد النَّاقَةَ ُمب ِ
ْص َرة ً فَ َ
ظ َّن َّ
الظ َّ
ان اال َحتَّى َي ُ
ش ُّد ا ْس ِت ْد َرا ًجا َو ِإ ْم َه ً َوقَ ْولُهُ﴿ :قُ ِل اللَّهُ أَس َْرعُ َم ْك ًرا﴾ أ َ ْ
ي :أَ َ
بَ ،و ِإنَّ َما ُه َو فِي ُم ْهلَةٍ ،ث ُ َّم يُؤْ َخذُ َ
علَى ِغ َّرةٍ ِم ْنهُ ِ .منَ ْال ُمجْ ِر ِمينَ أَنَّهُ َلي َ
ْس بِ ُم َعذَّ ٍ
ع ُوا اللَّهَ ُم ْخ ِل ِ
صينَ َلهُ ال ّدِينَ لَئِ ْن أ َ ْن َج ْيتَنَا ِم ْن َه ِذ ِه َلنَ ُكون ََّن ِمنَ قولهَ ﴿ :د َ
رضي اللَّهُ
َ َلف ال ُخزاعيصين بنَ عبي ِد بن خ ِ شا ِك ِرينَ ﴾ كما في حديث ُح َ ال َّ
ي صلَّى اللَّهُ عل ْي ِه وسلَّ َم "كم تعبُ ُد إل ًها قا َل سبعةً ستَّةً في
ع ْنهُ قا َل له النَّب ُّ
ورهبتِك» قا َل الَّذي في
ماء .قا َل «فأيُّهم تُع ُّد لرغبتِ َك َ
س ِ اَلرض وواحدًا في ال َّ
ِ
سماء
"ال َّ
ࣱ
انس
َ ِ اْلحْ ءا
َ ُزَ ج ْ
َله﴿ ى: َ لاع
َ َ ت ل
َ اَ ق امَ َ
ك ﴾ة وا ٱ ۡل ُح ۡسن َٰى َو ِز َيا َد
قوله﴿ِ :لّلَّ ِذينَ أ َ ۡح َسنُ ۟
س ُ
ان﴾ ِإال اْلحْ َ
259
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سنُوا ْال ُح ْسنَىسو َل اللَّ ِه ﷺ ت ََال َه ِذ ِه ْاآل َيةَِ ﴿ :للَّذِينَ أَحْ َ ب؛ أ َ َّن َر ُ ع ْن ُ
ص َه ْي ٍ و َ
ار ،نَا َدى ُمنَادٍ :يَا َو ِزيَا َدةٌ﴾ َوقَا َلِ " :إ َذا َد َخ َل أ َ ْه ُل ْال َج َّن ِة ْال َج َّنةََ ،وأَ ْه ُل النَّ ِ
ار النَّ َ
أ َ ْه َل ْال َجنَّ ِةِ ،إ َّن لَ ُك ْم ِع ْن َد اللَّ ِه َم ْو ِعدًا يُ ِري ُد أ َ ْن يُ ْن ِجزَ ُك ُموه .فَ َيقُولُونَ َ :و َما ُه َو؟ أ َ َل ْم
ار؟ ". ض ُو ُجو َهنَاَ ،ويُ ْد ِخ ْلنَا ْال َجنَّةََ ،ويُزَ حْ ِزحْ نَا ِمنَ النَّ ِ يُث ِقّل َم َو ِازي َننَاَ ،ويُ ِب ِيّ ْ
طا ُه ُم اللَّهُ َ
ش ْيئًا أ َ َحبَّ ظ ُرونَ إِ َل ْي ِه ،فَ َو َّ
الل ِه َما أ َ ْع َ ف لَ ُه ُم ْال ِح َج َ
اب ،فَيَ ْن ُ قَا َل" :فَيَ ْك ِش ُ
ظ ِر ِإ َل ْي ِهَ ،و َال أَقَ َّر َِل َ ْعيُ ِن ِه ْم" .رواه مسلم
ِ .إلَ ْي ِه ْم ِمنَ النَّ َ
َاض َرة ٌ ِإلَى َربِّ َها ن ِ
َاظ َرةٌ﴾ ﴿و ُجوهٌ يَ ْو َمئِ ٍذ ن ِ
وقال تعالىُ :
ع ْن َربِّ ِه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ لَ َمحْ ُجوبُونَ ﴾ ،قَا َلأما الكفار فعنهم قال الله تَعَالَىَ ﴿ :كال إِ َّن ُه ْم َ
ع َّز علم أ َ َّن ْاَلَب َْر َ
ار َي َر ْونَهُ َ ار ِإ َّال َوقَ ْد َيَ ،ر ِح َمهُ اللَّهَُ :ما َح َجب ْالفُ َّج َ ال َّ
شافِ ِع ُّ
.و َج َّل
َ
يْ :الزَ ُموا أَ ْنت ُ ْم َوه ََم قوله﴿ :ث ُ َّم نَقُو ُل ِللَّذِينَ أ َ ْش َر ُكوا َم َكانَ ُك ْم أ َ ْنت ُ ْم َو ُ
ش َر َكا ُؤ ُك ْم﴾ أ َ ْ
َازوا ْال َي ْو َم
﴿و ْامت ُ ع ْن َم َق ِام ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ ،ك َما َقا َل ت َ َعا َلىَ : َازوا ِفي ِه َ َم َكانًا ُم َعيَّنًاْ ،امت ُ
أَيُّ َها ْال ُمجْ ِر ُمونَ ﴾
260
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عوا َم ِن ا ْست َ َ
ط ْعت ُ ْم ِم ْن د ِ
ُون ورةٍ ِمثْ ِل ِه َوا ْد ُ
س َ َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْم يَقُولُونَ ا ْفت ََراهُ قُ ْل فَأْتُوا ِب ُ
ث فِي الت َّ َح ّدِي صا ِدقِينَ ﴾ َو َهذَا ُه َو ْال َمقَا ُم الثَّا ِل ُ.اللَّ ِه إِ ْن ُك ْنت ُ ْم َ
علَى أ َ ْن َيأْتُوا ِب ِمثْ ِلس َو ْال ِج ُّن َ ت اْل ْن ُ فقال في المقام اَلول﴿ :قُ ْل َلئِ ِن اجْ ت َ َم َع ِ
يرا﴾
ظ ِه ًض َ آن َال يَأْتُونَ بِ ِمثْ ِل ِه َولَ ْو َكانَ بَ ْع ُ
ض ُه ْم ِلبَ ْع ٍ َهذَا ْالقُ ْر ِ
261
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ورةِ ُهودٍ﴿ :أ َ ْم َيقُولُونَ س َس َو ٍر ِم ْنهُ ،فَقَا َل فِي أ َ َّو ِل ُ ص َر َم َع ُه ْم ِإلَى َ
ع ْش ِر ُ ث ُ َّم تَقَا َ
ُون َّ
الل ِه ط ْعت ُ ْم ِم ْن د ِعوا َم ِن ا ْست َ َ ت َوا ْد ُ ا ْفت ََراهُ قُ ْل َفأْتُوا بِ َع ْش ِر ُ
س َو ٍر ِمثْ ِل ِه ُم ْفت ََريَا ٍ
ور ِة
س َورةٍ ،كما ِفي َه ِذ ِه ال ُّ
س َصا ِدقِينَ ﴾ ث ُ َّم تَنَازَ َل ِإلَى ُ
ِ .إ ْن ُك ْنت ُ ْم َ
ع َملُ ُك ْم أَنتُم َب ِر ۤيـُٔونَ ِم َّم ۤا أ َ ۡع َم ُل َوأَن َ۠ا بَ ِر ۤی ࣱء ِّم َّماع َم ِلي َولَ ُك ْم َ
قوله﴿ :فَقُ ْل ِلي َ
ورة ُ ْال َكافِ ُرونَ س َدلت عليه ُ .ت َعۡ َملُونَ ﴾ كما ّ
ار﴾ َك َما قَا َل تَعَالَى: عةً ِمنَ النَّ َه ِ ش ُر ُه ۡم َكأَن لَّ ۡم يَ ۡل َبث ُ ۤو ۟ا ِإال َ
سا َ ﴿ويَ ۡو َم يَ ۡح ُ قولهَ :
ض َحاهَا﴾َ ،وقَا َل ت َ َعالَىَ ﴿ :ي ْو َم يُ ْنفَ ُخ ﴿ َكأَنَّ ُه ْم َي ْو َم َي َر ْونَ َها َل ْم َي ْل َبثُوا ِإال َ
ع ِش َّيةً أ َ ْو ُ
ش ُر ْال ُمجْ ِر ِمينَ يَ ْو َمئِ ٍذ ُز ْرقًا * َيتَخَا َفتُونَ بَ ْينَ ُه ْم ِإ ْن َلبِثْت ُ ْم ِإال ور َونَحْ ُ ص ِفِي ال ُّ
ط ِريقَةً ِإ ْن َل ِبثْت ُ ْم ِإال َي ْو ًما﴾ ع ْش ًرا * نَحْ ُن أ َ ْعلَ ُم ِب َما َيقُولُونَ ِإ ْذ َيقُو ُل أَ ْمثَلُ ُه ْم َ
َ
262
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿إن َّالذِينَ
ت ِب ِه﴾ كقولهَّ : ض ال ْفت َ َد ْ
اَلر ِ
ت ما في ْ ظلَ َم ْ أن ِل ُك ِّل نَ ْف ٍس َ
قوله﴿ :ولَ ْو َّ
ض ذَ َه ًبا َولَ ِو ٱ ۡفت َ َد ٰى ار َفلَ ْن يُ ْقبَ َل ِمن أ َح ِد ِه ْم ِم ْل ُء ْ
اَلر ِ َكفَ ُروا وماتُوا وهم ُكفّ ٌ
ِب ِهۦ ٰۗۤۤ﴾
ُور﴾
صد ِظةٌ ِم ْن َربِّ ُك ْم َو ِشفَا ٌء ِل َما فِي ال ُّ قوله﴿ :يَا أَيُّ َها النَّ ُ
اس قَ ْد َجا َءتْ ُك ْم َم ْو ِع َ
آن َما ُه َو ِشفَا ٌء َو َرحْ َمةٌ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ َوال َي ِزي ُد
﴿ونُنز ُل ِمنَ ْالقُ ْر ِ
َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
ارا﴾َ ،وقَا َل ت َ َعالَى﴿ :قُ ْل ُه َو ِللَّذِينَ آ َمنُوا ُهدًى َو ِشفَا ٌء﴾ وثبت
س ً َّ
الظا ِل ِمينَ ِإال َخ َ
.في اَلحاديث أن القرآن شفاء
263
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ ْي ِه ْم َوال ُه ْم َيحْ زَ نُونَ ﴾ أ َ ْو ِل َيا ُءهُ ُه ُم الَّذِينَ قوله﴿ :أَال ِإ َّن أ َ ْو ِل َيا َء اللَّ ِه َال خ َْو ٌ
ف َ
.آ َمنُوا َو َكانُوا يَتَّقُونَ
وذكر هنا قصة ابن صياد التى جاءت مفصلة في صحيح البخاري ،الصفحة
.أو الرقم3716 :
ي الصادق هو الذي امتثل أوامر الله واجتنب نواهيه حتى الموت .قال فالول ّ
﴿وا ْعبُ ْد َرب ََّك َحتَّى َيأ ْ ِت َي َك ْال َي ِق ُ
ين﴾ تعالىَ :
وقال اْلمام الشافعي" :إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء
".فال تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب
265
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صا ِل َحةُ َي َراهَا قوله﴿ :لَ ُه ُم ْالبُ ْش َرى فِي ْال َح َياةِ ال ُّد ْن َيا َوفِي ِ
اآلخ َر ِة﴾ أي ال ُّرؤْ َيا ال َّ
ْال ُم ْس ِل ُم ،أ َ ْو تُرى لَهُ كما في الحديث "الرؤيا الح َسنَةُ هي البُ ْش َرى يراها
.المؤم ُن ْأو ت ُ َرى لَهُ" صححه اَللباني
ِ
الر ُج َل يَ ْع َم ُل ال َع َم َل ِمنَ سلَّ َم :أ َ َرأَي َ
ْت َّ صلَّى َّ
اللهُ عليه َو َ سو ِل الل ِه َ
وقِي َل ِل َر ُ
اج ُل بُ ْش َرى ال ُمؤْ ِم ِن" رواه مسلم
ع ِلك َ .ال َخي ِْرَ ،ويَحْ َم ُدهُ النَّ ُ
اس عليه؟ قا َلِ " :ت َ
ار ِه ِب ْال َجنَّ ِة َو ْال َم ْغ ِف َر ِة
ض َِو ِقي َلْ :ال ُم َرا ُد ِبذَ ِل َك بُ ْش َرى ْال َم َال ِئ َك ِة ِل ْل ُمؤْ ِم ِن ِع ْن َد احْ ِت َ
َ .ك َما فِي سورة ف ّ
صلت
266
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ِة ع ِن َّ
الطا َ سأ َ ْلت ُ ُك ْم ِم ْن أَجْ ٍر﴾ أَ ْ
ي :إن َكذَّ ْبت ُ ْم َوأ َ ْدبَ ْرت ُ ْم َ قوله﴿ :فَإ ِ ْن ت ََولَّ ْيت ُ ْم فَ َما َ
ط في واجب حق الله عليكم ،ال بسبب من قبلي .فإني َل ْم فتضي ٌع منكم وتفري ٌ
علَى نُ ْ
ص ِحي ِإيَّا ُك ْم َش ْيئًا .أ َ ْ
طلُبْ ِم ْن ُك ْم َ
267
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :فَلَ َّما َجا َء ُه ُم ْال َح ُّق ِم ْن ِع ْن ِدنَا قَالُوا ِإ َّن َهذَا َلسِحْ ٌر ُم ِب ٌ
ين﴾ َكأَنَّ ُه ْم -قبَّحهم
َانَ ،ك َما قَا َل
ِب َوبُ ْهت ٌعلَى ذَ ِل َكَ ،و ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ أ َ َّن َما قَالُوهُ َكذ ٌ س ُموا َ اللَّهُ -أ َ ْق َ
عا ِق َبةُْف َكانَ َ ظ ْر َكي َ ظ ْل ًما َو ُ
علُ ًّوا فَا ْن ُ ﴿و َج َحدُوا ِب َها َوا ْست َ ْيقَنَتْ َها أ َ ْنفُ ُ
س ُه ْم ُ ت َ َعالَىَ :
ْال ُم ْف ِسدِينَ ﴾
ع ْونَ َو َملَ ِئ ِه ْم أ َ ْنعلَى خ َْوفٍ ِم ْن ِف ْر َ سى ِإال ذُ ِ ّريَّةٌ ِم ْن قَ ْو ِم ِه َقوله﴿ :فَ َما آ َمنَ ِل ُمو َ
علَى َو ِج ٍل اب َ -ع ْونَ ِ ،منَ الذُّ ِ ّريَّ ِة َ -و ُه ُم ال َّشبَ ُ يَ ْفتِنَ ُه ْم﴾ أيِ :إ َّال قَ ِلي ٌل ِم ْن قَ ْو ِم فِ ْر َ
علَ ْي ِه ِمنَ ْال ُك ْف ِر
َ .وخ َْوفٍ ِم ْنهُ َو ِم ْن َملَئه ،أ َ ْن يَ ُر ُّدو ُه ْم إِلَى َما َكانُوا َ
وف أ َ َّن َبنِي ِإس َْرائِي َل ُكلَّ ُه ْم آ َمنُوا إن ْال َم ْع ُر ُ
َاس َغيْر َبنِي ِإس َْرائِي َل ،فَ ّ َوالذُّ ِ ّريَّةُ أُن ٌ
ع َل ْي ِه ال َّ
س َال ُمَ ،وا ْستَ ْبش َُروا ِب ِه .انظر تفسير ابن كثير سىَ ،
.بِ ُمو َ
268
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
﴿و َج ٰـ َو ۡزنَا ِب َبنِ ۤی ِإ ۡس َر ٰ ۤۤ ِءي َل ٱ ۡل َب ۡح َر َفأ َ ۡت َب َع ُه ۡم فِ ۡر َ
ع ۡو ُن َو ُجنُو ُدهُۥ َب ۡغيا قولهَ :
ع ۡد ًوا﴾
َو َ
سى إِنَّا
اب ُمو َ
ص َح ُ ش ْم ِسَ ﴿ ،فلَ َّما ت ََرا َءى ْال َج ْمعَ ِ
ان َقا َل أَ ْ ق ال َّ فَلَ ِحقُو ُه ْم َو ْق َ
ت ُ
ش ُرو ِ
.لَ ُم ْد َر ُكونَ ﴾ القصة كما في سورة الشعراء
269
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َلن التوبة ال تقبل في وقتين هما :عند االحتضار وعند خروج الشمس من
.مغربها
يك بِبَ َدنِ َك ِلت َ ُكونَ ِل َم ْن خ َْل َف َك آيَةً﴾ أيِ :لت َ ُكونَ ِلبَنِي إسْرا ِئي َل َو َق ْولُهَُ ﴿ :ف ْاليَ ْو َم ُننَ ِ ّج َ
ع ْونَ ،فَأ َ َم َر اللَّهُ تَعَالَى ْالبَحْ َر أ َ ْن يُ ْل ِقيَهُ ،و ِلت َ ُكونَ آيَةً َلنهم ش ُّكوا فِي َم ْو ِ
ت فِ ْر َ
ِ .ل َمن َب ْع َد َك في النَّكا ِل آ َيةً و ِع َ
برةً
270
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفي قَ ْو ِل ِهِ ﴿ :ب َب َدنِ َك﴾ أقوال .منها أن بدنه بقي في شاطئ البحر إلى مدة ،والله
.أعلم
ق﴾ أي :مكانا حسنا ،و ُه َو ِب َال ُد ﴿ولَقَ ۡد بَ َّو ۡأنَا بَنِ ۤی ِإ ۡس َر ٰ ۤۤ ِءي َل ُمبَ َّوأ َ ِ
ص ْد ٍ قولهَ :
﴿وأ َ ْو َرثْنَا ْالقَ ْو َم الَّذِينَ َكانُوا يُ ْست َ ْ
ض َعفُونَ ش ِامَ .ك َما قَا َل اللَّهُ ت َ َعالَىَ :ص َر َوال َِّم ْ
ار ْكنَا ِفي َها﴾ َو َقا َل ِفي ْاآل َي ِة ْاَل ُ ْخ َرىَ ﴿ :كذَ ِل َك َار َب َها الَّ ِتي َب َ
ض َو َمغ ِ اَلر ِ
َارقَ ْ َمش ِ
طا ِل ِبينَ ِإلَى ِب َال ِد
س َال ُمَ ،
علَ ْي ِه ال َّ َوأ َ ْو َرثْنَاهَا بَنِي ِإس َْرا ِئي َل﴾ وا ْست َ َم ُّروا َم َع ُمو َ
سىَ ،
ت ْال َم ْقد ِِس
بَ ْي ِ
.كما تقدم في سورة المائدة
271
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اختَلَفُوا َحتَّى َجا َء ُه ُم ْال ِع ْل ُم﴾ َي ْعنِي :القُ ْرآنَ في عهد النبي ،وقيل:
َوقَ ْولُهُ﴿ :فَ َما ْ
.التوراة في عهدهم
ت النَّ َ
صارى سبعينَ فِرقةً و َّ
تفر َق ِ ت اليهو ُد على إح َدى و َ وفي الحديث "افترقَ ِ
سبعينَ فِرقةً"ثو َ تفرقَت أ ُ َّم ِتي على ثَال ٍ
َتين و َسبعينَ فِرقةً و َّ
على اثن ِ
.صححه اَللباني
ب ِمن َك ِّم َّم ۤا أَنزَ ۡلن َۤا إِ َل ۡي َك فَ ۡسـَٔ ِل ٱلَّ ِذينَ يَ ۡق َر ُءونَ ٱ ۡل ِكت َ ٰـ َ
نت فِی ش ࣲ ّقوله﴿ :فَإِن ُك َ
ش ْر َ
ط إن ال َّص ًال ،فَ َّ سؤا ُل أ ْ ش ِّك وال ال ُّ على ُوقُ ِ
وع ال َّ قَ ۡب ِل ٰۚ َك﴾ لَي َ
ْس في اآل َي ِة ما َي ُد ُّل َ
على ْإمكانِ ِه َكما قا َل ت َعالى﴿ :لَ ْو كانَ وط بَ ْل وال َ على ُوقُوعِ ال َم ْش ُر ِ ال يَ ُد ُّل َ
لرحْ َم ِن ولَ ٌد فَأنا َّأو ُل
إن كانَ ِل َّ ِفي ِهما آ ِل َهةٌ ّإال اللَّهُ لَ َف َ
س َدتا﴾ وقَ ْو ِل ِه﴿ :قُ ْل ْ
العا ِبدِينَ ﴾
غي ُْرهُ؛ َِل َّن القُ ْرآنَ
ي ِ ﷺ وال ُمرا ُد َ طاب ِللنَّبِ ّ
الخ ُ ير ِمنَ ال ُمفَ ِ ّ
س ِرينَ :هَذا ِ َوقا َل َكثِ ٌ
غي َْرهُ.
ش ْي ِء ويُ ِريدُونَ َ الر ُج َل ِبال َّ
خاطبُونَ َّ علَ ْي ِه ِبلُغَ ِة ال َع َر ِ
ب ،وهم قَ ْد يُ ِ نَزَ َل َ
.انظر تفسير ابن القيم رحمه الله
272
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض ٍ ّر﴾ اآل َيةَ .وفي الصحيحين "اللَّ ُه َّم ال َما ِن َع ِلما ْك َّ
اللهُ ِب ُ َوقَ ْولُهَُ :
﴿و ِإ ْن َي ْم َسس َ
وال يَ ْن َف ُع ذَا ال َج ِ ّد ِم ْن َك ال َج ُّد
تَ ،
ي ِلما َمنَ ْع َ ْتَ ،
وال ُم ْع ِط َ ".أ ْع َ
طي َ
273
جامع التيسير في تعليقات التفسير
274
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي َم ِ ّكيَّةٌ
َو ِه َ
رضي اللَّهُ عنهُ :يا رسو َل اللَّ ِه قد ِش َ
بت ،قا َل: َ وفي الحديث قا َل أبو َب ْك ٍر
س ُك ّ ِو َر ْ
ت" ش ْم ُ "شيَّبتني هودٌ ،والواقعةُ ،والمرسالتُ ،وع َّم يت َ َ
سا َءلُونَ ،و ِإذَا ال َّ
.صححه اَللباني
سنًا ِإلَى أ َ َج ٍل ﴿وأ َ ِن ا ْست َ ْغ ِف ُروا َربَّ ُك ْم ث ُ َّم تُوبُوا ِإلَ ْي ِه يُ َم ِت ّ ْع ُك ْم َمت َا ً
عا َح َ َوقَ ْولُهَُ :
ع ْن ”نُوحٍ“﴿ :فَقُ ْلتُ ضلَهُ﴾ كقَ ْوله ت َعالى َ ض ٍل َف ْ ت ُك َّل ذِي فَ ْ س ًّمى َويُؤْ ِ ُم َ
علَيْكم ِم ْد ً
رارا ويُ ْم ِد ْدكم سما َء َ غفّ ً
ارا﴾ ﴿يُ ْر ِس ِل ال َّ ا ْست َ ْغ ِف ُروا َربَّكم إ َّنهُ كانَ َ
ت و َيجْ عَ ْل لَكم أ ْن ً
هارا﴾ أموا ٍل و َبنِينَ ويَجْ عَ ْل لَكم َج ّنا ٍ
بِ ْ
ُورهم
صد َوا ِم ۡن ٰۚهُ﴾ أي يَ ْع ِطفُونَ ُ
ُور ُه ْم ِل َي ۡست َۡخفُ ۟
صد َقَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :أال إنَّهم َيثْنُونَ ُ
ع ِن ال َح ّ ِ
ق على ما فِيها ِمنَ ال ُك ْف ِر واْلع ِ
ْراض َ َ .
ماء
س ِ أن يُ ْف ُ
ضوا إلى ال َّ ناس كا ُنوا َي ْستَحْ يُونَ ْ
ت في ٍّاس أ َّنها نَزَ َل ْ
عب ٍ
ع ِن اب ِْن َ
و َ
ت فِي ِه ْم َه ِذ ِه اآل َيةُ
ساءَ ،فنَزَ لَ ْ
َالء و ُمجا َم َع ِة ال ِنّ ِ
.في الخ ِ
275
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َكقَ ْو ِل ِه ِفي َه ِذ ِه ْاآل َي ِةِ ﴿ :إلَى أ ُ َّم ٍة َم ْعدُو َدةٍ﴾ َوت ُ ْست َ ْع َم ُل ِفي ْ ِ
اْل َم ِام ْال ُم ْقت َ َدى ِب ِه،
يم َكانَ أ ُ َّمةً قَا ِنتًا ِل َّل ِه َح ِنيفًا َولَ ْم يَكُ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ﴾ َوت ُ ْست َ ْع َم ُل َكقَ ْو ِل ِهِ ﴿ :إ َّن ِإب َْرا ِه َ
ع ِن ْال ُم ْش ِركِينَ أَنَّ ُه ْم قَالُوا﴿ :إِنَّا َو َج ْدنَا آبَا َءنَا فِي ْال ِملَّ ِة َوال ّد ِ
ِينَ ،كقَ ْو ِل ِه إِ ْخبَ ً
ارا َ
ار ِه ْم ُم ْقتَدُونَ ﴾ َوت ُ ْست َ ْع َم ُل فِي ْال َج َما َ
ع ِةَ ،كقَ ْو ِل ِهَ ﴿ :ولَ َّما علَى آثَ ِ علَى أ ُ َّم ٍة َو ِإنَّا َ
َ
ع َل ْي ِه أ ُ َّمةً ِمنَ النَّ ِ
اس يَ ْسقُونَ ﴾ .و َر َد َما َء َم ْديَنَ َو َج َد َ
َ
276
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض ما يُوحى إلَي َْك ﴾..والت َّ َو ُّق ُع ال ُم ْست َفا ُد ِمن لَ َع َّل قوله﴿ :فَلَ َعلَّ َك ِ
تار ٌك َب ْع َ
ُم ْست َ ْع َم ٌل في التحذير وهو كالشرط ال يلزم منه الوقوع لذلك لم يكن من النبي
أن يُقَد ََّر ا ْس ِت ْفها ٌم ُح ِذ َف ْ
ت أداتُهُ وز ْ
.صلى الله عليه وسلم ذلك شيء .و َي ُج ُ
277
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عوا َم ِن ت وا ْد ُ س َو ٍر ِمثْ ِل ِه ُم ْفت ََريا ٍقوله﴿ :أ ْم َيقُولُونَ ا ْفت َراهُ قُ ْل فَأْتُوا ِب َع ْش ِر ُ
ض ِة
عار َار بِ ُم َ ف التَّ َح ّدِي ِل ْل ُكفّ ِ اختَلَ َإن ُك ْنت ُ ْم صا ِدقِينَ ﴾ قَ ِد ْ ُون َّ
الل ِه ْ ط ْعت ُ ْم ِمن د ِا ْست َ َ
والج ُّن
س ِ ت اْل ْن ُ آن َكقَ ْو ِل ِهُ ﴿ :ق ْل َل ِئ ِن اجْ ت َ َم َع ِ
وع القُ ْر ِ
تارة ً و َق َع ِب َمجْ ُم ِ
آنَ ،ف َ القُ ْر ِ
آن ال يَأْتُونَ ِب ِمثْ ِل ِه﴾ و ِب َع ْش ِر ُ
س َو ٍر َكما في َه ِذ ِه أن يَأْتُوا ِب ِمثْ ِل هَذا القُ ْر ِ
على ْ
َ
ورةٍ ِمنهُ َكما تَقَد ََّم
س َ.اآليَ ِة ،وبِ ُ
قولهَ ﴿ :من َكانَ يُ ِري ُد ٱ ۡل َحيَ ٰوة َ ٱلد ُّۡنيَا َو ِزينَتَ َها نُ َو ّ ِ
ف ِإلَ ۡي ِه ۡم أ َ ۡع َم ٰـلَ ُه ۡم فِي َها َو ُه ۡم فِي َها
سنَا ِت ِه ت ال ُّد ْنيَا َه َّمهُ َونِ َّيتَهُ ،و َجازَ اهُ َّ
اللهُ بِ َح َ سونَ ﴾ قيل :نزلت في َم ْن َكانَ ِ َال يُ ۡب َخ ُ
سنَةٌ يُ ْع َ
طى ِب َها َجزَ ا ًء ْس َلهُ َح َ .فِي ال ُّد ْن َيا ،ث ُ َّم يُ ْف ِ
ضي ِإلَى ْاآل ِخ َرةِ َو َلي َ
278
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى ِف ْ
ط َرةِ اللَّ ِه تَعَالَى َّالتِي قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :أفَ َمن كانَ َ
على َبيِّنَ ٍة ِمن َر ِّب ِه﴾ أي َ
علَ ْي َها ِع َبا َدهُ .فَ َ
ط َر َ
سو ُل َّ
الل ِه ﷺ " ُك ُّل َم ْولُو ٍد يُولَ ُد ع ْن أَبِي ُه َري َْرة َ قَا َل :قَا َل َر ُ
ص ِحي َحي ِْن َ
َوفِي ال َّ
صرانه ويُ َم ِ ّجسانهَ ،ك َما تُو َل ُد ْال َب ِهي َمةُ َب ِهي َمةً علَى ْال ِف ْ
ط َر ِة ،فَأ َ َب َواهُ يُ َه ّ ِودانه و ُينَ ِ ّ َ
" َج ْمعاء ،ه َْل ت ُ ِح ُّ
سون فِي َها ِم ْن َج ْد َ
عا َء؟
﴿ويَتْلُوهُ شَا ِه ٌد ِم ْنهُ﴾ َو ُه َو ْالقُ ْر ُ
آن .وقولهَ :
َاب يَ :و ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا ْالقُ ْر ِ
آن ِكت ُ سى﴾ أ َ ْ ث ُ َّم قَا َل ت َ َعالَىَ :
﴿و ِم ْن قَ ْب ِل ِه ِكت ُ
َاب ُمو َ
سىَ ،و ُه َو الت َّ ْو َراة ُ .وهذا التفسير رجحه ابن كثير
ُ .مو َ
وقيل :البينة أي القرآن ،والشاهد اَلول هو الحجج والبراهين القرآنية،
.والشاهد الثاني هو التوراة
279
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى علَى َر ِبّ ِه ْم أَال لَ ْعنَةُ اللَّ ِه َُالء الَّذِينَ َكذَبُوا َ ﴿و َيقُو ُل اَل ْش َها ُد َهؤ ِ قولهَ :
َّار ْاآل ِخ َرةِ َعلَى
ضي َحت َ ُه ْم فِي الد ِ الظا ِل ِمينَ ﴾ يُبَيِّ ُن ت َ َعالَى َحا َل ْال ُم ْفت َِرينَ َ
علَ ْي ِه َوفَ ِ َّ
ع َّز َو َج َّل يُ ْد ِني ْال ُمؤْ ِمنَ ، وس ْالخ ََال ِئ ِ
ق .كما في حديث النجوى " ِإ َّن اللَّهَ َ ُر ُء ِ
فاسَ ،ويُقَ ِ ّر ُرهُ ِبذُنُو ِب ِهَ ،ويَقُو ُل لَهُ :أَت َ ْع ِر ُ علَ ْي ِه كنَفَهَ ،ويَ ْست ُ ُرهُ ِمنَ النَّ ِض ُع َفَيَ َ
ب َكذَا؟ َحتَّى إِذَا قَ َّرره بِذُنُوبِ ِهَ ،و َرأ َى ب َكذَا؟ أَت َ ْع ِر ُ
ف َذ ْن َ ب َكذَا؟ أَت َ ْع ِر ُ
ف َذ ْن َ ذَ ْن َ
علَي َْك ِفي ال ُّد ْن َياَ ،و ِإ ِنّي أ َ ْغ ِف ُرهَا لَ َك
ِفي نَ ْف ِس ِه أَنَّهُ قَ ْد َهلَ َك قَا َل :فَإِ ِنّي قَ ْد َست َْرت ُ َها َ
ار َو ْال ُمنَافِقُونَ َفيَقُولُ﴿ :اَل ْش َها ُد سنَاتِ ِهَ ،وأ َ َّما ْال ُكفَّ ُ
َاب َح َ
طى ِكت َ ْاليَ ْو َم .ث ُ َّم يُ ْع َ
علَى َّ
الظا ِل ِمينَ ﴾ أخرجه البخاري علَى َربِّ ِه ْم أَال لَ ْعنَةُ اللَّ ِه َ
ُالء الَّذِينَ َك َذبُوا َ
َهؤ ِ
.ومسلم
ف
ع ُضا َ س ِبي ِل َّ
الل ِه َو َي ْبغُونَ َها ِع َو ًجا﴾ إلى قولهُ ﴿ :ي َ ع ْن َ
ص ُّدونَ َ َوقَ ْولُهُ﴿ :الَّذِينَ َي ُ
ْص ُرونَ ﴾ كقوله تعالى:س ْم َع َو َما َكانُوا يُب ِ لَ ُه ُم ْال َعذَ ُ
اب َما َكانُوا يَ ْست َِطيعُونَ ال َّ
ش ۡیءٍ إِ ۡذ َكانُ ۟
وا ص ٰـ ُر ُه ۡم َو َ ۤال أ َ ۡفـ ِ َدت ُ ُهم ِّمن َ
س ۡمعُ ُه ۡم َو َ ۤال أ َ ۡب َ {فَ َم ۤا أ َ ۡغن َٰى َ
ع ۡن ُه ۡم َ
ت ٱ َّلل ِه }
َي ۡج َحدُونَ ِبـَٔا َي ٰـ ِ
ࣰ
عذَابا فَ ۡوقَ ٱ ۡل َعذَا ِ
ب بِ َما سبِي ِل ٱللَّ ِه ِز ۡد َن ٰـ ُه ۡم َ
عن َ صد ۟
ُّوا َ وقوله{ :ٱ َّل ِذينَ َكفَ ُر ۟
وا َو َ
وا يُ ۡف ِسدُونَ } َكانُ ۟
280
جامع التيسير في تعليقات التفسير
رامي وأنا َب ِري ٌء ِم ّما ي إجْ ِ قوله﴿ :أ ْم َيقُولُونَ ا ْفت َراهُ قُ ْل ِ
إن ا ْفت ََر ْيتُهُ َف َعلَ َّ
ع ْن نُوحٍ وما س ُرونَ في َه ِذ ِه اآليَ ِة ،فَ ِقي َل :إنَّها ِحكايَةٌ َ اخت َ َل َ
ف ال ُمفَ ِ ّ تُجْ ِر ُمونَ ﴾ قَ ِد ْ
صلّى اللَّهُ
حاو َرةِ الواقِ َع ِة بَيْنَ نَبِ ِّينا ُم َح َّم ٍد َ قالَهُ ِلقَ ْو ِم ِه ،و ِقي َل :هي ِحكايَةٌ َ
ع ِن ال ُم َ
سلَّ َم و ُكفّ ِ
ار َم َّكةَ علَ ْي ِه وآ ِل ِه و َ
َ .
أمرنا﴾
وقوله﴿ :حتى إذا جاء ُ
عيُونًا ض ُاَلر َاء ِب َماءٍ ُم ْن َه ِم ٍر َوفَ َّج ْرنَا ْ
س َم ِ َك َما قَا َل ت َ َعالَى﴿ :فَ َفتَحْ نَا أَب َْو َ
اب ال َّ
ت أ َ ْل َواحٍ َو ُد ُ
س ٍر تَجْ ِري بِأ َ ْعيُنِنَا علَى أ َ ْم ٍر قَ ْد قُد َِر َو َح َم ْلنَاهُ َعلَى ذَا ِ
فَ ْالتَقَى ْال َما ُء َ
َجزَ ا ًء ِل َم ْن َكانَ ُك ِف َر﴾
ت
ار ِ
ص َيَ : ض ،أَ ْ ورَ :وجْ هُ ْاَل َ ْر ِ َّاس :الت َّ ُّن ُ
عب ٍ ار التَّنُّ ُ
ور﴾ فَعَ ِن اب ِْن َ قَ ْولُهَُ :
﴿وفَ َ
ان النَّ ِ
ار، ير الَّتِي ِه َ
ي َم َك ُ ار ْال َما ُء ِمنَ التَّنَانِ ِورَ ،حتَّى فَ َعيُو ًنا تَفُ ُ
ض ُْاَل َ ْر ُ
اء ْال َخلَ ِ
ف .قاله ابن كثير. علَ َم ِ سلَ ِ
ف َو ُ ور ال َّ ت تَفُ ُ
ور َما ًءَ ،و َهذَا قَ ْو ُل ُج ْم ُه ِ ار ْ
ص ََ
.وفيه أقوال غير ذلك
281
جامع التيسير في تعليقات التفسير
"واحْ ِم ْل فِي َها أ َ ْهلَ َكَ ،و ُه ْم أَ ْه ُليَ : علَ ْي ِه ْالقَ ْولُ﴾ أ َ ْ س َبقَ َ ﴿وأَ ْهلَ َك ِإال َم ْن َ َوقَ ْولُهَُ :
علَ ْي ِه ْالقَ ْو ُل ِم ْن ُه ْمِ ،م َّم ْن لَ َّم يُؤْ ِم ْن ِب َّ
الل ِه ،فَ َكانَ ِم ْن ُه ُم َب ْي ِت ِه َوقَ َرا َب ِت ِه" ِإ َّال َم ْن َ
س َبقَ َ
.ا ْبنُهَُ ،وا ِْم َرأَة ُ نُوحٍ َو َكان ْ
َت َكافِ َرةً كما في سورة التحريم
﴿و َما آمن َم َعه ِإ َّال قَ ِليل﴾ أى :وما آمن معه إال عدد قليل من قومه
َوقَولهَ :
بعد أن لبث فيهم قرونا متطاولة يدعوهم إلى الدين الحق ليال ونهارا ،وسرا
.وعالنية ،وفيه درس للدعاة
ي
الر ُجلُ ،والنب ُّ
ي معهُ َّ ي اَل ُ َم ُم ،فَ َج َع َل يَ ُم ُّر النب ُّ
علَ َّ ض ْ
ت َ ع ِر َوفي الصحيحين " ُ
ورأَيْتُ َ
س َوادًا ليس معهُ أ َحدٌَ ، ي َ ط ،والنب ُّ الر ْه ُ
ي معهُ َّالر ُج َال ِن ،والنب ُّ
معهُ َّ
أن ت َ ُكونَ أ ُ َّمتِي ،ف ِقي َل :هذا ُمو َ
سى وقَ ْو ُمهُ ،ث ُ َّم قي َل س َّد اَلُفُقَ ،فَ َر َج ْوتُ ْيرا ََكثِ ً
س َّد اَلُفُقَ ،ف ِقي َل ِلي :ا ْن ُ
ظ ْر َه َكذَا و َه َك َذا، ظ ْر ،فَ َرأَيْتُ َ
س َوادًا َك ِث ً
يرا َ ِلي :ا ْن ُ
س َّد اَلُفُقَ ،ف ِقي َل :هَؤُ َال ِء أ ُ َّمت ُ َك ،ومع َه ُؤ َال ِء َ
س ْبعُونَ ْأل ًفا فَ َرأَيْتُ َ
س َوادًا َك ِث ً
يرا َ
ب" الحديث سا ٍ .يَ ْد ُخلُونَ ال َجنَّةَ ِ
بغير ِح َ
282
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قَ ْولُهُ﴿ :ونادى نُو ٌح ا ْبنَهُ﴾ وكانَ كافِ ًرا ،وا ْست ُ ْب ِع َد َك ْو ُن نُوحٍ يُنادِي َمن كانَ
ّارا﴾ وأ ُ ِج ُ
يب بِأنَّهُ ض ِمنَ الكافِ ِرينَ َدي ً اَلر ِ
على ْ ﴿ربّ ِ ال تَذَ ْر َ كافِ ًرا َم َع قَ ْو ِل ِهَ :
على َذ ِل َك ،و ِقي َل:شفَقَةُ اَلُبُ َّو ِة َ
ظ َّن نُو ٌح أ َّنهُ ُمؤْ ِم ٌن ،و ِقي َلَ :ح َملَتْهُ َ
كانَ ُمنا ِفقًا فَ َ
أن قَ ْولَهُ﴿ :ونادى نُو ٌح ا ْب َنهُ﴾ ،وقَ ْو َلهُ: إنَّهُ كانَ اب ُْن ْام َرأتِ ِه ولَ ْم يَ ُك ْن ِبا ْبنِ ِهُ ،
ور َّد ِب َّ
ب ال ُّنبُ َّو ِة
نص ِ
صيانَ ِة َم ِ ﴿.إن ا ْبنِي ِمن أ ْه ِلي﴾ يَ ْد َف ُع ذَ ِل َك َعلى ما فِي ِه ِمن َ
ع َد ِم ِ َّ
﴿إن ا ْبنِي ِمن أ ْه ِلي﴾ هذا سؤال استعالم ،أي :أليس ابني ِمنَ اَل ْه ِل قولهَّ :
ت أَحْ َك ُم ْال َحا ِك ِمينَ ؟
ْف غ َِرقَ َوأَ ْن َ
ع ْدتَنِي بِتَ ْن ِج َيتِ ِه ْم بِقَ ْو ِل َك :وأ ْهلَ َكَ ،ف َكي َ الَّذِينَ و َ
283
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :قالُوا يا ُهو ُد ما ِجئْت َنا ِب َب ِيّنَةٍ﴾ قَ ْولُهم ﴿ما ِجئْت َنا ِب َب ِّينَةٍ﴾ بُ ْه ٌ
تان وكذب َِلنَّهُ
سو َل اللَّ ِه ﷺ قا َل« :ما
أن َر ُ ص ِحيحِ َّ
ث ال َّ ت وحجج كما فِي ال َحدِي ِ أتاهم بِ ُم ْع ِجزا ٍ
ت ما ِمثْلُهُ آ َمنَ َ ُ
علَ ْي ِه ال َبش َُر» ال َحد َ
ِيث ي ِمنَ اآليا ِي ّإال أو ِت َ ِ .منَ اَل ْن ِب ِ
ياء َن ِب ٌّ
ࣰ
ص ٰـ ِلح ٰۚا﴾ َو ْه ُم الَّذِينَ َكانُوا يَ ْس ُكنُونَ َم َدائِنَ ْال ِحجْ ِر
﴿و ِإلَ ٰى ث َ ُمو َد أَخَا ُه ۡم َ
قولهَ :
ومر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر في غزوة تبوك وك َو ْال َمدِينَ ِةّ ، َبيْنَ تَبُ َ
وقال َلصحابه كما في الصحيحين" :ال ت َ ْد ُخلُوا َمساكِنَ الَّذِينَ َ
ظلَ ُموا أ ْنفُ َ
س ُه ْم،
صيبَ ُك ْم ِمثْ ُل ما أصابَ ُه ْم " َّإال ْ
أن ت َ ُكونُوا باكِينَ ْ ،
أن يُ ِ
284
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سال ٌم،
أي قا َل إبْرا ِهي ُم َ
سال ٌم﴾ ْ
سال ًما ﴿قا َل َ س ِلّ ُم َ
ع َلي َْك َ أي نُ َ قوله﴿ :قالُوا َ
سال ًما﴾ ْ
الم ال َمالئِ َك ِة َلنها ُج ْملَةٌ اس ِْميَّةٌ
س ِ يم أ ْبلَ ُغ ِمن َ علَيْكم َسال ٌم ،ف َ
سال ُم إبْرا ِه َ .أيَ :
ْ
َارا ِم ْن َها
ارة ُ ا ْستِ ْبش ً
س َّ ض ِح َك ْ
ت َ ت﴾ فَ َ ﴿و ْام َرأَتُهُ َقائِ َمةٌ َف َ
ض ِح َك ْ َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
يم وكيف تحول
الر ْوعِ ِبإِب َْرا ِه َ ت ِل َما َرأَ ْ
ت ِمنَ َّ بِ َه َال ِك ِه ْم .وقيل :إِنَّ َها ِإنَّ َما َ
ض ِح َك ْ
.الحال
ت ْام َرأَتُهُ
وز﴾ َوفِي الذَّ ِاريَاتِ﴿ :فَأ َ ْق َبلَ ِ ت يَا َو ْيلَت َى أَأ َ ِل ُد َوأَنَا َ
ع ُج ٌ قوله تعالى ﴿قَالَ ْ
ع ِقي ٌم﴾ ع ُج ٌ
وز َ ت َوجْ َه َها َوقَا َل ْ
ت َ ص َّك ْ
ص َّرةٍ فَ َ
ِفي َ
ط َه ُر لَ ُك ْم﴾ قال أكثر المفسرين :يقصد الء َبنَاتِي ُه َّن أ َ ْوقوله﴿ :قَا َل َيا قَ ْو ِم َه ُؤ ِ
ي ِل ْأل ُ َّم ِة بِ َم ْن ِزلَ ِة ْال َوا ِل ِد .بذلك َبنات قَومه ،ويُ ْر ِش ُد ُه ْم ِإلَى نِ َ
سائِ ِه ْم ،فَإ ِ َّن ال َّنبِ َّ
285
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صيبُ َها َم ۤا أَ َ
صا َبهُ﴾ قوله ﴿إِ َّال ٱ ۡم َرأَت ََك إِ َّنهُۥ ُم ِ
َاح ِه،ب ُو ُجو َه ُه ْم ِب َجن ِ ض َر َعلَ ْي ِه ْم َ ،ف َ علَ ْي ِه ال َّ
س َال ُم ،خ ََر َج َ قيل إن ِجب ِْريل َ
ط َم ْسنَا أ َ ْعيُنَ ُه ْم﴾
ض ْي ِف ِه فَ َ
ع ْن َ س أ َ ْعيُنَ ُه ْمَ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
﴿ولَقَ ْد َر َاودُوهُ َ فَ َ
ط َم َ
جارةِ أقوال،
الح َطار ِ ع َليْها ِح َ
جارةً ِمن ِس ِ ّجي ٍل﴾ وفِي ْإم ِ ط ْرنا َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿و ْأم َ
على ال ُمد ُِن حين ارسلها ِجب ِْري ُل مقلوبة ،ومنها :أنَّها
ت َ منها :أنَّها أ ُ ْم ِط َر ْ
عليهم بعد ذلك ت َ .أ ُ ْم ِط َر ْ
ع ْنها على َمن لَ ْم يَ ُك ْن في ال ُمد ُِن ِمن أ ْه ِلها وكانَ ِ
خار ًجا َ .ومنها :أنَّها أ ُ ْم ِط َر ْ
ت َ
وكما أن هذه الفاحشة ما سبقهم بها من أحد من العالمين ،كما في قوله﴿ :ما
عذّبوا عذابا لم يسلف قبلهم
سبَقَكم بِها ِمن أ َح ٍد ِمنَ العالَ ِمينَ ﴾ فإنهم ُ
َ .
وحكم اللواط في شرعنا كما قال صلى الله عليه وسلم " ْ
من وجدت ُموهُ يعمل
قوم لوطٍ ؛ فاقتلوا الفاع َل والمفعو َل ب ِه" صححه اَللباني
.عم َل ِ
"وقال أبو حنيفة "يرمى به من أعلى شاهق ،ويتبع بالحجارة
286
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اس أ َ ۡش َي ۤا َء ُه ۡم َو َال س ۟
وا ٱلنَّ َ وا ٱ ۡل ِم ۡك َيا َل َوٱ ۡل ِميزَ انَ ِبٱ ۡل ِق ۡس ِط َو َال ت َۡب َخ ُ
﴿و َي ٰـقَ ۡو ِم أ َ ۡوفُ ۟
قولهَ :
ينقص قو ٌم المكيا َل والميزانَ ْ ض ُم ۡف ِس ِدينَ ﴾ وفي الحديث " لم ت َعۡ ث َ ۡو ۟ا فِی ٱ َۡل َ ۡر ِ
السلطان علي ِهم ،ولم َيمنعوا زكاة َ
ِ وجور
ِ إال أ ُ ِخذوا بالسنينَ وشد ِة المؤن ِة
طروا السماء ،ولوال البهائ ُم لم يُم َ
ِ "أموا ِلهم إال ُمنِعوا ال َق ْ
ط َر منَ
ض ِعيفًا
َراك فِينا َ ْب ما نَ ْف َقهُ َكثِ ً
يرا ِم ّما تَقُو ُل وإنّا لَن َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قالُوا يا ُ
شعَي ُ
يرتُهُ الَّذِي
ع ِش َ
الر ُج ِل َ
ط َّيز﴾ َو َر ْه ُ
علَيْنا ِب َع ِز ٍ ناك وما أ ْن َ
ت َ ولَ ْوال َر ْه ُ
ط َك لَ َر َج ْم َ
ع ِّم ِه
ض َّمهُ إلى َ يَ ْستَنِ ُد ِإلَ ْي ِه ْم َويَتَقَ َّوى بِ ِه ْم ،وقَ ْد آوى تبارك وت َعالى َنبِيَّنا ﷺ بِ ْ
أن َ
ب
.أبِي طا ِل ٍ
287
جامع التيسير في تعليقات التفسير
288
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س إِال ِبإ ِ ْذنِ ِه﴾( َك َما قَا َل تَعَالَى﴿ :يَ ْو َم يَقُو ُم ُّ
الرو ُح قوله﴿ :يَ ْو َم يَأ ْ ِ
ت َال ت َ َكلَّ ُم نَ ْف ٌ
ص َوا ًبا﴾الرحْ َم ُن َوقَا َل َصفًّا َال َيت َ َكلَّ ُمونَ ِإال َم ْن أَذِنَ َلهُ َّ َو ْال َمالئِ َكةُ َ
"و َال َيت َ َكلَّ ُم ع ِة َّ
الط ِوي ِلَ : شفَا َ سو ِل اللَّ ِه ﷺ فِي َحدِي ِ
ث ال َّ ع ْن َر ُ ص ِحي َحي ِْن ََوفِي ال َّ
س ِّل ْم
س ِل َي ْو َم ِئذٍ :الل ُهم َسلّم َ
الر ُ
سلَُ ،و َدع َْوى ُّ
الر ُ" َي ْو َم ِئ ٍذ ِإ َّال ُّ
289
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ُرونَ فِي ف ْال ُمفَ ِ ّ َوقَ ْولُهُِ ﴿ :إال َما شَا َء َرب َُّك ِإ َّن َرب ََّك فَ َّعا ٌل ِل َما يُ ِريدُ﴾ قَ ِد ْ
اخت َ َل َ
يرةٍ ،واَلَولى :أ َ َّن ِاال ْس ِتثْنَا َء َ
عائِ ٌد ع َلى أ َ ْق َوا ٍل َكثِ ََاءَ ، ْال ُم َرا ِد ِم ْن َهذَا ِاال ْستِثْن ِ
شفَا َ
ع ِة الشافعين علَى العُصاة ِم ْن أ َ ْه ِل الت َّ ْو ِحيدِِ ،م َّم ْن يُ ْخ ِر ُج ُه ُم اللَّهُ ِمنَ النَّ ِ
ار ِب َ َ .
وذ﴾ َوفِي صحيح مسلم" :فَيُقَا ُل َيا أَ ْه َل ْال َجنَّ ِةِ ،إ ْن لَ ُك ْم ط ۤا ًء َ
غ ۡي َر َم ۡجذُ ࣲ ع َوقولهَ ﴿ :
شوا فَ َال ت َ ُموتُوا أَبَدًاَ ،و ِإ َّن لَ ُك ْم أن تشبوا فال ت ْه َرموا أبدا ،وإن لَ ُك ْم أ َ ْنأ َ ْن ت َ ِعي ُ
َص ُّحوا فَ َال ت َ ْسقَ ُموا أ َ َبدًاَ ،و ِإ َّن لَ ُك ْم أن تنعموا فال ت َبأسوا أبدا
"ت ِ
ت َك َه ْيئ َ ِة َكب ٍْش ْأملَ َح ،فيُنادِي ُمنادٍ :يا أ ْه َل
وفي الصحيحين " يُؤْ ت َى بال َم ْو ِ
هل ت َ ْع ِرفُونَ هذا؟ فيَقولونَ :نَ َع ْم ،هذا ال َجنَّ ِةَ ،فيَ ْش َرئِبُّونَ ويَ ْن ُ
ظ ُرونَ ،فيَقولُْ :
ظ ُرونَ ،ف َيقولُ: ال َم ْوتُ ،و ُكلُّ ُه ْم ق ْد َرآهُ ،ث ُ َّم ُينادِي :يا أ ْه َل النَّ ِ
ار ،فَ َي ْش َر ِئبُّونَ و َي ْن ُ
وهل ت َ ْع ِرفُونَ هذا؟ فيَقولونَ :نَ َع ْم ،هذا ال َم ْوتُ ،و ُكلُّ ُه ْم ق ْد َرآهُ ،فيُ ْذبَ ُح ،ث ُ َّم ْ
ارُ ،خلُو ٌد فال َم ْو َ
ت "يقولُ :يا أ ْه َل ال َج َّن ِةُ ،خلُو ٌد فال َم ْو َ
ت ،ويا أ ْه َل النَّ ِ
﴿وإن ُكال لَ ّما لَيُ َو ِفّ َينَّهم َرب َُّك أعْمالَهم إنَّهُ بِما يَ ْع َملُونَ َخ ِب ٌ
ير﴾ َّ قوله:
290
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ير﴾
ص ٌتاب َم َع َك وال ت َْطغ َْوا إنَّهُ ِبما ت َ ْع َملُونَ بَ ِ قوله﴿ :فا ْست َ ِق ْم َكما أ ُ ِم ْر َ
ت و َمن َ
قيل هذه اآلية من اآليات التي من أجلها قال صلى الله عليه وسلم "شيَّبَتني
"هو ٌد وأخواتُها
ار َو ُزلَفًا ِمنَ اللَّ ْي ِل﴾ قيل :هي الصلوات ﴿وأَقِ ِم ال َّ
صالة َ َ
ط َرفَي ِ النَّ َه ِ قولهَ :
.الخمس
ع ِن
س ِيّئَاتِ﴾ سبب نزولها كما في صحيح مسلم َ ت يُ ْذ ِهبْنَ ال َّ َو َق ْولُهُِ ﴿ :إ َّن ْال َح َ
سنَا ِ
سو َل اللَّ ِهِ ،إ ّنِي َو َجدْتُ اب ِْن َم ْسعُو ٍد قَا َلَ :جا َء َر ُج ٌل ِإلَى ال َّن ِب ّ
ي ِ ﷺ َف َقا َل :يَا َر ُ
غي َْر أ َ ِنّي لَ ْم أ ُ َج ِ
ام ْع َهاَ ،قبَّلتها َولَ ِز ْمت ُ َها، َان ،فَفَعَ ْلتُ بِ َها ُك َّل ش ْ
َيءٍ َ ، ْام َرأَة ً فِي بُ ْست ٍ
الل ِه ﷺ َش ْيئًا ،فَ َذه َ
َب سو ِل َّ غي َْر َذ ِل َك ،فَا ْف َع ْل ِبي َما ِشئْ َ
ت .فَلَ ْم َيقُ ْل َر ُ َولَ ْم أ َ ْف َع ْل َ
سو ُل اللَّ ِهعلَى نَ ْف ِس ِه .فَأَتْبَعُهُ َر ُست ََر َ ع َم ُر :لَقَ ْد َست ََر اللَّهُ َ
علَ ْي ِهَ ،ل ْو َ الر ُجلُ ،فَقَا َل ُ َّ
﴿وأَقِ ِم ال َّ
صالة َ علَ ْي ِه ،فَقَ َرأ َ َ
علَ ْي ِهَ : علَ َّ
ي" .فَ َردُّوهُ َ بصره ث ُ َّم قَا َلُ :
"ردُّوهُ َ َ ﷺ
ت ذَ ِل َك ِذ ْك َرى ت يُ ْذ ِهبْنَ ال َّ
س ِيّئ َا ِ ار َو ُزلَفًا ِمنَ اللَّ ْي ِل ِإ َّن ْال َح َ
سنَا ِ َ
ط َرفَي ِ النَّ َه ِ
سو َل اللَّ ِه ،أَلَهُ َوحْ َدهُ ،أ َ ْم ِلل َّن ِ
اس ِللذَّا ِك ِرينَ ﴾ فَقَا َل ُم َعاذٌ َ -وفِي ِر َوايَ ِة ُ
ع َم َر :-يَا َر ُ
اس َكا َّفةً
" َكا َّفةً؟ فَقَا َلَ " :ب ْل ِللنَّ ِ
291
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو ِل َّ
الل ِه ﷺ أ َ َّنهُ ع ِن َر ُ ي اللَّهُ َ
ع ْنهَُ ، ع ْن أَبِي ُه َر ْي َرة ََ ،ر ِ
ض َ ين َ
ص ِحي َح ِ
َوفِي ال َّ
ب أ َ َح ِد ُك ْم نَ ْه ًرا غ َْم ًرا َي ْغت َ ِس ُل ِفي ِه ُك َّل َي ْو ٍم خ َْم َ
س َم َّراتٍ، قَا َل" :أ َ َرأ َ ْيت ُ ْم لَ ْو أن ِب َبا ِ
صلَ َواتُ
"و َك َذ ِل َك ال َّ سو َل َّ
الل ِه :قَا َلَ : ه َْل يُبقي ِم ْن َد َرنِ ِه َش ْيئًا؟ " قَالُواَ :ال يَا َر ُ
وب َو ْال َخ َ
طا َيا س ،يَ ْم ُحو اللَّهُ بِ ِه َّن الذُّنُ َ ْ
"الخ َْم ُ
ضأ َ لَ ُه ْم كو ُ
ضوء عفَّانَ :أَنَّهُ ت ََو َّ ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ ُ
عثْ َمانَ ب ِْن َ ع ْن أ َ ِم ِ
ص ِحي َحي ِْن َ
َوفِي ال َّ
سو َل اللَّ ِه يَت ََوضَّأ َُ ،وقَا َلَ " :م ْن ت ََو َّ
ضأ َ سو ِل اللَّ ِه ﷺ ،ث ُ َّم قَا َلَ :ه َكذَا رأيتُ َر َُر ُ
غ ِف َر لَهُ َما تَقَد ََّم صلَّى َر ْك َعتَي ِْن َال يُ َح ّدِث ِف ْي ِه َما نَ ْف َ
سهُُ ، ضو ِئي َه َذا ،ث ُ َّم َنَحْ َو ُو ُ
"م ْن َذ ْن ِب ِه
ِ
292
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ظ ْل ٍم وأ ْهلُها ُم ْ
ص ِل ُحونَ ﴾ ولَ ِكنَّهم َج ُّروا قوله﴿ :وما كانَ َرب َُّك ِليُ ْه ِل َك القُرى ِب ُ
َّ
والطالح كما في الحديث "أَنَ ْه ِلكُ وفِينَا صالح َِل ْنفُ ِس ِه ُم ال َه َ
الك ،ف َع َّم ال َّ
.الصالحونَ ؟ قال :نعم ،إذا َكث ُ َر ال َخ َب ُ
ث" صححه اَللباني
293
جامع التيسير في تعليقات التفسير
294
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿وش ََر ْوهُ ِبث َ َم ٍن َب ْخ ٍس َد َرا ِه َم َم ْعدُو َدةٍ َو َكانُوا ِفي ِه ِمنَ َّ
الزا ِهدِينَ ﴾ ِإنَّ َما َوقَ ْولُهَُ :
ضا َعةً، َّارة َ ا ْستَ ْبش َُروا بِ ِه َوأ َ َ
س ُّروهُ بِ َ سي َ أ َ َرا َد ِإ ْخ َوتَهَُ ،ال أُو َلئِ َك ال َّسي َ
َّارةَ؛ َِل َ َّن ال َّ
﴿وش ََر ْوهُ﴾ َولَ ْو َكانُوا ِفي ِه زَ ا ِهدِينَ لَ َّما ا ْشت ََر ْوهَُ ،فيُ َر َّج ُح ِم ْن َهذَا أ َ َّن الض َِّم َ
ير فِي َ
ِ .إنَّ َما ُه َو ِ ِْل ْخ َوتِ ِه .قاله ابن كثير في تفسيره
295
جامع التيسير في تعليقات التفسير
296
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص ِبيًّا فِي ْال َم ْهدِ .وحديثش ِه َد شَا ِه ٌد ِم ْن أَ ْه ِل َها﴾ قَا َل أكثر المفسرينَ :كانَ َ ﴿و َ
َ
ف .فيه ضعف س َ َار"َ ،ف َذ َك َر فِي ِه ْم شَا ِه َد يُو ُ
صغ ٌ.إمام أحمد "ت َ َكلَّ َم أ َ ْربَ َعةٌ َو ُه ْم ِ
ساء أ ْع َ
ظ ُم ِمن َك ْي ِد أن َك ْي َد ال ِّن ِ
يان َّ
ع ِظي ٌم﴾ فيه َب ُ قَ ْولُهُ ت َعالىَّ :
﴿إن َك ْي َد ُك َّن َ
ض ِعيفًا﴾ ﴿إن َك ْي َد ال َّشي ِ
ْطان كانَ َ ْطانَّ ،
شي ِ ال َّ
ب ِلذِي لُبّ ٍ ِم ْن ُك َّن" ع ْق ٍل ود ٍ
ِين أ ْغ َل َ وفي الصحيحين "وما َرأ َ ْيتُ ِمن ناقِصا ِ
ت َ
.واللفظ لمسلم
ࣱ
قَ ْولُهُ تَعَا َلىَ ﴿ :ما َهذَا بَشَرا ً إِ ۡن َه ٰـ َذ ۤا إِ َّال َم َلك َك ِري ࣱم﴾ أي :فِي ْال ُحس ِْن َكأ َ َّنهُ َملَكٌ،
ظ ٍّن فِي أ َ َّن
علَى َ اس َال َي َر ْونَ ْال َم َالئِ َكةَ ،فَ ُه َو ِبنَا ٌء َ
ي لَ ْم يُ َر ِمثْلُهَُِ ،ل َ َّن النَّ َ أَ ْ
ط ٌ
ان. ف قَ ْد يَقُولُونَ فِي ْالقَبِيحِ َكأَنَّهُ َش ْي َ ضا أَ ْه ُل ْالعُ ْر ِ ورة َ ْال َم َل ِك أَحْ َ
س ُنَ .وأ َ ْي ً ص َ ُ
ش َي ٰـ ِطي ِن} ط ۡلعُ َها َكأَنَّهُۥ ُر ُء ُ
وس ٱل َّ وفي التنزيل { َ
ي يوسف عليه وعلى نبينا الصالة والسالم
وفي صحيح مسلم لما رأى النب ُّ
صلَّى اللَّهُف َ س َ
في السماء الثالثة ليلة اْلسراء والمعراج قال" :فإذا أنا بيُو ُ
ب و َدعا لي ب َخي ٍْر يش ْ
َط َر ال ُحس ِْن ،فَ َر َّح َ "عليه وسلَّ َم ،إذا هو ق ْد أُع ِ
ْط َ
ع َال َما ِ
ت ي َ قوله﴿ :ث ُ َّم َب َدا لَ ُهم ِّم ُۢن َبعۡ ِد َما َرأ َ ُو ۟ا ٱ ۡلـَٔا َي ٰـ ِ
ت لَ َي ۡس ُجنُنَّهُۥ َحت َّ ٰى ِحي ࣲن﴾ أ َ ْ
ع ْن نَ ْف ِسي﴾ وقول ال َم ْرأةِ ا
راو َدتْنِي َ
ي َ ف ،كما في قَ ْو ِل ِهِ ﴿ :ه َ
س َ
بَ َرا َءةِ يُو ُ
ع ْن نَ ْف ِس ِه فا ْست َ ْع َ
ص َم﴾ ﴿ولَقَ ْد َ
راو ْدتُهُ َ ِلل ِنّس َْوةَِ :
ض َع ْن هَذا وا ْست َ ْغ ِف ِري ِلذَ ْن ِب ِك إ َّن ِك ُك ْن ِ
ت ِمنَ ف أع ِْر ْ
س ُ
َوقول زَ ْوجِ ال َم ْرأ ِة﴿ :يُو ُ
الخاطئِينَ ﴾
ِ
صهُ قُ َّد ِمن قُبُ ٍل
إن كانَ قَ ِمي ُ
ش ِه َد شا ِه ٌد ِمن أ ْه ِلها ْ ش ُهو ِد ِبذَ ِلكَ :
﴿و َ َوا ْعتِراف ال ُّ
ص َد َق ْ
ت وهو ِمنَ الكا ِذ ِبينَ ﴾ فَ َ
ط ْعنَ أ َ ْي ِديَ ُه َّن ِإ َّن َربِّيار ِج ْع ِإلَى َربِّ َك َفا ْسأ َ ْلهُ َما بَا ُل ال ِّنس َْوةِ الالتِي َق َّ
قولهْ ﴿ :
ي اس برائت َه ،ولَقَ ْد أُع ِ
ْط َ ع إلى إجا َب ِة ال َم ِل ِكِ ،ليُ ْ
ظ ِه َر ِلل ّن ِ ع ِلي ٌم﴾ ولَ ْم يُ ِ
سار ْ بِ َك ْي ِد ِه َّن َ
ع ْن تَ َ
ص ُّو ِر ِه ،و ِل َهذا يق اَل ْذ ُ
هان َ َض ُ صب ِْر واَلناةِ ما ت ِ الح ْل ِم وال َّ
سال ُم ِمنَ ِعلَ ْي ِه ال َّ
َ
سِجْ ِنسلَّ َم« :ولَ ْو لَبِثْتُ في ال ّ صلّى اللَّهُ َ
ع َل ْي ِه وآ ِل ِه و َ ص ِحيحِ ِمن قَ ْو ِل ِه َ
ت في ال َّ ثَبَ َ
سو َل الَّذِي جا َء َي ْد ُ
عوهُ إلى ال َم ِل ِك الر ُ ف ََل َجبْتُ الدّا ِع َ
ي»َ ،ي ْع ِني َّ س ُ .ما لَ ِب َ
ث يُو ُ
298
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب َوأَ َّن اللَّهَ َال يَ ْهدِي َك ْي َد ْالخَائِنِينَ َو َما قوله﴿ :ذَ ِل َك ِليَ ْعلَ َم أَ ِنّي لَ ْم أ َ ُخ ْنهُ بِ ْال َغ ْي ِ
يز َِل َ َّن ِس َياقَ ْال َك َال ِم ُك ِّل ِه ِم ْن َك َال ِمها
ئ نَ ْف ِسي﴾ هذا من قول ْام َرأ َ ِة ْال َع ِز ِ أ ُ َب ِ ّر ُ
فَ ،علَ ْي ِه ال َّ
س َال ُمِ ،ع ْن َد ُه ْم ِ .ب َحض َْرةِ ْال َم ِل ِكَ ،ولَ ْم يَ ُك ْن يُو ُ
س ُ
َّاس اب ُْن تَيميَّةَ ،ر ِح َمهُ اللَّهُ ،فَأ َ ْف َر َدهُ اْل َما ُم ْالعَ َّال َمةُ أَبُو ْالعَب ِ
ص ِر ِه ْ ِ
ب ِل َن ْ َوا ْنت َ َد َ
علَى ِح َدةٍ ،واختاره ابن القيم وابن كثير ِ .بت َ ْ
ص ِنيفٍ َ
فإن قيل :إن امرأة العزيز كانت مشركة فكيف تقولّ :
﴿إال ما َر ِح َم َربِّي َّ
إن
غف ُ ٌ
ور َر ِحي ٌم﴾ َربِّي َ
يقرون وجود الله فالجواب :أنه ال يُنافِي أنَّهم كانُوا ُم ْش ِركِينَ َلنهم كانوا ّ
أن ال ُم ْش ِركِينَ ِمنَ ال َع َر ِ
ب كانُوا ويعرفون بعض شرائعه ومقدساته كما َّ
يقرون ذالك كما في قول هند بنت عتبة :أ َ َو تزني ال ُح َّرة ُ ؟
ّ
299
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صلَّى
ففي الصحيحين عن عبد الرحمن بن سمرة قال قا َل لي َرسو ُل الل ِه َ
إن أُع ِ
ْطيت َ َها عن الرحْ َم ِن ،ال ت َ ْسأ َ ِل اْل َم َ
ارةَ ،فإنَّ َك ْ س َّل َم" :يا َ
ع ْب َد َّ اللَّهُ عليه َو َ
علَ ْي َها غير َم ْسأَلَ ٍة أ ُ ِع ْن َ
ت َ وإن أُع ِ
ْطيت َ َها عن ِ "َ .م ْسأَلَ ٍة ُو ِك ْل َ
ت إلَ ْي َهاْ ،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "إنَّ ُك ْم
ضعَةُ ون نَدا َمةً يَ َ
وم ال ِقيا َم ِة ،فَنِ ْع َم ال ُم ْر ِ ست َ ُك ُ
اْلمارةِ ،و َ
َ صونَ علَى
ستَحْ ِر ُ
َ
الفاط َمةُ ".رواه البخاري
ِ ت .و ِبئْ َ
س ِ
سأ َ َل ْال َع َم َل ِل ِع ْل ِم ِه بِقُ ْد َرتِ ِه َ
ع َل ْي ِهَ ،و ِل َما فِي َذ ِل َك ِمنَ أما يوسف عليه السالم فقد َ
اس ،وأنه لم يوجد من هو أولى منه صا ِلحِ ِللنَّ ِ ْ
.ال َم َ
300
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ ْي ِه ْم بِإ ِ ْلقَائِ ِه فِي ْال ِبئْ ِر ِع ْن َد َما ه ّموا ير ُه ْم﴾ ِقي َلُ :ه َو الَّذِي أَش َ
َار َ قوله﴿ :قَا َل َكبِ ُ
.بِقَتْ ِل ِه
ْناك
طي َ ْب ِحينَ أ ْع َ
ب حافِ ِظينَ ﴾ فال َم ْعنى :لَ ْم نَ ْعلَ ِم الغَي َ ﴿وما ُكنّا ِل ْلغَ ْي ِ قولهَ :
.ال َم ْو ِثقَ لَنَأ ْ ِت َينَّ َك ِب ِه أنَّهُ َيس ِْر ُق َفيُؤْ َخذُ
ب ف﴾ قد ث َ َب َ
ت فِي ش َِريعَتِنا ِاال ْستِ ْرجاعُ عند ال َمصائِ ِ علَى يُو ُ
س َ قوله﴿ :يَا أ َ َ
سفَى َ
فيقو ُل المصاب" :إنا لل ِه وإنا إليه راجعونَ ،الله َّم ْ
أجر ِني في مصيب ِتي
خيرا منها
"واخلف لي ً
ْ
301
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ضا
ع ْينَ ْي ِه َبيا ً
سوا ُد َ ب َ ع ْينَاهُ ِمنَ ْال ُح ْز ِن فَ ُه َو َك ِظي ٌم﴾ أي ِ ا ْنقَلَ َ ﴿وا ْب َيض ْ
َّت َ قولهَ :
علَ ْي ِه وآ ِل ِه و َسلَّ َم ِع ْن َد َم ْو ِ
ت ولَ ِد ِه صلّى َّ
اللهُ َ ي َ ِمن َكثْ َرةِ البُ ِ
كاء .وقَ ْد قا َل النَّبِ ُّ
وال نَقُو ُل َّإال ما َي ْر َ
ضى َر ُّبنَا ،وإنَّا إن ال َعيْنَ تَ ْد َم ُع ،والقَ ْل َ
ب َيحْ زَ ُنَ ، يمَّ « :
إبْرا ِه َ
.ب ِف َراقِ َك يا إب َْرا ِهي ُم لَ َمحْ ُزونُونَ ».أخرجه البخاري ومسلم
قوله﴿ :قا َل إنَّما أ ْش ُكو َب ِث ّي و ُح ْز ِني إلى اللَّ ِه﴾ قيلَّ :
إن اْل ْنسانَ إذا قَ َد َر َ
على
وإن َل ْم يَ ْقد ِْر َ
على َكتْ ِم ِه كانَ َكتْ ِم ما نَزَ َل ِب ِه ِمنَ ال َمصائِ ِ
ب كانَ َذ ِل َك ُح ْزنًاْ ،
.ذَ ِل َك بَثًّا
أما عرض الحاجات والمشكالت إلى الناس فمنهي عنه كما في الحديث " ال
فقر، باب مسأل ٍة َّإال فتَح اللهُ عليه َ
باب ٍ ٌ
إنسان على نف ِسه َ "يفت َ ُح
ع َل ْينَا بِ َقب ِ
ْض َه ِذ ِه بر ِ ّد أَ ِخينَا إِلَ ْينَا ،وقيل:أي ت َ َ
صد َّْق َ ع َل ْينَا﴾ َ
صد َّْق َ ﴿وتَ َ قولهَ :
ضا َع ِة ْال ُم ْز َجاةَِ ،وت َ َج َّو ُز فِي َها ْ
.ال ِب َ
302
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب َو ْالقَحْ ِط
سنَا َوأَ ْهلَنَا الض ُُّّر﴾ َي ْعنُونَ ِمنَ ْال َج ْد ِ قوله﴿ :قَالُوا َيا أَيُّ َها ْال َع ِز ُ
يز َم َّ
مس أباهم ِمنَ ْال ُح ْز ِن ِلفَ ْق ِد َولَ َد ْي ِه الط َع ِام ،وما ّ .وقِلَّ ِة َّ
َ
ف َوأ َ ِخي ِه ِإ ْذ أ َ ْنت ُ ْم َجا ِهلُونَ ﴾ َك َما قَا َل َب ْع ُ
ض س َع ِل ْمت ُ ْم َما فَ َع ْلت ُ ْم ِبيُو ُ
قوله﴿ :ه َْل َ
صى اللَّهَ فَ ُه َو َجا ِه ٌل ع َ فُ :ك ُّل َم ْن َ س َل ِ
.ال َّ
بال ُم ْل ِك
يِ :ب َج ْم ِع ِه َب ْينَنَا َب ْع َد الت َّ ْف ِرقَ ِة َو َب ْع َد ْال ُم َّد ِةَ .و ْ .قوله﴿ :قَ ْد َم َّن اللَّهُ َ
ع َل ْينَا﴾ أ َ ْ
ضي ُع أَجْ َر ْال ُمحْ ِسنِينَ ﴾ أي :إنما نال ص ِب ْر فَإ ِ َّن اللَّهَ َال يُ ِ
ق َو َي ْ قولهِ ﴿ :إنَّهُ َم ْن يَتَّ ِ
يوسف عليه السالم هذا كله بالصبر والتقوى وهما ركنان لكل فضيلة
.ودرجة ،كما في سورة آل عمران
َاطئِينَ ﴾ َيقُولُونَ ُم ْعت َِرفِينَ لَهُ قوله﴿ :قَالُوا ت َاللَّ ِه لَقَ ْد آث َ َر َك اللَّهُ َ
ع َل ْينَا َو ِإ ْن ُكنَّا لَخ ِ
فص ُّر ِ س َع ِة َو ْال ُم ْل ِكَ ،والتَّ َ ق َو ْال ُخلُ ِ
قَ ،وال َّ علَ ْي ِه ْم فِي ْالخ َْل ِ
ض ِل َو ْاَلَثْ َرةِ َبِ ْالفَ ْ
.والنُّبُ َّو ِة
َ
303
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الر ِحي ُم﴾ قيل :أ َ ْر َجأ َ ُه ْم ِإلَى ف أ َ ْست َ ْغ ِف ُر لَ ُك ْم َربِّي إِنَّهُ ُه َو ْالغَفُ ُ
ور َّ قوله﴿ :قَا َل َ
س ْو َ
س َحر الذي فيه ساعة اْلجابة كما ثبت في اَلحاديث .ويؤخذ من َو ْق ِ
ت ال َّ
.اآلية التو ّسل الشرعي
304
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى ْال َك ِب ِ
ير سائِغًا ِفي ش ََرائِ ِع ِه ْم ِإذَا سلَّموا َ س َّجدًا﴾ َوقَ ْد َكانَ َهذَا َ ﴿وخ َُّروا لَهُ َُ
علَ ْي ِه
سىَ ،يَ ْس ُجدُونَ لَهَُ ،ولَ ْم يَزَ ْل َهذَا َجائِ ًزا ِم ْن لَد ُْن آ َد َم ِإلَى ش َِري َع ِة ِعي َ
ام ،فَ َو َج َد ُه ْم
ش َث أ َ َّن ُم َعا ًذا قَد َِم ال َّس َال ُم ،فَ ُح ِ ّر َم َهذَا ِفي َه ِذ ِه ْال ِم َّل ِةَ .و ِفي ْال َحدِي ِ
ال َّ
الل ِه ﷺ ،فَقَا َلَ " :ما َه َذا يَا ُم َعاذُ؟ سو ِل َّ يَ ْس ُجدُونَ َِل َ َ
ساقِفَتِ ِه ْم ،فَلَ َّما َر َج َع َ
س َج َد ِل َر ُ
سو َل ت أَ َح ُّق أ َ ْن يُ ْس َج َد لَ َك يَا َر ُ
" فَقَا َل :إِ ِنّي َرأَ ْيت ُ ُه ْم َي ْس ُجدُونَ َِل َ َساقِفَتِ ِه ْمَ ،وأ َ ْن َ
اللَّ ِه فَقَا َل" :لَ ْو ُك ْنتُ ِآم ًرا أ َ َحدًا أ َ ْن َي ْس ُج َد َِل َ َحدٍََ ،ل َ َم ْرتُ َّ
الز ْو َجةَ أ َ ْن ت َ ْس ُج َد
ِ .لزَ ْو ِج َها ِم ْن ِعظم َح ِقّ ِه َ
علَ ْي َها" صححه اَللباني
ࣰ
ع َّز َو َج َّل أ َ ْن يُ ْل ِحقَهُ
سأ َ َل َر َّبهُ َ قوله{ :ت ََوفَّنِی ُم ۡس ِلما َوأ َ ۡل ِح ۡقنِی ِبٱل َّ
ص ٰـ ِل ِحينَ ﴾ َ
ع َل ْي ِه
س َال ُمهُ َ صلَ َواتُ َّ
الل ِه َو َ صا ِل ِحينَ َ ،و ُه ْم ِإ ْخ َوانُهُ ِمنَ ال َّنبِيِّينَ َو ْال ُم ْر َ
سلِينَ َ ، بِال َّ
ع َل ْي ِه ْم أَجْ َمعِينَ
.و َ
305
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿و َما يُؤْ ِم ُن أ َ ْكث َ ُر ُه ْم ِباللَّ ِه ِإال َو ُه ْم ُم ْش ِر ُكونَ ﴾ لبسوا إيمانهم بشرك
َوقَ ْو ِل ِهَ :
ص ِحي َحي ِْن أ َ َّن
يقرون الربوبية لله ويعبدون اَلصنامَ .و َه َكذَا فِي ال َّ
فكانوا ّ
يك َل َكِ ،إ َّال ش َِري ًكا ُه َو لَ َك، ْال ُم ْش ِركِينَ َكانُوا َيقُولُونَ ِفي ت َْل ِب َي ِت ِه ْمَ :لبَّي َ
ْك َال ش َِر َ
صحيحِ مسلم :أَنَّ ُه ْم َكانُوا ِإذَا قَالُوا" :لَبَّي َْك َال ش َِر َ
يك لَ َك" ت َْم ِل ُكهُ َو َما َملَ َكَ .وفِي ِ
علَى َهذَا
ْبَ ،ال ت َِزيدُوا َ
ْب َحس ُ سو ُل اللَّ ِه ﷺ" :قَ ْد قَ ْد" ،أَ ْ
ي َحس ُ .يَقُو ُل َر ُ
س ُل و َ
ظنُّوا أ َّنهم قَ ْد ُك ِذبُوا﴾ الر ُ قولهَ ﴿ :حتّى إذا ا ْستَي َ
ْأس ُّ
س َل قَ ْد َكذَبُوهم ِفيما ْ
أخبَ ُروا بِ ِه ِمنَ الر ُ يف :أي َ
ظ َّن القَ ْو ُم َّ
أن ُّ ( ُك ِذبُوا ) بِالت َّ ْخ ِف ِ
َّاسَ ،وقَ ْد أ َ ْن َك َر ْ
ت ذَ ِل َك عب ٍص ُدقُوا .وهذا تفسير اب ِْن َم ْسعُو ٍد َواب ِْن َ ب ولَ ْم َي ْ
ال َعذا ِ
علَى َم ْن فَ َّ
س َرهَا بِ َذ ِل َك شةُ َ
عائِ َ
َ .
وقُرئ ( ُك ِذّبُوا ) بِالت َّ ْشدِيدِ ،وهي قراءة متواترة ،وهي قراءة عائشة،
أن قَ ْو َمهم قَ ْد َك َّذبُوهم فِيما و َ
عدُوهم س ُل ِب َّ أيَ :
ظ َّن ُّ
الر ُ علَيْها ِ
واض ٌحْ ، وال َم ْعنى َ
ب
.بِ ِه ِمنَ ال َعذا ِ
307
جامع التيسير في تعليقات التفسير
308
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
الف ه َْل هي َم ِ ّكيَّةٌ ْأو َم َدنِيَّةٌ ؟ وهي مكية على قول الجمهور .قَ ْد وقَ َع ِ
الخ ُ
س َما َء أ َ ْن ت َ َق َع َ
علَى َوقَ ْولُهُِ ﴿ :بغَي ِْر َ
ع َم ٍد ت ََر ْونَ َها﴾ كما قال ت َ َعا َلىَ :
﴿ويُ ْم ِسكُ ال َّ
ض ِإال بِإ ِ ْذنِ ِه﴾
اَلر ِ
ْ
اف" َوأَنَّهُ
"اَلَع َْر ِ
ورةِ ْ
س َ َوقَ ْولُهُ﴿ :ث ُ َّم ا ْست ََوى َعلَى ْال َع ْر ِش﴾ تَقَد ََّم ت َ ْف ِس ُ
ير ذَ ِل َك فِي ُ
غي ِْر ت َ ْكيِيفٍ َ ،و َال تَ ْش ِبيهٍَ ،و َال ت َ ْع ِطي ٍلَ ،و َال ت َْمثِي ٍل ،تَعَالَى
يُ َم َّرر َك َما َجا َء ِم ْن َ
.اللَّهُ ُ
علُ ًّوا َك ِب ً
يرا
الظا ِه ُر ِل ْلبَ َ
ص ِر ال يُنافِي ُك ِ ّريَّت َها في ض﴾ وهَذا ال َم ُّد ّ قوله﴿ :و ُه َو الَّذِي َم َّد ْ
اَلر َ
ت .كقولهْ :
﴿وألقى أي ِج ً
باال ثَوا ِب َ ي﴾ ْ ع ِد ْ
أطرا ِفها ﴿و َج َع َل ِفيها َروا ِس َ نَ ْف ِسها ِلت َبا ُ
ي﴾
ض َروا ِس َ
اَلر ِ
في ْ
ان،
ع ِت َج َع َل ِفيها زَ ْو َجي ِْن اثْ َني ِْن) و َم ْعنَى "زَ ْو َجي ِْن" ن َْو َ
(و ِم ْن ُك ِّل الث َّ َمرا ِ
قولهَ :
ير
ص ِغ ِ ب َو ْاليَا ِب ِسَ ،و ْاَل َ ْب َي ِ
ض َو ْاَلَس َْودَِ ،وال َّ الر ْ
ط ِ ضَ ،و َّ َك ْال ُح ْل ِو َو ْال َح ِ
ام ِ
.و ْال َكبِ ِ
ير َ
ت ي ْاَل ُ ُ
صو ُل ْال ُمجْ ت َِم َعةُ ِفي َم ْن َب ٍ ص ْن َو ُ
انِ :ه َ ص ْن َو ٍ
ان﴾ ال ِ ّ غي ُْر ِ َوقَ ْولُهُِ :
﴿ص ْن َو ٌ
ان َو َ
ص ْن َو ِ
انَ :ما َكانَ ض النَّ ِخي ِلَ ،ونَحْ ِو ذَ ِل َكَ .و َغي ُْر ال ِ ّ ان َوال ِت ّ ِ
ين َوبَ ْع ِ احدٍَ ،ك ُّ
الر َّم ِ َو ِ
ص ْن ُو أَبِي ِهَ ،ك َما
الر ُج ِل ِ
ع ُّم َّ
س ِّمي َ سائِ ِر ْاَل َ ْش َج ِ
ارَ ،و ِم ْنهُ ُ احدٍَ ،ك َ علَى أ َ ْ
ص ٍل َو ِ َ
ت أ َ َّن َ
ع َّم سو َل اللَّ ِه ﷺ قَا َل ِلعُ َم َر" :أ َ َّما َ
ش َع ْر َ َجا َء فِي صحيح مسلم :أ َ َّن َر ُ
ص ْن ُو أ َ ِبي ِه؟
الر ُج ِل ِ
" َّ
310
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ش ِدي ُد ٱ ۡل ِعقَا ِ
ب﴾ َك َما ظ ْل ِم ِه ْم َو ِإ َّن َرب ََّك َل َ
علَى ُ ﴿و ِإ َّن َرب ََّك َلذُو َم ْغ ِف َرةٍ ِلل َّن ِ
اس َ قولهَ :
عذَابِي ُه َو ْالعَذَ ُ
اب اَل ِلي ُم﴾ الر ِحي ُم َوأ َ َّن َ قَا َل تَعَالَى﴿ :نَبِّ ْئ ِعبَادِي أ َ ِنّي أَنَا ْالغَفُ ُ
ور َّ
ࣱ ࣱ
نت ُمنذِرَ ۤ
ع َل ۡي ِه َءايَة ِّمن َّربِّ ِهۦۤۤ ِإن َما أ َ
َّ ٰۗ وا لَ ۡو َ ۤال أ ُ ِ
نز َل َ ﴿ويَقُو ُل ٱلَّ ِذينَ َكفَ ُر ۟
قولهَ :
صفَا ذَ َه َباَ ،وأ َ ْن يُ ِزي َل َ
ع ْن ُه ُم علَ ْي ِه أ َ ْن يَجْ عَ َل لَ ُه ُم ال َّ
َو ِل ُك ِّل قَ ۡو ٍم هَادٍ﴾ تعتنوا َ
﴿و َما َمنَ َعنَا أ َ ْن نُ ْر ِس َلاراَ ،قا َل اللَّهُ ت َ َعا َلىَ : ْال ِج َبا َلَ ،و َيجْ َع َل َم َكانَ َها ُم ُرو ًجا َوأ َ ْن َه ً
ظلَ ُموا بِ َها َو َما اَلولُونَ َوآت َ ْينَا ثَ ُمو َد النَّا َقةَ ُمب ِ
ْص َرة ً َف َ ب بِ َها َّ ت ِإال أ َ ْن َكذَّ َبِاآليَا ِ
ت ِإال ت َْخ ِويفًا﴾
نُ ْر ِس ُل ِباآل َيا ِ
311
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وظاللُهم
عا و َك ْر ًها ِ ض َ
ط ْو ً واَلر ِ
ْ ت ﴿و ِللَّ ِه َي ْس ُج ُد َمن في ال َّ
سماوا ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
س َم ٰـ َو ٰتُ ٱل َّس ۡب ُع َوٱ َۡل َ ۡر ُ
ض س ِبّ ُح لَهُ ٱل َّ
ِبالغُد ّ ُِو واآلصا ِل﴾ سجودا حقيقيا َكقَ ْو ِل ِه﴿ :ت ُ َ
َو َمن فِي ِه ٰۚ َّن َو ِإ ْن ِم ْن َ
ش ْيءٍ ِإ َّال يُ َس ِبّ ُح ِب َح ْم ِد ِه﴾
﴿قُ ْل أَفَات َّ َخ ْذت ُ ْم ِم ْن دُو ِن ِه أ َ ْو ِل َيا َء َال َي ْم ِل ُكونَ َِل َ ْنفُ ِس ِه ْم نَ ْف ًعا َو َال َ
ض ًّرا﴾ كما قال
ش ْيئًا َال يَ ْستَ ْن ِقذُوهُ ِم ْنهُ﴾ اب َ ﴿و ِإ ْن يَ ْسلُ ْب ُه ُم الذُّبَ ُ تعالىَ :
312
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب اللَّهُ ْ
اَلمثَا َل﴾ ض َكذَ ِل َك َيض ِْر ُ
اَلر ِ
ث فِي ْ ﴿وأ َ َّما َما َي ْنفَ ُع النَّ َ
اس َفيَ ْم ُك ُ قولهَ :
اس َو َما َي ْع ِقلُ َها ِإال ْال َعا ِل ُمونَ ﴾
﴿و ِت ْل َك اَل ْمثَا ُل َنض ِْربُ َها ِللنَّ ِ
َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
ࣰ
ض َج ِميعا َو ِم ۡثلَهُۥ َمعَهُۥ ﴿وٱلَّ ِذينَ لَ ۡم َي ۡست َِجيبُ ۟
وا لَهُۥ لَ ۡو أ َ َّن لَ ُهم َّما فِی ٱ َۡل َ ۡر ِ قولهَ :
اللهَ يقو ُل"إن َّ َلَ ۡفت َ َد ۡو ۟ا ِب ِهۦ ٰۚۤۤ﴾ عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَّ :
ت ت َ ْفتَدِي ب ِه؟
ض ِمن شيءٍ ُك ْن َ
اَلر ِ
لك ما في ْ عذابًا :لو َّ
أن َ َل ْه َو ِن أ ْه ِل النَّ ِ
ار َ
أن ال ص ْل ِ
ب آ َد َمْ ، سأ َ ْلت ُ َك ما هو أ ْه َو ُن ِمن هذا وأَ ْن َ
ت في ُ قا َل :نَعَ ْم ،قا َل :فقَ ْد َ
ْت َّإال ال ِ ّ
ش ْر َك" رواه البخاري .ت ُ ْش ِر َك بي ،فأ َبي َ
﴿والَّذِينَ
اج ِه ْم َوذُ ِ ّريَّا ِت ِه ْم﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ : صلَ َح ِم ْن آ َبا ِئ ِه ْم َوأ َ ْز َو ِ َوقَ ْولُهَُ ﴿ :و َم ْن َ
ان أ َ ْل َح ْقنَا ِب ِه ْم ذُ ِ ّريَّت َ ُه ْم َو َما أ َ َلتْنَا ُه ْم ِم ْن َ
ع َم ِل ِه ْم ِم ْن آ َمنُوا َواتَّبَ َعتْ ُه ْم ذُ ِ ّر َّيت ُ ُه ْم ِبإِي َم ٍ
ب َر ِه ٌ
ين﴾ ِش ْيءٍ ُك ُّل ْام ِر ٍ
ئ بِ َما َك َ
س َ
313
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت ُ
طوبَى لَ ُه ْم َو ُحس ُْن َمآ ٍ
ب﴾ عن أبي سعيد صا ِل َحا ِ قوله﴿ :الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ
ع ِملُوا ال َّ
الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" :طوبى
ثياب أه ِل الجن ِة تخر ُج ِم ْن أ ْك ِ
مامها" ُ شجرة ٌ في الجنَّ ِة ،مسيرة ُ مائَ ِة ٍ
عام ،
.حسنه اَللباني
ب َوٱ ۡل ِح ۡك َمةَ
﴿ويُ َع ِلّ ُم ُه ُم ٱ ۡل ِكتَ ٰـ َ
علَ ْي ِه ُم الَّذِي أ َ ْو َح ْينَا ِإ َلي َْك﴾ كقولهَ :
قولهِ ﴿ :لتَتْلُ َو َ
َويُزَ ِ ّكي ِه ۡم﴾
من) كانوا ينكرون اسم الله الرحمن كما في قصة ُ ْ (و ُه ْم يَ ْكفُ ُرونَ ِب َّ
صلحِ الرحْ ِ َ
فالر ِح ِيم" قال ْال ُم ْش ِر ُكونَ َ :ما نَ ْع ِر ُ ْال ُح َد ْي ِبيَ ِة :لما ُكتب " ِبس ِْم اللَّ ِه َّ
الرحْ َم ِن َّ
عوا ب ْال َي َما َم ِةَ ،ي ْعنُونَ ُم َس ْي ِل َمةَ ْال َكذَّ َ
ابَ .ونَزَ َل قوله﴿ :قُ ِل ا ْد ُ اح َ
ص ِالرحْ َمنَ ِإ َّال َ
َّ
الرحْ منَ ﴾ اللَّهَ أ َ ِو ا ْد ُ
عوا َّ
َاب
اض َي ِة ِكت ٌ ب ْال َم ِ ي :لَ ْو َكانَ فِي ْال ُكت ُ ِ ت ِب ِه ْال ِج َبالُ﴾ أَ ْ ﴿ولَ ْو أ َ َّن قُ ْرآنًا ُ
س ِيّ َر ْ قولهَ :
ض َوتَ ْنش َُّق أ َ ْو ت ُ َك َّل ُم بِ ِه ْال َم ْوت َى ير بِ ِه ْال ِجبَا ُل َ
ع ْن أ َ َما ِكنِ َها ،أ َ ْو تُقَ َّ
ط ُع بِ ِه ْاَل َ ْر ُ ت َ ِس ُ
ف ِب َذ ِل َك دُونَ َ
غي ِْر ِه آن ُه َو ْال ُمتَّ ِ
ص ُ ورهَا ،لَ َكانَ َهذَا ْالقُ ْر ُ
ِ .في قُبُ ِ
314
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ ࣰ
ص ّدِعا ِّم ۡن
َ َ ت م
ُّ اع قال تعالى{ :لَ ۡو أَنزَ ۡلنَا َه ٰـذَا ٱ ۡلقُ ۡر َءانَ َ
علَ ٰى َجبَ ࣲل لَّ َرأَ ۡيتَهُۥ َخ ٰـ ِش
خ َۡشيَ ِة ٱللَّ ٰۚ ِه} وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
ي ما ِمثْلُهُ آ َمنَ ي َّإال أُع ِ
ْط َ رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما ِمنَ اَل ْن ِب ِ
ياء نَ ِب ٌّ
أن أ ُكونَ فأر ُجو ْ
يْ ، عليه البَش َُر ،وإنَّما كانَ الذي أُو ِتيتُ َوحْ ًيا ْأوحاهُ اللَّهُ إلَ َّ
"أ ْكث َ َر ُه ْم تا ِب ًعا َي َ
وم ال ِقيا َم ِة
ص َالةِ َّاس فِي َ ث اب ِْن َعب ٍ ص ِحي َحي ِْنِ ،م ْن َحدِي َِوقَ ْولُهُ﴿ :أ ُ ُكلُ َها َدائِ ٌم َو ِظلُّ َها﴾ َوفِي ال َّ
ام َك َهذَا ،ث ُ َّم
ش ْيئًا ِفي َمقَ ِ
ت َ َاو ْل َ سو َل اللَّ ِهَ ،رأ َ ْين َ
َاك تَن َ وفَ ،و ِفي ِه قَالُواَ :يا َر ُ س ِ ْال ُك ُ
َاك ت َك ْعكعت فَقَا َلِ " :إ ِنّي َرأَيْتُ ْال َج َّنةَ -أ َ ْو :أ ُ ِريتُ ْال َج َّنةَ -فَتَن َ
َاو ْلتُ ِم ْن َها َرأ َ ْين َ
ع ْنقُودًاَ ،ولَ ْو أ َ َخ ْذتُهُ ََل َ َك ْلت ُ ْم ِم ْنهُ َما بَ ِق َي ِ
ت ال ُّد ْنيَا " ُ
سو َل اللَّ ِه ﷺ قَا َلِ " :إ َّن فِي ْال َجنَّ ِة َ
ش َج َرةً، غي ِْر َوجْ ٍه أ َ َّن َر ُ
ص ِحي َحي ِْن ِم ْن َ
وفِي ال َّ
طعُ َها"، ب ْال ُم ِج ُّد ْال َج َوا َد ْال ُم َ
ض َّم َر ال َّس ِري َع فِي ِظ ِلّ َها ِمائَةَ َ
ع ٍام َال يَ ْق َ الرا ِك ُ
ير َّ
يَ ِس ُ
ث ُ َّم قَ َرأََ :
﴿و ِظ ٍّل َم ْمدُودٍ﴾
315
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أزوا ًجا وذُ ِ ّريَّةً﴾ اآليَةَ. س ًال ِمن قَ ْب ِل َك و َجعَ ْلنا لَهم ْ س ْلنا ُر ُ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿ولَقَ ْد ْ
أر َ
صو ُم َوأ ُ ْف ِط ُرَ ،وأَقُو ُم َوأَنَا ُم،
سو َل اللَّ ِه ﷺ قَا َل" :أ َ َّما أَنَا فَأ َ ُ
ص ِحي َحي ِْن :أ َ َّن َر ُ
فِي ال َّ
سنَّتِي فَ َلي َ
ْس ِم ِنّي ع ْن ُ س َم َوأَت َزَ َّو ُج ال ِنّ َ
سا َء ،فَ َم ْن َر ِغ َ
ب َ " َوآ ُك ُل ال َّد َ
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :يَ ْم ُحو اللَّهُ ما َيشا ُء ويُثْ ِبتُ ﴾ قيل :يَ ْم ُحو الله ِمن ذَ ِل َك ال ِكتا ِ
ب
ويُثْبِتُ ما يَشا ُء ِمنهُ،
وقال ابن تيمية وابن القيم :يمحوا الله ما يشاء من المقادير في صحف
.المالئكة ويثبت ما يشاء منها
316
جامع التيسير في تعليقات التفسير
317
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ۡ
ع ࣲاد َوث َ ُمو َد} قيل َهذَا ِم ْن ت َ َم ِام قوله﴿ :أَلَ ۡم َيأتِ ُك ۡم نَ َبؤ ُ۟ا ٱلَّ ِذينَ ِمن َق ۡب ِل ُك ۡم قَ ۡو ِم نُ ࣲ
وح َو َ
.قِي ِل موسى لقومه .وقيل من كالم محمد صلى الله عليه وسلم
318
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى اللَّ ِه َف ْل َيت ََو َّك ِل ْال ُمت ََو ِ ّكلُونَ ﴾ وفي الحديث " لو أنكم تتوكلون على
﴿و َ
قولهَ :
صا وتروح بطانًا"
الطير :تغدوا خما ً
َ حق تو ُّكله ؛ لرزقكم كما يرزق
الله َّ
.صححه اَللباني
وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس " يَ ْد ُخ ُل ال َج َّنةَ ِمن أ ُ َّمتي َس ْبعُونَ
طي َُّرونَ ،وعلَى َربِّ ِه ْم بُ ،ه ُم الَّذِينَ ال يَ ْست َْرقُونَ ،وال يَتَ َ ْألفًا ِ
بغير ِحسا ٍ
"َ .يت ََو َّكلُونَ
س ُل َربَّ َها
ت ال ُّر ُ ﴿وا ْست َ ْفت َ ُحوا﴾ وهو طلب النصر أو الحكم أَيِ :ا ْستَ ْن َ
ص َر ِ َوقَ ْولُهَُ :
ت ْاَل ُ َم ُم َ
علَى أ َ ْنفُ ِس َها علَى قَ ْو ِم َها .وقيل :ا ْست َ ْفت َ َح ِ
َ .
﴿م ْن َو َرائِ ِه َج َهنَّ ُم﴾ َو"وراء" ها هنا ﴿من ورا ِئ ِه َج َهنَّ ُم﴾ َوقَ ْولُهُِ :
قَ ْولُهُ ت َعالىِ :
ص ًبا﴾
غ ْ ﴿و َكانَ َو َرا َء ُه ْم َم ِل ٌك َيأ ْ ُخذُ ُك َّل َ
س ِفي َن ٍة َ ِب َم ْعنَى "أ َ َما ُم"َ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
320
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الري ُح في يَ ْو ٍم قَ ْولُهُ ت َعالىَ ﴿ :مث َ ُل َّالذِينَ َكفَ ُروا بِ َربِّ ِه ْم أعْمالُهم َك َرما ٍد ا ْشتَد ْ
َّت بِ ِه ِ ّ
ب ِب ِقي َع ٍة َيحْ َسبُهُ َّ
الظ ْم ُ
آن ما ًء ﴿والذِينَ َكفَ ُروا أعْمالُهم َك َ
سرا ٍ عاصفٍ ﴾ َكقَ ْو ِل ِهَّ : ِ
ش ْيئًا﴾ وقَ ْو ِل ِه﴿ :ياأيُّها الَّذِينَ آ َمنُوا ال تُب ِْطلُوا َ
ص َدقاتِكم َحتّى إذا جا َءهُ لَ ْم يَ ِج ْدهُ َ
اس وال يُؤْ ِم ُن بِاللَّ ِه واليَ ْو ِم ِ
اآلخ ِر بِال َم ِّن واَلذى كالَّذِي يُ ْن ِف ُق مالَهُ ِرئا َء ال ّن ِ
ص ْلدًا ال َي ْقد ُِرونَ َ
على راب فَأصا َبهُ وا ِب ٌل َفت ََر َكهُ َع َل ْي ِه ت ُ ٌ ص ْف ٍ
وان َ فَ َمثَلُهُ َك َمث َ ِل َ
ع ِملُوا
﴿وقَد ِْمنا إلى ما َ سبُوا َّ
واللهُ ال يَ ْهدِي القَ ْو َم الكافِ ِرينَ ﴾ وقَ ْو ِل ِهَ : ش ْيءٍ ِم ّما َك َ
َ
ع َم ٍل فَ َجعَ ْلناهُ هَبا ًء َمنث ُ ً
ورا﴾ ِمن َ
س ٰۤــ ۟
وای ٱلَّ ِذينَ أ َ َ ُٔ ض ِبٱ ۡل َح ٰۚ ّ ِ
ق} { ِل َي ۡج ِز َ ت َوٱ َۡل َ ۡر َ
س َم ٰـ َو ٰ ِقوله﴿ :أَلَ ۡم ت ََر أ َ َّن ٱللَّهَ َخ َلقَ ٱل َّ
وا بِٱ ۡل ُح ۡسنَىسنُ ۟ ی ٱلَّ ِذينَ أَ ۡح َ
وا َويَ ۡج ِز َ ع ِملُ ۟ }بِ َما َ
علَى اللَّ ِه ِب َع ِز ٍ
يز﴾ كقوله: ق َجدِي ٍد َو َما ذَ ِل َك َ َوقَ ْولُهُِ ﴿ :إ ْن َيشَأ ْ يُ ْذ ِه ْب ُك ْم َو َيأ ْ ِ
ت ِبخ َْل ٍ
﴿و ِإ ْن تَت ََولَّ ْوا َي ْست َ ْبد ِْل قَ ْو ًما َ
غي َْر ُك ْم ث ُ َّم َال َي ُكونُوا أ َ ْمثَالَ ُك ْم﴾ َ
321
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قع َد ال َح ّ ِ
ع َدكم و َ إن اللَّهَ و َ
اَلم ُر َّ
ي ْ ض َْطان لَ ّما قُ ِ
شي ُ ﴿وقا َل ال َّ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ْطانَ ﴿ :ي ِعدُهم ويُ َم ّنِي ِه ْم وما َي ِع ُد ُه ُم
شي ِ أخ َل ْفت ُ ُك ْم﴾ ك َق ْو ِل ِه في و ْع ِد ال َّ
ع ْدتُكم َف ْ
وو َ
َ
ورا﴾ ْطان ّإال ُ
غ ُر ً شي ُ ال َّ
ت أَب َْوابُ َها َوقَا َل سال ٌم﴾ َك َما قَا َل تَعَالَىَ ﴿ :حتَّى إِذَا َجا ُءوهَا َوفُتِ َح ْ ﴿ت َِح َّيت ُ ُه ْم ِفي َها َ
علَ ْي ِه ْم ِم ْن ُك ِّل﴿و ْال َمالئِ َكةُ َي ْد ُخلُونَ َ
علَ ْي ُك ْم﴾َ ،وقَا َل ت َ َعالَىَ : لَ ُه ْم خَزَ نَت ُ َها َ
سال ٌم َ
علَ ْي ُك ْم﴾
سال ٌم َ
ب َ
بَا ٍ
322
جامع التيسير في تعليقات التفسير
323
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قَ ْولُهُ﴿ :أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الَّذِينَ بَ َّدلُوا نِ ْع َمةَ اللَّ ِه ُك ْف ًرا﴾ قال أكثر المفسرينُ :ه ْم ُكفَّ ُ
ار
ار ْالبَ َو ِار﴾ اَلولى أن قال دار اآلخرة كما دل ﴿وأ َ َحلُّوا قَ ْو َم ُه ْم َد َ
أ َ ْه ِل َم َّكةََ .
.عليه السياق
عال ِن َيةً﴾ باختالف اَلوقات كقوله قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ويُ ْن ِفقُوا ِم ّما َرزَ ْقناهم ِس ًّرا و َ
ࣱ
ی َو ِإن ت ُ ۡخفُوهَا َوت ُ ۡؤتُوهَا ٱ ۡلفُقَ َر ۤا َء فَ ُه َو َخ ۡير لَّ ُك ٰۡۚم}
ت فَنِ ِع َّما ِه َص َدقَ ٰـ ِ { ِإن ت ُ ۡبد ۟
ُوا ٱل َّ
ي يَ ْو ٌم ال بَ ْي ٌع ِفي ِه﴾ أي فدية كقَ ْو ِل ِه﴿ :فاليَ ْو َم ال يُؤْ َخذُ وقوله﴿من قَ ْب ِل ْ ْ
أن يَأتِ َ ِ
ِمنكم ِف ْد َيةٌ وال ِمنَ الَّذِينَ َكفَ ُروا﴾
َاك ُمخَالَّة َخ ِلي ٍل .قال تعالى
ْس ُهن َ ير :يَقُولُ :لَي َ ﴿وال ِخال ٌل﴾ قَا َل اب ُْن َج ِر ٍ َوقَ ْولُهَُ :
عد ٌُّو ِإ َّال ٱ ۡل ُمت َّ ِقينَ }
ض َ { :ٱ َۡل َ ِخ َّ ۤال ُء يَ ۡو َم ِٕى ِذ بَعۡ ُ
ض ُه ۡم ِلبَعۡ ٍ
324
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وار ُز ْقهم ِمنَ الث َّ َمراتِ﴾ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فاجْ َع ْل أ ْفئِ َدة ً ِمنَ ال ّن ِ
اس ت َ ْه ِوي إلَ ْي ِه ْم ْ
اب َّ
اللهُ ذَ ِل َكَ ،ك َما قَا َل﴿ :أ َ َولَ ْم نُ َم ِ ّك ْن لَ ُه ْم َح َر ًما ِآمنًا يُجْ بَى ِإ َل ْي ِه اآليَةََ .وقَ ِد ا ْست َ َج َ
َيءٍ ِر ْزقًا ِم ْن لَ ُدنَّا﴾
ث َ َم َراتُ ُك ِّل ش ْ
ي﴾ فيه أقوال ،و قيلَ :كانَ َهذَا قَ ْب َل أ َ ْن قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿ربَّنا ا ْغ ِف ْر ِلي و ِلوا ِل َد َّ
َ .يت َ َب َّرأ َ ِم ْن أَ ِبي ِه كما جاء في القرءان
قَ ْولُهُ ت َعالىُ ﴿ :م ْه ِطعِينَ ﴾ َكقَ ْو ِل ِه ت َعالىَ ﴿ :ي ْخ ُر ُجونَ ِمنَ اَلجْ دا ِ
ث َكأنَّهم َجرا ٌد
ُم ْنت َ ِش ٌر﴾ ﴿ ُم ْه ِطعِينَ إلى الدّاعِ﴾
َ .وقَ ْولُهُُ ﴿ :م ْق ِن ِعي ُر ُءو ِس ِه ْم﴾ قَا َل أيَ :را ِف ِعي ُر ُءو ِس ِه ْم
325
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو َل َّ
الل ِه ﷺ سأ َ َل َر ُ ت :أَنَا أ َ َّو ُل النَّ ِ
اس َ شةَ أَنَّ َها قَا َل ْ ع ْن َ
عا ِئ َ وفي صحيح مسلم " َ
س َم َاواتُ َوبَ َر ُزوا ِللَّ ِهض َوال َّاَلر ِغي َْر ْ ض َ ع ْن َه ِذ ِه ْاآليَ ِة﴿ :يَ ْو َم ت ُ َب َّد ُل ْ
اَلر ُ َ
علَى سو َل اللَّ ِه؟ َقا َلَ " : ت :قُ ْلتُ :أَيْنَ النَّ ُ
اس يَ ْو َمئِ ٍذ يَا َر ُ ار﴾ قَالَ ْ اح ِد ْالقَ َّه ِ
ْال َو ِ
اط
ص َر ِ
"".ال ِ ّ
وس ﴿وت ََرى ٱ ۡل ُم ۡج ِر ِمينَ يَ ۡو َم ِٕى ࣲذ ُّمقَ َّرنِينَ ِفی ٱ َۡلَصۡ فَا ِد} َك َما قَا َلَ :
﴿وإِذَا النُّفُ ُ قولهَ :
ُز ّ ِو َج ْ
ت﴾
327
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب ِللنَّ ِ
اس ب﴾ يُحْ ت َ َم ُل أَ ْن َي ُكونَ َكقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَى﴿ :ا ْقت ََر َ س ِري ُع ْال ِح َ
سا ِ قولهِ ﴿ :إ َّن اللَّهَ َ
س ِري ُع غ ْفلَ ٍة ُم ْع ِرضُونَ ﴾ َويُحْ تَ َم ُل أَنَّهُ فِي َحا ِل ُم َحا َ
سبَتِ ِه ِل َع ْب ِد ِه َ سابُ ُه ْم َو ُه ْم فِي َِح َ
.النَّجاز
328
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ف َي ْعلَ ُمونَ ﴾ َكقَ ْو ِل ِه: قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ذَ ْرهم َيأ ْ ُكلُوا و َيت َ َمتَّعُوا ويُ ْل ِه ِه ُم اَل َم ُل فَ َ
س ْو َ
﴿ ُكلُوا وت َ َمتَّعُوا قَ ِل ً
يال إنَّكم ُمجْ ِر ُمونَ ﴾
قَ ْولُهُ تَعَا َلى﴿ :إِنَّا نَحْ ُن ن ََّز ْلنَا ال ِذّ ْك َر﴾ يَ ْعنِي ْالقُ ْرآنَ والسنةَ .فت ََولَّى ُ
س ْب َحا َنهُ ِح ْف َ
ظهُ
غي ِْر ِهِ ":ب َما ا ْستُحْ ِف ُ
ظوا" ،فَ َو َك َل ِح ْف َ
ظهُ ِإلَ ْي ِه ْم فَلَ ْم َيزَ ْلء َمحْ فُو ً
ظاَ ،وقَا َل ِفي َ
.فَبَ َّدلُوا َو َغي َُّروا
الرياحِف ِّ ص ُوو ْالريا َح لَواقِ َح﴾ اللَّواقِ ُح َج ْم ُع القِحٍَ ، س ْلنا ِ ّ
أر َ
﴿و ْقَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ماء :اللَّوا ِق ُح
ض العُلَ ِ ط َر .وقا َل َب ْع ُ وام ُل تَحْ ِم ُل ال َم َ
ِب َك ْو ِنها لَوا ِق َح؛ َِلنَّها َح ِ
ب وال َّش َج ِرسحا ِ غي َْرها ِمنَ ال َّ أي الَّتِي تُلَ ِقّ ُح َ
حْ ، ِ .ب َم ْعنى ال َمالقِ ِ
331
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وم﴾
س ُم ِ ﴿م ْن ن ِ
َار ال َّ ان ِ
س ِ يِ :م ْن قَ ْب ِل ْ ِ
اْل ْن َ ﴿و ْال َج َّ
ان َخلَ ْقنَاهُ ِم ْن قَ ْبلُ﴾ أَ ْ َوقَ ْولُهَُ :
ارجٍ ِم ْن في صحيح مسلم " ُخلقت المالئكة من نور ،و ُخلقت ْال َج ُّ
ان ِم ْن َم ِ
وصف لَ ُك ْم
َار ،و ُخلق َبنُو آ َد َم ِم َّما ِ
"ن ٍ
332
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أن ت َ ُكونَ
وز ْ
صل إلي ،و َي ُج ُ علَ َّ
ي ُم ْست َ ِقي ٌم﴾ أي مو ّ صرا ٌ
ط َ قوله﴿ :قا َل هَذا ِ
يس ِمن قَ ْو ِل ِه ّإال ِعبا َد َك سبَقَ في ِحكايَ ِة َك ِ
الم إ ْب ِل َ ناء الَّذِي َ اْلشارة ُ إلى ِاال ْستِثْ ِ
َ
ص ُه ُم اللَّهُ ض ُّم ِن ِه أنَّهُ ال َي ْست َِطي ُع غَوا َيةَ ال ِعبا ِد الَّذِينَ ْ
أخ َل َ صينَ ِلتَ َ ِمن ُه ُم ال ُم ْخ َل ِ
ِ .ل ْل َخي ِْر
علَى ُ
س ُر ٍر ُمتَقَا ِبلِينَ ﴾ في ُور ِه ْم ِم ْن ِغ ٍّل ِإ ْخ َوانًا َ
صد ِ َوقَ ْولُهَُ :
﴿ونز ْعنَا َما ِفي ُ
ار ،فيُحبسون سو َل اللَّ ِه ﷺ قَا َل" :يَ ْخلُص ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِمنَ النَّ ِ الصحيح أ َ َّن َر ُ
ض ِه ْمَ ،م َ
ظا ِل ُم َكان ْ
َت ض ِه ْم ِم ْن بَ ْع ِ ط َرةٍ بَيْنَ ْال َج َّن ِة َوالنَّ ِ
ار ،فيُقتص ِل َب ْع ِ علَى قَ ْن َ
َ
َب ْينَ ُه ْم فِي ال ُّد ْن َياَ ،حتَّى ِإذَا ُهذِّبوا ونُقّوا ،أُذِنَ لَ ُه ْم فِي ُد ُخو ِل ْال َج َّن ِة" رواه
.البخاري
قوله﴿ :قَا َل ِإنَّا ِم ْن ُك ْم َو ِجلُونَ ﴾ كما قال تعالىَ ﴿ :فلَ َّما َرأَى أَ ْي ِد َي ُه ْم َال ت ِ
َص ُل ِإ َل ْي ِه
س ِم ْن ُه ْم ِخي َفةً﴾نَ ِك َر ُه ْم َوأ َ ْو َج َ
333
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْنهُ َّ
الر ْوعَُ ،و ُه َو َما ْأو َجس سلُونَ ﴾ َل َّما ذَه َ
َب َ قوله﴿ :قا َل فَما خ ْ
َطبُكم أيُّها ال ُم ْر َ
ع ۡن ِإ ۡب َر ٰ ِهي َم ِمنَ ْال َم َالئِ َك ِة ِخيفَةً ،أخذ يجادل ال َمالئِ َكةَ في قَ ْو ِم لُوطٍ {فَلَ َّما ذَه َ
َب َ
ع َو َج ۤا َء ۡتهُ ٱ ۡلبُ ۡش َر ٰى يُ َج ٰـ ِد ُلنَا ِفی َق ۡو ِم ُلوطٍ }
لر ۡو ُ
ٱ َّ
334
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ْك َرتِ ِه ْم يَ ْع َم ُهونَ ﴾ أي لحياتك وبقاءك والصحيح أنَّهُ قوله﴿ :لَ َع ْم ُركُ إنَّهم لَفي َ
صلَ َواتُ اللَّ ِه َو َ
س َال ُمهُ َعلَ ْي ِهَ ،وفِي َهذَا س ٌم ِمنَ َّ
الل ِه َج َّل َجاللُهُ ِب َحيَاةِ نَ ِبيِّ ِهَ ، قَ َ
.ت َ ْش ِر ٌ
يف َع ِظي ٌم
335
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اب
ص َح ُ حاب اَل ْي َك ِة َلظا ِل ِمينَ ﴾ .فا ْنتَقَ ْمنا ِمن ُه ْم﴾ أَ ْ ص ُ إن كانَ أ ْ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿و ْ
الرجْ فَ ِة ب .فَا ْنتَقَ َم اللَّهُ ِم ْن ُه ْم بِال َّ
ص ْي َح ِة َو َّ ْاَل َ ْي َك ِةُ :ه ْم أصحاب مدين ،قَ ْوم ُ
ش َع ْي ٍ
الظلَّ ِة
ب َي ْو ِم ُّ
عذَا ِ
.و َ
َ
صا ِل ًحا ب ٱ ۡل ِح ۡج ِر ٱ ۡل ُم ۡر َ
س ِلينَ } ُه ْم :ث َ ُمو ُد الَّذِينَ َكذَّبُوا َ ب أَصۡ َح ٰـ ُ
﴿ولَقَ ۡد َك َّذ َ
قوله َ :
سو ُل اللَّ ِه ﷺ َو ُه َو ذَا ِه ٌ
ب نَ ِبيَّ ُه ْم .وكانت بُيُوت ُه ْم ِب َوادِي ْال ِحجْ ِر ،الَّذِي َم َّر ِب ِه َر ُ
وت ْالقَ ْو ِم
"ال ت َ ْد ُخلُوا بُيُ َ ص َحابِ ِهَ :ع َدابَّتَهَُ ،وقَا َل َِل َ ْ وك فَقَ َّنع َرأْ َ
سهُ َوأَس َْر َ ِإلَى تَبُ َ
ْال ُمعَذَّبِينَ إِ َّال أ َ ْن ت َ ُكونُوا بَاكِينَ ،فَإ ِ ْن لَ ْم تَ ْب ُكوا فَتَبَا ُكوا َخ ْش َيةَ أ َ ْن يُ ِ
صيبَ ُك ْم َما
.أ َ َ
صا َب ُه ْم" أصله في الصحيحين
ص ۡف َح ٱ ۡل َج ِمي َل} قَا َل ُم َجا ِه ٌد َوقَتَا َدةَُ :كانَ َهذَا قَ ْب َل ْال ِقت َا ِل
.قوله{ :فَٱصۡ فَحِ ٱل َّ
336
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ين
ضعِ و ِل ِ ع ِن التَّوا ُ ض ال َجناحِ ِكنا َيةٌ َ ض َجنا َح َك ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ﴾ و َخ ْف ُ ْ
﴿واخ ِف ْ قوله:
ضهُط َجنا َحهُ ،ث ُ َّم قَ َب َض َّم فَ ْر َخهُ إلى نَ ْف ِس ِه بَ َس َ
الطائِ َر إذا َأن ّ صلُهُ َّ
ب ،وأ ْ
الجا ِن ِ
على الفَ ْرخِ
َ ..
ظ القَ ْل ِ
ب غ ِلي َ ت فَ ًّ
ظا َ وهذه اآلية َكقَ ْو ِل ِه﴿ :فَ ِبما َرحْ َم ٍة ِمنَ اللَّ ِه ِل ْن َ
ت لَهم ولَ ْو ُك ْن َ
ع ْنهم وا ْست َ ْغ ِف ْر لَهم وشا ِو ْرهم في ْ
اَلم ِر﴾ ْف َال ْنفَضُّوا ِمن َح ْو ِل َك فاع ُ
ࣱ
علَ ۡي ُكم ص ير ح مُّ ت
َ ِ َ َِ ۡ َ ِ ٌ َنع ام هيۡ َ لع ٌ
ز يز ع م ُ
ك
ِ ۡ َِ سُ ف نَ أ ۡ
ن م
ِّ ول وقوله{ :لَقَ ۡد َج ۤا َء ُك ۡم َر ُ
س
ࣱ
بِٱ ۡل ُم ۡؤ ِمنِينَ َر ُءوف َّر ِحي ࣱم}
337
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الكاف قَ ْو ِ
الن ِ :قَ ْولُهُ ت َعالىَ ﴿ :كما أ ْنزَ ْلنا َعلى ال ُم ْقتَ ِس ِمينَ ﴾ في َه ِذ ِه
س ْبعًا ِمنَ ال َمثانِي﴾ ﴿ولَقَ ْد آتَي َ
ْناك َ أ َح ُد ُهما :أنَّها ُمت َ َع ِلّقَةٌ بِقَ ْو ِل ِهَ :
ِير ،أ ْنذَ ْرتُكم والثّا ِني :أنَّها ُمت َ َع ِلّقَةٌ ِبقَ ْو ِل ِه﴿ :إ ِنّي أنا النَّذ ُ
ِير﴾ وال َم ْعنى :إ ِنّي أنا النَّذ ُ
على ال ُم ْقت َ ِس ِمينَ ِ .مثْ َل الَّذِي أ ُ ْن ِز َل َ
:وفِي ال ُمرا ِد ِبال ُم ْقت َ ِس ِمينَ أ ْقوا ٌل ِل ْلعُلَ ِ
ماء
أن ال ُمرا َد ِبال ُم ْقت َ ِس ِمينَ :ال َي ُهو ُد والنَّصارى .وإنَّما ُو ِ
صفُوا ِبأنَّهم أحدهاَّ :
ضها و َكفَ ُروا ِببَ ْع ِ
ضها ُ .م ْقت َ ِس ُمونَ ؛ َِلنَّ ُه ُم ا ْقتَ َ
س ُموا القرآن أو ُكت ُ َبهم فَآ َمنُوا ِببَ ْع ِ
س ُموا القُ ْرآنَ بِأ ْقوا ِل ِه ُم عةٌ ِمن ُكفّ ِ
ار َم َّكةَ ا ْقت َ َ أن ال ُمرا َد بِال ُم ْقت َ ِس ِمينَ َ :جما َ
ثانيهاَّ :
ضهم:
ضهم :هو سِحْ ٌر .وقا َل َب ْع ُ الكا ِذ َب ِة؛ فَقا َل َب ْع ُ
ضهم :هو ِش ْع ٌر .وقا َل َب ْع ُ
اَلولِينَ .وهذا الذي رجحه بعض المفسرين
ير َّأساط ُ
ِ َ .كهانَةٌ .وقا َل بَ ْع ُ
ضهم:
ع ِن ال ُم ْش ِركِينَ ﴾
ض َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وأع ِْر ْ
أي :ال تُبا ِل بِت َ ْكذِيبِ ِه ْم
أن ال َم ْعنىْ :ماء :أ َح ُد ُهماَّ :وفان ِل ْلعُلَ ِ
الن َم ْع ُر ِ فِيه قَ ْو ِ
ع َلي َْك ذَ ِل َكَّ .
فاللهُ حا ِف ُ
ظ َك ِمنهم ب َ صع ُ ُ.وا ْس ِت ْهزا ِئ ِه ْم ،وال َي ْ
ع ِن
ْراض َ اَلم ِر َمأ ْ ُم ً
ورا بِاْلع ِ والثّانِي أن َم ْعنى اآليَ ِة :أنَّهُ كانَ في َّأو ِل ْ
ْف
سي ِ ت ال َّ .ال ُم ْش ِركِينَ ،ث ُ َّم نَ َ
س َخ َذ ِل َك بِآيا ِ
338
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َاك ْال ُم ْست َ ْه ِزئِينَ ﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ ﴿ :يا ع ِن ْال ُم ْش ِركِينَ ِإنَّا َكفَ ْين َ
ض َ ﴿وأَع ِْر ْ َوقَ ْولُهَُ :
سالَتَهُ َو َّ
اللهُ ت ِر َ سو ُل بَ ِّل ْغ َما أُنز َل ِإلَي َْك ِم ْن َربِّ َك َو ِإ ْن لَ ْم ت َ ْف َع ْل فَ َما بَلَّ ْغ َ أَيُّ َها َّ
الر ُ
ص ُم َك ِمنَ ال َّن ِ
اس﴾ َي ْع ِ
﴿وٱ ۡعبُ ۡد َرب ََّك َحت َّ ٰى يَ ۡأتِ َي َك ٱ ۡليَ ِقي ُن﴾ اتفق السلف والخلف على أن المراد
قولهَ :
سو َل َّ
الل ِه ﷺ لَ ّما باليقين هو الموت .ويشهد لهذا ما أخرجه البخاري َّ
"أن َر ُ
ين ون وقَ ْد َ
مات... ،قا َل” :أ ّما هو فَقَ ْد جا َءهُ ال َي ِق ُ عثْمانَ ب ِْن َم ْ
ظع ُ ٍ على ُ
" َد َخ َل َ
واآلية رد على غالة الصوفية
339
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الوقُ ِ
وع نزلَةَ ُ
الوقُوعِ َم ِ
ق ُ يال ِلت َ َحقُّ ِ
الماضي؛ تَ ْن ِز ً
ِ صيغَ ِة
عب ََّر ِب ِ
َ .
على َمن َيشا ُء ِمن ِعبا ِد ِه﴾ ♤ .قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :يُن ِ َّز ُل ال َمال ِئ َكةَ ِب ُّ
الروحِ ِمن ْأم ِر ِه َ
واحَ ،كما َّ
أن ال ِغذا َء ِب ِه ي ِب ِه َحياة ُ ْ
اَلر ِ ي؛ َِل َّن َ
الوحْ َ الوحْ ُ
ال ُمرا ُد ِبالروح هنا َ
َ .حياة ُ اَلجْ ِ
سام
340
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عام اللَّ ِه َ
على ♤ ﴿ويَ ْخلُ ُق ما ال ت َ ْعلَ ُمونَ ﴾ وقَ ْد ُ
شو ِه َد ذَ ِل َك في إ ْن ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ّ
كالطائِراتِ ،وال ِقطاراتِ، ت لَ ْم ت َ ُك ْن َم ْعلُو َمةً و ْق َ
ت نُ ُزو ِل اآل َي ِة: ِعبا ِد ِه ِب َم ْر ُكوبا ٍ
سيّاراتِ ،وقد يأتي ما ال نعلم
.وال َّ
ق ♤ أن َ
ط ِريقَ ال َح ّ ِ ومنها جائِ ٌر﴾ أيَّ : سبِي ِل ِ على اللَّ ِه َق ْ
ص ُد ال َّ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿و َ
أن هَذا صلَةٌ ،كما قال ت َعالىَ :
﴿و َّ أيُ :م َو ِ ّ على َّ
الل ِهْ ، الَّتِي هي قَ ْ
ص ُد ال َّس ِبي ِل َ
س ِبي ِل ِه﴾ راطي ُم ْست َ ِقي ًما فاتَّبِعُوهُ وال تَتَّبِعُوا ال ُّسبُ َل فَتَفَ َّرقَ بِكم َ
ع ْن َ ص ِ ِ
أن يُ َب ِيّنَ لَكم َ
ط ِريقَ أيَ :علَ ْي ِه َج َّل و َ
عال ْ س ِبي ِل﴾ْ ،
ص ُد ال َّ على اللَّ ِه َق ْ ﴿و َ
وقيلَ :
على ْأل ِسنَ ِة ُر ُ
س ِل ِه .ال َح ّ ِ
ق َ
ت َه ِذ ِه النُّ ُجو ُم ♤ {وٱلنُّ ُجو ُم ُم َس َّخ َر ٰ ُۢتُ بِأ َ ۡم ِر ِهۦ ٰۚۤۤ} قَا َل قَتَا َدةُِ :إنَّ َما ُخ ِلقَ ْ
قولهَ :
ع َال َما ٍ
ت يُ ْهتَ َدى ينَ ،و َاط ِش َي ِ اءَ ،و ُر ُجو ًما ِلل َّ صا ٍلَ :خلَقَ َها اللَّهُ ِزي َنةً ِلل َّ
س َم ِ ث ِخ َ ِلث َ َال ِ
.بِ َها
س ُن ♤
يِ؛ َِل َّنهُ أحْ َ
الط ِر ّ ﴿و ِمن ُك ٍّل ت َأ ْ ُكلُونَ لَحْ ًما َ
ط ِريًّا﴾ فَإنَّهُ إنَّما َقيَّ َد بِ َّ وقَ ْولهَ :
فاال ْم ِت ُ
نان ِب ِه أت َ ُّم غي ِْر ِه ِ
.من َ
ِ
341
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صوهَا﴾ فضال عن شكرهاَ .ولَ ِك َّنهُ ♤ ﴿و ِإ ْن تَعُدُّوا نِ ْع َمةَ اللَّ ِه َال تُحْ ُ
قولهَ :
ع َلى ْال َي ِس ِ
ير ازي َ ور َر ِحي ٌم" َي ْغ ِف ُر ْال َكثِ َ
يرَ ،ويُ َج ِ غف ُ ٌ
َ ".
