Professional Documents
Culture Documents
Moeen Ul Quzat Wal Mufteen
Moeen Ul Quzat Wal Mufteen
وقد ثبت أف الرسوؿ -صلى اهلل عليو وسلم -بعث القضاة إلى النواحي ،فبعث
معاذ بن جبل إلى اليمن ،وعتاب بن أسيد إلى مكة.
القضاء أمر ضروري للمجتمع ،وأمر في االسبلـ بإقامتو ،وقد قامت األدلة من
الكتاب الكريم ،والسنة النبوية الشريفة ،على أف القضاء أمر مشروع ،فمن الكتاب الكريم
َّاس بِال َ
ْح ِّق َوَال اح ُك ْم بَػ ْي َن الن ِ
ض فَ ْاؾ َخلِي َفةً ِفي ْاأل َْر ِ
ود إِنَّا َج َعلْنَ َ
قوؿ اهلل تبارؾ وتعالى{ :يَا َد ُاو ُ
اح ُك ْم بَػ ْيػنَػ ُه ْم بِ َما يل اهلل} [ص—، ]ٕٙوقولو عز وجلِ : ك َع ْن َسبِ ِ تَػتَّبِ ِع ال َْهوى فَػي ِ
ضلَّ َ
{وأَف ْ َ َ ُ
أَنْػ َز َؿ اهلل} [النساء—]ٜٗ
{وإِذَا ُدعُوا إِلَى اهلل َوَر ُسولِ ِو لِيَ ْح ُك َم بَػ ْيػنَػ ُه ْم} [النور—]ٗٛ وقولو تعالىَ :
يما َش َج َر بَػ ْيػنَػ ُه ْم ثُ َّم ال يَ ِج ُدوا ك ال يػ ْؤِمنُو َف حتَّى يح ِّكم َ ِ
وؾ ف َ َ َُ ُ وقولو تعالى{ :فَبل َوَربِّ َ ُ
يما} [النساء—٘]ٙ ِ
سلِّ ُموا تَ ْسل ًت َويُ َ فِي أَنْػ ُف ِس ِه ْم َح َر ًجا ِم َّما قَ َ
ض ْي َ
اؾ اهلل} َّاس بِ َما أ ََر َ ْح ِّق لِتَ ْح ُك َم بَػ ْي َن الن ِ
اب بِال َ
وقولو تعالى{ :إِنَّا أَنْػزلْنَا إِلَي َ ِ
ك الْكتَ َ َ ْ
[النساء—٘ٓٔ]
ومن السنة :منها ما رواه عمرو بن العاص عن النبي -صلى اهلل عليو وسلم -أنو
قاؿ" :إذا اجتهد الحاكم فأصاب فلو أجراف ،وإذا اجتهد فأخطأ فلو أجر" ،رواه البخاري
ومسلم .وغير ذلك من األحاديث الشريفة.
القضاء من فروض الكفايات إذا فعلو البعض من المكلفين سقط الوجوب عن
الباقين وأما إذا لم يفعلو أحد فإف جميع القادرين على فعلو يكونوف آثمين ،وقد يتحوؿ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الواجب ،الكفائي إلى واجب عيني ،وذلك إذا كاف يوجد شخص يستطيع القياـ بهذا
الواجب ،وال يوجد غيره يستطيع القياـ بو ،كما لو وجد شخص تتوافر فيو شروط القاضي,
وال يوجد غيره متوافرة فيو ىذه الشروط ،فيصير في ىذه الحاؿ تولي منصب القاضي عليو
فرضاً عينياً ،فإذا لم يتولى ىذا الشخص القضاء كاف آثما.
وحكمتو أف في القضاء بالحق إظهار العدؿ الذي بو بقاء السموات واألرض ،ودفع
الظلم الذي بو خراب الدنيا ،وىو ما يدعو إليو عقل كل عاقل ،وبو إنصاؼ المظلوـ من
الظالم واتصاؿ الحق إلى المستحق وأمر بالمعروؼ ونهي عن المنكر وألجلو بُعث األنبياء
ْح ِّق لِتَ ْح ُك َم بَػ ْي َن
اب بِال َ
والرسل صلوات اهلل تعالى عليهم قاؿ اهلل تعالى {إِنَّا أَنْػزلْنَا إِلَي َ ِ
ك الْكتَ َ َ ْ
اؾ اهلل} [النساء—٘ٓٔ] َّاس بِ َما أ ََر َ
الن ِ
وفضلو أنو قد رغب فيو رسو اهلل صلى اهلل عليو وسلم ،روى البخارى عن عبد اهلل
س َد إَِّال فِي ِ َّ
صلى اهللُ َعلَْيو َو َسل َم " :الَ َح َ
اؿ النَّبِي َ َّ اؿ :قَ َ بن مسعود رضي اهلل تعالى عنو قَ َ
الح ْكمةَ فَػ ُهو يػ ْق ِ ط َعلَى ىلَ َكتِ ِو فِي الحقِّ ،ورجل آتَاهُ اهلل ِ سلِّ َ
ضي َ َ َ َ ََ ُ ٌ َ اثْػنَتَػ ْي ِنَ :ر ُج ٌل آتَاهُ اهلل َم ًاال فَ ُ
بِ َها َويػُ َعلِّ ُم َها ".
اؿ: صلَّى اهللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم أَنَّوُ قَ َ
وؿ اهلل َ وروى أحمد في مسنده َع ْن َعائِ َشةََ ،ع ْن ر ُس ِ
َ
اؿ: السابُِقو َف إِلَى ِظ ِّل اهلل َع َّز َو َج َّل يَػ ْو َـ ال ِْقيَ َام ِة؟« قَالُوا :اهلل َوَر ُسولُوُ أَ ْعلَ ُم ،قَ َ
»أَتَ ْد ُرو َف َم ِن َّ
ْح َّق قَبِلُوهَُ ،وإِ َذا ُسئِلُوهُ بَ َذلُوهَُ ،و َح َك ُموا لِلن ِ
َّاس َك ُح ْك ِم ِه ْم ِألَنْػ ُف ِس ِه ْم«. ين إِ َذا أُ ْعطُوا ال َ»الذ َ
َّ ِ
ود ,ر ِ َف ابن مسع ٍ
ض َي اهللُ َع ْنوُ َ اج بْ ِن أ َْرطَاةَ ،أ َّ ْ َ َ ْ ُ وروى البيهقي في الكبرى َع ِن ال َ
ْح َّج ِ
َحب إِلِ َّي ِم ْن غَ ْز ِو َسنَ ٍة " أ َْو ِ ِِ ِ
وؿَ " :ألَ ْف أَقْض َي يَػ ْوًما َ ,وأ َُواف َق فيو ال َ
ْح َّق َوال َْع ْد َؿ ,أ َ َكا َف يَػ ُق ُ
اؿِ " :مائَ ِة يَػ ْوٍـ ". قَ َ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ويدؿ على فضلية ىذا المنصب أف المخطئ فيو مأجور كالمصيب فيو وإف تفاضبل
في مقدار األجر ما داـ المخطئ يقصد الحق في قضائو ويجتهد في الوصوؿ إليو.
وؿ« :إِذَا َح َك َمصلَّى اهللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم يَػ ُق ُ وؿ اهلل َ اص ،أَنَّوُ َس ِم َع َر ُس َ َع ْن َع ْم ِرو بْ ِن َ
الع ِ
الحاكِم فَاجتَػه َد ثُ َّم أَصاب فَػلَوُ أ ِ
َج ٌر» رواه البخاري َج َرافَ ،وإِذَا َح َك َم فَ ْ
اجتَػ َه َد ثُ َّم أَ ْخطَأَ فَػلَوُ أ ْ ْ َ َ َ ُ ْ َ
وغيره.
وأما ما جاء من األحاديث في تخويفو ووعيده فإنما ىي في حق قضاة الجور
والجهاؿ الذي يدخلوف أنفسهم في ىذا المنصف الشريف.
صلَّى اهللُ َعلَْي ِو وؿ اهلل َ اؿ َر ُس ُاؿ :قَ َ منها :ما رواه ابن ماجو وغيره َع ْن َع ْب ِد اهلل ،قَ َ
ك ِ
آخ ٌذ بَِق َفاهُ ،ثُ َّم يَػ ْرفَ ُع اء يَػ ْو َـ ال ِْقيَ َام ِة َوَملَ ٌ َو َسلَّمَ " :ما ِم ْن َحاكِ ٍم يَ ْح ُكم بَػ ْين النَّا ِ ِ
س إ َّال َج َ ُ َ َ
ٍ ِ ِ ِ
السماء ،فَِإ ْف قَ َ ِ ِ
ين َخ ِري ًفا ". اؿ :أَلْقو ،أَلْ َقاهُ في َم ْه َواة أ َْربَع َ َرأْ َسوُ إِلَى َّ َ
في المغرب :المهواة ما بين الجبلين ،قيل :الهوة ىي الحفرة.
صلَّى اهللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم
وؿ اهلل َ ومنها :ما رواه أبوداود وغيره َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرةَ ،أ َّ
َف َر ُس َ
اء فَػ َق ْد ذُبِ َح بِغَْي ِر ِس ِّكي ٍن".
ضَ اؿَ " :م ْن َولِ َي الْ َق َ
قَ َ
في معالم السنن :معناه التحذير من طلب القضاء والحرص عليو يقوؿ من تصدى
للقضاء فقد تعرض للذبح فليحذره وليتوقو ،وقولو بغير سكين يحتمل وجهين :أحدىما أف
الذبح إنما يكوف في ظاىر العرؼ بالسكين فعدؿ بو عليو السبلـ عن ظاىر العرؼ وصرفو
عن سنن العادة إلى غيرىا ليعلم أف الذي أراده بهذا القوؿ إنما ىو ما يخاؼ عليو من
ىبلؾ دينو دوف ىبلؾ بدنو ،والوجو اآلخر أف الذبح الوجيء الذي يقع بو إزىاؽ الروح
واراحة الذبيحة وخبلصها من طوؿ األلم وشدتو إنما يكوف بالسكين ألنو يجهز عليو ،وإذا
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ذبح بغير السكين كاف ذبحو خنقاً وتعذيباً فضرب المثل في ذلك ليكوف أبلغ في الحذر
والوقوع فيو ،آىػ.
ونقل القاري في المرقاة األشرؼ :يمكن أف يقاؿ :المراد بو أف من جعل قاضيا
فينبغي أف يموت جميع دواعيو الخبيثة وشهواتو الرديئة ،فهو مذبوح بغير سكين ،قاؿ
الطيبي رحمو اهلل :فعلى ىذا القضاء مرغوب فيو ومحثوث عليو،آىػ وال يخفى ضعف ىذا
المعنى ألنو خبلؼ ظاىر الحديث.
وإنما حملنا األحاديث الواردة في ذـ القضاء على القضاء بالجور أو الجهل لما
ْجن َِّة، ِ ِ صلَّى اهللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم قَ َ
ضاةُ ثََبلثَةٌَ :واح ٌد في ال َ اؿ " :الْ ُق َ روي عن بُػ َريْ َد َةَ ،ع ِن النَّبِ ِّي َ
ْح َّق
ؼ ال َ ضى بِ ِوَ ،وَر ُج ٌل َع َر َ
ْح َّق فَػ َق َ
ؼ ال َْجن َِّة فَػ َر ُج ٌل َع َر َ ِ ِ ِ ِ
َواثْػنَاف في النَّا ِر ،فَأ ََّما الَّذي في ال َ
َّاس َعلَى َج ْه ٍل فَػ ُه َو فِي النَّا ِر " رواه ضى لِلن ِ ْح ْك ِم ،فَػ ُه َو فِي النَّا ِرَ ،وَر ُج ٌل قَ َ ِ
فَ َجا َر في ال ُ
أبوداود.
صلَّى اللَّوُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم :إِ َّف اللَّ َو َم َع اؿ رس ُ ِ
وؿ اهلل َ اؿ :قَ َ َ ُ اهلل بْ ِن أَبِي أ َْوفَى قَ َوعن َع ْب ِد ِ
َْ
الش ْيطَا ُف ،رواه الترمذي. ال َق ِ
اضي َما لَ ْم يَ ُج ْر ،فَِإذَا َج َار تَ َخلَّى َع ْنوُ َولَ ِزَموُ َّ
في فيض القدير في شرح ىذا الحديث . :قاؿ ابن بطاؿ :دؿ الحديث على أف
القضاء بالعدؿ من أشرؼ األعماؿ وأجل ما يتقرب بو إلى الملك المتعاؿ وأنو بالجور بضد
ذلك {ومن لم يحكم بما أنزؿ اهلل فأولئك ىم الفاسقوف} قاؿ ابن حجر :وفي الحديث
ترغيب في والية القضاء من استجمع شروطو وقوي على إعماؿ الحق ووثق من نفسو بعدـ
الجور ووجد للحق أعوانا لما فيو من األمر بالمعروؼ ونصر المظلوـ وأداء الحق للمستحق
وكف يد الظالم واإلصبلح بين الناس وكل ذلك من آكد القربات ولذلك تواله األنبياء فمن
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
بعدىم من الخلفاء الراشدين ،وإنما فر منو من فر خوؼ العجز أو عدـ المعين ومن ثم كاف
السلف يمتنعوف منو أشد امتناع ،آىػ.
اعلم أنو لما كاف للقضاء بالعدؿ فضيلة عظيمة جمع العلماء والفقهاء لتوضيح
طريقة القضاء قواعد كلية ومواداً مفيدة لهذا الشأف منهم العبلمة الشيخ شمس الحق
األفغاني رحمو اهلل تعالى حيث صنف كتاب "معين القضاة والمفتين" وىو كتاب جامع
لكثير ما يحتاج إليو في القضاء واإلفتاء وكاف جزيل المعنى ووجيز اللفظ ومحتاجا إلى
تعليق فقد بذلت الجهد على قدر االستطاعة في تعليقو بتوفيق اهلل تعالى وعونو إنو ىو
الموفق المستعاف ،ال حوؿ وال قوة إال بِاهلل العلي العظيم.
عبد الحكيم بن العبلمة موالنا خدايداد المرحوـ األفغاني البند تيموري غفر لهما
الباري آمين.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
تتبع أىواء اليهود والنصارى ألف النبي صلى اهلل عليو وسلم معصوـ عن اتباع أىوائهم،
فكاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم يحكم بالقرآف على ما يُريو اهلل تعالى كما {إِنَّا أَنْػ َزلْنا
اؾ اهلل} ففي قولو سبحانو بما أراؾ اهلل إشارة ْح ِّق لِتَ ْح ُك َم بَػ ْي َن الن ِ
َّاس بِما أَر َ تاب بِال َ
إِلَي َ ِ
ك الْك َ ْ
إلى الوحي الخفي الذي يوحيو إليو في تفسير القرآف الكريم ،وفيو داللة على أف الكتاب
والسنة ىما أساساف للدستور اإلسبلمي ،ثم إنو صلى اهلل عليو وسلم ولّى الحكم والقضاء
وعلى ومعاذ وكثير من الصحابة رضي اهلل تعالى عنهم يقضوف على
أصحابو ،فكاف عمر ّ
عهده صلى اهلل عليو وسلم ويرتجعوف إليو في مشكبلت المسائل واألحكاـ ،وكاف النبي
صلى اهلل عليو وسلم يرشدىم ويعلمهم ،وكاف األمر على ذلك في عهد أبي بكر وعمر
وعلى وخبلفة بني أمية وبني العباس رضي اهلل تعالى عنهم ولما كاف الحكم والقضاء
وعثماف ّ
نافذاً وجاريًا بكتاب اهلل تعالى وسنة رسولو صلى اهلل عليو وسلم ،وعامة الناس كانوا على
ىدى وخير طالبين للحق تاركين للهوى وفق اهلل تعالى المجتهدين من العلماء لشرح ً
القانوف اإللهي أعني القرآف العظيم على توضيحات السنة وتفاسير الرسوؿ صلى اهلل عليو
وسلم وأقضية الصحابة رضي اهلل تعالى عنهم وفتاوئهم التي قضوا وافتوا بها على عهده
صلى اهلل عليو وسلم وبعده في زمن الخير فاظهر ىؤالء األئمة األعبلـ تفاصيل ىذا
الدستور في جميع شئوف الحياة االجتماعية واالنفرادية من العقائد فحصل علم الكبلـ
والعقائد ،ومن تهذيب النفس وتزكية اإلخبلص حصل علم التصوؼ ،ومن العبادات
والمعامبلت والعقوبات حصل علم الفقو فلم يتركوا شيئًا إال قيدوه بمعاقل الشرع واظهروا
حكمو على القواعد الكلية التي حكتها الصحابة رضي اهلل تعالى عنهم عن صدر منبع
العلوـ والحكم ومعدف الجود والكرـ ،فجميع ىذه العلوـ علوـ إلهية خزانتها القرآف ،ولنعم
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ما قيل :جميع العلوـ في القرآف لكن تقاصر عنو افهاـ الرجاؿ والرسوؿ شارح ومفسر
ومعلم لكتاب اهلل تعالى ،والفقهاء من الصحابة والتابعين ومن بعدىم مترجموف ومبينوف
لعلل الحكم ،ومن ىذا قالوا قياس المجتهد مظهر لحكم وال يكوف مثبتًا لو ثم لما كاف
المجتهدوف كثيرين في زمن التابعين وتابعيهم واشتهر منهم بضبط األصوؿ والفروع أربعة،
اإلماـ األعظم أبو حنيفة ،واإلماـ مالك ،واإلماـ الشافعي ،واإلماـ أحمد رحمهم اهلل تعالى
جمعت األمة على التمسك بفقو ىؤالء األربعة ،وأف ال يقبل من دونهم قياس وال اجتهاد
لئبل يقع التفرؽ واالنتشار في األمة ،وتبقي كلمتها محققة وغير متشتة فَػلَو تفكر متفكر
علم أف فقو األئمة منقبة عظيمة اختصت بها ىذه األمة من بين األمم ،فلم يوجد مثل أبي
حنيفة ومالك في أصحاب موسى عليو السبلـ وال في حواري عيسى عليو السبلـ ،بل فقو
ىؤالء من معجزات رسولنا صلى اهلل عليو وسلم الخالدة إلى يوـ القيامة حيث وجد في أمتو
من األئمة من اغترفوا من ينابيع الحكمة الجارية من صدر النبي األمي من العلوـ ِ
والحكم
ما كانت دساتير وقوانين ضامنة وكافلة لسعادة البشر إلى يوـ القيامة فالفقو المدوف نعمة
عظيمة من اهلل سبحانو يجب علينا شكر ىذه النعمة ،والعجب بل األسف على أنو نشأت
في ىذا الزماف طائفة تكفر ىذه النعمة العظمى عند قاطبة األمة ىداىم اهلل تعالى ثم اف
العمل على دستور اإلسبلمي والقرآني يوجد في بعض الممالك االسبلمية مثبلً في
أفغانستاف العمل جار على الفقو الحنفي كبلً أو بعضاً ،وفِي العرب السعودي العمل على
وفي سوداف العمل على الفقو المالكي ،وفِي بعض واليات باكستاف العملالفقو الحنبليِ ،
على الفقو الحنفي والحمد لِلو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
نعم في عموـ ببلد باكستاف حيث أزدادت تعاليم االفرنجيين والنَّاس منصبغوف
بأىوائهم والفتن والبدع عامة كالمرزائية والبرالوية والرفض فالقانوف األنجليزي رائج فعلينا أف
نجتهد لترويج الدستور اإلسبلمي ،وطريق ذلك سهلة أف يقوـ العلماء وينشئوف لجنات
فضائية وينادوف في الناس أف يحكموا العلماء في المنازعات والمخاصمات فيحكم العلماء
على ضوء القرآف والسنة وقواعد الفقو المستخرجة من القرآف والسنة ،والحكم إذا كاف
متفقاً عليو بين المتخاصمين وحكم بينهما ورضي المتخاصماف على حكمو فبل تمنع من
ذلك أية حكومة كافرة فكيف في ىذه الحكومة التي تسمى نفسها جمهورية إسبلمية.
ثم بعد ذلك نشكر حضرة العبلمة اإلماـ الفهامة عمدة المتكلمين وزبدة الفقهاء
والمفسرين موالنا الشيخ شمس الحق األفغاني وزير المعارؼ في الواليات المتحدة
البلوشستانية حيث جمع القواعد الكلية التي تتعلق بالقضاء واالفتاء من كتب الفقو الحنفي
وىي تبلغ— –ٖٚٚمادة على طراز جديد وعبارات قانونية وىي حاوية ألمهات المسائل
من المعامبلت والعقوبات نافعة ج ًدا للقاضي والمفتي جزاه اهلل تعالى عنا وعن جميع
المسلمين خير الجزاء ،ثم إف الشيخ من علينا باإلذف لنشرىا في مجلة الصديق العربية
فنوردىا في الصديق ىدية للنظار الكراـ ،والمرجو من أىل العلم وأرباب الفضل أف يقدروا
ىذا المحمود ،وبشكر اهلل سبحانو على توفيقو إيانا لنشرىا إنو ىو الموفق وىو حسبنا ونعم
الوكيل.
(أبو سعيد عبد اهلل)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
األمور بمقاصدىا.
يعني الحكم الذي يترتب على أمر يكوف على مقتضى ما ىو المقصود من ذلك األمر.
()1
ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واألشباه والنظائر البن نجيم ،واالشباه والنظائر
للسيوطي ،واالشباه والنظائر للسبكي ،وترتيب البللي في سلك األمالي لناظرزاده ،وقواعد الخادمي،
وغيرىا.
األصل في ىذه القاعدة قولو صلى اهلل عليو وسلم «إنما األعماؿ بالنيات» وىذا حديث صحيح مشهور
أخرجو األئمة الستة وغيرىم من حديث عمر بن الخطاب( .األشباه والنظائر للسيوطي)
مثالها ما قاؿ ابن نجيم في األشباه :من أف بيع العصير ممن يتخذه خمرا إف قصد بو التجارة فبل يحرـ
وإف قصد بو التخمير حرـ وكذا غرس الكرـ على ىذا ،وعلى ىذا عصير العنب بقصد الخلية أو
الخمرية ،والهجر فوؽ ثبلث دائر مع القصد ،فإف قصد ىجر المسلم حرـ وإال ال ،واإلحداد للمرأة
على ميت غير زوجها فوؽ ثبلث دائر مع القصد ،فإف قصدت ترؾ الزينة والتطيب ألجل الميت حرـ
عليها ،وإال فبل ،انتهى.
اعلم أف ىذه القاعدة أكثرية ال كلية فإنو قد يترتب الحكم على فعل أو قوؿ بدوف النية ،مثاؿ ذلك :لو
قاؿ شخص آلخر :بعتك مالي ىذا أو أوصيت لك بو يصح البيع أو الوصية ،بدوف االحتياج إلى النية،
وكذا اإلقرار ،والوكالة ،واإليداع ،واإلعارة ،والقذؼ ،والسرقة كلها أمور ال تتوقف على النية بل فعلها
يكفي لترتب الحكم ،كذا في درر الحكاـ لعلي حيدر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
العبرة في العقود للمقاصد والمعاني ال لؤللفاظ والمباني.
ولذا يجري حكم الرىن في البيع بالوفاء.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وترتيب البللي في سلك األمالي لناظرزاده ،وقواعد
الخادمي ،وغيرىا.
وشرحها أف العقود والتصرفات ال ينظر فيها لؤللفاظ التي يستعملها العاقداف حين العقد بل إنما ينظر
إلى مقاصدىما الحقيقية من الكبلـ الذي يلفظ بو حين العقد؛ ألف المقصود الحقيقي ىو المعنى وليس
اللفظ وال الصيغة المستعملة ،وما األلفاظ إال قوالب للمعاني ،ومثالها إذا قاؿ وىبتك ىذه الدابة بمائة
كاف عقد بيع ال ىبة لذكر العوض ،ولو قاؿ وىبتك منفعة ىذه الدار كل شهر بكذا كاف ىذا عقد إجارة،
ولهذه القاعدة مستثنيات وىي :لو باع شخص شيئا آلخر مع نفي الثمن بقولو قد بعتك ىذا الماؿ بدوف
ثمن يكوف البيع باطبل وال يعتبر العقد ىبة كذلك لو آجر شخص آخر فرسا بدوف أجرة تصبح اإلجارة
فاسدة وال تكوف عارية؛ ألف اإلجارة تفيد بيع المنفعة بعوض ،والعارية تفيد عدـ العوض وبما أف بين
معنى اللفظين تضادا فبل يجوز استعارة لفظ اإلجارة في اإلعارة( .دررالحكاـ لعلي حيدر)
اعلم أف جرياف حكم الرىن في بيع الوفاء ليس في جميع األحكاـ بل في بعضها ،وبياف ذلك أنو
اختلف في بيع الوفاء فقيل ىو بيع صحيح ،وقيل بيع فاسد ،وقيل ىو رىن .والمفتى بو ىو القوؿ
الجامع ،وعليو جرت المجلة في المادة / ٔٔٛ /وىو أف بيع الوفاء لو شبو بالبيع الصحيح ،وشبو
بالفاسد ،وشبو بالرىن ،ولو من كل شبو بعض أحكاـ المشبو بو ،وال مانع من أف يكوف للعقد الواحد
أكثر من حكم واحد باعتبار المقصود منو ،كالمضاربة فإف الماؿ عند المضارب أمانة ،فإذا تصرؼ فهو
وكيل ،فإذا ربح فهو شريك ،فإذا فسدت فهو أجير إجارة فاسدة ،فإذا خالف فهو غاصب ( .جامع
الفصولين ،الفصل الثبلثين)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
اليقين ال يزوؿ بالشك.
()2
األصل إبقاء ما كاف على ما كاف.
()1
ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،واالشباه والنظائر
للسيوطي ،وغيرىا.
وأصل ىذه القاعدة ما رواه الشيخاف وغيرىما عن عباد بن تميم ،عن عمو ،أنو شكا إلى رسوؿ اهلل صلى
اهلل عليو وسلم الرجل الذي يخيل إليو أنو يجد الشيء في الصبلة؟ فقاؿ« :ال ينفتل -أو ال ينصرؼ -
حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا»" وألف اليقين قوي من الشك والقوي ال يزوؿ بالضعيف ،فإف قيل
اليقين والشك نقيضاف ال يجتمعاف فبل يوجد الشك حيث يوجد اليقين فكيف يصح اليقين ال يزوؿ
بالشك ،قلنا المراد بالشك الشك الطارئ فجملة القوؿ أف اليقين السابق ال يزوؿ بالشك الطارئ فبل
محل لبلعتراض بتاتاً.
مثاؿ ىذه القاعدة :لو أقر شخص بمبلغ آلخر قائبل أظن أنو يوجد لك بذمتي كذا مبلغ فإقراره ىذا ال
يترتب عليو حكم؛ ألف األصل براءة الذمة ،واألصل ىو المتيقن فما لم يحصل يقين بشغل ذمتو ال
يثبت المبلغ عليو للمقر لو ،فإف إقراره لم ينشأ منو عن يقين بل عن شك وظن ،وىذا ال يزيل اليقين
ببراءة ذمة المقر كما ال يخفى.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وترتيب البللي في سلك األمالي،
واالشباه النظائر البن نجيم ،وغيرىا.
وأصل ىذه القاعدة أيضاً ما رواه الشيخاف وغيرىما عن عباد بن تميم ،عن عمو ،أنو شكا إلى رسوؿ اهلل
صلى اهلل عليو وسلم الرجل الذي يخيل إليو أنو يجد الشيء في الصبلة؟ فقاؿ« :ال ينفتل -أو ال
ينصرؼ -حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا".
وشرحها أف ما ثبت على حاؿ في الزماف الماضي ثبوتاً أو نفياً يبقي على حالو وال يتغير ما لم يوجد دليل
يغيره ،فإذا جهل في وقت الخصومة حاؿ الشئ وليس ىناؾ دليل يحكم بمقتضاه وكاف لذلك الشيء=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
القديم يترؾ على قدمو.
=حاؿ سابقة معهودة فإف األصل في ذلك أف يحكم ببقائو واستمراره على تلك الحاؿ المعهودة التي
كاف عليها حتى يقوـ دليل على خبلفها.
مثالها :إذا ادعى المستقرض دفع الدين إلى المقرض ،أو ادعى المشتري دفع الثمن إلى البائع ،أو
ادعى المستأجر دفع بدؿ اإلجارة إلى المؤجر ،وأنكر المقرض والبائع والمؤجر القبض فالقوؿ قولهم،
ألف األصل بقاء مبلغ القرض والثمن واألجرة بعد ثبوتها في الذمة.
المودع أنو أعاد الوديعة
ولهذه القاعدة مستثنى ،وذلك أف األمين يصدؽ يمينو في براءة ذمتو ،فلو ادعى َ
أو أنها تلفت في يده ببل تعد وال تقصير يقبل ادعاؤه مع يمينو مع أنو كاف يجب بمقتضى قاعدة
االستصحاب أف يعد األمين مكلفا بإعادة األمانة ما لم يثبت إعادتها بالدليل ،ألف الحاؿ الماضي ىو
المودع ،والسبب في ذلك أف األمين يدعي ىنا براءة الذمة من الضماف ،وأما ِ
المودع وجود األمانة عند َ
فهو يدعي شغل ذمة األمين ،وذلك خبلؼ األصل( .درر الحكاـ لعلي حيدر)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وترتيب البللي في سلك األمالي ،واالشباه والنظائر
البن نجيم ،وغيرىا.
وأصل ىذه القاعدة ما رواه الترمذي وغيره عن عمرو بن شعيب ،عن أبيو ،عن جده ،أف النبي صلى اهلل
عليو وسلم قاؿ في خطبتو :البينة على المدعي ،واليمين على المدعى عليو" فإف المدعي عليو يقوؿ
بالقديم وىو عدـ لزوـ شيء في ذمتو فيعتبر قولو ما لم يثبت المدعي خبلفو بالدليل.
وشرحها أف ما كاف في أيدي الناس أو تحت تصرفاتهم من أشياء ومرافق مشروعة في أصلها يبقي لهم
كما ىو ويعتبر قدمها دليبلً على أنها حق قائم بطريق مشروع ما لم يقم دليل على خبلفو ،فالمراد أف
القديم الموافق للشرع يجب أف يترؾ على حاؿ القديم ما لم يثبت خبلفو.
أما القديم المخالف للشرع الشريف فبل يترؾ على قدمو مهما تقادـ عهده؛ ألف الضرر ال يكوف قديما،
مثبل لو أف بالوعة دار تجري من القديم في الطريق العاـ ال ينظر إلى قدمها وتزاؿ؛ ألنو غير ممكن =
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الضرر ال يكوف قديما.
فإذا اتلف رجل ماؿ آخر واختلفا في مقداره يكوف القوؿ للمتلِف والبينة على
صاحب الماؿ إلثبات الزيادة.
()2
األصل في الصفات العارضة العدـ.
=وأما الضرر الخاص الغير الفاحش ،كما لو كاف لدار رجل حق التسييل في أرض الغير أو في طريق
خاص ،فإف كل ذلك فيو نوع ضرر ولكنو دوف الضرر السابق الفاحش .فإذا كاف من القديم يعتبر قدمو
ويراعى وال يجوز تغييره أو تبديلو بغير رضا صاحب الحق.
()1
ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،واالشباه والنظائر
للسيوطي ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
وشرحها أف األصل أف يولد االنساف بريء الذمة من وجوب شيء عليو ،وكونو مشغوؿ الذمة بحق خبلؼ
األصل حتى يثبت ذلك بدليل مقبوؿ ألف الذمة خلقت بريئة غير مشغولة بحق من حقوؽ الغير.
وأصل ىذه القاعدة ما رواه الترمذي وغيره عن عمرو بن شعيب ،عن أبيو ،عن جده ،أف النبي صلى اهلل
عليو وسلم قاؿ في خطبتو :البينة على المدعي ،واليمين على المدعى عليو" كذا في شرح قواعد
الخادمي ،ولذا كاف القوؿ قوؿ المدعى عليو لموافقتو األصل وىو براءة الذمة ،والبينة على المدعي
لدعوى ما خالف األصل ،فإذا اختلفا في قيمة المتلف ،والمغصوب فالقوؿ قوؿ الغارـ؛ ألف األصل
براءة عما زاد.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
اعلم أف الصفات بالنسبة إلى الوجود والعدـ على قسمين :األوؿ :ىي الصفات التي يكوف وجودىا في
الشيء طارئا وعارضا بمعنى أف الشيء بطبيعتو يكوف خاليا عنها غالبا ،وىذه تسمى الصفات العارضة=،
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
مثبلً إذا اختلف شريكا المضاربة في حصوؿ الربح وعدمو فالقوؿ للمضارب والبينة
على رب الماؿ إلثبات الربح.
()1
ما ثبت بزماف يحكم ببقائو ما لم يوجد دليل على خبلفو.
=واألصل فيها العدـ ،ومثل ىذه الصفات غيرىا من األمور التي توجد بعد العدـ كسائر العقود
واألفعاؿ ،وىذا القسم وما ألحق بو من العقود واألفعاؿ ىو موضوع ىذه القاعدة ،الثاني :ىو الصفات
التي يكوف وجودىا في الشيء مقارنا لوجوده ،فهو مشتمل عليها بطبيعتو غالبا ،وىذه تسمى الصفات
األصلية ،واألصل فيها الوجود ،كبكارة الجارية وسبلمة المبيع من العيوب والصحة في العقود بعد
انعقادىا .ويلحق بالصفات األصلية الصفات العارضة التي ثبت وجودىا في وقت ما ،فإف األصل فيها
حينئذ البقاء بعد ثبوت وجودىا ،كذا في شرح القواعد الفقهية.
ولهذه القاعدة مستثنيات -وىي :إذا أراد الواىب الرجوع عن الهبة وادعى الموىوب لو تلف الهبة
فالقوؿ لو ببل يمين ،وذلك حسب منطوؽ المادة (ٖ )ٔٚٚمن أف تلف الهبة صفة عارضة ،وىي خبلؼ
األصل فكاف من الواجب بمقتضى ىذه القاعدة أف يكوف الموىوب لو مكلفا بإثبات ذلك ،ولكن بما أف
الموىوب لو ينكر ىنا وجوب الرد على الواىب فأصبح شبيها بالمستودع ،وكذلك إذا تصرؼ الزوج في
ماؿ زوجتو فأقرضو آخر وتوفيت الزوجة وادعى وارثها أف الزوج تصرؼ في الماؿ بدوف إذف وطلب
الحكم بضمانو ،وادعى الزوج أف تصرفو كاف بإذنها ،فالقوؿ للزوج مع أف اإلذف من الصفات العارضة،
فكاف الواجب أف يكوف القوؿ للوارث( .درر الحكاـ لعلي حيدر)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعدالخادمي ،وغيرىا.
ىذه القاعدة مطابقة لقاعدة األصل إبقاء ما كاف على ما كاف ومتممة لها ،ومعنى ىذه القاعدة :أف
الشيء الذي ثبت حصولو في الزماف الماضي يحكم ببقائو في الحاؿ ما لم يوجد دليل على خبلفو
والشيء الثابت وجوده في الحاؿ يحكم أيضا باستمراره من الماضي ما لم يوجد ما يزيلو ،كذا في درر
الحكاـ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
فإذا ثبت في زماف ملك شيء ألحد يحكم ببقاء الملك ما لم يوجد ما يزيلو.
()1
األصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاتو.
يعني أنو إذا وقع االختبلؼ في زمن حدوث أمر ينسب إلى أقرب األوقات إلى
الحاؿ ما لم يثبت نسبتو إلى زماف بعيد.
()2
األصل في الكبلـ الحقيقة.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وترتيب الآللي في سلك
األمالي ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وغيرىا.
وىذا إذا كاف الحدوث متفقا عليو وإنما وقع االختبلؼ في تاريخ حدوثو ،يعني أنو إذا وقع االختبلؼ
في زمن حدوث أمر ،أما إذا كاف الحدوث غير متفق عليو بأف كاف االختبلؼ في أصل حدوث الشيء
وقدمو ،كما لو كاف في ملك أحد مسيل آلخر ووقع بينهما اختبلؼ في الحدوث والقدـ ،فادعى
صاحب الدار حدوثو وطلب رفعو وادعى صاحب المسيل قدمو ،فإف القوؿ لمدعي القدـ ،والبينة
لمدعي الحدوث ،حتى إذا أقاـ كل منهما بينتو رجحت بينة مدعي الحدوث وىو صاحب الدار( .المادة
/ ٔٚٙٛ /من المجلة) وذلك ألف بينتو تثبت والية النقض فكانت أولى ،أما مدعي القدـ فهو منكر
متمسك باألصل (تنقيح الفتاوى الحامدية) ثم إف الوجو في كوف األصل إضافة الحادث إلى أقرب
أوقاتو ىو أف الخصمين لما اتفقا على حدوثو ،وادعى أحدىما حدوثو في وقت وادعى اآلخر حدوثو قبل
ذلك الوقت ،فقد اتفقا على أنو كاف موجودا في الوقت األقرب ،وانفرد أحدىما بدعوى أنو كاف موجودا
قبل ذلك ،واآلخر ينكر دعواه ،والقوؿ للمنكر ،ولهذه القاعدة مستثنيات ذكرت في درر الحكاـ
واالشباه والنظائر البن نجيم فليراجع إليهما.
()2
ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،واالشباه والنظائر
للسيوطي ،وغيرىا=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ال عبرة بالداللة في مقابلة التصريح.
=وشرحها أف األصل حمل الكبلـ على الحقيقة ،والمجاز فرع فيو وخلف عنها ،ولكونها أصبل قدمت
على المجاز وكاف العمل بها أولى من العمل بو ،ما لم يوجد مرجح لو فيصار إليو ،والمراد بهذه القاعدة
أنو إذا كاف للفظ معنياف متساو استعمالهما ،معنى حقيقي ومعنى مجازي ،وورد مجردا عن مرجح يرجح
أحد المعنيين على اآلخر يراد بو حينئذ المعنى الحقيقي ال المجازي ،ألف المجاز ،كما قلنا أوال ،خلف
عن الحقيقة ،فترجح ىي عليو في نفسها ،وذلك كلفظة النكاح ،فإنها حقيقة في الوطء مجاز في العقد،
وقد تساوى استعمالهما فيهما ،فإذا جاء مجردا عن مرجح يرجح أحد المعنيين على اآلخر ،كما في قولو
تعالى{ :وال تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء} ترجحت الحقيقة ،ألنها األصل ولم يوجد صارؼ عنها
إلى المجاز فتكوف حرمة موطوءة األب ثابتة بالنص ،وأما حرمة من عقد عليها األب عقدا صحيحا ولم
يدخل بها فثابتة باإلجماع ،وإذا قدمت الحقيقة على المجاز عند تساويهما في االستعماؿ كاف تقديمها
حين تكوف ىي أكثر استعماال باألولى ،أما إذا وجد مرجح للمجاز فبل شك في تقديمو على الحقيقة،
كذا في األشباه والنظائر للسيوطي.
وأما إذا وردت قرينة تدؿ على شموؿ اللفظ لمعنييو الحقيقة والمجاز فيكوف ىذا من باب عموـ المجاز
عندنا وال يكوف جمعاً بين الحقيقة والمجاز ،وعموـ المجاز ىو استعماؿ اللفظ في معنى كلي شامل
للمعنى الحقيقي والمعنى المجازي ،كذا في درر الحكاـ.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،والوجيز في إيضاح قواعد الشرع.
ألف داللة الحاؿ في مقابلة التصريح ضعيفة ،فبل تقاوـ التصريح القوي ،تعريف الصريح عند علماء
أصوؿ الفقو :ىو الذي يكوف المراد منو ظاىرا ظهورا بينا وتاما ومعتادا ،فعليو لو أف شخصا كاف مأذونا
بداللة الحاؿ بعمل شيء فمنع صراحة عن عمل ذلك الشيء ،فبل يبقى اعتبار وحكم لذلك اإلذف
الناشئ عن الداللة ،مثالو :لو دخل إنساف دار شخص فوجد على المائدة كأسا فشرب منها ووقعت
الكأس أثناء شربو وانكسرت ،فبل يضمن؛ ألنو بداللة الحاؿ مأذوف بالشرب منها ،بخبلؼ ما لو نهاه=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ال مساغ لبلجتهاد في مورد النص.
=صاحب البيت عن الشرب منها وانكسرت فإنو يضمن؛ ألف التصريح أبطل حكم اإلذف المستند على
داللة الحاؿ( .درر الحكاـ)
ٍ
مستند اعلم أف رجحاف الصراحة على الداللة إنما يكوف عند حصوؿ معارضة بينهما قبل ترتب حكم
إلى الداللة ،وأما بعد العمل بالداللة ،أي بعد ترتب الحكم وجريانو استنادا إليها ،فبل اعتبار للصراحة،
مثالو :لو قاؿ شخص آلخر بعتك ىذا الفرس فعلى الثاني أف يقبل في الحاؿ ،ويقوؿ :قد اشتريت بدوف
وقوع إعراض منو حتى يصح العقد ،فإذا لم يقل ذلك بعد اإليجاب واشتغل بأمر يدؿ على اإلعراض
فيصبح اإليجاب باطبل ،فلو قبل الثاني بعد اإلعراض عن البيع ال ينعقد مع أف القوؿ وقع صراحة،
حكم أبطل اإليجاب السابق،
فكاف من الواجب أف ينعقد البيع ،لكن اإلعراض الداؿ على عدـ الرغبة ٌ
فالقبوؿ البلحق وإف كاف صريحا لكنو لم يجد إيجابا صحيحا(،درر الحكاـ).
واستثنى من ىذه القاعدة داللة الشرع بمقابلة صراحة العبد ،ألف داللة الشرع أقوى من صريح العبد،
لعدـ احتماؿ داللة الشرع الكذب ،فيعمل بها فداللة الشارع في أف الولد للفراش أقوى في ثبوت
النسب من منكر جماع المطلقة رجعيا أو إنكاره أنو راجعها في العدة ،بقولو :لم أجامعها أو لم أراجعها
فيعمل بداللة الشرع وينسب الولد إليو؛ ألف داللة الشرع أقوى من صريح العبد (الوجيز في إيضاح
قواعد الشرع الكلية).
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،والوجيز في إيضاح قواعد الشرع
الكلية ،وغيرىا.
وشرحها أف كل مسألة ورد فيها النص من الشارع ال يجوز للمجتهدين أف يجتهدوا فيها ألف االجتهاد أو
القياس في الفروع من االحكاـ مشروط بعدـ وجود نص من الشارع ،وألف االجتهاد ظني والحكم
الحاصل بو حاصل بظني ،بخبلؼ الحاصل بالنص فإنو يقيني ،وال يترؾ اليقيني للظني ،فبطل القوؿ=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ما ثبت على خبلؼ القياس فغيره ال يقاس عليو.
=بحل المطلقة ثبلثا لؤلوؿ بمجرد عقد الثاني عليها ببل وطء ،والقوؿ بحل نكاح المتعة ،والقوؿ
بسقوط الدين بمضي سنين ببل مطالبة.
والمراد بالنص الذي ال مساغ لبلجتهاد معو ىو المفسر والمحكم ،وإال فغيرىما من الظاىر والنص ال
يخلو عن احتماؿ التأويل.
اعلم أنو أي فائدة لوضع ىذه القاعدة ىنا ،ألف باب االجتهاد مسدود اآلف كما صرح بو الفقهاء ،يجوز
أف يكوف المقصود من وضع ىذه القاعدة المذكورة اإليماء للمفتين والقضاة بأف يقفوا عند حدىم،
ويقصروا أنظارىم أف تتطلع وأعناقهم أف تمتد إلى مجاوزة ما فوض إليهم من االجتهاد في ترجيح إحدى
روايتين متساويتين أو أحد قولين متعادلين يختلف الترجيح فيهما بحسب الحوادث واألشخاص إلى ما
لم يفوض إليهم ،وذلك مثل ما قالوا في الزوج إذا أوفى زوجتو معجل مهرىا فهل لو أف يسافر بها أو ال؟
فظاىر الرواية أف لو ذلك ،وقاؿ أبو القاسم الصفار وأبو الليث :ليس لو ذلك لفساد الزماف وسوء حاؿ
األزواج ،واختار بعضهم تفويض ذلك للمفتي ،فمتى علم من حالو اإلضرار بها أفتاه بعدـ الجواز ،ومتى
علم منو غير ذلك أفتاه بالجواز .وقد نصوا في مثل ىذا على أف المفتي ال بد لو من نوع اجتهاد وأنو
يفتي بما وقع عنده من المصلحة( .شرح قواعد الفقهية)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
وشرحها أف الحكم الشرعي إذا كاف ثابتا بنص القرآف أو السنة أواإلجماع ،وورد معدوال بو عن سنن القياس ،ال
يجوز أف يقاس عليو غيره ،بأف يثبت مثل ذلك الحكم للغير لعلة جامعة بينهما ،وذلك لوجود اعتبارات تشريعية
خاصة بها ،فغير ىذه األحكاـ ال يقاس عليها ،ألنها وردت على خبلؼ القواعد العامة الثابتة في الشريعة.
والقياس :جعل الحكم في المقيس مثل الحكم في المقيس عليو بعلة واحدة فيهما ،وىو حجة عند
الفقهاء والمتكلمين بقولو سبحانو وتعالى{ :فاعتبروا يا أولي األبصار} ألف االعتبار ىو النظر في الثابت
ألي معنى ثبت وإلحاؽ نظيره بو ،وىو القياس بعينو=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
االجتهاد ال ينقض بمثلو.
=مثالها :شهادة خزيمة رضي اهلل تعالى عنو فقد جعلها رسوؿ اهلل صلی اهلل عليو وسلم تعدؿ شهادة
رجلين فبلتقبل شهادة مسلم واحد بمفرده غير خزيمة رضي اهلل تعالى عنو.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
وفي األشباه البن نجيم :ودليلها اإلجماع ،وقد حكم أبو بكر رضي اهلل عنو في مسائل ،وخالفو عمر
رضي اهلل عنو فيها ،ولم ينقض حكمو ،وعلتو أنو ليس االجتهاد الثاني بأقوى من األوؿ ،وأنو يؤدي إلى
أف ال يستقر حكم وفيو مشقة شديدة ،انتهى ،وفِي غمز عيوف البصائر :وقد صح أف عمر -رضي اهلل
عنو لما كثر اشتغالو قلد القضاء أبا الدرداء ،واختصم إليو رجبلف فقضى ألحدىما ثم أتى المقضي عليو
علي فقاؿ لو :لو كنت أنا مكانو لقضيت لك= عمر -رضي اهلل عنو -فسألو عن حالو فقاؿ قضى ّ
=فقاؿ لو :ما يمنعك عن القضاء فقاؿ لو :ليس ىناؾ نص والرأي مشترؾ يعني وال مزية ألحد الرأيين
على اآلخر ،انتهى.
(تنبيو) ما ذكر ىو في القاضي المجتهد ،أما المقلد الذي تقلد القضاء مقيدا بمذىب معين ،فإنو يتقيد
بو ،فلو حكم بخبلفو ينقض وإف وافق أصبل مجتهدا فيو( .الدر المختار وحاشيتو رد المحتار ،كتاب
القضاء ،من فصل الحبس)
()2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،واالشباه والنظائرالبن نجيم ،وغيرىا.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
األمر إذا ضاؽ اتسع.
األصل في ىذه القاعدة قولو تعالى {يريد اهلل بكم اليسر وال يريد بكم العسر} [البقرة ]ٔٛ٘ :وقولو
تعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج} [الحج ]ٚٛ :وقولو صلى اهلل عليو وسلم «بعثت
بالحنيفية السمحة» أخرجو أحمد في مسنده من حديث جابر بن عبد اهلل ،ومن حديث أبي أمامة
والديلمي ،وفي مسند الفردوس من حديث عائشة رضي اهلل عنها( .األشباه والنظائر للسيوطي)
وانما تجلب المشقة التيسير ألف الحرج مدفوع بالنص ،ولكن جلبها التيسير مشروط بعدـ مصادمتها
نصا ،فإذا صادمت نصا روعي دونها( .األشباه والنظائر البن نجيم)
والمراد بالمشقة الجالبة للتيسير :المشقة التي تنفك عنها التكليفات الشرعية .أما المشقة التي ال تنفك
عنها التكليفات الشرعية كمشقة الجهاد وألم الحدود ورجم الزناة وقتل البغاة والمفسدين والجناة ،فبل
أثر لها في جلب تيسير وال تخفيف ،ويتفرع على ىذه القاعدة انواع منها السفر ،وتيسيراتو كثيرة،
مذكورة في كتب الفقو ،ومنها المرض ورخصو مذكورة في المبسوطات ،ومنها اإلكراه ،ومنها النسياف،
ومنها الجهل ،ومنها العسر وعموـ البلوى ،ومنها النقص فمن ذلك :عدـ تكليف الصبي ،والمجنوف،
وعدـ تكليف النساء بكثير مما يجب على الرجاؿ :كالجماعة ،والجمعة( .األشباه والنظائر البن نجيم)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،واالشباه والنظائر البن نجيم
وىذه القاعدة في معنى القاعدة :الضرورات تبيح المحظورات ،وتماـ القاعدة ،كما في " مرآة المجلة ":
" وإذا اتسع ضاؽ " يعني أنو إذا دعت الضرورة والمشقة إلى اتساع األمر فإنو يتسع إلى غاية اندفاع
الضرورة والمشقة ،فإذا اندفعت وزالت الضرورة الداعية عاد األمر إلى ما كاف عليو قبل نزولو ،كما في
قاعدة :الضرورة تقدر بقدرىا.
ومثالها :وجوب إنظار المعسر إلى الميسرة ،وجواز طعن المزكي في الشهود ،وطعن المحدث في الرواة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ال ضرر وال ضرار.
()2
الضرر يزاؿ.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر للسيوطي ،واالشباه والنظائر البن
نجيم.
وأصلها قولو صلى اهلل عليو وسلم «ال ضرر وال ضرار» أخرجو مالك في الموطأ عن عمرو بن يحيى عن
أبيو مرسبل وأخرجو الحاكم في المستدرؾ والبيهقي والدارقطني ،ومن حديث أبي سعيد الخدري وأخرجو
ابن ماجو من حديث ابن عباس وعبادة بن الصامت ،والفرؽ بين الضرر والضرار أف معنى األوؿ إلحاؽ
مفسدة بالغير مطلقا ،ومعنى الثاني إلحاؽ مفسدة بالغير على وجو المقابلة لو ،لكن من غير تقييد بقيد
االعتداء بالمثل واالنتصار للحق .وىذا أليق بلفظ الضرار ،إذ الفعاؿ مصدر قياسي لفاعل الذي يدؿ
على المشاركة.
والقاعدة مقيدة إجماعا بغير ما أذف بو الشرع من الضرر ،كالقصاص والحدود وسائر العقوبات والتعازير،
ألف درء المفاسد مقدـ على جلب المصالح ،على أنها لم تشرع في الحقيقة إال لدفع الضرر أيضا.
(شرح القواعد الفقهية)
ويبتنى على ىذه القاعدة كثير من أبواب الفقو ،فمن ذلك؛ الرد بالعيب وجميع أنواع الخيارات،
والحجر ،والشفعة فإنها للشريك؛ لدفع ضرر القسمة ،وللجار لدفع ضرر الجار السوء والقصاص
والحدود ،والكفارات وضماف المتلفات والجبر على القسمة بشرطو؛ ونصب األئمة والقضاة ودفع
الصائل وقتاؿ المشركين والبغاة(.األشباه والنظائر البن نجيم)
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،واالشباه والنظائر البن نجيم،
وغيرىا.
وشرحها أنو تجب إزالة الضرر ،ألف األخبار في كبلـ الفقهاء للوجوب ،وىذه ىي المسوقة لبياف وجوب
إزالتو إذا وقع.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الضرورات تبيح المحظورات.
()2
الضرورات تتقدر بقدرىا.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ الشرعية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
ويتفرع على ىذه القاعدة أكل الميتة عند المخمصة ،وإساغة اللقمة بالخمر لمن غص ،ولم يجد غيرىا،
والتلفظ بكلمة الكفر لئلكراه ،ويجوز للعليل أكل الميتة وشرب الدـ والبوؿ إذا أخبره طبيب مسلم
حاذؽ غير فاسق أف شفاءه فيو ،ولم يجد من المباح ما يقوـ مقامو.
وىذه القاعدة مقيدة بأف لم تنقص الضرورة عن المحظور ،فإذا نقصت فإنو ال يباح لو المحظور ،فإف
أكره رجل على قتل غيره بقتل ال يرخص لو ،فإف قَػتَلو أَثم ألف مفسدة قتل نفسو أخف من مفسدة قتل
غيره.
( )2ذُكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
عاد فَبل إِثْ َم َعلَْي ِو} [البقرة ]ٖٔٚ-وىذه
باغ وال ٍ وأصل ىذه القاعدة قولو تعالى {فَ َم ِن ا ْ
ضطَُّر غَْيػ َر ٍ َ
القاعدة في قوة التقييد للسابقة ،وفائدة وضع ىذه القاعدة عقب السابقة التنبيو على أف ما تدعو إليو
الضرورة من المحظورات إنما يرخص منو القدر الذي تندفع بو الضرورة فحسب .فإذا اضطر اإلنساف
لمحظور فليس لو أف يتوسع في المحظور ،بل يقتصر منو على قدر ما تندفع بو الضرورة فقط،
فالمضطر ال يأكل من الميتة إال قدر سد الرمق ،أي بمقدار ما يدفع عن نفسو خطر الهبلؾ جوعا،
والطبيب ينظر من العورة بقد الحاجة للمعالجة.
ويتفرع عليها أف المشتري إذا ادعى بالمبيع عيبا ال يطلع عليو إال النساء ،فإنو يقبل فيو ألجل توجيو
الخصومة فقط قوؿ الواحدة العدؿ ،والثنتاف أحوط .فإف قالت واحدة أو ثنتاف أف العيب المدعى بو
قائم يحلف البائع وال يثبت حق الرد بشهادة النساء وحدىن ،ألف ثبوت العيب بشهادتهن ضروري=،
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ما جاز بعذر بطل بزوالو.
()2
إذا زاؿ المانع عاد الممنوع.
()3
الضرر ال يزاؿ بمثلو.
=ومن ضرورتو ثبوت توجيو الخصومة دوف الرد ،فيحلف البائع فإف نكل تأيدت شهادتهن بنكولو فيثبت
الرد( .الدر المختار وحاشيتو رد المحتار ،من خيار العيب)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أف الحكم الذي شرع لعذر معين فإذا زاؿ العذر امتنع الحكم ألف جوازه كاف بسبب العذر فهو
خلف عن األصل المتعذر فإذا زاؿ العذر وأمكن العمل باألصل ال يعمل بالخلف أيضاً وإال لزـ الجمع
بين البدؿ والمبدؿ منو وىو ال يجوز .
وىذه القاعدة في قوة التقييد للسابقة بأف إباحة المحظور للضرورة بقدرىا مقيدة بمدة قياـ الضرورة،
فالتيمم يبطل بوجود الماء ،ويبطل جواز لبس الحرير للحكة بزواؿ الحكة ،ويبطل جواز تحميل الشهادة
للغير بعذر السفر أو المرض ،بزوالهما قبل أداء الفرع للشهادة.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وترتيب الآللي في سلك
اآلمالي ،وغيرىا.
وأفادت ىذه القاعدة حكم عكس ما أفادتو القاعدة السابقة ،فإف السابقة أفادت حكم ما جاز بسبب
ثم زاؿ ،وىذه أفادت حكم ما امتنع لسبب ثم زاؿ السبب المانع.
مثالها :ما لو أوصى لوارث ثم امتنع إرثو بمانع صحت ،كما لو أوصى ألخيو ثم ولد لو ابن ثم مات
الموصي صحت الوصية ،وكذا لو وىب حصة شائعة قابلة للقسمة ثم قسم وسلمها صحت الهبة.
( )3ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العاـ.
يتفرع على ىذا منع الطبيب الجاىل والمفتي الماجن.
=وىذه القاعدة تعد قيداً لقاعدة "الضرر يزاؿ" وتفصيلو أف الضرر عند وقوعو يزاؿ بدوف الضرر ،لكن
إذا لم يمكن إزالتو إال بضرر فإف كاف الضرر الناتج عن إزالة الضرر األوؿ أقل رفع األشد باألخف
سيأتي في القاعدة ( )ٕٙوإف كاف الضرر المتوقع مثل الضرر الواقع فبل تجوز إزالتو ،كما إذا لم يجد
المضطر لدفع الهبلؾ جوعا إال طعاـ مضطر مثلو فبل يباح أخذه منو ،لكن يجبر بقدر اإلمكاف إف كاف
مما يقابل بعوض كالعيب القديم إذا اطلع عليو المشتري وقد تعيب المبيع عنده امتنع الرد ورجع
المشتري على بائعو بالنقصاف ،إال إذا رضي بأخذه معيبا فيأخذه ويرد جميع الثمن ،وكذا ال يزاؿ بما
فوقو باألولى كما إذا أكره بالقتل على مسلم آخر فبل يجوز لو قتلو ألف مفسدة قتل نفسو أخف من
مفسدة قتل غيره.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
استفيد بمنطوؽ ىذه القاعدة بعض ما أفادتو القاعدة السابقة بمفهومها المخالف ،فإف مفهومها أف أحد
الضررين إذا كاف ال يماثل اآلخر فإف األعلى يزاؿ باألدنى .وعدـ المماثلة بين الضررين إما لخصوص
أحدىما وعموـ اآلخر ،وىو ما أفادتو ىذه القاعدة ،أو لعظم أحدىما على اآلخر وشدتو في نفسو ،وىو
ما أفادتو القاعدة اآلتية.
وشرح ىذه القاعدة إنو إذا تعارض ضرراف أحدىما خاص بفرد أو جماعة واآلخر عاـ بجماعة المسلمين
وال فرار من ارتكاب أحدىما فيتحمل الخاص باالرتكاب وال يرتكب الضرر العاـ ألف المصالح العامة
مقدمة على المصالح الخاصة.
ويتفرع عليها جواز الرمي إلى كفار تترسوا بأسرى المسلمين لدفع ضررىم عن عموـ الجماعة المسلمة،
الح ْجر على الطبيب الجاىل حفظاً ألرواح الناس ،وعلى
لكن ينوي بالرمي الكفار ال األسرى ،وجواز َ
المفتي الماجن حفظا لدين الناس.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الضرر األشد يزاؿ بالضرر األخف.
()2
إذا تعارض مفسدتاف تدفع أعظمها ضرراً بإرتكاب أخفهما.
()3
يختار أىوف الشرين.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية وغيرىا.
وأصل ىذه القاعدة من القرآف قولو تعالى { و ِ
الفتنة أش ّد من ال َقتل} [البقرة ]ٜٔٔ -ومن السنة َ
حديث بوؿ اآلعرابي في المسجد واآلمر بتركو ثم إلقاء الماء عليو" اخرجو البخاري ومسلم ،ومن أقواؿ
العلماء قولهم( :إف من ابتلي ببليتين وىما متساويتاف يأخذ بأيتهما شاء ،وإف اختلفتا يختار أىونهما ،ألف
مباشرة الحراـ ال تجوز إال للضرورة ،وال ضرورة في حق الزيادة) ومن أمثلتها جواز أكل المضطر ماؿ
الغير بدونو إذنو ألف ضرر الهبلؾ أشد من ضرر الغير أف يأكل مالو ،ومنها جواز الطبلؽ وفيو ضرر
المرأة ومع ذلك يرتكب ألف ضرره أشد من ضررىا.
()2
ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،واالشباه والنظائر
للسيوطي ،وغيرىا.
وأصلها حديث عائشة رضي اهلل عنها ،زوج النبي صلى اهلل عليو وسلم :أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو
وسلم قاؿ لها« :ألم تري أف قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراىيم؟» ،فقلت :يا رسوؿ اهلل،
أال تردىا على قواعد إبراىيم؟ قاؿ« :لوال حدثاف قومك بالكفر لفعلت» رواه البخاري وغيره.
وشرح ىذه القاعدة ظاىر من السابقة فبل حاجة لشرحها.
()3
ذکر ىذه القاعدة في مجلة األحکاـ العدلية وشرح القوعاد الفقهية والوجيز في ايضاح القواعد
الفقو وغيرىا.
واصلها وشرحها واضحاف مما سبق فبل حاجة لذکرىما.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
درء المفاسد أولى من جلب المنافع.
()2
الضرر يدفع بقدر اإلمكاف.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ الشرعية ،وقواعد الخادمي ،واالشباه والنظائر البن نجيم،
وغيرىا.
وشرحها إذا تعارض مفسدة ومصلحة قدـ دفع المفسدة غالبا ،ألف اعتناء الشارع بالمنهيات أشد من
اعتنائو بالمأمورات ،ولذلك قاؿ صلى اهلل عليو وسلم «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منو ما استطعتم ،وإذا
نهيتكم عن شيء فاجتنبوه» ومن أمثلتو ما ذكره البزازي في فتاويو :ومن لم يجد سترة ترؾ االستنجاء،
ولو على شط نهر؛ ألف النهي راجح على األمر حتى استوعب النهي األزماف ،ولم يقتض األمر التكرار،
انتهى ( .األشباه والنظائر البن نجيم)
ومنها منع المالك من التصرؼ في ملكو فيما إذا كاف تصرفو يورث الجار ضرراً فاحشاً.
ويستثنى منها ما إذا كانت المنفعة فائدتها أزيد بكثير مما يترتب على المفسدة من األضرار فتقدـ
المنفعة على المفسدة القليلة الضرر ،مثل أف التكلم بالكذب مفسدة ولكن إذا اريد بو إصبلح ذات
البين يجوز على قدر الحاجة إليو ،وكذلك إذا أراد متغلب ظالم أخذ الوديعة من المستودع غصباً عنو
فلو أف يكذب وينكر وجود وديعة عنده محافظة عليها( .درر الحكاـ لعلي حيدر)
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي وغيرىا.
وشرحها أف الضرر يدفع بقدر يمكن ،فإف أمكن دفعو بالكلية فبها ،وإال فبقدر ما يمكن .فإف كاف مما
يقابل بعوض جبر بو ،كما لو عفا بعض أولياء القتيل عن القصاص انقلب نصيب الباقين دية ،وعبر
بعضهم عن ىذه القاعدة بأف الضرر مدفوع ومرفوع ،يعني يدفع قبل وقوعو ويرفع بعد وقوعو فإف الضرر
مفسدة يجب رفعو وإزالتو إذا وقع كما يجب دفعو قبل وقوعو.
أما إذا لم يمكن دفع الضرر بالكلية وال جبره على الوجو المشروع فإنو يترؾ على حالو كما إذا لم يجد
المضطر لدفع الهبلؾ جوعا إال طعاـ مضطر مثلو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
مست
ومن ىذا القبيل تجويز البيع بالوفاء حيث لما كثرت الديوف على أىل بخارى ّ
الحاجة إلى ذلك فصار مرعياً.
()2
االضطرار ال يبطل حق الغير.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهيو،
وغيرىا.
والفرؽ بين الحاجة والضرورة أف الحاجة مبنية على التوسيع والتسهيل فيما يسع للعبد تركو كاإلجارة
والسلم واالستصناع ،ومبنى الضرورة على فعل ما ال بد منو للتخليص عن عهدة تلزـ العبد ،وال يسعو
الترؾ ،كذا في شرح المجلة لؤلتاسي وشرحها أف الحاجة تتنزؿ فيما يحظره ظاىر الشرع منزلة الضرورة
عامة كانت الحاجة أو خاصة .وتنزيلها منزلة الضرورة في كونها تثبت حكما .وإف افترقا في كوف حكم
األولى مستمرا وحكم الثانية موقتا بمدة قياـ الضرورة إذ الضرورة تقدر بقدرىا.
وكيفما كانت الحاجة فالحكم الثابت بسببها يكوف عاما بخبلؼ الحكم الثابت بالعرؼ والعادة فإنو
يكوف مقتصرا وخاصا بمن تعارفوه وتعاملوا عليو واعتادوه ،وذلك ألف الحاجة إذا مست إلى إثبات حكم
تسهيبل على قوـ ال يمنع ذلك من التسهيل على آخرين ،بخبلؼ الحكم الثابت بالعرؼ والعادة فإنو
يقتصر على أىل ذلك العرؼ إذ ليس من الحكمة إلزاـ قوـ بعرؼ آخرين وعادتهم ومؤاخذاتهم بها،
ولذا جوز الفقهاء بيع الوفاء للحاجة وإف كاف القياس يقتضي عدـ جوازه لوجود شرط فيو نفع ألحد
العاقدين مع أف ىذه الحاجة لم تكن عامة بل خاصة بأىالي البخارى.
وجواز بيع السلم مستند على ىذه القاعدة ألنو بيع المعدوـ والقياس يقتضي أف يكوف باطبلً لكن جوز
لحاجة الفبلحين فإف أكثرىم في آخر السنة يصبحوف باحتياج شديد إلى النقود قبل ادراؾ محصولهم.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة األحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ويتفرع على ىذه القاعدة أنو لو اضطر إنساف من الجوع فأكل طعاـ اآلخر يضمن
قيمتو.
()1
ما حرـ أخذه حرـ إعطاؤه.
=وىذه القاعدة تقيد قاعدتي "الضرورات تبيح المحظورات" و "ما أبيح للضرورة يتقدر بقدرىا" حيث
تبين أف إباحة المحظور للضرورة بقدرىا مطلقاً إنما ىي فيما يتعلق بحق اهلل تعالى ،وأما فيما يتعلق بحق
األدمي فإنو وإف أبيح في حاؿ الضرورة إال أنو مشروط بضمانو.
وشرح ىذه القاعدة أف االضطرار ال يبطل حق الغير سواء كاف االضطرار بأمر سماوي ،كالمجاعة
والحيواف الصائل ،أو غير سماوي ،كاإلكراه الملجئ ،ففي األوؿ :يجوز لو أف يأكل من ماؿ الغير بقدر
ما يدفع بو الهبلؾ عن نفسو جوعا ،ويدفع الصائل بما أمكن ولو بالقتل ،ويضمن في المحلين وإف كاف
مضطرا ،فإف االضطرار يظهر في حل اإلقداـ ال في رفع الضماف وإبطاؿ حق الغير ،وفي الثاني :إذا كاف
واردا على إتبلؼ ماؿ الغير ،فإف المك ِره "بالكسر" يضمنو ،أما غير الملجئ فإنو ال يبيح اإلقداـ على
اإلتبلؼ ولو أقدـ فإف الضماف عليو ال على المك ِره ألف االضطرار ال يتحقق في غير الملجئ بالنسبة
لماؿ الغير.
ويتفرع على ىذه القاعدة ما لو انتهت مدة اإلجارة أو العارية والزرع بقل لم يحصد بعد ،فإنو يبقى إلى
أف يستحصد ،ولكن بأجر المثل ،ألف اضطرار المستأجر والمستعير إلبقائو ال يبطل حق المالك فتلزـ
األجرة.
()1
ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،واالشباه والنظائر
للسيوطي ،وغيرىا.
اإلثْ ِم والْع ْد ِ ِ
واف} [المائدة- عاونُوا َعلَى ِْ َ ُ
عاونُوا َعلَى الْب ِّر َوالتَّػ ْقوى َوال تَ َ
{وتَ َ
وأصل ىذه القاعدة قولو تعالى َ
ٕ] فإف إعطاء الحراـ تعاوف عليو=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ما حرـ فعلو حرـ طلبو.
=وشرحها أف الشيء المحرـ الذي ال يجوز ألحد أف يأخذه ويستفيد منو يحرـ عليو أيضا أف يقدمو لغيره
ويعطيو إياه سواء أكاف على سبيل المنحة ابتداء أـ على سبيل المقابلة ،وذلك ألف إعطاءه الغير عندئذ
يكوف من قبيل الدعوة إلى المحرـ أو اإلعانة والتشجيع عليو ،فيكوف المعطي شريك الفاعل .ومن
المقرر شرعا أنو كما ال يجوز فعل الحراـ ال يجوز اإلعانة والتشجيع عليو ،لقولو تعالى{:وتعاونوا على
البروالتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدواف} فكما يحرـ أخذ الربا يحرـ إعطاؤه ،وكذلك :الرشوة،
وحلواف الكاىن ،وأجرة المغني.
ويستثنى من عموـ ىذه القاعدة (أ) ما يدفع للشاعر ونحوه للتخلص من ىجوه(،ب) وما يدفعو
المستقرض بالربا إذا كاف محتاجا (ج) وما يدفعو الوصي من بعض ماؿ اليتيم لتخليص الباقي (د) وما
يدفعو اإلنساف رشوة لخوؼ على مالو أو نفسو أو ليسوي أمره عند سلطاف أو أمير ،فإف جميع ما دفع
في ىذه الوجوه يحرـ على اآلخذ ،دوف المعطي.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية واالشباه والنظائر البن نجيم،
وغيرىا.
اإلثْ ِم والْع ْد ِ ِ
واف} عاونُوا َعلَى ِْ َ ُ
عاونُوا َعلَى الْب ِّر َوالتَّػ ْقوى َوال تَ َ
{وتَ َ
وأصل ىذه القاعدة أيضا قولو تعالى َ
[المائدة.]ٕ-
وشرحها أف ما حرـ فعلو بنفسو حرـ طلبو من الغير ،وكذا ما يكره فعلو يكره طلبو ،إذ السكوت على
الحراـ أو المكروه والتمكين منو حراـ ومكروه ،وال شك أف طلبو فوؽ السكوت عليو والتمكين منو،
فيكوف مثلو في أصل الحرمة باألولى وإف تفاوتت الحرمتاف بالقوة.
فكما ال يجوز غش الغير ،وال خديعتو ،وال خيانتو ،وال إتبلؼ مالو ،وال سرقتو ،وال غصبو ،وال الرشوة،
وال فعل ما يوجب حدا أو تعزيرا أو إساءة :ال يجوز طلب شيء منها أف يفعلو الغير=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
العادة محكمة.
=ويستثنى منها مسألة ،وىي :ما لو ادعى دعوى صادقة فأنكر الخصم فلو طلب تحليفو .وفي الحقيقة
ال استثناء ،ألف طلب اليمين يكوف رجاء لظهور الحق بنكولو عن اليمين الكاذبة ال رجاء اإلقداـ عليها.
()1
ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية واالشباه والنظائر البن نجيم ،واالشباه والنظائر
للسيوطي ،وغيرىا.
وأصلها قوؿ ابن مسعود رضي اهلل تعالى عنو «ما رأى المسلموف حسنا فهو عند اهلل حسن ،وما رآه
المسلموف سيئا فهو عند اهلل سيء» رواه الحاكم في المستدرؾ.
وشرحها أف العادة عامة كانت أو خاصة تجعل َح َك ًما إلثبات حكم شرعي ،العادة :ىي االستمرار على
شيء مقبوؿ للطبع السليم ،والمعاودة إليو مرة بعد أخرى .وىي المرادة بالعرؼ العملي ،فالمراد بها
حينئذ ما ال يكوف مغايرا لما عليو أىل الدين والعقل المستقيم وال منكرا في نظرىم .والمراد من كونها
عامة :أف تكوف مطردة أو غالبة في جميع البلداف ،ومن كونها خاصة :أف تكوف كذلك في بعضها،
فاالطراد والغلبة شرط العتبارىا سواء كانت عامة أو خاصة ،وأحكامها مبسوطة في كتب األصوؿ
فليراجع إليو.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو وغيرىا.
ىذه القاعدة بمعنى القاعدة ،العادة محكمة ،ومبينة لها وىي شاملة للعرؼ القولي والعرؼ العملي،
العرؼ القولي :وىو اصطبلح جماعة على لفظ يستعملونو في معنى مخصوص حتى يتبادر معناه إلى
ذىن أحدىم بمجرد سماعو ،والعرؼ العملي :كتعود أىل بلدة مثبل أكل لحم الضأف أو خبز القمح=،
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الممتنع عادة كالممتنع حقيقة.
()2
ال ينكر تغير االحكاـ بتغير األزماف.
=فلو وكل شخص من تلك البلدة آخر بأف يشتري لو خبزا أو لحما فليس للوكيل أف يشتري للموكل
لحم جمل أو خبز ذرة أو شعير استنادا على ىذا اإلطبلؽ.
وشرحها أف استعماؿ الناس الغير المخالف للشرع وال لنصوص الفقهاء وال للشرط يعد حجة وإال فبل
يعد حجة ،مثاؿ المخالف للشرط أنو لو استأجر شخص آخر ألف يعمل لو من الظهر إلى العصر فقط
بأجرة معينة ،فليس للمستأجر أف يلزـ األجير العمل من الصباح إلى المساء بداعي أف عرؼ البلدة
كذلك ،بل يتبع المدة المعينة بينهما.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية.
وشرحها أف الممتنع عادة كالممتنع حقيقة ،فكما أف الممتنع حقيقة ال تسمع الدعوى بو وال تقاـ البينة
عليو ،للتيقن بكذب مدعيو ،كقولو لمن ال يولد مثلو لمثلو :ىذا ابني ،فكذلك الممتنع عادة كدعوى
معروؼ بالفقر على آخر أمواال جسيمة لم يعهد عنو أنو أصاب مثلها بإرث أو بغيره.
(تنبيو) الظاىر أف الممتنع حقيقة كدعوى بنوة من ال يولد مثلو لمثلو يستقل الحاكم برد الدعوى فيو
بدوف حاجة إلى سؤاؿ الخصم عنها ،إذ ال فائدة في سؤالو عنها ،ألنو لو أقر ال ينفذ إقراره ألف شرط
نفوذ اإلقرار على المقر إمكاف تصور صحتو وال يتصور صحة ذلك.
وأما الممتنع عادة فبل يستقل الحاكم برد الدعوى فيو بدوف سؤاؿ الخصم ألنو لو أقر الخصم نفذ
عليو ،كذا في شرح القواعد الفقهية.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة األحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
وشرحها أنو ال ينكر تغير األحكاـ االجتهادية المستندة على العرؼ بتغير األزماف ،أي بتغير عرؼ أىلها
وعادتهم ،فإذا كاف عرفهم وعادتهم يستدعياف حكما ثم تغيرا إلى عرؼ وعادة أخرى فإف الحكم يتغير=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الحقيقة تترؾ بداللة العادة.
=إلى ما يوافق ما انتقل إليو عرفهم وعادتهم ،ولذا لما كاف لوف السواد في زمن اإلماـ رحمو اهلل تعالى
يعد عيبا فقاؿ بأف الغاصب إذا صبغ الثوب أسود يكوف قد عيبو ،ثم بعد ذلك لما تغير عرؼ الناس
وصاروا يعدونو زيادة فقاؿ صاحباه إنو زيادة ،وكذلك الدور لما كانت تبنى بيوتها على نمط واحد قاؿ
المتقدموف غير زفر :يكفي لسقوط خيار الرؤية رؤية بيت منها ،ولما تبدلت األزماف وصارت بيوت الدور
تبنى على كيفيات مختلفة رجح المتأخروف قوؿ زفر من أف ال بد من رؤية كل البيوت ليسقط الخيار.
وىذا التغير ىو المقرر ومسلم وىو سنة اهلل سبحانو في تشريعو لعباده ،فإنو تعالى جعل توبة اإلنساف
بقتلو نفسو ،وإزالة النجاسة بقطعها ،إلى غير ذلك من التشديدات ،ثم لما جاء آخر الزمن وضعف
التحمل وقل الجلد لطف اهلل سبحانو بعباده وخفف عنهم بإحبلؿ تلك المحرمات ورفع تلك
التكليفات وقبوؿ التوبات ،كل ذلك بحسب اختبلؼ األحواؿ واألزماف ،ومن أمثلتها أنو لما ندرت
العدالة وعزت في ىذه األزماف قالوا بقبوؿ شهادة األمثل فاألمثل واألقل فجورا فاألقل( .معين الحكاـ،
باب القضاء بشهادة غير العدوؿ)
ومنها :جواز تحليف الشهود عند إلحاح الخصم( .ر :المادة / ٕٔٚٚ /من المجلة) ،إذا رأى الحاكم
ذلك لفساد الزماف( .معين الحكاـ ،الفصل الثاني من القسم الثالث في القضاء بالسياسة) ومما فرع
على القاعدة :منع عمر بن عبد العزيز عمالو عن القتل إال بعد إعبلمو وإذنو بو بعد أف كاف مطلقا لهم،
لما رأى من تغير حالهم( .شرح القواعد الفقهية)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة األحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
وشرحها أف الحقيقة تترؾ بداللة العادة والعرؼ ألف االستعماؿ والتعارؼ يجعل إطبلؽ اللفظ على ما
تعورؼ استعمالو فيو حقيقة بالنسبة إلى المستعملين ،ويجعل إطبلقو على معناه الوضعي األصلي في
نظرىم مجازا ،والمراد بالحقيقة المذكورة في لفظ القاعدة ىي الحقيقة المهجورة ،وإال فإف الحقيقة=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
إنما تعتبر العادة إذا اطردت أو غلبت.
()2
العبرة للغالب الشائع ال للنادر.
=المستعملة ىي المعتبرة عند اإلماـ دوف المجاز ،وإف كاف استعمالو أكثر من استعمالها( .شرح
القواعد الفقهية)
مثالها لو حلف ال يضع قدمو في دار فبلف ،إذ ينصرؼ المعنى إلى الدخوؿ بأي وجو كاف راكبا أو
ماشيا ،حافيا أو منتعبل ألنو ىو المتعارؼ ،ال المعنى الحقيقي ،وىو مباشرة القدـ دخل أو لم يدخل،
ألف ىذا المعنى مهجور عرفا ،والعرؼ قاض على الوضع ،وقد تركت الحقيقة ىنا بداللة العادة والعرؼ.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة األحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،واالشباه والنظائر البن نجيم،
وغيرىا.
وىي في الحقيقة تقييد للقواعد التي جعلت العادة فيها مرعية على اإلطبلؽ ومثالها ما لو باع بدراىم،
أوبدنانير ،وكانت مختلفة في المالية والرواج ،ينصرؼ البيع إلى أغلبها رواجا ألنو ىو المتعارؼ فينصرؼ
المطلق إليو ،وإذا كانت متساوية في الرواج ،والمسألة بحالها ،فسد العقد ألنو يؤدي إلى التنازع.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة األحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
وىذه القاعدة أيضاً في الحقيقة تقييد وتوضيح للقواعد التي جعلت العادة فيها مرعية على اإلطبلؽ،
وىي وثيقة الصلة بالقاعدة السابقة.
وشرحها أف الحكم الشرعي يبني على الغالب الشائع الوجود ألف لؤلكثر حكم الكل وال يبني على
القليل النادر الوجود ألف النادر الوجود بمنزلة المعدوـ ،فإذا بني حكم على أمر غالب شائع فإنو يبنى
عاما للجميع ،وال يؤثر على عمومو واطراده تخلف ذلك األمر في بعض األفراد ،أو في بعض األوقات.
فقد جوز المتأخروف للدائن في ىذا الزمن استيفاء دينو من غير جنس حقو ،لغلبة العقوؽ=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
المعروؼ عرفاً كالمشروط شرطاً.
()2
المعروؼ بين التجار كالمشروط بينهم.
()3
التعين بالعرؼ كالتعيين بالنص.
=وقالوا :ليس للقاضي أف يقضي بعلمو ،لفساد حاؿ القضاة ،وصححوا االستئجار على اإلمامة واألذاف
والتعليم؛ لتكاسل الناس عن القياـ بها مجانا ،وجعلوا كل ذلك أحكاما عامة ،مع أنو ال شك في
التخلف في بعض األفراد وفي بعض األوقات ،ولكن لم ينظروا لو وجعلوا العبرة للكثير الغالب.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أف المعتاد المتعارؼ بين الناس بمنزلة صريح اللفظ وإف لم يذكر صريحاً فَػلَو اجر رجل عامبلً
من غير تحديد األجرة يجبر صاحب العمل على دفع األجرة المتعارؼ عليها.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
وىذه القاعدة داخلة تحت القاعدة السابقة ،وذكرىا من قبيل ذكر األخص بعد األعم اىتماماً بشأف
المعامبلت التجارية ،فما وقع بين التجار من المعامبلت التجارية أو بين غيرىم من العقود والمعامبلت
التي ىي من نوع التجارة ينصرؼ عند اإلطبلؽ إلى العرؼ والعادة ،فَػلَو تبايع تاجراف شيئًا ولَم يصرحا
في صلب العقد أف الثمن نقد أو نسيئة فعقد البيع وإف كاف مقتضاه نقد الثمن حاالً إال أنو إذا تعارفوا
على أف الثمن يؤدي بعد أسبوع أو شهر ال يلزـ المشتري أداء الثمن حاالً وينصرؼ إلى عرفهم وعادتهم
في األجل ألف المعروؼ بينهم كالمشروط ،وال يتوىم من ىذه القاعدة قصر العمل بالعرؼ في األمور
التجارية على ما يجري بينهم فقط بل المراد أف كل عمل ىو من نوع التجارة إذا سكت فيو عن قيد
فالمرجع في ذلك العرؼ الجاري بين التجار( .شرح المجلة لؤلتاسي)
( )3ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
إذا تعارض المانع والمقتضي يقدـ المانع.
