Professional Documents
Culture Documents
ﺍﻝﻜﻔﺎﻴﺔ ﺍﻝﺘﻔﺴﻴﺭ ﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻝ ﱠﻨﺤﻭ ﺍﻝﻭﻅﻴﻔﻲ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻝﱡﻠﻐﺔ ﺍﻝﻌﺭﺒ ﻴﺔ
ـ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻝﻤﺘﻭ ﹼﻜل ـ
الدي الكريمين حفظيما اهلل أمي الحبيبة ومثمي األعمى أبي العزيز ،إخوتي وأخواتي.
وّ
شعاعا.
ً إلى جميع أفراد عائمتي كل باسمو الخاص ومن كان في سمائي
إلى جميع زمالئي خاصَّة لمين وصافي الدين وعادل ورياض وسميم وعبد المالك وربيع
وعمر.
"نجيب"
كلمة شكر وتقدير
الحمد هلل وحده.
والصالة والسالم عمى من ال نبي بعده.
أما بعد:
ّ
أسجل شكري وعرفاني بالجميل وتقديري.
أما شكري فمألستاذ المشرف عمى الرسالة ،الدكتور كمال قادري سمّمو اهلل ورعاه
ّ
عمى ما بذلو معي من جيد في قراءة الرسالة واسداء النصح والتوجيو مدة اإلشراف،
جزاه اهلل عني كل خير.
فقد كان -وال أزكى عمى اهلل أحدًا -حريص كل الحرص عمى تجمية الحقائق
جيدة ،مع توجييي إلى دقة ِ
العبارة ،وسالمة التركيب، العممية ،وضرورة إبرازىا بصورة ّ
وصحة األسموب.
كما أسجل تقديري لمجيود المبذولة التي تبذليا الجامعة ،لتيسير طريق العمم أمام
طالبو ،فجزاىم اهلل خي اًر.
وال يفوتني تسجيل شكري ودعائي لجميع أساتذتي ،الذين أفادوني كثي ًار ،وأخص
بالذكر األستاذ الدكتور اليامين بن تومي والدكتور عبد الرحيم عزاب ،ولجميع إخواني،
وزمالئي؛ من أعارني منيم كتاباً ،أو أبدى تشجيعاً ،فميم مني كل ٍ
شكر وتقدير ،جزى
اهلل الجميع خي اًر.
مقدمة:
ّ
ومن خالل جيود ومحاوالت أحمد المتوكل جاء ىذا البحث لتقييم:
أوالً :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي ،من حيث ىي نظرية تسعى كغيرىا
من النظريات المسانية إلى تحقيق ىذه الكفاية.
أ
مقدمة
بناء عمى ذلك؛ اخترت أن يكون عنوان بحثي عمى النحو اآلتي "الكفاية التفسيرية في
الوظيفي وتطبيقاته عمى المغة العربية دراسة في كتابات أحمد المتو ّكل ".
ّ النحو
ب
مقدمة
مجردة
ىل مبادئ النحو الوظيفي التي يراىا أحمد المتوكل قابمة لمتطبيق ،أو ىي قوالب ّ
وآراء صورية ليس ليا تمثيل وال انعكاس في الواقع؟
كيف يبنى التصور العممي الدقيق والمضبوط لمكفاية التفسيرية في النحو الوظيفي؟
ولإلجابة عن ىذه األسئمة اقتضت طبيعة البحث أن يتوزع عمى مقدمة ،ومدخل،
وأربعة فصول،وخاتمة.
المقدمةّ :بينت فييا طريقة سير البحث؛ إذ عرضت إشكالية الدراسة ،وأىدافيا ،والمنيج
الذي اعتمدت عميو ،وبنيتيا ،ومصادرىا ،والصعوبات التي واجيتيا أثناء إنجازه.
ت
مقدمة
الفصل األول :عنونتو بـ؛ اإلتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل ،وفيو مبحثان:
تناولت في المبحث األول نشأة النحو الوظيفي وتعريفو ،ورّكزت فيو عمى النشأة ومفيوم
النحو ،ومفيوم الوظيفة ،وتحديد موضوعيا.
الفصل الثاني :عنونتو بـ؛ الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي ،وقسمتو إلى
مبحثين:
األول تحدثت فيو عن الكفاية التفسيريةمن خالل الجياز الواصف لنظرية النحو
الوظيفي.
وقسمتو
الفصل الثالث :عنونتو بـ؛ تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنيةالعربيةّ ،
إلى مبحثين ،تناولت في األول؛ أنماط الجمل في المغة العربية واشكال الترتيب األساسي في
بنيتيا.
وتناولت في الثاني؛ ظاىرة اإلعراب في نحو المغة العربية الوظيفي ،فتحدثت فيو عن
مفيوم اإلعراب وأنواعو وحاالتو،وأىم اإلغناءات والتعديالت التي مست الجممة العربية.
األول :تحدثت فيو عن نقد النظرية الوظيفية عند "سيمون ديك" انطالقا من نشأة
الوظيفية ،والثاني فمنقد كتب أحمد المتوكل ،وركزت فيو عمى تمخيص كتب أحمد المتوكل
ودراستيادراسة نقدية.
ث
مقدمة
أما المصادر الحديثة؛ نجدُ :كتُب أحمد المتوكل المختمفة في الوظيفية والتداولية،
وعز الدين البوشيخي ،ونعيمة الزىري.
وحافظ إسماعيمي عموي ،ومحمد األوراغيّ ،
ويتطمب ىذا البحث في طريقة دراستو ،وأسموب تناولو ،منيجا خاصا يناسبو ،يتحدد
ىذا المنيج من خالل طريقة المعالجة المتبعة في تحميل النصوص الحية ،ومن ثمة اإلجابة
معتمدا فيو عمى
ً عن ك ّل التساؤالت ،والمنيج الذي اتّبعتو في ذلك ىو المنيج الوصفي،
االستقراء والتحميل ،وتقييم ىذه النتائج من خالل مبادئ نظرية النحو الوظيفي ،ىذا من جية،
والنتائج التي خمص إلييا النحاة العرب القدامى من جية أخرى ،بغض النظر عن اختالف
اإلطار النظري لممرجعين ،والذي يتخذ من المنيج الوظيفي أداة لو في المقاربة.
انطالقًا مما ذكرتو سابقً ا ،ومن أجل التمرس في البحث العممي المنيجي ،وىو ىدف
تعرف عمى كيفية بناء تصور عممي
حد ذاتو ،رأيت أن أدرس الكفاية التفسيرّية ،لم ّ
سام في ّ
وتفسيرا،
ً دقيق ليا في النحو الوظيفي ،ومدى تماثل ىذه الكفاية النظامي لمواقع المغوي وصفًا
ج
مقدمة
ومعرفة النظريات المسانية الحديثة لمتحكم في آليات البحث المساني واإلحاطة بمبادئ نظرية
النحو الوظيفي واولياتيا في تحميل الخطاب المغوي ،وكذلك تقييم الكفاية التفسيرية في ىذه
النظري ة وتطبيقاتيا عمى المغة العربية ،ومحاولة الكشف عن أسبقية البنية عمى الوظيفة،
ومعرفة جيود أحمد المتوكل ،ومدى تأثرىا باالتجاه الوظيفي ،وكذلك النموذج اإلعرابيمـ
"سيمون ديك" ،والوصول إلى نظرية نحوية وظيفية تقوم عمى مبدإ أن المغة أداة لفيم
وظيفتيا ،والبحث عن القدرة التفسيرية لنظرية النحو الوظيفي من خالل كتابات أحمد
المتوكل.
ح
مدخــل
التفسيرية
ّ الكفاية
التفسيرية
ّ 1مفهوم الكفاية
الوظيفية
َّ التفسيرية في النظرية
ّ - 3الكفاية
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
التفسيرية
ّ - 1مفيوم الكفاية
1الكفاية لغة :مف كفى يكفي كفاية .ومف معانييا« :ما يحصؿ بو االستغناء عف غيره،
ويقاؿ :اكتفيت بالّشيء :أي استغنيت بو ،ومنو قولو صمى اهلل عميو وسمّـ" :مف ق أر باآليتيف
مف آخر سورة البقرة في ليمة كفتاه" .1ومنيا :القياـ باألمر ،فيقاؿ :استكفيتو ًا
أمر فكفانيو :أي
قاـ بو مقامي ،ويقاؿ :كفاه األمر إذا قاـ مقامو فيو فيو كاؼ وكفي ،ومنو قولو تعالى:
ٱّلل َ َف َم َ َُ
اَلۥ َمِنَۡ ِنَدوه ِ َهِۦَ َ َو َمنَيُ ۡضلِل َ َ َُ
ُ َ ََُۡ َُ َ ُّ َ َ َ ََۡ َ َُ َ
ِ ِين َم
اف َعبد َهۥَ َويخوِفوهك ََب ِٱَّل َ
ٱّلل َبِك ٍ
سَ َ ألي َ
َ
هادَََٖ٣٦الزمرََ .63َ/
سد الخمّة؛ أي الحاجة وبموغ األمر في المراد ،فيقاؿ :كفاه مؤونتو يكفيو
ويعني ىذاّ :
كفايةً.
الكفية :وىي ما يكفي اإلنساف مف العيش».2
ومنو ّ
اصطالحا:
ً 2الكفاية
حديث أخرجو البخاي فتح الباري ،ج ،9ص ،55ومسمـ ج ،1ص ،555مف حديث أبي مسعود ،والمّفظ لمبخاري. 1
ابف منظور :لسان العرب ،وابف فارس :معجم مقاييس المُّغة (مادة كفى) ،نقالً عف :و ازرة األوقاؼ والشئوف اإلسالميَّة 2
الكويت :الموسوعة الفقييَّة (ط .أوقاف الكويت) ،جِ ،35كفاية ليمة القدر ،ط ،1983 ،2ص.5
8
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
تقتير»1؛ بمعني االستطاعة والقدرة عمى يميؽ بحالو وحاؿ مف في نفقتو مف غير إسر ٍ
اؼ وال ٍ
الوصوؿ إلى قضاء الحاجة.
عرفيا "ميشاؿ زكريا" بقولو« :الكفاية ىي القدرة عمى إنتاج الجمؿ وتفيميا في
في حيف َّ
عممية التكمُّـ»2؛ أي معرفة قواعد المُّغة لتحقيؽ التواصؿ الصحيح ،وتتمثؿ قدرة المتكمّـ
ّ
المستمع المثالي في عممية الجمع بيف األصوات المُّ َّ
غوية وبيف المعاني ،وفؽ تناسؽ وثيؽ
مع قواعد لغتو ،3ويقصد ىنا بالمتكمّـ المستمع المثالي الذي يعرؼ قواعد لغتو معرفة كاممة.
اصطالحا.
ً ثانيا :مفيوم التفسير :لغة و
ً
1التفسير لغ ًة:
ٍ
شيء قاؿ ابف فارس(« :فسر) الفاء والسيف والراء كممة واحدة ُّ
تدؿ عمى ِ
بياف
ِ
يضاحو».4وا
و ازرة األوقاؼ والشئوف اإلسالميَّة الكويت :الموسوعة الفقييَّة (ط .أوقاف الكويت) ،ص.5 1
ميشاؿ زكريا :األلسنية (عمم المُّغة الحديث) المبادئ واألعالم ،المؤسسة الجامعة لمدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت 2
ابف منظور :لسان العرب ،دار صادر – بيروت ،ط ،1ج ،11ص.128 5
9
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
وعِّرؼ التفسير بأنو« :االستبانة ،والكشؼ ،والعبارة عف الشيء بمفظ أسيؿ وأيسر مف
لفظ األصؿ» ،1يعني ىذا َّ
أف التفسير في المغة :ىو البياف ،واإليضاح ،والكشؼ بمفظ أسيؿ
وأيسر.
2التفسير اصطالحا:
قاؿ اإلماـ الزركشي« :2التفسير :ىو عمـ يعرؼ بو فيـ كتاب اهلل المنزؿ عمى نبيو
محمد ،وبياف معانيو ،واستخراج أحكاموِ ،
وحكمو ،واستمداد ذلؾ مف عمـ المغة ،والنحو،
والتصريؼ ،وعمـ البياف ،وأصوؿ الفقو ،والقراءات ،ويحتاج لمعرفة أسباب النزوؿ ،والناسخ
والمنسوخ» ،3وأطمؽ الزركشي التفسير عمى الفيـ والبياف واإليضاح.
وعِّرؼ عمـ التفسير أيضاً بأنو« :عمـ يبحث فيو عف كيفية النطؽ بألفاظ القرآف،
ومدلوالتيا ،وأحكاميا ،اإلفرادية ،ومعانييا التركيبية ،وتفسير الشيء الحؽ بو ومتمـ لو وجار
مجرى بعض أجزائو ،قاؿ أىؿ البياف :التفسير ىو أف يكوف في الكالـ لبس ،وخفاء فيؤتى
بما يزيمو ويفسره» .4وىذا التعريؼ ركز عمى القراءات بشكؿ جوىري لكنو أشار إلى إيضاح
ىو بدر الديف أبو عبد اهلل محمد بف بيادر بف عبد اهلل المصري الزركشي الشافعي اإلماـ المصنؼ ،ولد سنة خمس 2
وأربعيف وسبعمائة ،وأخذ عف الشيخيف :جماؿ الديف األسنوي ،وسراج الديف البمقيني وكاف رحالة في طمب العمـ ،وكثير
التصانيؼ ،توفي بمصر ودفف بالقرافة ،سنة أربع وتسعيف وسبعمائة ،ينظر :ابف العماد العكري الحنبمي :شذرات الذىب في
أخبار من ذىب ،تح :عبد القادر األرناؤوط ،ومحمود األرناؤوط ،دار ابف كثير -دمشؽ ،ط1416 ،1ىػ ،مج ،6ص.334
وينظر :أحمد بف عمي بف محمد ابف حجر العسقالني شياب الديف :الدرر الكامنة في أعيان المائة الثمنة ،دائرة المعارض
العثمانيَّة حيدر آباد ،اليند ،ط1392 ،2ىػ ،ج ،1ص.479
بدر الديف محمد بف عبد اهلل الزركشي :البرىان في عموم القرآن ،دار إحياء الكتب العربية ط1376 ،1ىػ ،ج،1 3
ص.13
أبو البقاء أيوب بف موسى الكفوي :كتاب الكميات ،تح :عدناف درويش ومحمد المصري ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،دط، 4
1419ىػ ،ص.261
10
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
تمؾ المدلوالت بشكؿ إفرادي ،وتركيبي ،فيو قد تناوؿ نوعيف مف التفسير :تفسير مفردات،
وتفسير تراكيب ،وعميو فإف ىذا التعريؼ أقرب إلى الصواب مف حيث استيعاب معنى
التفسير عند أىمو.
والتفسير ( )exegesكما جاء في كتاب نظرية النحو الوظيفي «ربط النص المفسَّر
بالنص األصمي وسياقو ومقاصد
ّ التوحد لمحكوميتو
ّ بظروؼ إنتاجو وبمؤلِّفو وينزع إلى
َّ
العممية ،فالتنظير في مؤلفو" ،وتفسير ( )explanationىو ىدؼ مف أىداؼ النظرَّية
المِّسانيات كما في غيرىا مف العموـ يستمزـ عدـ التوقؼ عند مستوى الرصد والوصؼ
المحض لموقائع موضوع َّ
الدرس ومجاوزتو إلى مستوى أعمى ،مستوى تفسير الوقائع».1
َّ
العممية الحديثة تقوـ عمى مبدأ تفسير الوقائع كما يفيـ مف ىذا التعريؼ َّ
أف النظرية
خارجية.
ّ ىي في أصميا وربطيا بالظروؼ ال
محمد الحسيف مميطاف :نظرية النحو الوظيفي األسس والنماذج والمفاىيم ،منشورات ضفاؼ ومنشورات 1
11
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
َّ
النفسية" آلليات النحو الوظيفي وقواعده؛ أي َّ
النفسية إلثبات "الكفاية الوظيفييف إلى النظريات
أف ىذه اآلليات والقواعد مطابقة لنموذجي إنتاج العبارات المُّ َّ
غوية وتأويميا مف حيث إثبات َّ
َّ
الطبيعية أثناء ىاتيف العمميتيف. ّإنيا تعكس سموؾ مستعممي المُّغة
وعرؼ ِع ّز الديف البوشيخي الكفاية التفسيرَّية بقولو« :تقوـ الكفاية التفسيرَّية عمى
َّ
وصفيا عمى أساس المعطيات المُّ َّ
غوية ِّ المفاضمة بيف األنحاء» ،2يعني ىذا انتقاء نحو كاؼ
ينظر :محمد الحسيف مميطاف :نظرية النحو الوظيفي األسس والنماذج والمفاىيم ،ص.121 121 1
ِعّز الديف البوشيخي :التَّواصل المُّغوي مقاربة لسانيَّة وظيفيَّة (،نحو نموذج لمستعممي المُّغات ا َّ
لطبيعية) ،مكتبة 2
َ
لبناف ناشروف ،ط ،1سنة ،2112ص .41ولممزيد مف التفاصيؿ :ينظر :المرجع نفسو :ص 41إلى ص.45
12
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
13
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
َّ
الوظيفية مف أىـ المدارس المسانية الحديثة ،لكونيا تيتـ بدراسة نظاـ المّغة ت ُّ
عد المدرسة
الكمي دراسة وظيفية ،وىذا ما جعمو يختمؼ عف باقي المدارس األخرى؛ مف خالؿ ىذا
سأعرض أىـ اتجاىات ىذه المدرسة.
1 2حمقة براغ :لقد تأسست حمقة براغ المّسانية سنة 1926ـ عمى يد العالـ
الروس أمثاؿ :روماف
التشيكي فيالـ ماثيزيوس ( )vilem mathesiusوبعض المّغوييف ُّ
ياكبسوف ( )roman Jacobsonونيكوال يتروبستسكوي ( )Nikolaj Trubetzkoyوترينكا
( )trinquaو فشاؾ ( )vachekوكذا أندري مارتيني (.1 )André Martinet
وتعد ىذه الحمقة مف أىـ المدارس المِّسانية ذات المنحى الوظيفي في أوربا ،واف كانت
ُّ
الروسية ،إالَّ َّأنيا تركز عمى الطابع الوظيفي لمُّغة سواء مف
امتدادا لممدرسة ُّ
ً في حقيقتيا
النحوية أـ الصوتية أـ الداللية ،إذ يقوـ التيار الوظيفي في الدراسات المّسانية الحديثة
ّ الناحية
معينة لتتمكف مف تتحرؾ بو األلسنة بطريقة َّّ نظاما
ً عمى ضرورة دراسة المُّغة باعتبارىا
التواصؿ ،وعمى ىذا األساس يجب دراسة ىذا النظاـ في ذاتو ومف أجؿ ذاتو لتفيـ كيفية
تحقيقو ليذه الغاية.2
فالمُّغة وجدت مف أجؿ خدمة ىدؼ ،وىذا ما امتازت بو عف المدارس األخرى المعاصرة
ليا ،فيي أداة تواصؿ تحمَّؿ بواسطتيا التجربة البشرية ،إلى وحدات صغرى دالَّة تسمى
المَّفاظـ أو األلفاظ ( ،)Monèmesوىي بدورىا تقطع إلى وحدات متتالية أصغر ،منعدمة
14
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
كما اىتمت الحمقة بجانب آخر ،وىو التحميؿ الوظيفي لمجممة ،بمستوياتو الثالثة:
النحوي والصرفي والداللي ،تتفاعؿ خالؿ عممية االتصاؿ المُّغوي لتنتج الكالـ الذي يقوـ
بالتعبير عف الوظيفة المقصودة .والجممة حسب المنظور الوظيفي تتألؼ مف :3المسند
والمسند إليو.
األول :يسمى المحموؿ ،وينص عمى حقيقة جديدة تتناوؿ ذلؾ الموضوع المحدد.