ࣰ
ُون ٱللَّ ِه َال َي ۡخلُقُونَ َش ۡيـا َو ُه ۡم يُ ۡخلَقُونَ } َك َما ♤
{وٱلَّ ِذينَ َي ۡدعُونَ ِمن د ِ قولهَ :
قَا َل ْال َخ ِليلُ﴿ :أَت َ ْعبُدُونَ َما تَ ْن ِحتُونَ َواللَّهُ َخلَقَ ُك ْم َو َما ت َ ْع َملُونَ ﴾
ࣱ
قولهَ { :فٱلَّ ِذينَ َال يُ ۡؤ ِمنُونَ ِبٱ ۡلـَٔ ِ
اخ َر ِة قُلُوبُ ُهم ُّمن ِك َرة َو ُهم ُّم ۡست َۡك ِب ُرونَ } كما ♤
وب الَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ بِ ِ
اآلخ َرةِ ﴿و ِإذَا ذُ ِك َر اللَّهُ َوحْ َدهُ ا ْش َمأ َ َّز ْ
ت قُلُ ُ قَا َل تَعَالَىَ :
َو ِإذَا ذُ ِك َر الَّذِينَ ِم ْن دُونِ ِه ِإذَا ُه ْم َي ْست َ ْب ِش ُرونَ ﴾
قوله ِ ﴿ :إنَّهُ َال يُ ِحبُّ ْال ُم ْست َ ْك ِب ِرينَ ﴾ في صحيح مسلم من حديث عبد الله ♤
ق ،وغ َْم ُ
ط ال َّن ِ
اس "بن مسعود قال صلى الله عليه وسلم "ال ِكب ُْر َب َ
ط ُر ال َح ّ ِ
املَةً َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة َو ِم ْن أ َ ْوزَ ا ِر الَّذِينَ ♤ قوله ت َ َعالَىِ ﴿ :ل َيحْ ِملُوا أ َ ْوزَ َ
ار ُه ْم َك ِ
ار ُه ْمعلَ ْي ِه ْم أ َ ْن يَقُولُوا ذَ ِل َك َفيَت َ َح َّملُوا أ َ ْوزَ َ ضلُّونَ ُه ْم بِغَي ِْر ِع ْل ٍم﴾ أ َ ْ
يِ :إنَّ َما قَد َّْرنَا َ يُ ِ
﴿و َل َيحْ ِملُ َّن أَثْ َقا َل ُه ْم
َو ِم ْن أ َ ْوزَ ِار الَّذِينَ َيتْ َبعُونَ ُه ْم َويُ َوا ِفقُونَ ُه ْم .كما قال ت َ َعا َلىَ :
َوأَثْقَاال َم َع أَثْقَا ِل ِه ْم َولَيُ ْسأَلُ َّن يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َع َّما َكانُوا يَ ْفت َُرونَ ﴾
342
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وس ♤ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ث ُ َّم يَ ْو َم ال ِقيا َم ِة يُ ْخ ِزي ِه ْم﴾ْ ،
أي :يَ ْف َ
ض ُحهم َعلى ُر ُء ِ
هار َفضائِ َحهم .كقولهَ ﴿ :ي ْو َم تُبْلى ال َّ
سرائِ ُر﴾ إظ ِاَل ْشها ِد ويُ ِهينُهم ِب ْ
إن اللَّهَ َ
ع ِلي ٌم ِبما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ ﴾ ♤ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ما ُكنّا نَ ْع َم ُل ِمن ُ
سوءٍ َبلى َّ
عاصي
س ِل وال َم ِ الر ُ
ِيب ُّ وء ،وهو ال ُك ْف ُر وت َ ْكذ ُ س ِ.يُ ْن ِك ُرونَ ما كانُوا َي ْع َملُونَ ِمنَ ال ُّ
أن قالُوا واللَّ ِه َر ِبّنا ما ُكنّا ُم ْش ِركِينَ ﴾ وقَ ْو ِل ِه:َكقَ ْو ِل ِه﴿ :ث ُ َّم لَ ْم ت َ ُك ْن فِتْنَتُهم ّإال ْ
﴿يَ ْو َم يَ ْبعَث ُ ُه ُم اللَّهُ َج ِميعًا فَ َيحْ ِلفُونَ لَهُ َكما َيحْ ِلفُونَ لَكم ويَحْ َسبُونَ أنَّهم َ
على
ش ْيءٍ أال إنَّهم ُه ُم الكا ِذبُونَ ﴾
َ
اآلخ َر ِة َخي ٌْر﴾ َك َما ♤ ار ِ سنُوا في َه ِذ ِه ال ُّد ْنيا َح َسنَةٌ َو َل َد ُقَ ْولُهُ ت َعالىِ ﴿ :للَّذِينَ أحْ َ
صا ِل ًحا ِم ْن ذَ َك ٍر أَ ْو أ ُ ْنثَى َو ُه َو ُمؤْ ِم ٌن فَلَنُحْ ِي َينَّهُ َح َياة ً قَا َل ت َ َعالَىَ ﴿ :م ْن َ
ع ِم َل َ
ط ِيّ َبةً َولَنَجْ ِز َينَّ ُه ْم أَجْ َر ُه ْم ِبأَحْ َ
س ِن َما َكانُوا َي ْع َملُونَ ﴾ َ
س ♤ قوله﴿ :لَ ُه ْم فِي َها َما َيشَا ُءونَ ﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
﴿وفِي َها َما ت َ ْشت َ ِهي ِه اَل ْنفُ ُ
َوتَلَذُّ اَل ْعيُ ُن َوأ َ ْنت ُ ْم ِفي َها خَا ِلدُونَ ﴾
343
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سال ٌم َعلَ ْي ُك ُم ا ْد ُخلُوا ♤ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :الَّذِينَ تَت ََو ّفا ُه ُم ال َمالئِ َكةُ َ
ط ِي ِبينَ يَقُولُونَ َ
ال َجنَّةَ ِبما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ ﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىِ ﴿ :إ َّن الَّذِينَ قَالُوا َربُّنَا اللَّهُ ث ُ َّم ا ْستَقَا ُموا
علَ ْي ِه ُم ْال َمالئِ َكةُ أَال تَخَافُوا َوال تَحْ زَ نُوا َوأ َ ْب ِش ُروا بِ ْال َجنَّ ِة الَّتِي ُك ْنت ُ ْم
تَت َنز ُل َ
عدُونَ نَحْ ُن أ َ ْو ِل َيا ُؤ ُك ْم ِفي ْال َح َيا ِة ال ُّد ْن َيا َو ِفي ِ
اآلخ َر ِة َولَ ُك ْم ِفي َها َما ت َ ْشت َ ِهي تُو َ
ور َر ِح ٍيم﴾ وفي حديث براء بن س ُك ْم َولَ ُك ْم فِي َها َما تَ َّدعُونَ نُ ُز ًال ِم ْن َ
غف ُ ٍ أ َ ْنفُ ُ
س عن َد رأ ِسه فيَقو ُل : عازب في المحتضر "ث ُ َّم َي ِجي ُء َملَكُ ال َم ْو ِ
ت حتى يَج ِل َ
انْ ،
فتخ ُر ُج ت َ ِسي ُل كما اخ ُر ِجي إلى م ْغ ِفرةٍ من اللَّ ِه ِ
ورض َْو ٍ س َّ
الط ِيّ َبةُ ْ أيَّت ُ َها النَّ ْف ُ
سقَ ِ
اء " صححه اَللباني .ت ِسي ُل القَ ْ
ط َرة ُ من فِي ال ِ ّ
ش ْيءٍ نَحْ ُن ♤
عبَ ْدنَا ِم ْن دُونِ ِه ِم ْن َ
اللهُ َما َ ﴿وقَا َل ٱلَّ ِذينَ أ َ ۡش َر ُك ۟
وا لَ ْو شَا َء َّ قولهَ :
َ .وال آ َباؤُ نَا َوال َح َّر ْمنَا ِم ْن دُونِ ِه ِم ْن ش ْ
َيءٍ ﴾ كما في سورة اَلنعام
احتجوا على محبته لشرمكهم ورضاه به بكونه أقرهم عليه وأنه لوال محبته
له ورضاه به لما شاءه منهم .فكذبهم سبحانه في ذلك وأخبر أن هذا تكذيب
منهم لرسله وأن رسله متفقون على أنه سبحانه يكره شركهم ويبغضهَ .لن
{و َال
مشيئته الكونية قد تكون مرضية وقد تكون غير مرضية ،قال تعالىَ :
ض ٰى ِل ِع َبا ِد ِه ٱ ۡل ُك ۡف َر} وال يُسأل عما يفعل
َ .ي ۡر َ
واستدالل المشيئة في سخط الله كلمة حق أري َد بها الباطل
344
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض ْأو ♤ ف اللَّهُ ِب ِه ُم ْ
اَلر َ أن َي ْخ ِس َ
ت ْ أمنَ الَّذِينَ َم َك ُروا ال َّس ِّيئا ِ
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :أفَ ِ
ماء ْ
أن س ِ﴿أأمنت ُ ْم َمن في ال َّ
ْث ال يَ ْشعُ ُرونَ ﴾ َكقَ ْو ِل ِهِ :ذاب ِمن َحي ُ يَأْتِيَ ُه ُم ال َع ُ
ماء﴾ اآل َيةَ
س ِ ور أ ْم ِأمنت ُ ْم َمن في ال َّ
ض فَإذا هي ت َ ُم ُ ف ِب ُك ُم ْ
اَلر َ َ .ي ْخ ِس َ
ي :أ َ ْو َيأ ْ ُخ َذ ُه ُم اللَّهُ ِفي َحا ِل خ َْو ِف ِه ْم ِم ْن ♤ َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْو َيأ ْ ُخذَ ُه ْم َ
علَى تَخ َُّوفٍ ﴾ أ َ ْ
ون أ َ ْب َل َغ َوأ َ َش َّد َحالَةَ ْاَل َ ْخذِ؛ فَإ ِ َّن ُح ُ
صو َل َما يُت ََو َّق ُع َم َع أ َ ْخ ِذ ِه لَ ُه ْمَ ،فإِنَّهُ يَ ُك ُ
شدِي ٌد ف َ .الخ َْو ِ ْ
345
جامع التيسير في تعليقات التفسير
.قولهَ ﴿ :يخافُونَ َربَّهم ِمن فَ ْوقِ ِه ْم﴾ فيه صفة ذاتية لله عز وجل ♤
صونَ ٱللَّهَ َم ۤا أ َ َم َر ُه ۡم َويَ ۡف َعلُونَ ♤ قوله﴿ :ويَ ْف َعلُونَ ما يُؤْ َم ُرونَ ﴾ كقولهَّ :
{ال يَعۡ ُ
َما يُ ۡؤ َم ُرونَ }
عةُ واالنقياد ♤ ِين ُهناّ :
الطا َ واص ًبا﴾ ،ال ّد ُ .قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿ولَهُ ال ّد ُ
ِين ِ
.نتيجة فعلهم
صيبًا ِّم ّما َرزَ ْقناهم تاللَّ ِه لَتُسْألُ َّن ♤ ﴿و َيجْ َعلُونَ ِلما ال َي ْعلَ ُمونَ نَ ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
َصي ًبا ث واَل ْن ِ
عام ن ِ ﴿و َج َعلُوا ِللَّ ِه ِم ّما ذَ َرأ ِمنَ ال َح ْر ِ
ع ّما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْفت َُرونَ ﴾ َكقَ ْو ِل ِهَ :
َ
ص ُل إلى اللَّ ِه
ش َركائِ ِه ْم فَال َي ِ
ش َركا ِئنا فَما كانَ ِل ُفَقالُوا هَذا ِل َّل ِه ِبزَ ع ِْم ِه ْم وهَذا ِل ُ
ش َركائِ ِه ْم سا َء ما يَحْ ُك ُمونَ ﴾
ص ُل إلى ُ وما كانَ ِللَّ ِه فَهو يَ ِ
347
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿وأوحى َربك إلى النَّحْ ل أن اتخذي من الجبال بُيُوتًا﴾ وقد ذكر ابن ♤
قولهَ :
.القيم رحمه الله ،أحوال النَّحْ ل وما فِيها من العبر واآليات
ࣱ
ف أَ ۡل َو ٰنُهُۥ فِي ِه ِشفَ ۤا ࣱء ِّللنَّ ِ ٰۚ
اس} عن ♤ ٌ ل
ِ َ ت ۡ
خ م
ُّ اب قولهَ { :ي ۡخ ُر ُج ِم ُۢن بُ ُ
طونِ َها ش ََر
عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
بنار ،وأنا أ ْن َهى
س ٍلْ ،أو َك َّي ٍة ٍ
ع َ شفا ُء في ثَالثَةٍ :في ش َْر َ
ط ِة ِمحْ َج ٍمْ ،أو ش َْربَ ِة َ "ال ِ ّ
يِ" رواه البخاري .أ ُ َّمتي َ
ع ِن ال َك ّ
أن َر ُج ًال
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه " َّ
س ًال
ع َ أخي يَ ْشت َ ِكي َب ْ
طنَهُ ،فقا َل :ا ْس ِق ِه َ صلَّى اللهُ عليه َّ
وسل َم فقا َلِ : ي َ
أت َى النب َّ
س ًال ث ُ َّم أتاهُ فقا َل: س ًال ث ُ َّم أتاهُ الثَّا ِلثَةَ فقا َل :ا ْس ِق ِه َ
ع َ ث ُ َّم أت َى الثَّا ِن َيةَ ،فقا َل :ا ْس ِق ِه َ
ع َ
سقاهُ فَ َب َرأَ
ع َس ًال فَ َ
يك ،ا ْس ِق ِه َأخ َ ط ُن ِ ب َب ْ
ص َدقَ اللَّهُ ،و َكذَ َ ".ق ْد فَ َع ْلتُ ؟ فقا َلَ :
﴿وٱللَّهُ َخلَقَ ُك ۡم ث ُ َّم َيت ََوفَّ ٰى ُك ٰۡۚم َو ِمن ُكم َّمن يُ َر ُّد ِإلَ ٰۤى أ َ ۡرذَ ِل ٱ ۡلعُ ُم ِر ِل َك ۡی َال ♤
قولهَ :
ࣱ
ع ِلي ࣱم قَ ِدير﴾ وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم " يَعۡ لَ َم بَعۡ َد ِع ۡل ࣲم َ
ش ۡيـًٔ ٰۚا ِإ َّن ٱللَّهَ َ
أن أ ُ َر َّد إلى ْ
أرذَ ِل العُ ُم ِر "،رواه البخاري بك ِمن ْ ع وذ ُ َ .وأ َ ُ
348
جامع التيسير في تعليقات التفسير
واجكم ♤
أز ِأزوا ًجا و َج َع َل لَكم ِمن ْ َّ
﴿واللهُ َج َع َل لَكم ِمن أ ْنفُ ِسكم ْ قَ ْولُهُ ت َعالى:
ف العُلَما ُء في ال ُمرا ِد ِبال َحفَ َدةِ في َه ِذ ِه اآل َي ِة ال َك ِري َم ِة؛ فَقا َل اخت َ َل َ
َبنِينَ و َحفَ َدةً﴾ ْ
ض العُلَ ِ
ماء :ال َحفَ َدة ُ اَلوالدِ ،وقا َل بَ ْع ُ عةٌ ِمنَ العُلَ ِ
ماء :ال َحفَ َدة ُْ :أوال ُد ْ َجما َ
ْوان وال َخ َد ُم وهو ِمنَ ال َح ْف ِد وهو اْلسْراعُ في ِ
الخ ْد َم ِة وال َع َم ِل .اَلع ُ
ࣰ
ش ۡی ࣲء} ْال ُم َرا ُد ♤
علَ ٰى َ ِر
د ۡ
ق
ُ َ ُ َي َ
ال مكَ ۡ
ب َ أ ۤ
ا ب ٱ َّللهُ َمث َ َّ ُ ِ َ َ
م ُ
ه د
ُ حَ أ ن ۡ
ي َ لج ر ال ض َر َ
﴿و َ
قولهَ :
.بِ ِه ْال َوث َ ُن َو ْال َح ُّق تَعَالَى .وقيلُ :ه َو َمث َ ٌل ِل ْل َكافِ ِر َو ْال ُمؤْ ِم ِن
اللهَ إذا أرا َد ♤ أن َّ ص ِر﴾ أي َّ سا َع ِة ّإال َكلَ ْمحِ البَ َ
﴿وما ْأم ُر ال ّقَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ص ِر .وقيل: ي بِها في أس َْرعِ ِمن لَ ْمحِ البَ َ على ْ ْ اْلتْيانَ بِها فَهو قاد ٌِر َ
أن يَأتِ َ
َت َب ِعيدًا ِع ْن َدكم ص ِر ْ
وإن كان ْ يب ِع ْن َدهُ ت َعالى َكلَ ْمحِ ال َب َ.ال َم ْعنى هي قَ ِر ٌ
َص ♤ ع ْنكم َ
ض َر َر ال َح ِ ّر ،وخ َّ قوله﴿ :و َج َع َل لَكم َ
سرابِي َل ت َ ِقي ُك ُم ال َح َّر﴾ ت َ ْد َف ُع َ
ع ْن ِذ ْك ِر اآل َخ ِرَِ ،ل َّن ما وقى ال َح َّر ولَ ْم َي ْذ ُك ِر البَ ْر َد ا ْكتِفا ًء بِ ِذ ْك ِر أ َح ِد ال ِ ّ
ض َّدي ِْن َ
.منَ ال َح ِ ّر وقى ِمنَ البَ ْر ِد
ِ
349
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وجئْنا بِ َك ♤
علَ ْي ِه ْم ِّم ْن أ ْنفُ ِس ِه ْم ِ ث في ُك ِّل أ ُ َّم ٍة َ
ش ِهيدًا َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿ويَ ْو َم نَ ْب َع ُ
وجئْنا ِب َك َ
على ْف إذا ِجئْنا ِمن ُك ِّل أ ُ َّم ٍة ِب َ
ش ِهي ٍد ِ ُالء﴾ َكقَ ْو ِل ِه﴿ :فَ َكي َ
على َهؤ ِ
ش ِهيدًا َ
َ
ش ِهيدًا﴾
ُالء َ
َهؤ ِ
350
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿وال تَت َّ ِخذُوا أَيْمانَ ُك ْم َدخ ًَال بَ ْينَ ُك ْم فَت َِز َّل قَ َد ٌم بَ ْع َد ث ُبُوتِها﴾ ♤
قَ ْولُهُ ت َ َعالَىَ :
ارة ٌ ِل ْل ُم ْست َ ِق ِيم ْال َحا ِل يَقَ ُع فِي ان بَ ْع َد ْال َم ْع ِرفَ ِة ِب َّ
الل ِهَ .و َه ِذ ِه ا ْستِ َع َ ع ِن ْاَل َ ْي َم ِ أَ ْ
ي َ
سانَ ِم ْن َحا ِل َخي ٍْر إِلَى ت ِْ
اْل ْن َ ط ِفي ِهَِ ،ل َ َّن ْالقَ َد َم إِذَا زَ لَّ ْ
ت نَقَ َل ِ ع ِظ ٍيم َو َي ْسقُ ُ
ش ٍ َّر َ
َ .حا ِل ش ٍ َّر
351
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ق
ط ِري ِ ع ْن َ علَى ِاال ْس ِتقَا َم ِة فَ َحا َد َ
ع ْن َها َوزَ َّل َ وقال ابن كيثرَ :مث َ ٌل ِل َم ْن َكانَ َ
الل ِهَِ ،ل َ َّن ْال َكافِ َر
سبِي ِل َّ
ع ْن َ علَى ال َّ
ص ِ ّد َ ان ْال َحانِث َ ِة ْال ُم ْشت َِم َل ِة َ
ب ْاَل َ ْي َم ِ ْال ُه َدى ،بِ َ
س َب ِ
ِين ،فَا ْن َ
ص َّد غ َد َر ِب ِه ،لَ ْم َيبْقَ لَهُ ُوث ُ ٌ
وق ِبال ّد ِ عا َه َدهُ ث ُ َّم َِإ َذا َرأَى أ َ َّن ْال ُمؤْ ِمنَ قَ ْد َ
ص َد ْدت ُ ْم َ
ع ْن ﴿وتَذُوقُوا ال ُّ
سو َء ِب َما َ اْلس َْال ِم؛ َو ِل َهذَا قَا َلَ : ع ِن ال ُّد ُخو ِل فِي ْ ِ سبَ ِب ِه َ
ِب َ
ع ِظي ٌم﴾
اب َ سبِي ِل اللَّ ِه َولَ ُك ْم َ
عذَ ٌ َ
أي♤ :
الر ِج ِيم﴾ْ ،
ْطان َّ
شي ِت القُ ْرآنَ فا ْست َ ِع ْذ ِباللَّ ِه ِمنَ ال َّ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فَإذا قَ َرأْ َ
الل ِه . .اآليَةَ .وقال ابن جرير وغيرهَّ :
إن آن فا ْست َ ِع ْذ بِ َّ
ت قِرا َءة َ القُ ْر ِ فَإذا َ
أر ْد َ
بواال ْستِحْ با ِب ِ .اَلم َر في اآل َي ِة ِللنَّ ْد ِ
ْ
عوذُ بِاللَّ ِه ال َّ
س ِميعِ الر ِج ِيم» "أ ُ
ْطان َّ
شي ِعوذُ بِاللَّ ِه ِمنَ ال َّ
وصيغة االستعاذة« :أ ُ
الر ِج ِيم
ْطان َّ
شي ِ"..العَ ِل ِيم ِمنَ ال َّ
352
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :وإذا َبد َّْلنا آ َيةً َمكانَ آ َيةٍ﴾ قال الشيخ حفظه الله :النسخ ال يكون في ♤
.أصول الدين من التوحيد ،واَلخالقيات ...كما قدمنا في سورة البقرة
﴿ولَقَ ْد نَ ْع َل ُم أنَّهم يَقُولُونَ إنَّما يُعَ ِلّ ُمهُ َبش ٌَر﴾ قال أهل التفسير♤ :
قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
.كان في مكة رجل أعجمي فقال الكافرون :علّمه ذاك الرجل
ان﴾ فَ ُه َو ا ْستِثْنَا ٌء ِم َّم ْن َكفَ َر ♤ َوأ َ َّما قَ ْولُهُِ ﴿ :إال َم ْن أ ُ ْك ِرهَ َو َق ْلبُهُ ُم ْ
ط َم ِئ ٌّن بِاْلي َم ِ
ب َوأَذًى،
ض ْر ٍ سا ِن ِه َو َوا َفقَ ْال ُم ْش ِركِينَ ِبلَ ْف ِظ ِه أو فِ ْع ِل ِه ُم ْك َر ًها ِل َما نَالَهُ ِم ْن َ ِب ِل َ
ان بِاللَّ ِه َو َر ُ
سو ِل ِه .وسبب نزول هذه َوقَ ْلبُهُ يَأْبَى َما يَقُولَُ ،و ُه َو ُم َ
ط ْمئِ ٌن بِ ْ ِ
اْلي َم ِ
سو ِل اللَّ ِه ﷺ ِم ْن أ َ ْه ِل َم َّكةَ ،آ َمنُوا بالل ِه ،فأ َ ْك َر َه ُه ُم
ب َر ُ بعض أ َ ْ
ص َحا ِ َ اآلية ّ
أن
علَى ْال ُك ْف ِر فسألوا النبي عن ذلك فنزلت هذه اآلية .المشركون َ
353
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أن ♤ سهُ ْ
واط َم َّ ت بِ ِه نَ ْف ُ قوله﴿ :ولَ ِك ْن َمن ش ََر َح بِال ُك ْف ِر َ
ص ْد ًر﴾ أي ِ ا ْعتَقَ َدهُ وطابَ ْ
ص َّلى اللهُ عليهي َ إلَ ْي ِه ،وهذا مرتد يستتاب فإن تاب وإال قتل كما قا َل النب ُّ
.وسلَّ َمَ " :من بَ َّد َل دِينَهُ فَا ْقتُلُوهُ" رواه البخاري من حديث ابن عباس
صبَ ُر ۤو ۟ا ِإ َّن ♤
ُوا َو َوا ث ُ َّم َج ٰـ َهد ۟وا ِم ُۢن بَعۡ ِد َما فُ ِتنُ ۟ قوله﴿ :ث ُ َّم ِإ َّن َرب ََّك ِللَّ ِذينَ هَا َج ُر ۟
ࣱ ࣱ
ض َعفِينَ بِ َم َّكةَ،
ف آخ َُر َكانُوا ُم ْستَ ْ ص ْن ٌ َرب ََّك ِم ُۢن بَعۡ ِدهَا لَغَفُور َّر ِحيم} َه ُؤ َال ِء ِ
ص ِب ْال ِهجْ َر ِة علَى ْال ِفتْنَ ِة ،ث ُ َّم إِنَّ ُه ْم أ َ ْم َكنَ ُه ُم ْالخ ََال ُ
ُ .م َهانِينَ فِي قَ ْو ِم ِه ْم فوافقوهم َ
354
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عةٌ ِل ْل َح ْ
ص ِر َوقَ ْد ♤ علَ ْي ُك ُم ال َم ْيتَةَ﴾ ِإنَّ َما " َك ِل َمةٌ َم ْو ُ
ضو َ قَ ْولُهُ﴿ :إنَّما َح َّر َم َ
ت هَا ُهنَا التَّحْ ِر َ
يم ص َر ْ
َ .ح َ
{وٱلد ََّم} أي المسفوح فخرج من ذلك ْال َكبِ ُد َو ِ ّ
الط َحا ُل واليسير منه َ .
355
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أن على طا ِع ٍم َي ْ
ط َع ُمهُ ّإال ْ ي إلَ َّ
ي ُم َح َّر ًما َ أج ُد في ما أ ُ ِ
وح َ قال ت َعالى﴿ :قُ ْل ال ِ
ير﴾ وكذا شحمه َلن َّ
اللحْ َم يَ ْد ُخ ُل تَحْ تَهُ يَ ُكونَ َم ْيتَةً ْأو َد ًما َم ْسفُو ًحا ْأو لَحْ َم ِخ ْن ِز ٍ
.ال َّ
شحْ ُم
على ال ُم ْس ِل ِمينَ ﴿ .وال عادٍ﴾ أي :في {
غي َْر باغٍ َ
غي َْر باغٍ وال عادٍ﴾ أيَ :
َ
.استعماله وأكله َلن الضرورة تقدر بقدرها
356
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صةً دُونَ َ
غي ِْر ِه ْم ♤ علَ ْي ِه ْم خا َّ على الَّذِينَ هادُوا َح َّر ْمنا﴾ ْ
أي َح َّر ْمنا َ قوله﴿ :و َ
ومنَ ال َبقَ ِر وال َغن َِم َح َّر ْمنا علَي َْك﴾ ِبقَ ْو ِلناَ ﴿ :ح َّر ْمنا ُك َّل ذِي ُ
ظفُ ٍر ِ صنا َ ﴿ما قَ َ
ص ْ
علَ ْي ِه ْم ُ
ش ُحو َم ُهما﴾ َ
سهم ظلَ ْمنا ُه ْم﴾ ِبذَ ِل َك التَّحْ ِر ِيم َب ْل َجزَ يْناهم ِب َب ْغ ِي ِه ْم ﴿ولَ ِك ْن كانُوا أ ْنفُ َ
قوله﴿ :وما َ
ت أ ُ ِحلَّ ۡت ع َل ۡي ِه ۡم َ
ط ِيّبَ ٰـ ٍ ظ ۡل ࣲم ِّمنَ ٱلَّ ِذينَ هَاد ۟
ُوا َح َّر ۡمنَا َ ظ ِل ُمونَ ﴾ كما قال تعالى{ :فَ ِب ُ يَ ْ
ࣰ
عن َسبِي ِل ٱللَّ ِه َكثِيرا} .لَ ُه ۡم َوبِ َ
ص ِ ّد ِه ۡم َ
يم كانَ أ ُ َّمةً قانِتًا ِللَّ ِه َحنِيفًا و َل ْم يَكُ ِمنَ ال ُم ْش ِركِينَ ﴾ ♤قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :إ َّن إبْرا ِه َ
سال ُم ِ :-بأ َّنهُ أ ُ َّمةٌ؛
صالة ُ وال َّ علَ ْي ِه و َ
على نَ ِب ِّينا ال َّ يم َ - أثْنى اللَّهُ َ
على نَ ِب ِيّ ِه إبْرا ِه َ
أي :إما ٌم ُم ْقتَدًى بِ ِه ،يَ ْع َل ُم النّ َ
اس ال َخي َْر .وكان إمام الدعوة والنبوة .ويذكر ْ
قصة إبراهيم للرد على الطوائف التي تزعم أنها على دين إبراهيم .وأن
ࣰ ࣰ ࣰ ࣰ
ِإ ۡب َر ٰ ِهيم َما َكانَ َي ُهو ِديّا َو َال نَصۡ َرا ِنيّا َولَ ٰـ ِكن َكانَ َح ِنيفا ُّم ۡس ِلما َو َما َكانَ ِمنَ
.ٱ ۡل ُم ۡش ِر ِكينَ
357
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قال العالمة ابن القيم ":الحنيف :المقبل على الله ,المعرض عن كل ما
سواه
س َنةُ َّالتِي آتاهُ اللَّهُ في ال ُّد ْنيا♤ :
س َنةً﴾ وال َح َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وآتَيْناهُ في ال ُّد ْنيا َح َ
.النبوة ،والذُّ ِ ّريَّةُ َّ
الط ِيّ َبةُ ،والمال ولسان صدق في اآلخرين
سو ِلوفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه "قِي َل ِل َر ُ
الر ُج َل يَ ْع َم ُل العَ َم َل ِمنَ ال َخي ِْرَ ،ويَحْ َم ُدهُ س َّل َم :أ َ َرأَي َ
ْت َّ صلَّى اللَّهُ عليه َو َ
الل ِه َ
اج ُل بُ ْش َرى ال ُمؤْ ِم ِن
ع ِلك َ "النَّ ُ
اس عليه؟ قا َلِ :ت َ
ف العُلَما ُء في ♤
اخت َ َل َ علَى الَّذِينَ ْ
اختَلَفُوا ِفي ِه﴾ قَ ِد ْ قولهِ ﴿ :إنَّ َما ُج ِع َل ال َّ
سبْتُ َ
سبْحانَهُ أ َم َرهم ِبت َ ْع ِظ ِيمإن اللَّ َه ُس ْبتِِ ،قي َلَّ : َك ْي ِف َّي ِة ِاال ْخ ِت ِ
الف الكا ِئ ِن َب ْينَهم في ال َّ
ْت
ت ال َي ُهو ُد ال َّسب َ ف اجْ تِهادُهم ِفي ِه ،فَ َعيَّنَ ِ َ .ي ْو ٍم في اَل ُ ْسبُوعِْ ،
فاخت َ َل َ
ضيلَ ِت ِه َ
على إن ُموسى أ َم َرهم ِب َي ْو ِم ال ُج ُم َع ِة و َعيَّنَهُ لَهم ْ
وأخ َب َرهم ِبفَ ِ وقيلَّ :
ْت أ ْف َ
ض ُل غي ِْر ِهَ ،فخالَفُوهُ وقالُوا َّ
إن ال َّسب َ َ .
358
جامع التيسير في تعليقات التفسير
359
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب ّإال ِبالَّتِي
﴿وال تُجا ِدلُوا أ ْه َل ال ِكتا ِ ﴿وجاد ِْلهم ِبالَّتِي هي أحْ َ
س ُن﴾ كما في قَ ْو ِل ِهَ : َ
س ُن ّإال َّالذِينَ َ
ظلَ ُموا ِمن ُه ْم﴾ .هي أحْ َ
صلَ َح فَأَجْ ُرهُعفَا َوأَ ْ صا ِب ِرينَ ﴾ كقوله﴿ :فَ َم ْن َ ص َب ْرت ُ ْم لَ ُه َو َخي ٌْر ِلل َّ
قوله{:و َلئِ ْن َ
َ
اص﴾ ث ُ َّم قَا َل ﴿فَ َم ْن تَ َ
ص َّدقَ بِ ِه فَ ُه َو َكفَّ َ
ارة ٌ ص ٌ﴿و ْال ُج ُرو َح ِق َ علَى اللَّ ِه﴾ َوقولهَ : َ
لَهُ﴾ وهذه درجة اْلحسان .وقال تعالىِ { :إ َّن ٱللَّهَ َي ۡأ ُم ُر ِبٱ ۡل َع ۡد ِل َوٱ ۡ ِْل ۡح َس ٰـ ِن
ى ِذی ٱ ۡلقُ ۡر َب ٰى
} َو ِإيت َۤا ِٕ
.أما درجة الظلم فحرام
360
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سورة اإلسراء
ورا﴾ أي ت َ َشبَّ ُهوا بِأ َ ِبي ُك ْم ،فَا ْذ ُك ُروا أ َ ْنت ُ ْم نِ ْع َمتِي ♤
ش ُك ً قوله ﴿ ِإ َّنهُ َكانَ َ
ع ْبدًا َ
علَ ْي ُك ْم .أو كان شكره سببا لنجاته
َ .
361
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وال﴾ ♤
ع ُج ً ش ِ ّر دُعا َءهُ بِال َخي ِْر وكانَ اْل ْن ُ
سان َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿ويَ ْدعُ اْل ْن ُ
سان بِال َّ
362
جامع التيسير في تعليقات التفسير
هار ♤َوقَ ْولُهُ ت َعالى في َه ِذ ِه اآليَ ِة ال َك ِري َم ِة﴿ :فَ َم َح ْونا آ َيةَ اللَّ ْي ِل و َج َع ْلنا آيَةَ النَّ ِ
ظ ِل ًما ُمنا ِسبًا ِل ْل ُهد ِ
ُوء الل ْي َل ُم ْ
ْص َرة ً ِلت َ ْبتَغُوا فَض ًْال ِمن َربِّكم﴾ يَ ْعنِي أ َّنهُ َج َع َل َُّمب ِ
عاش في ضيئ ًا ُمنا ِس ًبا ِل ْل َح َر َك ِة ِ
واال ْش ِتغا ِل ِبال َم ِ والرا َح ِة ،ليسكنوا فيه .والنَّ َ
هار ُم ِ ّ
.ال ُّد ْنيا
سوا ُد الَّذِي يُرى في القَ َم ِر وأن ضوءه
وقِي َل آية الليل القمر والمحو هنا ال َّ
.ضعيف وأية النهار هي الشمس
363
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب ِعبَا ِد ِهۦ ♤ وح َو َكفَ ٰى بِ َربِّ َك ِبذُنُو ِ ﴿و َك ۡم أَ ۡهلَ ۡكنَا ِمنَ ٱ ۡلقُ ُر ِ
ون ِم ُۢن بَعۡ ِد نُ ٰۗ ࣲ قوله َ
علَى أ َ َّن ْالقُ ُرونَ َّالتِي َكان ْ ࣰ
علَى ْ ِ
اْلس َْال ِم، َت َبيْنَ آ َد َم َونُوحٍ َ صيرا﴾ َد َّل َ َخبِي ُۢ َرا َب ِ
ع َلى ْ ِ
اْلس َْال ِم ون ُكلُّ ُه ْم َ
عش ََرة ُ قُ ُر ٍَّاسَ :كانَ َبيْنَ آ َد َم َونُوحٍ َ عب ٍَ .ك َما َقا َلهُ اب ُْن َ
ࣰ
ورا ♤ ُ ۤ
طا ُء َر ِبّ َك َم ۡحظ ًع َ ٰۚ ۤ
طا ِء َر ِبّ َك َو َما َكانَ َ ۤ ۤ ۤ ۤ
}﴿ ُك ّال نُّ ِم ُّد َه ٰـ ُؤ َال ِء َو َه ٰـؤ َُال ِء ِم ۡن َع َ
ت الدُّنيا تعد ُل عن َد الل ِه جنا َح بعوض ٍة
حديث سهل بن سعد الساعدي "لو كان ِ
كافرا منها شربةَ ماءٍ " صححه اَللباني
ً .ما سقى
364
جامع التيسير في تعليقات التفسير
365
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله
الر ُج ِل أ َ ْه َل ُو ِ ّد أ َ ِبي ِه إن ِمن أَبَ ِ ّر البِ ِ ّر ِ
صلَةَ َّ "عليه وسلم قال " َّ
ين ♤ ضعِ و ِل ِع ِن التَّوا ُ ض لَ ُهما َجنا َح ال ُّذ ِّل﴾ ِكنايَةٌ َ ْ
﴿واخ ِف ْ سبْحا َنهُقَ ْولُهُ ُ
ط َجنا َحهُ ،ث ُ َّم َق َب َ
ضهُ ض َّم فَ ْر َخهُ إلى نَ ْف ِس ِه بَ َس َ أن ّ
الطائِ َر إذا َ صلُهُ َّ
ب .وأ ْ الجا ِن ِ
ض سان َِلتْبا ِع ِه ،ويُقالُ :فُ ٌ
الن خافِ ُ ضعِ اْل ْن ِ
صفًا ِلت َوا ُ
على الفَ ْرخِ فَ ُج ِع َل ذَ ِل َك و ْ
َ
أي :وقُ ٌ
ور سا ِك ٌن ناحْ ،
.ال َج ِ
366
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
س ۡط َها ُك َّل ٱ ۡل َب ۡس ِط فَت َۡقعُ َد َملُوما ♤ ﴿و َال ت َۡج َع ۡل َي َد َك َم ۡغلُولَةً ِإلَ ٰى ُ
عنُ ِق َك َو َال ت َۡب ُ َ
ورا} َك َما قَا َل فِي ْاآليَ ِة ْاَل ُ ْخ َرىَ :
﴿والَّذِينَ إِ َذا أ َ ْنفَقُوا لَ ْم يُس ِْرفُوا َولَ ْم يَ ْقت ُ ُروا س ً َّم ۡح ُ
َو َكانَ َب ْينَ َذ ِل َك َق َوا ًما﴾
367
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي ال َّذ ْن ِ
ب سو َل َّ
الل ِه ،أ َ ُّ الل ِه ب ِْن َم ْسعُودٍ :قُ ْلتُ َ :يا َر ُ ع ْب ِد َّ ع ْن َ ص ِحي َحي ِْن ََوفِي ال َّ
ي؟ قَا َل" :أ َ ْن ت َ ْقت ُ َل َولَ َد َكظ ُم؟ قَا َل" :أ َ ْن تَجْ َع َل ِل َّل ِه نِدًّا َو ُه َو َخلَ َق َك" .قُ ْلتُ :ث ُ َّم أ َ ُّ
أ َ ْع َ
ط َع َم َم َع َك" .قُ ْلتُ :ث ُ َّم أ َ ُّ
ي؟ قَا َل" :أ َ ْن تُزَ ا ِن َ
ي ِب َح ِليلَ ِة َج ِ
ار َك " َخ ْش َيةَ أ َ ْن َي ْ
س ُن﴾ أ َ ْ
يِ :إال ♤ ﴿وال ت َ ْق َربُوا َما َل ْاليَتِ ِيم ِإال بِ َّالتِي ِه َ
ي أَحْ َ يَقُو ُل ت َ َعالَىَ :
﴿و َم ْن َكانَ فَ ِق ً
يرا بمصالحهم أو بأكل الفقير من حاجته بمعروف قال تعالى َ
"فَ ْل َيأ ْ ُك ْل ِب ْال َم ْع ُر ِ
وف﴾ وعند البلوغ "فادفعوا إليهم أموالهم
368
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي :بِت َ َمايُ ِل َك َوفَ ْخ ِر َك َوإِ ْع َجابِ َك ♤ ﴿ولَ ْن ت َ ْبلُ َغ ْال ِجبَا َل ُ
طوال﴾ أ َ ْ َوقَ ْولُهُ [تَعَالَى] َ :
ص ِحيحِ: ت فِي ال َّ ص ِد ِهَ .ك َما ث َ َب َ يض قَ ْ بنفسك ،بل قد يُ َجازَ ى فَا ِع ُل ذَ ِل َك بِنَ ِق ِ
ع َل ْي ِه بُ ْر َدان َيت َ َب ْخت َُر ِفي ِه َماِ ،إ ْذ ُخ ِسف ِب ِه" َب ْينَ َما َر ُج ٌل َي ْم ِشي ِفي َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُك ْمَ ،و َ
ض ،فَ ُه َو يَتَ َج ْل َج ُل فِي َها ِإلَى يَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة
"اَل َ ْر َ
ْ .
علَى قَ ْو ِم ِه فِي ِزينَتِ ِهَ ،وأ َ َّن اللَّهَ
ارونَ أَنَّهُ خ ََر َج َ
ع ْن قَ َُو َكذَ ِل َك أ َ ْخبَ َر اللَّهُ [تَعَالَى] َ
ضف ِب ِه َو ِب َد ِار ِه ْاَل َ ْر َ
.ت َ َعالَى َخ َس َ
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قُ ْل لَ ْو كانَ َم َعهُ آ ِل َهةٌ َكما َيقُولُونَ إذًا ال ْبتَغ َْوا إلى ذِي ال َع ْر ِش ♤
هان س ِب ً
يال﴾ ِفيه وجْ ِ َ .
369
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار ال ْبتَغ َْوا (أي ِ اآل ِل َهةُ اَلو ُل :لَ ْو كانَ َم َع اللَّ ِه آ ِل َهةٌ أ ُ ْخرى َكما َي ْز ُ
ع ُم ال ُكفّ ُ َّ
أي إلى ُمغالَ َبتِ ِه (أي إلى اللَّ ِه) َسبِ ً
يال؛ ْ ط َلبُوا إلى ذِي ال َع ْر ِش ْ عو َمةُ) ْ
أي لَ َ ال َم ْز ُ
ض. ضهم َم َع َب ْع ٍ وإزالَ ِة ُم ْل ِك ِهَِ ،لنَّهم إذًا َي ُكونُونَ ُ
ش َركا َءهُ َكما َي ْف َع ُل ال ُملُوكُ َب ْع ُ
شا ِه َد ِة ِل َهذا ال َم ْعنى قَ ْولُهُ تَعالى﴿ :ما ات َّ َخذَ اللَّهُ ِمن ولَ ٍد وما كانَ
ت ال ّ
ومنَ اآليا ِ ِ
سبْحانَ اللَّ ِه
ض ُ
على بَ ْع ٍ
ضهم َ َمعَهُ ِمن إلَ ٍه إذًا لَذَه َ
َب ُك ُّل إلَ ٍه بِما َخلَقَ ولَعَال بَ ْع ُ
ع ّما يُ ْش ِر ُكونَ ﴾
شها َد ِة َفت َعالى َ صفُونَ ﴾ ﴿عا ِل ِم الغَ ْي ِ
ب وال َّ ع ّما َي ِ
َ
وو ِسيلَةً
ط ِريقًا َ
أيَ : أن ال َم ْعنى ﴿ال ْبتَغ َْوا إلى ذِي ال َع ْر ِش َسبِ ً
يال﴾ ْ الوجْ هُ الثانيَّ :
َ
ض ِل ِه ،ويَ ُد ُّل ِل َهذا ال َم ْعنى قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :أُولَئِ َك الَّذِينَ
تُقَ ِ ّربُهم إلَ ْي ِه ِال ْعتِرافِ ِه ْم بِفَ ْ
الو ِسي َلةَ أيُّهم أ ْق َر ُ
ب و َي ْر ُجونَ َرحْ َمتَهُ و َيخافُونَ َي ْدعُونَ َي ْبتَغُونَ إلى َر ِبّ ِه ُم َ
عذابَهُ﴾ وهذا تفسير ابن تيمية وابن كثير
َ .
ش ۡیءٍ ِإ َّال ♤ ض َو َمن فِي ِه ٰۚ َّن َو ِإن ِّمن َ س َم ٰـ َو ٰتُ ٱل َّس ۡب ُع َوٱ َۡل َ ۡر ُ
قوله ﴿ت ُ َسبِّ ُح لَهُ ٱل َّ
ࣰ
غفُورا﴾ س ِبّ ُح ِب َح ۡم ِد ِهۦ َولَ ٰـ ِكن َّال ت َۡف َق ُهونَ ت َۡس ِبي َح ُه ٰۡۚم ِإ َّنهُۥ َكانَ َح ِلي ًما َ
يُ َ
ض ت َو َمن فِی ٱ َۡل َ ۡر ِ كما قال تعالى{أَلَ ۡم ت ََر أ َ َّن ٱللَّهَ يَ ۡس ُج ُد لَهُۥ َمن فِی ٱل َّ
س َم ٰـ َو ٰ ِ
ࣱ
اس } س َوٱ ۡلقَ َم ُر َوٱلنُّ ُجو ُم َوٱ ۡل ِجبَا ُل َوٱل َّش َج ُر َوٱلد ََّو ۤابُّ َو َكثِير ِّمنَ ٱلنَّ ِ ش ۡم َُوٱل َّ
ع ِن اب ِْن َم ْس ُعو ٍد أ َ َّنهُ َقا َلُ :ك َّنا نَ ْس َم ُع ت َ ْس ِبي َح َّ
الط َع ِام يَِ ، َار ّص ِحيحِ ْالبُخ ِ ت ِفي َ ث َ َب َ
"و ُه َو يُؤكل
َ
370
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ِّل ُم
ف َح َج ًرا كانَ يُ َي ﷺ قا َل« :إنِّي ََلع ِْر ُ أن النَّ ِب َّ
ص ِحيحِ ُم ْس ِل ٍمَّ :ت في َ َوث َ َب َ
ب
ط ُ الج ْذعِ الَّذِي كانَ يَ ْخ ُ
ين ِ ي ِ ِمن َحنِ ِ
خار ّ
ص ِحيحِ البُ ِ ت في َ ي بِ َم َّكةَ» وثَبَ َ
علَ َّ َ
علَ ْي ِه ﷺ َجزَ ً
عا ِل ِفرا ِق ِه " َ
﴿وإذا قَ َرأْ َ
ت القُ ْرآنَ َج َع ْلنا َب ْين ََك و َبيْنَ الَّذِينَ ال يُؤْ ِمنُونَ ♤ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
أي حا ِئ ًال وساتِ ًرا اآلخ َرةِ ِحجابًا َم ْست ُ ً
ورا﴾ قول الجمهور على َّ
أن ال َم ْعنىْ : بِ ِ
على هَذا القَ ْو ِل آن وإ ْدرا ِك ِه ِلئ َّال َي ْفقَ ُهوهُ فَ َي ْنت َ ِفعُوا ِب ِه ،و َ
َي ْمنَعُهم ِمن تَفَ ُّه ِم القُ ْر ِ
فاع بِ ِكتابِ ِه .ويدل ع ِن ِاال ْنتِ ِب اللَّهُ بِ ِه قُلُوبَهم َ ور هو ما َح َج َ جاب ال َم ْست ُ ُ
فالح ُ ِ
ش ۟
وا طلَقَ ٱ ۡل َم َأل ُ ِم ۡن ُه ۡم أ َ ِن ٱ ۡم ُ
{وٱن َ
على هذا المعنى اآلية التي بعدها وقوله تعالى َ
َوٱصۡ ِب ُرو ۟ا َ
علَ ٰۤى َءا ِل َهتِ ُك ۡم}
قوله تعالى ﴿نَّ ۡح ُن أ َ ۡعلَ ُم ِب َما َي ۡست َِمعُونَ ِب ِهۦۤ ِإ ۡذ َي ۡست َِمعُونَ ِإلَ ۡي َك َو ِإ ۡذ ُه ۡم ♤
ن َۡج َو ٰۤى} فيه القصة المشهورة التي ذكرها ُم َح َّم ُد ب ُْن ِإ ْس َحاقَ ِفي ال ِ ّس َ
ير ِة ،وذاك
ص ِلّي
سو ِل اللَّ ِه ﷺَ ،و ُه َو يُ َ
أن سناديد قريش خ ََر ُجوا َل ْيلَةً ِليَ ْست َِمعُوا ِم ْن َر ُ
بِاللَّ ْي ِل فِي َب ْيتِ ِه ،فأخذ كل واحد ِم ْن ُه ْم َمجْ ِل ً
سا يَ ْست َِم ُع ِفي ِه ،وك ُّل َال يَ ْعلَ ُم بِ َم َك ِ
ان
اح ِب ِه ...القصة
ص ِ" َ
371
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ظنُّونَ إِ ْن َلبِثْت ُ ْم إِال قَ ِليال﴾ َك َما قَا َلَ ﴿ :كأَنَّ ُه ْم يَ ْو َم يَ َر ْونَ َها لَ ْم ♤﴿وتَ ُ
َوقَ ْولُهَُ :
ض َحاهَا﴾ ع ِشيَّةً أ َ ْو ُيَ ْلبَثُوا ِإال َ
ي ♤ ض َ ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرةََ ،ر ِ ض ِل ِهَ . ع َلى فَ ْ َوقَ ْولُهَُ :
﴿وآتَ ْينَا َد ُاو َد زَ بُو ًرا﴾ ت َ ْن ِبيهٌ َ
ع َلى َد ُاو َد ْالقُ ْرآنَ ،فَ َكانَ َيأ ْ ُم ُر ِب َدابَّ ِت ِه
ي ِ ﷺ قَا َلُ " :خفف َ اللَّهُ َ
ع ْنهَُ ،
ع ِن ال َّن ِب ّ
لتُسْرج ،فَ َكانَ يَ ْق َرأ ُ قَ ْب َل أ َ ْن يَ ْفرغ" .يَ ْعنِي ْالقُ ْرآنَ
.رواه البخاري
372
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َوقَ ْولُهُ﴿ :أُو َلئِ َك َّالذِينَ يَ ْدعُونَ َي ْبتَغُونَ ِإلَى َر ِبّ ِه ُم ْال َو ِسيلَةَ أَيُّ ُه ْم أَ ْق َر ُ
ب﴾ ♤
ع ْب ِد اللَّ ِه فِي قَ ْو ِل ِه﴿ :أُولَئِ َك الَّذِينَ َي ْدعُونَ َي ْبتَغُونَ ِإلَى َر ِبّ ِه ُم ْال َو ِسيلَةَ﴾ قَا َل:
ع ْن َ
َ
َاس ِمنََاس ِمنَ ْال ِج ِّنَ ،كانُوا يُ ْعبَدُونَ ،فَأ َ ْسلَ ُمواَ .وفِي ِر َوايَ ٍة َقا َلَ :كانَ ن ٌ ن ٌ
سا ِمنَ ْال ِج ِّن ،فَأ َ ْس َل َم ْال ِج ُّن َوت َ َم َّ
س َك هَؤُ َال ِء ِبدِي ِن ِه ْم" رواه ِْ
اْل ْن ِسَ ،ي ْعبُدُونَ نَا ً
.البخاري
ع ِن اب ِْن ♤ ب ِب َها ٱ َۡل َ َّولُو ٰۚنَ } َ ﴿و َما َمنَ َعن َۤا أَن نُّ ۡر ِس َل ِبٱ ۡلـَٔا َي ٰـ ِ
ت ِإ َّ ۤال أَن َكذَّ َ قوله َ
صفَا ذَ َهبًاَ ،وأ َ ْن يُنَ ِ ّح َ
ي ي ﷺ أ َ ْن َيجْ َع َل لَ ُه ُم ال َّ سأ َ َل أ َ ْه ُل َم َّكةَ ال َّن ِب ََّّاس قَا َلَ :
عب ٍ
َ
ت أ َ ْن ْ ْال ِجبَا َل َع ْن ُه ْم فَيَ ْز َر ُ
ي بِ ِه ْمَ ،و ِإ ْن ِشئْ َ ت أ َ ْن نَ ْست َأنِ َ
عوا ،فَ ِقي َل لَهُِ :إ ْن ِشئْ َ
سأَلُوا ،فَإ ِ ْن َكفَ ُروا أ ُ ْه ِل ُكوا َك َما أهلكتُ َم ْن َكانَ قَ ْبلَ ُه ْم ِمنَ ْاَل ُ َم ِم: نُؤتيهم الَّذِي َ
ت ِإال أ َ ْن ﴿و َما َمنَ َعنَا أ َ ْن نُ ْر ِس َل ِباآل َيا ِ "ال َب ِل ا ْستَأ ْ ِن ِب ِه ْم"َ .وأ َ ْنزَ َل اللَّهَُ : قَا َلَ :
اَلولُونَ َوآتَ ْينَا ث َ ُمو َد النَّاقَةَ ُمب ِ
ْص َرةً﴾ َكذَّ َ
ب بِ َها َّ
س َّنتُ الله ِفي ِه ْم َو ِفي أ َ ْمثَا ِل ِه ْم أَ َّن ُه ْم َال يُ َؤ َّخ ُرونَ ِإذَا َكذَّبُوا ِب َها َب ْع َد َو َج َر ْ
ت ُ
اللهُ ت َ َعالَى فِي ْال َمائِ َد ِة﴿ ::قَا َل اللَّهُ ِإنِّي ُمنزلُ َها َعلَ ْي ُك ْم فَ َم ْن نُ ُزو ِل َهاَ ،ك َما قَا َل َّ
عذَابًا َال أ ُ َ
ع ِذّبُهُ أ َ َحدًا ِمنَ ْالعَالَ ِمينَ ﴾ يَ ْكفُ ْر بَ ْع ُد ِم ْن ُك ْم فَإ ِ ِنّي أ ُ َ
ع ِذّبُهُ َ
373
جامع التيسير في تعليقات التفسير
374
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أي ♤
ضْ : اَلر َ ب :احْ تَن ََك ال َجرا ُد ْ وقَ ْولُهَُ :
﴿َلحْ تَنِ َك َّن ذُ ِ ّريَّتَهُ﴾ من قَ ْول ال َع َر ِ
علَيْهاِ .من َهذا القَ ِبي ِل؛ َِلنَّهُ َيأ ْ ُك ُل ِبأ ْفوا ِه ِه ،وال َحنَكُ َح ْو َل الفَ ِم.أ َك َل ما َ
ْث ِشئْ َ
ت الر َسنَ فِي َحنَ ِك ِه ِلتَقُو َدهُ َحي ُ
ت َّس :إذا َج َع ْل َ
.وقولهم احْ تَنَ ْكتُ الفَ َر َ
واَلوال ِد ♤
ْ شار َكتُهُ لَهم في ْ
اَلموا ِل شار ْكهم في ْ
اَلموا ِل واَلوالدِ﴾ ُم َ ﴿و ِقوله َ
صنافٍ
على أ ْ
َ .
سو ِل اللَّ ِه ع ْن َر ُ ع ْن ُهما َ ي اللَّهُ َض َ ّاس َر ِ عب ٍث اب ِْن َ ص ِحي َحي ِْن ِمن َحدِي ِ ت في ال َّ ثَبَ َ
ي أ ْهلَهُ فَقا َل ِبس ِْم اللَّ ِه ،اللَّ ُه َّم َجنِّبْنا أن أ َح َدكم إذا أرا َد ْ ْ ﷺ أنَّهُ قا َل« :لَ ْو َّ
أن َيأتِ َ
إن يُقَد َّْر بَ ْينَ ُهما ولَ ٌد في ذَ ِل َك لَ ْم شيْطانَ ما َرزَ ْقت َنا ،فَإنَّهُ ْب ال َّ شيْطانَ ،و َجنِّ ِال َّ
ض ُّرهُ َشي ٌ
ْطان َ ».ي ُ
375
جامع التيسير في تعليقات التفسير
376
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت ♤ ف ْال َمماتِ} أَ ْ
ي لَ ْو َر َك ْن َ ض ْع َ ف ْال َحياةِ َو ِ ض ْع َ
ناك ِوقوله ت َ َعالَىِ { :إذاً ََلَذَ ْق َ
ت فِي ْاآل ِخ َر ِةَ ،و َهذَا ب ْال َم َما ِ
عذَا ِ ب ْال َح َيا ِة فِي ال ُّد ْن َيا َو ِمثْلَ ْي َ
عذَا َِاك ِمثْلَ ْي َ
ََلَذَ ْقن َ
اب عند المخالقة أعظم .قال ت الد ََّر َجةُ أ َ ْعلَى َكانَ ْال َعذَ ُ غَايَةُ ْال َو ِعيدَِ .و ُكلَّ َما َكا َن ِ
ف لَ َها ْال َع ُ
ذاب ش ٍة ُم َب ِيّنَ ٍة يُضا َع ْ ي ِ َم ْن َيأْ ِ
ت ِم ْن ُك َّن ِب ِ
فاح َ الله ت َ َعالَىَ { :يا ِنسا َء النَّ ِب ّ
ض ْعفَي ِْن}
ِ
377
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سى أ َ ْن َي ْب َعث َ َك َرب َُّك َمقَا ًما َمحْ ُمودًا﴾ قال أكثر السلفَ :هذَا ♤
ع َ
قوله تعالى ﴿ َ
ظ َمى َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة كما هو مفصل في حديث
ع ِة ْالعُ ْ ْال َمقَا ُم ْال َمحْ ُمو ُد َمقَا ُم ال َّ
شفَا َ
".الشفاعة وفي الدعاء بعد اَلذان "وابعثْهُ مقا ًما َمحمودًا الَّذي وعدتَهُ
ق﴾ قيل ِإ َّن ♤ ص ْد ٍق َوأ َ ْخ ِرجْ نِي ُم ْخ َر َج ِ ﴿وقُ ْل َربّ ِ أ َ ْد ِخ ْلنِي ُم ْد َخ َل ِ
ص ْد ٍ قوله َ
الل ِه ﷺ ِل َي ْقتُلُوهُ أ َ ْو َي ْ
ط ُردُوهُ أ َ ْو يُو ِثقُوهُ، سو ِل َّ ار أ َ ْه ِل َم َّكةَ لَ َّما ائْت َ َم ُروا ِب َر ُ
ُكفَّ َ
ار اب ِْن َوأ َ َرا َد اللَّهُ قِت َا َل أ َ ْه ِل َم َّكةَ ،فَأ َ َم َرهُ أ َ ْن يَ ْخ ُر َج ِإلَى ْال َمدِينَ ِةَ ،و ُه َو ْ
اخ ِتيَ ُ
ير .وابن كثير والصواب أن اآلية عامة
َ .ج ِر ٍ
378
جامع التيسير في تعليقات التفسير
379
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الرو ُح ِم ْن أ َ ْم ِر َر ِبّي﴾ ♤
الروحِ قُ ِل ُّ ﴿ويَ ْسأَلُون ََك َ
ع ِن ُّ قوله َ
علَى أَ ْق َوا ٍل
الروحِ هَا ُهنَا َ س ُرونَ فِي ْال ُم َرا ِد ِب ُّ ف ْال ُمفَ ِ ّ
اختَلَ َ
:قَ ِد ْ
الروحِ :أ َ ْر َوا ُح بَ ِني آ َد َم .والصواب أ َ َّن ْال ُم َرا َد بِ ُّ
.أما اَلحاديث التي وردت في أنه ملك عظيم فضعيفة
ي اللَّهُ َ
ع ْنهُ -قَا َلُ :ك ْنتُ أ َ ْم ِشي َم َع ض َوفي الصحيحين من حديث اب ُْن َم ْسعُو ٍد َر ِ
علَى َ
ع ِسيب ،فَ َم َّر بِقَ ْو ٍم ِمنَ ئ َث فِي ْال َمدِينَ ِةَ ،و ُه َو ُمت ََو ِ ّك ٌ النَّبِ ّ
ي ِ ﷺ فِي َح ْر ٍ
ض ُه ْمَ :ال ت َ ْسأَلُوهُ .قَا َل:
الروحِ .فَقَا َل َب ْع ُ ضَ :سلُوهُ َ
ع ِن ُّ ْال َي ُهودِ ،فَقَا َل َب ْع ُ
ض ُه ْم ِل َب ْع ٍ
علَى ْال َع ِسي ِ
ب، الروحِ فَقَالُوا يَا ُم َح َّمدَُ ،ما ُّ
الرو ُح؟ فَ َما زَ ا َل ُمت ََو ِ ّكئًا َ سأَلُوهُ َ
ع ِن ُّ فَ َ
الرو ُح ِم ْن أ َ ْم ِر
الروحِ قُ ِل ُّ ﴿و َي ْسأَلُون ََك َ
ع ِن ُّ ظنَ ْنتُ أَنَّهُ يُو َحى ِإلَ ْي ِه ،فَقَا َلَ : َقا َلَ :ف َ
َر ِبّي َو َما أُوتِيت ُ ْم ِمنَ ْال ِع ْل ِم ِإال قَ ِليال﴾
380
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عا} أي ♤
ض يَ ُۢنبُو ً ﴿وقَالُ ۟
وا لَن نُّ ۡؤ ِمنَ لَ َك َحت َّ ٰى ت َ ۡف ُج َر لَنَا ِمنَ ٱ َۡل َ ۡر ِ قوله َ
كفارقريش
ت أ َ َّنهُ لَي َ
ْس علَي َْك ،فَقَ ْد َ
ع ِل ْم َ ضنَا َع َر ْ غي َْر قَا ِب ٍل ِمنَّا َما َ ت َ قَالُوا :يَا ُم َح َّمدُ ،فَإ ِ ْن ُك ْن َ
شا ِم َّنا ،فَا ْسأ َ ْل َلنَا ع ْي ً اال َو َال أَ َ
ش َّد َ ض َيقَ ِم َّنا ِب َالدًاَ ،و َال أَ َق َّل َم ً
اس أَ ْ أ َ َح ٌد ِمنَ ال َّن ِ
علَ ْينَا، ع َّنا َه ِذ ِه ْال ِجبَا َل الَّتِي قَ ْد َ
ضيَّقت َ َرب ََّك الَّذِي بَ َعث َ َك ِب َما بَ َعث َ َك ِب ِه ،فَ ْليُ َ
س ِيّ ْر َ
ش ِام َو ْال ِع َرا ِ
ق سط لَنَا بِ َال َدنَاَ ،و ْليُفَجر فِي َها أ َ ْن َه ً
ارا َكأ َ ْن َه ِ
ار ال َّ .و ْليب ُ
َ
ش ُر ُه ْم َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة َ
علَى ُو ُجو ِه ِه ْم) في الصحيحين من حديث ♤ َوقَ ْولُهَُ :
(ونَحْ ُ
علَى ُو ُجو ِه ِه ْم؟ اس َ ْف يُحْ ش َُر ال َّن ُ سو َل اللَّ ِهَ ،كي َ أَنَس بْن َما ِلكٍ قال :قِي َل :يَا َر ُ
"قَا َل" :الَّذِي أ َ ْمشَا ُه ْم َ
ع َلى أ َ ْر ُج ِل ِه ْم َقاد ٌِر َع َلى أ َ ْن يُ ْم ِش َي ُه ْم َ
ع َلى ُو ُجو ِه ِه ْم
ض أ َ ْكبَ ُر ِم ْن خ َْل ِ
ق النَّ ِ
اس﴾ ت َواَل َ ْر ِ يَ ۡخلُقَ ِم ۡثلَ ُه ۡم} َك َما قَا َلَ ﴿ :لخ َْل ُق ال َّ
س َم َاوا ِ
381
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أي بَيَّنّاهُ ♤
على ُم ْكثٍ﴾ ْ ﴿وقُ ْرآنا ً فَ َر ْقناهُ ِلت َ ْق َرأَهُ َ
ع َلى النَّ ِ
اس َ قَ ْولُهُ ت َ َعالَىَ :
ب والباط ِل ،أو أ ْنزَ ْلناهُ ُمفَ َّرقًا ِب َح َ
س ِ ِ ص ْلناهُ وفَ َّر ْقنا ِب ِه َبيْنَ ال َح ّ ِ
ق ضحْ ناهُ ،وفَ َّ
وأو َ ْ
سنَةً
ث و ِع ْش ِرينَ َ .الوقا ِئعِ في ثَال ٍ
َ
382
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت ب َها} في الصحيحين من ♤
وال تُخَافِ ْ
ص َال ِت َك َ
تعالى{و َال تَجْ َه ْر ب َ
َ قوله
صلَّى اللهُ عليه ورسو ُل َّ
الل ِه َ ت َي اللَّهُ ع ْنه َما ،قا َل :نَزَ لَ ْ
ض َ
َّاس َر ِ
عب ٍحديث اب ِْن َ
ص ْوتَهُ بالقُ ْر ِ
آن ،فَإ ِ َذا َ
س ِم َعهُ صلَّى بأ َ ْ
ص َحابِ ِه َرفَ َع َ وسلَّ َم ُم ْختَفٍ ب َم َّكةَ ،كانَ إذَا َ
صلَّى سبُّوا القُ ْرآنَ و َمن أ ْنزَ لَهُ و َمن َجا َء به ،فَقا َل اللَّهُ ت َ َعالَى ِل َن ِب ِيّ ِه َ ال ُم ْش ِر ُكونَ َ
أي ب ِق َرا َءتِ َكَ ،فيَسْمع ال ُم ْش ِر ُكونَ فَيَ ُ
سبُّوا ص َالتِ َك} ْ{و َال تَجْ َه ْر ب َ اللهُ عليه َّ
وسل َمَ :
س ِب ً
يال} ذلك َ ص َحابِ َك فال تُس ِْم ْع ُه ْمَ ،
{وا ْبت َِغ بيْنَ َ ت ب َها} عن أ ْ القُ ْرآنَ َ
{و َال تُخَافِ ْ
تمت سورة اْلسراء والحمد لله
383
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سورة الكهف
ي َم ِ ّكيَّةٌ
.و ِه َ
َ
ص َمةٌ ِمنَ
آخ ِرهَاَ ،وأَنَّ َها ِع ْ ض ِل َهاَ ،و ْال َعش َِر ْاآل َيا ِ
ت ِم ْن أ َ َّو ِل َها َو ِ ِذ ْك ُر َما َو َر َد ِفي فَ ْ
:ال َّد َّجا ِل
َّار
ف ،وفي الد ِ في الصحيحين عن البراء بن عازب قال :قَ َرأ َ َر ُج ٌل ال َك ْه َ
صلَّى غ ِش َي ْتهُ ،فَ َذ َك َرهُ للنب ّ
يِ َ س َحا َبةٌ َض َبا َبةٌْ ،أو َ سلَّ َم ،فَإ ِ َذا َ الدَّابَّةَُ ،ف َج َع َل ْ
ت ت َ ْن ِف ُر ،فَ َ
تآنْ ،أو تَن ََّزلَ ْت ِل ْلقُ ْر ِ وسل َم فَقَا َل :ا ْق َرأْ فُ َال ُن ،فإنَّ َها ال َّ
س ِكينَةُ نَزَ َل ْ اللهُ عليه َّ
384
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يء ﷺ ♤
تاب﴾ فَ ِذ ْك ُر ال َّن ِب ِ
ع ْب ِد ِه ال ِك َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ال َح ْم ُد ِللَّ ِه الَّذِي أ ْنزَ َل َ
على َ
ع َل ْي ِه نزلَ ِت ِه ،وت َ ْن ِويهٌ ِب ِه ِبما في إ ْنزا ِل ال ِكتا ِ
ب َ يب ِل َم ِ ف العُبُو ِديَّ ِة ِللَّ ِه؛ ت َ ْق ِر ٌ
ص ِ
ِب َو ْ
ࣰ
س ۡب َح ٰـنَ ٱلَّ ِذ ۤی أَ ۡس َر ٰى بِ َع ۡب ِد ِهۦ لَ ۡيال
﴾ِ ..من ِر ْف َع ِة قَ ْد ِر ِه َكما في قَ ْو ِل ِه ت َعالى ﴿ ُ
﴿ويُ ْنذ َِر الَّذِينَ قَالُوا ات َّ َخذَ اللَّهُ َولَدًا﴾ قالت اليهود عزير ابن الله♤ ،
قوله َ
وقالت النصارى المسيح ابن الله ،وقال مشركوا العرب المالئكة البنات
.الله ،تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
ت َك ِل َمةً ت َْخ ُر ُج ِم ْن أ َ ْف َوا ِه ِه ْم} كما قال تعالى ﴿ت َ َكا ُد ال َّ
س َم َاواتُ وقوله ﴿ َكبُ َر ْ
لرحْ َم ِن َولَدًا﴾ ض َوت َِخ ُّر ْال ِج َبا ُل َهدًّا * أ َ ْن َد َ
ع ْوا ِل َّ َيتَفَ َّ
ط ْرنَ ِم ْنهُ َوت َ ْنش َُّق ْ
اَلر ُ
ع ُه ُم الَّذِي ت َ َم َّ
س ُكوا ِب ِه يم لَ ْو ٌح ُك ِت َب ْ
ت فِي ِه أسْماؤُهم أو ش َْر ُ الر ِق َ صحيح َّ
أن َّ .ال ّ
.وقصة أصحاب الكهف ذكرت في هذه السورة فقط وكانت قبل النبي
وفي كتب السير أ َ َّن ْال ُم ْش ِركِينَ َ
سأَلُوا النبي صلى الله عليه وسلم َ
ع ْن ِفتْ َي ٍة
الروحِ
ع ِن ُّع ْن ذِي ْالقَ ْرنَي ِْن َو َ
.فُ ِقدُواَ ،و َ
ض ي ِ َم ِح ٍّل ِمنَ ْ
اَلر ِ ف وأسْما َءهم ،وفي أ ّ ب ال َك ْه ِ
صحا ِ صةَ أ ْ أن ِق َّ وا ْعلَ ْم َّ
على ما في القُ ْر ِ
آن، ش ْي ٌء زا ِئ ٌد َ ع ِن النَّ ِب ّ
يِ ﷺ َ ت ِفي ِه َكانُواُ ،ك ُّل ذَ ِل َك لَ ْم َيثْبُ ْ
يرة ٌ إسْرائِي ِليَّةٌ
بار َك ِث َ
أخ ٌ .و ِل ْل ُمفَ ِ ّ
س ِرينَ في ذَ ِل َك ْ
ش ْر لَ ُك ْم ♤ ﴿و ِإ ِذ ا ْعت َزَ ْلت ُ ُمو ُه ْم َو َما َي ْعبُدُونَ ِإال اللَّ َه فَأ ْ ُووا ِإلَى ْال َك ْه ِ
ف َي ْن ُ قوله َ
َربُّ ُك ْم ِم ْن َرحْ َمتِ ِه﴾
386
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله﴿ :فَ ْل َي ْن ُ
ظ ْر أَيُّ َها أ َ ْز َكى َ
ط َعا ًما﴾ قيل معناه فلينظر أي أهل المدينة أكثر ♤
.طعاما
ب وأح ّل طعاما .ورجحه ابن جرير وابن كثير وقيل :بل معناه :أيها أ َ ْ
ط َي ُ
387
جامع التيسير في تعليقات التفسير
388
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سلُوا ُم َح َّمدًا
أن ال َي ُهو َد قالُوا ِلقُ َري ٍْشَ :
ب نُ ُزو ِل َه ِذ ِه اآل َي ِة ال َك ِري َم ِةَّ « :
قيل َو َس َب ُ
ع ْن
ض ) ،يَ ْعنُونَ ذا القَ ْرنَي ِْن ( ،و َ
اَلر ِ ع ْن َر ُج ٍل َ
ط ّوافٍ في ْ الروحِ ،و َ
ع ِن ُّ
ﷺ َ
ف ،فَقا َل لَهم
حاب ال َك ْه ِ
ص َ الماضيَ ،ي ْعنُونَ أ ْ
ِ مان
الز ِع ِجي َبةٌ في َّ
صةٌ َ
ِفتْ َي ٍة لَهم ِق َّ
إن شا َء اللَّهُ س ْألت ُ ْم َ
ع ْنهُ“ ،و َل ْم يَقُ ْل ْ ع ّما َ سأ ُ ْخ ِب ُركم َ
غدًا َ سو ُل اللَّ ِه ﷺَ ” :
َ ...ر ُ
ع َد ِم سلَيْمانَ َ
على َ على ذَ ِل َك فقد عات َ
َب َنبِيَّهُ ُ و َكما عات َ
َب الله َنبِيَّهُ في َه ِذ ِه اآليَ ِة َ
إن شا َء اللَّهُ ،كما ثبت في الصحيحين .قَ ْو ِل ِه ْ
شار إ َل ْي ِه ♤
شدًا﴾ ال ُم ُ أن يَ ْه ِديَنِي َربِّي َِل ْق َر َ
ب ِمن هَذا َر َ قوله﴿ :وقُ ْل َعسى ْ
أن يُ َو ِفّقَنِي أي :قُ ْل يا ُم َح َّم ُد َ
عسى ْ ف ْب ال َك ْه ِ بِقَ ْو ِل ِه ( ِمن هَذا ) هو َنبَأ ُ أ ْ
صحا ِ
ت والدَّالئِ ِل ال ّد َّال ِة َ
على نُبُ َّوتِي ش ْيءٍ أ ْق َر َ
ب ِمن هَذا النَّبَ ِأ ِمنَ اآليا ِ َ .ربِّي ِل َ
389
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْد ٌل♤ .
ص ْد ٌق وأحْ كا َمها َ
بارها ِ
أخ َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ال ُمبَ ِ ّد َل ِل َك ِلما ِت ِه﴾ ْ
أيَِ :ل َّن ْ
س ِمي ُع ت َك ِل َمةُ َر ِبّ َك ِ
ص ْد ًقا و َ
ع ْد ًال ال ُمبَ ِ ّد َل ِل َك ِلما ِت ِه وهو ال َّ ﴿وت َ َّم ْ
َكما قال ت َعالىَ :
العَ ِلي ُم﴾
390
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ورهَاَ .كما قا َل ♤
س ُ س َرا ِدقُ َها﴾ أ َ ْ
يُ : َارا أ َ َحا َ
ط بِ ِه ْم ُ قوله ﴿:إِ َّنا أ َ ْعت َ ْدنَا ِل َّ
لظا ِل ِمينَ ن ً
ت َعالى﴿ :لَهم ِمن َج َهنَّ َم ِمها ٌد ِ
ومن فَ ْوقِ ِه ْم غ ٍ
َواش﴾
وقوله ت َعالى﴿ :يُغاثُوا ِبماءٍ كال ُم ْه ِل﴾ قال الشنقيطي :وال ُم ْه ُل في اللُّغَ ِة :يُ ْ
ط َل ُق
صاص
ِ والر
حاسَّ ، ب ال َحدِي ِد والنُّ ِ
ضَ ،كذا ِئ ِ
اَلر ِ
ِيب ِمن َجوا ِه ِر ْ على ما أُذ َ َ
.ونَحْ ِو ذَ ِل َك
ت وهو َع َك ُرهُ .وال ُمرا ُد ِبال ُم ْه ِل في اآل َي ِة :ما ي ِ َّ
الز ْي ِ على د ُْر ِد ّ ط َل ُق أ ْي ً
ضا َ َويُ ْ
ضاَلر ِ
يب ِمن َجوا ِه ِر ْ .أ ُ ِذ ُ
391
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿و َكانَ لَهُ ث َ َم ٌر﴾ ِقي َلْ :ال ُم َرا ُد ِب ِهْ :ال َمالَُ .و ِقي َل :ال ِث ّ َم ُ
ار َو ُه َو اختيار ♤ قولهَ :
.ابن كثير
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ولَئِ ْن ُر ِددْتُ إلى َربِّي ََل ِج َد َّن َخي ًْرا ِمنها ُم ْنقَلَبًا﴾ قال تعالى ♤
سبُونَ أنَّما نُ ِمدُّهم بِ ِه ِمن ما ٍل وبَنِينَ ﴾ ُمبَيِّنًا َك ِذبَهم وا ْغتِ َ
رارهم فِيما ا َّد َ
ع ْوهُ﴿ :أ َيحْ َ
﴿وما ْأموالُكم وال ْأوالدُكم ع لَهم في ال َخيْرا ِ
ت َبل ال َي ْشعُ ُرونَ ﴾ وقَالَ : ﴿نُ ِ
سار ُ
ِبالَّتِي تُقَ ِ ّربُكم ِع ْن َدنا ُز ْلفى﴾
392
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت َجنَّت ََك قُ ْل َ
ت َما شَا َء اللَّهُ َال قُ َّوة َ ِإال ِباللَّ ِه﴾ كما في ♤ ﴿ولَ ْوال ِإ ْذ َدخ َْل َ
قولهَ :
حديث أنس بن مالك " َمن رأى شيئًا فأ ْع َجبَه ،فقال :ما شا ُء اللهُ ،ال قُ َّوة َ َّإال
عي ٌْن
ض َّرهُ َ
"بالل ِه؛ لم ي ُ
عرشه ♤ س ْق ُ
ف وهو ما ّ وش :ال َّ
ع ُرو ِشها﴾ والعُ ُر ِ قوله﴿:وهي خا ِو َيةٌ َ
على ُ
.الناس
غي َْر َم ْع ُروشَاتٍ﴾
ت َو َ ﴿و ُه َو الَّذِي أ َ ْن َ
شأ َ َجنَّا ٍ
ت َم ْع ُروشَا ٍ كما قال تعالىَ :
الوال َيةُ ♤
ون َقام ،وتِ ْل َك الحا ِل ت َ ُك ُ الوال َيةُ ِل َّل ِه﴾ْ ،
أي :في ذَ ِل َك ال َم ِ قولهُ ﴿ :هنا ِل َك َ
على هَذاذاب َر َج َع إلى اللَّ ِه ،و َ
ِمن ُك ِّل أ َح ٍد ِللَّ ِه؛ َِل َّن الكا ِف َر إذا َرأى ال َع َ
ال َم ْعنى فاآليَةُ َكقَ ْو ِل ِه ت َعالى﴿ :فَلَ ّما َر ْأوا بَأْ َ
سنا قالُوا آ َمنّا ِباللَّ ِه وحْ َدهُ و َكفَ ْرنا ِبما
ع ْونَ َ ﴿ :حتّى إذا أ ْد َر َكهُ الغ ََر ُق قا َل آ َمنتُ أنَّهُ ُكنّا بِ ِه ُم ْش ِركِينَ ﴾ وقَ ْو ِلـ ِه في فِ ْر َ
َت ِب ِه َبنُو إسْرا ِئي َل وأنا ِمنَ ال ُم ْس ِل ِمينَ ﴾ ال إ َلهَ ّإال الَّذِي آ َمن ْ
393
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :الما ُل وال َبنُونَ ِزينَةُ ال َحياةِ ال ُّد ْنيا والباقِياتُ ال ّ
صا ِلحاتُ َخي ٌْر ♤
ت ِمنَ ش َهوا ِ اس ُحبُّ ال َّ ِع ْن َد َر ِبّ َك ثَوا ًبا و َخي ٌْر أ َم ًال﴾ َكقَ ْو ِل ِه ت َعالىُ :
﴿ز ِيّنَ ِللنّ ِ
س َّو َم ِة
ض ِة وال َخ ْي ِل ال ُم َب وال ِف َّ ط َرةِ ِمنَ الذَّ َه ِ
ير ال ُمقَ ْن َ ساء والبَنِينَ والقَ ِ
ناط ِ النِّ ِ
ث ذَ ِل َك َمتاعُ ال َحياةِ ال ُّد ْنيا واللَّهُ ِع ْن َدهُ ُحس ُْن ال َمآ ِ
ب﴾ ﴿قُ ْل واَل ْن ِ
عام وال َح ْر ِ
ات تَجْ ِري ِمن تَحْ تِها اَل ْن ُ
هار أ ُؤنَ ِبّئُكم ِب َخي ٍْر ِمن َذ ِلكم ِللَّذِينَ اتَّقَ ْوا ِع ْن َد َر ِبّ ِه ْم َجنّ ٌ
ص ِحيحِ" :ال ُّد ْنيَا ُح ْل َوة ٌ خ ِ
َض َرة ٌ ث ال َّ ط َّه َرةٌ﴾ َوفِي ْال َحدِي ِ وأزوا ٌج ُم َ "خا ِلدِينَ ِفيها ْ
ي ْاَل َ ْع َما ُل
س .وقيلِ :ه َ صلَواتُ الخ َْم ُ صا ِلحاتُ قيل :إنَّها ال َّ والبا ِقياتُ ال ّ
َارهُ اب ُْن َج ِرير وابن كثير .وقيل غير ذلك وثبت في اخت َصا ِل َحةُ ُكلُّ َهاَ .و ْ
ال َّ
ت اللهُ واللَّهُ أ َ ْك ُ
بر منَ الباقيا ِ وال إلَهَ َّإال َّ
الحديث "سبحانَ اللَّ ِه والحم ُد َّلل ِه َ
صالحاتِ" صححه اَللباني
.ال َّ
394
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْن ْأم ِر َر ِبّ ِه﴾ ظا ِه ٌر في ♤سقَ َيس َكانَ ِمنَ ْال ِج ِّن فَفَ َ س َجدُوا ِإال ِإ ْب ِل َ َوقَ ْو ِل ِه ﴿فَ َ
وف الدّالَّ ِة
َلن الفا َء ِمنَ ال ُح ُر ِ ع ْن ْأم ِر َر ِّب ِه َك ْونُهُ ِمنَ ِ
الج ِّن َّ ب ِف ْس ِق ِه َس َب َ
أن َ َّ
َار- ،والراجح أنه ليس ارجٍ ِم ْن ن ٍ صلُهُ؛ فَإِنَّهُ ُخ ِلقَ ِم ْن َم ِ على الت َّ ْع ِلي ِلَ ،وخَانَهُ أ َ ْ َ
ع ْن
ص ِحيحِ ُم ْس ِل ٍم َ ت فِي َ ورَ ،ك َما ث َ َب َ ق ْال َم َالئِ َك ِة ِم ْن نُ ٍص ُل خ َْل ِمن المالئكةَ -وأ َ ْ
اللهُ عليه وسلم ،أنه قَا َلُ " :خ ِلقت ْال َم َال ِئ َكةُ ِم ْن صلَّى َّ الل ِه َسو ِل َّ شةََ ،
ع ْن َر ُ عا ِئ َ
َ
ف لَ ُك ْم ص َ يس ِم ْن مارج من نارُ ،خلق آ َد ُم ِم َّما ُو ِور ،و ُخلق ِإ ْب ِل ُ
"نُ ٍ
يسَ .كما قا َل ب ال ُك ْف ِر الَّذِي ْ
ارت َ َكبَهُ إ ْب ِل ُ أما ال َمالئِ َكةُ فإنهم معصومون ِم ِن ا ْرتِكا ِ
صونَ اللَّهَ ما أ َم َرهم و َي ْف َعلُونَ ما يُؤْ َم ُرونَ ﴾
ع ْنهم﴿ :ال َي ْع ُ
ت َعالى َ
395
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ْطان ذُ ِ ّريَّةً.
شي ِ أن ِلل َّ قوله﴿ :أ َفتَت َّ ِخذُو َنهُ وذُ ِ ّريَّتَهُ ْأو ِليا َء ِمن دُو ِني﴾ َد ِلي ٌل َ
على َّ
علَيْها ِمن ط ِريقَةُ ُو ُجو ِد نَ ْس ِل ِه ه َْل هي َ
ع ْن ت َْز ِويجٍ ْأو َ
غي ِْر ِه ،ال َد ِلي َل َ ولَ ِك ْن َ
ش ْيءٍ َج َد ًال﴾ ♤
سان أ ْكث َ َر َ
﴿وكانَ اْل ْن ُ
قولهَ :
396
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َمالل ِه َ أن َرسو َل َّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه َّ
ص ِلّيَ ِ
ان؟ فَقُلتُ :يا س َال ُم لَ ْي َلةً ،فَقا َل :أ َ َال ت ُ َ
ي ِ عليه ال َّ اط َمةَ ب ْن َ
ت النب ّ َ
ط َرقَهُ وفَ ِ
ف ِحينَ قُ ْلنَا َ
ذلك سنَا ب َي ِد اللَّ ِه ،فَإِذَا شَا َء أ َ ْن َي ْب َعثَنَا َب َعثَنَا ،فَا ْن َ
ص َر َ َرسو َل اللَّ ِه ،أَ ْنفُ ُ
ب فَ ِخ َذهُ ،وهو يقولَُ :
{وكانَ ي شيئًا ،ث ُ َّم َ
س ِم ْعتُهُ وهو ُم َو ٍّل يَض ِْر ُ ولَ ْم يَ ْر ِج ْع إلَ َّ
ان أ َ ْكث َ َر شيءٍ َج َد ًال} رواه البخاري ومسلم
س ُاْل ْن َ
أن يُؤْ ِمنُوا إ ْذ جا َء ُه ُم ال ُهدى و َي ْست َ ْغ ِف ُروا َربَّهم ♤ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وما َمنَ َع النّ َ
اس ْ
اَلولِينَ ْأو يَأْتِيَ ُه ُم ال َع ُ
ذاب قُبُ ًال﴾ أن ت َأْتِيَهم ُ
سنَّةُ َّ ّإال ْ
هان ِمنَ الت َّ ْف ِس ِ
ير ِ :في َه ِذ ِه اآل َي ِة ال َك ِري َم ِة وجْ ِ
فار إ ْذ
واال ْستِ ْغ ِ
اْليمان ِ
ِ أن َم ْعنى اآل َي ِة :وما َم َن َع ال ّن َ
اس ِمنَ اَلو ُل ِمن ُهما ََّّ
سبَقَ في ِع ْل ِمناِ :من أنَّهم ال الواضحاتِّ ،إال ما َ ِ تس ُل بِالبَ ِّينا ِ جا َءتْ ُه ُم ُّ
الر ُ
ار، على ُك ْف ِر ِه ْم َحتّى ت َأ ْ ِت َيهم ُ
سنَّةُ اَل َّولِينَ ِمنَ ال ُكفّ ِ يُؤْ ِمنُونَ َ ،ب ْل َي ْست َِم ُّرونَ َ
ب إيّاهم يَ ْو َم ال ِقيا َم ِة قُبُ ًال .ورجحه الشنقيطي رحمه الله .وإتْ ُ
يان ال َعذا ِ
ِيرهُ :وما َم َن َع النّ َ
اس أن في اآليَ ِة ال َك ِري َم ِة ُمضافًا َمحْ ذُوفًا ،ت َ ْقد ُ القَ ْو ُل الثّانِيَّ :
اَلولِينَ ْ ،أو َيأ ْ ِت َي ُه ُم ال َع ُ
ذاب أن ت َأ ْ ِت َيهم ُ
س َّنةُ َّ فار ّإال َ
ط َلبُهم ْ واال ْس ِت ْغ ِ
اْليمان ِ
ِ ِمنَ
.قُبُ ًال
397
جامع التيسير في تعليقات التفسير
398
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
ی ُحقُبا} س ٰى ِل َفت َٰىهُ َ ۤال أ َ ۡب َر ُح َحت َّ ٰۤى أ َ ۡبلُ َغ َم ۡج َم َع ۡٱل َب ۡح َر ۡي ِن أ َ ۡو أ َ ۡم ِ
ض َ ﴿و ِإ ۡذ قَا َل ُمو َ
َ
س َال ُم خ ِ
َطيبًا في َبنِي سى عليه ال َّ حديث ابن عباس في الصحيحين "قَ َ
ام ُمو َ
َب اللَّهُ عليه إ ْذ لَ ْم يَ ُر َّد
اس أ َ ْعلَ ُم؟ فَقا َل :أَنَا أ َ ْعلَ ُم ،قا َل فَ َعت َ س ِئ َل :أ َ ُّ
ي النَّ ِ إس َْرائِي َل فَ ُ
ع ْبدًا ِمن ِع َبادِي ب َمجْ َم ِع ال َبحْ َري ِْن هو أ َ ْع َل ُم
أن َ ال ِع ْل َم إ َل ْي ِهْ ،
فأو َحى اللَّهُ إلَ ْي ِهَّ :
كيف لي ب ِه؟ ف ِقي َل له :احْ ِم ْل ُحوتًا في ِم ْكتَ ٍل، َ ي َربّ ِ سى :أَ ْ ِم ْن َك ،قا َل ُمو َ
طلَقَ معهُ َفت َاهَُ ،وهو يُو َش ُع ُ
بن نُ ٍ
ون، طلَقَ َوا ْن َ ْث ت َ ْف ِق ُد ال ُح َ
وت فَهو ث َ َّم ،فَا ْن َ فَ َحي ُ
ان حتَّى س َال ُمُ ،حوتًا في ِم ْكتَ ٍل َوا ْن َ
طلَقَ هو َو َفت َاهُ َي ْم ِش َي ِ فَ َح َم َل ُمو َ
سى عليه ال َّ
الم ْكت َ ِل،
ب ال ُحوتُ في ِ ض َ
ط َر َ س َال ُم َوفَت َاهُ ،فَا ْ
سى عليه ال َّ أَتَيَا ال َّ
ص ْخ َرة َ ،فَ َرقَ َد ُمو َ
س َك اللَّهُ ع ْنه ِج ْريَةَ ال َم ِ
اء ط في البَحْ ِر ،قا َل َوأ َ ْم َ الم ْكت َ ِل ،فَ َ
س َق َ حتَّى خ ََر َج ِمنَ ِ
طلَقَا
ع َجبًا ،فَا ْن َ
سى َوفَت َاهُ َس َر ًباَ ،وكانَ ِل ُمو َ ت َ ق ،فَكانَ ِل ْل ُحو ِ الطا ِحتَّى كانَ ِمثْ َل َّ
سى أ َ ْن يُ ْخبِ َرهُ ،فَلَ َّما
ب ُمو َ
اح ُ
ص ِي َ بَ ِقيَّةَ يَ ِ
وم ِهما َو َل ْيلَتِ ِه َماَ ،ونَ ِس َ
399
جامع التيسير في تعليقات التفسير
400
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أن ال َمجازَ في َه ِذ ِه اآل َيةُ ال َك ِري َمةُ ِمن أ ْك َب ِر اَلدِلَّ ِة الَّ ِتي َي ْست َ ِد ُّل ِبها القا ِئلُونَ ِ :ب َّ
أن ت َ ُكونَ َح ِقيقَةً ،وإنَّما
ضاض ال يُ ْم ِك ُن ْ َ دار ِاال ْن ِق الج ِ
أن إرا َدة َ ِ آن زا ِع ِمينَ َّ القُ ْر ِ
على أنَّهُ ال ما ِن َع ِمن َك ْو ِن إرا َد ِة ب َّ
الل ِه َ ٌ
آيات ِمن ِكتا ِ جاز ،وقَ ْد َد َّل ْ
ت هي َم ٌ
دار َح ِقيقَةً .وذكر منها تسبيح الجمادات ،وت َ ْس ِلي ُم ذَ ِل َك ال َح َج ِر ،و َحنِ ُ
ين َذ ِل َك الج ِ
ِ
الج ْذعِ َجزَ ً
عا ِل ِفراقِ ِه صلى الله عليه وسلم ِ
َت ِل َمساكِينَ يَ ْع َملُونَ فِي ْالبَحْ ِر﴾ فيه دليل على:س ِفينَةُ فَكان ْ
قَ ْولُهُ تَعَا َلى﴿ :أ َ َّما ال َّ
ير .وفيه أيضا القاعدة :ارتكاب أخف اال ِمنَ ْالفَ ِق ِ
سن َح ً أن ْال ِم ْسكِينَ أَحْ َ َّ
الضررين.
قوله {فَكانَ أبَ َواهُ ُمؤْ ِمنَي ِْن} وكان الغالم كافرا في علم الله .وفي حديث ابن
أن يُ ْر ِهقَ ُهما ُ
ط ْغ َيا ًنا، عباس السابق "{كانَ أ َب َواهُ ُمؤْ ِم َني ِْن} وكانَ َكا ِف ًرا {فَ َخ ِشينَا ْ
أن يُتَابِ َعاهُ علَى دِينِ ِه".. و ُك ْف ًرا} ْ
أن يَحْ ِملَ ُهما ُحبُّهُ علَى ْ
ي .والصواب أنه نبي.
ي قيل و ِل ٌّ َض ٍر أ ْه ُل العُقُو ِل ِقي َل َنبِ ٌّ
ت في خ ِ واختَلَفَ ْ
ْ
إطالقُها َ
على ال ُّنبُ َّوةِ في القُ ْرآن الرحْ َمةَ ت َ َك َّر َر ْ
َلن َّ َّ
401
جامع التيسير في تعليقات التفسير
402
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض فَ َه ْل نَجْ َع ُل قوله ﴿قَالُوا يَا َذا ْالقَ ْرنَي ِْن ِإ َّن يَأ ْ ُجو َج َو َمأْ ُجو َج ُم ْف ِسدُونَ فِي ْ
اَلر ِ
لَ َك خ َْر ًجا﴾ هم بنو آدم وأهل فساد وكفر ،وهم في اَلرض واختلف في
مكانهم والعلم عند الله.
403
جامع التيسير في تعليقات التفسير
حديث النواس بن سمعان اَلنصاري عند مسلم في قصة الدجال" .فَب ْينَما هو
سى :إ ِنّي ق ْد أَ ْخ َرجْ تُ ِعبَادًا ِلي ،ال يَ َد ِ
ان َل َ َح ٍد ذلك ِإ ْذ أ َ ْو َحى َّ
اللهُ إلى ِعي َ َك َ
اللهُ َيأ ْ ُجو َج َو َمأ ْ ُجو َجَ ،و ُه ْم ِمن ُك ِّل
ث َّور َو َي ْب َع ُ ب ِقت َا ِل ِه ْم ،فَ َح ِ ّر ْز ِع َبادِي إلى ُّ
الط ِ
طبَ ِريَّةَ َفيَ ْش َربُونَ ما فِي َهاَ ،ويَ ُم ُّر ب َي ْن ِسلُونَ ،فَيَ ُم ُّر أ َ َوائِلُ ُه ْم علَى بُ َحي َْر ِة َ
َح َد ٍ
ص َحابُهُ، سى َوأ َ ْ ي الل ِه ِعي َ آخ ُر ُه ْم فيَقولونَ :لقَ ْد كانَ بهذِه َم َّرة ً َما ٌءَ ،ويُحْ َ
ص ُر َنبِ ُّ ِ
وم ،فَ َي ْرغ ُ
َب َار َل َ َح ِد ُك ُم ال َي َ س الث َّ ْو ِر َل َ َح ِد ِه ْم َخي ًْرا ِمن ِمئ َ ِة دِين ٍ حتَّى َيكونَ َرأْ ُ
صبِ ُحونَ َف في ِرقَابِ ِه ْم ،فيُ ْ ص َحابُهُ ،فيُ ْر ِس ُل اللَّهُ عليه ُم النَّغ َ سى َوأ َ ْ ي الل ِه ِعي َ نَبِ ُّ
ض،
اَلر ِ سى َوأَ ْ
ص َحابُهُ إلى ْ ي الل ِه ِعي َ اح َدةٍ ،ث ُ َّم يَ ْه ِب ُ
ط َنبِ ُّ ت نَ ْف ٍس َو ِ فَ ْر َ
سى َك َم ْو ِ
ي
َب نَ ِب ُّ ض َع ِشب ٍْر ِإ َّال َمألَهُ زَ َه ُم ُه ْم َونَتْنُ ُه ْم ،فَ َي ْرغ ُ
ض َم ْو ِ
اَلر ِ
فال َي ِجدُونَ في ْ
ت َفتَحْ ِملُ ُه ْم
ق البُ ْخ ِ طي ًْرا َكأ َ ْعنَا ِص َحابُهُ إلى الل ِه ،فيُ ْر ِس ُل اللَّهُ َ
سى َوأ َ ْ
الل ِه ِعي َ
فَت َْط َر ُح ُه ْم َحي ُ
ْث شَا َء اللَّهُ ،ث ُ َّم يُ ْر ِس ُل اللَّهُ َم َ
ط ًرا ال َي ُك ُّن منه َبيْتُ َم َد ٍر َو َال َو َب ٍر،
الزلَفَ ِة"
ض حتَّى يَتْ ُر َك َها َك َّ فَيَ ْغ ِس ُل ْ
اَلر َ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َمِ :من يَأْ ُجو َج و َمأ ْ ُجو َج
ي َ
وحديث بعث النار "فقا َل النب ُّ
واحدٌ" رواه البخاري. ومن ُكم ِِت ْس َع ِمئَ ٍة و ِت ْس َعةً و ِت ْسعِينَ ِ ،
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه "إن يأجوج ومأجوج يحفرون
السد حتى إذا أمسوا قالوا غداً نفتحه فيصبحون من الغد وقد أعاده الله كما
كان حتى إذا أراد الله فتحه قالوا نحن غدا ً نفتحه إن شاء الله فيصبحون من
الغد فيفتحونه ويتحصن الناس في حصونهم وآكامهم"
404
جامع التيسير في تعليقات التفسير
العرب
َ ٌ
ويافث فول َد سا ٌم "ولَ َد نو ٌح ثالثةً حا ٌم وسا ٌم
وفي حديث أبي هريرة َ
صقا ِلبةَ
رك وال َّ ٌ
يافث يأجو َج ومأجو َج والت ُّ َ والخير فيهم وول َد
ُ والروم
َ وفارس
َ
وبربر والسُّودانَ "
َ خير فيهم وول َد حا ٌم ال ِقب َ
ط وال َ
ض ِه ْم )ير في ( بَ ْع ِ ض﴾ قيل الض َِّم ُ قَ ْولُهُ﴿ :وت ََر ْكنا بَ ْع َ
ضهم يَ ْو َمئِ ٍذ يَ ُمو ُج في َب ْع ٍ
ق ،وهو الصواب .وال َي ْو ُم َي ْو ُم ال ِقيا َم ِة ِل َيأ ْ ُجو َج و َمأ ْ ُجو َج وقيل الض َِّم ُ
ير ِل ْلخ َْل ِ
ض .وهذا عند النَّ ْفخَة اَلُولى ،رجحه ض الخ َْل ِ
ق يَ ُمو ُج في بَ ْع ٍ أي :و َج َع ْلنا بَ ْع َ
ْ
.الشيخ
ور﴾ :هي النَّ ْف َخةُ الثّا ِن َيةُ.
ص ِ﴿ونُ ِف َخ في ال ُّ
405
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
ت َر ِبّی لَنَ ِف َد ۡٱل َب ۡح ُر َق ۡب َل أَن ت َنفَ َد َك ِل َم ٰـتُ َر ِبّی َولَ ۡو
﴿قُل لَّ ۡو َكانَ ۡٱل َب ۡح ُر ِم َدادا ِلّ َك ِل َم ٰـ ِ
ࣰ
ش َج َرةٍ أ َ ْقال ٌم
ض ِم ْن َ ﴿ولَ ْو أَنَّ َما فِي ْ
اَلر ِ َ ى: َ لاع
َ َ ت ل
َ ا َ ق امَ َ
ك ا﴾ د ِج ۡئنَا بِ ِم ۡث ِل ِهۦ َم َد
ع ِز ٌ
يز َح ِكي ٌم﴾ ت َك ِل َماتُ اللَّ ِه ِإ َّن َّ
اللهَ َ َو ْال َبحْ ُر َي ُم ُّدهُ ِم ْن َب ْع ِد ِه َ
س ْب َعةُ أ َ ْب ُح ٍر َما نَ ِف َد ْ
أي :ال ي أ َّنما إلَ ُهكم إلَهٌ ِ
واحدٌ﴾ ْ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قُ ْل إنَّما أنا بَش ٌَر ِمثْلُكم يُوحى إلَ َّ
غي ُْر بِش ٍَر ،بَ ْل أنا بَش ٌَر ِمثْلُكمْ ،
أي :بَش ٌَر ِمن ِج ْن ِس أقُو ُل لَكم إ ِنّي َملَ ٌك وال َ
ال َبش َِر ،كما في حديث ابن
مسعود في الصحيحين "إنَّما أنَا َبش ٌَر ِمثْلُ ُك ْم ،أ ْذ ُك ُر كما ت َ ْذ ُك ُرونَ وأ َ ْن َ
سى كما
ت َ ْن َ
س ْونَ "
صا ِل ًحا} وشروطه اْليمان ﴿فَ َم ْن َكانَ َي ْر ُجو ِلقَا َء َر ِبّ ِه َف ْل َي ْع َم ْل َ
ع َمال َ
واْلخالص واالتباع.
407
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفي حديث عمران بن الحصين سأل النبي صلى الله عليه وسلم "يا
ماء ،قال :
س ِ اَلرض ،وإلهٌ في ال َّ
ِ صين :كم إل ًها تعب ُد ؟ قال :سبعةٌ في
ُ ُح
ماء ،قال :فإذا هلك الما ُل
س ِ ضر من تدعو ؟ قال :الَّذي في ال َّ
فإذا أصابك ٌّ
وتشر ُكهم
ِ فيستجيب لك وح َده
ُ ماء ،قال :
س ِ من تدعو ؟ قال :الَّذي في ال َّ
معه"
ُ
"نحن وب﴾ أ َ ْ
ي :فِي ال ُّنبُ َّو ِة؛ وفي الحديث قوله ﴿ َي ِرثُنِي َو َي ِر ُ
ث ِم ْن آ ِل َي ْعقُ َ
ث ما تركناهُ صدقةٌ" أصله في صحيح البخاري.
اَلنبياء ال نُ َو َر ُ
ِ معا ِش َر
408
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت ِإلَى
ع ْن ُه ْمَ ،وذَ َه َب ْ ت ِم ْن أ َ ْه ِل َها َم َكانًا ش َْرقِيًّا﴾ أَيِ :ا ْعتَزَ لَتْ ُه ْم َوتَنَ َّح ْ
ت َ ﴿ا ْنت َ َبذَ ْ
ق ْال َمس ِْج ِد ْال ُمقَد َِّس.
ش َْر ِ
أيَِ :ل ُكونَ َس َب ًبا في ِه َب ِة َب َل ِك ُ
غال ًما زَ ِكيًّا﴾ْ ، ﴿قا َل إ َّنما أنا َر ُ
سو ُل َر ِبّ ِك َِله َ
س َب ِب ِه َح ْملُها ِعيسى، ص َل إلى الفَ ْرجَِ ،ف َ
صار ِب َ الم ِبالنَّ ْفخِ في ال ّد ِْرعِ الَّذِي و َ
الغُ ِ
أن هَذا النَّ ْف َخ في فَ ْر ِجها في قَ ْو ِل ِه ت َعالى:
ورةِ ”التَّحْ ِر ِيم“ َّ
س َوبَيَّنَ ت َعالى في ُ
وحنا﴾َت فَ ْر َجها فَنَفَ ْخنا ِفي ِه ِمن ُر ِ َت ِع ْمرانَ َّال ِتي أحْ َ
صن ْ ﴿و َم ْر َي َم ا ْبن ََ
ص َّو ُر ِمنِّي س ْسنِي بَش ٌَر َولَ ْم أَكُ بَ ِغيًّا﴾ أي َو َل ْستُ بِ َذا ِ
ت زَ ْوجٍَ ،و َال يُت َ َ ﴿ولَ ْم يَ ْم َ
َ
الزا ِنيَةُ.
ي َّ ور؛ َو ْالبَ ِغ ُّ
يِ :ه َ ْالفُ ُج ُ
قال ابن عباس رضي الله عنهما" :إن الله حيي كريم يكني بما شاء عما
شاء"
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فَناداها ِمن تَحْ تِها ّأال تَحْ زَ ِني قَ ْد َج َع َل َرب ُِّك تَحْ ت َِك َ
س ِريًّا﴾
العُلَما ُء ُم ْختَ ِلفُونَ في هَذا ال ُمنادِي الَّذِي ناداها َمن هو ؟ فَقا َل بَ ْع ُ
ض العُلَ ِ
ماء:
ض العُلَ ِ
ماء :هو ِجب ِْري ُل هو ِعيسى ،وقا َل َب ْع ُ
ّ
والظا ِه ُر أنه عيسى عليه السالم َلنه أقرب مذكور ولقوله {فأشارت إليه}
وتاء ”تَحْ ت َها“ فيه احتمال كبير على قِرا َء ِة ”فَناداها َمن تَحْ ت َها“ بِفَتْحِ ِ
الم ِيم ِ و َ
الولَ َد َكما ت َ ْق َبلُهُ القا ِبلَةُ.
على أنه ِجب ِْري ُل َي ْق َب ُل َ
ي هو ض أ ْه ِل ال ِع ْل ِم :ال َّ
س ِر ُّ ي ِ ُهنا ،فقا َل بَ ْع ُ واختَلَفو كذلك في ال ُمرا ِد بِال َّ
س ِر ّ ْ
الر ُج ُل الَّذِي َلهُ ش ََر ٌ
ف و ُم ُرو َءة ٌ. ي هو َّ
س ِر ُّ
ِعيسى ،وال َّ
410
جامع التيسير في تعليقات التفسير
412
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت َك َه ْيئ َ ِة َكب ٍْش ْأملَ َح ،فيُنادِي ُمنادٍ :يا أ ْه َل ال َجنَّ ِة ،فَ َي ْش َر ِئبُّونَ
"يُؤْ ت َى بال َم ْو ِ
هل ت َ ْع ِرفُونَ هذا؟ فيَقولونَ :نَ َع ْم ،هذا ال َم ْوتُ ،و ُكلُّ ُه ْم ق ْد ظ ُرونَ ،فيَقولُْ : ويَ ْن ُ
وهل ت َ ْع ِرفُونَ
ْ ظ ُرونَ ،ف َيقولُ: ار ،فَ َي ْش َر ِئبُّونَ و َي ْن ُ
َرآهُ ،ث ُ َّم ُينادِي :يا أ ْه َل النَّ ِ
هذا؟ فيَقولونَ :نَ َع ْم ،هذا ال َم ْوتُ ،و ُكلُّ ُه ْم ق ْد َرآهُ ،فيُ ْذبَ ُح ث ُ َّم يقولُ :يا أ ْه َل ال َج َّن ِة
{وأَ ْنذ ِْر ُه ْم يَ َ
وم ت ،ث ُ َّم قَ َرأََ :
ار ُخلُو ٌد فال َم ْو َ ت ،ويا أ ْه َل النَّ ِ ُخلُو ٌد فال َم ْو َ
غ ْفلَ ٍة أ ْه ُل ال ُّد ْنيا َ
{و ُه ْم ال غ ْفلَةٍ} ،و َهؤ ِ
ُالء في َ اَلم ُر و ُه ْم في َ
ي ْ ال َحس َْر ِة إ ْذ قُ ِ
ض َ
يُؤْ ِمنُونَ }
ص ّدِيقًا﴾ في أقواله وأفعاله
يم إنَّهُ كانَ ِ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :وا ْذ ُك ْر في ال ِكتا ِ
ب إبْرا ِه َ
عهُ ِبال ِف ْع ِل في ذَ ِل َك أن َي ْذ َب َح ولَ َدهُ ،و ُ
ش ُرو ُ ص ْدقِ ِه في ُمعا َملَتِ ِه َربَّهُِ :رضاهُ ِب ْ َو ِمن ِ
الولَ َد فِ ْل َذة ٌ ِمنَ ال َكبِ ِد.
أن َعةً ِل َربِّ ِهَ ،م َع َّ
طا َ
قاء في النّ ِ
ار. على ْ
اْلل ِ ص ْد ِق ِه في ُمعا َملَ ِت ِه َم َع َر ِبّ ِهَ :
صب ُْرهُ َ َو ِمن ِ
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة "لَ ْم يَ ْكذِبْ ِإب َْرا ِهي ُم النب ُّ
ي عليه
س ِقي ٌمَ ،وقَ ْولُهُ :بَ ْل
ت الل ِه ،قَ ْولُهُ :إ ِنّي َ
ث َك َذبَاتٍ ،ثِ ْنتَي ِْن في َذا ِ س َال ُم ،قَ ُّ
ط إِ َّال ث َ َال َ ال َّ
ارةَ" اح َدة ٌ في شَأ ْ ِن َ
س َ ير ُه ْم هذاَ ،و َو ِ فَ َعلَهُ َك ِب ُ
﴿وإ ْذ قا َل إبْرا ِهي ُم
ْص ُر﴾ َكقَ ْو ِل ِهَ :
ت ِل َم ت َ ْعبُ ُد ما ال يَ ْس َم ُع وال يُب ِ﴿إ ْذ قا َل َِل ِبي ِه ياأ َب ِ
ين﴾ وكان أبوه ضال ٍل ُمبِ ٍ أراك وقَ ْو َم َك في َ
َ صنا ًما آ ِل َهةً إ ِنّيَِلبِي ِه آزَ َر أتَت َّ ِخذُ أ ْ
يصنع اَلصنام.
س ِويًّا﴾ كما طا َص َرا ًِك ِ ت ِإ ِنّي َق ْد َجا َءنِي ِمنَ ْال ِع ْل ِم َما لَ ْم يَأ ْ ِت َك فَاتَّبِ ْعنِي أ َ ْهد َ
﴿يَا أَبَ ِ
ࣱ ࣱ
ص َر ٰط ُّم ۡست َ ِقيم}{و ِإ َّن ٱللَّهَ َربِّی َو َربُّ ُك ۡم فَٱ ۡعبُدُو ٰۚهُ َه ٰـ َذا ِ قال عيسى عليه السالم َ
413
جامع التيسير في تعليقات التفسير
414
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ ࣰ
ص ِ ّديقا نَّ ِبيّا ☆ َو َرفَعۡ نَ ٰـهُ َم َكانًا َ
ع ِليًّا} .أي س ِإنَّهُۥ َكانَ ِ ﴿وٱ ۡذ ُك ۡر فِی ٱ ۡل ِكت َ ٰـ ِ
ب ِإ ۡد ِري ٰۚ َ َ
ص َّلى سو َل َّ
الل ِه َ مكانة علية أو في ْال َجنَّةُ وفي اَلنبياءَ .وفِي ال َّ
ص ِحيحِ :أ َ َّن َر ُ
الرابِ َع ِة.
اء َّ س َم ِ اء َو ُه َو فِي ال َّ اْلس َْر ِ اللَّهُ عليه وسلم َم َّر بِ ِه فِي لَ ْي َل ِة ْ ِ
ۡ ﴿أ ُ ۟ولَ ٰۤـ ِٕى َك ٱ َّل ِذينَ أ َ ۡن َع َم ٱ َّللهُ َ
علَ ۡي ِهم ِّمنَ ٱلنَّ ِب ِيّ ۧـنَ ِمن ذُ ِ ّريَّ ِة َءا َد َم َو ِم َّم ۡن َح َملنَا َم َع نُ ࣲ
وح
} َو ِمن ذُ ِ ّريَّ ِة ِإ ۡب َر ٰ ِهي َم َو ِإ ۡس َر ٰ ِءي َل)
يس، يرَ ،ر ِح َمهُ اللَّهُ[ :فَالَّذِي َ
عنَى ِب ِه ِم ْن ذُ ِ ّريَّ ِة آ َد َمِ :إ ْد ِر َ ي َواب ُْن َج ِر ٍ قَا َل ال ُّ
س ِ ّد ُّ
عنَى بِ ِه ِم ْن عنَى بِ ِه ِم ْن ذُ ِ ّريَّ ِة َم ْن َح َم ْلنَا َم َع نُوحٍِ :إب َْرا ِه َ
يم] َوالَّذِي َ َوالَّذِي َ
وب َو ِإ ْس َما ِعي َلَ ،و َّالذِي َ
عنَى ِب ِه ِم ْن ذُ ِ ّر َّي ِة ذُ ِ ّريَّ ِة ِإب َْرا ِه َ
يمِ :إ ْس َحاقَ َو َي ْعقُ َ
َارونَ َ ،وزَ َك ِريَّا َو َيحْ يَى َو ِعي َ
سى ابْنَ َم ْريَ َم .وقيل كل سىَ ،وه ُ
ِإس َْرائِي َلُ :مو َ
مذكور يشمل ما بعده من اَلنبياء.
علىضهم َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ال َي ْس َمعُونَ ِفيها لَ ْغ ًوا ّإال َسال ًما} َِلنَّهم يُ َس ِلّ ُم َب ْع ُ
سال ٌم ع َل ْي ِه ْم ِمن ُك ِّل با ٍ
ب﴾ ﴿ َ س ِلّ ُم َ
علَ ْي ِه ُم ال َمالئِ َكةُ﴿ ،وال َمالئِ َكةُ يَ ْد ُخلُونَ َ ض ،وت ُ َ
بَ ْع ٍ
ع َليْكم ِبما َ
ص َب ْرت ُ ْم﴾ َ
وف ،وهو ْ
أن يُقا َل: سؤا ٌل َم ْع ُر ٌ
ع ِشيًّا﴾ ،فِي ِه ُ َوقَ ْولُهُ َ
﴿ولَهم ِر ْزقُهم فِيها بُ ْك َرة ً و َ
ضيا ٌء دائِ ٌم وال لَ ْي َل فِيها ،و ِل ْلعُلَ ِ
ماء أن ال َجنَّةَ ِ ما وجْ هُ ِذ ْك ِر البُ ْك َر ِة وال َع ِش ّ
يَِ ،م َع َّ
سؤا ِل أجْ ِو َبةٌ :منها: ع ْن هَذا ال َُّ
الز َم ِن أن ال ُمرا َد ِبالبُ ْك َرةِ وال َع ِش ّ
ي ِ قَ ْد ُر ذَ ِل َك ِمنَ َّ َّ :7
416
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صباحَِ ،كما
ساء وال َّ َّوام ِبالبُ ْك َرةِ وال َع ِش ّ
يِ ،وال َم ِ ب ت ُ َع ِبّ ُر َ
ع ِن الد ِ َّ :2
أن ال َع َر َ
صبا ًحا و َمسا ًء ،وبُ ْك َرة ً و َ
ع ِشيًّا. الر ُجلُ :أنا ِع ْن َد فُ ٍ
الن َ يَقُو ُل َّ
{وما نَتَن ََّز ُل َّإال بأ َ ْم ِر َر ِبّ َك له ما بيْنَ أ ْيدِينَا وما خ َْلفَنَا}
َ
سبب نزولها كما في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم ِل ِجب ِْري َلَ :أال ت َُز ُ
ورنَا أ ْكث َ َر م َّما قال :قا َل َرسو ُل اللَّ ِه َ
{وما َنتَن ََّز ُل َّإال بأ َ ْم ِر َر ِبّ َك له ما بيْنَ أ ْيدِينَا وما خ َْلفَنَا}تَ : ورنَا؟ ،قا َل :فَنَزَ َل ْ
ت َُز ُ
ف أ ُ ْخ َر ُج َحيًّا﴾ قيل نزلت على أبي بن س ْو َ ت لَ َسان أئِذا ما ِم ُّ ﴿ويَقُو ُل اْل ْن ُ
خلف.
ضيًّا﴾ ﴿ث ُ َّم نُ َن ِ ّجي
على َر ِبّ َك َحتْ ًما َم ْق ِ إن ِمنكم ّإال ِ
واردُها كانَ َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿و ْ
الَّذِينَ اتَّقَ ْوا ونَذَ ُر ّ
الظا ِل ِمينَ فِيها ِجثِيًّا﴾
على أ ْقوا ٍل: ف العُلَما ُء في ال ُمرا ِد ِب ُو ُرو ِد النّ ِ
ار في َه ِذ ِه اآل َي ِة ال َك ِري َم ِة َ اخت َ َل َ
ْ
ع ْن ِعبا ِد ِه
ف أذاها َ الو ُرو ِد ال ُّد ُخولُ ،ولَ ِك َّن اللَّهَ َي ْ
ص ِر ُ اَلولَُّ :
أن ال ُمرا َد ِب ُ َّ
ال ُمتَّقِينَ ِع ْن َد َذ ِل َك ال ُّد ُخو ِل.
راط؛ َِلنَّهُ ِجس ٌْر
ص ِ على ال ِ ّ ار ال َم ْذ ُك ِ
ور :ال َج ُ
واز َ الثّا ِنيَّ :
أن ال ُمرا َد ِب ُو ُرو ِد النّ ِ
على َمتْ ِن َج َهنَّ َم.
وب َ
ص ٌَمن ُ
علَيْها والقُ ْر ُ
ب ِمنها. راف َ الو ُرو َد ال َم ْذ ُك َ
ور هو اْل ْش ُ أن ُ الثّا ِل ُ
ثَّ :
417
جامع التيسير في تعليقات التفسير
418
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وكان بعض السلف يبكي ويقول ُ"ا ْخ ِب ْرنَا أَنَّا َو ِاردُوهَاَ ،ولَ ْم نُ ْخ َب ْر أ َ َّنا
ع ْن َها"
صاد ُِرونَ َ
َ
عذا ًبا فَ ْوقَ
أي :ن َِزي ُدهُ َ
ب َمدًّا﴾ ْ قَ ْولُهُ ت َعالىَ ﴿ :
سنَ ْكت ُ ُ
ب ما َيقُو ُل ونَ ُم ُّد لَهُ ِمنَ ال َعذا ِ
ب.
عذا ٍ
َ
ب بِما كانُوا يُ ْف ِسدُونَ ﴾
عذابًا فَ ْوقَ العَذا ِ
﴿ز ْدناهم َ
ِ
أي :أ ْن ً
صارا ُون َّ
الل ِه آ ِل َهةً ِل َي ُكونُوا لَهم ِع ًّزا﴾ ْ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :وات َّ َخذُوا ِمن د ِ
ب اللَّ ِهَ ،كما ْأو َ
ض َح ت َعالى ُمرا َدهم ذَ ِل َك في قَ ْو ِل ِه: شفَعا َء يُ ْن ِقذُونَهم ِمن َ
عذا ِ و ُ
﴿والَّذِينَ ات َّ َخذُوا ِمن دُونِ ِه ْأو ِليا َء ما نَ ْعبُدُهم ّإال ِليُقَ ِ ّربُونا إلى اللَّ ِه ُز ْلفى﴾ [
فَت َ ْق ِريبُهم إيّاهم إلى اللَّ ِه ُز ْلفى في زَ ع ِْم ِه ْم هو ِع ُّز ُه ُم الَّذِي أ َّملُوهُ ِب ِه ْم ،و َكقَ ْو ِل ِه
شفَعاؤُنا ِع ْن َد اللَّ ِه﴾ ﴿ويَقُولُونَ َهؤ ِ
ُالء ُ ع ْنهمَ :
ت َعالى َ
اس كانُوا لَهم {وإذا ُح ِش َر ال ّن ُ
ضدًّا﴾ َ ع َل ْي ِه ْم ِ ﴿ َك ّال َ
س َي ْكفُ ُرونَ ِب ِعبا َد ِت ِه ْم و َي ُكونُونَ َ
أعْدا ًء وكانُوا ِب ِعبا َدتِ ِه ْم كافِ ِرينَ ﴾ و كقوله ﴿تَبَ َّرأْنا إ َلي َْك ما كانُوا إيّانا يَ ْعبُدُونَ ﴾
وا يَعۡ بُدُونَ ٱ ۡل ِج َّن)
وقوله {بَ ۡل َكانُ ۟
أزا﴾ على الكا ِف ِرينَ ت َ ُؤ ُّزهم ًّ ياطينَ َ ش ِ س ْلنا ال َّ
أر َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ألَ ْم ت ََر أنّا ْ
﴿وقَ َّيضْنا لَهم قُ َرنا َء فَزَ َّينُوا لَهم ما بَيْنَ أ ْيدِي ِه ْم وما خ َْلفَ ُه ْم﴾ أما َكقَ ْو ِل ِه ت َعالىَ :
صينَ }المؤمنون فعنهم قال إبليس {إِ َّال ِعبَا َد َك ِم ۡن ُه ُم ٱ ۡل ُم ۡخ َل ِ
ّام الَّتِي دُونَ و ْق ِ
ت ور واَلي َ ْوام وال ُّ
ش ُه َ أي :نَعُ ُّد اَلع َ فَقَ ْولُهُ﴿ :إنَّما نَعُ ُّد لَهم َ
عدًّا﴾ْ ،
علَيْها.
جازيَهم َ أيَ :نعُ ُّد أعْمالَهم ِلنُ ِ عدًّا﴾ ْ هَال ِك ِه ْم ،وقيل ﴿إنَّما نَعُ ُّد لَهم َ
ࣰ ࣰۡ
وق ٱ ۡل ُم ۡج ِر ِمينَ ِإلَ ٰى َج َهنَّ َم ِو ۡردا
س ُ ن
َ
َ ُ و * ا د ش ُر ٱ ۡل ُمت َّ ِقينَ ِإلَى ٱ َّ
لر ۡح َم ٰـ ِن َوف }﴿ َي ۡو َم ن َۡح ُ
419
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣱ ࣱ
}فَ ِريق فِی ٱ ۡل َجنَّ ِة َوفَ ِريق فِی ٱل َّ
س ِعي ِر{
ع ْهدًا﴾ َكقَ ْو ِل ِه عةَ ّإال َم ِن ات َّ َخذَ ِع ْن َد َّ
الرحْ َم ِن َ شفا َقَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ال يَ ْم ِل ُكونَ ال َّ
ࣰ شا ِفعِينَ ﴾ {قُل ِلّلَّ ِه ٱل َّ
شفَ ٰـ َعةُ َج ِميعا} بشروطها. عةُ ال ّت َعالى﴿ :فَما تَ ْنفَعُهم شَفا َ
من َولَداً﴾ يَ ْعنِي ْاليَ ُهو َد :قالوا عزير ابن الله، ﴿وقالُوا ات َّ َخذَ َّ
الرحْ ُ قَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
ع َم أ َ َّن ْال َم َالئِ َكةَ َبنَاتُ َّ
الل ِه. ارى :قالوا المسيح ابن اللهَ ،و َم ْن زَ َ ص ََوالنَّ َ
ࣰ
س َي ۡج َع ُل لَ ُه ُم ٱ َّ
لر ۡح َم ٰـ ُن ُو ّدا﴾ ت َص ٰـ ِل َح ٰـ ِ ع ِملُ ۟
وا ٱل َّ ﴿ ِإ َّن ٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
وا َو َ
"إن اللَّهَ إذا أ َحبَّ َ
ع ْبدًا َدعا حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم َّ
ماء
س ِ ِجب ِْري َل فقا َل :إ ِنّي أ ُ ِحبُّ فُالنًا ِ
فأح َّبهُ ،قا َل :فيُ ِح ُّبهُ ِجب ِْريلُ ،ث ُ َّم يُنادِي في ال َّ
ماء ،قا َل ث ُ َّم يُو َ
ض ُع له س ِ إن اللَّهَ يُ ِحبُّ فُالنًا ِ
فأحبُّوهُ ،فيُ ِحبُّهُ أ ْه ُل ال َّ ف َيقولَُّ :
ع ْبدًا َدعا ِجب ِْري َل فيَقولُ :إ ِنّي أ ُ ْب ِغ ُ
ض فُالنًا َض َ
ض ،وإذا أ ْبغ َ القَبُو ُل في ْ
اَلر ِ
إن اللَّهَ يُ ْب ِغ ُ
ض فُالنًا ماء َّ
س ِ ضهُ ِجب ِْريلُ ،ث ُ َّم يُنادِي في أ ْه ِل ال َّ
ضهُ ،قا َل ف ُي ْب ِغ ُ
فأ ْب ِغ ْ
ض"
اَلر ِ ضونَهُ ،ث ُ َّم تُو َ
ض ُع له البَ ْغضا ُء في ْ ضوهُ ،قا َل :فيُ ْب ِغ ُ
فأ ْب ِغ ُ
وفي حديث سهل بن سعد الساعدي جا َء رج ٌل ،فقال :يا رسو َل الل ِه ! دُلَّني
عملتُه أحبَّني اللهُ وأحبَّني النَّ ُ
اس ؟ قال :ازهَد في الدُّنيا عم ٍل ؛ إذا أنا ِ
على َ
.يحب ََّك اللهُ ،واز َه ْد في ما عن َد النَّا ِس يحب ََّك النَّ ُ
اس " صححه اَللباني
ش َر بِ ِه ال ُمتَّقِينَ وت ُ ْنذ َِر بِ ِه قَ ْو ًما لُدًّا﴾ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فَإنَّما يَ َّ
س ْرناهُ بِ ِلسانِ َك ِلتُبَ ِ ّ
َّ
إن ال ّدِينَ يُس ٌْر" البخاري"
420
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سورة طه مكية
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :طه﴾
س َو ِر ،ولم يثبت أنه وف ال ُم َق َّ
ط َع ِة في أوا ِئ ِل ال ُّ ْ
أظ َه ُر اَل ْقوا ِل ِفي ِه أ َّنهُ ِمنَ ال ُح ُر ِ
من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
علَى ْالعَ ْر ِش ا ْست ََوى﴾ َوقَ ْولُهُ َّ
﴿الرحْ َم ُن َ
أي عال وارتفع ،اتفقت عليه جميع الدالالت من الكتاب والسنة وإجماع
السلف والفطرة والعقل.
قال اْلمام مالك رحمه الله االستواء معلوم والكيف مجهول واْليمان به
واجب والسؤال عنه بدعة .أما قولهم استولى أو الله موجود فى كل مكان ثم
موجود بال مكان فهذه عقيدة صفوان وجعد بن درهم كانت من اليهود ثم
ورثتها المعتزلة ثم اَلشاعرة .وقد بين الشيخ حفظه الله تفاصيلها في أماكن
أخر.
باخ ٌع نَ ْف َ
س َك قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ما أ ْنزَ ْلنا َ
علَي َْك القُ ْرآنَ ِلت َ ْشقى﴾ َكقَ ْو ِل ِه ت َعالى﴿ :فَلَعَلَّ َك ِ
سفًا﴾ إن لَ ْم يُؤْ ِمنُوا ِب َهذا ال َحدِي ِ
ثأ َ آثار ِه ْم ْ على ِ َ
﴿ٱ َّللهُ َ ۤال ِإلَ ٰـهَ ِإ َّال ُه َو لَهُ ٱ َۡل َ ۡس َم ۤا ُء ٱ ۡل ُح ۡسن َٰى﴾ َكقَ ْو ِل ِه ت َعالىَ :
﴿و ِل َّل ِه اَلسْما ُء ال ُحسْنى
فا ْد ُ
عوهُ بِها﴾
"إن ِل َّل ِه تِ ْس َعةً
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه َّ
صاهَا َد َخ َل ال َج َّنةَ"واحدًاَ ،من أحْ َ وتِ ْسعِينَ ا ْس ًما ِمئَةً َّإال ِ
﴿و ِإن ت َۡج َه ۡر ِبٱ ۡلقَ ۡو ِل فَإِنَّهُۥ َيعۡ لَ ُم ٱل ِ ّ
س َّر َوأ َ ۡخ َفى﴾ َ
421
جامع التيسير في تعليقات التفسير
422
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يقول الله تعالى مخاطبا ً نبيه موسى عليه السالم ِ ( :إنِّي أَنَا َرب َُّك فَ ْ
اخ َل ْع نَ ْع َلي َْك
ط ًوى) واستدل هذه اآلية بعض الناس على أن الصالة ِإنَّ َك بِ ْال َوادِي ْال ُمقَد َِّس ُ
في النعال ال تجوز وهذا غير صوابَ .لن هذا شيء يتعلق بشريعة موسى
حين أمره الله أن يخلع نعليه .فشريعة موسى تخصه وليست شريعة لنا،
أما شريعتنا فإنها تبيح لنا الصالة في النعلين والخفين ،كما صلى فيهما
النبي صلى الله عليه وسلم ،بل ذلك سنة لقوله صلى الله عليه وسلم :
(خَا ِلفُوا ْاليَ ُهو َد فَإِنَّ ُه ْم َال يُ َ
صلُّونَ فِي نِ َعا ِل ِه ْم) ،فالسنة لنا أن نخالف اليهود في
ذلك وأن نتبع محمدا ً صلى الله عليه وسلم في ذلك ،وكان يصلي في نعليه
،ولهذا يشرع لنا أن نصلي في نعالنا.
وقال بعض أهل العلم في شريعة موسى عليه السالم كانوا ال يصلون في
اخ َل ْع نَ ْع َلي َْك}
نعالهم لقوله {فَ ْ
{وأَقِ ِم ال َّ
ص َالة َ ِل ِذ ْك ِري} َ
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
فإن اللهَ " غفَ َل عنهاْ ،فليُ َ
ص ِلّها إذا ذَ َك َرها؛ َّ إذا َرقَ َد أح ُد ُكم عن ال َّ
صالةِ ،أو َ
يقولُ{ :أَقِ ِم ال َّ
ص َالة َ ِل ِذ ْك ِري} " واللفظ لمسم.
ب لَهُ م ْنها َّإال يصلّي ال َّ
صالةَ ما يُكت ُ ُ "إن العب َد لَ ِ
وفي حديث عمار بن ياسر َّ
سها ،ربعُها ،ثلثُها نصفُها"
سها ،خم ُ
سد ُ شرها ،تُسعُها ،ثمنُهاُ ،
سبعُهاُ ، ع ُُ
صححه اَللباني وغيره.
423
جامع التيسير في تعليقات التفسير
424
جامع التيسير في تعليقات التفسير
426
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى
َاف َ
يخ َسى﴾ قال بعض العلماء أ َ ْ
س فِي نَ ْف ِس ِه ِخيفَةً ُمو َ
َوقَ ْولُهُ﴿ :فَأ َ ْو َج َ
اللهُ اس أ َ ْن يَ ْفتَتِنوا بِسِحْ ِر ِه ْم َويَ ْغت َُّروا بِ ِه ْم َق ْب َل أ َ ْن يُ ْل ِق َ
ي َما فِي يَ ِمينِ ِه ،فَأ َ ْو َحى َّ النَّ ِ
صاهُ.
ع َ ق َما ِفي َي ِمي ِن َك﴾ َي ْع ِنيَ :الرا ِهنَ ِة أ َ ْن ﴿ َوأ َ ْل ِ
ع ِة َّ ت َ َعالَى ِإ َل ْي ِه ِفي ال َّ
سا َ
ب ْالبَحْ َر ِب َع َ
صاهَُ ،وقَا َل" :ا ْنفَ ِل ْق ض َر َسا﴾ َف َ ط ِريقًا فِي ْالبَحْ ِر يَبَ ًض ِربْ لَ ُه ْم َ ﴿فَا ْ
الط ْو ِد ْالعَ ِظ ِيم﴾
ق َك َّ بِإ ِ ْذ ِن َّ
الل ِه" ﴿فَا ْنفَلَقَ فَ َكانَ ُك ُّل فِ ْر ٍ
ور اَل ْي َمنَ ﴾ هو ال َم ْذ ُك ُ
ور في قَ ْو ِل ِه: ب ُّ
الط ِ ع ْدناكم جا ِن َ َوقَ ْولُهُ ُهناَ :
﴿ووا َ
ع ْدنا ُموسى ع ْدنا ُموسى ثَالثِينَ لَ ْي َلةً وأتْ َم ْمناها ِب َع ْش ٍر﴾ وقَ ْولهَ :
﴿وإ ْذ وا َ ﴿ووا َ
َ
أربَعِينَ لَ ْي َلةً﴾
ْ
ُالء لَ ِش ْر ِذ َمةٌ َق ِليلُونَ َو ِإنَّ ُه ْم َلنَا {فَأ َ ۡت َب َع ُه ۡم فِ ۡر َ
ع ۡو ُن ِب ُجنُو ِد ِهۦ} وهو َيقُولُِ ﴿ :إ َّن َهؤ ِ
لَغَائِ ُ
ظونَ ﴾
ي﴾
ام ِر ُّ
س ِضلَّ ُه ُم ال ّ قَ ْولُهَُ :
﴿وأ َ
ام َرةِ وهم ماء بَنِي إسْرائِي َل ِمن قَ ِبي َل ٍة ت ُ ْع َر ُ
ف ِبال ّس ِ ظ ِ ع َ
ع ِظي ًما ِمن ُ
قِي َل :كانَ َ
ش ِام. َم ْع ُروفُونَ بِال ّ
َي ٌء علَ ْي ُك ُم ال َم َّن وال َّس ْلوى﴾ قيل ال َم ُّن :الت َّ َر ْن َج ِب ُ
ين ،وهو ش ْ ﴿ون ََّز ْلنا َ
َوقَ ْولُهُ ُهناَ :
ض. ماء َكنُ ُزو ِل النَّدى ث ُ َّم َيت َ َج َّمدُ ،وهو يُ ْش ِبهُ ال َع َ
س َل اَل ْبيَ َ س ِ يَ ْن ِز ُل ِمنَ ال َّ
صواب في ال َم ِّن :أنَّهُ ا ْس ٌم ِ
جام ٌع ِلما يَ ُم ُّن سمانى .وال ّ س ْلوى :طائِ ٌر يُ ْشبِهُ ال ُّ وال َّ
غي ِْر َك ّدٍ ،وال ت َ َع ٍ
ب. ع ْب ِد ِه ِمن َ اللَّهُ ِب ِه َ
على َ
﴿و ْألقى ْ
اَللوا َح وأ َخذَ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فَ َر َج َع ُموسى إلى قَ ْو ِم ِه َ
غضْبانَ أ ِسفًا﴾ َ
ِب َرأْ ِس ِ
أخي ِه َي ُج ُّرهُ إ َل ْي ِه﴾
427
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ُوا َي ۡقتُلُونَنِی َض َعفُونِی َو َكاد ۟ ون َِل ِخي ِه ﴿قا َل ياابْنَ أ ُ َّم ِإ َّن ٱ ۡلقَ ۡو َم ٱ ۡست ۡ هار ُ وإنَّما قا َل ُ
ش ُّد ی ٱ َۡل َ ۡع َد ۤا َء َو َال ت َۡج َع ۡلنِی َم َع ٱ ۡلقَ ۡو ِم ٱ َّ
لظ ٰـ ِل ِمينَ ﴾ َِل َّن قَرابَةَ اَل ُ ِ ّم أ َ فَ َال ت ُ ۡش ِم ۡت بِ َ
ب.طفًا و َحنا ًنا ِمن قَرا َب ِة اَل ِ ع ْ َ
{ربّ ِ ٱ ۡغ ِف ۡر ِلی َو َِل َ ِخی َوأَ ۡد ِخ ۡلنَا فِی َر ۡح َمتِ َك َوأ َ َ
نت أ َ ۡر َح ُم قَا َل موسى َ
لر ٰ ِح ِمينَ }
ٱ َّ
ࣰ
ُ ۡ َ
سو ِل فنَبَذت َها}
لر ُ َ َ ۡ
ضة ِّمن أث ِر ٱ َّضتُ قَ ۡب َ ص ُر ۟
وا ِب ِهۦ فَقَ َب ۡ ص ۡرتُ بِ َما َل ۡم يَ ۡب ُ
{قَا َل بَ ُ
قيل كان هذا من وحي الشيطان إليه
سهُ حافِ ُر تِ ْل َك
ي تُرابًا َم َّ ام ِر ُّ
س ِعلى فَ َر ٍس ،أ َخذَ ال ّ وقيل :لَ ّما جا َء ِجب ِْري ُل وكانَ َ
أن اللَّهَ َجعَ َل فِيها س َّ ض َع أث َ ِرها يَ ْنبُتُ ِفي ِه النَّباتُ َ ،فتَفَ َّر َ
الفَ َر ِس ،وأنَّهُ عايَنَ َم ْو ِ
صيَّةَ ال َحيا ِة.