أي حكم يترتب على التعين بصريح النص يترتب على التعين بالعرؼ والعادة.
=وشرحها أف ّ
ويتفرع منها فروع منها اإلعارة المطلقة المتقيدة بالعرؼ والعادة ،مثاؿ ذلك :لو أعار شخص آخر دابة
إعارة مطلقة ال يجوز للمستعير أف يركبها أو يحملها غير المعتاد المتعارؼ ،فلو حملها حديدا أو سلك
بها طريقا وعرا وكاف تحميل الحديد وسلوؾ تلك الطريق غير معتاد يضمن.
وكذلك الوكيل ببيع شيء وكالة مطلقة تعتبر عادة بأف ال يكوف تصرفو مضرا بالموكل ،فلو وكل شخص
آخر ببيع شيء وكالة مطلقة فلو أف يبيع ذلك الماؿ بثمن معجل أو مؤجل إلى أجل متعارؼ التأجيل بين
التجار ،وال يجوز لو أف يبيعو ألجل أبعد من المعتاد.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،واالشباه والنظائر البن نجيم،
وغيرىا.
وشرحها أف كل شيء إذا تعارض عليو مانع ومقتضي يقدـ المانع ويعمل بموجبو ال بالمقتضي ألف اعتناء
الشارع بالمنهيات أشد من اعتنائو بالمأمورات.
ويتفرع منها فروع منها ما لو أقر المريض مرض الموت لوارثو وألجنبي بدين أو عين مشترؾ على
الشيوع ،بطل فيهما.
ومنها :ما إذا كاف السفل لواحد والعلو آلخر ،فإف كبل منهما ممنوع عن التصرؼ في ملكو بما يضر
بملك صاحبو ،تغليبا للمانع على المقتضي.
ومنها :ما لو ضم ما ال يحل بيعو كالخنزير إلى ما يحل في صفقة واحدة يفسد البيع( .الدرر ،من أواخر
كتاب النكاح)
وينبغي أف يقيد إطبلؽ قاعدة تقديم المانع على المقتضى بما إذا لم يرب المقتضي على المانع ،بأف
تساويا ،كما في مسألة بيع الراىن العين المرىونة فإف المانع والمقتضي متساوياف فيها لتعلقهما بالماؿ
المرىوف على السواء ،أو ربا المانع؛ كما في مسألة الخروج على اإلماـ الجائر إذا كاف يترتب على=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=الخروج عليو مفسدة أعظم من جوره ،فإنو حينئذ يقدـ المانع .أما إذا ربا المقتضي على المانع
فالظاىر أنو يقدـ المقتضي ،بدليل ما ذكروا في المضطر إذا لم يجد ما يدفع بو الهبلؾ عن نفسو إال
طعاـ الغير فإنو يجوز لو تناولو جبرا عليو ،ويضمنو لو ،وتجويزىم التناوؿ جبرا على المالك فيو ترجيح
للمقتضي ،وىو إحياء النفس ،على المانع وىو كوف الطعاـ ملك الغير ،وما ذاؾ إال لكوف المقتضي رابيا
على المانع فإف حرمة النفس أعظم من حرمة الماؿ( .شرح القواعد الفقهية)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
وشرحها أف ما كاف تابعاً لغيره في الوجود تابع لو في الحكم ،وال ينفرد بو بل يدخل في حكم متبوعو
فإذا بيعت الدابة وفِي بطنها حمل يدخل في البيع تبعا ألمو وال يجوز افراده بالبيع ،والتابع ىهنا ما ال
يوجد مستقبل بنفسو بل وجوده تبع لوجود متبوعو كالجنين ،وكحق الشرب تبعاً لؤلرض ،وكحق المرور
تبعاً للطريق على األظهر ،فهذا التابع ينزؿ منزلة العدـ من حيث تعلق االحكاـ فبل يجوز افراده بالحكم.
( )2ىذه القاعدة من تتمة القاعدة السابقة فشرحها في شرحها.
( )3ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=وشرحها من ملك شيئا ،أعم من كونو ملك عين أو تصرؼ ،ملك ما ىو من ضروراتو ولوازمو عقبلً أو
عرفاً ولو لم يشترط في العقد.
فمثاؿ العين من اشترى دارا واقعة في سكة غير نافذة مشتركة بين عدة دور يملك بحكم التبعية حصة
الدار من الطريق من ىذه السكة ،ولو لم ينص عليها في العقد؛ ألف الطريق من ضرورات الدار ولوازمها،
والدار بدوف الطريق ال يمكن االنتفاع بها أو السكنى فيها.
وكذا من ملك أرضاً ملك ما فوقها وما تحتها فلو أف يحفر األعماؽ ويبني فوقها الطباؽ.
(تنبيو) األصل أف ما يدخل في شراء الدار وغيرىا من غير ذكر يندرج تحت قاعدتين :كل ما كاف في
الدار من بناء وغيره يتناولو اسم المبيع عرفا ،كالحجارة المخلوقة والمثبتة في األرض والدار.
كل ما كاف متصبل اتصاؿ قرار وىو ما وضع ال ألف يفصل ،فيدخل الشجر التصالو بها اتصاؿ قرار ،وال
يدخل الزرع ألنو متصل ألف يفصل.
وفي حكم المتصل المنقوؿ المنفصل التابع للمتصل كالمفتاح تبعا للقفل بحيث ال ينتفع بو إال بو
فيصير في حكم الجزء.
وما لم يكن من القسمين فإنو من حقوقو ومرافقو ،فبل يدخل إال بالذكر الصريح أو بقولو :بعتكها بكل
ما فيها( .شرح المجلة لؤلتاسي)
ومثاؿ ملك تصرؼ من استأجر داراً للسكنى يدخل فيها طريقها وإف لم ينص بها في العقد.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ الشرعية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وقواعد الخادمي،
وغيرىا.
وشرحها أف الشيء الذي يكوف وجوده فرعاً لوجود شيء آخر يكوف ذلك الفرع تابعاً لهذا األصل فإذا
سقط األصل سقط الفرع المبنى عليو وال عكس فبل يلزـ من سقوط الفرع سقوط األصل=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ومثالها أف براءة األصيل توجب براءة الكفيل فَػلَو أبرأ الدائن ذمة مديونو األصيل برئ الكفيل بالماؿ
عن الكفالة تبعاً بخبلؼ ما إذا أبرأ الكفيل فإنو ال يبرأ األصيل وال يسقط الدين.
وفِي األشباه البن نجيم :وقد يثبت الفرع ،وإف لم يثبت األصل ،ومن فروعو لو قاؿ لزيد على عمرو
ألف ،وأنا ضامن بو فأنكر عمرو لزـ الكفيل إذا ادعاىا زيد دوف األصيل كما في الخانية.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أف كل الحقوؽ والواجبات التي تقبل السقوط بسبب مسقط للحق ،فإنو ال يعود بعد سقوطو،
ويصبح معدوما ،فبل يعود كما ال يعود المعدوـ إال بسبب جديد يعيد مثبلً ال عينو.
مثالها ما لو كاف الثمن غير مؤجل وسلم البائع المبيع للمشتري قبل قبض الثمن ،فإنو يسقط حقو في
حبس المبيع ،وليس لو استرداده بعد ذلك وحبسو ليستوفي الثمن.
وفِي األشباه البن نجيم :فبل يعود الترتيب بعد سقوطو بقلة الفوائت بخبلؼ ما إذا سقط بالنسياف فإنو
يعود بالتذكر ألف النسياف كاف مانعا ال مسقطا فهو من باب زواؿ المانع ،آىػ.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
وشرحها إف الشيء الذي ثبت ضمنا إذا بطل ِ
متضمنو ال يبقى لو حكم.
مثالها ما لو أقر إنساف آلخر ،أو أبرأه ولو إبراء عاما ،وكاف اإلقرار أو اإلبراء مترتبا على عقد كبيع أو
صلح ،ثم انتقض البيع أو الصلح بوجو ما ،بطل اإلقرار واإلبراء=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
إذا بطل األصل يصار إلى البدؿ.
()2
يغتفر في التوابع ما ال يغتفر في غيرىا.
=وفِي غمز عيوف البصائر :أقوؿ :يستثنى من ذلك ما في المجتبى :لو اشترى المسلم خمرا من ذمي
فشربها ال ضماف عليو وال ثمن ألف فعلو بتسليط البائع (انتهى) .فإف بيع الخمر من المسلم باطل ولم
يبطل ما في ضمنو من تسليط البائع المشتري عليها ،انتهى.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
وأصلها قولو تعالى( :فمن كاف منكم مريضا أو على سفر فعدة من أياـ أخر ،وعلى الذين يطيقونو فدية
طعاـ مسكين) .البقرة ،آية (ٗ. )ٔٛ
وشرحها إذا بطل األصل " بأف صار متعذرا " يصار إلى البدؿ " .أما ما داـ األصل ممكنا فبل يصار إلى
البدؿ.
ومثالها أنو يجب رد عين المغصوب إذا كاف قائما في يد الغاصب ،ألنو تسليم عين الواجب ،وىو
األصل على الراجح ،ألنو رد صورة ومعنى وتسليم البدؿ رد معنى فقط ،وىو مخلص وخلف عن
الواجب ،والخلف ال يصار إليو إال عند العجز عن األصل ،أما إذا تعذر رد األصل ،وىو رد عين
المغصوب بأف كاف ىالكا أو مستهلكا ،فيجب حينئذ رد بدلو من مثل أو قيمة( .المادة / ٜٛٔ /من
المجلة)
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة األحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
وأصلها في أصوؿ اإلماـ الكرخي وىو قولو( :األصل أنو قد يثبت الشيء تبعا وحكما وإف كاف يبطل
قصدا) ألف الشرائط الشرعية المطلوبة يجب توافرىا جميعا في المحل األصلي ،ولكن التوابع قد
يتساىل في استيفائها بعض ىذه الشروط ،ألنو قد يكوف للشيء قصدا شروط مانعة ،وأما إذا ثبت=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
فَػلَو وكل المشتري البائع في قبض المبيع ال يجوز أما لو أعطى جولقاً للبائع ليكيل
ويضع فيو الطعاـ المبيع ففعل كاف ذلك قبضاً من المشتري.
()1
يغتفر في البقاء ما ال يغتفر في االبتداء.
مثاؿ ذلك أف ىبة الحصة المشاعة ال تصح لكن إذا وىب رجل عقاراً من آخر
فاستحق من ذلك العقار حصة شائعة كالنصف مثبلً ال تبطل الهبة في حق الباقي مع أنو
صار بعد االستحقاؽ حصة شائعة.
()1
البقاء أسهل من االبتداء.
()2
التبرع ال يتم إال بالقبض.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية وغيرىا.
وىذه القاعدة ىي أصل القاعدة السابقة وبمنزلة دليلها ،وجميع ما قيل في تلك وما تفرع عليها يمكن
أف يجري في ىذه .فكاف ينبغي تقديمها عليها ليكوف ذكر تلك بعدىا في قوة التفريع عليها .إال أف
يدعى أنها أخرت عنها لتكوف بمثابة التعليل لها ،وىو حسن.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أنو ال يملك أحد إثبات ملك شيء لغيره بدوف رضاه أي رضى الموىوب لو أو المهدى إليو أو
المتصدؽ عليو بما يُعطى وإنما ذلك يظهر بقبض المملَّك وتسلمو ،وال فرؽ في اشتراط القبض لتماـ
التبرع بين ما كاف تبرعا ابتداء وانتهاء كالهدية والصدقة والهبة ببل شرط عوض ،وبين ما كاف تبرعا ابتداء
معاوضة انتهاء ،كالهبة بشرط العوض.
وأصلها حديث عائشة رضي اهلل عنها ،أنها قالت :إف أبا بكر كاف نحلها جذاذ عشرين وسقا من مالو
بالعالية ،فلما حضرتو الوفاة ،قاؿ :واهلل يا بنية ،ما من الناس أحب إلي غنى بعدي منك ،وال أعز علي
فقرا منك ،وإني كنت نحلتك من مالي جذاذ عشرين وسقا ،فلو كنت جذذتيو ،واحتزتيو كاف لك ،فإنما
ىو اليوـ ماؿ وارث ،وإنما ىو أخوؾ وأختاؾ ،فاقسموه على كتاب اهلل عز وجل ،رواه محمد في موطئو
وكذا ما روي عن أبي حنيفة ،عن حماد ،عن إبراىيم ،أنو قاؿ في الهبة والصدقة« :ال تجوز إال مقبوضة
معلومة» رواه أبو يوسف في كتاب األثار.
ويستثنى من ىذه القاعدة الوصية ،فإنها تبرع وتتم بدوف قبض.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
فإذا وىب أحد شيئًا إلى آخر ال تتم الهبة قبل القبض.
()1
التصرؼ على الرعية منوط بالمصلحة.
()2
الوالية الخاصة أقوى من الوالية العامة.
()1
ذكر ىذه القاعدة في مجلة األحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،واالشباه والنظائر البن نجيم،
وغيرىا.
وشرحها أف تصرؼ اإلماـ وكل من ولي شيئًا من أمور المسلمين يجب أف يكوف مقصودا بو المصلحة
العامة لمن تحت واليتهم ألف الوالة مأموروف من قبل الشرع بتوخي المصلحة العامة والنفع للجماعة
فكل عمل أو تصرؼ من الوالة على خبلؼ ىذه المصلحة مردود وغير جائز.
وأصلها قولو تعالى { :ومن كاف غنيا فليستعفف ومن كاف فقيرا فليأكل بالمعروؼ} وحديث ابن عمر
رضي اهلل عنهما ،عن النبي صلى اهلل عليو وسلم قاؿ« :كلكم راع وكلكم مسئوؿ عن رعيتو ،واألمير
راع ،والرجل راع على أىل بيتو ،والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ،فكلكم راع وكلكم مسئوؿ عن
رعيتو» رواه البخاري وغيره.
مثالها إذا تخير اإلماـ في األسرى بين القتل والرؽ والمن والفداء لم يجز لو ذلك بمجرد التشهي بل
بالمصلحة.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
وأصلها حديث عائشة رضي اهلل عنها« :والسلطاف ولي من ال ولي لو »رواه ابن ماجو في سننو.
وشرحها أف الوالية الخاصة أقوى من العامة ،ألف كل ما كاف أقل اشتراكا كاف أقوى تأثيرا وتمكنا.
والوالية تكوف عامة وخاصة :أما العامة فتكوف في الدين والدنيا والنفس والماؿ ،وىي والية اإلماـ
األعظم ونوابو ،فإنو يلي على الكافة تجهيز الجيوش ،وسد الثغور ،وجباية األمواؿ ،وتعيين القضاة=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=والوالة ،وإقامة الحج والجماعات ،وإقامة الحدود والتعازير ،وقمع البغاة والمفسدين ،وحماية بيضة
الدين ،وفصل الخصومات وقطع المنازعات ،ونصب األوصياء والمتولين ومحاسبتهم ،وتزويج الصغار
والصغائر الذين ال ولي لهم وغير ذلك من صوالح األمور.
وأما الخاصة فتكوف أيضا في النفس والماؿ معا ،وفي الماؿ فقط ،أما األولى فعلى أربعة أنواع :-قوية
فيهما ،وضعيفة فيهما ،وقوية في أحدىما ضعيفة في اآلخر:
أما القوية فيهما فوالية األب ثم الجد أب األب وإف عبل ،فإنهما يملكاف على تزويج الصغار ،ومداواتهم
بالكي وبط القرحة وغير ذلك ،والتصرؼ في أموالهم بشرط حرية ،وتكليف ،واتحاد في الدين باإلسبلـ
أو بغيره.
وأما الضعيفة فيهما فوالية من كاف الصغير في حجره من األجانب أو من األقارب ،وكاف ىناؾ أقرب منو
لو ،فإنو يلي على نفس الصغير ومالو والية ضعيفة ،فإنو يملك تأديبو وإيجاره ودفعو في حرفة تليق
بأمثالو ،ويشتري لو ما ال بد لو منو ،ويقبض لو الهبة والصدقة ويحفظ لو مالو.
وأما القوية في النفس الضعيفة في الماؿ فوالية غير األب والجد من العصبات وذوي األرحاـ ،فإنهم
يملكوف من التصرؼ في نفس الصغير والمعتوه بالشرط السابق ما يملكو األب والجد عند عدمهما،
وبشرط الكفاءة ومهر المثل في النكاح بالنسبة لغير االبن .وأما االبن فإنو ال يتقيد بالكفاءة ومهر المثل
ألف واليتو في النفس كوالية األب والجد ،بل ىو مقدـ عليهما ،وإف كانت في الماؿ ضعيفة بمنزلة غيره
من األقارب ،ويملكوف ىم وأوصياؤىم شراء ما ال بد للصغير منو ،وقبض الهبة والصدقة لو ،وحفظ مالو
دوف التصرؼ فيو ولو موروثا لو من قبل موصيهم.
وأما القوية في الماؿ الضعيفة في النفس فوالية وصي األب أو الجد أو القاضي على الصغار ،فإنو
يتصرؼ في مالهم تصرفا قويا ،ولكن تصرفو في أنفسهم ضعيف كتصرؼ من كاف الصغير في حجره من
األجانب=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=وأما والية الماؿ فقط فوالية متولي الوقف في ماؿ الوقف ،ووالية الوصي في ماؿ الكبير الغائب ،فإنو
يلي بيع غير العقار من التركة إال لدين أو وصية ال وفاء لهما إال ببيعو فيبيعو عليو( .شرح القواعد
الفقهية)
( )1ىذه القاعدة مذكورة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،واالشباه والنظائر البن نجيم،
وغيرىا.
ولهذه القاعدة شقاف ،أحدىما :أف إعماؿ الكبلـ أولى من إىمالو متى أمكن ،والثاني :إذا لم يمكن
إعمالو يهمل ،والثاني يتبين بمفهوـ مخالف لؤلوؿ ،ولكن لو فروع مستقلة عن األوؿ كما ستأتي فلو نوع
استقبلؿ فلذا أفرده المجلة قاعدة مستقلة.
وشرحها أف اللفظ الصادر في مقاـ التشريع أو التصرؼ إذا حملو على أحد المعاني الممكنة ال يترتب
عليو حكم ،وحملو على معنى آخر يترتب عليو الحكم فالواجب حملو على المعنى المفيد للحكم ألف
خبلفو إىماؿ وإلغاء واف كبلـ العقبلء يصاف عن اإللغاء ما أمكن ،فلذا اذا كانت الحقيقة متعذرة أو
مهجورة شرعا أو عرفا يصار إلى المجاز ،والفرؽ بينهما أف المتعذر ما ال يصل إليو إال بمشقة،
والمهجور ما تيسر الوصوؿ إليو ،ولكن الناس تركوه.
مثاؿ ،المتعذرة ما لو حلف ال يأكل من ىذه النخلة أو ىذا الدقيق حنث في األوؿ بأكل ما يخرج منها
أوبثمنها إف باعها ،واشترى بو مأكوال ،وفي الثاني بما يتخذ منو كالخبز ،ولو أكل عين الشجرة ،والدقيق
لم يحنث على الصحيح.
ومثاؿ المهجورة شرعاً ما لو ،وكلو بالخصومة فإنو ينصرؼ إلى الجواب مجازا فيتناوؿ اإلنكار ،واإلقرار
بإطبلقو باعتبار عموـ المجاز ألف الحقيقة مهجورة شرعا إذ الخصومة منازعة ،وىي حراـ فانصرؼ إلى
الجواب؛ ألنها سببو=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ومثاؿ المهجورة عرفاً ما لو حلف ال يضع قدمو في دار فبلف حنث بدخولو مطلقا سواء دخل راكباً أو
ماشياً حافياً أو متنعبلً ألف الحقيقة مهجورة عرفاً( .األشباه البن نجيم وشرحو غمز عيوف البصائر)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
وشرحها أنو إذا تعذرت الحقيقة بعدـ إمكانها أصبل لعدـ وجود فرد لها في الخارج ،كما لو وقف على
أوالده وليس لو إال أحفاد ،أو بعدـ إيصاؿ إليها إال بمشقة كما لو حلف على أكل الشجرة ،وكذا إذا
ىجرت شرعاً أو عرفاً ألف المهجور شرعاً أو عرفا كالمتعذر كما صرح بو علماء األصوؿ يصار إلى
المجاز ألف المجاز خلف عن الحقيقة ،ولئبل يهمل كبلـ العاقل.
وأمثلة ىذه القاعدة قد مرت في شرح القاعدة السابقة فليراجع إليو.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
وشرحها أف كبلـ المكلف إذا لم يمكن حملو على معنى صحيح ولو مجازاً يكوف لغوا فيهمل ألنو تقدـ
أنو إذا تعذرت الحقيقة يصار إلى المجاز محافظة على اعماؿ الكبلـ فلما تعذر المجاز أيضاً فبالضرورة
يكوف الكبلـ مهمبلً ألف الكبلـ ال يخلو عن أحدىما.
وإلىماؿ الكبلـ وإلغائو أسباب ،منها تعذر إرادة كل من المعنيين الحقيقي والمجازي ،كما في قولو
لزوجتو األكبر منو سنا المعروفة النسب من غيره :ىذه بنتي ،أما تعذر الحقيقة فؤلف كبر السن وثبوت
النسب من الغير يمنعاف ثبوت النسب منو ،وأما تعذر كونو مجازاً عن الطبلؽ فؤلف الحرمة بالطبلؽ=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يعني إذا لم يمكن حمل الكبلـ على معنى حقيقي أو مجازي أىمل.
()1
ذكر بعض ما ال يتجزأ كذكر كلو.
=يقتضي ثبوت النكاح قبلو وبين ثبوت النكاح وبين الحرمة الثابتة بالبنتية منافاة فبل يجوز استعارة "ىذه
بنتي" للطبلؽ( .شرح المجلة لؤلتاسي)
ومنها أف يكوف اللفظ مشتركا بين معنيين وال يوجد مرجح ألحدىما على اآلخر ،كما لو أوصى لمواليو،
ولو معتِق بالكسر ومعتَق بالفتح ،فعند الحنفية بطلت الوصية ،لصحة إطبلؽ ىذا اللفظ عليهما مع
اختبلؼ المعاني والمقاصد ألف الوصية لؤلعلى مكافاة على إحسانو بالعتق ،ولؤلسفل زيادة في االنعاـ.
ومنها تعذر صحة الكبلـ شرعا ،كما لو قاؿ إلحدى زوجتيو ،أنت طالق أربعا فقالت :الثبلث تكفيني.
فقاؿ :أوقعت الزيادة على فبلنة زوجتو األخرى ،ال يقع على األخرى شيء ،ألنها لما لم تصح الرابعة
على األولى أصبحت لغوا فلم تقع على األخرى؛ ألف الشرع لم يوقع الطبلؽ بأكثر من الثبلث.
ومنها ما يكذبو الظاىر ،كمن ادعى على إنساف أنو قطع يده فإذا ىي غير مقطوعة ،أو أنو قتل شخصا
فإذا ىو حي.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وفِي قواعد الخادمي ،واالشباه والنظائر البن نجيم،
وغيرىا.
وشرحها أف ذكر بعض ما ال يتجزأ على وجو الشيوع كنصفو مثبل ،كذكر كلو ،ألنا إذا لم نقل بذلك
والموضوع أف المحدث عنو ال يتجزأ يلزـ إىماؿ الكبلـ بالمرة ،والحاؿ أف إعماؿ الكبلـ ما أمكن
إعمالو أولى من إىمالو كما تقدـ.
فذكر بعض الطبلؽ والقصاص والنسب كذكر الكل فإذا وجد بعض منها أو نفي يأخذ حكم الكل فكأف
الكل وجد أو نفي=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
المطلق يجري على إطبلقو إذا لم يقم دليل التقييد نصاً أو داللة.
=وأما ما يتجزأ فبل يكوف ذكر جزئو كذكر كلو ،فَػلَو كفل بجزء من الدين نصفو أو ثلثو لم يكن كفيبل
بالكل بل يقتصر الكفالة على ذلك الجزء ،وكذا لو أبرأ الدائن مديونو عن جزء الدين فقط برئ من ذلك
الجزء ال من الكل.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
وشرحها أف المطلق "وىو ما دؿ على شائع" في جنسو يجري على إطبلقو ما لم يقم دليل التقييد نصا "
أي لفظا ،وذلك بأف يكوف مقرونا بنحو صفة ،أو حاؿ ،أو إضافة ،أو مفعوؿ ،أو نهي ،أو شرط ،أو
استثناء.
فاألوؿ :كثوب ىروي ،وفرس عربي ،ونحو ذلك.
والثاني :كإف دخلت راكبا مثبل.
والثالث :كاشتر لي فرس زيد مثبل.
والرابع :كبعو من فبلف.
والخامس :كبل تبعو في سوؽ كذا.
والسادس :كالطبلؽ المعلق والنذر المعلق.
والسابع :كاالستثناء الواقع في األقارير والعقود والتعاليق ،كقولو :لك علي مائة إال عشرة ،وقولو :كفلت
لك بمائة إال خمسة مثبل ،وقولو :إف خرجت إال بإذني فأنت كذا .فكل ذلك تقييد لفظي يعمل عملو.
أو داللة كقوؿ المكاري آلخر :اشتر لي بغبل أو بغلة ،فاشترى لو بغلة من مراكيب األمراء بخمسين
دينارا مثبل ،وكقوؿ من قدـ بلدة لغيره :استأجر لي دارا ،فاستأجرىا لو بعد سنة مثبل ،فإنو ال ينفذ فعل
المأمور على األمر في المحلين ،ألنو في األوؿ يتقيد داللة بدابة يحمل عليها األثقاؿ ،وفي الثاني بدار
يسد بها حاجتو القائمة في الحاؿ=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الوصف في الحاضر لغو وفِي الغائب معتبر.
بعت ىذا الفرس األدىم
مثبلً لو أراد البائع بيع فرس أشهب حاضر وقاؿ في إيجابو ُ
وأشار إليو وقبل المشتري صح ولغا وصف األدىم ،وأما لو باع فرساً غائباً وذكر أنو أشهب
والحاؿ أنو أدىم ال ينعقد البيع.
()2
السؤاؿ معاد في الجواب.
=(تنبيو) اعلم أف القيد الذي يخرج المطلق عن الشيوع ىو القيد الذي يكوف مفيداً وإال فيلغو ويلحق
بالعدـ ،في البدائع من كتاب الوديعة :واألصل المحفوظ في ىذا الباب أف كل شرط يمكن مراعاتو،
ويفيد فهو معتبر ،وكل شرط ال يمكن مراعاتو ،وال يفيد فهو ىدر ،آىػ.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أف الوصف في الشيء الحاضر المشار إليو في المجلس لغو ،أي ساقط االعتبار ،ألف
المقصود من الوصف التعريف وإزالة االشتباه واالشتراؾ ،وقد حصل من ذلك باإلشارة إليو ما ىو أعلى
وأبلغ ،فإف اإلشارة تقطع االشتراؾ بالكلية ،والوصف يقللو .فإذا وجدت االشارة يلغو معها ما ىو دونها
من الوصف الذي يقلل االشتراؾ وال يقطعو.
وىذا إذا كاف المشار إليو من جنس المسمى الموصوؼ ،كما لو أراد البائع بيع فرس أشهب حاضر في
المجلس ،وقاؿ في إيجابو :بعتك ىذا الفرس األدىم ،وقبل المشتري صح البيع ولغا وصف األدىم،
وأما إذا كاف من غير جنسو فبل عبرة لئلشارة ،بل للتسمية والوصف .فلو باع فصا حاضرا وأشار إليو
على أنو ياقوت ،فإذا ىو زجاج ،ال ينعقد البيع (المادة / ٕٓٛ /من المجلة) وأما إذا لم توجد اإلشارة
بل كاف التعريف بالتسمية والوصف فقط فإف الوصف معتبر حينئذ ،كما لو باع فرسا غائبا وذكر أنو
أشهب ،والحاؿ أنو أدىم ،ال ينعقد البيع الزما بل موقوفا على رضا المشتري بالبيع.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=وشرحها إذا ورد جواب بالكبلـ المتعين ألف يكوف جوابا لما قبلو لعدـ استقبللو بنفسو أو لقرينة
تصرفو إلى الجواب بعد سؤاؿ مفصل ،يعتبر الجواب مشتمبل على مضموف السؤاؿ ،ويكوف المجيب
مصدقاً بجميع ما تضمنو السؤاؿ.
ومثالها لو أدعى زيد في أماـ القاضي بأف لي على عمرو ىذا ألف درىم ثمن مبيع فأطلبها فقاؿ القاضي
لعمرو ىل لهذا عليك ما يدعيو فقاؿ نعم ،يكوف الجواب بنعم تصديقاً لما أدعاه ،فكأنو قاؿ نعم لو
علي ألف درىم ثمن مبيع.
ّ
وإذا لم يكن جواباً واعتبر مستقبلً بنفسو فبل يكوف الكبلـ السابق معاداً فيو مثالو على قوؿ األماـ
األعظم :لو قالت طلقني واحدة بألف فقاؿ أنت طالق ثبلثاً ،وقع الثبلث مجاناً بغير شيء ألف الثبلث
ال تصلح جواباً للواحدة فإذا قاؿ ثبلثاً فقد عدؿ عما سئلتو فصار مبتدأ بالطبلؽ فتقع الثبلث بغير
شيء ،والصاحباف اعتبرا ىذا جواباً وزيادة ألف في الثبلث ما يصلح جواباً للواحدة ألف الواحدة توجد
في الثبلث فقد آتى بما سألتو وزيادة فيلزمها األلف كأنو قاؿ أنت طالق واحدة وواحدة وواحدة( .شرح
المجلة لآلتاسي)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وذكر في قواعد الخادمي،
وترتيب البللي في سلك األمالي الفقرة الثانية فقط.
وشرحها أنها مشتملة على فقرتين ،األولى ال ينسب إلى الساكت قوؿ ،والثانية السكوت في معرض
الحاجة بياف ،وىي كاالستثناء من األولى وىي عند األصوليين نوع من أنواع البياف ويسمونو بياف الضرورة
مثاؿ الفقرة األولى :لو باع أجنبي ماؿ أحد فضولياً وسلمو للمشتري وصاحب الماؿ ساكت يشاىد البيع
والتسليم وىو ساكت أو بلغو ذلك فسكت ،ال يعد سكوتو توكيبلً بالبيع وإجازة كما في المادة-
/ٜٔٙ٘من المجلة=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يعني أنو ال يقاؿ لساكت انو قاؿ لكن السكوت فيما يلزـ التكلم بو إقرار وبياف.
()1
دليل الشيء في األمور الباطنة يقوـ مقامو.
يعني يحكم بالظاىر فيما يتعسر االطبلع على حقيقتو.
=ومثاؿ الفقرة الثانية :سكوت البكر عند استئمار وليها لها قبل التزويج .وكذا سكوتها إذا بلغها النكاح
بعدما زوجها ،فهذا السكوت في حكم النطق بأنها راضية بذلك العقد.
والمراد من السكوت سكوت القادر على التكلم وىو يعد كبلما بشرط أف يكوف داللة عرفية من حاؿ
المتكلم أو يكوف ىناؾ ضرورة لدفع الغرر والضرر ،يعنى اف السكوت فيما يلزـ التكلم بو إقرار وبياف.
ولما كاف الفقرة األولى ىي األصل ألف المعامبلت مربوطة بالعقود واأللفاظ الصريحة جعلها أصل
القاعدة والثانية ذيلها.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وترتيب البللي في سلك
األمالي ،وغيرىا.
وشرحها أف دليل الشيء في األمور الباطنة أي فيما يتعسر االطبلع عليو يقوـ مقاـ وجود الشيء فيحاؿ
الحكم عليو ،ويجعل وجود الدليل وثبوتو بمنزلة وجود المدلوؿ وثبوتو.
ويتفرع عليها فروع ،منها أف المشتري إذا اطلع على عيب قديم في المبيع ،فداواه أو عرضو للبيع مثبل
كاف ذلك رضا منو بالعيب ،ومنها إذا أوجب أحد المتعاقدين فتشاغل اآلخر بما يدؿ على اإلعراض من
قوؿ أو عمل بطل اإليجاب ،ومنها أف الملتقط إذا أشهد حين األخذ وعرفها كانت أمانة عنده ال
تضمن ،وإال فهي غصب ،ألف القصد ال يوقف عليو ،ومنها أف من رأى شيئا في يد آخر يتصرؼ فيو
تصرؼ المبلؾ ببل معارض وال منازع ،وكاف ممن يملك أمثالو مثلو ،جاز لو أف يشهد لو بأنو ملكو ،ألف
الملك من األمور الخفية غير المشاىدة ،وإنما تشاىد دالئلو من وضع اليد والتصرؼ ،ومنها :عدـ
سماع الدعوى فيما إذا تركها المدعي مدة مرور الزمن المقدرة عند الفقهاء.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الكتاب كالخطاب.
()2
اإلشارة المعهودة لؤلخرس كالبياف باللساف.
( )1ذكر ىذة القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وترتيب البللي في سلك األمالي ،وشرح القواعد
الفقهية وغيرىا.
وشرحها أف العبارات الكتابية كالمخاطبات الشفاىية فما يترتب على الخطاب الشفاىي يترتب على
العبارة الكتابية ،فالقلم أحد اللسانين.
وأصلها خطوط رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم إلى رؤساء الكفار مع أنو صلى اهلل عليو وسلم كاف
مأموراً بتبليغ الرسالة فَػلَو لم يكن الكتاب كالخطاب لما كاف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم مؤدياً
للرسالة.
والمراد من الكتاب الكتاب المستبين المرسوـ ،والتقييد بالمستبين إلخراج غير المستبين ،كالكتابة على
الماء أو الهواء فإنها ال تعتبر ،والتقييد بالمرسوـ ،وىو ما كاف فيو الخط والمخطوط عليو على الوجو
المعتاد ،ليخرج غيره ،أما الخط فبأف يكوف معنونا بقولو " :من فبلف ابن فبلف إلى فبلف ابن فبلف ".
والظاىر أنو في زماننا يكفي أف يكوف مذيبل بإمضائو أو ختمو (كما تفيده المادة )ٜٔٙٓ /وأف ذلك
يغني عن تصديره بقولو :من فبلف.
وأما المخطوط عليو فبأف يكوف كاغذا ،فلو كتب على الجدار أو ورؽ الشجر أو على الكاغذ ولكن ال
على وجو الرسم فإنو ال يكوف حجة إال باإلشهاد عليو أو اإلمبلء على الغير ليكتبو( .شرح المجلة
لؤلتاسي)
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
وشرحها أف اإلشارة المعهودة أي المعلومة المعتادة لؤلخرس بعضو من أعضائو كيده أو رأسو معتبرة
كالبياف باللساف وقائمة مقامو في كل شيء غير الحدود والشهادة ،وذلك كالنكاح والطبلؽ والعتاؽ=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
يقبل قوؿ المترجم مطلقاً.
()2
ال عبرة بالظن البين خطاؤه.
=والبيع واإلجارة والهبة والرىن واإلبراء واإلقرار واإلنكار والحلف والنكوؿ ،قاؿ في فتح القدير :وىذا
استحساف بالضرورة فإنو لو لم يعتبر ذلك منو أدى إلى موتو جوعاً وعطشاً وعرياً ،آىػ.
والمراد بالمعهودة المعلومة المعتادة كتحريك الرأس عرضاً عند اإلنكار ،وطوالً عند اإلقرار ،فَػلَو لم تكن
إشارتو المعتادة معلومة عند القاضي يلزـ استفساره ممن يعرفها من اصحابو وجيرانو وأقربائو ،ويلزـ أف
يكوف المترجم عدالً ألف الفاسق ال يقبل قولو( .شرح المجلة لآلتاسي)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
وأصلها ما روي عن خارجة يعني ابن زيد بن ثابت ،قاؿ :قاؿ زيد بن ثابت :أمرني رسوؿ اهلل صلى اهلل
عليو وسلم فتعلمت لو كتاب يهود ،وقاؿ« :إني واهلل ما آمن يهود على كتابي» فتعلمتو ،فلم يمر بي إال
نصف شهر حتى حذقتو ،فكنت أكتب لو إذا كتب وأقرأ لو ،إذا كتب إليو" رواه أبوداود وغيره.
وشرحها يقبل قوؿ المترجم الواحد في الدعاوى والبينات وما يتعلق بها مطلقا أي في أي نوع كاف منها،
ولو في الحدود والقود.
وفِي شرح المجلة لؤلتاسي :وىل يكفي أف يكوف واحداً بعد أف يكوف عدالً أـ البد من نصاب الشهادة
اثنين ،األوؿ قوؿ اإلماـ األعظم وأبي يوسف رحمهما اهلل تعالى ،والثاني قوؿ اإلماـ محمد رحمو اهلل
تعالى ،قاؿ العبلئي :واالثناف أحوط ،آىػ.
()2
ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،واالشباه والنظائر البن نجيم،
وغيرىا
وشرحها أنو ال عبرة أي ال مباالة بالظن البين خطؤه بل يلغى ويجعل كأف لم يكن ،سواء أكاف الخطأ
ظاىرا ومبينا للحاؿ ،أو كاف خفيا ثم ظهر بعد ،ألف الظن يزاؿ باليقين=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ال حجة مع االحتماؿ الناشئ عن دليل.
=وىذه القاعدة لها فروع مختلفة األنواع ،تشمل االجتهادات وأحكاـ القضاة والعبادات والمعامبلت
الجارية بين الناس من عقود واقرار وإبراء وغيرىا فالعبرة في جميع ذلك لما في نفس األمر ال لخطأ
الظن فكل ما كاف مبنياً على خطأ الظن ال يعتبر.
فالمجتهد إذا اجتهد في المسائل االجتهادية ثم ظهر لو استنباط أو دليل آخر أقوى فيجب عليو أف
يرجع عن قولو األوؿ إلى ذلك القوؿ ،كما ترى أف المجتهدين كثيرا ما رجعوا من قوؿ إلى آخر.
وكذا القاضي إذا حكم على ظن أف حكمو موافق للشرع ثم تبين لو أف ظنو كاف خاطئاً فحكمو األوؿ
باطل يجب عليو الرجوع إلى حكم موافق للشرع ،غير أف في زماننا لما جعلت المحاكم طبقات بعضها
أعلى من بعض فبعد تسجيل حكمو ينقض من محكمة أعلى.
وكذا لو ظن المتوضئ أف الماء نجس فتوضأ بو ثم تبين أنو طاىر جاز وضوءه إذا لم يصل بو وأما إذا
صلى بو فيعيد الصبلة.
وخرجت عن ىذه القاعدة مسائل:
األولى :لو ظنو مصرفا للزكاة فدفع لو ثم تبين أنو غني أو ابنو أجزأه عندىما خبلفا ألبي يوسف رحمو
اهلل ،ولو تبين أنو عبده أو مكاتبو أو حربي لم يجزه اتفاقا.
الثانية :لو صلى في ثوب وعنده أنو نجس فظهر أنو طاىر أعاد.
الثالثة :لو صلى وعنده أنو محدث ثم ظهر أنو متوضئ.
الرابعة :صلى الفرض وعنده أف الوقت لم يدخل فظهر أنو كاف قد دخل لم يجزه فيهما ،وىي في فتح
القدير من الصبلة( .األشباه والنظائر البن نجيم)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
مثبلً لو أقر ألحد ورثتو بدين فإف كاف في مرض موتو ال يصح ما لم يصدقو باقي
الورثة ،وذلك ألف احتماؿ كوف المريض قصد بهذا اإلقرار حرماف سائر الورثة مستند إلى
دليل كونو في المرض ،وأما إذا كاف اإلقرار في حاؿ الصحة جاز واحتماؿ حرماف سائر
الورثة ىهنا غير ناش عن الدليل فبل يمنع حجية اإلقرار.
()1
ال عبرة للتوىم.
=وشرحها أنو ال حجة أي ال برىاف مقبوؿ وال احتجاج مسموع مع قياـ االحتماؿ الناشئ عن الدليل،
ولذا قالوا إذا وجد االحتماؿ بطل االستدالؿ ،وأما إذا لم يكن ناشئاً عن دليل بل مجرد توىم فبل يقاوـ
الحجة ألنو توىم وال عبرة بالتوىم كما يأتي في القاعدة البلحقة.
وتوضيح المثاؿ المذكور أنو لو أقر الرجل بدين ألحد ورثتو ،فإقراره ىذا يحتمل الصدؽ ،ويحتمل أف
يكوف قصده تخصيص أحد الورثة بشيء من مالو وحرماف غيره فإف كاف في حاؿ الصحة صح إقراره ألف
احتماؿ ىذا القصد توىم عار عن الدليل وال عبرة للتوىم فيكوف إقراره حجة يعمل بو ،وإف كاف في
حاؿ المرض ال ،إال أف يصدقو باقي الورثة ،راجع المادة -ٜٔ٘ٛ -من المجلة ،ألف ىذا االحتماؿ
مؤيد بدليل عقلي ،وىو المرض ،فبل يكوف إقراره حجة لترجيح أحد االحتمالين على اآلخر بالدليل،
بخبلؼ إقراره لؤلجنبي فإنو يصح بمنزلة إقراره في الصحة ألف ىذا من حوائجو فإنو يحتاج إلى إظهار ما
عليو ليفك رقبتو ،وحاجتو مقدمة على حق الورثة.
ومن تطبيقاتو أنو ال تقبل شهادة الزوجين وشهادة األصوؿ والفروع بعضهم لبعض إلحتماؿ الميل الناشئ
عن القرابة.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية.
وشرحها أنو ال عبرة للتوىم أي ال يبنى عليو حكم شرعي ،بل يعمل بالثابت قطعا أو ظاىرا دونو،
التوىم :ىو إدراؾ الطرؼ المرجوح من طرفي أمر متردد فيو ،والمراد منو االحتماؿ العقلي البعيد النادر
الحصوؿ= .
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الثابت بالبرىاف كالثابت بالعياف.
()2
البينة على المدعي واليمين على من أنكر.
=فلو أثبت الورثة إرثهم بشهود قالوا :ال نعلم لو وارثا غيرىم يقضى لهم ،وال عبرة باحتماؿ ظهور وارث
آخر يزاحمهم ،ألنو موىوـ.
وكذلك لو أثبت الغرماء ديونهم بشهود قالوا :ال نعلم لو غريما غيرىم فإنو يقضى لهم في الحاؿ ،وال
عبرة لما عساه يظهر من الديوف ،ألنو وىم مجرد.
وكذلك لو كاف للدار المبيعة شفيعاف ،غائب وحاضر ،وطلب الحاضر الشفعة ،فإنو يقضى لو بها عند
تحقيقها ،وال يتأخر حقو لما عساه يحدث من طلب الشفيع اآلخر عند حضوره ،ألنو موىوـ.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أف الثابت بالبرىاف" المراد بو ما عليو اصطبلح الفقهاء ،وىو البينة الشخصية العادلة لدي
القاضي" كالثابت بالعياف " وىو المشاىدة .فكما أف األمر المشاىد بحاسة البصر ال يسع اإلنساف
مخالفتو فكذلك ما ثبت بالبينة المزكاة ال تسوغ مخالفتو ،ألف البينة كاسمها مبينة ،فإذا ثبت بالبينة إقرار
المدعى عليو بالمدعى مثبل يحكم عليو بمنزلة ما إذا أقر بالحضرة والمشاىدة ،وأما احتماؿ خبلفو
بسبب من األسباب ككوف الشهود كذبة متسترين بالصبلح أو نحو ذلك من االحتماالت ىو في حيز
المتوىَّم بالنسبة للبينة الظاىرة ألف الشرع أوجب قبوؿ الشهادة إذا استوفت شروطها وأوجب إثبات
ثم إقرار من المدعي عليو ،بل البينة أقوى في ثبوت الحكم من اإلقرار ألف االحكاـ بها إذا لم يكن َّ
الثابت باإلقرار ال يتعدى إلى غير المقر ،والثابت بالبينة يتعدى إلى كل من لو عبلقة بالدعوى إذا اتحد
السبب.
ومثالها إذا ثبت الدين أو البيع أو الكفالة أو الغصب مثبل بالبينة فإف القاضي يحكم بو بمنزلة ما إذا
شوىد بحس البصر.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وشرح القواعد السعدية=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
البينة إلثبات خبلؼ الظاىر واليمين البقاء األصل.
=وشرحها أف المدعي إذا أدعى حقاً على آخر فعليو البينة إلثبات حقو وإف لم يكن لو بينة فعلى
المدعي عليو المنكر اليمين عند طلب المدعي " ىذه القاعدة لفظ حديث نبوي شريف ،رواه الترمذي
والبيهقي ،قاؿ النووي :ىذا الحديث قاعدة شريفة كلية من قواعد أحكاـ الشرع ،ففيو أنو ال يقبل قوؿ
اإلنساف فيما يدعيو بمجرد دعواه ،بل يحتاج إلى بينة ،أو تصديق المدعى عليو ،فإف طلب يمين
المدعى عليو فلو ذلك ،آىػ.
والحكمة فيو أف جانب المدعي ضعيف ،ألنو يدعي خبلؼ الظاىر ،فكانت الحجة القوية واجبة عليو
ليتقوى بها جانبو الضعيف ،والحجة القوية ىي البينة .وجانب المدعى عليو قوي ،ألف األصل عدـ
المدعى بو للقاعدة األصل براءة الذمة ،فاكتفي منو بالحجة الضعيفة وىي اليمين ،وإنما كاف البينة حجة
قوية واليمين حجة ضعيفة ألف البينة ال تجلب لنفسها نفعا وال تدفع عنها ضررا فيقوي جانب صدقها
بخبلؼ الحالف ألنو يجلب لنفسو النفع ويدفع الضرر فيحتمل الكذب ،كذا في فتح الباري للحافظ
ابن حجر ،لكن تصلح حجة للمدعي عليو ألنو متمسك بالظاىر وىو ظاىر اليد يكفي لو حجة ضعيفة.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أف البينة شرعت إلثبات خبلؼ الظاىر أي خبلؼ األصل ،كإضافة الحادث إلى أبعد أوقاتو،
وكعدـ بقاء ما كاف ،وكوجود الصفات العارضة ،وكشغل الذمة .فإف كل ذلك خبلؼ األصل ،فإف األصل
إضافة الحادث إلى أقرب أوقاتو ،وبقاء ما كاف على ما كاف عليو ،وعدـ وجود الصفات العارضة ،وبراءة
الذمة .فبل يحكم بخبلؼ األصل إال بالبينة.
واليمين شرعت إلبقاء األصل على ما كاف عليو من عدـ إف كاف األصل عدـ المتنازع فيو ،كالصفات
العارضة ،أو وجود إف كاف األصل وجود المتنازع فيو ،كالصفات األصلية.
مثالها أنو لو أدعى أحد العاقدين االختيار في العقد واآلخر اإلكراه فالبينة على مدعي اإلكراه ألف
األصل االختيار وإدعاء اإلكراه إدعاء بما يخالف الظاىر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
البينة حجة متعدية واإلقرار حجة قاصرة.
()2
المرء مؤاخذ بإقراره.
( )1ذكر ىذه القاعدة في شرح مجلة االحكاـ ،وشرح القواعد الفقهية.
وشرحها أف البينة حجة متعدية أي متجاوزة إلى غير من قامت عليو ،وملزمة عليو ،ألف البينة ال تصير
حجة إال بقضاء القاضي ووالية القاضي عامة فينفذ قضاؤه في حق الغير أيضا ،واإلقرار حجة قاصرة
على نفس المقر ال تتجاوزه إلى غيره ،ألف كونو حجة يبتنى على زعمو ،وزعمو ليس بحجة على غيره،
وألف اإلقرار حجة بدوف القضاء وال والية للمقر إال على نفسو فيقتصر إقراره عليو فلذا إذا ثبت الدين
على التركة بالبينة يثبت في حق جميع الورثة ،سواء كاف الثبوت بمواجهة الوصي أو بمواجهة أحد الورثة،
وإذا ثبت باقرار أحد الورثة يقتصر على حصتو وال يتعدى إلى حصص باقي الورثة.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
وشرحها :أف المرء مؤاخذ بإقراره إذا كاف بالغا عاقبل طائعا فيو ،ولم يصر مكذبا فيو بحكم الحاكم ،ولم
يكن محاال من كل وجو عقبل أو شرعا ،ولم يكن محجورا عليو ،وأف ال يكوف مما يكذبو ظاىر الحاؿ،
وأف ال يكوف المقر لو مجهوال جهالة فاحشة (أنظر المادة ٖٔ٘ٚ /و ٘ ٔ٘ٚو ٔ٘ٚٚو ٔ٘ٚٛ
من المجلة) فلو اقر صغيرا أو معتوىا أو مكرىا ال يعتبر إقراره إال في السارؽ إذا أقر مكرىا ،فأفتى
بعضهم بصحتو ورجحو في البزازية وغيرىا ،كما في التكملة.
وكذا إذا صار مكذبا بحكم الحاكم بطل إقراره ( المادة ٔ٘ٛٚ /و ٗ٘ )ٔٙكما إذا ادعى مشتري
العقار أنو اشتراه بألف مثبل ،وأثبت البائع أف الشراء كاف بألفين وقضى لو ،فإف الشفيع يأخذه بألفين وإف
كاف المشتري أقر بالشراء بألف ،ألنو لما قضى عليو بالبينة صار مكذبا بحكم الحاكم وبطل إقراره=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ال حجة مع التناقض لكن ال يختل معو حكم الحاكم.
=وكذا إذا كاف المقر بو محاال من كل وجو ،عقبل ،أو شرعا :فاألوؿ :كما إذا أقر لو بأرش يده التي
قطعها وىي قائمة ،والثاني :كما إذا أقر لوارث معو أنو يستحق بطريق اإلرث أكثر من حصتو الشرعية
كاف باطبل.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ الشرعية ،وشرح القواعد الفقهية.
وشرحها أنو ال حجة مع التناقض أي ال تعتبر الحجة وال يعمل بها مع قياـ التناقض ،ولكن إذا وقع
التناقض في الحجة ،أي الشهادة ،بعدما حكم بها ال يختل معو حكم الحاكم.
اعلم إف التناقض إما أف يكوف في الدعوى فقط ،أو في الشهادة فقط ،أو بين الدعوى والشهادة ،فإف
كاف في الدعوى ترد ابتداء ،فبل تسمع حتى يمكن التوصل إلقامة الحجة عليها إال إذا ظهرت معذرة
المدعي كما في المادة -ٔٙ٘٘ -من المجلة ،وما إذا وفق المدعي بين تناقضو .كما لو أقر أحد بأنو
استأجر دارا ثم ادعى أنها ملكو ،فإف دعواه ال تسمع ،ولكن إذا وفق كأف قاؿ :كنت مستأجرا ثم
اشتريتها تسمع دعواه كما في المادة-ٔٙ٘ٚ-من المجلة ،وإف كاف التناقض في الشهادة ،بأف رجع
الشهود ،فإنو يشترط أوال أف يكوف رجوعهم في مجلس حاكم ،أي حاكم كاف ،فلو رجعوا خارج مجلس
الحاكم ال يلتفت إلى رجوعهم مطلقا ،سواء كاف قبل الحكم أو بعده كما في المادة - ٖٔٚٔ-من
المجلة ،وأما لو رجعوا في حضوره ،فإف كاف قبل الحكم بشهادتهم ترد ألنو ال يقضى بكبلـ متناقض
ويعزروف ،وال ضماف عليهم ألنهم لم يتلفوا بشهادتهم شيئا .وإف كاف بعد الحكم بها ال ينقض حكم
الحاكم الذي صدر قبل الرجوع ،ألف كبلمهم الثاني مثل األوؿ في احتماؿ الصدؽ ،فينظر حينئذ فيما
يرجح أحد الكبلمين على اآلخر ،وقد ترجح األوؿ باتصاؿ القضاء بو ،والقضاء يصاف عن اإللغاء ما
أمكن ،فبل ينقض برجوعهم ىذا ولكن يضمنوف للمشهود عليو ما تلف بشهادتهم ألنهم لما رجعوا بعد
القضاء فقد أقروا على أنفسهم باإلتبلؼ ،واإلتبلؼ سبب للضماف .وكونهم متناقضين ال ينافي
مؤاخذتهم ،ألف التناقض ال يمنع صحة اإلقرار ،كما في الهداية من كتاب الرجوع عن الشهادة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
مثبلً لو رجع الشاىداف عن شهادتهما ال تبقي شهادتهما حجة لكن لو كاف القاضي
حكم بما شهدا بو ال ينقض بل عليهما ضماف.
()1
قد يثبت الفرع مع عدـ ثبوت األصل.
مثبلً لو قاؿ رجل لرجل إف لك على فبلف كذا ديناراً وأنا كفيل بو فأنكر األصيل
الدين لزـ على الكفيل أداؤه.
()2
المعلق بالشرط يجب ثبوتو عند ثبوت الشرط.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا،
وىي تتمة لقاعدة "إذا سقط األصل سقط الفرع".
وشرحها أنو قد يثبت أي قد يوجد ويبقى الفرع مع عدـ ثبوت األصل أي وجوده.
أفادت ىذه القاعدة أنو ال تبلزـ بين األصل والفرع في الوجود :أما وجود األصل بدوف وجود الفرع،
كالمديوف إذا لم يكن لو كفيل ،فهو ظاىر ،إذ ليس كل أصل لو فرع.
وأما وجود الفرع بدوف وجود األصل فأمثلتو كثيرة :منها :ما في القاعدة " مثبل :لو قاؿ رجل :إف لفبلف
على فبلف دينا ،وأنا كفيل بو ،وبناء على إنكار األصيل ادعى الدائن على الكفيل بالدين لزـ الكفيل
أداؤه.
وكذا لو ادعى الزوج بدؿ الخلع على المرأة فأنكرت ،بانت ،والبينونة ىي فرع للماؿ في ال ُخلْ ِع ،وال
يلزمها الماؿ الذي ىو األصل في ال ُخ ْل ِع ( .الدر المختار ،من الخلع)
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
وشرحها أف المعلق بالشرط من األمور التي يصح تعليقها بالشرط يجب ثبوتو أي وجود المعلق عند
ثبوت الشرط أي وجوده ،التعليق :ىو ربط حصوؿ مضموف جملة بحصوؿ مضموف جملة أخرى ،سواء
كاف الربط بإحدى أدوات الشرط نحو :إف ،وإذا ،وإذا ما ،وكل ،ومتى ،وكلما ،ومتى ما ،ولو او بما=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
يلزـ مراعاة الشرط بقدر اإلمكاف.
=يقوـ مقامها في إفادة الربط المذكور من نحو ظرؼ أو حرؼ جر غير الـ التعليل أو استثناء " بإال أف
" إذا تقدمو ما ال يحتمل التأقيت ،كالطبلؽ.
كما لو قاؿ :امرأتو طالق إال أف يقدـ زيد مثبل فإنو يحمل على الشرط ،فيصير كأنو قاؿ :إف لم يقدـ زيد
فامرأتو طالق (الدر وحاشيتو ،من باب اليمين في األكل والشرب واللبس والكبلـ) أما ما يحتمل
التأقيت ،كاألمر باليد فإنو يكوف للغاية ال للشرط.
ويشترط لصحة التعليق :كوف الشرط المعلق عليو معدوما في الحاؿ ممكن الوجود عادة في المستقبل،
فالتعليق بالمحقق الوجود في الحاؿ كإف كانت السماء فوقنا :تنجيز.
وكذا التعليق بالممكن عقبل ال عادة ،كإف لم أصعد السماء ،وإف لم أقلب ىذا الحجر ذىبا ،فإنو تنجيز
يحنث بو للحاؿ.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
وشرحها أنو يلزـ مراعاة الشرط الجائز بقدر يمكن مراعاتو ،يعنى أف الشخص إذا اشترط شرطاً في عقد
أو تصرؼ وكاف الشرط جائزاً شرعاً يلزـ المحافظة على ىذا الشرط بقدر االستطاعة الممكنة ،فما زاد
عن الطاقة فبل يلزـ مراعاتو ،وكذا إذا كاف لعبادة شروط لصحتها وجوازىا فإنما يجب مراعتها بالقدر
الممكن فما زاد عن الطاقة فبل.
والمراد بمراعاة الشرط الوفاء بو ،فإنو ورد في الحديث عن أنس وعائشة رضي اهلل تعالى عنهما ،عن
النبي صلى اهلل عليو وسلم أنو قاؿ " :المسلموف عند شروطهم ما وافق الحق من ذلك ".
والمراد بالشرط ىنا المقيد بو ،ال المعلق عليو المذكور في القاعدة السابقة ،والفرؽ بين المعلق بالشرط
والمقيد بالشرط أف المعلق بالشرط عدـ قبل وجود الشرط ،ألف ما توقف حصولو على حصوؿ شيء
يتأخر بالطبع عنو .بخبلؼ المقيد بالشرط فإف تقييده ال يوجب تأخره في الوجود عن القيد ،بل سبقو
عليو كما ىو ظاىر=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
المواعيد بصورة التعاليق الزمة.
مثبلً لو قاؿ رجل آلخر بع ىذا الشيء لفبلف وإف لم يعطك ثمنو فأنا أعطيو لك فلم
يعط المشتري لزـ عليو أداء الثمن بناء على الوعد المعلق.
=ثم تقييد الشرط بالجائز إلخراج الفاسد فإف الشرط الفاسد .وىو :ما كاف فيو نفع ألحد العاقدين
مشروط في صلب العقد ،كشراء ثوب على أف يصبغو لو البائع ،أو فيو نفع لمبيع وىو من أىل
االستحقاؽ ،كشراء العبد على أف يعتقو المشتري ،فإف كل ذلك مفسد للعقد.
للمودع أمسك الوديعة بيدؾ وال تضعها ليبلً وال نهاراً ،فوضعها في بيتو فهلكت
َ مثالها إذا قاؿ ِ
المودع
لم يضمنها ألف ما شرط عليو ليس في وسعو عادة ،ولكن لو اشترط عليو أف ال يسافر بها فسافر بها
فهلكت فهو ضامن لمخالفة الشرط.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم.
وشرحها أف األصل في الوعد أنو ال يلزـ صاحبو قضاء ،وإنما كاف الوفاء بو مطلوبا ديانة ،فلو وعد
شخص آخر بقرض أو ببيع أو بهبة . .إلخ ،فليس للموعود أف يجبر الواعد على تنفيذ وعده بقوة
القضاء ،غير أف الفقهاء الحظوا أف الوعد إذا صدر معلقا على شرط فإنو يخرج عن معنى الوعد
المجرد ،ويكتسي ثوب االلتزاـ والتعهد ،فيصبح عندئذ ملزما لصاحبو ،وذلك فيما يظهر اجتنابا لتغرير
الموعود بعدما خرج الوعد مخرج التعهد ،ولذلك قاؿ ابن نجيم":ال يلزـ الوعد إال إذا كاف معلقا"،
فالمواعيد تصدر من اإلنساف فيما يمكن ويصح االلتزاـ لو شرعا ،فإذا صدرت منو بصورة التعليق أي
بأف كانت مصحوبة بادوات التعليق الدالة على الحمل أو المنع ،تكوف الزمة ،لحاجة الناس إليها.
وىذه القاعدة فرع عن قاعدة "المعلق بالشرط يجب ثبوتو عند ثبوت الشرط".
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الخراج بالضماف.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
وفِي األشباه :ىو حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجو وابن حباف من
حديث عائشة رضي اهلل عنها ،وفي بعض طرقو ذكر السبب؛ وىو {أف رجبل ابتاع عبدا فأقاـ عنده ما
شاء اهلل أف يقيم ،ثم وجد بو عيبا فخاصمو إلى النبي صلى اهلل عليو وآلو وأصحابو وسلم فرده عليو
فقاؿ الرجل :يا رسوؿ اهلل قد استعمل غبلمي فقاؿ :الخراج بالضماف}.
قاؿ أبو عبيد :الخراج في ىذا الحديث غلة العبد؛ يشتريو الرجل فيستعملو زمانا ثم يعثر منو على عيب
دلسو البائع فيرده ويأخذ جميع الثمن ويفوز بغلتو كلها؛ ألنو كاف في ضمانو ،ولو ىلك ىلك من مالو
(انتهى) وفي الفائق :كل ما خرج من شيء فهو خراجو؛ فخراج الشجرة ثمره ،وخراج الحيواف دره
ونسلو (انتهى) وذكر فخر اإلسبلـ في أصولو أف ىذا الحديث من جوامع الكلم ،ال يجوز نقلو بالمعنى.
وقاؿ أصحابنا رحمهم اهلل في باب خيار العيب :إف الزيادة المنفصلة غير المتولدة من األصل ال تمنع
الرد بالعيب ،كالكسب والغلة ،وتسلم للمشتري وال يضر حصولها لو مجانا؛ ألنها لم تكن جزءا من
المبيع فلم يملكها بالثمن ،وإنما ملكها بالضماف وبمثلو يطيب الربح للحديث ،انتهى كبلـ األشباه.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة األحكاـ العدلية ،وترتيب الآللي في سلك األمالي "،و قواعد الخادمي،
وغيرىا=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الغرـ بالغنم.
=وشرحها أف األجر وىو بدؿ المنفعة عن مدة ما ،والضماف وىو الغرامة لقيمة العين المنتفع بها أو
نقصانها ،ال يجتمعاف إذا اتحدت جهتهما ،ألف الضماف يقتضي التملك ،والمالك ال أجر عليو ،واألجر
يقتضي عدـ التملك ،وبينهما منافاة ،وإنما قيدنا بقولنا" إِذا اتّحدت جهتهما "ليخرج َما إِذا ا ْختلفت
جهتهما ،ألنو يجوز اجتماعهما عند اختبلؼ الجهة كالدابة إذا استأجرىا ليركب وحده فأردؼ من
يستمسك بنفسو ،وكانت تطيق حمل االثنين ،فعطبت بعد بلوغ المقصد ،فعليو كل األجر الستيفاء
المنفعة المرادة ،ويضمن نصف قيمتها للتعدية باالرداؼ ،وإنما ضمن النصف ألف ركوبو مأذوف فيو
وركوب اآلخر غير مأذوف فيو فكاف غاصباً في النصف ،وذلك لعدـ اتحاد جهة األجر وجهة الضماف،
وللتفصيل فليراجع إلى ردالمحتار من اإلجارة ،وشرح المجلة لؤلتاسي ،ودرر الحكاـ لعلي حيدر.
ويتفرع على ىذه القاعدة فروع :منها انو من استأجر دابة وتعدى إلى مكاف آخر ولَم ينتفع بها مطلقا،
وسلمها فبل أجر لو ألنو في معرض الضماف كالغاصب.
ومنها أنو استأجر دابة وتعدى ثم انتفع بها وسلمها فهو في معرض الضماف وال أجر عليو.
ومنها انو لو غصب رجل بعير آخر واستعملو حتى ىلك أو ىزؿ وطرأ على قيمتو نقصاف فضمن لصاحبو
قيمتو أو نقصاف قيمتو فبل أجر عليو.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
ىذه عكس القاعدة "الخراج بالضماف" يعني إذا كاف النفع بمقابلة الضرر فالضرر يتحمل بمقابلة النفع.
ثم ال فرؽ في الغرـ بين أف يكوف مشروعا كمؤونة تعمير الملك المشترؾ فإنها عليهم بمقابلة انتفاعهم
بو انتفاع المبلؾ ،وكمؤونة كري النهر المشترؾ وتعمير حافاتو وتطهير مائو ،فإنها على الشركاء فيو
بمقابلة انتفاعهم بحق الشرب.
أو يكوف غير مشروع ،كالتكاليف األميرية التي تطرح على األمبلؾ ،فإنها على أربابها بمقابلة سبلمة
أمبلكهم.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو ،وغيرىا.
واحتوت ىذه القاعدة على جملتين :األولى منهما متحدة المآؿ لقاعدة الخراج بالضماف ،والثانية منهما
متحدة المآؿ لقاعدة الغرـ بالغنم فما يتفرع على كل من القاعدتين المذكورتين يتفرع على متحدتها من
جملتي ىذه القاعدة ،ولكن ىذه القاعدة مشتملة على زيادة وىي أف النعمة والنقمة كل واحد بقدر
مقابلو فيما يمكن فيو محافظة التقدير.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،والوجيز في إيضاح قواعد
الفقو.
وشرحها أنو يضاؼ الفعل أي ينسب حكمو ،ألف الشرع يبحث عن أفعاؿ المكلفين من حيث أحكامها،
ال من حيث ذواتها إلى الفاعل ويقتصر عليو إذا كاف عاقبل بالغا ،ولم يصح أمر اآلمر في زعم المأمور،
ألنو الفاعل ىو العلة للفعل ،وال ينسب الفعل إلى اآلمر بو ،ألف األمر بالتصرؼ في ملك الغير باطل
كما في المادة ٘ ٜمن المجلة ،ومتى بطل األمر لم يضمن اآلمر ،وألف اآلمر قد يكوف سببا والفاعل
علة ،واألصل في المعلوالت أف تضاؼ إلى عللها ،ألنها ىي المؤثرة فيها ،ال إلى أسبابها ،ألنها موصلة
إليها في الجملة ،والموصل دوف المؤثر.
ثم إنما ينسب حكم الفعل إلى الفاعل دوف اآلمر ما لم يكن اآلمر مجبرا أي مكرىا للفاعل على
الفعل ،فإذا كاف مكرىا لو عليو فحينئذ تنسب ما يمكن نسبتو من حكم الفعل إليو ،ال إلى الفاعل ،ألف
الفاعل باإلكراه صار كاآللة في يد المكره=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
إذا اجتمع المباشر والمتسبب يضاؼ الحكم إلى المباشر.
=مثالها لو قاؿ إنساف آلخر :أتلف ماؿ فبلف ففعل كاف الضماف على المأمور إذا فعل حيث ال يعد
اآلمر مجبرا شرعا كما يعلم من باب اإلكراه وألف اآلمر إذا لم يكن مالكا فأمره بالتصرؼ في ملك الغير
باطل.
ثم إنما قيدنا اقتصار الحكم على الفاعل بقولنا " :إذا كاف عاقبل بالغا ألنو إذا لم يكن كذلك ،بأف كاف
غير عاقل ،أو كاف صبيا فإف الفعل يضاؼ إليو ويضمن ثم يرجع وليو على اآلمر مثاؿ ذلك لو أمر رجل
بالغ عاقل صبيا أو مجنوناً بإتبلؼ ماؿ فأتلفو الصبي أو المجنوف فالضماف في ماؿ الصبي أو المجنوف
حسب المادة (ٓ )ٜٙإال أف لوليو الرجوع على اآلمر بما دفعو من ماؿ الصبي بخبلؼ ما لو كاف اآلمر
صبيا فليس للولي حق الرجوع عليو وقيدنا أيضا اقتصار الحكم على الفاعل بقولنا " :ولم يصح أمر
اآلمر في زعم المأمور ،ألنو لو صح في زعمو فإنو يرجع عليو بما ضمن وإف كاف األمر غير صحيح في
الواقع ،وفي الدر المختار وحاشيتو من آخر الغصب :وإذا أمره بحفر باب في حائط الغير غرـ الحافر
ورجع على اآلمر (أشباه) وىذا فيما إذا قاؿ :احفر لي ،أو قاؿ احفر في حائطي ،أو كاف ساكنا في تلك
الدار ،أو استأجره على ذلك ،ألف ذلك كلو من عبلمات الملك ،وإال فبل يرجع ،ألف األمر لم يصح
بزعم المأمور .انتهى.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واألشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
وشرحها أنو إذا اجتمع المباشر للفعل ،أي الفاعل لو بالذات والمتسبب لو ،أي المفضي والموصل إلى
وقوعو يضاؼ الحكم إلى المباشر لما تقدـ من أف الفاعل ىو العلة المؤثرة ،واألصل في األحكاـ أف
تضاؼ إلى عللها المؤثرة ال إلى أسبابها الموصلة ،ألف تلك أقوى وأقرب ،إذ المتسبب ىو الذي تخلل
بين فعلو واألثر المترتب عليو ،من تلف أو غيره ،فعل فاعل مختار ،والمباشر ىو الذي يحصل األثر
بفعلو من غير أف يتخلل بينهما فعل فاعل مختار ،فكاف أقرب إلضافة الحكم إليو من المتسبب=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
مثبلً لو حفر رجل بئراً في الطريق العاـ فألقى أحد حيواف شخص في ذلك البئر
ضمن الذي ألقى الحيواف وال شيء على حافر البئر.
()1
الجواز الشرعي ينافي الضماف.
لو حفر إنساف في ملكو بئراً فوقع فيو حيواف رجل وىلك ال يضمن حافر البئر
شيئًا.
=مثالها أنو لو حفر رجل بئراً في الطريق العاـ ببل إذف ولي األمر ،فألقى أحد حيواف شخص في تلك
البئر ،ضمن الذي ألقى الحيواف ،ألنو العلة المؤثرة ولم يتخلل بين فعلو والتلف فعل فاعل مختار ،دوف
حافر البئر ،ألنو وإف كاف فعلو مفضيا وموصبل إلى التلف ،إال أف التلف لم يحصل بفعلو ،بل تخلل بين
فعلو والتلف فعل فاعل مختار ،وىو مباشر اإللقاء ببل واسطة ،فكاف الضماف عليو .حتى لو لم يتخلل
ألقي فيو حيواف ببل صنع أحد ضمن الحافر إذا كاف متعديا بأف
بين فعلو والتلف فعل فاعل مختار بأف َ
كاف حفره بغير إذف ولي األمر.
واستثني منها ما لو دؿ المودع السارؽ على الوديعة فإنو يضمن لترؾ الحفظ ،وكذا اإلفتاء بتضمين
الساعي ،وىو قوؿ المتأخرين لغلبة السعاية ،كما في األشباه البن نجيم.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
وشرحها أف الجواز الشرعي وىو كوف األمر مباحا ،فعبل كاف أو تركا ينافي الضماف لما حصل بذلك
األمر الجائز من التلف ،ولكن بشرط أف ال يكوف ذلك األمر الجائز مقيدا بشرط السبلمة ،وذلك ألف
الضماف يستدعي سبق التعدي ،والجواز الشرعي يأبى وجوده ،فتنافيا.
ثم إنما شرطنا لعدـ الضماف أف ال يكوف الفعل الجائز مقيدا بشرط السبلمة ،ليخرج ما لو تلف بمروره
بالطريق العاـ شيء ،فيضمن .ألف مروره ذلك وإف كاف مباحا لكنو مقيد بشرط السبلمة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
المباشر ضامن وإف لم يتعمد.
()2
المتسبب ال يضمن إالّ بالتعمد.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
وشرحها أف المباشر للفعل ضامن لما تلف بفعلو إذا كاف متعديا فيو ،ويكفي لكونو متعديا أف يتصل فعلو
في غير ملكو بما ال مسوغ لو فيو سواء كاف نفس الفعل سائغا ،أو غير سائغ وإف لم يتعمد اإلتبلؼ،
ألف الخطأ يرفع عنو إثم مباشرة اإلتبلؼ وال يرفع عنو ضماف المتلف بعد أف كاف متعديا ،وألف المباشرة
علة صالحة وسبب مستقل لئلتبلؼ ،فبل يصلح عدـ التعمد أف يكوف عذرا مسقطا للحكم ،وىو
الضماف.
مثاؿ ما يكوف نفس فعلو سائغاً ما لو أراد رمي الصيد أو الكافر فأصاب رميو مسلماً فهو يضمن في
الصورتين.
ومثاؿ ما لم يكن نفس فعلو سائغاً ما لو أراد ضرب معصوـ أو رميو فأصاب آخر.
وإنما قيدنا ضماف المباشر بما إذا كاف متعديا ليخرج ما لو قتل اإلنساف َمن جاء ليقتلو أو ليأخذ مالو،
وكاف ال يمكن دفعو إال بالقتل ،فإنو ال يضمن مع أنو مباشر للفعل ،وذلك لكونو غير متعد ولو فيو
مسوغ.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أف المتسبب للضرر ،وىو فاعل ما يفضي ويوصل إليو ال يضمن ما أفضى إليو عملو من الضرر،
ألنو بانفراده ال يصلح علة مستقلة لئلتبلؼ إال إذا كاف متعديا كما في المادة -ٜٕٗ -من المجلة،
ويكفي في كونو متعديا أف يتصل فعلو في غير ملكو بما ال مسوغ لو ،كما تقدـ في القاعدة السابقة.
يعني بالتعمد :أف يقصد بالفعل األثر المترتب عليو .وال يشترط أف يقصد أيضا ما يترتب على ذلك
األثر .مثبل :لو رمى بالبندقية فخافت الدابة فندت وأتلفت شيئا فإنو يشترط لصيرورتو ضامنا أف يكوف
قصد اإلخافة فقط كما في المادة -ٜٕٖ -من المجلة ،وال يشترط لصيرورتو ضامنا أكثر من ذلك=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
جناية العجماء جبار.
()2
األمر بالتصرؼ في ملك الغير باطل.
=بأف يكوف قصد اإلخافة ألجل اإلتبلؼ ،كما أنو يكفي لتضمينو بسوقها أف يكوف قصد بالسوؽ أثره
المترتب عليو وىو سيرىا ،وال يشترط أف يكوف قصد سيرىا لتتلف.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وأصلها ما روي عن أبي ىريرة :أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ،قاؿ« :العجماء جرحها جبار" رواه
البخاري ومسلم ،وغيرىما.
وشرحها أف جناية العجماء أي ما تفعلو البهيمة من اإلضرار بالنفس أو بالماؿ " جبار " أي ىدر وباطل
ال حكم لو ،إذا لم يكن منبعثا عن فعل فاعل مختار ،كسائق أو قائد أو راكب أو ضارب أو ناخس أو
فاعل لئلخافة .أما إذا كاف منبعثا عن فعل فاعل مختار فقد جاء تفصيل أحكامو في الفصل الرابع من
الباب الثاني من كتاب الغصب ،من المجلة المادة ٜٕٜوما بعدىا.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أف األمر بالتصرؼ في ملك الغير أي غير اآلمر باطل أي ال حكم لو إذا كاف المأمور عاقبل
بالغا ولم يكن اآلمر مجبرا للمأمور ولم يصح أمر اآلمر في زعم المأمور ،وتكوف العهدة فيو حينئذ على
المأمور المتصرؼ ،ألنو العلة المؤثرة واآلمر سبب .واألصل اإلضافة إلى العلل المؤثرة ال إلى األسباب
المفضية الموصلة كما تقدـ جميعو مبينا في الكبلـ على القاعدة ، -ٛٛوألف أمر اآلمر إذا كاف كذلك
ال يجاوز أف يكوف مشورة ،وىي غير ملزمة للمأمور ،وال تصلح مستندا لو لتبرير عملو.
ومثالها ما إذا أودع رجل مالو عند آخر ،وقاؿ لو إف مت فادفعو إلى فبلف وىو غير وارث ،فدفعو إليو
ضمن للوارث ،ألف ِ
المودع أمر بالتصرؼ بملك غيره وىو الوارث ،فإف ملك المودع انتهى بموتو ،ودخل
في ملك الوارث ،وال يلزـ ألجل بطبلف األمر بالتصرؼ في ملك الغير أف يكوف ملك ذلك الغير قائما
حين األمر بل يكفي أف يكوف قائما حين التصرؼ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ال يجوز ألحد أف يتصرؼ في ملك الغير إالّ بإذنو.
()2
ال يجوز ألحد أف يأخذ ماؿ الغير ببل سبب شرعي.
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أنو إذا تصرؼ إنساف في ملك الغير باستهبلؾ الكل أو البعض فهذا الفعل يعتبر تعدياً ألنو
تصرؼ فعلي في ملك الغير بدوف إذنو ويكوف المتصرؼ في حكم الغاصب فهو ضامن للضرر.
وإذا تصرؼ تصرفاً قولياً بطريق التعاقد كبيع أو ىبة أو إجارة ،فإف أعقبو المتصرؼ بالتسليم انقلب
التصرؼ فعلياً وحكمو حكمو ،وإف لم يعقبو بالتسليم كاف فضولياً ،وعقد الفضولي يتوقف على إجازة
المالك إف أجازه صح وإال بطل.
ويقوـ مقاـ إذف المالك إذف من لو حق اإلذف من نائب أو وكيل أو ولي أو وصي أو حاكم.
وإذف المالك أعم من أف يكوف قبل التصرؼ كإذنو للوكيل أو بعد التصرؼ كإذنو للفضولي.
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وقواعد الخادمي ،وشرح القواعد الفقهية ،وغيرىا.
وشرحها أنو ال يجوز ألحد أخذ ماؿ الغير واالستيبلء عليو سواء كاف اآلخذ إماما إو أفرادا سواء كاف
والد مالك أو ولده أو غيرىما من األقرباء أو األجانب بغير سبب شرعي يجيز ذلك ويبيحو ،أو إذف
صاحبو ،وإف أخذه كاف اآلخذ غاصباً.
آثما وضامناً لما أخذه ،ألف حقوؽ العباد محترمة ،وأما إذا كاف اآلخذ بحق وسبب شرعي فيجوز األخذ
ولو بدوف رضا صاحب الماؿ.
ثم إذا كاف السبب شرعيا في الظاىر ولكن لم يكن في الواقع ونفس األمر حقيقيا ،كالصلح عن دعوى
كاذبة على بدؿ ،فإف بدؿ ذلك الصلح يقضى لو بو ،ولكن ال يحل لو ،ويجب عليو ديانة رده إف أخذه
وإف كاف السبب في الظاىر شرعيا وقضى بو القاضي ،ألنو رشوة _ ،والحالة ىذه _ أخذه لقاء كف
ظلمو وتعديو بهذه الدعوى الكاذبة التي ال تسوغ لو أخذ البدؿ فيما بينو وبين ربو سبحانو .فقد روى
البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجو ومالك وأحمد في مسنده عن النبي صلى=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
تبدؿ سبب الملك قائم مقاـ تبدؿ الذات.
()2
من استعجل الشيء قبل أوانو عوقب بحرمانو.
=اهلل عليو وسلم أنو قاؿ " :إنما أنا بشر ،وإنكم تختصموف إلي ،فلعل بعضكم أف يكوف ألحن بحجتو
من بعض فأقضي لو على نحو ما أسمع ،فمن قضيت لو بحق]أخيو[ فإنما ىي قطعة من النار فليأخذىا
أو ليتركها ".
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وقواعد الخادمي ،وغيرىا.
وشرحها أف تبدؿ سبب الملك وعلتو قائم مقاـ تبدؿ الذات وعامل عملو.
واألصل في ذلك ما ورد صحيحا في لحم أىدتو بريرة للنبي صلى اهلل عليو وسلم فقيل لو :إنو تصدؽ بو
عليها ،فقاؿ " :ىو عليها صدقة ولنا ىدية " فأقاـ صلى اهلل عليو وسلم تبدؿ سبب الملك ،من التصدؽ
إلى اإلىداء ،فيما ىو محظور عليو ،وىو الصدقة ،مقاـ تبدؿ العين.
ومثالها ما باع عقارا لغيره ،وكاف لو شفيع ،فسلم الشفيع الشفعة للمشتري ،ثم تقايل البائع مع المشتري
البيع ،فللشفيع أف يأخذ العقار من البائع بالشفعة حيث كاف عوده إليو بسبب جديد وىو اإلقالة ،ألنها
بيع جديد في حق ثالث ،والشفيع ىنا ثالثهما( .الدر المختار ،من الشفعة من باب ما تثبت ىي فيو)
( )2ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،واالشباه والنظائر البن نجيم ،وشرح القواعد الفقهية،
وغيرىا.
وشرحها من استعجل الشيء " الذي وضع لو سبب عاـ مطرد ،وطلب الحصوؿ عليو " قبل أوانو " أي
قبل وقت حلوؿ سببو العاـ ،ولم يستسلم إلى ذلك السبب الموضوع ،بل عدؿ عنو وقصد تحصيل
ذلك الشيء بغير ذلك السبب قبل ذلك األواف " عوقب بحرمانو " ألنو افتأت وتجاوز ،فيكوف
باستعجالو ىذا أقدـ على تحصيلو بسبب محظور فيعاقب بحرمانو ثمرة عملو التي قصد تحصيلها بذلك
السبب الخاص المحظور=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
(المجلة ()1
من سعى في نقض ما تم من جهتو فسعيو مردود عليو.
