كتاب سنة أولى تعدد

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬
‫َ َن ة ل ت َ ّ ُ‬
‫س�� وى �عدد‬
‫سنة أولى تعدد‬
‫ل‬ ‫ت‬ ‫قف‬

‫و�� لله �عاى‬
‫احلمــد هلل وحــده والصــاة والســام عــى نبينــا حممــد وعــى‬
‫آلــه وصحبــه وبعــد‪ ،،،‬‬
‫َ َن ة أُ ل َ ت َ ُّ‬
‫فــإن كتــاب س�� وى �عدد قــد تــم وقفــه هلل ســبحانه وتعــاىل‬
‫وقفــا منجــزا ومؤبــدا ودائــا إىل يــوم القيامــة وبــدون أي موانع‬
‫رشعيــة أو نظاميــة‪.‬‬
‫وقــد أوقفــه املؤلــف وكل مــن ســاهم يف إعــداده من مشــاركني‬
‫يف التأليــف ومراجعــن ونارشيــن نــر إلكــروين ومصححــن‬
‫وداعمــن وغريهــم؛ ليكــون هلــم صدقة جاريــة وملن شــاركهم‬
‫يف التوجيــه والنصــح والتزكيــة والدعــاء‪ .‬رغبــة فيــا عنــد اهلل‬
‫مــن األجــر والثــواب‪.‬‬
‫وقــد أذن املؤلــف بنــره وبنســخه وتصويــره وطباعتــه كــا هو‬
‫بــرط أن ال يــزاد عليــه وال ينقــص منه‪ .‬ومــن أراد إضافــة مادة‬
‫أو فقــرة فعليــه مراجعــة املؤلــف (حســاب التعــدد الناجــح يف‬
‫تويــر) ‏‪@altaadudalnajih‬‬
‫ويشــرك يف هــذا الوقــف أمهــات وآبــاء وزوجــات وذريــة كل‬
‫مــن ســاهم فيــه بــيء قــل أو كثــر‪.‬‬
‫واهلل أعلــم وأحكــم وصــى اهلل عــى ســيدنا حممــد وعــى آلــه‬
‫وصحبــه وســلم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪@altaadudalnajih‬‬
‫رقم اإليداع‪/8435/1441:‬‬
‫الردمك‪2-3685-03-603-978:‬‬
‫جميع الحقوق محفوظة للمؤلف‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪ 1441‬هـ ‪2020 -‬‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب‬
‫اﻧﻘﺮ ﻟﻌﺮض اﻟﻤﺰﻳﺪ‬
‫مقدمة‬ ‫سنة أولى تعدد‬
‫إهداء‬
‫إىل كل رجل يفكر يف التعدد‪..‬‬
‫إىل الزوجة األوىل والثانية والثالثة والرابعة‪..‬‬
‫إىل أبناء املعددين وبناهتم‪..‬‬
‫أهديكم هذا الكتاب لتعيشوا حياة هانئة وسعيدة‪..‬‬
‫املؤلف‬
‫‪3‬‬
‫‪7‬‬ ‫مقدم ة‬
‫‪13‬‬ ‫الفصل األول مراحل التعدد الناجح ‬
‫‪14‬‬ ‫مرحلة التخطيط ‬
‫‪16‬‬ ‫ثامر التخطيط ‬
‫‪17‬‬ ‫التخطيط بنموذج سوات ( ‪ ) swot‬‬
‫‪18‬‬ ‫نقاط الضعف ‬
‫‪21‬‬ ‫نقاط القوة ‬
‫‪22‬‬ ‫الفرص ‬
‫‪26‬‬ ‫املخاطر ‬
‫‪33‬‬ ‫مرحلة البحث والتقيص ‬
‫‪34‬‬ ‫مبادئ جوهرية عند البحث ‬
‫‪35‬‬ ‫حمددات االختيار الناجح ‬
‫‪35‬‬ ‫املحدد األول‪ :‬الدين ‬
‫‪35‬‬ ‫املحدد الثاين‪ :‬اهلدف طويل األمد ‬
‫‪36‬‬ ‫املحدد الثالث‪ :‬الواقعية ‬
‫‪40‬‬ ‫مرحلة التعارف ‬
‫‪48‬‬ ‫مرحلة اخلطوبة والعقد والزفاف ‬
‫‪62‬‬ ‫الفصل الثاين إدارة السنة األوىل من التعدد ‬
‫‪64‬‬ ‫كيفية احتواء الزوجة األوىل ‬
‫‪66‬‬ ‫أوال‪ :‬ت ُّل ّبس دور املجني عليه ‬
‫‪66‬‬ ‫ثانيا‪ :‬امنحها التصديق ‬
‫‪67‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ال تستسلم لالستفزاز ‬
‫‪68‬‬ ‫رابعا‪ :‬امنحها املسافة الكافية ‬
‫‪4‬‬
‫الفهرس‬ ‫سنة أولى تعدد‬
‫‪68‬‬ ‫خامسا‪ :‬استعمل القليل من احلزم ‬

‫‪69‬‬ ‫سادسا‪ :‬إن عادت فعد ‬
‫‪71‬‬ ‫التعارف بني الزوجتني ‬
‫‪75‬‬ ‫املسافة املطلوبة بني بيوت الرضائر ‬
‫‪76‬‬ ‫أبناء الزوجتني ‬
‫‪78‬‬ ‫املناسبات العامة ‬
‫‪82‬‬ ‫اإلجازات ‬
‫‪84‬‬ ‫ضبط ميزانية اإلجازات ‬
‫‪87‬‬ ‫عيدا الفطر واألضحى ‬
‫‪92‬‬ ‫الفصل الثالث نصائح وإرشادات للمعدد ‬
‫‪94‬‬ ‫تقبل وجود الغرية ‬
‫‪95‬‬ ‫ختلص من قيود التقليد ‬
‫‪97‬‬ ‫تقسيم أكثر مرونة ‬
‫‪98‬‬ ‫ال ختصص مالبس لكل بيت ‬
‫‪99‬‬ ‫اترك املقارنات ‬
‫‪99‬‬ ‫نظم عملية التواصل ‬
‫‪100‬‬ ‫أرشك األبناء يف حياتك اجلديدة ‬
‫‪100‬‬ ‫راع مشاعر البنات ‬
‫‪101‬‬ ‫و ّثق الروابط بني أبنائك ‬
‫‪102‬‬ ‫استقطع من وقت صاحبة النوبة ‬
‫‪103‬‬ ‫قبل اخلتام ‬
‫‪106‬‬ ‫اخلامتة ‬
‫‪5‬‬
‫ميحرلا نمحرلا هللا مسب‬
‫‪6‬‬
‫مقدمة‬
‫قبــل مــا يقــارب العــام التقيــت صدفــة بأحــد أصدقائــي القدامــى‪ ،‬كنّــا‬
‫رفيقــي دراســة يف املرحلــة اجلامعيــة‪ ،‬وبعــد التخــرج انتقــل صديقــي‬
‫ّ‬
‫للعمــل يف مدينــة أخــرى‪ ،‬تــزوج واســتقر للعيــش هنــاك‪ ،‬وانقطعــت‬
‫أخبــاره عنــي بعــد ذلــك‪..‬‬
‫كان لقــا ًء حــار ًا‪ ،‬أرجعنــي ســنوات للــوراء‪ ،‬وأحيــا ذكريــات الدراســة‬
‫ســوية‪..‬‬
‫اجلامعيــة‪ ،‬والصحبــة الطيبــة‪ ،‬واملواقــف الرائعــة التــي عشــناها ّ‬
‫أخــرين صديقــي بأنــه يف زيــارة عمــل قصــرة‪ ،‬لكنــه يرغــب يف اجللــوس‬
‫معــي‪ ،‬فكانــت فرصــة أن دعوتــه لنتنــاول العشــاء ســو ًيا‪..‬‬
‫مضينــا يف ســياريت نحــو املطعــم‪ ..‬يتحــدث طــوال الوقــت‪ ،‬وأســتمع إليه‪،‬‬
‫ـي الكثــر مــن مــا مــر بــه خــال العــر ســنوات التــي افرتقنــا‬
‫ـص عـ ّ‬
‫قـ ّ‬
‫فيهــا؛ لك ـ ّن أكثــر مــا أدهشــني هــو قصــة زواجــه بثانيــة!‬
‫قلــت يف نفــي‪ :‬كيــف اســتطاع فعلهــا؟ فالــذي أعرفــه عنــه أنــه مــن بيئــة‬
‫تنْفــر مــن التعــدد بشــدة!‬
‫وتضاعف عجبي حني كشف يل عن عزمه عىل تكرار التجربة!‬
‫ً‬
‫فضول ملعرفة املزيد؛ فأسهب صديقي يف الرشح والتفصيل‪...‬‬ ‫وهنا ازددت‬
‫بعــد افرتاقنــا تداعــت لذهنــي مجيــع قصــص التعــدد الفاشــلة التــي‬
‫‪7‬‬
‫ســمعت عنهــا مــن قبــل‪ ،‬ثــم قمــت بمقارنتهــا بتجربــة صديقــي الناجحــة‪،‬‬
‫وأدركــت بعــد تأمــل بــأن اخللــل يف جتــارب التعــدد املخيبــة لآلمــال يكمن‬
‫غالب ـ ًا يف ســوء إدارة الــزوج ملــروع التعــدد؛ الســيام الســنة األوىل منــه‪.‬‬
‫هاجســا ينبعــث يف داخــي كل‬
‫ً‬ ‫بعــد ذلــك اســتحال اهتاممــي باملوضــوع‬
‫حــن‪ ،‬ويعــر عــن حضــوره بصــور شــتى؛ فعزمــت عــى تصنيــف هــذا‬
‫الكتــاب‪.‬‬
‫وال أنكــر بأنــه قــد ســاورين بعــض اخلــوف بعــد عزمــي عــى الكتابــة حول‬
‫موضــوع التعــدد ‪ -‬وذلــك خلصوصيــة الكتابــة عنــه؛ حيث يتطــرق الكاتب‬
‫إىل عالقــة الرجــل بزوجتــه‪ ،‬ويعــرض قضايــا دقيقــة متــس الرجــل واملــرأة‬
‫عــى حــد ســواء ‪ -‬إال أن إيــاين بحاجــة النــاس املاســة لــه قــد حــررين مــن‬
‫مجيــع خمــاويف؛ الســيام أن ُجـ َّـل الكتــب التــي قرأهتــا عــن التعــدد مل تتجــاوز‬
‫دائــرة التأصيــل الرشعــي‪ ،‬والتأكيــد عــى احلقــوق والواجبــات املرتتبــة‬
‫عليــه‪ ،‬ووجــدت أهنــا قلــا تتطــرق لألســاليب التخطيطيــة واإلداريــة التــي‬
‫تضمــن الوصــول بالتجربــة إىل بــر األمــان‪.‬‬
‫إن مــن يقتحــم مضــار التعــدد عليــه أن يعــي أنــه يقــف عــى مفــرق طــرق‬
‫تفصــل بــن حياتــن خمتلفتــن بالكليــة؛ حيــاة الرجــل املكتفــي بزوجــة‬
‫واحــدة‪ ،‬وحيــاة الرجــل الــذي حييــا مــع أكثــر مــن زوجــة‪ ..‬وشــتان مــا‬
‫بــن احلياتــن‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫وقبــل أن يطــل الرجــل برأســه يف عــامل التعــدد املثــر واملكتنــف للكثــر‬

‫مــن املصاعــب واملفاجــآت؛ عليــه إدراك أن حياتــه ســوف تتغــر بالكليــة‪،‬‬
‫وســوف يدخــل إىل دائــرة اهتامماتــه زوجــة ثانيــة‪ ،‬و ســيحيى أكثــر مــن‬
‫حيــاة؛ لــذا فجديــر بــه اســتحضار أن قــرار التعــدد ال خيصــه بمفــرده؛ فثمة‬
‫زوجــة أوىل ‪ -‬وربــا ثانيــة وثالثــة ‪ -‬يشــاركنه احليــاة التــي ســيغري مســارها‪،‬‬
‫وســوف يؤثــر هــذا القــرار عــى مصريه ـ ّن وعــى مصــر األرسة واألبنــاء‬
‫مجي ًعــا‪ ،‬بالقــدر ذاتــه الــذي ســيؤثر عليــه هــو شــخص ًيا‪.‬‬
‫ألجــل ذلــك يلزمــه الوقــوف طويــا لدراســة مــروع التعــدد بعمــق؛‬
‫ومــن كافــة جوانبــه‪ ،‬وحتديــد اخلطــوات الالزمــة لتنفيــذه بدقــة ووضــوح‪.‬‬
‫إن معظــم جتــارب التعــدد الفاشــلة يعــود الســبب يف تعثرهــا إىل ضآلــة‬
‫معرفــة الــزوج املســبقة بظــروف التعــدد ومآالتــه‪ ،‬وإىل اجلهــل بالكيفيــة‬
‫الصحيحــة التــي ينبغــي أن يتعامــل هبــا الــزوج حيــال هــذه الظــروف‪،‬‬
‫الســيام كيفيــة التهيــؤ للتعــدد والتخطيــط إلدارة الســنة األوىل منــه‪ ،‬والتــي‬
‫تُعــد أصعــب مرحلــة مــن مراحــل التعــدد؛ فــإن نجــح الــزوج يف التخطيط‬
‫هلــا‪ ،‬وأدار املواقــف احلياتيــة فيهــا باقتــدار؛ فســوف يصــل بمرشوعــه يف‬
‫التعــدد إىل املســتوى املطلــوب مــن الســعادة الزوجيــة‪ ،‬وســيحقق بــإذن اهلل‬
‫تعــاىل مجيــع األهــداف التــي يصبــو إليهــا‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫وقــد عزمــت عــى عــدم التطــرق يف كتــايب هــذا إىل اجلوانــب الرشعيــة؛ فلن‬
‫أبــن أحــكام التعــدد وواجباتــه مــن وجهــة نظــر الشــارع‪ ،‬ولــن أســهب‬
‫يف رشح فوائــد التعــدد عــى املجتمــع‪ ،‬بــل ســأجتاوز ذلــك كلــه‪ ،‬وأجعــل‬
‫ـا عمليــا مرشــدً ا للــزوج الــذي يــرى نفســه مؤهـ ً‬
‫ـا‬ ‫مــن هــذا الكتــاب دليـ ً‬
‫خلــوض غــار جتربــة التعــدد؛ وذلــك بتقديــم خالصــة جتــارب واقعيــة‬
‫جتعلــه عــى علــم تــام بمــآالت التعــدد‪ ،‬ولســوف أضــع بــن يديــه خطــة‬
‫إداريــة واقعيــة تعينــه عــى التعامــل الصحيــح مــع جتربــة التعــدد‪.‬‬
‫ناجحــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫وإننــي أهــدف مــن ذلــك أن يغــدو تعــدد الزوجــات مرشو ًعــا‬
‫ومثمــرا‪ ،‬وحمق ًقــا للغايــات الســامية التــي ُشع مــن أجلهــا‪.‬‬
‫ً‬
‫املؤلف‬
‫‪10‬‬
‫مالحظــة‪ :‬يف الطبعــة القادمــة ‪ -‬بــإذن اهلل ‪ -‬ســأفتح بــاب املشــاركة والكتابة‬
‫يف هــذا الكتــاب جلميــع القــراء مــن أنحــاء العــامل وعــرض جتارهبــم‬
‫الناجحــة يف تعــدد الزوجــات أو عــرض توجيهــات أو طــرق وأســاليب‬
‫جديــدة وهادفــة إلدارة مــروع التعــدد الناجــح وذلــك بالــروط التاليــة‪:‬‬
‫ •أن تكون املشاركة هادفة ويوافق عليها فريق العمل‪.‬‬
‫ •أن تكون قصرية ال تتجاوز صفحة واحدة كحد أقىص‪.‬‬
‫ •ال يوجد أي حقوق فكرية أو مادية لصاحب املشاركة ‪.‬‬
‫ترسل املشاركات عىل حساب املؤلف يف تويرت ( ‪)@altaadudalnajih‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‬
‫مراحل التعدد الناجح‬

‫•مرحلة التخطيط‪.‬‬ ‫ ‬
‫•مرحلة البحث والتحري‪.‬‬ ‫ ‬
‫•مرحلة التعارف‪.‬‬ ‫ ‬
‫•مرحلة اخلطوبة والعقد والزفاف‪.‬‬ ‫ ‬
‫مرحلة التخطيط‬
‫مرحلة التخطيط‪:‬‬
‫كبريا‬
‫ـرا أو ً‬ ‫التخطيــط نمــط حيــاة للناجحــن ؛ فقلــا يبــارشون عمـ ً‬
‫ـا صغـ ً‬
‫دون إعــداد مســبق‪ ،‬وإين ألعجــب ممــن يعيــش عمــره بعشــوائية‪ ،‬و ُيقــدم‬
‫عــى تنفيــذ مشــاريع هامــة يف حياتــه دونــا ختطيــط؛ كأمثــال صديقــي‬
‫اآلخــر (غــايف ) الــذي اجتمعــت بــه الشــهر املــايض مــع بعــض الصحــاب‬
‫يف إحــدى االســراحات؛ فعــا صوتــه بضحكــة جملجلــة‪ ،‬وهــو يشــر‬
‫بيــده نحــو ابنــه الــذي يناهــز العرشيــن مــن عمــره‪ ،‬ونطــق بنــرة ســاخرة‪:‬‬
‫عيل لتزوجيه‪ ..‬وال تدري بأنني عىل وشك التزوج بأخرى!!‬
‫تلح أمه ّ‬
‫يف الواقــع أن صديقــي غــايف أصبــح ‪ -‬يف اآلونــة األخــرة ‪ -‬ال يتوقــف‬
‫عــن احلديــث حــول رغبتــه بالتعــدد‪ ..‬ويف هــذه املــرة ســألته‪:‬‬
‫هل خططت جيدً ا ملرشوع التعدد؟‬
‫‪14‬‬
‫فأهوى بكفه الغليظ عىل كتفي قائال‪:‬‬

‫وهل سأفتتح مؤسسة جتارية يا رجل؟! سوف أتزوج فحسب!‬
‫ال شــك بــأن التخطيــط ُيعــد مــن العمليــات الذهنيــة التــي ال حيبــذ‬
‫الكثــرون القيــام هبــا‪ ،‬ويدلــل عــى ذلــك نتائــج دراســة قامــت هبــا جامعة‬
‫هارفــارد األمريكيــة كشــفت بــأن مــن خيططــون حلياهتــم ال يتعــدون‬
‫‪ %3‬مــن النــاس‪ ،‬وأن البقيــة التــي تبلــغ نســبتها ‪ %97‬يعيشــون وفــق‬
‫مســتجدات احليــاة!‬
‫وينســحب هــذا الســلوك البــري عــى قضيــة التعــدد؛ فالعديــد مــن‬
‫الرجــال حيســبون بــأن التعــدد أمــر ســهل التنفيــذ‪ ،‬وأن نتائجــه نمطيــة‪،‬‬
‫بــل ويعتقــد معظمهــم بــأن مرشوعيــة التعــدد فقــط كافيــة لتذليــل كافــة‬
‫الصعوبــات التــي قــد تقــف يف طريقــه!‬
‫إهنــم يعيشــون يف أحــام املــايض ويســقطوهنا عــى واقعهــم الــذي قــد‬
‫يكــون ملي ًئــا باملتناقضــات‪ ،‬والتــي ُيعــد الرجــل ذاتــه مــن أبــرز هــذه‬
‫املتناقضــات!‬
‫وكام قيل الفشل يف التخطيط ‪ ،‬ختطيط للفشل‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ثمار التخطيط‬
‫التخطيــط عــى الرغــم مــن أنــه يبــدو ألول وهلــة معقــدً ا‪ ،‬إال أنــه حيــول‬
‫دون تيــه اإلنســان عــن غايتــه املنشــودة‪ ،‬كــا أنــه خيفــف مــن حــدة‬
‫الــراع‪ ،‬ويعمــل عــى حتجيــم املخاطــر‪ ،‬ويتيــح للقائــم بالتخطيــط رؤيــة‬
‫مســتقبلية واضحــة املعــامل‪.‬‬
‫وقبــل أن ننتقــل للحديــث عــن تقنيــات التخطيــط وإســقاطه عــى مــروع‬
‫التعــدد؛ ال بــد لنــا مــن التأكيــد عــى جزئيــة هامــة تتعلــق بتحديــد الــزوج‬
‫الحتياجاتــه مــن الــزواج الثــاين أو الثالــث أو الرابــع بوضــوح ودقــة‬
‫متناهيــة؛ فذلــك ســيجعله متحفـ ًـزا للتخطيــط واإلعــداد اجليــد لتحصيــل‬
‫هــذه االحتياجــات‪ ،‬وســوف يعينــه أيضــا عــى اختيــار امــرأة مالئمــة لســد‬
‫هــذه االحتياجــات‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫التخطيط بنموذج سوات ( ‪) swot‬‬