خا ِ ّ
اس النَّ َ
اس َو َال اس} أَ ْ
يَ :ال ت َ َم ُّ س َ{قَا َل فَٱ ۡذه َۡب فَإ ِ َّن لَ َك فِی ٱ ۡل َحيَ ٰوةِ أَن تَقُو َل َال ِم َ
سون ََك.
َي َم ُّ
وفي الحديث "ال ِخ َال َ
ب"
﴿يَ ۡو َم يُنفَ ُخ فِی ٱل ُّ
ص ٰۚ ِ
ور)
س َال ُمَ .و َجا َء علَ ْي ِه ال َّ
ع ِظي ٌمَ ،ي ْنفُ ُخ ِفي ِه ِإس َْرا ِفيلَُ ،َو َجا َء ِفي ْال َحدِيثِ :أَنَّهُ قَ ْر ٌن َ
ب ال َق ْرن َق ِد ْالت َ َق َم ال َق ْرنَ ،و َحنَى َج ْب َهتَهُ، اح ُص ِْف أن َع ُم َو َ فِي ْال َحدِيثَِ " :كي َ
ظ َر أ َ ْن يُؤْ ذَنَ لَهُ"
َوا ْنت َ َ
ࣰ
ط ِريقَةً ِإن لَّ ِب ۡثت ُ ۡم ِإ َّال َي ۡوما}
{نَّ ۡح ُن أ َ ۡعلَ ُم ِب َما َيقُولُونَ ِإ ۡذ َيقُو ُل أ َ ۡمثَلُ ُه ۡم َ
429
جامع التيسير في تعليقات التفسير
في حديث أنس بن مالك عند مسلم "يُؤْ تَى بأ َ ْن َع ِم أ ْه ِل ال ُّد ْنيا ِمن أ ْه ِل ال َّن ِ
ار
ْت َخي ًْرا َق ُّ
ط؟ هل َرأَي َ
ص ْبغَةً ،ث ُ َّم يُقالُ :يا ابْنَ آ َد َم ْ ار َصبَ ُغ في النَّ ِ
وم ال ِقيا َم ِة ،فيُ ْ
يَ َ
ش ِ ّد النَّ ِ
اس بُؤْ ًسا في ط؟ ف َيقولُ :الَّ ،
والل ِه يا َربّ ِ ويُؤْ ت َى بأ َ َ بك نَ ِعي ٌم َق ُّ ْ
هل َم َّر َ
ص ْبغَةً في ال َج َّن ِة ،فيُقا ُل له :يا ابْنَ آ َد َم ْ
هل ال ُّد ْنياِ ،من أ ْه ِل ال َجنَّ ِة ،فيُ ْ
ص َب ُغ َ
ط؟ ف َيقولُ :ال ،واللَّ ِه يا َربّ ِ ما َم َّر بي
بك ِش َّدة ٌ قَ ُّ هل َم َّر َ ط؟ ْ ْت بُؤْ ًسا قَ ُّ
َرأَي َ
ط ،وال َرأَيْتُ ِش َّدة ً َق ُّ
ط. س َق ُّبُؤْ ٌ
الجبا َل الجبا ِل فَقُ ْل يَ ْن ِسفُها َربِّي َن ْسفًا﴾ َ
﴿وت َرى ِ ﴿ويَسْألُون ََك َ
ع ِن ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
الجبا ُل كال ِع ْه ِن﴾
ون ِب} {وت َ ُك ُ جام َدة ً وهي ت َ ُم ُّر َم َّر ال َّ
سحا ِ تَحْ َ
سبُها ِ
ظ ْل ًما﴾ وأكبر الظلم الشرك
خاب َمن َح َم َل ُ
َ ﴿وقَ ْد
َ
ظ ْل ٌم َ
ع ِظي ٌم﴾ ش ْر َك لَ ُ
﴿إن ال ِ ّ
قال تعالى َّ :
وسلم يقو ُل 《اللهم {وقُل َّربّ ِ ِز ۡدنِی ِع ۡل ࣰما﴾ كان رسو ُل الل ِه صلَّى اللهُ عليه َّ َ
وعلّ ْمني ما ينفَعُني ِ
وز ْدني ِعل ًما والحم ُد لل ِه على ك ِّل انفَ ْعني بما علَّمت َني ِ
حا ٍل》صححه اَللباني
ࣰ ُ } َو َمن يُ ۡؤ َ ۡ
ت ٱل ِح ۡك َمةَ فَقَ ۡد أو ِت َ
ی َخ ۡيرا{
أن يُ ْقضى إلَي َْك وحْ يُهُ وقُ ْل َربّ ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وال ت َ ْع َج ْل ِبالقُ ْر ِ
آن ِمن قَ ْب ِل ْ
ِز ْدنِي ِع ْل ًما﴾
430
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الوحْ ي ِ ُكلَّما قا َل ِجب ِْري ُل آ َيةً قالَها َم َعهُ ﷺ ِمن كانَ النَّ ِب ُّ
ي ﷺ إذا جا َءهُ ِجب ِْري ُل ِب َ
ش َدهُ اللَّهُ في َه ِذ ِه اآليَ ِة إلى ما يَ ْنبَ ِغيَ .فنَهاهُ
أر َ على ِح ْف ِظ القُ ْر ِ
آنَ .ف ْ ِش َّدةِ ِح ْر ِ
ص ِه َ
ع ِن ال َع َجلَ ِة ِب ِقرا َء ِة القُ ْر ِ
آن َم َع ِجب ِْري َل. َ
ع َليْنا َج ْم َعهُ وقُ ْرآنَهُ فَإذا قَ َرأْناهُ فاتَّ ِب ْع قُ ْرآنَهُ ﴿ال ت ُ َح ِ ّر ْك ِب ِه ِلسان ََك ِلت َ ْع َج َل ِب ِه َّ
إن َ
علَيْنا َبيانَهُ﴾ ث ُ َّم َّ
إن َ
على َش َج َر ِة ال ُخ ْل ِد
ْطان قا َل يا آ َد ُم ه َْل أدُلُّ َك َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فَ َوس َْو َ
س إلَ ْي ِه ال َّشي ُ
و ُم ْلكٍ ال يَبْلى﴾
{قَا َل َربّ ِ بِ َم ۤا أ َ ۡغ َو ۡيتَنِی ََلُزَ يِّن ََّن لَ ُه ۡم فِی ٱ َۡل َ ۡر ِ
ض َو ََل ُ ۡغ ِو َينَّ ُه ۡم أ َ ۡج َم ِعينَ }
اص ِحينَ فَ َد ّال ُهما ِبغُ ُر ٍ
ور﴾ س َم ُهما إنِّي لَ ُكما لَ ِمنَ النّ ِ
﴿وقا ََ
صفُها :إذا
ف النَّ ْع َل يَ ْخ ِ
ص َقانِ ،من َخ َ أي :ش ََرعا يَ ْلزَ ِ فان﴾ ْ ص ِ ﴿و َ
ط ِفقا يَ ْخ ِ قَ ْو ِل ِه َ
ورقَةً
ور َقةً َ
علَ ْي ِه َ على َب َد ِن ِه :إذا ْألزَ قَها ْ
وأط َبقَها َ الو َرقَ َ
ف َ ص َ خ ََّرزَ ها :و َخ َ
ش َج َرة َ ع ْن ُهما لَ ّما ذاقا ال َّ ستْ َر الَّذِي كانَ َ
على آ َد َم و َح ّوا َء ،وا ْن َكش َ
َف َ وا ْعلَ ْم َّ
أن ال ِ ّ
باس ِمن عةٌ ِمن أ ْه ِل ال ِع ْل ِم :كانَ َ
علَ ْي ِهما ِل ٌ ف العُلَما ُء في ت َ ْعيِينِ ِه ،فَقا َل ْ
ت َجما َ اخت َ َل َ
ْ
وس
على ُر ُء ِ ع ْن ُهما ّإال ما أبْقى َ الظفُ ِر .فَلَ ّما أ َكال ِمنَ ال َّش َج َر ِة أزا َلهُ اللَّهُ َ
ِج ْن ِس ُّ
431
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ ࣰ
سوال نَّ ِبيّا * َو َكانَ صادِقَ ٱ ۡل َو ۡع ِد َو َكانَ َر ُ ب ِإ ۡس َم ٰـ ِعي ٰۚ َل ِإ َّنهُۥ َكانَ َ ﴿وٱ ۡذ ُك ۡر فِی ٱ ۡل ِكت َ ٰـ ِ َ
ࣰ
ضيّا﴾ لز َك ٰو ِة َو َكانَ ِعن َد َربِّ ِهۦ َم ۡر ِ يَ ۡأ ُم ُر أ َ ۡهلَهُۥ بِٱل َّ
صلَ ٰوةِ َوٱ َّ
ࣰ
ع ۡينَ ۡي َك ِإلَ ٰى َما َمتَّعۡ نَا بِ ِهۦۤ أ َ ۡز َو ٰجا ِّم ۡن ُه ۡم زَ ۡه َرة َ ٱ ۡل َحيَ ٰوةِ ٱلد ُّۡنيَا ِلن َۡف ِتنَ ُه ۡم﴿و َال ت َ ُمد ََّّن َ
َ
ع ْي َني َْك ِإلَى َما س ْب ًعا ِمنَ ْال َمثَا ِني َو ْالقُ ْرآنَ ْال َع ِظ َ
يم * َال ت َ ُمد ََّّن َ َاك َ ﴿ولَقَ ْد آتَ ْين َ
ِفي ٰۚ ِه} َ
َمت َّ ْعنَا ِب ِه أ َ ْز َوا ًجا ِم ْن ُه ْم﴾
﴿ال َن ْسأَلُ َك ِر ْزقًا نَحْ ُن ن َْر ُزقُ َك﴾
َوقَ ْولُهَُ :
ُون * َما أ ُ ِري ُد ِم ْن ُه ْم ِم ْن ِر ْز ٍ
ق س ِإال ِل َي ْعبُد ِ ﴿و َما َخلَ ْقتُ ْال ِج َّن َواْل ْن َ
َوقَا َل ت َ َعالَىَ :
اق ذُو ْالقُ َّوةِ ْال َمتِ ُ
ين﴾ ون * ِإ َّن اللَّهَ ُه َو َّ
الر َّز ُ ط ِع ُم َِو َما أ ُ ِري ُد أ َ ْن يُ ْ
ف ٱ َۡلُولَ ٰى وا لَ ۡو َال يَ ۡأ ِتينَا ِبـَٔايَةࣲ ِّمن َّربِّ ِهۦ ٰۚۤۤ أ َ َولَ ۡم ت َۡأتِ ِهم َبيِّنَةُ َما فِی ٱل ُّ
ص ُح ِ ﴿وقَالُ ۟ } َ
ع َل ْي ِه ْم ِإ َّن فِي َذ ِل َك َل َرحْ َمةً َو ِذ ْك َرى { علَي َْك ْال ِكت َ
َاب يُتْ َلى َ نزلنَا َ أ َ َولَ ْم َي ْك ِف ِه ْم أ َ َّنا أ َ ْ
ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ﴾
وفي صحيح البخاري برقم ( )٣٨٨٧من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
علَى َمث َ ِل ِه ْال َبش َُرَ ،و ِإنَّ َما َكانَ ي ِمنَ ْاآل َيا ِ ُ
ت َما آ َمنَ َ ي ٍ ِإ َّال َوقَ ْد أوتِ َ
" َما ِم ْن نَ ِب ّ
يَ ،و ِإنِّي ََل َ ْر ُجو أ َ ْن أ َ ُكونَ أ َ ْكث َ َر ُه ْم ت َابِعًا يَ ْو َم الَّذِي أُوتِيتُهُ َوحْ يًا أ َ ْو َحاهُ َّ
اللهُ ِإلَ َّ
ْال ِق َيا َم ِة"
434
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ظلَ ُموا ه َْل هَذا إال َبش ٌَر ِمثْلُ ُك ْم﴾ َكقَ ْو ِل ِه
س ُّروا النَّجْ وى الَّذِينَ َ ﴿وأ َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿فَقالُوا أبَش ٌَر يَ ْهدُونَنا فَ َكفَ ُروا وت ََولَّ ْوا وا ْست َ ْغنى َّ
اللهُ﴾
ع َل ْي ِه ْم َت قَ ْبلَ ُه ْم ِم ْن قَ ْر َي ٍة أَ ْهلَ ْكنَاهَا أَفَ ُه ْم يُؤْ ِمنُونَ ﴾ ﴿ ِإ َّن الَّذِينَ َحقَّ ْ
ت َ وقولُه ﴿ َما آ َمن ْ
يم﴾ َك ِل َمةُ َر ِبّ َك َال يُؤْ ِمنُونَ َولَ ْو َجا َءتْ ُه ْم ُك ُّل آ َي ٍة َحتَّى يَ َر ُوا ْال َعذَ َ
اب اَل ِل َ
سادًا يَ :ب ْل قَ ْد َكانُوا أَجْ َ ام﴾ أ َ ْ سدًا َال يَأ ْ ُكلُونَ َّ
الطعَ َ ﴿و َما َجعَ ْلنَا ُه ْم َج َ َوقَ ْولُهَُ :
ص ِم ْن ُه ْم َش ْيئًاَ ،ك َما ت ََو َّه َمهُ ار لَ ُه ْم َو َال نَا ِق ٍ امَ .ولَي َ
ْس ذَ ِل َك ِب َ
ض ٍّ َيأ ْ ُكلُونَ َّ
الط َع َ
ق
ام َويَ ْم ِشي فِي اَلس َْوا ِ الط َع َسو ِل يَأ ْ ُك ُل َّ الر ُْال ُم ْش ِر ُكونَ فِي قَ ْو ِل ِه ْمَ ﴿ :ما ِل َهذَا َّ
ࣱ
ض َم َل ٰۤـ ِٕى َكة يَ ۡم ُ
شونَ ِيرا} {قُل لَّ ۡو َكانَ فِی ٱ َۡل َ ۡر ِ لَ ْوال أُنز َل إِلَ ْي ِه َملَ ٌك َفيَ ُكونَ َمعَهُ نَذ ً
ࣰ ࣰ
سوال} س َم ۤا ِء َملَكا َّر ُ ُم ۡط َم ِٕىنِّينَ َلن ََّز ۡلنَا َ
ع َل ۡي ِهم ِّمنَ ٱل َّ
نزلنَا ِإلَ ْي ُك ْم ِكت َابًا ِفي ِه ِذ ْك ُر ُك ْم﴾ كما قَا َل تعالى ﴿لَقَ ْد أَ ْ
ف ت ُ ْسأَلُونَ ﴾ س ْو َ﴿و ِإنَّهُ لَ ِذ ْك ٌر لَ َك َو ِلقَ ْو ِم َك َو َ
َ
ض َو َما َب ۡينَ ُه َما َل ٰـ ِع ِبينَ } يخبر تعالى أنه خلق س َم ۤا َء َوٱ َۡل َ ۡر َ
﴿و َما َخلَ ۡقنَا ٱل َّ َ
ي الَّذِينَ أَ َ
سا ُءوا بِ َما يِ :ب ْالعَ ْد ِل َو ْال ِقس ِ
ْطِ ﴿ ،ليَجْ ِز َ ض بِ ْال َح ّ ِ
ق ،أ َ ْ السموات َو ْاَل َ ْر َ
ي الَّذِينَ أَحْ َسنُوا ِب ْال ُح ْسنَى﴾ ع ِملُوا َو َيجْ ِز َ
َ
{لَ ۡو َكانَ فِي ِه َم ۤا َءا ِل َهةٌ ِإ َّال ٱ َّللهُ لَفَ َ
س َدت َٰۚا}
َكقَ ْو ِل ِه تَعَالَىَ ﴿ :ما اتَّ َخذَ اللَّهُ ِم ْن َولَ ٍد َو َما َكانَ َمعَهُ ِم ْن إِلَ ٍه إِذًا لَذَه َ
َب ُك ُّل ِإلَ ٍه بِ َما
صفُونَ ﴾ ع َّما َي ِ س ْب َحانَ اللَّ ِه َ ض ُ علَى َب ْع ٍض ُه ْم َ َخلَقَ َولَ َعال َب ْع ُ
وح ۤی ِإلَ ۡي ِه أَنَّهُۥ َ ۤال ِإلَ ٰـهَ ِإ َّ ۤال أَن َ۠ا فَٱ ۡعبُد ِ
ُون﴾ سو ٍل ِإ َّال نُ ِس ۡلنَا ِمن قَ ۡب ِل َك ِمن َّر ُ {و َم ۤا أ َ ۡر َ
َ
وقول كل نبي { َي ٰـقَ ۡو ِم ٱ ۡعبُد ۟
ُوا ٱللَّهَ َما لَ ُكم ِّم ۡن ِإلَ ٰـ ٍه َ
غ ۡي ُرهُۥۤ}
435
جامع التيسير في تعليقات التفسير
على ال َج ِميعِ
س ِلَ ، ضا في شَأ ْ ِن ُّ
الر ُ عال ُ -هنا في شَأ ْ ِن ال َمال ِئ َك ِة ذَ َك َرهُ أ ْي ً و َ
ي إلَي َْك وإلى الَّذِينَ ِمن َق ْب ِل َك َلئِ ْن ﴿ولَقَ ْد أ ُ ِ
وح َ سال ُمهُ ،قا َل ت َعالىَ : الل ِه و َصلَواتُ َّ َ
ع َملُ َك و َلت َ ُكون ََّن ِمنَ الخا ِس ِرينَ ﴾ ولَ ّما ذَ َك َر َ -ج َّل و َ
عال َ -من أ ْش َر ْك َ
ت لَيَحْ بَ َ
ط َّن َ
عام“ قال ﴿ذَ ِل َك ُهدى اللَّ ِه َي ْهدِي ِب ِه َمن َيشا ُء ور ِة ”اَل ْن ِس َ ياء في ُ ذَ َك َر ِمنَ اَل ْن ِب ِ
ع ْنهم ما كانُوا يَ ْع َملُونَ ﴾
ط َِمن ِعبا ِد ِه ولَ ْو أ ْش َر ُكوا لَ َح ِب َ
ض كانَتا َرتْقًا فَ َفت َ ْقنا ُهما
واَلر َ
ْ تسماوا ِ أن ال َّ﴿أولَ ْم َي َر الَّذِينَ َكفَ ُروا َّ
قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ق وال َفتْ ِ
ق. الرتْ ِ
ف العلماء في ال ُمرا ِد ِب َّ و َج َع ْلنا﴾ ْ
واخت َ َل َ
سما َء ال ولكن الصواب وعليه الجمهور هو َك ْونُ ُهما كانَتا َرتْقًا بِ َم ْعنى َّ
أن ال َّ
ط ِر، ش ْيئًا ،فَفَتَقَ اللَّهُ ال َّ
سما َء ِبال َم َ ض ال ت ُ ْن ِبتُ َواَلر َْ َي ْن ِز ُل ِمنها َم َ
ط ٌر،
ب َّ
الل ِه ت َعالى: ت َعلَ ْي ِه قَرائِ ُن ِمن ِكتا ِ ت -قَ ْد َدلَّ ْ
ض ِبالنَّبا ِ
واَلر َ
ْ
436
جامع التيسير في تعليقات التفسير
438
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ين} وهكذا قَا َل :إبراهيم عليه السالم ﴿لَقَ ْد ُك ْنت ُ ْم أ َ ْنت ُ ْم َوآ َبا ُؤ ُك ْم فِي َ
ضال ٍل ُم ِب ٍ
{لّيَهۡ ِل َك َم ۡن َهلَ َك َ
ع ُۢن بَيِّنَةࣲ َويَ ۡحيَ ٰى ينبغي للداعي أن يقول الحق وإن كان ُم ّرا ِ
ع ُۢن َب ِيّنَةࣲ ٰۗ } َم ۡن َح َّ
ی َ
أن ت ُ َولُّوا ُم ْد ِب ِرينَ ﴾ قالها إبراهيم حين استتبعه ﴿وتاللَّ ِه ََل ِكي َد َّن أ ْ
صنا َمكم بَ ْع َد ْ
قومه إلى عيد لهم فأبى وقال :إني سقيم.
نطقُونَ ﴾ {قَا َل َب ۡل فَ َعلَهُۥ َك ِبي ُر ُه ۡم َه ٰـذَا فَ ۡسـلُو ُه ۡم ِإن َكانُ ۟
وا َي ِ َٔ
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة "لَ ْم يَ ْكذِبْ ِإب َْرا ِهي ُم النب ُّ
ي عليه
س ِقي ٌمَ ،وقَ ْولُهُ :بَ ْل
ت الل ِه ،قَ ْولُهُ :إ ِنّي َ ث َك َذبَاتٍ ،ثِ ْنتَي ِْن في َذا ِ ط إِ َّال ث َ َال َ س َال ُم ،قَ ُّ ال َّ
ارةَ"س َ اح َدة ٌ في شَأ ْ ِن َ ير ُه ْم هذاَ ،و َو ِ فَ َعلَهُ َك ِب ُ
ࣰ
َار ُكونِی بَ ۡرداص ُر ۤو ۟ا َءا ِل َهت َ ُك ۡم ِإن ُكنت ُ ۡم فَ ٰـ ِع ِلينَ * قُ ۡلنَا يَ ٰـن ُوا َح ِ ّرقُوهُ َوٱن ُ ﴿قَالُ ۟
ب ٱ ۡل َع ِظي ِم
﴿ونُو ًحا ِإ ۡذ نَا َد ٰى ِمن قَ ۡب ُل فَٱ ۡستَ َج ۡبنَا لَهُۥ فَ َن َّج ۡينَ ٰـهُ َوأ َ ۡه َلهُۥ ِمنَ ٱ ۡل َك ۡر ِ} َ
ض ِمنَ اَلر ِعلَى ْ ﴿وقَا َل نُو ٌح َربّ ِ َال تَذَ ْر َ َص ْر﴾َ ، وب فَا ْنت ِ عا َربَّهُ أ َ ِنّي َم ْغلُ ٌ
﴿فَ َد َ
ضلُّوا ِع َبا َد َك َوال َي ِلدُوا ِإال َف ِ
اج ًرا َكفَّ ً
ارا﴾ ْال َكا ِف ِرينَ َدي ً
َّاراِ .إنَّ َك ِإ ْن تَذَ ْر ُه ْم ُي ِ
440
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض الَّتِي َب َ
ار ْكنَا ِفي َها﴾ اصفَةً تَجْ ِري ِبأ َ ْم ِر ِه ِإلَى ْ
اَلر ِ ع ِ س َل ْي َمانَ ِ ّ
الري َح َ َوقَ ْولُهَُ :
﴿و ِل ُ
ب إلى ش ِام .وهذا في حالَ ِة اْليا ِ شا ُمَ ،فت َُر ُّدهُ إلى ال ّ
َِل َّن َم ْس َكنَهُ ِفيها وهي ال ّ
ش ْه ٌر َو َر َوا ُح َها َش ْه ٌر﴾ س ْكنىُ ﴿ .
غد ُُّوهَا َ َم َح ِّل ال ُّ
ࣰۡ
نتَ ُۢ َ
{قَا َل َربّ ِ ٱ ۡغ ِف ۡر ِلی َوه َۡب ِلی ُملكا ال يَن َب ِغی َِل َح ࣲد ِّمن بَعۡ ِد ۤیۤ ِإنَّ َك أ َ
ُۢ َّ
اب﴾
ص َْث أ َ َالري َح تَجْ ِري بِأ َ ْم ِر ِه ُرخَا ًء َحي ُ س َّخ ْرنَا لَهُ ِ ّ
اب * فَ َٱ ۡل َو َّه ُ
صفَها
وو َ شدِي َدة ُ ال ُهبُو ِ
بَ ، عاصفَةٌْ ،
أيَ : ِ ور ِة ”اَل ْن ِب ِ
ياء“ ِبأنَّها س َذُكرت ُهنا في ُ
غي ُْر الَّتِي تَجْ ِري
والعاصفَةُ َ
ِ ورةِ ”ص“ بِأنَّها تَجْ ِري بِ ْ
أم ِر ِه ُرخا ًء، س َفي ُ
ف ويَ ْشت َ َّد ُهبُوبُها في َّأو ِل ْ
اَلم ِر ،فَإذا اَلم َري ِْنْ :
بأن ت َ ْع ِ
ص َ ُرخا ًء .و ُجم َع بَيْنَ ْ
ب ما يُ ِري ُد
على َح َس ِ
أصابُ .أو أن هبو ِبها َ
َ ت ِب ِه ُرخا ًء َحي ُ
ْث سار ْ
ارتَفَ َع َ
ْ
ويَحْ ت َ ِك ُم.
صونَ لَهُ و َي ْع َملُونَ َ
ع َم ًال دُونَ ذَ ِل َك ين َمن َيغُو ُ
ياط ِ
ش ِ }قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿و ِمنَ ال َّ
اص﴾ياطينَ ُك َّل َب ّناءٍ وغ َّو ٍ
ش َِكقَ ْو ِل ِه ﴿وال َّ
ب وقُد ٍ
ُور فان كال َجوا ِ
وج ٍيب وت َما ِثي َل ِ وقَ ْو ِل ِه﴿ :يَ ْع َملُونَ َلهُ ما يَشا ُء ِمن َم ِ
حار َ
را ِسيا ٍ
ت}
أن يؤذوا سليمان ومن الفرارَ { .و َمن يَ ِز ْ
غ ِمنهم ﴿و ُكنّا لَهم حافِ ِظينَ ﴾ ْ
أيِ :من ْ َ
ير﴾
س ِع ِ
ب ال َّ ع ْن ْأم ِرنا نُ ِذ ْقهُ ِمن َ
عذا ِ َ
442
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اح ِمينَ ﴾
الر ِ
أر َح ُم ّ
ت ْي الض ُُّّر وأ ْن َ ُّوب إ ْذ نادى َربَّهُ أنِّي َم َّ
سنِ َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وأي َ
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال قلتُ :يا رسو َل اللَّ ِه أ ُّ
ي النَّ ِ
اس
صالحونَ ث َّم اَلمث َ ُل فاَلمث َ ُل منَ النَّ ِ
اس ُيبت َلى أش ُّد بال ًء قا َل :اَلنبيا ُء ث َّم ال َّ
ب دينِ ِه فإن كانَ في دي ِن ِه صالبةٌ زي َد في بالئِ ِه وإن كانَ في الرج ُل على َحس ِ َّ
اَلرض
ِ يمشي على َ
ظ ْه ِر َ دينِ ِه رقَّةٌ ُخ ِفّ َ
ف عنهُ وما يزا ُل البال ُء بال َعب ِد حتَّى
ليس علي ِه خطيئةٌ" صححه اَللباني وغيره. َ
ش ْفنا ما بِ ِه ِمن ُ
ض ٍ ّر} سيأتي تفاصيل ذلك في سورة ص. ﴿فا ْست َ َجبْنا لَهُ فَ َك َ
ت لَهُ أن يَ ْر ُك َ
ض بِ ِرجْ ِل ِه فَفَعَ َلَ ،فنَبَعَ ْ ع ْنهُ أ َم َرهُ ْ وأنه لَ ّما أرا َد اللَّهُ إ ْذ َ
هاب الض ِ ُّّر َ
س َل ِمنها ،فَزا َل ُك ُّل ما ِبظا ِه ِر َب َدنِ ِه ِمنَ الض ِ ُّّر ،وش َِر َ
ب ِمنها عي ُْن ماءٍ ،فا ْغت َ َ
َ
﴿ار ُك ْ
ض بِ ِرجْ ِل َك هَذا أشار ت َعالى إلى ذَ ِل َك في قَ ْو ِل ِهْ :
َ فَزا َل ُك ُّل ما ِب ِ
باط ِن ِهَ .كما
بار ٌد وش ٌ
َراب﴾ ُم ْغت َ َ
س ٌل ِ
{وآتَ ْينَاهُ أَ ْهلَهُ َو ِمثْلَ ُه ْم َم َع ُه ْم﴾ قال بعض السلف :أحيا الله أهله بأعيانهم،
وقوله َ
وزاده إليهم مثلهم.
ࣱ
س َوذَا ٱ ۡل ِك ۡف ِل ُك ّل ِّمنَ ٱل َّ
ص ٰـ ِب ِرينَ } ﴿و ِإ ۡس َم ٰـ ِعي َل َو ِإ ۡد ِري َ
َ
ي أ َح ٌد َع َ
طا ًء َخي ًْرا وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري "وما أُع ِ
ْط َ
صب ِْر" وأ َ ْو َ
س َع ِمنَ ال َّ
ب ال ُحوتِ .وهو نبي
صاح ُ
ِ غاضبًا} أي ون إ ْذ َذه َ
َب ُم ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وذا النُّ ِ
الله يونس بن متى.
443
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ق ومن ْ
إطال ِ ط ِن ال ُحوتِِ . علَ ْي ِه في َب ْ
ض ِيّقَ َ أن لَ ْن نَ ْقد َِر َ
ع َل ْي ِه} أي لَ ْن نُ َ { فَ َ
ظ َّن ْ
علَ ْي ِه ِر ْزقُهُ﴾ ْ
أي: َعالى﴿:و َمن قُد َِر َ
َ آن قَ ْولُهُ ت
ضيَّقَ “ في القُ ْر ِ”قَ َد َر“ بِ َم ْعنى ” َ
ع َل ْي ِه ِر ْزقُهُ.
ض ِيّقَ َ
و َمن ُ
سلِينَ ﴾ ﴿إ ْذ أ َبقَ إلى الفُ ْل ِك ال َم ْش ُح ِ
ون﴾ ﴿فَساه ََم فَكانَ ِمنَ س لَ ِمنَ ال ُم ْر َ إن يُونُ َ
﴿و َّ
َ
ضينَ ﴾ ﴿فالتَقَ َمهُ ال ُحوتُ وهو ُم ِلي ٌم﴾ ال ُم ْد َح ِ
ُون﴾ وال ُمرا ُد ِباَل ُ َّم ِة ﴿إن َه ِذ ِه أ ُ َّمتُكم أ ُ َّمةً ِ
واح َدة ً وأنا َربُّكم فا ْعبُد ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَّ :
ت دينُنا اَلنبياء أوال ُد َّ
عال ٍ ِ معاشر
َ ُ
"نحن والملَّةُ .وفي الحديث
ش ِري َعةُ ِ
ُهنا :ال َّ
واحدٌ" أصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
على قَ ْر َي ٍة أ ْهلَ ْكناها أنَّهم ال َي ْر ِجعُونَ ﴾ وال َم ْعنى :أي و ُم ْمت َ ِن ٌعقوله ﴿و َحرا ٌم َ
إن ال في ال يَ ْر ِجعُونَ زائِ َدةٌْ :
أي ع َد ُم ُر ُجو ِع ِه ْم إلَيْنا ِل ْل َج ِ
زاء ،وقِي َلَّ : ْألبَتَّةَ َ
الك إلى ال ُّد ْنيا. على قَ ْر َي ٍة أ ْهلَ ْكناها ْ
أن َي ْر ِجعُوا َب ْع َد ال َه ِ َحرا ٌم َ
قَا َل اللَّهُ ت َ َعالَى﴿ :فَا ْست َ َج ْبنَا لَهُ َو َو َه ْبنَا لَهُ َيحْ يَى َوأ َ ْ
صلَحْ نَا لَهُ زَ ْو َجهُ﴾ أَيِ:
ص َل َح َها اللَّهُ وهذا ال يصح ،وإنما طو ٌل َفأ َ ْ سانِ َها ُ ْام َرأَتَهُ .قيل َكانَ فِي ِل َ
ت. عا ِق ًرا َال تَ ِلدُ ،فَ َولَ َد ْ َت َ الصواب ما ذكره الله في سورة مريم بأنها َكان ْ
ࣰ
وحنَا َو َج َع ۡلنَ ٰـ َها َوٱ ۡبنَ َه ۤا َءا َية ِلل َع ٰـل ِمينَ ﴾
َ ۡ ّ ﴿وٱلَّتِ ۤی أ َ ۡح َ
صن َۡت فَ ۡر َج َها فَنَفَ ۡخنَا ِفي َها ِمن ُّر ِ َ
ص ِة زَ َك ِريَّا َوا ْبنِ ِه س َال ُم ،بِ ِق َّ علَ ْي ِه ال َّصةَ َم ْريَ َم َوا ْبنِ َها ِعي َسىَ ، َه َكذَا قَ َرن تَعَالَى قِ َّ
ص ِة َم ْر َي َم؛ َِل َ َّن س َال ُم ،فَ َي ْذ ُك ُر أ َ َّو ًال ِق َّ
صةَ زَ َك ِريَّا ،ث ُ َّم يُتْ ِبعُ َها ِب ِق َّ علَ ْي ِه َما ال َّ
َيحْ َيىَ ،
تِ ْل َك ُم َو ّ
طئة ِل َه ِذ ِه .والراحج أنها ليست نبيا.
444
جامع التيسير في تعليقات التفسير
446
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عاص ٍم قُ ْل َربّ ِ ِب َ
ض ِ ّم ِ ع ْن
ص َغي َْر َح ْف ٍ ف عا َّمةُ القُ ّر ِ
اء ال َّس ْب َع ِة َ قَ َرأ هَذا ال َح ْر َ
القاف ّ
والال ِم ِ ص وحْ َدهُ قا َل ِب َفتْحِاَلم ِر .و َق َرأهُ َح ْف ٌ صي َغ ِة ْ ون ّ
الال ِم ِب ِ س ُك ِالقاف و ُ
ِ
أن يَقُو َل
على أنَّهُ ﷺ أ َم َر ْ الماضي .وقِرا َءة ُ ال ُج ْم ُه ِ
ور ت َ ُد ُّل َ ِ صيغَ ِة
ف ِب ِ
بَ ْينَ ُهما أ ِل ٌ
أن يَقُو َلهُ ُهنا على أ َّنهُ ْامتَث َ َل ْ
اَلم َر بِال ِف ْع ِل .وما أ َم َرهُ ْ ذَ ِل َك .وقِرا َءة ُ َح ْف ٍ
ص ت َ ُد ُّل َ
ْب َكما ذَ َك َرهُ اللَّهُ َع ْنهُ في قَ ْو ِل ِهَ :
﴿ربَّنا ا ْفتَحْ َب ْينَنا و َبيْنَ قَ ْو ِمنا ي اللَّ ِه ُ
ش َعي ٌ قالَهُ َن ِب ُّ
ق وأ ْن َ
ت َخي ُْر الفاتِ ِحينَ ﴾ بِال َح ّ ِ
ي.
ومنها َم َدنِ ٌّ طةٌِ :منها َم ِ ّك ٌّ
يِ ، سورة الحج قيل َم ِ ّكيَّةٌ وقيل َم َدنِيَّةٌ وقيل ُم ْخت َ ِل َ
447
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض ُع ُك ُّل ذا ِ
ت ض َع ْ
ت وت َ َ أر َ
ع ّما ْ قَ ْولُهُ ت َعالىَ ﴿ :ي ْو َم ت ََر ْونَها ت َ ْذ َه ُل ُك ُّل ُم ْر ِ
ض َع ٍة َ
شدِيدٌ﴾ ذاب َّ
الل ِه َ ع َ سكارى ولَ ِك َّن َسكارى وما هم بِ ُ اس ُ َح ْم ٍل َح ْملَها وت َرى النّ َ
اش ٱ ۡل َم ۡبثُو ِ
ث} اس َكٱ ۡلفَ َر ِ كقوله تعالى { َي ۡو َم َي ُك ُ
ون ٱلنَّ ُ
صلَّى اللَّهُ عليه
حديث أبي سعيد الخدري في الصحيحين قا َل َرسو ُل الل ِه َ
س ْع َدي َْك ْ
وال َخي ُْر في يَ َدي َْك، وسلَّ َم :يقو ُل اللَّهُ َّ
عز وج َّل :يا آ َد ُم فيَقولُ :لَبَّي َْك و َ
ار قا َلِ :من ُك ِّل ْألفٍ ِت ْس َع ِمئ َ ٍةث ال َّن ِ ار قا َل :وما َب ْع ُ ث النَّ ِ قا َل يقولُْ :
أخ ِرجْ َب ْع َ
ت َح ْم ٍل َح ْملَها ض ُع ُك ُّل ذا ِ
ير وت َ َ
ص ِغ ُ يب ال َّ وتِ ْس َعةً وتِ ْسعِينَ قا َل :فَ َ
ذاك ِحينَ يَ ِش ُ
شدِي ٌد"
ذاب الل ِه َ
ع َ كارى ولَ ِك َّن َ
س َ كارى وما ُه ْم ب ُ
س َ وت ََرى النَّ َ
اس ُ
ُ
اْلناث يام ِمنَ القُبُ ِ
ور ال تَحْ ِم ُل ص ِفي ِه إ ْشكا ٌلَِ ،لنَّهُ َب ْع َد ال ِق ِ
إن قِي َل :هَذا ال َّن ُّ
فَ ْ
ت. ض َع ْأر َ ض َع َحتّى ت َ ْذ َه َل َ
ع ّما ْ ض َع َح ْملَها ِمنَ الفَزَ عِ ،وال ت ُ ْر ِ َحتّى تَ َ
ع ْن ذَ ِل َك ِمن وجْ َهي ِْن:
واب َ
فال َج ُ
ض ُع َح ْملَها ِمن ِش َّد ِة ال َه ْو ِل
حام ًال ،فَتَ َ
ث ِ حام ًال ت ُ ْب َع ُ
َت ِ أن َمن مات ْاَلو ُلَّ :
َّ
"يبعث المر ُءُ ت َكذَ ِل َك ،كما في الحديث ضعَةً بُ ِعث َ ْ والفَزَ عِ ،و َمن مات ْ
َت ُم ْر ِ
على ما مات عليه"
أن ذَ ِل َك ِكنايَةً َ
ع ْن ِش َّدةِ ال َه ْو ِل. الوجْ هُ الثّانِيَّ :
َ
ث فَإنّا َخلَ ْقناكم ِمن تُرا ٍ
ب﴾ َِل َّن اْلعا َدة َ إن ُك ْنت ُ ْم في َر ْي ٍ
ب ِمنَ البَ ْع ِ ﴿ياأيُّها النّ ُ
اس ْ
داء ال ِف ْع ِل﴿ ،قُ ْل يُحْ ِييها الَّذِي أ ْنشَأها َّأو َل َم َّرةٍ
ب ِم ِن ا ْبتِ ِ أن ت َ ُكونَ أ ْ
ص َع َ ال يُ ْم ِك ُن ْ
ع ِلي ٌم﴾ وهو بِ ُك ِّل خ َْل ٍ
ق َ
448
جامع التيسير في تعليقات التفسير
غي ِْر ُمخَلَّقَةٍ﴾ قال ابن جرير الطبري :وأولى اَلقوال في ذلك
قوله ﴿ ُمخَلَّقَ ٍة َو َ
سقط
بالصواب قول من قال :المخلقة المصورة خلقا تاما ،وغير مخلقة :ال ِ ّ
قبل تمام خلقه.
غي ِْر ُمخَلَّ َقةٍ) ْ
أي: أن َم ْعنى ( ُمخَلَّقَةٍ) تا َّمةٍ ،و ( َ
وقال الشيخ محمد الشنقيطيَّ :
ض َغ أن اللَّهَ َج َّل و َ
عال يَ ْخلُ ُق ال ُم َ غي ِْر تا َّمةٍ ،وال ُمرا ُد بِ َهذا القَ ْو ِل ِع ْن َد قا ِئ ِل ِهَّ :
َ
على
ومنها ما هو َ بِ ، الخ ْلقَ ِة ،سا ِل ٌم ِمنَ العُيُو ِ
كام ُل ُِمت َفا ِوتَةًِ ،منها ما هو ِ
طو ِل ِه ْم، اس في خ َْل ِق ِه ْم ،و ُ
ص َو ِر ِه ْم ،و ُ َفاوتُ النّ ِ
تت ُ ع ْك ِس ذَ ِل َك ،فَيَتْبَ ُع َذ ِل َك الت َّ ُ
فاو َ َ
َمام ِه ْم ،ونُ ْقصانِ ِه ْم.
ص ِر ِه ْم ،وت ِ
وقِ َ
ࣰ
{و ِمن ُكم َّمن يُ َر ُّد ِإلَ ٰۤى أ َ ۡرذَ ِل ٱ ۡلعُ ُم ِر ِل َك ۡي َال يَعۡ لَ َم ِم ُۢن بَعۡ ِد ِع ۡل ࣲم َ
ش ۡيـ ٰۚا} قوله تعالى َ
بك ِمن ْ
أن نُ َر َّد إلى وفي صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم "وأ َ ُ
ع وذ ُ َ
أرذَ ِل العُ ُم ِر"،
ْ
ت بِال َّنباتِ .ولَ ّما كانَ النَّباتُ نا ِبتًا أي :ت َ َح َّر َك ْ
ت﴾ ْ ﴿فَإذا أ ْنزَ ْلنا َ
علَيْها الما َء ا ْهت ََّز ْ
علَيْها ِب َهذا ِاال ْع ِت ِ
بار زازها ،فَأ ُ ْ
ط ِلقَ َ ص ًال ِبها ،كانَ ا ْه ِت ُ
زازهُ َكأ َّنهُ ا ْه ِت ُ ِفيها ُمت َّ ِ
أنَّها ا ْهت ََّزتْبِالنَّبا ِ
ت.
سامها َِلجْ ِل ُخ ُروجِ النَّبا ِ
ت. ض أجْ ِ
راب بَ ْع ِ
ْط ُزازها :تَخ َْل ُخلُها واض ِ
أو ا ْهتِ ُ
449
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اس َمن يُجا ِد ُل في اللَّ ِه ِب َغي ِْر ِع ْل ٍم وال ُهدًى وال ِكتا ٍ
ب ﴿و ِمنَ النّ ِقَ ْولُهُ ت َعالىَ :
حاص ٍل لَهم بِما يُجا ِدلُونَ بِ ِه
ِ يٍ،ور ّ ُون ِع ْل ٍم َ
ض ُر ِ ير﴾ ﴿بِغَي ِْر ِع ْل ٍم﴾؛ ْ
أيِ :بد ِ ُمنِ ٍ
ب
﴿وال ِكتا ٍ ب َ صوا ِ يٍَ ،ي ْهتَدِي ِب ِه ال َع ْق ُل ِلل َّ
ع ْق ِل ّ أي ا ْس ِت ْدال ٍل ونَ َ
ظ ٍر َ ﴿وال ُهدًى﴾؛ ْ
َ
ْس ِع ْن َدهُ ِع ْل ٌمواضحٍ ،يَ ْعلَ ُم ِب ِه ما يُجا ِد ُل ِب ِه ،فَ َلي َ
أي :وحْ ي ٍ نَ ِيّ ٍر ِ
ير﴾؛ ُْمنِ ٍ
يِ ،وال ِع ْل ٌم ِمن وحْ يٍ ،فَهو
ص ِحيحِ العَ ْق ِل ّ
ظ ِر ال َّ ي وال ِع ْل ٌم ُم ْكت َ َس ٌ
ب بِالنَّ َ ور ٌّ
ض ُر ِ
َ
ت.
الجها ِ
يع ِ جا ِه ٌل َمحْ ٌ
ض ِمن َج ِم ِ
ي اللَّهُ
ض َ َّاس َر ِ علَى َح ْرفٍ ﴾ َ
ع ِن اب ِْن عب ٍ اس َم ْن يَ ْعبُ ُد اللَّهَ َ ﴿و ِمنَ النَّ ِ
قوله َ
اس َمن يَ ْعبُ ُد اللَّهَ علَى َح ْرفٍ } قا َل :كانَ َّ
الر ُج ُل يَ ْق َد ُم {و ِمنَ النَّ ِع ْنهما ،قا َلَ :
ِين صا ِل ٌحْ ،
وإن ت َخ ْيلُهُ ،قا َل :هذا د ٌ
غال ًما ،ونُ ِت َج ْت ْام َرأَت ُهُ ُ ال َمدِينَةَْ ،
فإن و َل َد ِ
سوءٍ .رواه البخاري. لَ ْم ت َ ِل ِد ْام َرأَتُهُ و َل ْم ت ُ ْنتَجْ َخ ْيلُهُ ،قا َل :هذا د ُ
ِين ُ
إن ِقي َل :ما وجْ هُ ال َج ْمعِ َبيْنَ نَ ْف ِي ِه ت َعالى النَّ ْف َع والض َُّّر َم ًعا َ
ع ْن ذَ ِل َك ال َم ْعبُو ِد فَ ْ
ض ُّرهُ وما ال يَ ْنفَعُهُ﴾ َم َع إثْباتِ ِهما في قَ ْو ِل ِه:ُون اللَّ ِه في قَ ْو ِل ِه﴿ :ما ال َي ُ ِمن د ِ
ض ُّرهُ أ ْق َر ُ
ب ِمن نَ ْف ِع ِه﴾ عو لَ َمن َ
﴿يَ ْد ُ
ع ْن ذَ ِل َك. أن ِل ْلعُلَ ِ
ماء أجْ ِو َبةً َ وابَّ :
فال َج ُ
نام ِمن ال َجما َدات .أ ّما اآليَةُ
ص َ اَلولى في الَّذِينَ يَ ْعبُدُونَ اَل ْ
أن اآليَةَ ْ
ِمنهاَّ :
ُون اللَّ ِه. ض ُّ
الطغاةِ ال َم ْعبُودِينَ ِمن د ِ اَل ُ ْخرى فَهي في َمن َ
عبَ َد بَ ْع َ
#أضواء البيان
450
جامع التيسير في تعليقات التفسير
451
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي
ض َ ب َر ِ بن أ ِبي طا ِل ٍ
يِ ِ ع ِل ّع ْن َ ص ُموا في َر ِبّ ِه ْم} َ مان ْ
اختَ َ ص ِ {هذان َخ ْ
ِ قوله
وم ال ِقيا َم ِة ،قا َل الرحْ َم ِن ِل ْل ُخ ُ
صو َم ِة يَ َ اللَّهُ ع ْنه ،قا َل :أنا َّأو ُل َمن يَجْ ثُو بيْنَ َي َدي ِ َّ
ص ُموا في َر ِبّ ِه ْم} قا َلُ :ه ُم َّالذِينَ مان ْ
اختَ َ ص ِ{هذان َخ ْ
ِ ْس :وفيهم نَزَ َل ْ
ت: قَي ٌ
عتْ َبةُ ُ
بن َر ِبي َعةَ، ع َب ْي َدةُ ،وشيبَةُ ُ
بن َر ِبي َعةَ ،و ُ ي ،و َح ْمزَ ةُ ،و ُ بار ُزوا يَ َ
وم بَ ْد ٍر َ
ع ِل ٌّ َ
عتْبَةَ .رواه البخاري. والو ِلي ُد ُ
بن ُ َ
سرا ِبيلُهم
نار} َكقَ ْو ِل ِه ِفي ِه ْمَ ﴿ : ت لَهم ِث ٌ
ياب ِمن ٍ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فالَّذِينَ َكفَ ُروا قُ ِ ّ
ط َع ْ
ِمن قَ ِط ٍ
ران﴾
غ ٍ ّم أ ُ ِعيدُوا فِي َها﴾
﴿ ُكلَّ َما أ َ َرادُوا أ َ ْن يَ ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها ِم ْن َ
ط ِمعُوا فِي ْال ُخ ُروجِِ ،إ َّن ْاَل َ ْر ُج َل لَ ُمقَيَّ َدةٌ، اضَ :و َّ
الل ِه َما َ قَا َل الفُضيل ب ُْن ِع َي ٍ
ِي لَ ُموثَقَةٌَ ،ولَ ِك ْن يَ ْرفَعُ ُه ْم لَ َهبُ َهاَ ،وت َُر ُّد ُه ْم َمقَ ِ
امعُ َها. َو ِإ َّن ْاَل َ ْيد َ
ب ِمنَ ْالقَ ْو ِل﴾ أي في الدنيا ،فصالح القول صالح الط ِيّ ِ ﴿و ُهدُوا ِإلَى َّ
َوقَ ْولُهَُ :
ࣰ ࣰ
وا ٱللَّهَ َوقُولُ ۟
وا قَ ۡوال َ
س ِديدا * وا ٱتَّقُ ۟
العمل كما قال تعالى ﴿يَ ٰۤـأ َيُّ َها ٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
يُصۡ ِل ۡح لَ ُك ۡم أ َ ۡع َم ٰـلَ ُك ۡم َويَ ۡغ ِف ۡر لَ ُك ۡم ذُنُوبَ ُك ٰۡۗم} وأن اَلعضا َء تستعيذُ ك ّل صباح من
اعوججت
َ استقمت استقمنا ،وإن
َ ق اللهَ فينا ،فإنَّك إن اللّ ِ
سان وتقو ُل :ات َّ ِ شر ِ
ِّ
اعوججنا.
وقيل هذا في الجنة وأنهم ال يسمعون فيها كالما ساقطا ً.
{وإِ ۡذ يَ ۡر َف ُع ِإ ۡب َر ٰ ِه ۧـ ُم ٱ ۡلقَ َوا ِع َد ِمنَ
يم َمكانَ ال َب ْيتِ} َ ْ
﴿وإ ْذ بَ َّوأنا ِْلبْرا ِه َ
قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
}ٱ ۡل َب ۡي ِ
ت
ࣰ
وا َم َع ٱللَّ ِه أ َ َحدا} ع ۟ {وأ َ َّن ٱ ۡل َم َس ٰـ ِج َد ِللَّ ِه فَ َال ت َۡد ُ
ش ْيئًا} َ أن ال ت ُ ْش ِر ْك بِي َ
{ ْ
452
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س َّيةَ
الح ِ ّ
هارة َ ِ ط ِ ّه ُرهُ َّ
الط َ ي ،فَيُ َ
س َّ
والح ِ ّ
ي ِ ير ال َم ْعنَ ِو َّ ي﴾ َي ْش َم ُل التَّ ْ
ط ِه َ {و َ
ط ِ ّه ْر َب ْيتِ َ
عاصي{ .يَ ٰۤـأ َيُّ َها ٱ َّل ِذينَ َءا َمنُ ۤو ۟ا ِإنَّ َما
ش ْر ِك وال َم ِ ِمنَ اَل ْق ِ
ذار ،وال َم ْعنَ ِو َّيةَ ِمنَ ال ِ ّ
ٱ ۡل ُم ۡش ِر ُكونَ نَ َج ࣱس فَ َال َي ۡق َربُ ۟
وا ٱ ۡل َم ۡس ِج َد ٱ ۡل َح َر َام}
ع َليْكم ُجنا ٌح
ْس َقَ ْولُهُ ت َعالىِ ﴿ :ليَ ْش َهدُوا َمنا ِف َع لَ ُه ْم} منافع ُد ْنيَ ِويَّة وأخروية ﴿ َلي َ
على الحا ّجِ إثْ ٌم وال َح َر ٌج ،إذا ا ْبت َغى أن ت َ ْبتَغُوا فَض ًْال ِمن َربِّ ُك ْم﴾ أي لَي َ
ْس َ ْ
جارةٍ في أي ِّام ال َح ّجِ.
ِر ْب ًحا ِب ِت َ
عام﴾ قيل ال َم ْعلُوماتُ أيّا ُم
على ما َرزَ قَهم ِمن َب ِهي َم ِة اَل ْن ِ ت َ {في أي ٍّام َم ْعلُوما ٍ
ع َرفَةَ وال َّنحْ ِر ويَ ْو ِ
مان بَ ْع َدهُ، الت َّ ْش ِري ِ
ق يَ ْو ُم َ
الح َّج ِة إلى آخ َِر َي ْو ِم النَّحْ ِرَ .لحادِيث الد َّّالة
وقيل :إنَّها ال َع ْش ُر اَلوا ِئ ُل ِمن ذِي ِ
ض ِل اَلي ِّام ال َعش ََرةِ اَل ُ َو ِل ِمن ذِي ِ
الح َّج ِة. على فَ ْ
َ
علَى َما َرزَ قَ ُه ْم ِم ْن َب ِهي َم ِة ﴿و َي ْذ ُك ُروا اس َْم اللَّ ِه ِفي أَي ٍَّام َم ْعلُو َما ٍ
ت َ َوقَ ْولُهَُ :
أكبر،"بسم الل ِه واللهُ ُ ِ اَل ْن َع ِام﴾ قال صلى الله عليه وسلم عند ذبح أضحيته
اللَّه َّم هذا ع ِنّي وع َّمن لم يُض ّحِ ِمن أ ُ َّمتي" صححه اَللباني.
ق﴾ .أي القَدِي ُمَِ ،لنَّهُ أ ْق َد ُم َم ِ
واض ِع الت َّ َعبُّدِ. ﴿و ْل َي َّ
ط َّوفُوا ِبال َب ْي ِ
ت ال َع ِتي ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
اس لَلَّذِي بِبَ َّكةَ ُم َ
بار ًكا﴾ ض َع ِللنّ ِ ت ُو ِ َّ
﴿إن َّأو َل بَ ْي ٍ
أن َّ
اللهَ أ ْعتَقَهُ ِمنَ ال َجبابِ َرةِ. أو َّ
علَ ْي ُك ْم﴾ ،لَ ْم يُ َب ِيّ ْن ُهنا هَذا الَّذِي ﴿وأ ُ ِحلَّ ْ
ت لَ ُك ُم اَل ْنعا ُم ّإال ما يُتْلى َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
عام ،ولَ ِكنَّهُ َبيَّنَهُ في مكان آخر ع َل ْي ِه ُم ال ُم ْست َثْنى ِمن ِح ْليَ ِة اَل ْن ِ
يُتْلى َ
ور} قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :واجْ تَ ِنبُوا قَ ْو َل ُّ
الز ِ
453
جامع التيسير في تعليقات التفسير
حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث في الصحيحين "أَال أ ُ َن ِبّئ ُ ُك ْم بأ َ ْك َب ِر ال َكبائِ ِر
وق الوا ِل َدي ِْن ،وكانَ ُمت َّ ِكئًا قُ ْلنا :بَلَى يا َرسو َل اللَّ ِه ،قا َل :اْل ْشراكُ باللَّ ِه ،و ُ
عق ُ ُ
ور ،وشَها َدة ُ ور ،أال وقَ ْو ُل ُّ
الز ِ ور ،وشَها َدة ُ ُّ
الز ِ الز ِ فَ َجلَ َ
س فقا َل :أال وقَ ْو ُل ُّ
ور فَما زا َل يقولُها ،حتَّى قُلتُ :ال يَ ْس ُكتُ ". ُّ
الز ِ
الري ُح طفُهُ َّ
الطي ُْر أ َ ْو ت َ ْه ِوي بِ ِه ِ ّ اء فَت َْخ َ {و َم ْن يُ ْش ِر ْك بِاللَّ ِه فَ َكأَنَّ َما خ ََّر ِمنَ ال َّ
س َم ِ َ
ق}
س ِحي ٍ ِفي َم َك ٍ
ان َ
حديث براء ابن عازب في مسند اْلمام أحمد "فيقو ُل اللهُ َّ
عز وج َّل اكتبوا
سفلَى فت ُ َ
طر ُح رو ُحه طر ًحا ث َّم قرأ َو َم ْن يُ ْش ِر ْك اَلرض ال ُّ
ِ كتابَه في ِس ِ ّجين في
الري ُح فِي َم َك ٍ
ان طفُهُ َّ
الطي ُْر أ َ ْو ت َ ْه ِوي ِب ِه ِ ّ اء َفت َْخ َ ِباللَّ ِه فَ َكأَنَّ َما َخ َّر ِمنَ ال َّ
س َم ِ
ق فتُعا ُد رو ُحه في جسدِه "..صححه اَللباني.
س ِحي ٍ
َ
﴿لَ ُك ْم ِفي َها َمنَا ِف ُع ِإلَى أ َ َج ٍل ُم َ
س ًّمى﴾
َولَهُ أ َ ْن َي ْنت َ ِف َع ِب َها َو ِإ ْن َكان ْ
َت َه ْديًاِ ،إذَا احْ ت َا َج ِإلَى َذ ِل َك ،حديث أبي هريرة
صلَّى اللهُ عليه
ي َ وأنس بن مالك رضي الله عنهما في الصحيحين َّ
أن النب َّ
ار َك ْب َها ،فَقا َل :يا َرسو َل اللَّ ِه ،إنَّ َها
وق َب َدنَةً ،فَقا َل لهْ :
س ُوسلَّ َم َرأَى َر ُج ًال َي ُ
ار َك ْب َها و ْيلَ َك ،أ َ ْو و ْي َح َك" بَ َدنَةٌ ،قا َل في الثَّا ِلث َ ِة أ َ ْو في َّ
الرابِ َع ِةْ :
ࣰ
علَ ٰى َما َرزَ قَ ُهم ِّمنُۢ َّ ۡ ۟ ُ
سكا ِليَذك ُروا ٱس َم ٱلل ِه َۡ ّ {و ِل ُك ِّل أ ُ َّمةࣲ َجعَ ۡلنَا َمن َ
قوله تعالى َ
ي الح ّجِ َب ِهي َم ِة ٱ َۡل َ ۡن َع ٰـ ِٰۗم } فيه َأن رسو َل الل ِه صلَّى اللَّهُ علي ِه وسلَّ َم ُ
سئل :أ ُّ
أفض ُل ؟ قال " :الع ُّج والث ُّج" صححه اَللباني.
454
جامع التيسير في تعليقات التفسير
458
جامع التيسير في تعليقات التفسير
459
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض ُم ْخ َ
ض َّرةً﴾ اَلر ُ ماء ما ًء َفت ُ ْ
ص ِب ُح ْ س ِ أن َّ
اللهَ أ ْنزَ َل ِمنَ ال َّ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ألَ ْم ت ََر َّ
ث.
على البَ ْع ِ و َه ِذ ِه آيَةٌ ِمن آياتِ ِه وبَرا ِه ِ
ين قُ ْد َرتِ ِه َ
الله ْال َم ْوت َى.
ِيث أَ ِبي هريرة في إحياء َّ
سيأ ِتي ِفي "سورة الروم" َحد ُ َ
ض والفُ ْل َك ت َجْ ِري في البَحْ ِر س َّخ َر لَكم ما في ْ
اَلر ِ أن َّ
اللهَ َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ألَ ْم ت ََر َّ
ض َج ِميعًا ِمنهُ﴾
اَلر ِ
ت وما في ْ س َّخ َر لَكم ما في ال َّ
سماوا ِ أم ِر ِه﴾َ ،كقَ ْو ِل ِهَ :
﴿و َ بِ ْ
ور﴾إن اْل ْنسانَ لَ َكفُ ٌ ﴿و ُه َو الَّذِي أحْ ياكم ث ُ َّم يُ ِميتُكم ث ُ َّم يُحْ ِييكم َّ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ْف ت َ ْكفُ ُرونَ بِاللَّ ِه و ُك ْنت ُ ْم ْأمواتًا فَأحْ ياكم ث ُ َّم يُ ِميتُكم ث ُ َّم يُحْ ِييكم ث ُ َّم إلَ ْي ِه
َكقَ ْو ِل ِهَ ﴿ :كي َ
ت ُ ْر َجعُونَ ﴾ وقَ ْو ِل ِه ت َعالى﴿ :قالُوا َربَّنا أ َمتَّنا اثْنَتَي ِْن وأحْ َي ْيت َنا اثْنَتَي ِْن}
يرَ :ي ْعنِيِ :ل ُك ِّل أ ُ َّم ِة نَ ِب ّ
يٍ س ًكا ُه ۡم نَا ِس ُكوهُ} قَا َل اب ُْن َج ِر ٍ ِ﴿لّ ُك ِّل أ ُ َّمةࣲ َج َع ۡلنَا َمن َ
ض ُع الَّذِي يَ ْعت َا ُدهُ بُ :ه َو ْال َم ْو ِ س ِك فِي َك َال ِم ْال َع َر ِ س ًكا .قَا َلَ :وأَص ُل ْال َم ْن َ َم ْن َ
انَ ،و َيت ََر َّد ُد ِإلَ ْي ِهِ ،إ َّما ِل َخي ٍْر أ َ ْو ش ٍ َّر.
س ُ ِْ
اْل ْن َ
صة ،ثم نسخ بالقرآن.
الماضيَ ِة ش َِري َعة خا َّ
ِ وقيل ِل ُك ِّل أمة من اَلمم
ق ُم ْست َ ِق ٍيم ال ا ْع ِوجا َج ِفي ِه .كما قال تعالى ط ِري ٍ أي َ ﴿إ َّن َك لَعَلى ُهدًى ُم ْست َ ِق ٍيم﴾ ْ
ࣰ
ص َر ٰ ِطی ُم ۡست َ ِقيما فَٱتَّبِعُوهُ} {وأ َ َّن َه ٰـذَا ِ َ
علَى
ب ِإ َّن ذَ ٰ ِل َك َ
ض ِإ َّن ذَ ٰ ِل َك فِی ِكت َ ٰـ ٰۚ ٍ س َم ۤا ِء َوٱ َۡل َ ۡر ِ ٰۚ
﴿أَلَ ۡم ت َعۡ لَ ۡم أ َ َّن ٱللَّهَ يَعۡ لَ ُم َما فِی ٱل َّ
َّ ࣱ
القلم فقا َل َلهُ اكتُب َ ُ هالل خلقَ ما ل
َ أوَّ َّ
"إن الصامت بن عبادة حديث ﴾ ر ٱللَّ ِه َي ِسي
كائن إلى اَلبدِ" صححه اَللباني. ٌ هو
فجرى بما َ
ۡ ࣰ
س لَ ُهم بِ ِهۦ ِع ۡل ࣱٰۗم} { َبلۡ ۡ َ
ط ٰـنا َو َما لي َ سل َ ُون ٱللَّ ِه َما لَ ۡم يُن ِ َّز ۡل بِ ِهۦ ُ
﴿ويَعۡ بُدُونَ ِمن د ِ َ
علَ ٰۤى أ ُ َّمةࣲ َو ِإنَّا َع َل ٰۤى َءاث َ ٰـ ِر ِهم ُّمهۡ تَدُونَ }
قَالُ ۤو ۟ا ِإنَّا َو َج ۡدن َۤا َءا َب ۤا َءنَا َ
461
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَيْكم في ال ّد ِ
ِين ِمن َح َرجٍ﴾ وفي الحديث قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وما َج َع َل َ
462
جامع التيسير في تعليقات التفسير
" َّ
إن ال ّدِينَ يُس ٌْر" البخاري
على النّ ِ
اس﴾ ش ِهيدًا َعلَيْكم وت َ ُكونُوا ُ
ش َهدا َء َ سو ُل َ الر ُقَ ْولُهُ ت َعالىِ ﴿ :ليَ ُكونَ َّ
سو ُل اس و َي ُكونَ َّ
الر ُ على ال ّن ِش َهدا َء َ س ً
طا ِلت َ ُكونُوا ُ ﴿و َكذَ ِل َك َج َع ْلناكم أ ُ َّمةً و َ
كقوله َ
علَيْكم َ
ش ِهيدًا﴾ َ
463
جامع التيسير في تعليقات التفسير
والطيب ،وجع َل ْ
ت قرة ُ َ
عيني ُ ي النسا ُء ،
ب إل َّ
وفي حديث أنس بن مالك " ُح ِبّ َ
في الصال ِة" صححه اَللباني وغيره.
﴿و ِإذَا َم ُّروا ِباللَّ ْغ ِو َم ُّروا
ع ِن اللَّ ْغ ِو ُم ْع ِرضُونَ ﴾ َك َما َقا َل ت َ َعالَىَ :
﴿والَّذِينَ ُه ْم َ
َ
ِك َرا ًما﴾
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :والَّذِينَ هم ِل َّ
لزكاةِ فا ِعلُونَ ﴾ ،في ال ُمرا ِد بِ َّ
الزكاةِ ُهنا خالف بين
العلماء فقيل زكاة اَلموال وقيل زكاة اَلبدان وتطهير اَلنفس وهو الصواب
ࣰ
ط ِ ّه ُر ُه ۡم َوتُزَ ِ ّكي ِهم َلنه يشمل كال اَلمرين قال تعالى { ُخ ۡذ ِم ۡن أ َ ۡم َو ٰ ِل ِه ۡم َ
ص َدقَة ت ُ َ
ِب َها}
ت أ َ ْي َمانُ ُه ْم﴾ قال علَى أ َ ْز َو ِ
اج ِه ْم ْأو َما َملَ َك ْ ظونَ .إِال َ ﴿والَّذِينَ ُه ْم ِلفُ ُر ِ
وج ِه ْم َحافِ ُ َ
الناس الجنةَ ت َ ْق َوى الل ِه و ُحس ُْن ال ُخلُ ِ
ق، َ "أكثر ما يُ ْد ِخ ُل
ُ صلى الله عليه وسلم
النار الفَ ُم و الفَ ْرج" حسنه اَللباني.
َ الناس
َ أكثر ما يُ ْد ِخ ُل
و ُ
يَ ،ر ِح َمهُ اللَّهَُ ،و َم ْن َوافَقَهُ َك َما ِلكٍ َ
علَى تَحْ ِر ِيم اْل َما ُم ال َّ
شا ِف ِع ُّ َوقَ ِد ا ْست َ َد َّل ْ ِ
َاء ِب ْال َي ِد ِب َه ِذ ِه ْاآل َي ِة ْال َك ِري َم ِة.
ِاال ْستِ ْمن ِ
ع ْه ِد ِه ْم َراعُونَ ﴾ اَلمانات هي التكاليف ﴿والَّذِينَ ُه ْم َل َمانَاتِ ِه ْم َو َ
َوقَ ْولُهَُ :
الشرعية والمعامالت التي بين العباد قال تعالى{ َي ٰۤـأ َيُّ َها ٱ َّل ِذينَ َءا َمنُ ۟
وا َال
سو َل َوت َ ُخونُ ۤو ۟ا أ َ َم ٰـنَ ٰـتِ ُك ۡم َوأَنت ُ ۡم ت َعۡ لَ ُمونَ } لر ُ ت َ ُخونُ ۟
وا ٱللَّهَ َوٱ َّ
س ُه ۡم فِي َها َخ ٰـ ِلدُونَ ﴾ {ٱلَّ ِذينَ يَ ِرث ُونَ ٱ ۡل ِف ۡر َد ۡو َ
464
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
سوال ِّم ۡن ُه ۡم أ ِنَ س ۡلنَا ِفي ِه ۡم َر ُ قوله تعالى ﴿ث ُ َّم أَنش َۡأنَا ِم ُۢن َبعۡ ِد ِه ۡم قَ ۡرنًا َءاخ َِرينَ * فَأ َ ۡر َ
شأ َ بَ ْع َد قَ ْو ِم ٱ ۡعبُد ۟
ُوا ٱللَّهَ َما لَ ُكم ِّم ۡن ِإلَ ٰـ ٍه َغ ۡي ُرهُۥ ٰۚۤۤ أَفَ َال تَتَّقُونَ } يُ ْخبِ ُر ت َ َعالَى أ َ َّنهُ أ َ ْن َ
عادٌ ،فَإِنَّ ُه ْم َكانُوا ُم ْست َْخلَفِينَ َب ْع َد ُه ْمَ .و ِقي َل: نُوحٍ قَ ْرنًا آخ َِرينَ ِ -قي َلْ :ال ُم َرا ُد ِب ِه ْم َ
ق﴾ قال ابن كثير َو َّ
الظا ِه ُر ص ْي َحةُ ِب ْال َح ّ ِ
ْال ُم َرا ُد ِب َهؤ َُال ِء ث َ ُمودُ؛ ِلقَ ْولُهَُ ﴿ :فأ َ َخذَتْ ُه ُم ال َّ
ي ِ ْال َب ِ
ار َدةِ. ف ْالقَ ِو ّ ص ْرصر ْالعَ ِ
اص ِ ص ْي َحةٌ َم َع ِ ّ
الريحِ ال َّ أَنَّهُ اجْ ت َ َم َع َ
ع َل ْي ِه ْم َ
قَ ْولُهُ ت َ َعا َلىِ ﴿ :إ ْن ِه َ
ي ِإ َّال َحياتُنَا ال ُّد ْنيا نَ ُموتُ َونَحْ يا﴾
ْف قَالُوا نَ ُموتُ َونَحْ يَا َو ُه ْم َال يُ ِق ُّرونَ بِ ْالبَ ْعثِ؟ فَ ِفي َهذَا أَجْ ِوبَةٌِ ،م ْن َها يُقَالَُ :كي َ
يير ،أ َ ْأ َ ْن يَ ُكونَ ْال َم ْعنَى :يموت بعضنا ويحي بعضنا َو ِقي َلِ :في ِه ت َ ْقدِي ٌم َوتَأ ْ ِخ ٌ
ي ِإ َّال َح َياتُنَا ال ُّد ْن َيا نَحْ َيا فِي َها ونموت.
ِإ ْن ِه َ
ع ۡو ُن فِی ع ْونَ و َملَئِ ِه فا ْست َ ْكبَ ُروا وكانُوا قَ ْو ًما عالِينَ ﴾ َ
{ونَا َد ٰى فِ ۡر َ ﴿إلى فِ ْر َ
س ِلی ُم ۡلكُ ِمصۡ َر َو َه ٰـ ِذ ِه ٱ َۡل َ ۡن َه ٰـ ُر ت َۡج ِری ِمن ت َۡح ِت ۤی ٰۚۤ أَفَ َال
قَ ۡو ِم ِهۦ قَا َل َي ٰـقَ ۡو ِم أ َ َل ۡي َ
ت ُ ۡب ِ
ص ُرونَ }
ين ْال َما ُء ْال َج ِ
اريَ ،و ُه َو النَّ ْه ُر ين﴾ْ :ال َم ِع ُ
ت قَ َر ٍار َو َم ِع ٍ﴿و َآو ْينَا ُه َما ِإلَى َرب َْوةٍ ذَا ِ
َ
س ِريًّا﴾ وهو أحد المعنيين الذي الَّذِي قَا َل َّ
اللهُ ت َ َعالَى﴿ :قَ ْد َج َع َل َرب ُِّك تَحْ ت َِك َ
رجحه الشيخ حفظه الله.
ض ،والمقصود َبيْتُ ْال َم ْقد ِِس ،وعليه
ان ْال ُم ْرت َ ِف ُع ِمنَ ْاَل َ ْر ِ
الرب َْوةُْ :ال َم َك ُ
َّ
الجمهور.
ت وا ْع َملُوا صا ِل ًحا} س ُل ُكلُوا ِمنَ َّ
الط ِّيبا ِ الر ُ
{يا أيُّها ُّ
466
جامع التيسير في تعليقات التفسير
467
جامع التيسير في تعليقات التفسير
{والَّذِينَ يُؤْ تُونَ َما آت َْوا َوقُلُوبُ ُه ْم َو ِجلَةٌ} وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله َ
وسل َم عن ه ِذ ِه اآلي ِة َوالَّذِينَ
عنها قالت :سألتُ رسو َل اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ علَي ِه َّ
الخمر
َ يُؤْ تُونَ َما آت َْوا َوقُلُوبُ ُه ْم َو ِجلَةٌ قالت عائشةُ :أ َ ُه ُم الَّذينَ يشربونَ
ق ،ولَ ِك َّنه ُم الَّذينَ يصومونَ ويصلُّونَ
ص ّدِي ِ
بنت ال ِ ّ
ويسرقونَ قا َل ال يا َ ِ
ارعُونَ فِي ْال َخي َْرا ِ
ت س ِويتص َّدقونَ َ ،و ُهم يخافونَ أن ال تُقبَ َل من ُهم أُولَئِ َك يُ َ
َو ُه ْم لَ َها َسا ِبقُونَ " صححه اَللباني .أما قول المرجئة :ال يضر مع اْليمان
ی أ َ ۡه ِل ٱ ۡل ِكت َ ٰـ ٰۗ ِ
ب َمن س بِأ َ َمانِيِّ ُك ۡم َو َ ۤال أ َ َمانِ ِّ
شيء ،فباطل ال يصح قال تعالى {لَّ ۡي َ
ࣰ
يَعۡ َم ۡل ُ
س ۤوءا يُ ۡجزَ بِ ِهۦ }
سا ِبقُونَ } ت َو ُه ْم لَ َها َ ارعُونَ فِي ْال َخي َْرا ِ
س ِقوله تعالى {أُولَئِ َك يُ َ
} َوفِی ذَ ٰ ِل َك فَ ۡل َيتَنَافَ ِس ٱ ۡل ُمت َ َن ٰـ ِف ُ
سونَ {
ول
س ࣲ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :أفَلَ ْم يَ َّدب َُّروا القَ ْو َل﴾ الَّذِي هو القُ ْر ُ
آن ال َع ِظي ُم؛ { ِإنَّهُۥ لَقَ ۡو ُل َر ُ
َك ِري ࣲم}
ي :أَفَ ُه ْم َال َي ْع ِرفُونَ ُم َح َّمدًا َو ِ
ص ْد َقهُ سولَ ُه ْم فَ ُه ْم َلهُ ُم ْن ِك ُرونَ ﴾ أ َ ْ ﴿أ َ ْم َل ْم َي ْع ِرفُوا َر ُ
ار ذَ ِل َك َو ْال ُمبَا َهت َ ِة ِفي ِه؟ صيَانَتَهُ الَّتِي نَ َ
شأ َ بِ َها فِي ِه ْم ،أَفَيَ ْقد ُِرونَ َ
علَى ِإ ْن َك ِ َوأ َ َمانَتَهُ َو ِ
ش ِة :أَيُّ َهاي ِ َم ِل ِك ْال َح َب َ ي اللَّهُ َ
ع ْنهُِ ،للنَّ َجا ِش ّ ض َ بَ ،ر ِ َو ِل َهذَا قَا َل َج ْعفَ َر بْنَ أ َ ِبي َ
طا ِل ٍ
ص ْدقَهُ َوأ َ َمانَتَهَُ .و َه َك َذا قَا َلسبَهُ َو ِف َن َ س ً
وال نَ ْع ِر ُ ث ِإلَ ْينَا َر ُ ْال َم ِلكُ ِ ،إ َّن َّ
اللهَ بَ َع َ
ص ْخ ُر ب ُْن ارزَ ُه ْم َو َكذَ ِل َك قَا َل أَبُو ُ
س ْف َيانَ َ ب ِكس َْرى ِحينَ بَ َ ش ْعبَةَ ِلنَائِ ِ ْال ُم ِغ َ
يرة ُ ب ُْن ُ
ت ال َّن ِب ّ
ي ِ ﷺ َونَ َس ِب ِه ع ْن ِ
صفَا ِ ص َحا َبهُ َ سأَلَهُ َوأَ ْ
وم ِه َر ْق َلِ ،حينَ َ
الر ِ
ب ِل َم ِل ِك َُّح ْر ٍ
ص ْدقِ ِه َوأ َ َمانَتِ ِهَ ،و َكانُوا بَ ْع ُد َكفَّ ً
ارا لَ ْم يُ ْس ِل ُموا. َو ِ
468
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سماواتُ واَل ْر ُ
ض و َمن ت ال َّ
س َد ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿ولَ ِو اتَّ َب َع ال َح ُّق أ ْهوا َءهم لَ َف َ
فِي ِه َّن﴾ َوال َح ُّق :هو اللَّهُ ت َعالى.
صلُ ُح؛ َِل ْن ت َ ُكونَ ُمت َّ َب َعةً قَ ْولُهُ ت َعالى:
أن أ ْهوا َءهم ال تَ ْ
على َّ ت الدّالَّ ِة ََو ِمنَ اآليا ِ
ع ِظ ٍيم﴾ وقَ ْد َر َّد اللَّهُ على َر ُج ٍل ِمنَ القَ ْريَتَي ِْن َ
آن َ﴿وقالُوا لَ ْوال نُ ِ ّز َل هَذا القُ ْر ُ
َ
علَ ْي ِه ْم بِقَ ْو ِل ِه﴿ :قُ ْل لَ ْو أ ْنت ُ ْم ت َْم ِل ُكونَ خَزائِنَ َرحْ َم ِة َربِّي إذًا ََل ْم َ
س ْكت ُ ْم َخ ْشيَةَ َ
ورا﴾ ق وكانَ اْل ْن ُ
سان قَت ُ ً اْل ْنفا ِ
علَ ْي ِه ِم ْن أَجْ ٍر َو َما
َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْم ت َ ْسأَلُ ُه ْم خ َْر ًجا َفخ ََرا ُج َربِّ َك َخي ٌْر﴾ ﴿قُ ْل َما أَ ْسأَلُ ُك ْم َ
أ َنَا ِمنَ ْال ُمت َ َك ِلّفِينَ ﴾
وا ِل َر ِبّ ِه ۡم َو َما َيتَ َ
ض َّرعُونَ } وهذا العذاب كان ﴿ولَقَ ۡد أَخ َۡذنَ ٰـ ُهم ِبٱ ۡل َعذَا ِ
ب فَ َما ٱ ۡست َ َكانُ ۟ َ
"إن قُ َر ْي ً
شا في الدنيا كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال َّ
ص ْوا عليه ،قا َل :اللَّ ُه َّم أ ِع ِنّي
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم وا ْست َ ْع َ غلَبُوا النب َّ
ي َ لَ َّما َ
ام وال َم ْيتَةَ ِمنَ ال َج ْه ِد"
ظ َسنَةٌ أ َكلُوا فِي َها ال ِع َ
ف فأ َخ َذتْ ُه ْم َ سبْعٍ َك َسبْعِ يُو ُ
س َ عليهم ب َ
ب إلى رسو ِل الل ِه وفي حديث عبد الله بن عباس جاء أبو سفيانَ ُ
بن حر ٍ
أكلنا ال ِع ْل ِهزَ
والرح َم ،فقد ْ
ِ صلَّى اللهُ عل ْي ِه َّ
وسل َم فقال :يا محم ُد ! أنشد َُك اللهَ
والدم ،فأنز َل اللهُ َ :ولَقَ ْد أ َ َخ ْذنَا ُه ْم بِ ْال َعذَا ِ
ب فَ َما ا ْست َ َكانُوا َ الوبر –
َ – يعني:
ِل َربِّ ِه ْم َو َما يَتَ َ
ض َّرعُونَ " صححه اَللباني
ْصار واَل ْفئِ َدة َ قَ ِل ً
يال ما ﴿وهو الَّذِي أ ْنشَأ لَ ُك ُم ال َّ
س ْم َع واَلب َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
علَ ٰى قُلُوبِ ُكم َّم ۡن
ص ٰـ َر ُك ۡم َو َخت ََم َ ت َ ْش ُك ُرونَ ﴾ {قُ ۡل أ َ َر َء ۡيت ُ ۡم ِإ ۡن أ َ َخذَ ٱللَّهُ َ
س ۡم َع ُك ۡم َوأ َ ۡب َ
غ ۡي ُر ٱللَّ ِه َي ۡأ ِتي ُكم ِب ٰۗ ِه}
ِإلَ ٰـهٌ َ
469
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ۡبعِ َو َربُّ ٱ ۡل َع ۡر ِش ٱ ۡل َع ِظي ِم} العرش أكبر الخلق {قُ ۡل َمن َّربُّ ٱل َّ
س َم ٰـ َو ٰ ِ
ت ٱل َّ
ي ِ إال ك َح ْلق ٍة ُملقاةٍ
حديث أبي ذر الغفاري "ما السمواتُ السب ُع في الكرس ّ
ي ِ كفض ِل تلك الفالةِ على تلك
العرش على الكرس ّ
ِ بأرض فالةٍ ،و فض ُل
ٍ
ْ
الحلق ِة" صححه اَللباني وغيره.
َب ُك ُّل ِإلَ ٍه ِب َما َخلَقَ َولَ َعال اللهُ ِم ْن َولَ ٍد َو َما َكانَ َم َعهُ ِم ْن ِإلَ ٍه ِإذًا لَذَه َ ﴿ َما ات َّ َخذَ َّ
ض﴾ َو ْال ُمشَا َه ُد أ َ َّن ْال ُو ُجو َد ُم ْنت َِظ ٌم ُمت َّ ِس ٌقُ ،ك ٌّل ِمنَ ْال َعالَ ِم
علَى بَ ْع ٍ
ض ُه ْم َ بَ ْع ُ
ضِ ،في غَا َي ِة ْال َك َما ِلَ ﴿ ،ما ت ََرى ِفي خ َْل ِ
ق ضهُ ِب َب ْع ٍ ي ِ ُم ْرت َ ِب ٌ
ط َب ْع ُ س ْف ِل ّ ْالعُ ْل ِو ّ
ي ِ َوال ُّ
اوتٍ﴾ الرحْ َم ِن ِم ْن تَفَ ُ َّ
ع ْنهُ بِ َد ِلي ِل الت َّ َمانُعِ.
عب َُّروا ََو ْال ُمت َ َك ِلّ ُمونَ ذَ َك ُروا َه َذا ْال َم ْعنَى َو َ
﴿ربّ ِ فَال تَجْ َع ْلنِي في القَ ْو ِم عدُونَ ﴾ َ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قُ ْل َربّ ِ إ ّما ت ُ ِر َينِّي ما يُو َ
ذاب ،وهو اض َع أ ُ َخ َر :أنَّهُ ال يَ ْن ِز ُل بِ ِه ُم ال َع ُ الظا ِل ِمينَ ﴾ وقَ ْد بَيَّنَ ت َعالى في َمو ِ ّ
ت ِفي ِه ْم﴾ ﴿وما كانَ َّ
اللهُ ِليُ َع ِذّ َبهم وأ ْن َ ِفي ِه ْم وذَ ِل َك في قَ ْو ِل ِه ت َعالىَ :
مفتون"،
ٍ غير أردت فتنةً في ٍ
قوم فتوفَّني َ َ وفي حديث معاذ بن جبل "وإذا
صححه اَللباني.
س ِّيئَةَ نَحْ ُن أ ْعلَ ُم ِبما َي ِ
صفُونَ ﴾ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ا ْد َف ْع ِب َّال ِتي هي أحْ َ
س ُن ال َّ
س ُن فَإذا الَّذِي بَ ْين ََك
سنَةُ وال ال َّس ِيّئَةُ ا ْدفَ ْع ِبالَّتِي هي أحْ َ ﴿وال ت َ ْست َ ِوي ال َح َكقوله َ
صبَ ُروا وما يُلَقّاها ّإال ذُو ﴿وما يُلَقّاها ّإال الَّذِينَ َ ي َح ِمي ٌم﴾ َ داوة ٌ َكأنَّهُ و ِل ٌّ
ع َ وبَ ْينَهُ َ
ع ِظ ٍيم﴾ َح ٍ ّ
ظ َ
470
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو َل اللَّ ِه ﷺ
ين﴾ :فيه أ َ َّن َر ُ
اط ِ
ش َي ِ عوذُ ِب َك ِم ْن َه َمزَ ا ِ
ت ال َّ ﴿وقُ ْل َربّ ِ أ َ ُ
َوقَ ْولُهَُ :
الر ِج ِيمِ ،م ْن ه َْمزه ونَ ْفخه
ان َّ
ط ِ س ِميعِ ْال َع ِل ِيم ِمنَ ال َّ
ش ْي َ عوذُ بِاللَّ ِه ال َّ َكانَ يَقُولُ" :أ َ ُ
ونَ ْفثه"
ون﴾ار ِجعُ ِقَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قا َل َربّ ِ ْ
ب ،وهو َّ
اللهُ .كما قال الشيخ الواو ِلت َ ْع ِظ ِيم ال ُمخا َ
ط ِ َ أن فيه أوجه ْ
أظ َه ُرهاَّ ،
محمد اَلمين الشنقيطي.
﴿لَ َع ِلّي أ ْع َم ُل صا ِل ًحا فِيما ت ََر ْكتُ َكال إنَّها َك ِل َمةٌ هو قائِلُها﴾ فَجا َء بِ َك ِل َم ِة َّ
الر ْدعِ
أي َّ
إن َه ِذ ِه ون﴾ ْ ار ِجعُ ِ ير في إنَّها يَ ْر ِج ُع إلى َق ْو ِل ِهَ :
﴿ربّ ِ ْ َّ
والزجْ ِر ،والض َِّم ُ
ال َك ِل َمةَ هو قائِلُها ال َمحا َلةَ ،أو قالها ع َبثا {ولَ ْو ُر ُّدوا لَعادُوا ِلما نُ ُهوا َ
ع ْنهُ
وإنَّهم لَكا ِذبُونَ ﴾
ويقولها :عند الموت وفي القبر وعند الحساب.
ت َر ِّبنا ونَ ُكونَ ار فَقالُوا يا َل ْيت َنا نُ َر ُّد وال نُ َكذّ َ
ِب ِبآيا ِ ﴿ولَ ْو ت َرى إ ْذ ُوقِفُوا َعلى النّ ِ
َ
أن َرسو َل ِمنَ ال ُمؤْ ِمنِينَ } كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر َّ
ض عليه َم ْق َع ُدهُ
ع ِر َ "إن أ َح َد ُك ْم إذَا َم َ
ات ُ صلَّى اللهُ عليه َّ
وسل َم قا َلَّ : اللَّ ِه َ
وإن كانَ ِمن أ ْه ِل إن كانَ ِمن أ ْه ِل ال َجنَّ ِة فَ ِم ْن أ ْه ِل ال َجنَّ ِةْ ،
يِْ ، بالغَ َدا ِة وال َع ِش ّ
وم ال ِقيَا َم ِة. ار ،فيُقَالُ :هذا َم ْقعَد َُك حتَّى يَ ْب َعث َ َك َّ
اللهُ يَ َ ار فَ ِم ْن أ ْه ِل النَّ ِ
النَّ ِ
ساب َب ْينَهم َي ْو َمئِ ٍذ وال َيت َسا َءلُونَ ﴾ عن
ور فَال أ ْن َ
ص ِقَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فَإذا نُ ِف َخ في ال ُّ
ئ ِم ْن ُه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ شَأ ْ ٌن يُ ْغنِي ِه} أو عن منافعة.
أحوالهم { ِل ُك ِّل ْام ِر ٍ
471
جامع التيسير في تعليقات التفسير
472
جامع التيسير في تعليقات التفسير
473
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي كانَ يحم ُل اَلسارى ب َم َّكةَ ، أن ِمرث َد بنَ أبي ِمرث ٍد الغنَو َّوفي الحديث َّ
ناق َوكانت صديقتَهُ ،قا َل ِ :جئتُ إلى النَّب ّ
يِ ع ُ َوكانَ ب َم َّكةَ بغ ٌّ
ي يقا ُل لَها َ :
ت ع ِنّي ،
س َك َ وسل َم فقُلتُ :يا رسو َل اللَّ ِه ،أن ِك ُح َ
عناقَ ؟ قا َل ف َ صلَّى اللَّهُ ع َلي ِه َّ
ي وقا َل :ان أ َ ْو ُم ْش ِر ٌك) فدعاني فقرأَها عل َّ (والزانِ َيةُ َال يَ ْن ِك ُح َها ِإ َّال زَ ٍ
َّ فنزلت :
ال تنكِحْ ها" قال اَللباني حسن صحيح.
الزاني المجلو ُد إال مثلَه"
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه "ال َين ِك ُح َّ
صححه اَللباني وغيره.
وحديث عمار بن ياسر "ثالثةٌ ال يَدخلُونَ الجنةَ أبدًا - :وذكر منهم -
ال َّدي ُ
ُّوث" صححه اَللباني.
وقيل يجوز ذلك ،وهذا مرجوح.
ف اختَ َل َ
ور َر ِحي ٌم﴾ ْ ، غف ُ ٌ صلَ ُحوا َفإ ِ َّن اللَّهَ َ﴿ ِإال الَّذِينَ ت َابُوا ِم ْن َب ْع ِد ذَ ِل َك َوأَ ْ
ير ِة فَقَ ْ
ط فَت َْر َف ُع الت َّ ْوبَةُ َاء :ه َْل يَعُو ُد ِإلَى ْال ُج ْملَ ِة ْاَل َ ِخ َ
ْالعُلَ َما ُء فِي َه َذا ِاال ْستِثْن ِ
َاب ،أ َ ْو يَعُو ُد إِلَى ْال ُج ْملَتَي ِْن ش َها َدةِ َدائِ ًما َوإِ ْن ت َ طَ ،ويَ ْبقَى َم ْردُو َد ال َّ ْال ِف ْسقَ فَقَ ْ
474
جامع التيسير في تعليقات التفسير
475
جامع التيسير في تعليقات التفسير
481
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الناس
ُ ي دارهُ ،فقالت له زوجتُه :أما تسم ُع ما يقو ُل دخل أبو أيوب اَلنصار ُّ
ت فاعلةً ذلك ،يا أ ُ َّم أيُّوب؟
في عائشة؟! فقال :ن َعم ،وذلك ال َكذِب ،ثم قال :أكن ِ
يعني الوقوع في الفتنة ،قالت :ال والله ،فقال :فعائشة والل ِه خير من
وأطيب"
قال ابن عباس (وما بغت امرأة نبي قط)
ص ِحي َحي ِْن من حديث أبي ﴿وتَحْ َسبُونَهُ َه ِّينًا َو ُه َو ِع ْن َد اللَّ ِه َ
ع ِظي ٌم﴾ َ ،و ِفي ال َّ َ
الر ُج َل لَ َيت َ َكلَّ ُم بِ ْال َك ِل َم ِة ِم ْن َسخَط َّ
الل ِهَ ،ال يَ ْد ِري َما ت َ ْبلُغ ،يَ ْه ِوي بِ َها هريرةِ " :إ َّن َّ
اال" "ال يُ ْل ِقي لَ َها بَ ً
ض" َوفِي ِر َوايَةٍَ : اء َو ْاَل َ ْر ِ س َم ِار أ ْبعَد َما َبيْنَ ال َّ فِي النَّ ِ
اب أ َ ِلي ࣱم فِی ٱلد ُّۡن َيا عذَ ٌ شةُ فِی ٱ َّل ِذينَ َءا َمنُ ۟
وا لَ ُه ۡم َ ِإ َّن ٱلَّ ِذينَ يُ ِحبُّونَ أَن تَ ِشي َع ٱ ۡلفَ ٰـ ِح َ
علَ ۡي ِه ۡم َح ٰـ ِف ِظينَ } {يَ ٰۤـأ َيُّ َها
وا َ{و َم ۤا أ ُ ۡر ِسلُ ۟
اخ َر ٰۚةِ َوٱللَّهُ يَعۡ لَ ُم َوأَنت ُ ۡم َال ت َعۡ لَ ُمونَ ﴾ َ َوٱ ۡلـَٔ ِ
وا قَ ۡو ُۢ َما ِب َج َه ٰـلَةࣲ َفتُصۡ ِب ُح ۟
وا صيبُ ۟ ٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۤو ۟ا ِإن َج ۤا َء ُك ۡم َفا ِس ُۢ ُق ِبنَ َب ࣲإ فَتَ َبيَّنُ ۤو ۟ا أَن ت ُ ِ
علَ ٰى َما فَ َع ۡلت ُ ۡم نَ ٰـد ِِمينَ } وفي حديث أبي برزة اَلسلمي "يا َم ْعش ََر َمن آمن َ
اْليمان قلبَه ،ال تغتابوا المسلمينَ ،وال تَتَّبِعُوا َ
ع ْو َراتِ ِهم ، ُ بلسا ِنه ولم يَ ْد ُخ ِل
ع ْو َرت َه ،و َمن تَتَبَّ َع اللهُ َ
ع ْو َرت َه ، المسلم ،تَتَبَّ َع اللهُ َ
ِ ع ْو َرة َ أ َ ِخيه
فإنه َمن تَتَبَّ َع َ
جوف بيتِه" صححه اَللباني.
ِ يَ ْف َ
ضحْ هُ ولو في
482
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ ْي ُك ْم َو َرحْ َمتُهُ َما زَ َكا ِم ْن ُك ْم ِم ْن أ َ َح ٍد أ َ َبدًا َولَ ِك َّن اللَّهَ يُزَ ِ ّكي
ض ُل اللَّ ِه َ
﴿ولَ ْوال فَ ْ
َ
ط َّهر َم ْن َ
ط َّهر ضيَّ ِة] و َ َاب ِإلَ ْي ِه ِم ْن َه ِذ ِه ْ
[القَ ِ علَى َم ْن ت َ
َاب الله َ َم ْن يَشَا ُء﴾ فَت َ
علَ ْي ِه منهم حسان بن ثابت ومسطح كما قالت عائشة يم َِم ْن ُه ْم ِب ْال َح ِ ّد الَّذِي أ ُ ِق َ
ي صلَّى اللَّهُ علَي ِه وسلَّ َم علَى المنبَ ِر ،فذَ َك َر َ
ذاك ، قام النَّب ُّ
عذري َ ،
"لما نز َل ُ
بالر ُجلَي ِْن والمرأةِ ،ف ُ
ض ِربوا أمر َّ
المنبر َ
ِ وتال -ت َعني القُرآنَ -فل َّما نز َل منَ
حدَّهم" حسنه اَللباني.
والحدود كفارات ومطهرات كما في الصحيحين من حديث عبادة بن
الصامت" :تُبَايِعُونِي علَى أ َ ْن ال ت ُ ْش ِر ُكوا باللَّ ِه شيئًاَ ،و َال ت َْزنُواَ ،و َال تَس ِْرقُوا،
س الَّتي َح َّر َم اللَّهُ َّإال بال َح ّ ِ
ق ،ف َمن َوفَى ِمن ُكم فأجْ ُرهُ علَى الل ِه، َو َال ت َ ْقتُلُوا النَّ ْف َ
ارة ٌ له؟ّ" ب به فَهو َكفَّ َ ذلك فَعُو ِق َاب شيئًا ِمن َ ص َ َو َمن أ َ َ
س َع ِة أَن يُ ۡؤت ُ ۤو ۟ا أ ُ ۟و ِلی ٱ ۡلقُ ۡر َب ٰى َوٱ ۡل َم َ
س ٰـ ِكينَ ض ِل ِمن ُك ۡم َوٱل َّ ﴿و َال َي ۡأت َ ِل أ ُ ۟ولُ ۟
وا ٱ ۡلفَ ۡ َ
وا َو ۡل َيصۡ فَ ُح ۤو ۟ا ٰۗۤ أ َ َال ت ُ ِحبُّونَ أَن يَ ۡغ ِف َر ٱللَّهُ لَ ُك ٰۡۚم َوٱ ۡل ُم َه ٰـ ِج ِرينَ فِی َس ِبي ِل ٱللَّ ِه َو ۡليَعۡ فُ ۟
ف أ َ َّال يَ ْنفَ َع ِم ْس َ ور َّر ِحي ٌم﴾ َو َه ِذ ِه ْاآليَةُ نَزَ لَ ْ َّ ُ ࣱ
طح ت فِي الص ّدِيقِ ،حينَ َحلَ َ غفَوٱللهُ َ
ث. ش َة َما َقا َلَ ،ك َما ت َ َقد ََّم ِفي ْال َحدِي ِ بْنَ أُثَاثَةَ ِبنَا ِف َع ٍة َب ْع َد َما َقا َل ِفي َ
عا ِئ َ
483
جامع التيسير في تعليقات التفسير
484
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َّب اللَّهُ ِب َها ِع َبا َدهُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ .و َي ْن َب ِغي أ َ ْن َي ْست َأْذِنَ ث َ َالثًا،
اب ش َْر ِعيَّةٌ ،أَد َ َه ِذ ِه آ َد ٌ
سى ِحينَ يحين :أ َ َّن أَبَا ُمو َ ص ِح ِت فِي ال َّ فَ ،ك َما ثَبَ َ فَإ ِ ْن أُذِنَ لَهَُ ،و ِإ َّال ا ْن َ
ص َر َ
ع َم ُر :أَلَ ْم أَ ْس َم ْع
ف .ث ُ َّم قَا َل ُص َر َع َم َر ث َ َالثًا ،فَلَ ْم يُؤْ ذَ ْن لَهُ ،ا ْن َ
علَى ُ ا ْست َأْذَنَ َ
َب ،فَلَ َّما طلَبُوهُ فَ َو َجدُوهُ قَ ْد ذَه َ الل ِه ب ِْن َقي ٍْس يَ ْست َأْذ ُِن؟ ائْذَنُوا لَهَُ .ف َع ْب ِد َّت َ
ص ْو َ َ
َجا َء بَ ْع َد َذ ِل َك قَا َلَ :ما َر َجعَك؟ قَا َل :إِ ِنّي ا ْست َأْذَ ْنتُ ث َ َالثًا َفلَ ْم يُؤْ ذَ ْن ِليَ ،و ِإ ِنّي
علَ ْي ِه وسلم َيقُولُِ " :إذَا ا ْست َأْذَنَ أَ َح ُد ُك ْم ث َ َالثًا ،فَ َل ْم صلَّى اللَّهُ َ سو َل اللَّ ِه َ س ِم ْعتُ َر ُ َ
ض ْربًا. علَى َهذَا بِبَ ِّينَ ٍة َو ِإ َّال أ َ ْو َج ْعت ُ َك َ
ف" .فَقَا َل :لَت َأتِيَ َّن َ
ص ِر ْ يُؤْ ذَ ْن لَهُ ،فَ ْليَ ْن َ
ع َم ُر ،فَقَالُواَ :ال يَ ْش َه ُد َل َك إِ َّال ار ،فَذَ َك َر لَ ُه ْم َما قَا َل ُص ِ أل ِمنَ ْاَل َ ْن َ
َب إِلَى َم َ ٍ فَذَه َ
ع َم َر ِب َذ ِل َك ،فَقَا َل :أَ ْل َهانِي َ
ع ْنهُ ي فَأ َ ْخ َب َر ُ
س ِعي ٍد ال ُخ ْدر ّام َم َعهُ أَبُو َصغ َُرنَا .فَقَ َأَ ْ
ص ْفق بِ ْاَلَس َْوا ِ
ق" ال َّ
ف ِت ْلقَا َء ْال َبا ِ
ب ِب َوجْ ِه ِه :وفي الحديث جاء رج ٌل -قال ومن اَلداب أ َ َّال َي ِق َ
ُ
يستأذن ،فقام ي ِ صلى الله عليه وسلم عثمان :سع ٌد -فوقف على با ِ
ب النب ّ
ي صلى الله عليه وسلم :هكذا – عنك
ب ،فقال له النب ُّ
ب مستقب َل البا ِ
على البا ِ
النظر ".صححه اَللباني.
ِ ُ
االستئذان من – أو هكذا؛ فإنما
ومن اَلداب أن يقول اسمه عند الحاجة :وفي الصحيحين من حديث جابر
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم في َدي ٍْن كانَ علَى أبِي، بن عبد الله قال "أَتَيْتُ النب َّ
ي َ
فَ َدقَ ْقتُ ال َب َ
اب ،فَقا َلَ :من ذَا فَقُلتُ :أنَا ،فَقا َل :أنَا أنَا َكأنَّهُ َك ِر َه َها.
485
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يِ
ومن اَلداب أن يبدأ بالسالم :فعن رجل من بني عامر أنه استأذن على النب ّ
ي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وهو في بي ٍ
ت فقال أ ِل ُج فقال النب ُّ
فعلّ ْمه االستئذانَ ،فقل لهْ :
قل :السال ُم عليكم أأد ُخ ُل ؟ اخرجْ إلى هذا ِ
لخادمهُ :
ِ
س ِم َعه الرجلُ ,فقال :السال ُم عليكم ،أأد ُخ ُل ؟ فأذن له النب ُّ
ي صلى الله عليه ف َ
وسلم ،فدخل" صححه اَللباني.
علَى أ ُ َّم َها ِت ُك ْم.
اْل ْذ ُن َ
علَ ْي ُك ُم ْ ِ
وقال اب ُْن َم ْسعُودٍَ :
تَ :كانَ َ
ع ْب ُد ي اللَّهُ َع ْن َها ،قَالَ ْ
ض َ ع ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن َم ْسعُو ٍد َ -ر ِ
َبْ ،ام َرأَة َ َ
ع ْن زَ ْين َو َ
اللَّ ِه ِإذَا َجا َء ِم ْن َحا َج ٍة فَا ْنت َ َهى إِلَى ْالبَا ِ
ب ،تَنَحْ نَ َح َوبَزَ قَ ؛ َك َرا ِهيَةَ أ َ ْن يه ُجم ِمنَّا
علَى أ َ ْم ٍر َي ْك َر ُههُ.
َ
فاالستئذان مرة يكون واجبا ومرة يكون مستحبا.
ع ِلي ٌم﴾ ار ِجعُوا ُه َو أ َ ْز َكى لَ ُك ْم َو َّ
اللهُ ِب َما ت َ ْع َملُونَ َ ﴿و ِإ ْن ِقي َل لَ ُك ُم ْ
ار ِجعُوا فَ ْ َ
ع ْم ِري كلَّه َه ِذ ِه ْاآليَةَ فَ َما اج ِرينَ :لَقَ ْد طلبتُ ُ ض ْال ُم َه ِ
َوقَا َل قَتَا َدةُ :قَا َل بَ ْع ُ
"ار ِج ْع" ،فَأ َ ْر ِج ُع َوأَنَا
ض إِ ْخ َوانِي ،فَيَقُو ُل ِليْ : أ َ ْد َر ْكت ُ َها :أ َ ْن أستأذنَ َ
علَى بَ ْع ِ
ُم ْغت َ ِب ٌ
ط.
غي َْر َم ْس ُكونَ ٍة فِي َها َمت َاعٌ لَ ُك ْم َواللَّهُ
علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح أ َ ْن ت َ ْد ُخلُوا بُيُوتًا َ َوقَ ْولُهُ﴿ :لَي َ
ْس َ
أخص ِمنَ َّالتِي َق ْبلَ َهاَ ،وذَ ِل َك
ُّ يَ ْعلَ ُم َما ت ُ ْبدُونَ َو َما ت َ ْكت ُ ُمونَ ﴾ َه ِذ ِه ْاآليَةُ ْال َك ِري َمةُ
ت َّالتِي لَي َ
ْس فِي َها أ َ َحدٌِ ،إذَا َكانَ لَهُ ِفي َها َضي َج َوازَ ال ُّد ُخو ِل ِإلَى ْالبُيُو ِ أَنَّ َها ت َ ْقت ِ
ْفِ ،إذَا أُذِنَ َلهُ ِفي ِه أ َ َّو َل َم َّرةٍَ ،كفَى. ضي ِ ت ْال ُم َع ِ ّد ِلل ََّمت َاعٌ ،بِغَي ِْر ِإ ْذ ٍنَ ،ك ْال َب ْي ِ
ار. َاز ِل ْاَل َ ْسفَ ِ
ت َو َمن ِ ارَ ،ك ْالخَانَا ِ َوبُيُوتُ الت ُّ َّج ِ
486
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ظ ۟
وا فُ ُرو َج ُه ٰۡۚم ذَ ٰ ِل َك أ َ ۡز َك ٰى لَ ُه ٰۡۚم ِإ َّن ٱللَّهَ ﴿قُل ِّل ۡل ُم ۡؤ ِم ِنينَ َيغُض ۟
ُّوا ِم ۡن أ َ ۡب َ
ص ٰـ ِر ِه ۡم َو َي ۡحفَ ُ
أن ْام َرأ ً َخ ِبي ُۢ ُر ِب َما َيصۡ نَعُونَ ﴾ وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة "لَ ْو َّ
علَي َْك ُجنا ٌح.
ع ْينَهُ ،لَ ْم يَ ُك ْن َ بغير إ ْذ ٍن فَ َخذَ ْفتَهُ ب َعصاةٍ فَفَقَأْ َ
ت َ علَي َْك ِ َّ
اطلَ َع َ
وعن جرير بن عبد الله قال سألتُ رسو َل اللَّ ِه عن ن َ
ظ ِر الفُجاء ِة فقال
بصر َك" صححه اَللباني.
َ ف
"اصر ْ
ِ
ظر َّ
فإن اَلولى لك وقال صلى الله عليه وسلم لعلي "ال تُتْ ِبعِ النَّ َ
ظر النَّ َ
وليست لك اَلخيرةُ"صححه أحمد شاكر.
ْ
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة "فَ ِزنا ال َعي ِْن النَّ َ
ظ ُر"
وهذا كله من باب سد الذريعة َلن العين رائد الزنا.
ومراحلها" :نظرة فابتسامة فكالم فموعد فلقاء"
ُور﴾
صد ُقال تعالى ﴿يَ ْع َل ُم خَا ِئنَةَ اَل ْعيُ ِن َو َما ت ُ ْخ ِفي ال ُّ
{ذَ ٰ ِل َك أ َ ۡز َك ٰى لَ ُه ٰۡۚم} كما في الحديث َو َم ْن َ
ترك شيئًا لل ِه عوضهُ اللهُ ً
خيرا ِمنهُ
ع َّما َح َّرم َّ
اللهُ يَ : ار ِه َّن﴾ أ َ ْ
ص ِضضْنَ ِم ْن أ َ ْب َ
ت يَ ْغ ُ ﴿وقُ ْل ِل ْل ُمؤْ ِمنَا ِ
فَقَ ْولُهُ تَعَالَىَ :
وز ِل ْل َم ْرأ َ ِة أ َ ْن
اج ِه َّنَ .و ِل َهذَا قال العلماءَ :ال َي ُج ُغي ِْر أ َ ْز َو ِ
ظ ِر ِإلَى َ علَ ْي ِه َّن ِمنَ النَّ َ
َ
ش ْه َوةٍ أ َ ْ
ص ًال. ش ْه َو ٍة َو َال بِ َغي ِْر َ ظ َر ِإلَى ْاَل َ َجانِ ِ
ب بِ َ ت َ ْن ُ
وأمرت جميع ما يعينها على أن ال تقع في مقدمات الزنى .منها:
:7غض البصر
:2عدم الخلوة مع أجنبي
:6عدم السفر بغير محرم.
487
جامع التيسير في تعليقات التفسير
488
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَى ُجيُو ِب ِه َّن﴾ ثم الجلباب َك َما َقا َل اللَّهُ ت َ َعالَى: ﴿و ْل َيض ِْربْنَ ِب ُخ ُم ِر ِه َّن ََوقَ ْولُهَُ :
اء ْال ُمؤْ ِمنِينَ يُ ْدنِينَ َعلَ ْي ِه َّن ِم ْن
اج َك َوبَنَاتِ َك َونِ َس ِ ي قُ ْل ْ
َلز َو ِ ﴿يَا أَيُّ َها النَّبِ ُّ
َجال ِبي ِب ِه َّن ذَ ِل َك أ َ ْدنَى أ َ ْن يُ ْع َر ْفنَ فَال يُؤْ ذَيْنَ ﴾ وهذا الذي عفى الله عن القواعد
ࣰ
ع َل ۡي ِه َّن ُجنَا ٌح أَن س
َ َ يۡ َ لَ ف ااح "وٱ ۡلقَ َو ٰ ِع ُد ِمنَ ٱل ِنّ َ
س ۤا ِء ٱ َّل ٰـ ِتی َال َي ۡر ُجونَ ِن َك في قوله َ
غ ۡي َر ُمت َ َب ِ ّر َج ٰـ ِ
ت ِب ِزينَةࣲ " ضعۡ نَ ثِ َيا َب ُه َّن َ
َي َ
وعن عائشة رضي الله عنها قالت" :رحم الله تعالى نساء اَلنصار لما
فاعتجرنَ
ْ َّ
مروطهن نزلت َيا أَيُّ َها النَّ ِب ُّ
ي قُ ْل َِل َ ْز َو ِ
اج َك َو َبنَا ِت َك} اآلية .شق ْقنَ
َّ
رؤوسهن بها ،فصلينَ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ،كأنما على
"ال ِغربان
س ُه َّن يالت مائِ ٌ
التُ ،رؤُو ُ يات ُم ِم ٌ
عار ٌ وفي صحيح مسلم "..ونِسا ٌء كا ِس ٌ
يات ِ
ت المائِ َل ِة ،ال يَ ْد ُخ ْلنَ ال َجنَّةَ ،وال يَ ِج ْدنَ ِري َحها"، َكأ َ ْسنِ َم ِة البُ ْخ ِ
ت وهذا قول الجمهور ساء ْال ُم َ
س ِل َما ِ سا ِئ ِه َّن﴾ َي ْع ِنيِ :ن ََوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْو ِن َ
الر َجا ِل﴾ َي ْعنِيْ :ال ُمغَفَّ ُل الَّذِي َال غي ِْر أُو ِلي ْ
اْلر َب ِة ِمنَ ِ ّ َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ِو التَّا ِبعِينَ َ
ش ْه َوة َ لَهَُ ،واَل ْبلَهَ ،والم َخنَّث الَّذِي َال يَقُو ُم ُزبُّه ،والمجنون. َ
صا ِل ِحينَ ِم ْن ِع َبا ِد ُك ْم َو ِإ َما ِئ ُك ْم﴾﴿وأ َ ْن ِك ُحوا اَل َيا َمى ِم ْن ُك ْم َوال َّ َ
ت ت ْال ُمؤْ ِمنَا ِ
ت فَ ِم ْن َما َملَ َك ْ صنَا ِ ط ْوال أ َ ْن يَ ْن ِك َح ْال ُمحْ َ
﴿و َم ْن لَ ْم يَ ْست َِط ْع ِم ْن ُك ْم َ
َ
ي ْالعَن َ
َت ِم ْن ُك ْم أ َ ْي َمانُ ُك ْم ِم ْن فَتَيَاتِ ُك ُم ْال ُمؤْ ِمنَاتِ﴾ ،إِلَى أ َ ْن قَا َل﴿ :ذَ ِل َك ِل َم ْن َخ ِش َ
اء َخي ٌْر. ص ْب ُر ُك ْم َع ْن ت َْز ِويجِ ْ ِ
اْل َم ِ ص ِب ُروا َخي ٌْر َل ُك ْم﴾ أ َ ْ
ي َ َوأ َ ْن ت َ ْ
489
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قوله ﴿وآتُوهم ِمن ما ِل اللَّ ِه الَّذِي آتا ُك ْم﴾ قيلُ :م َو َّجهٌ إلى سا َدةِ ال َع ِبي ِد وهو ْأم ٌر
ع ْنهم
يف َ علَ ْي ِه ْم فَيَ ُك ُ
ون ذَ ِل َك بِالت َّ ْخ ِف ِ بِإعانَ ِة ُمكاتَبِي ِه ْم ِبالما ِل الَّذِي أ ْن َع َم َّ
اللهُ بِ ِه َ
طاب في
الخ ُ
س ِرينَ ِ : ع َل ْي ِه .وقا َل َب ْع ُ
ض ال ُمفَ ِ ّ دار الما ِل الَّذِي وقَ َع التَّكات ُ ُ
ب َ ِمن ِم ْق ِ
قَ ْو ِل ِه( :وآتُوهم) ِل ْل ُم ْس ِل ِمينَ ،أ َم َر ُه ُم اللَّهُ ِبإعانَ ِة ال ُمكاتَ ِبينَ .
َ
﴿ال ش َْر ِقيَّ ٍة َوال غ َْر ِبيَّةٍ﴾
لم تنحرف انحراف النصرانية وال انحراف اليهودية ،بل هي وسط بين
الطرفين المذمومين في كل شيء.
علَى نُ ٍ
ور﴾ ﴿نُ ٌ
ور َ
فاجتمع له نور الوحي إلى نور الفطرة ،نور على نور ،فيكاد ينطق بالحق
وإن لم يسمع فيه أثر.
ان ِحينَ اجْ ت َ َم َعا. ور ْ ِ
اْلي َم ِ ور ْالقُ ْر ِ
آن َونُ ُ و َكذَ ِل َك نُ ُ
492
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وكذلك النساء :كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين
ساج َد اللَّ ِه" "ال ت َْمنَعُوا إما َء َّ
الل ِه َم ِ
صالة ُ في ُبيُو ِت ِه َّن. ولكن اَل ْف َ
ض َل لهن ال َّ
خير لَ َّ
هن" صححه اَللباني. هن ٌكما في رواية أخرى عن ابن عمر "وبيوت ُ َّ
ع ِملُوا ويَ ِزي َدهم ِمن فَ ْ
ض ِل ِه﴾ ِ ّ
الزيا َدة َ هي قَ ْولُهُ ت َعالىِ ﴿ :ليَجْ ِزيَ ُه ُم اللَّهُ أحْ َ
سنَ ما َ
سنَ ِة فَلَهُ َ
ع ْش ُر عفَةُ ال َح َسناتَِ ،كما َد َّل َ
ع َل ْي ِه قَ ْولُهُ تَعالىَ ﴿ :من جا َء ِبال َح َ ُمضا َ
ْأمثا ِلها﴾
اب﴾ { س ࣲَوٱللَّهُ يَ ۡر ُز ُق َمن يَش َۤا ُء بِغَ ۡي ِر ِح َ
ࣰ
ٰۗ
علَ ۡي َها َال ن َۡسـَٔلُ َك ِر ۡزقا نَّ ۡح ُن ن َۡر ُزق َك{
ُ ط ِب ۡر َص َل ٰوةِ َوٱصۡ َ} َو ۡأ ُم ۡر أ َ ۡهلَ َك ِبٱل َّ
غ لعبادتي أمألْ تفر ْ آدم َّ وفي الحديث القدسي يقو ُل َّ
اللهُ سبحانَه "يا ابنَ َ
قر َك" ش ً
غال ولم أس َّد فَ َ صدرك ُ
َ فقرك وإن لَم تف َع ْل مألتُ
صدرك ِغنًى وأس َّد َ
َ
صححه اَللباني.
ان َم ۤا ًء َحت َّ ٰۤى إِذَا َج ۤا َءهُۥ لَ ۡم لظ ۡمـَٔ ُ سبُهُ ٱ َّ ب بِ ِقيعَةࣲ َي ۡح َ س َرا ِ ﴿وٱلَّ ِذينَ َكفَ ُر ۤو ۟ا أ َ ۡع َم ٰـلُ ُه ۡم َك َ َ
ْ ْ َ ْ َ ࣰ
،و َهذَا م
ِ ُ َ هِ ر ْ
ف ُ
ك ى َ لإ ةا
َ ِ ِ ع ُّ
د ال ار َّ ف ُ
ك
ِ َ ِ َُ ِ ِ ل ل و ه َ ف : ْني َ
ل َ ثم ال ْن ي َ ذ ه
َ ْ
ن م ل
َّ ِ ُ و اَل امَّ أفَ ا} ـ َي ِج ۡدهُ َش ۡي
يطَ ،و ُه ُم .. اب ْال َج ْه ِل ْالبَ ِس ِ ص َح ُ ب .فَأ َ َّما أ َ ْ ْال ِمثَا ُل ِمثَا ٌل ِلذَ ِوي ْال َج ْه ِل ْال ُم َر َّك ِ
ص ِ ّم ْالبُ ْك ِم الَّذِينَ َال يَ ْع ِقلُونَ ،فَ َمثَلُ ُه ْم َك َما َقا َل تَعَالَى:
ْال ُمقَ ِلّدُونَ َِلَئِ َّم ِة ْال ُك ْف ِر ،ال ُّ
ت فِي َبحْ ٍر لُ ِ ّج ّ
يٍ﴾ وهذا قول ابن كثير. ﴿أ َ ْو َك ُ
ظلُ َما ٍ
494
جامع التيسير في تعليقات التفسير
495
جامع التيسير في تعليقات التفسير
496
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
{ولَيُ َب ِ ّدلَنَّ ُهم ِّم ُۢن َبعۡ ِد خ َۡوفِ ِه ۡم أ َ ۡمن ٰۚا} َكما قال ت َعالى﴿ :وا ْذ ُك ُروا إ ْذ أ ْنت ُ ْم قَ ِلي ٌل
قوله َ
اس فَآواكم وأ َّي َدكم بِ َن ْ
ص ِر ِه﴾ أن َيتَخ َّ
َطفَ ُك ُم النّ ُ ض ت َخافُونَ ْ ض َعفُونَ في ْ
اَلر ِ ُم ْست َ ْ
فالنصر آت ولكن البد من اْلمتحان قبله .قال تعالى {أ َ ۡم َح ِس ۡبت ُ ۡم أَن ت َۡد ُخلُ ۟
وا
س ۤا ُء َوٱلض ََّّر ۤا ُء َو ُز ۡل ِزلُ ۟
وا س ۡت ُه ُم ٱ ۡلبَ ۡأ َ
ٱ ۡل َجنَّةَ َولَ َّما يَ ۡأتِ ُكم َّمث َ ُل ٱلَّ ِذينَ َخ َل ۡو ۟ا ِمن قَ ۡب ِل ُكم َّم َّ
سو ُل َوٱلَّ ِذينَ َءا َمنُو ۟ا َمعَهُۥ َمت َٰى نَصۡ ُر ٱللَّ ٰۗ ِه أَ َ ۤال إِ َّن نَصۡ َر ٱللَّ ِه لر َُحت َّ ٰى يَقُو َل ٱ َّ
ࣱ
َق ِريب}
سو َل لَ َعلَّكم ت ُ ْر َح ُمونَ ﴾
الر ُ
وأطيعُوا َّ صالة َ وآتُوا َّ
الزكاة َ ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وأقِي ُموا ال َّ
وف صالة َ وآت َُوا َّ
الزكاة َ وأ َم ُروا بِال َم ْع ُر ِ ض أقا ُموا ال َّ اَلر ِ إن َم َّكنّاهم في ْ ﴿الَّ ِذينَ ْ
ور﴾ع ِن ال ُم ْن َك ِر و ِللَّ ِه عاقِ َبةُ اَل ُ ُم ِونَ َه ْوا َ
فإن ضعُونَ ِثيَابَ ُكم ِّمنَ ٱ َّ
لظ ِهي َرةِ} حديث أنس بن مالك "قِيلُوا َّ ، {و ِحينَ ت َ َ
َ
الشياطينَ ال ت ُ ِقيلُ" حسنه اَللباني.
ي :فِي ْال ِخ ْد َم ِة
علَ ْي ُك ْم﴾ أَ ْط َّوافُونَ َ
علَ ْي ِه ْم ُجنَا ٌح بَ ْع َد ُه َّن َ
علَ ْي ُك ْم َوال َ قوله ﴿لَي َ
ْس َ
اْل َما ُم غي ِْر ِه ْم؛ َو ِل َهذَا َر َوى ْ ِ غي ِْر ذَ ِل َكَ ،ويُ ْغتَفَ ُر فِي َّ
الط َّوافِينَ َما َال يُ ْغتَفَ ُر فِي َ َو َ
سو َل َّ
الل ِه ﷺ قَا َل ِفي ال ِه َّرةِ " :إنَّ َها َما ِل ٌك َوأَحْ َم ُد ب ُْن َح ْن َب ٍل َوأ َ ْه ُل ال ُّسن َِن أ َ َّن َر ُ
علَ ْي ُك ْم -أ َ ْو َ -و َّ
الط َّوافَاتِ" صححه اَللباني ت بن َجس؛ ِإنَّ َها ِمنَ َّ
الط َّوافِينَ َ لَ ْي َ
س ْ
وغيره.
498
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اء الالتِي َال َي ْر ُجونَ نِ َكا ًحا﴾ ُه َّن اللَّ َواتِي ا ْنقَ َ
ط َع س ِ ﴿و ْالقَ َوا ِع ُد ِمنَ النِّ َ
َوقَ ْولُهَُ :
َشوف ِإلَى الت َّ ْز ِويجِ .استثناء ْض َويَئِسْنَ ِمنَ ْال َولَ ِد َولَ ْم َيبْقَ لَ ُه َّن ت ُّ ع ْن ُه َّن ْال َحي َُ
س ۤا ِء ٱ ۡل ُم ۡؤ ِمنِينَ يُ ۡدنِينَ َ
ع َل ۡي ِه َّن ِمن من قوله {يَ ٰۤـأ َيُّ َها ٱلنَّبِ ُّ
ی قُل ِ َّل َ ۡز َو ٰ ِج َك َو َبنَا ِت َك َونِ َ
ٰۚ
{و َال يُ ۡب ِدينَ ِزينَت َ ُه َّن}... َجلَ ٰـ ِبي ِب ِه َّن} َ
ار فَ َالق ْال ِخ َم ِ
اب ِم ْن فَ ْو ِ ض ْعنَ ِث َيا َب ُه َّن﴾ َو ُه َو ْال ِج ْل َب ُ ع َل ْي ِه َّن ُجنَا ٌح أ َ ْن َي َ ْس َ{فَ َلي َ
صفيق. غي ِْر ِه ،بَ ْع َد أ َ ْن يَ ُكونَ َ
علَ ْي َها ِخ َم ٌ
ار َ ب أ َ ْو َ
ض ْعنَ ِع ْن َد غ َِري ٍ بَأ ْ َ
س أ َ ْن يَ َ
غ ۡي َر ُمت َ َب ِ ّر َج ٰـ ِ
ت ِب ِزينَةࣲ } قوله { َ
{و َال تَبَ َّر ۡجنَ تَبَ ُّر َج ٱ ۡل َج ٰـ ِه ِل َّي ِة ٱ َۡلُولَ ٰى}
كما يفعلن في الجاهلية َ
ࣱ ࣱ ࣱ
ض َح َرج} علَى ٱ ۡل َم ِري ِ علَى ٱ َۡل َ ۡع َرجِ َح َرج َو َال َ علَى ٱ َۡل َ ۡع َم ٰى َح َرج َو َال َ س َ ﴿لَّ ۡي َ
ع ِن اللهُ -فِي ْال َم ْعنَى الَّذِي َر َف َع ِم ْن أَجْ ِل ِه ْال َح َر َج َ ف ْال ُمفَ ِ ّ
س ُرونَ َ -ر ِح َم ُه ُم َّ اخت َ َل َ
ْ
ْاَل َ ْع َمى َو ْاَلَع َْرجِ َو ْال َم ِر ِ
يض هَا ُهنَا.
ور ِة
س َت ِفي ْال ِج َهادَِ ،و َج َعلُوا َه ِذ ِه ْاآل َيةَ هَا ُهنَا َكالَّ ِتي ِفي ُ
فقال بعضهم :نَزَ لَ ْ
علَ ْي ِه ْم فِي ت َْر ِك ْال ِج َهادِ؛ ْالفَتْحِ َوتِ ْل َك فِي ْال ِج َها ِد َال َم َحالَةَ ،أ َ ْ
ي :أَنَّ ُه ْم َال ِإثْ َم َ
عجْ ِز ِه ْم.
ض ْع ِف ِه ْم َو َ
ِل َ
النفير مع رسو ِل الل ِه
ِ غبُونَ في
وفي الحديث الصحيح "كان المسلمون َي ْر َ
ض َمنَائِهم ويقولون لهم ق ْد أحْ لَ ْلنَا صلَّى اللهُ عليه َّ
وسلم فيَ ْدفَعُونَ مفاتِي َحهم إلى ُ
أن ت َأ ْ ُكلُوا م َّما أَحْ َب ْبت ُ ْم فكانوا يقولونَ إنَّهُ ال يَ ِح ُّل لنَا إنَّهم أذِنوا عن ِ
غير لَ ُكم ْ
ليس على اَلعمى حر ٌج وال على اَلعرجِ عز وج َّل َنفس فأنزل اللهُ َّ ب ٍ طي ِ
المريض حر"
ِ حر ٌج وال على
499
جامع التيسير في تعليقات التفسير
500
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ط ِّي َبةً﴾ السالم عليكم ورحمة الله وبركاته َوقَ ْولُهُ﴿ :ت َِح َّيةً ِم ْن ِع ْن ِد اللَّ ِه ُم َب َ
ار َكةً َ
يحصل المسلم فيها ثالثين أجرا.
طولُهُ ور ِت ِهُ ،ص َ اللهُ آ َد َم علَى ُ وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة " َخلَقَ َّ
عا ،فَلَ َّما َخلَقَهُ قا َل :ا ْذهَبْ فَ َس ِّل ْم علَى أُولَئِ َك ،النَّفَ ِر ِمنَ ال َمالئِ َك ِة،
ِستُّونَ ذِرا ً
وس ،فا ْست َِم ْع ما يُ َحيُّون ََك ،فإنَّها ت َِحيَّت ُ َك وت َِحيَّةُ ذُ ِ ّريَّتِ َك ،فقا َل :ال َّ
سال ُم علَ ْي ُكم، ُجلُ ٌ
ورحْ َمةُ اللَّ ِه"
ع َلي َْك َ سال ُم َ
فقالوا :ال َّ
ࣱ ࣰ
ب َّر ِحي ࣲم} وهي تحية أهل الجنة { َسلَ ٰـم قَ ۡوال ِّمن َّر ࣲّ
ت ِمن ُه ْم﴾ض شَأْنِ ِه ْم فَأْذَ ْن ِل َمن ِشئْ َ وك ِلبَ ْع ِ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :فَإذا ا ْست َأ ْ َذنُ َ
جامعٍ ،أما
على ْأم ٍر ِ صحا ِب ِه الَّذِينَ كانُوا َم َعهُ َ النبي ﷺ َلهُ اْل ْذ ُن ِل َمن شا َء ِمن أ ْ
ب ،وذَ ِل َك ع ْذ ِر ِه ِمنَ الكا ِذ ِ
ِق في ُ الذي يستأذن فال إذن له َحتّى َيت َ َبيَّنَ لَهُ ال ّ
صاد ُ
ت َلهم َحتّى َيتَ َبيَّنَ لَ َك الَّذِينَ َ
ص َدقُوا عفا اللَّهُ َ
ع ْن َك ِل َم أ ِذ ْن َ في قَ ْو ِل ِه ت َعالىَ ﴿ :
وت َ ْعلَ َم الكا ِذ ِبينَ ﴾
وأصل ديننا مبني على النظام كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه "إذا
سفر ْفليُؤ ِّمروا أح َدهم" صححه اَللباني.
كان ثالثةٌ في ٍ
501
جامع التيسير في تعليقات التفسير
502
جامع التيسير في تعليقات التفسير
503
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب ع َد اللَّهُ ِب ِه ِ
واج ُ واجبًا؛ َِل َّن ما و َ
أي ِ ماءَ :م ْسئ ُ ً
والْ : ض العُلَ ِ
وقا َل َب ْع ُ
﴿وكانَ َحقًّا َعلَيْنا نَ ْ
ص ُر الميعا َدَ ،كقَ ْو ِل ِه ت َعالىَ :
ف ِ الوقُ ِ
وعَِ ،لنَّهُ ال يُ ْخ ِل ُ ُ
ال ُمؤْ ِمنِينَ ﴾
ضلَ ْلت ُ ْم
ُون اللَّ ِه َفيَقُو ُل أأ ْنت ُ ْم أ ْ
ش ُرهم وما يَ ْعبُدُونَ ِمن د ِ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿ويَ ْو َم َيحْ ُ
ف العُلَما ُء في ال َم ْعبُودِينَ .فَقا َل ضلُّوا ال َّسبِي َل﴾ ْ
اخت َ َل َ الء أ ْم هم َ ِعبادِي هَؤُ ِ
ض ُه ُم :ال ُمرا ُد ِب ِه ُم العُقَال ُء َواَل ْ
صنا ُم. َب ْع ُ
نام .إي ال َمالئِ َكةُ
ص ِ وص العُ َق ِ
الء ،دُونَ اَل ْ ص ُض ُه ُم ال ُمرا ُد بِ ِهم ُخ ُ
َوقا َل بَ ْع ُ
عزَ ي ٌْر ،والصالحون الذين عبدوا من دون الله وهم غا ِفلُونَ َ
ع ْن و ِعيسى و ُ
ت و ِليُّنا ِمن دُونِ ِه ْم ع َب َدهمَ .كما قا َل في ال َمالئِ َك ِة﴿ :قالُوا ُ
سبْحان ََك أ ْن َ ِعبا َدةِ َمن َ
على الج َّن أ ْكث َ ُرهم بِ ِه ْم ُمؤْ ِمنُونَ ﴾ وقا َل في ِعيسى َ
ع َل ْي ِه و َ بَ ْل كانُوا يَ ْعبُدُونَ ِ
اس ت قُ ْل َ
ت ِلل ّن ِ ﴿وإ ْذ قا َل اللَّهُ يا ِعيسى ابْنَ َم ْر َي َم أأ ْن َ
سال ُمَ :صالة ُ وال َّ نَ ِب ِيّنا ال َّ
ُون اللَّ ِه قا َل ُ ُ
واب ال َمالئِ َك ِة و َج ُ
واب سبْحان ََك} و َج ُ ي إلَ َهي ِْن ِمن د ِات َّ ِخذُونِي وأ ِّم َ
قان َه ِذ ِه.ب ال َم ْعبُودِينَ في آيَ ِة الفُ ْر ِ ِعيسى ِكال ُهما َشبِيهٌ بِ َجوا ِ
أي يُ ْش ِر ْك
ظ ِل ْم ِمنكم ْ يرا﴾ و َمن َي ْ ظ ِل ْم ِمنكم نُ ِذ ْقهُ َ
عذا ًبا َك ِب ً ﴿و َمن َي ْ
قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ظ ْل ٌم َع ِظي ٌم﴾
ش ْر َك لَ ُ بِاللَّ ِه ،كقَ ْو ِل ِه ت َعالىَّ :
﴿إن ال ِ ّ
504
جامع التيسير في تعليقات التفسير
505
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ساب أ ْه ِل ال َجنَّ ِة َي ِس ٌ
ير، ض ال ُعلَ ِ
ماء ِمن َه ِذ ِه اآل َي ِة ال َك ِري َم ِةَّ :
أن ِح َ ا ْست َ ْن َب َ
ط َب ْع ُ
أي َمكانَ َق ْيلُولَ ٍة يالْ : أن قَ ْولَهَُ :م ِق ً
ووجْ هُ ذَ ِل َك َّ
َهارَ ، فن ٍ وأنَّهُ َي ْنت َ ِهي في نِ ْ
ص ِ
هار ،قالُوا :وهَذا الَّذِي فُ ِه َم ِمن َه ِذ ِه اآل َي ِة ف ال َّن ِ
ص ِوهي ِاال ْس ِترا َحةُ في ِن ْ
ُ
ف
س ْو َ ال َك ِري َم ِة ،جا َء َبيانُهُ في قَ ْو ِل ِه ت َعالى﴿ :فَأ ّما َمن أوتِ َ
ي ِكتا َبهُ ِبيَ ِمينِ ِه فَ َ
﴿ويَ ْن َق ِل ُ
ب إلى أ ْه ِل ِه َمس ُْر ً
ورا﴾ يرا﴾ َ
ب ِحسابًا يَ ِس ًس ُ يُحا َ
} َال َي ۡح ُزنُ ُه ُم ٱ ۡلفَزَ ُ
ع ٱ َۡل َ ۡك َب ُر{
{لّ َم ِن ٱ ۡل ُم ۡلكُ ٱ ۡل َي ۡو َم ِللَّ ِه ٱ ۡل َو ٰ ِح ِد ٱ ۡلقَ َّه ِ
ار} قوله {ٱ ۡل ُم ۡلكُ َي ۡو َم ِٕى ٍذ ٱ ۡل َح ُّق ِل َّ
لر ۡح َم ٰـ ٰۚ ِن} كقوله ِ
س ِبيال يَا َو ْيلَت َى لَ ْيتَنِي َل ْم أَت َّ ِخ ْذ فُال ًنا َخ ِليال﴾ سو ِل َ الر ُ ﴿يَا َل ْيتَنِي ات َّ َخ ْذتُ َم َع َّ
دين خلي ِل ِه فلينظر أحدُكم من يخا ِل ْل"
قال صلى الله عليه وسلم "المر ُء على ِ
حسنه اَللباني.
