You are on page 1of 251

‫ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‬

‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﳌﲔ ﺩﺑﺎﻏﲔ‪ -‬ﺳﻄﻴﻒ ‪2‬‬
‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ‬
‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬
‫ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬـــﺎﺩﺓ‬
‫ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬
‫ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ‪ :‬ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ‬
‫ﻨﺠﻴﺏ ﺒﻥ ﻋﻴﺎﺵ‬ ‫ﺇﻋـــــــﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ)ﺓ(‪:‬‬
‫ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ‬

‫ﺍﻝﻜﻔﺎﻴﺔ ﺍﻝﺘﻔﺴﻴﺭ ‪‬ﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻝ ﱠﻨﺤﻭ ﺍﻝﻭﻅﻴﻔﻲ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻝﱡﻠﻐﺔ ﺍﻝﻌﺭﺒ ‪‬ﻴﺔ‬
‫ـ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻝﻤﺘﻭ ﹼﻜل ـ‬

‫ﺍﳌﺸﺮﻑ‪ :‬ﺩ‪ /‬ﻛﻤﺎﻝ ﻗﺎﺩﺭﻱ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ‪ :‬ﳏﻤﺪ ﳌﲔ ﺩﺑﺎﻏﲔ – ﺳﻄﻴﻒ ‪- 02‬‬
‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺔ‬ ‫ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﺮﺗﺒﺔ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ ﻭ ﺍﻟﻠﻘﺐ‬
‫ﺭﺋﻴﺴﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻄﻴﻒ ‪2‬‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺳﻄﺎﱐ‬
‫ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻭﻣﻘﺮﺭﺍ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ‪ .‬ﺳﻄﻴﻒ ‪2‬‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﳏﺎﺿﺮ )ﺃ(‬ ‫ﺩ‪ .‬ﻛﻤﺎﻝ ﻗﺎﺩﺭﻱ‬
‫ﳑﺘﺤﻨﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻄﻴﻒ ‪2‬‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﳏﺎﺿﺮ )ﺃ(‬ ‫ﺩ‪ .‬ﺍﻟﺰﺍﻳﺪﻱ ﺑﻮﺩﺭﺍﻣﺔ‬
‫ﳑﺘﺤﻨ‪‬ﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﺴﻴﻠﺔ‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﳏﻤﺪ ﺯﻫﺎﺭ‬
‫ﳑﺘﺤﻨ‪‬ﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻄﻴﻒ ‪2‬‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﳏﺎﺿﺮ )ﺃ(‬ ‫ﺩ‪ .‬ﺃﲪﺪ ﻣﺮﻏﻢ‬
‫ﳑﺘﺤﻨ‪‬ﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺧﻨﺸﻠﺔ‬ ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ‬ ‫ﺃ‪.‬ﺩ‪ .‬ﺻﺎﱀ ﺧﺪﻳﺶ‬
‫‪2018 - 2017‬‬
‫اإلهداء‬
‫يطيب لي أن أىدي عممي ىذا إلى‪:‬‬

‫أستاذي المشرف الدكتور كمال قادري أطال اهلل في عمره‪.‬‬

‫الدي الكريمين حفظيما اهلل أمي الحبيبة ومثمي األعمى أبي العزيز‪ ،‬إخوتي وأخواتي‪.‬‬
‫وّ‬

‫شعاعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫إلى جميع أفراد عائمتي كل باسمو الخاص ومن كان في سمائي‬

‫إلى جميع زمالئي خاصَّة لمين وصافي الدين وعادل ورياض وسميم وعبد المالك وربيع‬
‫وعمر‪.‬‬

‫إلى كل غيور عمى دينو ولغتو ووطنو‪.‬‬

‫إلى كل طالب عمم أخمص القصد‪.‬‬

‫جميعا أىدي عممي ىذا المتواضع‪.‬‬


‫ً‬ ‫إلى كل من يحممو القمب ولم يذكره القمم إلييم‬

‫"نجيب"‬
‫كلمة شكر وتقدير‬
‫الحمد هلل وحده‪.‬‬
‫والصالة والسالم عمى من ال نبي بعده‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫ّ‬
‫أسجل شكري وعرفاني بالجميل وتقديري‪.‬‬
‫أما شكري فمألستاذ المشرف عمى الرسالة‪ ،‬الدكتور كمال قادري سمّمو اهلل ورعاه‬
‫ّ‬
‫عمى ما بذلو معي من جيد في قراءة الرسالة واسداء النصح والتوجيو مدة اإلشراف‪،‬‬
‫جزاه اهلل عني كل خير‪.‬‬

‫فقد كان ‪ -‬وال أزكى عمى اهلل أحدًا ‪ -‬حريص كل الحرص عمى تجمية الحقائق‬
‫جيدة‪ ،‬مع توجييي إلى دقة ِ‬
‫العبارة‪ ،‬وسالمة التركيب‪،‬‬ ‫العممية‪ ،‬وضرورة إبرازىا بصورة ّ‬
‫وصحة األسموب‪.‬‬

‫كما أسجل تقديري لمجيود المبذولة التي تبذليا الجامعة‪ ،‬لتيسير طريق العمم أمام‬
‫طالبو‪ ،‬فجزاىم اهلل خي اًر‪.‬‬

‫وال يفوتني تسجيل شكري ودعائي لجميع أساتذتي‪ ،‬الذين أفادوني كثي ًار‪ ،‬وأخص‬
‫بالذكر األستاذ الدكتور اليامين بن تومي والدكتور عبد الرحيم عزاب‪ ،‬ولجميع إخواني‪،‬‬
‫وزمالئي؛ من أعارني منيم كتاباً‪ ،‬أو أبدى تشجيعاً‪ ،‬فميم مني كل ٍ‬
‫شكر وتقدير‪ ،‬جزى‬
‫اهلل الجميع خي اًر‪.‬‬

‫فشكر لكل ىؤالء‬


‫ًا‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ّ‬

‫متعددة وفقًا ألغراض متنوعة‪ ،‬واىتمامات‬


‫ّ‬ ‫سانيون بدراسة المغة من جوانب‬
‫قام الم ّ‬
‫متباينة كالنظرية البنيوية‪ ،‬والنظرية‬
‫ّ‬ ‫لسانية‬
‫ّ‬ ‫مختمفة‪ ،‬فنتج عن ذلك ظيور نظريات ومناىج‬
‫النظرية التوزيعية‪ ،‬والنظرية الوظيفية ‪ ،...‬ويرجع ىذا االختالف بين‬
‫وليدية التّحويمية‪ ،‬و ّ‬
‫التّ ّ‬
‫المدارس المسانية إلى االختالف في الكفاية التي ينبغي أن تتحقق في البحث العممي‬
‫وفتح آفاق‬
‫ِ‬ ‫الدرس المّساني‪،‬‬
‫الرؤية في ّ‬
‫المساني‪ ،‬وقد أدى ىذا االختالف إلى توسيع مجال ّ‬
‫سانيون بأنفسيم‬
‫لمدراسات المغوية عمى مر العصور‪ ،‬ثم إن ىذا االختالف لم يرسمو الم ّ‬
‫جديدة ّ‬
‫متعددة تقوم عمى مبدأ اختيار المساني لمحدود التي تشتغل فييا‬
‫ّ‬ ‫بل فرضتو نظريات لسانية‬
‫المسانيات‪ ،‬ونظرتو إلى طبيعة العمم‪ ،‬وتحديد نوع المادة المغوية‪ ،‬والوسائل التي تجمع بيا‬
‫المادة والمناىج التي تحمّل بيا‪ ،‬وكل ىذا يعود مرجعو إلى عاممين رئيسين أحدىما‪ :‬اختالف‬
‫األسس المنيجية لكل نظرّية‪ ،‬وثانييما‪ :‬تفاوت أو تباين الكفاية التفسيرية لكل نظرية‪.‬‬

‫أن بعض المغويين العرب المحدثين طبقوا‬


‫وميما يكن ىذا االختالف‪ ،‬فإن ما يعنينا ّ‬
‫بعض ىذه النظريات عمى المغة العربية‪ ،‬حيث حاول ميشال زكرياء وعبد القادر الفاسي‬
‫الفيري تطبيق النظرية التوليدية التحويمية لـ نوام تشومسكي (‪ ،)N. Chomsky‬كما حاول‬
‫مازن الوعر تطبيق نظرية الداللة التصنيفية لـ ولتركوك‪ ،‬في حين طبق أحمد المتوكل نظرية‬
‫الوظيفي لـ سيمون ديك (‪ )Simon dik‬عمى المغةالعربية‪،‬باعتبارىا تيدف إلى دراسة‬
‫ّ‬ ‫النحو‬
‫التراث‪ ،‬معيدة قراءتو وتأويمو في ضوء النظريات المسانية الحديثة‪ ،‬وقد انتيى تطبيق ىذه‬
‫النظريات إلى نتائج مختمفة ومتعددة‪.‬‬

‫ومن خالل جيود ومحاوالت أحمد المتوكل جاء ىذا البحث لتقييم‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬من حيث ىي نظرية تسعى كغيرىا‬
‫من النظريات المسانية إلى تحقيق ىذه الكفاية‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيقات ىذه النظرية عمى المغة العربية‪.‬‬


‫ً‬

‫بناء عمى ذلك؛ اخترت أن يكون عنوان بحثي عمى النحو اآلتي "الكفاية التفسيرية في‬
‫الوظيفي وتطبيقاته عمى المغة العربية ­ دراسة في كتابات أحمد المتو ّكل ­"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النحو‬

‫واخترت البحث في ىذا الموضوع لألسباب الموضوعية اآلتية‪:‬‬


‫حي ًاز ميما في الدراسات‬
‫­ اىتمام الجامعات العربية بالنحو الوظيفي؛ إذ أصبح يشغل ّ‬
‫المغوية الحديثة‪.‬‬
‫­ كثرة االشتغال بيذا المجال؛ إذ كثرت فيو البحوث عمى اختالف الرؤى‪.‬‬
‫­ محاولة الوصول إلى الفيم الجيد إلدراك حقيقة ما يدعو إليو أحمد المتوكل‪.‬‬
‫­ اقتناعي بضرورة متابعة نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬وتطبيقاتيا عمى المغة العربية لتقييم‬
‫النتائج التي توصمت إلييا‪.‬‬
‫المكون الوظيفي في المغة العربية ­ من‬
‫­ أجريت في مرحمة الماجستير دراسة حول " ّ‬
‫الجممة إلى الخطاب ­ عند أحمد المتوكل من خالل كتابو "قضايا المغة العربية في‬
‫أن مدار تحميل المدونة المغوية تتمثل في الكشف عن‬
‫الوظيفية"‪ ،‬وجدت ّ‬
‫ّ‬ ‫المسانيات‬
‫الخصائص المغوية‪ ،‬وتحديد العناصر الوظيفية التي تحتكم إلييا‪ ،‬وذلك باالعتماد عمى‬
‫مناىج جديدة تقوم عمى مبدأ التحميل والتفسير‪.‬‬
‫عمميا‪.‬‬
‫تفسير ً‬
‫ًا‬ ‫­ التعريف بنظرية النحو الوظيفي وفيم مبادئيا وتفسيرىا‬
‫­ بيان الكفاية التفسيرية لنظرية النحو الوظيفي‪.‬‬
‫وانطالقًا من ىذه الرؤية‪ ،‬فإن ىذا البحث تدفعو جممة من األسئمة الجوىرية تطرح إشكاالت‬
‫متعددة يمكن تمخيص أىميا في األسئمة اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬

‫تصورات لعدد من‬


‫ّ‬ ‫عموما‪ ،‬أو ىي مجرد‬
‫ً‬ ‫­ ىل نظرية النحو الوظيفي نظرّية في المغة‬
‫المعطيات والقضايا المسانية؟‬

‫‌‬
‫ب‬
‫مقدمة‬

‫مجردة‬
‫­ ىل مبادئ النحو الوظيفي التي يراىا أحمد المتوكل قابمة لمتطبيق‪ ،‬أو ىي قوالب ّ‬
‫وآراء صورية ليس ليا تمثيل وال انعكاس في الواقع؟‬

‫الوظيفي عمى المغة العربية؟‬


‫ّ‬ ‫النحو‬
‫­ ىل تمكن أحمد المتو ّكل من تطبيق نظرّية ّ‬

‫­ ما ىي األدوات واإلجراءات التي اقترحيا النحو الوظيفي لتحقيق الكفاية التفسيرية؟‬

‫الوظيفي إيجابات‪ ،‬واجراء تطبيقات عممية عمى ظواىر المغة‬


‫ّ‬ ‫النحو‬
‫نظرية ّ‬
‫قدمت ّ‬‫­ ىل ّ‬
‫العربية وخصائصيا؟‬

‫­ كيف يبنى التصور العممي الدقيق والمضبوط لمكفاية التفسيرية في النحو الوظيفي؟‬

‫­ ىل يحقق النحو الوظيفي الكفاية التفسيرية؟‬

‫مجرد اجتيادات فييا نظر؟‬


‫­ ىل أثرى النحو العربي أم الزالت ّ‬

‫­ ىل أجابت الوظيفية عمى مشكمة المعنى في المغة العربية؟‬

‫­ ماذا قالت الوظيفية عن الصوت‪ ،‬وعن التركيب؟‬

‫يقدمو النحاة القدامى؟‬


‫قدمت النظرية النحوية الوظيفية ما لم ّ‬
‫­ ىل ّ‬

‫ولإلجابة عن ىذه األسئمة اقتضت طبيعة البحث أن يتوزع عمى مقدمة‪ ،‬ومدخل‪،‬‬
‫وأربعة فصول‪،‬وخاتمة‪.‬‬

‫­ المقدمة‪ّ :‬بينت فييا طريقة سير البحث؛ إذ عرضت إشكالية الدراسة‪ ،‬وأىدافيا‪ ،‬والمنيج‬
‫الذي اعتمدت عميو‪ ،‬وبنيتيا‪ ،‬ومصادرىا‪ ،‬والصعوبات التي واجيتيا أثناء إنجازه‪.‬‬

‫­ المدخل‪:‬خصصتو لتعريف الكفاية التفسيرية‪ ،‬وتحديد ِاتجاىات المدرسة الوظيفية‪ ،‬ودور‬


‫الكفاية التفسيرية في النظريات المّسانية الحديثة‪.‬‬

‫‌‬
‫ت‬
‫مقدمة‬

‫­ الفصل األول‪ :‬عنونتو بـ؛ اإلتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‪ ،‬وفيو مبحثان‪:‬‬

‫تناولت في المبحث األول نشأة النحو الوظيفي وتعريفو‪ ،‬ورّكزت فيو عمى النشأة ومفيوم‬
‫النحو‪ ،‬ومفيوم الوظيفة‪ ،‬وتحديد موضوعيا‪.‬‬

‫والثاني؛ تحدثت فيو عن مبادئ النحو الوظيفي (انعكاس الوظيفة في البنية)‪.‬‬

‫­ الفصل الثاني‪ :‬عنونتو بـ؛ الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬وقسمتو إلى‬
‫مبحثين‪:‬‬

‫األول تحدثت فيو عن الكفاية التفسيريةمن خالل الجياز الواصف لنظرية النحو‬
‫الوظيفي‪.‬‬

‫والثاني؛ فممناقشة الكفاية التفسيرية من خالل نماذج النحو الوظيفي‪.‬‬

‫وقسمتو‬
‫­الفصل الثالث‪ :‬عنونتو بـ؛ تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنيةالعربية‪ّ ،‬‬
‫إلى مبحثين‪ ،‬تناولت في األول؛ أنماط الجمل في المغة العربية واشكال الترتيب األساسي في‬
‫بنيتيا‪.‬‬

‫وتناولت في الثاني؛ ظاىرة اإلعراب في نحو المغة العربية الوظيفي‪ ،‬فتحدثت فيو عن‬
‫مفيوم اإلعراب وأنواعو وحاالتو‪،‬وأىم اإلغناءات والتعديالت التي مست الجممة العربية‪.‬‬

‫­ الفصل الرابع‪:‬عنونتو بـ؛ نقد وتقييم‪ ،‬وقسمتو إلى مبحثين‪:‬‬

‫األول‪ :‬تحدثت فيو عن نقد النظرية الوظيفية عند "سيمون ديك" انطالقا من نشأة‬
‫الوظيفية‪ ،‬والثاني فمنقد كتب أحمد المتوكل‪ ،‬وركزت فيو عمى تمخيص كتب أحمد المتوكل‬
‫ودراستيادراسة نقدية‪.‬‬

‫‌‬
‫ث‬
‫مقدمة‬

‫أىم النتائج والمالحظات‬


‫وأنييت ذلك بخاتمة؛ لخصت فييا ما جاء في البحث‪ ،‬و ّ‬
‫المتوصل إلييا‪.‬‬

‫واعتمدت في بحث مجموعة من المصادر والمراجع في النحو والمسانياتالوظيفية‪ ،‬وىي‬


‫متعددة ومختمفة ومتنوعة بحسب قضاياىا‪ ،‬منيا القديمة ومنياالحديثة‪ ،‬ومن المصادر العربية‬
‫ّ‬
‫القديمة‪ ،‬اعتمدت العناوين الشييرة في النحوالعربي؛ نحو‪:‬‬

‫­ لسان العرب البن منظور‪.‬‬

‫­ الخصائص البن جني‪.‬‬

‫­ اإليضاح في عمل النحو لمزجاجي‪.‬‬

‫­ معجم مقاييس المغة البن فارس‪.‬‬

‫أما المصادر الحديثة؛ نجد‪ُ :‬كتُب أحمد المتوكل المختمفة في الوظيفية والتداولية‪،‬‬
‫وعز الدين البوشيخي‪ ،‬ونعيمة الزىري‪.‬‬
‫وحافظ إسماعيمي عموي‪ ،‬ومحمد األوراغي‪ّ ،‬‬

‫ويتطمب ىذا البحث في طريقة دراستو‪ ،‬وأسموب تناولو‪ ،‬منيجا خاصا يناسبو‪ ،‬يتحدد‬
‫ىذا المنيج من خالل طريقة المعالجة المتبعة في تحميل النصوص الحية‪ ،‬ومن ثمة اإلجابة‬
‫معتمدا فيو عمى‬
‫ً‬ ‫عن ك ّل التساؤالت‪ ،‬والمنيج الذي اتّبعتو في ذلك ىو المنيج الوصفي‪،‬‬
‫االستقراء والتحميل‪ ،‬وتقييم ىذه النتائج من خالل مبادئ نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬ىذا من جية‪،‬‬
‫والنتائج التي خمص إلييا النحاة العرب القدامى من جية أخرى‪ ،‬بغض النظر عن اختالف‬
‫اإلطار النظري لممرجعين‪ ،‬والذي يتخذ من المنيج الوظيفي أداة لو في المقاربة‪.‬‬

‫انطالقًا مما ذكرتو سابقً ا‪ ،‬ومن أجل التمرس في البحث العممي المنيجي‪ ،‬وىو ىدف‬
‫تعرف عمى كيفية بناء تصور عممي‬
‫حد ذاتو‪ ،‬رأيت أن أدرس الكفاية التفسيرّية‪ ،‬لم ّ‬
‫سام في ّ‬
‫وتفسيرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫دقيق ليا في النحو الوظيفي‪ ،‬ومدى تماثل ىذه الكفاية النظامي لمواقع المغوي وصفًا‬
‫‌‬
‫ج‬
‫مقدمة‬

‫ومعرفة النظريات المسانية الحديثة لمتحكم في آليات البحث المساني واإلحاطة بمبادئ نظرية‬
‫النحو الوظيفي واولياتيا في تحميل الخطاب المغوي‪ ،‬وكذلك تقييم الكفاية التفسيرية في ىذه‬
‫النظري ة وتطبيقاتيا عمى المغة العربية‪ ،‬ومحاولة الكشف عن أسبقية البنية عمى الوظيفة‪،‬‬
‫ومعرفة جيود أحمد المتوكل‪ ،‬ومدى تأثرىا باالتجاه الوظيفي‪ ،‬وكذلك النموذج اإلعرابيمـ‬
‫"سيمون ديك"‪ ،‬والوصول إلى نظرية نحوية وظيفية تقوم عمى مبدإ أن المغة أداة لفيم‬
‫وظيفتيا‪ ،‬والبحث عن القدرة التفسيرية لنظرية النحو الوظيفي من خالل كتابات أحمد‬
‫المتوكل‪.‬‬

‫وقد واجو البحث صعوبات تتمثل في‪:‬‬

‫­ عدم توفر كتب "سيمون ديك" المؤصمة لنظرّية النحو الوظيفي‪.‬‬

‫نظر لتشتت أفكاره‪ ،‬وعدم ترتيبيا‪ ،‬ألنو في‬


‫­ صعوبة التعامل مع كتب أحمد المتو ّكل ًا‬
‫ك ّل مرة ُيراجع افتراضاتو والنتائج التي توصل إلييا‪.‬‬

‫ومنو‪ ،‬وأشكر األستاذ المشرف الدكتور‬


‫وختاما‪ ،‬أحمد اهلل العزيز المعين عمى توفيقو ّ‬
‫ً‬
‫كمال قادري اعت ارفًا بفضمو وتشجيعو لي إلنجاز ىذا البحث‪ ،‬واإلشراف عميو ومتابعتو حتى‬
‫استوى عمى الصورة التي ىو عمييا فجزاه اهلل عني كل خير‪.‬‬
‫كما ال أنسى الفضل الكبير لجامعة سطيف‪ ،‬وأخص بالذكر قسم المغة واألدب‬
‫العربي‪ ،‬حيث وجدت فييا كل التسييالت‪.‬‬
‫السادة األفاضل أعضاء لجنة المناقشة عمى قبوليم‬
‫كما أتوجو بالشكر الجزيل إلى ّ‬
‫مناقشة ىذا البحث وتقييمو وتقويمو‪.‬‬
‫السداد والتّوفيق‪ ،‬وما توفيقي إال باهلل عميو توكمت واليو أنيب‪.‬‬
‫أسأل اهلل جل ثناؤه ّ‬

‫‌‬
‫ح‬
‫مدخــل‬

‫التفسيرية‬
‫ّ‬ ‫الكفاية‬
‫التفسيرية‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 1‬مفهوم الكفاية‬

‫‪ - 2‬اتجاهات المدرسة الوظيفية‬

‫الوظيفية‬
‫َّ‬ ‫التفسيرية في النظرية‬
‫ّ‬ ‫‪ - 3‬الكفاية‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫التفسيرية‬
‫ّ‬ ‫‪ - 1‬مفيوم الكفاية‬

‫اصطالحا‪ :‬يختمؼ المعنى العاـ لممفردة عف المعنى‬


‫ً‬ ‫أوالً‪ :‬مفيوم الكفاية‪ :‬لغة و‬
‫الخاص‪ ،‬لذلؾ فمف البدييي التعرض إلى المعنى المُّغوي واالصطالحي لكممة الكفاية‪.‬‬

‫‪ ­ 1‬الكفاية لغة‪ :‬مف كفى يكفي كفاية‪ .‬ومف معانييا‪« :‬ما يحصؿ بو االستغناء عف غيره‪،‬‬

‫ويقاؿ‪ :‬اكتفيت بالّشيء‪ :‬أي استغنيت بو‪ ،‬ومنو قولو صمى اهلل عميو وسمّـ‪" :‬مف ق أر باآليتيف‬
‫مف آخر سورة البقرة في ليمة كفتاه"‪ .1‬ومنيا‪ :‬القياـ باألمر‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬استكفيتو ًا‬
‫أمر فكفانيو‪ :‬أي‬
‫قاـ بو مقامي‪ ،‬ويقاؿ‪ :‬كفاه األمر إذا قاـ مقامو فيو فيو كاؼ وكفي‪ ،‬ومنو قولو تعالى‪:‬‬
‫ٱّلل َ َف َم َ َُ‬
‫اَلۥ َمِنَۡ‬ ‫ِنَدوه ِ َهِۦَ َ َو َمنَيُ ۡضلِل َ َ َُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََُۡ َُ َ ُّ َ َ َ‬ ‫ََۡ َ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِين َم‬
‫اف َعبد َهۥَ َويخوِفوهك ََب ِٱَّل َ‬
‫ٱّلل َبِك ٍ‬
‫سَ َ‬ ‫ألي َ‬
‫َ‬
‫هادَٖ‪ََ٣٦‬الزمرَ‪َ .63َ/‬‬

‫سد الخمّة؛ أي الحاجة وبموغ األمر في المراد‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬كفاه مؤونتو يكفيو‬
‫ويعني ىذا‪ّ :‬‬
‫كفايةً‪.‬‬
‫الكفية‪ :‬وىي ما يكفي اإلنساف مف العيش»‪.2‬‬
‫ومنو ّ‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ ­ 2‬الكفاية‬

‫الميمة الّتي‬ ‫ٍ‬


‫استعماالت منيا‪« :‬الكفاية بمعنى‪ :‬األفعاؿ‬ ‫عدة‬
‫اصطالح عميو الفقياء ّ‬
‫ّ‬
‫األمة‪ ،‬ويطمؽ‬
‫النظر إلى شخص فاعميا‪ ،‬وذلؾ لتعمقيا بمصالح ّ‬ ‫قصد ال ّشارع وجودىا دوف ّ‬
‫عمى تمؾ األفعاؿ فروض الكفايات كالجياد في سبيؿ المّو‪ ،‬وانقاذ الغريؽ‪ .‬يعني ىذا سد‬
‫بد لو منو عمى ما‬
‫مما ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ومسكف وغيرىا‪ّ ،‬‬ ‫وممبس‬ ‫مطعـ‬ ‫األصمية لم ّشخص مف‬
‫ّ‬ ‫الحاجات‬

‫­ حديث أخرجو البخاي فتح الباري‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ ،55‬ومسمـ ج‪ ،1‬ص‪ ،555‬مف حديث أبي مسعود‪ ،‬والمّفظ لمبخاري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ابف منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬وابف فارس‪ :‬معجم مقاييس المُّغة (مادة كفى)‪ ،‬نقالً عف‪ :‬و ازرة األوقاؼ والشئوف اإلسالميَّة‬ ‫‪2‬‬

‫الكويت‪ :‬الموسوعة الفقييَّة (ط‪ .‬أوقاف الكويت)‪ ،‬ج‪ِ ،35‬كفاية ­ ليمة القدر‪ ،‬ط‪ ،1983 ،2‬ص‪.5‬‬

‫‪8‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫تقتير»‪1‬؛ بمعني االستطاعة والقدرة عمى‬ ‫يميؽ بحالو وحاؿ مف في نفقتو مف غير إسر ٍ‬
‫اؼ وال ٍ‬
‫الوصوؿ إلى قضاء الحاجة‪.‬‬
‫عرفيا "ميشاؿ زكريا" بقولو‪« :‬الكفاية ىي القدرة عمى إنتاج الجمؿ وتفيميا في‬
‫في حيف َّ‬
‫عممية التكمُّـ»‪2‬؛ أي معرفة قواعد المُّغة لتحقيؽ التواصؿ الصحيح‪ ،‬وتتمثؿ قدرة المتكمّـ ­‬
‫ّ‬
‫المستمع ­ المثالي في عممية الجمع بيف األصوات المُّ َّ‬
‫غوية وبيف المعاني‪ ،‬وفؽ تناسؽ وثيؽ‬
‫مع قواعد لغتو‪ ،3‬ويقصد ىنا بالمتكمّـ المستمع المثالي الذي يعرؼ قواعد لغتو معرفة كاممة‪.‬‬

‫اصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬مفيوم التفسير‪ :‬لغة و‬
‫ً‬

‫‪ ­ 1‬التفسير لغ ًة‪:‬‬

‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫قاؿ ابف فارس‪(« :‬فسر) الفاء والسيف والراء كممة واحدة ُّ‬
‫تدؿ عمى ِ‬
‫بياف‬
‫ِ‬
‫يضاحو»‪.4‬‬‫وا‬

‫وقاؿ ابف منظور‪(« :‬فسر) الفسر‪ :‬البياف‪ ،‬فسر الشيء ِ‬


‫يفسره بالكسر وت ْفسره بالضـ‬ ‫ْ‬
‫ف ْس اًر وفسَّره‪ :‬أبانو‪ ،...‬الف ْسر‪ :‬كشؼ المغطّى‪ ،‬والتَّ ْفسير كشؼ المراد عف المفظ الم ْش ِكؿ‪،‬‬
‫است ْفس ْرتو كذا‪ ،‬أي سألتو أف يف ِّسره لي»‪.5‬‬
‫وْ‬

‫­ و ازرة األوقاؼ والشئوف اإلسالميَّة الكويت‪ :‬الموسوعة الفقييَّة (ط‪ .‬أوقاف الكويت)‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ميشاؿ زكريا‪ :‬األلسنية (عمم المُّغة الحديث) المبادئ واألعالم‪ ،‬المؤسسة الجامعة لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ­‬ ‫‪2‬‬

‫لبناف‪ ،‬ط‪ ،1981 ،1‬ص‪.262 ­ 261‬‬


‫األلسنية)‪ ،‬المؤسسة الجامعة‬
‫ّ‬ ‫(النظرية‬
‫ّ‬ ‫التوليدية التحويمية وقواعد المُّغة العربية‬
‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬ميشاؿ زكريا‪ :‬األلسنية‬ ‫‪3‬‬

‫لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ­ لبناف‪ ،‬ط‪ ،1986 ،2‬ص‪.32‬‬


‫­ أحمد بف فارس‪ :‬معجم مقاييس المغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد السػالـ محمد ىاروف‪ ،‬دار الفكر‪1399 ،‬ىػ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.514‬‬ ‫‪4‬‬

‫­ ابف منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر – بيروت‪ ،‬ط‪ ،1‬ج ‪ ،11‬ص‪.128‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪9‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫وعِّرؼ التفسير بأنو‪« :‬االستبانة‪ ،‬والكشؼ‪ ،‬والعبارة عف الشيء بمفظ أسيؿ وأيسر مف‬
‫لفظ األصؿ»‪ ،1‬يعني ىذا َّ‬
‫أف التفسير في المغة‪ :‬ىو البياف‪ ،‬واإليضاح‪ ،‬والكشؼ بمفظ أسيؿ‬
‫وأيسر‪.‬‬

‫‪ ­ 2‬التفسير اصطالحا‪:‬‬

‫قاؿ اإلماـ الزركشي‪« :2‬التفسير‪ :‬ىو عمـ يعرؼ بو فيـ كتاب اهلل المنزؿ عمى نبيو‬
‫محمد‪ ،‬وبياف معانيو‪ ،‬واستخراج أحكامو‪ِ ،‬‬
‫وحكمو‪ ،‬واستمداد ذلؾ مف عمـ المغة‪ ،‬والنحو‪،‬‬
‫والتصريؼ‪ ،‬وعمـ البياف‪ ،‬وأصوؿ الفقو‪ ،‬والقراءات‪ ،‬ويحتاج لمعرفة أسباب النزوؿ‪ ،‬والناسخ‬
‫والمنسوخ»‪ ،3‬وأطمؽ الزركشي التفسير عمى الفيـ والبياف واإليضاح‪.‬‬

‫وعِّرؼ عمـ التفسير أيضاً بأنو‪« :‬عمـ يبحث فيو عف كيفية النطؽ بألفاظ القرآف‪،‬‬
‫ومدلوالتيا‪ ،‬وأحكاميا‪ ،‬اإلفرادية‪ ،‬ومعانييا التركيبية‪ ،‬وتفسير الشيء الحؽ بو ومتمـ لو وجار‬
‫مجرى بعض أجزائو‪ ،‬قاؿ أىؿ البياف‪ :‬التفسير ىو أف يكوف في الكالـ لبس‪ ،‬وخفاء فيؤتى‬
‫بما يزيمو ويفسره»‪ .4‬وىذا التعريؼ ركز عمى القراءات بشكؿ جوىري لكنو أشار إلى إيضاح‬

‫­ ابف منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.128‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ىو بدر الديف أبو عبد اهلل محمد بف بيادر بف عبد اهلل المصري الزركشي الشافعي اإلماـ المصنؼ‪ ،‬ولد سنة خمس‬ ‫‪2‬‬

‫وأربعيف وسبعمائة‪ ،‬وأخذ عف الشيخيف‪ :‬جماؿ الديف األسنوي‪ ،‬وسراج الديف البمقيني وكاف رحالة في طمب العمـ‪ ،‬وكثير‬
‫التصانيؼ‪ ،‬توفي بمصر ودفف بالقرافة‪ ،‬سنة أربع وتسعيف وسبعمائة‪ ،‬ينظر‪ :‬ابف العماد العكري الحنبمي‪ :‬شذرات الذىب في‬
‫أخبار من ذىب‪ ،‬تح‪ :‬عبد القادر األرناؤوط‪ ،‬ومحمود األرناؤوط‪ ،‬دار ابف كثير‪ -‬دمشؽ‪ ،‬ط‪1416 ،1‬ىػ‪ ،‬مج ‪ ،6‬ص‪.334‬‬
‫وينظر‪ :‬أحمد بف عمي بف محمد ابف حجر العسقالني شياب الديف‪ :‬الدرر الكامنة في أعيان المائة الثمنة‪ ،‬دائرة المعارض‬
‫العثمانيَّة حيدر آباد‪ ،‬اليند‪ ،‬ط‪1392 ،2‬ىػ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.479‬‬

‫­ بدر الديف محمد بف عبد اهلل الزركشي‪ :‬البرىان في عموم القرآن‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ط‪1376 ،1‬ىػ‪ ،‬ج‪،1‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.13‬‬
‫­ أبو البقاء أيوب بف موسى الكفوي‪ :‬كتاب الكميات‪ ،‬تح‪ :‬عدناف درويش ومحمد المصري‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1419‬ىػ ‪ ،‬ص‪.261‬‬

‫‪10‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫تمؾ المدلوالت بشكؿ إفرادي‪ ،‬وتركيبي‪ ،‬فيو قد تناوؿ نوعيف مف التفسير‪ :‬تفسير مفردات‪،‬‬
‫وتفسير تراكيب‪ ،‬وعميو فإف ىذا التعريؼ أقرب إلى الصواب مف حيث استيعاب معنى‬
‫التفسير عند أىمو‪.‬‬

‫والتفسير (‪ )exeges‬كما جاء في كتاب نظرية النحو الوظيفي «ربط النص المفسَّر‬
‫بالنص األصمي وسياقو ومقاصد‬
‫ّ‬ ‫التوحد لمحكوميتو‬
‫ّ‬ ‫بظروؼ إنتاجو وبمؤلِّفو وينزع إلى‬
‫َّ‬
‫العممية‪ ،‬فالتنظير في‬ ‫مؤلفو"‪ ،‬وتفسير (‪ )explanation‬ىو ىدؼ مف أىداؼ النظرَّية‬
‫المِّسانيات ­ كما في غيرىا مف العموـ ­ يستمزـ عدـ التوقؼ عند مستوى الرصد والوصؼ‬
‫المحض لموقائع موضوع َّ‬
‫الدرس ومجاوزتو إلى مستوى أعمى‪ ،‬مستوى تفسير الوقائع»‪.1‬‬

‫َّ‬
‫العممية الحديثة تقوـ عمى مبدأ تفسير الوقائع كما‬ ‫يفيـ مف ىذا التعريؼ َّ‬
‫أف النظرية‬
‫خارجية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ىي في أصميا وربطيا بالظروؼ ال‬

‫والتفسير جاء عمى نوعيف ىما‪ :2‬تفسير داخمي وتفسير خارجي‪.‬‬

‫‪ ­ 1‬التفسير الداخمي (‪ :)internal explanation‬يقوـ عمى ربط الوقائع بافتراضات‬


‫نظرَّية عامة يصطنعيا المِّساني لتعميؿ الظواىر المراد وصفيا‪ ،‬ومف أبرز األمثمة ليذا النمط‬
‫التوجو الوظيفي افتراض ترابط بنية المِّساف الطبيعي‬
‫ُّ‬ ‫مف االفتراضات في النظريات ذات‬
‫(الصرفية ­ ال َّ‬
‫تركيبية‬ ‫َّ‬ ‫ووظيفتو التو َّ‬
‫اصمية‪ ،‬الذي تفسر في إطاره مجموعة مف الظواىر‬
‫والداللية) بإرجاعيا إلى مبدأ َّ‬
‫تبعية البنية لموظيفة‪.‬‬

‫‪ ­ 2‬التفسير الخارجي (‪ :)external explanation‬يقوـ ىذا التفسير عمى المجوء‬


‫َّ‬
‫لسانية وتعزيزىا‪ ،‬مثالً لجوء المنظريف‬ ‫َّ‬
‫لسانية لالحتجاج الفتراضات‬ ‫إلى نظريات أخرى غير‬

‫­ محمد الحسيف مميطاف‪ :‬نظرية النحو الوظيفي ­ األسس والنماذج والمفاىيم ­‪ ،‬منشورات ضفاؼ ومنشورات‬ ‫‪1‬‬

‫االختالؼ‪ ،‬دار األماف‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ،2114 ،1‬ص ‪.72‬‬


‫­ ينظر‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫َّ‬
‫النفسية" آلليات النحو الوظيفي وقواعده؛ أي‬ ‫َّ‬
‫النفسية إلثبات "الكفاية‬ ‫الوظيفييف إلى النظريات‬
‫أف ىذه اآلليات والقواعد مطابقة لنموذجي إنتاج العبارات المُّ َّ‬
‫غوية وتأويميا مف حيث‬ ‫إثبات َّ‬
‫َّ‬
‫الطبيعية أثناء ىاتيف العمميتيف‪.‬‬ ‫ّإنيا تعكس سموؾ مستعممي المُّغة‬

‫التفسيرية (‪ّ :)explanatory adequacy‬‬


‫عرفيا محمد‬ ‫َّ‬ ‫ثالثًا‪ :‬مفيوم الكفاية‬
‫الحسيف مميطاف؛ بقولو‪« :‬الكفاية التفسيرَّية ىي قدرة النظريات عمى بموغ ثالثة أنواع مف‬
‫َّ‬
‫النمطية‪.‬‬ ‫النفسية والكفاية‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫التداولية والكفاية‬ ‫الكفايات‪ :‬الكفاية‬

‫التداولية (‪ )pragmatic adequacy‬مطمح تسعى في إح ارزه النظرَّية‬


‫َّ‬ ‫فالكفاية‬
‫تداولية أوسع تشمؿ التواصؿ المُّغوي‪.‬‬
‫َّ‬ ‫سانية المؤىمة لالندماج في نظرَّية‬
‫المّ َّ‬

‫النفسية (‪ )psychological adequacy‬مطمح تسعى النظرّية المِّ َّ‬


‫سانية في‬ ‫َّ‬ ‫والكفاية‬
‫النفسية لمقدرة المُّ َّ‬
‫غوية مع‬ ‫ّ‬ ‫إح ارزه لرصد إنتاج الخطاب وفيمو؛ أي حيف يطابؽ النماذج‬
‫السموؾ المُّغوي‪.‬‬

‫النمطية (‪ )typological adequacy‬فيو مطمح تسعى النظرَّية المِّسانية‬


‫َّ‬ ‫أما الكفاية‬
‫َّ‬
‫في إح ارزه حيف تكوف َّ‬
‫معدة لوضع أنحاء لمغات منتمية إلى أنماط َّ‬
‫لغوية متباينة ولرصد وجوه‬
‫االئتالؼ ووجوه االختالؼ بيف ىذه المُّغات»‪.1‬‬

‫وعرؼ ِع ّز الديف البوشيخي الكفاية التفسيرَّية بقولو‪« :‬تقوـ الكفاية التفسيرَّية عمى‬
‫َّ‬
‫وصفيا عمى أساس المعطيات المُّ َّ‬
‫غوية‬ ‫ِّ‬ ‫المفاضمة بيف األنحاء»‪ ،2‬يعني ىذا انتقاء نحو كاؼ‬

‫­ ينظر‪ :‬محمد الحسيف مميطاف‪ :‬نظرية النحو الوظيفي ­ األسس والنماذج والمفاىيم ­‪ ،‬ص‪.121 ­ 121‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ِعّز الديف البوشيخي‪ :‬التَّواصل المُّغوي ­ مقاربة لسانيَّة وظيفيَّة ­‪(،‬نحو نموذج لمستعممي المُّغات ا َّ‬
‫لطبيعية)‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪2‬‬
‫َ‬
‫لبناف ناشروف‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ،2112‬ص‪ .41‬ولممزيد مف التفاصيؿ‪ :‬ينظر‪ :‬المرجع نفسو‪ :‬ص‪ 41‬إلى ص‪.45‬‬

‫‪12‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫تـ اختيار وسيمتيف‪ :1‬مقياس تقويـ األنحاء؛‬


‫مف أجؿ اختيار النحو األفضؿ‪ ،‬ومف أجؿ ذلؾ َّ‬
‫وقيود صورَّية تفرض عمييا‪.‬‬

‫(نحو نموذج لمستعممي المُّغات الطَّبيعية)‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫­ ينظر‪ :‬التَّواصل المُّغوي ­ مقاربة لسانيَّة وظيفيَّة ­‪َ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫‪ - 2‬اتجاىات المدرسة الوظيفية‬

‫َّ‬
‫الوظيفية مف أىـ المدارس المسانية الحديثة‪ ،‬لكونيا تيتـ بدراسة نظاـ المّغة‬ ‫ت ُّ‬
‫عد المدرسة‬
‫الكمي دراسة وظيفية‪ ،‬وىذا ما جعمو يختمؼ عف باقي المدارس األخرى؛ مف خالؿ ىذا‬
‫سأعرض أىـ اتجاىات ىذه المدرسة‪.‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 2‬حمقة براغ‪ :‬لقد تأسست حمقة براغ المّسانية سنة ‪1926‬ـ عمى يد العالـ‬
‫الروس أمثاؿ‪ :‬روماف‬
‫التشيكي فيالـ ماثيزيوس (‪ )vilem mathesius‬وبعض المّغوييف ُّ‬
‫ياكبسوف ( ‪ )roman Jacobson‬ونيكوال يتروبستسكوي (‪ )Nikolaj Trubetzkoy‬وترينكا‬
‫(‪ )trinqua‬و فشاؾ (‪ )vachek‬وكذا أندري مارتيني (‪.1 )André Martinet‬‬

‫وتعد ىذه الحمقة مف أىـ المدارس المِّسانية ذات المنحى الوظيفي في أوربا‪ ،‬واف كانت‬
‫ُّ‬

‫الروسية‪ ،‬إالَّ َّأنيا تركز عمى الطابع الوظيفي لمُّغة سواء مف‬
‫امتدادا لممدرسة ُّ‬
‫ً‬ ‫في حقيقتيا‬
‫النحوية أـ الصوتية أـ الداللية‪ ،‬إذ يقوـ التيار الوظيفي في الدراسات المّسانية الحديثة‬
‫ّ‬ ‫الناحية‬
‫معينة لتتمكف مف‬ ‫تتحرؾ بو األلسنة بطريقة ّ‬‫َّ‬ ‫نظاما‬
‫ً‬ ‫عمى ضرورة دراسة المُّغة باعتبارىا‬
‫التواصؿ‪ ،‬وعمى ىذا األساس يجب دراسة ىذا النظاـ في ذاتو ومف أجؿ ذاتو لتفيـ كيفية‬
‫تحقيقو ليذه الغاية‪.2‬‬

‫صحيحا‪.‬‬ ‫فيما‬ ‫ُّ‬


‫ً‬ ‫والتركيز عمى الجانب الوظيفي لمغة ودراستيا ككتمة يؤدي إلى فيميا ً‬

‫فالمُّغة وجدت مف أجؿ خدمة ىدؼ‪ ،‬وىذا ما امتازت بو عف المدارس األخرى المعاصرة‬
‫ليا‪ ،‬فيي أداة تواصؿ تحمَّؿ بواسطتيا التجربة البشرية‪ ،‬إلى وحدات صغرى دالَّة تسمى‬
‫المَّفاظـ أو األلفاظ (‪ ،)Monèmes‬وىي بدورىا تقطع إلى وحدات متتالية أصغر‪ ،‬منعدمة‬

‫النظرية وتعميقاتيا المنيجية)‪ ،‬ديواف المطبوعات‬


‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬حنفي بف ناصر ومختار لزعر‪ :‬المّسانيات (منطمقاتيا‬ ‫‪1‬‬

‫الجامعية‪ ،‬جامعة مستغانـ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،2111 ،2‬ص‪.51‬‬


‫­ ينظر‪ :‬صالح فضؿ‪ :‬النظرية البنائية في النقد األدبي‪ ،‬دار الشروؽ‪ ،‬القاىرة ­ مصر‪ ،‬ط‪ ،1978 ،1‬ص‪.128‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫الداللة تسمى "الصواتـ" أو األصوات (‪ ،)phonèmes‬تختمؼ مف لغة إلى أخرى مف حيث‬


‫طبيعتيا وعددىا‪ ،‬غير ّأنيا محدودة العدد في ك ّؿ لغة‪ ،‬وتحدد المَّفاظـ والصواتـ بواسطة ما‬
‫يسميو أتباع براغ "التقطيع المزدوج" الذي تشترؾ فيو كؿ المّغات الطبيعية‪.1‬‬

‫وصنفت ىذه المّفاظـ إلى ثالثة أنواع ىي‪:2‬‬

‫­ المَّفاظـ المستقمّة (‪ :)Autonomes‬كبعض الظروؼ في العربية؛ مثؿ‪ :‬حيث‪ ،‬بعد‪،‬‬


‫قبؿ‪.‬‬

‫الجر وحروؼ العطؼ‪.‬‬ ‫َّ‬


‫­ المفاظـ الوظيفية‪ :‬كحروؼ ّ‬

‫كما اىتمت الحمقة بجانب آخر‪ ،‬وىو التحميؿ الوظيفي لمجممة‪ ،‬بمستوياتو الثالثة‪:‬‬
‫النحوي والصرفي والداللي‪ ،‬تتفاعؿ خالؿ عممية االتصاؿ المُّغوي لتنتج الكالـ الذي يقوـ‬
‫بالتعبير عف الوظيفة المقصودة‪ .‬والجممة حسب المنظور الوظيفي تتألؼ مف‪ :3‬المسند‬
‫والمسند إليو‪.‬‬

‫األول‪ :‬يسمى المحموؿ‪ ،‬وينص عمى حقيقة جديدة تتناوؿ ذلؾ الموضوع المحدد‪.‬‬
‫ّ‬

‫الثاني‪ :‬يسمى الموضوع‪ ،‬يشير إلى شيء معروؼ مسبقًا لدى السامع‪.‬‬

‫ىندا‪.‬‬
‫وىذه الجممة توضح ذلؾ‪ :‬خالد ضرب ً‬

‫­ ينظر‪ :‬عبد القادر المييري‪ :‬المّسانيات الوظيفية ضمن أىم المدارس المّسانية‪ ،‬المعيد القومي لعموـ التربية‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ط‪ ،1991 ،2‬ص‪.42 ­ 41‬‬


‫­ ينظر‪ :‬صالح فضؿ‪ :‬النظرية البنائية في النقد األدبي‪ ،‬مكتبة األنجمو مصرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ ،1981 ،2‬ص‪.48‬‬ ‫‪2‬‬

‫كبة‪ ،‬جامعة الممؾ سعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬د‬


‫­ ينظر‪ :‬جفري سامسوف‪ :‬مدارس المّسانيات (التسابق والتطور)‪ ،‬تر‪ :‬محمد زياد ّ‬
‫‪3‬‬

‫ط‪ ،1994 ،‬ص ‪.117 ­ 116‬‬

‫‪15‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫شخصا ضرب "ىند"‪ ،‬ونريد أف نخبره مف ضربيا‪ ،‬أي‬


‫ً‬ ‫أف‬
‫في ىذه الحالة السامع يعرؼ ّ‬
‫ىندا (مفعوؿ بو) محموؿ وضرب (فعؿ) مسند‪ ،‬والجممة "ضرب‬
‫فخالد (مبتدأ) مسند إليو و ً‬
‫ىندا" خبرَّية‪.‬‬
‫ً‬

‫وقد ذىب أندري مارتيني إلى َّ‬


‫أف وظيفة المّغة البشرية ىي التواصؿ‪ ،‬فالمّغة وسيمة‬
‫تتميز بقدرتيا عمى التقطيع المزدوج‪ ،‬ومف أىـ المبادئ المّسانية‬
‫أي شيء وىي ّ‬
‫لمتبميغ قبؿ ّ‬
‫لحمقة براغ ما يمي‪:1‬‬

‫تصور المدرسة عممية التطور المّغوي عمى َّأنيا كسر لنظاـ التوازف الدائـ‪ ،‬واعادتو‬
‫ّ‬ ‫­‬
‫مرة أخرى‪.‬‬
‫ّ‬

‫محددة‪.‬‬
‫أف البنيوية المّسانية ك ّؿ شامؿ‪ ،‬تنتظمو مستويات ّ‬
‫تتصور الحمقة ّ‬
‫ّ‬ ‫­‬

‫أف العناصر المِّسانية والعالقات القائمة بينيا متعايشة ومترابطة‪ ،‬وال يمكف‬
‫­ ترى ّ‬
‫فصميا‪.‬‬

‫تتصور الواقع عمى َّأنو نظاـ سميولوجي رمزي‪ ،‬وتميز بيف‬


‫ّ‬ ‫­ ترى أف المّسانيات البنيوية‬
‫إجراءيف مختمفيف‪.‬‬

‫ِّ‬
‫المتحدث‬ ‫جردة‪ ،‬وامكانية تعبير‬
‫المحددة والذىنية الم ّ‬
‫ّ‬ ‫أوليما‪ :‬التقاط العناصر الواقعية‬
‫عنيا بكممات مف المّغة التي يستخدميا‪.‬‬

‫ِّ‬
‫عضويا (الجممة)‪ ،‬ويمكف أف تقوـ‬ ‫ثانييما‪ :‬وضع العالقة المختارة التي تشكؿ كالِّ‬

‫الكممة مكاف الجممة في التعبير عف اليدؼ نفسو‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬صالح فضؿ‪ :‬النظرية البنائية في النقد األدبي‪ ،‬ص‪ 124‬إلى ص‪.128‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫أف‬ ‫َّ‬
‫المعجمية‪ ،‬ورأت َّ‬ ‫­ دعت المدرسة إلى ضرورة بحث المعالـ البنيوية لداللة الكممات‬
‫القاموس ليس مجموعة مف الكممات المنعزلة‪َّ ،‬إنما ىو نظاـ تتناسؽ في داخمو ىذه الكممات‬
‫وتتعارض فيما بينيا‪.‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 2‬نظرية النحو النسقي الوظيفي‪ :‬ظير النحو النسقي عمى يد "جوف فيرث"‬
‫(‪ )John Firth‬و"ىاليدي" (‪ )Mak Halliday‬كمممح نظري وظيفي في نياية األربعينّيات‬
‫وتطور عمى يد الفرثييف الجدد‪ ،1‬ويبنى النحو النسقي عمى ثالثة مفاىيـ أساسية؛ ىي‪:2‬‬
‫مفيوـ "الوظيفة"‪ ،‬ومفيوـ "النسؽ" ومفيوـ "البنية"‪.‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 2 ­ 2‬مفيوم الوظيفة‪َّ :‬‬


‫حدد ىاليدي الوظائؼ األساسية لمغة َّ‬
‫وبيف دور كؿ‬
‫وظيفة في ثالثة أدوار ىي‪:3‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 1 ­ 2 ­ 2‬الوظيفة التمثيمية‪ :‬تضطمع الوظيفة إلى تمثيؿ الواقع الخارجي أو‬


‫مراعاة نفسية المتكمـ لموصوؿ إلى معرفة حالة ىذه الشخصيات‪.‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 1 ­ 2 ­ 2‬الوظيفة التعالقية‪ :‬تتمثؿ ىذه الوظيفة في تحديد الدور الذي يتخذه‬


‫إخبار أو‬
‫ًا‬ ‫إما أف يكوف‬
‫المتكمـ إزاء مخاطبو؛ أي تحديد العالقة الموجودة بينيما‪ ،‬وىذا الدور َّ‬
‫أمر أو سؤاالً أثناء عممية التبميغ‪ ،‬وفي المقابؿ قد يح ّدد موقؼ المتكمـ أو المخاطب مف‬
‫ًا‬
‫خالؿ فحوى خطابو؛ كأف يتخذ موقؼ المتيقف أو المش ّكؾ أو المحتمؿ‪.‬‬

‫النصية‪ :‬تحدد ىذه الوظيفة كيفية انتقاؿ الكالـ الخطابي‬


‫ّ‬ ‫‪ ­ 3 ­ 1 ­ 1 ­ 2‬الوظيفة‬
‫إلى ّنص متماسؾ متسؽ ومنسجـ‪ ،‬واليدؼ مف ىذا ىو تنظيـ الخطاب‪ .‬يفيـ مف ىذا َّ‬
‫أف‬

‫­ ينظر‪ :‬يحيى بعيطيش‪ :‬نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪( ،‬مخطوط)‪،2116 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.48‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪ ،1989 ،1‬ص‪.121‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ :‬ص ‪.122 ­ 121‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫َّ‬
‫عممية التواصؿ وفؽ‬ ‫الوظيفة عند "ىاليدي"‪ ،‬تقوـ عمى مراعاة أحواؿ المتكمّـ لتحديد وتحقيؽ‬
‫خطاب منظَّـ‪.‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 2 ­ 2‬مفيوم النسق‪ :‬يقوـ النسؽ (النظامي) لياليداي عمى مبدئيف أساسيف‬


‫ىما‪:1‬‬

‫­ وظائؼ التراكيب ت ِّ‬


‫حدد الخصائص البنيوية (الصرفية‪ ،‬التركيبية‪.)...‬‬

‫تعدد وظائؼ المّغة (‪ )multiple fonction‬بحسب التركيب‬


‫­ النحو مبني عمى أساس ّ‬
‫أو البناء المّغوي‪.‬‬

‫نحوا وصرفًا‬ ‫ُّ‬ ‫مف خالؿ ىذيف المبدئيف نجد َّ‬


‫ينص عمى ضرورة إتقاف المغة ً‬
‫أف ىاليدي ُّ‬
‫يعبر بو عف كؿ أفكاره‬
‫وتركيبا لتحقيؽ النسؽ النظامي‪ ،‬فالمّغة إ ًذا «غنية‪ ،‬يجد مستعمميا ما ّ‬
‫ً‬
‫ومشاعره»‪ ،2‬فيقوـ النسؽ العاـ لكؿ لغة مف المُّغات عمى ثالثة أنساؽ تعكس الوظائؼ‬
‫الثالث حسب التطابؽ اآلتي‪ :3‬يطابؽ نسؽ "التعدية" الوظيفة التمثيمية‪ ،‬ويطابؽ نسقا‬
‫و"النصية"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫"الصيغة" و"المحور" الوظيفتيف "التعالقية"‬

‫انطالقًا ىذا التطابؽ سنعرض ىذه األنساؽ كما يأتي‪:4‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬نسق التعدية‪ :‬تقوـ الجممة العربية عمى مفاىيـ داللية؛ ىي‪ :‬الحدث‬
‫والمشاركيف في الحدث وظروؼ الحدث‪.‬‬

‫نموذجا"‪ ،‬رسالة‬
‫ً‬ ‫­ ينظر‪ :‬الطاىر شارؼ‪ :‬المنحى الوظيفي في تفسير التحرير والتنوير البن عاشور "سورة البقرة‬ ‫‪1‬‬

‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2116 ­ 2115 ،‬ص‪.11‬‬


‫­ يحيى أحمد‪ :‬االتجاه الوظيفي ودوره في تحميل المّغة‪ ،‬مجمة عالـ الفكر (األلسنية)‪ ،‬و ازرة اإلعالـ‪ ،‬الكويت‪ ،‬المجمد‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،21‬العدد ‪ ،1989 ،3‬ص‪.82‬‬


‫‪ ­ 3‬ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪ 121‬إلى ص‪.124‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪18‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫المتقبؿ‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬المشاركاف؛ ىما‪ :‬المنفّذ و ّ‬

‫أ ­ المنفّذ‪ :‬ىي ال ّذات المحدثة لمحدث‪ ،‬ب ­ المتقبؿ‪ :‬ىي الذات محطّ تأثير الحدث‪.‬‬

‫الزماف‬
‫ثانيا‪ :‬الظّروؼ‪ :‬ىي ال ّذوات التي تقوـ بدور ثانوي بالنسبة لمحدث‪ ،‬كظروؼ ّ‬
‫ً‬
‫والمكاف واألداة وغيرىا‪.‬‬

‫يدا البارحة في المقيى‪.‬‬


‫ففي الجممة اآلتية‪ :‬ضرب عمر ز ً‬

‫تتضمف ىذه الجممة بالنظر إلى نسؽ التعدية حدثًا يمثمو الفعؿ "ضرب"‪ ،‬ومنف ًذا لمحدث‬
‫ّ‬
‫يدا"‪ ،‬وظرفًا يمثّؿ الواقعة الذي جرى فيو الحدث "البارحة" واألداة‬
‫"عمر"‪ ،‬ومتقبالً لمحدث "ز ً‬
‫"في" ومكاف الحدث "المقيى"‪ ،‬ويمكف تمخيص ىذا بالشكؿ اآلتي‪:1‬‬

‫في المقيى‬ ‫البارحة‬ ‫يدا‬


‫زً‬ ‫عمر‬ ‫ضرب‬

‫مكاف‬ ‫زماف‬ ‫متقبؿ‬ ‫منفذ‬ ‫حدث‬

‫ظروؼ‬ ‫مشاركوف‬

‫جػمػمػة‬

‫تتضم ف الجممة بالنظر إلى نسؽ الصيغة‪ ،‬قضية‬


‫ّ‬ ‫الصيغة‪:‬‬
‫‪ ­ 2 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬نسق ّ‬
‫إما مف صيغة إثبات أو صيغة نفي‪ ،‬في حيف‬ ‫وصيغة ِ‬
‫وجية‪ ،‬والصيغة يمكف أف تكوف َّ‬
‫تتكوف القضية مف‪ :‬محموؿ وفاعؿ وفضمة وتوابع‪.‬‬
‫ّ‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.123‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫المكونات تطابؽ "الحدث" و"المنفذ" و"المتقبؿ" و"الظروؼ"‪،‬‬


‫ّ‬ ‫وفي األخير كؿ ىذه‬
‫بالرسـ اآلتي‪:1‬‬
‫ويمكف التمثيؿ ليا ّ‬

‫في المقيى‬ ‫البارحة‬ ‫يدا‬


‫زً‬ ‫عمر‬ ‫ضرب‬

‫أداة‬ ‫زماف‬ ‫متقبؿ‬ ‫منفذ‬ ‫حدث‬

‫قضية‬ ‫صيغة‬

‫توابع‬ ‫فضمة‬ ‫فاعؿ‬ ‫محموؿ‬

‫"نصا"‪ ،‬أي سمسمة مف العناصر‬


‫‪ ­ 3 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬نسق المحور‪ :‬الجممة باعتبارىا ِّ‬
‫المنظَّمة طبقًا لمموقؼ التواصمي الذي يمكف أف تنجز فيو‪ ،‬تتضمف ما يأتي‪:‬‬

‫المستمدة‬
‫ّ‬ ‫مكوًنا "معطى" داالِّ عمى المعمومة‬ ‫ِّ‬
‫محور" داال عمى محط الحديث‪ ،‬و ّ‬
‫مكوًنا " ًا‬
‫ّ‬
‫"جديدا" داالً عمى المعمومة الممكف استمدادىا مف السياؽ‪.‬‬
‫ً‬ ‫مكوًنا‬
‫مف السياؽ‪ ،‬و ّ‬

‫يدا البارحة في المقيى" جممة خبرَّية والخبر ىنا ابتدائي‪،‬‬


‫فإف جممة "ضرب عمر ز ً‬
‫وليذا ّ‬
‫فتكوف جو ًابا الستفياـ إذا قمنا‪ :‬مف ضرب عمر؟ ومتى؟ وأيف؟ نمثؿ ليا بالشكؿ اآلتي‪:2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.124‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.124‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪20‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫في المقيى‬ ‫البارحة‬ ‫يدا‬


‫زً‬ ‫عمر‬ ‫ضرب‬

‫أداة‬ ‫زماف‬ ‫متقبؿ‬ ‫منفذ‬ ‫حدث‬

‫قضية‬ ‫صيغة‬

‫توابع‬ ‫فضمة‬ ‫فاعؿ‬ ‫محموؿ‬

‫تعميؽ‬ ‫محور‬

‫جديد‬ ‫معطى‬

‫الوظيفي في منتصؼ القرف العشريف مع جممة‬


‫ّ‬ ‫الوظيفي‪ :‬نشأ المنحى‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 3 ­ 2‬ال ّنحو‬
‫مف األعماؿ المسانية الحديثة؛ أىميا‪ :‬أعماؿ مدرسة براغ وأعماؿ المّسانييف الشكالنييف‬
‫سقية (لندف)‪.1‬‬
‫المعروفة بالوجية الوظيفية لمجممة والمدرسة الن َّ‬

‫الوظيفي مع‬
‫ّ‬ ‫النحو‬
‫فشيئا حتّى ظيرت نظرية ّ‬ ‫شيئا ً‬‫يتطور ً‬‫مف ىنا بدأ المنحى الوظيفي ّ‬
‫مجموعة مف الباحثيف بجامعة أمسترداـ والتي يرأسيا الباحث المِّساني اليولندي "سيموف ديؾ"‬
‫(‪ ،)Simon Dik‬وكاف َّأوؿ مف َّ‬
‫قدـ الصياغة العامة لمنحو الوظيفي سنة ‪1978‬ـ وأرسى‬
‫مبادئيا وأسسيا‪ ،‬وانتقؿ ىذا المنحى إلى العالـ العربي في السنوات األولى مف الثمانينيات‬
‫كنظرية نحوية وظيفية إلى المغرب األقصى عمى يد المّساني الباحث أحمد المتوكؿ‪ ،‬ولـ يكف‬
‫مر بثالث مراحؿ وىي‪ :‬مرحمة االستنبات‪ ،‬ومرحمة‬
‫مجرًدا‪ ،‬وانما كاف نقالً َّ‬
‫ىذا النقؿ نقالً َّ‬
‫التّأصيؿ‪ ،‬ومرحمة اإلسياـ والتّطوير‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬مصطفى غمفاف‪ :‬المّسانيات العربية الحديثة (دراسة نقدية في المصادر واألسس النظرية والمنيجية)‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫الحسف الثاني‪ ،‬عيف الشؽ ­ كمية اآلداب والعموـ اإلنسانية‪ ،‬سمسمة ورسائؿ وأطروحات رقـ‪ ،4 :‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪21‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫ىامة‬
‫المرحمة األولى‪ :‬أخذت نظرية النحو الوظيفي ­ حيف نقمت إلى المغرب ­ مكانة ّ‬
‫أساسية بيف االتجاىات المّسانية الحديثة التي كانت سائدة آنذاؾ‪ ،‬وعمى رأسيا االتجاه‬ ‫و ّ‬
‫الدرس المُّغوي العربي القديـ نحوه وبالغتو‪.‬‬
‫البنيوي واالتجاه التوليدي التحويمي‪ ،‬وكذلؾ ّ‬

‫تـ مف خالليا ربط نظرية النحو الوظيفي‬


‫المرحمة الثانية‪ :‬ىي مرحمة التّأصيؿ التي َّ‬
‫أصؿ لمنحى وظيفي عربي ُّ‬
‫يمتد‬ ‫بالفكر المّغوي العربي القديـ عمى أساس َّ‬
‫أف ىذا األخير ّ‬
‫بواسطة َّ‬
‫الدرس المّساني الوظيفي الحديث‪.‬‬

‫المرحمة الثالثة‪ :‬بدأ المّسانيوف الوظيفيوف المغاربة بصفة خاصة والعرب بصفة عامة‪،‬‬
‫اإلسياـ في تطوير نظرية النحو الوظيفي في العر َّبية‪.‬‬

‫حكر عمى‬
‫مرت بيا نظرية النحو الوظيفي في بداية األمر ًا‬
‫كانت ىذه المراحؿ التي َّ‬
‫فشيئا إلى بمداف أخرى كالجزائر‬
‫شيئا ً‬
‫جامعة محمد الخامس بالرباط (المغرب)‪ ،‬ثـ انتقمت ً‬
‫كبيرا‪ ،‬إذ‬
‫اجا ً‬
‫وليبيا وتونس ومصر والعراؽ وسوريا‪ ،‬وكذا بمداف الخميج العربي أيف عرفت رو ً‬
‫تبناىا مجموعة مف الباحثيف‪.1‬‬

‫‪ ­ 4 ­ 2‬نظرية التركيب الوظيفي‪ :‬يقصد بػ "التركيب الوظيفي" «النحو الذي اقترحو‬


‫منذ عشر سنوات فاف فاليف وفولي والذي يطمؽ عميو ىذاف المغوياف‪ ،‬أحيانا "نحو األدوار‬
‫واإلحالة "»‪.2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬محمد الحسيف مميطاف‪ :‬نظرية النحو الوظيفي (األسس والنماذج والمفاىيم)‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.126‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪22‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫تنتج الجممة في ىذه النظرية عبر بنيات ثالث ىي‪ :1‬بنية داللية أو (أدوارية)‪ ،‬وبنية‬
‫صرفية ­ تركيبية‪ ،‬وبنية تداولية أو (إحالية)‪ ،‬في حيف ترصد ىذه البنيات الثالث ثالثة أنساؽ‬
‫مف القواعد؛ ىي‪ :‬قواعد صرفية ­ تركيبية‪ ،‬قواعد داللية‪ ،‬قواعد تداولية‪.‬‬

‫غوية‬
‫حدد الخصائص الوظيفية الخصائص الصورية (التركيبية‪ ،‬الصرفية)‪ ،‬لمعبارة المّ ّ‬
‫ت ّ‬
‫انطالقًا مف المبدأ المنيجي العاـ‪ ،‬الناتج عف التفاعؿ القائـ بيف أنساؽ القواعد الثالثة‬
‫مكوًنا مستقالً‪ ،‬وىذا خالفًا لنماذج األنحاء التوليدية‪ ،‬بؿ ىو‬
‫عد ّ‬‫السابقة؛ أي إ َّف التركيب ال ي ُّ‬
‫ّ‬
‫المكونيف اآلخريف (الداللي والتداولي) إلنتاج البنية الصرفية‬
‫ّ‬ ‫مكوف يدخؿ في تفاعؿ مع‬
‫ّ‬
‫التركيبية‪.‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 4 ­ 2‬البنية التركيبية الصرفية‪ :‬تنتج البنية التركيبية الصرفية عف التفاعؿ‬


‫المكونات وفي‬
‫ّ‬ ‫القائـ بيف خصائص البنيتيف الداللية والتداولية‪ ،‬ويتجمى ذلؾ في ترتيب‬
‫حيز الموقع‬
‫المكونات ذات الحمولة اإلخبارية "المعطاة" في ّ‬
‫ّ‬ ‫الظاىرة اإلعر َّ‬
‫ابية‪ ،‬إذ تتموقع‬
‫حيز‬ ‫المكونات ذات الحمولة اإلخبارية "الجديدة" في ّ‬
‫ّ‬ ‫األوؿ مف الجممة‪ ،‬في حيف تتموقع‬‫َّ‬
‫المواقع األخيرة‪ ،‬وىذا ما نالحظو في المّغة العربية تقديـ المفعوؿ عمى الفاعؿ؛ أي إ َّف‬
‫يدا عمرو‪ ،‬في ىذه‬
‫المفعوؿ يكوف بيف الفعؿ والفاعؿ‪ ،‬كما ىو في المثاؿ اآلتي‪ :‬ضرب ز ً‬
‫التداولية اآلتيتيف‪ :2‬أف يكوف‬
‫ّ‬ ‫الداللية و‬
‫ّ‬ ‫يتقدـ المفعوؿ عمى الفاعؿ وفقًا لمخاصيتيف‬
‫الحالة ّ‬
‫ال عمى محط‬
‫ال لممعمومة المعطاة‪ ،‬المتقاسمة بيف المتكمـ والمخاطب‪ ،‬وأف يكوف دا ً‬
‫حام ً‬
‫يدا" في‬
‫مكوف "ز ً‬
‫الحديث في الجممة؛ أي ىو الركيزة األساسية التي يدور عمييا الحديث‪ ،‬فال ّ‬
‫يدا؟ وىذا الجواب حامال لممعمومة‬
‫الجممة السابقة قد يكوف جو ًابا ليذا السؤاؿ‪ :‬مف ضرب ز ً‬
‫السائؿ‪ ،‬أو ما يش ّكؿ محط‬
‫التي يتقاسـ معرفتيا كؿ مف المتكمـ والمخاطب‪ ،‬ودا ّؿ عمى اىتماـ ّ‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪ 126‬إلى ص‪.135‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.132‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪23‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫المكوف الفاعؿ ُع َم ُر‪ ،‬وىذا ما جعمو‬


‫ّ‬ ‫يتقدـ عمى‬
‫زيدا" ّ‬
‫المكوف " ً‬
‫ّ‬ ‫اىتماـ الحديث‪ ،‬وىذا ما جعؿ‬
‫يتأخر عنو‪ ،‬بالنظر إلى وظيفتو التركيبية‪1‬؛ أي عندما نجيب عف سؤاؿ نعرفو وال نجيمو‪،‬‬
‫السامع‪ ،‬وبالتالي يتحقؽ ُّ‬
‫تقدـ المفعوؿ عف الفاعؿ‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫تكوف المعمومة معروفة بيف المتكمـ و ّ‬
‫عمر ضربو زيد‪.‬‬
‫اآلتية‪ً :‬ا‬
‫وىناؾ نوع آخر مف التقديـ وىو تقديمو عمى الفعؿ؛ مثؿ الجممة ّ‬

‫‪ ­ 2 ­ 4 ­ 2‬البنية الداللية‪ :‬تقوـ البنية الداللية لمجممة‪ ،‬في نظرية التركيب الوظيفي‬
‫عمى مفيوميف أساسييف؛ ىما‪ :‬مفيوـ األدوار الداللية أو المحورية‪ ،‬ومفيوـ انقساـ المحموؿ‬
‫إلى مجموعة مف المحموالت األساسية‪ ،‬فقاـ "فاف فاليف وفولي" باختزاؿ األدوار الداللية‬
‫المتحمؿ‪ ،‬ويعرفاف‬
‫ّ‬ ‫أساسييف‪ :‬دور العامؿ ودور‬
‫ّ‬ ‫داللييف‬
‫ّ‬ ‫لموضوعات المحموؿ في دوريف‬
‫كاآلتي‪ :‬يحمؿ دور "العامؿ" الموضوع َّ‬
‫الداؿ عمى المشارؾ الذي ينجز الواقعة‪ ،‬التي يد ّؿ‬
‫الداؿ عمى‬
‫"المتحمؿ" الموضوع ّ‬
‫ّ‬ ‫عمييا وىو ما يعرؼ عند "ديؾ" بالمنفذ‪ ،‬ويحمؿ دور‬
‫(المتقبؿ)‪.2‬‬
‫ّ‬ ‫المشارؾ الذي ال ينجز وال يراقب أية واقعة بؿ يتأثر بيا‬

‫المكوف "عمرو"‬
‫ّ‬ ‫يدا البارحة في المقيى) يحمؿ‬
‫السابقة (ضرب عمرو ز ً‬ ‫ففي الجممة ّ‬
‫يدا"‬
‫المكوف "ز ً‬
‫ّ‬ ‫الداللّي "العامؿ" لكونو داالً عمى المشارؾ المنجز لمواقعة‪ ،‬في حيف َّ‬
‫أف‬ ‫الدور ّ‬
‫ّ‬
‫يحمؿ الدور الداللي "المتحمؿ"‪ ،‬لكونو ُّ‬
‫يدؿ عمى المشارؾ المتأثّر بالواقعة المنجزة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫أساسية أولى‪ ،‬وىذه األخيرة تنقسـ إلى‬


‫ّ‬ ‫وينقسـ مدلوؿ المحموؿ أو معناه إلى محموالت‬
‫محموؿ "غير حركي" ومخصص أو "رابط"‪ ،‬مثاؿ ذلؾ المحموليف‪ :‬مات وقتؿ‪.‬‬

‫اللية كاآلتي‪( :‬أصبح ال حي (س))‪.‬‬


‫الد ّ‬‫أ ­ "مات" يمكف صياغة بنيتو ّ‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.133 ­ 132‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬يحيى بعيطيش‪ :‬نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي‪ ،‬ص‪.58‬‬

‫‪24‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫شيئا ] جعؿ [ أصبح ال‬


‫ب ­ "قتؿ" باعتباره فعالً يمكف صياغتو كاآلتي‪ [ :‬س يفعؿ ً‬
‫جمميا‪ ،‬يربط بيف جممتيف اثنتيف‪ :‬الجممة َّ‬
‫الدالة عمى‬ ‫ِّ‬ ‫حي (ص)]‪ .‬فالفعؿ "جعؿ" ُّ‬
‫يعد رابطًا‬
‫الدالة عمى الحدث المعمَّؿ (بفتح الالـ)‪.‬‬
‫الحدث المعمّؿ (بكسر الالـ) والجممة َّ‬

‫تميز نظرية‬
‫المكونات ال تأخذ األىمية نفسيا في البنية الداللية‪ ،‬لذا ّ‬
‫ّ‬ ‫كما َّ‬
‫أف ىذه‬
‫دائما‬
‫التركيب الوظيفي بيف ثالثة قطاعات؛ ىي‪ :‬النواة والصمب واليامش‪ ،‬فمحموؿ الجممة ً‬
‫يش ّكؿ النواة سواء أكاف المحموؿ محموالً بسيطًا أـ محموالً مرّكًبا‪ ،‬ويش ّكؿ صمب الجممة‬
‫فيدؿ عمى المشاركيف الثانوييف‬
‫أما ىامش الجممة ّ‬ ‫العناصر التي ُّ‬
‫تعد موضوعات لممحموؿ‪َّ ،‬‬
‫في الحدث‪ ،‬كالمشارؾ "المستفيد"؛ أي الظروؼ الزمانية والمكانية‪.1‬‬

‫يدا البارحة في‬


‫التصور تكوف البنية الداللية لمجممة السابقة "ضرب عمر ز ً‬
‫ّ‬ ‫ونظر ليذا‬
‫ًا‬
‫المقيى"؛ كاآلتي‪:2‬‬

‫(البارحة) (في المقيى)‬ ‫يدا)‬


‫(عمر) (ز ً‬ ‫[[[ضرب]‬

‫ىامش‬ ‫صمب‬ ‫نواة‬

‫جػمػمػة‬

‫التصور الذي ييدؼ إليو الوظيفيوف ىنا يتجاوز حدود التحميؿ النحوي التقميدي‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫إف‬
‫(المتمثؿ في تحميؿ عناصر التركيب وتحديد القيمة الوظيفية لكؿ عنصر)‪ ،‬بؿ يتعدى ذلؾ‬
‫إلى محاولة فيـ ما يدور في ذىف المتكمّـ مف خالؿ تصنيؼ عناصر الكالـ بيف ما ىو‬
‫أساسي (نواة) وما ىو صمب وبيف ما ىو ىامش‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪ 126‬إلى ص‪ .131‬وينظر‪ :‬يحيى بعيطيش‪ :‬نحو‬ ‫‪1‬‬

‫نظرية وظيفية لمنحو العربي‪ ،‬ص‪ 58‬إلى ص‪.60‬‬


‫­ ينظر‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.129‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫العامة لمجممة كما يمي‪:1‬‬


‫وعمى أساس الحديث عف المخصصات‪ ،‬تكوف البنية ّ‬

‫صيغة‪ ]...‬زماف] قوة)‬ ‫(جية)‪]...‬‬ ‫(([([[محموؿ]‬

‫ىامش‬ ‫صمب‬ ‫نواة‬

‫جػمػمػة‬

‫‪ ­ 3 ­ 4 ­ 2‬البنية التداولية‪ :‬يقصد بالبنية التداولية‪" ،‬البنية المنظَّمة عمى أساس‬


‫األدوار الخطابية التي تحمميا مكونات الجممة"‪ .2‬وي َّ‬
‫تحكـ في تنظيـ بنية الجممة نوعاف مف‬ ‫ّ‬
‫المكونات بالنظر إلى حمولة الجممة اإلخبارية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المعمومات "قديمة" ‪" /‬جديدة"‪ ،‬التي تحمميا‬
‫مكونات الجممة‪،‬‬
‫مكوف رئيس يش ّكؿ مركز االىتماـ‪ ،‬والذي يبنى عميو باقي ّ‬
‫أضؼ إلى ذلؾ ّ‬
‫يصطمح عميو "القيمة التداولية" أو مصطمح "العماد"‪.3‬‬

‫كما َّ‬
‫أف ىناؾ فرقًا بيف مصطمح العماد ومصطمح المحور‪ ،‬فالعماد عنصر مف عناصر‬
‫الجممة‪ ،‬بينما المحور يتموقع خارج الجممة‪ ،‬ويفصؿ بفاصمة أو وقؼ‪ ،‬كما يتضح مف خالؿ‬
‫الجمؿ اآلتية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪.129 ،‬‬
‫تحدد الواقعة َّ‬
‫الداؿ عمييا‬ ‫السمات (تاـ ‪ /‬غير تاـ‪ ،‬منقطع ‪ /‬مسترسؿ‪ ،‬آني ‪ /‬مستمر ‪ )...‬التي ّ‬
‫­ الجية ىي‪ :‬مجموعة ّ‬
‫‪‬‬

‫نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫ّ‬ ‫محموؿ الجممة مف حيث تكوينيا الداخمي ومراحؿ تحقيقيا‪ .‬محمد الحسيف مميطاف‪:‬‬
‫التحتية "جية" ‪" ،‬زمف"‪" ،‬وجو" ‪ ...‬بما فييا الوزف‪ ،‬مثؿ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫لمسمات‬
‫­ الصيغة ىو‪ :‬مفيوـ صرفي‪ ،‬يعني التحقؽ الصرفي ّ‬
‫‪‬‬

‫نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬ص‪.97‬‬


‫صيغة "الماضي" و "المضارع" و "األمر"‪ّ .‬‬
‫‪2‬‬
‫­ المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.132 – 131‬‬

‫‪26‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫أ ­ امرؤ القيس شاعر‪.‬‬

‫(‪)1‬‬

‫ب ­ عاد خالد البارحة مف الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫يع ُّد المكوناف "امرؤ القيس" و"خالد" عنصريف داخميف في البنية الحممية‪ ،‬وفي المقابؿ‬
‫يكوناف خارجيف عف البنية الحممية في الجممتيف اآلتيتيف‪:‬‬

‫أ ­ امرؤ القيس‪ ،‬شاعر جاىمي‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫ب ­ خالد‪ ،‬عاد البارحة مف الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫التفسيرية في النظرية الوظيفيَّة‬


‫ّ‬ ‫‪ - 3‬الكفاية‬

‫َّ‬
‫العممية عندما تستجيب لكفايتي المالحظة والوصؼ‬ ‫تأخذ النظرية المِّسانية قيمتيا‬

‫والتفسير‪ ،‬وتأخذ ىذه الكفايات ترتيبا يبدأ باألولى التي تعد في أعمى السمـ‪ ،‬ثـ تأتي الكفاية‬

‫في الوصؼ التي تتوسط الكفايتيف السفمى والعميا‪ ،‬وبينما تكتفي بعض المدارس المسانية‬

‫أصر تشومسكي عمى أىمية الكفاية التفسيرَّية‪ ،‬بؿ إَّنو يرى‬


‫َّ‬ ‫بالكفايتيف األولى والثانية وليذا‬

‫أنيا ىي األولى‪ .1‬و َّ‬


‫تتحدد قيمة ىذه الكفايات الثالث فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ ­ 1‬الكفاية في المالحظة‪ :‬وىي شرط أساسي في البحث‪ ،‬وىي المنطمؽ المبدئي‬

‫المغوية‪ ،‬واالختالؼ يكمف في موضوع المالحظة‪ ،‬فالسموكيوف مثال‬


‫ّ‬ ‫الستكشاؼ الظاىرة‬

‫بزعامة "جوف واطسوف" (‪ )G. Widdowson‬يروف أف االنتباه ينبغي أف يرتكز عمى‬

‫العناصر المغوية القابمة لممالحظة‪ ،‬في حيف يرى التوليديوف بزعامة تشومسكي‬

‫(‪ )Chomsky‬أف المعرفة المغوية لممتحدث السميقي ىي الموضوع الحقيقي لممالحظة‪ ،‬وىكذا‬

‫فإف العناية ينبغي أف تنصب عمى أنماط الجمؿ‪ ،‬وىذه ميمة تتـ عادة عمى مستوى‬

‫المالحظة‪ ،‬وعمى الرغـ مف ذلؾ‪ ،‬فقد أولى تشومسكي في ىذا المستوى عناية أقؿ؛ ألف‬

‫الحقائؽ ال متصمة بالموضوع (التعبيرات‪ ،‬الجمؿ الممكنة في لغة ما‪ ،‬وخصائصيا البنيوية)‬

‫­ ينظر‪ :‬محمد محمد يونس عمي‪ :‬مدخل إلى المسانيات‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتحدة‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ،2114‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.47‬‬

‫‪28‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫يحصؿ عمييا مف حدس المساني‪ ،‬وليس مف المالحظة المباشرة‪ ،‬كما أف المعرفة المغوية‬

‫لممتكمـ السميقي ىي موضوع المّسانيات‪.1‬‬

‫‪ ­ 2‬الكفاية في الوصف‪ :‬تتمثؿ في وصؼ الظاىرة المّغوية كما ىي ال كما يجب أف‬

‫تحدد مفاىيـ "الجممة الممكنة"‪ ،‬و"الوصؼ البنيوي"‪ ،‬و"النحو التوليدي"‪ ،‬بمعنى أف‬
‫تكوف‪ ،‬كما ّ‬

‫تكوف قادرة عمى‪« :‬توليد الجمؿ الممكنة؛ وتوليد األوصاؼ البنيوية الممكنة؛ وتوليد األنحاء‬

‫ِّ‬
‫وصفيا لكؿ لغة مف المّغات؛ وت ِّ‬
‫عيف طريقة خاصة‬ ‫كافيا‬
‫نحوا ً‬
‫البنيوية الممكنة‪ ،‬بحيث تتضمف ً‬

‫لتحديد الوصؼ البنيوي لمجممة»‪.2‬‬

‫تحميميا يتعمؽ‬
‫ً‬ ‫الوصفية تكمف في وصؼ قدرة المتكمـ وصفًا‬
‫ّ‬ ‫ىذا يعني َّ‬
‫أف كفاية النحو‬

‫السموكيوف يقتصروف في دراسة‬


‫بفيـ الجمؿ التي يختارىا المتكمـ أثناء كالمو‪ ،‬وىذا ما جعؿ ّ‬

‫أما التوليديوف‬
‫الظواىر المغوية عمى دراسة وصفية دوف الخوض في تأويميا أو تفسيرىا‪َّ ،‬‬

‫الذيف كاف ليـ عناية خاصة بفكرة العموميات‪ ،‬فمـ يكتفوا بالمالحظة أو الوصؼ‪ ،‬بؿ رأوا َّأنو‬

‫‪1‬‬
‫­ ينظر‪ :‬محمد محمد يونس عمي‪ :‬مدخل إلى المسانيات‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫(نحو نموذج لمستعممي المُّغات الطَّبيعية)‪،‬‬


‫َ‬ ‫عز الديف البوشيخي‪ :‬التَّواصل المّغوي مقاربة لسانية وظيفية‬
‫­ ينظر‪ّ :‬‬
‫‪2‬‬

‫ص‪.40‬‬

‫‪29‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫عالمية تنطبؽ عمى جميع المُّغات‪ ،‬وىذا عف طريؽ تحديد المبادئ‬


‫َّ‬ ‫مف الضروري صوغ قواعد‬

‫واألسس المفسرة لمظواىر الخارجية‪.1‬‬

‫‪ ­ 3‬الكفاية في التفسير‪ :‬تقوـ الكفاية التفسيرَّية عمى َّ‬


‫الربط بيف المنيج العممي الدقيؽ‬

‫سانية‬ ‫نحو ٍ‬
‫كاؼ تفسيرًيا‪ .‬فالنظرية المّ ّ‬ ‫والمرامي واألىداؼ التي يسعى إلى تحقيقيا‪ ،‬وكذا انتقاء ٍ‬

‫غوية األولى‪ ،‬وذلؾ بمنحيا مجموعة مف األنحاء‬


‫أخذت ىذه الكفاية عمى أساس المعطيات المّ ّ‬

‫مف أجؿ اختيار النحو األفضؿ‪ ،‬والتي تقوـ عمى وسيمة مقياس تقويـ األنحاء‪ ،‬ومبادئ‬