‫ُيعــد نمــوذج ســوات مــن أشــهر وأســهل نــاذج التخطيــط اجليــد‪ ،‬إذ أنــه‬
‫يركــز عــى دراســة نقــاط القــوة والضعــف مــن جهــة؛ ونعنــي بذلــك‬
‫البيئــة الداخليــة للمــروع‪ ،‬والتــي تتمثــل هنــا يف ذات الــزوج‪.‬‬
‫كــا أنــه يــدرس الفــرص واملخاطــر‪ ،‬والتــي متثــل البيئــة اخلارجيــة‬
‫للمــروع؛ ونعنــي هبــا هنــا كل مــا حييــط بقــرار الــزوج بالتــزوج مــن‬
‫امــرأة ثانيــة أو حتــى رابعــة‪..‬‬
‫ويرمــز احلــرف ( ‪ ) s‬يف نمــوذج ســوات إىل عوامــل القــوة الداخليــة‬
‫للمــروع (‪.)Strength‬‬
‫ويرمز احلرف ( ‪ ) w‬إىل عوامل الضعف يف املرشوع (‪.)Weakness‬‬
‫وأمــا احلــرف ( ‪ ) o‬فريمــز إىل الفــرص املرجــو توافرهــا يف املــروع‬
‫( ‪.)Opportunity‬‬
‫واحلــرف (‪ )t‬يرمــز إىل املخــاوف واملخاطــر التــي نتوقــع أن حتيــط باملــروع‬
‫أو تعيقــه (‪.)Thrits‬‬
‫وهــو نمــوذج قابــل للتطبيــق عــى مــروع التعــدد عمو ًمــا‪ ،‬وعــى‬
‫التخطيــط للســنة األوىل منــه؛ فمــن خاللــه يمكــن للــزوج التنبــؤ الصحيــح‬
‫بــا ســيؤول إليــه مــروع التــزوج بامــرأة ثانيــة‪..‬‬
‫وبنــاء عــى النتائــج التــي ســيخرج هبــا مــن خــال نمــوذج ســوات؛ يتخــذ‬
‫‪17‬‬
‫قــراره إمــا باإلقــدام عــى هــذه اخلطــوة ‪ -‬وهــو مــدرك جلميــع مآالهتــا‬
‫ـرارا شــجا ًعا بالرتاجــع عنهــا و ( يبلــع العافيــة )‬
‫ونتائجهــا ‪ -‬أو يتخــذ قـ ً‬
‫كــا يقــال يف املثــل الشــعبي!‬
‫نقاط الضعف‬
‫ليــس مــن احلكمــة أن ُيقــدم رجــل عــى التعــدد وهــو يفتقــر لســجية‬
‫ـرا وذلــك‬
‫العــدل‪ ،‬حتــى يف تعاملــه مــع نفســه؛ فهــو ظــامل هلــا ظلـ ًـا كبـ ً‬
‫بتقصــره يف الواجبــات التــي افرتضهــا اهلل تعــاىل عليــه مــن صــاة وزكاة‬
‫وبــر وصلــة رحــم‪...‬‬
‫إذ كيف بمثل هذا أن يكون ً‬
‫عادل بني زوجاته؟!‬
‫بــل إنــه فــوق تقصــره يف صلواتــه وهتاونــه يف عالقتــه بربــه؛ قــد يكــون‬
‫أيضــا متسـ ً‬
‫ـاهل يف اقــراف الذنــوب‪ ،‬وارتــكاب املعــايص‪ ،‬بــل ربــا أنــه‬ ‫ً‬
‫قــد وقــع يف كبائــر الذنــوب والعيــاذ بــاهلل‪!..‬‬
‫فكيــف لرجــل كهــذا ‪ -‬عاجــز عــن قيــادة نفســه وإدارة عالقتــه بربــه ‪ -‬أن‬
‫ينجــح يف إدارة زواج متعــدد؟!‬
‫وكذلــك الــزوج الــذي ال يعــر قضيــة تربيــة أبنائــه مــن زوجتــه األوىل‬
‫أدنــى اهتــام‪ ،‬فــا هــو حيثهــم عــى أداء الصلــوات‪ ،‬والقيــام بالواجبــات‬
‫املدرســية‪ ،‬وال حيــرص عــى تنشــئتهم عــى معــايل األمــور وغــرس‬
‫‪18‬‬
‫األخــاق احلســنة فيهــم‪ ،‬ويتذمــر عــى الــدوام مــن مهمــة رعايتهــم‪ ،‬وال‬
‫يصــر عــى دعوهتــم للخــر واالجتهــاد يف صالحهــم‪...‬‬
‫زوجــا كهــذا ينبغــي لــه أن ُيعيــد التفكــر يف التعــدد؛ ألنــه لــن يســتطيع‬
‫إن ً‬
‫حتمــل أعبــاء إضافيــة‪ ،‬وال يســعه مضاعفــة مســؤولياته احلاليــة‪.‬‬
‫ويف الواقــع‪ ،‬فــإن نقــاط الضعــف التــي حتــول دون نجــاح الــزوج يف التعدد‬
‫كثــرة‪ ،‬وال يتســع املقــام هنــا إلحصائهــا؛ ولكــن ســوف أختــم الــكالم يف‬
‫هــذا العنــر بتحذيــر الرجــل البخيــل مــن مغبــة اإلقــدام عــى التعــدد‪،‬‬
‫هامســا لــه‪:‬‬
‫ً‬
‫إنــك يــا صاحبــي بالــكاد ُتــرج الريــال والدينــار مــن حمفظتــك العتيقــة‪،‬‬
‫وق ّلــا تصطحــب النيــة احلســنة يف اإلنفــاق والتوســعة عــى أهــل بيتــك‬
‫وعــى أبنائــك‪ ،‬فكيــف ســيكون حالــك عندمــا تزيــد مرصوفاتــك فتصــل‬
‫إىل الضعــف تقريبــا؟!‬
‫‪19‬‬
‫إضاءة‬
‫ربــا أنــك عزيــزي القــارئ قــد شــعرت بعــد رسدي‬
‫ملجموعــة مــن نقــاط الضعــف ببعــض اخلــوف مــن‬
‫التعــدد؛ وحاشــا أن أكــون قــد تعمــدت بعــث هــذا‬
‫الشــعور يف نفســك؛ فــكل مــا قصدتــه هــو إعانتــك‬
‫عــى اكتشــاف نقــاط ضعفــك ‪ -‬يف حــال وجودها ‪-‬‬
‫وأخذهــا يف احلســبان عندمــا تقــرر التــزوج بأخرى؛‬
‫فتقــوم قبــل أي خطــوة بتقويــة نقــاط ضعفــك لكــي‬
‫يغــدو مــروع التعــدد ناجحــا معــك‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫نقاط القوة‬
‫مــن أبــرز نقــاط القــوة الالزمــة إلنجــاح مــروع التعــدد أن يكــون الــزوج‬
‫الراغــب يف التعــدد متمت ًعــا ببســطة يف قدراتــه اجلســدية‪ ،‬وبقــدر ال بــأس‬
‫بــه مــن ســعة املــال‪ ،‬كــا ينبغــي لــه أن يتســم بخلــق احللــم وســعة الصــدر؛‬
‫ـادرا عــى بــذل الرعايــة ألكثــر مــن بيــت‪ ،‬واحتــواء أكثــر‬
‫حتــى يكــون قـ ً‬
‫مــن زوجــة‪ ،‬وإشــباع حاجاهتــن املتنوعــة‪.‬‬
‫إن الرجــل املتمتــع هبــذه الصفــات واملعــروف بالشــهامة واملحافظــة عــى‬
‫صلواتــه وتأديــة حقــوق اهلل وحقــوق العبــاد‪ ،‬ولــه هــدف رشعــي مــن‬
‫التعــدد؛ كأن خيــرج اهلل مــن صلبــه نســات تســبح اهلل تعــاىل وحتمــده؛‬
‫جلديــر بخــوض غــار التعــدد‪ ،‬وحقيــق بــأن يبــارك اهلل لــه‪ ،‬ويرزقــه‬
‫بأفضــل ممــا يف نيتــه‪ ،‬بــل وإعانتــه عــى إنجــاز مــروع التعــدد عــى أحســن‬
‫مــا يكــون‪ ،‬ومصــداق ذلــك قولــه جــل وعــا‪﴿ :‬ومــن يتــق اهلل جيعــل لــه‬
‫خمرجــا ويرزقــه مــن حيــث ال حيتســب﴾ [الطــاق‪.]2 :‬‬
‫‪21‬‬
‫الفرص‪:‬‬
‫إن الفــرص املرجــوة مــن التعــدد كثــرة ومتنوعــة‪ ،‬وذات آثــار واســعة‬
‫الطيــف تطــال األبعــاد النفســية واجلســدية والعاطفيــة واالجتامعيــة للــزوج‬
‫املعــدد؛ فبمجــرد أن ينجــح املعــدد يف الوصــول بتجربتــه إىل بــر األمــان‪،‬‬
‫ســيبدأ بقطــف ثامرهــا احللــوة واملتمثلــة فيــا يــي‪:‬‬
‫ ‪1 .‬ســوف يلمــس حتس ـنًا ملحو ًظــا يف نفســيته‪ ،‬حــن يتغــر مزاجــه نحــو‬
‫األفضــل؛ إذ ســينعكس اهتاممــه بملبســه وبمقتنياتــه وبمظهــره العــام ‪-‬‬
‫وهــو يتهيــأ للتعــدد ‪ -‬عــى احلالــة النفســية واملزاجيــة العامــة لــه‪.‬‬
‫ ‪2 .‬ويف ال ُبعــد اجلســدي فحــدِّ ث باســتفاضة عــن نشــاط هرمــون الســعادة‬
‫يف دماغــه‪ ،‬وتدفــق هرمونــات الفتــوة يف خاليــا جســمه‪ ،‬وجريــان‬
‫الشــعور بالنشــاط واحليويــة يف قلبــه وســائر أعضائــه‪ ،‬ليحيــي مــوات‬
‫عيشــه بعــد عقــود مــن الوهــن والضعــف‪ ،‬أكل عليهــا الزمــن ورشب!‬
‫ ‪ 3 .‬مــن خــال تنقلــه بــن عــدة بيــوت تتاميــز يف مفــردات العيــش؛‬
‫ســواء يف مظهــر الزوجــة‪ ،‬وعطرهــا‪ ،‬وطريقــة جتملهــا‪ ،‬وأســلوب‬
‫اســتقباهلا للــزوج‪ ،‬وتعــدد فنــون ترتيــب املائــدة‪ ،‬وتنــوع املأكــوالت‬
‫واملرشوبــات؛ ســيتوفر لــه ألــوان مــن الســعادة‪ ،‬وتــرف وتدليــل‬
‫يضمــن للــزوج االســتمتاع بنهــاره ومســائه‪ ،‬بحيــث ال جيــد امللــل إىل‬
‫ً‬
‫ســبيل!‬ ‫نفســه‬
‫‪22‬‬
‫ ‪4 .‬التغيــر نحــو األمجــل ســيطال بيتــه األول كذلــك؛ فالعديــد مــن‬

‫الزوجــات يتغـ ّ‬
‫ـرن نحــو األحســن مئــة وثامنــن درجــة بعــد أن تدخــل‬
‫امــرأة أخــرى إىل حيــاة الــزوج وتنافســها فيــه؛ فــإن كانــت ســاب ًقا‬
‫مهملــة لــه أو مقــرة يف حقــه؛ فإهنــا بعــد تزوجــه بأخــرى ســوف‬
‫جتتهــد يف ســبيل اســرضائه‪ ،‬وتبــذل كل مــا يف وســعها للفــوز بقســط‬
‫أكــر مــن اهتاممــه‪ ،‬وســتفعل الكثــر يف ســبيل إحيــاء مشــاعر احلــب‬
‫بينهــا وبــن زوجهــا مــن جديــد‪ ،‬وتعمــد إىل منحــه املزيــد مــن الرعايــة‬
‫التــي مل يكــن يعهــد مثلهــا قبــل أن يعــدد!‬
‫ ‪5 .‬يف جتــارب التعــدد الناجحــة‪ُ ،‬و ِجــدَ بــأن فرصــه ال تقتــر عــى الــزوج‬
‫بمفــرده؛ فلطاملــا شــاهدنا أبنــاء الزوجــة الثانيــة وقــد غــدوا عونًــا‬
‫للزوجــة األوىل؛ بــل وســندً ا ألخواهتــم منهــا‪.‬‬
‫فنراهــم يعاملوهنــا معاملــة األم‪ ،‬وجيتهــدون يف طاعتهــا وقضــاء‬
‫حوائجهــا‪ ،‬ويصطحبوهنــا لألســواق‪ ،‬ويرافقوهنــا حــال الســفر‪..‬‬
‫وكثــرا مــا ســمعنا الزوجــة األوىل وهــي حتمــد هــذا الصنيــع هلــم‪،‬‬
‫ً‬
‫وتشــكر اهلل تعــاىل عــى منحــه إياهــا أبنــاء بارين مــن زوجهــا خيدموهنا‪،‬‬
‫وقــد يســدون مــكان أبنائهــا الذيــن كــروا وتزوجــوا‪ ،‬وانشــغلوا عــن‬
‫القيــام بشــؤوهنا وقضــاء حاجاهتــا‪.‬‬
‫ ‪6 .‬يؤكــد الكثــر مــن املعدديــن بــأن الرغبــة اجلنســية‪ ،‬التــي كانــت قــد‬
‫‪23‬‬
‫فــرت لدهيــم وأصاهبــا الوهــن أو التــايش قــد نشــطت بمجــرد‬

‫التعــدد‪ ،‬وعــادت إىل ذروهتــا بمجــرد التــزوج بأخــرى!‬
‫جتــرع غصــص معانــاة كبــار الســن الذيــن‬
‫ ‪7 .‬التعــدد جينّــب الرجــل ّ‬
‫اكتفــوا بزوجــة واحــدة يف حياهتــم‪ ،‬وبمجــرد أن كــروا بــدأ الشــعور‬
‫بامللــل والســأم يغزوهــم!‬
‫فهــم يشــكون مــن عــدم تلبيــة حاجاهتــم االجتامعيــة والصحيــة‬
‫ً‬
‫فضــا عــن إشــباع رغباهتــم العاطفيــة واجلنســية‪.‬‬ ‫والنفســية‪،‬‬
‫فقــد كــرت الزوجــة وباتــت هــي األخــرى بحاجــة ملــن يرعاهــا‪ ،‬مــع‬
‫فــارق أن املــرأة يمكنهــا التنقــل بــن بيــوت أبنائهــا وبناهتــا دون حــرج‪،‬‬
‫وأيضــا تســتطيع الســفر مــع أزواج بناهتــا‪ ،‬بعكــس الرجــل الــذي‬
‫ً‬
‫يأبــى فعــل يشء مــن ذلــك‪ ،‬متنعــه األنفــة وعــزة النفــس‪ ،‬وخيشــى مــن‬
‫اإلثقــال عــى أزواج بناتــه أو زوجــات بنيــه‪.‬‬
‫بائســا‪ ،‬حترقــه غصص‬
‫وهكــذا ُيمــي معظــم أوقاتــه يف البيــت وحيــدً ا ً‬
‫احلاجــة‪ ،‬وجيلــده أملهــا بصمت!‬
‫بــل أنــه قــد يصبــح مطال ًبــا بقضــاء حوائــج البيــت التــي كان مــن‬
‫املفــرض أن يقــوم هبــا أبنــاؤه الصغــار لــو أنــه تــزوج بأخــرى‪.‬‬
‫وهكــذا نــراه وحيــدً ا؛ تؤاكلــه اخلادمــة وتشــاربه‪ ،‬بــل وتقــدم القهــوة‬
‫أو الشــاي لضيوفــه يف غيبــة بنيــه الكبــار!‬
‫‪24‬‬
‫أمــا بالتعــدد املصطحــب للنيــة الصاحلــة واملســتويف لعوامــل النجــاح‬

‫فــإن الصــورة ختتلــف بالكليــة؛ فاملعــددون مــن كبــار الســن هــم‬
‫واســتقرارا نفســ ًيا واجتامع ًيــا‬
‫ً‬ ‫أنســا‪ ،‬وأوفرهــم نشــا ًطا‬
‫أكثــر النــاس ً‬
‫وعاطف ًيــا‪..‬‬
‫فبالتعــدد تــزداد فرصهــم بوجــود أبنــاء وبنــات صغــار‪ ،‬يقومــون عــى‬
‫خدمتهــم‪ ،‬وجــر ضعفهــم‪ ،‬كــا أهنــم يأنســون هبــم‪ ،‬وينرشحــون‬
‫صــدرا بمالعبتهــم وتدليلهــم؛ فتتجــدد بذلــك رغبتهــم يف احليــاة‪،‬‬
‫ً‬
‫وينعمــون بالســعادة والــدفء األرسي حتــى النهايــة!‬
‫‪25‬‬
‫المخاطر‪:‬‬
‫املخاطــر املحدقــة بمــروع التعــدد كثــرة ومتنوعــة‪ ،‬وقــد أســهم اإلعــام‬
‫املضلــل‪ ،‬والدرامــا املعروضــة عــى القنــوات الفضائيــة‪ ،‬وبعــض وســائل‬
‫التواصــل االجتامعــي؛ مجيعهــم أســهم يف خلــق ثقافــة معاديــة للتعــدد‪،‬‬
‫وقــد نجحــوا يف إقنــاع كثــر مــن املشــاهدين بــأن الــزوج املعــدد ظــامل‬
‫لزوجتــه األوىل وخائــن هلــا! وأظهــروا التعــدد بصــورة معــول الغــدر‪،‬‬
‫واملهــدد اخلطــر لــأرسة األوىل‪ ،‬وخمر ًبــا للبيــت‪ ،‬ومــر ًدا لألبنــاء!‬
‫وقــد تأثــر كثــر مــن النســاء املســلامت هبــذا التوجــه غــر األخالقــي‪،‬‬
‫واملخالــف لــروح الديــن؛ فأظهــرت ردود فعــل شــديدة جتــاه مــروع‬
‫التعــدد‪.‬‬
‫وهنــا جيــب عــى الــزوج أخــذ هــذا املهــدد بعــن االعتبــار‪ ،‬وعليــه أن‬
‫حيســب حســاب ردة فعــل زوجتــه األوىل حيــال قــراره بالتــزوج مــن ثانيــة‪.‬‬
‫والنســاء ق ّلــا ختتلــف ردود فعلهــن يف هــذا املوقــف؛ ولــذا ال بــد للــزوج‬
‫مــن االســتعداد الحتــواء املوقــف والتــرف بحنكــة حيــال أســوأ‬
‫التوقعــات؛ ومنهــا‪:‬‬
‫ ‪1 .‬طلــب الزوجــة للطــاق ومفارقــة الــزوج؛ وهــذه ردة فعــل تــكاد‬
‫تكــون عامــة‪ ،‬ويعتربهــا الكثــرون ردة فعــل طبيعيــة مــن املــرأة‪ ،‬التــي‬
‫تشــعر بــأن الــزوج يوجــه هلــا إهانــة بالغــة بقــرار التعــدد‪ ،‬أو تعتقــد‬
‫‪26‬‬
‫بأنــه مل يعــد حيبهــا أو يرغــب فيهــا‪.‬‬

‫وســوف نبــن كيفيــة التعامــل مــع ردة الفعــل هــذه يف حمــور ال حــق‬
‫مــن هــذا الكتــاب‪.‬‬
‫ ‪2 .‬عندمــا يرفــض الــزوج تطليــق الزوجــة؛ تتجــه بعضهــن إىل رفــع‬
‫قضيــة خلــع؛ خاصــة اذا كان هلــا دخــل مــادي أو موظفــة‪ ،‬وهــذه‬
‫القضيــة هلــا تعامــات قانونيــة خيتــص هبــا املحامــون‪ ،‬وكل مــا يعنينــا‬
‫هنــا هــو تنبيــه الــزوج إىل إمكانيــة حــدوث ذلــك معــه‪ ،‬لكــي يضعــه يف‬
‫احلســبان عنــد التخطيــط للتعــدد‪ .‬وال أســتطيع أن أشــر بــيء حمــدد‬
‫إن وقــع هــذا اإلحتــال؛ نظــرا لتبايــن احلــاالت وكثــرة اإلحتــاالت‬
‫التــي حتتــاج الستشــارات خاصــة مــن ذوي االختصــاص واخلــرة‪.‬‬
‫ ‪3 .‬مغــادرة الزوجــة البيــت والتوجــه إىل بيــت أهلهــا‪ ،‬تاركــة األوالد‬
‫للــزوج لعلهــم يشــكلون عامــل ضغــط عليــه فيعيــد النظــر يف قــراره‬
‫ويتخــى عــن فكــرة التــزوج بامــرأة ثانيــة!‬
‫والكثــرون ُيصدمــون بــرك الزوجــة البيــت‪ ،‬الســيام حــن تســافر إىل‬
‫أهلهــا دون اســتئذان الــزوج‪ ،‬وذلــك بغيــة جرحــه وهتميشــه؛ بجعلــه‬
‫آخــر مــن يعلــم!‬
‫ ‪4 .‬بعــض النســاء تكــون ردود فعلهــن هســتريية؛ فقــد تقــذف الــزوج ‪-‬‬
‫حــال الصدمــة ‪ -‬بجســم حــاد فتدمــي وجهــه أو تشــج رأســه؛ الســيام‬
‫‪27‬‬
‫إن مل يتبــع الــزوج أســلو ًبا أمثــل يف إيصــال النبــأ إليهــا‪.‬‬