الشرعية في االحكاـ العدلية)
=ومثالها ما لو طلق امرأتو في مرض موتو ثم مات وىي في العدة فإنها ترث منو ردا لعملو فإف السبب
العاـ الذي يمنع أحد الزوجين ال على التعيين من إرثو من اآلخر ىو تقدـ موتو ،وىذا يحتمل وقوعو
عليو أو عليها ،فلما أراد الزوج التنصل عن ىذا السبب الموضوع بوجو عاـ والخروج من دائرة احتماؿ
وقوعو عليو دونها وعمل على حصر عدـ اإلرث في جانبها بهذا السبب الخاص المحظور استعمالو
لمثل ىذا المقصد السيئ عوقب برد عملو ىذا عليو وحرمانو ثمرتو بتوريثها منو.
(تنبيو) المستعجل على الشيء قبل أوانو إنما يعاقب بحرمانو ورد عملو عليو بقدر اإلمكاف ،فإف أمكن
رد كل العمل ،كما في المثاؿ المتقدـ ،فبها وإال فبقدر ما يمكن ،فلو وقعت الفرقة بين الزوجين من
قبل المرأة بحرمة المصاىرة ،كإرضاعها ضرتها الصغيرة مثبل ،فإنو ال يمكن رد عملها عليها بإرجاعها إلى
زوجها والحالة ىذه ،ولكن ينظر فإف جاءت الفرقة من قبلها قبل الدخوؿ سقط المهر ،وإف جاءت بعد
الدخوؿ تقرر المهر كلو على الزوج ،ولكن تسقط نفقة العدة عنو ،وال يمكن رد عملها عليها بأكثر من
ىذا ،ألف سقوط المهر حينئذ يجعل الدخوؿ السابق ببل مهر وال حد ،وىو ال يكوف ألف الوطء في دار
اإلسبلـ ال يخلو عن عقوبة حد أو مهر( .شرح القواعد الفقهية)
( )1ذكر ىذه القاعدة في مجلة االحكاـ العدلية ،وشرح القواعد الفقهية ،وترتيب البللي في سلك
األمالي ،وغيرىا.
وشرحها من سعى في نقض ما تم انبرامو من جهتو وكاف ال يتعلق بو حق صغير أو حق وقف فسعيو
مردود عليو ،ألنو والحالة ىذه يكوف متناقضا في سعيو بذلك مع ما كاف أتمو وأبرمو ،والدعوى
المتناقضة ال تسمع=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ومثالها ما إذا أقر ثم ادعى الخطأ في اإلقرار فإنو ال يسمع منو ،وكذا إذا ضمن رجل الدرؾ لمشتري
الدار ،ثم ادعى شفعة فيها أو ملكا لها ،فإنو ال يسمع منو ،ألف ضماف الدرؾ للمشتري يتضمن ببل شك
تقرير سبلمة المبيع لو ،ودعواه الشفعة أو الملك فيها تنقضو فبل تسمع.
ويستثنى منها مسائل منها إذا اشترى عبدا وقبضو ثم ادعى أف البائع باعو قبلو من فبلف الغائب بكذا
وبرىن ،فإنو تقبل.
ومنها إذا وىب جارية واستولدىا الموىوب لو ،ثم ادعى الواىب أنو كاف دبرىا أو استولدىا ،وبرىن تقبل
ويستردىا والعقر ،كذا في األشباه البن نجيم بحوالة الخبلصة والبزازية.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الدعوى قوؿ مقبوؿ عند القاضي أو المح ّكم يقصد بو إما طلب حق
معلوـ قِبَل غيره أو دفع الغير عن حق نفسو فشمل دعوى الحق ودعوى دفع التعرض
()1
كليهما دوف دعوى قطع النزاع.
صورة دعوى دفع التعرض أف يدعي رجل عند القاضي على آخر انو
يتعرض لو في داره المملوكة لو أو الموضوعة يده عليها فهذه الدعوى يسمعها القاضي منو
وينهى المتعرض عن تعرضو حيث ال حجة لو فإف وجد حجة بعد ذلك جاز لو أف يتعرض
()2
بها ،وىذه الدعوى في قبولها خبلؼ والفتوى على قبولها.
دعوى قطع النزاع غير مسموعة باالتفاؽ ،وصورتها أف يأتي شخص إلى
علي حقاً في داري ويطلب منو أف يحضره فإف كاف لو حق
القاضي ويقوؿ لو إف فبلناً يدعي ّ
فيها أثبتو أمامو وإالّ يشهد على نفسو باالبراء فالقاضي ال يسمع ىذه الدعوى ألف فيها
إجباراً لصاحب الحق على أف ي ّدعي بحقو وصاحب الحق ال يجبر على طلبو.
( )1فإف دعوى قطع النزاع غير مسموعة كما في الدر المختار من أوؿ كتاب الدعوى ،والفرؽ بين
دعوى دفع التعرض ودعوى قطع النزاع كما في ردالمحتار من أوؿ كتاب الدعوى أف في األوؿ إنما
يدعي عليو أنو يتعرض لو في كذا بغير حق ويطالبو في دفع التعرض فدعواه مسموعة ،وفِي الثاني :إنما
يدعي أنو إف كاف لو شيء يدعيو وإال يشهد على نفسو باإلبراء ،ودعواه غير مسموعة ،ألف فيو جبر
المدعي على الدعوى.
( )2كما في الدر المختار من أوؿ كتاب الدعوى نقبلً عن البزازية.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1كما في مجلة االحكاـ المادة )ٔٙٔٙ-وكذا ال تصح الدعوى عليهما حتى ال يلزـ الجواب وال
تسمع البينة ألنهما مبنياف على الدعوى الصحيحة.
( )2كما في مجلة االحكاـ المادة ، )ٜٔٙٔ-ومعلومية المدعى بو ستأتي في المواد اآلتية جملتها
أنها تكوف بشيئين باإلشارة وببياف الوصف ،والتعريف باإلشارة يكوف صحيحا في تعريف كل نوع من=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=المدعى بو الموجود الحاضر سواء كاف المدعى بو عينا منقوال ،أو كاف عقارا ،والتعريف بالوصف
يكوف في المدعى بو الغائب وغير الموجود ،وتختلف صور التعريف باختبلؼ المدعى بو ،فإف كاف
المدعى بو عقاراً يحصل تعريفو ببياف بلده وقريتو ،أو محلتو وزقاقو وحدوده األربعة ،أو الثبلثة وأسماء
أصحاب حدوده إف كاف لها أصحاب مع أسماء آبائهم وأجدادىم لكن يكفي ذكر اسم الرجل المعروؼ
المشهور ،وال حاجة إلى ذكر اسم أبيو وجده حسب ما جاء في المادة (ٖٕ )ٔٙمن المجلة ،وإذا كاف
غير عقار فيعرؼ ببياف جنسو ونوعو ووصفو ومقداره ،وإذا كاف المدعى بو دينا يلزـ المدعي بياف جنسو
ونوعو ووصفو ومقداره مثبل يلزـ أف يبين جنسو بقولو ذىبا أو فضة ونوعو بقولو سكة عثمانية أو سكة
إنكليزية ووصفو بقولو سكة خالصة أو مغشوشة مع بياف مقداره ،ولكن إذا ادعى بقولو كذا قرشا على
اإلطبلؽ تصح دعواه وتصرؼ على القروش المعروفة في عرؼ البلدة ،على ما في المادة )ٕٔٙٙ-من
المجلة ،والتفصيل في شرحي المجلة لعلي حيدر واألتاسي.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
دعوى اإلبراء بالمجهوؿ صحيحة ،كل ىذه المواد المذكورة مأخوذة من
()1
كتاب األصوؿ القضائية من المرافعات الشرعية في الفقو الحنفي.
لو قاؿ لي عليو شيء من فضلة حساب ال اعلم قدره وقامت لو بينة
أنهما تحاسبا وبقيت لو بقية ال علم لهم بقدرىا فدعواه في ىذه الصورة مسموعة.
ولو ادعى حقاً في ىذه الدار أو األرض وقامت لو بينة أف لو فيها حقاً
ال يعلموف قدره فهي دعوى مسموعة(،معين الحكاـ) ( )2وإنما صحت الدعوى في ىذه
المسائل السبع بالمجهوؿ لكي ال يتضرر المدعي ويتوصل إلى الحق إذ ربما ال يعلم قدر
قيمتو أو حقو في ىذه الصور.
بقية شرائط صحة الدعوى:
الشرط الثالث :يشترط لصحة الدعوى أف تكوف بمجلس القضاء أو
المحكم فَػلَو حصلت في غيرىما فبل يترتب عليها أحكامها السابقة.
الشرط الرابع :يشترط لصحة الدعوى عند اإلماـ أف تكوف بلساف
المدعي بعينو إذا لم يكن لو عذر يمنعو من الحضور أماـ القاضي بأف يكوف غائباً أو مريضاً
( )1كذا ذُكرت ىذه المستثنيات الخمس في ردالمحتار في أوائل كتاب الدعوى.
( )2معين الحكاـ من القسم الثالث في ذكر الدعاوى وأقسامها الفصل األوؿ في الدعوى الصحيحة.
(جٔصٖٖٗ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
أو إمرأة مخدرة ،فَػلَو وكل بدوف تلك األعذار ولَم يرض المدعى عليو لم تصح دعواه،
()2
وعند الصاحبين ال يشترط ىذا الشرط( )1ورأي الصاحبين ىو المعموؿ.
الشرط الخامس :يشترط أف يكوف المدعى بو مما يحتمل الثبوت بأف
ال يكوف مستحيبلً عقبلً فَػلَو كاف مما يستحيل ثبوتو عقبلً كدعوى شخص صغير السن على
آخر كبير ال يولد مثلو لمثلو أنو ابنو أو دعوى شخص على آخر معروؼ النسب من أبيو أنو
ابنو ال تصح.
الشرط السادس :يشترط أف ال يكوف المدعى بو مستحيبل عادة كدعوى
رجل معروؼ بالفقر على آخر أف لو عنده أمواالً عظيمة لنفسو أقرضو إياىا أو أودعو دفعة
()3
واحدة لم تصح الدعوى ،بهذا جزـ ابن الغَ ْر ِ
س في الفواكو البدرية.
الشرط السابع :يشترط أف تكوف الدعوى ملزمة للخصم على شيء
على فرض ثبوتها ،فَػلَو لم يترتب عليها إلزاـ الخصم بشيء على فرض ثبوتها لم تصح،
مثاؿ ذلك أف يدعي شخص على آخر حاضر أنو وكلو فالقاضي ال يسمع ىذه الدعوى الف
( )1في ردالمحتار (جٗص )ٗٗٙقاؿ في الهداية :ال خبلؼ في الجواز إنما الخبلؼ في اللزوـ ،يعني
ىل ترتد الوكالة برد الخصم عند أبي حنيفة نعم وعندىما ال ويجبر،جوىرة،آىػ.
( )2في الدر المختار :وبقوؿ الصاحبين قالت الثبلثة ،وعليو فتوى أبي الليث وغيره ،واختاره العتابي،
وصححو في النهاية ،والمختار للفتوى تفويضو للحاكم درر،آىػ ،وفِي ردالمحتار :وفي الزيلعي :أي أف
القاضي إذا علم من الخصم التعنت في اإلباء عن قبوؿ التوكيل ال يمكنو من ذلك ،وإف علم من الموكل
قصد اإلضرار لخصمو ال يقبل منو التوكيل إال برضا اىػ( .جٗص)ٗٗٙ
( )3الفواكو البدرية ص٘ٓٔ).
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المدعى عليو يقدر أف يعزلو في الحاؿ فعلى تقدير ثبوتها ال يلزـ بشيء ( .من كتاب
األصوؿ القضائية لعلي قراعة المصري)
لو ادعى رجل على رجل ىبة ،والهبة ال تلزـ بالقوؿ وللواىب الرجوع ما
لم تقبض فبل يصح وال يلزـ المدعى عليو الجواب عن ذلك ألف المدعى عليو لو قاؿ
()1
رجعت فبل يلزـ مطالبتو بشيء ،وكذا الوصايا التي لو الرجوع عنها ( .معين الحكاـ)
الشرط الثامن :يشترط لصحة الدعوى عدـ التناقض فيها( )2مثالو رجل
يقر أماـ القاضي بعين في يده لغيره فيأمره القاضي بتسليمها لو فيدعي بعد ذلك أنو اشترى
ىذه العين من المقر لو بتاريخ سابق على وقت االقرار ،فبذلك يكوف متناقضاً ،إذ ىو
بإقراره األوؿ معترؼ بملكية غيره في تاريخ إقراره ،وبدعواه الثانية يكوف مدعياً أنو المالك
( )1معين الحكاـ من القسم الثالث في ذكر الدعاوى وأقسامها ذكر شروط الدعوى.
( )2قاؿ أبو الليث :التناقض يمنع الدعوى لغيره كما يمنع لنفسو ،من أقر بعين لغيره فكما ال يملك أف
يدعيو لنفسو ال يملك أف يدعيو لغيره بوكالة أو بوصاية( ،معين الحكاـ الباب الثبلثوف في القضاء
بالتناقض في الدعوى جٕصٓ )ٜٔوفِي المادة -ٕٔٙ٘-من المجلة :يتحقق التناقض في كبلـ
الشخصين الذين ىما في حكم المتكلم الواحد كالوكيل والموكل والوارث والمورث فإذا اقاـ الوكيل
دعوى منافية للدعوى التي سبقت من الموكل في خصوص واحد ال تصح ،آىػ.
وكذا يتحقق التناقض المانع لصحة الدعوى بين فعل وكبلـ أو بين سكوت وكبلـ كما لو استشرى أحد
ماال ثم ادعى بعد ذلك الماؿ كاف تناقضا ،وقد حصل ىذا التناقض بين االستشراء الذي ىو فعل وبين
الدعوى التي ىي كبلـ ،وكما لو باع أحد ماال في حضور والده على كونو ملكا لو فلو ادعى بعد ذلك
والده الذي سكت حين البيع كاف تناقضا وىذا التناقض حاصل بين السكوت والكبلـ ،كذا في درر
الحكاـ في شرح المادة .)ٔٙٔ٘-
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
في ذلك التاريخ ،وما ىذا إالّ تناقض ،ووجو عدـ سماع ىذه الدعوى استحالة ثبوت الشيء
وضده ،وللتناقض أمثلة كثيرة ،لكن الفقهاء استثنوا مسائل تسمع فيها الدعوى مع التناقض
لخفاء اسبابها( .من المحل المذبور)
ادعى على مجهوؿ النسب أنو ابني من الزنا ثم أدعى أنو ابنو من
النكاح تصح ألف النسب يبني على العلوؽ وىو مما يخفى.
أقر مجهوؿ النسب أنو رقيق لفبلف ثم أدعى عليو أنو أعتقو قبل وقت
إقراره بالعتق صحت ،ألف العتق مما ينفرد بو السيد فيخفي على العبد.
أقرت المرأة أنها في نكاح زوجها ثم أدعت بع ُد أنو طلقها قبل وقت
إقرارىا األوؿ سمعت منها الدعوى وإف كانت متناقضة فيها ألف الزوج ينفرد بالطبلؽ فهو
التي تخفى اسبابها إذا وجد فيها ()1
مما يخفى عليها،وىكذا الحكم في جميع المسائل
تناقض ال يمنع من سماع الدعوى ما داـ باقياً فَػلَو ارتفع لم يمنع من صحة الدعوى لعدـ
وجوده.
( )1فيو إشارة إلى أف ما يعفى فيو التناقض ليس منحصراً في ىذه الثبلثة بل أف كل ما كاف مبنيا على
الخفاء يعفى فيو التناقض ،كذا في شرح المجلة لؤلتاسي ج٘ص٘ٗٔ).
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ظاىر المجلة اختيار التوفيق بالفعل حيث قاؿ في المادة -ٔٙ٘ٚ-لو أمكن توفيق الكبلمين
اللذين يرياف متناقضين ووفقهما المدعي ،آىػ وفِي درر الحكاـ :وال يرتفع التناقض بإمكاف التوفيق فقط
أي لو أمكن توفيق الكبلمين اللذين يرياف متناقضين ولم يوفقهما المدعي بالفعل فبل يرتفع التناقض
استحسانا وعلى القوؿ األصح ويؤخذ من ظاىر عبارة المجلة أنها اختارت ىذا القوؿ .وفي الكبلـ
المتناقض على ىذه الصورة ثبلثة احتماالت :األوؿ -أف يكوف توفيق الكبلمين اللذين يرياف متناقضين
غير ممكن ،الثاني -أف يكوف توفيقو ممكنا ولم يجر التوفيق ،الثالث -أف يكوف توفيقو ممكنا ويوفق،
ففي االحتماؿ األوؿ تكوف الدعوى غير صحيحة وفي االحتماؿ الثالث تكوف صحيحة .أما في
االحتماؿ الثاني ففيو أقواؿ أربعة - ٔ- :يلزـ توفيقو بالفعل وال يكفي فيو إمكاف التوفيق - ٕ- ،يكفي
إمكاف التوفيق فيو ،سواء كاف التناقض من المدعي أو المدعى عليو وكاف وجو التوفيق متحدا أو غير
متحد - ٖ- ،إذا كاف التناقض من المدعي فيلزـ فيو التوفيق بالفعل وال يكفي إمكاف التوفيق .أما إذا
كاف التناقض من المدعى عليو فيكفي إمكاف التوفيق؛ ألف الظاىر عند اإلمكاف وجود التوفيق والظاىر
حجة في الدفع وليس حجة في االستحقاؽ ولذلك فالظاىر يكفي في الدفع وال يكفي في االستحقاؽ،
- ٗ-إذا كاف وجو التوفيق متحدا فيكفي فيو إمكاف التوفيق أما إذا كاف وجو التوفيق متعددا فبل يكفي
فيو إمكاف التوفيق بل يشترط التوفيق بالفعل ،انتهى كبلـ درر الحكاـ مختصراً.
وفِي ردالمحتار قلت :وذكر في البحر ىناؾ أف االكتفاء بإمكاف التوفيق ىو القياس واالستحساف أف
التوفيق بالفعل شرط وذكر محشيو الرملي عن منية المفتي أف جواب االستحساف ىو األصح اىػ وفي
جامع الفصولين بعد حكاية الخبلؼ واألصوب عندي أف التناقص إذا كاف ظاىر السلب واإليجاب
والتوفيق خفيا ال يكفي إمكاف التوفيق وإال ينبغي أف يكفي اإلمكاف ،آىػ( .جٗص)ٕٜٔ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يرتفع التناقض أيضاً بتصديق الخصم كمن أدعى ألفاً بسبب القرض ثم
أدعاىا بسبب الكفالة فصدقو المدعى عليو في دعواه اآلخر ( )1جاز ذلك وارتفع التناقض
وألزـ المدعى عليو بما أقر بو.
يرتفع التناقض بقوؿ المتناقض "تركت الكبلـ األوؿ" بشرط إمكاف
حمل أحد الكبلمين على اآلخر كما إذا ادعاه بسبب فدفعو المدعى عليو بأنك كنت
ادعيت قبل ىذا بدوف سبب فقاؿ المدعي اآلف أدعيو بهذا السبب وتركت الكبلـ األوؿ
يقبل منو ذلك وارتفع التناقض ألنو يصح حمل الكبلـ األوؿ على اآلخير.
يرتفع التناقض بتكذيب الحاكم لو كما إذا استحق المبيع من المشتري
ببرىاف وحكم القاضي بو للمستحق وبعد ذلك أراد المشتري أف يرجع بالثمن الذي دفعو
على البائع جاز لو ذلك ،وال يقاؿ إنو مناقض بإقراره لملكية البائع وقت الشراء ،وإنكاره
لهذه الملكية بدعوى استحقاقو الرجوع على البائع بالثمن ألنو ارتفع بتكذيب الحاكم حيث
حكم بملكية المستحق للمبيع( )2وىكذا في كل مسألة وكل تناقض سواء كاف من مدع أو
شاىد أو مدعى عليو ،وسواء كاف ذلك التناقض من متكلم واحد أو من متكلمين ،كذا في
األصوؿ القضائية.
الشرط التاسع :يشترط حضرة الخصم فبل تسمع الدعوى والبينة إال
على الخصم الحاضر إال إذا التمس بذلك كتاباً حكمياً للقضاء فيجيبو القاضي ويكتب إلى
( )1في شرح المجلة لؤلتاسي :ال فرؽ بين أف يكوف التصديق حصل بحضرة القاضي أو بغير حضرتو ثم
ثبت لديو بالبينة ،آىػ( .ج٘ص -ٖٜٔفي شرح المادة )ٖٔٙ٘-
( )2ألف بتكذيب الحاكم كاف كبلمو األوؿ بمنزلة العدـ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
القاضي الذي بطرفو الخصم بما سمعو من الدعوى والشهادة ليقضي عليو ،ىكذا في
()1
البدائع.
حضور النائب يكفي كالوكيل عن الموكل والوصي عن القاصر والوارث
()2
عن المورث فاألوؿ بإنابة الخصم واآلخيراف بإنابة الشرع ،ىكذا في األصوؿ القضائية.
ال بد للقاضي أف يكتب في سجلو أنو حكم على الميت بحضرة وصيو
وعلى المؤكل بحضرة وكيلو ،وال يكتب أنو حكم على الوصي وال على الوكيل.
الشرط العاشر :يشترط أف تكوف عبارات الدعوى مشتملة على ما يفيد
تيقن المدعي وجزمو بثبوت الحق لدي المدعى عليو ،فَػلَو ذكر ما يفيد الشك أو الظن لم
تصح دعواه ،وال يشترط كلمة ا ّدعي بخصوصها كما توىم ،كذا في األصوؿ القضائية.
إف كاف المدعي عاجزاً عن الدعوى بظهر القلب فيكتب دعواه في
صحيفة ويدعي منها فتسمع ،ولو كاف لسانو غير لساف القاضي يأخذ مترجماً ،كذا في
()3
فتاوى قاضيخاف.
الشرط الحادي عشر :يشترط في دعوى العقار أف يكوف المدعى عليو
واضع يده عليو إذا كاف الدعوى للملك المطلق ،واليد في العقار ال تثبت بتصادؽ
( )1نفيا لتهمة المواضعة ألف المالك قد يبعد عن العقار عادة فأمكن أف يتواضع اثناف ويقر أحدىما
باليد ويبرىن اآلخر عليو بالملك ويسامح في الشهود ثم يدفع المالك معلبل بحكم الحاكم ،بخبلؼ
المنقوؿ ألف اليد فيو مشاىد فهذه التهمة منتف فيو ،وذكر فيو ابن عابدين نظم شعر،
واليد ال تثبت في العقار ...مع التصادؽ فبل تمار
بل يلزـ البرىاف إف لم يدع ...عليو غصبا أو شراء مدعي.
( )2ىذا ىو الشرط في الدعوى دوف الشهادة ألف الشهود إذا شهدوا بمنقوؿ أنو ملك المدعي تقبل،
وإف لم يشهدوا أنو في يد المدعى عليو بغير حق؛ ألنهم إنما شهدوا بالملك ،وملك اإلنساف ال يكوف
في يد غيره إال بعارض والبينة تكوف على مدعي العارض ،وال تكوف على صاحب األصل ،وقاؿ بعضهم
ما لم يشهدوا أنو في يد المدعى عليو بغير حق ال تقطع يد المدعى عليو ،واألوؿ أصح ،كذا في البحر
جٚصٕٓٓ).
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1في ردالمحتار :يطالبو بو سواء كاف عينا أو دينا منقوال أو عقارا ،فلو قاؿ :لي عليو عشرة دراىم
ولم يزد على ذلك لم يصح ما لم يقل للقاضي مره حتى يعطيو ،وقيل يصح وىو الصحيح قهستاني
سائحاني ،آىػ وليس المراد لفظ وأطالبو بو بل ىو أو ما يفيده من قولو مره ليعطيني حقي ،أو أريد أخذه
إلي وما أشبو ذلك.
منو أو أريد أف يؤديو ّ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المدعى بو إما أف يكوف عيناً أو ديناً أو عقاراً أو عقداً أو فعبلً ولكل من ىذه
األنواع شروط من جهة المعلومية ال تصح الدعوى بدونها ،نذكرىا لكل نوع على حدة،
والعين ما عدا الدين من العقارات والمنقوالت( .من المحل المذبور)
ال بد في دعوى العقار من ذكر حدوده ،وىي األراضي التي ينتهي إليها
العقار المدعى بو من الجهات األربعة ،وال بد من ذكر أسماء اصحاب الحدود ،وال يلزـ
ذكر طوؿ العقار وال عرضو ،وتكفي ثبلثة حدود باالتفاؽ بين اإلماـ وصاحبيو رحمهم اهلل
تعالى إذا سكت عن الرابع ،أما إذا ذكر الرابع وأخطأ ال تصح الدعوى( .من المحل
المذبور)
المنقوؿ إما يكوف قائما أو ىالكاً ،والقائم ال يخلو حالو من أمور ثبلثة:
(ألف) إما أف يمكن إحضاره مجلس القضاء من غير حمل ومؤنة.
(ب) أو يمكن إحضاره مجلس القضاء ولكن بحمل ومؤنة.
(ج) أو ال يمكن إحضاره مجلس القضاء أصبلً.
عن اإلحضار بحجة أنو ليس في يده كاف للمدعي أف يستحلف بأنو ليس في يده أو يقيم
البينة أنو في يده ،فإف أقاـ البينة أنو في يده أو استحلف فنكل أجبره القاضي في الحالتين
على إحضاره فإف لم يحضر حبسو حتى إذا علم أنو لو كانت في يده ألحضره فخلى سبيلو
وسمع الدعوى من المدعي وحكم على المدعى عليو بعد ثبوت الدعوى بقيمتو( .من
المحل المذبور)
اختلفوا في تفسير ما لو حمل ومؤنة قيل :ما ال يمكن حملو بيد واحدة ،وقيل :ما
ال يحمل إلى مجلس القضاء إال بأجرة ال مجاناً.
ال بد في دعوى ما لو حمل ومؤنة كالمكيل والموزوف أف ال يجبر
المدعى عليو إحضاره بل ينتقل إليو القاضي أو يبعث أمينو ومعو المدعي وشهوده وشهود
آخروف حتى إذا ما أشار المدعي وشهوده إليو حضر شهود القاضي وشهدوا عنده بأف
الشهود شهدوا للمدعي بالعين المشار إليها فيحكم القاضي لو بذلك.
وحكم ىذا النوع حكم النوع السابق أف المدعى عليو ال يجبر على
اإلحضار بل ينتقل إليو القاضي أو يبعث أمينو كما مر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ال يراد من دعوى العين الهالكة إال قيمتها كدعوى الدين سواء بسواء إال أف عند
()1
أبي حنيفة البد من تعين العين الهالكة.
البد أيضاً من أنها فرس أو حمار ذكر أو أنثى سنها خمس أو عشر،
وعند الصاحبين يكفي بياف القيمة فقط( .األصوؿ القضائية)
ولو ادعى أعياناً ىالكة كثيرة مختلفة النوع والجنس والصفة ولَم يُوضح قيمة كل
على حدة بل ذكر قيمة الكل جملة ىل يكفي في ذلك قوالف الصحيح أف اإلجماؿ يكفي.
(من المحل المذبور)
إذا ادعى عينا وذكر أنو ال يدري ىل ىي قائمة أو ىالكة فَػلَو بين
الجنس والصفة والقيمة تقبل ،ولو لم يبين القيمة تقبل أيضاً كما في دعوى الرىن
والغصب ،والقوؿ في بياف القيمة للمدعى عليو( )2( .من المحل المذبور)
( )1ألف عنده الحكم بقيمة الهالك بناء على الحكم بملكية الهالك لبقاء حق المالك عنده في الهالك،
ثم ينتقل إلى القيمة ،وإذا كاف كذلك البد من بياف الهالك في الدعوى والشهادة ليعلم الحاكم بما َذا
يحكم ،فالمدعي ال يكتفي بذكر الجنس مثل الدابة بل يقوؿ فرس أو حمار ذكر أو أنثى ،وأما على رأي
الصاحبين فيكفي ذكر القيمة ألف حق المالك عندىما ينقطع بنفس الهبلؾ ،كذا في األنقروية
جٕصٔ.)ٙ
( )2صورة الغصب كما في قاضيخاف انو قاؿ المدعي غصب مني عين كذا وال أدري أنها ىالكة أـ قائمة
وال أدري كم كانت قيمتها ذكر في عامة الروايات أنو تسمع دعواه ،وصورة الرىن أدعى رجل أنو رىن
عنده ثوبا بكذا ،وفيو :لكن ينبغي للقاضي أف يكلف المدعي ببياف القيمة جداً فإف لم يبين يسمع=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الدين ىو الحق الذي يترتب في الذمة وال يتعين بالتعين ،وىذا قد يكوف مكيبلً وقد
يكوف موزوناً وقد يكوف معدوداً.
ال بد من بياف قدر الدين وجنسو ونوعو وصفتو كأف يقوؿ عشرة مثاقيل
من الذىب المضروب المصري جيداً مثبلً وإف تعددت النقود صرؼ لؤلروج( .من المحل
المذبور)
البد من ذكر بياف سبب وجوب الدين من بيع أو قرض أو سلم أو غير
ذلك( )1وبياف سبب الوجوب في جميع دعاوي المثليات الزـ ما عدا الدراىم والدنانير فإنو
ال يشترط فيها سبب وجوبها إالّ في مسائل منها دعوى الكفالة( )2ودعوى المرأة ماالً على
=دعواه ويقبل بينتو ،ويأمر المدعى عليو بإحضار ذلك العين فإف أبى حبسو شهرين فإف أحضر عينا من
ذلك الجنس يقاؿ للمدعي أىذا الذي ادعيتو فإف صدقو أخذه ،وإف كذبو كلف المدعى عليو بإحضار
عين آخر إلى أف يوافقو المدعي في ذلك فإف عجز المدعى عليو وظهر عجزه يقضي عليو بالقيمة،
والقوؿ في مقدار القيمة للمدعى عليو ،انتهى ،فتاوى قاضيخاف على ىامش الهندية( .جٕص)ٖٚٛ
( )1ألف أحكاـ الديوف تختلف بإختبلؼ أسبابها فإنو إذا كاف الدين بسبب السلم يحتاج فيو إلى بياف
مكاف االيفاء ليقع التحرز عن الخبلؼ ،وال يجوز بو االستدالؿ قبل القبض ،وإف كاف ثمن المبيع يجوز
االستبداؿ بو قبل القبض ،وال يشترط فيو بياف مكاف اإليفاء ،وإف كاف من قرض ال يلزـ التأجيل فيو ،كذا
في األنقروية جٕص ٖ.)ٙ
( )2في األنقروية :وفِي دعوى الماؿ بسبب الكفالة البد من بياف السبب ألف الكفالة بالدية على العاقلة
وبنفقة المرأة إذا لم يبين المدة المعلومة أو يقوؿ ما عشت أو ما دمت في نكاحي ال يصح ،وبماؿ
الكتابة ال يصح ،ولو أدعت المرأة ماال على ورثة الزوج لم يصح ما لم تبين السبب لجواز أف يكوف=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ورثة زوجها بعد وفاتو ودعوى الدراىم المنقطعة عن األيدي ففيها يشترط بياف سبب
الوجوب( .من المحل المذبور)
كل نسب يصح إقرار المدعى عليو بو شرعاً فالمدعي خصم لو سواء أدعى حقاً لو
أو لم يدع وما ال يصح اإلقرار بو فالمدعي ليس بخصم لو إالّ إذا أدعى بسببو حقاً من نفقة
()1
أو ميراث أو غيرىما.
يصح إقرار الرجل بأربعة وىم الولد والوالد والزوجة والمولى ،ويصح
إقرار المرأة بثبلث وىم الوالد والزوج والمولى ،وال يصح إقرارىما بمن عدا ىؤالء( .من
المحل المذبور)
=دين النفقة وىي تسقط بموتو (جٕص )ٙٛوفِي دعوى الدراىم المنقطعة البد من بياف السبب ألنها
لوكانت ثمن البيع يبطل البيع باالنقطاع فعلى المشتري رد العين إف كانت قائمة ورد المثل أو القيمة إف
لم تكن قائمة ،وإف كانت بسبب القرض أو النكاح أو الغصب تجب القيمة بحسب التفصيل المذكور
في كتب الفقو.
( )1األصل في دعوى النسب أف ينظر إلى النسب المتنازع فيو فَػلَو كاف مما يثبت بإعترافهما كأبوة
وبنوة ووالء وزوجية فالمدعي خصم لو أنكر المدعى عليو ،وتقبل بينتو سواء أدعى لنفسو حقاً أو لم
يدع ،ولو كاف مما ال يثبت بإعترافهما كأخوة فهو خصم لو أدعى حقاً مع ذلك وإال فبل ،كذا في
األنقروية جٕص.)ٗ۹
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
متى صحت الدعوى وجب الجواب على المدعى عليو فحينئذ ال يخلو
حالو إما أف يقر أو ينكر أو يسكت أو يقوؿ ال أقر وال أنكر ،ففي اإلقرار انقطع النزاع
وأمر القاضي بتسليم ما أقر بو ،وفِي االنكار سأؿ القاضي عن المدعي ألو بينة على دعواه
أـ ال فإف أحضر بينة جامعة الشروط حكم القاضي لو على المدعى عليو بالحق ،وإف عجز
المدعي عن االثبات قاؿ لو القاضي لك يمينو فإف طلب تحليفو على نفي دعواه فإف حلف
خلّى سبيلو ،وإف نكل حكم عليو بمقتضى نكولو ،وإف سكت مع عدـ آفة تمنعو من النطق
ىذا إذا كانت الدعوى ()1
أو قاؿ ال أقر وال أنكر يحبس المدعى عليو حتى يقر أو ينكر
صحيحة فَػلَو كانت فاسدة لم يترتب عليها تلك االحكاـ( .من المحل المذبور)
لما كاف اإلحضار ووجوب الجواب وغيرىما إنما يتعلق بمن يكوف خصماً دوف غيره
فبلبد من معرفة الخصم حتى يعرؼ كل إنساف خصمو فيطالبو دوف من سواه ،وىذا الباب
وإف كاف واسع الرجاء كثير الفروع إالّ أ ّف أكثر مسائلو ترجع إلى ىذه األصوؿ األتية( .من
المحل المذبور)
( )1في الدر المختار :وإذا قاؿ المدعى عليو ال أقر وال أنكر ال يستحلف بل يحبس ليقر أو ينكر،
درر ،وكذا لو لزـ السكوت ببل آفة عند الثاني خبلصة .قاؿ في البحر :وبو أفتيت لما أف الفتوى على
قوؿ الثاني فيما يتعلق بالقضاء آىػ( .الدر المختار على ىامش ردالمحتار جٕصٔ)ٗٚ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1أي فقط كما في المادة -ٖٔٙ٘ -من المجلة :مثبل :إذا غصب أحد فرس اآلخر وباعها لشخص
آخر وأراد صاحب الفرس استردادىا فيدعيها على الشخص الذي ىو ذو اليد فقط ،وال يدعيها من
الغاصب حيث إنو لو ادعى على الغاصب وحكم عليو فبل يمكن إجراء الحكم عليو حيث لم يكن
الماؿ المدعى بو تحت يده ،وإذا أدعى الفعل فتصح على غير ذي اليد ،مثبل إذا أدعى الضماف بسبب
استهبلؾ الغاصب للمغصوب ببيعو آلخر وتسليمو إياه فتصح على الغاصب وإف لم يكن المغصوب في
يده.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
أحد نظار الوقف خصم عن بقيتهم فإذا وقف رجل أرضو على قرابتو وجعل
النظر للمتعددين فأدعى أحد أنو من قرابتو وأثبت على أحد الناظرين في غيبة الباقين قرابتو
للواقف فيثبت على الكل.
أحد مستحقي الوقف خصم عن الباقين إذا كاف كل من الواقف والوقف
واحداً كما إذا كاف وقف بين األخوين فمات أحدىما وبقي الموقوؼ في يد الحي وأوالد الميت
فبرىن الحي على واحد من أوالد أ ِ
َخ ِيو أف الوقف بطن بعد بطن فبل حق لهم في الوقف إالّ بعد
وفاتو وأثبت ذلك كاف حكماً على الغائبين.
يقوـ أحد أولياء الدـ مقاـ الباقين في العفو عن القاتل فإذا عفا أحدىم ثبت
العفو في حق الكل ألف أحدىم نائب فيو عن جميعهم.
ينوب أحد المسلمين عن بقيتهم في إعطاء األماف للحربي الداخل ببلدنا
فكاف كأماف جميعهم ألنو نائب عنهم.
ينوب أحد من كاف أىبلً للخصومة ولو كاف ذمياً عن جميعهم في المطالبة
بنقض بناء أقيم في طريق عاـ نافذ.
ينوب أحد األولياء المتساوين عن الجميع في تزويج الصغيرة بكفو بمهر
المثل وليس للغائبين أف يعارضوا.
الشركة في كل دين أو عين بسبب واحد موجبة لقياـ الحاضر مقاـ الغائب
في الخصومة ،ىذا عند أبي يوسف ومحمد رحمهما اهلل تعالى ،وأما عند أبي حنيفة رحمو اهلل
()1
تعالى فالنيابة مختصة في الميراث.
( )1اعتمدت المجلة على قوؿ أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى حيث جاء في المادة -ٖٔٙٗ-ليس ألحد
الشركاء في عين ملكوىا بسبب غير اإلرث أف يكوف في الدعوى خصما للمدعي في حصة اآلخر=،
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
مثبلً لرجل دين على رجلين فبرىن على أحدىما واآلخر غائب قضي بو
عليهما عند الصاحبين.
برىن أنو شرى بيتاً من رجلين ىو بيدىما وأحدىما حاضر واآلخر غائب
ال يحكم على الحاضر إالّ في حصتو إتفاقاً ،وال ينوب خصماً عن الغائب وإف أقر بنصيبو
ألنو لما تعدد البائع لم يكن حق أحدىما متصبلً بحق اآلخر لتفرؽ الصفقة فلم يوجد
موجب االنتصاب وىو االتصاؿ.
إذا كاف ما يدعي على الغائب سبباً أو شرطاً لما يدعي على الحاضر
فبعد ثبوت الحاضر خصماً ينوب خصماً عن الغائب.
كما لو أدعى على شخص ميراثاً أو نفقة ألنو أخوه جاز أف يبرىن على
ىذه الدعوى وىي وإف كانت مشتملة على دعوى النسب من أب المدعى عليو وىو غائب
إال أف الحاضر ينوب خصماً عنو ألف ثبوت النسب من الغائب سبب الميراث أو النفقة.
=مثبل لو ادعى أحد في حضور أحد الشركاء الدار التي ملكوىا بطريق الشراء أنها ملكو وأثبت ما ادعاه
وحكم بذلك يكوف الحكم مقصورا على حصة الشريك الحاضر فقط وال يسري إلى حصص الباقين،
آىػ ،وفِي شرح المجلة لؤلتاسي :والفرؽ بين ىذا وبين أحد الشركاء في العين الموروثة أف الدعوى قائمة
في الثاني على الميت وكل من الورثة قائم مقامو حقيقة وحكماً فينوب واحد منهم من الباقين ،وفِي
األوؿ قائمة على كل واحد من الشركاء فبل يقوـ أحدىم مقاـ اآلخر قصداً بغير وكالة أو وصاية أو
نحوىما ،ثم ال فرؽ في عدـ كوف أحدىم خصماً عن اآلخر بين أف يكوف مدعى عليو أو مدعيا ،وكذا ال
فرؽ بين أف يكوف المشترؾ المدعى بو عيناً أو ديناً ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وكما لو أدعى على رجل أنو كفيل عن فبلف الغائب بما ثبت لو من
الحق فأقر بالكفالة وأنكر الحق وأثبت المدعي حقو يحكم بذلك على الحاضر والغائب
كليهما ،والكفيل في ذلك نائب عن األصيل ألف وجوب الحق على األصيل سبب لوجوبو
على الكفيل.
وكما إذا أدعى شفعة في دار أو أرض فقاؿ ذو اليد إنها لي ما شريتها
فبرىن المدعي أف َذا اليد شراىا من فبلف الغائب بكذا وىو يملكها يحكم على الحاضر
والغائب ،وينصب الحاضر خصماً عن الغائب.
ادعى عبد على سيده أنو أعتقو أو امرأة على زوجها أنو طلقها ألف
السيد علق اعتاؽ عبده على اعتاؽ فبلف الغائب عبده أو على طبلؽ فبلف الغائب زوجتو،
وقد وجد الشرط ،واثبت ذلك يحكم على الحاضر والغائب جميعاً ،فهذا مثاؿ الشرط.
وإف كاف ما يدعى على الغائب سبباً لما يدعى على الحاضر لكن
باعتبار البقاء فقط لم يحكم ال في حق الحاضر وال في حق الغائب ،صورتها برىن
المشتري شراء فاسداً على البائع أنو باع المبيع من فبلف الغائب يريد بذلك إبطاؿ حق
البائع في االسترداد فههنا أدعى أمرين أحدىما على الحاضر وىو ابطاؿ حق االسترداد،
وثانيهما على الغائب وىو شراء العين ،وما أدعى على الغائب سبب لما أدعى على الحاضر
ولكن ليس دائماً بل ماداـ باقياً فإذا بطل بفسخ لم يصر سبباً ففي ىذا ال ينصب الحاضر
خصماً عن الغائب.
والوارث نائب عن المورث في جميع المخاصمات سواء كاف مدعياً أو
مدعى عليو لكن فيو تفصيل ،وىو أف المدعى بو إما أف يكوف عيناً أو دينا وعلى كل فإما
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
أف يدعى بو على الميت أوال فإف كاف يدعى بعين على الميت فالخصم ىو الوارث الذي
العين في يده دوف غيره ،ثم انتصاب الوارث صاحب اليد خصماً عن بقية الورثة مشروط
بشروط أربعة:
األوؿ :أف يدعى ذلك الوارث ملكية العين لجهة الميراث عن الميت حتى لو أدعى
اء أو ىبةً من آخر ال يكوف خصماً عن بقية الورثة.
ملكاً مطلقاً أو شر ً
والشرط الثاني :أف تكوف العين المدعاة كلها في يده فإف كاف بعضها في يده
وبعضها في يده غيره لم ينصب خصماً عنهم فيما ليس بيده.
والشرط الثالث :أف تكوف العين المدعاة شائعة بين الورثة لم تقسم فَػلَو قسمت،
وأودع الورثة الغائبوف نصيبهم عند الوارث الحاضر لم ينصب الحاضر خصماً عنهم في
أنصبائهم.
والشرط الرابع :أف يصدؽ الوارث الغائب الوارث الحاضر في أف العين ملك لهم
بطريق الميراث عن الميت ،فَػلَو لم يصدؽ أنها ملكنا بطريق الميراث عن أبينا بل قاؿ ىي
ملكنا بالميراث عن أخينا أو اشتريناىا من فبلف لم يكن الحاضر خصماً عنو.
وإف ادعى الوارث عينا للميت على أحد فإما أف يدعى لو ولباقي الورثة
أو يدعى نصيبو فقط ففي األوؿ ينتصب خصماً عن بقية الورثة وفِي الثاني ال.
وإذا ادعى أحد بدين على الميت فإف كاف لو وارث أو وصي فكل
منهما خصم للمدعي سواء كاف بيدىما شيء من التركة أو لم يكن ،وإف لم يكن للميت
وارث أو وصي فاف كاف ىناؾ شخص موصى لو بما زاد على الثلث من قبل الميت فهو
الخصم ،وإف لم يكن فينظر إف كاف ىناؾ وكيل بيت الماؿ مؤكل في أف يدعى عليو كما أنو
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
مؤكل بالجمع والحفظ فهو الخصم وإال فلينصب القاضي وصياً ليخاصم ممن ينكر الدين
على الميت.
( )1يعني لو أدعى رجل ماالً بسبب اإلرث أو أف الميت أوصى لو عند وارث الميت أو داين الميت أو
من عنده ماؿ الميت وديعة أو غضباً أو من عليو دين الميت تصح دعواه ،ولو أدعى النسب بأنو ابن
الميت مثبلً عند الوارث أو الوصي أو الموصى لو أو دائن الميت أو مديونو تصح دعواه ،فإف أقاـ
المدعي البينة في ىذه الصور يحكم القاضي بذلك لو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1فإف المدعي يخاصم الزوج أوال ،في األنقروية :لو أدعى رجل نكاح امرأة ىي في نكاح الغير وال بينة
لو يستحلف الزوج والمرأة ،ويبدأ بيمين الزوج على العلم فإف حلف انقطع الخصومة ،وإف نكل تحلف
المرأة على البتات فإف نكلت فهي للمدعي( .جٕص٘ٔٔ).
( )2يعني ال تشترط الدعوى لصحة الشهادة على الطبلؽ وعتق األمة المعينة لما فيهما من تحريم الفرج
وىو حق اهلل تعالى فتقبل اتفاقا ،وفي عتق العبد واألمة الغير المعينة تشترط الدعوى لصحة الشهادة
عند اإلماـ؛ ألف العتق حق العبد فبل بد من الدعوى وىي ال تتحقق من المجهوؿ ،وعتق المبهم ال يحرـ
الفرج عنده خبلفا لهما ألف المشهود بو حق الشرع وعدـ الدعوى ال يمنع قبوؿ الشهادة وىذا ألف
المشهود بو العتق وىي حق الشرع أال يرى أنو ال يحتاج إلى قبوؿ العبد وال يرتد برده ،كذا في مجمع
األنهر جٔصٕ٘٘)=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
غصب داراً مستأجرة فدعوى المالك على الغاصب ال تجوز ببل حضور
(من الفصل ()1
المستأجر ،ودعوى المستأجر على الغاصب ببل حضور المالك تسمع.
الثالث من الفصولين)
إف كاف البذر من المزارع فهو كالمستأجر فيشترط حضوره في دعوى
األرض وإف لم يكن البذر منو إف نبت الزرع فكذلك وإف لم ينبت ال يشترط ىذا في
وفي دعوى الغصب ال يشترط حضور المزارع ألنو يدعي عليودعوى الملك المطلقِ ،
()2
الفعل( .من الخبلصة في أوؿ الدعوى)
=وفِي التبيين:فإف قيل لو كاف سقوط الدعوى في عتق األمة لثبوت حرمة فرجها على المعتق لما قبلت
على عتق األمة المجوسية ،وعلى الطبلؽ الرجعي لعدـ تضمن الحرمة قلنا ال يخلو عن إثبات حق اهلل
تعالى فيو أما الرجعي فقد انعقد سببا للحرمة ألنها تحرـ بو عند انقضاء العدة ،وينتقص بو العدد أيضا،
وىو نوع من الحرمة ،واألمة المجوسية ال يوجب وطؤىا الحد ،وال يسقط بو اإلحصاف ما دامت في
ملكو ،وبعد العتق يوجب الحد ،ويسقط بو إحصانو( .جٖص)ٜٛ
( )1كذا في المجلة المادة -ٖٔٙٚ -يعني إذا أدعى المستأجر على الغاصب أف ىذا الماؿ ىو
بإيجاري وقد غصبتو مني فتصح دعواه وال يشترط حضور المالك ألف المستأجر مالك للمنفعة فلو حق
الخصومة ببل حضور المالك ،وكذا إذا غصب أحد من آخر العقار الوقف الذي بإيجاره وضبطو فأراد
المغصوب منو المستأجر االدعاء بالعقار المذكور على الغاصب فبل يشترط حضور المتولي ،وأما دعوى
المالك على الغاصب فبل تصح بدوف حضور المستأجر.
( )2الخبلصة جٗصٗ )ٛصورة دعوى الملك المطلق أف يدعي المدعي األرض التي في يد المزارع
فإف كاف البذر منو يشترط حضوره في الدعوى ألنو مستأجر لؤلرض ،وإف لم يكن البذر منو فإف نبت
الزرع فكذلك يشترط حضوره ألف لو حصة في الزرع النابت فيشترط حضوره لئبل يحكم بقلعو في=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
في دعوى المرىوف يشترط حضور الراىن والمرتهن وفاقاً ( .في أوائل
()1
الفصل الثالث من الفصولين)
لو ادعى ديناً على الميت وللميت ورثة صغار ال يشترط حضور الكل
()2
لكن حضور الواحد يكفي( .المحيط والذخيرة)
إذا قامت البينة على إفبلس المحبوس ال يشترط سماعها بحضرة رب
الدين لكنو إف كاف حاضراً ىو أو وكيلو فالقاضي يطلقو بحضوره وإف لم يكن حاضراً يطلقو
()3
بكفيل( .من نفع الوسائل)
=غيبتو ،وإف لم ينبت الزرع فبل يشترط ،وأما إذا غصب االرض وىي في يد المزارع فبل يشترط حضوره
ألنو دعوى الفعل وىو الغصب وىو ليس فعلو.
( )1جامع الفصولين جٕص )ٖٚالراىن بوجو الملك والمرتهن بوجو اليد.
( )2كذا في معين الحكاـ جٔصٖ )ٖٙوجامع الفصولين جٔصٔ٘).
( )3كذا في حاشية الشلبي على التبيين ج٘صٕٓٓ).
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
( )1اعلم أف الدفع شرعا ىو اإلتياف بدعوى قبل الحكم أو بعده من قبل المدعى عليو ترد وتزيل دعوى
المدعي ،كما في المجلة المادة )ٖٔٙٔ -وفِي الدفع يصير المدعى عليو في أصل الدعوى مدعيا،
والمدعي في أصل الدعوى مدعى عليو ،فلذلك إذا أثبت َمن دفع الدعوى دفعو بإقرار المدعي أو
بإقامة البينة تندفع دعوى المدعي ،وإف عجز المدعى عليو عن إثبات الدفع بناء على إنكار المدعي
فيحلف المدعي األصلي بطلب صاحب الدفع فإف نكل المدعي األصلي عن اليمين يثبت دفع المدعى
عليو ،وإف حلف تعود دعواه األصلية ،كذا في المجلة المادة ،)ٖٕٔٙ-وال يشترط في صحة الدفع
صحة الدعوى فلذلك لو دفع المدعى عليو الدعوى الغير الصحيحة بدفع صحيح وأثبتو يقبل ،في
البحر (جٚصٖٕٔ) فإف قلت ما فائدة دفع الدعوى الفاسدة مع أف القاضي ال يسمعها قلت تفقهاً،
ولم أره :فائدتو لو أعادىا على وجو الصحة كاف الدفع األوؿ كافيا ،آىػ ،وكما يصح الدفع قبل البرىاف
يصح بعد إقامتو أيضا وكذا يصح قبل الحكم كما يصح بعده ،ودفع الدفع ودفعو وإف كثر صحيح في
المختار ،وقيل ال يسمع بعد ثبلث بأف ادعى الملك المطلق فقاؿ اشتريتو منك فدفع قائبل باإلقالة
فدفع قائبل بأنك أقررت ما اشتريتو مني يسمع في المختار ،كذا في البحر(ٖٕٔ ،)ٚ/وال يصح الدفع
من غير المدعى عليو ،ويستثنى منو مسألتاف األولى :إذا كاف المدعى عليو أحد الورثة فللوارث اآلخر
يجوز الدفع ألف أحدىم ينوب خصماً عن باقيهم فيما لهم وما عليهم ،والثانية :إذا ضبط من يد
المشتري الماؿ المشترى باالستحقاؽ فإذا أقاـ البائع البينة بأف المستحق قد باعو ذلك الماؿ قبل بيعو
للمشتري تقبل دعواه ولو لم تكن على البائع ،كذا في شرح المجلة لعلي حيدر في توضيح المادة-
ٖٔ.)ٔٙ
وىذه الطريقة ىي معموؿ بها اآلف في كل البلداف وكل األنظمة ،وىي الدليل على جواز جعل المحاكم
درجات -كما ىو حاصل اآلف -وحق المدعى عليو في استئناؼ الدعوى ،وحق المدعي في استئناؼ
آخر بعد استئناؼ المدعى عليو حتى تصل القضية إلى محكمة النقض أو إلى أعلى محكمة في الببلد=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=حيث يكوف حكمها ملزما ال يجوز دفعو وال رفعو وال نقضو ،وذلك لوجوب إنهاء النزاع حتى ال يستمر
إلى غير نهاية.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
األصل أف كل دفع يترتب على ثبوتو بطبلف الدعوى ولَم يكن الدافع
مناقضاً نفسو فدفعو مقبوؿ وإالّ فبل يصح ( )1الدفع قبل إقامة البينة وبعدىا وقبل الحكم
()2
وبعده ،ودفع الدفع وإف كثر ما لم يظهر احتياؿ وتلبيس( .تكملة ردالمحتار)
لو دفع دعوى المدعي بمعاينة التصرؼ تندفع ألف المدعي إذا كاف
ناظرا ومطلعا على تصرؼ المدعى عليو إلى أف مات ال تسمع الدعوى على ورثتو كما مر
عن الخبلصة ،وكذا لو مات المدعي ال تسمع دعوى ورثتو كما مر عن الولوالجية( .تكملة
ردالمحتار)
()1
ىذه المادة معيار الدفوع المقبولة والغير المقبولة ،مثاؿ ما ال يترتب على ثبوتو بطبلف دعوى
المدعي أنو إذا ادعى المدعي قائبل :إف ىذا الرجل قد أخذ مني مالي الفبلني فادعى المدعى عليو
قائبل :إف المدعي قد أقر بأف شخصا آخر قد أخذ منو ذلك الماؿ وأقاـ البينة على ذلك ال يقبل وال
تبطل دعوى المدعي بذلك؛ ألنو يمكن للمدعي أف يقوؿ نعم إف الشخص الفبلني قد أخذ ذلك مني
ثم أعاده لي ثم أخذه مني ىذا المدعي عليو.
ومثاؿ ما كاف الدافع مناقضا نفسو أنو إذا كفل الكفيل دين آخر فطالبو الدائن بالدين فادعى الكفيل بأف
الدين الذي يطلبو المدعي من المديوف األصيل ىو ثمن خمر وأراد إقامة البينة على ذلك ال يقبل دفعو
للتناقض.
( )2كذا في درر الحكاـ شرح مجلة االحكاـ في توضيح المادة )ٖٔٙٔ-وذكر فيو أمثلة كل نوع
فليراجع إليو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
والدعوى تندفع بمرور الزماف أيضاً كما في تكملة ردالمحتار إذا كاف
الترؾ ببل عذر من كوف المدعي غائبا أو صبيا أو مجنونا وليس لهما ولي ،أو المدعى عليو
()1
أميرا جائرا يخاؼ منو ،أو أرض وقف وليس لها ناظر.
()1
اعلم أف مرور الزمن على نوعين :النوع األوؿ :مرور الزمن الذي حكمو اجتهادي ومدتو ست
وثبلثوف سنة ،ولذلك فالدعوى التي تترؾ ستا وثبلثين سنة ببل عذر ال تسمع مطلقا حيث إف ترؾ
الدعوى تلك المدة مع االقتدار عليها وفقداف العذر يدؿ على عدـ الحق ،وىذا المنع ىو منع الفقهاء
فلذا ال يسمع القاضي الدعاوى التي مر عليها ىذه المدة وإف أمره السلطاف بسماعها ،كذا في شرح
المجلة لؤلتاسي.
والنوع الثاني :مرور الزمن المعين من قبل السلطاف ،وإف عدـ استماع الدعوى في مرور الزمن الذي ىو
من ىذا النوع مبني على المادة (ٔٓ )ٔٛمن المجلة فلذلك إذا تحقق في دعوى مرور زمن من ىذا
النوع وأمر من قبل السلطاف باستماع تلك الدعوى فتسمع .وللسلطاف أف يمنع قاضيا من استماع
الدعوى التي يقع فيها مرور زمن من ىذا النوع وأف يأذف قاضيا آخر بسماع مثل ىذه الدعوى ،ولو
سمع القاضي الممنوع الدعوى التي مضى عليها الزمن المعين من قبل السلطاف وحكم بها ال ينفذ
قضاؤه ألنو معزوؿ فيها لما تقرر أف القضاء يتقيد ويتخصص بزماف ومكاف ودعاوى ،فلذا يتحدد بتحديد
السلطاف فإذا كاف المدعى بو عيناً أو ديناً أو حقاً من الحقوؽ وترؾ المدعي دعواه خمس عشرة سنة ال
تسمع دعواه ،وإف كاف مشد المسكة أو حق القرار في أراضي أميرية رقبتها مملوكة لبيت الماؿ ال
تسمع بعد عشر سنوات ،وإف كاف في عقار الوقف تسمع إلى ست وثبلثين سنة ،كذا في شرح المجلة
لؤلتاسي.
وىذا المنع ىو في حق القاضي وليس في حق الحكم فلذلك إذا فصل الحكم دعوى مر عليها خمس
عشرة سنة فصحيح وينفذ حكمو حتى لو أف شخصين عينا القاضي حكما بفصل دعوى " فللحكم
المذكور أف يفصل تلك الدعوى ولو مر عليها خمس عشرة سنة ،كذا في درر الحكاـ=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ال تسمع دعوى الدين والوديعة والملك والعقار والميراث بعد أف تركت
خمس عشرة سنة( .المجلة)
إف كاف الدعوى في طريق الخاص والمسيل وحق الشرب فبل تسمع بعد
خمس عشرة سنة( )1وإف كاف في عقار الوقف فللمتولي أف يدعيها إلى ست وثبلثين سنة ،
ودعوى األراضي األميرية ال تسمع بعد مرور عشر سنين( )2( .من المحل المذبور)
ال يسقط الحق بتقادـ الزماف وإف طاؿ حتى إذا أقر المدعى عليو بالحق
بأنو للمدعي في حضور الحاكم يحكم بموجب اإلقرار ،وأما إذا لم يقر المدعى عليو في
=ثم اعلم أف عدـ سماعها ليس مبنيا على بطبلف الحق ،ألنو ليس ذلك حكما ببطبلف الحق ،وإنما ىو
امتناع القضاة عن سماعها خوفا من التزوير ولداللة الحاؿ كما دؿ عليو التعليل ،وإال فقد قالوا إف الحق
ال يسقط بالتقادـ كما في قضاء األشباه فبل تسمع الدعوى في ىذه المسائل ،مع بقاء الحق لآلخرة
ولذا لو أقر بو يلزمو ،كذا في ردالمحتار ،وفيو أيضاً :يجب على السلطاف الذي نهى قضاتو عن سماع
الدعوى بعد ىذه المدة أف يسمعها بنفسو ،أو يأمر بسماعها ،كي ال يضيع حق المدعي ،وىذا حيث لم
يظهر من المدعي أمارة التزوير ،والتفصيل في ردالمحتار وشرحي المجلة لعلي حيدر واآلتاسي فليراجع
إليها.
()1
ىذا إذا كاف حق المرور والمسيل والشرب راجعا إلى األراضي المملوكة ،وإف كاف راجعا إلى
األراضي األميرية فبل تسمع بعد عشر سنوات ،وإف كاف راجعا إلى أرض الوقف تسمع إلى ست وثبلثين
سنة ،كما في درر الحكاـ.
( )2صورتو إذا تصرؼ أحد في مزرعة األراضي األميرية عشر سنوات في مواجهة آخر وسكت ذلك
اآلخر تلك المدة ببل عذر ثم أقاـ الدعوى قائبل إف تلك المزرعة بتصرفي بموجب سند طابو قبل
السنين المذكورة وأنكر المدعى عليو فبل تسمع دعواه ،كما في درر الحكاـ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
حضرة الحاكم وادعى المدعي بكونو أقر في محل آخر فكما ال تسمع دعواه األصلية ال
تسمع دعوى اإلقرار لكن اإلقرار الذي ادعى إف كاف قد ربط ٍ
بسند ما وخط المدعى عليو
معروؼ مقدماً ولَم يوجد مرور الزماف من تاريخ السند إلى مدة الدعوى تسمع دعوى
اإلقرار( .المجلة)
ال اعتبار لمرور الزماف في دعاوي المحاؿ التي يعود نفعها إلى العواـ
كالطريق العاـ والنهر والمرعى( .الحوالة السابقة)
ال يعتبر مرور الزماف في دعوى الطلب من المفلس إالّ من تاريخ زواؿ
اإلفبلس مثبلً لو أدعى على من تمادى إفبلسو خمس عشرة سنة وتحقق يساره بعد ذلك
بأنو قبل خمس عشرة سنة لم يقدر على الدعوى ألجل إفبلس المدعى عليو تسمع .دعواه
(المجلة)
ادعى رجل على آخر ماالً وحكم بو الحاكم فدفع المدعى عليو بأف
المدعي بعد الحكم لو بالماؿ قاؿ إنو لم يكن ملكي وبرىن على ذلك صح الدفع واسترد
منو الماؿ ألف قولو لم يكن ملكي المراد منو الملك في الماضي فيكوف مكذباً نفسو.
علي شيء فبرىن
ادعى على رجل مائة درىم فقاؿ المدعى عليو ما لك ّ
المدعي على دعواه فدفع المدعى عليو بأنو أدى المقدار المدعى بو إلى المدعي أو بأف
المدعي أبرأه منو صح الدفع لعدـ التناقض.
ادعى على رجل مائة درىم فدفع المدعى عليو بأنو أدى إلى المدعي
خمسين درىماً منها ،وأنكر المدعي يصح ىذا الدفع بشرط شهود المدعى عليو بذلك.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ادعى عليو ماالً فدفع المدعى عليو بأف ىذا الماؿ ماؿ قمار أو ثمن
خمر وبرىن على ذلك قبل ىذا الدفع.
ادعى على رجل مقداراً من الدراىم فدفع المدعى عليو بأنو أداه لو
وأحضر شهوداً شهدوا بأداء ذلك المقدار ،ولكنهم ال يعلموف بأي جهة كاف إعطاء ىذا
المقدار صح الدفع على الرأي الراجح.
ادعى على رجل داراً ورثها عن أبيو فدفع المدعى عليو بأف المورث أقر
قبل وفاتو أنها ملكي صح الدفع على األصح.
ادعى على رجل أف أباه أوصى لو بثلث مالو فدفع المدعى عليو بأف
أباه رجع عن ىذه الوصية أو عن كل وصية في حاؿ حياتو يقبل ىذا الدفع على القوؿ
الصحيح ،وقس على ذلك فبل حاجة إلى مزيد اإلكثار.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المدعي من إذا ترؾ الدعوى ال يجبر عليها ،ذكره القدوري ،وىذا من
التعاريف التي صرح بذلك في تكملة ابن عابدين ،واختاره في الكنز والغرر والملتقى،
ومنهم من قاؿ :صاحب اليد مدعى عليو والخارج مدعي ،وقاؿ صاحب التحفة :المدعي
من يلتمس إثبات ملك أو حق والمدعى عليو من ينفيو لكن معرفة الفرؽ بينهما يحتاج إلى
فقو وذكاء إذ العبرة للمعاني دوف الصور كالمودع إذا أدعى رد الوديعة أو ىبلكها فإنو
مدعي صورة ولكنو منكر معنى إذ بدعواه ىذه ينكر الضماف عليو.
كاف الفرؽ بين المدعي والمدعى عليو يتوقف على معرفة ذي اليد من
الخارج فذو اليد ىو من كاف المدعى بو في تصرفو بحيث ينتفع بو والخارج خبلفو ،وليس
المراد كونو في تصرفو حاؿ المحاكمة خاصة بل سواء كاف حاؿ المحاكمة أو قبلها كمن
أحدث يده على عقار في يد غيره لم يصر بهذا َذا يد ،كذا في دعوى القهستاني.
ثم كونو َذا يد في المنقوالت يثبت في العياف والمشاىدة أو اإلقرار أو
البينة كمن أنكر كوف المنقوؿ في يده فأحضر المدعي شاىدين شهدا أنو في يده منذ سنة
مثبلً تسمع ويعتبر ذَا يد ،كذا في الهندية من التنازع.
وأما ثبوت اليد في العقار فبل تثبت بتصادؽ المتداعيين بل إما بالبينة
أو علم القاضي ،كما في الكنز.
وإذا أراد المدعي أف يقيم البينة بعد إقرار المدعى عليو باليد أنها لو ال
تقبل بينة المدعي بالملك ما لم يقم البينة أنها في يد المدعى عليو ،كما في دعوى
الخانية.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
فَػلَو لم يبرىن على يد المدعى عليو وبرىن على الملك وقضى بو
القاضي للمدعي ال ينفذ حكمو وإف أقر المدعى عليو بالملك ،كما في جامع الفصولين.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1وال تعتبر بغير لفظ الشهادة كأعلم وأتيقن وأتحقق قاؿ في الدر :لتضمنو معنى مشاىدة وقسم
واخبار للحاؿ فكأنو يقوؿ أقسم بِاهلل لقد اطلعت على ذلك وأنا أخبر بو ،وىذه المعاني مفقودة في غير
ىذا اللفظ فتعين( .شرح المجلة لؤلتاسي ج٘ص)ٜٜٔ
( )2أي في مجلس المحاكمة وال تعتبر الشهادة في خارجو كما في المادة -ٔٙٛٚ-من المجلة ،ثم
إف كاف الحاكم منصوب من قبل اإلماـ وجب أف تكوف الشهادة في المجلس الذي عينو لو اإلماـ وفِي
محل واليتو ،وإف كاف محكماً من المتداعيين فبل يتقيد حكمو في مجلس دوف مجلس بل كل مجلس
حكم فيو كاف مجلس حكمو فوجب أف تكوف الشهادة فيو كما في التكملة( .شرح المجلة لؤلتاسي
ج٘صٕٓٓ)
( )3في البحر :وذكر اإلماـ الرازي في أحكاـ القرآف أف قولو تعالى {وال يأب الشهداء إذا ما دعوا}
[البقرة ]ٕٕٛ :عاـ في التحمل واألداء لكن في التحمل على المتعاقدين الحضور إليهما لئلشهاد=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشهادة ومن يكتمها فإنو آثم قلبو} [البقرة ]ٕٖٛ-وكل ىذا يدؿ باىتماـ الشارع بأداء
الشهادة والتحذير عن كتمانها ،وسبب فرضية الشهادة إحياء الحقوؽ إذ بدونها تتوى
وتضع.
الحقوؽ التي يراد إثباتها ثبلثة أقساـ -ٔ-حق العبد -ٕ-حق اهلل
تعالى الذي ىو حد -ٖ-ما ىو حق اهلل تعالى وليس بحد ،فالشهادة على األوؿ يشترط
لها سبق الدعوى بخبلؼ اآلخرين ،ويجب الشهادة في األوؿ إف خاؼ ضياع حقو بشرط
الطلب( )1ويجب في الثالث بدوف الطلب ،وفِي الثاني ال يجب أصبلً( )2كذا في األصوؿ
القضائية.
=وال يلزـ الشاىدين الحضور إليهما وفي األداء يلزمهما الحضور إلى القاضي ال أف القاضي يأتي إليهما
ليؤديا ثم قاؿ إف الشهادة فرض كفاية إذا قاـ بها البعض سقط عن الباقين وتتعين إذا لم يكن إال
شاىداف سواء كانت للتحمل أو األداء اىػ( .جٚص)٘ٚ
( )1ای طلب ذي حق ىذا إف علم بشهادتو ،وإف لم يعلم بها وخاؼ الشاىد فوت حقو لزمو إعبلـ ذي
حق بما عنده فإف طلب وجب عليو أف يشهد وإال ال إذ يحتمل أنو ترؾ حقو( ،ردالمحتار)
( )2التفصيل :أف الشهادة إذا كانت متعلقة بحقوؽ اهلل تعالى ،ففي ما سوى الحدود ،كالطبلؽ والعتق
وغيرىا من أسباب الحرمات يلزمو األداء حسبة هلل تعالى عند الحاجة إلى األداء من غير طلب من أحد
من العباد ،في درر الحكاـ :في حقوؽ اهلل كالطلقات الثبلثة ،وبتعبير آخر في الحرمة المغلظة ال يشترط
فيها طلب الشهادة ويجب على الشاىد من غير طلب وببل دعوى أف يذىب إلى مجلس القاضي
ويشهد في ظرؼ خمسة أياـ حتى إنو إذا أخر الشهادة إلى بعد خمسة أياـ من غير عذر وكاف عالما بأف
الزوجين يعاشراف معاشرة األزواج يكوف فاسقا وال تقبل شهادتو ،مثبل :إذا توفي أحد وترؾ زوجتو وورثتو=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=اآلخرين ثم شهد الشهود في حضور القاضي أف المتوفى المذكور قد طلق زوجتو ثبلثا وكانوا عالمين
أف الزوجة المذكورة تعاشر زوجها معاشرة األزواج وتركوا وأخروا الشهادة فبل تقبل شهادتهم؛ ألنهم
أصبحوا فاسقين بسبب تأخيرىم الشهادة والحاؿ أنو يجب أف يكوف الشاىد عادال ،أما إذا كاف تأخير
الشهادة لعذر فتقبل الشهادة( .ج ٗ صٖٖٗ)
وأما في أسباب الحدود من الزنا والسرقة وشرب الخمر فالستر أمر مندوب إليو؛ لقوؿ النبي صلى اهلل
عليو وسلم :من ستر مسلما ستره اهلل في الدنيا واآلخرة ،وألنو مأمور بدرء الحد .وصرح الفقهاء بأف
األولى الستر إال إذا كاف الجاني متهتكا.
( )1في المحيط البرىاني :الحوادث أقساـ ثبلثة ،في قسم منها يشترط األربعة ،وىو :الزنا الموجب
للحد ،عرؼ ذلك بقولو تعالى{ :فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} (النساء )ٔ٘ :وال يشترط ذلك في
غيره ،وفي قسم منها يشترط رجلين ،وىو العقوبات التي تندرأ بالشبهات ،نحو القصاص وسائر الحدود
ما خبل حد الزنا ،حتى ال تثبت ىذه األشياء بشهادة رجل وامرأتين ،وفي قسم منها يكتفى بشهادة رجل
وامرأتين ،وىو الماؿ وما كاف من توابع الماؿ؛ ألف اهلل تعالى قاؿ في آية المداينة {واستشهدوا شهيدين
من رجالكم ،فإف لم يكونا رجلين فرجل وامرأتاف} (البقرة )ٕٕٛ :وإذا ثبت ىذا الحكم في الماؿ ثبت
فيما ىو تبع الماؿ ضرورة ،والحقوؽ المجردة كالنكاح والطبلؽ والعتاؽ والرجعة من ىذا القسم ،حتى
يكتفى فيو بشهادة رجل وامرأتين ،وكذلك ما يتوقف عليو كماؿ العقوبة ،وىو اإلحصاف من ىذا القسم،
حتى يثبت اإلحصاف بشهادة رجل وامرأتين عندنا؛ ألف اإلحصاف عبارة عن خصاؿ حميدة ،بعضها مأمور
بو وبعضها مندوب إليو ،فيثبت بشهادة النساء مع الرجاؿ كسائر الحقوؽ ،انتهى( .جٛص)ٖٓٛ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
وتقبل شهادة النساء فقط في المحاؿ التي ال يطلع عليها الرجاؿ.
ال تعتبر الشهادة التي تقع في الخارج عن المحاكمة.
( )1في المحيط البرىاني :وفيما ال يطلع عليو الرجاؿ جعلنا شهادتهن حجة على االنفراد بالنص ،وقد
روى مجاىد ،وسعيد بن المسيب ،وسعيد بن جبير ،وعطاء بن أبي رباح رضي اهلل عنهم :أف النبي صلى
اهلل عليو وسلم «أجاز شهادة النساء فيما ال يطلع عليو الرجاؿ النظر إليو» ،أي :فيما ال يحل للرجاؿ
النظر إليو ،والمعنى فيو :أنو لو لم تجز شهادة النساء بانفرادىن فيما ال يطلع عليو الرجاؿ أدى إلى
إبطاؿ حقوؽ تعلقت بهذه األسباب ،والعدد ليس بشرط عندنا في ىذا الباب ،وإف كانت امرأتاف أو
ثبلث فذلك أحب ،وىل يشترط لفظة الشهادة؟ قاؿ مشايخ بلخ ،ومشايخ بخارى :يشترط ،وقاؿ
مشايخ عراؽ :ال يشترط ،وأجمعوا على أنو يشترط الحرية والبلوغ والعقل واإلسبلـ إف قامت على
مسلم ،وكذلك يشترط العدالة ،ذكره شمس األئمة السرخسي رحمو اهلل ،وإنما لم يشترط العدد عندنا
لما روينا من حديث مجاىد وسعيد بن المسيب ،ألف النساء اسم جنس واسم الجنس يتناوؿ األدنى مع
احتماؿ الكل ،وفي حديث حذيفة رضي اهلل عنو :أف النبي عليو السبلـ «أجاز شهادة القابلة على
الوالدة» ،والمعنى في ذلك :أنو إنما سقط اعتبار الذكورة في ىذا الباب مع أف نظر الرجاؿ إلى ىذا
الموضع غير متعذر وال ممتنع؛ ألف نظر الجنس أخف ،فإذا أمكن تحصيل المقصود باألخف وىو
شهادة النساء سقط اعتبار األغلظ ،ولهذا ال يسقط اعتبار الحرية والعدالة؛ ألف نظر المملوؾ وغير
العدؿ ليس أخف من نظر الحر والعدؿ ،وىذا المعنى يقتضي سقوط اعتبار العدد؛ ألف نظر الفرد أخف
من نظر العدد ،وكذا لم يسقط اعتبار اإلسبلـ؛ ألف نظر الكافر ليس أخف من نظر المسلم( .جٛ
ص)ٖٜٓ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1المجلة المادة -ٕٙٛٛ-ىذا في غير ما تجوز فيو الشهادة بالسماع كما يأتي في المادة األتية،
والمراد من المعاينة أعم من أف تكوف بالسمع أو البصر ،فيشمل المرئيات كالبيع بالتعاطي واإلقرار
بالكتابة واإلجارة بالتعاطي وحكم القاضي الفعلي والقتل ،والمسموعات كالبيع باإليجاب والقبوؿ
وكحكم القاضي القولي والنكاح والوقف ،والمعاينة على وجهين:
األوؿ :يكوف بمعاينة السبب الموضوع للملكية كرؤية أحد آخر يشتري ماال أو يتهبو ويقبضو ثم يشهد
بعد ذلك أف ذلك الماؿ ملكو.
والثاني :يكوف بمعاينة وضع اليد الذي ىو دليل الملك بأف يرى أحداً يتصرؼ في الماؿ الذي تحت
أي منازعة ومعارضة من أحد فللواقف على ىذه األحواؿ والمطمئن على أف الماؿ المذكور
يده بدوف ّ
ىو ملك لذي اليد أف يشهد أف ذلك الماؿ ىو ملك لذلك الشخص وتحل لو ىذه الشهادة( .درر
الحكاـ جٗص)ٖٖٛ
( )2المجلة المادة -ٜٔٙٛ-يعني إذا لم يقل الشاىد لفظ أشهد بل قاؿ أعرؼ مثبل فيحسن بالقاضي
عند أبي يوسف أف يسأؿ الشاىد قائبل :ىل تشهد ىكذا؟ فإذا سألو على ىذا الوجو وأجابو الشاىد=:
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=نعم أشهد ىكذا فيكوف الشاىد قد أدى الشهادة حيث إف الشاىد يضطرب بعضا من مهابة مجلس
القاضي فبدال من أف يقوؿ :أشهد بكذا ،يقوؿ :أعرؼ كذا ،فتلقين الشاىد في غير موضع التهمة فيو
إحياء للحق .أما في موضع التهمة فليس للقاضي تلقين الشاىد باتفاؽ ،كذا في درر الحكاـ.
( )1المجلة المادة -ٜٔٙٓ-مثاؿ الشهادة على الحاضرين أف يشهد الشاىد قائبل :إف ىذا الماؿ ىو
ملك ىذا المدعي وإف ىذا المدعى عليو وضع اليد عليو بغير حق وأشهد على ذلك ،ومثاؿ الشهادة
المتعلقة بالموكل إذا ادعى زيد على عمرو قائبل :إف لبكر في ذمتك ألف درىم من جهة القرض وإنني
وكيل عن بكر في مخاصمتك وفي قبض المبلغ المذكور منك ،وأنكر عمرو الوكالة فالشهود الذين
يقيمهم المدعي لئلثبات يجب عليهم أف يذكروا اسم أب وجد بكر ،ومثاؿ الشهادة المتعلقة بالميت أنو
لو ادعى بدين من تركة وادعى المدعى عليو بأنو قد أدى دينو للمتوفى وأقاـ شهودا على ذلك فيجب
على الشهود أف يذكروا اسم أب وجد المتوفى ،كذا في درر الحكاـ.
( )2المجلة المادة -ٜٔٙٔ-يعني يلزـ في الشهادة بالعقار بياف حدوده الثبلثة أو األربعة ،إذا لم يذكر
الشاىد حدود المشهود بو وبين بأنو سيريها ويعينها في محلو يذىب إلى محلو ويكلف بتعيينها وإراءتها،
في درر الحكاـ :وفي ذلك وجهاف :الوجو األوؿ أف يذىب القاضي أو نائبو إذا كاف القاضي مأذونا=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=بنصب نائب إلى المحل الموجود فيو العقار وسمع الشهادات ىناؾ ،والوجو الثاني -أف يستمع
القاضي الشهود وأف يستشهدىم في حضوره وبعد ذلك يرسل الشهود المذكورين إلى محل العقار
المذكور مع رجلين عدلين والشهود بحضور العدلين والطرفين المتخاصمين يشيروف إلى الحدود قائلين:
إف ىذا العقار ىو العقار الذي شهدنا بو للمدعي ،وحدوده ىي ىذه .والعدالف يتفهماف أسماء جيراف
العقار ويشهداف في حضور القاضي على أسماء أصحاب الحدود ،آىػ.
( )1المجلة المادة -ٜٕٔٙ-ألنو قد أشير في ىذه الشهادة إلى معلوـ ،وحكم ىذه المادة جار في
الدين أيضا .فعليو إذا ادعى المدعي أف المبلغ المحرر في ىذا السند ىو حق لي في ذمة المدعى
عليو ،وشهد الشهود بأف المبلغ المحرر في ىذا السند ىو حق للمدعي في ذمة المدعى عليو تقبل
شهادتهم؛ ألنو قد أشير في ىذه الشهادة إلى المعلوـ ،كذا في درر الحكاـ.
( )2المجلة المادة -ٜٖٔٙ-والمقصود في ىذه المادة أنو ال يشترط في صحة الشهادة على اإلرث
الجر الصريح والجر الحكمي ،والجر الصريح أف يشهد الشهود أف الماؿ أصبح موروثا للورثة ،والجر
الحكمي أف يشهدوا بأف الماؿ كاف ملكا للمورث حين وفاتو أو كاف في يده أو كاف في يد نائب
المورث.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا أدعى أحد من التركة ماالً مقداره كذا وشهدت الشهود بأف
للمدعي في ذمة الميت ما أدعى ،أو أدعى بأنو كاف في يد الميت عين وشهدوا كما مر
يكفي ذلك وال حاجة إلى التصريح بكوف المدعى بو باقياً في ذمتو إلى مماتو ،وكذا إذا
أدعى على رجل وشهدت الشهود بأف المدعى عليو مديوناً للمدعي بما أدعى يكفي
()1
ولكن إذا سأؿ الخصم عن بقاء الدين إلى وقت االدعاء وقالت الشهود ال ندري ترد
()2
شهادتهم.
( )1المجلة المادة -ٜٔٙٗ-يعني ال حاجة للجر في الشهادة بالدين على الميت حيث ال يمكن
وجود شهود يشهدوف على الجر فشرط الجر في الشهادة يستوجب ضياع حقوؽ الناس ،والجر يكوف
بقوؿ الشهود :إف المدين توفي وىو مدين أو توفي والدين في ذمتو.
( )2المجلة المادة -ٜٔٙ٘-ويسأؿ الشاىد ىذا السؤاؿ إذا أورده الخصم وال يحل للقاضي أف يسأؿ
الشاىد الذي يشهد على الدين أو الملك في الماضي بقولو لو :ىل تعلم بأف الدين مطلوبو في الحاؿ
أو أف الملك ملكو في الحاؿ؛ ألنو إذا قاؿ الشاىد :ال أعلم فيكوف ذلك باعثا لضياع الحقوؽ ،كذا في
درر الحكاـ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ال تقبل البينة التي أقيمت على خبلؼ المتواتر.
إنما جعلت البينة مشروعة إلظهار الحق فبل تقبل بالنفي الصرؼ مثبلً
فبلف ما فعل ىذا األمر أو ىذا الشيء ليس لفبلف أو فبلف ليس بمديوف لفبلف ،لكن بينة
النفي المتواتر مقبولة مثبلً لو أدعى أحد بأني أقرضت فبلناً في الوقت الفبلني في المحل
الفبلني كذا من الدراىم ،وأثبت المدعى عليو بالتواتر أنو لم يكن في الوقت المذكور في
()2
ذلك المحل بل في محل آخر ال تسمع دعوى المدعي.