‫صورية تفرض عمييا‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ تطوير النظرّية المّسانية‪ ،‬ولبموغ الكفاية التفسيرية حسب‬

‫قوؿ "تشومسكي" يجب االنتقاؿ مف وصؼ حدس المتكمـ المّغوية إلى تفسير ىذا الحدس وىذا‬

‫يتـ عمى أساس «فرضية تجريبية تتعمؽ باالستعداد الفطري الذي يقود الطّفؿ إلى إقامة نظرّية‬

‫لمعالجة المعمومات التي يمتمكيا»‪.2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬محمد محمد يونس عمي‪ :‬مدخل إلى المسانيات‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتحدة‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ،2114‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.48‬‬

‫(نحو نموذج‬
‫َ‬ ‫‪ 2‬تشومسكي‪ ،1965 :‬ص‪ ،44‬نقالً عف‪ :‬عزّ الديف البوشيخي‪ :‬التَّواصل المّغوي مقاربة لسانية وظيفية‬
‫لمستعممي المُّغات َّ‬
‫الطبيعية)‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪30‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫ومف ىذا المنطمؽ وضع ديؾ نمطيف مف معايير الكفاية ىما‪ :‬معيار الكفاية في‬

‫الوصؼ ومعيار الكفاية في التفسير‪ ،‬وىذا األخير يمكف صياغتو عمى النحو اآلتي‪:1‬‬

‫داولية‪ :‬تكمف أىمية الكفاية التداولية في جعؿ األقواؿ والخطابات‬


‫‪ ­ 1 ­ 3‬الكفاية التّ ّ‬

‫المتمفظ بيا مقبولة وناجحة ومفيومة‪ ،‬وىذا يحدث بالتفاعؿ التواصمي القائـ بيف المتكمـ‬

‫الصرؼ فحسب‪ ،‬بؿ‬


‫ّ‬ ‫والمخاطب‪ ،‬و التواصؿ عف طريؽ المّغة «ال يقتضي المعرفة المّغوية‬

‫المعيف الذي تتـ فيو عممية‬


‫ّ‬ ‫تخص الموقؼ‬
‫ّ‬ ‫عامة وآنية‬
‫يقتضي كذلؾ معارؼ أخرى َّ‬

‫مزودا بمفاىيـ متخصصة ومتنوعة قصد تحديد‬


‫ً‬ ‫وظيفيا‬
‫ً‬ ‫جياز‬
‫ًا‬ ‫التّواصؿ»‪ ،2‬وىذا يتطمب منا‬

‫المكونات (الداللية‪ ،‬التركيبية‪ ،‬التداولية)‪ ،‬وىنا النحو الوظيفي يراعي السبؽ‬


‫ّ‬ ‫العالقات بيف‬

‫لموظائؼ التداولية‪ ،‬وعمى ىذا األساس يمكف صياغة األنحاء الوظيفية عمى النحو اآلتي‪:3‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬مكتبة دار األماف ­ ‪ 4‬ساحة‬ ‫‪1‬‬

‫الرباط‪ ،‬ط‪ ،2116 ،1‬ص‪ 64‬إلى ص‪.71‬‬


‫المامونيَّة ­ ّ‬
‫­ المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫‪2‬‬

‫(نحو نموذج لمستعممي المُّغات الطَّبيعية)‪ ،‬ص‪.43‬‬


‫­ عزّ الديف البوشيخي‪ :‬التَّواصل المّغوي مقاربة لسانية وظيفية َ‬
‫‪3‬‬

‫‪31‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫تمثيؿ داللي تداولي‬

‫قواعد صرفية تركيبية‬

‫بنية صرفية تركيبية‬

‫قواعد صوتية‬

‫تمثيؿ صوتي‬

‫مف خالؿ ىذه البنية نالحظ َّ‬


‫أف التمثيؿ الداللي ىو مركز البنية التحتية الذي ينقؿ إلى‬

‫ثـ إلى بنية صرفية تركيبية إلى أف يصؿ إلى تحديد القواعد الصوتية‪.‬‬
‫تمثيؿ داللي تداولي‪ّ ،‬‬

‫المكوف التداولي؛ إذ ارعى المتوكؿ‬


‫ّ‬ ‫َّ‬
‫المغوية ىو‬ ‫َّ‬
‫العممية‬ ‫فالمكوف األساسي الذي يتحكـ في‬
‫ّ‬

‫َّ‬
‫التركيبية‪.‬‬
‫الداللية و‬
‫ّ‬ ‫التداولية عمى خصائصيا‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫أسبقية التمثيؿ لخصائص البنية‬

‫النفسية إلى‬
‫ّ‬ ‫النفسية‪ :‬ذىب المتوكؿ في سعيو إلى تحقيؽ الكفاية‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 2 ­ 3‬الكفاية‬
‫تحدد الطريقة التي يبنى بيا المتكمّـ العبارة‬
‫نحوية تقوـ عمى حركات الذىف؛ أي ّ‬
‫اقتراح نماذج ّ‬
‫المُّ َّ‬
‫غوية ويقوـ بتأويميا‪ ،‬ولتحقيؽ ىذا يجب‪:1‬‬

‫أوالً‪ :‬أف يصاغ عمى أساس َّ‬


‫أف عممية التواصؿ تقوـ عمى شقيف؛ ىما‪ :‬شؽ إنتاج‬
‫المتكمّـ لمخطاب‪ ،‬وشؽ تحميؿ المخاطب لو وتأويمو‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪ .67‬وينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪ ،‬دار األماف ‪ ،4‬زنقة المامونية‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬دط‪ ،1995 ،‬ص‪.21‬‬
‫ّ‬
‫‪32‬‬
‫المدخل‪ .............................................................. :‬الكفاية التفسيرية‬

‫النفسية كالقواعد التحويمية مثالً‪َّ ،‬‬


‫ألنو‬ ‫ّ‬ ‫ثانيا‪ :‬إقصاء القواعد التي شكؾ في عدـ واقعيتيا‬
‫ً‬
‫يؤوليا؛ أي‬ ‫ال يطبؽ أي عممية ذىنية يقوـ بيا المتكمّـ حيف ينتج الخطاب أو المخاطب الذي ّ‬
‫نفسية إالَّ إذا‬
‫أف النحو ال يرقى إلى تحقيؽ كفاية ّ‬
‫النفسية‪ .‬ومفاد ىذا ّ‬
‫ّ‬ ‫ال يستجيب لمبدأ الواقعة‬
‫أقره سيموف ديؾ في قولو‪« :‬تنقسـ النماذج‬
‫كاف مؤلفًا مف نموذج إنتاج ونموذج فيـ‪ ،‬وىو ما َّ‬
‫تحدد نماذج اإلنتاج كيؼ يبنى المتكمـ‬
‫النفسية بطبيعة الحاؿ إلى نماذج إنتاج ونماذج فيـ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫وية‬
‫تحدد نماذج الفيـ كيفية تحميؿ المخاطب لمعبارات المّغ ّ‬
‫غوية وينطقيا‪ ،‬في حيف ّ‬
‫العبارات المّ ّ‬
‫وتأويميا»‪.1‬‬

‫النمطية إلى أف ينطبؽ عمى أكبر عدد‬


‫ّ‬ ‫النمطية‪ :‬يسعى مبدأ الكفاية‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 3 ­ 3‬الكفاية‬
‫ممكف مف المُّغات الطبيعية‪ ،‬وذلؾ بالبحث عف القواسـ والخصائص المشتركة بيف المُّغات‬
‫الطبيعية‪ ،‬انطالقًا مف خصائصيا الداللية والتداولية‪ ،‬في حيف جاءت المّسانيات التنميطية‬
‫بمفيوـ النمط‪ ،‬مكاف مفيوـ النحو الكمي المعروؼ في النحو التوليدي‪ ،‬في حيف ذىب ديؾ‬
‫إلى َّ‬
‫أف نظرية النحو الوظيفي يجب «أف تكوف قادرة عمى بناء أنحاء لمغات ذات أنماط‬
‫النمطية أف‬
‫ّ‬ ‫متباينة‪ ،‬وعمى إبراز ما يؤالؼ وما يخالؼ بيف ىذه المُّغات‪ ،‬وتستوجب الكفاية‬
‫تطور النظرية ِانطالقًا مف معالجتيا لمعطيات مستمدة مف َّ‬
‫عدة لغات‪ ،‬وأف تختبر انطباقية‬ ‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫عدة‬
‫فرضياتيا عمى معطيات نابعة مف لغات أخرى» ‪ .‬بمعني وضع قوانيف مستمدة مف ّ‬
‫لغات وجعميا َّ‬
‫موحدة وتسقط عمى جميعيا‪ ،‬وتم ّكف المتكمـ أو المخاطب مف رصد قدرتو‬
‫وتعمّمو واستخدامو أي لغة طبيعية كانت‪.‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي األصول واالمتداد‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ نعيمة الزىري‪ :‬التعجب في المّغة العربية (من الفكر المّغوي العربي القديم إلى النحو الوظيفي)‪ ،‬منشورات االختالؼ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الرباط‪ ،‬ط‪ ،2114 ،1‬ص‪.142 ­ 141‬‬


‫‪ 4‬زنقة المامونية ­ ّ‬
‫‪33‬‬
‫الفصل األول‬
‫االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬
‫المبحث األول‪ :‬نظرية النحو الوظيفي (نشأتها وتعريفها وموضوعها)‬

‫العامة لنظرية النحو الوظيفي‬


‫المبحث الثاني‪ :‬المبادئ َّ‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬


‫إف الخوض في مسالؾ الكفاية التفسيرَّية في النحو الوظيفي يستدعي بداي ًة إلطاؼ‬
‫َّ‬
‫التجاه الوظيفي عند أحمد المتوكؿ‪ ،‬كما يوجب استقصاء مفيوـ ىذا ِ‬
‫التجاه‪،‬‬ ‫النظر في ِ‬

‫سانية؛ فقد شيدت المّْسانيات الحديثة خالؿ القرف العشريف ثالث‬


‫الدراسات المّْ َّ‬
‫وتتبع مآلتو في ّْ‬
‫ثورات كبرى‪ :‬ثورة بنيوية بقيادة "فرديناد دي سوسير" (‪ ،)Ferdinand de saussure‬وثورة‬
‫ميغية تو َّ‬
‫اصمية بزعامة "ديؿ ىيمس" ( ‪D.‬‬ ‫تحويمية تحت لواء "تشومسكي"‪ ،‬وثورة تب َّ‬
‫َّ‬ ‫توليدية‬
‫ولعؿ ىذه األعماؿ ميدت لظيور ِاتجاه جديد وىو‬
‫‪ )hymes‬و"ولياـ لبوؼ" (‪َّ .)W. Labov‬‬

‫الدرس المّْساني الحديث‪.‬‬


‫تحوؿ في مسار َّ‬ ‫ِ‬
‫التجاه الوظيفي‪ ،‬وىي نقطة ُّ‬
‫ي تسميط الضوء عمى المناخ العاـ الذي نشأ فيو‬
‫مف ىذا المنطمؽ كاف مف الضرور ّ‬
‫النحو الوظيفي‪ ،‬وتحديد ماىيتو والموضوع الذي اشتغؿ فيو وأىـ مبادئو‪.‬‬
‫‪ ­ 1‬نشأة نظرية النحو الوظيفي‪ :‬تكوف البداية مع الحقبة الزمنية التاريخية لنظرية‬
‫النحو الوظيفي‪ ،‬كنظرية غربية ترجع أصوليا األولى إلى مدينة أمسترداـ اليولندية‪ ،‬والتي‬
‫أرسى أسسيا وقواعدىا العالـ المّغوي "سيموف ديؾ" (‪ ،)Simon Dik‬وذلؾ مف خالؿ أبحاث‬
‫النظرية‪ ،‬التي‬ ‫متعددة كانت بمثابة نقطة وضع بيا اإلطار العاـ النظري والمنيجي ليذه‬
‫ّ‬
‫طبقت عمى مختمؼ المّغات‬
‫متعددة ّ‬
‫ّ‬ ‫كبير لدى أتباعو الذيف أجروا دراسات‬
‫اجا ًا‬
‫عرفت رو ً‬
‫اليولندية واإل نجميزية والفرنسية والعربية ‪ ...‬وىذا ما جعميا تأخذ مكانة عممية متميزة بيف‬
‫التداولية‬
‫ّ‬ ‫النظريات المّسانية الحديثة عامة‪ ،‬والنظريات النحوية خاصة‪ُّ .‬‬
‫وتعد النظرّية الوظيفية‬
‫غوية مف جية‬ ‫األكثر استجابةً لشروط التنظير مف جية ولمقتضيات "النمذجة" لمظّواىر المُّ َّ‬
‫َّ‬
‫التداولية بنوعية مصادره‪ ،‬فيو‬ ‫أخرى‪ ،‬كما يمتاز َّ‬
‫النحو الوظيفي عمى غيره مف النظريات‬
‫محاولة لصير بعض مف مقتراحات نظريات لغ َّ‬
‫وية النحو العالقي‪ ،‬ونحو األحواؿ‪ ،‬الوظيفة‪،‬‬

‫<‪:‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫مصوغ حسب‬
‫َّ‬ ‫ي‬ ‫فمسفية نظرية األفعاؿ المُّ َّ‬
‫غوية أثبتت قيمتيا في نموذج صور ّ‬ ‫َّ‬ ‫ونظريات‬
‫النمذجة في التنظير المّْساني الحديث‪.1‬‬
‫مقتضيات ّ‬
‫بأف مقاربة خصائص العبارات المُّغوَّية‪ ،‬خاصة منيا ما‬
‫وكاف منطمؽ النشأة القتناع َّ‬
‫يتضمف وصالً بيف المفردات أو بيف الجمؿ عمى أساس العالقات أو الوظائؼ الدل َّلية‬
‫التداولية تفضؿ مقاربتيا عمى أساس المقولت الشجرَّية كالمرّكب السمي أو‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫التركيبية و‬
‫و‬
‫المرّكب الفعمي الذي ل ورود لو إلَّ في بعض المُّغات‪ ،‬مف خالؿ ىذه المقاربة «أصبح‬
‫ال لمجموعة مف القواعد‬ ‫َّ‬
‫وظيفية ل ترتيب فييا تتخذ دخ ً‬ ‫التمثيؿ التحتي لمعبارات المُّ َّ‬
‫غوية بنية‬
‫سطحية مرتَّبة»‪.2‬‬
‫َّ‬ ‫(تختمؼ باختالؼ المُّغات) تنقميا إلى بنية‬
‫كبير‪ ،‬وأقيمت ليا محافؿ دولية أوربية‪،‬‬
‫اجا ًا‬
‫نظر ليذا‪ ،‬عرفت نظرية النحو الوظيفي رو ً‬
‫ًا‬
‫وكانت البداية األولى ليذه النظرية مع مبدأيف أساسييف ىما‪:3‬‬
‫قدمو النموذج‬
‫وجييا "سيموف ديؾ" سنة ?=@‪8‬ـ لمتحميؿ الذي ّ‬
‫أوالً‪ :‬النتقادات التي ّ‬
‫المعيار لمبنيات العطفية‪ ،‬وىو انتقاد كشؼ لنا قصور ىذا النموذج في تحميمو لبعض أنماط‬
‫طرحا بديالً يتمثؿ في‬
‫ً‬ ‫تجاوز ليذا القصور َّ‬
‫قدـ ديؾ سنة ?>@‪8‬ـ و @?@‪8‬ـ‬ ‫ًا‬ ‫الجمؿ‪ ،‬لكف‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الوظائف التداوليَّة في المُّغة العربيَّة‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الرباط ­‬ ‫‪1‬‬

‫المغرب‪ ،‬ط‪ .8@?< ،8‬ص@‪.‬‬


‫­ حافظ إسماعيمي عموي ووليد أحمد العناني‪ :‬أسئمة المُّغة أسئمة المِّسانيات (حصيمة نصف قرن من المِّسانيات في‬ ‫‪2‬‬

‫الرباط‪ ،‬ط‪ ،900@ ،8‬ص>;‪.‬‬


‫الثقافة العربيَّة)‪ ،‬الدار العربيَّة لمعموـ ناشروف‪ ،‬دار األماف ­ ّ‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪ .=0‬وينظر‪ :‬يحيى‬ ‫‪3‬‬

‫بعيطيش‪ :‬نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي‪ ،‬ص@=‪.‬‬

‫=‪:‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫تـ مف خالليا‬ ‫اإلجابات عف أىـ األسئمة المّغوية المعاصرة‪ ،‬وأعاد َّ‬


‫النظر فييا سنة >@@‪8‬ـ‪َّ ،‬‬
‫‪1‬‬ ‫ُّ‬
‫وصؼ المغات البشرَّية‪ ،‬وكذا تقديـ تحميؿ كاؼ أفرز نتائج ّ‬
‫أىميا‪:‬‬
‫­ تتحدد وظيفة المّغة في النحو الوظيفي عف طريؽ التفاعؿ الجتماعي؛ أي التواصؿ‬
‫بيف أفراد المجتمع‪.‬‬
‫أف القدرة؛ أي قدرة المتكمّـ ل يمكف تحديدىا إلَّ في إطار‬
‫­ يرى النحو الوظيفي ّ‬
‫أف القدرة التواصمية ىي قدرة المتكمـ عمى التفاعؿ الجتماعي‪ ،‬وانجاز‬
‫تواصمي‪ ،‬في حيف ّ‬
‫نسؽ الستعماؿ المّغوي‪.‬‬
‫­ يتـ الكتساب المّغوي عبر سمسمة مف الكتشافات التي يقوـ بيا الطفؿ‪ ،‬والتي ييدؼ‬
‫مف خالليا إلى تأسيس نسؽ لغتو األـ‪.‬‬
‫­ يقوـ النحو الوظيفي بدراسة التركيب والدللة مف منظور تداولي‪.‬‬
‫الربط بيف المفردات أو بيف الجمؿ‪،‬‬
‫تتحدد خصائص العبارات المّغوية عف طريؽ َّ‬
‫ثانيا‪ّ :‬‬
‫ً‬
‫الدللية‪ ،‬والتركيبية والتداولية يمكف مقاربتيا انطالقًا مف‬
‫فإف الوظائؼ ّ‬
‫وعمى ىذا األساس‪ّ ،‬‬
‫المقولت الشجرية‪ ،‬كالمرّكب السمي أو المركب الفعمي‪ ،‬الذي ل يرد إلَّ في بعض المّغات‬
‫مثؿ المُّغة العر َّبية‪ ،‬في حيف خمص النحو الوظيفي إلى ثالث أطروحات رئيسة ىي‪:2‬‬
‫أف مستعمؿ المُّغة يصدر عف نموذج ذىني واحد‪ ،‬ميما اختمفت مجالت استعماؿ‬
‫­ َّ‬
‫المُّغة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- SIMON DIK: Theory of Funutional Grammar Part 2. Complex ant Derived Constructions.‬‬
‫‪Ed. Kees Hengeveld. Berlin and New York: Mouton de Gruyter. 1997, P241.‬‬
‫‪ -‬النص األصمي‪:‬‬
‫‪«It is a sequel tu pan 1 of Tite Theory of Functional Grammar (TEGI), published by Dik in 1989‬‬
‫‪and revised in 1997, tu which it makes constant reference and whose content is‬‬
‫‪presuppused».‬‬

‫‪2‬‬
‫الرباط‪ ،‬ط‪ ،2014 ،1‬ص‪.17‬‬
‫­ ينظر‪ :‬نعيمة الزىري‪ :‬تحميل الخطاب في نظريَّة النحو الوظيفي‪ ،‬دار األماف ­ ّ‬
‫>‪:‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫أف مقاربة التواصؿ وتحميؿ النصوص والترجمة وتعميـ المُّغات مجالت ل تستمزـ بناء‬
‫­ َّ‬
‫نظرَّية مستقمَّة لكؿ مجاؿ‪ ،‬بؿ يجب أف تؤوؿ إلى إطار نظري ومنيجي واحد‪.‬‬
‫َّ‬
‫لسانية واحدة تجمع بيف‬ ‫­ َّ‬
‫أف مقاربة ىذه المجالت وغيرىا يجب أف تؤطرىا نظرية‬
‫موضوعا قائـ الذات وكفاية‬
‫ً‬ ‫كفايتيف اثنتيف‪ :‬كفاية الوصؼ والتفسير في دراسة المُّغة باعتبارىا‬
‫اإلجراء في القطاعات ذات الصمة بالمُّغة‪.‬‬
‫ولقد ظمَّت نظرية النحو الوظيفي تكتسب المزيد مف النتشار إلى جانب المزيد مف‬
‫َّ‬
‫الدولية التي تُعقد كؿ سنتيف منذ اثنتيف وعشريف سنة‬ ‫الغتناء المعرفي بفضؿ الندوات‬
‫(‪8@>0‬ـ)‪،‬‬ ‫(امسترداـ ;?@‪8‬ـ)‪ ،‬وانتويرب (=?@‪8‬ـ)‪ ،‬وامسترداـ (=?@‪8‬ـ)‪ ،‬والدانمارؾ‬
‫وانتويرب (‪8@@9‬ـ)‪ ،‬ويورؾ (;@@‪8‬ـ)‪ ،‬وقرطبة (=@@‪8‬ـ)‪ ،‬وامسترداـ (?@@‪8‬ـ)‪ ،‬والمحمدية‬
‫(@@@‪8‬ـ)‪ ،‬ومدريد (‪9000‬ـ)‪ ،‬وبني مالؿ (‪8@@8‬ـ)‪ ،‬وامسترداـ (‪9009‬ـ)‪ ،‬وأكادير‬
‫(‪900:‬ـ)‪ ،‬وخيخوف (;‪900‬ـ)‪ ،‬وساف باولو بالب ارزيؿ (=‪900‬ـ)‪.1‬‬

‫حيث دخمت ىذه النظرَّية العالـ العربي عبر جامعة محمد الخامس ّ‬
‫بالرباط‪ ،‬و ُش ّكمت‬
‫َّ‬
‫الوظيفية"‪ ،‬وذلؾ بفضؿ جيود الباحثيف المغاربة‬ ‫"مجموعة البحث في التداوليات المّسانيات‬
‫المنتميف إلى ىذه المجموعة‪ ،‬وبيذا أخذت نظرية النحو الوظيفي مكانتو في البحث المّساني‬
‫العربي الحديث‪ ،‬وقد تـ ذلؾ اعتمادا عمى أربع طرؽ رئيسة ىي‪ :2‬التدريس والبحث‬
‫األكاديمي والنشر وعقد ندوات دولية داخؿ المغرب نفسو‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬لقد ُش ِرع في تدريس النحو الوظيفي في مستيؿ الثمانينيات بجامعة محمد الخامس‬
‫بالرباط‪ ،‬وبالتحدي د في شعبتي الفرنسية والمغة العربية معا‪ ،‬ثـ توسع تدريسو ليشمؿ جامعات‬
‫أخرى داخؿ المغرب‪ ،‬مثؿ جامعة الحسف الثاني بالدار البيضاء‪ ،‬وجامعة القاضي عياض‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪.=8‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪ =8‬إلى ص‪.=:‬‬ ‫‪2‬‬

‫?‪:‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫بمراكش‪ ،‬وجامعة ابف زىر بأكادير‪ ،‬وجامعة عبد المالؾ السعدي بتطواف‪ ،‬وبيذا توسعت دائرة‬
‫التدريس عبر كافة جامعات المغرب‪.‬‬
‫ىذا وقد عمؿ أساتذة ومفتشو التعميـ الثانوي عمى إدراج النحو الوظيفي إلى ىذا‬
‫القطاع التعميمي عف طريؽ الكتاب المدرسي إلى جانب النحو العربي القديـ والنحو التوليدي‬
‫التحويمي‪.1‬‬
‫كبير مف البحث األكاديمي الجامعي‬
‫ثانيا‪ :‬لقد أخذت نظرية النحو الوظيفي قسطًا ًا‬
‫ً‬
‫بالمغرب‪ ،‬حيث ُىيئت رسائؿ إجازة أطروحات دكتوراه ل يستياف بعددىا وقيمتيا العممية‬
‫بجامعة محمد الخامس وغيرىا مف الجامعات المغربية التي استيدفت وضع أنحاء وظيفية‬
‫لمغة العربية الفصحى أساسا و لدوارجيا ولمغات األمازيغية المغربية والفرنسية‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬بموازاة البحث األكاديمي الصرؼ قاـ لسانيو "مجموعة البحث في التداوليات‬
‫والمسانيات الوظيفية" بأعماؿ نشرت بالعربية و بمغات أجنبية داخؿ المغرب منيا (المتوكؿ‬
‫(‪)1989‬‬ ‫و‬ ‫ب)‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫(‪1988‬‬ ‫و‬ ‫(‪)1987‬‬ ‫و‬ ‫(‪)1986‬‬ ‫و‬ ‫(‪)1985‬‬
‫و (‪1993‬أ َو ب)‪ 1995 ،‬و ‪ 1996‬و ‪ 2001‬و ‪ 2003‬و ‪ 2005‬ب) ونعيمة الزىري‬
‫(‪ ))1997‬و(عز الديف البوشيخي (‪2005‬أ َو ب)) و(جدير (‪ 2005‬و ‪ ))2006‬وخارج‬
‫المغرب ( المتوكؿ (‪ 1984‬و ‪ 1987‬و ‪ 1988‬و ‪ 1989‬و ‪ 1990‬و ‪ 1996‬و ‪ 1998‬و‬
‫‪ 1999‬و ‪ 2004‬و ‪2005‬أ و ج)) و (جدير (‪ 1998‬و ‪ 2000‬و ‪.)2003‬‬
‫تبوأ الصدارة‬
‫كاف المغرب جس ار لعبور النحو الوظيفي إلى أقطار عربية أخرى‪ ،‬إذ َّ‬
‫الربع األخير مف القرف العشريف‪ ،2‬وبفضؿ المؤلفات والبحوث‬
‫داخؿ الوطف العربي منذ ُّ‬
‫المغربية َد َخ َؿ الجزائر وتونس وموريطانيا والعراؽ وسوريا بدرجات متفاوتة في التبني ورقعة‬
‫النتشار‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪.=8 ­ =0‬‬ ‫‪1‬‬

‫الرباط‪ ،‬ط‪،8‬‬
‫­ ينظر‪ :‬محمد األوراغي‪ :‬نظريَّة المّسانيات النسبيَّة (دواعي النشأة)‪ ،‬منشورات الختالؼ‪ ،‬دار األماف‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ ،9080‬ص<=‪.‬‬
‫@‪:‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫يمكف القوؿ إ َّف النحو الوظيفي استطاع أف يحتؿ موقعو داخؿ البحث المّْساني‬
‫المغربي الزاخر‪ ،‬وأف ُيعايش باقي مكوناتو القديمة والحديثة‪ ،‬وأعانو عمى ذلؾ ثالثة أمور‬
‫أساسية ىي‪:1‬‬
‫تبنوه‪.‬‬
‫­ اجتياد الباحثيف الدائـ المستمر الذيف ّ‬
‫مغاير في البحث‪.‬‬
‫ًا‬ ‫نيجا‬
‫­ انتياجو ً‬
‫­ أنو لـ يستيدؼ قط إقصاء المقاربات األخرى‪.‬‬
‫كبير بالنحو الوظيفي‪ ،‬وأولو لو عناية كبيرة‪ ،‬وىذا‬‫اىتماما ًا‬
‫ً‬ ‫وليذا نجد َّ‬
‫أف المغاربة اىتموا‬
‫وتدرسو كمقياس ميـ في قسـ المُّغة العر َّبية‪.‬‬
‫ما جعؿ الجامعات األخرى تتبناه ّْ‬
‫‪ ­ 2‬مفيوم ال ّنحو الوظيفي‪َّ :‬‬
‫إف أوؿ ما يجب اإلشارة إليو ىو تفكيؾ مصطمحات ىذا‬
‫تردد ىذاف المصطمحاف في مؤلفات المّسانييف‬
‫كوف مف (النحو والوظيفة)‪ ،‬إذ ّ‬
‫العنواف المت ّ‬
‫فتكرر مفيومو في مؤلفاتيـ في أزيد مف موضع وأكثر مف مرجع‪ ،‬واليدؼ‬
‫العرب والغربييف‪َّ ،‬‬
‫مف ىذا ىو إزالة المُّبس الموجود في الكثير مف األذىاف‪ ،‬إذ إ َّف الكثير مف َّ‬
‫الدارسيف ل‬
‫يميزوف بيف النحو الوظيفي المتوكمي والوظيفية المارتينية والتداولية‪ ،‬ما ييمنا ىنا ىو أف‬
‫نبيف مفيوـ النحو ومفيوـ الوظيفة لتحديد ماىية النحو الوظيفي‪.‬‬
‫‪ ­ 1 ­ 2‬مفيوم النحو‪:‬‬
‫التالية ‪:2‬‬ ‫المعاني‬ ‫لغة‬ ‫لمنحو‬ ‫ذكرت‬ ‫لغة‪:‬‬ ‫­‬ ‫‪1‬‬ ‫­‬ ‫‪1‬‬ ‫­‬ ‫‪2‬‬
‫­ القصد‪ ،‬والتحريؼ‪ ،‬والصرؼ‪ ،‬والمثؿ‪ ،‬والمقدار‪ ،‬والجية أو الناحية‪ ،‬والنوع أو القسـ‪،‬‬
‫والبعض‪.‬‬
‫وجاء في أساس البالغة لمزمخشري «ف ح‪ :‬وىو عمى أنحاء شتى‪ ،‬ل يثبت عمى نحو‬
‫واحد ونحوت نحوه‪ ،‬وعنده مائة رجؿ‪ ،‬وانكـ لتنظروف في ُن ُحو كثيرة‪ ،‬وفالف نحوي مف‬

‫­ ينظر‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪.=:‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ابف منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مادة (نحا)‪ ،‬حاشية الخضري عمى شرح ابف عقيؿ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪;0‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫النحاة‪ ،‬وانتحاه‪ :‬قصده‪ ،‬وانتحى لقرنو‪ :‬عرض لو‪ ،‬وانتحى عمى شقو األيسر‪ :‬اعتمد عميو‬
‫ّ‬
‫عني‪ ،‬وناحيتو مناحاة‪ :‬صرت نحوه وصار‬
‫ونحاه مف مكانو تنحية فتنحى عنو‪ ،‬وتنحى ّ‬
‫‪ّ ،...‬‬
‫نحوي ‪.1»...‬‬
‫‪ ­ 2 ­ 1 ­ 2‬النحو اصطالحا‪ :‬تنوعت وتعددت مفاىيـ النحو عند العرب القدماء‪،‬‬
‫احدا‪ ،‬وسأكتفي ىنا بذكر ثالثة مفاىيـ لو‪:‬‬
‫إلّ أنيا تؤدي معنى و ً‬
‫بأنو‪« :‬ىو انتحاء سمت كالـ العرب في تصرفو مف إعراب وغيره‬
‫عرفو ابف جني ّ‬
‫أوالً‪َّ :‬‬
‫كالتثنية والجمع والتحقير والتكبير واإلضافة والنسب والتركيب وغير ذلؾ‪ ،‬ليمحؽ مف ليس مف‬
‫أىؿ المغة العربية بأىميا في الفصاحة‪ ،‬فينطؽ بيا واف لـ يكف منيـ‪ ،‬واف َش َّذ بعضيـ عنيا‬
‫ُرَّد بو إلييا»‪.2‬‬
‫مف خالؿ ىذا التعريؼ حاوؿ "ابف جني" أف يجمع بيف عمميف في عمـ واحد‪ ،‬أل وىما‬
‫عمـ النحو وعمـ الصرؼ‪ ،‬ذلؾ أنو كاف يطمؽ عمـ النحو ويراد بو النحو والصرؼ معا‪ ،...‬ول‬
‫ألف عموـ العربية تطمب بعضيا‪ ،‬فيي ّّ‬
‫كؿ متكامؿ‪.‬‬ ‫يصمُح التّفريؽ بينيما؛ َّ‬
‫عرفو ابف عصفور بقولو‪« :‬النحو عمـ مستغرؽ بالمقاييس المستنبطة مف استقراء‬
‫ثانيا‪َّ :‬‬
‫ً‬
‫كالـ العرب الموصمة إلى معرفة أحكاـ أجزائو التي يتألؼ منيا»‪.3‬‬
‫عرؼ أحواؿ أواخر الكمـ العربية إفر ًادا‬ ‫عرفو "األٌبَّ ٌٌ‬
‫ذي" إذ يقوؿ‪«:‬النحو عمـ بو ُي َ‬ ‫ثالثًا‪َّ :‬‬
‫وتركيبا»‪4‬؛ أي كؿ ما يتعمؽ بحركات اإلعراب والقواعد المتعمقة بالجممة‪ ،‬ىذا ىو معنى قولو‬
‫وتركيبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫إفر ًادا‬

‫­ الزمخشري‪ :‬أساس البالغة‪ ،‬تح‪ :‬محمد باسؿ عيوف السود‪ ،‬دار الكتاب العممية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مادة (ف ح)‪ ،‬ط‪،8@@? ،8‬‬ ‫‪1‬‬

‫ج ‪.9‬‬
‫­ ابف جني‪ :‬الخصائص‪ ،‬تح‪ :‬محمد عمي النجار‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬ط;‪ ،8@<< ،‬ج‪ ،8‬ص<‪.:‬‬ ‫‪2‬‬

‫المقرب‪ ،‬تح‪ :‬أحمد عبد الستار وآخروف‪ ،‬ط‪ ،8@>9 ،8‬ج‪ ،8‬ص<;‪.‬‬
‫ّ‬ ‫­ ابف عصفور‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫َّذي‪ :‬الحدود في عمم النحو‪ ،‬تح‪ :‬نجاة حسف عبد اهلل نولي‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬المدينة‬
‫­ أحمد بف محمد البجائي األٌب ٌ‬
‫‪4‬‬

‫المنورة‪ ،‬دط‪ ،9008 ،‬ج‪ ،8‬ص<‪.:‬‬


‫‪;8‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫وجؿ عموميا»‪.1‬‬ ‫النحو «يشمؿ المُّغة بأسرىا في ّْ‬


‫كؿ مستوياتيا ّْ‬ ‫و َّ‬
‫ويفسر‬ ‫و َّ‬
‫النحو كما جاء في نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬ىو «نموذج صوري يرصد ويصؼ ّ‬
‫مجرد أو ىو مجموعة مف الجمؿ‬
‫ُ‬ ‫نسؽ‬
‫ُ‬ ‫الواقع الذي تستيدفو النظرية المغوية»‪2‬؛ أي المُّغة‬
‫وتفسر خصائصو دوف المجوء إلى وظيفتو‪.‬‬ ‫المجردة التي تصؼ وتحمؿ ّ‬ ‫ّ‬
‫وجاء في معجـ المّْسانيات الحديثة تعريؼ النحو ل ُي َك ّْمؿ ىذيف التعريفيف السابقيف كما‬
‫عنى‬
‫يأتي‪« :‬يشير مصطمح النحو أو قواعد المغة تقميديا إلى دراسة أحد أقساـ المغة الذي ُي َ‬
‫بوصؼ التركيب المغوي أو البنية المغوية لمغة مف المغات‪ ،‬والطريقة التي ترتبط بيا وحداتيا‬
‫كوف جمال مقبولة في ىذه المغة‪ ،...‬وقد تضـ قواعد المغة‬
‫المغوية‪ ،‬كالكممات وأشباه الجمؿ لتُ ّْ‬
‫أيضا وصفا ألصوات المغة‪ ،‬ونظاـ صرفيا‪ ،‬كما فعؿ النحاة العرب في كتبيـ (الكتاب)‬
‫"لسيبويو"‪ ،‬وكتاب المقتضب "لممبرد"»‪.3‬‬
‫مف خالؿ ىذه التعريفات يظير أف النحو يتوسع ليشمؿ القواعد الصوتية والمعجمية‬
‫ويفسر التركيب الجممي البنيوي واألصوات المُّ َّ‬
‫غوية‪.‬‬ ‫والدللية أيضا؛ أي يصؼ ّ‬
‫أما عند الغربييف فأكتفي بذكر المفاىيـ الثّالثة‬
‫ىذا عف مفيوـ النحو عند العرب‪َّ ،‬‬
‫التي ذكرىا "المتوكؿ" وىي‪:4‬‬
‫­ النحو في مقابؿ المسانيات‪.‬‬
‫­ النحو باعتباره فرعا مف فروع الدرس المغوي‪.‬‬
‫­ النحو باعتباره نمذجة صورية لمواقع المغوي‪.‬‬
‫َّأوال‪ :‬النحو في مقابل المسانيات‪ :‬فرؽ عمماء المسانيات بيف مرحمتيف في الدرس‬
‫المغوي‪ ،‬وىما‪:‬‬

‫­ عمي أبو المكارـ‪ :‬مدخل إلى دراسة النحو العربي‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪ ،900= ،8‬ص‪.;:‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ محمد الحسيف ميمطاف‪ :‬نظرية النحو الوظيفي (األسس والنماذج والمفاىيم)‪ ،‬ص ‪.8;:‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ سامي عياد حنا وآخروف‪ :‬معجم المسانيات الحديثة‪ ،‬مكتبة لبناف ناشروف‪ ،‬لبناف‪ ،8@@> ،‬ص <<‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص =‪ :‬إلى ص@‪.:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪;9‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫­ مرحمة قديمة وىي مرحمة الدراسات النحوية‪ ،‬ومرحمة حديثة وىي مرحمة المسانيات‪،‬‬
‫وىذه األخيرة مرتبطة بظيور كتاب "فرديناند دي سوسير" الشيير (محاضرات في المسانيات‬
‫العامة)‪.‬‬
‫والفرؽ بيف ىاتيف المرحمتيف فرؽ ىاـ‪ ،‬يمكف حصره في أربع نقاط؛ وىي‪ :1‬ظروؼ‬
‫اإلنتاج والموضوع واليدؼ والمنيج‪.‬‬
‫أ ­ ظروف اإلنتاج‪ :‬استفادت المسانيات الحديثة مف عموـ مختمفة لـ يستفد منيا الدرس‬
‫المغوي القديـ‪ ،‬ومف أىـ ىذه العموـ‪ :‬المنطؽ‪ ،‬والفمسفة‪ ،‬وعمـ النفس‪ ،‬والرياضيات الحديثة‬
‫أيضا محيطو الفكري والثقافي‬ ‫ُّ‬ ‫والرقمنة ‪ ...‬وىو ما لـ يتح َّ‬
‫لمدرس المغوي القديـ واف كاف لو ً‬
‫الخاص بو‪.‬‬
‫الدراسة‪ :‬كاف موضوع الدراسات المغوية القديمة ل يجاوز حدود المغة‬
‫ب ­ موضوع ّ‬
‫أف موضوع المّْسانيات الحديثة جعمت مف المغات البشرية‬
‫الواحدة والتقعيد ليا‪ ،‬في حيف ّ‬
‫موضوعا ليا عمى اختالؼ أنماطيا‪.‬‬
‫ً‬
‫ج ­ اليدف‪ :‬كاف َى َدؼ المُّغوييف القدماء ىو تعميـ المغة‪ ،‬والحفاظ عمييا مف أف يشوبيا‬
‫الفساد والمَّحف‪ ،‬بينما تيدؼ الدراسات المسانية الحديثة إلى فيـ المغة البشرية وتحقيؽ نحو‬
‫كمي يضطمع برصد خصائص المساف الطبيعية بوجو عاـ‪.‬‬
‫د ­ المنيج‪ :‬المسانيات الحديثة بنت أنحاءىا مف خالؿ ما نظّرت لو؛ أي إَّنيا بنت‬
‫أما النحو القديـ فيقوـ عمى‬
‫نماذج خاضعة لقواعد الستنباط وقوانيف الصورنة العممية‪ّ .‬‬
‫أوصاؼ متفرقة ألبواب نحوية مختمفة‪ ،‬لكف ىذا ل يعني َّ‬
‫أف روح التنظير غير موجودة عند‬
‫قدماء المُّغوييف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النحو باعتباره فر ًعا من فروع الدرس المُّغوي الحديث (المِّسانيات)‪ :‬يطمؽ‬
‫مصطمح النحو ويراد بو إحدى دروس الدرس المغوي قديمو وحديثو‪ ،‬التي تُعنى بالصرؼ أو‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص>‪.:‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪;:‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫معا‪ ،‬إلّ أف النحو بيذا المعنى ُيحيؿ عمى مستوى مف مستويات التمثيؿ أو‬
‫التركيب أو ىما ً‬
‫محصور في التركيب تارة‪ ،‬و في التركيب والصرؼ تارة أخرى‪ ،‬كما‬
‫ًا‬ ‫التحميؿ‪ .‬ويكوف التحميؿ‬
‫أنو كذلؾ يتعالؽ مع مستويات أخرى كالمستوييف الصوتي والدللي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬النحو باعتباره نمذجة صورية لمواقع المغوي‪" :‬النمذجة" ىي «عممية بناء‬
‫الجياز الواصؼ‪ ،‬وتنظيـ مكوناتو بحيث يكفؿ التمثيؿ المالئـ لمظاىرة أو (الظواىر) المروـ‬
‫المتضمنة‬
‫َّ‬ ‫رصدىا‪ ،‬ويتـ بناء الجياز الواصؼ (أو النموذج) انطالقا مف المبادئ المنيجية‬
‫في النظرية التي تُ َخمّْفُوُ»‪.1‬‬
‫توسع وأطمؽ عمى‬
‫أصبح مصطمح النحو يطمؽ عمى الجياز الواصؼ نفسو‪ ،‬ثـ َّ‬
‫نظريات لسانية مختمفة‪ ،‬كالنحو المعجمي الوظيفي‪ ،‬والنحو التوليدي التحويمي‪ ،‬والنحو‬
‫المعمـ‪ ،‬ونحو األحواؿ‪ ،‬والنحو الوظيفي‪ .‬وتقوـ منيجية الدرس المّْساني الحديث‬
‫ّ‬ ‫المركبي‬
‫مرت بمرحمتيف؛ ىما‪:2‬‬ ‫َّ‬
‫عمى المبادئ المنيجية ذات الطابع الوظيفي‪ ،‬والتي ّ‬
‫مكونا يمثؿ الجوانب التداولية‬
‫ً‬ ‫أوالً‪ :‬كاف النموذج يبنى عمى مجموعة مف المكونات‪:‬‬
‫ومكونا يمثؿ الجوانب الدللية والصرفية ­ التركيبية والصوتية‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ُ :‬يصاغ النموذج عمى أساس القالبية‪ ،‬وىذه األخيرة تتكوف مف مجموعة مف‬
‫ً‬
‫خرجا لبعض‪.‬‬
‫القوالب فيكوف بعضيا دخالً أو ً‬
‫‪ ­ 2 ­ 2‬مفيوم الوظيفة‪:‬‬
‫فتكرر‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تردد مصطمح "الوظيفة" في مؤلفات المسانييف العرب والغربييف المحدثيف‪،‬‬
‫مفيومو في مؤلفاتيـ في أزيد مف موضع وأكثر مف مرجع‪ ،‬وىو اتجاه تجاوز الدراسات‬
‫المسانية البنيوية والمّسانيات التوليدية التحويمية كما َّأنو ل يفصؿ اإلنتاج المغوي عف شروطو‬
‫الخارجية‪ ،‬كما يفعؿ البنويوف الذيف يعتبروف الكالـ والفرد المتكمـ والسياؽ غير المغوي‬

‫‪ -‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص @@ ­ ‪.800‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص@‪.:‬‬ ‫‪2‬‬

‫;;‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫عناصر خارجة عف المغة‪ ،‬بؿ ييتـ باإلنتاج المغوي والوظيفة التي تؤدييا الكممة داخؿ‬
‫الجممة‪ ،‬وعميو يمكف التطرؽ إلى أىـ التعريفات التي اىتمت بكممة الوظيفة‪ ،‬واستعمالتيا في‬
‫المجاؿ المغوي والصطالحي‪.‬‬
‫‪ ­ 1 ­ 2 ­ 2‬لغة‪:‬‬
‫إف الباحث في المعاجـ المغوية تستوقفو جممة مف المعاني تختص بالجذر المغوي‬
‫لمادة (و‪ .‬ظ‪ .‬ؼ)‪ ،‬وخير مف تناوؿ ىذا المصطمح المغوي التداولي ىو ابف فارس في مادة‬
‫فت لو‪ ،‬إذا قدرت‬‫َّ‬
‫(و ظ ؼ) «الواو و الظاء و الفاء‪ :‬كممة تدؿ عمى تقدير شيء‪ .‬يقاؿ وظ ُ‬
‫استعير ذلؾ في عظـ الساؽ‪ ،‬كأنو شيء مقدر‪ ،‬وىو‬ ‫لو كؿ حيف شيئا مف طعاـ أو رزؽ‪ ،‬ثـ ُ‬
‫البعير‪ ،‬إذا قصرت لو القيد‪ .‬ويقاؿ‪:‬‬ ‫فت‬‫َّ‬
‫َ‬ ‫ما فوؽ الرسغ مف قائمة الدابة إلى الساؽ‪ .‬ويقاؿ وظ ُ‬
‫مر َي ِظ ْفيُـ‪ ،‬أي يتبعيـ َّ‬
‫كأنو يجعؿ وظيفوُ بإزاء أوظفتيـ»‪.1‬‬ ‫َّ‬
‫يقدر لو في كؿ يوـ مف رزؽ‬‫قاؿ ابف منظور (ت‪>88‬ىػ)‪« :‬الوظيفة مف كؿ شيء‪ :‬ما َّ‬

‫الشيء عمى نفسو ووظفو‬


‫َ‬ ‫الوظُؼ‪ ،‬ووظؼ‬
‫الوظائؼ و ُ‬
‫أو طعاـ أو عمؼ أو شراب‪ ،‬وجمعيا َ‬
‫توظيفًا‪ :‬ألزميا إياه‪ ،‬وقد وظفت لو توظيفا عمى الصبي كؿ يوـ حفظ آيات مف كتاب اهلل عز‬
‫الرسغ إلى مفصؿ الساؽ»‪.2‬‬
‫الوظيؼ لكؿ ذي أربع‪ :‬ما فوؽ ُّ‬
‫ُ‬ ‫وجؿ‪ ،‬و‬
‫وجاء في لساف العرب وفؽ الصيغ اآلتية‪:‬‬
‫ووظيفا يدي الفرس‪ :‬ما تحت ركبتيو إلى جنبيو‪ ،‬ووظيفا رجميو‪ :‬ما بيف كعبيو إلى‬
‫الوظيؼ مف ُرسغي البعير إلى ركبتيو في يديو‪ ،‬وأما في رجميو‬
‫ُ‬ ‫جنبيو‪ .‬وقاؿ ابف األعرابي‪:‬‬
‫َوظفة ووظُؼ‪ .‬ووظفت البعير أ ِ‬
‫َظفُو وظفًا إذا‬ ‫فمف رسغيو إلى عرقوبيو‪ ،‬والجمع مف كؿ ذلؾ أ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أصبت وظيفو‪.3‬‬

‫­ أحمد بف فارس‪ :‬معجم مقاييس المغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالـ محمد ىاروف‪ ،‬دار الفكر‪ ،8@>9 ،‬ج=‪ ،‬ص‪.899‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ابف منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪ ،8@@9 ،8‬مج@‪ ،‬ص?<‪.:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.358‬‬


‫<;‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫الوظيفةُ في المعجـ الوسيط ىي‪« :‬ما ُيقَ َّدر مف عمؿ أو طعاـ أو رزؽ وغير ذلؾ في‬
‫ووظائؼ‪ .‬ويقاؿ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ؼ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫المعينة‪( ،‬ج) ُوظُ ُ‬ ‫زمف َّ‬
‫معيف ­ و ­ العيد والشرط والمنصب والخدمة‬
‫ود َوؿ»‪.1‬‬
‫ب ُ‬‫وظائؼ ووظؼ‪ :‬أي ُن َو ُ‬
‫ُ‬ ‫لمدنيا‬
‫ما يمكف الوصوؿ إليو مف خالؿ ىذه المعاني‪ ،‬ىو أف كممة الوظيفة بالرغـ مف تعدد‬
‫معانييا‪ ،‬إل أنيا لـ تخرج عف كونيا ما لزـ الشيء فأصبح جزًءا منو‪ ،‬أو ما اعتاده الكائف‬
‫فمـ يستطع التخمي عنو‪ ،‬سواء كاف في تركو ضرر وىالؾ‪ ،‬كالطعاـ والشراب لإلنساف‬
‫والحيواف‪ ،‬أو لـ يكف ذلؾ‪.‬‬
‫المستمدة مف الثَّقافة‬
‫َّ‬ ‫أما المعنى اآلخر لكممة الوظيفة‪ ،‬فقد ارتبط بالحياة الحضرَّية‬
‫َّ‬
‫العربية اإلسالمية التي سادت العالـ‪ ،‬وتمثؿ ذلؾ بصفة خاصة في صيغتي فعؿ وظؼ‬
‫ومصدره التوظيؼ‪ ،‬فقد ورد بمعنى اللتزاـ أو اإللزاـ‪ ،‬كأف يمتزـ اإلنساف بشئ معيف‪ ،‬أو يمزـ‬
‫غيره بو‪ ،‬كإلزاـ شيخ الكتاب مثال حفظة القرآف مف الصبياف المتعمميف حفظ مقدار معيف مف‬
‫اآليات القرآنية كؿ يوـ ‪ ...‬وقريبا مف ىذا المعنى‪ ،‬استعممت الصيغتاف السابقتاف في التراث‬
‫الصوفي‪ ،‬حيث كاف شيخ الطريقة "يوظؼ" عمى المريد األوراد أو "الوظائؼ" التي تصبح‬
‫بمثابة شرط أو عيد يمتزـ بو المريد ليصبح مف أىؿ النسبة أو الطريقة‪.2‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪­2­2­2‬‬
‫لقد اشترط أندري مارتني في قاموسو (المرشد األبجدي في المسانيات) أمريف اثنيف؛‬
‫فقاؿ‪« :‬إف التحديد الصحيح لوظيفة المغة لبد أف يستجيب لشرطيف‪:‬‬
‫­ مالحظة استعمالتيا (أي مالحظة سموكات المستعمميف لمغة)‪.‬‬
‫­ الدراسة الداخمية ليذه األداة (المغة)»‪.3‬‬

‫­ مجمع المغة العربية‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬اإلدارة العامة لممعجمات واحياء التراث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،8@>9 ،‬ج‪ ،9‬ص‪.8800‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬محمد بف عبد الكريـ‪ :‬التصوف في ميزان اإلسالم‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪8@@> ،8‬ـ‪ ،‬ص‪ =:‬إلى ص<=‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪­ André Martinet: la linguistique, guide alphabétique‚ éd. Denoël‚ paris 1969¸ PP: 104 -‬‬
‫‪105.‬‬
‫=;‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫استنادا إلى ىذا‪ ،‬يمكف أف نميز بيف الوظيفة المركزية لمغة ووظائفيا الثانوية‪ ،‬إذ يتفؽ‬
‫أغمب المسانييف عمى أف وظيفتيا المركزية ىي التبميغ )‪ ،)communication‬كما تعرفو‬
‫نظرية اإلخبار‪ ،‬كاستعماؿ لوضع (‪ )code‬مف أجؿ نقؿ رسالة تمثؿ تحميال ما لمعطيات‬
‫التجربة مف خالؿ وحدات سميولوجية‪ّْ ،‬‬
‫تمكف الناس مف إقامة عالقات بينيـ‪.1‬‬
‫وبيذا المفيوـ ترتبط الوظيفة بكممتيف أساسيتيف مف مشتقاتيا (وظيفي‪ ،‬وظيفية)‪،‬‬
‫مذىبا ظير أثرىا في التحميؿ الوظيفي الذي أمدتنا‬
‫ً‬ ‫فالوظيفية (‪ّْ )fonctionnalisme‬‬
‫بعدىا‬
‫بو الفونولوجيا‪ ،‬والذي حقؽ جممة مف الوظائؼ عمى مستوى الوحدات الصوتية (في مستوى‬
‫التقطيع الثاني)‪ ،‬مثؿ الوظيفة التمييزية والتعويضية‪...‬‬
‫أما مفيوـ الوظيفة عند أحمد المتوكؿ‪ ،‬فيرتبط بثالثة أنواع؛ ىي‪ :‬الوظيفة عالقة‬
‫دور والوظيفة جسر العبور‪.‬‬
‫والوظيفة ًا‬
‫­ الوظيفة عالق ًة‪« :‬حيف يرد مصطمح الوظيفة دال عمى عالقة‪ ،‬فالمقصود ىنا العالقة‬
‫مكونيف أو مكونات في المركب السمي أو الجممة»‪.2‬‬
‫القائمة بيف ّْ‬
‫يعني ىذا البحث عف وظيفة العالقة التي يمكف أف تقوـ بيف عناصر الجممة الواحدة‬
‫أو بيف الجممة داخؿ نفس النص أو بيف النصوص التي ينتظميا الخطاب الواحد‪ .‬وقد صنؼ‬
‫تركيبية‪،‬‬ ‫المتوكؿ ىذه العالقات إلى أربعة أصناؼ؛ ىي‪ :3‬وظائؼ دللية‪ ،‬ووظائؼ‬
‫ووظائؼ تداولية‪ ،‬ووظائؼ بالغية‪.‬‬
‫وليذا نجد مصطمح الوظيفة متداول في ُجؿ األنحاء الشكمية (الصورية)‪ ،‬وفي األنحاء‬
‫ذات المنحى الوظيفي‪ ،‬ففي األنحاء الصورية «يستعمؿ ىذا المصطمح لمدللة عمى العالقات‬

‫­ ينظر‪ :‬يحيى بعيطيش‪ :‬نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ­ 2‬أحمد المتوكؿ‪ :‬التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات‪ ،‬مكتبة دار األماف‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪ ،900< ،8‬ص‪­ 98‬‬
‫‪.99‬‬
‫الموسط (مقاربة وظيفية موحدة لتحميل النصوص والترجمة وتعميم المغات)‪ ،‬منشورات‬
‫َّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الخطاب‬ ‫‪3‬‬

‫الختالؼ‪ ،‬دار األماف الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪ ،9088 ،8‬ص @‪.:‬‬


‫>;‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫التركيبية كعالقة الفاعؿ والمفعوؿ غير المباشر»‪ ،1‬وفي األنحاء ذات المنحى الوظيفي‪،‬‬
‫يستخدـ مصطمح الوظيفة لمدللة عمى العالقات التي يمكف أف تقوـ داخؿ الجممة أو داخؿ‬
‫المركب‪َّ ،‬‬
‫وقدـ لنا المتو ّكؿ مثالً لذلؾ‪ ،‬أف النحو الوظيفي يميز بيف ثالثة مستويات مف‬
‫الوظائؼ‪ :‬وظائؼ دللية (منفذ ­ متقبؿ ­ مستقبؿ) ووظائؼ تركيبية (فاعؿ ­ مفعوؿ)‬
‫ووظائؼ تداولية (البؤرة ­ المحور)‪.‬‬
‫تسخر الكائنات البشرية المغات الطبيعية‬ ‫دور‪ :‬يقصد َّ‬
‫بالدور «الغرض الذي ّ‬ ‫­ الوظيفة ًا‬
‫مف أجؿ تحقيقو»‪2‬؛ أي وظيفة تأدية المغة عند اإلنساف مف أجؿ تحقيؽ اليدؼ المرجو‬
‫الوصوؿ إليو ‪ ،‬وبالتالي جعؿ المتوكؿ التواصؿ بنية أساسية وضرورية ل يمكف فصميا عف‬
‫بنية المّغة‪.‬‬
‫الموسط وظيفة ثالثة؛ وىي‪:3‬‬
‫ّ‬ ‫وأضاؼ المتوكؿ في كتابو الخطاب‬
‫­ الوظيفة جسر العبور‪ :‬يقصد بجسر العبور "الترجمة"؛ أي نقؿ نص مف لغة إلى‬
‫إما أف يكوف عمى مستوى البنية السطحية‪ ،‬أو عمى مستوى البنية التحتية‬‫أخرى‪ ،‬وىذا النقؿ ّ‬
‫لمنص المصدر مع إدماج مفردات المُّغة‬‫الصرفي ­ التركيبي ّ‬
‫أي عف طريؽ استنساخ اإلطار ّ‬
‫اليدؼ فيو‪ ،‬ول يحصؿ ىذا في مستوى المَّفظ بؿ عمى مستوى المعنى‪.‬‬
‫الوظيفي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 3 ­ 2‬تعريف ال ّنحو‬
‫لقد حاولنا مف خالؿ دراستنا لكتب أحمد المتوكؿ إيجاد تعريؼ عاـ وشامؿ لمنحو‬
‫الوظيفي‪ ،‬إلّ أننا اكتفينا ببعض التعاريؼ التي جاء بيا بعض الدارسيف والباحثيف في ىذا‬
‫المجاؿ‪ ،‬أمثاؿ الباحث عبد الرحماف الجندي‪ ،‬الذي يرى بأف المتوكؿ رّكز في أبحاثو‬

‫‪1‬‬
‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬التركيبات الوظيفية (قضايا ومقاربات)‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫­ المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.9:‬‬ ‫‪2‬‬

‫الموسط (مقاربة وظيفية موحدة لتحميل النصوص والترجمة وتعميم المغات)‪ ،‬ص ‪.;9 ­ ;8‬‬
‫َّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬الخطاب‬ ‫‪3‬‬

‫?;‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫ودراساتو عمى «إبراز التفاعؿ القائـ بيف الخصائص البنيوية لمعبارات المغوية واألغراض‬
‫التواصمية التي تستعمؿ ىذه العبارات وسيمة لبموغيا»‪.1‬‬
‫يسعى النحو الوظيفي مف خالؿ ىذا إلى تحقيؽ اليدؼ التواصمي‪ ،‬ويقوؿ الجندي في‬
‫َّ‬
‫المقامية التي‬ ‫موقؼ آخر‪ :‬إ َّف النحو الوظيفي «يربط بيف البنية المُّ ّ‬
‫غوية لمجمؿ والظروؼ‬
‫تنجز فييا»‪.2‬‬
‫مف خالؿ ىذيف التعريفيف‪ ،‬جمع "محمد مميطاف" النحو الوظيفي في جممة واحدة إذ‬
‫يقوؿ‪« :‬ىو نحو ُّ‬
‫يعد خصائص المساف الطبيعي الصورية التركيبية والصرفية والصوتية‬
‫مقومات غير مستقمة عف الدللة والتداوؿ ول يتـ وصفيا وتفسيرىا إلَّ بالمجوء إلى عوامؿ‬
‫دللية وتداولية»‪ .3‬يعني ىذا أف النحو الوظيفي ل يكتفي بالخصائص التركيبية والصرفية‬
‫ألف الجانب التَّداولي ما ىو إلّ نتاج عالقة‬
‫والصوتية‪ ،‬بؿ تجاوز ذلؾ إلى الدللة والتداوؿ؛ ّ‬
‫ربط البنية بالمقاـ الذي أنجزت فيو‪.‬‬
‫ويعرؼ "كونو" (‪ )Kuno‬النحو الوظيفي َّأنو «مقاربة لتحميؿ البنية المُّ َّ‬
‫غوية تعطي‬ ‫ّ‬
‫البنيوية»‪.4‬‬
‫ّ‬ ‫اصمية لعناصر ىذه البنية باإلضافة إلى عالقتيا‬
‫األىمية لموظيفة التو ّ‬
‫ّ‬
‫أف النحو الوظيفي يقوـ عمى مبدإ التَّركيبات الوظيفية‪ ،‬وىذه األخيرة‬
‫ىذا دليؿ عمى َّ‬
‫اصمية»‪.5‬‬
‫تحمّؿ كما يرى كونو «البنيات التركيبية عمى أساس وظائفيا التو َّ‬

‫­ طو الجندي‪ :‬البعد التداولي في النحو الوظيفي‪ ،‬دار العموـ‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬قسـ النحو والصرؼ والعروض‪ ،‬نشر بعدد‬ ‫‪1‬‬

‫رقـ >‪ ،9‬مجمة كمية دار العموـ الشيرية‪ ،‬دت‪ ،‬ص>‪.‬‬


‫­ المرجع نفسو‪ ،‬ص>‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ محمد الحسيف مميطاف‪ :‬نظرية النحو الوظيفي (األسس والنماذج والمفاىيم)‪ ،‬ص;;‪.8;< ­ 8‬‬ ‫‪3‬‬

‫­ ينظر‪ :‬كونو‪ :‬التركيب الوظيفي‪ ،8@?0 ،‬نقالً عف‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.88:‬‬ ‫‪4‬‬

‫­ المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.88:‬‬ ‫‪5‬‬

‫@;‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫‪ ­ 3‬موضوع النحو الوظيفي‪:‬‬


‫يشير المتوكؿ إلى أف الفكر المساني الحديث يمكف حصره في ثالث مراحؿ‪ :‬مرحمة‬
‫إطار‬
‫الجمع والتصنيؼ‪ ،‬ومرحمة التنظير‪ ،‬ومرحمة التنميط‪ ،‬وىذه األخيرة يفترض أف تكوف ًا‬
‫وصفيا يالئـ سائر أنماط المغات الطبيعية‪ ،‬حيث يصبح لكؿ لغة مف المغات نحو وظيفي‬
‫ً‬
‫كاؼ‪ ،‬الشيء الذي يحتـ عمى النحو أف يتضمف مستويات لمتمثيؿ ترقى إلى رصد جميع‬
‫أنماط المغات‪ ،‬وتعكس في ذات الوقت مبادئ النظرية وفرضياتيا الجوىرية‪ ،‬وغرضيا ىو‬
‫غرض نحوي‪.‬‬
‫وموضوع نظرية النحو الوظيفي ىو القدرة التواصمية المتمثمة في (القدرة النحوية ‪+‬‬
‫القدرة التداولية)‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ نموذج مستعمؿ المغات الطبيعية‪ .‬ومستعمموا المغة الطبيعية‬
‫ل يتواصموف فيما بينيـ إل بخطابات‪ ،‬وليـ قدرة تواصمية متكاممة؛ أي مجموعة مف‬
‫الكفايات‪ ،‬كالكفاية المعرفية والكفاية المغوية والكفاية اإلدراكية والكفاية المنطقية‪ ،‬ول تصؿ‬
‫حد التكامؿ إلَّ إذا رصدت ىذه الكفايات كمَّيا ولـ تقؼ عند حدود الكفاية المغوية‬
‫النظرية َّ‬
‫وحدىا‪ ،‬والقدرة التواصمية «ىي معرفة المتكمـ لمقواعد التي ّْ‬
‫تمكنو مف تحقيؽ أغراض معينة‬
‫بواسطة المغة‪ ،‬وىي تتألؼ مف خمس ممكات‪ :‬الممكة المغوية ­ الممكة المنطقية ­ الممكة‬
‫المعرفية ­ الممكة اإلدراكية ­ الممكة الجتماعية»‪ ،1‬وحصيمة كؿ ىذا الممكة المّْ َّ‬
‫سانية‪.‬‬
‫إذف‪ ،‬تنطمؽ نظرية النحو الوظيفي مف نقطة مفادىا َّ‬
‫أف الجممة (بنية منجزة) ىي نتاج‬
‫المقاـ؛ أي إَّنيا جاءت لخدمة المقاـ الذي استدعى التمفظ بيا أو إنجازىا عمى ىيئة‬
‫مخصوصة (بالنظر إلى كيفية ترتيب عناصرىا‪ ،‬وبالنظر إلى ما ىو مذكور وما ىو غير‬
‫أيضا إلى التنغيـ الذي قيمت بو‪ ،)...‬دليؿ ىذا‪:‬‬
‫مذكور‪ ،‬وبالنظر ً‬

‫­ عمي آيت أوشاف‪ :‬المسانيات والديداكتيك نموذج النحو الوظيفي (من المعرفة العممية إلى المعرفة المدرسية)‪ ،‬السمسمة‬ ‫‪1‬‬

‫البيداغوجية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪ ،900< ،8‬ص@; ­ ‪.<0‬‬


‫‪<0‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫ّأنيا نسؽ مف الوحدات ل يمكف تحديد بعض خصائصيا إل بمراعاة ظروؼ إنتاجيا‬
‫انطالقًا مف مقاصد متمفظييا أثناء عممية التبميغ‪ ،‬أو «عمى أساس أنيا تجميات لخصائص‬
‫وظيفية مرتبطة بالغرض التواصمي المروـ إنجازه»‪ ،1‬ولتوضيحيا أكثر يمكف أف نستعيف‬
‫بالتعريؼ الذي َّ‬
‫قدمو المتوكؿ لمخطاب‪ ،‬وذلؾ بقولو‪ :‬الخطاب «كؿ إنتاج لغوي يربط فيو ربط‬
‫تبعية بيف بنيتو الداخمية وظروفو المقامية (بالمعنى الواسع)»‪ ،2‬ويقصد بربط التبعية في‬
‫تعريفو ىذا «أف بنية الخطاب [ والجممة نوع مف األنواع التي يتحقؽ فييا الخطاب*] ليست‬
‫متعالقة بالظروؼ المقامية التي ُينتّج فييا فحسب‪ ،‬بؿ إف تحديدىا ل يمكف أف يتـ إل وفقًا‬
‫ليذه الظروؼ»‪.3‬‬
‫الصمة بالغرض التواصمي الذي تؤديو‪ ،‬فقد رأى يحيى‬ ‫وبما َّ‬
‫أف تحديد الجممة شديد ّْ‬
‫بعيطيش أف مفيوميا يجب ربطو بالتصور الذي ّْ‬
‫قدـ في نظرية "أفعاؿ الكالـ"؛ أي إَّنيا فعؿ‬
‫منتقدا عدـ وضوح ىذه الرؤية عند سيموف ديؾ والمتوكؿ قائالً‪َّ « :‬‬
‫إف‬ ‫ً‬ ‫لغوي‪ ،‬يقوؿ بعيطيش‬
‫المتتبع المتفحص ألدبيات نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬أبحاث "سيموف ديؾ" أو "المتوكؿ" ­‬
‫اضحا لمفيوـ الجممة‪ ،‬يربطيا بمفيوـ الفعؿ‬
‫خصوصا في مراحميا األولى ­ ل يجد تعريفًا و ً‬
‫ً‬
‫المغوي وفؽ طرح أوستيف (‪ )Austin‬وتمميذه سورؿ (‪ ... )Searle‬مف جية‪ ،‬عمى الرغـ مف‬
‫الصمة الوثيقة بيف مفيوـ الجممة بصفة عامة ومفيوـ الفعؿ المغوي عند سورؿ بصفة‬
‫خاصة‪ ...‬أضؼ إلى ذلؾ َّ‬
‫أف المتوكؿ عندما تناوليا سنة @?@‪ 8‬في كتابو (المسانيات‬
‫عاـ ل‬
‫عامة ليا‪ ،‬في إطار نظري ّ‬
‫الوظيفية‪ :‬مدخؿ نظري) اقتصر عمى تقديـ خالصة َّ‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬الجممة المركبة في المغة العربية‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪ ،8@?? ،8‬ص<?‪.8‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ­ 2‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب)‪ ،‬دار األماف ; زنقة المامونية‪ ،‬الرباط‪ ،‬دط‪،‬‬
‫‪ ،9008‬ص=‪.8‬‬
‫*‬
‫يدؿ قوؿ المتوكؿ اآلتي‪( :‬كؿ إنتاج لغوي)‪ ،‬فإننا قصدنا إيرادىا عمى وجو اإلطالؽ دوف تحديد حجـ الخطاب لكي تحيؿ‬
‫عمى الجممة أو جزء الجممة أو عمى مجموعة مف الجمؿ‪.‬‬
‫‪ ­ 3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص>‪.8‬‬
‫‪<8‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫قدـ فيو لموظيفية في الفكر المغوي العربي القديـ أو الفكر‬


‫يختمؼ عف اإلطار العاـ الذي ّ‬
‫المساني الحديث‪ ...‬ولـ يربطيا كما سبقت اإلشارة بمفيوـ الجممة في نظرية النحو الوظيفي‬
‫أساسا عمى استثمار الفعؿ المغوي عند أوستيف وغرايس (‪ )Grice‬واغناء مفاىيـ‬
‫ً‬ ‫الذي ارتكز‬
‫سورؿ بصفة خاصة وتطويرىا»‪.1‬‬
‫كبير في نظرية النحو‬
‫اعتمادا ًا‬
‫ً‬ ‫لقد اقترض المتوكؿ مصطمح الفعؿ المغوي واعتمده‬
‫الوظيفي؛ يقوؿ‪« :‬أما في الدرس المساني الحديث‪ ،‬فقد اقترضت نظريات لسانية ذات توجو‬
‫تداولي أو (وظيفي) ثنائية (الفعؿ المغوي المباشر ‪ /‬الفعؿ المغوي غير المباشر) المقترحة في‬
‫(نظرية أفعاؿ الكالـ) وتبنتيا في إطار ثالثية تميز بيف ثالثة مفاىيـ ىي‪ :‬النمط الجممي‪،‬‬
‫أيضا‪« :‬مف المعموـ َّ‬
‫أف‬ ‫ً‬ ‫والقوة اإلنجازية األصمية‪ ،‬والقوة اإلنجازية المستمزمة»‪ ،2‬ويقوؿ‬
‫الجوانب التداولية [ وىي أىـ ما تميز بو التوجو الوظيفي في دراسة المغة ] درست‪ ،‬أوؿ ما‬
‫المسمى (فمسفة المغة العادية)‪ ،‬حيث عولجت ىذه الظواىر‬
‫َّ‬ ‫درست‪ ،‬في إطار التيار الفمسفي‬
‫مف قبيؿ ( اإلحالة) و(األفعاؿ المغوية) و(الستمزاـ الحواري)‪ ...‬وقد انتقمت ىذه المفاىيـ‬
‫المرتبطة بيذه الزمرة مف الظواىر عف طريؽ القتراض إلى حقؿ الدراسات المغوية‪ ،‬إذ َّ‬
‫إف‬
‫مجموعة مف النظريات المغوية ­ التوليدية منيا وغير التوليدية ­ وظَّفت ىذه المفاىيـ في‬
‫وصفيا لمُّغات الطبيعية»‪.3‬‬
‫ومف ثمة‪ ،‬فمصطمح الفعؿ المغوي‪ ،‬وما يتعمؽ بو مف مفاىيـ مختمفة (القوة‬
‫اإلنجازية‪ ،‬والمحتوى القضوي‪ُّ ،)... ،‬‬
‫يعد مف أىـ المرتكزات التي يقوـ عمييا مفيوـ الجممة‬

‫‪ ­ 1‬يحيى بعيطيش‪ :‬الفعل المغوي بين الفمسفة والنحو (عرض وتأصيل لمفيوم الفعل المغوي لدى فالسفة المغة ونظرية‬
‫النحو الوظيفي)‪ ،‬ضمف كتاب‪ :‬حافظ اسماعيمي عموي‪ ،‬التداوليات (عمم استعمال المغة)‪ ،‬عالـ الكتب الحديث‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫ط‪ ،9088 ،8‬ص@?‪.‬‬
‫‪ ­ 2‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الخطاب وخصائص المغة العربية(دراسة في الوظيفة والبنية والنمط)‪ ،‬دار األماف ; زنقة المامونية‪،‬‬
‫الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪ ،9080 ،8‬ص‪.<0‬‬
‫‪ ­ 3‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص?‪.8‬‬
‫‪<9‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫كبير في تعريؼ الجممة‪ ،‬يقوؿ‬


‫اعتمادا ًا‬
‫ً‬ ‫في نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬ولذلؾ يجب أف يعتمد عميو‬
‫بعيطيش‪ « :‬لكف المتفحص المدقؽ لممبادئ األساسية التي تقوـ عمييا ىذه النظرية‪ ،‬خاصة‬
‫التبميغية‪ ،‬وبصفة أخص التَّحميالت التَّداولية القائمة عمى مفيوـ القوةّ اإلنجازية‬
‫َّ‬ ‫مبدأ الوظيفة‬
‫(‪ )force illocutoire‬يدرؾ بسيولة َّأنو عمى َّ‬
‫الرغـ مف شيوع مصطمح الجممة في ىذه‬
‫أف مفيوميا يرتبط بشكؿ واضح بنظرَّية األفعاؿ المُّغوية لدى فالسفة المغة‬ ‫َّ‬
‫النظرية‪ ،‬إل ّ‬
‫العامة ليذه النظرية ىي أف تحميميا لجمؿ المغات الطبيعية يقوـ عمى‬
‫َّ‬ ‫العادية‪ ...‬والفكرة‬
‫َ‬
‫أساس َّأنيا ل يمكف تحديد خصائصيا إل بظروؼ إنتاجيا‪ ،‬انطالقًا مف مقاصد متمفظييا‬
‫لغوي»‪ ،1‬لكف‬
‫ّ‬ ‫أثناء عممية التبميغ‪ ،‬وبالتالي تكوف المغة وظيفة وبنية‪ ،‬والجممة في النياية فعؿ‬
‫ىؿ يمكف حصر الجممة وتحديد غرضيا في الفعؿ المغوي فقط؟‪.‬‬
‫ّْ‬
‫المتوكؿ مف كتابات تتعمؽ بدراسة الجممة العربية مف منظور‬ ‫قدمو‬ ‫َّ‬
‫إف المدقؽ فيما ّ‬
‫جيدا َّأنو ل يمكف حصر مفيوـ الجممة في الفعؿ المغوي فقط (إذا فَ ِي َ‬
‫منا مف‬ ‫وظيفي يدرؾ ً‬
‫الفعؿ المغوي القوة اإلنجازية وحدىا)‪ ،‬ذلؾ أنو ُّ‬
‫يعد أحد الجوانب المشكمة لمجممة (الغرض‬
‫الذي سيقت لو الجممة)‪ ،‬إضافة إلى جوانب أخرى أبرزىا البنية المكونة لمجممة الحاممة لذلؾ‬
‫الفعؿ (الخاضعة لو)‪.‬‬
‫ومف ىنا نفيـ سر النتقاد الذي وجيو المتوكؿ إلى فالسفة المغة العادية‪ ،‬حيث أورد‬
‫َّأن يـ لـ يعنوا بدراسة بنية الجممة (تركيبيا‪ ،‬وحداتيا‪ ،‬العالقات الموجودة بيف وحداتيا ‪،)...‬‬
‫األمر الذي أفرز نظريات لغوية حاولت الستفادة مما َّ‬
‫قدمو فالسفة المغة العادية واخضاعو‬
‫لمتطمبات التوجو المساني‪ ،‬ومف أبرزىا نظرية النحو الوظيفي‪.‬‬
‫يقوؿ المتو ّكؿ‪« :‬لـ ُي ْع َف فالسفة المغة العادية بجوانب أخرى مف تداوليات المغة‬
‫الطبيعية كالجوانب المرتبطة بالبنية اإلخبارية لمجممة عنايتيـ باإلحالة والقتضاء واألفعاؿ‬

‫‪ ­ 1‬يحيى بعيطيش‪ :‬الفعل المغوي بين الفمسفة والنحو‪ ،‬ص‪.@0‬‬


‫‪<:‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫المغوية والستمزاـ الحواري‪ .‬ىذه الجوانب المغفمة في الدرس الفمسفي ىي أنواع العالقات‬
‫اإلخبارية القائمة بيف مكونات الجممة»‪.1‬‬
‫وانطالقًا مف وجية النظر ىاتو‪ ،‬فالجممة في نظرية النحو الوظيفي ىي «فعؿ لغوي‬
‫يتميز بخصائص دللية تداولية تعكسيا خصائص بنيوية صرفية تركيبية»‪ ،2‬يستغميا‬
‫مستعمؿ المغة الطبيعية لتغطية احتياجاتو في عشيرتو المغوية التي يعيش فييا‪ ،‬لكف ما ىو‬
‫المقصود بالفعؿ المغوي؟‬
‫الفعؿ المغوي‪ ،‬أو العمؿ المغوي‪ ،‬أو الفعؿ الكالمي‪ ،‬مصطمح اقترضتو نظرية النحو‬
‫الوظيفي مف فالسفة مدرسة أكسفورد (اشتيروا باسـ فالسفة المغة العادية)‪ ،‬ويعني الفعؿ‬
‫عندىـ َّ‬
‫أف قوؿ شيء ما ىو تحقيؽ أو إنجاز لعمؿ معيف‪ ،‬وانطمؽ فالسفة المغة العادية‬
‫تخصيصا) في بناء تصورىـ ىذا مف نقد التصور الذي درج عميو المناطقة‬
‫ً‬ ‫(أوستيف‬
‫الوضعيوف الذيف كانوا ينطمقوف مف معيار الحكـ بالصدؽ والكذب لمحكـ عمى جممة ما مف‬
‫حيث دللتيا‪ ،‬ومف ثمة فالجمؿ التي ل تحتمؿ الصدؽ ول الكذب ­ في تصورىـ ­ جمؿ ل‬
‫الدراسة‪.3‬‬
‫تستحؽ ّ‬
‫ّ‬ ‫دللة ليا‪ ،‬وىذا يقودنا إلى نتيجة مفادىا َّأنيا جمؿ ل‬
‫أف المُّغة فعؿ لساني ىو "ابف‬
‫لكف َّأوؿ مف استخدـ مصطمح الفعؿ المُّغوي‪ ،‬وأدرؾ َّ‬
‫خمدوف"‪ ،‬حيث يقوؿ‪ِ« :‬اعمـ َّ‬
‫أف المّغة في المتعارؼ ىي عبارة المتكمّـ عف مقصوده‪ ،‬وتمؾ‬

‫أف المُّغة ل ّ‬
‫تحدد مف خالؿ دراسة‬ ‫العبارة فعؿ لساني ناشئ عف القصد بإفادة الكالـ»‪4‬؛ أي َّ‬

‫دللتيا وأصواتيا فقط‪ ،‬واَّنما تحدد ً‬


‫أيضا عف طريؽ إنتاج الفعؿ الكالمي وما يحيط بالمتكمّـ‬
‫َّ‬
‫وداخمية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫خارجية‬ ‫مف مؤثرات‬

‫‪ ­ 1‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.32‬‬


‫­ يحيى بعيطيش‪ :‬نحو نظريَّة وظيفيَّة لمنحو العربي‪ ،‬ص@;‪.8‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص?;‪.8‬‬ ‫‪3‬‬

‫المقدمة‪ ،‬تح‪ :‬عمي عبد الواحد وافي‪ ،‬لجنة البياف العربي‪ ،‬بيروت ­ لبناف‪ ،‬ط‪ ،8@=? ،9‬ص=<‪.80‬‬
‫ّ‬ ‫­ ابف خمدوف‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫;<‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫أف المُّغة سموؾ إنساني يؤدييا الفرد المتكمّـ أثناء كالمو‪ ،‬يمكف‬
‫وذىب فريؽ آخر إلى َّ‬
‫التداولية "‪ 1"pragmatique‬مف‬
‫ّ‬ ‫الدراسات‬ ‫الدراسات المّ َّ‬
‫سانية وحسب مجاؿ ّ‬ ‫حصرىا حسب ّ‬
‫الكالمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحدث‬ ‫أو‬ ‫‪‬‬
‫الكالمي‬
‫ّ‬ ‫خالؿ دراسة مستوى الفعؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean Dubois et autres: Dictionnaire de linguistique, libraire la rouse‚ paris, p8.‬‬
‫نحوي‬ ‫ماديا‬
‫طا ً‬ ‫يعد نشا ً‬ ‫الفعؿ الكالمي ىو ُّ‬
‫كؿ ممفوظ ينيض عمى نظاـ شكمي دللي إنجازي تأثيري‪ .‬وفضالً عف ذلؾ‪ُّ ،‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫تخص ردود فعؿ‬
‫ُّ‬ ‫يتوسَّؿ أفعالً قوليَّة لتحقيؽ أغراض إنجازيَّة (كالطمب واألمر والوعد والوعيد ‪ ...‬الخ)‪ ،‬وغايات تأثيريَّة‬
‫ثـ فيو فعؿ يطمح إلى أف يكوف فعالً تأثيرًيا‪ .‬أي يطمح إلى أف يكوف ذا تأثير في‬ ‫(كالرفض والقبوؿ)‪ .‬ومف َّ‬‫َّ‬ ‫المتمقي‬
‫ثـ إنجاز شئ ما"‪ .‬مسعود صحراوي‪ :‬التداوليَّة عند عمماء العرب (دراسة تداوليَّة‬
‫مؤسساتيا‪ ،‬ومف َّ‬
‫ً‬ ‫جتماعيا أو‬
‫ً‬ ‫المخاطب‪ِ ،‬ا‬
‫لظاىرة "األفعال الكالميَّة" في التراث المِّساني العربي)‪ ،‬در الطميعة‪ ،‬بيروت ­ لبناف‪ ،‬ط‪ ،900< ،8‬ص‪.;0‬‬

‫<<‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫‪ ­ 4‬المبادئ العامة لنظرية النحو الوظيفي‪ :‬تقوـ نظرية النحو الوظيفي عمى مبادئ‬
‫َّ‬
‫أساسية‪ ،‬ذكرىا "المتوكؿ" في مقدمات مؤلفاتو؛ وأىميا ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ­ 1 ­ 4‬وظيفة المغات الطبيعية األساسية ىي التواصل بين الناطقين بيا‪ :‬قبؿ‬
‫الحديث عف ىذا العنصر‪ ،‬يجب التنبيو إلى أمر ميـ‪ ،‬وىو التميز الذي أشار إليو المتوكؿ‬
‫داخؿ النظريات المغوية الحديثة بيف تياريف نظرييف اثنيف؛ وىما‪:1‬‬
‫عد المغة نسؽ مجرد يمكف دراسة بنيتو بمعزؿ عف‬
‫غوية التي ت ّ‬
‫­ تيار يشمؿ النظريات المّ ّ‬
‫وظيفتو التواصمية داخؿ المجتمعات البشرية‪ ،‬وىو ما أفرزتو النظرية التوليدية التحويمية مف‬
‫نماذج لغوية‪.‬‬
‫نص عمى أف بنيات المغات مرتبطة بوظيفة‬
‫­ تيار يشمؿ النظريات المغوية التي ت ُّ‬
‫أساسية ىي وظيفة التواصؿ بيف أفراد المجتمع‪ ،‬وأُدخ َؿ في ىذا التيار جميع النظريات التي‬
‫تصؼ المغات بالبعد التداولي كالنظرية النسقية (‪ ،)Systemics‬ونظرية النحو الوظيفي‬
‫(‪.)functional grammar‬‬
‫مف خالؿ ىذا نستخمص أف نظرية النحو الوظيفي تَعتَبِر الخصائص البنيوية‬
‫حددىا أنماط المقامات التي أنجزت فييا؛ أي ربطيا بالظروؼ الخارجية‪ .‬والسؤاؿ‬
‫لمغات تُ ّ‬
‫المطروح‪ ،‬ىؿ لمغة وظيفة واحدة أو ليا وظائؼ متعددة؟ واذا كاف ليا وظائؼ متعددة فما‬
‫ىي وظيفتيا األساسية؟‪.‬‬
‫إذف يجب أولً تحديد وظيفة المُّغة ثـ ربطيا بالوظائؼ األخرى‪.‬‬
‫بعد النقاش الذي دار ­ في السبعينيات ­ بيف تشومسكي وفالسفة المغة العادية ذىب‬
‫تشومسكي إلى أف وظيفة المّغة ىي وظيفة التعبير عف الفكر ل غير‪ ،‬ودليمو عمى ذلؾ َّ‬
‫أف‬
‫نصا دوف أف‬
‫بمجرد توضيح أفكاره‪ ،‬كما يمكف أف يكتب ِّ‬
‫َّ‬ ‫شيئا ما‬
‫الشخص يمكف أف يكتب ً‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪ ،8@?= ،8‬ص =‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫=<‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫أما المّغويوف الوظيفيوف فجمعوا عمى أف لمُّغة وظيفة أساسية ىي وظيفة‬ ‫‪1‬‬
‫يكوف في ذىنو ّ‬
‫‪،‬‬
‫التواصؿ واستدلوا عمى ذلؾ بما يأتي‪:2‬‬
‫أ ­ إف وظائؼ الخطاب الست‪ ‬التي َّ‬
‫قدميا روماف جاكبسوف (‪ )R. Jakobson‬ليس‬