‫وبعضهــ ّن قــد تكتفــي بإغراقــه بســيل مــن الشــتائم والســباب ‪-‬‬
‫والعيــاذ بــاهلل ‪ -‬وقــد تصفــه بأقــذع الصفــات‪ ،‬وهــذه تعتــر أيــر ردة‬
‫فعــل ســلبية تصــدر مــن الزوجــة اهلســتريية حــال الصدمــة!‬
‫ ‪5 .‬مــن ردود الفعــل الشــديدة‪ ،‬والتــي ُتــزن الــزوج كثـ ً‬
‫ـرا اهنيــار الزوجــة‬
‫نفسـ ًيا عنــد ســاعها نبــأ زواجــه مــن امــرأة أخــرى!‬
‫فهــي حتــى وإن كانــت مؤمنــة وعاقلــة وصاحلــة‪ ،‬إال أهنــا حتــب‬
‫مجــا يدخلهــا عنــوة يف دوامــة رصاع نفــي رهيــب بــن‬
‫زوجهــا ح ًبــا ً‬
‫إيامهنــا بمرشوعيــة التعــدد وحــق الرجــل فيــه‪ ،‬وبــن عشــقها لزوجهــا‬
‫وغريهتــا الطبيعيــة عليــه‪ ،‬واملنبعثــة مــن غريــزة األنوثــة فيهــا‪.‬‬
‫فهــذه الزوجــة قــد تقــع فريســة لألمــراض النفســية والوســاوس بــل‬
‫ربــا تصــل هبــا احلالــة إىل مرحلــة اهلذيــان‪ ،‬وقــد تشــارف عــى اجلنون‪،‬‬
‫وال حــول وال قــوة إال بــاهلل!‬
‫هنــا يعتــر األمل قلــب الــزوج وهــو يراهــا تتــأمل وتــكاد أن تفقــد‬
‫عقلهــا؛ فيقــع يف رصاع بــن حبــه ورأفتــه بزوجتــه األوىل‪ ،‬وبــن حقــه‬
‫املــروع يف التعــدد‪ ،‬ورغبتــه فيــه إلعفــاف نفســه وإشــباع حاجاتــه‬
‫باحلــال‪.‬‬
‫يا هلا من معادلة صعبة!‬
‫‪28‬‬
‫ألجــل ذلــك ظهــر هــذا الكتــاب إىل النــور؛ ليكــون أشــبه بالدليــل‬
‫العمــي‪ُ ،‬يبــن للــزوج الراغــب يف التعــدد ســبل اخلــروج مــن هــذه‬
‫املــآزق بأقــل اخلســائر‪ ،‬وجتــاوز العقبــات بأفضــل النتائــج بــإذن اهلل‬
‫تعــاىل‪.‬‬
‫ ‪6 .‬املعارضــة الشــديدة مــن البنــات‪ ،‬والتــي قــد تكــون أشــد رضاوة مــن‬
‫معارضــة الزوجــة؛ ألن البنــات غال ًبــا مــا يتحدن مــع األم‪ ،‬ويشــاطرهنا‬
‫الشــعور بالتهديــد واخلــوف مــن دخــول امــرأة أخــرى إىل حيــاة أبيهـ ّن‪.‬‬
‫وإن كانــت الثقافــة الســائدة املعاديــة للتعــدد قــد أســهمت يف خلق هذه‬
‫اجلبهــة الداخليــة املناهضــة لــأب؛ إال أن مــن أهــم أســباب وقــوف‬
‫البنــات ضــد رغبــة األب يف التعــدد؛ غيــاب أو ضعــف دوره األبــوي‬
‫يف حياهتــ ّن؛ حيــث مل يشــعره ّن بوجــوده كأب وهــ ّن صغــرات‪ ،‬ومل‬
‫حيتوهي ـ ّن وه ـ ّن مراهقــات‪ ،‬ومل يشــبع حاجته ـ ّن للشــعور باألمــان‪ ،‬ومل‬
‫يغــذي عواطفهـ ّن بالكلــات الــودودة واللمســات احلانيــة‪ ،‬إضافــة إىل‬
‫إمهالــه لرتبيتهـ ّن عــى ثقافــة التعــدد‪ ،‬ولــو بطــرق غــر مبــارشة‪ ،‬وذلك‬
‫بــرد قصــص ملهمــة عــن التعــدد‪ ،‬وروايــة األحاديــث النبويــة التــي‬
‫تنقــل جان ًبــا مــن حيــاة النبــي صــى اهلل عليــه وســلم كــزوج معــدد‪،‬‬
‫وكذلــك بخلــق صــورة طيبــة عــن التعــدد يف أذهاهنــن مــن خــال‬
‫رضب أمثلــة اجتامعيــة مرشقــة تــرز هل ـ ّن فوائــد التعــدد‪ ،‬وتبــن هل ـ ّن‬
‫‪29‬‬
‫إجيابياتــه عــى املــرأة وعــى املجتمــع وعــى احليــاة‪.‬‬

‫إن قيــام الرجــل بــأدواره األبويــة خــر قيــام‪ ،‬وتقربــه مــن بناتــه‪،‬‬
‫وعطفــه عليهــ ّن‪ ،‬وتربيتهــ ّن عــى اخللــق والديــن والعفــاف‪ ،‬وقبــل‬
‫ذلــك احلــرص عــى املعاملــة احلســنة مــع أمه ـ ّن ُيمثــل عامـ ً‬
‫ـا حيو ًيــا‬
‫إلنجــاح مــروع التعــدد بشــكل عــام‪ ،‬كــا أنــه ســينعكس عــى حياتــه‬
‫بــن أرستــه بشــكل خــاص‪ ،‬ســواء قــرر التــزوج بامــرأة ثانيــة أم بقــي‬
‫مكتف ًيــا بــأم بنيــه وبناتــه‪.‬‬
‫كبــرا للرجــل املعــدد؛ حتــزب‬
‫ً‬ ‫إزعاجــا‬
‫ً‬ ‫ ‪7 .‬مــن املخاطــر التــي تســبب‬
‫نســاء العائلــة بصــورة ‪ -‬لــويب نســوي ‪ -‬مضــاد لــه‪ ،‬يعلــن عليــه‬
‫احلــرب بمجــرد تزوجــه بثانيــة‪ ،‬ويقــاوم مرشوعــه بالقــوة الناعمــة؛‬
‫فيمــي الرجــل ويصبــح ليجــد نفســه معـ ً‬
‫ـزول عــن جمتمعــه‪ ،‬منبــو ًذا‬
‫مــن أقاربــه! وربــا يتدخلــن بصــورة مبــارشة أو غــر مبــارشة يف إفســاد‬
‫زواجــه الثــاين‪.‬‬
‫صــح التعبــر‪ -‬قــوي وخطــر‬
‫َّ‬ ‫إن تأثــر هــذا اللــويب النســوي ‪ -‬إن‬
‫للغايــة؛ حيــث تتحكــم نســاء هــذا اللــويب يف ســلوكيات أزواجهــ ّن‬
‫حيــال الرجــل املعــدد؛ فيغــدو غــر مرحــب بــه يف املناســبات العائليــة‪،‬‬
‫وال يتــم دعوتــه حلضــور الوالئــم واالجتامعــات األرسيــة‪.‬‬
‫وتتضاعــف قــوة تأثــر هــذا اللــويب إن كان الرجــل املعــدد ذا شــخصية‬
‫ضعيفــة أو كان غــر مؤثــر يف وســطه االجتامعــي!‬
‫‪30‬‬
‫إضاءة‬
‫عزيزي القارئ‪:‬‬
‫هل مأل نفسك إحباط شديد بعد إمتامك قراءة عنرص املخاطر؟‬
‫رويــدك وال تتــرع باحلكــم؛ فالــدواء املــر قــد يكــون ناج ًعــا‪،‬‬
‫ورشح‬
‫وإن كان هــذا التحليــل قــد أســهم يف جتريــد التجربــة ّ‬
‫جزئياهتــا ‪ -‬نفــوذا إىل جوهرهــا ‪ -‬فإنــا أردت بذلــك تنويــر‬
‫بصريتــك؛ حتــى ال تُقــدم عــى التعــدد إال بعــد أن تراجــع‬
‫نفســك‪ ،‬وتتلمــس مواطــن القــوة والضعــف فيهــا‪ ،‬وتــدرك‬
‫الفــرص واملخاطــر التــي يكتفنهــا مــروع التعــدد؛ فتلــوذ‬
‫بربــك مســتعينًا‪ ،‬ومتحــص النيــة فتجعــل أهدافــك مــن التعــدد‬
‫رشعيــة وجليــة‪.‬‬
‫فهون عليك واستمر يف القراءة؛ فالقادم أمجل‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪31‬‬
‫مرحلة البحث‬
‫والتقصي‬
‫مرحلة البحث والتقصي‬

‫عندمــا ينشــغل بــال أحدنــا بموضــوع مــا أو يكــون يف مرحلــة اختــاذ قــرار‬
‫حيــال قضيــة متــس حياتــه؛ جيــد عقلــه الواعــي يق ًظــا لــكل عبــارة أو‬
‫موقــف أو ســلوك لــه عالقــة باألمــر الــذي يفكــر فيــه!‬
‫وعندمــا كنــت بصــدد صياغــة املحــاور الرئيســية هلــذا الكتــاب‪ ،‬وأثنــاء‬
‫تأمــي يف قــراءة الواقــع فيــا خيــص قضيــة التعــدد رأيــت بعــض الرجــال‬
‫مــا إن حتدثــه نفســه بالــزواج مــن ثانيــة؛ حتــى يســارع يف اإلفصــاح عــن‬
‫رغبتــه‪ ،‬بــل ويتشــدق بذلــك يف املجالــس‪ ،‬ويــرد عــى مســامع ّ‬
‫جلســه‬
‫املعايــر التــي حيــرص أن تكــون عليهــا الزوجــة الثانيــة!‬
‫وق ّلــا حتيــد هــذه املعايــر عــن اشــراطات غــر واقعيــة‪ ،‬بــل ومناقضــة‬
‫للمنطــق؛ حيــث جتــد رجــا يف العقــد اخلامــس أو الســادس مــن عمــره‬
‫‪33‬‬
‫بكــرا‪ ،‬ذات حســب‬

‫يشــرط أن تكــون الزوجــة الثانيــة مجيلــة‪ ،‬صغــرة‪ً ،‬‬
‫ونســب‪ ،‬وموظفــة براتــب جيــد!‬
‫فليــت شــعري‪ ،‬مــا الــذي ســيجعل فتــاة هبــذه املواصفــات تقبــل بالتــزوج‬
‫مــن رجــل متــزوج‪ ،‬وقــد بلــغ مرحلــة الشــيخوخة والضعــف؟!‬
‫مبادئ جوهرية عند البحث‬

‫إن مرحلــة البحــث والتحــري تُعــد اخلطــوة الثانيــة يف مــروع التعــدد‪،‬‬
‫وهــي ال تقــل أمهيــة عــن مرحلــة التخطيــط؛ ففــي هــذه املرحلــة البــد‬
‫أن يكــون الرجــل قــد انتهــى مــن حتديــد املواصفــات املناســبة لظروفــه‪،‬‬
‫ووضــع مصفوفــة باحتياجاتــه مــن الــزواج بثانيــة أو حتــى برابعــة‪.‬‬
‫وقــد الحظــت بــأن البعــض مــن الرجــال هيتــم باألصــول واملبــادئ‬
‫الرشعيــة حينــا يبحــث عــن الزوجــة األوىل؛ فيجعــل معيــار الديــن هــو‬
‫املعيــار األول لديــه‪ ،‬لكنــه يتناســى أو يتغافــل عــن هــذه األصــول واملبــادئ‬
‫عندمــا يبــدأ يف البحــث عــن الزوجــة الثانيــة أو الثالثــة!‬
‫ً‬
‫مهمــا‬ ‫فــراه ُيقــدّ م معيــار اجلــال أو املكانــة االجتامعيــة والثــراء‪،‬‬
‫ً‬
‫ومتجاهــا أخــاق وديانــة وحيــاء املــرأة!‬
‫وهذا التفريط تسبب يف فشل العديد من جتارب الزواج والتعدد‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫محددات االختيار الناجح‬

‫بدايــة‪ ،‬ال أقصــد بوضعــي هلــذه املحــددات التضييــق عــى الرجــل الراغــب‬
‫يف التعــدد أو حــر اختياراتــه يف إطــار معــن‪ ،‬فــكل زوج أدرى باحتياجاته‬
‫وبأهدافــه مــن التعــدد؛ بــل كل مــا أصبــو إليــه هــو التنبيــه عــى املعايــر‬
‫الدينيــة والواقعيــة التــي يضمــن توفرهــا نجــاح مــروع التعــدد‪.‬‬
‫المحدد األول‪ :‬الدين‬

‫النصيحــة األهــم التــي أوجههــا لــكل املقبلــن عــى الــزواج ســواء بــأوىل‬
‫أو حتــى رابعــة؛ أن يكــون الديــن هــو املعيــار األول عنــد االختيــار‪ ،‬وذلــك‬
‫عمــا بقــول النبــي صــى اهلل عليــه وســلم‪« :‬تنكــح املــرأة ألربع‪...‬فاظفــر‬
‫بــذات الديــن تربــت يــداك» [رواه البخــاري (‪ )4802‬ومســلم (‪])1466‬‬
‫ثــم ال مانــع بعــد توفــر معيــار الديــن أن يطلــب الرجــل يف زوجتــه اجلــال‬
‫أو غــره مــن معايــر اختيــار الزوجــة‪.‬‬
‫المحدد الثاني‪ :‬الهدف طويل األمد‬

‫جيب أن ال يكون اهلدف من التعدد مؤقتًا‪..‬‬
‫فقــد يعمــد الــزوج بعــد خصــام شــديد مــع زوجتــه األوىل إىل التعــدد‬
‫قهــرا هلــا؛ فيقــدم عــى التــزوج بأخــرى دونــا دراســة أو‬
‫نكايــة هبــا أو ً‬
‫ختطيــط وإعــداد مســبق‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫والبعــض يكــون هدفــه مــن التعــدد ســطح ًيا للغايــة‪ ،‬كأن يقــال عنــه رجــل‬
‫فحــل أو لكــي يقــال عنــه رجــل قــوي‪ ،‬اســتطاع اجلمــع بــن زوجــات‬
‫عــدة!‬
‫أو قــد يكــون هدفــه االســتعراض املجتمعــي بــن األقــران؛ كــي ُيذكــر عنــه‬
‫بأنــه رجل مــزواج!‬
‫إن هد ًفــا واحــدً ا مــن هــذه األهــداف أو مــا يشــاهبها كفيــل بجعــل مــروع‬
‫التعــدد ‪ -‬يف أغلــب احلــاالت ‪ -‬مرشو ًعــا فاشـ ً‬
‫ـا بــكل املقاييــس!‬
‫المحدد الثالث‪ :‬الواقعية‬

‫عندمــا يشــرط شــاب دون األربعــن يف زوجتــه األوىل أو الثانيــة أو حتــى‬
‫بكــرا؛ فهــذا أمــر يرتضيــه املجتمــع ويقبلــه‬
‫ً‬ ‫الرابعــة أن تكــون صغــرة‬
‫العقــل‪ ،‬أمــا أن يشــرط ذلــك رجــل جتــاوز العقــد اخلامــس أو الســادس‬
‫مــن عمــره فهــذا هــو عــن الشــطط!‬
‫عــى الرجــل الكبــر يف الســن والراغــب يف التعــدد أن يكــون واقع ًيــا يف‬
‫اشــراطاته‪ ،‬وإال فإنــه ســوف يمــي بقيــة عمــره مــع زوجــة أوىل‪.‬‬
‫ثــم مــن قــال بــأن احليــاة الزوجيــة ال تكــون مجيلــة فقــط إال مــع الصغريات‬
‫األبكار؟‬
‫‪36‬‬
‫ربــا ال يعلــم الكثــر مــن الرجــال بــأن املــرأة التــي ســبق هلــا جتربــة زواج‬
‫قــد تكــون أروع وأمتــع للــزوج‪ ،‬وذلــك لكوهنــا ذات خــرة يف التعامــل مع‬
‫الرجــل‪ ،‬وأكثــر تقديـ ًـرا لنعمــة الــزواج؛ إذ ربــا أهنــا قــد ذاقــت األمريــن‬
‫مــن جتربــة الطــاق أو عانــت مــن عالقــة زوجيــة قاســية مــع زوج أرعــن‬
‫أو مدمــن خمــدرات أو بخيــل أو عنيــف يرضهبــا صبــح مســاء!‬
‫ومــا إن حتظــى برجــل حنــون حتــى تقبــل بــه وتســعد معــه وتســعده ولــو‬
‫كان معــد ًدا‪.‬‬
‫كــا أن التــزوج باملطلقــة أو األرملــة أو العانــس مــع اصطحــاب النيــة‬
‫احلســنة ســوف حييــل مــروع التعــدد مــن جمــرد خطــوة إلشــباع رغبــات‬
‫دنيويــة إىل عمــل صالــح ُيعــي مقــام الرجــل عنــد رب العاملــن‪ ،‬ويفتــح لــه‬
‫أبــواب ســعادة الدنيــا واآلخــرة‪.‬‬
‫فيــا أهيــا املعــددون ابحثــوا عــن املطلقــات واألرامــل والنســاء العوانــس؛‬
‫إن مل جتــدوا أبــكار ًا‪.‬‬
‫فهــ ّن أحــرى بقبــول التــزوج برجــل معــدد‪ ،‬وســوف يكــون مــروع‬
‫ناجحــا بــإذن اهلل تعــاىل‪.‬‬
‫ً‬ ‫التعــدد هبــ ّن‬
‫‪37‬‬
‫إضاءة‬
‫قبــل أن أهنــي احلديــث عــن مرحلــة البحــث والتحــري؛ البــد‬
‫مــن تنبيــه الــزوج لنقطــة هامــة يغفــل عنهــا الكثــرون‪ ،‬وهــي‬
‫رضورة اســتعامل الكتــان الشــديد‪.‬‬
‫بمعنــى‪ :‬ابحــث عــن الزوجــة الثانيــة بصمــت‪ ،‬وال تكشــف‬
‫أمــرك إال لشــخص ترجــو منــه نصيحــة أو مشــورة ســتفيدك‪.‬‬
‫جيــب أن حتيــط مرحلــة البحــث والتحــري بالرسيــة‪ ،‬وأن تعمــل‬
‫خالهلــا باحليطــة واحلــذر‪ ،‬فليــس مــن مصلحتــك أن يشــيع‬
‫اخلــر بــن النــاس حتــى يصــل إىل زوجتــك األوىل؛ فتكيــد لــك‬
‫كيــدً ا قــد حيــول دون إمتــام مــروع التعــدد؛ فتصبــح منقط ًعــا يف‬
‫وســط الطريــق‪ ،‬ال أنــت بالــذي وجــد ضالتــه‪ ،‬وال أنــت بالــذي‬
‫ســلم مــن األذى والتنكيــد مــن زوجتــك األوىل!‬
‫‪38‬‬
‫مرحلة التعارف‬
‫مرحلة التعارف‪:‬‬
‫يتبايــن النــاس يف أســاليب التعــارف قبــل الــزواج؛ فيختــار بعضهــم‬
‫التعــارف املبــارش بــن الرجــل واملــرأة؛ فيتفقــان عــى اللقــاء يف مطعــم أو‬
‫مقهــى لكــي يتــم التعــارف بينهــا بــدون علــم األهــل‪ ،‬ودون وجــود حمــرم‬
‫للمــرأة‪ ،‬وهــذا األســلوب تكتنفــه الكثــر مــن املخاطــر‪ ،‬وتتعاظــم هــذه‬
‫املخاطــر إن كانــت الفتــاة مــا تــزال بكـ ًـرا وصغــرة يف الســن!‬
‫والبعــض اآلخــر يتــرف بعكــس ذلــك متا ًمــا؛ فيتقــدم الرجــل خلطبــة‬
‫املــرأة دون أن يعرفــا شــي ًئا عــن نشــأة وحيــاة وصفــات وأخــاق وســرة‬
‫بعضهــا البعــض؛ بــل وقــد يصــان إىل مرحلــة عقــد القــران ومهــا ال‬
‫يعرفــان شــي ًئا عــن الســات الشــخصية لــكل منهــا‪ ،‬وليــس لدهيــا أدنــى‬
‫فكــرة عــن تفضيــات بعضهــا‪ ،‬وال مــاذا حيبــان ومــاذا يكرهــان!‬
‫‪41‬‬
‫لــذا‪ ،‬أقــرح بــدوري وض ًعــا وســ ًطا يف مســألة التعــارف بــن الرجــل‬
‫واملــرأة‪ ،‬أمجلــه فيــا يــي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االســتعانة بواســطة خــر تصــل بــن الرجــل واملــرأة‪ ،‬وذلــك بطريقــة‬
‫غــر مبــارشة ‪ -‬عــر رســائل الواتســاب مثـ ً‬
‫ـا ‪ -‬جتنبهــا الوقــوع يف حماذيــر‬
‫ِ‬
‫الوســيطة‬ ‫رشعيــة أو نقائــص جمتمعيــة‪ ،‬وجيــب أن نتحــرى يف املــرأة‬
‫الفضيل ـ َة والقــدرة عــى نقــل الرســائل واملعلومــات بــن الطرفــن بــكل‬
‫أمانــة وإخــاص ووضــوح؛ لكــي تكــون فرصــة حــدوث التوافــق بينهــا‬
‫أكــر‪.‬‬
‫ثانيــا‪ :‬يمكــن أن يكــون الواســطة هــو أحــد حمــارم املــرأة كأبيهــا أو أخيها‪..‬‬
‫فيقــوم بــدور الوســيط بينهــا وبــن الرجــل اخلاطــب‪ ،‬يقــوم ‪ -‬عــى ســبيل‬
‫املثــال‪ -‬بإجــراء مكاملــة هاتفيــة بحضــور املــرأة ويســأل اخلاطــب عــن كافــة‬
‫األمــور التــي تــود أن تعرفهــا عنــه‪ ،‬وجيعلهــا تســتمع إلجابــات اخلاطــب‬
‫عــر اهلاتــف‪.‬‬
‫فضــل حــدوث التعــارف املبدئــي قبــل الرؤيــة الرشعيــة؛ لكــي يتــم‬
‫ثالثــا‪ُ :‬ي ّ‬
‫اختــاذ قــرار باملــي يف اخلطوبــة أو بالرتاجــع وفــق املعلومــات املبدئيــة‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫مؤشرات هامة‬
‫يف مرحلــة التعــارف قــد تشــتعل العاطفــة يف قلــب الرجــل جتــاه املــرأة؛‬
‫فيندهــش العقــل ويغفــل عــن حتــري نقــاط هامــة البــد مــن اســتيفاء‬
‫املعلومــات عنهــا قبــل املــي يف خطــوات إمتــام الــزواج‪ ،‬وهــذه النقــاط‬
‫تنطبــق عــى الــزواج بــأوىل أو رابعــة‪ ،‬ومــن أبــرز هــذه النقــاط‪:‬‬
‫ ‪1 .‬القبيلة‪:‬‬
‫وهــي مســألة يعتربهــا البعــض أولويــة وأساســية عنــد اختيــار زوجــة لــه‬
‫أو ألبنائــه وبناتــه؛ لــذا ينبغــي للطرفــن تبـ ّـن البعــد القبــي عنــد البحــث‬
‫والتحــري‪ ،‬حتــى ال حتــدث إشــكاليات الحقــة بعــد الــزواج‪.‬‬
‫ ‪2 .‬درجة االلتزام‪:‬‬
‫ـارا أوليــا عنــد االختيار‪،‬‬
‫لقــد أرشنــا فيــا ســبق إىل رضورة جعــل الدين معيـ ً‬
‫وهنــا نؤكــد عــى جزئيــة هامــة وهــي درجــة االلتــزام وتفصيالتــه؛ ألن‬
‫النــاس يتفاوتــون يف مــدى التزامهــم بأحــكام وآداب الديــن؛ فمثــا‬
‫ســيكون مــن األفضــل الســؤال عــن قضيــة كشــف الوجــه أو قيــادة املــرأة‬
‫للســيارة أو طريقــة لبــس العبــاءة‪ ،.‬فهــذه التفاصيــل أضحت مؤخـ ًـرا مهمة‬
‫لــدى البعــض‪ ،‬ومؤثــرة يف عمليــة اختــاذ القــرار باإلقــدام أو اإلحجــام عــن‬
‫الــزواج وفقــا لتوجــه كال الطرفــن حيــال هــذه األمــور‪.‬‬
‫لــذا فــإن معرفــة مســتوى االلتــزام لــدى الطــرف اآلخــر رضوري‪ ،‬حتــى‬
‫‪43‬‬
‫ال حتــدث صدامــات بينهــا عندمــا يعيشــان معــا‪.‬‬