( )1ألف الدعوى خبلؼ المتواتر باطلة لكونها دعوى المحاؿ فعليو ال تقبل البينة التي أقيمت على
خبلؼ المتواتر ،ألف التواتر يفيد علم اليقين فالبينة التي تقاـ على خبلفو تستوجب رد الشيء الثابت
بالضرورة واليقين وبما أف الضروريات اليقينيات ال ترد وال تقبل الشك فتكوف ىذه البينة كذبا محضا
كالبينة التي تقاـ على خبلؼ المحسوس.
()2
المجلة المادة -ٜٜٔٙ-يعني الشرط أف تكوف مثبتة ألف وضع الشهادة ىو إلثبات خبلؼ
الظاىر كما في القاعدة -ٚٙ-والنفي والعدـ لم يكن خبلؼ الظاىر بل ىو الظاىر واألصل=،
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ويستثنى من ىذا الشرط مسألتاف ،األولى :ما ذكرت في المادة ،والثانية :تقبل البينة المقامة على
شرط منفي ،مثبل إذا حلف أحد قائبل :إذا لم أدخل داري ىذا اليوـ تكوف زوجتي طالقا ،وأقامت الزوجة
البينة على عدـ دخوؿ زوجها الدار ذلك اليوـ تقبل ألف المقصود األصلي إثبات الجزاء وىو ليس بنفي
بل إثبات وإظهار ،كذا في درر الحكاـ.
( )1المجلة المادة -ٔٚٓٓ-و -ٔٚٓٔ -وإنما ال تقبل شهادة ىؤالء لهؤالء للتهمة ألف بينهم
اتصاؿ المنافع ،وأما شهادة ىؤالء على ىؤالء فتقبل لعدـ ىذه التهمة.
( )2المجلة المادة -ٔٙٛٙ-اعلم أف الشهادة ترد من أجل التهمة ،وسبب التهمة إما أف يكوف
المعنى الموجود في الشاىد كعماه وفسقو فإذا كاف الشاىد فاسقا فبل يبالي بالكذب ،وإذا كاف أعمى ال
يطلع على الواقعة تماما فيخطئ في شهادتو ،وكذا خرسو ألف في إشارة األخرس خفاء فيخطئ اآلخذ
منها.
وإما أف يكوف المعنى الموجود في المشهود لو وىو أف يكوف بين الشاىد والمشهود لو وصلة خاصة
كقرابة الوالدة والزوجية إذ يكوف الشاىد في ىذه الحاؿ متهما بالكذب مراعاة للمشهود لو وتأمينا
لمنافعو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ليس ألحد أف يكوف شاىداً ومدعياً وعلى ىذا ال تصح شهادة الوصي
()1
لليتيم والوكيل للموكل.
وال يعتبر شهادة الرجل على فعل نفسو فعلى ىذا ال تصح شهادة
الوكبلء والداللين والصكاكين ،وكذلك شهادة شخص بفعل أو عقد صدر منو إذا صرحوا
أماـ القاضي وإذا لم يصرحوا قبلت شهادتهم كما لو شهد الوكيل بالنكاح إنها امرأتو ولَم
الع ْزِؿ،
يزد على ذلك بفعل ،وكذلك شهادة حاكم من بلدة على الحكم الصادر منو قبل َ
الع ْزِؿ فتعتبر شهادتو( .المجلة واألصوؿ
وأما إذا شهد على إقرار من أقر في حضوره قبل َ
()2
القضائية)
( )1المجلة المادة -ٖٔٚٓ-ألف ىذه الشهادة شهادة لنفسو وال تقبل شهادة أحد لنفسو.
( )2المجلة المادة -ٔٚٓٗ-وأما القاسم لؤلمواؿ بين الشركاء بأجر أو ببل أجر إذا شهد قائبل :إنني
قسمت ىذه الشركة بين الورثة وقد أصاب ىذا الماؿ حصة المدعي فتقبل شهادتو ألف الملك ال يثبت
بقسمتو ما لم يتراضوا على ذلك أو يستعملوا القرعة.
( )3المجلة المادة -ٕٔٚٓ-أي ال يجوز شهادة العدو على عدوه؛ ألف المعاداة من أجل الدنيا
محرمة ومنافية لعدالة الشاىد والذي يرتكب ذلك ال يؤمن منو بأف ال يشهد في حق المشهود عليو=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=كذبا وخبلفا للواقع ،وألف عداوة الشاىد باعثة على إضرار عدوه المشهود عليو فيكوف متهما في
الشهادة عليو ،أما شهادة العدو لعدوه فمقبولة عند بعض الفقهاء؛ ألنو ليس في ىذه الشهادة تهمة،
وعند بعضهم العداوة فسق وىي ال تتجزأ ،فكما أنو ال يجوز شهادة العدو على عدوه بسبب الفسق فبل
يجوز شهادتو لو أيضا وترد شهادة ىذا العدو في حق جميع الناس ،وقد قبل الزيلعي والخيرية القوؿ
األوؿ .ويفهم من قوؿ المجلة بين الشاىد والمشهود عليو أنها اختارت ىذا القوؿ.
والعداوة الدنيوية ىي العداوة التي تنشأ عن أمور كالماؿ والجاه وتعرؼ بالعرؼ ،فلذلك ال تقبل شهادة
المجروح على الجارح وورثة المقتوؿ على القاتل والمقذوؼ على القاذؼ والمشتوـ على الشاتم ،مثبل
لو كاف لمسلم عداوة مع ذمي فبل تقبل شهادة ذلك المسلم على ذلك الذمي ،أما العداوة الدينية فبل
تمنع قبوؿ الشهادة .مثبل لو تجاوز أحد الحد بارتكاب المناىي والمعاصي وصار أحد عدوا لو للسبب
المذكور فتقبل شهادة ذلك العدو ،إال أنو إذا كانت العداوة الدينية قد سببت إفراط األذى على الفاسق
ومرتكب المعاصي ففي ىذه الحالة تمنع العداوة الدينية أيضا قبوؿ الشهادة( .درر الحكاـ
جٗصٕٓٗ)
( )1المجلة المادة -ٕٔٚٔ-يعني .يشترط في قبوؿ الشهادة تطابق شهادة الشهود في المشهود بو؛
ألنو إذا لم تتفق شهادة الشهود في المشهود بو فبل يكمل نصاب الشهادة وينفرد كل شاىد بنوع من
اإلخبار بالمشهود بو والحاؿ أنو ال يحكم بشهادة الشاىد الواحد.
( )2المجلة المادة -ٔٚٓٙ -يعني ال بد من الموافقة معنى بين الشهادة والدعوى سواء كانت الموافقة
بالمطابقة كما إذا أدعى المدعي بألف وشهدت الشهود أيضاً بألف أو كانت الموافقة بالتضمن كما إذا=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ادعى المدعي بألف درىم وشهدت الشهود بخمسمائة تقبل شهادتهم بحق الخمسمائة ،وأما إذا كاف
المشهود بو أكثر من المدعى بو فبل تقبل الشهادة لعدـ الموافقة بوجو من الوجوه.
( )1المجلة المادة -ٔٚٓ٘-ألنو قد ورد في اآلية الجليلة {وأشهدوا ذوي عدؿ منكم} ]الطبلؽ:
ٕ[ وألنو لما كانت الشهادة خبرا محتمل الصدؽ والكذب ،والحجة ىي خبر صادؽ فيترجح بعدالة
الشهود طرؼ الصدؽ ،وألنو لما لم ينزجر عن ارتكاب محظور دينو مع اعتقاده حرمتو فالظاىر أنو ال
ينزجر عن شهادة الزور مع اعتقاده حرمتو ،والعادؿ من تكوف حسناتو غالبة على سيئاتو ،وىو المتوقي
كبائر الذنوب والغير المصر على صغائرىا وكاف صبلحو أكثر من فساده وصوابو أوفر من خطئو ،ولم
يشترط أف ال يكوف لو سيئات مطلقا؛ ألنو ال يوجد في البشر معصوـ غير األنبياء فإذا شرطت العصمة
في الشهادة يوجب سد بابها،كذا في درر الحكاـ شرح مجلة االحكاـ ،وفِي الدرر شرح الغرر :العدالة
شرط وجوب العمل بالشهادة ال شرط أىلية الشهادة ألف الفاسق أىل للوالية والقضاء والسلطنة واإلمامة
والشهادة عندنا وعن أبي يوسف إف الفاسق إذا كاف وجيها في الناس ذا مروءة يقبل شهادتو واألصح أف
شهادتو ال تقبل إال أف القاضي لو قضى بشهادتو يصح عندنا كذا في الكافي( .جٕصٕ)ٖٚ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يوجب الحد ،أو يكشف عورتو عند الناس ،وآكل الربا ،ومن يظهر سب السلف بل
والخلف ،كذا في الدرر وحواشيو.
فإذا فقد في الشاىد العدالة لم يجز للقاضي أف يقبلها لكن إذا قبلها
()1
وحكم بها نفذ حكمو ،وال ينقض وأثم لقبولو شهادة الفاسق( .األصوؿ القضائية)
أكل الشاىد من طعاـ المشهود لو وأخذ أجرة الكراء منو ،وإذا أكل
فع ْن محمد رحمو اهلل تعالى ال تقبل وعن أبي يوسف رحمو
الشاىد من طعاـ المشهود لو َ
اهلل تعالى تقبل شهادتو للعادة الجارية ،وبقوؿ أبي يوسف يفتى()2كما في األصوؿ القضائية،
وأما إذا كاف مكاف الشاىد بعيداً عن محكمة القضاء ىل يجوز أجرة الكراء من المشهود لو
لم أجده لكن صاحب األصوؿ القضائية يميل إلى الجواز وىو األنسب قياساً على الطعاـ
وتخليصاً للشاىد بتحمل الغرامات لو شهد وإف امتنع من الشهادة يتضرر المشهود لو
()3
بإضاعة حقو.
( )1ألنو إذا ثبت الملك المطلق بالشهادة يثبت وقوعو عن أصل ويلزـ أف يكوف المدعي مالكا لزوائد
ذلك الملك كلزوـ كوف المدعي مالكا ثمر الكرـ الذي حصل قببل مثبل ،ولكن إذا ثبت البيع المقيد ال
يثبت إال اعتبارا من تاريخ وقوع السبب كتاريخ وقوع البيع والشراء ولهذا يكوف الملك المطلق بالنسبة
إلى الملك المقيد أكثر؛ ألف المدعي ال يملك زوائد الملك المقيد الحاصلة قبل الشراء ،والمطلق أقل
من النتاج ألف المطلق يفيد وقوعو عن أصل على االحتماؿ والنتاج على اليقين ،فإذا ادعى المدعي
الشراء عن بائع معلوـ بأف قاؿ :قد اشتريتو من فبلف بن فبلف المعروؼ وشهدت الشهود على الملك
المطلق فبل تقبل شهادتهم ،وكذا اإلرث والهبة ،وإف أدعى الشراء عن مجهوؿ وشهدت الشهود على
الملك المطلق تقبل شهادتهم ،وأما إذا كاف المدعى بو ليس بعين بل كاف دينا فبل فرؽ بين مطلقو
ومقيده فتقبل الشهادة على المطلق .مثبل إذا ادعى المدعي قائبل :إف لي في ذمة المدعى عليو ألف
درىم من جهة القرض وشهدت الشهود أف المدعى عليو مدين للمدعي بألف درىم تقبل الشهادة حيث
إف الدين ال تحتمل فيو الزوائد فبل تعد الشهادة الواقعة شهادة باألكثر ،كذا في درر الحكاـ شرح مجلة
األحكاـ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1المجلة المادة -ٖٔٚ٘-في تكملة ردالمحتار :وفي المحيط :إذا قاؿ ليس لي بينة على ىذا ثم
أقاـ البينة عليو ال تقبل عند أبي حنيفة النو كذب بينتو ،وتقبل عند محمد ،النو يحتمل أنو كاف لو بينة
ونسيها انتهى ،فقد ذكر خبلفا في المسألة لكنو لم يتعرض لليمين ،ورجح في السراجية قوؿ محمد،
وفي الدرر قاؿ ال بينة لي ثم برىن أوال شهادة ثم شهد ،فيو روايتاف :في رواية ال تقبل لظاىر التناقض،
وفي رواية تقبل ،واالصح القبوؿ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
( )1يشترط في قبوؿ الشهادة تطابق شهادة الشهود في المشهود بو؛ ألنو إذا لم تتفق شهادة الشهود
في المشهود بو فبل يكمل نصاب الشهادة وينفرد كل شاىد بنوع من اإلخبار بالمشهود بو والحاؿ أنو ال
يحكم بشهادة الشاىد الواحد ،تفصيل التطابق :إف التطابق عند اإلماـ يكوف بتطابق لفظ كل من
الشهادتين في المعنى الواحد وال يكفي التطابق بالداللة ،وأما عند اإلمامين فيكفي الداللة بالتضمن.
مثبل لو ادعى المدعي ألفين ومائة درىم وشهد أحد الشاىدين بألفين ومائة درىم وشهد الشاىد اآلخر
بألف ومائة درىم فتقبل شهادتهما عند اإلمامين بحق األلف ومائة درىم؛ ألف الشهود متفقوف في األقل
ونصاب الشهادة حاصل ،وإف الزيلعي قد عد قوؿ اإلماـ األعظم ىو الراجح وقد أفتى شيخ اإلسبلـ
بقوؿ اإلماـ إال أف صدر الشريعة قاؿ :إف قوؿ اإلمامين أظهر ،وال يوجد في المجلة صراحة تدؿ على
ترجيح أحد ىذين المذىبين( .درر الحكاـ شرح مجلة االحكاـ جٗصٕٕٗ)ٕٗٗ-
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
فتقبل شهادتهما ،وإف كانت االختبلفات المذكورة في األخريين أعني ما ىو فعل محض
كالغصب والقتل والسرقة وشرب الخمر وما أشبو ذلك أو في قوؿ ملحق بالفعل كالنكاح
لم تقبل الشهادة ألف الفعل في زماف أو مكاف غيره في زماف ومكاف آخر فَػلَو شهد
أحدىما بغصب واألخر باإلقرار بو أو شهد أحدىما بغصب في الكوفة واآلخر بغصب في
البصرة ال تقبل.
وأما االختبلؼ بين الشاىدين في آلة الفعل فإنو يضر إذا كانت
الشهادة بالفعل مثبلً شهد أحدىما أنو قتلو بسكين وشهد اآلخر أنو قتلو بسيف لم تقبل
ألف باختبلؼ اآللة يختلف الفعل ،وإف شهد أحدىما أنو أقر بقتلو عمدا بسيف وشهد
اآلخر بأنو أقر بقتلو بسكين تقبل ويقتص عنو ألف القتل وإف كاف ال يتكرر إال أف اإلقرار بو
يتكرر( .األصوؿ القضائية)
ألف الشهادة تنبئ عن ()1
األصل أف الشهادة على النفي ال تقبل
المشاىدة المترتب عليها العلم بالمشهود بو إال أنها تقبل في صور مخصوصة ،األولى :إذا
كاف النفي معلوماً بالتواتر مثبلً إف فبلناً لم يكن في ىذه البلد وقت كذا أو اف زيداً لم يقتل
عمراً باألمس ،والثانية :أف يكوف النفي معلوماً بالظن الغالب كالشهادة على التفليس بأنو
ليس لو ماؿ ،والشهادة على حصر الورثة وانو ليس لو وارث غيره ،والثالثة :النفي إذا وقع
في الشرط فيجوز اثباتو بالبينة كقوؿ الرجل إف لم أدخل الدار اليوـ فهي طالق أو فهو حر
( )1أصلو أف اإلشهاد شرع لئلثبات ال للنفي ،واليمين للنفي ،ألف الشهادة على النفي ال تتصور ،حيث
يجب أف يكوف الشاىد مصاحبا للمراد نفي الحكم عنو دوف أف يغيب عنو طرفة عين وىذا مستحيل.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
فشهدا على نفي الدخوؿ تقبل (معين الحكاـ) ( )1وبالجملة النفي إذا كاف متواتراً أو
متضمناً لئلثبات كما أف الدخوؿ في الدار مثبت للطبلؽ أو يكوف النفي في ضمن إثبات
كنفي سائر الورثة في ضمن إثبات توريثو يجوز إقامة البينة عليها وإال فبل.
( )1عبارة معين الحكاـ ىكذا :قاؿ القرافي :اشتهر على ألسنة الفقهاء أف الشهادة على النفي غير
مقبولة ،وفيو تفصيل ،فإف النفي قد يكوف معلوما بالضرورة ،أو بالظن الغالب الناشئ عن الفحص ،وقد
يعرى عنهما ،فهذه ثبلثة أقساـ ،القسم األوؿ :تجوز الشهادة بو اتفاقا ،كما لو شهد أنو ليس في ىذه
البقعة التي بين يديو فرس ونحوه ،فإنو يقطع بذلك ،وكذلك يجوز أف يشهد أف زيدا لم يقتل عمرا
باألمس؛ ألنو كاف عنده في البيت لم يفارقو ،وأنو لم يسافر ألنو رآه في البلد ،فهذه شهادة صحيحة
بالنفي ،الثاني :تجوز الشهادة بو :أعني بالنفي مستندا إلى الظن الغالب ،وذلك في صور منها التفليس،
فإف الحاصل فيو إنما ىو الظن الغالب؛ ألنو يجوز عقبل حصوؿ الماؿ للمفلس وىو يكتمو ،ومنها
الشهادة على حصر الورثة وأنو ليس لو وارث غير ىذا ،فمستند الشاىد الظن ،وقد يكوف لو وارث لم
يطلع عليو فهي شهادة على النفي مقبولة ،الثالث :ما عرى عنهما ،مثل أف يشهد أف زيدا لم يوؼ الدين
الذي عليو أو ما باع سلعتو ونحو ذلك ،فهذا نفي غير منضبط ،وإنما تجوز الشهادة على النفي
المنضبط قطعا أو ظنا ،انتهى( .الباب التاسع عشر القضاء بشهادة النفي من القسم الثاني في انواع
البينات)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
قاؿ القرافي في باب السياسة :نص بعض العلماء على أنا إذا لم نجد
في جهة إال غير العدوؿ أقمنا أصلحهم وأقلهم فجورا للشهادة عليهم ويلزـ ذلك في
القضاة وغيرىم لئبل تضيع المصالح وما أظن أحداً يخالف في ىذا فإف التكليف بشرط
اإلمكاف ،وىذا كلو للضرورة لئبل تهدر األمواؿ وتضيع الحقوؽ ،وقاؿ بعضهم :وإذا كاف
الناس فساقاً إال القليل النادر قبلت شهادة بعضهم على بعض ويحكم بشهادة األمثل
فاألمثل من الفساؽ ،ىذا ىو الصواب الذي عليو العمل ،قاؿ ابن القيم :والصواب
المقطوع بو أف العدالة تتبعض فيكوف الرجل عدالً في شيء وفاسقاً في شيء آخر فإذا تبين
وأصل ىذا ما وقع في ()1
للحاكم أنو فيما يشهد بو عدؿ قبلت شهادتو ولَم يضره فسقو
المحيط والقنية إذا كاف الرجل يشرب سراً وىو ذو مروءة فللقاضي أف يقبل شهادتو( .معين
()2
الحكاـ لعبلء الدين الطرابلسي الحنفي)
( )1ألف اهلل تعالى لم يأمر برد خبر الفاسق فبل يجوز رده مطلقا بل يتثبت فيو حتى يتبين صدقو من كذبو
فيعمل على ما تبين وفسقو عليو ،وألف النبي صلى اهلل عليو وسلم استأجر ىاديا يدلو على طريق المدينة
وىو مشرؾ على دين قومو ،ولكن لما وثق بقولو أمنو ودفع إليو راحلتو وقبل داللتو.
( )2معين الحكاـ الباب الثاني والعشروف القضاء بشهادة غير العدوؿ للضرورة من القسم الثاني في
أنواع البينات.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1خبلصة ىذا الفصل أنو إذا أقاـ كل من طرفي الدعوى بينة مقبولة فإف أمكن العمل بهما فعلى
القاضي أف يحكم بموجبهما كما في المثاؿ المذكور في كبلـ المصنف ،وإف لم يمكن العمل بهما
فالعمل بالبينة الراجحة ،والترجيح يكوف بأمور أحدىا التواتر بأف تكوف بينة أحدىما متواترة فتترجح على
بينة اآلخر ،والثاني كثرة االثبات كما إذا ادعى أحدىما شراء واآلخر ىبة وقبضا من واحد وأقاما البينة
فبينة الشراء راجحة لكونو معاوضة من الجانبين والهبة تبرع يوجب االستحقاؽ من جانب فكانت بينة
الشراء مثبتة لؤلكثر فكانت أولى ،كذا في فتح القدير ،والثالث أف البينة الناقلة راجحة على
المستصحبة فَػلَو شهدت شهود أحدىما أف ىذه الدار لفبلف الذي بناىا قبل سنتين ،وشهد شهود اآلخر
أنها اشتراىا من المدعي بعد ذلك رجحت ىذه الشهادة ألنها بينة ناقلة علمت ما لم تعلمو البينة األولى
المستصحبة ،والرابع أف بينة من تاريخو مقدـ أولى كما في المجلة المادة -ٔٚٙ-ألف صاحب التاريخ
المقدـ يكوف قد أثبت أنو يملك قبل اآلخر فإذا لم يثبت صاحب التاريخ المؤخر تلقي الملك عن
صاحب التاريخ المقدـ فبل يتملك الملك ،وللترجيح وجوه متعددة مذكورة في كتب الفقة متشتتة كما
قاؿ المصنف رحمو اهلل تعالى ،وأما إذا تعذر العمل بهما مع عدـ الترجيح فيما بينهما تهاترتا ولَم يعمل
بهما جميعاً ،وتفصيل صور تعارض البينات في شرحي المجلة لؤلتاسي وعلي حيدر في توضيح المادة -
-ٔٚ٘ٙإلى -ٔٚٙٛ-فليراجع إليهما.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
في يد اآلخر قضى لهما( ،)1ومثاؿ الساقط والتهاتر كما في الكنز :لو برىنا على نكاح
امرأة سقطا( ،)2قاؿ أبو مسعود ألف المحل ال يقبل االشتراؾ ،وكما في الهداية :أقاـ كل
ٍ
واحد من الخارج وذي اليد على الشراء من اآلخر وال تاريخ تهاترت البينتاف وتترؾ الدار
()3
في ذي اليد عند أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما اهلل تعالى.
وإف ترجحت يحكم براجحة وترد المرجوحة لكن الفرؽ بينهما من أىم مسائل
القضاء ألف ىذه المسائل منتشرة في حجب ضخاـ الكتب مستترة في سر ونبذة منها
ملتقطاً من كتاب ملجاء القضاء ألبي محمد غانم بن محمد البغدادي وكتاب ترجيح
البينات لعبد الرحمن الخصالي وكتاب الطريقة الواضحة إلى البينة الراجحة للفاضل محمود
بن حمزة مفتي دمشق الشاـ وغيرىا مع ذكر مأخذىا من كتب الحنفية في كل مسألة.
( )1في البحر :يعني إذا ادعى اثناف عينا في يد غيرىما وزعم كل واحد منهما أنها ملكو ولم يذكرا سبب
الملك وال تاريخو قضي بالعين بينهما لعدـ األولوية آىػ.
( )2تماـ عبارة الكنز :وىي لمن صدقت أو سبقت بينتو ،وفِي البحر :يعني لو أقاـ اثناف بينة على أف
ىذه المرأة زوجتو تهاترت البينتاف لتعذر القضاء بهما إذ النكاح ال يقبل االشتراؾ وىي زوجة لمن صدقتو
منهما ألف النكاح مما يحكم بو بتصادؽ الزوجين فيرجع إلى تصديقها فيجب اعتبار قولها إف أحدىما
زوجها أو أسبقهما نكاحا إال إذا كانت في بيت أحدىما أو دخل بها أحدىما فيكوف ىو أولى وال يعتبر
قولها ألف تمكنو من نقلها أو من الدخوؿ بها دليل على سبق عقده إال أف يقيم اآلخر البينة أنو تزوجها
قبلو فيكوف ىو أولى ألف الصريح يفوؽ الداللة فبل يعتبر معو ،آىػ.
( )3تماـ عبارة الهداية :وعلى قوؿ محمد يقضي بالبينتين ويكوف للخارج ألف العمل بهما ممكن فيجعل
كأنو اشترى ذو اليد من اآلخر وقبض ثم باع الدار ألف القبض داللة السبق على ما مر ،وال يعكس األمر
ألف البيع قبل القبض ال يجوز،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
بينة الخارج على نكاح امرأة مقرة ببل تاريخ راجحة على بينة خارج
آخر على نكاحها منكرة ببل تاريخ( .الهندية)
بينة الخارج على نكاح امرأة مقرة بتاريخ راجحة على بينة خارج آخر
على نكاحها منكرة بهذا التاريخ( .الهندية)
بينة الخارج على نكاح امرأة مقرة بتاريخ سابق راجحة على بينة خارج
آخر على نكاحها منكرة بتاريخ ال حق( .الهندية)
بينة الخارج على نكاح امرأة مقرة بتاريخ سابق راجحة على بينة خارج
آخر مقرة بتاريخ ال حق( .الهندية)
بينة ذي اليد على نكاح امرأة بتاريخ راجحة على بينة خارج على
نكاحها ببل تاريخ( .الهندية)
بينة ذي اليد على نكاح امرأة ببل تاريخ راجحة على بينة خارج على
نكاحها ببل تاريخ( .الهندية)
بينة ذي اليد على نكاح امرأة مقرة ببل تاريخ راجحة على بينة خارج
على نكاحها ببل تاريخ( .الهندية)
بينة ذي اليد على نكاح امرأة ببل تاريخ راجحة على بينة خارج على
نكاحها ببل تاريخ( .الهندية)
()1
مسائل ىذا الفصل مأخوذة من جواىر الروايات ص )ٗٙفليراجع إليو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
بينة الخارج على نكاح امرأة بتاريخ سابق راجحة على بينة الخارج
على نكاحها بتاريخ ال حق( .الهندية)
بينة الخارج على النكاح والدخوؿ بها مقرة راجحة على بينة الخارج
على النكاح والدخوؿ بها منكرة( .الهندية)
بينة ذي اليد على النكاح الظاىر راجحة على بينة الخارج كيف ما
كاف إال بسبق التاريخ( .الهندية)
بينة أحد الزوجين على فساد النكاح راجحة على بينة اآلخر على
صحة النكاح( .التنقيح)
بينة البكر على ردىا النكاح راجحة على بينة الزوج على سكوتها.
(التنقيح)
بينة الزوج على إجازتها النكاح راجحة على بينة الزوجة على ردىا
النكاح( .التنقيح)
بينة الزوجة على أف أباىا زوجها بالغة ولَم ترض راجحة على بينة الزوج
على أف أباىا زوجها صغيرًة( .التنقيح)
بينة الزوج على االبراء من المهر راجحة على بينة الزوجة على اإلقرار
بو إلى اآلف( .التنقيح)
لما بلغها الخبر راجحة على بينة الزوجة
بينة الزوج على أنها أجازت ّ
لما بلغها( .األنقروية)
على أنها ردت النكاح ّ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
بينتها على أف ما ارسلو الزوج ىدية راجحة على بينة الزوج على أنو من
المهر( .التنقيح)
لما بلغها الخبر راجحة على بينة
بينة الزوجة على أنها ردت النكاح ّ
الزوج على أنها سكتت لما بلغها( .األنقروية)
بينة المرأة على أف المهر ألفاف راجحة على بينة الزوج على أف المهر
ألف( .الخانية)
بينتها على أف المفروض مائة نفقة راجحة على بينة الزوج على أف
المفروض خمسوف( .التنقيح)
بينة المرأة على أف الزوج موسر عليو نفقة اليسار راجحة على بينة
الزوج على أنو معسر( .غانم)
بينة كوف الوقف فاسد الشرط راجحة على بينة كوف الوقف صحيحاً.
(التنقيح)
بينة تقييد الوقف راجحة على بينة إطبلؽ الوقف( .التنقيح)
بينة خارج على أف العمارة التي في أرض الوقف ملكو راجحة على
بينة المتولي على أف العمارة للوقف( .التنقيح)
علي بتاريخ سابق راجحة على بينة
بينة ذي اليد على أف الدار وقف ّ
القيم على أنها وقف بتاريخ ال حق.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
بينة الخارج على الملك المطلق راجحة على بينة ذي اليد المتولي
على انو وقف.
بينة الخارج على الشراء بتاريخ سابق راجحة على بينة خارج على
الشراء بتاريخ ال حق( .المجلة)
بينة البائع على زيادة الثمن راجحة على بينة المشتري على نقص
الثمن( .المجلة)
بينة المشتري على زيادة المبيع راجحة على بينة البائع على نقص
المبيع( .المجلة)
بينة البائع تلجئة راجحة على بينة المشتري على البتات( .فتاوى على
آفندي)
بينة بيع الوفاء راجحة على بينة بيع البتات( .تنقيح الفتاوى الحامدية)
بينة المشتري على اإلقالة راجحة على بينة البائع على البيع( .التنقيح)
بينة المشتري على اجازة المالك بيع الفضولي راجحة على بينة
المالك على رد البيع( .التنقيح)
بينة ىبلؾ المبيع عند المشتري راجحة على بينة ىبلكو عند البائع.
(التنقيح)
بينة خارج على شراء من رجل بتاريخ راجحة على بينة شرائها من رجل
ببل تاريخ( .ميزاف المتداعيين)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
بينة خارج على الشراء من زيد وقبض ببل تاريخ راجحة على بينة خارج
على الشراء من زيد ببل تاريخ( .الميزاف)
بينة ذي اليد على الشراء من زيد وقبض ببل تاريخ راجحة على بينة
خارج على الشراء من زيد وقبض ببل تاريخ( .الميزاف)
بينة الخارج على الشراء من رجل بتاريخ راجحة على بينة ذي اليد
على الشراء من رجل آخر بذلك التاريخ( .الميزاف)
بينة مدعي البيع راجحة على بينة مدعي الرىن أو الهبة أو اإلجارة.
(المجلة)
بينة مدعي جرح الشهود ألجل الفسق أو العداوة الدنيوية أو سائر ما
يرد بو شهادة الشاىد راجحة على بينة تعديل الشهود( .الطريقة الواضحة)
بينة الخارج على الملك المطلق راجحة على بينة ذي اليد على الشراء
أو اإلرث( .ميزاف المتداعيين)
إف ادعيا ملكاً مطلقاً فإما اف يكوف العين المدعاة في يد أحدىما أو
في يدىما أو في يد ثالث فإف كاف في يد أحدىما فإف أرخا سواء أو لم يورخا فهو للخارج
وإف أرخا وأحدىما أسبق فهو ألسبقهما وإف أرخ أحدىما دوف اآلخر فعند أبي يوسف
يقضي للمورخ وعند أبي حنيفة ومحمد رحمهما اهلل تعالى يقضي للخارج وال عبرة بالوقت
وإف كاف في يدىما أو في يد ثالث فإف لم يورخا أو أرخا تاريخاً واحداً وبرىنا يقضي بينهما
وإف أرخا وتاريخ أحدىما أسبق فهو لؤلسبق ثم ال يقضي بعده لغيره إال إذا تلقى الملك منو
ولو أرخ أحدىما ال اآلخر فعند أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى ال عبرة بالتاريخ ويقضي بينهما
نصفين وعند أبي يوسف رحمو اهلل تعالى للمورخ وعند محمد رحمو اهلل تعالى لمن أطلق،
كذا في الثامن من الفصولين ملخصاً نقبلً عن الكافي ،وكذا في محيط السرخسي.
وإذا أدعى كل واحد منهما على صاحبو فعبلً مع دعوى الملك
المطلق بأف أدعى على صاحبو انو غصبو منو أو أدعى انو أعاره منو أو أودعو منو يقضي
العين بينهما الستوائهما في الدعوى والحجة ،وإف أدعى أحدىما فعبلً على صاحبو مما
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ذكرناه وصاحبو أدعى الملك المطلق ال غير يقضي ببينة مدعى الفعل ألف بينتو أكثر إثباتاً،
كذا في الثالث من دعوى المحيط البرىاني في النوع االخبر( .الفتاوى األنقروية جلد دوـ)
إف أدعى كل واحد منهما اإلرث من أبيو فإف كاف العين في أيديهما أو
في يد ثالث فإف لم يورخا أو أرخا تاريخاً واحداً فهو بينهما نصفاف ،وإف أرخا وأحدىما
اسبق فهو ألسبقهما عند أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى وعند أبي يوسف لآلخير ،وقاؿ محمد
رحمو اهلل تعالى في رواية أبي حفص كقوؿ أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى وفِي رواية أبي سليماف
يقضي بينهما وال عبرة للتاريخ في اإلرث وإف أرخ أحدىما ولَم يورخ اآلخر قضي بينهما
نصفين اجماعاً ،وإف كاف العين في يد أحدىما ولَم يورخا أو أرخا تاريخاً واحداً يقضي
للخارج ،وإف أرخا وتاريخ أحدىما أسبق فهو ألسبقهما تاريخاً ،وعند محمد رحمو اهلل تعالى
للخارج ،وإف أرخ أحدىما ولَم يورخ اآلخر فهو للخارج اجماعاً ،وقيل عند أبي يوسف
للمورخ ،كذا في ما يدعيو الرجبلف( .من الكافي ملخصاً)
وإف ادعيا الشراء من واحد والعين في يد البائع ولَم يورخا أو أرخا
سواء فهو بينهما نصفين الستوائهما في الحجة ،وإف أرخا وأحدىما أسبق فهو ألسبقهما
اتفاقا بخبلؼ ما لو ادعيا الشراء من رجلين ألنهما يثبتاف الملك لبائعهما فالتاريخ بملكو ال
يعتد بو فيكوف بينهما ،وإف أرخ أحد دوف اآلخر فهو للمورخ اتفاقاً ألنو أثبت شراء لنفسو
ال ينازعو فيو غيره ،وإف كاف العين في أيديهما فهو بينهما إالّ إذا أرخا وأحدىما أسبق فهو
ألسبقهما ،وإف كاف في يد أحدىما فهو لذي اليد سواء أرخ أو لم يورخ إالّ إذا أرخا وتاريخ
الخارج أسبق فيقضى بو للخارج ،كذا في الثامن من الفصولين.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
األصل في الشهادة أف تكوف مبنيةً على معاينة الشاىد بنفسو إالّ أف
بعض األشياء مما يتعذر على كثير من الناس مشاىدتها فتقبل فيها الشهادة بالتسامع لئبل
تضيع حقوؽ الناس ( )1لكن الشهادة بالتسامع إنما تقبل إذا اشتهرت لدي الشاىد بأحد
طريقي الشهرة إما الشهرة حقيقة كالتواتر أو حكمية وىي أف تكوف بشهادة عدلين أو عدؿ
()2
وعدلتين ،واألمور التي تقبل فيها الشهادة بالتسامع عشرة.
()1
ألف ىذه األمور تتعلق بها أحكاـ تبقي على انقضاء القروف فَػلَو لم تقبل الشهادة فيها بالتسامع
ألدى إلى الحرج وتعطيل األحكاـ فنزلت الشهرة فيها منزلة العياف ،فالشهادة فيها تحل بطريقين
المعاينة والشهرة ،والشهرة تحصل بالتواتر بأف يسمع من قوـ ال يتصور توطؤىم على الكذب وىي
الشهرة الحقيقة وال يشترط فيها عدالة المخبرين ،وبشهادة عدلين أو عدؿ وعدلتين وىي الشهرة
الحكمية ويشترط فيها أربعة شروط :الشرط األوؿ :أف يكوف المخبر عدال مقبوؿ الشهادة ،والثاني :أف
ال يكوف المخبر خصما أو مدعيا ،والثالث :أف يكوف المخبر في نصاب الشهادة يعنى رجبلف أو رجل
وامرأتاف ،والرابع :أف يكوف اإلخبار للشاىد بلفظ الشهادة ،كذا في درر الحكاـ شرح مجلة األحكاـ
المادة )ٔٙٛٛ-
()2
في أربعة منها تقبل الشهادة بالتسامع اتفاقاً وىي النسب والنكاح والموت والقضاء كما في معين
الحكاـ في الباب الرابع عشر من القسم الثاني في أنواع البينات جٕص:)ٜٙ
أما الشهادة على النسب انو لو سمع الناس أف ىذا ابن فبلف أو أخوه أو شهد عنده عدالف أو عدؿ
وعدلتاف بذلك جاز لو أف يشهد بو ،قاؿ اإلماـ األعظم ال يجوز الشهادة على النسب بالوقوؼ عليو
باالشتهار الحكمي أما عند اإلمامين فجائز وىو المفتى بو كما في درر الحكاـ جٗصٕ.)ٖٚ
وأما الشهادة على النكاح فتجوز بالشهرة الحقيقة عنده وبالشهرة الحقيقة والحكمية عندىما كما في
جامع الرموز للقهستاني جٖصٕ٘ٗ)=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=مضطرب في بعض الروايات مع أبي حنيفة ،وفي بعضها مع أبي يوسف ،فأبو يوسف ذىب في ذلك
إلى أف الوالء بمنزلة النسب ،على ما قاؿ عليو السبلـ :الوالء لحمة كلحمة النسب،آىػ( .جٛصٖ٘ٓ)
( )1المراد بالنسب مطلق الوصلة بالقرابة سواء جاز النكاح بينهما كابن العم وبنت العم أو لم يجز
كاألب والبنت ،كذا في البحر ،وفِي درر الحكاـ :لو لم تجز الشهادة بالتسامع على النسب إال
بالمعاينة ألصبحت الشهادة على النسب غير جائزة رأسا وأصبل؛ ألف سبب النسب العلوؽ وال يطلع
اإلنساف على الوطء فضبل عن لحوؽ علمو بالعلوؽ ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الخامس أصل الوقف تحل فيو الشهادة بالتسامع فإف كاف الوقف
قديماً لم يشترط ذكر واقفو ،وإف لم يكن قديماً وجب ذكر واقفو وذكر المصرؼ أيضاً من
أصل الوقف فيجب ذكره.
السادس شرائط الوقف تحل الشهادة على شرائط الوقف بالتسامع
على أرجح األقواؿ كما في المجتبى ورجحو ابن الهماـ.
السابع العتق تحل الشهادة بالتسامع في العتق عند أبي يوسف رحمو
اهلل تعالى بشرط أف يكوف مشهوراً وعند الطرفين ال تحل وىو األرجح.
الثامن الوالية تحل الشهادة بالتسامع على والية القاضي وإف لم يعاين
بتوليتو ،ومثل القضاة في ىذا الوالة والوزراء.
التاسع الوالء تحل الشهادة على الوالء بالتسامع عند أبي يوسف
رحمو اهلل تعالى ،وقاؿ اإلماـ رحمو اهلل تعالى :ال تحل ورأي محمد رحمو اهلل تعالى
مضطرب ،ورأي اإلماـ ىو المعتمد ألف الوالء وإف اشتهر كما اشتهر أف قنبراً مولى علي بن
أبي طالب رضي اهلل تعالى عنو وأف نافعاً مولى ابن عمر رضي اهلل تعالى عنهما لكنو يبتني
على إزالة الملك فبل بد من المعاينة.
العاشر الموت ومثلو القتل()1فيجوز بو الشهادة بالتسامع وإف لم يعاين
بشرط االشتهار لدي الشاىد بإحدى الشهرتين كما مر.
( )1في حاشية جامع الفصولين :ىذا بإطبلقو مشكل لترتب القصاص عليها وفيها شبهة فبل يثبت بها ما
يندرئ بالشبهة ،ولَم أر من أوضحو إلى اآلف وقد ظهر لي أف التشبيو إنما ىو في خاص وىو جواز
اعتداد المرأة إذا أخبرت بقتلو كموتو للتزويج وإف كاف السياؽ يخالفو آىػ (مسألة عجيبة) وىي أنو إذا=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا تعذر حضور الشاىد األصلي لدي القاضي إما بموتو أو مرضو أو
بكونو غائباً مسيرة ثبلثة أياـ أو كوف الشاىد األصلي امرأة مخدرة أو محبوساً تقبل الشهادة
على الشهادة فيما عدا الحدود والقصاص.
=لم يعاين الموت إال واحد ولو شهد عند القاضي ال يقضي بشهادتو وحده ماذا يصنع؟ قالوا :يخبر
بذلك عدال مثلو ،فإذا سمع منو حل لو أف يشهد على موتو فيشهد مع ذلك الشاىد فيقضي
بشهادتهما( .معين الحكاـ جٕص ،ٜٛجامع الفصولين جٔصٔ)ٔٚ
( )1ففي األولى خمس شينات وفِي الثانية ثبلث شينات وفِي الثالثة شيناف.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ولو شرط خامس أيضاً وىو أف ال ينهى األصل الفرع عن الشهادة بعد األمر بالشهادة ،في معين
الحكاـ :لو نهى األصوؿ الفروع عن الشهادة بعد األمر عمل بالنهي ،آىػ ويلزـ ذكر شهود الفرع حين
الشهادة أسماء آباء وأجداد شهود األصل فلذلك لو شهد شهود الفرع بدوف ذكرىم فبل تقبل؛ ألنهم
تحملوا مجازفة ال عن معرفة ،كذا في درر الحكاـ.
( )2فَػلَو قاؿ األصل للفروع اشهدوا على شهادتي فسمعو رجل آخر لم يجز لو أف يشهد على شهادتو
ألف اإلنابة شرط ولَم يوجد .
()3
ألنو البد من شهادة االثنين على شهادة كل من شاىدي األصل ،وكذا يجوز أف يشهد اثناف على
شهادة ىذا وآخراف على شهادة آخر ،ولو شهدا على شهادة رجل وأحدىما يشهد بنفسو أيضا ال
يجوز ،ألف شهادة األصل الحاضر على شهادة األصل الغائب غير مقبولة؛ ألنها لو قبلت أدى إلى أف
يثبت بشهادتو ثبلثة أرباع الحق ،نصف الحق بشهادتو وحده ،وربع الحق بشهادتو مع آخر على شهادة
آخر ،وال يجوز أف يثبت بشهادة الواحد ثبلثة أرباع الحق؛ ألنها شطر الحجة ،فبقي على شهادة األصل
الغائب شاىد واحد فبل يثبت شهادة األصل الغائب( .معين الحكاـ)
(تتمة) كيفية األداء من الفروع أف يقوؿ الفرع عند الحاكم " شهد فبلف بن فبلف على إقرار فبلف بن
فبلف بكذا وأشهدني على شهادتو وأمرني أف أشهد على شهادتو وأنا أشهد على شهادتو( .معين الحكاـ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1اعلم أف طعن المشهود عليو في الشهود نوعاف ،أحدىما طعن يمنع من قبوؿ الشهادة ببل إخبلؿ
في عدالة الشهود ،والثاني طعن يمنع من قبولها ويخل بعدالة الشهود ،ويسمى ىذا جرحاً ألف الجرح
في اصطبلح الفقهاء إظهار فسق الشاىد ،فالنوع األوؿ تقبل الشهادة عليو وإف كاف ال يدخل تحت
حكم الحاكم ألنو ليس فيو إظهار الفاحشة كأف يقوؿ الشاىد ىو والد المدعي أو ولده مثبلً ،وأما النوع
الثاني فهو على قسمين حرج مجرد وجرح مركب فحكمو أنو إذا أخبر الخصم المشهود عليو القاضي
سرا بو وأثبتو سرا وأقاـ الشهود على ذلك فيقبل القاضي ىذا اإلثبات ويرد شهادة الشهود سواء قبل
التعديل والتزكية أو بعدىا ،وأما إذا أخبره علنا وأراد إثبات ذلك بالشهود فعلى قوؿ ال يقبل ال قبل
التعديل والتزكية وال بعدىا؛ ألف الفسق المجرد ال يدخل تحت الحكم ألف الحكم إلزاـ وليس في وسع
القاضي إلزاـ الفسق ألحد لتمكنو في رفعو في الحاؿ بالتوبة ،ومع ذلك يوجب ىتك األسرار وإشاعة
الفاحشة بسبب الجرح وإقامة الشهود على ذلك علنا وىذا محرـ ببل ضرورة وليس في ذلك ضرورة؛
ألف للمشهود عليو أف يخبر ذلك سرا للقاضي وأف يثبتو سرا فيرد شهادة الشهود ،وأما الجرح المركب
فحكمو أف الشهادة عليو سواء كانت قبل التعديل أو بعده تقبل وإف كاف فيها إشاعة الفاحشة ألف فيو
حقاً لِلو تعالى أو للعبد فمست الحاجة ألحيائو ،وترتب على قبولها إلحيائو رد شهادتهم ولهذا سمي
جرحاً مركباً حيث ترتب على القبوؿ شيئاف إحياء الحق ورد الشهادة ،ىذا خبلصة شرحي المجلة لعلي
حيدر واألتاسي في توضيح المادة .)ٕٔٚٗ-
( )2يعني يقوؿ المشهود عليو إف الشهود قد اعتادوا الزنا أو شرب الخمر ،وأما إذا قاؿ إنهم زنوا أو
شربوا الخمر ولَم يتقادـ العهد فهو من الجرح المركب.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
أجراء في ىذه الشهادة أو أنهم أقروا أف المدعي مبطل في دعواه أو نحو ذلك فإذا طعن
عليهم بمثل ىذا أو أراد أف يقيم الشهادة على ذلك لم تقبل منو ،وإف كاف طعنو ىذا
يوجب على القاضي السؤاؿ عنهم ،ووجو عدـ قبوؿ ىذه البينة أف البينة تقاـ على ما يدخل
تحت حكم الحاكم وىذه البينة مثبت للفسق والفسق ال يدخل تحت الحكم ألف الشهود
يمكنهم أف يدفعوه بالتوبة.
والجرح المركب ىو ما يتضمن إيجاب حق من حقوؽ الشرع أو
العبد ،نحو أف يطعن المدعى عليو بأنهم زنوا أو شربوا الخمر أو سرقوا منو كذا ولَم يتقادـ
العهد أو أحدىم شريك المدعي والمدعى ماؿ أو أحدىم قاذؼ والمقذوؼ يدعيو أو نحو
احياء للحق المتضمن
ذلك فإذا أطعن الخصم من ىذا القبيل وأراد أف يقيم البينة قبل منو ً
فإف أثبت طعنو ردت شهادتهم وإف لم يثبتو سأؿ عنهم القاضي اجماعاً وحكم متى ظهرت
العدالة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا أراد القاضي أف يسأؿ عن حاؿ الشهود سراً اختار من يثق بو ممن
يعرؼ حاؿ الشهود وكتب إليو رقعة مشتملة على اسم الشاىد ونسبو حتى يعرفو المزكي
تماـ المعرفة وبعث بها إليو مختومة مستورة عن أعين الناس ،وىذه تسمى المستورة(،)1
فإذا وصلت إلى المزكي وقرأىا فإف كاف يعرؼ الشاىد بالعدالة كتب فيها أماـ اسمو ىو
عدؿ جائز الشهادة ،وإف لم يعرفو بشيء كتب ىو مستور ،وإف عرفو بفسق سكت أو كتب
( )1إنما سميت مستورة لكونها سترت عن أعين الناس ،وقد أحدث التزكية السرية القاضي شريح الذي
خدـ القضاء سبعين عاما أفتى العلماء بذلك وقد قيل لو :أحدثت يا أبا أمية فأجاب :أحدثتم فأحدثت،
ويضع القاضي تلك الورقة في داخل غبلؼ ويختمها ويرسلها إلى المنتخبين للتزكية ،وعند ورودىا إليهم
يفتحونها ويقرءونها فإف كاف الشهود المحررة أسماؤىم فيها عدوال كتبوا تحت اسم كل منهم عبارة أنو
عدؿ ومقبوؿ الشهادة ،أو عدؿ وجائز الشهادة ،فتحصل التزكية باالتفاؽ .أما إذا كتب المزكوف كلمة
عدؿ فقط ولم يذكروا عبارة مقبوؿ الشهادة فقد اختلف في ذلك فعند بعض العلماء يحصل التعديل
والتزكية بذلك اللفظ وقد قاؿ الزيلعي أيضا بذلك ،وقاؿ بعضهم اآلخر بأنو ال تحصل التزكية بذلك
اللفظ ،وقد قاؿ السرخسي والبحر بذلك؛ ألنو إذا كاف الشاىد عدال ال يلزـ كونو مقبوؿ الشهادة حيث
إف المحدود بالقذؼ يكوف عدال بعد التوبة إال أف شهادتو غير مقبولة ،أما إذا كاف الشاىد عدال ومقبوؿ
الشهادة في نظر المزكي إال أنو يعلم أف دعوى المدعي باطلة أو أف الشهود متوىموف في بعض الشهادة
فالبلئق بالمزكي أف يخبر القاضي بذلك بأف يقوؿ :إف الشهود عدوؿ ومقبولو الشهادة إال أف المدعي
مبطل في دعواه أو أف الشهود متوىموف في قسم من شهاداتهم وعلى ذلك يفحص القاضي ىذا الخبر
بزيادة فإذا تبين لو صحتو يرد القاضي الشهود وإال فيقبلهم( .درر الحكاـ المادة )ٔٚٔٛ-
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
اهلل تعالى أعلم وال يكتب الجرح تحرزاً عن ىتك حرمة المسلم إال إذا خاؼ أف يعدلو
غيره( ،)1ثم يختم الورقة ويبعث بها إلى القاضي( .األصوؿ القضائية)
( )1يعني إذا كاف الشاىد غير عدؿ وخاؼ المزكي من تزكيتو من طرؼ آخر ومن حكم القاضي بناء على
شهادتو فلو أف يصرح بفسقو.
( )2فتزكية السر مقدمة على العبلنية ،في البحر :ال بد من تقديم تزكية السر على العبلنية لما في
الملتقط عن أبي يوسف ال أقبل تزكية العبلنية حتى يزكى في السر اىػ (ج ٚص )ٙٙواختلف العلماء
في أف المزكي في العبلنية غير المزكي في السر أو ال ،فشرط الخصاؼ أف يكوف المزكي في العبلنية
غير المزكي في السر ،وعبارة العناية والكفاية والفتح والزيلعي ظاىر في كوف المزكي في العبلنية ىو
المزكي في السر فإف عبارتهم ىكذا ويقوؿ القاضي للمعدؿ أىذا الذي عدلتو ،أو ما شاكلو ،وقاؿ
اآلتاسي في شرح المجلة :فاألحوط الجمع بين األمرين ،ثم قاؿ :وقد رأينا القضاة اليوـ يطلبوف التزكية
العلنية ممن يكوف حاضراً لديهم في المحكمة سواء كانوا أىبلً للتزكية أوال عارفين بأحواؿ من يزكونو أوال
فيزكي أولئك الجهلة الشهود على عبلنيتهم ويعدوف ذلك قربة كتزكية الميت وال حوؿ وال قوة إال بِاهلل
العلي العظيم( .شرح المجلة لآلتاسي ج٘ صٖٔٗ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
اللساف -ٙ-أف يكوف مجتنباً للكبائر -ٚ-أف يعلم منو انو غير مصر على الصغائر -
-ٛأف تكوف الشهادة عند قاض عدؿ عالم( )1( .األصوؿ القضائية)
تزكی الشهود من جانب الذي ينسبوف إليو يعني إف كانوا من طلبة
العلم يزكوف من مدرس المدرسة ،وإف كانوا من العسكرية فمن يولي أمرىا ،وإف كانوا من
()2
التجار فمن معتبري التجار وىكذا( .المجلة)
( )1يعني إذا كاف المزكي عالم أف القاضي عدؿ عالم يحكم بعدؿ فبل يجوز لو االمساؾ عن االخبار
بحاؿ الشاىد وإال فيجوز لو اإلمساؾ عنو ،في معين الحكاـ :إذا كاف المسئوؿ عن الشاىد عرفو بعدالة
ال يمسك عن اإلخبار بما فيو إذا كاف القاضي عدال ،وإف كاف جائرا أو جاىبل فبل بأس بأف يمسك؛ ألنو
إذا عدلو ربما يقضي بجور أو جهل( .جٔ صٗ)ٗٚ
( )2المجلة المادة -ٔٚٔٚ-ويزكي من ىذا الجانب ألنو يجب أف يكوف المزكوف واقفين على أحواؿ
الشهود ومهما كثر اختبلطهم بالشهود يكوف وقفهم على أحوالهم أزيد فلذلك يجب على القاضي في
خصوص تزكية الشهود أف يختار من كاف خبيرا بأحواؿ الناس وكثير االختبلط بهم .ويشترط في المزكي
بضعة شروط - ٔ-:أف يكوف المزكي عدال وعارفا باألحواؿ الموجبة للجرح وعدمها وغير طماع وغير
فقير حتى ال ينخدع بالماؿ - ٕ-أال يكوف عداوة بين الشاىد وبين الجهة المنسوب إليها الشاىد فعليو
إذا وجدت عداوة ظاىرة بين الشاىد وبين المزكي فبل يجوز سؤاؿ ذلك المزكي عن أحواؿ الشاىد ٖ-
-يلزـ عند بعض الفقهاء أال يكوف المزكي الشاىد اآلخر فلذلك إذا شهد اثناف في دعوى وكاف
أحدىما معروفا بالعدالة واآلخر مجهوال فإذا زكى الشاىد المعروؼ بالعدالة رفيقو الشاىد فبل تقبل؛ ألف
الشاىد متهم في تعديل الشاىد اآلخر الحتماؿ قصده من ذلك ترويج شهادتو( .درر الحكاـ المادة -
)ٔٚٔٚ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1المجلة المادة -ٕٔٚ٘-ىذا إذا كاف الجارح اثنين والمعدؿ اثنين أو أكثر أو كاف كل منهما
واحداً ولَم يكن بين الجارح والشاىد تعصب فههنا صور -ٔ-إذا كاف الجارح واحدا والمعدؿ واحدا
يرجح طرؼ الجرح - ٕ-إذا عدؿ اثناف وجرح اثناف يرجح طرؼ الجرح -ٖ-إذا جرح اثناف وعدؿ
أكثر من اثنين كاف الجرح أولى ألف قوؿ االثنين يساوي الجماعة في الشهادة فكذا في التعديل -ٗ-
إذا كاف الجارح واحد والمعدؿ اثنين كاف التعديل أولى ألف قوؿ االثنين حجة مطلقة في االحكاـ كلها
بخبلؼ قوؿ الواحد -٘-إذا ساوى الجارح والمعدؿ لكن كاف بين الجارح والشاىد تعصب كاف
التعديل أولى ألف أصل الشهادة ال تقبل عند التعصب فالجرح أولى ،أنظر شرح المجلة لآلتاسي المادة
.)ٕٔٚ٘-
( )2المجلة المادة -ٕٔٚٙ-ىذ بخبلؼ ما إذا طرأ على الشهود بعد أدائهم الشهادة عمى أو خرس
أو فسق ألف قياـ األىلية حين القضاء شرط لصحتو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
( )1اختلف أقواؿ الفقهاء في تحليف الشهود ،في األشباه والنظائر البن نجيم :وفي التهذيب :وفي
زماننا لما تعذرت التزكية بغلبة الفسق اختار القضاة استحبلؼ الشهود ،كما اختاره ابن أبي ليلى
لحصوؿ غلبة الظن (انتهى) وفي مناقب الكردري في باب أبي يوسف رحمو اهلل :اعلم أف تحليف
المدعي والشاىد أمر منسوخ ،والعمل بالمنسوخ ،حراـ ،وقد ذكر في فتاوى القاعدي وخزانة المفتين أف
السلطاف إذا أمر قضاتو بتحليف الشهود ،يجب على العلماء أف ينصحوا السلطاف ويقولوا :لو ال تكلف
قضاتك أمرا ،إف أطاعوؾ يلزـ منو سخط الخالق ،وإف عصوؾ يلزـ منو سخطك ،آىػ ،وفِي البحر بعد
نقل قوؿ صاحب التهذيب :قلت :وال يضعفو ما في الكتب المعتمدة كالخبلصة والبزازية من أنو ال
يمين على الشاىد؛ ألنو عند ظهور عدالتو والكبلـ عند خفائها خصوصا في زماننا أف الشاىد مجهوؿ
الحاؿ وكذا المزكي غالبا والمجهوؿ ال يعرؼ المجهوؿ( ،ج ٚصٖ )ٙوفِي ردالمحتار :ونقل عن
الصيرفية جواز التحليف ،وىو مقيد بما إذا رآه القاضي جائزا أي بأف كاف ذا رأي ،أما إذا لم يكن لو
رأي فبل ط عن أبي السعود ،والمراد بالرأي االجتهاد ،آىػ وفِي تكملة ردالمحتار نقبل عن العبلمة
المقدسي :أف ما ذكر في التهذيب للقبلنسي مخالف لما في الكتب المعتبرة ،وال يقاؿ :يجب العمل بو
الف الشاىد مجهوؿ كالمزكي غالبا والمجهوؿ ال يعرؼ المجهوؿ ،النا نقوؿ :االمر كذلك ،لكن قاؿ
الفقيو :لو استقصى مثل ذلك لضاؽ االمر وال يوجد مؤمن بغير عيب كما قيل :ومن ذا الذي ترضى
سجاياه كلها كفى المرء نببل أف تعد معايبو أقوؿ :لكن صدر االمر السلطاني أنو إذا ألح الخصم على
القاضي بأف يحلف الشهود قبل الحكم لتقوية الشهادة ورأى الحاكم لزوـ ذلك فلو إجابتو كما في مادة
ٕٔٚٚمن المجلة ،والراجح جواز تحليف الشهود في وقت ريبة الحاكم من عدالة الشهود ومن عدالة
المزكين وال دفع لتلك الريبة إال بتحليفهم ومع ذلك يكوف إلحاح المشهود عليو على الحاكم بذلك
وقد كاف السلطاف أمر بو في ذلك الوقت ،وبهذا تجمع األقواؿ فإف من قاؿ أنو منسوخ والعمل بو غير=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
في البحر عن التهذيب :انو يحلف الشهود في زماننا لتعذر التزكية إذا
المجهوؿ ال يعرؼ المجهوؿ ،وفِي المجلة إذا ألح المشهود عليو على الحاكم بتحليف
الشهود بأنهم لم يكونوا في شهادتهم كاذبين وكاف ىناؾ لزوـ تقوية الشهادة باليمين
فللحاكم أف يحلف الشهود ولو أف يقوؿ لهم إف حلفتم قبلت شهادتكم وإال فبل( .األصوؿ
القضائية)
()1
عن محمد إذا أتهم الشهود بشهادة الزور فرؽ بينهم( .معين الحكاـ)
=جائز فقولو محموؿ على ما إذا كانت العدالة محققة عند القاضي وال ريبة لو فيها كما تفقو بو صاحب
البحر وىو تفقو حسن ،وىو محمل مادة المجلة أيضاً ،أنظر شرح المجلة لؤلتاسيَ ،واهلل تعالى أعلم.
(تنبيو) التحليف ال يغني عن التزكية السرية والعلنية فبل يكوف تحليف الشهود بدال للتزكية( .درر الحكاـ
شرح مجلة االحكاـ المادة )ٕٔٚٚ-
( )1معين الحكاـ جٔص -ٗ٘ٛتماـ عبارتو :وإف لم يتهم ال يتكلف لذلك ،آىػ والراجح في زماننا
التفريق مطلقاَ ،واهلل تعالى أعلم.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
( )1اعلم أف للرجوع ركناً وشرطاً وحكماً فركنو قوؿ الشاىد رجعت عما شهدت بو أو يقوؿ شهدت
بزور ،وشرط صحتو أف يكوف عند القاضي ،وحكمو التعزير فقط إف رجع قبل القضاء والتعزير والضماف
إف رجع بعد القضاء وكاف المشهود بو ماال وقد أزالو بغير ِع َوض ،في النتف :أف ما يتلفو الشاىد اذا
رجع عن شهادتو على ثمانية اوجو ،احدىا اتبلؼ النفس وىو اف يشهد رجبلف على رجل انو قتل فبلنا
عمدا فقضى القاضي بشهادتهما وقتل المشهود عليو ثم رجعا عن الشهادة فانهما يغرماف الدية واف رجع
احدىما فانو يغرـ نصف الدية ،والثانى اتبلؼ بعض النفس وىو اف يشهد رجبلف على رجل بالسرقة
فيحكم القاضي بقطع يده وقطع ،ثم رجعا عن الشهادة فانهما يغرماف دية اليد واف رجع احدىما فعليو
نصف دية اليد ،والثالث اتبلؼ الماؿ وىو اف يشهد رجبلف لرجل على رجل بالف درىم مثبلً ،وقضى
القاضى بشهادتهما والزمو الماؿ ثم رجعا عن شهادتهما فانهما يغرماف للمشهود عليو ما الزمو القاضى
من الماؿ للمشهود لو فاف رجع احدىما فانو يغرـ لو نصف الماؿ ،والرابع اتبلؼ المتاع من العقار
والحيواف وما يملكو االنساف وىو اف يشهد رجبلف لرجل على رجل بدار او عبد او امة او ثوب او غير
ذلك وقضى القاضي بذلك ثم رجع الشاىداف عن الشهادة فانهما يغرماف قيمة ذلك واف رجع احدىما
غرـ نصف قيمتو على ما ذكرناه ،والخامس اتبلؼ الملك وىو اف يشهد رجبلف على رجل بانو اعتق
عبده وقضى القاضي بذلك ثم رجعا عن الشهادة فانهما يغرماف قيمة العبد ،واف رجع احدىما غرـ
نصف ذلك على قياس ما ذكرنا ،والسادس اتبلؼ النكاح او الزاـ النكاح وىو اف يشهد رجبلف بنكاح
امرأة لرجل والرجل يدعيها والمرأة تنكره فقضى القاضي بذلك ثم رجعا عن الشهادة فاف القاضي ال
يبطل النكاح برجوعهما وال يغرمهما شيئا للمرأة شهدا بمهر مثلها او بأقل من ذلك او بأكثر النهما لم
يتلفا عليها ماال ،ولو كانت المرأة مدعية والرجل منكرا والمسئلة بحالها فهو كذلك غير اف المهر الذى
شهدا بو كاف مهر مثلها او اقل فانهما ال يغرماف شيئا للزوج واف كاف المهر الذى شهدا بو أكثر من مهر
مثلها غرما للرجل الفضل على مهر المثل ولو رجع احدىما غرـ نصف ذلك الفضل ،وكذلك لو شهدا=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا رجع الشهود عن شهادتهم بعد أداء الشهادة وقبل الحكم في
حضور الحاكم تكوف شهادتهم في حكم العدـ كأف لم تكن ويعزروف.
إذا رجع الشهود عن شهادتهم بعد الحكم في حضور الحاكم فبل
ينقض حكم الحاكم ويضمن الشهود المحكوـ بو( .المجلة)
=باجارة فاف حكمها حكم النكاح الى آخره على الوجهين جميعا ،ولو شهدا بطبلؽ امرأة والزوج ينكره
وقضى القاضي بذلك ثم رجعا فاف كاف الزوج دخل بالمرأة فانها ال يغرماف شيئا النو قد حصل لو بدؿ
المهر واف لم يكن دخل بالمرأة وقد فرض لها صداقها فانهما يغرماف ما غرـ المرأتو من نصف الصداؽ
فاف رجع احدىما غرـ نصف ذلك وىو ربع الصداؽ واف لم يكن فرض لها الصداؽ فانهما يغرماف لو ما
غرـ المرأتو من المتعة فاف رجع احدىما غرـ نصف المتعة ،والسابع اتبلؼ حق من الحقوؽ وىو اف
يشهد رجبلف على رجل بانو راجع امرأتو وقد كاف طلقها او على انو قد عفى عن دـ كاف لو قبل رجل أو
على انو سلم شفعة كانت لو في شرؾ وجوار او انو سلم خيارا كاف لو فى بيع أو شراء او على انو رأى
المبيع ورضي بو أو كاف لو خيار رؤية فى بيع وما اشبهو وقضى القاضي بذلك ثم رجعا عن الشهادة
فانهما ال يغرماف شيئا النهما لم يتلفا ماال وانهما انما يضمناف اذا أتلفا على احد ماال ،والثامن اتبلؼ
عقد من العقود او الزاـ عقد وىو اف يشهد رجبلف بالبيع والبائع ينكر والمشتري يدعى فيقضي القاضي
بذلك فاف المشترى ال يحل لو اف ينتفع بذلك واف كانت جارية ال يحل لو اف يطأىا اف لم يكن قد وقع
بينهما بيع وشراء فاف رجعا عن شهادتهما ينظر فاف كاف الثمن مثل قيمة المبيع او اكثر فانهما ال يغرماف
شيئا للبائع برجوعهما النهما اعطياه مثل ما اخذا منو واف كاف الثمن اقل من قيمة المبيع غرما ذلك
الفضل على ما وصفنا واف رجع أحدىما غرـ نصف ذلك الفضل ،ولو كاف البائع ىو المدعي للبيع
والمشتري منكرا فقضى القاضي بشهادتهما ثم رجعا عن الشهادة نظر الى الثمن ايضا والى قيمة المبيع
فاف كانت قيمة المبيع مثل الثمن او اكثر لم يغرما للمشترى شيئا النهما اعطياه مثل ما اخذا منو واف
كانت قيمة المبيع اقل من الثمن غرما لو ذلك الفضل ،انتهى بحذؼ شيء.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يشترط أف يكوف الرجوع في حضور الحاكم وال اعتبار إذا كاف في
محل آخر فإف رجع بعض الشهود وبقي نصاب الشهادة يعزر وال يضمن ،وإف لم يبق
يضمنوف النصف باالشتراؾ ،والعبرة لمن بقي ال لمن رجع( .المجلة والكنز)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
شروط تضمين الشاىد أربعة األوؿ أف يكوف الرجوع بعد القضاء فَػلَو
قبلو ال يجب الضماف ،والثاني أف يكوف الرجوع في مجلس القاضي فَػلَو كاف في غيره لم
يصح فبل يجب الضماف ،والثالث أف يكوف المتلف بالشهادة عين ماؿ فَػلَو كاف منفعة لم
يجب الضماف ألف المنافع غير متقومة عندنا باإلتبلؼ ،وإنما قومت بالتملك في النكاح
إظهاراً لشرؼ المحل وفِي اإلجارة للضرورة ،والرابع أف يكوف اتبلؼ الماؿ بغير ِع َوض فإف
كاف بعوض لم يجب الضماف سواء كاف العوض عين ماؿ أو منفعة لها حكم الماؿ ألف
االتبلؼ بعوض كبل اتبلؼ( .األصوؿ القضائية)
مثاؿ الشرط الثالث شهدا على رجل أنو طلق زوجتو بعد الدخوؿ
وحكم القاضي بالفرقة ثم رجع الشاىداف لم يضمنا شيئًا ألنهما لم يهلكا على الزوج إال
منافع البضع وىي غير متقومة باإلتبلؼ ،ومثاؿ الشرط الرابع شهدا على شخص ببيع شيء
بمثل قيمتو أو أكثر ثم رجعا لم يضمنا للبائع شيئًا ألنو اتبلؼ بعوض ،وإف شهدا ببيع شيء
بأقل من قيمتو ثم رجعا ضمنا الفرؽ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
شروط الشهادة على اإلرث ستة ،األوؿ جر الملك من المورث إلى الوارث إما
حقيقة بأف يقوال إف ىذه العين كانت ملكاً لفبلف مات وتركها ميراثاً لهذا المدعي أو حكماً
كأف يقوال إف فبلناً مات وىذه العين في ملكو أو في يده()1أو في يد مستعيره أو مودعو أو
مستأجره ،والثاني أف يدرؾ الشاىداف الميت فَػلَو لم يدركاه لم تصح شهادتهما ألنهما
يشهداف بملك الميت والشهادة على الملك ال تقبل بالتسامع والبد فيها من المعاينة،
ولهذا قاؿ في البزازية شهدا أف فبلف بن فبلف مات وترؾ ىذه الدار ميراثاً ولَم يدركا الميت
فشهادتهما باطلة ألنهما شهدا بملك ولَم يعاينا سببو وال رأياه في يد المدعي ،والثالث أف
يوضح الشاىداف سبب الوراثة الخاص الذي ورث بو المدعي الميت()2فإذا كاف أخاه وجب
أف يقوؿ إنو أخوه ألبيو أو ألمو أو لهما ،والرابع أف يسند الشاىداف الملك للميت الزمن
( )1إنما كاف الشهادة على اليد شهادة على الملك ألف اليد وإف اختلفت فإنها يد ملك عند الموت ألف
يد كانت يد ملك أو يد أمانة تنقلب يد ملك إذا مات مجهبل فكانت الشهادة علىيده عند الموت أي ٍ
ّ
اليد شهادة على الملك وقت الموت فيثبت النقل إلى الوارث بطريق الضرورة ،وكذا اإلعارة واإليداع
واإلجارة إثبات اليد من جهة الميت فيصير ذلك إثباتاً ليد الميت عند الموت فينقل إلى الوارث( .معين
الحكاـ جٔ ص)ٜٗ٘
( )2وإنما يلزـ تعين سبب الوراثة الخاص ألف أسباب الوراثة مختلفة قد يتعلق بها العصوبة وقد يتعلق بها
الفرضية مثبل إذا شهدا أنو أخوه البد أف يقوال إنو ألب وأـ أو ألب أو ألـ أله إف كاف ألب وأـ أو ألب
فهو من العصبة وإف كاف ألـ فهو من ذوي الفروض.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الماضي بأف يقوال نشهد أنها كانت ملك فبلف المتوفى( )1والخامس أف يقوؿ الشاىداف إف
ىذا المدعي وارث ىذا الميت إذ يمكن أو يكوف محجوباً أو محروماً ،والسادس أف يقوؿ
الشاىداف أنو ال وارث لهذا الميت غير ىذا المدعي أو يقوال ال نعلم لو وارثاً غيره.
( )1في معين الحكاـ :لو قالوا إنو لمورثو ال تقبل إلنهم شهدوا بإثبات الملك والمالكية للميت للحاؿ
محاؿ ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وجب تعزيره ببل خبلؼ ،واختلفوا في كيفية التعزير فقاؿ أبو حنيفة
رحمو اهلل تعالى تعزيره التشهير بو فينادى عليو في سوقو أو مسجد حيو فيقاؿ ىذا شاىد
الزور فاحذروه( )1وقاؿ أبوسف ومحمد رحمهما اهلل تعالى يضم إليو ضرب أسواط ىذا إذا
تاب فإذا لم يتب وأصر على ذلك فإنو يعزر بالضرب باإلجماع( .األصوؿ القضائية
واألنقروية)
( )1أخذ أبو حنيفة رحمو اهلل تعالى بقوؿ شريح -رحمو اهلل -فإنو كاف قاضيا في زمن عمر وعلي -
رضي اهلل عنهما -فما يشتهر من قضاياه كالمروي عنهما ،في المبسوط للسرخسي رحمو اهلل تعالى:
ذكر عن شريح -رحمو اهلل -أنو كاف إذا أخذ شاىد الزور بعث بو إلى أىل سوقو إف كاف سوقيا وإلى
قومو إف كاف غير سوقي بعد العصر أجمع ما كانوا فيقوؿ إف شريحا -رحمو اهلل -يقرئكم السبلـ
ويقوؿ إنا وجدنا ىذا شاىد زور فاحذروه وحذروه الناس ،ثم في التشهير نوع تعزير وىو تعزير الئق
بجريمتو؛ ألف بالشهادة ال يحصل لو سوى ماء الوجو وبالتشهير يذىب ماء وجهو عند الناس فكاف ىذا
تعزيرا الئقا بجريمتو فيكتفى بو ،ج ٔٙص ٘ٗٔ[ -باب شهادة الزور وغيرىا ]وأما تسويد الوجو ففي
نصاب االحتساب :وتسخيم الوجو ال يجوز ألنو مثلة أىػ وفِي المبسوط :والدليل قد قاـ على انتساخ
حكم التسخيم للوجو فإف ذلك مثلة «ونهى رسوؿ اهلل -صلى اهلل عليو وسلم -عن المثلة ،ولو
بالكلب العقور» ،فإنقيل :روي أف عمر رضي اهلل تعالى عنو سخم وجو شاىد الزور ،قلنا :عساه رأى منو
مصلحة خاصة ،كذا في نصاب االحتساب ،وفِي المبسوط :وما نقل عن عمر -رضي اهلل عنو -
محموؿ على معنى السياسة إذا علم اإلماـ أنو ال ينزجر إال بو ،آىػ فالحاصل أف تسويد الوجو يجوز
سياسة إذا رآى الحاكم فيو مصلحة كذا في الموسوعة الجنائية في الفقو اإلسبلمي جٔ ص ٖٖ٘).
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1مشروعية اإلقرار ثابتة بالكتاب والسنة مع إجماع األمة والمعقوؿ ،الكتاب -قولو تعالى{ :كونوا
قوامين بالقسط شهداء هلل ولو على أنفسكم} [النساء ]ٖٔ٘ :والمقصود منها :اإلقرار ،والسنة -ىو
كوف النبي -صلى اهلل عليو وسلم -قد أمرنا بإجراء الحد الشرعي على من أقر بفعل موجب للحد
الشرعي ،وإجماع األمة أنو قد حصل إجماع األمة على كوف اإلقرار حجة في حق المقر ،وعلى إجراء
القصاص والحدود عليو ،فإذا كاف اإلقرار حجة في الحدود والقصاص فهو حجة في حق الماؿ بطريق
األولى ،والمعقوؿ أف اإلقرار وإف كاف دائرا بين الصدؽ والكذب إال أف العاقل ال يقر بشيء كاذباً
يوجب الضرر لنفسو ،أو مالو ،فبل يكوف في إقراره تهمة فلذلك رجحت جهة الصدؽ فأصبح ذلك
اإلقرار حجة ودليبل على المقر( .درر الحكاـ)
( )2والخصومات المذكورة ىي التجارة كالبيع والشراء والتي ىي من ضروريات التجارة كالدين والوديعة
والغصب والعارية ،وإنما كاف الصغير المميز المأذوف فيها يصح إقراره مثل البالغ إذ إعطاء اإلذف لو=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=دليل على كونو عاقبل ،وألنو لو لم يصح إقراره في تلك الخصومات البتعد الناس عن معاملتو فلذلك
قد عد إقراره بتلك الخصومات من لوازـ التجارة.
( )1ألف اإلقرار خبر محتمل الصدؽ والكذب ففي حالة اإلختيار يرجح طرؼ الصدؽ على جانب
الكذب ويكوف حجة ،وأما في وقت اإلكراه فبالعكس فبل يكوف حجة.
( )2والماؿ لهما إذا اتفقا أف يأخذا ذلك الماؿ ،ويملكانو بعد األخذ باالشتراؾ .وإف اختلفا فلكل منهما
أف يطلب من المقر اليمين على عدـ كوف الماؿ لو فإف نكل المقر عن يمين االثنين يكوف ذلك الماؿ
كذلك مشتركا بينهما ،وإف نكل عن يمين أحدىما فيكوف ذلك الماؿ مستقبل لمن نكل عن يمينو ،وإف
حلف لبلثنين يبرأ المقر من دعواىما ،ويبقى الماؿ في يده( .المجلة المادة)ٔ٘ٚٛ-
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ال يشترط أف يكوف المقر لو عاقبلً فصح اإلقرار للصغير الغير المميز
وال يتوقف صحة اإلقرار على قبوؿ المقر لو ،ولكن يكوف مردوداً برده.
صح اإلقرار بالمشاع()1كما لو أقر ألحد بنصف العقار الذي في يد
المقر ،وصح إقرار األخرس بإشارتو المعهودة ( )2لكن إقرار الناطق بإشارتو ال يعتبر مثبلً لو
قاؿ أحد للناطق ىل لفبلف عليك كذا دراىم فخفض رأسو ال يصح.
ال يصح الرجوع عن اإلقرار في حقوؽ العباد ،ولو أدعى واحد كونو
كاذباً في إقراره يحلف المقر لو على عدـ كوف المقر كاذباً مثبلً أعطى أحد سنداً لآلخر
محرر فيو أنو استقرض كذا دراىم من فبلف ثم قاؿ وإنني وإف كنت أعطيت ىذا السند
()3
لكنني ما أخذت المبلغ المذكور يحلف المقر لو بعدـ كونو كاذباً في إقراره( .المجلة)
( )1المجلة المادة -ٔ٘ٛ٘-ألف اإلقرار إخبار وليس بإنشاء ولو كاف انشاء لكاف ىبة فإف التمليك
ببل بدؿ ىبة ولما جاز بمشاع قابل القسمة.
()2
المجلة المادة -ٔ٘ٛٙ-أي إقراره بغير الحدود ،واإلشارة المعهودة تكوف بأعضائو كاليد
والحاجب ،وفي ىذه الصورة إذا كاف القاضي واقفا على معنى إشارة األخرس فبها ،وإال يسأؿ من إخواف
األخرس أو أصدقائو الذين يعرفوف ما ىو المقصد من تلك اإلشارة ،وىؤالء يوضحوف ويفسروف بحضور
القاضي مقصد األخرس ،ويجب أف يكوف ىؤالء عدوال ،وممن يقبل قولهم؛ ألنو ال يعتمد كبلـ الفاسق.
(درر الحكاـ)
( )3المجلة المادة -ٜٔ٘ٛ-ىذا قوؿ أبي يوسف رحمو اهلل تعالى ،في الدر المختار :أقر ثم ادعى
المقر أنو كاذب في اإلقرار يحلف المقر لو أف المقر لم يكن كاذبا في إقراره عند الثاني وبو يفتى ،درر،
آىػ اعلم أف تحليف المقر لو مقيد بأف ال يكوف المقر محكوما عليو باإلقرار فإف كاف محكوما عليو بو=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ال يحلف ،وصورتو أف يكوف منكرا لئلقرار فيثبتو مدعيو بالبينة ويحكم عليو القاضي بو ثم يدعي انو
كاف كاذباً فيو فبل يحلف ،كذا في شرح المجلة لؤلتاسي جٗصٓ٘.)ٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
( )1اعلم أف المريض المقر إما أف يكوف ال وارث وحكم ذلك سيبين في المادة -ٕٖٛ-وإما أف
يكوف لو وارث واحد ،وفِي ىذة الصورة إما أف يكوف ذلك الوارث ال حق لو في احراز جميع التركة
كالزوج والزوجة وحكمو أيضاً في تلك المادة ،وإما أف يكوف ذلك الوارث لو حق احراز جميع التركة
كاألب واالبن فإقراره لذلك الوارث وعدمو سواء فإنو يحرز جميع التركة في الحالين ،وإما يكوف الوارث
أكثر من واحد فحكم إقراره ألحد الورثة سيبين في المادة -ٕٖٜ-وأما إقراره لؤلجنبي في جميع صور
فحكمو سيبين في المادة .)ٕٗٔ-
( )2المجلة المادة -ٜٔ٘٘-حاصل ىذه المادة أنو يعد اإلنساف مريضا مرض موت بثبلثة شروط،
الشرط األوؿ :أف يكوف ذلك الشخص في حاؿ يكوف فيو خوؼ الموت في األكثر ،وعليو فالمحصور
في القلعة ،والجندي الذي يكوف في ساحة الحرب ال يكوف مريضا بمرض الموت بمجرد كونو محصورا
أو محاربا؛ ألنو يحصل الخبلص من المحاصرة في األكثر ،والشرط الثاني :أف ال يكوف قادرا على رؤية
مصالحو وأشغالو الخارجية إذا كاف رجبل ،وأف التكوف قادرة على رؤية مصالحها الداخلية إذا كانت
امرأة ،والشرط الثالث :أف يتصل بو الموت بأف ال يمر عليو سنة وىو على حالة واحدة في ذلك=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=المرض ،ولو امتد مرضو سنة وىو على حالة واحدة ال يكوف مرض موت إال إذا زاد المرض إلى أف
مات فيعتبر مرض موت من حين زيادتو ،كذا في شرح المجلة لؤلتاسي.
وفِي حكم المريض مرض الموت من يغلب على حالو الهبلؾ كالشخص الذي يبقى على خشبة من
السفينة بعد غرقها ،والشخص الذي يتبارز مع آخر ،والشخص الذي يصير إخراجو لساحة اإلعداـ
إلجراء القصاص.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ليس ألحد أف يؤدي دين أحد غرمائو في مرض موتو ويبطل حقوؽ
باقيهم ولكن لو أف يؤدي ثمن الماؿ الذي اشتراه والقرض الذي استقرضو حاؿ كونو
()1
مريضاً.