‫طا أف تُجمع في الخطاب الواحد‪ ،‬بؿ ىي مقيدة بأنماط الخطاب وحسب طبيعتو‪ ،‬فمثالً‬
‫شر ً‬
‫الوظيفتاف الشعرية والميتالغوية تظيراف فقط في الخطاب الشعري والخطاب العممي‪ ،‬مفاد ىذا‬
‫أف الوظيفة التو َّ‬
‫اصمية توجد في جميع أنماط الخطاب لكف بدرجات متفاوتة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ب ­ إذا ظيرت وظيفة غير الوظيفة التواصمية في نمط خطابي َّ‬
‫معيف مف الخطابات‬
‫ّْ‬
‫يؤدي ىذا إلى خرؽ بعض مميزات الواقع الذي نعيشو؛ فمثالً الجممة‪ :‬قابؿ خالد عمرو في‬
‫ليمة حمراء‪.‬‬
‫تـ في ىذه الجممة خمؽ عالـ إحالي غير عالـ الواقع‪ ،‬وىو وصؼ (ليمة حمراء)‪ ،‬كوف‬
‫َّ‬
‫أف الميمة عادةً سوداء‪.‬‬
‫طابا كما‬ ‫ِ‬
‫طًبا وخ ً‬
‫ومخا َ‬
‫متكمما ُ‬
‫ً‬ ‫ج ­ عممية التواصؿ تقتض ثالثة عناصر أساسية‪:‬‬
‫يوضحو الرسـ اآلتي‪:‬‬
‫ُم َخاطَب‬ ‫ِخطَاب‬ ‫متكمـ‬
‫يقوؿ المتو ّكؿ‪« :‬تكوف عممية التواصؿ "ناجحة" إذا خال الخطاب مف كؿ ما يمكف أف‬
‫يحوؿ بيف المخاطب وبيف تأويمو‪ ،‬وىو ما يسعى المتكمـ في تحقيقو (في حالت التواصؿ‬
‫العادي)»‪.3‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.<; ­ <:‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص;<‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫جعية‪ ،‬والوظيفة التعبيرَّية‪ ،‬والوظيفة التأثيرَّية‪ ،‬والوظيفة الشعرَّية‪ ،‬والوظيفة المَّ َّ‬
‫غوية (بفتح‬ ‫‪ ‬الوظائؼ الست ىي‪ :‬الوظيفة المر َّ‬
‫الالـ)‪ ،‬والوظيفة الميتالغوية‪.‬‬
‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص ?‪.9‬‬ ‫‪3‬‬

‫><‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫َّ‬
‫طب‪ ،‬والخطاب يعرؼ بدارة‬ ‫يتـ إل عف طريؽ وجود متكمّْـ َ‬
‫ومخا َ‬ ‫وكذلؾ الخطاب ل ّ‬
‫الكالـ التي اعتمدىا "فرديناد دي سوسير" في كتابو "محاض ار ت في المّسانيات العامة"‬
‫(‪ ،)cours de linguistique générale‬والممثؿ ليا بالرسـ اآلتي‪:1‬‬

‫سمع‬ ‫نطؽ‬

‫ت‬ ‫ص‬ ‫تصور‬


‫ت = ُّ‬ ‫ت‬ ‫ص‬
‫ص = صورة سمعية‬
‫نطؽ‬ ‫سمع‬

‫الدارة إلى ضرورة وجود طرفيف لقياـ الخطاب‪ ،‬ول ّكنو اىتـ‬
‫أشار "سوسير" في ىذه َّ‬
‫نظاما‪ ،‬وأىمؿ الكالـ‪ ،‬والشيء الميـ في ىذه الدارة ىو تحديد التفاعؿ الذي‬
‫ً‬ ‫بالمغة بوصفيا‬
‫يحدث بيف األجزاء الصوتية الثالثة‪:2‬‬
‫‪ ­ 1‬األجزاء الفيزيائية‪ :‬تتمثؿ في الىت اززات والرتدادات الصوتية المنتشرة مف الفـ إلى‬
‫األذف أي التي يطمقيا المتكمّـ إلى السامع قصد تبميغو‪.‬‬
‫السمع (األذف) والنطؽ (الفـ)‪.‬‬ ‫َّ‬
‫يولوجية‪ :‬تتمثؿ في َّ‬
‫‪ ­ 2‬األجزاء الفيز‬

‫‪1‬‬
‫‪ferdinand de soussure: cours de linguistique générale, EN. R.G. édition. talantikit‬‬
‫‪Béjaia¸2002¸ p18.‬‬
‫­ ينظر‪ :‬فرديناف دوسوسير‪ :‬محاضرات في األلسنية العامة‪ ،‬تر‪ :‬يوسؼ غازي ومجيد النصر‪ ،‬المؤسسة الجزائرية‬ ‫‪2‬‬

‫لمطباعة‪ ،‬دط‪ ،8@?= ،‬ص‪.9; ­ 9:‬‬

‫?<‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫ال مف الصورة الشفوية‬ ‫النفسية‪ :‬وىي جزء متموضع في ّْ‬


‫الدماغ‪ ،‬ويشمؿ ك ً‬ ‫َّ‬ ‫‪ ­ 3‬األجزاء‬
‫(الداؿ) والتصورات (المدلولت)‪.‬‬
‫مفيوما في وسط‬
‫ً‬ ‫لغويا‬
‫خطابا ً‬
‫ً‬ ‫ويتطمَّب الموقؼ الكالمي ُمرسالً ومستقبالً‪ ،‬يتبادلف‬
‫يساعدىما عمى التواصؿ‪ ،‬كما ىو في َّ‬
‫الشكؿ اآلتي‪:‬‬ ‫ُ‬

‫مدلوؿ عميو‬ ‫داؿ‬


‫المستقبِؿ‬ ‫ِ‬
‫المرسؿ‬

‫َّ‬
‫السياؽ‬
‫ولمسياؽ دور كبير في التأثير في الموقؼ الكالمي أي َّأنو ينقؿ الخطاب الكالمي بيف‬
‫المرسؿ والمستقبؿ‪.1‬‬

‫فالتواصؿ إ ًذا ل يتحقؽ إلَّ إذا كاف فيو متكمّـ ومخا َ‬


‫طب‪ ،‬رّبما يسأؿ سائؿ إذا كاف‬
‫خطابا؟‬
‫ً‬ ‫الشخص يخاطب نفسو‪ ،‬مثالً يسجؿ حديثو بآلة تسجيؿ ويسمعو؛ ىؿ ُّ‬
‫يعد ىذا‬
‫ذىب العمماء إلى َّ‬
‫أف مثؿ ىذا الصنؼ ل يحقؽ التواصؿ‪ ،‬ودليميـ عمى ذلؾ ىو انعداـ‬
‫طب‪.‬‬
‫المخا َ‬
‫ىي‪ :‬الوظيفة التمثيمية‪ ،‬والوظيفة‬ ‫‪2‬‬
‫د ­ وظائؼ المُّغة عند ىاليدي ثالث‬
‫النصية‪ .‬ىذه الوظائؼ مستقمة تؤدي كميا إلى وظيفة واحدة ىي وظيفة‬
‫ّ‬ ‫التعالقية‪ ،‬والوظيفة‬
‫معيف يقتضي اإلحالة عمى واقع‬
‫شخصيف في موقؼ تواصمي ّ‬
‫ّ‬ ‫التواصؿ‪ ،‬والتواصؿ بيف‬
‫خارجي أو واقع داخمي مرتبط بذات أحد المتخاطبيف‪ ،‬ل يتـ ىذا التواصؿ إذا اخت ّؿ أحد ىذه‬
‫العناصر الثالثة؛ أي ىو ك ُؿ متكامؿ (كؿ وظيفة تكمؿ األخرى)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫­ ينظر‪ :‬حسف خميس الممخ‪ :‬رؤى لسانيَّة في نظرية النحو العربي‪ ،‬دار الشروؽ ­ عماف‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص‪­ 139‬‬
‫‪.140‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص<<‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫@<‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫ىـ ­ لقد َّ‬


‫دعـ "سيموف ديؾ" ما جاء بو "جاكبسوف" و"ىاليدي" عمى أف «التواصؿ عممية‬
‫وبعد استثاري‪،‬‬
‫وبعد تعبيري‪ُ ،‬‬
‫وبعد إخباري‪ُ ،‬‬
‫وبعد توجييي‪ُ ،‬‬
‫ذات أبعاد مختمفة‪ُ :‬بعد عالقي‪ُ ،‬‬
‫تتكامؿ كميا لتأدية وظيفة التواصؿ»‪ ،1‬وىذا التواصؿ نشاط اجتماعي يتمكف بواسطتو‬
‫المتكمموف مف تبادؿ معموماتيـ التداولية‪ ،‬وذلؾ إما بالنظر إلى العالقة القائمة بيف المتكمـ‬
‫والمخاطَب ويسمى بالتواصؿ العالقي‪ ،‬أو بالنظر إلى فحوى الخطاب وىذا التواصؿ تواصؿ‬
‫استفياميا) أو‬
‫ً‬ ‫إما عمالً (تواصالً أمرًيا) أو قولً (تواصالً‬
‫توجييي‪ ،‬فيكوف الفعؿ المطموب َّ‬
‫اإلخبار عف شيء (تواصالً إخبارًيا) أو التعبير عف إحساس (تواصالً تعبيرًيا) أو استثارة‬
‫إحساس (تواصالً استثارًيا)‪ ،‬ويمكف توضيح عممية التواصؿ ىذه حسب المخطط اآلتي‪:2‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص=<‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ المصدر نفسو‪ ،‬ص><‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪=0‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫تبلٌغ أو تواصل (تغٌٌر المعلومات التداولٌَّة)‬

‫بالنظر إلى فحوى الخطاب‬ ‫بالنظر إلى العالقة‬

‫بٌن المتكلِّم والمخاطب‬

‫ال بقصد الطلب‬ ‫بقصد الطلب‬ ‫عالقً‬

‫بالنسبة لإلحساسات‬ ‫بالنسبة للمعارف‬ ‫توجٌهً‬

‫تعبٌر عن إحساس استثارة إحساس‬ ‫إخباري‬ ‫طلب قول‬ ‫طلب عمل‬

‫استثاري‬ ‫تعبٌري‬ ‫استفهامً‬ ‫أمري‬

‫أف‬
‫يؤدى عبر قنوات أخرى غير قناة المغة كاإلشارة والصورة‪ ،‬إلّ ّ‬
‫ويمكف لمتواصؿ أف َ‬
‫فياما مف التواصؿ الذي يتـ عبر قناة المغة‪.1‬‬
‫ىذا التواصؿ ل يرقى قوة ودقة وا ً‬
‫‪ ­ 2 ­ 4‬موضوع الدَّرس المِّساني ىو وصف القدرة التواصمية‪ :‬قبؿ الخوض في ىذا‬
‫الموضوع يجب معرفة معنى القدرة التواصمية أو القدرة المُّ َّ‬
‫غوية‪ ،‬إذ عرفيا أحمد المتوكؿ بأنيا‪:‬‬
‫«المعرفة التي يختزنيا المتكمـ ­ السامع عف طريؽ الكتساب‪ ،‬والتي تم ّكنو مف إنتاج وتأويؿ‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪=8‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫ٍ‬
‫متناه مف العبارات السميمة»‪ .1‬يعني ىذا أف المتكمـ لديو معرفة مكتسبة ومسبقة‬ ‫عدد غير‬
‫مف خالؿ احتكاكو بأفراد مجتمعو‪ ،‬وبالتالي ينتج جمالً غير متناىية‪.‬‬
‫انطالقًا مف موضوع البحث المّساني‪ ،‬سأبيّْف التشابو والختالؼ بيف تصوريف ىما‪:‬‬
‫تصور المُّغوييف الوظيفييف‪ ،‬وتصور المُّغوييف غير الوظيفييف‪ ،‬فالتفاؽ حاصؿ في وصؼ‬
‫ُّ‬
‫أما الختالؼ فيتمثؿ فيما يأتي‪:2‬‬
‫ومعرفة المتكمّـ ­ السَّامع لمغتو‪َّ ،‬‬
‫تصور المُّغوييف غير الوظيفييف المشتغميف في إطار النظرية التوليدية التحويمية‬
‫ُّ‬ ‫­‬
‫أف القدرة المُّغوية تنحصر في قدرتيف‪ :‬قدرة نحوية وقدرة تداولية‪ ،‬عمى‬
‫التشومسكية عمى َّ‬
‫أما القدرة الثانية فيي‬
‫لمدرس المّغوي‪َّ ،‬‬
‫موضوعا ّ‬
‫ً‬ ‫أف القدرة األولى وحدىا يمكف أف تتخذ‬ ‫أساس َّ‬
‫َّ‬
‫التداولية‪.‬‬ ‫مستقمَّة عف القدرة األولى؛ أي إىماليا لمقدرة‬
‫أف موضوع الوصؼ المُّغوي‪،‬‬
‫ينص عمى َّ‬
‫ُّ‬ ‫تصور المّغوييف الوظيفييف التداولييف‬
‫ّ‬ ‫­‬
‫(الدللة والصوت والتركيب والصرؼ) والجوانب الوظيفية التي‬ ‫يتضمف الجوانب الصورية ّ‬
‫تتعمؽ بوظيفة التواصؿ التي تُ َؤدييَا المُّغة داخؿ المجتمع البشري‪ ،‬وبعبارة أخرى َّ‬
‫الربط بيف‬
‫الخصائص البنيوية لمغة والظروؼ المقامية التي تنجز فييا؛ أي يجمع بيف القدرة النحوية‬
‫والقدرة التداولية في إطار ما يسمى القدرة التواصمية الواحدة‪.‬‬
‫َّ‬
‫التداولية‬ ‫ويكمف الفرؽ بيف التصوريف الوظيفي وغير الوظيفي في َّ‬
‫أف الجوانب الدللية و‬
‫التي تبناىا النحو التوليدي التحويمي تدخؿ عند المُّغوييف الوظيفييف في رصده لموصؼ‬
‫المُّغوي‪ ،‬وموضوع الوصؼ عند الوظيفييف ىو كذلؾ "النحو"‪ ،‬وبمعنى أوسع وأدؽ يشمؿ كؿ‬
‫مف األوصاؼ البنيوية واألوصاؼ الوظيفية لمجمؿ‪.3‬‬

‫­ أحمد المتو ّكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص=‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص>‪ .9‬وينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص@?‪ .‬وينظر‪ :‬نعيمة‬ ‫‪2‬‬

‫الزىري‪ :‬التعجب في المُّغة العربية‪ ،‬ص=‪.8:‬‬


‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص @? ­ ‪.@0‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪=9‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫‪ ­ 3 ­ 4‬اكتساب المُّغة‪:‬‬
‫يولد الطفؿ عمى مجموعة مف المبادئ العامة‪ ،‬منيا مبدأ تبعية القواعد التركيبية لمبنية‬
‫لغوية ول يكتفي بيذا بؿ يتجاوزىا إلى‬
‫التي يجعمو يكتسب لغة القوـ الذي يعيش فيو؛ أي قدرة ّ‬
‫القدرة عمى التواصؿ مع محيطو الجتماعي؛ لكف السؤاؿ المطروح‪ :‬كيؼ يكسب الطفؿ‬
‫المُّغة؟‬
‫َّ‬
‫النفسية أكثر ما تكوف شبيا بعممية اكتساب‬ ‫إف عممية اكتساب المُّغة مف الناحية‬
‫َّ‬
‫يصح أف نصؼ ما يقوـ بو المرء مف حركات وسكنات أثناء التمفظ‬
‫ّ‬ ‫العادات‪ ،‬وبيذا المعنى‬
‫َّ‬
‫نطقية"‪ ،‬واكتساب الفرد لمغة عممية تتماشى مع مراحؿ حياتو‪ :‬في‬ ‫بمغتو الخاصة "عادات‬
‫َّ‬
‫العممية‪ ،‬مف ىنا يبدأ الطفؿ في الحصوؿ عمى أسس لغة‬ ‫الطفولة‪ ،‬وفي المدرسة‪ ،‬وفي الحياة‬
‫األـ‪.1‬‬
‫نظر ليذا‪ ،‬قسَّـ المتوكؿ الكمية المُّغوية إلى نسقيف مترابطيف ىما‪ :2‬نسؽ المُّغة ونسؽ‬
‫ًا‬
‫الستعماؿ‪.‬‬
‫األول يكتسب فيو الطفؿ قواعد لغتو مف المحيط الذي يعيش فيو (المدرسي أو‬
‫َّ‬
‫أما الثاني فيحكـ استعماؿ ىذه القواعد في مقامات التواصؿ‪.‬‬
‫الجتماعي)‪َّ ،‬‬
‫‪ ­ 4 ­ 4‬النحو الوظيفي نظرية لمتركيب والداللة منظو ار إلييما من وجية نظر‬
‫تداولية؛ أي يدرس التركيب والداللة في إطار التداول‪:3‬‬
‫لقد أثير نقاش بيف التداولييف والمُّغوييف حوؿ ورود وظيفة التواصؿ في وصؼ المُّغات‬

‫الطبيعية؛ أي حوؿ إمكانية رصد خصائص بنية المُّغة دوف النظر إلى وظيفتو التو ّ‬
‫اصمية‪،‬‬
‫تحدد البنية‪،‬‬ ‫بأف ليس ثمة ما يثبت َّ‬
‫أف الوظيفة ّ‬ ‫وىذا التساؤؿ دفع تشومسكي إلى القوؿ َّ‬

‫تماـ حساف‪ :‬المُّغة بين المعياريَّة والوصفيَّة‪ ،‬عالـ الكتب‪ 9? ،‬شارع عبد الخالؽ ثروت ­ القاىرة‪ ،‬ط;‪،9008 ،‬‬
‫­ ينظر‪ّ :‬‬
‫‪1‬‬

‫ص<>‪.‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص <‪.:= ­ :‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬دراسات في نحو المّغة العربية الوظيفي‪ ،‬ص@‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪=:‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫وبالتالي يمكف دراسة بنية المُّغة دوف النطالؽ مف وظيفتيا َّ‬


‫وشبو ىذا بالفيزيولوجي الذي‬
‫الدـ) بعيف العتبار‪.‬‬
‫يدرس بنية القمب دوف أخذ وظيفتو (ضخ ّ‬
‫أما فالسفة المُّغة العادية والمُّغويوف والوظيفيوف انطمقوا في دراستيـ لمغات الطبيعية مف‬
‫َّ‬
‫تحدد بنية المُّغة‪ ،1‬ولتوضيح وجوب مالءمة بنية األداة لوظيفتيا‬ ‫مبدإ َّ‬
‫أف الوظيفة التواصمية ّ‬
‫َّ‬
‫استدؿ "سيموف ديؾ" بيذا المثاؿ الذي ينص عمى َّ‬
‫أف جميع الحضارات اإلنسانية واجيت‬
‫مشكؿ نقؿ الماء مف مكاف إلى مكاف‪ ،‬فاضطرت إلى صنع أدوات معينة لح ّؿ ىذا المشكؿ‪،‬‬
‫وىذه األدوات ىدفيا ىو ح ّؿ إشكاؿ نقؿ الماء‪ ،‬كما يتبيف مف خالؿ الشجرة اآلتية‪:2‬‬
‫لنقؿ الماء مف مكاف إلى مكاف‬

‫بتمريره‬ ‫بحممو‬

‫ممرًار لو‬
‫أصنع ّ‬ ‫أصنع أداة لحتوائو‬

‫قناة‬ ‫قربة‬
‫أنبوب‬ ‫جرة‬
‫َّ‬
‫سطؿ‬
‫ُّ‬
‫مف خالؿ ىذا المثاؿ يمكف القوؿ إ َّف المغات باعتبارىا وسائؿ لمتواصؿ‪ّ ،‬‬
‫وبالرغـ مف‬
‫أف ىذه الخصائص ىي التي تم ّكنيا مف تأدية ىذه‬ ‫معينة إلَّ َّ‬
‫اختالفيا في خصائص ّ‬
‫الوظيفة‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص?<‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص@<‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫;=‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫فيما‬ ‫ُّ‬ ‫لقد َّ‬


‫يقروف ارتباط البنية بالوظيفة فيميـ ً‬
‫عد المتوكؿ بعض المغوييف الذيف ّ‬
‫كؿ غرض تواصمي ّْ‬
‫وكؿ‬ ‫مباشر بيف ّْ‬
‫ًا‬ ‫تالزما‬ ‫أف ثمة‬ ‫ساذجا‪ ،‬لماذا؟ َّ‬
‫ألف مفاد ىذا الفيـ ّ‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫خاصية مف الخصائص البنيوية‪ ،‬وىذا الخطأ الشائع أدى ببعض الباحثيف أمثاؿ "نيومبير"‬
‫ّ‬
‫تحدي بعض الوظيفييف أف يأتوا بتفسير وظيفي لبعض الظواىر‬
‫(‪ )Newmeper‬إلى ّ‬
‫المّغوية‪َّ ،‬‬
‫فرد عمييـ "سيموف ديؾ" عمى َّ‬
‫أف «التفسير الوظيفي لمظواىر المّغوية ل يقوـ عمى‬
‫فرضية الترابط البسيط بيف الصورة والوظيفة‪ ،‬بؿ يقوـ بالعكس مف ذلؾ‪ ،‬عمى شبكة مف‬
‫المتطمبات والقيود المتفاعمة فيما بينيا‪ ،‬والتي تؤوؿ إذا أخذ ك ّؿ منيا عمى حده‪ ،‬إلى مبدإ‬
‫وظيفي»‪.1‬‬
‫أراد "ديؾ" مف خالؿ ىذا أف يجعؿ التفسير الوظيفي لمظواىر المُّغوية يقوـ عمى‬
‫وتتكوف ىذه‬
‫ّ‬ ‫مجموعة مف اآلليات التي تحدث تفاعالً بيف الصورة والوظيفة التي تؤدييا‪،‬‬
‫اآلليات مف‪:2‬‬
‫● الغرض الذي ُيستعمؿ مف أجؿ تحقيؽ عبارات المُّغات‪ ،‬وىو إقامة التواصؿ‪.‬‬
‫● الوسائؿ‪ ،‬وىي وسائؿ سمعية ­ صوتية‪.‬‬
‫● الظروؼ؛ أي ظروؼ استعماؿ المُّغات‪ ،‬منيا‪:‬‬
‫المادية (الفيزيائية)‪ ،‬والظروؼ الجتماعية ­ الثقافية‪ ،‬والظروؼ المّغوية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الظروؼ‬
‫وكذا اليدؼ األصؿ مف استعماليا ىو إقامة التواصؿ‪.‬‬
‫الس َّ‬
‫معية‪.‬‬ ‫الص َّ‬
‫وتية ­ ّ‬ ‫أما الوسيمة المعتمدة فييا ىي القناة َّ‬
‫التطور المّغوي لتسييؿ عممية التواصؿ بيف المجتمعات‬
‫ّ‬ ‫ك ّؿ ىذه اآلليات تحقّؽ لنا‬
‫البشرّية‪.‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.=0‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.=8‬‬ ‫‪2‬‬

‫<=‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫َّ‬
‫وظيفية‪ ،‬يقوؿ المتوكؿ‪« :‬لـ‬ ‫إ ًذا‪ ،‬ل يمكف تفسير ظاىرة َّ‬
‫لغوية ما مف وجية نظر‬
‫نتمكف بعد مف إيجاد تفسير وظيفي ليذه الظَّاىرة»‪.1‬‬
‫‪ُّ ­ 5 – 4‬‬
‫تعد الوظائف الداللية‪ ،‬والتركيبية والتداولية مفاىيم أولى ال وظائف مشتقة‬
‫َّدة‪:2‬‬
‫من بنى تركيبية محد َ‬
‫َّ‬
‫إف الوظائؼ النحوية عند تشومسكي ىي وظائؼ مشتقة مف البنية الشجرية الممثؿ فييا‬
‫لمجممة‪ ،‬فالفاعؿ ىو المركب السمي الذي تعموه مباشرة (‪ )S‬وىو رمز مقولة الجممة‪،‬‬
‫والمفعوؿ ىو المركب السمي الذي يعموه مباشرة (‪ )vp‬وىو رمز مقولة المركب الفعمي‪ ،‬كما‬
‫الرسـ اآلتي‪:3‬‬
‫ىو في َّ‬
‫‪S‬‬

‫‪VP‬‬
‫‪NP‬‬

‫‪V‬‬ ‫‪NP‬‬

‫‪John‬‬ ‫‪Killed‬‬ ‫‪Mary‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.=8‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬دراسات في نحو المّغة العربية الوظيفي‪ ،‬ص‪.80‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص>‪.9‬‬ ‫‪3‬‬

‫==‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫عنصر عمى آخر إلَّ إذا‬


‫ًا‬ ‫أف المُّغات األوربية ل تُ ّ‬
‫قدـ‬ ‫انطالقا مف ىذه القاعدة نجد‪َّ :‬‬
‫َّ‬
‫غيرت األسموب بيف مباشر وغير مباشر‪ ،‬مثؿ الجممة اآلتية‪mary is killed by john :‬‬
‫أما في المُّغة العر َّبية خالفًا لمغات األوربية يمكف التقديـ والتأخير‪ ،‬وليا قابمية البتداء‬
‫ّ‬
‫ؾ أف تقوؿ‪ :‬جوف قتؿ ماري أو قتؿ جوف ماري‪.‬‬
‫بالفعؿ أو بالسـ؛ َفمَ َ‬
‫(النحو العالقي) ّبينت َّ‬
‫أف ثمة ظواىر نحوية ل يمكف‬ ‫الدراسات منيا ّ‬
‫أف الكثير مف ّ‬ ‫كما َّ‬
‫ّ‬
‫وصفيا إلَّ إذا اعتُبرت الوظائؼ الدللية ­ التداولية مفاىيـ أولى‪ ،‬في حيف َّ‬
‫أف النحو الوظيفي‬
‫يعتبر ىذه الوظائؼ غير مرتَّبة خالفًا لما ىو عند التوليدييف ما يسمى بالبنية العميقة‪،‬‬
‫عمرو التقى ليمى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ولتوضيح الفرؽ بينيما نأخذ الجممة اآلتية‪:‬‬
‫ىذه الجممة في النحو الوظيفي تنتج عف تطبيؽ "قواعد الموقعة"‪ ‬التي تكوف فييا البنية‬
‫الوظيفية غير المرتبة كما ىي الحاؿ في البناء اآلتي‪ :‬مض إلتقى ؼ (س‪ 8‬ليمى (س‪))8‬‬
‫عمر (س‪ ))9‬متؽ مؼ بؤمقا‪.‬‬
‫منؼ فا مح (س‪ُ :9‬‬
‫مف خالؿ ىذا نالحظ َّ‬
‫أف موقع (س‪ )8‬جاء بعد الفعؿ (التقى)‪ ،‬وموقع (س‪ )9‬جاء في‬
‫صدر الجمؿ عمى أساس وظيفتو التداولية (بؤرة مقابمة)‪.‬‬
‫فإف الجممة السابقة مشتقة مف البنية العميقة‪ :‬التقى عمرو‬
‫أما في النحو التوليدي‪ّ ،‬‬
‫ليمى‪.‬‬
‫عمرو) مف الجممة األصمية إلى صدرىا‪ ،‬وىو ما ترؾ في الموقع‬
‫المكوف ( ُ‬
‫ّ‬ ‫تـ نقؿ‬
‫إذ َّ‬
‫صوتيا‪ ،‬كما ىي الحاؿ في المثاؿ اآلتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫أثرا‪ .‬وىذا األخير (األثر) غير متحقؽ‬
‫المنقوؿ ً‬
‫عمر [ التقى ليمى (ث)]‪ .1‬يعني ىذا ّأننا إذا قمنا في الجممة الفر َّ‬
‫نسية‪ ،‬مثالً‪Omar a :‬‬ ‫[ ُ‬
‫‪ rencontre Laila‬ىذه العبارة ىي المقابؿ المطابؽ لتركيبيا في اإلنجميزَّية أو الفر َّ‬
‫نسية‬

‫المكونات داخؿ الحد‬


‫ّ‬ ‫عرفيا محمد الحسيف مميطاف في كتابو (نظرية النحو الوظيفي) بقولو‪" :‬قواعد مسؤولة عف ترتيب‬
‫ّ‬
‫‪‬‬

‫والمكونات داخؿ الجممة" ص;‪.88‬‬


‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬دراسات في نحو المُّغة العربية الوظيفي‪ ،‬ص?‪.9@ ­ 9‬‬ ‫‪1‬‬

‫>=‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫ال‪ ،‬فإذا قمنا‪ :‬التقى عمر ليمى‪ ،‬لـ نجد ليا مقابالً في ىاتيف المُّغتيف بنفس الترتيب‪ .‬في‬
‫مث ً‬
‫حيف نجد أف تشومسكي ِاعتمد في تحميؿ البنية النجميزَّية عمى موقع العنصر‪ ،‬وىو ثابت‬
‫نسبيا في التركيب المُّغوي‪ ،‬فإذا نظرنا إلى ما يقابؿ الجممة العر َّبية التي ذكرىا في اإلنجميزَّية‬
‫ِّ‬
‫أف جميع أواخر الكممات ثابتة ما عدا ‪ ali´ s‬التي ل ُّ‬
‫تدؿ‬ ‫‪ the boys visited ali´ s‬نجد َّ‬

‫العاممي المناسب لمُّغة العر َّبية يعتمد عمى ّ‬


‫تغير‬ ‫ّ‬ ‫أف التّحميؿ‬‫عمما َّ‬
‫عمى موقعيا مف اإلعراب‪ً ،‬‬
‫أواخر كمماتيا ل يتناسب معناىا في المُّغة النجميزَّية‪.1‬‬
‫‪ ­ 6 ­ 4‬ىدف البحث المِّساني‪ :‬ييدؼ البحث المّْساني إلى تحقيؽ ثالثة أنواع مف‬
‫َّ‬
‫الوصفية‪ ،‬ومعيار الكفاية‬ ‫الكفايات؛ وتتمثؿ معايير الكفاية في نمطيف‪ ،‬ىما‪ :2‬معيار الكفاية‬
‫التفسيرَّية‪.‬‬
‫َّ‬
‫النمطيةّ‪ ،‬والكفاية‬ ‫وىذه األخيرة تتفرع عنيا ثالثة أصناؼ مف الكفايات‪ ،‬وىي‪ :‬الكفاية‬
‫نظر إلى العالقة القائمة بيف المّسانيات والحاسوبيات أضاؼ‬ ‫َّ‬
‫التداولية‪ً ،‬ا‬ ‫َّ‬
‫النفسية‪ ،‬والكفاية‬
‫الحاسوبية"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الوصفية والتفسيرَّية تدعى "الكفاية‬
‫َّ‬ ‫الوظيفيوف كفاية ثالثة إلى الكفايتيف‬
‫النمطية إلى أف ينطبؽ عمى أكبر‬
‫ّ‬ ‫النمطية‪ :‬يسعى مبدأ الكفاية‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 1 ­ 6 ­ 4‬الكفاية‬
‫عدد ممكف مف المُّغات‪ ،‬وذلؾ بالبحث عف القواسـ والخصائص المشتركة بيف المُّغات‪،‬‬
‫انطالقًا مف خصائصيا الدللية والتداولية‪ ،‬في حيف جاءت المّسانيات التنميطية بمفيوـ‬
‫التنميطية حسب ديؾ «ل تكوف ذات نفع إلَّ إذا أطرتيا مجموعة مف‬‫ّ‬ ‫الدراسة‬
‫النمط‪ ،‬و ّ‬

‫العامة‪،‬‬
‫الثقافية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 1‬ينظر‪ :‬نواـ تشومسكي‪ :‬البنى النحويَّة‪ ،‬تر‪ :‬يؤيؿ يوسؼ عزيز‪ ،‬مراجعة‪ :‬مجيد الماشطة‪ ،‬دار الشؤوف‬
‫بغداد ­ العراؽ‪ ،‬ط‪ ،1987 ،1‬ص‪.7‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬دراسات في نحو المّغة العربية الوظيفي‪ ،‬ص=‪ .9‬وينظر‪ :‬نعيمة الزىري‪ :‬التعجب في المّغة‬ ‫‪2‬‬

‫العربية‪ ،‬ص@‪.8:‬‬
‫?=‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫سانية في المقابؿ‪ ،‬ذات جدوى إلَّ إذا كشفت عف‬


‫الفرضيات النظرَّية ول تكوف النظرَّية المّ ّ‬
‫مبادئ وقواعد ذات انطباقية واسعة النطاؽ»‪ ،1‬يعني ىذا‪:‬‬
‫المكونات في مجاؿ الجممة‬
‫ّ‬ ‫العامة التي تحكـ ترتيب‬
‫ّ‬ ‫أوالً‪ :‬وضع مجموعة مف المبادئ‬
‫والم ّكب السمي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يجب أف تكوف قواعد النحو بالغة أكبر قدر مف التجريد لكي تنطبؽ عمى أكبر‬
‫ً‬
‫عدد مف المّغات‪.‬‬
‫وذىب "ديؾ" إلى َّ‬
‫أف نظرية النحو الوظيفي يجب «أف تكوف قادرة عمى بناء أنحاء‬
‫لمغات ذات أنماط متباينة‪ ،‬وعمى إبراز ما يؤالؼ وما يخالؼ بيف ىذه المُّغات‪ ،‬وتستوجب‬
‫لمعطيات مستمدة مف َّ‬
‫عدة‬ ‫تطور النظرية إنطالقًا مف معالجتيا ُ‬
‫ّ‬ ‫النمطية أف‬
‫ّ‬ ‫الكفاية‬
‫لغات‪ ،‬وأف تختبر انطباقية فرضياتيا عمى معطيات نابعة مف لغات أخرى»‪ ،2‬يعني ىذا‬
‫عدة لغات وجعميا َّ‬
‫موحدة وتسقط عمى جميعيا‪.‬‬ ‫وضع قوانيف مستمدة مف ّ‬
‫في حيف يذىب المتوكؿ إلى َّ‬
‫أف نظرية النحو الوظيفي يجب أف تتسـ بسمتيف ­ تبدواف‬
‫متضادتيف ­ في ذات الوقت‪ ،‬وىما‪" :‬التجريد" و"الممموسية"‪ ،‬واشترط في النظرية المّغوية أف‬
‫ِّ‬
‫نمطيا‪ ،‬وفي الوقت نفسو تكوف‬ ‫ترقى إلى درجة معقولة مف التجريد لتطبؽ عمى لغات متباينة‬

‫أقرب مف الوقائع المُّغوية الممموسة‪ ،‬كما تتحقؽ في أي لغة‪ ،‬فإذا نظرنا إلى الوقائع المُّ ّ‬
‫غوية‬
‫أما إذا كانت م ِ‬
‫وغمَةً في التجريد‬ ‫معينة نجد َّأنو مف العسير انطباقيا عمى لغات أخرى‪َّ ،‬‬
‫لمغات ّ‬
‫ُ‬
‫فتصبح عاجزة عف رصد الوقائع المُّغوية كما تتحقؽ في لغات ّ‬
‫معينة‪.3‬‬

‫­ ديؾ‪ 8@@> :‬أ‪ ،8< :‬نقالً عف‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص?=‪.‬‬
‫­ ديؾ‪ ،8; :8@?@ :‬نقالً عف‪ :‬نعيمة الزىري‪ :‬التعجب في المّغة العربية‪ ،‬ص‪.8;9 ­ 8;8‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪ .98‬وينظر‪ :‬نعيمة الزىري‪ :‬التعجب في المّغة العربية‪ ،‬ص‪.8;9‬‬


‫@=‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫فإذا أرادت نظرية النحو الوظيفي الحصوؿ عمى درجة معقولة مف الكفاية النمطية‬
‫يجب‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أف تصوغ مبادئيا وقواعدىا بالتوسط بيف التجريد والممموسية‪ ،‬ىذا ما يؤىميا‬
‫لوصؼ أكبر عدد ممكف مف المُّغات‪.‬‬
‫الموضوعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالعممية و‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪ :‬أف تتصؼ‬
‫ً‬
‫ثالثًا‪ :‬أف تتحقؽ في جانبيف‪ ،‬ىما‪ :‬جانب تمحيص انطباقية النظرية عمى أكبر عدد‬
‫ممكف مف المُّغات المتباينة الخصائص‪ ،‬وجانب تنميط المُّغات ووضع أنحاء لك ّؿ نمط مع‬
‫تطورىا بالنتقاؿ داخؿ النمط الواحد أو مف نمط إلى نمط‪.1‬‬
‫رصد ّ‬
‫عرؼ "سيموف ديؾ" ­ عمى حد قوؿ المتو ّكؿ ­ الكفاية‬
‫فسية‪َّ :‬‬
‫‪ ­ 2 ­ 6 ­ 4‬الكفاية ال ّن ّ‬
‫تحدد‬
‫النفسية بطبيعة الحاؿ إلى نماذج إنتاج ونماذج فيـ‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫َّ‬
‫النفسية بقولو‪« :‬تنقسـ النماذج‬
‫تحدد نماذج الفيـ كيفية تحميؿ‬ ‫نماذج اإلنتاج كيؼ يبني المتكمّـ العبارات المُّ َّ‬
‫غوية وينطقيا في ّ‬
‫المخاطب لمعبارات المُّ َّ‬
‫غوية وتأويميا»‪َّ .2‬بيف "سيموف ديؾ" الطريقة التي يحمّؿ بيا المخاطب‬
‫وصياغة النحو الوظيفي الذي يقوـ عمى جيازيف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫غوية‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ بناء‬
‫العبارات المّ ّ‬
‫غوية‪ ،‬وجياز محمّؿ (تحميؿ) ُير ِجع‬ ‫‪3‬‬
‫ىما ‪ :‬جياز مولد (التوليد) يعني إنتاج العبارات المّ ّ‬
‫التحتية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العبارات المتحققة إلى بنيتيا‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪ .98‬وينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص@;‪.8‬‬
‫­ ديؾ‪ 8@@> :‬أ‪ ،8: :‬نقالً عف‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص==‪.‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.98 ­ 90‬‬
‫‪>0‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫نحوية‬
‫ّ‬ ‫النفسية إلى اقتراح نماذج‬
‫ّ‬ ‫في حيف ذىب المتوكؿ في سعيو إلى تحقيؽ الكفاية‬
‫تقوـ عمى حركات الذىف‪ ،‬ولتحقيؽ ىذا يجب‪:1‬‬
‫أوالً‪ :‬أف ُيصاغ عمى أساس أ َّف عممية التواصؿ تقوـ عمى شقيف ىما‪ :‬شؽ إنتاج المتكمّـ‬
‫لمخطاب‪ ،‬وشؽ تحميؿ المخاطب لو وتأويمو‪.‬‬
‫مفاد ىذا َّ‬
‫أف إنتاج الخطاب ينطمؽ مف القصد إلى النطؽ عبر الصياغة؛ أي‪:‬‬
‫نطؽ‬ ‫صياغة‬
‫ّ‬ ‫قصد‬
‫التحتية (التداولية ­ الدللية) إلى بنية‬
‫ّ‬ ‫أف العبارة المُّ َّ‬
‫غوية تنتقؿ مف البنية‬ ‫يعني ىذا ؛ َّ‬
‫العممية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫صرفية ­ تركيبية‪ ،‬وفي حالة التأويؿ تعكس‬
‫ّ‬
‫ال؛ َّ‬
‫ألنو‬ ‫النفسية كالقواعد التحويمية مث ً‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪ :‬إقصاء القواعد التي شكؾ في عدـ واقعيتو‬
‫ً‬
‫يؤوليا؛ أي‬
‫ل يطبؽ أي عممية ذىنية يقوـ بيا المتكمّـ حيف ينتج الخطاب أو المخاطب الذي ّ‬
‫النفسية‪ .‬ولتوضيح ذلؾ نأخذ المثاؿ (أ) في مقابؿ المثاؿ (ب)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ل يستجيب لمبدإ الواقعة‬
‫زيدا‪.‬‬
‫أ ­ شكر عمر ً‬
‫زيدا شكر عمر‪.‬‬
‫ب­ ً‬
‫المكوف المفعوؿ‬
‫ّ‬ ‫يقوـ التحميؿ النفسي لياتيف الجممتيف في النحو الوظيفي عمى نقؿ‬
‫حتية التي تختمؼ عف البنية‬ ‫الصدر في الجممة (ب) إذ َّ‬
‫أف ليا بنيتيا التّ ّ‬ ‫"زيد" إلى الموقع ّ‬
‫ولمتعرؼ أكثر نورد ىذه المقارنة لبنيتيما التّ َّ‬
‫حتية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫التحتية لمجممة (أ)‪،‬‬
‫ّ‬
‫أ ­ [(شكر) (عمر) محور (زيد) بؤرة جديدة]‪.‬‬
‫ب ­ [(شكر) (عمر) محور (زيد) بؤرة مقابمة]‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص== ­ >=‪ .‬وينظر‪ :‬أحمد‬ ‫‪1‬‬

‫المتو ّكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪>8‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫المكوف المفعوؿ في الجممة (أ) يحمؿ الوظيفة بؤرة الجديدة‬


‫ّ‬ ‫يتبيف مف خالؿ ىذا َّ‬
‫أف‬
‫فيتموقع بذلؾ بعد الفعؿ‪ ،‬في حيف يحمؿ الوظيفة بؤرة المقابمة في الجممة (ب)‪ ،‬وبالتالي لو‬
‫أحقية في احتالؿ الموقع الصدر‪.‬‬
‫‪ ­ 3 ­ 6 ­ 4‬الكفاية التداولية‪ :‬تتحقؽ الكفاية التداولية في النحو الوظيفي حسب‬

‫"ديؾ" إذا استطاع ىذا النحو أف «يستكشؼ خصائص العبارات المُّ ّ‬


‫غوية المرتبطة بكيفية‬
‫استعماؿ ىذه العبارات وأف يتـ ىذا الستكشاؼ في إطار عالقة ىذه الخصائص بالقواعد‬
‫والمبادئ التي تحكـ التواصؿ المُّغوي‪ .‬يعني ىذا َّأنو يجب ألَّ نتعامؿ مع العبارات المُّ َّ‬
‫غوية‬
‫عمى أساس َّأنيا موضوعات منعزلة‪ ،‬بؿ عمى أساس َّأنيا وسائؿ يستخدميا المتكمـ إلبالغ‬
‫تحدده الوسائط األساسية لموقؼ‬
‫تحدده العبارات السابقة وموقؼ ّ‬ ‫معنى َّ‬
‫معيف في إطار سياؽ ّ‬
‫المتخاطب»‪.1‬‬
‫أف التداوؿ يبحث عف كيفية استعماؿ خصائص العبارات المُّ َّ‬
‫غوية‬ ‫يفيـ مف خالؿ ىذا‪َّ ،‬‬
‫ول يتـ ىذا إلَّ عف طريؽ معرفة القواعد والمبادئ التي تحكـ ىذا التواصؿ المُّغوي‪ .‬يعني ىذا‬
‫َّأننا ل يمكف لنا التعامؿ مع العبارات المُّ َّ‬
‫غوية بمعزؿ أو بعزليا عف األغراض اإلبالغية التي‬
‫تؤدييا أثناء تأدية عممية الكالـ‪.‬‬
‫في حيف ذىب المتوكؿ مف خالؿ تعريؼ ديؾ لمكفاية التداولية إلى َّ‬
‫أف خصائص‬
‫العبارات المُّ َّ‬
‫غوية نوعيف‪ ،‬وىما‪ :2‬خصائص ترتبط بسياؽ الستعماؿ‪ ،‬وتُ َّ‬
‫حدد في المكوف‬
‫الصرفي ­ التركيبي عمى ضوء ما يتوفّر مف معمومات في البنية الوظيفية (التداولية‬
‫الصرفي ­ التركيبي نفسو‪.‬‬
‫تحدد في المكوف ّ‬
‫الدللية)‪ ،‬وخصائص مستقمة عف الستعماؿ ّ‬
‫و ّ‬
‫َّ‬
‫الوجيية والخصائص اإلنجازية والوظائؼ التداولية‪.‬‬ ‫ومف ىذه الخصائص‪ :‬الخصائص‬
‫تعد العبارات المُّ َّ‬
‫غوية مف الوسائؿ التي يستخدميا المتكمـ لتبميغ أغراضو‪.‬‬ ‫أوالً‪ُّ :‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص;=‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص;= ­ <=‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪>9‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫ثانيا‪ :‬لمعرفة الخصائص المرتبطة بالستعماؿ يجب معرفة المُّغة ومعارؼ أخرى‬
‫ً‬
‫تخص مواقؼ َّ‬
‫معينة‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ثالثًا‪ :‬يتـ إنتاج العبارات المُّ َّ‬
‫غوية في إطار خطاب متكامؿ (حوار‪ ،‬سرد ‪...‬الخ) وىو‬
‫ما دعا النماذج األخيرة مف النحو الوظيفي في مجاوزة نحو الجممة إلى نحو الخطاب‪.1‬‬
‫الجيد والجديد في المجاؿ المّساني ىو بناء‬
‫إف ّ‬ ‫‪ ­ 4 ­ 6 ­ 4‬الكفاية الحاسوبيَّة‪َّ :‬‬
‫حاسوب يضبط المُّغة بمولدات جديدة‪ ،‬مما يسيؿ عممية البحث‪ ،‬وىو ما تحقؽ في نظرية‬
‫تـ برمجتو داخؿ الحاسوب‪ .‬والبرمجة ­ حسب المتوكؿ ­ يعني تحصيؿ‬
‫النحو الوظيفي‪ ،‬إذ َّ‬
‫فائدتيف أساسيتيف‪ ،‬ىما‪ :2‬فائدة نظرية وفائدة تطبيقية‪.‬‬
‫األولى تكمف فائدتيا في ضرورة صياغة مبادئيا وقواعدىا وتمثيالتيا صياغة تجمع‬
‫بيف ّْ‬
‫الدقة والوضوح‪ ،‬والثانية تكمف فائدتيا في إعداد تطبيقات تستفيد منيا النظرية كالترجمة‬
‫(اآلنية أو البشرّية أو اآللية) مثالً‪ .‬ولتحقيؽ ىاتيف الفائدتيف شرع مؤسسو النحو الوظيفي في‬
‫ّ‬
‫عدة محاولت منيا‪:3‬‬ ‫برمجة ىذه النظرية في الحاسوب فظيرت ّ‬
‫­ "كوي" (‪ )Kawi‬سنة (@>@‪ )8‬جاء لتزويد الحاسوب المُّغوي‪.‬‬
‫­ "كونولمي" ( ‪ )Connolly‬سنة (=?@‪ )8‬وضع معجـ وظيفي محوسب‪.‬‬
‫استنادا إلى النحو الوظيفي يفترض فيو‬
‫ً‬ ‫حاسوبيا‬
‫ً‬ ‫نموذجا‬
‫ً‬ ‫­ وارتأى "سيموف ديؾ" َّ‬
‫أف بناء‬
‫عادية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫«أف يحاكي اإلنجاز الفعمي والطبيعي لمستعمؿ المُّغة الطبيعية في ظروؼ تو ّ‬
‫اصمية‬
‫اقعيا»‪.4‬‬
‫نفسيا وو ً‬
‫كما يحاكي ما يستبطنو مف قدرات بطريقة كافية ً‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص;= إلى ص==‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص=< ­ ><‪.‬‬
‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسو‪ ،‬ص><‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫­ ديؾ‪ ،8@?@ :‬ج‪ ،: :‬نقالً عف‪ :‬نعيمة الزىري‪ :‬التعجب في المُّغة العربية‪ ،‬ص‪.8;:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪>:‬‬
‫الفصل األول‪ ....................................... :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‬

‫اقعية لممتكمـ‬ ‫َّ‬


‫النفسية والو ّ‬ ‫طا بالحالة‬
‫مف خالؿ ىذا جعؿ ديؾ النموذج الحاسوبي مرتب ً‬
‫والمخاطب لتحقيؽ تواصؿ فعمي‪.‬‬
‫وىو ما ذىب إليو "أحمد المتوكؿ" في إطار بناء نحو المُّغة العر َّبية الوظيفي‪ ،‬سمحت‬

‫مرة بأف يكوف لمُّغة العر َّبية نحو قابؿ لمبرمجة في الحاسوب‪ ،‬وىذا لـ يكف و ً‬
‫اردا مف قبؿ‬ ‫ألوؿ َّ‬
‫َّ‬
‫صياغة صورَّية‪ ،‬وتشمؿ ىذه القواعد عمى‬
‫مصوغة َّ‬
‫َّ‬ ‫ألنو يتطمب أف تكوف لمُّغة العر َّبية قواعد‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫بعممية الترجمة‬ ‫قادر عمى القياـ‬ ‫عدد كبير مف الظواىر المُّ َّ‬
‫غوية‪ .‬وبالتالي يكوف ىذا النموذج ًا‬
‫مف العر َّبية إلى لغات أخرى ومف لغات أخرى إلى العر َّبية‪ ،‬وىذا أدى إلى توليد العبارة‬
‫المُّ َّ‬
‫غوية‪.1‬‬
‫وبعد ىذه المعالجة حوؿ نظرَّية النحو الوظيفي عند أحمد المتو ّكؿ‪ ،‬يتضح َّ‬
‫أف ىذه‬
‫النظرَّية خطت خطوة كبيرة انطالقا مف النظريات المّْ َّ‬
‫سانية الحديثة بيدؼ الخروج بنحو عربي‬
‫وظيفي ُي َساير روح العصر‪ ،‬ويخدـ المُّغة العربية وقضاياىا‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬عز الديف البوشيخي‪ :‬إسيامات األستاذ أحمد المتوكل في البحث المِّساني العربي المعاصر‪ ،‬النحو الوظيفي‬ ‫‪1‬‬

‫والمُّغة العربيَّة "ندوة تكريميَّة لألستاذ أحمد المتوكؿ"‪ ،‬تنظيـ‪ :‬شعبة المُّغة العربية وآدابيا‪ ،‬تنسيؽ‪ :‬نعيمة الزىري‪ ،‬سمسمة‬
‫ندوات ومناظرات رقـ =‪ ،8‬جامعة الحسف الثاني عيف َّ‬
‫الشؽ ­ الدار البيضاء‪ ،‬ط‪ ،900< ،8‬ص?> ­ @>‪.‬‬
‫;>‬
‫الفصل الثاني‬
‫الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬
‫المبحث األول‪ :‬الكفاية التفسيرية من خالل الجهاز الواصف لنظرية‬
‫النحو الوظيفي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الكفاية التفسيرية من خالل نماذج النحو الوظيفي‬


‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ي ِ‬
‫عقُُد ُىذاُالفصؿَُبسطًا ُعفُالكفايةُالتفسيرَّيةُفيُنظرَّيةُالنحوُالوظيفي‪ُ،‬والمتمثمةُفيُ‬ ‫َ‬
‫البحثُعنياُفيُالجيازُالواصؼُوكذاُنماذجيا‪ُ،‬فالمتو ّكؿُلـُينطمؽُمفُعدـ‪ُ ،‬بؿُمفُرؤيةُ‬
‫جديدةُجاءُبياُالعالـُالمُّغويُاليولنديُ"سيموفُديؾ"‪ُ،‬تقوـُىذهُالرؤيةُعمىُكيفيةُصوغُبنيةُ‬
‫النحوُفيُنظريةُالنحوُالوظيفي‪ُ،‬والسؤاؿُالمطروح‪ُ4‬ىؿُتحققتُالكفايةُالتفسيرَّيةُفيُالجياز‬
‫الواصؼُأـُلـُتتحقؽ؟‪ُ ُُُُُُُُُ.‬‬

‫‪ -‬الكفاية التفسيريَّة من خالل الجهاز الواصف لنظرية النحو الوظيفي‪:‬‬

‫ُمتغيرات ُالمِّسافُ‬
‫ِّ‬ ‫يديُ ُتضبط ُبو‬
‫الجياز ُالواصؼ ُفي ُالنحو ُالوظيفي ُ«ىيكؿ ُتجر ّ‬
‫ِّ‬
‫دُبوُالنظاـُُالذيُيحكمياُ(المتغيرات)‪ُ،‬ويعتمدُفيُبنائوُعمىُ‬ ‫العاـ)ُويحد‬
‫ّ‬ ‫ي ُ(الخاصُو‬
‫البشر ّ‬
‫ة‪ُ،‬ويتحددُحسبُالمبادئُالتيُتسيرُعميياُالنظرَّية»‪ُ ُ.1‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ةُالمنطقي‬ ‫الصياغةُالر َّ‬
‫ياضي‬ ‫َّ‬

‫ُوأىـُمبدإ ُفيُبناءُالجيازُالواصؼُيفترضُالنحوُالوظيفي‪ُ،‬ىوُتبعيةُالبنيةُلموظيفةُ‬
‫والُيمكفُالفصؿُبينيما‪ُ،‬ويترتبُعفُىذاُاالفتراضُمسائؿُىي‪ُ ُ42‬‬

‫َّ‬
‫ُالمعجمية)‪ُ ،‬عف ُطريؽ ُالخصائصُ‬ ‫ُالتركيبية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تحدد ُالخصائص ُالبنيوية ُ(الصرفية‪،‬‬
‫­ُ ّ‬
‫التداولية‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫الدالليةُو‬
‫ّ‬

‫­ ُإذا ُكانت ُالبنية ُوالوظيفة ُعمى ُىذه ُالدرجة ُمف ُالترابط ُفمف ُالضروري ُأف ُيتخذُ‬
‫َّ‬
‫ُالوظيفيةُ‬ ‫موضوعا ُلموصؼ ُالمُّغوي ُال ُالخصائص ُالبنيوية ُفقط‪ُ ،‬بؿ ُكذلؾ ُالخصائص‬
‫ً‬
‫والتعالقاتُالقائمةُبيفُالمجموعتيفُمفُالخصائص‪ُ .‬‬

‫‪ُ ­ُ 1‬الزايدي ُبودرامة‪ُ4‬ال ّنحو الوظيفي والدَّرس المُّغوي العربي ­ دراسة في نحو الجممة ­‪ُ ،‬جامعة ُالحاج ُلخضرُباتنة‪ُ،‬‬
‫رسالةُدكتوراه‪ُ،3102ُ­ُ3102ُ،‬ص‪ُ .031‬‬
‫التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫الوظيفية (البنية‬
‫ّ‬ ‫‪ُ ­ُ 2‬ينظر‪ُ 4‬أحمد ُالمتوكؿ‪ُ 4‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات‬
‫ص‪ُ .01ُ­ُ02‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫­ُيبمغُالوصؼُالمّغويُ­ُعندُالوظيفييفُ­ُالكفايةُالمثمىُحيفُيكوفُالنموذجُ=ُالجيازُ‬
‫َّ‬
‫ةُفيُمستوىُالبنيةُالتحتيةُ‬ ‫التداولي‬
‫ّ‬ ‫اصؼ)ُوىذاُعمىُأساسُالتمثيؿُلمخصائصُالدالليةُو‬
‫ّ‬ ‫الو‬
‫أوُالبنيةُالعميقة ‪ُ،‬وأفُيمثؿُلمخصائصُالبنيويةُفيُمستوىُمتأخرُمفُمستوياتُاالشتقاؽ‪ُ،‬‬
‫وأف ُيربط ُبيف ُىذيف ُالمستوييف ُعف ُطريؽ ُنسؽ ُمف ُالقواعد ُتتخذ ُدخالً ُليا ُالمعموماتُ‬
‫ُالصياغةُ‬
‫ّ‬ ‫التداولية‪ُ ،‬انطالقا ُمف ُىذه‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ُالتحتية ُعف ُالخصائص ُالداللية ُو‬ ‫المتوافرة ُفي ُالبنية‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫يستطيعُالنموذجُأفُيرصدُعالقةُالتبعيةُالتيُتربطُالبنيةُبالوظيفة‪ُ .‬‬

‫ويصاغُالجيازُالواصؼُوفؽُالمبادئُاآلتية‪ُ 41‬‬

‫ةُوداللية)ُتُ َخمِفُيَاُوظيفةُوىيُوظيفةُالتواصؿ‪ُ ُُُ.‬‬


‫ّ‬ ‫صرفي‬
‫أُ­ُالمّغةُبنيةُ(تركيبيةُ­ُ ّ‬

‫ةُخصائصياُالبنيوية‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫ةُلمغاتُالطبيعي‬
‫ّ‬ ‫الوظيفي‬
‫ّ‬ ‫حددُالخصائصُ‬
‫بُ­ُُتُ ّ‬

‫ُالصرفية ُنتيجة ُتفاعؿ ُثالثة ُأنواع ُمف ُالخصائص؛ ُىي‪ُ4‬‬


‫ّ‬ ‫ج ُ­ ُتتحقؽ ُالبنية ُالتركيبية‬
‫الخصائصُالتركيبية‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫ة‪ُ،‬الخصائصُالتداولية‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫الخصائصُالداللي‬
‫ّ‬

‫مكوناتُالجممةُوفؽُثالثةُأنماط؛ُىي‪ُ 4‬‬
‫حددُالعالقاتُبيفُ ّ‬
‫دُ­ُُتُ ّ‬

‫عالقاتُدالليةُ(ُالعالقاتُبيف‪ُ4‬المنفذُوالمتقبؿُوالمستقبؿُواألداةُوالزمافُوالمكاف)‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬

‫عالقاتُتركيبيةُ(ُعالقةُبيفُالفاعؿُوالمفعوؿ)‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬

‫عالقاتُتداوليةُ(عالقاتُ"المبتدأُوالذيؿُوالمحورُوالبؤرة")‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬

‫ُ"كمية"‪ُ ،‬في ُحيف َّ‬


‫ُأف ُالعالقاتُ‬ ‫ُالتداولية ُعالقات ّ‬
‫ّ‬ ‫الداللية ُوالعالقات‬
‫ّ‬ ‫ىػ ُ­ ُالعالقات ُ‬
‫ُألنيا ُيستغنى ُعف ُاستخداميا ُفي ُالوصؼ ُالكافي ُلبعضُ‬
‫ُكمية" ّ‬
‫التركيبية ُعالقات ُ"غير ّ‬
‫ّ‬
‫غاتُالطبيعية‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫المّ‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ023‬إلىُص‪.025‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ةُالتداوليةُعالقاتُأولىُوليستُعالقاتُمشتقة‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫العالقاتُالدالليةُالتركيبي‬
‫ّ‬ ‫وُ­ُ‬

‫ةُالتركيبيةُيتـُعفُطريؽُ‬
‫ّ‬ ‫فُمستوىُالبنيةُالدالليةُومستوىُالبنيةُالصرفي‬
‫ّ‬ ‫الرابطُبي‬
‫زُ­ ُ ّ‬
‫َّ‬
‫مستوىُالبنيةُالوظيفية‪ُ .‬‬

‫يؽُنقؿُالبنيةُالدالليةُإلىُبنيةُصرفيةُ­ ُ َّ‬
‫تركيبيةُعبرُبنيةُ‬ ‫َّ‬ ‫فُ­ ُتشتؽُالجممةُعفُطر‬
‫َّ‬
‫وظيفيةُالُالعكس‪ُ .‬‬

‫التركيبية ُ­ُ‬
‫ّ‬ ‫ح ُ­ ُيتـ ُاشتقاؽ ُالجممة ُبواسطة ُبناء ُالبنيات ُالثالث ُ(الداللية ُوالوظيفية ُو‬
‫اعدُغيرُتحويميةُالُتغيرُالبنية‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫الصرفية)ُعفُطريؽُتطبيؽُقو‬
‫ّ‬

‫ُالدالليةُ‬
‫ّ‬ ‫ُيمثّؿ ُلممحتوى ُالداللي ُلممفردات ُعف ُطريؽ ُنسؽ ُعاـ ُمف ُالوحدات‬
‫ط ُ­ ُال ُ‬
‫المجردة‪ُ،‬بؿُيمثؿُلياُعفُطريؽُالوصؼ‪ُ .‬‬
‫َّ‬

‫يُ­ُالبنيةُمصدرُاشتقاؽُالجممة‪ُ .‬‬

‫ُلمخصائصُالعامةُالممكفُورودىاُفيُجميعُالمُّغاتُ‬‫ؾُ­ُالُيمثّؿُفيُالبنيةُاألساسُإالَّ‬
‫ّ‬
‫ُأما ُالخصائص ُالمرتبطة ُبمغة َّ‬
‫ُمعينة ُفيمثؿ ُليا ُفي ُمرحمة ُمتأخرة ُمف ُاالشتقاؽ‪ُ،‬‬ ‫الطبيعية َّ‬
‫ّ‬
‫ُالبنيةُالصرفيةُ­ُ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫ةُبنيتافُذاتاُطابعُعاـُفيُحيفُأف‬ ‫َّ‬
‫الوظيفي‬
‫ُالبنيتيفُالدالليةُو‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫عمىُأساسُأف‬
‫التركيبيةُتختمؼُطبيعةُعناصرىاُمفُلغةُإلىُأخرى‪ُ .‬‬
‫ّ‬

‫ُالمكونات ُفيما ُبينيا‪ُ ،‬في ُمستوى ُالبنيةُ‬


‫ّ‬ ‫ُالمكونات ُوترتيب‬
‫ّ‬ ‫ؿ ُ­ ُيتـ ُترتيب ُعناصر‬
‫الصرفية ُعف ُطريؽ ُتطبيؽ ُنسؽ ُمف ُالقواعد ُتُمحؽ ُالمكونات ُبالمواقع ُالتيُ‬
‫ّ‬ ‫التركيبية ُ­ ُ‬
‫ّ‬
‫تقتضيياُوظائفياُالمؤ َّشرُلياُفيُالبنيةُالوظيفية‪ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ.‬‬
‫َ‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫انطالقًاُمفُىذهُالمبادئُتشتؽُالجممةُفيُالنحوُالوظيفي ُعفُطريؽُبناءُبنياتُثالثُ‬
‫‪1‬‬
‫ُالمكونية‪ .‬ويتـ ُبناء ُىذه ُالبنيات ُالثالث ُعفُ‬
‫ّ‬ ‫البنية‬ ‫ُ‬ ‫ُالوظيفية؛‬ ‫البنية‬ ‫ُ‬ ‫ة؛‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫ُالحممي‬ ‫البنية‬ ‫ُ‬ ‫‪4‬‬ ‫ىي‬
‫طريؽُتطبيؽُثالثُمجموعاتُمفُالقواعد‪ُ 4‬قواعدُ"األساس"‪ُ ُ ،‬وقواعدُإسنادُالوظائؼ‪ُ،‬وُ‬
‫قواعد ُالتعبير‪ ُ ،‬ويحتوى ُ"األساس" ُعمى ُمجموعتيف ُمف ُالقواعد ُليما ُدور ُكبير ُفي ُبناءُ‬
‫البنيةُالحممية‪ُ4‬المعجـُوقواعدُتكويفُالمحموالتُوالحدود‪ُ .‬‬

‫ُعفُمفيوـُىذهُالبنيةُثـُبناؤىاُوتكوينيا‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 1‬البنية الحممية‪ :‬نتحدثُأوالً‬
‫­ مفهوم الحمل‪ُ:‬يمُثّؿُالحمؿُفيُالنحوُالوظيفي‪«ُ،‬لمعالـُموضوعُالحديثُ(سواءُأكافُ‬
‫)ُيتألؼُمفُمحموؿُوعددُمعيفُمفُ‬
‫ّ‬ ‫اقعُأـُعالماُمفُالعوالـُالممكنة)ُفيُشكؿُ(حمؿ‬
‫ً‬ ‫عالـُالو‬
‫َ‬
‫الحدود»‪ُ ُ ،2‬وتنقسـُىذهُالبنيةُإلىُقسميف‪ُ4‬بنيةُالحمؿُوبنيةُالداللة؛ ُفالبنية األولى ُتتضمفُ‬
‫وتكوفُىذهُاألطرُإماُأسماء ُأوُأفعاال ُأوُصفات‪ُ،‬وتبنىُ‬
‫َّ‬ ‫األطرُالحمميةُالخاصة ُبالجممة‪ُ،‬‬
‫عفُطريؽُقواعدُاألساسُوالذيُيحمؿُفيُطياتوُعنصريف ُىما‪ُ 4‬المعجـُ (ُ‪ُ)Le lexique‬‬
‫وقواعدُتكويفُالمحموالتُوالحدود ُ( ‪Règles de formation des prédicats et des‬‬
‫‪ُ .)termes‬‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬دراسات في نحو المُّغة العربية الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ .01‬‬


‫‪ُ ‬مجموعة ُالقواعد ُالتي ُتبني ُاإلطار ُالحممي‪ُ ،‬وىي ُقواعد ُمعجميَّة ُوقواعد ُتكوينيَّة ُ(تكويف ُالحدود ُوتكويف ُالمحموالت)‪ُ،‬‬
‫تحدد‪(ُ 4‬أ) ُصورةُ‬
‫وتضطمع ُبالتمثيؿ ُلخصائص ُالمفردات ُالحمميَّة ُوالدالليَّة ُوالتركيبيَّة‪ُ ،‬ويتـ ُذلؾ ُفي ُشكؿ ُأطر ُحمميَّة ُ ّ‬
‫المحموؿُومقولتوُالتركيبيَّةُ(فعؿ‪ُ،‬اسـ‪ُ،‬صفةُ‪ُ)...‬ومحالتُالموضوعاتُالتيُيأخذىا‪ُ ،‬و(ب)ُالقيودُاالنتقائيَّةُ"قيودُالتوارد"ُ‬
‫التي ُيفرضيا ُالمحموؿ ُعمى ُمحالت ُموضوعاتو‪ُ ،‬و(ج) ُالوظائؼ ُالدالليَّة ُالتي ُتأخذىا ُمحالت ُالموضوعات ُبالنظر ُإلىُ‬
‫ُعميياُالمحموؿ‪ُ.‬ويتضمفُالمكوفُاألساسُمكونيفُاثنيف‪ُ4‬المعجـُوقواعدُ‬ ‫ُّ‬
‫اقعةُالتيُيدؿ‬
‫األدوارُالتيُتقوـُبياُبالنسبةُلمو‬
‫ّ‬
‫ُُُُ ُ‬
‫التكويف‪ُ.‬محمدُالحسيفُمميطاف‪ُ4‬نظريةُالنحوُالوظيفي‪ُ،‬ص‪.000‬‬
‫‪ُ‬قواعدُمسؤولةُعفُإسنادُالوظائؼُالتداوليَّة‪ُ،‬والدالليَّة‪ُ،‬والتركيبيَّة‪ُُ.‬نظريةُالنحوُالوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ .000‬‬
‫‪ُ ‬نسؽُمفُالقواعدُتضطمعُبنقؿُالبنيةُالتحتيَّةُإلىُبنيةُمكونيَّةُبنقؿُالتمثيؿُالدالليُ­ ُالتداوليُإلىُبنيةُصرفيَّةُتركبيَّة‪ُ،‬‬
‫وردُ‬
‫عمىُأساسُماُي َ‬
‫ُ‬ ‫التركيبيةُالرتبيَّةُالنبرّيةُوالتنغيميَّة ُ‬
‫ُّ‬ ‫أوُىوُنسؽُمفُالقواعدُالمسؤولةُعفُتحديدُالخصائصُالصرفيَّةُو‬
‫فيُالبنيةُالوظيفيَّة‪ُ.‬نظريةُالنحوُالوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ ُ.003‬‬
‫العربية)‪ُ ،‬دار ُاألماف ُ‪ 2‬زنقةُ‬
‫ّ‬ ‫‪ُ ­ُ 2‬أحمد ُالمتوكؿ‪ُ 4‬الوظيفة والبنية (مقاربات وظيفيَّة لبعض قضايا التركيب في المُّغة‬
‫المامونية‪ُ،‬الرباطُ­ُالمغرب‪ُ،‬دط‪ُ،0552ُ،‬ص‪ُ .23ُ­ُ20‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫‪ ­ 1 ­ 1‬المعجم (‪ُ :)le lexique‬يتكفؿ ُالمعجـ ُبإعطاء ُاألطر ُالحممية‪ُ ،‬والحدودُ‬


‫‪1‬‬
‫ُمكوني ُاألساس ُ(باإلضافة ُإلى ُقواعدُ‬
‫ّ‬ ‫أحد‬ ‫«‬‫ُ‬ ‫ُالوظيفي‬ ‫ُالنحو‬ ‫ية‬
‫ر‬ ‫ُنظ‬ ‫ُفي‬ ‫المعجـ‬
‫و‬ ‫ُ‬‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫األصوؿ‬
‫ُيمدُ‬
‫التكويف) ُيضطمع ُبالتمثيؿ‪ُ ،‬في ُشكؿ ُأطر ُحممية‪ُ ،‬لممفردات ُاألصوؿ ُ[ـ] ُ[ط] ُأساس ّ‬
‫المكوناتُاألخرىُبالمادةُالمفرداتية»‪ُ .2‬فيُحيفُيتكوفُالمعجـُمفُمفرداتُأصوؿُومفرداتُ‬ ‫ّ‬
‫فروع ُأو ُمشتقة‪ُ .‬األولى ُىي ُالمفردات ُالفعمية ُالتي ُتصاغ ُعمى ُأربعة ُأوزاف ُ"فَ َع َؿ" ُو"فَ ِع َؿ"ُ‬
‫و"فَ ُع َؿ"ُو"فَعمَ َؿ"؛ ُأيُىيُ«مفرداتُيتعممياُالمتكمّـُكماُىيُقبؿُاستعماليا»‪ُ .3‬وتُش ّكؿُأبسطُ‬
‫ةُتتكوفُمفُصنفيفُ‬ ‫ّ‬ ‫ةُالمعجمي‬
‫ّ‬ ‫ىُالمتوكؿُأف ُ«القدر‬
‫ّ‬ ‫ىُومبنى‪ُ ُ ،‬وير‬
‫ًُ‬ ‫ةُمعن‬
‫ً‬ ‫مفرداتُالمُّغةُالعر َّبي‬
‫مفُالمعارؼ‪ُ4‬معرفةُمجموعة ُمفُالمفرداتُيتعمّمياُتعمُّ ًماُقبؿُاستعمالياُومعرفةُنسؽ ُمفُ‬
‫ِّ‬
‫االشتقاؽُتمكنوُمفُتكويفُمفرداتُ"جديدة"ُ(لـُيسبؽُأفُسمعياُأوُاستعمميا)ُانطالقًاُ‬ ‫قواعدُ‬
‫مفُالمفرداتُاألصوؿُالمتعمَّمة»‪ُ ُ.4‬‬
‫‪ ­ 2 ­ 1‬قواعد تكوين المحموالت والحدود‪ُ:‬يقصدُبياُ«المفرداتُالتيُيتـُتكوينياُعفُ‬
‫‪5‬‬
‫ُطريؽُ‬
‫ُأنيا ُتشتؽ ُعف ُ‬
‫طريؽ ُقواعد ُاشتقاقية ُانطالقًا ُمف ُالمفردات ُاألصوؿ» ‪ُ .‬ىذا ُيعني ّ‬
‫ُالحممية ُعمى ُشكؿ ُقوائـ ُفي ُالمعجـ‪ُ ،‬أوُ‬
‫ّ‬ ‫العودة ُإلى ُأصؿ ُالفعؿ ُالثالثي‪ُ ،‬وتشكؿ ُاألطر‬
‫ُمعيف ُمفُ‬
‫الناتجة ُعف ُتطبيؽ ُقواعد ُتكويف ُالمحموالت ُوالتي ُتشمؿ ُعمى‪ُ 4‬المحموؿ ُوعدد ّ‬
‫َّ‬
‫وقدُحددُالمتوكؿُاإلطارُالمحموليُكماُيمي‪ُ ُ46‬‬‫الحدود‪ُ.‬‬

‫الداؿُعمىُخاصيةُأوُعالقة‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫أُ­ُالمحموؿُ(‪ُ)Prédicat‬‬

‫َّ‬
‫التركيبيةُ(فعؿ‪ُ،‬اسـ‪ُ،‬صفة‪ُ،‬ظرؼ)‪ُ .‬‬ ‫بُ­ُمقوالتُالمحموؿُ‬

‫جُ­ُيرمزُلمحدودُبالمتغيراتُ(س‪ُ،¹‬س‪ُ...ُ²‬سُف)‪ُ .‬‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬يحيىُبعيطيش‪ُ4‬نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي‪ُ،‬ص‪ُ .312‬‬


‫‪ُ­ُ2‬محمدُالحسيفُمميطاف‪ُ4‬نظرية النحو الوظيفي (األسس والنماذج والمفاهيم)‪ُ،‬ص‪ُ .024‬‬
‫‪ُ­ُ3‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬دراسات في نحو المُّغة العربية الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ .00‬‬
‫‪ُ­ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المّسانيات الوظيفيَّة (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ .020ُ­ُ021‬‬
‫‪ُ­ُ5‬أحمدُالمتو ّكؿ‪ُ4‬دراسات في نحو المُّغة العربية الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ .00‬‬
‫نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .11‬‬ ‫‪ُ­ُ6‬ينظر‪ُ4‬المصدر‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫دُ­ُالوظائؼُالدالليةُ(منفذ‪ُ،‬متقبؿ‪ُ،‬مستقبؿ‪ُ،‬مستفيد)ُالتيُتحممياُمحالتُالحدود‪ُ .‬‬

‫ىػُ­ُقيودُاالنتقاءُالتيُيفرضياُالمحموؿُبالنسبةُلمحالتُحدوده‪ُ .‬‬

‫ولمتوضيحُأكثرُنأخذُاإلطارُالمحموليُلمفعؿُ"دخؿ"ُوالصفةُ"مجتيد"‪ُ .‬‬

‫ؿُالجنديُساحةُالمعركة‪ُ .‬‬
‫ُُُُُُُُأُ­َُُدخ َُ‬

‫(‪ُ )0‬‬

‫مرُمجتيد‪ُ .‬‬
‫ُُُُُُُُبُ­ُ ُع ُ‬

‫فالفعؿ ُ"دخؿ"‪ُ ،‬يأخذ ُاإلطار ُالحممي ُاآلتي‪ُ [ُ 4‬دخؿ ُؼ ُ(س‪ُ 4¹‬إنساف) ُمنؼُُُُُُُُ‬
‫(س‪ُ4²‬مدخوؿ)ُمتؽ]‪ُ .‬إذُتشيرُأحرؼُالفعؿ ُ(دُ‪/‬خُ‪/‬ؿ)ُإلىُأصمياُ(فَ َع َؿ)‪ُ،‬وىوُماُأ ّكدهُ‬
‫الباحث ُ"أحمد ُالمتوكؿ" ُمف ُخالؿ ُتبنيو ُلمفرضية ُالقائمة َّ‬
‫ُبأف ُالمحموالت ُاألصمية ُىي‪ُ4‬‬
‫«المحموالتُالمصوغةُعمىُاألوزافُاألربعةُاآلتية‪ُ4‬فَ َع َؿُوفَ ِع َؿُوَف ُع َؿُوفَعمَ َُ‬
‫ؿ»‪ُ .1‬‬

‫ُاألوؿ ُمفُ‬
‫وأضاؼ ُالمتوكؿ ُما ُأسماه ُالنحاة ُالعرب ُالقدامى ُ"بالجامد" ُإلى ُالصنؼ ّ‬
‫أما ُالرمز ُ(ؼ)‪َّ ،‬‬
‫ُفإنو ُيشير ُإلى ُالمقولة ُالصرفية ُلممحموؿ‪ُ ،‬يعني ُىذا ُأفُ‬ ‫المحموالت‪ُ ،‬و َّ‬
‫يعبر ُعنيما ُبالمتغيريف‪(ُ 4‬س‪ُ ¹‬و ُس‪ُ ،)²‬ؼُُ‬
‫المحموؿ ُالفعمي ُ"دخؿ" ُيأخذ ُموضوعيف ُاثنيف ُ ّ‬
‫(س‪ُ )¹‬ىو ُالذات ُالمشاركة ُفي ُعممية ُالدخوؿ ُالمرموز ُليا ُبػ ُ(منؼ)‪َّ ،‬‬
‫ُألنو ُيرتبط ُبسمةُ‬
‫المتغير ُالثاني ُ(س‪ُ )²‬يحمؿ ُالوظيفة ُالداللية ُالمرموز ُليا ُبػ ُ(متؽ)‪ُ ،‬فيو ُيرتبطُ‬
‫اإلنساف‪ُ ،‬و ّ‬
‫بسمةُالالُإنسافُ(الجامد)؛ُأيُإَّن ّ‬
‫وُتقبؿُعمميةُالدخوؿُإلىُساحةُالمعركة‪ُ .‬‬

‫ُّ‬
‫فيُالنحوُالوظيفيُعمىُمحموؿُيدؿُعمىُواقعةُ("عمؿ"ُو"حدث"ُ‬ ‫وتد ّؿُاألطرُالحمميةُ‬
‫و"حالة"ُو"وضع")‪ُ،‬وعددُمفُالحدودُوىيُعمىُصنفاف‪ُ4‬حدودُموضوعاتُوحدودُلواحؽ‪ُ .‬‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬دراسات في نحو المُّغة العربية الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ .03‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ارُمؤسسةُلمواقعةُالداؿُعميياُالمحموؿ‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫األولى‪َُُ:‬ي ُّ‬
‫دؿُعمىُذواتُتقوـُبأدو‬

‫الثاني‪ُّ ُ:‬‬
‫يدؿُعمىُذواتُتقوـُبدورُالتخصيصُالزمانيُوالمكاني‪ُ .‬‬

‫إ ًذاُتقوـُالبنيةُالعامةُلمحمؿُعمىُمحموؿ‪ُ ،‬وموضوعات‪ُ ،‬ولواحؽُكما ُىوُالحاؿُفيُ‬


‫الخطاطةُاآلتية‪ُ 41‬‬

‫ُُُُمحموؿُ(س‪(ُ،)¹‬س‪(ُ...ُ)²‬سُف)ُُُُ(ص‪(ُ،)¹‬ص‪(ُ...ُ)²‬صُف) ُ‬

‫ُلواحؽُُُُُُُ ُ‬ ‫ُُُُُُُُُ ُُموضوعات‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُحمؿ ُ‬

‫ُموسعا ُمحموال ُومحالت‪ُ،‬‬


‫ً‬ ‫ُنوويا ُأـ‬
‫ُحمميا ً‬
‫ً‬ ‫ُإطار‬
‫ًا‬ ‫يتضمف ُاإلطار ُالحممي‪ُ ،‬سواء ُأكاف‬
‫حدود ُموضوعات ُولواحؽ‪ُ ،‬كما ُيشكؿ ُىذا ُاإلطار ُدخالً ُلقواعد ُإدماج ُالحدود ُالتي ُيتـُ‬
‫بواسطتيا ُمؿء ُمحالت ُالحدود ُبالمفردات ُالمالئمة‪ُ ،‬كأف ُننتقي ُمف ُالمعجـ ُالمفرداتُ‬
‫"الجندي"ُو"ساحةُالمعركة"ُلممحموؿُ"دخؿ"ُ­ ُمفُالجممةُالسابقةُ(دخؿُالجنديُإلىُساحةُ‬
‫أما ُالبنية ُالحممية ُالتامة ُفال ُتتحقؽ ُإالَُّ‬
‫المعركة) ُ­ ُىذه ُتسمى ُبالبنية ُالحممية ُالجزئية‪َّ ُ ،‬‬
‫ُمخصص ُالمحموؿ‪ُ ُ ،‬وقواعد ُتحديدُ‬
‫ِّ‬ ‫بتطبيؽ ُمجموعتيف ُمف ُالقواعد‪ُ 42‬قواعد ُتحديد‬
‫مخصصاتُالحدود‪ُ .‬‬
‫ِّ‬

‫الصيغة‪ُ ،‬ومقولة ُالجية‪ُ ،‬ومقولةُ‬


‫الت ُالثالثة‪ُ 4‬مقولة ُ ّ‬
‫يقصد ُبمخصص ُالمحموؿ ُالمقو ُ‬
‫ُو ُمثِ َؿ ُليا ُفي ُالنحو ُالوظيفي ُبصيغتيف؛ ُىما‪ُ 4‬صيغة ُ"التدليؿ"‪ُ ،‬وصيغة ُ"التذييت"ُ‬
‫الزمف‪َُ ،‬‬
‫تظيرُالصيغةُاألولىُفيُالجمؿُالبسيطةُالمستقمة ُمثؿ‪ُ ُ 4‬يدرسُزيدُالنحوُالعربي‪ُ ،‬وتظيرُ‬
‫ّ‬
‫الصيغةُالثانيةُفيُالجمؿُالمدمجةُمثؿ‪ُ4‬يخاؼُاألبُأفُيرسبُابنو‪ُ .‬‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ .022‬‬


‫‪ُ­ُ2‬ينظر‪ُ4‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .022‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫في ُحيف ُتحدد ُ(مقولة ُالجية)‪ُ ،‬البنية ُالداخمية ُلمواقعة َّ‬


‫ُالداؿ ُعمييا ُالمحوؿ‪ُ ،‬وىذهُ‬
‫أماُ‬
‫ةُمشروعاُفيياُأوُمقاربة‪َُّ ُ،‬‬
‫ً‬ ‫اقعة‪ُ،‬إماُأفُتكوفُتامةُأوُغيرُتامةُمستمرةُأوُغيرُمستمر‬
‫َّ‬ ‫الو‬
‫َّ‬
‫منيةُأوُ(مقولةُالزمف)ُفييُترتبطُبزمفُالتكمـ‪ُ،‬وىذاُالزمفُفيُالنحوُالوظيفي‪ُ،‬‬ ‫َّ‬
‫التُالز‬
‫المقو‬
‫يأتي ُعمى ُثالثة ُأوجو؛ ُىي‪ُ 4‬الماضي‪ُُ ،‬والحاضر‪ُُ ،‬والمستقبؿ‪ُ ،‬وىذه ُالمقوالت ُالزمنية ُتتفرعُ‬
‫إلىُمقوالتُزمانيةُثانوية‪ُ،‬ومقوالتُزمانيةُفرعيةُكالماضيُالمطمؽ‪ُ،‬والماضيُالنسبي‪ُ ُُُ.1‬‬

‫إ ًذا ُتقوـ ُالبنية ُالحممية ُفي ُبناء ُالجممة ُ­ ُفي ُالنحو ُالوظيفي ُ­ ُعف ُطريؽ ُتطبيؽُ‬
‫المعجـ ُوقواعد ُتكويف ُالمحموالت ُوالحدود‪ُ ،‬وىذا ُمف ُأجؿ ُتكويف ُحمؿ ُصحيح ُمف ُحيثُ‬
‫البناء؛ُأيُجمؿُصحيحة‪ُ،‬ويمكفُلناُأفُنوضحُأكثرُمفُخالؿُىذاُالمخططُاآلتي‪ُ ُ42‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ .022‬‬


‫‪ُ­ُ2‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬دراسات في نحو المّغة العربية الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ .02‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ُ‬
‫أساس‬

‫ُُ‬
‫معجـ ُ‬
‫ُ‬

‫حدود‬ ‫محموالت‬
‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ ُ‬

‫ُ‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ ُ‬
‫مشتقة‬ ‫أصوؿ‬ ‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ‬
‫أصوؿ‬‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ‬
‫مشتقةُ‬
‫ُُ‬
‫ُ‬

‫تكويفُالحدود‬ ‫ُُتكويفُالمحموالت‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬
‫َّ‬
‫ةُنووية‬ ‫َّ‬
‫أطرُحممي‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫َّ‬
‫الحممية‬ ‫قواعدُتوسيعُاألطرُ‬
‫ُ‬

‫َّ‬
‫أطرُحميةُموسَّعة ُ‬ ‫ُُ‬

‫ُُ ُ‬
‫قواعدُإدماجُالحدود‬
‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ ُ‬ ‫ُُُُ‬

‫َّ‬
‫ةُحممية ُ‬ ‫بني‬
‫ُُُُُُ ّ‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫تامة ُالتحديد ُإلى ُبنية ُوظيفية ُبواسطةُ‬


‫الوظيفية‪ :‬يتـ ُنقؿ ُالبنية ُالحممية ُ َُّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 2‬البنية‬
‫تحديدُمخصصُالحمؿ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الُليا‪ُ،‬ثـُقواعدُ‬
‫تطبيؽُقواعدُإسنادُالوظائؼُالتيُتتخذُدخ ً‬

‫‪ ­ 1 ­ 2‬قواعد إسناد الوظائف التركيبية‪ :‬الوظيفةُالتركيبيةُعندُالمتوكؿُىي‪«ُ4‬وجيةُ‬