ّ
الثاني :يسمى الموضوع ،يشير إلى شيء معروؼ مسبقًا لدى السامع.
ىندا.
وىذه الجممة توضح ذلؾ :خالد ضرب ً
ينظر :عبد القادر المييري :المّسانيات الوظيفية ضمن أىم المدارس المّسانية ،المعيد القومي لعموـ التربية ،تونس، 1
15
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
تصور المدرسة عممية التطور المّغوي عمى َّأنيا كسر لنظاـ التوازف الدائـ ،واعادتو
ّ
مرة أخرى.
ّ
محددة.
أف البنيوية المّسانية ك ّؿ شامؿ ،تنتظمو مستويات ّ
تتصور الحمقة ّ
ّ
أف العناصر المِّسانية والعالقات القائمة بينيا متعايشة ومترابطة ،وال يمكف
ترى ّ
فصميا.
ِّ
المتحدث جردة ،وامكانية تعبير
المحددة والذىنية الم ّ
ّ أوليما :التقاط العناصر الواقعية
عنيا بكممات مف المّغة التي يستخدميا.
ِّ
عضويا (الجممة) ،ويمكف أف تقوـ ثانييما :وضع العالقة المختارة التي تشكؿ كالِّ
ينظر :صالح فضؿ :النظرية البنائية في النقد األدبي ،ص 124إلى ص.128 1
16
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
أف َّ
المعجمية ،ورأت َّ دعت المدرسة إلى ضرورة بحث المعالـ البنيوية لداللة الكممات
القاموس ليس مجموعة مف الكممات المنعزلةَّ ،إنما ىو نظاـ تتناسؽ في داخمو ىذه الكممات
وتتعارض فيما بينيا.
2 2نظرية النحو النسقي الوظيفي :ظير النحو النسقي عمى يد "جوف فيرث"
( )John Firthو"ىاليدي" ( )Mak Hallidayكمممح نظري وظيفي في نياية األربعينّيات
وتطور عمى يد الفرثييف الجدد ،1ويبنى النحو النسقي عمى ثالثة مفاىيـ أساسية؛ ىي:2
مفيوـ "الوظيفة" ،ومفيوـ "النسؽ" ومفيوـ "البنية".
ينظر :يحيى بعيطيش :نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي ،جامعة قسنطينة ،رسالة دكتوراه( ،مخطوط)،2116 ، 1
ص.48
ينظر :أحمد المتوكؿ :المسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،منشورات عكاظ ،الرباط المغرب ،ط ،1989 ،1ص.121 2
17
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
َّ
عممية التواصؿ وفؽ الوظيفة عند "ىاليدي" ،تقوـ عمى مراعاة أحواؿ المتكمّـ لتحديد وتحقيؽ
خطاب منظَّـ.
1 2 2 2نسق التعدية :تقوـ الجممة العربية عمى مفاىيـ داللية؛ ىي :الحدث
والمشاركيف في الحدث وظروؼ الحدث.
نموذجا" ،رسالة
ً ينظر :الطاىر شارؼ :المنحى الوظيفي في تفسير التحرير والتنوير البن عاشور "سورة البقرة 1
18
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
المتقبؿ.
أوالً :المشاركاف؛ ىما :المنفّذ و ّ
أ المنفّذ :ىي ال ّذات المحدثة لمحدث ،ب المتقبؿ :ىي الذات محطّ تأثير الحدث.
الزماف
ثانيا :الظّروؼ :ىي ال ّذوات التي تقوـ بدور ثانوي بالنسبة لمحدث ،كظروؼ ّ
ً
والمكاف واألداة وغيرىا.
تتضمف ىذه الجممة بالنظر إلى نسؽ التعدية حدثًا يمثمو الفعؿ "ضرب" ،ومنف ًذا لمحدث
ّ
يدا" ،وظرفًا يمثّؿ الواقعة الذي جرى فيو الحدث "البارحة" واألداة
"عمر" ،ومتقبالً لمحدث "ز ً
"في" ومكاف الحدث "المقيى" ،ويمكف تمخيص ىذا بالشكؿ اآلتي:1
ظروؼ مشاركوف
جػمػمػة
19
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
قضية صيغة
المستمدة
ّ مكوًنا "معطى" داالِّ عمى المعمومة ِّ
محور" داال عمى محط الحديث ،و ّ
مكوًنا " ًا
ّ
"جديدا" داالً عمى المعمومة الممكف استمدادىا مف السياؽ.
ً مكوًنا
مف السياؽ ،و ّ
20
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
قضية صيغة
تعميؽ محور
جديد معطى
الوظيفي مع
ّ النحو
فشيئا حتّى ظيرت نظرية ّ شيئا ًيتطور ًمف ىنا بدأ المنحى الوظيفي ّ
مجموعة مف الباحثيف بجامعة أمسترداـ والتي يرأسيا الباحث المِّساني اليولندي "سيموف ديؾ"
( ،)Simon Dikوكاف َّأوؿ مف َّ
قدـ الصياغة العامة لمنحو الوظيفي سنة 1978ـ وأرسى
مبادئيا وأسسيا ،وانتقؿ ىذا المنحى إلى العالـ العربي في السنوات األولى مف الثمانينيات
كنظرية نحوية وظيفية إلى المغرب األقصى عمى يد المّساني الباحث أحمد المتوكؿ ،ولـ يكف
مر بثالث مراحؿ وىي :مرحمة االستنبات ،ومرحمة
مجرًدا ،وانما كاف نقالً َّ
ىذا النقؿ نقالً َّ
التّأصيؿ ،ومرحمة اإلسياـ والتّطوير.
ينظر :مصطفى غمفاف :المّسانيات العربية الحديثة (دراسة نقدية في المصادر واألسس النظرية والمنيجية) ،جامعة 1
الحسف الثاني ،عيف الشؽ كمية اآلداب والعموـ اإلنسانية ،سمسمة ورسائؿ وأطروحات رقـ ،4 :دط ،دت ،ص.26
21
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
ىامة
المرحمة األولى :أخذت نظرية النحو الوظيفي حيف نقمت إلى المغرب مكانة ّ
أساسية بيف االتجاىات المّسانية الحديثة التي كانت سائدة آنذاؾ ،وعمى رأسيا االتجاه و ّ
الدرس المُّغوي العربي القديـ نحوه وبالغتو.
البنيوي واالتجاه التوليدي التحويمي ،وكذلؾ ّ
المرحمة الثالثة :بدأ المّسانيوف الوظيفيوف المغاربة بصفة خاصة والعرب بصفة عامة،
اإلسياـ في تطوير نظرية النحو الوظيفي في العر َّبية.
حكر عمى
مرت بيا نظرية النحو الوظيفي في بداية األمر ًا
كانت ىذه المراحؿ التي َّ
فشيئا إلى بمداف أخرى كالجزائر
شيئا ً
جامعة محمد الخامس بالرباط (المغرب) ،ثـ انتقمت ً
كبيرا ،إذ
اجا ً
وليبيا وتونس ومصر والعراؽ وسوريا ،وكذا بمداف الخميج العربي أيف عرفت رو ً
تبناىا مجموعة مف الباحثيف.1
ينظر :محمد الحسيف مميطاف :نظرية النحو الوظيفي (األسس والنماذج والمفاىيم) ،ص.15 1
22
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
تنتج الجممة في ىذه النظرية عبر بنيات ثالث ىي :1بنية داللية أو (أدوارية) ،وبنية
صرفية تركيبية ،وبنية تداولية أو (إحالية) ،في حيف ترصد ىذه البنيات الثالث ثالثة أنساؽ
مف القواعد؛ ىي :قواعد صرفية تركيبية ،قواعد داللية ،قواعد تداولية.
غوية
حدد الخصائص الوظيفية الخصائص الصورية (التركيبية ،الصرفية) ،لمعبارة المّ ّ
ت ّ
انطالقًا مف المبدأ المنيجي العاـ ،الناتج عف التفاعؿ القائـ بيف أنساؽ القواعد الثالثة
مكوًنا مستقالً ،وىذا خالفًا لنماذج األنحاء التوليدية ،بؿ ىو
عد ّالسابقة؛ أي إ َّف التركيب ال ي ُّ
ّ
المكونيف اآلخريف (الداللي والتداولي) إلنتاج البنية الصرفية
ّ مكوف يدخؿ في تفاعؿ مع
ّ
التركيبية.
ينظر :أحمد المتوكؿ :المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،ص 126إلى ص.135 1
23
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
2 4 2البنية الداللية :تقوـ البنية الداللية لمجممة ،في نظرية التركيب الوظيفي
عمى مفيوميف أساسييف؛ ىما :مفيوـ األدوار الداللية أو المحورية ،ومفيوـ انقساـ المحموؿ
إلى مجموعة مف المحموالت األساسية ،فقاـ "فاف فاليف وفولي" باختزاؿ األدوار الداللية
المتحمؿ ،ويعرفاف
ّ أساسييف :دور العامؿ ودور
ّ داللييف
ّ لموضوعات المحموؿ في دوريف
كاآلتي :يحمؿ دور "العامؿ" الموضوع َّ
الداؿ عمى المشارؾ الذي ينجز الواقعة ،التي يد ّؿ
الداؿ عمى
"المتحمؿ" الموضوع ّ
ّ عمييا وىو ما يعرؼ عند "ديؾ" بالمنفذ ،ويحمؿ دور
(المتقبؿ).2
ّ المشارؾ الذي ال ينجز وال يراقب أية واقعة بؿ يتأثر بيا
المكوف "عمرو"
ّ يدا البارحة في المقيى) يحمؿ
السابقة (ضرب عمرو ز ً ففي الجممة ّ
يدا"
المكوف "ز ً
ّ الداللّي "العامؿ" لكونو داالً عمى المشارؾ المنجز لمواقعة ،في حيف َّ
أف الدور ّ
ّ
يحمؿ الدور الداللي "المتحمؿ" ،لكونو ُّ
يدؿ عمى المشارؾ المتأثّر بالواقعة المنجزة. ّ
ينظر :أحمد المتوكؿ :المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،ص.133 132 1
2
-ينظر :يحيى بعيطيش :نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي ،ص.58
24
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
تميز نظرية
المكونات ال تأخذ األىمية نفسيا في البنية الداللية ،لذا ّ
ّ كما َّ
أف ىذه
دائما
التركيب الوظيفي بيف ثالثة قطاعات؛ ىي :النواة والصمب واليامش ،فمحموؿ الجممة ً
يش ّكؿ النواة سواء أكاف المحموؿ محموالً بسيطًا أـ محموالً مرّكًبا ،ويش ّكؿ صمب الجممة
فيدؿ عمى المشاركيف الثانوييف
أما ىامش الجممة ّ العناصر التي ُّ
تعد موضوعات لممحموؿَّ ،
في الحدث ،كالمشارؾ "المستفيد"؛ أي الظروؼ الزمانية والمكانية.1
جػمػمػة
التصور الذي ييدؼ إليو الوظيفيوف ىنا يتجاوز حدود التحميؿ النحوي التقميدي
ّ َّ
إف
(المتمثؿ في تحميؿ عناصر التركيب وتحديد القيمة الوظيفية لكؿ عنصر) ،بؿ يتعدى ذلؾ
إلى محاولة فيـ ما يدور في ذىف المتكمّـ مف خالؿ تصنيؼ عناصر الكالـ بيف ما ىو
أساسي (نواة) وما ىو صمب وبيف ما ىو ىامش.
ينظر :أحمد المتوكؿ :المسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،ص 126إلى ص .131وينظر :يحيى بعيطيش :نحو 1
25
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
جػمػمػة
كما َّ
أف ىناؾ فرقًا بيف مصطمح العماد ومصطمح المحور ،فالعماد عنصر مف عناصر
الجممة ،بينما المحور يتموقع خارج الجممة ،ويفصؿ بفاصمة أو وقؼ ،كما يتضح مف خالؿ
الجمؿ اآلتية:
1
ينظر :أحمد المتوكؿ :المسانيات الوظيفية (مدخل نظري).129 ،
تحدد الواقعة َّ
الداؿ عمييا السمات (تاـ /غير تاـ ،منقطع /مسترسؿ ،آني /مستمر )...التي ّ
الجية ىي :مجموعة ّ
26
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
()1
يع ُّد المكوناف "امرؤ القيس" و"خالد" عنصريف داخميف في البنية الحممية ،وفي المقابؿ
يكوناف خارجيف عف البنية الحممية في الجممتيف اآلتيتيف:
()2
27
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
َّ
العممية عندما تستجيب لكفايتي المالحظة والوصؼ تأخذ النظرية المِّسانية قيمتيا
والتفسير ،وتأخذ ىذه الكفايات ترتيبا يبدأ باألولى التي تعد في أعمى السمـ ،ثـ تأتي الكفاية
في الوصؼ التي تتوسط الكفايتيف السفمى والعميا ،وبينما تكتفي بعض المدارس المسانية
العناصر المغوية القابمة لممالحظة ،في حيف يرى التوليديوف بزعامة تشومسكي
( )Chomskyأف المعرفة المغوية لممتحدث السميقي ىي الموضوع الحقيقي لممالحظة ،وىكذا
فإف العناية ينبغي أف تنصب عمى أنماط الجمؿ ،وىذه ميمة تتـ عادة عمى مستوى
المالحظة ،وعمى الرغـ مف ذلؾ ،فقد أولى تشومسكي في ىذا المستوى عناية أقؿ؛ ألف
الحقائؽ ال متصمة بالموضوع (التعبيرات ،الجمؿ الممكنة في لغة ما ،وخصائصيا البنيوية)
ينظر :محمد محمد يونس عمي :مدخل إلى المسانيات ،دار الكتاب الجديدة المتحدة ،بنغازي ،ط ،1سنة ،2114ص 1
.47
28
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
يحصؿ عمييا مف حدس المساني ،وليس مف المالحظة المباشرة ،كما أف المعرفة المغوية
2الكفاية في الوصف :تتمثؿ في وصؼ الظاىرة المّغوية كما ىي ال كما يجب أف
تحدد مفاىيـ "الجممة الممكنة" ،و"الوصؼ البنيوي" ،و"النحو التوليدي" ،بمعنى أف
تكوف ،كما ّ
تكوف قادرة عمى« :توليد الجمؿ الممكنة؛ وتوليد األوصاؼ البنيوية الممكنة؛ وتوليد األنحاء
ِّ
وصفيا لكؿ لغة مف المّغات؛ وت ِّ
عيف طريقة خاصة كافيا
نحوا ً
البنيوية الممكنة ،بحيث تتضمف ً
تحميميا يتعمؽ
ً الوصفية تكمف في وصؼ قدرة المتكمـ وصفًا
ّ ىذا يعني َّ
أف كفاية النحو
أما التوليديوف
الظواىر المغوية عمى دراسة وصفية دوف الخوض في تأويميا أو تفسيرىاَّ ،
الذيف كاف ليـ عناية خاصة بفكرة العموميات ،فمـ يكتفوا بالمالحظة أو الوصؼ ،بؿ رأوا َّأنو
1
ينظر :محمد محمد يونس عمي :مدخل إلى المسانيات ،ص.47
ص.40
29
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
سانية نحو ٍ
كاؼ تفسيرًيا .فالنظرية المّ ّ والمرامي واألىداؼ التي يسعى إلى تحقيقيا ،وكذا انتقاء ٍ
مف أجؿ اختيار النحو األفضؿ ،والتي تقوـ عمى وسيمة مقياس تقويـ األنحاء ،ومبادئ
صورية تفرض عمييا ،وذلؾ مف أجؿ تطوير النظرّية المّسانية ،ولبموغ الكفاية التفسيرية حسب
قوؿ "تشومسكي" يجب االنتقاؿ مف وصؼ حدس المتكمـ المّغوية إلى تفسير ىذا الحدس وىذا
يتـ عمى أساس «فرضية تجريبية تتعمؽ باالستعداد الفطري الذي يقود الطّفؿ إلى إقامة نظرّية
ينظر :محمد محمد يونس عمي :مدخل إلى المسانيات ،دار الكتاب الجديدة المتحدة ،بنغازي ،ط ،1سنة ،2114ص 1
.48
(نحو نموذج
َ 2تشومسكي ،1965 :ص ،44نقالً عف :عزّ الديف البوشيخي :التَّواصل المّغوي مقاربة لسانية وظيفية
لمستعممي المُّغات َّ
الطبيعية) ،ص.41
30
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
ومف ىذا المنطمؽ وضع ديؾ نمطيف مف معايير الكفاية ىما :معيار الكفاية في
الوصؼ ومعيار الكفاية في التفسير ،وىذا األخير يمكف صياغتو عمى النحو اآلتي:1
المتمفظ بيا مقبولة وناجحة ومفيومة ،وىذا يحدث بالتفاعؿ التواصمي القائـ بيف المتكمـ
لموظائؼ التداولية ،وعمى ىذا األساس يمكف صياغة األنحاء الوظيفية عمى النحو اآلتي:3
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،مكتبة دار األماف 4ساحة 1
31
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
قواعد صوتية
تمثيؿ صوتي
ثـ إلى بنية صرفية تركيبية إلى أف يصؿ إلى تحديد القواعد الصوتية.
تمثيؿ داللي تداوليّ ،
َّ
التركيبية.
الداللية و
ّ التداولية عمى خصائصيا
ّ َّ
أسبقية التمثيؿ لخصائص البنية
النفسية إلى
ّ النفسية :ذىب المتوكؿ في سعيو إلى تحقيؽ الكفاية
ّ 2 3الكفاية
تحدد الطريقة التي يبنى بيا المتكمّـ العبارة
نحوية تقوـ عمى حركات الذىف؛ أي ّ
اقتراح نماذج ّ
المُّ َّ
غوية ويقوـ بتأويميا ،ولتحقيؽ ىذا يجب:1
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص .67وينظر :أحمد المتوكؿ: 1
قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي) ،دار األماف ،4زنقة المامونية،
الرباط ،دط ،1995 ،ص.21
ّ
32
المدخل .............................................................. :الكفاية التفسيرية
أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي األصول واالمتداد ،ص.66 1
نعيمة الزىري :التعجب في المّغة العربية (من الفكر المّغوي العربي القديم إلى النحو الوظيفي) ،منشورات االختالؼ، 2
<:
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
مصوغ حسب
َّ ي فمسفية نظرية األفعاؿ المُّ َّ
غوية أثبتت قيمتيا في نموذج صور ّ َّ ونظريات
النمذجة في التنظير المّْساني الحديث.1
مقتضيات ّ
بأف مقاربة خصائص العبارات المُّغوَّية ،خاصة منيا ما
وكاف منطمؽ النشأة القتناع َّ
يتضمف وصالً بيف المفردات أو بيف الجمؿ عمى أساس العالقات أو الوظائؼ الدل َّلية
التداولية تفضؿ مقاربتيا عمى أساس المقولت الشجرَّية كالمرّكب السمي أو
َّ َّ
التركيبية و
و
المرّكب الفعمي الذي ل ورود لو إلَّ في بعض المُّغات ،مف خالؿ ىذه المقاربة «أصبح
ال لمجموعة مف القواعد َّ
وظيفية ل ترتيب فييا تتخذ دخ ً التمثيؿ التحتي لمعبارات المُّ َّ
غوية بنية
سطحية مرتَّبة».2
َّ (تختمؼ باختالؼ المُّغات) تنقميا إلى بنية
كبير ،وأقيمت ليا محافؿ دولية أوربية،
اجا ًا
نظر ليذا ،عرفت نظرية النحو الوظيفي رو ً
ًا
وكانت البداية األولى ليذه النظرية مع مبدأيف أساسييف ىما:3
قدمو النموذج
وجييا "سيموف ديؾ" سنة ?=@8ـ لمتحميؿ الذي ّ
أوالً :النتقادات التي ّ
المعيار لمبنيات العطفية ،وىو انتقاد كشؼ لنا قصور ىذا النموذج في تحميمو لبعض أنماط
طرحا بديالً يتمثؿ في
ً تجاوز ليذا القصور َّ
قدـ ديؾ سنة ?>@8ـ و @?@8ـ ًا الجمؿ ،لكف
ينظر :أحمد المتوكؿ :الوظائف التداوليَّة في المُّغة العربيَّة ،مطبعة النجاح ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،الرباط 1
=:
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
1
- SIMON DIK: Theory of Funutional Grammar Part 2. Complex ant Derived Constructions.