الكفالة بالماؿ من أي جهة كاف فهو في حكم الدين األصلي فَػلَو
تكفل المريض دين وارثو ال يكوف نافذاً وإذا كفل لؤلجنبي يعتبر من ثلث مالو ،وإذا أقر في
مرض موتو بكونو قد كفل في حاؿ صحتو يعتبر إقراره من مجموع مالو ولكن تقدـ ديوف
()2
الصحة إف وجدت.
( )1المجلة المادة -ٔٙٓٗ-الحاصل أف حق كل الغرماء قد تعلق بجميع األمواؿ الموجودة فإذا أدى
دين بعضهم يبطل حق باقيهم وليس لو ذلك ،ولو فعل ثم مات فإف لم تف تركتو ديونو فللغرماء اآلخرين
أف يدخلوا ما أدى إلى تقسيم الغرامة ،وأف يأخذوا حصتهم منو بنسبة دينهم ،ويستثنى من ذلك النقود
التي استقرضها ،وثمن الماؿ الذي اشتراه أثناء مرضو إذا كاف الثمن بمثل القيمة ،أما إذا كاف الثمن زائدا
فتكوف الزيادة تبرعا ووصية ،ويشترط أف يثبت االشتراء واالستقراض بالبينة وليس بإقرار المريض
المجرد؛ ألف فيو تهمة( .درر الحكاـ)
( )2المجلة المادة -ٔٙٓ٘-اعلم أف كفالة المريض على ثبلثة أوجو :الوجو األوؿ :أف يكفل في حاؿ
الصحة كفالة معلقة بالسبب ،ويحصل ذلك السبب حاؿ المرض ،مثبل لو قاؿ أحد آلخر :إنني كفيل
لمطلوبك الذي سيثبت في ذمة فبلف ثم ثبت ذلك في مرض موت الكفيل ،فتكوف كفالتو صحيحة
ويكوف الدين كدين الصحة ،والوجو الثاني :أف يخبر المريض حاؿ مرضو بأنو كفل في زمن الصحة فهذا
يكوف بمنزلة دين المرض ،ويعد المكفوؿ لو من غرماء المرض ،والوجو الثالث :أف ينشئ المريض
الكفالة في مرض موتو فهذه الكفالة تعتبر في ثلث مالو فقط كالوصايا األخرى.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1المجلة المادة -ٔٙٓٚ-اعلم أف الكتابة والخط من أىم وألزـ األشياء لئلنساف وبها يقتدر على
استحصاؿ منافع كثيرة ،وعلى تأمين حقوؽ مهمة ،ومن المروي عن ابن عباس أف المقصود من األثارة
في اآلية الجليلة {أو أثارة من علم} [األحقاؼ ]ٗ :الخط الحسن ،وقد أخذ في ىذا الزمن للعمل
بالكتابة والخط أىمية عظمى فقد قصر إثبات كثير من الحقوؽ ،وال سيما السندات والمقاوالت على
الخط فلذلك ال يجوز عد كل خط معموال بو ومدارا للثبوت ،كما أنو ال يجوز أال يعمل بالخط مطلقا؛
إذ يؤدي ذلك إلى إبطاؿ الحقوؽ فلذلك قد اتخذ طريق متوسط ،وىو بناء على أصلين:
األصل األوؿ :ال يعتمد على الخط الذي فيو شائبة تزوير ،وال يتخذ ذلك الخط مدارا للحكم عند
المنازعة ،واألصل الثاني :يعمل بالخط البريء من شائبة التزوير والتصنيع؛ ألف أكثر معامبلت الناس
تحصل ببل شهود فإف لم يعمل بالخط يستلزـ ضياع أمواؿ الناس(،درر الحكاـ) وقد مر بعض بيانو
وقيوده في شرح القاعدة .)ٜٙ-
( )2المجلة المادة -ٔٙٓٛ-ذكر في ردالمحتار بعد التفصيل وأقواؿ الفقهاء :ثم اعلم أف ىذا كلو
فيما يكتبو على نفسو كما قيده بعض المتأخرين ،وىو ظاىر بخبلؼ ما يكتبو لنفسو ،فإنو لو ادعاه=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا كتب أحد سنداً أو استكتبو ألحد ممضى عليو أو مختوماً يكوف
معتبراً إف كاف مرسوماً أي موافقاً للرسم والعادة والوثائق التي تعلم القبض للمسماة
بالوصوؿ ىي من ىذا القبيل أيضاً أي معتبر)1( .
=بلسانو صريحا ال يؤخذ خصمو بو فكيف إذا كتبو ولذا قيده في الخزانة بقولو كتب على نفسو ،آىػ.
(جٗ صٖ ٖٜمطلب في دفتر البياع والصراؼ والسمسار)
( )1المجلة المادة -ٜٔٙٓ-في درر الحكاـ :أما إذا كاف صاحب اإلمضاء أو الختم غير واقف على
اللغة التي حرر بها السند ،وادعى بأنو وقع إمضاؤه بدوف علم مآؿ السند فبل يؤاخذ بالسند ما لم يثبت
بأف السند قرئ عليو وشرح وفسر مضمونو لو ،وأنو أمضى أو ختم السند بعد أف وقف على تماـ
مضمونو سواء أكاف السند يتضمن الدين ،أو البيع ،أو التصرفات األخرى ،آىػ.
( )2المجلة المادة -ٔٙٔٓ-في رد المحتار :إذا ادعى رجل ماال وأخرج بالماؿ خطا وادعى أنو خط
المدعى عليو فأنكر كوف الخط خطو فاستكتب فكتب وكاف بين الخطين مشابهة ظاىرة تدؿ على أنهما
خط كاتب واحد اختلف فيو المشايخ والصحيح أنو ال يقضى بذلك فإنو لو قاؿ ىذا خطي وليس علي
ىذا الماؿ كاف القوؿ قولو يستثنى منو ما إذا كاف الكاتب سمسارا أو صرافا أو نحو ذلك ممن يؤخذ
بخطو كذا في قاضي خاف اىػ( .جٗ صٕ)ٖٜ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وال يصح اإلقرار في حدود اهلل تعالى ال بالكتابة وال باإلشارة وال بالسكوت بل
بالعبارة فقط ولو ممن ال يقدر كاالخرس( .المجلة واألصوؿ القضائية)
إذا أعطى سند دين مرسوماً ثم مات يلزـ ورثتو إيفاءه من التركة إف
كانوا معترفين بكوف السند للمتوفى ،وأما إذا كانوا منكرين فيعمل بذلك السند إذا كاف
خطو وختمو متعارفاً( .المجلة)
إذا ظهر كيس مملو بالنقود في تركة أحد محرر عليو بخط الميت أف
ىذا الكيس ماؿ فبلف وىو عندي أمانة يأخذه ذلك الرجل وال يحتاج إلى إثبات من وجو
()1
آخر( .المجلة)
( )1المجلة المادة -ٕٔٙٔ-وإنما ال يحتاج إلى إثبات آخر كالبينة؛ ألف العادة تشهد بأف اإلنساف ال
يحرر عبارة كهذا على مالو ،كذا في ردالمحتار.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1أما لو زوجها غير الولي أو زوج الولي واألقرب منو موجود فليس برضا فلو زوج الجد مع قياـ االب
ال يكوف سكوتها رضا ،كذا في تقريرات الرافعي.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
سكوت الوالد بعد تهنئة الناس لو بالولد بعد والدتو إقرار منو بأنو ابنو
فليس لو أف ينفيو بعد ذلك.
سكوت المشتري عند اخباره بالعيب قبل اقدامو على الشراء يعتبر
رضاً بالعيب حتى لو اشتراه بعد ذلك لم يكن لو أف يرده بذلك العيب.
سكوت المرأة أو الولد أو القريب عند بيع العقار بحضرتو إقرار من
الحاضر بملكية البائع للعقار المبيع حتى لم يكن للحاضر أف يدعي على المشتري ملكيتو
للعقار المبيع وذلك قطعاً لؤلطماع الفاسدة.
سكوت ولي الصبي عند رؤية الصبي يبيع ويشتري يعتبر إذنا منو لو
بذلك.
سكوت أب البنت عند رؤيتو زوجتو تدفع لها في تجهيزىا أشياء من
بيتو يعتبر إذنا منو لها في ذلك فليس لو بعد ذلك استرداد ما ُدفع.
عند سؤالو عن الشاىد يعتبر منو تعديبلً لو. ()1
سكوت المزكي
(األصوؿ القضائية من صٕ ٚإلى صٗ)ٚ
( )1أي في العبلنية ألف السكوت في السرية جرح وتفسيق كما مر.
(تتمة) ذكر في تكملة ردالمحتار مسائل زائدة على ما ذكرت يعد فيها السكوت مثل القوؿ أيضاً.
منها :بكر حلفت أف ال تتزوج نفسها فزوجها أبوىا فسكتت حنثت في يمينها كرضاىا بكبلـ.
ومنها :تصدؽ على إنساف فسكت المتصدؽ عليو يثبت وال يحتاج إلى قبولو قوال ،بخبلؼ الهبة.
ومنها :قبض ىبة وصدقة بحضرة المالك وىو ساكت كاف إذنا بقبضو.
ومنها :لو أبرأ مديونو فسكت المديوف يبرأ ولو رد يرتد برده=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إف لم يكن للمدعي بينة أو كانت غير حاضرة ال بمجلس القضاء وال
كاف لو حق في تحليف خصمو اليمين الشرعية على نفي دعواه ،وإنما تجب ()2
بالمصر
اليمين على المدعى عليو بشروط.
األوؿ أف تكوف الدعوى صحيحة فَػلَو كانت الدعوى فاسدة بأف نقص
شرط من شروط صحتها لم تجب اليمين على المدعى عليو إذ ال يجب عليو الجواب
فضبلً عن اليمين.
الثاني إنكار المدعى عليو الحق المدعى بو فَػلَو كاف مقراً لم تجب
اليمين عليو ولَم يجز تحليفو.
( )1إنما عبر بالنكوؿ دوف اليمين ألف القضاء بالنكوؿ ىو قضاء االستحقاؽ بخبلؼ اليمين فإف القضاء
بو ىو قضاء الترؾ ،فلذا إذا حلف المدعى عليو اليمين فبل يبطل حق المدعي فإذا ظفر المدعي بعد
اليمين ببينة فلو إقامتها وإثبات دعواه وفي تلك الحاؿ يحكم بالمدعى بو للمدعي؛ ألف عمر قد قبل
بعد يمين المنكر بينة المدعي كما أف القاضي شريحا قد قاؿ :اليمين الفاجرة أحق بالرد من البينة
العادلة ،كذا في درر الحكاـ.
( )2وكذا إذا كاف للمدعي شهود لكنهم ممتنعوف عن الشهادة فلو حق في تحليف الخصم كما في درر
الحكاـ ،وإنما كاف حقو في التحليف بعد عجزه عن البينة ألف اليمين خلف عن البينة فبل يذىب إلى
الخلف ما لم يحصل العجز عن األصل إال في مسائل سيجيئ ذكرىا ،فلذا لو قاؿ المدعي :إف شهودي
حاضروف فأطلب تحليف المدعى عليو اليمين أوال ثم أقيم شهودي ،فبل يلتفت إليو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الثالث أف ال يكوف المدعى بو حقاً خالصاً لِلو تعالى فَػلَو كاف من
حقوؽ اهلل تعالى الخالصة كالحدود وما في معناىا كاللعاف لم يجز تحليفو عليها ألف
التحليف ألجل النكوؿ والنكوؿ إما بذؿ أو إقرار فيو شبهة العدـ والحدود ال تحمل البذؿ
وال تثبت باإلقرار فيو شبهة.
ولما كانت السرقة مشتملة على حقوؽ العبد وىو الماؿ وحق اهلل
تعالى وىو الحد فيحلف في السرقة على أخذ الماؿ فإف نكل ضمن وال قطع عليو.
والرابع أف يكوف المدعى بو مما يحتمل اإلقرار بو شرعاً من المدعى
عليو فإف لم يكن كذلك لم يجز التحليف مثبلً أدعى رجل على آخر أنو أخوه ولَم يدع في
يده ميراثاً فأنكر ال يحلف ألنو لو أقر باألخوة لم يصح لما فيو من تحميل النسب على
الغير.
الخامس طلب المدعي تحليفو فَػلَو لم يطلب لم تجب على المدعى
عليو اليمين ،ىذا ىو األصل إال أنهم استثنوا منو مسائل قالوا إنو يحلف فيها بغير طلب.
()1
( )1انظر تفصيل ىذه المسائل في شرح المجلة لؤلتاسي في توضيح المادة )ٔٚٗٙ-وقد ذكر فيو
زيادة على ما ذكر مسألة االباؽ أف مدعي االباؽ يحلف مع البينة بِاهلل تعالى انو باؽ على ملكو إلى اآلف
لم يخرج ببيع وال ىبة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المشتري ذلك ،ىذا عند أبي يوسف رحمو اهلل تعالى وعند أبي حنيفة ومحمد رحمهما اهلل
تعالى ال يستحلف القاضي بدوف طلب.
الثانية البكر إذا بلغت فاختارت الفرقة فالقاضي ال يحكم بها إال بعد
أف تحلف بِاهلل انها اختارت الفرقة حين بلغت وإف لم يطلب الزوج ،وىذا عند أبي يوسف
ال عندىما.
الثالثة المشتري إذا أراد رد المبيع بالعيب على بائعو يحلف بِاهلل انك
لم ترض بالعيب وال عرضتو على البيع مذ رأيتو وإف لم يطلب البائع ،ىذا عند أبي يوسف
ال عندىما( .األصوؿ القضائية)
الرابعة المرأة إذا طلبت من القاضي أف يفرض لها النفقة في ماؿ
الزوج الغائب ال يفرض لها إال بعد أف تحلف بِاهلل انو لم يطلقها ولَم يترؾ لها شيئًا وال
أعطاىا النفقة حين خرج ،وفِي فصوؿ العمادي يجب أف تكوف مسألة النفقة في قولهم
جميعاً.
الخامسة المستحق إذا استحق عيناً في يد آخر فإنو ال يحكم لو بها
إال بعد أف يحلف بِاهلل ما باعها وال وىبها وال تصدؽ بها وإف لم يطلب الخصم ،ىذا عند
أبي يوسف ال عندىما.
السادسة من أدعى ديناً أو عيناً على ميت ال يحكم لو بما يدعى إال
بعد أف يحلف بِاهلل انو ما استوفى حقو ال بذاتو وال بالواسطة وىذا باالتفاؽ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
( )1ىذا االختبلؼ بناء على االختبلؼ في النكوؿ فإنو عنده بذؿ والبذؿ ال يجري في ىذه
األشياء ،وعندىما إقرار واإلقرار يجري في ىذه األشياء لكنو إقرار فيو شبهة والحدود
تندرئ بالشبهات ،واللعاف في معنى الحد ،فعدـ االستحبلؼ في الحدود واللعاف اتفاقي،
كذا في البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
وقس على ذلك دعوى الرؽ والوالء واالستيبلد فبل تحليف فيها.
(التكملة)
واختار المتأخروف أف المنكر إف كاف متعنتاً يحلف أخذاً بقولهما وإال أخذ بقوؿ
()2
اإلماـ.
المسألة األولى رجل أدعى ديناً في التركة وأثبتو بالبينة فالقاضي ال
يحكم لو بهذا الدين إال بعد أف يحلف بِاهلل ما استوفى دينو من المديوف الميت وال من
أحد أداه إليو عنو وال قبضو قابض بأمره وال أبرأه منو وال من شيء منو وال أحيل بو أو
أي حق أدعى في التركة وأثبتو بالبينة
بشيء منو وال عنده بو أوبشيء منو رىن ،ومثل ذلك ّ
وىذا باالتفاؽ وىذه اليمين ليس بحق الوارث بل للتركة لجواز أف يكوف للميت غريم آخر
أو موصى وىذه اليمين واجبة حتى لو لم يحلفو القاضي وحكم بو لم ينفذ حكمو.
المسألة الثانية رجل أدعى استحقاقاً في مبيع وأثبتو بالبينة فالقاضي
يحلفو بِاهلل أنو ما باعو وال وىبو وال تصدؽ بو وال خرجت العين من ملكو وإف لم يطلب
( )1وصورة الرؽ أف يدعي على مجهوؿ الحاؿ أنو قنو أو يدعي مجهوؿ الحاؿ على رجل أنو عبده ،
وصورة الوالء أف يدعي أنو مواله األسفل أو األعلى ،وصورة االستيبلد أف تقوؿ الجارية أنا أـ ولد
لموالي ،وىذا ابني منو ،وأنكر المولى.
( )2واطلق بعضهم الفتوى على قولهما ،وفِي البحر:واختار المتأخروف من مشايخنا على أف القاضي
ينظر في حاؿ المدعى عليو فإف رآه متعنتا يحلفو أخذا بقولهما ،وإف رآه مظلوما ال يحلفو أخذاً بقوؿ
أبي حنيفة ،وفي الولوالجية الفتوى على قولهما ،وىو اختيار الفقيو أبي الليث ،آىػ( .ج ٚص )ٕٓٛ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الخصم عند أبي يوسف رحمو اهلل تعالى خبلفا لهما فإف عند ىما يحلف بشرط طلب
الخصم.
المسألة الثالثة رجل أدعى ملكية عبد آبق وبرىن يحلفو القاضي بِاهلل
انو باؽ على ملكو إلى اآلف لم يخرج ببيع وال ىبة( .األصوؿ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1يستثنى من ىذا الرد بالعيب ،فإف المشتري إذا أدعى على البائع أف العبد آبق وأثبت إباقو في يد
نفسو وأدعى أنو أبق في يد البائع وأراد تحليف البائع يحلف البائع على البتات بِاهلل ما أبق في يده ،مع
أف اإلباؽ فعل العبد ،ألف البائع ضمن تسليم المبيع سليماً عن العيوب ،والتحليف يرجع إلى ما ضمن
بنفسو فيكوف على البتات كذا في شرح المجلة لؤلتاسي ،وفيو أيضا :ثم إنما يحلف في فعل الغير على
العلم إذا قاؿ المنكر ال علم لي بذلك ،وأما إذا قاؿ لي علم بذلك فيحلف على البتات،آىػ أمثلتو- :
ٔ -إذا ادعى المستودع بأف المودع قد قبض الوديعة التي لديو وأنكر المودع ذلك فيحلف المستودع
على البتات -ٕ-إذا أقر الوكيل بالبيع بعد بيعو الماؿ حسب الوكالة وتسليمو إلى المشتري بأف موكلو
قد قبض الثمن وأنكر الموكل القبض فيحلف الوكيل على أف موكلو قد قبض الثمن( .درر الحكاـ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وكل موضع وجبت اليمين على البتات فحلفو القاضي على العلم ال
يكوف معتبراً فَػلَو حلف ال تندفع عنو الخصومة ولو نكل ال يقضي عليو بالحق ،ولو وجبت
على العلم فحلّف على البتات فحلف اعتبرت ىذه اليمين وسقط عنو الحلف بالعلم ألف
البتات أقوى وإف نكل ال يحكم عليو بذلك النكوؿ ألنو حكم على يمين غير مستحقة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يحلف المنكر بِاهلل تعالى ال بالطبلؽ وال العتاؽ على الصحيح ،وقيل
يحلف بهما لفساد الزماف وقلة مباالة الناس في الحلف بِاهلل ()1لكنهم اتفقوا لو نكل على
الحلف بالطبلؽ والعتاؽ فبل يحكم بسبب ىذا النكوؿ فبل فائدة في التحليف لما ذكر.
(( )2األصوؿ القضائية)
( )1وىو خبلؼ الظاىر الرواية كما في البحر ،والعمل بخبلؼ ظاىر الرواية جائز عند الحاجة ،في
البحر :وفي منية المفتي لم يجزه أكثر مشايخنا ،وإف مست إليو الضرورة يفتى أف الرأي فيو للقاضي
اتباعا للبعض اىػ( .ج ٚصٖٕٔ)
( )2في البحر :وفي خزانة المفتين :فلو حلفو القاضي بالطبلؽ فنكل ،وقضى بالماؿ ال ينفذ قضاؤه
على قوؿ األكثر اىػ.وظاىره أنو مفرع على قوؿ األكثر من أنو ال تحليف بهما فبل اعتبار بنكولو عنهما،
وأما من قاؿ بالتحليف بهما فيعتبر نكولو ويقضي بو؛ ألف التحليف بهما لرجاء النكوؿ فيقضى بو ،وإال
فبل فائدة ،انتهى ،واعتمد على ما في البحر صاحب التنوير كما في الدر المختار ،لكن رد عليو ابن
عابدين حيث قاؿ في منحة الخالق :والظاىر من كبلـ الزيلعي خبلفو حيث قاؿ :وقاؿ بعضهم يسوغ
للقاضي أف يحلفو بهما إذا ألح الخصم لكن إذا نكل ال يقضي عليو بالنكوؿ ولو قضى عليو بالنكوؿ ال
ينفذ .اىػ ،قاؿ :وفي حاشية أبي السعود ،وفي الدر عن مصنف التنوير أنو اعتمد ما في البحر لكن نقل
السيد الحموي عن العبلمة المقدسي ما محصلو أف فائدة التحليف بهما على القوؿ بأنو يجوز ،وإف كاف
ال يقضى عليو بالنكوؿ اطمئناف خاطر المدعي إذا حلف فربما كاف مشتبها عليو األمر بنسياف ونحوه
فإذا حلف لو بهما صدقو .اىػ ،قلت بل في الغالب يمتنع عنو إذا كاف كاذبا خوفا من طبلؽ زوجتو وعتق
عبده فلو فائدة تأمل ،انتهى عبارة المنحة( .ج ٚصٖٕٔ ،كذا في رد المحتار)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وإف كاف أخرس حلفو القاضي بقولو عليك عهد اهلل تعالى إذا كاف
لهذا عليك حق فإف أشار بنعم كاف يميناً وإف أشار ببل كاف نكوالً( )1( .من المحل المذبور)
( )1ولو أصماً أيضاً كتب لو ليجيبو بخطو إف عرفو وإال فإشارتو ،ولو أعمى أيضاً فأبوه أو وصيو ،ثم من
نصبو القاضي ،ويكوف مخصصاً من قولهم أف النيابة ال تجري في الحلف( .تكملة ردالمحتار
جٔص)ٖ٘ٙ
(تتمة) اعلم أف النكوؿ نوعاف :حقيقة ،وحكما ،أما حقيقة ،أف يقوؿ المدعى عليو :ال أحلف .فالقاضي
يقوؿ لو :إني أعرض عليك اليمين ثبلث مرات ،فإف حلفت وإال قضيت عليك بالماؿ .فيقوؿ في كل
مرة :احلف وإال قضيت عليك بالماؿ .وإنما قدره بثبلث مرات؛ ليكوف أبلغ في إببلغ العذر ،فإف قضى
القاضي بنكولو في المرة األولى نفذ قضاؤه؛ ألف نكولو معتبر للتورع عن اليمين الكاذبة فقد وجد دليل
القضاء ،لكن اإلمهاؿ وترؾ االستعجاؿ أولى ،وأما النكوؿ حكما :وىو أف يعرض القاضي اليمين عليو
ثبلث مرات وسكت في كل مرة ولم يجبو يجعلو ناكبل؛ ألنو امتنع عن اليمين المستحقة عليو؛ أال يرى
أنو لو سكت عن جواب الخصم يجعلو القاضي مجيبا لو ،كذا ىذا( .معين الحكاـ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
اختلف المتعاقداف في قدر الثمن أو المبيع قضي لمن برىن وإف برىنا
فلمثبت الزيادة ففي قدر الثمن للبائع وفِي قدر المبيع للمشتري وإف عجزا تحالفا ،وبدء
بيمين المشتري ومن نكل لزمو دعوى اآلخر وإف تحالفا والمبيع قائم فسخ القاضي بطلب
أحدىما ،ولو اختلف الزوجاف في قدر المهر قضي لمن برىن وإف برىنا فللمرأة وإف عجزا
تحالفا ولَم يفسخ النكاح بل يحكم بمهر المثل فقضي بقولو نفسو لو كاف مهر المثل كما
قاؿ أو أقل وبقولها لو كاف مهر المثل كما قالها أو أكثر وقضي مهر المثل لو بينهما( .كنز
بتغير)
واف اختلفا في األجل أو في شرط الخيار أو في قبض بعض الثمن أو
بعد ىبلؾ المبيع أو بعضو أو في رأس الماؿ بعد إقالة السلم لم يتحالفا والقوؿ للمنكر مع
يمينو( .كنز)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1في المجاني الزىرية على الفواكو البدرية ص٘ )ٛثم اف الحكم الشرعي المنصوص عليو في ىذه
المسألة وجوب الدية على الخارج ،فقد نصوا على أنو إذا كاف رجبلف في بيت ال ثالث معهما فوجد=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=أحدىما قتيبلً يضمن اآلخر الدية ألف الظاىر أف االنساف ال يقتل نفسو ،آىػ قلت :يظهر من ىذا أنو
ال يثبت باإلمارة الواضحة ما يندرأ بالشبهاتَ ،واهلل تعالى أعلم.
اعلم أف األمارات دليل من دالئل الشرع ال خبلؼ في الحكم بها يدؿ على اعتبارىا الكتاب والسنة،أما
يل َواهلل ِ يص ِو بِ َدٍـ َك ِذ ٍ
الكتاب فقولو تعالى {وجا ُؤا َعلى قَ ِم ِ
ص ْبػ ٌر َجم ٌ
س ُك ْم أ َْمراً فَ َ
َت لَ ُك ْم أَنْػ ُف ُ
قاؿ بَ ْل َس َّول ْ
ب َ َ
ص ُفو َف} [سورة يوسف ]ٔٛ-قاؿ القرطبي في تفسيره :قاؿ علماؤنا رحمة اهلل الْمستَعا ُف َعلى ما تَ ِ
ُْ
عليهم :لما أرادوا أف يجعلوا الدـ عبلمة على صدقهم قرف اهلل بهذه العبلمة عبلمة تعارضها ،وىي سبلمة
القميص من التخريق إذ ال يمكن افتراس الذئب ليوسف وىو البس القميص ويسلم القميص من
التخريق ،ولما تأمل يعقوب عليو السبلـ القميص فلم يجد فيو خرقا وال أثرا استدؿ بذلك على كذبهم،
وقاؿ لهم :متى كاف ىذا الذئب حكيما يأكل يوسف وال يخرؽ القميص ،انتهى.
وأما السنة فإف النبي صلى اهلل عليو وسلم حكم بموجب اللوث في القسامة وجوز للمدعيين أف يحلفوا
خمسين رجبلً ويستحقوا دـ المقتوؿ ،فاستدؿ الفقهاء من ذلك على اعماؿ األمارات في مسائل كثيرة
من الفقو( .انظر شرحي المجلة لعلي حيدر واألتاسي ومعين الحكاـ)
والقرينة القاطعة ىي القرينة الواضحة التي تصير األمر في حيز المقطوع بو ،وألعتبارىا في الشرع أمثلة
كثيرة في كتب الفقهاء ،منها أف الفقهاء كلهم يقولوف بجواز وطء الرجل المرأة إذا أىديت إليو ليلة
عقدت عليها ،وإف لم
َ الزفاؼ وإف لم يشهد عنده عدالف من الرجاؿ أف ىذه فبلنة بنت فبلف التي
يستنطق النساء أف ىذه امرأتو اعتمادا على القرينة الظاىرة المنزلة منزلة الشهادة.
ومنها القضاء بالنكوؿ واعتباره في األحكاـ ليس إال رجوعا إلى مجرد القرينة الظاىرة فقدمت على أصل
براءة الذمة ،ومنها أف صاحب المنزؿ إذا قدـ الطعاـ للضيف جاز لو اإلقداـ على األكل ،وإف لم يأذف
لفظا إذا علم أف صاحب الطعاـ قدمو لو خاصة ،وليس ثم غائب ينتظر حضوره اعتبارا بداللة الحاؿ
الجارية مجرى القطع ،ومنها إذا قتل أحد شخصا دخل إلى منزلو فقاؿ القاتل :إف المقتوؿ رجل فاسق
سارؽ وقد دخل داري بقصد قتلي ،فإذا كاف المقتوؿ معروفا بالجرائم والفسق والسرقة فبل يلزـ القاتل=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وقاؿ الخير الرملي وىذا غريب خارج عن العادة ،وتردد فيو صاحب التكملة ،وعندي انها
حجة ألنها كالبياف ،واحتماؿ أف المقتوؿ قتل نفسو ليس بأقرب من احتماؿ كذب
الشاىدين على القتل ،وكما انو ال يقدح ىذا ال يقدح ذلك أيضاً إال انها ال تكفي للقصاص
وىو يندرئ بالشبهة ،وحجية الشاىدين من النص فتكفي بخبلؼ حجية القرينة القاطعة.
=قصاص ولكن تلزمو الدية استحسانا؛ ألف داللة الحاؿ وإف كانت توجب الشبهة في القصاص إال أنها
ال توجبها في الماؿ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ىذا إذا كاف علمو في مكاف القضاء وزمانو من غير دالئل القضاء من المعاينة وسماع االقواؿ مثبل
وأما إف كاف من دالئل القضاء مثل إقرار المدعى عليو بشروطو يقضي بها في الحدود أيضاً فإف ىذا
القضاء يكوف بناء على اإلقرار ال على علم القاضي ،وأكثر العلماء نظرا لفساد الزماف ال يعدوف علم
القاضي مطلقاً طريقا للقضاء ومن أسباب الحكم؛ ألف القاضي إذا حكم بعلمو يلقي نفسو تحت التهمة
ويدعو إلى سوء الظن بو ويكره أف يوجب أحد سوء ظن الناس فيو ،والفتوى عليو في ىذا الزماف ،كما
ذكر في كتب الفقو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الوكالة إقامة الغير مقاـ نفسو في التصرؼ ممن يملكو إذا كاف الوكيل
يعقل العقد ولو صبياً ،أجمعوا على أف الموكل لو كاف غائبا مدة السفر أو مريضاً أو امرأة
مخدرة وىي أنثى ال تخالط الرجاؿ بكراً كانت أو ثيباً فيجوز لو أف يوكل مدعياً كاف أو
مدعى عليو( .ىندية باب التوكيل بالخصومة ،والتكملة)
والموكل لو أراد أف يوكل من غير رضى الخصم فبل يلزـ عند اإلماـ
ويلزـ عند الصاحبين حتى يلزـ الخصم الحضور والجواب بخصومة الوكيل ،والفقيو أبو
الليث أختار قولهما للفتوى كذا في خزانة المفتين ،قاؿ العتابي ىو المختار ،والذي يختار
في ىذه المسألة انو إذا علم القاضي االضرار بالمدعي في التوكيل ال يقبل ذلك منو إال
برضى الخصم ،وفِي الدر المختار الفتوى تفويضو للحاكم ،وفِي التكملة الرد عن الحلوائي
()1
نحن نفتى أف الرأي إلى القاضي.
وصح التوكيل باثباب جميع الحقوؽ وإيفائها واستفائها إالّ في الحدود
والقصاص فإف الوكالة في استيفاء الحدود والقصاص واللعاف عند غيبة الموكل ال تصح
()2
الحتماؿ العفو عند حضوره( .التكملة)
( )1يعني :والذي يختار في ىذه المسألة من الجواب أف القاضي إذا علم بالمدعي التعنت في إباء
التوكيل ال يمكنو من ذلك ويقبل التوكيل من الخصم واذا علم بالموكل القصد إلى اإلضرار بالمدعي في
التوكيل ال يقبل ذلك منو إال برضا الخصم( .الهندية جٖ ص٘ٔ -ٙوردالمحتار ج٘ صٕٔ٘)
( )2يعني تجوز الوكالة باثبات جميع الحقوؽ إذ ليس كل أحد يهتدي إلى وجوه الخصومات ،وكذا تجوز
في إيفائها واستيفائها إال في الحدود والقصاص ،أما الوكالة بإيفائها فعدـ صحتها مطلقا :أي مع غيبة=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=الموكل ومع حضوره أمر بين؛ ألف إيفاءىا إنما يكوف بتسليم النفس أو البدف إلقامة العقوبة الواجبة،
وىذا ال يصح إال من الجاني ،إذ إقامة العقوبة على غير الجاني ظلم صريح ،وأما باستيفائها فيجوز عند
حضور الموكل فلذا صرح بنفي صحة االستيفاء مع غيبة الموكل ،كذا في فتح القدير.
( )1يعني الوكيل بالخصومة والتقاضي أي المطالبة ال يملك القبض ألف الخصومة غير القبض حقيقة
وىي إلظهار الحق ويختار في التوكيل بها من ىو ألد الناس خصومة ،ويختار في القبض من ىو أوفى
الناس أمانة ،فالتوكيل بخصومتو ال يدلنا على الرضا بقبضو ،ىذا قوؿ زفر رحمو اهلل تعالى ،وقاؿ علماؤنا
الثبلثة -رحمهم اهلل -يملك القبض عينا كاف أو دينا؛ ألف الوكيل بالشيء وكيل بإتمامو ،وإتمامهما
يكوف بالقبض ،والفتوى اليوـ على قوؿ زفر رحمو اهلل تعالى لتغير أحواؿ الناس وكثرة الخيانات في
الوكبلء( .تبيين الحقائق)
( )2ىذا قوؿ أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى حتى لو أقيمت عليو البينة على استيفاء الموكل أو إبرائو تقبل
وكذا إذا جحد الغريم فأقاـ الوكيل البينة عليو تقبل ،والوكيل بقبض العين ال يملك الخصومة حتى لو
أقاـ ذو اليد البينة على الوكيل بقبض العين أف الموكل باعو العين لم تقبل بينتو إال في حق قصر يد
الوكيل عن العين فيتوقف حتى يحضر الغائب ،وعندىما الوكيل بقبض الدين والعين ال يملك الخصومة
ألف القبض غير الخصومة ،وليس كل من يؤتمن على الماؿ يهتدي في الخصومات فلم يكن الرضاء
بالقبض رضاء بها ،وىو رواية الحسن عن أبي حنيفة وقوؿ األئمة الثبلثة ،في شرح المجلة لؤلتاسي:
والحق أف قولهما أقوى.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
إقرار الوكيل على موكلو يعتبر إف كاف في حضور الحاكم وإالّ فبل.
إذا وكل أحد آخر واستثنى إقراره عليو يجوز فَػلَو أقر في حضور
()2
الحاكم ينعزؿ من الوكالة.
للموكل أف يعزؿ وكيلو ،وكذا للوكيل أف يعزؿ نفسو من الوكالة لكن إف
تعلق حق الغير كمديوف وكل رجبلً ببيع المرىوف الذي بيد الدائن ألداء الدين فليس لو وال
لموكلو عزلو بدوف رضى المرتهن ،وكما لو وكل أحد آخر بالخصومة بطلب المدعي وغاب
ليس لو عزلو في غيابو.
الع ْزِؿ
إذا عزؿ الموكل الوكيل يبقي على وكالتو إلى أف يصل إليو خبر َ
ويكوف تصرفو صحيحاً إلى ذلك الوقت.
للموكل أف يعزؿ وكيلو بقبض الدين في غياب المديوف لكن إف كاف
الدائن وكلو في حضور المديوف فبل يصح عزلو بدوف علم المديوف وعلى ىذه الصورة إذا
أعطى المديوف الدين من دوف أف يعلم عزلو يبرأ.
تنتهي الوكالة بانتهاء الموكل بو وينعزؿ الوكيل عزالً حكمياً.
( )1المجلة المادة -ٔ٘ٔٚ-ىذا مقيد بغير الحد والقود فبل يصح إقرار الوكيل على موكلو بهما
للشبهة( .شرحي المجلة لعلي حيدر واألتاسي)
( )2المجلة المادة -ٔ٘ٔٛ-وكذا يصح استثناء اإلنكار ألف الموكل ربما يضره اإلنكار بأف كاف
المدعى بو أمانة ولو جحدىا الوكيل ال يصح دعوى الرد بعده ويصح قبلو ففيو فائدة ،ولو استثنى
اإلقرار واإلنكار جميعاً فعند البعض ال تصح ألنو لم يبق فرد تحت ىذه الوكالة ،وتصح عند البعض ألنو
يبقي السكوت تحتها( .شرحي المجلة لعلي حيدر واألتاسي)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ينعزؿ الوكيل بوفاة الموكل لكن إذا تعلق بو حق الغير ال ينعزؿ كما
مر.
الوكالة ال تورث يعني إذا مات الوكيل يزوؿ حكم الوكالة وال يقوـ
وارث الوكيل مقامو.
تبطل الوكالة بجنوف الموكل أو الوكيل( .المجلة)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1المجلة المادة -ٖٔ٘ٔ-ىذا تعريف الصلح ،يستفاد منو أنو يصح الصلح في الدعوى الفاسدة
كالدعوى التي يكوف فيها تناقض ،ألنو يتحقق النزاع أيضا في الدعوى الفاسدة ،والصلح إنما شرع لدفع
النزاع ،وإف يكن أف بعض الفقهاء قاؿ :بأنو ال يجوز الصلح في الدعوى الفاسدة؛ ألف الصلح ىو
الفتداء اليمين الذي يترتب في الدعوى الصحيحة لكن ىذا القوؿ غير مختار ألف الدعوى الفاسدة
قابلة للتصحيح فيترتب عليها اليمين في الجملة بخبلؼ الباطلة فإنو ال يصح الصلح فيها ،وىي
الدعوى الغير القابلة للتصحيح مثل لو ادعى أخ المتوفى بطلب حصة إرثية مع وجود ولد للمتوفى
فاصطلح عن دعواه مع ابن المتوفى على ماؿ فبل يصح الصلح( .درر الحكاـ)
( )2ألنها من حقوؽ اهلل تعالى وليس ألحد أف يتصرؼ فيها ،وكذا في كل ما يعود نفعو للعامة مثل ىدـ
الحائط المائل لبلنهداـ على الطريق العاـ بعد التقدـ فإذا تقدـ أحد لصاحب المائل لبلنهداـ على
الطريق العاـ حسب األصوؿ ،ثم صالح مع صاحب الحائط فبل يصح ،كذا في درر الحكاـ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الذي عند اآلخر ،وإبراء عاـ ،وىو إبراء أحد من كافة الدعاوي ،وإبراء خاص ،وىو إبراء
()1
أحد من دعوى متعلقة بحق خاص كدار وأرض( .المجلة)
يشترط أف يكوف المصالح عاقبلً ،وال يشترط أف يكوف بالغاً فبل يصح
صلح مجنوف والمعتوه والصبي الغير المميز ،ويصح صلح الصبي المأذوف ،وكذا صلح ولي
الصبي من جانبو إف لم يكن في الصلح ضرر بين للصبي فعلى ىذا لو أدعى على صبي كذا
دراىم فصالح الصبي أو أبوه بكذا دراىم يصح إف كانت للمدعي بينة ،وإف لم تكن لو بينة
()2
فبل يصح الصلح( .المجلة)
( )1المجلة المادة -ٖٔ٘ٛ -ٖٔ٘ٚ -ٖٔ٘ٙ-اعلم أف ىذه األقساـ لتقسمين ،األوؿ باعتبار
إطبلؽ لفظ االبراء فإف لفظو يطلق على إبراء اإلسقاط وىو المبحوث عنو في كتاب الصلح ،وكذا يطلق
على إبراء االستيفاء وىو نوع من اإلقرار ،والثاني تقسيم بأعتبار المتعلق فإنو إما يتعلق بالحق الخاص أو
يتعلق بعامة الحقوؽ.
()2
أربعة المجلة المادة -ٔ٘ٗٓ -ٖٜٔ٘-في صلح الصبي المأذوف وكذا في صلح وليو
احتماالت األوؿ أف يكوف في صلحو نفع ،الثاني أف ال يكوف فيو نفع وال ضرر ،الثالث أف يكوف فيو
ضرر غير بين ،الرابع أف يكوف فيو ضرر بين ،وفي االحتماالت الثبلثة األولى يكوف الصلح صحيحا،
وأما في االحتماؿ الرابع فبل يصح ،كما إذا ادعى أحد على الصبي المأذوف شيئا وكاف للمدعي بينة
يصح صلحو حتى لو كاف المدعى بو دينا وكاف بدؿ الصلح بمقدار المدعى بو أو كاف المدعى بو عينا،
وكاف البدؿ المذكور بقيمة المدعى بو أو كاف زائدا عن قيمتو بغبن يسير ،وفي الصورة األولى والثانية
ليس في الصلح نفع أو ضرر ،وفي الصورة الثالثة يوجد ضرر غير بين ،أما إذا كاف في الصلح ضرر بين
كالصلح بتنزيل ثمن المبيع بغير عيب فبل يصح.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ال يصح إبراء الصبي والمجنوف والمعتوه مطلقاً ،والوكالة بالخصومة ال
()1
تستلزـ الوكالة بالصلح( .المجلة)
إف كاف بدؿ الصلح عيناً فهو في حكم المبيع ،وإف كاف ديناً فهو في
حكم الثمن فما يصلح ألف يكوف مبيعاً أو ثمناً يصلح أف يكوف بدؿ الصلح.
يشترط أف يكوف بدؿ الصلح ماؿ المصالح فَػلَو أعطى ماؿ غيره ال
يصح الصلح( .أي ما لم يجز ذلك الغير)
يلزـ أف يكوف المصالح عليو والمصالح عنو معلومين إف كانا محتاجين
إلى القبض والتسليم وإالّ فبل ،فَػلَو أدعى أحد حقاً في الدار التي ىي في يد اآلخر وأدعى
ىذا حقاً في بستاف كاف في يد األوؿ وتصالحا أف يترؾ كبلىما دعوىهما بدوف تعين ما لكل
واحد منهما من الحق يصح لعدـ الحاجة إلى القبض ،وقس على ذلك( .المجلة)
()1
المجلة المادة -ٕٔ٘ٗ -ٔ٘ٗٔ-والمقصد من ىذا اإلبراء إبراء اإلسقاط أما إبراء الصبي
المأذوف إبراء استيفاء فهو صحيح( .درر الحكاـ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إف وقع الصلح على ماؿ معين عن دعوى ماؿ معين فهو في حكم
البيع فيجري فيو خيار العيب والرؤية والشرط ،وكذلك تجري دعوى الشفعة إف كاف
المصالح عليو والمصالح عنو عقاراً ،وإذا استحق كل المصالح عنو أو بعضو يرجع المدعى
عليو بقدر ذلك من بدؿ الصلح على المدعي وبالعكس يعني إذا استحق كل بدؿ الصلح
أو بعضو من المدعي فيطلب ىو من المدعى عليو ذلك المقدار ،وحكم ىبلؾ بدؿ الصلح
قبل التسليم كحكم االستحقاؽ.
وإف وقع الصلح عن إقرار على المنفعة مثبلً صالح أحد مع اآلخر عن
دعوى األرض على أف يسكن المدعي في دار المدعى عليو مدة كذا فهو في حكم
اإلجارة.
الصلح عن اإلنكار أو السكوت فهو في حق المدعي معاوضة وفِي
حق المدعى عليو خبلص وفداء من اليمين فعلى ىذا تجري الشفعة في العقار المصالح
عليو وال تجري في العقار المصالح عنو ،وإذا استحق كل المصالح عنو أو بعضو يرد
المدعي إلى المدعى عليو مقدار ذلك ويخاصم المستحق ،وإذا استحق كل بدؿ الصلح أو
()1
بعضو يرجع المدعي بذلك المقدار إلى دعواه.
( )1المجلة المادة -ٔ٘٘ٓ-أي أف الماؿ الذي أخذه المدعي ىو ِع َوض عن مالو بزعمو فيكوف في
حكم البيع ولذلك فبدؿ الصلح حبلؿ لو إف كاف صادقا في دعواه ،أما إذا كاف كاذبا في دعواه فبل
يحل لو بدؿ الصلح ديانة ،وأما في حق المدعى عليو ليس بمعاوضة بل خبلص من اليمين وقطع
للمنازعة؛ ألف في زعمو أف المدعي غير محق ومبطل في دعواه ،وأف إعطاءه العوض لو ىو للخبلص=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=من اليمين حيث لو لم يعط العوض لبقي النزاع ،ولزمو اليمين وىذه العلة ظاىرة في اإلنكار ،أما
السكوت فيحتمل اإلقرار واإلنكار معا إال أنو حسب القاعدة األصل فراغ الذمة ترجح جهة اإلنكار،
کذا في شرح المجلة لؤلتاسي.
( )1المجلة المادة -ٔ٘٘٘-اعلم أف الصلح في ىذه الثبلثة على وجهين ،األوؿ :الصلح عن دعواىا
فيجوز ألجل الخبلص من اليمين في دعواىا ،الثاني :الصلح عن نفس ىذه الحقوؽ ،فهو على ىذا
التفصيل ،الصلح عن نفس حق الشرب وحق المرور جائز ألنهما حقاف يقببلف االعتياض ،وأما الصلح
عن نفس حق الشفعة فبل يجوز ألنو ال يجوز االعتياض عن حق الشفعة ،كذا في درر الحكاـ.
( )2المجلة المادة -ٔ٘٘ٚ -ٔ٘٘ٙ-ألف الصلح من العقود البلزمة فلذلك إذا تم الصلح عن
إقرار ،أو عن إنكار ،أو عن سكوت فليس لواحد من الطرفين فقط الرجوع عنو ،وإذا لم يكن للمورث
فسخو فليس للوارث أيضاً فسخو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ليس لئلبراء شموؿ لما بعده يعني يسقط بو الحقوؽ التي قبل اإلبراء
()1
ولو دعوى حقوقو الحادثة بعدااإلبراء.
إذا باع أحد ماالً وقبض ثمنو وأبرأ كل من البائع والمشتري اآلخر عن
جميع الدعاوي التي تتعلق بالمبيع أو الثمن ثم استحق المبيع فبل يكوف لئلبراء تاثير
ويسترد الثمن ألف الشيء إذا بطل بطل ما في ضمنو واإلبراء كاف في ضمن البيع وقد بطل
باستحقاؽ المبيع.
لو قاؿ أحد أبرأت كافة مديونيني أو ليس لي عند أحد حق فبل يصح
االبراء ألف المبرئين البد أف يكونوا معلومين معينين بخبلؼ ما لو قاؿ أبرأت أىالي المحلة
()2
الفبلنية وىم معدودوف معلوموف يصح االبراء.
ال يتوقف االبراء على القبوؿ ويسترد بالرد ،ويصح إبراء الميت من
دينو.
لو أبرأ الذي في مرض موتو أحد ورثتو ال يصح ،ولو أبرأ األجنبي
يصح من ثلث مالو.
( )1المجلة المادة -ٖٔ٘ٙ-ألف اإلبراء فرع لثبوت الحق فإذا لم يثبت الحق فبل يكوف اإلبراء
صحيحا.
( )2المجلة المادة -ٔ٘ٙٚ-أي يجب أف يكوف المبرءوف معلومين ومعينين سواء كاف اإلبراء إسقاطا
أـ استيفاء؛ ألف اإلبراء ىو من وجو تمليك ،ويجب أف يكوف المملكوف معلومين إال أنو ال يجب أف
يكوف الحق المبرأ منو ،والمسقط معلوما فلذلك ال تمنع الجهالة في الدين صحة اإلبراء.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا أبرأ من تركة مستغرقة بالديوف في مرض موتو أحد مديونيو ال يصح
()1
اإلبراء( .المجلة)
( )1المجلة المادة -ٔ٘ٚٔ-ألف ىذا اإلبراء ىو الوصية ،والوصية مؤخرة عن تأدية الدين ففي ىذه
الصورة ال يجوز إبراؤه لكل الدين ،أو من بعضو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
( )1التحكيم ىو عبارة عن اتخاذ الخصمين آخر حاكما برضاىما؛ لفصل خصومتهما ودعواىما ويقاؿ
لذلك حكم بفتحتين ومحكم بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الكاؼ المفتوحة( .المجلة المادة -
ٓ)ٜٔٚ
( )2وفِي الهداية :والفاسق إذا ُح ِّكم يجب أف يجوز عندنا كما مر في المولى ،آىػ في البناية :أي في
القاضي الفاسق المولى ،يعني إذا حكم الفاسق ينبغي أف يجوز قياسا على الفاسق إذا ولي القضاء،
ولكن ال ينبغي أف يتولى الفاسق القضاء ،وكذا ال يحكم الفاسق( .ج ٜص)ٜ٘
( )3الهندية جٖ ص )ٖٜٚوفِي رد المحتار جٗ ص :ٖٛٚوقوؿ الخصاؼ ىو الصحيح كما في
الفتح ،وما في المحيط من جوازه فيو ألنو من حقوؽ العباد ضعيف رواية ودراية؛ ألف فيو حق اهلل تعالى
أيضا وإف كاف الغالب حق العبد وكذا ما اختاره السرخسي من جوازه في حق القذؼ ضعيف باألولى ألف
الغالب فيو حق اهلل تعالى على األصح ،كذا في البحر ج ٚص)ٕٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()2
ألصوؿ الشرع ،كذا في المجلة.
إذا تعدد المحكموف يلزـ اتفاؽ رأي كلهم وليس لواحد أف يحكم
وحده( .من المحل المزبور)
ال يجوز التحكيم معلقاً وال مضافاً إلى وقت مستقبل ،وعليو الفتوى،
()3
كذا في الهندية في باب التحكيم.
( )1ألف حكمو إنما ينفذ في حق من رضي بحكمو ،وال يتعدى إلى من لم يرض بحكمو ،فلذا ال يجوز
حكمو في دـ الخطأ؛ ألف العاقلة لم ترض بو ،وإف قضى بالدية على القاتل ال يجوز ألنو مخالف لحكم
الشرع إال أف يكوف القاتل أقر بالقتل خطأ فحينئذ يجوز حكمو بالدية عليو أو كاف القاتل ممن ال عاقلة
لو.
( )2ألنو مقلد من جهتهما فكاف لهما عزلو قبل أف يحكم بينهما كما أف المقلد من جهة اإلماـ لو أف
يعزلو قبل أف يحكم بين الناس ،وال يقاؿ إف التحكيم ثبت بتراضيهما فوجب أف ال يصح عزلو إال
باتفاقهما ألنا نقوؿ التحكيم من األمور الجائزة من غير لزوـ فيستبد أحدىما بنقضو كما في المضاربات
والشركات ،كذا في التبيين جٗ ص ٖ.)ٜٔ
( )3الهندية جٖ ص -ٖٜٛىذا قوؿ أبي يوسف رحمو اهلل تعالى وعليو الفتوى ،وقاؿ محمد رحمو اهلل
تعالى يصح ،صورة التعليق أف يقوال لعبد ،أو كافر إذا أعتقت ،أو أسلمت فاحكم بيننا ،وصورة اإلضافة
إلى وقت مستقبل أف يقوال لرجل إذا أىل الشهر فاحكم بيننا.
(تتمة) إذا رفع الخصماف حكمو إلى القاضي وتحاكما عنده نفذه إف وافق للمذىب الحنفي ألنو ال
فائدة في نقضو ثم إبرامو ،ثم فائدة ىذا اإلمضاء أنو يصير حكم القضاء حينئذ ،وإف لم يوافق لو نقضو=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ألف الخصمين ما حكماه إالّ ليحكم بالمذىب الحنفي ،في الفوائد الزينية ،صٕ -ٔٙنقبل عن فتح
القدير :والقاضي المقلد إنما واله اإلماـ ليحكم بمذىب أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى فبل يملك المخالفة
ويكوف معزوال بالنسبة إلى الحكم المخالف ،آىػ وإذا كاف حكم القاضي ىذا فكذا حكم المحكم.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1لم أجده في كتب األحاديث بهذا اللفظ فلعلو نقل بالمعنى كما ىو عادة أكثر الفقهاء ،وروى
البيهقي في السنن الكبرى عن ابن عباس رضي اهلل تعالى عنهما مرفوعاً بلفظ :من استعمل عامبل من
المسلمين وىو يعلم أف فيهم أولى بذلك منو وأعلم بكتاب اهلل وسنة نبيو ,فقد خاف اهلل ,ورسولو ,
وجميع المسلمين " الرقم (ٗ )ٕٖٓٙوكذا ابن أبي عاصم في السنة الرقم (ٕ.)ٔٗٙ
واخرج الحاكم في مستدركو عن يزيد بن أبي سفياف ،قاؿ :قاؿ لي أبو بكر الصديق ،رضي اهلل عنو حين
بعثني إلى الشاـ :يا يزيد ،إف لك قرابة عسيت أف تؤثرىم باإلمارة ذلك أكثر ما أخاؼ عليك ،فقد قاؿ
رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم» :من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليو لعنة
اهلل ال يقبل اهلل منو صرفا وال عدال حتى يدخلو جهنم« الرقم (ٕٗٓ.)ٚ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1أخذت الشرائط المتقدمة من المجلة المادة )ٜٔٚٗ-وأخذ جميع ىذه الشروط من قوؿ صاحب
الكنز وغيره "أىلو أىل الشهادة" ألف كبل منهما يثبت الوالية على الغير فكانا من باب واحد ،وليس
المراد أف القضاء مبني على الشهادة ليلزـ منو بناء القوي على الضعيف ،فلذلك ال يصح حكم القاضي
على عدوه وال ينفذ حتى أنو لو أثبت المحكوـ بعد حكم القاضي عداوة القاضي لو يبطل حكم
القاضي ،كذا في درر الحكاـ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1أما ما روي أف النبي عليو الصبلة والسبلـ قاؿ لهند امرأة أبي سفياف حين قالت لو :إف أبى سفياف
رجل شحيح ،ال يعطيني ما يكفيني وولدي"،خذي من ماؿ أبي سفياف ما يكفيك وولدؾ بالمعروؼ" فلم
يكن على وجو القضاء ،وإنما كاف على وجو الفتيا ،واإلخبار بما يسعها فعلو فيما بينها وبين اهلل تعالى،
والدليل على ذلك :أف النبي عليو الصبلة والسبلـ لم يسألها البينة على ما ادعت على أبي سفياف ،من
منع حقها من النفقة ،ومعلوـ أف النبي عليو الصبلة والسبلـ لم يكن ليصدقها على دعواىا بغير بينة،
فعلم أف ذلك لم يكن على جهة القضاء ،كذا في شرح مختصر الطحاوي للجصاص.
( )2يعني إرساؿ ثبلث أوراؽ في أياـ مختلفة يكفي إلظهار تمرد المدعى عليو ويقاـ مقاـ ثبلث مناداة،
وفِي درر الحكاـ في شرح المادة -ٖٖٔٛ-وكانت أصوؿ ىذه الدعوى في األوائل أف يرسل=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إال في صورة أراد المدعي أف يأخذ حقو من ثمن ماؿ كاف للغائب عنده مثبلً اشترى من
المدعي شيئًا فغاب قبل قبضو غيبة منقطعة فبل يشترط حضور الخصم بل جاز للقاضي بعد
إقامة البينة من المدعي أف يحكم ببيع المبيع وإيفاء الثمن من غير حاجة إلى حضور
الخصم أو نصب وكيل.
=المحضر إلى المدعى عليو فيبلغو شفاىيا ،أما في زماننا فدعوة الخصم إلى المحاكمة تحصل بإرساؿ
ورقة تدعى (دعوتية) تبلغ إلى المدعى عليو بواسطة المحضر.
والبد في الورقة الدعوتية من كتابة المرسل إليو المدعى عليو والمدعي بشهرتهما المكملة والمدعى بو
وتعين المحكمة وتعين وقت الحضور ،وايضاً يكتب أخطرؾ بلزوـ الحضور إلى ىذه المحكمة في تلك
الساعة أو بإرساؿ وكيل عنك وفي حاؿ عدـ إجابتك سيعين وكيل مسخر عنك وتجري المحاكمة في
غيابك وسيحكم عليك في حاؿ ثبوت الدعوى ،ويرسل ىذه الورقة ثبلث مرات في أياـ مختلفة ،والبد
من ثبوت وصوؿ ىذه األوراؽ إلى المدعى عليو وإنكاره من الحضور وارساؿ نائبو إلى المحكمة ببينة،
وفي درر الحكاـ :شروط الحكم الغيابي )ٔ( :أف يمتنع المدعى عليو عن الحضور إلى المحكمة وعن ِ
إرساؿ وكيل عنو لها وأف يكوف غير ممكن جلبو وإحضاره (ٕ) أف يرسل إليو من طرؼ القاضي ورقة
إحضار على ثبلث مرات في أياـ مختلفة (ٖ) أف ينصب القاضي وكيبل عن الخصم المتواري وأف
يستمع دعوى المدعي في مواجهة ذلك الوكيل ،وحكم الحكم الغيابي أف ينفذ الحكم المذكور إف لم
يعترض المدعى عليو أو اعترض وكاف اعتراضو غير صالح للقبوؿ ،بعد أف يبلغ اإلعبلـ الغيابي للمدعى
عليو ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ىذه المواد األربع المتقدمة مأخوذة من المجلة المادة -ٔٛٓٔ-القضاء يتقيد ويتخصص بالزماف
أو المكاف واستثناء بعض الخصومات الخ.
( )2في المحيط البرىاني :إذا قاؿ السلطاف لرجل جعلتك نائبي في القضاء بشرط أف ال ترتشي وال
تشرب الخمر وال تميل أمر أحد على خبلؼ الشرع فالتقليد صحيح والشرط صحيح ،وإذا فعل شيئا
من ذلك ال يبقى قاضيا ألف تقدير ىذا الكبلـ أنت نائبي ما دمت ال تشرب وال ترتشي وال تميل أمر
أحد على مخالفة الشرع ،فهذا تقليد مؤقت معنى ،ومثل ىذا التقليد صحيح ،فإذا وجد الوقت ينتهي
التقليد ،آىػ( .ج ٛص )ٔٙوىذه المادة أيضا مأخوذة من المادة -ٔٛٓٔ-من المجلة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ويصح تقليد القضاء من األمير سواء كاف عادالً أو جائراً مؤمناً أو
كافراً بشرط أف ال يكوف مانعاً من العدؿ ( ،)1وال يصح التقليد من العواـ ألف والية القضاء
()2
مستمدة ممن لو الغلبة والقهر والقوة ال من األفراد.
ال يجوز للقاضي أف يستخلف غيره ما لم يؤذف لو في ذلك صراحة أو
()3
داللة.
ومتى حصل ()4
ويجوز تولية شخصين أو أكثر لقضاء بلدة واحدة
ذلك لم يجز ألحدىما القضاء وحده بدوف اآلخر كالوكيلين ،كذا في األصوؿ القضائية.
( )1وفِي الدر المختار :ويجوز تقلد القضاء من السلطاف العادؿ والجائر ولو كافرا ذكره مسكين وغيره
إال إذا كاف يمنعو عن القضاء بالحق فيحرـ ،آىػ وفِي ردالمحتار :في التتارخانية اإلسبلـ ليس بشرط فيو
أي في السلطاف الذي يقلد،آه( .جٗ صٕٖٗ)
( )2في ردالمحتار :وفي الفتح :وإذا لم يكن سلطاف ،وال من يجوز التقلد منو كما ىو في بعض ببلد
المسلمين غلب عليهم الكفار كقرطبة اآلف يجب على المسلمين أف يتفقوا على واحد منهم ،ويجعلونو
واليا فيولى قاضيا ويكوف ىو الذي يقضي بينهم وكذا ينصبوا إماما يصلي بهم الجمعة اىػ .وىذا ىو
الذي تطمئن النفس إليو فليعتمد ،آىػ.
( )3المجلة المادة -ٔٛٓ٘-اإلذف صراحة كقوؿ السلطاف للقاضي وكل من شئت واعزؿ من شئت،
واإلذف داللة كقوؿ السلطاف للقاضي قد نصبتك قاضيا للقضاة ألف قاضي القضاة ىو الذي يتصرؼ في
القضاء تقليدا وعزال ،وإذا كاف قضاء القاضي المأذوف مقيدا بزماف أو مكاف أو خصومة فكذا يتقيد
قضاء نائبو بو( .درر الحكاـ)
( )4المجلة المادة -ٕٔٛٓ-سواء توليتهم صراحة أو داللة كأف ينصب السلطاف قاضيين لمحكمة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1المجلة المادة -ٖٔٛٓ-المفتى بو أف العبرة الختيار المدعى عليو وىو قوؿ محمد رحمو اهلل
تعالى ألف األصل براءة الذمة وإف المدعى عليو طالب بسبلمة نفسو بدفع دعوى المدعي أما المدعي
فهو راغب في أخذ حق من المدعى عليو ،كذا في درر الحكاـ.
( )2البحر من كتاب الدعوى جٚصٔ.)ٜٔ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
القضاء نوعاف قصدي وضمني ،مثبلً أدعى رجل على آخر بألف قرض
وشهد الشهود بذلك على المدعى عليو وذكروا اسم المدعى عليو واسم أبيو وجده وقضى
القاضي بعد ذلك بالحق المدعى بو كاف ذلك قضاء باأللف قصداً وبنسب المدعى عليو
ضمناً ،فالقضاء القصدي يشترط فيو الدعوى ،والقضاء الضمني ال يشترط فيو الدعوى،
وكذا لو شهدا بأف فبلنة زوجة فبلف وكلت زوجها فبلناً في دعوى كذا دراىم على خصم
منكر وقضى القاضي بتوكيلها فالقضاء بالتوكيل قضاء قصدي والقضاء بالزوجية بينهما
قضاء ضمني ،وقس على ذلك.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا كاف القاضي من أىل االجتهاد وأفضى رأيو في حادثة إلى شيء
وجب عليو العمل برأيو وإف خالف رأي غيره من المجتهدين ،وال يجوز لو أف يتبع رأي غيره
ألنو مأمور بالقضاء بالحق الذي أ ّدى إليو اجتهاده وىو الحق عند اهلل تعالى ظاىراً بالنسبة
إليو فإذا قضى بغيره كاف قضاء بالباطل.
قاؿ في الفتح :لو قضى في المجتهد فيو نَ ِ
اسيًا لمذىبو مخالفاً لرأيو
نفذ عند أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى رواية واحدة ،وإف كاف عامداً ففيو روايتاف ،وعندىما ال
ينفذ في الوجهين أي وجهي النسياف والعمد ،والفتوى على قولهما ،وفِي الفتاوى الصغرى:
اف الفتوى على قولو ( )1وقاؿ ابن عابدين :واألوجو في ىذا الزماف أف يفتى بقولهما.
( )1فتح القدير ج ٚص )ٖٓٙثم قاؿ :فقد اختلفت الفتوى .والوجو في ىذا الزماف أف يفتى بقولهما
ألف التارؾ لمذىبو عمدا ال يفعلو إال لهوى باطل ال لقصد جميل ،وأما الناسي فؤلف المقلد ما قلده إال
ليحكم بمذىبو ال بمذىب غيره ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1المعتمد في ىذا الزماف أف حكم القاضي بخبلؼ مذىب إمامو ال ينفذ ،وكذا بالقوؿ الضعيف ،ألنو
قاؿ ابن عابدين في رد المحتار :إنما واله ليحكم بمذىب أبي حنيفة فبل يملك المخالفة فيكوف معزوال
بالنسبة إلى ذلك الحكم اىػ .قاؿ في الشرنببللية عن البرىاف :وىذا صريح الحق الذي يعض عليو
بالنواجذ اىػ ثم قاؿ :قلت :وتقييد السلطاف لو بذلك غير قيد لما قالو العبلمة قاسم في تصحيحو من أف
الحكم والفتوى بما ىو مرجوح خبلؼ اإلجماع اىػ .وقاؿ العبلمة قاسم في فتاواه :وليس للقاضي
المقلد أف يحكم بالضعيف؛ ألنو ليس من أىل الترجيح فبل يعدؿ عن الصحيح إال لقصد غير جميل ولو
حكم ال ينفذ؛ ألف قضاءه قضاء بغير الحق؛ ألف الحق ىو الصحيح وما وقع من أف القوؿ الضعيف
يتقوى بالقضاء المراد بو قضاء المجتهد كما بين في موضعو اىػ( .جٗصٕ)ٖٚ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
حكم القاضي على خبلؼ النص كالحكم بحل متروكة التسمية عمداً
أو على خبلؼ السنة المشهورة كالحكم بتحليل المطلقة ثبلثاً بمجرد عقد المحلل ببل
دخوؿ أو على خبلؼ االجماع كالحكم بصحة نكاح المتعة باطل ولكل قاض نقضو إذا
رفع إليو.
حكم القاضي في محل االجتهاد كما لو قضى شافعي بشهادة
المحدودين في قذؼ أو قضى بالبينة القائمة ببل وكيل عنو ينفذ وإذا رفع إلى قاض آخر ال
يراه كحنفي أمضاه وال يبطلو ،وىذا مما يكوف االختبلؼ في طريق الحكم ،وقد يكوف
االختبلؼ في نفس الحكم ،وسيأتي حكمو.
وإذا كاف الخبلؼ في نفس الحكم ال في طريقو كما إذا قضى لولده
أو المرأتو على أجنبي فقيل ينفذ وال يتوقف على إمضاء قاض آخر ،وحكى ابن الشحنة
ترجيحو ،وقيل يتوقف نفاذه على إمضاء قاض آخر وىو الصحيح وبو جزـ في الخانية فإذا
( )1خبلصة ىذا الفصل ما قاؿ ابن الهماـ في التقرير والتحبير :قضاء القضاة على ثبلثة أقساـ قسم منو
أف يقضى بخبلؼ النص ،واإلجماع وىذا باطل ليس ألحد أف يجيزه ولكل واحد من القضاة نقضو إذا
رفع إليو ،وقسم منو أف يقضي في موضع مختلف فيو وفي ىذا ينفذ قضاؤه وليس ألحد نقضو ،وقسم
منو أف يقضي بشيء يتعين فيو الخبلؼ بعد القضاء أي يكوف الخبلؼ في نفس القضاء فبعضهم يقولوف
نفذ قضاؤه وبعضهم يقولوف بل يتوقف على إمضاء قاض آخر إف أجازه جاز ويصير كأف القاضي الثاني
قضى في مختلف فيو وليس للثالث نقضو ،وإف أبطلو الثاني بطل ،وليس ألحد يجيزه انتهى.
(جٖصٕٖٗ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
رفع إلى الثاني فأمضاه يصير كأف القاضي الثاني قضى في فصل المجتهد فيو فليس للثالث
نقضو ،ولو أبطلو الثاني بطل وليس ألحد أف يجيزه.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
األمور التي يقضى فيها القاضي أربعة أقساـ ،األوؿ العقود كنكاح
وبيع وإجارة ورىن ،والثاني الفسوخ والمراد بها ما يرفع بها حكم العقد كاإلقالة والطبلؽ
وغيرىما ،والثالث األمبلؾ المرسلة وىي التي لم يذكر لها سبب معين ،والرابع األمبلؾ
الغير المرسلة وىي ما ذكر لها سبب معين كالبيع والنكاح واإلجارة.
لو قضى القاضي بشهادة الزور في العقود والفسوخ ولَم تكن الشهود
جامعين لشروط صحة الشهادة بأف ظهر انهم كفار أو محدودوف في قذؼ أو غير ذلك ال
ينفذ القضاء اجماعاً ال ظاىراً وال باطناً.
()1
ولو علم القاضي بكذبهم فقضاءه في ىذه الصورة أيضا ال ينفذ ال
ظاىراً وال باطناً لعدـ شرط القضاء وىو الشهادة الصادقة في زعم القاضي.
ولو لم يكن المحل قاببلً لئلنشاء كشهادة الزور على نكاح امرأة وىي
منكوحة الغير أو معتدتو أو على نكاح امرأة مرتدة لم ينفذ القضاء باطناً اجماعاً.
ولو قضى بشهادة الزور فيما عدا المذكور كمن أقاـ بينة زور على
امرأة انو تزوجها أو أدعت امرأة على زوجها انو طلقها ثبلثاً وأقامت بينة زور وحكم القاضي
( )1كذا في ردالمحتار ،ألنها ليست بحجة أصبل بخبلؼ الفساؽ على ما عرؼ ،وإلمكاف الوقوؼ
عليهم فلم تكن شهادتهم حجة ،والمراد بالنفاذ الظاىري النفاذ عند القاضي ،وبالباطني النفاذ فيما بينو
وبين اهلل تعالى.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
بتلك الشهادة فالقضاء ينفذ ظاىراً وباطناً عند اإلماـ ،وقاؿ الصاحباف وزفر والثبلثة ينفذ
()1
ظاىراً ال باطناً وعليو الفتوى.
لو كانت شهادة الزور في األمبلؾ المرسلة أو الدين الذي لم يبين
سببو وحكم القاضي عليها لم ينفذ الحكم إال ظاىراً فقط اجماعاً ألف الملك البد لو من
سبب وليس بعض األسباب أولى من بعض لتزاحمها فبل يمكن إثبات السبب سابقاً على
القضاء بطريق االقتضاء فبل يحل لو الوطي واألكل واللبس ومثل األمبلؾ المرسلة
()2
اإلرث.
وإف كانت شهادة الزور في األمبلؾ الغير المرسلة كملك ذكر سببو
فإما أف يكوف سبباً يمكن إنشاءه كالبيع والنكاح واإلجارة أو سبباً ال يمكن إنشاءه كاإلرث
فإف كاف األوؿ فقضاء القاضي ينفذ فيو ظاىراً وباطناً عند اإلماـ خبلفاً لزفر والصاحبين
والثبلثة ،وإف كاف الثاني لم ينفذ القضاء فيو باطناً اتفاقاً ىذا كلو إذا قضى بشهادة الزور أو
النكوؿ فَػلَو قضى بيمين المدعى عليو وكاف كاذباً فيها قالوا ال ينفذ باطناً أصبلً وصورة
( )1يعني حل للمدعي وطؤىا ولها التمكين عنده ،ال عندىما ألنو غير نافذ باطناً ألف شهادة الزور حجة
ظاىراً ال باطناً ،وفِي البحر :وقاؿ الفقيو أبو الليث الفتوى على قولهما ،وفي فتح القدير من النكاح
وقوؿ أبي حنيفة ىو الوجو ،وللنفاذ باطنا عنده شرطاف األوؿ عدـ علم القاضي بكذبهم فلو علم
القاضي كذب الشهود لم ينفذ ،الثاني كوف المحل قاببل فإذا كانت المرأة تحت زوج أو كانت معتدة أو
مرتدة أو محرمة بمصاىرة أو برضاع لم ينفذ ألنو ال يقبل اإلنشاء( .ج ٚص٘ٔ) وإلى ىذين الشرطين
إشارة في المادتين السابقتين.
( )2ردالمحتار جٗصٔ.)ٖٚ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المسألة أدعت امرأة أف زوجها طلقها ثبلثاً وىو ينكر وال بينة معها فحلفو القاضي فحكم
بمنعها من دعواىا وىي تعلم صدقها فيما قالت فهذا الحكم ال ينفذ باطناً فبل يسعها
()1
المقاـ معو وال أف تأخذ من ميراثو شيئًا إذا مات.
( )1المسائل الثبلث األوؿ ذكرىا ابن نجيم في األشباه والنظائر ص )ٜٜٔوكذا في الدر المختار
وردالمحتار (جٗ صٖ )ٖٛوأما الرابعة فإف المدعى إذا ك ّذب نفسو أبطل دعواه فيبطل القضاء ،وكذا=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
األصل أنو متى ثبت مقتضي الحكم كالشهادة مثبلً وجب على
القاضي أف يحكم فوراً إالّ في أربع مسائل.
األولى أف تكوف ريبة في الشهود ،من صورىا أف يشهد عنده ثبلثة ثم
قاؿ أحدىم لقد كذبت في شهادتي وسمعو القاضي بدوف تعين ،ولما سألهم قالوا كلّنا على
شهادتنا فإنو ال يقضي بشهادتهم ويؤخر حكمو حتى ينظر في ذلك.
الثانية إذا كاف القاضي راجياً حصوؿ الصلح سواء كانوا أجانب أو
أقارب فإنو يؤخر حكمو ويرد الخصمين وال يرد أكثر من مرتين فإف لم يصلحا أنفذ
()1
القضاء.
=إذا أكذب شهوده ،في المحيط البرىاني :تكذيب المشهود لو الشهود وتفسيقو إياىم قبل القضاء
يمنع القضاء ،وتكذيبو وتفسيقو إياىم بعد القضاء يبطل القضاءآىػ( .ج ٛص)ٖٛ
( )1قاؿ عمر رضي اهلل عنو " :ردوا الخصوـ حتى يصطلحوا؛ فإف فصل القضاء يحدث بين القوـ
الضغائن " رواه البيهقي في السنن الكبرى الرقم(ٓ )ٖٔٔٙفي المبسوط للسرخسي رحمو اهلل تعالى،
وفيو دليل أف القاضي ال ينبغي لو أف يعجل وأنو مندوب إلى أف يرد الخصوـ ليصطلحوا على شيء
ويدعوىم إلى ذلك فالفصل بطريق الصلح يكوف أقرب إلى بقاء المودة والتحرز عن النفرة بين
المسلمين ولكن ىذا قبل أف يستبين وجو القضاء ،فأما بعد ما استباف ذلك فبل يفعلو إال برضا
الخصمين وال يفعلو إال مرة أو مرتين لما في اإلطالة من اإلضرار بمن ثبت االستحقاؽ لو في تأخير حقو
وألف ذلك يجر إليو تهمة الميل وعلى القاضي أف يتحرز عن ذلك بما يقدر عليو،آىػ( .جٕٓ ص
)ٖٔٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الثالثة إذا استمهل المدعي من القاضي حتى يحضر بينتو فإنو يمهلو
وكذلك إذا أقاـ المدعي البينة فاستمهلو المدعى عليو حتى يأتي بالدفع فإنو يمهلو وال
يعجل بالحكم.
الرابعة إذا كاف القاضي متردداً في المسألة الواقعة أمامو وبعث إلى
()1
أىل مصر آخر يستفتيهم وكاف منتظراً فتواىم فإنو ال يأثم بتأخير القضاء.
()1
الصور الثبلث األوؿ ذكرىا ابن نجيم في األشباه والنظائر صٔ )ٜٔوكذا في الدر المختار
وردالمحتار والرابعة ذكرىا ردالمحتار( .جٗ صٖ)ٖٛ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1اعلم أف التعزير بالماؿ على وجهين ،األوؿ التعزير بهبلؾ الماؿ ،والثاني التعزير بأخذ الماؿ ،واألوؿ
مشروع ،لقولو تعالى { وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليو عاكفاً لنحرقنو} [ سورة طو ]ٜٚ-ألف ما كاف
مشروعاً في األمم الخالية فهو مشروع لنا إال أف ثبت نسخو.
آم َر
ت أَ ْف ُ اؿَ « :والَّ ِذي نَػ ْف ِسي بِيَ ِدهِ لََق ْد َى َم ْم ُ صلَّى اهللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم قَ َ وؿ اهلل َ ولحديث أَبِي ُى َريْػ َرةَ :أ َّ
َف َر ُس َ
ُح ِّر َؽ ف إِلَى ِر َج ٍ
اؿ ،فَأ َ ُخالِ َ َّاس،ثُ َّم أ َ
آم َر َر ُج ًبل فَػيَػ ُؤ َّـ الن َ
ب ،فَػيحطَب ،ثُ َّم آمر بِ َّ ِ
الصبلَة ،فَػيُػ َؤذَّ َف ل ََها ،ثُ َّم ُ َُ ب َحطَ ٍ ُ ْ َ
ِ
اع ِة]. وب ِ
الج َم َ
صبلَة َ اب ُو ُج ِ َ َعلَْي ِه ْم بُػيُوتَػ ُه ْم ،رواه البخاري [بَ ُ
ىم أف يودب بإتبلؼ األمواؿ على سبيل في المسالك :قولو " :فأحرؽ عليهم بيوتهم" فيو بياف أنو َّ
اإلببلغ في النكاية ،ويحتمل أف يريد :تشبيو عقوبتهم بعقوبة أىل الكفر في تحريق بيوتهم وتخريب.
ديارىم( .جٖ صٖٕ)=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=وفي نصاب االحتساب :ىذا الحديث يدؿ على جواز إحراؽ بيت الذي يتخلف عن الجماعة ألف
الهم على المعصية ال يجوز من الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم ألنو معصية( .ص)ٕٗٛ
َ
ومما يدؿ على جوازه ىدـ مسجد الضرار وتحريقو كما في حديث طلق بن حبيب ،قاؿ :سمعت جابر
بن عبد اهلل األنصاري رضي اهلل عنهما ،يقوؿ« :رأيت الدخاف من مسجد الضرار حين انهار» رواه
الحاكم في مستدركو.
وأما الثاني فقيل عند أبي يوسف رحمو اهلل تعالى ،والراجح عدـ جوازه ألف ىذا القوؿ إما ضعيف أو
مأوؿ:
أما ضعفو فلما قاؿ ابن عابدين في ردالمحتار :قاؿ في الفتح :وعن أبي يوسف يجوز التعزير للسلطاف
بأخذ الماؿ .وعندىما وباقي األئمة ال يجوز .اىػ .ومثلو في المعراج ،وظاىره أف ذلك رواية ضعيفة عن
أبي يوسف .قاؿ في الشرنببللية :وال يفتى بهذا لما فيو من تسليط الظلمة على أخذ ماؿ الناس فيأكلونو
اىػ ومثلو في شرح الوىبانية عن ابن وىباف ،انتهى( .جٖ ص٘)ٜٔ
وأما تأويلو فلما قاؿ ابن نجيم في البحر :وأفاد في البزازية أف معنى التعزير بأخذ الماؿ على القوؿ بو
إمساؾ شيء من مالو عنو مدة لينزجر ثم يعيده الحاكم إليو ال أف يأخذه الحاكم لنفسو أو لبيت الماؿ
كما يتوىمو الظلمة إذ ال يجوز ألحد من المسلمين أخذ ماؿ أحد بغير سبب شرعي وفي المجتبى لم
يذكر كيفية األخذ وأرى أف يأخذىا فيمسكها فإف أيس من توبتو يصرفها إلى ما يرى وفي شرح اآلثار
التعزير بالماؿ كاف في ابتداء اإلسبلـ ثم نسخ ،والحاصل أف المذىب عدـ التعزير بأخذ الماؿ ،اىػ.
(ج٘ صٗٗ) كذا في ردالمحتار (جٖص٘)ٜٔ
استدؿ من قاؿ بجوازه بحديث عامر بن سعد ،أف سعدا ركب إلى قصره بالعقيق ،فوجد عبدا يقطع
شجرا ،أو يخبطو ،فسلبو ،فلما رجع سعد ،جاءه أىل العبد فكلموه أف يرد على غبلمهم -أو عليهم -
ما أخذ من غبلمهم ،فقاؿ« :معاذ اهلل أف أرد شيئا نفلنيو رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ،وأبى أف يرد=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=عليهم» رواه مسلم [باب فضل المدينة ،ودعاء النبي صلى اهلل عليو وسلم فيها بالبركة ،وبياف
تحريمها ،وتحريم صيدىا وشجرىا ،وبياف حدود حرمها].
والجواب عنو أنو كاف في وقت ما كانت العقوبات التي تجب بالمعاصي في األمواؿ ،فمن ذلك ما روي
عن النبي ،صلى اهلل عليو وسلم ،في الزكاة أنو قاؿ :من أداىا طائعا لو أجرىا ومن ال ،أخذناىا منو وشطر
مالو ،ثم نسخ ذلك في وقت نسخ الربا( .العمدة جٓٔ صٖٕٓ)
وكذا استدؿ بما روي عن النبي صلى اهلل عليو وسلم والصحابة رضي اهلل تعالى عنهم من األقضية
بالعقوبات المالية كما في كتب الحديث والسياسة الشرعية لكن أكثرىا من باب إتبلؼ الماؿ ال من
باب أخذ الماؿ ،فليراجع إلى المطوالت.