‫ ‪3 .‬العمل‪:‬‬
‫عــى الرجــل أن يســأل هــل املــرأة ربــة بيــت أم طالبــة أم موظفــة؟‬
‫فلــكل صفــة مــن هــذه الصفــات انعكاســاهتا عــى الزوجــن وطريقــة‬
‫حياهتــا م ًعــا‪ ،‬فــإن كانــت املــرأة موظفــة فعليــه أن يعــرف طبيعــة عملهــا‪،‬‬
‫يفضــل أن تعمــل زوجتــه يف بيئــات عمــل خمتلطــة كالبنــوك‬
‫فالبعــض ال ّ‬
‫واملستشــفيات؛ فــإن تفاجــأ بذلــك بعــد الــزواج فإنــه قــد حيــدث بينهــا‬
‫خال ًفــا شــديدً ا ربــا يصــل إىل الطــاق!‬
‫وإن كانــت طالبــة فعليــه أن يتوقــع انشــغاهلا بالدراســة واالختبــارات‪ ،‬ومــا‬
‫يســتدعي ذلــك مــن مالزمــة القــراءة والتحضــر وســهر الليــايل‪.‬‬
‫إن اإلملــام بكافــة حيثيــات عمــل املــرأة وظــروف دراســتها ُيعــن الرجــل‬
‫عــى االختيــار الراشــد‪ ،‬فثمــة أمــور علمــه هبــا قبــل مرحلــة التعــارف قــد‬
‫جتعلــه حيجــم عــن التــزوج بتلــك املــرأة‪ ،‬فتبقــى يف بيــت أبيهــا معــززة‬
‫مكرمــة حتــى يــأيت خلطبتهــا الرجــل املناســب لظروفهــا‪.‬‬
‫ ‪4 .‬ختصص املرأة اجلامعي‪:‬‬
‫وهــذه املعلومــة كفيلــة بإعطــاء الرجــل االنطبــاع األقــرب للصــواب عــن‬
‫مســتوى العلــم والثقافــة التــي تتمتــع بــه املــرأة‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫ ‪5 .‬مقر سكنها‪:‬‬
‫ـؤرشا مقار ًبــا للمســتوى االجتامعــي واملــادي للمــرأة‪ ،‬كــا‬
‫والــذي ُيعــد مـ ً‬
‫أنــه ينبغــي للرجــل أن يكــون عــى درايــة مــا إن كانــت املــرأة تعيــش مــع‬
‫والدهيــا أم مــع أحــد حمارمهــا أم تعيــش مســتقلة يف ســكن خــاص هبــا!‬
‫بكر أم ث ّيب؟‬
‫ ‪ٌ 6 .‬‬
‫فــإن كانــت ثي ًبــا‪ ،‬فهــل هــي أرملــة أم مطلقــة؟ ومــا هــي أســباب طالقهــا؟‬
‫وهــل تعــددت زواجاهتــا؟ وهــل تزوجــت زواج مســيار مثـ ً‬
‫ـا؟‬
‫كــم مــن‬
‫حيــث ُيفضــل أن يعــرف الرجــل ‪ -‬قــدر اإلمــكان ‪ -‬أكــر ّ‬
‫التفاصيــل حــول مــايض املــرأة التــي ســبق هلــا الــزواج‪.‬‬
‫ ‪7 .‬تاريخ مولدها‪:‬‬
‫وليــس عمرهــا‪ ،‬وذلــك لتحديــد العمــر بدقــة‪ ،‬فالكثــر مــن النســاء‬
‫رقــا واحــدً ا ألعامرهــم‪ ،‬دون أن‬
‫أيضــا‪ -‬يبقــون يــرددون ً‬
‫‪ -‬والرجــال ً‬
‫يستشــعروا بــأن مــرور الســنوات قــد أضــاف إىل أعامرهــم أرقا ًمــا أخــرى!‬
‫ ‪ 8 .‬سامهتا الشخصية‪:‬‬
‫ســواء الســات الظاهــرة كالــوزن‪ ،‬والطــول ولــون البــرة‪ ،‬ودرجــة‬
‫اجلــال‪ ..‬أو الســات الباطنــة مثــل العصبيــة واهلــدوء‪ ،‬التفــاؤل والتشــاؤم‪،‬‬
‫وهــل هــي شــخصية اجتامعيــة أم منعزلــة‪ ،‬وهــل تتمتــع باألنوثــة أم أهنــا‬
‫ذات شــخصية جامــدة وقياديــة؟‬
‫‪45‬‬
‫ ‪9 .‬الوضع الصحي‪:‬‬
‫ال بــد مــن التأكــد مــن خلــو املــرأة مــن العلــل النفســية واجلســدية املؤثــرة‪،‬‬
‫فبعــض النســاء قــد تكــون مصابــة بمــرض نفــي يمكــن ألي امــرأة فطنــة‬
‫أن تكتشــفه بمجــرد اجللــوس والتحــدث مــع املخطوبــة‪.‬‬
‫ ‪10.‬السامح بالنظرة الرشعية‪:‬‬
‫فالرؤيــة الرشعيــة رضوريــة للتأكــد مــن مــدى إمكانيــة حصــول القبــول‬
‫النفــي والتــزاوج الروحــي بــن اخلاطــب واملخطوبــة‪ ،‬وهنــا ينبغــي‬
‫للرجــل معرفــة وجهــة نظــر أهــل املــرأة حيــال النظــرة الرشعيــة؛ وهــل‬
‫ســيقبلون بحدوثهــا أم ســرفضون؟‬
‫فقــد يمــي الرجــل قد ًمــا يف خطــوات مــروع التعــدد ثــم يتفاجــأ بعــد‬
‫أن قطــع شــو ًطا طويـ ً‬
‫ـا بــأن أهــل املــرأة ممتنعــون عــن الســاح لــه بالنظــرة‬
‫الرشعيــة؛ فتتهــاوى قصــور أحالمــه دفعــة واحــدة!‬
‫‪46‬‬
‫إضاءة‬
‫مجيــع مــا ســبق مــن املــؤرشات ونقــاط التعــارف تنطبــق كذلــك‬
‫عــى الرجــل عندمــا يتقــدم خلطبــة امــرأة مــا‪..‬‬
‫فــا يظن ـ ّن أحــد بأننــي أميــل إىل جانــب الرجــال عــى حســاب‬
‫ـؤرشا ها ًمــا‪،‬‬
‫مصالــح النســاء‪ ،‬بــل ســوف أضيــف يف كفته ـ ّن مـ ً‬
‫وهــو وجــوب متحيــص الرجــل للتأكــد مــن بعــده عــن الفكــر‬
‫الضــال‪ ،‬والتيقــن مــن عــدم خروجــه عــن اجلامعــة ‪-‬والعيــاذ‬
‫بــاهلل‪ -‬فهــذا األمــر قــد يكــون شــائ ًعا بــن الرجــال أكثــر منــه‬
‫يف النســاء‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫مرحلة الخطوبة‬
‫والعقد والزفاف‬
‫مرحلة الخطوبة والعقد والزفاف‬ ‫سنة أولى تعدد‬
‫مرحلة الخطوبة والعقد والزفاف‪:‬‬

‫أمضيــا معــا ليلــة نابضــة باحلــب‪ ،‬مرتفــة بالعطــاء‪ ،‬باذخــة يف الوصــل‪ ،‬بعــد‬
‫أن أخربهــا بأنــه مضطــر للســفر‪ ،‬وقــد يغيــب عــن البيــت أســبو ًعا كامـ ً‬
‫ـا!‬
‫ـارا مميـ ًـزا‪ ،‬وأعانتــه عــى حــزم حقائبــه‪ ..‬أوصلها‬
‫يف الصبــاح أعــدت لــه إفطـ ً‬
‫متوجهــا نحــو املطــار‬
‫ً‬ ‫إىل بوابــة املدرســة حيــث تعمــل‪ ،‬وقبــل أن ينــرف‬
‫مهــس هلــا بأمــر‪ ..‬عــا الشــحوب وجههــا‪ ..‬اســتدارت عيناهــا وجحظــت‬
‫أرضــا!‬
‫لوهلــة‪ ،‬ثــم شــهقت بقــوة قبــل أن تغشــاها إغــاءة وتوقعهــا ً‬
‫هــذا الــزوج ‪ -‬مع األســف‪ -‬مل ُيســن اختيــار الزمــان واملكان واألســلوب‬
‫األمثــل إلخبــار زوجتــه األوىل بأنه ســوف يتــزوج عليها‪.‬‬
‫وجــه هلــا صدمــة عنيفــة مل تكــن تتوقعهــا مطل ًقــا؛ حيــث أنــه جعلهــا‬
‫لقــد ّ‬
‫تعيــش معــه ســنوات زاوجهــا املمتــدة يف أحــام ورديــة‪ ،‬ومل ُييئهــا مطل ًقــا‬
‫‪49‬‬
‫الحتــال حــدوث هــذا األمــر‪.‬‬

‫ولســت أقصــد بكالمــي هــذا دفــع األزواج لتهديــد زوجاهتــم بالــرة‬
‫صبــاح مســاء‪ ،‬ويف كل مناســبة ويف كل األوقــات‪ ،‬بــل إن مــا أعنيــه هــو‬
‫أن يقــوم الــزوج بالتمهيــد للموضــوع مــرة أو مرتــان خــال الســنتني أو‬
‫الثــاث ســنوات التــي تســبق قــراره بالتعــدد‪ ،‬ولــو مــن َط ٍ‬
‫ــرف خفــي‬
‫وبتلميحــات غــر جازمــة‪.‬‬
‫قصصــا مبكيــة عــن ردود فعــل الزوجــات الــايت مل‬
‫ً‬ ‫مــرارا‬
‫ً‬ ‫لقــد ســمعنا‬
‫يكــ ّن يتوقعــ ّن زواج أزواجهــ ّن عليهــ ّن‪..‬‬
‫وهــذا الطــرح ليــس للتخويــف أو التهويــل بــل هــو رشح للواقــع؛ لكــي‬
‫يســتعد كل رجــل راغــب يف التعــدد للتعاطــي معــه‪ ،‬فيخطــط لــه بشــكل‬
‫صحيــح وذلــك لتفــادي املفاجــآت املربكــة‪ ،‬واحتــواء ردود الفعــل املؤملــة!‬
‫األسلوب األمثل إلخبار زوجتك بزواجك الثاين ‪:‬‬
‫إخبــار الــزوج زوجتــه األوىل بنبــأ تزوجــه عليهــا‪ُ ،‬يمثــل اخلطــوة األوىل‬
‫يف هــذه املرحلــة‪ ،‬وهــي خطــوة صعبــة وقاســية عــى كال الطرفــن‪ ،‬لكنهــا‬
‫حتميــة ورضوريــة إلنجــاح مــروع التعــدد‪.‬‬
‫وثمــة عنــارص هامــة عــى الــزوج مراعاهتــا وأخذهــا بعــن االعتبــار يف‬
‫مســألة إخبــار الزوجــة برغبتــه يف التعــدد‪ ،‬تتعلــق بالتوقيــت واملــكان‬
‫واألســلوب املالئــم لفعــل ذلــك‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫أيضــا مراعــاة وضــع الزوجــة النفــي حــن خيتــار‬

‫كــا أن عــى الــزوج ً‬
‫توقيــت إخبارهــا‪ ،‬وســوف نســتعرض هــذه العنــارص بالتسلســل التــايل‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬التوقيت املناسب‬
‫هــل مــن األفضــل إخبــار الزوجــة األوىل يف مرحلــة اخلطوبــة مــن الزوجــة‬
‫الثانيــة أم بعــد عقــد القــران أم بعــد الزفــاف؟‬
‫اختلفــت اآلراء حــول هــذا العنــر‪ ،‬فثمــة مــن يــرى رضورة إخبارهــا‬
‫يف مرحلــة اخلطوبــة‪ ،‬وهنــاك مــن يقــرح أن يكــون إخبارهــا بعــد عقــد‬
‫القــران‪ ،‬وآخــرون يــرون بــأن مــن األفضــل تأجيــل إخبارهــا إىل مــا‬
‫بعــد الزفــاف‪ ،‬وذلــك بعــد عــودة الــزوج مــن أيــام العســل مــع زوجتــه‬
‫اجلديــدة!‬
‫غــر أننــي أرجــح االختيــار األوســط‪ ،‬وهــو أن يقــوم الــزوج بإخبارهــا‬
‫بعــد عقــد القــران مبــارشة‪.‬‬
‫وأحــذر الــزوج بشــدة مــن إخبارهــا يف مرحلــة اخلطوبــة؛ ألنــه إن فعــل‬
‫فســوف تســتميت الزوجــة بغيــة ثنيــه عــن التــزوج عليهــا‪ ،‬وقــد متــارس‬
‫عليــه ضغو ًطــا نفســية وأرسيــة واجتامعيــة تفــت هبــا مــن عزمــه‪ ،‬وقــد‬
‫كثــرا‪ ...‬فيصبــح الــزوج يف مــأزق‪ ،‬فــا هــو عــزم عــى‬
‫ً‬ ‫حــدث هــذا‬
‫أمــرا واق ًعــا‪ ،‬وال هــو ســلم مــن عواقــب إعــان‬
‫الــزواج حتــى صــار ً‬
‫رغبتــه بالتعــدد‪ ،‬ويف الغالــب ســوف يرضــخ للضغــوط ويرتاجــع عــن‬
‫‪51‬‬
‫قــراره‪ ،‬فيبــدو مــرد ًدا خائ ًفــا ضعي ًفــا أمــام نفســه‪ ،‬وأمــام زوجتــه وأقربائه‪.‬‬
‫أمــا إن هــو أخــر زوجتــه بعــد أن انتهــى مــن عقــد القــران‪ ،‬وأصبــح‬
‫زواجــه الثــاين أمـ ًـرا واق ًعــا؛ فهنــا يصبــح حالــه أشــبه بحــال جنــد طــارق‬
‫بــن زيــاد كــا يــروى يف القصــص حــن أحــرق ســفن اجليــش؛ ليقطــع‬
‫آماهلــم يف الرتاجــع واالنســحاب مــن املعركــة! وبــرف النظــر عــن‬
‫نقــرب املعنــى لذهــن‬
‫صحــة أو عــدم صحــة القصــة ؛ إال أننــا أردنــا أن ّ‬
‫القــاريء فقــط‪.‬‬
‫إن عقــد القــران يقطــع الشــكوك يف جدّ يــة الــزوج‪ ،‬ويضــع الزوجــة األوىل‬
‫أمــام األمــر الواقــع؛ فتتهيــأ نفس ـ ًيا وتســتعد ملرحلــة الزفــاف‪ ،‬حــن تبــدأ‬
‫األفــراح‪ ،‬وال شــك بأهنــا مــن أقســى مراحــل التعــدد عــى الزوجــة األوىل؛‬
‫غــر أن الفــرة الزمنيــة الفاصلــة بــن عقــد القــران والعــرس ســوف‬
‫تعطيهــا الفرصــة لتمتــص الصدمــة األوىل‪ ،‬فتصبــح أكثــر قــدرة عــى تقبــل‬
‫صدمــة العــرس والــزواج‪.‬‬
‫وهكــذا ومــن خــال تفريــق الصدمــات عــى فــرات أطــول ســيخف‬
‫تركيزهــا ويقــل أثرهــا املوجــع لقلــب الزوجــة األوىل‪ ،‬والتــي إن جــاءت‬
‫تأثــرا نفســ ًيا بال ًغــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫دفعــة واحــدة فقــد ال تســتوعبها؛ فتؤثــر فيهــا‬
‫ولســت أنكــر بــأن إخبــار الزوجــة األوىل بعــد إمتــام مراســيم العــرس‬
‫وقضــاء الــزوج الليــايل املحــددة لبقائــه مــع عروســه اجلديــدة لــه إجيابياتــه‪،‬‬
‫‪52‬‬
‫كتفــرغ الــزوج الذهنــي والعاطفــي للتنعــم بزواجــه الثــاين دون منغصــات‬

‫ردة فعــل الزوجــة األوىل‪ ،‬ومن ًعــا للتشــويش الــذي قــد حتدثــه باتصــاالت‬
‫كثــرة وإشــكاالت مفتعلــة؛ فتقطــع هبــا أنســه ورسوره بزوجتــه الثانيــة‪.‬‬
‫فاالختيــار يف توقيــت إخبارهــا ‪ -‬بــن فــرة مــا بعــد العقــد أو فــرة مــا‬
‫بعــد أيــام العســل مــع الزوجــة اجلديــدة‪ -‬يرجــع إىل رؤيــة الــزوج لواقعــه‬
‫وحــال زوجتــه األوىل‪.‬‬
‫وبعضهــم يســتعمل حيلــة ذكيــة‪ ،‬حيــث يقــوم بإمتــام عقــد القــران وكذلك‬
‫الزفــاف‪ ،‬و ُيمــي أيــام العســل مــع الزوجــة اجلديــدة دون علــم الزوجــة‬
‫األوىل‪ ،‬ثــم بعــد ذلــك كلــه يبــدأ بإيصــال اخلــر إليهــا بتــدرج منــذ اخلطــوة‬
‫األوىل ‪ -‬وكأنــه مل يتــزوج بعــد ‪ -‬فيخربهــا أوال بأنــه قــد عقــد القــران‪،‬‬
‫ثــم بعــد أن تســتوعب الصدمــة خيربهــا بأنــه أتــم الزفــاف ويغيــب مــدة‬
‫يف عمــل أو رحلــة‪ ،‬وكأنــه ذاهــب لقضــاء أيــام العســل للتــو مــع زوجتــه‬
‫اجلديــدة‪ .‬ويف هــذه احلالــة ينبغــي عــى الــزوج إخبــار زوجتــه اجلديــدة‬
‫هبــذا الرتتيــب حتــى اليأثــم يف موضــوع قســمة الليــايل بــن الزوجــات‪.‬‬
‫وهــذه الطريقــة جتمــع بــن احلســنيني‪ ،‬توزيــع الصدمــات عــى الزوجــة‬
‫األوىل مــن جهــة‪ ،‬وتنعمــه بزواجــه الثــاين دون منغصــات مــن جهــة‬
‫أخــرى‪.‬‬
‫وثمــة قضيــة أخــرى جيــب التنبيــه هلــا عنــد اختيــار التوقيــت‪ ،‬وهــي متعلقة‬
‫ّ‬
‫‪53‬‬
‫باألبنــاء؛ فبعــض األزواج ال يلقــون بـ ً‬