Ed. Kees Hengeveld. Berlin and New York: Mouton de Gruyter. 1997, P241.
-النص األصمي:
«It is a sequel tu pan 1 of Tite Theory of Functional Grammar (TEGI), published by Dik in 1989
and revised in 1997, tu which it makes constant reference and whose content is
presuppused».
2
الرباط ،ط ،2014 ،1ص.17
ينظر :نعيمة الزىري :تحميل الخطاب في نظريَّة النحو الوظيفي ،دار األماف ّ
>:
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
أف مقاربة التواصؿ وتحميؿ النصوص والترجمة وتعميـ المُّغات مجالت ل تستمزـ بناء
َّ
نظرَّية مستقمَّة لكؿ مجاؿ ،بؿ يجب أف تؤوؿ إلى إطار نظري ومنيجي واحد.
َّ
لسانية واحدة تجمع بيف َّ
أف مقاربة ىذه المجالت وغيرىا يجب أف تؤطرىا نظرية
موضوعا قائـ الذات وكفاية
ً كفايتيف اثنتيف :كفاية الوصؼ والتفسير في دراسة المُّغة باعتبارىا
اإلجراء في القطاعات ذات الصمة بالمُّغة.
ولقد ظمَّت نظرية النحو الوظيفي تكتسب المزيد مف النتشار إلى جانب المزيد مف
َّ
الدولية التي تُعقد كؿ سنتيف منذ اثنتيف وعشريف سنة الغتناء المعرفي بفضؿ الندوات
(8@>0ـ)، (امسترداـ ;?@8ـ) ،وانتويرب (=?@8ـ) ،وامسترداـ (=?@8ـ) ،والدانمارؾ
وانتويرب (8@@9ـ) ،ويورؾ (;@@8ـ) ،وقرطبة (=@@8ـ) ،وامسترداـ (?@@8ـ) ،والمحمدية
(@@@8ـ) ،ومدريد (9000ـ) ،وبني مالؿ (8@@8ـ) ،وامسترداـ (9009ـ) ،وأكادير
(900:ـ) ،وخيخوف (;900ـ) ،وساف باولو بالب ارزيؿ (=900ـ).1
حيث دخمت ىذه النظرَّية العالـ العربي عبر جامعة محمد الخامس ّ
بالرباط ،و ُش ّكمت
َّ
الوظيفية" ،وذلؾ بفضؿ جيود الباحثيف المغاربة "مجموعة البحث في التداوليات المّسانيات
المنتميف إلى ىذه المجموعة ،وبيذا أخذت نظرية النحو الوظيفي مكانتو في البحث المّساني
العربي الحديث ،وقد تـ ذلؾ اعتمادا عمى أربع طرؽ رئيسة ىي :2التدريس والبحث
األكاديمي والنشر وعقد ندوات دولية داخؿ المغرب نفسو.
أوالً :لقد ُش ِرع في تدريس النحو الوظيفي في مستيؿ الثمانينيات بجامعة محمد الخامس
بالرباط ،وبالتحدي د في شعبتي الفرنسية والمغة العربية معا ،ثـ توسع تدريسو ليشمؿ جامعات
أخرى داخؿ المغرب ،مثؿ جامعة الحسف الثاني بالدار البيضاء ،وجامعة القاضي عياض
ينظر :أحمد المتو ّكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص.=8 1
?:
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
بمراكش ،وجامعة ابف زىر بأكادير ،وجامعة عبد المالؾ السعدي بتطواف ،وبيذا توسعت دائرة
التدريس عبر كافة جامعات المغرب.
ىذا وقد عمؿ أساتذة ومفتشو التعميـ الثانوي عمى إدراج النحو الوظيفي إلى ىذا
القطاع التعميمي عف طريؽ الكتاب المدرسي إلى جانب النحو العربي القديـ والنحو التوليدي
التحويمي.1
كبير مف البحث األكاديمي الجامعي
ثانيا :لقد أخذت نظرية النحو الوظيفي قسطًا ًا
ً
بالمغرب ،حيث ُىيئت رسائؿ إجازة أطروحات دكتوراه ل يستياف بعددىا وقيمتيا العممية
بجامعة محمد الخامس وغيرىا مف الجامعات المغربية التي استيدفت وضع أنحاء وظيفية
لمغة العربية الفصحى أساسا و لدوارجيا ولمغات األمازيغية المغربية والفرنسية.
ثالثًا :بموازاة البحث األكاديمي الصرؼ قاـ لسانيو "مجموعة البحث في التداوليات
والمسانيات الوظيفية" بأعماؿ نشرت بالعربية و بمغات أجنبية داخؿ المغرب منيا (المتوكؿ
()1989 و ب) و أ (1988 و ()1987 و ()1986 و ()1985
و (1993أ َو ب) 1995 ،و 1996و 2001و 2003و 2005ب) ونعيمة الزىري
( ))1997و(عز الديف البوشيخي (2005أ َو ب)) و(جدير ( 2005و ))2006وخارج
المغرب ( المتوكؿ ( 1984و 1987و 1988و 1989و 1990و 1996و 1998و
1999و 2004و 2005أ و ج)) و (جدير ( 1998و 2000و .)2003
تبوأ الصدارة
كاف المغرب جس ار لعبور النحو الوظيفي إلى أقطار عربية أخرى ،إذ َّ
الربع األخير مف القرف العشريف ،2وبفضؿ المؤلفات والبحوث
داخؿ الوطف العربي منذ ُّ
المغربية َد َخ َؿ الجزائر وتونس وموريطانيا والعراؽ وسوريا بدرجات متفاوتة في التبني ورقعة
النتشار.
ينظر :أحمد المتو ّكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص.=8 =0 1
الرباط ،ط،8
ينظر :محمد األوراغي :نظريَّة المّسانيات النسبيَّة (دواعي النشأة) ،منشورات الختالؼ ،دار األمافّ ،
2
،9080ص<=.
@:
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
يمكف القوؿ إ َّف النحو الوظيفي استطاع أف يحتؿ موقعو داخؿ البحث المّْساني
المغربي الزاخر ،وأف ُيعايش باقي مكوناتو القديمة والحديثة ،وأعانو عمى ذلؾ ثالثة أمور
أساسية ىي:1
تبنوه.
اجتياد الباحثيف الدائـ المستمر الذيف ّ
مغاير في البحث.
ًا نيجا
انتياجو ً
أنو لـ يستيدؼ قط إقصاء المقاربات األخرى.
كبير بالنحو الوظيفي ،وأولو لو عناية كبيرة ،وىذااىتماما ًا
ً وليذا نجد َّ
أف المغاربة اىتموا
وتدرسو كمقياس ميـ في قسـ المُّغة العر َّبية.
ما جعؿ الجامعات األخرى تتبناه ّْ
2مفيوم ال ّنحو الوظيفيَّ :
إف أوؿ ما يجب اإلشارة إليو ىو تفكيؾ مصطمحات ىذا
تردد ىذاف المصطمحاف في مؤلفات المّسانييف
كوف مف (النحو والوظيفة) ،إذ ّ
العنواف المت ّ
فتكرر مفيومو في مؤلفاتيـ في أزيد مف موضع وأكثر مف مرجع ،واليدؼ
العرب والغربييفَّ ،
مف ىذا ىو إزالة المُّبس الموجود في الكثير مف األذىاف ،إذ إ َّف الكثير مف َّ
الدارسيف ل
يميزوف بيف النحو الوظيفي المتوكمي والوظيفية المارتينية والتداولية ،ما ييمنا ىنا ىو أف
نبيف مفيوـ النحو ومفيوـ الوظيفة لتحديد ماىية النحو الوظيفي.
1 2مفيوم النحو:
التالية :2 المعاني لغة لمنحو ذكرت لغة: 1 1 2
القصد ،والتحريؼ ،والصرؼ ،والمثؿ ،والمقدار ،والجية أو الناحية ،والنوع أو القسـ،
والبعض.
وجاء في أساس البالغة لمزمخشري «ف ح :وىو عمى أنحاء شتى ،ل يثبت عمى نحو
واحد ونحوت نحوه ،وعنده مائة رجؿ ،وانكـ لتنظروف في ُن ُحو كثيرة ،وفالف نحوي مف
ينظر :المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص.=: 1
ابف منظور :لسان العرب ،مادة (نحا) ،حاشية الخضري عمى شرح ابف عقيؿ ،ج ،1ص .11 2
;0
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
النحاة ،وانتحاه :قصده ،وانتحى لقرنو :عرض لو ،وانتحى عمى شقو األيسر :اعتمد عميو
ّ
عني ،وناحيتو مناحاة :صرت نحوه وصار
ونحاه مف مكانو تنحية فتنحى عنو ،وتنحى ّ
ّ ،...
نحوي .1»...
2 1 2النحو اصطالحا :تنوعت وتعددت مفاىيـ النحو عند العرب القدماء،
احدا ،وسأكتفي ىنا بذكر ثالثة مفاىيـ لو:
إلّ أنيا تؤدي معنى و ً
بأنو« :ىو انتحاء سمت كالـ العرب في تصرفو مف إعراب وغيره
عرفو ابف جني ّ
أوالًَّ :
كالتثنية والجمع والتحقير والتكبير واإلضافة والنسب والتركيب وغير ذلؾ ،ليمحؽ مف ليس مف
أىؿ المغة العربية بأىميا في الفصاحة ،فينطؽ بيا واف لـ يكف منيـ ،واف َش َّذ بعضيـ عنيا
ُرَّد بو إلييا».2
مف خالؿ ىذا التعريؼ حاوؿ "ابف جني" أف يجمع بيف عمميف في عمـ واحد ،أل وىما
عمـ النحو وعمـ الصرؼ ،ذلؾ أنو كاف يطمؽ عمـ النحو ويراد بو النحو والصرؼ معا ،...ول
ألف عموـ العربية تطمب بعضيا ،فيي ّّ
كؿ متكامؿ. يصمُح التّفريؽ بينيما؛ َّ
عرفو ابف عصفور بقولو« :النحو عمـ مستغرؽ بالمقاييس المستنبطة مف استقراء
ثانياَّ :
ً
كالـ العرب الموصمة إلى معرفة أحكاـ أجزائو التي يتألؼ منيا».3
عرؼ أحواؿ أواخر الكمـ العربية إفر ًادا عرفو "األٌبَّ ٌٌ
ذي" إذ يقوؿ«:النحو عمـ بو ُي َ ثالثًاَّ :
وتركيبا»4؛ أي كؿ ما يتعمؽ بحركات اإلعراب والقواعد المتعمقة بالجممة ،ىذا ىو معنى قولو
وتركيبا.
ً إفر ًادا
الزمخشري :أساس البالغة ،تح :محمد باسؿ عيوف السود ،دار الكتاب العممية ،بيروت ،مادة (ف ح) ،ط،8@@? ،8 1
ج .9
ابف جني :الخصائص ،تح :محمد عمي النجار ،الييئة المصرية العامة لمكتاب ،ط; ،8@<< ،ج ،8ص<.: 2
المقرب ،تح :أحمد عبد الستار وآخروف ،ط ،8@>9 ،8ج ،8ص<;.
ّ ابف عصفور: 3
َّذي :الحدود في عمم النحو ،تح :نجاة حسف عبد اهلل نولي ،الجامعة اإلسالمية ،المدينة
أحمد بف محمد البجائي األٌب ٌ
4
عمي أبو المكارـ :مدخل إلى دراسة النحو العربي ،دار غريب ،القاىرة ،ط ،900= ،8ص.;: 1
محمد الحسيف ميمطاف :نظرية النحو الوظيفي (األسس والنماذج والمفاىيم) ،ص .8;: 2
سامي عياد حنا وآخروف :معجم المسانيات الحديثة ،مكتبة لبناف ناشروف ،لبناف ،8@@> ،ص <<. 3
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص = :إلى ص@.: 4
;9
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
مرحمة قديمة وىي مرحمة الدراسات النحوية ،ومرحمة حديثة وىي مرحمة المسانيات،
وىذه األخيرة مرتبطة بظيور كتاب "فرديناند دي سوسير" الشيير (محاضرات في المسانيات
العامة).
والفرؽ بيف ىاتيف المرحمتيف فرؽ ىاـ ،يمكف حصره في أربع نقاط؛ وىي :1ظروؼ
اإلنتاج والموضوع واليدؼ والمنيج.
أ ظروف اإلنتاج :استفادت المسانيات الحديثة مف عموـ مختمفة لـ يستفد منيا الدرس
المغوي القديـ ،ومف أىـ ىذه العموـ :المنطؽ ،والفمسفة ،وعمـ النفس ،والرياضيات الحديثة
أيضا محيطو الفكري والثقافي ُّ والرقمنة ...وىو ما لـ يتح َّ
لمدرس المغوي القديـ واف كاف لو ً
الخاص بو.
الدراسة :كاف موضوع الدراسات المغوية القديمة ل يجاوز حدود المغة
ب موضوع ّ
أف موضوع المّْسانيات الحديثة جعمت مف المغات البشرية
الواحدة والتقعيد ليا ،في حيف ّ
موضوعا ليا عمى اختالؼ أنماطيا.
ً
ج اليدف :كاف َى َدؼ المُّغوييف القدماء ىو تعميـ المغة ،والحفاظ عمييا مف أف يشوبيا
الفساد والمَّحف ،بينما تيدؼ الدراسات المسانية الحديثة إلى فيـ المغة البشرية وتحقيؽ نحو
كمي يضطمع برصد خصائص المساف الطبيعية بوجو عاـ.
د المنيج :المسانيات الحديثة بنت أنحاءىا مف خالؿ ما نظّرت لو؛ أي إَّنيا بنت
أما النحو القديـ فيقوـ عمى
نماذج خاضعة لقواعد الستنباط وقوانيف الصورنة العمميةّ .
أوصاؼ متفرقة ألبواب نحوية مختمفة ،لكف ىذا ل يعني َّ
أف روح التنظير غير موجودة عند
قدماء المُّغوييف.
ثانيا :النحو باعتباره فر ًعا من فروع الدرس المُّغوي الحديث (المِّسانيات) :يطمؽ
مصطمح النحو ويراد بو إحدى دروس الدرس المغوي قديمو وحديثو ،التي تُعنى بالصرؼ أو
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص>.: 8
;:
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
معا ،إلّ أف النحو بيذا المعنى ُيحيؿ عمى مستوى مف مستويات التمثيؿ أو
التركيب أو ىما ً
محصور في التركيب تارة ،و في التركيب والصرؼ تارة أخرى ،كما
ًا التحميؿ .ويكوف التحميؿ
أنو كذلؾ يتعالؽ مع مستويات أخرى كالمستوييف الصوتي والدللي.
ثالثا :النحو باعتباره نمذجة صورية لمواقع المغوي" :النمذجة" ىي «عممية بناء
الجياز الواصؼ ،وتنظيـ مكوناتو بحيث يكفؿ التمثيؿ المالئـ لمظاىرة أو (الظواىر) المروـ
المتضمنة
َّ رصدىا ،ويتـ بناء الجياز الواصؼ (أو النموذج) انطالقا مف المبادئ المنيجية
في النظرية التي تُ َخمّْفُوُ».1
توسع وأطمؽ عمى
أصبح مصطمح النحو يطمؽ عمى الجياز الواصؼ نفسو ،ثـ َّ
نظريات لسانية مختمفة ،كالنحو المعجمي الوظيفي ،والنحو التوليدي التحويمي ،والنحو
المعمـ ،ونحو األحواؿ ،والنحو الوظيفي .وتقوـ منيجية الدرس المّْساني الحديث
ّ المركبي
مرت بمرحمتيف؛ ىما:2 َّ
عمى المبادئ المنيجية ذات الطابع الوظيفي ،والتي ّ
مكونا يمثؿ الجوانب التداولية
ً أوالً :كاف النموذج يبنى عمى مجموعة مف المكونات:
ومكونا يمثؿ الجوانب الدللية والصرفية التركيبية والصوتية.
ً
ثانياُ :يصاغ النموذج عمى أساس القالبية ،وىذه األخيرة تتكوف مف مجموعة مف
ً
خرجا لبعض.
القوالب فيكوف بعضيا دخالً أو ً
2 2مفيوم الوظيفة:
فتكرر
َّ َّ
تردد مصطمح "الوظيفة" في مؤلفات المسانييف العرب والغربييف المحدثيف،
مفيومو في مؤلفاتيـ في أزيد مف موضع وأكثر مف مرجع ،وىو اتجاه تجاوز الدراسات
المسانية البنيوية والمّسانيات التوليدية التحويمية كما َّأنو ل يفصؿ اإلنتاج المغوي عف شروطو
الخارجية ،كما يفعؿ البنويوف الذيف يعتبروف الكالـ والفرد المتكمـ والسياؽ غير المغوي
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص@.: 2
;;
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
عناصر خارجة عف المغة ،بؿ ييتـ باإلنتاج المغوي والوظيفة التي تؤدييا الكممة داخؿ
الجممة ،وعميو يمكف التطرؽ إلى أىـ التعريفات التي اىتمت بكممة الوظيفة ،واستعمالتيا في
المجاؿ المغوي والصطالحي.
1 2 2لغة:
إف الباحث في المعاجـ المغوية تستوقفو جممة مف المعاني تختص بالجذر المغوي
لمادة (و .ظ .ؼ) ،وخير مف تناوؿ ىذا المصطمح المغوي التداولي ىو ابف فارس في مادة
فت لو ،إذا قدرتَّ
(و ظ ؼ) «الواو و الظاء و الفاء :كممة تدؿ عمى تقدير شيء .يقاؿ وظ ُ
استعير ذلؾ في عظـ الساؽ ،كأنو شيء مقدر ،وىو لو كؿ حيف شيئا مف طعاـ أو رزؽ ،ثـ ُ
البعير ،إذا قصرت لو القيد .ويقاؿ: فتَّ
َ ما فوؽ الرسغ مف قائمة الدابة إلى الساؽ .ويقاؿ وظ ُ
مر َي ِظ ْفيُـ ،أي يتبعيـ َّ
كأنو يجعؿ وظيفوُ بإزاء أوظفتيـ».1 َّ
يقدر لو في كؿ يوـ مف رزؽقاؿ ابف منظور (ت>88ىػ)« :الوظيفة مف كؿ شيء :ما َّ
أحمد بف فارس :معجم مقاييس المغة ،تح :عبد السالـ محمد ىاروف ،دار الفكر ،8@>9 ،ج= ،ص.899 1
ابف منظور :لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،لبناف ،ط ،8@@9 ،8مج@ ،ص?<.: 2
الوظيفةُ في المعجـ الوسيط ىي« :ما ُيقَ َّدر مف عمؿ أو طعاـ أو رزؽ وغير ذلؾ في
ووظائؼ .ويقاؿ:
ُ ؼ، َّ
المعينة( ،ج) ُوظُ ُ زمف َّ
معيف و العيد والشرط والمنصب والخدمة
ود َوؿ».1
ب ُوظائؼ ووظؼ :أي ُن َو ُ
ُ لمدنيا
ما يمكف الوصوؿ إليو مف خالؿ ىذه المعاني ،ىو أف كممة الوظيفة بالرغـ مف تعدد
معانييا ،إل أنيا لـ تخرج عف كونيا ما لزـ الشيء فأصبح جزًءا منو ،أو ما اعتاده الكائف
فمـ يستطع التخمي عنو ،سواء كاف في تركو ضرر وىالؾ ،كالطعاـ والشراب لإلنساف
والحيواف ،أو لـ يكف ذلؾ.