والحاصل أف التعزير بأخذ الماؿ غير جائز في الراجح من مذىبنا والدالئل المثبة لو منسوخة ويكفينا في
دعوى النسخ أقواؿ كبار الفقهاء رحمهم اهلل تعالى ،وقد خطر في اثناء مطالعتي في وجو النسخ فإف كاف
صواباً فمن اهلل تعالى وإالّ فبل ،وىو أف المراد من النسخ ىهنا انتهاء الحكم بانتهاء علتو ،والتعزير يبني
على المصلحة فإذا تبدؿ المصلحة تبدؿ حكم التعزير ،والمصلحة في ىذا الزماف عدـ التعزير بأخذ
الماؿ كما مر في عبارة البحر وردالمحتارَ ،واهلل تعالى أعلم.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ٕٖٕ) من ال يحضر الجماعة يجوز تعزيره بأخذ الماؿ (من حدود البزازية الفتاوى األنقروية
جٔص )ٔ٘ٙومن موجبات التعزير الزىد البارد ،ضرب عمر رضي اهلل تعالى عنو بالدرة من
عرؼ تمرة ملقاة في سوؽ المدينة ،وقاؿ ُكل يا بارد ،وفِي القنية :من أكل في رمضاف شهرة
ّ
متعمداً يؤمر بقتلو ووجهو ابن ىباف بأنو مستهزء بالدين( .الفتاوى األنقروية ص)ٔ٘ٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
يحبس في كل دين ( )2ما عدا دين الولد على أحد األبوين أو الجد أو
الجدة( .معين الحكاـ)
( )1اعلم أف الحبس عقوبة مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع أما الكتاب فقولو تعالى في قطاع الطريق
{أو ينفوا من األرض} [المائدة ]ٖٖ :والمراد بو الحبس ،وأما السنة؛ فؤلنو -عليو الصبلة والسبلـ -
»حبس رجبل بالتهمة« ،وأما اإلجماع؛ فؤلف الصحابة -رضي اهلل تعالى عنهم -ومن بعدىم أجمعوا
عليو إال أف في زمن النبي -صلى اهلل عليو وسلم -وزمن أبي بكر وعمر وعثماف -رضي اهلل تعالى
عنهم -لم يكن سجن وكاف يحبس في المسجد والدىليز وبالربط ولما كاف في زمن علي -رضي اهلل
تعالى عنو -بنى السجن وكاف ىو أوؿ من بناه في اإلسبلـ وسمى السجن نافعا ولم يكن حصينا
فانفلت الناس منو وبنى سجنا آخر وسماه مخيسا وقاؿ فيو شعرا:
أال تراني كيسا مكيسا ...بنيت بعد نافع مخيسا ...بابا حصينا وأمينا كيسا
الكياسة الظرافة والكيس والمكيس الظريف ،وقاؿ في الصحاح :الرجل كيس مكيس أي ظريف،
والخيس الذلة ،قاؿ الجوىري وخيسو تخييسا أي ذلّو ومنو المخيس ،وىو اسم سجن أي موضع
التذليل ،والمراد من األمين الكيس السجاف الظريف.
( )2أي بعد أمره بدفع ما عليو وإبائو عن الدفع ليظهر مطلو وظلمو ،ىذا إذا طلب المدعي حبسو ألنو
حقو ،والحبس في دين لزمو بدال عن ماؿ حصل في يده كثمن المبيع أو التزمو بعقد كما التزمو بالكفالة
ال يحتاج إلى إثبات المدعي غناه ألف بالماؿ الذي حصل في يده أو التزمو بعقد باختياره ظهرت قدرتو،
وأما في غير ذلك مثل أروش الجنايات وديوف النفقات البد أف يثبت غريمو غناه إف أدعى الفقر ،كذا
في التبيين جٗ صٓ.)ٔٛ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المدعي إذا انكشف للحاكم انو مبطل في دعواه فإنو يؤدبو وأقل
ذلك الحبس ليندفع بذلك أىل الباطل واللُدد()1( .معين الحكاـ)
قاؿ في المحيط للقاضي أف يحبس الصبي الفاجر على وجو التأديب
ال على وجو العقوبة حتى ال يماطل حقوؽ العباد( )2( .من المحل المزبور)
إذا آذى أحد الخصمين صاحبو أو تشاتما عند القاضي فلو حبسهما
وتعزيرىما( )3( .من المحل المزبور)
يعزر الرجل إذا وجد في موضع التهمة بأف رآه اإلماـ يمشي مع
السراؽ ومع الفساؽ جالس ال يشرب الخمر لكنو معهم في مجلس الفسق( .معين
الحكاـ)
من تكررت منو الجرائم ولَم ينزجر بالحدود استداـ حبسو إذا أضر
الناس بجرائمو حتى يموت ويقوتو ويكسوه من بيت الماؿ( .معين الحكاـ)
( )1ىذا بناء على قاعدة "ال ضرر وال ضرار" وكذا أكثر مواد ىذا الباب بناء عليها ،والظاىر أف مرادىم
بالمبطل في دعواه :من تعمد البطل فيها ،ال كل من ظهر أف الحق في جانب خصمو.
( )2ألف الصبي يؤدب لينزجر عن األفعاؿ الذميمة.
( )3ىذا إذا كاف األذى والشتم من الجانبين ،أما إذا كاف من جانب واحد فالتعزير للجاني فقط ،ويجوز
للقاضي العفو ،في ردالمحتار :لو تشاتما بين يديو ولم ينتهيا بالنهي ،إف حبسهما وعزرىما فهو حسن
لئبل يجترئ بذلك غيرىما فيذىب ماء وجو القاضي ،وإف عفا عنهما فهو حسن؛ ألف العفو مندوب إليو
في كل أمر اىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وجد عند متهم بعض المتاع المسروؽ وأدعى المتهم انو اشتراه وال
بينة لو فهم متهم بالسرقة وال سبيل للمدعي إال فيما في يده فإف كاف غير معروؼ بذلك
فعلى السلطاف حبسو والكشف عنو ،وقد صح عنو عليو الصبلة والسبلـ انو حبس في
تهمة ،وإف كاف معروفاً بالسرقة فإنو يطاؿ في حبسو حتى يقر( .معين الحكاـ)
إذا رفع للقاضي رجل يعرؼ بالسرقة والدعارة فأدعى عليو بذلك رجل
فحبسو الختبار ذلك فأقر في السجن بما ادعى عليو من ذلك فذلك يلزمو ،وىذا الحبس
خارج عن اإلكراه ،قاؿ في شرح التجريد في مثلو :وإف خوفو بضرب سوط أو حبس يوـ
حتى يقر فليس ىذا بإكراه ،قاؿ محمد :وليس في ىذا وقت ولكن ما يجيء منو االغتماـ
البين؛ ألف الناس متفاوتوف في ذلك ،فرب إنساف يغتم بحبس يوـ ،واآلخر ال يغتم لتفاوتهم
في الشرؼ والدناءة ،فيفوض ذلك إلى رأي كل قاض في زمانو( )1( .من المحل المزبور)
رب الماؿ لو أراد أف يحبس الكفيل لو ذلك ،ويحبس في الحدود
والقصاص في مدة التزكية ،وفي المنتقى :رجل جرح رجبل ىل يحبسو حتى يبرأ إف كاف
الجرح فيو القصاص حبس ،وإف لم يكن فيو القصاص إف برئ لم يحبس ويستوثق منو.
(معين الحكاـ)
( )1في لساف الحكاـ :وفي الولوالجي إذا كاف الرجل من األشراؼ أو من األجبلء أو من كبراء العلماء
أو الرؤساء بحيث يستنكف عن ضرب سوط أو حبس ساعة لم يجز إقراره ألف مثل ىذا الرجل يؤثر
ألف درىم على ما يلحقو من الهواف بهذا القدر من الحبس والقيد فكاف مكرىاً فاقراره ليس بحجة ألف
اإلقرار حجة لترجح جانب الصدؽ فيو على جانب الكذب وعند اإلكراه يحتمل أنو يكذب لدفع
المضرة ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ال يضرب المديوف وال يغل وال يقيد إال أف يخاؼ فراره ،كذا في
المنتقى ( .من المحل المزبور)
وال يخرج لجمعة وال عيد وال حج وال صبلة جنازة وال عيادة مريض،
ويحبس في موضع وحش ،وال يبسط لو فرش وال غطاء ،وال يدخل عليو أحد ليستأنس بو.
(( )1من المحل المزبور)
ولو جن المحبوس قاؿ أبو بكر اإلسكاؼ :ال يخرجو الحاكم ،وفي
واقعات الناطفي :لو مرض في الحبس وأضناه ولم يجد من يخدمو يخرجو من الحبس،
()2
ىكذا روي عن محمد ،وعن أبي يوسف أنو ال يخرجو ،والفتوى على رواية محمد.
(معين الحكاـ)
والحر يترؾ لو دستاف من الثياب ويباع الباقي في الدين ،فإف كاف لو
ثياب حسنة تباع ويشترى لو بقدر الكفاية( )3( .من المحل المزبور)
( )1في لساف الحكاـ :وفي األقضية :وال يمنع من دخوؿ الجيراف عليو وأىلو الحتياجو إلى الشورى في
القضاء وال يمكنوف من المكث عنده طويبل وعن محمد أنو يخرج في موت والده وولده ال في غيرىما
إذا لم يكن من يقوـ عليهما وإال ال،آىػ.
( )2في البناية شرح الهداية :وفي الخبلصة :ىذا إذا كاف الغالب عليو الهبلؾ ،والفتوى على قوؿ محمد
-رحمو اهلل ،-وإنما يطلقو بكفيل ،فإف لم يجد الكفيل ال يطلقو ،فإف كفل رجل أطلقو وحضرة
الخصم ليست بشرط ،آىػ.
( )3في التبيين :وقالوا إذا كاف للمدين ثياب يلبسها ويكتفي بدوف ذلك فإنو يبيع ثيابو ويقضي الدين
ببعض ثمنها ويشتري بما بقي ثوبا يلبسو؛ ألف قضاء الدين فرض عليو فكاف أولى من التجمل ،وعلى=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ىذا إذا كاف لو مسكن ويمكنو أف يجتزئ بما دوف ذلك يبيع ذلك المسكن ويقضي ببعض ثمنو الدين
ويشتري بالباقي مسكنا يكفيو ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ىذا مثاؿ لبلستقباؿ وىو توكيل بالنكاح للمأمور معنى ،ولو صرح بالتوكيل وقاؿ وكلتك بأف تزوجي
نفسك مني فقالت زوجت صح النكاح فكذا ىنا ،كذا في ردالمحتار ،ومثاؿ الحاؿ المضارع كتزوجيني
ِ
نفسك إذا لم ينو بو االستقباؿ ألنو يكوف عند نية االستقباؿ استيعاداً.
( )2االستثناء راجع إلى المسألتين :أي فإنها لو كانت حاضرة مشارا إليها وغلط في اسم أبيها أو اسمها
ال يضر ألف تعريف اإلشارة الحسية أقوى من التسمية ،لما في التسمية من االشتراؾ لعارض فتلغو
التسمية عندىا ،كذا في ردالمحتار.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يشترط للنكاح أف يكوف المحل قاببلً وىي المرأة التي أحلها الشرع
()1
فبل يصح نكاح المشركة والمحارـ والذكر والخنثى المشكل والجنية وإنساف الماء.
(ردالمحتار جٕصٔ)ٕٛ
الشهادة عند عامة العلماء شرط لجواز النكاح ،كذا في البدائع،
وشرط في الشاىد الحرية فبل ينعقد بحضور غير الحر ،والعقل فبل يصح بحضور المجنوف
أو المعتوه ،والبلوغ فبل يصح بحضرة الصبياف ،واإلسبلـ فبل يكفي حضور الكافرين في
نكاح المسلمين بخبلؼ نكاح الكافرين أو نكاح المسلم مع الكتابية فإنو يصح بحضور
(الهندية ملخصا ()2
الكافرين ،ويصح النكاح بشهادة الفاسقين أو أعميين أو محدودين.
جٔص)ٕٙٚ
قاؿ زوجني بنتك خاطباً أو جئتك لتزوجني فقاؿ األب زوجتك
()3
فالنكاح الزـ وليس لو أف ال يقبل( .منية المفتي للسجستاني في أوؿ النكاح)
( )1ال يجوز نكاح الخنثى المشكل لجواز ذكورتو ،كذا ال يجوز نكاحو مع امرأة ،وكذا ال يجوز نكاحو
مع مثلو ،وال يجوز نكاح الجنية وامرأة الماء إلختبلؼ الجنس ألف قولو تعالى {واهلل جعل لكم من
أنفسكم أزواجا}]النحل[ ٕٚ :بين المراد من قولو {فانكحوا ما طاب لكم من النساء}]النساء[ٖ :
وىو األنثى من بنات آدـ فبل يثبت حل غيرىا ببل دليل وألف الجن يتشكلوف بصور شتى فقد يكوف ذكرا
تشكل بشكل أنثى،كذا في ردالمحتار.
( )2سواء كانا محدودين في القذؼ وإف لم يتوبا أو محدودين في الزنا ،واألصل في ىذا الباب أف كل
من يصلح أف يكوف ولياً في النكاح بوالية نفسو صلح أف يكوف شاىداً ومن ال فبل ،كذا في الهندية.
( )3كذا في التبيين جٕص )ٜٙوالبدائع جٕصٖٕٔ).
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1في المبسوط للسرخسي رحمو اهلل تعالى:اعلم أف الكفاءة في النكاح معتبرة من حيث النسب إال
على قوؿ سفياف الثوري -رحمو اهلل تعالى -فإنو كاف يقوؿ :ال معتبر في الكفاءة من حيث النسب،
وحجتو في ذلك قولو -صلى اهلل عليو وسلم « :-الناس سواسية كأسناف المشط ال فضل لعربي على
عجمي إنما الفضل بالتقوى» ،وىذا الحديث يؤيده قولو تعالى {إف أكرمكم عند اهلل أتقاؾ}]الحجرات:
ٖٔ[وحجتنا في ذلك قولو -صلى اهلل عليو وسلم « -قريش بعضهم أكفاء لبعض بطن ببطن ،والعرب
بعضهم أكفاء لبعض قبيلة بقبيلة والموالي بعضهم أكفاء لبعض رجل برجل» ،وفي حديث جابر -رضي
اهلل عنو -أف النبي -صلى اهلل عليو وسلم -قاؿ« :أال ال يزوج النساء إال األولياء ،وال يزوجن إال من
األكفاء »والمراد من النصوص التي رواىا في أحكاـ اآلخرة ،وبو نقوؿ :إف التفاضل في اآلخرة بالتقوى،
ويحكى عن الكرخي -رحمو اهلل تعالى -أنو كاف يقوؿ :األصح عندي أف ال تعتبر الكفاءة في النكاح
أصبل؛ ألف الكفاءة غير معتبرة فيما ىو أىم من النكاح ،وىو الدماء فؤلف ال تعتبر في النكاح أولى،
ولكن ىذا ليس بصحيح.
والكفاءة في خمسة أشياء( :أحدىا) النسب( ،والثاني) :الكفاءة في الحرية( ،والثالث) :الكفاءة من
حيث الماؿ فإف من ال يقدر على مهر امرأة ونفقتها ال يكوف كفؤا لها؛ ألف المهر عوض بضعها ،والنفقة
تندفع بها حاجتها ،وىي إلى ذلك أحوج منها إلى نسب الزوج فإذا كانت تنعدـ الكفاءة بضعة نسب
الزوج فبعجزه عن المهر والنفقة أولى ،واألصح أنها ال تعتبر في كثرة الماؿ( ،والرابع) :الكفاءة في
الحرفة ،والمروي عن أبي حنيفة -رحمو اهلل تعالى -أف ذلك غير معتبر أصبل ،فإف الحرفة غير الزمة
فالمرء تارة يحترؼ بحرفة نفيسة ،وتارة بحرفة خسيسة بخبلؼ صفة النسب؛ ألنو الزـ لو ،وعند أبي
يوسف رحمو اهلل تعالى معتبرة( ،والخامس ):الكفاءة في الحسب ،وىو مروي عن محمد قاؿ :ىو معتبر
حتى إف الذي يسكر فيخرج فيستهزئ بو الصبياف ال يكوف كفئا المرأة صالحة من أىل البيوتات ،وعن
أبي يوسف قاؿ :الذي يشرب المسكر فإف كاف يسر ذلك فبل يخرج سكراف كاف كفئا ،وإف كاف يعلن=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ٍ
ومجنوف ومعتوه وكافر على مسلمة ،كذا في ال والية لعبد وصغي ٍر
الهندية باب األولياء.
والولي العصبة بترتيب اإلرث ،وإف لم تكن عصبة فالوالية لؤلـ ثم
األخت األعيانية ثم العبلتية ثم ولد األـ ولؤلبعد التزويج بغيبة األقرب مسافة القصر ،كذا
في الكنز.
إذا كاف أحد المتناكحين قاصراً بأف كاف صغيراً أو معتوىاً أو مرقوقاً أو
مجنوناً فللولي والية االجبار عليو وإذا أفاؽ فلهما خيار الفسخ في غير األب والجد بشرط
القضاء( .السعيديات صٔ ٔٚوالهندية جٔص ٘)ٕٛ
=ذلك لم يكن كفئا المرأة صالحة من أىل البيوتات ،ولم ينقل عن أبي حنيفة -رحمو اهلل تعالى -
شيء من ذلك ،والصحيح عنده أنو غير معتبر؛ ألف ىذا ليس ببلزـ حتى ال يمكن تركو ،انتهى بإختصار.
(ج٘ ص ٕٕ)ٕ٘ -
قاؿ القاسم بن قطلوبغا في رسالة في الكفاءة :إف الكفاءة حق األولياء والزوجة دوف الشرع ،لو زوجوىا
بغير الكفء برضاىا جاز باالتفاؽ ،ولو كانت حق الشرع لما سقطت بإسقاط الغير كحرمة الربا لم
تسقط برضا المتبايعاف ،وقاؿ :الكفاءة تختلف بإختبلؼ الزماف والبلداف والعادة ،وفِي الغاية :اف
اختبلؼ أئمتنا ىو اختبلؼ عصر كاف في زمن أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى لم يعدوا الدناءة في الحرفة
منقصة ألنهم لم يكونوا ينظروف إالّ إلى التقوى ،وتغير ذلك في زمن الصاحبين فأجابا عن عادة زمانهما،
ففي بلد تكوف عادتهم التعيير والتفاخر ِ
بالح َرؼ تعتبر فيها الكفاءة وإالّ فبل ،انتهى باختصار.
وفِي ردالمحتار :وأف أبا حنيفة بنى األمر فيها على عادة العرب أف مواليهم يعملوف ىذه األعماؿ ال
يقصدوف بها الحرؼ ،فبل يعيروف بها وأجاب أبو يوسف على عادة أىل الببلد وأنهم يتخذوف ذلك
حرفة ،فيعيروف بالدني منها فبل يكوف بينهما خبلؼ في الحقيقة بدائع،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وأما البالغة فبل يجبر عليها بل البد لصحة النكاح من إذنها بكراً
كانت أو ثيباً فإف استأذف الولي البكر فسكتت أو ضحكت غير مستهزية أو زوجها
فسكتت كاف ذلك إذناً منها ،وإف استأذنها غير الولي فبلبد من القوؿ كالثيب فالوالية
عليها والية االستحباب( .السعيديات ص ٔٛوالهندية في أوؿ النكاح)
قاؿ مالك والجصاص والكرخي ومن تبع لهما ال اعتبار للكفاءة في
النكاح ،ولَم تثبت ىذه الرواية أعني اعتبار الكفاءة عن أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى كما في
ردالمحتار ( )1وعند الجمهور الكفاءة معتبرة في الرجاؿ للنساء للزوـ النكاح كذا في محيط
السرخسي ،وال تعبر في جانب النساء للرجاؿ كذا في البدائع( .الهندية )
والكفاءة تعتبر نسباً فقريش اكفاء فيما بينهم ،وكذلك العرب ،وغير
العرب اكفاء فيما بينهم دوف العرب ،واسبلماً وأبواف في االسبلـ كاألباء ،وحريةً ،وديانةً،
فبل يكوف الفاسق كفواً للصالحة ،وىذا قوؿ أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما اهلل تعالى وىو
الصحيح كذا في الهداية ،لكن ذكر السرخسي أف الكفاءة من الصبلح غير معتبرة وىو
الصحيح من مذىب أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى كذا في السراج الوىاج ،وحرفةً ،في ظاىر
الرواية عن أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى ال تعتبر الحرفة ،وفِي قوؿ أبي حنيفة في رواية وقوؿ
( )1عبارة ردالمحتار ىكذا:وفي حاشية الدرر للعبلمة نوح أف اإلماـ أبا الحسن الكرخي واإلماـ أبا بكر
الجصاص وىما من كبار علماء العراؽ ،ومن تبعهما من مشايخ العراؽ لم يعتبروا الكفاءة في النكاح،
ولو لم تثبت عندىم ىذه الرواية عن أبي حنيفة لما اختاروىا وذىب جمهور مشايخنا إلى أنها معتبرة فيو
ولقاضي القضاة سراج الدين الهندي مؤلف مستقل في الكفاءة ذكر فيو القولين على التفصيل وبين ما
لكل منهما من السند والدليل اىػ( .جٕ ص ٖ٘ٗ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
أبي يوسف ومحمد رحمهم اهلل تعالى تعتبر فالحجاـ والحائك والكناس والدباغ ال يكوف
كفواً للعطار والبزاز والصراؼ قاؿ قاضيخاف ىو الصحيح( .الهندية )
ولو زوج طفلو غير كفوء بغبن فاحش من المهر صح ولَم يجز ذلك
لغير األب والجد( .كنز)
إذا زوجت البالغة نفسها من غير كفوء صح النكاح في ظاىر الرواية
عن أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى وىو قوؿ أبي يوسف رحمو اهلل تعالى آخراً وقوؿ محمد
رحمو اهلل تعالى آخراً ،وروى الحسن عن أبي حنيفة رحمهما اهلل تعالى أف النكاح ال ينعقد،
والمختار في زماننا رواية الحسن ،وقاؿ شمس األئمة رواية الحسن أقرب إلى االحتياط كذا
في فتاوى قاضيخاف في فصل شرائط النكاح ،وإف لم يكن لها ولي صح النكاح اتفاقاً كذا
في النهر الفائق.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
من نكح امرأة ولَم يسم لها مهراً أو نفاه فلها مهر مثلها إف وطي
الزوج أو خبل بها خلوة صحيحة أو مات الزوج أو ماتت ىي وإف طلقها قبل الدخوؿ
والخلوة فلها متعة وجوباً وىي قميص وخمار وملحفة ىذا في عرفهم ،وأما في عرفنا فيعتبر
عرفنا كذا في الخبلصة.
وإف سمى لها مهراً فلها ذلك بالوطي أو الموت أو الخلوة ،وبالطبلؽ قبل الوطي
وما في حكمو نصف المسمى ،وما فرض بعد العقد أو زيد ال ينتصف ،كذا في الفصل
الثاني من الباب السابع من الهندية ملخصاً.
والخلوة الصحيحة أف يكونا في مكاف ببل مرض وحيض واحراـ وصوـ
فرض ،ولو كاف الزوج مجبوباً أو عنيناً أو خصياً فهي كالوطي وتجب العدة فيها( .من
المحل المزبور)
ومهر مثلها يعتبر بقوـ أبيها إذا استوتا سناً وجماالً وماالً وبلداً وعصراً
وعقبلً وديناً وبكارًة فإف لم توجد فمن األجانب ،كذا في الكنز.
ولو اختلف الزوجاف في مقدار المهر حكم مهر المثل ،وإف اختلفا
في أصل المسمى يجب مهر المثل ،وإف اختلفت ورثتهما ولو في قدر المهر فالقوؿ
لورثتو ،واف اختلفا في المبعوث إليها فقاؿ الزوج ىو من المهر وقالت ىدية فالقوؿ لو في
غير المهياء لؤلكل( .من المحل المزبور)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الطبلؽ إما رجعي أو بائن أو ثبلث ،والرجعي إما صريح واحداً كاف أو
اثنين كقوؿ الزوج المرأتو أنت طالق أو كنائي كقولو لها اعتدي واستبرئي ر ِ
حمك وأنت
واحدة ونوى الطبلؽ ،وحكم ىذه المطلقة صحة الرجوع إليها ما دامت في العدة إما
صراحة كقولو لها ر ِ
اجعتك مثبلً ،وىذه الرجعة ال تحتاج إلى النية ،وإما كناية وىي تحتاج
إلى النية كالوطي ودواعيو ،ويستحب للمراجع أف يشهد على الرجعة خشيةً على اإلنكار
وبعداً عن التهمة ،ولو مضت العدة وتصادقا على الرجوع في العدة صحت الرجعة ولو
أنكرت ال تصح والقوؿ قولها ببل يمين( .السعيديات ص)ٜٙ
الطبلؽ البائن إذا كاف أقل من الثبلث واراد الزوج أف يراجعها كاف لو
ذلك بعقد ومهر جديدين برضاىا في العدة وبعدىا ،وغير الزوج ال ينكحها إال بعد العدة.
(من المحل المزبور)
ولو أباف الحرة بالطلقات الثبلث أو األمة بالطلقتين فليس لو تزوجها
حتى تنكح زوجاً غيره بنكاح صحيح مع الدخوؿ ثم تحصل الفرقة بينهما بالموت
والطبلؽ ( .من المحل المزبور)
قاؿ في المحيط :كل امرأة أتزوجها أو يتزوجها غيري ألجلي وأجيزه
فهي طالق ثبلثا ،قاؿ في الحاوي :فحيلتو أف يزوجو فضولي ببل أمرىما فيجيزه ىو فيحنث
قبل إجازة المرأة ال إلى جزاء لعدـ الملك ثم تجيز المرأة فإجازتها ال تعمل فيجدداف
النكاح فيجوز؛ إذ اليمين انعقد على تزويج واحد كذا في المحيط ،وىذه الحيلة إنما
يحتاج إليها إذا قاؿ في حلفو " وأجيزه "أما لو لم يقل " وأجيزه " قاؿ النسفي بتزوج
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الفضولي ألجلو تطلق ثبلثا؛ إذ الشرط تزويج الغير لو مطلقا ،ولكنها ال تحرـ عليو لطبلقها
قبل دخولها في ملك الزوج قاؿ :أال يرى أنو بعد عقد الفضولي لو طلقها الزوج ثبلثا ال
تحرـ عليو إال أنو ال يقبل اإلجازة؛ ألنو صار مردودا فيعقد الفضولي ثانيا ألجلو فيجيزه ىو
فعبل .قاؿ ظهير الدين في فتاواه :وعندي ال حاجة في المرة الثانية إلى عقد الفضولي ،بل
لو تزوجها بنفسو ال تطلق؛ إذ اليمين انحلت بتزويج الفضولي ال إلى جزاء( .معين الحكاـ)
وال يقع طبلؽ الصبي والمجنوف والمعتوه والنائم والمبرسم والمغمى
عليو والمدىوش ( )1بخبلؼ المكره ولو أكره على أف يكتب طبلؽ امرأتو ال تطلق (الهندية
( )1في ردالمحتار :قاؿ في التلويح :الجنوف اختبلؿ القوة المميزة بين األمور الحسنة والقبيحة المدركة
للعواقب ،بأف ال تظهر آثاره وتتعطل أفعالها ،إما لنقصاف جبل عليو دماغو في أصل الخلقة ،وإما لخروج
مزاج الدماغ عن االعتداؿ بسبب خلط أو آفة ،وإما الستيبلء الشيطاف عليو وإلقاء الخياالت الفاسدة
إليو بحيث يفرح ويفزع من غير ما يصلح سببا .اىػ ،والمعتوه من العتو ،وىو اختبلؿ في العقل ،والفرؽ
بين المجنوف والمعتوه أف المعتوه ىو القليل الفهم المختلط الكبلـ الفاسد التدبير بخبلؼ المجنوف،
والمبرسم من البرساـ بالكسر علة كالجنوف ،وفي بعض كتب الطب أنو ورـ حار يعرض للحجاب الذي
بين الكبد واألمعاء ثم يتصل بالدماغ ،واإلغماء آفة في القلب أو الدماغ تعطل القوى المدركة والمحركة
عن أفعالها مع بقاء العقل مغلوبا وإال عصم منو األنبياء وىو فوؽ النوـ ،والمدىوش ،قاؿ في القاموس:
دىش الرجل تحير ،وقاؿ في الخيرية :غلط من فسره ىنا بالتحير ،إذ ال يلزـ من التحير وىو التردد في
األمر ذىاب العقل آىػ والمراد ىهنا أف يحصل للرجل دىش زاؿ بو عقلو وصار ال شعور لو ،كذا في
العقود الدرية.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
عن قاضيخاف جٔ ص )ٖٜٚوالسكراف فإنو يصح طبلقو ويقع طبلؽ األخرس باإلشارة
(الهندية في فصل من يقع طبلقو) وال يقع طبلؽ الغضباف إف تغير عقلو تغيراً نهائياً أو
متوسطاً (الشامي جٕ صٖ )ٗٙولو قاؿ للكاتب أكتب طبلؽ امرأتي كاف إقراراً
()2
( )1يريد باألخرس الذي ولد وىو أخرس أو طرأ عليو ذلك وداـ حتى صارت إشارتو مفهومة كذا في
المضمرات .سواء قدر على الكتابة أـ ال كذا في معراج الدراية وفتح القدير .وإف لم تكن لو إشارة
معروفة يعرؼ ذلك منو أو يشك فيو فهو باطل كذا في المبسوط .وإف طرأ عليو الخرس ولم يدـ لم
تعتبر إشارتو( .الهندية جٔ صٖٗ٘)
( )2قاؿ ابن عابدين في ردالمحتار نقبل عن ابن القيم :الغضباف على ثبلثة أقساـ :أحدىا أف يحصل لو
مبادئ الغضب بحيث ال يتغير عقلو ويعلم ما يقوؿ ويقصده ،وىذا ال إشكاؿ فيو .والثاني أف يبلغ
النهاية فبل يعلم ما يقوؿ وال يريده ،فهذا ال ريب أنو ال ينفذ شيء من أقوالو ،الثالث من توسط بين
المرتبتين بحيث لم يصر كالمجنوف فهذا محل النظر ،ثم قاؿ :والذي يظهر لي أف كبل من المدىوش
والغضباف ال يلزـ فيو أف يكوف بحيث ال يعلم ما يقوؿ بل يكتفى فيو بغلبة الهذياف واختبلط الجد
بالهزؿ كما ىو المفتى بو في السكراف ،آىػ( .جٕصٖ)ٗٙ
(تتمة) الطبلؽ بالكتابة في ردالمحتار :قاؿ في الهندية :الكتابة على نوعين :مرسومة وغير مرسومة،
ونعني بالمرسومة أف يكوف مصدرا ومعنونا مثل ما يكتب إلى الغائب .وغير المرسومة أف ال يكوف مصدرا
ومعنونا ،وىو على وجهين :مستبينة وغير مستبينة ،فالمستبينة ما يكتب على الصحيفة والحائط واألرض
على وجو يمكن فهمو وقراءتو .وغير المستبينة ما يكتب على الهواء والماء وشيء ال يمكنو فهمو
وقراءتو .ففي غير المستبينة ال يقع الطبلؽ وإف نوى ،وإف كانت مستبينة لكنها غير مرسومة إف نوى
الطبلؽ يقع وإال ال ،وإف كانت مرسومة يقع الطبلؽ نوى أو لم ينو ثم المرسومة ال تخلو إما أف أرسل
الطبلؽ بأف كتب :أما بعد فأنت طالق ،فكما كتب ىذا يقع الطبلؽ وتلزمها العدة من وقت الكتابة=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=وإف علق طبلقها بمجيء الكتاب بأف كتب :إذا جاءؾ كتابي فأنت طالق فجاءىا الكتاب فقرأتو أو لم
تقرأ يقع الطبلؽ كذا في الخبلصة( .جٕ صٗ)ٗٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ال ُخلْع ىو الفصل من النكاح والواقع بالخلع والطبلؽ على ماؿ طبلؽ
بائن ،وإذا تخاصم الزوجاف وعلمت المرأة انها غير قادرة بحقوؽ الزوجية أو علم الزوج
عجز نفسو عن واجبات الزوجية وتراضيا بالخلع على ماؿ جاز ذلك لكن كره لو أخذ شيء
َ
منها إف كاف العجز عن القياـ بحقوؽ الزوجية من قبلو وإف كاف من قبلها ال( .السعيديات
ص)ٔٓٙ
()1
والخلع يمين من جانب المخالع ومعاوضة من جانب المختلعة
وكل ما يصلح مهراً يصلح كونو بدؿ ال ُخ ْل ِع وبعض ما ال يصلح مهراً يصلح أف يكوف بدؿ
ال ُخ ْل ِع كاألقل من العشرة وما في بطن ابلها وغنمها ( .السعيديات في أحكاـ المعامبلت)
والواحد ال يصلح في ال ُخ ْل ِع وكيبلً من الجانبين بأف وكلت رجبلً
بالخلع فوكلو الزوج أيضاً سواء كاف البدؿ مسمى أو ال وعن محمد يصح( .في الثالث من
()2
طبلؽ البزازية)
( )1يعني أف الخلع من جانب الزوج يمين ألنو تعليق الطبلؽ بقبوؿ الماؿ ،فلو ابتدأ الزوج الخلع ،فقاؿ
خالعتك على ألف درىم فهو يمين ال يملك الرجوع عنو ،وكذا ال يملك فسخو ،وال نهي المرأة عن
القبوؿ ،ومن جانبها معاوضة ألنو تمليك الماؿ بعوض فيراعى فيو أحكاـ معاوضة الماؿ كالبيع ونحوه،
فَػلَو ابتدئت بأف قالت :اختلعت نفسي منك بكذا فلها أف ترجع عنو قبل قبوؿ الزوج ويبطل بقيامها عن
المجلس وبقيامو أيضا ،وال يتوقف على ما وراء المجلس بأف كاف الزوج غائبا ،حتى لو بلغو وقبل لم
يصح ،كذا في ردالمحتار.
( )2ىكذا ذكره البحر قبيل باب الظهار ،وذكر في أوؿ باب ال ُخلْ ِع (جٗ ص )ٚٚعن الخانية :والواحد
يتولى الخلع من الجانبين ،وفي عتاؽ األصل الواحد يكوف وكيبل من الجانبين في العتاؽ والخلع=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المحجورة بالسفو لو قبلت ال ُخلْع وقع وال يلزمها الماؿ ويكوف بائناً
إف كاف بلفظ ال ُخ ْل ِع ورجعياً إف كاف بلفظ الطبلؽ( .من خلع البحر في شرح قولو ولزمتها
الماؿ جٗ صٔ)ٛ
وال يقع البراءة عن نفقة العدة في ال ُخ ْل ِع والمبارات والطبلؽ بالماؿ
إال بشرط في قولهم( .قاضيخاف في ال ُخ ْل ِع جٔصٖٓ٘)
ولو لقنها ال ُخلْع بالعربية حتى قالت اختلعت منك بالمهر ونفقة العدة
ال يصح كالبيع ،وبو يفتى ،وكذا إذا قاؿ لها وىي ال تعرؼ العربية قولي وىبت مهري منك،
وكذا المديوف إذا لقن الدائن أف يبرئو عن الدين بالعربية وىو ال يعرؼ ال يصح في الكل
ألف الرضاء شرط في الكل بخبلؼ الطبلؽ( .الفتاوى األنقروية)
=والصلح عن دـ العمد إذا كاف البدؿ مسمى ،وإال ال يكوف في ظاىر الرواية ،وعن محمد أنو يكوف اىػ
وفِي منحة الخالق :وفي التتارخانية عن الكبرى الواحد يتولى الخلع من الجانبين إف كاف خلعا ،وىو
معاوضة إذا كاف البدؿ مذكورا في رواية ىو المختار،آىػ وفِي البدائع (جٖص )ٔٗٙوالواحد يتولى
الخلع من الجانبين وإف كاف ىذا النوع معاوضة -والواحد ال يتولى عقد المعاوضة من الجانبين كالبيع
-؛ ألف االمتناع للتنافي في الحقوؽ المتعلقة وال تنافي ىهنا؛ ألف الحقوؽ في باب الخلع ترجع إلى
الموكل؛ ولهذا جاز أف يكوف الواحد وكيبل من الجانبين في باب النكاح ،آىػ ،وفِي المحيط البرىاني:
الواحد ىل يتولى طرفي الخلع إذا كاف البدؿ مقدرا معلوما؟ ،وفي رواية يتولى وىو المختارآىػ.
(جٖص)ٖٖٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا حلف على ترؾ قرباف الزوجة أربعة أشهر أو أكثر كاف مولياً وفِي
أقل منها ال ،ثم إف جامع في مدة اإليبلء كفر ككفارة اليمين وسقط اإليبلء ،وإف لم يجامع
فارقت بتطليقة بائنة ،كذا في الكنز ملخصاً.
صح اإليبلء من المطلقة الرجعية دوف المبتوتة واألجنبية ،وإف عجز
المولي عن الفيئ بالفعل بأف وطيها لمرض أو بعد مسافة أو صغر أو رتق ففيئو أف يقوؿ
فئت إليها( .ملخصاً من السعيديات ص٘ٓٔ)
الظهار شرطو في المرأة كونها زوجتو وفِي الرجل كونو من أىل الكفارة
فخرج الصبي والمجنوف والكافر ولو ذمياً ،وركنو العبارة المشتملة على تشبيو الزوجة بامرأة
ىي محرمة أو بعضو يحرـ النظر إليو على الزوج على التأبيد ولو برضاع أو مصاىرة مثل
علي كظهر أمي( .السعيديات صٕٔٔ)
أنت ّ
علي مثل أمي واستفسر فقاؿ نويت
لو قاؿ الرجل المرأتو أنت ّ
الكرامة أو قاؿ نويت طبلقها أو قاؿ نويت الظهار صدؽ( .السعيديات صٗٔٔ)
ويجب الكفارة في الظهار قبل القرباف وىي تحرير رقبة فإف لم يجد
صاـ شهرين متتابعين ليس فيهما رمضاف وأياـ منهية فإف وطيها فيها ليبلً أو نَػ َه ًارا أو أفطر
استأنف ويصوـ فإف لم يستطع الصوـ أطعم ستين فقيراً كالفطرة أو قيمتو ،وتصح االباحة
في الكفارات والفدية دوف الصدقات والعشر ،كذا في الكنز.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ألف اللعاف حق مستحق عليها وىي تقدر على إيفائو فتحبس حتى توفي أو تصدقو فيرتفع السبب،
فإف صدقتو ال تحد ألف الحد ال يجب باإلقرار مرة فكيف يجب بالتصديق مرة ،وىو ال يجب بالتصديق
أربع مرات ألف التصديق ليس بإقرار قصدا فبل يعتبر في حق وجوب الحد ،ويعتبر في درئو فيندفع بو
اللعاف ،وال يجب بو الحد ،ولو كاف القذؼ بنفي الولد وصدقتو فبل حد ،وال لعاف ،وىو ولدىما ألف
النسب إنما ينقطع حكما للعاف فلم يوجد ،وىو حق الولد فبل يصدقاف في إبطالو ،كذا في التبيين جٖ
ص.)ٔٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ىذ إذا كاف الزوج حاضراً عند الوالدة ،وإف كاف غائباً فحالة علمو كحالة الوالدة فتعتبر المدة من
وقت العلم ،كذا في الهداية.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
العنين من ال يصل إلى النساء أو يصل إلى الثيب دوف األبكار ،لو
وجدت زوجها مجبوباً فرؽ بينهما في الحاؿ ،ولو وجدت عنيناً أو خصياً وىو من نزع
خصيتاه أجلو القاضي سنة قمرية وىي ثبلث مائة وأربعة وخمسوف يوماً وصححو في
الواقعات والوالجية وىو ظاىر الرواية كما في الهداية فكاف ىو المعتمد ( )1وفِي الخانية إذا
ثبت عدـ الوصوؿ أجلو القاضي طلب أو لم يطلب ،وإذا كاف التأجيل في اثناء الشهر
يعتبر باألياـ ،كذا في البحر جٗ صٖ٘ٔ).
فإف وطي بعد ذلك فبل تفريق وإال بانت بالتفريق إف طلبت فَػلَو قاؿ
الزوج وطئتها وأنكرت سواء كاف ذلك االختبلؼ في االبتداء أو بعد مضي األجل فإف قاؿ
النساء إنها ثيب فالقوؿ قولو مع يمينو فإف نكل في االبتداء يؤجل سنة وإف نكل بعد
األجل تخير للفرقة ،وإف قلن إنها بكر ثبت العنة في االبتداء فيؤجل سنة ويفرؽ في
االنتهاء وإف اختارتو بطل حقها ،كذا في البحر جٗ صٖ٘ٔ) ،وابتداء التأجيل من وقت
الخصومة عند القاضي فإف أجلتو المرأة أو غير القاضي ال يعتبر ،كذا في فتاوى قاضيخاف،
والهندية ،والمحيط.
( )1في البحر :واختلفوا في تلك السنة فقيل شمسية وىي تزيد على القمرية بأحد عشر يوما قاؿ في
الخبلصة وعليو الفتوى وقيل قمرية وىي ثلثمائة وأربعة وخمسوف يوما وصححو في الواقعات والولوالجية
وىو ظاىر الرواية كما في الهداية فكاف ىو المعتمد؛ ألنو الثابت عن صاحب المذىب ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ولَم يخير أحدىما بعيب مثل الجذاـ والبرص والجنوف والرتق والقرف،
وخالف الشافعي ومالك وأحمد في ىذه الخمسة ،وخالف محمد في الثبلثة األوؿ ،والرتق
انسداد مدخل الذكر كالغدة الغليظة وقد يكوف عظماً ،كذا في البحر جٗص.)ٖٔٚ
القاضي لو قضى برد أحد الزوجين بعيب نفذ قضاءه سواء كاف
()1
القاضي مجتهداً أو مقلداً ،كذا في البحر وحواشيو جٗص.)ٖٔٛ
وكما يؤجل العنين والخصي يؤجل الشيخ الكبير وإف قاؿ ال أرجو أف
أصل إليها ،وال يبطل حقها بترؾ الخصومة وإف طاؿ الزماف ما لم ترض بذلك( .قاضيخاف)
( )1ىذا إذا لم يقيد قضاءه بالراجح من مذىب الحنفي ،فإف قيده ال ينفذ قضاءه ألف القضاء يتقيد كما
مر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
العدة انتظار يلزـ المرأة عند زواؿ النكاح أو شبهة ،لو طلق الرجل
زوجتو الحرة البالغة طبلقاً رجعياً أو بائناً بينونة صغرى أو كبرى أو حصل الفسخ في النكاح
بخيار البلوغ أو بعدـ الكفاءة أو ردة أو فرقة عن نكاح فاسد أو وطي بشبهة فعدتها ثبلث
حيض( .السعيديات ص)ٕٜٔ-ٕٔٛ
وإذا كانت الحرة ليست من ذوات القروء بأف كانت صغيرة أو كبيرة
بلغت سن اإلياس وىي خمس وخمسوف سنة فعدتها تنقضي بثبلثة أشهر ،ولؤلمة الحائضة
حيضتاف ولغير الحائضة شهر ونصف شهر ،وللسبايا حيضة لبلستبراء.
وعدة الحامل مطلقاً سواء كانت حرة أو أمة وسواء كانت طلقت أو
كاف فسخ النكاح أو مات عنها زوجها وضع حملها( .من المحل المزبور)
وإذا مات زوج الحرة المسلمة أو الكتابية الصغيرة أو الكبيرة دخل
بها أو لم يدخل فعدتها أربعة أشهر وعشراً ،ولو كانت أمة بدؿ الحرة عدتها شهرين
وخمسة أياـ.
العدة عند زواؿ النكاح الصحيح تجب بالوطي أو الخلوة الصحيحة
أو الفاسدةِ ،
وفي النكاح الفاسد ال تجب إال بالوطي( .ردالمحتار جٕ صٖ)ٖٚ
وال تجب العدة على الزانية ولو حامبلً لكن يمنع عن الوطي( .من
المحل المزبور جٕص)ٙ٘ٙ
وعدة المنكوحة نكاحاً فاسداً والموطؤة بشبهة وأـ الولد بثبلث حيض
للموت وغيره ،كذا في الكنز.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وعدة المطلقة بائناً في مرض موتو بغير رضاىا أبعد األجلين من عدة
()1
الوفاة وعدة الطبلؽ.
وعدة من اعتدت باألشهر إلياسها ،ثم رئت دـ الحيض فينقض ما
مضى وتستأنف العدة بالحيض ،كذا في البحر جٗ صٓ٘ٔ).
وعدة زوجة الصغير إذا كانت حامبلً وقت موتو بأف آتت بو أقل من
ستة أشهر من وقت موتو وضع الحمل ،وإف آتت بو لستة أشهر أو أكثر فعدتها أربعة أشهر
وعشراً ،والنسب منتف فيهما ،كذا في البحر جٗ صٗ٘ٔ).
ومبدأ العدة بعد الطبلؽ في المطلقة ،وبعد الموت في المتوفى عنها
زوجها ( )2وبعد التفريق أو العزـ على ترؾ الجماع في المنكوحة بالنكاح الفاسد( .من
المحل المزبور جٗص)ٔ٘ٛ -ٔ٘ٚ
( )1أي لو مضت أربعة أشهر وعشرا ولم تحض ثبلثا كانت في العدة حتى تحيض ثبلثا ،ولو حاضت
ثبلثا قبل تماـ ىذه المدة لم تنقض حتى تتم ىذه المدة ،كذا في البحر ج ٗص.)ٔٗٛ
( )2يعني ابتداء عدة الطبلؽ من وقتو وابتداء عدة الوفاة من وقتها سواء علمت بالطبلؽ والموت أو لم
تعلم حتى لو لم تعلم ومضت مدة العدة فقد انقضت؛ ألف سبب وجوبها الطبلؽ أو الوفاة فيعتبر
ابتداؤىا من وقت وجود السبب ،وإذا أتاىا خبر موت زوجها وشكت في وقت الموت تعتد من الوقت
الذي تستيقن فيو بموتو؛ ألف العدة يؤخذ فيها باالحتياط وذلك في العمل بيقين كذا في البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
ولوقالت الزوجة مضت عدتي وك ّذبها الزوج فالقوؿ لها مع الحلف
ذمي ذميةً لم
ولو نكح معتدتو فطلقها قبل الوطي وجب مهر تاـ وعدة مبتدأة ولو طلق ٌ
()2
تعتد إذا لم يعتقدوىا ،وأما إذا اعتقدوىا أو كانت حامبلً فعليها العدة اتفاقاً ()3وأما إذا طلق
المسلم الذميةَ أو مات عنها فعليها العدة باالتفاؽ ،كذا في البحر.
ومعتدة الطبلؽ البائن أو الفسخ أو الموت تحد وجوباً بترؾ الزينة،
وال تخطب صراحة ويجوز التعريض ،ومعتدة الموت تخرج يوماً وبعض الليل تكتسب ألنو
( )1ألنها أمينة في ذلك وقد اتهمت بالكذب فتحلف كالمودع إذا ادعى الرد والهبلؾ ،ىذا مقيد بكوف
المدة تحتمل االنقضاء وىي شهراف عنده وتسعة وثبلثوف يوما عندىما ،ألف األمين إنما يصدؽ فيما ال
يخالفو الظاىر ،كذا في البحر جٗ ص.)ٜٔ٘
( )2ألف الدخوؿ في األوؿ دخوؿ في الثاني في حق المهر ووجوب العدة ،ىذا فيما كاف النكاحاف
صحيحين ،ولو تزوجها نكاحا فاسدا ودخل بها ففرؽ بينهما ثم تزوجها صحيحا وىي في العدة عن ذلك
الفاسد ثم طلقها قبل الدخوؿ يجب عليو مهر كامل وعليها عدة مستقبلة ،ولو كاف على القلب بأف
تزوجها أوال صحيحا ثم طلقها بعد الدخوؿ ثم تزوجها في العدة فاسدا ال يجب عليو مهر وال عليها عدة
مستقبلة ويجب عليها إتماـ العدة األولى ،والفرؽ أنو ال يتمكن من الوطء في الفاسد فبل يجعل واطئا
حكما لعدـ اإلمكاف حقيقة ولهذا ال يجعل واطئا بالخلوة في الفاسد حتى ال تجب العدة بها وال عليو
المهر ،كذا في البحر جٗصٔ.)ٔٙ
( )3يعني لو طلق ذمي ذمية لم تعتد عند اإلماـ وقاال عليها العدة والخبلؼ فيما إذا كانوا ال يعتقدونها
أما إذا اعتقدوىا فعليها العدة اتفاقا وفيما إذا كانت حائبل أما الحامل فعليها العدة اتفاقا ،وأما المسلم
إذا طلق الذمية أو مات عنها فعليها العدة اتفاقا؛ ألنها حقو ومعتقده ،كذا في البحر جٗ صٕ.)ٔٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ال نفقة لها وال تبيت في غير منزلها ،كذا في البحر ،والمطلقة ال تخرج ال ليبلً وال نَػ َه ًارا
سواء كاف الطبلؽ ثبلثاً أو بائناً أو رجعياً ،كذا في البدائع في فصل أحكاـ العدة.
وال يجب االحداد على الصغيرة والمجنونة والكبيرة والكتابية والمعتدة
من نكاح فاسد والمطلقة طبلقاً رجعياً ،وىذا عندنا ،كذا في البدائع في فصل أحكاـ العدة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الحضانة تربية الصبي والصبية تارًة يحتاج إلى من يقوـ بمالو وتارًة إلى
من يقوـ بمنافع بدنو حتى ال يلحقو الضرر وجعل كل واحد منهما إلى من أقوـ بو وأبصر،
فالوالية للماؿ جعلت إلى األب والجد ألنهما أبصر أقوـ بالتجارة من النساء ،وحق
الحضانة إلى النساء ألنهن أقوـ وأبصر على حفظ الصبياف من الرجاؿ لزيادة شفقتهن
ومبلزمتهن للبيوت ،كذا في البحر جٗ صٓ.)ٔٛ
األحق بالحضانة قبل الفرقة وبعدىا أـ الولد ثم أـ األـ ثم أـ األب ثم
األخت ألب وأـ ثم األخت ألـ ثم األخت ألب ثم الخاالت كذلك ثم العمات كذلك ثم
العصبات بترتيبهم ،واألـ والجدة أحق بالغبلـ حتى يستغني ،وقدر بسبع سنين ،وبالجارية
حتى تحيض ،وغيرىما أحق بها حتى تشتهي ،وقدر أبو الليث حد االشتهاء بتسع سنين،
وعليو الفتوى ،كذا في البحر جٗصٔ.)ٔٛ٘-ٔٛ
أو بسكناىا عنده، ()1
يسقط حق الحضانة إما بتزويج غير المحرـ
()2وإذا ارادت غير األـ من النساء أف تخرج الولد من المصر الذي فيو األب إلى مصر
( )1في منحة الخالق على البحر :قاؿ الرملي يعني محرمو النسبي ال الرضاعي فإنو كاألجنبي في سقوط
حضانتها بو فكاف ينبغي أف يقوؿ غير محرمو الرحم تأمل ،جٗ صٖ.)ٔٛ
( )2قاؿ صاحب البحر :وقع لي تردد في أف الخالة ونحوىا إذا سكنت عند أجنبي من الصغير ولم تكن
متزوجة ىل تسقط حضانتها قياسا على الجدة إذا سكنت في بيت بنتها المتزوجة أو ىذا خاص ببيت
زوج األـ باعتبار بغضو لو كما ىو العادة والذي يظهر األوؿ؛ ألنو يتضرر بالسكنى في بيت أجنبي عنو،
آىػ قاؿ صاحب منحة الخالق :قاؿ الرملي بل الذي يظهر الثاني لقولهم يطعمو نزرا وينظر إليو شزرا،
وىذا مفقود في األجنبي عن الحاضنة والحديث قد غياه بغاية وىي التزوج فيستمر الحق إلى وجوده=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
آخر لم يكن لها ذلك وإف كاف ذلك المصر موضع نكاح أـ الصبي ألف ىذا الحق إنما ىو
لؤلـ خاصة( .الفتاوى األنقروية جٔ ص)ٜٜ
وإذا انتهت ()1
ومن لو حق الحضانة ال يدفع الولد إليو إال بالطلب
مدة الحضانة فاألولى بالحفظ األقرب فاألقرب من العصبات ،وإذا امتنع من األخذ يجبر
عليو( .الفتاوى األنقروية جٔ صٓٓٔ)
=ولم يوجد تأمل .ثم رأيت صاحب النهر قاؿ بعد نقلو لما في البحر أقوؿ :الظاىر عدـ سقوطها للفرؽ
البين بين زوج األـ واألجنبي اىػ المرجع السابق.
( )1ىذا إذا لم تتعين لها أما إذا تعين لها فيجبر ،كذا في ردالمحتار.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يثبت نسب ولد المنكوحة إذا جاءت بو لستة أشهر أو أكثر من وقت
النكاح ،إما بالسكوت من غير اعتراؼ وال نفي وإما بشهادة القابلة عند انكار الوالدة ،وال
()1
يثبت النسب في أقل من ستة أشهر.
وإف اختلفا بعد الوالدة فقالت الزوجة نكحتني منذ ستة أشهر وأدعى الزوج األقل
فالقوؿ لها وىو ابنو ( )2كذا في البحر جٗ ص.)ٔٚٙ
يثبت نسب ولد معتدة الطبلؽ الرجعي إف جاءت بو ألقل من سنتين
أو جاءت بو لسنتين أو أكثر من سنتين من وقت الطبلؽ ،وفِي ىاتين الصورتين تثبت
كذا في البحر جٗ ص ٓ.)ٔٚ ()1
الرجعة أيضاً بخبلؼ الصورة األولى
( )1أي :يثبت نسب ولد المنكوحة حقيقة إذا جاءت بو لستة أشهر أو أكثر من وقت التزوج بأحد
الشيئين إما بالسكوت من غير اعتراؼ وال نفي لو وإما بشهادة القابلة عند إنكار الوالدة؛ ألف الفراش
قائم والمدة تامة فوجب القوؿ بثبوتو اعترؼ بو أو سكت أو أنكر حتى لو نفاه ال ينتفي إال باللعاف ،وفي
التحقيق شهادة القابلة لم يثبت بها النسب؛ ألنو ثابت بقياـ الفراش وإنما يثبت بها تعيين الولد ،ويثبت
لستة أشهر الحتماؿ أنو تزوجها واطئا لها فوافق اإلنزاؿ النكاح ،والنسب يحتاط في إثباتو ،كذا في
البحر.
( )2ألف الظاىر شاىد لها فإنها تلد ظاىرا من نكاح ال من سفاح وال من زوج تزوجت بهذا الزوج في
عدتو وىو مقدـ على الظاىر الذي يشهد لو وىو إضافة الحادث وىو النكاح إلى أقرب األوقات؛ ألنو
إذا تعارض ظاىراف في ثبوت نسب قدـ المثبت لو لوجوب االحتياط فيو حتى إنو يثبت باإليماء مع
القدرة على النطق بخبلؼ سائر التصرفات ،كذا في البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يثبت نسب ولد معتدة الطبلؽ البائن إذا جاءت بو ألقل من سنتين
من وقت الطبلؽ ،وإف جاءت بو لسنتين من وقت الطبلؽ أو أكثر فبل يثبت النسب إال أف
يدعي الزوج نسبو منو ،ويحمل على الوطي بشبهة في العدة ،كذا في البحر جٗ ص
ٔ.)ٕٔٚ -ٔٚ
يثبت نسب ولد معتدة الموت إذا جاءت بو ألقل من سنتين من وقت
الموت ،وإف جاءت بو ألكثر من سنتين من وقت الموت ال يثبت نسبو منو ،كذا في البحر
جٗص ٖ.)ٔٚ
لو طلق امرأتو الحامل بائناً أو رجعياً فولدت فأنكر الزوج الوالدة يثبت
نسب المولود من المطلق إف شهد رجبلف أو رجل وامرأتاف ،وكذا الحكم إذا مات عنها
زوجها وأنكرت الورثة الوالدة ألف الفراش قد زاؿ بوضع الحمل فيشترط كماؿ الحجة وىي
ما علمت من الشهادة أو كاف الحمل ظاىراً أو اعتراؼ الزوج في صورة الطبلؽ أو اعترفت
()2
الورثة في صورة الموت ،كذا في السعيديات ص.)ٖٔٚ
( )1إنما يثبت النسب في جميع الصور الثبلث الحتماؿ العلوؽ في حالة النكاح أو العدة في األولى،
والحتمالو في حالة العدة في الثانيتين لجواز أنها تكوف ممتدة الطهر ،وإنما ال تثبت الرجعة في األولى
ألنو يحتمل العلوؽ قبل الطبلؽ وبالوالدة انقضت العدة فوقع الشك في الرجعة وىي ال تثبت بالشك
بخبلؼ النسب ،وتثبت الرجعة في اآلخرتين ألنها لما جاءت بو لسنتين أو ألكثر من سنتين كانت
رجعة؛ ألف العلوؽ بعد الطبلؽ والظاىر أنو منو النتفاء الزنا منها فيصير بالوطء مراجعا ،كذا في البحر.
( )2كذا في ردالمحتار (جٕ صٓ )ٙٛإنقيل :كيف يثبت بشهادة الرجاؿ ألف شهادة الرجاؿ تستلزـ
فسقهم فبل تقبل ،قلنا :في ردالمحتار :وتصور فيما إذا دخلت المرأة بحضرتهم بيتا يعلموف أنو ليس
فيو غيرىا ثم خرجت مع الولد فيعلموف أنها ولدتو ،وفيما إذا لم يتعمدوا النظر بل وقع اتفاقا ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
أقل مدة الحمل ستة أشهر وأكثرىا سنتاف لقولو تعالى {وحملو
عام ْي ِن} [لقماف ]ٔٗ-فيبقى ِ وفِصالُوُ ثَبلثُو َف َش ْهراً} األحقاؼ ]ٔ٘ -ثم قاؿ ِ
{وفصالُوُ في َ
َ َ
للحمل ستة أشهر ،كذا في الهداية ،في فتح القدير ال خبلؼ للعلماء فيو.
يثبت نسب ولد المراىقة إذا آتت بو ألقل من تسعة أشهر ألنو يحبل
()1
في آخر العدة وىي الثبلثة األشهر ،كذا في البحر جٗ صٕ.)ٔٚ
اعلم أف الفراش إما ضعيف وىي األمة ،أو متوسط وىي أـ الولد ،أو
قوي وىي المنكوحة ،أو أقوى وىي المعتدة ،ويثبت نسب ولد األمة من المولى بمجرد
الدعوى ،وينتفي بمجرد النفي ،ونسب ولد أـ الولد يثبت من غير دعوة لكن ينتفي بمجرد
النفي بخبلؼ ولد النكاح فإنو ال ينتفي إال باللعاف ،ويثبت نسب ولد المعتدة وال ينتفي
أصبل لعدـ اللعاف.
وولد الزنا يثبت نسبو من أمو دوف الزاني ،وال لعاف بالقذؼ بنفي الولد في النكاح
الفاسد والوطي بشبهة وال ينتفي النسب ،كذا في الفتاوى األنقروية بتصرؼ.
( )1ألف النقضاء عدة الصغيرة جهة متعينة وىي الثبلثة األشهر فبمضيها يحكم الشرع باالنقضاء فإذا
ولدت قبل مضي تسعة أشهر من وقت الطبلؽ تبين أف الحمل كاف قبل انقضاء العدة وإف ولدتو لتسعة
أشهر فأكثر فهو حمل حادث بعد انقضاء عدتها باألشهر ،كذا في البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
قاؿ محمد رحمو اهلل تعالى :النفقة الطعاـ والكسوة والسكني ،لو
تزوج امرأة مسلمة كانت أو كتابية حرة كانت أو رقيقة وجب عليو نفقتها على حسب حاؿ
الزوجين فإف كاف الزوجاف موسرين وجب عليو نفقة اليسار وإف كانا معسرين وجب عليو
نفقة اإلعسار وإف كاف الزوجة موسرة وىو معسر أو بالعكس وجب نفقة الوسط ،ولو منعت
نفسها للمهر ولو بعد الدخوؿ فبل تسقط بو النفقة ،كذا في السعيديات صٗٗٔ).
فَػلَو خرجت من بيت زوجها من غير إذنو مانعة من الزوج نفسها من
()2
غير حق كانت ناشزة وال نفقة لها ولو اختلفا في النشوز فالقوؿ قولها.
لو كانت الزوجة صغيرة ال تؤطأ فبل نفقة لها سواء كانت بمنزلها أو
بمنزؿ زوجها ،وإف كانت محبوسة أو أخذىا رجل من منزؿ الزوج راضية أو غير راضية أو
خرجت ألداء فريضة الحج معها محرـ أو ال وليس الزوج معها أو كانت مريضة وىي باقية
في بيتها لم تزؼ فبل نفقة لها ،ولو كاف للزوجة خادـ والزوج موسر وجب عليو نفقة الخادـ
()3كذا في السعيديات ص٘ٗٔ).
( )1قاؿ في البحر في باب النفقة :قالوا ونفقة الغير تجب على الغير بأسباب ثبلثة بالزوجية والقرابة
والملك ،آىػ ونفقة الرقيقة إنما تجب بالتبوئة کذا في البحر.
( )2أي حيث ال بينة لو ،وكذا تسقط بالنشوز النفقة المفروضة ،يعني إذا كاف لها عليو نفقة أشهر
مفروضة ثم نشزت سقطت تلك األشهر الماضية ،بخبلؼ ما إذا أمرىا باالستدانة فاستدانت عليو فإنها
ال تسقط ،كذا في ردالمحتار.
( )3قيد بيسار الزوج؛ ألنو ال يجب عليو نفقة الخادـ عند إعساره وىو األصح؛ ألف الواجب على
المعسر أدنى الكفاية وىي قد تكتفي بخدمة نفسها.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ألنو لو فرؽ بينهما لبطل حقو ،ولو لم يفرؽ لتأخر حقها واألوؿ أقوى في الضرر؛ ألف النفقة تصير
دينا بفرض القاضي فيستوفي في الثاني،كذا في البحر.
( )2ألف النفقة صلة وليست بعوض فلم يستحكم الوجوب فيها إال بالقضاء كالهبة ال توجب الملك فيها
إال بمؤكد وىو القبض ،والمراد بالرضا اصطبلحهما على قدر معين للنفقة ،كذا في البحر.
( )3ىذا إذا لم يأمرىا القاضي باالستدانة ،وأما إذا أمرىا بها فبل تسقط في الصحيح ألف للقاضي والية
عامة بمنزلة استدانة الزوج بنفسو ،كذا في البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
تجب النفقة لمعتدة الطبلؽ سواء كاف رجعيا أو بائناً ،وال تجب النفقة
لمعتدة الموت وال لمعتدة وقعت الفرقة بينها وبين زوجها بمعصية من جهتها كاالرتداد
وتقبيل ابن الزوج )1( ،كذا في البحر جٗص.)ٕٔٚ
تجب النفقة لولده الصغير وألبويو وأجداده وجداتو لو كانوا فقراء ،وال
يشارؾ األب والجد في نفقة ولده وأبويو ،وال تجب النفقة مع اختبلؼ الدين إال بالزوجية
والوالدة ،كذا في الكنز.
ال تجب النفقة لمحرـ ليس بقريب كاألخ من الرضاع ،وال لقريب غير
محرـ وإف كاف وارثاً كابن العم ،وتجب النفقة لمن ىو جامع الوصفين اعني للقريب المحرـ
إذا كاف فقيراً عاجزاً عن الكسب بقدر اإلرث لو كاف وارثو موسراً فإف كاف لو أـ وأخ ألب
وأـ فالنفقة عليهما على قدر ميراثهما ،كذا في البحر.
الفقير ال يجبر على النفقة إال ألربعة للولد الصغير ،والبنات البالغات
ابكاراً كن أو ثيبات ،والزوجة ،والمملوؾ ،كذا في نفقة الوالدين من الخانية.
صح بيع عرض ابنو ال عقاره للنفقة ،ولو أنفق مودعو على أبويو ببل
أمر ضمن ،كذا في الكنز.
( )1أما المتوفى عنها زوجها فؤلف احتباسها ليس لحق الزوج ،بل لحق الشرع فإف التربص عبادة منها أال
ترى أف معنى التعريف عن براءة الرحم ليس بمراعى فيو حتى ال يشترط فيو الحيض فبل تجب نفقتها
عليو ،وأما الفرقة بمعصية من جهتها فؤلنها صارت حابسة نفسها بغير حق فصارت كما إذا كانت ناشزة،
كذا في البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المفقود غائب لم تُ ْدر حياتُو وال موتُو ،كما في البحر ،وىو حي في
حق نفسو ال تتزوج امرأتو وال يقسم مالو وال تفسخ إجارتو ،وميت في حق غيره ال يرث
ممن مات حاؿ غيبتو ،كذا في خزانة المفتين( .من الهندية جٕ ص)ٕٜٜ
عن أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى :اف مدة الفقد مفوض إلى رأي القاضي
فيحكم بما أدى إليو اجتهاده فيقسم مالو حينئذ بين األحياء من ورثتو (الفتاوى األنقروية)
واختار الزيلعي؛ تفويضو لئلماـ ،قاؿ في الفتح :فأي وقت رأى المصلحة حكم بموتو ،قاؿ
في النهر :وفِي الينابيع :قيل يفوض إلى رأي القاضي وال تقدير فيو في ظاىر الرواية كذا في
وقيل :إنو مقدر بموت أقراف بلده وىو المذىب ،وقيل تسعوف سنة في ()1
ردالمحتار
الذخيرة عليو الفتوى.
تعتد زوجة المفقود بعد مضي أربع سنين عند مالك رحمو اهلل تعالى
وىو مذىب الشافعي رحمو اهلل عليو القديم ،وأما الميراث فمذىبهما كمذىبنا في التقدير
بتسعين سنة أو الرجوع إلى رأي الحاكم ،وعند أحمد إف كاف يغلب على حالو الهبلؾ كمن
فقد في الصفين أو في مركب قد انكسر أو خرج لحاجة قريبة فلم يرجع فهذا بعد أربع
سنين يقسم مالو ويعتد زوجتو ،بخبلؼ ما إذا لم يغلب كالمسافر لتجارة أو سياحة فإنو
يفوض إلى رأي الحاكم في رواية وفِي أخرى بتسعين من مولده( .من الشامي جٖصٕ)ٖٙ
( )1ذكر ىذا في ملحقات الحيلة الناجزة ،في فتوى العبلمة الفا ىاشم مفتي المالكية بالمدينة المنورة
( )2عبارة الهندية ىكذا :فإف عاد زوجها بعد مضي المدة فهو أحق بها ،وإف تزوجت فبل سبيل لو
عليها ،آىػ=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=فعلم من قوؿ الزيلعي أف المعتبر غلبة ظن الحاكم عند وجود قرائن الموت ومع ىذا البد من مضي
مدة طويلة فحينئذ يحكم الحاكم بموتو.
والبد من حكم الحاكم بموتو ،في واقعات المفتيين صٕ –ٚعن أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى اف مدة
فقده مفوض إلى رأي القاضي فيحكم بما أدى إليو اجتهاده ،ىذا نص على أنو إنما يحكم بموتو بقضاء
ألنو أمر محتمل فما لم يضم إليو القضاء ال يكوف حجة ،آىػ.
وكذا نقلو عن الواقعات صاحب الدر المختار ،ورجحو صاحب ردالمحتار ،وكذا رجحو صاحب
الطحطاوي على الدر المختار جٕصٓٔ٘).
وأما إذا لم يكن ثَ ّم حاكم يحكم بحكم الشرع فهناؾ يقوـ مقاـ الحاكم العالم الثقة الذي يرجع إليو
الناس في مهماتهم.
قاؿ العبلمة عبد الحي اللكنوي رحمو اهلل تعالى في عمدة الرعاية على شرح الوقاية جٔص:)ٖٜٓ
والعالم الثقة في بلدة ال حاكم فيها قائم مقامو ،آىػ.
ونقل المفتي كفايت اهلل رحمو اهلل تعالى في كفاية المفتي جٙصٖٖٕ) عن الحديقة الندية شرح طريقة
محمدية :إذا خبل الزماف من سلطاف ذي كفاية فاألمور مؤكلة إلى العلماء ويجب على األمة الرجوع إليهم
ويصروف وال ًة فإذا عسر جمعهم على واحد استقل كل قطر باتباع علمائو فإف كثر فالمتبع أعلمهم فإف
استووا أقرع بينهم ،آىػ.
ومثلو في كتب المالكية ،في بلغة السالك ألقرب المسالك جٖص )ٕٜ٘وتعتد زوجة المفقود حرة أو
أمة صغيرة أو كبيرة في أرض اإلسبلـ عدة وفاة على ما تقدـ ،ابتداؤىا بعد األجل اآلتي بيانو إف رفعت
ثم حاكم شرعي ،أو لجماعة المسلمين عند عدمو ولو حكما كما في زمننا بمصر؛
أمرىا للحاكم إف كاف ّ
إذ ال حاكم فيها شرعي ،ويكفي الواحد من جماعة المسلمين إف كاف عدال عارفا شأنو أف يرجع إليو في
مهمات األمور بين الناس ،ال مطلق واحد وىو محمل كبلـ العبلمة األجهوري وىو ظاىر ال خفاء بو،
انتهى=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ويشترط في مذىب مالك رحمو اهلل تعالى المرافعة إلى القاضي إو إلى جماعة العلماء إف لم يكن ثَ ّم
حاكم شرعي فيطلب الحاكم أوال البينة على نكاح مرأة مدعية مع الزوج الفبلف المفقود بينة العقد أو
بينة بالتسامع فإف النكاح يثبت بشهادة التسامع ،فإذا ثبت عنده النكاح بينهما ،فيطلب البينة على فقد
زوجها الفبلف ،فإذا ثبت عند القاضي فقده يتفحث ويفتش عن حاؿ المفقود من حياتو وموتو بالطريق
الذي يمكن وال يكتفي بكشف أولياء الزوج أو الزوجة ،ثم بعد اليأس من معرفة حياتو وموتو يضرب لها
أجل أربع سنين فإذا انتهى األجل فبل حاجة إلى القضاء بموتو لكن االحتياط أف تأتي المرأة أو وكيلو
إلى القاضي فيقضي بموت زوجها المفقود ،ىكذا في الحيلة الناجزة ثم اعتدت عدة الوفاة أربعة أشهر
وعشراً ،وعند انقضائها حلت ولها اختيار الزوج اآلخر ،وأما المدة قبل المرافعة فبل اعتبار لها سواء
كانت طويلة أو قصيرة.
في المدونة الكبرى جٕصٖٓ) :قلت :أرأيت امرأة المفقود أتعتد األربع سنين في قوؿ مالك بغير أمر
السلطاف؟ قاؿ :قاؿ مالك :ال ،قاؿ مالك :وإف أقامت عشرين سنة ثم رفعت أمرىا إلى السلطاف نظر
فيها وكتب إلى موضعو الذي خرج إليو فإذا يئس منو ضرب لها من تلك الساعة أربع سنين فقيل
لمالك :ىل تعتد بعد األربع سنين عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرا من غير أف يأمرىا السلطاف بذلك؟
قاؿ :نعم ،ما لها وما للسلطاف في األربعة أشهر وعشر التي ىي العدة ،انتهى ،وفِي بداية المجتهد مثل
ذلك( .جٕ صٕٗ)
وال بد للقاضي من البحث عنو بنفسو أو أعوانو ال يكتفي بتفتيش أولياء الزوج أو الزوجة لما جاء في
شرح الدردير جٕص )ٜٗٚويؤجل من حين العجز عن خبره بالبحث عنو في األماكن التي يظن ذىابو
إليها من البلداف بأف يرسل الحاكم رسوال بكتاب لحاكم تلك األماكن مشتمل على صفة الرجل وحرفتو
ونسبو ليفتش عنو فيها ،آىػ وفِي الشامل جٔص )ٗٚٛثم يؤجل الحر أربع سنين بعد العجز عن خبره
ال حين الرفع على المشهور ،آىػ وكذا في الحيلة الناجزة صٗ=.)ٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=وىذا مذىب مالك رحمو اهلل تعالى في امرأة المفقود خاصة ال في مالو وفِي المفقود الذي فقد في
دار االسبلـ.
وأما المفقود في دار الحرب فحكمو عندىم حكم األسير ال تتزوج امرأتو وال يقسم مالو حتى يصح
موتو ،قاؿ ابن رشد في بداية المجتهد جٕصٕٗ) :وأما مالو فبل يورث حتى يأتي عليو من الزماف ما
يعلم أف المفقود ال يعيش إلى مثلو غالبا ،والمفقودوف عند المحصلين من أصحاب مالك أربعة :مفقود
في أرض اإلسبلـ ،وقع الخبلؼ فيو ،ومفقود في أرض الحرب ومفقود في حروب اإلسبلـ -أعني:
فيما بينهم ،-ومفقود في حروب الكفار ،والخبلؼ عن مالك وعن أصحابو في ثبلثة األصناؼ من
المفقودين كثير :فأما المفقود في ببلد الحرب :فحكمو عندىم حكم األسير ،ال تتزوج امرأتو وال يقسم
مالو حتى يصح موتو ،ما خبل أشهب ،فإنو حكم لو بحكم المفقود في أرض المسلمين .وأما المفقود
في حروب المسلمين فقاؿ :إف حكمو حكم المقتوؿ دوف تلوـ .وقيل :يتلوـ لو بحسب بعد الموضع
الذي كانت فيو المعركة وقربو ،وأقصى األجل في ذلك سنة ،وأما المفقود في حروب الكفار :ففيو في
المذىب أربعة أقواؿ :قيل :حكمو حكم األسير ،وقيل :حكمو حكم المقتوؿ بعد تلوـ سنة ،إال أف
يكوف بموضع ال يخفى أمره ،فيحكم لو بحكم المفقود في حروب المسلمين وفتنهم .والقوؿ والرابع:
حكمو حكم المقتوؿ في زوجتو ،وحكم المفقود في أرض المسلمين في مالو ،انتهى.
والمراد من دار الحرب ىي التي لم تكن بين أىلها وبين المسلمين مصالحة وأما إذا كانت بينهم وبين
المسلمين مصالحة ويمكن للمسلمين تفتيش المفقود في دارىم فحكم المفقود فيها كحكم المفقود في
دار االسبلـ ،ألف مدار الفرؽ بين ببلد االسبلـ وببلد الحرب على الفحث والتفتيش عن حاؿ المفقود
في ببلد االسبلـ فيوجد اليأس من معرفة موتو فَػلَو أمكن الفحث في بلدة الحرب أيضا فحكمها حكم
ببلد االسبلـ ،كذا في الحيلة الناجزة ص )ٙٙوكذا في فتوى العبلمة محمد طيب بن اسحق االنصاري
المالكي المنقولة في آخر الحيلة الناجزة صٕ٘ٔ) َواهلل تعالى اعلم=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=(الخبلصة) المفقود إف كاف مفقوداً في الحروب ومظاف الهبلؾ كالمفقودين في واقعة جنراؿ عبد
المالك فحكمو إف طلبت امرأتو التفحث في حق زوجو المفقود وال تصبر حتى يستبين موتو بالبينة أو
بموت أقرانو أف ترفع قضيتو إلى القاضي أو إلى من يقوـ مقامو فيطلب القاضي أوال البينة على النكاح
وعلى فقد الزوج ،ثم يكشف عن حالو حتى يغلب على ظنو موتو فيحكم بموتو ،ثم تعتد زوجتو عدة
الوفاة فحلت ولها اختيار الزوج.
وإف لم يكن مفقوداً في الحروب ومظاف الهبلؾ كمن خرج لطلب العلم أو للتجارة أو غيرىما وكاف
مفقودا في دار االسبلـ أو في دار الحرب لكن يمكن الفحث عن حالو فحكمو في حق امرأتو خاصة
إف طلبت التفحث في حق زوجو المفقود وال تصبر حتى يستبين موتو بالبينة أو بموت أقرانو أف ترفع
قضيتو إلى القاضي أو إلى من يقوـ مقامو فيطلب القاضي أو من يقوـ مقامو أوال البينة على النكاح وفقد
الزوج ثم ينكشف القاضي عن حاؿ موتو وحياتو بالطريقة الممكنة في الوقت والزرائع التي توجد في
الوقت الحاضر ثم بعد اليأس من معرفة حالو يؤجل امرأتو اربع سنين فإذا انتهى األجل اعتدت عدة
الوفاة أربعة أشهر وعشراً وعند انقضاىا حلت فلها اختيار الزوجَ ،واهلل تعالى اعلم وعلمو أتم واكمل.
(تنبيو) يلزـ على القضاة الذين تقيد قضاءىم بالمذىب الحنفي عند قضاء في امرأة المفقود على مذىب
مالك رحمو اهلل تعالى أف يستجازوا من مقاـ اإلمارة أو من اإلدارة التي عندىا ىذا االختيار ألف القضاء
يقبل التقييد ،في مجلة االحكاـ الماد -ٔٛٓٔ-القضاء يتقيد إلخ.
وفِي درر الحكاـ في شرح مجلة االحكاـ :تقييد القضاء بالعمل بقوؿ مجتهد في المسائل الشرعية
الخبلفية ،فلو صدر أمر سلطاني بالعمل برأي مجتهد أي باجتهاد مجتهد في خصوص لما أف رأيو
بالناس أرفق ولمصلحة القطر أوفق فعلى القاضي أف يحكم برأي واجتهاد ذلك المجتهد ،وقد ورد في
تقرير المجلة (أنو من الواجب العمل بأمر إماـ المسلمين بالعمل بأحد القولين في المسائل المجتهد
فيها) فعلى ذلك ليس للقاضي أف يعمل برأي مجتهد آخر مناؼ لرأي ذلك المجتهد فإذا عمل وحكم=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ال ينفذ حكمو ألنو لما كاف القاضي غير مأذوف بالحكم بما ينافي ذلك الرأي فلم يكن القاضي قاضيا
للحكم بالرأي المذكور ،أنتهى.
(تتمة) إذا تزوجت امرأة المفقود بعد حكم الحاكم بموتو وبعد انقضاء عدة الوفاة ثم جاء الزوج األوؿ
حياً ترد إلى زوجها األوؿ ،ويفرؽ بينها وبين اآلخر ،ولها المهر بما استحل من فرجها ،وال يقربها األوؿ
حتى تنقضي عدتها من اآلخر.
في المبسوط للسرخسي رحمو اهلل تعالى :كاف عمر رضي اهلل تعالى عنو يقوؿ في المرأة إذا نعي إليها
زوجها فاعتدت ،وتزوجت ثم أتى الزوج األوؿ حيا إنو يخير بين أف ترد عليو وبين المهر ،ىذا قولو
األوؿ ،وقد صح رجوعو عنو إلى قوؿ علي -رضي اهلل عنو ،-فإف علياً كرـ اهلل تعالى وجهو كاف يقوؿ
ترد إلى زوجها األوؿ ،ويفرؽ بينها وبين اآلخر ،ولها المهر بما استحل من فرجها ،وال يقربها األوؿ حتى
تنقضي عدتها من اآلخر وبهذا كاف يأخذ إبراىيم -رحمو اهلل -فيقوؿ :قوؿ علي -رضي اهلل عنو -
إلي من قوؿ عمر -رضي اهلل عنو ،-وبو نأخذ أيضا؛ ألنو تبين أنها تزوجت ،وىي منكوحة
أحب ّ
ومنكوحة الغير ليست من المحلبلت بل ىي من المحرمات في حق سائر الناس كما قاؿ اهلل تعالى:
{والمحصنات من النساء} [النساء ]ٕٗ :فكيف يستقيم تركها مع الثاني ...ولكن ال يقربها لكونها
معتدة لغيره كالمنكوحة إذا وطئت بالشبهة( .جٔٔصٓٗ)
وأما أوالدىا بعد نكاح الزوج الثاني فإف جاءت بالولد لستة أشهر منذ دخل بها الزوج الثاني إلى سنتين
فهو للثاني.
في المحيط البرىاني :قاؿ أبو حنيفة :األوالد للزوج األوؿ على كل حاؿ ،وقاؿ أبو يوسف ومحمدا :إذا
جاءت بالولد ألكثر من سنتين منذ دخل بها الزوج الثاني ،فالولد للزوج األوؿ ،وإف جاءت بو لستة
أشهر منذ دخل بها الزوج الثاني إلى سنتين .قاؿ أبو يوسف :ىو للثاني ،وقاؿ محمد :ىو لؤلوؿ ،وروى
أبو عصمة سئل ابن معاذ عن إسماعيل بن حماد عن عبد الكريم الجرجاني عن أبي حنيفة أنو رجع عن
ىذا القوؿ وقاؿ :األوالد للثاني .فوجو قولهما :أف الثاني يساوي األوؿ في السبب الموجب لثبات=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=النسب وىو الفراش ،وترجح على األوؿ بحكم الوطء وما يقوـ مقامو وىو الخلوة الصحيحة ،انتهى.
(جٖصٖٖٗ)
(تتمة أخرى) نفقة إمرأة المفقود ما داـ في نكاحو وأوالده ىل ىي في مالو ؟
نعم نفقة زوجتو في مالو غنية كانت أو فقيرة ،وكذا نفقة أوالده الصغار أو الكبار من اإلناث أو الزمنى
من الذكور ،واألحوط أخذ الكفيل منهم لجواز أف عجل النفقة لهم قبل فقده.