ي ".حسنه اَللباني. يأكل طعا َمك إال تق ٌّ ْ وقال "ال تصاحبْ إال مؤمنًا ،وال
وال﴾ كما قال تعالى عنه { َّم ۤا أَن َ۠ا ِب ُمصۡ ِر ِخ ُك ۡم سان َخذُ ً ْطان ِل ْْل ْن ِ
شي ُ قوله ﴿وكانَ ال َّ
ون ِمن قَ ۡب ٰۗ ُل ِإ َّن ٱ َّ
لظ ٰـ ِل ِمينَ } { َك َمث َ ِل ی ِإنِّی َكفَ ۡرتُ ِب َم ۤا أ َ ۡش َر ۡكت ُ ُم َِو َم ۤا أَنتُم ِب ُمصۡ ِر ِخ َّ
ࣱ
َاف ٱ َّللهَ
نك ِإنِّ ۤی أَخ ُ س ٰـ ِن ٱ ۡكفُ ۡر فَلَ َّما َكفَ َر قَا َل ِإنِّی بَ ِر ۤیء ِّم َ ْلن َ ط ٰـ ِن ِإ ۡذ قَا َل ِل ۡ ِ ش ۡي َ
ٱل َّ
َربَّ ٱ ۡل َع ٰـ َل ِمينَ }
ࣰ
وا َه ٰـ َذا ٱ ۡلقُ ۡر َءانَ َمهۡ ُجورا﴾ سو ُل َي ٰـ َربّ ِ ِإ َّن َق ۡو ِمی ٱت َّ َخذُ ۟ لر ُ ﴿و َقا َل ٱ َّ َ
قال ابن القيم رحمه الله :هجر القُ ْرآن أ ْنواع:
سماعه واْليمان ِب ِه واْلصغاء إلَيْه.
.أحدها هجر َ
والثّانِي هجر ال َع َمل بِ ِه ُ
والوقُوف عند َحالله و َحرامه وإن قَ َرأهُ وآمن بِ ِه.
506
جامع التيسير في تعليقات التفسير
507
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ً
وال * ث اللَّهُ َر ُ إن َيت َّ ِخذُون ََك ّإال ُه ُز ًوا أهَذا الَّذِي َب َع َ
﴿وإذا َر ْأو َك ْقَ ْولُهُ ت َعالىَ :
ط َلقَ ال َم َأل ُ ِمنهم
علَيْها﴾ كقوله ﴿وا ْن َ صبَ ْرنا َ
أن َ ضلُّنا َ
ع ْن آ ِل َهتِنا لَ ْوال ْ إن كا َد لَيُ ِ
ْ
على آ ِل َه ِت ُك ْم﴾
ص ِب ُروا َ أن ْام ُ
شوا وا ْ ِ
ش ْيءٍ َو َرآهُ َح َسنًا فِي سنَ ِم ْن َ يَ :م ْه َما ا ْستَحْ َْت َم ِن ات َّ َخ َذ ِإلَ َههُ ه ََواهُ﴾ أَ ْ
﴿أ َ َرأَي َ
ع َم ِل ِه ه ََوى نَ ْف ِس ِهَ ،كانَ دينَه ومذهبَهَ ،ك َما قَا َل تَعَالَى﴿ :أَفَ َم ْن ُزيِّنَ لَهُ ُ
سو ُء َ
علَ ْي ِه ْم
س َك َ فَ َرآهُ َح َسنًا فَإ ِ َّن اللَّهَ يُ ِ
ض ُّل َم ْن َيشَا ُء َو َي ْهدِي َم ْن َيشَا ُء فَال ت َ ْذهَبْ نَ ْف ُ
س َراتٍ﴾
َح َ
الر ُج ُل فِي ْال َجا ِه ِل َّي ِة يَ ْعبُ ُد ْال َح َج َر ْاَل َ ْبيَ َ
ض زَ َمانًا ،فَإِذَا َّاسَ :كانَ َّ
عب ٍقَا َل اب ُْن َ
ع َب َد الثَّانِي َوت ََر َك ْاَل َ َّو َل. غي َْرهُ أَحْ َ
سنَ ِم ْنهُ َ َرأَى َ
{وقَالُ ۟
وا لَ ۡو ُكنَّا أن أ ْكث َ َرهم يَ ْس َمعُونَ ْأو يَ ْع ِقلُونَ } كقوله َ ب َّ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :أ ْم تَحْ َ
س ُ
س ِعي ِر} ن َۡس َم ُع أ َ ۡو نَعۡ ِق ُل َما ُكنَّا ِف ۤی أَصۡ َح ٰـ ِ
ب ٱل َّ
ْراف“:
ورةِ ”اَلع ِ س َ يال﴾ َكقَ ْو ِل ِه ت َعالى في ُ ض ُّل َس ِب ً إن هم ّإال كاَل ْن ِ
عام بَ ْل هم أ َ { ْ
الج ِّن واْل ْن ِس لَهم قُلُ ٌ
وب ال يَ ْفقَ ُهونَ بِها ولَهم ﴿ولَقَ ْد ذَ َرأْنا ِل َج َهنَّ َم َكثِ ً
يرا ِمنَ ِ َ
آذان ال َي ْس َمعُونَ ِبها أُو َل ِئ َك كاَل ْن ِ
عام َب ْل هم أ َ
ض ُّل ْص ُرونَ ِبها و َلهم ٌ أ ْعيُ ٌن ال يُب ِ
أُولَئِ َك ُه ُم الغافِلُونَ ﴾
ࣰ
س َو ۤاء} ُّوا لَ ۡو ت َۡكفُ ُرونَ َك َما َكفَ ُر ۟
وا فَت َ ُكونُونَ َ {ود ۟فال تغتر بهم َ
طلُوعِ ْالفَجْ ِر ِإلَى
الظ َّل﴾ قال الجمهور " ُه َو َما َبيْنَ ُ ْف َم َّد ِ ّ﴿أ َ َل ْم ت ََر ِإ َلى َر ِبّ َك َكي َ
طلُوعِ ال َّ
ش ْم ِس" ُ
508
جامع التيسير في تعليقات التفسير
509
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قال اْلمام مالك رحمه الله االستواء معلوم والكيف مجهول واْليمان به
واجب والسؤال عنه بدعة .أما قولهم استولى أو الله موجود فى كل مكان ثم
موجود بال مكان فهذه عقيدة صفوان وجعد بن درهم كانت من اليهود ثم
ورثتها المعتزلة ثم اَلشاعرة .وكان أبو الحسن اَلشعري معتزليا ثم تاب
كما بين ذلك في كتبه كاْلبانة.
سو َل ِم ُۢن َبعۡ ِد َما ت َ َبيَّنَ لَهُ ٱ ۡل ُه َد ٰى َو َيت َّ ِب ۡع
لر ُق ٱ َّ{و َمن يُشَا ِق ِ ش ْي ٌء﴾ َ ْس َك ِمثْ ِل ِه َ
﴿لَي َ
صي ًرا} س ۤا َء ۡت َم ِ سبِي ِل ٱ ۡل ُم ۡؤ ِمنِينَ نُ َو ِلّ ِهۦ َما ت ََولَّ ٰى َونُصۡ ِل ِهۦ َج َهنَّ َم َو َ
غ ۡي َر َ
َ
وقد بين الشيخ حفظه الله تفاصيلها في أماكن أخر.
﴿فَا ْسأ َ ْل ِب ِه َخ ِب ً
يرا﴾ الخبير هو الله ثم النبي صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة
رضوان الله عليهم ثم السلف الصالح
الرحْ َمنَ .
ف َّ الرحْ َم ُن﴾ ؟ أ َ ْ
يَ :ال نَ ْع ِر ُ لرحْ َم ِن قَالُوا َو َما َّ
﴿و ِإذَا ِقي َل لَ ُه ُم ا ْس ُجدُوا ِل َّ
َ
الرحْ َم ِنَ ،ك َما أ َ ْن َك ُروا ذَ ِل َك يَ ْو َم ْال ُح َد ْي ِبيَ ِة س ّمى َّ
اللهُ ِباس ِْم ِه َّ َو َكانُوا يُ ْن ِك ُرونَ أ َ ْن يُ َ
الر ِح ِيم" فَقَالُواَ :ال نَ ْع ِر ُ
ف الرحْ َم ِن َّ ي ﷺ ِل ْل َكا ِت ِ
ب" :ا ْكتُبْ بِس ِْم اللَّ ِه َّ ِحينَ قَا َل النَّبِ ُّ
بِ :باس ِْم َك اللَّ ُه َّم؛ َو ِل َهذَا أ َ ْنزَ َلت ت َ ْكت ُ ُ
يمَ ،ولَ ِك ِن ا ْكتُبْ َك َما ُك ْن َ الرحْ َمنَ َو َال َّ
الر ِح َ َّ
عوا َفلَهُ اَل ْس َما ُء ْال ُح ْسنَى﴾ الرحْ َمنَ أَيًّا َما ت َ ْد ُ
عوا َّ عوا اللَّهَ أ َ ِو ا ْد ُاللَّهُ﴿ :قُ ِل ا ْد ُ
الرحْ َمنَ إِ َّال َرحْ َمانَ ْاليَ َما َمةَ ،يَ ْعنُونَ ُم َس ْي ِل َمةَ ْال َكذَّ َ
اب. ف َّ وكانوا يقولون َما نَ ْع ِر ُ
لر ۡح َم ٰـ ُن أَن َۡس ُج ُد ِل َما ت َۡأ ُم ُرنَا َوزَ ا َد ُه ۡم لر ۡح َم ٰـ ِن قَالُ ۟
وا َو َما ٱ َّ {و ِإذَا قِي َل لَ ُه ُم ٱ ۡس ُجد ۟
ُوا ِل َّ َ
ࣰ
نُفُورا ۩﴾
510
جامع التيسير في تعليقات التفسير
قال ابن كثير رحمه الله َوقَ ِد اتَّفَقَ ْالعُلَ َما ُء َ -ر ِح َم ُه ُم اللَّهُ َ -
علَى أ َ َّن َه ِذ ِه السَّجْ َدة َ
ان َم ْش ُروعٌ السجو ُد ِع ْن َدهَا ِلقَ ِ
ارئِ َها َو ُم ْست َِم ِع َهاَ ،ك َما ُه َو ُمقَ َّر ٌر الَّتِي فِي ْالفُ ْرقَ ِ
ض ِع ِهَ ،و َّ
اللهُ أ َ ْعلَ ُم. ِفي َم ْو ِ
ماء بُ ُرو ًجا و َج َع َل فِيها ِسرا ًجا وقَ َم ًرا
س ِ َبار َك الَّذِي َج َع َل في ال َّ
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ت َ
ف العُلَما ُء في ال ُمرا ِد ِبالبُ ُروجِ في اآل َي ِة ،فَقا َل بَ ْع ُ
ضهم :هي واخت َ َل َ
يرا﴾ ْ
ُّمنِ ً
ماء ِل ْل َح َر ِس.
س ِ ور في ال َّ
ص ٌب ال ِعظا ُم وهذا قول الجمهور .و ِقي َل هي قُ ُ
ال َكوا ِك ُ
ضهم :هي منازل الشمس.
وقا َل بَ ْع ُ
ماء بُ ُرو ًجا و َجعَ َل فِيها ِسرا ًجا وقَ َم ًرا
س ِ َبار َك الَّذِي َجعَ َل في ال َّ
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ت َ
ف العُلَما ُء في ال ُمرا ِد ِبالبُ ُروجِ في اآل َي ِة ،فَقا َل َب ْع ُ
ضهم :هي واخت َ َل َ
يرا﴾ ْ
ُّمنِ ً
ماء ِل ْل َح َر ِس.
س ِ ور في ال َّ
ص ٌب ال ِعظا ُم وهذا قول الجمهور .و ِقي َل هي قُ ُ
ال َكوا ِك ُ
ضهم :هي منازل الشمس وهي اثنتى عشرة منزلة وقسموها إلى
وقا َل َب ْع ُ
أربعة فصول :الربيع والصيف والخريف والشتاء ،وخصصوا لكل فصل
ثالثة بروج.
ࣰ
ْس ْال ُم َرا ُد أَنَّ ُه ْم َي ْم ُ
شونَ َ
ض ه َۡو َ َ
ي لو ا}ن علَى ٱ َۡل َ ۡر ِ شونَ َ لر ۡح َم ٰـ ِن ٱلَّ ِذينَ َي ۡم ُ
﴿و ِع َبا ُد ٱ َّ
َ
سيِّ ُد َولَ ِد آ َد َم ﷺ
صنُّعًا َو ِريَا ًءَ ،فقَ ْد َكانَ َ
صانُعِ تَ َضى ِمنَ التَّ َ َك ْال َم ْر َ
ب" صححه اَللباني" ط من صبَ ٍ إذا مشَى تكفَّأ تكفُّؤً ا كأنَّما ين َح ُّ
513
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سماعِع ْن َ
ص ًّما َع َليْها في حا ِل َك ْونِ ِه ْم ُ علَيْها ،لَ ْم يَ ِكبُّوا َ
ت َر ِبّ ِه ْم لَ ْم يَ ِخ ُّروا َ ِبآيا ِ
ع َليْها ِ
سامعِينَ ما ِفيها ْصار ِه ،بَ ْل هم يَ ُكبُّونَ َ ع ْن إب ِ ع ْميانًا َ
ق ،و ُ ما فِيها ِمنَ ال َح ّ ِ
ࣰ
س َّجد} علَ ۡي ِه ۡم َي ِخ ُّرونَ ِل ۡأل َ ۡذ َق ِ
ان ُ ْص ِرينَ لَهُ .كقوله { ِإذَا يُ ۡتلَ ٰى َ ق ُمب ِ ِمنَ ال َح ّ ِ
صبَ ُروا﴾ في حديث أبي سعيد قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :أُولَئِ َك يُجْ زَ ْونَ الغُ ْرفَةَ بِما َ
طا ًء َخي ًْرا وأ َ ْو َس َع
ع َ
ي أ َح ٌد َ الخدري رضي الله عنه في الصحيحين "وما أُع ِ
ْط َ
صب ِْر"
ِمنَ ال َّ
514
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
علَ ْي ِه ُم ال َّ
س َال ُم، س َال ُم َو َ {ويُلَقَّ ۡونَ فِي َها ت َِحيَّة َو َسلَ ٰـ ًما} {ت َِحيَّت ُ ُه ۡم ِفي َها َ
سلَ ٰـ ٌم} َفلَ ُه ُم ال َّ َ
ع َل ْي ُك ْم بما صبرتم ،فنعم س َال ٌم َ بَ ،ع َل ْي ِه ْم ِم ْن ُك ِّل بَا ٍ فَإ ِ َّن ْال َم َالئِ َكةَ يَ ْد ُخلُونَ َ
َّار.
عقبى الد ِ
ࣱ ࣰ
سلَ ٰـم قَ ۡوال ِّمن َّر ࣲّ
ب َّر ِحي ࣲم} ويسمعون التحية من الله { َ
ض ُّد ما قِي َل في ال ُم ْش ِركِينَ ﴿إنَّها سا َء ْ
ت َت ُم ْستَقَ ًّرا و ُمقا ًما﴾ هو ِ وقَ ْولُهَُ ﴿ :ح ُ
سن ْ
ُم ْستَقَ ًّرا و ُمقا ًما﴾
ف يَ ُك ُ
ون ِلزا ًما﴾ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قُ ْل ما يَ ْعبَأ ُ بِكم َربِّي لَ ْوال دُعاؤُكم فَقَ ْد َكذَّ ْبت ُ ْم فَ َ
س ْو َ
ضاف إلى
ٌ ص َد ِر في قَ ْو ِل ِهَ ﴿ :ل ْوال دُعا ُؤ ُك ْم﴾ ،ه َْل هو ُم
ف العُلَما ُء في ال َم ْ
اخت َ َل َ
ْ
ضاف إلى فا ِع ِل ِه فال ُمخا َ
طبُونَ ِباآل َي ِة ٌ على أنَّهُ ُم فا ِع ِل ِهْ ،أو إلى َم ْفعُو ِل ِه ،و َ
أيِ :عبا َدتُكم لَهُ.أي﴿ :ما يَ ْع َبأ ُ بِكم َربِّي لَ ْوال دُعا ُؤ ُك ْم﴾ْ ،
ع ُّوونَ ْ ، داعُونَ ،ال َم ْد ُ
طبُونَ ِباآل َي ِة َم ْد ُ
ع ُّوونَ ال ضاف إلى َم ْفعُو ِل ِه فال ُمخا َ
ٌ ص َد َر ُم على َّ
أن ال َم ْ وأ ّما َ
على ْأل ِسنَ ِة
أي :ما يَ ْعبَؤُا ِبكم لَ ْوال دُعا ُؤهُ إيّاكم إلى ت َْو ِحي ِد ِه و ِعبا َدتِ ِه َ
عونَ ْ ،
دا ُ
سال ُم .وهذا قول قتادة ورجحه الشيخ محمد اَلمين علَ ْي ِه ُم ال َّ
صالة ُ وال َّ س ِل ِه َ
ُر ُ
الشنقيطي.
أربَ َع ِة أ ْقوا ٍل.
على ْ الم أ ْه ِل الت َّ ْف ِس ِ
ير في َه ِذ ِه اآل َي ِة ال َك ِري َم ِة يَد ُ
ُور َ َوا ْعلَ ْم َّ
أن َك َ
ص َد ِر فِيها ُمضافًا إلى فا ِع ِل ِه. وأن ثَالثَةً ِمنَها َم ْبنِيَّةٌ َ
على َك ْو ِن ال َم ْ
516
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ َّ
ي ي ت َ ُم ُّن َت َبنِي ِإسْرائِي َل﴾ أ َ ْ ي أ َ ْن َ
عبَّ ْد َ ﴿وتِ ْل َك نِ ْع َمةٌ ت َ ُمنُّها َ
علَ َّ قَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ :
س ْ
ت ِبنِ ْع َمةٍ؟ ي لَ ْي َ ت بَنِي ِإس َْرائِي َل َوقَت َْلت َ ُه ْم! أ َ ْ بِأ َ ْن َربَّ ْيتَنِي َو ِليدًا َوأ َ ْن َ
ت قَ ِد ا ْست َ ْعبَ ْد َ
ب إ ْذال ِل َب ِني إسْرا ِئي َل إ ْذ أ َم َر ِف ْر َ
ع ْو ُن ِبا ْس ِتئْصا ِل َت ّإال ِب َ
س َب ِ أو يعني :ما كان ْ
علَ ْي ِه ْإلقا ُء أ ُ ِ ّم ُموسى ِب ِط ْف ِلها في اليَ ِ ّم.
َّب َ
سب َ ْ
أطفا ِل َبنِي إسْرائِي َل الَّذِي ت َ َ
قولهم ﴿أَئِ َّن لَنَا َلجْ ًرا إِ ْن ُكنَّا نَحْ ُن ْالغَا ِل ِبينَ * قَا َل نَعَ ْم َوإِنَّ ُك ْم إِذًا لَ ِمنَ ْال ُمقَ َّربِينَ ﴾
َص ِم َّما ت َْطلُبُونَ أَجْ َعلُ ُك ْم ِمنَ ْال ُمقَ َّر ِبينَ ِع ْندِي وجلسائي ،وكان يَ :وأَخ ُّ أَ ْ
باَلمس يقول "أنا ربكم اَلعلى"
سى إِ َّما أ َ ْن
فعاد السحرة إلى مقام المناظرة كما في سورة طه ﴿قَالُوا َيا ُمو َ
ص َر َهذَا هَا ُهنَا فَقَا َل ي َو ِإ َّما أ َ ْن نَ ُكونَ أ َ َّو َل َم ْن أ َ ْلقَى قَا َل َب ْل أ َ ْلقُوا﴾ َوقَ ِد ْ
اخت ُ ِ ت ُ ْل ِق َ
سى﴿ :أ َ ْلقُوا َما أَ ْنت ُ ْم ُم ْلقُونَ } لَ ُه ْم ُمو َ
ع ْونَ ِإنَّا لَنَحْ ُن ْالغَا ِلبُونَ ﴾ كما قال {فَأ َ ْلقَ ْوا ِح َبالَ ُه ْم َو ِع ِ
صيَّ ُه ْم َوقَالُوا ِب ِع َّز ِة ِف ْر َ
ع ِظ ٍيم﴾اس َوا ْست َْر َهبُو ُه ْم َو َجا ُءوا ِبسِحْ ٍر َ س َح ُروا أ َ ْعيُنَ النَّ ِ تعالى ﴿ َ
ف َو ََل ُ َ
ص ِلّ َبنَّ ُك ۡم أ َ ۡج َم ِعينَ } كما قال طعَ َّن أ َ ۡي ِديَ ُك ۡم َوأ َ ۡر ُجلَ ُكم ِّم ۡن ِخلَ ٰـ ࣲ {َل ُ َق ِ ّ
قوله َ
ص ِلّ َبنَّ ُك ۡم ِفی ُجذُوعِ ٱلنَّ ۡخ ِل} {و ََل ُ َ
َ
علَ ٰى َما وا لَن نُّ ۡؤثِ َر َك َ ض ۡي َر ِإنَّ ۤا ِإلَ ٰى َربِّنَا ُمن َق ِلبُونَ } وكما قالوا {قَالُ ۟ وا َال َ {قَالُ ۟
ضی َه ٰـ ِذ ِه ٱ ۡل َحيَ ٰوة َاض إِنَّ َما ت َۡق ِنت قَ ٍ ض َم ۤا أ َ َ ط َرنَا فَٱ ۡق ِ
ت َوٱلَّ ِذی فَ َ َج ۤا َءنَا ِمنَ ٱ ۡلبَ ِّينَ ٰـ ِ
ٱلد ُّۡن َي ۤا } فمن قتل في سبيل الله ولو كان في بيته فهو شهيد كما ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم.
ۤ
س َيهۡ ِدي ِن} {قَا َل َك َّالۤ ِإ َّن َم ِع َ
ی َر ِبّی َ
517
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفي الصحيحين من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال " ُك ْنتُ مع
ار ال ُم ْش ِركِينَ ،قُلتُ :يا َرسو َل صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم في الغ ِ
َار فَ َرأَيْتُ آث َ َ يِ َ
النب ّ
ظنُّ َك باثْ َني ِْن َّ
اللهُ ثَا ِلث ُ ُه َما. اللَّ ِه ،لو َّ
أن أ َح َد ُه ْم َرفَ َع قَ َد َمهُ َرآنَا ،قا َل :ما َ
وقوله {ث ُ َّم أ َ ۡغ َر ۡقنَا ٱ ۡلـَٔاخ َِرينَ } { َحت َّ ٰۤى إِذَ ۤا أَ ۡد َر َكهُ ٱ ۡلغ ََر ُق قَا َل َءا َمنتُ أ َ َّنهُۥ َ ۤال إِلَ ٰـهَ
ص ۡي َ
ت إِ َّال ٱلَّ ِذ ۤی َءا َمن َۡت ِب ِهۦ بَنُ ۤو ۟ا إِ ۡس َر ٰ ۤۤ ِءي َل َوأَن َ۠ا ِمنَ ٱ ۡل ُم ۡس ِل ِمينَ * َء ۤا ۡلـَٔ ٰـنَ َوقَ ۡد َع َ
نت ِمنَ ٱ ۡل ُم ۡف ِس ِدينَ } قَ ۡب ُل َو ُك َ
﴿وٱ ۡت ُل َعلَ ۡي ِه ۡم َن َبأ َ ِإ ۡب َر ٰ ِهي َم * ِإ ۡذ قَا َل َِل َ ِبي ِه َوقَ ۡو ِم ِهۦ َما ت َعۡ بُدُونَ } كقوله { َما
قوله َ
َه ٰـ ِذ ِه ٱلت َّ َماثِي ُل ٱلَّتِ ۤی أَنت ُ ۡم لَ َها َ
ع ٰـ ِكفُونَ }
ي :اجْ َع ْلنِي َم َع ال َّ
صا ِل ِحينَ فِي ال ُّد ْنيَا َو ْاآل ِخ َرةَِ ،ك َما ﴿وأ َ ْل ِح ْقنِي بِال َّ
صا ِل ِحينَ ﴾ أَ ْ َ
ار " :اللَّ ُه َّم َّ
الر ِفيقَ ْاَل َ ْعلَى" قَالَ َها ث َ َالثًا" رواه ض ِي ﷺ ِع ْن َد ِاالحْ ِت َ
قَا َل النَّ ِب ُّ
البخاري ومسلم
صا ِل ِحينَ ﴾ حتى سنَةً َوإِنَّهُ ِفي ِ
اآلخ َرةِ لَ ِمنَ ال َّ ﴿وآت َ ْينَاهُ فِي ال ُّد ْنيَا َح َ
َو َكقَ ْو ِل ِهَ :
ࣰ
اليهود والنصارى كانوا يفتخرون به فقال الله { َما َكانَ إِ ۡب َر ٰ ِهي ُم يَ ُهو ِد ّيا َوالَ
ۡ ࣰ ࣰ ࣰ
ۡ
نَصۡ َرا ِنيّا َولَ ٰـ ِكن َكانَ َح ِنيفا ُّم ۡس ِلما َو َما َكانَ ِمنَ ٱل ُمش ِر ِكينَ }
صلَّى َّ
اللهُ عليه سو ِل الل ِه َ
وفي حديث أبي ذر الغفاري عند مسلم "قِي َل ِل َر ُ
لك الر ُج َل يَ ْع َم ُل العَ َم َل ِمنَ ال َخي ِْرَ ،ويَحْ َم ُدهُ النَّ ُ
اس عليه؟ قا َلِ :ت َ سلَّ َم :أ َ َرأَي َ
ْت َّ َو َ
اج ُل بُ ْش َرى ال ُمؤْ ِم ِن"
ع َِ
518
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض"
اَلر ِ وفي الصحيحين "أَ ْنت ُ ْم ُ
ش َه َدا ُء الل ِه في ْ
﴿وا ْغ ِف ْر َلبِي ِإنَّهُ َكانَ ِمنَ الض َّّالِينَ ﴾ َو َهذَا ِم َّما ر َج َع َ
ع ْنهُ ِإب َْرا ِهي ُم، َوقَ ْولُهَُ :
ع ْن َم ْو ِع َدةٍ
يم َل ِبي ِه ِإال َ
ار ِإب َْرا ِه َ﴿و َما َكانَ ا ْس ِت ْغفَ ُ س َال ُمَ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَىَ : علَ ْي ِه ال َّ
َ
َلواهٌ َح ِلي ٌم﴾ عد ٌُّو ِللَّ ِه تَبَ َّرأَ ِم ْنهُ ِإ َّن ِإب َْرا ِه َ
يم َّ ع َد َها ِإيَّاهُ َفلَ َّما ت َ َبيَّنَ لَهُ أَنَّهُ ََو َ
ار ِه َِل َ ِبي ِه ،فَي قوله﴿ :قَ ْد َكان ْ
َت لَ ُك ْم اْل ْل َحاقَ فِي ا ْستِ ْغفَ ِ
ط َع اللَّهُ تَعَالَى ْ َِوقَ ْد قَ َ
يم َل ِبي ِه َل ْست َ ْغ ِف َر َّن َل َك﴾
يم } ثم قال{ ِإال قَ ْو َل ِإب َْرا ِه َ أُس َْوة ٌ َح َ
سنَةٌ ِفي ِإب َْرا ِه َ
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه " َي ْلقَى إبْرا ِهي ُم
غبَ َرةٌ ،فيَقو ُل له إبْرا ِهي ُم :أ َل ْم أقُ ْل
وم ال ِقيا َم ِة ،وعلَى وجْ ِه آزَ َر قَت ََرة ٌ و َ
أباهُ آزَ َر يَ َ
يك ،ف َيقو ُل إبْرا ِهي ُم :يا َربّ ِ إنَّ َك
ْص َ
فاليوم ال أع ِ
َ صنِي ،ف َيقو ُل أبُوهُ: لك ال ت َ ْع َِ
أخزَ ى ِمن أبِي اَل ْب َعدِ؟ فيَقو ُل ي ِخ ْزي ٍ ْوم يُ ْب َعثُونَ ،فأ ُّ
أن ال ت ُ ْخ ِزيَنِي يَ َ
ع ْدتَنِي ْ و َ
اللَّهُ ت َعا َلى :إ ِّني َح َّر ْمتُ ال َجنَّةَ علَى الكا ِف ِرينَ ،ث ُ َّم يُقالُ :يا إبْرا ِهي ُم ،ما تَحْ َ
ت
ار". خ ،فيُؤْ َخذُ بقَوائِ ِم ِه فيُ ْلقَى في النَّ ِظ ُر ،فإذا هو بذِيخٍ ُم ْلت َِط ٍِرجْ لَي َْك؟ فَيَ ْن ُ
ࣱ
ع َّما َكانُوا۟ ُ ۡ ُ َ
سبت ۡم َوال تسـَٔلونَ َ ُ ۡ {تِ ۡل َك أ ُ َّمة قد َخلت ل َها َما ك َسبَت َولكم َّما ك َ
َ ُ َ ۡ َ َ ۡ َ ۡ َ
َيعۡ َملُونَ }
﴿فَلَ ْو أ َ َّن لَنَا َك َّرةً فَنَ ُكونَ ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴾
ُوا ِل َما نُ ُه ۟
وا َع ۡنهُ َو ِإنَّ ُه ۡم َل َك ٰـ ِذبُونَ } ﴿أال يَ ْعلَ ُم َمن َخلَقَ وهو ُّوا لَعَاد ۟
{ َولَ ۡو ُرد ۟
ير﴾
يف ال َخ ِب ُ اللَّ ِط ُ
طار ِد ال ُمؤْ ِمنِينَ ﴾ كما مر في اَلنعام. قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وما أنا بِ ِ
519
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ومينَ * قَا َل َربّ ِ ِإ َّن قَ ۡو ِمی وا َل ِٕىن َّل ۡم ت َنت َ ِه َي ٰـنُو ُح َلت َ ُكون ََّن ِمنَ ٱ ۡل َم ۡر ُج ِ
وقوله ﴿ َقالُ ۟
ۡ ࣰ
ی ِمنَ ٱ ۡل ُم ۡؤ ِمنِينَ } َ ع
ِ م
َّ ن م و
َ َ ی ن
ِ ج
ّ ِ ن
َ ون * فَٱ ۡفت َۡح َب ۡينِی َو َب ۡينَ ُه ۡم فَت َ
و ا ح َكذَّبُ ِ
ࣱ
{و َم ۤا َءا َمنَ َم َعهُۥۤ ِإ َّال قَ ِليل}
لبث فيهم ألف سنة إال خمسين عاما َ
ّارا﴾ض ِمنَ الكافِ ِرينَ َدي ً اَلر ِ
على ْ ﴿وقا َل نُو ٌح َربّ ِ ال ت َ َذ ْر َ َ
صا ِن ُعْ :البُ ُرو ُج ْال ُم َشيَّ َدةُ،
سلف ْال َم َ صا ِن َع لَعَلَّ ُك ْم ت َْخلُدُونَ ﴾ َ .قا َل ال َّ ﴿وتَت َّ ِخذُونَ َم َ َ
ان ْال ُمخَلَّدُ{ .ٱلَّ ِتی لَ ۡم يُ ۡخلَ ۡق ِم ۡثلُ َها ِفی ٱ ۡل ِبلَ ٰـ ِد}
َو ْالبُ ْن َي ُ
ش ُّد ِمنّا قُ َّوةً﴾ ط ْشت ُ ْم َب َ
ط ْشت ُ ْم َجب ِ
ّارينَ ﴾ وقالوا ﴿ َمن أ َ ﴿وإذا بَ َ
ِين ْاَل َ َّولِينَ َ .وهذا تفسير كثير من السلف ﴿إِ ْن َه َذا إِال ُخلُ ُق َّ
اَلولِينَ ﴾ أي :د ُ
َارهُ اب ُْن َج ِر ٍ
ير وابن كثير. َو ْ
اخت َ
َّاس ،يَ ْعنِيَ :حا ِذقِينَ . ارهِينَ ﴾ قَا َل اب ُْن َ
عب ٍ ﴿وت َ ْن ِحتُونَ ِمنَ ْال ِجبَا ِل بُيُوتًا فَ ِ
َوقَ ْولُهَُ :
ص ۡخ َر ِبٱ ۡل َوا ِد} {وث َ ُمو َد ٱلَّ ِذينَ َجابُ ۟
وا ٱل َّ ع ْنهُ :ش َِرهِينَ أ َ ِش ِرينَ َ .َو ِفي ِر َوا َي ٍة َ
ص ِل ُحونَ }
ض َوال يُ ْ ﴿وال ت ُ ِطيعُوا أ َ ْم َر ْال ُمس ِْرفِينَ ☆ الَّذِينَ يُ ْف ِسدُونَ فِي ْ
اَلر ِ َ
وهم الرهط التسعة الذين كانوا يفسدون في اَلرض ،وال يصلحون من ثمود
﴿و َكانَ فِي ْال َمدِينَ ِة ِت ْسعَةُ َر ْهطٍ يُ ْف ِسدُونَ
الذين وصفهم الله ج ّل ثناؤه بقولهَ :
ص ِل ُحونَ ﴾
ض َوال يُ ْ
اَلر ِ
ِفي ْ
ب الَّذِي ت ََو َّ
ع َدهم ِب ِه صبَ ُحوا ناد ِِمينَ ﴾ أي :لَ ّما َر ْأوا أ ْشرا َ
ط ال َعذا ِ ﴿فَ َعقَ ُروها َفأ ْ
صا ِل ٌح و ِلذَ ِل َك َل ْم َي ْنفَ ْع ُه ُم النَّ َد ُم .وفي الحديث الصحيح "النَّ َد ُم توبةٌ"
520
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ِلينَ } لوط عليه السالم كان من أقرباء إبراهيم عليه ﴿ َكذَّ َب ۡت قَ ۡو ُم لُوطٍ ٱ ۡل ُم ۡر َ
يمَ ،و َكانُوا السالم َو َكانَ اللَّهُ ت َ َعالَى قَ ْد بَ َعثَهُ ِإلَى أ ُ َّم ٍة َ
ع ِظي َم ٍة فِي َحيَا ِة ِإب َْرا ِه َ
ُوم" في أردن الَّ ِتي أَ ْهلَ َك َها اللَّهُ ِب َهاَ ،و َج َع َل َم َكانَ َها بُ َحي َْرة ً ُم ْن ِتنَةً
سد ََي ْس ُكنُونَ " َ
َخ ِبيثَةً.
ط لَت َ ُكون ََّن ِمنَ ْال ُم ْخ َر ِجينَ ﴾ أ َ ْ
ي :نَ ْن ِف َ
يك ِم ْن بَي ِْن قَالُوا﴿ :لَئِ ْن لَ ْم تَ ْنت َ ِه يَا لُو ُ
اب َق ْو ِم ِه ِإال أ َ ْن َقالُوا أَ ْخ ِر ُجو ُه ْم ِم ْن
﴿و َما َكانَ َج َو َ ظ ُه ِرنَاَ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَىَ : أَ ْ
522
جامع التيسير في تعليقات التفسير
523
جامع التيسير في تعليقات التفسير
524
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الكالم》صححه اَللباني.
ِ
525
جامع التيسير في تعليقات التفسير
526
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ ٰى َك ِثي ࣲر ِّم ۡن ِع َبا ِد ِه ٱ ۡل ُم ۡؤ ِم ِنينَ } ذكر ابن القيم اال ٱ ۡل َح ۡم ُد ِللَّ ِه ٱلَّ ِذی فَ َّ
ض َلنَا َ {وقَ َ
َ
رحمه الله أربعين وجها يفضل العلم على المال.
سلَيْمان ُ
داود﴾ فَهو ِميراث العلم والنبوة ال غير. ﴿وورث ُ
وأما قوله ت َعالىَ :
تر ْكنا فهو صدقةٌ" وفي ُ
ورث ،ما َ اَلنبياء ال نُ
ِ معاشر
َ ُ
"نحن وفي الحديث
دينارا ،
ً اَلنبياء َّ ،
وإن اَلنبيا َء ،لم يُ َو ِ ّرثوا ِ "وإن العلما َء ورثةُ
َّ حديث آخر
وافر" صححه اَللباني. بحظ ٍ ٍّ العلم ،فمن أخذه أخذ َ وال دره ًما ،إنما َو ّرثوا
{وأ َ َّما بِنِعۡ َم ِة َربِّ َك فَ َح ّد ِۡثبن} الطي ِْر َوأُوتِينَا ِم ْن ُك ِّل ش ْ
َيءٍ ﴾ َ ع ِلّ ْمنَا َم ْن ِطقَ َّ
﴿ ُ
أن أ ْش ُك َر نِ ْع َمت ََك َّالتِي
﴿ربّ ِ ْأو ِز ْعنِي ْ
قوله تعالى عن سليمان عليهالسالمَ :
وأن أ ْع َم َل صا ِل ًحا ت َْرضاهُ﴾ ي ْ على وا ِل َد َّيو َ علَ َّ أ ْن َع ْم َ
ت َ
ࣰ
{ربّ ِ ه َۡب ِلی ُح ۡكما َوأَ ۡل ِح ۡقنِی ِبٱل َّ
ص ٰـ ِل ِحينَ } كقوله عن إبراهيم عليه السالم َ
ࣰ
وعن يوسف عليه السالم {ت ََو َّف ِنی ُم ۡس ِلما َوأ َ ۡل ِح ۡق ِنی ِبٱل َّ
ص ٰـ ِل ِحينَ }
ش ِام َلن ملك سليمان فيها. على وادِي ال َّن ْم ِل﴾ الصواب أنه ِبال ّ ﴿ َحتّى إذا أت َْوا َ
واآلية تدل على أن الحيوانات تفهم.
س َبأ :قيل ا ْس ٌم ِل َمدِي َن ٍة ِبال َي َم ِن كان ْ
َت ِفيها ين﴾ َو َ ﴿و ِجئْت ُ َك ِم ْن َ
س َبإ ٍ ِبنَ َبإٍ َي ِق ٍ قوله َ
يس .وقيلُ :ه ْمِ :ح ْميرَ ،و ُه ْم ُملُوكُ ْال َي َم ِن. بِ ْل ِق ُ
قوله ﴿إِ ِنّي َو َجدْتُ ْام َرأَة ً ت َْم ِل ُك ُه ْم﴾ تحقيرا لشأنها وفي الحديث "لَ ْن يُ ْف ِل َح قَ ْو ٌم
ولَّ ْوا ْأم َر ُه ُم ْام َرأَةً" رواه البخاري.
527
جامع التيسير في تعليقات التفسير
{ولَ ۡو َال َر ۡه ُ
ط َك ش ِه ْدنا ُم ْهلَ َك} كما قال قوم شعيب َ
قوله { َلنَقُولَ َّن ِل َو ِل ِّي ِه ما َ
لَ َر َج ۡمنَ ٰـ َك}
اَلخذَ ِبثَأ ْ ِر ِه .كما كان أبو طالب يحمي ي صا ِلحٍ هم أ ْق َر ُ
ب القَ ْو ِم إذا را ُموا ْ وو ِل ُّ
َ
النبي صلى الله عليه وسلم.
{وت َأْتُونَ فِي ضاَ ، ض ُك ْم بَ ْع ً
يَ :ي َرى بَ ْع ُ ْص ُرونَ ﴾ أ َ ْ
شةَ َوأَ ْنت ُ ْم تُب ِ {أَت َأْتُونَ ْالفَ ِ
اح َ
نَادِي ُك ُم ْال ُم ْن َك َر} ؟
َ ۡ ُ َّ ُ ࣱ
َاس يَتَ َ قولهم {أ َ ۡخ ِر ُج ۤو ۟ا َءا َل لُ ࣲ
ط َّه ُرونَ } وهذه نتيجة وط ِّمن قريَتِك ۡم ِإن ُه ۡم أن
االنحراف كما قال مؤمن آل فرعون{ .أَت َۡقتُلُونَ َر ُج ًال أَن يَقُو َل َربِّ َ
ی ٱللَّهُ }
طفَ ٰۤى ٰۗۤ} َكقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَىُ ﴿ :
س ْب َحانَ علَ ٰى ِع َبا ِد ِه ٱلَّ ِذينَ ٱصۡ َ ﴿قُ ِل ٱ ۡل َح ۡم ُد ِل َّل ِه َو َ
س َل ٰـ ٌم َ
سلِينَ * َو ْال َح ْم ُد ِللَّ ِه َربّ ِ
علَى ْال ُم ْر َ صفُونَ * َو َ
سال ٌم َ ع َّما يَ ِ َربِّ َك َربّ ِ ْال ِع َّزةِ َ
ْال َعالَ ِمينَ ﴾
ࣰ
س َم ۤا ِء َم ۤاء} َك َما قَا َل ت َ َعالَى ِفي
ض َوأَنزَ َل لَ ُكم ِّمنَ ٱل َّ ت َوٱ َۡل َ ۡر َ {أ َ َّم ۡن َخلَقَ ٱل َّ
س َم ٰـ َو ٰ ِ
سأ َ ْلت َ ُه ْم َم ْن نز َل سأ َ ْلت َ ُه ْم َم ْن َخلَقَ ُه ْم َل َيقُولُ َّن اللَّهُ﴾ َ
﴿ولَئِ ْن َ ْاآل َي ِة ْاَل ُ ْخ َرىَ :
﴿ولَئِ ْن َ
ض ِم ْن بَ ْع ِد َم ْوتِ َها لَيَقُولُ َّن اللَّهُ﴾ اء َما ًء فَأَحْ َيا بِ ِه ْ
اَلر َ س َم ِ
ِمنَ ال َّ
َام َخةً ت ُ ْر ِسي ْاَل َ ْر َ
ض َوتُث َ ِبّت ُ َها؛ ِلئ ََّال ت َِمي َد ِب ُك ْم ي﴾ أَ ْ
يِ :ج َب ً
اال ش ِ ﴿و َج َع َل لَ َها َر َوا ِس َ
َ
كما في سورة النحل.
اج ًزا﴾ قيل الحاجز بينهما هو اَلرض و قيل قدرة. ﴿و َجعَ َل َبيْنَ ْال َبحْ َري ِْن َح ِ
َ
ات َو َهذَا ِم ْل ٌح أ ُ َجا ٌج ﴿و ُه َو الَّذِي َم َر َج ْال َبحْ َري ِْن َهذَا َ
ع ْذ ٌ
ب فُ َر ٌ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
َو َج َع َل بَ ْينَ ُه َما بَ ْرزَ ًخا َو ِحجْ ًرا َمحْ ُج ً
ورا﴾
530
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يب ْال ُم ْ
ض َ
ط َّر ِإذَا َد َ
عاهُ﴾ ﴿أ َ َّم ْن يُ ِج ُ
صين ! ك ْم تعبُ ُدُ كانوا يخلصون الدعاء لله في الشدة كما في الحديث يا ُح
السماء قال :فأيَّ ُهم ت ُ ِع ُّد
ِ اَلرض وواح ٌد في
ِ اليوم إل ًها ؟ قال :سبعةً ستةٌ في
َ
َ
الحديث ماء. .
س ِ لرهبتِ َك ولرغبتِ َك؟ قال :الَّذي في ال َّ
لك ،ت َم ِل ُكه
لك ،إال شري ًكا هو َ
شريك َ
َ َّيك ال
وكانوا في الجاهلي ِة يقولونَ " :لب َ
وما ملَ َك"
صينَ لَهُ ٱل ِ ّدينَ َفلَ َّما نَ َّج ٰى ُه ۡم وا فِی ٱ ۡلفُ ۡل ِك َد َ
ع ُو ۟ا ٱللَّهَ ُم ۡخ ِل ِ قال الله تعالى﴿فَإِذَا َر ِكبُ ۟
إِلَى ٱ ۡلبَ ِ ّر إِذَا ُه ۡم يُ ۡش ِر ُكونَ ﴾
ْب ّإال َّ
اللهُ وما ض الغَي َ
واَلر ِ
ْ ت قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :قُ ْل ال َي ْعلَ ُم َمن في ال َّ
سماوا ِ
ب َال يَ ْعلَ ُم َها ِإال ُه َو﴾ ﴿و ِع ْن َدهُ َمفَاتِ ُح ْالغَ ْي ِ يَ ْشعُ ُرونَ أيّانَ يُ ْب َعثُونَ ﴾ َك َما َقا َلَ :
سو ٍل﴾ارتَضى ِمن َر ُ ﴿إال َم ِن ْ غ ْي ِب ِه أ َحدًا﴾ ّ على َ ظ ِه ُر َ ب فَال ُي ْ
وقَ ْو ِل ِه﴿ :عا ِل ُم الغَ ْي ِ
ࣰۡ
ض ًّرا ِإ َّال َما ش َۤا َء ٱللَّ ٰۚهُ َولَ ۡو ُكنتُ َ َ
ال ووقال تعالى لنبيه {قُل َّ ۤال أ َ ۡم ِلكُ ِلن َۡف ِسی نَف َ
اع
س ۤو ٰۚ ُء}
ی ٱل ُّ ب َلَ ۡست َۡكث َ ۡرتُ ِمنَ ٱ ۡل َخ ۡي ِر َو َما َم َّ
سنِ َ أ َ ۡعلَ ُم ٱ ۡلغَ ۡي َ
سو َل اللَّ ِه ﷺ يُ ْخ ِب ُر أن َر ُع َم َّتَ ” :من زَ َ ي اللَّهُ َ
ع ْنها -قالَ ْ ض َ شةَ َ -ر ِ
ع ْن عا ِئ َ َو َ
ي ت عائِ َشةُ َ -ر ِ
ض َ على اللَّ ِه ال ِف ْريَةَ“ َو ِلذا لَ ّما ُر ِم َي ْ غدٍ ،فَقَ ْد أ ْع َ
ظ َم َ ون في َ بِما يَ ُك ُ
أخبَ َرهُ اللَّهُ ت َعالى بِقَ ْو ِل ِه:
ي بَ ِريئ َةٌ أ ْم الَ ،حتّى ْ اللَّهُ َ
ع ْنها -بِاْل ْف ِكَ ،ل ْم يَ ْعلَ ْم ،أ ِه َ
﴿أُولَئِ َك ُم َب َّر ُءونَ ِم ّما َيقُولُونَ ﴾
وزعم بعض الصوفية اَلولياء يعلمون الغيب كما في البردة :قال
البوصيري:
531
جامع التيسير في تعليقات التفسير
532
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أن ال ُمرا َد بِال َم ْوتى َّالذِينَ ماتُوا ِبال ِف ْع ِل ،ولَ ِك َّن ال ُمرا َد
ير الثّانِي :هو َّ
الت َّ ْف ِس ُ
ي ِ في قَ ْو ِل ِه﴿ :إنَّ َك ال تُس ِْم ُع ال َم ْوتى﴾ سماع قبول وانتفاعَ .كما
سماعِ ال َمن ِف ّ
ِبال َّ
﴿و َمثَ ُل الَّذِينَ َكفَ ُروا َك َمث َ ِل الَّ ِذي يَ ْن ِع ُق بِما ال يَ ْس َم ُع ّإال دُعا ًء َونِدا ًء﴾
قا َل ت َعالىَ :
وبه قال ابن تيمية وابن القيم.
وهناك َمسْألَةٌ تَت َ َعلَّ ُق ِب َه ِذ ِه اآل َي ِة ال َك ِري َم ِة .وهي َّ
أن ال َم ْوتى في قُبُ ِ
ور ِه ْم هل
الم َمن َكلَّ َمهم؟ أم ال؟
يَ ْس َمعُونَ َك َ
533
جامع التيسير في تعليقات التفسير
535
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض﴾ أي :بغى في اَلرض{ .فَقَا َل أَن َ۠ا َربُّ ُك ُم ٱ َۡل َ ۡعلَ ٰى}
اَلر ِ
عال فِي ْ
ع ْونَ َ َّ
﴿إن فِ ْر َ
﴿و َجعَ َل أَ ْهلَ َها ِشيَعًا﴾ أي فرقًا يذبح طائفة منهم ،ويستحيي طائفة، وقولهَ :
ويعذب طائفة ،ويستعبد طائفة ،وهم بنو إسرائيل .ويكرم بعضهم وهم
القبطيون.
ض ونَجْ عَلَهم أئِ َّمةً اَلر ِض ِعفُوا في ْ على الَّذِينَ ا ْست ُ ْ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿ونُ ِري ُد ْ
أن نَ ُم َّن َ
علَ ٰۤى أَ ۡم ِر ِهۦ َولَ ٰـ ِك َّن أ َ ۡكث َ َر ٱل َّن ِ
اس َال َيعۡ لَ ُمونَ } {وٱللَّهُ غَا ِل ٌ
ب َ الوارثِينَ ﴾ َ
ِ ونَجْ َعلَ ُه ُم
عي ٍْن ِلي ولَ َك ال ت َ ْقتُلُوهُ﴾ اآل َيةَْ .ام َرأَتُهُع ْونَ قُ َّرة ُ َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وقالَ ِ
ت ْام َرأة ُ فِ ْر َ
ࣰ
ب ٱ َّللهُ َمثَال ِّللَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
وا ض َر َ
{و َ
اح ٍم وكانت مؤمنة صالحة َ آ ِس َيةُ ِب ْنتُ ُمزَ ِ
ۡ ࣰ
ع ۡونَ ِإ ۡذ قَالَ ۡت َربّ ِ ٱ ۡب ِن ِلی ِعن َد َك بَ ۡيتا فِی ٱل َجنَّ ِة} وفي الصحيحين ت فِ ۡر َ ٱ ۡم َرأ َ َ
ير ،ولَ ْم الرجا ِل َكثِ ٌمن حديث أبي موسى اَلشعري رضي الله عنه " َك َم َل ِمنَ ِ ّ
شةَ ساء َّإال َم ْر َي ُم ب ْنتُ ِع ْمرانَ ،وآ ِس َيةُ ْام َرأَة ُ ِف ْر َ
ع ْونَ ،وفَ ْ
ض ُل عا ِئ َ َي ْك ُم ْل ِمنَ ال ِنّ ِ
عام" ض ِل الث َّ ِري ِد علَى سائِ ِر َّ
الط ِ علَى ال ِنّ ِ
ساء َكفَ ْ
س ِعي ُد َم ْن أ َ َحبَّهُ َ
ط ْبعًا س َال ُمَ ،ال يَ َراهُ أ َ َح ٌد إِ َّال أ َ َحبَّهُ ،فَال َّ
علَ ْي ِه ال َّ
سىَ ، َو َكانَ ُمو َ
علَي َْك َم َحبَّةً ِمنِّي﴾ ﴿وأ َ ْلقَيْتُ َ
عا قَا َل اللَّهُ ت َ َعا َلىَ :
َوش َْر ً
536
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الر ِحي ُم﴾ في ظلَ ْمتُ نَ ْف ِسي فا ْغ ِف ْر ِلي فَ َغفَ َر لَهُ إنَّهُ هو الغَفُ ُ
ور َّ ﴿قا َل َربّ ِ إنِّي َ
سى ،فيَقولُ :إ ِنّي لَ ْستُ ُهنا ُك ْم ،ويَ ْذ ُك ُر الصحيح من حديث الشفاعة " َفيَأْتُونَ ُمو َ
س "،الحديث أصاب قَتْ َلهُ النَّ ْف َ
َ َطيئَتَهُ الَّتي
خ ِ
ࣱ
صا ٱ ۡل َم ِدينَ ِة َي ۡس َع ٰى} قيل َهذَا َّ
الر ُج ُل ُه َو ُمؤْ ِم ُن آ ِل َ قۡ َ أ نۡ م
ّ ِ ل ﴿و َج ۤا َء َر ُج
قوله َ
ع ْونَ ،وقيل غير ذلك.
فِ ْر َ
ࣱ
ی ِم ۡن َخ ۡي ࣲر فَ ِقير * لظ ِّل فَقَا َل َربّ ِ ِإ ِنّی ِل َم ۤا أَنزَ ۡل َ
ت ِإلَ َّ سقَ ٰى لَ ُه َما ث ُ َّم ت ََولَّ ٰۤى ِإلَى ٱ ِ ّ
{فَ َ
علَى ٱ ۡستِ ۡحيَ ۤا ࣲء } {فَإ ِ َّن َم َع ٱ ۡلعُ ۡس ِر يُ ۡس ًرا} فَ َج ۤا َء ۡتهُ ِإ ۡح َد ٰى ُه َما ت َۡم ِشی َ
اء في ِخ ْد ِرهَا ،فَإِذَا َرأَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم أ َ
ش َّد َحيَا ًء ِمنَ العَ ْذ َر ِ ي َ
"كانَ النب ُّ
ان". َّ
"فإن ال َح َيا َء ِمنَ اْلي َم ِ ع َر ْفنَاهُ في وجْ ِه ِه ".رواه البخاري
شيئًا َي ْك َر ُههُ َ
رواه البخاري.
ࣰ
ور ٱ َۡل َ ۡي َم ِن}لط ِ ب ٱ ُّ {من َجا ِن ِ ور نَارا} ِ لط ِ ب ٱ ُّ َس ِمن َجا ِن ِ قوله{ َءان َ
ی ِمن َش ٰـ ِط ِٕى ٱ ۡل َوا ِد ٱ َۡل َ ۡي َم ِن فِی ٱ ۡلبُ ۡق َع ِة ٱ ۡل ُمبَ ٰـ َر َك ِة ِمنَ ٱل َّ
ش َج َرةِ} {فَلَ َّم ۤا أَت َٰى َها نُو ِد َ
ار َو َم ۡن َح ۡولَ َها} وقد تقدم تفصيلها في ور َك َمن فِی ٱلنَّ ِ ی أ َ ُۢن بُ ِ {فَلَ َّما َج ۤا َءهَا نُو ِد َ
سورة النمل.
أخاف
ُ ي أر ِس ْلهُ َم ِعي ِردًا يُ َ
ص ِ ّد ْقنِي إ ِنّ َ ص ُح ِم ِنّي ِلسا ًنا فَ ْ ون هو أ ْف َهار ُ
﴿وأخي ُ ِ
علَ ْي ِه ال َّ
س َال ُم، سىَ ، سانًا﴾ َ ،وذَ ِل َك أ َ َّن ُمو َ ون﴾ قوله ﴿ ُه َو أ َ ْف َ
ص ُح ِم ِنّي ِل َ أن يُ َك ِذّبُ ِ
ْ
ب طول مكثه بالمدين. سا ِن ِه لَثْغَةٌ ،قال بعض العلماء ِب َ
س َب ِ َكانَ فِي ِل َ
537
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص َدقَ ُموسى؛ َِل َّن َذ ِل َكأن َيقُو َل لَهمَ : ِيق ْ صد ُ ص ِ ّد ْقنِي} لَي َ
ْس التَّ ْ وقوله {يُ َ
هارونَ هو أن يقول ق إلى ُ صي ُح وذُو الفَها َه ِةَ .فإسْنا ُد الت َّ ْ
صدِي ِ يَ ْست َ ِوي فِي ِه الفَ ِ
بعده بفصاحة.
صلُونَ ِإلَ ْي ُك َما ِبآيَا ِتنَا﴾ ﴿فَ َال َي ِ
طانًا بِآيَاتِنَا ،أي :بسبب آياتنا نجعل لكما السلطان ،فال س ْل َ َونَجْ عَ ُل لَ ُك َما ُ
يستطيعون الوصول إليكما وال إبطا َل دعو ِتكما .ال بسبب العدد والعدة كما
قال تعالى عن المؤمنين{ :ويَ ْو َم ُح َني ٍْن إ ْذ أ ْع َجبَتْكم َكثْ َرتُكم فَلَ ْم ت ُ ْغ ِن عنكم َ
ش ْيئًا
ب ت ث ُ َّم َّ
ول ْيت ُ ْم ُم ْدبِ ِرينَ ﴾ بعد أن قالوا "لَ ْن نُ ْغلَ َ ض بِما َر ُحبَ ْ علَ ْي ُك ُم ْ
اَلر ُ ت َ وضاقَ ْ
ال َي ْو َم ِمن قِ َّل ٍة"
ت قالُوا ما هَذا ّإال سِحْ ٌر ُم ْفت ًَرى وما َ
س ِم ْعنا ﴿فَلَ ّما جا َءهم ُموسى بِآيا ِتنا بَ ِّينا ٍ
{و َما يُ ۡؤ ِم ُن أ َ ۡكث َ ُر ُهم ِبٱللَّ ِه ِإ َّال َو ُهم ُّم ۡش ِر ُكونَ }
اَلولِينَ ﴾ َ
ِب َهذا في آبا ِئنا َّ
س ِبي ِل ٱللَّ ٰۚ ِه{عن َ وك َ ضلُّ َ ض يُ ِ } َو ِإن ت ُ ِط ۡع أ َ ۡكث َ َر َمن فِی ٱ َۡل َ ۡر ِ
غ ۡي ِری} كقوله {فَقَا َل أَنَا ع ۡو ُن يَ ٰۤـأ َيُّ َها ٱ ۡل َم َأل ُ َما َ
ع ِل ۡمتُ لَ ُكم ِّم ۡن إِلَ ٰـ ٍه َ ﴿وقَا َل فِ ۡر ََ
س ُه ۡمُوا ِب َها َوٱ ۡستَ ۡيقَنَ ۡت َه ۤا أَنفُ ُ {و َج َحد ۟ َربُّ ُك ُم اَل ْعلَى} وهذا كله كبر منه والحقيقة َ
ࣰ ُ ࣰ
علُ ّو ٰۚا}ظ ۡلما َو ُ
ظنُّوا أَنَّ ُه ْم ِإلَ ْينَا َال ق َو َ ض بِغَي ِْر ْال َح ّ ِ ﴿وا ْست َ ْكبَ َر ُه َو َو ُجنُو ُدهُ فِي ْ
اَلر ِ َوقَ ْولُهَُ :
يُ ْر َجعُونَ ﴾
538
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ظ َمةُ ِإزَ ِاري َو ْال ِكب ِْر َيا ُء ِر َدائِي ،فَ َم ْن نَازَ َ
عنِي حديث " َيقُو ُل اللَّهُ ت َ َعالَى ْال َع َ
صلَّى َّ
اللهُ عليه سو ُل الل ِه َ الوفَاة ُ َجا َءهُ َر ُ
ب َ ت أ َ َبا َ
طا ِل ٍ ض َر ْ في الصحيحين "ا َح َ
يرةِ ،فَقا َل َر ُ
سو ُل ع ْب َد الل ِه بنَ أَبِي أ ُ َميَّةَ ِ
بن ال ُم ِغ َ سلَّ َم ،فَ َو َج َد ِع ْن َدهُ أَبَا َج ْه ٍلَ ،و َ
َو َ
لك ب َها ِع ْن َدع ِ ّم ،قُ ْل :ال ِإلَهَ ِإ َّال اللَّهَُ ،ك ِل َمةً أ َ ْش َه ُد َ
س َّل َم :يا َ
صلَّى اللَّهُ عليه َو َ
الل ِه َ
َب عن ِملَّ ِة
ب ،أَت َْرغ ُ بن أ َ ِبي أ ُ َميَّةَ :يا أَبَا َ
طا ِل ٍ ع ْب ُد الل ِه ُالل ِه ،فَقا َل أَبُو َج ْه ٍلَ ،و َ
صلَّى اللَّهُ عليه َو َسلَّ َم يَ ْع ِر ُ
ض َها عليه، ب؟ فَلَ ْم يَزَ ْل َر ُ
سو ُل الل ِه َ عب ِد ال ُم َّ
ط ِل ِ
آخ َر ما َكلَّ َم ُه ْم :هو علَى ِملَّ ِة عب ِدب ِ طا ِل ٍلك ال َمقالَةَ حتَّى قا َل أَبُو َ َويُ ِعي ُد له ِت َ
صلَّى اللَّهُ عليه
سو ُل الل ِه َ بَ ،وأَبَى أ َ ْن يَقُو َل :ال ِإلَهَ ِإ َّال اللَّهُ ،فَقا َل َر ُ ال ُم َّ
ط ِل ِ
ع َّز َو َج َّل{ :ما كانَ لك ما لَ ْم أ ُ ْنهَ َ
ع ْن َك ،فأ ْنزَ َل اللَّهُ َ سلَّ َم :أَما َواللَّ ِه َل َ ْست َ ْغ ِف َر َّن َ
َو َ
ي ِ َوالَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْن َي ْست َ ْغ ِف ُروا ِل ْل ُم ْش ِركِينَ ولو َكانُوا أ ُو ِلي قُ ْر َبى ِمن َب ْع ِد ما للنب ّ
ب ،فَقا َل اب ال َج ِح ِيم} َوأَ ْنزَ َل اللَّهُ ت َ َعالَى في أَبِي َ
طا ِل ٍ تَبَيَّنَ له ْم أنَّ ُه ْم أَ ْ
ص َح ُ
ْت َولَ ِك َّن َّ
اللهَ َي ْهدِي سلَّ َم{ :إنَّ َك ال ت َ ْهدِي َمن أَحْ َبب َ صلَّى َّ
اللهُ عليه َو َ سو ِل الل ِه َ ِل َر ُ
َمن يَشَا ُء َوهو أ َ ْعلَ ُم بال ُم ْهتَدِينَ }"
الخيَ َرةُ} أي يخلق ما يشاء ويختار ﴿و َرب َُّك يَ ْخلُ ُق ما يَشا ُء ويَ ْخ ُ
تار ما كانَ لَ ُه ُم ِ َ
من خلقه ما يشاء كما قال ابن القيم رحمه الله.
ير -يَ ْعلَ ُم ما
ص ٌ إن اللَّهَ َ
س ِمي ٌع بَ ِ اس َّومنَ النّ ِ س ًال ِ ص َ
ط ِفي ِمنَ ال َمالئِ َك ِة ُر ُ َّ
﴿اللهُ َي ْ
بَيْنَ أ ْيدِي ِه ْم وما خ َْلفَهم وإلى اللَّ ِه ت ُ ْر َج ُع اَل ُ ُم ُ
ور﴾
540
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض ِل ِهۦ َولَ َعلَّ ُك ْموا ِمن َف ۡ وا فِي ِه َو ِلت َۡبتَغُ ۟ ار ِلت َۡس ُكنُ ۟ ﴿و ِمن َّر ۡح َمتِ ِهۦ َج َع َل لَ ُك ُم ٱلَّ ۡي َل َوٱلنَّ َه َ َ
ارَ ،و َم ْن فَاتَهُالل ْي ِل َوالنَّ َه ِ ت فِي َّ ي :ت َ ْش ُك ُرونَ اللَّهَ بِأ َ ْن َواعِ ْال ِعبَا َدا ِ ت َ ْش ُك ُرونَ ﴾ أ َ ْ
ار ا ْست َ ْد َر َكهُ ِباللَّ ْي ِلَ ،ك َما َقا َل ت َ َعالَى: ار ،أ َ ْو ِبالنَّ َه ِش ْي ٌء ِباللَّ ْي ِل ا ْست َ ْد َر َكهُ ِبالنَّ َه ِ َ
ش ُك ً
ورا﴾ ار ِخ ْلفَةً ِل َم ْن أ َ َرا َد أ َ ْن يَذَّ َّك َر أ َ ْو أ َ َرا َد ُ الل ْي َل َوالنَّ َه َ﴿و ُه َو الَّذِي َج َع َل َّ َ
سى﴾ َقا َل كثير من المفسرينَ :كانَ ابْنَ َ
ع ِّم ِه ، ارونَ َكانَ ِم ْن قَ ْو ِم ُمو َ
﴿إِ َّن قَ ُ
علَ ْي ِه ال َّ
س َال ُم. قيل َكانَ ع َّم ُمو َ
سىَ ،
{ ِإ ۡذ قَا َل َلهُۥ قَ ۡو ُمهُۥ َال ت َۡف َر ۡح} أي ال تأشر وال تبطر ،وليس هذا الفرح فرح
القلب فإنه من اَلوصاف التي طبع عليها اْلنسان .كما قال الشاطبي في
الموافقات.
عانَا
ض ٌّر َد َ
سانَ ُ علَى ِع ْل ٍم ِع ْندِي﴾ َكقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَى﴿ :فَإِذَا َم َّ
س اْل ْن َ ﴿قَا َل ِإنَّ َما أُوتِيتُهُ َ
ث ُ َّم ِإذَا خ ََّو ْلنَاهُ ِن ْع َمةً ِمنَّا قَا َل ِإنَّ َما أُو ِتيتُهُ َعلَى ِع ْل ٍم﴾
ف ٱ ۡل ُم ۡج ِر ُمونَ
ع ْن ذُنُو ِب ِه ُم ْال ُمجْ ِر ُمونَ ﴾ كما قال تعالى{يُعۡ َر ُ
﴿وال يُ ْسأ َ ُل َ
و قوله َ
صی َوٱ َۡل َ ۡق َد ِام}
ِب ِسي َم ٰـ ُه ۡم َفيُ ۡؤ َخذُ ِبٱلنَّ َو ٰ ِ
يَ :جزَ ا ُء اللَّ ِه ِل ِعبَا ِد ِه
صا ِل ًحا﴾ أ َ ْ اب اللَّ ِه َخي ٌْر ِل َم ْن آ َمنَ َو َ
ع ِم َل َ ﴿و ْيلَ ُك ْم ث َ َو ُ
َ
َّار ْاآل ِخ َر ِة َخي ٌْر ِم َّما ت ََر ْونَ َ .ك َما ِفي صحيح مسلم: صا ِل ِحينَ ِفي الد ِ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ال َّ
تَ ،و َال أُذُ ٌن
عي ٌْن َرأ َ ْ يَقُو ُل َّ
اللهُ ت َ َعالَى :أ َ ْع َددْتُ ِل ِعبَادِي ال َّ
صا ِل ِحينَ َما َال َ
علَى قَ ْل ِ
ب بَش ٍَر" تَ ،و َال خطر َ س ِمعَ ْ
َ
541
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صا ِب ُرونَ ﴾ في حديث أبي سعيد الخدري وقوله َوقَ ْولُهَُ :
﴿وال يُلَقَّاهَا ِإال ال َّ
طا ًء َخي ًْرا وأ َ ْو َس َع ِمنَ
ي أ َح ٌد َع َ رضي الله عنه في الصحيحين "وما أُع ِ
ْط َ
صب ِْر".
ال َّ
ُون ٱ َّلل ِه َو َما
ص ُرونَهُۥ ِمن د ِ ض فَ َما َكانَ لَهُۥ ِمن فِئ َةࣲ َين ُس ۡفنَا ِب ِهۦ َو ِب َد ِار ِه ٱ َۡل َ ۡر َ
﴿فَ َخ َ
علَى ارونَ فِي ِزينَتِ ِهَ ،و َف ْخ َرهُ َ َص ِرينَ } لَ َّما ذَ َك َر تَعَالَى ْ
اخ ِتيَا َل قَ ُ َكانَ ِمنَ ٱ ۡل ُمنت ِ
ضَ ،ك َما ثَ َب َ
ت ِفي ب ذَ ِل َك ِبأَنَّهُ َخ َس َ
ف ِب ِه َو ِب َد ِار ِه ْاَل َ ْر َ عقَّ َ
قَ ْو ِم ِه َو َب ْغ َيهُ َعلَ ْي ِه ْمَ ،
سو َل اللَّ ِه ﷺ قَا َل" :بَ ْينَا َر ُج ٌل َي ُج ُّر ِإزَ َ
ارهُ ِإ ْذ ي ِ أ َ َّن َر ُ ص ِحيحِ ِ -ع ْن َد ْالبُخ ِ
َار ّ ال َّ
ض إِلَى يَ ْو ِم ْال ِق َيا َم ِة" فقال بعض العلماء هذا
ف بِ ِه ،فَ ُه َو يَتَ َج ْل َج ُل فِي ْاَل َ ْر ِ
ُخ ِس َ
الرجل هو قارون نفسه.
وقصة قارون تشبه قصة الثالثة في بني إسرائيل :أبرص ،وأعمى ،وأقرع،
بدا الله أن يبتليهم ،فبعث الله إليهم ملكا"
﴿و ْي َكأَنَّهُ َال يُ ْف ِل ُح ْال َكافِ ُرونَ ﴾ وقال العلماء "إذا أقبلت الفتنة عرفها العقالء وإذا
َ
أحرقت عرفها السفهاء"
﴿و ْي َكأ َ َّن﴾ ِقي َلَ :م ْعنَاهَاَ :و ْي َكأ َ َّن ،أ َ ْ
ي: اختَلَ َ
ف النُّ َحاة ُ في معنى قوله تعالى َ : َوقَ ِد ْ
ي َكأ َ َّن" ،فَ َف َ
صلَ َها َو َج َع َل "و ْ أَلَ ْم ت ََر أ َ َّن .قَالَهُ قَت َا َدة ُ واب ُْن َج ِر ٍ
يرَ .وقِي َلَ :م ْعنَاهَا َ
ب أ َ ْو ِللت َّ ْنبِي ِه. ي" ِللتَّعَ ُّج ِ "و ْ
ف َ َح ْر َ
ࣰ ࣰُ
ساد ٰۚا} كما
َ َ ف الَ و
ِ َض رۡ َ ۡ
َل ٱ ی ف
ِ او عل ّ اخ َرة ُ ن َۡج َعلُ َها ِللَّ ِذينَ َال يُ ِريدُونَ ُ َّار ٱ ۡلـَٔ ِ
﴿تِ ۡل َك ٱلد ُ
ضعُوا حتَّى ال يَ ْفخ ََر أ َ َح ٌد علَى "وإن اللَّهَ أ َ ْو َحى إلَ َّ
ي أَ ْن ت ََوا َ َّ في صحيح مسلم
أ َ َحدٍَ ،و َال َي ْب ِغي أ َ َح ٌد علَى أ َ َح ٍد"
542
جامع التيسير في تعليقات التفسير
543
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اس أ َ ْن يُتْ َر ُكوا أ َ ْن َيقُولُوا آ َمنَّا َو ُه ْم َال يُ ْفتَنُونَ ﴾ َك َما َجا َء ِفي َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ َح ِس َ
ب النَّ ُ
صا ِل ُحونَ ،ث ُ َّم ْاَل َ ْمث َ ُل
اس َب َال ًء ْاَل َ ْن ِبيَا ُء ث ُ َّم ال َّ ص ِحيحِ" :أ َ َ
ش ُّد ال َّن ِ ْال َحدِي ِ
ث ال َّ
ص َالبَةٌ ِزي َد فِي
ب دِينِ ِه ،فَإ ِ ْن َكانَ فِي دِينِ ِه َ
س ِعلَى َح َ فَ ْاَل َ ْمثَلُ ،يُ ْبتَلَى َّ
الر ُج ُل َ
ْال َب َال ِء" صححه اَللباني وغيره.
ي على رسو ِل الل ِه وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه "دخل أعراب ٌّ
وسل َم ،فقال لهُ رسو ُل الل ِه صلَّى اللهُ علي ِه وسلَّ َم :أخذتْ َك أ ُ ُّم صلَّى اللهُ علي ِه َّ
يكون بينَ الجل ِد واللحْ م قال :ما وجدتُ ُ ط قالَ :وما أ ُ ُّم ِم ْل َد ٍم قالَ :ح ٌّر
ِم ْل َد ٍم قَ ُّ
ب
تضر ُ
ِ ٌ
عروق صداعُ قال:
ط قال :وما ال ُّصداعُ قَ ُّ هذا ُّ
قط ،قا َل :فهل أخذك ال ُّ
ط ،قال :فلما ولى ،قال :مننسان في رأس ِه» ،قا َل :ما وجدتُ هذا قَ ُّ
اْل ِ على ِ
ار" صححه أحمد شاكر وغيره. ظ َر إلى ر ُج ٍل من أه ِل النَّ ِ أحبَّ أَن ين ُ
سنَ {سيِّـَٔاتِ ِه ۡم َولَن َۡج ِز َينَّ ُه ۡم أ َ ۡح َ
ع ۡن ُه ۡم َ
ت لَنُ َك ِفّ َر َّن َ
ص ٰـ ِل َح ٰـ ِ ع ِملُ ۟
وا ٱل َّ وا َو َ َوٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
وا َيعۡ َملُونَ ﴾ فال بد من اْلمتحان حتى يتضح الصالح من الطالح قال ٱلَّ ِذی َكانُ ۟
ث ِمنَع َل ۡي ِه َحت َّ ٰى يَ ِميزَ ٱ ۡل َخ ِبي َ علَ ٰى َم ۤا أَنت ُ ۡم َ تعالى { َّما َكانَ ٱ َّللهُ ِليَذَ َر ٱ ۡل ُم ۡؤ ِمنِينَ َ
ٱ َّ
لط ِّي ٰۗ ِ
ب}
544
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ْس لَ َك ِب ِه ِع ْل ٌم
اك ِلت ُ ْش ِر َك ِبي َما لَي َ ص ْينَا اْل ْن َ
سانَ ِب َوا ِل َد ْي ِه ُح ْسنًا َو ِإ ْن َجا َه َد َ ﴿و َو َّ
َ
فَال ت ُ ِط ْع ُه َم﴾ ْاآليَةَ .وفي صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص أ َّنهُ
ت أ ُ ُّم َ
س ْع ٍد أ َ ْن ال ت ُ َك ِلّ َمهُ أ َ َبدًا حتَّى َي ْكفُ َر آن قا َلَ :حلَفَ ْ
ات ِمنَ القُ ْر ِ ت فيه آ َي ٌ نَزَ لَ ْ
بوا ِل َدي َْكَ ،وأَنَا
اك َ ص َ أن اللَّهَ َو َّ ت َّ ع ْم َ ت :زَ َ بدِينِ ِهَ ،و َال ت َأ ْ ُك َل َو َال ت َ ْش َر َ
ب ،قالَ ْ
ام اب ٌْنعلَ ْي َها ِمنَ ال َج ْه ِد ،فَقَ َ
ي َ ت ث َ َالثًا حتَّى ُ
غ ِش َ أ ُ ُّم َكَ ،وأَنَا آ ُم ُر َك بهذا ،قا َلَ :م َكث َ ْ
ع َّز َو َج َّلس ْعدٍ ،فأ ْنزَ َل اللَّهُ َ
عو علَى َت ت َ ْد ُ سقَاهَا ،فَ َج َعلَ ْ
ارةُ ،فَ َ لَ َها يُقَا ُل له ُ
ع َم َ
اك علَى أ َ ْن بوا ِل َد ْي ِه ُح ْس ًنا ْ
وإن َجا َه َد َ ص ْينَا اْل ْن َ
سانَ َ آن هذِه اآليَةََ :
{و َو َّ في القُ ْر ِ
اح ْب ُهما في ال ُّد ْنيَا َم ْع ُروفًا}
ص ِ ت ُ ْش ِر َك بي} َو ِفي َها َ
{و َ
ص ٌر ِم ْن َر ِبّ َك لَ َيقُولُ َّن ِإنَّا ُكنَّا َم َع ُك ْم} يعني المنافقين كما قال
﴿ولَئِ ْن َجا َء َن ْ
قوله َ
صونَ بِ ُك ْم فَإ ِ ْن َكانَ لَ ُك ْم فَتْ ٌح ِمنَ َّ
الل ِه قَالُوا أَلَ ْم نَ ُك ْن َم َع ُك ْم تعالى ﴿الَّذِينَ يَت ََربَّ ُ
علَ ْي ُك ْم َون َْمنَ ْع ُك ْم ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴾
يب قَالُوا أَلَ ْم نَ ْستَحْ ِو ْذ َ
َص ٌَو ِإ ْن َكانَ ِل ْل َكا ِف ِرينَ ن ِ
صا َبهُ َخي ٌْر ْ
اط َمأ َ َّن ِب ِه َو ِإ ْن علَى َح ْرفٍ فَإ ِ ْن أَ َ اس َم ْن يَ ْعبُ ُد اللَّهَ َ﴿و ِمنَ النَّ ِ وقال َ
ان ْال ُم ِب ُ
ين﴾ اآلخ َرة َ ذَ ِل َك ُه َو ْال ُخس َْر ُ
علَى َوجْ ِه ِه َخ ِس َر ال ُّد ْنيَا َو ِ ب َ صا َبتْهُ ِفتْنَةٌ ا ْنقَلَ َ
أَ َ
﴿ولَ َي ْعلَ َم َّن اللَّهُ الَّذِينَ آ َمنُوا َو َل َي ْعلَ َم َّن ْال ُمنَا ِفقِينَ ﴾ كما قال تعالى ۡ
{م َح ِس ۡبت ُ ۡم َوقَ ْولُهَُ :
س ۡت ُه ُم ٱ ۡلبَ ۡأ َ
س ۤا ُء وا ٱ ۡل َج َّنةَ َولَ َّما يَ ۡأتِ ُكم َّمثَ ُل ٱلَّ ِذينَ َخلَ ۡو ۟ا ِمن قَ ۡب ِل ُكم َّم َّ
أَن ت َۡد ُخلُ ۟
سو ُل َوٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
وا َمعَهُۥ َمت َٰى نَصۡ ُر ٱللَّ ٰۗ ِه} َوٱلض ََّّر ۤا ُء َو ُز ۡل ِزلُ ۟
وا َحت َّ ٰى يَقُو َل ٱ َّ
لر ُ
﴿و ِإ ْن ت َ ْدعُ ُمثْقَ َلةٌ
ش ْيءٍ ﴾ اآل َيةََ .
حاملِينَ ِمن خَطاياهم ِمن َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿وما هم ِب ِ
ش ْي ٌء َولَ ْو َكانَ ذَا قُ ْربَى﴾
ِإلَى ِح ْم ِل َها َال يُحْ َم ْل ِم ْنهُ َ
545
جامع التيسير في تعليقات التفسير
546
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أن قالُوا ا ْقتُلُوهُ ْأو َح ِ ّرقُوهُ فَأ ْنجاهُ اللَّهُ ِمنَ النّ ِ
ار ﴾ كما واب قَ ْو ِم ِه ّإال ْ
﴿ َفما كانَ َج َ
ࣰ ࣰ
علَ ٰۤى ِإ ۡب َر ٰ ِهي َم * َوأ َ َراد ۟
ُوا ِب ِهۦ َك ۡيدا م ـَ
َار ُكونِی َب ۡر َ َ ٰ ً َ
ا لس و اد قال تعالى{قُ ۡلنَا َي ٰـن ُ
س ِرينَ ﴾ فَ َج َع ۡلنَ ٰـ ُه ُم ٱ َۡل َ ۡخ َ
ضا َو َمأ ْ َوا ُك ُم النَّ ُ
ار َو َما ض َو َي ْل َع ُن َب ْع ُ
ض ُك ْم َب ْع ً ﴿ث ُ َّم َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة َي ْكفُ ُر َب ْع ُ
ض ُك ْم ِب َب ْع ٍ
َت أ ُ ْخت َ َها﴾
ت أ ُ َّمةٌ لَ َعن ْص ِرينَ ﴾ ﴿ ُكلَّ َما َد َخلَ ْ لَ ُك ْم ِم ْن نَا ِ
عد ٌُّو ِإال ْال ُمتَّقِينَ ﴾
ض َ ﴿اَلخال ُء يَ ْو َمئِ ٍذ بَ ْع ُ
ض ُه ْم ِلبَ ْع ٍ ِ َوقَا َل ت َ َعالَى:
ط} لوط عليه السالم كان من أقرباء إبراهيم عليه السالم ﴿۞ َفـَٔا َمنَ لَهُۥ لُو ٌ
َو َكانَ اللَّهُ ت َ َعالَى قَ ْد بَ َعث َهُ ِإلَى أ ُ َّم ٍة َع ِظي َم ٍة فِي َحيَاةِ ِإب َْرا ِه َ
يمَ ،و َكانُوا يَ ْس ُكنُونَ
ُوم" في أردن الَّتِي أ َ ْهلَ َك َها اللَّهُ بِ َهاَ ،و َجعَ َل َم َكانَ َها بُ َحي َْرة ً ُم ْن ِتنَةً َخ ِبيثَةً.
سد َ" َ
اج ٌر ِإ َلى َر ِبّي﴾ وكان صلى الله عليه وسلم يكره َوقَ ْولُهَُ :
﴿وقَا َل ِإنِّي ُم َه ِ
للمهاجر من مكة أن يعود فيقيم بهاَ ،لنه كالرجوع فيما ترك .فال يجوز أن
اج ُر ب َم َّكةَ َب ْع َد
يقيم فيها أكثر من ثالثة أيام كما في الصحيحين "يُ ِقي ُم ال ُم َه ِ
س ِك ِه ث َ َالثًا".
اء نُ ُ
ض ِقَ َ
وب﴾ َ ،كقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَىَ ﴿ :فلَ َّما ا ْعت َزَ لَ ُه ْم َو َما َوقَ ْولُهَُ :
﴿و َو َه ْبنَا َلهُ ِإ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ
وب َو ُكال َج َع ْلنَا نَ ِبيًّا﴾ أ َ ْ
يِ :إ َّنهُ لَ َّما ُون اللَّ ِه َو َه ْبنَا َلهُ ِإ ْس َحاقَ َو َي ْعقُ َ
َي ْعبُدُونَ ِم ْن د ِ
صا ِل ٌح] فِي [و ُو ِل َد لَهُ َولَ ٌد َ يٍ َ ع ْي َنهُ ِب ُو ُجو ِد َولَ ٍد َ
صا ِلحٍ نَ ِب ّ ارقَ قو َمه أَقَ َّر َّ
اللهُ َ فَ َ
َحيَاةِ َج ِ ّد ِه.
547
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صا ِل ِحينَ ﴾ َ ،ك َما َقا َل ت َ َعالَى: ﴿وآتَ ْينَاهُ أَجْ َرهُ فِي ال ُّد ْن َيا َو ِإنَّهُ فِي ِ
اآلخ َرةِ لَ ِمنَ ال َّ َ
يم َكانَ أ ُ َّمةً قَانِتًا ِللَّ ِه َحنِيفًا َو َل ْم يَكُ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ .شَا ِك ًرا َل ْنعُ ِم ِه
﴿ ِإ َّن ِإب َْرا ِه َ
سنَةً َو ِإنَّهُ ِفي ِ
اآلخ َر ِة لَ ِمنَ اجْ ت َ َباهُ َو َه َداهُ ِإلَى ِ
ص َراطٍ ُم ْست َ ِق ٍيمَ .وآت َ ْينَاهُ ِفي ال ُّد ْن َيا َح َ
صا ِل ِحينَ ﴾ال َّ
ض َش ْيئًا ِم ْن ذَ ِل َك، علَى بَ ْع ٍ ض ُه ْم َيَ :ال يُ ْن ِك ُر بَ ْع ُ ﴿وت َأْتُونَ فِي نَادِي ُك ُم ْال ُم ْن َك َر﴾ أ َ َْ
شةَُ :كانُوا عا ِئ َت َ ضا ِفي ْال َم َألَِ .وقَالَ ْ ض ُه ْم َب ْع ًقَا َل ُم َجا ِهدٌَ :كانُوا َيأْتُونَ َب ْع َ
َاط ُحونَ بَيْنَع ْن َهاَ ،وقيلَ :كانُوا يُن ِ ي اللَّهُ َ ض َ ضا َح ُكونَ ؛ َ ،ر ِ طونَ َويَتَ َ ار ُ
ض َ يَت َ َ
ع ْن ُه ْمَ ،و َكانُوا َ
ش ًّرا ِم ْن وكَ ،و ُك ُّل َذ ِل َك َكانَ يَ ْ
صد ُُر َ ْال ِكبَ ِ
اشَ ،ويُنَاقِ ُرونَ بَيْنَ ال ُّديُ ِ
ذَ ِل َك.
ت ِمنَ ب اللَّ ِه ِإ ْن ُك ْن َ اب قَ ْو ِم ِه ِإال أ َ ْن قَالُوا ائْ ِتنَا بِ َعذَا َِوقَ ْولُهُ﴿ :فَ َما َكانَ َج َو َ
اب قَ ۡو ِم ِهۦۤ ِإ َّ ۤال أَن قَالُ ۤو ۟ا أ َ ۡخ ِر ُج ۤو ۟ا
صا ِدقِينَ ﴾ وفي آية أخرى {۞ فَ َما َكانَ َج َو َ ال َّ
َ ۡ ُ َّ ُ ࣱ
َاس يَتَ َ َءا َل لُ ࣲ
ط َّه ُرونَ } وط ِّمن قريَتِك ۡم ِإن ُه ۡم أن
إن أ ْهلَها يم بِالبُ ْشرى قالُوا إنّا ُم ْه ِل ُكو أ ْه ِل َه ِذ ِه القَ ْريَ ِة َّ سلُنا إبْرا ِه َ ﴿ولَ ّما جا َء ْ
ت ُر ُ
كانُوا ظا ِل ِمينَ ﴾
جاءوا لمهمتين :اَلولى :تقديم البُ ْشرى ْلبْرا ِه َ
يم.
الك قَ ْو ِم لُوطٍ َلن إبْرا ِهيم كان ابا الدعوة.
والثاني :إعْال ُمهُ بِإ ْه ِ
سقُونَ ﴾ كماماء ِبما كانُوا َي ْف ُ
س ِعلى أ ْه ِل َه ِذ ِه القَ ْر َي ِة ِرجْ ًزا ِمنَ ال َّ ﴿إ ّنا ُم ْن ِزلُونَ َ
ࣰ
ارة ِّمن ِس ِ ّجي ٍل}علَ ۡي ِه ۡم ِح َج َ
ط ۡرنَا َ قال تعالى {فَ َج َع ۡلنَا َ
ع ٰـ ِليَ َها َسافِلَ َها َوأ َ ۡم َ
548
جامع التيسير في تعليقات التفسير
549
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه "جا َء رج ٌل إلى ال َّنبي -صلَّى اللهُ عل ْي ِه
يصلّي باللَّي ِل فإذا أصب َح سرقَ ،فقا َل :إنَّهُ سي ْنهاهُ ما
ِ وسلَّ َم -فقا َل َّ :
إن فُالنًا
تقولُ" صححه اَللباني.
ان اَلول :أن يكون مصدرا مضافا لفاعله، ﴿ولَ ِذ ْك ُر َّ
الل ِه أ َ ْكبَ ُر﴾ فيه َوجْ َه ِ َ
ومعناه أى ِذ ْك ُر اللَّ ِه إِيَّا ُك ْم أ َ ْع َ
ظ ُم ِم ْن ِذ ْك ِر ُك ْم إِيَّاهُ .وهذا الوجه َ
ع ِن اب ِْن
يِ ،وغيرهم .واختاره ابن جرير. ار ِس ّ س ْل َمانَ ْالفَ ِ
اءَ ،و َ َم ْسعُودٍَ ،وأ َ ِبي الد َّْر َد ِ
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه "يقو ُل َّ
اللهُ ت َعالَى :أنا
فإن ذَ َك َرنِي في نَ ْف ِس ِه ذَ َك ْرتُهُ في
ع ْبدِي بي ،وأنا معهُ إذا ذَ َك َرنِيْ ، ِع ْن َد َ
ظ ِّن َ
ْل ذَ َك ْرتُهُ في َم َ ٍ
ْل َخي ٍْر منه ْم"، نَ ْف ِسيْ ،
وإن ذَ َك َرنِي في َم َ ٍ
الثاني :أن يكون مصدرا مضافا لمفعوله .والمعنى :أي ِذ ْك ُر العب ِد اللَّه أ ْك َب ُر
ع َل ْي ِه .وبه قال ابن شاء وال ُم ْن َك ِر َم َع ال ُم َ
داو َم ِة َ صال ِة في النَّ ْهي ِ َ
ع ِن الفَحْ ِ ِمنَ ال َّ
تيمية وابن القيم وابن كثير رحمهم الله.
بخير أعما ِلكم ،وأزكاها عند ملي ِككم ،وأرف ِعها في
ِ وفي الحديث "أال أُن ِّبئُكم
وخير لكم من أن تلقَوا
ٌ ق،
والور ِ
ِ ق الذَّه ِ
ب وخير لكم من إنفا ِ
ٌ درجاتِكم ،
عدوكم ؛ فتضربوا أعناقَهم ،ويضربوا أعناقَكم ؟ . .قالوا :بلى .قال :
َّ
ِكر الل ِه" صححه اَللباني.
ذ ُ
ذكر الل ِه تعا َلى" صححه اَللباني.
"ال يزا ُل لسانُ َك َرط ًبا ِمن ِ
550
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ُور َّالذِينَ أُوتُوا ْال ِع ْل َم﴾ َو ِل َه َذا َجا َء فِي ْال ُكت ُ ِ
ب صد َِات فِي ُ ﴿ َب ْل ُه َو آ َي ٌ
ات َب ِيّن ٌ
ص ِحيحِ ُم ْس ِل ٍم: َاجيلُ ُه ْم فِي صدورهم" .وفِي َ ص َف ِة َه ِذ ِه ْاَل ُ َّم ِة" :أَن ِ
ْال ُمتَقَ ِ ّد َم ِة ،فِي ِ
علَي َْك ِكت َا ًبا َال َي ْغ ِسلُهُ ْال َما ُء، " َيقُو ُل اللَّهُ ت َ َعالَىِ :إ ِنّي ُم ْبتَ ِل َ
يك َو ُم ْبت َ ٍل ِب َكَ ،و ُم ْن ِز ٌل َ
س ْرنَا ٱ ْلقُ ْر َءانَ ِلل ِذّ ْك ِر فَ َه ْل ِمن ُّم َّد ِك ُۢ ٍر}.
{ولَقَ ْد َي َّ
ظانَ " َ ت َ ْق َر ُؤهُ نَائِ ًما َويَ ْق َ
اللهُ ي َّ ض َ ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرةََ ،ر ِ علَ ْي ِه ْم﴾ َ َاب يُتْلَى َ علَي َْك ْال ِكت َ ﴿أ َ َولَ ْم يَ ْك ِف ِه ْم أَنَّا أ َ ْ
نزلنَا َ
ي ٍ ِإ َّال صلَّى اللَّهُ عليه وسلم" :ما من ْاَل َ ْن ِب َي ِ
اء ِم ْن َن ِب ّ سو ُل اللَّ ِه َ ع ْنهَُ ،قا َل :قَا َل َر ُ َ
علَ ْي ِه ْالبَش َُرَ ،و ِإنَّ َما َكانَ الَّذِي أُو ِتيتُهُ َوحْ يًا
ت َما ِمثْلُهُ آ َمنَ َ ي ِمنَ ْاآليَا ِ ْط َقَ ْد أُع ِ
ي ،فَأ َ ْر ُجو أ َ ْن أ َ ُكونَ أ َ ْكث َ َر ُه ْم ت َابِعًا يَ ْو َم ْال ِق َيا َم ِة" .رواه البخاري
أ َ ْو َحاهُ اللَّهُ إِلَ َّ
ومسلم.
س ًّمى لَ َجا َء ُه ُم ْال َع َذ ُ
اب﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَى: ﴿ويَ ْست َ ْع ِجلُون ََك بِ ْال َعذَا ِ
ب َولَ ْوال أ َ َج ٌل ُم َ َ
علَ ْينَا ِح َج َ
ارة ً ِمنَ ﴿و ِإ ْذ قَالُوا اللَّ ُه َّم ِإ ْن َكانَ َهذَا ُه َو ْال َح َّق ِم ْن ِع ْند َ
ِك فَأ َ ْم ِط ْر َ َ
ب أ َ ِل ٍيم﴾
اء أ َ ِو ائْتِنَا ِب َع َذا ٍ
س َم ِ
ال َّ
ُون﴾ َهذَا أ َ ْم ٌر ِمنَ اللَّ ِه ضي َوا ِسعَةٌ فَإِي َ
َّاي فَا ْعبُد ِ ِي َّالذِينَ آ َمنُوا إِ َّن أ َ ْر ِ﴿يَا ِعبَاد َ
ِينِ ،إلَى ِل ِع َبا ِد ِه ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِب ْال ِهجْ َر ِة ِمنَ ْال َبلَ ِد الَّذِي َال َي ْقد ُِرونَ ِفي ِه َ
علَى ِإقَا َم ِة ال ّد ِ
علَى ِينَ ،و ِل َهذَا لَ َّما َ
ضاقَ َ الل ِه ْال َوا ِس َع ِةَ ،حي ُ
ْث يُ ْم ِك ُن ِإقَا َمةُ ال ّد ِ ض َّأ َ ْر ِ
ض ْال َحبَ َش ِة.
اج ِرينَ إِلَى أ َ ْر ِ ْال ُم ْست َ ْ
ضعَفِينَ بِ َم َّكةَ ُمقَا َم ُه ْم بِ َها ،خ ََر ُجوا ُم َه ِ
552
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْنهُُ ﴿.ك ُّل نَ ْف ٍس َذائِقَةُ ومن خاف الموت فَإ ِ َّن ْال َم ْو َ
ت َال بُ َّد ِم ْنهَُ ،و َال َم ِحي َد َ
َص بِبُ ْق َعةٍَ ،ب ْل
الر ْزقَ َال يُ ْخت ُّ ت ث ُ َّم ِإلَ ْينَا ت ُ ْر َجعُونَ } ومن خاف الفقر َّ
فإن ِ ّ ْال َم ْو ِ
﴿و َكأ َ ِيّ ْن ِم ْن َدابَّ ٍة َال تَحْ ِم ُل ِر ْز َق َها﴾ قال صلى الله عليه
ق َعا ٌّم ِلخ َْل ِ
ِر ْزقُهُ ت َ َعالَى َ
الطير ،ت َ ْغدو
َ ُ
يرزق حق ت ََو ُّك ِله لرزقَكم كما
وسلم "لو أنكم تتو َّكلون على الل ِه َّ
صا ،و ترو ُح ِبطانًا".
ِخما ً
الراوي :عمر بن الخطاب.المحدث :اَللباني.المصدر :السلسلة الصحيحة.
الصفحة أو الرقم.673 :خالصة حكم المحدث :إسناده صحيح على شرط
مسلم.
ع ِلي ࣱم} لر ۡزقَ ِل َمن َيش َۤا ُء ِم ۡن ِع َبا ِد ِهۦ َو َي ۡقد ُِر لَهُۥ ٰۚۤۤ ِإ َّن ٱللَّهَ ِب ُك ِّل َ
ش ۡیءٍ َ {ٱللَّهُ َي ۡب ُ
س ُ
ط ٱ ِّ
"إن من عبادي من ال يصل ُح إيمانَه َّإال الغنى ولو كماةفي الحديث القدسيَّ .
ص َّحةُ ولو
وإن من عبادي من ال يصل ُح إيمانَه َّإال ال ِ ّ
أفقرتُه َلفس َده ذ ِلك َّ
وإن من عبادي من ال يصل ُح إيمانَه َّإال ال َّ
سقَ ُم ولو أسقمتُه َلفسدُه ذ ِلك َّ
أصححتُه َلفس َده ذ ِلك"..
َار{ }و َرب َُّك َي ْخلُ ُق َما َي َ
شا ٓ ُء َو َي ْخت ُ َ
والخير فيما اختاره الله
553
جامع التيسير في تعليقات التفسير
554
جامع التيسير في تعليقات التفسير
556
جامع التيسير في تعليقات التفسير
557
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت اليهو ُد على إح َدى و عن أبى هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم"افتر َق ِ
تفرقَت أ ُ َّمتِي
َتين و َسبعينَ فِرقةً و َّ ت ال َّن َ
صارى على اثن ِ سبعينَ فِرقةً و َّ
تفرقَ ِ َ
سبعينَ ِفرقةً" صححه اَللباني .ويحصل االفتراق في كلية من على ثَال ٍ
ثو َ
كليات الدين أو جزئيات تكون كلية....ينظر كتاب موافقات واالعتصام
لْلمام الشاطبي.
س ِيّئ َةٌ ِب َما قَ َّد َم ْ
ت أ َ ْيدِي ِه ْم ِإ َذا ُه ْم اس َرحْ َمةً فَ ِر ُحوا ِب َها َو ِإ ْن ت ُ ِ
ص ْب ُه ْم َ ﴿و ِإذَا أَذَ ْقنَا ال َّن َ
َ
اء،
صبَ ُروا فِي الض ََّّر ِ يَ : صا ِل َحاتِ﴾ أ َ ْ ع ِملُوا ال َّ صبَ ُروا َو َطونَ ﴾ ﴿ ِإال الَّذِينَ َ يَ ْقنَ ُ
ع َجبًا ِل ْل ُمؤْ ِم ِنَ ،ال
ص ِحيحَِ " : َاءَ ،ك َما ث َ َب َ
ت فِي ال َّ الرخ ِ
ت فِي َّ ع ِملُوا ال َّ
صا ِل َحا ِ َو َ
س َّرا ُء شكر فكان َخي ًْرا لَهُ،
صا َبتْهُ َ ضي اللَّهُ َلهُ قَ َ
ضا ًء ِإ َّال َكانَ َخي ًْرا لَهُِ ،إ ْن أ َ َ َي ْق ِ
صبَ َر فَ َكانَ َخي ًْرا لَهُ ".رواه مسلم. صا َبتْهُ َ
ض َّراء َ َو ِإ ْن أ َ َ
قاط ُع َر ِح ٍم .رواه البخاري ومسلمَّ .
إن ت ذَا ٱ ۡلقُ ۡر َب ٰى َحقَّهُۥ} ال َيد ُخ ُل الجنَّةَ ِ﴿فَـَٔا ِ
بك ِمنَ
الر ِح ُم :هذا َمقا ُم العائِ ِذ َ
ت َّغ ِمن خ َْل ِق ِه ،قال ِ
اللَّهَ َخلَقَ الخ َْلقَ ،حتَّى إذا فَ َر َ
طعَ ِك؟ صلَ ِك ،وأ َ ْق َ
ط َع َمن َق َ أص َل َمن و َ ضيْنَ ْ
أن ِ القَ ِطيعَ ِة ،قا َل :نَعَ ْم ،أما ت َْر َ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم:
تَ :بلَى يا َربّ ِ ،قا َل :فَهو لَ ِك قا َل َرسو ُل اللَّ ِه َ
قالَ ْ
ض وتُقَ ِ ّ
طعُوا اَلر ِ إن ت ََولَّ ْيت ُ ْم ْ
أن ت ُ ْف ِسدُوا في ْ س ْيت ُ ْم ْ
ع َ
هل َ فا ْق َرؤُوا ْ
إن ِشئْت ُ ْم{ :فَ ْ
أرحا َم ُك ْم} رواه البخاري.
ْ
اس فَال َي ْربُو ِع ْن َد اللَّ ِه﴾
﴿و َما آتَ ْيت ُ ْم ِم ْن ِربًا ِل َي ْربُ َو ِفي أ َ ْم َوا ِل النَّ ِ
َ
558
جامع التيسير في تعليقات التفسير
559
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع َل ْي ِه ْاَل َ ْكث َ ُر .وفي الحديث "لَ َح ٌّد يُقَا ُم ِفي قال ابن كثير َو ْالقَ ْو ُل ْاَل َ َّو ُل أ َ ْ
ظ َه ُرَ ،و َ
وأن َرسو َل اللَّ ِه
صبَا ًحا" َّط ُروا أ َ ْربَعِينَ َ ض أ َ َحبُّ ِإلَى أ َ ْه ِل َها ِم ْن أ َ ْن يُ ْم َ
ْاَل َ ْر ِ
بجنَازَ ةٍَ ،فقا َلُ :م ْست َِري ٌح و ُم ْست ََرا ٌح منه "..رواه
وسل َم ُم َّر عليه ِ صلَّى اللهُ عليه َّ َ
البخاري
اس -أ َ ْو أ َ ْكث َ ُر ُه ْم ،أ َ ْو َك ِث ٌ
ير ف النَّ ُ ت ،ا ْن َك َّ ب فِي َهذَا أ َ َّن ْال ُحدُو َد إِذَا أُقِي َم ْ س َب ُ
َوال َّ
ق
س َببًا ِفي ِم َحا ِ اصي َكانَ َ ت ْال َم َع ِ اطي ْال ُم َح َّر َماتَِ ،و ِإ َذا ْ
ارت ُ ِك َب ِ ِم ْن ُه ْم َ -
ع ْن ت َ َع ِ
علَ ْي ِه ال َّ
س َال ُم، سى [اب ُْن َم ْريَ َم] َ ض؛ َو ِل َهذَا ِإذَا نَزَ َل ِعي َ اء َو ْاَل َ ْر ِ س َم ِ
ت ِمنَ ال َّْالبَ َر َكا ِ
ط َّه َرةِ فِي َذ ِل َك ْال َو ْقتِِ ،م ْن قَتْ ِل
ش ِريعَ ِة ْال ُم َ
ان فَ َح َك َم بِ َه ِذ ِه ال َّ آخ ِر َّ
الز َم ِ فِي ِ
ب َو َوضْعِ ْال ِج ْز َي ِةَ ،و ُه َو ت َْر ُك َها -فَ َال َي ْق َب ُل ِإ َّال ا ْ ِْلس َْال َم ص ِلي ِ ير َو َكس ِْر ال َّ ْال ِخ ْن ِز ِ
عهُ َويَأ ْ ُجو َج َو َمأْ ُجو َجِ ،قي َل ْف ،فَإ ِ َذا أَ ْهلَ َك اللَّهُ ِفي زَ َمانِ ِه ال َّد َّجا َل َوأَتْ َبا َ
سي َأ َ ِو ال َّ
اسَ ،و َي ْست َِظلُّونَ الر َّمانَ ِة الفئ َام ِمنَ النَّ ِ ض :أ َ ْخ ِر ِجي َب َر َكا ِت ِكَ .ف َيأ ْ ُك ُل ِمنَ ُّ ِل ْأل َ ْر ِ
اك ِإ َّال ِببَ َر َك ِة ت َ ْن ِفي ِذ اللّ ْق َح ِة الجماعةَ ِمنَ النَّ ِ
اسَ .و َما ذَ َ بقَحْ فهاَ ،ويَ ْك ِفي َلبَ ُن ِ
ت ْالبَ َركَاتُ َو ْال َخي ُْر. سو ِل اللَّ ِه ﷺ ،فَ ُكلَّ َما أُقِ َ
يم ْالعَ ْد ُل َكث ُ َر ِ ش َِريعَ ِة َر ُ
ب ْاَل َ ْع َما ِل ،وقيل :في ِع ْل ِم اللَّ ِه ال ُمث َ َّب ِ
ت ب اللَّ ِه﴾ أ َ ْ
يِ :في ِكت َا ِ ﴿لَقَ ْد َل ِبثْت ُ ْم ِفي ِكت َا ِ
في اللَّ ْوحِ ال َمحْ فُ ِ
وظ.
560
جامع التيسير في تعليقات التفسير
561
جامع التيسير في تعليقات التفسير
562
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ِم ْعت ُ ْم ِ
ص َيا َح ير﴾ قال رسول الله " ِإذَا َ ص ْوتُ ْال َح ِم ِ ت َل َ ﴿ ِإ َّن أ َ ْن َك َر اَل ْ
ص َوا ِ
س ِم ْعت ُ ْم نَ ِهيقَ ال ِح َم ِ
ار ض ِل ِه ،فإنَّ َها َرأَ ْ
ت َملَ ًكا ،وإ َذا َ ال ِ ّديَ َك ِة َفا ْسأَلُوا َّ
اللهَ ِمن فَ ْ
طانًا .رواه البخاري ومسلم ان ،فإنَّه َرأَى شي َ
ط ِ فَت َ َع َّوذُوا باللَّ ِه ِمنَ ال َّ
ش ْي َ
س َلِ ﴿ :بغَي ِْر
الر ُ
وإرسا ِل ِه ُّ اس َمن يُجا ِد ُل في اللَّ ِه﴾ ْ
أي :في ت َْو ِحي ِد ِه ْ ﴿ومنَ النّ ِ
ِ
حاص ٍل لَهم بِما يُجا ِدلُونَ بِ ِه َ
﴿وال ُهدًى﴾؛ ْ
أي ِ يٍ،ور ّ
ض ُر ِ ُون ِع ْل ٍم َ
أي :بِد ِِع ْل ٍم﴾ ْ
أي :وحْ ي ٍ
ير﴾؛ ْ
ب ُم ِن ٍ
﴿وال ِكتا ٍب َ صوا ِيٍَ ،ي ْهتَدِي ِب ِه ال َع ْق ُل ِلل َّ
ع ْق ِل ّ ا ْس ِت ْدال ٍل ونَ َ
ظ ٍر َ
ب ي وال ِع ْل ٌم ُم ْكتَ َ
س ٌ ور ٌّ
ض ُر ِْس ِع ْن َدهُ ِع ْل ٌم َ
ح ،يَ ْعلَ ُم بِ ِه ما يُجا ِد ُل بِ ِه ،فَ َلي َواض ٍ
نَيِّ ٍر ِ
ض ِمن َج ِميعِ يِ ،وال ِع ْل ٌم ِمن وحْ يٍ ،فَهو جا ِه ٌل َمحْ ٌ ص ِحيحِ العَ ْق ِل ّ بِال َّن َ
ظ ِر ال َّ
ت.
الجها ِ ِ
ير﴾ ﴿أ َ َولَ ْو َكانَ آبَا ُؤ ُه ْم َال يَ ْع ِقلُونَ
س ِع ِ عو ُه ْم ِإلَى َ
عذَا ِ
ب ال َّ ان يَ ْد ُ
ط ُ ﴿أ َ َولَ ْو َكانَ ال َّ
ش ْي َ
ش ْيئًا َوال َي ْهتَدُونَ ﴾
َ
ش َج َر ٍة أ َ ْقال ٌم َو ْالبَحْ ُر يَ ُم ُّدهُ ِم ْن بَ ْع ِد ِه َ
س ْب َعةُ أ َ ْب ُح ٍر َما ض ِم ْن َ ﴿ولَ ْو أَنَّ َما فِي ْ
اَلر ِ َ
ت َربِّي لَنَ ِف َد ْالبَحْ ُر قَ ْب َل أ َ ْن
الل ِه﴾ ﴿قُ ْل لَ ْو َكانَ ْالبَحْ ُر ِم َدادًا ِل َك ِل َما ِ
ت َك ِل َماتُ َّ
نَ ِف َد ْ
علَي َْك صي ثَنَا ًء َ ت َ ْنفَ َد َك ِل َماتُ َر ِبّي َولَ ْو ِجئْنَا ِب ِمثْ ِل ِه َم َددًا﴾ وفي الحديث "ال أُحْ ِ
ت كما أثْنَي َ
ْت علَى نَ ْف ِس َك ".رواه مسلم. أ ْن َ
ش ْيئًا أ َ ْن َوقَ ْولُهَُ ﴿ :ما خ َْلقُ ُك ْم َوال بَ ْعث ُ ُك ْم إِال َكنَ ْف ٍس َو ِ
اح َدةٍ﴾ ﴿إِنَّ َما أ َ ْم ُرهُ إِذَا أ َ َرا َد َ
َيقُو َل لَهُ ُك ْن َف َي ُك ُ
ون}
564
جامع التيسير في تعليقات التفسير
565
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض َوما َب ْينَ ُهما فِي ِست َّ ِة أَي ٍَّام﴾ قال اْلمام مالك
ت َو ْاَل َ ْر َ ﴿اللهُ الَّذِي َخلَقَ ال َّ
سماوا ِ َّ
واجب ،والسؤا ُل
ٌ ُ
واْليمان به والكيف مجهو ٌل،
ُ رحمه الله [االستوا ُء معلو ٌم،
عةٌ]
عنه ِبد َ
ف دارهُ ْأل َ
ض ث ُ َّم َي ْع ُر ُج إلَ ْي ِه في يَ ْو ٍم كانَ ِم ْق ُ
اَلر ِ
ماء إلى ْ
س ِ اَلم َر ِمنَ ال َّ
﴿يُ َد ِبّ ُر ْ
سنَ ٍة ِم ّما تَعُ ُّدونَ ﴾ أي يوم القيامة وعليه الجمهور .وقال تعالى ﴿اللَّهُ الَّذِي َخلَقَ َ
ض ِمثْلَ ُه َّن َيتَن ََّز ُل ْ
اَلم ُر َب ْينَ ُه َّن﴾ اَلر ِ
ومنَ ْ ت ِ سماوا ٍ س ْب َع َ َ
س َن ٍة ِم ّما يَعُ ُّدهُ النّ ُ
اس. ف َواليَ ْو ُم ِع ْن َدهُ ت َعالى َك ْأل ِ
وفي سورة المعارج قوله ﴿ت َ ْع ُر ُج ال َمالئِ َكةُ ُّ
والرو ُح إ َل ْي ِه في يَ ْو ٍم كانَ ِم ْق ُ
دارهُ
ت أقوال منها: س َنةٍ﴾ وفي ال َج ْمعِ َبيْنَ َه ِذ ِه اآليا ِ خ َْمسِينَ ْأل َ
ف َ
:7أن للقيامة مواقف خمسون وكل موقف منها ألف سنة.
بار حا ِل ال ُمؤْ ِم ِن والكا ِف ِر.
:2أنه ِبا ْع ِت ِ
{ويَ ۡسـَٔلُون ََك َ
ع ِن وح ِه﴾ هذا إضافة خلق وتشريفَ . ﴿ونَفَ َخ فِي ِه ِم ْن ُر ِ وقوله َ
ࣰ
لرو ُح ِم ۡن أ َ ۡم ِر َربِّی َو َم ۤا أُوتِيتُم ِّمنَ ٱ ۡل ِع ۡل ِم ِإ َّال قَ ِليال}
لروحِ قُ ِل ٱ ُّ
ٱ ُّ
ت الَّذِي ُو ِ ّك َل ِب ُك ْم﴾ َّ ،
الظا ِه ُر ِم ْن َه ِذ ِه ْاآل َي ِة أ َ َّن َملَ َك ﴿قُ ْل َيت ََوفَّا ُك ْم َملَكُ ْال َم ْو ِ
ث
ان كما في َحدِي ِ س ّمي بع َم ِلهَ ،ولَهُ أَع َْو ٌالموت شخص ُم َعي ٌَّن ِمنَ ْال َم َالئِ َك ِةُ ،
ي ال دليل عليه. ض ْاآلثَ ِ
ار بِ ِع ْز َرائِي َلَ ،و ُه َو إسرائيل ّ ي فِي بَ ْع ِ ْالبَ َر ِ
اءَ .وقَ ْد ُ
س ِّم َ
567
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وقَ ْولُهِ " :إنَّا نَ ِسينا ُك ْم" أي ت ََر ْكنَا ُك ْم فِي ْال َعذَا ِ
ب.
سبْحانَ اللَّ ِه و ِب َح ْم ِد ِهْ ،أو سبَّ ُحوا ِب َح ْم ِد َر ِبّ ِه ْم﴾ وال َم ْعنى :قالُوا في ُ
س ُجو ِد ِه ْمُ : ﴿و َ
ي اَلعْلى و ِب َح ْم ِد ِه.
سبْحانَ َر ِبّ َ
ُ
ع ِن ا ِت ّ َبا ِع َها َو ِاال ْن ِقيَا ِد لَ َهاَ ،ك َما يَ ْفعَلُهُ ْال َج َهلَةُ ِمنَي َ﴿و ُه ْم َال يَ ْست َ ْكبِ ُرونَ ﴾ أَ َْ
ع ْن ِع َبا َد ِتياللهُ ت َ َعالَىِ ﴿ :إ َّن الَّذِينَ َي ْست َ ْك ِب ُرونَ َ ْال َكفَ َر ِة ْالفَ َج َر ِةَ ،
[وقَ ْد] قَا َل َّ
سيَ ْد ُخلُونَ َج َه َّن َم َد ِ
اخ ِرينَ ﴾ َ
ࣰ ࣰ
﴾{وٱلَّ ِذينَ يَبِيتُونَ ِل َربِّ ِه ۡم ُ
س َّجدا َوقِ َي ٰـما} اج ِع َض ِع ِن ْال َم َ ﴿تَت َ َجافَى ُجنُوبُ ُه ْم َ
يال ِمنَ اللَّ ْي ِل َما َي ْه َجعُونَ {} َكانُوا قَ ِل ً
568
جامع التيسير في تعليقات التفسير
570
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ٱللَّهُ ِب َكافٍ َ
ع ۡب َدهُۥ } ﴿و َكفَى ِب َّ
الل ِه َو ِكيال﴾ {أَلَ ۡي َ َ
﴿ َّما َجعَ َل ٱللَّهُ ِل َر ُج ࣲل ِّمن قَ ۡل َب ۡي ِن فِی َج ۡو ِف ِهۦٰۚ} قال ابن كثير يَقُو ُل تَعَالَى ُم َو ِ ّ
طئًا
ص ش ْخ ِ
ون ِلل َّ صو ِد ْال َم ْعنَ ِو ّ
ي ِ أ َ ْم ًرا ِح ِ ّسيًّا َم ْع ُروفًاَ ،و ُه َو أ َ َّنهُ َك َما َال َي ُك ُ قَ ْب َل ْال َم ْق ُ
علَ َّ
ي ت َ ير زَ ْو َجتُهُ َّالتِي يُ َ
ظا ِه ُر ِم ْن َها بِقَ ْو ِل ِه :أ َ ْن ِ َص ُ ان فِي َج ْوفِ ِهَ ،و َال ت ِ اح ِد َق ْلبَ ِ
ْال َو ِ
عاهُ ا ْبنًا لَهُ. ي َولَدًا ِل َّ
لر ُج ِل إِذَا تب َّناه فَ َد َ ير الدَّع ّ
ص ُظ ْه ِر أ ُ ِّمي أ ُ ًّما لَهَُ ،كذَ ِل َك َال َي ِ
َك َ
ت فِي َر ُج ٍل ِم ْن قُ َري ٍْشَ ،كانَ يُ َقا ُل لَهُ" :ذُو ْالقَ ْل َبي ِْن"َ ،وأَنَّهُ َكانَ َي ْز ُ
ع ُم وقيل نَزَ َل ْ
أ َ َّن لَهُ قَ ْلبَي ِْنُ ،ك ٌّل ِم ْن ُه َما بِ َع ْق ٍل َوافِ ٍر .فَأ َ ْنزَ َل اللَّهُ َه ِذ ِه ْاآليَةَ َردًّا َ
ع َل ْي ِه.
وقوله ﴿ َما َج َع َل اللَّهُ ِل َر ُج ٍل ِم ْن قَ ْل َبي ِْن ِفي َج ْو ِف ِه َو َما َج َع َل أ َ ْز َوا َج ُك ُم الال ِئي
ظا ِه ُرونَ ِم ْن ُه َّن أ ُ َّم َهاتِ ُك ْم﴾ َ ،كقَ ْو ِل ِهَ ﴿ :ما ُه َّن أ ُ َّم َهاتِ ِه ْم ِإ ْن أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم ِإال الالئِي
تُ َ
َولَ ْدنَ ُه ْم َوإِنَّ ُه ْم لَيَقُولُونَ ُم ْن َك ًرا ِمنَ ْالقَ ْو ِل َو ُز ً
ورا﴾
صو ُد ِبالنَّ ْفيِ؛ فَإِنَّ َها نَزَ لَ ْ
ت ﴿و َما َج َع َل أ َ ْد ِع َيا َء ُك ْم أَ ْبنَا َء ُك ْم﴾ َ :هذَا ُه َو ْال َم ْق ُ
َوقَ ْولُهَُ :
ي ﷺ قَ ْد تَبَنَّاهُ قَ ْب َل النُّبُ َّو ِة، ي ِ ﷺَ ،كانَ النَّبِ ُّ ارثَةَ َم ْولَى ال َّنبِ ّ فِي شَأ ْ ِن زَ ْي ِد ب ِْن َح ِ
اْل ْل َحاقَ َو َه ِذ ِه
ط َع َه َذا ْ ِ َو َكانَ يُقَا ُل لَهُ" :زَ ْي ُد ب ُْن ُم َح َّمدٍ" فَأ َ َرا َد َّ
اللهُ تَعَالَى أ َ َّن يَ ْق َ
ورةَِ ﴿ :ما
س َ َاء ال ُّ﴿و َما َج َع َل أ َ ْد ِع َيا َء ُك ْم أَ ْبنَا َء ُك ْم﴾ َك َما قَا َل فِي أَثْن ِ
النِّ ْس َبةَ ِبقَ ْو ِل ِهَ :
سو َل اللَّ ِه َوخَات ََم ال َّنبِيِّينَ َو َكانَ اللَّهُ بِ ُك ِّل
َكانَ ُم َح َّم ٌد أَبَا أ َ َح ٍد ِم ْن ِر َجا ِل ُك ْم َولَ ِك ْن َر ُ
ع ِلي ًما﴾
ش ْيءٍ َ
َ
571
جامع التيسير في تعليقات التفسير
572
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ع ْنهُ ،قَا َلَ :يا ي اللَّهُ َض َع َم َرَ ،ر ِ ي أ َ ْولَى ِب ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْن أ َ ْنفُ ِس ِه ْم﴾ عن ُ ﴿ال َّن ِب ُّ
ش ْيءٍ ِإ َّال ِم ْن نَ ْف ِسي .فَقَا َلَ :
"ال يَا ي ِم ْن ُك ِّل َ سو َل اللَّ ِهَ ،واللَّ ِه ََل َ ْن َ
ت أ َ َحبُّ ِإلَ َّ َر ُ
ت أَ َحبُّ ِإلَ َّ
ي سو َل اللَّ ِه ََلَنَّ ْ
ع َم ُرَ ،حت َّى أ َ ُكونَ أ َ َحبُّ ِإ َلي َْك ِم ْن نَ ْف ِس َك" .فَقَا َلَ :يا َر ُ ُ
ع َم ُر" رواه البخاري .وقال ش ْيءٍ َحتَّى ِم ْن نَ ْف ِسي .فَقَا َلْ :
"اآلنَ يَا ُ ِم ْن ُك ِّل َ
اآلخ َرةِ ،ا ْق َرؤُوا رسول الله ما ِمن ُمؤْ ِم ٍن َّإال وأنا ْأولَى النَّ ِ
اس به في ال ُّد ْنيا و ِ
ي ْأولَى بال ُمؤْ ِمنِينَ ِمن أ ْنفُ ِس ِه ْم} رواه البخاري. إن ِشئْت ُ ْم{ :النب ُّ ْ
ي :فِي ْال ُح ْر َم ِة َو ِاالحْ تِ َر ِامَ ،و ْ ِ
اْل ْك َر ِام َوالت َّ ْوقِ ِ
ير ﴿وأ َ ْز َوا ُجهُ أ ُ َّم َهات ُ ُه ْم﴾ أ َ ْ
َوقَ ْولُهَُ :
وز ْالخ َْل َوة ُ بِ ِه َّنَ ،و َال يَ ْنت َ ِش ُر التَّحْ ِري ُم إِلَى بَنَاتِ ِه َّن ظ ِامَ ،ولَ ِك ْن َال ت َ ُج ُ َو ْ ِ
اْل ْع َ
اْلجْ َماعِ.َوأَخ ََواتِ ِه َّن ِب ْ ِ
ي :فِي ُح ْك ِم اللَّ ِه ب اللَّ ِه﴾ أ َ ْ
ض فِي ِكت َا ِ ض ُه ْم أ َ ْولَى بِبَ ْع ٍ ﴿وأُولُو ْ
اَلر َح ِام بَ ْع ُ َوقَ ْولُهَُ :
اج ِرينَ ث ِمنَ ْال ُم َه ِ ار ِ اج ِرينَ ﴾ أَيِْ :القُ َرا َباتُ أ َ ْولَى ِبالت َّ َو ُ ﴿منَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ َو ْال ُم َه ِ ِ
ف َو ْال ُم َؤاخَاةِ َّالتِي
ث ِب ْال َح ِل ِ ارَ .و َه ِذ ِه نَا ِسخَةٌ ِل َما َكانَ قَ ْبلَ َها ِم ْن الت َّ َو ُ
ار ِ ص َِو ْاَل َ ْن َ
َكان ْ
َت َب ْينَ ُه ْم.
ي ال َّن ْ
ص ُر اثَ ،و َب ِق َ َب ْال ِم َ
ير ُ َوقَ ْولُهُِ ﴿ :إال أ َ ْن ت َ ْف َعلُوا ِإلَى أ َ ْو ِل َيا ِئ ُك ْم َم ْع ُروفًا﴾ أَ ْ
ي :ذَه َ
صيَّةُ.ان َو ْال َو ِ س ُ اْلحْ َصلَةُ َو ْ ِ َو ْالبِ ُّر َوال ِ ّ
سى اب ِْن سى َو ِعي َ ﴿وإِ ْذ أ َ َخ ْذنَا ِمنَ النَّ ِبيِّينَ ِميثَاقَ ُه ْم َو ِم ْن َك َو ِم ْن نُوحٍ َوإِب َْرا ِه َ
يم َو ُمو َ َ
ص َواب. َم ْر َي َم﴾ َو ُه ْم أُولُو ْال َع ْز ِمَ ،و َخي ُْر ُه ْم ُم َح َّم ٌد ﷺ .ث َّم إبْرا ِهي ُم على ال ّ
ࣰ
َ ْ َ
غ ِليظا} وهو قوله في سورة الشورى {أن أقِي ُموا ال ّدِينَ {وأَخ َۡذنَا ِم ۡن ُهم ِّميث َ ٰـقًا ََ
﴿و ِإ ْذ أ َ َخ َذ اللَّهُ ِميثَاقَ ال َّن ِب ِيّينَ }
َوال تَت َ َف َّرقُوا ِفي ِه﴾ .وفي سورة آل عمران َ
573
جامع التيسير في تعليقات التفسير
طائِفَةٌ ِم ْن ُه ْم فِي
ت َ ي ْال َمدِي َن ِة َق ِريبًا ِم ْن أ ُ ُحدٍَ ،ونَزَ لَ ْ
َو َجا َء ْال ُم ْش ِر ُكونَ َفنَزَ لُوا ش َْرقِ َّ
ض ْال َمدِي َن ِةَ ،ك َما قَا َل اللَّهُ ت َ َعالَىِ ﴿ :إ ْذ َجا ُءو ُك ْم ِم ْن فَ ْوقِ ُك ْم َو ِم ْن أ َ ْسفَ َل
عا ِلي أ َ ْر ِ أَ َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺَ ،و َم ْن َم َعهُ ِمنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ َ ،و ُه ْم نَحْ ُو ثَ َالث َ ِة ِم ْن ُك ْم﴾ َ ،وخ ََر َج َر ُ
س ْلع َو ُو ُجو َه ُه ْم ِإلَى نَحْ ِو ْال َعد ّ ُِو، ور ُه ْم ِإلَى َ ظ ُه َ َآالفٍ َ ،و ِقي َلَ :س ْبعُ ِمائَةٍَ ،وأ َ ْسنَدُوا ُ
َص َل الر َّجالَةَ َو ْال َخيَّالَةَ أ َ ْن ت ِ
ب َّ ْس ِفي ِه َما ٌء بَ ْينَ ُه ْم َوبَ ْينَ ُه ْم يَحْ ُج ُ َو ْال َخ ْن َد ُق َح ِف ٌ
ير َلي َ
ظةَ َ -و ُه ْم ط ِام ْال َمدِي َن ِةَ ،و َكان ْ
َت َبنُو قُ َر ْي َ ي ِفي آ َ سا َء َوالذَّ َر ِار َّ
ِإلَ ْي ِه ْمَ ،و َج َع َل ال ِنّ َ
ي ِ ﷺ َو ِذ َّمةٌ، ي ْال َمدِينَ ِةَ ،ولَ ُه ْم َ
ع ْه ٌد ِمنَ النَّبِ ّ ص ٌن ش َْرقِ َّ طائِفَةٌ ِمنَ ْاليَ ُهو ِد -لَ ُه ْم ِح ْ َ
ب ال َّن َ
ضري ي ب ُْن أ َ ْخ َ
ط َ َب إِ َل ْي ِه ْم ُحيَ ّ
يب ِم ْن ث َ َمانِ ِمائَ ِة ُمقَاتِ ٍل فَذَه َ
َو ُه ْم قَ ِر ٌ
علَى َر ُ
سو ِل اب َ ضوا العهد ،ومالؤوا ْاَلَحْ زَ َ ي]َ ،فلَ ْم َيزَ ْل ِب ِه ْم َحتَّى نَقَ ُ ْ
[ال َي ُهو ِد ُّ
ضاقَ ْال َحالَُ ،ك َما قَا َل َّ
اللهُ ت َ َعالَى: ظم الخ ْ
َطب َوا ْشت َ َّد ْاَل َ ْم ُرَ ،و َ اللَّ ِه ﷺ ،ف َع ُ
ي ْال ُمؤْ ِمنُونَ َو ُز ْل ِزلُوا ِز ْلزَ اال َ
شدِيدًا﴾ ﴿ ُهنَا ِل َك ا ْبت ُ ِل َ
ش ْه ٍرِ ،إ َّال أَنَّ ُه ْم َال َي ِ
صلُونَ ي ِ ﷺ َوأ َ ْ
ص َحا ِب ِه َق ِريبًا ِم ْن َ َو َم َكثُوا ُم َح ِ
اص ِرينَ ِللنَّ ِب ّ
إِلَ ْي ِه ْمَ ،ولَ ْم يَ َق ْع َب ْينَ ُه ْم ِقت َا ٌل،
شدِي َدة َ ْال ُهبُو ِ
ب قَ ِويَّةًَ ،حتَّى َل ْم ب ِري ًحا َ علَى ْاَلَحْ زَ ا ِع َّزَ ،و َج َّلَ ، س َل اللَّهُ َ ث ُ َّم أ َ ْر َ
ارت َ َحلُوا
ار َحتَّى ْ َارَ ،و َال يَ ِق ُّر لَ ُه ْم قَ َر ٌ تُبْقَ لَ ُه ْم َخ ْي َمةٌ َو َال َ
ش ْي ٌء َو َال تُوقَد لَ ُه ْم ن ٌ
خَائِبِينَ خاسرين.
ع ْنهُ مع أبي سفيان. ي َّ
اللهُ َ ض َ وفيها قصة ُح َذ ْيفَةَ ب ِْن ْال َي َم ِ
انَ ،ر ِ
575
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أيََ :ل ْع َ
ط ْوها ِمن أ ْنفُ ِس ِه ْم، سئِلُوا ال ِفتْنَةَ﴾ قَ َرأ ال ُج ْم ُه ُ
ور " َآلت َْوها " ِبال َم ِ ّد ْ ﴿ث ُ َّم ُ
أي: أي :لَجا ُءوها ﴿وما تَلَ َّبثُوا بِها ّإال يَ ِس ً
يرا﴾ ْ ص ِر ْ وقَ َرأ نا ِف ٌع ،واب ُْن َكثِ ٍ
ير بِالقَ ْ
س ُن أن أت َُوا ال ِفتْ َنةَ ّإال ت َْلبُثًّا َي ِس ً
يرا َحتّى َي ْه ِل ُكواَ ،كذا قا َل ال َح َ ِبال َمدِي َن ِة َب ْع َد ْ
ي والفَ ّرا ُء والقُت َ ْي ِب ُّ
ي. س ِ ّد ُّ
وال ُّ
ش ْر ِك ّإال َق ِل ً
يال. ع ْن فِتْنَ ِة ال ِ ّسبُوا َ إن ال َم ْعنى :وما احْ ت َ َ س ِرينَ َّ : وقا َل أ ْكث َ ُر ال ُمفَ ِ ّ
ࣰ
۟ َّ َّ
ت أ َ ۡو ُم َّدخَال ل َول ۡوا إِلي ِه َوه ۡم يَج َم ُحونَ {
ۡ ُ ۡ َ }لَ ۡو يَ ِجدُونَ َم ۡل َجـًٔا أ َ ۡو َمغَ ٰـ َر ٰ ٍ
ت أ َ ِو القتل}{ قُل لَّ ۡو ُكنت ُ ۡم ِفی بُيُو ِت ُك ۡم رار ِإ ْن فَ َر ْرت ُ ْم ِمنَ ْال َم ْو ِ ﴿قُ ْل لَ ْن َي ْنفَ َع ُك ُم ْال ِف ُ
وا يُ ۡد ِرك ُّك ُم ٱ ۡل َم ۡوتُ اج ِع ِه ۡم} {أ َ ۡينَ َما ت َ ُكونُ ۟ ض ِعلَ ۡي ِه ُم ٱ ۡلقَ ۡت ُل ِإلَ ٰى َم َ
ب َ لَبَ َرزَ ٱلَّ ِذينَ ُك ِت َ
شيَّ َد ࣲ ٰۗة} َولَ ۡو ُكنت ُ ۡم فِی بُ ُر ࣲ
وج ُّم َ
ࣱ
ص ۡب ُك ۡم
س ۡؤ ُه ۡم َو ِإن ت ُ ِ س ۡس ُك ۡم َح َ
سنَة ت َ ُ علَى ٱ ۡل َخ ۡي ٰۚ ِر} ﴿ ِإن ت َۡم َ
علَ ْي ُك ْم﴾ {أ َ ِش َّحةً َ
﴿أ َ ِش َّحةً َ
ࣱ
وا ِب َها} هم أخبث خلق الله وأشد من الكفار { ُّمذَ ۡبذَ ِبينَ َب ۡينَ ذَ ٰ ِل َك َالۤ س ِيّئ َة َي ۡف َر ُح ۟
َ
ِإلَ ٰى َه ٰۤـؤُ َ ۤال ِء َو َ ۤال ِإلَ ٰى َه ٰۤـؤُ َ ۤال ٰۚ ِء } لذلك قال الله { ِإ َّن ٱ ۡل ُمنَ ٰـ ِف ِقينَ فِی ٱلد َّۡر ِك ٱ َۡل َ ۡسفَ ِل
ار َولَن ت َِج َد لَ ُه ۡم ن ِ
َصي ًرا} ِمنَ ٱلنَّ ِ
576
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣱ
سو ِل ٱللَّ ِه أ ُ ۡس َوة ٌ َح َ
سنَة} أي في صبره وجوده وشجاعته {لَّقَ ۡد َكانَ لَ ُك ۡم فِی َر ُ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم أحْ َ
سنَ ي َ
وفي خلقه كله كما في الصحيحين :كانَ النب ُّ
ات َل ْيلَةٍ،
ع أ ْه ُل ال َمدِينَ ِة َذ َ اس ،وأ َ ْش َج َع النَّ ِ
اس ،ولقَ ْد فَ ِز َ اس ،وأَجْ َو َد النَّ ِ
النَّ ِ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم ق ْد َسبَقَ ي َ ص ْوتِ ،فَا ْست َ ْقبَلَ ُه ُم النب ُّ
اس قِبَ َل ال َّط َلقَ النَّ ُ
فَا ْن َ
عوا وهو علَى فَ َر ٍس َلبِي عوا لَ ْن ت ُ َرا ُ ص ْوتِ ،وهو يقولُ :لَ ْن ت ُ َرا ُ اس إلى ال َّ النَّ َ
ْف ،فَقا َل :لقَ ْد و َج ْدتُهُ َبحْ ًراْ .أو :إنَّه عنُ ِق ِه َ
سي ٌ س ْر ٌج ،في ُ ط ْل َحةَ ُ
ع ْري ٍ ما عليه َ َ
لَبَحْ ٌر .رواه البخاري ومسلم.
عرض لهم ح َج ٌر ال تأ ُخذُ في ِه المعاو ُل.