المستمدة مف الثَّقافة
َّ أما المعنى اآلخر لكممة الوظيفة ،فقد ارتبط بالحياة الحضرَّية
َّ
العربية اإلسالمية التي سادت العالـ ،وتمثؿ ذلؾ بصفة خاصة في صيغتي فعؿ وظؼ
ومصدره التوظيؼ ،فقد ورد بمعنى اللتزاـ أو اإللزاـ ،كأف يمتزـ اإلنساف بشئ معيف ،أو يمزـ
غيره بو ،كإلزاـ شيخ الكتاب مثال حفظة القرآف مف الصبياف المتعمميف حفظ مقدار معيف مف
اآليات القرآنية كؿ يوـ ...وقريبا مف ىذا المعنى ،استعممت الصيغتاف السابقتاف في التراث
الصوفي ،حيث كاف شيخ الطريقة "يوظؼ" عمى المريد األوراد أو "الوظائؼ" التي تصبح
بمثابة شرط أو عيد يمتزـ بو المريد ليصبح مف أىؿ النسبة أو الطريقة.2
اصطالحا:
ً 222
لقد اشترط أندري مارتني في قاموسو (المرشد األبجدي في المسانيات) أمريف اثنيف؛
فقاؿ« :إف التحديد الصحيح لوظيفة المغة لبد أف يستجيب لشرطيف:
مالحظة استعمالتيا (أي مالحظة سموكات المستعمميف لمغة).
الدراسة الداخمية ليذه األداة (المغة)».3
مجمع المغة العربية :المعجم الوسيط ،اإلدارة العامة لممعجمات واحياء التراث ،القاىرة ،د.ط ،8@>9 ،ج ،9ص.8800 1
ينظر :محمد بف عبد الكريـ :التصوف في ميزان اإلسالم ،دار ىومة ،الجزائر ،ط8@@> ،8ـ ،ص =:إلى ص<=. 2
3
André Martinet: la linguistique, guide alphabétique‚ éd. Denoël‚ paris 1969¸ PP: 104 -
105.
=;
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
استنادا إلى ىذا ،يمكف أف نميز بيف الوظيفة المركزية لمغة ووظائفيا الثانوية ،إذ يتفؽ
أغمب المسانييف عمى أف وظيفتيا المركزية ىي التبميغ ) ،)communicationكما تعرفو
نظرية اإلخبار ،كاستعماؿ لوضع ( )codeمف أجؿ نقؿ رسالة تمثؿ تحميال ما لمعطيات
التجربة مف خالؿ وحدات سميولوجيةّْ ،
تمكف الناس مف إقامة عالقات بينيـ.1
وبيذا المفيوـ ترتبط الوظيفة بكممتيف أساسيتيف مف مشتقاتيا (وظيفي ،وظيفية)،
مذىبا ظير أثرىا في التحميؿ الوظيفي الذي أمدتنا
ً فالوظيفية (ّْ )fonctionnalisme
بعدىا
بو الفونولوجيا ،والذي حقؽ جممة مف الوظائؼ عمى مستوى الوحدات الصوتية (في مستوى
التقطيع الثاني) ،مثؿ الوظيفة التمييزية والتعويضية...
أما مفيوـ الوظيفة عند أحمد المتوكؿ ،فيرتبط بثالثة أنواع؛ ىي :الوظيفة عالقة
دور والوظيفة جسر العبور.
والوظيفة ًا
الوظيفة عالق ًة« :حيف يرد مصطمح الوظيفة دال عمى عالقة ،فالمقصود ىنا العالقة
مكونيف أو مكونات في المركب السمي أو الجممة».2
القائمة بيف ّْ
يعني ىذا البحث عف وظيفة العالقة التي يمكف أف تقوـ بيف عناصر الجممة الواحدة
أو بيف الجممة داخؿ نفس النص أو بيف النصوص التي ينتظميا الخطاب الواحد .وقد صنؼ
تركيبية، المتوكؿ ىذه العالقات إلى أربعة أصناؼ؛ ىي :3وظائؼ دللية ،ووظائؼ
ووظائؼ تداولية ،ووظائؼ بالغية.
وليذا نجد مصطمح الوظيفة متداول في ُجؿ األنحاء الشكمية (الصورية) ،وفي األنحاء
ذات المنحى الوظيفي ،ففي األنحاء الصورية «يستعمؿ ىذا المصطمح لمدللة عمى العالقات
ينظر :يحيى بعيطيش :نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي ،ص.89 1
2أحمد المتوكؿ :التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات ،مكتبة دار األماف ،الرباط المغرب ،ط ،900< ،8ص 98
.99
الموسط (مقاربة وظيفية موحدة لتحميل النصوص والترجمة وتعميم المغات) ،منشورات
َّ ينظر :أحمد المتوكؿ :الخطاب 3
التركيبية كعالقة الفاعؿ والمفعوؿ غير المباشر» ،1وفي األنحاء ذات المنحى الوظيفي،
يستخدـ مصطمح الوظيفة لمدللة عمى العالقات التي يمكف أف تقوـ داخؿ الجممة أو داخؿ
المركبَّ ،
وقدـ لنا المتو ّكؿ مثالً لذلؾ ،أف النحو الوظيفي يميز بيف ثالثة مستويات مف
الوظائؼ :وظائؼ دللية (منفذ متقبؿ مستقبؿ) ووظائؼ تركيبية (فاعؿ مفعوؿ)
ووظائؼ تداولية (البؤرة المحور).
تسخر الكائنات البشرية المغات الطبيعية دور :يقصد َّ
بالدور «الغرض الذي ّ الوظيفة ًا
مف أجؿ تحقيقو»2؛ أي وظيفة تأدية المغة عند اإلنساف مف أجؿ تحقيؽ اليدؼ المرجو
الوصوؿ إليو ،وبالتالي جعؿ المتوكؿ التواصؿ بنية أساسية وضرورية ل يمكف فصميا عف
بنية المّغة.
الموسط وظيفة ثالثة؛ وىي:3
ّ وأضاؼ المتوكؿ في كتابو الخطاب
الوظيفة جسر العبور :يقصد بجسر العبور "الترجمة"؛ أي نقؿ نص مف لغة إلى
إما أف يكوف عمى مستوى البنية السطحية ،أو عمى مستوى البنية التحتيةأخرى ،وىذا النقؿ ّ
لمنص المصدر مع إدماج مفردات المُّغةالصرفي التركيبي ّ
أي عف طريؽ استنساخ اإلطار ّ
اليدؼ فيو ،ول يحصؿ ىذا في مستوى المَّفظ بؿ عمى مستوى المعنى.
الوظيفي:
ّ 3 2تعريف ال ّنحو
لقد حاولنا مف خالؿ دراستنا لكتب أحمد المتوكؿ إيجاد تعريؼ عاـ وشامؿ لمنحو
الوظيفي ،إلّ أننا اكتفينا ببعض التعاريؼ التي جاء بيا بعض الدارسيف والباحثيف في ىذا
المجاؿ ،أمثاؿ الباحث عبد الرحماف الجندي ،الذي يرى بأف المتوكؿ رّكز في أبحاثو
1
أحمد المتوكؿ :التركيبات الوظيفية (قضايا ومقاربات) ،ص.22
المصدر نفسو ،ص.9: 2
الموسط (مقاربة وظيفية موحدة لتحميل النصوص والترجمة وتعميم المغات) ،ص .;9 ;8
َّ ينظر :الخطاب 3
?;
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
ودراساتو عمى «إبراز التفاعؿ القائـ بيف الخصائص البنيوية لمعبارات المغوية واألغراض
التواصمية التي تستعمؿ ىذه العبارات وسيمة لبموغيا».1
يسعى النحو الوظيفي مف خالؿ ىذا إلى تحقيؽ اليدؼ التواصمي ،ويقوؿ الجندي في
َّ
المقامية التي موقؼ آخر :إ َّف النحو الوظيفي «يربط بيف البنية المُّ ّ
غوية لمجمؿ والظروؼ
تنجز فييا».2
مف خالؿ ىذيف التعريفيف ،جمع "محمد مميطاف" النحو الوظيفي في جممة واحدة إذ
يقوؿ« :ىو نحو ُّ
يعد خصائص المساف الطبيعي الصورية التركيبية والصرفية والصوتية
مقومات غير مستقمة عف الدللة والتداوؿ ول يتـ وصفيا وتفسيرىا إلَّ بالمجوء إلى عوامؿ
دللية وتداولية» .3يعني ىذا أف النحو الوظيفي ل يكتفي بالخصائص التركيبية والصرفية
ألف الجانب التَّداولي ما ىو إلّ نتاج عالقة
والصوتية ،بؿ تجاوز ذلؾ إلى الدللة والتداوؿ؛ ّ
ربط البنية بالمقاـ الذي أنجزت فيو.
ويعرؼ "كونو" ( )Kunoالنحو الوظيفي َّأنو «مقاربة لتحميؿ البنية المُّ َّ
غوية تعطي ّ
البنيوية».4
ّ اصمية لعناصر ىذه البنية باإلضافة إلى عالقتيا
األىمية لموظيفة التو ّ
ّ
أف النحو الوظيفي يقوـ عمى مبدإ التَّركيبات الوظيفية ،وىذه األخيرة
ىذا دليؿ عمى َّ
اصمية».5
تحمّؿ كما يرى كونو «البنيات التركيبية عمى أساس وظائفيا التو َّ
طو الجندي :البعد التداولي في النحو الوظيفي ،دار العموـ ،جامعة القاىرة ،قسـ النحو والصرؼ والعروض ،نشر بعدد 1
محمد الحسيف مميطاف :نظرية النحو الوظيفي (األسس والنماذج والمفاىيم) ،ص;;.8;< 8 3
ينظر :كونو :التركيب الوظيفي ،8@?0 ،نقالً عف :أحمد المتوكؿ :المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،ص.88: 4
@;
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
عمي آيت أوشاف :المسانيات والديداكتيك نموذج النحو الوظيفي (من المعرفة العممية إلى المعرفة المدرسية) ،السمسمة 1
ّأنيا نسؽ مف الوحدات ل يمكف تحديد بعض خصائصيا إل بمراعاة ظروؼ إنتاجيا
انطالقًا مف مقاصد متمفظييا أثناء عممية التبميغ ،أو «عمى أساس أنيا تجميات لخصائص
وظيفية مرتبطة بالغرض التواصمي المروـ إنجازه» ،1ولتوضيحيا أكثر يمكف أف نستعيف
بالتعريؼ الذي َّ
قدمو المتوكؿ لمخطاب ،وذلؾ بقولو :الخطاب «كؿ إنتاج لغوي يربط فيو ربط
تبعية بيف بنيتو الداخمية وظروفو المقامية (بالمعنى الواسع)» ،2ويقصد بربط التبعية في
تعريفو ىذا «أف بنية الخطاب [ والجممة نوع مف األنواع التي يتحقؽ فييا الخطاب*] ليست
متعالقة بالظروؼ المقامية التي ُينتّج فييا فحسب ،بؿ إف تحديدىا ل يمكف أف يتـ إل وفقًا
ليذه الظروؼ».3
الصمة بالغرض التواصمي الذي تؤديو ،فقد رأى يحيى وبما َّ
أف تحديد الجممة شديد ّْ
بعيطيش أف مفيوميا يجب ربطو بالتصور الذي ّْ
قدـ في نظرية "أفعاؿ الكالـ"؛ أي إَّنيا فعؿ
منتقدا عدـ وضوح ىذه الرؤية عند سيموف ديؾ والمتوكؿ قائالًَّ « :
إف ً لغوي ،يقوؿ بعيطيش
المتتبع المتفحص ألدبيات نظرية النحو الوظيفي ،أبحاث "سيموف ديؾ" أو "المتوكؿ"
اضحا لمفيوـ الجممة ،يربطيا بمفيوـ الفعؿ
خصوصا في مراحميا األولى ل يجد تعريفًا و ً
ً
المغوي وفؽ طرح أوستيف ( )Austinوتمميذه سورؿ ( ... )Searleمف جية ،عمى الرغـ مف
الصمة الوثيقة بيف مفيوـ الجممة بصفة عامة ومفيوـ الفعؿ المغوي عند سورؿ بصفة
خاصة ...أضؼ إلى ذلؾ َّ
أف المتوكؿ عندما تناوليا سنة @?@ 8في كتابو (المسانيات
عاـ ل
عامة ليا ،في إطار نظري ّ
الوظيفية :مدخؿ نظري) اقتصر عمى تقديـ خالصة َّ
أحمد المتوكؿ :الجممة المركبة في المغة العربية ،منشورات عكاظ ،الرباط المغرب ،ط ،8@?? ،8ص<?.8 1
2أحمد المتوكؿ :قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب) ،دار األماف ; زنقة المامونية ،الرباط ،دط،
،9008ص=.8
*
يدؿ قوؿ المتوكؿ اآلتي( :كؿ إنتاج لغوي) ،فإننا قصدنا إيرادىا عمى وجو اإلطالؽ دوف تحديد حجـ الخطاب لكي تحيؿ
عمى الجممة أو جزء الجممة أو عمى مجموعة مف الجمؿ.
3المصدر نفسو ،ص>.8
<8
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
1يحيى بعيطيش :الفعل المغوي بين الفمسفة والنحو (عرض وتأصيل لمفيوم الفعل المغوي لدى فالسفة المغة ونظرية
النحو الوظيفي) ،ضمف كتاب :حافظ اسماعيمي عموي ،التداوليات (عمم استعمال المغة) ،عالـ الكتب الحديث ،األردف،
ط ،9088 ،8ص@?.
2أحمد المتوكؿ :الخطاب وخصائص المغة العربية(دراسة في الوظيفة والبنية والنمط) ،دار األماف ; زنقة المامونية،
الرباط المغرب ،ط ،9080 ،8ص.<0
3أحمد المتوكؿ :المسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،ص?.8
<9
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
المغوية والستمزاـ الحواري .ىذه الجوانب المغفمة في الدرس الفمسفي ىي أنواع العالقات
اإلخبارية القائمة بيف مكونات الجممة».1
وانطالقًا مف وجية النظر ىاتو ،فالجممة في نظرية النحو الوظيفي ىي «فعؿ لغوي
يتميز بخصائص دللية تداولية تعكسيا خصائص بنيوية صرفية تركيبية» ،2يستغميا
مستعمؿ المغة الطبيعية لتغطية احتياجاتو في عشيرتو المغوية التي يعيش فييا ،لكف ما ىو
المقصود بالفعؿ المغوي؟
الفعؿ المغوي ،أو العمؿ المغوي ،أو الفعؿ الكالمي ،مصطمح اقترضتو نظرية النحو
الوظيفي مف فالسفة مدرسة أكسفورد (اشتيروا باسـ فالسفة المغة العادية) ،ويعني الفعؿ
عندىـ َّ
أف قوؿ شيء ما ىو تحقيؽ أو إنجاز لعمؿ معيف ،وانطمؽ فالسفة المغة العادية
تخصيصا) في بناء تصورىـ ىذا مف نقد التصور الذي درج عميو المناطقة
ً (أوستيف
الوضعيوف الذيف كانوا ينطمقوف مف معيار الحكـ بالصدؽ والكذب لمحكـ عمى جممة ما مف
حيث دللتيا ،ومف ثمة فالجمؿ التي ل تحتمؿ الصدؽ ول الكذب في تصورىـ جمؿ ل
الدراسة.3
تستحؽ ّ
ّ دللة ليا ،وىذا يقودنا إلى نتيجة مفادىا َّأنيا جمؿ ل
أف المُّغة فعؿ لساني ىو "ابف
لكف َّأوؿ مف استخدـ مصطمح الفعؿ المُّغوي ،وأدرؾ َّ
خمدوف" ،حيث يقوؿِ« :اعمـ َّ
أف المّغة في المتعارؼ ىي عبارة المتكمّـ عف مقصوده ،وتمؾ
أف المُّغة ل ّ
تحدد مف خالؿ دراسة العبارة فعؿ لساني ناشئ عف القصد بإفادة الكالـ»4؛ أي َّ
المقدمة ،تح :عمي عبد الواحد وافي ،لجنة البياف العربي ،بيروت لبناف ،ط ،8@=? ،9ص=<.80
ّ ابف خمدوف: 4
;<
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
أف المُّغة سموؾ إنساني يؤدييا الفرد المتكمّـ أثناء كالمو ،يمكف
وذىب فريؽ آخر إلى َّ
التداولية " 1"pragmatiqueمف
ّ الدراسات الدراسات المّ َّ
سانية وحسب مجاؿ ّ حصرىا حسب ّ
الكالمي.
ّ الحدث أو
الكالمي
ّ خالؿ دراسة مستوى الفعؿ
1
- Jean Dubois et autres: Dictionnaire de linguistique, libraire la rouse‚ paris, p8.
نحوي ماديا
طا ً يعد نشا ً الفعؿ الكالمي ىو ُّ
كؿ ممفوظ ينيض عمى نظاـ شكمي دللي إنجازي تأثيري .وفضالً عف ذلؾُّ ،
ً
تخص ردود فعؿ
ُّ يتوسَّؿ أفعالً قوليَّة لتحقيؽ أغراض إنجازيَّة (كالطمب واألمر والوعد والوعيد ...الخ) ،وغايات تأثيريَّة
ثـ فيو فعؿ يطمح إلى أف يكوف فعالً تأثيرًيا .أي يطمح إلى أف يكوف ذا تأثير في (كالرفض والقبوؿ) .ومف ََّّ المتمقي
ثـ إنجاز شئ ما" .مسعود صحراوي :التداوليَّة عند عمماء العرب (دراسة تداوليَّة
مؤسساتيا ،ومف َّ
ً جتماعيا أو
ً المخاطبِ ،ا
لظاىرة "األفعال الكالميَّة" في التراث المِّساني العربي) ،در الطميعة ،بيروت لبناف ،ط ،900< ،8ص.;0
<<
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
4المبادئ العامة لنظرية النحو الوظيفي :تقوـ نظرية النحو الوظيفي عمى مبادئ
َّ
أساسية ،ذكرىا "المتوكؿ" في مقدمات مؤلفاتو؛ وأىميا ما يأتي:
1 4وظيفة المغات الطبيعية األساسية ىي التواصل بين الناطقين بيا :قبؿ
الحديث عف ىذا العنصر ،يجب التنبيو إلى أمر ميـ ،وىو التميز الذي أشار إليو المتوكؿ
داخؿ النظريات المغوية الحديثة بيف تياريف نظرييف اثنيف؛ وىما:1
عد المغة نسؽ مجرد يمكف دراسة بنيتو بمعزؿ عف
غوية التي ت ّ
تيار يشمؿ النظريات المّ ّ
وظيفتو التواصمية داخؿ المجتمعات البشرية ،وىو ما أفرزتو النظرية التوليدية التحويمية مف
نماذج لغوية.
نص عمى أف بنيات المغات مرتبطة بوظيفة
تيار يشمؿ النظريات المغوية التي ت ُّ
أساسية ىي وظيفة التواصؿ بيف أفراد المجتمع ،وأُدخ َؿ في ىذا التيار جميع النظريات التي
تصؼ المغات بالبعد التداولي كالنظرية النسقية ( ،)Systemicsونظرية النحو الوظيفي
(.)functional grammar
مف خالؿ ىذا نستخمص أف نظرية النحو الوظيفي تَعتَبِر الخصائص البنيوية
حددىا أنماط المقامات التي أنجزت فييا؛ أي ربطيا بالظروؼ الخارجية .والسؤاؿ
لمغات تُ ّ
المطروح ،ىؿ لمغة وظيفة واحدة أو ليا وظائؼ متعددة؟ واذا كاف ليا وظائؼ متعددة فما
ىي وظيفتيا األساسية؟.
إذف يجب أولً تحديد وظيفة المُّغة ثـ ربطيا بالوظائؼ األخرى.