‫اُثانوياُ‬
‫اُأوُمنظور ً‬
‫ً‬ ‫ئيسي‬
‫اُمنظوراُر ً‬
‫ً‬ ‫ىُبعضُالحدودُلتكوفُإم‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اقعةُمعينةُفتُنتَقَ‬
‫معتمدةُفيُتقديـُو‬
‫وتظؿ ُالحدود ُاألخرى ُخارج ُمجاؿ ُالوجية»‪ُُ ،1‬وانطالقًا ُمف ُىذيف ُالحديف ُالمذكوريف ُفيُ‬
‫التعريؼ‪ُ ،‬قاـ ُالمتوكؿ ُبتقسيـ ُالوظائؼ ُالتركيبية ُإلى ُوظيفتيف ُاثنتيف ُىما‪ُ 4‬وظيفة ُالفاعؿُ‬
‫عرؼُىاتافُالوظيفتافُفيُإطارُماُيسميوُ"سيموفُديؾ"ُ(بوجيةُالنظر)‪ُ،‬‬
‫ووظيفةُالمفعوؿ‪ُ،‬وتُ َّ‬
‫ؿُيشكؿُالمكوفُالمسندةُإليوُوظيفةُ‬
‫ّ‬ ‫يفُاثنيف‪ُ،‬المنظورُاألو‬
‫َّ‬ ‫ويتشكؿُحسبُ"ديؾ" ُمفُمنظور‬
‫ةُالمفعوؿُيردُمتأخراُعفُ‬
‫ً‬ ‫الفاعؿ‪ُ،‬فيُحيفُالمنظورُالثانيُيشكؿُالمكوفُالمسندةُإليوُوظيف‬
‫ّ‬
‫الفاعؿُفيُأغمبُالمُّغاتُالطبيعيةُسواءُكانتُىذهُالمُّغاتُمفُقبيؿُ(ؼُفاُمؼ)ُأـُمفُقبيؿُ‬
‫(فاُؼُمؼ)ُأـُمفُقبيؿُ(فاُمؼُؼ)‪ُ .2‬ىذهُأنماطُتركيبُفيُالمّغةُالعر ّبية‪ُ،‬تتعمؽُبقرينةُ‬
‫الرتبة‪ُ ُ.‬‬
‫ُُّ‬

‫ئيسيا‪ُ،‬‬
‫ُمنظور ُر ً‬
‫ًا‬ ‫وىاتاف ُالوظيفتاف ُ(الفاعؿ ُوالمفعوؿ) ُتسند ُإلييا ُحداف ُالحد ُالمتخذ‬
‫ا‪ُ،‬أماُالحدودُاألخرىُ(غيرُالوجيية)ُتبقىُبدوفُوظيفةُتركيبية‪ُ،‬‬
‫اُثانوي َّ‬
‫الحدُالمتخذُمنظور ً‬
‫ً‬ ‫و‬
‫ُالحد ُالذي ِّ‬
‫ُيشكؿ ُالمنظورُ‬ ‫وعمى ُىذا ُاألساس ُتعرؼ ُالوظيفة ُالفاعؿ ُعمى َّ‬
‫ُأنيا ُ«ُتُسند ُإلى ّ‬
‫ِّ‬
‫يُيشكؿُالمنظورُالثانويُلموجية»‪3‬؛ُ‬ ‫ِّ‬
‫سندُإلىُالحد ُالذ‬‫الرئيسيُلموجية‪ُ،‬والوظيفةُالمفعوؿ ُُتُ‬
‫أماُالمفعوؿُفعنصرُثانوي‪ُ ُ.‬‬ ‫َّ‬
‫أيُأفُالفاعؿُعنصرُرئيسُفيُالتحميؿ‪َّ ُ،‬‬

‫َّ‬
‫التيُعادىُأصمياُإلىُأف ُتحديدُ‬ ‫ىذاُماُجعؿُالنحوُالوظيفيُيكتفيُبياتيفُالوظيفتيفُ‬
‫موضوعاتُالمحموؿُيتـُعمىُأساسُاألدوارُالدالليةُالُعمىُأساسُاألدوارُالتركيبية‪ُ،‬ومفُ‬

‫‪ُ­ُ1‬فيممور‪ُ،0533ُ4‬نقالًُعف‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ .011‬‬


‫‪ُ­ُ2‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ .01‬‬
‫‪ ­ 3‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪.011‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫دخؿُالطالبُ‬
‫ُ‬ ‫ثـ ُفيماُيسندافُإلىُالوظيفتيفُالدالليتيفُ"المنفذُوالمتقبؿ"؛ُمثؿُالجممةُاآلتية‪ُ4‬‬
‫َّ‬
‫ُأف ُِ‬
‫ُالوجية ُالتي ُقُ ِّدمت ُمنيا ُواقعة ُ"الدخوؿ" ُتنقسـ ُإلىُ‬ ‫ُالمدرج‪ُ .‬يظير َّ‬
‫ّ‬ ‫متأخر ُالبارحة ُإلى‬
‫ًا‬
‫منظوريف‪ ُ 4‬المنظورُالرئيسيُالمنطمؽُمنوُفيُتقديـُالواقعة‪ُ،‬ىوُالفاعؿُ"الطالب"‪ُ،‬والمنظورُ‬
‫ُ"متأخرا"‪ُ ،‬وبالتالي ُنمثؿ ُليا ُكاآلتي‪ُ 41‬دخؿ ُؼُ‬
‫ً‬ ‫الثانوي ُفي ُتقديـ ُالواقعة‪ُ ،‬ىو ُالمفعوؿ ُبو‬
‫ُمتأخر ُ(س‪ُ ))²‬متؽ ُمؼ ُ(س‪ُ 4¹‬البارحة ُ(س‪ُ ))¹‬زـُ‬
‫ًا‬ ‫ُالطالب ُ(س‪ُ ))¹‬منؼ ُفا ُ(س‪4²‬‬
‫ُ‬ ‫(س‪4¹‬‬
‫(س‪ُ"²‬إلىُالمدرجُ(س‪ُ))²‬مؾ‪ُ .‬‬

‫َّ‬
‫إف ُإسناد ُالوظيفيتيف ُالتركيبيتيف ُالفاعؿ ُوالمفعوؿ ُيتـ ُطبقًا ُلمسممية ُالوظائؼ ُالدالليةُ‬
‫اآلتية‪ُ 42‬‬

‫ُُُُُُُُُمنؼُ>ُمتؽُ>ُمستؽُ>ُأدُ>ُمؾُ>ُزـُ‪ُ ...‬‬

‫فاُُُُُُُُ‪ُ +ُُُُُ+ُُُُ+ُُُُُُُ+ُُُُُُُ+ُُُُُُ+‬‬

‫ُ‪ُ +‬‬ ‫ُ‪+ُُُُُ+‬‬ ‫ُ‪+‬‬ ‫مؼُُُُُُُ‪+‬‬

‫َّرُىذهُالسمميةُوفؽُالمنظورُاآلتي‪ُ 43‬‬
‫َّ‬ ‫ُُُُُُُتفس‬

‫­ُ َّ‬
‫أفُالوظيفةُالتركيبيةُالفاعؿ‪ُ،‬تسندُإلىُالحدُالذيُيحمؿُالوظيفةُالدالليةُالمنفذ‪ُ .‬‬

‫الوظيفةُالتركيبيةُالمفعوؿ‪ُ،‬تسندُإلىُالحدُالذيُيحمؿُالوظيفةُالدالليةُالمتقبؿ‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫­ُ َّ‬
‫أفُ‬

‫يردُالمفعوؿُمتأخراُعفُالفاعؿ‪ُ .‬‬
‫ً‬ ‫­ُ‬

‫­ُالوظيفةُالتركيبيةُالمفعوؿُالُتسندُإلىُالوظيفةُالدالليةُالمنفذ‪ُ .‬‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداوليَّة في المغة العربيَّة‪ُ،‬ص‪ُ .11‬‬


‫‪ُ­ُ2‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ .11‬‬
‫‪ُ­ُ3‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتو ّكؿ‪ُ4‬الوظائف التداوليَّة في المغة العربيَّة‪ُ،‬ص‪.11ُ­ُ11‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫­ ُتسندُوظيفةُالمفعوؿُإلىُالوظائؼُغيرُاألساسية‪ُ،‬كاألداةُوالمكافُوالزمافُحيفُالُ‬
‫يوجدُفيُالحمؿُحدُآخرُمفُالحدودُذاتُاألسبقية‪ُ .‬‬

‫َ ۡ َ َ َ َ َّ ۡ َ َٰ ُ َ َ َ َ َّ َٰ َ َ‬
‫يتقدـ ُالمفعوؿ ُعمى ُالفعؿ ُوالفاعؿ؛ ُنحو ُقولو ُتعالى‪ُ 4‬وٱلقم َر َقدرنه َمنازِل َحَّت ََعدَ‬ ‫َّ‬
‫َۡ‬ ‫َ ۡ‬
‫(قد َر) ُىو ُالمحموؿ‪ُ ،‬فكيؼ ُيكوف ُتحميؿ ُىذاُ‬ ‫كٱل ُع ۡر ُج َِ‬
‫ون َٱلق ِدي َِم َ‪َ ٣٩‬يس‪ُ .24ُ 4‬فيصبح ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬
‫ُالمتقدـ ُ(القمر) ُىو ُذاتو ُالمتقبِّؿ‪ُ،‬‬ ‫ُعمما َّ‬
‫ُبأف ُالعنصر‬ ‫المتقبؿ؟ ً‬
‫المثاؿ ُمف ُوجية ُالمنفذ ُو ّ‬
‫اُومتقبؿُدالليا‪َ ُُُ.‬‬
‫ً‬ ‫)ُمفعوؿُبوُتركيبي‬
‫ً‬ ‫(القمر‬
‫َ‬

‫وظائؼُتحددُالوضعُالذيُ‬
‫ّ‬ ‫التداولية‪ :‬الوظائؼُالتداوليةُىيُ«‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 2 ­ 2‬إسناد الوظائف‬
‫ُالمكونات‪ُ ،‬وذلؾ ُبالنظر ُإلى ُالوضع ُالتخابري ُبيف ُالمتكمـ ُوالمخاطب ُفي ُطبقةُ‬
‫ّ‬ ‫تقوـ ُعميو‬
‫ةُمعينة»‪ُ ،1‬وتصنؼُىذهُالوظائؼُالتداوليةُفي ُنظريةُالنحوُالوظيفي ُحسبُموقعياُ‬
‫ّ‬ ‫مقامي‬
‫ّ‬
‫بالنسبةُلمحمؿُإلىُصنفيف‪ُ42‬وظائؼُداخميةُووظائؼُخارجية‪ُ .‬‬

‫تسندُىذهُالوظائؼُإلىُمكوناتُالحمؿُأوُحدودهُ‬
‫ّ‬ ‫الداخمية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 1 ­ 2 ­ 2‬الوظائف‬
‫(الموضوعاتُأوُالمواحؽ)‪ُ،‬وتشمؿُوظيفتيف؛ُوىما‪ُ4‬البؤرةُوالمحور‪ُ .‬‬

‫َّ‬
‫إلىُأف ُالبؤرةُ­ ُكماُاقترحياُسيموفُديؾُ­ُ‬ ‫‪ ­ 1 ­ 1 ­ 2 ­ 2‬البؤرة‪ :‬ذىبُالمتوكؿ ُ‬
‫األكثرُأىميةُأوُ‬
‫ّ‬ ‫ُوظيفتياُتسندُإلىُالمكوفُ«الحامؿُلممعمومةُ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ةُوىيُأف‬
‫تقوـُأساساُعمىُفكر‬
‫ً‬
‫األكثرُبروزاُفيُالجممة»‪3‬؛ُإذُإ َّفُاليدؼُمفُىذهُالمعمومةُىو‪ُ 4‬‬
‫ً‬

‫­ُوجودُفكرةُمسبقةُأوُجديدةُفيُذىفُالمخاطب‪ُ .‬‬

‫­ُتصحيحُمعمومةُمفُمعموماتوُسواءُكانتُموجودةُفيُذىنوُأـُلـُتكفُموجودة‪ُ .‬‬

‫‪ُ­ُ1‬محمدُالحسيفُميمطاف‪ُ4‬نظرية النحو الوظيفي (األسس والنماذج والمفاهيم)‪ُ،‬ص‪ُ .010‬‬


‫‪ُ­ُُ2‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ .03‬‬
‫‪ُ­ُ3‬ديؾ‪ُ،0534ُ4‬ص‪ُ،05‬نقالًُعف‪ُ4‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .34‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫بيفُنوعيفُمفُالبؤرة‪ُ41‬بؤرةُجديدةُوبؤرةُمقابمة‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫ويميزُ"المتوكؿ"ُ‬
‫ّ‬

‫ةُالمسندةُإلىُالمكوفُالحامؿُلممعمومةُ‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 1 ­ 1 ­ 1 ­ 2 ­ 2‬بؤرة الجديد‪ :‬وىيُ«البؤر‬
‫التيُيجيمياُالمخاطبُأيُ(المعمومةُالتيُالُتدخؿُفيُالقاسـُاإلخباريُالمشترؾُبيفُالمتكمـُ‬
‫والمخاطب)»‪ُ.2‬مثمماُىوُالحاؿُفيُالمثاؿُاآلتي‪ُ 4‬‬

‫­ُمفُرأيتُالبارحة؟‬

‫ُ­ُرأيتُالبارحةُعمرو‪ُ ُُ.‬‬

‫ـُالذيُيجيؿُالمعمومة‪ُ،‬أماُالمخاطبُبيذاُالسؤاؿُفيوُ‬
‫ّ‬ ‫فالسؤاؿُىناُصادرُمفُالمتكمّ‬
‫اسـُاالستفياـُداخؿُالح ْمؿ‪ُ،‬كماُىوُفيُالجمؿُاآلتية‪ُ 43‬‬
‫َ‬ ‫وقدُيُِرُُدُ‬
‫عالـُبوُبدليؿُاإلجابة‪َُ ُ،‬‬

‫­ُأكؿُخالدُماذا؟ُ(بنبرُ"ماذا")‪ُ .‬‬

‫­ُسنسافرُمتى؟ُ(بنبرُ"متى")‪ُ .‬‬

‫ذىبُخالدُأيف؟ُ(بنبرُ"أيف")‪ُ ُُ.‬‬
‫َ‬ ‫­ُ‬

‫يحصؿُعدـُتصديرُاسـُاالستفياـُفيُحالتيف‪ُ44‬حيفُالُيعيُالمستفيـُتماـُالوعيُماُ‬
‫الةُورودُالجممةُاالستفياميةُمستَ ِمزمةُلقوةُإنجازَّيةُغيرُالسؤاؿ؛ُكأفُ‬
‫َّ‬ ‫ُح‬
‫قالوُمخاطبو‪ُ ،‬وفي َ‬
‫ٍ‬
‫مةُإلنكار؛ُمثؿُالجممةُاآلتية‪ُ4‬أكؿُخالدُحجارُةً!‪ُ ُُ.‬‬ ‫ِ‬
‫تكوفُمستمز‬

‫ُُ‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ22‬إلىُص‪ُ .31‬‬


‫‪ُ­ُ2‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .23ُ­ُ22‬‬
‫‪ُ­ُ3‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ .211‬‬
‫‪ُ­ُ4‬ينظر‪ُ4‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .313‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ُالمكوف ُالحامؿُ‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 2 ­ 1 ­ 1 ­ 2 ­ 2‬بؤرة المقابمة‪ُ :‬وىي ُ«البؤرة ُالتي ُتسند ُإلى‬
‫ُّ‬
‫لممعمومةُالتيُيشؾ ُالمخاطبُفيُورودىاُأوُالمعمومةُالتيُينكرُالمخاطبُورودىا»‪1‬؛ُأيُ‬

‫َّأنيا‪ُ4‬تحمؿُمعمومةُتصحيحية‪ُ ُ،‬و ّ‬
‫تعوضُمعمومةُأخرىُفيُذىفُالمخاطب‪ُ ُ.‬‬

‫الجممةُاآلتيةُتوضحُذلؾ‪ُ4‬‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫خالداُبؿُعمرو‪ُ ُ.‬‬
‫ميُالبارح ُةَُ ًُ‬
‫ىُع ُُ‬
‫اُر َُ‬
‫­ُ َُم َُُأَ‬

‫تأتي ُفي ُالمّغة ُالعر ّبية ُبؤرة ُالمقابمة‪ُ ،‬حيف ُيتعمّؽ ُاألمر ُبتبئير ُأحد ُحدود ُالحمؿ ُكأفُ‬
‫ُيفصؿُ‬
‫تكرهُ‪ُ .‬أو ُأف ُ‬
‫أخالدا ُ َ‬
‫يصدر ُالحد ُالمبأر ُفيحتؿ ُصدراة ُالجممة؛ ُمثؿ ُالجممة ُاآلتية‪ً ُ 4‬‬
‫حصرُالمكوفُالمبأّر ُبواسطةُأداةُمفُ‬‫‪ُ.‬أوُأفُي‬ ‫َّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫المكوفُالمبأّر؛ُمثؿ‪ُ4‬الذيُيجبُطاعتوُالموُ‬
‫ّ‬
‫اتُالحصر؛ُمثؿ‪ُ4‬الُيجبُطاعتوُُإالَُّالمَّو‪ُ ُُُُُُ.2‬‬
‫ُ‬ ‫أدو‬

‫‪ ­ 1 ­ 2 ­ 1 ­ 1 ­ 2 ­ 2‬وظيفة البؤرة‪َّ :‬‬


‫إف ُإسنادُوظيفةُالبؤرةُفيُالنحوُالوظيفيُ‬
‫متعمؽ ُبقيود ُمضبوطة‪ُ ،‬قسَّميا ُالمتوكؿ ُإلى ُمجموعتيف؛ ُوىما‪ُ 43‬قيود ُعمى ُمستوى ُالبنيةُ‬
‫ُاألوؿ ُالذي ُيتعمؽُ‬
‫الوظيفية ُ ُوقيود ُعمى ُمستوى ُالبنية ُالمكونية‪ُ ،‬وأىـ ُقيد ُىنا ُىو ُالقيد َّ‬
‫بالوظائؼُالدالليةُوالتركيبيةُوالتداوليةُالمسندةُإلىُموضوعاتُالبنيةُالحممية‪ُ .‬يقوؿُسيموفُ‬
‫َّ‬
‫ُالتركيبية ُوالوظائؼُ‬ ‫ُالداللية ُوالوظائؼ‬
‫ّ‬ ‫ُالحممية ُالوظائؼ‬
‫ّ‬ ‫ديؾ ُ«تسند ُإلى ُموضوعات ُالبنية‬
‫ُداللية ُووظيفةُ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫التداولية ُشريطة ُأف ُال ُُُيسند ُلكؿ ُموضوع ُأكثر ُمف ُوظائؼ ُثالث‪ُ 4‬وظيفة‬
‫‪4‬‬
‫ُمكوف ُواحد ُأكثر ُمف ُوظيفة ُواحدة ُمفُ‬
‫ّ‬ ‫ُيحمؿ‬ ‫ُأف‬ ‫ُيمكف‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫أي‬ ‫ُ‬ ‫؛‬ ‫َّ‬
‫ُتداولية»‬ ‫َّ‬
‫تركيبية ُووظيفة‬
‫اعُالوظائؼُالثالث‪ُ،‬فالُيمكفُأفُيحمؿُمكوفُواحدُالوظيفتيفُالفاعؿُوالمفعوؿُكماُالُ‬
‫ّ‬ ‫أنو‬
‫يمكفُلوُأفُيحمؿُنفسُالموضوعُوظيفتيُالبؤرةُوالمحور‪ُ،‬فيُحيفُجعؿُالمتوكؿُىذاُالقيدُ‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪.23‬‬


‫‪ُ­ُ2‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ .314‬‬
‫‪ُ­ُ3‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ25‬إلىُص‪ُ .20‬‬
‫‪ُ­ُ4‬ديؾ‪ُ،0534ُ4‬ص‪ُ،05‬نقالًُعف‪ُ4‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .21‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ُألنو ُيصدؽ ُعمى ُالوظائؼ ُالداللية ُوالوظائؼ ُالتركيبية‪ُ ،‬إالَّ َّ‬


‫ُأنو ُال ُيصدؽ ُعمىُ‬ ‫ناقص‪َّ ،‬‬
‫الوظائؼُالتداولية‪ُ،‬وافُكافُغيرُممكفُأفُيسندُإلىُنفسُالموضوعُالواحدُأكثرُمفُوظيفةُ‬
‫وُمفُالممكفُأفُتسندُالوظيفةُنفسياُإلىُأكثرُمفُمكوفُواحد‪ُ،‬والجممةُاآلتيةُ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫تداولية‪ُ،‬فإن‬
‫ىدىُخالدُعمروُحاسوبا‪ُ .‬‬
‫ً‬ ‫تبيفُذلؾ‪ُُ4‬أَ‬

‫َّ‬
‫نالحظُأفُوظيفةُبؤرةُالجديدُأسندتُإلىُالمكونيفُعمروُوالحاسوب‪ُ .‬‬

‫ويمكفُتوضيحُىذاُبالرسـُاآلتي‪ُ 41‬‬
‫َّ‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُالبؤرة ُ‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُ ُ‬

‫ُُُُُُُُُُبؤرةُجديدُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبؤرةُمقابمة ُ‬

‫ُ‬

‫ؿُُُُُُُُُُُمسندةُإلىُحدُُُُُُُمسندةُإلىُالح ْمؿ ُ‬
‫َ‬ ‫مسندةُإلىُالح ْم‬
‫َ‬ ‫مسندةُإلىُحدُُُُُُُُُُُ‬

‫ُ‬

‫ةُحمؿ ُ‬
‫ُُُُُُبؤر َ‬ ‫ُبؤرةُحد‬ ‫ُ‬ ‫ةُحمؿ ُ‬
‫ُُُبؤرةُحدُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبؤر َ‬

‫‪ ­ 2 ­ 1 ­ 2 ­ 2‬المحور‪ :‬المحورُىيُ«الوظيفةُالتيُتُسند‪ُ،‬حسبُمقتضياتُالمقاـ‪ُ،‬‬
‫داخؿُالح َُمؿ»‪2‬؛ ُأيُمراعاةُالمقاـُ‬
‫َُ‬ ‫ِّ‬
‫اؿُعمىُالذاتُالتيُتشكؿُ«محطُالحديث» ُ‬ ‫إلىُالحد َّ‬
‫ُالد‬ ‫ِّ‬
‫التيُأنجزتُفيياُالجممةُلمعرفةُماُيتحدثُعنو‪.‬‬

‫الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ .211‬‬


‫ّ‬ ‫‪ُ­ُ1‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المّسانيات‬
‫‪ُ­ُ2‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .212‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫‪ ­ 1 ­ 2 ­ 1 ­ 2 ­ 2‬وظيفة المحور‪ :‬تسند وظيفةُالمحورُكماُساقياُالمتوكؿ ُمفُ‬


‫ُ(المحدث ُعنو) ُداخؿ ُالحمؿ»‪ُ.1‬‬
‫ّ‬ ‫المكوف َّ‬
‫ُالداؿ ُعمى ُما ُيش ّكؿ‬ ‫تعريؼ ُاقترحو ُديؾ ُإلى ُ« ّ‬
‫الجمؿُاآلتيةُتوضحُذلؾ‪ُ 4‬‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫ىُرجعُخالد؟ ُ‬
‫َُ‬ ‫متَ‬
‫ُُُُُأُ­ُ ُ‬

‫ُُُُُبُ­ُرجعُخالدُالبارحة‪ُُ.‬‬

‫تش ّكؿُالكمماتُالمسطرةُتحتياُمحطُالحديث‪ُ،‬بينماُ"خالد" ُفيُالجممتيفُ(أُوُب)ُيد ّؿُ‬


‫‪ُ4‬خالدا ُفيُالجممةُاألولىُيد ّؿُ‬
‫ًُ‬ ‫َّ‬
‫بينيماُيتمثؿُفيُأف‬ ‫َّ‬
‫معُأف ُىناؾُفرُقًا ُ‬‫عمىُ"المحدثُعنو"‪ُ ،‬‬
‫عمى ُالشخص ُالذي ُيش ّكؿ ُمحور ُاالستخبار‪ُ ،‬ويدؿ ُفي ُالجممة ُالثانية ُعمى ُال ّشخص ُالذيُ‬
‫َّ‬
‫ماُيتساءؿُسائؿُلماذاُالُيكوفُمحورُاالستخبارُىوُعنصرُالزمفُ‬‫يش ّكؿُمحورُاإلخبار‪ُ،‬ورَّب‬
‫ُألننا ُنبحث ُعف َّ‬
‫ُالشخص ُالذي ُقاـ ُبفعؿُ‬ ‫ُأف ُالمتكمّـ ُيجيؿ ُزمف ُعودة ُخالد؟ َّ‬
‫ُعمما َّ‬
‫(متى) ً‬
‫الرجوع ُىو ُ(محط ُالحديث) ُوال ُنبحث ُعف ُالزمف ُواالَّ ُتصبح ُبؤرة ُكما ُقمنا ُسابقًا ُوليذا ُالُ‬
‫ُيخص ُوظيفة ُالمحورُ‬
‫ُّ‬ ‫ُالتباسا ُفيما‬
‫ًُ‬ ‫يجب ُالخمط ُبيف ُالبؤرة ُوالمحو‪ُ ،‬والمالحظ َّ‬
‫ُأف ُىناؾ‬
‫ووظيفةُالمبتدأ‪ُ،‬خاصةُلماُيكونافُمتصدريفُلمجممةُأيُيشتركاف‪ُ .‬‬
‫َّ‬

‫والجممتافُاآلتيتافُتوضحافُذلؾ‪ُ4‬خالد‪ُ،‬أبوهُمسافرُُوخالدُغائب‪ُ .‬‬

‫َُّ‬
‫المحورُ"محدثُعنو"ُداخؿُ‬ ‫َّ‬
‫ُيكمفُفيُأف ُ‬ ‫رغـُىذاُالتشابوُإالَّ َّ‬
‫ُأف ُىناؾُفرُقًا ُبينيما‪،‬‬
‫الحمؿ‪ُ ،‬في ُحيف َّ‬
‫ُأف ُالمبتدأ ُمحدث ُعنو ُخارجي ُبالنسبة ُلمحمؿ‪ُ ،‬والمقارنة ُبيف ُالجممتافُ‬
‫اآلتيتافُتوضحافُذلؾ‪ُ ُ4‬‬

‫ُُ­ُرجعُخالد البارحة‪ُ .‬‬

‫ُُ­ُخالد‪ُ،‬أخوهُمريض‪ُ ُُ.‬‬

‫‪ُ­ُ1‬ديؾ‪ُ،0534ُ4‬ص‪ُ،05‬نقالًُعف‪ُ4‬أحمدُالمتو ّكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ .25‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫مفُمكوناتُ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫"خالد"ُكوفُأنوُ‬ ‫المكوفُالحمميُ‬
‫تسندُوظيفةُالمحورُفيُالجممةُاألولىُإلىُ ّ‬
‫ُالمكوف ُ"خالد"‪َّ ،‬‬
‫ُألنو ُليس ُمفُ‬ ‫ّ‬ ‫الحمؿ‪ُ ،‬بينما ُتسند ُوظيفة ُالمبتدأ ُفي ُالجممة ُالثانية ُإلى‬
‫مكوناتُالحمؿ‪ُ .1‬‬
‫ّ‬

‫‪ ­ 2 ­ 2 ­ 2‬الوظائف الخارجية‪ُ :‬اقترح ُ"ديؾ" ُوظيفتيف ُتداوليتيف ُخارجيتيف ُعفُ‬


‫َّ‬
‫الحمؿ‪ُ،‬وتتمثؿُخارجيتوُفيُأنوُالُتش ّكؿُجزًُءاُمفُالحمؿ‪ُ،‬فيُحيفُأضاؼُ"المتوكؿ"ُوظيفةُ‬
‫ثالثة‪ُ ،‬وىي ُوظيفة ُالمنادى‪ُ ،‬لـ ُيكف ُاليدؼ ُمنيا ُوصؼ ُالمُّغة ُالعربية ُفحسب ُبؿ ُيمكفُ‬
‫اعتمادىاُكذلؾُلوصؼُالمُّغاتُالطبيعية‪ُ .2‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬وظيفة المبتدأ‪ :‬المبتدأ ُىي ُوظيفة ُتداولية ُمثميا ُمثؿ ُالوظائؼُ‬


‫ُويحدد ُالوضع ُالقائـ ُبيف ُالمتكمـُ‬
‫ّ‬ ‫األخرى ُالمحور ُالذيؿ ُالبؤرة‪ُ ،‬عمى ُ َّأنو ُيرتبط ُبالمقاـ‪،‬‬
‫‪ُ،‬وتتحددُوظيفتياُفيُمعرفةُالمتكمـُماُيجوؿُحوؿُعالموُالخارجي‪ُ ُ.3‬‬
‫ّ‬ ‫والسامع‬

‫ُيحدد ُمجاؿ ُالخطاب ُالذي ُيعتبر ُالحمؿُ‬


‫المكوف ُالذي ّ‬
‫إ ًذا ُتسند ُوظيفة ُالمبتدأ ُإلى ُ« ّ‬
‫ُيحدد ُما ُيأتي ُبعده‪ُ ،‬وىذيف ُالمثاليفُ‬ ‫اردا»‪ُ ،4‬يعني ُىذا َّ‬
‫ُأف ُالمبتدأ ُىو ُالذي ّ‬ ‫بالنسبة ُإليو ُو ً‬
‫يوضحافُذلؾ‪ُ ُ4‬‬

‫خالد‪ُ،‬سافرُالبارحة‪ُ .‬‬
‫َُ‬ ‫ُُُ­ُ‬

‫ؿُظالـ‪ُ .‬‬
‫خالد‪ُ،‬العمـُنورُوالجي ُ‬
‫ُُ‬ ‫ُُُ­ُ‬

‫ُسافر ُالبارحة ُ(حمؿ)‪ُُ ،‬والجممة ُالثانية‪ُ 4‬خالدُ‬


‫َُ‬ ‫بالنسبة ُلمجممة ُاألولى‪ُ 4‬خالد ُ(مبتدأ)؛‬
‫(مبتدأ)‪ُ ،‬العمـ ُنور ُ(حمؿ ُ‪ُ ،)0‬والجيؿ ُظالـ ُ(حمؿ ُ‪ُ .)3‬إ ًذا ُيمكف ُالقوؿ َّ‬
‫ُأف ُىذه ُالجممةُ‬

‫‪ُ­ُ1‬لممزيدُمفُالتفاصيؿ؛ُينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ31‬إلىُص‪ُ ُ.32‬‬


‫‪ُ­ُ2‬ينظر‪ُ4‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .002ُ­ُ002‬‬
‫‪ُ­ُ3‬ينظر‪ُ4‬طوُالجندي‪ُ4‬البعد التداولي في النحو الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ .12‬‬
‫‪ُ­ُ4‬أحمدُالمتو ّكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ .001‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫تتكوفُمفُركنيفُأساسيفُىما‪ُ4‬الحمؿُوالمبتدأ‪ُ.‬لقدُاستد ّؿُالمتوكؿُعفُخارجيةُالمبتدأُبتقديـُ‬
‫ّ‬
‫مجموعةُمفُاألدلَّة؛ُوىي‪ُ ُ41‬‬

‫ؿُالمبتدأُموضوعاُمفُم ُوضوعاتُالفعؿُأيُالُيطابؽُالمحموؿ‪ُ ،‬ففيُقولنا‪ُ4‬‬


‫ً‬ ‫­ ُال ُيش ّك‬
‫الجريدة‪ُ،‬شربُصاحبياُقيوة‪ُ ُ.‬‬

‫َّ‬
‫نالحظُىناُأفُالفعؿُ(شرب)ُينتقيُالفاعؿُ(صاحبيا)‪ُ،‬والمفعوؿُ(قيوة)؛ُأيُيرتبطُبيـُ‬
‫َّ‬
‫وُالُينتقيُالمبتدأُألنوُخارجُعنو‪ُ .‬‬ ‫َُّ‬
‫ولكن‬

‫­ُيحتاجُالمبتدأُإلىُرابطُيربطوُبالجممةُالتيُتميوُكالضمير؛ُمثؿُقولنا‪ُ4‬خالدُأبوهُقائـ‪ُ.‬‬
‫ُىذاُالرابطُليسُضرورًُيا ُفيُجميعُاألحواؿ‪ُ،‬فيناؾُجمؿُالُتشتمؿُعميو؛ ُمثؿُقولنا‪ُ4‬‬
‫َّ‬ ‫إالَّ َّ‬
‫ُأف‬
‫خالدُبطؿُمغوار‪ُ .‬‬

‫ُحيزُالقوةُاإلنجازية؛ ُأيُإ َّف ُمؤشرُالقوةُاإلنجازية ُيتأخرُعفُ‬


‫­ ُال ُيدخؿُالمبتدأُفي ّ‬
‫وُسيزورؾُغدا‪ُ .‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫أخوؾ‪ُ،‬أعدؾُأن‬ ‫المبتدأ‪ُ،‬كماُىوُالحاؿُفيُالمثاؿُاآلتي‪ُ4‬‬

‫تعبر ُالقوة ُاإلنجازية ُفي ُىذه ُالجممة ُعف ُالوعد‪ُ ،‬وقد ُينفرد ُالمبتدأ ُوحده ُبقوة ُإنجازيةُ‬
‫ّ‬
‫تختمؼُعفُالقوةُاإلنجازيةُلمحمؿُالذيُيميو؛ُمثؿ‪ُ4‬خالد؟ُلقدُعادُأخوهُمفُالسفرُالبارحة‪ُ .‬‬

‫تتمثؿُقوةُالمبتدأُ(خالد)ُاإلنجازيةُفيُاالستفياـ‪ُ ُ.‬‬

‫تطمؽُعمىُالمكوفُالحامؿُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‪ ­ 2 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬وظيفة الذيل‪ :‬وظيفةُتداوليةُخارجية ُ«‬
‫ُتعدليا ُأو ُتصححيا»‪2‬؛ ُمثؿ‪ُ 4‬قابميا ُخالدُ‬
‫لممعمومة ُالتي ُتوضح ُمعمومة ُداخؿ ُالحمؿ ُأو ّ‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ033‬إلىُص‪ُ .032‬‬


‫‪ُ­ُ2‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .023‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫اليوـ‪ُ،‬ىند‪ُ.‬انطالقًا ُمفُىذاُالتعريؼ ُيمكفُالتمييزُبيفُثالثةُأنواعُمفُالذيوؿ؛ُىما‪ُ41‬ذيؿُ‬


‫التصحيح‪ُ ُ،‬وذيؿُالتعديؿ‪ُ ُ،‬وذيؿُالتوضيح‪ُ ُُ.‬‬

‫ىوُمكوفُيحمؿُالمعمومةُالتيُتصححُمعمومةُ‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 1 ­ 2 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬ذيل التصحيح‪:‬‬
‫داخؿُالحمؿ؛ ُيعنيُيحمؿُمعمومةُأخرىُمحؿُالمعمومةُاألولى‪ُ ،‬مثمماُىوُالحاؿُفيُالجممةُ‬
‫اليوـُخالدا‪ُ،‬بؿُعمرو‪ُ .‬جاءتُكممةُ(عمرو)ُلتصحيحُالمعمومةُالتيُتحممياُ‬
‫ً‬ ‫اآلتية‪ُ 4‬قابمت ُ‬
‫كممةُ(خالد)‪ُ ُ.‬‬

‫التيُتعدؿُمعمومةُ‬
‫ّ‬ ‫مكوفُيحمؿُالمعمومةُ‬
‫‪ ­ 2 ­ 2 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬ذيل التعديل‪ :‬ىوُ ّ‬
‫داخؿُالحمؿ‪ُ.‬كماُيظيرُفيُالجممةُاآلتية‪ُ4‬قرأتُالكتاب‪ُ،‬نصفو‪ُ ُ.‬‬

‫كوفُ‬
‫حيث ُتضاؼ ُالمعمومة ُالتي ُيحمميا ُ(نصفو)‪ُ ،‬لتعديؿ ُالمعمومة ُالتي ُيحمميا ُالم ّ‬
‫(الكتاب)‪ُ .‬‬

‫التيُتعدؿُمعمومةُ‬
‫ّ‬ ‫ىوُمكوفُيحمؿُالمعمومةُ‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 3 ­ 2 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬ذيل التوضيح‪:‬‬
‫تضاؼُالمعمومةُالتيُيحممياُالمكوفُ‬
‫ّ‬ ‫داخؿُالحمؿ‪ُ.‬مثؿُالجممةُاآلتية‪ُ4‬أخوهُمسافر‪ُ،‬خالد‪.‬‬
‫الذيؿُ(خالد)ُإلزالةُإبياـُالضميرُ(الياء)ُفيُكممةُ(أخوه)‪ُ ُُُُُُُُُُُ.‬‬

‫مكوف ُخارجي ُجاء ُضمف ُمقترحاتُ‬


‫‪ ­ 3 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬وظيفة ُالمنادى‪ :‬المنادى ُ ّ‬
‫نادىُفيُمقاـُمعيف؛ُمثؿ‪ُ 4‬ياُخالد‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫فُالداؿُعمىُالكائفُالم‬
‫‪ُ،‬وىوُيسندُإلىُالمكو ّ‬
‫ّ‬ ‫المتوكؿ‬
‫ُموج ُيًا ُإلى ُالشخص ُالمحاؿ ُعميو ُبعبارة ُالنداء‪ُ،‬‬
‫جاء ُعمرو‪ُ .‬أي ُأف ُيكوف ُالخطاب ُىنا ّ‬
‫وبالتاليُيجب‪ُ 42‬‬

‫أحدُمكوناتُالجممة‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫لغويُوالمنادىُكعالقةُتسندُإلىُ‬
‫أفُنميزُبيفُالنداءُكفعؿُ ّ‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬

‫‪ُ ­ُ 1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ 022‬إلىُص‪ُ .024‬وينظر‪ُ4‬محمدُمميطاف‪ُ4‬نظرية‬


‫النحو الوظيفي (األسس والنماذج والمفاهيم)‪ُ،‬ص‪ُ .51‬‬
‫‪ُ­ُ2‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ .023ُ­ُ020‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫­ُوظيفةُالمنادىُوظيفةُترتبطُبالمقاـ‪ُ .‬‬

‫­ُ َّ‬
‫ميزُالنحاةُالعربُبيفُ"المنادى"ُو"المندوب"ُو"المستغاث"‪ُ،‬وىذاُكذلؾُوردُفيُالنحوُ‬
‫الوظيفي‪ُ ُ.‬‬

‫ومفُأمثمةُذلؾُالجمؿُاآلتية‪ُ ُ4‬‬

‫●ُخالد‪ُ،‬ناولنيُالممح‪(ُ.‬حذؼُاألداة)‪ُ .‬‬

‫●ُياُخالد‪ُ،‬اقترب‪ُ .‬‬

‫●ُوازيداه! ُ‬

‫●ُياُعمرو‪ُ،‬لماُأصابنا‪ُ .‬‬

‫لقدُحصرُعمماءُالمُّغةُالعربيةُالقدماءُأدواتُالنداءُفيُثمانيُأدوات؛ُوىي‪ُ4‬أ‪ُ،‬أي‪ُ،‬يا‪ُ،‬‬
‫أيا‪ُ،‬ىيا‪ُ،‬آي‪ُ،‬آ‪ُ،‬وا‪ ُ.‬االتفاؽُالذيُوقعُبيفُالنحاةُالقدماءُفيماُيتعمؽُبشروطُاستعماؿُىذهُ‬
‫أماُاالختالؼُالذيُ‬
‫األدواتُيكمفُفيُالتمييزُبيفُأدواتُالنداءُالقريب‪ُ،‬وأدواتُالنداءُالبعيد‪َّ ُ،‬‬
‫وقعُبينيـُفيتمثؿُفيُكيفيةُاستعماؿُىذهُاألدوات‪ُ،‬فمثالًُاألداةُ"وا"ُمنيـُمفُيرىُ َّأنياُتدخؿُ‬
‫عمى ُالمنادى ُكما ُتدخؿ ُعمى ُالمستغاث‪ُ ،‬ىذا ُما ُدفع ُالمتوكؿ ُإلى ُتقميص ُىذه ُاألدوات‪ُ،‬‬
‫ال‪(ُ4‬ىيا)ُمقابمياُ(أيا) ‪ُ .1‬‬
‫ُبدائؿُليجية؛ُمث ً‬‫ودليموُعمىُذلؾُأفُبعضياُماُىيُإالَّ‬
‫َّ‬
‫ّ‬

‫‪ ­ 1 ­ 3 ­ 2 ­ 2 ­ 2‬أدوات النداء في النحو العربي‪ :‬األدواتُالتيُاعتمدىاُالمتوكؿُ‬


‫فيُالنحوُالوظيفي؛ُىي‪ُ4‬يا‪ُ،‬أ‪ُ،‬أييا‪ُ،‬األداةُالصفرُأوُحذؼُاألداة‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ 4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ .022ُ­ُ021‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫وتدمجُىذهُاألدواتُحسبُالشروطُاآلتية‪ُ ُ41‬‬

‫فُالحامؿُلوظيفةُالمنادىُعمم َّ‬
‫ا‪ُ،‬فإنوُبأداةُالنداءُالصفرُأوُأداةُالنداءُ‬ ‫ً‬ ‫إذاُكافُالمكو‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬
‫(يا)ُأوُأداةُالنداءُ(أيا)‪ُ،‬كماُيتبيفُمفُالجمؿُاآلتية‪ُ 42‬‬
‫َ‬

‫●ُزيد‪ُ،‬ناولنيُالممح‪ُ ُ.‬‬

‫●ُياُخالد‪ُ،‬اقترب‪ُ .‬‬

‫●ُأزيد‪ُ،‬زرُأخاؾ‪ُ ُُُ.‬‬

‫ُّ‬
‫ُبأداةُالنداءُ(أييا)ُ‬‫الالـ‪ُ،‬فإنوُالُيسبؽُإالَّ‬
‫َّ‬ ‫فُالمنادىُمخصصاُباأللؼُو‬‫إذاُكافُالمكو‬ ‫­ُ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫كأفُنقوؿ‪ُ ُ4‬‬

‫­ أيُّهاُالرجؿ‪ُ،‬اقترب‪ُ .‬‬

‫َّ‬
‫اُلمركبُإضافي‪ُ،‬فإنوُيسبؽُبأداةُالنداءُالصفر‪ُ،‬أوُ(يا)ُ‬ ‫أس‬
‫إذاُكافُالمكوفُالمنادىُر ً‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬
‫أوُ(أ)‪ُ،‬كماُىوُالحاؿُبالنسبةُلمجمؿُاآلتية‪ُ 4‬‬

‫●ُصديؽُخالد‪ُ،‬أقبؿ‪ُ .‬‬

‫●ُياُصديؽُخالد‪ُ،‬أقبؿ‪ُ .‬‬

‫●ُأصديؽُخالد‪ُ،‬أقبؿ‪ُ .‬‬

‫الالـُفإنوُالُيسبؽُإالَّ ُبأداةُالنداءُ‬
‫َّ‬ ‫إذاُكافُالمكوفُالمنادىُغيرُمخصصُباأللؼُو‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬
‫(يا)‪ُ.‬كأفُنقوؿ‪ُ4‬ياُرجالً‪ُ،‬تكمـ‪ُ .‬‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظائف التداولية في المّغة العربية‪ُ،‬ص‪ُ021‬إلىُص‪ُ .025‬‬


‫ُُُُُسنتطرؽُإلىُىذاُبالتفصيؿُفيُظاىرةُاإلعراب‪ُ .‬‬
‫‪ُ­ُ2‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .023‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫فُالمنادىُمركباُإشارًي َّ‬
‫ا‪ُ،‬فإنوُيسبؽُبأداةُالنداءُ(يا)ُأوُأداةُالنداءُ(أ)‪ُ،‬‬ ‫ً‬ ‫إذاُكافُالمكو‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬
‫مثؿُالجممتيفُاآلتيتيف‪ُ 4‬‬

‫َّ‬
‫جؿ‪ُ،‬تقدـ‪ُ .‬‬‫ىذاُالر‬
‫َّ‬ ‫●ُياُ‬

‫َّ‬
‫جؿ‪ُ،‬تقدـ‪ُ ُ.‬‬‫ىذاُالر‬
‫َّ‬ ‫●ُأُ‬

‫َّ‬
‫أسُليا‪ُ،‬فإنوُيسبؽُبأداةُالنداءُ(يا)ُأوُ‬
‫كافُالمكوفُالمنادىُجممةُموصولةُالُر‬
‫ّ‬ ‫­ ُإذاُ‬
‫أداةُالنداءُ(أ)ُإذاُكافُالموصوؿُ(مف)ُويسبؽُبأداةُالنداءُ(أييا)‪ُ،‬إذاُكافُالموصوؿُ(الذي)‪ُ.‬‬
‫األمثمةُاآلتيةُتبيفُذلؾ‪ُ ُ4‬‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫يد َّ‬
‫ا‪ُ،‬إنوُقدُوصؿ‪ُ .‬‬ ‫●ُياُمفُينتظرُز ً‬

‫يد َّ‬
‫ا‪ُ،‬إنوُقدُوصؿ‪ُ .‬‬ ‫●ُأُمفُينتظرُز ً‬

‫● أيها الذي ينتظر زيدًا‪ ،‬إنَّه قد وصل‪ُ ُ.‬‬

‫المكونية‪ُ :‬يقصد ُبالبنية ُالمكونية ُالبنية ُالصرفية ُ­ ُالتركيبية‪ُ ،‬ويتـ ُبناؤىاُ‬


‫ّ‬ ‫ُ‪ ­ 3‬البنية‬
‫عفُطريؽُتطبيؽُنسؽُقواعدُالتعبير؛ُوالمتمثمةُفيماُيأتي‪ُ ُ41‬‬

‫ُىوُالمكوفُالمحيؿُعمىُالذواتُالمشاركةُفيُ‬
‫ّ‬ ‫الحد‬
‫‪ ­ 1 ­ 3‬قواعد صياغة الحدود‪ّ ُ :‬‬
‫ُالداؿ ُعمييا ُالمحموؿ ُفي ُالعالـ ُالمعنى ُباألمر‪ُ ،‬وانطالقا ُمف ُىذه ُالذوات ُتصاغُ‬
‫الواقعة ّ‬
‫الحدودُبنقؿُالبنيةُالحمميةُالمجردةُإلىُبينةُصرفيةُ­ُتركيبيةُالمحققةُفيُصورتيا‪ُ،‬ويتـُىذاُ‬
‫ّ‬
‫النقؿُعفُطريؽُتطبيؽُمجموعةُمفُالعممياتُوالمتمثمةُفي‪ُ 4‬‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ021‬إلىُص‪.041‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ُالحد‪ُ ،‬وجعؿ ُالمقيدات ُاألخرىُ‬


‫ّ‬ ‫­ ُانتقاء ُرأس ُالمركب ُمف ُالمقيدات ُالمتواجدة ُفي‬
‫أسا ُلممركب‪ُ ،‬وبقىُ‬
‫فضالت؛ ُمثؿ‪ُ 4‬فاز ُالطالب ُالمجتيد ُالنجيب‪ُ .‬ننتقي ُالحد ُ"الطالب" ُر ً‬
‫تيبُالذيُيشكؿُمركباُتبينوُالسمّميةُاآلتية‪ُ 4‬‬
‫ً‬ ‫الحديفُ"المجتيد"‪ُ،‬و"النجيب"ُفضالت‪ُ،‬وىذاُالتر‬

‫{ُخصُطالب‪ُ،‬مجتيد‪ُ،‬نجيب} ُ‬

‫[خص‪ُ،‬رأس‪ُ،‬فض]‪ُ .‬‬

‫­ُيدمجُالمخصصُعفُطريؽُأداةُالتعريؼُ(األلؼُوالالـ)‪ُ،‬خصُ=ُالطالب‪ُ .‬‬

‫­ ُ تسند ُالحالة ُاإلعرابية ُإلى ُعناصر ُالمركب ُ(الطالب‪ُ ،‬المجتيد‪ُ ،‬النجيب) ُأو ُإلىُ‬
‫المركبُككؿُ(الطالبُالمجتيد)‪ُ ُ.1‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 3‬قواعد صياغة المحمول‪ُ :‬يصاغ ُالمحموؿ ُعف ُطريؽ ُإجراء ُمجموعة ُمفُ‬
‫توُالمجردةُإلىُصياغةُصرفيةُتامةُمحققةُانطالقًاُمفُ‬
‫َّ‬ ‫القواعدُالتيُتنقؿُالمحموؿُمفُصور‬
‫ُالمجردةُ‬
‫ّ‬ ‫ُأف ُصورة ُالمحموؿ‬
‫المعمومات ُالمجردة ُالتي ُتوفرىا ُالبنية ُالحممية ُالعامة‪ُ ،‬يعني ّ‬
‫تتكوفُمفُالجذرُالذيُينتميُإليوُالمحموؿُووزنوُووضعوُاالشتقاقيُوالمقولةُالمعجمية‪ُ ُُ.2‬‬

‫ويكمفُدورُىذهُالعناصرُفيُتحقيؽُالمحموؿُصرفياُفقطُالُغير‪ُ .‬‬
‫ً‬

‫يتصدر ُالحمؿ ُمكونات ُمطمقة ُمنياُ‬


‫‪ ­ 3 ­ 3‬قواعد إدماج مؤشر القوة اإلنجازية‪ّ ُ :‬‬
‫مؤشراتُالقوةُاإلنجازيةُالذيُيتكوفُمفُأدواتُتؤديُوظيفةُالتأشيرُالمواكبةُلمحمؿ‪ُ ،‬وىذهُ‬

‫‪ُ ­ُ 1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ 021‬إلى ُص‪ُ .022‬وينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الوظيفة‬


‫والبنية‪ُ،‬ص‪ُ .22‬‬
‫‪ُ ­ُ 2‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية المكونات أو التمثيل الصرفي ­ التركيبي)‪ُ،‬‬
‫دارُاألمافُ‪ 2‬زنقةُالمامونية‪ُ،‬الرباطُ­ُالمغرب‪ُ،‬ط‪ُ،0552ُ،0‬ص‪ُ.22‬وينظر‪ُ4‬أحمدُالمتو ّكؿ‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل‬
‫الرابط في المغة العربية‪ُ ،‬دار ُاألماف ُ‪ 2‬زنقة ُالمامونية‪ُ ،‬الرباط ُ­ُ‬
‫نظري)‪ُ ،‬ص‪ُ .023‬وينظر‪ُ 4‬أحمد ُالمتوكؿ‪ُ 4‬من قضايا ّ‬
‫المغرب‪ُ،‬ط‪ُ،0543ُ،0‬ص‪ُ .23ُ­ُ22‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ُ"أو" ُبفتحُ‬
‫ُالدالة ُعمى ُاالستفياـ ُاإلنكاري َ‬
‫األدوات ُىي‪ُ 4‬االستفياـ ُ(اليمزة)‪ُ ،‬و(ىؿ) ُواألداة ّ‬
‫َّ‬
‫األداةُ"إف"ُبكسرُاليمزة‪ُ ُ.‬‬
‫الواو‪ُ،‬و‬

‫َّ‬
‫بطُبيفُجممتيفُكاألداةُ"أف"ُبفتحُاليمزةُوالضمائرُ‬
‫أماُاألدواتُالدامجةُفييُتستخدـُلمر‬
‫َُّ‬
‫الموصولة ُ( ُما‪ُ ،‬مف‪ُ ،‬الذي ُ‪ُ ،)...‬وكؿ ُىذه ُاألدوات ُيتـ ُإدماجيا ُفي ُمرحمة ُمتأخرة ُمفُ‬
‫االشتقاؽُعفُطريؽُإجراءُإحدىُمجموعاتُالقواعدُالتيُتش ّكؿُنسؽُقواعدُالتعبير‪ُ ُ.1‬‬

‫تبةُالمكوناتُبواسطةُالوظائؼُالتركيبيةُ(بالنسبةُإلىُ‬
‫ّ‬ ‫تتحددُر‬
‫‪ ­ 4 ­ 3‬قواعد الموقعة‪ّ :‬‬
‫الُمُّغاتُالتيُيستمزـُوصفياُاستخداـُىذاُالضربُمفُالوظائؼ) ُوالوظائؼُالتداوليةُودرجةُ‬
‫التعقيدُالمقوليُلممكوناتُأيُ(حسبُدرجةُالتعقيدُفيُاالتجاهُالتأخرُأوُالتساوي)‪ُ .2‬‬

‫إذُينتجُىذاُالترتيبُعفُطريؽُالتفاعؿُالقائـُبيف‪ُ 43‬‬

‫اتجاهُالمكوناتُالحاممةُلموظائؼُنفسياُإلىُاحتالؿُالمواقعُنفسيا‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬

‫اتجاهُبعضُالمكوناتُإلىُاحتالؿُالم ُوقعُالصدرُفيُالحمؿ‪ُ .‬‬


‫ّ‬ ‫­ُ‬

‫ناتُاألقؿُتعقيدا‪ُ ُُ.‬‬
‫ً‬ ‫اُإلىُالتأخرُعفُالمكو‬
‫ّ‬ ‫ناتُاألكثرُتعقيد‬
‫ً‬ ‫اتجاهُالمكو‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬

‫ُ‬ ‫تبيةُالعامةُتوضحُذلؾ‪ُ4‬ـ‪ ،²‬م‪(ُ¹‬ؼ)ُفاُ(ؼ)ُمؼُ(ؼ)‪ُ،‬ـ‪ُُُ³‬‬


‫ّ‬ ‫وىذهُالبنيةُالر‬

‫مفُخالؿُىذهُالبنية‪ُ،‬تنقسـُالمواقعُفيُالنحوُالوظيفيُإلىُصنفافُ؛ىما‪ُ ُ4‬‬

‫­ُمواقعُداخميةُتخصصُلممحورُوالبؤرةُوالفعؿُوالفاعؿُوالمفعوؿ‪ُ .‬‬

‫­ُمواقعُخارجيةُتخصصُلممكونيفُالمبتدأُوالذيؿ‪ُ ُ.‬‬

‫‪ُ ­ُ 1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪ُ 25‬إلى ُص‪ُ ،32‬وينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬دراسات في‬


‫نحو المغة العربية الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ02‬إلىُص‪ُ .32‬‬
‫‪ ­ 2‬ينظر‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬ص‪.032‬‬
‫‪ُ­ُ3‬ينظر‪ 4‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪.031ُ­ُ032‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫وقواعدُالموقّعةُجاءتُعمىُالنحوُاآلتي‪ُ 41‬‬

‫أوالً‪ُ:‬مؤشرُالقوةُ‪ُ/‬معمَّؽُدامجُُ ُُُُُـ‪ُ ¹‬‬

‫مثؿُالجممةُاآلتية‪ُ ُ4‬‬
‫ّ‬

‫­ُأسافرُخالدُإلىُالصحراء؟ُ(مؤشرُالقوةُاإلنجازية)‪ُ .‬‬

‫سرنيُأفُحضرتُىندُالحفؿ‪(ُ.‬المعمّؽُالدامج)‪ُ .‬‬
‫­ُ َّ‬

‫ثانيا‪ُ:‬اسـُ‪ُ/‬محُ‪ُ/‬بؤُمقاُـ‪ُ °‬‬
‫ً‬

‫فُمحورُأوُمكوفُبؤرةُمقابمة‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫موقعُاسـُاستفياـُأوُمكو‬
‫ّ‬ ‫يحتؿُـ‪ُ°‬‬

‫مثؿُالجمؿُاآلتية‪ُ 4‬‬

‫­ُأيفُذىبُخالد؟ ُ‬

‫­ُفيُالشارعُقابمتُأصدقاءُقدامى‪ُ .‬‬

‫­ُ ُر َقيةَُأحبُقيس‪ُ .‬‬

‫ُُُُُـُآ ُ‬ ‫ثالثًا‪ُ:‬محُُ‬

‫الموقعُـُآُالمكوفُالمحور‪ُ،‬مثمماُىوُفيُالجمؿُاآلتية‪ُ 4‬‬
‫ّ‬ ‫يحتؿُ‬

‫­ُضربُعمروُزيد‪ُ .‬‬

‫­ُمتىُضربُعمروُزيد؟ ُ‬

‫‪ُ ­ُ 1‬ينظر‪ُ 4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ 4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ ،‬ص‪ُ 032‬إلى ُص‪ُ ُ .033‬وينظر‪ُ 4‬أحمدُالمتو ّكؿ‪ُ 4‬قضايا‬
‫المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية المكونات أو التمثيل الصرفي ­ التركيبي)‪ُ،‬ص‪ُ322‬إلىُص‪ُ .311‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫البارحةُضربُعمروُزيد‪ُ .‬‬
‫­ُ َ‬

‫ُُُُُؼ ُ‬ ‫ابعا‪ُ:‬فعؿُُ‬
‫ر ً‬

‫ُُُُمؼ ُ‬ ‫مفعوؿُ ُ‬

‫مثؿُالجمؿُاآلتية‪ُ ُ4‬‬

‫­ُأحبُقيسُرقية‪ُ .‬‬

‫ُُُُُفا ُ‬ ‫فاعؿُ‬

‫ُُُُُُُص ُ‬ ‫المكوناتُصُ‬
‫ّ‬

‫ُالمكونات ُموقع ُخاص ُوىو ُالموقع ُ(ص) ُكما ُىو ُفي ُاألمثمةُ‬
‫ّ‬ ‫في ُىذه ُالحالة ُتحتؿ‬
‫اآلتية‪ُ 4‬‬

‫­ُغادرتُىندُالجزائرُالبارحة‪ُ .‬‬

‫­ُساكنتُىندُزينبُسنيفُطويمة‪ُ .‬‬

‫سيسافرُخالدُإلىُسطيؼُغدا‪ُ .‬‬
‫ً‬ ‫­ُ‬

‫تيبُمكوناتياُلياُ‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 5 ­ 3‬قواعد إسناد النبر والتنغيم‪ :‬إفَُّ تحديدُقواعدُالموقعة‪ُ ،‬وتر‬
‫دخالً ُبقواعد ُالتعبير‪ُ ،‬وىذه ُالقواعد ُتختص ُبإسناد ُالنبر ُوالتنغيـ ُالذي ُيقوـ ُعمى ُفكرتيفُ‬
‫أساسيتيفُىما‪ُ 41‬‬

‫إسنادُالنبرُإلىُالمكوفُالحامؿُلموظيفةُالتداوليةُبؤرةُجديدُأوُبؤرةُمقابمة‪ُ،‬مثؿُنبرُ‬
‫ّ‬ ‫­ُ‬
‫المكوفُاالسميُ"قصةً"ُفيُالجممتيفُاآلتيتيف‪ُ 4‬‬
‫ّ‬

‫‪ ­ 1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬صُ‪.041‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫قص ًة‪ُ ُُ.‬‬


‫●ُاشترىُخالدُ َّ‬

‫قص ًةُاشترىُخالد‪.‬‬
‫●ُ َّ‬

‫­ ُ َّ‬
‫إف ُماُيحدد ُتنغيـُالجممةُىوُالقوةُاإلنجازيةُالحرفيةُأوُالقوةُاإلنجازيةُالمستمزمةُأوُ‬
‫كقولنا‪ُ4‬ىؿُألقاؾُغدا؟ ُ‬
‫ً‬ ‫االثنيفُمعاُ‬
‫ً‬

‫انطالقاُمفُىاتيفُالقاعدتيفُنحصؿُعمىُبنيةُمكونية ُتامةُالتحديد‪ُ،‬تشكؿُبنيةُقابمةُ‬
‫ّ‬
‫لمتأويؿُالصوتي‪ُ .‬‬

‫كؿُيوضحُلناُالبنيةُالعامةُلمنحوُالوظيفي‪ُ،‬وأىـُمراحؿُاشتقاؽُالجممة‪ُ .1‬‬
‫ّ‬ ‫وىذاُال ّش‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُقواعدُالتعبير ُ‬

‫ُ‬
‫قواعد صياغة الحدود‬
‫ُ‬
‫قواعد صياغة المحمول‬
‫ُ‬

‫قواعد إدماج مؤشر القوة اإلنجازية‬ ‫ُ‬

‫ُ‬
‫قواعد الموقعة‬
‫ُ‬

‫قواعد إسناد النبر والتنغيم‬ ‫ُ‬

‫بنيةُمكو ُّنية ُ‬
‫ُِّ‬ ‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ‬

‫‪ُ­ُ1‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ُ،‬صُ‪ُ .040‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫­ الكفاية التفسيريَّة من خالل نماذج النحو الوظيفي‪ُ :‬لقد ُعرفت ُنظرية ُالنحوُ‬
‫الوظيفيُتطوراُمفُحيثُبناءُالجيازُالواصؼُوصياغتوُواقامةُالتواصؿ‪ُ،‬وىذاُالتطورُأفرزُ‬
‫ً‬
‫نماذجُثالثة؛ُىي‪ُ ُ41‬‬

‫­ُمرحمةُماُقبؿُالنموذجُالمعيارُ(ديؾُ‪ُ .)0534‬‬

‫­ُمرحمةُالنموذجُالمعيارُ(ديؾُ‪ُ .)0553‬‬

‫­ُمرحمةُماُبعدُالنموذجُالمعيار‪ُ،‬وسنتطرؽُإلىُىذاُبالتفصيؿ‪ُ ُ.‬‬

‫‪ ­ 1‬نموذج ما قبل المعيار أو النموذج النواة (ديك ‪:)1791‬‬

‫ُّ‬
‫يعد ُأوؿُنموذجُنظريةُالنحوُالوظيفي‪ُ،‬خصصُالشتقاؽُالعبارةُالمّغويةُحسبُترتيبياُ‬
‫َّ‬ ‫بعةُمكوناتُىي‪ُ42‬خزينة‪ُ ُ،‬وقواعدُإسنادُالوظائؼ‪ُ ُ،‬وقواعدُالتعبير‪ُُ،‬والقو‬
‫اعدُالصوتية‪ُ ُ.‬‬ ‫ّ‬ ‫أر‬

‫‪ ­ 1 ­ 1‬الخزينة‪ُ :‬تتكوف ُمف ُعنصريف ُىما‪ُ 4‬المعجـ ُالذي ُييتـ ُبمفردات ُاألصوؿ‪ُ،‬‬
‫وقواعدُالتكويف ُالذيُييتـُبمفرداتُالفروع ُمفُخالؿُىذيفُالعنصريفُتتشكؿُالبنيةُالتحتيةُ‬
‫وىذهُاألخيرةُُتشكؿُحمالً‪ُ ُُ.‬‬

‫ُتحدد ُمحالتية ُالمجيوؿ‪ُ‬‬


‫ُحممية ّ‬
‫ّ‬ ‫ُويمثّؿ ُلممفردات ُاألصوؿ ُوالمشتقّة ُفي ُشكؿ ُأطر‬
‫ُويتخذ ُاإلطارُ‬
‫ُالداللية ُوما ُيفرضو ُعمى ُموضوعاتو ُمف ُقيود ُانتقاء‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ووظائؼ ُموضوعاتو‬
‫ةُلصياغةُالبنيةُالتحتيةُلمعبارةُالمُّ َّ‬
‫غوية‪ُ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ةُأو ّلي‬
‫الحمميُفيوُماد ّ‬
‫ّ‬

‫‪ ­ 2 ­ 1‬قواعد إسناد الوظائف‪ُ :‬ينقؿ ُالحمؿ ُإلى ُبنية ُوظيفية ُعف ُطريؽ ُإسنادُ‬
‫وظيفتيُالفاعؿُوالمفعوؿُثـُإسنادُالوظيفتيفُالتداوليتيفُالمحورُوالبؤرة‪ُ .‬‬

‫واالمتداد)‪ُ،‬صُ‪ُ .30‬‬ ‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول‬


‫نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .33ُ­ُ30‬‬ ‫‪ُ­ُ2‬ينظر‪ُ4‬المصدر‬
‫‪ُ ‬محالتية ُالمجيوؿ ُىي‪ُ 4‬عدد ُالمحالت ُالتي ُيأخذىا ُالمحموؿ‪ُ ،‬الموضوعات ُوالحدود ُالتي ُيأخذىا ُمحموؿ ُما‪ُ .‬محمدُ‬
‫الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ ُُُ.033‬‬ ‫الحسيفُمميطاف‪ُ4‬نظرية النحو‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫‪ ­ 3 ­ 1‬قواعد التعبير‪ُ :‬ىي ُ«مجموعة ُالقواعد ُالمسؤولة ُعف ُتحديد ُالخصائصُ‬


‫ورد ُفي ُالبنيةُ‬
‫ُي َ‬
‫التنغيمية) ُعمى ُأساس ُما ُ‬
‫ّ‬ ‫تبية)‪ُ ،‬والتطريزّية ُ(النبرّية ُو‬
‫الصرفية ُالتركيبية ُ(الُُّر ّ‬
‫الوظيفية»‪ُ .1‬‬
‫َّ‬

‫‪ ­ 4 ­ 1‬قواعد صوتية‪ُ :‬تنقؿ ُالقواعد ُالسابقة ُبواسطة ُالقواعد ُالصوتية ُإلى ُتأويؿُ‬
‫صوتيُلمعبارةُالمّغوية‪ُ،‬وىذهُالمراحؿُنمثؿُلياُالرسـُاآلتي‪ُ 42‬‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُخزينة ُ‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ ُقواعد التكوين‬


‫معجم‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبنيةُتحتيةُ(حمؿ) ُ‬

‫قواعد إسناد الوظائف‬ ‫ُ‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبنيةُوظيفيةُ ُ‬

‫ُ‬
‫قواعد التعبير‬
‫ُ‬

‫بنيةُمكونية ُ‬
‫ّ‬ ‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ‬

‫ُُ‬ ‫ُ‬
‫قواعد صوتية‬
‫ُ‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُتأويؿُصوتي ُ‬

‫‪ُ­ُ1‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬ص‪.33‬‬


‫‪ُ ­ُ 2‬ينظر‪ُ4‬المصدر نفسه‪ُ،‬صُ‪ُ 30‬إلى ُص‪ُ.32‬وينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬التركيبات الوظيفية (قضايا ومقاربات)‪ُ­ُ 12ُ،‬‬
‫‪ُ .11‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ؿُقصوراُ‬
‫ً‬ ‫النحوُالوظيفيُفيُالنموذجُاألو‬
‫ّ‬ ‫ؼُ‬
‫عَُر َُ‬
‫‪ ­ 2‬النموذج المعيار (ديك ‪َُ ُ :)1717‬‬
‫عُالدرس‪ُ ،‬وتكويفُالجيازُالواصؼ‪ُ ،‬وطبيعةُالتمثيؿُالتحتيُ‬
‫كبيراُخاصةُفيماُيتعمؽُبموضو ّ‬
‫ً‬
‫ىُأف ُالتواصؿُالُيتـُبواسطةُ‬
‫لمخصائصُالداللية‪ُ ،‬والتداولية‪ُ،‬جاءُالنموذجُالمعيارُالذيُير ّ‬
‫َّ‬
‫عمىُأساسُأفُ‬ ‫المعرفةُالمّغويةُفحسبُبؿُكذلؾُبواسطةُتفاعؿُىذهُالمعرفةُبمعارؼُأخرى ُ‬
‫القدرة ُالتواصمية ُتتكوف ُمف ُخمس ُممكات ُ ىي‪ُ 4‬الممكة ُالمعرفية‪ُ ،‬المنطقية‪ُ ،‬االجتماعية‪ُ،‬‬
‫اإلدراكية‪ُ،‬المّغوية‪ُ ُ.1‬‬

‫وىذه ُالممكات ُتمثميا ُخمس ُقوالب ُتتفاعؿ ُفيما ُبينيا ُلتشكؿ ُنموذج ُمستعمؿ ُالمّغةُ‬
‫وىيُالممكةُالشعرية‪ُ ُ.‬‬
‫ّ‬ ‫الطبيعية‪ُ،‬أضاؼُإليياُالمتوكؿُممكةُسادسة‪ُ،‬‬

‫وىذاُالشكؿُيوضحُىذاُالنموذج‪ُ .2‬‬
‫ّ‬

‫ُُُُُُ ُ‬
‫القالب المعرفي‬ ‫القالب االجتماعي‬
‫ُ‬
‫القالب النحوي‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫القالب الشعري‬ ‫القالب اإلدراكي‬ ‫القالب المنطقي‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬ص‪ُ .32‬‬


‫‪ُ ­ُ 2‬ينظر‪ُ 4‬أحمد ُالمتوكؿ‪ُ 4‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪ُ،‬‬
‫ص‪ُ ُ.32ُ­ُ33‬وينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬صُ‪ُ .32‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫مفُخالؿُىذاُالنموذجُيتكفؿُكؿُقالبُمفُىذهُالقوالبُبتحديدُالوظيفةُالتيُيؤدييا‪ُ،‬‬
‫ُأف ُكؿ ُقالب ُمستق ّؿ ُعف ُاآلخر‪ُ ،‬وتتفاوت ُفيما ُبينيا ُمفُ‬
‫وذلؾ ُبالتفاعؿ ُبينيا ُعمى ُأساس ّ‬
‫األىمية‪ُ،‬وىي‪ُ 41‬‬
‫ّ‬

‫­ القالب النحوي‪ُ :‬يتكفؿ ُبإنتاج ُالعبارات ُالمّغوية ُوتأويميا‪ُ ،‬وتتـ ُىذه ُالعممية ُعبرُ‬
‫ُمكونية ُوتحديد ُصورتياُ‬
‫القوالب ُالفرعية‪ُ ،‬والمتمثمة ُفي ُبناء ُالبنية ُالتحتية‪ُ ،‬ونقميا ُإلى ُبنية ّ‬
‫الصوتية‪ُ .‬‬

‫­ القالب المنطقي‪ُ :‬يقوـ ُبميمة ُاشتقاؽ ُبنيات ُتحتية ُمف ُالبنية ُالتحتية ُالمحددة ُفيُ‬
‫إطارُالقالبُالنحويُعفُطريؽُقواعدُاستدالؿ‪ُ .‬‬

‫­ القالب المعرفي‪ُ :‬يقوـُبتخزيفُالمعارؼُالتيُتردُعميوُمفُالقوالب األخرى‪ُ،‬وتنظيمياُ‬


‫الستعمالياُأثناءُالحاجة‪ُ .‬‬

‫­ القالب االجتماعي‪ُ :‬يقوـُبتحديدُالكيفيةُالتيُيجبُأفُيتـُبياُالتواصؿُبالنظرُإلىُ‬


‫الخمفياتُاالجتماعيةُالتيُتكتنفو‪ُ .‬‬

‫­ القالب اإلدراكي‪ُ :‬يتكفؿ ُباشتقاؽ ُمعارؼ ُمف ُالمدرؾ ُالحسي‪ُ ،‬وتخزينيا ُفي ُالقالبُ‬
‫المعرفيُقصدُاستعمالياُبيدؼُإنتاجُالعباراتُالمّغويةُوتأويميا‪ُ ُُ.‬‬

‫ُُُُ­ القالب الشعري‪ُ :‬يتكفؿُبرصدُالممكةُالشعريةُلدىُمستعمميُالمّغةُالطبيعيةُالتيُ‬


‫تمكنيـُمفُإنتاجُوفيـُالخطابُالشعريُأوُالفني‪ُ.‬‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪ُ،‬صُ‬
‫‪ُ ُ.21ُ ­ُ 35ُ ­ُ 32‬وينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب)‪ُ،‬صُ‪ُ.25ُ ­ُ 24‬‬
‫وينظر‪ُ4‬عزُالديفُالبوشيخي‪ُ4‬التواصل المّغوي (مقاربة لسانية وظيفية)‪ُ،‬صُ‪ُ ُ.010‬‬
‫ّ‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫وانطالقًا ُمف ُىذه ُالوظائؼ‪ُ ،‬قسمت ُىذه ُالقوالب ُإلى ُفئتيف‪ُ 41‬قوالب ُآالت‪ُ ،‬وقوالبُ‬
‫مخازف‪ُ .‬‬

‫األولى‪ُ :‬تضـ ُالقالب ُالنحوي‪ُ ،‬والقالب ُالمنطقي‪ُ ،‬والقالب ُالشعري‪ُ ،‬ميمتيما ُإنتاجُ‬
‫اتُالمغويةُوتأويميا‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫العبار‬

‫الثانية‪ُ :‬تضـ ُالقالب ُالمعرفي‪ُ ،‬والقالب ُاإلدراكي‪ُ ،‬والقالب ُاالجتماعي ُتقوـ ُبإمدادُ‬
‫القوالبُاآلالتُبماُتحتاجوُمفُمعموماتُبحسبُنمطُالخطاب‪.‬‬

‫بعد ُأف ُكانت ُالخصائص ُالممثؿ ُليا ُفي ُالنموذج ُما ُقبؿ ُالمعيار ُمحصورة ُفيُ‬
‫الو َّ‬
‫جيية‪ُ .‬‬ ‫الخارجية‪ُ،‬أصبحتُتشمؿُكذلؾُالسماتُاإلنجازَُّيةُو َُ‬
‫ّ‬ ‫ةُالداخميةُو‬
‫ّ‬ ‫الوظائؼُالتداولي‬
‫ّ‬

‫والفرؽُبيفُالبنيةُفيُالنموذجُماُقبؿُالمعيارُوالنموذجُالمعيارُىو‪ُ 42‬‬

‫البنيةُاألولى‪([ُ4‬محموؿ)ُ[(س‪(ُ...ُ)¹‬سُف)]ُ(ص‪(ُ...ُ)¹‬صُف)]]ُحمؿ‪ُ .‬‬

‫قضيةُ[حمؿ]]]]‪ُ .‬‬
‫البنيةُالثانية‪[ُ4‬إنجازُ[ َوجوُ[ ّ‬

‫الحمؿ‪ُ،‬إذُيقعُالحمؿُفيُحيزُ‬
‫ّ‬ ‫جوُطبقتيُالقضية‪ُ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫تعمواُكؿُمفُالقوةُاإلنجازَّيةُو َ‬
‫الو‬
‫الذيُيتموضعُفيُحيزُالقوةُاإلنجازَّية‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫ةُفيُحيزُالوجو‪ُ،‬و‬
‫ّ‬ ‫القضي‬
‫القضيةُو ّ‬
‫ّ‬

‫ةُفيُالنموذجُاألوؿُمفُأربعُوظائؼُىي‪ُ 43‬‬
‫َّ‬ ‫فُالوظائؼُالتداولي‬
‫ّ‬ ‫تتكو‬
‫ّ‬

‫­ُوظيفتافُداخميتافُىما‪ُ4‬المحورُوالبؤرة‪ُ .‬‬

‫­ُوظيفتافُخارجيتافُىما‪ُ4‬المبتدأُوالذيؿ‪ُ .‬‬

‫‪ُ ­ُ 1‬ينظر‪ُ 4‬أحمد ُالمتوكؿ‪ُ 4‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪ُُ،‬‬
‫ص‪ُ .21‬‬
‫واالمتداد)‪ُ،‬ص‪ُ .31‬‬ ‫‪ُ­ُ2‬ينظر‪ُ4‬أحمد المتوكل‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول‬
‫‪ُ­ُ3‬ينظر‪ُ4‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪ُ .11‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ُالدارسوف ُإلى َّ‬


‫ُأف ُىذا ُالعدد ُمف ُالوظائؼ ُال ُتكفي ُلدراسة ُالظواىرُ‬ ‫في ُحيف ُذىب ُّ‬
‫ُنظر ُلمدورُ‬
‫غوية‪ُ ،‬فأضافوا ُليا ُوظائؼ ُخارجية ُأخرى ُىي‪ُ 4‬فواتح‪ُ ،‬نواقؿ‪ُ ،‬حوافظ‪ُ ،‬خواتـ ًا‬
‫المّ ّ‬
‫الذيُتمعبوُفيُتنظيـُبنيةُالخطاب‪ُ ُُُُُ.‬‬

‫‪ ­ 3‬نموذج نحو الطبقات القالبي (المتوكل ‪ُ :)2003‬ظير ُىذا ُالنموذج ُبعد ُثبوتُ‬
‫يُأفرزتُنتائجُمرتُبثالثُ‬
‫َّ‬ ‫صحةُفرضيةُالتماثؿُالبنيويُبيفُمختمؼُأقساـُالخطاب‪ُ،‬والت‬
‫مراحؿُىي‪ُ 41‬‬

‫ُأوالً‪ُ :‬اقترح ُرايكوؼ ُ(‪ُ )0553‬بنية ُتتضمف ُثالث ُطبقات‪ُ 4‬تأطيرية‪ُ ُ ،‬وتسويرية‪ُ،‬‬
‫ُو َُّ‬
‫وصفية‪ُ ُ.‬‬

‫ُوبنيةُحمؿُالجممةُ‪ُ/‬المركبُاالسميُتوضحُذلؾ‪.‬‬

‫[[ُتأطيرُ[ُتسويرُ[ُوصؼُ[رأس]ُوصؼُ]ُتسوير]ُتأطيرُ]]‪ُ ُ.‬‬

‫ثانيا‪ُ :‬توصؿ ُالمتوكؿ ُ(‪ُ )3112‬إلى ُتوسيع ُحمؿ ُالجممة ُبإضافة ُطبقة ُرابعة ُوىيُ‬
‫ُ ً‬
‫السماتُالوجيية‪ُ.‬كماُيفادُمفُبنيةُالقضيةُ‪ُ/‬المركبُاالسميُاآلتي‪ُ 4‬‬

‫ُ[[ُوجوُ[ُتأطيرُ[ُتسويرُ[ُوصؼُ[رأس]ُوصؼُ]ُتسوير]ُتأطيرُ]ُوجوُ]]‪ُ ُ.‬‬

‫ثالثًا‪ ُ :‬توصؿُالمتوكؿُبعدُالبحثُالمعمؽُإلىُنصُمتكامؿُاصطمحُعميوُاسـُ"بنيةُ‬
‫الخطابُالنموذج"‪ُ،‬وبيذاُأصبحتُبنيةُالخطابُالتحتيةُتتكوفُمفُثالثُمسوياتُىي‪ُ 42‬‬

‫المستوى ُالبالغي‪ُ ،‬والمستوى ُالعالقي‪ُ ،‬والمستوى ُالداللي‪ُ ،‬وكؿ ُمستوى ُمف ُىذهُ‬
‫المستوياتُيتكوفُمفُثالثُطبقات‪ُ،‬حيثُيتضمفُالمستوىُالبالغيُطبقةُالفضاءُالخطابي‪ُ،‬‬
‫ُوطبقة ُالنمط ُالخطابي‪ُ ُ ،‬وطبقة ُاألسموب ُالخطابي‪ُ ،‬ويتضمف ُالمستوى ُالعالقي ُطبقةُ‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬ص‪ُ33‬إلىُص‪ُ .35‬‬


‫‪2‬‬
‫نظرية النحو الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ101‬إلىُص‪ُ .130‬‬
‫ُ­ُلممزيدُمفُالتفاصيؿُينظر‪ُ4‬نعيمةُالزىري‪ُ4‬تحميل الخاطب في ّ‬
‫‪108‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫طبقةُالوجو‪ُ،‬والمستوىُالدالليُيتضمفُطبقةُتأطيرية‪ُ ُ،‬وطبقةُ‬
‫َ‬ ‫االسترعاء‪ُ ُ،‬وطبقةُاإلنجاز‪ُ ُ،‬و‬
‫َُّ‬
‫طبقةُوصفية‪ُ .‬‬‫تسويرية‪ُ ُ،‬و‬

‫النموذجُاآلتيُيوضحُبنيةُالخطابُالنموذجُأوُنحوُالطبقاتُالقالبي‪ُ 41‬‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫ُُُ ُ‬
‫مستوىُبالغي‬
‫ُ‬

‫مستوىُعالقي‬ ‫ُ‬

‫ُُُُُُ ُ‬
‫مستوىُداللي‬
‫ُ‬

‫ُبنيةُتحتية ُ‬ ‫ُُُُُ‬

‫ُ‬
‫قواعدُتعبير‬
‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبنيةُسطحية ُ‬

‫ُ‬
‫قواعدُصوتية‬
‫ُ‬

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُتأويؿُصوتي ُ‬

‫خاطب ِّ‬
‫ُليمكنوُمفُالتعرؼُعمىُمحطُّالخطابُقبؿُأفُيشرعُفيُإنشاءُالخطابُنفسو‪ُ،‬مثؿ‪ُ4‬‬ ‫ُالم‬
‫ُتأطير‪ُ4‬ىوُتوجيوُالمتكمّ ُـ ُ‬
‫‪‬‬
‫َ‬
‫ىذاُالرجؿ‪ُ،‬شجاع‪ُ.‬محمدُالحسيفُمميطاف‪ُ4‬نظريَّة النحو الوظيفي‪ُ،‬ص‪ُ ُُُ.20‬‬
‫ّ‬
‫ُالمحدد‪ُ ،‬والعدد ُالترتيبي‪ُُ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ ‬تسوير‪ُ 4‬ىو ُسمة ُداللية ُتتحقؽ ُفي ُشكؿ ُمفرد ُ‪ُ /‬جمع‪ُ ،‬األسوار ُ(كؿ‪ُ ،‬بعض ُ‪ُ ،)...‬والعدد‬
‫محمدُالحسيفُمميطاف‪ُ4‬نظريَّة النحو الوظيفي‪ُ،‬صُ‪ُ .25‬‬
‫‪ ­ 1‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬ص‪.41‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫تشيرُاألسيـُالمنطمقةُمفُخاناتُالمستوياتُالثالثةُإلىُأمريف‪ُ 4‬‬

‫فضياُ‬
‫ُم ً‬‫األول‪ُ :‬أف ُىذه ُالمستويات ُتشتغؿ ُبشكؿ ُقالبي ُمستقالً ُبعضيا ُعف ُبعض ُ‬
‫بعضياُإلىُبعض‪ُ .‬‬

‫أف ُالسمات ُالمؤشر ُليا ُفي ُالمستويات ُالثالثة ُىي ُالتي ُتحدد ُخصائصُ‬
‫الثاني‪ّ ُ :‬‬
‫‪1‬‬
‫أخالدا ُضربُ‬
‫البنيتيفُالصرفيةُ­ ُالتركيبيةُوالصوتية ‪ُ ،‬ولمتوضيحُأكثرُنوردُالمثاؿُاآلتي‪ً ُ4‬‬
‫ُوتحددُ‬
‫ّ‬ ‫تحدد ُالقوة ُاإلنجازَّية ُالسؤاؿ‪ُ ،‬إذ ُتصدر ُبأداة ُاستفياـ ُقصد ُاإلجابة ُعميو‪،‬‬
‫عمرو؟ ُ ُو ّ‬
‫ـُالمكوفُالمفعوؿُوحمموُالنبرُالمركزي‪ُ ُُ.‬‬
‫ّ‬ ‫ةُالمقابمةُبتقد‬
‫ّ‬ ‫بؤر‬

‫‪ ­ 4‬نموذج نحو الخطاب الوظيفي‪ :‬لقدُأجرىُكؿُمفُىنخفمدُومكنزيُ(‪ُ)3114‬بعضُ‬


‫وُخطابياُيستمدُ‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫نحوُموج‬ ‫التعديالت‪ُ،‬إذُجاؤوُبماُيسمىُبالنحوُالوظيفيُالخطابي‪ُ،‬وىوُ« ُ‬
‫ةُالمغوية»‪ُ .2‬‬
‫ّ‬ ‫مشروعيتوُمفُلجوءُالمتكمـُإلىُاستعماؿُوحداتُأقؿُمفُالعبار‬

‫اُأوُجممةُأوُنصاُ‬
‫ً‬ ‫كممةُأوُمركب‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫لوحداتُالخطابيةُأياُكافُشكميا ُ‬ ‫َّ‬
‫ىذاُأنوُييتـُبا‬ ‫يعنيُ‬
‫أوُحوراُ‪ُ...‬وكذلؾُيقوـُبتفسيرُاألفعاؿُالخطابيةُمفُزاويةُوظيفية‪ُ ُ.‬‬
‫ً‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪ُ­ ­ 1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬ص‪ُ33‬إلىُص‪.40‬‬


‫‪ُ­ُ2‬عزُالديفُالبوشيخي‪ُ4‬التواصل المغوي (مقاربة لسانية وظيفية)‪ُ،‬ص‪.032‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫وىذاُالنموذجُمتعمؽُبإنتاجُالكالـ‪ُ .1‬‬

‫المكوفُالتصوري‬
‫ّ‬ ‫ُ‬

‫ُ‬
‫صياغة‬
‫المكوفُالنحوي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫المكوف‬
‫ّ‬
‫تعبير‬ ‫ُ‬
‫َُّ‬
‫السياقي‬
‫ُ‬
‫المكوفُالخرج‬
‫ّ‬
‫ُ‬