‫ـال حلــال األبنــاء عنــد اختيــار توقيت‬
‫إخبــار الزوجــة‪ ،‬وقــد ينتــج عــن ذلــك أمــور ال حتمــد عقباها!‬
‫فعــى عــى ســبيل املثــال‪ :‬عندمــا يقــرر الــزوج إخبــار الزوجــة يف موســم‬
‫الدارســة أو االختبــارات؛ فهــذا قط ًعــا توقيــت غــر مناســب البتــة‪ ،‬إذ قــد‬
‫تقــوم الزوجــة بمغــادرة البيــت خملفــة األبنــاء وراءهــا؛ فتتعكــر األجــواء‬
‫ويتكــدر األبنــاء ويتأثــرون ســل ًبا فيهبــط مســتواهم الــدرايس‪.‬‬
‫حتــن زمــن اإلجــازة الصيفيــة لفعــل ذلــك‪ ،‬وإلمتــام عقــد‬
‫لــذا‪ ،‬ينبغــي ُّ‬
‫القــران والزفــاف‪ ،‬بحيــث يكــون الوقــت متســ ًعا لرتتيــب األوضــاع‬
‫األرسيــة وإخبــار الزوجــة األوىل‪ ،‬ثــم احتــواء ردود الفعــل الشــديدة التــي‬
‫قــد تصــدر منهــا‪ ،‬دون أن يكــون لذلــك تأثــر عــى مســتوى التحصيــل‬
‫العلمــي لألبنــاء‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫إضاءة‬
‫ختــر وقــت‬
‫وحســن العــرة ّ‬ ‫إن مــن املــروءة والرمحــة بالزوجــة ُ‬
‫اإلخبــار املالئــم هلــا نفسـ ًيا‪ ،‬فــا ختربهــا يف حــال اســتقباهلا للحيــض‪،‬‬
‫وهــي تعــاين مــن الشــدة النفســية التــي تســبقه‪.‬‬
‫كــا أنــه ال ينبغــي إخبارهــا وهــي يف حالــة فــرح شــديد أو حــزن‬
‫شــديد؛ ففــي احلالــة األوىل ســوف تفســد عليهــا فرحتهــا وتبــدد‬
‫ســعادهتا‪ ،‬ويف األخــرى حــال حزهنــا وغضبهــا وتعكــر مزاجهــا فــإن‬
‫اخلــر ســيزيد أســاها ويضاعــف حزهنــا‪.‬‬
‫لــذا‪ ،‬البــد مــن ّحتــن التوقيــت املناســب‪ ،‬الــذي تكــون فيــه الزوجــة‬
‫معتدلــة املــزاج هادئــة ســاكنة‪ ،‬حتــى ال تكــون ردة فعلهــا شــديدة‬
‫ومدمــرة‪.‬‬
‫كــا أننــي أقــرح أن يكــون التوقيــت خــال اليــوم والليلــة هــو‬
‫الســاعة الفاصلــة بــن صــايت املغــرب والعشــاء‪ ،‬فهــو وقــت قصــر‬
‫يفصــل بــن صالتــن واجبتــن‪ ،‬ولــن يطــول فيــه النقــاش واجلــدل‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫ثانيا‪ :‬املكان املناسب‬

‫فضــل أن يتــم‬
‫إن مراعــاة البعــد املــكاين رضوري عنــد إخبــار الزوجــة‪ ،‬إذ ُي ّ‬
‫ذلــك بعيــدً ا عــن أعــن النــاس‪ ،‬وحتــى بعيــدً ا عــن األبنــاء‪.‬‬
‫كأن خيتــي الرجــل بزوجتــه يف املنــزل بعــد أخــذ األبنــاء لزيــارة اجلــد‬
‫واجلــدة‪ ،‬أو اجللــوس معهــا يف غرفتهــا اخلاصــة بعــد أن خيلــد األبنــاء إىل‬
‫النــوم‪.‬‬
‫وليحــذر الــزوج مــن إخبارهــا يف مــكان عــام أو يف الســيارة؛ ألنــه مــن‬
‫العســر توقــع نوعيــة ردة فعلهــا؛ إذ قــد تفقــد رشــدها وتفتــح بــاب‬
‫الســيارة فجــأة حماولــة اخلــروج منهــا!‬
‫وقــد يصــدر عنهــا ترصفــات غــر الئقــة أمــام النــاس كالــراخ والعويــل‬
‫والتلفــظ بالكلــات اجلارحــة‪ ..‬وقــد تُقــدم عــى فعــل مــا هــو أســوأ مــن‬
‫ذلــك!‬
‫لــذا‪ ،‬يلــزم الــزوج أخــذ االحتياطــات الكافية ملنــع حــدوث أرضار‪ ،‬وحتى‬
‫إن قــام بإخبارهــا عــى انفــراد يف بيتهــا؛ فعليــه أخــذ تدابــر أمنيــة عاليــة يف‬
‫املــكان؛ كاجللــوس بعيــدا عــن زجاجــات العطــر التــي قــد تتنــاول الزوجة‬
‫إحداهــا فتشــج هبــا رأســه!‬
‫وكــم ورد عــى أســاعنا قصــص وأخبــار لبعــض الزوجــات ‪ -‬هداه ـ ّن‬
‫اهلل ‪ -‬املتســات بالغــرة الشــديدة والعنــف!‬
‫‪56‬‬
‫وأنــا هنــا أتكلــم عــن أســوأ ردود الفعــل والســيناريوهات املتوقعــة؛ لكــي‬
‫يكــون الــزوج عــى أهبــة االســتعداد للتعامــل معهــا وإال فــإن الكثــر مــن‬
‫ـرا ‪ -‬يتقبلـ ّن هــذا اخلــر بســعة صــدر‪ ،‬ويتعاملـ ّن‬
‫نســائنا ‪-‬جزاهـ ّن اهلل خـ ً‬
‫مــع املوقــف هبــدوء وحكمــة‪.‬‬
‫بــل إن بعضه ـ ّن تبــارك للــزوج وهــي مبتســمة‪ ،‬وتشــجعه عــى مــا ينــوي‬
‫فعلــه‪..‬‬
‫ثالثا‪ :‬األسلوب األمثل‬
‫ُيمثــل اختيــار األســلوب املناســب إلخبــار الزوجــة مــا نســبته ‪ %50‬مــن‬
‫نجــاح عمليــة إقناعهــا أو امتصــاص غضبهــا!‬
‫فاملــرأة كائــن عاطفــي بالدرجــة األوىل‪ ،‬فــإن اســتطاع الــزوج العــزف عــى‬
‫أوتــار العاطفــة فيهــا؛ فســوف حيــدث ذلــك أثـ ًـرا طي ًبــا يف نفســها‪.‬‬
‫وقبــل البــدء يف تفصيــل الــكالم حــول عنــر األســلوب‪ ،‬يلــزم أن نحــذر‬
‫الــزوج مــن مغبــة وصــول اخلــر لزوجتــه األوىل عــن طريــق أحــد غــره‪.‬‬
‫فاملــرأة تستشــيط غض ًبــا حــن تعــرف بذلــك عــن طريــق صديقاهتــا أو‬
‫أقربائهــا ‪ ,‬فتبــدو هلــم يف موقــف آخــر مــن يعلــم!‬
‫أمــا حــن يتــوىل الــزوج مهمــة إبالغهــا اخلــر؛ فهــو وإن مل يســلم مــن‬
‫ردة فعلهــا حلظــة ســاعها ذلــك منــه إال أهنــا ســ ُتك ِْب يف نفســها ســلوكه‬
‫بعــد أن هتــدأ العاصفــة وتبــدأ بامتصــاص الصدمــة واســتيعاب احلــدث؛‬
‫‪57‬‬
‫فيتضاعــف احرتامهــا وتقديرهــا لــه حــن جعلهــا أول مــن يعلــم بزواجــه‪.‬‬
‫أمــا عــن كيفيــة اإلخبــار ونوعيــة الكلــات املختــارة لنقــل هــذا النبــأ‬
‫اخلطــر وغــر الســار للزوجــة؛ فيعتمــد بالدرجــة األوىل عــى طرائــق‬
‫التعامــل بينهــا خــال عرشهتــا الطويلــة‪ ،‬ثــم باتبــاع األســاليب التــي‬
‫أثبتــت التجــارب جدواهــا نحــو مــا يــي‪:‬‬
‫ ‪1 .‬التحدث بنربة هادئة لينة يرافقها بعض احلزم املوحي باجلدّ ية التامة‪.‬‬
‫ ‪2 .‬عــدم التطــرق لألســباب التــي دعتــك للتــزوج بثانيــة‪ ،‬واالكتفــاء أثنــاء‬
‫كالمــك بالرتكيــز عــى أن قــرار التعــدد هــو مســؤوليتك‪ ،‬وأنــه لــن‬
‫يغــر مــن طريقــة تعاملــك مــع زوجتــك وأهــل بيتــك إطالقــا‪..‬‬
‫ ‪3 .‬احلــذر مــن جعلهــا تشــعر بأنــك مــردد؛ ألن هــذا ســوف يضاعــف‬
‫مقاومتهــا للقــرار‪ ،‬واحــرص عــى أن تكــرر أثنــاء الــكالم تأكيــد‬
‫حمبتــك وتقديــرك هلــا ومتســكك هبــا‪.‬‬
‫ً‬
‫طويــا حــول رغبتــك يف زوجــة ثانيــة‪ ،‬واجعــل كالمــك‬ ‫ ‪4 .‬ال تثرثــر‬
‫هبيئــة مجــل واضحــة مقتضبــة تعــر هبــا عــن عزمــك األكيــد عــى إمتــام‬
‫مــروع التعــدد‪ ،‬مــع بعــض اإلســهاب يف تأكيــد حمبتــك هلــا ورغبتــك‬
‫يف بقائهــا زوجــة لــك‪.‬‬
‫عىل سبيل املثال يمكنك أن تقول هلا‪:‬‬
‫زوجتــي احلبيبــة‪ ،‬أنــت حبــي األول األبــدي اخلالــد‪ ..‬واجلميــع يعرفــون‬
‫‪58‬‬
‫مــدى حمبتــي لــك‪ ،‬فكــوين عــى يقــن بــأن مكانتــك يف قلبــي ويف حيــايت‬
‫باقيــة كــا هــي حتــى آخــر نفــس يل‪ ..‬ثقــي بأنــه ال يوجــد امــرأة يف الدنيــا‬
‫قــادرة عــى مزامحــة مكانتــك لــدي‪ ،‬وأنــا قط ًعــا لــن أســمح ألي يشء‬
‫بإفســاد عالقتنــا الرائعــة أو تقليــل حمبتــك يف قلبــي أو ختريــب عرشتنــا‬
‫الطويلــة اجلميلــة‪..‬‬
‫أعلــم بــأن زواجــي مــن امــرأة أخــرى أمــر ال يرضيــك‪ ،‬لكننــي أقســم بأين‬
‫مل أفعــل ذلــك لنقــص فيــك أو لضعــف حمبتــي لــك‪ ،‬حاشــا ذلــك‪ ..‬بــل‬
‫هــو يشء أحتاجــه‪ ،‬وقــرار أحتمــل مجيــع تبعاتــه‪ ..‬وهــا أنــا ذا قــد حرصــت‬
‫عــى أن تكــوين أول مــن يعلــم بــه؛ إكرا ًمــا ملكانتــك الكبــرة يف قلبــي ويف‬
‫حيــايت‪ ..‬فلتكــوين راضيــة يــا غاليتــي بــيء ســوف يســعدين ولــن ُيذهــب‬
‫مــن حقوقــك شــي ًئا‪..‬‬
‫بعــض النســاء حــن تــرى هــذه املعاملــة الطيبــة واألســلوب الراقــي مــن‬
‫زوجهــا ترضــخ لألمــر وتُعلــن مــن فورهــا رضاهــا بزواجــه مــن أخــرى‪،‬‬
‫وهــذه ردة فعــل نــادرة ُيــر هبــا الــزوج كثــرا‪ ،‬غــر مــدرك بأهنــا ردة فعــل‬
‫آنيــة‪ ،‬منبثقــة مــن عقــل املــرأة وتدينهــا‪ ،‬وأن هلــا مــا بعدهــا!‬
‫إذ قــد يتفاجــأ الــزوج باهنيارهــا املــروع حــن ينفــرط عقــد صربهــا يف ليلــة‬
‫زفافــه؛ فعليــه أن يبقــى يق ًظــا‪ ،‬ويلتــزم احلــذر حتــى النهايــة!‬
‫أمــا القســم األكــر مــن النســاء فــإن ردود فعلهـ ّن تكــون شــديدة وعنيفــة‬
‫‪59‬‬
‫يف أغلــب األحيــان‪ ،‬وهنــا يتحتــم عــى الــزوج التــرف بحلــم وأنــاة؛‬
‫ليســتوعب ردة فعــل الزوجــة األوىل‪.‬‬
‫ ‪5 .‬عندمــا تبــدأ الزوجــة بالــراخ والعويــل وكيــل الســباب والشــتائم؛‬
‫جللهــا بنظــرات تعاطــف دون أن تنبــس ببنــت شــفة‪ ..‬أتــح هلــا املجال‬
‫لتفــرغ شــحنة الغضــب الــذي مــأ نفســها بمجــرد ســاعها اخلــر‪ ،‬ثــم‬
‫بعــد أن تنثــر كل مــا يف جعبتهــا ال تــزد عــن قــول "ســاحمك اهلل" ثــم‬
‫انــرف هبــدوء‪..‬‬
‫ ‪6 .‬كــن مســتعدً ا الحتــال املزيــد مــن ردة الفعــل تلــك خــال األســابيع‬
‫واألشــهر التــي تــي إخبارهــا هبــذا النبــأ‪ ،‬فهــذه الفــرة تُعتــر مــن أشــد‬
‫وأصعــب الفــرات التــي متــر هبــا الزوجــة األوىل‪ ،‬حيــث تتعــرض‬
‫لنوبــات تقلــب يف املــزاج شــديدة ومتكــررة‪ ،‬فتــارة ســتجدها متســاحمة‬
‫وهادئــة ومتقبلــة للوضــع اجلديــد وكأنــه أمــر طبيعــي‪ ،‬وتــارة ســيتعكر‬
‫مزاجهــا فتعــود لنقطــة البدايــة وكأن املوضــوع ُيطــرح عليهــا للمــرة‬
‫األوىل!‬
‫فكن مستعدا لكل ذلك‪ ،‬وال تتملكك الدهشة مما سرتاه أو تسمعه‪..‬‬
‫وســوف أقــرح عليــك طر ًقــا عديــدة الحتــواء ردود الفعــل املتنوعــة هــذه‬
‫يف فصــل الحــق‪..‬‬
‫‪60‬‬
‫إضاءة‬
‫جــرت العــادة بتقديــم "الرتضيــة" أو مــا ُيســمى بالرضــوة‬
‫للزوجــة األوىل حــال قبوهلــا بتــزوج زوجهــا عليهــا‪ ،‬وهــي‬
‫عبــارة عــن هديــة يمنحهــا الرجــل الراغــب يف التعــدد لزوجتــه‪،‬‬
‫والــذي أنصــح بــه هنــا هــو تأجيــل الــكالم عــن الرتضيــة‬
‫ونوعيــة اهلديــة ومقدارهــا إىل مــا بعــد امتصــاص الزوجــة‬
‫للصدمــة األوىل‪ ،‬وبعــد أن يتيــح هلــا الــزوج املســاحة والوقــت‬
‫الــكايف للتعبــر عــن غضبهــا وحزهنــا ومشــاعرها‪...‬‬
‫هنــا يقــوم الــزوج بعــرض مــا جتــود بــه نفســه عــى زوجتــه‬
‫احلبيبــة ‪ -‬قبــل أن يتــم الزفــاف ‪ -‬ليجــر بذلــك قلبهــا‪ ،‬ويلــم‬
‫شــعث نفســها‪ ،‬ويذهــب قلــق روحهــا‪ ،‬ويشــعرها بــأن مكانتهــا‬
‫لديــه مــا زالــت عاليــة وأن رضاهــا يعنــي لــه الكثــر‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫إدارة السنة األولى‬
‫من التعدد‬
‫•كيفية احتواء الزوجة األوىل‪.‬‬ ‫ ‬
‫• التعارف بني الزوجتني‪.‬‬ ‫ ‬
‫•املناسبات العامة‪.‬‬ ‫ ‬
‫•اإلجازات‪.‬‬ ‫ ‬
‫•عيدا الفطر واألضحى‪.‬‬ ‫ ‬
‫إدارة السنة األولى من التعدد‬ ‫سنة أولى تعدد‬
‫توطئة ‪..‬‬
‫تُعتــر الســنة األوىل مــن التعــدد نقطــة مفصليــة‪ُ ،‬تــدد مــا إن كانــت جتربــة‬
‫التعــدد ســتبوء بالفشــل أم ســتنجح نجاحــا ُمرض ًيــا جلميــع األطــراف‪.‬‬
‫والــدور األســايس واملؤثــر واملوجــه هلــذه املرحلــة الصعبــة مــن مراحــل‬
‫التعــدد يقــع عــى عاتــق الــزوج‪ ،‬فــإن هــو متكّــن مــن إدارة املرحلــة‬
‫باقتــدار‪ ،‬وتصويــب كافــة املواقــف فيهــا‪ ،‬والتــرف الســليم حيــال كل مــا‬
‫ســيحدث يف هــذه الســنة مــن مناســبات وإشــكاليات وأزمــات‪ ،‬فســوف‬
‫يتجــاوز مرحلــة اخلطــر‪ ،‬وحييــا حيــاة التعــدد بطمأنينــة وســعادة‪..‬‬
‫‪63‬‬
‫كيفية احتواء‬
‫الزوجة األولى‬
‫إدارة السنة األولى من التعدد‬ ‫سنة أولى تعدد‬
‫كيفية احتواء الزوجة األولى‬

‫الزوجــة األوىل هــي غال ًبــا املتــأمل مــن مــروع التعــدد؛ لــذا فقــد تــم‬
‫الرتكيــز عليهــا يف هــذا الكتــاب أمــا الزوجــة الثانيــة فقــد ارتضــت أن‬
‫تكــون زوجــة ثانيــة؛ لــذا يقــع عليهــا عــبء التأقلــم مــع وضــع التعــدد‬
‫وظــروف زوجهــا وأحوالــه مــع زوجتــه األوىل‪ ،‬وعليهــا أن تكــون عونــا‬
‫اجلــو اهلــادئ‬
‫ّ‬ ‫لــه؛ ليتجــاوز عقبــات التعــدد وإشــكاالته؛ وذلــك بتهيئــة‬
‫وأيضا جيــب أن ال تشــغله باتصاالهتا‬
‫واجلميــل لــه حــن يعود هلــا يف ليلتهــا‪ً ،‬‬
‫وطلباهتــا‪ ،‬الســيام خــال األشــهر والســنة األوىل لزواجهــا‪ ،‬وقــد يكــون‬
‫هــذا الكتــاب مفيــدً ا هلــا لتتعــرف عــى الصعوبــات التــي يواجههــا الــزوج‬
‫املعــدد‪ ،‬فيتكــون لدهيــا وعــي كبــر وحــس عــايل‪ ،‬فتعمــل عــى تذليــل هذه‬
‫الصعوبــات لتعيــش حيــاة هانئــة ســعيدة يف بيتهــا اجلديــد‪..‬‬
‫‪65‬‬
‫ســبق أن ذكرنــا بــأن للزوجــة األوىل ردود فعــل قــد تكــون يف بعــض‬
‫نبــن للــزوج الكيفيــة ا ُملثــى‬
‫األحايــن شــديدة وقاســية‪ ،‬وهنــا ســوف ّ‬
‫للتعامــل مــع ردود الفعــل هــذه‪.‬‬
‫أوال‪ُّ :‬تل ّبس دور المجني عليه‬

‫فمهــا أقذعــت الزوجــة بالســب والشــتم؛ تق ّبــل منهــا ذلــك برحابــة‬
‫متلبســا دور الضحيــة املستســلمة بــن يــدي جالدهــا!‬
‫ً‬ ‫صــدر‪،‬‬
‫اجعلهــا بعــد كل ثــورة غضــب تشــعر بأهنــا انتــرت عليــك وشــفت‬
‫غليلهــا منــك!‬
‫ال تناقشــها بالعقــل واملنطــق‪ ،‬فهــي ال تتعامــل هبــا يف هــذه املرحلــة‪ ،‬وال‬
‫حتــاول تربيــر مــا فعلتــه بأنــك مل ختــرج عــن إطــار مــا رشعــه اهلل وأباحــه‬
‫لــك؛ ألن ذلــك لــن يزيدهــا إال غض ًبــا وعنــا ًدا!‬
‫ثانيا‪ :‬امنحها التصديق‬

‫اســتعمل اهلــدوء طــوال الوقــت‪ ،‬واســتمع لشــكواها وتذمرهــا بصــدر‬
‫رحــب‪ ،‬وصــدّ ق عــى مشــاعرها‪ ،‬والتمــس األعــذار لــردة فعلهــا‪ ،‬لكــن‬
‫إ ّيــاك أن تشــعرها بأنــك نــادم عــى قــرارك‪ ،‬أو أن تظهــر الضعــف أمــام‬
‫ثــورة غضبهــا‪ ،‬واجعــل موضــوع زواجــك بأخــرى خــارج نقاشــكام‪...‬‬
‫وقــل هلــا بوضــوح‪ :‬أرجــو عــدم مناقشــة األمــر‪ ..‬هــذا املوضــوع خــارج‬
‫‪66‬‬
‫نقاشــنا‪ ..‬نحــن نتحــاور فيــا خيصــك‪ ،‬يف حقوقــك وفيــا إن كنــت قــد‬
‫قــرت يف جــزء منهــا فحســب‪.‬‬
‫فــإن علــت وتــرة احلــوار واحتــدّ بينكــا النقــاش‪ ،‬وبــدت وكأنــا تريــد‬
‫احلصــول عــى املزيــد مــن املكاســب التــي ليســت مــن حقهــا؛ فاقطــع‬
‫النقــاش وغــادر هبــدوء‪..‬‬
‫ثالثا‪ :‬ال تستسلم لالستفزاز‬

‫صبــورا‪ ،‬وتتعامــل مــع حدهتــا‬
‫ً‬ ‫عندمــا تــراك زوجتــك رابــط اجلــأش‪،‬‬
‫وغضبهــا بحلــم وأنــاة؛ فســوف حتــاول اســتفزازك بشــتى الطــرق؛ لكــي‬
‫خترجــك مــن طــور التعقــل وتوقعــك يف اخلطــأ!‬
‫ســوف جتتهــد لنــزع صفــة الضحيــة عنــك‪ ،‬وجعلــك اجلــاد الــذي‬
‫يســتحق مجيــع مــا تفعلــه بــك!‬
‫فــإن وصــل املوقــف إىل هــذا املســتوى؛ فعليــك إظهــار احلنــق والعتــب‪،‬‬
‫ثــم غــادر البيــت مغضبــا‪..‬‬
‫إن هــذا االنســحاب مــن املعركــة ســيضاعف شــعورها باالنتصــار عليــك‬
‫بــادئ األمــر‪ ،‬ثــم سيســمح لنفســها بالشــفاء رويــدً ا‪ ..‬رويــدً ا‪..‬‬
‫واحــرص عــى أن ترجــع إىل البيــت يف وقــت متأخــر‪ ،‬وادلــف إىل غرفــة‬
‫النــوم هبــدوء دون أن تكلمهــا!‬
‫‪67‬‬
‫رابعا‪ :‬امنحها المسافة الكافية‬