في المبسوط :ومن كاف من ورثة المفقود غنيا فبل نفقة لو في مالو ما خبل الزوجة ألف حياتو معلوـ ،وال
يستحق أحد من األغنياء النفقة في ماؿ الحي سوى الزوجة؛ ألف استحقاؽ الزوجة بالعقد ،فبل يختلف
باليسار والعسرة أو بكونها محبوسة بحقو ،وذلك موجود في حق المفقود ،فأما استحقاؽ من سواىا
فباعتبار الحاجة ،وذلك ينعدـ بغنى المستحق ...وينفق القاضي على زوجتو وأوالده الصغار أو الكبار
من اإلناث أو الزمنى من الذكور من مالو بالمعروؼ ...وإف استوثق منهم بكفيل فحسن ،وإف لم يأخذ
منهم كفيبل فهو مستقيم أيضا إال أف األحوط أف يأخذ الكفيل لجواز أف يكوف فارقها قبل أف يفقد ،أو
كاف عجل لها النفقة لمدة فكاف تماـ النظر في االستيثاؽ بالكفيل ،وىذا قولهم جميعا؛ ألف ىذه كفالة
للمفقود وىو معلوـ ،ولكن ال يجب على القاضي أخذ الكفيل من غير خصم يطلب ذلك ،وليس ىنا
خصم طالب ،فلهذا يسعو أف ال يأخذ كفيبل ،انتهى بحذؼ( .جٔٔصٔٗ) وكذا في الهداية وشرحها
البناية جٚصَٓ )ٖٙواهلل تعالى أعلم وعلمو أتم وأكمل.
أردت أف أذكر بعوف اهلل تعالى
(تتمة) لما كثر المفقودوف في الحروب وغيرىا وكاف الزماف زماف الفتن ُ
وتوفيقو مسألة امرأة المفقود على ما وقع في قلبي عند مطالعة كتب المذىب فإف كاف صوابا فمن اهلل
تعالى وإال فبل.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
زوجة المجنوف إذا كانت ال تطيق المقاـ معو فلها خيار الفسخ كالعنة
عند محمد كما في كتاب اآلثار لمحمد في باب الرجل يتزوج وبو عيب ( )1إف كاف الجنوف
حادثاً ،وإف كاف قديماً أو بو مرض ال يرجى برؤه كالجب فلها الخيار إف شاءت رضيت وإف
شاءت رفعت األمر إلى الحاكم حتى يفرؽ بينهما ،كذا في المضمرات ،وفِي الهندية
()2
جٔص )ٕ٘ٙعن الحاوي القدسي وبو نأخذ.
منكوحة ارتدت والعياذ بِاهلل تعالى حكي عن أبي النصر وأبي القاسم
الصفار انهما قاال :ال يقع الفرقة بينهما حتى ال تصل إلى مقصودىا إف كاف مقصودىا
الفرقة ،وفِي الروايات الظاىرة يقع الفرقة وتحبس المرأة حتى تسلم ويجدد النكاح سداً
لهذا الباب عليها ،كذا في قاضيخاف في فصل الفرقة بين الزوجين جٔص )٘ٗٙوعلى
األوؿ أفتى بعض مشائخ سمر قند حسما إلحتيالها على الخبلص بأكبر الكبائر ،وعامة
مشائخ بخارا أفتوا بالفرقة وجبرىا على االسبلـ وعلى النكاح مع زوجها األوؿ ألف الحسم
يحصل بذلك()3( .فتح القدير باب نكاح أىل الشرؾ جٖص) ٕٜٗ
( )1عبارة محمد رحمو اهلل تعالى ىكذا :إف كاف الرجل بو العيب فكاف َع ْيبًا يحتمل فالقوؿ عندنا ما قالو
أبو حنيفة رحمو اهلل تعالى ،وإف كاف َع ْيبًا ال يحتمل فهو بمنزلة المجبوب والعنين تخير امرأتو فإف شاءت
أقامت معو وإف شاءت فارقتو.
( )2عبارة الهندية ىكذا :قاؿ محمد -رحمو اهلل تعالى -إف كاف الجنوف حادثا يؤجلو سنة كالعنة ،ثم
يخير المرأة بعد الحوؿ إذا لم يبرأ ،وإف كاف مطبقا فهو كالجب وبو نأخذ كذا في الحاوي القدسي ،آىػ.
( )3ثم قاؿ :ولكل قاض أف يجدد النكاح بينهما بمهر يسير ولو بدينار رضيت أـ ال ،وتعزر خمسة
وسبعين ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وإما ()4
ثبوت حد الزنا إما بشهادة أربعة من الرجاؿ عند الحاكم
بإقراره أربعاً في المجالس األربعة.
الشرط األوؿ :إف كاف ثبوت الزناء بالشهادة فبلبد أف يشهد الشهود
بلفظ الزناء فإف كانت الشهادة بلفظ الوطي أو الجماع ال يثبت الحد ،كذا في البحر.
( )1ىذ ىو المعنى الشرعي للحد ،وأما معناه لغة ىو المنع ومنو سمي البواب حدادا لمنعو الناس عن
الدخوؿ والسجاف حدادا لمنعو عن الخروج.
( )2ألف الحد ال يقبل اإلسقاط مطلقا بعد ثبوت سببو عند الحاكم وحق العبد ليس كذلك.
( )3ىذه الشروط مأخوذة من كتاب الحدود من البحر فليراجع إليو.
( )4إنما شرط في الزنا شهادة أربعة من الرجاؿ لقولو تعالى {فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} [النساء:
٘ٔ] وقاؿ تعالى {ثم لم يأتوا بأربعة شهداء} [النور« ]ٗ :وقاؿ -عليو السبلـ -للذي قذؼ امرأتو
ائت بأربعة يشهدوف على صدؽ مقالتك» وألف في اشتراط األربع تحقيق معنى الستر وىو مندوب إليو
شرعاً.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط التاسع :تعديل شهود الزنا سراً وجهراً فإف لم يثبت عدالتهم
فبل يحكم بالحد ،من البحر.
الشرط العاشر :أف ال يتحقق شبهة كوطي معتدة الثبلث على ظن انها
حبلؿ أو كوطي اجنبية زفت إليو وقيل ىي زوجتك فإنو ال حد في ىاتين الصورتين ،من
البحر.
الشرط الحادي عشر :أف يكوف الجماع في موضع مخصوص فَػلَو
كاف في غير قُبل ال يحد ،كذا في البحر.
الشرط الثاني عشر أف يكوف الزنا في دار االسبلـ فَػلَو وقع في دار
الحرب أو البغي ال يحد ،كذا في البحر والهداية.
الشرط الثالث عشر :أف ال يكوف الزاني صبياً وال مجنوناً فَػلَو زنى
صبي أو مجنوف فبل حد ،كذا في البحر.
الشرط الرابع عشر :أف ال يكوف الزنا بمستأجرة فإف وطي امرأة
مستأجرة ليزني بها فبل حد عند اإلماـ ،وقاؿ الصاحباف يجب الحد ،كذا في البحر
()1
ج٘ص.)ٜٔ
( )1أي إذا استأجرىا ليزني بها ،أي ليس فيو حد عند أبي حنيفة رحمو اهلل تعالى ،ويعزر على قولو أشد
التعزير ،كما في الطحطاوي على الدر المختار جٕص )ٖٜٛوكثير من الفقهاء رجحوا قوؿ الصاحبين،
في الدر المختار :والحق وجوب الحد كالمستأجرة للخدمة ،آىػ وكذا رجحو ابن الهماـ في فتح القدير
ج٘صٕٗ).
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط الخامس عشر :أف ال يكوف الزنا باإلكراه فَػلَو زنى بإكراه سواء
كاف المكره سلطاناً أو غيره ال يجب الحد ،كذا في البحر.
الشرط السادس عشر :أف ال يدعي الزاني أف المزنية امرأتو فَػلَو زنى
رجل بامرأة فأخذ وقاؿ ىي امرأتي وللمرأة زوج معروؼ فانو يسقط الحد عنهما( .الفتاوى
األنقروية جٔصٕ٘ٔ)
الشرط السابع عشر :فقداف عقد النكاح فَػلَو نكح امرأة محرمة عليو
وزنى بها ال يحد عند اإلماـ ،وقاؿ الصاحباف عليو حد ،كذا في البحر.
الشرط الثامن عشر :أف تكوف المزنية بالغة أو صبية تجامع مثلها فَػلَو
كانت صبية ال تجامع مثلها ال حد عليو( .الفتاوى األنقروية جٔصٔ٘ٔ)
الشرط التاسع عشر :أف المزنية العاقلة البالغة إنما تحد إذا لم يكن
من زنى بها صبياً فَػلَو دعت صبياً فوطيها ال حد عليها علمت بالحرمة أو لم تعلم ،كذا في
الفتاوى األنقروية نقبل من حدود الخانية جٔصٕ٘ٔ).
الشرط العشروف أف الشهادة إنما تكوف موجبة للحد إذا كانت على
نفس فعل الزنا وإما إذا شهدوا على رجل انو أقر بالزنا ال تقبل شهادتهم وال يلزـ الحد.
(الفتاوى األنقروية نقبلً عن فتاوى ابن نجيم)
الشرط الحادي والعشروف :أف ال تكوف الشهادة على زنى األخرس
فَػلَو كانت الشهادة على األخرس فبل تقبل الحتماؿ انو يدعي شبهة ،من البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط األوؿ :أف يكوف اإلقرار صريحاً فَػلَو أقر األخرس بالزنى
بكتابة أو إشارة ال يحد لعدـ الصراحة ،كذا في البحر.
الشرط الثاني :أف ال يظهر كذبو في إقراره فَػلَو أقر فظهر مجبوباً أو
أقرت فظهرت رتقاء بإخبار النساء ال حد في ىاتين الصورتين( .من البحر)
الشرط الثالث :أف ال يكوف المقر بالزنى بحيث يكوف زناه متعلقاً بمن
بو خرس فَػلَو أقر انو زنى بخرساء أو ىي أقرت بأخرس ال حد على واحد منهما ،كذا في
فتح القدير.
الشرط الرابع :أف يكوف إقراره في حالة الصحو لما في المحيط لو
أقر السكراف بالزنى أو بالسرقة ال يحد( .من البحر)
الشرط الخامس :أف يكوف المقر عاقبلً بالغاً ألف قوؿ الصبي
والمجنوف غير معتبر وغير موجب للحد( .من الهداية)
الشرط السادس :أف يكوف اإلقرار أربع مرات في أربع مجالس بأف
يذىب المقر بحيث يتوارى عن بصر القاضي كما فسره محمد رحمو اهلل تعالى ،وإف لم
يكن إقراره كذلك ال يوجب الحد( .من البحر)
الشرط السابع :أف يجيب المقر عن األشياء الخمسة عند سؤاؿ
الحاكم ،ماىو ،وكيف ىو ،وأين زنى ،ومتى زنى ،وبمن زنى( .من البحر)
الشرط الثامن :أف يكوف ثبوت اإلقرار للحاكم بنفسو في مجلسو ال
بالبينة والشهادة ألف البينة على اإلقرار ال تقبل أصبلً( .من البحر)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط التاسع :أف إقرار المقر بالزنى إنما يوجب الحد إذا لم يكذبو
اآلخر فَػلَو كذبو يسقط الحد فإف أقر الرجل بالزنى بفبلنة وكذبتو ُدرئ الحد عن الرجل.
(من البحر)
اف اإلقرار إنما يكوف موجبا للحد إذا لم يرجع المقر عن إقراره قوالً
وال فعبلً كما إذا ىرب فإف رجع عن إقراره قبل الحد أو في وسطو سقط الحد( .من البحر)
وندب تلقينو بلعلك قبّلت أو لمست أو وطئت بشبهة ،فإف كاف
محصناً رجمو يبدأ الشهود بو فإف امتنع الشهود ( )1أو غابوا أو ماتوا سقط الحد ،وإف كاف
من زنى غير محصن يجلد مائة جلدة للحر ونصفها للعبد بسوط ال عقدة لو متوسطاً وفرؽ
على بدنو( .من البحر)
شرائط اإلحصاف ستة اسبلـ الزوجين ،وبلوغهما ،وعقلهما وحريتهما،
والدخوؿ بالمنكوحة بنكاح صحيح ( )2واحصاف كل واحد من الزوجين شرط عندنا ليصير
اآلخر بو محصناً ،فَػلَو أف عاقبلً بالغاً حراً تزوج امرأة صغيرة أو أمة أو ذمية ودخل بها ال
يصير محصناً( .الفتاوى األنقروية جٔص)ٜٔٗ
( )1أي إف امتنع الشهود من االبتداء سقط الحد؛ ألنو داللة الرجوع وكذا إذا ماتوا أو غابوا في ظاىر
الرواية لفوات الشرط وال يجب الحد عليهم لو امتنعوا؛ ألنو داللة الرجوع ال صريحو ،وامتناع البعض أو
غيبتو كالكل ،وكذا إذا خرج بعض الشهود عن األىلية بارتداد أو عمى أو خرس أو فسق سواء كاف قبل
القضاء أو بعده؛ ألف اإلمضاء من القضاء في الحدود ،كذا في البحر.
( )2ىذا ينتظم شرطي النكاح :الصحيح ،والدخوؿ فيو فكملت الستة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()2
زكوة الفطر مع زكوة التجارة -ٙ-القصاص مع الدية -ٚ-الجلد مع الرجم .-ٛ-
(من خزانة المفتين والتاتارخانية)
لو اعتاد اللواطة قتلو اإلماـ محصناً كاف أو غير محصن سياسة ،كذا
في الوطي الذي ال يوجب الحد( .من حدود ابن الهماـ)
الذمي إذا زنى بذمية وثبت عليهما بطريق شرعي تحداف بالجلد ال
بالرجم عند اإلماـ رحمو اهلل تعالى خبلفاً للشافعي رحمو اهلل تعالى( .الفتاوى األنقروية
جٔصٕ٘ٔ)
( )1أما الحد مع الضماف ففي األنقروية جٔصٕ٘ٔ) :ال يجتمعاف إال في مسألتين ،األولى إذا زنى
بجارية بكر يجب الحد ونقصاف البكارة ،والثانية إذا شرب خمر ذمي بغير إذنو يجب الحد وقيمة
الخمر آىػ.
( )2لعل الثامن ترؾ من الناسخ ،ولعل الثامن ال يجتمع الحد مع اللعاف ،وذكر في النطف :زيادة على
ىذا ال يجتمع الحيض مع الحبل ،وال اإلطعاـ مع الصياـ ،وال النكاح مع ملك اليمين ،وال البينة
واليمين ،وال المهر مع المتعة في معنى الوجوب.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
واطي البهيمة يعزر فإف كانت البهيمة للواطي ففي شرح الطحاوي
وحدود األصل تذبح وال تؤكل ()1وفِي الفتاوى الصغرى إنها تؤكل ،وأفتى أبو سعيد بهذا،
وقاؿ الصدر الشهيد االعتماد على رواية شرح الطحاوي( .الفتاوى األنقروية جٔصٕ٘ٔ)
( )1بل تحرؽ بعد الذبح لقطع التحدث ،وال تحرؽ قبل الذبح ،وإف كاف لغير الواطي يضمن الفاعل ثم
تذبح ،كذا في األنقروية.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1قذؼ المحصن من الكبائر اجماعاً قاؿ اهلل تعالى {إف الذين يرموف المحصنات الغافبلت المؤمنات
لعنوا في الدنيا واآلخرة ولهم عذاب عظيم} [النور ]ٕٖ :وليس ىو من الكبائر مطلقا بل بحضرة أحد
أما القذؼ في الخلوة فصغيرة عند الشافعية كما في شرح جمع الجوامع وقواعدنا ال تأباه؛ ألف العلة
فيو لحوؽ العار وىو مفقود في الخلوة ،وأما قذؼ غير المحصن فليس من الكبائر ألنو قيد بو في اآلية
الكريمة ولذا لم يجب بو الحد ،كذا في البحر.
في النتف :وال يضرب القاذؼ الحد اال أف تكوف خمس عشرة خصلة في المقذوؼ ،احدىا اف يكوف
مسلما ،والثاني اف يكوف حرا ،والثالث اف يكوف بالغا ،والرابع اف يكوف عاقبل في قوؿ ابي حنيفة
وصاحبيو وابي عبد اهلل وفي قوؿ مالك يحد المجنوف والصبية وال يحد الصبي ،والخامس اف يكوف
عفيفا ،والسادس اف يكوف متكلما وال يكوف اخرس ،والسابع اف ال يكوف محدودا فى الزنا ،والثامن لم
يكن وطئ امرأة بنكاح فاسد ،والتاسع لم يكن وطئ امرأة بملك فاسد ،والعاشر ال يكوف مجنونا،
والحادي عشر اف ال تكوف رتقاء اف كانت امرأة ،والثاني عشر ال يكوف ولده ،والثالث عشر ال يكوف
ولد ولده ،والرابع عشر ال يموت قبل اف يحد القاذؼ فاف مات فانو ال يحد الف الحدود ال تورث في
قوؿ ابي حنيفة وصاحبيو وابي عبد اهلل وتورث في قوؿ الشافعي ،والخامس عشر أف يطلب المقذوؼ
الحد ،انتهى.
وفِي األنقروية :أربعة عشر نفراً يعزر قاذفهم وال يحد ،إذا قذؼ عبداً ،أو أمة ،أو مدبراً ،أو مكاتباً ،أو أـ
ولد ،أو صبياً ،أو مجنوناً ،أو كافراً ،أو محدوداً ،أو قاؿ زنيت بأتاف ،أو ببقرة ،أو محدوداً في الزنى ،أو
امرأة مبلعنة بولد ،أو قذؼ امرأة ولها أوالد ال يعرؼ لهم والد ،من خزانة الفقيو أبي الليث.
(جٔصٖ٘ٔ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط الثاني :عجز القاذؼ عن إثبات قذفو بالبينة وإف أقاـ البينة ُح ّد
المقذوؼ حد الزنا وبرئ القاذؼ ،كذا في السعيديات ص.)ٕٔٛ
الشرط الثالث :أف ال يكوف المقذوؼ أخرس ألف الحد ال يكوف إال
بطلب المقذوؼ ،وطلب األخرس باإلشارة ولعلو لو كاف ينطق لصدقو( .من البحر ج٘
صٖٗ)
من قذؼ أو زنى أو شرب مراراً فحد فهو لكلو ،ولو قذؼ واحد
جماعةً بكلمة أو كلمات متفرقة فيحد حداً واحداً( .الفتاوى األنقروية جٔصٖ٘ٔ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
من قاؿ لغيره في غضب لست بابن فبلف ألبيو يحد ،ولو قاؿ في غير
غضب ال يحد)1( ،كذا في القذؼ من الهداية.
إذا ُح ّد المسلم بسبب قذفو فبل شهادة لو أبداً وإف تاب.
حد القذؼ أف يجلد ثمانين جلدة ،كذا في السعيديات جٔص
ٕٕٔ).
يبطل حد القذؼ بموت المقذوؼ ،وال يبطل برجوع القاذؼ عن
اإلقرار وال بعفو المقذوؼ سواء كاف بعوض أو بغيره ،لكن إف ذىب العافي ال يقيم الحد
لعدـ الطلب فإف عاد وطلب يحد( )2( .من البحر ج٘ ص)ٖٜ
( )1ألنو عند الغضب يراد بو حقيقتو سبا لو وفي غيره يراد بو المعاتبة بنفي مشابهتو لو في أسباب
المروءة ،كذا في البحر ج٘ ص.)ٖٙ
( )2في البحر :وقد توىم بعض حنفية زماننا من عدـ صحة العفو أف القاضي يقيم الحد عليو مع عفو
المقذوؼ ،وىو غلط فاحش فقد صرح في المبسوط بأنو إذا قضى القاضي بحد القذؼ على القاذؼ
ثم عفا المقذوؼ عنو بعوض أو بغير عوض لم يسقط الحد ولكن الحد وإف لم يسقط بعفوه فإذا ذىب
العافي ال يكوف لئلماـ أف يستوفيو لما بينا أف االستيفاء عند طلبو وقد ترؾ الطلب إال إذا عاد وطلب
فحينئذ يقيم الحد؛ ألف العفو كاف لغوا فكأنو لم يخاصم إلى اآلف .اىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
حد شرب الخمر وحد السكراف من غير الخمر ثمانوف جلدة بخشبة
أو جريدة أو نعل أو قطعة جلد ( )1وللعبد نصفو ،كذا في السعيديات جٔ ص.)ٕٔٚ
يثبت الشرب بشهادة رجلين أو باقرار مرة ،وال تقبل فيو شهادة
النساء ،من الهداية.
( )1ىذا التعميم لم أجده في كتبنا لكن الظاىر من تخصيص السوط بالذكر فيها عدـ التعميم ،وفِي
المجموع شرح المهذب من الكتب الشافعية ،واختلفوا في الجلد فقاؿ بعض الشافعية الجلد بالجريد،
وقد صرح القاضى أبو الطيب ومن تبعو بأنو ال يجوز بالسوط ،وصرح القاضى حسين بتعين السوط،
واحتج بأنو إجماع الصحابة ،وخالفو النووي في شرح مسلم فقاؿ أجمعوا على االكتفاء بالجريد والنعاؿ
وأطراؼ الثياب ،ثم قاؿ واالصح جوازه بالسوط ،وحكى الحافظ عن بعض المتأخرين أنو يتعين السوط
للمتمردين وأطراؼ الثياب والنعاؿ للضعفاء ومن عداىم بحسب ما يليق بهم ،آىػ( .جٕٓصٕٓٔ)
وفِي المغني :أف الضرب بالسوط .وال نعلم بين أىل العلم خبلفا في ىذا ،في غير حد الخمر .فأما حد
الخمر ،فقاؿ بعضهم :يقاـ باأليدي والنعاؿ وأطراؼ الثياب ،وذكر بعض أصحابنا أف لئلماـ فعل ذلك
إذا رآه؛ لما روى أبو ىريرة« ،أف رسوؿ اهلل -صلى اهلل عليو وسلم -أتي برجل قد شرب ،فقاؿ:
اضربوه قاؿ :فمنا الضارب بيده ،والضارب بنعلو ،والضارب بثوبو» رواه أبو داود ولنا أف النبي -صلى
اهلل عليو وسلم -قاؿ «إذا شرب الخمر ،فاجلدوه» والجلد إنما يفهم من إطبلقو الضرب بالسوط؛
وألنو أمر بجلده ،كما أمر اهلل تعالى بجلد الزاني ،فكاف بالسوط مثلو ،والخلفاء الراشدوف ضربوا
بالسياط ،وكذلك غيرىم ،فكاف إجماعا،آىػ( .جٜص)ٔٙٛ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يشترط لحد الشارب أف يكوف عاقبلً بالغاً مسلماً ناطقاً فبل حد على
صبي ومجنوف وكافر وأخرس سواء ثبت شربهم بشهادة أو اإلقرار( .من البحر ج٘ص)ٕٛ
يشترط اتفاؽ الشاىدين في الوقت والمشروب فَػلَو اختلفا في الوقت
أو شهد أحدىما انو سكر من الخمر واآلخر انو سكر من غيرىا ال يحد( .من المحل
()1
المزبور ج٘ص)ٕٛ
يشترط أف يعلم شربو طوعاً بأف يشهد الشهود انو شربو طائعاً بدوف
الشرب مكرىاً فإنو ال يوجب الحد ( )2ويشترط أف ال يكوف الشرب في دار الحرب( .من
البحر ج٘ص)ٕٛ
يشترط وجود الرائحة عند أداء الشهادة في المسافة القريبة ،وعند
تحمل الشهادة في المسافة البعيدة ،فَػلَو أقر أو شهدا بعد مضي ريحها ال يحد( .من
()3
البحر ج٘ ص )ٕٛ
( )1وكذا يشترط اتفاقهما فعل الشرب فَػلَو شهد احدىما أنو شربها وشهد اآلخر بإقراره بشربها ال يحد،
كذا في البحر.
( )2لو شهدا انو شربها طوعا وقاؿ أكرىت عليها ال يقبل قولو ألف الشهود شهدوا عليو بالشرب طائعا
فلو قبل قولو كاف لكل من شهد عليو بالشرب أف يقوؿ كنت مكرىا فيرتفع الحد ،كذا في البحر عن
الخانية.
( )3في البحر :وإف كاف المكاف بعيدا فزالت الرائحة فبل بد أف يشهدا بالشرب ويقوال أخذناه وريحها
موجود؛ ألف مجيئهم بو من مكاف بعيد ال يستلزـ كونهم أخذوه في حاؿ قياـ الرائحة فيحتاجوف إلى ذكر
ذلك للحاكم ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1السرقة في اللغة أخذ الشيء على سبيل الخفية واالستسرار بغير إذف المالك ،سواء كاف المأخوذ
ماال أو غير ماؿ ،وفِي الشريعة ماذكره المصنف ،والمعنى اللغوي مراعى فيو ابتداء وانتهاء ،أو ابتداء في
بعض الصور كما إذا نقب البيت خفية وأخذ الماؿ مكابرة وذلك يكوف ليبل ،ألنو ربما أحسوا بو فكابر
وأخذ وال غوث بالليل فيقطع؛ أما النهار لو فعل ذلك ال يقطع ألنو يلحقهم الغوث فبل يمكنو ذلك،
فيشترط الخفية ليبل ونهارا فهي مسارقة عين المالك أو من يقوـ مقامو؛ وفي قطع الطريق وىي السرقة
الكبرى مسارقة عين اإلماـ وأعوانو ألنو المتصدي لحفظ الطريق بأعوانو ،ألف األمواؿ إنما تصير مصونة
محرزة بحفظ اإلماـ وحمايتو ،كذا في االختيار جٗ صٕٓٔ).
وفِي البحر :ىل المعتبر كونها خفية على زعم السارؽ أو المسروؽ منو؟ فهي رباعية فلو كاف السارؽ
يعلم أف صاحب الدار يعلم بدخولو وعلم بو صاحب الدار أيضا فبل قطع أو لم يعلما فيقطع اتفاقا أو
كاف صاحب الدار يعلم بدخولو والسارؽ ال يعلم أنو يعلم ،فإنو يقطع اكتفاء بكونها خفية في زعم
السارؽ وإف كاف على عكسو بأف زعم اللص بأف صاحب الدار علم بو وصاحب الدار لم يعلم ففي
التبيين ال يقطع؛ ألنو جهر وفي الخبلصة والمحيط والذخيرة أنو يقطع اكتفاء بكونها خفية في زعم
أحدىما أيهما( .ج٘ صٗ٘)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط األوؿ :أف يكوف السارؽ مكلفاً فَػلَو سرؽ الصبي والمجنوف
فبل قطع ألف القطع عقوبة وىما ليسا من أىلها لكنهما يضمناف الماؿ ،ولو سرؽ جماعة
فيهم صبي أو مجنوف يدرأ عنهم القطع ،كذا في البدائع ج ٚص.)ٙٚ
الشرط الثاني :االخفاء فَػلَو أخذ جهراً مغالبة أو نهباً أو اختبلساً فإنو
ال قطع فيو( .من البحر ج٘ صٗ٘)
الشرط الثالث :النصاب وىو أف يكوف المسروؽ قدر عشرة دراىم،
فَػلَو كاف أقل فبل قطع ،ولو كاف السارؽ جماعة وتحقق في نصيب كل واحد نصاب السرقة
()2
قطعوا وإال فبل( .من البحر ج٘ ص)٘ٚ
الشرط الرابع :أف يكوف الماؿ المسروؽ محرزاً بمكاف سواء كاف
مفتوح الباب أو ال باب لو أو مغلق الباب ،أو محرزاً بحافظ سواء كاف الحافظ مستيقظاً أو
نائماً والمتاع تحتو أو عنده ،من الهداية فصل في الحرز من كتاب السرقة.
( )1كذا في البحر ج٘ صٕ )ٙواإلخراج من الحرز شرط عند عامة أىل العلم.
( )2ألف الموجب سرقة النصاب ويجب على كل واحد منهم بجنايتو فيعتبر كماؿ النصاب في حقو ،كذا
في البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط الخامس :أف تكوف السرقة في دار العدؿ فبل يقطع في
السرقة في دار الحرب ودار البغي ،فَػلَو سرؽ بعض تجار المسلمين من البعض في دار
()1
الحرب ثم خرجوا إلى دار االسبلـ فأخذ السارؽ ال قطع.
الشرط السادس :اف يكوف السارؽ سليم النطق ( )2واليد وصاحب يد
يسرى ورجل يمنى صحيحتين وإال فبل يقطع( .من البحر ج٘ص٘٘)
الشرط السابع :أف ال يكوف بين السارقِين ذو رحم محرـ من المسروؽ
وال يشترط سرقة الكل ألف عادة السراؽ أف يسرؽ بعضهم ويتولى ()3
منو وإال فبل حد
بعضهم الدفاع ،فَػلَو لم يقطع بمثلو المتنع القطع ( )4كذا في السعيديات جٔص ٕٗٔ).
( )1ألنو ال يد لئلماـ في دار الحرب ،وال على دار البغي ،فالسرقة الموجودة فيهما ال تنعقد سببا
لوجوب القطع فالسرقة الموجودة فيهما لم تنعقد سببا لوجوب القطع ،فبل تستوفي في دار اإلسبلـ ،كذا
في البدائع ج ٚصٓ.)ٛ
( )2فبل يقطع أخرس الحتماؿ نطقو بشبهة ،وكذا يشترط أف يكوف بصيراً فبل يقطع األعمى لجهلو بماؿ
غيره ،كذا في الدر المختار.
( )3كذا في البحر ج٘ ص )٘ٚالف الحد إذا سقط من واحد من الشركاء سقط عن باقيهم ،و كذا إذا
كاف فيهم صبي أو مجنوف أو معتوه
( )4كذا في التبيين جٗ صٕٗٔ).
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط الثامن أف ال يرد المسروؽ قبل الخصومة إلى المالك فَػلَو رده
ال يقطع ،وكذا لو نقصت قيمتو من النصاب قبل القطع وال قطع بتقويم واحد وال عند
()1
اختبلؼ المتقومين ،كذا في الهداية والفتاوى األنقروية جٔصٔ.)ٔٙ
الشرط التاسع أف ال يدعي أف المسروؽ ملكو وإف لم يقدر على
االثبات فَػلَو أدعى سقط القطع عنو وإف لم يقم البينة معناه بعد ما شهد الشاىداف بالقطع.
(( )2من الهداية وكذا في سرقة الملتقى)
الشرط العاشر أف يكوف الماؿ المسروؽ مملوكاً لغيره فبل قطع في
ماؿ الوقف وحصير المسجد واستار الكعبة وإف كاف محرزاً( .من البحر ج٘ص٘٘)
الشرط الحادي عشر أف ال يكوف المسروؽ فيو شركة للسارؽ أو
شبهة شركة فَػلَو سرؽ ماالً مشتركاً بينو وبين غيره أو سرؽ من بيت الماؿ فبل قطع( .من
()3
البحر ج٘ صٓ)ٙ
( )1في البحر :وال يقطع السارؽ لتقويم الواحد بل ال بد من تقويم رجلين عدلين لهما معرفة بالقيمة؛
ألنو من باب الحدود فبل يثبت إال بما ثبت بو السرقة فبل قطع عند اختبلؼ المقومين كما في الظهيرية.
(ج٘ ص٘٘)
( )2وفيو خبلؼ الشافعي رحمو اهلل تعالى ،فإف عنده ال يسقط بمجرد الدعوى؛ ألنو ال يعجز عنو سارؽ
فيؤدي إلى سد باب الحد .ولنا أف الشبهة دارئة وتتحقق بمجرد الدعوى لبلحتماؿ وال معتبر بما قاؿ،
بدليل صحة الرجوع بعد اإلقرار ،وأما إذا قاؿ السارؽ بعد اإلقرار انو ملكو فيسقط القطع باالتفاؽ ،كذا
في البناية جٚص٘.)ٙ
( )3ألنو إذا كاف للسارؽ فيو شركة حقيقة أو شبهة شركة يورث الشبهة والحدود تندرأ بها كذا في البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط الثاني عشر أف يشهد بالسرقة رجبلف أو أقر مرة ولَم يرجع عن
اإلقرار فإف رجع سقط القطع ال الضماف ( )1ألنو يصح الرجوع عن اإلقرار في الحدود كلها
إال حد القذؼ( .من البحر ج٘ص)٘ٙ
الشرط الثالث عشر أف ال يكوف الماؿ المسروؽ مما يوجد مباحاً فبل
قطع بأخذ خشبة وحشيش وقصب وسمك وطير وصيد وزرنيخ ومغرة أعني الطين األحمر
وتورة وفحم واشناف وزجاج وملح وخزؼ بخبلؼ الساج واالنبوس والصندؿ والفصوص
الخضر والياقوت والزبرجد واللؤلؤ والذىب والفضة والعود والمسك والعنبر والزعفراف
واالدىاف والقناديل واألبواب واألواني المتخذة من الخشب فإنو يقطع فيها( .من البحر
ج٘ص)٘ٛ
الشرط الرابع عشر أف ال يكوف المسروؽ مما يتسارع إليو الفساد فبل
قطع في فاكهة رطبة ولبن ولحم وزرع لم يحصد ومشروب حلو أو ُم ّر.
الشرط الخامس عشر أف ال يكوف المسروؽ من آالت اللهو أو مما
ينهى عنو فبل قطع في التنبور والعود وصليب ذىب ونرد وشطرنج( .من البحر
ج٘ص -٘ٛوالسعيديات)
( )1ألف الرجوع في حق الماؿ ال يصح أصبل؛ ألف صاحب الماؿ يكذبو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1في البحر:ال قطع في سرقة مصحف ولو كاف عليو حلية من ذىب أو فضة؛ ألف اآلخذ يتأوؿ في
أخذه القراءة والنظر فيو وألنو ال مالية لو على اعتبار المكتوب وإحرازه ألجلو ال للجلد ،واألوراؽ،
والحلية ،وإنما ىي توابع وال معتبر بالتبع كمن سرؽ آنية فيها خمر وقيمة اآلنية تربو على النصاب.
(ج٘ص)٘ٛ
( )2في البحر :لو ملكو السارؽ بعد القضاء بالقطع فبل قطع فؤلف اإلمضاء من القضاء في ىذا الباب
لوقوع االستغناء عنو باالستيفاء إذ القضاء لئلظهار ،والقطع حق اهلل تعالى وىو ظاىر عنده ،وإذا كاف
كذلك يشترط قياـ الخصومة عند االستيفاء وصار كما إذا ملكها منو قبل القضاء ،ويشترط في الهبة
القبض ليحصل الملك كما في الهداية( .ج٘ص)ٜٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
حتى يتوب ،كذا في الهداية ،ولئلماـ أف يقتلو سياسةً لسعيو في األرض الفساد ( )1كذا في
السراجية.
( )1إنما لم يقطع في الثالثة لقوؿ علي -رضي اهلل عنو -فيو إني ألستحيي من اهلل أف ال أدع لو يدا
يأكل بها ويستنجي بها ورجبل يمشي عليها ،فلهذا حاج بقية الصحابة -رضي اهلل عنهم -فجمعهم
فانعقد إجماعا ،وألنو إىبلؾ معنى لما فيو من تفويت جنس المنفعة ،والحد زاجر وألنو نادر الوجود،
والزجر فيما يغلب بخبلؼ القصاص؛ ألنو حق العبد فيستوفى ما أمكن جبرا لحقو وما ورد من الحديث
من قطع يده اليسرى في الثالثة ،والرجل اليمنى في الرابعة فقد طعن الطحاوي أو نحملو على السياسة.
وفي الفتاوى السراجية لئلماـ أف يقتلو سياسة ،كذا في البحر ج٘ص.)ٙٚ
(تتمة) من شرائط القطع أف ال يكوف السارؽ مأذونا في الدخوؿ إلى الحرز الذي سرؽ منو ،ومنها أف ال
يكوف بين السارؽ والمسروؽ منو زوجية ،ومنها أف يكوف للمسروؽ منو يد صحيحة على الماؿ حتى ال
يقطع السارؽ من السارؽ( .الفتاوى األنقروية جٔص)ٜٔ٘
(تنبيو) فإف قيل :ما الحكمة في قطع يد قيمتها ألوؼ بسرقة عشرة ،وذلك مما ال يمثالو في الظاىر،
وقد أخبر أال يجزي إال مثلها ،فكيف جزي ىذا بأضعاؼ ذلك؟ قيل :لهذا جواباف ،أحدىما :أف جزاء
الدنيا محنة يمتحن بها المرء ،وهلل أف يمتحن عباده بأنواع المحن ابتداء على غير جعل ذلك جزاء
لكسب يكتسب ،فمن لو االمتحاف بأنواع المحن على غير جعلها جزاء لشيء -كاف لو االمتحاف بأف
يجعل ما يساوي ألوفا جزاء فلس أو حبة ،وباهلل العصمة والنجاة.
والثاني :أف ليس القطع في السرقة جزاء ما أخذ من الماؿ؛ ولكنو جزاء ما ىتك من الحرمة؛ أال ترى أنو
قاؿ( :جزاء بما كسبا) ،ولم يقل :جزاء بما أخذا من األمواؿ؟! فيجوز أف يبلغ جزاء تلك الحرمة قطع
اليد ،وإف قصر علم البشر عن ذلك؛ ألف مقادير العقوبات إنما يعرؼ من يعرؼ مقادير األجراـ ،وليس
أحد من الخبلئق يحتمل علمو مبلغ مقادير األجراـ ،فإذا لم يحتمل علمهم مبلغ مقاديرىا لم يحتمل=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=معرفة مقادير عقوباتها ،فإذا كاف كذلك فحق القوؿ فيو االتباع والتسليم -بعد العلم في االتباع أف
اهلل ال يجزي بالسيئة إال مثلها ،وباهلل التوفيق( .تفسير الماتريدي)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
سميت سرقة كبرى ألف فيها اخفاء عن اإلماـ أو األمير ،كما في
السعيديات.
يثبت قطع الطريق أعني السرقة الكبرى باإلقرار مرة واحدة ويقبل
رجوع القاطع كما في السرقة الصغرى فيسقط الحد ويؤخذ بالماؿ ،ويثبت بشهادة االثنين
على معاينة القطع أو اإلقرار فَػلَو شهد أحدىما بالمعاينة واآلخر باإلقرار ال تقبل ،كذا في
فتح القدير.
()1
ثم إليجاب الحد في السرقة الكبرى شروط متى تحققت يجب الحد وإال ال
الشرط األوؿ أف يكوف لقطاع الطريق منعة وشوكة بحيث ال يمكن
للمارة المقاومة معهم ( )2كذا في الهندية جٕص ٗ.)ٔٛ
الشرط الثاني أف يكوف خارج األمصار بعيداً عنها ،ويكوف بينهم وبين
المصر مسيرة ثبلثة أياـ ولياليها ،كذا في ظاىر الرواية ،وعن أبي يوسف رحمو اهلل تعالى إذا
كاف بينهم وبين المصر أقل من مسيرة ثبلثة أياـ أو قطع الطريق في المصر ليبلً اجري
()1
ىذه الشرائط الستة مذكورة في الهندية في الباب الرابع في قطاع الطريق من كتاب السرقة
جٕصٗ.)ٔٛ
( )2ال يشترط في قطاع الطريق أف يكونوا متعددين بل يكوف قطع من الواحد أيضا إذا كاف لو قوة
المقاومة بالسبلح أو غيره ،كما في الدرر شرح الغرر جٕص٘.)ٛ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
عليهم احكاـ قطاع الطريق ،وعليو الفتوى (( )1من المحل المزبور جٕصٗ ،)ٔٛوكذا في
الينابع واالختيار.
الشرط الثالث أف يكوف ذلك في دار االسبلـ( .من المحل المزبور )
الشرط الرابع أف يوجد جميع ما شرط في السرقة الصغرى( .من
المحل المزبور)
الشرط الخامس اف يكوف القطاع كلهم أجانب في حق صاحب
األمواؿ ( .من المحل المزبور)
( )1الظاىر في ىذا الزماف أنو يتحقق في األمصار نَػ َه ًارا أيضاً إذا كاف معهم السبلح فئلف الناس ال
يتعاوف بعضهم بعضاً كما ىو المشاىد ،في المبسوط جٜصٕٔٓ– :وقد قاؿ بعض المتأخرين :أف أبا
حنيفة -رحمو اهلل تعالى -أجاب بذلك بناء على عادة أىل زمانو ،فإف الناس في المصر ،وفيما بين
القرى كانوا يحملوف السبلح مع أنفسهم فثبت مع ذلك تمكن دفع القاصد من قطع الطريق وأخذ
الماؿ والحكم ال يبني على نادر ،وكذلك فيما بين الحيرة والكوفة كاف يندر ذلك لكثرة العمراف واتصاؿ
عمراف أحد الموضعين بالموضع اآلخر ،فأما اليوـ ،فقد ترؾ الناس ىذه العادة وىي حمل السبلح في
األمصار فيتحقق قطع الطريق في األمصار ،وفيما بين القرى موجبا للحد وعن أبي يوسف -رحمو اهلل
تعالى -قاؿ :إف قصده في جوؼ المصر أو بين القرى بالسبلح يقاـ عليو حد قطاع الطريق ،وإف
قصده بالحجر والخشب فإف كاف ذلك بالنهار ال يقاـ عليو حد قطاع الطريق ،وإف كاف بالليل يقاـ عليو
ذلك؛ ألف السبلح ال يلبث والظاىر أنو يأتي عليو قبل أف يلحقو الغوث ،فأما الخشب والحجر ال يكوف
مثل السبلح في ذلك والظاىر أف الغوث يلحق بالنهار في المصر قبل أف يأتي عليو ذلك ،فأما في الليل
الغوث يبطئ فإلى أف ينتبو الناس ويخرجوا قد أتى عليو ،فلهذا ثبت في حقو حكم قطع الطريق ،انتهى.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط السادس أف يظفر بهم قبل التوبة ورد األمواؿ إلى أربابها( .من
()1
المحل المزبور)
إذا قطع بعض القافلة على بعض أو في القطاع صبي أو مجنوف أو
()2
أخرس أو امرأة يسقط الحد ،من الهداية.
( )1فؤلف قطاع الطريق إذا تابوا قبل أف يؤخذوا سقط عنهم الحد وبقي حق العباد في الماؿ والقصاص،
لقولو تعالى{ :إال الذين تابوا من قبل أف تقدروا عليهم} [المائدة ]ٖٗ :فيقتضي خروجو عن الجملة
عمبل باالستثناء ،وفي السرقة إذا تاب ولم يرد الماؿ يقطع ألف قولو تعالى{ :فمن تاب من بعد ظلمو}
[المائدة ]ٖٜ :ليس استثناء ،فبل يقتضي خروج التائب من الجملة السابقة ،وىو كبلـ مبتدأ يستغني
عن غيره فيحمل على االبتداء ألنو أولى ،أما االستثناء يفتقر في صحتو إلى ما قبلو فافترقا ،كذا في
االختيار جٗص.)ٔٔٙ
وفِي الفتاوى األنقروية جٔصٗ –ٔٙوإذا تابوا ولَم يردوا األمواؿ فقيل ال يسقط كما ال يسقط الحدود
بالتوبة ،وقيل يسقط وإليو أشار في األصل ألف اهلل تعالى استثنى التائب في السرقة الكبرى ولَم يستثن
في سائر الحدود كذا في المحيط ،آىػ.
( )2أما قطع بعض القافلة على بعض فؤلف القافلة كالحرز ،فقد حصل الخلل في الحرز في حقهم
فيسقط الحد ،ولو كاف في المقطوع عليهم مستأمن قطعوا ،ألف االمتناع في حقو لخلل في العصمة
وذلك يخصو ،وخلل الحرز يعم الكل ،وأما إذا كاف فيهم صبي أو مجنوف أو ذو رحم محرـ فؤلف
الجناية واحدة قامت بالكل ،فإذا لم يكن فعل بعضهم موجبا صار فعل الباقين بعض العلة فبل يترتب
عليو الحكم ،كذا في االختيار.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وال يقاـ عليهم الحد ولكن يدفعوف إلى أو لياء الدـ فيكوف األمر إليهم فيما قتلوا وفيما
جرحوا وفيما أخذوا األمواؿ()1( .الفتاوى األنقروية جٔصٖ)ٔٙ
( )1تنبيو :اعلم أنو إذا كاف حكمهم الحد عند كماؿ الشروط فالمباشر وغيره سواء في الحكم فؤلف
الحكم متعلق بالمحاربة فيستوي فيو الردء والمباشر كاستحقاؽ السهم في الغنيمة ووجهو أنهم جميعا
مباشروف السبب ،وىو المحاربة وقطع الطريق ،وأما إذا سقط الحد بالتوبة وكاف حكمهم أف يدفعوا إلى
أولياء الدـ فالقصاص يجري على المباشر دوف الردء فؤلف القود إنما يجب على من باشر القتل دوف
الردء ،كذا في المبسوط ج ٜص.)ٜٜٔ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الشركة قسماف شركة عقد ،وشركة ملك ،ثم شركة العقد عبارة عن
تعاقد اثنين أو أكثر على العمل لكسب بواسطة األمواؿ أو األعماؿ أو الوجاىة بأف يكوف
الغنم والغرـ بينهما حسب االتفاؽ المشروع( .كتاب المعامبلت الشرعية ألبي الفتح
ص)ٗٙٙ
الشركة باألمواؿ عبارة عن تراضي االثنين فأكثر على أف يدفع مبلغاً
معلوماً بالمجموع معاً أو يتجر كل واحد على حدة في بعض األصناؼ أو يسكتا عن ذلك
وأف يكوف لهما الربح وعليهما الخسارة بنسبة كذا ،كذا في الكتاب المذكور ص.)ٜٗٙ
الشركة باألعماؿ وتسمى شركة التقبل وشركة الصنائع وىي عبارة عن
تعاقد اثنين فأكثر على أف يتقببل األعماؿ من الغير وما يحصبلف عليو من األجرة يكوف
( )1خبلصة تقسيم الشركة أف الشركة على قسمين ،شركة عقد ،وشركة ملك ،وشركة العقد على ثبلثة
أقساـ شركة باألمواؿ ،وشركة باألعماؿ ،وشركة بالوجاىة ،وكل من ىذه الثبلثة إما عناف وإما مفاوضة،
فصارت لشركة العقد ستة أقساـ ،وأما شركة الملك على قسمين شركة اختيارية وىي أف يشترؾ
الشريكاف باختيارىما وفعلهما كما إذا اشتريا شيئًا واحداً بالشركة ،وشركة غير اختيارية وىي أف يملك
الشريكاف بغير اختيارىما وفعلهما كشركاء اإلرث مثبل ،وكل منهما ينقسم إلى قسمين شركة عين وشركة
دين فصارت لشركة الملك أربعة أقساـ ،تفصيل ىذه األقساـ مع بياف أحكامها في مجلة االحكاـ من
كتاب الشركات.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
بينهما بنسبة كذا ،وال يشترط أف يتحد شركاء االعماؿ في الحرفة بل تصح مع اختبلفهم
فيها كنجار وحداد كما ال يشترط تساويهم في الربح ورأس الماؿ في ىذه الشركة ىي مهارة
الصنائع وإخبلصهم وصدقهم في مواعيد إنجازىم.
الشركة بالوجوه عبارة عن تعاقد اثنين فأكثر ال ماؿ لهما وال صناعة
على أف يشريا نسية بوجاىتهما ويبيعا نقداً ويكوف الربح والخسارة بنسبة ما يملكو كل
واحد منهما فيما يشتريا فَػلَو اشترطا أف يكوف بينهما انصافاً كاف الربح بينهما كذلك وإف
اشترطا أف يكوف ألحدىما الثلث ولآلخر الثلثاف كاف الربح على ىذة النسبة فَػلَو اشترطا
أف تكوف نسبة الربح مخالفة لنسبة الملك بطل الشرط وقسم الربح على حسب الضماف
ألف كل واحد يضمن من ماؿ الشركة بقدر ما يملكو فيها ( .من المحل المزبور)
يعن أي
كل من ىذه األقساـ شركة عناف إف كانت الشركة حسب ما ّ
يظهر للشريكين من االتجار في كل األشياء أو بعضها ومع التساوي في رأس الماؿ أو
الربح أو التفاضل فيهما إذا كانت الشركة باألمواؿ ،ومع التساوي في األجرة أو التفاضل
في شركة االعماؿ ،وكذلك الربح في شركة الوجوه ،وحكم ىذه الشركة إنها تتضمن وكالة
فقط بخبلؼ شركة المفاوضة فإنها تتضمن وكالة وكفالة( .من المحل المزبور)
شركة المفاوضة في األمواؿ أف تساويا في رأس الماؿ وحصتو من
الربح ،ورأس الماؿ عبارة عن النقود وما في حكمها فَػلَو كاف ألحدىما فضلة ماؿ من
جنس العروض أو العقار أو دين في ذمة اآلخر فبل تضر المفاوضة ،كذا في المجلة المادة
.)ٖٖٔٔ-
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ألف طعاـ أىلو وكسوتهم وكذا كل ما كاف من حوائجو مستثناة من مقتضي العقد استحساناً ،لكن
لبائع الطعاـ والكسوة لو ولعيالو أف يطالب عنو باإلصالة وعن اآلخر بالوكالة ويرجع اآلخر بما أدى على
المشتري ،كذا في البحر.
( )2أما في الغصب ألنو يشبو ضماف التجارة ألف تقرر الضماف يفيد لو تملك األصل فيصير في معنى
التجارة ،وأما الكفالة بالماؿ فؤلنو وإف كاف تبرعا ،ابتداء لكنها معاوضة انتهاء؛ ألنو يستوجب الضماف
بما يؤدي عن المكفوؿ عنو إذا كاف الكفالة بأمره ،وأما لو كانت بغير أمره لم يلزـ صاحبو في الصحيح
النعداـ معنى المعاوضة ومطلق الجواب في الكتاب محموؿ على المقيد وىو الكفالة بأمر المكفوؿ
عنو ،وأما اإلقرار فإنو يكوف عليهما؛ ألنو أخبر عن أمر يملك استئنافو ،كذا في البحر.
( )3ىذا حكم ىذه الشركة ،وكذا من أحكامو االشتراؾ في الماؿ ،فإذا ضاع بعض من الماؿ المشترؾ
ضاع من مالهما على نسبة الماؿ فإذا اختلط دينار أحد بدينارين آلخر من جنسو بصورة ال تقبل=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=التمييز فيكوف ىذا المختلط مشتركا بينهما بشركة الملك ،ويكوف ثلث كل جزء من المختلط لصاحب
الدينار وثلثاه لصاحب الدينارين فلو ضاع ديناراف منهما فيكوف الدينار الباقي مشتركا بينهما أثبلثا
الثلثاف لصاحب الدينارين والثلث لصاحب الدينار.
(لطيفة) في "االنتقاء في فضائل الثبلثة األئمة الفقهاء"عن علي بن عاصم يقوؿ سألت أبا حنيفة عن
درىم لرجل ودرىمين آلخر اختلطت ثم ضاع درىماف من الثبلثة ال يعلم أيهاىى فقاؿ الدرىم الباقى
بينهما اثبلثا قاؿ علي فلقيت ابن شبرمة فسألتو عنها فقاؿ سألت عنها أحدا غيري قلت نعم سألت أبا
حنيفة عن ذلك فقاؿ يقسم الدرىم الباقي بينهما أثبلثا قاؿ أخطأ أبو حنيفة ولكن درىم من الدرىمين
الضائعين يحيط العلم انو من الدرىمين والدرىم الباقى بعض الماضيين يحتمل أف يكوف الدرىم الثاني
من الدرىمين ويحتمل أف يكوف الدرىم المنفرد المختلط بالدرىمين فالدرىم الذي بقي بينهما نصفين
قاؿ علي بن عاصم فاستحسنت ذلك ثم لقيت أبا حنيفة فواهلل لو وزف عقلو بعقوؿ أىل المصر يعني
الكوفة لرجح بهم فقلت لو يا أبا حنيفة خولفت في تلك المسئلة وقلت لو لقيت ابن شبرمة فقاؿ كذا
وكذا فقاؿ أبو حنيفة إف الثبلثة اختلطت ولم تتميز رجعت الشركة في الكل فصار لصاحب الدرىم ثلث
كل درىم ولصاحب الدرىمين ثلثا كل درىم فأي درىم ذىب فعلى ىذا ،انتهى.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
( )1اعلم أنو تفترؽ شركة العناف عن المفاوضة في خمسة أوجو ،األوؿ :أنو ال يشترط في الشريكين
شركة عناف أف يكوف رأس مالهما متساويا ،وشرط في المفاوضة ،والثاني :أنو ال يكوف كل واحد منهما
مجبورا على إدخاؿ جميع أموالو الصالحة التخاذىا رأس الماؿ في الشركة بل لهما أف يعقدا الشركة
على مقدار منو ،بخبلؼ المفاوضة ،والثالث :أنو يجوز أف يكوف رأس ماؿ الشريكين في شركة عناف
متفاوتا في القيمة ومختلف الجنس ،مثبل :كأف يكوف رأس ماؿ أحد الشريكين مائة دينار ويكوف رأس
ماؿ اآلخر خمسين رياال بخبلؼ المفاوضة فإنو إذا كاف رأس الماؿ فيها مختلف الجنس فيشترط
التساوي في قيمتو ،والرابع :أنو ال يشترط في شركة العناف تقسيم الربح بالتساوي ويصح االتفاؽ بين
الشريكين على تقسيمو بالتفاضل بخبلؼ المفاوضة فإنو يشترط فيها تقسيم الربح بالتساوي ،والخامس:
أنو تعقد شركة العناف على عموـ التجارة كما أنها تعقد على نوع خاص من أنواع التجارة بخبلؼ
المفاوضة فإنها تعقد على عموـ التجارات على قوؿ وال تعقد على نوع خاص من أنواع التجارة( .درر
الحكاـ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا شرط الشريكاف تقسيم الربح بينهما على مقدار رأس الماؿ سواء
كاف رأس الماؿ متساوياً أو متفاضبلً يكوف صحيحاً سواء شرط عمل االثنين أو عمل
الواحد وحده( .من المحل المزبور المادة )ٖٔٚٓ-
إذا تساوى الشريكاف في رأس الماؿ وشرطا من الربح حصة زائدة
ألحدىما كثلثي الربح فإف شرطا عمل االثنين فالشركة صحيحة والشرط معتبر ،وإف شرطا
عمل أحدىما فإف كاف العامل صاحب الحصة الزائدة فالشركة صحيحة والشرط معتبر وإف
كاف العامل صاحب الحصة القليلة فهو غير جائز ،ويقسم الربح على مقدار رأس الماؿ.
()1
(من المحل المزبور المادة )ٖٔٚٔ-
يجوز لكل واحد من الشريكين أف يبيع ماؿ الشركة بالنقد أو النسيئة،
وكذا إذا كاف ماؿ الشركة بيده أف يشتري بالنقد أو النسيئة ،لكن إذا اشترى ماالً بغبن
فاحش ال يكوف الماؿ للشركة بل يكوف لو ،ومن ليس في يده ماؿ الشركة فبل يشتري ماالً
( )1يعني :إذا كاف رأس مالهما متساويا وشرطا ألحدىما حصة زائدة عن نسبة رأس ماؿ من الربح ،ففي
ذلك ثبلث صور ،األولى :أف يكوف عملهما مشروطا معا بالتساوي فالشركة صحيحة والشرط معتبر،
حيث إف الشريك الماىر في العمل ال يقبل المساواة فحصلت الحاجة للتفاضل في الربح ،وفي ىذه
الصورة يستحق صاحب ثلث الربح برأس مالو وبعملو أيضا كما أف صاحب ثلثي الربح يستحق ثلث
الربح اآلخر لمهارتو في عملو ألف المهارة في العمل أيضا سبب الستحقاقو ،والثانية:أف يشترط عمل
أحدىما أو يشترط عمل أحدىما كثيرا وعمل اآلخر قليبل فإذا كاف العمل أو زيادة العمل مشروطا على
الشريك الذي لو حصة زائدة في الربح صحت الشركة والشرط معتبر فما يزيد من الربح مقابل عملو،
والثالثة :ما شرطا العمل أو زيادة العمل على الشريك الذي حصتو قليلة من الربح فهذا الشرط غير جائز
ويقسم الربح والخسار بينهما بنسبة مقدار رأس مالهما( .درر الحكاـ مختصرا)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ألجل الشركة ،وإف اشترى كاف ذلك الماؿ لو ،كذا في المجلة المادة -ٖٖٔٚ-
ٗ.)ٖٔٚ٘ -ٖٔٚ
حقوؽ العقد إنما ترجع إلى العاقد ( )1وإذا ذىب أحد الشريكين إلى
()2
ديار أخرى ألجل أمور الشركة يأخذ مصرفو من ماؿ الشركة.
إذا قاؿ أحد الشريكين لآلخر ال تذىب بالماؿ إلى ديار أخرى أو ال
تبع نسيئة فخالف ضمن حصة شريكو من الخسار الواقع( .من المحل المزبور المادة -
ٕ)ٖٔٛ
( )1المجلة المادة -ٖٔٚٚ-فيطالب بالثمن إف كاف مشترياً ال شريكو ،ولو حق قبض الثمن إف كاف
بائعاً ولهذا لو أدى المشتري الثمن لآلخر يبرأ من حصة الشريك القابض فقط وال يبرأ من حصة
الشريك العاقد ألف شركة العناف إنما تتضمن الوكالة وال تتضمن الكفالة ،كذا في الدرر الحكاـ.
( )2المجلة المادة -ٖٔٛٔ-ىذا إذا لم يمكنو العودة في نفس اليوـ والبيتوتة مع أىلو مساء ،وأما إذا
كاف في البلدة التي يقيم فيها بأىلو وعيالو فبل يأخذ مصرفو من ماؿ الشركة .وكذلك لو ذىب إلى
موضع يمكنو العودة والبيتوتة مع أىلو فبل يأخذ مصرفو منو ،كذا في درر الحكاـ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الوقف حبس العين على ملك الواقف والتصدؽ بالمنفعة على الفقراء
أو على وجو من وجوه الخير بمنزلة العواري ،كذا في الكافي ،فبل يكوف الزماً ولو أف يرجع
ويبيع ،كذا في المضمرات ،وال يلزـ إال بطريقين ،أحدىما قضاء القاضي ،والثاني أف يخرج
مخرج الوصية فيقوؿ أوصيت بغلة داري ىذه ،فحينئذ يلزـ الوقف ،كذا في النهاية ،ىذا
عند اإلماـ رحمو اهلل تعالى ،وعندىما حبس العين على ملك اهلل تعالى على وجو تعود
منفعتو إلى العباد فيلزـ وال يباع وال يوىب وال يورث ( )1كذا في الهداية ،وفِي الهندية
جٕصٖٓ٘– نقبل عن العيوف أف الفتوى على قولهما.
الموقوؼ يخرج من ملك الواقف بمجرد الوقف عند أبي يوسف رحمو
اهلل تعالى ،وبالوقف والتسليم إلى المتولي عند محمد رحمو اهلل تعالى ،وبالقضاء عند أبي
حنيفة رحمو اهلل تعالى ،وطريقو أف يسلم الواقف ما وقفو إلى المتولي ثم يرجع الواقف فيما
وقف محتجاً بعدـ اللزوـ فيقضي القاضي باللزوـ ،كذا في وقف الهندية جٕصٖٔ٘).
( )1االختبلؼ بين اإلماـ وصاحبيو في اللزوـ ال في نفس الجواز فإف عنده جائز غير الزـ إال بالطريقين
المذكورين في المادة ،وعندىما يلزـ ويخرج من ملك الواقف إال اف عند أبي يوسف رحمو اهلل تعالى
يزوؿ ملكو بمجرد القوؿ .وقاؿ محمد رحمو اهلل تعالى :ال يزوؿ حتى يجعل للوقف وليا ويسلمو إليو"
كذا في الهندية.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1ألف الوقف من التصرفات الضارة؛ لكونو إزالة الملك بغير عوض ،والصبي والمجنوف ليسا من أىل
التصرفات الضارة ،ولهذا ال تصح منهما الهبة والصدقة واإلعتاؽ ونحو ذلك.
( )2ألف الوقف إزالة الملك ،والعبد ليس من أىل الملك ،وسواء كاف مأذونا أو محجورا؛ ألف ىذا ليس
من باب التجارة وال من ضرورات التجارة ،فبل يملكو المأذوف كما ال يملك الصدقة والهبة واإلعتاؽ،
كذا في البدائع.
( )3في منحة الخالق :الظاىر أف ىذا شرط في وقف الذمي فقط ليخرج ما لو كاف قربة عندنا فقط
كوقفو على الحج والمسجد وما كاف قربة عندىم فقط كالوقف على البيعة بخبلؼ الوقف على مسجد
القدس فإنو قربة عندنا وعندىم فيصح ولو كاف ذلك شرطا لكل وقف لزـ أف ال يصح وقف المسلم
على الحج والمساجد ألنو قربة عندنا فقط ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المجوسي على بيت النار واليهودي والنصراني على البيعة والكنيسة إذا دخل في عقد
الذمة ال يتعرض لها ( )1من البحر المرجع السابق.
الشرط الخامس الملك فبل يصح وقف األرض المغصوبة للغاصب،
ووقف أرض الحوز لئلماـ ألنو ليس بمالك لها ،وتفسير أرض الحوز أرض عجز صاحبها
عن زراعتها وأداء خراجها فدفعها إلى اإلماـ لتكوف منافعها جبراً للخراج ،وكذا الموىوب
لو ال يصح وقفو قبل القبض ،وكذا وقف الموصى لو قبل موت الموصي ،كذا في البحر
()2
ج٘صٖٕٓ).
الشرط السادس عدـ الجهالة فَػلَو وقف من أرضو شيئًا ولَم يسمو كاف
باطبلً( )3( .من المحل المزبور)
الشرط السابع عدـ الحجر لسفو أو دين فبل يصح وقف السفيو أو
المديوف ،كذا في البحر والهندية.
( )1يعني إذا كاف وقفهم قبل الدخوؿ في عهد الذمة ثم إذا دخلوا في عهد الذمة األصح انو ال يتعرض
لوقفهم.
( )2يعني ألشرط أف يكوف ملكاً لو وقت الوقف وال يعتبر تملكو بعد الوقف كما لو غصب أرضا فوقفها
ثم اشتراىا من مالكها ودفع الثمن إليو أو صالح على ماؿ دفعو إليو ال تكوف وقفا ألنو إنما ملكها بعد
أف وقفها ،كذا في البحر.
( )3ألف الشيء يتناوؿ القليل والكثير ولو بين بعد ذلك ربما يبين شيئا قليبل ال يوقف عادة فلو وقف
جميع حصتو من ىذه الدار واألرض ولم يسم السهاـ جاز استحسانا كذا في اإلسعاؼ ،كذا في البحر.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الشرط التاسع أف ال يذكر معو اشتراط بيعو وصرؼ الثمن إلى حاجة
فإف قالو لم يصح الوقف في المختار كما في البزازية كذا في النهر الفائق ووقف الهندية
جٕصٕٓٗ).
الشرط العاشر التأبيد وىو شرط على قوؿ الكل لكن ذكره ليس
بشرط عند أبي يوسف رحمو اهلل تعالى فَػلَو أف رجبلً وقف داره يوماً أو شهراً أو وقتاً
()1
معلوماً ولَم يزد على ذلك جاز الوقف ويكوف الوقف مؤبداً ،كذا في وقف الهندية
جٕص ،-ٖ٘ٙوكذا لو قاؿ أرضي ىذه موقوفة تصير وقفاً ذكر األبد أو ال ،كذا في
الهندية نقبلً عن محيط السرخسي ،ولو قاؿ أرضي ىذه موقوفك على فبلف أو على ولدي
أو على فقراء قرابتي وىم يحصوف أو على اليتامى ولَم يرد بو جنسو ال تصير وقفاً عند
محمد رحمو اهلل تعالى ألنو على شيء ينقطع وينقرض وال يتأبد،وعند أبي يرسف رحمو اهلل
تعالى يصح ألف التأبيد عنده ليس بشرط ،كذا في الهندية جٕص-ٖ٘ٛنقبل عن محيط
السرخسي،أقوؿ مراده ذكر التأبيد كما مر.
إف جعل الواقف غلة الوقف لنفسو أو جعل الوالية إليو صح وىو
المختار للفتوى كما في البحر ،وإذا مات صار إلى المساكين وال خبلؼ في اشتراط غلة
الوقف لولده فإذا وقف كذلك شمل الذكر واألنثى وإف قيده بذكر ال تدخل األنثى ولو
وقف على ولديو ثم على أوالدىما فمات أحدىما كاف لآلخر النصف ونصف الميت
للفقراء ال لولده فإذا مات اآلخر صرؼ الكل إلى أوالد األوالد( .من البحر ج٘ص)ٕٖٛ
( )1ألف لفظة الوقف منبئة عن التأبيد فبل حاجة إلى ذكره ،كذا في الفتاوى األنقروية ٖٕٓ.)ٔ/
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1أي نوى بها الحاؿ وإما إذا نوى بها االستقباؿ ال ينعقد ،وكذا الحكم إذا لم ينو شيئًا ،كما في
الطحطاوي ،وإنما يحتاج المضارع إلى نية الحاؿ مع أنو حقيقة للحاؿ عندنا لغلبة استعمالو في
االستقباؿ حقيقة أو مجازاً ،وىذا فيما يحتمل الحاؿ واالستقباؿ ،أما ما تمحض للحاؿ كأبيعك اآلف فبل
يحتاج إلى النية( .شرح المجلة لؤلتاسي جٕصٖٖ)
( )2سواء كاف الكتابة من الجانبين أو من أحدىما ،صورة الكتابة منهما أف يكتب المشتري اشتريت
عبدؾ فبلنا بكذا ،فيكتب إليو البائع قد بعت ،وصورة الكتابة من أحدىما أف يكتب البائع بعت عبدي
فبلنا منك بكذا ،فلما بلغ المشتري الكتاب قاؿ في مجلسو ذلك اشتريت ،تم البيع ،وكما يكوف البيع
بالكتابة يكوف بالرسالة أيضاً كما في الهداية ،صورتها أف يقوؿ البائع بعت ىذا من فبلف الغائب بألف
درىم فاذىب يا فبلف فقل لو ،فذىب الرسوؿ فأخبره بما قالو ،فقبل المشتري في مجلسو ذلك ،قاؿ
في فتح القدير :فَػلَو بلغو بغير أمر بأف لم يقل " فاذىب يا فبلف فبلغو" لم يجز ألنو ليس رسوال بل
فضولياً ،ولو كاف قاؿ "بلغو يا فبلف" فبلغو غيره فقيل جاز( .شرح المجلة لؤلتاسي )
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
اإليجاب أوؿ كبلـ يصدر من أحد العاقدين ألجل إنشاء التصرؼ وبو
()1
يوجب ويثبت التصرؼ ،و القبوؿ ثاني كبلـ يصدر من أحد العاقدين.
البيع :مبادلة ماؿ بماؿ ويكوف منعقدا وغير منعقد ،والبيع المنعقد ىو
الذي ينعقد على الوجو المذكور ،وينقسم إلى صحيح ،وفاسد ،ونافذ ،وموقوؼ ،والبيع
الغير المنعقد ىو البيع الباطل ،وىو ما ال يكوف مشروعاً أصبلً ،والبيع الفاسد ما يكوف
()2
مشروعاً ذاتاً ال وصفاً ،والموقوؼ بيع يتعلق بو حق الغير كبيع الفضولي.
البيع البلزـ ىو ما يكوف خالياً عن الخيارات ،وغير البلزـ ما يكوف
فيو أحد الخيارات( .من المجلة المادة )ٔٔ٘–ٔٔٗ-
( )1المجلة المادة )ٕٔٓ–ٔٓٔ-اإليجاب :لغة اإلثبات الذي ىو نقيض السلب ولقد سمي اإليجاب
إيجابا لكوف الموجب بإيجابو يثبت لآلخر حق القبوؿ ،وال فرؽ بين أف يقع الكبلـ أوالً من البائع أو
يقع من المشتري فإذا قاؿ البائع :قد بعتك ىذا المتاع والمشتري قاؿ :اشتريتو ،أو قاؿ المشتري:
اشتريت منك ىذا المتاع بكذا ،فقاؿ البائع :وأنا قد بعتك إياه ،فكما أف كبلـ البائع في الصورة األولى
إيجاب وفي الثانية قبوؿ فكبلـ المشتري في الصورة الثانية إيجاب وفي األولى قبوؿ أيضا( .درر
الحكاـ)
( )2المجلة من المادة –ٔٓ٘-إلى )ٔٔٔ -قد اشترط الرضاء في صحة البيع بدليل قولو تعالى {إال
أف تكوف تجارة عن تراض} [النساء ]ٕٜ :وجاء تعريف البيع في كثير من الكتب الفقهية بأنو (مبادلة
الماؿ بالماؿ بالرضاء) فهذا التعريف غير مانع ألغياره إذ يدخل فيو بيع المكره ،والجواب عنو أف بيع
المكره من البيع الفاسد فبل يكوف من أغياره.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
بيع الوفاء ىو البيع بشرط أف المشتري متى أدى الثمن يرد البائع إليو
()1
المبيع.
بيع االستغبلؿ ىو بيع الماؿ وفاء على أف يستأجر البائع( )2( .المجلة
المادة )ٜٔٔ -
بيع الصرؼ بيع النقد بالنقد ،وبيع المقايضة بيع العين بالعين ،وبيع
السلم بيع مؤجل بمعجل ،وبيع االستصناع عقد مقابلة مع أىل الصنعة على أف يعمل شيئا
فالعامل صانع والمشتري مستصنع والشئ مصنوع ( .من المحل المذبور من المادة ۱۲۱
الی )۱۲۴
الماؿ ما يميل إليو طبع االنساف ويمكن إدخاره إلى وقت الحاجة،
والملك ما ملكو االنساف سواء كاف أعيانا أو منافع( .من المحل المزبور المادة ٕ٘ٔ–
)ٕٔٙ
( )1المجلة المادة -ٔٔٛ-وىو يشبو البيع الصحيح من جهة والبيع الفاسد من جهة وعقد الرىن من
جهة ،ومقابلو بيع بات ،سيجيئ تفصيلو في موضعو.
( )2مثالو :باع شخص داره المملوكة لو آلخر بعشرة آالؼ قرش على أف يردىا لو عند إعادة الثمن
وعلى أف يؤجرىا لو ،وبعد إخبلء الدار وتسليمها للمشتري استأجرىا البائع من المشتري بألف قرش
لمدة سنة فهذا البيع ىو بيع استغبلؿ يعمل شيئًا فالعامل صانع والمشتري مستصنع والشيء مصنوع،
من المحل المزبور من المادة –ٕٔٔ-إلى )ٕٔٗ-واأللف قرش غلة البيع ىي الفائدة التي تعود على
المشتري من المبيع( .درر الحكاـ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1في المجلة المادة –ٕٔٚ-وشرحو لعلي حيدر :الماؿ المتقوـ يستعمل في معنيين :األوؿ :ما يباح
االنتفاع بو .والثاني :بمعنى الماؿ المحرز فالسمك في البحر غير متقوـ وإذا اصطيد صار متقوما
باإلحراز ،فالمعنى األوؿ ىو معنى الماؿ الشرعي والثاني معناه العرفي.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
يلزـ أف يكوف المبيع موجوداً فيبطل بيع ثمرة لم تبرز أصبلً( .المجلة
المادة )ٕٓ٘ -ٜٔٚ-
الثمرة اللتي برزت جميعها يصح بيعها وىي على شجرىا سواء كانت
صالحة لؤلكل أـ ال( )2( .من المحل المزبورالمادة –ٕٓٙ-والسعيديات)
ما تتبلحق أفراده كالفواكو واألزىار والورؽ والخضراوات إذا كاف برز
بعضها يصح بيع ما سيبرز مع ما برز تبعاً لو بصفقة واحدة ىو قوؿ محمد رحمو اهلل تعالى
وبو أف ػتى اإلماـ الف ػضلي وش ػمس األئمة ال ػحلوائي وأبو بكػ ػر بن ف ػضل ،قاؿ محمد اج ػعل
( )1الفرؽ بين الثمن والقيمة أف الثمن ما تراضي عليو المتعاقداف سواء زاد عن القيمة أو نقص ،والقيمة
ما قوـ بو الشيء بمنزلة المعيار من غير زيادة وال نقصاف( .شرح المجلة لؤلتاسي)
( )2البروز الظهور ،والمراد بو انفراؾ الزىر عنها وانعقادىا ثمرة وإف صغرت ،أشار بقولو "جميعها" إلى
أف ىذه المادة لبياف حكم ما يبرز دفعة واحدة ال ما تبلحق أفراده.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
الموجود أصبلً والمعدوـ تبعاً لو( .المجلة المادة )ٕٓٚ-
إذا باع شيئًا وبين جنسو فظهر المبيع من غير ذلك الجنس بطل البيع
فَػلَو باع زجاجاً على أنو ألماس بطل البيع( .من المجلة المادة )ٕٓٛ-
بيع ما ىو غير مقدور التسليم باطل كبيع سفينة غرقت أو حيواف ناد
ال يمكن تسليمو( .من المحل المزبور المادة )ٕٜٓ-
بيع ما ال يعد ماالً بين الناس والشراء بو باطل مثبل لو باع جيفة أو
آدمياً حراً أو اشترى بهما فالبيع والشراء باطبلف (.المجلة المادة )ٕٔٓ-
بيع غير المتقوـ من الماؿ كالخمر والخنزير باطل ،والشراء بغير
المتقوـ من الماؿ فاسد( .من المحل المزبور المادة ٕٔٔ–ٕٕٔ)
بيع المجهوؿ فاسد ،وبيع حصة شائعة معلومة كالثلث والنصف
والعشر من عقار مملوؾ قبل اإلبراز صحيح( .من المحل المزبور المادة ٖٕٔ–ٕٗٔ)
(من ()2
يصح بيع حق المرور وحق الشرب والمسيل تبعاً لؤلرض.
المحل المزبور المادة )ٕٔٙ-
( )1في شرح المجلة لؤلتاسي :ثم اف الذي يظهر أنو ال فرؽ في المبيع الذي تبلحق أفراده بين أف
يكوف نوعاً واحداً كبيع ثمار أشجار تفاح مثبلً وقد برز بعضها دوف بعض ،أو أنواعاً مختلفة كبيع ثمار
بستاف مشتمل على أنواع مختلفة من التفاح والتين والرماف وغيرىا وقد برز بعض تلك األنواع دوف
بعض ،انتهى.
( )2في شرح المجلة لؤلتاسي :وكذا يجوز بيع حق المرور مقصوداً وحده في رواية وبو أخذ عامة
المشائخ وىو الصحيح وعليو الفتوى ،وبيع حق الشرب وحده جائز في رواية وىو مختار مشائخ بلخ=،
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=لكن في التنوير وشرحو الدر المختار من الشرب :وال يباع وال يوىب وال يؤجر وال يتصدؽ بو ألنو
ليس بماؿ متقوـ في ظاىر الرواية وعليو الفتوى ،آىػ.
( )1يشترط لصحة بيع الربوي من ىذه األشياء مجازفة شرطاف ،األوؿ :أف تباع بخبلؼ الجنس وإال فبل
يجوز البيع إلحتماؿ التفاضل إال إذا ظهر تساويهما في المجلس ،وال يشترط في غير الربوي ألف
التفاضل فيو ال يحرـ ،والشرط الثاني :أف ال يكوف رأس ماؿ سلم وإال فبل يجوز بيعو مجازفة الحتماؿ
أف يتفاسخا السلم فيريد المسلم إليو دفع ما أخذه ،وال يعرؼ إال بمعرفة القدر( .شرح المجلة
لؤلتاسي)
( )2في البحر :ألبي حنيفة أنو تعذر الصرؼ إلى الكل لجهالة المبيع والثمن فينصرؼ إلى األقل وىو
معلوـ إال أف تزوؿ الجهالة بتسمية جميع القفزاف أو بالكيل في المجلس ولهما أف الجهالة بيدىما
إزالتها ومثلها غير مانع ،وظاىر ما في الهداية ترجيح قولهما لتأخيره دليلهما كما ىو عادتو ،وقد صرح
في الخبلصة في نظيره بأف الفتوى على قولهما،آىػ وفِي منحة الخالق :قاؿ في النهر وفي عيوف
المذاىب بو يفتى ال لضعف دليل اإلماـ بل تيسيرا على الناس ،وفي تصحيح الشيخ قاسم قاؿ في=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
البائع لو أف يتصرؼ بثمن المبيع قبل القبض مثبلً لو باع مالو من آخر
()1
بثمن معلوـ لو أف يحيل بثمنو دائنو( .المجلة المادة )ٕٕ٘-
للمشتري أف يبيع المبيع آلخر قبل قبضو إف كاف عقاراً وإال فبل( .من
()2
المحل المزبور المادة )ٕٖ٘-
=شرح الهداية يرجح قوؿ أبي حنيفة ،وكذا رجحو في الكافي واعتمده المحبوبي والنسفي وصدر
الشريعة ،وكذا في بيع القطيع والزرع ،واهلل تعالى أعلم اىػ ،وقد يقاؿ إف ىذا ترجيح لو من حيث قوة
الدليل واألوؿ ترجيح لو من حيث كونو أيسر على الناس كما يشير إليو كبلـ عيوف المذاىب( .ج٘
ص)ٖٓٚ
( )1في شرح المجلة لسليم باز نقبل عن ردالمحتار :الثمن قسماف؛ ألنو تارة يكوف حاضرا ،كما لو
اشترى عبدا بهذا الكر من البر أو بهذه الدراىم ،فهذا يجوز التصرؼ قبل قبضو بهبة وغيرىا من
المشتري وغيره ،وتارة يكوف دينا في الذمة كما لو اشترى العبد بكر بر أو عشرة دراىم في الذمة ،فهذا
يجوز التصرؼ فيو بتمليكو من المشتري فقط؛ ألنو تمليك الدين ،وال يصح إال ممن ىو عليو إال في
ثبلث مسائل على ما في األشباه ،األولى :إذا أحاؿ دائنو بثمن المبيع الثابت بذمة المشتري كما في
المثاؿ الوارد في المادة ،والثانية :بأف يوصي بو آلخر ،والثالثة :إذا وىبو من آخر ووكلو بقبضو من
المديوف ألنو حينئذ يكوف وكيبل قابضا للموكل ثم لنفسو ،آىػ.
( )2إنما يجوز في العقار دوف غيره ألف الهبلؾ نادر في العقار وال اعتبار للنادر فليس في بيع العقار قبل
القبض غرر االنفساخ بخبلؼ غيره ،وفِي البحر :وىو مقيد بما إذا كاف ال يخشى إىبلكو أما في موضع
ال يؤمن عليو ذلك فبل يجوز بيعو كالمنقوؿ ذكره المحبوبي ،وفي االختيار حتى لو كاف على شط البحر
أو كاف المبيع علوا ال يجوز بيعو قبل القبض .اىػ(.ج ٙص)ٕٔٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
مطلق العقد يقتضي تسليم المبيع في المحل الذي يكوف المبيع فيو
()3
وإف وقع العقد في غير ذلك المحل أو البلد ( .المجلة المادة )ٕٛ٘-
( )1ألف حق المشتري قد تعين في المبيع فيدفع الثمن ليتعين حق البائع بالقبض تحقيقاً للمساواة.
( )2يعتبر في التخلية ثبلثة أمور ،أف يأذف لو البائع بالقبض ،وأف يكوف المبيع بحضرة المشتري على
صفة يتأتى فيو النقل من غير مانع ،وأف يكوف مفرزاً غير مشغوؿ بحق غيره( .شرح المجلة لؤلتاسي)
( )3يعني :عقد البيع المطلق الذي لم يبين فيو مكاف تسليم المبيع يقتضي تسليم المبيع إلى المشتري
في المكاف الذي كاف فيو المبيع حين العقد ال في مكاف عقد البيع حتى إذا نقل البائع المبيع ببل إذف
المشتري من المحل الذي كاف فيو حين العقد إلى مكاف آخر وجب عليو إعادتو إلى حيث كاف.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا كاف المشتري ال يعلم أف المبيع في أي محل وقت العقد وعلم بو
بعد ذلك كاف مخيراً إف شاء فسخ البيع وإف شاء أمضاه وقبض المبيع حيث كاف موجوداً.