بعد النقاش الذي دار في السبعينيات بيف تشومسكي وفالسفة المغة العادية ذىب
تشومسكي إلى أف وظيفة المّغة ىي وظيفة التعبير عف الفكر ل غير ،ودليمو عمى ذلؾ َّ
أف
نصا دوف أف
بمجرد توضيح أفكاره ،كما يمكف أف يكتب ِّ
َّ شيئا ما
الشخص يمكف أف يكتب ً
ينظر :أحمد المتوكؿ :دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،ط ،8@?= ،8ص =.9 1
=<
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
أما المّغويوف الوظيفيوف فجمعوا عمى أف لمُّغة وظيفة أساسية ىي وظيفة 1
يكوف في ذىنو ّ
،
التواصؿ واستدلوا عمى ذلؾ بما يأتي:2
أ إف وظائؼ الخطاب الست التي َّ
قدميا روماف جاكبسوف ( )R. Jakobsonليس
طا أف تُجمع في الخطاب الواحد ،بؿ ىي مقيدة بأنماط الخطاب وحسب طبيعتو ،فمثالً
شر ً
الوظيفتاف الشعرية والميتالغوية تظيراف فقط في الخطاب الشعري والخطاب العممي ،مفاد ىذا
أف الوظيفة التو َّ
اصمية توجد في جميع أنماط الخطاب لكف بدرجات متفاوتة. َّ
ب إذا ظيرت وظيفة غير الوظيفة التواصمية في نمط خطابي َّ
معيف مف الخطابات
ّْ
يؤدي ىذا إلى خرؽ بعض مميزات الواقع الذي نعيشو؛ فمثالً الجممة :قابؿ خالد عمرو في
ليمة حمراء.
تـ في ىذه الجممة خمؽ عالـ إحالي غير عالـ الواقع ،وىو وصؼ (ليمة حمراء) ،كوف
َّ
أف الميمة عادةً سوداء.
طابا كما ِ
طًبا وخ ً
ومخا َ
متكمما ُ
ً ج عممية التواصؿ تقتض ثالثة عناصر أساسية:
يوضحو الرسـ اآلتي:
ُم َخاطَب ِخطَاب متكمـ
يقوؿ المتو ّكؿ« :تكوف عممية التواصؿ "ناجحة" إذا خال الخطاب مف كؿ ما يمكف أف
يحوؿ بيف المخاطب وبيف تأويمو ،وىو ما يسعى المتكمـ في تحقيقو (في حالت التواصؿ
العادي)».3
ينظر :أحمد المتوكؿ :المسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،ص.<; <: 1
جعية ،والوظيفة التعبيرَّية ،والوظيفة التأثيرَّية ،والوظيفة الشعرَّية ،والوظيفة المَّ َّ
غوية (بفتح الوظائؼ الست ىي :الوظيفة المر َّ
الالـ) ،والوظيفة الميتالغوية.
أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص ?.9 3
><
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
َّ
طب ،والخطاب يعرؼ بدارة يتـ إل عف طريؽ وجود متكمّْـ َ
ومخا َ وكذلؾ الخطاب ل ّ
الكالـ التي اعتمدىا "فرديناد دي سوسير" في كتابو "محاض ار ت في المّسانيات العامة"
( ،)cours de linguistique généraleوالممثؿ ليا بالرسـ اآلتي:1
سمع نطؽ
الدارة إلى ضرورة وجود طرفيف لقياـ الخطاب ،ول ّكنو اىتـ
أشار "سوسير" في ىذه َّ
نظاما ،وأىمؿ الكالـ ،والشيء الميـ في ىذه الدارة ىو تحديد التفاعؿ الذي
ً بالمغة بوصفيا
يحدث بيف األجزاء الصوتية الثالثة:2
1األجزاء الفيزيائية :تتمثؿ في الىت اززات والرتدادات الصوتية المنتشرة مف الفـ إلى
األذف أي التي يطمقيا المتكمّـ إلى السامع قصد تبميغو.
السمع (األذف) والنطؽ (الفـ). َّ
يولوجية :تتمثؿ في َّ
2األجزاء الفيز
1
ferdinand de soussure: cours de linguistique générale, EN. R.G. édition. talantikit
Béjaia¸2002¸ p18.
ينظر :فرديناف دوسوسير :محاضرات في األلسنية العامة ،تر :يوسؼ غازي ومجيد النصر ،المؤسسة الجزائرية 2
?<
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
َّ
السياؽ
ولمسياؽ دور كبير في التأثير في الموقؼ الكالمي أي َّأنو ينقؿ الخطاب الكالمي بيف
المرسؿ والمستقبؿ.1
@<
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
=0
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
أف
يؤدى عبر قنوات أخرى غير قناة المغة كاإلشارة والصورة ،إلّ ّ
ويمكف لمتواصؿ أف َ
فياما مف التواصؿ الذي يتـ عبر قناة المغة.1
ىذا التواصؿ ل يرقى قوة ودقة وا ً
2 4موضوع الدَّرس المِّساني ىو وصف القدرة التواصمية :قبؿ الخوض في ىذا
الموضوع يجب معرفة معنى القدرة التواصمية أو القدرة المُّ َّ
غوية ،إذ عرفيا أحمد المتوكؿ بأنيا:
«المعرفة التي يختزنيا المتكمـ السامع عف طريؽ الكتساب ،والتي تم ّكنو مف إنتاج وتأويؿ
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص .98 1
=8
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
ٍ
متناه مف العبارات السميمة» .1يعني ىذا أف المتكمـ لديو معرفة مكتسبة ومسبقة عدد غير
مف خالؿ احتكاكو بأفراد مجتمعو ،وبالتالي ينتج جمالً غير متناىية.
انطالقًا مف موضوع البحث المّساني ،سأبيّْف التشابو والختالؼ بيف تصوريف ىما:
تصور المُّغوييف الوظيفييف ،وتصور المُّغوييف غير الوظيفييف ،فالتفاؽ حاصؿ في وصؼ
ُّ
أما الختالؼ فيتمثؿ فيما يأتي:2
ومعرفة المتكمّـ السَّامع لمغتوَّ ،
تصور المُّغوييف غير الوظيفييف المشتغميف في إطار النظرية التوليدية التحويمية
ُّ
أف القدرة المُّغوية تنحصر في قدرتيف :قدرة نحوية وقدرة تداولية ،عمى
التشومسكية عمى َّ
أما القدرة الثانية فيي
لمدرس المّغويَّ ،
موضوعا ّ
ً أف القدرة األولى وحدىا يمكف أف تتخذ أساس َّ
َّ
التداولية. مستقمَّة عف القدرة األولى؛ أي إىماليا لمقدرة
أف موضوع الوصؼ المُّغوي،
ينص عمى َّ
ُّ تصور المّغوييف الوظيفييف التداولييف
ّ
(الدللة والصوت والتركيب والصرؼ) والجوانب الوظيفية التي يتضمف الجوانب الصورية ّ
تتعمؽ بوظيفة التواصؿ التي تُ َؤدييَا المُّغة داخؿ المجتمع البشري ،وبعبارة أخرى َّ
الربط بيف
الخصائص البنيوية لمغة والظروؼ المقامية التي تنجز فييا؛ أي يجمع بيف القدرة النحوية
والقدرة التداولية في إطار ما يسمى القدرة التواصمية الواحدة.
َّ
التداولية ويكمف الفرؽ بيف التصوريف الوظيفي وغير الوظيفي في َّ
أف الجوانب الدللية و
التي تبناىا النحو التوليدي التحويمي تدخؿ عند المُّغوييف الوظيفييف في رصده لموصؼ
المُّغوي ،وموضوع الوصؼ عند الوظيفييف ىو كذلؾ "النحو" ،وبمعنى أوسع وأدؽ يشمؿ كؿ
مف األوصاؼ البنيوية واألوصاؼ الوظيفية لمجمؿ.3
أحمد المتو ّكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص=.9 1
ينظر :المصدر نفسو ،ص> .9وينظر :أحمد المتوكؿ :المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،ص@? .وينظر :نعيمة 2
=9
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
3 4اكتساب المُّغة:
يولد الطفؿ عمى مجموعة مف المبادئ العامة ،منيا مبدأ تبعية القواعد التركيبية لمبنية
لغوية ول يكتفي بيذا بؿ يتجاوزىا إلى
التي يجعمو يكتسب لغة القوـ الذي يعيش فيو؛ أي قدرة ّ
القدرة عمى التواصؿ مع محيطو الجتماعي؛ لكف السؤاؿ المطروح :كيؼ يكسب الطفؿ
المُّغة؟
َّ
النفسية أكثر ما تكوف شبيا بعممية اكتساب إف عممية اكتساب المُّغة مف الناحية
َّ
يصح أف نصؼ ما يقوـ بو المرء مف حركات وسكنات أثناء التمفظ
ّ العادات ،وبيذا المعنى
َّ
نطقية" ،واكتساب الفرد لمغة عممية تتماشى مع مراحؿ حياتو :في بمغتو الخاصة "عادات
َّ
العممية ،مف ىنا يبدأ الطفؿ في الحصوؿ عمى أسس لغة الطفولة ،وفي المدرسة ،وفي الحياة
األـ.1
نظر ليذا ،قسَّـ المتوكؿ الكمية المُّغوية إلى نسقيف مترابطيف ىما :2نسؽ المُّغة ونسؽ
ًا
الستعماؿ.
األول يكتسب فيو الطفؿ قواعد لغتو مف المحيط الذي يعيش فيو (المدرسي أو
َّ
أما الثاني فيحكـ استعماؿ ىذه القواعد في مقامات التواصؿ.
الجتماعي)َّ ،
4 4النحو الوظيفي نظرية لمتركيب والداللة منظو ار إلييما من وجية نظر
تداولية؛ أي يدرس التركيب والداللة في إطار التداول:3
لقد أثير نقاش بيف التداولييف والمُّغوييف حوؿ ورود وظيفة التواصؿ في وصؼ المُّغات
الطبيعية؛ أي حوؿ إمكانية رصد خصائص بنية المُّغة دوف النظر إلى وظيفتو التو ّ
اصمية،
تحدد البنية، بأف ليس ثمة ما يثبت َّ
أف الوظيفة ّ وىذا التساؤؿ دفع تشومسكي إلى القوؿ َّ
تماـ حساف :المُّغة بين المعياريَّة والوصفيَّة ،عالـ الكتب 9? ،شارع عبد الخالؽ ثروت القاىرة ،ط;،9008 ،
ينظرّ :
1
ص<>.
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص <.:= : 2
ينظر :أحمد المتوكؿ :دراسات في نحو المّغة العربية الوظيفي ،ص@. 3
=:
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
بتمريره بحممو
ممرًار لو
أصنع ّ أصنع أداة لحتوائو
قناة قربة
أنبوب جرة
َّ
سطؿ
ُّ
مف خالؿ ىذا المثاؿ يمكف القوؿ إ َّف المغات باعتبارىا وسائؿ لمتواصؿّ ،
وبالرغـ مف
أف ىذه الخصائص ىي التي تم ّكنيا مف تأدية ىذه معينة إلَّ َّ
اختالفيا في خصائص ّ
الوظيفة.
;=
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
<=
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
َّ
وظيفية ،يقوؿ المتوكؿ« :لـ إ ًذا ،ل يمكف تفسير ظاىرة َّ
لغوية ما مف وجية نظر
نتمكف بعد مف إيجاد تفسير وظيفي ليذه الظَّاىرة».1
ُّ 5 – 4
تعد الوظائف الداللية ،والتركيبية والتداولية مفاىيم أولى ال وظائف مشتقة
َّدة:2
من بنى تركيبية محد َ
َّ
إف الوظائؼ النحوية عند تشومسكي ىي وظائؼ مشتقة مف البنية الشجرية الممثؿ فييا
لمجممة ،فالفاعؿ ىو المركب السمي الذي تعموه مباشرة ( )Sوىو رمز مقولة الجممة،
والمفعوؿ ىو المركب السمي الذي يعموه مباشرة ( )vpوىو رمز مقولة المركب الفعمي ،كما
الرسـ اآلتي:3
ىو في َّ
S
VP
NP
V NP
ينظر :أحمد المتوكؿ :دراسات في نحو المّغة العربية الوظيفي ،ص.80 2
==
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
>=
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
ال ،فإذا قمنا :التقى عمر ليمى ،لـ نجد ليا مقابالً في ىاتيف المُّغتيف بنفس الترتيب .في
مث ً
حيف نجد أف تشومسكي ِاعتمد في تحميؿ البنية النجميزَّية عمى موقع العنصر ،وىو ثابت
نسبيا في التركيب المُّغوي ،فإذا نظرنا إلى ما يقابؿ الجممة العر َّبية التي ذكرىا في اإلنجميزَّية
ِّ
أف جميع أواخر الكممات ثابتة ما عدا ali´ sالتي ل ُّ
تدؿ the boys visited ali´ sنجد َّ
العامة،
الثقافية ّ
ّ 1ينظر :نواـ تشومسكي :البنى النحويَّة ،تر :يؤيؿ يوسؼ عزيز ،مراجعة :مجيد الماشطة ،دار الشؤوف
بغداد العراؽ ،ط ،1987 ،1ص.7
ينظر :أحمد المتوكؿ :دراسات في نحو المّغة العربية الوظيفي ،ص= .9وينظر :نعيمة الزىري :التعجب في المّغة 2
العربية ،ص@.8:
?=
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
أقرب مف الوقائع المُّغوية الممموسة ،كما تتحقؽ في أي لغة ،فإذا نظرنا إلى الوقائع المُّ ّ
غوية
أما إذا كانت م ِ
وغمَةً في التجريد معينة نجد َّأنو مف العسير انطباقيا عمى لغات أخرىَّ ،
لمغات ّ
ُ
فتصبح عاجزة عف رصد الوقائع المُّغوية كما تتحقؽ في لغات ّ
معينة.3
ديؾ 8@@> :أ ،8< :نقالً عف :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)، 1
ص?=.
ديؾ ،8; :8@?@ :نقالً عف :نعيمة الزىري :التعجب في المّغة العربية ،ص.8;9 8;8 2
ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)، 3
فإذا أرادت نظرية النحو الوظيفي الحصوؿ عمى درجة معقولة مف الكفاية النمطية
يجب:
أوالً :أف تصوغ مبادئيا وقواعدىا بالتوسط بيف التجريد والممموسية ،ىذا ما يؤىميا
لوصؼ أكبر عدد ممكف مف المُّغات.
الموضوعية.
ّ بالعممية و
ّ ثانيا :أف تتصؼ
ً
ثالثًا :أف تتحقؽ في جانبيف ،ىما :جانب تمحيص انطباقية النظرية عمى أكبر عدد
ممكف مف المُّغات المتباينة الخصائص ،وجانب تنميط المُّغات ووضع أنحاء لك ّؿ نمط مع
تطورىا بالنتقاؿ داخؿ النمط الواحد أو مف نمط إلى نمط.1
رصد ّ
عرؼ "سيموف ديؾ" عمى حد قوؿ المتو ّكؿ الكفاية
فسيةَّ :
2 6 4الكفاية ال ّن ّ
تحدد
النفسية بطبيعة الحاؿ إلى نماذج إنتاج ونماذج فيـّ ،ّ َّ
النفسية بقولو« :تنقسـ النماذج
تحدد نماذج الفيـ كيفية تحميؿ نماذج اإلنتاج كيؼ يبني المتكمّـ العبارات المُّ َّ
غوية وينطقيا في ّ
المخاطب لمعبارات المُّ َّ
غوية وتأويميا»َّ .2بيف "سيموف ديؾ" الطريقة التي يحمّؿ بيا المخاطب
وصياغة النحو الوظيفي الذي يقوـ عمى جيازيف،
ّ غوية ،وذلؾ عف طريؽ بناء
العبارات المّ ّ
غوية ،وجياز محمّؿ (تحميؿ) ُير ِجع 3
ىما :جياز مولد (التوليد) يعني إنتاج العبارات المّ ّ
التحتية.
ّ العبارات المتحققة إلى بنيتيا
ينظر :أحمد المتو ّكؿ :قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)، 1
ص .98وينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص@;.8
ديؾ 8@@> :أ ،8: :نقالً عف :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)، 2
ص==.
ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)، 3
ص.98 90
>0
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
نحوية
ّ النفسية إلى اقتراح نماذج
ّ في حيف ذىب المتوكؿ في سعيو إلى تحقيؽ الكفاية
تقوـ عمى حركات الذىف ،ولتحقيؽ ىذا يجب:1
أوالً :أف ُيصاغ عمى أساس أ َّف عممية التواصؿ تقوـ عمى شقيف ىما :شؽ إنتاج المتكمّـ
لمخطاب ،وشؽ تحميؿ المخاطب لو وتأويمو.
مفاد ىذا َّ
أف إنتاج الخطاب ينطمؽ مف القصد إلى النطؽ عبر الصياغة؛ أي:
نطؽ صياغة
ّ قصد
التحتية (التداولية الدللية) إلى بنية
ّ أف العبارة المُّ َّ
غوية تنتقؿ مف البنية يعني ىذا ؛ َّ
العممية.
ّ صرفية تركيبية ،وفي حالة التأويؿ تعكس
ّ
ال؛ َّ
ألنو النفسية كالقواعد التحويمية مث ً
ّ ثانيا :إقصاء القواعد التي شكؾ في عدـ واقعيتو
ً
يؤوليا؛ أي
ل يطبؽ أي عممية ذىنية يقوـ بيا المتكمّـ حيف ينتج الخطاب أو المخاطب الذي ّ
النفسية .ولتوضيح ذلؾ نأخذ المثاؿ (أ) في مقابؿ المثاؿ (ب):
ّ ل يستجيب لمبدإ الواقعة
زيدا.
أ شكر عمر ً
زيدا شكر عمر.
ب ً
المكوف المفعوؿ
ّ يقوـ التحميؿ النفسي لياتيف الجممتيف في النحو الوظيفي عمى نقؿ
حتية التي تختمؼ عف البنية الصدر في الجممة (ب) إذ َّ
أف ليا بنيتيا التّ ّ "زيد" إلى الموقع ّ
ولمتعرؼ أكثر نورد ىذه المقارنة لبنيتيما التّ َّ
حتية: ّ التحتية لمجممة (أ)،
ّ
أ [(شكر) (عمر) محور (زيد) بؤرة جديدة].
ب [(شكر) (عمر) محور (زيد) بؤرة مقابمة].
ينظر :أحمد المتو ّكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص== >= .وينظر :أحمد 1
المتو ّكؿ :قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي) ،ص.90
>8
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص;=. 1
>9
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
ثانيا :لمعرفة الخصائص المرتبطة بالستعماؿ يجب معرفة المُّغة ومعارؼ أخرى
ً
تخص مواقؼ َّ
معينة. ُّ
ثالثًا :يتـ إنتاج العبارات المُّ َّ
غوية في إطار خطاب متكامؿ (حوار ،سرد ...الخ) وىو
ما دعا النماذج األخيرة مف النحو الوظيفي في مجاوزة نحو الجممة إلى نحو الخطاب.1
الجيد والجديد في المجاؿ المّساني ىو بناء
إف ّ 4 6 4الكفاية الحاسوبيَّةَّ :
حاسوب يضبط المُّغة بمولدات جديدة ،مما يسيؿ عممية البحث ،وىو ما تحقؽ في نظرية
تـ برمجتو داخؿ الحاسوب .والبرمجة حسب المتوكؿ يعني تحصيؿ
النحو الوظيفي ،إذ َّ
فائدتيف أساسيتيف ،ىما :2فائدة نظرية وفائدة تطبيقية.
األولى تكمف فائدتيا في ضرورة صياغة مبادئيا وقواعدىا وتمثيالتيا صياغة تجمع
بيف ّْ
الدقة والوضوح ،والثانية تكمف فائدتيا في إعداد تطبيقات تستفيد منيا النظرية كالترجمة
(اآلنية أو البشرّية أو اآللية) مثالً .ولتحقيؽ ىاتيف الفائدتيف شرع مؤسسو النحو الوظيفي في
ّ
عدة محاولت منيا:3 برمجة ىذه النظرية في الحاسوب فظيرت ّ
"كوي" ( )Kawiسنة (@>@ )8جاء لتزويد الحاسوب المُّغوي.