‫يعتقــد بعــض األزواج املعدديــن بــأن االلتصــاق بالزوجــة األوىل بعــد‬
‫الصدمــة ســوف خيفــف عنهــا شــدة األمــر‪ ،‬وهــذا االعتقــاد غــر صحيح‪..‬‬
‫لــذا‪ ،‬ال بــد مــن احلفــاظ عــى مســافة كافيــة بينكــا‪ ،‬الســيام إن أظهــرت‬
‫هــي الرغبــة يف التباعــد‪ ،‬حــن تقــوم ‪-‬عــى ســبيل املثــال‪ -‬بمنعــك مــن‬
‫النــوم معهــا يف غرفــة واحــدة‪ ..‬هنــا عليــك احــرام رغبتهــا‪ ،‬وعندمــا تأوي‬
‫مستأنســا مســتأذنًا‬
‫ً‬ ‫إىل البيــت مســاء قــم بطــرق بــاب الغرفــة عليهــا برفــق‬
‫بالدخــول‪ ،‬فــإن هــي أبــت الســاح لــك بالدخــول؛ فالتــرف الصحيــح‬
‫هــو عــدم اإلحلــاح أو اإلرصار عــى النــوم معهــا يف غرفــة نومكــا‪ ..‬وال‬
‫بــأس بــأن تنــام يف مــكان آخــر‪ ،‬وعنــد الصبــاح ال تعاتبهــا؛ بــل تــرف‬
‫متلبســا ‪ -‬كــا قلــت ســاب ًقا ‪ -‬دور‬
‫ً‬ ‫بنبــل وامــض نحــو عملــك بصمــت‪،‬‬
‫الضحيــة!‬
‫خامسا‪ :‬استعمل القليل من الحزم‬

‫بعــض الزوجــات تتامهــى مــع ثــورة الغضــب املســتعرة يف كياهنــا‪ ،‬وتــدأب‬
‫عــى الســلوك القــايس مــع زوجهــا‪..‬‬
‫هنــا أهيــا الــزوج جيــب أن تتحمــل مســؤولية حتريرهــا مــن الغضــب‪،‬‬
‫وإعانتهــا عــى كبــح مجاحــه‪ ،‬وذلــك بإظهــار بعــض احلــزم والشــدة‪،‬‬
‫‪68‬‬
‫وبإســاعها كلــات اإلنــكار ملــا تفعلــه‪ ،‬والرفــض ألســلوهبا اجلــارح‪ ..‬ثــم‬

‫بعــد أن تبــن هلــا ضيقــك الشــديد ممــا تفعلــه اتــرك البيــت مغاض ًبــا‪ ..‬ففــي‬
‫مثــل هــذه احلــاالت غال ًبــا مــا تقــوم الزوجــة بمراجعــة نفســها وتلــزم‬
‫حــدود األدب معــك‪ ،‬خشــية أن تفقــدك بالكليــة!‬
‫سادسا‪ :‬إن عادت فعد‬

‫يف معظــم احلــاالت حــن يتــدرج الــزوج يف معاجلــة زوجتــه األوىل مــن‬
‫الصدمــة‪ ،‬وحيتــوي ردة فعلهــا باألســاليب األنفــة الذكــر؛ فــإن ثــورة‬
‫غضــب الزوجــة ختفــت‪ ،‬الســيام بعــد أن تشــبعت بإحســاس انتصارهــا‬
‫عليــه‪ ،‬وتبــدأ غيــوم الغضــب بالتــايش مــن وجداهنــا‪ ،‬فتســتعيد رشــدها‬
‫وتســرجع ذكرياهتــا اجلميلــة معــه‪ ،‬فتتحــرك عواطفهــا جتاهــه؛ فــإن‬
‫هــو عــاد إىل البيــت ‪ -‬بعــد غضبتــه األخــرة ‪ -‬مبد ًيــا االســتياء وعــدم‬
‫حتــا ســراجع‬
‫ً‬ ‫االنبســاط‪ ،‬وأظهــر تأثــره وغضبــه ممــا تفعلــه بــه؛ فهــي‬
‫نفســها بعــد أن رأتــه صابـ ًـرا حليـ ًـا متمس ـكًا بشــعرة معاويــة‪ ،‬وراغ ًبــا يف‬
‫إكــال مشــوار حياتــه وهــي معــه عــى الرغــم مــن زواجــه مــن امــرأة‬
‫أخــرى!‬
‫‪69‬‬
‫فنصيحتي للزوج هنا‪:‬‬

‫إن شــعرت بتقرهبــا منــك وتوددهــا إليــك فأقبــل عليهــا بزخــم مــن احلــب‬
‫واحلنــان واللهفــة متحاشـ ًيا إظهــار الشــفقة!‬
‫فــإن ثــار يف نفســها وجــع الصدمــة جمــد ًدا ‪ -‬وهــذا احتــال وارد ‪ -‬فابتعــد‬
‫عنهــا ملســافة‪ ،‬دون ســخط أو معاتبــة‪ ،‬مــع اإلغــداق عليهــا باالهتــام‬
‫والرعايــة الزوجيــة حتــى تطيــب نفســها وتــرىض عنــك متــام الرضــا‪.‬‬
‫همسة‬
‫إن شــعور الزوجــة األوىل يف هــذه الســنة هلــو أشــبه بشــعور لبــؤة جرحيــة‪،‬‬
‫فعــى الــزوج الرتفــق هبــا‪ ،‬وتقديــر موقفهــا‪ ،‬ومتثــل شــعورها‪ ،‬ومنحهــا‬
‫املزيــد مــن املــودة والرمحــة واحلنــان والرعايــة‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫التعارف بين‬
‫الزوجتين‬
‫التعارف بين الزوجتين‬

‫أهيام أفضل‪ ،‬أن يتم التعارف بني الزوجة األوىل والزوجة الثانية أم ال؟‬
‫يف الواقــع أن هــذه املســألة تُعــد مــن النقــاط الشــائكة يف مــروع التعــدد‪،‬‬
‫فهــي حتمــل بــن طياهتــا بــذور املشــاكل واملتاعــب‪..‬‬
‫واختــاذ قــرار بشــأهنا يعتمــد عــى مــدى تقبــل الوســط االجتامعــي الــذي‬
‫رفضــا تا ًمــا‬
‫يعيــش فيــه الزوجــان للتعــدد‪ ،‬ففــي بعــض البيئــات نجــد ً‬
‫للتعــدد‪ ،‬واعتبــاره مصيبــة وكارثــة مــن الكــوارث‪ ،‬وال حــول وال قــوة إال‬
‫بــاهلل!‬
‫‪72‬‬
‫وهــذا ال ينفــي بــأن الغــرة ســمة غالبــة عــى املــرأة‪ ،‬ومعظــم النســاء‬
‫يبغضـ ّن التعــدد وال يتقبلنــه البتــة ‪ -‬ليــس كحكــم رشعــي ‪ -‬وإنــا بدافـ ٍع‬
‫مــن الغــرة الغريزيــة يف املــرأة؛ لــذا فإننــي ســوف أعالــج مســألة التعــارف‬
‫بــن الزوجــات مــن هــذا املنطلــق العــام‪.‬‬
‫قصصــا مــن كيــد النســاء هــي أقــرب للخيال؛‬
‫ً‬ ‫لقــد ســمعنا يف هــذا املضــار‬
‫ـي أحدهــم خــره ً‬
‫قائل‪:‬‬ ‫وقــد قــص عـ ّ‬
‫ـي تتطلعــان للتعــرف عــى بعضهــا؛ رق قلبــي وقبلــت‬
‫عندمــا رأيــت زوجتـ ّ‬
‫باألمــر‪ ،‬الســيام بعــد أن طلبــت إحداهــن منــي ذلــك بشــكل مبــارش!‬
‫فقمــت بإعــداد وليمــة يف اســراحة خاصــة دعــوت هلــا شــقيقايت فحســب‪،‬‬
‫ـي اللتــان أظهرتــا ســلوكًا طي ًبــا حيــال بعضهــا‪ ،‬حتــى‬
‫وأحــرت زوجتـ ّ‬
‫أهنــا تبادلتــا أرقــام اجلــواالت‪ ..‬ومضــت تلــك الليلــة املثــرة بســام!‬
‫ويف صبــاح اليــوم التــايل أفقــت عــى رصخــات زوجتــي األوىل التــي‬
‫أيقظتنــي برعــود غضــب عــارم‪ ..‬بعــد برهــة اكتشــفت ســبب ثورهتــا‪..‬‬
‫ٍ‬
‫صــور يل ‪-‬عــى حالــة الواتســاب‪-‬‬ ‫لقــد قامــت زوجتــي الثانيــة بوضــع‬
‫وأنــا ضاحــك مســتبرش أســتقبل ضيــويف يف ليلــة عرســنا‪ ..‬فأســقط بيــدي‬
‫ومل أدر مــاذا أفعــل حيــال ذلــك!‬
‫والقصص من هذا النوع كثرية‪ ،‬ومكائد الرضائر عديدة ومتنوعة‪..‬‬
‫‪73‬‬
‫وبنــاء عليــه وبعــد ســؤال أهــل اخلــرة فإننــي ال أنصــح بحــدوث تعــارف‬
‫بــن الزوجتــن يف الســنوات األوىل للتعــدد؛ ألهنــا وبمجــرد أن يتعارفــا‬
‫ويتبــادال الزيــارات ســتثور يف نفســيهام مشــاعر الغــرة ويبــدآن يف عقــد‬
‫املقارنــات‪ ،‬وســوف تتطلــع كل واحــدة منهــا إىل مــا لــدى األخــرى مــن‬
‫أشــياء وزينــة‪.‬‬
‫ويف الواقــع فإنــه ال يوجــد مــا يدعــو للتعــارف بينهــا وتبــادل الزيــارات‪،‬‬
‫وهــو ليــس مطلو ًبــا رش ًعــا‪ ،‬فلــاذا يقحــم الــزوج نفســه يف معــرك هــو يف‬
‫غنــى عنــه؟!‬
‫‪74‬‬
‫المسافة المطلوبة بين بيوت الضرائر‬

‫مجــع أحــد املعدديــن زوجتيــه يف مبنــى واحــد‪ ،‬وأفــرد لــكل زوجــة شــقة‬
‫خاصــة هبــا يف املبنــى ظنًــا منــه بــأن تقــارب املســكنني ســيخفف عنــه‬
‫مشــقة التنقــل بــن بيوتــه؛ غــر أنــه أدرك بعــد زمــن قصــر عواقــب تدبــره‬
‫اخلاطــئ‪.‬‬
‫قال يل بنربة بؤس‪:‬‬
‫لقــد وضعــاين حتــت املجهــر؛ فغــدوت مراق ًبــا ليــل هنــار‪ ،‬وكل واحــدة‬
‫حتاســبني عــى كل خطــوة أخطوهــا نحــو بيــت األخــرى‪ ،‬وعــى كل‬
‫غــرض أشــريه‪...‬لقد فقــدت الشــعور باالســتقرار والطمأنينــة‪ ..‬فيــا‬
‫ليتنــي مل أســكنهام يف مبنــى واحــد!‬
‫ال جيــدر بالــزوج املعــدد جعــل بيتيــه قريبــن مــن بعضهــا‪ ،‬بــل ُيستحســن‬
‫أن يكــون بينهــا مســافة كافيــة لكــي يعيــش اجلميــع هبــدوء بعيــدً ا عــن‬
‫نــران الغــرة القاتلــة‪.‬‬
‫وعــى الــزوج أن يمــي أوقاتــه مــع األوىل وكأن ليــس لــه زوجــة ثانيــة‬
‫ويفعــل ذات الــيء عندمــا يكــون عنــد الثانيــة‪ ،‬وليشــعر كل واحــدة‬
‫منهــا بأهنــا املــرأة الوحيــدة يف حياتــه‪ ،‬وهكــذا ســوف ينعــم براحــة البــال‬
‫وطمأنينــة العيــش والســعادة واألمــان‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫أبناء الزوجتين‬
‫إن قــرار الفصــل بــن البيتــن ال ينبغــي أن يشــمل األبنــاء؛ فهــم أخــوة‬
‫وجيــب أن خيتلطــوا ببعــض‪ ،‬فيتــزاورون ويتــوادون عــى الــدوام‪ ،‬وعــى‬
‫األب أن يتــوىل مهمــة اختالطهــم وتقويــة العالقــات بينهــم؛ فيصطحــب‬
‫أبنــاءه مــن زوجتــه األوىل ليــزوروا إخوهتــم مــن الثانيــة ويفعــل العكــس‬
‫مــع أبنــاء الزوجــة الثانيــة‪.‬‬
‫تنويهات‪:‬‬
‫ ‪1 .‬ال أقصــد ممــا ســبق أن ال يتــم التعــارف بــن الزوجتــن لألبــد؛ ولكــن‬
‫فضــل إرجــاؤه إىل مــا بعــد العــام الثالــث مــن التعــدد أو حتــى وجــود‬
‫ُي ّ‬
‫أبنــاء للــزوج مــن زوجتــه الثانيــة‪.‬‬
‫ ‪2 .‬بالنســبة للســكن أقــرح جعــل البيتــن يف أنحــاء متفرقــة مــن حــي‬
‫جيمعــه مســجد واحــد‪ ،‬بحيــث ال يــرآى البيتــان ويف ذات الوقــت‬
‫يمكــن للــزوج التنقــل بينهــا مش ـ ًيا عــى األقــدام‪ ،‬وهكــذا ســيتمكن‬
‫مــن تفقــد أحــوال اجلميــع عــدة مــرات خــال اليــوم والليلــة دون‬
‫مشــقة‪ ،‬ودون أن ت ّطلــع إحدامهــا عــى مــا يفعلــه مــع األخــرى مــن‬
‫أنشــطة!‬
‫‪76‬‬
‫ ‪3 .‬إذا تعــذر وجــود بيتــن جيمعهــا مســجد واحــد‪ ،‬فليكــن البيتــان‬

‫متباعديــن عــن بعضهــا ملســافة عــر دقائــق إىل ربــع ســاعة بالســيارة‬
‫ـرا يف تنقلــه‬
‫فقــط؛ ألن تباعدمهــا ألكثــر مــن ذلــك ســيتعب الــزوج كثـ ً‬
‫بــن البيتــن وقضــاء حوائــج زوجتيــه وأبنائــه‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫المناسبات‬
‫العامة‬
‫المناسبات العامة‬
‫ســبق وأن أكــدت عــى عــدم حــدوث تعــارف بــن الزوجتــن إال بعــد‬
‫مــي بضعــة أعــوام عــى التعــدد‪ ،‬لكــن مــاذا عــن املناســبات العامــة التــي‬
‫جيتمــع فيهــا كافــة أفــراد األرسة الكبــرة؟‬
‫مــن املؤســف أن أقــول بــأن هــذه املناســبات قــد غــدت معضلــة للكثــر‬
‫مــن املعدديــن؛ حيــث يكثــر فيهــا اهلمــز واللمــز‪ ،‬وتصبــح بيئــة خصبــة‬
‫لكيــد النســاء‪ ،‬إضافــة لكوهنــا فرصــة الجتــاع التحزبــات النســائية‬
‫املناهضــة للتعــدد‪ ،‬واملنــارصة للزوجــة األوىل‪ ،‬فيقفــن م ًعــا ضــد الزوجــة‬
‫الثانيــة‪ ،‬الســيام إن كانــت مــن عائلــة أو قبيلــة أخــرى‪..‬‬
‫قــرارا بإقصــاء زوجتــه الثانيــة عــن هــذه املناســبات؛‬
‫ً‬ ‫فــإن اختــذ الــزوج‬
‫فســوف تتملكهــا مشــاعر احلــزن وهــي تــرى نفســها منبــوذة مــن جمتمــع‬
‫زوجهــا‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫وإن هــو خــاض هبــا مضــار املغامــرة وفــرض وجودهــا عــى اجلميــع‪،‬‬
‫فلــن يســلم مــن تبعــات هــذا الســلوك املتهــور والــذي قــد يتســبب بتعكــر‬
‫مزاجــه وتدمــر نفســية الزوجــة الثانيــة وإفســاد العالقــات األرسيــة‪،‬‬
‫الســيام يف البيئــات التــي تنفــر بشــدة مــن التعــدد‪.‬‬
‫فــا هــو املوقــف الصحيــح الــذي ينبغــي أن يتخــذه الــزوج حيــال هــذه‬
‫القضيــة؟! هلــذه املعضلــة عــدة حلــول‪ ،‬منهــا‪:‬‬
‫ ‪1 .‬التفاهــم مــع الزوجــة الثانيــة وإقناعهــا بــأن ال مصلحــة مرجــوة مــن‬
‫تواجدهــا يف هــذه املناســبات التــي قــد تواجــه فيهــا اللــويب النســوي‬
‫الرافــض للتعــدد وتتعــرض خالهلــا ملواقــف مزعجــة‪ ،‬وتذكريهــا بــأن‬
‫مــن واجبهــا تغليــب مصلحــة البيــت اجلديــد والــذي هــو أحــوج مــا‬
‫يكــون للهــدوء واالســتقرار خاصــة يف األشــهر والســنوات األوىل‬
‫منــه‪ ..‬وال بــأس بــأن تعدهــا بأنــك ســوف تعمــل عــى إدماجهــا يف‬
‫أرستــك الكبــرة لكــن بتــدرج‪.‬‬
‫ ‪2 .‬تعويــض الزوجــة الثانيــة عــن عــدم حضورهــا هــذه املناســبات بطــرق‬
‫عــدة منهــا‪:‬‬
‫ • أرشكهــا يف الزيــارات اخلاصــة املحــدودة التــي تضــم والديــك‬
‫وشــقيقاتك‪ ،‬بحيــث ال تكــون الزوجــة األوىل حــارضة‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫ •خطــط لبنــاء عالقــات جيــدة بينهــا وبــن زوجــات أخوتــك وأقاربــك‬

‫وأصدقائــك املعدديــن‪ ،‬بحيــث تنشــئ رابطــة غــر معلنــة‪ ،‬ختفــف‬
‫هبــا مــن أثــار العزلــة التــي تفرضهــا بعــض البيئــات عــى زوجــات‬
‫املعدديــن!‬
‫ •اصنــع مناســبة يف منزهلــا ‪ -‬كذكــرى زواجكــا ً‬
‫مثــا ‪ -‬تدعــو هلــا‬
‫أخوتــك وأخواتــك وبعــض أقاربــك الذيــن تعلــم بأهنــم غــر‬
‫مناهضــن للتعــدد‪..‬‬
‫ •وهكــذا ســوف تندمــج زوجتــك الثانيــة يف عائلتــك وجمتمعــك‬
‫بالتدريــج‪ ،‬وختلصهــا مــن العزلــة ونبــذ أقاربــك هلــا‪ ،‬دون أن جتعلهــا‬
‫يف مرمــى االنتقــاص والكيــد!‬
‫همسة‬
‫إننــي أســطر مقرتحــات هــذا املحــور وأنــا حزيـ ٌن ملــا آل إليــه حــال النــاس‬
‫مــع التعــدد!‬
‫فاألصــل أن تعيــش الزوجــة اجلديــدة بــن عائلــة الــزوج وقرابتــه بــكل‬
‫أمــرا طبيع ًيــا يف املجتمــع‬
‫أمــان واطمئنــان‪ ،‬وأن يكــون موضــوع التعــدد ً‬
‫املســلم؛ لكــن موجــة الرفــض املناهضــة لــه هــي مــن ُتــر الــزوج عــى‬
‫ابتــكار أســاليب مســتحدثة لســد بــاب الشــقاق وإلنجــاح مــروع التعــدد‬
‫دون خســائر‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫اإلجازات‬
‫اإلجازات‬
‫متزوجــا بامــرأة واحــدة تكــون اإلجــازات قضيــة‬
‫ً‬ ‫حــن يكــون الرجــل‬
‫مفــروغ منهــا‪ ،‬يســرة الرتتيبــات وســهلة التنفيــذ!‬
‫زوجــا معــد ًدا فــإن الوضــع خيتلــف بالكليــة؛ إذ يلزمــه‬
‫أمــا بعــد أن يغــدو ً‬
‫أن يعــد هلــا إعــدا ًدا جيــدً ا وذلــك ملراعــاة حــق كل زوجــة يف اإلجــازة‪..‬‬
‫مقترحات‬
‫بعــض املعدديــن ُيفضــل أن يذهــب بزوجتيــه إىل وجهــة واحــدة تتوافــق‬
‫مــع رغباهتــا‪..‬‬
‫وهنــا ســوف يســتأجر لــكل واحــدة منهــا شــقة خاصــة هبــا يف مدينــة‬
‫االصطيــاف؛ ثــم ُيقســم أيــام اإلجــازة بينهــا بالعــدل‪..‬‬
‫‪83‬‬
‫والبعــض األخــر ال يــرى بــأن ذلــك مناســ ًبا بســبب اختــاف رغبــات‬
‫الزوجــات‪ ،‬باإلضافــة إىل صعوبــة توفــر توقيــت موحــد هلــا؛ لــذا فهــو‬
‫خيتــار تقســيم إجازتــه الســنوية عــى زوجتيــه‪ ،‬ويقــوم بالتخطيــط لــكل‬
‫إجــازة عــى حــدة بــا يــريض الزوجــة التــي ســيصيف معهــا هــي وأبنائها‪..‬‬
‫شــخص ًيا‪ ،‬أرى بــأن االختيــار الثــاين هــو األمثــل؛ ألن الــزوج ســيجعل‬
‫خاصــا هبــا؛ فرتتــاح كل زوجــة وتســتمتع مــع‬
‫لــكل واحــدة منهــا وق ًتــا ً‬
‫زوجهــا لوحدهــا دون منغصــات‪ ،‬وكذلــك هــو ســرتاح مــن مشــقة‬
‫تقســيم املبيــت‪ ،‬وســيميض إجازتــه وهــو خــايل الذهــن‪ ،‬وإن كان يف هــذا‬
‫زيــادة يف التكلفــة املاليــة إال أنــه إن احتســب النيــة الصاحلــة يف التوســعة‬
‫عــى زوجتيــه وبنيــه؛ فلــن يضيــع اهلل أجــر مــن أحســن عمـ ً‬
‫ـا‪.‬‬
‫ضبط ميزانية اإلجازات‬

