‫نظريات اضطراب التوحد ‪:‬‬

‫النظرية النفسية للتوحد ‪ :‬فسر بعض االطباء النفسانيني املتاثرين بنظرية التحليل النفسي لفرويد التوحد على‬
‫انه ينتج من الرتبية اخلاطئة خالل مراحل النمو االوىل من عمر الطفل وهذا يؤدي اىل اضطرابات ذهنية كثرية‬
‫عنده‪.‬وفسر العامل الفرنسي برونر بيتلهم ان سبب التوحد ناتج عن خلل تربوي من الوالدين ووضع اللوم بشكل‬
‫اساسي على االم‪.‬‬

‫النظرية املعرفية ‪ :‬االطفال املصابون بالتوحد لديهم مشكالت معرفية شديدة تؤثر يف قدرهتم على التقليد‬
‫و الفهم و ا املرونة و االبداع لتشكيل و تطبيق استعمال املعلومات ‪ .‬ويرى بعض العلماء املعرفيون أن‬
‫املشكلة الرئيسية هي يف تغيري و دمج املدخالت من احلواس املختلفة ‪ ،‬و توجد بعض االدلة بأن هذه‬
‫الشذوذات االدراكية تشكل االساس لعدم احلساسية االجتماعية لالطفال املتوحدين ‪.‬‬
‫و هناك تركيز على االدراك احلسي يقول بأن العيب الرئيسي لطفل التوحد هو يف فهم االصوات‬
‫الذي يصاحب مشكالت ادراكية‬

‫النظرية العصبية للتوحد ‪:‬إن حالت االصابة بالتوحد الناجتة عن عوامل عضوية تكون ناجتة عن عيوب يف اجلهاز‬
‫العصيب املركزي ‪ ،‬و تتمثل هذه العوامل يف تأخر منو اللغة ‪ ،‬التخلف العقلي ‪ ،‬السلوك احلركي الشاذ ‪ ،‬اخلمول‬
‫و النشاط للمدخالت احلسية ‪ ،‬و مستوى االستجابة و احلركة للمثريات السمعية والبصرية كما أن العديد من‬
‫االطفال املصابني بالتوحد عندما يصلون إىل مرحلة املراهقة يظهرون اضطرابات معروفة الرتباطها الوثيق باجلهاز‬
‫العصيب املركزي‪.‬‬

‫صعوبات التعلم النمائية للطفل التوحدي ‪:‬‬

‫تشري الدارسات و االحباث إىل أن اضطراب النواحي النمائية( املعرفية )‪ ،‬تعد أكثر املالمح املميز‬
‫الضطراب التوحد وتنقسم اىل قسمني صعوبات منائية اولية وصعوبات منائية ثانوية ‪:‬‬
‫الصعوبات النمائية االولية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬االنتباه ‪ :‬يعترب اضطراب االنتباه احد املشاكل الظاهرة يف التوحد وتؤثر بشكل كبري على الطفل حيث جيد‬
‫التوحديني صعوبة كبرية يف االنتباه ومن مظاهر اضطراب االنتباه لدى االطفال التوحديني ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬صعوبة التوجه و االصغاء و االلتفات لالخرين ‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة نقل وتبديل النظر بني االشخاص و االشياء‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة توجيه انتباه االخرين جتاه االشياء او االحداث من اجل مشاركة اخلربات ‪.‬‬
 ‫‪ -‬صعوبة االحتفاظ باالنتباه اثناء القيام بعمل معني ‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة يف االستمرار يف االنتباه بشكل متواصل ‪.‬‬

‫‪ -‬االنتقائية الشديدة للمثريات اي الرتكيز على شيء واحد او جزء منه ‪( .‬مسريةبوشاقور‪.)2019/2020،47،‬‬