"كونولمي" ( )Connollyسنة (=?@ )8وضع معجـ وظيفي محوسب.
استنادا إلى النحو الوظيفي يفترض فيو
ً حاسوبيا
ً نموذجا
ً وارتأى "سيموف ديؾ" َّ
أف بناء
عادية،
ّ «أف يحاكي اإلنجاز الفعمي والطبيعي لمستعمؿ المُّغة الطبيعية في ظروؼ تو ّ
اصمية
اقعيا».4
نفسيا وو ً
كما يحاكي ما يستبطنو مف قدرات بطريقة كافية ً
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص;= إلى ص==. 1
ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)، 2
ص=< ><.
ينظر :المصدر نفسو ،ص><. 3
ديؾ ،8@?@ :ج ،: :نقالً عف :نعيمة الزىري :التعجب في المُّغة العربية ،ص.8;: 4
>:
الفصل األول ....................................... :االتجاه الوظيفي عند أحمد المتوكل
مرة بأف يكوف لمُّغة العر َّبية نحو قابؿ لمبرمجة في الحاسوب ،وىذا لـ يكف و ً
اردا مف قبؿ ألوؿ َّ
َّ
صياغة صورَّية ،وتشمؿ ىذه القواعد عمى
مصوغة َّ
َّ ألنو يتطمب أف تكوف لمُّغة العر َّبية قواعد
َّ
َّ
بعممية الترجمة قادر عمى القياـ عدد كبير مف الظواىر المُّ َّ
غوية .وبالتالي يكوف ىذا النموذج ًا
مف العر َّبية إلى لغات أخرى ومف لغات أخرى إلى العر َّبية ،وىذا أدى إلى توليد العبارة
المُّ َّ
غوية.1
وبعد ىذه المعالجة حوؿ نظرَّية النحو الوظيفي عند أحمد المتو ّكؿ ،يتضح َّ
أف ىذه
النظرَّية خطت خطوة كبيرة انطالقا مف النظريات المّْ َّ
سانية الحديثة بيدؼ الخروج بنحو عربي
وظيفي ُي َساير روح العصر ،ويخدـ المُّغة العربية وقضاياىا.
ينظر :عز الديف البوشيخي :إسيامات األستاذ أحمد المتوكل في البحث المِّساني العربي المعاصر ،النحو الوظيفي 1
والمُّغة العربيَّة "ندوة تكريميَّة لألستاذ أحمد المتوكؿ" ،تنظيـ :شعبة المُّغة العربية وآدابيا ،تنسيؽ :نعيمة الزىري ،سمسمة
ندوات ومناظرات رقـ = ،8جامعة الحسف الثاني عيف َّ
الشؽ الدار البيضاء ،ط ،900< ،8ص?> @>.
;>
الفصل الثاني
الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
المبحث األول :الكفاية التفسيرية من خالل الجهاز الواصف لنظرية
النحو الوظيفي
ي ِ
عقُُد ُىذاُالفصؿَُبسطًا ُعفُالكفايةُالتفسيرَّيةُفيُنظرَّيةُالنحوُالوظيفيُ،والمتمثمةُفيُ َ
البحثُعنياُفيُالجيازُالواصؼُوكذاُنماذجياُ،فالمتو ّكؿُلـُينطمؽُمفُعدـُ ،بؿُمفُرؤيةُ
جديدةُجاءُبياُالعالـُالمُّغويُاليولنديُ"سيموفُديؾ"ُ،تقوـُىذهُالرؤيةُعمىُكيفيةُصوغُبنيةُ
النحوُفيُنظريةُالنحوُالوظيفيُ،والسؤاؿُالمطروحُ4ىؿُتحققتُالكفايةُالتفسيرَّيةُفيُالجياز
الواصؼُأـُلـُتتحقؽ؟ُ ُُُُُُُُُ.
ُمتغيرات ُالمِّسافُ
ِّ يديُ ُتضبط ُبو
الجياز ُالواصؼ ُفي ُالنحو ُالوظيفي ُ«ىيكؿ ُتجر ّ
ِّ
دُبوُالنظاـُُالذيُيحكمياُ(المتغيرات)ُ،ويعتمدُفيُبنائوُعمىُ العاـ)ُويحد
ّ ي ُ(الخاصُو
البشر ّ
ةُ،ويتحددُحسبُالمبادئُالتيُتسيرُعميياُالنظرَّية»ُ ُ.1
ّ َّ
ةُالمنطقي الصياغةُالر َّ
ياضي َّ
ُوأىـُمبدإ ُفيُبناءُالجيازُالواصؼُيفترضُالنحوُالوظيفيُ،ىوُتبعيةُالبنيةُلموظيفةُ
والُيمكفُالفصؿُبينيماُ،ويترتبُعفُىذاُاالفتراضُمسائؿُىيُ ُ42
َّ
ُالمعجمية)ُ ،عف ُطريؽ ُالخصائصُ ُالتركيبية،
ّ تحدد ُالخصائص ُالبنيوية ُ(الصرفية،
ُ ّ
التداوليةُ .
ّ الدالليةُو
ّ
ُإذا ُكانت ُالبنية ُوالوظيفة ُعمى ُىذه ُالدرجة ُمف ُالترابط ُفمف ُالضروري ُأف ُيتخذُ
َّ
ُالوظيفيةُ موضوعا ُلموصؼ ُالمُّغوي ُال ُالخصائص ُالبنيوية ُفقطُ ،بؿ ُكذلؾ ُالخصائص
ً
والتعالقاتُالقائمةُبيفُالمجموعتيفُمفُالخصائصُ .
ُ ُ 1الزايدي ُبودرامةُ4ال ّنحو الوظيفي والدَّرس المُّغوي العربي دراسة في نحو الجممة ُ ،جامعة ُالحاج ُلخضرُباتنةُ،
رسالةُدكتوراهُ،3102ُُ3102ُ،صُ .031
التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)ُ،
ّ الوظيفية (البنية
ّ ُ ُ 2ينظرُ 4أحمد ُالمتوكؿُ 4قضايا المّغة العربية في المّسانيات
صُ .01ُُ02
76
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ُيبمغُالوصؼُالمّغويُُعندُالوظيفييفُُالكفايةُالمثمىُحيفُيكوفُالنموذجُ=ُالجيازُ
َّ
ةُفيُمستوىُالبنيةُالتحتيةُ التداولي
ّ اصؼ)ُوىذاُعمىُأساسُالتمثيؿُلمخصائصُالدالليةُو
ّ الو
أوُالبنيةُالعميقة ُ،وأفُيمثؿُلمخصائصُالبنيويةُفيُمستوىُمتأخرُمفُمستوياتُاالشتقاؽُ،
وأف ُيربط ُبيف ُىذيف ُالمستوييف ُعف ُطريؽ ُنسؽ ُمف ُالقواعد ُتتخذ ُدخالً ُليا ُالمعموماتُ
ُالصياغةُ
ّ التداوليةُ ،انطالقا ُمف ُىذه
ّ َّ
ُالتحتية ُعف ُالخصائص ُالداللية ُو المتوافرة ُفي ُالبنية
ُ
َّ
يستطيعُالنموذجُأفُيرصدُعالقةُالتبعيةُالتيُتربطُالبنيةُبالوظيفةُ .
ويصاغُالجيازُالواصؼُوفؽُالمبادئُاآلتيةُ 41
ةُخصائصياُالبنيويةُ .
ّ ةُلمغاتُالطبيعي
ّ الوظيفي
ّ حددُالخصائصُ
بُُُتُ ّ
مكوناتُالجممةُوفؽُثالثةُأنماط؛ُىيُ 4
حددُالعالقاتُبيفُ ّ
دُُُتُ ّ
عالقاتُدالليةُ(ُالعالقاتُبيفُ4المنفذُوالمتقبؿُوالمستقبؿُواألداةُوالزمافُوالمكاف)ُ .
ّ ُ
عالقاتُتركيبيةُ(ُعالقةُبيفُالفاعؿُوالمفعوؿ)ُ .
ّ ُ
عالقاتُتداوليةُ(عالقاتُ"المبتدأُوالذيؿُوالمحورُوالبؤرة")ُ .
ّ ُ
77
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ةُالتداوليةُعالقاتُأولىُوليستُعالقاتُمشتقةُ .
ّ العالقاتُالدالليةُالتركيبي
ّ وُُ
ةُالتركيبيةُيتـُعفُطريؽُ
ّ فُمستوىُالبنيةُالدالليةُومستوىُالبنيةُالصرفي
ّ الرابطُبي
زُ ُ ّ
َّ
مستوىُالبنيةُالوظيفيةُ .
يؽُنقؿُالبنيةُالدالليةُإلىُبنيةُصرفيةُ ُ َّ
تركيبيةُعبرُبنيةُ َّ فُ ُتشتؽُالجممةُعفُطر
َّ
وظيفيةُالُالعكسُ .
التركيبية ُُ
ّ ح ُ ُيتـ ُاشتقاؽ ُالجممة ُبواسطة ُبناء ُالبنيات ُالثالث ُ(الداللية ُوالوظيفية ُو
اعدُغيرُتحويميةُالُتغيرُالبنيةُ .
ّ الصرفية)ُعفُطريؽُتطبيؽُقو
ّ
ُالدالليةُ
ّ ُيمثّؿ ُلممحتوى ُالداللي ُلممفردات ُعف ُطريؽ ُنسؽ ُعاـ ُمف ُالوحدات
ط ُ ُال ُ
المجردةُ،بؿُيمثؿُلياُعفُطريؽُالوصؼُ .
َّ
يُُالبنيةُمصدرُاشتقاؽُالجممةُ .
ُلمخصائصُالعامةُالممكفُورودىاُفيُجميعُالمُّغاتُؾُُالُيمثّؿُفيُالبنيةُاألساسُإالَّ
ّ
ُأما ُالخصائص ُالمرتبطة ُبمغة َّ
ُمعينة ُفيمثؿ ُليا ُفي ُمرحمة ُمتأخرة ُمف ُاالشتقاؽُ، الطبيعية َّ
ّ
ُالبنيةُالصرفيةُُ
ُّ َّ
ةُبنيتافُذاتاُطابعُعاـُفيُحيفُأف َّ
الوظيفي
ُالبنيتيفُالدالليةُو
ّ َّ
عمىُأساسُأف
التركيبيةُتختمؼُطبيعةُعناصرىاُمفُلغةُإلىُأخرىُ .
ّ
78
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
انطالقًاُمفُىذهُالمبادئُتشتؽُالجممةُفيُالنحوُالوظيفي ُعفُطريؽُبناءُبنياتُثالثُ
1
ُالمكونية .ويتـ ُبناء ُىذه ُالبنيات ُالثالث ُعفُ
ّ البنية ُ ُالوظيفية؛ البنية ُ ة؛ َّ
ُ
ُالحممي البنية ُ 4 ىي
طريؽُتطبيؽُثالثُمجموعاتُمفُالقواعدُ 4قواعدُ"األساس"ُ ُ ،وقواعدُإسنادُالوظائؼُ،وُ
قواعد ُالتعبير ُ ،ويحتوى ُ"األساس" ُعمى ُمجموعتيف ُمف ُالقواعد ُليما ُدور ُكبير ُفي ُبناءُ
البنيةُالحمميةُ4المعجـُوقواعدُتكويفُالمحموالتُوالحدودُ .
ُعفُمفيوـُىذهُالبنيةُثـُبناؤىاُوتكوينياُ .
ّ 1البنية الحممية :نتحدثُأوالً
مفهوم الحملُ:يمُثّؿُالحمؿُفيُالنحوُالوظيفي«ُ،لمعالـُموضوعُالحديثُ(سواءُأكافُ
)ُيتألؼُمفُمحموؿُوعددُمعيفُمفُ
ّ اقعُأـُعالماُمفُالعوالـُالممكنة)ُفيُشكؿُ(حمؿ
ً عالـُالو
َ
الحدود»ُ ُ ،2وتنقسـُىذهُالبنيةُإلىُقسميفُ4بنيةُالحمؿُوبنيةُالداللة؛ ُفالبنية األولى ُتتضمفُ
وتكوفُىذهُاألطرُإماُأسماء ُأوُأفعاال ُأوُصفاتُ،وتبنىُ
َّ األطرُالحمميةُالخاصة ُبالجممةُ،
عفُطريؽُقواعدُاألساسُوالذيُيحمؿُفيُطياتوُعنصريف ُىماُ 4المعجـُ (ُُ)Le lexique
وقواعدُتكويفُالمحموالتُوالحدود ُ( Règles de formation des prédicats et des
ُ .)termes
79
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
الداؿُعمىُخاصيةُأوُعالقةُ .
ّ أُُالمحموؿُ(ُ)Prédicat
َّ
التركيبيةُ(فعؿُ،اسـُ،صفةُ،ظرؼ)ُ . بُُمقوالتُالمحموؿُ
جُُيرمزُلمحدودُبالمتغيراتُ(سُ،¹سُ...ُ²سُف)ُ .
80
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
دُُالوظائؼُالدالليةُ(منفذُ،متقبؿُ،مستقبؿُ،مستفيد)ُالتيُتحممياُمحالتُالحدودُ .
ىػُُقيودُاالنتقاءُالتيُيفرضياُالمحموؿُبالنسبةُلمحالتُحدودهُ .
ولمتوضيحُأكثرُنأخذُاإلطارُالمحموليُلمفعؿُ"دخؿ"ُوالصفةُ"مجتيد"ُ .
ؿُالجنديُساحةُالمعركةُ .
ُُُُُُُُأَُُُدخ َُ
(ُ )0
مرُمجتيدُ .
ُُُُُُُُبُُ ُع ُ
فالفعؿ ُ"دخؿ"ُ ،يأخذ ُاإلطار ُالحممي ُاآلتيُ [ُ 4دخؿ ُؼ ُ(سُ 4¹إنساف) ُمنؼُُُُُُُُ
(سُ4²مدخوؿ)ُمتؽ]ُ .إذُتشيرُأحرؼُالفعؿ ُ(دُ/خُ/ؿ)ُإلىُأصمياُ(فَ َع َؿ)ُ،وىوُماُأ ّكدهُ
الباحث ُ"أحمد ُالمتوكؿ" ُمف ُخالؿ ُتبنيو ُلمفرضية ُالقائمة َّ
ُبأف ُالمحموالت ُاألصمية ُىيُ4
«المحموالتُالمصوغةُعمىُاألوزافُاألربعةُاآلتيةُ4فَ َع َؿُوفَ ِع َؿُوَف ُع َؿُوفَعمَ َُ
ؿ»ُ .1
ُاألوؿ ُمفُ
وأضاؼ ُالمتوكؿ ُما ُأسماه ُالنحاة ُالعرب ُالقدامى ُ"بالجامد" ُإلى ُالصنؼ ّ
أما ُالرمز ُ(ؼ)َّ ،
ُفإنو ُيشير ُإلى ُالمقولة ُالصرفية ُلممحموؿُ ،يعني ُىذا ُأفُ المحموالتُ ،و َّ
يعبر ُعنيما ُبالمتغيريف(ُ 4سُ ¹و ُسُ ،)²ؼُُ
المحموؿ ُالفعمي ُ"دخؿ" ُيأخذ ُموضوعيف ُاثنيف ُ ّ
(سُ )¹ىو ُالذات ُالمشاركة ُفي ُعممية ُالدخوؿ ُالمرموز ُليا ُبػ ُ(منؼ)َّ ،
ُألنو ُيرتبط ُبسمةُ
المتغير ُالثاني ُ(سُ )²يحمؿ ُالوظيفة ُالداللية ُالمرموز ُليا ُبػ ُ(متؽ)ُ ،فيو ُيرتبطُ
اإلنسافُ ،و ّ
بسمةُالالُإنسافُ(الجامد)؛ُأيُإَّن ّ
وُتقبؿُعمميةُالدخوؿُإلىُساحةُالمعركةُ .
ُّ
فيُالنحوُالوظيفيُعمىُمحموؿُيدؿُعمىُواقعةُ("عمؿ"ُو"حدث"ُ وتد ّؿُاألطرُالحمميةُ
و"حالة"ُو"وضع")ُ،وعددُمفُالحدودُوىيُعمىُصنفافُ4حدودُموضوعاتُوحدودُلواحؽُ .
81
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ارُمؤسسةُلمواقعةُالداؿُعميياُالمحموؿُ .
ّ األولىَُُ:ي ُّ
دؿُعمىُذواتُتقوـُبأدو
الثانيُّ ُ:
يدؿُعمىُذواتُتقوـُبدورُالتخصيصُالزمانيُوالمكانيُ .
ُُُُمحموؿُ(س(ُ،)¹س(ُ...ُ)²سُف)ُُُُ(ص(ُ،)¹ص(ُ...ُ)²صُف) ُ
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُحمؿ ُ
82
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
إ ًذا ُتقوـ ُالبنية ُالحممية ُفي ُبناء ُالجممة ُ ُفي ُالنحو ُالوظيفي ُ ُعف ُطريؽ ُتطبيؽُ
المعجـ ُوقواعد ُتكويف ُالمحموالت ُوالحدودُ ،وىذا ُمف ُأجؿ ُتكويف ُحمؿ ُصحيح ُمف ُحيثُ
البناء؛ُأيُجمؿُصحيحةُ،ويمكفُلناُأفُنوضحُأكثرُمفُخالؿُىذاُالمخططُاآلتيُ ُ42
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
83
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ُ
أساس
ُُ
معجـ ُ
ُ
حدود محموالت
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ ُ
ُ
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ ُ
مشتقة أصوؿ ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ
أصوؿُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ
مشتقةُ
ُُ
ُ
تكويفُالحدود ُُتكويفُالمحموالت
ُ
ُ
ُ
َّ
ةُنووية َّ
أطرُحممي
ُ
ُ
َّ
الحممية قواعدُتوسيعُاألطرُ
ُ
َّ
أطرُحميةُموسَّعة ُ ُُ
ُُ ُ
قواعدُإدماجُالحدود
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ ُ ُُُُ
َّ
ةُحممية ُ بني
ُُُُُُ ّ
84
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ئيسياُ،
ُمنظور ُر ً
ًا وىاتاف ُالوظيفتاف ُ(الفاعؿ ُوالمفعوؿ) ُتسند ُإلييا ُحداف ُالحد ُالمتخذ
اُ،أماُالحدودُاألخرىُ(غيرُالوجيية)ُتبقىُبدوفُوظيفةُتركيبيةُ،
اُثانوي َّ
الحدُالمتخذُمنظور ً
ً و
ُالحد ُالذي ِّ
ُيشكؿ ُالمنظورُ وعمى ُىذا ُاألساس ُتعرؼ ُالوظيفة ُالفاعؿ ُعمى َّ
ُأنيا ُ«ُتُسند ُإلى ّ
ِّ
يُيشكؿُالمنظورُالثانويُلموجية»3؛ُ ِّ
سندُإلىُالحد ُالذالرئيسيُلموجيةُ،والوظيفةُالمفعوؿ ُُتُ
أماُالمفعوؿُفعنصرُثانويُ ُ. َّ
أيُأفُالفاعؿُعنصرُرئيسُفيُالتحميؿَّ ُ،
َّ
التيُعادىُأصمياُإلىُأف ُتحديدُ ىذاُماُجعؿُالنحوُالوظيفيُيكتفيُبياتيفُالوظيفتيفُ
موضوعاتُالمحموؿُيتـُعمىُأساسُاألدوارُالدالليةُالُعمىُأساسُاألدوارُالتركيبيةُ،ومفُ
85
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
دخؿُالطالبُ
ُ ثـ ُفيماُيسندافُإلىُالوظيفتيفُالدالليتيفُ"المنفذُوالمتقبؿ"؛ُمثؿُالجممةُاآلتيةُ4
َّ
ُأف ُِ
ُالوجية ُالتي ُقُ ِّدمت ُمنيا ُواقعة ُ"الدخوؿ" ُتنقسـ ُإلىُ ُالمدرجُ .يظير َّ
ّ متأخر ُالبارحة ُإلى
ًا
منظوريف ُ 4المنظورُالرئيسيُالمنطمؽُمنوُفيُتقديـُالواقعةُ،ىوُالفاعؿُ"الطالب"ُ،والمنظورُ
ُ"متأخرا"ُ ،وبالتالي ُنمثؿ ُليا ُكاآلتيُ 41دخؿ ُؼُ
ً الثانوي ُفي ُتقديـ ُالواقعةُ ،ىو ُالمفعوؿ ُبو
ُمتأخر ُ(سُ ))²متؽ ُمؼ ُ(سُ 4¹البارحة ُ(سُ ))¹زـُ
ًا ُالطالب ُ(سُ ))¹منؼ ُفا ُ(س4²
ُ (س4¹
(سُ"²إلىُالمدرجُ(سُ))²مؾُ .