‫مــن الصعوبــة اشــراط املســاواة يف امليزانيــة بــن الزوجتــن‪ ،‬وذلــك ألن‬
‫املطلــوب هــو حتديــد ميزانيــة بقــدر أفــراد األرسة‪ ،‬وهــو عــدد متبايــن‬
‫حتـ ًـا‪ ،‬لــذا فقــد تزيــد مرصوفــات البيــت األول عــن مرصوفــات البيــت‬
‫الثــاين‪ ،‬وربــا يكــون العكــس!‬
‫لكــن البــد مــن العــدل يف عــدد األيــام التــي ســتمضيها يف املصيــف مــع‬
‫‪84‬‬
‫كال الزوجتــن فــا يزيــد عــدد أيــام إحدامهــا عــى األخــرى‪ ،‬فــإن كانــت‬
‫إجازتــك شــهر ‪ -‬عــى ســبيل املثــال ‪ -‬فاجعــل لــكل واحــدة مخســة عــر‬
‫يو ًمــا‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫إدارة السنة األولى من التعدد‬
‫إضاءة‬
‫بعــض األشــخاص يكــون لــه مصي ًفــا ً‬
‫خاصــا‪ ،‬يفضــل‬
‫أن يمــي فيــه مجيــع إجازاتــه‪ ،‬فهــو يذهــب بزوجتيــه‬
‫إىل ذات املــكان ويســكن كل واحــدة يف شــقة خاصــة‬
‫هبــا‪ ،‬ويقســم بينهــا املبيــت‪ ،‬وقــد حيــدث أن متتنــع‬
‫إحدامهــا عــن مرافقتــه لظــروف خاصــة هبــا؛ كأن تريــد‬
‫‪-‬مثــا ‪ -‬أن تبقــى يف البلــد قري ًبــا مــن والدهيــا أو غــر‬
‫ذلــك‪.‬‬
‫يف هــذه احلالــة عــى الــزوج إبــداء املرونــة‪ ،‬واحــرام‬
‫رغبتهــا مــع التوضيــح هلــا بأهنــا خــرت حقهــا يف‬
‫اإلجــازة!‬
‫‪86‬‬
‫عيدا الفطر‬
‫واألضحى‬
‫عيدا الفطر واألضحى‬

‫علــت أصــوات املــآذن بالتكبــر‪ ،‬معلنــة قــدوم العيــد؛ فاشــتعلت األضــواء‬
‫يف املنــازل ســاعة الســحر‪ ،‬ودبــت احليــاة فيها‪ ،‬ونشــط ســاكنوها الســتقبال‬
‫العيــد‪ ،‬حيدوهــم الفــرح ويــيء وجوههم الــرور‪..‬‬
‫وبمجــرد بــزوغ ضــوء النهــار‪ ،‬تفتــق الصبــح عــن هبجــة احليــاة وروضهــا‬
‫املائــس‪ ..‬وأرساب الصغــار يرفلــون بأمجــل لبــاس وحيفــون ذوهيــم ماضيني‬
‫نحــو مصــى العيــد‪..‬‬
‫طــرق ســعيد عــى بــاب غرفــة والديــه مســتأذنًا‪ ..‬دلــف هبــدوء فوجــد أمــه‬
‫مــا تــزال مفرتشــة ســجادة الصــاة‪ ،‬ســامهة وامجــة!‬
‫‪88‬‬
‫ألقــى عليهــا التحيــة ودنــا منهــا الثـ ًـا كفيهــا مهن ًئــا إياهــا بقــدوم العيــد‪..‬‬
‫نطقــت بحرشجــة حــزن‪:‬‬
‫إنه أول عيد نمضيه دون وجود أبيك بيننا‪..‬‬
‫قالــت ذلــك وهــي معلقــة ناظرهيــا بثــوب زوجهــا املنســدل عــى معــاق‬
‫بطــرف الغرفــة‪ ،‬بعــد أن كوتــه بعنايــة وعطرتــه وبخرتــه كعادهتــا يف كل‬
‫عيــد‪..‬‬
‫تزامحــت الدمــوع يف عينيــه بعــد أن تذكــر بــأن أبــاه ســيميض صبــاح العيــد‬
‫يف بيتــه الثــاين‪ ،‬وخنقتــه العــرة وكاد أن يرمتــي عــى صــدر أمــه باك ًيــا لــوال‬
‫أنــه ســمع صــوت أبيــه آتيــا مــن هبــو البيــت‪ :‬عيــد مبــارك‪ ..‬أيــن أنتــم؟‬
‫أمــا زلتــم نيا ًمــا؟!‬
‫صبــاح العيــد املفعــم باحلــب العائــي ولقــاء األرسة‪ ،‬واجتــاع األقــارب‪،‬‬
‫وتبــادل الزيــارات للمعايــدة‪ ،‬يثــر يف النفــس الشــجون ويفجــر يف القلــب‬
‫مشــاعر شــتى!‬
‫غــر أنــه يثــر يف نفــس الزوجــة التــي تــزوج عليهــا زوجهــا شــجونًا مــن‬
‫لــون خــاص؛ فتســرجع ذكريــات أعيادهــا الســابقة معــه‪ ،‬وتتذكــر تنقلــه‬
‫يف أرجــاء البيــت بــن أبنائــه؛ ضحكاتــه وقبالتــه‪ ،‬وحتــى عبــق أنفاســه‬
‫وأريــج عطــره‪..‬‬
‫‪89‬‬
‫ثــم سيحتوشــها احلــزن وهــي تســتحرض بــأن كل هــذا ماثــل بــن يــدي‬
‫زوجتــه اجلديــدة‪ ،‬التــي قــد يمــي الــزوج يــوم العيــد عندهــا‪ ،‬ملجــرد أن‬
‫هــال العيــد ظهــر يف ليلتهــا!‬
‫عزيزي الزوج‪:‬‬
‫حيســن بــك إدارة‬
‫العيــد فرحــة كــرى ال تــأيت يف العــام ســوى مرتــن؛ لــذا ُ‬
‫أوقاتــه بفطنــة‪ ،‬لتعــم فرحتــه مجيــع بيوتــك‪..‬‬
‫وثمة خطوات أقرتحها عليك لتحقيق ذلك‪:‬‬
‫الخطوة األولى‪:‬‬
‫بمجــرد علمــك بخــر حلــول العيــد بعــد صــاة املغــرب‪ ،‬إن كنــت يف‬
‫بيتــك الثــاين فابــق مــع زوجتــك الثانيــة لبعــض الوقــت مهن ًئــا ومبــاركًا‬
‫بقــدوم العيــد ثــم توجــه نحــو بيتــك األول لتدخــل البهجــة والــرور‬
‫عــى قلــب زوجتــك األوىل وبنيهــا‪ ،‬وافعــل معهــم كل مــا اعتــدت أن‬
‫تفعلــه يف األعيــاد الســابقة‪ ،‬وأســمعهم أطيــب التهــاين وأعــذب الــكالم‬
‫معتــذرا بانشــغالك بأمــر مــا‪ ..‬وعــد إىل‬
‫ً‬ ‫ثــم اســتأذهنم وغــادر هبــدوء‬
‫صاحبــة الليلــة‪ ..‬وافعــل ذات الــيء إن ظهــر هــال العيــد وأنــت يف‬
‫بيتــك األول‪..‬‬
‫‪90‬‬
‫الخطوة الثانية‪:‬‬
‫عنــد طلــوع النهــار وحلــول صبــاح العيــد؛ قــم بتقســيم وقتــه بــن‬
‫زوجتيــك؛ فمثـ ً‬
‫ـا إن كنــت قــد أمضيــت الليــل يف بيــت زوجتــك الثانيــة‬
‫فهــي أحــق بالذهــاب معــك إىل مصــى العيــد ثــم تعــود وتفطــر معهــا يف‬
‫أول ســاعة مــن صبــاح العيــد‪ ،‬ثــم تذهــب لزوجتــك األوىل لتمــي معهــا‬
‫بقيــة صبــاح العيــد وتشــاركها وبنيهــا إفطارهم‪..‬والعكــس صحيــح إن‬
‫أنــت أمضيــت ليلــة العيــد عنــد زوجتــك األوىل‪..‬‬
‫وهكــذا تكــون قــد قســمت صبــاح العيــد بمباهجــه وطقوســه املميــزة بــن‬
‫زوجتيــك وأشــعت الفــرح يف قلــوب وبيــوت اجلميــع‪.‬‬
‫وقــد يســأل أحدهــم قائـ ً‬
‫ـا‪ :‬ومــاذا إن كان لــدى الرجــل ثــاث أو أربــع‬
‫زوجــات؟‬
‫اجلــواب‪ :‬عليــه أن يقســم ليلــة وصبــاح العيــد وهنــاره بــن بيوتــه‪ ،‬وأن‬
‫حيــرص كذلــك عــى تقســيم مســاحة معدتــه عــى بيوتــه‪ ،‬فــا يمــأ بطنــه‬
‫يف بيتــه األول أو الثــاين؛ بــل يــدع جمــاال ملشــاركة اجلميــع طعــام العيــد‪،‬‬
‫ويســتعني بــاهلل ويســأله أن يســدده ويعينــه عــى القيــام بذلــك عــى أحســن‬
‫مــا يكــون‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫نصائح وإرشادات‬
‫للمعدد‬
‫ •أرشك األبناء يف حياتك‬ ‫ •تقبل وجود الغرية ‪.‬‬
‫اجلديدة‪.‬‬ ‫ • ختلص من قيود التقليد ‪.‬‬
‫ •راع مشاعر البنات‪.‬‬ ‫ •تقسيم أكثر مرونة ‪.‬‬
‫ •و ّثق الروابط بني أبنائك‬ ‫ •ال ختصص مالبس لكل بيت‪.‬‬
‫ •استقطع من وقت صاحبة‬ ‫ •اترك عنك املقارنات ‪.‬‬
‫النوبة‪.‬‬ ‫ •نظم عملية التواصل‪.‬‬
‫اســتعرضنا يف الفصلــن الســابقني مراحــل التعــدد منــذ اللحظــة التــي يبــدأ‬

‫ـرورا بمرحلــة التخطيــط ثــم التنفيــذ‪ .‬ثــم‬
‫فيهــا الــزوج بالتفكــر فيــه‪ ،‬مـ ً‬
‫عاجلنــا العديــد مــن املواقــف احلياتيــة املفصليــة التــي يمــر هبــا الــزوج يف‬
‫أول ســنة للتعــدد‪ ،‬واقرتحنــا جمموعــة مــن التدابــر واحللــول لــكل أزمــة‬
‫قــد تواجهــه‪..‬‬
‫ويف هــذا الفصــل ســنعرض لبعــض التفاصيــل الصغــرة‪ ،‬والتــي إن فطــن‬
‫هلــا الــزوج املعــدد فســوف ُتــدث تأثـ ً‬
‫ـرا بال ًغــا يف جعــل حياتــه كمعــدد‬
‫ـرا وإمتا ًعــا‪.‬‬
‫أكثــر يـ ً‬
‫‪94‬‬
‫تقبل وجود الغيرة‬

‫كــر عقلــك ووســع صــدرك‪ ،‬وال تنزعــج مــن غــرة زوجاتــك عليــك‪،‬‬
‫فالغــرة عالمــة عــى وجــود احلــب‪ ،‬وبفضلهــا ســتجد نفســك حمــط اهتــام‬
‫وعنايــة مــن زوجتيــك‪ ،‬فتعامــل معهــا عــى أهنــا فطــرة ُجبلــت عليهــا املرأة‬
‫واســتوعب آثارهــا‪ ،‬ولــك يف نبينــا حممــد صــى اهلل عليــه وســلم أســوة‬
‫حســنة حــن اســتوعب غــرة عائشــة ‪-‬ريض اهلل عنهــا‪ ،-‬وكرسهــا إلنــاء‬
‫الطعــام الــذي أرســلته إحــدى زوجــات النبــي لــه وهــو يف بيتهــا؛ فــا زاد‬
‫عليــه الصــاة والســام عــن مجــع مــا تناثــر مــن الطعــام قائـ ً‬
‫ـا لصحابتــه‪:‬‬
‫«غارت أمكم»! [رواه البخاري (‪.])5225‬‬
‫‪95‬‬
‫تخلص من قيود التقليد‬

‫قــد يولــد الرجــل يف بيئــة يكثــر فيهــا التعــدد؛ فيكــر وهــو يــرى آبــاءه‬
‫معــددون يتشــاهبون يف أســاليب تعاملهــم وقســمهم بــن زوجاهتــم‪..‬‬
‫لكــن إن كانــت تلــك األســاليب قــد أجــدت نف ًعــا مــع نســاء ذلــك‬
‫الزمــان؛ فإهنــا قــد ال تفعــل الــيء ذاتــه مــع نســاء اليــوم!‬
‫إن العــدل بــن الزوجــات مبــدأ ثابــت‪ ،‬غــر أن أســاليب تنفيــذه متغــر‬
‫يؤثــر عليــه تعاقــب األزمــان‪ ،‬فــإن كان اآلبــاء يبــدؤون توقيــت تقســيم‬
‫املبيــت بعــد صــاة العشــاء ثــم ُيمــي الــزوج اليــوم التــايل كلــه عنــد‬
‫صاحبــة الليلــة‪ ،‬فــإن هــذه الطريقــة ليســت ُملزمــة؛ إذ أهنــا تغ ّيــب الــزوج‬
‫مــدة ‪24‬ســاعة عــن البيــت الثــاين!‬
‫فالطريقــة التــي أراهــا مالئمــة أكثــر هــي تقســيم املبيــت بالعــدل مــع‬
‫توزيــع ســاعات النهــار عــى البيــوت‪ ،‬فــإن كان لــك زوجتــان فبــت‬
‫لــدى صاحبــة النوبــة وتنــاول إفطــارك عندهــا‪ ،‬ثــم اجعــل غــداءك لــدى‬
‫الثانيــة وبــت عندهــا وأفطــر‪ ،‬ثــم اجعــل وجبــة الغــداء عنــد األوىل‪..‬‬
‫وهكــذا ســتبقى متواجــدً ا مــع زوجتيــك وبنيــك كل يــوم فــا يفتقدونــك‬
‫الســاعات الطــوال‪.‬‬
‫ولعــل هــذه الطريقــة هــي األقــرب لــروح مــا كان يصنعــه النبــي صــى اهلل‬
‫عليــه وســلم‪ ،‬فقــد ورد أنــه كان يطــوف عــى نســائه بعــد صــايت فجــر‬
‫‪96‬‬
‫ً‬
‫قليــا وعنــده هــذه كذلــك‪ ،‬حتــى‬ ‫وعــر كل يــوم‪ ،‬جيلــس عنــد هــذه‬
‫يعــود ملــن هــو قســمها‪.‬‬
‫فعــن ابــن عبــاس ريض اهلل عنهــا قــال‪" :‬كان رســول اهلل صــى اهلل عليــه‬
‫ـى الصبــح جلــس يف مصـ َّ‬
‫ـاه‪ ،‬وجلــس النــاس حولــه حتــى‬ ‫وســلم إذا صـ َّ‬
‫تطلــع الشــمس‪ ،‬ثــم دخــل عــى نســائه امــرأ ًة امــرأةً‪ ،‬يســ ِّلم عليهــ َّن‪،‬‬
‫ويدعــو هلــن‪ ،‬فــإذا كان يــوم إحداهــن جلــس عندهــا" [أخرجــه الطــراين يف األوســط‬
‫(‪.])8764‬‬
‫وعــن عائشــة ريض اهلل عنهــا‪":‬كان رســول اهلل صــى اهلل عليــه وســلم إذا‬
‫انــرف مــن العــر دخــل عــى نســائه‪ ،‬فيدنــو مــن إحداهــن" [رواه البخــاري‬
‫(‪])5216‬‬
‫‪97‬‬
‫تقسيم أكثر مرونة‬

‫يعتقــد البعــض بــأن عليــه تقســيم أيــام األســبوع بــن زوجتيــه مناوبــة‬
‫‪-‬يــوم بيــوم ‪ -‬مــع أن األمــر فيــه ســعة ويمكــن اقــراح تقســيامت أكثــر‬
‫مرونــة؛ مثــل أن يكــون التقســيم يومــن لــكل زوجــة‪ ،‬وهــذا يريــح‬
‫الزوجــة وجيعلهــا تســتكمل لــذة وجــود زوجهــا معهــا ملــدة أطــول مــن‬
‫يــوم واحــد فقــط‪ ،‬فبعــض الزوجــات ال يفضلـ ّن أن يكــون التقســيم يو ًمــا‬
‫بيــوم؛ ألن يف ذلــك إربــاك شــديد هلــا وقطــع الســتمتاعها بزوجهــا‪ ،‬فــا أن‬
‫يصفــى ذهنهــا وتتفــرغ لــه إال وقــد حــان وقــت مغادرتــه بيتهــا!‬
‫وثمــة طريقــة أخــرى ُتــريض البعــض اآلخــر‪ ،‬وهــي أن يكــون التقســيم‬
‫بالتنــاوب ‪-‬يــوم بيــوم ‪ -‬لكــن مــع تبديــل األيــام‪ ،‬فــإن جعلــت الســبت‬
‫واالثنــن واألربعــاء لواحــدة وبقيــة األيــام لألخــرى؛ فقــم بالعكــس‬
‫بحيــث ال تســتأثر إحدامهــا بيــوم اإلجــازة طــوال العــام‪ .‬أمــا عــن يــوم‬
‫اجلمعــة فيكــون مل ـكًا لــك تفعــل بــه مــا تشــاء مــن أنشــطة ختصــك‪ ،‬ثــم‬
‫تبيــت مــرة يف بيــت األوىل ومــرة يف بيــت الثانيــة‪.‬‬
‫ويكــون التقســيم هبــذه الطريقــة بقســمة الســنة لنصفــن؛ ســتة أشــهر يكون‬
‫يــوم اإلجــازة مــن نصيــب األوىل‪ ،‬وســتة أشــهر يكــون يــوم اإلجــازة مــن‬
‫نصيــب الثانية‪.‬‬
‫وهبــذه الطريقــة ســتمنح كل زوجــة مرونــة لكــي ختطط لنفســها ومناســباهتا‬
‫النســوية؛ بحيــث جتعلهــا يف األيــام التــي تتغيــب أنــت فيهــا عنها‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫ال تخصص مالبس لكل بيت‬

‫اجعــل مالبســك مشــاعا بــن زوجتيــك؛ فــإن بــدا لــك تغيــر ملبســك‬
‫فافعــل حيــث أنــت واتــرك املســتعملة لتغســلها زوجتــك التــي أنــت‬
‫عندهــا‪.‬‬
‫إن ختصيــص مالبــس معينــة لــكل بيــت؛ خيلق للــزوج مشــاكل هــو يف غنى‬
‫عنهــا‪ ..‬ولطاملــا كانــت هــذه الطريقــة مدعــاة لكيــد النســاء لبعضهـ ّن‪ ،‬ولقد‬
‫قصصــا ُمضحكــة ُمبكيــة وغريبــة يف هذا الشــأن!‬
‫ً‬ ‫ســمعنا‬
‫يقول أحدهم‪:‬‬
‫قمــت بتخصيــص مالبــس لــكل بيــت‪ ،‬ويف إحــدى املــرات نقلــت املالبس‬
‫املســتعملة التــي ختــص زوجتــي األوىل مــن بيــت زوجتــي الثانية كالعــادة‪..‬‬
‫وحينــا بــدأت الزوجــة األوىل بوضــع املالبــس يف الغســالة أطلقــت رصخة‬
‫مدويــة‪ ..‬ركضــت نحوهــا مذهـ ً‬
‫ـول ألرى مــا الــذي أفزعها؟!‬
‫فوجــدت بــأن زوجتــي الثانيــة قــد دســت قطعــة خاصــة مــن مالبســها‬
‫بــن ثيــايب بعــد أن ضمختهــا بعطــر نســائي فــواح!‬
‫أســقط بيــدي ومل أدر كيــف أهــدئ ثــورة زوجتــي األوىل فغــادرت البيــت‬
‫مغض ًبــا حتفنــي شــتائم زوجتــي األوىل!‬
‫‪99‬‬
‫اترك المقارنات‬
‫إيــاك أن تــرد مميــزات زوجــة أمــام األخــرى أو تتحــدث عــن صفــة‬
‫تعجبــك فيهــا‪ ،‬وال تعتــب عــى واحــدة بذكــر مــا تفعلــه لــك األخــرى‪.‬‬
‫امتنــع متا ًمــا عــن عقــد املقارنــات؛ فلــكل امــرأة ميــزة خاصــة تتفــرد هبــا‪،‬‬
‫وذكــر هــذه امليــزة أمــام األخــرى كفيلــة بإشــعال الغــرة يف قلبيهــا‪ ،‬كــا أن‬
‫هــذا الســلوك منــاف لــأدب وخــادش للمــروءة‪ ،‬فاتــق اهلل يف نفســك ويف‬
‫زوجتيــك‪.‬‬
‫نظم عملية التواصل‬