َ ق ل ّما
حفر الخند ِ
وكما في قصة ِ
اس ،فاستق َب َلتْهم ه ِ
َواز ُن بال َّن ْب ِل ،كان عان النَّ ِ
س َر ُ وكذلك في يوم حنين ل ّما َولَّى َ
آخذٌ
ث ِبن الحار ِ س ْفيانَ ُ
يضاء ،وأبو ُِ ي صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم على بَغلتِه البَ
النَّب ُّ
{لّ َمن َكانَ ابن عب ِد ال ُم َّ
ط ِلبْ ِ . ي ال َكذِبْ ،أنا ُ جامها ،وهو يقولُ :أنا ال َّنب ُّ ب ِل ِ
ࣰ
{و َال يَ ۡذ ُك ُرونَ ٱ َّللهَ
َ المنافقون أما ا} ر اخ َر َوذَ َك َر ٱ َّللهَ َكثِي وا ٱ َّللهَ َوٱ ۡليَ ۡو َم ٱ ۡلـَٔ ِيَ ۡر ُج ۟
ࣰ
إِ َّال قَ ِليال}
ص َدقَ اللَّهُ ع َدنَا اللَّهُ َو َر ُ
سولُهُ َو َ ﴿ولَ َّما َرأَى ْال ُمؤْ ِمنُونَ اَلحْ زَ َ
اب قَالُوا َهذَا َما َو َ َ
سولُهُ﴾
َو َر ُ
ورةِ ْالبَقَ َرةِ" ﴿أ َ ْم َح ِس ْبت ُ ْم أ َ ْن س َ َّاس َو َقت َا َدةُ :يَ ْعنُونَ قَ ْولَهُ تَعَا َلى فِي " ُ عب ٍ قَا َل اب ُْن َ
سا ُء َوالض ََّّرا ُء ستْ ُه ُم ْال َبأْ َ
ت َ ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ َولَ َّما َيأْتِ ُك ْم َمث َ ُل الَّذِينَ َخلَ ْوا ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َم َّ
ص ُر َّ
الل ِه أَال ِإ َّن نَ ْ
ص َر سو ُل َوالَّ ِذينَ آ َمنُوا َم َعهُ َمت َى َن ْ َو ُز ْل ِزلُوا َحتَّى يَقُو َل َّ
الر ُ
اللَّ ِه َق ِر ٌ
يب﴾
577
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣱ
ضى نَحْ َبهُ}
َ َ
ق ْ
ن م مه ْ
ن م
ِ
َ ِ ُْ َ َ ف ه ۡ
ي َ لع َ هَّ للٱ ۟
ُوا
د ه ـ ع
َ َٰ َام ۟
وا ُ قدَ ص
َ القوله ﴿ ِّمنَ ٱ ۡل ُم ۡؤ ِمنِينَ ِر َج
س ِّميتُ ب ِه بن النَّ ِ
ضر ُ أنس ُ
أي أجله أو عهده أو نذره ،قال أنس بن مالك ع ِّمي ُ
اللهُ علي ِه وسلَّ َم فَ َ
كبر علي ِه فقال َّأو ُل مشه ٍد الل ِه صلَّى َّ
بدرا م َع رسو ِل َّ
لم يشهد ً
وسل َم غبتُ عنهُ أما واللَّ ِه لئن أراني اللَّهُ
الل ِه صلَّى اللَّهُ علي ِه َّ قد شَه َده رسو ُل َّ
578
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َ َ ٰۚ ُ ۟ ࣰۡ ﴿و َر َّد ٱ َّللهُ ٱلَّ ِذينَ َكفَ ُر ۟
يح
ِ ِ الر
ّ نَ م
ِ م ه
َ ِْ ي
ْ ل ع الله ل
َ س
َ ر
ْ أ } ا ر وا ِبغَ ۡي ِظ ِه ۡم لَ ۡم َينَالوا َخي َ
اْللَ ِهيَّ ِة كما في قصة حذيفة اليمان مع أبي سفيانَ ،ولَ ْو َال أَن َج َع َل َو ْال ُجنُو ِد ْ ِ
﴿و َما َكانَ سو َلهُ َرحْ َمةً ِل ْل َعالَ ِمينَ َ ،لهلكتهم الريح َولَ ِك ْن قال الله ت َ َعالَىَ : اللَّهُ َر ُ
﴿و َكفَى اللَّهُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقت َا َل﴾ أ َ ْ
ي :لَ ْم ﴾وقَ ْولُهَُ : اللَّهُ ِليُ َع ِذّبَ ُه ْم َوأَ ْن َ
ت فِي ِه ْمَ ..
ع ْن بِ َال ِد ِه ْم ،بَ ْل َكفَى اللَّهُ
ارزَ تِ ِه ْم َحتَّى يُجْ لُو ُه ْم َ
يَحْ ت َا ُجوا إِلَى ُمنَازَ َلتِ ِه ْم َو ُمبَ َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺ َال ِإلَ َه ِإ َّال اللَّهُ
وأعز ُج ْن َدهُ؛ َو ِل َهذَا قَا َل َر ُ
َّ ع ْب َدهُ،
ص َر َ
َوحْ َدهَُ ،ونَ َ
وأعز ُج ْن َدهَُ ،وهَزَ َم ْاَلَحْ زَ َ
اب َوحْ َدهُ ،فَ َال َّ ع ْب َدهُ،
ص َر َ
ص َدقَ َو ْع َدهَُ ،و َن َ
َوحْ َدهَُ ،
ش ْي َء بَ ْع َدهُ" .رواه البخاري ومسلم.
َ
َارة ٌ ِإلَى َوضْعِ ْال َح ْر ِ
ب َب ْينَ ُه ْم َو َبيْنَ ﴿و َكفَى اللَّهُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ْال ِقت َا َل﴾ ِ :إش َ وفي قوله َ
قُ َري ٍْشَ ،و َه َكذَا َوقَ َع بَ ْع َدهَا ،لَ ْم يَغُ ْز ُه ُم ْال ُم ْش ِر ُكونَ ،بَ ْل غَزَ ا ُه ُم ْال ُم ْس ِل ُمونَ فِي
ِب َال ِد ِه ْم .قال صلى الله عليه وسلم ِحينَ أجْ لَى اَلحْ زَ َ
اب ع ْنه" :اآلنَ نَ ْغ ُزو ُه ْم
وال يَ ْغ ُزونَنَا ،نَحْ ُن نَ ِس ُ
ير إلي ِهم ".أخرجه البخاري. َ
ياصي ِه ْم﴾ يُ ْعنى بِ ِه
ص ِ ب ِمن َ ﴿وأ ْنـزَ َل الَّذِينَ ظاه َُروهم ِمن أ ْه ِل ال ِكتا ِ
َوقَ ْولُهَُ :
ف َّ
اللهُ في ي ِ ﷺ ،فَقَ َذ َ
على ال َّن ِب ّ عاونُوهم َ ظةَ ،و َم ْعنى ظاه َُرو ُه ْمَ ، َبنُو قُ َر ْي َ
أن يُ ْقتَ َل
س ْع ٌد َح َك َم فِي ِه ْم بِ ْ على ُح ْك ِم َ
س ْعدٍ ،وكانَ َ ْب ،وأ ْنزَ لَهم َ قُلُوبِ ِه ُم ُّ
الرع َ
صونُ ُه ْم.
اصي ِهم﴾ يَ ْعنِيُ :ح ُ ﴿م ْن َ
صيَ ِ ُمقاتِلُ ُه ْم ،وتُسْبى ذَ ِ
راري ِه ْمِ .
ش ْه ٍر" أخرجاه. يرة َ َ ب َم ِس َ ص ْرتُ ُّ
بالر ْع ِ قال صلى الله عليه وسلم "نُ ِ
الرو ُم.
س َو ُّ طؤوهَا﴾ ِقي َلَ :خ ْيبَ ُرَ .وقِي َلَ :م َّكةَُ .وقِي َل :فَ ِ
ار ُ ﴿وأ َ ْر ً
ضا لَ ْم تَ َ َوقَ ْولُهَُ :
َوقَا َل اب ُْن َج ِر ٍ
يرَ :ج ِمي ُع البالد التي فتحها الله بعد ذلك على المسلمين.
579
جامع التيسير في تعليقات التفسير
580
جامع التيسير في تعليقات التفسير
581
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص َالتِ َها فِي َب ْيتِ َها، ص َالة ُ ْال َم ْرأَةِ فِي َم ْخد ِعها أ َ ْف َ
ض ُل ِم ْن َ ع ِن ال َّن ِب ّ
ي ِ ﷺَ " : وعنه َ
ص َالتِ َها ِفي ُحجْ َرتِ َها" قال اَللباني إسناده ص َالت ُ َها فِي بَ ْيتِ َها أ َ ْف َ
ض ُل ِم ْن َ َو َ
صحيح على شرط مسلم.
يِ ﷺ ساء النَّ ِب ّ س أ َ ْه َل ْالبَ ْيتِ﴾ أولهم نِ َ الرجْ َ ع ْن ُك ُم ِ ّب َ قوله ﴿ ِإنَّ َما يُ ِري ُد اللَّهُ ِليُ ْذ ِه َ
ْس ْال ُم َرا ُد بِ ْاَل َ ْه ِل ْاَل َ ْز َوا َج فَ َق ْ
ط، ع َل ۡي ُك ۡم أَ ۡه َل ٱ ۡلبَ ۡي ٰۚ ِ
ت} ولَي َ {ر ۡح َمتُ ٱللَّ ِه َوبَ َر َك ٰـتُهُۥ َ
َ
ي ِ صلَّى َّ
اللهُ َب ْل ُه ْم َم َع آ ِل ِه كما في الحديث "ل َّما نزلت ه ِذ ِه اآليةُ على ال َّنب ّ
س أ َ ْه َل ْالبَ ْي ِ
ت َويُ َ
ط ِ ّه َر ُك ْم ب َع ْن ُك ُم ِ ّ
الرجْ َ عل ْي ِه وسلَّ َم " ِإنَّ َما يُ ِري ُد َّ
اللهُ ِليُ ْذ ِه َ
ت أ ِ ّم سلمةَ فدعا فاطمةَ و َحسنًا و ُحسينًا فجلَّلَهم بِكساءٍ وعل ٌّ
ي يرا" في بي ِ ت َْط ِه ً
جس
الر َ هؤالء أَه ُل بيتي فأ ْذ ِهب ع ْنه ُم ِ ّ
ِ هر ِه فجلَّلَهُ ِبكساءٍ ث َّم قا َل اللَّه َّم
ظ ِخلف َ
َ
ت على َمكانِ ِك ي اللَّ ِه قا َل أن ِ
هيرا قالت أ ُّم سلمةَ وأنا م َع ُهم يا نب َّ ط ِ ّه ْرهم ْ
تط ً و َ
خير" صححه اَللباني في صحيح الترمذي.
ت على ٍ
وأن ِ
س أ ْه َل البَ ْي ِ
ت الرجْ َ ع ْن ُك ُم ِ ّ سو َلهُ إنَّما يُ ِري ُد اللَّهُ ِليُ ْذ ِه َ
ب َ ﴿وأط ْعنَ اللَّهَ َ
ور ُ ِ قوله
يٍ شاملَةٌ لنِساء ال َّنبِ ّ
ي ِ ﷺ و ِلعَ ِل ّ أن اآليَةَ ال َك ِري َمةَ ِ ط ِ ّه َركم ت َْط ِه ً
يرا﴾ ذَ َك ْرنا َّ ويُ َ
شي َعةَ الرافضة االثنى عشرية ،ت َ َم َّ
س ُكوا وفاط َمةَ .ثم َّ
إن ال ِ ّ ِ سي ِْن
س ِن وال ُح َ
وال َح َ
سي ِْن ،وإما َمتِ ِه دُونَ
س ِن وال ُح َ ع ْنهُ ،وال َح َي اللَّهُ َ
ض َي ٍ َر ِ
ص َم ِة َع ِل ّ
على ِع ْ بِاآليَ ِة َ
ص َمتِ ِه ْم وال
على ِع ْ ْس في هَذا َدال َلةٌ َ صو ٍم .ولَي َْس بِ َم ْع ُ غي َْرهم لَي َ غي ِْر ِه ّ
وأن َ َ
يق ذَ ِل َك في َمقا َمي ِْن:
إما َمتِ ِه ْم .وتَحْ ِق ُ
582
جامع التيسير في تعليقات التفسير
والو ْعدُ،
يَ ، اَلم ُر ،والنَّ ْه ُ الخطاب ُكلّهُ َِل ْزواجِ النَّ ِب ّ
ي ِ ﷺ ،و َم َع ُه َّن ْ أن ِاَلولّ :
والو ِعيدُ .وهن أولى الناس به َلنهن المقصودات ،لَ ِك ْن لَ ّما تَبَيَّنَ ما في هَذا َ
ير ِب َهذا غي َْر ُه َّن ِمن أ ْه ِل ال َب ْيتِ ،جا َء الت َّ ْ
ط ِه ُ ِمنَ ال َمنفَ َع ِة الَّ ِتي تَعُ ُّم ُه َّن وت ُ َع ِّم ُم َ
ت ُك ِلّ ِه ْم،
واج ِه .بَ ْل هو ُمت َنا ِو ٌل َِل ْه ِل ال َب ْي ِ
أز ِصا ِب ْ غي ِْر ِه لَي َ
ْس ُم ْخت َ ًّ بو َ
الخطا ِ
ِ
غي ِْر ِه ْم ِبذَ ِل َك. سي ُْن أخ ُّ
َص ِمن َ وفاط َمةُ ،وال َح َ
س ُن ،وال ُح َ ِ ي،
ع ِل ٌّ
و َ
ب ال يلزم منه العصمة َكما في قَ ْو ِل ِهُ ﴿ :خ ْذ ِمن ط ُّهر ِمنَ ال ُّذنُو ِ أن الت َّ َ
الثانيّ :
هارةِ ا ْبتِدا ًء
الط َ ط ِ ّه ُرهم وتُزَ ِ ّكي ِه ْم بِها} ما أ َم َر اللَّهُ بِ ِه ِمنَ َّ
ص َدقَةً ت ُ َ
ْأموا ِل ِه ْم َ
ض َّم ُن اْل ْذن ِفيها بِحا ٍل. الفاح َش ِة ،ال يَتَ َ
ِ ع ِن وإرا َدةً ،فَإ َّنهُ يَتَ َ
ض َّم ُن نَ ْهيَهُ َ
ت ٱللَّ ِه َوٱ ۡل ِح ۡك َم ٰۚ ِة﴾
{وٱ ۡذ ُك ۡرنَ َما يُ ۡتلَ ٰى فِی بُيُوتِ ُك َّن ِم ۡن َءا َي ٰـ ِ وقوله َ
ولما أمرهن بالعمل ،الذي هو فعل وترك ،أمرهن بالعلم ،وبين لهن طريقه،
ت اللَّ ِه َو ْال ِح ْك َم ِة﴾ والمراد بآيات
﴿وا ْذ ُك ْرنَ َما يُتْلَى ِفي ُبيُو ِت ُك َّن ِم ْن آ َيا ِ
فقالَ :
اللّه ،القرآن .والحكمة ،أسراره .وسنة رسوله .وفي هذا حكمة تعدد زوجات
النبي من إالعانة على إبالغ الرسالة.
ومثْلَهُ معه" صححه اَللباني والحكمة هنا السنة لقوله "أال ِإ ِنّي أُو ِتيتُ ال ِك َ
تاب ِ
في صحيح الجامع.
583
جامع التيسير في تعليقات التفسير
585
جامع التيسير في تعليقات التفسير
586
جامع التيسير في تعليقات التفسير
587
جامع التيسير في تعليقات التفسير
588
جامع التيسير في تعليقات التفسير
590
جامع التيسير في تعليقات التفسير
591
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو َل اللَّ ِه} وقد يؤدي ذلك إلى الكفر قال ﴿و َما َكانَ لَ ُك ْم أ َ ْن تُؤْ ذُوا َر ُ َوقَ ْولُهَُ :
ی َو َال ت َۡج َه ُر ۟
وا ت ٱل َّن ِب ِّ وا َال ت َۡرفَعُ ۤو ۟ا أَصۡ َو ٰت َ ُك ۡم فَ ۡوقَ َ
ص ۡو ِ تعالى { َي ٰۤـأ َيُّ َها ٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
ط أ َ ۡع َم ٰـلُ ُك ۡم َوأَنت ُ ۡم َال ت َۡشعُ ُرونَ }
ض أَن ت َۡح َب َ لَهُۥ بِٱ ۡلقَ ۡو ِل َك َجهۡ ِر بَعۡ ِ
ض ُك ۡم ِلبَعۡ ٍ
ع ِن
ع ِظي ًما﴾ َ {وال أ َ ْن ت َ ْن ِك ُحوا أ َ ْز َوا َجهُ ِم ْن َب ْع ِد ِه أَ َبدًا ِإ َّن ذَ ِل ُك ْم َكانَ ِع ْن َد َّ
الل ِه َ قوله َ
ي ِ ﷺ .وذلك اء ال َّن ِب ّ
س ِ ت فِي َر ُجل َه ّم أ َ ْن َيت َزَ َّو َج َب ْع َ
ض ِن َ َّاس قَا َل :نَزَ لَ ْ عب ٍ
اب ِْن َ
َِلَنَّ ُه َّن أ َ ْز َوا ُجهُ فِي ال ُّد ْنيَا َو ْاآل ِخ َرةِ َوأ ُ َّم َهاتُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ .ويجوز ذلك في غيرهن
خطب أ َّم
َ ي صلَّى اللَّهُ ع َلي ِه وسلَّ َم
أن ال َّنب َّ
من النساء .عن جابر بن عبدالله َّ
معرور فقالت :إ ِّني شرطتُ لزوجي أن ال َّ
أتزو َج ٍ بن البراء ِ
ِ نت مب ِ ّ
ش ٍر ِب َ
ي صلَّى اللَّهُ علَي ِه وسلَّ َم َّ :
إن هذا ال َيصلُ ُح. بع َدهُ ،فقا َل النَّب ُّ
المحدث :ابن حجر العسقالني.
المصدر :فتح الباري البن حجر.
خالصة حكم المحدث :إسناده حسن.
594
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَ ۡي ِه َّن ِف ۤی َءا َب ۤا ِٕى ِه َّن َو َ ۤال أَ ۡبن َۤا ِٕى ِه َّن َو َ ۤال ِإ ۡخ َو ٰ ِن ِه َّن َو َ ۤال أ َ ۡبن َۤا ِء ِإ ۡخ َو ٰ ِن ِه َّن َو َ ۤال
﴿ال ُجنَا َح َ َّ
ص َرسبْحانَهُ -ا ْقت َ َ س ۤا ِٕى ِه َّن َو َال َما َملَ َك ۡت أ َ ۡي َم ٰـنُ ُه ٰۗ َّن} إنَّهُ ُ - أ َ ۡبن َۤا ِء أَخ ََو ٰتِ ِه َّن َو َال نِ َ
ور ا ْك ِتفا ًء ِبما تَقَد ََّم ﴿وال ور ِة ال ُّن ِ س َ حار ِم في ُ ض ما َذ َك َرهُ ِمنَ ال َم ِ على َب ْع ِ ها ُهنا َ
أن يَ ُكونَ ال ُمرا ُد بِال ِنّ ِ
ساء ال ُمؤْ ِمناتَِِ ،ل َّن َضي ْنِسائِ ِه َّن﴾ َه ِذ ِه اْلضافَةُ ت َ ْقت ِ
ف فَقَا َلِ :لم لَ ْم
س َل ِ
ض ال َّسأ َ َل بَ ْع ُ
على العَ ْوراتَِ .وقَ ْد َ
ت َ غي ُْر َمأ ْ ُمونا ٍ
ت َ
الكافِرا ِ
يِ :بأَنَّ ُه َما َل ْم يُ ْذ َك ِر ْال َع ُّم َو ْالخَا ُل فِي هَاتَي ِْن ْاآل َيتَي ِْن؟ فَأ َ َج َ
اب ِع ْك ِر َمةُ َوال َّ
ش ْع ِب ُّ
ان ذَ ِل َك ِلبَ ِني ِه َما. يُ ْذ َك َرا؛ َِلَنَّ ُه َما قَ ْد َي ِ
صفَ ِ
س ِلّ ُم ۟
وا علَ ۡي ِه َو َ
وا َ صلُّ ۟
وا َ ی َي ٰۤـأ َيُّ َها ٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
علَى ٱل َّن ِب ٰۚ ِّ ﴿ ِإ َّن ٱللَّهَ َو َملَ ٰۤـ ِٕى َكتَهُۥ يُ َ
صلُّونَ َ
س ْب َحانَهُ أ َ ْخ َب َر ِع َبا َدهُ ِب َم ْن ِزلَ ِة َ
ع ْب ِد ِه اللهَ ُ ت َۡس ِلي ًما﴾ َو ْال َم ْق ُ
صو ُد ِم ْن َه ِذ ِه ْاآل َي ِة :أ َ َّن َّ
ص َالةِ أل ْاَل َ ْعلَى .ث ُ َّم أ َ َم َر ت َ َعا َلى أ َ ْه َل ْال َعالَ ِم ال ُّ
س ْف ِل ّ
ي ِ بِال َّ َونَبِيِّ ِه ِع ْن َدهُ فِي ْال َم َ ِ
علَ ْي ِه.
َوالت َّ ْس ِل ِيم َ
ص َالة ُ ْال َم َالئِ َك ِة:
علَ ْي ِه ِع ْن َد ْال َم َالئِ َك ِةَ ،و َ قَا َل أَبُو ْال َعا ِليَ ِةَ :
ص َالة ُ اللَّ ِه :ثَنَاؤُ هُ َ
ال ُّد َ
عا ُء.
علَ ْي ِه، سو ِل اللَّ ِه ﷺ ِب ْاَل َ ْم ِر ِبال َّ
ص َال ِة َ ِيث ْال ُمت ََواتِ َرة ُ َ
ع ْن َر ُ ت ْاَل َ َحاد ُ
َوقَ ْد َجا َء ِ
علَ ْي ِهز
ص َال ِة َ
َو َك ْي ِفيَّ ِة ال َّ
ص َالة ُ؟ فَقَا َل: ع َر ْفنَاهُ ،فَ َكي َ
ْف ال َّ ع َلي َْك فَقد َ سو َل اللَّ ِه ،أ َ َّما ال َّ
س َال ُم َ ِقي َلَ :يا َر ُ
علَى آ ِل ْت َ صلَّي َ
علَى آ ِل ُم َح َّمدٍَ ،ك َما َ
علَى ُم َح َّمدٍَ ،و َ ص ِّل َ "قُولُوا :اللَّ ُه َّمِ ،
علَى آ ِل ُم َح َّم ٍد َك َما
ار ْك َعلَى ُم َح َّم ٍد َو َيمِ ،إنَّ َك َح ِمي ٌد َم ِجيدٌ .اللَّ ُه َّم ،بَ ِ
ِإب َْرا ِه َ
علَى آ ِل ِإب َْرا ِه َ
يمِ ،إنَّ َك َح ِمي ٌد َم ِجيدٌ" رواه البخاري. ار ْك َ
ت َ َب َ
595
جامع التيسير في تعليقات التفسير
596
جامع التيسير في تعليقات التفسير
598
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يرا ،ال يُ َرى ِمن ِج ْل ِد ِه شي ٌء ا ْستِحْ َيا ًء منهَ ،فآذَاهُ سى كانَ َر ُج ًال َح ِييًّا ِس ِت ّ ً َّ
إن ُمو َ
بج ْل ِد ِه:
ب ِ ست ُّ َرِ ،إ َّال ِمن َ
ع ْي ٍ َمن آذَاهُ ِمن َبنِي ِإس َْرائِي َل فَقالوا :ما يَ ْستَ ِت ُر هذا الت َّ َ
سى، ص وإ َّما أ ُ ْد َرةٌ :وإ َّما آفَةٌَّ ،
وإن اللَّ َه أ َ َرا َد أ َ ْن ُي َب ِ ّرئَهُ م َّما قالوا ِل ُمو َ ِإ َّما َب َر ٌ
غ أ َ ْقبَ َل إلى
س َل ،فَلَ َّما فَ َر َض َع ِثيَابَهُ علَى ال َح َج ِر ،ث ُ َّم ا ْغت َ َ
فَخ ََال يَ ْو ًما َوحْ َدهُ ،فَ َو َ
ب ال َح َج َر، ط َل َ
صاهُ َو َ ع َ سى َ ع َدا بث َ ْوبِ ِه ،فأ َخذَ ُمو َ ثِيَابِ ِه ِليَأ ْ ُخذَهَاَّ ،
وإن ال َح َج َر َ
فَ َج َع َل يقولُ :ث َ ْو ِبي َح َج ُر ،ث َ ْو ِبي َح َج ُر ،حتَّى ا ْنت َ َهى إلى َم َ ٍ
ْل ِمن َب ِني ِإس َْرا ِئي َل،
سنَ ما َخلَقَ اللَّهَُ ،وأَب َْرأَهُ م َّما يقولونَ َ ،و َق َ
ام ال َح َج ُر ،فأ َخذَ ع ْريَانًا أَحْ َ
فَ َرأ َ ْوهُ ُ
إن بال َح َج ِر لَنَ َدبًا ِمن أَث َ ِر صاهُ ،فَ َو َّ
الل ِه َّ ض ْربًا بعَ َط ِفقَ بال َح َج ِر َ سهَُ ،و َ ث َ ْوبَهُ َفلَبِ َ
ذلك َق ْولُهَُ { :يا أَيُّ َها َّالذِينَ آ َمنُوا ال ت َ ُكونُوا
سا ،فَ َ ض ْر ِب ِه ،ث َ َالثًا أ َ ْو أ َ ْر َب ًعا أ َ ْو خ َْم ًَ
سى فَبَ َّرأَهُ اللَّهُ م َّما قالوا َوكانَ ِع ْن َد اللَّ ِه َو ِجي ًها" رواه البخاري. َكالَّذِينَ آذَ ْوا ُمو َ
صلى اللهُ عليه َّ
وسل َم َق ْس ًما ،قال :فقال س َم رسو ُل الل ِه َّ وقال ابن مسعود قَ َ
عز وج َّل! قال عب ُد إن هذه ال ِقسمةَ ما أُري َد بها َوجهُ الل ِه َّ
اَلنصارَّ :
ِ َر ُج ٌل ِمن
دو الل ِه! أ َما َلُخبِ َر َّن رسو َل الل ِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم بما قُ َ
لت، ع َّ
الل ِه :يا َ
ي ِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم ،فاح َم َّر َوج ُهه ،وقالَ :رحمةُ
قال :فذَكَرتُ ذلك للنب ّ
صبَ َر" رواه البخاري ومسلم. بأكثر ِمن هذا ف ََ الل ِه على موسى؛ قد أ ُ َ
وذي
يَ :لهُ َو َجاهَةٌ َو َجاهٌ ِع ْن َد َربِّ ِهَ ،
ع َّز َو َج َّل. ﴿و َكانَ ِع ْن َد اللَّ ِه َو ِجي ًها﴾ أ َ ْ َوقَ ْولُهَُ :
س َل ِ
ف: مستجاب ال َّدع َْوةِ ِع ْن َد اللَّ ِهَ .و َقا َل َ
غي ُْرهُ ِمنَ ال َّ َ يَ :كانَ ص ِر ُّ س ُن ْال َب ْقَا َل ْال َح َ
الرؤْ يَةَ ِل َما َيشَا ُء اللَّهَُ ،
ع َّز َو َج َّل. ش ْيئًا ِإ َّال أ َ ْع َ
طاهَُ .ولَ ِك ْن ُم ِن َع ُّ لَ ْم يَ ْسأ َ ِل َّ
اللهَ َ
599
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ ࣰ
ْ وا ٱ َّللهَ َوقُولُ ۟
وا قَ ۡوال َ
س ِديدا} وفي الحديث "التقوى وا ٱتَّقُ ۟
﴿ َي ٰۤـأ َيُّ َها ٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
صدره ثالثًا" أخرجاه.
ِ هاهنا ،الت ْقوى هاهنا ،الت ْقوى هاهنا ،يُ ُ
شير إلى
اآلخ ِر فَ ْل َيقُ ْل َخي ًْرا ْأو ِل َي ْ
ص ُم ْ
ت" .رواه البخاري وم ِ " َمن كانَ يُؤْ ِم ُن باللَّ ِه وال َي ِ
ومسلم.
اس الجنَّةَ ؟ سئِ َل رسو ُل اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ ع َلي ِه وسلَّ َم عن أ َ ْك ِ
ثر ما يُدخ ُل النَّ َ و ُ
اس ال َّن َ
ار ،قا َل : دخ ُل النَّ َ س ِئ َل عن أ َ ْك ِ
ثر ما يُ ِ ق،و ُ فقا َل :ت َقوى اللَّ ِه و ُح ُ
سن الخلُ ِ
الفَ ُم والفَر ُج" حسنه اَللباني.
اللّسانَ فتقول :
فإن اَلعضا َء كلَّها تُك ِفّ ُر ِ
آدم َّ وفي الحديث "إذا أصب َح ُ
ابن َ
جت َقمت استَقَمنا ِ ،
وان اعو َج َ فإن است َ
بك ِ ،
َحن َ ات َّ ِ
ق اللهَ فينا ،فإنَّما ن ُ
اعو َججْ نا" حسنه اَللباني.
ض َمن له ال َجنَّةَ"
ض َمن لي ما بيْنَ لَحْ َي ْي ِه وما بيْنَ ِرجْ لَ ْي ِه أ ْ
وفي الحديث " َمن َي ْ
رواه البخاري.
السكوت سالمة
ض َو ْال ِج َبا ِل فَأ َ َبيْنَ أ َ ْن َيحْ ِم ْلنَ َها
اَلر ِ
ت َو ْ علَى ال َّ
س َم َوا ِ ضنَا اَل َمانَةَ َ ع َر ْ﴿ ِإنَّا َ
ش ْر ِعيَّ ِة ومنها ال ُمعا َمالتُ بيَنَ ال ِع َباد. َوأ َ ْشفَ ْقنَ ِم ْن َها﴾ اَ َْلمانَةُ التَّكا ِل ُ
يف ال َّ
ظلُو ًما َج ُهوال﴾
ان ِإنَّهُ َكانَ َ
س ُ قَ ْولُهَُ :
﴿و َح َملَ َها اْل ْن َ
االصل في االنسان الجهل والظلم.
قال شيخ االسالم ابن تيمية عليه رحمة الله:
600
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اْلنسان ُخلقَ ظلو ًما جهوالً ،فاَلصل فيه :عدم العلم ،وميلُه إلى ما يهواه "
ُ
من ال َّ
ش ِ ّر"
ورا َر ِحي ًما﴾ ﴿و َكانَ اللَّهُ َ
غف ُ ً َ
ض ِبي" رواه البخاري.
غ َ "إن َرحْ َمتي َسبَ َق ْ
ت َ وفي الحديث القدسي َّ
601
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿و َي َرى َّالذِينَ أُوتُوا ْال ِع ْل َم الَّذِي أُنز َل ِإلَي َْك ِم ْن َر ِبّ َك ُه َو ْال َح َّق َو َي ْهدِي ِإلَى َ
ی أ َ ۡق َو ُم َويُبَ ِ ّ ۡ
ش ُر يز ْال َح ِميدِ﴾ { ِإ َّن َه ٰـذَا ٱلقُ ۡر َءانَ يَهۡ ِدی ِللَّتِی ِه َ اط ْال َع ِز ِ
ص َر ِ ِ
ࣰ ࣰ
ت أ َ َّن َل ُه ۡم أ َ ۡجرا َك ِبيرا} ٱ ۡل ُم ۡؤ ِم ِنينَ ٱلَّ ِذينَ َيعۡ َملُونَ ٱل َّ
ص ٰـ ِل َح ٰـ ِ
ق إنَّكم لَفي على َر ُج ٍل يُنَ ِّبئُكم إذا ُم ِ ّز ْقت ُ ْم ُك َّل ُم َم َّز ٍ ﴿وقا َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ه َْل نَدُلُّكم َ
ق َجدِيدٍ﴾ هذه نتيجة البعد عن الحق من إنكار المعروف وإقرار المنكر خ َْل ٍ
ࣱ ࣰ
ع َجاب} كقولهم {أ َ َجعَ َل ٱ ۡلـَٔا ِل َهةَ إِ َل ٰـها َو ٰ ِحدًا إِ َّن َه ٰـ َذا لَش َۡی ٌء ُ
ب﴾ أي بسبب أعمالهم كقوله { ِإ َّن اآلخ َر ِة في ال َعذا ِ قوله { َب ِل الَّذِينَ ال يُؤْ ِمنُونَ ِب ِ
ࣰ ظ ۡل ًما ِإنَّ َما َي ۡأ ُكلُونَ ِفی بُ ُ
ٱلَّ ِذينَ َي ۡأ ُكلُونَ أ َ ۡم َو ٰ َل ٱ ۡل َيت َ ٰـ َم ٰى ُ
س َيصۡ لَ ۡونَ طو ِن ِه ۡم نَارا َو َ
ࣰ
س ِعيرا} َ
ࣰ
َ ُ ْ ّ ْ ْ ْ ُّ
ضال} ِمن َها النبُ َّوة َوال ُملك ال ُمت َ َم ِك ِنَ ،وال ُجنود ذ ُوو ْ ﴿۞ َولَقَ ۡد َءاتَ ۡينَا َد ُاوۥ َد ِمنَّا فَ ۡ
ص ْوت ْال َع ِظ ِيم.
ال َع َدد والعُ َدد وال َّ
602
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣱ ࣱ
سلَ ۡي َم ٰـ ُن َد ُاوۥ َد} وكان {و َو ِر َ
ث ُ غد ُُّوهَا شَهۡ ر َو َر َوا ُح َها شَهۡ ر } َ س َل ۡي َم ٰـنَ ٱ ِ ّ
لري َح ُ ﴿و ِل ُ
َ
ملكه أوسع من ملك أبيه.
ُور ان َك ْال َج َوا ِ
ب َوقُد ٍ يب َوت َ َما ِثي َل َو ِجفَ ٍ َوقَ ْولُهَُ ﴿ :ي ْع َملُونَ لَهُ َما َيشَا ُء ِم ْن َم َح ِ
ار َ
َرا ِسيَا ٍ
ت﴾
ور.
ص ُ اج ُد ْ
أوالقُ ُ س ِس ُن ،او ْال َم َ
ي ْالبِنَا ُء ْال َح َ
يب ِه َ ْال َم َح ِ
ار ُ
ير كانَ ُمبا ًحا في ش َْرعِ ص ِو َ أن التَّ ْ
على َّ َوالت َّ َما ِثيلُ :ال ُّ
ص َو ُر وقَ ِد ا ْست ُ ِد َّل ِب َهذا َ
سلَّ َم صلّى اللَّهُ َ
علَ ْي ِه وآ ِل ِه و َ سلَيْمانَ ،ونُ ِس َخ ذَ ِل َك بِش َْرعِ نَبِ ِّينا ُم َح َّم ٍد َ -ُ -
صعَةُ ال َكبِ َ
يرة ُ. فان ُج َم ُع َج ْفنَ ٍة وهي ال َق ْ
والج ُ
ِ
ي ْال َح ْو ُ
ض. ْال َج َو ُ
ابَ :ج ْم ُع َجا ِب َيةٍَ ،و ِه َ
الرا ِس َياتُ :أَي ِ الثَّا ِبت َاتُ ،فِي أ َ َما ِكنِ َها َال تَتَ َح َّو ُل َو َال تَت َ َح َّركُ َ
ع ْن َو ْالقُد ُ
ُور َّ
أ َ َما ِك ِن َها ِل ِع َ
ظ ِم َها.
نس َوٱ َّ
لط ۡي ِر فَ ُه ۡم يُوزَ عُونَ " سلَ ۡي َم ٰـنَ ُجنُو ُدهُۥ ِمنَ ٱ ۡل ِج ِّن َوٱ ۡ ِْل ِ
" َو ُح ِش َر ِل ُ
ور﴾ { َقا َل َه ٰـذَا ِمن َف ۡ
ض ِل َربِّی ش ُك ُ ش ْك ًرا َوقَ ِلي ٌل ِم ْن ِعبَاد َ
ِي ال َّ ﴿ا ْع َملُوا آ َل َد ُاو َد ُ
ِل َي ۡبلُ َو ِن ۤی َءأَ ۡش ُك ُر أ َ ۡم أ َ ۡكفُ ُر }
سأَتَهُۥ } ض ت َۡأ ُك ُل ِمن َعلَ ٰى َم ۡوتِ ِهۦۤ ِإ َّال َد ۤابَّةُ ٱ َۡل َ ۡر ِت َما َدلَّ ُه ۡم َ علَ ۡي ِه ٱ ۡل َم ۡو َ
ض ۡينَا َ ﴿فَلَ َّما قَ َ
ب َّ
الطعَ ِام، طيَ َِاك بِأ َ ْ
ام أَت َ ْين ِ
الطعَ َت ت َأ ْ ُكلِينَ َّ ض ِة :لَ ْو ُك ْن ِ اطينَ قَالُوا ِل ْأل َ َر َ شيَ ِ ث ُ َّم إِ َّن ال َّ
بَ ،ولَ ُكنَّا َسنَ ْنقُ ُل ِإلَي ِْك ْال َما َء
ش َرا ِ ب ال َّ َاك أ َ ْ
ط َي َ سقَ ْين ِ
اب َ ش َر َت ت َ ْش َر ِبينَ ال َّ َولَ ْو ُك ْن ِ
ين َّالذِي َت-قَا َل :أ َ َل ْم ت ََر ِإ َلى ِ ّ
الط ِ ْث َكان ْ الطينَ -قَا َل :فَ ُه ْم يَ ْنقُلُونَ ِإلَ ْي َها ذَ ِل َك َحي ُ َو ِ ّ
ش ْك ًرا لَ َها.ينُ ، اط ُ ب؟ فَ ُه َو َما تَأ ْ ِتي َها ِب ِه ال َّ
ش َي ِ ف ْال َخ َش ِ ون ِفي َج ْو ِ َي ُك ُ
603
جامع التيسير في تعليقات التفسير
604
جامع التيسير في تعليقات التفسير
605
جامع التيسير في تعليقات التفسير
فتأمل كيف أخذت هذه اآلية على المشركين مجامع الطرق التي دخلوا منها
إلى الشرك وسدت بها عليهم الباب أبلغ سد وأحكمه ،فإن العابد إنما يتعلق
بالمعبود لما يرجو من نفعه ،وإال فلو كان ال يرجو منفعة منه فال يتعلق قلبه
به أبدا .وحينئذ فال بد أن يكون المعبود إما مالكا لألسباب التي ينتفع بها
عابده ،أو شريكا لمالكها ،أو ظهيرا أو وزيرا أو معاونا له ،أو وجيها ذا
حرمة وقدر ،يشفع عنده فإذا انتفت هذه اَلمور اَلربعة من كل وجه انتفت
أسباب الشرك وانقطعت مواده.
فنفى سبحانه عن آلهتهم أن تملك مثقال ذرة في السماوات واَلرض.
فقد يقول المشرك :هي شريكة للمالك الحق .فنفى شركها له.
﴿وما َلهُ ِمنهم
فيقول المشرك :قد تكون ظهيرا أو وزيرا ،أو معاونا .فقالَ :
ير﴾ ِمن َ
ظ ِه ٍ
ولم يبق إال الشفاعة فنفاها عن آلهتهم ،وأخبر أنه ال يشفع أحد عنده إال
بإذنه.
اَلر َب َع نَ ْفيًا ُمت ََر ِت ّبًاُ ،متَنَ ِقّ ًال ِمنَ اَلعْلى إلى ما دُونَهُ،
ب ْ سبْحانَهُ ال َمرا ِت َفَنَفى ُ
ظنُّها ال ُم ْش ِركُ ،وأثْ َب َ
ت عةَ ،الَّتِي َي ُ ش ْر َكةَ ،وال ُمظاه ََرةَ ،وال َّ
شفا َ الم ْل َك ،وال ِ ّ
فَنَفى ِ
عةُ بِإ ْذنِ ِه.
يب فِيها ِل ُم ْش ِركٍ ،وهي ال َّشفا َ عةً ال ن ِ
َص َ شَفا َ
606
جامع التيسير في تعليقات التفسير
607
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ي ٍ أ َ ْو َر ُ
سو ٍل ﴿ ِإال َقا َل ُمتْ َرفُوهَا﴾ َ ،و ُه ْم ي :نَ ِب ّ س ْلنَا فِي قَ ْر َي ٍة ِم ْن نَذ ٍ
ِير﴾ أ َ ْ ﴿و َما أ َ ْر َ
َ
أُولُو ال ِنّ ْع َم ِة َو ْال ِح ْش َم ِة َوالث َّ ْر َوةِ والرياسة .ونظائرها كثيرة في القرآن كقوله
{قَا َل الَّذِينَ ا ْست َ ْك َب ُروا} ﴿وقا َل ال َم َأل ُ ِمن َق ْو ِم ِه} َو َه َكذَا قَا َل ِه َر ْق ُل َِل َ ِبي ُ
س ْف َيانَ
سائِ َل .كما في الصحيح. ع ْن تِ ْل َك ْال َم َ
سأَلَهُ َ
ِحينَ َ
ࣰ
ۤ ۤ ۤ ۤ
الر ْزقَ ِل َمن يَشا ُء ويَ ْقد ُِر﴾ ﴿ ُك ّال نُّ ِم ُّد َه ٰـؤُ َال ِء َو َه ٰـ ُؤ َال ِء ِم ۡن ط ِّ س ُإن َر ِّبي يَ ْب ُ﴿قُ ْل َّ
608
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َك َما َقا َل ت َ َعا َلىِ ﴿ :إ ْن َي ْدعُونَ ِم ْن دُونِ ِه ِإال ِإنَاثًا َو ِإ ْن َي ْدعُونَ ِإال َ
ش ْي َ
طانًا َم ِريدًا﴾
ضلَ ْلت ُ ْم ِعبَادِي َه ُؤ ِ
الء وكذا يقول عباد الله الصالحين َك َما قَا َل ت َ َعالَى﴿ :أَأ َ ْنت ُ ْم أَ ْ
س ۡب َح ٰـن ََك} ضلُّوا ال َّس ِبي َل☆ قَالُ ۟
وا ُ أ َ ْم ُه ْم َ
ُون َّ ُ ت قُ ْل َ
سى﴿ :أَأ َ ْن َ
الل ِه اس اتَّ ِخذُو ِني َوأ ِّم َ
ي ِإلَ َهي ِْن ِم ْن د ِ ت ِللنَّ ِ َو َك َما َيقُو ُل ِل ِعي َ
قَا َل ُ
س ْب َحان ََك}
﴿ولَقَ ْد َم َّكنَّا ُه ْم فِي َما إِ ْن
َار َما آت َ ْينَا ُه ْم﴾ َك َما قَا َل تَعَالَىَ :
﴿و َما بَلَغُوا ِم ْعش َ
وقوله َ
َم َّكنَّا ُك ْم فِي ِه}
شدِيدٍ﴾
ب َ ع َذا ٍ
ي َ َوقَ ْولُهُِ ﴿ :إ ْن ُه َو ِإال نَذ ٌ
ِير لَ ُك ْم بَيْنَ يَ َد ْ
ط َك يرت ََك اَل ْق َر ِبينَ } َ
ور ْه َ {وأ َ ْنذ ِْر َ
ع ِش َ تَ : عن عبد الله بن عباس قال "ل َّما نَزَ َل ْ
صفَا ص َّلى اللهُ عليه وسلَّ َم حتَّى َ
ص ِع َد ال َّ صينَ ،خ ََر َج َرسو ُل َّ
الل ِه َ منه ُم ال ُم ْخ َل ِ
أخبَ ْرت ُ ُك ْم
إن ْ أرأ َ ْيت ُ ْم ْ
صبَا َحا ْه فَقالواَ :من هذا؟ فَاجْ تَ َمعُوا إلَ ْي ِه ،فَقا َلَ : َف :يا َ فَ َهت َ
ْكع َلي َي؟ قالوا :ما َج َّر ْبنَا َ س ْفحِ هذا ال َج َب ِل ،أ ُك ْنت ُ ْم ُم َ
ص ِ ّد ِق َّ أن َخي ًْال ت َْخ ُر ُج ِمن ََّ
ب :تَبًّا لَ َك ،ما
شدِي ٍد قا َل أبو لَ َه ٍ ع َذا ٍ
ب َ ي َ ِير لَ ُك ْم بيْنَ يَ َد ْ
َك ِذبًا ،قا َل :فإنِّي نَذ ٌ
ب وتَبَّ } وق ْد تَبَّ " رواه َّت َي َدا أبِي لَ َه ٍ
ت{ :تَب ْ َج َم ْعتَنَا َّإال ِلهذا؟ ث ُ َّم قَ َ
ام ،فَنَزَ َل ْ
البخاري.
609
جامع التيسير في تعليقات التفسير
610
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يَ :ف َال َمفَ َّر لَ ُه ْم .كقوله { َي ٰـ َمعۡ ش ََر ٱ ۡل ِج ِّن َوٱ ۡ ِْل ِ
نس ِإ ِن ت﴾ أ َ ْ وقوله ﴿فَال فَ ْو َ
وا ٰۚۤ َال تَنفُذُونَ ِإ َّال ض فَٱنفُذُ ۟ ت َوٱ َۡل َ ۡر ِ س َم ٰـ َو ٰ ِ
ار ٱل َّ
ط ِوا ِم ۡن أ َ ۡق َطعۡ ت ُ ۡم أَن تَنفُذُ ۟ٱ ۡست َ َ
ط ٰـ ࣲن} س ۡل َبِ ُ
{و َما لَ ُهم ِب ِهۦ ِم ۡن ِع ۡل ٍم ِإنان َب ِعيدٍ﴾ أي :بالظن َ ب ِم ْن َم َك ٍ ﴿و َي ْق ِذفُونَ ِب ْالغَ ْي ِ
َ
ࣰ
ق َش ۡيـا}لظ َّن َال يُ ۡغنِی ِمنَ ٱ ۡل َح ّ ِ
لظ َّن َو ِإ َّن ٱ َّ
َيت َّ ِبعُونَ ِإ َّال ٱ َّ
ان َوالت َّ ْوبَةُ أو ال ُّد ْن َيا. ﴿و ِحي َل بَ ْينَ ُه ْم َوبَيْنَ َما يَ ْشت َ ُهونَ ﴾ َي ْعنِيِ ْ :
اْلي َم ُ َوقَ ْولُهَُ :
{فَلَ ْم َيكُ َي ْنفَعُ ُه ْم ِإي َمانُ ُه ْم لَ َّما َرأ َ ْوا َبأ ْ َسنَا}
ࣰ
سال َو ِمنَط ِفی ِمنَ ٱ ۡل َم َل ٰۤـ ِٕى َك ِة ُر ُ َوقَ ْولُهَُ ﴿ :جا ِع ِل ْال َمالئِ َك ِة ُر ُ
سال﴾ كقوله {ٱللَّهُ يَصۡ َ
ٱلنَّ ِ
اس}
ع َي ِزي ُد فِي ْالخ َْل ِ
ق َما َيشَا ُء ِإ َّن اللَّهَ َ
علَى ُك ِّل ﴿أُو ِلي أَجْ نِ َح ٍة َمثْنَى َوث ُ َ
الث َو ُر َبا َ
ِير﴾ يَ ِزي ُد فِي ْاَلَجْ نِ َح ِة َوخ َْل ِق ِه ْم َما يَشَا ُءَ .ك َما َجا َء فِي ْال َحدِيثِ :أ َ َّن
ش ْيءٍ قَد ٌَ
اء َو َلهُ ست َمائة َجنَاحٍَ ،بيْنَ ُك ِّل َجنَا َحي ِْن اْل ْس َر ِ سو َل اللَّ ِه ﷺ َرأ َى ِجب ِْري َل َل ْي َلةَ ْ َِر ُ
ق َو ْال َم ْغ ِر ِ
ب. َك َما بَيْنَ ْال َم ْش ِر ِ
اس ِمن َّر ۡح َمةࣲ فَ َال ُم ۡم ِس َك لَ َها َو َما يُ ۡم ِس ۡك فَ َال ُم ۡر ِس َل لَهُۥ ِم ُۢن ﴿ َّما يَ ۡفت َحِ ٱللَّهُ ِللنَّ ِ
َبعۡ ِد ِهۦٰۚ}
611
جامع التيسير في تعليقات التفسير
612
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿الذِينَ َيت َّ ِخذُونَ قَ ْولُهَُ ﴿ :م ْن َكانَ يُ ِري ُد ْال ِع َّزة َ فَ ِللَّ ِه ْال ِع َّزة ُ َج ِمي ًعا﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَّ :
ُون ْال ُمؤْ ِمنِينَ أَيَ ْبتَغُونَ ِع ْن َد ُه ُم ْال ِع َّزة َ فَإ ِ َّن ْال ِع َّزة َ ِل َّل ِه
ْال َكافِ ِرينَ أ َ ْو ِليَا َء ِم ْن د ِ
سو ِل ِه َو ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ َولَ ِك َّن ْال ُمنَا ِفقِينَ َال َي ْعلَ ُمونَ ﴾﴿و ِللَّ ِه ْال ِع َّزة ُ َو ِل َر ُ
َج ِمي ًعا﴾ َو َقا َلَ :
ب ،و َم ْفعُولَهُ إن فا ِع َل يَ ْرفَعُهُ هو ال َك ِل ُم َّ
الط ِّي ُ صا ِل ُح يَ ْرفَعُهُ﴾ َّ ﴿و ْال َع َم ُل ال َّ
قَ ْولُهَُ :
واْليمان.
ِ صا ِل َح ال يُ ْقبَ ُل ّإال َم َع الت َّ ْو ِحي ِد ووجْ ُههَُّ :
أن العَ َم َل ال ّ العَ َم ُل ال ّ
صا ِل ُحَ ،
ص َع ُد ِب ِه ِإلَى اللَّ ِهَ ،
ع َّز َو َج َّل، بِ :ذ ْك ُر اللَّ ِه ،يُ ْ َّاسْ :ال َك ِل ُم َّ
الط ِيّ ُ عب ٍع ِن اب ِْن َ
َ
َو ْال َع َم ُل ال َّ
صا ِل ُح :أ َ َدا ُء فَ َرائِ ِ
ض ِه.
ۤ ُ ۡ ࣱ ࣱ
ور﴾ قا َل ُ َ
ش ِديد َو َمك ُر أ ۟ول ٰـ ِٕى َك ه َو َيبُ ُ ت لَ ُه ۡم َ
عذَاب َ {وٱلَّ ِذينَ يَ ۡم ُك ُرونَ ٱل َّ
س ِّيـَٔا ِ وقوله َ
ِينَّ ،
إن ت ِب ِه ُم ال ِبغالُ ،وه َْم َل َج ْ
ت ِب ِه ُم ال َبراذ ُ ط ْق َ
طقَ ْ وإن َ
ي :إنَّهم ْ س ُن ال َب ْ
ص ِر ُّ ال َح َ
أن يُ ِذ َّل َمن َعصاهُ. فار ُق قُلُوبَ ُه ْم ،أبى اللَّهُ ّإال ْ ص َي ِة ال يُ ِ ذُ َّل ال َم ْع ِ
سونَ َها﴾ َ ،ك َما قَا َل ﴿و ِم ْن ُك ٍّل ت َأ ْ ُكلُونَ لَحْ ًما َ
ط ِريًّا َوت َ ْست َْخ ِر ُجونَ ِح ْل َيةً ت َْل َب ُ وقوله َ
آالء َر ِبّ ُك َما ت ُ َك ِذّبَ ِ
ان﴾ يِ ِ ت َ َعالَى﴿ :يَ ْخ ُر ُج ِم ْن ُه َما اللُّؤْ لُ ُؤ َو ْال َم ْر َج ُ
ان .فَ ِبأ َ ّ
﴿ويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ْكفُ ُرونَ بِ ِش ْر ِك ُك ْم﴾ ،أي :يتبرؤون ِم ْن ُك ْمَ ،ك َما َقا َل تَعَا َلىَ ﴿ :وإِذَا
َ
اس َكانُوا لَ ُه ْم أ َ ْع َدا ًء َو َكانُوا ِب ِع َبا َد ِت ِه ْم َكا ِف ِرينَ ﴾ َ ،و َقا َلَ :
﴿وات َّ َخذُوا ِم ْن ُح ِش َر النَّ ُ
ع َل ْي ِه ْم ِ
ضدًّا﴾ ُون اللَّ ِه آ ِل َهةً ِليَ ُكونُوا لَ ُه ْم ِع ًّزا َكال َ
سيَ ْكفُ ُرونَ بِ ِعبَا َدتِ ِه ْم َويَ ُكونُونَ َ د ِ
﴿وال يُنَ ِّبئ ُ َك ِمثْ ُل َخبِ ٍ
ير﴾ َوقَ ْولُهَُ :
ار َك َوت َ َعالَى ،فَإِ َّنهُ أ َ ْخ َب ُر ِب ْال َوا ِقعِ َال َم َحالَةَ. قَا َل قَتَا َدةَُ :ي ْعنِي نَ ْف َ
سهُ تَ َب َ
ي ا ْل َح ِميدُ﴾
اللهُ ُه َو ْالغَنِ ُّ
﴿و َّ
َ
قال صلى الله عليه وسلم 《كانَ َّ
اللهُ و َل ْم يَ ُك ْن شي ٌء قَ ْبلَهُ》رواه البخاري.
613
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ش ْي ٌء ولَ ْو كانَ ذا قُ ْربى﴾ إن ت َ ْدعُ ُمثْقَلَةٌ إلى ِح ْم ِلها ال يُحْ َم ْل ِمنهُ َ ﴿و ْ َ
قاال َم َع أثْقا ِل ِه ْم﴾ أي :ما َح َملُوا ّإال ْأو َ
زار أ ْنفُ ِس ِه ْمَِ ،لنَّهم { َولَيَحْ ِملُ َّن أثْقالَهم وأثْ ً
ت َ َح َّملُوا ِو ْز َر الضَّال ِل و ِو ْز َر اْلضْال ِل.
ࣰ ࣱ
﴿يَ ۡو َم َال ت َۡم ِلكُ ن َۡفس ِّلن َۡف ࣲس َش ۡيـا َوٱ َۡل َ ۡم ُر يَ ۡو َم ِٕى ࣲذ ِلّلَّ ِه﴾
ئ ِم ْن ُه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ شَأ ْ ٌن يُ ْغ ِني ِه﴾{
ِل ُك ِّل ْام ِر ٍ
ور ☆ َو َال ٱ ِ ّ
لظ ُّل َو َال لظلُ َم ٰـتُ َو َال ٱلنُّ ُ {و َما َي ۡست َ ِوی ٱ َۡل َ ۡع َم ٰى َوٱ ۡل َب ِ
صي ُر ☆ َو َال ٱ ُّ َ
ور}ٱ ۡل َح ُر ُ
صيرِ. شبَّهَ الكافِ َر بِاَلعْمى ،و َشبَّهَ ال ُمؤْ ِمنَ بِال َب ِفَ َ
الباط َل ِب ُّ
الظلُماتِ ،و َش َّبهَ ال َح َّق ِبال ُّنورِ. ِ ش َّبهَ
و َ
ون ِب َّ
الل ْي ِل ،وقِي َل: وم َي ُك ُ
س ُم ِ ون ّإال َم َع ش َْم ِس النَّ ِ
هار ،وال َّ ور ال َي ُك ُ
قيل ال َح ُر ُ
ع ْك ُ
سهُ. َ
صةً. صةً ،وال َّس ُمو ُم َي ُك ُ
ون ِبالنَّ ِ
هار خا َّ ون ِب َّ
الل ْي ِل خا َّ ور َي ُك ُ
وقيل ال َح ُر ُ
ور يَ ُك ُ
ون فِي ِهما. هار ،وال َح ُر ُ ون ّإال ِبالنَّ ِ س ُمو ُم ال يَ ُك ُ وقيل ال َّ
{و َما يَ ۡست َ ِوی ٱ َۡل َ ۡحيَ ۤا ُء َو َال ٱ َۡل َ ۡم َو ٰ ٰۚتُ }
َ
َكقَ ْو ِل ِه ت َ َعالَى﴿ :أ َ َو َم ْن َكانَ َم ْيتًا فَأَحْ َي ْينَاهُ َو َج َع ْلنَا لَهُ نُ ً
ورا يَ ْم ِشي بِ ِه فِي النَّ ِ
اس
َارجٍ ِم ْن َها﴾ ْس ِبخ ِ ت َلي َ َك َم ْن َمثَلُهُ ِفي ُّ
الظلُ َما ِ
س َماعِ ْال ُح َّج ِة َوقَبُو ِل َها قَ ْولُهُِ ﴿ :إ َّن اللَّهَ يُس ِْم ُع َم ْن يَشَا ُء﴾ أ َ ْ
ي :يَ ْهدِي ِه ْم ِإلَى َ
َو ِاال ْن ِقيَا ِد لَ َها.
614
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت َو َل ٰـ ِك َّن ٱللَّهَ َيهۡ ِدی َمن َيش َۤا ٰۚ ُء َو ُه َو أ َ ۡعلَ ُم ِبٱ ۡل ُمهۡ ت َ ِدينَ {
} ِإنَّ َك َال تَهۡ ِدی َم ۡن أ َ ۡح َب ۡب َ
ِير﴾﴿و ِإ ْن ِم ْن أ ُ َّم ٍة ِإال خَال ِفي َها نَذ ٌ َ
اللهَ َواجْ تَ ِنبُوا ﴿ولَقَ ْد َب َعثْنَا ِفي ُك ِّل أ ُ َّم ٍة َر ُ
سوال أ َ ِن ا ُ ْعبُدُوا َّ َو َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
وت}
غ َ َّ
الطا ُ
لزبُ ِر سلُ ُهم بِٱ ۡلبَيِّنَ ٰـ ِ
ت َوبِٱ ُّ ب ٱ َّل ِذينَ ِمن قَ ۡب ِل ِه ۡم َج ۤا َء ۡت ُه ۡم ُر ُ
وك فَقَ ۡد َك َّذ َ
{وإِن يُ َك ِذّبُ َ َ
الواض َح ِة
ِ ت
أيِ :بال ُم ْع ِجزا ِ ت ْ سلُهم ِبال َب ِّينا ِ ب ٱ ۡل ُم ِني ِر } جا َءتْهم ُر ُ َو ِبٱ ۡل ِكت َ ٰـ ِ
ب
يم و ِبال ِكتا ِ
ف إبْرا ِه َ ب ال َم ْكتُوبَ ِة َك ُ
ص ُح ِ الزبُ ِر أيِ :ال ُكت ُ ِ ت ّ
الظا ِه َرةِ وبِ ُّ والدَّالال ِ
ت ت ُّ
الزبُ ِر وتَحْ َ داخ ٌل تَحْ َ ير ِ ير كالت َّ ْوراةِ واْل ْن ِجي ِل ،قِي َل :ال ِك ُ
تاب ال ُمنِ ُ ال ُمنِ ِ
واَلولى
ْ ق، َت ُمت َّ ِح َدة ً في ال ِ ّ
ص ْد ِ إن كان ْ ف ِلت َغايُ ِر ال َم ْف ُهوماتِ ،و ْ ت وال َع ْ
ط ُ ال َب ِّينا ِ
تاب ب الَّتِي ِفيها َموا ِع ُ
ظ ،وال ِك ُ والزبُ ِر ِبال ُكت ُ ِ
ت بِال ُم ْع ِجزاتُِّ ،
يص البَ ِّينا ِ
ص ُت َْخ ِ
ِبما ِفي ِه شَرا ِئ ُع وأحْ كا ٌم.
ࣱ ࣱ ࣱ
سود} ب ُ {و ِمنَ ٱ ۡل ِج َبا ِل ُج َد ُۢ ُد ِبيض َو ُح ۡمر ُّم ۡخت َ ِل ٌ
ف أَ ۡل َو ٰنُ َها َوغ ََرا ِبي ُ َ
سو ٌد و ُح ْم ٌر ِ
واحدُها يض و ُق ِب ٌ الجبا ِل كال ُع ُرو ِ ون في ِ ال ُجدُد :هي ُّ
الط ُر ُق ت َ ُك ُ
ُج َّدة ٌ.
سوا ِد الَّذِي ُي ْش ِبهُ َل ْونُهُ لَ ْونَ الغُرا ِ
ب. يب ال َّ
شدِي ُد ال َّ وال ِغ ْر ِب ُ
اللهَ ِم ْن ِعبا ِد ِه ْالعُلَما ُء" العلم والخشية متالزمان. وقوله ِإنَّما يَ ْخشَى َّ
615
جامع التيسير في تعليقات التفسير
616
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اركُ ِل ْل ُم َح َّر َماتَِ ،وقَ ْد َيتْ ُركُ َصدٌ﴾ َو ُه َوْ :ال ُم َؤ ّدِي ِل ْل َو ِ
اج َباتِ ،الت َّ ِ ﴿و ِم ْن ُه ْم ُم ْقت ِ
َ
ت بِإ ِ ْذ ِن﴿و ِم ْن ُه ْم َسابِ ٌق بِ ْال َخي َْرا ِ
ض ْال َم ْك ُروهَاتَِ . ض ْال ُم ْست َ َحبَّاتَِ ،ويَ ْف َع ُل بَ ْع َبَ ْع َ
ت َو ْال َم ْك ُروهَا ِ
ت اركُ ِل ْل ُم َح َّر َما ِ
ت َو ْال ُم ْست َ َحبَّاتِ ،الت َّ ِ اللَّ ِه﴾ َو ُه َوْ :الفَا ِع ُل ِل ْل َو ِ
اج َبا ِ
ت. ض ْال ُم َبا َحا ِ َوبَ ْع ِ
دينارا وال دره ًما ،
ً ورثُوا اَلنبياء َّ ،
وإن اَلنبيا َء لم يُ ِ ّ ِ وإن العلما َء ورثةُ
《 َّ
وافر》صححه اَللباني.
بحظ ٍٍّ ورثُوا ال ِع َلم فمن أخذَه أخذ
َّ
والصواب أن كال من هؤالء المذكورين في اآلية من أهل اْلمان والجنة.
وسل َم أ َّنهُ قا َل في هذ ِه اآلي ِة { ث ُ َّم أ َ ْو َرثْنَا ْال ِكت َ
َاب ي ِ صلَّى اللَّهُ علي ِه َّ عن النَّب ّ
ِ
َص ٌد َو ِم ْن ُه ْم َ
سا ِب ٌق ظا ِل ٌم ِلنَ ْف ِس ِه َو ِم ْن ُه ْم ُم ْقت ِ
طفَ ْينَا ِم ْن ِع َبا ِدنَا فَ ِم ْن ُه ْم َ الَّذِينَ ا ْ
ص َ
هؤالء كلُّهم بمنزل ٍة واحدةٍ وكلُّهم في الج َّن ِة .صححه
ِ ِب ْال َخي َْرا ِ
ت } قا َل
اَللباني.
والبن القيم بحث قيم في هذه اآلية في كتابي طريق الهجرتين وبدائع
التفسير.
ع ْن أ َ ِبي
ص ِحيحِ َ ت ِفي ال َّ ب َولُؤْ لُؤً ا﴾ َ ،ك َما ث َ َب َ ﴿يُ َحلَّ ْونَ ِفي َها ِم ْن أ َ َ
سا ِو َر ِم ْن َذ َه ٍ
الل ِه ﷺ أَنَّهُ قَا َل" :ت َ ْبلُ ُغ ْال ِح ْل َيةُ ِمنَ ْال ُمؤْ ِم ِن
سو ِل َّ ع ِن َر ُع ْنهَُ ، ي اللَّهُ َ ض َ ُه َري َْرة َ َر ِ
ْث َي ْبلُ ُغ ْال ُو ُ
ضو ُء" .رواه مسلم. َحي ُ
617
جامع التيسير في تعليقات التفسير
بَلَّغَهُ ِستِّينَ َ
س َنةً》.رواه البخاري.
أعمار أمتي ما بينَ الستِّينَ إلى
ُ عن أبي هريرة أن رسول الله قال 《
ُ
يجوز ذ ِل َك》صححه اَللباني. السبعينَ وأقلُّهم من
سو َل ﷺ واختاره ابن جرير وابن
الر ُ
ِير﴾ َ :ي ْع ِني ِب ِه َّ َوقَ ْولُهَُ :
﴿و َجا َء ُك ُم النَّذ ُ
ْب. كثير ،وقيل ال َّ
شي َ
618
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سورة يس مكية
619
جامع التيسير في تعليقات التفسير
620
جامع التيسير في تعليقات التفسير
621
جامع التيسير في تعليقات التفسير
622
جامع التيسير في تعليقات التفسير
623
جامع التيسير في تعليقات التفسير
624
جامع التيسير في تعليقات التفسير
باَلخبار من لم ت ُ ّ ِ
زو ِد》صححه اَللباني. ِ
الكالم ،و
ِ سنُه ك َح َ
س ِن الكالم ،ح َ
ِ عر بمنزل ِة
ش ُحديث عبد الله بن عمر 《ال ِ ّ
625
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ ࣰ
ت ذ ِۡك ًرا} أ ْكث َ ُر أ ْه ِل ال ِع ْل ِم
ت زَ ۡجرا ☆ فَٱلت َّ ٰـ ِل َي ٰـ ِ صفّا ☆ فَٱ َّ
لز ٰ ِج َر ٰ ِ ص ٰۤـفَّ ٰـ ِ
ت َ ﴿وٱل َّ
َ
اجراتِ ،و التّا ِلياتَِ :جماعاتُ
الز ِ صافّا ِ
ت ُهنا ،و ّ على َّ
أن ال ُمرا َد ِبـ :ال ّ َ
ال َمالئِ َك ِة.
ف ال َم َالئِ َكةُ صفُّونَ كما تَ ُ
ص ُّ حديث جابر بن سمرة في صحيح مسلمَ 《 .أال ت َ ُ
ف ال َم َالئِ َكةُ ِع ْن َد َر ِبّ َها؟ قا َل :يُتِ ُّمونَ وكيف تَ ُ
ص ُّ َ ِع ْن َد َر ِبّ َها؟ فَقُ ْلنَا يا َرسو َل الل ِه،
ف 》.
ص ِّ وف اَل ُ َو َل و َيت ََرا ُّ
صونَ في ال َّ صف ُ َ
ال ُّ
صفُوفُنا َك ُ
صف ُ ِ
وف ال َمالئِ َك ِة》 ، وحديث حذيفة عند مسلم 《 ُج ِعلَ ْ
ت ُ
626
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
احدٌ﴾ رد على قولهم {أ َ َج َع َل ٱ ۡلـَٔا ِل َهةَ ِإ َل ٰـها َو ٰ ِحدًا }
قَ ْولُهُِ ﴿ :إ َّن ِإلَ َه ُك ْم لَ َو ِ
سبْحانَهُ َ -خلَقَ ِلل َّ
ش ْم ِس إن َّ
اللهَ ُ - شار ُق ال َّ
ش ْم ِس .قِي َلَّ : ق﴾ َم ِ
شار ِ
﴿و َربُّال َم ِ
قوله َ
ُك َّل يَ ْو ٍم َم ْش ِرقًا و َم ْغ ِربًا بِ َع َد ِد أي ِّام ال َّسنَ ِة .وقد يراد الجمع بمشرق الشمس
والقمر والنجوم.
َوقَا َل فِي ا ْآل َي ِة ْاَل ُ ْخ َرىَ :
﴿ربُّ ْال َم ْش ِرقَي ِْن َو َربُّ ْال َم ْغ ِر َبي ِْن﴾ َي ْعنِي فِي ال ِ ّشت َِاء
ش ْم ِس َو ْالقَ َم ِر.
ْفِ ،لل َّ
صي ِ
َوال َّ
ب﴾ َو َهذَا ْال ُم َرا ُد ِم ْنهُ ِج ْن ُ
س ق َو ْال َم ْغ ِر ِ َوقَا َل ِفي ْاآل َي ِة ْاَل ُ ْخ َرىَ :
﴿ربُّ ْال َم ْش ِر ِ
ب.َار ِ ق َو ْال َمغ ِ ْال َمش ِ
َار ِ
سما َء ال ُّد ْنيا بِ ِزي َن ٍة ْال َكوا ِك ِ
ب﴾ ذكر القرآن ثالث فوائد قَ ْولُهُ تَعَا َلى﴿ :إِنَّا زَ َّينَّا ال َّ
ِللنُّ ُجوم.
{ ِإنَّا َخلَ ۡق َن ٰـ ُهم ِّمن ِطي ࣲن َّال ِز ِ
ب}
ضها من
آدم ِمن قبض ٍة قب َ حديث أبي موسى اَلشعري 《 َّ
إن اللهَ تعالى خلق َ
اَلحمر ،
ُ اَلرض ،جاء منهم
ِ آدم على ق ْد ِر
اَلرض ،فجاء بنو َ
ِ جميعِ
ب، ُ
والخبيث ،والطيِّ ُ ْ
والحز ُن ، سهلُ،
ض ،واَلسودُ ،وبينَ ذ ِل َك ،وال َّ
واَلب َي ُ
ذلك 》.صححه اَللباني.
وبينَ َ
ع ِظي ࣱم}
ظ ۡل ٌم َ ش ُروا الَّذِينَ َ
ظلَ ُموا َوأ َ ْز َوا َج ُه ْم﴾ أي أشركوا { ِإ َّن ٱل ِ ّ
ش ۡر َك َل ُ ﴿احْ ُ
﴿أ َ ْز َوا َج ُه ْم﴾ الصواب أن يقال أشباههم وأمثالهم
وس ُز ّ ِو َج ۡت{
} َو ِإذَا ٱلنُّفُ ُ
627
جامع التيسير في تعليقات التفسير
628
جامع التيسير في تعليقات التفسير
629
جامع التيسير في تعليقات التفسير
630
جامع التيسير في تعليقات التفسير
631
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ين ومنهُ س ّنةُ ْاَلُض ِْحيَّةَ ،وأن النبي علَى أَنَّهُ فُد َ
ِي ِب َكب ٍْش َ
س ِم ٍ َوأ َ ْه ُل الت َّ ْف ِس ِ
ير َ
صلى الله عليه وسلم ابن الذبيحين.
علَ ٰى ُمو َ
س ٰى َو َه ٰـ ُرونَ } سلَ ٰـ ٌم َ
{ َ
حديث وائل بن حجر 《صلُّوا على النَّبيينَ إذا ذَ َك ْرت ُ ُمو ِني ،فإنَّ ُه ْم بُ ِعثُوا
كما بُ ِعثْتُ 》حسنه اَللباني.
علَى ِإ ْل َياسِينَ ﴾
سال ٌم َ
﴿ َ
علَى ْ
آل علَى ِإ ْد َراسِينَ " َوآخ َُرونَ َ " :
سال ٌم َ ع ْب ُد اللَّ ِه ب ِْن َم ْسعُودٍَ " .
س َال ٌم َ َوقَ َرأ َ َ
يَاسِينَ "
كما يُقَالُِ :مي َكالَُ ،و ِمي َكا ِئي ُل.
ت ُك ِلّها ْإل ُ
ياس. على َه ِذ ِه ال ِقراءا ِ
الجمهور :ال ُمرا ُد َ
قَ ْولُهُ﴿ :إِ ْذ أَ َبقَ إِلَى ْالفُ ْل ِك ْال َم ْش ُح ِ
ون﴾
إنما ذُ ِ ّكرنا عنه أنه أذنب ،وعاقبه اللّه مع كونه من الرسل الكرام ،وأنه نجاه
بعد ذلك ،وأزال عنه المالم.
ظ ࣱ ب ٱ ۡل ُحو ِ
ت ِإ ۡذ نَا َد ٰى َو ُه َو َم ۡك ُ
وم{ اح ِ
ص ِ}فَٱصۡ ِب ۡر ِل ُح ۡك ِم َر ِّب َك َو َال ت َ ُكن َك َ
بن َمتَّى ".أخرجه البخاري "
س ِال َي ْن َب ِغي ِل َع ْب ٍد أ َ ْن َيقُو َل :أَنَا َخي ٌْر ِمن يُونُ َ
ومسلم.
قَ ْولُهُ﴿ :فَلَ ْوال أ َ َّنهُ َكانَ ِمنَ ْال ُم َ
س ِبّ ِحينَ }
سبْحان ََك ِإنِّي ُك ْنتُ ِمنَ َّ
الظا ِل ِمينَ ﴾ ت ُ ﴿ال ِإلهَ ِإ َّال أ َ ْن َ
َ
632
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َاء َي ْع ِر ْف َك فِي ال ِ ّش َّد ِة" َّاس " :ت َ َعرف ِإ َلى اللَّ ِه فِي َّ
الرخ ِ عب ٍع ِن اب ِْن َ َوفِي َحدِي ٍ
ث َ
صححه اَللباني.
﴿وأ َ ْن َبتْنَا َعلَ ْي ِه َش َج َرة ً ِم ْن َي ْق ِط ٍ
ين﴾ َ
عةُ نَبَاتِ ِه ،وتظلي ُل َو َر ِق ِه ِل ِكبَ ِر ِهَ ،ونُعُو َمتِ ِه، ض ُه ْم فَ َوائِ َدهُِ ،م ْن َهاُ :
س ْر َ َوذَ َك َر بَ ْع ُ
ابَ ،و َج ْو َدة ُ أ َ ْغ ِذيَ ِة ث َ َم ِر ِهَ ،وأَنَّهُ يُؤْ َك ُل نَيِّئًّا َو َم ْ
طبُو ًخا بِلُ ِّب ِه َوأَنَّهُ َال يَ ْق َربُ َها ال ُّذبَ ُ
َو ِق ْش ِر ِه أَ ْي ً
ضا.
ت آ َجا ِل ِه ْمَ ،كقَ ْو ِل ِه﴿ :فَلَ ْوال َكان ْ
َت ين﴾ أ َ ْ
يِ :إلَى َو ْق ِ َوقَ ْو ِل ِه﴿ :فَآ َمنُوا فَ َمت َّ ْعنَا ُه ْم ِإلَى ِح ٍ
َت فَنَفَعَ َها ِإي َمانُ َها ِإال قَ ْو َم يُونُ َ
س} قَ ْريَةٌ آ َمن ْ
{فَٱ ۡست َۡفتِ ِه ۡم أَ ِل َر ِبّ َك ٱ ۡل َبنَاتُ َولَ ُه ُم ٱ ۡل َبنُونَ }
ش َر أ َ َح ُد ُه ْم ِباَل ْنثَى َ
ظ َّل َوجْ ُههُ ُمس َْودًّا َو ُه َو َك ِظي ٌم﴾ ﴿ َو ِإذَا بُ ِ ّ
أَلَ ُك ُم الذَّ َك ُر َولَهُ اَل ْنثَىِ .ت ْل َك ِإ ًذا ِق ْس َمةٌ ِ
ضيزَ ى﴾
من جهة جعلهم الولد للّه تعالى.
ومن جهة جعلهم أردأ القسمين وأخسهما له وهو البنات التي ال يرضونهن
َلنفسهم.
ومن جهة جعلهم المالئكة بنات اللّه ،وحكمهم بذلك.
﴿و َجعَلُوا ْال َمالئِ َكةَ الَّذِينَ ُه ْم ِعبَا ُد َّ
الرحْ َم ِن إِنَاثًا} َ
﴿و َج َعلُوا َب ْي َنهُ َو َبيْنَ ْال ِج َّن ِة نَ َسبًا﴾ َقا َل ُم َجا ِهدٌ :قَا َل ْال ُم ْش ِر ُكونَ :المالئكةَُوقَ ْولُهَُ :
ع ْنهُ :فَ َم ْن أ ُ َّم َهات ُ ُه َّن؟ قَالُوا :بَنَاتُ
ي اللَّهُ َ
ض َ سأ َ َل أَبُو بَ ْك ٍرَ ،ر ِ بناتُ اللَّ ِه .فَ َ
س َروات ا ْل ِج ِّن. َ
633
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سورة ص مكية
وف ت َ ْقد ُ
ِيرهُ س ِم َمحْ ذُ ٌ آن ذِي ال ِذّ ْك ِر﴾ قال الشيخ محمد الشنقيطي َج ُ
واب القَ َ ﴿والقُ ْر ِ
اَلم ُر َكما يَقُولُهُ ال ُكفّ ُ
ار" "ما ْ
وقال ابن القيم إن الجواب محذوف تقديره "إن القرآن لحق"
﴿وإنَّهُ لَ ِذ ْك ٌر لَ َك و ِلقَ ْو ِم َك﴾
َ
واشتملت هذه السورة خصومات متعددة فأولها خصومة الكفار مع النبي ﷺ
﴿أجعل اآللهة إلها واحد﴾ إلى آخر كالمهم ثم اختصام الخصمين عند داود ثم
تخاصم أهل النار ثم اختصم المأل اَلعلى..
634
جامع التيسير في تعليقات التفسير
635
جامع التيسير في تعليقات التفسير
636
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وعنه في قوله ﴿أُولَئِ َك الَّذِينَ َه َدى اللَّهُ فَ ِب ُه َدا ُه ُم ا ْقت َ ِد ِه﴾ فَ َكانَ َد ُاو ُد َ
علَ ْي ِه ال َّ
س َال ُم
ِي ِب ِه" أصله في الصحيح. ِم َّم ْن أ ُ ِم َر نَبِيُّ ُك ْم ﷺ أ َ ْن يَ ْقتَد َ
ي صلَّى اللَّهُ علي ِه وسلَّ َم سج َد في ص وقا َلَ :سج َدها داو ُد
أن النَّب َّ
وعنه أيضا َّ
توبةً ،ونَسجدُها ُ
ش ْك ًرا" صححه اَللباني وغيره.
ب﴾ قال ابن القيم رحمه الله. إن لَهُ ِع ْن َدنا لَ ُز ْلفى و ُحسْنَ َمآ ٍ
﴿و َّ
قوله َ
زاء ".بأن العبد " ب ُحس ُْن الثَّوا ِ
ب وال َج ِ ب ،و ُحس ُْن ال َمآ ِنزلَةُ القُ ْر ِ فالز ْلفى َم ِ
ُّ
ترتفع منزلته بعد التوبة.
ع ْن ِذ ْك ِر َربِّي} يَ ْعنِي بِ ْال َخي ِْر ْال َخ ْي َل. {إِ ِنّي أَحْ َببْتُ ُحبَّ ْال َخي ِْر َ
ض َها س ِرينَ أَنَّهُ ا ْشتَغَ َل ِب َع ْر ِ ف َو ْال ُمفَ ِ ّس َل ِاح ٍد ِمنَ ال َّ
غي ُْر َو ِقال ابن كثير :ذَ َك َر َ
ط ُع ِب ِه أ َ َّنهُ لَ ْم يَتْ ُر ْك َها َ
ع ْمدًا بَ ْل نِ ْس َيانًا ص ِر َوالَّذِي يُ ْق َص َالةِ ْال َع ْ
ات َو ْقتُ َ
َحتَّى فَ َ
ص َّالهَا َب ْع َد ْالغُ ُرو ِ
ب ص َال ِة ْال َع ْ
ص ِر َحتَّى َ ع ْن َ ي ﷺ َي ْو َم ْال َخ ْن َد ِ
ق َ ش ِغ َل ال َّن ِب ُّ
َك َما ُ
ص ِحي َحي ِْن .ورجحه. َوذَ ِل َك ث َا ِب ٌ
ت فِي ال َّ
س"
ش ْم َ ت" أَي ِ ْال َخ ْي ُل فِي ْال ُم َ
سابَقَ ِة .وقيل يَ ْع ِني ال َّ َحتَّى ت َ
َوار ْ
س ُح َها َم ْس ًحا" ي فَأ َ ْق َب َل َي ْم َ
ط ِفقَ َمسْحاً" أ َ ْ ي فَ َ علَ َّ
ُردُّوها َ
ط ُع أُذِنَ َلهُ ِفي قَتْ ِل َها. َوقِي َلْ :ال َم ْس ُح ها هنا ُه َو ْالقَ ْ
ࣰ
َاب﴾ َ ُ
سدا ث َّم أن َ علَ ٰى ُك ۡر ِسيِّ ِهۦ َج َ سلَ ۡي َم ٰـنَ َوأ َ ۡلقَ ۡينَا َ
{ َولَقَ ۡد فَتَنَّا ُ
637
جامع التيسير في تعليقات التفسير
طوفَ َّن اللَّ ْيلَةَ علَىسال ُمََ :ل َ ُداو َد عليهما ال َّ بن ُ سلَي ُ
ْمان ُ حديث أبي هريرة "قا َل ُ
الل ِه ،فقا َل لهسبي ِل َّ بفار ٍس يُجا ِه ُد في َ ِمئ َ ِة ْام َرأَةٍْ ،أو تِسْعٍ وتِ ْسعِينَ ُكلُّ ُه َّن ،يَأْتي ِ
منهن َّإال ْام َرأَة ٌ ِ
واح َدةٌ، َّ إن شا َء اللَّهُ ،فَلَ ْم َيحْ ِم ْل إن شا َء َّ
اللهُ ،فَلَ ْم َيقُ ْل ْ صاحبُهُْ :
ِ
اللهُ ،لَجا َهدُوا في إن شا َء َّ س ُم َح َّم ٍد ب َي ِد ِه ،لو قا َلْ :ق َر ُج ٍل ،والذي نَ ْف ُ ت ب ِش ّ ِجا َء ْ
سبي ِل اللَّ ِه ،فُ ْرسانًا أجْ َمعُونَ " أخرجه البخاري ومسلم.
َ
ت ْال َو َّه ُ
اب﴾ ﴿وهَبْ ِلي ُم ْل ًكا َال َي ْن َب ِغي َل َح ٍد ِم ْن َب ْعدِي ِإنَّ َك أ َ ْن َ
قَ ْولُهَُ :
ار َحةَ ْ -أو َك ِل َمةً نَحْ َوهَا ي البَ ِ علَ َّ الج ِّن تَ َفلَّ َ
ت َ إن ِع ْف ِريتًا ِمنَ ِ حديث أبى هريرة َّ
ار َي ٍة ِمن
س ِطهُ إلى َ أربِ َأن ْ فأردْتُ ْ فأم َك َننِي اللَّهُ منهَ ، ص َالةَْ ، ي ال َّ ِ -ليَ ْق َ
ط َع َعلَ َّ
أخي ظ ُروا إ َل ْي ِه ُكلُّ ُك ْمَ ،ف َذ َك ْرتُ قَ ْو َل ِ
ص ِب ُحوا وتَ ْن ُس َو ِاري ال َمس ِْج ِد حتَّى ت ُ ْ َ
سلَ ْي َمانَ { :قا َل َربّ ِ ا ْغ ِف ْر لي وهَبْ لي ُم ْل ًكا ال يَ ْنبَ ِغي َل َح ٍد ِمن بَ ْعدِي} في
ُ
الصحيحين.
اب﴾ قَا َل ْال َح َ
س ُن ص َْث أ َ َ
الري َح تَجْ ِري ِبأ َ ْم ِر ِه ُرخَا ًء َحي ُ َوقَ ْولُهُ﴿ :فَ َ
س َّخ ْرنَا لَهُ ِ ّ
ضهُ ض ًبا ِل َّل ِهَ ،
ع َّز َو َج َّل َ
ع َّو َ ان ْال َخ ْي َل َ
غ َ س َل ْي َم ُ ي َر ِح َمهُ اللَّهُ :لَ َّما َ
عقَ َر ُ ْالبَ ْ
ص ِر ُّ
ش ْه ٌر.
ش ْه ٌر َو َر َوا ُح َها َ لري ُح َّال ِتي ُ
غد ُُّوهَا َ اللَّهُ َما ُه َو َخي ٌْر ِم ْن َها َوأَس َْرعُ ا ِ ّ
خيرا منه》صححه اَللباني. ترك شيئًا لل ِه َّ ،
عوضهُ اللهُ ً 《من َ
سلَيْمانَ
﴿و ِل ُ
أصاب﴾ وقوله َ
َ أم ِر ِه ُرخا ًء َحي ُ
ْث س َّخ ْرنا لَهُ ِ ّ
الري َح تَجْ ِري بِ ْ قوله ﴿فَ َ
عاصفَةً تَجْ ِري ِب ْ
أم ِر ِه} ِ الري َح
ِّ
638
جامع التيسير في تعليقات التفسير
639
جامع التيسير في تعليقات التفسير
641
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِين ْالخَا ِل ُ
ص﴾ فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه 《قا َل اللَّهُ ﴿أَال ِللَّ ِه ال ّد ُ
ع َم ًال أ ْش َر َك فيه
ع ِم َل َ ع ِن ال ِ ّ
ش ْر ِكَ ،من َ كاء َ َبار َك وت َعالَى :أنا أ ْغنَى ال ُّ
ش َر ِ ت َ
غيري ،ت َ َر ْكتُهُ و ِش ْر َكهُ 》.رواه مسلم.
َم ِعي ِ
وفيه قول ابن القيم رحمه الله بأن العمل ال يسمى عبادة خالصة اذا كانت
فيه شائبة..
شفَ َع ٰۤـ ُؤنَا ِعن َد {ويَقُولُونَ َه ٰۤـؤ َ ۤ
ُال ِء ُ الل ِه ُز ْلفَى﴾ كقوله َ
﴿ َما نَ ْعبُ ُد ُه ْم ِإال ِليُقَ ِ ّربُونَا ِإ َلى َّ
ٱللَّ ٰۚ ِه} وهذا باطل َلن الله يقول
ان{
ع َِّاع ِإذَا َد َ ب أ ُ ِجي ُ
ب َد ۡع َوة َ ٱلد ِ سأَلَ َك ِعبَا ِدی َ
عنِّی فَإِنِّی قَ ِري ٌ } َو ِإذَا َ
علَى اللَّ ْي ِل﴾ ُك ٌّل ِم ْن ُه َما يَ ْ
طلُ ُ
ب ْاآلخ ََر ار َ علَى النَّ َه ِ
ار َويُ َك ّ ِو ُر النَّ َه َ ﴿يُ َك ّ ِو ُر َّ
الل ْي َل َ
ار َي ْ
طلُبُهُ َحثِيثًا﴾ ط َلبًا َحثِيثًاَ ،كقَ ْو ِل ِه﴿ :يُ ْغ ِشي اللَّ ْي َل ال َّن َه َ َ
{وأ َ ْنزَ َل لَ ُك ْم ِمنَ ْاَل َ ْن ِ
عام} أي َخلَقَ َل ُك ْم .وقيل إنزاال حقيقيا من الذكور قوله َ
إلى اْلناث عند التناسل.
﴿منَ الضَّأ ْ ِن اثْنَي ِْن ِ
ومنَ ال َم ْع ِز اثْنَي ِْن﴾ والثَّمانِ َيةُ ْ
اَلزوا ُج هي ما في قَ ْو ِل ِهِ :
ومنَ البَقَ ِر اثْ َني ِْن﴾
﴿ومنَ اْلبِ ِل اثْنَي ِْن ِ
ِ
ظ ْل َمةَ
ظ ْل َمةَ ْال َم ِشي َم ِة َو ُ ظ ْل َمةَ َّ
الر ِح ِمَ ،و ُ ت ثَالثٍ﴾ َي ْع ِنيُ :
ظلُ َما ٍ
َوقَ ْولُهُِ ﴿ :في ُ
ْالبَ ْ
ط ِن.
642
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عا ☆ ِإ َّال ٱ ۡل ُم َ
ص ِلّينَ } َمنُو ً
ࣰ ࣰ
وا َر ۡح َمةَ َر ِّب ِهۦٰۗ} اجدا َوقَ ۤا ِٕىما َي ۡحذَ ُر ٱ ۡلـَٔ ِ
اخ َرةَ َو َي ۡر ُج ۟ ت َءان َۤا َء ٱلَّ ۡي ِل َ
س ِ ﴿أ َ َّم ۡن ُه َو قَ ٰـ ِن ٌ
الطعام،
َ السالم ،وأَ ْ
ط ِع ُموا َ الناس أ َ ْف ُ
شوا ُ فيه حديث عبد الله بن سالم {أَيُّها
والناس ِن َيا ٌم ،ت َ ْد ُخلوا الجنةَ ب َ
س َال ٍم} وأن الله ينزل في الثلث الخير من ُ صلُّوا
و َ
ي صلى الله عليه وسلم قال لشاب دخل الليل .وحديث أنس بن مالك ّ
أن النب َّ
عليه وهو في الموت "كيف تجدك قال أرجو الله وأخاف ذنوبي قال رسول
الل ِه صلى الله عليه وسلم ال يجتمعان في قلب عبد في مثل هذه الحال إال
أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف" حسنه ابن العربي والمنذري.
َوقَ ْولُهُ﴿ :قُ ْل ه َْل َي ْست َ ِوي الَّذِينَ يَ ْعلَ ُمونَ َوالَّذِينَ َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ فيه حديث أنس بن
مسلم" صححه اَللباني في صحيح ٍ العلم فريضةٌ على ك ِّل ِ "طلب
ُ مالك
الجامع.
سنُوا فِي َه ِذ ِه ال ُّد ْنيَا َح َسنَةٌ﴾
﴿قُ ْل يَا ِعبَا ِد الَّذِينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َربَّ ُك ْم ِللَّذِينَ أَحْ َ
643
جامع التيسير في تعليقات التفسير
644
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ق﴾ قال الشيخ محمد الشنقيطي” :الَّذِي“ ت َأ ْ ِتي قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :والَّذِي جا َء ِبال ِ ّ
ص ْد ِ
آن ،قَ ْولُهُ
ب ،فَ ِمن ْأمثِلَ ِة َذ ِل َك في القُ ْر ِ ِب َم ْعنى الَّذِينَ في القُ ْر ِ
آن وفي َك ِ
الم ال َع َر ِ
الز َم ِر َه ِذ ِه﴿ :والَّذِي جا َء بِال ِ ّ
ص ْد ِ
ق﴾ ت َعالى في آيَ ِة ُّ
أن َي ُكونَ با ِقيًا َ
على وز ْ ع ِملُوا﴾ و(أس َْوأ) َي ُج ُ ع ْنهم أس َْوأ الَّذِي َقَ ْولُهُِ ﴿ :ليُ َك ِفّ َر اللَّهُ َ
علَ ْي ِه ،فال ُمرا ُد ِبأس َْوأِ َ
ع َم ِل ِه ْم هو ضي ِل ِم ِن ا ْق ِت ِ
ضاء ُم َف َّ
ض ٍل َ ظا ِه ِر اس ِْم الت َّ ْف ِ
ع ْنهم ما دُونَهُ ِمن َسيِّ ِئ ع ْنهم أس َْوأ الَّذِي َ
ع ِملُوا َكفَّ َر َ سو ًءا ،وإذا َكفَّ َر َ ظ ُمهُ ُ أ ْع َ
أعْما ِل ِه ْم ِب َدال َل ِة ال َفحْ وى.
ضلَ ِة.
وب ال ُمفا َ أن يَ ُكونَ أس َْوأ َم ْسلُ َ وز ْ ويَ ُج ُ
عدُونَهُ
سو َل َو َيت ََو َّ ﴿ويُخ ّ َِوفُون ََك ِبالَّذِينَ ِم ْن دُو ِن ِه﴾ َي ْع ِنيْ :ال ُم ْش ِركِينَ يُخ ّ َِوفُونَ َّ
الر ُ َ
عونَ َها ِم ْن دُو ِن ِه .كما في سورة اَلنعام ،في قصة َام ِه ْم َوآ ِل َهتِ ِه ُم الَّتِي يَ ْد ُ
صن ِِبأ َ ْ
نبينا إبراهيم.
علَ ْي ِه ْم ِب َو ِكي ٍل} ت َ ﴿و َما أ َ ْن َ
َ
علَ ۡي َك ِإ َّال ٱ ۡلبَ َل ٰـ ٰۗ ُغ{} ِإ ۡن َ
ضى َام َها فَيُ ْم ِسكُ الَّتِي قَ َ س ِحينَ َم ْوتِ َها َو َّالتِي لَ ْم ت َ ُم ْ
ت فِي َمن ِ َّ
﴿اللهُ يَت ََوفَّى اَل ْنفُ َ
﴿و ُه َو الَّذِي اَلخ َرى ِإلَى أ َ َج ٍل ُم َ
س ًّمى﴾ َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ : ت َويُ ْر ِس ُل ْعلَ ْي َها ْال َم ْو َ
َ
ضى أ َ َج ٌل ُم َ
س ًّمى ث ُ َّم ار ث ُ َّم يَ ْب َعث ُ ُك ْم فِي ِه ِليُ ْق َ
الل ْي ِل َويَ ْعلَ ُم َما َج َرحْ ت ُ ْم بِالنَّ َه ِ يَت ََوفَّا ُك ْم بِ َّ
ِإ َل ْي ِه َم ْر ِجعُ ُك ْم ث ُ َّم يُ َن ِبّئ ُ ُك ْم}...
646
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ضونَ َها ِمنَ س ْال َو َفاة َ ْال ُكب َْرىِ ،ب َما يُ ْر ِس ُل ِمنَ ا ْل َحفَ َ
ظ ِة الَّذِينَ َي ْق ِب ُ اللهُ َيت ََوفَّى ْاَل َ ْنفُ َ
ص ْغ َرى ِع ْن َد ْال َمن َِام .وهذا مما خالف ابن القيم شيخه ابن انَ ،و ْال َوفَاة َ ال ُّ
ْاَل َ ْب َد ِ
تيمية رحمهما الله .وعليه الجمهور.
عن ابن عباس في هذه اآلية قال :بلغني أن أرواح اَلحياء واَلموات تلتقي
في المنام فيتساءلون بينهم فيمسك ّ
الله أرواح الموتى ويرسل أرواح اَلحياء
إلى أجسادها.
سو ُل اللَّ ِه ﷺِ " :إ َذا أ َ َوى أ َ َح ُد ُك ْم ِإ َلى فِ َرا ِش ِه ْفلي ْنفُضْه ِب َد ِ
اخلَ ِة ِإزَ ِار ِه ،فَإ ِ َّنهُ قَا َل َر ُ
ض ْعتُ َج ْنبِيَ ،وبِ َك أ َ ْرفَعُهُ ،إِ ْن علَ ْي ِه ،ث ُ َّم ِليَقُ ْل :بِاس ِْم َك َربِّي َو َ َال يَ ْد ِري َما َخلَ َفهُ َ
س ْلت َ َها فَاحْ فَ ْ
ظ َها ِب َما تَحْ فَ ُ
ظ ِب ِه ِع َبا َد َك ار َح ْم َهاَ ،و ِإ ْن أ َ ْر َ
ت نَ ْف ِسي فَ ْ
س ْك َأ َ ْم َ
صا ِل ِحينَ " رواه البخاري ومسلم.
ال َّ
ُون اللَّ ِه ُ
شفَعا َء} ﴿أم ات َّ َخذُوا ِمن د ِ
ِ
ع ُموا أنَّها ت َ ْش َف ُع لَهم في حاجاتِ ِه ْم كما قالوا ﴿ما نَ ْعبُدُهم ّإال
صنام ،زَ َ
يعني اَل ْ
ِليُقَ ِ ّربُونا إلى اللَّ ِه ُز ْلفى﴾
أو تشبيها بال َمال ِئ َكةُ.
عةُ َج ِميعًا﴾ ﴿قُ ْل ِللَّ ِه ال َّ
شفا َ
وشروطها :إذن الله ورضاه عن الشافع والشفوع له.
وأقسامها :مثبة ومنفية.
ش َها َدةِ أ َ ْن َ
ت تَحْ ُك ُم َبيْنَ عا ِل َم ْالغَ ْي ِ
ب َوال َّ ض َ
اَلر ِ
ت َو ْ
س َم َوا ِ ﴿قُ ِل اللَّ ُه َّم فَ ِ
اط َر ال َّ
ِك ِفي َما َكانُوا ِفي ِه َي ْخت َ ِلفُونَ ﴾
ِع َباد َ
647
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه والَّذي نَ ْفسي بي ِد ِه لَ ْو أنَّكم ال تُذنِبونَ ،
َب اللهُ ِبكم ،ث ُ َّم جا َء ٍ
بقوم يُذنِبونَ فتستغفِرونَ اللهَ ،فيغ ِف ُر ل ُك ْم ،لذه َ
خطئونَ حتَّى تبلُ َغ خَطايا ُك ُم ال َّ
سما َء ،ث ُ َّم فيستغفِرونَ ،فيغ ِف ُر ل ُه ْم ،ولَ ْو ت ُ ِ
لتاب اللهُ عل ْي ُك ْم .صححه شعيب اَلرناؤوط. َ تتوبونَ ،
{أ َ ْو تَقُو َل لَ ْو أ َ َّن اللَّهَ َه َدانِي لَ ُك ْنتُ ِمنَ ْال ُمتَّقِينَ أ َ ْو تَقُو َل ِحينَ ت ََرى ْالعَذَ َ
اب لَ ْو
أ َ َّن ِلي َك َّرة ً فَأ َ ُكونَ ِمنَ ْال ُمحْ ِسنِينَ ﴾
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن اللهَ هداني .فيَ ُ
كون عليه " ُك ُّل أه ِل النَّ ِ
ار يَرى َمقعَ َدهُ ِمنَ الجنَّ ِة ،ف َيقولُ :لو َّ
َحسرةً .قال :و ُك ُّل أه ِل الجنَّ ِة َيرى َمق َع َدهُ ِمنَ النَّ ِ
ار ،ف َيقولُ :لوال َّ
أن اللهَ
كرا" .حسنه اَللباني وصححه غيره.
ش ًكون له ُ
هداني .قال :فيَ ُ
{ٱللَّهُ َخ ٰـ ِل ُق ُك ِّل َ
ش ۡی ࣲء} من اَلعيان واَلفعال ،وقد بوب البخاري في صحيحه
"باب خلق أفعال العباد" ،وفي هذا رد على غالة القدرية بأن العبد يخلق
أفعاله.
ض وعليه
واَلر ِ
ْ ت
سماوا ِ
ض﴾ وهي َمفا ِتي ُح ال َّ
واَلر ِ
ْ ت ﴿لَهُ َمقا ِلي ُد ال َّ
سماوا ِ
الجمهور وقيل الخَزَ ائِ ُن.
ع َملُ َك َو َلت َ ُكون ََّن ي إِ َلي َْك َوإِلَى الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل َك لَ ِئ ْن أ َ ْش َر ْك َ
ت لَيَحْ بَ َ
ط َّن َ { َولَقَ ْد أ ُ ِ
وح َ
ِمنَ ْالخَا ِس ِرينَ ﴾
ع ْن ُه ْم َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴾ ﴿ولَ ْو أ َ ْش َر ُكوا لَ َحبِ َ
ط َ َكقَ ْو ِل ِهَ :
649
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وفيه حديث ثوبان "ال تقو ُم الساعةُ حتى ْتلحقَ قبائ ُل من أ َّمتي بالمشركينَ ،
ُ
اَلوثان" صححه اَللباني. و حتى تُعب َد
أخوف عليكم عندي من المسيحِ الدجا ِل؟ قالوا:
ُ أخبركم بما هو
ُ وحديث "أال
بلى ،قال :الشركُ الخف ُّ
ي "..حسنه اَللباني.
﴿و َما قَ َد ُروا اللَّهَ َح َّق َق ْد ِر ِه﴾
َ
سو ِل اللَّ ِه ﷺ فَقَا َل: ع ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن َم ْسعُو ٍد قَا َلَ :جا َء َحب ٌْر ِمنَ ْاَلَحْ َب ِ
ار ِإلَى َر ُ ع ْن َ
َ
ضينَ ص َبعٍَ ،و ْاَل َ ْر ِ
علَى ِإ ْ
يَا ُم َح َّمدُِ :إ َّنا نجد أن الله عز وجل يجعل السموات َ
سائِ َر
صبَ ٍعَ ،و َ صبَ ٍعَ ،و ْال َما َء َوالث َّ َرى َ
ع َلى إِ ْ علَى إِ ْش َج َر َ علَى إِ ْ
ص َبعٍَ ،وال َّ َ
سو ُل اللَّ ِه ﷺ َحتَّى َب َد ْ
ت ض ِح َك َر ُص َب ٍع .فَ َيقُولُ :أَنَا ْال َم ِلكُ َ .ف َ ع َلى ِإ ْ
ق َ ْالخ ََالئِ ِ
﴿و َما قَ َد ُروا اللَّهَ َح َّق صدِيقًا ِلقَ ْو ِل ْال َحب ِْر ،ث ُ َّم قَ َرأَ َر ُ
سو ُل اللَّ ِه ﷺَ : اجذُهُ ،تَ ْ
ن ََو ِ
ضتُهُ َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة﴾ رواه البخاري. ض َج ِمي ًعا َق ْب َ اَلر ُ قَ ْد ِر ِه َو ْ
س َم ٰـ َو ٰتُ َم ۡط ِويَّ ٰـ ُۢتُ ِب َي ِمي ِن ِهۦٰۚ} فيه حديث "و ِك ْلتا َي َد ْي ِه َي ِم ٌ
ين "،رواه {وٱل َّ
قوله َ
س َك ِم ۡث ِل ِهۦ َ
ش ۡی} مسلم .وهو سبحانه وتعالى {لَ ۡي َ
وفيه قول ابن تيمية رحمه الله بأن الفرق الضالة وقعوا في أشد ما فروا منه
حتى جعلوا الله في عدم.
ض ّإال َمن شا َء
اَلر ِ
ت و َمن في ْ
سماوا ِ ور َف َ
ص ِعقَ َمن في ال َّ ص ِ﴿ونُ ِف َخ في ال ُّ
اللَّهُ﴾
فقد استثنى اللّه سبحانه بعض من في السماوات ومن في اَلرض من هذا
الصعق.
650
جامع التيسير في تعليقات التفسير
فقيل موسى عليه السالم .لحديث أبي هريرة رضي الله عنه "فأ َ ُ
كون َّأو َل
العرش ،فال أدري
ِ سى آخذٌ بقائم ٍة ِمن قَ ِ
وائم سهُ ،فإذا أنا بمو َ
َمن رف َع رأ َ
سهُ قَبلي ،أو كانَ م َّم ِن استثنَى اللَّهُ َّ
عز وج َّل" صححه اَللباني أرف َع رأ َ
وغيره .فإن كان لم يصعق معهم فيكون قد حوسب بصعقته يوم تجلى ربه
للجبل فجعله دكا.
وقيل هم المالئكة
قال ابن القيم رحمه الله وغيره ظاهر هذا الحديث أن هذه صعقة غشي
تكون يوم القيامة ،ال صعقة الموت الحادثة عن نفخ الصور.
ض ّإال َمن شا َء
اَلر ِ
ت و َمن في ْ
سماوا ِ ور َف َ
ص ِعقَ َمن في ال َّ ص ِ﴿ونُ ِف َخ في ال ُّ
اللَّهُ﴾ ينفخه إسرافيل كما أخبر النبي.
فقد استثنى اللّه سبحانه بعض من في السماوات ومن في اَلرض من هذا
الصعق.
ض بِنُ ِ
ور َربِّ َها﴾ فيه حديث أبي موسى اَلشعري عند اَلر ُ
ت ْ ﴿وأ َ ْش َر َق ِ
َوقَ ْولُهَُ :
سبُحاتُ وجْ ِه ِه ما ا ْنت َ َهى إ َل ْي ِه َب َ
ص ُرهُ شفَهُ َلَحْ َرقَ ْ
ت ُ "حجابُهُ النُّور ..لو َك َ مسلم ِ
ِمن خ َْل ِق ِه".
س ُك ّ ِو َر ۡت} وذهب نور الشمس لقوله { ِإذَا ٱل َّ
ش ۡم ُ
ࣱ ࣱ
س ۤا ِٕىق َو َ
ش ِهيد} {و َج ۤا َء ۡت ُك ُّل ن َۡف ࣲس َّم َع َها َ اء﴾ قيل هم المالئكة َ ﴿وال ُّ
ش َه َد ِ َ
ࣰ ࣰ
{و َكذَ ٰ ِل َك َج َع ۡلنَ ٰـ ُك ۡم أ ُ َّمة َو َسطا ِلّت َ ُكونُوا۟ وقيل هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم َ
ࣰ
ش ِهيد ٰۗا } علَ ۡي ُك ۡم َ
سو ُل َ اس َويَ ُكونَ ٱ َّ
لر ُ ش َه َد ۤا َء َ
علَى ٱلنَّ ِ ُ
651
جامع التيسير في تعليقات التفسير
652
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت َك َه ْيئ َ ِة َكب ٍْش ْأملَ َح ،فيُنادِي ُمنادٍ :يا أ ْه َل ال َجنَّ ِة ،فَ َي ْش َر ِئبُّونَ
"يُؤْ ت َى بال َم ْو ِ
هل ت َ ْع ِرفُونَ هذا؟ فيَقولونَ :نَ َع ْم ،هذا ال َم ْوتُ ،و ُكلُّ ُه ْم ق ْد ظ ُرونَ ،فيَقولُْ : ويَ ْن ُ
ظ ُرونَ ،ف َيقولُ :وه ْل ت َ ْع ِرفُونَ ار ،فَ َي ْش َر ِئبُّونَ و َي ْن ُ
َرآهُ ،ث ُ َّم ُينادِي :يا أ ْه َل النَّ ِ
هذا؟ فيَقولونَ :نَ َع ْم ،هذا ال َم ْوتُ ،و ُكلُّ ُه ْم ق ْد َرآهُ ،فيُ ْذبَ ُح ث ُ َّم يقولُ :يا أ ْه َل ال َج َّن ِة
{وأَ ْنذ ِْر ُه ْم يَ َ
وم ت ،ث ُ َّم قَ َرأََ :
ار ُخلُو ٌد فال َم ْو َ ت ،ويا أ ْه َل النَّ ِ ُخلُو ٌد فال َم ْو َ
غ ْفلَ ٍة أ ْه ُل ال ُّد ْنيا َ
{و ُه ْم ال غ ْفلَةٍ} ،و َهؤ ِ
ُالء في َ ي اَل ْم ُر و ُه ْم في َ ال َحس َْر ِة إ ْذ قُ ِ
ض َ
يُؤْ ِمنُونَ }
653
جامع التيسير في تعليقات التفسير
654
جامع التيسير في تعليقات التفسير
655
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب لَهُ ْس لَهُ ا ْس ِتجا َبةُ َدع َْوةٍ تَ ْنفَ ُع ،وقِي َلَ :لي َ
ْس لَهُ َدع َْوة ٌ ت ُ ِ
وج ُ قيل َم ْعناهُ لَي َ
اَلُلُو ِهيَّةَ في ال ُّد ْنيا وال في ِ
اآلخ َرةِ.
ت ما َم َك ُروا﴾ ير ِبال ِعبادِ﴾ ﴿فَ َوقاهُ اللَّهُ َ
س ِيّئا ِ ص ٌإن اللَّهَ َب ِ
الل ِه َّ ﴿وأُفَ ّ ِو ُ
ض ْأم ِري إلى َّ َ
س ٱللَّهُ ِب َكافٍ َ
ع ۡب َدهُۥ} ﴿و َمن يَت ََو َّك ْل َعلى َّ
الل ِه فَهو َح ْسبُهُ﴾ {أ َ َل ۡي َ َكقَ ْو ِل ِه ت َعالىَ :
ت ما َم َك ُروا﴾
سيِّئا ِ
وقوله ﴿ َ
أن َي ْم ُك ُروا ِب َهذا
ع ْونَ وقَ ْو َمهُ أرادُوا ْ على َّ
أن ِف ْر َ فَقَ ْد َدلَّ ْ
ت َه ِذ ِه اآل َيةُ ال َك ِري َمةَُ ،
وأن اللَّهَ وقاهُ.
ال ُمؤْ ِم ِن ال َك ِر ِيم َّ
ع ِشيًّا﴾ علَيْها ُ
غد ًُّوا و َ ﴿ال ّن ُ
ار يُ ْع َرضُونَ َ
ض عليه
ع ِر َ "إن أ َح َد ُك ْم إذا َ
مات ُ حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين َّ
وإن كانَ ِمن إن كانَ ِمن أ ْه ِل ال َجنَّ ِة فَ ِم ْن أ ْه ِل ال َجنَّ ِةْ ، يِْ ، َم ْق َع ُدهُ بالغَداةِ ْ
وال َع ِش ّ
وم ال ِقيا َم ِة. ار ،يُقالُ :هذا َم ْق َعد َُك ،حتَّى َي ْب َعثَ َك َّ
اللهُ إ َل ْي ِه َي َ ار فَ ِم ْن أ ْه ِل النَّ ِ
أ ْه ِل النَّ ِ
عنَّا يَ ْو ًما ِمنَ ْال َعذَا ِ
ب﴾ ف َ عوا َربَّ ُك ْم يُ َخ ِفّ ْ ﴿وقَا َل الَّذِينَ فِي النَّ ِ
ار ِلخَزَ نَ ِة َج َهنَّ َم ا ْد ُ َ
يب ِم ْن ُه ْم َو َال يَ ْست َِم ُع ِل ُد َ
عائِ ِه ْم ،بَ ْل َق ْد قال: س ْب َحانَهَُ ،ال يَ ْست َِج ُ ع ِل ُموا أ َ َّن اللَّهَُ ،
لَ َّما َ
سؤُوا ِفي َها َوال ت ُ َك ِلّ ُم ِ
ون﴾ ْ
﴿اخ َ
و﴿يَ ْو َم ال يَ ْن َف ُع ّ
الظا ِل ِمينَ َم ْعذ َِرت ُ ُه ْم﴾ ال يُنافِي قَ ْولَهُ ت َعالى ﴿وال يُؤْ ذَ ُن لَهم
فَيَ ْعتَذ ُِرونَ ﴾ هم يعتذرون بمعذرة ولكنها ال تنفع َلنها باطلة.
658
جامع التيسير في تعليقات التفسير
659
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ُور ِه ۡم ِإ َّال
صد ِ س ۡل َ
ط ٰـ ٍن أَت َٰى ُه ۡم ِإن فِی ُ ت ٱللَّ ِه ِبغَ ۡي ِر ُ
﴿ ِإ َّن ٱلَّ ِذينَ يُ َج ٰـ ِدلُونَ فِ ۤی َءا َي ٰـ ِ
ط ُرِك ۡب ࣱر َّما ُهم ِب َب ٰـ ِل ِغي ٰۚ ِه} حديث عبد الله بن مسعود عند مسلم 《ال ِكب ُْر َب َ
اس" ق ،وغ َْم ُ
ط النَّ ِ ال َح ّ ِ
اس َولَ ٰـ ِك َّن أ َ ۡكث َ َر ٱلنَّ ِ
اس َال َيعۡ لَ ُمونَ ض أ َ ۡك َب ُر ِم ۡن خ َۡل ِ
ق ٱلنَّ ِ ت َوٱ َۡل َ ۡر ِ }لَخ َۡل ُق ٱل َّ
س َم ٰـ َو ٰ ِ
علَ ٰۤى أَن يَ ۡخلُقَ ِم ۡثلَ ُه ٰۚم بَلَ ٰى َو ُه َو ت َوٱ َۡل َ ۡر َ
ض بِقَ ٰـد ٍِر َ س ٱلَّ ِذی َخلَقَ ٱل َّ
س َم ٰـ َو ٰ ِ أ َ َولَ ۡي َ
ٱ ۡلخَلَّ ٰـ ُق ٱ ۡل َع ِلي ُم}
ت َوال
صا ِل َحا ِ ير َوالَّذِينَ آ َمنُوا َو َ
ع ِملُوا ال َّ ص ُ﴿و َما يَ ْست َ ِوي اَل ْع َمى َو ْال َب ِ
َ
ْال ُم ِسي ُء﴾
ُور{
صد ِ ص ٰـ ُر َولَ ٰـ ِكن ت َعۡ َمى ٱ ۡلقُلُ ُ
وب ٱ َّلتِی فِی ٱل ُّ }فَإِنَّ َها َال ت َعۡ َمى ٱ َۡل َ ۡب َ
عونِ ۤی أَ ۡست َِج ۡب لَ ُك ٰۡۚم} الدعاء المستجاب هي التي استوفت
﴿وقَا َل َربُّ ُك ُم ٱ ۡد ُ
َ
الشروط وتكون اْلجابة بإحدى ثالث.
هو ال ِعبا َدةُ ،ث َّم قرأََ :وقَا َل َر ُّب ُك ُم ا ْد ُ
عو ِني حديث النعمان بن بشير 《الدُّعا َء َ
أ َ ْست َِجبْ لَ ُك ْم 》..صححه اَللباني وغيره.
سيَ ْد ُخلُونَ َج َهنَّ َم َد ِ
اخ ِرينَ ﴾ َوقَ ْولُهُ﴿ :إِ َّن الَّذِينَ يَ ْست َ ْكبِ ُرونَ َ
ع ْن ِعبَا َدتِي َ
صور النَّ ِ
اس ،يعلو ُهم ك ُّل ِ يوم القيام ِة أمثا َل الذَّ ِ ّر في
《يُحش َُر المت َ َكبِّرونَ َ
فتعلو ُهم
َ غار ،حتَّى يدخلوا سجنًا في َج َهنَّ َم ،يُقا ُل َلهُ :بولَ ُ
س، ص ِ شيءٍ منَ ال َّ
عصارةِ أَ ْه ِل النَّ ِ
ار》صححه أحمد نار اَل َ ْن ِ
يار ،يُسقَونَ ِمن طين ِة الخبا ِل ُ ، ُ
شاكر وغيره.
660
جامع التيسير في تعليقات التفسير
661
جامع التيسير في تعليقات التفسير
662
جامع التيسير في تعليقات التفسير
663
جامع التيسير في تعليقات التفسير
{ذَ ٰ ِل َك ت َۡقدِي ُر ٱ ۡل َع ِزي ِز ٱ ۡل َع ِلي ِم﴾ وما في اآليات التي قبلها من النعمَ { ...ي ٰۤـأ َ ُّي َها
س ٰـ ُن َما غ ََّر َك ِب َر ِبّ َك ٱ ۡل َك ِري ِم}ٱ ۡ ِْلن َ
ࣰ
َ
ع ࣲاد َوث ُمو َد{ص ٰـ ِعقَ ِة َ ۡ
ص ٰـ ِعقَة ِّمث َل َ وا فَقُ ۡل أَنذَ ۡرت ُ ُك ۡم َ ض ۟ } فَإ ِ ۡن أ َ ۡع َر ُ
َيءٍ كانَ .يِ ش ْ صا ِعقَةُ ا ْس ٌم ِلل َّ
ش ْي ِء ال ُم ْه ِل ِك َِل ّ قال الشوكاني ال ّ
ت ذَوا ِ
ت نُ ُح ٍ
وس. أيَ :م ْشؤُوما ٍ َوقَ ْولُهُ﴿ :فِي أَي ٍَّام ن َِح َ
ساتٍ﴾ ْ
س ْب َع َليَا ٍل َوث َ َما ِنيَةَ أَي ٍَّام ُح ُ
سو ًما﴾ وعن ابن عباس أ َ ْ
يُ :متَت َابِ َعاتٍَ ﴿ ،
عاء،
اَلر ِب ِ ض أ ْه ِل ال ِع ْل ِم أنَّها ِمن آخ َِر ش َّوا ٍلَّ ،
وأن َّأولَها َي ْو ُم ْ َو َي ْز ُ
ع ُم َب ْع ُ
على َش ْيءٍ ِمن ذَ ِل َك. عاء ،وال َد ِلي َل َ اَلر ِب ِ وآخ َرها يَ ْو ُم ْ ِ
على أُولَئِ َك ال َكفَ َرةِ العُصاةِ الَّذِينَ شؤْ ُمهُ َ ص َّح َم ْعناهُ ِمنها فال ُمرا ُد بِنَحْ ِس ِه ُ وما َ
وا ٰۚۤ عاصي ِه ْم{ .فَقُ ِط َع َدا ِب ُر ٱ ۡلقَ ۡو ِم ٱلَّ ِذينَ َ
ظلَ ُم ۟ ب ُك ْف ِر ِه ْم و َم ِ س َب ِ أ ْهلَ َك ُه ُم اللَّهُ ِفي ِه ِب َ
َوٱ ۡل َح ۡم ُد ِللَّ ِه َربّ ِ ٱ ۡل َع ٰـلَ ِمينَ }
أي َب َّينّا لَهم َ
ط ِريقَ ال َح ّ ِ
ق فهذه هداية البيان واْلرشاد َوأ ّما ث َ ُمو ُد فَ َه َديْنا ُه ْم﴾ ْ
أما هداية التوفيق فَقَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :إنَّ َك ال تَ ْهدِي َمن أحْ َبب َ
ْت﴾
ْصارهم و ُجلُودُهم علَ ْي ِه ْم َ
س ْمعُهم وأب ُ قَ ْولُهُ ت َعالىَ ﴿ :حتّى إذا ما جا ُءوها َ
ش ِه َد َ
على أ ْفوا ِه ِه ْم وت ُ َك ِلّ ُمنا أ ْيدِي ِه ْم﴾
ِبما كانُوا َي ْع َملُونَ ﴾ كما قال ت َعالى﴿ :ال َي ْو َم ن َْخ ِت ُم َ
ع ِملَ ْ
ت﴾ ﴿و ُو ِفّ َي ْ
ت ُك ُّل نَ ْف ٍس َما َ َ
حديث أنس عند مسلم في مخاطبة العبد ربه
665
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الظ ْل ِم؟ قا َل :يقو ُلَ :بلَى ،قا َل :ف َيقولُ :فإنِّي ال
"يقولُ :يا َربّ ِ أَلَ ْم ت ُ ِج ْرنِي ِمنَ ُّ
اليوم َعلَي َْك َ
ش ِهيدًا، َ أ ُ ِج ُ
يز علَى نَ ْف ِسي َّإال شَا ِهدًا ِم ِنّي ،قا َل :ف َيقولَُ :كفَى بنَ ْف ِس َك
ش ُهودًا ،قا َل :فيُ ْختَ ُم ع َلى ِفي ِه ،فيُقَا ُل َل َ ْر َكا ِن ِه :ا ْن ِط ِقي ،قا َل: َو ِب ْال ِك َر ِام ال َكا ِت ِبينَ ُ
فَت َ ْن ِط ُق بأ َ ْع َما ِل ِه ،قا َل :ث ُ َّم يُخَلَّى ب ْينَهُ وبيْنَ ال َك َال ِم ،قا َل فيَقولُ :بُ ْعدًا لَ ُك َّن
سحْ قًا ،فَ َع ْن ُك َّن ُك ْنتُ أُن ِ
َاض ُل" َو ُ
ار ُك ْم َو َال ُجلُو ُد ُك ْم}
ص ُس ْم ُع ُك ْم َو َال أ َ ْب َ {و َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْست َ ِت ُرونَ أ َ ْن َي ْش َه َد َ
علَ ْي ُك ْم َ َ
ستار ال َكعب ِة،حديث عبد الله بن مسعود في الصحيحين قال كنتُ ُمستتِ ًرا بأ َ ِ
كثير شَح ُم
ٌ ي و َختَناه قُ َرشي ِ
َّان، َّان ،أو ث َقَف ٌّ فجاء ثالثةُ نَفَ ٍر :قُ َرش ٌّ
ي ،و َخت َناه ثَقَفي ِ
أتر ْونَ اللهَ
بكالم لم أس َم ْعه ،فقال أحدُهمَ : ٍ بطونِهم ،قلي ٌل فِقهُ قلو ِبهم ،فت َكلَّموا
يس َم ُع كال َمنا هذا؟ فقال اآلخ َُر :أُرانا إذا رفَ ْعنا أَصوات َنا ِ
سم َعه ،وإذا لم
سم َعه كلَّه ،قال :فذ َك ْرتُ
سم َع منه شيئًا ِ نرفَ ْعها لم يس َم ْعه ،فقال اآلخ َُرْ :
إن ِ
{و َما ُك ْنت ُ ْم ت َ ْستَتِ ُرونَ ي ِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم ،فأنزَ َل اللهُ َّ
عز وج َّلَ : ذلك لل َّنب ّ
ار ُك ْم َو َال ُجلُو ُد ُك ْم} إلى قو ِله{ :ذَ ِل ُك ْم َ
ظنُّ ُك ُم ص ُس ْمعُ ُك ْم َو َال أَ ْب َ علَ ْي ُك ْم َ أ َ ْن يَ ْش َه َد َ
ص َبحْ ت ُ ْم ِمنَ ْالخَا ِس ِرينَ } الَّذِي َ
ظنَ ْنت ُ ْم ِب َر ِبّ ُك ْم أ َ ْر َدا ُك ْم فَأ َ ْ
وا فَ َما ُهم ِّمنَ ٱ ۡل ُمعۡ تَبِينَ ﴾
{ َو ِإن يَ ۡست َعۡ تِبُ ۟
قال ابن القيم أي إن يطلبوا إعتابنا وإزالة عتبنا عليهم
*والعتب الغضب
ضوا.
وعن بعض المفسرين :أي يَ ْست َْر َ
666
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿وقَ َّيضْنا لَهم قُ َرنا َء فَزَ يَّنُوا لَهم ما َبيْنَ أ ْيدِي ِه ْم وما خ َْلفَ ُه ْم﴾ َكما قا َل ت َعالى:
َ
شيْطا ًنا فَهو َلهُ قَ ِر ٌ
ين﴾ ض َلهُ َ ع ْن ِذ ْك ِر َّ
الرحْ َم ِن نُقَ ِّي ْ ش َ﴿و َمن يَ ْع ُ َ
نس ن َۡج َع ۡل ُه َما ت َۡح َ
ت{ ض َّالنَا ِمنَ ٱ ۡل ِج ِّن َوٱ ۡ ِْل ِ
وا َربَّن َۤا أ َ ِرنَا ٱلَّ َذ ۡي ِن أ َ َ
َوقَا َل ٱلَّ ِذينَ َكفَ ُر ۟
أ َ ۡق َد ِامنَا ِليَ ُكونَا ِمنَ ٱ َۡل َ ۡسفَ ِلينَ ﴾
ظلَ ۡمت ُ ۡم أَنَّ ُك ۡم فِی ٱ ۡل َعذَا ِ
ب ُم ۡشت َِر ُكونَ { } َولَن يَنفَعَ ُك ُم ٱ ۡليَ ۡو َم إِذ َّ
﴿ ِإ َّن الَّذِينَ قَالُوا َربُّنَا اللَّهُ ث ُ َّم ا ْستَقَا ُموا﴾ على التوحيد حتى أتاهم اليقين .اْليمان
واْلستقامة هما مدار الشريعة.
حديث سفيان بن عبدالله الثقفي عند مسلم قال قُلتُ :يا َرسو َل الل ِه ،قُ ْل لي في
ث أ ِبي أُسا َمةَ َ
غي َْر َك ،قا َل: ْالم قَ ْو ًال ال أ ْسأ َ ُل ع ْنه أ َحدًا َب ْع َد َك ،وفي َحدي ِ
اْلس ِ
قُ ْل :آ َم ْنتُ باللَّ ِه ،ثم ا ْست َ ِق ْم.
ع َل ْي ِه ُم ْال َمال ِئ َكةُ﴾ َي ْع ِني ِع ْن َد ْال َم ْو ِ
ت وفي القبور وعند البعث َوقَ ْولُهُ﴿ :تَتَنز ُل َ
ع ْنهُ" :أ َ َّن ْال َم َالئِ َكةَ تَقُو ُل ِل ُروحِ ْال ُمؤْ ِم ِن :ا ْخ ُر ِجي
ي اللَّهُ َ َحدِيث ْالبَ َراء َر ِ
ض َ
اخ ُر ِجي إِلَى َر ْوحٍ
ت ت َ ْع ُم ِرينَهُْ ،
ب ُك ْن ِ س ِد َّ
الط ِّي ِ الطيِّبَةُ فِي ْال َج َ
الرو ُح َّ
أَيَّت ُ َها ُّ
ض َبانَ "
غي ِْر َغ ْ
انَ ،و َربّ ٍ ََو َر ْي َح ٍ
عا ِإلَى اللَّ ِه﴾ ﴿و َم ْن أَحْ َ
س ُن قَ ْوال ِم َّم ْن َد َ َ
قِي َلْ :ال ُم َرا ُد بِ َها ْال ُم َؤ ِذّنُونَ
غي ِْر ِه ْم ،فَأ َ َّما َحا ُل نُ ُزو ِل َه ِذ ِه عا َّمةٌ فِي ْال ُم َؤ ِذّنِينَ َوفِي َ ص ِحي ُح أ َ َّن ْاآل َيةَ َ َوال َّ
ع
ش ِر َ عا بِ ْال ُك ِلّيَّ ِة؛ َِلَنَّ َها َم ِ ّكيَّةٌَ ،و ْاَلَذَ ُ
ان ِإنَّ َما ُ ْاآليَ ِة فَإِنَّهُ لَ ْم يَ ُك ِن ْاَلَذَ ُ
ان َم ْش ُرو ً
ِب ْال َمدِي َن ِة َب ْع َد ْال ِهجْ َر ِة.
667
جامع التيسير في تعليقات التفسير
668
جامع التيسير في تعليقات التفسير
669
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ان َب ِعيدٍَ ،ال َي ْف َه ُمونَ يرَ :م ْعنَاهَُ :كأ َ َّن َم ْن يُخ ِ
َاطبُ ُه ْم يُنَادِي ِه ْم ِم ْن َم َك ٍ قَا َل اب ُْن َج ِر ٍ
َما يَقُو ُل.
يَ :ال َي ْعلَ ُم ذَ ِل َك أ َ َح ٌد ِس َواهَُ ،ك َما قَا َل ﷺَ ،و ُه َو َ
س ِيّ ُد ع ِة﴾ أَ ْ ﴿ ِإلَ ْي ِه يُ َر ُّد ِع ْل ُم ال َّ
سا َ
ع ِة ،فَقَا َلَ " :ما
سا َ سأَلَهُ َ
ع ِن ال َّ ت ْال َم َالئِ َك ِة ِ -حينَ َ
سا َدا ِ ْالبَش َِر ِل ِجب ِْري َل َو ُه َو ِم ْن َ
﴿ال يُ َج ِّلي َها ِل َو ْقتِ َها إِال ُه َو﴾ ْال َم ْسئُو ُل َ
ع ْن َها بِأ َ ْعلَ َم ِمنَ ال َّ
سا ِئ ِل" ،قَا َل َ
وس قَنُو ٌ
ط﴾ قال بعض العلماء يؤوس في قلبه قنوط في ش ُّر فَ َيئ ُ ٌ
سهُ ال َّ ْ
﴿وإن َم َّ
مظهره وقوله.
ف ٱ ۡل َخبِي ُر{
}أ َ َال يَعۡ لَ ُم َم ۡن َخ َلقَ َو ُه َو ٱ َّلل ِطي ُ
يَِ :لَجْ ِل أَنَّهُ ُخ ّ ِول نِ ْع َمةً
ع ِة ،أ َ ْ عةَ قَائِ َمةً﴾ أ َ ْ
يَ :ي ْكفُ ُر ِب ِق َي ِام ال َّ
سا َ ﴿و َما أ َ ُ
ظ ُّن ال َّ
سا َ َ
طغَى أ َ ْن َرآهُ ا ْست َ ْغنَى﴾سانَ َليَ ْ
ط ُرَ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَىَ ﴿ :كال ِإ َّن اْل ْن َ يَ ْفخ َُرَ ،و َي ْب َ
ِدت ِإلَ ٰى َر ِبّی ََل َ ِج َد َّن ﴿ولَ ِئ ْن ُر ِج ْعتُ ِإلَى َر ِبّي ِإ َّن ِلي ِع ْن َدهُ لَ ْل ُح ْسنَى﴾ َ
{و َل ِٕىن ُّرد ُّ َ
ࣰ ࣰ
َخ ۡيرا ِّم ۡن َها ُمن َق َلبا}
ي :يُ ِطي ُل ْال َم ْسأَلَةَ يض﴾ أ َ ْع ِر ٍ ش َّدةُ﴿ ،فَذُو ُد َ
عاءٍ َ ش ُّر﴾ أَيِ :ال ِ ّ
﴿وإِذَا َم َّسهُ ال َّ وقوله َ
ظهُ َوقَ َّل َم ْعنَاهَُ ،و ْال َو ِج ُ
يز: طا َل لَ ْف ُ اح ِد فَ ْال َك َال ُم ْال َع ِر ُ
يضَ :ما َ ش ْي ِء ْال َو ِ
ِفي ال َّ
ع ْك ُ
سهَُ ،و ُه َوَ :ما قَ َّل َو َد َّل .قاله ابن كثير. َ
ْف ت ُ َرون َحالَ ُك ْم ِع ْن َد ﴿قُ ۡل أ َ َر َء ۡيت ُ ۡم إِن َكانَ ِم ۡن ِعن ِد ٱللَّ ِه ث ُ َّم َكفَ ۡرتُم بِ ِهۦ} أ َ ْ
يَ :كي َ
الله
ق َوفِي أ َ ْنفُ ِس ِه ْم﴾ قال كثير من المفسرين:
سنُ ِري ِه ْم آيَا ِتنَا فِي اآلفَا ِ
﴿ َ
670
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سو ِل ِه و ِل ْل ُخلَ ِ
فاء ِمن َب ْع ِد ِه س َر َّ
اللهُ فَتْ َحها ِل َر ُ ق :فَتْ ُح القُرى الَّتِي َي َّ
في اآلفا ِ
ق ال ُّد ْنيا ش َْرقًا وغ َْر ًبا ،وفي أ ْنفُ ِس ِه ْم :كوقعة بدر و َفتْحِ وأ ْن ِ
صار دِينِ ِه في آفا ِ
َم َّكةَ.
ق َوفِي أ َ ْنفُ ِس ِه ْم﴾ عني الفتوحات وآيات الكون،
سنُ ِري ِه ْم آيَا ِتنَا فِي اآلفَا ِ
وقيل ﴿ َ
{وفِ ۤی أَنفُ ِس ُك ٰۡۚم أَفَ َال ت ُ ۡب ِ
ص ُرونَ } وفي اَلنفس َ
علَى ُك ِّل َ
ش ْيءٍ ف ِب َر ِبّ َك أَنَّهُ َ َوقَ ْولُهُ ت َ َعا َلىَ ﴿ :حتَّى َيت َ َبيَّنَ لَ ُه ْم أ َ َّنهُ ْال َح ُّق أَ َولَ ْم َي ْك ِ
اللهُ يَ ْش َه ُد بِ َما أَنز َل ِإلَي َْك أَنزلَهُ بِ ِع ْل ِم ِه َو ْال َمالئِ َكةُ ش ِهيدٌ﴾ َك َما َقا َل﴿ :لَ ِك ِن َّ َ
يَ ْش َهدُونَ ﴾
ط ْرنَ ِمن فَ ْوقِ ِه َّن } أي خ َْوفًا ِمنَ اللَّ ِه ،و ِهي َبةً
سماواتُ يَتَفَ َّ
قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :ت َكا ُد ال َّ
﴿وقالُوا ات َّ َخذَ
على الله َ ظ ِم ال ِف ْر َي ِة َّال ِتي ا ْفت َراها ال ُكفّ ُ
ار َ الال .أو ِمن ِش َّد ِة ِع َ
وإجْ ً
سماواتُ يَت َ َف َّ
ط ْرنَ ِمنهُ وت َ ْنش َُّق الرحْ َم ُن ولَدًا﴾ ﴿لَقَ ْد ِجئْت ُ ْم َ
ش ْيئًا إدًّا﴾ ﴿ت َكا ُد ال َّ َّ
لرحْ َم ِن ولَدًا﴾
ع ْوا ِل َّ لجبا ُل َهدًّا﴾ ْ
﴿أن َد َ ض وت َِخ ُّر ا ِ
اَلر ُ
ْ
ض﴾ َكقَ ْو ِل ِه﴿ :الَّذِينَ س ِّب ُحونَ ِب َح ْم ِد َر ِبّ ِه ْم َو َي ْست َ ْغ ِف ُرونَ ِل َم ْن فِي ْ
اَلر ِ ﴿و ْال َمالئِ َكةُ يُ َ
َ
يَحْ ِملُونَ ْال َع ْر َ
ش َو َم ْن َح ْو َلهُ يُ َسبِّ ُحونَ بِ َح ْم ِد َربِّ ِه ْم َويُؤْ ِمنُونَ بِ ِه َويَ ْست َ ْغ ِف ُرونَ
َيءٍ َرحْ َمةً َو ِع ْل ًما﴾ ِللَّذِينَ آ َمنُوا َربَّنَا َو ِس ْع َ
ت ُك َّل ش ْ
671
جامع التيسير في تعليقات التفسير
672
جامع التيسير في تعليقات التفسير
673
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت ؛ أ ُ َّمهات ُ ُه ْم َ
شتَّى، ع َّال ٍ
حديث أبي هريرة رضي الله عنه 《و اَل ْنبيا ُء ْأوال ُد َ
و دِينُ ُه ْم ِ
واح ٌد》صححه اَللباني.