‫‪ - 2‬الذاكرة ‪ :‬لقد مت دراسة الذاكرة لدى االطفال التوحديني بصورة واسعة حيث هناك من يرى ان اضطراب‬
‫الذاكرة يعد اضطراب اساسي واويل لدى االطفال التوحديني ‪.‬‬

‫‪ -‬إن معظم االطفال الذين يعانون من التوحد يعانون من مشكالت تذكر املعلومات السيما تلك اليت تتطلب‬
‫مستوى عايل من املعاجلة و الفهم كتذكر االنشطة و االحداث املتسلسلة و خطوات العمل ‪ ،‬كما أهنم يواجهون‬
‫صعوبة يف تذكر املعلومات السمعية مقارنة باملعلومات البصرية ‪.‬‬

‫‪ -‬تدين يف الذكاء االجتماعي واختالف يف االداء و ا ستجابة و الذكاء الوظيفي‪.‬‬

‫اال ان هناك بعض االطفال التوحديني يتمتعون بذاكرة قوية وخاصة االشياء اليت يهتمون هبا مثل اماكن االشياء اليت‬
‫يفضلوهنا من العاب واطعمة ‪ ،‬كما يتمتعون بذاكرة بصرية جيدة وذلك بتذكر التفاصيل احمليطة هبم‪.‬‬

‫‪ - 3‬االدراك‪ :‬اضطراب يف االدراك و الذي يتضمن السلوكيات املرتبطة بالوعي للمثري احلسي ‪ ،‬احلساسية و سرعة‬
‫الغضب ‪ ،‬عدم االستجابة للمثري احلسي ‪ ،‬وهذا يؤدي اىل اضطراب يف العالقات ويف اللغة ويف السلوك احلركي ‪،‬‬
‫ويفرتض ان اجلهاز العصيب املركزي عاجز عن تنظيم املعلومات االدراكية املستقبلة ‪.‬‬

‫و ميكن أن خنلص إىل أن الطفل التوحدي عادة ما تكون ردود فعله غري عادية لالحساسات املادية ‪ ،‬حيث أنه دائما‬
‫يتسم مبا يلي ‪:‬‬

‫يبدو و كأنه أصم‬ ‫‪‬‬

‫• يلجأ إىل الضوضاء الشديدة عندما يضايقه أحد ‪.‬‬

‫• قد يضع أصابعه يف أذنيه أو يغطيهما عند مساع أصوات معينة ‪.‬‬

‫• قد يستمتع ببعض االلعاب اليت تتضمن التالمس اجلسدي ‪.‬‬

‫• ينجذب إىل املوسيقى خاصة اخلفيفة منها ‪.‬‬

‫• ال حيب يف الغالب أن يلمسه أحد‪.‬‬

 ‫‪ • .‬ال يقدر اخلطر أو يهابه ‪.‬‬

‫الصعوبات النمائية الثانوية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪- 1‬التفكري ‪ :‬يعتمد االشخاص املصا بون بالتوحد على طريقة للتفكري تتميز يف معظم االحيان مبا يأيت‪ • :‬التفكري‬
‫بالصور‬

‫• صعوبة يف معاجلة سلسلة طويلة من املعلومات الشفوية ‪.‬‬

‫•صعوبة االحتفاظ مبعلومة واحدة يف تفكريهم أثناء حماولة معاجلة معلومات أخرى‪.‬‬

‫• صعوبة يف تعميم االشياء اليت يدرسوهنا أو يعرفوهنا ‪.‬‬

‫• يستخدمون العقل بدال من املشاعر يف عمليات التفاعل ااجلتماعي ‪..‬‬

‫• يعانون صعوبة يف عدم اتساق أو انتظام إدراكهم لبعض االحاسيس ‪.‬‬

‫‪ -2‬اللغة ‪:‬إن اضطرابات اللغة و الكالم و اجلوانب املعرفية هي مظاهر أساسية يف‬

‫و بالنسبة للغة عند الطفل التوحدي ميكننا أن نلخصها فيما يلي ‪:‬‬

‫• اللغة تنمو لدى غالبتهم ببطء شديد أو ال تنمو على االطالق ‪.‬‬

‫• يستخدم الطفل كلمات دون أن يكون هلا معىن حمدد ‪.‬‬

‫• يكرر الكلمات و أو العبارات اليت ينطق هبا شخص آخر أو اليت قد يسمعها و ذلك بشكل ال معىن له ‪.‬‬