َّ
إف ُإسناد ُالوظيفيتيف ُالتركيبيتيف ُالفاعؿ ُوالمفعوؿ ُيتـ ُطبقًا ُلمسممية ُالوظائؼ ُالدالليةُ
اآلتيةُ 42
ُُُُُُُُُمنؼُ>ُمتؽُ>ُمستؽُ>ُأدُ>ُمؾُ>ُزـُُ ...
فاُُُُُُُُُ +ُُُُُ+ُُُُ+ُُُُُُُ+ُُُُُُُ+ُُُُُُ+
َّرُىذهُالسمميةُوفؽُالمنظورُاآلتيُ 43
َّ ُُُُُُُتفس
ُ َّ
أفُالوظيفةُالتركيبيةُالفاعؿُ،تسندُإلىُالحدُالذيُيحمؿُالوظيفةُالدالليةُالمنفذُ .
الوظيفةُالتركيبيةُالمفعوؿُ،تسندُإلىُالحدُالذيُيحمؿُالوظيفةُالدالليةُالمتقبؿُ .
ّ ُ َّ
أفُ
يردُالمفعوؿُمتأخراُعفُالفاعؿُ .
ً ُ
ُالوظيفةُالتركيبيةُالمفعوؿُالُتسندُإلىُالوظيفةُالدالليةُالمنفذُ .
86
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ُتسندُوظيفةُالمفعوؿُإلىُالوظائؼُغيرُاألساسيةُ،كاألداةُوالمكافُوالزمافُحيفُالُ
يوجدُفيُالحمؿُحدُآخرُمفُالحدودُذاتُاألسبقيةُ .
َ ۡ َ َ َ َ َّ ۡ َ َٰ ُ َ َ َ َ َّ َٰ َ َ
يتقدـ ُالمفعوؿ ُعمى ُالفعؿ ُوالفاعؿ؛ ُنحو ُقولو ُتعالىُ 4وٱلقم َر َقدرنه َمنازِل َحَّت ََعدَ َّ
َۡ َ ۡ
(قد َر) ُىو ُالمحموؿُ ،فكيؼ ُيكوف ُتحميؿ ُىذاُ كٱل ُع ۡر ُج َِ
ون َٱلق ِدي َِم ََ ٣٩يسُ .24ُ 4فيصبح ُ َّ َ
ِّ
ُالمتقدـ ُ(القمر) ُىو ُذاتو ُالمتقبِّؿُ، ُعمما َّ
ُبأف ُالعنصر المتقبؿ؟ ً
المثاؿ ُمف ُوجية ُالمنفذ ُو ّ
اُومتقبؿُداللياَ ُُُ.
ً )ُمفعوؿُبوُتركيبي
ً (القمر
َ
وظائؼُتحددُالوضعُالذيُ
ّ التداولية :الوظائؼُالتداوليةُىيُ«
ّ 2 2إسناد الوظائف
ُالمكوناتُ ،وذلؾ ُبالنظر ُإلى ُالوضع ُالتخابري ُبيف ُالمتكمـ ُوالمخاطب ُفي ُطبقةُ
ّ تقوـ ُعميو
ةُمعينة»ُ ،1وتصنؼُىذهُالوظائؼُالتداوليةُفي ُنظريةُالنحوُالوظيفي ُحسبُموقعياُ
ّ مقامي
ّ
بالنسبةُلمحمؿُإلىُصنفيفُ42وظائؼُداخميةُووظائؼُخارجيةُ .
تسندُىذهُالوظائؼُإلىُمكوناتُالحمؿُأوُحدودهُ
ّ الداخمية:
ّ 1 2 2الوظائف
(الموضوعاتُأوُالمواحؽ)ُ،وتشمؿُوظيفتيف؛ُوىماُ4البؤرةُوالمحورُ .
َّ
إلىُأف ُالبؤرةُ ُكماُاقترحياُسيموفُديؾُُ 1 1 2 2البؤرة :ذىبُالمتوكؿ ُ
األكثرُأىميةُأوُ
ّ ُوظيفتياُتسندُإلىُالمكوفُ«الحامؿُلممعمومةُ
ّ َّ
ةُوىيُأف
تقوـُأساساُعمىُفكر
ً
األكثرُبروزاُفيُالجممة»3؛ُإذُإ َّفُاليدؼُمفُىذهُالمعمومةُىوُ 4
ً
ُوجودُفكرةُمسبقةُأوُجديدةُفيُذىفُالمخاطبُ .
ُتصحيحُمعمومةُمفُمعموماتوُسواءُكانتُموجودةُفيُذىنوُأـُلـُتكفُموجودةُ .
87
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
بيفُنوعيفُمفُالبؤرةُ41بؤرةُجديدةُوبؤرةُمقابمةُ .
ُ ويميزُ"المتوكؿ"ُ
ّ
ةُالمسندةُإلىُالمكوفُالحامؿُلممعمومةُ
ّ 1 1 1 2 2بؤرة الجديد :وىيُ«البؤر
التيُيجيمياُالمخاطبُأيُ(المعمومةُالتيُالُتدخؿُفيُالقاسـُاإلخباريُالمشترؾُبيفُالمتكمـُ
والمخاطب)»ُ.2مثمماُىوُالحاؿُفيُالمثاؿُاآلتيُ 4
ُمفُرأيتُالبارحة؟
ُُرأيتُالبارحةُعمروُ ُُ.
ـُالذيُيجيؿُالمعمومةُ،أماُالمخاطبُبيذاُالسؤاؿُفيوُ
ّ فالسؤاؿُىناُصادرُمفُالمتكمّ
اسـُاالستفياـُداخؿُالح ْمؿُ،كماُىوُفيُالجمؿُاآلتيةُ 43
َ وقدُيُِرُُدُ
عالـُبوُبدليؿُاإلجابةَُ ُ،
ُأكؿُخالدُماذا؟ُ(بنبرُ"ماذا")ُ .
ُسنسافرُمتى؟ُ(بنبرُ"متى")ُ .
ذىبُخالدُأيف؟ُ(بنبرُ"أيف")ُ ُُ.
َ ُ
يحصؿُعدـُتصديرُاسـُاالستفياـُفيُحالتيفُ44حيفُالُيعيُالمستفيـُتماـُالوعيُماُ
الةُورودُالجممةُاالستفياميةُمستَ ِمزمةُلقوةُإنجازَّيةُغيرُالسؤاؿ؛ُكأفُ
َّ ُح
قالوُمخاطبوُ ،وفي َ
ٍ
مةُإلنكار؛ُمثؿُالجممةُاآلتيةُ4أكؿُخالدُحجارُةً!ُ ُُ. ِ
تكوفُمستمز
ُُ
88
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ُالمكوف ُالحامؿُ
ّ 2 1 1 2 2بؤرة المقابمةُ :وىي ُ«البؤرة ُالتي ُتسند ُإلى
ُّ
لممعمومةُالتيُيشؾ ُالمخاطبُفيُورودىاُأوُالمعمومةُالتيُينكرُالمخاطبُورودىا»1؛ُأيُ
َّأنياُ4تحمؿُمعمومةُتصحيحيةُ ُ،و ّ
تعوضُمعمومةُأخرىُفيُذىفُالمخاطبُ ُ.
الجممةُاآلتيةُتوضحُذلؾُ4
ّ و
خالداُبؿُعمروُ ُ.
ميُالبارح ُةَُ ًُ
ىُع ُُ
اُر َُ
ُ َُم َُُأَ
تأتي ُفي ُالمّغة ُالعر ّبية ُبؤرة ُالمقابمةُ ،حيف ُيتعمّؽ ُاألمر ُبتبئير ُأحد ُحدود ُالحمؿ ُكأفُ
ُيفصؿُ
تكرهُُ .أو ُأف ُ
أخالدا ُ َ
يصدر ُالحد ُالمبأر ُفيحتؿ ُصدراة ُالجممة؛ ُمثؿ ُالجممة ُاآلتيةً ُ 4
حصرُالمكوفُالمبأّر ُبواسطةُأداةُمفُُ.أوُأفُي َّ
ّ ُ المكوفُالمبأّر؛ُمثؿُ4الذيُيجبُطاعتوُالموُ
ّ
اتُالحصر؛ُمثؿُ4الُيجبُطاعتوُُإالَُّالمَّوُ ُُُُُُ.2
ُ أدو
89
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
َّ
نالحظُأفُوظيفةُبؤرةُالجديدُأسندتُإلىُالمكونيفُعمروُوالحاسوبُ .
ويمكفُتوضيحُىذاُبالرسـُاآلتيُ 41
َّ
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُالبؤرة ُ
ُُُُُُُُُُُُُُ ُ
ُُُُُُُُُُبؤرةُجديدُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبؤرةُمقابمة ُ
ُ
ؿُُُُُُُُُُُمسندةُإلىُحدُُُُُُُمسندةُإلىُالح ْمؿ ُ
َ مسندةُإلىُالح ْم
َ مسندةُإلىُحدُُُُُُُُُُُ
ُ
ةُحمؿ ُ
ُُُُُُبؤر َ ُبؤرةُحد ُ ةُحمؿ ُ
ُُُبؤرةُحدُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبؤر َ
2 1 2 2المحور :المحورُىيُ«الوظيفةُالتيُتُسندُ،حسبُمقتضياتُالمقاـُ،
داخؿُالح َُمؿ»2؛ ُأيُمراعاةُالمقاـُ
َُ ِّ
اؿُعمىُالذاتُالتيُتشكؿُ«محطُالحديث» ُ إلىُالحد َّ
ُالد ِّ
التيُأنجزتُفيياُالجممةُلمعرفةُماُيتحدثُعنو.
90
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ىُرجعُخالد؟ ُ
َُ متَ
ُُُُُأُُ ُ
ُُُُُبُُرجعُخالدُالبارحةُُ.
والجممتافُاآلتيتافُتوضحافُذلؾُ4خالدُ،أبوهُمسافرُُوخالدُغائبُ .
َُّ
المحورُ"محدثُعنو"ُداخؿُ َّ
ُيكمفُفيُأف ُ رغـُىذاُالتشابوُإالَّ َّ
ُأف ُىناؾُفرُقًا ُبينيما،
الحمؿُ ،في ُحيف َّ
ُأف ُالمبتدأ ُمحدث ُعنو ُخارجي ُبالنسبة ُلمحمؿُ ،والمقارنة ُبيف ُالجممتافُ
اآلتيتافُتوضحافُذلؾُ ُ4
ُُُخالدُ،أخوهُمريضُ ُُ.
91
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
مفُمكوناتُ
ّ َّ
"خالد"ُكوفُأنوُ المكوفُالحمميُ
تسندُوظيفةُالمحورُفيُالجممةُاألولىُإلىُ ّ
ُالمكوف ُ"خالد"َّ ،
ُألنو ُليس ُمفُ ّ الحمؿُ ،بينما ُتسند ُوظيفة ُالمبتدأ ُفي ُالجممة ُالثانية ُإلى
مكوناتُالحمؿُ .1
ّ
خالدُ،سافرُالبارحةُ .
َُ ُُُُ
ؿُظالـُ .
خالدُ،العمـُنورُوالجي ُ
ُُ ُُُُ
92
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
تتكوفُمفُركنيفُأساسيفُىماُ4الحمؿُوالمبتدأُ.لقدُاستد ّؿُالمتوكؿُعفُخارجيةُالمبتدأُبتقديـُ
ّ
مجموعةُمفُاألدلَّة؛ُوىيُ ُ41
َّ
نالحظُىناُأفُالفعؿُ(شرب)ُينتقيُالفاعؿُ(صاحبيا)ُ،والمفعوؿُ(قيوة)؛ُأيُيرتبطُبيـُ
َّ
وُالُينتقيُالمبتدأُألنوُخارجُعنوُ . َُّ
ولكن
ُيحتاجُالمبتدأُإلىُرابطُيربطوُبالجممةُالتيُتميوُكالضمير؛ُمثؿُقولناُ4خالدُأبوهُقائـُ.
ُىذاُالرابطُليسُضرورًُيا ُفيُجميعُاألحواؿُ،فيناؾُجمؿُالُتشتمؿُعميو؛ ُمثؿُقولناُ4
َّ إالَّ َّ
ُأف
خالدُبطؿُمغوارُ .
تعبر ُالقوة ُاإلنجازية ُفي ُىذه ُالجممة ُعف ُالوعدُ ،وقد ُينفرد ُالمبتدأ ُوحده ُبقوة ُإنجازيةُ
ّ
تختمؼُعفُالقوةُاإلنجازيةُلمحمؿُالذيُيميو؛ُمثؿُ4خالد؟ُلقدُعادُأخوهُمفُالسفرُالبارحةُ .
تتمثؿُقوةُالمبتدأُ(خالد)ُاإلنجازيةُفيُاالستفياـُ ُ.
تطمؽُعمىُالمكوفُالحامؿُ
ّ ُ 2 2 2 2وظيفة الذيل :وظيفةُتداوليةُخارجية ُ«
ُتعدليا ُأو ُتصححيا»2؛ ُمثؿُ 4قابميا ُخالدُ
لممعمومة ُالتي ُتوضح ُمعمومة ُداخؿ ُالحمؿ ُأو ّ
93
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ىوُمكوفُيحمؿُالمعمومةُالتيُتصححُمعمومةُ
ّ 1 2 2 2 2ذيل التصحيح:
داخؿُالحمؿ؛ ُيعنيُيحمؿُمعمومةُأخرىُمحؿُالمعمومةُاألولىُ ،مثمماُىوُالحاؿُفيُالجممةُ
اليوـُخالداُ،بؿُعمروُ .جاءتُكممةُ(عمرو)ُلتصحيحُالمعمومةُالتيُتحممياُ
ً اآلتيةُ 4قابمت ُ
كممةُ(خالد)ُ ُ.
التيُتعدؿُمعمومةُ
ّ مكوفُيحمؿُالمعمومةُ
2 2 2 2 2ذيل التعديل :ىوُ ّ
داخؿُالحمؿُ.كماُيظيرُفيُالجممةُاآلتيةُ4قرأتُالكتابُ،نصفوُ ُ.
كوفُ
حيث ُتضاؼ ُالمعمومة ُالتي ُيحمميا ُ(نصفو)ُ ،لتعديؿ ُالمعمومة ُالتي ُيحمميا ُالم ّ
(الكتاب)ُ .
التيُتعدؿُمعمومةُ
ّ ىوُمكوفُيحمؿُالمعمومةُ
ّ 3 2 2 2 2ذيل التوضيح:
تضاؼُالمعمومةُالتيُيحممياُالمكوفُ
ّ داخؿُالحمؿُ.مثؿُالجممةُاآلتيةُ4أخوهُمسافرُ،خالد.
الذيؿُ(خالد)ُإلزالةُإبياـُالضميرُ(الياء)ُفيُكممةُ(أخوه)ُ ُُُُُُُُُُُ.
أحدُمكوناتُالجممةُ .
ّ لغويُوالمنادىُكعالقةُتسندُإلىُ
أفُنميزُبيفُالنداءُكفعؿُ ّ
ّ ُ
94
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ُوظيفةُالمنادىُوظيفةُترتبطُبالمقاـُ .
ُ َّ
ميزُالنحاةُالعربُبيفُ"المنادى"ُو"المندوب"ُو"المستغاث"ُ،وىذاُكذلؾُوردُفيُالنحوُ
الوظيفيُ ُ.
ومفُأمثمةُذلؾُالجمؿُاآلتيةُ ُ4
●ُخالدُ،ناولنيُالممح(ُ.حذؼُاألداة)ُ .
●ُياُخالدُ،اقتربُ .
●ُوازيداه! ُ
●ُياُعمروُ،لماُأصابناُ .
لقدُحصرُعمماءُالمُّغةُالعربيةُالقدماءُأدواتُالنداءُفيُثمانيُأدوات؛ُوىيُ4أُ،أيُ،ياُ،
أياُ،ىياُ،آيُ،آُ،وا ُ.االتفاؽُالذيُوقعُبيفُالنحاةُالقدماءُفيماُيتعمؽُبشروطُاستعماؿُىذهُ
أماُاالختالؼُالذيُ
األدواتُيكمفُفيُالتمييزُبيفُأدواتُالنداءُالقريبُ،وأدواتُالنداءُالبعيدَّ ُ،
وقعُبينيـُفيتمثؿُفيُكيفيةُاستعماؿُىذهُاألدواتُ،فمثالًُاألداةُ"وا"ُمنيـُمفُيرىُ َّأنياُتدخؿُ
عمى ُالمنادى ُكما ُتدخؿ ُعمى ُالمستغاثُ ،ىذا ُما ُدفع ُالمتوكؿ ُإلى ُتقميص ُىذه ُاألدواتُ،
ال(ُ4ىيا)ُمقابمياُ(أيا) ُ .1
ُبدائؿُليجية؛ُمث ًودليموُعمىُذلؾُأفُبعضياُماُىيُإالَّ
َّ
ّ
ُ
95
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
وتدمجُىذهُاألدواتُحسبُالشروطُاآلتيةُ ُ41
فُالحامؿُلوظيفةُالمنادىُعمم َّ
اُ،فإنوُبأداةُالنداءُالصفرُأوُأداةُالنداءُ ً إذاُكافُالمكو
ّ ُ
(يا)ُأوُأداةُالنداءُ(أيا)ُ،كماُيتبيفُمفُالجمؿُاآلتيةُ 42
َ
●ُزيدُ،ناولنيُالممحُ ُ.
●ُياُخالدُ،اقتربُ .
●ُأزيدُ،زرُأخاؾُ ُُُ.
ُّ
ُبأداةُالنداءُ(أييا)ُالالـُ،فإنوُالُيسبؽُإالَّ
َّ فُالمنادىُمخصصاُباأللؼُوإذاُكافُالمكو ُ
ً ّ
كأفُنقوؿُ ُ4
أيُّهاُالرجؿُ،اقتربُ .
َّ
اُلمركبُإضافيُ،فإنوُيسبؽُبأداةُالنداءُالصفرُ،أوُ(يا)ُ أس
إذاُكافُالمكوفُالمنادىُر ً
ّ ُ
أوُ(أ)ُ،كماُىوُالحاؿُبالنسبةُلمجمؿُاآلتيةُ 4
●ُصديؽُخالدُ،أقبؿُ .
●ُياُصديؽُخالدُ،أقبؿُ .
●ُأصديؽُخالدُ،أقبؿُ .
الالـُفإنوُالُيسبؽُإالَّ ُبأداةُالنداءُ
َّ إذاُكافُالمكوفُالمنادىُغيرُمخصصُباأللؼُو
ّ ُ
(يا)ُ.كأفُنقوؿُ4ياُرجالًُ،تكمـُ .