راطي {
ص ِ أن هَذا ِ َص ُموا بِ َح ْب ِل اللَّ ِه َج ِميعًا وال تَفَ َّرقُوا﴾ وقَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿و َّ وا ْعت ِ
ع ْن َ
س ِبي ِل ِه} سبُ َل فَتَفَ َّرقَ ِبكم َ} ُم ْست َ ِقي ًما فاتَّ ِبعُوهُ وال تَتَّ ِبعُوا ال ُّ
واح َدة ً وأنا َربُّكم فاتَّقُ ِ
ون﴾ إن َه ِذ ِه أ ُ َّمتُكم أ ُ َّمةً ِ
{و َّ
وقوله َ
عذاب》قال اَللباني
ٌ حديث النعمان بن بشير 《الجماعةُ رحمةٌ ،و الفُرقةُ
674
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت اليهو ُد على إح َدى و عن أبى هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم"افتر َق ِ
تفرقَت أ ُ َّمتِي
َتين و َسبعينَ فِرقةً و َّ ت ال َّن َ
صارى على اثن ِ سبعينَ فِرقةً و َّ
تفرقَ ِ َ
سبعينَ ِفرقةً" صححه اَللباني. ثو َ على ثَال ٍ
﴿وإذا تُتْلى
عوهم إلَ ْي ِه﴾ َكقَ ْو ِل ِه ت َعالىَ : قَ ْولُهُ ت َعالىَ ﴿ :كبُ َر َ
على ال ُم ْش ِركِينَ ما ت َ ْد ُ
ف في ُو ُجو ِه َّالذِينَ َكفَ ُروا ال ُم ْن َك َر} علَ ْي ِه ْم آياتُنا بَيِّنا ٍ
ت ت َ ْع ِر ُ َ
ت َو َال تَتَّبِ ۡع أ َ ۡه َو ۤا َء ُه ۡم َوقُ ۡل َءا َمنتُ بِ َم ۤا أَنزَ َل ٱللَّهُ {فَ ِلذَ ٰ ِل َك فَٱ ۡدعُ َوٱ ۡست َ ِق ۡم َك َم ۤا أ ُ ِم ۡر َ
ب َوأ ُ ِم ۡرتُ َِل َ ۡع ِد َل َب ۡينَ ُك ُم ٱللَّهُ َر ُّبنَا َو َربُّ ُك ۡم لَن َۤا أ َ ۡع َم ٰـلُنَا َو َل ُك ۡم أ َ ۡع َم ٰـلُ ُك ۡم َال
ِمن ِكت َ ٰـ ࣲ
ُح َّجةَ بَ ۡينَنَا َوبَ ۡينَ ُك ُم ٱللَّهُ يَ ۡج َم ُع بَ ۡينَنَا َو ِإلَ ۡي ِه ٱ ۡل َم ِ
صي ُر﴾
ص َلةٌ
ت ُم ْست َ ِق َّالتٍُ ،ك ٌّل ِم ْن َها ُم ْنفَ ِ ت َه ِذ ِه ْاآليَةُ ْال َك ِري َمةُ َ
علَى َ
ع ْش ِر َك ِل َما ٍ ا ْشت َ َملَ ْ
يِ، ع ِن الَّتِي قَ ْبلَ َها[ ،لَ َها] ُح ْك ٌم ِب َرأْ ِس ِه-قَالُواَ :و َال ن َِظ َ
ير لَ َها ِس َوى آ َي ِة ْال ُك ْر ِس ّ َ
صو ٍل َك َه ِذ ِه. عش ََرة ُ فُ ُ
ضا َ َفإِنَّ َها أ َ ْي ً
#ابن كثير
} َوأ ُ ِم ۡرتُ َِل َ ۡع ِد َل َب ۡينَ ُك ُم ٱللَّهُ َر ُّبنَا َو َربُّ ُك ۡم{
"وهذا أيضا حال اَلمة فيما تفرقت فيه واختلفت في المقاالت والعبادات"
#ابن تيمية
﴿ال ُح َّجةَ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ُك ُم﴾
الجدا َل
أن ِيض بِ َّ
ض َح ،وهم ُمكابِ ُرونَ فِي ِه وهَذا ت َ ْع ِر ٌ
وو َ َِل َّن ال َح َّق قَ ْد َ
ظ َه َر َ
ْس ِبذِي َج ْدوىَ .لن المقصود من الجدال ،إنما هو بيان الحق من َم َعهم لَي َ
س ٰۚ ُن} الباطل ،ليهتدي الراشدۡ َ ،
{و َج ٰـدِل ُهم بِٱ َّلتِی ِه َ
ی أ َ ۡح َ
675
جامع التيسير في تعليقات التفسير
يزان الَّذِي
الم ِوف ِمن ذَ ِل َك ِ -منَ ِ َوتَحْ ِري ُم إ ْغرا ِ
ق ما ِل ال َيتِ ِيم وإحْ را ِق ِه ال َم ْع ُر ُ
أ ْنزَ لَهُ اللَّهُ َم َع ُر ُ
س ِل ِه.
* َلن كل مسألة في الدين فهي إما منصوصة أو مقيسة.
ي :يَقُولُونَ َ ﴿ :مت َى َهذَا ْال َو ْع ُد ِإ ْن
َوقَ ْولُهُ﴿ :يَ ْست َ ْع ِج ُل ِب َها الَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ ِب َها﴾ أ َ ْ
ُك ْنت ُ ْم َ
صا ِدقِينَ ﴾
ب﴾َصي ٍاآلخ َر ِة ِم ْن ن ِ ث ال ُّد ْن َيا نُؤْ ِت ِه ِم ْن َها َو َما لَهُ ِفي ِ ﴿و َم ْن َكانَ يُ ِري ُد َح ْر َ َ
ع َّج ْلنَا َلهُ فِي َها َما نَشَا ُء ِل َم ْن نُ ِري ُد ث ُ َّم َج َع ْلنَا لَهُ َج َه َّن َم ﴿ َم ْن َكانَ يُ ِري ُد ْال َع ِ
اجلَةَ َ
صالهَا َم ْذ ُمو ًما َم ْد ُح ً
ورا} يَ ْ
ِين َما لَ ْم َيأْذَ ْن ِب ِه اللَّهُ﴾
عوا لَ ُه ْم ِمنَ ال ّد ِ َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْم لَ ُه ْم ُ
ش َر َكا ُء ش ََر ُ
بن قمعةَ ِ
بن يٍ ِ عن أبي هريرة أن رسول الله قال "رأيتُ عمرو بنَ لُ َح ّ
فنصب
َ يجر ُقص َبه في ال َّن ِ
ار ...إنه كان أو َل من غي ََّر دينَ إسماعي َل ، ُّ خندفٍ
َّب السائبةَ ،ووصل الوصيلةَ ،وحمى وبحر البحيرةَ ،وسي َ َ اَلوثانَ ،
ال َحامي" حسنه اَللباني.
أن في قَ ْو ِل ِه ت َعالى﴿ :قُ ْل ال أسْألُكم َ
علَ ْي ِه قال الشيخ محمد الشنقيطي ا ْعلَ ْم َّأو ًال َّ
أي ّإال ْ
أن ت ََودُّونِي في أربَ َعةَ أ ْقوا ٍلَّ :
اَلولُْ : أجْ ًرا ّإال ال َم َو َّدة َ في القُ ْربى﴾ ْ
قَرابَتِي الَّتِي َب ْينِي وبَ ْينَكمَ ،فت َ ُكفُّوا َ
ع ِنّي أذاكم وت َْمنَعُونِي ِمن أذى النّ ِ
اسَ ،كما
ت َْمنَعُونَ ُك َّل َمن َب ْينَكم و َب ْي َنهُ ِمثْ ُل قَرا َبتِي ِمنك.
َوإذا كانَ ال َيسْأ ُل أجْ ًرا ّإال هَذا الَّذِي لَي َ
ْس بِأجْ ٍر -ت َ َح َّققَ أنَّهُ ال يَسْأ ُل أجْ ًرا،
َكقَ ْو ِل النّا ِبغَ ِة:
677
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ار ِل َيت ُ َ
وب ُم ِسي ُء س ُ
ط َي َدهُ بالنَّ َه ِ وب ُم ِسي ُء النَّ َه ِ
ارَ ،و َي ْب ُ ط َي َدهُ باللَّ ْي ِل ِل َيت ُ َ
س ُ
َي ْب ُ
س ِمن َم ْغ ِر ِب َها》. اللَّ ْي ِل ،حتَّى ت َْطلُ َع ال َّ
ش ْم ُ
678
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ثض﴾ َك َما َجا َء فِي ْال َحدِي ِ الر ْزقَ ِل ِع َبا ِد ِه لَ َبغ َْوا فِي ْ
اَلر ِ ط اللَّهُ ِ ّ
س َ َوقَ ْولُهَُ :
﴿ولَ ْو َب َ
ص ِل ُحهُ ِإ َّال ْال ِغنَىَ ،ولَ ْو أ َ ْفقَ ْرتُهُ ََل َ ْف َسدْتُ َ
ع َل ْي ِه ْال َم ْر ِو ّ
يِِ " :إ َّن ِم ْن ِعبَادِي لَ َم ْن َال يُ ْ
ع َل ْي ِه ص ِل ُحهُ ِإ َّال ْالفَ ْق ُرَ ،ولَ ْو أ َ ْغنَ ْيتُهُ ََل َ ْف َ
سدْتُ َ دِينَهَُ ،و ِإ َّن ِم ْن ِع َبادِي لَ َم ْن َال ُي ْ
دِينَهُ"
فمن الحكم عدم البغي وليتخذ بعضهم بعضا سخريا..
ࣱ
صي َبة قَ ۡد ت أَ ْيدِي ُك ْم﴾ َولَ َّم ۤا أ َ َ
ص ٰـ َب ۡت ُكم ُّم ِ س َب ْ ﴿و َما أَ َ
صا َب ُك ْم ِم ْن ُم ِ
صي َب ٍة فَ ِب َما َك َ َوقَ ْولُهَُ :
ص ۡيتُم ِّم ُۢن بَعۡ ِد َم ۤاع َ {و َ ص ۡبتُم ِّم ۡث َل ۡي َها قُ ۡلت ُ ۡم أَنَّ ٰى َه ٰـ َذا قُ ۡل ُه َو ِم ۡن ِعن ِد أَنفُ ِس ُك ٰۡۗم} َ
أَ َ
ُّونَ } والحل في قوله تعالى {إِ َّن ٱللَّهَ َال يُغَيِّ ُر َما بِقَ ۡو ٍم َحت َّ ٰى أ َ َر ٰى ُكم َّما ت ُ ِحب ٰۚ
وا َما ِبأَنفُ ِس ِه ٰۡۗم} يُغَ ِيّ ُر ۟
﴿ولَ ْو
علَ ْي َها بَ ْل يَ ْعفُو َع ْن َهاَ ،
ازي ُك ْم َ
سيِّئَاتِ ،فَ َال يُ َج ِ
يِ :منَ ال َّير﴾ أ َ ْ ﴿ويَ ْعفُو َ
ع ْن َكثِ ٍ َ
ع َلى َ
ظ ْه ِرهَا ِم ْن َدا َّبةٍ﴾ اخذُ اللَّهُ النَّ َ
اس ِب َما َك َسبُوا َما ت ََر َك َ يُ َؤ ِ
وفي المصائب حكم وفوائد منها ما جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة
وال َه ٍ ّم َ
وال بَ ،
ص ٍ ب َ
وال و َ ص ٍ
يب ال ُم ْس ِل َمِ ،من نَ َ
ص ُفي الصحيحين 《ما يُ ِ
ش ْو َك ِة يُشَا ُك َهاَّ ،إال َكفَّ َر اللَّهُ ب َها ِمن َخ َ
طا َياهُ》. غ ٍ ّم ،حتَّى ال َّ وال َ وال أذًى َُح ْز ٍن َ
ࣱ
ش ۡی ࣲء َف َمت َ ٰـ ُع ٱ ۡل َح َي ٰو ِة ٱلد ُّۡن َي ٰۚا َو َما ِعن َد ٱ َّلل ِه َخ ۡير َوأَ ۡب َق ٰى} حديث
َف َم ۤا أُوتِيتُم ِّمن َ
عائشة عند مسلم 《 َر ْك َعت َا الفَجْ ِر َخي ٌْر ِمنَ ال ُّد ْن َيا َوما فِي َها"
س ْو ِط أ َ َح ِد ُك ْم ِمنَ
ض ُع َ
وحديث سهل بن سعد الساعدي في الصحيحين 《و َم ْو ِ
ع َل ْي َها》
ال َجنَّ ِة َخي ٌْر ِمنَ ال ُّد ْنيَا وما َ
679
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ش ٍة
فاح َ
ش َج ْم ُع ِ ش﴾ والفَ ِ
واح ُ قَ ْولُهُ ت َعالى﴿ :والَّذِينَ َيجْ ت َ ِنبُونَ َكبائِ َر اْلثْ ِم والفَ ِ
واح َ
(إال اللَّ َم َم) ال ُمرا ُد
أي ال ُمتَنا ِهيَةُ في القُبْحِ .والذنوب على مراتب وقَ ْولهُّ :
ب. ِباللَّ َم ِم َ
صغا ِئ ُر ال ُّذنُو ِ
قال الشيخ محمد الشنقيطي:
ب ا ْقت ََرنَ بِما يَ ُد ُّل َ
على أنَّهُ يرةِ أنَّها ُك ُّل ذَ ْن ٍ
واَلظ َه ُر ِع ْندِي في ضابِ ِط ال َكبِ َْ
ب ْأوض ٍ غ َ
نار أ ْو َ ع َل ْي ِه ِب ٍ سوا ًء كانَ ذَ ِل َك َ
الو ِعي ُد َ ص َي ِةَ ،ق ال َم ْع ِ ظ ُم ِمن ُم ْ
ط َل ِ أ ْع َ
غي ُْر َذ ِل َك ِم ّما يَ ُد ُّل َعلى ت َ ْغ ِل ِ
يظ وب ال َح ِ ّد فِي ِهْ ،أو َ
بْ ،أو كانَ ُو ُج ُ لَ ْعنَ ٍة ْأو َ
عذا ٍ
التَّحْ ِر ِيم وت َْو ِكي ِد ِه.
َضبُوا ُه ْم َي ْغ ِف ُرونَ ﴾ قال بعض السلف " َكانوا َي ْك َر ُهونَ أ َ ْن َي ْستَذِلُّوا،
﴿و ِإذَا َما غ ِ
َ
وكانوا إذا قدروا عفوا"
ع ِة،
ص َر َ ليس ال َّ
شدِي ُد بال ُّ حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين 《 َ
ب》.
ض ِ إنَّما ال َّشدِي ُد الذي يَ ْم ِلكُ نَ ْف َ
سهُ ِع ْن َد ال َغ َ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّ َم: أن َر ُج ًال قا َل للنب ّ
يِ َ وحديثه أيضا عند البخاري 《 َّ
680
جامع التيسير في تعليقات التفسير
681
جامع التيسير في تعليقات التفسير
عا ☆ ِإ َّال ٱ ۡل ُم َ
ص ِلّينَ } َمنُو ً
ع َجبًا َل َ ْم ِر ال ُمؤْ ِم ِنَّ ،
إن ْأم َرهُ حديث صهيب بن سنان الرومي عند مسلم 《 َ
ش َك َر ،فَكانَ َخي ًْرا
س َّرا ُء َ ذاك َل َ َح ٍد َّإال ِل ْل ُمؤْ ِم ِنْ ،
إن أصا َبتْهُ َ وليس َ
َ ُكلَّهُ َخي ٌْر،
ص َب َر َفكانَ َخ ْي ًرا له》.ض َّرا ُءَ ، وإن أصا َبتْهُ َ لهْ ،
ࣰ
ۤ
ب ِل َمن َيشَا ُء ٱلذُّ ُك َ
ور{ ب ِل َمن َيش َۤا ُء ِإ َن ٰـثا َو َي َه ُ
} َي َه ُ
وقدم اْلناث على الذكور ،لتأكيد قدرة اللهَ ،لن إرادة اْلنسان أن يكون
ذكورا ،فقدم اْلناث إشارة إلى أن اَلمر إلى الله وحده.
ً أوالده
682
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أو أنه قدم ما كانَت تؤخره الجا ِه ِليَّة َلن التسخط باْلناث من ْ
أخالق
الجا ِه ِليَّة# .ابن القيم
ࣰ ۡ ࣰ ࣰ
ُ َ
ور ☆ أ ۡو يُزَ ّ ِو ُج ُه ۡم ذك َرانا َو ِإ َن ٰـثا{ ُّ ۤ ب ِل َمن َيش َۤا ُء ِإ َن ٰـثا َو َي َه ُ
ب ِل َمن َيشَا ُء ٱلذ ُك َ } َي َه ُ
حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .عند مسلم َجا َء ِحب ٌْر ِمن
ار اليَ ُهو ِد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله :قا َلِ :جئْتُ أ ْسأَلُ َك َ
ع ِن أحْ بَ ِ
ي ض ،و َما ُء ال َم ْرأَةِ أ ْ
صفَ ُر ،فَإِذَا اجْ ت َمعا ،فَعَ َال َمنِ ُّ الولَدِ؟ قا َلَ :ما ُء َّ
الر ُج ِل أ ْبيَ ُ َ
الر ُج ِل ،آنَثَا
ي َّي ال َم ْرأَ ِة َمنِ َّ ي ال َم ْرأ َ ِة ،أ ْذ َك َرا بإ ْذ ِن الل ِه ،وإ َذا َ
ع َال َمنِ ُّ الر ُج ِل َمنِ َّ
َّ
ف فَذَه َ
َب" ي ،ث ُ َّم ا ْن َ
ص َر َ ص َد ْق َ
ت ،وإ َّن َك لَنَ ِب ٌّ بإ ْذ ِن الل ِه .قا َل ال َي ُهو ِد ُّ
ي :لقَ ْد َ
ب أ َ ۡو يُ ۡر ِس َل
ى ِح َجا ٍ ﴿۞ َو َما َكانَ ِلبَش ٍَر أَن يُ َك ِلّ َمهُ ٱ َّللهُ إِ َّال َو ۡحيًا أ َ ۡو ِمن َو َر ۤا ِٕ
ࣱ ࣰ
ی َح ِكيم} ٰۚ ۤ ۡ
ی ِبإِذ ِن ِهۦ َما َيشَا ُء ِإ َّنهُۥ َ
ع ِل ٌّ سوال فَيُ ِ
وح َ َر ُ
ع َّز َو َج َّلَ ،و ُه َو أَنَّهُ ت َ َعالَى ت َ
َارة ً ب اللَّ ِهَ ، َه ِذ ِه َمقَا َماتُ ْال َوحْ ي ِ بِالنِّ ْسبَ ِة ِإلَى َجنَا ِ
ارى ِفي ِه أَنَّهُ ِمنَ اللَّ ِه َ
ع َّز َو َج َّلَ ،ك َما َجا َء ش ْيئًا َال َيت َ َم َ َي ْقذ ُ
ِف ِفي َر ْوعِ النَّ ِب ّ
يِ ﷺ َ
سو ِل اللَّ ِه ﷺ أَنَّهُ َقا َلِ " :إ َّن ُروح القُدُس ع ْن َر ُ في حديث عبد الله بن مسعود َ
وت َحتَّى ت َ ْست َ ْك ِم َل ِر ْزقَ َها َوأ َ َجلَ َها ،فَاتَّقَ ُوا اللَّهَ ث فِي ُروعيِ :إ َّن نَ ْف ً
سا لَ ْن ت َ ُم َ نَفَ َ
ب" صححه اَللباني. َوأَجْ ِملُوا ِفي َّ
الطلَ ِ
علَ ْي ِه ال َّس َال ُم. ب﴾ َك َما َكلَّ َم ُمو َ
سىَ ، َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْو ِم ْن َو َرا ِء ِح َجا ٍ
ي ِبإ ِ ْذنِ ِه َما يَشَا ُء﴾ َك َما يُ ْن ِز ُل ِجب ِْري َل [ َ
علَ ْي ِه سوال َفيُ ِ
وح َ َوقَ ْولُهُ﴿ :أ َ ْو يُ ْر ِس َل َر ُ
س َال ُم.ع َل ْي ِه ُم ال َّ علَى ْاَل َ ْن ِب َي ِ
اءَ ، غي َْرهُ ِمنَ ْال َم َالئِ َك ِة َ
س َال ُم] َو َ ال َّ
683
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿و َك َذ ِل َك ْأو َحيْنا إلَي َْك ُرو ًحا ِمن ْأم ِرنا﴾ أي روح القلب { َي ٰۤـأ َيُّ َها قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
عا ُك ۡم ِل َما يُ ۡح ِيي ُك ۡم }
سو ِل ِإذَا َد َ
لر ُ وا ٱ ۡست َِجيبُ ۟
وا ِللَّ ِه َو ِل َّ ٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ۟
ࣰ
{وقَالُ ۟
وا لَ ۡو ُكناَّ ُ ُ َّ َّ { ِإنَّا َج َع ۡل َن ٰـهُ قُ ۡر َء ٰ نًا َ
ع َربِيّا ل َعلك ۡم ت َعۡ ِقلونَ } العقل هو فهم القرآن َ
س ِعي ِر} ن َۡس َم ُع أ َ ۡو نَعۡ ِق ُل َما ُكنَّا فِ ۤی أَصۡ َح ٰـ ِ
ب ٱل َّ
وإن القُ ْرآنَ في اللَّ ْوحِ ال َمحْ فُ ِ
وظَ .كما قا َلَ ﴿ :ب ْل هو أيَّ : ب﴾ ْ ﴿وإنَّهُ في أ ُ ِ ّم ال ِكتا ِ
آن َم ِجي ٌد في لَ ْوحٍ َمحْ فُوظٍ ﴾ قُ ْر ٌ
684
جامع التيسير في تعليقات التفسير
685
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّ َم أن َرسو َل الل ِه َ حديث عبد الله بن عمر عند مسلم 《 َّ
سفَ ٍرَ ،كب ََّر ث َ َالثًا ،ث ُ َّم قا َلُ :
س ْب َحانَ الذي َار ًجا إلى َ كانَ إذَا ا ْست ََوى علَى بَ ِع ِ
ير ِه خ ِ
س َّخ َر لَنَا هذاَ ،وما ُكنَّا له ُم ْق ِرنِينَ ،وإنَّا إلى َر ِّبنَا لَ ُم ْنقَ ِلبُونَ ،اللَّ ُه َّم إنَّا َن ْسأَلُ َك في
َ
ضى ،اللَّ ُه َّم ه ّ َِو ْن َ
علَ ْينَا َ
سفَ َرنَا سفَ ِرنَا هذا ال ِب َّر َوالت َّ ْق َوىَ ،و ِمنَ ال َع َم ِل ما ت َْر َ َ
س َف ِرَ ،و ْال َخ ِلي َفةُ في اَل ْه ِل، ب في ال َّ اح ُ
ص ِ ت ال َّ هذاَ ،و ْ
اط ِو َعنَّا بُ ْع َدهُ ،اللَّ ُه َّم أ َ ْن َ
وء ال ُم ْنقَلَ ِ
ب في س ِ سفَ ِرَ ،و َكآ َب ِة ال َم ْن َ
ظ ِرَ ،و ُ بك ِمن َو ْعث َ ِ
اء ال َّ اللَّ ُه َّم إ ِنّي أ َ ُ
ع وذ ُ َ
ال َما ِل َواَل ْه ِل ،وإذَا َر َج َع قالَ ُه َّن َوزَ ا َد فِي ِه َّن :آ ِيبُونَ ت َائِبُونَ َ
عا ِبدُونَ ِل َر ِبّنَا
امدُونَ 》.
َح ِ
﴿و َج َعلُ ۟
وا َلهُۥ ِم ۡن ِع َبا ِد ِهۦ ُج ۡز ًء ٰۚا} َ
الولَدُ ،وأنَّهُ ْ
أط َلقَ أن ال ُمرا َد ِبال ُج ْز ِء في اآليَ ِة َ
رجح الشيخ محمد الشنقيطي َّ
ضعَةٌ ِمنَ
والولَ َد َكأنَّهُ بِ ْ علَ ْي ِه اس َْم ال ُج ْز ِء؛ َِل َّن الفَ ْر َ
ع َكأنَّهُ ُج ْز ٌء ِمن أ ْ
ص ِل ِهَ ، َ
الوا ِلدَِ ،كما ال َي ْخفى.
صفَا ُك ْم بِ ْالبَنِينَ ﴾ ﴿أَلَ ُك ُم الذَّ َك ُر َو َلهُ اَل ْنثَى .تِ ْل َك ِإ ًذا
ت َوأَ ْ
﴿أ َ ِم ات َّ َخذَ ِم َّما َي ْخلُ ُق بَنَا ٍ
ِق ْس َمةٌ ِ
ضيزَ ى﴾
من جهة جعلهم الولد للّه تعالى.
ومن جهة جعلهم أردأ القسمين وأخسهما له وهو البنات التي ال يرضونهن
َلنفسهم.
686
جامع التيسير في تعليقات التفسير
{و ِإ َذا
ظ َّل وجْ ُههُ ُمس َْودًّا وهو َك ِظي ٌم﴾ كما قال تعالى َ ش َر أ َحدُهم ِباَل ُ ْنثى َ ﴿وإذا بُ ِ ّ َ
ࣱ ࣰ
َ ۡ َ ُ ّ ش َر أ َ َح ُد ُهم بِٱ َۡلُنث َ ٰى َ
ظ َّل َو ۡج ُههُۥ ُم ۡس َودا َوه َو ك ِظيم ☆ َيت ََو ٰ َر ٰى ِمنَ ٱلق ۡو ِم ِمن بُ ِ ّ
ش َر بِ ِهۦ ٰۚۤۤ}
س ۤو ِء َما بُ ِ ّ
ُ
ق أ ُ ِري َد ِبها
ع َب ْدناهم} فهذه َك ِل َمةُ َح ّ ٍ ﴿وقالُوا لَ ْو شا َء َّ
الرحْ َم ُن ما َ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
الرضى ،كما أخبر أن اْلرا َدة َ ال َك ْونِيَّةَ القَ َد ِريَّةَ تَ ْست َْل ِز ُم ِ ّ
ع ُموا َّ باط ٌل .فال ُكفّ ُ
ار زَ َ ِ
سيَقُو ُل الَّذِينَ أ ْش َر ُكوا لَ ْو شا َء اللَّهُ ما أ ْش َر ْكنا وال آباؤُنا وال َح َّر ْمنا سبحانه { َ
باط ٌل ،وهو الَّذِي َكذَّ َب ُه ُم اللَّهُ فِي ِه في القرآن َ
﴿وال ش ْيءٍ ﴾ وهو زَ ْع ٌم ِ
ِمن َ
يَ ْرضى ِل ِعبا ِد ِه ال ُك ْف َر﴾
علَ ٰۤى أ ُ َّمةࣲ َو ِإنَّا َ
ع َل ٰۤى َءاث َ ٰـ ِر ِهم ُّمهۡ تَدُونَ { }قَالُ ۤو ۟ا ِإ َّنا َو َج ۡدن َۤا َءا َب ۤا َءنَا َ
فمن أصول الشريعة اْلسالمية تحرير القلب عن التعلق بغير الله وتحرير
اَلمة عن ت َ ْق ِليد اآل ِ
باء اَلعْمى.
﴿إال الَّذِي فَ َ
ط َر ِني فَإنَّهُ وإ ْذ قا َل إبْرا ِهي ُم َِل ِبي ِه وقَ ْو ِم ِه إنَّ ِني َبرا ٌء ِم ّما ت َ ْعبُدُونَ ﴾ ّ
شبَّهَ حالَهم ِبحا ِل ِه ْم ساقَ لَهم ْأم ً
ثاال الماضيَ ِة و َ
ِ سيَ ْهدِينَ ﴾ لَ ّما ذَ َّك َر ُه ُم اللَّهُ ِباَل ُ َم ِم
َ
في ذَ ِل َك:
على أ ُ َّم ٍة وا ْبت َ َدأ ِب ِذ ْك ِر إبْرا ِه َ
يم وقَ ْو ِم ِه إب ً
ْطاال ِلقَ ْو ِل ال ُم ْش ِركِينَ ﴿ :إنّا و َج ْدنا آبا َءنا َ
أن يَ ْقتَدُوا ِب ِه هو أبُو ُه ُم الَّذِي
أن ْأولى آبا ِئ ِه ْم ِب ْ
آثار ِه ْم ُم ْهتَدُونَ ﴾ ِب َّ
على ِوإنّا َ
َي ْفت َِخ ُرونَ ِب ِن ْس َب ِت ِه إبْرا ِهي ُم.
687
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ام
ص َس َك ِبٱ ۡلعُ ۡر َوةِ ٱ ۡل ُو ۡثقَ ٰى َال ٱن ِف َ
ت َويُ ۡؤ ِم ُۢن ِبٱللَّ ِه فَقَ ِد ٱ ۡست َۡم َ {فَ َمن َي ۡكفُ ۡر ِبٱ َّ
لط ٰـغُو ِ
لَ َه ٰۗا}
ع ِظ ٍيم﴾ على َر ُج ٍل ِمنَ القَ ْر َيتَي ِْن َ آن َ ﴿وقالُوا لَ ْوال نُ ِ ّز َل هَذا القُ ْر َُ
ع ِظي ُم َم َّكةَ الَّذِي يُ ِريدُونَ هو َ
الو ِلي ُد ب ُْن ال ُم ِغ َ
يرةِ. ف .و َ ّ
والطا ِئ ُ و ُهما َم َّكةُ
ع ْر َوة ُ ب ُْن َم ْسعُو ٍد.
ف هو ُ ع ِظي ُم ّ
الطا ِئ ِ َو َ
﴿أهم َي ْق ِس ُمونَ َرحْ َمةَ َر ِبّ َك﴾
وفي المثل السوداني :من ال يملك قوته ال يملك قراره.
ࣰ ࣰ ࣰ
سقفاُ
لر ۡح َم ٰـ ِن ِلبُيُوتِ ِه ۡم ُ ُ ۡ ۡ
اس أ ُ َّمة َو ٰ ِح َدة ل َج َعلنَا ِل َمن يَكف ُر بِٱ َّ
َّ ﴿ولَ ۡو َ ۤال أَن يَ ُكونَ ٱل َّن ُ
َ
علَ ۡي َها َي ۡظ َه ُرونَ ﴾ حديث سهل بن ساعد الساعدي 《لو ار َج َ ضةࣲ َو َم َع ِ
ِّمن فِ َّ
كافرا منها شربةَ
ً كانت الدنيا تع ِد ُل عند الل ِه َجنا َح بعوض ٍة ،ما سقَى
ماءٍ 》صححه اَللباني وغيره.
س ْالقَ ِري ُن{
ْت بَ ْينِي َوبَ ْين ََك بُ ْع َد ْال َم ْش ِرقَي ِْن فَبِئْ َ
{يَا لَي َ
ق َو ْال َم ْغ ِر ِ
بَ .و ِإنَّ َما ا ْست ُ ْع ِم َل هَا ُهنَا َو ْال ُم َرا ُد ِب ْال َم ْش ِر َقي ِْن ُهنَا ُه َو َما َبيْنَ ْال َم ْش ِر ِ
ان.. انَ ،و ْالعُ َم َر ُ
ت َ ْغ ِليبًاَ ،ك َما يُقَال ْالقَ َم َر ِ
ف ت ُ ْسأَلُونَ ﴾ حديث أبي مالك اَلشعري عند ﴿وإِنَّهُ لَ ِذ ْك ٌر لَ َك َو ِلقَ ْو ِم َك َو َ
س ْو َ َ
القرآن ُح َّجةٌ لك أو عليك》
ُ مسلم 《و
الرحْ َم ِن آ ِل َهةً س ِلنَا أ َ َج َع ْلنَا ِم ْن د ِ
ُون َّ س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِل َك ِم ْن ُر ُ
﴿وا ْسأ َ ْل َم ْن أ َ ْر َ
َوقَ ْولُهَُ :
اء ،فَإ ِ َّن ْاَل َ ْن ِبيَا َء ُج ِمعوا لَهُ. يُ ْعبَدُونَ ﴾ أي َوا ْسأ َ ْل ُه ْم لَ ْيلَةَ ْ ِ
اْلس َْر ِ
688
جامع التيسير في تعليقات التفسير
689
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ط ْال ُم ْست َ ِقي ُمَ ،و ُه َو يَ :هذَا َّالذِي ِجئْت ُ ُك ْم ِب ِه ُه َو ال ِ ّ
ص َرا ُ ط ُم ْست َ ِقي ٌم﴾ أَ ْ
ص َرا ٌ ﴿ َهذَا ِ
ع َّز َو َج َّلَ ،وحْ َدهُ. ِعبَا َدة ُ َّ
الربّ َِ ،
ط ٱ ۡل ُم ۡست َ ِقي َم{ }ٱ ۡه ِدنَا ٱل ِ ّ
ص َر ٰ َ
اروا ِش َي ًعا ِفي ِه،
ص ُت ْال ِف َر ُق َو َ اب ِم ْن َب ْي ِن ِه ْم﴾ أَيِْ :
اختَلَ َف ْ َوقَ ْولُهُ﴿ :فَ ْ
اخت َ َل َ
ف اَلحْ زَ ُ
سولُهُ َ -و ُه َو ْال َح ُّقَ -و ِم ْن ُه ْم َم ْن َي َّد ِعي أ َ َّنهُ ُولَ ُد
ِم ْن ُه ْم َم ْن يُ ِق ُّر ِبأَنَّهُ َع ْب ُد اللَّ ِه َو َر ُ
الل ِه ،ومنهم من قال ثالث ثالثة .ت َ َعالَى اللَّهُ َ
ع ْن اللَّ ِهَ ،و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَقُولُِ :إنَّهُ َّ
علُ ًّوا َك ِب ً
يرا. قَ ْو ِل ِه ْم ُ
ع َل ْي ُك ُم ْاليَ ْو َم َوال أ َ ْنت ُ ْم تَحْ زَ نُونَ ﴾ أشار الشيخ هنا َوقَ ْولُهُ﴿ :يَا ِع َبا ِد َال خ َْو ٌ
ف َ
إن اللَّهَ يقو ُل يَ َ
وم ال ِقيا َم ِة :أيْنَ ال ُمت َحابُّونَ حديث أبي هريرة عندمسلم 《 َّ
691
جامع التيسير في تعليقات التفسير
على َّ
أن ال َع َم َل ﴿وتِ ۡل َك ٱ ۡل َج َّنةُ ٱ َّلتِ ۤی أ ُ ِ
ور ۡثت ُ ُموهَا ِب َما ُكنت ُ ۡم ت َعۡ َملُونَ ﴾ دلّت اآلية َ َ
ب ِل ُد ُخو ِل ال َجنَّ ِة.
سبَ ٌ
َ
ع َملُهُ ال َج َّنةَ ”.
وأ ّما حديث أبي هريرة في الصحيحين «لَ ْن يُ ْد ِخ َل أ َح َدكم َ
ي اللَّهُ ِب َرحْ َم ٍة ِمنهُ سو َل اللَّ ِه .قا َل “:وال أناّ ،إال ْ
أن يَتَغَ َّم َدنِ َ قالُوا :وال أ ْن َ
ت يا َر ُ
ب ُد ُخو ِل ال َجنَّ ِة -هو أن العَ َم َل الَّذِي بَيَّ َن ِ
ت اآلية َك ْونَهُ َسبَ َ ض ٍل» فإنه يد ُّل َّ
وفَ ْ
ال َع َم ُل الَّذِي تَقَبَّ َلهُ َّ
اللهُ ِب َرحْ َم ٍة ِمنهُ و َف ْ
ض ٍل.
ْس عمل ال َعبْد وإن تناهى ُموجبا بِ ُم َج َّر ِد ِه ل ُد ُخول الج َّنة وال عوضا لَها،
فَلَي َ
ولكن بِ َرحْ َم ٍة ِمن الله وفَ ْ
ض ٍل.
الوجْ ه الَّذِي يُ ِحبهُ الله ويرضاه فَهي ال
فَإن أعماله وإن وقعت ِمنهُ على َ
تقاوم ن ْع َمة الله الَّتِي أ ْنعم بها َ
ع َل ْي ِه في دار ال ُّد ْنيا وال تعادلها.
ب َج َهنَّ َم خَا ِلدُونَ َ .ال يُفَت َّ ُر َ
ع ْن ُه ْم﴾ كما قال تعالى َ
{ال ﴿ ِإ َّن ْال ُمجْ ِر ِمينَ ِفي َ
عذَا ِ
ظ ُرونَ } ع ۡن ُه ُم ٱ ۡل َعذَ ُ
اب َو َال ُه ۡم يُن َ يُ َخفَّ ُ
ف َ
علَ ْينَا َرب َُّك﴾ ﴿ونَا َد ْوا يَا َما ِلكُ ِليَ ْق ِ
ض َ َ
ع ْن ُه ْم ِم ْن َ
عذَا ِب َها علَ ْي ِه ْم َف َي ُموتُوا َوال يُ َخ َّف ُ
ف َ ﴿ال يُ ْق َ
ضى َ } َك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
﴿أ َ ْم أَب َْر ُموا أ َ ْم ًرا فَإِنَّا ُمب ِْر ُمونَ ﴾ َك َما َقا َل تَ َعالَىَ :
﴿و َم َك ُروا َم ْك ًرا َو َم َك ْرنَا َم ْك ًرا
َو ُه ْم َال يَ ْشعُ ُرونَ ﴾
692
جامع التيسير في تعليقات التفسير
علَىض هذا لعبدته َ ي :لَ ْو فُ ِر َ لرحْ َم ِن َولَ ٌد فَأَنَا أ َ َّو ُل ْال َعا ِبدِينَ ﴾ أ َ ْ
﴿قُ ْل ِإ ْن َكانَ ِل َّ
ضا، ط َال يَ ْلزَ ُم ِم ْنهُ ْال ُوقُوعُ َو َال ْال َج َو ُ
از أَ ْي ً ش ْر ُ
عبِي ِد ِهَ ،وال َّ ذَ ِل َك َِل َ ِنّي َع ْب ٌد ِم ْن َ
طفَى ِم َّما َي ْخلُ ُق َما َيشَا ُء ص َ َك َما قَا َل ت َ َعالَى﴿ :لَ ْو أ َ َرا َد اللَّهُ أ َ ْن َيت َّ ِخذَ َو َلدًا ال ْ
س ْب َحانَهُ } وكما قال تعالى {لَ ۡو َكانَ ِفي ِه َم ۤا َءا ِل َهةٌ ِإ َّال ٱللَّهُ لَفَ َس َدت َٰۚا} ُ
وهذا قول ابن كثير وابن جرير.
وقال الشيخ محمد الشنقيطي "الَّذِي َي ْ
ظ َه ُر ِلي في َم ْعنى َه ِذ ِه اآل َي ِة ال َك ِري َم ِة أنَّهُ
(إن) نا ِفيَةٌ" وله بحث قيم في هذا ،وقال فيه...
أن ْير إلى القَ ْو ِل بِ َّ
ص ُيَت َ َعي َُّن ال َم ِ
ير إلى ذَ ِل َك
ص َ ش ْر ِطيَّةُ ،وقُ ْلناَّ :
إن ال َم ِ إن هي النّافِ َيةُ ال ال َّ أن ْ َوإنَّما ْ
اخت َْرنا َّ
ور....فذكرها .ورجحه شيخنا. ظ ِرنا َِ -ل ْر َب َع ِة أ ُ ُم ٍ
ُمت َ َعي ٌَّن في َن َ
﴿ما ات َّ َخذَ َّ
اللهُ ِمن ولَدٍ﴾
ض ِإلَهٌ﴾ اء ِإ َلهٌ َو ِفي ْ
اَلر ِ ﴿و ُه َو الَّذِي ِفي ال َّ
س َم ِ َوقَ ْولُهَُ :
سبْحانَهُ
ضُ ،
اَلر ِ ماءَ ،كما أنَّهُ ال َم ْعبُو ُد ِبال َح ّ ِ
ق في ْ س ِ أي َم ْعبُو ٌد وحْ َدهُ في ال َّ
ْ
ض
اَلر ِ ﴿و ُه َو اللَّهُ فِي ال َّس َم َوا ِ
ت َوفِي ْ }وت َعالىَ .كقَ ْو ِل ِه تَعَالَىَ :
وأما تفسير اآلية بأن الله سبحانه في كل مكان وفي كل زمان ،ليس له مكان
ٌ
زمان يحتويه .فهذا مذهب الحلولية واْللحاد وغالة الصوفية كابن سعه وال
يَ َ
عربي.
﴿و ِع ْن َدهُ ِع ْل ُم ال ّسا َ
ع ِة﴾ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
﴿قُ ْل إنَّما ِع ْل ُمها ِع ْن َد َربِّي ال يُ َج ِلّيها ِل َو ْقتِها ّإال ُه َو﴾
693
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وال ِن :أَحده َما :أَنه َوقَولهِ ﴿ :إنَّا أَنزَ ْلنَاهُ﴾ أَيْ :القُ ْرآنَ ،و ِفي معنى َهذَا ْ ِ
اْل ْنزَ ال قَ َ
أنزل َج ِميع ْالقُ ْرآن فِي لَ ْي َلة ْالقدر ِإلَى ال َّس َماء ال ُّد ْنيَا ،ث َّم َكانَ ِجب ِْريل َ
علَ ْي ِه
شيْئا فَ َش ْيئًا إِلَى أَن أنزل َج ِميعه. س َالم َيأْتِي ِب ِه َ
ال َّ
َو ْالقَ ْول الثَّا ِني :أَن ال ُم َراد باْلنزال هَا ُهنَا ا ْب ِت َداء ْ ِ
اْل ْنزَ ال.
ي لَ ْي َلةُ ْالقَ ْد ِرَ ،ك َما قَا َل ت َ َعالَىِ ﴿ :إنَّا أ َ ْ ٰۚ ۤ ۡ
نزلنَاهُ قوله { ِإنَّا أَنزَ لنَ ٰـهُ ِفی لَ ۡي َلةࣲ ُّمبَ ٰـ َر َك ٍة} ِه َ
ضانَ ش ْه ُر َر َم َ ضانَ َ ،ك َما َقا َل :تَعَالَىَ ﴿ : ش ْه ِر َر َم َ فِي لَ ْي َل ِة ْالقَ ْد ِر﴾ َو َكانَ ذَ ِل َك فِي َ
آن﴾ الَّذِي أُنز َل فِي ِه ْالقُ ْر ُ
ف ِم ْن َ
ش ْعبَانَ ..فال دليل على ذلك. ص ِ َو َم ْن قَا َلِ :إنَّ َها لَ ْيلَةُ ال ِّن ْ
ش ْه ٍر﴾ { ِفی لَ ۡيلَةࣲ ُّم َب ٰـ َر َك ٰۚ ٍة} ﴿لَ ْيلَةُ القَ ْد ِر َخي ٌْر ِمن ْأل ِ
ف َ
694
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ࣰ
ٰۚ
} ِإنَّا ُكنَّا ُم ۡر ِس ِلينَ ☆ َر ۡح َمة ِّمن َّر ِبّ َك{
ࣰ
س ۡلنَ ٰـ َك ِإ َّال َر ۡح َمة ِلل َع ٰـل ِمينَ {
َ ۡ ّ } َو َم ۤا أ َ ۡر َ
ين﴾
َان ُمبِ ٍ س َما ُء بِ ُدخ ٍ ارت َ ِقبْ يَ ْو َم ت َأْتِي ال َّقوله ﴿فَ ْ
ع ِن مسروق قال :دخلنا ْال َمس ِْج َد َ -ي ْع ِني َمس ِْج َد ْال ُكوفَ ِةِ -ع ْن َد أَب َْوا ِ
ب ِك ْن َدة َ ،فَإِذَا َ
ين﴾ ت َ ْد ُرونَ َما ذَ ِل َك َان ُم ِب ٍس َما ُء ِب ُدخ ٍص َحا ِب ِه﴿ :يَ ْو َم ت َأْتِي ال َّ علَى أ َ ْ ص َ َر ُج ٌل يَقُ ُّ
اع ْال ُمنَافِقِينَ َوأ َ ْب َ َ ْ ْ َان؟ ذَ ِل َك ُدخ ٌ ْ
ار ِه ْم،ص ِ َان يَأتِي يَ ْو َم ال ِقيَا َم ِة ،فَ َيأ ُخذُ بِأ ْس َم ِ ال ُّدخ ُ
الز َك ِام .قَا َل :فَأَت َ ْينَا ابْنَ َم ْسعُو ٍد فَذَ َك ْرنَا ذَ ِل َك َلهُ، َو َيأ ْ ُخذُ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِم ْنهُ ِش ْبهُ ُّ
ع َّز َو َج َّل قَا َل ِلنَ ِبيِّ ُك ْم ﷺ﴿ :قُ ْل َما ع فَقَ َع َدَ ،و َقال ِإ َّن َّ
اللهَ َ ض َ
ط ِجعًا فَفَ ِز َ َو َكانَ ُم ْ
ع َل ْي ِه ِم ْن أَجْ ٍر َو َما أَنَا ِمنَ ْال ُمت َ َك ِلّفِينَ ﴾ ِإ َّن ِمنَ العلم أن يقول الرجل لما أ َ ْسأَلُ ُك ْم َ
ع ِن ْ ِ
اْلس َْال ِم ت َطأ َ ْ
شا لَ َّما أَ ْب َ ال يعلم" :اللَّهُ أ َ ْع َل ُم" َسأ ُ َح ِ ّدث ُ ُك ْم َ
ع ْن ذَ ِل َكِ ،إ َّن قُ َر ْي ً
صابَ ُه ْمف ،فَأ َ َ س َع َل ْي ِه ْم بِ ِسنِينَ َك ِسنِي يُو ُ عا َ سو ِل اللَّ ِه ﷺَ ،د َ علَى َر ُ ت َ ص ْ
َوا ْست َ ْع َ
ار ُه ْم ِإلَى ام َو ْال َم ْيتَةََ ،و َج َعلُوا َي ْرفَعُونَ أ َ ْب َ
ص َ ظ َ ِمنَ ْال َج ْه ِد َو ْال ُجوعِ َحتَّى أ َ َكلُوا ْال ِع َ
ير.ار اب ِْن َج ِر ٍ
اختِيَ ُ اء َف َال يَ َر ْونَ ِإ َّال ال ُّدخَانَ َ ..
..و ُه َو ْ س َم ِ
ال َّ
ط َشةَ ْال ُكب َْرى﴾ ،قَا َل اب ُْن َم ْسعُودٍ :يَ ْعنِي يَ ْو َم بَ ْد ٍر.ش ْالبَ ْ﴿يَ ْو َم نَب ِْط ُ
شةُ، الرو ُمَ ،و ْالقَ َم ُرَ ،و ْالبَ ْ
ط َ سةٌ :ال ُّدخ ُ
َانَ ،و ُّ قَا َل اب ُْن َم ْسعُودٍ《 :فَقَ ْد َم َ
ضى خ َْم َ
واللّزام》
ِ
695
جامع التيسير في تعليقات التفسير
#ابن كثير
أر ِس ْل َم َعنا ي ِعبا َد اللَّ ِه﴾ ْ
﴿أن ْ ﴿أن أدُّوا إلَ َّ
سو ٌل َك ِري ٌم﴾ ْ
﴿وجا َءهم َر ُ قَ ْولُهُ ت َعالىَ :
يمان ْ
وأن ع ْونَ ِل ْْل ِ
ُعاء ِف ْر َ
ث موسى عليه السالم إلى د ِ َب ِني إسْرا ِئي َل} بُ ِع َ
يُ ْر ِس َل بَنِي إسْرا ِئي َل َويَ َر ْفع ِاال ْستِ ْعباد َ
ع ْنهم.
ان َو ُه َو ال َّشتْ ُم .أو َّ
الرجْ ُم س ِاللّ َ
الرجْ ُم بِ ِ ع ْذتُ بِ َربِّي َو َربِّ ُك ْم أ َ ْن ت َْر ُج ُم ِ
ون﴾ َّ ﴿وإِ ِنّي ُ
َ
ِب ْال ِح َج َ
ار ِة.
س ٰى َو ۡليَ ۡدعُ َربَّهُۥۤۤ{
ع ۡو ُن ذَ ُرونِ ۤی أ َ ۡقت ُ ۡل ُمو َ
} َوقَا َل فِ ۡر َ
عا َربَّهُ أ َ َّن َهؤ ِ
ُالء قَ ْو ٌم ُمجْ ِر ُمونَ ﴾ فَ َد َ
ع ْونَ َو َمألهُ ِزينَةً َوأ َ ْم َواال فِي سى َر َّبنَا ِإنَّ َك آتَي َ
ْت فِ ْر َ ﴿و َقا َل ُمو ََك َما قَا َل ت َ َعالَىَ :
علَى أ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوا ْش ُد ْد َ
علَى س َ سبِي ِل َك َربَّنَا ْ
اط ِم ْ ع ْن َضلُّوا َْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا َر َّبنَا ِليُ ِ
يم} قُلُو ِب ِه ْم فَال يُؤْ ِمنُوا َحتَّى َي َر ُوا ْال َعذَ َ
اب اَل ِل َ
﴿وأ َ ْو َرثْنَا ْالقَ ْو َم الَّذِينَ َكانُوا
﴿ َكذَ ِل َك َوأ َ ْو َرثْنَاهَا قَ ْو ًما آخ َِرينَ ﴾ َو ُه ْم بَنُو ِإس َْرائِي َلَ ،
َاربَ َها الَّتِي بَ َ
ار ْكنَا فِي َها ض َو َمغ ِ
اَلر ِ ضعَفُونَ َمش ِ
َارقَ ْ }يُ ْست َ ْ
صا ِل َحةٌ
ي :لَ ْم ت َ ُك ْن لَ ُه ْم أ َ ْع َما ٌل َ
ض﴾ أَ ْ
اَلر ُ علَ ْي ِه ُم ال َّ
س َما ُء َو ْ َوقَ ْولُهُ﴿ :فَ َما َب َك ْ
ت َ
علَى فَ ْق ِد ِه ْمَ ،و َال لَ ُه ْم فِي ْاَل َ ْر ِ
ض بِقَاعٌ َعبَدُوا اء َفت َ ْب ِكي َ
س َم ِ ص َع ُد فِي أَب َْوا ِ
ب ال َّ تَ ْ
اللَّهَ ِفي َها فَقَ َدتْ ُه ْم.
سلَّ َم ُم َّر عليه ب َجنَازَ ةٍ ،فَقا َلُ 《 :م ْست َِري ٌح صلَّى َّ
اللهُ عليه َو َ َّ
وأن َرسو َل الل ِه َ
َو ُم ْست ََرا ٌح منه》البخاري ومسلم.
697
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ماء
س ِ وحديث أنس بن مالك في مسند أبي يعلى "ما ِمن ع ْب ٍد َّإال ولَهُ في ال َّ
خر ُج فيه ع َملُه وكال ُمه ،فإذا مات فُ ِق َد وبَ َكيَا وباب يَ ُ
ٌ باب َيد ُخ ُل ع َملُه،
بابانٌ :
ِ
ض} ضعفه اَللباني س َما ُء َو ْاَل َ ْر ُ
علَ ْي ِه ُم ال َّت َوتال هذه اآلي َة{ :فَ َما َب َك ْ عليهَ ،
وابن حجر العسقالني وغيرهم.
ع َلى ْالعَالَ ِمينَ ﴾ وال ُمرا ُد بِـ ”العالَ ِمينَ “ اَل ُ َم ُم
علَى ِع ْل ٍم َ َوقَ ْولُهَُ :
﴿ولَقَ ِد ْ
اخت َْرنَا ُه ْم َ
ميع اَل ُ َم ِم فَقا َل ﴿ ُك ْنت ُ ْم تار أمة ُم َح َّم ٍد ﷺ َ
على َج ِ َلن اللَّهُ ْ
اخ َ عاص َرة ُ َلهمّ . ال ُم ِ
َخي َْر أ ُ َّم ٍة أ ُ ْخ ِر َج ْ
ت ِللنّ ِ
اس﴾
{أ َ ُه ۡم َخ ۡي ٌر أَ ۡم قَ ۡو ُم تُب ࣲَّع} قال أكثر المفسرين :تبع رجل صالح مؤمن دعا قومه
إلى الله.
سبَأ ٌُ -كلَّ َما َملَ َك فِي ِه ْم َر ُج ٌل َ
س َّم ْوهُ تُبَّعًاَ ،ك َما يُقَالُِ :كس َْرى َو َكان ْ
َت ِح ْميَ ُر َ -و ُه ْم َ
ع ْو ُن ِل َم ْن َملَ َك ِم ْ
ص َر َكا ِف ًرا، ومَ ،و ِف ْر َ ص ُر ِل َم ْن َملَ َك ُّ
الر َ ِل َم ْن َملَ َك ْالفُ ْر َ
سَ ،وقَ ْي َ
غي ُْر ذَ ِل َك ِم ْن أَع َْال ِم ْاَلَجْ ن ِ
َاس. ي ِل َم ْن َملَ َك ْال َحبَ َ
شةََ ،و َ َوالنَّ َجا ِش ُّ
ق} ثم أهلكوا {فَ َجعَ ۡلنَ ٰـ ُه ۡم أ َ َحا ِدي َ
ث َو َم َّز ۡقنَ ٰـ ُه ۡم ُك َّل ُم َم َّز ٰۚ ٍ
سبُّوا تُبَّعًا ،فإنَّهُ كان ق ْد
حديث سهل بن سعد الساعدي وابن عباس 《ال ت ُ
أسلَ َم》صححه اَللباني.
وحديث أبي هريرة «ما أدري تبّع نبيا كان أم غير نبي"
ب ْال َح ِم ِيم﴾ َكقَ ْو ِل ِه ﴿ ُي َ
صبُّ ِم ْن فَ ْو ِ
ق ُر ُءو ِس ِه ُم عذَا ِ صبُّوا فَ ْوقَ َرأْ ِس ِه ِم ْن َ
﴿ث ُ َّم ُ
طونِ ِه ْم َو ْال ُجلُودُ﴾ ْال َح ِمي ُم .يُ ْ
ص َه ُر ِب ِه َما فِي بُ ُ
698
جامع التيسير في تعليقات التفسير
699
جامع التيسير في تعليقات التفسير
على ِع ْل ٍم﴾
ضلَّهُ اللَّهُ َ
﴿وأ َ
قوله َ
"على علم" حال من الفاعل # .ابن القيم.
700
جامع التيسير في تعليقات التفسير
﴿وقالُوا ما هي ّإال َحياتُنا ال ُّد ْنيا نَ ُموتُ ونَحْ يا وما يُ ْه ِل ُكنا ّإال ال َّد ْه ُر﴾
َ
عز وج َّل: حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين قا َل اللَّهُ َّ
هار》 اَلم ُر أ ُ َق ِلّ ُ
ب اللَّ ْي َل والنَّ َ سبُّ ال َّد ْه َر وأنا ال َّد ْه ُر ،بيَدِي ْ 《يُؤْ ذِينِي ُ
ابن آ َد َم يَ ُ
ض َع ْال ِكت ُ
َاب فَت ََرى ﴿و ُو ِ علَ ْي ُك ْم ِب ْال َح ّ ِ
ق﴾ َكقَ ْو ِل ِه تَ َعالَىَ : ﴿ َهذَا ِكت َابُنَا َي ْن ِط ُق َ
ْال ُمجْ ِر ِمينَ ُم ْش ِفقِينَ ِم َّما فِي ِه َويَقُولُونَ يَا َو ْيلَتَنَا َما ِل َه َذا ْال ِكت َا ِ
ب َال يُغَاد ُِر
صاهَا} يرة ً ِإال أَحْ َ يرة ً َوال َك ِب َص ِغ َ
َ
ْيان هنا الت َّ ْركُ .
﴿وقِي َل اليَ ْو َم َن ْنساكم َكما َن ِسيت ُ ْم ِلقا َء يَ ْو ِمكم} ال ُمرا ُد ِبالنِّس ِ
َ
ب تُ ْ
ط ِل ُق ال ِنّسْيانَ وت ُ ِري ُد بِ ِه الت َّ ْر َك حقيقةً ال مجازا ً. والعَ َر ُ
ص ِحيحِ ُم ْس ِل ٍم
ت في َ معفو عنه كما ث َ َب َ
ّ ض ُّد الذّكر فهذا أ ّما النِّسْيان الَّذِي هو ِ
ؤاخ ْذنا ي ﷺ لَ ّما قَ َرأ َ
﴿ربَّنا ال ت ُ ِ أن النَّبِ َّ
ّاس وأبِي ُه َري َْرة ََّ « : عب ٍ ث اب ِْن َ
ِمن َحدِي ِ
طأْنا﴾ ،قا َل َّ
اللهُ نَعَ ْم قَ ْد فَعَ ْلتُ " أخ َ
إن نَ ِسينا ْأو ْ
» ْ
ت فِي صحيح مسلم برقم من حديث أبي هريرة ،رضي الله عنه أ َ َّن َّ
اللهَ وث َ َب َ
ض ْال َعبِي ِد يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة" :أَلَ ْم أُزَ ّ ِوجْ َك؟ أَلَ ْم أ ُ ْك ِر ْم َك؟ أ َلَ ْم أ ُ َ
س ِ ّخ ْر ت َ َعالَى يَقُو ُل ِلبَ ْع ِ
لَ َك ْال َخ ْي َل َو ْ ِ
اْل ِب َلَ ،وأَذَ ْر َك ت َْرأَ ُ
س وت َْر َبع؟ فَ َيقُولَُ :بلَىَ ،يا َربّ ِ .فَ َيقُولُ:
اك َك َما نَ ِسيتَنِي"
س َي؟ َف َيقُولَُ :ال .فَ َيقُو ُل اللَّهُ ت َ َعالَى :فَ ْال َي ْو َم أ َ ْن َ
ت أَنَّ َك ُمالق ّ أَفَ َ
ظ َن ْن َ
ض﴾
اَلر ِ ﴿ولَهُ ْال ِكب ِْريَا ُء فِي السموا ِ
ت َو ْ َ
701
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ظ َمةُ ِإزَ ِاري َو ْال ِكب ِْر َيا ُء ِر َدائِي ،فَ َم ْن
وفي الحديث " َيقُو ُل اللَّهُ ت َ َعالَى ْال َع َ
702
جامع التيسير في تعليقات التفسير
مرضناهَ ،حتَّى إِ َذا تُ ُوفِ َي أ ْد َرجناه فِي أَثْ َوابِِه ،فَ َد َخ َل ت :فَا ْشتَ َكى ُعثْ َما ُن ِع ْن َدنَا فَ َّ قَالَ ْ
ك ،لََق ْد ادتِي َعلَْي َبَ ،ش َه َ السائِ ِ
ك أَبَا َّ ْتَ :ر ْح َمةُ اللَّ ِه َعلَْي َ ول اللَّ ِه فَ ُقل ُ
َعلَْي نَا َر ُس ُ
َن اللَّهَ أَ ْك َرَمهُ؟
يك أ َّ"وَما يُ ْد ِر َ ول اللَّ ِه َ َّ َّ ِ َّ ك اللَّ ِه .فَ َق َ
صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َمَ : ال َر ُس ُ أَ ْك َرَم َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم" :أ ََّما ال رس ُ ِ ْتََ :ل أَ ْد ِر بِأَبِي أَنْ َ ِ
ول اللَّه َ ت َوأُمي! فَ َق َ َ ُ " فَ ُقل ُ
ين ِم ْن َربِِهَ ،وإِنِي َأل َْر ُجو لَهُ الْ َخ ْي َرَ ،واللَّ ِه َما أَ ْد ِر َوأَنَا َر ُس ُ
ول ِ
اءهُ الْيَق ُُُ َو فَ َق ْد َج َ
ك،َح َزنَنِي ذَلِ َ ِ ِ
ْتَ :واللَّه ََل أُ َزكي أ َ
َح ًدا بَ ْع َدهُ أَبَ ًداَ .وأ ْ ت :فَ ُقل ُ اللَّ ِه َما يُ ْف َع ُل بِي! " قَالَ ْ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ت إِلَى رس ِ ِ
ول اللَّه َ َُ ت لِ ُعثْ َما َن َع ْي نًا تَ ْج ِر ،فَ ِج ْئ ُ فَنِ ْم ُ
ت فَ َرأَيْ ُ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم" :ذَ َ
اك َع َملُهُ"_ .لفظ ما ال رس ُ ِ
ول اللَّه َ فَأَ ْخبَ ْرتُهُ بِ َذلِ َ
ك ،فَ َق َ َ ُ
اج ِه الْبُ َخا ِر ُّ ُدو َن ُم ْسلِ ٍمَ ،وفِي لَ ْف ٍظ لَهَُ " :ما أَ ْد ِر يفعل بي شاذ_ فَ َق ِد انْ َفر َد بِِإ ْخر ِ
َ َ
يل قَ ْولِ َها:
ظ ،بِ َدلِ ِ ول اللَّ ِه َما يُ ْف َع ُل بِِه"َ .و َُ َذا أَ ْشبَهُ أَ ْن يَ ُكو َن ُُ َو ال َْم ْح ُفو ُ
َوأَنَا َر ُس ُ
ك" .ابن كثير .وقيل ُذا قبل أن أخبر به. َح َزنَنِي َذلِ َ
"فَأ ْ
703
جامع التيسير في تعليقات التفسير
704
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت َعلَ َّي َو َعلى والِ َد َّ } كما أمر ك الَّتِي أَنْ َع ْم َ ٍ أ َْوِز ْعنِي أَ ْن أَ ْش ُك َر نِ ْع َمتَ َ قال َر ِ
{ َ
ت َعلَْي ُك ْم } يُ َذكِ ُرُُ ْم تَ َعالَى يل اذْ ُك ُروا نِ ْع َمتِ َي الَّتِي أَنْ َع ْم ُ َ َ
بنو إسرائل { .يا بنِي إِ ْسرائِ
َ َ
َس ََلفِ ِه ْم. س َ ِ
الف نَِع ِمه َعلَى آبَائِ ِه ْم َوأ ْ َ
ُف } َ -و َُ َذا َعام فِي ُك ِل َم ْن ُف لَ ُكما} {-فَ ََل تَ ُقل لَهما أ ٍ ال لِوالِ َدي ِه أ ٍ ِ
ْ َُ َ {والَّذ قَ َ َ ْ َ
يف غير ض ِع ٌ الر ْح َم ِن بْ ِن أَبِي بَ ْك ٍر فَ َق ْولُهُ َ ت فِي َع ْب ِد َّ ال َُ َذاَ ،وَم ْن َز َع َم أَنَّ َها نَ َزلَ ْ قَ َ
س َن إِ ْس ََل ُمهَُ ،وَكا َن ِم ْن ك َو َح ُ َسلَ َم بَ ْع َد َذلِ َ الر ْح َم ِن بْ َن أَبِي بَ ْك ٍر أ ْ َن َع ْب َد َّ صوا ٍ؛ ِأل َّ
ِخيَا ِر أَ ُْ ِل َزَمانِِه.
َن ج َهنَّم ِمن ال ِ
ْجن َِّة ِِ ِ
{ َح َّق َعلَْي ِه ُم الْ َق ْو ُل} َو ُُ َو قَ ْولُهَُ { :ولَك ْن َح َّق الْ َق ْو ُل مني َأل َْم ََل َّ َ َ َ
ين} َّاس أ ْ ِ َوالن ِ
َج َمع َ
ا ٍ .وقيل: ض ُمبَا َشرةُ ال َْع َذ ِ ين َك َف ُروا َعلَى النَّا ِر } :ال ُْم َراد بِال َْع ْر ِ { وي وم ي ْعر َّ ِ
َ ض الذ َ ََ ْ َ ُ َ ُ
ف لَ ُه ْم َع ْن َها َحتَّى يَ َرْو َُا. ُُ َو تَ ْق ِريبُ ُه ْم ِم ْن َهاَ ،والْ َك ْش ُ
الدنْ يَا } قيل :إِنَّ َها تَ ُد ُّل َعلَى أَنَّهُ يَ ْن بَ ِغي قوله تعالى { أَ ْذ َُ ْب تُ ْم طَيِبَاتِ ُك ْم فِي َحيَاتِ ُك ُم ُّ
كَ .وإِ َّن سَ ،ونَ ْح ِو َذلِ َ ٍ َوال َْم ََلبِ ِ شا ِر َِّمتُّ ِع بِال َْمآكِ ِل َوال َْم َ ِ ف َو ِْ التَّ َق ُّ
اإلق ََْل ُل م َن الت َ ش ُ
ك َخ ْوفًا ِم ْنهُ أَ ْن يَ ْد ُخ َل فِي ض َي اللَّهُ َع ْنهُ َ -كا َن يَ ْف َع ُل ذَلِ َ ا ٍ -ر ِ
ُع َم َر بْ َن الْ َخطَّ ِ َ
ال لَ ُه ْم يَ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة :أَ ْذ َُ ْب تُ ْم طَيِبَاتِ ُك ْم فِي َحيَاتِ ُك ُم ُّ
الدنْ يَا ا ْْليَةَ. وم َم ْن يُ َق ُ عم ِ
ُُ
از
َج َ الدنْ يَاَ ،وأ َ ات فِي الْ َحيَاةِ ُّ ادهِ الطَّيِب ِ
َ
والصوا ٍ أَنَّها فِي الْ ُك َّفا ِر فإن اللَّه أَباح لِ ِعب ِ
ََ َ َ
ال -تَ َعالَى :- اص ًة بِ ِه ْم فِي ْاْل ِخ َرةَِ ،ك َما قَ َ ك َج َعلَ َها َخ َّ ُّع بِ َهاَ ،وَم َع َذلِ َ َّمت َ
لَ ُه ُم الت َ
آمنُوا ِ َِّ ِ ات ِمن ِ ِ ادهِ والطَّيِب ِ {قُل من ح َّرم ِزينَةَ اللَّ ِه الَّتِي أَ ْخر ِ ِ ِ
ين َ الر ْزق قُ ْل ُ َي للذ َ َ ج لعبَ َ َ ََ ْ َْ َ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه صةً يَ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة} وعن أَنَ ٍ ِ ْحيَاةِ ُّ ِ
َن النَّبِ َّي َ - س أ َّ الدنْ يَا َخال َ في ال َ
705
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الدنْ يَا َويُ ْج َزى بِ َها ال« :إِ َّن اللَّهَ ََل يَظْلِ ُم ُم ْؤِمنًا َح َسنَةً ،يُ ْعطَى بِ َها فِي ُّ َو َسلَّ َم -قَ َ
الدنْ يَاَ ،حتَّى إِ َذا سنَاتِِه َما َع ِم َل بِ َها لِلَّ ِه فِي ُّ ِ ِ ِ ِ ِ
في ْاْلخ َرةَ ،وأ ََّما الْ َكاف ُر فَ يُط َْع ُم ب َح َ
سنَةٌ يَ ْج ِز بِ َها» مسلم. ح ه ل
َ ن ك
ُ ت
َ م ل
َ ضى إِلَى ْاْل ِخرةِ أَفْ َ
َ ْ ْ ََُ
قاف} ود عليه السَلم{ .إِ ْذ أَنْ َذر قَ ومه بِا ْألَح ِ عاد}َ :و ُُ َو ُُ ُ قَ ولُهُ{ :واذْ ُكر أَخا ٍ
َ َُْ ْ َ ْ ْ
ج .يسمى اْلن يل ال ُْم ْع َو ُّ الرمل الْع ِظيم الْمست ِ
ط َ َ ْ َّ و ُ
ُ و ، ف ادَ ،ج ْم ُع ِح ْق ٍ و ُِي ِديار َع ٍ
ُ ُْ ُ ُ َ َ َ َ َُ
بالربع الخالي بين السعود واليمن.
ص َف ِ ِ تَ :كا َن رس ُ ِ َع ْن َعائِ َ
ال: يح قَ َ الر ُت ِ صلَّى اللَّهُ َعلَْيه وسلم إِذَا َع َ ول اللَّه َ َُ شةَ قَالَ ْ
ك ِم ْن َعوذُ بِ َ ت بِِهَ ،وأ ُ ك َخ ْي َرَُاَ ،و َخ ْي َر َما فِ َيهاَ ،و َخ ْي َر َما أ ُْر ِسلَ ْ َسأَلُ َ"اللَّ ُه َّم ،إِنِي أ ْ
الس َماءُ تَ غَيَّ َر لَ ْونُهُ، تَ :وإِذَا تَ َخيَّلت َّ ت بِِه" .قَالَ ْ َش ِرَُاَ ،و َش ِر َما فِ َيهاَ ،و َش ِر َما أ ُْر ِسلَ ْ
شةُ، ك َعائِ َ ت ذَلِ َ ت ُس ِر َ َع ْنهُ ،فَ َع َرفَ ْ ج َو َد َخ َلَ ،وأَقْبَ َل َوأَ ْدبَ َر ،فَِإذَا َمطََر ْ َو َخ َر َ
ضا ُم ْستَ ْقبِ َل اد{ :فَ لَ َّما َرأ َْوهُ َعا ِر ً ال قَ وم َع ٍ ال" :لَ َعلَّهُ يَا َعائِ َ
شةُ َك َما قَ َ ْ ُ سأَلَْتهُ ،فَ َق َ فَ َ
ض ُم ْم ِط ُرنَا} مسلم. أ َْوِديَتِ ِه ْم قَالُوا َُ َذا َعا ِر ٌ
قوله{ :تُ َد ِم ُر ُك َّل َش ْي ٍء بِأ َْم ِر َربِها} عموم أريد بالخصوص.
اد بِ َما ا ٍ ِألَ ُْ ِل َم َّكةََ ،وال ُْم َر ُ ِ ِ
قولهَ { :ولََق ْد أَ ُْلَ ْكنا َما َح ْولَ ُك ْم م َن الْ ُقرى } الْخطَ ُ
َح ْولَ ُه ْم ِم َن الْ ُق َرى قرى ثمود ،وقرى لوط ،ونحوُما ِم َّما َكا َن ُم َجا ِوًرا لِبِ ََل ِد
ارُُ ْم ُمتَ َواتَِرةً ِع ْن َد ُُ ْم.
ت أَ ْخبَ ُ ْح َجا ِزَ ،وَكانَ ْ ال ِ
ضروهُ قَالُوا أَنْ ِ ْج ِن يَ ْستَ ِم ُعو َن الْ ُق ْرآ َن فَ لَ َّما َح َُ ك نَ َفرا ِمن ال ِ
صتُوا ص َرفْ نَا إِلَْي َ ً َ {وإِ ْذ َ َ
ِِ ِ ِ ِ ِ َّ
ال:
اس قَ َ ينَ .ع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ ين} كانوا م ْن أَ ُْ ِل نَصيب َ فَ لَ َّما قُض َي َول ْوا إِلَى قَ ْوم ِه ْم ُم ْنذ ِر َ
ول اللَّ ِه آُ ْم ،انْطَلَ َق َر ُس ُ ْج ِن َوََل َر ُ ول اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم َعلَى ال ِ
ََ َ َ َما قَ َرأَ َر ُس ُ
706
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اف م َقام ربِِه جنَّتَ ِ س ي ْد ُخلُو َن الْجنَّ َة لقوله تعالى ِ ؤمنَهم َك ُم ْؤِمنِي ِْ مِ
ان {ول َم ْن َخ َ َ َ َ َ َ َ اإلنْ ِ َ ُ
ام َربِِه ِم ْن ْجنَّتَ يْ ِن لِ َم ْن َخ َ آَلء ربِ ُكما تُ َك ِذب ِ فَبِأَ ِ ِ
اف َم َق َ َن ال َْو ْع َد بِال َ
ان} فَ بَ يَّ َن أ َّ َ َ َ
ِ
س َوالْج ِن و ْامتَ َّن تَ َعالَى َعلَى الثَّ َقلَْي ِن بأَ ْن َج َع َل َج َز َ
اء اإلنْ ِ ِ آَلئِِه ،أَ ْ نَِع ِم ِه َعلَى ِْ َ
ِِ
ُم ْحسن ِه ُم ال َ
ْجنَّةَ.
ك أَنَّ ُه ْمالر ُس ِل} :أَ ْش ُه ُر ْاألَق َْوا ِل فِي ذَلِ َ صبَ َر أُولُو ال َْع ْزِم ِم َن ُّ اصبِ ْر َك َما َ قوله{ :فَ ْ
الشورى» ،وُم نُ ِ ِ َح َز ِ ِ َّ ِ
يم
وح َوإبْ َراُ ُ َُْ ٌ ا ٍ» َو « ُّ َ ين ذكروا في « ْاأل ْ سةٌَ ،و ُُ ُم الذ َ َخ ْم َ
الس ََل ُم.
الص ََلةُ َو َّ يسى َوُم َح َّم ٌد َ -علَْي ِه ُم َّ وموسى و ِ
ع
َُ َ َ َ
اعةً ِم ْن نَ َها ٍر} قال صلى الله وع ُدو َن لَ ْم يَلْبَ ثُوا إَِل َس َ قولهَ { :كأَنَّ ُه ْم يَ ْوَم يَ َرْو َن َما يُ َ
صبَ ُغ فِي النَّا ِر عليه وسلم " :ي ْؤتَى بِأَنْ ع ِم أَ ُْ ِل ُّ ِ
الدنْ يَا م ْن أَ ُْ ِل النَّا ِر يَ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة ،فَ يُ ْ َ ُ
يم قَ ُّ ط؟ َُل م َّر بِ َ ِ
ول:ط؟ فَ يَ ُق ُ ك نَع ٌ ت َخ ْي ًرا قَ ُّ ْ َ آد َم َُ ْل َرأَيْ َ ال :يَا ابْ َن َ ص ْب غَةً ،ثُ َّم يُ َق ُ
َ
َّاس ب ْؤسا ِفي ُّ ِ
صبَ ُغ ْجن َِّة ،فَ يُ ْ
الدنْ يَا ،م ْن أَ ُْ ِل ال َ
ِ
ٍ َويُ ْؤتَى بِأَ َشد الن ِ ُ ً
ََل ،و ِ
الله يَا َر ِ َ
ك ِش َّدةٌ ط؟ َُ ْل َم َّر بِ َ ت بُ ْؤ ًسا قَ ُّ آد َم َُ ْل َرأَيْ َ ال لَهُ :يَا ابْ َن َ ْجن َِّة ،فَ يُ َق ُ ِ
ص ْب غَةً في ال َ َ
ط " مسلم. ت ِش َّد ًة قَ ُّ طَ ،وََل َرأَيْ ُ س قَ ُّ ٍ َما َم َّر بِي بُ ْؤ ٌ
ولََ :ل ،و ِ
الله يَا َر ِ َ ط؟ فَ يَ ُق ُ قَ ُّ
ش ُّدوا ال َْوثَا َق} أَ ْ :بَالَ ْغتُ ْم فِي قَ ْتلِ ِه ْم َوأَ ْكثَ ْرتُ ُم الْ َق ْت َل وُ ْم فَ ُ {حتَّى إِ َذا أَثْ َخ ْن تُ ُم ُ
قولهَ :
يمةُ ِم َن ْاأل َْم ِر بَِق ْت ِل الْ ُك َّفا ِر َحتَّى يُثْ ِخنَ ُه ُم ض َّمنَ ْ ِ ِ
ت َُذه ْاْليَةُ الْ َك ِر َ فِي ِه ْمَ ،وتَ َ
َس َرى َحتَّى يُثْ ِخ َن ِ الْمسلِمو َن ،ثُ َّم ب ْع َد َذلِ َ ِ
{ما َكا َن لنَبِ ٍي أَ ْن يَ ُكو َن لَهُ أ ْ ك يَأْس ُرونَ ُه ْمَ . َ ُْ ُ
ض}ألر ِ ِ
في ا ْ
ِ
صلَ َحةً
ام ُم َخيَّ ٌرَ ،ولَهُ أَ ْن يَ ْف َع َل َما َرآهُ َم ْ
اإل َم ُ قوله{ :فَِإ َّما َمنًّا بَ ْع ُد َوإِ َّما ف َد ً
اء} فَ ِْ
س
ام ،لَْي َ ام} فِي ُّ
الدنْ يَا َكأَنَّ ُه ْم أَنْ َع ٌ َّعو َن َويَأْ ُكلُو َن َك َما تَأْ ُك ُل األنْ َع ُ
ين َك َف ُروا يَتَ َمت ُ
َّ ِ
{والذ َ َ
اُو َن َع َّما فِي غَ ِد ُِ ْم ،أو يَأْ ُكلُو َن ِم ْن َها َكأَ ْك ِل وج ُه ْمَ ،س ُ
ِ
لَ ُه ْم ُ َّمةٌ إََِّل بُطُونَ ُه ْم َوفُ ُر َ
الم ْؤِم ُن يَأْ ُك ُل فِي ِم ًعى ض ًما قال صلى الله عليه وسلمُ « : ضما َوقَ ْ ْاألَنْ َع ِامَ ،خ ْ
اح ٍدَ ،وال َكافِ ُر يَأْ ُك ُل فِي َس ْب َع ِة أ َْم َع ٍاء» البخار ومسلم. وِ
َ
ِ {فَ َه ْل يَ ْنظُُرو َن إَِل َّ
اء أَ ْش َراطُ َها} ومن أشراطها اعةَ أَ ْن تَأْتيَ ُه ْم بَ ْغتَةً فَ َق ْد َج َ
الس َ
صلَّى ت رس َ ِ ش َّق الْ َق َم ُر} عن َس ْه ُل بْ ُن َس ْع ٍد قَ َ {اقْتَ رب ِ
ول اللَّه َ الَ :رأَيْ ُ َ ُ اعةُ َوانْ َالس َ
ت َّ ََ
اعةُ
الس َت أَنَا َو َّ ُصبُ َع ْي ِه َُ َك َذا ،بِال ُْو ْسطَى َوالَّتِي تَلِ َيها" :بُِعثْ ُ ال بِأ ْاللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ
َك َهاتَ ْي ِن" البخار .وفي رواية "إن كادت لتسبقني" فما بقي إَل الكبرى منها فإذا
جاءت تتابعت كما في الحديث.
711
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ورةٌ} كانت قبل األمر بالجهاد { ُك ُّفوا آمنُوا لَ ْوََل نُ ِزلَ ْ {وي ُق ُ َّ ِ
ت ُس َ ين َ
ول الذ َ ََ
س ُه ْم َوأ َْم َوالَ ُه ْمفُ َن
ْ أ ينأَيْ ِدي ُكم } ألنهم يحبون الجنة { إِ َّن اللَّهَ ا ْشتَ رى ِمن الْم ْؤِمنِ
َ َ ُ َ َ َ ْ
ْجنَّةَ} بِأ َّ
َن لَ ُه ُم ال َ
ين فِي
َ ذت الَّ ِ
َ َي
ْ أ
رَ ال
ُ ت
َ ت سورةٌ مح َكمةٌ وذُكِر فِيها ال ِ
ْق أما المنافقون{ :فَِإذَا أُنْ ِزلَ ْ ُ َ ُ ْ َ َ َ َ
ِ ِِ ِ
ك نَظََر ال َْم ْغش ِي َعلَْيه م َن ال َْم ْوت{ } .فَِإ َذا َج َ
اء الْ َخ ْو ُ
ف قُلُوبِ ِه ْم َم َر ٌ
ض يَ ْنظُُرو َن إِلَْي َ
712
جامع التيسير في تعليقات التفسير
713
جامع التيسير في تعليقات التفسير
س ْي تُ ْم ِ ِ قَطَع ِ
اك .قال أبو ُريرة :اقرؤوا إ ْن ش ْئ تُ ْم{ :فَ َه ْل َع َ ال :فَ َذ َ
ت :بَلَى .قَ َ
ك؟ قَالَ ْ َ
ض َوتُ َق ِط ُعوا أ َْر َح َام ُك ْم} البخار . ِ ِ
إِ ْن تَ َولَّْي تُ ْم أَ ْن تُ ْفس ُدوا في ْ
األر ِ
ار ٌك ا ٍ أَنْ َزلْنَاهُ إِلَيْ َ ِ { أَفَ ََل يَتَ َدبَّرو َن الْ ُق ْرآ َن أ َْم َعلَى قُلُ ٍ
ك ُمبَ َ و ٍ أَقْ َفالُ َها } {كتَ ٌ ُ
لِيَ َّدبَّروا آيَاتِِه َولِيَ تَ َذ َّكر أُولُو ْاألَلْبَ ِ
ا ٍ} َ ُ
ارةُ فِي قَ ْولِ ِه تَ َعالَى فِي َُ ِذهِ ا ْْليَِة قال الشيخ محمد األمين الشنقيطيَ :و ِْ
اإل َش َ
ض ْاأل َْم ِر} ين َك ِرُُوا َما نَ َّز َل اللَّهُ َسنُ ِط ُيع ُك ْم فِي بَ ْع ِ َ ذك بِأَنَّهم قَالُوا لِلَّ ِ
ْ ُ َ الْ َك ِريم ِة{ :ذَلِ
َ
َّس ِو ُ
يل ك الت ْ الش ْيطَا ُن َس َّو َل لَ ُه ْم َوأ َْملَى لَ ُه ْم} .أَ ْ َذلِ َ اج َعةٌ إِلَى قَ ْولِ ِه تَ َعالَىَّ { : رِ
َ
ين َك ِرُُوا َما نَ َّز َل اللَّهُ ِِ ضي إِلَى الْ ُك ْف ِر بِ اإل ْم ََلء الْم ْف ِ
ب أَنَّ ُه ْم{ :قَالُوا للَّذ َ سبَ ِ َ َو ِْ ُ ُ
ض ْاأل َْم ِر الَّ ِذ قَالُوا اُ ُر ْاْليَِة يَ ُد ُّل َعلَى أ َّض ْاألَم ِر} .وظَ ِ ِ سنُ ِطيع ُكم فِ
َن بَ ْع َ َ ْ ع
ْ ب ي
َ ُ ْ َ
يمةُ تَ ُد ُّلاعو َنَ .و ْاْليَةُ الْ َك ِر َ ك ال ُْمطَ ُ لَ ُه ْم َسنُ ِط ُيع ُك ْم فِ ِيه ِم َّما نَ َّز َل اللَّهُ َوَك ِرَُهُ أُولَئِ َ
ِ
اُتِ ِه َوُم َؤ َازَرت ِه لَهُاع َم ْن َك ِرَه َما نَ َّز َل اللَّهُ فِي ُم َع َاونَتِ ِه لَهُ َعلَى َك َر َ َن ُك َّل َم ْن أَطَ َ َعلَى أ َّ
ف ك{ :فَ َك ْي َ يم ْن َكا َن َك َذلِ َ ِ اط ِل ،أَنَّهُ َكافِر بِاللَّ ِه بِ َدلِ ِ ِ ِ ك الْب ِ ِ
يل قَ ْوله تَ َعالَى ف َ ٌ َعلَى َذل َ َ
طَس َخ َ ك بِأَنَّ ُه ُم اتَّ بَ ُعوا َما أ ْ ارُُ ْم ذَلِ َ
َ َب
َ د
ْ َ
أو م
ْ ه
ُ وُ
َ جُ وُ نَ وب
ُرِ ض
ْ ي
َ ة
ُ ك
َ إِذَا تَ وفَّ ْت ُهم الْم ََلئِ
َ ُ َ
ال لِ َه ُؤََل ِء
ط أَ ْع َمالَ ُه ْم} -.وقال أيضا -فَ ُك ُّل َم ْن قَ َ َحبَ َض َوانَهُ فَأ ْاللَّهَ َوَك ِرُُوا ِر ْ
اخل فِي و ِع ِ ِ ين لِ َما نَ َّزلَهُ اللَّهَُ :سنُ ِط ُيع ُك ْم فِي بَ ْع ِ ِ
يد ض ْاأل َْم ِر ،فَ ُه َو َد ٌ َ الْ ُك َّفا ِر الْ َكا ِرُ َ
ْاْليَِة.
714
جامع التيسير في تعليقات التفسير
715
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِ ِ َّ ِ
ح فَ َق ْد يَأْلَ ُمو َن َك َما تَأْلَ ُمو َن َوتَ ْر ُجو َن م َن الله َما ََل يَ ْر ُجو َن} { إ ْن يَ ْم َ
س ْس ُك ْم قَ ْر ٌ
ح ِمثْ لُهُ } وَل يجوز الدعاء إلى السلم إَل في حالين: س الْ َق ْوَم قَ ْر ٌ
َم َّ
يح قَ ْولِ ِه تَ َعالَى:
ص ِر ُ
وح لَ َهاَ ،ك َما ُُ َو َ
ْجنُ ِالسل ِْم َوال ُ
ب َّار بِطَلَ ِ
األول :إذا ابْ تَ َدأَ الْ َك َّف ُ
اجنَ ْح لَ َها َوتَ َوَّك ْل َعلَى اللَّ ِه } { َوإِ ْن َجنَ ُحوا لِ َّ
لسل ِْم فَ ْ
{ َوََل يَ ْسأَلْ ُك ْم أ َْم َوالَ ُك ْم} .أ َوََل يَ ْسأَلْ ُك ُم النَّبِ ُّي صلى الله عليه وسلم أ َْم َوالَ ُك ْم
ِ ِِ ِ
َج ٍر فَ ُه َو لَ ُك ْمَج ًرا َعلَى َما بَلَّغَ ُك ْم م َن ال َْو ْح ِي َك َق ْوله تَ َعالَى {:قُ ْل َما َسأَلْتُ ُك ْم م ْن أ ْ أْ
َج ِر َ إََِّل َعلَى اللَّ ِه } أو َوََل يَ ْسأَلْ ُك ُم الله أ َْم َوالَ ُك ْم. إِ ْن أ ْ
َّ ِ ِ َّ
آمنُواين َ { َوإِ ْن تَتَ َول ْوا يَ ْستَ ْبد ْل قَ ْوًما غَ ْي َرُك ْم ثُ َّم ََل يَ ُكونُوا أ َْمثَالَ ُك ْم { }.يَا أَيُّ َها الذ َ
ف يَأْتِي اللَّهُ بَِق ْوٍم يُ ِحبُّ ُه ْم َويُ ِحبُّونَهُ }س ْو َ
َ ف
َ من ي رتَ َّد ِم ْن ُكم َعن ِدينِ ِ
ه ْ ْ َ ْ َْ
وجهُ إِلَى َم َّكةَ فِي ال َْع ْه َد -حين ظاُروا بني بكر على بني خزاعةَ ،-كا َن ُخ ُر ُ
ف ُم َقاتِ ٍل. آَل ِش َرةُ َ انَ .وَكا َن َم َعهُ َع َ ضا َن َعام ثَم ٍ َرَم َ
َ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم في َس َف ٍر، الُ :كنَّا مع رس ِ ِ
ول اللَّه َ ََ َُ ا ٍ قَ ََع ْن عُ َمر بْ ِن الْ َخطَّ ِ
َ
ْت لِنَ ْف ِسي: ات-فلم يَ ُر َّد َعلَ َّي ،قَ َ ث م َّر ٍ ٍ
ال :فَ ُقل ُ سأَلْتُهُ َع ْن َش ْيء -ثَََل َ َ ال :فَ َ قَ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ثَََلث ت رس ُ ِ
ول اللَّه َ ا ٍ ،نَ َز ْر َ َ ُ ك يا ابن الْ َخطَّ ِ ك أ ُُّم َ ثَ ِكلَْت َ
ت َم َخافَةَ أَ ْن يَ ُكو َن نَ َز َل فِ َّي احلَتِي فَ تَ َق َّد ْم ُ ترِ ك؟ قَ َ ِ ات فَ لَ ْم يَ ُر َّد َعلَْي َم َّر ٍ
ال :فَ َرك ْب ُ َ َ
اد ي نَ ِ
ٍ
ت َوأَنَا أَظُ ُّن أَنَّهُ ال :فَ َر َج ْع ُ اد :يَا ُع َم ُر ،أَيْ َن ُع َم ُر؟ قَ َ ال :فَِإذَا أَنَا بِ ُمنَ ُ َش ْيءٌ ،قَ َ
ورةٌ س ة
َ ل
َ ي َّ
ل ال ي ل
َ ع تْ ل
َز "ن
َ : م َّ
ل س و ال النَّبِ ُّي صلَّى اللَّهُ َعلَي ِ
ه َ ق
َ ف
َ : ال
َ ق
َ ، ءنَز َل فِي َشي ٍ
ُ َ ْ َّ َ ََ َ َ ْ َ َ َّ ْ
ك اللَّهُ َما ك فَ ْت ًحا ُمبِينًا .لِيَ غْ ِف َر لَ َ الدنْ يَا َوَما فِ َيها{ :إِنَّا فَ تَ ْحنَا لَ َ ب إِلَ َّي ِم َن ُّ َح ُّ
ُ َي أ َ
ِ
ك ،ر ِ س بْ ِن مالِ ٍ ِ تَ َق َّدم ِ
ض َي اللَّهُ َ َ ِ َن َ
أ ن
ْ ع
َ و . ُّ ِ
ر اخَ ْبلا اه
ُ و
َ َ َ ََ ُر . } َّرَخأَت ام و كَ ب ن
ْ ذ
َ ن م
َ ْ
ك اللَّهُ َما تَ َق َّد َم ِم ْن صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم{ :لِيَ ْغ ِف َر لَ َ ت َعلَى النَّبِ ِي َ ال :نَ َزلَ ْ َع ْنهُ ،قَ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم" :لََق ْد ْح َديْبِيَ ِة ،قَ َ ِ ِ
ال النَّبِ ُّي َ َّر} َم ْرج َعهُ م َن ال ُ ك َوَما تَأَخ َ ذَنْبِ َ
صلَّى اللَّهُ ض" ،ثُ َّم قَ َرأ ََُا َعلَْي ِه ُم النَّبِ ُّي َ ب إِلَ َّي ِم َّما َعلَى ْاأل َْر ِ َح ُّ
ت َعلَ َّي آيَةٌ أ َ أُنْ ِزلَ ْ
َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَ َقالُواَُ :نِيئًا َم ِريئًا يَا نَبِ َّي اللَّ ِه ،لََق ْد بَيَّ َن اللَّهَُ ،ع َّز َو َج َّلَ ،ماذَا يَ ْف َع ُل
ات جن ٍ ِ ِ ِِ ك ،فَما َذا ي ْفعل بِنا؟ فَ ن زلَ ْ ِ ِ ِ
َّات} َحتَّى ين َوال ُْم ْؤمنَ َ ت َعلَْيه{ :ليُ ْدخ َل ال ُْم ْؤمن َ بِ َ َ َ َ ُ َ َ َ
يحيْ ِن. ب لَ َغ{ :فَ وًزا َع ِظيما} أَ ْخرجاهُ فِي َّ ِ
الصح َ ََ ً ْ َ
ادةِ ا ِْإليم ِ يح بِ ِزيَ َ يم ِة الت ْ ِ ِِ ِ ادوا إِيمانًا مع إِ ِ ِ
ان، َ َّص ِر ُ يمان ِه ْم } في َُذه ْاْليَة الْ َك ِر َ { ليَ ْز َد ُ َ َ َ َ
ادتْ ُه ْم ت َعلَْي ِه ْم آيَاتُهُ َز َ ُخ َر َك َق ْولِ ِهَ { :وإِ َذا تُلِيَ ْ اض َع أ َك فِي مو ِ ِِ
ح تَ َعالَى ب َذل َ َ َ ص َّر َ
َوقَ ْد َ
717
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ات بِ َدََللَ ِة ِاَللْتَِز ِام َعلَى أَنَّهُ يمانًا } َوتَ ُد ُّل َُ ِذهِ ْاْليَ ُ آمنُوا إِ َ ين َ
إِيمانًا } { وي ْز َد َ َّ ِ
اد الذ َ ََ َ
ص.َن ُك َّل َما يَ ِزي ُد يَ ْن ُق ُ ضاِ ،أل َّ ص أَيْ ً يَ ْن ُق ُ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه ِ ان فِي ال ِْفعلَي ِن لِ الض ِمير ِ {وتُ َع ِزروهُ وتُوقِروهُ وتُ ِ
َ يِ ب َّ
ن ل ْْ سب ُحوهُ} قيلَ :و َّ َ َ ُ ََُ َ َ
يل: ِ َّ ئ وتُسبِ ُحوهُ ،أَ ْ :تُ ِ ِ َو َسلَّ َمَ ،و ُُنَا َوق ٌ
سب ُحوا اللهَ َع َّز َو َج َّلَ .وق َ َ ْف تَام ،ثُ َّم يَ ْب تَد ُ َ َ
ال الث َََّلثَِة لِلَّ ِه َع َّز َو َج َّل.
الضمائِر ُكلُّ َها فِي ْاألَفْ َع ِ
َّ َ ُ
ْح َديْبِيَ ِة{ ،يَ ُد اللَّ ِه فَ ْو َق أَيْ ِدي ِه ْم} الر ْ ِ
ض َوان بِال ُ ك} يَ ْعنِي بَ ْي َعةَ ِ ين يُبايِ ُعونَ َ َّ ِ
{إِ َّن الذ َ
ومذُب السلف في ُذه اْلية وأمثالها من آيات الصفات :أنه يجب اإليمان
بها.
ِ
وُا ذَ ُرونَا نَتَّبِ ْع ُك ْم يُ ِري ُدو َن أَ ْن ول ال ُْم َخلَّ ُفو َن إِذَا انْطَلَ ْقتُ ْم إِلَى َمغَانِ َم لتَأْ ُخ ُذ َ{ َسيَ ُق ُ
س ُدونَنَا ح ت
َ ل ب نَ و ل
ُو ق
ُ ي س ف
َ ل ب ق
َ ن ال اللَّه ِ
م َ ق
َ م ك
ُ ي ب ِدلُوا َك ََلم اللَّ ِه قُل لَن تَ تَّبِعونَا َك َذلِ
َْ ُْ ْ ُ ََ ْ ُ ْ ْ ْ ُ َ َُ
ين تَ َخلَّ ُفوا ول تَ عالَى م ْخبِرا َع ِن ْاألَ ْعر ِ َّ ِ ِ ِ
ا ٍ الذ َ َ بَ ْل َكانُوا ََل يَ ْف َق ُهو َن إََّل قَل ًيَل } يَ ُق ُ َ ُ ً
َع ِن النَّبِ ِي صلَّى اللَّهُ َعلَي ِه وسلَّم فِي غَ ْزوةِ الْح َديبِي ِ
صلَّى اللَّهُ ب النَّبِ ُّي َ َ ُ
َ ذ
َ ذ
ْ ِ
إ ، ة َ ُ َْ ْ ََ َ َ
َص َحابُهُ إِلَى َخ ْي بَ َر يَ ْفتَتِ ُحونَ َها :أَنَّ ُه ْم يَ ْسأَلُو َن أَ ْن يَ ْخ ُر ُجوا َم َع ُه ْم إِلَى َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َوأ ْ
ْت محارب ِة ْاألَعد ِاء ومجالَدتِ ِهم وم ِ ِ
صابَ َرت ِه ْم ،فَأ ََم َر اللَّهُال َْمغْنَ ِمَ ،وقَ ْد تَ َخلَّ ُفوا َع ْن َوق ُ َ ََ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ
سكُ ،م َعاقَ بَةً لَ ُه ْم ِم ْن ِج ْن ِ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أَََّل يَأْ َذ َن لَ ُه ْم فِي َذلِ ََر ُسولَهُ َ
ْح َديْبِيَ ِة بِ َمغَانِِم َخ ْي بَ َر َو ْح َد ُُ ْم ََل يُ ْش ِرُك ُه ْم
ذَنْبِ ِه ْم .فَِإ َّن اللَّهَ تَ َعالَى قَ ْد َو َع َد أَ ُْ َل ال ُ
ك َش ْر ًعا َوقَ َد ًرا؛ َولِ َه َذا ين ،فَ ََل يَ َق ُع غَ ْي ُر َذلِ َ
َ
ا ٍ الْمتَ َخلِ ِ
ف ُ ِ ر عْ َاأل
ْ
َ ُُْ ْ َ َ ن فِيها غَي رُم ِ
م
َلم اللَّ ِه} ِ
ال{ :يُ ِري ُدو َن أَ ْن يُبَدلُوا َك َ قَ َ
وخَلصة قصة الحديبية:
718
جامع التيسير في تعليقات التفسير
تََ ،ل يُ ِري ُد ول اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم َعام الْح َديْبِي ِة ي ِري ُد ِزيارَة الْب ْي ِ ج َر ُس ُ
ََ َ َ ُ َ ُ ََ َ َ َخ َر َ
َتت نَاقَ تُهُ ،فَ َقالُواَ :خ ََل ِ ك ثَنِيَّةَ ال ُْم َرا ِر ،بَ َرَك ْ قِتَ ًاَل َو َسا َق َم َعهُ ال َْه ْد َ َحتَّى إِ َذا َسلَ َ
ال النَّبِ ُّي صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم" :ما َخ ََل ِ َت الْ َق ْ صواءَ ،خ ََل ِ
َت ََ َ َ َ ص َواءُ ،فَ َق َ الْ َق ْ َ ُ
"والَّ ِذ
الَ : يل" .ثُ َّم قَ َ س ال ِْف ِ ُ
اك لَ َها بِ ُخلُ ٍق ،ولَ ِك ْن َحبَس َها َحابِ
َ َ ص َواءَُ ،وَما َذ َ الْ َق ْ
اُا" .ثُ َّم ات اللَّ ِه ،إََِّل أَ ْعطَْي تُ ُه ْم إِيَّ َ نَ ْف ِسي بِي ِدهََِ ،ل يسأَلُونِي ُخطَّةً ي ع ِظمو َن فِ َيها حرم ِ
ُ َُ َُ ُ َْ َ
صلَّى ت ،فَ ع َد َل َع ْن هم حتَّى نَز َل بِأَقْصى الْح َديبِي ِة ،ثُ َّم َد َعا رس ُ ِ
ول اللَّه َ َُ َ ُ َْ ُْ َ َ َز َج َرَُا فَ َوثَبَ ْ َ
ٍ َما اف قُ َريْ ٍ ا ٍ لِيَ ْب َعثَهُ إِلَى َم َّكةَ لِيُ بَ لِ َغ َع ْنهُ أَ ْش َر َاللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّم ُع َمر بْ َن الْ َخطَّ ِ
َ َ
س بِ َم َّكةَ ِم ْن ِ
شا َعلَى نَ ْفسيَ ،ولَْي َ اف قُ َريْ ً َخ ُ ول اللَّ ِه ،إِنِي أ َ ال :يَا َر ُس َ اء لَهُ ،فَ َق َ َج َ
اُاَ ،و ِغلَ ِظي َعلَْي َها، ٍ َع َد َاوتِي إِيَّ َ ت قُ َريْ ٌ ب َم ْن يَ ْمنَ ُعنِيَ ،وقَ ْد َع َرفَ ْ بَنِي َع ِد ِ بْ ِن َك ْع ٍ
َع َّز بِ َها ِمنِيُ ،عثْ َما ُن بْ ُن َع َّفا َن ،فَ بَ َعثَهُ إِلَى أَبِي ُس ْفيَا َن ك َعلَى َر ُج ٍل أ َ َولَ ِكنِي أ ُ
َدلُّ َ
ت لِ َح ْر ٍ ٍ ،ي ْخبِرُُم أَنَّهُ لَم يأْ ِ ِ
اء زائرا لهذا البيت ومعظما ٍَ ،وأَنَّهُ َج َ َْ َوأَ ْش َراف قُ َريْ ٍ ُ ُ ْ
ين َد َخ َل َم َّكةَ، حاص ِِ ْعلا ِ
ن ب لحرمته .فَ َخرج ُعثْما ُن إِلَى م َّكةَ ،فَ لَ ِقيهُ أَبا ُن بن س ِع ِ
يد
َ َ ْ َ َ ُْ َ َ ََ َ
صلَّى أَو قَ بل أَ ْن ي ْد ُخلَها ،فَحملَهُ ب ين ي َدي ِه ،ثُ َّم أَجارهُ حتَّى ب لَّ َغ ِرسالَةَ رس ِ ِ
ول اللَّه َ َ َ َ َ َ َُ ْ ْ َ َ َ َ َ َْ َ َ ْ
ٍ فَ بَ لَّغَ ُه ْم َع ْن اء قُ َريْ ٍ م
َ ظ
َ ع
ُ وَ نَ اي
َ ف
ْ س
ُ اَب
َ أ ى ت
َ َ
أ َّىت ح
َ ن
ُ امَ ث
ْ ع
ُ ق
َ ل
َ ط
َ ْناَف ، م اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ
َ َ
غ ِم ْن ِر َسالَةَ ين فَ َر َ ِ ِ ِِ
َر ُسول اللَّه صلى الله عليه وسلم َما أ َْر َسلَهُ به ،فَ َقالُوا ل ُعثْ َما َن ح َ
ِ ِ
ف. ت فَطُ ْ وف بِالْب ْي ِ
ت أَ ْن تَطُ َ َ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم إِلَْي ِه ْم :إِ ْن ِش ْئ َ رس ِ ِ
ول اللَّه َ َُ
س ْتهُ ول َ َّ َّ ِ َّ وف بِِه َر ُس ُ ت ِألَفْ َع َل َحتَّى يَطُ َ
صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َمَ .وا ْحتَ بَ َ الَ :ما ُك ْن ُ فَ َق َ
َن عُثْ َما َن قَ ْد ين أ َّ ِِ ول اللَّ ِه َ َّ َّ ِ َّ
صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َم َوال ُْم ْسلم َ ٍ ِع ْن َد َُا ،فَ بَ لَ َغ َر ُس َ قُ َريْ ٌ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم اجز الْ َقوم" .و َد َعا رس ُ ِ
ول اللَّه َ ح َحتَّى نُنَ َ ْ َ َ َ ُ
ِ
"َل نَ ْب َر ُقُتِ َل .فقال َ
719
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َّاس يَ ُقولُو َن: ت َّ ِ ضو ِ ت بَ ْي َعةُ ِ َّاس إِلَى الْبَ ْي َع ِة .فَ َكانَ ْ
الش َج َرة ،فَ َكا َن الن ُ ان تَ ْح َ الر ْ َ الن َ
ت -أو على أن َل يفروا - ول اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم َعلَى الْمو ِ بَايَ َع ُه ْم َر ُس ُ
َْ ََ َ َ
ٍ بِِإ ْح َدى يَ َديْ ِه َعلَى ر ض
َ ف
َ ، نَ ام ث
ْ عول اللَّ ِه صلَّى اللَّه َعلَي ِه وسلَّم لِ وبَايَ َع َر ُس َ
ََ ُ ْ ََ َ ُ َ َ
صالِ ْحهُ َوََل ت ُم َح َّم ًدا فَ َ شا ب عثُوا س ْهل بْن َعم ٍرو ،وقَالُوا :ائْ ِ
َن قُ َريْ ً َ َ َ َ َ ْ َ ْاألُ ْخ َرى .و أ َّ
ٍ أَنَّهُ َد َخلَ َها ث ال َْع َر ُْح ِه إََِّل أَ ْن يَ ْرِج َع َعنَّا َع َامهُ َُ َذا ،فَ َواللَّ ِه ََل تُ َح ِد ُ ي ُكو ُن فِي صل ِ
ُ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َعلَي نَا َع ْن و ًة أَب ًدا .فَأَتَاهُ س ْهل بن َعم ٍرو فَلَ َّما رآهُ رس ُ ِ
ول اللَّه َ َ َُ َ ُ ُْ ْ ْ َ َ
ول اللَّ ِه الر ُجل" .فَلَ َّما انْ تَ َهى إِلَى ر ُس ِ الصلْح ِ
َ َ َّ اذَ ُ
َ واث
ُ ع
َ َب ين
َ ح اد الْ َق ْوُم ُّ َ ال" :قَ ْد أ ََر َ قَ َ
ِ
ْح، الصل ُاج َعا َحتَّى َج َرى بَ ْي نَ ُه َما ُّ صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم تَ َكلَّ َما َوأَطَ َاَل الْ َك ََل َمَ ،وتَ َر َ َ
ب ُع َمر بْ ُن الْ َخطَّ ِ ِ
ا ٍ فأت أبا بكر فقال: ا ٍَ ،وثَ َ ُ فَ لَ َّما الْتَأ ََم ْاأل َْم ُر َولَ ْم يَ ْب َق إََِّل الْكتَ ُ
ِ ِ
ال:ين؟ قَ َ يا أبا بكر ،أو ليس برسول الله؟ أو لسنا بالمسلمين؟ أو ليسوا بال ُْم ْش ِرك َ
ثال أَبُو بَ ْك ٍر :يَا ُع َم ُر ،ال َْزْم غَ ْرَزهُ َح ْي ُ الذلَّةَ فِي ِدينِنَا؟ فَ َق َ ال :فَ ع ََلم نُ ْعطَى ِ
بَلَى .قَ َ َ َ
ول اللَّ ِه ال ُع َم ُرَ :وأَنَا أَ ْش َه ُد .ثُ َّم أَتَى َر ُس َ ول اللَّ ِه[ .ثُ َّم] قَ َ َكا َن ،فَِإنِي أَ ْش َه ُد أَنَّهُ َر ُس ُ
ت نَبِ َّي اللَّ ِه َح ًّقا؟ قَ َ
ال ْت :أَلَ ْس َ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ،فَ ُقل ُ ِ
ت نَبِ َّي اللَّه َ ال :فَأَتَ ْي ُقَ َ
ْت :أَلَسنَا َعلَى الْح ِق و َع ُد ُّونَا َعلَى الْب ِ ِ
اط ِل؟ َ َ َ صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم" :بَلَى" .قُل ُ ْ َ
ول اللَّ ِه،ال" :إِنِي َر ُس ُ الدنِيَّةَ فِي ِدينِنَا إِ ًذا؟ قَ َ ْت :فَلِ َم نُ ْع ِطي َّ ال" :بَلَى" .قُل ُ قَ َ
تت تُ َح ِدثُنَا أَنَّا َسنَأْتِي الْبَ ْي َ ص ِيه ،وُو ناصر " ،قلت :أو لست ُك ْن َ ولست أَ ْع ِ
ُ
ك آتِ ِيه ال" :فَِإنَّ َ تََ :ل قَ َ ام؟ " قُلْ ُ ِِ
ك أَنَّا نَأْتيه ال َْع َ ال" :بَلَى ،أَفَأَ ْخبَ ْرتُ َ وف بِِه؟ قَ َ َونَطُ ُ
ص َّد ُق َوأُ ْعتِ ُق ِم َن الَّ ِذ
ُصلي َوأَتَ َ
ْت أَصوم وأ ِ
ال ُع َم ُرَ :ما ِزل ُ ُ ُ َ َ طوف بِِه" .ثُ َّم قَ َ وم ُِ
ت أَ ْن يَ ُكو َن َخ ْي ًرا. ت بِِه يَ ْوَمئِ ٍذ َحتَّى َر َج ْو ُ ت َم َخافَةَ َك ََل ِمي الَّ ِذ تَ َكلَّ ْم ُ صنَ ْع ُ
َ
720
جامع التيسير في تعليقات التفسير
721
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ول اللَّ ِه ا ٍَ ،وَكا َن َر ُس ُ ادوا أَ ْن ي ْهلَ ُكوا .فَلَ َّما فَ رغَا ِمن ال ِ
ْكتَ ِ يمَ ،حتَّى َك ُ ِ َذلِ َ
َ َ َ ك أ َْم ٌر َعظ ٌ
ام ْح ِل ،قَ َ ضطَ ِر ِ صلَّى اللَّه علَي ِه وسلَّم يصلِي فِي ال ِ
ال :فَ َق َ ٍ في ال َ ْح َرمَ ،و ُُ َو ُم ْ ٌ َ ُ َْ ََ ََُ َ
ال: احلِ ُقوا" .قَ َ َّاس ،انْ َح ُروا َو ْ ول اللَّ ِه َ َّ َّ ِ َّ
صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َم فقال" :يَا أَيُّ َها الن ُ َر ُس ُ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ال :ثُ َّم َع َ ِ ِ
اد َ ام َر ُج ٌل َحتَّى َع َ اد بِمثْل َها ،فَ َما قَ َ َح ٌد .قَ َام أ َ
فَ َما قَ َ
ِِ
ام َر ُج ٌل.بِمثْل َها ،فَ َما قَ َ
ال" :يَا أ َُّم َسلَ َمةَ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَ َد َخ َل َعلَى أُِم َسلَ َمةَ فَ َق َ فَ رجع رس ُ ِ
ول اللَّه َ ََ َ َُ
ت ،فَ ََل تُ َكلِمن ِم ْن ُه ْم ول اللَّ ِه ،قَ ْد َد َخلَ ُه ْم َما َرأَيْ َ ت :يَا َر ُس َ َّاس؟ " قَالَ ْ َما َشأْ ُن الن ِ
ك فَ َع َل ْت َذلِ َاحلِ ْق ،فَ لَ ْو قَ ْد فَ َعل َ ث َكا َن فَانْ َح ْرهُ َو ْ ك َح ْي ُ سانًاَ ،وا ْع ِم ْد إِلَى َُ ْديِ َ إنْ َ
ِ
ِ ِ ك .فَ َخرج رس ُ ِ َّاس ذَلِ َ
َح ًدا َحتَّى أَتَى صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم ََل يُ َكل ُم أ َ ول اللَّه َ َ َ َُ الن ُ
ض ُه ْم
ك قَ ُاموا فَ نَ َح ُروا َو َج َع َل بَ ْع ُ س فَ َحلَ َق ،فَ لَ َّما َرأ َْوا ذَلِ َ َُ ْديَهُ فَ نَ َح َرهُ ،ثُ َّم َجلَ َ
ضا غَ ًّماَ ،حتَّى إِ َذا َكا َن بَيْ َن َم َّكةَ َوال َْم ِدينَ ِة ض ُه ْم يَ ْقتُ ُل بَ ْع ًاد بَ ْع ُ
ضاَ ،حتَّى َك َ يَ ْحلِ ُق بَ ْع ً
ورةُ الْ َف ْت ِح. س تْ َلز ن
َ ِ
يق ِ
ر َّ
ط ال طفِي وس ِ
َ ُ َ ََ
اَلفتتان بها لما وقع تحتها من الخير وعن نافع قال " :بلغ عمر بن الخطا ٍ أن
ناساً يأتون الشجرة التي بويع تحتها فأمر بها فقطعت " أخرجه ابن أبي شيبة في
المصنف واأللباني في تحذير الساجد..
الال :قَ َ الص ْد ِق َوال َْوفَ ِاء واإليمان َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرَة ،قَ َ {فَ علِم ما فِي قُلُوبِ ِهم} ِمن ِ
ْ َ َََ
ص َوِرُك ْم َوأ َْم َوالِ ُك ْمَ ،ولَ ِك ْن الله ََل يَ ْنظُُر إِلَى ُ صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم« :إِ َّن َ رس ُ ِ
ول الله َ َُ
يَ ْنظُُر إِلَى قُلُوبِ ُك ْم َوأَ ْع َمالِ ُك ْم» رواه مسلم.
الس ِكينَةَ َعلَْي ِه ْم َوأَثَابَ ُه ْم فَ ْت ًحا قَ ِريبًا} َو ُُ َو فَ ْتح َخ ْي بَ َر. َنزل َّ {فَأ َ
{ َو َع َد ُك ُم اللَّهُ َمغانِ َم َكثِ َيرًة تَأْ ُخ ُذونَها} ِم َن الْغَنَائِِم إِلَى يَ ْوِم ال ِْقيَ َام ِة يَأْ ُخ ُذونَ َها.
ْح،الصل ِْح َديْبِيَ ِة بِ ُّ ٍ َع ْن ُك ْم يَ ْوَم ال ُ ف أَيْ ِد َ قُ َريْ ٍ َّاس َع ْن ُك ْم} أَ ْ َ :وَك َّف أَيْ ِد َ الن ِ { َوَك َّ
وج النَّبِ ِي صلى الله عليه وسلم. ِ ِ ِ َك َّ ِ
ف أَيْد َ الْيَ ُهود َع ِن ال َْمدينَة بَ ْع َد ُخ ُر ُ
وف َعلَى « َُ ِذهِ» أَ ْ :فَ َع َّج َل لَ ُك ْم َُ ِذهِ ال َْمغَانِ َم، { َوأُ ْخرى لَ ْم تَ ْق ِد ُروا َعلَْيها} َم ْعطُ ٌ
َوَمغَانِ َم أُ ْخ َرى لَ ْم تَ ْق ِد ُروا َعلَْي َها .قال ابن جرير فَ ْت ُح َم َّكةَ .وقيل ُِ َي َخ ْي بَ ُر وقيل
ين ِم ْن بَ ْع ُد. ِِ
وح التي فَ تَ َح َها اللَّهُ َعلَى ال ُْم ْسلم َ
ُِي الْ ُفتُ َِّ
ُ َ
ْح َديْبِيَ ِة ِم ْن
ْح َر ِام .والمراد ببطن مكة :ال ُ
ِ ِ ِ
{بِبَطْ ِن َم َّكةَ} أَ ْ في َو َسط الْبَ لَد ال َ
ان ،والْح َديبِيةُ قَ ِريبةٌ من م َّكةَ فقيلُِ :ي ِمن ال ِ
ْح ِل َس َف ِل الْم َك ِ أ ى ل
َ ع
َ ِ
ن ط
ْ ْبلا قإِط ََْل ِ
َ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ ْ َ
ْح َرِم. ِ
ْح َرم وقيل ليست م َن ال َ
ضها ِمن ال ِ
ض أ َْر َ َ َ
وقيل:ب ْع ُ ِ
َ َ
صلَّى ول ِ ِ َّ َن ثَمانِين رج ًَل ِ ٍِ
َ الله س
َُر ى ل
َ ع
َ وا ط
ُ ب ُ
َ
َ َ َة ك م ِ
ل ُ
ْ َأ نس بْ ِن َمالك " ،أ َّ َ َ َ ُ ْ
م َع ْن أَنَ ِ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه ِ اللهُ َعلَي ِه وسلَّم ِمن جب ِل التَّ ْن ِع ِيم متَ ِ ِ
ين ،يُ ِري ُدو َن غ َّرَة النَّبِ ِي َ سلح َ ُ َ ْ َ َ َ ْ ََ
{و ُُ َو الَّ ِذَ : ل
َّ ج
َ وَ ز
َّ ع
َ الله
ُ لَ ز َ َن
ْ أف
َ ، مْ اُ
ُ ي
َ ح
ْ ت
َ اس
ْ ف
َ اْم ل
ْ ً
َخ َذ ُُم ِ
س َ أف
َ ، َصحابِِ
ه َو َسلَّ َم َوأ ْ َ
723
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ف أَيْ ِديَ ُه ْم َع ْن ُك ْم َوأَيْ ِديَ ُك ْم َع ْن ُه ْم بِبَطْ ِن َم َّكةَ ِم ْن بَ ْع ِد أَ ْن أَظَْف َرُك ْم َعلَْي ِه ْم} رواه
َك َّ
مسلم.
وُ ْم-..ألى قوله -لَ ْو تَ َزيَّلُوا لَ َع َّذبْ نَا ات لَ ْم تَ ْعلَ ُم ُ ساءٌ ُم ْؤِمنَ ٌ َ َ
ال م ْؤِمنُو َن ونِ
{ َولَ ْوََل ِر َج ٌ ُ
ين ِِ ْح ْك َمة فِي َذلِ َ الَّ ِذين َك َفروا ِم ْن هم َع َذابا أَلِيما} ال ِ
ك ال ُْم َحافَظَةُ َعلَى ال ُْم ْؤمن َ َ ُ ُْ ً ً
ْت وَل يجوز القتال في ك الْوق ِ َ ات ،الَّ ِذين لَ َّم ي تميَّ زوا َع ِن الْ َك َّفا ِر فِي ذَلِ
َ والْم ْؤِمنَ ِ
َ ُ َ َ َ َ ُ
س " الَّتِي ذَ َك َرَُا الْ ُف َق َهاءُ؛ قال شيخ اإلسَلم ابن ُذه الحالة إَل في" َم ْسأَلَةُ التَّتَ ُّر ِ
ين َّإَل بِ َما ِِ تيمية "اتَّ َف َق الْ ُف َق َهاءُ َعلَى أَنَّهُ َمتَى لَ ْم يُ ْم ِك ْن َدفْ ُع َّ
الض َرِر َع ْن ال ُْم ْسلم َ
ك".انتهى. از َذلِ َ س بِ ِه ْم َج َ ك ال ُْمتَ تَ َّر ِ ضي إلَى قَ ْت ِل أُولَئِ َ ي ْف ِ
ُ
{لِيُ ْد ِخ َل اللَّهُ فِي َر ْح َمتِ ِه} أ في توفيقه لزيادة الخير أو ل ِإلسَلمَ { .م ْن يَشاءُ}
من مؤمنيهم أو مشركيهم{ .لَ ْو تَ َزيَّلُوا} لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض.
ول اللَّ ِه َولَ ْم يُِق ُّروا بِبَ ْس ِمت َح ِميَّ تُ ُه ْم أَنَّ ُه ْم لَ ْم يُِق ُّروا أَنَّهُ َر ُس ُ اُلِيَّ ِة} َ ،وَكانَ ْ {ح ِميَّةَ الْج ِ
َ َ
ت. الرِح ِيم ،وحالُوا ب ْي نَ ُهم وب يْن الْب ْي ِ الر ْح َم ِن َّ اللَّ ِه َّ
َ َ َ ْ ََ َ َ
ور .وعن ابن { َوأَل َْزَم ُه ْم َكلِ َمةَ التَّ ْقوى } َو ُِ َي « ََل إِلَهَ إََِّل اللَّهُ» َك َذا قَ َ
ال الْ ُج ْم ُه ُ
ض َرت القيم كل كلمة فيها تقوى الله .كما قال صلى الله عليه وسلم :لَ َّما َح َ
ك بِ َها ِع ْن َد اج لَ َ ِ
ب« :أَ ْ َع ِم ،قُ ْل َلَ إِلَهَ إََِّل اللَّهَُ ،كل َمةً أ َ
ُح ُّ الوفَاةُ عمه أَبَا طَالِ ٍ َ
اللَّ ِه» رواه البخار .
ب أَ ْن يَ ُقولُوهُ َك َما فِي قَ ْولِ ِهَ { :وَل ِ
شاء اللهُ} للتبرك ولتعليم العباد لما يَج ُ
َّ
{إِ ْن َ
شاء اللَّهُ} ِ فاع ٌل ذلِ َ شي ٍء إِنِي ِ تَ ُقولَ َّن لِ
ك غَداً إََّل أَ ْن يَ َ ْ َ
724
جامع التيسير في تعليقات التفسير
أردت
ال عُ َم ُرَ :ما ُ ت إِلَى -أ َْو :إََِّلِ -خ ََلفِي .فَ َق َ ال أَبُو بَ ْك ٍرَ :ما أ ََر ْد َ س ،فَ َق َ َحابِ ٍ
آمنُواين َ
َّ ِ
ك{ :يَا أَيُّ َها الذ َ ت فِي َذلِ َ َص َواتُ ُه َما ،فَ نَ َزلَ ْتأ ْ اريَا َحتَّى ْارتَ َف َع ْ خَلفَك ،فَ تَ َم َ
ت ْاْليَةُ" البخار . ضِ ََل تُ َق ِد ُموا بَ ْي َن يَ َد ِ اللَّ ِه َوَر ُسولِ ِه} َحتَّى انْ َق َ
س بْ ِن مالِ ٍ َصواتَ ُكم فَ و َق ِ َّ ِ
ك، ص ْوت النَّبِ ِي} َع ْن أَنَ ِ َ آمنُوا ََل تَ ْرفَ ُعوا أ ْ َ ْ ْ َ ين َ {يَا أَيُّ َها الذ َ
الس ،فَ َق َ ت بْ َن قَ ْي ٍ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم افْ تَ َق َد ثَابِ َ َن النَّبِ َّي َ
ضي اللَّهُ َع ْنهُ ،أ َّ
َ َ
رِ
سا َرأْ َسهُ، ِ ِِ ِ ول اللَّ ِه ،أَنَا أَ ْعلَم لَ َ ِ
ك عل َْمهُ .فَأَتَاهُ فَ َو َج َدهُ في بَ ْيته ُمنَك ً ُ َر ُج ٌل :يَا َر ُس َ
الَ :شرَ ،كا َن ي رفَع صوتَهُ فَ و َق ِ
صلَّى اللَّهُ ص ْوت النَّبِ ِي َ َْ ُ َْ ْ َ ك؟ فَ َق َ ال لَهَُ :ما َشأْنُ َ فَ َق َ
صلَّى اللَّهُ الر ُج ُل النَّبِ َّي َ ط َع َملُهُ ،فَ ُه َو ِم ْن أَ ُْ ِل النَّا ِر .فَأَتَى َّ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ،فَ َق ْد َحبِ َ
شارةٍ ِ ِِ ِ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَأَ ْخبَ َرهُ أَنَّهُ قَ َ
وسى :فَ َر َج َع إِلَْيه ال َْم َّرةَ ْاْلخ َرةَ بب َ َ ال ُم َ ال َك َذا َوَك َذا ،قَ َ
َّك ِم ْن أَ ُْ ِل ت ِم ْن أَ ُْ ِل النَّا ِرَ ،ولَ ِكن َ ك لَ ْس َ ب إِلَْي ِه فَ ُق ْل لَهُ :إِنَّ َْ ُ
َ ذ
ْ "ا : ال
َ ق
َ ف
َ َع ِظيم ٍ
ة َ
ْجن َِّة" البخار . ال َ
اس ِم ِهَ :ك :يَا ادوهُ بِ ْ ض} أَ ْ ََل تُنَ ُ ض ُك ْم لِبَ ْع ٍ {وَل تَ ْج َهروا لَهُ بِالْ َقوِل َكج ْه ِر ب ْع ِ
ْ َ َ ُ َ
ول ب ْي نَ ُكم َك ُد َع ِاء ب ْع ِ
ضا} َوقَ ْد ض ُك ْم بَ ْع ً َ الر ُس ِ َ ْ اء َّ {َل تَ ْج َعلُوا ُد َع َ الَ : ُم َح َّم ُدَ .ك َما قَ َ
اس ِم ِهَ ،وإِنَّ َما ِ ِ ِ ِ
َن اللَّهَ تَ َعالَى ََل يُ َخاطبُهُ في كتَابِه بِ ْ ا ٍ اللَّ ِه َعلَى أ َّ ات ِم ْن كِتَ ِ ت آيَ ٌ َدلَّ ْ
ول ،يَا الر ُس ُ َّوقِي ِرَ ،ك َق ْولِ ِه :يَا أَيُّ َها النَّبِ ُّي ،يَا أَيُّ َها َّ اطبه بِما ي ُد ُّل َعلَى الت ِ
َّعظ ِيم َوالت ْ ْ يُ َخ ُ ُ َ َ
ِ
َس َمائِ ِه ْم َك َق ْولِ ِه: ِ ِ ِ ِ
أَيُّ َها ال ُْم َّزم ُل ،يَا أَيُّ َها ال ُْم َّدثُِرَ ،م َع أَنَّهُ يُنَاد غَ ْي َرهُ م َن ْاألَنْبِيَاء بِأ ْ
صلَّى اللَّهُ - ي ِ
ب َّ
ن ال ة م ر ح َّ
َن أ وم ل ع م و . يم ادي نَاهُ أَ ْن ياإِب ر ِ
اُ نو اآدم ،وقَ ولِ ِ
َ ِ َ َُْ ٌ ُ ْ َ َ ُ ََ ْ ْ َ َ َوقُلْنَا يَ َ ُ َ ْ َ
: ه
ض َي اللَّهُ َع ْنهُ َعلَْي ِه وسلَّم -ب ْع َد وفَاتِِه َكحرمتِ ِه فِي أَيَّ ِام حياتِِه .وقَ ْد َش َّد َد ُعمر ر ِ
َُ َ ََ َ َُْ ََ َ َ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َ -وقَ َ ِ ِِ ِ الن ِ
ال: َص َواتَ ُه َما في َم ْسجده َ - َّك َير َعلَى َر ُجلَْي ِن َرفَ َعا أ ْ
726
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اف ِم ْن ُه ْم ات أ َْم َوالِ ِه ْم فَ لَ َّما َس ِم ُعوا بِِه تَلَ َّق ْوهُ فَ َر ًحا بِِه ،فَ َخ َ
َع ْن َها_ لِيأْتِي ُهم بِص َدقَ ِ
ََ ْ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َ -وَز َع َم لَهُ ِ
َوظَ َّن أَنَّ ُه ْم يُ ِري ُدو َن قَ ْت لَهُ ،فَ َر َج َع إِلَى نَبِ ِي اللَّه َ -
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه - ي
ِ ِ
ب َّ
ن ال ى ل
َ ِ
إ م ه ن
ْ ادوا قَ ْت لَه ،فَ َق ِدم وفْ ٌد ِ
م أَنَّ ُه ْم َمنَ ُعوا َّ
الص َدقَةَ َوأ ََر ُ
َ ْ ُ ََ ُ
يد ،فَأَنْ َز َل اللَّهُ َُ ِذهِ ْاْليَةََ ،و ُِ َي تَ ُد ُّل َعلَى َع َدِم ٍ الْولِ ِ ِ ِِ َّ
َو َسل َم -فَأَ ْخبَ ُروهُ ب َكذ َ
يل اللَّ ِه
ض َربْ تُ ْم فِي َسبِ ِ
آمنُوا إِذَا َ اس ِق فِي َخب ِرهِ{ .يا أَيُّها الَّ ِ يق الْ َف ِ
ِ صِ
ين َ َ ذ َ َ َ د تَ ْ
فَ تَ بَ يَّ نُوا}
728
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِ َّ ِ
سوا َوَل سُ ض الظَّ ِن إِثْ ٌم َوَل تَ َج َّ اجتَنِبُوا َكثِ ًيرا م َن الظَّ ِن إِ َّن بَ ْع َ آمنُوا ْ ين َ {يَا أَيُّ َها الذ َ
َخ ِيه َم ْي تًا فَ َك ِر ُْتُ ُموهُ َواتَّ ُقواب أَح ُد ُكم أَ ْن يأْ ُكل لَحم أ ِ ض ُكم ب ْع ً ِ
ضا أَيُح ُّ َ ْ َ َ ْ َ ب بَ ْع ُ ْ َ يَ ْغتَ ْ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه ول اللَّ ِ
ه ُ س ر ال
َ ق
َ : ال
َ ق
َ ة
َ ر ير ُ ي ِ
بَأ ن ع
َ } يم حاللَّه إِ َّن اللَّه تَ َّوا ٍ رِ
َ َُ ْ
ََ ُ ْ َ ٌ َ ٌ َ
سوا" .. وسلَّم" :إِيَّا ُكم والظَّ َّن فَِإ َّن الظَّ َّن أَ ْك َذ ٍ الْح ِد ِ
سُ سوا َوََل تَ َح َّ سُ يثَ ،وََل تَ َج َّ ُ َ َْ ََ َ
الحديثَ .رَواهُ الْبُ َخا ِر ُّ َوُم ْسلِ ٌم
سس غَالِبا يطْلَ ُق فِي َّ ِ سسوا} أَ َ :علَى ب ْع ِ
الش ِرَ ،وم ْنهُ َّج ُّ ُ ً ُ ضاَ .والت َ ض ُك ْم بَ ْع ً َ ْ {وَل تَ َج َّ ُ َ
وس .وقد يكون كبيرة أو كفرا. اس ُ ْج ُ
ال َ
َّمَ ،وِم ْن ُكسى ثَ ْوبًا ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ
"م ْن أَ َك َل ب َر ُج ٍل ُم ْسل ٍم أُ ْكلَةً فَإ َّن اللهَ يُطْع ُمهُ مثْ لَ َها في َج َهن َ َ
سمعة َوِريَ ٍاء
بِرج ٍل مسلِ ٍم فَِإ َّن اللَّهَ ي ْكسوهُ ِمثْ لَهُ فِي جهنَّم .ومن قَام بِرج ٍل م َقام ٍ
َ َ َ ََ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ َُ ُ ْ
ام ُس ْم َع ٍة َوِريَ ٍاء يَ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة" رواه أبو داود. فَِإ َّن اللَّهَ ي ُق ِ
وم بِه َم َق َ َ ُ
يما ُن قلبهَ ،ل سانِِه َولَ ْم يَ ْد ُخ ِل ِْ ِِ
اإل َ آم َن بل َ ش َر َم ْن َ وقال صلى الله عليه وسلم "يا َم ْع َ
تغتابوا المسلمين ،وَل تتبعوا عوراتهم ،فَِإنَّهُ َم ْن يَ ْت بَ ْع َع ْوَراتِ ِه ْم يَ ْت بَ ِع اللَّهُ َع ْوَرتَهُ َوَم ْن
ض ْحهُ فِي بَ ْيتِ ِه" .رواه أبو داود. يَ ْت بَ ِع اللَّهُ َع ْوَرتَهُ يَ ْف َ
اك بِ َماَخ َ"ذ ْك ُر َك أ َالِ : ول اللَّ ِهَ ،ما ال ِْغيبَةُ؟ قَ َ يل :يَا َر ُس َ ال :قِ ِ
َع ْن أَبي ُُ َريْ َرةَ قَ َ َ
ول فَ َق ِد ال" :إِ ْن َكا َن فِ ِيه َما تَ ُق ُ ول؟ قَ َ َخي َما أَقُ ُ ت إِ ْن َكا َن فِي أ ِ يل :أَفَ َرأَيْ َ ِ
يَ ْك َرهُ" .ق َ
ول فَ َق ْد بَ َهتَّهُ"َ .رَواهُ التِ ْرِم ِذ ُّ وأبو داود. ا ْغتَ ْب تَهَُ ،وإِ ْن لَ ْم يَ ُك ْن فِ ِيه َما تَ ُق ُ
َس َفا ِرَ ،وَكا َن َم َع ضها ب ْع ً ِ ِ ِ س بْ ِن مالِ ٍ
ضا في ْاأل ْ ٍ تَ ْخد ُم بَ ْع ُ َ َ الَ :كانَت ال َْع َر ُ ك قَ َ َع ِن أَنَ ِ َ
ِ
استَ ْي َقظَا َولَ ْم يُ َهيِ ْئ لَ ُه َما طعاما ،فقاَل أَبِي بكر وعمر ما َر ُج ٌل يَ ْخد ُم ُه َما ،فَ نَ َاما فَ ْ
ول اللَّ ِه فَ ُق ْل لَهُ :إِ َّن أَبَا بَ ْك ٍر َو ُع َم َرت َر ُس َ إن ُذا لنؤوم ،فَأَيْ َقظَاهُ ،فَ َق َاَل لَهُ :ائْ ِ
730
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِ ك .فَ َق َ ِ الس ََل َمَ ،ويَ ْستَأْ ِد َمانِ َ يُ ْق ِرئَانِ َ
ول
اءا فَ َق َاَل يَا َر ُس َ ال" :إنَّ ُه َما قَد ائْ تَ َد َما" فَ َج َ ك َّ
َخي ُك َماَ ،والَّ ِذ نَ ْف ِسي بِيَ ِدهِ ،إِنِي َأل ََرى ال" :بِلَح ِم أ ِ
ْ اللَّ ِه ،بِأَ ِ َش ْي ٍء ائْ تَ َد ْمنَا؟ فَ َق َ
الُ " :م َراه فَ لْيَ ْستَ ْغ ِف ْر
ول اللَّ ِه فَ َق َ استَ ْغ ِف ْر لَنَا يَا َر ُس َ لَ ْح َمهُ بَ ْي َن ثَنَايَا ُك َما" .فَ َق َاَل ْ
ارةِ" وصححه األلباني. لَ ُك َما" "ال ُْم ْختَ َ
ارفُوا إِ َّن ع ت {يا أَيُّها النَّاس إِنَّا َخلَ ْقنَا ُكم ِمن ذَ َك ٍر وأُنْ ثَى وجعلْنَا ُكم ُشعوبا وقَ بائِل لِ
َ َ
َ َ ََ ْ ُ ً َ َ َ َ ْ ْ ُ َ َ
ِ ِ ِ
صلَّى يم َخبِ ٌير } َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرَةَ ،ع ِن النَّبِ ِي َ أَ ْك َرَم ُك ْم ع ْن َد اللَّه أَتْ َقا ُك ْم إِ َّن اللَّهَ َعل ٌ
صلُو َن بِِه أَرحام ُكم؛ فَِإ َّن ِ ال" :تَ علَّموا ِمن أَنْسابِ ُكم ما تَ ِ ِ
صلَةَ َْ َ ْ اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم قَ َ َ ُ ْ َ ْ َ
سأَةٌ فِي ْاألَثَ ِر" .رواه الترمذ . ِ ِ ِ َّ ِ
الرح ِم َم َحبَّةٌ في ْاألَ ُْ ِلَ ،مثْ َراةٌ في ال َْمالَ ،م ْن َ
َّاس أَ ْك َرُم؟صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم :أَ ُّ الن ِ ال :سئِل رس ُ ِ
ول اللَّه َ َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرةَ قَ َ ُ َ َ ُ
ِ
اُ ْم" البخار . ال" :أَ ْك َرُم ُه ْم ع ْن َد اللَّ ِه أَتْ َق ُ قَ َ
ا ٍَ ،ولَيَ ْن تَ ِهيَ َّن قَ ْوٌم يَ ْف َخ ُرو َن بِآبَائِ ِه ْم ،أ َْوآد ُم ُخلِ َق ِم ْن تُر ٍ آد َمَ .و َ " ُكلُّ ُك ْم بَنُو َ
َ
الج ْعَلن" .مسند البزار. لَي ُكونُ َّن أَ ُْو َن َعلَى اللَّ ِه ِمن ِ
َ َ َ
َّاس يَ ْوَم فَ ْت ِح َم َّكةَ، ول اللَّ ِه َ َّ َّ ِ َّ َع ْن ابْ ِن ُع َم َر ،أ َّ
ب الن َ صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َم َخطَ َ َن َر ُس َ
اُلِيَّ ِة َوتَ َعاظُ َم َها بِآبَائِ َها، ال " :يا أَيُّها النَّاس ،إِ َّن اللَّه قَ ْد أَ ْذُب َع ْن ُكم ُعبِيَّةَ الج ِ
َ ْ َ َ َ ُ فَ َق َ َ َ
َّ ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َّاس بَنُويم َعلَى اللهَ ،وفَاج ٌر َشقي َُي ٌن َعلَى اللهَ ،والن ُ َّاس َر ُج ََلن :بَر تَقي َك ِر ٌ فَالن ُ
َّاس إِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن ذَ َك ٍرال اللهُ{ :يَا أَيُّ َها الن ُ
ا ٍ " ،قَ َ َّ آد َم ِم ْن تُر ٍ
َ آد َمَ ،و َخلَ َق اللَّهُ َ َ
يم وأُنْ ثَى وجعلْنَا ُكم ُشعوبا وقَ بائِل لِت عارفُوا إِ َّن أَ ْكرم ُكم ِع ْن َد اللَّ ِه أَتْ َقا ُكم إِ َّن اللَّه َعلِ
َ ٌ ْ ََ ْ َ َ ََ ْ ُ ً َ َ َ ََ َ
َخبِ ٌير} الترمذ وصححه األلباني.