‫َّ‬
‫فُفيوُأف ُنحوُالخطاب ُالوظيفيُيعتمدُعمىُ‬ ‫فيُحيفُأوردُالمتوكؿُعرضاُ(‪َّ 3111‬‬
‫)ُبي‬ ‫ً‬
‫‪2‬‬
‫المكوف ُالنحوي‪ُ ،‬والمكوف ُاإلصاتي‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ُالمعرفي‬ ‫ُأو‬ ‫ُالمفيومي‬ ‫ف‬‫ُالمكو‬
‫ّ‬ ‫‪4‬‬ ‫ُمكونات ُىي‬
‫أربع ّ‬
‫المكوفُالسياقي‪ُ .‬‬
‫و ّ‬

‫غويةُوغيرُالمُّغويةُالمتوافرةُلدىُ‬
‫ُ‬ ‫أوالً‪ُ :‬يقوـُالمكون ُالمفهومي ُبرصد ُكؿُالمعارؼُالمُّ‬
‫ّ‬
‫ةُالدافعةُبالنظرُإلىُالمكوناتُاألخرى‪ُ ُ.‬‬
‫ّ‬ ‫ُالقو‬ ‫ُّ‬
‫‪ُ،‬ويعد ّ‬‫منتجُالخطاب‬

‫بمكوناتو ُالثالثة ُ(الصياغة‪ُ ،‬الصرفي ُ­ ُالتركيبي‪ُ،‬‬


‫المكون ُالنحوي ُ ّ‬
‫ثانيا‪ُ :‬يضطمع ُ ّ‬
‫ً‬
‫الفونولوجي)‪ُ ،‬إلى ُتحديد ُالمستوى ُالعالقي ُ(أو ُالتداولي) ُوالمستوى ُالداللي ُ(أو ُالتمثيمي)ُ‬
‫والمستوىُالبنيوي‪ُ .‬‬

‫‪ُ­ُ1‬عزُالديفُالبوشيخي‪ُ4‬التواصل المغوي (مقاربة لسانية وظيفية)‪ُ،‬ص‪.033‬‬


‫‪ُ ­ُ 2‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬ص‪ُ 42‬إلى ُص‪ُ ُ.42‬وينظر‪ُ4‬‬
‫عزُالديفُالبوشيخي‪ُ4‬التواصل المغوي (مقاربة لسانية وظيفية)‪ُ،‬صُ‪ُ02‬إلىُص‪ُ ُ.04‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫ؿُليماُلمخطابُفيُشكؿُفعؿُخطابيُيتضمفُفحوىُ‬‫والمستويافُالعالقيُوالتمثيميُمثِّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫قضويُقواموُفعؿُإحالي‪ُ،‬وفعؿُحمميُكماُيمثؿُلوُفيُالبنيتيفُاآلتيتيف‪ُ 41‬‬

‫(فعؿُخطابي‪[ُ4‬إنجاز‪[ُ4‬فحوىُقضوي‪([ُ4‬فعؿُإحالي)ُ(فعؿُحممي]]])‪ُ .‬‬

‫(مخصصُواقعة‪[ُ4‬محموؿُ(س‪(ُ...ُ)¹‬سُف(ص‪(ُ...ُ)¹‬صُف)])‪ُ ُُُُ.‬‬
‫ّ‬

‫المكون ُاإلصاتي ُبتحقيؽُالمستوىُالبنيويُبنطؽُالخطابُفيُشكؿُعبارةُ‬


‫ثالثًا‪ُ :‬يقوـُ ّ‬
‫لغوية ُمحققة ُأي ُذو ُطبيعة ُمسموعة‪ُ ،‬وطبيعة ُغير ُمسموعة ُ(خطّية ُأو ُإشارّية) ُإذا ُكافُ‬
‫الخطابُغيرُمنطوؽ‪ُ ُ.‬‬

‫ُبشقيوُ‬
‫ّ‬ ‫ابعا‪ُ :‬يقوـ المكون ُالسياقي ُبرصد ُوتخزيف ُالمعمومات ُالمأخوذة ُمف ُالسياؽ‬
‫ر ً‬
‫مدادُالمكوناتُاألخرىُبياُعندُالحاجة‪ُ،‬أيُيربطُبيفُالمكوناتُالثالثةُ‬
‫ّ‬ ‫المقاميُوالمقالي‪ُ،‬وا‬
‫األخرى‪ُ ُ.‬‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬ص‪.41‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫الشكؿُاآلتيُيوضحُمكوناتُجيازُنحوُالخطابُالوظيفيُوطريقةُاشتغالو‪ُ .1‬‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫المكوفُالمعرفي‬
‫ّ‬ ‫ُُ ُ‬

‫ُ‬
‫خزينة‬ ‫صياغة‬
‫ُُ ُ‬
‫مستوى عالقي‬
‫ُ‬
‫مستوى تمثيلي‬
‫المكوّ ن النحوي‬

‫خزينة‬ ‫قواعد تعبير‬ ‫ُ‬

‫المكوّ ن السياقي‬
‫مستوى بنيوي‬ ‫ُ‬

‫ُ‬
‫مستوى صوتي‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫المكوّ ن اإلصاتي‬

‫خزينة‬ ‫إنطاق (نطق)‬


‫ُ‬
‫مستوى التحقق‬
‫ُ‬

‫ُ لقد ُانطمؽ ُنحو ُالخطاب ُالوظيفي ُفي ُإنتاج ُالفعؿ ُالخطابي ُمف ُالمستوى ُالعالقيُ‬
‫الممثؿ ُلممعمومات ُالتداولية ُفي ُمستواه ُالفونولوجي ُثـ ُينتقؿ ُبعد ُذلؾ ُليمثؿ ُالمعموماتُ‬
‫التداوليةُفيُالمستوىُالتمثيمي‪ُ .‬‬

‫يفيـ ُمف ُىذا َّ‬


‫ُأف ُنحو ُالخطاب ُالوظيفي ُييتـ ُبتفسير ُكيفية ُإنتاج ُالمتكمـ ُلألفعاؿُ‬
‫اُوظيفيا؛ُأيُماُينتجوُويتواصؿُبوُمعُاآلخريف‪ُ ُ.‬‬
‫ً‬ ‫الخطابيةُتفسير‬
‫ً‬

‫‪ُ­ُ 1‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬صُ‪.42‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫وىذا ُال ُيتحقؽ ُإالَّ ُإذا َّ‬


‫ُتـ ُإعداد ُجياز ُنحو ُالخطاب ُالوظيفي‪ُ ،‬وذلؾ ُبإح ارزه ُلثالثُ‬
‫‪1‬‬
‫َّ‬
‫‪ُ4‬الخصوصية‪ُُ،‬والشموؿ‪ُُ،‬والعموـ‪ُ .‬‬ ‫ُّ‬
‫موصفاتُىي‬

‫الخصوصية‪ُ :‬يقوـ ُتنميط ُالخطاب ُعمى ُأساس ُّ‬


‫ُتعدد ُالخطابات‪ُ ،‬وتبايف ُمجاالتياُ‬ ‫ّ‬ ‫أ ­‬
‫ةُعامةُواحدةُتجدُثوابتياُفيُالمستوياتُاألربعةُ‬
‫ّ‬ ‫إلىُبنيةُخطابي‬
‫ّ‬ ‫وآلياتياُوأىدافياُلكنياُتؤوؿُ‬
‫عدد ُتتولَّد ُاألنماطُ‬
‫(العالقي‪ُُ ،‬والتمثيمي‪ُُ ،‬والصرفي ُ­ ُُوالتركيبي‪ُُ ،‬والفونولوجي)‪ُ ،‬وبيذا ُالتَّ ّ‬
‫َّ‬
‫الخطابية‪ُ .‬‬

‫ب ­ الشمول‪ُ :‬يقصدُبالشموؿُ«أفُيصبحُالجيازُالمقترحُفيُنحوُالخطابُالوظيفيُ‬
‫َّ‬
‫اُلقدرُمعقوؿُمفُالكفايةُالنفسيةُبرصدهُلمقدرةُعمىُإنتاجُ‬
‫غةُمحرز‬
‫ً‬ ‫نموذجاُحقيقياُلمستعمؿُالمُّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الخطابُالمباشرُوفيمو‪ُ،‬والقدرةُعمىُالقياـُبمختمؼُعممياتُالتحويؿُالتيُيستمزمياُإنتاجُ‬
‫الخطابُالموسط»‪ُ ُُ.2‬‬
‫ّ‬

‫اجُالجيازُبإضافةُآليةُتحميميةُإلىُآليةُاإلنتاج‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫يعنيُىذاُوجوبُإزدو‬

‫يعنيُتوسيعُمفيوـُالكفايةُالتداوليةُبحيثُتصبحُكفايةُتو َّ‬
‫اصميةُوتدرجُ‬ ‫َّ‬ ‫جـ ­ العموم‪ُ :‬‬
‫ُالعامة" ُالتي ُتعد ُمسؤولة ُعفُ‬
‫ّ‬ ‫ُالوظيفية‬
‫ّ‬ ‫نظرية ُالنحو ُالوظيفي ُفي ُنظرّية ُأعـ‪"ُ ،‬النظرية‬
‫غويةُوغيرُالمُّ َّ‬
‫غوية‪ُ .‬‬ ‫التنظيرُلمتواصؿُبمختمؼُأنساقوُالمُّ َُّ‬

‫ولبموغ ُىذا ُاليدؼ ُيجب ُأف ُيقوـ ُجياز ُنحو ُالخطاب ُالوظيفي ُعمى ُمجموعة ُمفُ‬
‫المحولةُالفارغةُيستخدـُلمتواصؿُالمُّغويُوغيرُالمُّغوي‪ُ ُُُُ.‬‬
‫األنساؽُالمجردةُالمولَّدة‪ُ،‬والمحمَّمة‪ُ،‬و َّ‬
‫َّ‬

‫موحدة لتحميل النصوص والترجمة وتعميم المُّغات)‪ُ،‬ص‪ُ35‬‬


‫وظيفية ّ‬
‫ّ‬ ‫الموسط (مقاربة‬
‫َّ‬ ‫‪ ­ 1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الخطاب‬
‫إلىُص‪.40‬‬
‫‪ ­ 2‬المصدر نفسه‪ُ،‬ص‪.41‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫إذاُقارناُبيفُنحوُالخطابُالوظيفي‪ُ ،‬والنموذجُالمعيار‪ُ ،‬ونموذجُنحوُالطبقاتُالقالبيُ‬


‫وجدناُأفُىناؾُتوافؽُواختالؼُبينيماُنوردهُكاآلتي‪ُ 41‬‬
‫َّ‬ ‫مفُحيثُتنظيـُالجيازُالواصؼ‪ُ،‬‬

‫أوالً‪ُ:‬االختالؼ؛ُيتمثؿُفيُاآلتي‪ُ 4‬‬

‫تـُالفصؿُبيفُالتداوؿُوالداللةُبحيثُأصبحاُيش ّكالفُقالبيفُمستقميفُمتعالقيف‪ُ .‬‬


‫­ُ ّ‬

‫المكونيف ُالنحوي ُواإلصاتي‪َّ ،‬‬


‫ُألنيا ُكانت ُمفُ‬ ‫ُموزعة ُبيف ُإواليات ُ ّ‬
‫­ ُأصبحت ُالخزينة ّ‬
‫قبؿُمستقمَّة‪ُ ُ.‬‬

‫َّ‬
‫ُالبنيةُالسطحيةُخرُج ُقواعدُالتعبيرُصالحةُالُلمتأويؿُالصوتيُفقط‪ُ،‬بؿُكذلؾُ‬ ‫­ ُ ُّ‬
‫تعد‬
‫َّ‬
‫ُعمميةُ‬ ‫لمتأويؿ ُالخطي‪ُ ،‬والتأويؿ ُاإلشاري؛ ُأي ُتم ّكننا ُمف ُاستعماؿ ُنفس ُالجياز ُلرصد‬
‫التواصؿُبشتىُاألنواع‪ُ ُُُ.‬‬

‫افؽ؛ُيتمثؿُفيُالنقاطُاآلتية‪ُ 4‬‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪ُ:‬التو‬
‫ً‬

‫ةُمعارؼُفعالةُفيُعمميتيُ‬
‫ّ‬ ‫المنطقية‪ُ ،‬والمُّ َّ‬
‫غوي‬ ‫َّ‬ ‫اكية‪ُ،‬و‬
‫­ُجعؿُالمعارؼُاالجتماعية‪ُ،‬واإلدر ّ‬
‫إنتاجُالخطاب‪ُ .‬‬

‫َّ‬
‫ناتُالنحوُعالقةُقالبية‪ُ ُ.‬‬‫بطُبيفُمختمؼُمكو‬
‫ّ‬ ‫­ُالعالقةُالتيُتر‬

‫ُتحددُ‬ ‫َّ‬
‫ُالتحتية ُلمخطاب ُالتي ُتتضمف ُالمعمومات ُالتي ّ‬ ‫­ ُ ِّ‬
‫يشكؿ ُالتداوؿ ُوالداللة ُالبنية‬
‫َّ‬
‫التركيبيةُوالفونولوجية‪ُ ُ.‬‬ ‫َّ‬
‫البنيتيفُالصرفيةُ­ُ‬

‫ُعممية ُإنتاج ُالخطاب‪ُ ،‬ليصبحُ‬


‫ّ‬ ‫مف ُخالؿ ُىذا ُتسعى ُىذه ُالنماذج ُلصوغ ُبنية ُنموذج‬
‫اُعمىُرصدُمختمؼُالعممياتُالتيُتتـُأثناءُالتواصؿ‪ُ ُ.‬‬
‫ّ‬ ‫قادر‬
‫ً‬

‫موحدة لتحميل النصوص والترجمة وتعميم المُّغات)‪ُ،‬ص‪ُ­ُ31‬‬


‫وظيفية ّ‬
‫ّ‬ ‫الموسط (مقاربة‬
‫َّ‬ ‫‪ُ­ُ1‬ينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬الخطاب‬
‫‪ُ ُ.30‬وينظر‪ُ4‬أحمدُالمتوكؿ‪ُ4‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ُ،‬ص‪ُ .43‬‬
‫فُمفُعدةُأنساؽُفرعيَّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وُمكو‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫اسةُأيُنسؽُمفُاألنساؽُتقتضيُالتعامؿُمعوُعمىُأساسُأن‬
‫‪ ‬القالبيةُتعنيُدر‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................. :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‬

‫الخالصةُأف ُالكفايةُالتفسيرَّيةُفيُنظريةُالنحوُالوظيفي‪ُ،‬أحدثتُنقمة َّ‬


‫ُنوعيةُبتغييرُ‬ ‫َّ‬ ‫و‬
‫وبيذاُأسيمتُفيُتوضيحُوتحميؿُوتفسيرُجيدُ‬
‫ّ‬ ‫النظرةُإلييا‪ُ،‬انطالقًاُمفُجيازىاُالواصؼ‪ُ ،‬‬
‫لمكوناتُالجممةُالعر َّبيةُبكؿُأنماطيا‪ُ،‬والمتمثمةُفيُالتركيب‪ُ،‬والداللة‪ُ،‬والتداوؿ‪ُ ُ.‬‬
‫ّ‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية على األبنية العربية‬

‫المبحث األول‪ :‬أنماط الجمل في المغة العربية واشكال الترتيب األساسي‬


‫في بنيتها‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ظاهرة اإلعراب في نحو المغة العربية الوظيفي وأهم‬


‫اإلغناءات والتعديالت التي مست الجممة العربية‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫الدرس المُّغوي العربي القديـ‬


‫تعد األبنية العربية مف المباحث األساسية اليامة في َّ‬
‫ُّ‬
‫نظر لممكانة الكبيرة التي حظي بيا‪ ،‬ذلؾ َّ‬
‫أف ىذه األبنية خاصةً منيا الجممة التي‬ ‫والحديث‪ً ،‬ا‬
‫احدا مف أىـ مستويات المُّغة‪ ،‬ونقصد بيا ىنا التَّركيب‪ ،‬وبعبارة أخرى «طريقة تركيب‬
‫تمثّ ُؿ و ً‬
‫العناصر وترابطيا ىو الذي يعطي لمجممة بنيتيا‪ ،‬ومف ثـ معناىا الخاص»‪ ،1‬وبناء عمى‬
‫ألف كبلِّ منيما ِّ‬
‫تشكؿ بكيفية‬ ‫الفعمية البنية نفسيا‪َّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫االسمية والجممة‬
‫ّ‬ ‫ذلؾ ال يكوف لمجممة‬
‫خاصا‪ ،‬بحيث تختمؼ طبيعة وحداتيما‬ ‫مما يجعؿ ِّ‬
‫لكؿ منيما شكبلً‬ ‫تختمؼ عف األخرى‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫وترتيب ىذه الوحدات وأنواع العبلقات القائمة بينيا‪ ،‬وىذا ما جعؿ َّ‬
‫الدارسيف يتخذونيا نقطة‬
‫البداية في التحميؿ والتفسير‪.‬‬

‫‪ ­ 1‬أنماط الجمل في المغة العربية‪ :‬لقد قسَّـ النحاة القدماء األوائؿ الجممة منذ سيبويو‬
‫إلى قسميف‪ :2‬الجممة االسمية والجممة الفعمية‪.‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 1‬الجممة االسمية‪ :‬وىي جممة تبتدئ باسـ ويمييا االسـ أو يمييا الفعؿ أو‬
‫الحرؼ‪ ،‬ففييا المسند إليو أوالً ثـ المسند‪ ،‬وقد َّ‬
‫يتقدـ المسند عمى المسند إليو في حاالت‬
‫التقديـ والتأخير‪.‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 1‬الجممة الفعمية‪ :‬وىي جممة تبتدئ بالفعؿ أو اسـ الفعؿ‪ ،‬ميما كاف زمانو‬
‫مضمرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ظاىر أو‬
‫ًا‬ ‫ويمييا االسـ‬

‫­ عبد الحميد دباش‪ :‬بنية الجممة والترجمة من خالل القرآن الكريم‪ ،‬مجمة آفاؽ الثقافة والتراث‪ ،‬مركز جامعة الماجد‬ ‫‪1‬‬

‫لمثقافة والتراث‪ ،‬دبي ­ اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬دط‪ ،6004 ،‬عدد‪ ،33 :‬ص‪.6‬‬
‫­ ينظر‪ :‬صالح بمعيد‪ :‬نظرية النظم‪ ،‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ط‪ ،6002 ،‬ص‪.65‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫يقسميا حسب الشكؿ (جممة بسيطة‪ ،‬جممة كبرى‪ ،‬جممة‬


‫ىذا حسب العمدة وىناؾ مف ّ‬
‫يقسميا حسب المح ّؿ (الجممة التي ليا محؿ مف اإلعراب ­ الجمؿ التي‬
‫صغرى)‪ ،‬ومنيـ مف ّ‬
‫ليس ليا محؿ مف اإلعراب‪.‬‬

‫اس ْي ِف ىما‪ :1‬المسند‪ ،‬والمسند‬ ‫في حيف ذىب فريؽ إلى أ َّف الجممة تتألؼ مف ركنيف أ َ‬
‫َس َ‬
‫إليو؛ أي المبتدأ والخبر والفعؿ والفاعؿ ونائبو‪ ،‬وقد ذكرىـ سيبويو في كتابو "الكتاب" وعقد‬
‫ليما باب "ىذا باب المسند والمسند إليو"‪ ،‬وكذلؾ الفراء في كتابو "معاني القرآف" تطرؽ إليو‬
‫وجعؿ لو فصبلً‪.‬‬

‫ومف بيف العناصر الميمة التي تساىـ في تشكؿ الجممة نجد‪ :‬الممفوظ األدنى والمسند‪.‬‬

‫كاف االنشغاؿ بالمعنى عمى مستوى المنطؽ الشكمي األرسطي يجعؿ أرسطو يخمط َّأوؿ‬
‫لغويا‪،‬‬
‫كبلما ً‬
‫ً‬ ‫منطقيا‪ ،‬وتكمـ في المنطؽ‬
‫ً‬ ‫كبلما‬
‫ً‬ ‫األمر بيف المغة والمنطؽ فتكمـ في المغة‬
‫فانعكس ذلؾ عمى النحاة التقميدييف فاختمط في ذىنيـ النظر إلى المسند والمسند إليو بالنظر‬
‫منطقيا إلى الموضوع‬
‫ً‬ ‫إلى الموضوع والمحموؿ‪ ،‬وصار كؿ تحميؿ لمجممة يقسميا‬
‫(‪)Thème‬؛ أي إلى ىذا الذي يراد قوؿ شيء عنو‪ ،‬والى ىذا الشيء نفسو؛ أي المحموؿ‬
‫(‪ )Propos‬أو (‪ ،)Rhème‬فالموضوع نقطة االبتداء‪ ،‬وأساس الكبلـ ىو الجزء مف بنية‬
‫الجممة‪.2‬‬

‫فالجممة تبدأ بما ىو معروؼ عند السامع‪ ،‬أما المحموؿ فيو الجزء مف الجممة الذي‬
‫يحمؿ معمومات جديدة (‪ )Information‬حوؿ الموضوع؛ أي التجربة التي تنقميا الجممة‬

‫­ ينظر‪ :‬فاضؿ صالح السمرائي‪ :‬الجممة العربية تأليفها وأقسامها‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عماف ­ األردف ­‪ ،‬ط‪،6005 ،6‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪ .31‬وينظر‪ :‬كاىنة دحموف‪ :‬الجممة االعتراضيَّة بنيتها وداللتها في الخطاب األدبي (دراسة في ضوء النظريَّة‬
‫التداوليَّة)‪ ،‬دار األمؿ‪ ،‬منشورات تحميؿ الخطاب‪ ،‬برج البحري ­ الجزائر‪ ،6036 ،‬ص‪.11‬‬
‫­ أمينة فناف‪ :‬الجممة في النموذج الوظيفي البنيوي‪ ،‬مجمة المسانيات والمغة العربية بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬جامعة المولى‬ ‫‪2‬‬

‫إسماعيؿ كمية اآلداب والعموـ اإلنسانية ­ مكناس‪ 2 ،‬سمسمة الندوات‪ ،3776 ،‬ص‪.26‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫ضمير ضروريا‬
‫ًا‬ ‫اسما أو‬
‫انطبلقًا مف مقاـ تواصمي معيف إف وجد عنصر اسمي‪ ،‬سواء كاف ً‬
‫لتحييف كؿ مسند‪.1‬‬

‫َّ‬
‫إف البنية األساسية لمجممة ­ كما قمنا سابقًا ­ ىي المسند والمسند إليو وعبلقة اإلسناد‬
‫أما في‬
‫التي تربط بينيما‪ ،‬فالمسند في الجممة االسمية ىو الخبر والمسند إليو ىو المبتدأ‪َّ ،‬‬
‫الجممة الفعمية فالمسند ىو الفعؿ والمسند إليو ىو الفاعؿ‪ ،‬والمسند ىو الحكـ الذي نصدره‬
‫عمى المسند إليو‪ ،‬لذا ىو الوحدة األىـ في التركيب وتكوينو الذي تتشكؿ حولو الجممة وعميو‬
‫تتحدد وظائؼ الوحدات األخرى فمكؿ وحدة وظيفتيا حسب السياؽ الذي وردت فيو‪ ،‬إالَّ َّأنو‪،‬‬
‫تقديرا‪ ،‬إذ يعتبراف عند أغمب النحاة‬
‫ظا أو ً‬ ‫إما لف ً‬
‫ولكي تستقؿ الجممة البد مف وجود الطرفيف َّ‬
‫عماد الجممة‪ ،‬ليطمقوا عمييا مصطمح (العمدة) « َّ‬
‫ألنيا الموازـ لمجممة والعمدة فييا‪ ،‬ال تخمو‬
‫منيا وما عداىا فضمة يستقؿ الكبلـ دونيا»‪.2‬‬

‫كونة‬
‫نموذجا لمبنية األساسية التي تقوـ عمييا الجممة الم َّ‬
‫ً‬ ‫فتكوف الجممة البسيطة بيذا‬
‫مفيدا لئلخبار‪ ،‬وما‬
‫أساسا مف عناصر اإلسناد ­ أي مف مسند ومسند إليو ­ ليكوف الكبلـ ً‬ ‫ً‬
‫عداىا يسمى فضمة وىي عناصر غير إسنادية‪ ،‬وقد تكوف مفعوالً بو أو حاالً أو تميي ًزا‪ ،‬أو‬
‫شيئا مف‬‫بعض العبلقات التي تنتجيا بعض الوحدات كالعطؼ والتعميؽ التي ال تغير ً‬
‫كؿ‬
‫التركيب اإلسنادي‪ ،‬وىي عند الوظيفييف‪ ،‬وعمى رأسيـ أندري مارتني (‪ّ « )Martinet‬‬
‫شيئا في العبلقات المتبادلة بيف عناصره األصمية أو‬
‫عنصر أضيؼ إلى قوؿ دوف أف يغيِّر ً‬
‫في وظائفيا»‪.3‬‬

‫وفي موضع آخر يرى َّأنيا «كؿ عبارة ترتبط جميع وحداتيا بمسند وحيد أو بمسندات‬
‫مترابطة»‪.4‬‬

‫­ أمينة فناف‪ :‬الجممة في النموذج الوظيفي البنيوي‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ابف يعيش‪ :‬شرح المفصل‪ ،‬تح‪ :‬األزىر المعمور‪ ،‬ادارة الطباعة المنيرة األزىر ­ مصر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.52‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ أندري مارتني‪ :‬مبادئ المسانيات العامة‪ ،‬تر‪ :‬أحمد حوحو‪ ،‬المطبعة الجديدة ­ دمشؽ‪ ،3763 ،‬ص‪.366‬‬ ‫‪3‬‬

‫­ المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.313‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫وينطمؽ مارتيني في تحميمو مف تقسيـ وحداتيا‪ ،‬إلى أصناؼ مف المونيمات والتركيبات‬


‫منيا ما يمثؿ نواة الجممة وىو التركيب اإلسنادي ومنيا ما يمثؿ ممحقًا ليا (يقابؿ الفضمة في‬
‫النحو العربي) ففي قولنا ­ عمى حد تعبير الطيب دبو ­ ‪"« :‬يفرح األطفاؿ بيوـ العيد" تحمَّؿ‬
‫ابتدائيا إلى تركيب إسنادي ىو‪ :‬عبارة "يفرح األطفاؿ" والى إلحاؽ ىو‪ :‬عبارة‬
‫ً‬ ‫الجممة تحميبلً‬
‫"بيوـ العيد"»‪.1‬‬

‫يمكف تحميؿ ىذا التركيب اإلسنادي إلى ثبلثة مونيمات توابع ىي‪:‬‬

‫"يفرح" و"الػ" التعريؼ و"أطفاؿ"‪.‬‬

‫أما اإللحاؽ ىو‪" :‬بيوـ العيد" وىو تركيب يحمؿ في حد ذاتو إلى أربع مونيمات ىي‪:‬‬

‫­ مونيـ وظيفي وىو حرؼ (الباء) وثبلث مونيمات توابع ىي‪" :‬يوـ"‪" ،‬الػ" التعريؼ‪،‬‬
‫"عيد"‪.‬‬

‫َّ‬
‫األساسية المتمثمة‬ ‫يحدد إنطبلقًا مف تطبيؽ أحد المبادئ‬
‫وىذا التحميؿ المّغوي العربي ّ‬
‫معيف‪.2‬‬
‫في الوظيفة البراغماتية بيدؼ وضع خطاب َّ‬

‫­ الطيب دبو‪ :‬مبادئ المسانيات البنيوية (دراسة تحميمية ابستمولوجية)‪ ،‬لطمبة معاىد المغة العربية ولمباحثيف في‬ ‫‪1‬‬

‫الدراسات المسانية الحديثة‪ ،‬جمعية األدب لؤلساتذة الباحثيف‪ ،‬األغواط ­ الجزائر‪ ،‬دط‪ ،6003 ،‬ص‪.366‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- ahmed moutaoukil: réflexions sur la théorie de la signification dans la pensée‬‬
‫‪linguistique arabe¸ thèses et mémoires n8¸ l´obtention du doctorat d´état¸ rabat¸ 1980,‬‬
‫‪p199.‬‬
‫النص األصمي‪:‬‬
‫‪«cette sous - section consistera en un exposé sommaire des différentes, analyses arabes‬‬
‫‪anciennes où se trouve appliqué Ľ un des principes fondamentaux de la réflexion ancienne‬‬
‫‪sur le langage: la détermination de la structure de Ľ énoncé par la fonction pragmatique qui‬‬
‫‪lui est associée dans une situation de discours donnée».‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫وبيذا تنقسـ المورفيمات إلى ثبلثة أنواع ىي‪:1‬‬

‫الحر‪ :‬وىو المورفيـ الذي يستخدـ مستقبلً بذاتو دوف استخداـ الوحدات‬
‫­ المورفيـ ّ‬
‫األخرى بجانبو‪ ،‬مثؿ‪ :‬كتاب‪ ،‬قمـ ‪...‬‬

‫منفردا‪ ،‬وانما يستخدـ عادة مع مورفيـ‬


‫ً‬ ‫­ المورفيـ المقيد‪ :‬وىو عنصر لغوي ال يستخدـ‬
‫حر آخر‪ ،‬ويسمى المورفيـ التابع أو البلحؽ‪ ،‬مثؿ‪ :‬ألؼ االثنيف وواو الجماعة وتاء التأنيث‬
‫‪...‬‬

‫­ المورفيـ الصِّفري‪ :‬وىو مورفيـ محذوؼ أو مستتر أو َّ‬


‫مقدر‪ ،‬مثؿ الضمائر المستترة‪.‬‬
‫َّ‬
‫وصرفية ناتجة عف توزيع ىذه المورفيمات‬ ‫َّ‬
‫نحوية‬ ‫َّ‬
‫وظيفية‬ ‫فيذه المورفيمات بمجموعيا معاف‬
‫َّ‬
‫تركيبية‪.‬‬ ‫وفؽ عبلقات‬

‫النظاـ النحوي والحدث المُّغوي‪ ،‬تحدث "محمد حماسة" عف‬‫وعمى أساس التفرقة بيف ِّ‬
‫اعتمادا عمى‬
‫ً‬ ‫البنية األساسية والفضمة‪ ،‬فالنظاـ المُّغوي ىو «الذي ِّ‬
‫يحدد البنية األساسية‪،‬‬
‫مبادئ كثيرة تستقى مف إدراؾ العبلقات بيف العناصر ومبلحظة تكرارىا وطريقة ورودىا‪،‬‬
‫أما‬ ‫والبنية األساسية بدورىا ىي التي ِّ‬
‫تحدد شروط العناصر التي تشغؿ الوظائؼ في الجممة‪َّ ،‬‬
‫الحدث المغوي فيو المجاؿ الذي ينطمؽ منو النظاـ النحوي‪َّ ،‬‬
‫ألنو ييتـ ببعض الفضبلت التي‬
‫ليا دور فإذا حذفت اختؿ المعنى رغـ اكتماؿ العناصر األصمية واألساسية»‪.2‬‬

‫يتبيف لنا أف النظاـ المغوي ىو أساس بنية الجممة‪ ،‬وذلؾ انطبلقًا مف العبلقات التي‬
‫تربط بيف العناصر الموجودة داخؿ ىذا النظاـ‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬حممي خميؿ‪ :‬العربية وعمم المُّغة البنيوي (دراسة في الفكر المُّغوي العربي الحديث)‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ­‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندريَّة‪ ،‬دط‪ ،3766 ،‬ص‪ 616‬إلى ص‪.612‬‬


‫­ محمد حماسة عبد المطيؼ‪ :‬بناء الجممة العربية‪ ،‬دار غريب لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دط‪ ،6001 ،‬ص‪.622‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫أما حديثًا ظيرت َّ‬


‫عدة تقسيمات لمجممة منيا التقسيـ المتوكمي إذ جعؿ الجممة قسميف‪:1‬‬ ‫َّ‬
‫جممة بسيطة وجممة َّ‬
‫مركبة وأضاؼ نوع آخر ىو الجمؿ المعقّدة‪ ،‬وتمتاز بأنيا تحتوي عمى‬
‫أكثر مف حمؿ‪.‬‬

‫مكوف آخر ومحموليا‬


‫احدا مستقبلً بذاتو‪ ،‬غير مضاؼ إليو أي ّ‬
‫األولى‪ :‬تتضمف حمبلً و ً‬
‫محموؿ أصؿ (محموؿ غير مشتؽ)‪ ،‬مثؿ‪ :‬خالد‪ ،‬قتمو عمر‪.‬‬

‫وتكوف البنية العامة لمجممة البسيطة المقترحة في النحو الوظيفي كاآلتي‪ [ :‬ج [ حمؿ]‪.‬‬

‫أساسيا إذ يتكوف مف محموؿ‪ ،‬ومجموعة مف الحدود‬


‫يعتبر الحمؿ في ىذه الحالة ثابتًا و ً‬
‫مثمما ىو الحاؿ في الجممة اآلتية‪:‬‬

‫في المقيى‬ ‫البارحة‬ ‫شايا‬


‫ً‬ ‫عمر‬ ‫شرب‬

‫ظرؼ مكاف‬ ‫ظرؼ زماف‬ ‫متقبؿ‬ ‫منفذ‬ ‫محموؿ‬

‫حدود لواحؽ‬ ‫حدود موضوعات‬

‫"شايا" عمى منفذ‬


‫رب" عمى واقعة "الشرب"‪ ،‬أما الحداف "عمر" ً‬ ‫ُّ‬
‫يدؿ محوؿ الفعؿ " َش َ‬
‫الواقعة‪ ،‬ومتقبميا والحداف "البارحة" "في المقيى" ىما ظرفيف زماني ومكاني‪.‬‬

‫اسما أو صفة أو ظرفًا‪.‬‬


‫إ ًذا يكوف المحموؿ فعبلً أو ً‬

‫َّ‬
‫الفعمية‪ ،‬والجممة‬ ‫وقسَّـ "المتوكؿ" الجممة البسيطة إلى ثبلثة أنواع؛ ىي‪ :2‬الجممة‬
‫االسمية‪ ،‬والجممة الر َّ‬
‫ابطية‪.‬‬ ‫َّ‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الوظيفة والبنية ­ مقاربات وظيفيَّة لبعض قضايا التّركيب في المُّغة العربية ­‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الوظائف التداولية في المُّغة العربيَّة‪ ،‬ص‪ 56‬إلى ص‪ .62‬وينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬من قضايا‬ ‫‪2‬‬

‫الرابط في المُّغة العربيَّة‪ ،‬ص‪ 64‬إلى ص‪.71‬‬


‫ّ‬
‫‪123‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫­ الجممة الفعميَّة‪ :‬ىي الجممة التي يكوف محموليا فعبلً‪ُّ ،‬‬


‫يدؿ عمى واقعة‪ ،‬وىذه الواقعة‬
‫بل‪ ،‬وىذه الجمؿ توضح ذلؾ‪:‬‬
‫وضعا أو حدثًا أو عم ً‬
‫ً‬ ‫تكوف حالة أو‬

‫­ فرح الطالب بنجاحو في الدراسة‪.‬‬

‫­ وقؼ الطالب أماـ المدرج‪.‬‬

‫­ حطّـ الرياح السفينة‪.‬‬

‫­ كتب عمر مقاالً‪.‬‬

‫­ الجمل االسميَّة‪ :‬وىي الجمؿ التي يكوف محموليا اسـ؛ مثؿ‪ :‬خالد أستاذ‪ ،‬أو صفة‪،‬‬
‫مثؿ‪ :‬خالد مطمئف‪ ،‬أو مرّكب حرفي مثؿ‪ :‬عمرو في الدار‪ ،‬أو مرّكب ظرفي مثؿ‪ :‬انسّفز‬
‫غذًا‪.‬‬

‫بنيويا قائـ‬
‫ً‬ ‫طا‬ ‫عرفيا المتوكؿ بقولو‪« :‬نعتبر الجمؿ الر َّ‬
‫ابطية نم ً‬ ‫­ الجممة الرابطة‪ّ :‬‬
‫طى"‬ ‫بل َّ‬
‫فعمية واّنما ىي جمؿ يمكف اعتبارىا جمبل "وس َ‬ ‫بل َّ‬
‫اسمية وال جم ً‬ ‫الذات‪ .‬فيي ليست جم ً‬
‫الفعمية‬
‫ّ‬ ‫الوظيفية وتقاسـ الجمؿ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫االسمية في بعض مف مميزاتيا الحممية و‬ ‫إذ ىي تُشارؾ الجمؿ‬
‫خصائصيا المكونية»‪1‬؛ أي َّأنيا تتضمف فعؿ رابط‪ ،‬واألفعاؿ الرابطة في المُّغة العربية؛ ىي‬
‫اردتُيا لممحموالت غير‬
‫"مجموعة األفعاؿ التي تتوافر فييا خاصيتيف‪ :‬كونيا أفعاالً ناقصة ومو َ‬
‫َّ‬
‫الفعمية (أي ظيورىا في الجمؿ ذات المحموؿ االسمي أو الصفي)‪.‬‬

‫وتتضمف ىذه المجموعة أربع ُز ٍ‬


‫مر مف األفعاؿ‪ :‬زمرة "كاف"‪ ،‬وزمرة "أصبح"‪ ،‬وزمرة‬
‫َّ‬
‫"ظؿ"‪ ،‬وزمرة "مازاؿ"‪.2‬‬

‫التداولية في المُّغة العربيَّة‪ ،‬ص‪.66‬‬


‫ّ‬ ‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬الوظائف‬ ‫‪1‬‬

‫الرابط في المُّغة العربيَّة‪ ،‬ص‪.41 ­ 46‬‬


‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬من قضايا َّ‬
‫‪2‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫توضح ذلؾ‪:‬‬
‫والجمؿ اآلتية ّ‬

‫مسرورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫­ كاف خالد‬

‫مسرورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫­ أصبح خالد‬

‫مسرورا‪.‬‬ ‫­ َّ‬
‫ظؿ خالد‬
‫ً‬

‫مسرورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫­ مازاؿ خالد‬

‫مكوف خارجي‬
‫الثانية‪ :‬ىي الجمؿ التي تتضمف أكثر مف حمؿ واحد مضاؼ إليو ّ‬
‫مكوف "منادى")‪ ،‬ولك ّؿ نوع منيا خصائصو وشروطو؛‬
‫مكوف "ذيؿ" أو ّ‬
‫(مكوف "مبتدأ" أو ّ‬
‫ّ‬
‫التقدـ مثؿ‬
‫حرية التأخر و ّ‬
‫التأخر‪ ،‬والنداء لو ّ‬
‫فالمبتدأ يشترط فيو التصدير‪ ،‬وال ّذيؿ يشترط فيو ّ‬
‫الجممة اآلتية‪ :‬سافرت ىند ­ أتدري؟ ­ إلى سطيؼ‪.‬‬

‫َّ‬
‫المركبة كاآلتي‪:‬‬ ‫وبذلؾ تكوف البنية العامة لمجممة‬

‫[ ج [ حمؿ ‪ [ ] 1‬حمؿ ‪ [ ... ] 2‬حمؿ ف]]‬

‫َّ‬
‫المركبة إلى األنماط اآلتية‪:1‬‬ ‫وتنقسـ الجمؿ‬

‫متعددة مستقمة بعضيا عف بعض‪ ،‬ويحصؿ ىذا‬


‫‪ ­ 1‬أف ترد في الجممة نفسيا ُحموؿ ّ‬
‫في‪:‬‬

‫● الحموؿ المعطوفة مثؿ‪ :‬دخؿ خالد القسـ وخرج عمر‪.‬‬

‫● الحموؿ االعتراضية مثؿ‪ :‬عم ُؿ زيد ­ كما تروف ­ مرتب‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬الجممة المرّكبة في المُّغة العربيَّة‪ ،‬ص‪ 12‬إلى ص‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫مدمج (بفتح‬ ‫ِ‬


‫‪ ­ 2‬أف ترد في الجممة نفسيا حمبلف‪ :‬حمؿ مدمج (بكسر الميـ) وحمؿ َ‬
‫الميـ)‪.‬‬

‫وتنقسـ الحموؿ الحدود إلى حموؿ موضوعات وحموؿ لواحؽ‪.‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 2‬الحموؿ الموضوعات مثؿ‪ :‬بمغ عمرو أف ىند تعشؽ خالد‪.‬‬

‫يتش ّكؿ الحد المفعوؿ "خالد" انطبلقا مف المحموؿ الرئيسي "بمغ"‪.‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 2‬الحموؿ المواحؽ مثؿ‪ :‬إذا دخؿ عمرو خرج عمي‪.‬‬

‫بناء عمى ما سبؽ يمكف تنميط الجمؿ في النحو الوظيفي عمى النحو اآلتي‪:1‬‬
‫ً‬

‫الجممة‬

‫مرّكبة (أكثر مف حمؿ واحد)‬ ‫بسيطة (حمؿ واحد)‬

‫حموؿ مدمجة‬ ‫حموؿ غير مدمجة‬

‫حموؿ حدود حموؿ أجزاء الحدود‬ ‫حموؿ اعتراضية‬ ‫حموؿ معطوفة‬

‫حموؿ لواحؽ‬ ‫حموؿ موضوعات‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪ 612‬إلى ص‪ .614‬وينظر‪ :‬عمي آيت أوشاف‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫المّسانيات والديداكتيك‪ ،‬ص‪ 326‬إلى ص‪ .334‬وينظر‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪،‬‬
‫ص‪ 303‬إلى ص‪ .304‬وينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الجممة المرّكبة في المّغة العربية‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫حدا أـ كاف جزًءا مف‬


‫الثالثة‪ :‬جممة تتضمف أكثر مف حمؿ واحد سواء أكاف ىذا الحمؿ ً‬
‫حد‪ 1‬مثؿ‪ :‬سافر خالد إلى فرنسا ليشارؾ في مؤتمر دولي لمغة‪.‬‬

‫توضح ذلؾ‪:‬‬
‫والبنية اآلتية ّ‬

‫[ج (حمؿ‪( )1‬حمؿ‪( ... )2‬حمؿ ف)]‬

‫وىذه الحموؿ تتجمى في صورتيف‪:‬‬

‫بالحمؿ اآلخر بكيفية ما دوف أف يفقد‬


‫مكوًنا قائـ الذات يرتبط َ‬
‫­ يش ّكؿ كؿ مف الحمميف ّ‬
‫استقبللو عنو‪.‬‬

‫مكوناتو‪.‬‬
‫مكوًنا مف ِّ‬ ‫­ ِّ‬
‫يشكؿ أحد الحمميف جزًءا مف الحمؿ اآلخر بحيث ُّ‬
‫يعد ّ‬

‫تتحقؽ استقبللية الحمميف في حالتيف‪:‬‬

‫اضيا" بالنسبة لآلخر؛ مثؿ الجممة اآلتية‪:‬‬


‫الحالة األولى‪ :‬إذا كاف أحدىما حمبلً "اعتر ً‬

‫انتقادا عنيفًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫● انتقدني زيد ­ سامحو المَّو ­‬

‫الربط بينيما بعطؼ؛ مثؿ‪ :‬دخؿ األستاذ وخرج الطالب‪.‬‬


‫الحالة الثانية‪ :‬أف يتـ ّ‬

‫ىي‪ :2‬الجممة المشتقة‪ ،‬والجممة‬


‫وتتكوف الجممة المعقدة مف ثبلثة أنماط جممية؛ ّ‬
‫ّ‬
‫المرّكبة‪ ،‬والجممة الكبرى‪.‬‬

‫­ الجممة المشتقة‪ :‬جممة محموليا محموؿ فرع مشتؽ مف أحد المحموالت األصوؿ‪.‬‬

‫ونمثؿ ليا بالجمؿ اآلتية‪:‬‬

‫المركبة في المُّغة العربية‪ ،‬ص‪.13 ­ 12‬‬


‫َّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الجممة‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب من الجممة إلى َّ‬
‫النص)‪ ،‬دار األماف‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 2‬زنقة المامونية‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪ ،6003 ،3‬ص‪ 353‬إلى ص‪.663‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫ب ­ ُكتبت قصحً‪.‬‬

‫ج ­ ينوي عمر كتابة روايةً‪.‬‬ ‫أ ● َكتَ َب عمر قصةً‪.‬‬

‫د ­ عمر َك ِاتب ىذه القصَّة‪.‬‬

‫يتبيف مف ىذه الجمؿ (ب‪ ،‬ج‪ ،‬د) َّأنيا جمؿ مشتقة مف الجممة البسيطة (أ)‪.‬‬

‫تحدد في‬
‫نوعا مف فروع الجممة المعقدة التي ّ‬
‫­ الجممة المرّكبة‪ :‬تش ّكؿ الجممة المرّكبة ً‬
‫وتتضمف أكثر مف حمؿ واحد‪ ،‬ونمثؿ ليا بالجممة اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مقابؿ الجممة البسيطة‪،‬‬

‫● فرح عمر بالفوز الذي حقّقو صديقو خالد‪.‬‬

‫لكنيا ال يمكف أف‬


‫تتكوف مف عناصر ترد مصاحبة لمجممة ّ‬
‫­ الجممة الكبرى‪ :‬ىي التي ّ‬
‫متعددة كرسـ حدود الوحدة‬
‫ّ‬ ‫المكونات بوظائؼ‬
‫ّ‬ ‫مكوناتيا باعتبار الجممة‪ ،‬وتقوـ ىذه‬
‫تعد مف ّ‬
‫ّ‬
‫الخطابية (فواتح وخواتـ) وتحديد مجاؿ الخطاب (مبتدأ أو تدقيؽ أو تعديؿ أو تصحيح ما‬
‫ّ‬
‫عممية‬
‫ّ‬ ‫الخطابية "الذيؿ" أو استدعاء أي انتباه المخاطب واشراكو في‬
‫ّ‬ ‫ورد في الوحدة‬
‫التخاطب‪.‬‬

‫إما قبمها مثؿ‪:‬‬


‫ترد ىذه العناصر خارج الجممة َّ‬

‫● السالم عميكم‪ ،‬محاضرة ىذا اليوـ حوؿ موضوع النحو الوظيفي‪.‬‬

‫أو بعدىا؛ مثؿ‪ :‬أنفً عمزو ٌذي انسىح‪ ،‬هذا الكتاب‪.‬‬

‫أو فً موقع اعتزاض؛ مثم‪ :‬انعمز ­ لو تدري ­ قصٍز‪.‬‬

‫الدرس المُّغوي يقتضييـ أف يبحثوا في الجمؿ مف حيث َّأنيا‬


‫مف خبلؿ ىذا يتبيف أف َّ‬

‫تجمع بيف وظيفتيف لغويتيف؛ ىما‪:1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬ميدي المخزومي‪ :‬في النحو العربي نقد وتوجيه‪ ،‬دار الرائد العربي‪ ،‬بيروت ­ لبناف‪ ،‬ط‪ ،3764 ،6‬ص‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫جميعا مما ليس لو محؿ مف اإلعراب‪ ،‬وما لو‬


‫ً‬ ‫عامة التي تشترؾ فييا الجمؿ‬
‫­ وظيفة َّ‬
‫محؿ منو‪ ،‬وىي نقؿ ما يستحدث في ذىف المتكمّـ مف أفكار إلى السامع‪.‬‬

‫ال‬
‫مسندا أو نعتًا أو حا ً‬
‫ً‬ ‫­ وظيفة خاصَّة كأف يكوف ليا محؿ مف اإلعراب‪ ،‬فتستعمؿ‬
‫مبينة لييئة صاحبيا‪ ،‬أو موضحة لجمؿ قبميا‪ ،‬أو لشيء مبيـ ورد فييا‪.‬‬

‫َّ‬
‫الصرفيات التي تسيـ في‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية إ ًذا تحتاج إلى مجموعة مف‬ ‫َّ‬
‫النحوية‬ ‫فالمعاني‬
‫إيضاحيا‪ ،‬وبياف داللتيا‪ ،1‬بحيث تكوف مفيومة مف خبلؿ التركيب‪.‬‬

‫‪ ­ 2‬إشكال الترتيب األساسي في بنية الجممة العربية‪:‬‬

‫معيف‬
‫استنادا إلى مفيوـ شجري ّ‬
‫ً‬ ‫المكونات في الجممة العربية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إف البحث عف الرتبة بيف‬
‫أسا لو مخصص (الفاعؿ)‪ ،‬وفضمة اختيارية أو إجبارية (بحسب كوف الفعؿ‬
‫يعتبر الفعؿ ر ً‬
‫الرتبة‬
‫مكونات الجممة و ّ‬
‫الرتبة التي تسند إلى ّ‬
‫متعدًيا)‪ ،‬ىذا يأخذنا إلى البحث عف ُّ‬
‫ّ‬ ‫الزما أو‬
‫ً‬
‫الرتبة في المّغة‬ ‫داخؿ المركب االسمي أو الحدي‪ ،‬وليذا ذىب "الفاسي الفيري" إلى َّ‬
‫أف نمطية ّ‬
‫تتكوف مف فعؿ ‪ /‬فاعؿ ‪ /‬مفعوؿ بو‪ ،2‬وىي الظاىرة التي عالجيا في كتابو‪:‬‬
‫العربية ّ‬
‫تبيف ذلؾ‪:‬‬
‫"المّسانيات والمّغة العربية"‪ ،‬وىذه الجمؿ ّ‬

‫­ جاء عمرو‪.‬‬

‫كتابا‪.‬‬
‫خالدا ً‬
‫­ أعطى عمرو ً‬

‫وتقوـ العبلقة بيف العناصر المترادفة في ىذه الجممة؛ مثبلً‪:‬‬

‫­ ينظر‪ :‬خالد بف صالح الحجيبلف‪ :‬اتجاهات البحث في قضية اإلعراب عند المُّغويين العرب المحدثين‪ ،‬رسالة ماجستير‬ ‫‪1‬‬

‫مقدمة إلى قسـ المُّغة العربيَّة وآدابيا في جامعة الممؾ سعود‪3263 ،‬ىػ‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫َّ‬

‫­ ينظر‪ :‬حافظ إسماعيمي عموي‪ :‬المّسانيات في الثقافة العربية المعاصرة (دراسة تحميمية نقدية في قضايا التمقِّي‬ ‫‪2‬‬

‫واشكاالته)‪ ،‬دار الكتاب الجديد المتحدة‪ ،‬بنغازي ­ ليبيا‪ ،‬ط‪ ،3‬سنة ‪ ،6007‬ص‪.663‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫قيوةً‬

‫]‬ ‫شايا‬
‫ً‬ ‫­ [ َش ِرب عمرو‬

‫عصير‬
‫ًا‬

‫ُّ‬
‫تصب في السائؿ المشروب‪.‬‬ ‫تُ ِّ‬
‫شكؿ مفردة "الشاي" مجموعة مف المفردات‬

‫قدـ عمماء المُّغة مجموعة مف الحجج؛ منيا‪:1‬‬


‫الرتب‪َّ ،‬‬
‫ولبلستدالؿ عمى أصؿ ىذه ُّ‬

‫متعديا‪ ،‬حيث يتوسَّط الفاعؿ بيف الفعؿ‬


‫ً‬ ‫الرتبة توجد في الجمؿ التي تتضمف فعبلً‬
‫أف ّ‬‫­ َّ‬
‫والمفعوؿ‪.‬‬

‫­ نزع المُّبس في الجمؿ التي يأتي فييا الفاعؿ والمفعوؿ بدوف إعراب واضح‪ ،‬مثؿ‪:‬‬

‫● ضرب عيسى موسى‪.‬‬

‫● ضرب موسى عيسى‪.‬‬

‫فعيسى فاعؿ بالضرورة في الجممة األولى‪ ،‬وموسى فاعؿ بالضرورة في الجممة الثانية‪.‬‬

‫ظا مثؿ‪ :‬ابتمى إبراىيـ رُّبوُ‪ ،‬أو‬


‫إما لف ً‬ ‫أف مفسِّر الضمير يجب أف َّ‬
‫يتقدمو َّ‬ ‫­ ذكر النحاة َّ‬
‫الرتبة مثؿ‪:‬‬
‫رتبة مثؿ‪ :‬دخؿ مكتبو‪ ،‬عمرو‪ ،‬وال يجوز أف يتأخر المفسر عف الضمير في ُّ‬
‫ابتمى رُّبو إبراىيـ‪.‬‬

‫وعددا إذا َّ‬


‫تقدـ الفاعؿ‬ ‫ً‬ ‫جنسا‬
‫­ ظاىرة التطابؽ بيف الفعؿ والفاعؿ‪ ،‬فالفعؿ يطابؽ الفاعؿ ً‬
‫يتقدـ فبل يطابقو في العدد؛ مثؿ‪ :‬جاء األوالد‪.‬‬
‫أما إذا لـ ّ‬
‫عميو؛ مثؿ‪ :‬األوالد جاؤوا‪َّ ،‬‬

‫­ ينظر‪ :‬حافظ إسماعيمي عموي‪ :‬المّسانيات في الثقافة العربية المعاصرة‪ ،‬ص‪ 664‬إلى ص‪.665‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫االسمية‪ ،‬التي ال يكوف فييا المسند فعبلً‪ ،‬مف المفترض أف يكوف‬


‫ّ‬ ‫وفيما يخص الجمؿ‬
‫فييا رابط َّ‬
‫مقدر ىو (كاف)‪ ،‬فيو سمة الجية و َّ‬
‫الزمف‪ ،‬والمرّكب االسمي الذي يقع بعده فاعؿ‪،‬‬
‫وليس مبتدأً كما نجد ىذا في تفسير بعض النحاة العرب القدامى؛ مثؿ الجممة اآلتية‪:‬‬

‫● كاف خالد في َّ‬


‫الدار البارحة‪.‬‬

‫الرتبة داخؿ كؿ مف‬


‫ويذىب المتوكؿ إلى وضع وصياغة القواعد المسؤولة عف إسناد ُّ‬
‫المرّكب والجممة والمبادئ العامة (الكمِّية) التي تحكـ ىذه القواعد‪.‬‬

‫الرتبة في النحو الوظيفي ىي «مجموعة مف العناصر مرتَّبة في شكؿ سمسمة تتوالى‬


‫و ُّ‬
‫خطيا‪ ،‬كما ىو الشأف بالنسبة لممتوالية التالية‪ [ :‬أ ب ج د ]‪ ،‬إذ يقاؿ عمى مجموعة‬
‫وحدتيا ً‬
‫إنيا مرتّبة إذا كانت تش ّكؿ سمسمة (‪ )séquence‬تتوالى وحداتيا خطًّيا»‪.1‬‬

‫المكونات وتصنيؼ المواقع‬


‫ّ‬ ‫مف خبلؿ ىذا التعريؼ توصَّؿ المتوكؿ إلى تحديد رتبة‬
‫انطبلقًا مف الوظيفة التداولية عمى غرار الوظيفتيف التركيبية والداللية‪ ،‬ودليمو عمى ذلؾ ىو‬
‫ىندا‪.‬‬
‫المكوف الموقع مثؿ‪ :‬عشؽ خالد ً‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫أف الوظيفتيف (البؤرة والمحور)‪ ،‬ىما المّتاف تأخذاف‬

‫(ىندا) ىو المحور‪.‬‬
‫فالمكوف ً‬
‫ّ‬ ‫ىندا خالد‪.‬‬
‫(ىندا) ىو البؤرة‪ ،‬وجممة‪ :‬عشؽ ً‬
‫فالمكوف ً‬
‫ّ‬

‫بالمكونات َّ‬
‫ألنيا‬ ‫ّ‬ ‫سماىا المتوكؿ‬
‫أما الوظائؼ الخارجية (المبتدأ‪ ،‬الذيؿ‪ ،‬المنادى)‪ ،‬فقد َّ‬‫َّ‬
‫يتقدـ عمى الجممة والذيؿ يتأخر عنيا‪ ،‬في حيف يحتؿ المنادى‬ ‫تأخذ مواقع قارة‪ ،‬فالمبتدأ َّ‬

‫مكوف داؿ عمى‬


‫المتقدـ عمى موقع المبتدأ أو الموقع الموالي لموقع الذيؿ‪ ،‬فالمبتدأ ّ‬
‫ّ‬ ‫الموقع‬
‫مكوف يدؿ عمى معمومة واردة لمتبييف أو التعديؿ أو‬ ‫"مجاؿ الخطاب"‪ ،‬في حيف أف الذيؿ ّ‬
‫المكونات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أثر في تحديد المواقع التي يمكف أف تحتميا‬ ‫التصحيح‪ ،‬كما َّ‬
‫أف لئلعراب ًا‬

‫المكونات)‪ ،‬ص‪.363‬‬
‫ّ‬ ‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية‬ ‫‪1‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫المكونات في المُّغة العربية؛ كاآلتي‪:‬‬


‫ّ‬ ‫وتحدد بنية ترتيب‬
‫ّ‬

‫منادى‪ ،‬مبتدأ‪ [ ،‬صدر ‪ 1‬صدر ‪ 2‬ؼ فا (مؼ) (ص)]‪ ،‬ذيؿ‪.‬‬

‫َّ‬
‫المعداف لؤلدوات الجممية والمحور وبؤرة‬ ‫حيث يمثؿ الصدر ‪ 1‬والصدر ‪ = 2‬الموقعاف‬
‫المكونات المواحؽ التي تحمؿ وظيفة تداولية أو وظيفة‬
‫ّ‬ ‫أما‪ :‬ص = مجاؿ تحتمو‬
‫المقابمة‪َّ ،‬‬
‫تركيبية‪.1‬‬

‫أما باقي البنيات ىي‬


‫الرتبية األصؿ مف (فعؿ‪ ،‬فاعؿ‪ ،‬مفعوؿ بو)‪َّ ،‬‬
‫إ ًذا تتكوف البنية ُّ‬
‫رتب فرعية؛ مثؿ‪ :‬فاعؿ‪ ،‬فعؿ‪ ،‬مفعوؿ‪ /‬فاعؿ‪ ،‬مفعوؿ‪ ،‬فعؿ‪ /‬مفعوؿ‪ ،‬فاعؿ‪ ،‬فعؿ‪ /‬مفعوؿ‪،‬‬
‫ىندا‪ .‬ىي بنية رتبية أصبلً‪.‬‬
‫يد ً‬‫فعؿ‪ ،‬فاعؿ‪ /‬وىذه الجممة‪ :‬قابؿ ز ُ‬

‫يدا‪.‬‬
‫ىندا قابؿ ز ً‬
‫الرتبية اآلتية ىي بنيات فرعية؛ مثؿ الجمؿ اآلتية‪ً :‬‬
‫أما البنيات ُّ‬
‫َّ‬

‫(ىندا) وظيفتيا التداولية بؤرة ووظيفتيا التركيبية مفعوؿ‪.‬‬


‫فكممة ً‬

‫يدا‪.‬‬
‫­ قابؿ ىند ز ً‬

‫فكممة (ىند) وظيفتيا التداولية محور ووظيفتيا التركيبية فاعؿ‪.2‬‬

‫الرتبية أصمية كانت أـ فرعية ىي بنيات‬ ‫ىذا التحميؿ يؤدي بنا إلى َّ‬
‫أف جميع البنيات ُّ‬
‫عما تحققو‬
‫متساوية‪ ،‬تستقؿ كؿ بنية منيا بتحقيؽ تشكيمة مف الوظائؼ التداولية‪ ،‬تختمؼ َّ‬
‫الرتبة عف طريؽ الوظائؼ التركيبية (فاعؿ‪ ،‬مفعوؿ) وأنماط الوظائؼ‬ ‫َّ‬
‫وتحدد ُّ‬ ‫البنيات األخرى‪،‬‬
‫الثبلثة‪ :‬التركيبية والداللية والتداولية‪ ،‬والغمبة تكوف لموظائؼ التداولية عمى الوظائؼ التركيبية‬
‫والداللية‪.3‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪.303‬‬ ‫‪1‬‬

‫المكونات)‪ ،‬ص‪ 663‬إلى ص‪.661‬‬


‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية‬ ‫‪2‬‬

‫­ المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.613‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫ظواهر المُّغة العربية‬

‫َّ‬
‫األساسية المراد البحث عنيا في ىذا الموضوع ظاىرة اإلعراب‪.‬‬ ‫مف الظواىر‬

‫‪ ­ 1‬ظاهرة اإلعراب‪:‬‬

‫لقد شغمت ظاىرة اإلعراب النحاة منذ القديـ‪ ،‬إذ ذىبوا إلى َّ‬
‫أف نظـ الكممة في الجممة لو‬
‫الجر أو الجزـ‪ ،‬فسنو قواعد اتفقوا عمييا ولـ يختمفوا‬
‫الرفع وا َّما النصب أو ّ‬
‫إما عمى حاؿ َّ‬
‫أثره َّ‬
‫ويجر ويجزـ‪ ،‬فالنحو‬
‫ّ‬ ‫أف المحدث ليذه اآلثار‪ ،‬إنما ىو المتكمـ فيو الذي يرفع وينصب‬ ‫في َّ‬
‫إ ًذا ىو قانوف المُّغة العربية وميزاف تقويميا‪.1‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 1‬تعريف اإلعراب‪:‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 1 ­ 1‬اإلعراب لغ ًة‪ :‬مصدر اإلعراب الظيور واإلبانة واإلفصاح واإليضاح عما‬


‫في النفس‪ ،‬وىو مصدر الفعؿ الرباعي أعرب‪.‬‬

‫قاؿ أبو منصور األزىري‪« :‬اإلعراب والتعريب معناىما واحد وىو اإلبانة؛ يقاؿ‪ :‬اعرب‬
‫عربت لو الكبلـ تعر ًيبا‪ ،‬وأعربتو لو إعرًابا إذا‬
‫عنو لسانو وعرب أي أباف وأفصح‪ ،‬ويقاؿ‪ّ :‬‬
‫عما في ضميرؾ أي ابِ ْف»‪.2‬‬
‫أعرب َّ‬
‫ْ‬ ‫ّبينتو لو؛ ويقاؿ‪:‬‬

‫أظيرت محاسنو»‪.3‬‬
‫ُ‬ ‫الشيء‪ ،‬أي‪ :‬حسَّنتوُ‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫بت‬
‫ومف معانيو التحسيف يقاؿ‪« :‬أعر ُ‬

‫الثانوية رقـ ‪ 326‬ب‪ ،‬الرويبة ­ الجزائر‪ ،‬دط‪،‬‬


‫ّ‬ ‫‪ ­ 1‬التواتي بف التواتي‪ :‬محاضرات في أصول النحو‪ ،‬دار الوعي‪ ،‬حي‬
‫‪ ،6006‬ص ‪.120 ­ 117‬‬
‫­ أبو منصور محمد بف أحمد األزىري‪ :‬تهذيب المُّغة (مادة عرب)‪ ،‬تح‪ :‬محمد عبد السبلـ ىاروف وآخريف‪ ،‬المؤسسة‬ ‫‪2‬‬

‫القومية العربية لمطباعة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دط‪ ،3742 ،‬ج‪ ،6‬ص‪.146‬‬


‫ّ‬ ‫المصرّية العامة لمتأليؼ واألنباء والنشر‪ ،‬دار‬
‫­ أبي البركات األنباري‪ :‬أسرار العربيَّة‪ ،‬تح‪ :‬محمد بيجت البيطار‪ ،‬المجمع العممي العربي‪ ،‬مطبعة الترقي‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬دط‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،3735‬ص‪.36‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫ويقوؿ الزجاجي‪« :‬اإلعراب والتعريب معناىما واحد وىو اإلبانة يقاؿ‪ :‬أعرب عنو‬
‫وعرب أي أباف وأفصح»‪.1‬‬
‫لسانو َّ‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ ­ 2 ­ 1 ­ 1‬اإلعراب‬

‫ظا أو‬
‫اإلعراب عند الزمخشري ىو‪« :‬اختبلؼ آخر الكممة باختبلؼ العوامؿ لف ً‬
‫تقدير»‪.2‬‬
‫ًا‬

‫وىا االختبلؼ يأتي في آخر الكممة إما بالحركات وا َّما بالحروؼ‪.‬‬

‫واإلعراب عند ابف عصفور ىو‪« :‬تغيير آخر الكممة لعامؿ يدخؿ عمييا في الكبلـ»‪.3‬‬

‫ولئلعراب ثبلث حركات الضـ والفتح والكسر‪ ،‬كما أعرب عنو ابف السراج في قولو‪:‬‬
‫«اإلعراب الذي يمحؽ االسـ المفرد السالـ المتم ّكف‪ ،‬واعني بالمتمكف ما لـ يشبو الحرؼ قبؿ‬
‫ضـ وفتح وكسر‪ ،‬فإذا كانت‬
‫حد التثنية‪ ،‬ويكوف بحركات ثبلث‪ّ :‬‬
‫التثنية والجمع الذي عمى ّ‬
‫رفعا‪ ،‬فإذا كانت الفتحة‬
‫الضمة إعرًابا تدخؿ في أواخر األسماء واألفعاؿ وتزوؿ عنيا‪ ،‬سميت ً‬
‫ّ‬
‫كف بيذه الصفة‬
‫وجرا‪ ،‬وىذا إذا ّ‬
‫خفضا ً‬
‫ً‬ ‫نصبا‪ ،‬واذا كانت الكسرة كذلؾ سميت‬
‫ً‬ ‫كذلؾ سميت‬
‫ومررت بزيد فأعمـ أال ترى تغير الداؿ‬
‫ّ‬ ‫يدا يا ىذا‪،‬‬
‫أيت ز ً‬
‫يد يا رجؿ‪ ،‬ور ُ‬
‫نحو قولؾ‪ :‬ىذا ز ُ‬
‫واختبلؼ الحركات التي تمحقيا»‪.4‬‬

‫­ أبو القاسـ عبد الرحمف بف إسحاؽ الزجاجي‪ :‬اإليضاح في عمل النحو‪ ،‬تح‪ :‬مازف المبارؾ‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بيروت ­‬ ‫‪1‬‬

‫لبناف‪ ،‬ط‪ ،3757 ،1‬ص‪.73‬‬


‫­ أبو القاسـ جار اهلل محمود بف عمر الزمخشري‪ :‬األنموذج في النحو‪ ،‬تح‪ :‬لجنة إحياء التراث العربي‪ ،‬منشورات دار‬ ‫‪2‬‬

‫األفاؽ‪ ،‬بيروت ­ لبناف‪ ،‬ط‪ ،3763 ،3‬ص‪.61‬‬


‫المقرب‪ ،‬تح‪ :‬أحمد عبد الستار الجواري وعبد اهلل الجبوري‪ ،‬مطبعة المعاني‪ ،‬بغداد‪ ،‬دط‪،‬‬
‫َّ‬ ‫­ ابف عصفور عمي بف أحمد‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،3753‬ج‪ ،3‬ص‪.25‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،3765 ،6‬‬
‫­ أبو بكر محمد بف سيؿ السراج‪ :‬األصول في النحو‪ ،‬تح‪ :‬عبد الحسيف الفتمي‪ ،‬مؤسسة ّ‬
‫‪4‬‬

‫ج‪ ،3‬ص‪.23‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫تتحدد إال‬
‫ّ‬ ‫وية فبل‬
‫يطمؽ لفظ اإلعراب وتكوف داللتو «متولدة مف داخؿ المنظومة النح ّ‬
‫عية التي تصطبغ بيا كممات المُّغة العربية داخؿ السياؽ التركيبي‬
‫في ضوء الخصائص الفر َّ‬
‫َّ‬
‫العممية المتمثمة في بياف الوظيفة‬ ‫‪ ...‬وقد يستمؿ لفظ اإلعراب فيتجو القصد فيو إلى تمؾ‬
‫النحوية التي يؤدييا المَّفظ المفرد داخؿ الجممة لتفسير الحركة التي استحقيا وفي ىذا المقاـ‬
‫َّ‬
‫يدية ‪.1»...‬‬
‫العممية التجر َّ‬
‫َّ‬ ‫يتحوؿ المصطمح إلى قرينة عمى‬
‫َّ‬

‫ويقصد باإلعراب في نظرية النحو الوظيفي «االختبلفات الصرفية التي تمحؽ‬


‫االسمية والصِّفية وفقًا لوظائؼ الحدود التي تتضمنيا ىذه المحموالت»‪.2‬‬
‫ّ‬ ‫المحموالت‬

‫ويستفاد مف ىذا التعريؼ ما يأتي‪:3‬‬

‫أوالً‪ :‬اإلعراب مفيوـ صرفي يرتبط بصورة الصفة أو االسـ الصرفية‪.‬‬

‫الداللية‪ ،‬التوجييية‪ ،‬التداولية‪ ،‬المسندة إلى حدود الجممة‬


‫ثانيا‪ :‬يرتبط اإلعراب بالوظائؼ ّ‬
‫ً‬
‫فالمركب يأخذ إعرابو بالنظر إلى وظيفتو ال بالنظر إلى موقعو‪.‬‬

‫خص المُّغات التي ُّ‬


‫يدؿ فييا عف الوظائؼ بمواصؽ صرفية كالعربية والبلتينية‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬ي ُّ‬

‫الجر‪ ،‬و(العبلمة اإلعرابية) التي‬


‫يميز بيف (الحالة اإلعرابية) كالرفع والنصب و ّ‬
‫ابعا‪ّ :‬‬
‫رً‬
‫الجر‪.‬‬
‫الرفع والفتح تحقؽ النصب والكسر تحقؽ ّ‬ ‫َّ‬
‫فالضـ تحقؽ ّ‬ ‫تش ّكؿ رسميا‪،‬‬

‫وسماه‬
‫‪ ­ 2 ­ 1‬أنواع اإلعراب وأقسامه وحاالته‪ :‬لقد ربط المتوكؿ اإلعراب بالوظائؼ‪ّ ،‬‬
‫إما بالوظائؼ الداللية أو‬
‫ويتحدد َّ‬
‫ّ‬ ‫الرفع والنصب‬
‫اإلعراب الوظيفي ‪ ،‬والمتمثؿ في حاالت َّ‬
‫‪‬‬

‫­ عبد السبلـ المسدي‪ :‬العربية واإلعراب‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتحدة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ط‪ ،6030 ،3‬ص‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫المكونات)‪ ،‬ص‪.336‬‬
‫ّ‬ ‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.631 ­ 636‬‬ ‫‪3‬‬

‫وظيفيا؛ أي ىو اإلعراب الممثَّؿ لو بمختمؼ الحاالت اإلعرابيَّة التي تمحؽ حدود المحموؿ بمقتضى‬
‫ً‬ ‫‪ ‬ىو اإلعراب المعمّؿ‬
‫المكونات)‪ ،‬ص‪.631‬‬
‫ّ‬ ‫الوظائؼ المسندة إلييا‪ .‬ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫المكونات‪ ،‬وىذه‬
‫ّ‬ ‫الوظائؼ التوجييية أو الوظائؼ التداولية؛ أي وفؽ الوظائؼ التي تحمميا‬
‫السممية تبيف ذلؾ‪ :1‬الوظائؼ التوجييية > الوظائؼ الداللية > الوظائؼ التداولية‪.‬‬
‫ّ‬

‫الرفع لمفاعؿ‪ ،‬والنصب لممفعوؿ طبقًا لوظيفتو‬


‫انطبلقًا مف ىذه السممية‪( ،‬يأخذ المركب ّ‬
‫الرفع طبقًا لوظيفتو التداولية‪ ،‬خاصة‬
‫التوجييية‪ ،‬ويأخذ النصب طبقًا لوظيفتو الداللية ويأخذ ّ‬
‫المركبات الخارجية (المبتدأ أو الذيؿ)‪.‬‬

‫فالنسؽ اإلعرابي في المُّغة العربية يبنى عمى اآلتي‪:2‬‬

‫المكوف النصب إذا خمى مف أي وظيفة تركيبية‪.‬‬


‫ّ‬ ‫­ يأخذ‬

‫المكوف حامبلً لوظيفة تركيبية ووظيفة داللية‪َّ ،‬‬


‫فإنو يأخذ الحالة اإلعرابية التي‬ ‫ّ‬ ‫­ إذا جاء‬
‫تخوليا إياه وظيفتو التركيبية‪ ،‬كما ىو في المركب االسمي الفاعؿ في الجممة اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬

‫فا‬ ‫بف‪( .‬س‪ :¹‬لَبف (س‪ ))¹‬متؽ‬‫َّ‬


‫رب الم ُ‬
‫ُش َ‬

‫رفع‬

‫حاجبا في المرّكبات الحاممة لوظائؼ "العمَّة" و"الزماف"‬


‫ً‬ ‫الجر‬
‫­ تكوف الحالة اإلعرابية ّ‬
‫ىندا في الصباح‪.‬‬
‫صباحا‪ ،‬وقابؿ خالد ً‬
‫ً‬ ‫ىندا‬
‫و"المصاحب"‪ .‬مثاؿ‪ :‬قابؿ خالد ً‬

‫الجر (في) وظير في الجممة الثانية‪.‬‬


‫في الجممة األولى ُحجب حرؼ ّ‬

‫­ يكوف إعراب المضاؼ إليو البنيويّ الجر" محجوب بالوظيفة التوجييية أو الوظيفة‬
‫الداللية‪ ،‬كما في الجمؿ اآلتية‪:3‬‬

‫المكونات)‪ ،‬ص‪.631‬‬
‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص ‪.77 ­ 76‬‬ ‫‪2‬‬

‫المكونات)‪ ،‬ص‪.633‬‬
‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية‬ ‫‪3‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫● أخذت رسالة ٍ‬
‫خالد‪.‬‬

‫اليوـ‪.‬‬ ‫● سرني منح ٍ‬


‫يدا الما َؿ َ‬
‫خالد ز ً‬

‫● سرني منح ز ٍيد خالد الماؿ اليوـ‪.‬‬

‫يدا اليوـ‪.‬‬
‫● سرني منح الماؿ خالد ز ً‬

‫يدا الماؿ‪.‬‬
‫● سرني منح اليوـ خالد ز ً‬

‫المكونات الخارجية حالتيا اإلعرابية (الرفع أو النصب)‪ ،‬بمقتضى وظيفتيا‬


‫ّ‬ ‫­ تأخذ‬
‫التداولية نفسيا باعتبارىا ال تش ّكؿ موضوعات ولواحؽ لمحموؿ الجممة‪ ،‬ولئلعراب في المّغة‬
‫ونميز بيف ىذيف النوعيف‬
‫سطحية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫مجردة عميقة أو‬
‫إما أف تكوف ّ‬
‫العربية حاالت وعبلمات‪َّ ،‬‬
‫كما يمي‪:1‬‬

‫نميز بيف إعراب المحؿ (اإلعراب العميؽ)‪ ،‬واعراب المّفظ (اإلعراب السطحي)‬
‫‪ ­ 1‬أف ّ‬
‫مجرور بحسب العنصر الصرفي التركيبي الذي‬
‫ًا‬ ‫منصوبا وا َّما‬
‫ً‬ ‫إما أف يكوف‬
‫وىذا األخير َّ‬
‫جر‪ ،‬تركيب إضافة ‪.)...‬‬
‫تسنده (أداة‪ ،‬فعؿ ناقص‪ ،‬حرؼ ّ‬

‫‪ ­ 1 ­ 1‬وينقسـ إعراب المحؿ إلى قسميف‪:‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 1 ­ 1‬إعراب أصؿ‪ :‬ىو اإلعراب الذي يأخذه رأس المرّكب االسمي‪.‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 1 ­ 1‬إعزاب انفزع‪ٌ :‬و اإلعزاب انذي ٌسىذ إنى فعهتً انمتصهح أو إنى‬
‫رتعً‪ ،‬وٌوجذ داخم إعزاب األصم ووعٍه مه اإلعزاب‪ :‬إعزاب موسوو وإعزاب غٍز‬
‫موسوو‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتحدة‪ ،‬بيروت ­ لبناف‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،6007‬ص‪.336 ­ 335‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫­ اإلعزاب انمسوو‪ٌ :‬كون فً حانح انىصة فً انمفعوالخ وفعالخ مىقطعاخ فً‬


‫انمزكة االسمً‪.‬‬

‫الرفع في الفاعؿ والمحموؿ االسمي‪ ،‬وفي‬


‫­ اإلعراب غير الموسوـ‪ :‬يكوف في حالة َّ‬
‫الفضبلت المنقطعة غير التابعة واألرباض قبمية كانت أـ بعدية‪ ،1‬وٌذي انتزسمح توظح‬
‫ظاٌزج اإلعزاب فً انهُّغح انعزتٍح؛ كانتانً‪:2‬‬

‫المكونات)‪ ،‬ص‪ 636‬إلى ص‪.633‬‬


‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية‬ ‫‪1‬‬

‫وينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي‪ ،‬ص‪ .37 ­ 36‬وينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي‬
‫في الفكر المُّغوي العربي‪ ،‬ص ‪ .77 ­ 76‬وينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي‪،‬‬
‫ص‪.336 ­ 335‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي‪ ،‬ص‪.336‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫اإلعزاب‬
‫إعزاب نفع (سطحً)‬ ‫إعزاب محم (عمٍق)‬

‫إعزاب فزع‬ ‫إعزاب أصم‬

‫إعزاب إرث‬ ‫إعزاب مطاتقح‬

‫تذل‬ ‫فعهح متصهح‬

‫إعزاب غٍز موسوو‬ ‫إعزاب موسوو‬

‫رفع‬ ‫وصة‬

‫رتط‬ ‫فعهح مىقطعح غٍز تاتعح‬ ‫وواج‬ ‫مفعوالخ فعهح مىقطعح تاتعح‬

‫مستأوفح‬ ‫مستقهح‬

‫سطحا‪ ،‬وقد ال تتحقؽ في المُّغات غير‬


‫ً‬ ‫المجردة‬
‫َّ‬ ‫‪ ­ 2‬قد تتحقؽ الحاالت اإلعرابية‬
‫المعربة وفي حاالت اإلعراب َّ‬
‫المقدر وفي األسماء المقصورة‪.‬‬

‫سطحا‪ ،‬بواسطة عبلمة إعرابية غير العبلمة‬


‫ً‬ ‫المجردة‬
‫َّ‬ ‫‪ ­ 3‬قد تتحقؽ الحاالت اإلعرابية‬
‫اإلعرابية المتوقعة‪ ،‬كالمنادى المبني عمى ما يرفع بو‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫المركبات بواسطة قواعد تعبير نوجزىا؛ كاآلتي‪:1‬‬


‫إ ًذا يتـ إسناد الحاالت اإلعرابية إلى ّ‬

‫­ تسند الحالة اإلعرابية إلى المركبات ككؿ (رأسو وفضبلتو إف كاف يتضمف فضبلت)‪،‬‬
‫ِّ‬
‫منصبا‬ ‫معا كوف َّ‬
‫أف اإلعراب‬ ‫واذا كانت الفضمة صفة تحقؽ اإلعراب في الرأس وفي الفضمة ً‬
‫باكرا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫خرَج خالد مع ىند ً‬ ‫عمييما‪ .‬مثبلً‪:‬‬

‫َّ‬
‫مركب‬

‫فضمة‬ ‫رأس‬

‫الرأس وتأخذ الفضمة المضاؼ إليو‬ ‫إضافيا‪َّ ،‬‬


‫فإف اإلعراب يتحقؽ في َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫المركب‬ ‫­ إذا كاف‬
‫الرفع والنصب وعمى ىذا األساس نأخذ أمثمة‬ ‫َّ‬
‫المركبات تأخذ َّ‬ ‫الجر‪َّ ،‬أـ باقي‬
‫اإلعراب البنيوي ّ‬
‫َّ‬
‫المركبات في الجمؿ اآلتية‪:‬‬ ‫ليذه‬

‫● قابمت بكر في َّ‬


‫الشارع‪.‬‬ ‫ً‬

‫مؾ [الشارع] = في ­ َّ‬


‫الشارع‪.‬‬ ‫(أ)‬

‫جر‬ ‫َّ‬
‫في [الشارع] = في ­ الشارع ­ ّ‬

‫الشارع] = َّ‬
‫الشارع‬ ‫جر [ َّ‬
‫ّ‬

‫المكونات)‪ ،‬ص‪.635 ­ 634‬‬


‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية‬ ‫‪1‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫● قدـ خالد وعمر‪.‬‬

‫فا [خانذ وعمز] = [خانذ وعمز] ­ رفع‬

‫رفع [خانذ وعمز] = خانذ ­ رفع وعمز ­ رفع‬ ‫(ب)‬

‫رفع [خالد] = خالد‬

‫رفع [عمر] = عمر‪.‬‬

‫● ِّ‬
‫أقدر المسمـ الصادؽ‪.‬‬

‫مؼ [المسمـ الصَّادؽ] = [المسمـ الصَّادؽ] ­ نصب‬

‫نصب [المسمـ الصَّادؽ] = المسمـ ­ نصب الصَّادؽ ­ نصب‬ ‫(ج)‬

‫المسمـ‬
‫َ‬ ‫نصب [المسمـ] =‬

‫َّادؽ‪.‬‬
‫نصب [الصَّادؽ] = الص َ‬

‫التداولية القائمة بيف‬


‫ّ‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية بمواقعيا عف العبلقات‬ ‫مكونات البنية‬
‫إ ًذا تُعرب ّ‬
‫مخبر باالستناد إلى ما يعتقده في تخاطبو‪،‬‬
‫ًا‬ ‫فيرتِّب المتكمّـ مكونات الجممة‬
‫المتخاطبيف‪ُ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫تامة التكويف جاىزة لبلستعماؿ في التواصؿ‪.‬‬
‫ومستخبر بتعييف حاجتو منو ‪ ،‬فتصبح الجممة َّ‬
‫ًا‬

‫­ ينظر‪ :‬محمد األوراغي‪ :‬الوسائط المُّغويَّة أفول المِّسانيات الكميَّة‪ ،‬ج‪ ،3‬دار األماف‪ 2 ،‬زنقة المامونية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪،6‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6031‬ـ‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫مست الجممة العربية‪:‬‬


‫‪ ­ 2‬أهم اإلغناءات والتعديالت التي َّ‬

‫عدة تغييرات‪ ،‬تتمثؿ فيما يمي‪:1‬‬


‫لقد طرأت عمى بينية الجممة العربية ّ‬

‫­ تجاوزىـ حدود الجممة واىتماميـ بخصائص النص‪ ،‬وىو ما اقترحو "سيموف ديؾ" في‬
‫كتابو األخير "‪( "The Theory of Functional Grammar‬ديؾ ‪ 3775‬ب)‪ ،‬وذلؾ‬
‫مكونات وعبلقات ووظائؼ‪.‬‬
‫النص عمى أساس عممية إسقاط لبنية الجممة ّ‬
‫بصوغ بنية ّ‬

‫الطبيعية (القالب‬
‫ّ‬ ‫­ جعؿ معرفة المتكمـ تنصب عمى كؿ قوالب نموذج مستعمؿ المّغات‬
‫المعرفي‪ ،‬القالب المنطقي‪ ،‬القالب االجتماعي‪ ،‬القالب اإلدراكي) دوف استثناء‪.‬‬

‫تحتية وبنية مكونية‪.‬‬


‫­ تقميص بنية الجممة إلى بنيتيف؛ وىما‪ :‬بنية ّ‬

‫مس البنية التحتية يتمثؿ فيما يمي‪:2‬‬


‫اإلغناء الذي َّ‬

‫وتداولية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫­ تدعيـ ىذه البنية بخصائص داللية‬

‫السمات الداللية (الجيية) وىي مجموعة السمات تاـ‪/‬غير تاـ‪،‬‬


‫­ التمييز بيف ّ‬
‫تحدد الواقعة َّ‬
‫الداؿ عمييا محموؿ الجممة مف حيث‬ ‫منقطع‪/‬مسترسؿ‪ ،‬آني‪/‬مستمر ‪ ...‬التي ّ‬
‫الوصفية‪ ،‬التسويرية (وىي سمة داللية تحقؽ في شكؿ‬
‫ّ‬ ‫تكوينيا الداخمي ومراحؿ تحققيا)‪،‬‬
‫مفرد‪/‬جمع‪ ،‬األسوار كؿ‪ ،‬بعض ‪ ،...‬والعدد المحدد والعدد الترتيبي)‪.‬‬

‫متعددة الطبقات تحكـ‬


‫ّ‬ ‫تحتية‬
‫ّ‬ ‫التداولية في شكؿ بنية‬
‫ّ‬ ‫الداللية و‬
‫­ التمثيؿ لمخصائص ّ‬
‫طبقتيا سممية حيزية‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬التركيبات الوظيفية (قضايا ومقاربات)‪ ،‬ص‪.34 ­ 33‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫التحتية بنية متعددة الطّبقات‪ ،‬والطبقات التي تتضمنيا أربع؛‬


‫ّ‬ ‫واقتُرح أف تكوف البنية‬
‫‪1‬‬
‫قضية‪ ،‬إنجاز‪ .‬مرتبة حسب البنية اآلتية‪:‬‬
‫موسع‪ّ ،‬‬
‫وىي ‪ :‬حمؿ مركزي‪ ،‬حمؿ ّ‬