‫ال تســمح ألي زوجــة بــأن تتصــل بــك وأنــت عنــد األخــرى إال يف حــال‬
‫الــرورة القصــوى‪ ،‬عندهــا ألزمهــا باالكتفــاء برســالة نصيــة جتعلــك‬
‫عــى علــم باحلــدث‪..‬‬
‫كــا أن عليــك حتديــد درجــة األمهيــة واألولويــة التــي جتعلهــا تراســلك‬
‫وأنــت لــدى األخــرى؛ ألن الكثــر مــن الزوجــات ال يمكنهــا تقديــر أمهيــة‬
‫املوضــوع مــن عدمــه‪ ..‬وربــا أهنــا تتعمــد التواصــل وهــي مدركــة عــدم‬
‫األمهيــة فقــط لكــي تضايــق رضهتــا!‬
‫لــذا‪ ،‬ال بــد مــن ضبــط عمليــة التواصــل‪ ،‬وذلــك كفيــل بحفــظ حــق كل‬
‫أيضــا‬
‫زوجــة يف االســتمتاع معــك هبــدوء حــن تكــون عندهــا‪ ،‬وهــو ً‬
‫ســرحيك وجيعلــك متــي أوقاتــك كــزوج معــدد هبــدوء وطمأنينــة‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫أشرك األبناء في حياتك الجديدة‬

‫ال بــد أن يكــون ألبنائــك الذكــور وضــع خــاص مــن زواجــك الثــاين؛ لــذا‬
‫فــإن عليــك اجللــوس معهــم طويـ ً‬
‫ـا لتبـ ّـن هلــم مكانــة زوجتــك اجلديــدة‬
‫وأهنــا أم ثانيــة هلــم‪.‬‬
‫ثــم عودهــم عــى التواجــد يف بيتــك الثــاين‪ ،‬واظهــر الســعادة بتواجدهــم‬
‫فيــه‪ ،‬وحثهــم عــى القيــام بخدمــة أمهــم الثانيــة‪ ..‬ويف الغالــب نجــد بــأن‬
‫األبنــاء الذكــور يتقبلــون هــذا الوضــع ويندجمــون برسعــة مــع زوجــة‬
‫أبيهــم‪.‬‬
‫راع مشاعر البنات‬

‫ســبق أن ذكرنــا بــأن البنــات يشــاطرن األم موقفهــا مــن التعــدد‪ ،‬فهـ ّن ق ّلــا‬
‫يتقبلـ ّن زوجــة أبيهـ ّن‪ ،‬فــا جتربهـ ّن عــى زيارهتــا‪ ،‬حتــى وإن فعلـ ّن ذلــك‬
‫أول األمــر مــن بــاب الفضــول‪ ،‬فــإن امتنع ـ ّن عــن تكــرار الزيــارة فتقبــل‬
‫ووجــه الزوجــة الثانيــة للتــودد هلــ ّن عــن طريــق املعاملــة‬
‫ذلــك منهــ ّن‪ّ ،‬‬
‫الطيبــة واهلدايــا‪ ،‬ومــع مــرور الســنوات ووجــود أخــوة هلـ ّن مــن الزوجــة‬
‫اجلديــدة فســوف يتقبل ـ ّن األمــر وســيحدث التقــارب الــذي ترجــوه‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫و ّثق الروابط بين أبنائك‬

‫األبنــاء ُيعــدون أهــم ثــار الــزواج‪ ،‬بــل ربــا أن الكثــر مــن الرجــال‬
‫يعــددون بغــرض أن يصبــح لدهيــم عــددا أكــر مــن األبنــاء‪ ،‬لكن املؤســف‬
‫هــو أن أبنــاء الرضائــر ق ّلــا يتقاربــون ويتآلفــون ويتعاضــدون!‬
‫وهنــا يــأيت دورك يف جعلهــم حلمــة واحــدة‪ ،‬والبدايــة تكــون منــذ الصغــر‪،‬‬
‫بحيــث تُنشــئهم عــى الرتاحــم واالحــرام فيــا بينهــم منــذ نعومــة‬
‫أظفارهــم‪.‬‬
‫وعندمــا يصبحــون فتيا ًنــا ويظهــرون االعتــاد عىل أنفســهم؛ عاملهــم بعدل‬
‫واحــرام‪ ،‬واصطحبهــم معك إىل املناســبات والزيــارات والرحالت‪.‬‬
‫اجعلهــم قريبــن منــك عــى الــدوام دون تفريــق أو حمابــاة‪ ،‬واحــذر مــن‬
‫إظهــار املحبــة لبعضهــم دون البقيــة‪ ،‬ســواء أثنــاء خلوتــك هبــم أو يف‬
‫حضــور اآلخريــن‪.‬‬
‫عاملهــم بالعــدل يف األمــور املعنويــة واملاديــة عــى حــد ســواء‪ ،‬فالظلــم‬
‫يو ّلــد الكراهيــة والبغضــاء بــن األشــقاء‪ ،‬فــا بالــك بأبنــاء الرضائــر‪..‬؟!‬
‫‪102‬‬
‫استقطع من وقت صاحبة النوبة‬

‫إنــك عندمــا تكــون يف بيــت زوجتــك الثانيــة فتقــوم باســتقطاع ســاعة مــن‬
‫الوقــت وتذهــب لتفقــد حــال األخــرى وجتالســها وتؤانســها وتشــاركها‬
‫الطعــام وتــرب معهــا القهــوة؛ فــإن هــذا الصنيــع ســيعني هلــا الكثــر؛‬
‫إذ سيشــعرها باهتاممــك هبــا وحمبتــك هلــا‪ ،‬وذات الــيء بالنســبة للزوجــة‬
‫األخــرى‪..‬‬
‫إن اســتقطاع ســاعة مــن وقــت كل واحــدة لصالــح البيــت األخــر يف‬
‫بعــض األيــام ســوف جيعلــك عــى اتصــال دائــم بزوجتيــك وســتذكي‬
‫هبــذا الســلوك مشــاعر احلــب والتقديــر يف قلبيهــا لــك‪.‬‬
‫وقــد ذكرنــا ســاب ًقا أنــه هــذا الســلوك كان مــن صنيــع النبــي صــى اهلل عليــه‬
‫ومعلم‪.‬‬
‫ً‬ ‫وســلم مــع نســائه‪ ،‬وكفــى بــه قــدو ًة‬
‫‪103‬‬
‫قبل الختام‬
‫رســالتان خمترصتــان مــن قلــب مشــفق‪ ،‬أوجههــا لــكل امــرأة قــد تقــرأ‬
‫هــذا الكتــاب‪.‬‬
‫الرسالة األولى للزوجة األولى‪:‬‬

‫بدايــة اعلمــي بــأن غريتــك ليســت نقصــا فيــك‪ ،‬وال عيبــا عليــك التخلص‬
‫منــه‪ ،‬فاجلميــع يــدرك بأهنــا غريــزة ُفطــرت عليهــا النســاء‪ ،‬ومل تســلم منهــا‬
‫حتــى زوجــات املصطفــى صــى اهلل عليــه وســلم‪.‬‬
‫واجلميــع يتقبــل عــدم رغبتــك يف إن يعــدد زوجــك ويــأيت بامــرأة أخــرى‬
‫تشــاركك فيــه‪ ،‬لكــن جـ ّـل مــا نرجــوه منــك هــو أال تذهــب بــك هــذه‬
‫الغــرة مذاهــب ال ُتمــد عقباهــا!‬
‫اجعــي غريتــك وقــو ًدا تُذكــي بــه حمبتــك لزوجــك‪ ،‬مــع احلــرص عــى‬
‫بقائهــا ضمــن احلــد املعقــول‪ ،‬بحيــث ال حترقــك وال ختنقــه‪ ،‬وال تدفعــك‬
‫ـر عــى جتريمــه ووصفــه‬
‫للحــاق بالتيــار املناهــض لترشيــع التعــدد‪ ،‬واملـ ّ‬
‫بأقــذع الصفــات وذم فاعليــه يف املجالــس واملنتديــات وعــر وســائل‬
‫التواصــل االجتامعــي‪ ،‬متذرعــن بحجــج واهيــة‪ ،‬مثــل أن الرجــال ال‬
‫يعدلــون بــن الزوجــات‪ ،‬فهــذا تعميــم مذمــوم‪ ،‬فقــد يوجــد مــن األزواج‬
‫مــن ال يعــدل لكــن األكيــد أن ليــس كلهــم يفعــل ذلــك‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫مــررا وذريعــة لــذم‬

‫ً‬ ‫فــا ينبغــي أن نتخــذ مــن ظلــم بعــض األزواج‬
‫التعــدد‪ ،‬فوجــود مــن خيالــف أنظمــة املــرور ‪ -‬عــى ســبيل املثــال ‪ -‬ال يــرر‬
‫ألي عاقــل أن يــذم ويقــدح يف أنظمــة املــرور‪ ،‬ويطالــب بإلغائهــا!‬
‫ّ‬
‫واعلمــي بأنــك إن جعلــت الغــرة تســيطر عليــك‪ ،‬فلــن يمكنــك تقبــل‬
‫التعــدد كأمــر أباحــه اهلل ‪-‬جــل وعــا‪ -‬للرجــل املســلم‪ ،‬فغــدا وســيلة‬
‫لعــاج العديــد مــن املشــاكل الزوجيــة واالجتامعيــة اخلطــرة‪.‬‬
‫فأقــل املطلــوب منــك هــو الصمــت عــن ذمــه‪ ،‬واالكتفــاء بدعــاء اهلل جــل‬
‫وعــا أن خيتــار لــك األصلــح يف دينــك ودنيــاك‪.‬‬
‫جــريب أن خترجــي لســاعة مــن دائــرة الــذات‪ ،‬وغــادري خماوفــك مــن‬
‫التعــدد‪ ،‬وأتيحــي لعقلــك النظــر لــه بتجــرد‪ ،‬فأنــت قــد حتتاجــن إليــه‬
‫يو ًمــا‪ ،‬إذ ربــا خترسيــن زوجــك ‪ -‬ال قــدّ ر اهلل ‪-‬بمــوت أو طــاق وأنــت‬
‫مــا تزالــن يف ريعــان الشــباب‪ ..‬أو قــد حيــدث يشء مــن هــذا إلحــدى‬
‫بناتــك أو شــقيقاتك فيفوهتــا قطــار الــزواج حتــى تعنــس‪ ،‬ففــي مجيــع هــذه‬
‫احلــاالت يصبــح التعــدد هــو احلــل‪.‬‬
‫وكل مــا أرجــوه منــك ‪-‬يــا ُأختــاه‪ -‬لــو أزعجــك هــذا الكتــاب‪ ،‬أن تقفــي‬
‫منــه حمايــدة‪ ،‬فــا تذكــري التعــدد بســوء عــى اإلطــاق‪ ،‬واســأيل اهلل‬
‫العافيــة‪ ،‬فــإن هــو ســبحانه قــى عليــك بــه‪ ،‬فلتعلمــي بــأن اهلل تعــاىل ال‬
‫يقــي لعبــاده بــر حمــض‪ ،‬واســتحرضي قولــه جــل وعــا‪﴿ :‬ســيجعل‬
‫اهلل بعــد عــر يــرا﴾ [الطــاق‪.]7:‬‬
‫‪105‬‬
‫الرسالة الثانية‬
‫أوجهها للزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة‪..‬‬
‫صحيــح أن هــذا الكتــاب موضــوع يف األســاس للــزوج املعــدد‪ ،‬ليبــن‬
‫لــه طريقــة التعامــل مــع زوجتــه األوىل وكيفيــة احتوائهــا‪ ،‬ولك ـ ّن اهلــدف‬
‫النهائــي منــه هــو إعانتــه إلنجــاح مــروع التــزوج بإحداك ـ ّن‪.‬‬
‫فــاهلل أهلل ال يــأيت فشــل مشــاريع التعــدد مــن قبلكــ ّن‪ ..‬حــذار أن تكــ ّن‬
‫معــول هــدم وإفســاد للبيــوت اآلمنــة واملســتقرة‪ ،‬إذ أن البعــض منك ـ ّن ‪-‬‬
‫وليــس الــكل ‪ -‬تتصــور أنــه بمجــرد زواجهــا بالرجــل فــإن مــن حقهــا‬
‫االســتئثار بــه وعزلــه عــن بيتــه األول وأبنائــه!‬
‫ـارا موج ًعــا ملرشوع‬
‫إن هــذا الفعــل األنــاين يســدد طعنــة قاتلــة ويســبب اهنيـ ً‬
‫التعــدد الناجــح الــذي نصبــوا إليــه مجي ًعا‪.‬‬
‫وإن أول املترضريــن هــو أنتـ ّن‪ ،‬فلــن تســتقيم لكـ ّن احليــاة ولــن هينــأ لكـ ّن‬
‫عيــش بعــد تدمــر البيــت األول للــزوج‪.‬‬
‫لــذا فنصيحتــي أن ْ‬
‫تعش ـ ّن حيــاة التعــدد بســعة صــدر وطيبــة قلــب‪ ،‬كل‬
‫واحــدة منكــ ّن مســتقلة عــن حيــاة الزوجــات األخريــات‪ ،‬ولتنشــغل ّن‬
‫ً‬
‫مثــال‬ ‫بإســعاد الــزوج‪ ،‬فــا تُكثــرن مــن الشــكوى والتذمــر وكــ ّن‬
‫للزوجــات الصاحلــات واملصلحــات باملعــروف والعــرة احلســنة‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫الخاتمة‬
‫إن ممــا ينــدى لــه اجلبــن وتأنفــه األنفــس الكريمــة مــا يقــوم بــه البعــض من‬
‫التزلــف والتملــق للمــرأة ‪ -‬أو مــا ُيعــرف باللهجــة العاميــة (بالتميلــح) ‪-‬‬
‫أمــام كامــرات التلفــاز وعــر وســائل التواصــل االجتامعــي بــذم التعــدد‬
‫ورفضــه بطــرق غــر مبــارشة‪ ،‬ونصحهــم للرجــال باالكتفــاء بزوجــة‬
‫واحــدة؛ مــع أهنــم أنفســهم معــددون بأكثــر مــن زوجتــن!‬
‫بل أهنم ‪-‬مع األسف الشديد ‪ -‬يتزوجون ويطلقون باستمرار‪!..‬‬
‫واألمــر أن بعضهــم دعــاة وطلبــة علــم وشــعراء ووجهــاء يف‬
‫ّ‬ ‫واألدهــى‬
‫املجتمــع ومشــاهري يف اإلعــام ووســائل التواصــل اإلجتامعــي‪.‬‬
‫وهــذا لعمــري مــن قلــة احليــاء‪ ،‬وفيــه خــذالن للمــرأة وخــداع هلــا‬
‫وللمجتمــع بأكملــه‪.‬‬
‫أال يعلــم هــؤالء الذكــور ومــن عــى شــاكلتهم أن ثمــة مطلقــات وأرامــل‬
‫وعوانــس يف املجتمــع يتطلعــ ّن للــزواج‪ ،‬وال يمكنهــ ّن ‪ -‬يف الغالــب ‪-‬‬
‫التــزوج إال مــن رجــل معــدد؟‬
‫فامذا سيكون شعوره ّن وه ّن يسمعن هذا التخبيب منكم؟!‬
‫وهــل تظنــون بــأن اهلل غافــل عــا تعملــون؟! فليتــق اهلل أمثــال هــؤالء‪،‬‬
‫وإذا مل يســتطيعوا التشــجيع عــى التعــدد بضوابطــه الرشعيــة فليســعهم‬
‫‪107‬‬
‫الســكوت عــن التفكــه بــه وإضحــاك النــاس بقصــص وحكايــا املعدديــن‬

‫امللفقــة‪.‬‬
‫لقــد جــاء هــذا الكتــاب ليكــون عــى مســافة واحــدة بني الرجــال والنســاء‪،‬‬
‫بــن الزوجــة األوىل والزوجــات األخريــات‪ ،‬بــن مــن يســتطيع التعــدد‬
‫وجيــد يف نفســه الكفــاءة والقــدرة عليــه فيســتعني هبــذا الكتــاب الــذي‬
‫يرســم لــه خطــة تنفيذيــة وإداريــة ملســاعدته عــى النجــاح‪ ،‬وبــن مــن ال‬
‫يســتطيع‪ ..‬وقــد يظلــم نفســه قبــل زوجاتــه فينبهــه هــذا الكتــاب مــن مغبــة‬
‫اإلقــدام عــى التعــدد‪.‬‬
‫منهجــا وســ ًطا ينتهجــه الرجــال‬
‫ً‬ ‫وإين ألرجــو أن يكــون هــذا الكتــاب‬
‫والنســاء يف قضيــة التعــدد عــى حــد ســواء‪ ،‬سـ ً‬
‫ـائل املــوىل عــز وجــل أن‬
‫يرزقنــي اإلخــاص يف كل حــرف ســطرته فيــه‪ ،‬وأن جيعــل ذلــك يف ميــزان‬
‫ـدي وأهــي وذريتــي‪ ،‬وقــد أرشكــت يف أجــره ونفعــه كل مــن‬
‫حســنايت ووالـ ّ‬
‫قــرأه أو نــره أو أعــان عــى نــره مــن املســلمني واملســلامت يف أصقــاع‬
‫املعمــورة‪ ،‬واهلل أعــى وأعلــم‪.‬‬
‫وصىل اهلل عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه وسلم‪،،‬‬
‫‪108‬‬

كتاب سنة أولى تعدد

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

كتاب سنة أولى تعدد

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬

‫ل‬ ‫ت‬ ‫قف‬

‫جميع الحقوق محفوظة للمؤلف‬

‫اﻧﻘﺮ ﻟﻌﺮض اﻟﻤﺰﻳﺪ‬

‫‪68‬‬ ‫خامسا‪ :‬استعمل القليل من احلزم ‬

‫ميحرلا نمحرلا هللا مسب‬

‫وقبــل أن يطــل الرجــل برأســه يف عــامل التعــدد املثــر واملكتنــف للكثــر‬

‫مراحل التعدد الناجح‬

‫فأهوى بكفه الغليظ عىل كتفي قائال‪:‬‬

‫وكام قيل الفشل يف التخطيط ‪ ،‬ختطيط للفشل‪.‬‬

‫التخطيط بنموذج سوات ( ‪) swot‬‬

‫ ‪4 .‬التغيــر نحــو األمجــل ســيطال بيتــه األول كذلــك؛ فالعديــد مــن‬

‫فــرت لدهيــم وأصاهبــا الوهــن أو التــايش قــد نشــطت بمجــرد‬

‫أمــا بالتعــدد املصطحــب للنيــة الصاحلــة واملســتويف لعوامــل النجــاح‬

‫بأنــه مل يعــد حيبهــا أو يرغــب فيهــا‪.‬‬

‫إن مل يتبــع الــزوج أســلو ًبا أمثــل يف إيصــال النبــأ إليهــا‪.‬‬

‫إجيابياتــه عــى املــرأة وعــى املجتمــع وعــى احليــاة‪.‬‬

‫مرحلة البحث والتقصي‬

‫بكــرا‪ ،‬ذات حســب‬

‫مبادئ جوهرية عند البحث‬

‫محددات االختيار الناجح‬

‫المحدد األول‪ :‬الدين‬

‫المحدد الثاني‪ :‬الهدف طويل األمد‬

‫المحدد الثالث‪ :‬الواقعية‬

‫ال حتــدث صدامــات بينهــا عندمــا يعيشــان معــا‪.‬‬

‫مرحلة الخطوبة والعقد والزفاف‪:‬‬

‫الحتــال حــدوث هــذا األمــر‪.‬‬

‫أيضــا مراعــاة وضــع الزوجــة النفــي حــن خيتــار‬

‫كتفــرغ الــزوج الذهنــي والعاطفــي للتنعــم بزواجــه الثــاين دون منغصــات‬

‫باألبنــاء؛ فبعــض األزواج ال يلقــون بـ ً‬

‫ثانيا‪ :‬املكان املناسب‬

‫كيفية احتواء الزوجة األولى‬

‫أوال‪ُّ :‬تل ّبس دور المجني عليه‬

‫ثانيا‪ :‬امنحها التصديق‬

‫ثالثا‪ :‬ال تستسلم لالستفزاز‬

‫رابعا‪ :‬امنحها المسافة الكافية‬

‫خامسا‪ :‬استعمل القليل من الحزم‬

‫وبإســاعها كلــات اإلنــكار ملــا تفعلــه‪ ،‬والرفــض ألســلوهبا اجلــارح‪ ..‬ثــم‬

‫سادسا‪ :‬إن عادت فعد‬

‫فنصيحتي للزوج هنا‪:‬‬

‫التعارف بين الزوجتين‬

‫المسافة المطلوبة بين بيوت الضرائر‬

‫ ‪3 .‬إذا تعــذر وجــود بيتــن جيمعهــا مســجد واحــد‪ ،‬فليكــن البيتــان‬

‫ •خطــط لبنــاء عالقــات جيــدة بينهــا وبــن زوجــات أخوتــك وأقاربــك‬

‫ضبط ميزانية اإلجازات‬

‫عيدا الفطر واألضحى‬

‫اســتعرضنا يف الفصلــن الســابقني مراحــل التعــدد منــذ اللحظــة التــي يبــدأ‬

‫تقبل وجود الغيرة‬

‫تخلص من قيود التقليد‬

‫تقسيم أكثر مرونة‬

‫ال تخصص مالبس لكل بيت‬

‫نظم عملية التواصل‬

‫أشرك األبناء في حياتك الجديدة‬

‫راع مشاعر البنات‬

‫و ّثق الروابط بين أبنائك‬

‫استقطع من وقت صاحبة النوبة‬

‫الرسالة األولى للزوجة األولى‪:‬‬

‫مــررا وذريعــة لــذم‬

‫الســكوت عــن التفكــه بــه وإضحــاك النــاس بقصــص وحكايــا املعدديــن‬

‫وصىل اهلل عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه وسلم‪،،‬‬

You might also like