()1
(من المحل المزبور المادة)ٕٛٙ-
إذا بيع ماؿ على أف يسلم في محل كذا لزـ تسليمو في المحل
المذكور( .من المحل المزبور المادة )ٕٛٚ-
( )1ىذا الخيار ىو خيار كشف الحاؿ ،في شرح المجلة لؤلتاسي :الظاىر أف ثبوت خيار الفسخ
للمشتري إنما ىو إذا ظهر المبيع في محل بعيد عن محل المشتري بحيث يحتاج في نقلو إلى مشي
طويل أو إلى مؤنة حمل ونقل أو غير ذلك ،فإف ىذا يكوف َع ْيبًا في المبيع ،آىػ.
( )2ألف ىذه المصارؼ من متممات تسليم الثمن ،وتسليم الثمن على المشتري فكذا ما يكوف من
تمامو ،إال إذا قبض البائع الثمن ثم جاء يرده بعيب الزيافة فأجرة النقد عليو إذ ال تثبت زيافتو إال بنقده.
( )3في الدر المختار :وأما الدالؿ فإف باع العين بنفسو بإذف ربها فأجرتو على البائع وإف سعى بينهما
وباع المالك بنفسو يعتبر العرؼ وتمامو في شرح الوىبانيةآىػ وفِي رد المحتار:قولو :فأجرتو على البائع)
وليس لو أخذ شيء من المشتري؛ ألنو ىو العاقد حقيقة شرح الوىبانية وظاىره أنو ال يعتبر العرؼ ىنا؛
ألنو ال وجو لو .قولو :يعتبر العرؼ) فتجب الداللة على البائع أو المشتري أو عليهما بحسب العرؼ
جامع الفصولين( .جٗ ص)ٗٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
على المشتري ،وكذا لو بيع أنبار حنطة جزافاً فاجرة اخراج الحنطة على المشتري( .المجلة
المادة )ٕٜٓ–ٕٜٛ-
ما يباع محموالً على الحيواف كالحطب والفحم فأجرة نقل على
المشتري على حسب عرؼ البلدة( .من المحل المزبور المادة )ٕٜٔ-
أجرة كتابة السندات والحجج وصكوؾ المبايعات تلزـ المشتري لكن
يلزـ على البائع تقرير البيع واإلشهاد عليو في المحكمة( .من المحل المزبور المادة -
()1
ٕ)ٕٜ
( )1في الهندية :رجل اشترى دارا فطلب من البائع أف يكتب صكا على الشراء فأبى البائع من ذلك ال
يجبر على ذلك وإف كتب المشتري من ماؿ نفسو وأمره باإلشهاد وامتنع البائع من ذلك يؤمر بأف يشهد
شاىدين ىو المختار ألف المشتري محتاج إلى اإلشهاد لكن إنما يؤمر إذا أتى المشتري بشاىدين إليو
يشهدىما على البيع وال يكلف بالخروج إلى الشهود كذا في المضمرات فإف أبى البائع يرفع المشتري
األمر إلى القاضي فإف أقر بين يدي القاضي كتب لو سجبل وأشهد عليو كذا في المحيط وكذا ال يجبر
على دفع الصك القديم كذا في الوجيز للكردري ولكن يؤمر بإحضار الصك حتى ينسخ من تلك
النسخة فيكوف حجة في يد المشتري والصك القديم في يد البائع حجة لو أيضا كذا في الفتاوى
الصغرى فإف أبى البائع أف يعرض الصك القديم ليكتب المشتري من ذلك صكا ىل يجبر البائع على
ذلك قاؿ الفقيو أبو جعفر في مثل ىذا أنو يجبر عليو كذا في فتاوى قاضي خاف واهلل تعالى الموفق
للصواب .انتهى( .جٖ ص)ٕٛ
وفِي شرح المجلة لؤلتاسي :وفِي ردالمحتار :عن جامع الفصولين أف أجرة الصكاؾ على من يأخذ
الصك اعتباراً بالعرؼ ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
المبيع إذا ىلك قبل قبض المشتري يكوف من ماؿ البائع ،وإف ىلك
بعد القبض يكوف من ماؿ المشتري( .المجلة المادة )ٕٜٗ–ٕٜٖ-
إذا قبض المشتري المبيع ثم مات مفلساً قبل أداء الثمن ليس للبائع
االسترداد بل يكوف مثل الغرماء( .المجلة المادة )ٕٜ٘-
إذا مات المشتري مفلساً قبل قبض المبيع وأداء الثمن كاف للبائع
حبس المبيع إلى أف يستوفي الثمن من تركة المشتري ،وفِي ىذه الصورة يبيع الحاكم
المبيع فيوفي حق البائع بتمامو ،وإف باع بأنقص من الثمن األصلي أخذ البائع الثمن الذي
بيع بو ويكوف في الباقي كالغرماء ،وإف باع بأزيد أخذ البائع الثمن األصلي وما زاد فيعطي
للغرماء( .من المحل المزبور المادة )ٕٜٙ-
إذا قبض البائع الثمن ومات مفلساً قبل تسليم المبيع إلى المشتري
كاف المبيع أمانة في يد البائع ويأخذ المشتري المبيع وال يزاحم سائر الغرماء( .المجلة
المادة )ٕٜٚ-
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
( )1مثبل لو قاؿ البائع للمشتري ثمن ىذه الدابة ألف قرش اذىب بها فإف أعجبتك اشترىا فأخذىا
المشتري على ىذه الصورة ليشتريها فهلكت الدابة في يده لزـ عليو أداء قيمتها للبائع ،وأما إذا
استهلكها فعليو أداء الثمن المسمى ألف استهبلكو لذلك يدؿ على قبولو البيع ،وأما إذا لم يبين الثمن
بل قاؿ البائع للمشتري خذىا فإف أعجبتك فاشترىا وأخذىا المشتري على أنو إذا أعجبتو يقاولو على
الثمن ويشتريها فبهذه الصورة إذا ىلكت في يد المشتري ببل تعد ال يضمن ،وأما إذا استهلكها يضمن
ضماف األمانة( .درر الحكاـ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
يجوز أف يشترط الخيار بفسخ البيع أو إجازتو إلى ثبلثة أياـ عند أبي
حنيفة ،وعلى قدر ما شرط المتعاقداف عند الصاحبين ،ولما كاف قولهما أو فق للحاؿ
()2
والمصلحة وقع عليو اختيار( .المجلة)
كل من شرط لو الخيار يصير مخيراً بفسخ البيع في مدة الخيار أو
إجازة ،وفسخ البيع قد يكوف بالقوؿ كقولو فسخت أو تركت ( )3وقد يكوف بالفعل مثبلً لو
كاف البائع مخيراً تصرؼ بالمبيع تصرؼ الملك كأف يعرض المبيع للبيع أو يرىنو أو يؤجره
كاف فسخاً فعلياً للبيع ،واإلجازة الفعلية كما إذا كاف المشتري مخيراً وتصرؼ بالمبيع
تصرؼ الملك كأف يعرض المبيع للبيع أو يؤجره كاف إجازة فعلية( .من المجلة المادة -
ٖٔٓ–ٖٖٓ–ٖٗٓ)
( )1إضافة (خيار) إلى (الشرط) من إضافة المسبب إلى السبب ألف سبب ىذا الخيار ىو الشرط ،وىو
باعتبار المشروط لو على أربعة أقساـ - ٔ-اشتراط الخيار للبائع وحده - ٕ-.للمشتري وحده- ٖ-.
للبائع والمشتري معا - ٗ-.لؤلجنبي ،وكل ذلك جائز ،وىو جائز في البيع الصحيح مطلقاً ِ
وفي الفاسد
بعد القبض ألف البيع الفاسد ال حكم لو قبل القبض.
( )2اختار المجلة قوؿ الصاحبين حيث أطلقت المدة ولَم يقيد بثبلثة أياـ ،وقالت :في المادة –ٖٓٓ-
"يجوز أف يشرط الخيار بفسخ البيع أو إجازتو مدة معلومة لكل من البائع والمشتري أو ألحدىما دوف
اآلخر" لكن في بيع ما يسرع إليو الفساد إذا شرطت مدة ال يبقى معها المبيع على حالو يؤمر المشتري
فإما أف يفسخ البيع ويرد المبيع إلى البائع وإما أف يقبض المبيع حتى ال يتلف ،مثاؿ ذلك إذا شرط
المشتري الخيار شهرا في اللحم الذي شراه( .درر الحكاـ)
( )3وكذلك تكوف اإلجازة بالقوؿ وىي بكل لفظ يدؿ على الرضى كأجزت ورضيت.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا مضت مدة الخيار ولَم يفسخ أو لم يجز من لو الخيار لزـ البيع،
فإذا كاف الخيار للبائع ومات في مدتو ملك المشتري المبيع ()1
وخيار الشرط ال يورث
وإذا كاف للمشتري فمات ملكو ورثتو ببل خيار ( .من المحل المزبور المادة –ٖٓ٘-
)ٖٓٙ
إذا شرط الخيار للبائع والمشتري معاً فأيهما فسخ في اثناء المدة
انفسخ البيع وأيهما أجاز سقط خيار المجيز فقط وبقي الخيار لآلخر إلى انتهاء المدة.
(المجلة المادة )ٖٓٚ-
إذا شرط الخيار للبائع فبل يخرج المبيع من ملكو فَػلَو ىلك في يد
المشتري فبل يلزمو أداء الثمن بل أداء قيمتو للبائع يوـ قبضو ()2وإذا شرط الخيار للمشتري
فقط خرج المبيع من ملك البائع فَػلَو ىلك المبيع في يد المشتري يلزمو أداء الثمن
المسمى للبائع( .من المحل المزبور المادة )ٖٜٓ–ٖٓٛ-
( )1معناه أف العقد ال ينفسخ بفسخ الوارث كما كاف ينفسخ بفسخ المورث حاؿ حياتو ،ألف الوارث ال
يخلف المورث فيو كما يخلفو في خيار العيب والتعين والوصف.
( )2ىذا إذا كاف قيمياً ،وأما إذا كاف مثلياً يلزـ مثلو ،ألف البيع ينفسخ بالهبلؾ ألنو كاف موقوفاً وال نفاذ
بدوف بقاء المحل ،فيبقي مقبوضاً بيده على سوـ الشراء وفيو القيمة ،كذا في شرح المجلة لؤلتاسي
جٕص)ٕٗٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
إذا باع ماالً بوصف مرغوب فظهر المبيع خالياً عن ذلك الوصف كاف
المشتري مخيراً إف شاء فسخ البيع وإف شاء أخذه بجميع الثمن مثبلً لو باع بقرة على أنها
حلوب فظهرت غير حلوب أو باع فصاً ليبلً على انو ياقوت أحمر فظهر أصفر يخير
المشتري( )2( .من المحل المزبور المادة )ٖٔٓ-
خيار الوصف يورث مثبلً لو مات المشتري الذي لو خيار الوصف
()3
فظهر المبيع خالياً عن ذلك الوصف كاف للوارث حق الفسخ.
( )1يجوز اشتراط الوصف الذي ال غرر فيو ،وأما ما فيو غرر فبل بل فسد البيع والمراد بالوصف الذي
ال غرر فيو أف يكوف بحيث يمكن معرفتو والوقوؼ على وجوده ككوف المبيع كاتباً أو خبازاً أو حلوباً فإنو
يمكن اف يأمره بالكتابة أو الخبز أو يحلب البقرة بيده فتظهر الصفة ،وبعكسو الوصف الذي فيو غرر،
وىو ما ال سبيل إلى معرفتو كما لو اشترى البقرة انها تحلب كذا رطبلً من الحليب ،كذا في شرح
المجلة لؤلتاسي.
( )2وإذا امتنع الرد بسبب من األسباب كما تعيب المبيع في يد المشتري رجع على البائع بحصتو من
الثمن مثبل يقوـ البقرة الحلوب وغير الحلوب وينظر إلى تفاوت ما بين ذلك فإف كاف بمقدار العشر مثبل
رجع بعشر الثمن ،كذا في شرح المجلة لؤلتاسي.
( )3ألف الوصف المرغوب بمنزلة جزء من المبيع فيقابلو جزء من الثمن حيث كاف الوصف مشروطا،
ولهذا إذا امتنع الرد بسبب ما يسقط ما يقابلو فكاف كخيار العيب ،وحيث استحق المورث المبيع
موصوفاً بذلك الوصف فالوارث يخلفو كذلك ،كذا في شرح المجلة لؤلتاسي نقبلً عن ردالمحتار
جٕص.)ٕ٘ٙ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا تبايعا على أف يؤدي المشتري الثمن في وقت كذا وإف لم يؤد فبل
()1
بيع بينهما صح البيع وىذا يقاؿ لو خيار النقد( .من المجلة المادة )ٖٖٔ-
إذا لم يؤد المشتري الثمن في المدة المعينة كاف البيع الذي فيو خيار
النقد فاسداً ( .من المحل المزبور المادة )ٖٔٗ-
إذا مات المشتري المخير بخيار النقد في اثناء مدة الخيار بطل
البيع( .من المحل المزبور المادة )ٖٔ٘-
( )1كما يجوز ىذا الشرط للمشتري كما ىو منطوؽ ىذه المادة يجوز أيضاً للبائع كما لو نقد المشتري
الثمن على أف البائع إف رد الثمن إلى ثبلثة أياـ مثبل فبل بيع بينهما صح البيع والشرط ،كذا في االتاسي.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
لو بين البائع أثماف شيئين أو أشياء من القيميات كبلً علىحدة على أف
المشتري يأخذ أياً شاء بالثمن الذي بينو لو ،أو البائع يعطي أياً أراد كذلك صح البيع ويقاؿ
لو خيار التعين( )2ويلزـ في خيار التعين تعين المدة أيضا ( )3ومن لو خيار التعين يلزـ عليو
()4
أف يعين الشيء الذي يأخذه في المدة التي عينت.
( )1يلزـ ذكر خيار التعين في صلب العقد ،ويجوز جمعو مع خيار الشرط ،ويجوز في البيع الصحيح
والفاسد ،يجب فيو تعيين ثمن كل مبيع ،كذا في درر الحكاـ.
( )2المجلة المادة –ٖٔٙ-قد جوز ىذا الخيار استحسانا ،والقياس أنو ال يجوز ألف المبيع بخيار
التعيين غير معين ألنو أحد اثنين أو ثبلثة والباقي أمانة فيكوف المبيع مجهوال فمقتضى القياس فساده إال
أنو جوز استحسانا ووجو االستحساف أف الخيار قد شرع لبلحتياج لدفع الغبن واالحتياج إلى ذلك
متحقق في ىذا النوع من البيع ألف اإلنساف يضطر أحيانا ألخذ رأي من يعتمده فيما يشتريو أو رأي أىلو
وىذا دليل جواز ىذا الخيار للمشتري أما للبائع فهو أف اإلنساف قد يرث ماال قيميا ويتسلمو وكيلو وال
يعرفو فتمس الحاجة إلى البيع بهذا الشرط( .درر الحكاـ)
( )3المجلة المادة –ٖٔٚ-أي يلزـ في خيار التعيين تعيين المدة سواء أكاف معو خيار شرط أـ ال ألنو
إذا لم تعين مدة فالطرؼ المعين يماطل في تعيين المبيع ويلحق بذلك ضرر للطرؼ اآلخر فمن الواجب
تعيين المدة لدفع ىذا الضرر حتى يتأتى إجبار الطرؼ المخير على تعيين المبيع بعد مرور المدة وال
يجبر من لو الخيار على تعيين المبيع قبل مرور المدة سواء أكانت المدة يومين أـ ثبلثة أـ أكثر.
( )4وليس لو فسخ البيع في الجميع إال في صورتين األولى :أف يكوف لو خيار التعين مع خيار الشرط
فلو فسخ البيع في الجميع ألف واحدا منها أو اثنين أمانة فيرد أو يرداف كاألمانة واآلخر مخير فيو بخيار
الشرط فيرده بهذا الخيار ،لكن إذا سقط خيار الشرط بمرور المدة أو موت المشتري فالبيع يكوف الزما
في أحد المبيعات ويجبر المشتري على التعيين ،والثانية :إذا تعيب أحد المبيعين قبل القبض=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
خيار التعين ينتقل إلى الوارث مثبلً لو حضر البائع ثبلثة أثواب أعلى
وأوسط وأدنى من جنس وبين لكل واحد ثمناً علىحدة وباع أحدىا ال على التعين على أف
المشتري في مدة ثبلثة أياـ أيها شاء بالثمن الذي تعين وقَبِل المشتري انعقد البيع ،وبعد
المدة يجبر المشتري على تعين أحدىا ودفع ثمنو فَػلَو مات قبل التعين يكوف الوارث أيضاً
مجبوراً على تعين أحدىا ودفع ثمنو ( .من المحل المزبور المادة )ٖٜٔ-
()1
من اشترى شيئًا ولَم يره كاف لو الخيار إلى أف يراه فإذا رآه إف شاء
()2
قبلو وإف شاء فسخ البيع ،ويقاؿ لهذا خيار الرؤية( .من المحل المزبور المادة )ٖٕٓ-
خيار الرؤية ال ينتقل إلى الوارث فإذا مات المشتري قبل أف يرى
المبيع لزـ البيع وال خيار لوارثو( .من المحل المزبور المادة )ٖٕٔ-
=فالمشتري مخير فلو تركها جميعا ولو أف يأخذ السليم أو المعيب بثمنو المسمى وكذلك إذا تعيب
جميع المبيعات قبل القبض فالحكم في ذلك على ما تبين ،كذا في درر الحكاـ.
( )1إضافة الخيار إلى الرؤية قيل :من إضافة المسبب إلى سببو ،وفيو أف سببو عدـ الرؤية ال ىي فبلبد
من تقدير المضاؼ وىو "عدـ" وفِي فتح القدير :انو من إضافة الشيء إلى شرطو فإف ىذا الخيار يثبت
بشرط الرؤية ،واعترض عليو أنو ليس بظاىر لما أف لو الرد قبل الرؤية ،وأجاب عنو الزيلعي :بأنو إنما
فسخو قبل الرؤية لكونو عقداً غير الزـ فينفسخ لذلك ال بموجب الخيار( .األتاسي جٕص)ٕٙٚ
( )2يشترط للفسخ علم البائع بالفسخ خوؼ غرر البائع بسبب اعتماده على شرائو فبل يطلب لسلعتو
مشترياً آخر ،وكذا رده إلى موضع العقد سواء حملو ىو من موضع العقد إلى منزلو أو حملو البائع ،ألف
مؤنة رد المبيع بعيب أو بخيار شرط أو رؤية على المشتري ،كذا في األتاسي.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
األشياء التي تباع على مقتضى أنموذجها تكفي رؤية األنموذج فقط
لكن إذا ظهر دوف األنموذج يكوف للمشتري الخيار( .من المزبور المادة ٕٖٗ–ٕٖ٘)
في شراء الدار تلزـ رؤية كل بيت منها إال ما كانت بيوتها مصنوعة
على نسق واحد تكفي رؤية بيت واحد منها( .من المجلة المادة )ٖٕٙ-
إذا اشتريت اشياء متفاوتة بصفقة واحدة تلزـ رؤية كل واحد منها
علىحدة( .من المحل المزبور المادة )ٖٕٚ-
إذا اشتريت أشياء متفاوتة صفقة واحدة وكاف المشتري يرى بعضها
دوف الباقي فمتى رآى ذلك إف شاء أخذ جميع األشياء المبيعة وإف شاء رد جميعها ،وليس
لو أف يأخذ ما رآه ويترؾ الباقي( .المحل المزبور المادة )ٖٕٛ-
الوكيل بشراء شيء والوكيل بقبضو رؤيتهما كرؤية األصيل ( )1بخبلؼ
الرسوؿ من جانب المشتري ألخذ المبيع وإرسالو فقط فإف رؤيتو ال تسقط خيار المشتري.
(من المحل المزبور المادة )ٖٖٗ -ٖٖٖ-
( )1الوكالة بالشراء كأف يقوؿ شخص إلى آخر وكلتك بأف تشتري لي الماؿ الفبلني ،والوكالة بالقبض أف
يقوؿ شخص آلخر وكلتك بقبض الماؿ الذي اشتريتو من فبلف ولم أره فلذلك تكوف رؤية الوكيل
بالقبض كرؤية األصيل إال أف قبض الوكيل بالقبض على نوعين :األوؿ :القبض التاـ وىو قبض الوكيل
للمبيع وىو يراه وىذا القبض يسقط خيار الموكل ،الثاني :القبض الناقص وىو قبض الوكيل بالقبض
للمبيع من غير أف يراه ،وىو ال يسقط خيار الموكل كما أنو لو رآه بعد القبض ورضي بو وأسقط خياره
فبل يسقط خيار الموكل ألف قبض الوكيل بالقبض للمبيع على ىذا الوجو وىو مستور يجعل وكالة الوكيل
منتهية بذلك القبض الناقص ويكوف منعزال وبما أنو أجنبي فليس لو إسقاط خيار رؤية األصيل=.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=وأما الوكيل بالنظر كما إذا وكل المشتري شخصا لينظر الماؿ الذي اشتراه ولم يره على أف يبرـ العقد
إذا رضي بو أو يفسخو إذا لم يرض بو فذلك صحيح ونظر ذلك الوكيل يقوـ مقاـ نظر الموكل ألنو جعل
الرأي والنظر إليو فيصح.
وأما الرسوؿ سواء كاف رسوال بالقبض أو بالشراء ال يسقط خيار رؤية المشتري ،والفرؽ بين الوكيل
بالشراء والرسوؿ بالشراء أنو إذا امتنع البائع من تسليم المبيع فالوكيل بالشراء لو أف يخاصم البائع أما
الرسوؿ بالشراء فليس لو ذلك ،من درر الحكاـ.
( )1المجلة المادة –ٖٖٓ–ٖٕٜ-ينقسم ما يشتريو األعمى إلى ثبلثة أقساـ ،األوؿ :ما يعلم بالوصف
والتعريف فإذا وصف ىذا النوع إلى األعمى وصفا كامبل بليغا قبل الشراء فاشتراه األعمى فبل يكوف لو
خيار الرؤية ألف الوصف والتعريف لؤلعمى بمنزلة الرؤية للبصير ،والثاني ما يعلم باللمس أو الشم أو
الذوؽ فيسقط خياره بلمس األشياء التي تعرؼ باللمس وشم المشمومات وذوؽ المذوقات يعني أنو إذا
لمس وشم وذاؽ ىذه األشياء ثم اشتراىا كاف شراؤه صحيحا الزما ،والثالث :ما يعلم بالوصف والتعريف
واللمس معا فبل بد منهما.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
()1
البيع المطلق أعني بدوف البراءة من العيوب وببل ذكر أنو معيب أو
سالم يقتضي سبلمة المبيع من العيوب فَػلَو ظهر بو عيب قديم فالمشتري بالخيار إف شاء
رده وإف شاء قبلو بالثمن المسمى ،وليس لو أخذ نقصاف العيب وإمساؾ المبيع ،وىذا يقاؿ
لو خيار العيب( .المجلة المادة )ٖٖٙ-
العيب ىو ما ينقص ثمن المبيع عند التجار وأرباب الخبرة ( .المجلة
المادة )ٖٖٛ-
العيب القديم ىو ما يكوف موجوداً في المبيع وىو عند البائع ،والعيب
الذي يحدث في المبيع وىو في يد البائع بعد العقد وقبل القبض حكمو حكم العيب
القديم في إثبات خيار العيب( .من المحل المزبور المادة )ٖٗٓ–ٖٖٜ-
إذا بين البائع أف في المبيع عيباً كذا وكذا وقبل المشتري مع علمو
بالعيب ال يكوف لو الخيار بسبب ذلك العيب( .من المحل المزبور المادة )ٖٗٔ-
( )1إضافة الخيار إلى العيب من إضافة المسبب إلى السبب أي الخيار الذي يثبت بسبب العيب وخيار
العيب يثبت للمشتري من غير شرط وببل مدة أي ليس لخيار العيب أجل معين فلذلك إذا اطلع
المشتري على عيب في المبيع ولم يقع منو ما يبطل خيار العيب أو يدؿ على الرضا بالمبيع داـ لو
الخيار مدة حياتو ،ويسقط خيار العيب في ست صور،األولى :إذا بين البائع عيب المبيع حين البيع،
الثانية :إذا اشترى المشتري المبيع وىو عالم بما فيو من العيب ،الثالثة :إذا رضي المشتري بالعيب بعد
اطبلعو عليو ،الرابعة :إذا اشترى المشتري المبيع بعد أف أخبره شخص آخر بالعيب الذي فيو،
الخامسة :إذا باع البائع المبيع على أف يكوف بريئا من كل دعوى عيب ،السادسة :إذا تصرؼ المشتري
بالمبيع تصرؼ المبلؾ بعد اطبلعو على العيب ويسقط خيار المشتري( .درر الحكاـ)
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا باع ماال على أنو برئ من كل عيب ظهر فيو ال يبقى للمشتري
خيار عيب( .من المحل المزبور المادة )ٖٕٗ-
من اشترى ماالً وقبلو بجميع العيوب ال تسمع دعوى العيب بعد
ذلك( .المجلة المادة ٖٖٗ)
إذا تصرؼ المشتري بعد اطبلعو على عيب تصرؼ المبلؾ سقط
()1
خياره مثبلً عرض المبيع للبيع فذلك رضى بالعيب( .المجلة المادة )ٖٗٗ-
لو حدث في المبيع عيب عند المشتري ثم ظهر فيو عيب قديم
فليس للمشتري أف يرده بالعيب القديم بل لو المطالبة بنقصاف الثمن فقط( .من المحل
المزبور المادة ٖ٘ٗ)
()2
نقصاف الثمن يصير معلوماً بإخبار أىل الخبرة الخالين عن الغرض
وذلك بأف يقوـ الثوب المبيع مثبلً سالماً ثم يقوـ معيباً فما كاف بين القيمتين من التفاوت
ينقص من الثمن المسمى ،وإذا زاؿ العيب الحادث صار العيب القديم موجباً للرد ،وإذا
( )1استثنى الفقهاء منها صور األولى :إذا اطلع المشتري على العيب في المبيع وىو في البرية أثناء
السفر فحمل عليو مالو خوفا من ضياعو في البرية؛ فبل يكوف ذلك مانعا من الرد؛ ألنو معذور في ىذه
الحاؿ ،الثانية :إذا ركب المشتري المبيع بعد أف اطلع على عيبو بقصد رده إلى البائع ،الثالثة :إذا ركبو
لجلب علف أو تبن أو حشيش لو أو بقصد إسقائو الماء ووجدت ضرورة للركوب كأف كاف غير قادر
على المشي؛ فبل يسقط خياره أما إذا لم تكن ىنالك ضرورة أو ركبو المشتري لجلب علف أو تبن أو
حشيش لو ولحيواف آخر معو فيسقط خياره( .درر الحكاـ)
( )2في درر الحكاـ:يجب أف يكوف أىل الخبرة عدوال وأف يبلغوا نصاب الشهادة وأف يكوف إخبارىم
بلفظ الشهادة ،آىػ.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
رضي البائع أف يأخذ المبيع مع العيب الحادث فليس للمشتري المنع من رد المبيع وأخذ
نقصاف الثمن( .من المحل المزبور المادة من -ٖٗٙ-إلى )ٖٗٛ-
إذا زاد المشتري في الماؿ المبيع كأف صبغ ثوباً أو خاطو أو غرس
()1
أشجاراً في األرض سقط خياره( .المجلة المادة )ٖٜٗ-
ما بيع صفقة وظهر بعضو معيباً فإف كاف قبل القبض خير المشتري إف
شاء رد مجموعو وإف شاء قبلو بجميع الثمن ،وليس لو أف يرد المعيب وحده وإف كاف بعد
( )1المراد بالزيادة الزيادة المتصلة الغير المتولدة ،اعلم الزيادة على أربعة أنواع -ٔ-:الزيادة المتصلة
المتولدة وىي ال تمنع الرد كما إذا كبر الحيواف وسمن فهذا ال يمنع الرد -ٕ-الزيادة المتصلة الغير
المتولدة وىي تمنع الرد كما ذكر في المادة -ٖ-الزيادة المنفصلة المتولدة وىي تمنع الرد إذا كانت
بعد القبض وإال؛ فبل ،كالولد الذي يتولد من المبيع إذا حصلت قبل القبض؛ فليست مانعة من الرد وإال
فهي مانعة -ٗ-الزيادة المنفصلة غير المتولدة وىي ال تمنع الرد حدثت قبل القبض ،أو بعده ،مثبل:
إذا كاف المبيع حيوانا فأجره المشتري قبل االطبلع على عيبو من آخر وأخذ منو بدؿ اإليجار ثم ظهر
فيو عيب قديم فللمشتري رده يعني يفسخ البيع في األصل ويرد المبيع على بائعو والزيادة للمشتري؛
ألنها متولدة من المنافع وبما أف المنافع لم تكن جزءا من المبيع فالمشتري لم يملكها بمقابل الثمن
وإنما ملكها بمقابل الضماف( .درر الحكاـ)
(تتمة) اعلم أف خيار العيب يثبت في البيع ،والمهر ،وبدؿ الخلع ،وبدؿ الصلح عن دـ العمد ،وبدؿ
الصلح عن الماؿ ،والقسمة ،واإلجارة ،ثم في اإلجارة يثبت سواء كاف العيب قديما أو حدث بعد العقد
والقبض بخبلؼ البقية فإنو ال يرد بعيب حدث بعد القبض ،وأيضاً في اإلجارة ينفرد المستأجر بالرد
بالعيب قبل قبضو وبعده بخبلفو في البيع فإنو إنما ينفرد بالرد لو قبل القبض وأما بعده فبلبد من أف
يكوف بالتراضي أو قضاء القاضي( .شرح المجلة لؤلتاسي جٕص)ٕٜٛ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
القبض فإذا لم يكن في التفريق ضرر لو أف يرد المعيب بحصة من الثمن سالماً وليس لو أف
يرد الجميع حينئذ ما لم يرض البائع ،وأما إذا كاف في تفريقو ضرر رد الجميع أو قبل
الجميع بكل الثمن( .من المحل المزبور المادة )ٖ٘ٔ-
إذا وجد المشتري في الحنطة والشعير وأمثالهما من الحبوب المشتراة
تراباً فإف كاف ذلك التراب يعد قليبلً في العرؼ صح البيع وإف كاف كثيراً بحيث يعد عيباً
عند الناس يكوف المشتري مخيراً( .المجلة المادة )ٖٖ٘-
البيض والجوز وما شاكلهما إذا أظهر بعضها فاسداً فما ال يستكثر في
العرؼ والعادة كالثبلثة في المائة يكوف معفواً وإف كاف الفاسد كثيراً كالعشرة في المائة كاف
للمشتري أف يرد الثمن كامبلً( .من المحل المزبور المادة ٖٗ٘)
إذا وجد غبن فاحش ( )1في البيع ولَم يوجد تغرير فليس للمغبوف أف
يفسخ البيع إال أنو إذا وجد الغبن وحده في ماؿ اليَتِ ِيم ال يصح البيع ،وماؿ الوقف وبيت
الماؿ حكمهما حكم ماؿ اليَتِ ِيم( )2( .من المحل المزبور المادة )ٖ٘ٙ-
( )1الغبن الفاحش ىو ما ال يدخل تحت تقويم المقومين وىو الصحيح ،كما في البحر.
( )2في شرح المجلة لؤلتاسي :وإنما ال يصح بيع الوصي والمتولي ووكيل بيت الماؿ مع مجرد الغبن
الفاحش ألف تصرفات ىؤالء منوطة بالمصلحة فما ال مصلحة فيو من عقودىم يكوف غير صحيح ،ثم
اختلفوا في أنو فاسد أو باطل ،قاؿ القاضي عبلء الدين المروزي :باطل ال يملك المشتري المبيع
بالقبض ،وقاؿ نجم الدين الحليمي :إنو فاسد ،ورجح صاحب البحر الثاني ،وقاؿ :ينبغي ترجيح القوؿ
يم والوقف ،قاؿ في ردالمحتار بعد نقل= بالفساد ألنو إذا ملك بالقبض وجبت قيمتو فبل ضرر على اليَتِ ِ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
=ما في البحر :قلت وينبغي ترجيح القوؿ بالبطبلف حيث لزـ الضرر بأف كاف المشتري مفلساً أو
مماطبل ،آىػ( .جٕص)ٖٖٙ
( )1وكذا لو غره الدالؿ ،وأما لو غره رجل اجنبي غير الدالؿ ال يثبت لو الرد ،كذا في االتاسي.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
أنواع البيع بالنظر إلى مطلق البيع أربعة ،نافذ ،وموقوؼ ،وفاسد،
وباطل ،فالنافذ ما أفاد الحكم للحاؿ ،والموقوؼ ما أفاده عند اإلجازة ،والفاسد ما أفاده
عند القبض ،والباطل ما لم يفده أصبلً( .الفتاوى األنقروية جٔصٕٓٗ)
البيع بالنظر إلى المبيع أربعة ،مقايضة وىي بيع العين بالعين ،وصرؼ
وىو بيع الدين بالدين ،وسلم وىو بيع الدين بالعين ،وبيع معروؼ وىو بيع العين بالدين
()1
كأكثر البياعات( .البحر الرائق ملخصاً ج٘صٕ)ٕٛ
وصح بيع ثمرة لم يبد صبلحها أي لم يظهر صورتها منتفعاً بها بأف
يأكلها حيواف ،وقيل ال يصح ،والصحيح ىو األوؿ كما في الكافي وغيره ،ويفسد إف شرط
تركها على الشجر عندىما ،وال يفسد عند محمد إف بدا صبلح بعض وقرب صبلح
الباقي ،وعليو الفتوى كما في المضمرات( .الفتاوى األنقروية جٔصٕٓٗ)
إذا اشترى ثمار بستاف على ما ىو العرؼ يفتى بجوازه عند شمس
األئمة الحلوائي واإلماـ محمد بن فضل( .الفتاوى األنقروية جٔصٕٔٗ)
يجوز بيع الشرب تبعاً لؤلرض باإلجماع ،ومقصوداً في رواية وىو قوؿ
مشائخ بلخ ،وإذا أتلفو متلف يجب الضماف ،في نوادر ابن ىشاـ اف بيع الماء جائز عند
أبي يوسف رحمو اهلل تعالى والمحققين من أصحابنا ،وأما ما ذكر محمد رحمو اهلل تعالى في
( )1وبالنظر إلى الثمن أربعة مرابحة وىي بيع بمثل الثمن األوؿ والزيادة ،وتولية وىي بيع بمثل الثمن
األوؿ من غير زيادة ،ووضيعة وىي بمثل الثمن األوؿ مع نقصاف معلوـ ،ومساومة وىو بيع بالثمن الذي
يتفقاف عليو ،كذا في الهندية.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
األصل انو ال يجوز فهو إنما ذكر في شرب العراؽ ،وأما في ببلدنا فبخبلفو ،ونفاذ الحكم
بصحة بيع الشرب منصوص عليو في االجناس ،قضى بجواز بيع الماء ليس لغيره ابطالو
()1
ألنو روي عن الثاني جواز بيع الماء بدوف األرض( .الفتاوى األنقروية جٔصٕٕٗ)
يباع دود القز عند محمد رحمو اهلل تعالى وبيضو عند أبي يوسف
ومحمد رحمهما اهلل تعالى خبلفاً ألبي حنيفة رحمو اهلل تعالى في الصورتين ،والفتوى على
قوؿ محمد رحمو اهلل تعالى من جواز بيع كليهما( .من البحر في البيع الفاسد ملخصاً)
بيع الكبلء الذي نبت في ارضو من غير انباتو باطل ألنو ليس بمملوؾ
( )2وكذا بيع الماء في الحوض أو البئر ،كذا في فتاوى قاضيخاف في البيع الباطل ،وإف
قطع الحشيش الذي نبت في أرضو فيجوز بيعو ولو أف يسترده ممن أخذه ،كذا في شرب
التتارخانية.
( )1في ىذه المادة مسائل األولى بيع الشرب تبعاً لؤلرض وىو جائز اتفاقاً ،والثانية بيعو منفرداً فعامة
الكتب على فساده ،في ردالمحتار مطلب في بيع الشرب من باب البيع الفاسد :وظاىر الرواية فساده
إال تبعا ،وىو الصحيح كما في الفتح ،فحكمو حكم الفاسد يملك بالقبض ،والثالثة ضمانو باإلتبلؼ،
في ردالمحتار:وأما ضمانو باإلتبلؼ بأف يسقي أرضو بشرب غيره فهو إحدى الروايتين ،والفتوى على
عدمو كما في الذخيرة ،وىو صحيح كما في الظهيرية ،والرابعة نفاذ الحكم بصحتو ،كذا في ردالمحتار.
( )2في التتارخانية :وفِي القدوري :وال يجوز بيع الكبلء في أرضو ،ولو ساؽ الماء إلى أرضو ولحقتو مؤنة
حتى خرج الكبلء لم يجز بيعو ،وما ذكر في القدوري يخالف ما ذكره في النوازؿ ،وفِي االستحساف عن
المتأخرين إذا نبت الكؤل فسقى رب األرض وقاـ على ذلك ملك وجاز بيعو قبل االحتشاش ،ولو احتشو
إنساف ببل إذنو كاف لو االسترداد ،وىو مختار الصدر الشهيد ،وذكر في اختبلؼ أبي حنيفة رحمو اهلل
تعالى إذا نبت الكؤل بإنباتو جاز بيعو ،آىػ( .جٛص )ٖٕٛ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
شراء الثمار على رؤوس األشجار بصنفها ال يجوز وبصنف آخر بعد
اإلدراؾ يجوز( .في الثالث من بيوع الخبلصة جٖصٖٓ)
بعت جميع ما في ىذا البيت والمشتري يعلم ما فيو جاز وإف لم يعلم
لم يجز عندىما ،ويجوز عند أبي يوسف ،قنية في باب جهالة المبيع( .الفتاوى األنقروية
جٕصٕ٘ٗ)
إذا باع داراً ولَم يبين حدودىا جاز إذا كاف المشتري يعرؼ حدودىا،
وال يشترط معرفة جيرانها( .قاضيخاف في البيع الفاسد على ىامش الهندية جٕصٖ٘ٔ)
لكل من المتعاقدين فسخ البيع الفاسد إال انو إذا ىلك المبيع في يد
المشتري أو استهلكو أو أخرجو من يده ببيع صحيح أو بهبة من آخر أو زاد فيو المشتري
شيئًا من مالو كما لو كاف المبيع داراً فعمرىا أو أرضاً فغرس فيها أشجاراً أو تغير اسم
المبيع بأف كاف حنطة فطحنها وجعلها دقيقاً بطل حق الفسخ في ىذه الصور( .المجلة
()1
المادة )ٖٕٚ-
( )1في الصور التالية ال يفسخ فيها البيع الفاسد - ٔ :إذا ىلك المبيع في يد المشتري ،أو لم يبق
على حالو - ٕ،إذا استهلك المشتري - ٖ ،إذا أخرجو المشتري من يده وباعو من آخر غير البائع بيعا
صحيحا الزما وإف لم يقبضو المشتري - ٗ،إذا وىبو المشتري من آخر وسلمو إليو - ٘ ،إذا تصدؽ بو
على آخر - ٙ ،إذا رىنو من آخر وسلمو إليو - ٚ ،إذا توفي المشتري بعد أف أوصى بو إلى آخرٛ ،
- ٜ ،-إذا جعل بدؿ صلح ،أو إجارة وخرج بذلك من ملك المشتري - ٔٓ ،إذا حصلت زيادة في
المبيع متصلة غير متولدة منو بأف كاف المبيع دارا فعمرت ،أو عرصة فغرست أشجارا ،أو لباسا فصنع،
أو خيط أو نحو ذلك - ٔٔ ،إذا تغير المبيع بأف كاف برا فطحنو وجعلو دقيقا ،أو قطنا فنسجو ،ففي=
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
إذا فسخ البيع الفاسد فإف كاف البائع قبض الثمن كاف للمشتري أف
يحبس المبيع إلى أف يأخذ الثمن ويسترده من البائع( .المجلة المادة )ٖٖٚ-
()1
بيع التلجئة ىو أف يخاؼ الرجل السلطاف فيقوؿ ألحد إني اظهر إني
بعت داري منك وليس ببيع في الحقيقة( .ردالمحتار جٗصٕ)ٕٚ
التلجئة كالهزؿ ()2في األحكاـ كما في المنار ،فإف تواضعا على الهزؿ
بأصل البيع واتفقا على البناء أي بناء العقد على المواضعة يفسد البيع لعدـ الرضا بالحكم
فصار كالبيع بالخيار المؤبد فبل يملك بالقبض ،وإف اتفقا على االعراض بأف قاال بعد البيع
اعرضنا وقت البيع عن الهزؿ إلى الجد فالبيع صحيح والهزؿ باطل ،وإف اتفقا على انو لم
يحضرىما شيء عند البيع من البناء واالعراض أو اختلفا في البناء على المواضعة
واالعراض عنها فالعقد صحيح عنده في الحالين خبلفا لهما( .ردالمحتار جٗصٕ)ٕٚ
=ىذه الصور كلها يكوف البيع الفاسد الزما وال يبقى حق الفسخ واالسترداد ويكوف المشتري ضامنا
ببدؿ المبيع( .درر الحكاـ)
( )1التلجئة ىي ما ألجئ إليو اإلنساف بغير اختياره ،وبيع التلجئة ىو أف يظهرا عقدا وىما ال يريدانو يلجأ
إليو لخوؼ عدو وىو ليس ببيع في الحقيقة بل كالهزؿ ،وما في المادة ىو مثاؿ لو.
( )2الهزؿ ىو أف يراد بالشيء ما لم يوضع لو وال ما يصلح اللفظ لو استعارة ،وىو ضد الجد :وىو أف
يراد ما وضع لو أو ما صلح أنو ينافي اختيار الحكم والرضا بو ،كذا في ردالمحتار ،وتفصيل بيع التلجئة
وبياف أقسامو وأحكامو في ردالمحتار مطلب في بيع التلجئة ( .جٗصٕ) ٕٚ
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وإف اختلفا فأدعى أحد أف البيع كاف تلجئة واآلخر ينكر ال يقبل قوؿ
مدعي التلجئة إال ببينة ويستحلف األخر ،كذا في الخانية في أحكاـ البيع الفاسد( .ىامش
الفتاوى األنقروية جٔصٖ)ٕٜ
()1
البيع بالوفاء أف يقوؿ البائع للمشتري بعت منك ىذا العين بما لك
علي من الدين متى قضيتُو فهو لي أو على أف تبيعني متى جئت بالثمن ،ردالمحتار ملخصاً
ّ
وعقد لو في جامع الفصولين فصبلً مستقبلً ،وذكره صاحب الفوائد في الباب الرابع في
()2
البيع الفاسد في أكثر من نصف ُكراستو.
البيع بالوفاء في حكم الرىن ال يملكو وال ينتفع بو إال بأذف مالكو
وىو ضامن لما أكل من ثمره وأتلف من شجره ويسقط الدين بهبلكو لو بقي وللبائع
استرداده إذا قضى دينو ،وقيل انو بيع صحيح يفيد لبعض أحكامو من حل االنتفاع بو إال
انو ال يملك بيعو ،قاؿ الزيلعي في اإلكراه وعليو الفتوى ،كذا في ردالمحتار ،وقاؿ مشائخ
( )1وجو تسميتو بيع الوفاء أف فيو عهدا بالوفاء من المشتري بأف يرد المبيع على البائع حين رد الثمن،
وبعض الفقهاء يسميو البيع الجائز ،ولعلو مبني على أنو بيع صحيح لحاجة التخلص من الربا حتى يسوغ
المشتري أكل ريعو ،وبعضهم يسميو بيع المعاملة .ووجهو أف المعاملة ربح الدين وىذا يشتريو الدائن
لينتفع بو بمقابلة دينو ،كذا في ردالمحتار.
( )2كذا في ردالمحتار مطلب في بيع الوفاء جٗصٗ )ٕٚوفيو تفصيل أقواؿ العلماء فليراجع إليو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
بخارى البيع بالوفاء بمنزلة البيع الفاسد وانو يفيد الملك عند القبض ،كذا في األنقروية،
()1
والمختار انو رىن وىو قوؿ أكثر المشائخ وأفتى بو ابن كماؿ وأبو سعود.
تم تحقيق معين القضاة والمفتين وتعليقو في (ٔٗٗٔ )ٜ/ٖ/ىق بتوفيق اهلل تعالى الحمد
لِلو على تمامو والصبلة والسبلـ على سيدنا محمد وآلو وأصحابو أجمعين.
وقيل :المراد استمع إلى كبلـ الشهود وافهم مرادىم فإنهم يتكلموف بالحق بين
يديك وإنما يظهر منفعة ذلك حين ينفذه القاضي.
س) معناه سو بين الخصوـ ،التأسي في اللغة التسوية ،وفيو دليلآس بَػ ْي َن النَّا ِ
( َو ِ
على أف على القاضي أف يسوي بين الخصوـ إذا تقدموا إليو اتفقت مللهم أو اختلفت ألف
ك) ضائِ َ ك َوَم ْجلِ ِس َ
ك َوقَ َ اسم الناس يتناوؿ الكل ،ويسوي بينهم فيما ذكر بقولو (فِي َو ْج ِه َ
يعني في النظر إليهم واإلقباؿ عليهم وفِي جلوسهم بين يديك حتى ال تقدـ أحدىم على
اآلخر وفِي قضائك بينهم ،وحكي أف أبا يوسف رحمو اهلل تعالى قاؿ :في مناجاتو عند موتو
اللهم إف كنت تعلم انني ما تركت العدؿ بين الخصمين إالّ في حادثة واحدة فاغفرىا لي
قيل :وما تلك الحادثة قاؿ :أدعى نصراني على أمير المؤمنين دعوى فلم يمكنني أف آمر
الخليفة بالقياـ من مجلسو والمحاباة مع خصمو ،ولكنني رفعت النصراني إلى جانب
البساط بقدر ما أمكنني ثم سمعت الخصومة قبل أف أسوي بينهما في المجلس ،فهذا كاف
جوري ،وليعلم أف ىذا من أىم ما ينبغي للقاضي أف ينصرؼ إليو في العناية لما أشار إليو
ك) الحيف ىو الظلم يف ِم ْن َع ْدلِ َ
ض ِع ٌ
َس َ يف فِي َح ْي ِف َ
ك َ ,وَال يَػ ْيأ َ (حتَّى َال يَط َْم َع َش ِر ٌ
بقولو َ
يف اهلل َعلَْي ِه ْم َوَر ُسولُوُ } [ النور ]٘ٓ-فإنو إذا قدـ قاؿ اهلل تعالى {أ َْـ يَخافُو َف أَ ْف يَ ِح َ
الشريف طمع في ظلمو وانكسر بهذا التقديم قلب خصمو الضعيف فييأس من عدلو ،وربما
يتمكن الشريف عند ىذا التقديم من التلبيس ويعجز الضعيف عن إثبات حقو بالحجة،
والقاضي ىو المسبب لذلك بإقبالو على أحدىما وترؾ التسوية بينهما في المجلس ،وأيضاً
يصير بو متهماً بالميل إلى أحدىما وىو مأمور بالتحرز عن ذلك بأقصى ما يمكنو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ين َعلَى َم ْن أَنْ َك َر ) قد بين العلماء أف الحكمة في ِ (الْبَػيِّػنَةُ َعلَى َم ِن اد َ
َّعى َ ,والْيَم ُ
كوف البينة على المدعي واليمين على من أنكر أف جانب المدعي ضعيف ألف دعواه
تخالف األصل ،وىو أف األصل براءة الذمة ،ف ُكلّف بالحجة القوية وىي البينة لبعدىا عن
التهمة ،وجانب المنكر " المدعى عليو" قوي لموافقة األصل المذكور فاكتفي منو بالحجة
الضعيفة وىي اليمين لقربها من التهمة ،فجعلت الحجة القوية في الجانب الضعيف،
والضعيفة في الجانب القوي ليحصل التعادؿ بينهما.
ِِ ِ
َح َّل َح َر ًاما ,أ َْو َح َّرَـ َح َبل ًال) فيو دليل
ْحا أ َ ين ,إَِّال ُ
صل ً ْح َجائ ٌز بَػ ْي َن ال ُْم ْسلم َ
( َوالصل ُ
جواز الصلح ،وإشارة إلى أف القاضي ينبغي لو دعاء الخصمين إلى الصلح ،قاؿ ابن عابدين
في ردالمحتار :ألف القضاء يورث الضغينة فيحترز عنو مهما أمكن ،وفي البيري عن خزانة
األكمل إذا طمع القاضي في إرضاء الخصمين ال بأس بردىم ،وال ينفذ القضاء بينهما
لعلهما يصطلحاف وال يردىما أكثر من مرتين وإف لم يطمع أنفذ القضاء اىػ.
وقد وصف اهلل تعالى الصلح بأنو خير فقاؿ عز وجل { والصلح خير} [ النساء -
]ٕٔٛوذليل النهاية في الخيرية.
والصلح جائز مع اإلقرار واإلنكار والسكوت ،وقاؿ الشافعي رحمو اهلل تعالى ال
يجوز الصلح مع اإلنكار ،واستدؿ بهذا الحديث ألف المدعي إف كاف مبطبلً فأخذ الماؿ
كاف حراماً عليو والصلح يحل لو ذلك ،وإف كاف محقاً والصلح يكوف على بعض الحق
عادة فما زاد على ذلك إلى تماـ حقو كاف أخذه حبلال لو قبل الصلح وحرـ عليو بعد
الصلح ،وكاف حراماً على الخصم منعو قبل الصلح وأحل لو ذلك بالصلح.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
قلنا :ليس المراد ىذا بل المراد تحليل محرـ العين أو تحريم ما ىو حبلؿ العين بأف
وقع الصلح على خمر أو خنزير أو في خصومة الزوجات صالح إحدىهن على أف ال يطأ
األخرى ،أو صالح زوجتو على أف يحرـ أمتو على نفسو ،فهذا ىو الصلح الذي حرـ حبلال
أو أحل حراماً ،وىذا باطل عندنا.
ب لَوُ أ ََم ًدا يَػ ْنتَ ِهي إِلَْي ِو) فيو دليل على أف َّعى َح ًّقا غَائِبًا ,أ َْو بَػيِّػنَةً فَا ْ
ض ِر ْ ( َوَم ِن اد َ
القاضي عليو أف يمهل كل واحد من الخصمين بقدر ما يتمكن من إقامة الحجة فيو ،حتى
إذا قاؿ المدعي بينتي في المصر أمهلو القاضي ليأتي بهم فربما لم يأت بهم في المجلس
األوؿ بناء على أف الخصم ال ينكر حقو لوضوحو فيحتاج إلى مدة ليأتي بهم ،وبعد ما أقاـ
المدعي البينة إذا أدعى المدعى عليو الدفع أمهلو القاضي ليأتي بدفعو ،فإنو مأمور بالتسوية
بينهما في عدلو ،قاؿ ابن عابدين في ردالمحتار :المدعي إذا استمهل من القاضي حتى
يحضر بينة فإنو يمهلو ،وكذا إذا أقاـ البينة ثم إف المدعى عليو استمهل من القاضي ،حتى
يأتي بالدفع فإنو يجيبو ،وال يعجل بالحكم اىػ وىذا بعد أف يسألو عن الدفع وكاف صحيحا
فلو فاسدا ال يمهلو ،وال يلتفت إليو كما في قاضي خاف ،آىػ.
لكن يلزـ أف يكوف اإلمهاؿ مدة فيها مراعاة الجانبين فإف االستعجاؿ إضرار بمدعي
الدفع ،وتطويل المدة اضرار بمن أثبت حقو وخير األمور أوسطها.
ْت َعلَْي ِو الْ َق ِ
ضيَّةَ) إف كاف استَ ْحلَل َ
ك ْاء بِبَػيِّػنَ ٍة أَ ْعطَْيتَوُ بِ َح ِّق ِو ,فَِإ ْف أَ ْع َج َزهُ َذلِ َ ِ
(فَإ ْف َج َ
وجو القاضي
مراده دعوى الدفع فهو أوضح ألنو إذا عجز عن إثبات ما أدعى من الدفع ّ
إليو القضاء ببينة المدعي ،وما لم يظهر عجزة عن ذلك ال يوجو القضاء عليو ألف الحجة
إنما تقوـ عليو إذا ظهر عجزه عن الدفع بالطعن والمعارضة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
وإف كاف مراده جانب المدعي فمعنى قولو استحللت عليو القضية ألزمتو الكف عن
َجلَى لِل َْع َمى ) أي ألنو ِ أذي الناس والخصومة من غير حجة(،فَِإ َّف ذَلِ َ
ك أَبْػلَ ُغ في الْعُ ْذ ِر َ ,وأ ْ
أبلغ في العذر للقاضي عند توجو القضاء عليو ،وأحسن إلزالة االشتباه ألنو إذا وجو القضاء
عليو بعد ما أمهلو حتى يظهر عجزه عن الدفع انصرؼ من مجلسو شاكراً لو ساكتاً وإذا لم
يمهلو انصرؼ شاكيًا منو يقوؿ ماؿ إلى خصمي ولَم يستمع حجتي ولَم يمكنني من إثبات
الدفع عنده.
يت فِ ِيو لِ ُر ْش ِد َؾ ,أَ ْف ت ِف ِيو لَِرأْيِ َ
ك َ ,و ُى ِد َ اج ْع َ ض ٍاء قَ َ
ض ْيتَوُ الْيَػ ْو َـ فَػ َر َ ك ِم ْن قَ َ
( َوَال يَ ْمنَػ ْع َ
َف الْح َّق قَ ِديم َ ,ال يػب ِطل الْح َّق َشيء ,ومراجعةُ الْح ِّق َخيػر ِمن التَّم ِ ِ ِ
ادي ْ ٌ َ َُ َ َ َ ْ ٌ َ َ ُْ ُ َ ٌ ْح َّق ,أل َّ َ تُػ َراج َع ال َ
اط ِل) فيو دليل على أنو إذا تبين للقاضي الخطأ في قضائو بأف خالف قضاؤه النص فِي الْب ِ
َ
أو االجماع أو قوؿ إمامو فعليو أف ينقضو وال ينبغي أف يمنعو االستحياء من الناس من ذلك
فإف مراقبة اهلل تعالى في ذلك خير لو ،وىذا ليس في حق القاضي خاصة بل ىو عاـ في
كل من يبين لغيره شيئًا من أمور الدين فالواعظ والمفتي والقاضي في ذلك سواء إذا تبين
لو أنو زؿ فليظهر رجوعو عن ذلك فإف زلة العالم سبب لفتنة الناس ،كما قيل إف زلة العالم
زلة العالَم ،ولكن ىذا في حق القاضي أوجب ألف القضاء ملزـ.
وقولو ألف الحق قديم :يعني ىو األصل المطلوب ،وألنو ال تنكتم بزلة من زؿ بل
يظهر ال محالة فإف يظهره بنفسو كاف أحسن حاالً عند العقبلء من أف تُظهر عليو مع اصراره
على الباطل.
ادةِ) ىذا دليل ألبي حنيفة رحمو ض فِي َّ
الش َه َ ض ُه ْم َعلَى بَػ ْع ٍ (وال ُْم ْسلِ ُمو َف عُ ُد ٌ
وؿ بَػ ْع ُ َ
اهلل تعالى على جواز القضاء بشهادة المستور قبل سؤاؿ القاضي عنو إذا لم يطعن الخصم
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
فيو ،صفة العدالة ثابتة لكل مسلم بإعتبار اعتقاده فإف دينو يمنعو من االقداـ على ما
يعتقده الحرمة فيدؿ على أنو صادؽ في شهادتو فإف الكذب في الشهادة محرـ في اعتقاد
ِ
اـ َف النَّبِ َّي َ
صلَّى اهلل َعلَْيو َو َسلَّ َم قَ َ كل مسلم ،في حديث الترمذي َع ْن أَيْ َم َن بْ ِن ُخ َريْ ٍم ،أ َّ
صلَّى اهلل َعلَْي ِو ادةُ الزوِر إِ ْشرا ًكا بِاهلل ثُ َّم قَػرأَ رس ُ ِ
وؿ اهلل َ َ َُ َ ت َش َه َ َّاس َع َدلَ ْ َخ ِطيبًا فَػ َق َ
اؿ :يَا أَيػ َها الن ُ
اجتَنِبُوا قَػ ْو َؿ الزوِر} [ الحج—ٖٓ]. ِ الرج ِ وسلَّم {فَ ْ ِ
س م َن األ َْوثَاف َو ْ
اجتَنبُوا ِّ ْ َ ََ َ
وقاؿ أبو يوسف ومحمد رحمهما اهلل تعالى :يسأؿ القاضي عنهم وإف لم يطعن
الخصم فيهم ،وقيل :ىذا اختبلؼ عصر وزماف فقد كاف أبو حنيفة رحمو اهلل تعالى يفتي في
القرف الثالث ،وقد شهد رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم بصدقو وخيريتو ،في حديث
اؿَ « :خ ْيػ ُر الن ِ
َّاس صلَّى اهللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم قَ َ ِ ِ
البخاري َع ْن َع ْبد اهلل َرض َي اهلل َع ْنوَُ ،ع ِن النَّبِ ِّي َ
َح ِد ِى ْم يَ ِمينَوُ، اـ تَ ْسبِ ُق َش َه َ
ادةُ أ َ ين يَػلُونَػ ُه ْم ،ثُ َّم يَ ِجيءُ أَقػ َْو ٌ
َّ ِ
ين يَػلُونَػ ُه ْم ،ثُ َّم الذ َ
َّ ِ ِ
قَػ ْرني ،ثُ َّم الذ َ
الع ْه ِد«. الشه َ ِ ادتَو» قَ َ ِ ِ
ادةَ ،و َ ض ِربُونَػنَا َعلَى َّ َ يمَ » :وَكانُوا يَ ْ اؿ إبْػ َراى ُ َويَ ِمينُوُ َش َه َ ُ
فكاف الغلبة للعدوؿ في ذلك الوقت والعصر ،فلذا كاف يكتفي بظاىر العدالة ،وىما
كانا يفتياف بعد ذلك في القرف الذي شهد الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم على أىلو بظهور
ادةِ قَػ ْب َل
الش َه َ الر ُج َل لَيَْبتَ ِد ُ
ئ بِ َّ ب َحتَّى إِ َّف َّ ِ
شو الْ َكذ ُ
الكذب بقولو صلى اهلل عليو وسلم ثُ َّم يَػ ْف ُ
أَ ْف يُ ْسأَلَ َها ،كما في رواية أحمد وغيره ،فكاف الغلبة في عصرىما لغير العدوؿ فقاال البد
للقاضي أف يسأؿ عن حاؿ الشهود طعن فيهم الخصم أو لم يطعن.
قاؿ في درر الحكاـ :إذا كاف سبب االختبلؼ ناشيًا عن تغير الزماف فيعمل بقوؿ
اإلمامين كالحكم بظاىر العدالة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
قاؿ في الدر المختار :وال يسأؿ عن شاىد ببل طعن من الخصم إال في حد وقود،
وعندىما يسأؿ في الكل إف جهل بحالهم ،بحر ،سرا وعلنا بو يفتى وىو اختبلؼ زماف
ألنهما كانا في القرف الرابع ،ولو اكتفى بالسر جاز مجمع وبو يفتى.
سراجية ،آىػ وفِي ردالمحتار( :قولو بو يفتى) مرتبط بقولو وعندىما يسأؿ في الكل،
قاؿ في البحر :والحاصل أنو إف طعن الخصم سأؿ عنو في الكل وإال سأؿ في الحدود
والقصاص ،وفي غيرىا محل االختبلؼ .وقيل ىذا اختبلؼ عصر وزماف ،والفتوى على
قولهما في ىذا الزماف كذا في الهداية انتهى.
(إَِّال َم ْجلُو ٌد فِي َحد) المراد المحدود في قذؼ ،وقد ذكر في بعض الروايات إال
مجل ًدا ح ًدا في قذؼ ،فهو دليل لنا على أف المحدود في القذؼ ال تقبل شهادتو وإف
تاب ،وإف العدالة المعتبرة ألداء الشهادة تنعدـ بإقامة حد القذؼ عليو ،كما أشار اهلل تعالى
إليو في قولو {وال تقبلوا لهم شهادة أب ًدا} [ النور—ٗ].
ب َعلَْي ِو َش َه َ
ادةُ الزوِر) فإنو إذا عرؼ منو شهادة الزور فقد ظهر منو الجناية (أ َْو ُم َج َّر ٌ
في ىذه األمانة ،ومن ظهرت جنايتو في شيء ال يؤتمن على ذلك الشيء ،والنو ظهر منو
صلَّى اهللُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم، ٍِ
س بْ ِن َمالكَ ،ع ِن النَّبِ ِّي َارتكاب الكبيرة على ما روى البخارى عن أَنَ ِ
الوالِ َديْ ِنَ ،وقَػ ْو ُؿ الزوِر - ،أ َْو سَ ،وعُ ُقو ُؽ َ اؿ " :أَ ْكبَػ ُر ال َكبَائِ ِر :ا ِإل ْش َر ُ
اؾ بِاهللَ ،وقَػ ْت ُل النَّػ ْف ِ قَ َ
(في َوَال ٍء) ادةُ الزوِر" فلم يبق عدالتو وأىليتو للشهادة ( ,أَو ظَنِين) أي متهم ِ
ْ ٌ اؿَ :و َش َه َ
قَ َ
بفتح الواو ىو الذي ينتمي إلى غير مواليو.
(أ َْو قَػ َرابٍَة) قاؿ القاري في المرقاة:وال ظنين في قرابة ،وىو الذي ينتسب إلى غير
أبيو ،أو إلى غير ذويو ،وإنما رد شهادتو ; ألنو ينفي الوثوؽ بو عن نفسو ،كذا قالو بعض
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
علمائنا من الشراح .وقاؿ المظهر :يعني من قاؿ :أنا عتيق فبلف وىو كاذب فيو بحيث
يتهمو الناس في قولو :ويكذبونو ال تقبل شهادتو ; ألنو فاسق ; ألف قطع الوالء عن المعتق
وإثباتو لمن ليس بمعتقو كبيرة ،وراكبها فاسق .وكذلك الظنين في القرابة ،وىو الداعي
القائل :أنا ابن فبلف ،أو أنا أخو فبلف من النسب ،والناس يكذبونو فيو ،انتهى.
ود إَِّال بِالْبػيِّػنَ ِ اد ِّ ِ (فإف اهلل َع َّز وج َّل تَػولَّى ِمن ال ِْعب ِ
ات َ الس َرائ َر َ ,و َستَػ َر َعلَْي ِه ُم ال ُ
ْح ُد َ َ َ ََ َ َ
اف) يعني أف المحق والمبطل ليس للقاضي طريق إلى معرفتو حقيقة فإف ذلك غيب ال و ْاألَيم ِ
َ َْ
يعلمو إال اهلل تعالى ،ولكن الطريق للقاضي إلى المعرفة العمل بما يظهر.
عنده من الحجة وإليو أشار في قولو " ودرأ عنكم بالبينات " كما في رواية
الدارقطني ،يعني درأ عنكم اللوـ في الدنيا واإلثم والعقوبة في اآلخرة ،وىو معنى ما روى
ك بِعُ َ
وديْ ِن» يعني شهادة ضاءُ َج ْم َرةٌ فَػنَ ِّح َها َع ْن َ
اؿ« :الْ َق َ
ابن المقرئ في معجمو َع ْن ُش َريْ ٍح قَ َ
الشاىدين واليمين.
آف َوَال ُسن ٍَّة) المراد من الفهمك ِ ,م َّما لَْيس فِي قُػر ٍ يما أُ ْدلِ َي إِلَْي َ ِ
ْ َ (ثُ َّم الْ َف ْه َم الْ َف ْه َم ف َ
اإلجتهاد ىذا في القاضي الذي لو رأي ونظر ،وأما من ال رأي وال نظر لو فعليو تقليد
مجتهده فالبلزـ للقاضي المقلد أف يصرؼ العناية إلى معرفة جزئيات الفقو وأقواؿ األئمة
خصوصا فيما ال نص فيو من ً وعرؼ الناس فإنو مأمور بالتثبت ممنوع عن المجازفة
الحوادث وإليو إشارة في قولو مما ليس في القرآف وال سنة ،فعند ذلك ال يجد ب ًدا من
ك ,وا ْع ِر ِس ْاألُم ِ ِ ِ
اؿ
ؼ ْاأل َْمثَ َ التأمل وطريق تأملو ما أشار إليو بقولو ثُ َّم قَاي ِ ُ َ
ور ع ْن َد ذَل َ َ
َو ْاألَ ْشبَ َاه) أي ثم قِس األمور عند ذلك ،فهو دليل لجمهور الفقهاء رحمهم اهلل تعالى على
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
أف القياس حجة فإف الحوادث كلها ال توجد في الكتاب والسنة بصراحة بخبلؼ ما يقولو
أىل الظواىر.
ِِ ِ
يما تَػ َرى َ ,وأَ ْشبَ ِه َها بِال َ
ْحقِّ) ىذا ىو طريق القياس أف َحبِّػ َها إِلَى اهلل ف َ
(ثُ َّم ا ْعم ْد إِلَى أ َ
معنى.
ترد حكم الحادثة إلى أقرب األشياء ً
َّج َر) الضجر والقلق ىما نوعاف من إظهار الغضب
ب َ ,والْ َقلَ َق َوالض َ
ضَ ( َوإِيَّ َ
اؾ َوالْغَ َ
فالقلق الحدة والضجر رفع الصوت في الكبلـ فوؽ ما يحتاج إليو ،والقاضي منهى عن
ذلك ألف ذلك يكسر قلب الخصم ويمنعو من إقامة حجتو ،ويشتبو على القاضي بسببو
طريق اإلصابة ،وربما ال يفهم كبلـ أحد الخصمين عند ذلك.
وم ِة َ ,والتػَّنَك َر) يعني ال يجوز للقاضي التأذي بالناس (والتَّأَذِّي بِالن ِ ِ
صَ َّاس ع ْن َد الْ ُخ ُ َ َ
عند الخصومة ال بالقوؿ وال بالفعل ،وكذا التنكر وىو أف يقطب وجهو إذا تقدـ إليو
خصماف فإف فعل ذلك مع أحدىما فهو جور وإف فعلو معهما ربما عجز المحق عن إظهار
حقو فذىب وترؾ حقو.
َج َر َ ,ويُ ْح ِس ُن بِ ِو الذ ْخ َر) يعني ِ ِ ض ِ ِ
ب اهللُ لَوُ ْاأل ْ
ْح ِّق يُوج ُ (فَإ َّف الْ َق َ َ
اء في َم َواط ِن ال َ
القضاء في مجالس الحكم بالحق يوجب اهلل تعالى لو األجر فالحلم وترؾ الضجر والقلق
وإظهار البشر مع الناس محمود في كل موضع ،وفِي مجلس القضاء أولى بعد أف يكوف
فعلو ذلك لوجو اهلل تعالى ال لغيره.
ْح ِّق َ ,ولَ ْو َكا َف َعلَى نَػ ْف ِس ِو َك َفاهُ اهللُ َما بَػ ْيػنَوُ َوبَػ ْي َن الن ِ
َّاس ) (فَمن َخلُص ْ ِ ِ
ت نيَّتُوُ في ال َ َْ َ
فإف عوف اهلل تعالى للعبد على قدر نيتو.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ض ُه ْم إِلَى ب بِ َذلِ َ
ك بَػ ْع ُ ِ ٍ
اص ْو َف بَػ ْيػنَػ ُه ْم بثََبلثَ ،ويَ ْكتُ ُ
اؿَ " :كا َف الْ ُف َق َهاءُ يَػتَػ َو َ َع ْن َع ْو ٍف ،قَ َ
ِ ِ ِِ
َصلَ َح اهللُ َع َبلنِيَتَوَُ ،وَم ْن أ ْ
َصلَ َح َصلَ َح َس ِر َيرتَوُ أ ْضَ :م ْن َع ِم َل آلخ َرتو َك َفاهُ اهللُ ُدنْػيَاهَُ ،وَم ْن أ ْ بَػ ْع ٍ
َّاس" ذكره أبو نعيم في الحلية. َصلَ َح اهللُ َما بَػ ْيػنَوُ َوبَػ ْي َن الن ِاهلل أ ْما بػ ْيػنَوُ وبػ ْين ِ
َ َ ََ َ
وفِي كتاب سالم بن عبد اهلل بن عمر إلى عمر بن عبد العزير :وإِنَّما الْعو ُف ِمن ِ
اهلل َ َ َْ َ
ت نِيَّتُ ِو قَصر ِمن ِ
اهلل ال َْع ْو ُف لَوُ ص َر ْ ِ ِ َعلَى قَ ْد ِر النِّػيَّ ِة ،فَِإذَا تَ َّم ْ ِ
َُ َ ت نيَّةُ ال َْع ْبد تَ َّم َع ْو ُف اهلل لَوَُ ،وَم ْن قَ ُ
ك ،رواه أبو نعيم في الحلية. بَِق ْد ِر َذلِ َ
س فِي قَػ ْلبِ ِو َشانَوُ اهللُ) يعني إذا راآى بعملو ،والمراءة مذمومة ِ
(وَم ْن تَػ َزيَّ َن لَ ُه ْم ب َما لَْي َ
َ
حراـ على كل أحد ،وىو في حق القاضي آكد ألنو غير محتاج إلى ذلك ،وإنما يفعل المرأ
ذلك عند حاجتو ،وألنو خليفة الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم فيما يحكم بين الناس فينبغي
لو أف يكوف أشبو الناس بالرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم وىو كاف أبعد الناس عن المراءة
والنفاؽ وقولو شانو اهلل) أي يفضحو اهلل تعالى على رؤوس االشهاد ،روى مسلم َع ِن ابْ ِن
اءى ِِ ِ َّ وؿ ِ
اهلل َ َّ َعبَّ ٍ
اءى َر َصلى اهللُ َعلَْيو َو َسل َمَ » :م ْن َس َّم َع َس َّم َع اهللُ بوَ ،وَم ْن َر َ اؿ َر ُس ُاؿ :قَ َ اس ،قَ َ
اهللُ بِ ِو «.
ِ ( فَِإ َّف اهلل تَػبار َؾ وتَػعالَى َال يػ ْقبل ِمن ال ِْعب َ ِ
صا) ألنو تعالى أغنى ادة إَِّال َما َكا َف لَوُ َخال ً ََُ َ َ َ ََ َ َ
الشركاء ،والمرائي بعملو يقصد اكتساب محمدة أو مناؿ شيء مما في أيدي الناس فبل
يقبل اهلل تعالى منو ما قصد بو غيره.
اج ِل ِرْزِق ِو َ ,و َخ َزائِ ِن َر ْح َمتِ ِو) معناه ما ظنك بثواب
اهلل فِي َع ِ
اب غَْي ِر ِ
ك بِثَػ َو ِ
(وَما ظَن َ
َ
غير اهلل تعالى في مقابل عاجل رزؽ اهلل تعالى وخزائن رحمتو فالعاقل إذا قابل ما ىو موعود
لو من اهلل تعالى عند التقوى واإلخبلص بما يطمع فيو من جهة الناس ترجح ما عند اهلل
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
تعالى ال محالة ،وذلك عاجل الرزؽ كما قاؿ اهلل تعالى {من يتق اهلل يجعل لو مخرجا ويرزقو
من حيث ال يحتسب}[ الطبلؽ—ٕ–ٖ] والمغفرة والرحمة كما قاؿ اهلل تعالى { إِ َّف
ين} [ األعراؼ ]٘ٙ-أي المتقين. ِِ ت اهلل قَ ِر ِ
يب م َن ال ُْم ْحسن َ
ٌ َر ْح َم َ
َواهلل تعالى أعلم ،
أخذت أكثر ما في شرح ىذا الحديث من المبسوط للسرخسي رحمو اهلل تعالى.
(ٔٗٗٔ )ٜ/ٖ/ىق
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
ب ُع َم ُر بْ ُن اؿَ :كتَ َ ٕ– أخرج اإلماـ أبو يوسف في الخراج َع ْن عُ ْرَو َة بْ ِن ُرَويْ ٍم قَ َ
اح َو ُى َو بِ َّ الْ َخطَّ ِ ِ
تالش ِاـ" :أ ََّما بَػ ْع ُد؛ فَِإنِّي َكتَْب ُ اب َرض َي اهلل تَػ َعالَى َع ْنوُ إِلَى أَبِي عُبَػ ْي َد َة بْ ِن ال َ
ْج َّر ِ
ظ بِأَفْ َ ك ِدينُ َ ك ونَػ ْف ِسي َخ ْيػرا ،الْزـ َخ ْمس ِخ ٍ
ض ِل ك َوتَ ْح َ بلؿ يَ ْسلَ ْم لَ َ َ ً إِلَْيك بكتابك لَ ْم آلُ َ َ
اف الْ َق ِ
اط َع ِة ،ثُ َّم أَ ْد ِف وؿ واألَيم ِ ِ ِ اف؛ فَػ َعلَْي َ ِ صم ِ ك ،إِذَا َح َ َحظَّْي َ
ك بالْبَػيِّػنَات الْعُ ُد َ ْ َ ض َر َؾ الْ َخ ْ َ
يب فَِإنَّوُ إِذَا طَ َ ِ يف حتَّى تُػب ِس َ ِ ِ
اجتَوُ
سوُ تَػ َر َؾ َح َ اؿ َح ْب ُ ئ قَػلْبُوَُ ،وتَػ َعهَّد الْغَ ِر َسانَوُ َويَ ْجتَ ِر َطلَ الضَّع َ َ ْ
ْح َما لَ ْم يَ ْستَبِ ْنؼ إِلَى أ َْى ِل ِوَ ،وإِ َّف الَّ ِذي أَبْطَ َل َم ْن لَ ْم يرفع بِ ِو َرأْسا وأحرض َعلَى الصل ِ ص َر ََوانْ َ
الس َبلـ".
ضاءَ ،و َّ لَك الْ َق َ
(حتى تبسط لسانو) ألف ىيبة مجلس القضاء ربما يمنع الضعيف عن التكلم بحقو
فعلى القاضي أف يشجعو على التكلم بحقو ( فإف طاؿ حبسو) أي طالت إقامتو وبعده عن
أسا)
أىلو من أجل ىذه الدعوى (ترؾ حاجتو) أي حقو (وإف الذي أبطل من لم يرفع بو ر ً
أي إنما أبطل حقو من لم يراع غربتو وسفره وىو الحاكم فكاف الحاكم ىو مبطل حقو
(وأحرض على الصلح ما لم يستبن لك القضاء) القيد ليس احترازياً ألف التحريض على
الصلح أفضل وإف ظهر للقاضي وجو القضاء النو جاء اف عمر رضي اهلل تعالى عنو قاؿ:
ردوا الخصوـ حتى يصطلحوا فإف فصل القضاء يورث بين القوى الضغائن" رواه ابن أبي
شيبة في مصنفو.
لكن التحريض على الصلح إذا لم يستبن للقاضي وجو القضاء أىم وكذا إذا كاف
بين المتخاصمين قرابة.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
اعلم أنو يثبت من ىذا الحديث أف مصادر األحكاـ القضائية ىي كتاب اهلل وسنة
رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم واإلجماع والقياس وعليها العمل من عهد الخلفاء الراشدين
رضي اهلل تعالى عنهم إلى يومنا ىذا.
ٗ–في البياف والتبيين :عن عامر الشعبي ،قاؿ :كتب عمر إلى معاوية« :أما بعد
فإني كتبت إليك بكتاب في القضاء لم آلك ونفسي فيو خيرا .الزـ خمس خصاؿ يسلم
لك دينك ،وتأخذ فيو بأفضل حظك :إذا تقدـ إليك خصماف فعليك بالبينة العادلة ،أو
اليمين القاطعة .وأذف الضعيف حتى يشتّد قلبو وينبسط لسانو .وتعهد الغريب ،فإنك إف لم
تتعهده ترؾ حقو ،ورجع إلى أىلو ،وإنما ضيع حقو من لم يرفق بو .وآس بينهم في لحظك
وطرفك ،وعليك بالصلح بين الناس ما لم يستبن لك فصل القضاء.
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
٘–وفي المبسوط للسرخسي :وعن شريح ،أف عمر بن الخطاب رضي اهلل تعالى
عنو كتب إليو :أف ال تشار وال تمار وال تضار وال تبيع وال تبتاع في مجلس القضاء وال
ترتشي وال تقضي بين آثنين وأنت غضباف.
قولو (ال تشار) في المبسوط للسرخسي :منهم من يروي بالشين قالوا المراد
المشورة أنو ال ينبغي للقاضي في مجلس القضاء أف يشتغل بالمشورة وليكن ذلك في آخر
فإنو إذا اشتغل بالمشورة في مجلس القضاء ربما يشتبو طريق الفصل عليو وربما يظن جاىل
أنو ال يعرؼ حتى يسأؿ غيره فيزدري بو ,واألظهر بالسين ال تسار معناه ال يسار القاضي
أحد الخصمين ألف ذلك يكسر قلب الخصم اآلخر ويلحق بو تهمة الميل من حيث أف
خصمو يظن أنو فيما يسار بصاحبو على رشوة ولذلك ال يسار غير الخصمين في مجلس
القضاء؛ ألف مجلس القضاء يجمع الناس ومسارة اإلثنين في مثل ىذا المجلس تؤدي إلى
فتنة اآلخرين قاؿ – صلی اهلل عليو وسلم – إذا كاف القوـ ثبلثة فبل تناجي إثناف دوف
الثالث فإف ذلك يحزنو ,قولو ( وال تضار ) من الضرر أى ال يقصد اإلضرار بالخصوـ في
تأخير الخروج وال ينغص الخصوـ في استعجالو ليعجز عن إقامة حجتو وفي رفع الصوت
عليو أو في أخذه بسقط من كبلمو إف زؿ فلمجالس القضاء من المهابة والحشمة ما يعجز
كل أحد عن مراعاة جميع الحدود في الكبلـ فإذا لم يعرض القاضي عن بعض ما يسمع
كاف ذلك منو مضارة والقاضي منهي عن ذلك وفيو دليل على أنو ال يشتغل بالبيع والشراء
في مجلس القضاء ألف بذلك ينقص حشمة مجلس القضاء وألنو مجلس إظهار الحق
وبياف أحكاـ الدين فبل ينبغي أف يخلط بو شيأ من عمل الدنيا ,وقولو (ال يرتشي) ألمراد
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة
الرشوة في الحكم وىو حراـ قاؿ -صلى اهلل عليو وسلم -الراشي والمرتشي في النار
وعلقمة ومسروؽ أنهما سئبل أبن مسعود عن الرشوة فقاؿ ىي السحت قاال أفي الحكم
ذلك قاؿ ذلك الكفر ثم تبل ىذه االية [ ومن لم يحکم بما آنزؿ اهلل فأولئک ىم
الکافروف] أخرجو اإلماـ أحمد في اإليماف وفي قولو ( وال تقضي بين إثنين وأنت غضباف)
دليل على أف القاضي ينبغي أف ال يشتغل بالقضاء في حاؿ غضبو ولكنو يصبر حتى يسكن
ما بو فإنو مأمور بأف يقضي عند إعتداؿ حالو ولهذا ينمحى عن القضاء إذا كاف جائعا أو
كظيظا من الطعاـ أو كاف يدافع األخبثين؛ ألنو ينعدـ بو إعتداؿ الحاؿ فكذلك بالغضب
ينعدـ إعتداؿ الحاؿ وربما يجري على لسانو في غضبو ما ال ينبغي أف يسمع الناس ذلك
منو وربما يتغير لونو على وجو ال ينبغي أف يراه الناس على تلك الصفة أو إذا ظهر بو
الغضب عجز صاحب الحق عن إظهار حقو بالحجة خوفا منو ولهذا قلنا يقوـ أو ينحى
الناس عن قربو حتى يسكن ما بو وىذا إذا كاف يعتريو ذلك في بعض األوقات فأف كاف
ذلك من عادتو وذلك نوع من الحدة التي قاؿ فيها رسوؿ اهلل – صلی اهلل عليو وسلم –
تعتري الحدة خيار أمتي أخرجو الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي اهلل تعالى عنهما
فبل يكف عند ذلك عن القضاء ألنو ال يلتبس بو عقلو وال يشتبو عليو وجو القضاء بخبلؼ
ما يعتريو من الغضب في بعض األوقات .
ىذا تماـ تحقيق الكتاب بعوف الملك الوىاب ،والحمد لِلو الذي أنزؿ الكتاب ،وصل اهلل
على سيدنا محمد األمين ،وعلى آلو وصحبو والتابعين ،وسلم إلى يوـ الدين ،اللَّهم اعفر
لي ولوالدي ولجميع المؤمنين ،آمين يارب العالمين
لموالنا شمس الحق األفغاني معين القضاة