‫موسع‪ [ :‬حمؿ مركزي‪ [ :‬حمؿ نووي ]]]]]‪.‬‬


‫قضية‪ [ :‬حمؿ ّ‬
‫[ إنجاز‪ّ :‬‬

‫يتكوف مف المحموؿ‬ ‫ُّ‬


‫يعد الحمؿ النووي األساس في تشكيؿ البنية التحتية‪ ،‬والذي ّ‬
‫والموضوعات‪ ،‬كما ىو في التمثيؿ اآلتي‪:‬‬

‫[ ‪( Q‬س‪( ... ¹‬سف)]‬

‫حيث ‪ = Q‬محموؿ؛ س‪¹‬؛ سف = متغيرات الموضوعات‪.‬‬

‫مخصص والحؽ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وينقؿ الحمؿ النووي إلى حمؿ مركزي بإضافة عنصريف‪:‬‬

‫فالمخصص يشير إلى السمات الجيية أما البلحؽ يدؿ عمى المصدر واليدؼ المبلزـ‬
‫لممحموؿ كالبلحؽ "المستفيد" والبلحؽ "األداة"‪ .‬وىذه البنية تبيف ذلؾ‪:‬‬

‫[‪( Q[ 3π‬س‪( ... )¹‬س ف)] (‪])₁ 4‬‬

‫مخصص المحموؿ؛ ‪ = ₁ 4‬الحق انمحمول‪.‬‬


‫ّ‬ ‫يمثؿ ‪= 3π‬‬

‫وٌصثح انحمم انمزكزي حمالً موسعًا عىذ إظافح مخصِّص والحق أو نواحق‪.‬‬

‫مانية (مضي مطمؽ ‪ /‬مضي نسبي ‪ /‬حاضر ‪ /‬مستقبؿ‬


‫الز ّ‬‫ٌحذِّد انخصّص ‪ 6π‬السمات ّ‬
‫إما الحؽ‬
‫مطمؽ ‪ /‬مستقبؿ نسبي)‪ ،‬في حيف يكوف البلحؽ الذي ينتمي إلى ىذه الطّبقة َّ‬
‫زماني أو الحؽ مكاني أو الحؽ داؿ عمى العمّة أو النتيجة أو غير ذلؾ مما يمكف أف يحدد‬
‫تبيف ذلؾ‪:‬‬
‫إما "عمؿ" أو "حدث" أو "وضع" أو "حالة"‪ ،‬وىذه البنية ّ‬
‫ظروؼ الواقعة‪ ،‬والواقعة َّ‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 24‬إلى ص‪.27‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫[‪ 6π‬وي‪( Q [ 3π[ :‬س‪( ... ) 3‬سف)] (‪])6 4( ])3 4‬‬

‫متغير الواقعة‪.‬‬
‫حيث ‪ = 6π‬مخصص الحمؿ؛ ‪ = 6 4‬الحؽ الحمؿ؛ وي = ّ‬

‫القضية الذي يو ّشير إلى موقؼ المتكمّـ مف‬


‫ّ‬ ‫وتحدد القضية عف طريؽ إضافة مخصص‬
‫ّ‬
‫الفحوى القضوي لمجممة (اعتقاده‪ ،‬شكو‪ ،‬يقينو) أو رغباتو أو المصادر التي بمغو عف طريقيا‬
‫القضية والتي تشير إلى نفس المعاني مثؿ العبارات "دوف شؾ" و"فعبلً"‬
‫ّ‬ ‫ىذا الفحوى‪ ،‬والحؽ‬
‫و"في رأيي" وغيرىا‪ .‬ومثّؿ ليا كاآلتي‪:1‬‬

‫[‪ 1π‬س ي‪( Q [ 3π[ :‬س‪( ... ) 3‬سف)] (‪.])1 4( ])6 4( ])3 4‬‬

‫القضية؛ ‪ = 1 4‬الحؽ قضوي‪.‬‬


‫ّ‬ ‫القضية؛ ‪ = 1π‬مخصص‬
‫ّ‬ ‫متغير‬
‫حيث‪ :‬س ي = ّ‬

‫القضية‬
‫ّ‬ ‫تتكوف مف‬
‫القضية إلى طبقة االنجاز وىذه األخيرة ّ‬
‫ّ‬ ‫مف ىنا ننتقؿ مف طبقة‬
‫كنواة ومخصص انجازي والحؽ انجازي كالعبارات الظرفية التي مف قبيؿ "بصراحة"‬
‫و"بصدؽ"‪ ،‬وىذه البنية يمثؿ ليا كاألتي‪:‬‬

‫[‪ 2π‬وي‪ 1π[ :‬س ي‪ 6π[ :‬وي‪( Q [ 3π[ :‬س‪( ... ) 3‬سف)] (‪])1 4( ])6 4( ])3 4‬‬
‫المخصص اإلنجازي؛ ‪ = 2 4‬الحؽ إنجازي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ .])2 4‬حيث‪= 2π :‬‬

‫وبناء عمى ىذا المقترح‪ ،‬تكوف الجممة‪:‬‬


‫ً‬

‫­ بصراحة َّ‬
‫إف عمرو ذىب إلى سطيؼ البارحة فعبلً‪.‬‬

‫تحمّؿ ىذه الجممة وفؽ الطبقات األربعة عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.25‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫­ حمؿ مركزي؛ نواتو المحموؿ الفعمي "ذىب" وموضوعو " عمرو" الحامؿ لموظيفة‬
‫الداللية المنفذ‪ ،‬والوظيفة التركيبية الفاعؿ‪ ،‬والوظيفة التداولية المحور‪ ،‬مضافًا إلى ىذه النواة‬
‫المخصص الجيي "تاـ"‪ ،‬والبلحؽ اليدؼ "سطيؼ"‪.‬‬
‫ّ‬

‫­ حمؿ موسَّع؛ قوامو الحمؿ المركزي ككؿ والمخصص الصيغي اإلثبات والمخصص‬
‫الزمني الماضي المطمؽ‪ ،‬والبلحؽ َّ‬
‫الزمني "البارحة" الحامؿ لموظيفة الداللية الزماف والوظيفة‬
‫التداولية بؤرة الجديد‪.‬‬

‫القضية؛ نواتيا الحمؿ الموسَّع باعتباره كبلً مضافًا إليو المخصص القضوي "مؤكد"‬
‫ّ‬ ‫­‬
‫(صرفيا‬
‫ً‬ ‫القضية‬
‫ّ‬ ‫يعبراف عف موقؼ المتكمـ مف فحوى‬
‫والبلحؽ القضوي "فعبلً"‪ ،‬وىما ّ‬
‫ومعجميا) أي تيقنو مف صدقيا‪.‬‬
‫ً‬

‫برمتيا مضافًا إلييا المخصص اإلنجازي اإلخبار‬


‫­ طبقة اإلنجاز؛ نوتيا القضية ّ‬
‫والبلحؽ اإلنجازي "بصراحة"‪.‬‬

‫قسمت كذلؾ إلى مستوييف؛ ىما‪:1‬‬


‫وباإلضافة إلى تقسيـ البنية التحتية إلى طبقات‪ّ ،‬‬
‫المستوى العبلقي والمستوى التمثيمي‪.‬‬

‫ويحدد عبلقة المتكمّـ بالمخاطب‬


‫ّ‬ ‫القضية‪،‬‬
‫● المستوى العبلقي‪ :‬يشمؿ طبقتي اإلنجاز و ّ‬
‫(مخبر‪ ،‬مستفيـ‪ ،‬آمر‪ ،‬منذر ‪ ،)...‬وعبلقتو بفحوى ما يتمفظ بو (ش ّكو‪ ،‬يقينو‪ِّ ،‬‬
‫تمنيو ‪.)...‬‬

‫معينة في‬
‫● المستوى التمثيمي‪ :‬يشمؿ الحمؿ المركزي والحمؿ الموسَّع‪ ،‬ويمثؿ لواقعة ّ‬
‫عالـ مف العوالـ الممكنة‪.‬‬

‫‪ ­ 1‬ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)‪،‬‬
‫ص ‪.27‬‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫عمى أساس التمييز بيف ىذيف المستوييف‪ ،‬تتكوف الجممة وفؽ البنية اآلتية‪:‬‬

‫[‪ 2π‬وي‪ 1π[ :‬س ي‪ :‬مستوى عبلقي‪.‬‬

‫[‪ 6π‬وي‪( Q [ 3π[ :‬س‪( ... ) 3‬سف)] (‪ ])2 4( ])1 4( ])6 4( ])3 4‬مستوى تمثيمي‪.‬‬

‫وبذلؾ أصبح نموذج مستعمؿ المّغة كما ىو موضح في الشكؿ اآلتي‪:1‬‬

‫األساس معجـ وقواعد‬

‫تكويف المحموالت والحدود‬

‫بنية تحتية‬

‫(تمثيؿ داللي ­ تداولي)‬

‫قواعد التعبير‬

‫بنية مكونية‬

‫(تمثيؿ صرفي ­ تركيبي)‬

‫صوتية‬
‫ّ‬ ‫قواعد‬

‫تأويؿ صوتي‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫وبعد ثبوت فرضية التماثؿ بيف مختمؼ أنماط الخطاب‪ ،‬أصبحت بنية الجممة بنية‬
‫واحدة ىي البنية الخطابية النموذج‪ .‬واقترح المتوكؿ في إطار نموذج نحو الطبقات القالبي أف‬
‫تتضمف ىذه البنية ثبلث مستويات؛ ىي‪ :‬المستوى الببلغي والمستوى التمثيمي والمستوى‬
‫العبلقي‪ ،‬تحكميا عبلقة سممية مفادىا أف المستوى الببلغي يعمو المستوى العبلقي الذي يعمو‬
‫المستوى التمثيمي‪ ،‬وكؿ مستوى مف ىذه المستويات يتكوف مف ثبلث طبقات‪.‬‬

‫تندرج في المستوى البالغي طبقة الفضاء الخطابي‪ ،‬وطبقة الخطاب‪ ،‬وطبقة أسموب‬
‫حدد الطبقة الثانية نمط‬
‫حدد الطبقة األولى المتخاطبيف وزماف ومكاف الخطاب‪ ،‬وتُ ّ‬
‫الخطاب‪ .‬تُ ّ‬
‫حدد أسموب الخطاب (رسمي‪ ،‬غير‬
‫الخطاب (حديث‪ ،‬سرد‪ ،‬حجاج ‪ ،)...‬وأما الطبقة الثالثة فتُ ّ‬
‫رسمي‪ ،‬ميذب‪.)... ،‬‬

‫الذىنية أو‬
‫ّ‬ ‫ُيش ّكؿ المستوى التمثيمي واقع ومرجع خطابيما‪ .‬ييدؼ إلى رصد الصورة‬
‫تمثيبلت ذىنية لواقعة أو ذات ­ الموجودة في العالـ الخارجي ­ التي يقصد نقميا لممخاطب‪.‬‬
‫الزماني‬
‫تحدد الطبقة األولى اإلطار ّ‬
‫الوصفية‪ ،‬إذ ّ‬
‫ّ‬ ‫وتندرج فيو الطبقة التأطيرية والتسويرية و‬
‫والمكاني الذي تتحقؽ فيو الواقعة‪ ،‬وتحدد الطبقة الثانية حجـ وعدد الوقائع أو الذوات المحاؿ‬
‫عمييا‪ ،‬وأما الطبقة الثالثة فتُحدد نمط المحاؿ عميو‪.‬‬

‫حدد‬
‫الوجيية‪ ،‬حيث تُ ّ‬
‫ّ‬ ‫عائية واإلنجازّية و‬
‫وتندرج في المستوى العالقي الطبقة االستر ّ‬
‫عائية التي تتحقؽ بواسطة مجموعة مف األدوات أو العبارات‬
‫الطبقة األولى السمات االستر ّ‬
‫التي تقوـ بدور لفت انتباه المخاطب إلى أف المتكمّـ ينوي الشروع في مخاطبتو أو االستمرار‬
‫في مخاطبتو‪ ،‬أو إنياء الخطاب‪ .‬وتحدد الطبقة الثانية القوة اإلنجازية الحرفية والمستمزمة‬
‫(إخبار‪ ،‬سؤاؿ‪ ،‬وعد‪ ،‬أمر‪ ،‬وعيد ‪ ،)...‬وأما الطبقة الثالثة فتحدد موقؼ المتكمّـ مف فحوى‬
‫الخطاب (شؾ‪ ،‬يقيف‪ ،‬انفعاؿ‪ ،‬تعجب‪ ،‬مدح ‪ /‬ذـ ‪.1)...‬‬

‫الموسط‪ ،‬ص‪ 51‬إلى ص‪.56‬‬


‫َّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬الخطاب‬ ‫‪1‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫وىذا ال ّشكؿ يوضح ذلؾ‪:1‬‬

‫مستوى ببلغي‬

‫[ شا [ نط [ سؿ [ ‪ ] ...‬سؿ ] نط ] شا ]]‬

‫مستوى عبلقي‬

‫[ رع [ نج [ وجو [ ‪ ] ...‬وجو ] نج ] رع ]]‬

‫مستوى داللي‬

‫[ [ ط [ سو [ صؼ [ ‪ ] ...‬صؼ ] سو ] ط ]]‬

‫تحتية‬
‫بنية ّ‬

‫تشير السمات اإلشارّية (شا) لممتخاطبيف وزماف ومكاف التخاطب‪ ،‬وتشير السمات‬
‫النمطية واألسموبية (نط) و(سؿ) إلى صنؼ الخطاب‪ ،‬وأسموبو‪.‬‬
‫ّ‬

‫عائية والسمات اإلنجازية‬


‫و(وجو) إلى السمات االستر ّ‬
‫وتشير الطبقات (ر ع) و(نج) َ‬
‫الوجيية‪.‬‬
‫الحرفية والمستمزمة والسمات َ‬
‫ّ‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪.56‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫أما طبقات المستوى الداللي (ط) و (سو) و(صؼ) فيي مخصصات ولواحؽ‪ ،‬لمسمات‬

‫الزمنية وال ِجيية المرحمية و ّ‬


‫الكمية‪.1‬‬ ‫ّ‬

‫واإلغناء األخير لبنية الخطاب‪ ،‬تمثّؿ في نموذج نحو الخطاب الوظيفي الذي يتكوف‬
‫في بنيتو مف مستويات أربعة؛ ىي‪ :2‬المستوى العبلقي (أو التداولي)‪ ،‬المستوى التمثيمي (أو‬
‫الداللي)‪ ،‬المستوى الصرفي ­ التركيبي‪ ،‬المستوى الفونولوجي‪ ،‬وكؿ مستوى تندرج في طبقات‬
‫وكؿ طبقة تتعالؽ مع بعضيا البعض‪.‬‬

‫يتضمف المستوى العبلقي مف طبقتيف كبرييف؛ ىما‪ :‬فعؿ خطابي ونقمة‪.‬‬

‫تكوف مف‪ :‬قوة إنجازية (خبر‪ ،‬أمر‪ ،‬استفياـ ‪ )...‬ومؤ ّش َري المتكمّـ‬
‫الطّبقة األولى ت ّ‬
‫والمخاطب وفحوى خطابي‪.‬‬

‫يتضمف الفحوى الخطابي فعؿ إحالي وفعؿ حممي‪.‬‬

‫تتكوف مف فعؿ خطابي واحد‪ ،‬كما‬


‫الطبقة الثانية تش ّكؿ مداخمة أحد المشاركيف‪ ،‬حيث ّ‬
‫يمكف أف تتضمف أكثر مف فعؿ خطابي واحد‪.‬‬

‫يتصدر كبلِّ مف طبقة النقمة والفعؿ الخطابي والفحوى الخطابي مخصَّص في حيف‬
‫ّ‬
‫تسند إلى األفعاؿ اإلحالية واألفعاؿ الحممية وظائؼ تداولية‪ .‬مثمما ىو موضح في البنية‬
‫اآلتية‪:3‬‬

‫( ∏ نقمة ‪ ∏([ :1‬فعؿ خطابي ‪[ :1‬قوة إنجازية [(كػ) (ط) (∏ فحوى ‪ ([ :1‬حمؿ ‪)1‬‬
‫‪( Ω‬إحالة ‪( ]Ω )1‬فحوى خطابي ))]] (فعؿ خطابي ‪( ]))1‬نقمة ‪.))1‬‬

‫­ لمتوسع أكثر في ىذه المسألة‪ ،‬ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪ 55‬إلى ص‪.65‬‬


‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الخطاب وخصائص المّغة العربية (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط)‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫مخصص‪ = Ω ،‬وظيفة تداولية‪.‬‬


‫ّ‬ ‫حيث ∏ =‬

‫ويضطمع المستوى التمثيمي إلى تحديد خصائص الخطاب الداللية‪ ،‬ويتضمف طبقتيف‬
‫القضية وطبقة سفمى ىي الواقعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اثنتيف‪ :‬طبقة ُع َميا‪ ،‬وىي‬

‫السمات الوجيية والتي تؤ ّشر لموقؼ المتكمّـ مف فحوى الخطاب‬


‫تُمثؿ الطبقة األولى ّ‬
‫(يقيف‪ ،‬شؾ‪ ،‬ظف‪ ،‬احتماؿ‪.)... ،‬‬

‫أما الطبقة الثانية فيي موطف التمثيؿ لمواقعة (حدث‪ ،‬عمؿ‪ ،‬حالة‪ ،‬وضع)‪ ،‬ولمذوات‬
‫المشاركة فييا‪.‬‬

‫وتُمثؿ الواقعة في شكؿ بنية حممية تتضمف محموالً‪ ،‬وفئتيف مف الحدود (موضوعات‬
‫ولواحؽ)‪.‬‬

‫وعمى ىذا األساس ُينقؿ كؿ مف المستوى العبلقي والمستوى التمثيمي إلى المستوى‬
‫الصرفي ­ التركيبي‪ ،‬عف طريؽ األطر الصرفية ­ التركيبية التي تناسب المعمومات المتوفرة‬
‫غوية وطبقة‬
‫في كمتا البنيتيف‪ ،‬ويتضمف ىذا المستوى أربع طبقات؛ ىي‪ :‬طبقة العبارة المّ ّ‬
‫الجممة وطبقة المرّكب وطبقة المفردة وأظيؼ لو طبقة خامسة وىي‪ :‬طبقة النص التي‬
‫غوية أو سمسمة مف الجمؿ‪ ،‬والتي تعمو كؿ الطبقات السابقة‪.‬‬
‫تتضمف سمسمة مف العبارات المّ ّ‬
‫وىذه السممية تبيف ذلؾ‪:‬‬

‫لغوية ‪ ([ :1‬جممة ‪ [ :1‬مركب ‪( :1‬مفردة ‪ ])1‬مركب ‪ ]))1‬جممة)) ‪1‬‬


‫(نص ‪( :1‬عبارة ّ‬
‫لغوية ‪( )] 1‬نص))‪.‬‬
‫] عبارة ّ‬

‫وفي آخر مرحمة تُنقؿ ىذه المستويات الثبلثة (العبلقي‪ ،‬التمثيمي‪ ،‬الصرفي ­ التركيبي)‬
‫إلى المستوى الفونولوجي والذي يتشكؿ مف أربع طبقات؛ ىي‪ :‬طبقة المفظ وطبقة المرّكب‬
‫التنغيمي وطبقة المركب الفونولوجي وطبقة المفردة الفونولوجية‪ ،‬كما نبينو في السممية اآلتية‪:‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫(لفظ ‪([ :1‬مركب تنغيمي ‪([ :1‬مرّكب فونولوجي ‪([ :1‬مفردة فونولوجية ‪( ]))1‬مرّكب‬
‫فونولوجي ‪( ]))1‬مركب تنغيمي ‪( ]))1‬لفظ ‪.))1‬‬

‫حيث لفظ = سمسمة صوتية ‪ /‬خطّية‪.‬‬

‫تبنى الطبقة التنغيمية انطبلقًا مف القيمة التي يأخذىا مؤشر القوة اإلنجازية‪ ،‬وىو ما‬
‫يؤدي إلى تنظيـ األفعاؿ الخطابية وما يربط بعضيا ببعض مف عبلقات التكافؤ والتبعية‪ ،‬ىذا‬
‫ما يؤدي إلى الوظائؼ التداولية‪ ،‬التي تحمميا عناصر الفحوى الخطابي‪.1‬‬

‫مرت بيا‬
‫ىذه ىي أىـ التعديبلت التي مست بنية الجممة في مختمؼ المراحؿ التي ّ‬
‫نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬وىذه التعديبلت لـ تؤثر في المبدأ العاـ الذي قامت عميو ىذه‬
‫النظرية‪ ،‬وىو مبدأ تبعية البنية لموظيفة‪.‬‬

‫أف البنية المكونية تبنى في آخر مرحمة مف مراحؿ‬


‫األوؿ نجد ّ‬
‫إذا نظرنا إلى النموذج ّ‬
‫اإلشقاؽ‪ ،‬ويتـ بناؤىا انطبلقًا مف المعمومات التي توفرىا البنية الحممية والبنية الوظيفية‪.‬‬

‫أما النموذج األخير بقيت البنية المكونية الممثّمة بالمستوييف الصرفي ­ التركيبي‪،‬‬
‫َّ‬
‫الفونولوجي تابعة لمبنية التحتية الممثّمة بالمستوييف العبلقي والتمثيمي‪.‬‬

‫النحوية وخاصة منيا اإلعر َّ‬


‫ابية‬ ‫َّ‬ ‫نخمص في األخير إلى أ َّف التفاعؿ بيف العناصر‬
‫التداولية‪ ،‬يوحي بداللة الجممة بشتى أنماطيا‪ ،‬وكما ُّ‬
‫يمد العنصر النحوي‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الداللية ­‬ ‫والعناصر‬
‫العنصر الداللي بالمعنى األساسي والرتبي في الجممة الذي يساعد عمى تمييزه وتحديده‪ُّ ،‬‬
‫يمد‬
‫كذلؾ العنصر الداللي العنصر النحوي ببعض الجوانب التي تساعده عمى تحديده وتمييزه‪.‬‬

‫­ لممزيد مف التفاصيؿ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الخطاب وخصائص المّغة العربية (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪ 13‬إلى ص‪ .17‬وينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المّغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب من الجممة إلى‬
‫الموسط‪ ،‬ص‪ 56‬إلى ص‪ .64‬وينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫النص)‪ ،‬ص‪ 65‬إلى ص‪ .367‬وينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬الخطاب‬
‫المّسانيات الوظيفيَّة المقارنة‪ ،‬ص‪ 12‬إلى ص‪.24‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الثالث‪ ................. :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية‬

‫رغـ ظيور بعض اإلغناءات والتعديبلت التي طرأت عمى بنية الجممة العر َّبية إالَّ أنيا لـ‬
‫تؤثر عمى نمطيتيا ومبدأىا‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫الرابع‬
‫الفصل َّ‬
‫نقد وتقييم‬
‫المبحث األول‪ :‬نقد النظرية الوظيفية عند سيمون ديك‬

‫وصفية تحميمية َّ‬


‫نقدية)‬ ‫َّ‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬كتب أحمد المتوكل (دراسة‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫نقد النظرية الوظيفية عند "سيمون ديك"‬

‫َّ‬
‫الوظيفية لسيموف ديؾ‪ ،‬واتباع أثارىا انطالقًا مف‬ ‫يشمؿ ىذا المبحث عمى نقد النظرَّية‬
‫َّ‬
‫النسقية لياليدي‪ ،‬مف أجؿ‬ ‫مرور بمدرسة كوبنياجف إلى أف يصؿ إلى المدرسة‬
‫ًا‬ ‫مدرسة براغ‬
‫َّ‬
‫الوظيفية أـ ال؟ قصد رؤية‬ ‫تصوره يعكس الرؤية‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية‪ ،‬وىؿ‬ ‫تصور ديؾ لرؤيتو‬
‫ّ‬ ‫معرفة‬
‫َّ‬
‫لموظيفية‪.‬‬ ‫كؿ مدرسة‬

‫‪ ­ 1‬نشأة الوظيفية‪:‬‬

‫ميما في تاريخ الفكر المّساني الحديث‪ ،‬وبخاصَّة‬


‫تحوالً ً‬
‫لقد شيد مطمع القرف العشريف ُّ‬
‫أعماؿ "فرديناند دي سوسير" (‪ (F. De Saussure‬التي ظيرت في كتابو "محاضرات في‬
‫ركز عمى وظيفة المُّغة باعتبارىا‬
‫المّسانيات العامة" والتي تعرؼ بنظرّية دي سوسير البنيوية‪َّ ،‬‬
‫ّ‬
‫وسيمة مف وسائؿ التواصؿ‪ ،‬فتحت المجاؿ أماـ الباحثيف لمناقشة أفكارىـ في ضوئيا؛ قبوالً‬
‫رفضا‪ ،‬مع إحكاـ الحجة في حالة الرفض‪ ،‬وليس َّ‬
‫أدؿ عمى ذلؾ مف ظيور المناىج‬ ‫ً‬ ‫أو‬
‫ّ‬
‫البنيوية‪ ،‬بؿ مف صمب ىذا المنيج‪ ،‬انبثقت عنيا مباشرةً مدارس مختمفة‬
‫ّ‬ ‫النقدية الغر َّبية بعد‬
‫َّ‬
‫ومتنوعة تش ّكمت فييا الوظيفية وبدأت تبرز إلى الوجود‪ .‬ومف ىنا نؤسس منطمقًا لتتبع نشأة‬
‫وظيفيا؛ ىي‪ :‬مدرسة‬
‫ً‬ ‫منحا‬
‫سانية الحديثة التي تنحو ً‬
‫الوظيفية عف طريؽ عرض النظريات المّ ّ‬
‫براغ‪ ،‬مدرسة كوبياغف‪ ،‬مدرسة لندف‪ ،‬المدرسة الوظيفية لسيموف ديؾ‪ ،1‬والسؤاؿ المطروح‪:‬‬
‫تصور ديؾ يعكس الرؤية الوظيفية األروبية؟ وفيما يمي عرض موجز لمسار نشأة‬
‫ّ‬ ‫ىؿ‬
‫الوظيفية‪.‬‬

‫العربية المعاصرة (دراسة تحميمية نقديَّة في قضايا التمقِّي‬


‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬حافظ إسماعيمي عموي‪ :‬المّسانيات في الثقافة‬ ‫‪1‬‬

‫الرابع‬
‫الداللية عند عمماء العربيَّة القدامى حتى نهاية القرن َّ‬
‫ّ‬ ‫واشكاالته‪ ،‬ص‪ .343‬وينظر‪ :‬صالح الديف زراؿ‪ :‬الظاهرة‬
‫الهجري‪ ،‬الدار العربية لمعموـ ناشروف‪ ،‬منشورات االختالؼ ‪ 949‬شارع حسيبة بف بوعمي الجزائر العاصمة ­ الجزائر‪ ،‬ط‪،9‬‬
‫‪ ،8008‬ص‪.93‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫الوظيفية عند مدرسة براغ‪:‬‬


‫َّ‬ ‫‪ ­ 1 ­ 1‬نشأة‬

‫تكونت مالمح المِّسانيات في براغ بنظرتيا إلى المُّغة مف خالؿ الوظيفة‪ ،‬وش ّكمت‬
‫لقد ّ‬
‫يمكف اإلنساف مف التواصؿ واإلفصاح عف‬ ‫وظيفيا ِّ‬
‫ً‬ ‫نظاما‬ ‫نظرية مستقمّة أساسيا اعتبار المّغة‬
‫ً‬
‫مكوناتيا البنيوية المختمفة تؤدييا الستعماؿ‬
‫مقاصده ورغباتو‪ ،‬أي إبرازىا لموظائؼ التي كانت ّ‬
‫المُّغة‪ ،‬وكاف أ ّوؿ اجتماع "لماثيسيوس") ‪ (V . Mathesius‬مع نخبة مف العمماء ممف كانوا‬
‫ثـ‬ ‫َّ‬
‫المغوية منذ سنة ‪9986‬ـ‪ ،‬ومف َّ‬ ‫يشاركونو أفكاره‪ ،‬وذلؾ بعقد ندوات دورّية حوؿ الدراسات‬
‫عرؼ ىذا التجمع اسـ "مدرسة براغ"‪ ،1‬و َّأوؿ اجتماع لعمماء المُّغة السالفييف مع حمقة براغ‬
‫يخية وضعت مف أجؿ دراسة‬
‫(‪ )Cercle de prague‬في أكتوبر ‪9989‬ـ وىي جمسة تار ّ‬
‫المُّغة‪.2‬‬

‫وكاف عمماء مدرسة براغ ينظروف إلى المُّغة كما ينظر المرء إلى المحرؾ محاو ً‬
‫ال أف‬
‫معيف طبيعة األجزاء‬
‫يفيـ الوظائؼ التي تؤدييا أجزاؤه المختمفة‪ ،‬وكيؼ تحدد طبيعة جزء ّ‬
‫األخرى‪ ،‬ىذا يتعمؽ بوصؼ بنية المُّغة‪ ،‬حيث استخدموا "الفونيـ" و"المورفيـ" لكنيـ حاولوا‬
‫تجاوز الوصؼ إلى التفسير‪ ،‬ىذا يعني أنيـ لـ يكتفوا بالحديث عف ماىية المُّغة‪ ،‬بؿ تجوزىا‬
‫وتحدثوا عف السبب وراء اتخاذ المُّغات أشكاليا التي نجدىا عمييا‪.3‬‬

‫­ ينظر‪ :‬جفري سامسوف‪ :‬مدارس المّسانيات (التسابق والتطور)‪ ،‬تر‪ :‬محمد زياد كبة‪ ،‬دط‪ ،9994 ،‬ص‪.905‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- Roman jakobson: Essais de linguistique générale (2. Rapports internes et externes du‬‬
‫‪langage), Arguments 57 Les éditions de minuit, 7 rue Bernard - Palissy, 75006 Paris, 1973,‬‬
‫‪P10.‬‬
‫النص األصمي‪:‬‬
‫‪«Le 1er Congres des philologues slaves a siégé a prague en octobre 1929. Et, bien que les‬‬
‫‪quarante ans bibliques se soient écoulés depuis, les grandes lignes de cette assemblée‬‬
‫‪historique notées à la hâte dans ce bref compte rendu sont loin ď être tombées en désuétude».‬‬
‫­ ينظر‪ :‬جفري سامسوف‪ :‬مدارس المّسانيات (التسابق والتطور)‪ ،‬ص‪.906‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫َّ‬
‫إف أىـ ما عرؼ عف عمؿ "ماثيزيوس" (‪ )Mathesius‬ىو استعمالو لمعبارتيف مسند‬
‫(‪ )rhème‬أي الخبر ومسند إليو (‪ )thème‬أي الموضوع‪ ،‬فالخبر ُّ‬
‫يدؿ عمى معمومة جديدة‬
‫غير مذكورة سالفًا‪ ،‬بينما يد ُؿ الموضوع عمى كالـ يكوف معروفًا بالنسبة لمسامع‪ .1‬في ىذه‬
‫الحالة ماثيسوس لـ يقتصر بحثو حوؿ المسند والمسند إليو فقط‪ ،‬بؿ تجاوز ذلؾ إلى الحديث‬
‫عف فكرة سبؾ المفردات الجديدة الذي يختمؼ مف لغة إلى أخرى‪.‬‬

‫ولقد انصب التفسير الوظيفي عند "نيكوالي تروبتسكوي"(‪ )N . Troubetzkoy‬عمى‬


‫عمـ األصوات الوظيفي؛ أي حوؿ دراسة الفونيـ ومفيومو ومميزاتو وتقابمو‪ ،‬بيف الوظائؼ‬
‫المختمفة والمتمثمة في التفريؽ بيف الكممات والتي أسماىا‪ ،‬وظيفة التمييز ( ‪distinctive‬‬
‫‪ ،)function‬التي ليا دور كبير في تمكيف السامع مف معرفة سمسمة الكممات التي ينطقيا‬
‫المتكمّـ‪ ،‬وىذه األخيرة ال تقتصر عمى التعبير عف رسائؿ صريحة؛ ووظيفة التمثيؿ‬
‫(‪ )représentative function‬تتمثؿ في وظيفة تقرير الحقائؽ؛ وظيفة التعبير (‬
‫‪ )expresive function‬تتعمَّؽ بالتعبير عف الخصائص المؤقتة أو الدائمة لممتكمـ‪ ،‬وظيفة‬
‫اإلنفعاؿ (‪ )conative function‬تمفت وتجمب انتباه السامع وتؤثر فيو‪.‬‬

‫وىذا التفسير يمكف أف يطبؽ عمى عمـ األصوات الوظيفي‪ ،‬إذ َّ‬
‫أف التقابؿ الصوتي الذي‬
‫مميزة‪.2‬‬ ‫يحقؽ ىذه الوظائؼ ىو تقابؿ فونيمي‪ ،‬الذي ُّ‬
‫يعد أصغر وحدة فونولوجية ّ‬
‫بسكوي" الفونيـ ضمف‬
‫ّ‬ ‫فرؽ سوسير بيف المُّغة والكالـ‪ ،‬فقد صنؼ "ترو‬
‫وبناء عمى ىذا َّ‬
‫ً‬
‫ميز بيف عمـ األصوات وعمـ األصوات الوظيفي‪.3‬‬ ‫المُّغة والصوت ضمف الكالـ‪ ،‬ومف َّ‬
‫ثـ َّ‬

‫الراهنة‪ ،‬عالـ الكتب الحديث‪ ،‬األردف‪ ،‬ط‪،8009 ،9‬‬


‫العامة اتجاهاتها وقضاياها َّ‬
‫­ ينظر‪ :‬نعماف بوقرة‪ :‬المّسانيات َّ‬
‫‪1‬‬

‫ص‪.83‬‬
‫‪ ­ 2‬ينظر‪ :‬جفري سامسوف‪ :‬مدارس المّسانيات (التسابق والتطور)‪ ،‬ص‪ 999‬إلى ص‪.993‬‬
‫­ ينظر‪ :‬ذىبية حمو الحاج‪ :‬لسانيات التمفظ وتداولية الخطاب‪ ،‬دار األمف لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫دط‪ ،8005 ،‬ص‪.57‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫ومف بيف األعضاء البارزيف في حمقة "براغ" أندري مارتينيو (‪ )A. Martinet‬الذي‬
‫طور المّسانيات الوظيفية‪ ،‬وذلؾ انطالقًا مف مفيوـ النتاج الوظيفي (‪)functional yicld‬‬
‫َّ‬
‫كمية العمؿ الذي يؤديو‬
‫وتية‪ ،‬والمتمثؿ في تحديد ّ‬
‫الذي اعتمد عميو في تفسير التبادالت الص ّ‬
‫في تمييز العبارات التي تصبح متشابية‪ ،‬مثمما ىو الحاؿ لمتقابؿ بيف الفونيميف (ث) و(ذ)‬
‫نتاجا فيما (مجيوراف)‪،‬‬
‫منخفضا‪ ،‬أما الصوتاف (ط) و(ض) فيما أعمى ً‬‫ً‬ ‫وظيفيا‬
‫ً‬ ‫نتاجا‬
‫فيو ً‬
‫وىذا االختالؼ الموجود بينيما يؤدي إلى التواصؿ وىي النقطة األساسية التي َّ‬
‫ركز عمييا‬
‫مارتيني‪.‬‬
‫وتحدث روماف جاكبسوف (‪ )R . Jackobson‬عف الصوتيات الوظيفية وذلؾ بتحميؿ‬
‫ال مف اىتمامو بتوزيعيا‪ ،‬ويشمؿ جوىر منيج جاكبسوف في‬ ‫المكونة بد ً‬
‫ّ‬ ‫الفونيمات إلى سماتيا‬
‫ومنتظما‬
‫ً‬ ‫طا ِّ‬
‫نسبيا‬ ‫نفسيا بسي ً‬
‫نظاما ً‬
‫ً‬ ‫عمـ األصوات الوظيفي في فكرتو التي تقوؿ‪« :‬إ َّف ىناؾ‬
‫ِّ‬
‫وكميا مف األصوات تحت الخضـ الفوضوي الذي يضـ شتى أنواع األصوات التي يمحظيا‬
‫عالـ األصوات»‪.1‬‬

‫اسعا مف المقاييس‬ ‫ويعني ىذا َّ‬


‫أف تركيب الجياز الصوتي البشري يتيح لنا مجاالً و ً‬
‫مميز‪ ،‬إذ َّ‬
‫أف ىناؾ لغات ج ّؿ أصواتيا تصدر‬ ‫الصوتية ربما يفوؽ ما تستعممو ّأية لغة بشكؿ ّ‬
‫ّ‬
‫صوتية لمتمييز بيف‬
‫ّ‬ ‫التنفسية‪ ،‬مع أحباؿ‬
‫ّ‬ ‫أثناء خروج اليواء مف الرئتيف بواسطة العضالت‬
‫المجيور والميموس‪ ،‬وىذا ما أ ّكده جاكبسوف في كتابو (مبادئ تحميؿ الكالـ) طرح فيو‬
‫المميز االثنى عشر الموجودة في جميع أنواع الكالـ اإلنساني‬
‫ّ‬ ‫أفكاره‪ ،‬أورد فيو السِّمات‬
‫مميز في إحدى المُّغات اإلنسانية وعددىا‬
‫"مميز" تعني إمكانية استعماؿ السمة بشكؿ ّ‬
‫وكممة ّ‬
‫قميؿ‪ ،‬رغـ ىذا إالَّ َّ‬
‫أف جميع المُّغات تقر ًيبا تستفيد مف جميع السمات االثنى عشر تقر ًيبا‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬جفري سامسوف‪ :‬مدارس المّسانيات (التسابق والتطور)‪ ،‬ص‪.988‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫ال مف‬
‫نفسية "عميقة" بد ً‬
‫صوتية ّ‬
‫ّ‬ ‫الصوتية الوظيفية َّ‬
‫تتحدد بمبادئ‬ ‫ّ‬ ‫وىذا ما جعؿ الكمّيات‬
‫نسبيا‪ ،‬حوؿ تركيب الجياز الصوتي أو ما شابو ذلؾ‪.1‬‬
‫حقائؽ جديرة باالىتماـ ً‬

‫أساسا في التحميؿ الوظيفي أي (في‬


‫ً‬ ‫أف عمماء حمقة براغ ِاتخذوا المعنى‬
‫نفيـ مما سبؽ َّ‬
‫بتغير المّفظ‪.‬‬
‫يتغير ّ‬
‫غوية) وىذا المعنى ّ‬‫تحميميـ النصوص المُّ َّ‬

‫الوظيفية عند مدرسة كوبنهاغن أو (النظرية الغموسيماتيك)‪:‬‬


‫َّ‬ ‫‪ ­ 2 ­ 1‬نشأة‬

‫عد مدرسة كوبنياغف مف أشير المدارس المِّسانية التي ظيرت في أوربا في القرف‬
‫تُ ُّ‬

‫يد العالـ الدنماركي "لويس ىممسمؼ"‬


‫العشريف‪ ،‬وتأسست سنة ‪9935‬ـ بكوبنياغف عمى ّ‬
‫المغوية القديمة‪ ،‬وصبغوىا‬
‫ّ‬ ‫الدراسات‬
‫(‪ )Louis Hjelmslev‬الذي أحدث ثورة عارمة عمى ّ‬
‫كثير بالمنطؽ‬
‫ألنو تأثر ًا‬ ‫عممية وصاغوا عناصر المُّغة برموز جبرّية ر ّ‬
‫ياضية‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫بصبغة‬
‫العقالنية‪ ،‬واعتمد عمى‬
‫ّ‬ ‫الرياضي‪ ،‬والدليؿ عمى ذلؾ َّأنو بنى فكره ونظريتو عمى األسس‬
‫منطمقات ابستيمولوجيا؛ والتي تشمؿ الوحدات الدالَّة القائمة عمى مبدأ الصوتـ‪ ،2‬وىو صاحب‬
‫"الرياضيات المُّ َّ‬
‫غوية"‪ ،‬وأخذت ىذه النظرية شكميا‬ ‫النظرية البنيوية التحميمية التي تقوـ عمى ّ‬
‫مف المؤلفات الثالثة لػ ىيممسمؼ؛ والمتمثمة في‪:3‬‬

‫­ مبادئ النحو العاـ (‪9988‬ـ)‪.‬‬

‫­ محاولة في نظرية المورفيمات (‪9936‬ـ)‪.‬‬

‫­ ينظر‪ :‬جفري سامسوف‪ :‬مدارس المّسانيات‪ ،‬ص‪ 905‬إلى ص‪ .933‬وينظر‪ :‬نعماف بوقرة‪ :‬المّسانيات العامة وقضاياها‬ ‫‪1‬‬

‫الراهنة‪ ،‬ص‪ 88‬إلى ص‪ .84‬وينظر‪ :‬خولة طالب اإلبراىيمي‪ :‬مبادئ في المّسانيات‪ ،‬دار القصبة لمنشر‪ ،‬فيال ‪ ،6‬حي‬
‫َّ‬
‫سعيد حمديف‪ ،‬حيدرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،8006 ­ 8000 ،8‬ص‪.86‬‬
‫عزالديف مجذوب‪ :‬المنوال النحوي العربي (قراءة لسانيَّة جديدة)‪ ،‬دار محمد عمي الحامي‪ ،‬كمية اآلداب والعموـ‬
‫­ ينظر‪ّ :‬‬
‫‪2‬‬

‫اإلنسانيَّة ­ سوسة‪ ،‬الجميوريَّة التونسيَّة ­ تونس‪ ،‬ط‪ ،9998 ،9‬ص‪ 89‬إلى ص‪.99‬‬
‫الجامعية الساحة المركزّية ­ بف عكنوف ­ الجزائر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التطور‪ ،‬ديواف المطبوعات‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد مومف‪ :‬المّسانيات النشأة و ّ‬
‫‪3‬‬

‫ط‪ ،8005 ،8‬ص‪.958‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫مقدمة في نظرية المُّغة (‪9943‬ـ)‪.‬‬


‫­ َّ‬

‫وكاف ليذه النظرية تأثير كبير عمى بعض المِّسانييف منيـ‪ :‬إليفيشر غورغنسف وأندري‬
‫الدراسة‬
‫مارتيني وىولت وديد ريتشسف وىانسف وكنيد توجبي‪ ،‬حتى أصبحت موضوع ّ‬
‫الدراسات المُّ َّ‬
‫غوية المتأثرة بالفمسفة والمّسانيات‬ ‫والمناقشة‪ ،‬إذ جاءت ىذه النظرّية لتفصؿ ّ‬
‫ىي وتحميميا‬ ‫ُّ َّ‬
‫موضوعية تيتـ بوصؼ الظواىر المغوية كما ّ‬
‫ّ‬ ‫عممية‬
‫ّ‬ ‫المقارنة‪ ،‬وجعميا لسانيات‬
‫وتفسيرىا‪ ،‬وكذلؾ تميؿ إلى صياغة مفردات جديدة‪ ،‬وىو ما نالحظو في مصطمح‬
‫غموسيماتيؾ (‪ )glossématique‬وىي كممة إغريقية تعني المُّغة‪ ،‬تيتـ بدراسة الوحدات‬
‫النحوية الصغرى‪.1‬‬
‫ّ‬

‫بمصطؿ‬ ‫(‪)phonématique‬‬ ‫مصطمح‬ ‫استبدؿ‬ ‫‪9935‬ـ‬ ‫سنة‬ ‫وفي‬


‫تعالقات‬ ‫بمصطمح‬ ‫(‪)relation‬‬ ‫عالقات‬ ‫مصطمح‬ ‫وكذا‬ ‫(‪،)cinématique‬‬
‫َّ‬
‫االستبدالية‪ ،‬كما يختمؼ مفيوـ الوظيفة مف مدرسة‬ ‫لمداللة عمى العالقات‬
‫(‪ّ )corrélations‬‬
‫وشكمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومجردة‬
‫َّ‬ ‫مادية‬ ‫إلى أخرى إذ ُّ‬
‫يدؿ ىنا عمى كؿ عالقة غير َّ‬

‫وقد استبدؿ لويس يممسمؼ (‪ )louis Hjelmslev‬ثنائية المُّغة والكالـ لػ سوسير‬


‫(‪ )saussure‬بثنائية أخرى أطمؽ عمييا النمط (‪ )schéma‬والنص (‪ )texte‬أو االستعماؿ‬
‫منطقية؛ ىي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ ،)usage‬وتنتج عف ىذه العالقات أربع عالقات‬

‫­ مادة المحتوى (األفكار)‪.‬‬

‫­ شكؿ المحتوى (البنية التركيبية والمحتوى)‪.‬‬

‫­ شكؿ التَّعبير (الفونولوجيا)‪.‬‬

‫التطور‪ ،‬ص‪.960‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد مومف‪ :‬المّسانيات النشأة و ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫­ مادة التعبير الفونيتيؾ)‪.1‬‬

‫يمكف القوؿ إ َّف النظرية الغموسيماتية قد جمعت بيف مبادئ النحو التقميدي ومظاىر‬
‫العامة‪ ،‬وقد أصبحت‬
‫َّ‬ ‫المعرفية‬
‫ّ‬ ‫سانيات الحديثة‪ ،‬وبيف استعماؿ المنطؽ الرياضي واألسس‬
‫المّ ّ‬
‫اليوـ عبارة عف فرضيات ومبادئ تستدعي المزيد مف االىتماـ والتطبيؽ‪ ،‬وتحظى بتقدير‬
‫الدراسات المِّسانية الحديثة‪.‬‬
‫الرياضيات في ّ‬ ‫الباحثيف و َّ‬
‫الدارسيف‪ ،‬وىذا دليؿ واضح عمى مكانة ّ‬

‫الوظيفية عند مدرسة لندن أو (المدرسة النسقيَّة)‪ :‬لقد ظيرت في لندف‬


‫َّ‬ ‫‪ ­ 3 ­ 1‬نشأة‬
‫يد العالـ المُّغوي اإلنجميزي "جوف فيرث"‬
‫اقية‪ ،‬عمى ّ‬ ‫لسانية جديدة تعرؼ بالمدرسة َّ‬
‫السي ّ‬ ‫ّ‬ ‫مدرسة‬
‫"السياؽ"‪ 2‬أي تنظر إلى المعنى عمى َّأنو وظيفة في‬
‫َّ‬ ‫(‪ )John. Firth‬القائمة عمى فكرة‬
‫َّ‬
‫العممية في بريطانيا‪ ،‬وذلؾ بمنيجو المعروؼ "الفمسفة‬ ‫سياؽ‪ ،‬فكاف َّأوؿ مف طبؽ الدراسة‬
‫األحادية" (‪ )monisme‬إذ رفض بناء فكره المُّغوي عمى ما يعرؼ بالثنائيات‬
‫َّ‬
‫العممية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الناحية‬
‫ّ‬ ‫(‪ )dichotomies‬التي يصعب تحقيقيا مف‬

‫لقد كاف فيرث شديد الحرص عمى وصؼ المُّغة َّ‬


‫بأنيا نشاط معنوي في سياؽ اجتماعي‬
‫معيف؛ ودليمو عمى ذلؾ ىو قولو‪« :‬بما َّأننا نعرؼ القميؿ عف العقؿ ودراستنا ىي دراسة‬
‫َّ‬
‫اجتماعية في جوىرىا‪ ،‬فسوؼ أكؼ عف احتراـ َّ‬
‫ثنائية الجسـ والعقؿ والتفكير والكالـ‪ ،‬وأكوف‬ ‫ّ‬
‫اضيا باإلنساف ككؿ‪ ،‬يفكر ويتصرؼ وسط رفقائو كوحدة شاممة»‪.3‬‬
‫ر ً‬

‫­ ينظر‪ :‬الزواوي بغورة‪ :‬المنهج البنيوي بحث في األصول والمبادئ والتطبيقات‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬عيف مميمة الجزائر‪ ،‬دط‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫التطور‪ ،‬ص‪ 957‬إلى ص‪ .969‬وينظر‪ :‬ميشاؿ زكرياء‪:‬‬


‫‪ ،8009‬ص‪ .46 ­ 45‬وينظر‪ :‬أحمد مومف‪ :‬المّسانيات النشأة و ّ‬
‫األلسنة عمم المُّغة الحديث‪ ،‬المؤسسة الوطنية ّ‬
‫لمدراسات والنشر‪ ،‬بيروت ­ لبناف‪ ،‬ط‪ ،9985 ،8‬ص‪ 846‬إلى ص‪.848‬‬
‫­ ينظر‪ :‬محمود السعراف‪ :‬عمم المّغة مقدمة لمقارئ العربي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،8‬د ت‪ ،‬ص‪.338‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ‪John Firth: Papers in Linguistics , 1934 - 51, London: Oxford University Press, 1957 c,‬‬ ‫‪3‬‬

‫التطور‪ ،‬ص‪.973‬‬
‫‪ ،p19.‬نقالً عف‪ :‬أحمد مومف‪ :‬المّسانيات النشأة و ّ‬
‫‪160‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫كبير بدراسة الظواىر‬
‫اىتماما ًا‬
‫ً‬ ‫مف خالؿ ىذا القوؿ نجد َّ‬
‫أف "فيرث" أولى‬
‫َّ‬
‫يصب كؿ اىتماماتو عمى الصوتيات الوظيفية‬ ‫وكؿ ما يحيط بالعالـ الخارجي‪ ،‬وىذا ما جعمو‬
‫(‪ ،)phonologie‬والتي تقوـ عمى مقاربتيف أساسيتيف؛ ىما‪:1‬‬

‫المتعددة (‪.)polysystemie approach‬‬


‫ّ‬ ‫­ مقاربة األنظمة‬

‫­ مقاربة الصوتيات الوظيفية الفوقطعية (‪.)prosodie phonology approach‬‬

‫المتعددة عمى وجود إمكانيات بديمة ترد عمى‬


‫ّ‬ ‫متعددة النظـ‪ :‬تنص األنظمة‬
‫أوالً‪ :‬سمات ّ‬
‫مستويات مختمفة مف البنية الفونولوجية‪ ،‬إذ َّأنو ال وجود ِّ‬
‫لمبرر منطقي لمطابقة أو معادلة‬
‫معيف ببدائؿ مف نظاـ آخر‪ ،‬إذ يقوؿ‪« :‬يالزـ َّ‬
‫كؿ عنصر مف البنية‬ ‫صوتية في نظاـ َّ‬
‫َّ‬ ‫بدائؿ‬
‫مميز عف األنظمة التي تالزـ عناصر أخرى مف البنية نفسيا‪ ،‬وبالتالي يختمؼ نظاـ‬ ‫نظاـ ّ‬
‫الختامية الممكنة»‪.2‬‬
‫َّ‬ ‫الصينية عف نظاـ الصوامت‬
‫ّ‬ ‫االستياللية الممكنة في المُّغة‬
‫َّ‬ ‫الصوامت‬
‫أف النظاـ الصوتي في َّأية لغة مف المُّغات يتألؼ مف عدد مف النظـ التي‬ ‫ىذا ُّ‬
‫يدؿ عمى َّ‬
‫الصوتية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تحتوي عمى احتماالت بديمة تؤدي عمميا في نقاط مختمفة مف الوحدات‬

‫صوتية مختمفة كالنبر والفاصؿ‬‫َّ‬ ‫ثانيا‪ :‬الصوتيات الوظيفية الفوقطعية‪ :‬تشمؿ ظواىر‬
‫ً‬
‫والنغـ والتنغيـ‪ ،‬وتقترف ىذه الفواقطع بالمقطع والجممة وشبو الجممة‪ ،‬ففي المُّغة االنجميزية‬
‫فوقطعية عمى مستوى الجممة وشبو الجممة‪ُّ ،‬‬
‫ويعد النبر وطوؿ الصوت‬ ‫َّ‬ ‫ال ُّ‬
‫يعد التنغيـ سمة‬ ‫مث ً‬
‫َّ‬
‫نغمية ( ‪tone‬‬ ‫َّ‬
‫الفوقطعية عمى مستوى المقطع‪ ،‬وىناؾ لغات أخرى‬ ‫مف السمات‬
‫‪ ،)languages‬يحدث فييا اختالؼ في معنى الكممة الواحدة‪.‬‬

‫التطور‪ ،‬ص‪ 988‬إلى ص‪.984‬‬


‫­ ينظر‪ :‬أحمد مومف‪ :‬المّسانيات النشأة و ّ‬
‫‪1‬‬

‫­ المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.988‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫وفي المقابؿ رفض "فيرث" فكرة "التقطيع المنفرد" الذي يحدث في بعض المُّغات‪ ،‬فجاء‬
‫فوقطعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بنظرية التحميؿ الفوقطعي القائمة عمى تحميؿ الكالـ إلى فونيمات ِق ّ‬
‫طعية وفونيمات‬

‫السي َّ‬
‫اقية القائمة عمى التجربة والمالحظة‬ ‫مف خالؿ ىذا التحميؿ أنشأ ما يسمى بالنظرّية َّ‬
‫واالستنتاج‪ ،‬فإذا درسنا مثالً المعنى كأفكار ومتصورات داخؿ العقؿ َّ‬
‫فإنو ال نستطيع‬
‫ممية‪ ،‬ىذا الموقؼ يستدعي منا دراسة المعنى في إطارىا َّ‬
‫السياقي‬ ‫إخضاعو لممالحظة الع َّ‬
‫يقر عمى َّ‬
‫أف‬ ‫واالستعمالي‪ ،‬وىي الفكرة التي َّ‬
‫ركز عمييا "فيرث" في الصوتيات الوظيفية الذي ُّ‬
‫الصوت والمعنى في المُّغة‪ ،‬متصالف مع بعضيما مباشرةً ورفضو لفكرة التعبير والمضموف‬
‫كوجييف مختمفيف لعممة واحدة‪ ،‬أي عدـ اعترافو َّ‬
‫بأف العالقة بيف التعبير والمضموف عالقة‬
‫غير مباشرة‪ ،‬ىذا يعني َّ‬
‫أف النظاـ الصوتي عند "فيرث" يقوـ عمى نظـ االختيارات‪ ،‬كأف‬
‫نستبدؿ كممة "قطة" في وحدات؛ مثؿ‪:‬‬

‫­ الفأر اصطاد ‪ .........‬أو ­ ِاشتريت سمكة ‪..........‬‬

‫بأف المُّغة وسيمة لنقؿ األفكار مف رأس المتكمّـ إلى أذف السامع‪،‬‬
‫كما انتقد الرؤية القائمة َّ‬
‫َّ‬
‫البدائية ليس "قوالً" بؿ‬ ‫ىذا حسب رأي "مالينوفسكي" خرافة‪ ،‬فالتكمُّـ ال سيما في الثقافات‬
‫البدائية حمقة ِاتصاؿ في‬
‫ّ‬ ‫"عمالً"‪ .1‬ودليمو عمى ذلؾ قوؿ مالينوفسكي‪« :‬فالمُّغة باستعماالتيا‬
‫نشاط بشري جماعي ‪ ...‬إنيا نمط مف العمؿ وليست أداة لمتأمؿ»‪.2‬‬

‫واعتبر فيرث المُّغة‪ « :‬أىـ سموؾ في نشاط اإلنساف‪ ،‬ورفض االكتفاء بتحميميا إلى‬
‫ودعا‬ ‫وداللية مستقمَّة‪َّ ،‬‬
‫ألف ذلؾ يفقدىا طابعيا الخاص بيا‪َ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وتركيبية‬ ‫َّ‬
‫صرفية‬ ‫مستويات جزئية‬
‫إلى دراسة المُّغة في بعدىا الثقافي واالجتماعي والنفسي‪ ،‬أي دراسة المُّغة في اإلطار الذي‬

‫التطور‪ ،‬ص‪ 970‬إلى ص‪ .985‬وينظر‪ :‬جفري سامسوف‪:‬‬


‫­ لمزيد مف التفاصيؿ‪ ،‬ينظر‪ :‬أحمد مومف‪ :‬المّسانيات النشأة و ُّ‬
‫‪1‬‬

‫مدارس المِّسانيات التسابق و ُّ‬


‫التطور‪ ،‬ص‪ 885‬إلى ص‪.859‬‬
‫­ ‪ ،9935 ، Malinowksi‬ص‪ .9‬نقالً عف‪ :‬جفري سامسوف‪ :‬مدارس المِّسانيات التسابق و ُّ‬
‫التطور‪ ،‬ص‪.838‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫ومعنوية‪ ،‬والرجوع إلى ما تحيؿ عميو المُّغة مف قواسـ‬


‫َّ‬ ‫يقتضيو التواصؿ مف معطيات َّ‬
‫مادية‬
‫عممية التواصؿ المُّغوي اليومي‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اجتماعية مشتركة بيف المتكمّـ والمستمع تجعؿ‬
‫ثقافية و‬
‫ّ‬
‫ناجحة»‪.1‬‬

‫أف المُّغة سموؾ ونشاط إنساني وثقافي ونفسي بيف المتكمّـ والمستمع‬
‫يفيـ مف خالؿ ىذا َّ‬
‫تيدؼ إلى تحقيؽ َّ‬
‫عممية التواصؿ بيف أفراد المجتمع البشري‪.‬‬

‫الوظيفية عند سيمون ديك (‪:)Simon Dik‬‬


‫َّ‬ ‫‪ ­ 4 ­ 1‬نشأة‬

‫كانت نظرية النحو الوظيفي التي أرسى دعائميا ووضع مبادئيا المغوي "سيموف ديؾ"‬
‫مع مجموعة مف الباحثيف‪ ،‬النظرية المتفردة باالتجاه النحوي الوظيفي‪ ،‬ولـ تكف حائزة قصب‬
‫السبؽ في طرؽ ىذا االتجاه‪ ،‬بؿ سبقيا في ذلؾ مدارس متعددة ونظريات مختمفة ميدت‬
‫وأسست لبزوغ ىذه النظرية‪ ،‬وتتحد النظريات الوظيفية السابقة في أف وظيفة المغة األساس‬
‫َّ‬
‫التبميغية‪ ،‬وأف البنى الصرفية والتركيبية والداللية محكومة بالوظائؼ‬ ‫ىي الوظيفة التواصمية‬
‫التي تؤدييا في المجتمعات البشرية‪.‬‬

‫لقد احتضنت جامعة أمسترداـ في أواخر سبعينات القرف الماضي ­ ‪8791‬ـ ­ نشأة‬
‫نظرية النحو الوظيفي عمى يد مجموعة مف الباحثيف يرأسيا الباحث المساني اليولندي‬
‫"سيموف ديؾ" الذي وضع أبحاثا متعددة رسـ بيا اإلطار النظري والمنيجي العاـ لمنظرية‬
‫ألتباعو السائريف عمى نيجو‪ ،‬الذيف أجروا دراسات لغوية متنوعة‪ ،‬تجاوزت عقديف مف الزمف‪،‬‬
‫وكاف منطمؽ النشأة ىو االقتناع بأف مقاربة خصائص العبارات المغوية عمى أساس العالقات‬

‫­ جوف فيرث‪ .‬نقالً عف‪ :‬حافظ اسماعيمي عموي‪ :‬المِّسانيات في الثقافة العربية المعاصرة‪ ،‬ص‪.344‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫أو الوظائؼ(الداللية والتركيبية والتداولية) تفضؿ مقاربتيا عمى أساس المقوالت الشجرية‪،‬‬
‫كالمركب االسمي‪ ،‬أو المركب الفعمي الذي ال ورود لو إال في بعض المغات‪.1‬‬

‫َّ‬
‫التحتية لمعبارات‬ ‫مف خالؿ ىذه المقاربة ّبيف لنا "ديؾ" كيفية االنتقاؿ مف البنية‬
‫سطحية المرتَّبة‪ ،‬وبالتالي إنشاء نظرَّية وظيفية قائمة بذاتيا‪ ،‬تستجيب‬
‫َّ‬ ‫المُّ َّ‬
‫غوية‪ ،‬إلى البنية ال‬
‫وميز بيف مرحمتيف كبيرتيف ىما‪ :‬نموذج الجممة ‪( Functional‬‬
‫لشروط التنظير والنمذجة‪ّ ،‬‬
‫)‪ Grammar‬الذي ظير عاـ ‪ 8791‬مف خالؿ كتاب سيموف ديؾ الموسوـ "بالنحو‬
‫الوظيفي"‪ ،‬ثـ قدمت بعد ذلؾ أبحاث متعددة في االتجاه نفسو إلى عاـ ‪ ،1988‬وتوسـ ىذه‬
‫المرحمة بػ (ما قبؿ النموذج المعيار)‪ ،‬ونموذج النص الذي ظير عاـ ‪8717‬ـ مف خالؿ‬
‫كتاب ديؾ )‪" (The Theorie of functional Grammar‬نظرية النحو الوظيفي" تجاوز‬
‫فيو "ديؾ" إطار الجممة إلى إطار النص‪ ،‬ودرس مجاالت جديدة غير (المعجـ و التركيب و‬
‫الداللة والتداوؿ‪ ،‬كمجاؿ الترجمة‪ ،‬والحوسبة‪ ،‬وغيرىا‪ ،‬وأجرى عدد مف الباحثيف دراسات‬
‫متعددة عمى غرار ىذا النموذج‪ ،‬وفحصوا مفاىيمو‪.2‬‬

‫فتكونت‬
‫َّ‬ ‫وانتقمت ىذه النظرَّية مف مسقط رأسيا ­ ىولندا ­ إلى أقطار أخرى‪،‬‬
‫َّ‬
‫وظيفية في بمجيكا‪ ،‬واسبانيا‪ ،‬والدنمارؾ‪ ،‬والمغرب ‪....‬الخ‪ ،‬ودخمت العالـ‬ ‫مجموعات بحث‬
‫بالرباط‪ ،‬حيث ُشكمت مجموعة البحث في‬
‫العربي َّأوؿ ما دخمت عبر جامعة محمد الخامس ِّ‬
‫الوظيفية‪ ،‬وكاف موضوعيا وصؼ القدرة التواصمَّية المتمثؿ في القدرة‬
‫َّ‬ ‫التداوليات والمِّسانيات‬
‫التداولية‪.3‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫النحوية والقدرة‬

‫‪ ­ 1‬ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي األصول واالمتداد‪ ،‬ص‪ 60‬إلى ص‪.68‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي‪ ،‬ص‪.8 ­ 7‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪ 59‬إلى ص‪.63‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫َّ‬
‫الوظيفية؛ فمدرسة براغ نشأت عمى أساس‬ ‫وفي الختاـ نصؿ إلى َّ‬
‫أف لك ّؿ مدرسة رؤيتيا‬
‫صوتي‪ ،‬ومدرسة كوبنياجف عمى أساس رياضي منطقي‪ ،‬ومدرسة لندف عمى أساس سياقي‪،‬‬
‫أما مدرسة "سيموف ديؾ" و"أحمد المتوكؿ" نشأت عمى أساس الوظيفة اإلعر َّ‬
‫ابية أو اإلعراب‬ ‫َّ‬
‫سماه أحمد المتوكؿ‪.1‬‬
‫الوظيفي كما َّ‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفيَّة (بنية المكونات أو التمثيل الصرفي ­ التركيبي)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.893‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫كتب أحمد المتوكل (دراسة وصفيَّة تحميمية نقديَّة)‬

‫يتعمّؽ موضوع البحث بالدرجة األولى بتمخيص كتب "أحمد المتوكؿ" لمعرفة كؿ الخبايا‬
‫لمتعرؼ عمى نظرَّية النحو الوظيفي‬ ‫والوقوؼ عند بعض النقائص‪ ،‬ويتطمَّب منا ىذا دراسة َّ‬
‫نقدية ُّ‬
‫وأثرىا في المُّغة العر َّبية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تمخيص كتب أحمد المتوكل‪:‬‬

‫‪ ­ 1‬الوظائف التداوليَّة في المّغة العربيَّة‪:‬‬

‫عالج المتوكؿ في كتابو خصائص الوظائؼ ال َّ‬


‫تداولية والمتمثّمة في الوظيفتيف الداخميتيف‬
‫الخارجية (المبتدأ والذيؿ والمنادى)‬
‫ّ‬ ‫(البؤرة والمحور) داخميتاف بالنسبة إلى الحمؿ‪ ،‬والوظائؼ‬
‫خارجية عف الحمؿ‪ .‬فالوظيفتان الداخميتان تتمثؿ في البؤرة مفيوميا‪ ،‬أنواعيا (بؤرة‬
‫ّ‬ ‫وظائؼ‬
‫المكوف‪ ،‬وبؤرة الجممة) وظيفتيا واعرابيا وموقعيا داخؿ الجممة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الجديد‪ ،‬وبؤرة المقابمة‪ ،‬بؤرة‬
‫َّ‬
‫االسمية‬ ‫َّ‬
‫الفعمية والجممة‬ ‫والمحور مفيومو‪ ،‬قواعد إسناد وظيفتو‪ ،‬إعرابو‪ ،‬مواقعو في الجممة‬
‫الخارجية فتشمؿ كؿ مف المبتدأ والذيؿ‬
‫ّ‬ ‫والجممة الر َّ‬
‫ابطية وخصائصو وقيوده‪ ،‬أما الوظائف‬
‫والمنادى‪.‬‬

‫‪ ­ 9‬المبتدأ‪ :‬تعريفو‪ ،‬مقولتو‪ ،‬إحاليتو‪ ،‬موقعو‪ ،‬خارجيتو‪ ،‬إعرابو‪ ،‬المبتدأ ‪ /‬المحور‪ ،‬المبتدأ‬
‫‪ /‬الذيؿ‪ ،‬المبتدأ ‪ /‬البؤرة‪.‬‬

‫‪ ­ 8‬الذيؿ‪ :‬مفيومو‪ ،‬إحاليتو‪ ،‬إعرابو‪ ،‬موقعو‪.‬‬

‫المنادى‪ :‬تعريفو‪ ،‬إسناد وظيفتو‪ ،‬أدواتو‪ ،‬قواعده‪ ،‬إعرابو‪ ،‬موقعو‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪­3‬‬

‫المكونات الحاممة لموظائؼ الخمسة المذكورة سابقًا‪،‬‬


‫ّ‬ ‫وتناولت ىذه الوظائؼ بنيات تشمؿ‬
‫وذلؾ في إطار التفاعؿ بيف بنية "المقاؿ" ومقتضيات "المقاـ"‪ ،‬ودرسيا المّغويوف العرب والنحاة‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫ىي‪ :‬التخصيص‪ ،‬العناية‪ ،‬التوكيد‪ ،‬الحصر‪ ،‬كما تشتؽ الجممة‬


‫والبالغيوف وفؽ ظواىر مختمفة؛ ّ‬
‫مكونية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وظيفية وبنية‬
‫ّ‬ ‫حممية وبنية‬
‫في النحو الوظيفي‪ ،‬عف طريؽ بناء بنيات ثالث؛ ىي‪ :‬بنية ّ‬

‫‪ ­ 2‬دراسات في نحو المّغة العربيَّة الوظيفي‪:‬‬

‫تناوؿ المتوكؿ قضايا عالجيا في إطار نظري لمنحو الوظيفي‪ ،‬إذ اعتمد عمى ثالثة محاور‬
‫ىي‪:‬‬

‫الرتبة في المغة العربية؛ ىناؾ دراستاف‪:‬‬


‫‪ ­ 9‬مف قضايا ُّ‬

‫التركيبية الفاعؿ في الربط بيف البنية‬


‫ّ‬ ‫أوالً‪ :‬الفاعؿ في المغة العربية‪ :‬تناوؿ أثر الوظيفة‬
‫كو َّنية إعرابو وموقعو‪.‬‬
‫الم ِّ‬
‫التركيبية وخصائص الفاعؿ ُ‬
‫ّ‬ ‫الصرفية ­‬
‫ّ‬ ‫الحممية) والبنية‬
‫ّ‬ ‫الداللية (البنية‬

‫أف المحور ىو المكوف الذي‬ ‫ثانيا‪ :‬ؼ (فعؿ) س (اسـ) فا (فاعؿ) في المّغة العربية‪َّ :‬‬
‫ً‬
‫الفعمية‪ ،‬وأطمؽ المتوكؿ عمى الفرضيات التي تُ َخمِ ُ‬
‫ؼ‬ ‫ّ‬ ‫يتوسط بيف الفعؿ والفاعؿ في الجممة‬
‫التحميالت الثالثة‪ :1‬فرضية الذيؿ‪ ،‬فرضية الخفؽ‪ ،‬فرضية المحور‪.‬‬

‫‪ ­ 8‬اقتراحات مف الفكر المّغوي العربي القديـ لوصؼ ظاىرة "االستمزاـ التخاطبي"‪ :‬أدمجيا‬
‫الحرفية والمستمزمة‪ .‬تناوؿ فييا‬
‫ّ‬ ‫التداولية‪ ،‬ومثؿ ليا بالقوة اإلنجازّية‬
‫ّ‬ ‫غوية‬
‫المتوكؿ في النماذج المّ ّ‬
‫اقتراحات حديثة ؿ جرايس (‪ )H. P. Grice‬وسيرؿ (‪ )J. searle‬وجوردف (‪ )Gorden‬والكوؼ‬
‫(‪ )G. Lakoff‬واقتراحات قديمة لمسكاكي‪ ،‬وفي الفصؿ الثاني ربط بيف القوة اإلنجازَّية والنحو‬
‫الوظيفي‪ ،‬وخاصة ما يتعمّؽ بنظرية أفعاؿ الكالـ‪.‬‬

‫‪ ­ 3‬القوة اإلنجازية والوظائؼ‪ :‬يضـ ظاىرتيف في المغة العر ّبية (ظاىرة االستفياـ وظاىرة‬
‫َّ‬
‫االستفيامية منيا استفياـ الحمؿ‪ ،‬استفياـ‬ ‫العطؼ)‪ .‬تتضمف الظاىرة األولى البؤرة في الجممة‬
‫المكوف‪ ،‬االستفياـ و"استمزاماتو الحوارَّية داخؿ كؿ مف بؤرة الجديد وبؤرة المقابمة‪ ،‬في حيف‬
‫ّ‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬دراسات في نحو المُّغة العربية الوظيفي‪ ،‬ص‪.65‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫تتضمف الظاىرة الثانية العطؼ في النحو الوظيفي بشتى أنواعو ( عطؼ الحدود‪ ،‬عطؼ‬
‫الجمؿ‪ ،‬العطؼ المتقاطع)‪.‬‬
‫المحموالت‪ ،‬عطؼ ُ‬

‫الربط في المُّغة العربيَّة‪:‬‬


‫‪ ­ 3‬من قضايا ّا‬

‫أف الجمؿ ذات المحموؿ غير ِ‬


‫الفعمي (االسمي أو‬ ‫انطمؽ "أحمد المتوكؿ" مف نقطة مفادىا َّ‬
‫متضمنة لفعؿ رابط كما ترد دوف فعؿ رابط‪ .‬والربط بيف‬
‫ِّ‬ ‫الحرفي أو الظرفي أو الصِّفي) ترد فييا‬
‫المحموؿ غير الفعمي والموضوع فاعمِو يتـ بواسطة مجموعة مف األفعاؿ؛ مثؿ‪ :‬أصبح‪ ،‬مازاؿ‪،‬‬
‫لتحدد الوسائط‬
‫الرابطة ال تستعمؿ في السياقات نفسيا‪ ،‬واّنما تستعمؿ ّ‬ ‫َّ‬
‫ظؿ‪ ،‬وغيرىا‪ .‬ىذه األفعاؿ ّ‬
‫الثالثة‪:1‬‬

‫­ صيغة الجممة ("اإلثبات" أو "النفي")‪.‬‬

‫­ التخصيص الجيي‪.‬‬

‫­ التخصيص الزماني‪.‬‬

‫مانية الواردة في المُّغة العر َّبية‪،‬‬


‫الز ّ‬‫كما حاوؿ التعرؼ عمى المقوالت الجيية والمقوالت ّ‬
‫صيغ المحموؿ الفعمي والمحموؿ غير الفعمي‪ .‬والشروط الضابطة لظيور‬
‫وتفاعميا في تحديد ّ‬
‫َّ‬
‫الموقعية‬ ‫ابية والبنية‬
‫الرابط في الجمؿ ذات المحموؿ غير الفعمي وعدـ ظيوره في البنية اإلعر ّ‬
‫الربط اإلحالي‪.‬‬
‫وبنية ّ‬

‫الرابطة في النحو الوظيفي َّبيف فيو‪:‬‬


‫الج َمؿ َّ‬
‫أيضا اشتقاؽ ُ‬
‫وتناوؿ ً‬

‫الرابط والرابط في النماذج المُّ َّ‬


‫غوية‪ ،‬والتي تقوـ عمى مجموعة مف‬ ‫­ خصائص الفعؿ َّ‬
‫الفرضيات (فرضية الحذؼ‪ ،‬فرضية اإلدماج‪ ،‬فرضية الحذؼ واإلدماج)‪.‬‬

‫الرابط في المُّغة العربيَّة‪ ،‬ص‪.96‬‬


‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬من قضايا ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫الربط في المُّغة العر َّبية‪.‬‬


‫­ قواعد صياغة المحموؿ وادماج َّا‬

‫نافيا)‪.‬‬
‫(صرفَةً نافية‪ ،‬فعالً رابطًا‪ ،‬فعالً رابطًا ً‬
‫­ إشكاؿ "ليس" ُ‬

‫َّ‬
‫الوظيفية‪،‬‬ ‫َّ‬
‫الحممية‪ ،‬والخصائص‬ ‫الرابطية منيا‪ :‬الخصائص‬ ‫َّ‬
‫وبيف خصائص الجمؿ َّ‬
‫أما الجمؿ التعيينية واشكاؿ الرابط فيتمثؿ في العالقات‬
‫ابطية‪ّ .‬‬
‫المكونية‪ ،‬الجمؿ الر ّ‬
‫ِّ‬ ‫والخصائص‬
‫الحممية التعيينية‪ ،‬وأىـ التراكيب داخؿ الجممة في النحو الوظيفي‪ ،‬وبنيتيا اإلخبارية وتحديد‬
‫رتبتيا‪.‬‬

‫العربية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 4‬الجممة المرّكبة في المّغة‬

‫وتركيبا‬
‫ً‬ ‫معجما‬
‫ً‬ ‫وظيفيا لظواىر المُّغة العربية‬
‫ِّ‬ ‫تناوؿ المتوكؿ في كتابو ىذا تحميالً‬
‫َّ‬
‫الفعمية‪ ،‬مع تصنيفيا والنظر إلى‬ ‫األوؿ عالج ظاىرة ِاشتقاؽ المحموالت‬
‫وتداوالً‪ ،‬ففي المجاؿ ّ‬
‫ثـ إلى قواعد مقمصة كقاعدة "المنعكس" وقاعدة "المطاوع"‬
‫تأثيرىا في المحموؿ الداخؿ‪َّ ،‬‬
‫وقاعدة "المبني لممجيوؿ" وقاعدة ِ"انصيار الحد" وقواعد موسَّعة لممحالَّ َّتية (كقواعد تكويف‬
‫المحموالت َّ‬
‫الدالة عمى التكثير والتعريض والتظاىر)‪ ،‬وفي المجاؿ الثاني تناوؿ الوظيفتيف‬
‫التركيبيتيف الفاعؿ والمفعوؿ‪ ،‬فيما دليالف عمى الوصؼ الكامؿ والشامؿ لمُّغة العربية‪ ،‬عمى‬
‫مكوف المتقبؿ في التركيب ذات المحموؿ الثنائي والمستقبؿ في‬ ‫َّ‬
‫أف وظيفة المفعوؿ تسند إلى ّ‬
‫أما المجاؿ الثالث‬
‫مكوف المنفذ‪َّ ،‬‬
‫التركيب ذات المحموؿ الثالثي‪ ،‬أما وظيفة الفاعؿ تسند إلى ّ‬
‫درس فييا المتوكؿ ظاىرتيف؛ ىما‪:‬‬

‫َّ‬
‫التداولية (المبتدأ والذيؿ والمنادى والمحور والبؤرة)‪.‬‬ ‫­ الظواىر المرتبطة بالوظائؼ‬

‫­ والظواىر اآليمة إلى القوة اإلنجازَّية المواكبة لمجممة‪.1‬‬

‫العربية‪ ،‬ص ‪.6 ­ 5‬‬


‫ّ‬ ‫المركبة في المُّغة‬
‫َّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬الجممة‬ ‫‪1‬‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫ُّ‬
‫األوؿ تنميط الجمؿ في المغة العر َّبية‪ ،‬وذلؾ بعرضو ّ‬
‫ألىـ‬ ‫حاوؿ المتو ّكؿ في الفصؿ َّ‬
‫مقومات الجممة البسيطة المتضمنة لحمؿ واحد‪ ،‬والجمؿ المرّكبة المتضمنة ألكثر مف حمؿ‬
‫الح ُموؿ‬
‫المدمجة منيا‪ُ :‬‬
‫الحموؿ غير ُ‬‫وخصص الفصؿ الثاني لدراسة خصائص ُ‬ ‫ّ‬ ‫واحد‪،‬‬
‫بالح ُموؿ‬
‫المرتبطة ُ‬
‫فيعالج أىـ القضايا ُ‬
‫أما الفصؿ الثالث ُ‬
‫الح ُموؿ المعطوفة‪َّ ،‬‬ ‫االعتر َّ‬
‫اضية و ُ‬
‫الح ُموؿ الحدود‪.‬‬
‫الح ُموؿ أجزاء الحدود و ُ‬
‫المدمجة؛ منيا‪ُ :‬‬
‫َ‬

‫‪ ­ 5‬المّسانيات الوظيفيَّة (مدخل نظري)‪:‬‬

‫لسانيا حديث النشأة‪ُ ،‬يعرؼ بالنحو الوظيفي‪ ،‬مع اإلشارة إلى‬ ‫ً‬ ‫نموذجا‬
‫ً‬ ‫يقدـ ىذا الكتاب‬
‫المنيجية ومبادئو‪ ،‬مف أجؿ وصؼ ظواىر المُّغة العر َّبية وتفسيرىا‪ ،‬مقارًنا إياه‬
‫ّ‬ ‫أسسو النظرّية و‬
‫سانية غير الوظيفية‪ ،‬أو المنحى الصوري الوصفي‪ ،‬وربطو بالفكر المُّغوي العربي‬
‫بالنظريات المِّ َّ‬
‫وظيفية؛‬
‫ّ‬ ‫لغوية‬
‫أيضا تقديـ نماذج ّ‬
‫موضوعية‪ ،‬وحاوؿ ً‬
‫ّ‬ ‫عممية‬
‫ّ‬ ‫القديـ نحوه وبالغتو وذلؾ بطريقة‬
‫َّ‬
‫النسقية‪ ،‬ونموذج النحو‬ ‫الوظيفية‪ ،‬نحو األدوار واإلحالة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫منيا‪ :‬البركمانتاكس‪ ،‬التركيبات‬
‫الوظيفي‪.‬‬

‫الوظيفية في الدرس المِّساني المعاصر وذلؾ انطالقًا مف تصنيؼ‬


‫َّ‬ ‫األوؿ‬
‫تناوؿ في الفصؿ َّ‬
‫وبيف أوجو االئتالؼ وأوجو‬ ‫النظريات المّسانية إلى النظريات الو َّ‬
‫ظيفية والنظريات غير الوظيفية ّ‬
‫االختالؼ‪ ،‬والوظيفية في الفكر المّغوي العربي القديـ‪.‬‬

‫العامة‪ ،‬والمتمثمة في المُّغة والوظيفة‪ ،‬الوظيفة‬


‫َّ‬ ‫َّ‬
‫المنيجية‬ ‫وخصص الفصؿ الثاني لممبادئ‬ ‫ّ‬
‫غوية‪ ،‬الوظيفة وموضوع الوصؼ‪ ،‬الوظيفة‬ ‫غوية‪ ،‬الوظيفة والكميات المُّ َّ‬
‫والبنية‪ ،‬الوظيفة والقدرة المُّ َّ‬
‫والمفاضمة بيف األنحاء‪.‬‬

‫الوظيفية‬
‫ّ‬ ‫الوظيفية والنمذجة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية وبناء األنحاء والمتمثمة في‬ ‫وعالج في الفصؿ الثالث‬
‫َّ‬
‫الوظيفية لمجممة‪ ،‬النحو‬ ‫الوظيفية تشمؿ كؿ مف (الوجية‬
‫ّ‬ ‫التحويمية‪ ،‬األنحاء‬
‫ّ‬ ‫التوليدية‬
‫ّ‬ ‫في النظرّية‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫العامة منيا‪ :‬البنية‬


‫ينص عمى تحديد بنية النموذج َّ‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية)‪ ،‬النحو الوظيفي ُّ‬ ‫النسقي‪ ،‬التركيبات‬
‫الح ْم َّمية‪ ،‬البنية الوظيفَّية‪ ،‬البنية المكونية‪.‬‬
‫َ‬

‫َّ‬
‫الوظيفية‪ ،‬وىذه النماذج تتمثؿ في‪:‬‬ ‫الرابع فتناوؿ نماذج مف التحميالت‬
‫أما الفصؿ َّ‬
‫َّ‬

‫َّ‬
‫المعجمية‪ :‬تشمؿ كؿ مف االشتقاؽ (المباشر وغير المباشر)‪ ،‬وخصائص‬ ‫­ التحميالت‬
‫النسؽ االشتقاقي (اشتراؾ األوزاف‪ ،‬ترادؼ األوزاف‪ ،‬الثغرات)‪ ،‬والمعجـ وقواعد تكويف المحموالت‬
‫الفعمية والمحموالت العمِّية‪ ،‬والمحموالت المبنية لممجيوؿ‪.‬‬
‫َّ‬

‫التركيبية؛ تتمثؿ في الوظيفتيف التركيبيتيف (الفاعؿ والمفعوؿ) في المُّغة‬


‫َّ‬ ‫­ التحميالت‬
‫العر َّبية‪ .‬ومف قضايا الرابط في المُّغة العر َّبية‪ ،‬والجممة المرّكبة في المُّغة العر َّبية‪.‬‬

‫التداولية في المّغة العر َّبية‪ ،‬والتي تحمؿ‬


‫ّ‬ ‫َّ‬
‫التداولية؛ تقوـ أوالً‪ :‬عمى الوظائؼ‬ ‫­ التحميالت‬
‫خارجية؛ ىي‪ :‬المبتدأ‪ ،‬الذيؿ‪ ،‬المنادى‪ ،‬ووظيفتيف‬‫ّ‬ ‫وظائؼ خمس تنقسـ إلى ثالث وظائؼ‬
‫ثانيا‪ :‬العطؼ في المُّغة العر َّبية‪ ،‬ويشمؿ مجموعة مف القيود؛‬
‫داخميتيف؛ ىما‪ :‬البؤرة‪ ،‬والمحور‪ً .‬‬
‫وىي‪ :‬القيود عمى عطؼ الحدود‪ ،‬القيود عمى عطؼ المحموالت‪ ،‬القيود عمى عطؼ الحموؿ‪.‬‬

‫وظيفية لبعض قضايا التركيب في المُّغة العربيَّة)‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪ ­ 6‬الوظيفة والبنية (مقاربات‬

‫يبحث ىذا الكتاب في‪:‬‬

‫صرفية‬
‫ّ‬ ‫داللية) و َّ‬
‫المركب (باعتباره بنية‬ ‫ّ‬ ‫منطقية‬
‫ّ‬ ‫­ رصد العالقة بيف الحد (بوصفو بنية‬
‫الحممية (البنية‬
‫ّ‬ ‫تركيبية)‪ ،‬وأىـ القواعد (قواعد َّ‬
‫صياغة المرّكب) الكفيمة بنقؿ وحدات البنية‬ ‫ّ‬
‫التركيبية)‪ ،‬بنقؿ الحدود إلى‬
‫ّ‬ ‫الصرفية‬
‫ّ‬ ‫المكو ّنية (البنية‬
‫ّ‬ ‫الداللية) إلى وحدات البنية‬
‫ّ‬ ‫المنطقية‬
‫ّ‬
‫َّ‬
‫النمطية‪.‬‬ ‫صياغة الكفاية‬
‫مرّكبات ويتـ عف طريؽ ّ‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫كبير بظاىرة النفي (أدواتيا‬


‫اىتماما ًا‬
‫ً‬ ‫­ ظاىرة النفي في المُّغة العر َّبية‪ :‬لقد أولى المتوكؿ‬
‫َّ‬
‫المنفية)‪ ،‬كوف أنيا مف الظواىر التي لـ يعف بيا الدرس‬ ‫وظيفية لمتراكيب‬‫ّ‬ ‫وبنياتيا ونحو مقاربة‬
‫المّغوي المعاصر‪ ،‬حتى المشتغميف في إطار النحو الوظيفي‪.‬‬