‫• ال يستطيع استخدام الكلمات اليت لديه يف سياقات خمتلفة ‪.‬‬

‫• ال ميكنه إعادة ترتيب املعلومات اليت يستقبلها ‪.‬‬

‫• اال يستطيع أن يدخل يف حوارات مع االخرين‬

‫‪ • .‬ال يستخدم احلديث للتواصل ذي املعىن ‪.‬‬

‫• كثريا ما يستخدم االشارات بدال من الكلمات ‪.‬‬

‫طرق التعلم عند االطفال التوحديني ‪:‬‬

 ‫‪ 1‬التفكري االدراكي و التواصل االجتماعي عند االطفال التوحديني ‪ :‬إن ما جيب القيام به فهم الطريقة اليت يفكر‬
‫هبا هؤلء االطفال ‪ ،‬كطريقة التفكري االدراكي واالجتماعي مث التعرف على الطرق اليت تساعد على تعزيز التعلم‬
‫من خالل استخدام االعمال الروتينية املعتادة وادوات التعلبم املرئي ‪.‬‬

‫‪ 2‬البنية الثابتة ‪ :‬تعترب البنية الثابتة من االمور الصورية عند تدريس األطفال املصابني بالتوحد ‪،‬واالنشطة البينية‬
‫الثابتة تعتمد على‪:‬‬

‫• تنظيم املواد املطلوبة للدرس ‪-.‬وجود تعليمات واضحة ‪.‬‬

‫كما يتم تعزيز البيئة الثابتة باستخدام أعمال روتينية و أدوات مرئية مساعدة ال تعتمد على اللغة ‪،‬فالروتينات‬
‫املتكررة تسمح له بتوقع االحداث مما يساعد على زيادة التحكم يف النفس و االعتماد عليها فالتسلسل املعتاد‬
‫لالحداث يوفر االنتظام و سهولة التوقع باالحداث ‪ ،‬و يساعد على إنشاء نسق ثابت لكثري من االمور ‪ ،‬كما يوفر‬
‫االستقرار و البساطة و جيعل الفرد ينتظر االمور و يتوقعها ‪ ،‬االمر الذي يساعد على زيادة االستقاللية ‪.‬‬

‫و تعمل االدوات املرئية املساعدة على إضافة بنية ثابتة للتدريس ‪ ،‬حيث أهنا ثابتة زمنيا و مكانيا و ميكنها أن تعرب‬
‫عن أنواع متعددة من املواد ‪ ،‬كاملواد املطبوعة و االشياء احلسية امللموسة و الصور و عادة ما نفرتض أن الكلمات‬
‫املطبوعة تعترب أصعب ‪ ،‬و لكن توضح الدكتورة " كيل " على أن هذا الفرتاض غري صحيح ‪ ،‬فاالدوات املرئية‬
‫املساعدة ‪:‬‬

‫• تساعد الطفل على الرتكيز على املعلومات ‪-.‬تعمل على تسهيل التنظيم و البنية الثابتة ‪ -.‬توضح املعلومات و تبني‬
‫االمور املطلوبة ‪-.‬تساعد الطفل يف عملية التفضيل بني أكثر من خيار ‪-.‬تقلل من االعتماد على الكبار ‪- .‬تساعد‬
‫على الستقالل و االعتماد على النفس ‪.‬‬

‫كما أن االنشطة املرئية مثل جتميع قطع االلغاز ‪ ، Puzzles‬حروف اهلجاء ‪ ،‬الطباعة ‪...‬‬