731
جامع التيسير في تعليقات التفسير
732
جامع التيسير في تعليقات التفسير
733
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سهُ} وقوله والمعطلة -وُذا دلت عليه قرائن منها قوله {ونَ ْعلَم ما تُوس ِو ِِ
س به نَ ْف ُ َ ُ َْ ُ
يان}{إِ ْذ ي تَ لَ َّقى الْمتَ لَ ِق ِ
ُ َ
ِ ِ
ال تعالى في ال ُْم ْحتَض ِرَ :
{ونَ ْح ُن الثاني :أن الضمير ُنا يعود إلى المَلئكة َك َما قَ َ
ص ُرو َن} ،يَ ْعنِي َم ََلئِ َكتَهُ .وكما قال {نَ ْح ُن نَ ُق ُّ
ص أَقْر ٍ إِلَْي ِه ِم ْن ُكم ولَ ِكن ََل تُ ْب ِ
َْ ْ َُ
ك } {فَِإذَا قَ َرأْنَاهُ فَاتَّبِ ْع قُ ْرآنَهُ} َعلَْي َ
كال قَ ِعي ٌد} فَأ ََّما الَّ ِذ َع ْن يَ ِمينِ َ
الشم ِ ِ ِ ِ ِ
{إِ ْذ يَتَ لَ َّقى ال ُْمتَ لَقيَان َع ِن الْيَمي ِن َو َع ِن َ
ك " إن صاحب الشمال ظ َسيِئَاتِ َ سا ِر َك فَ يَ ْح َف ُ ي ن ع ذك ،وأ ََّما الَّ ِ ظ حسنَاتِ
َ َ ْ َ َ َ فَ يَ ْح َف ُ َ َ
ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء ،فإن ندم
واستغفر الله منها ألقاُا وإَل كتب واحدة " .رواه الطبراني في " الكبير "
وصححه األلباني.
وقال صلى الله عليه وسلم "فَل يبزقن أحدكم في قبلته وَل يبزقن عن يمينه،
فإن كاتب الحسنات عن يمينه ولكن ليبزقن عن يساره " .وصححه األلباني.
ت س َكر ٍ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ
ات» البخار . ْح ِق} «َلَ إلَهَ إََّل اللهُ ،إ َّن لل َْم ْو َ َ ت َس ْك َرةُ ال َْم ْوت بِال َ اء ْ { َو َج َ
ض َيالش ْيطَا ُن لَ َّما قُ ِ
ال َّ {وقَ َ ال قَ ِرينُهُ ربَّنَا ما أَطْغَي تُهُ ولَ ِكن َكا َن فِي َ ٍ ِ ٍ
ضَلل بَعيد} َ َ َ ْ َ ْ {قَ َ
األم ُر إِ َّن اللَّ َه َو َع َد ُك ْم َو ْع َد ال َ
ْح ِق َوَو َع ْدتُ ُك ْم فَأَ ْخلَ ْفتُ ُك ْم} ْ
ول ُل ِمن م ِز ٍ ِ س{ي وم نَ ُق ُ ِ
ول:
َّم تَ ُق ُ
ال َج َهن ُ يد} " َلَ تَ َز ُ َّم َُ ِل ْامتََلت َوتَ ُق ُ َ ْ ْ َ ول ل َج َهن َ َْ َ
ط قَ ْ ِ
كَ ،ويُ ْزَوى ط َو ِع َّزت َ ول :قَ ْ الع َّزةِ فِ َيها قَ َد َمهُ ،فَ تَ ُق ُ
ٍ ِ ض َع َر ُّيدَ ،حتَّى يَ َ َُل ِمن م ِز ٍ
ْ َْ
ود} " ي ْؤتَى بِالْمو ِ ك ي وم الْ ُخلُ ِ ِ ض " مسلم{ .ا ْد ُخلُ َ ِ
ت َْ ُ س ََلٍم َذل َ َ ْ ُ وُا ب َ ض َها إِلَى بَ ْع ٍ بَ ْع ُ
ول:الجن َِّة ،فَ يَ ْش َرئِبُّو َن َويَ ْنظُُرو َن ،فَ يَ ُق ُ ٍ ِ
ٍ أ َْملَ َح ،فَ يُ نَاد ُمنَاد :يَا أَ ُْ َل َ َك َه ْي ئَ ِة َكبْ ٍ
734
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ضال فِي نَ ْف ِس ِه؛ {فَِإنَّ ُك ْم َوَما ج َعلَى َم ْن ُُ َو َ ك} أَ ْ :إِنَّ َما يُ َرَّو ُ ك َع ْنهُ َم ْن أُفِ َ {يُ ْؤفَ ُ
ْج ِح ِيم}ال ال َ صِ ين إَِل َم ْن ُُ َو َ
ِ ِ ِِ
تَ ْعبُ ُدو َن َما أَنْ تُ ْم َعلَْيه ب َفاتن َ
ك َعلَى قَ ْولَْي ِن: ف ال ُْم َف ِس ُرو َن فِي ذَلِ َ { َكانُوا قَلِيَل ِم َن اللَّْي ِل َما يَ ْه َج ُعو َن} ،ا ْختَ لَ َ
"ما" نَافِيَةٌ ،تَ ْق ِد ُيرهَُ :كانُوا قَلِ ًيَل ِم َن اللَّْي ِل ََل يَ ْه َج ُعونَهُ ،ويصدق فيه َح ُد ُُ َما :أَ ْن َ أَ
ص َد ِريَّةٌ ،تَ ْق ِد ُيرهَُ :كانُوا قَلِ ًيَل ِم َن اللَّْي ِل "ما" َم ْ َن َ صَلة الليلَ .والْ َق ْو ُل الثَّانِي :أ َّ
ارهُ ابْ ُن َج ِري ٍر.وُذا في صَلة الليل ،ويجمع بين ُذا وع ُه ْم َونَ ْوُم ُه ْمَ .وا ْختَ َ
ُُ ُج ُ
وبين األحاديث التى تسن النوم في أكثر الليل :أن صَلة المغر ٍ والعشاء
والصبح وما تيسر من صَلة الليل تكثر على بقية الليل { .تَ تَ َجافَى ُجنُوبُ ُه ْم َع ِن
ول اللَّ ِهال َع ْب ُد اللَّ ِه بْ ُن َس ََلٍم :لَ َّما قَ ِد َم َر ُس ُ اج ِع يَ ْد ُعو َن َربَّ ُه ْم َخ ْوفًا } َوقَ َ ضِ ال َْم َ
يم ِن انْ َج َف َل .فَ لَ َّما صلَّى اللَّهُ َعلَي ِه وسلَّم الْم ِدينَةَ ،انْج َفل النَّاس إِلَي ِه ،فَ ُك ْن ُ ِ
تف َ َ َ ُ ْ ْ ََ َ َ َ
ول:ا ٍ ،فَ َكا َن أ ََّو َل َما َس ِم ْعتُهُ يَ ُق ُ َن َو ْج َههُ لَْيس بَِو ْج ِه َر ُجل َك َّذ ٍ ت أ َّ ت َو ْج َههُ َع َرفَ ْ َرأَيْ ُ
َ
وصلُّوا بِاللَّْي ِل ِ ِ
الس ََل َمَ ، شوا َّ امَ ،وأَفْ ُام ،وصلُوا ْاأل َْر َح َ َّاس ،أَطْع ُموا الطَّ َع َ "يَا أَيُّ َها الن ُ
س ََلٍم" رواه أحمد والترمذ وابن ماجه. ام ،تَ ْد ُخلُوا ال َ ِ
ْجنَّةَ ب َ َّاس نِيَ ٌ
َوالن ُ
س" .رواه أبو داود. اء َعلَى فَ َر ٍ ج ن
ْ لسائِ ِل َحق َوإِ َّ لسائِ ِل والْمحر ِوم} "لِ َّ {لِ
َ َ ُ ْ َ َ
انَ ،والت َّْم َرةُ بالطواف الَّ ِذ تَردُّهُ اللُّ ْقمةُ واللُّ ْقمتَ ِ ين َّ ِ ِ
َ َ َ ُ س الْم ْسك ُ وم} "لَْي َ {ال َْم ْح ُر ُ
ِِ ِ ِ ان ،ولَ ِك َّن ال ِْمس ِك ِ ِ
ص َّد ُق ين الَّذ ََل يَج ُد غنًى يُغْنيهَ ،وََل يُفطن لَهُ فَ يُ تَ َ ْ َ َوالت َّْم َرتَ َ
َعلَْي ِه" .البخار ومسلم.
الرَّزا ُق ذُو الْ ُق َّوةِ
ون .إِ َّن اللَّهَ ُُ َو َّ {ما أُ ِري ُد ِم ْن ُهم ِمن ِر ْز ٍق وما أُ ِري ُد أَ ْن يط ِْعم ِ
ُ ُ ََ ْ ْ َ
ال اللَّهُ" :يَا صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم :قَ َ ال رس ُ ِ
ول اللَّه َ ال :قَ َ َ ُ ين} َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرةَ قَ َ ِ
ال َْمت ُ
736
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َس َّد فَ ْق َر َكَ ،وإََِّل تَ ْف َع ْل َم ََلْ ُ ِ آدم ،تَ َف َّرغ لِ ِعب َ ِ
ص ْد َر َك ت َ ص ْد َر َك غنًىَ ،وأ ُ ادتي أ َْم ََلْ َ َ ابن َ َ
ِ ِِ
اج ْه ،وأحمد. َس َّد فَ ْق َر َك"َ .وَرَواهُ الت ْرمذ ُّ َوابْ ُن َم َ ُش ْغ ًَل َولَ ْم أ ُ
سورة الطور:
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َن رس َ ِ
ول اللَّه َ يحيْ ِن أ َّ َ ُالصح َ
ت فِي َّ ِ ت ال َْم ْع ُموِر} .ثَبَ َ {والْب ْي ِ
َ َ
السابِ َع ِة" :-ثُ َّم ُرفِ َع بِي إِلَى الس َم ِاء َّ اإل ْس َر ِاء -بَ ْع َد ُم َج َاوَزتِِه إِلَى َّ يث ِْ ال فِي ح ِد ِ
َ قَ َ
ودو َن إِلَي ِه ِ ت الْمعموِر ،وإِ َذا ُو يدخلُه فِي ُك ِل ي وٍ
آخ َر َما ْ ُ ع
َُ ي َلَ ا ف
ً ْ
ل َ
أ ن
َ و ع ب س
َْ َْ ُ م الْبَ ْي ِ َ ْ ُ َ ُ َ َ ْ ُ ُ
الس َم ِاء َّ
السابِ َع ِة. َعلَْي ِه ْم" ُُ َو َك ْعبَةُ أَ ُْ ِل َّ
صبِ ُروا َس َواءٌ َعلَْي ُك ْم} { أجزعنا ام صبرنا} اصبِ ُروا أ َْو ََل تَ ْ {فَ ْ
الذ ِريَِّة
ض ِلَ ،و ُُ َو َرفْ ُع َد َر َج ِة ُّ ين} لَ َّما أَ ْخبَ َر َع ْن َم َق ِام الْ َف ْ { ُك ُّل ام ِر ٍئ بِما َكس ِ
ب َرُ ٌ ْ َ َ َ
ك ،أَ ْخبَ َر َع ْن َم َق ِام ال َْع ْد ِلَ ،و ُُ َو أَنَّهُ ََل ضي ذَلِ َ إِلَى م ْن ِزلَ ِة ْاْلب ِاء ِمن غَ ْي ِر َعم ٍل ي ْقتَ ِ
َ َ َ ْ َ
ين} أَ ْ ُ :م َّرتُ ُه َّن بِ َع َملِ ِهََ ،ل ب أَح ٍد ،بل { ُك ُّل ام ِر ٍئ بِما َكس ِ اخ ُذ أ َ ِ ي َؤ ِ
ب َرُ ٌ ْ َ َ َ َح ًدا ب َذنْ ِ َ َ ْ ُ
س الُ { :ك ُّل نَ ْف ٍ َّاسَ ،س َواءٌ َكا َن أَبَا أَ ِو ابْ نًاَ ،ك َما قَ َ ب غَ ْي ِرهِ ِم َن الن ِ ن
ْ ذ
َ
َُْ ُ ْ ُ
يحمل َعلَي ِ
ه
ِ ٍ ِ ِ بِما َكسب ْ ِ
ين}اءلُو َن َع ِن ال ُْم ْج ِرم َ سَ ا ٍ الْيَمي ِن في َجنَّات يَتَ َ َص َح َ ت َرُينَةٌ إَِل أ ْ َ ََ
{ َولَ ْح ٍم ِم َّما يَ ْشتَ ُهو َن} { ولحم طير مما يشتهون }
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ت النَّبِ َّي َ الَ :س ِم ْع ُ َع ْن ُم َح َّم ِد بْ ِن جبير ابن ُمط ِْع ٍمَ ،ع ْن أَبِ ِيه قَ َ
يقرأ في المغر ٍ بالطور ،فَ لَ َّما بَلَ َغ َُ ِذهِ ْاْليَةَ{ :أ َْم ُخلِ ُقوا ِم ْن غَ ْي ِر َش ْي ٍء أ َْم ُُ ُم
ك أَ ْم ض بَل ََل يُوقِنُو َن .أ َْم ِع ْن َد ُُ ْم َخ َزائِ ُن َربِ َ األر َ الْ َخالِ ُقو َن .أ َْم َخلَ ُقوا َّ ِ
الس َم َوات َو ْ
اد قَ لْبِي أَ ْن يَ ِط َير .البخار َ " .و ُجبَ ْي ُر بْ ُن ُمط ِْع ٍم َكا َن قَ ْد قَ ِد َم س ْي ِط ُرو َن} َك َ ُُ ُم ال ُْم َ
اكارىَ ،وَكا َن إِ ْذ ذَ َ ُس األْ علَى النَّبِ ِي صلَّى اللَّه علَي ِه وسلَّم ب ع َد وقْع ِة ب ْد ٍر فِي فِ َد ِ
اء
َ َ ُ َ ْ َ َ َ َْ َ َ َ َ َ
737
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ولالد ُخ ِ ورةِ ِم ْن ُج ْملَ ِة َما َح َملَهُ َعلَى ُّ اعهُ َُ ِذهِ ْاْليَةَ ِم ْن َُ ِذهِ ُّ
الس َ ُم ْش ِرًكاَ ،وَكا َن َس َم ُ
ك ".البخار ومسلم. اإل ْس ََلِم بَ ْع َد َذلِ َ
فِي ِْ
ك و إلى الصَلة و ِم ْن ُك ِل اش َ ك و ِمن فِر ِ
ْ َ َ مك ِحين تَ ُقوم} ِمن نَوِ
{و َسبِ ْح بِ َح ْمد َربِ َ َ ُ ْ ْ
ِ
َ
س فَ َكثُ َر فِ ِيه لَغَطُهُ فَ َق َ
ال قَ ْب َل أَ ْن س فِي َم ْجلِ ٍ َ ل
َ جَ ن
ْ م
َ ” سِ س َك َّفارةُ الْمجالِ
َ َ َ ٍ مجلِ
َْ
َستَ ْغ ِف ُر َك ك اللَّ ُه َّم َوبِ َح ْم ِد َك ،أَ ْش َه ُد أَ ْن ََل إِلَهَ إََِّل أَنْ َ
ت ،أ ْ وم ِم ْن َم ْجلِ ِس ِهُ :س ْب َحانَ َيَ ُق َ
ك" .رواه الترمذ والنسائي ك ،إََِّل غُ ِف َر لَهُ َما َكا َن فِي َم ْج ِل ِس ِه َذلِ َ و ٍ إِلَْي َ
َوأَتُ ُ
وم} {وباألسحار ُم يستغفرون} والحاكم{ .وِمن اللَّي ِل فَسبِحه وإِدبار النُّج ِ
َ َ ْ َ ْ ُ َ َْ َ ُ
سورة النجم .مكية.
ِ
وحى} كان نطقه كله وحيا { وأنزل {وَما يَ ْنط ُق َع ِن ال َْه َوى ،إِ ْن ُُ َو إَِل َو ْح ٌي يُ َ َ :
الله عليك الكبت والحكمة} { اَل واني اوتيت الكتب ومثله معه}
ورتِِه
صَ
ِ ِ لَم ي ر النبي ِجب ِريل فِي ص ِِ
ورته إََِّل َم َّرتَ ْي ِن ،أ ََّما َواح َدةٌ فَِإنَّهُ َسأَلَهُ أَ ْن يَ َراهُ في ُ ُ َ ْ َ ْ ََ
ص ِع َد { .ثُ َّم َدنَا فَ تَ َدلَّى } َو َُ َذا ث َ س َّد ْاألُفُ َقَ .وأ ََّما الثَّانِيَةُ فَِإنَّهُ َكا َن َم َعهُ َح ْي ُ
فَ َ
صلَّى اللَّهُ ٍ
ار بَ ْي نَهُ َوبَيْ َن ُم َح َّمد َ صَ
َن َُ َذا الْم ْقتَ ِر ٍ َّ ِ ِ
الدان َي الَّذ َ ُ َ الَّ ِذ قُلْنَاهُ ِم ْن أ َّ
ين َعائِ َ ِِ يلَ ،علَْي ِه َّ َعلَْي ِه وسلَّم ،إِنَّما ُُو ِ
شةََ ،وابْ ِن الس ََل ُمَ ُُ ،و قَ ْو ُل أُِم ال ُْم ْؤمن َ ُ رِ ب
ْ ج ََ َ َ َ
يح ُم ْسلِ ٍمَ ،ع ْن أَبِي ص ِح ِ ِ
َم ْس ُعودَ ،وأَبِي َذ ٍرَ ،وأَبِي ُُ َريْ َرَة .وجماُير اُل العلمَ .وفي َ
ٍ
ال: ك؟ فَ َق َ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َوآلِ ِه َو َسلَّ َمْ َُ :ل ر َ
أيت َربَّ َ ت رس َ ِ
ول اللَّه َ الَ :سأَلَ ُ َ ُ ذَ ٍر قَ َ
امَ ،وََل يَ ْن بَ ِغي لَهُ ٍ ِ
ورا" " إِ َّن اللهَ َع َّز َو َج َّل ََل يَنَ ُ ت نُ ً "نور أَنَّى أ ََراهُ"َ .وفي ِرَوايَةَ :
"رأَيْ ُ ٌ
ط َويَ ْرفَ ُعهُ ،يُ ْرفَ ُع إِلَْي ِه َع َم ُل اللَّْي ِل قَ ْب َل َع َم ِل النَّ َها ِرَ ،و َع َم ُل ض ال ِْق ْس َ ِ
ام ،يَ ْخف ُ أَ ْن يَنَ َ
ش َفهَُّار -لَ ْو َك َ ن ال : ٍ
ر ك
ْ َب ي َّها ِر قَ بْل َعم ِل اللَّْي ِلِ ،ح َجابُهُ النُّور -وفِي ِروايَِة أَبِ الن َ
ُ ُ َ َ َ َ
738
جامع التيسير في تعليقات التفسير
739
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سورة الرحمن:
741
جامع التيسير في تعليقات التفسير
نعم الله وآياته الكونية والقيامة وأقسام الناس والجزاء وأقسام أهل
الجنة.
َص َحابِ ِه ،فَ َق َرأَ َعلَْي ِه ْم صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َعلَى أ ْ الَ :خرج رس ُ ِ
ول اللَّه َ َع ْن َجابِ ٍر قَ َ َ َ َ ُ
ال " :لََق ْد قَ رأْتُ َها َعلَى ِ ِ ِ ِ ِ
الج ِن لَْي لَةَ َ س َكتُوا ،فَ َق َ الر ْح َم ِن م ْن أ ََّول َها إلَى آخ ِرَُا فَ َ ورَة َّ ُس َ
آَل ِء َربِ ُك َما ت َعلَى قَ ْولِ ِه {فَبِأَ ِ َ ت ُكلَّ َما أَتَ ْي ُ ودا ِم ْن ُك ْمُ ،ك ْن ُس َن َم ْر ُد ًَ َح
ْ أ وا ن
ُ اكَ ف
َ ِ
ن ِ
الج
الح ْم ُد " الترمذ وحسنه ك ل ف ٍ ك ربَّنَا نُ َك ِ
ذ شي ٍء ِمن نِع ِ ِ ِ ِ
َ َ َ َ ُ تُ َكذبَان} قَالُواََ :ل ب َ ْ ْ َ َ
َ م
{الر ْح َم ُنَ ،علَّ َم الْ ُق ْرآن} ردا على قولهم { إنما يعلمه بشر} َوقَ ْولُهُ: األلبانيَّ .
َّج ُم} بَ ْع َد ف الْم َف ِسرو َن فِي م ْعنَى قَ ولِ ِ ِ َّج ُم َو َّ
{والن ْ َ : ه ْ َ الش َج ُر يَ ْس ُج َدان} ا ْختَ لَ َ ُ ُ {والن َْ
الشجر ما قَام َعلَى س ٍ اع ِه ْم َعلَى أ َّ إِجم ِ
َّج ُم َما
ال :الن ْ اس قَ َ اقَ .ع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ َ َن َّ َ َ َ َ َْ
ارهُ ابْ ُن َج ِري ٍر َرِح َمهُ اللَّهُ. َ ت
َ خْ ا ات .وقَ ِ
د َ َ َ
ض -ي ْعنِي ِمن النَّب ِ
َ ِ َر
ْ األ
ْ ط َعلَى وج ِ
ه َْ سَ انْ بَ َ
ادةَُ .و َُ َذا الْ َق ْو ُل س ُن وقَ تَ َ ْح َال ال َ الس َم ِاءَ .وَك َذا قَ َ َّج ُم الَّ ِذ فِي َّ ِ
ال ُم َجاُ ٌد :الن ْ َوقَ َ
ات السمو ِ َّ ي َن اللَّهَ يسج ُد لَهُ من فِ َّ أ ر َت م ل
ََأ{ ى: ل
َ اع ت
َ ُُو ْاألَظْهر واللَّهُ أَ ْعلَم؛ لَِقولِ ِ
ه
ََ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َُ َ َ
ا ٍ َوَكثِ ٌير ِم َن الد َو ُّالش َج ُر َو َّال َو َّ ْجبَ ُ الشمس والْ َقمر والنُّجوم وال ِ
ض َو َّ ْ ُ َ َ ُ َ ُ ُ َ األر ِ
َوَم ْن في ْ
ِ
ال َكالْ َف َّخا ِر، ْص ٍ {خلَق اإلنْ ِ الن ِ
صل َ سا َن م ْن َ َّاس}.وخير ما فسر بالقرآن القرآنَ َ َ .
صلَّى اللَّهُ
ال رس ُ ِ
ول اللَّه َ ت :قَ َ َ ُ شةَ ،قَالَ ْ ِج ِم ْن نَا ٍر} َع ْن َعائِ َ ان ِم ْن َمار ٍ ْج ََّو َخلَ َق ال َ
ِج ِم ْن نَا ٍرَ ،و َخلَ َق ان ِم ْن َمار ٍ ْج َّ ِ ِ
"خل َقت ال َْم ََلئ َكةُ م ْن نُوٍرَ ،و َخلَ َق ال َ
َعلَْي ِه وسلَّمِ ِ ُ :
ََ َ
ال ابْ ُن ان} قَ َ ف لَ ُكم" .ورواهُ مسلِم .وقَ ولُهُ{ :مرج الْب ْحريْ ِن ي لْتَ ِقي ِ َ صآدم ِم َّما و ِ
ََ َ َ َ َ َ ْ َ ََ ُ ْ ٌ َ ْ َُ ُ
اس :أَ ْ أ َْر َسلَ ُه َما .وكَل البحرين يتولد منهما الؤلؤ على الصحيح لقوله { َو ُُ َو َعبَّ ٍ
742
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِ َّ ِ
اج َو َج َع َل بَ ْي نَ ُه َما بَ ْرَز ًخا ُج ٌ ْح أ َات َو َُ َذا مل ٌ ٍ فُ َر ٌ ج الْبَ ْح َريْ ِن َُ َذا َع ْذ ٌ الذ َم َر َ
ار اللُّ ْؤلُ ِؤ. ِ وف ،وأ ََّما الْمرجا ُن فَِ و ِح ْجرا َم ْح ُجورا} .واللُّ
يلَ ُُ :و صغَ ُ َ ق َ ْ َ َ ٌ رُ ع
ْ م
َ ؤُ ل
ُؤْ ً َ َ ً
ْج ِ
َلل لا و ذ { ه َّ
ن أِ
ب ت تَ عالَى وجههُ الْ َك ِريم فِي َُ ِذهِ ْاْلي ِة الْ َك ِريم ِ
ة
َ ُ ُ َ َ َ َ َوقَ ْد نَ َع َ َ َ ْ َ
فَ .ع ْن أَبِي اع فَ ََل يُ َخالَ ُ صىَ ،وأَ ْن يُطَ َ َواإل ْك َر ِام} أَ ْ َ ُُ :و أَ ُْ ٌل أَ ْن يُ َج َّل فَ ََل يُ ْع َ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم« :إِ َّن ِم ْن إِ ْج ََل ِل ال رس ُ ِ
ول اللَّه َ ال :قَ َ َ ُ وسى ْاألَ ْش َع ِر ِ ،قَ َ ُم َ
ْجافِي َع ْنهُ، ِ ِِ ِ ِ ِ اللَّ ِه إِ ْكرام ِذ َّ ِ
الش ْي بَة ال ُْم ْسل ِمَ ،و َحام ِل الْ ُق ْرآن غَ ْي ِر الْغَالي فيه َوال َ ََ
ان ال ُْم ْق ِس ِط» أبو داود وحسنه األلباني. َوإِ ْك َر َام ِذ ُّ
السلْطَ ِ
ان} {يوم تكون السماء كالمهل} الد َُ ِت ور َد ًة َك ِ
{فَ َكانَ ْ َ ْ
ين. َّهم أ ْ ِ
َج َمع َ ك لَنَ ْسأَلَن ُ ْ س َوَل َجان} وقوله {فَ َوَربِ َ ْنَل َع ْن ذَنْبِ ِه إِ ُ أ س
ْ ي
ُ َل
َ ذ{فَ ي ومئِ ٍ
ََْ
ٌ
اسََ :ل يَ ْسأَلُ ُه ْمْ َُ :ل َع ِملْتُ ْم َك َذا َوَك َذا؟ ِألَنَّهُ أَ ْعلَ ُم َع َّما َكانُوا يَ ْع َملُو َن} َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ
ول :لِ َم َع ِملْتُ ْم َك َذا َوَك َذا؟ ك ِم ْن ُه ْمَ ،ولَ ِك ْن يَ ُق ُ بِ َذلِ َ
ان ِم ْن ض ٍة ،آنِي تُ ُهما وما فِي ِهما ،وجنَّتَ ِ
"جنَّتَان م ْن ف َّ َ َ َ َ َ َ َ
ِِ ِ ِ
ام َربِه َجنَّتَان} َ
اف م َق ِ
{ول َم ْن َخ َ َ َ
ِ
َ
ب آنِيَ تُ ُه َما َوَما فِي ِه َماَ ،وَما بَيْ َن الْ َق ْوِم َوبَ ْي َن أَ ْن يَ ْنظُُروا إِلَى َربِ ِه ْم َع َّز َو َج َّل إََِّل َذ َُ ٍ
ْك ْب ِريَ ِاء َعلَى َو ْج ِه ِه فِي َجن َِّة َع ْد ٍن" .متفق عليه. رداء ال ِ
ُ
ول ُم ْؤِمنِي ضا ِمن ْاأل َِدلَّ ِة َعلَى ُد ُخ ِ ِِ
س قَ ْب لَ ُه ْم َوَل َجان} َو َُذه أَيْ ً َ ِ ِ
{لَ ْم يَطْمثْ ُه َّن إنْ ٌ
اض الْمرج ِ ِ وت والْمرجا ُن} فِي ِ ِ
ان. ص َفاء الْيَاقُوت َوبَيَ ِ َ ْ َ َ ْجنَّةََ { .كأَنَّ ُه َّن الْيَاقُ ُ َ َ ْ َ الْج ِن ال َ
ورةِ الْ َق َم ِر لَْي لَةَ الْبَ ْد ِرَ ،والَّتِي تَلِ َيها َعلَى صَ ْجنَّةَ َع َل ى ُ
ٍ
«إِ َّن أ ََّو َل ُزْم َرة تَ ْد ُخ ُل ال َ
ان ،يُ َرى ُم ُّخ ُسوقِ ِه َما ان اثْ نَ تَ ِ السم ِاء ،لِ ُك ِل ْام ِر ٍئ ِم ْن ُهم َزوجتَ ِ ِ ض َوإِ َك ْوَك ٍ
ْ َْ ب ُد ِر ٍ في َّ َ أَ ْ
ٍ؟»البخار ومسلم واللفظ له. ِمن ور ِاء اللَّح ِم ،وما فِي ال ِ
ْجنَّة أَ ْع َز َُ ْ ََ ْ ََ
743
جامع التيسير في تعليقات التفسير
744
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ين} َ .وقَ ِد ا ْختَ لَ ُفوا فِي ال ُْم َر ِاد بَِق ْولِ ِه: ِ األولِين .وقَلِ ِ
يل م َن اْلخ ِر َ
َّ ِ
{ثُلةٌ م َن َّ َ َ ٌ
ِ ِ {اْلخ ِرين} .فَِقيل :الْمر ُ ِ ِ
{األولِين} ،و ِ
ينْ :األ َُم ُم ال َْماضيَةَُ ،و ْاْلخ ِر َ
ين: اد ب ْاأل ََّول َ ُ
َ َ َ َّ َ َ
ِ ٍِ ِِ
ار ابْ ِن َج ِري ٍر
ص ِر ِ َ ،و ُُ َو ا ْختيَ ُ
س ِن الْبَ ْ َُذه ْاأل َُّمةَُ َُ .ذا ِرَوايَةٌ َع ْن ُم َجاُدَ ،وال َ
ْح َ
والشنقيطي وُو الراجح ألنه كان مئة وأربع وعشرين الف نبي ورسول ممن سبق.
ين} ِش َّق َذلِ َ ِ األولِين .وقَلِ ِ ال :لَ َّما نَزلَ ْ َّ ِ َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرةَ ،قَ َ
ك يل م َن اْلخ ِر َ ت{ :ثُلةٌ م َن َّ َ َ ٌ َ
ين .وثُلَّةٌ ِم َن َ
األولِ
َّ ن
َ
ت{ :ثُلَّةٌ ِ
م ْ ل
َزَ ن
َ ف
َ ، م َّ
ل
ْ َ َ س
َ و ا ٍ النَّبِ ِي صلَّى اللَّهُ َعلَي ِ
ه َ َص َح ِ َعلَى أ ْ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم :إِنِي َأل َْر ُجو أَ ْن تَ ُكونُوا ُربْ َع أَ ُْ ِل ِ
ال النَّبِ ُّي َ
ين} فَ َق َ اْلخ ِر َ
ْجن َِّة- ف أَ ُْ ِل ال ِ
ْجنَّة -أ َْوَ :شط ُْر أَ ُْ ِل ال َ
َ ْجن َِّة ،بَ ْل أَنْ تُ ْم نِ ْ
ص ُ ْجن َِّة ،ثُلُ َ
ث أَ ُْ ِل ال َ ال َ
ف الثَّانِي" .أحمد. وتُ َق ِ
اس ُمونَ ُه ُم النِ ْ
ص َ َ
س ِم ْن َم ِعي ٍن} ين} { ونزعنا ما في صدورُم من غل } { َوَكأْ ٍ َّكئِين َعلَي ها مت َقابِلِ
{مت َ ْ َ ُ َ َ
ِ
ُ
يم ِم ْن ُه ْم {وأنهار من خمر لذة للشاربين} {إَِل قِيَل سَلما سَلما} أَ :إََِّل الت ِ
َّسل َ
ْ َ ً َ ً ْ
ض،ومن المَلئكة ومن الله {سَلم قوَل من ر ٍ رحيم} "إِ َّن فِي ض ُه ْم َعلَى بَ ْع ٍ
بَ ْع ُ
{و ِظ ٍل ِ الراكِ ِ ِ ِ ِ ِ ال ِ
ب في ظل َها مائَةَ َع ٍام ََل يَ ْقطَ ُع َها ،اقرؤوا إِ ْن ش ْئ تُ ْمَ : ْجنَّة َش َج َرًة يَس ُير َّ ُ َ
اء}اختلفوا في أنها حور العين أو نساء ش
َ ن
ْ اُ َّن إِ
ُ ن
َ ْ
أ ش
َ ن
ْ َ
أ اَّ
ن ود} متفق عليه{ .إِ مم ُد ٍ
ً َْ
ول اللَّ ِه
ت :يَا َر ُس َ ت َع ُجوٌز فَ َقالَ ْ س ِن قَ َ
ال :أَتَ ْ ْح َالدنيا ولكن يدخل كليهما َع ِن ال َ
ٍ ِ ِ
ال" :يَا أ َُّم فََُلن ،إِ َّن ال َ
ْجنَّةَ ََل تَ ْد ُخلُ َها َع ُجوٌز". ع اللَّهَ أَ ْن يُ ْدخلَني ال َ
ْجنَّةَ .فَ َق َ ا ْد ُ
745
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وُا أَنَّ َها ََل تَ ْد ُخلُ َها َو ُِ َي َع ُجوٌز ،إِ َّن اللَّهَ تَ َعالَى
ال" :أَ ْخبِ ُر َال :فَ َولَّت تَ ْب ِكي ،قَ َ قَ َ
ارا} رواه الترمذ في الشمائل. اُ َّن أَبْ َك ً
اء .فَ َج َعلْنَ ُشً اُ َّن إِنْ َ ول{ :إِنَّا أَنْ َ
شأْنَ ُ يَ ُق ُ
َح َو ِالَ " .خلَ َق اللَّهُ َ
آد َم الص َف ِ
ات َو ْاأل ْ {ونُ ْن ِشئَ ُكم فِي ما ََل تَ ْعلَمو َن} أَ ِ :من ِ
ْ َ ُ ْ َ َ
آد َم ،فَ لَ ْم يَ َزِل ال َخل ُ
ْق ورةِ َصَ الجنَّةَ َعلَى ُ اعا ...،فَ ُك ُّل َم ْن يَ ْد ُخ ُل َ َوطُولُهُ ِستُّو َن ِذ َر ً
ارُك ْم َُ ِذهِ الَّتِي ن ، ي ن ُقص حتَّى اْل َن " متفق عليه{ .نحن جعلْناُا تذْكِرةً} "يا قَ وِ
م
َ ْ ُ ََ َ َ َ َ َ ْ ُ
َ َْ ُ َ
ول اللَّ ِه إِ ْن َكانَ ْ ِ ِ ِ ِ
ت َّم" .قَالُوا :يَا َر ُس َين ُج ْزًءا م ْن نَا ِر َج َهن َ تُوق ُدو َن ُج ْزءٌ م ْن َس ْبع َ
ض ْربَتَ يْ ِن -أ َْوَ :م َّرتَيْ ِنَ -حتَّى يَ ْستَ ْن ِف َع بها بنو آدم ِ لَ َكافِيَةٌ! قَ َ
ضربت بِال َْماء َ ال" :قَ ْد ُ
ويدنوا منها" الطبر في تفسيره.
اء ِم ْن َخل ِْق ِه، ش ا م وم} مواقعها وقيل َمنَا ِزلُ َها .يُ ْق ِسم الله بِ ْسم بِمواقِ ِع النُّج ِ ِ
َ َ َ ُ ُ {فََل أُق ُ َ َ
يل َعلَى َعظَ َمتِ ِه .ويقسم بالخلق كله {فَل أقسم بما تبصرون وما َل وُو َدلِ
َ َُ ٌ
ا ٍ م ْكنُ ٍ ِ ِ
ون} صحف المَلئكة كما في سورة عبس أو اللوح تبصرون} {في كتَ ٍ َ
َّرو َن} قال ابن القيم المَلئكة أما المؤمنون يعبر {َل يَ َم ُّ ِ
سهُ إَل ال ُْمطَه ُ المحفوظَ .
ينَ .وَما ت بِِه َّ ِ
الشيَاط ُ {وَما تَنزلَ ْ عنهم القرآن {المتطهرون} وَل تناله الشياطين َ
الس ْم ِع لَ َم ْع ُزولُو َن} وأما مس المصحف فَل يَ ْن بَ ِغي لَ ُه ْم َوَما يَ ْستَ ِط ُيعو َن .إِنَّ ُه ْم َع ِن َّ
ض ُه ْم َكافِ ًرا
َصبَ َح بَ ْع ُ الَ :ما ُم ِطر قَ ْوٌم قَ ُّ
ط إََِّل أ ْ اس قَ َ يستدل به ُناَ .ع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ
َ
"وتَ ْج َعلُو َن ُش ْك َرُك ْم أَنَّ ُك ْم
اسَ : يَ ُقولُو َنُ :م ِط ْرنَا بِنَ ْوِء َك َذا َوَك َذاَ .وقَ َرأَ ابْ ُن َعبَّ ٍ
تُ َك ِذبُو َن".
اس .ولكن السياق يدل على عدم اإلنتفاع ألن يح إِلَى ابْ ِن َعبَّ ٍ و َُ َذا إِسنَا ٌد ِ
صح ٌ ْ َ َ
الرزق نوعان كما يقول ابن القيم رزق القلو ٍ العلم واإليمان والرزق المعد لهذه
746
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اط ُن } « َكا َن اللَّهُ َولَ ْم يَ ُك ْن َش ْيءٌ قَ ْب لَهَُ ،وَكا َن اُر والْب ِ ِ ِ
{ ُُ َو ْاأل ََّو ُل َو ْاْلخ ُر َوالظَّ ُ َ َ
الذ ْك ِر ُك َّل َش ْي ٍء»
ات واألَرض ،وَكتَب فِي ِ
الس َم َو َ ْ َ َ َ
َعر ُشهُ َعلَى الم ِاء ،ثُ َّم َخلَ َق َّ ِ
َ ْ
س بَ ْع َد َك ي ل ف ر خت ْاْل ِ ك َش ْيءٌَ ،وأَنْ َ س قَ ْب لَ َ البخار " اللَّ ُه َّم ،أَنْ َ
َ ْ َ َ ُ ت ْاأل ََّو ُل فَ لَْي َ
ك َش ْيءٌ ،اقْ ِ
ض س ُدونَ َ ي ل
َ ف
َ ن ت الْب ِ
اط َ ْنَ
أو ، ء ي ش
َ كَ ق
َ و ف
َ س ي ل
َ ف
َ ر ت الظَّ ِ
اُ َش ْيءٌَ ،وأَنْ َ
َ ْ ُ َ َ ٌ ْ ْ َ ْ ُ
الديْ َنَ ،وأَ ْغنِنَا ِم َن الْ َف ْق ِر ".مسلم. َعنَّا َّ
بن رُوية وأجمعوا على كفر من أنكر ذالك .ودلت عليه الفطرة ويشهد له
القرآن كله وأسرد اإلمام الذُبي أكثر من مئة حديث في استواء الله على
العرش .وقال اإلمام مالك رحمه الله " اإلستواء معلوم والكيف مجهول واإليمان
به واجب والسؤال عنه بدعة"
{َل يَ ْستَ ِو ِم ْن ُك ْم َم ْن أَنْ َف َق ِم ْن قَ بْ ِل الْ َف ْت ِح َوقَاتَ َل} فتح مكة كان نهاية عام الثامن
َ
ويليه عام الوفود الذ كثر فيه بواعث اإلنفاق أما ما قبله فكان القوم يتربصون
ف يَ ْسبِ ُق ِد ْرَُ ٌمول اللَّ ِهَ ،ك ْي َ
ْف» قَالُوا :يَا َر ُس َ بدعوة اإلسَلمَ « .سبَ َق ِد ْرَُم ِمائَةَ أَل ٍ
ٌ
ال َكثِي ٌر ص َّد َق بِِهَ ،و َ
آخ ُر لَهُ َم ٌ ال« :رجل لَهُ ِدرَُم ِ ٍ ِ
َح َد ُُ َما فَ تَ َ
َخ َذ أ َ
ان فَأ َ مائَةَ أَلْف؟ قَ َ َ ُ ٌ ْ َ
يح َعلَى َش ْر ِط ُم ْسلِ ٍم.الحاكم في صح ٌ
يث ِ ِ
ْف» َُ َذا َحد ٌ َ ض َها ِمائَةَ أَل ٍ
َخ َذ ِمن ُعر ِ
فَأ َ ْ ْ
المستدرك.
الرحم ِن بن َعو ٍ
ف فقال صلى الله عليه وسلم " ِ
تشاجر َخال ٌد بن الوليد و َع ْب ُد َّ ْ َ ْ ُ ْ
ال- ْجبَ ِ َصحابِي فَ والَّ ِذ نَ ْف ِسي بِي ِدهِ ،لَو أَنْ َف ْقتُم ِمثْل أُح ٍد-أَو ِمثْل ال ِ ْ أ ي َد ُعوا لِ
َ ْ ُ َ ْ ْ َ َ َ
َص َحابِي ،فَ َوالَّ ِذ نَ ْف ِسي بِيَ ِدهِ ،لَ ْو
سبُّوا أ ْ
َذ َُبًاَ ،ما بَلَ ْغتُ ْم أَ ْع َمالَ ُه ْم" المسندََ " .ل تَ ُ
َح ِد ُِ ْم َوََل نَصيفه" متفق عليه. أَنْ َف َق أَح ُد ُكم ِمثْل أ ٍ
ُحد ذَ َُبًاَ ،ما بَلَ َغ ُمد أ َ
َ ْ َ ُ
748
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت َوقُ ِط َع ْ يسى ابْ ِن َم ْريَ َم ،فَ ُقتِلَ ْ ِ ِ َّ ِ ِ ِ وك وال ِ ِ ِ
ت ْجبَاب َرة فَ َد َع ْوا إلَى دي ِن الله َودي ِن ع َ ال ُْملُ َ َ
ت طَائَِفةٌ أُ ْخ َرى لَ ْم يَ ُك ْن لَ َها اشي ِر وح ِرقَ ْ ِ ِ بِالْمنَ ِ
ت .ثُ َّم قَ َام ْت َونَ َج ْ صبَ َر ْت بِالن َيران ،فَ َ َُ َ
تَ ،و ُُ ُم ت َوتَ َرَُّبَ ْ ال فَ تَ َعبَّ َد ْْجبَ ِت بِال ِ ام بِال ِْق ْس ِط ،فَ لَ ِح َق ْ
ََي ال ولَم تُ ِط ِق ال ِ
ْق ِ
قُ َّوةٌ بِالْقتَ ِ َ ْ
اُا َعلَْي ِه ْم} {إن كثيرا وُا َما َكتَ ْب نَ َ{وَر ُْبَانِيَّةً ابْتَ َد ُع َ َّ َّ ِ
ين ذَ َك َرُُ ُم اللهَُ ،ع َّز َو َج َّلَ :الذ َ
من األحبار والرُبان ليأكلون أموال الناس بالباطل}
َج َرُُ ْم َم َّرتَيْ ِن أَنْ َز َل ال َس ِعي ُد بْ ُن ُجبَ ْي ٍر :لَ َّما افْ تَ َخر أُل الْكِتَ ِ
ا ٍ بِأَنَّ ُه ْم يُ ْؤتَ ْو َن أ ْ َوقَ َ
َ ُ
آمنُوا بَِر ُسولِ ِه اللَّه ُ ِذهِ ْاْليةَ فِي ح ِق ُ ِذهِ ْاأل َُّم ِة{ :يا أَيُّها الَّ ِذين آمنُوا اتَّ ُقوا اللَّه و ِ
ََ َ َ َ َ َ َ َ َُ
يُ ْؤتِ ُك ْم كِ ْفلَْي ِن ِم ْن َر ْح َمتِ ِه} َوَرَواهُ ابْ ُن َج ِري ٍر َع ْنهُ.ورجحه الشيخ محمد الشنقيطي.و
ْكتَ ِ
ا ٍَ ،وأَنَّ ُه ْم يُ ْؤتَ ْو َن اس :أَنَّهُ حمل َُ ِذهِ ْاْليةَ َعلَى م ْؤِمنِي أَ ُْ ِل ال ِ َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ
ُ َ ََ َ
ِ ِ ِ ِ
ص ِ
ص. َج َرُُ ْم َم َّرتَ ْي ِن َك َما في ْاْليَة الَّتي في الْ َق َ
أْ
ول اللَّ ِهَ ،وأَنَا ْت :يَا َر ُس َ ت :فَ ُقل ُ اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم" :فَِإنَّا َسنُ ِعينُهُ َبع َر ٍق ِم ْن تَ ْم ٍر" .قَالَ ْ
ص َّدقِي بِِه َع ْنهُ ،ثُ َّم ال" :فَ َق ْد أَص ْب ِ ُعينُهُ َبع َر ٍق َ سأ ِ
وأحس ْنت ،فَا ْذ َُبِي فَ تَ َ َ ت َ آخ َر ،قَ َ َ
ْت َوَرَواهُ أَبُو َد ُاو َد وأحمد. ت :فَ َف َعل ُ ك َخ ْي ًرا" .قَالَ ْ صي بِابْ ِن َع ِم ِ استَ و ِ
ْ ْ
يح بَ ْي َن ْاألُِم الص ِح ِاُلِيَّ ِة طَََلقًا قال ابن كثير ََل فَ ْر َق َعلَى َّ وَكا َن ال ِظهار ِع ْن َد الْج ِ
َ َُ َ
ِ
ف َوا ْألَئِ َّمةُ فِي ال ُْم َر ِاد السلَ ُ
ف َّ َوبَ ْي َن غَْي ِرَُا ِم ْن َسائِ ِر ال َْم َحا ِرم .وفيه خَلف .ا ْختَ لَ َ
الظ َها ِر َزَمانًا الش ِاف ِع ُّيُ :و أَ ْن يم ِس َكها ب ع َد ِ
ُ َ ُْ َ َ ْ ال َّ ودو َن لِ َما قَالُوا} َوقَ َ بَِق ْولِ ِه{ :ثُ َّم يَ ُع ُ
يُ ْم ِكنُهُ أَ ْن يُطَلِ َق فِ ِيه فَ ََل يُطَلِ َق.
ْج َم ِاع أ َْو يَ ْع ِزَم َعلَْي ِه فَ ََل تَ ِح ُّل لَهُ َحتَّى ود إِلَى ال ِ َح َم ُد بْ ُن َح ْن بَ ٍلَ ُُ :و أَ ْن يَ ُع َ ال أ ْ َوقَ َ
اإلمس ِ
اك ِْ ِ
و َ
أ اع
ِ م ك :أَنَّهُ الْع ْزم َعلَى ال ِ
ْج ي َك ِفر بِ َه ِذهِ الْ َك َّفارةِ .وقَ ْد ح ِكي َعن مالِ ٍ
َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َْ ُ َ
ان،اإليم ِ ِْ الرقَ بَةُ ُمطْلَ َقةٌ غَ ْي ر ُم َقيَّ َدةٍ بِ
اع{ .فَ تَ ْح ِر ُير َرقَ بَ ٍة} فَ َها ُُنَا َّ ْج َم ُ و َع ْنهُ أَنَّهُ ال ِ
َ ُ َ
اإليم ِ ِ وفِي َك َّف ِ
ان ،فاختلفوا فيها. ارة الْ َق ْت ِل ُم َقيَّ َدةٌ ب ِْ َ َ َ
سوهُ َواللَّهُ} {مال َح َ َّ
صاهُ اللهُ َونَ ُ { يَ ْوَم يَ ْب َعثُ ُه ُم اللَّهُ َج ِم ًيعا فَ يُ نَ بِئُ ُه ْم بِ َما َع ِملُوا أ ْ
سماو ِ ِ
ات َن اللَّهَ يَ ْعلَ ُم َما في ال َّ َ َ ُذا الكتب َل يغادر صغيرة وَل كبيرة} {أَلَ ْم تَ َر أ َّ
ض ما ي ُكو ُن ِمن نَجوى ثََلثٍَة} قال ابن كثير ح َكى غَي ر و ِ
اح ٍد ِ
ُْ َ َ ْ َْ األر ِ َ َ َوَما في ْ
َح َم ُد: ام أ ْ ال ِْ
اإل َم ُ اد بِ َه ِذهِ ْاْليَِة َم ِعيَّةُ ِعل ِْم اللَّ ِه تَ َعالَى .قَ َ َن ال ُْم َر َ اع َعلَى أ َّ اإل ْج َم َ ِْ
افْ تَ تَ َح ْاْليَةَ بِال ِْعل ِْمَ ،وا ْختَ تَ َم َها بِال ِْعل ِْم.
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه ود َكا َن بَ ْي َن النَّبِ ِي َ َّج َوى} الْيَ ُه ُ ين نُ ُهوا َع ِن الن ْ
َّ ِ
{أَلَ ْم تَ َر إِلَى الذ َ
ا ٍ النَّبِ ِي ِ وسلَّم وب ين الْي ه ِ
َص َح ِ اد َعةٌ [مصالحة] َوَكانُوا إِ َذا َم َّر بِ ِه ْم َر ُج ٍل م ْن أ ْ ود ُم َو َ َ َ َ ََْ َ َ ُ
ِ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ
اج ْو َناج ْو َن بَ ْي نَ ُه ْمَ ،حتَّى يَظُ َّن ال ُْم ْؤم ُن أَنَّ ُه ْم يَتَ نَ َ سوا يَتَ نَ َ َ ُ ل
َ ج
َ م َ
752
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ك َخشيهم ،فَ تَ َر َك طَ ِري َقهُ بَِق ْتلِ ِه-أ َْو :بِ َما يَ ْك َرهُ ال ُْم ْؤِم ُن-فَِإ َذا َرأَى ال ُْم ْؤِم ُن َذلِ َ
ادوا إِلَى صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َع ِن النَّ ْج َوى ،فَ لَ ْم يَ ْن تَ ُهوا َو َع ُ اُ ُم النَّبِ ُّي ََعلَْي ِه ْم .فَ نَ َه ُ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يَ ُه ُ
ود تَ :د َخل َعلَ َّي رس ُ ِ
ول اللَّه َ َُ َ شةَ قَالَ ْ َّج َوىَ .ع ْن َعائِ َ الن ْ
شةَُ :و َعلَْي ُك ُم السام و [اللعنة] ت َعائِ َ اس ِم .فَ َقالَ ْ ك يا أَبا الْ َق ِ
ام َعلَيْ َ َ َ الس ُ
فَ َقالُواَّ :
بشةُ ،إِ َّن اللَّهَ ََل يُ ِح ُّ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم" :يَا َعائِ َ ال رس ُ ِ
ول اللَّه َ ت :فَ َق َ َ ُ قَالَ ْ
ْت :أَََل تَ ْس َم ُع ُه ْم يَ ُقولُو َن :السام عليك؟ فقال رسول ٍ" .قُل ُ ٍ َوََل التَّ َف ُّح َ الْ ُف ْح َ
وك َحيَّ ْو َك بِ َما لَ ْم الله" :أو ما س ِم ْع ِ
{وإِذَا َجاءُ َ ول َو َعلَْي ُك ْم؟ " .فَأَنْ َز َل اللَّهَُ : ت أَقُ ُ َ
ك بِِه اللَّهُ} مسلم يُ َحيِ َ
الذ ُام َواللَّ ْعنَةَُ .وأَ َّن َر ُس َ
ول ام َو َّالس ُ
ت لَ ُه ْمَ :علَْي ُك ُم َّ الص ِح ِ
يح أَنَّ َها قَالَ ْ َوفِي ِرَوايٍَة فِي َّ
ا ٍ لَ ُه ْم فِينَا" ِ
ا ٍ لَنَا في ِه ْمَ ،وََل يُ ْستَ َج ُ ال" :إِنَّهُ يُ ْستَ َج ُ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ ِ
اللَّه َ
ا ٍ فَ ُقولُوا َو َعلَْي ُك ْم» مسلم عن انس بن مالك. ْكتَ ِ«إِ َذا سلَّم َعلَي ُكم أَ ُْل ال ِ
َ َ ْ ْ ُ
ارُِ ْم َش ْي ئًا إَِل بِِإ ْذ ِن
ضِ س بِ َ ي ل
َو وا ن آم ين ان لِيحز َن الَّ ِ
ذ الش ْيطَ َِّ ن {إِنَّما النَّجوى ِ
م
َ َ ْ ُ َ َ ُ ْ َ َ َْ َ
اللَّ ِه} النجوى مشروعة إن كانت في خير وطاعة { َل خير في كثير من نجواُم
ان ُدو َن ص ِ
احبِ ِه َما ،فَِإ َّن ذَلِ َ ين اثْ نَ ِ
ك يُ ْح ِزنُهُ". َ إَل من" }..إِذَا ُك ْن تُ ْم ثَََلثَةً فَ ََل َ
يتناج َّ
ث إََِّل ٍ" .إِ َذا كنتم ثَلثة فَل يتناجى اثْ نَا ِن ُدو َن الثَّالِ ِ يث ْاألَ ْع َم ِ وأَ ْخرجاهُ ِمن ح ِد ِ
َ ََ ْ َ
ك يُ ْح ِزنُهُ" مسلم .وكذلك اللغة. بِِإ ْذنِِه؛ فَِإ َّن ذَلِ َ
753
جامع التيسير في تعليقات التفسير
754
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َلء } َلء وَل إِلَى ُؤ ِ { ما ُم ِم ْن ُكم وََل ِم ْن هم } { م َذب َذبِين ب ين َذلِك ََل إِلَى ُؤ ِ
َُ َُ َ ُ ْ َ َْ َ َ َ ُْ ْ َ ُْ
الشاةِ
الَ « :مثَ ُل ال ُْمنَافِ ِقَ ،ك َمثَ ِل َّ صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ،قَ َ َع ِن ابْ ِن ُع َم َرَ ،ع ِن النَّبِ ِي َ
ال َْعائَِرةِ بَ ْي َن الْغَنَ َم ْي ِن تَ ِع ُير إِلَى َُ ِذهِ َم َّرةً َوإِلَى َُ ِذهِ َم َّرةً» رواه مسلم( .العائرة)
المترددة الحائرة ال تدري أيهما تتبع (تعير) أي تتردد وتذهب.
سبُو َن أَنَّ ُه ْم َعلَى َش ْي ٍء} {ثُ َّم لَ ْم تَ ُك ْن فِ ْت نَ تُ ُه ْم ِ ِ
{فَ يَ ْحل ُفو َن لَهُ َك َما يَ ْحل ُفو َن لَ ُك ْم َويَ ْح َ
ض َّل َع ْن ُه ْم ف َك َذبُوا َعلَى أَنْ ُف ِس ِه ْم َو َين انْظُْر َك ْي َ َ
إَِل أَ ْن قَالُوا واللَّ ِه ربِنَا ما ُكنَّا م ْش ِركِ
ُ َ َ َ
َما َكانُوا يَ ْفتَ ُرو َن}
الشيطَا ُن فَأَنْساُم ِذ ْكر اللَّ ِه} عن أَبِي َّ ِ
ول
ت َر ُس َ الد ْر َداءَ :س ِم ْع ُ َْ َ ُْ َ {استَ ْح َوذَ َعلَْي ِه ُم َّ ْْ
ام فِي ِه ُم ٍ ٍِ ولِ : ِ ِ
"ما م ْن ثَََلثَة في قَ ْريَة بَ ْدوََ ،ل تُ َق ُ صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم يَ ُق ُ َ اللَّه َ
ِ ك بِالْجم َ ِ ِ
باعة ،فَِإنَّ َما يَأْ ُك ُل الذئْ ُ الش ْيطَا ُن ،فَ َعلَْي َ َ َ الص ََلةُ إََِّل قَد ْ
استَ ْح َوذَ َعلَْي ِه ُم َّ َّ
اصيَةَ" .رواه أبو داود وحسنه األلباني. الْ َق ِ
ض ِعي ًفا } ان َكا َن َ الش ْيطَ ِ
اس ُرو َن} { إِ َّن َك ْي َد َّ ان ُُم الْ َخ ِ{أََل إِ َّن ِح ْز ٍ َّ ِ
الش ْيطَ ُ َ
ْحيَاةِ ُّ
الدنْ يَا ِ
ين آ َمنُوا في ال َ
{ َكتَب اللَّهُ أل ْغلِب َّن أَنَا ورسلِي} {إِنَّا لَنَ ْنصر رسلَنَا والَّ ِ
ذ
ُُ ُ ُ َ َ َُ ُ َ َ
اد } وم األ ْش َه ُ َويَ ْوَم يَ ُق ُ
اد اللَّ َه َوَر ُسولَهُ } { َولَ ْو
اْلخ ِر يُ َوادُّو َن َم ْن َح َّ{َل تَ ِج ُد قَ وما ي ْؤِمنو َن بِاللَّ ِه والْي وِم ِ َ
َ َْ ًْ ُ ُ
ِ ِ
اء } َكانُوا يُ ْؤمنُو َن بِاللَّ ِه َوالنَّبِ ِي َوَما أُنْ ِز َل إِلَْي ِه َما اتَّ َخ ُذ ُ
وُ ْم أ َْوليَ َ
س ِر َ َّاس َك َفاهُ اللَّ ضاء اللَّ ِه بِس َخ ِ
اء
ضَ َ م
َ الت
َ ِ
ن م
َ وَ ، ِ
َّاس ن ال ة
َ ن
َؤْ م
ُ ه
ُ ِ ن ال ط َ س ِر َ َ « َم ِن التَ َم َ
َّاس " رواه الترمذ وصححه األلباني. س َخ ِط اللَّ ِه َوَكلَهُ اللَّهُ إِلَى الن ِ الن ِ ِ
َّاس ب َ
" أوثق عر اإليمان المواَلة في الله والمعاداة في الله والحب في الله
755
جامع التيسير في تعليقات التفسير
سورة الحشر:
ود بَنِي محور السورة .وقعة تاريخية على قبيلة يهودية يَ ْعنِي :يَ ُه َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم لَ َّما قَ ِد َم المدينة ُادنهم وأعطاُم َّضي ِرَ .كا َن رس ُ ِ
ول اللَّه َ َُ
الن ِ
ضوا ال َْع ْه َد الَّ ِذ َكا َن بَ ْي نَ ُه ْم َوبَ ْي نَهُ، َع ْه ًدا َوِذ َّمةًَ ،علَى أَََّل يُ َقاتِلَ ُه ْم َوََل يُ َقاتِلُوهُ ،فَ نَ َق ُ
يما ذَ َك َرهُ ك فِ َ فَأَح َّل اللَّه بِ ِهم بِأْسه الَّ ِذ ََل مر َّد له..قال ابن كثير وَكا َن سبب ذَلِ
َ َ ََ ُ ََ َ ُ ْ َُ
ا ٍ ر ُس ِ ِ والسير :أَنَّهُ لَ َّما قُتِل
ول َص َح ِ َ أصحا ٍ بِْئ ِر َم ُعونَةَ ،م ْن أ ْ
ُ َ ا ٍ ال َْمغَا ِز
َص َح ُ أْ
الض ْم ِر ُّ ،ت ِم ْن ُه ْم َع ْم ُرو بْ ُن أ َُميَّةَ َّ ينَ ،وأَفْ لَ َ َ َ
اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم ،وَكانُوا س ْب ِ
ع ََ َ َ َ
اج ًعا إِلَى ال َْم ِدينَ ِة قَ تَ َل َر ُجلَيْ ِن ِم ْن بَنِي َع ِام ٍرَ ،وَكا َن يق ر ِ ِ رِ َّ
ط ال فَ لَ َّما َكا َن فِي أَثْ ن ِ
اء
َ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َوأ ََما ٌن لَ ْم يَ ْعلَ ْم بِِه َع ْم ٌرو ،فَ لَ َّما معهما َع ْه ٌد ِمن رس ِ ِ
ول اللَّه َ ْ َُ ََُ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه ال لَهُ رس ُ ِ
ول اللَّه َ
ِ
صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم ،فَ َق َ َ ُ
رجع أُ ْخبِر رس ُ ِ
ول اللَّه َ ََ َ َ َُ
ْفَّضي ِر َوبَنِي َع ِام ٍر ِحل ٌ ْت رجلَْي ِن ،ألدينَّهما" وَكا َن ب ْين بنِي الن ِ
َ َ ََ َو َسلَّ َم" :لََق ْد قَ تَ ل َ َ ُ
َّضي ِر يَ ْستَ ِعينُ ُه ْم فِي ِديَِة ول اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم إِلَى بنِي الن ِ
ََ َ َ َ ج َر ُس ُ َو َع ْه ٌد ،فَ َخ َر َ
ال ِم ْن َها اُر الْم ِدينَ ِة َعلَى أ َْميَ ٍ ِ ِ ِ
الر ُجلَْي ِنَ ،وَكا َن َمنَا ِز ُل بَني النَّضي ِر ظَ َ َ ك َّ َذيْنِ َ
كَّضي ِر ،يَ ْستَ ِعينُ ُه ْم فِي ِديَِة ذَيْنِ َ ول اللَّ ِه إِلَى بنِي الن ِ
َ ج َر ُس ُ ِ
َش ْرقيَّ َها ....ثُ َّم َخ َر َ
ْج َوا ِر الَّ ِذ َكا َن الضم ِر ُّ ؛ لِل ِ ِ ِ ِ ِ
الْ َقتيلَْي ِن م ْن بَني َعام ٍر ،اللَّ َذيْ ِن قَ تَ َل َع ْم ُرو بْ ُن أ َُميَّةَ َّ ْ
صلَّى اللَّهُ ول اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَي ِه وسلَّم َع َق َد لَهما...فَ لَ َّما أَتَا ُُم رس ُ ِ
ول اللَّه َ ْ َُ َُ ْ ََ َ َ َر ُس ُ
ك اس ِم ،نُِعينُ َ ك الْ َقتِيلَي ِن قَالُوا :نَعم ،يا أَبا الْ َق ِ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يَ ْستَ ِعينُ ُه ْم فِي ِديَِة َذيْنِ َ
َْ َ َ ْ
756
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ض فَ َقالُوا :إِنَّ ُك ْم لَ ْن ض ُه ْم بِبَ ْع ٍت بِنَا َعلَْي ِه .ثُ َّم َخ ََل بَ ْع ُ استَ َع ْن َ َعلَى ما أَحب ب َ ِ
ت ،م َّما ْ َ َْْ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم إِلَى َج ْن ِ الرجل َعلَى ِمثْ ِل حالِ ِه َُ ِذهِ -ورس ُ ِ تَ ِ
ب ول اللَّه َ ََ ُ َ َ ُ َّ وا د
ُ ج
يحنَا ِ
ر ي َف ، ة
ًر خ
ْ ص ت ،فَ ي ل ِْقي َعلَي ِ
ه ْ ِج َدا ٍر ِمن ب يوتِ ِهم-فَمن رجل ي ْعلُو َعلَى َُ َذا الْب ْي ِ
َ َ ُ ُ ُ َ ْ ُُ ْ َ َ ُ ٌ َ
فصع َد ال :أَنَا لِ َذلِ َ اش بْ ِن َك ْع ٍ ك َع ْم ُرو بْ ُن ِج َح ِ ٍ لِ َذلِ َ ِ ِ
كَ ، ب أح ُدُم ،فَ َق َ م ْنهُ؟ فَانْ تُد َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فِي نَ َف ٍر ِم ْن ال ،ورس ُ ِ
ول اللَّه َ ص ْخ َرةً َك َما قَ َ َ َ ُ
ِ
ليُ لْق َي َعلَْيه َ
ِ ِ
صلَّى ضي اللَّهُ َع ْن هم .فَأَتَى رس َ ِ َصحابِِه ،فِي ِهم أَبو ب ْك ٍر و ُعمر و َعلِي ،ر ِ
ول اللَّه َ َُ ُْ َ َ ْ ُ َ َ َُ َ أَْ
اج ًعا إِلَى ال َْم ِدينَ ِة، اد الْ َقوم ،فَ َقام و َخرج ر ِ اللَّهُ َعلَْي ِه و َسلَّم الْ َخبَ ر ِمن َّ ِ ِ
الس َماء ب َما أ ََر َ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ
َص َحابُهُ قَ ُاموا فِي طَلَبِ ِه فَ لَ ُقوا َر ُج ًَل صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أ ْ ث النَّبِ َّي َ استَ لْبَ َ فَ لَ َّما ْ
ِ م ْقبِ ًَل ِمن الْم ِدينَ ِ
ا ٍ
ص َح ُ الَ :رأَيْ تُهُ َداخ ًَل ال َْم ِدينَةَ .فَأَقْبَ َل أَ ْ سأَلُوهُ َع ْنهُ ،فَ َق َ َ ف
َ ، ة َ َ ُ
ت صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َحتَّى انْ تَ َه ْوا إِلَْي ِه ،فَأَ ْخبَ َرُُ ُم الْ َخبَ َر بِ َما َكانَ ْ رس ِ ِ
ول اللَّه َ َُ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم بِالتَّ َهيُّ ِؤ لِ َح ْربِ ِه ْم ت ِمن الْغَ ْد ِر بِِه ،وأَمر ُ ِ
رسول اللَّه َ َ ََ اد ْ َ ود أ ََر َ
يَ ُه ُ
رسول
ون ،فَأَ َم َر ُ صنُوا ِم ْنهُ فِي الْحص ِ ار َحتَّى نَ َز َل بِ ِه ْم فَ تَ َح َّ س م
َّ ث
ُ . م ِ
ه ي
ْ ل
َ ِ
إ ِ
ر ي سوالْم ِ
ُ ُ َ َ ْ َ َ
اد ْوهُ :أَ ْن يَا ُم َح َّم ُد ،قَ ْد صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم بَِقطْ ِع النَّ ْخ ِل والتَّحريق فِ َيها .فَ نَ َ ِ
اللَّه َ
ال قَطْ ِع النَّ ْخ ِل َوتَ ْح ِر ِيق َها؟ صنَ َعهُ ،فَ َما بَ ُ ت تَ ْن َهى َع ِن الْ َف ِ ِ
ساد َوتَعيبُهُ َعلَى َم ْن َ َ ُك ْن َ
ول، ط ِم ْن بَنِي عوف بن الخزرج ،منهم عبد الله ابن أُبَ ِي [بْ ِن] َسلُ ٍ َوقَ ْد َكا َن َر ُْ ٌ
َّضي ِر :أ ِ
َن اعس ،قَ ْد ب عثُوا إِلَى بنِي الن ِ ك بن أَبِي قَ وقَ ٍل وسويد ود ِ ُ ووِديعةُ ،ومالِ
َ ََ ٌ َ َ َ ُ ْ ُ ْ ََ َ ََ
اثْ بُ تُوا وتَ َمنَّعوا فَِإنَّا لَ ْن نُ ْسلِ َم ُك ْم ،إِ ْن قُوتِلْتُ ْم قَاتَلْنَا َم َع ُك ْمَ ،وإِ ْن أُ ْخ ِر ْجتُ ْم َخ َرجنا
ب، ف اللَّهُ فِي قُلُوبِ ِه ُم ُّ ص ِرُِ ْم ،فَ لَ ْم يَ ْف َعلُواَ ،وقَ َذ َ مع ُكم فَ ت ربَّصوا َذلِ َ ِ
الر ْع َ ك م ْن نَ ْ ََ ْ ََ ُ
ف َع ْن ِد َمائِ ِه ْمَ ،علَى أ َّ
َن صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أَ ْن يُ ْجلِيَ ُه ْم َويَ ُك َّ فَسأَلُوا رس َ ِ
ول اللَّه َ َ َُ
757
جامع التيسير في تعليقات التفسير
758
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِ
ار أَ ْن يُقطع لَ ُه ُم الْبَ ْح َريْ ِن ،قَالُواََ :ل إََِّل أَ ْن صَ صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم ْاألَنْ َ َد َعا النَّبِ ُّي َ
اصبِ ُروا َحتَّى تَ ْل َق ْونِي ،فَِإنَّهُ ال" :إِ َّما ََل فَ ْ ين ِمثْ لَ َها .قَ َ ِ ِ ِ ِ
تُقطع ِإل ْخ َواننَا م َن ال ُْم َهاج ِر َ
صيبُ ُك ْم [بَ ْع ِد ] أَثَ َرةٌ".رواه البخار سي ِ
َُ
الرحم ِن بن َعو ٍ ضي اللَّهُ َع ْنهُ ،أَنَّهُ قَ َ ِ سرِ
آخىفَ ،و َ ال :قَد َم َعلَْي نَا َع ْب ُد َّ ْ َ ْ ُ ْ َع ْن أَنَ ٍ َ َ
ال، الربِي ِع ،وَكا َن َكثِير الم ِ َّ نِ ب دول اللَّ ِه صلَّى اللهُ َعلَي ِه وسلَّم ب ي نَهُ وب ين س ْع ِ َر ُس ُ
َ َ َ ْ ْ َ َ َ َْ ََْ َ َ َ
ك ْس ُم َمالِي بَ ْينِي َوبَ ْي نَ َ ت األَنْصار أَنِي ِمن أَ ْكثَ ِرَُا م ًاَل ،سأَق ِ ال س ْع ٌد :قَ ْد َعلِم ِ
َ َ ْ َُ َ فَ َق َ َ
ت تَ َزَّو ْجتَ َها، ك فَأُطَلِ ُق َهاَ ،حتَّى إِذَا َحلَّ ْ ان فَانْظُْر أَ ْع َجبَ ُه َما إِلَيْ َ َشطْريْ ِن ،ولِي ْامرأَتَ ِ
َ َ َ
ك "...رواه البخار . ك فِي أَ ُْلِ َ ار َك اللَّهُ لَ َ
الر ْح َم ِن :بَ َال َع ْب ُد َّ فَ َق َ
ول
ال :يَا َر ُس َ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَ َق َ ال :أَتَى رجل رس َ ِ
ول اللَّه َ َُ ٌ َُ َع ْن أَبِي ُُ َريرة قَ َ
صلَّى ي
ُّ ِ
ب َّ
ن ال ال
َ ق
َ ف
َ ا، ئ ي ش
َ نَّ ُ د
َ ن
ْ اللَّ ِه ،أَصابنِي الجه ُد ،فَأَرسل إِلَى نِسائِِه فَ لَم ي ِج ْد ِ
ع
َ ً ْ ُ َْ َ َْ َ ََ
ام َر ُج ٌل ِم َن ِ
ف َُ َذا اللَّْي لَةََ ،رح َمهُ اللَّهُ؟ " .فَ َق َ ضي ُ اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم" :أَََل َر ُج ٌل يُ َ
يف ر ُس ِ ال َِلمرأَتِِ ول اللَّ ِه .فَ َذ َُب إِلَى أَ ُْلِ ِ صا ِر فَ َق َ
ول َ ُ ضَ : ه َ ْ َ ق
َ ف
َ ه َ ال :أَنَا يَا َر ُس َ ْاألَنْ َ
تَ :واللَّ ِه َما ِع ْن ِد إََِّل ُ
قوت صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ََل تَدخريه َش ْي ئًا .فَ َقالَ ْ ِ
اللَّه َ
ِِ ِ ِ ال :فَِإذَا أ ََر َ الص ْب يَ ِة .قَ َ
ِ
اج ونَطو شاء فَ نَ ِومي ِه ْم َوتَ َعالَ ْي فَأَطْفئي الس َر َ الع َ
اد الصبيةُ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم، الرجل َعلَى رس ِ ِ
ول اللَّه َ َُ َّ
بُطُونَنَا الل ْي لَةَ .ففعلَت ،ثُ َّم غَ َدا َّ ُ ُ
ٍ ض ِح َ ِ
ك-م ْن فََُل ٍن َوفََُلنَة"َ .وأَنْ َز َل اللَّهُ ب اللَّهَُ ،ع َّز َو َج َّل -أ َْوَ : ِ
ال" :لََق ْد َعج َ فَ َق َ
ِ ِ
اصةٌ} .رواه البخار . ص َ {ويُ ْؤث ُرو َن َعلَى أَنْ ُفس ِه ْم َولَ ْو َكا َن بِ ِه ْم َخ َ َع َّز َو َج َّلَ :
ين َسبَ ُقونَا ِ َّ ِ ِ ِ ِِ وقَ ولُهُِ َّ :
ين َجاءُوا م ْن بَ ْعدُ ْم يَ ُقولُو َن َربَّنَا ا ْغف ْر لَنَا َوإل ْخ َواننَا الذ َ {والذ َ َ َ ْ
يم} { حوف رِ ءر ك َّ
ن ِ
إ ا ن بر وان آم ين ذان وَل تَجعل فِي قُلُوبِنَا ِغَل لِلَّ ِ ِ ِ
َُ َ ٌ ٌ َ َ ََّ ُ َ َ اإليم َ ْ َ ْ ب َ
759
جامع التيسير في تعليقات التفسير
كَ ،و ُِ َي الَّتِي ََل تُطَا ُق ".رواه ال َع ْب ُد اللَّ ِهِ َُ :ذهِ الَّتِي بَلَغَ ْ
ت بِ َ أَ ْعطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ .قَ َ
أحمد وصححه األلباني وقال على شرط الشيخين.
ض َّي الَّ ِذ الرافِ ِ يم ِة :أ َّ ك ِمن َُ ِذهِ ْاْلي ِ اإلمام مالِ
َن َّ َ ِ
ر كَ ْ
ل ا ة َ ْ ٌ ط ِْ َ ُ َ استَ ْن بَ َس َن َما ْ َح ََوَما أ ْ
صافِ ِه بِ َما َم َد َح اللَّهُ بِِه ص ِ ِ ِ ِ الص َحابَةَ لَْيس لَهُ فِي َم ِ
يب ل َع َدِم ات َ ال الْ َف ْيء نَ ٌ َ ب َّ س ُّيَ ُ
ان َوَل تَ ْج َع ْل فِي َُ ُؤََل ِء فِي قَ ولِ ِهم{ :ربَّنَا ا ْغ ِفر لَنَا وإل ْخوانِنَا الَّ ِذين سب ُقونَا بِاإليم ِ
َ َ ََ ْ َ َ ْ ْ َ
ك رء ٌ ِ ِ ِ ِ َِّ ِ
يم} .كما استدل آية الفتح على وف َرح ٌ آمنُوا َربَّنَا إنَّ َ َ ُ ين َ قُلُوبنَا غَل للذ َ
كفرُم.
ال مج ِ ال أَم ِرُِم ولَهم َع َذ ِ { َكمثَ ِل الَّ ِذ ِ ِ
اُ ٌد ا ٍ أَلي ٌم} قَ َ ُ َ ٌ ين م ْن قَ ْبل ِه ْم قَ ِريبًا َذاقُوا َوبَ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َ
ِ
ٍ يَ ْوَم بَ ْد ٍر.ار قُ َريْ ٍا ٍ َك َّف َ
َص َ [يَ ْعني] َك َمثَ ِل َما أ َ
اع. ين ِم ْن قَ ْبلِ ِه ْم} يَ ْعنِي :يَ ُه َ
ود بَنِي قَ ْي نُ َق َ َّ ِ
اسَ { :ك َمثَ ِل الذ َ ال ابْ ُن َعبَّ ٍ َوقَ َ
صلَّى اللَّهُ اع َكا َن رس ُ ِ ود بَنِي قَ ْي نُ َق َ َو َُ َذا الْ َق ْو ُل أَ ْشبَهُ بِ َّ
ول اللَّه َ َُ ا ٍ ،فَِإ َّن يَ ُه َ الص َو ِ
ِ
َج ََل ُُ ْم قَ ْب َل َُ َذا لما نقضوا العهد بعد بدر بقولهم قاتلتم مع قوم َعلَْيه َو َسلَّ َم قَ ْد أ ْ
َل يعرفون القتال فَل تغتروا بنا.
َّاس ن ال ن
َ و شَ خْ ي م ه ن
ْ {ألنْ تم أَ َش ُّد ر ُْبةً فِي ص ُدوِرُِم ِمن اللَّ ِه} َك َقولِ ِه{ :إِذَا فَ ِري ٌق ِ
م
َ ْ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ ََ ُْ
َك َخ ْشيَ ِة اللَّ ِه أ َْو أَ َش َّد َخ ْشيَةً}
سبُ ُه ْم َج ِم ًيعا َوقُلُوبُ ُه ْم َشتَّى} وَل يألف بين القلو ٍ إَل اللهَ ُُ { .و الَّ ِذ {تَ ْح َ
ض َج ِم ًيعا َما ت َما فِي ْاأل َْر ِ ف بَيْ َن قُلُوبِ ِه ْم لَ ْو أَنْ َف ْق َ ينَ .وأَلَّ َ ص ِرهِ وبِالْم ْؤِمنِ ِ
أَيَّ َد َك بنَ ْ َ ُ َ
ف بَ ْي نَ ُه ْم }ت بَ ْي َن قُلُوبِ ِه ْم َولَ ِك َّن اللَّهَ أَلَّ َ أَلَّ ْف َ
761
جامع التيسير في تعليقات التفسير
762
جامع التيسير في تعليقات التفسير
763
جامع التيسير في تعليقات التفسير
764
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ْج ْم ِع بَ ْي َن ْاألَ ْشيَ ِاء ال ُْمتَ نَافِ َرةِ َوال ُْمتَ بَايِنَ ِة {واللَّه قَ ِدير} أَ َ :علَى ما ي َ ِ
شاءُ م َن ال َ َ َ َ ُ ٌ ْ
صبِ ُح ُم ْجتَ ِم َعةً ُمت َِّف َقةً، س َاوةِ ،فَ تُ ْ ِ ِ
ف بَيْ َن الْ ُقلُو ٍ بَ ْع َد ال َْع َد َاوة َوالْ َق َ َوال ُْم ْختَلِ َف ِة ،فَ يُ َؤلِ ُ
ِ َّ ِ ِ
اء
{واذْ ُك ُروا ن ْع َمةَ الله َعلَْي ُك ْم إ ْذ ُك ْن تُ ْم أَ ْع َد ً صا ِرَ : ال تَ َعالَى ُم ْمتَ نًّا َعلَى ْاألَنْ َ َك َما قَ َ
ف بَ ْي َن قُلُوبِ ُك ْم } فَأَلَّ َ
ت ب الْم ْق ِس ِطين} َ .عن أَ ْسماء ُِ -ي بِْن ِ حوُم وتُ ْق ِسطُوا إِلَي ِهم إِ َّن اللَّهَ ي ِ
ََ َ ْ َ ُ ُّ ُ ْ {أَ ْن تَ بَ ُّر ُ ْ َ
ٍ إِ ْذ ت :قَ َدمت أ ُِمي َو ُِ َي ُم ْش ِرَكةٌ فِي َع ْه ِد قُ َريْ ٍ ض َي اللَّهُ َع ْن ُه َما-قَالَ ْ أَبِي ب ْك ٍر ،ر ِ
َ َ
تول اللَّ ِه ،إِ َّن أ ُِمي قَ ِد َم ْ ْت :يَا َر ُس َ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَ ُقل ُ فأتيت النَّبِ َّي َ
ُ اُ ُدوا،َع َ
ك" بخار ومسلم صلِي أ َُّم َ ال" :نَعمِ ، ِ ِ ِ
َوُ َي َراغبَةٌ ،أَفَأَصلُ َها؟ قَ َ َ ْ
ك بِِه ِعلْم فَ ََل تُ ِطعهما وص ِ ِ
اح ْب ُه َما َُْ َ َ ٌ س لَ َ اك َعلَى أَ ْن تُ ْش ِر َك بي َما لَْي َ { َوإِ ْن َج َ
اُ َد َ
الدنْ يَا َم ْع ُروفًا } { َوتُ ْق ِسطُوا إِلَْي ِهم} { َوََل يَ ْج ِرَمنَّ ُك ْم َشنَآ ُن قَ ْوٍم َعلَى أَََّل تَ ْع ِدلُوا فِي ُّ
}
ك ُُ ُم الظَّالِ ُمو َن} { َوَم ْن يَتَ َولَّ ُه ْم ِم ْن ُك ْم فَِإنَّهُ ِم ْن ُه ْم إِ َّن اللَّهَ ََل {وَم ْن يَتَ َولَّ ُه ْم فَأُولَئِ َ
َ
ِِ ِ
يَ ْهد الْ َق ْوَم الظَّالم َ
ين}
{يا أَيُّها الَّ ِذين آمنُوا إِذَا جاء ُكم الْم ْؤِ
ْح
صل ِ وُ َّن} ذكر في ُ ات فَ ْامتَ ِحنُ ُ اجر ٍ
َ
ات م َه ِ
ُ ُ ن
َ م ََ ُ ُ َ َ َ َ
ٍ، صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َوبَ ْي َن ُك َّفا ِر قُ َريْ ٍ الْح َديبِي ِة الَّ ِذ وقَع ب ين رس ِ ِ
ول اللَّه َ َ َ َْ َ َ ُ ُ َْ
ك-إََِّل َر َد ْدتَهُ إِلَْي نَا". َح ٌد َ -وإِ ْن َكا َن َعلَى ِدينِ َ فَ َكا َن فِ ِيه" :علَى أَنَّه ََل يأْتِ َ ِ
يك منَّا أ َ َ ُ َ
صةً لِ ُّ
لسن َِّة. صَ الرَوايَِة تَ ُكو ُن َُ ِذهِ ْاْليَةُ ُم َخ َّفَ َعلَى َُ ِذهِ ِ
765
جامع التيسير في تعليقات التفسير
766
جامع التيسير في تعليقات التفسير
{وَل تُم ِس ُكوا بِ ِعص ِم الْ َكوافِ ِر} فَطَلَّ َق ُعمر بن الْ َخطَّ ِ ِ ٍ
جا ٍ يَ ْوَمئذ ْام َرأَتَ ْي ِن ،تَ َزَّو َ َُ ْ ُ َ َ َ ْ
ص ْف َوا ُن بْ ُن أ َُميَّةَ " بخار . اُ َما ُم َعا ِويَةُ بْ ُن أَبِي ُس ْفيَا َنَ ،و ْاألُ ْخ َرى َ إِ ْح َد ُ
ات َحتَّى يُ ْؤِم َّن } { وََل تَ ْن ِكحوا الْم ْش ِرَك ِ
ُ ُ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ،فَ َق َرأَ (َ )5علَْي نَا: ت :باي ْعنَا رس َ ِ ِ
ول اللَّه َ َع ْن أُِم َعطيَّةَ قَالَ ْ َ َ َ ُ
{أَ ْن ََل يُ ْش ِرْك َن بِاللَّ ِه َش ْي ئًا} َونَ َهانَا َع ِن النِيَا َح ِة "..بخار
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فِي الُ :كنَّا ِع ْن َد رس ِ ِ الص ِام ِ
ول اللَّه َ َُ ت قَ َ اد َة بْ ِن َّ َع ْن ُعبَ َ
ال" :تُبَايِ ُعونِي َعلَى أَََّل تُ ْش ِرُكوا بِاللَّ ِه َش ْي ئًاَ ،وََل تَ ْس ِرقُواَ ،وََل تَ ْزنُواَ ،وََل س فَ َق َ َم ْجلِ ٍ
ت علَى النِس ِ
ات} فَ َم ْن اء َك ال ُْم ْؤِمنَ ُ ََ ج اذ
َ ِ
إ{ اء َ تَ ْقتُ لُوا أ َْوََل َد ُك ْم -قَ َرأَ ْاْليَةَ الَّتِي أ ُِخ َذ ْ َ
ك َشي ئًا فَ عوقِ ِِ وفَّى ِم ْن ُكم فَأَجرهُ َعلَى اللَّ ِه ،ومن أَص ِ ِ
ب به ،فَ ُه َو َك َّف َ
ارةٌ ا ٍ م ْن ذَل َ ْ ُ َ ََ ْ َ َ ْ ُْ َ
اء غَ َف َر لَهُ، ش
َ ن
ْ ِ
إ ، ك َشي ئًا فَستَ رهُ اللَّهُ َعلَي ِه ،فَ هو إِلَى اللَّ ِ
ه َ لَه ،ومن أَصا ٍ ِمن ذَلِ
َ َ ُ ْ ََ ْ ُ ََ ْ َ َ ْ
اء َع َّذبَهُ" .بخار ومسلم. َوإِ ْن َش َ
"َل َواللَّ ِه َما ِ ت ُِ ْن ٌد :يا رس َ ِ "وََل ي ْزنِ
الَ : ول اللَّهَ ،و َُ ْل تَ ْزني ال ُ
ْح َّرةُ؟ قَ َ َ َُ ين" ،فَ َقالَ ْ َ َ َ
ارا... صغَارا فَ َقتَ لْتُم ُ ِ ت :ربَّ ْي نَ ُ ِ ِ
وُ ْم كبَ ً ُ اُ ْم ً َلد ُُ َّن} قَالَ ْ َ ْن أ َْو َ
{وَل يَ ْقتُ ل َْح َّرةُ" َ تَ ْزني ال ُ
ول اللَّ ِه ،إِ َّن أَبَا ُس ْفيَا َن َر ُج ٌل َش ِحيح ََل يُ ْع ِطينِي ِم َن ت :يَا َر ُس َ ْن} قَالَ ْ { َوَل يَ ْس ِرق َ
ت ِم ْن َمالِ ِه بِغَْي ِر ِعل ِْم ِه؟ َخ ْذ ُاح إِ ْن أ َ النَّ َف َق ِة َما يَ ْك ِفينِي َويَ ْك ِفي بَنِ َّي ،فَ َه ْل َّ
علي ُجنَ ٌ
وف ما ي ْك ِف ِ ِ ول اللَّ ِه صلَّى اللَّه َعلَي ِه وسلَّمِ ِ ِ ِ ُ :
يك "خذ م ْن َماله بِال َْم ْع ُر َ َ ُ ْ ََ َ َ ال َر ُس ُ فَ َق َ
يك" .أَ ْخ َر َجاهُ فِي الصحيحين وي ْك ِفي بنِ ِ
ََ َ
" قلنا يا رسول
767
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الله أَل تصافحنا؟ " " إني َل أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي َلمرأة
واحدة " .صححه األلباني.
ول اللَّ ِه ال َر ُس ُ فآذوه بشخصيته كما مر في سورة األحزا ٍ وبالرسالة كما ُنا .قَ َ
الس ََل ُمَ ،كا َن َر ُج ًَل َحيِيا ِستِيراََ ،ل يُ َرى وسىَ ،علَْي ِه َّ ِ
صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم" :إِ َّن ُم َ َ
َّر ت س َت ي ا م ا:و ل
ُ ا ق
َ ف
َ ، يل استِ ْحياء ِم ْنهُ ،فَآذَاهُ من آذَاهُ ِمن بنِي إِ ْسرائِ ْ يء ش
َ ِمن ِجل ِ
ْدهِ
َ َ َُ َ َ َْ َْ ًَ ْ
ُ َذا التَّستُّر إََِّل ِمن َعي ٍ ِ ِ ِ
ص َوإِ َّما أ ْد َرة َوإِ َّما آفَةٌَ ،وإِ َّن اللَّهََ ،ع َّز ب بِجلْده ،إِ َّما بَ َر ٌ ْ ْ ََ َ
وسى َعلَْي ِه َّ ِ ِ
الس ََل ُم ،فَ َخ ََل يَ ْوًما َو ْح َدهُ ،فَ َخلَ َع ثِيَابَهُ اد أَ ْن يُبرئَه م َّما قَالُوا ل ُم َ َو َج َّل ،أ ََر َ
ِ ِِ
ْح َج َر َع َدا غ أَقْبَ َل إِلَى ثيَابِه ليَأْ ُخ َذ َُاَ ،وإِ َّن ال َ فلما فَ َر َ
س َلَّ ، َعلَى َح َج ٍر ،ثُ َّم ا ْغتَ َ
ول :ثُوبِي َح َجر ،ثُوبِي َح َجر، ْح َج َر ،فَ َج َع َل يَ ُق ُ بِثَ وبِِ
ب ال َ َ َلط
َ وَ اه
ُ ص
َ ع
َ ى وس
َ م
ُ ذ
َ َخ
َ أف
َ ، ه ْ
س َن َما َخلَ َق اللَّهَُ ،ع َّز ِ ٍِ ِ ِ ِ
َح َيل ،فَ َرأ َْوهُ ُعريانا أ ْ َحتَّى انْ تَ َهى إلَى َم ََل م ْن بَني إ ْس َرائ َ
وج َّل ،وأَب رأَهُ ِ
ض ْربًا ْح َج ِر َ فق بِال َ سهُ ،وطَ َ َ
َخ َذ ثوبَه فَ لَبِ َ أف
َ ، ر
ُ جَ ْح
َ لا ام
َ َقوَ ، ن
َ ول
ُ و ق
ُ ي
َ ا مَّ م َ َ َ َْ
ال: سا -قَ َ م خ
َ َوأ ا ع بَرأ َو أ ا ث
ً َلَ ث
َ ضربِِ
ه َ ِ
ر ث
َ َ
أ ن مبِعصاهُ ،فَ واللَّ ِه إِ َّن بِالْحج ِر لَنَدبا ِ
ْ َْ ً ْ ْ ً ْ ََ ً ْ َ َ َ
وسى فَ بَ َّرأَهُ اللَّهُ ين آ َذ ْوا ُم َ
َّ ِ
آمنُوا ََل تَ ُكونُوا َكالذ َ ين َ
َّ ِ
ك قَ ْولُهُ تَ َعالَى{ :يَا أَيُّ َها الذ َ فَ َذلِ َ
ِم َّما قَالُوا َوَكا َن ِع ْن َد اللَّ ِه َو ِج ًيها} .بخار .
ِ ِ ِ { وُمبَ ِشرا بِر ُس ٍ
َس َماءٌ :أَنَا ُم َح َّم ٌدَ ،وأَنَا َح َم ُد} "إِ َّن لي أ ْ اس ُمهُ أ ْول يَأْتِي م ْن بَ ْعد ْ َ ً َ
اش ُر الَّ ِذ يُ ْح َ احي الَّ ِذ يمحو اللَّه بِِه الْ ُك ْفر ،وأَنَا الْح ِ أَحم ُد ،وأَنَا الْم ِ
ش ُر النَّ ُ
اس َ َ َ َ ُ ُ َْ َ َ
ب".بخار ولمسلم نحوه َعلَى قَ َد ِمي ،وأَنَا الْعاقِ
َ َ ُ
يم ،وبُ ْش َرى الِ ِ ِ َ : ول اللَّ ِه ،أَ ْخبِ ْرنَا َع ْن نَ ْف ِس َ
"د ْع َوةُ أَبي إبْ َراُ َ ك .قَ َ قَالُوا :يَا َر ُس َ
ص َرى ت بِي َكأَنَّه َخرج ِ َت أ ُِمي ِ ِ
ور بُ ْ ُ ص
ُ ق
ُ ه
ُ ل
َ تْ اء
َ َض
َ أ ور
ٌ ُن اهَ ن
ْ م ََ ُ ْ ل
َ م ح
َ
َ َ ين ح ْ أ
ر و
َ ََ ى، يس ع
الش ِام" الحاكم في المستدرك. ض َّ ِم ْن أ َْر ِ
769
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ال - يما ُن ِع ْن َد الث َُّريَّا لَنَالَهُ ِر َج ٌ ال" :لَ ْو َكا َن ِْ
اإل َ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يَ َدهُ َعلَى َسل َْما َن ثُ َّم قَ َ
أ َْوَ :ر ُج ٌلِ -م ْن َُ ُؤََل ِء".بخار ومسلم
ِ َّ ِ
ارا} وفي وُا َك َمثَ ِل الْح َما ِر يَ ْح ِم ُل أ ْ
َس َف ً َّوَراةَ ثُ َّم لَ ْم يَ ْح ِملُ َ ِ
ين ُحملُوا الت ْ{مثَ ُل الذ َ َ
األعراف {كمثل الكلب} وُكذا كل من لم يفعل ما كلف عليهَ .ع ْن ابْ ِن َعبَّ ٍ
اس
ام ْج ُم َع ِة َو ِْ
اإل َم ُ "م ْن تَ َكلَّ َم يَ ْوَم ال ُ
ِ
صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َمَ :
ال رس ُ ِ
ول اللَّه َ ال :قَ َ َ ُ قَ َ
ول لَهُ "أنصت" ،ليس له اراَ ،والَّ ِذ يَ ُق ُ
َس َف ً
ِ
ب ،فَ ُه َو َك َمثَ ِل الْح َما ِر يَ ْح ِم ُل أ ْ يَ ْخطُ ُ
جمعة" المسند
ادوا إِ ْن َز َع ْمتُ ْم أَنَّ ُك ْم أ َْولِيَاءُ لِلَّ ِه ِم ْن ُدو ِن الن ِ
َّاس} مثل قولهم { ين َُ ُ َّ ِ
{قُ ْل يَا أَيُّ َها الذ َ
نحن أبناء الله وأحباه ،لن تمسنا النار ،لن يدخل الجنة إَل من كان ُودا أو
نصارى} ،
ين} { ولتجدنهم احرص الناس على حياة ،قل ت إِ ْن ُك ْن تُم ِ ِ
صادق َْ َ َّوا ال َْم ْو َ
{ فَ تَ َمن ُ
إن كانت لكم الدار اْلخرة خالصة" }..ولو أن اليهود تمنوا الموت؛ لماتوا ورأوا
مقاعدُم في النار" .صحيح على شرط الشيخين:األلباني .قال ابن كثير" :
ال ِمن أَنْ ُف ِس ِهم أَو ُخص ِ
اُلَةُت ُمبَ َ وم ِه ْمَ ،ك َما تَ َق َّد َم ْ ْ ْ ُ الض ِ ْ ال ُْم َراد أَ ْن يَ ْد ُعوا َعلَى َّ
َح ُد ُك ُم النَّصارى فِي ِ ِ
آل ع ْم َرا َن ".ألن تمني الموت منهي عنهَ« .لَ يَتَ َمنَّى أ َ ََ
ب» بخار ولمسلم ِ َّ ت إِ َّما مح ِسنًا فَ لَعلَّه ي ْز َد ُ ِ ِ
ادَ ،وإ َّما ُمسيئًا فَ لَ َعلهُ يَ ْستَ ْعت ُ َ َُ الم ْو َ ُ ْ َ
َح ُد ُك ُم أ ات م ا ذ ِ
إ ه َّ
ن ِ
إ ، هيع بِِه ِمن قَ ْب ِل أَ ْن يأْتِ
َ َ َ َ ُ ُ ََ تَ ،وََل يَ ْد ُ ْ َح ُد ُك ُم ال َْم ْو َ« ََل يَتَ َمنَّى أ َ
انْ َقطَ َع َع َملُهَُ ،وإِنَّهُ ََل يَ ِزي ُد ال ُْم ْؤِم َن ُع ْم ُرهُ إََِّل َخ ْي ًرا»
771
جامع التيسير في تعليقات التفسير
تَلقي ُك ْم } {أَيْ نَ َما تَ ُكونُوا يُ ْد ِرُك ُك ُم ال َْم ْو ُ ت الَّ ِذ تَِف ُّرو َن ِم ْنهُ فَِإنَّهُ م ِ {قُ ْل إِ َّن ال َْم ْو َ
ُ
شيَّ َدةٍ}
وج ُم ََولَ ْو ُك ْن تُ ْم فِي بُ ُر ٍ
اس َع ْوا إِلَى ِذ ْك ِر اللَّ ِه لصَلةِ ِمن ي وِم ال ِ ود لِ ِ ِ َّ ِ
ْج ُم َعة فَ ْ ْ َْ ُ َّ آمنُوا إذَا نُ َ ين َ {يَا أَيُّ َها الذ َ
ول الله صلى الله عليه َن َر ُس َ ضي اللَّهُ َع ْنهُ ،أ َّ و َذروا الْب ْيع } و َعن أَبِي ُُريرة ،ر ِ
َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ
وسلم قال" :م ِن ا ْغتَسل ي وم الْجمع ِة غُسل الْجنَاب ِ
ٍ بَ َدنَةً، اح فَ َكأَنَّ َما قَ َّر َ
ََ ر مَّ ث
ُ ، ةَ َ َ َ َ َْ َ ُ ُ َ َ
اع ِة الثَّالِثَِة
الس َاح فِي َّ ٍ بَ َق َرًةَ ،وَم ْن َر َ
الس َ ِ ِ ِ
اعة الثَّانيَة فَ َكأَنَّ َما قَ َّر َ اح فِي َّ َوَم ْن َر َ
اع ِة َّ ِ اح فِي َّ
اجةًَ ،وَم ْن ٍ َد َج َ الرابِ َعة فَ َكأَنَّ َما قَ َّر َ الس َ شا أَق َْر َنَ ،وَم ْن َر َ ٍ َك ْب ًفَ َكأَنَّ َما قَ َّر َ
ت ال َْم ََلئِ َكةُ ضر ِ اع ِة الْ َخ ِام ِ اح فِي َّ
ام َح َ َ ج ِْ
اإل َم ُ ضةً ،فَِإ َذا َخ َر َ ٍ بَ ْي َسة فَ َكأَنَّ َما قَ َّر َ َ الس َ َر َ
ج ِم ْن َها. ِِ
ْجنَّةََ ،وفيه أُ ْخ ِر َ
الذ ْكر" أَ ْخرجاهُ .وفِ ِيه ُخلِ َق َ ِ ِ ِ
آد ُمَ ،وفيه أُ ْدخ َل ال َ
ِ
يَ ْستَم ُعو َن َ َ َ
ِ
َل اللَّ َه فِ َيها َخ ْي ًرا إََِّل اعةٌ ََل يُ َوافِ ُق َها َع ْب ٌد ُم ْؤِم ٌن يَ ْسأ ُ اعةَُ .وفِ ِيه َس َ الس َوم َّ ِِ
َوفيه تَ ُق ُ
َن ْاأل َُم َم قَ ْب لَنَا أ ُِم ُروا بِِه ت أ َّ احَ .وثَبَ َ اد ُ ِ
يث الص َح ُ
ك ْاألَح ِ
ت بِ َذل َ َ
أَ ْعطَاهُ إِيَّاهُ َكما ثَب ت ْ ِ
َ ََ
ار اللَّهُ ت وا ْختَار النَّصارى يوم ْاألَح ِ ود ي وم َّ ِ
الس ْب َ َ َ َ َ َ َ َ
َت خْ او د ار الْيَ ُه ُ َ ْ َ ضلوا َع ْنهَُ ،وا ْختَ َ فَ َ
ث ُج َم ٍع تَ َه ُاونًا بِ َها ،طَبَ َع اللَّهُ َعلَى قَ لْبِ ِه» أبو ْج ُم َع ِةَ « .م ْن تَ َر َك ثَََل َ ِ ِِ ِ
ل َهذه ْاأل َُّمة ال ُ
داود [حكم األلباني] :حسن صحيح
اد بِ َه َذا النِ َد ِاء ُُ َو النِ َداءُ الثَّانِي الَّ ِذ َكا َن يُ ْف َع ُل بَ ْي َن لصَلةِ} ال ُْم َر ُ ود َ لِ َّ {إِذَا نُ ِ
س َعلَى ال ِْم ْن بَ ِر ،فَِإنَّهُ َكا َن ِ ي َد رس ِ ِ
ج فَ َجلَ َ صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم إِ َذا َخ َر َ ول اللَّه َ َ ْ َُ
ادهُ أ َِمي ِر
اد ،فَأ ََّما النِ َداءُ ْاأل ََّو ُل الَّ ِذ َز َ حينَئِ ٍذ يُ َؤذَّ ُن بَ ْي َن يَ َديْ ِه ،فَ َه َذا ُُ َو الْ ُم َر ُ
ِ
َّاس ...يُ َؤذَّ ُن ض َي اللَّهُ َع ْنهُ ،فَِإنَّ َما َكا َن َُ َذا لِ َكثْ َرةِ الن ِ الْم ْؤِمنِين ُعثْما َن بْ ِن َع َّفا َن ،ر ِ
َ ُ َ َ
ٍ ال َْم ْس ِج ِد. ت أ َْرفَ َع َدا ٍر بِال َْم ِدينَ ِة ،بُِق ْر ِ الزْوَر ِاءَ ،وَكانَ ْ س َّمى بِ َّ بِِه َعلَى َّ َِّ
الدا ِر التي تُ َ
772
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وتركه علي حين خَلفته في الكوفة وكرُه الشافعي في األم .خَلصة :يشرع عند
ض َي اللَّهُ َع ْن ُه ْم َعلَى تَ ْح ِر ِيم الْبَ ْي ِع بَ ْع َد الحاجة وَل بأس به .و اتَّ َف َق الْعلَماء ر ِ
َُ َُ َ
النِ َد ِاء الثَّانِي وَل يصح وما حصل منه فهو حرام.
ب، ول اللَّ ِه َ َّ َّ ِ َّ عير ال َْم ِدينَةََ ،وَر ُس ُ َع ْن َجابِ ٍر قَ َ
صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َم يَ ْخطُ ُ دمت ٌ ال :قَ َ
ضوا ارةً أ َْو لَ ْه ًوا انْ َف ُّ ج ت{ :وإِذَا رأَوا تِ ْ ل
َز ن
َ ف
َ َل
ً ج ر رشَ ع
َ ا ن
َ اث
ْ ي فَ َخرج النَّاس وب ِ
ق
َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ََ َ
يح ْي ِن .واستدله مالك وليس نصا .وقال السيوطي من إِلَي ها} أَ ْخرجاهُ فِي َّ ِ
الصح َ ََ َْ
أئمة الشافعية :ما صح في عدد المشروط ليوم الجمعة شي" معنى.
ثاورونا فِي ال :قَ ْد ُ صا ِر ِع ْن َد َع ْب ِد اللَّ ِه بْ ِن أُبَ ٍي-فَ لَ َّما َس ِم َع َها قَ َ ِ
أ َْرقَ َم َونَ َف ٌر م َن ْاألَنْ َ
ٍ َُ ِذهِ إََِّل َكما قَ َ ِ يب قُ َريْ ٍ ِ َّ ِ ِ ِ
ك"سمن َك ْلبَ َ ال الْ َقائ ُلَ : َ ب ََلدنَاَ .والله َما مثلُنا َو َج ََلب ُ
َع ُّز ِم ْن َها ْاألَذَ َّل .ثُ َّم أَقْبَ ُل َعلَى ْك"َ .واللَّ ِه لَئِ ْن َر َج ْعنَا إِلَى ال َْم ِدينَ ِة لَيُ ْخ ِر َج َّن ْاأل َ يَأْ ُكل َ
وُ ْم بََِل َد ُك ْم،
َحلَلْتُ ُم ُ ِ
صنَ ْعتُ ْم بِأَنْ ُفس ُك ْم ،أ ْ الَ َُ :ذا َما َ َم ْن ِع ْن َدهُ ِم ْن قَ ْوِم ِه َوقَ َ
وُ ْم أ َْم َوالَ ُك ْم ،أ ََما َواللَّ ِه لَ ْو َك َف ْفتُ ْم َع ْن ُه ْم لَتَ َح َّولُوا َع ْن ُك ْم فِي بََِل ِد ُك ْم إِلَى اس ْمتُ ُم ُ
َوقَ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم غَي ِرَُا .فَس ِمعها َزي ُد ابن أَرقَم ،فَ َذ َُب بِها إِلَى رس ِ ِ
ول اللَّه َ َُ َ َ َْ َ ََ ْ ْ
ض َي اللَّهُ َع ْنهُ-فَأَ ْخبَ َرهُ الْ َخبَ َر ،فَ َق َ ا ٍ ر ِ ِ
ال عُ َم ُر َو ُُ َو غُلَي ٌم َ -وع ْن َدهُ عُ َم ُر بْ ُن الْ َخطَّ ِ َ
صلَّى ضي اللَّهُ َع ْنهُ :يا رس َ ِ ِ
ال َ ٍ ُعنُ َقهُ .فَ َق َ ض ِر ْ بشر ( )2فَ لْيَ ْ ول اللَّه ُم ْر َعباد بْ َن ْ َ َُ َر َ
َص َحابَهُ؟ َن ُم َح َّم ًدا يَ ْقتُ ُل أ ْ َّاس -يَا ُع َم ُر-أ َّ ث الن ُ ف إِذَا تَ َح َّد َ اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم" :فَ َك ْي َ
الرِحي ِل". اد يَا ُع َم ُر فِي َّ ََل ولَ ِكن نَ ِ
َ ْ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ،أَتَاهُ ك قَ ْد ب لَ َغ َ ِ فَ لَ َّما ب لَ َغ َعب َد اللَّ ِه بن أُب ٍي أ َّ ِ
رسول اللَّه َ َن َذل َ َ َْ َ َ ْ
ال َعلَْي ِه َزيْ ُد بْ ُن أ َْرقَ َم َ -وَكا َن ِع ْن َد قَ ْوِم ِه ال َما قَ َ ف بِاللَّ ِه َما قَ َ فَا ْعتَ َذ َر إِلَْي ِهَ ،و َحلَ َ
ال
ت َما قَ َ سى أَ ْن يَ ُكو َن َُ َذا الْغُ ََل ُم أ َْو َُ َم َولَ ْم يُثْبِ ْ ان-فَ َقالُوا :يا رس َ َّ ِ بِم َك ٍ
ول اللهَ ،ع َ َ َُ َ
الر ُج ُل.
َّ
ِ اع ٍة َكا َن ََل ي ر ِ هجرا فِي َس َ ول اللَّ ِه َ َّ َّ ِ َّ
وح ف َيها ،فَ لَقيَهُ َُ ُ صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َم ُم ً اح َر ُس َُوَر َ
اع ٍة
حت فِي َس َ الَ :واللَّ ِه لََق ْد ُر َ سلَّ َم َعلَْي ِه بِتَ ِحيَّ ِة النُّبُ َّوةِ ،ثُ َّم قَ َ
ض ْي ِر فَ َ
ْح َُس ْي ُد بْ ُن ال ُ
أَ
ك صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم" :أما بَلَغَ َ ال رس ُ ِ
ول اللَّه َ وح ف َيها .فَ َق َ َ ُ
ت تَر ِ
ُمن َك َرة َما ُك ْن َ ُ ُ
َع ُّز ِم ْن َها
ج ْاأل َ ِ ِ
ك ابْ ُن أُبَ ٍي؟َ .ز َع َم أَنَّهُ إِ َذا قَد َم ال َْمدينَةَ َسيُ ْخ ِر ُ
ال ص ِ
احبُ َ (َ )3ما قَ َ َ
ول اللَّ ِه ال :يَا َر ُس َ يل .ثُ َّم قَ َ الذلِ
ول اللَّ ِه-العز ُيز َو ُُ َو َّ ت -يَا َر ُس َ ال :فَأَنْ َ ْاألَذَ َّل" .قَ َ
ُ
774
جامع التيسير في تعليقات التفسير
رز لِنُ تَ وجه ،فَِإنَّهُ لَيَ َرى ( )4أَ ْن ك َوإِنَّا لَنَ ْن ِظ ُم لَهُ ال َخ َ اء اللَّهُ بِ َ ِِ َّ ِ
ْارفُ ْق به فَ َوالله لََق ْد َج َ
قَ ِد استلبتَه ُم ْل ًكا.
َصبَ ُحوا، س ْوا ،لَْي لَتَهُ َحتَّى أ ْ َّاس َحتَّى أ َْم َصلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم بِالن ِ فَسار رس ُ ِ
ول اللَّه َ َ َ َُ
َّاس لِي ْشغَلَ ُهم َع َّما َكا َن ِمن الْح ِد ِ
يث، َ َ ْ الض َحى .ثُ َّم نَ َز َل بِالن ِ َ در يَ ْوَمهُ َحتَّى ا ْشتَ َّد ُّ وص ََ
ت سورةُ الْمنَافِ ِ َّاس أَ ْن َو َج ُدوا َمس ْاأل َْر ِ
ين ()5 ض فَ نَ ُامواَ ،ونَ َزلَ ْ ُ َ ُ َ
ق فَ لَ ْم يَأْ َم ِن الن ُ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فِي غَ َزاة ولُ :كنَّا مع رس ِ ِ
ول اللَّه َ ََ َُ َجابَِر بْ َن َع ْب ِد اللَّ ِه يَ ُق ُ
صا ِرَ .وقَ َ ِ ِ ِ
ال صا ِر ُّ :يَالَ َْلَنْ َال ْاألَنْ َ صا ِر ،فَ َق َ ين َر ُج ًَل م َن ْاألَنْ َ رجل م َن ال ُْم َهاج ِر َ س َع ٌ ف َك َ
ِ ال رس ُ ِ ِ ِ
ال"ما بَ ُصلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َمَ : ول اللَّه َ ين .فَ َق َ َ ُ ال ُْم َهاج ِر ُّ :يَا لَل ُْم َهاج ِر َ
ال َع ْب ُد اللَّ ِه بْ ُن أُبَ ِي بْ ِن َسلُ َ َد ْعوى ال ِ ِ
ول َ -وقَ ْد وُا فَِإنَّ َها ُم ْنتِنَةٌ"َ .وقَ َ ْجاُليَّ ِة؟ َد ُع َ َ َ
فعلوُا :-والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن األعز منها األذل .قال َجابٌِر:
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه اج ِرين ِحين قَ ِدم رس ُ ِ ِ ِ ِ ِ
ول اللَّه َ ار بِال َْمدينَة أَ ْكثَ َر م َن ال ُْم َه َ َ َ َ ُ صُ َوَكا َن ْاألَنْ َ
ٍ عُنُ َق َُ َذا ال ُْمنَافِ ِق. ض ِر ْال ُع َم ُرَ :د ْعنِي أَ ْ ك ،فَ َق َ اج ُرو َن بَ ْع َد ذَلِ َ وسلَّم ثُ َّم َكثُر الْم َه ِ
َ ُ ََ َ
َّاس أ َّ
َن ُم َح َّم ًدا يَ ْقتُ ُل ث الن ُ "د ْعهُ؛ ََل يَتَ َح َّد ُ صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َمَ : ال النَّبِ ُّي َ فَ َق َ
ت َع ْب َد اللَّ ِه س ِم ْع ُ ف ، ت مع َع ِمي فِي غَزاةٍ ج ر خ : ال ق - م ق َرأ ِ
ن ب دَصحابهُ" َعن َزي ِ
َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ْ أ ََْ ْ ْ
ول اللَّ ِهَ ،ولَئِ ْن َر َج ْعنَا َص َحابِِهََ :ل تُ ْن ِف ُقوا َعلَى َم ْن ِع ْن ِد ر ُس ِ ول ي ُق ُ ِ
ول أل ْ بْ َن أُبَ ِي بْ ِن َسلُ ٍ َ
َ
ولك لِ َع ِمي فَ َذ َكرهُ َع ِمي لِر ُس ِ
َ َ ت ذَلِ َ َع ُّز ِم ْن َها ْاألَذَ َّل .فَ َذ َك ْر ُ
إِلَى ال َْم ِدينَ ِة لَيُ ْخ ِر َج َّن ْاأل َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَ َح َّدثْ تُهُ اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَي ِه وسلَّم فَأَرسل إِلَ َّي رس ُ ِ
ول اللَّه َ ْ َ َ َ َْ َ َُ َ
َص َحابِِه فَ َحلَ ُفوا َما قَالُوا :ف َكذبني َر ُس ُ
ول ول َوأ ْ فَأ َْر َسل إِلَى َع ْب ِد اللَّ ِه بْ ِن أُبَ ِي بْ ِن َسلُ ٍ
َ
تطَ ،و َجلَ ْس ُ ص ْبنِي ِمثْ لُهُ قَ ُّاللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم وص َّدقه ،فَأَصابنِي َُم لَم ي ِ
ََ ٌ ُْ ََ َ َ َ
775
جامع التيسير في تعليقات التفسير
776
جامع التيسير في تعليقات التفسير
{قُ ْل بَلَى َوَربِي لَتُ ْب َعثُ َّن ثُ َّم لَتُ نَ بَّ ُؤ َّن بِ َما َع ِملْتُ ْم}
777
جامع التيسير في تعليقات التفسير
778
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اء إََِّل َكا َن َخ ْي ًرا ضي اللَّهُ لَهُ قَ َ "عجبا لِلْم ْؤِم ِنََ ،ل ي ْق ِ ِ وفِي ال ِ ِ
ضً َ ْحديث ال ُْمتَّ َف ِق َعلَْيهُ ً َ َ : َ َ
صبَ َر فَ َكا َن َخ ْي ًرا لَهَُ ،وإِ ْن أ َ
َصابَ ْتهُ َس َّراء َش َك َر فَ َكا َن َخ ْي ًرا لَهُ، ض َّراء َ لَهُ ،إِ ْن أ َ
َصابَ ْتهُ َ
َح ٍد إََِّل لِل ُْم ْؤِم ِن" ولَيس َذلِ َ ِ
ك أل َ َْ َ
قوله {اللَّهُ ََل إِلَ َه إَِل ُُ َو َو َعلَى اللَّ ِه فَ لْيَ تَ َوَّك ِل ال ُْم ْؤِمنُو َن} كقوله {إِيَّ َ
اك نَ ْعبُ ُد
ين } . وإِيَّ َ ِ
اك نَ ْستَع ُ َ
آمنُوا إِ َّن ِم ْن ين ََ
اس -وسأَلَهُ رجل َعن َُ ِذهِ ْاْلي ِة{ :يا أَيُّها الَّ ِ
ذ َ َ َ َ ،ع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ َ َ َ ُ ٌ ْ
َسلَ ُموا ِم ْن أُل ال أ ْ ال :فَ َه ُؤََل ِء ِر َج ٌ وُ ْم} -قَ َ اح َذ ُر ُ ِ
اج ُك ْم َوأ َْوَلد ُك ْم َع ُد ًّوا لَ ُك ْم فَ ْ أَ ْزو ِ
َ
ِ ادوا أَ ْن يأْتُوا رس ُ ِ
صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم ،فَأَبَى أَ ْزَو ُ
اج ُه ْم َوأ َْوََل ُد ُُ ْم ول اللَّه َ َ َُ َم َّكةَ ،فَأ ََر ُ
الناس قَ ْد فَ ِق ُهوا فِي ول اللَّ ِه َ َّ َّ ِ َّ
صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َم َرأ َُوا َ أَ ْن يَ َدعوُم ،فَ لَ َّما أَتَ ْوا َر ُس َ
ص َف ُحوا وُ ْم ،فَأَنْ َز َل اللَّهُ َُ ِذهِ ْاْليَةََ { :وإِ ْن تَ ْع ُفوا َوتَ ْ الدي ِن ،فَ َه ُّموا أَ ْن يُ َعاقِبُ ُ ِ
يح. ال حسن ِ ِ ِِ وتَ ْغ ِفروا فَِإ َّن اللَّه غَ ُفور رِ
صح ٌ يم } َرَواهُ الت ْرمذ ُّ َوقَ َ َ َ ٌ َ ح
َ ٌَ ٌ َ ُ
َّ ِ ِ ِ ِ
آمنُوا
ين َ يم} {يَا أَيُّ َها الذ َ َج ٌر َعظ ٌ َوقَ ْولُهُ{ :إِنَّ َما أ َْم َوالُ ُك ْم َوأ َْوَل ُد ُك ْم ف ْت نَةٌ َواللَّهُ ع ْن َدهُ أ ْ
ك ُُ ُم ك فَأُولَئِ َََل تُلْ ِه ُك ْم أ َْم َوالُ ُك ْم َوَل أ َْوَل ُد ُك ْم َع ْن ِذ ْك ِر اللَّ ِه َوَم ْن يَ ْف َع ْل ذَلِ َ
اس ُرو َن } الْ َخ ِ
ض َي ول اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم ي ْخطُب ،فَجاء الْحسن والْحسيْن ،ر ِ َكا َن َر ُس ُ
ََ ََ ُ َ َ َ َُ َ ُ َ ُ َ َ
صلَّى ان ،فَ نَ ز َل رس ُ ِ ان وي ْعثُر ِ ان أ ْ ِ ِ ِ اللَّهُ َع ْن ُهماَ ،علَْي ِهما قَ ِميص ِ
ول اللَّه َ َ َُ َح َم َران يَ ْمشيَ َ َ َ َ َ َ
ص َد َق اللَّهُ الَ " : اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ِم َن ال ِْمنْ بَ ِر فَ َح َملَ ُه َما فَ َو َ
ض َع ُه َما بَ ْي َن يَ َديْ ِه ،ثُ َّم قَ َ
779
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ان وي ْعثُر ِ ِ ِ ت إِلَى َُ َذيْ ِن َّ ِ َوَر ُسولُهُ ،إِنَّ َما أ َْم َوالُ ُك ْم َوأ َْوََل ُد ُك ْم فِ ْت نَةٌ ،نَظَْر ُ
انالصبيَّ ْي ِن يَ ْمشيَ َ َ َ
السنَ ِن ِم ْنت حديثي ورفعتهما".رواه اإلمام احمد َو أَ ُْ ُل ُّ َصبِ ْر َحتَّى قَطَ ْع ُ فَ لَ ْم أ ْ
ِ ال التِرِم ِ ٍِ ِ ِ
يب، ر غ
َ
َ ٌَ ٌ ن س ح : ُّ ذ سين بْ ِن َواقدَ ،وقَ َ ْ َحديث ُح َ
ض َّم ُه َماصلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَ َ ان إِلَى رس ِ ِ
ول اللَّه َ َُ
جاء الْحسن والْحسيْن يستَبِ َق ِ
َ َ َ َُ َ ُ َ َُْ
يح َعلَى َش ْر ِط صح ٌ
يث ِ ِ
ال« :إِ َّن ال َْولَ َد َم ْب َخلَةٌ َم ْجبَ نَةٌ َم ْح َزنَةٌ» َُ َذا َحد ٌ َ إِلَْي ِه ثُ َّم قَ َ
س ْي نًا
َخ َذ ُح َ صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أ َ َن النَّبِ َّي َ ُم ْسلِ ٍم َولَ ْم يُ َخ ِر َجاهُ " المستدرك .أ َّ
ال« :إِ َّن ال َْولَ َد َم ْب َخلَةٌ َم ْجبَ نَةٌ َم ْج َهلَةٌ َم ْح َزنَةٌ»
فَ َقبَّ لَهُ ،ثُ َّم أَقْبَ َل َعلَْي ِه ْم ،فَ َق َ
المستدرك.
آمنُوا اتَّ ُقوا اللَّهَ َح َّق تُ َقاتِِهين َ
َّ ِ
استَطَ ْعتُ ْم} تخصيص { يَا أَيُّ َها الذ َ {فَاتَّ ُقوا اللَّهَ َما ْ
َوَل تَ ُموتُ َّن إَِل َوأَنْ تُ ْم ُم ْسلِ ُمو َن}
ت فِي استَطَ ْعتُ ْم } أَ ْ ُ :ج ْه َد ُك ْم َوطَاقَ تَ ُك ْمَ .ك َما ثَبَ َ َوقَ ْولُهُ تَ َعالَى{ :فَاتَّ ُقوا اللهَ َما ْ
صلَّى الله عليه ِ الص ِحيح ْي ِن َعن أَبِي ُُريْ رةَ ،ر ِ
ال َر ُسو ُل اللَّه َ ال :قَ َ ض َي اللَّهُ َع ْنهُ ،قَ َ ََ َ ْ َّ َ
اجتَنِبُوهُ" ِ
وسلم" :إذا أ ََم ْرتُ ُك ْم بِأ َْم ٍر فَائْ تُوا م ْنهُ َما ْ
استَطَ ْعتُ ْمَ ،وَما نَ َه ْي تُ ُك ْم َع ْنهُ فَ ْ
القرض يكون حسنا بثَلثة شروط :1أن يكون المال حَلَل :2إخَلص النية :3
إنفاقه قي مرضات الله" .صدقة السر تطفئ غضب الر ٍ" سؤال.
عمر
ض ،فَ َذ َك َر ُ َن َع ْب َد اللَّ ِه بْ َن ُع َم َر أَ ْخبَ َرهُ :أَنَّهُ طَلَّ َق ْام َرأَ ًة لَهُ َو ُِ َي َحائِ ٌ
َسالِ ٌم :أ َّ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ثُ َّم ظ رس ُ ِ ِ لِرس ِ ِ
ول اللَّه َ صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم ،فَ تَ غَيَّ َ َ ُ ول اللَّه َ َُ
يض فَ تَط ُْه َر ،فَِإ ْن بَ َدا لَهُ أَ ْن ِ ِ
اج ْع َها ،ثُ َّم يُ ْمس ْك َها َحتَّى تَط ُْه َر ،ثُ َّم تَح َ ال" :لِي ر ِ
قَ َ ُ َ
ْك ال ِْع َّدةُ الَّتِي أ ََم َر اللَّهَُ ،ع َّز َو َج َّل"
س َها ،فَتِل َ يطَلِ َقها فَ لْيطَلِ ْقها طَ ِ
اُ ًرا قَ ْب َل أَ ْن يَ َم َّ ُ َ ُ َ
ساءُ" ْك ال ِْع َّدةُ الَّتِي أَمر اللَّهُ أَ ْن يطَلَّ َق لَ َها النِ َ ل رواهُ الْب َخا ِر ُّ ومسلِم ،ولَ ْفظُهُ" :فَتِ
َ ُ َ َ َُ ْ ٌ َ ََ ُ
س ُموهُ إِلَى طَََل ِق ُسن ٍَّة َوطَََل ِق بِ ْد َع ٍة، ام الطَََّل ِق َوقَ َّ َوِم ْن َُا ُُنَا أ َ
َخ َذ الْ ُف َق َهاءُ أ ْ
َح َك َ
اُ ًرا ِم ْن غَ ْي ِر ِج َم ٍاع ،وطَلق مباح وُو طَلق الحامل السن َِّة :أَ ْن يطَلِ َقها طَ ِ
ُ َ فَطَََل ُق ُّ
ض ،أَ ْو فِي طُ ْه ٍر ْح ْي ِ
ال ال َ استَ بَا َن َح ْملُ َها .والْبِ ْد ِع ُّيُُ :و أَ ْن يُطَلِ َق َها فِي َح ِ ِ
التى قَد ْ
َ َ
ِِ
ت أ َْم ََل؟ وكذلك إذا طلقها ثَلثا فإنه بدعة قَ ْد َج َام َع َها فيهَ ،وََل يَ ْد ِر أ َ
َح َملَ ْ
قت لِغَْي ِر ُسن ٍَّة، ثُ َّم يَ َق ُع بِ َها َولَ ْم يُ ْش ِه ْد َعلَى طَََلقِ َها َوََل َعلَى َر ْج َعتِ َها فَ َق َ
ال :طَلَّ َ
ت لغير سنة ،وأش ِه ْد َعلَى طَََلقِ َها َو َعلَى َر ْج َعتِ َهاَ ،وََل تَ ُع ْد " وقال بعض أُل
َوَر َج ْع َ
العلم واجب عند الطَلق وعند الرجعية وقال بعضهم سنة .
َّق اللَّهَ
{وَم ْن يَت ِالَ : اسَ ،وإِ َّن اللَّهَ قَ َاس ،يَا ابْ َن َعبَّ ٍ ول يَا ابْ َن َعبَّ ٍ
ْح ُموقَةَ ثُ َّم يَ ُق ُ
ال ُ
ك لَم تَت َِّق اللَّهَ فَ لَم أ ِ
ت
كَ ،وبَانَ ْ
ت َربَّ َ
ص ْي َ
ك َم ْخ َر ًجاَ ،ع َ
َج ْد لَ َ ْ يَ ْج َع ْل لَهُ َم ْخ َر ًجا} َوإِنَّ َ ْ
ك "..رواه أبو داود وصححه األلباني. ِم ْن َ
ك ْام َرأَتُ َ
{وَم ْن يَتَ َوَّك ْل َعلَى اللَّ ِه فَ ُه َو َح ْسبُهُ} والتوكل ُو أخذ األسبا ٍ وترك َوقَ ْولُهَُ :
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َلبن عباس" :يَا غُ ََل ُم ،إِنِي النتيجة لله .قال رس ُ ِ
ول اللَّه َ َُ
كَ " ،رَواهُ التِ ْرِم ِذ ُّ ْكِ ،
اح َفظ اللَّهَ تَ ِج ْدهُ تُ َج َ
اُ َ اتِ : معلِم َ ِ
ك َكل َم ٍ ْ
اح َفظ اللَّهَ يَ ْح َفظ َ ْ َُ ُ
يح. ال :حسن ِ
صح ٌ َوقَ َ َ َ ٌ َ
للعدة سببان:
{ لِيُ ْن ِف ْق ذُو َس َع ٍة ِم ْن َس َعتِ ِه َوَم ْن قُ ِد َر َعلَْي ِه ِر ْزقُهُ فَ لْيُ ْن ِف ْق ِم َّما آتَاهُ اللَّهُ } فيها
القاعدة " العادة محكمة ما لم تخالف شرعا "
َوقَ ْولُهَُ { :سيَ ْج َع ُل اللَّهُ بَ ْع َد ُع ْس ٍر يُ ْس ًرا } كقوله { َوإِ ْن يَتَ َف َّرقَا يُغْ ِن اللَّهُ ُك ًَّل ِم ْن
يما } ِ َّ ِ ِِ
َس َعته َوَكا َن اللهُ َواس ًعا َحك ً
يح ْي ِن ت فِي َّ ِ
الصح َ ضاَ ،ك َما ثَبَ َ ض ِمثْ لَ ُه َّن} أَ ْ َس ْب ًعا أَيْ ًاألر ِ
{وم َن ْ
وقَ ولُه تَ عالَى ِ
َ َ ُْ َ
ِ ِ "م ْن ظَلَ َم قي َد ِشبر ِم َن ْاأل َْر ِ
ين " وحملها على سبعة أقاليم ض طُ ِوقه م ْن َس ْب ِع أ ََرض َ َ
فَل أصل له.
785
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ال الْبُ َخا ِر ُّ ِع ْن َد َُ ِذهِ ْاْليَِةَ :ع ِن سلَ ،ك َما قَ َ ِِ
ك َكا َن في تَ ْح ِريمه َ
الع َ
ِ َن َذلِ َوقيل أ َّ
ت تَ :كا َن النَّبِ ُّي صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم ي ْشر ٍ َعس ًَل ِع ْن َد َزيْ نَب بِْن ِ شةَ قَالَ َْعائِ َ
َ ََ ََ َ ُ َ َ
دخل َعلَْي َها ،فَ لْتَ ُق ْل نا أيت ى: ل
َ ع
َ ة
ُ وحفص ا ن
َ َ
أ فتواطأت
ُ ا، ُ دَ ن
ْ ثِ
ع َجحٍَ ،ويَ ْم ُك ُ
َ ُ َ
ٍ
ت أَ ْش َر ُ "َل َولَ ِكنِي ُك ْن ُ الَ : يح َمغَافِ َير .قَ َ ك ِر َ َج ُد ِم ْن َ أكلت مغَافير؟ إِنِي أ ِ
لَهَُ َ :
ك ت ََل تُ ْخبِ ِر بِ َذلِ َ ود لَهَُ ،وقَ ْد َحلَ ْف ُ َع َت َجحٍ ،فَلَ ْن أ ُ َعس ًَل ِع ْن َد َزيْ نَب بِْن ِ
َ َ
ك} رواه البخار . اج َ ضا َة أَ ْزو ِ ِ
َح ًدا"{ ،تَ ْب تَغي َم ْر َ َ أَ
ويجمع بين ُذا وذاك بأن اْلية قد تأتي ْلكثر من سبب.