‫­ مقاربة لمتراكيب المبأرة في المّغة العربية‪ ،‬عالج فييا مجموعة مف العناصر؛ ىي‪:‬‬
‫غوية مع تقديـ مجموعة مف التحميالت‬
‫خصائص البنيات المبأرة‪ ،‬البنيات المبأرة في النماذج المّ ّ‬
‫َّ‬
‫الوظيفية لمبنيات المبأرة‪ ،‬والتي تقوـ عمى فرضية أف البؤرة أنواع‬ ‫الموحدة و َّ‬
‫المميزة؛ المقاربة‬ ‫َّ‬
‫منيا‪ :‬بؤرة الجديد‪ ،‬بؤرة االنتقاء‪ ،‬بؤرة الحصر‪ ،‬بؤرة التثبيت‪ ،‬بؤرة القمب‪.‬‬

‫اعتمادا عمى التمييز بيف ىذه األنواع مف البؤر‪ ،‬قاـ بتحميؿ البنيات المفصولة والبنيات‬
‫ً‬
‫تداوليا‪ ،‬تتضمف جميعيا معمومةً‬
‫ً‬ ‫المتصدرة والبنيات الحصرَّية عمى أساس َّأنيا بنيات مترادفة‬
‫ّ‬
‫َّ‬
‫الوظيفية (بؤرة‬ ‫الحد الحامؿ ليذه المعمومة‬
‫ّ‬ ‫منكر ورودىا‪ ،‬فتسند إلى‬
‫ًا‬ ‫مترد ًدا في ورودىا أو‬
‫ّ‬
‫المقابمة)‪.‬‬

‫‪ ­ 7‬قضايا المُّغة العربيَّة في المّسانيات الوظيفيَّة (البنية التحتيَّة أو التمثيل الداللي‬


‫التداولي)‪.‬‬

‫يتضمف ىذا الكتاب مجموعة مف األفكار الرئيسة‪ ،‬والنقاط األساسية التي تتمحور حوؿ‬
‫سعيا منيا لوضع مقاربة لقضايا المغة العربية مف منظور‬
‫ً‬ ‫النظريات المسانية الوظيفية‬
‫وظيفي‪ ،‬والتي تنطمؽ مف الوظيفة األساسية لمغات الطبيعية المتمثمة في وظيفة التواصؿ‬
‫داخؿ المجتمعات البشرية‪ .‬والنظرية المسانية الوظيفية التي اعتمدىا أحمد المتوكؿ ىي‬
‫"نظرية النحو الوظيفي" وتعتبر مف بيف النظريات المسانية التي تستقصي معرفة قضايا المغة‬
‫العربية في المسانيات الوظيفية‪ ،‬والتي ستكوف موضوعا ليذا البحث‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫والسبب الذي دفع أحمد المتوكؿ إلى اختيار ىذه النظرية ىو اعتماده عمى معياريف‬
‫أساسييف ىما‪:‬‬

‫إما عمى شكؿ‬


‫أوالً‪ :‬حداثة القضايا التي يعالجيا بالنظر إلى أف بحوثو السابقة كانت ّ‬
‫إشكاالت عالجيا دوف أف يوفييا حقيا مف المعالجة‪ ،‬وا َّما تناوليا مف منظور النحو الوظيفي‬
‫األوؿ‪ ،‬وبقي أف يعيد النظر فييا ليبيف كيفية تناوليا في إطار النموذج الحالي‪.‬‬
‫ّ‬

‫ثانيا‪ :‬مدى االستفادة التي يمكف أف تحصدىا المسانيات العربية مف دراسة ىذه القضايا‬
‫مف ناحية‪ ،‬والنتائج المترتبة عف ىذه الدراسة عمى نظرية النحو الوظيفي مف ناحية أخرى‪.‬‬

‫َّ‬
‫منيجية تناوؿ فييا مبادئ النحو الوظيفي وتنظيـ نموذج مستعمؿ‬ ‫مقدمة‬
‫اعتمد عمى ّ‬
‫َّ‬
‫الطبيعية والنحو الوظيفي المحوسب‪.‬‬ ‫المُّغات‬

‫األوؿ‪ :‬المدخؿ المعجمي (تنظيمو ودوره)‪ :‬وقد تضمف مجموعة مف العناصر؛‬


‫الفصؿ َّ‬
‫ىي‪ :‬المدخؿ المعجمي وتنظيمو العاـ‪ ،‬اإلطار الحممي‪ ،‬التعريؼ الداللي‪ ،‬المحموالت‬
‫المشتقة‪ ،‬بيف المعجـ واالشتقاؽ والصرؼ‪ ،‬إشكاالت وآفاؽ‪ ،‬المدخؿ المعجمي والجممة‪،‬‬
‫المعجـ والتداوؿ‪.‬‬

‫خصصو لمبحث عف‪ :‬معنى االلتباس‪،‬‬


‫ّ‬ ‫وفي الفصؿ الثاني الموسوـ بػ "االلتباس" فقد‬
‫نحو تنميط االلتباس‪ ،‬مف "الظاىر" إلى "الخفي"‪ :‬درجات االلتباس‪ ،‬النحو الوظيفي والعبارات‬
‫الممتبسة‪.‬‬

‫َّ‬
‫القضوية"‪ ‬تعريفات واصطالحات‪ ،‬أنماطيا‬ ‫أما الفصؿ الثالث فبحث فيو عف "الوجوه‬
‫وتحققاتيا‪ ،‬ووظائفيا‪ ،‬واشكاالتيا‪.‬‬

‫الوجو القضوي‪ :‬ىي العالقة التي تربط بيف المتخاطبيف‪ ،‬والتي تكمف في الفعؿ المّغوي الذي ينجزه المتكمّـ حيف التمفظ‪ .‬أحمد‬ ‫‪‬‬

‫المتوكؿ‪ :‬قضايا المُّغة العربيَّة في المّسانيات الوظيفيَّة (البنية التحتيَّة أو التمثيل الداللي التداولي)‪ ،‬ص‪.959‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫جسر لمعبور‪ :‬الترجمة‪ :‬تناوؿ فيو‬


‫خصصو لػ التمثيؿ الداللي ­ التداولي ًا‬
‫الرابع ّ‬
‫والفصؿ َّ‬
‫العامة‪ ،‬األدوات (القاموس المزدوج والنحو المقارف)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مجموعة مف العناصر؛ ىي‪ :‬المبادئ‬
‫المراحؿ (التحميؿ والنقؿ والتوليد)‪.‬‬

‫المكونات أو التمثيل الصرفي ­‬


‫ّ‬ ‫‪ ­ 8‬قضايا المُّغة العربيَّة في المّسانيات الوظيفيَّة (بنية‬
‫التركيبي)‪.‬‬

‫ِّ‬
‫يوضح المتوكؿ في ىذا الكتاب القواعد والمبادئ التي تضطمع بنقؿ البنية الداللية ­‬
‫التداولية إلى بنية مكونات‪ ،‬وتوصؿ إلى أف خصائص المغات الطبيعية تتحدد في مستوييف‬
‫تمثيمييف؛ ىما‪ :‬مستوى البنية الداللية ­ التداولية ومستوى البنية الصرفية ­ التركيبية‪.‬‬

‫وقسَّـ البحث إلى ثالثة فصوؿ ىي‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬ييتـ بدراسة محموؿ الجممة‪ِ :‬‬


‫صَي ُغوُ وبنياتو‪ ،‬وعناصره ىي‪ :‬المدخؿ‪،‬‬ ‫الفصؿ َّ‬
‫َّ‬
‫الصرفية (تكوينيا وأنماطيا)‪ ،‬األفعاؿ المحموالت ‪ /‬األفعاؿ الناقصة‪،‬‬ ‫التمثيؿ التحتي‪ ،‬الصيغ‬
‫المجردة والمخصصات وكيؼ تتحقؽ ىذه‬
‫َّ‬ ‫صياغة المحموؿ؛ َّبيف فيو صورة المحموؿ‬
‫المخصصات‪ ،‬إشكاالت عالقة مف أدوات نافية واعراب المحموؿ غير الفعمي والمحموؿ‬
‫الفعمي‪.‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬ييتـ ببناء المرّكب‪ ،‬عرض فيو مجموعة مف النقاط ىي‪ :‬مدخؿ‪ ،‬نحو‬
‫تنميط لمحدود‪ ،‬الحدود المشتقة مف اسـ الفاعؿ واسـ المفعوؿ والمصدر‪ ،‬الحد االسمي‬
‫النموذجي‪ :‬دوره وبنيتو‪ ،‬الوظائؼ (وظائؼ الحد ووظائؼ داخؿ الحد)‪ ،‬مف الحد إلى المركب‬
‫(انتقاء الرأس ونقؿ المخصِّص إلى ِّ‬
‫محدد واإلعراب)‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫عامة تتعمّؽ بصياغة القواعد‬


‫أما الفصؿ الثالث فعالج فيو رتبة المكونات مف مسائؿ ّ‬
‫التحتية‪ :‬سممية ‪ /‬ترتيب؛ تشمؿ‪ :‬التمثيؿ الداللي ­ التداولي‬
‫ّ‬ ‫الرتبة‪ ،‬البنية‬
‫المسؤولة عف إسناد ّ‬
‫الرتب منيا‪:‬‬
‫التحتية‪ ،‬مف العالقات إلى ُّ‬
‫ّ‬ ‫والبنية التحتية غير مرتّبة والتنظيـ السُّمَّمي لمبنية‬
‫َّ‬
‫(الكمية)‪.‬‬ ‫العامة‬
‫قواعد الموقعة ومف القواعد إلى المبادئ ّ‬

‫‪ ­ 9‬قضايا المُّغة العربيَّة في المِّسانيات الوظيفيَّة (بنية الخطاب من الجممة إلى‬


‫النص)‪:‬‬

‫بعد عرض المتوكؿ لمكتابيف األوليف "قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية"‬
‫(المتوكؿ ‪ ،)9996 ­ 9995‬الذي درس مجموعة مف الظواىر‪ ،‬وأكد بأنيا تنحصر في مجاؿ‬
‫الجممة ال تتعداه‪ ،‬رأى في المقابؿ أف بعض القضايا الجممية ال يمكف تناوليا إال إذا تمت‬
‫مقاربتيا في إطار خطاب متكامؿ‪ ،‬ومف ىذه القضايا‪ ،‬االستمزاـ الحواري‪ ،‬وااللتباس بجميع‬
‫أنماطو‪ ،‬واسناد الوظائؼ التداولية‪ ،‬كالمحور‪ ،‬والبؤرة‪ ،‬ورتبة المكونات‪ ،‬وتخصيص السمات‬
‫الجيية والزمنية‪.‬‬

‫وقسَّـ البحث إلى فصميف؛ ىما‪:‬‬

‫الفصؿ األوؿ‪ :‬تناوؿ "نحو الجممة ونحو النص‪ :‬مف االختالؼ إلى االئتالؼ" وفؽ‬
‫العناصر اآلتية‪ :‬الخطاب في النحو الوظيفي (مفيومو‪ ،‬مجالو‪ ،‬طبيعتو‪ ،‬أنماطو‪ ،‬الدراسات‬
‫َّ‬
‫الطبيعية‪،‬‬ ‫الخطابية الوظيفية)‪ ،‬نحو الجممة يتمثؿ في القالب النحوي ونموذج مستعممي المُّغة‬
‫ّ‬
‫نحو الجممة ونحو ما بعد الجممة‪ :‬نحواف أـ نحو واحد‪.‬‬

‫أما الفصؿ الثاني فعالج فيو بنية الخطاب وافتراض التماثؿ وفؽ البنية العامة‬
‫بمستوياتيا وطبقاتيا وعالقتيا ووظائفيا‪ ،‬التماثؿ البنيوي بيف الجممة والنص مف االفتراضات‬
‫المتغير وعناصره البنية النموذج وأنماط الخطاب‬
‫والبنية النموذج والجممة والنص؛ الثابت و ّ‬
‫والبنية النموذج وأقساـ الخطاب والبنية النموذج والكممة‪ ،‬البنية النموذج واشكاالت التمثيؿ‬
‫‪175‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫َّ‬
‫التحتية‬ ‫ال والقالبية وأنماط الخطاب وافتراض التماثؿ بيف البنية‬
‫قالبا مستق ً‬
‫يتمثؿ في التداوؿ ً‬
‫َّ‬
‫السطحية‪.‬‬ ‫والبنية‬

‫ييدؼ المتوكؿ مف خالؿ كتابو إلى تحقيؽ ىدفيف أساسييف؛ ىما‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬استكشاؼ ما ِّ‬


‫يوحد بيف بنية الكممة وبنية المركب وبنية الجممة وبنية النص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االقتصار عمى المبادئ نفسيا في وصؼ بنية كؿ مف ىذه المستويات األربعة‪.‬‬

‫‪ ­ 11‬التركيبات الوظيفيَّة (قضايا ومقاربات)‪:‬‬

‫يندرج موضوع ىذا الكتاب حوؿ االتجاه الوظيفي أو المنحى الوظيفي‪ ،‬اتُيـ َّ‬
‫بأنو اتجاه‬
‫الطبيعية‪ ،‬لكف المتوكؿ ّبرر ىذا وأ ّكد َّ‬
‫بأف‬ ‫ّ‬ ‫تقميصي ُيغفؿ البعد الصرفي ­ التركيبي لمغات‬
‫التحتية لمعبارات المُّ َّ‬
‫غوية بشقييا الداللي والتداولي مف‬ ‫َّ‬ ‫نظرَّية النحو الوظيفي «نالت البنية‬
‫َّ‬
‫صرفية ­‬ ‫البحث والدراسة ما لـ تنمو قواعد التعبير المسؤولة عف نقؿ ىذه البنية إلى بنية‬
‫صوتية»‪.1‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تركيبية‬

‫َّ‬
‫التحتية ومحاولة رفع االتياـ‪ ،‬جاء المتوكؿ‬ ‫نظر ليذه المكانة التي ُمنيت بيا البنية‬
‫ًا‬
‫وظيفيا كالنحو الوظيفي وذلؾ‬
‫ً‬ ‫أف قضايا الصَّرؼ والتركيب في نحو َّ‬
‫موجو‬ ‫بمقاربة تقوـ عمى َّ‬
‫باالعتماد عمى "نحو الخطاب الوظيفي"‪.‬‬

‫قسَّـ البحث إلى خمسة فصوؿ؛ ىي‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬الوظيفة والتركيب (تعالؽ وتبعية)‪ ،‬فييا‪ :‬مدخؿ‪ ،‬مجاؿ التركيب‪ :‬بيف‬
‫الفصؿ َّ‬
‫المحدودية والشموؿ (الصرؼ والتركيب)؛ وظيفة المُّغة وبنيتيا والعناصر التي َّ‬
‫تطرؽ إلييا؛‬
‫ىي‪ :‬مفيوـ الوظيفة (الوظيفة العالقة والوظيفة الدور)‪ ،‬دور المُّغة‪ :‬وظيفة أـ وظائؼ‪ ،‬وظيفة‬
‫التركيب‪ :‬القاعدة واالستثناء‪.‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬التركيبات الوظيفيَّة (قضايا ومقاربات)‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪176‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬الوظيفة وبناء األنحاء‪ ،‬تناوؿ فييا‪ :‬مدخؿ‪ ،‬المبادئ العامة لمنحو‬
‫الوظيفي‪ ،‬تنظيـ النحو‪.‬‬

‫أما الفصؿ الثالث‪ :‬بنية الجممة فييا‪ :‬مدخؿ‪ ،‬حدود الجممة (بيف المركز والضواحي)‪،‬‬
‫البنية المعيار بمستوياتيا الثالثة (العالقي والتمثيمي والبنيوي)‪ ،‬البنية المعيار بيف الثابت‬
‫التعجبية‪ ،‬شبو‬
‫ّ‬ ‫امية‪ ،‬أمرّية‪،‬‬
‫والمتغيِّر ومف ىذه المغيرات؛ نجد‪ :‬متغيرات النمط الجممي (استفي ّ‬
‫الجممة)‪ ،‬متغيرات نمط التركيب‪ ،‬متغيرات نمط الخطاب؛ الطبقة اإلنجازية‪ :‬قضايا لمبحث؛‬
‫منيا‪ :‬االستمزاـ الحواري والمواحؽ اإلنجازية‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬تناوؿ بنية المرّكب االسمي تشمؿ عناصر؛ ىي‪ :‬مدخؿ‪ ،‬أنماط‬
‫والفصؿ َّ‬
‫ِّ‬
‫الخطية والمقاربة الطبقية‪.‬‬ ‫االسمية‪ ،‬المركب االسمي‪ :‬عمؽ وسطح؛ فييا المقاربة‬ ‫المركبات‬
‫ّ‬
‫إشكاالت وبعض الحموؿ‪ ،‬نحو مقاربة أشمؿ‪ :‬مف موازاة المركب لمحمؿ إلى موازاة المركب‬
‫لمجممة‪.‬‬

‫أما الفصؿ الخامس‪ :‬البنية التركيبية وأنماط المُّغات‪ .‬يشمؿ كؿ مف‪ :‬المدخؿ‪ ،‬المستوى‬
‫التطور المُّغوي‪.‬‬
‫أساسا لمتنميط‪ ،‬الشفافية ‪ /‬الكتامة و ّ‬
‫ً‬ ‫البنيوي‬

‫‪ ­ 11‬المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪:‬‬

‫حاوؿ المتوكؿ في ىذا الكتاب تشغيؿ نظرية النحو الوظيفي في دراسة المُّغة العر َّبية‪،‬‬
‫وتركيبا‪ .‬وذلؾ باالنطالؽ مف الفكر المُّغوي التراثي‬
‫ً‬ ‫سعيا في تحقيؽ نسؽ المُّغة العر َّبية صرفًا‬
‫ً‬
‫وربطو بالدرس الوظيفي الحديث‪.‬‬

‫قسَّـ كتابو إلى ثالثة فصوؿ؛ ىي‪:‬‬

‫العامة‬
‫َّ‬ ‫األوؿ‪ :‬المقاربة الوظيفية مبادئيا ومنيجيا‪ ،‬تناوؿ فيو‪ :‬المدخؿ؛ المبادئ‬
‫الفصؿ َّ‬
‫لمنحو الوظيفي‪ .‬والمتمثمة في‪ :‬أداتية المُّغة ­ وظيفة المُّغة األداة ­ المُّغة واالستعماؿ ­ سياؽ‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫وتطور المُّغة ­‬
‫ُّ‬ ‫غوية ­ األداتية وبنية المُّغة ­ األداتية‬
‫االستعماؿ ­ المُّغة والمستعمؿ ­ القدرة المُّ َّ‬
‫غوية ­ األداتية واكتساب المُّغة‪ ،‬أداتية المُّغة وصياغة النحو‪ :‬تناوؿ فييا‬
‫الكميات المُّ َّ‬
‫األداتية و َّ‬
‫مفيوـ النحو‪ ،‬ومبدأ اإلنسجاـ وبناء النحو‪ ،‬وظيفة التواصؿ وىندسة النحو‪ ،‬الوظيفية بيف‬
‫المفيوـ والمصادؽ‪ :‬تتمثؿ في النظرَّية الوظيفية المثمى‪.‬‬

‫الوظيفية في المِّسانيات العر َّبية الحديثة‪ .‬عالج فييا مجموعة مف‬


‫َّ‬ ‫الفصؿ الثاني‪:‬‬
‫العناصر؛ ىي‪ :‬مدخؿ؛ المنحى الوظيفي بالمغرب‪ :‬تذكير وتدقيؽ؛ نظرية النحو الوظيفي‪:‬‬
‫َّ‬
‫المنيجية والمتمثمة في الكفايات الثالثة‬ ‫ثابت األسس ومتغير النماذج‪ .‬منيا‪ ­ :‬األسس‬
‫الوظيفية والمُّغة العر َّبية يقوـ عمى بناء بناء‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫النمطية)‪ ­ .‬النماذج؛ النظرية‬ ‫َّ‬
‫النفسية‪،‬‬ ‫(التداولية‪،‬‬
‫نحو المُّغة العر َّبية الوظيفي؛ المُّغة العر َّبية ونظرَّية النحو الوظيفي (إسيامات في الكفاية‬
‫المُّ َّ‬
‫غوية)‪.‬‬

‫الوظيفية في التراث المُّغوي مف اإلسقاط إلى اإلقساط‪ :‬تناوؿ فيو‬


‫َّ‬ ‫الفصؿ الثالث‪:‬‬
‫َّ‬
‫المنيجية‪ ،‬منيا‪ :‬توحد‬ ‫مجموعة مف العناصر ىي‪ :‬مدخؿ‪ ،‬قراءة التراث‪ :‬بعض االقتراحات‬
‫قطعية واسقاطًا لإلسقاط؛ الداللة في التراث المُّغوي‬
‫َّ‬ ‫وتطور ال‬
‫ّ‬ ‫تعدد العموـ‬
‫المفيوـ في ّ‬
‫األساسية المتمثمة في المقاـ والمقاؿ ­ المنيج يتمثؿ في المَّفظ‬
‫َّ‬ ‫العربي‪ :‬عالج فيو ­ المفاىيـ‬
‫والمعنى ­ القضايا منيا القصد والتركيب‪ ،‬مف قضايا المعنى ‪ /‬الفحوى‪ ،‬الخطاب‪ :‬أنماطو‬
‫وخصائصو‪ ،‬التراث المُّغوي و َّ‬
‫الدرس الوظيفي الحديث‪ :‬يقوـ عمى عنصريف ىما‪ ­ :‬التراث‬
‫َّ‬
‫الوظيفية المثمى ­ التراث‪ :‬ماض ممتد‪.‬‬ ‫والنظرية‬

‫‪ ­ 12‬الخطاب وخصائص المّغة العربيَّة (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط)‪:‬‬

‫يسعى المنحى الوظيفي في البحث المِّساني العربي إلى‪:‬‬

‫­ دراسة ظواىر المُّغة العربية (الفصحى والدوارج) انطالقًا مف مبدأ تبعية البنية لموظيفة‬
‫وتفسيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وصفًا‬
‫‪178‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫­ وضع جسر بيف التراث المغوي العربي القديـ (بالغة‪ ،‬أصوؿ‪ ،‬نحو‪ ،‬فقو) وربطو‬
‫بالمّسانيات الحديثة‪.‬‬

‫­ إدماج البحث المّساني الوظيفي في التنمية االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬االقتصادية واستثمار‬


‫َّ‬
‫الحيوية كالتواصؿ‪ ،‬أي يقوـ عمى نقؿ البحث المّساني الوظيفي إلى‬ ‫نتائجو في المجاالت‬
‫مجاالت اإلجراء والتطبيؽ‪.‬‬

‫­ تنميط المّغات الطبيعية (البشرّية) ومحاولة رصد مختمؼ التغيرات التي تط أر عمى لغة‬
‫ما أو عمى نمط لغوي ما‪ ،‬عبر مراحؿ تطورىا‪.‬‬

‫قسـ كتابو إلى أربعة فصوؿ ىي‪:‬‬


‫َّ‬

‫األوؿ‪ :‬النسؽ النموذج‪ :‬ثابتو ومتغيراتو‪ ،‬تناوؿ فيو‪ :‬المدخؿ؛ ويتمثؿ في‪ :‬مفيوـ‬
‫الفصؿ َّ‬
‫الخطاب‪ ،‬أنماط الخطاب‪ ،‬مقاربة الخطابات‪ :‬نظريات أـ نظرَّية‪ :‬تناوؿ فييا مقاربات سائدة‪،‬‬
‫ومقاربة لمتمحيص‪ ،‬ثوابت البنية‪ :‬تتمثؿ في أربع ثوابت‪ ،‬ىي‪ :‬ثوابت المستوى العالقي‪ ،‬ثوابت‬
‫المستوى التمثيمي‪ ،‬ثوابت المستوى الصرفي ­ التركيبي‪ ،‬ثوابت المستوى الفونولوجي‪ ،‬متغيرات‬
‫النمط‪ :‬تناوؿ فييا متغيرات المستوى العالقي ومتغيرات المستويات التابعة‪.‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬القوة اإلنجازية مف االستمزاـ إلى التأصيؿ‪ .‬عالج فييا مجموعة مف‬
‫العناصر ىي‪ :‬مدخؿ‪ ،‬المخصص الطبقي‪ :‬تذكير‪ ،‬القوة اإلنجازية األصؿ ‪ /‬القوة اإلنجازَّية‬
‫المستمزمة‪ ،‬التمثيؿ لمقوة اإلنجازَّية يقوـ عمى التمثيؿ المساوي والتمثيؿ الموازي‪ ،‬تأصيؿ‬
‫االستمزاـ‪ ،‬القوة اإلنجازية األصوؿ في المُّغة العر َّبية‪.‬‬

‫الفصؿ الثالث‪ :‬اإلحالة‪ :‬األنماط والمقوالت‪ :‬تناوؿ فيو مجموعة مف العناصر ىي‪:‬‬
‫مدخؿ‪ ،‬مفيوـ اإلحالة‪ ،‬اإلحالة في الفكر المُّغوي العربي القديـ‪ :‬عالج فيو ­ اإلحالة عند‬
‫النحاة ­ اإلحالة عند األصولييف‪ ،‬اإلحالة في نظرية النحو الوظيفي‪ :‬يقوـ عمى عنصريف‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫ىما‪ ­ :‬اإلحالة في النموذج المعيار ­ اإلحالة في نموذج نحو الخطاب الوظيفي؛ اإلحالة في‬
‫المنحى الوظيفي العربي؛ اإلحالة في المُّغة العر َّبية‪.‬‬

‫الحيز‪ ،‬تشمؿ عناصر‪ ،‬ىي‪ :‬مدخؿ‪ ،‬التبئير‪ :‬يشمؿ‬


‫الرابع‪ :‬البؤرة‪ :‬الوظيفة و ّ‬
‫والفصؿ َّ‬
‫عنصريف ىما‪ :‬التبئير في النحو الوظيفي المعيار والتبئير في نحو الخطاب الوظيفي‪ ،‬ما‬
‫يالبس التبئير‪ :‬التقوية‪ ،‬خصائص التبئير والتقوية في المُّغة العربية‪ ،‬منيا‪ :‬التبئير‪ ،‬التقوية‪،‬‬
‫التحييز‪.‬‬

‫‪ ­ 13‬مسائل النحو العربي (في قضايا نحو الخطاب الوظيفي)‪:‬‬

‫منيجية َّ‬
‫عممية لقراءة‬ ‫َّ‬ ‫إف اليدؼ مف مشروع المنحى المِّساني الوظيفي العربي ىو وضع‬
‫َّ‬
‫التراث الذي خمَّفو المفكروف العرب القدماء؛ نحاة وبالغيوف وأصوليوف ومفسروف وتتمثؿ ىذه‬
‫مقومات ثالثة؛ ىي‪:‬‬ ‫َّ‬
‫المنيجية في ِّ‬

‫­ تقويـ العالقة بيف النحو العربي (الفكر المُّغوي العربي) والنظريات المِّسانية الحديثة‪،‬‬
‫طبيعيا لمدراسات البالغية واألصولية‬
‫ً‬ ‫امتدادا‬
‫ً‬ ‫وذلؾ باعتبار المنحى الوظيفي العربي الحديث‬
‫و َّ‬
‫النحوية العربية القديمة‪.‬‬

‫­ المقارنة الممنيجة بيف تناوؿ النحاة لعدد مف الظواىر المُّ َّ‬


‫غوية‪ ،‬ومعالجة نحو الخطاب‬
‫الوظيفي لمظواىر نفسيا‪ ،‬وذلؾ مف أجؿ وصؼ ىذه الظاىرة وتفسيرىا‪.‬‬

‫ومصدر يحتكـ إليو عند الحجاج بالنسبة إلى‬


‫ًا‬ ‫مرجعا‬
‫ً‬ ‫يعد الفكر المُّغوي العربي القديـ‬
‫­ ُّ‬

‫الدرس المِّساني الوظيفي الحديث‪.‬‬

‫قسَّـ كتابو إلى ثالثة فصوؿ؛ ىي‪:‬‬

‫المستثنى‪ ،‬المعطوؼ‪:‬‬
‫األوؿ‪ :‬المتصؿ والمنقطع‪ ،‬تناوؿ فيو‪ :‬مدخؿ‪ ،‬النعت‪ُ ،‬‬
‫الفصؿ َّ‬
‫خطابيا‪ ،‬والمفصول‪.‬‬
‫ً‬ ‫تناوؿ فيو‪ :‬المعطوؼ المتصؿ‪ ،‬المعطوؼ المنقطع‪ ،‬المعطوؼ فعالً‬
‫‪180‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫محؽ‪ .‬عالج فييا مجموعة مف العناصر ىي‪ :‬مدخؿ‪،‬‬


‫الم َ‬
‫المدمج و ُ‬
‫الفصؿ الثاني‪ُ :‬‬
‫الجممة الموصولة‪:‬‬
‫المعترضة‪ ،‬الجممة المنقطعة؛ ُ‬
‫الجممَة ُ‬
‫الجممة التابعة‪ُ ،‬‬
‫اإلدماج ‪ /‬اإللحاؽ‪ُ ،‬‬
‫تتكوف مف ُجممة الصمة والضمائر الموصولة‪ :‬تواردىا وخصائصيا‪ ،‬منيا‪ :‬التوزيع التكاممي‬
‫والخصائص اإلعر َّ‬
‫ابية‪.‬‬

‫الربض‪ :‬تناوؿ فيو مجموعة مف العناصر ىي‪ :‬مدخؿ‪،‬‬ ‫المركز و َّ‬


‫الفصؿ الثالث‪ْ :‬‬
‫الربض ‪ /‬الفضمة‪ ،‬رَبض الم َّ‬
‫ركب االسمي‪،‬‬ ‫الربض‪َّ ،‬‬
‫المركز ‪َّ /‬‬
‫ُ‬ ‫الربض‪ :‬تعريفو وأنماطو ومنو‪َ :‬‬
‫َّ‬
‫الرَبض‬
‫البعدي ­ َّ‬
‫الرَبض َ‬ ‫القبمي ­ َّ‬
‫الرَبض ْ‬
‫أرباض الجممة‪ :‬تقوـ عمى ثالثة عناصر ىي‪َّ ­ :‬‬
‫الربض‪ ،‬منو اإلعراب في المُّغة العر َّبية‪ :‬اقتراح بديؿ واسناد‬
‫المنادى‪ ،‬أرباض النص‪ ،‬إعراب َّ‬
‫تعدد ربض التوجيو‪ُّ ،‬‬
‫تعدد الذيؿ‪ ،‬مف‬ ‫تعدد النداء‪ُّ ،‬‬
‫المتعدد‪ ،‬منو‪ُّ :‬‬
‫ِّ‬ ‫الربض‬
‫إعراب األرباض‪َّ ،‬‬
‫الربض‪ ،‬مف فعؿ‬
‫الرَبض إلى المركز‪ :‬يشمؿ ثالثة عناصر ىي‪ :‬االشتغاؿ‪ ،‬امتصاص َّ‬
‫َّ‬
‫خطاب إلى فعؿ فحوى‪.‬‬

‫الموسط (مقاربة وظيفيَّة موحَّدة لتحميل النصوص والترجمة وتعميم‬


‫َّ‬ ‫‪ ­ 14‬الخطاب‬
‫المُّغات)‪:‬‬

‫بنى المتوكؿ "المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي" عمى ثالثة أىداؼ؛ ىي‪:‬‬
‫الوصؼ والتفسير المُّغوياف والتأصيؿ واإلجراء‪.‬‬

‫األوؿ عمى بناء نحو وظيفي لمُّغة العر َّبية مف منظور تبعية البنية لموظيفة؛‬
‫يقوـ اليدؼ َّ‬
‫ويقوـ اليدؼ الثاني عمى ربط البحث المِّساني الوظيفي بالتراث المُّغوي العربي (بالغة‪،‬‬
‫أصوؿ‪ ،‬فقو‪ ،‬نحو)؛ أما اليدؼ الثالث فيقوـ عمى إدماج البحث المَّساني الوظيفي في التنمية‬
‫َّ‬
‫الحيوية‪ ،‬كالتواصؿ‪،‬‬ ‫االقتصادية‪ ،‬واستثمار نتائجو في المجاالت‬
‫ّ‬ ‫الثقافية‪ ،‬و‬
‫االجتماعية‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬
‫النفسية ­ المُّ َّ‬
‫غوية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وتعميـ المُّغات واالضطرابات‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫ييدؼ مف خالؿ ىذا البحث إلى نقؿ نظرَّية النحو الوظيفي مف التنظير إلى التطبيؽ‪،‬‬
‫قصد اختبار اإلمكانات التي تنتجيا أحدث نماذج ىذه النظرَّية‪.‬‬

‫قسَّـ "المتوكؿ" كتابو إلى ثالثة فصوؿ؛ ىي‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬المجاؿ أنساؽ التواصؿ وأنماطو‪ ،‬عالج فيو مجموعة مف العناصر؛ ىي‪:‬‬
‫الفصؿ َّ‬
‫مدخؿ‪ ،‬التخاطب ‪ /‬التواصؿ‪ ،‬أنسؽ التواصؿ‪ ،‬أنماط التواصؿ‪ ،‬الخطاب الموسَّط المنقوؿ‪،‬‬
‫األنساقية‪ ،‬الخطاب الموسَّط الممقَّف‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الخطاب الموسَّط المترجـ ترجمة َّ‬
‫نسقية والترجمة‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬المنيج مف التنظير إلى اإلجراء‪ :‬عالج فييا مجموعة مف العناصر ىي‪:‬‬
‫دور والوظيفة عالقة والوظيفة‬
‫تتكوف مف‪ :‬الوظيفة بوجوىيا الثالثة (الوظيفة ًا‬‫مدخؿ‪ ،‬المنطؽ ّ‬
‫غوية‪ ،‬التنميط (تنميط المُّغات وتنميط الخطابات والتنميط والخطاب‬
‫الكميات المُّ َّ‬
‫جسر عبور)‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫لسانية واحدة‪.‬‬ ‫قطاعية ونظرَّية‬
‫َّ‬ ‫الموسَّط)‪ ،‬اليدؼ‪ :‬يتكوف مف نظريات‬

‫الفصؿ الثالث‪ :‬الجياز نموذج مستعمؿ المُّغة‪ :‬تناوؿ فيو مجموعة مف العناصر ىي‪:‬‬
‫مدخؿ‪ ،‬نحو الخطاب الوظيفي‪ :‬النموذج النواة‪ ،‬نحو الخطاب الوظيفي‪ :‬النموذج الموسَّع‪،‬‬
‫َّ‬
‫الخصوصية‪ ،‬الشموؿ‪ ،‬العموـ‪ ،‬الخطاب المباشر‪ :‬تقوـ عمى عنصريف ىما‪ :‬التمقي‬ ‫يتمثؿ في‬
‫المتزامف ‪ /‬التمقي المتباعد‪ ،‬التمقي السميـ ‪ /‬التمقي المضطرب‪ ،‬الخطاب الموسَّط‪ ،‬منو‬
‫َّ‬
‫العينية‪ ،‬الترجمة األنساقية‪ ،‬الخطاب المنقوؿ‪.‬‬ ‫الترجمة البينية وتعميـ المُّغات‪ ،‬الترجمة‬

‫‪ ­ 15‬المِّسانيات الوظيفيَّة المقارنة (دراسة في التنميط و ّ‬


‫التطور)‪:‬‬

‫َّ‬
‫الطبيعية وما‬ ‫الوظيفية المقارنة باستكشاؼ ما يؤالؼ بيف المّغات‬
‫ّ‬ ‫تيتـ الدراسات المّسانية‬
‫تطورىا‪ ،‬وتتمثؿ‬
‫يخالؼ بينيا‪ ،‬ودراسة مختمؼ التغيرات التي تط أر عمى لغة ما عبر مراحؿ ّ‬
‫ىذه المراحؿ فيما يمي‪:‬‬

‫‪182‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫­ محاولة التقعيد لظواىر لغة دوف غيرىا مف المّغات (وضع نحو خاص)‪ ،‬وىو ما اىتـ‬
‫بو الفكر المغوي القديـ‪.‬‬

‫الدراسات المُّ َّ‬


‫غوية المقارنة في القرف التاسع عشر‪ ،‬إذ انصب اىتماميا عمى‪:‬‬ ‫­ بدأت ِّ‬

‫تصنيؼ المُّغات وجمعيا في فصائؿ ساللية و ُّ‬


‫التطور الصوتي‪ ،‬الصرفي‪ ،‬المعجمي ‪.)...‬‬

‫­ قامت المِّسانيات الحديثة منذ "فرديناند دي سوسير" ‪Ferdinand de saussure‬‬


‫يخية‪ ،‬تدرس متغيرات المُّغة في نسؽ متكامؿ‪.‬‬
‫اآلنية والتار َّ‬
‫عمى ثنائية َّ‬

‫الوصفية التفسيرَّية إلى النظريات المِّ َّ‬


‫سانية‬ ‫َّ‬ ‫التطورّية المقارنة‬
‫ّ‬ ‫­ ِانتقؿ االىتماـ باألبعاد‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫قسَّـ "المتوكؿ" كتابو إلى ثالثة فصوؿ ىي‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬االنعكاس البنيوي‪ ،‬عالج فيو مجموعة مف العناصر‪ ،‬ىي‪ :‬مدخؿ مف‬
‫الفصؿ َّ‬
‫الفصيمة إلى النمط تناوؿ فييا‪ :‬الساللة ‪ /‬البنية‪ ،‬أي بنية لمتنميط؟‪ ،‬التنميط األحادي ‪/‬‬
‫التنميط المتكامؿ‪ ،‬النمذجة في نظرَّية النحو الوظيفي‪ :‬تناوؿ فيو‪ :‬نحو الخطاب الوظيفي‪:‬‬
‫تذكير‪ ،‬نحو الخطاب الوظيفي الموسَّع‪ ،‬مبدأ االنعكاس يقوـ عمى مستويات االنعكاس‬
‫واتجاىو‪ ،‬وحيوز االنعكاس ووسائمو منو االنعكاس العالقي واالنعكاس التمثيمي‪.‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬االنعكاس البنيوي والمقارنة‪ .‬عالج فييا مجموعة مف العناصر ىي‪:‬‬
‫مدخؿ‪ ،‬االنعكاس البنيوي وتنميط المُّغات‪ ،‬يتمثؿ في‪ :‬معايير التنميط‪ ،‬معايير مقترحة‪ ،‬نحو‬
‫إطار متكامؿ لمتنميط‪ ،‬االنعكاس في المُّغة العر َّبية ولغات أخرى‪ ،‬االنعكاس البنيوي وتنميط‬
‫الخطابات‪ :‬يتكوف مف تنميطات متداولة‪ ،‬إرىاصات مف أصوؿ الفقو‪ ،‬االنعكاس البنيوي‪ :‬مف‬
‫افية المُّغة‪.‬‬
‫المُّغة إلى الخطاب‪ ،‬االنعكاس البنيوي والمعايير األخرى‪ ،‬شفَّافية الخطاب ‪ /‬شفَّ َّ‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫وتطور المُّغات‪ :‬تناوؿ فيو مجموعة مف العناصر‬


‫ُّ‬ ‫الفصؿ الثالث‪ :‬االنعكاس البنيوي‬
‫التطور المُّغوي (االنعكاس البنيوي)‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫التطور والحقؿ المُّغوي العربي‪ ،‬مف آليات‬
‫ُّ‬ ‫ىي‪ :‬مدخؿ‪،‬‬
‫التطور وقوانيف‬
‫ّ‬ ‫تطور كيفية االنعكاس‪،‬‬
‫تطور وسائؿ االنعكاس‪ ،‬و ّ‬
‫تقوـ عمى عنصريف ىما‪ّ :‬‬
‫التواصؿ‪ :‬يشمؿ ثالثة عناصر ىي‪ :‬قانوف الغاية "التواصؿ األمثؿ"‪ ،‬قانوف الوسيمة "الكمفة‬
‫األقؿ"‪ ،‬بيف "التواصؿ األمثؿ" و"الكمفة األقؿ"‪.‬‬

‫‪ ­ 16‬الوظيفيَّة بين الكمية والنمطيَّة‪:‬‬

‫َّ‬
‫التحويمية عف أطروحة كبيرة؛ ىي فكرة "النحو الكمي" التي‬ ‫َّ‬
‫التوليدية‬ ‫دافعت المّسانيات‬
‫تعد أساس الممكة المِّ َّ‬
‫سانية العامة‪ ،‬وقد اختمؼ ىذا النحو بوسائؿ ربطو باألنحاء "الخاصَّة"‬ ‫ُّ‬
‫ِّ‬
‫والنماذج التي أفرزتيا ىذه النظرَّية‪ .‬في حيف عرؼ الحقؿ المساني أبحاثًا تُ َ‬
‫جمع تحت‬
‫النمطية" تناقش فكرة النحو الكمي‪ ،‬خاصة ما يتعمؽ بإسقاط خصائص لغة َّ‬
‫معينة‬ ‫َّ‬ ‫"األنحاء‬
‫وظيفيا بعيدة كؿ البعد عف ىذا‬
‫ً‬ ‫عمى باقي المُّغات‪ ،‬وكانت األبحاث المّسانية المتوجية توجيًا‬
‫طا بيف َّ‬
‫الكمية‬ ‫النقاش‪ .‬ىذا ما دفع أحمد المتوكؿ إلى بناء نحو كمي وظيفي يقؼ موقفًا وس ً‬
‫َّ‬
‫النمطية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫النمطية بيدؼ بموغ الكفاية‬ ‫المطمقة والنسبية‬

‫قسَّـ كتابو إلى خمسة فصوؿ؛ ىي‪:‬‬

‫َّ‬
‫الخطابية النموذج ونحو الطبقات القالبي‪،‬‬ ‫األوؿ‪ :‬مف الكميات التو َّ‬
‫اصمية البنية‬ ‫الفصؿ َّ‬
‫تناوؿ فيو‪ :‬اإلشكاؿ‪ ­ ،‬هدف واحد‪ :‬القدرة التواصليَّة‪ ،‬ويتمثؿ في‪ :‬القدرة التو َّ‬
‫اصمية قدرة‬
‫شاممة والقدرة التو َّ‬
‫اصمية قدرة واحدة‪.‬‬

‫● موضوع واحد‪ :‬الخطاب‪ ،‬تناوؿ فيو تعريؼ الخطاب وأقسامو‪.‬‬

‫‪ ‬النمطيَّة‪ :‬ىي مجموعة مف المُّغات تنتمي إلى نمط لغوي معيَّف‪ .‬محمد األوراغي‪ :‬الوسائط المُّغويَّة أفول المِّسانيات الكميَّة‪،‬‬
‫ج‪ ،8‬دار األماف‪ 4 ،‬زنقة المامونية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ،8093 ،8‬ص‪.80‬‬

‫‪184‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫المعمـ والبنية‬
‫َّ‬ ‫● مقاربة واحدة‪ :‬البنية الخطابية النموذج‪ :‬تتمثؿ في افتراض التماثؿ‬
‫النموذج‪.‬‬

‫● نحو جياز واصؼ واحد‪ :‬تناوؿ فييا نحو وظيفي موحد‪ :‬نموذج مستعممي المُّغة‬
‫َّ‬
‫الوظيفية‪.‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬إطار نظري موحد‪ :‬نظرَّية التواصؿ‬
‫َّ‬

‫نحو الطبقات القالبي مف الكمي إلى الخاص‪ .‬عالج فييا مجموعة مف‬
‫الفصؿ الثاني‪ُ :‬‬
‫العناصر ىي‪ :‬الكميات ‪ /‬الجوامع ‪ /‬الخصائص‪.‬‬

‫الوظيفية‪ :‬فييا األنساؽ التو َّ‬


‫اصمية‪ ،‬أنساؽ التواصؿ وكمّياتو‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫● نظرية التواصؿ‬
‫العامة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية َّ‬ ‫والنظرَّية‬

‫● مف النظريات المُّ َّ‬


‫غوية‪ :‬تقوـ عمى َّ‬
‫الكميات في نظرية النحو الوظيفي والنحو الوظيفي‬
‫الكمّي‪.‬‬

‫يتكوف مف النموذج وأنساؽ التواصؿ‪ ،‬نموذج مستعممي المُّغة‬ ‫ُّ‬


‫● نموذج مستعممي المغة‪ّ :‬‬
‫ومتغيرات التحقؽ‪.‬‬

‫الفصؿ الثالث‪ :‬نموذج مستعممي المُّغة وافتراض التماثؿ وتناوؿ فيو مجموعة مف‬
‫العناصر ىي‪:‬‬

‫وتطورىا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫● افتراض التماثؿ البنيوي تناوؿ عنصريف‪ :‬األطروحة ومصدرىا‬

‫َّ‬
‫الخطابية مفيوميا وسمميتيا‪،‬‬ ‫● افتراض التماثؿ البنيوي وأقساـ الخطاب‪ :‬عالج فيو‪:‬‬
‫تحقؽ البنية النموذج ووسائطو‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬نموذج مستعممي المُّغة وأنماط المُّغات‪ ،‬يشمؿ عناصر؛ ىي‪:‬‬


‫الفصؿ َّ‬

‫‪185‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫يضـ مجموعة مف العناصر ىي‪ :‬توحيد‬


‫ّ‬ ‫● التنميط المُّغوي في َّ‬
‫الدرس المّساني‪:‬‬
‫التطور‬
‫التطور‪ ،‬التنميط و ّ‬
‫المقاربة‪ ،‬اعتماد نحو كمي‪ ،‬أنماط ال سالالت‪ ،‬مجاالت التنميط و ّ‬
‫في ضوء النحو الكمّي‪.‬‬

‫التنميطية والتطورَّية؛ منيا‪ :‬مسائؿ ّ‬


‫عامة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫لمدراسات‬‫إطار ّ‬
‫ًا‬ ‫● نموذج مستعممي المُّغة‬
‫التطور المُّغوي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫التطور في نموذج مستعممي المّغة‪ ،‬التنميط المّغوي‪،‬‬
‫مفيوما التنميط و ّ‬

‫الفصؿ الخامس‪ :‬نموذج مستعممي المُّغة وأنماط الخطاب‪ :‬يتمثؿ في العناصر اآلتية‪:‬‬

‫● تنميط ال خطابات (نحو إعادة لمتأسيس)‪ :‬عالج فييا عنصريف ىما‪ :‬الخطاب‬
‫وتصنيؼ الخطابات في النحو الوظيفي (تذكير)‪ ،‬ونموذج مستعممي المّغة وتنميط الخطابات‪.‬‬

‫ُّ‬
‫التوجو‪،‬‬ ‫نموذجا‪ :‬وعناصره ىي‪ :‬السرد (تعريؼ ّأولي)‪ ،‬النمط ‪/‬‬
‫ً‬ ‫● الخطاب السردي‬
‫نموذج مستعممي المّغة في الخطاب السردي؛‬

‫● أنماط الخطاب ‪ /‬أنماط المّغات‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫ثانيا‪ :‬دراسة نقديَّة لكتب أحمد المتو ّكل‪:‬‬


‫ً‬

‫َّ‬
‫الوظيفية عند "أحمد‬ ‫تحميمية لمِّسانيات‬
‫َّ‬ ‫عرضنا في المباحث السَّابقة قراءة و َّ‬
‫صفية‬
‫ِّ‬
‫مرجعيا ييدؼ إلى بناء فكرة‬ ‫إطار‬
‫المتوكؿ"‪ ،‬واخترنا ىذا النوع مف القراءة حتى يكوف ىذا ًا‬
‫أساسيا لعممية النقد والتقييـ‪.‬‬
‫ً‬ ‫عامة ومنطمقًا‬
‫َّ‬

‫المنطقية في النحو الوظيفي‪ ،‬وفي غيرىا مف العموـ ضمف إطار كمِّي‬


‫َّ‬ ‫تندرج التصورات‬
‫ائية وطريقة تطبيقيا عمى النظرَّية المراد البحث فييا‪.‬‬
‫بكيفية بناء الممارسة اإلجر َّ‬
‫وشامؿ‪ ،‬ييتـ َّ‬
‫يو عمى تطبيؽ نظرَّية النحو الوظيفي عمى المُّغة العر َّبية مف أجؿ بناء نحو‬
‫التصور ُن ِمق ِ‬
‫ُّ‬ ‫وىذا‬
‫وظيفي لمغة العر َّبية‪ ،‬فمحاولة المتوكؿ ِارتبطت بحاجتنا إلى إعادة النظر في منيجيا وطريقة‬
‫تناولو ليذه النظرَّية‪.‬‬

‫أف المُّغة في النحو الوظيفي ىو الميداف الذي يمارس فيو‬ ‫َّ‬


‫ولعؿ مف باب التذكير َّ‬
‫أمر لـ يغب عف باؿ الوظيفييف العرب‪ ،‬الذيف‬
‫عم ُؿ فيو أدواتو‪ ،‬وىو ُ‬
‫وي َ‬
‫الوظيفي إجراءاتو ُ‬
‫خارجا عف ىذا النسؽ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كتبا‪ ،‬ولـ يكف أحمد المتوكؿ‬
‫أنجزوا في إطاره بحوثًا ودراسات وألفوا ً‬
‫فقد قاـ بوصؼ وتحميؿ المُّغة العر ّبية ِانطالقًا مف النظريات المُّ َّ‬
‫غوية الغر َّبية‪ ،‬وثمة مفارقة‬
‫منيجية وقع فييا َّ‬
‫الدارسوف العرب مثؿ‪ :‬ميشاؿ زكريا‪ ،‬وعبد القادر الفاسي الفيري‪ ،‬ومازف‬ ‫َّ‬
‫عامة‪ ،‬يكتبوف مصنفات‬‫أيضا‪ ،‬وىي َّأنيـ حيف يؤلفوف في المّسانيات بصفة ّ‬
‫الوعر‪ ،‬والمتوكؿ ً‬
‫في النحو العربي واعادة وصفو مف جديد‪ .‬وتأسيسا عمى ىذا الفيـ َّ‬
‫ركز المتوكؿ في مقاربتو‬ ‫ً‬
‫َّ‬
‫الوظيفية عمى البنية والوظيفة وىما أساسيف مف أسس المنيج الوظيفي‪ ،‬قابميف لمتطبيؽ عمى‬
‫أف االعتماد عمى البنية والوظيفة ومقوالتيما يقوماف عمى «إرساء‬ ‫مؤكدا عمى َّ‬
‫ً‬ ‫المُّغات البشرَّية‪،‬‬
‫عممية عامة كفيمة بتأطير قراءة الفكر المُّغوي العربي القديـ ووصمو بالبحث المِّساني‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫منيجية‬
‫العربي الحديث في منحاه الوظيفي عمى الخصوص»‪ ،1‬وىو ما تبناه الباحثيف الوظيفيّيف‪،‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬الخطاب وخصائص المُّغة العربيَّة (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط)‪ ،‬ص‪.98 ­ 99‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫بأف الوظيفَّية ظيرت في النحو العربي منذ العصر القديـ وىو ما صرح بو أحمد‬
‫وقالوا َّ‬
‫المتوكؿ إذ يرى أف الفكر النحو فكر وظيفي في مفاىيمو ومنيجو وقضاياه‪ ،1‬وما الحظناه َّ‬
‫أف‬
‫تصوره‬
‫ّ‬ ‫تصور النحاة القدامى‪ ،‬مثاؿ ذلؾ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫النحوية تختمؼ عف‬ ‫تصوره لكثير مف المفاىيـ‬
‫أف وظيفتو تكمف في موقعو خارج اإلطار الحممي‪.‬‬ ‫َّ‬
‫تداولية‪ ،‬أي َّ‬ ‫لوظيفة المبتدأ الذي لو وظيفة‬

‫َّ‬
‫الموضوعية‪ ،‬وىو ما‬ ‫َّ‬
‫العممية و‬ ‫بعد قراءتنا لكتب "أحمد المتوكؿ" وجدنا َّأنو تحققت فيو‬
‫ييتدي إلى ِاستمياـ معاني األصالة مف خالؿ جيود عمماء التراث‪ ،‬ومحاولة تفسيرىا في‬
‫ضوء الترابط بيف الماضي والحاضر‪ .2‬واآلف نريد البحث عف َّ‬
‫كيفية تعاممو مع المفاىيـ‬
‫َّ‬
‫وكيفية تطبيقيا عمى التراث المّغوي العربي القديـ أي كيفية بناء نحو‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية الحديثة‬ ‫َّ‬
‫النحوية‬
‫وظيفي لمّغة العربية‪ ،‬والنقد الموجو لو يتمثؿ في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫إف المتوكؿ في ج ّؿ عناويف كتبو وظَّؼ كممة "المُّغة العربية" َّ‬


‫ألنو يحاور النتاج‬ ‫­ َّ‬
‫ىي‪ :‬اقتراحات مف الفكر المُّغوي العربي القديـ لوصؼ‬ ‫ُّ‬
‫المغوي العربي القديـ‪ ،‬وىذه الكتب ّ‬
‫َّ‬
‫التداولية في المّغة العربيَّة‪ ،‬دراسات في نحو المّغة‬ ‫ظاىرة االستمزاـ الحواري‪ ،‬الوظائؼ‬
‫الفعمية‬
‫ّ‬ ‫معجمية‪ :‬المحموالت‬
‫ّ‬ ‫الربط في المُّغة العربيَّة‪ ،‬قضايا‬
‫العربيَّة الوظيفي‪ ،‬مف قضايا ّ‬
‫وظيفية‬
‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬الوظيفة والبنية‪ :‬مقاربة‬
‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬الجممة المرّكبة في المّغة‬
‫ّ‬ ‫المشتقة في المّغة‬
‫َّ‬
‫الوظيفية (البنية‬ ‫لبعض قضايا التركيب في المُّغة العربيَّة‪ ،‬قضايا المُّغة العربيَّة في المّسانيات‬
‫َّ‬
‫الوظيفية (بنية‬ ‫التحتية أو التمثيؿ الداللي التداولي)‪ ،‬قضايا المُّغة العربيَّة في المّسانيات‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫الوظيفية (بنية‬ ‫المكونات أو التمثيؿ الصرفي ­ التركيبي)‪ ،‬قضايا المُّغة العربيَّة في المِّسانيات‬
‫ّ‬
‫الخطاب مف الجممة إلى النص)‪ ،‬المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصوؿ‬
‫واالمتداد)‪ ،‬الخطاب وخصائص المّغة العربيَّة (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط)‪ ،‬مسائؿ‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪ 965‬إلى ص‪.890‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬محمد عبَّاس‪ :‬األبعاد اإلبداعيَّة في منهج عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬دار الفكر ­ دمشؽ‪ ،‬ط‪ ،9999 ،9‬ص‪­ 7‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.8‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫العربية‬
‫ّ‬ ‫النحو العربي (في قضايا نحو الخطاب الوظيفي)‪ ،‬اإلستمزاـ التخاطبي‪ :‬بيف البالغة‬
‫ودوف في مضامنيـ شواىد ونصوص مف كتب النحاة‪ ،‬فبَّيف بذلؾ‬
‫والتداوليات الحديثة‪َّ .‬‬
‫َّ‬
‫وظيفية‪ ،‬وكاف بإمكانو أف يسمى إنجازه‬ ‫المنيج الوظيفي الذي يدرس الظواىر المُّ َّ‬
‫غوية دراسة‬
‫التداولية القائـ عمى مبدأ‬
‫ّ‬ ‫بمسميات أخرى مثؿ الفكر المُّغوي العربي‪ ،‬وذلؾ لتحقيؽ األىداؼ‬
‫مقررات منيجو وفرضياتو‪.‬‬
‫االستعماؿ المّغوي لكي ينسجـ مع ّ‬

‫­ تقوـ نظرَّية النحو الوظيفي عمى مبدأ تبعية البنية لوظيفة التواصؿ لرصد ظواىرىا في‬
‫التطور‪« ،‬مقارًنا َّإياىا بالمُّغات التي تُنامطيا والمّغات المنتمية إلى أنماط‬
‫ُّ‬ ‫التزامف وفي‬

‫التركيبية لمعبارة المُّ ّ‬


‫غوية بالوظيفة‬ ‫ّ‬ ‫الصرفية ­‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫البنيوية‬ ‫مغايرة»‪ .1‬يعني ىذا تبعية الخصائص‬
‫‪2‬‬
‫ومد جسور بيف لسانيات الجممة ولسانيات‬
‫التداولية التي تؤدييا‪ ،‬وىي التواصؿ ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الداللية و‬
‫الخطاب‪ ،‬وكذا وصؿ البحث المِّساني الوظيفي بالتراث العربي‪َّ ،‬‬
‫مما أدى إلى تشتت األذىاف‬
‫وصعوبة فيـ المصطمح والمُّبس والتناقض‪ ،‬ىذا ىو األصؿ وىو مبدأ ينطبؽ عمى المُّغة‬
‫العر َّبية وكذا المُّغات األخرى‪ .‬وضع المتوكؿ مبادئ ىذه النظرَّية عمى أساسيف صوري‬
‫ووظيفي بمعنى دراسة بنيتيا وربطيا بما تؤديو مف وظائؼ‪ ،3‬وقاـ بالمزج بيف المُّغة والفمسفة‬
‫َّ‬
‫التداولية َدرست‪ ،‬أوؿ ما درست‪ ،‬في إطار التيار الفمسفي‬ ‫إذ يقوؿ‪« :‬مف المعموـ َّ‬
‫أف الجوانب‬
‫َّ‬
‫العادية" حيث عولجت الظواىر التي مف قبيؿ "اإلحالة" و"األفعاؿ‬ ‫سمى "فمسفة المُّغة‬
‫الم َّ‬
‫ُ‬
‫المُّ َّ‬
‫غوية" و"االستمزاـ الحواري" ‪ ...‬وقد انتقمت المفاىيـ المرتبطة بيذه الزمرة مف الظواىر‪،‬‬
‫إف مجموعة مف النظريات المُّ َّ‬
‫غوية ­‬ ‫الدراسات المُّ َّ‬
‫غوية إذ َّ‬ ‫وعف طريؽ االقتراض‪ ،‬إلى حقؿ ّ‬
‫الطبيعية»‪ ،4‬واعتمد‬
‫َّ‬ ‫التوليدية ­ وظَّفت ىذه المفاىيـ في وصؼ المُّغات‬
‫َّ‬ ‫التوليدية منيا وغير‬
‫َّ‬
‫وداللية) قاصرة فأىمؿ المعطى‬ ‫َّ‬
‫وتداولية‬ ‫لغوية ناقصة ومرتكزات ثالثة ( َّ‬
‫تركيبية‬ ‫عمى قرائف َّ‬

‫الموسط‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫ّ‬ ‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬الخطاب‬ ‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفيَّة (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪ 94‬إلى ص‪.96‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪.99‬‬ ‫‪3‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفيَّة (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.98‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪189‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫كبير في فيـ وتفسير الجمؿ العر َّبية‪َّ ،‬‬


‫مما أدى إلى خرؽ‬ ‫دور ًا‬ ‫الصوتي َّ‬
‫السياقي الذي يمعب ًا‬
‫َّ‬
‫المركبة الغامضة التي يشتكي‬ ‫معايير ىذه النظرَّية والى ظيور مجموعة مف المصطمحات‬
‫منيا َّ‬
‫الدرس العربي وعدـ فيمو ليذه النظرَّية‪ ،1‬وىو ما يتوخى أحمد المتوكؿ مف خالؿ‬
‫مشروعو تأسيس "نحو وظيفي لمغة العر َّبية"‪ ،‬إذ إف تحميالتو ال تعترض لكؿ معطيات المّغة‬
‫وفيا لتحميالت‬ ‫تمثيمية ال غير‪ ،‬فيو َّ‬
‫ظؿ في أغمب تحميالتو ِّ‬ ‫َّ‬ ‫العر َّبية‪ ،‬بؿ تقتصر عمى نماذج‬
‫"سيموف ديؾ"‪ ،‬يقوؿ حافظ إسماعيمي عموي‪« :‬مف غير المقبوؿ اعتماد آليات ومبادئ‬
‫مستحدثة في نموذج مف النماذج واختبار مدى مالءمة معطيات المُّغة ليا‪ ،‬بؿ ما يجب أف‬
‫يكوف ىو العكس؛ أي أف تكوف معطيات المُّغة ىي األساس الختبار نجاح أو فشؿ ىذا‬
‫النموذج أو ذاؾ»‪ .2‬وكذا عدـ وضوح إشكاؿ التراث والحداثة المّ َّ‬
‫سانية الذي لـ يطرح في‬
‫الممثمة بأعماؿ أحمد المتوكؿ‪ ،‬وىي مقاربة تقوـ عمى التوفيؽ بيف‬
‫طبيعة المقاربة الوظيفية ُ‬
‫القديـ والحديث‪.3‬‬

‫خالصا واَّنما كانت محاولتو تسعى إلى تقديـ‬


‫ً‬ ‫نحويا عر ًبيا‬
‫ً‬ ‫أنموذجا‬
‫ً‬ ‫يقدـ المتو ّكؿ‬
‫­ لـ ّ‬
‫الدرس المُّغوي‬
‫بعض الظواىر العر َّبية وقضاياه‪ ،‬وىي محاولة تناوؿ فييا جزئيات وجوانب مف ّ‬
‫العربي وال ينظر نظرة شاممة وعامة‪.‬‬

‫­ ِاستعار المتوكؿ بعض أفكاره مف نظرَّية النحو الوظيفي مع إعطائيا بعض‬


‫الربض‪ ،‬البؤرة‪ ،‬الذيؿ‪ ،‬المحموؿ‪ ،‬الحمؿ‪ ،‬التنميط‪ ،‬النمذجة ‪...‬‬
‫المصطمحات الغامضة مثؿ‪َّ :‬‬
‫النحوية الوظيفية التي وظَّفيا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫مما زاد مف صعوبة فيـ المصطمح‪ ،‬وتعتبر المصطمحات‬ ‫ّ‬
‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫العممية والثّقافية حتى‬
‫ّ‬ ‫متعددة‪ ،‬منيا‬
‫ّ‬ ‫مصطمحات لسانية أثَّرت عمى جوانب‬
‫النفسية والفكرّية في العالـ العربي‪ .‬ليا مشكالت تتعمّؽ بحركة التعريب والترجمة وكذا غير‬
‫و ّ‬

‫­ ينظر‪ِ :‬عّز الديف البوشيخي‪ :‬التواصل المُّغوي (مقاربة لسانيَّة وظيفيَّة)‪ ،‬ص‪ 99‬إلى ص‪.999‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ حافظ إسماعيمي عموي‪ :‬المّسانيات في الثقافة العربيَّة المعاصرة‪ ،‬ص‪.386‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ ينظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.388‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪190‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫ثـ تتزايد‬
‫تعدد التأويالت والمدلوالت‪ ،‬ومف َّ‬
‫تعددت ىذه المصطمحات مع ّ‬ ‫ِّ‬
‫عمميا‪ّ ،‬‬ ‫مضبوطة‬
‫العممية وىو ما أدى إلى صعوبة الفيـ‪ ،‬وبالتالي أصبح ىذا المصطمح المّساني‬
‫ّ‬ ‫الفوضى‬
‫ضحية‪ ،‬إذ نجد َّ‬
‫أف المتوكؿ استخدـ‬ ‫ّ‬ ‫كبير أماـ َّ‬
‫الدارس والباحث العربي الذي أصبح‬ ‫عائقًا ًا‬
‫محددة‪ ،‬بؿ ىي عبارة عف مصطمحات‬
‫قدـ مفاىيـ ّ‬
‫مصطمحات ليست ليا معنى دقيؽ وال تُ ّ‬
‫فنية وترجمات مختمفة‪.‬‬
‫ّ‬

‫َّ‬
‫التداولية‬ ‫­ أَورد عناويف ُكتب‪ ،‬وكتبيا كعناصر في كتب أخرى؛ مثؿ‪ :‬كتاب "الوظائؼ‬
‫َّ‬
‫الوظيفية (مدخؿ‬ ‫في المُّغة العر َّبية" ثَُّـ َعنونو كعنصر في ُكتُب منيا‪ :‬كتاب "المّسانيات‬
‫نظري)" ص‪ ،858 ­ 845‬وكتاب "المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصوؿ‬
‫واالمتداد)" ص‪98 ­ 99‬؛ "الوظيفة والبنية" ىو عنواف كتاب وأعاد كتابتو كعنصر في كتاب‬
‫َّ‬
‫الوظيفية (مدخؿ نظري)" ص‪.89 ­ 58‬‬ ‫"المّسانيات‬

‫األوؿ‪،‬‬ ‫إف ىذا النقد ىو عبارة عف تَ ِ‬


‫حصيؿ النحو الوظيفي في رحميا َّ‬ ‫إ ًذا يمكف القوؿ َّ‬
‫بعيدا مف إطار عاـ بسَّط ىيمنتو عمى أفاؽ تمقييا‪ ،‬فالوظيفيوف المغاربة أرادوا أف‬
‫لـ يكف ً‬
‫نابعا مف رحـ النحو الوظيفي لدراسة المّغة العر ّبية‪ .‬وىو ما ذىب إليو‬
‫جديدا ً‬
‫ً‬ ‫مشروعا‬
‫ً‬ ‫يصوغوا‬
‫"المتوكؿ" الذي يروـ إلى التوفيؽ بيف القديـ والحديث‪ ،‬لدراسة معطيات المُّغة العربية‪ ،‬وتكمف‬
‫أىميتو في‪:1‬‬

‫● صوغ النظريات القديمة في قالب جديد يتيح المقارنة بينيا وبيف الحديث مف‬
‫النظريات‪.‬‬

‫● تطعيـ النظرَّية المّسانية الحديثة والعامة بروافد نظرّية جديدة قد تثبت ما اتفؽ عميو‬
‫في الغرب‪ ،‬وقد تدحضو‪.‬‬

‫الرباط‪ ،9977 ،‬ص‪.99‬‬


‫رجاني‪ ،‬مجمة كمية اآلداب‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الج‬
‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬نحو قراءة جديدة لنظرية النظم عند ُ‬
‫‪1‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫عدة) يضطمع بوصؼ المُّغة العر َّبية انطالقًا مف‬


‫● خمؽ نموذج لغوي عربي أو (نماذج َّ‬
‫النظريات المُّ َّ‬
‫غوية القديمة بعد أف تقولب وأف تمحص في إطار النظريات الحديثة المِّ َّ‬
‫سانية‪،‬‬
‫وأف تحتؾ بما تفرع‪ ،‬وما يتفرع عنيا مف نماذج َّ‬
‫لغوية‪.‬‬

‫ومف المالحظ في كتابات "المتو ّكؿ" َّ‬


‫أف إشكالية البحث المّساني الوظيفي تكاد تكوف‬
‫َّ‬
‫العممية‪ ،‬لذا‬ ‫منعدمة الوجود‪ ،‬فيو ال ُيحدد أبعاد وجية النظر التي يؤسس عمييا ممارستو‬
‫نجده يتبنى طروحات "سيموف ديؾ" مف دوف تعميؿ اختياره لو‪.‬‬

‫َّ‬
‫الوظيفية المتوكمية في تعاممو مع النحو الوظيفي الديكي‬ ‫تميزت الكتابة النحوية‬
‫لقد ّ‬
‫َّ‬
‫السطحية في تناوؿ المفاىيـ‬ ‫اضحا‪ ،‬وكذلؾ‬
‫تحديدا و ً‬
‫ً‬ ‫بعدـ تحديد مفاىيـ وأسس النظرَّية‬
‫َّ‬
‫الوظيفية‪.‬‬ ‫والمبادئ المِّ َّ‬
‫سانية‬

‫"الوظيفية" التي ِا َّ‬


‫ستمدىا المتو ّكؿ مف مصادر نظرَّية غر َّبية‪ ،‬الحجر‬ ‫َّ‬ ‫وتُمثؿ مقولةُ‬
‫(الصوري)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تصوره‪ ،‬فقابؿ بيف الوظيفي وغير الوظيفي‬
‫األساس الذي أقاـ عميو ُّ‬

‫وينطمؽ في التحميؿ الوظيفي لمنحو العربي مف نظرَّية يصفيا َّ‬


‫بأنيا «تقتصر عمى رصد‬
‫ظواىر المُّغة العر َّبية وبعض مف دوارجيا»‪.1‬‬

‫وىذا التطبيؽ عمى المُّغة العر َّبية كما تقوؿ نعيمة الزىري‪« :‬لـ يقتصر المتوكؿ عمى‬
‫البحث في قضايا المُّغة العر َّبية بؿ تصدى لمشاكؿ وقضايا فروعيا الدوارج‪ ،‬خاصة المتواجدة‬
‫منيا في المغرب‪ ،‬قصد استكشاؼ خباياىا وبغية وضع أنحاء ليا‪ ،‬مستيدفًا بذلؾ تمحيص‬
‫النمطية»‪ ،2‬أي يتـ ىذا‬
‫َّ‬ ‫مدى استجابة نظرية النحو الوظيفي ألحد مطامحيا الكبرى‪ :‬الكفاية‬

‫الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.983‬‬


‫ّ‬ ‫­ أحمد المتو ّكؿ‪ :‬المّسانيات‬ ‫‪1‬‬

‫اإلنسانية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫­ نعيمة الزىري‪ :‬النحو الوظيفي والمُّغة العربيَّة "ندوة تكريميَّة لألستاذ أحمد المتوكل"‪ ،‬كمية اآلداب والعموـ‬ ‫‪2‬‬

‫سمسمة ندوات ومناظرات رقـ ‪ ،96‬عيف الشؽ‪ ،‬الدار البيضاء ­ المغرب‪ ،‬ط‪ ،8005 ،9‬ص‪.7‬‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫بالعامية‪ ،‬معنى ىذا َّأننا أماـ نظرَّية‬


‫َّ‬ ‫أحيانا‬
‫ً‬ ‫عمى مستوى المُّغة الفصحى أوالً مع التمثيؿ ليا‬
‫غريبة عمى العربية الفصحى‪.‬‬

‫قدـ "المتوكؿ" أوفى قراءة لمفكر النحوي العربي عبر تأليفو لكتبو‪ ،‬إذ َّ‬
‫تمكف مف‬ ‫لقد َّ‬

‫نعدىا مركزية بالنسبة لدالليات‬ ‫َّ‬


‫وظيفية لظواىر ّ‬ ‫«إغناء لسانيات المّغة العربية بتقديـ أوصاؼ‬
‫وتركيبيات وتداوليات ىذه المُّغة‪ ،‬وتطعيـ النحو الوظيفي كمما مسَّت الحاجة إلى ذلؾ بمفاىيـ‬
‫َّ‬
‫يقتضييا الوصؼ الكافي ليذه الظاىرة أو تمؾ»‪ ،1‬وتتمثؿ ىذه الكتب فيما يمي‪:‬‬

‫وكيفية تشغيميا في‬


‫ّ‬ ‫ِاثناف منيا‪ :‬عرض فييما أصوؿ نظرّية النحو الوظيفي ومبادئيا‬
‫دراسة المُّغة العر َّبية؛ وىما‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصوؿ واالمتداد) و‬
‫الوظيفية (مدخؿ نظري)‪ ،‬وكتاب "مسائؿ النحو العربي" خصَّصو لقراءة التراث‬
‫ّ‬ ‫المّسانيات‬
‫الذي خمَّفو المفكروف العرب القدماء‪ ،‬نحاة وبالغيوف وأصوليوف ومفسروف‪.‬‬

‫َّ‬
‫النحوية‪.‬‬ ‫أما الكتب األخرى فقد خصَّصيا لدراسة قضايا وظواىر المُّغة العر َّبية منيا‬
‫َّ‬

‫أف الظواىر المُّ َّ‬


‫غوية العر َّبية غائبة في كتبو األخرى‪ ،‬بؿ كاف‬ ‫لكف ىذا التقسيـ ال يعني َّ‬
‫َّ‬
‫لغوية قميمة‪ ،‬وأسقط ىذه‬ ‫أف عممو يتمظير في قضايا‬ ‫حاضر حضور الياجس الممحِّ‪ ،‬و َّ‬ ‫ًا‬
‫النظرّية عمى المُّغة العر َّبية بنفس النمط النحوي الذي اتبعو "ديؾ" في نظريتو‪َّ ،‬‬
‫ألنو لـ يراع‬
‫طبيعة التركيب في المّغة العر َّبية‪.‬‬

‫َّ‬
‫وظيفية‬ ‫َّ‬
‫نحوية‬ ‫لقد حاوؿ "المتوكؿ" أف يق أر التراث المُّغوي العربي ِانطالقًا مف نظرَّية‬
‫غربية حديثة‪ ،‬مثمما فعؿ الغربيوف مع تراثيـ‪ ،‬وىو ىدؼ مف أىداؼ مشروعو المّساني كما‬
‫بأف المتتبع لكتابات المتوكؿ منذ الثمانينات يجد َّأنو في بداية‬
‫يرى حافظ إسماعيمي عموي َّ‬
‫األمر حاوؿ وضع لَبَِنة أولى إلعادة قراءة التراث العربي القديـ‪.‬‬

‫­ أحمد المتوكؿ‪ :‬دراسات في نحو المّغة العربية الوظيفي‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫َّ‬
‫وظيفية فقط‪ ،‬بؿ تجاوز ذلؾ‬ ‫ثانيا‪ :‬ىذا المشروع ليست غايتو دراسة المُّغة العر َّبية دراسة‬
‫ً‬
‫إلى محاولة تطعيـ النحو الوظيفي بآليات وتقنيات تحميؿ تسيـ في تطور ىذا النموذج‪.1‬‬

‫وظيفيا وصورًيا‬
‫ً‬ ‫ميما وىو‪ :‬كيؼ يمكف لمنحو الواحد أف يكوف‬
‫فطرح "المتوكؿ" سؤاالً ً‬
‫الوظيفية (مدخؿ نظري)"‪.2‬‬
‫ّ‬ ‫في الوقت ذاتو؟ وىو ما أجاب عميو في كتابو "المّسانيات‬

‫وحسف نشره‬
‫سماه المنيج الوظيفي‪ُ ،‬‬
‫ضؿ "أحمد المتوكؿ" ال يقتصر عمى تمثُؿ ما َّ‬ ‫َّ‬
‫إف فَ َ‬
‫والتمثيؿ لو بشواىد مف الفصحى والدوارج‪ ،‬بؿ يتجاوزه إلى محاولة تطبيؽ ىذه النظرَّية عمى‬
‫التغيرات التي تط أر عميو‪ ،‬وىو ما َّ‬
‫قدمو في مؤلفو‬ ‫التراث النحوي العربي‪ ،‬والبحث عف مختمؼ ّ‬
‫التطور)"‪ ،‬الذي يقوـ عمى التحميؿ التاريخي‬
‫الوظيفية المقارنة (دراسة في التنميط و ُّ‬
‫ّ‬ ‫"المّسانيات‬

‫الرغـ مف َّأنوُ لـ يستعمؿ مصطمحي ّ‬


‫الدراسة اآلنية والدراسة‬ ‫المقارف لبنية المُّغات عمى َّ‬
‫التار َّ َّ‬
‫بدءا بأفكار "دي سوسير" ( ‪ferdinand de‬‬ ‫يخية إال َّأنو عرض فيو لعدد مف النظريات ً‬
‫مرور بنظرية فيالـ ماثيزيوس (‪ )vilem mathesuis‬والنظرَّية الغموسيماتيؾ‬
‫ًا‬ ‫‪)saussure‬‬
‫َّ‬
‫النسقية لػ (جوف فيرث) ونظرية النحو‬ ‫لػ (لويس ىممسمؼ) (‪ ،)Louis hjelmslev‬والنظرَّية‬
‫َّ‬
‫الوظيفية في كتب المتوكؿ بياجس‬ ‫الوظيفي لػ (سيموف ديؾ)‪ ،‬لقد جاءت المعرفة المِّ َّ‬
‫سانية‬
‫َّ‬
‫الوظيفية لممتمقي العربي‪ ،‬بسبب سوء فيمو لممصطمح وتوظيفو‬ ‫َّ‬
‫النحوية‬ ‫تقديـ المعرفة‬
‫لمصطمحات غريبة‪.‬‬

‫عمما َّ‬
‫أف‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية بإشكاليات عدـ التنبو الستخداـ ىذا المصطمح‪ً ،‬‬ ‫لقد جاء ِارتباط مقولة‬
‫معرفية تتسـ بالضبط والتحديد‪ ،‬ذلؾ َّأنيا تم ّكف الباحث أو َّ‬
‫الدارس مف‬ ‫َّ‬ ‫ألي نظرَّية‬
‫التأسيس ِّ‬
‫محدد‪ ،‬وتقؼ عمى أىـ ُّ‬
‫التغيرات التي‬ ‫اإلحاطة بالظواىر والقضايا التي تعالج ضمف إطار ّ‬
‫َّ‬
‫وتطبيقية‪ ،‬وىذا يشمؿ‬ ‫مرت نظرَّية النحو الوظيفي‪ ،‬وما رافقو مف معارؼ وطروحات نظرَّية‬
‫َّ‬

‫العربية المعاصرة‪ ،‬ص‪.348‬‬


‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬حافظ إسماعيمي عموي‪ :‬المّسانيات في الثقافة‬ ‫‪1‬‬

‫الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬ص‪.7‬‬


‫ّ‬ ‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬المّسانيات‬ ‫‪2‬‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫المتتبع لكتبو يجد عدـ ذكر المصادر بالتفصيؿ التي‬ ‫إنجاز المتو ّكؿ ومشروعو الوظيفي‪ ،‬و ّ‬
‫البحثية‪ ،‬سواء أكانت عر َّبية أـ غر َّبية‪ ،‬فيو ذكر مف المصادر التر َّ‬
‫اثية‬ ‫َّ‬ ‫ِاستقى منيا مادتو‬
‫(الخميؿ‪ ،‬سيبويو‪ ،‬ابف جني‪ ،‬الجرجاني‪ ،‬السيوطي‪ ،‬السكاكي‪ ،‬الزمخشري‪ ،‬ابف فارس‪،‬‬
‫َّ‬
‫التحتية‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية (البنية‬ ‫القرطبي)‪ ،‬ولـ يذكرىا في كتبو ("قضايا المُّغة العر َّبية في المّسانيات‬
‫المكونات‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية (بنية‬ ‫أو التمثيؿ الداللي التداولي)"‪ " ،‬قضايا المُّغة العر َّبية في المّسانيات‬
‫َّ‬
‫الوظيفية (بنية الخطاب‬ ‫أو التمثيؿ الصرفي ­ التركيبي)"‪ " ،‬قضايا المُّغة العر َّبية في المِّسانيات‬
‫وظيفية َّ‬
‫موحدة لتحميؿ النصوص‬ ‫َّ‬ ‫مف الجممة إلى النص)"‪ " ،‬الخطاب الموسَّط (مقاربة‬
‫النمطية")‪ ،‬في حيف يؤكد َّأنو بصدد وصؿ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية بيف الكمية و‬ ‫والترجمة وتعميـ المُّغات)"‪" ،‬‬
‫نظرَّية النحو الوظيفي بالتراث العربي‪ ،‬وبالخصوص النحو العربي‪ ،‬وحيف َّ‬
‫يتحدث "المتو ّكؿ"‬
‫َّ‬
‫التركيبية والعالقات‬ ‫َّ‬
‫الداللية والوظائؼ‬ ‫عف الوظائؼ في التحميؿ الوظيفي‪ ،‬مثؿ الوظائؼ‬
‫األصمية‪ .1‬ولـ يقتصر ىذا األمر مؤلؼ واحد‪ ،‬بؿ‬
‫َّ‬ ‫االستبدالية َّ‬
‫فإنو ال يشير إلى مصادرىا‬ ‫َّ‬
‫أف ىذا العمؿ يتمثَّؿ في إغناء لسانيات المُّغة العر َّبية‪،‬‬ ‫تجاوز ذلؾ إلى ِّ‬
‫جؿ المؤلفات‪ ،‬إذ يرى َّ‬
‫وتركيبيات ىذه المُّغة وتطعيـ‬
‫َّ‬ ‫وظيفية لظواىر ُّ‬
‫نعدىا مركزَّية بالنسبة لدالليات‬ ‫َّ‬ ‫بتقديـ أوصاؼ‬
‫النحو الوظيفي‪ ،‬كمَّما مسَّت الحاجة إلى ذلؾ‪ ،‬بمفاىيـ يقتضييا الوصؼ الكافي ليذه الظاىرة‬
‫أمر غير مقصود‪ ،‬فأراد أف‬ ‫أوتمؾ‪ ،2‬ويبدو َّ‬
‫أف عدـ ذكر المتو ّكؿ لمصادره بالتفصيؿ لـ يكف ًا‬
‫ينتج «مقاربة تقوـ عمى التوفيؽ بيف القديـ والحديث»‪ ،3‬مف غير أف يعتمد عمى مصادر‬
‫متنوعة ومتعددة وبدقّة محكمة واَّنما استند إلى بعض اآلراء التي تبنتيا النظرَّية وىو اجتياد‬
‫ّ‬
‫الدارسوف يقوؿ في كتابو المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصوؿ‬ ‫يعترؼ بو َّ‬
‫وحافز لممضي في المنحى‬
‫ًا‬ ‫واالمتداد) «أسمى آمالنا أف تُتَخذ حصيمة ىذا البحث منطمقًا‬

‫الرابع‪.‬‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتو ّكؿ‪ :‬المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬الفصؿ َّ‬
‫‪1‬‬

‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬دراسات في نحو المُّغة العربيَّة الوظيفي‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫‪2‬‬

‫­ حافظ إسماعيمي عموي‪ :‬المّسانيات في الثقافة العربيَّة المعاصرة‪ ،‬ص‪.388‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫معا ربط التحاور‬ ‫ِّ‬ ‫الوظيفي إلغناء َّ‬


‫الدرس المساني العربي وربط حاضره بماضيو وربطيما ً‬
‫والتالقح بالفكر الُّغوي اإلنساني»‪.1‬‬

‫تنوعت الكتابات في البحث المِّساني العربي الحديث بيف‪:2‬‬

‫الوصفية والتفسيرَّية‬
‫َّ‬ ‫­ لسانيات غر َّبية تأخذ آراء لغوييو ونماذج منظريو القائمة عمى‬
‫لتطبيقيا عمى المُّغة‪.‬‬

‫­ لسانيات تر َّ‬
‫اثية التي ترتؿ قواعد النحو العربي وخاصة ما وضع منيا في عصور‬
‫الجمود المُّغوي‪.‬‬

‫لغوية صالحة لوصؼ المُّغة العربية‬


‫­ وارتأى فريؽ ثالث إلى إيجاد نظريات ونماذج َّ‬
‫الدراسات المِّ َّ‬
‫سانية الحديثة‪.‬‬ ‫وترميما ليا عمى ضوء ِّ‬
‫ً‬ ‫ِانطالقًا مف النظريات المُّ َّ‬
‫غوية الغر َّبية‬

‫َّ‬
‫الوظيفية مدخؿ‬ ‫ولقد جاءت كتابات "المتو ّكؿ" ضمف ىذا التقسيـ‪ ،‬فكتبو ("المّسانيات‬
‫َّ‬
‫الوظيفية المقارنة (دراسة في التنميط‬ ‫النمطية"‪" ،‬المِّسانيات‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الكمية و‬ ‫َّ‬
‫"الوظيفية بيف‬ ‫نظري"‪،‬‬
‫التطور)"‪" ،‬التركيبات الوظيفية (قضايا ومقاربات)"‪ .‬يمكف تصنيفيا عمى َّأنيا تندرج في‬
‫و ّ‬
‫أما كتبو األخرى تندرج ضمف لسانيات التراث والذي ييدؼ إلى‬
‫إطار المّسانيات الحديثة‪َّ ،‬‬
‫مرجعا‬
‫ً‬ ‫ربط البحث المِّساني الوظيفي العربي بالتراث (بالغتو ونحوه وأصوؿ فقيو) باعتباره‬
‫عممية لقراءة‬‫َّ‬ ‫َّ‬
‫منيجية‬ ‫ومصدر لالقتراض واالغتناء‪َ .3‬يعنِي ىذا محاولة وضع‬
‫ًا‬ ‫لالحتجاج‬
‫التراث الذي خمَّفوُ المفكروف العرب القدماء خاصةً ُكتُُبوُ ("مسائؿ النحو العربي"‪" ،‬المنحى‬
‫الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصوؿ واالمتداد)"‪" ،‬الخطاب وخصائص المُّغة العر َّبية"‪،‬‬
‫َّ‬
‫الوظيفية الغربية‬ ‫"الخطاب الموسَّط")‪ ،‬وكاف اليدؼ مف ىذا ىو مقاربة النظرَّية المِّ َّ‬
‫سانية‬

‫­ أحمد المتو ّكؿ‪ :‬المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬ص‪.889‬‬ ‫‪1‬‬

‫رجاني‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫ّ‬ ‫الج‬
‫­ ينظر‪ :‬أحمد المتوكؿ‪ :‬نحو قراءة جديدة لنظريَّة النظم عند ُ‬
‫‪2‬‬

‫الموسط‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫ّ‬ ‫­ أحمد المتو ّكؿ‪ :‬الخطاب‬ ‫‪3‬‬

‫‪196‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫التداولية‪ ،‬وكاف ليذه ِّ‬


‫الدراسة أثرىا البميغ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫التركيبية و‬
‫بنحونا العربي‪ ،‬ضمف الوظائؼ الداللية و‬
‫َّ‬
‫شمولية تسعى إلى دراسة وتحميؿ‬ ‫الدرس المُّغوي العربي الحديث‪ ،‬لما ِاتَّسمت بو مف نزعة‬
‫في َّ‬

‫أنظمة المُّغة العر َّبية عبر مقاربة البحث الوظيفي بالتراث المُّغوي العربي‪ ،‬و ُّ‬
‫التعرؼ عمى‬
‫تراكيبيا‪ .‬فالناظر إلى نموذجو يجد َّأنو ُّ‬
‫ييتـ بالجممة العر َّبية وىي بوابة يمج إلييا المحدثوف‬
‫الوظيفية ِانطالقًا مف نظرية السياؽ الفير َّثية‬
‫َّ‬ ‫في دراسة النحو العربي‪ ،‬لكنو في المقابؿ َّ‬
‫شكؿ‬
‫بالوظيفية ىو الذي جعؿ ُكتُبو خالية مف معمومات وافية عف التركيب أي َّأنو‬
‫َّ‬ ‫واىتمامو الشديد‬
‫لـ يراعي طبيعة التركيب في المغة العربية‪ .‬فكيؼ يمكف قراءة تموضع نظرية النحو الوظيفي‬
‫كبير وجعميا بديالً عف نظرية النحو العربي التقميدي؟ إذا كاف‬
‫إيمانا ًا‬ ‫ِّ‬
‫المتوكؿ ً‬ ‫التي آمف بيا‬
‫تبية الستة في المُّغة‬
‫الر َّ‬
‫المتعدد القائـ عمى البنى ُّ‬
‫ّ‬ ‫عممو قد أىمؿ النمط المُّغوي العربي‬
‫العر َّبية‪ :1‬فعؿ ­ فاعؿ ­ مفعوؿ ‪ /‬فاعؿ ­ فعؿ ­ مفعوؿ ‪ /‬فعؿ ­ مفعوؿ ­ فاعؿ ‪ /‬مفعوؿ ­‬
‫فعؿ ­ فاعؿ ‪ /‬مفعوؿ ­ فاعؿ ­ فعؿ ‪ /‬فاعؿ ­ مفعوؿ ­ فعؿ‪.‬‬

‫وىو ما عرفناه مف خالؿ تحميالتو لبعض قضايا المُّغة العر َّبية‪ ،‬وكذا ُّ‬
‫التعرؼ عميو مف‬
‫َّ‬ ‫خالؿ عناويف مؤلفاتو‪ ،‬فما كتبو حوؿ بعض القضايا َّ‬
‫النظرَّية و‬
‫المنيجية‪ ،‬مخصَّصة لظواىر‬
‫اىتـ‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية التي َّ‬ ‫لغوية َّ‬
‫محددة‪ ،‬ترتبط بشكؿ خاص بالقضايا التي تتقاطع مع التحميالت‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫الوظيفية عند المتوكؿ‪ ،‬ومع‬ ‫بيا "سيموف ديؾ"‪ ،‬وتعبِّر ىذه المؤلفات عف التجربة المِّ َّ‬
‫سانية‬
‫ذلؾ بقيت تشتغؿ في حدود النحو الوظيفي‪ ،‬وىذا ما جعؿ "المتو ّكؿ" في أغمب تحميالتو‬
‫«حبيس لتحميالت ديؾ»‪.2‬‬

‫َّ‬
‫النقدية ىو‪:‬‬ ‫وما يمكف مالحظتو بعد ىذه الدراسة‬

‫­ تعود بدايات االىتماـ باالتجاه النحوي الوظيفي إلى مدرسة براغ عاـ ‪8791‬ـ‪.‬‬

‫­ حافظ إسماعيمي عموي‪ :‬المّسانيات في الثقافة العربيَّة المعاصرة‪ ،‬ص‪ 884‬إلى ص‪.899‬‬ ‫‪1‬‬

‫­ المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.386‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الرابع‪ ............................................................. :‬نقد وتقييم‬

‫َّ‬
‫الوظيفية لكؿ مف مدرسة براغ ومدرسة‬ ‫­ إ َّف تصور "سيموف ديؾ" تعكس الرؤية‬
‫َّ‬
‫الوظيفية‪.‬‬ ‫كوبنياجف ومدرسة لندف‪ ،‬وىذا ما جعمو ُيقمّص ىذه النظريات‬

‫تصوره النحوي الوظيفي عمى‬


‫ُّ‬ ‫­ مف خالؿ دراستنا لكتب أحمد المتو ّكؿ وجدنا َّأنو تبنى‬
‫وظيفية غر َّبية وكتبو ما ىي إالَّ عناويف فر َّ‬
‫عية لكتاب واحد وىو "المّسانيات‬ ‫َّ‬ ‫أساس نظرَّية‬
‫َّ‬
‫الوظيفية (مدخؿ نظري)"‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫تناول البحث "الكفاية التفسيرَّية" في النحو الوظيفي‪ ،‬وتحديد اتجاىو وما تحممو من‬
‫ومكونات‪ ،‬لمعرفة الجياز الواصف ونماذجيا سواء كان ذلك في المستوى الداللي أو‬‫ّ‬ ‫عناصر‬
‫المستوى التركيبي أو المستوى التداولي‪ ،‬والبحث عن كيفية تطبيقيا عمى األبنية العر َّبية‪،‬‬
‫وحاول المتوكل أن يبرز بعض المفاىيم والتحميالت المتعمّقة بنظرّية النحو الوظيفي‪ ،‬والذي‬
‫َّ‬
‫وظيفية‬ ‫َّ‬
‫لسانية‬ ‫سعى فيو لمحاورة التراث المُّغوي العربي القديم‪ ،‬واستثماره عن طريق نظرَّيات‬
‫منيا نظرَّية النحو الوظيفي‪ .‬وقد استطاع أن يتجاوز الصراع المفتعل بين التراث العربي‬
‫والمِّسانيات الغر َّبية‪ ،‬بيدف الوصول إلى آليات إستراتيجية تفسِّر اليدف والموضوع والجياز‬
‫الواصف والمقاربة‪.‬‬

‫وقد جاءت خاتمة ىذا البحث لتختزل النتائج التي أفضى إلييا‪ ،‬والمتمثمة في الجوانب‬
‫َّ‬ ‫رفية (النظرَّية) و‬
‫التطبيقية نوجزىا في اآلتي‪:‬‬ ‫المع َّ‬

‫العامة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ­ 1‬النتائج‬

‫َّ‬
‫أساسية‬ ‫ىامة‪ ،‬إذ َّأنيا ِاىتمت بتغطية جوانب‬ ‫َّ‬
‫لسانية َّ‬ ‫­ ُّ‬
‫تعد نظرية النحو الوظيفي نظرَّية‬
‫في الظاىرة المّ َّ‬
‫غوية وقضاياىا‪.‬‬

‫وظيفية غر َّبية‪ ،‬وتطبيقيا عمى المُّغة العر َّبية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫­ سعى "أحمد المتوكل" إلى بناء نظرَّية‬

‫­ يدرس النحو الوظيفي التركيب والداللة من منظور تداولي‪.‬‬

‫الطبيعية ِّ‬
‫تحددىا الظروف‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫البنيوية لمغات‬ ‫­ تعتبر نظرَّية النحو الوظيفي الخصائص‬
‫َّ‬
‫المقامية التي أنجزت فييا‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫خاتمة‬

‫نظر إلى الدور الذي تمعبو في‬ ‫َّ‬


‫األساسية‪ً ،‬ا‬ ‫­ ُّ‬
‫تعد الكفاية التفسيرَّية من أىم الكفايات‬
‫األساسية في الظاىرة المُّ َّ‬
‫غوية‪ ،‬والمتمثمة في الجممة‪ ،‬والتركيب‪ ،‬والداللة‬ ‫َّ‬ ‫تفسير الجوانب‬
‫والتداول‪ ،‬واد ارج ذلك ضمن وصف وتفسير الظواىر المُّ َّ‬
‫غوية والبحث عن قضاياىا‪.‬‬

‫­ تسعى الكفاية التفسيرَّية إلى بموغ ثالث أنواع من الكفايات‪ ،‬والمتمثمة في الكفاية‬
‫َّ‬
‫النمطية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫النفسية والكفاية‬ ‫التداولية والكفاية‬

‫لمكونات الجممة العر َّبية‬


‫ّ‬ ‫­ تسعى الكفاية التفسيرَّية إلى توضيح وتحميل وتفسير ّ‬
‫جيد‬
‫بك ّل أنماطيا‪.‬‬

‫حقيقيا لمبحث‬
‫ً‬ ‫­ كانت أبحاث "أحمد المتوكل" في ظواىر وقضايا المُّغة العر َّبية‪ ،‬منطمقًا‬
‫عنيا في كفايتيا التفسيرَّية‪.‬‬

‫قدمو المتوكل ىو األقرب لوصف وتفسير الظواىر المُّ َّ‬


‫غوية العر َّبية‬ ‫إن النموذج الذي َّ‬
‫­ َّ‬
‫من جانب تركيبي‪ ،‬جانب داللي‪ ،‬جانب تداولي‪.‬‬

‫الربط بين البنية المُّ َّ‬


‫غوية لمجمل‬ ‫­ األطروحة التي تقوم عمييا نظرية النحو الوظيفي‪ ،‬ىو َّ‬
‫َّ‬
‫المقامية التي تنجز فييا‪.‬‬ ‫والظروف‬

‫وظيفية تقوم عمى فكرة وصف المُّغة العربية‪،‬‬


‫َّ‬ ‫َّ‬
‫نحوية‬ ‫­ سعى المتوكل إلى بناء نظرَّية‬
‫ِانطالقًا من النظريات المُّ َّ‬
‫غوية الغر َّبية‪.‬‬

‫َّ‬
‫لموظيفية‪.‬‬ ‫­ كانت أعمال "سيمون ديك" و"أحمد المتوكل" بمثابة الدعم الحقيقي‬

‫‪022‬‬
‫خاتمة‬

‫الخاصة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ­ 2‬النتائج‬

‫َّ‬
‫وظيفية‪.‬‬ ‫الوظيفية بدراسة نظام المُّغة دراسة‬
‫َّ‬ ‫تيتم المدرسة‬
‫­ ّ‬

‫َّ‬
‫النحوية ‪ +‬القدرة‬ ‫­ يتمثّل موضوع نظرَّية النحو الوظيفي في القدرة التو َّ‬
‫اصمية (القدرة‬
‫َّ‬
‫الطبيعية‪.‬‬ ‫التداولية)‪ِ ،‬انطالقًا من نموذج مستعممي المُّغات‬
‫َّ‬

‫­ ت ِ‬
‫صل نظرَّية النحو الوظيفي َّ‬
‫حد التكامل‪ ،‬إذا توفرت فييا مجموعة من الكفايات‬
‫َّ‬
‫المنطقية)‪.‬‬ ‫اكية‪،‬‬ ‫(المعرفية‪ ،‬المُّ َّ‬
‫غوية‪ ،‬اإلدر َّ‬ ‫َّ‬

‫­ تنطمق نظرَّية النحو الوظيفي من نقطة مفادىا َّ‬


‫أن الجممة ىي نتاج المقام‪.‬‬

‫­ مصطمح النحو الوظيفي يسعى إلى تحقيق اليدف التواصمي وذلك عن طريق التفاعل‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫جديدا ألحمد المتوكل‪ ،‬الذي َّ‬


‫طبقيا عمى النحو‬ ‫ً‬ ‫­ كانت نظرَّية "سيمون ديك" منطمقًا‬
‫أبعادا جديدة‪.‬‬
‫العربي القديم وأضاف إلييا ً‬

‫َّ‬
‫لموظيفية‪ ،‬الذي صاغتو نظرية‬ ‫­ أىم مبدأ في بناء الجياز الواصف ىو َّ‬
‫تبعية البنية‬
‫النحو الوظيفي‪ ،‬فيو أقرب المبادئ اإلجر َّ‬
‫ائية في التطبيق‪ ،‬واستثمار ىذا المبدأ الوظيفي في‬
‫دراسة قضايا المُّغة العر َّبية‪ ،‬يسيم في وصفيا وتفسيرىا‪.‬‬

‫َّ‬
‫البنيوية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية لمغات خصائصيا‬ ‫­ ِّ‬
‫تحدد الخصائص‬

‫مكونات الجممة وفق ثالثة أنماط ىي‪ :‬عالقات َّ‬


‫داللية‪ ،‬عالقات‬ ‫­ َّ‬
‫تحدد العالقات بين ّ‬
‫َّ‬
‫تداولية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫تركيبية‪ ،‬عالقات‬

‫َّ‬
‫مكونية‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وظيفية‪ ،‬بنية‬ ‫­ تشتق الجممة وفق ثالث بنيات ىي‪ :‬بنية َّ‬
‫حممية‪ ،‬بنية‬

‫‪020‬‬
‫خاتمة‬

‫َّ‬
‫أساسية ىي‪ :‬المسند والمسند إليو وعالقات اإلسناد التي تربط‬ ‫­ تقوم الجممة عمى بنية‬
‫بينيما‪.‬‬

‫­ النظام المُّغوي ىو أساس بنية الجممة‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم تفسير المتو ّكل لظاىرة اإلعراب في المُّغة العر َّبية عمى مبدأ تبعية البنية لموظيفة‪.‬‬

‫‪ -‬رغم التعديالت التي مسَّت الجممة العر َّبية إالَّ َّأنيا بقيت عمى مبدأىا العام وىو تبعية‬
‫البنية لموظيفة‪.‬‬

‫َّ‬
‫الوظيفية عند مدرسة براغ عمى أساس صوتي‪.‬‬ ‫­ نشأت‬

‫َّ‬
‫الوظيفية عند مدرسة كوبنياجن عمى أساس رياضي منطقي‪.‬‬ ‫­ نشأت‬

‫َّ‬
‫الوظيفية عند مدرسة لندن عمى أساس سياقي‪.‬‬ ‫­ نشأت‬

‫َّ‬
‫الوظيفية عند مدرسة "سيمون ديك" و"أحمد المتوكل" عمى أساس الوظيفة‬ ‫­ نشأت‬
‫اإلعر َّ‬
‫ابية‪.‬‬

‫­ تتمثَّل الكفاية التفسيرَّية عند "سيمون ديك" في َّأنو قام بتقميص النظريات المِّ َّ‬
‫سانية‬
‫َّ‬
‫الوظيفية‪.‬‬

‫َّ‬
‫الوظيفية‬ ‫التصور الوظيفي عند المتوكل ُّ‬
‫مرده إلى المدارس‬ ‫ُّ‬ ‫­ العجز الموجود في‬
‫الغر َّبية‪.‬‬

‫­ تقوم نظرَّية النحو الوظيفي في ثقافتنا العر َّبية عمى البحث عن التراث المُّغوي العربي‪،‬‬
‫خالصا وىو ما‬
‫ً‬ ‫نحويا عربِّيا‬
‫ِّ‬ ‫نموذجا‬
‫ً‬ ‫تقدم‬ ‫ِانطالقًا من النظريات المِّ َّ‬
‫سانية الغر َّبية‪ ،‬لكنيا لم ِّ‬
‫حصل لألستاذ الدكتور "أحمد المتو ّكل"‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫خاتمة‬

‫َّ‬
‫الطبيعية وتفسيرىا باالعتماد‬ ‫­ يسعى النحو الوظيفي إلى وصف خصائص المُّغات‬
‫(الصرفية ­ التركيبية)‪ ،‬لمعبارة المُّ َّ‬
‫غوية لخصائصيا‬ ‫َّ‬ ‫عمى مبدأ َّ‬
‫تبعية الخصائص البنيوية‬
‫َّ‬
‫التداولية)‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الوظيفية (الداللية و‬

‫قدميا المتوكل في كتبو‪ ،‬لم تتناول كل قضايا المُّغة العر َّبية‪ ،‬بل‬
‫إن التحميالت التي َّ‬
‫­ َّ‬
‫تناولت البعض منيا‪ ،‬وليذا أصبحت نظرَّية قاصرة‪.‬‬

‫­ َّ‬
‫إن جل كتب "أحمد المتوكل" تعاني من االلتباس والغموض‪ ،‬الذي يشكوا منو القارئ‬
‫العربي‪.‬‬

‫وفي األخير ال َّ‬


‫أدعي َّأنني ألممت بكل جوانب الموضوع أو أنني قد حققت كل ما كنت‬
‫دائما عدو الحسن‪ ،‬لذا ال أحسب عممي قد خمص من السيو والنسيان‪ ،‬ومع‬
‫أنشده‪ ،‬فاألحسن ً‬
‫ذلك أرجو أن أكون قد حققت بعض الطموح بالبحث عن أحد النظريات المّ َّ‬
‫سانية الحديثة وىي‬
‫نظرَّية النحو الوظيفي وىل تحققت فييا الكفاية التفسيرَّية أم ال‪ ،‬وآمل أن أكون قد وفقت في‬
‫أىمية ىذا الجانب َّ‬
‫لعل بعض الباحثين يحذون حذوي ويتناولونو بالدراسة‬ ‫َّ‬ ‫لفت االنتباه إلى‬
‫والتدريس‪ ،‬والحمد هلل ِّ‬
‫رب العالمين‪.‬‬

‫‪022‬‬
‫المــــالحق‬

‫نبذة عن حياة أحمد المتوكل‬

‫‪ ­ 1‬المولد والنشأة‪:‬‬

‫ولد الدكتور أحمد المتوكؿ في الرباط‪ ،‬في أوائؿ األربعينيات‪ ،‬درس في ثانوية موالي‬
‫يوسؼ بالرباط أيف حصؿ عمى البكالوريا‪ ،‬ثـ انتقؿ إلى الدراسة في كمية اآلداب قسـ المغة‬
‫الفرنسية وآدابيا‪ ،‬حيث ناؿ اإلجازة في األدب والمغة الفرنسييف‪ ،‬ثـ حضر دكتوراه السمؾ‬
‫الثالث في المغويات في نفس القسـ‪ ،‬وكاف موضوع رسالتو‪( :‬أفعاؿ االتجاه في المغة‬
‫الفرنسية) تناوليا في إطار المقاربة السيميائية التي يرأسيا غريماس في فرنسا‪ ،‬وبعد ذلؾ ىيأ‬
‫داخؿ القسـ العربي شيادة في األدب المقارف‪ ،‬ثـ حضر دكتوراه الدولة في المسانيات‪ ،‬وكاف‬
‫موضوع ىذه األطروحة التي أشرؼ عمييا غريماس‪( :‬نظرية المعنى في الفكر المغوي العربي‬
‫القديـ) وطبعت األطروحة في المغرب بالمغة الفرنسية‪ ،‬واآلف يحضر طالب مف طمبة كمية‬
‫اآلداب بالدار البيضاء عيف الشؽ؛ دكتوراه وطنية في ترجمة ىذا الكتاب إلى المغة العربية‪،‬‬
‫والتقديـ لو بدراسة عف آراء أحمد المتوكؿ في العالقة بيف القديـ والحديث؛ فيما يخص الدرس‬
‫المغوي‪.‬‬

‫‪ ­ 2‬تدرجه الوظيفي وخبرته العممية‪:‬‬

‫درس الدكتور "أحمد المتوكؿ" في كمية اآلداب جامعة محمد الخامس بالرباط في‬
‫القسميف الفرنسي والعربي‪ ،‬وكاف يدرس التداوليات‪ ،‬ثـ تخصص في تدريس النحو الوظيفي؛‬
‫خاصة مدرسة امسترداـ التي كاف أوؿ روادىا األستاذ سيموف ديؾ اليولندي‪.‬‬

‫لو عدة مؤلفات في محوريف اثنيف‪:‬‬

‫األوؿ؛ محور العالقة بيف الفكر المغوي القديـ والدرس المغوي الحديث‪ ،‬والمحور الثاني؛‬
‫وصؼ وتفسير ظواىر المغة العربية مف منظور نظرية النحو الوظيفي وامكاف توظيؼ ىذه‬
‫‪603‬‬
‫المــــالحق‬

‫النظرية في مجا الت أخرى غير مجاؿ وصؼ المغات‪ ،‬كما يسمى بالمجاالت القطاعية‪،‬‬
‫ونقصد بيا ديداكتيؾ تعميـ المغات وتحميؿ النصوص عمى اختالؼ أنماطيا واالضطرابات‬
‫المغوية النفسية إلى غير ذلؾ مف القطاعات‪.‬‬

‫يشتغؿ الدكتور "أحمد المتوكؿ" منصب عضو دائـ في الجمعية الدولية لمتداوليات‬
‫(‪ )IPRA‬وعضو في لجنتيا االستشارية‪ ،‬وعضو في اتحاد المسانييف المغاربة‪ .‬وقد شارؾ في‬
‫َّ‬
‫ودولية نوردىا كاآلتي‪:‬‬ ‫َّ‬
‫وطنية‬ ‫َّ‬
‫عدة ممتقيات‬

‫األوؿ حوؿ النحو الوظيفي بأمسترداـ (ىولندا)‪.‬‬


‫‪ :4651‬الممتقى َّ‬

‫‪ :4653‬الممتقى الثاني حوؿ النحو الوظيفي بمدينة أونفيرس (بمجيكا)‪.‬‬

‫‪ :4655‬الممتقى الثالث حوؿ النحو الوظيفي بأمسترداـ (ىولندا)‪.‬‬

‫الرابع حوؿ النحو الوظيفي بمدينة كوبنياجف (الدانمارؾ)‪.‬‬


‫‪ :4660‬الممتقى َّ‬

‫‪ :4666‬الممتقى الخامس حوؿ النحو الوظيفي بمدينة أونفيرس (بمجيكا)‪.‬‬

‫‪ :4661‬الممتقى السادس حوؿ النحو الوظيفي بمدينة يورؾ (إنجمترا)‪.‬‬

‫‪ :4663‬الممتقى السَّابع حوؿ النحو الوظيفي بمدينة قرطبة (إسبانيا)‪.‬‬

‫‪ :4665‬الممتقى الثامف حوؿ النحو الوظيفي بأمسترداـ (ىولندا)‪.‬‬

‫‪ :6000‬الممتقى التاسع حوؿ النحو الوظيفي بمدينة مدريد (إسبانيا)‪.‬‬

‫‪ :6006‬الممتقى العاشر حوؿ النحو الوظيفي بأمسترداـ (ىولندا)‪.‬‬

‫‪ :6001‬الممتقى الحادي عشر حوؿ النحو الوظيفي بمدينة خيخوف (إسبانيا)‪.‬‬

‫‪604‬‬
‫المــــالحق‬

‫كما شارؾ في الممتقى المساني الدولي الذي انعقد بمدينة بوخاريست (رومانيا) سنة‬
‫‪ .4654‬وفي الممتقى المساني حوؿ الفكر المُّغوي العربي الذي جرت أشغالو بمدينة واشنطف‬
‫بالوالية المتحدة سنة ‪.4661‬‬

‫فإف تألقو في‬ ‫َّ‬


‫الدولية َّ‬ ‫َّ‬
‫العممية‬ ‫واذا كاف لمدكتور أحمد المتوكؿ حضور متميز في المحافؿ‬
‫َّ‬
‫العممية الحافمة ثمارىا‬ ‫َّ‬
‫الوطنية كاف مثار إعجاب وتقدير‪ .‬وقد أثمرت ىذه المسيرة‬ ‫الممتقيات‬
‫وتمثؿ ذلؾ فيما سطَّره مف مقاالت ومصنفات‪.1‬‬

‫‪ ­ 3‬مؤلفاته‪:‬‬

‫أ ­ بالعربية‪:‬‬

‫•(‪ )6791‬نحو قراءة جديدة لنظريَّة النظن عند الجرجاني "أعوال اللّقاء الوغربي‬
‫األ َّول للّسانيات والسيويائيات ‪ 61 ­ 61‬أبريل ‪ 6791‬الرّباط‪ ،‬هنشورات كليّة اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانيَّة ­ الرّباط‪.‬‬

‫(‪ )1977‬قراءة جديدة لنظرية النظـ عند الجرجاني‪ ،‬مجمة كمية اآلداب‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫الرباط‪ ،‬عدد ‪.1‬‬


‫(‪ )1981‬اقتراحات مف الفكر المغوي العربي القديـ بوصؼ ظاىرة االستمزاـ‬ ‫‪‬‬

‫الحواري‪ .‬كمية اآلداب‪ ،‬الرباط‪ ،‬البحث المساني والسيميائي‪.‬‬


‫(‪ )1984‬المبتدأ في المُّغة العر َّبية‪ :‬نحو وصؼ وظيفي‪ .‬تكامؿ المعرفة (مجمة‬ ‫‪‬‬

‫جمعية الفمسفة بالمغرب)‪ ،‬عدد خاص‪ / 9 :‬المسانيات‪.‬‬


‫(‪ )1985‬الوظائؼ التداولية في المغة العربية‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬دار الثقافة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1986‬دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬دار الثقافة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫­ ينظر‪ :‬نعيمة الزىري‪ :‬النحو الوظيفي والمُّغة العربيَّة "ندوة تكريميَّة لألستاذ أحمد المتوكل"‪ ،‬ص ‪ 44‬إلى ص‪.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪605‬‬
‫المــــالحق‬

‫(‪ )1987‬أ‪ :‬مف البنية الحممية إلى البنية المكونية‪ :‬الوظيفة المفعوؿ في المغة‬ ‫‪‬‬

‫العربية‪ .‬الدار البيضاء‪ :‬دار الثقافة‪.‬‬


‫(‪ )1987‬ب‪:‬مف قضايا الرابط في المغة العربية‪ .‬الرباط‪ :‬منشورات عكاظ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1988‬قضايا معجمية‪ :‬المحموالت الفعمية المشتقة في المغة العربية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الرباط‪ :‬اتحاد الناشريف المغاربة‪.‬‬


‫(‪ )1988‬الجممة المركبة في المغة العربية‪ .‬الرباط‪ :‬منشورات عكاظ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1989‬المسانيات الوظيفية‪ :‬مدخؿ نظري‪ .‬الرباط‪ :‬منشورات عكاظ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1993‬الوظيفة والبنية‪ :‬مقاربة وظيفية لبعض قضايا التركيب في المغة‬ ‫‪‬‬

‫العربية‪ .‬الرباط‪ :‬منشورات عكاظ‪.‬‬


‫(‪ )1993‬آفاؽ جديدة في نظرية النحو الوظيفي‪ .‬الرباط‪ :‬منشورات كمية‬ ‫‪‬‬

‫اآلداب‪.‬‬
‫(‪ )1995‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية‪ :‬البنية التحتية أو التمثيؿ‬ ‫‪‬‬

‫الداللي‪-‬التداولي‪ .‬الرباط‪ :‬دار األماف‪.‬‬


‫(‪ )1996‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية‪ :‬بنية المكونات أو‬ ‫‪‬‬

‫التمثيؿ الصرفي‪-‬التركيبي‪ .‬الرباط‪ :‬دار األماف‪.‬‬


‫(‪ )2001‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية‪ :‬بنية الخطاب مف‬ ‫‪‬‬

‫الجممة إلى النص‪ ،‬الرباط‪ :‬دار األماف‪.‬‬


‫(‪ )2003‬الوظيفية بيف الكمية والنمطية‪ .‬الرباط‪ :‬دار األماف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪2005‬أ) التركيبيات الوظيفية‪ :‬قضايا ومقاربات‪ .‬الرباط‪ :‬دار األماف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪2005‬ب) مفيوـ الكفاية وتعميـ المغات‪ .‬كمية اآلداب‪ ،‬مكناس‪ ،‬سمسمة‬ ‫‪‬‬

‫الندوات ‪.15‬‬

‫‪606‬‬
‫المــــالحق‬

‫(‪ )2006‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي‪ :‬األصوؿ واالمتداد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الرباط‪ :‬دار األماف‪.‬‬


‫(‪ ) 2008‬مسائؿ النحو العربي في قضايا النحو الوظيفي‪ ،‬دار الكتاب الجديد‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫بيروت لبناف‪.‬‬
‫(‪ )2010‬الخطاب وخصائص المغة العربية‪ .‬دراسة في المجاؿ والبنية والنمط‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫الدار العربية لمعموـ ناشروف بيروت‪ ،‬ودار األماف الرباط‪ ،‬ودار االختالؼ الجزائر‪.‬‬
‫(‪ )2011‬الخطاب الموسط (مقاربة وظيفية موحدة لتحميؿ النصوص والترجمة‬ ‫‪‬‬

‫وتعميـ المغة) ‪ :‬منشورات االختالؼ‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪.‬‬


‫(‪ )2012‬المسانيات الوظيفية المقارنة (دراسة في التنميط والتطور)‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫منشورات االختالؼ‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪.‬‬

‫ب ­ بالفرنسية‪:‬‬

‫•‬ ‫‪1976 Notes pour un projet de modèle sémantique. Actes du‬‬


‫‪1ier séminaire marocain de linguistique: 16 - 18 Avril 1976, Rabat.‬‬
‫‪Publication de la faculté des lettres et des sciences humaines.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪1982Réflexions sur la théorie de la signification dans la pensée‬‬


‫‪linguistique arabe. Publications de la faculté des Lettres ,Rabat.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1984Le focus en Arabe: vers une Analyse Fonctionnelle, in:‬‬
‫‪lingua 64.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1985 Topic in Arabic: Towards a Functional Analysis.Bolkestein‬‬
‫‪et al (eds).‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1988 Essais en Grammair fonctionnelle, Rabat, SMER.‬‬

‫‪640‬‬
‫المــــالحق‬

 2003Préliminaires à une grammaire fonctionnelle de discours.


In: Jadir M. (ed).

:‫جـ ­ باإلنجميزية‬

 1986 «Towards an adequate representation of illocutionary


force in functional Grammair» WPFG, N 10.
 1989 Pragmatic functions in a functional Grammar of Arabic /
Dordrecht, foris.
 1991 On Representing Implicated Illocutionary Force: Grammar
or Logic? WPFG 40.
 1991bNegative Constructions in Arabic: Towards a Functional
Approach. In: K. Devenyi and T. Ivznyi. (eds) 3.4.
 1992 Discourse continuity maintenance in standard modern
Arabic” in: G. Bernini and D. Ricca (eds) Eurotyp working papers
1/2.
 1992 Discourse continuity maintenance in standard modern
Arabic” in: G. Bernini and D. Ricca (eds) Eurotyp working papers
1/3.
 1993Reflections on the layered underlying representation in
Functional Grammar. University Mohamed V, Rabat.

644
‫المــــالحق‬

 1994Term-to-phrase mapping rules: A case study from Arabic.


In: Engberg-Pdersen. Falster Jakobsen and Schack. Rasmussen
(eds).
 1996 On the layering of the underlying clause structure in
functional Grammar in. Devriendt, B et al (eds) Complex
structure:a functionalist Perspective / Berlin, New York: Mouton de
Gruyter.
 1998Benveniste’s Recit vs Discours dichotomy as discourse
operator in Functional Grammar. In: M. Hannay and A. M.
Bolkestein (eds).
 1999Exclamation in Functional Grammar: sentence type.
illocution or modality ? WPFG no. 69.
 2000 Reflections on the layered underlying representation in
Functional Grammar. Casablanca: Afric-Orient.
 2002bDiscourse structure, the generalized parallelism
hypothesis and thearchitecture of functional grammar. In:
Madkenzie and Gomez-Gonzalez(eds).
 2004Function independent morpho-syntax. In: Aertsen Henk,
Mike Hannay and Rod Lyall (eds).
 2005Exclamation in Functional Grammar. In: Groot and
Hengeveld (eds).

646
‫المــــالحق‬

 2006Functional Grammar and Arabic. Encylopedia of the


Arabic Language and Linguistic. Leiden: Brill Academic
Publishers. Vol. II.
 2007Coordinative constructions in Arabic. Some aspects of
morpho-syntax asan indicator of Interpersonal status. In:
Advances in FunctionalDiscourse Grammar Alfa special volume.
Brazil.
 2009Exceptive constructions in Arabic. From Arabic
Grammatical Tradition to Functional Discourse Grammar WPFG
Special issue.

641
‫المــــالحق‬

‫قائمة الرموز المستعممة‬

‫المقوالت‪:‬‬

‫ت دا = تعريؼ تداولي‬ ‫شا = إشارة‬

‫عا = معادؿ‬ ‫ع = تعريؼ ‪ /‬معرفة‬

‫معا = ُمعاف‬ ‫ج = جمع‬

‫ثب = إثبات‬ ‫ذ = مذكر‬

‫مض طؽ = ماض مطمؽ‬ ‫س = اسـ‬

‫ط = إطار حممي‬ ‫ف = نكرة‬

‫ار = مرادؼ‬ ‫ثف = عالمة التثنية‬

‫عج = تعجب‬ ‫كد = مؤكد‬

‫حض= حاضر‬ ‫سيػ = استفياـ‬

‫نؾ = إنكار‬ ‫تا = تاـ‬

‫ع = عبارة‬ ‫غ تا = غير تاـ‬

‫أد = أداة‬ ‫خب = خبر (إخبار)‬

‫مؾ = متكمـ‬ ‫مض = ماض‬

‫ت د = تعريؼ داللي‬ ‫ز ي = أحد األوزاف (األصمية أو الفرعية)‬

‫سؽ = مستقبؿ‬ ‫ؽ و = قوة إنجازية‬

‫‪641‬‬
‫المــــالحق‬

‫طؽ = مطمؽ‬ ‫ؽ = مؤشر القوة المستمزمة‬

‫نس= نسبي‬ ‫عر = معرفي‬

‫قب = قريب‬ ‫إر = إرادي‬

‫بد = بعيد‬ ‫رج = مرجعي‬

‫سغؽ = مستغرؽ‬ ‫حـ = محتمؿ‬

‫ستـ = مستمر‬ ‫مؾ = ممكف‬

‫شع = شروع‬ ‫تـ = تمف‬

‫قا = مقاربة‬ ‫تر = ترج‬

‫دخ = دخوؿ‬ ‫دع = دعاء‬

‫نؼ = نفي‬ ‫بغ = مبمغ‬

‫شص = شخص‬ ‫تج = تجريبي‬

‫ث = مؤنث‬ ‫دؿ = استداللي‬

‫س = سرد‬ ‫جب = واجب‬

‫ص = وصؼ‬ ‫حس = مستحسف‬

‫ـ = المتكمـ‬ ‫قب = قبيح‬

‫خ = المخاطب‬ ‫منع = ممنوع‬

‫ح = حد‬ ‫ذ = ذات‬

‫‪642‬‬
‫المــــالحق‬

‫مستؼ = مستفيد‬ ‫و = عاطؼ مجرد‬

‫مستؽ = مستقبؿ‬ ‫ؾ = تنكير‬

‫أ د = أداة‬ ‫ـ = عاـ‬

‫ز ـ = زماف‬ ‫ص =خاص‬

‫مؾ = مكاف‬ ‫عد = عدد‬

‫حؿ =حاؿ‬ ‫ص = موصوؿ‬

‫عؿ =عمة‬ ‫خ = مخاطب‬

‫مصا= مصاحب‬ ‫زه = زماف التكمـ‬

‫الوظائف التركيبية‪:‬‬ ‫مو = مكاف التكمـ‬

‫فا = فاعؿ‬ ‫ؿ = موصوؿ‬

‫مؼ = مفعوؿ‬ ‫(خ ط) ـ = مخزوف المخاطب حسب اعتقاد المتكمـ‬

‫الوظائف التداولية‪:‬‬ ‫(خ ـ) ط = مخزوف المتكمـ حسب اعتقاد المخاطب‬

‫مح = محور‬ ‫ر س = محور معطى رئسي‬

‫بؤجد = بؤرة جديد‬ ‫سو = سؤاؿ‬

‫بؤمقا = بؤرة مقابمة‬ ‫الوظائف الداللية‪:‬‬

‫منا = منادى‬ ‫منؼ = منفذ‬

‫متؽ = متقبؿ‬

‫‪643‬‬
‫المــــالحق‬

‫المواقع‪:‬‬

‫‪ = σ‬الحؽ محمولي‬ ‫ـ = موقع‬

‫‪ = φ‬محموؿ‬ ‫ـ‪ = º‬موقع التخاطب‬

‫∑ = الحق‬ ‫ـ‪ = 1‬موقع األدوات الصدور‬

‫ـ‪ = 2‬موقع المبتدأ‬

‫ـ‪ = 3‬موقع الذيؿ‬

‫ـ‪ = 4‬موقع المنادى‬

‫رموز عامة‪:‬‬

‫‪ = π‬مؤشر االشتقاق المقصود‬


‫‪ = 4π‬مخصّص المحمول‬

‫‪ = 6π‬مخصّص الحمل‬

‫‪ = 1π‬مخصّص القضية‬

‫‪ = 1π‬المخصّص اإلنجازي‬

‫سي = متغيّر القضية‬


‫وي = متغيّر الواقعة‬
‫ع‪ = 4‬مفرد‬

‫(س‪ ،1‬س‪... 2‬سن) = متغيرات الموضوعات‬


‫= "يتوقع في"‬

‫‪644‬‬
‫‪ ­ 1‬فهرس أهم المصطلحات المستعملة في البحث‬

‫‪ ­ 2‬فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪ ­ 3‬فهرس الموضوعات‬
‫فهرس المصطلحات‬

‫‪ ­ 1‬فهرس أهم المصطلحات المستعملة في البحث‬

‫بالفرنسية‪:‬‬ ‫بالعربية‪:‬‬

‫‪Communication unilateral‬‬ ‫إبالغ‬


‫‪Cohésion‬‬ ‫اتساق‬
‫‪Référence‬‬ ‫إحالة‬
‫‪Cataphora‬‬ ‫إحالة بعدية‬
‫إحالة تعيين‬
‫‪Exophora‬‬
‫إحالة مقامية‬
‫‪Instrument‬‬ ‫أداة‬
‫‪Substitution‬‬ ‫استبدال‬
‫‪Prédication‬‬ ‫إسناد‬
‫‪Signal‬‬ ‫إشارة‬
‫‪dérivation‬‬ ‫اشتقاق‬
‫‪Cadres‬‬ ‫إطار‪ /‬أطر‬
‫‪Présupposé‬‬ ‫اقتضاء (االقتضاء)‬
‫‪Production‬‬ ‫إنتاج‬
‫‪Sélection‬‬ ‫انتقاء‬
‫‪Cohérence‬‬ ‫انسجام‬
‫‪Focus‬‬ ‫بؤرة‬
‫‪Focus de sélection‬‬ ‫بؤرة انتقاء‬
‫‪Focus de complement‬‬ ‫بؤرة تتميم‬

‫‪912‬‬
‫فهرس المصطلحات‬

Focus de substitutio ‫بؤرة تعويض‬


Focus de nouveau ‫بؤرة جديد‬
Structure ‫بنية‬
Structure sous ‫بنية تحتية‬
Structure pragmatique ‫بنية تداولية‬
Structure predicative ‫بنية حممية‬
Structure sémantique ‫بنية داللية‬
Structure de surface ‫بنية سطحية‬
Structure morphp-syntaxique )‫ تركيبية‬،‫بنية مركبية (صرفية‬
Structure en constituants ‫بنية مكونية‬
Structure fonctionnelle ‫بنية وظيفية‬
Focalisation ‫تبئير‬
Communication (bilatérale) ‫تبميغ‬
Analyse ‫تحميل‬
Transformation ‫تحويل‬
Pragmatique ‫تداولية‬
Explication ‫تفسير‬
Mélodie ‫تنغيم‬
Typologie )‫تنميط (نمطية‬
modalisation ‫توجيو‬
Distribution ‫توزيع‬
Dichotomie ‫ثنائية‬

992
‫فهرس المصطلحات‬

Phrase ‫جممة‬
Phrase interrogative ‫جممة استفهامية‬
Phrase nominale ‫جممة اسمية‬
Phrase performative ‫جممة إنجازية‬
Phrase simple ‫جممة بسيطة‬
Phrase déclarative ‫جممة خبرية‬
Phrase verbale ‫جممة فعمية‬
Phrase complexe ‫جممة معقدة‬
terme ‫ حدود‬/‫حد‬
Prédication ‫حمل‬
Cadre prédicatif central ‫حمل مركزي‬
cadre prédicatifétendu ‫حمل موسع‬
cadre prédicatif nucléaire ‫حمل نووي‬
Information ‫خبر‬
Discours ‫خطاب‬
Signifiant ‫دال‬
Signifiants ‫داليات‬
Signifiance ‫دالية‬
Signification ‫داللة‬
Entité ‫ ذوات‬/‫ذات‬
Queue / Tail )‫ذيل (وظيفة تداولية‬
Liage ‫ربط‬

991
‫فهرس المصطلحات‬

Liage référentielle ‫ربط إحالي‬


Rang ( ordre ) / Order ‫رتبة‬
Connecteurs ‫روابط‬
Temps ‫زمن‬
les Conductifs )‫سموكيات (أفعال‬
Trait ‫ سمات‬/‫سمة‬
Contexte ‫سياق‬
Contexte linguistique ‫سياق لغوي‬
Sémiotique ‫سيميائية‬
ّ
Sémiologie ‫سيميولوجيا‬
Formel ‫صوري‬
Mode ‫صيغة‬
Implicite ‫ضمني‬
Strate de performation ‫طبقة اإلنجاز‬
Strate de localité ‫طبقة التأطير‬
Relations ‫عالقات‬
Relation de communication ‫عالقة التبميغ‬
Signe ‫عالمة‬
Science de la communication ‫عمم االتصال‬
La Syntaxe )‫عمم التركيب (النظم‬
Acte referential ‫فعل اإلحالة‬
Acte Illocutoire ‫فعل إنجاز‬

999
‫فهرس المصطلحات‬

Acte de Discours ‫فعل خطاب‬


Acte Rhétique ‫فعل داللي‬
Acte phatique / Acte
‫ التمفظ‬/‫فعل صوتي‬
d'énonciation
Acte propositionnel ‫فعل قضوي‬
Acte locutionnaire ‫فعل قول‬
Acte de parole ‫فعل كالم‬
Acte de langage ‫فعل لغوي‬
Module ‫قالب‬
Module social ‫قالب اجتماعي‬
Module de perception ‫قالب إدراكي‬
Module pragmatique ‫قالب تداولي‬
Module prosodique ‫قالب تطريزي‬
Module sémantique ‫قالب داللي‬
Module logique ‫قالب منطقي‬
Module grammatical ‫قالب نحوي‬
Modulaire ‫قالبي‬
Proposition ‫قضية‬
Modules ‫قوالب‬
Force illocutoire ‫قوة إنجازية‬
Force illocutoire latérale ‫قوة إنجازية حرفية‬
Force illocutoire imliquée ‫قوة إنجازية مستمزمة‬

992
‫فهرس المصطلحات‬

Adéquation psychologique ‫كفاية نفسية‬


Adéquation typologique ‫كفاية نمطية‬
Parole ‫كالم‬
Universaux ‫كميات‬
Langage ‫لسان‬
Linguistique de la phrase ‫لسانيات الجممة‬
Linguistique du texte ‫لسانيات النص‬
Langue ‫لغة‬
Thème )‫تداولية‬
ّ ‫مبتدأ (وظيفة‬
Emetteur ‫مبمَّغ‬
Récepteur ‫مبمِّغ‬
(Etre en position) )‫داللية‬
ّ ‫متموضع (وظيفة‬
Contenu propositionnel )‫محتوى (قضوي‬
Prédicat ‫محمول‬
Topique / topic ‫محور‬
Topique de Nouveau ‫محور جديد‬
Topique donné ‫محور معطى‬
Spécifiants ‫مخصصات‬
Corpus ‫مدونة‬
Syntagme nominale ‫مركب اسمي‬
Syntagme verbal ‫مركب فعمي‬
Bénéficier Niveau ‫مستفيد‬

992
‫فهرس المصطلحات‬

communicationnel
‫المستوى التبميغي‬
unilatéral
niveau sémantique ‫المستوى الداللي‬
Objet ‫مفعول‬
Concept ‫مفهوم‬
Forme ‫مقال‬
Situation ‫مقام‬
Local ‫مكان‬
Composant ‫مكون‬
ّ
Composant pragmatique ‫مكون تداولي‬
ّ
Composant syntaxique ‫مكون تركيبي‬
ّ
ComposantSémantique ‫مكون داللي‬
ّ
Compétence ‫ممكة‬
Compétence social ‫اجتماعية‬
ّ ‫ممكة‬
Compétence perceptuelle ‫اكية‬
ّ ‫ممكة إدر‬
Compétence discursive ‫خطابية‬
ّ ‫ممكة‬
Compétence logique ‫منطقية‬
ّ ‫ممكة‬
Vocatif )‫تداولية‬
ّ ‫منادى (وظيفة‬
perspective ‫منظور‬
Agent )‫داللية‬
ّ ‫منفذ (وظيفة‬
Accent ‫نبر‬
Grammaire / Grammar ‫نحو‬

992
‫فهرس المصطلحات‬

Grammaire de Phrase ‫نحو الجممة‬


Grammaire textuelle ‫النص‬
ّ ‫نحو‬
Grammaire de Discours ‫نحو خطاب‬
Grammaire Fonctionnelle ‫نحو وظيفي‬
Grammaticalité ‫نحوية‬
ّ
Système ‫ نسق‬/‫نظام‬
Type ‫نمط‬
Typique ‫نمطي‬
Typologie )‫نمطية (تنميط‬
ّ
Modèle ‫نموذج‬
Modèle Standard ‫نموذج المعيار‬
Modèle Pré-Standard ‫نموذج ما بعد المعيار‬
Modèle Post-Standard ‫نموذج ما قبل المعيار‬
Noyau ‫نواة‬
Modalité / s ‫ وجوه‬/‫وجو‬
Perspective ‫وجهة‬
Modale ‫وجهي‬
Fonctions ‫وظائف‬
Fonctions Sémantiques ‫داللية‬
ّ ‫وظائف‬
Fonctions pragmatiques ‫تداولية‬
ّ ‫وظائف‬

992
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪ ­ 2‬فهرس المصادر والمراجع‬


‫‪ -‬القرآن الكريم‪ ،‬برواية اإلمام ورش عن نافع‪ ،‬مصحف المدينة النبوية لمنشر الحاسوبي‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬المصادر والمراجع العربيَّة‪:‬‬
‫‪ ­ 1‬الكتب‪:‬‬
‫­ أحمد بن فارس‪:‬‬

‫‪ ­ 1‬معجم مقاييس المغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم محمد ىارون‪ ،‬دار الفكر‪1399 ،‬ىـ‪.‬‬

‫َّذي‪:‬‬
‫­ أحمد بن محمد البجائي األٌب ٌ‬
‫‪ ­ 2‬الحدود في عمم النحو‪ ،‬تح‪ :‬نجاة حسن عبد اهلل نولي‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬المدينة‬
‫المنورة‪.2001 ،‬‬
‫­ أحمد المتوكل‪:‬‬
‫‪ ­ 3‬الوظائف التداولية في المغة العربية‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الرباط‬
‫­ المغرب‪ ،‬ط‪.1985 ،1‬‬
‫‪ ­ 4‬دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪.1986 ،1‬‬
‫‪ ­ 5‬من قضايا الرابط في المغة العربية‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬دط‪.1987 ،‬‬
‫‪ ­ 6‬قضايا معجمية (المحموالت الفعمية المشتقة في المغة العربية)‪ ،‬اتحاد الناشرين المغاربة‪،‬‬
‫الرباط ­ المغرب‪ ،‬دط‪.1988 ،‬‬
‫‪ ­ 7‬الجممة المركبة في المغة العربية‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ ­ 8‬المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)‪ ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪.1989 ،1‬‬
‫‪ ­ 9‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية المكونات أو التمثيل الصرفي ­‬
‫التركيبي)‪ ،‬دار األمان ‪ 4‬زنقة المامونية‪ ،‬الرباط‪ ،‬دط‪.1996 ،‬‬
‫‪ ­ 10‬قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب من الجممة إلى النص)‪ ،‬دار‬
‫األمان ‪ 4‬زنقة المامونية‪ ،‬الرباط‪ ،‬دط‪.2001 ،‬‬
‫‪227‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪ ­ 11‬التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات‪ ،‬مكتبة دار األمان‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ ­ 12‬مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتحدة‪،‬‬
‫بيروت ­ لبنان‪ ،‬ط‪.2009 ،1‬‬
‫‪ ­ 13‬الخطاب وخصائص المغة العربية (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط)‪ ،‬دار األمان ‪4‬‬
‫زنقة المامونية‪ ،‬الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫‪ ­ 14‬الخطاب الموسَّط (مقاربة وظيفية موحدة لتحميل النصوص والترجمة وتعميم المغات)‪،‬‬
‫منشورات االختالف‪ ،‬دار األمان الرباط ­ المغرب‪ ،‬ط‪.2011 ،1‬‬
‫‪ ­ 15‬المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)‪ ،‬مكتبة دار األمان ­ ‪4‬‬
‫الرباط‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬ ‫َّ‬
‫المامونية ­ ّ‬ ‫ساحة‬

‫‪ ­ 16‬قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي‬


‫الرباط‪ ،‬دط‪.1995 ،‬‬
‫التداولي)‪ ،‬دار األمان ‪ ،4‬زنقة المامونية‪ّ ،‬‬

‫َّ‬
‫وظيفية لبعض قضايا التركيب في المغة العربية)‪ ،‬دار األمان‬ ‫‪ ­ 17‬الوظيفة والبنية (مقاربات‬
‫الرباط‪ ،‬دط‪.1993 ،‬‬
‫‪ ،4‬زنقة المامونية‪ّ ،‬‬

‫التطور)‪ ،‬دار األمان ‪ ،4‬زنقة‬ ‫َّ‬


‫الوظيفية المقارنة (دراسة في التنميط و ُّ‬ ‫‪ ­ 18‬المّسانيات‬
‫الرباط‪ ،‬ط‪.2012 ،1‬‬
‫المامونية‪ّ ،‬‬

‫الرباط‪ ،‬دط‪.2003 ،‬‬ ‫َّ‬


‫النمطية‪ ،‬دار األمان ‪ ،4‬زنقة المامونية‪ّ ،‬‬ ‫‪ ­ 19‬الوظيفية بين َّ‬
‫الكمية و‬

‫الرباط‪.1977 ،‬‬
‫رجاني‪ ،‬مجمة كمية اآلداب‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الج‬
‫‪ ­ 20‬نحو قراءة جديدة لنظرية النظم عند ُ‬

‫‪228‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫­ أبي البقاء أيوب بن موسى الكفوي‪:‬‬

‫‪ ­ 21‬كتاب الكميات‪ ،‬تح‪ :‬عدنان درويش ومحمد المصري‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيروت ‪-‬‬
‫دط‪1419 ،‬ىـ‪.‬‬

‫­ أندري مارتني‪:‬‬

‫‪ ­ 22‬مبادئ المسانيات العامة‪ ،‬تر‪ :‬أحمد حوحو‪ ،‬المطبعة الجديدة ­ دمشق‪.1985 ،‬‬

‫­ أحمد مومن‪:‬‬

‫الجامعية الساحة المركزّية ­ بن عكنون ­‬


‫ّ‬ ‫التطور‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫‪ ­ 23‬المّسانيات النشأة و ّ‬
‫الجزائر‪ ،‬ط‪.2005 ،2‬‬

‫­ أبي البركات األنباري‪:‬‬

‫‪ ­ 24‬أسرار العر َّبية‪ ،‬تح‪ :‬محمد بيجت البيطار‪ ،‬مطبعة الترقي بدمشق‪.1957 ،‬‬

‫­ ابن العماد العكري الحنبمي‪:‬‬

‫‪ ­ 25‬شذرات الذىب في أخبار من ذىب‪ ،‬تح‪ :‬عبد القادر األرناؤوط ومحمود األرناؤوط‪ ،‬دار‬
‫ابن كثير ­ دمشق‪ ،‬ط‪1406 ،1‬ىـ‪.‬‬

‫­ ابن جني‪:‬‬
‫‪ ­ 26‬الخصائص‪ ،‬تح‪ :‬محمد عمي النجار‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬ط‪.1955 ،4‬‬
‫­ ابن حجر العسقالني‪:‬‬
‫َّ‬
‫العثمانية حيدر آباد‪ ،‬اليند‪،‬‬ ‫‪ ­ 27‬الدرر الكامنة في أعيان المائة الثمنة‪ ،‬دائرة المعارض‬
‫ط‪1392 ،2‬ىـ‪ ،‬ج‪.1‬‬

‫‪229‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫­ ابن عصفور‪:‬‬
‫المقرب‪ ،‬تح‪ :‬أحمد عبد الستار الجواري وعبد اهلل الجبوري‪ ،‬مطبعة المعاني‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫َّ‬ ‫‪­ 28‬‬
‫دط‪.1971 ،‬‬
‫المقرب‪ ،‬تح‪ :‬أحمد عبد الستار الجواري وعبد اهلل الجبوري‪ ،‬ط‪.1972 ،1‬‬
‫‪ّ ­ 29‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪:‬‬

‫‪ ­ 30‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.1992 ،1‬‬
‫­ أبو منصور محمد بن أحمد األزهري‪:‬‬

‫‪ ­ 31‬تيذيب المُّغة (مادة عرب)‪ ،‬تح‪ :‬محمد عبد السالم ىارون وآخرين‪ ،‬المؤسسة المصرّية‬
‫القومية العربية لمطباعة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دط‪.1964 ،‬‬
‫ّ‬ ‫العامة لمتأليف واألنباء والنشر‪ ،‬دار‬

‫­ ابن يعيش‪:‬‬

‫‪ ­ 32‬شرح المفصل‪ ،‬تح‪ :‬األزىر المعمور‪ ،‬ادارة الطباعة المنيرة األزىر ­ مصر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪.‬‬

‫­ ابن خمدون‪:‬‬

‫المقدمة‪ ،‬تح‪ :‬عمي عبد الواحد وافي‪ ،‬لجنة البيان العربي‪ ،‬بيروت ­ لبنان‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫ّ‬ ‫‪­ 33‬‬
‫‪.1968‬‬

‫­الزجاجي‪:‬‬
‫‪ ­ 34‬اإليضاح في عمل النحو‪ ،‬تح‪ :‬مازن المبارك‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ط‪.1979 ،3‬‬
‫­ الزركشي‪:‬‬

‫‪ ­ 35‬البرىان في عموم القرآن‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬ط‪1376 ،1‬ىـ‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫­ الزمخشري‪:‬‬
‫‪ ­ 36‬األنموذج في النحو‪ ،‬تح‪ :‬لجنة إحياء التراث العربي‪ ،‬منشورات دار األفاق‪ ،‬بيروت ­‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪.1981 ،1‬‬
‫‪ ­ 37‬أساس البالغة‪ ،‬تح‪ :‬محمد باسل عيون السود‪ ،‬دار الكتاب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬مادة (ن‬
‫ح)‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫­ السراج‪:‬‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1987 ،2‬‬
‫‪ ­ 38‬األصول في النحو‪ ،‬تح‪ :‬عبد الحسين الفتمي‪ ،‬مؤسسة ّ‬
‫­ الزواوي بغورة‪:‬‬

‫‪ ­ 39‬المنيج البنيوي بحث في األصول والمبادئ والتطبيقات‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬عين مميمة‬
‫الجزائر‪ ،‬دط‪.2001 ،‬‬

‫­التواتي بن التواتي‪:‬‬

‫الثانوية رقم ‪ 142‬ب‪ ،‬الرويبة ­‬


‫ّ‬ ‫‪ ­ 40‬محاضرات في أصول النحو‪ ،‬دار الوعي‪ ،‬حي‬
‫الجزائر‪ ،‬دط‪.2008 ،‬‬

‫­ الطيب دبه‪:‬‬

‫‪ ­ 41‬مبادئ المسانيات البنيوية (دراسة تحميمية ابستمولوجية)‪ ،‬لطمبة معاىد المغة العربية‬
‫ولمباحثين في الدراسات المسانية الحديثة‪ ،‬جمعية األدب لألساتذة الباحثين‪ ،‬األغواط ­‬
‫الجزائر‪ ،‬دط‪.2001 ،‬‬

‫­ تمام حسان‪:‬‬

‫َّ‬ ‫‪ ­ 42‬المُّغة بين المعيارَّية و‬


‫الوصفية‪ ،‬عالم الكتب‪ 28 ،‬شارع عبد الخالق ثروت ­ القاىرة‪،‬‬
‫ط‪.2001 ،4‬‬

‫‪231‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫­ جفري سامسون‪:‬‬

‫كبة‪ ،‬جامعة الممك سعود‪،‬‬


‫‪ ­ 43‬مدارس المّسانيات (التسابق والتطور)‪ ،‬تر‪ :‬محمد زياد ّ‬
‫الرياض‪ ،‬د ط‪.1994 ،‬‬

‫­ حافظ إسماعيمي عموي‪:‬‬

‫‪ ­ 44‬المّسانيات في الثقافة العربية المعاصرة (دراسة تحميمية نقدية في قضايا التمقِّي‬


‫واشكاالتو)‪ ،‬دار الكتاب الجديد المتحدة‪ ،‬بنغازي ­ ليبيا‪ ،‬ط‪.2009 ،1‬‬

‫‪ ­ 45‬حافظ إسماعيمي عموي ووليد أحمد العناني‪ :‬أسئمة المُّغة أسئمة المِّسانيات (حصيمة‬
‫نصف قرن من المِّسانيات في الثقافة العر َّبية)‪ ،‬الدار العر َّبية لمعموم ناشرون‪ ،‬دار األمان ­‬
‫الرباط‪ ،‬ط‪.2009 ،1‬‬
‫ّ‬

‫­ حسن خميس الممخ‪:‬‬

‫َّ‬
‫لسانية في نظرية النحو العربي‪ ،‬دار الشروق ­ عمان‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬ ‫‪ ­ 46‬رؤى‬

‫­ حممي خميل‪:‬‬

‫‪ ­ 47‬العربية وعمم المُّغة البنيوي (دراسة في الفكر المُّغوي العربي الحديث)‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية ­ اإلسكندرَّية‪ ،‬دط‪.1988 ،‬‬

‫­ حنفي بن ناصر ومختار لزعر‪:‬‬

‫‪ ­ 48‬المّسانيات (منطمقاتيا النظرّية وتعميقاتيا المنيجية)‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬


‫جامعة مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪.2011 ،2‬‬

‫‪232‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫­ خولة طالب اإلبراهيمي‪:‬‬

‫‪ ­ 49‬مبادئ في المّسانيات‪ ،‬دار القصبة لمنشر‪ ،‬فيال ‪ ،6‬حي سعيد حمدين‪ ،‬حيدرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ط‪.2006 ­ 2000 ،2‬‬

‫­ ذهبية حمو الحاج‪:‬‬

‫‪ ­ 50‬لسانيات التمفظ وتداولية الخطاب‪ ،‬دار األمن لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دط‪.2005 ،‬‬

‫­ سامي عياد حنا وآخرون‪:‬‬


‫‪ ­ 51‬معجم المسانيات الحديثة‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬لبنان‪.1997 ،‬‬
‫­ صالح بمعيد‪:‬‬

‫‪ ­ 52‬نظرية النظم‪ ،‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ط‪.2004 ،‬‬

‫­ صالح الدين زرال‪:‬‬

‫الداللية عند عمماء العر َّبية القدامى حتى نياية القرن َّ‬
‫الرابع اليجري‪ ،‬الدار‬ ‫ّ‬ ‫‪ ­ 53‬الظاىرة‬
‫العربية لمعموم ناشرون‪ ،‬منشورات االختالف ‪ 149‬شارع حسيبة بن بوعمي الجزائر العاصمة‬
‫­ الجزائر‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬

‫­ صالح فضل‪:‬‬

‫‪ ­ 54‬النظرية البنائية في النقد األدبي‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاىرة ­ مصر‪ ،‬ط‪.1978 ،1‬‬

‫‪ ­ 55‬النظرية البنائية في النقد األدبي‪ ،‬مكتبة األنجمو مصرية‪ ،‬القاىرة ­ مصر‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪.1980‬‬

‫‪233‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫­ عبد السالم المسدي‪:‬‬


‫‪ ­ 56‬العربية واإلعراب‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتحدة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫­ عبد الحميد دباش‪:‬‬

‫‪ ­ 57‬بنية الجممة والترجمة من خالل القرآن الكريم‪ ،‬مجمة آفاق الثقافة والتراث‪ ،‬مركز جامعة‬
‫الماجد لمثقافة والتراث‪ ،‬دبي ­ اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬دط‪ ،‬عدد‪.2006 ،55 :‬‬

‫­ عبد القادر المهيري‪:‬‬

‫‪ ­ 58‬المّسانيات الوظيفية ضمن أىم المدارس المّسانية‪ ،‬المعيد القومي لعموم التربية‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫ط‪.1990 ،2‬‬

‫­ عمي أبو المكارم‪:‬‬


‫‪ ­ 59‬مدخل إلى دراسة النحو العربي‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬
‫­ عمي آيت أوشان‪:‬‬

‫(من المعرفة العممية إلى المعرفة‬ ‫‪ ­ 60‬المسانيات والديداكتيك نموذج النحو الوظيفي‬
‫المدرسية)‪ ،‬السمسمة البيداغوجية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪.2005 ،1‬‬

‫­ ِع ّز الدين البوشيخي‪:‬‬

‫وظيفية ­‪(،‬نحو نموذج لمستعممي المُّغات الطَّبيعية)‪،‬‬


‫َّ‬ ‫َّ‬
‫لسانية‬ ‫‪ ­ 61‬التَّواصل المُّغوي ­ مقاربة‬
‫مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬ط‪.2012 ،1‬‬

‫‪ ­ 62‬إسيامات األستاذ أحمد المتوكل في البحث المِّساني العربي المعاصر‪ ،‬النحو الوظيفي‬
‫يمية لألستاذ أحمد المتوكل"‪ ،‬تنظيم‪ :‬شعبة المُّغة العربية وآدابيا‪.‬‬
‫والمُّغة العر َّبية "ندوة تكر َّ‬
‫تنسيق‪ :‬دة‪ :‬نعيمة الزىري‪ ،‬سمسمة ندوات ومناظرات رقم ‪ ،16‬جامعة الحسن الثاني عين‬
‫َّ‬
‫الشق ­ الدار البيضاء‪.2005 ،‬‬
‫‪234‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫عز الدين مجذوب‪:‬‬


‫‪ّ -‬‬

‫َّ‬
‫لسانية جديدة)‪ ،‬دار محمد عمي الحامي‪ ،‬كمية اآلداب‬ ‫‪ ­ 63‬المنوال النحوي العربي (قراءة‬
‫َّ‬
‫التونسية ­ تونس‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬ ‫اإلنسانية ­ سوسة‪ ،‬الجميورَّية‬
‫َّ‬ ‫والعموم‬

‫­ فاضل صالح السمرائي‪:‬‬

‫‪ ­ 64‬الجممة العربية تأليفيا وأقساميا‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان (األردن)‪ ،‬ط‪.2007 ،2‬‬

‫­ فردينان دوسوسير‪:‬‬

‫‪ ­ 65‬محاضرات في األلسنية العامة‪ ،‬تر‪ :‬يوسف غازي ومجيد النصر‪ ،‬المؤسسة الجزائرية‬
‫لمطباعة‪ ،‬دط‪.1986 ،‬‬

‫­ كاهنة دحمون‪:‬‬

‫اضية بنيتيا وداللتيا في الخطاب األدبي (دراسة في ضوء النظرَّية‬


‫‪ ­ 66‬الجممة االعتر َّ‬
‫َّ‬
‫التداولية)‪ ،‬دار األمل‪ ،‬منشورات تحميل الخطاب‪ ،‬برج البحري ­ الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫­ محمد األوراغي‪:‬‬

‫الرباط‪،‬‬ ‫َّ‬
‫النسبية (دواعي النشأة)‪ ،‬منشورات االختالف‪ ،‬دار األمان‪ّ ،‬‬ ‫‪ ­ 67‬نظرَّية المّسانيات‬
‫ط‪.2010 ،1‬‬

‫‪ ­ 68‬الوسائط المُّ َّ‬


‫غوية أفول المِّسانيات َّ‬
‫الكمية‪ ،‬دار األمان‪ 4 ،‬زنقة المامونية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪.2013‬‬

‫‪235‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫­ محمد الحسين مميطان‪:‬‬

‫‪ ­ 69‬نظرية النحو الوظيفي ­ األسس والنماذج والمفاىيم ­‪ ،‬منشورات ضفاف ومنشورات‬


‫االختالف‪ ،‬دار األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪.2014 ،1‬‬

‫­ محمود السعران‪:‬‬

‫‪ ­ 70‬عمم المّغة مقدمة لمقارئ العربي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،2‬د ت‪.‬‬

‫­ محمد بن عبد الكريم‪:‬‬


‫‪ ­ 71‬التصوف في ميزان اإلسالم‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪.1997 ،1‬‬
‫­ محمد عبَّاس‪:‬‬

‫َّ‬
‫اإلبداعية في منيج عبد القاىر الجرجاني‪ ،‬دار الفكر ­ دمشق‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬ ‫‪ ­ 72‬األبعاد‬

‫­ محمد حماسة عبد المطيف‪:‬‬

‫‪ ­ 73‬بناء الجممة العربية‪ ،‬دار غريب لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬د ط‪.2003 ،‬‬

‫­ محمد محمد يونس عمي‪:‬‬

‫‪ ­ 74‬مدخل إلى المسانيات‪ ،‬دار الكتاب الجديدة المتحدة‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ط‪.2004 ،1‬‬

‫­ مجمع المغة العربية‪:‬‬


‫‪ ­ 75‬المعجم الوسيط‪ ،‬اإلدارة العامة لممعجمات واحياء التراث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬د ط‪.1972 ،‬‬
‫‪ -‬مسعود صحراوي‪:‬‬

‫َّ‬
‫الكالمية" في التراث‬ ‫َّ‬
‫تداولية لظاىرة "األفعال‬ ‫َّ‬
‫التداولية عند عمماء العرب (دراسة‬ ‫‪­ 76‬‬
‫المِّساني العربي)‪ ،‬دار الطميعة‪ ،‬بيروت ­ لبنان‪ ،‬ط‪.2005 ،1‬‬

‫‪236‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫­ مصطفى غمفان‪:‬‬

‫‪ ­ 77‬المّسانيات العربية الحديثة (دراسة نقدية في المصادر واألسس النظرية والمنيجية)‪،‬‬


‫جامعة الحسن الثاني‪ ،‬عين الشق ­ كمية اآلداب والعموم اإلنسانية‪ ،‬سمسمة ورسائل وأطروحات‬
‫رقم‪ ،4 :‬د ط‪ ،‬د ت‪.‬‬

‫­ مهدي المخزومي‪:‬‬

‫‪ ­ 78‬في النحو العربي نقد وتوجيو‪ :‬دار الرائد العربي‪ ،‬بيروت ­ لبنان‪ ،‬ط‪.1986 ،2‬‬

‫­ ميشال زكرياء‪:‬‬

‫‪ ­ 79‬األلسنة عمم المُّغة الحديث‪ ،‬المؤسسة الوطنية ّ‬


‫لمدراسات والنشر‪ ،‬بيروت ­ لبنان‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪.1985‬‬

‫‪ ­ 80‬األلسنية (عمم المُّغة الحديث) المبادئ واألعالم‪ ،‬المؤسسة الجامعة لمدراسات والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت ­ لبنان‪ ،‬ط‪.1980 ،1‬‬

‫األلسنية)‪ ،‬المؤسسة الجامعة‬


‫ّ‬ ‫التوليدية التحويمية وقواعد المُّغة العربية (النظرّية‬
‫ّ‬ ‫‪ ­ 81‬األلسنية‬
‫لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ­ لبنان‪ ،‬ط‪.1986 ،2‬‬

‫­ نعمان بوقرة‪:‬‬

‫الراىنة‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪،1‬‬


‫العامة اتجاىاتيا وقضاياىا َّ‬
‫َّ‬ ‫‪ ­ 82‬المّسانيات‬
‫‪.2009‬‬

‫­ نعيمة الزهري‪:‬‬

‫‪ ­ 83‬التعجب في المّغة العربية (من الفكر المّغوي العربي القديم إلى النحو الوظيفي)‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬ط‪.2014 ،1‬‬
‫منشورات االختالف‪ 4 ،‬زنقة المامونية ­ ّ‬
‫‪237‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪ ­ 84‬تحميل الخطاب في نظرَّية النحو الوظيفي‪ ،‬دار األمان ­ ّ‬


‫الرباط‪ ،‬ط‪.2014 ،1‬‬

‫‪ ­ 85‬النحو الوظيفي والمُّغة العر َّبية "ندوة تكر َّ‬


‫يمية لألستاذ أحمد المتوكل"‪ ،‬كمية اآلداب‬
‫اإلنسانية‪ ،‬سمسمة ندوات ومناظرات رقم ‪ ،16‬عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء ­ المغرب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والعموم‬
‫ط‪.2005 ،1‬‬

‫­ نوام تشومسكي‪:‬‬

‫الثقافية‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫النحوية‪ ،‬تر‪ :‬يؤيل يوسف عزيز‪ ،‬مراجعة‪ :‬مجيد الماشطة‪ ،‬دار الشؤون‬ ‫‪ ­ 86‬البنى‬
‫العامة‪ ،‬بغداد ­ العراق‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫ّ‬

‫­ وزارة األوقاف والشئون اإلسالميَّة الكويت‪:‬‬

‫َّ‬
‫الفقيية (ط‪ .‬أوقاف الكويت)‪.‬‬ ‫‪ ­ 87‬الموسوعة‬

‫­ يحيى أحمد‪:‬‬

‫‪ ­ 88‬االتجاه الوظيفي ودوره في تحميل المّغة‪ ،‬مجمة عالم الفكر (األلسنية)‪ ،‬و ازرة اإلعالم‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬د ط‪.1989 ،‬‬

‫­ يحيى بعيطيش‪:‬‬

‫‪ ­ 89‬الفعل المغوي بين الفمسفة والنحو (عرض وتأصيل لمفيوم الفعل المغوي لدى فالسفة‬
‫المغة ونظرية النحو الوظيفي)‪ ،‬ضمن كتاب‪ :‬حافظ اسماعيمي عموي‪ ،‬التداوليات (عمم‬
‫استعمال المغة)‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2011 ،1‬‬

‫‪238‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪ ­ 2‬المجالت‪:‬‬

‫­ أمينة فنان‪:‬‬

‫‪ ­ 90‬الجممة في النموذج الوظيفي البنيوي‪ ،‬مجمة المسانيات والمغة العربية بين النظرية‬
‫والتطبيق‪ ،‬جامعة المولى إسماعيل كمية اآلداب والعموم اإلنسانية ­ مكناس‪ 4 ،‬سمسمة‬
‫الندوات‪.1992 ،‬‬

‫­ طه الجندي‪:‬‬

‫‪ ­ 91‬البعد التداولي في النحو الوظيفي‪ ،‬دار العموم‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬قسم النحو والصرف‬
‫والعروض‪ ،‬نشر بعدد رقم ‪ ،27‬مجمة كمية دار العموم الشيرية‪.‬‬

‫­ مؤيد آل صوينت وخالد خميل هادي‪:‬‬

‫تمام حسَّان في معيار النقد المِّساني‪ ،‬العدد ‪.2012 ،203‬‬


‫‪َّ ­ 92‬‬

‫‪ ­ 3‬الرسائل‪:‬‬

‫­ الزايدي بودرامة‪:‬‬

‫الدرس المُّغوي العربي ­ دراسة في نحو الجممة ­‪ ،‬جامعة الحاج‬


‫النحو الوظيفيي و َّ‬
‫‪ّ ­ 93‬‬
‫لخضر باتنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪.2014 ­ 2013 ،‬‬

‫­ الطاهر شارف‪:‬‬

‫نموذجا"‪ ،‬رسالة‬
‫ً‬ ‫‪ ­ 94‬المنحى الوظيفي في تفسير التحرير والتنوير البن عاشور "سورة البقرة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006 ­ 2005 ،‬‬

‫‪239‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‬

:‫­ خالد بن صالح الحجيالن‬

‫ رسالة ماجستير‬،‫ ­ اتجاىات البحث في قضية اإلعراب عند المُّغويين العرب المحدثين‬95
.‫ىـ‬1421 ،‫مقدمة إلى قسم المُّغة العر َّبية وآدابيا في جامعة الممك سعود‬
َّ

:‫­ يحيى بعيطيش‬

،)‫ (مخطوط‬،‫ رسالة دكتوراه‬،‫ جامعة قسنطينة‬،‫ ­ نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي‬96
.2006

:‫ المراجع األجنبية‬:‫ثانيا‬
ً

-ahmed moutaoukil:
97 - réflexions sur la théorie de la signification dans la pensée
linguistique arabe¸ thèses et mémoires n8¸ l´obtention du doctorat
d´état¸ rabat¸ 1980.

-André Martinet:
98 - la linguistique, guide alphabétique‚ éd. Denoël‚ paris1969.
-SIMON DIK:

99 - Theory of Funutional Grammar Part 2. Complex ant Derived


Constructions. Ed. KeesHengeveld. Berlin and New York: Mouton de
Gruyter. 1997.

-ferdinand de soussure:
100 - cours de linguistique générale, EN. R.G. édition. talantikit
Béjaia¸2002.
- Jean Dubois et autres:

101 - Dictionnaire de linguistique, libraire la rouse‚ paris.

240
‫فهرس المصادر والمراجع‬

­ John Firth:
102­ Papers in Linguistics , 1934 - 51, London: Oxford University
Press, 1957 c.
-Roman jakobson:
103 - Essais de linguistique générale (2. Rapports internes et externes
du langage), Arguments 57 Les éditions de minuit, 7 rue Bernard -
Palissy, 75006 Paris, 1973.

241
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪ ­ 3‬فهرس الموضوعات‬

‫مقدمة‪(.........................................................................‬أ ‪ -‬ح)‬

‫المدخل‪ :‬الكفاية التفسيرية‪)33 ­ 88(...................................................‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الكفاية التفسيرية ‪)13 ­ 88(..................................................‬‬

‫أوالً ­ مفهوم الكفاية‪ :‬لغة واصطال ًًحا ‪)89 ­ 88(........................................‬‬

‫اصطالًحا ‪)22 ­ 90(........................................‬‬


‫ً‬ ‫ثانيا ­ مفهوم التفسير‪ :‬لغة و‬
‫ً‬

‫ثالثًا ­ مفهوم الكفاية التفسيرَّية ‪)21 ­ 22 (...............................................‬‬

‫‪ -2‬اتجاهات المدرسة الوظيفية ‪) 27 ­ 14(.............................................‬‬

‫‪ً ­ 2 ­ 2‬حمقة براغ ‪)21 ­ 24(..........................................................‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 2‬نظرية النًحو النسقي الوظيفي ‪)22 - 21(.......................................‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 2 ­ 2‬مفهوم الوظيفة ‪)21 ­ 21(.................................................‬‬

‫‪ ­ 2 ­ 2 ­ 2‬مفهوم النسق ‪)22­ 21( ..................................................‬‬

‫‪ ­ 1 ­ 2‬النًحو الوظيفي ‪)22 ­ 22(.....................................................‬‬

‫‪ ­ 4 ­ 2‬نظرية التركيب الوظيفي ‪)21 ­ 22(............................................‬‬

‫‪ -3‬الكفاية التفسيرية في النظرية الوظيفية ‪)33 ­ 28(....................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل‪)74 ­ 35(............................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نظرية النًحو الوظيفي (نشأتها وتعريفها وموضوعها)‪)55 ­ 35(...........‬‬

‫‪242‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪ -1‬نشأة نظرية النًحو الوظيفي ‪)48 ­ 35(..............................................‬‬

‫‪ -2‬مفهوم النًحو الوظيفي ‪)49 ­ 48(...................................................‬‬

‫‪ -3‬موضوع النًحو الوظيفي‪)55 – 58(..................................................‬‬

‫العامة لنظرية النًحو الوظيفي ‪)74 ­ 56(.........................‬‬


‫المبحث الثاني‪:‬المبادئ َّ‬

‫‪ ­ 1‬وظيفة المغات الطبيعية األساسية هي التواصل بين الناطقين بها ‪)61 ­ 56(....…….‬‬

‫الدرس المِّساني هو وصف القدرة التواصمية ‪)12 ­ 12(.......................‬‬


‫‪ ­ 2‬موضوع َّ‬

‫‪ ­ 3‬اكتساب المُّغة ‪)63( ................................................................‬‬

‫‪ ­ 4‬النًحو الوظيفي نظرية لمتركيب والداللة منظو ار إليهما من وجهة نظر تداولية أي يدرس‬
‫التركيب والداللة في إطار التداول ‪)66 ­ 63(............................................‬‬

‫‪ُّ ­ 5‬‬
‫تعد الوظائف الداللية‪ ،‬التركيبية والتداولية مفاهيم أولى ال وظائف مشتقة من بنى‬
‫تركيبية َّ‬
‫مًحد َدة ‪)68 ­ 66(...............................................................‬‬

‫‪ ­ 1‬هدف البًحث المِّساني ‪)14 ­ 11(....................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي‪)116 ­ 76(..................‬‬

‫الكفاية التفسيرية من خالل الجهاز الواصف لنظرية النًحو‬ ‫المبحث األول‪:‬‬


‫الوظيفي‪)182 ­ 76(....................................................................‬‬

‫‪ ­ 2‬البنية الًحممية‪)14 ­ 10(............................................................‬‬

‫‪ ­ 2‬البنية الوظيفية ‪)01 ­ 18(..........................................................‬‬

‫المكونية ‪)292 ­ 01(..........................................................‬‬


‫ّ‬ ‫‪ ­1‬البنية‬
‫‪241‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الكفاية التفسيرية من خالل نماجج النًحو الوظيفي ……‪)116 ­ 183(....‬‬

‫‪ ­ 2‬نموجج ما قبل المعيار أو النموجج النواة (ديك ‪)294 ­ 291(................. )2011‬‬

‫‪ ­ 2‬النموجج المعيار (ديك ‪)291 ­ 294(........................................)2010‬‬

‫‪ ­ 1‬نموجج نًحو الطبقات القالبي (المتوكل ‪)229 ­ 291(.........................)2991‬‬

‫‪ ­ 4‬نموجج نًحو الخطاب الوظيفي ‪)221 ­ 229(........................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية…‪)152 ­ 118(..‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أنماط الجمل في المغة العربية واشكال الترتيب األساسي في‬
‫بنيتها‪)132 - 118(.....................................................................‬‬

‫‪ -1‬أنماط الجمل في المغة العربية‪)129 ­ 118(.........................................‬‬

‫‪ -2‬إشكال الترتيب األساسي في بنية الجممة العربية‪)132 ­ 129(........................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ظاهرة اإلعراب في نًحو المغة العربية الوظيفي وأهم اإلغناءات والتعديالت‬
‫التي مست الجممة العربية‪)152 ­ 133(.................................................‬‬

‫‪ ­ 1‬ظاهرة اإلعراب في نًحو المغة العربية الوظيفي ‪)141 ­ 133(........................‬‬

‫‪ ­ 2‬أهم اإلغناءات والتعديالت التي مست الجممة العربية ‪)152 ­ 142(..................‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬نقد وتقييم‪)198 ­ 154(.................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نقد النظرية الوظيفية عند سيمون ديك ‪)165 ­ 154(.....................‬‬

‫‪ ­ 2‬نشأة الوظيفية ‪)218 ­ 284(........................................................‬‬

‫‪244‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪ ­ 2 ­ 2‬نشأة الوظيفية عند مدرسة براغ ‪)281 ­ 288(...................................‬‬

‫‪ ­ 2 ­2‬نشأة الوظيفية عند مدرسة كوبنهاغن أو (النظرية الغموسيماتيك)‪)219 ­ 281(...............‬‬

‫َّ‬
‫النسقية) ‪)211 ­ 219(.............‬‬ ‫‪ ­ 1 ­ 2‬نشأة الوظيفية عند مدرسة لندن أو (المدرسة‬

‫‪ ­ 4 ­ 2‬نشأة الوظيفية عند سيمون ديك ‪)214 ­ 211(...................................‬‬

‫وصفية تًحميمية َّ‬


‫نقدية)…‪)198 ­ 166(....….‬‬ ‫َّ‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬كتب أًحمد المتوكل (دراسة‬

‫أوالً‪ :‬تمخيص كتب أًحمد المتوكل ‪)186 ­ 166(........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬دراسة نقدية لكتب أًحمد المتوكل‪)198 ­ 187(.....................................‬‬


‫ً‬

‫خاتمة ‪)204 –200(...................................................................‬‬

‫المالحق ‪)217 –206(.................................................................‬‬

‫الفهارس‪)241-219(...................................................................‬‬

‫‪ ­1‬فهرس أهم المصطمحات المستعممة في البحث‪)226-219( .........................‬‬

‫‪­ 2‬فهرس المصادر والمراجع‪)241-227( .............................................‬‬

‫‪ ­ 3‬فهرس الموضوعات ‪)245 –242( ................................................‬‬

‫‪248‬‬
:‫مم ّخص‬

‫ لتحقيق الكفاية التفسيريَّة وذلك‬،‫يسعى ىذا البحث إلى إبراز نظرية النحو الوظيفي وتطبيقاتيا عمى المُّغة العربيَّة‬
‫ وكيفيَّة‬،‫ ومحاولة التعريف بنظريَّة النحو الوظيفي لتحديد أصوليا ومبادئيا وموضوعيا‬،"‫بالتركيز عمى كتابات "أحمد المتوكل‬
‫ثم محاولة نقد النظريَّة الوظيفيَّة مع عرض‬
َّ ،‫ وتطبيقات النظريَّة الوظيفيَّة عمى األبنية العربيَّة‬،‫صياغة الجياز الواصف‬
َّ ‫ واالستفادة من الجيود‬،‫ لتقييم بعض جوانبيما‬،‫النشاط المِّساني العربي الحديث المتمثل في نقد كتبو‬
.‫المقدمة فييما‬

‫ ًا‬،‫الدرس المُّغوي العربي الحديث‬


‫نظر لقيمتيا ومكانتيا ومحاولة إزالة‬ ّ ‫الدراسة من أىم القضايا الشائكة في‬ ُّ ‫و‬
ّ ‫تعد ىذه‬
‫بارز في التحميل‬
‫عنصر ًا‬
‫ًا‬ ‫ وذلك باعتماد مناىج جديدة تبحث عن ىذه النظرية باعتبارىا‬،‫المَّبس والغموض واإلفصاح عنيا‬
.‫والتفسير‬

:‫الكممات المفاتيح‬

‫الكفاية التفسيريَّة ­ الوظيفية ­ النحو ­ الجممة ­ المُّغة ­ القضايا ­ التفسير ­ المسانيات ­ البنية ­ الداللة ­ التركيب ­ التداول‬
.‫ قالب ­ سياق‬-

Mots - clés:

Efficacité explicative – Fonctionnelle – Grammaire – la phrase – la Langue – les


propositions - Explication - Linguistiques – Structure – la Signification – la Composition –
pragmatique - Module - Contexte.

Résumé

La présente thèse vise à faire connaitre la théorie de la grammaire fonctionnelle et à


démontrer l’efficacité explicative de sa pratique en linguistique arabe en s’appuyant sur les
écrits "d’Ahmad AL Moutawakkil". L’étude entamée tente de définir et de déterminer les
origines, l’objet et les principes de cette théorie tout en proposant une formulation de son
protocole descriptif et de ses applications sur des structures linguistiques arabes. La thèse
expose en outre une critique de la théorie fonctionnelle en l’exposant en tant que pratique
linguistique arabe moderne à travers l’étude des ouvrages d’Ahmad AL Moutawakkil. Ce
travail permet ainsi une évaluation de certains aspects et de quelques pistes intéressantes
que cette théorie et ces ouvrages offrent. La recherche traite ainsi l’un des problèmes
épineux rencontré dans le cours de linguistiques arabe moderne. Son intérêt tient, en
l’occurrence, à la valeur et à la place de la théorie fonctionnelle qu’elle se propose d’éclaircir
et d’en lever les ambigüités en recourant à de nouvelles approches la considérant comme
une intéressante piste d’analyse et d’interprétation.

You might also like