ض اللَّهُ لَ ُك ْم تَ ِحلَّ َة ِِ ِ
ك} ؟ إِلَى قَ ْوله{ :قَ ْد فَ َر َ {يَا أَيُّ َها النَّبِ ُّي ل َم تُ َح ِرُم َما أ َ
َح َّل اللَّهُ لَ َ
ْح َر ِام :يمين تُ َكفر.بخار ومسلم. أَيمانِ ُكم} َع ِن اب ِن َعبَّ ٍ ِ
اس في ال َ ْ َْ ْ
ارةِ َعلَى َم ْن َح َّرَم فَّ ك
َ ْ
ل ا ِ
و ٍ ج و ِ
ب ال
َ ق
َ ن مَّ ومن ُاُنا ذَُب من ذَُب ِمن الْ ُف َقه ِاء ِ
م
َ ُُ ْ َ َ َْ َ َ َ َ
اتَ ،و ُُ َو جا ِري تَهُ أَو َزوجتَهُ أَو طَعاما أَو َشرابا أَو ملْبسا أَو َش ْي ئًا ِمن الْمباح ِ
َ َُ َ َ َ ْ َْ ْ َ ً ْ ًَ ْ َ َ ً ْ
الش ِاف ِع ُّي إِلَى أَنَّهُ ََل تَ ِجب الْ َك َّفارةُ فِ اإلم ِام أَحم َد وطَائَِف ٍ
يما َع َدا َ َ ُ َّ بَ َ ُ
َ ذ
َ و . ة ب ِْ َ ْ َ َ َم ْذ َُ ُ
ْجا ِريَةَ.
الزْو َجةَ َوال ََّ
ت طَلَّ ْقتَ ُه َّن فَِإ َّن ك ِمن أَم ِر النِ ِ ول اللَّ ِ
ساء ،فَِإ ْن ُك ْن َ َ ْ ْ َ ي
ْ ل
َ ع
َ ق ش
ُ َي امَ ه قال عمر " يَا َر ُس َ
ك " ولما يل َوأَنَا َوأَبُو بَ ْك ٍر َوال ُْم ْؤِمنُو َن َم َع َ ك وم ََلئِ َكتَهُ وجبر ِ ِ
يل َومي َكائ َ َ اللَّهَ َم َع َ َ َ
اجتمع نِساء النَّبِ ِي صلَّى اللَّه َعلَي ِه وسلَّم فِي الْغَي رةِ َعلَي ِ
سى َربُّهُ َ {ع
َ : نَّ هُ ل
َ ال ق ، ه َْ ْ ُ ْ ََ َ َ ََْ َ َ ُ
أماكن، ي إِ ْن طَلَّ َق ُك َّن أَ ْن ي ب ِدلَهُ أَ ْزواجا َخي را ِم ْن ُك َّن} وقَ ْد تَ َق َّدم أَنَّهُ وافَ َق الْ ُقرآ َن فِ
َ ْ َ َ َ َ ً ًْ ُْ
ت ِم ْن ارى بَ ْد ٍرَ ،وِم ْن َها قَ ْولُهُ :لَ ِو اتَّ َخ ْذ َ ُس َ
ْحج ِ ِ ِ
ا ٍَ ،وم ْن َها في أ َ
ِم ْن ها فِي نُز ِ ِ
ول ال َ ُ َ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه ِ م َق ِام إِب را ِ
صلًّى؟ َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرةَ َرض َي اللَّهُ َع ْنهَُ ،ع ِن النَّبِ ِي َ يم ُم َ ُ
َ َْ َ
786
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ضى قَ ْب لَ ُك ْم ِم َن األ َُم ِم ُم َح َّدثُو َنَ ،وإِنَّهُ إِ ْن َكا َن فِي يما َم َ ِ
ال :إِنَّهُ قَ ْد َكا َن ف ََو َسلَّ َم ،قَ َ
ا ٍ " رواه البخار . أ َُّمتِي َُ ِذهِ ِم ْن ُه ْم فَِإنَّهُ ُع َمر بْ ُن ال َخطَّ ِ
ُ
ولم يزل عمر يعظ نساء النبي حتى قالت له أم سلمة يَا ُعمر ،أ ََما لِي بِر ُس ِ
ول اللَّ ِه َ َُ
سك عمر. ِ ما ي ِع ُ ِ
اءهَُ ،حتَّى تَعظَ ُه َّن؟! فَأ َْم َ سَ ظنَ َ َ
ارا } قال صلى الله عليه وسلم ن
َ م ك
ُ ي قوله {يا أَيُّها الَّ ِذين آمنُوا قُوا أَنْ ُفس ُكم وأَ ُْلِ
ً ْ َ َْ َ َ َ َ
ت َزْو ِج َهااعيةٌ فِي ب ْي ِ ِ ِ ِِ الر ُج ُل َر ٍاع فِي أَ ُْلِ ِه َو ُُ َو َم ْسئُ ٌ
َ الم ْرأَةُ َر َول َع ْن َرعيَّتهَ ،و َ َو َّ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّمُ « :م ُروا ال َ َوَم ْسئُولَةٌ َع ْن َر ِعيَّتِ َها " رواه البخار .و قَ َ
وُ ْم َعلَْي َهاَ ،و ُُ ْم أَبْ نَاءُ َع ْش ٍر َوفَ ِرقُوا ِِ أَوََل َد ُكم بِ َّ ِ
ض ِربُ ُ
ينَ ،وا ْ الص ََلة َو ُُ ْم أَبْ نَاءُ َس ْب ِع سن َ ْ ْ
اج ِع» [حكم األلباني] :حسن صحيح ضِ بَ ْي نَ ُه ْم فِي ال َْم َ
قلع { يا أَيُّها الَّ ِذين آمنُوا تُوبوا إِلَى اللَّ ِ
وح ُُ َو أَ ْن يُ َ ُ َّص
ُ ن ال ة
ُ ب
َوْ الت
َّ } اوح
ً ص
ُ ن
َ ة
ً ب
َوْ ت
َ ه َ َ ُ َ َ
ف ِم ْنهُ فِي الْم ِ ب فِي ال ِ الذنْ َِع ِن َّ
اضي« ،النَّ َد ُم تَ ْوبَةٌ» َ ويندم َعلَى َما َسلَ َ ْحاض ِرَ ، َ
ِ
[حكم األلباني] صحيح ويع ِزم َعلَى أَََّل يَ ْف َع َل في ال ُْم ْستَ ْقبَ ِل .ثُ َّم إِ ْن َكا َن ال َ
ْح ُّق
ِْل َد ِم ٍي َردَّهُ إِلَْي ِه بِطَ ِر ِيق ِه.
" ايها الناس توبوا الى الله " "..ينتظر لصاحب الذنب ست ساعات"
ف تَ ْع ِر ُ
ف ول اللَّ ِهَ ،وَكيْ َ
ال َر ُج ٌل :يَا َر ُس َورُُ ْم يَ ْس َعى بَ ْي َن أَيْ ِدي ِه ْم َوبِأَيْ َمانِ ِه ْم} فَ َق َ
{نُ ُ
ال" :غُر ُمحجلون ِم ْن آثَا ِر الطُّهور َوََل يَ ُكو ُن أَ َح ٌد ِم َن ك ِم ْن بَيْ ِن ْاأل َُم ِم .قَ َ أ َُّمتَ َ
اُ ْم ك غَي رُُم ،وأَ ْع ِرفُهم أَنَّهم يؤتَون ُكتُ ب هم بِأَيمانِ ِهم ،وأَ ْع ِرفُهم بِ ِ ْاألُم ِم َك َذلِ
يم َُ س ْ ُ َ ْ َ ْ ْ ُ َ ْ ُ ْ ُ ُ َ ْ ْ َ َ
ودَ ،وأَ ْع ِرفُ ُه ْم بِنُوِرُِ ْم يَ ْس َعى بَ ْي َن أَيْ ِدي ِه ْم" رواه اإلمامالسج ِ ِ ِ ِ
في ُو ُجوُ ِه ْم م ْن أَثَ ِر ُّ ُ
أحمد في المسند.
787
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ٍ
ك َعلَى ُك ِل َش ْيء قَ ِد ٌير} َُ َذا يَ ُقولُهُ ورنَا َوا ْغ ِف ْر لَنَا إِنَّ َ ِ
{يَ ُقولُو َن َربَّنَا أَتْم ْم لَنَا نُ َ
طفئ.الْم ْؤِمنُو َن ِحين ي رون ي وم ال ِْقيام ِة نور الْمنَافِ ِقين قَ ْد ِ
َ ََ َ ْ َ َ َ َ ُ َ ُ
ت ِخيَانَتُ ُه َما فِي ت ْامرأَةُ نَبِ ٍي قَ ُّ
ط ،إِنَّ َما َكانَ ْ ِ
اسَ :ما بَغَ َ اُ َما} [ َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ {فَ َخانَتَ ُ
ين أَنَّ ُه ْم ََل الدي ِن] لم يغن صَلح ُذين عن ُاتين شيئًا ،ومثَل َ َّ ِ ِ ِ ِ
ض َربَهُ اللهُ لل ُْم ْؤمن َ َ ٌ
ين إِلَْي ِه ْم .وكان أبو إبراُيم الخليل وابن ض ُّرُُم م َخالَطَةُ الْ َكافِ ِرين إِذَا َكانُوا م ْحتَ ِ
اج
َ ُ َ تَ ُ ْ ُ
نبي الله نوح كافرينَ " .م ْن أَ َك َل َم َع َم ْغ ُفوٍر لَهُ غُ ِف َر لَهُ ".حديث باطل { .تِل َ
ْك أ َُّمةٌ
س ْب تُ ْم َوََل تُ ْسأَلُو َن َع َّما َكانُوا يَ ْع َملُو َن } وقال ت َولَ ُك ْم َما َك َ سبَ ْ ت لَ َها َما َك َ قَ ْد َخلَ ْ
صلى الله عليه وسلم " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ،إَل سببي ونسبي ".
صححه األلباني.
ال الْعلَماء :ا ْختَار ِ ٍ اب ِن لِي ِع ْن َد َك ب ي تًا فِي الْجن ِ
ار قَ بْ َل
ََ ْجلا ت َ َُ ُ َ َق } َّة َ َْ {ر ِ ْ فَ َق ْولُ َهاَ :
الدا ِر.
َّ
اسطَِة ِج ْب ِريل بعد أن خلقت { وروح منه } وحنَا} أَ :بِو ِ {فَ نَ َف ْخنَا فِ ِيه ِمن ر ِ
َ ْ ْ ُ
ال َكثِي ٌرَ ،ولَ ْم يَ ْك ُم ْل ات َربِ َها } { وأمه صديقة } " َك ُم َل ِم َن ِ
الر َج ِ ت بِ َكلِم ِ
ص َّدقَ ْ َ { َو َ
ِ ِ ِ ِ ِمن النِ ِ
ت ُخ َويلدَ ،وإِ َّن يجةُ بِْن ُ
ساء إََِّل آسيَةُ ْام َرأَةُ ف ْر َع ْو َنَ ،وَم ْريَ ُم ابْ نَةُ ع ْم َرا َنَ ،و َخد َ َ َ
ض ِل الثَّ ِريد َعلَى َسائِ ِر الطَّ َع ِام .متفق عليه " .أ س ِاء َك َف ْ ِ
شةَ َعلَى الن َ ض َل َعائِ َ فَ ْ
كمال ديني
ات َربِ َها } القضاء والقدر " أعوذ بكلمات الله التامات التي ت بِ َكلِم ِ
ص َّدقَ ْ َ { َو َ
َل يجاوزُن بر وَل فاجر من شر ما خلق " صححه األلباني.
788
جامع التيسير في تعليقات التفسير
كان يجوز في شريعتهم النكاح بين المسلم والكافر .إما في شريعتنا { َوََل
ات َحتَّى يُ ْؤِم َّن }
تَ ْن ِكحوا الْم ْش ِرَك ِ
ُ ُ
789
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َّاس ُخلًُقا َوََل س َن الن ِ َح أ م صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه و َسلَّ ن اك و ؟ هْتلع ف ََل أ : ْه
ل ع شي ٍ ِ
ْ
َ َ َ َ َ َ َ َُ َ َ َ ُ لَْ ْ َ
َف
ْ أ م َل ء
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه ف رس ُ ِ ِ
ول اللَّه َ ت َخ ًّزا َوََل َح ِر ًيرا َوََل َش ْي ئًا َكا َن أَلْيَ َن م ْن َك َّ َ ُ سس ُ َم ْ
ول اللَّ ِ
ِ ت ِمس ًكا وََل ِعطْرا َكا َن أَطْيب ِ
صلَّى اللَّهُ َ ه سر ق ر
َ َ ْ َ َُ عَ ن م ً َو َسل َمَ ،وََل َش َم ْم ُ ْ َ
َّ
َعلَْي ِه َو َسلَّ َم.
"َل يدخل الْجنَّةَ قَ تَّات" .متفق عليه{ : .سن ِسمه علَى الْخرطُ ِ {م َّ ٍ ِ
وم} ُْ ََ ُ ُ َ شاء بِنَم ٍيم} َ َ ْ ُ ُ َ َ
اسَ { :سنَ ِس ُمهُ َعلَى اض ًحا .و َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ ال ابْن ج ِري ٍر :سنَبِين أ َْمرهُ ب يانًا و ِ
َ ُ َ ََ َ قَ َ ُ َ
{سنَ ِس ُمهُ} ف فِي ال ِْقتَ ِ ِ
آخ ُرو َنَ : ال َ الَ .وقَ َ الْ ُخ ْرطُوم} يُ َقاتِ ُل يَ ْوَم بَ ْد ٍر ،فيُخطم بِ َّ
الس ْي ِ
ومُ .ذه ِسمةَ أَُ ِل النَّا ِر ،ي عنِي نس ِود وجهه ي وم ال ِْقيام ِة ،وعبَّ ر ع ِن الْوج ِه بِالْخرطُ ِ
َْ ُ َ ُ َ ْ َ ُ َْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُْ َ ْ
اْليات نزلت على وليد بن المغيرة أبو خالد.
ال ُسلَْي َما ُن بْ ُن َد ُاو َد َعلَْي ِه َما { َوَل يَ ْستَ ثْ نُو َن } قال صلى الله عليه وسلم " قَ َ
ين ُكلُّ ُه َّن ،يَأْتِي بَِفا ِر ٍ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ َّ
س السَلَ ُمَ :ألَطُوفَ َّن الل ْي لَةَ َعلَى مائَة ْام َرأَة ،أ َْو ت ْس ٍع َوت ْسع َ َّ
اء اللَّهُ ،فَ لَ ْم ش
َ ن
ْ احبُهُ :إِ ْن َشاء اللَّهُ ،فَ لَ ْم يَ ُقل إِ ال لَه ص ِ َ ق
َ ف
َ ، هيل اللَّ ِِ ِ
ب س ي يج ِ
اُ ُد فِ
َ ْ َ َ ُ َ َُ
س ُم َح َّم ٍد بِيَ ِدهِ ،لَ ْو ف
ْ ن
َ ت بِ ِش ِق رج ٍل ،والَّ ِ
ذ ْ اء ج ، ة
ٌ د
َ يح ِمل ِم ْن ه َّن إََِّل امرأَةٌ و ِ
اح
ُ َ ُ َ َ َ َْ َ َْ ْ ُ
اُ ُدوا فِي سبِ ِ ِ
يل اللَّه ،فُ ْر َسانًا أ ْ
َج َم ُعو َن " َ اء اللَّهُ ،لَ َج َ ال :إ ْن َش َ
قَ َ ِ
ود فََل يَ ْستَ ِط ُيعو َن } ُي من آيات السج ِ ٍ
ف َع ْن َساق َويُ ْد َع ْو َن إِلَى ُّ ُ ش ُ {يَ ْوَم يُ ْك َ
ف َربنا َع ْن َساقِ ِه، كش ُالصفات على الراجح كما قال صلى الله عليه وسلم "ي ِ
َ
اء َو ُس ْم َعةً، فَ يَ ْس ُج ُد لَهُ ُك ُّل ُم ْؤِم ٍن َوُم ْؤِمنَ ٍةَ ،ويَ ْب َقى َم ْن َكا َن يَ ْس ُج ُد فِي ُّ
الدنْ يَا ِريَ ً
اح ًدا" ويؤخذ من ُذا أن تارك الصَلة كافر ود ظَ ْهرهُ طَب ًقا و ِ فَ ي ْذُ ِ
ب ليَ ْس ُج َد فَ يَ ُع ُ ُ َ َ َ َ ُ
اق} ُُ َو ف َعن س ٍ وُو من أصرح األدلة .و َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ
ش ُ ْ َ اس قَ ْولُهُ{ :يَ ْوَم يُ ْك َ
فظع ِم َن ال َْه ْوِل يَ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة .وُذا مرجوح ألنه عارض نصا .كما الش ِدي ُد الم ِ
ُ ْاأل َْم ُر َّ
ٍ فَأَيْ نَ َما تُ َولُّوا فَ ثَ َّم َو ْجهُ اللَّ ِه إِ َّن اللَّ َه ِِ
اختلفوا في قوله { َوللَّه ال َْم ْش ِر ُق َوال َْم ْغ ِر ُ
يم } ِ ِ
َواس ٌع َعل ٌ
ِ ث ََل ي ْعلَمو َن} وِفي َّ ِ ِ
صلَّى اللَّهُ يح ْي ِن َع ْن َر ُسو ِل اللَّه َ الصح َ َ {سنَ ْستَ ْد ِر ُج ُه ْم م ْن َح ْي ُ َ ُ َ
َخ َذهُ لَ ْم يُ ْفلِ ْته" .ثُ َّم ال" :إِ َّن اللَّهَ تَ َعالَى ليُ ْملي لِلظَّالِ ِمَ ،حتَّى إِ َذا أ َ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أَنَّهُ قَ َ
يم َش ِدي ٌد} ِ ِ ِ ك أَ ْخ ُذ َربِ َ {وَك َذلِ َ
َخ َذ الْ ُق َرى َوُ َي ظَال َمةٌ إِ َّن أَ ْخ َذهُ أَل ٌ ك إِذَا أ َ قَ َرأََ :
الس ََل ُم، س بْ ُن َمتَّىَ ،علَْي ِه َّ ن
ُو ي و ُ و ، وت} ي ْعنِيَ :ذا الن ِ
ُّون ب الْح ِ ِ {وَل تَ ُكن َكص ِ
اح
َ َ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ َ
اضبًا َعلَى قَ ْوِم ِه ،فَ َكا َن ِم ْن أ َْم ِرهِ َما َكا َن ِم ْن ُرُكوبِِه فِي الْبَ ْح ِر َوالْتِ َق ِام ِحين َذ َُب مغَ ِ
َ َ ُ
ك إِنِي ت ُس ْب َحانَ َ ات{ .أَ ْن ََل إِلَهَ إَِل أَنْ َ ادى فِي الظُّلُم ِ َ ن
َ وت لَهُ ...،فَ ِحينَئِ ٍ
ذ الْح ِ
َ ُ
792
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َح ٍد ول اللَّ ِه صلَّى اللَّهُ َعلَي ِه وسلَّمِ ِ َ : ُك ْن ُ ِ َّ ِ ِ
"َل يَ ْن بَغي أل َ ْ ََ َ َ ال َر ُس ُ ين} و قَ َ ت م َن الظالم َ
س بْ ِن َمتَّى" .متفق عليه. ن
ُوي ن ول :أَنَا َخي ر ِ
م أَ ْن يَ ُق َ
َ ُ ْ ٌْ
ك بِأَبصا ِرُِم لَ َّما س ِمعوا ِ { وإِ ْن ي َكاد الَّ ِذين َك َفروا لَي زلِ
الذ ْك َر َويَ ُقولُو َن إِنَّهُ َ ُ ْ َ ْ َ ن
َوقُ َ َ ُ َ ُ ُْ
صابَتُ َها َوتَأْثِي ُرَُا َحق ،بِأ َْم ِر اللَّ ِه. ِ ِِ ِ ِ
َن ال َْع ْي َن إِ َ
يل َعلَى أ َّ
لَ َم ْجنُو ٌن } في َُذه ْاْليَة َدل ٌ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم اسَ ،ع ِن النَّبِ ِي َوأكثر األمراض الخطيرة منهاَ .ع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ
ال" :ال َْع ْي ُن َحقَ ،ولَ ْو َكا َن َش ْيءٌ َسابَ َق ال َق َد َر َسبَ َقت ال َْع ْي ُنَ ،وإِ َذا ا ْغتُسلتم قَ َ
فَا ْغ ِسلُوا" .رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم " العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر ".
وصححه األلباني.
793
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ول َُا ُؤُم اق َْرءُوا كِتَابِيَ ْه } قال صلى الله عليه { فَأ ََّما َم ْن أُوتِ َي كِتَابَهُ بِيَ ِمينِ ِه فَ يَ ُق ُ
ض ُع َعلَْي ِه َكنَ َفهُ َويَ ْستُ ُرهُ ،فَ يَ ُق ُ
ول: الم ْؤِم َن ،فَ يَ َ َّ ِ
وسلم في النجوى " :إِ َّن اللهَ يُ ْدني ُ
ٍَ ،حتَّى إِذَا قَ َّرَرهُ بِ ُذنُوبِِه، ول :نَ َع ْم أَ ْ َر ِ ب َك َذا؟ فَ يَ ُق ُ ف ذَنْ َ ب َك َذا ،أَتَ ْع ِر ُ ف ذَنْ َ أَتَ ْع ِر ُ
ك اليَ ْوَم، الدنْ يَاَ ،وأَنَا أَ ْغ ِف ُرَُا لَ َ
ك فِي ُّ الَ :ستَ ْرتُ َها َعلَْي َ ك ،قَ َ َوَرأَى فِي نَ ْف ِس ِه أَنَّهُ َُلَ َ
ين {ُ ُؤَلَ ِء الَّ ِ
ذ َ : اد
ُ ه ش
ْ َ
أل ا ول
ُ ق
ُ ي ف
َ ، ن
َ و قُ فَ ي ْعطَى كِتَا ٍ حسنَاتِِه ،وأ ََّما ال َكافِر والمنَافِ
َ َ َ َُ ُ َ َ ََ ُ
َّ ِ ِ َّ ِ ِ
ين} متفق عليه واللفظ للبخار . َك َذبُوا َعلَى َرب ِه ْم أََلَ لَ ْعنَةُ الله َعلَى الظالم َ
ك ال َْع ِظي ِم} قَ َ
ال اس ِم َربِ َ
سبِ ْح بِ ْ َف { ت
ْ ل
َز ن
َ ا م
َّ ل
َ : ول
ُ ق
ُ ي ، ي
ِ عن ُع ْقبةَ بْن َع ِام ٍر الْج َهنِ
َ َ َ ُ َ َ
{سبِ ِح ول اللَّ ِه صلَّى الله َعلَي ِه وسلَّم« :اجعلُوُا فِي رُك ِ
ت َ وع ُك ْم» فَ لَ َّما نَ َزلَ ْ ُ ُ ْ َ َ َ َْ َ َ لَنَا َر ُس ُ
ود ُك ْم» أخرجه الحاكم في مستدركه وُا فِي سج ِ اج َعلُ َ ك ْاألَ ْعلَى} فَ َق َ اس َم َربِ َ
ُُ الْ « : ْ
يث ص ِحيح ِْ ِ ِ
اإل ْسنَاد َولَ ْم يُ َخ ِر َجاهُ " َوَرَواهُ أَبُو َد ُاو َد َوابْ ُن َم َ
اج ْه وقال َُ َذا َحد ٌ َ ُ
َح َم ُد في مسنده. ام أ ْ
اإل َم ُ و ِْ
794
جامع التيسير في تعليقات التفسير
دارهُ ق
ْ مْف سنَ ٍة } وقوله { فِي ي وٍم كا َن ِ َ لَ
أ ين قوله { فِي ي وٍم كا َن ِم ْقدارهُ َخم ِ
س
ُ َْ َ ُ ْ َ َْ
سو َن َم ْو ِطنًا ِ ِ ِِ
ْف َسنَة مما تعدون } الصوا ٍ أن يقال ُُ َو يَ ْوُم الْقيَ َامة ،فيه َخ ْم ُ
أَل َ ٍ
ْف َسنَ ٍة. ين أَل َ س ْف سنَ ٍة .جعلَهُ اللَّهُ تَ عالَى َعلَى الْ َكافِ ِرين ِم ْق َدار َخم ِ ُ لَ
أ ٍ
ن ُك ُّل مو ِ
ط
َ ْ َ َ َ َ ََ َْ
اعا ِم ْن نَا ٍر ويشهد له الحديث " َما ِم ْن َر ُج ٍل لَ ْم يُ َؤِد َزَكا َة ماله إََِّل ُج ِع َل ُش َج ً
ف َسنَ ٍة َحتَّى ين أَلْ َ ستُ ْكوى بِِه جب هتُهُ وظَ ْهرهُ وج ْن باهُ فِي ي وٍم َكا َن ِم ْق َدارهُ َخم ِ
ُ ْ َ َْ َْ َ َ ُ َ َ َ َ
ض َي اللَّهُ بَ ْي َن الناس"ي ْق ِ
َ
ول اللَّ ِه ال َر ُس ُ ال :قَ َ يد الْ ُخ ْد ِر ِ قَ َ أما المؤمنون فإنه يخفف عليهم.فعن أَبِي س ِع ٍ
َ
ْتَ :ما أَط َْو ُل ْف َسنَ ٍة .فَ ُقل ُ ين أَل َ سصلَّى اللَّهُ َعلَي ِه وسلَّم :فِي ي وٍم كا َن ِم ْقدارهُ َخم ِ
ُ ْ َ َْ ْ ََ َ َ
ف َع ِن (والَّ ِذ نَ ْف ِسي بِيَ ِدهِ إِنَّهُ لَيُ َخ َّف ُ : م
ْ َ َ َ َّ
ل س
َ و ال النَّبِ ُّي صلَّى اللَّهُ َعلَي ِ
ه َ َُ َذا! فَ َق َ
صلِ َيها فِي ُّ ِ ف َعلَي ِه ِمن ِ ال ُْم ْؤِم ِن َحتَّى يَ ُكو َن أ َ
الدنْ يَا" َخ َّ ْ ْ َ
ص ََلة ال َْم ْكتُوبَة يُ َ
السماء فَ ِهي ي ومئِ ٍذ و ِ السماء َكالْم ْه ِل } كقوله { وانْ َ ِ
اُيَةٌ } ش َّقت َّ َ ُ َ َ ْ َ َ َ قوله {يَ ْوَم تَ ُكو ُن َّ َ ُ ُ
يما } كقوله {لِ ُك ِل ْام ِر ٍئ ِم ْن ُه ْم يَ ْوَمئِ ٍذ َشأْ ٌن يُ ْغنِ ِيه} َل ح ِم ِ
يم َحم ً قوله { َوَل يَ ْسأ ُ َ ٌ
وعا’ إَِل سهُ الْ َخ ْي ُر َمنُ ً وعا’ َوإِذَا َم َّ وعا’ إِذَا َم َّسهُ َّ
الش ُّر َج ُز ً سا َن ُخلِ َق َُلُ ً {إ َّن اإلنْ َ
ِ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم: ال رس ُ ِ ص َه ْي ٍ الْم ِ
ول الله َ ال :قَ َ َ ُ ب ،قَ َ ين } إَل المؤمن ف َع ْن ُ صل َ ُ َ
اك ِأل ٍ ِ ِ « َع َجبًا ِأل َْم ِر ال ُْم ْؤِم ِن ،إِ َّن أ َْمرهُ ُكلَّ
َحد إََِّل لل ُْم ْؤم ِن ،إِ ْن أ َ
َصابَ ْتهُ س ذَ َ َ َ ي
ْ ل
َوَ ، ر
ٌ ي
ْ خ
َ ه
ُ َ
صبَ َر فَ َكا َن َخ ْي ًرا لَهُ» مسلم. ض َّراءَُ ، َصابَ ْتهُ َ َس َّراءُ َش َك َر ،فَ َكا َن َخ ْي ًرا لَهَُ ،وإِ ْن أ َ
795
جامع التيسير في تعليقات التفسير
لسائِ ِل َوال َْم ْح ُر ِوم } َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرَة وم ’ لِ َّ ِ
ين في أ َْم َوال ِه ْم َحق َم ْعلُ ٌ
قوله { والَّ ِذ ِ
َ َ
ين الَّ ِذ ِ ِ
س الم ْسك ُ َ ي
ْ ل
َ « : ال
َ َق مَ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه و َسلَّ
َ َ هول اللَّ ِ َ س
ُ ر
َ ضي اللَّهُ َع ْنهُ :أ َّ
َن َ َ
رِ
ِ ِ ِ ِ ُّ ِ ُّ وف َعلَى الن ِ
َّاس تَ ُردُّهُ الل ْق َمةُ َوالل ْق َمتَانَ ،والت َّْم َرةُ َوالت َّْم َرتَانَ ،ولَك ِن الم ْسك ُ
ين يَطُ ُ
ص َّد ُق َعلَْي ِه َوَلَ يَ ُقوُم فَ يَ ْسأ ُ ِ ِِ ِ ِ ِ
َّاس»
َل الن َ الَّذ َلَ يَج ُد غنًى يُ ْغنيهَ ،وَلَ يُ ْفطَ ُن بِه ،فَ يُ تَ َ
اعو َن} ُي التكاليف الشرعية’ وأمانات ألمانَاتِ ِه ْم َو َع ْه ِد ُِ ْم َر ُ ين ُُ ْم َ َ َ
وقَ ولُهُ{ :والَّ ِ
ذ َ ْ
ال فَأَبَيْ َن أَ ْن يَ ْح ِملْنَ َها ض وال ِ
ْجبَ ِ ضنَا األمانَةَ َعلَى َّ ِ
األر ِ َ الس َم َوات َو ْ العباد{ .إِنَّا َع َر ْ َ
وما َج ُهوَل } ُلظ
َ ن
َ اكَ ه َّ
ن ِ
إ ن
ُ ا س ن
ْ اإل ا ه ل
َ م حو ا ه ن
ْ وأَ ْش َف ْقن ِ
م
ً ُ َ َ َََ َ َ َ
سورة نوح مكية:
وكلها عن قصة نوح عليه السالم.
ضى قَ ْب َل َخل ِْق ِه ْم أَنَّ ُه ْم َن اللَّهَ تَ َعالَى َكا َن قَ َ ِ
س ًّمى } َوَم ْعنَاهُ أ َّ { َويُ َؤخ ْرُك ْم إِلى أ َ
َج ٍل ُم َ
إِ ْن آمنُوا بار َك فِي أَ ْعما ِرُِم ،وإِ ْن لَم ي ْؤِمنُوا ُع ِ
وجلُوا بِال َْع َذ ِ
ا ٍ. َ ْ َ ُْ َ ََ
َّ ِ
َّر } َج َل الله إِ َذا َج َ
اء ََل يُ َؤخ ُ ُناك أجَلن األولى في اللوح المحفوظ { إِ َّن أ َ
س ًّمى }م ٍ
ل َج
أ لىِ
إ م ك
ُرخوالثاني في صحف المَلئكة { وي َؤ ِ
َ َُ َُ ْ ْ
796
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت َله ْمدانَ ،وأ ََّما نَ ْس ٌر: بالج ُرف ِع ْن َد َسبٍَأ ،أ ََّما يُعو ُق :فَ َكانَ ْ لِمر َ ِ ِ
اد ،ثُ َّم لبَني غُطَيف ُ َُ
وحَ ،علَْي ِه ين ِم ْن قَ ْوِم نُ ٍ ال ِ ِ
صالح َ َس َماءُ ِر َج ٍ َ
ِ ِ ِ
ت ل َح ِم َير ْل ِل ذ َكَلعَ ،وُ َي أ ْ
فَ َكانَ ْ ِ
صبُوا إِلَى َم َجالِ ِس ِه ُم الَّتِي الش ْيطَا ُن إِلَى قَ وِم ِهم أ ِ
َن انْ ِ الس ََل ُم ،فَ لَ َّما َُلَ ُكوا أ َْو َحى َّ
َّ
ْ ْ
َس َمائِ ِه ْم .فَ َف َعلُوا ،فَ لَ ْم تُ ْعبَ ْد َحتَّى إِ َذا َُلَ َ ِ ِ
ك وُا بِأ ْ
صابًا َو َس ُّم َ
سو َن ف َيها أَنْ َ َكانُوا يَ ْجل ُ
ْم ُعبِدت " البخار ل س َخ ال ِ
ْع َّ ن
َ وت
َ كَ أُولَئِ
ُ
798
جامع التيسير في تعليقات التفسير
799
جامع التيسير في تعليقات التفسير
وحديث ابن مسعود كان صلى الله عليه وسلم بمكة لما جاءه الجن وحديث
أبي ُريرة بمدينة.
وذكر ذلك لبيان صدق النبي وإشارة القدرة عن اكتفاء كفار قريٍ بإيمان الجن.
ال ِمن ال ِِ ٍ ال ِم َن ِْ { َوأَنَّهُ َكا َن ِر َج ٌ
اد
وُ ْم َرَُ ًقا } َوال ُْم َر ُ ْج ِن فَ َز ُ
اد ُ س يَ ُعوذُو َن ب ِر َج َ اإلنْ ِ
سيِ ِد َُ َذا الْ َو ِاد ِم ْن َش ِرَ
َعوذُ بِ
ُ أ : الرج ِل إِذَا نَز َل بِو ٍ
اد َ َ ُ َّ ل بِِه َما َكانُوا يَ ْف َعلُونَهُ ِم ْن قَ ْوِ
ِ
صبِ َح{ .إن كيد الشطان كان ضعيفا} يت فِي ِج َوا ِرهِ َحتَّى يُ ْ ُس َف َهاء قَ ْوِم ِه ،فَ يَبِ ُ
قوله تعالى( * :وأنه كان رجال من اإلنس يعوذون برجال من الجن فزادوُم رُقا)
* .فمن استعان بهم على فك سحر فقد شملهم جميعا وعيد قوله صلى الله
عليه وسلم " :من أتى عرافا أو كاُنا فصدقه بما يقول ،فقد كفر بما أنزل على
محمد " ،وفي حديث آخر .." :لم تقبل له صَلة أربعين ليلة "مسلم
ت َح َرساً َش ِديداً َو ُش ُهباًَ ،وأَنَّا ُكنَّا نَ ْق ُع ُد ِم ْنها ماء فَ َو َج ْدناُا ُملِئَ ْالس َ { َوأَنَّا لَ َم ْسنَا َّ
اس، الله بْ َن َعبَّ ٍلسم ِع فَمن يستَ ِم ِع ْاْل َن ي ِج ْد لَهُ ِشهاباً رصداً } عن َعب َد ِ َّ م ِ
قاع َد لِ
ْ ََ َ َ
َ ْ ْ ْ َ
ِ ِ ِ
صلَّى اللهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم م َن ْاألَنْ َ
صا ِر ،أَنَّ ُه ْم ا ٍ النَّبِ ِي َ َص َح ِال :أَ ْخبَ َرنِي َر ُج ٌل م ْن أ ْقَ َ
ِ ِ ب ي نَما ُُم جلُوس لَي لَةً مع رس ِ ِ
ار،استَ نَ َ صلَّى اللهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم ُرم َي بِنَ ْج ٍم فَ ْ ول الله َ َْ َ ْ ُ ٌ ْ َ َ َ ُ
اُلِيَّ ِة،
الله صلَّى الله َعلَي ِه وسلَّم« :ما َذا ُك ْن تم تَ ُقولُو َن فِي الْج ِ
َ ُْ ُ ْ ََ َ َ َ
ول ِ ال لَ ُه ْم َر ُس ُفَ َق َ
ِ إِذَا رِمي بِ ِمثْ ِل ُ َذا؟» قَالُوا :الله ورسولُه أَ ْعلَمُ ،كنَّا نَ ُق ُ ِ
يم،ول ُول َد اللَّْي لَةَ َر ُج ٌل َعظ ٌ ُ ََ ُ ُ ُ َ ُ َ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم« :فَِإنَّ َها ََل يُ ْرَمى بِ َها ال رس ُ ِ ِ
ول الله َ يم ،فَ َق َ َ ُات َر ُج ٌل َعظ ٌ َوَم َ
ضى أ َْم ًرا َسبَّ َح َح َملَةُ اس ُمهُ ،إِ َذا قَ َ ت أ ٍ ِ ِِ ِ ِ ِ
ار َك َوتَ َعالَى ْ
َحد َوََل ل َحيَاتهَ ،ولَك ْن َربُّنَا تَ بَ َ ل َم ْو َ
السم ِاء الَّ ِذين ي لُونَهم ،حتَّى ي ب لُ َغ التَّسبِيح أَ ُْل ُ ِذهِ ال َْع ْر ِ
ْ ُ ََ َ َ ُ ْ َ َْ ش ،ثُ َّم َسبَّ َح أَ ُْ ُل َّ َ
800
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الشَ :ما َذا قَ َ ش لِ َح َملَ ِة ال َْع ْر ِين يَلُو َن َح َملَةَ ال َْع ْر ِ ال " :الَّ ِ
ذ َ ق
َ م
َّ ث
ُ » اي ن
ْ ُّ
الد السم ِ
اء
َ َ َّ َ
السماوا ِ ال فَ يَ ْستَ ْخبُِر بَ ْع ُ َربُّ ُك ْم؟ فَ يُ ْخبِ ُرونَ ُه ْم َما َذا قَ َ
ضاَ ،حتَّى ت بَ ْع ً ض أَ ُْ ِل َّ َ َ ال :قَ َ
الس ْم َع فَ يَ ْق ِذفُو َن إِلَى أَ ْولِيَائِ ِه ْم،
ْج ُّن َّ ف ال ِ اء ُّ
الدنْ يَا ،فَ تَ ْخطَ ُ ََ م الس
َّ ي ب لُ َغ الْ َخب ر ُ ِذهِ
َُ َ َْ
َّه ْم يَ ْق ِرفُو َن فِ ِيه َويَ ِزي ُدو َن ِ ِ ِ ِ
َويُ ْرَم ْو َن بِه ،فَ َما َجاءُوا بِه َعلَى َو ْج ِهه فَ ُه َو َحقَ ،ولَكن ُ
"مسلم.
كانت الشياطين تقذف قبل الوحي ولكن زيد ذلك عند بدء الوحي.
اد بِ ِه ْم َربُّ ُه ْم َر َش ًدا} :ف َه َذا ِم ْن ض أ َْم أ ََر َاألر ِ ِ
{وأَنَّا ََل نَ ْد ِر أَ َشر أُ ِري َد بِ َم ْن في ْ َ
ضافُوهُ إِلَى اللَّ ِه َع َّز الش َّر إِلَى غَي ِر فَ ِ ارةِ َح ْي ُ ِ ِ ِ
اع ٍلَ ،والْ َخ ْي َر أَ َ ْ َسنَ ُدوا َّ ثأْ أ ََدب ِه ْم في الْعبَ َ
ك". س إِلَْي َ ي ل
َ رُّ َّ
الش و ، كَ ي دَ ي ي يح مسلم " :والْ َخي ر ُكلُّهُ فِ ِ صحوج َّل .وقَ ْد ور َد فِي ِ
َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ ََ
فالخير فضل من الله والشر عدل منه.
اء غَ َدقًا لِنَ ْفتِنَ ُه ْم فِ ِيه} اُ ْم َم ًألس َق ْي نَ ُ ِ
استَ َق ُاموا َعلَى الطَّ ِري َقة ْ {وأَ ْن لَ ِو ْ
َوقَ ْولُهَُ :
ف ال ُْم َف ِس ُرو َن فِي َم ْعنَى َُ َذا َعلَى قَ ْولَْي ِن: ا ْختَ لَ َ
ك َس َعة اد بِ َذلِ َ اإل ْس ََلمَ :وال ُْم َر ُ اسطُو َن َعلَى طَ ِري َق ِة ِْ أَح ُد ُُما :وأَ ْن لَ ِو استَ َقام الْ َق ِ
ْ َ َ َ َ
ُنزل إِلَْي ِه ْم ِم ْن َربِ ِه ْميل َوَما أ َ َ جالر ْز ِقَ .ك َقولِ ِه تَ عالَى{ :ولَو أَنَّ ُهم أَقَاموا التَّوراةَ واإلنْ ِ
َ ْ ْ ُ َْ َ ْ َ ِ
ِ ِ ِ ِ ِ
آمنُوا َواتَّ َق ْواَن أَ ُْ َل الْ ُق َرى َ أل َكلُوا م ْن فَ ْوق ِه ْم َوم ْن تَ ْحت أ َْر ُجل ِه ْم} وكقولهَ :
{ولَ ْو أ َّ
{ ا ْستَ غْ ِف ُروا َربَّ ُك ْم ض} .وكقوله األر ِ ات ِمن َّ ِ لََفتَ ْحنَا َعلَْي ِهم ب رَك ٍ
الس َماء َو ْ َ ْ ََ
ماء َعلَْي ُك ْم ِم ْدراراً }
الس َ إِنَّهُ كا َن غَ َّفاراً ،يُ ْر ِس ِل َّ
801
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اء غَ َدقًا} والْ َقو ُل الثَّانِي{ :وأَ ْن لَ ِو استَ َقاموا َعلَى الطَّ ِري َق ِة} َّ ِ
اُ ْم َم ً
{ألس َق ْي نَ ُ
الض ََللَة ْ ْ ُ َ َ ْ
سوا َما ذُكِ ُروا بِِه فَ تَ ْحنَا ال{ :فَ لَ َّما نَ ُ اجاَ ،ك َما قَ َ الر ْز َق ْ ِ
است ْد َر ً أَ ْ َ :ألَ ْو َس ْعنَا َعلَْي ِه ُم ِ
سو َن} َخ ْذنَاُم ب ْغتةً فَِإذَا ُم مبلِ أ وات
ُُوأ ا مِب واح ِ
ر ف
َ اذ
َ ِ
إ َّى
ت ح علَي ِهم أَب وا ٍ ُك ِل َشي ٍ
ء
ُْ ُ ْ ُ َ َْ ُ َ ُ َ ْ َ َ ْ ْ َْ َ
لص ََلةِ والعبادة ت لِ َّ اض ُع الَّتِي بُنِيَ ْاج َد ُي الْمو ِ
ََ
َن الْمس ِ ِ َِّ ِ ِ
َن ال َْمساج َد لله } :أل َّ َ َ { َوأ َّ
فِ َيها.
ادوا يَ ُكونُو َن َعلَْي ِه لِبَ ًدا} قال قتادة :تَلَبَّدت ام َع ْب ُد اللَّ ِه يَ ْد ُعوهُ َك ُ
{وأَنَّهُ لَ َّما قَ َ
َ
ْج ُّن َعلَى َُ َذا ْاأل َْم ِر لِيط ِْفئُوهُ ،فَأَبى اللَّهُ إََِّل أَ ْن ي ْنصرهُ ويم ِ
ضيَهُ َويُظْ ِه َرهُ اإلنْس وال ِ
َ َُ َُْ َ ُ ِْ ُ َ
َعلَى َم ْن نَ َاوأَهُ .واختاره ابن جرير ورجحه ابن كثير.
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وع ُدو َن أ َْم يَ ْج َع ُل لَهُ َربِي أ ََم ًدا} ق َف ْد َكا َن َ يب َما تُ َ {قُ ْل إِ ْن أَ ْد ِر أَقَ ِر ٌ
ول َع ْن َها بِأَ ْعلَ َم ِم َن َّ
السائِ ِل" "ما ال َْم ْسئُ ُاعة فيقول َ
الس َ ِ
ْت َّ َل َعن وق ِ
َو َسلَّ َم يُ ْسأ ُ ْ َ
مسلم.
ا ٍ
ول } فَ بَ ُ َحداً ،إََِّل َم ِن ْارتَضى ِم ْن ر ُس ٍ ِ
ب فََل يُظْ ِه ُر َعلى غَ ْيبِه أ َ { عالِ ُم الْغَْي ِ
َ
اسطَِةب بِو ِ ِ ي غ
َ ْ
ل ا ض ِ ع بالش ِريع ِة ،وأَنَّه َكا َن طَ ِري ًقا لِ
َّ ْكهانَِة قَ ْد ور َد ب يانُه فِي ُ ِذهِ ال ِ
َ ْ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ
السمع ،كما في حديث البخار "حتَّى ي ل ِْقي َها َعلَى لِس ِ اق َّ ِ استِر ِ
ان َ َ ُ َ الشيَاطي ِن َّ ْ َ َْ
ِ ِ ِ َّ ِ
اُا قَ ْب َل أَ ْن الساح ِر أَ ِو ال َكاُ ِن ،فَ ُربَّ َما أَ ْد َر َك الش َه ُ
ا ٍ قَ ْب َل أَ ْن يُلْقيَ َهاَ ،وُربَّ َما أَلْ َق َ
ٍ َم َع َها ِمائَةَ َك ْذبٍَة " وهؤالء هم الذين نهى رسول الله صلى ِ
يُ ْد ِرَكهُ ،فَ يَ ْكذ ُ
ضا ،أَ ِو ْام َرأَ ًة فِي ُدبُ ِرَُا ،أ َْو الله عليه وسلم عن إتيانهم فقالَ « :م ْن أَتَى َحائِ ً
802
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َك ِ
اُنًا ،فَ َق ْد َك َف َر بِ َما أُنْ ِز َل َعلَى ُم َح َّم ٍد» .رواه ابن ما جه والترمذ وصححه
األلباني.
ين لَْي لَةً» رواه ال« :من أَتَى َع َّرافًا فَسأَلَهُ َعن َشي ٍء ،لَم تُ ْقبل لَهُ ص ََلةٌ أَرب ِ
ع
ْ ْ ْ َ ْ َ َْ َ َ َوقَ َ َ ْ
مسلم.
إثبات اطالع الغيب لألئمة واألولياء هو مذهب الشيعة اإلثنى
عشرية وتأثرت به الصوفية.
ت َع ِن الر ُس َل قَ ْد بَلَّغَ َْن ُّاَلت َربِ ِه ْم}:أ لِيَ ْعلَ َم نَبِ ُّي اللَّ ِه أ َّ
{لِي ْعلَم أَ ْن قَ ْد أَبْ لَغُوا ِرس ِ
َ َ َ
ت َع ْن َها .وقيل :لِيَ ْعلَ َم اللَّهُ أ َّ
َن ُر ُسلَهُ قَ ْد أَبْ لَغُوا َن ال َْم ََلئِ َكةَ َح ِفظَْت َها َو َدفَ َع ْ
اللَّ ِهَ ،وأ َّ
قَ ْولُهَُ { :وَرتِ ِل الْ ُق ْرآ َن تَ ْرتِيَل} أَ ِ :اق َْرأْهُ َعلَى تَ َمه ٍ
ُّل ،فَِإنَّهُ يَ ُكو ُن َع ْونًا َعلَى فَ ْه ِم
ِ ك َكا َن ي ْقرأُ صلَو ُ ِ
ات اللَّه َو َس ََل ُمهُ َعلَْيهَ ،ع ْن َح ْف َ
صةَ ،أَنَّ َها ََ ََ آن َوتَ َدبُّ ِرهَِ .وَك َذلِ َ
الْ ُقر ِ
ْ
ورةِ فَ يُ َرتِلُ َها َحتَّى تَ ُكو َن أَط َْو َل ِم ْن أَط َْو َل ِم ْن َها» .رواه تَ .." :وَكا َن يَ ْق َرأُ بِ ُّ
الس َ قَالَ ْ
مسلم.
803
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ك قَ ْوَل ثَِقيَل} قَيل :أَ ِ ال َْع َم ُل بِِه. َوقَ ْولُهُ{ :إِنَّا َسنُ ل ِْقي َعلَْي َ
ولت " :أُنْ ِز َل َعلَى ر ُس ِ
َ
ال َزيْ ُد بْن ثَابِ ٍ
ُ ْت نُ ُزولِ ِه؛ ِم ْن َعظَ َمتِ ِهَ .ك َما قَ َ ثقيل َوق َيلٌ : َوق َ
ِ
ت تُرض فَخذ ". صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َوفَ ِخ ُذهُ َعلَى فَ ِخ ِذ ،فَ َك َ
اد ْ ِ
اللَّه َ
البخار .
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فِي الْيَ ْوِم ِ
شةَُ " :ولََق ْد َرأَيْ تُهُ يَ ْن ِز ُل َعلَْيه ال َْو ْح ُي َ ت َعائِ َ قَالَ ْ
ص ُد َع َرقًا " البخار . ص ُم َع ْنهُ َوإِ َّن َجبِينَهُ لَيَ تَ َف َّ يد الْب رِد ،فَ ي ْف ِ َّ ِ ِ
الشد َ ْ َ
وقد تمثل النبي صلى الله عليه وسلم ُذا األمر اإللهي فكان يقوم من الليل ما
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َكا َن ِ
َن نَبِ َّي اللَّه َضي اللَّهُ َع ْن َها :أ َّ َل يطيق غيرهَ .عن َعائِ َ ِ
شةَ َر َ ْ
ول اللَّ ِه، صنَ ُع َُ َذا يَا َر ُس َ ت َعائِ َ ِ
شةُ :ل َم تَ ْ وم ِم َن اللَّْي ِل َحتَّى تَ تَ َفطََّر قَ َد َماهُ ،فَ َقالَ ْ يَ ُق ُ
ب أَ ْن أَ ُكو َن َع ْب ًدا ال« :أَفََلَ أ ُِح ُّ َّر؟ قَ ََ َخ أت
َ ا م
َ و
َ كَ ك َما تَ َق َّد َم ِم ْن ذَنْبِ َوقَ ْد غَ َف َر اللَّهُ لَ َ
ورا "...البخار . َش ُك ً
804
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َوَم ْعنَى قَ ْولِ ِه{ :يَ ْوًما يَ ْج َع ُل الْ ِولْ َدا َن ِشيبًا} أَ ْ ِ :م ْن َش َّدةِ أَ ُْ َوالِ ِه َوَزََل ِزلِ ِه َوبَََلبِلِ ِه،
الِ :م ْن ث النَّا ِر؟ ،قَ َ الَ :وَما بَ ْع ُ ث النَّا ِر ،قَ َول اللَّهُ ِْل َد َم " :أَ ْخ ِر ْج بَ ْع َ
ين يَ ُق ُ
كح َ
و َذلِ َ ِ
َ
ضع ُك ُّل ذَ ِ الص ِ ْف تِسع ِمائٍَة وتِسعةً وتِس ِعين ،فَ ِع ْن َدهُ ي ِ
ات َح ْم ٍل َ
ُ َ ُ ت
َو ، ير غ َّ يب
َ ُ ش َ َْ َ ْ َ ُك ِل أَل ٍ ْ َ
ا ٍ اللَّ ِه َش ِدي ٌد " رواه ِ
ارىَ ،ولَك َّن َع َذ َ س َك َ
ِ
ارى َوَما ُُ ْم ب ُ َّاس ُس َك َ َح ْملَ َهاَ ،وتَ َرى الن َ
البخار ومسلم.
اء فَ لْيُ ْؤِم ْن َوَم ْن ِ ِِ ِ
اء اتَّ َخ َذ إلَى َربه َسبيَل } كقوله {فَ َم ْن َش َ
ِ ِِ ِ
{ إ َّن َُذه تَذْك َرةٌ فَ َم ْن َش َ
اء فَ لْيَ ْك ُف ْر}
َش َ
الص ََلةِ ال َْم ْكتُوبَِةَّ ،
الص ََلةُ الص ََلةِ ،بَ ْع َد َّ
ض ُل َّ سر ِمن الْ ُقر ِ
آن} ؟ «أَفْ َ {فَاق َْرءُوا َما تَ يَ َّ َ َ ْ
فِي جو ِ
ف اللَّْي ِل "،مسلم. َْ
فهذا يدل على أن قيام الليل واجب خاصة الوتر كما ُو عند بعض أُل العلم
وإن كان مرجوحا فإنه َل صَلة واجبة إَل المكتوبة ولكنه مهم وخاصة َعلَى َح َملة
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ِ ِ آن أَ ْن ي ُقوموا ولَو بِ َ ٍ ِ ِ الْ ُقر ِ
ش ْيء منْهُ في اللَّْي ِل؛ ذُك َر عنْ َد النَّبِ ِي َ َ ُ َْ ْ
ال :فِي الش ْيطَا ُن فِي أُذُنَ ْي ِه ،أ َْو قَ َ
ال َّ اك َر ُج ٌل بَ َال " :ذَ ََصبَ َح ،قَ َ
ام لَْي لَهُ َحتَّى أ ْ
َر ُج ٌل نَ َ
أُذُنِِه " رواه البخار ومسلم.
805
جامع التيسير في تعليقات التفسير
806
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص َعداً}
ا ٍ كقوله {يَ ْسلُ ْكهُ َعذاباً َ ش َّق ًة ِم َن ال َْع َذ ِ
ودا} أَ ْ َ :سأُ َكلِ ُفهُ َم َ
ص ُع ً ِ
{سأ ُْرُ ُقهُ َ
َ
ص َع ُد َجبَ ًَل ِم ْن نَا ٍر.
وقيل :إنه يكلف أن يَ ْ
ْد .وقيل :أَنَّ َها تَظ َْه ُر لِلْبَ َ
ش ِر. ش ِر} أَ :ح َّراقَةٌ لِل ِ
ْجل ِ
ْ َ احةٌ لِلْبَ َ
{لََّو َ
والطوائف القائلة بأن القرآن مخلوق من الجهمية والمعتزلة واألشاعرة
يستحقون سقر.
807
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِ ِ ِ
ا ٍ النَّا ِر إَِل َمَلئ َكةً} َع ْن َجابِ ِر بْ ِن َع ْبد اللَّهَ ،ع ِن النَّبِ ِي َ
صلَّى َص َح َ
{وَما َج َعلْنَا أ ْ
َ
ك ِم ْن َم ََلئِ َك ِة اللَّ ِه ِم ْن َح َملَ ِة
ث َعن ملَ ٍ ال« :أ ُِذ َن لِي أَ ْن أ ِ
ُحد َ ْ ََ اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ
ش ،إِ َّن َما بَ ْي َن َش ْح َم ِة أُذُنِِه إِلَى َعاتِِق ِه َم ِس َيرةُ َس ْب ِع ِمائَِة َع ٍام» رواه أَبو َد ُاود
ال َْع ْر ِ
وصححه األلباني.
َّوَراةَ ْكتا ٍ} أَ ليوفن الَّ ِ قَ ولُهُ تَ عالَى{ :لِيستَ ي ِقن الَّ ِذين أُوتُوا ال ِ
ين أُ ْعطُوا الت ْ
َ ذ ْ َ َْ ْ َ َ ْ َ
َّم ُم َوافِ َقةٌ لِ َما ِع ْن َد ُُ ْم. ِ اإلنْ ِجيل أ َّ ِ
َن ع َّد َة َخ َزنَة َج َهن َ َو ِْ َ
ك إَِل ُُ َو} ود َربِ َ {وَما يَ ْعلَ ُم ُجنُ ََ
يح ْي ِن وغَ ْي ِرُِماَ .ع ْن ر ُس ِ
ول اللَّ ِه اإلسر ِاء الْمر ِو ِ فِي َّ ِ وقَ ْد ثَب َ ِ ِ ِ
َ الصح َ َ َ ت في َحديث ِْ ْ َ َ ْ َ َ
الس َم ِاء
ت ال َْم ْع ُموِر الَّ ِذ فِي َّ ص َف ِة الْب ْي ِ
َ
ال فِي ِصلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أَنَّهُ قَ ََ
آخ َر َما ودو َن إِلَي ِه ِع ي َل
َ ، ٍ
ك َلم ْف لَ
أ ن و ع ب س مالسابِع ِة" :فَِإ َذا ُو يدخلُه فِي ُكل ي وٍ
ْ ُ َُ َ َ َ َّ َ ْ َ ْ ُ َُ َْ ُ ُ َّ َ
َعلَْي ِه ْم" .
808
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ك
{وا ْعبُ ْد َربَّ َ : تَ .ك َقولِ ِ
ه َ و ْملا ي: {وُكنَّا نُ َك ِذ ٍ بِي وِم ِ
الدي ِن حتَّى أَتَانَا الْي ِقين} ي ْعنِ
َ ْ َْ َ ُ َ َ ُ َْ َ
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم" :أما ُُ َو -يَ ْعنِي ال رس ُ ِ
ول اللَّه َ ين} َوقَ َ َ ُ
حتَّى يأْتِي َ ِ
ك الْيَق ُ َ ََ
ين ِم ْن َربِِه" .رواه البخاري. ِ
اءهُ الْيَق ُ
ٍ
ُعثْ َما َن بْ َن َمظ ُْعون-فَ َق ْد َج َ
ين } يؤخذ منها أن تارك الصَلة كافر وُو الراجح. ك ِمن الْمصلِ
{ قَالُوا لَ ْم نَ ُ َ ُ َ َ
سورة القيامة مكية:
ِ ْس ُم بِالنَّ ْف ِ{وَل أُق ِ
الش ِر.
وم َعلَى الْ َخ ْي ِر َو َّ س اللَّ َّو َامة} أ :تَلُ ُ َ
كش ْفنا َع ْن َ ص ُر} ك َق ْولِ ِه تَ َعالَىَ :
{َل يَ ْرتَ ُّد إِلَْي ِه ْم طَْرفُ ُه ْم} وقوله { فَ َك َ {فَِإذَا بَ ِر َق الْبَ َ
ص ُر َك الْيَ ْوَم َح ِدي ٌد } ب ف
َ ك َ طاء ِ
غ
َ ََ
آن ِم ْن
ال{ :وَل تَ ْعجل بِالْ ُقر ِ
َْ ْ
ِ ِ ِِ
ك لتَ ْع َج َل به} أَ ْ :بالْ ُق ْرآنَ ،ك َما قَ َ َ
{َل تُح ِر ْك بِِه لِسانَ َ ِ
َ َ َ
ٍ ِز ْدنِي ِعل ًْما} ك َو ْحيُهُ َوقُ ْل َر ِ
ضى إِلَْي َ قَ ْب ِل أَ ْن يُ ْق َ
809
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ك أَم ِرُا ِ
ناظ َرةٌ أَ ْ :تَ ْنظُُر إِلَْي ِه، ِ ِ ِ ِ
{إِلَى َربِ َها نَاظ َرةٌ} م َن النَّظَ ِر ،أَ ْ :إِلَى َخال ِق َها َوَمال ِ ْ َ
َن ال ِْعبَ َ
اد يَ ْنظُُرو َن َربَّ ُه ْم يَ ْوَم يحةُ ِم ْن أ َّ يث َّ ِ
الصح َ اد ُ ت بِِه ْاألَح ِ
َ اد بِِه َما تَ َواتَ َر ْ
َوال ُْم َر ُ
ال ِْقيَ َام ِة َك َما يَ ْنظُُرو َن إِلَى الْ َق َم ِر لَْي لَةَ الْبَ ْد ِرَ .و َُ َذا بِ َح ْم ِد اللَّ ِه ُم ْج َم ٌع َعلَْي ِه بَ ْي َن
ب إِلَْي ِه ْم ِم َن النَّظَ ِر إِلَى َربِ ِه ْم َح َّف َُذه .فَ َما أُ ْعطُوا َش ْي ئًا أ َ
الصحاب ِة والتَّابِعي ِن وسلَ ِ ِ ِ
َّ َ َ َ َ ْ َ َ
ْح ْسنَى َِّ ِ
سنُوا ال ُ َح َين أ ْ
{للذ َ
َوِزيَ َ
ادةٌ}
ِ في قَ ْولِ ِه تَ َعالَىَ { :كَل إِنَّ ُه ْم َع ْن َربِ ِه ْم يَ ْوَمئِ ٍذ لَ َم ْح ُجوبُو َن} قَ َ
الشافِ ِع ُّيَ ،رح َمهُ
ال َّ
810
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ٍ َو َج ْدتُ َها َم َْلَى، الجنَّةَ ،فَ يَأْتِ َيها ،فَ يُ َخيَّ ُل إِلَْي ِه أَنَّ َها َم َْلَى ،فَ يَ ْرِج ُع فَ يَ ُق ُ
ول :يَا َر ِ َ
ول :يَا الجنَّةَ ،فَ يَأْتِ َيها فَ يُ َخيَّ ُل إِلَْي ِه أَنَّ َها َم َْلَى ،فَ يَ ْرِج ُع فَ يَ ُق ُ
ب فَا ْد ُخ ِل َ ول :ا ْذ َُ ْ فَ يَ ُق ُ
ش َرَة ك ِمثْ َل ُّ
الدنْ يَا َو َع َ الجنَّةَ ،فَِإ َّن لَ َ ب فَا ْد ُخ ِل َ ول :ا ْذ َُ ْ َر ِ
ٍ َو َج ْدتُ َها َم َْلَى ،فَ يَ ُق ُ
ول :تَ ْس َخ ُر ِمنِي -أ َْو: شرةِ أ َْمثَ ِ
ال ُّ
الدنْ يَا -فَ يَ ُق ُ َ
َ َع
َ لْث كِ
م َ ل
َ َّ
ن أ َْمثَالِ َها -أ َْو :إِ
اس ُج ْد لَهُ َو َسبِ ْحهُ لَْيَل طَ ِويَل} قيل: ِ ك ب ْكرًة وأ ِ{واذْ ُك ِر ْ ِ
َصيَلَ ،وم َن اللَّْي ِل فَ ْ اس َم َرب َ ُ َ َ َ
يعني الصلوات الخمسة ولكن العام أحسن.
َس ُرِ :ش َّدةُ الْ َخل ِْق :أَ ْ َش َد ْدنَا َخلْ َق ُه ْم .وقيلَ :ش َد ْدنَا َس َرُُ ْم} ْاأل ْ { َو َش َد ْدنا أ ْ
صِ ض بِالْعر ِ صالَ ُه ْم بَ ْع ً ِ
ب. وق َوال َْع َ ضا إلَى بَ ْع ٍ ُ ُ أ َْو َ
اُ ْم يَ ْوَم ال ِْقيَا َم ِة ،وبَدلناُم ِ ِ ِ
{وإِذَا ش ْئ نَا بَ َّدلْنَا أ َْمثَالَ ُه ْم تَ ْبديَل} أَ ْ َ :وإِذَا ش ْئ نَا بَ َعثْ نَ ُ
َ
اءةِ َعلَى َّ
الر ْج َع ِة. ِ اُم َخلْ ًقا ج ِدي ًدا .و َُ َذا ْ ِ
است ْدََل ٌل بالْبُ َد َ َ َ َع ْدنَ ُ ْ
فَأ َ
812
جامع التيسير في تعليقات التفسير
َّاس
ن ال اه َي
ُّ أ م ك
ُ ب شأْ ي ْذ ِ
ُ ي ن
ْ ِ
إ{ : رُمَ ،ك َقولِ ِ
ه آخ ِرين غَي ِ مأو وإِ َذا ِشئ نا أَت ي نا بَِقوٍ
ُ َ ْ ْ َ ُ َ ْ ْ ْ َ َ ْ َ َْ َ ْ َ
ين َوَكا َن اللَّهُ َعلَى ذَلِ َ
ك قَ ِد ًيرا} ت بِ َ
آخ ِر َ
ويأْ ِ
ََ
{يُ ْد ِخ ُل َم ْن يَ َ
شاءُ فِي َر ْح َمتِ ِه } :اإليمان والعمل الصالح في الدنيا ،والجنة
والرضان في اْلخرة.
اص َفات } :الرياح على الراجح{ .الْ َفا ِرقَات وال ُْمل ِْقيَات } :
{الْمرسَلت والْع ِ
َ ُْ َ
{و ُُ َو الَّ ِذ ِ
المَلئكة على الراجح{ .وَ النَّاش َرات } قال ابن كثير ُي الرياح َ
اح بُ ْش ًرا بَ ْي َن يَ َد ْ َر ْح َمتِ ِه} فيه قراءة {نشرا} .وقال ابن القيم ُييِ
الر
ُْ ُ َ
َ ل ي رِ
س
المَلئكة.
«ُذا يَ ْوُم َل يَ ْن ِط ُقو َنَ .وَل يُ ْؤ َذ ُن لَ ُه ْم فَ يَ ْعتَ ِذ ُرو َن» ..وفي مشاُد أخرى يذكر
حسرتهم وندامتهم وحلفهم { والله ربنا } ومعاذيرُم ..واليوم طويل يكون فيه
ُذا ويكون فيه ذاك -على ما قال ابن عباس رضي الله عنهما -أن عرصات
القيامة حاَلت.
813
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ون} تَ ْه ِدي ٌد َش ِدي ٌد َوَو ِعي ٌد أَكِي ٌد ،أَ ْ :إِ ْن قَ َد ْرتُ ْم وقَ ولُهُ{ :فَِإ ْن َكا َن لَ ُكم َك ْي ٌد فَ ِكي ُد ِ
ْ َ ْ
نجوا ِم ْن ُح ْك ِمي فَافْ َعلُوا ،فَِإنَّ ُك ْم ََل تَ ْق ِد ُرو َنضتي ،وتَ ُ
َعلَى أَ ْن تَ تَ َخلَّصوا ِمن قَ بْ َ ِ
ُ ْ
استَطَ ْعتُ ْم أَ ْن تَ ْن ُف ُذوا ِم ْنس إِ ِن ْ شر ال ِ
ْج ِن َواإلنْ ِ ال تَ َعالَى {يَا َم ْع َ َ كَ ،ك َما قَ َ َعلَى َذلِ َ
ض فَانْ ُف ُذوا ََل تَ ْن ُف ُذو َن إَِل بِسلْطَ ٍ السماو ِ
ان}. ُ ِ األر
ْ وأَقْطَا ِر َّ َ َ َ
ات
ث ب ْع َد الْمو ِ ِ
ت ،وُو الصوا ٍ. يم ُُ َو الْ ُق ْرآ ُن .وقيلُ :و الْبَ ْع ُ َ َ ْ قيل :النَّبَأُ ال َْعظ ُ
ث فِي ف فِي الْب ْع ِ
َ ال :إِنَّهُ قَ ْد َوقَ َع ِاَل ْختِ ََل ُ {الَّ ِذ ُُ ْم فِ ِيه ُم ْختَلِ ُفو َن} يُ ْم ِك ُن أَ ْن يُ َق َ
ٍ بِِه الْ َكافِ ُرو َنَ ،ويُ ْم ِك ُن أَ ْن يُ َق َ ِ ِ ال ِ
ال :إِنَّهُ قَ ْد َوقَ َع ص َّد َق بِه ال ُْم ْؤمنُو َن َوَك َّذ َْج ْملَة ،فَ َ ُ
وحانِ َّي، ف الْ ُك َّفا ِر فَأَثْ بَ َ ث بَ ْي َن طََوائِ ُ ف فِي الْب ْع ِ ِاَل ْختِ ََل ُ
الر َ اد ُّ ارى ال َْم َع َ َّص َ
ت الن َ َ
ف ُك َّفا ِر ال َْعر ِ
ٍ ض طَوائِ ِ ِ ت طَائَِفةٌ ِمن الْي ه ِ
َ ْج ْس َمان َّيَ ،وقَ ْد َكا َن بَ ْع ُ َ اد ال ُود ال َْم َع َ َ َُ َوأَثْ بَ تَ ْ
اكةٌ فِ ِيه.ت طَائَِفةٌ ِم ْن ُه ْم غَ ْي َر َجا ِزَم ٍة بِنَ ْفيِ ِه ،بَ ْل َش َّ يُ ْن ِك ُر الْ َم َع َ
اد َوَكانَ ْ
ك لِنُ ُز ِ
ول ال َْم ََلئِ َك ِةَ { ،ويَ ْوَم سالِ َ {وفُتِح ِ
ت أَبْ َوابًا} أَ ْ :طُُرقًا َوَم َ الس َماءُ فَ َكانَ ْ
ت َّ َ َ
ت ال ِ السماء بِالْغَم ِام ونُ ِز َل الْم ََلئِ َكةُ تَ ْن ِز ًيَل } {وسيِر ِ
ت َس َرابًا}
ال فَ َكانَ ْ
ْجبَ ُ ََُ َ ش َّق ُق َّ َ ُ َ َ تَ َ
ا ٍ} سبُ َها َج ِام َدةً َو ُِ َي تَ ُم ُّر َم َّر َّ
الس َح ِ
َ ح
ْ ت
َ ال
َ ب
َ
َك َقولِ ِه{ :وتَرى ال ِ
ْج ََ ْ
814
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص َوابًا } :أ قال صوابا في الدنيا أو ال َ { ََل يَتَ َكلَّ ُمو َن إََِّل َم ْن أ َِذ َن لَهُ َّ
الر ْح َم ُن َوقَ َ
قال صوابا بعد أن أذن له { َوَل يَ ْش َف ُعو َن ِإََّل لِ َم ِن ْارتَضى} .وقيل ُو محمد صلى
ش فَأَقَ ُع اع ِة «فَأَنْطَلِ ُق فَآتِي تَ ْح َ
ت ال َْع ْر ِ يث َّ
الش َف َ الله عليه وسلم كما ور َد فِي ح ِد ِ
َ َ ََ
اج ًدا لَِربِي َع َّز َو َج َّل ثُ َّم يَ ْفتَ ُح اللَّهُ َعلَ َّي ِم ْن َم َح ِام َد َو ُح ْس ِن الثَّنَ ِاء َعلَْي ِه َش ْي ئًا لَ ْم
سِ
َ
ش َّف ْع» .
ك َوا ْش َف ْع تُ َولْ :ارفَ ْع َرأْ َس َ َح ٍد قَ ْبلِي ثُ َّم يَ ُق ُ يَ ْفتَ ْحهُ َعلَى أ َ
ت ي َداهُ} { ووج ُدوا ما َع ِملُوا ِ
حاضراً } ََ َ َ { يَ ْوَم يَ ْنظُُر ال َْم ْرءُ َما قَ َّد َم ْ َ
ت تُ َرابًا} أَ ْ :يَ َو ُّد الْ َكافِ ُر يَ ْوَمئِ ٍذ أَنَّهُ َكا َن فِي َّ
الدا ِر ول الْ َكافِ ُر يَا لَْي تَنِي ُك ْن ُ
{ويَ ُق ُ
َ
ات ُكونِي تُ َرابًا ،فتصير تُ َرابًا يَ ُق ُ
ول الدنْ يا تُرابا بعد موته .أو عند ما يقال للْحي وانَ ِ
َََ ُّ َ َ ً
الْ َكافِ ُر{ :يَا لَْي تَنِي ُك ْن ُ
ت تُ َرابًا}.
815
جامع التيسير في تعليقات التفسير
816
جامع التيسير في تعليقات التفسير
817
جامع التيسير في تعليقات التفسير
احبَتِ ِه َوبَنِ ِيه} قال صلى الله عليه وسلم َخ ِيه ،وأ ُِم ِه وأَبِ ِيه ،وص ِ
{ي وم ي ِف ُّر الْمرء ِمن أ ِ
َ َ َ َ َْ َ َ َ ْ ُ ْ
ال ساءُ َو ِ
الر َج ُ ْت :يا رس َ ِ ِ ِ ِ
ول الله الن َ َّاس يَ ْوَم الْقيَ َامة ُح َفا ًة ُع َرا ًة غُ ْرًَل» قُل ُ َ َ ُش ُر الن ُ «يُ ْح َ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم« :يَا َعائِ َ
شةُ ْاأل َْم ُر ال َ
ض ،قَ َ ض ُه ْم إِلَى بَ ْع ٍ َج ِم ًيعا يَ ْنظُُر بَ ْع ُ
ض» رواه البخار ومسلم واللفظ له. ض ُه ْم إِلَى بَ ْع ٍ أَ َش ُّد ِم ْن أَ ْن يَ ْنظَُر بَ ْع ُ
818
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ين} يَ ْعنِيَ :ولَقَ ْد َرأَى محم ٌد ِجب ِْري َل الَّذِي يَأْتِي ِه ق ْال ُمبِ ِ {ولَقَ ْد َرآهُ بِاَلفُ ِ َ
ورةِ الَّ ِتي َخلَقَه ُ اللَّه ُ َ
علَ ْي َها لَه ُ ص َ علَى ال ُّ ع َّز َو َج َّل َ ع ِن اللَّ ِه َ سالَ ِة َ الر َ
ِب ِ ّ
الرؤْ َية ُ ْاَل َ ْولَى الَّ ِتيي ُّ ين} أَيِْ :البَ ِّي ُنَ ،و ِه َ ق ْال ُم ِب ِ ِست ُّ ِمائَةُ َجنَاحٍ { ِباَلفُ ِ
شدِي ُد ْالقُ َوى ذُو ِم َّرةٍ علَّ َمه ُ َورة ُ ِفي قَ ْو ِل ِهَ { : ي ْال َم ْذكُ َ اءَ ،و ِه َ ط َح ِ َت ِب ْال َب َْكان ْ
سي ِْن أ َ ْو أ َ ْدنَى اب قَ ْو َ ق اَل ْعلَى ث ُ َّم َدنَا فَت َ َدلَّى فَ َكانَ قَ َ فَا ْست َ َوى َو ُه َو ِباَلفُ ِ
يرهُ .والدلي ُل أ َ َّن تفسير ذَ ِل َك َوت َ ْق ِر ُ
ُ ع ْب ِد ِه َما أ َ ْو َحى}َ ،ك َما تَقَد ََّم فَأ َ ْو َحى إَلَى َ
ورة َ س َ س َال ُمَ .و َّ
الظا ِه ُرَ -واللَّه ُ أ َ ْعلَ ُم-أ َ َّن َه ِذ ِه ال ُّ علَ ْي ِه ال َّالمرا َد ِبذَ ِل َك ِجب ِْري ُلَ ،
الرؤْ َيةَ َو ِه َ
ي اء؛ َِلَنَّهُ لَ ْم َي ْذ ُك ْر فِي َها ِإ َّال َه ِذ ِه ُّ ت قَ ْب َل لَ ْيلَةَ ْ ِ
اْل ْس َر ِ نَزَ لَ ْ
{ولَقَ ْد َرآهُ نزلَةً أ ُ ْخ َرى ورة ُ فِي قَ ْو ِل ِهَ : ي ْال َم ْذ ُك َ ْاَلولَىَ ،وأ َ َّما الثَّانِيَةُ َو ِه َ
ُ
س ْد َرة َ َما يَ ْغشَى}، ِع ْن َد ِس ْد َرةِ ْال ُم ْنت َ َهى ِع ْن َدهَا َجنَّة ُ ْال َمأ ْ َوى ِإ ْذ يَ ْغشَى ال ِ ّ
اء. اْل ْس َر ِورةِ ْ ِ س َ ت بَ ْع َد ُ ورةِ "النَّ ْج ِم"َ ،وقَ ْد نَزَ لَ ْ ت فِي سُ َ فَتِ ْل َك ِإنَّ َما ذُ ِك َر ْ
تفسبر ابن كثير.
820
جامع التيسير في تعليقات التفسير
821
جامع التيسير في تعليقات التفسير
822
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت َلَ تَ ْس َم ُع َش ْي ئًا َلَ تَ ْع ِرفُهُ ،إََِّل صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َمَ :كانَ ْ ج النَّبِ ِي َ شةََ ،زْو َ عن َعائِ َ
ِ صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ ت فِ ِيه َحتَّى تَ ْع ِرفَهَُ ،وأ َّ
بالَ « :م ْن ُحوس َ َن النَّبِ َّي َ اج َع ْ
َر َ
سابًا ف يحاسب ِ ْت أَولَْيس يَ ُق ُ َّ ت َعائِ َ ِ
س ْو َ ُ َ َ ُ َ
ح ول اللهُ تَ َعالَى{ :فَ َ شةُ :فَ ُقل ُ َ َ ٍ» قَالَ ْ ُعذ َ
ك" ا ٍ يَ ْهلِ ْ س َ
ِ
ٍ الح َ
ِ
ضَ ،ولَك ْنَ :م ْن نُوق َ
ِ ِِ
ال " :إِنَّ َما َذلك َ
الع ْر ُ ت :فَ َق َ يَ ِس ًيرا} قَالَ ْ
رواه البخار .
اء ظَ ْه ِرهِ} أَ ْ :بِ ِش َمالِ ِه ِم ْن َوَر ِاء ظَ ْه ِرهِ ،تُثْنى يَ ُدهُ إِلَى َوَرائِِه ِ ِ
{وأ ََّما َم ْن أُوت َي كتَابَهُ َوَر َ َ
ك. َويُ ْعطَى كِتَابَهُ بِ َها َك َذلِ َ
ْجن َِّة بِال َْم َخافَ ِة َوالْ ُح ْز ِن َوالْبُ َك ِاء
ف اللَّهُ أَ ُْ َل ال َص َ ِ ِِ
{إِنَّهُ كا َن في أَ ُْله َم ْس ُروراً}َ .و َ
ور فِي ْاْل ِخ َرةِ ،قَا َل اللَّ ِه تَ َعالَى{ :إِنَّا الس ُر َ
يم َو ُّ ِِ ِ الش َف َق ِة فِي ُّ
الدنْ يَا فَأَ ْع َقبَ ُه ْم به النَّع َ َو َّ
ف أَ ُْ َل ُكنَّا قَ بل فِي أَُلِنا م ْش ِف ِقين فَم َّن اللَّه علَينا ووقانا عذا ٍ السم ِ
ص َ ََ َ وو . } وم َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ ْ ُ ُْ
ال{ :إِنَّهُ كا َن فِي أَ ُْلِ ِه ك فِ َيها َوالتَّ َف ُّك ِه .فَ َق َ الض ِح ِ
الدنْ يَا َو َّ الس ُروِر فِي ُّ النَّا ِر بِ ُّ
َم ْس ُروراً}
ْح ْم َرةُ .وقال صلى الله عليه الش َف ِق } قال الجمهورَّ : ْس ُم بِ َّ {فََل أُق ِ
الش َف ُق :ال ُ
الش َف ُق" رواه مسلم. ب َّ ٍ َما لَ ْم يَِغ ِ ص ََلةِ ال َْمغْ ِر ِ
ْت َ وسلمَ " :وق ُ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فِي إِ َذا ال« :سج َد رس ُ ِ
ول الله َ َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرةَ ،أَنَّهُ قَ َ َ َ َ ُ
ك» رواه مسلم اس ِم َربِ َت َواق َْرأْ بِ ْ ش َّق ْ
الس َماءُ انْ َ
َّ
823
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اح ِملُوهُ فِي قُ ْرقُوٍر ،فَ تَ َو َّسطُوا بِِه الْبَ ْح َر ،فَِإ ْن َر َج َع َع ْن ِ
ال :ا ْذ َُبُوا بِه فَ ْ َص َحابِِه ،فَ َق َ أْ
َت بِ ِه ِمت ،فَانْ َك َفأ ْ الله َّم ا ْك ِفنِي ِه ْم بِ َما ِش ْئ َ
الُ : ِدينِ ِه َوإََِّل فَاق ِْذفُوهُ ،فَ َذ َُبُوا بِِه ،فَ َق َ
ك؟ َص َحابُ َ كَ :ما فَ َع َل أ ْ ال لَهُ ال َْملِ ُك ،فَ َق َ الس ِفينَةُ فَ غَ ِرقُوا ،وجاء يم ِشي إِلَى الْملِ ِ
َ َ َ َ َْ َّ
آم ُر َك بِِه، ك لَس َ ِِ الَ :ك َفانِي ِهم اللهُ ،فَ َق َ ِ ِ ِ
ت بَِقاتلي َحتَّى تَ ْف َع َل َما ُ ال لل َْملك :إِنَّ َ ْ ُ قَ َ
ال :تَجمع النَّاس فِي ص ِع ٍ ِ
صلُبُنِي َعلَى ِج ْذ ٍع ،ثُ َّم ُخ ْذ يد َواح ٍدَ ،وتَ ْ َ الَ :وَما ُُ َو؟ قَ َ ْ َ ُ َ قَ َ
ٍ الْغُ ََلِم، س ،ثُ َّم قُل :بِاس ِم ِ
الله َر ِ ْ ْ الس ْه َم فِي َكبِ ِد الْ َق ْو ِ ض ِع َّ َس ْه ًما ِم ْن كِنَانَتِي ،ثُ َّم َ
صلَبَهُ ك قَ تَ لْتَنِي ،فَجمع النَّاس فِي ِ ٍ ِ ٍ ْت ذَلِ ك إِ َّ ثُ َّم ْارِمنِي ،فَِ
صعيد َواحدَ ،و َ َ َ َ َ َ َ َ ل ع
َ ف
َ اذ
َ َ ن إ
ال: س ،ثُ َّم قَ َ الس ْه َم فِي َك ْب ِد الْ َق ْو ِ
ض َع َّ َخ َذ َس ْه ًما ِم ْن كِنَانَتِ ِه ،ثُ َّم َو َ َعلَى ِج ْذ ٍع ،ثُ َّم أ َ
ص ْد ِغ ِه ِ
ض َع يَ َدهُ في ُ ص ْد ِغ ِه ،فَ َو َ ٍ الْغُ ََلِم ،ثُ َّم رماهُ فَ وقَع َّ ِ
الس ْه ُم في ُ ََ َ َ
بِاس ِم ِ
اللهَ ،ر ِ ْ
آمنَّا بِر ِ ال النَّاسِ ِ َ : فِي مو ِ
ٍ الْغُ ََلِمَ ،
آمنَّا ِ
آمنَّا ب َر ٍ الْغُ ََلمَ َ ، ُ ات ،فَ َق َ الس ْه ِم فَ َم َ ض ِع َّ َْ
ك ت تَح َذر؟ قَ ْد و ِ
الله نَ َز َل بِ َ ك فَِ ٍ الْغُ ََلِم ،فَأُتِي الْملِ بِر ِ
َ ت َما ُك ْن َ ْ ُ يل لَهُ :أ ََرأَيْ َ
َ ق ُ َ َ َ
ض َرَم
ت َوأَ ْ ك ،فَ ُخ َّد ْ الس َك ِود فِي أَفْ واهِ ِ ح َذر َك ،قَ ْد آمن النَّاس ،فَأَمر بِ ْاألُ ْخ ُد ِ
َ َ َ ُ ََ َ ُ
يل لَهُ :اقْتَ ِح ْم ،فَ َف َعلُوا ِ ِ
َح ُموهُ ف َيها ،أ َْو ق َ
ِ ِ
الَ :م ْن لَ ْم يَ ْرِج ْع َع ْن دينِه فَأ ْ النِ َيرا َنَ ،وقَ َ
ال لَ َها الْغُ ََل ُم :يَا ت أَ ْن تَ َق َع فِ َيها ،فَ َق َ س ْ َ اع
َ ق
َ ت
َ ف
َ ا ه
َ ل
َ ي صبِ
َ ا ه
َ ع
َ م
َوَ ة
ٌ َأر ام
ْ
َ ََ َ ت حتَّى جاء ِ
ِ
ْح ِق " رواه مسلم والترمذ . اصبِ ِر فَِإنَّك َعلَى ال َ أ َُّم ْه ْ
826
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ٍ
وق ِم ْن َماء َدافِ ٍق ،أَ ْ :إِ َع َ
ادتُهُ ان الْم ْخلُ ِ
س َ
اإلنْ ِ ِ ِ
َوالْ َق ْو ُل الثَّاني :إنَّهُ َعلَى َر ْج ِع َُ َذا ِْ َ
ادةَِ .وقَ ْد َن َم ْن قَ َد َر َعلَى الْبَ ْد ِء قَ َد َر َعلَى ِْ
اإل َع َ الدا ِر ْاْل ِخرةِ لََق ِ
اد ٌر؛ ِأل َّ َ َوبَ ْعثُهُ إِلَى َّ
آن فِي غَ ْي ِر ما مو ِ الدلِيل فِي الْ ُقر ِ َّ
ض ٍعَ ،و َُ َذا الْ َق ْو ُل قَ َ
ال َ َْ ْ ذَ َك َر اللهَُ ،ع َّز َو َج َّلَ َُ ،ذا َّ َ
الس َرائُِر} .تفسير ابن ال{ :يَ ْوَم تُ ْب لَى َّ ارهُ ابْ ُن َج ِري ٍرَ ،ولِ َه َذا قَ َ
اكَ ،وا ْختَ َ بِِه َّ
الض َّح ُ
كثير.
ومن مناسباتها :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم َكا َن يَ ْق َرأُ فِي ال ِْعي َديْ ِن َويَ ْوِم
اشيَ ِة " و كان يث الْغَ ِ اك َح ِد ُ ك األ ْعلَى " َو " َُ ْل أَتَ َ اس َم َربِ َ ٍ " َسبِ ِح ْ ْج ُم َع ِة ِ ال ُ
يَ ْق َرئها فِي الْ ِوتْ ِر.
ك ال َْع ِظ ِيم} قَ َ
ال اس ِم َربِ َ
سبِ ْح بِ ْ َف { تْ ل
َز ن
َ امَّ َل : ول
ُ ق
ُ ي ، ي
ِ عن ُع ْقبةَ بْن َع ِام ٍر الْج َهنِ
َ َ َ ُ َ َ
{سبِ ِح تْ ل
َز ن
َ امَّ ل
َ ف
َ » م ك
ُ ول اللَّ ِه صلَّى الله َعلَي ِه وسلَّم« :اجعلُوُا فِي رُك ِ
وع لَنَا َر ُس ُ
َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ َْ َ َ
ود ُك ْم» أخرجه الحاكم في مستدركه وُا فِي سج ِ اج َعلُ َ ك ْاألَ ْعلَى} فَ َق َ اس َم َربِ َ
ُُ الْ « : ْ
َح َم ُد في مسنده. ام أ ْ اج ْه و ِْ
اإل َم ُ َوَرَواهُ أَبُو َد ُاو َد َوابْ ُن َم َ
{ربُّنَا الَّ ِذ أَ ْعطَى ُك َّل َش ْي ٍء َخلْ َقهُ ثُ َّم َُ َدى} { َوالذ قَ َّد َر فَ َه َدى} َ
َّ ِ
اء اللَّهُِ }..اَل ْستِثْ نَاء للتبرك أو لما يقع من سى .إَِل َما َش َ ك فََل تَ ْن َ { َسنُ ْق ِرئُ َ
َّس ِخ.
الن ْ
828
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِ
ج اس َم َربِه فَ َ
صلَّى} قيل قَ ْد أَفْ لَ َح َم ْن تَ َزَّكى :أ أَ ْخ َر َ {قَ ْد أَفْ لَ َح َم ْن تَ َزَّكىَ .وذَ َك َر ْ
يق الْمصلَّى ،فَصلَّى ص ََلة ال ِْع ِ ِِ ِ
يد .والصوا ٍ أن َ َ اس َم َربِه في طَ ِر ِ ُ َ َزَكا َة الْفطْ ِرَ ،وذَ َك َر ْ
ذلك عام.
اُيم وموسى} قيلَ " :كانَت ُك ُّل ُ ِذهِ ف األولَى صح ِ ِ {إِ َّن َُ َذا لَِفي ُّ
الص ُح ِ
َ ف إِبْ َر َ َ ُ َ ُُ
اد بَِق ْولِ ِه{ :إِ َّنار ابْ ُن َج ِري ٍر وابن كثير أَ َّن ال ُْم َر ََ ََت خ
ْ او ". ى َلُو
األ
ْ فالص ُح ِ
ُّ ي السورةِ فِ
ُّ َ
صلَّى بَ ْل تُ ْؤثُِرو َن ِ ِِ
اس َم َربِه فَ َ
ارةٌ إِلَى قَ ْوله{ :قَ ْد أَفْ لَ َح َم ْن تَ َزَّكى َوذَ َك َر ْ
َُ َذا} إِ َش َ
الدنْ يا و ِ
اْلخ َرةُ َخ ْي ٌر َوأَبْ َقى}. ْحيَاةَ ُّ َ َ ال َ
830
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ْجبَ ِلَ ،والْبَ ْح ِرَ ،والنَّا ِرَ ،وال َْم ِاءَ .و َُ َك َذا ذَ َك ُروا لِ ُك ِل َش ْي ٍء ُم َقابِلَهَُ ،وِم َن ْاألَ ْشيَ ِاء َوال َ
الْ َف ْر ُد َكال َْه َو ِاء.
اد} َو َُ ُؤََل ِء َعا ٌد ْاألَ ْولَى{ : .الَّتِي لَ ْم ات الْعِم ِ
َ
اد إِرم ذَ ِ ف فَ عل ربُّ َ ٍ
ك بِ َع َ َ {أَلَ ْم تَ َر َك ْي َ َ َ َ
َلد} { َوقَالُوا َم ْن أَ َش ُّد ِمنَّا قُ َّو ًة} ي ْخلَ ْق ِمثْ لُها فِي الْبِ ِ
َ ُ
ول تَ َعالَى ول َربِي أَ ْك َرَم ِن } يَ ُق ُ سا ُن إِذَا َما ابْ تََلهُ َربُّهُ فَأَ ْك َرَمهُ َونَ َّع َمهُ فَ يَ ُق ُ {فَأ ََّما اإلنْ َ
ك، الر ْز ِق لِيَ ْختَبَِرهُ فِي َذلِ َ ادهِ إِ َذا َو َّس َع اللَّهُ َعلَْي ِه فِي ِ ان فِي ا ْعتِ َق ِ اإلنْس ِ
ُم ْنك ًرا َعلَى ِْ َ
ِ
ك ،بَ ْل ُُ َو ابْتِ ََلءٌ َو ْامتِ َحا ٌنَ .ك َما قَ َ
ال س َك َذلِ َ ي
ْ ل
َوَ ه
ُ َل ام
ٌ ر ك
ْ ك ِم َن اللَّ ِه إِ َ َن ذَلِ َّ أ د
ُ قفَ ي ْعتَ ِ
َ
َ َ
ِع لَ ُهم فِي الْ َخ ْي ر ِ ِ ِِ ِ ٍ ِ
ات بَل ََل َ سار ُ ْ ين نُ َسبُو َن أَنَّ َما نُم ُّد ُُ ْم به م ْن َمال َوبَن َ تَ َعالَى{ :أَيَ ْح َ
وضيَّق َعلَْي ِه فِي ِ
الر ْز ِق، ب ْاْل َخ ِر إِذَا ابْ تَ ََلهُ َو ْامتَ َحنَهُ َ ْجانِ ِ ي ْشعرو َن} .وَك َذلِ َ ِ
ك في ال َ َ َ ُُ
ك ِم َن اللَّ ِه إِ َُانَةٌ لَهُ. َن ذَلِ َ يَ ْعتَ ِق ُد أ َّ
ال صلى الله عليه وسلم« :أَنَا َوَكافِ ُل اليَتِ ِيم فِي يم} قَ َ ِ
{ َكَل بَل ََل تُ ْك ِرُمو َن الْيَت َ
الو ْسطَى" رواه البخار . و السبَّاب ِ
ة َّ صب عي ِ
ه ْ ِ
إ ال بَِ ق
َ و » ا ذ
َ كَ َُ الجن ِ
َّة
َ ُ َ ْ َ َ َ َ
َّم يَ ْوَمئِ ٍذ لَ َها ِ
َّم} قال صلى الله عليه وسلم« :يُ ْؤتَى ب َج َهن َ
ٍِ ِ
يء يَ ْوَمئذ ب َج َهن َ {وج َ
ِ
َ
ْف ملَ ٍ
ك يَ ُج ُّرونَ َها» رواه مسلم. ْف ِزَم ٍامَ ،م َع ُك ِل ِزَم ٍام َس ْب ُعو َن أَل َ َ َس ْب ُعو َن أَل َ
ض ِاء بَيْ َن َخل ِْق ِه كما في حديث الشفاعة ،وُي ِم ْن ص ِل الْ َق َ ِ
ك} يَ ْعنِي :ل َف ْ اء َربُّ َ {و َج َ َ
ِ الص َف ِ ات ِ آي ِ
َح َم َد بْ َنات .ورواية أحمد في تأويلها ضعيفة .رو الْبَ ْي َهق ُّي أَ َّن أ ْ َ
ِ
ك} أَنَّهُ َج َ
اء ثَ َوابُهُ. اء َربُّ َ{و َج َ َح ْن بَ ٍل تَأ ََّو َل قَ ْو َل اللَّه تَ َعالَى َ
ِ ِ ِِ
صلَّى س ال ُْمط َْمئنَّةُ ْارجعي إِلَى َربِك} َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرَةَ ،ع ِن النَّبِ ِي َ {يَا أَيَّتُ َها النَّ ْف ُ
اء ضَ ي ب ضر أَتَ ْته م ََلئِ َكةُ ال َّرحم ِة بِح ِريرةٍ احتُ ِ ا ذ
َ ِ
إ ن مال " :إِ َّن الْم ْؤِ َ َق ، م َّ
ل س و اللهُ َعلَي ِ
ه
َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ
831
جامع التيسير في تعليقات التفسير
832
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اإلنْسا َن فِي َكبَ ٍد } :أى في تعب ومشقة ،فإنه َل يزال يقاسى فنون {لََق ْد َخلَ ْقنَا ِْ
ح إِلى اإلنْسا ُن إِنَّ َ ِ
الشدائد من وقت نفخ الروح إلى حين نزعها{ .يا أَيُّ َها ِْ
ك كاد ٌ
ك َك ْدحاً فَ ُمَلقِ ِيه}َربِ َ
833
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ت، َصبَ ْح َال :قُلْهُ إِ َذا أ ْان َو ِش ْركِ ِه ،قَ َ ك ِم ْن َش ِر نَ ْف ِسي َوِم ْن َش ِر َّ
الش ْيطَ ِ َعوذُ بِ َت ،أ ُ أَنْ َ
ك " رواه الترمذ وصححه األلباني. ض َج َع َ
ت َم ْ
َخ ْذ َ تَ ،وإِ َذا أ َ س ْي َ ِ
َوإ َذا أ َْم َ
{قَ ْد أَفْ لَح من َزَّكاُا وقَ ْد َخا ٍ من َد َّساُا} قال صلى الله عليه وسلم «المج ِ
اُ ُد َُ َ َْ َ َ َْ َ َ
سهُ» رواه الترمذيى وصححه األلباني. اُ َد نَ ْف َ
َم ْن َج َ
ت َخ ْي ُراُاَ ،وَزكِ َها أَنْ َ
آت نَ ْف ِسي تَ ْق َو َ
الله َّم ِ
ولُ " : َوَكا َن صلى الله عليه وسلم يَ ُق ُ
ت َولِيُّ َها َوَم ْوََل َُا "..رواه مسلم. اُا ،أَنْ ََم ْن َزَّك َ
834
جامع التيسير في تعليقات التفسير
835
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ص ُرهُ ويَرفع ِم ْن قَدره َويُوقره، ب .ثُ َّم لَ ْم يَ َز ْل يَ ُحوطُهُ َويَ ْن ُ ين ،فَ َك َفلَهُ َع ُّمهُ أَبُو طَالِ ٍ سن َ
ِِ
س أ َْربَِعي َن َسنَةً ِم ْن عُ ْم ِرهِ. ف َع ْنهُ أَ َذى قَ وِم ِه ب ْع َد أ ِ
َن ابْ تَ َعثَهُ اللَّهُ َعلَى َرأْ ِ ْ َ َويَ ُك ُّ
توحا ِم ْن أ َْم ِرنَا َما ُك ْن َ ُ ً ر ك َ ي
ْ ل
َ ِ
إ ان
َ ي
ْ حَو
َْ أ كَ ضاَل فَ ه َدى} َك َقولِ ِه {وَك َذلِ
ْ َ {وَو َج َد َك َ َ َ
شاء ِمن ِعب ِ ِ ِ ِ ِ
ادنَا ورا نَ ْهد بِه َم ْن نَ َ ُ ْ َ اإليما ُن َولَك ْن َج َعلْنَاهُ نُ ً
ا ٍ َوَل َ تَ ْد ِر َما الْكتَ ُ
اد بِ َه َذا أَنَّهَُ ،علَْي ِه اط ُم ْستَ ِق ٍيم}َ .وِم ْن ُه ْم َم ْن قَ َ
ال إِ َّن ال ُْم َر َ صر ٍ
َ
ك لَتَ ْه ِد إِلَى ِ َوإِنَّ َ
ض َّل َو ُُ َو َم َع َع ِم ِه يل :إِنَّهُ َ ِ
صغ ٌير ،ثُ َّم َر َج َعَ .وق َ
ا ٍ م َّكةَ و ُُو ِ
ض َّل في ش َع ِ َ َ َ َ
الس ََلمِ ِ َ ،
َّ ُ
الش ِام .وُذا مرجوح. يق َّ فِي طَ ِر ِ
{وَو َج َد َك َعائَِل فَأَ ْغنَى} قيل بمال أبي بكر وأمنا خديجة ،وأصو ٍ منه قوله َ
س» الغنَى ِغنَى النَّ ْف ِ ض ،ولَ ِك َّن ِ
الع َر ِ َ
ِ
س الغنَى َع ْن َكثْ َرة َ
صلى الله عليه وسلم« :لَْي ِ
َ
متفق عليه.
ب أَ ْن يَ َرى أَثَ َر ث} قال صلى الله عليه وسلم «إِ َّن اللَّ َه يُ ِح َّ ك فَ َح ِد ْ {وأ ََّما بِنِ ْع َم ِة َربِ َ
َ
نِ ْع َمتِ ِه َعلَى َع ْب ِدهِ» رواه الترمذ وصححه األلباني.
ْت لِلَّ ِذ َم ِعي ص ْد ِر إِلَى َك َذا َوَك َذا -قَ َ فِيها ِمن م ِ
ادةُ :فَ ُقل ُ ال قَ تَ َ َ َ ح ر
ِ ش
ُ ف
َ ، م زم ز
َ اء
َ ْ َ ََ
ْ
ج قَ ْلبِي ،فَ غُ ِس َل بِ َم ِاء َزْم َزَم ،ثُ َّم أ ُِعي َد استُ ْخ ِر َ
ِ
َس َف ِل بَطْنِه -فَ ْ ال :إِلَى أ ْ َما يَ ْعنِي قَ َ
يمانًا َو ِح ْك َمةً "..رواه مسلم .حديث اإلسراء والمعراج. ِ
َم َكانَهُ ،ثُ َّم ُحش َي إِ َ
َّر}ك َوَما تَأَخ َ ك اللَّهُ َما تَ َق َّد َم ِم ْن َذنْبِ َك ِوْزَر َك} بِ َم ْعنَى{ :لِيَ ْغ ِف َر لَ َ ض ْعنَا َع ْن َ
{وَو َ
َ
قيل ُذا ما فعله قبل الوحي ،وقيل اجتهاده في بعض المسائل كما في قوله
ك} { َما كا َن لِنَبِ ٍي ِ
س َوتَ َولَّى} { يَا أَيُّ َها النَّبِ ُّي ل َم تُ َح ِرُم َما أ َ
َح َّل اللَّهُ لَ َ تعالى { َعبَ َ
َسرى} :والخَلصة :أنه صلى الله عليه وسلم عصم من الكبائر أَ ْن يَ ُكو َن لَهُ أ ْ
وغفر له من الصغائر.
ِِ ِ ِ ِ ِ {ورفَ ْعنَا لَ َ ِ
َخ َذ
ين أ َينَ ،ونَ َّو َه به ،ح َ ين َو ْاْل َخ ِر َك ذ ْك َر َك} َرفَ َع اللَّهُ ذ ْك َرهُ في ْاأل ََّول َ ََ
ان بِ ِه ،ثُ َّم َش َه َر
اإليم ِ ِْ ال ِْميثَا َق َعلَى َج ِمي ِع النَّبِيِين أَ ْن يُ ْؤِمنُوا بِِه ،وأَ ْن يَأْ ُمروا أ َُمم ُه ْم بِ
َ ُ َ َ َ
ِذ ْك َرهُ فِي أ َُّمتِ ِه فَ ََل يُذكر اللَّهُ إََِّل ذُكر َم َعهُ في اْلذان واإلقامة والشهادة وَل يصح
التشهد في الصَلة دونه.
{فَِإ َّن َم َع ال ُْع ْس ِر يُ ْس ًرا ،إِ َّن َم َع ال ُْع ْس ِر يُ ْس ًرا}".لَ ْن يَ ْغلِب ُع ْسر يُ ْس َريْ ِن"
ب}أَ ْ :إِذَا فَرغت ِم ْن أ ُُموِر ُّ
الدنْ يَا َوأَ ْشغَالِ َها ك فَ ْارغَ ْ ب َوإِلَى َربِ َ ص ْ ت فَانْ َ {فَِإذَا فَ َر ْغ َ
ول َربَّنَا آتِنَا فِي ُّ
الدنْ يَا ادةَِ { .وِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ُق ُ ب فِي ال ِْعبَ َ ص ْ
وقَطَ ْع َ ِ
ت َع ََلئ َق َها ،فَانْ َ َ
سنَةً } وقال صلى الله عليه وسلم « َوالَّ ِذ نَ ْف ِسي بِيَ ِدهِ إِ ْن ح حسنَةً وفِي ْاْل ِخرةِ
َ ََ ََ َ
صافَ َح ْت ُك ُم ال َْم ََلئِ َكةُ َعلَى َل ، ِ
ر ك
ْ لَو تَ ُدومو َن َعلَى ما تَ ُكونُو َن ِع ْن ِد ،وفِي ِ
الذ
َ َ َ ْ ُ
اعةً» رواه مسلم. اعةً َو َس َ فُ ُر ِش ُك ْم َوفِي طُُرقِ ُك ْمَ ،ولَ ِك ْن يَا َح ْنظَلَةُ َس َ
837
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه ئ بِِه رس ُ ِ ِ شةَ أُِم ِ ِ َع ْن َعائِ َ
ول اللَّه َ ت :أ ََّو ُل َما بُد َ َ ُ ين أَنَّ َها قَالَ ْ الم ْؤمن َ ُ
ت ِمثْ َل َّ ِ لصالِحةُ فِي النَّوِ وسلَّم ِ
اء ْ َ جَ َل إ اي
َؤْ ر
َ ُ ى ر ي
َ َل
َ ن
َ ا ك
َ َف ، م ْ َ َّ ا اَيؤْ الر
ُّ يِ حْ الو ن
ََ َ َ َ م
َّث فِ ِيه َ -و ُُ َو ب إِلَْي ِه ال َخَلَءَُ ،وَكا َن يَ ْخلُو بِغَا ِر ِح َر ٍاء فَ يَ تَ َحن ُ ِ
الص ْب ِح ،ثُ َّم ُحب َ فَ لَ ِق ُّ
ك ،ثُ َّم يَ ْرِج ُع ع إِلَى أَ ُْلِ ِهَ ،ويَتَ َزَّو ُد لِ َذلِ َ الع َد ِد قَ ْب َل أَ ْن يَ ْن ِز َ ِ ِ
َّعبُّ ُد -اللَّيَال َي ذَ َوات َ الت َ
ك إِلَى خ ِديجةَ فَ ي ت زَّود لِ ِمثْلِها ،حتَّى جاءه الح ُّق وُو فِي غَا ِر ِحر ٍ
الملَ ُ ََ َ ه
ُ اء ج َف ، اء َ َ َ َََ ُ َ َ َ َُ َ َ َُ
ِِ ِ ال " :فَأ َ ِ الَ « :ما أَنَا بَِقا ِر ٍئ» ،قَ َ
َخ َذني فَ غَطَّني َحتَّى بَلَ َغ مني َ
الج ْه َد ال :اق َْرأْ ،قَ َ فَ َق َ
َخ َذنِي فَ غَطَّنِي الثَّانِيَةَ َحتَّى بَلَ َغ ْتَ :ما أَنَا بَِقا ِر ٍئ ،فَأ َ ال :اق َْرأْ ،قُل ُ ثُ َّم أ َْر َسلَنِي ،فَ َق َ
َخ َذنِي فَ غَطَّنِي الثَّالِثَةَ ْتَ :ما أَنَا بَِقا ِر ٍئ ،فَأ َ ال :اق َْرأْ ،فَ ُقل ُ الج ْه َد ثُ َّم أ َْر َسلَنِي ،فَ َق َ ِِ
مني َ
سا َن ِم ْن َعلَ ٍق .اقْ َرأْ َ ن
ْ ِ
إلا ق
َ ل
َ خ
َ . ق
َ ل
َ خ
َ ك الَّ ِ
ذ َ اس ِم ربِ
َ ْ ال{ :اقْرأْ بِ
َ َ ق
َ ف
َ ي، ثُ َّم أَرسلَنِ
َْ
فصلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يَ ْر ُج ُ ك األَ ْكرم} [العلق " ]2 :فَ رجع بِها رس ُ ِ
ول اللَّه َ ََ َ َ َُ َُ َوَربُّ َ
الَ « :زِملُونِي ض َي اللَّهُ َع ْن َها ،فَ َق َ ت ُخويْلِ ٍد ر ِ
َ َ
ادهُ ،فَ َد َخل َعلَى َخ ِديجةَ بِْن ِ
َ َ فُ َؤ ُ
يج َة َوأَ ْخبَ َرَُا ال َخبَ َر« :لََق ْد ال لِ َخ ِ
د َ ق
َ ف
َ ، ع
ُ و الر
َّ ه
ُ ن
ْ ع
َ ب ُ
َ ذ
َ َّى ت ح وه
ُ ل
ُ م
َّز ف
َ » ي َزِملُونِ
َ ْ َ َ َ
ص ُل ك لَتَ ِ يك اللَّهُ أَبَ ًدا ،إِنَّ َ يجةَُ :ك ََّل َواللَّ ِه َما يُ ْخ ِز َ يت َعلَى نَ ْف ِسي» فَ َقالَ ْ ِ
ت َخد َ َخ ِش ُ
839
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ب ين َعلَى نَ َوائِ ِ الض ْي َ ِ ومَ ،وتَ ْق ِر َّ ِ ِ َّ ِ
فَ ،وتُع ُ الم ْع ُد َ
ب َ الرح َمَ ،وتَ ْحم ُل ال َك َّلَ ،وتَ ْكس ُ
ِ ت بِِه ورقَةَ بن نَوفَ ِل ب ِن أ ِ الح ِق ،فَانْطَلَ َق ْ ِ ِ
الع َّزىَسد بْ ِن َع ْبد ُ يجةُ َحتَّى أَتَ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ ت بِه َخد َ َ
ا ٍ ا ِلع ْب َرانِ َّي، اُلِيَّ ِة ،وَكا َن ي ْكتُب ِ صر فِي الج ِ ِ
َ ت
َ الك َ َ ُ َ يجةَ َوَكا َن ْام َرأً تَ نَ َّ َ ابْ َن َع ِم َخد َ
بَ ،وَكا َن َش ْي ًخا َكبِ ًيرا قَ ْد َع ِم َي، الع ْب رانِيَّ ِة َما َش َّ فَ ي ْكتُب ِمن ا ِإلنْ ِج ِ ِ ِ
اء اللهُ أَ ْن يَ ْكتُ َ َ يل ب َ َ ُ َ
َخي ال لَه ورقَةُ :يا ابن أ ِ ق ف ، يك ت لَه َخ ِديجةُ :يا ابن َع ِم ،اسمع ِمن اب ِن أ ِ
َخ
َ ْ َ ََ ُ َ َ َ َ َْ ْ َ ْ َ َ َْ فَ َقالَ ْ ُ
ال لَهُ َوَرقَةُ: صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َخبَ َر َما َرأَى ،فَ َق َ ما َذا تَرى؟ فَأَ ْخب رهُ رس ُ ِ
ول اللَّه َ ََ َ ُ َ َ
وسى ،يَا لَْي تَنِي فِ َيها َج َذ ًعا ،لَْي تَنِي أَ ُكو ُن َحيًّا وس الَّذ نَ َّز َل اللَّهُ َعلَى ُم َ
ِ
َّام َُُ َذا الن ُ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم« :أ ََو ُم ْخ ِرِج َّي ُُ ْم»، ال رس ُ ِ
ول اللَّه َ ك ،فَ َق َ َ ُ ك قَ ْوُم َ إِ ْذ يُ ْخ ِر ُج َ
ك ود َ َ ،وإِ ْن يُ ْد ِرْكنِي يَ ْوُم َ ت بِِه إََِّل ُع ِ ط بِ ِمثْ ِل َما ِج ْئ َ ت َر ُجل قَ ُّ ال :نَعم ،لَم يأْ ِ
ٌ قَ َ َ ْ ْ َ
الو ْح ُي .البخار ومسلم. ِ
ب َوَرقَةُ أَ ْن تُ ُوف َيَ ،وفَ تَ َر َ ش ْ ص ًرا ُم َؤزًَّرا .ثُ َّم لَ ْم يَ ْن َ
ص ْر َك نَ ْ أَنْ ُ
وقال ابن القيم ما معناه أن أصل النعمة على اإلنسان :الخلق والعلم.
{الَّ ِذ َعلَّم بِالْ َقلَ ِمَ ،علَّم اإلنْسا َن ما لَم ي ْعلَم } { واللَّهُ أَ ْخرج ُكم ِمن بطُ ِ
ون ََ ْ ْ ُ َ َ َ َ َْ ْ َ
ار َو ْاألَفْئِ َد َة لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرو َنصَ الس ْم َع َو ْاألَبْ َ أ َُّم َهاتِ ُك ْم ََل تَ ْعلَ ُمو َن َش ْي ئًا َو َج َع َل لَ ُك ُم َّ
}
الال أَبُو َج ْه ٍلْ َُ :ل يُ َع ِف ُر ُم َح َّم ٌد َو ْج َههُ بَ ْي َن أَظ ُْه ِرُك ْم؟ قَ َ ال :قَ َ َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرةَ ،قَ َ
َن َعلَى َرقَ بَتِ ِه ،أ َْو ك َألَطَأ َّ ت َوال ُْع َّزى لَئِ ْن َرأَيْ تُهُ يَ ْف َع ُل ذَلِ َ الَل ِ الَ :و َّيل :نَ َع ْم ،فَ َق َ َ
فَِ
ق
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َو ُُ َو ال :فَأَتَى رس َ ِ
ول الله َ َُ ا ٍ ،قَ َ ُع ِفر َّن َو ْج َههُ فِي التُّر ِ
َ َأل َ َ
ص َعلَى َع ِقبَ ْي ِه ِ ِ صلِيَ ،ز َع َم لِيَطَأَ َعلَى َرقَ بَتِ ِه ،قَ َ
ال :فَ َما فَجئَ ُه ْم م ْنهُ إََِّل َو ُُ َو يَ ْن ُك ُ يُ َ
ال :إِ َّن بَ ْينِي َوبَ ْي نَهُ لَ َخ ْن َدقًا ِم ْن نَا ٍر َو َُ ْوًَل ك؟ فَ َق َ يل لَهَُ :ما لَ َ َ قال :فَِ
َ َق ، وي ت َِّقي بِي َدي ِ
ه ََ َ ْ
840
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ِ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم« :لَ ْو َدنَا منِي ََل ْختَطََف ْتهُ ال رس ُ ِ
ول الله َ َجن َحةً ،فَ َق َ َ ُ
وأ ْ ِ
َ
يث أَبِيال :فَأَنْ َز َل اللهُ َع َّز وج َّل ََ -ل نَ ْد ِر فِي ح ِد ِ ض ًوا» قَ َ ض ًوا عُ ْ ال َْم ََلئِ َكةُ ُع ْ
َ ََ
كاستَ ْغنَى إِ َّن إِلَى َربِ َ سا َن لَيَطْغَى ،أَ ْن َرآهُ ْ ُُ َريْ َرةَ ،أ َْو َشيءٌ بَلَغَهُ َ { :-ك ََّل إِ َّن ِْ
اإلنْ َ ْ
الرجعى ،أَرأَي َ ِ
ت إِ ْن َكا َن َعلَى ال ُْه َدى ،أ َْو أ ََم َر صلَّى ،أ ََرأَيْ َ ت الَّذ يَ ْن َهىَ ،ع ْب ًدا إِ َذا َ ُّ ْ َ َ ْ
ٍ َوتَ َولَّى} -يَ ْعنِي أَبَا َج ْه ٍل" مسلم. ت إِ ْن َك َّذ َبِالتَّ ْق َوى ،أ ََرأَيْ َ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه ال« :سج َد رس ُ ِ
ول الله َ ٍ} َع ْن أَبِي ُُ َريْ َرةَ ،أَنَّهُ قَ َ َ َ َ ُ اس ُج ْد َواقْتَ ِر ْ
{و ْ َ
ك» وقال صلى الله عليه وسلم اس ِم َربِ َ
ت َواق َْرأْ بِ ْش َّق ْ َو َسلَّ َم فِي إِذَا َّ
الس َماءُ انْ َ
الد َعاءَ" ُم ْسلِ ٍم.
اج ٌد ،فَأَ ْكثِ ُروا ُّ "أَقْر ٍ ما ي ُكو ُن الْع ْب ُد ِمن ربِِه و ُُو س ِ
َ ْ َ َ َ َ َُ َ َ
ارَكةُ الَّتِي قَ َ
ال اللَّهُ، ِ ِ َّ ِ َّ
يُ ْخب ُر اللهُ تَ َعالَى أَنَّهُ أَنْ َز َل الْ ُق ْرآ َن لَْي لَةَ الْ َق ْدرَ ،وُ َي الل ْي لَةُ ال ُْمبَ َ
ضا َن. ارَك ٍة} َو ُِ َي لَْي لَةُ الْ َق ْد ِرَ ،و ُِ َي ِم ْن َش ْه ِر َرَم َ
َ ب
َ م
ُ
َع َّز وج َّل{ :إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَي لَ ٍ
ة ْ ََ
اح َد ًةَ ،وُكلُّهُ إِلَى َس َم ِاءآن جملَةً و ِ ِ
يع الْ ُق ْر ُ ْ َ
ِ ِ
أَ ْ :بِ َدايَةُ ال َْو ْح ِي بِالْ ُق ْرآن .أو ُُ َو َجم ُ
ب س ح ا م ج ن م م صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه و َسلَّ ول اللَّ ِ
ه صار يَ ْن ِز ُل َعلَى ر ُس ِ ُّ
َ
َ َ ً َ َ َّ َ ُ َ َ الدنْ يَا ،ثُ َّم َ َ
ال َْوقَائِ ِع " .أنزلت صحف إبراُيم أول ليلة من رمضان ،وأنزلت التوراة لست
مضين من رمضان ،وأنزل اإلنجيل لثَلث عشرة ليلة خلت من رمضان ،وأنزل
841
جامع التيسير في تعليقات التفسير
الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ،وأنزل القرآن ألربع وعشرين خلت من
رمضان " .رواه أحمد .وحسنه األلباني.
وو ْجه تَس ِميتِ َها لَْي لَةَ الْ َق ْد ِر فِ ِيه و ْج َه ِ
ان: َ ْ َ ََ
الرفْ َعةُ{ ،لَْي لَةُ الْ َق ْد ِر َخ ْي ر ِم ْن أَل ِ
ْف َش ْه ٍر} ف َو ِ َن َم ْعنَى الْ َق ْد ِر َّ
الش َر ُ َح ُد ُُ َما :أ َّ
أَ
ٌ
السنَ ِة{ ،
َن اللَّهَ تَ َعالَى يُ َق ِد ُر فِ َيها َوقَائِ َع َّ
ت لَْي لَةَ الْ َق ْد ِر ; ِأل َّ
ال َْو ْجهُ الثَّانِي :أَنَّ َها ُس ِميَ ْ
اخ ِر ِم ْنهَُ ،وفِي
ضا َن ،وفِي الْع ْش ِر ْاألَو ِ
َ
ِ ِ
ف َيها يُ ْف َر ُق ُك ُّل أ َْم ٍر َحك ٍيم } .وُي في َرَم َ َ َ
ِ
ِ ِ ِ
ين .وقال الْ ِوتْ ِر م َن ال َْع ْش ِر ْاأل ََواخ ِر ،وقيل في السبع األواخر وفي ليلة َس ْب ٍع َوع ْش ِر َ
العلماء :إنها تتحول.
{فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرُا فقد حرم }.رواه النسائي وصححه
األلباني.
حديث مرسل__عن َمالِك أَنَّهُ َس ِم َع َم ْن يَثِ ُق بِِه ِم ْن أَ ُْ ِل ال ِْعل ِْم يَ ُق ُ
ول :إِ َّن َر ُس َ
ول
ك. اء اللهُ ِم ْن ذلِ َ َ ش
َ امَ َوْ أ . ه
ُ ل
َ ب
ْ ق
َ ِ
َّاس ن ال ار م
َ ََ ع
ْ َ
أ ِ
ر ُ
أ وسلم عليه الله صلى ِ
الله
اصر أَ ْعمار أ َُّمتِ ِه أَ ْن َلَ يَ ْب لُغُوا ِمن ال َْعم ِلِ ،مثْل الَّ ِذ بَلَ َغ غَ ْي رُُ ْم فِي طُ ِ
ول ُ َ َ َ فَ َكأَنَّهُ تَ َق َ َ َ َ
ْف َش ْه ٍر .رواه إمام مالك في الوطأ. ال ُْع ْم ِر ،فَأَ ْعطَاهُ اللهُ لَْي لَةَ الْ َق ْد ِرَ ،خ ْي ر ِم ْن أَل ِ
ٌ
{وَما نَتَنز ُل إَِل بِأ َْم ِر َربِ َ الر ُ ِ ِ ِ ِ نزل ال َْمَلئِ َكةُ َو ُّ
ك} وح ف َيها بِإ ْذن َرب ِه ْم) َ (تَ ُ
842
جامع التيسير في تعليقات التفسير
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ِألُبَ ٍي " :إِ َّن كرِ ٍِ
ال النَّبِ ُّي َ
ض َي اللَّهُ َع ْنهُ ،قَ َ س بْ ِن َمال َ َع ْن أَنَ ِ
الَ :و َس َّمانِي؟ قَ َ َّ ِ اللَّهَ أ ََم َرنِي أَ ْن أَق َْرأَ َعلَْي َ
ال« :نَ َع ْم» ك{ :لَ ْم يَ ُك ِن الذ َ
ين َك َف ُروا} " قَ َ
فَ بَ َكى" متفق عليه.
ص ُح ٍ ِ {رس ٌ ِ ِ
ف َّرًة} أ ما في صحف المَلئكة { في ُ ص ُح ًفا ُمطَه َ ول م َن اللَّه يَ ْت لُو ُ َُ
َّرةٍ .بِأَيْ ِد َس َف َرةٍ .كِ َر ٍام بَ َرَرةٍ} أو كل ما يكتب عليه. َ ه ط
َ م
ُ
وع ٍ
ة َ ُفرْ م
َ . م َك َّرم ٍ
ة ُ َ
ورةَ لََو ِس َع ْت ُه ْمَ .وفِي ِرَوايٍَة َع ْنهُ :لَ ْو لَ ْم يَ ْن ِز ْل َّاس َُ ِذهِ ُّ
الس َ
و َع ِن َّ ِ ِ
الشافع ِي :لَ ْو تَ َدبَّ َر الن ُ َ
َّاس إََِّل ُِ َي لَ َك َف ْت ُه ْم .وشروط العمل الصالح :اإليمان واإلخَلص واَلتباع. إِلَى الن ِ
وقال ابن القيم رحمه الله :المراتب أربعة وباستكمالها يحصل للشخص غاية
كماله :إحداُا :معرفة الحق .الثانية :عمله به .الثالثة :تعليمه من َل يحسنه.
الرابعة :صبره على تعلمه والعمل به وتعليمه.
846
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ف الْ ِجبَ ِ َّح ُّرِز فِي َش َع ِ ٍ ،فَأَ ْخب رُم الْ َخب ر ،وأَمرُم بِالْ ُخر ِ ِ
ال وج م ْن َم َّكةَ َوالت َ َ َ ُ ُ َ َ َ ََ ُ ْ ُ قُ َريْ ٍ
َخ َذ بِ َح ْل َق ِة بَ ِ
ا ٍ ب فَأ َام َع ْب ُد ال ُْمطَّلِ ِ ٍ .ثُ َّم قَ َ ْج ْي ِا ٍ ،تَ َخ ُّوفًا َعلَْي ِه ْم َم َع َّرَة ال َ
و ِ
الش َع ِ َ
ص ُرونَهُ َعلَى أَبْ َرَُةَ َو ُج ْن ِدهِ، ٍ ،ي ْد ُعو َن اللَّهَ ويستَ ْن ِ ٍ ي ر ُق ن الْ َكعب ِة ،وقَام معه نَ َفر ِ
م
ََ ْ َ ْ َْ َ َ َ َ ُ ٌ ْ َ
وم ضربوا ال ِْف ِ ول َم َّكةََ ،و َُيَّأَ فِيلَهَُ ،و َعبَّأَ َج ْي َ َصبَح أَبْ رَُةُ تَ َهيَّأَ لِ ُد ُخ ِ
يل ليَ ُق َ َ شهَُ ،و َ َ ُ فَ لَ َّما أ ْ َ َ
الش ِام ،فَ َف َع َل ِمثْ َل
ام يُ َه ْر ِو ُل َوَو َّج ُهوهُ إِلَى َّ ِ
فَأَبَى ،فَ َو َّج ُهوهُ َراج ًعا إِلَى الْيَ َم ِن ،فَ َق َ
كَ ،وَو َّج ُهوهُ إِلَى َم َّكةَ فَ بَ َر َك _.كما كَ ،وَو َّج ُهوهُ إِلَى ال َْم ْش ِر ِق ،فَ َف َع َل ِمثْ َل َذلِ َ َذلِ َ
ص َواءُ،ت ال َق ْ قال صلى الله عليه وسلم حين بركت راحلته عند الحديبية « َما َخ ََلَ ْ
يل» رواه البخار _ َوأ َْر َس َل اللَّهُ اك لَها بِ ُخلُ ٍق ،ولَ ِكن حبسها حابِس ِ
الف ِ َ ْ ََ َ َ َ ُ َوَما َذ َ َ
ِ ال الْ َخطَ ِ
َح َجا ٍرَ :ح َج ٌر انَ ،م َع ُك ِل طَائِ ٍر م ْن َها ثَََلثَةُ أ ْ يف والْب لَس ِ
َ َ َ
اط ِ َعلَْي ِه ْم طَْي ًرا أ َْمثَ َ
يب ِم ْن ُه ْم أَ َح ًدا ُ
سََ ،ل تُ ِ
ص ِ د
َ ْعل
َ َ او صِ مَّ ال ال ِ
ْح َ َث َم
ْ أ ، ان فِي ِرجلَي ِ
ه ْ ْ فِي ِم ْن َقا ِرهِ ،وحجر ِ
َ َ ََ
يق ،وي ْهلِ ُكو َن بِ ُك ِل م ْهلِ ٍ
ك َعلَى ُك ِل َس ْه ٍل، َ ساقَطُو َن بِ ُك ِل طَ ِر ٍ َ َ ك ،فَ َخ َر ُجوا يَتَ َ إََِّل َُلَ َ
ود
ط أُنْ ُملَةً أُنْ ُملَةًَ { .وَما يَ ْعلَ ُم ُجنُ َ س ِدهَِ ،و َخ َر ُجوا بِِه َم َع ُه ْم يَ ْس ُق ُ َ ج
َ ي ُصيب أَب رَُةُ فِ
ْ
َ َ َ
وأ ِ
ك إََِّل ُُ َو} َربِ َ
اضا ِم َن
وصححه األلباني .وقال صلى الله عليه وسلم عن الحوض " َما ُؤهُ أَ َش ُّد بَيَ ً
ٍ ِم ْنهُ َش ْربَةً لَ ْمرِ ش ن م ، السم ِ
اء اللَّب ِن وأَحلَى ِمن العس ِل ،وأَ ْكوابه عدد نج ِ
وم
َ
َ َْ َ َّ َ َ َ َ َ ُُ َ َ ُ ُ ُ َ َ ْ
يَظ َْمأْ بَ ْع َد َُا أَبَ ًدا"رواه الترمذ وصححه األلباني .واختلف في الكوثر أُو
الحوض أم َل.
ات يَ ْوٍم بَ ْي َن أَظْ ُه ِرنَا إِ ْذ صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َذ َ ال :ب ي نَا رس ُ ِ
ول الله َ س ،قَ َ َ ْ َ ُ َع ْن أَنَ ٍ
ول ِ اء ًة ثُ َّم َرفَ َع َرأْ َسهُ ُمتَ بَ ِس ًما ،فَ ُقلْنَاَ :ما أَ ْ
ال: الله قَ َ ك يَا َر ُس َ ض َح َك َ أَ ْغ َفى إِ ْغ َف َ
اك الْ َك ْوثَ َر. الرِح ِيم {إِنَّا أَ ْعطَْي نَ َ الر ْح َم ِن َّ ت َعلَ َّي آنًِفا سورةٌ» فَ َقرأَ :بِس ِم ِ
الله َّ َ ْ ُ َ «أُنْ ِزلَ ْ
ال« :أَتَ ْد ُرو َن َما الْ َك ْوثَ ُر؟» فَ ُقلْنَا ك ُُ َو ْاألَبْ تَ ُر} ثُ َّم قَ َ ك َوانْ َح ْر .إِ َّن َشانِئَ َ ص ِل لَِربِ َفَ َ
ال " :فَِإنَّهُ نَ ْه ٌر َو َع َدنِ ِيه َربِي َع َّز َو َج َّلَ ،علَْي ِه َخ ْي ٌر َكثِ ٌيرَ ُُ ،و اللهُ َوَر ُسولُهُ أَ ْعلَ ُم ،قَ َ
وم ،فَ يُ ْختَ لَ ُج ال َْع ْب ُد ِم ْن ُه ْم، حوض ت ِرد علَي ِه أ َُّمتِي ي وم ال ِْقيام ِة ،آنِي ته عدد النُّج ِ
َْ َ َ َ َُُ َ َ ُ ُ َْ ٌ َ ُ َ ْ
ت بَ ْع َد َك " رواه مسلم. َح َدثَ ْولَ :ما تَ ْد ِر َما أ ْ ٍ ،إِنَّهُ ِم ْن أ َُّمتِي فَ يَ ُق ُولَ :ر ِ فَأَقُ ُ
سكي َوَم ْحيَا َ
الض ِحيَّ ِة {قُل إِ َّن صَلتِي ونُ ِ
َ ُ َ ْ ك َوانْ َح ْر} :كال َْه ْد ِ و َّ ص ِل لَِربِ َ{فَ َ
ِ ِ ِ َوَم َماتِي لِلَّ ِه َر ِ
آوى ين} «لَ َع َن اللهُ َم ْن َذبَ َح لغَْي ِر اللهَ ،ولَ َع َن اللهُ َم ْن َ ٍ ال َْعالَم َ
ار» رواه مسلم. ن
َ ْم ل ا ر ي
َّ غ
َ ن م الله
ُ ن ع ل
َ و ، مح ِدثًا ،ولَعن اللهُ من لَعن والِ َدي ِ
ه
َ َ َ َ ْ َْ ََ َ ْ َ َ
َ ُ ْ َ ََ
ات انْ َقطَ َع ِذ ْك ُرهُ ،فَ تَ َو َُّ ُموا لِ َج ْهلِ ِه ْم ك ُُ َو األبْ تَ ُر}ْ :األَبْ تَر الَّ ِذ إِ َذا َم َ {إِ َّن َشانِئَ َ
وسات بَنُوهُ يَ ْن َق ِط ُع ِذ ْك ُرهَُ ،و َحا َشا َوَك ََّل بَ ْل قَ ْد أَبْ َقى اللَّهُ ِذ ْك َرهُ َعلَى ُرءُ ِ أَنَّهُ إِذَا َم َ
ك ِذ ْك َر َك}. ادَ { .وَرفَ ْعنَا لَ َ ْاألَ ْشه ِ
َ
851
جامع التيسير في تعليقات التفسير
اَلتحاد بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم في المعبود ،وُاتان اْليتان تنفيان
اَلتحاد في العبادة .واختاره ابن كثير .وقيلََ { :ل أَ ْعبُ ُد َما تَ ْعبُ ُدو َن َوََل أَنْ تُ ْم
َعابِ ُدو َن َما أَ ْعبُ ُد} في الحاضر والمستقبلَ { .وَل أَنا عابِ ٌد ما َعبَ ْدتُّ ْمَ ،وَل أَنْ تُ ْم
عابِ ُدو َن ما أَ ْعبُ ُد} في الماضي.
854
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ث الْ ُقر ِ
آن» البخار ومسلم واللفظ له .وكان يقرئها في ركعة األخيرة ِ
تَ ْعد ُل ثُلُ َ ْ
من الوتر ،وفي أذكار الصباح والمساء وعند النوم مع المعوذتين.
سبب نزولها :عن أبي بن كعب ،قال :قال المشركون للنبي صلى الله عليه
َح ٌد اللَّهُ َّ
الص َم ُد) .و عن انسب لنا ربك ،فأنزل الله( :قُ ْل ُُ َو اللَّهُ أ َ
وسلمُ :
عكرمة ،قال :إن المشركين قالوا :يا رسول الله أخبرنا عن ربك ،صف لنا ربك
صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم نَظََر إِلَى ب} َع ْن َعائِ َ ِ ِ
َن النَّبِ َّي َ شةَ ،أ َّ {وم ْن َش ِر غَاس ٍق إِ َذا َوقَ َ َ
يذ بِاللَّ ِه ِمن َش ِر ُ َذا ،فَِإ َّن ُ َذا ُو الغَ ِ شةُ است ِع ِ
اس ُق إِ َذا َ َُ َ ْ ال« :يَا َعائِ َ ْ َ ال َق َم ِر ،فَ َق َ
يح» وصححه األلباني. يث حسن ِ ِ
صح ٌ ب» :رواه الترمذ وقال « َُ َذا َحد ٌ َ َ ٌ َ َوقَ َ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َمَ ،حتَّى َكا َن يُ َخيَّ ُل إِلَْي ِه أَنَّهُ َعن َعائِشةَ قَالَ ْ ِ
تُ :سح َر النَّبِ ُّي َ ْ
ت أ َّ
َن ال " :أَ َشعر ِ
َْ ات يَ ْوٍم َد َعا َو َد َعا ،ثُ َّم قَ َ يَ ْف َع ُل َّ
الش ْي َء َوَما يَ ْف َعلُهَُ ،حتَّى َكا َن ذَ َ
اْلخ ُر ِع ْن َدَح ُد ُُ َما ِع ْن َد َرأْ ِسي َو َ ِ ِ اللَّهَ أَفْ تَانِي فِ ِ ِ ِ ِ
يما فيه ش َفائي ،أَتَاني َر ُجَلَن :فَ َق َع َد أ َ َ
ال
الَ :وَم ْن طَبَّهُ؟ قَ َ و ٍ ،قَ َالَ :مطْبُ ٌ الر ُج ِل؟ قَ َ َح ُد ُُ َما لِ ْْ َخ ِر َما َو َج ُع َّ ِر ْجلَ َّي ،فَ َق َ
ال أ َ
855
جامع التيسير في تعليقات التفسير
ف طَل َْع ٍة ذَ َك ٍر ،قَا َل شاقَ ٍة و ُج ِ ال :فِي م ُ ٍ لَبِي ُد بن األَ ْعص ِم ،قَ َ ِ
شط َوُم َ َ ُ يما َذا ،قَ َ ال :ف َ َ ُْ
صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ،ثُ َّم َر َج َعج إِلَْي َها النَّبِ ُّي َ فَأَيْن ُُو؟ قَ َ ِ ِ
ال :في ب ْئ ِر َذ ْرَوا َن " فَ َخ َر َ َ َ
استَ ْخ َر ْجتَهُ؟ اطي ِن» فَ ُقل ُالشي ِ
وس ََّ َّ شةَ ِ ال لِعائِ
ْت ْ ُُ ُ ء ر ه
ُ نَأكَ اهَ ل
ُ خ
ْ ن
َ « : ع ج ر
َ ََ َ ين ح َ فَ َق َ َ
ك َعلَى الن ِ
َّاس َش ًّرا» ثُ َّم يت أَ ْن يُثِ َير َذلِ َ
الَ« :لَ ،أ ََّما أَنَا فَ َق ْد َش َفانِي اللَّهَُ ،و َخ ِش ُ فَ َق َ
ت البِْئ ُر .البخار ومسلم واللفظ للبخار . ُدفِنَ ِ
وآخر دعوانا أن الحمد لله ر ٍ العالمين.
جمع وإعداد :الطالب مختار عبد الله حد .
856