96
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
فُالمنادىُمركباُإشارًي َّ
اُ،فإنوُيسبؽُبأداةُالنداءُ(يا)ُأوُأداةُالنداءُ(أ)ُ، ً إذاُكافُالمكو
ّ ُ
مثؿُالجممتيفُاآلتيتيفُ 4
َّ
جؿُ،تقدـُ .ىذاُالر
َّ ●ُياُ
َّ
جؿُ،تقدـُ ُ.ىذاُالر
َّ ●ُأُ
َّ
أسُلياُ،فإنوُيسبؽُبأداةُالنداءُ(يا)ُأوُ
كافُالمكوفُالمنادىُجممةُموصولةُالُر
ّ ُإذاُ
أداةُالنداءُ(أ)ُإذاُكافُالموصوؿُ(مف)ُويسبؽُبأداةُالنداءُ(أييا)ُ،إذاُكافُالموصوؿُ(الذي)ُ.
األمثمةُاآلتيةُتبيفُذلؾُ ُ4
ّ و
يد َّ
اُ،إنوُقدُوصؿُ . ●ُياُمفُينتظرُز ً
يد َّ
اُ،إنوُقدُوصؿُ . ●ُأُمفُينتظرُز ً
ُىوُالمكوفُالمحيؿُعمىُالذواتُالمشاركةُفيُ
ّ الحد
1 3قواعد صياغة الحدودّ ُ :
ُالداؿ ُعمييا ُالمحموؿ ُفي ُالعالـ ُالمعنى ُباألمرُ ،وانطالقا ُمف ُىذه ُالذوات ُتصاغُ
الواقعة ّ
الحدودُبنقؿُالبنيةُالحمميةُالمجردةُإلىُبينةُصرفيةُُتركيبيةُالمحققةُفيُصورتياُ،ويتـُىذاُ
ّ
النقؿُعفُطريؽُتطبيؽُمجموعةُمفُالعممياتُوالمتمثمةُفيُ 4
97
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
{ُخصُطالبُ،مجتيدُ،نجيب} ُ
[خصُ،رأسُ،فض]ُ .
ُيدمجُالمخصصُعفُطريؽُأداةُالتعريؼُ(األلؼُوالالـ)ُ،خصُ=ُالطالبُ .
ُ تسند ُالحالة ُاإلعرابية ُإلى ُعناصر ُالمركب ُ(الطالبُ ،المجتيدُ ،النجيب) ُأو ُإلىُ
المركبُككؿُ(الطالبُالمجتيد)ُ ُ.1
2 3قواعد صياغة المحمولُ :يصاغ ُالمحموؿ ُعف ُطريؽ ُإجراء ُمجموعة ُمفُ
توُالمجردةُإلىُصياغةُصرفيةُتامةُمحققةُانطالقًاُمفُ
َّ القواعدُالتيُتنقؿُالمحموؿُمفُصور
ُالمجردةُ
ّ ُأف ُصورة ُالمحموؿ
المعمومات ُالمجردة ُالتي ُتوفرىا ُالبنية ُالحممية ُالعامةُ ،يعني ّ
تتكوفُمفُالجذرُالذيُينتميُإليوُالمحموؿُووزنوُووضعوُاالشتقاقيُوالمقولةُالمعجميةُ ُُ.2
ويكمفُدورُىذهُالعناصرُفيُتحقيؽُالمحموؿُصرفياُفقطُالُغيرُ .
ً
98
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ُ"أو" ُبفتحُ
ُالدالة ُعمى ُاالستفياـ ُاإلنكاري َ
األدوات ُىيُ 4االستفياـ ُ(اليمزة)ُ ،و(ىؿ) ُواألداة ّ
َّ
األداةُ"إف"ُبكسرُاليمزةُ ُ.
الواوُ،و
َّ
بطُبيفُجممتيفُكاألداةُ"أف"ُبفتحُاليمزةُوالضمائرُ
أماُاألدواتُالدامجةُفييُتستخدـُلمر
َُّ
الموصولة ُ( ُماُ ،مفُ ،الذي ُُ ،)...وكؿ ُىذه ُاألدوات ُيتـ ُإدماجيا ُفي ُمرحمة ُمتأخرة ُمفُ
االشتقاؽُعفُطريؽُإجراءُإحدىُمجموعاتُالقواعدُالتيُتش ّكؿُنسؽُقواعدُالتعبيرُ ُ.1
تبةُالمكوناتُبواسطةُالوظائؼُالتركيبيةُ(بالنسبةُإلىُ
ّ تتحددُر
4 3قواعد الموقعةّ :
الُمُّغاتُالتيُيستمزـُوصفياُاستخداـُىذاُالضربُمفُالوظائؼ) ُوالوظائؼُالتداوليةُودرجةُ
التعقيدُالمقوليُلممكوناتُأيُ(حسبُدرجةُالتعقيدُفيُاالتجاهُالتأخرُأوُالتساوي)ُ .2
إذُينتجُىذاُالترتيبُعفُطريؽُالتفاعؿُالقائـُبيفُ 43
اتجاهُالمكوناتُالحاممةُلموظائؼُنفسياُإلىُاحتالؿُالمواقعُنفسياُ .
ّ ُ
ناتُاألقؿُتعقيداُ ُُ.
ً اُإلىُالتأخرُعفُالمكو
ّ ناتُاألكثرُتعقيد
ً اتجاهُالمكو
ّ ُ
مفُخالؿُىذهُالبنيةُ،تنقسـُالمواقعُفيُالنحوُالوظيفيُإلىُصنفافُ؛ىماُ ُ4
ُمواقعُداخميةُتخصصُلممحورُوالبؤرةُوالفعؿُوالفاعؿُوالمفعوؿُ .
ُمواقعُخارجيةُتخصصُلممكونيفُالمبتدأُوالذيؿُ ُ.
99
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
وقواعدُالموقّعةُجاءتُعمىُالنحوُاآلتيُ 41
مثؿُالجممةُاآلتيةُ ُ4
ّ
ُأسافرُخالدُإلىُالصحراء؟ُ(مؤشرُالقوةُاإلنجازية)ُ .
سرنيُأفُحضرتُىندُالحفؿ(ُ.المعمّؽُالدامج)ُ .
ُ َّ
ثانياُ:اسـُُ/محُُ/بؤُمقاُـُ °
ً
فُمحورُأوُمكوفُبؤرةُمقابمةُ .
ّ موقعُاسـُاستفياـُأوُمكو
ّ يحتؿُـُ°
مثؿُالجمؿُاآلتيةُ 4
ُأيفُذىبُخالد؟ ُ
ُفيُالشارعُقابمتُأصدقاءُقدامىُ .
ُُُُُـُآ ُ ثالثًاُ:محُُ
الموقعُـُآُالمكوفُالمحورُ،مثمماُىوُفيُالجمؿُاآلتيةُ 4
ّ يحتؿُ
ُضربُعمروُزيدُ .
ُمتىُضربُعمروُزيد؟ ُ
ُ ُ 1ينظرُ 4أحمدُالمتوكؿُ 4المسانيات الوظيفية (مدخل نظري)ُ ،صُ 032إلى ُصُ ُ .033وينظرُ 4أحمدُالمتو ّكؿُ 4قضايا
المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية المكونات أو التمثيل الصرفي التركيبي)ُ،صُ322إلىُصُ .311
100
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
البارحةُضربُعمروُزيدُ .
ُ َ
ُُُُُؼ ُ ابعاُ:فعؿُُ
ر ً
ُُُُمؼ ُ مفعوؿُ ُ
مثؿُالجمؿُاآلتيةُ ُ4
ُأحبُقيسُرقيةُ .
ُُُُُفا ُ فاعؿُ
ُُُُُُُص ُ المكوناتُصُ
ّ
ُالمكونات ُموقع ُخاص ُوىو ُالموقع ُ(ص) ُكما ُىو ُفي ُاألمثمةُ
ّ في ُىذه ُالحالة ُتحتؿ
اآلتيةُ 4
ُغادرتُىندُالجزائرُالبارحةُ .
ُساكنتُىندُزينبُسنيفُطويمةُ .
سيسافرُخالدُإلىُسطيؼُغداُ .
ً ُ
تيبُمكوناتياُلياُ
ّ 5 3قواعد إسناد النبر والتنغيم :إفَُّ تحديدُقواعدُالموقعةُ ،وتر
دخالً ُبقواعد ُالتعبيرُ ،وىذه ُالقواعد ُتختص ُبإسناد ُالنبر ُوالتنغيـ ُالذي ُيقوـ ُعمى ُفكرتيفُ
أساسيتيفُىماُ 41
إسنادُالنبرُإلىُالمكوفُالحامؿُلموظيفةُالتداوليةُبؤرةُجديدُأوُبؤرةُمقابمةُ،مثؿُنبرُ
ّ ُ
المكوفُاالسميُ"قصةً"ُفيُالجممتيفُاآلتيتيفُ 4
ّ
101
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
قص ًةُاشترىُخالد.
●ُ َّ
ُ َّ
إف ُماُيحدد ُتنغيـُالجممةُىوُالقوةُاإلنجازيةُالحرفيةُأوُالقوةُاإلنجازيةُالمستمزمةُأوُ
كقولناُ4ىؿُألقاؾُغدا؟ ُ
ً االثنيفُمعاُ
ً
انطالقاُمفُىاتيفُالقاعدتيفُنحصؿُعمىُبنيةُمكونية ُتامةُالتحديدُ،تشكؿُبنيةُقابمةُ
ّ
لمتأويؿُالصوتيُ .
كؿُيوضحُلناُالبنيةُالعامةُلمنحوُالوظيفيُ،وأىـُمراحؿُاشتقاؽُالجممةُ .1
ّ وىذاُال ّش
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُقواعدُالتعبير ُ
ُ
قواعد صياغة الحدود
ُ
قواعد صياغة المحمول
ُ
ُ
قواعد الموقعة
ُ
بنيةُمكو ُّنية ُ
ُِّ ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ
102
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
الكفاية التفسيريَّة من خالل نماذج النحو الوظيفيُ :لقد ُعرفت ُنظرية ُالنحوُ
الوظيفيُتطوراُمفُحيثُبناءُالجيازُالواصؼُوصياغتوُواقامةُالتواصؿُ،وىذاُالتطورُأفرزُ
ً
نماذجُثالثة؛ُىيُ ُ41
ُمرحمةُماُقبؿُالنموذجُالمعيارُ(ديؾُُ .)0534
ُمرحمةُالنموذجُالمعيارُ(ديؾُُ .)0553
ُمرحمةُماُبعدُالنموذجُالمعيارُ،وسنتطرؽُإلىُىذاُبالتفصيؿُ ُ.
ُّ
يعد ُأوؿُنموذجُنظريةُالنحوُالوظيفيُ،خصصُالشتقاؽُالعبارةُالمّغويةُحسبُترتيبياُ
َّ بعةُمكوناتُىيُ42خزينةُ ُ،وقواعدُإسنادُالوظائؼُ ُ،وقواعدُالتعبيرُُ،والقو
اعدُالصوتيةُ ُ. ّ أر
1 1الخزينةُ :تتكوف ُمف ُعنصريف ُىماُ 4المعجـ ُالذي ُييتـ ُبمفردات ُاألصوؿُ،
وقواعدُالتكويف ُالذيُييتـُبمفرداتُالفروع ُمفُخالؿُىذيفُالعنصريفُتتشكؿُالبنيةُالتحتيةُ
وىذهُاألخيرةُُتشكؿُحمالًُ ُُ.
2 1قواعد إسناد الوظائفُ :ينقؿ ُالحمؿ ُإلى ُبنية ُوظيفية ُعف ُطريؽ ُإسنادُ
وظيفتيُالفاعؿُوالمفعوؿُثـُإسنادُالوظيفتيفُالتداوليتيفُالمحورُوالبؤرةُ .
103
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
4 1قواعد صوتيةُ :تنقؿ ُالقواعد ُالسابقة ُبواسطة ُالقواعد ُالصوتية ُإلى ُتأويؿُ
صوتيُلمعبارةُالمّغويةُ،وىذهُالمراحؿُنمثؿُلياُالرسـُاآلتيُ 42
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُخزينة ُ
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبنيةُتحتيةُ(حمؿ) ُ
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبنيةُوظيفيةُ ُ
ُ
قواعد التعبير
ُ
بنيةُمكونية ُ
ّ ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ
ُُ ُ
قواعد صوتية
ُ
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُتأويؿُصوتي ُ
104
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ؿُقصوراُ
ً النحوُالوظيفيُفيُالنموذجُاألو
ّ ؼُ
عَُر َُ
2النموذج المعيار (ديك َُ ُ :)1717
عُالدرسُ ،وتكويفُالجيازُالواصؼُ ،وطبيعةُالتمثيؿُالتحتيُ
كبيراُخاصةُفيماُيتعمؽُبموضو ّ
ً
ىُأف ُالتواصؿُالُيتـُبواسطةُ
لمخصائصُالدالليةُ ،والتداوليةُ،جاءُالنموذجُالمعيارُالذيُير ّ
َّ
عمىُأساسُأفُ المعرفةُالمّغويةُفحسبُبؿُكذلؾُبواسطةُتفاعؿُىذهُالمعرفةُبمعارؼُأخرى ُ
القدرة ُالتواصمية ُتتكوف ُمف ُخمس ُممكات ُ ىيُ 4الممكة ُالمعرفيةُ ،المنطقيةُ ،االجتماعيةُ،
اإلدراكيةُ،المّغويةُ ُ.1
وىذه ُالممكات ُتمثميا ُخمس ُقوالب ُتتفاعؿ ُفيما ُبينيا ُلتشكؿ ُنموذج ُمستعمؿ ُالمّغةُ
وىيُالممكةُالشعريةُ ُ.
ّ الطبيعيةُ،أضاؼُإليياُالمتوكؿُممكةُسادسةُ،
وىذاُالشكؿُيوضحُىذاُالنموذجُ .2
ّ
ُُُُُُ ُ
القالب المعرفي القالب االجتماعي
ُ
القالب النحوي
ُ
ُ
القالب الشعري القالب اإلدراكي القالب المنطقي
ُ
ُ
105
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
مفُخالؿُىذاُالنموذجُيتكفؿُكؿُقالبُمفُىذهُالقوالبُبتحديدُالوظيفةُالتيُيؤديياُ،
ُأف ُكؿ ُقالب ُمستق ّؿ ُعف ُاآلخرُ ،وتتفاوت ُفيما ُبينيا ُمفُ
وذلؾ ُبالتفاعؿ ُبينيا ُعمى ُأساس ّ
األىميةُ،وىيُ 41
ّ
القالب النحويُ :يتكفؿ ُبإنتاج ُالعبارات ُالمّغوية ُوتأويمياُ ،وتتـ ُىذه ُالعممية ُعبرُ
ُمكونية ُوتحديد ُصورتياُ
القوالب ُالفرعيةُ ،والمتمثمة ُفي ُبناء ُالبنية ُالتحتيةُ ،ونقميا ُإلى ُبنية ّ
الصوتيةُ .
القالب المنطقيُ :يقوـ ُبميمة ُاشتقاؽ ُبنيات ُتحتية ُمف ُالبنية ُالتحتية ُالمحددة ُفيُ
إطارُالقالبُالنحويُعفُطريؽُقواعدُاستدالؿُ .
القالب اإلدراكيُ :يتكفؿ ُباشتقاؽ ُمعارؼ ُمف ُالمدرؾ ُالحسيُ ،وتخزينيا ُفي ُالقالبُ
المعرفيُقصدُاستعمالياُبيدؼُإنتاجُالعباراتُالمّغويةُوتأويمياُ ُُ.
ُُ1ينظرُ4أحمدُالمتوكؿُ4قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)ُ،صُ
ُ ُ.21ُ ُ 35ُ ُ 32وينظرُ4أحمدُالمتوكؿُ4قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب)ُ،صُُ.25ُ ُ 24
وينظرُ4عزُالديفُالبوشيخيُ4التواصل المّغوي (مقاربة لسانية وظيفية)ُ،صُُ ُ.010
ّ
106
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
وانطالقًا ُمف ُىذه ُالوظائؼُ ،قسمت ُىذه ُالقوالب ُإلى ُفئتيفُ 41قوالب ُآالتُ ،وقوالبُ
مخازفُ .
األولىُ :تضـ ُالقالب ُالنحويُ ،والقالب ُالمنطقيُ ،والقالب ُالشعريُ ،ميمتيما ُإنتاجُ
اتُالمغويةُوتأويمياُ .
ّ العبار
الثانيةُ :تضـ ُالقالب ُالمعرفيُ ،والقالب ُاإلدراكيُ ،والقالب ُاالجتماعي ُتقوـ ُبإمدادُ
القوالبُاآلالتُبماُتحتاجوُمفُمعموماتُبحسبُنمطُالخطاب.
بعد ُأف ُكانت ُالخصائص ُالممثؿ ُليا ُفي ُالنموذج ُما ُقبؿ ُالمعيار ُمحصورة ُفيُ
الو َّ
جييةُ . الخارجيةُ،أصبحتُتشمؿُكذلؾُالسماتُاإلنجازَُّيةُو َُ
ّ ةُالداخميةُو
ّ الوظائؼُالتداولي
ّ
والفرؽُبيفُالبنيةُفيُالنموذجُماُقبؿُالمعيارُوالنموذجُالمعيارُىوُ 42
البنيةُاألولى([ُ4محموؿ)ُ[(س(ُ...ُ)¹سُف)]ُ(ص(ُ...ُ)¹صُف)]]ُحمؿُ .
قضيةُ[حمؿ]]]]ُ .
البنيةُالثانية[ُ4إنجازُ[ َوجوُ[ ّ
الحمؿُ،إذُيقعُالحمؿُفيُحيزُ
ّ جوُطبقتيُالقضيةُ ،و
ّ تعمواُكؿُمفُالقوةُاإلنجازَّيةُو َ
الو
الذيُيتموضعُفيُحيزُالقوةُاإلنجازَّيةُ .
ّ ةُفيُحيزُالوجوُ،و
ّ القضي
القضيةُو ّ
ّ
ةُفيُالنموذجُاألوؿُمفُأربعُوظائؼُىيُ 43
َّ فُالوظائؼُالتداولي
ّ تتكو
ّ
ُوظيفتافُداخميتافُىماُ4المحورُوالبؤرةُ .
ُوظيفتافُخارجيتافُىماُ4المبتدأُوالذيؿُ .
ُ ُ 1ينظرُ 4أحمد ُالمتوكؿُ 4قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)ُُ،
صُ .21
واالمتداد)ُ،صُ .31 ُُ2ينظرُ4أحمد المتوكل :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول
ُُ3ينظرُ4المصدر نفسهُ،صُ .11
107
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
3نموذج نحو الطبقات القالبي (المتوكل ُ :)2003ظير ُىذا ُالنموذج ُبعد ُثبوتُ
يُأفرزتُنتائجُمرتُبثالثُ
َّ صحةُفرضيةُالتماثؿُالبنيويُبيفُمختمؼُأقساـُالخطابُ،والت
مراحؿُىيُ 41
ُأوالًُ :اقترح ُرايكوؼ ُ(ُ )0553بنية ُتتضمف ُثالث ُطبقاتُ 4تأطيريةُ ُ ،وتسويريةُ،
ُو َُّ
وصفيةُ ُ.
ُوبنيةُحمؿُالجممةُُ/المركبُاالسميُتوضحُذلؾ.
[[ُتأطيرُ[ُتسويرُ[ُوصؼُ[رأس]ُوصؼُ]ُتسوير]ُتأطيرُ]]ُ ُ.
ثانياُ :توصؿ ُالمتوكؿ ُ(ُ )3112إلى ُتوسيع ُحمؿ ُالجممة ُبإضافة ُطبقة ُرابعة ُوىيُ
ُ ً
السماتُالوجييةُ.كماُيفادُمفُبنيةُالقضيةُُ/المركبُاالسميُاآلتيُ 4
ُ[[ُوجوُ[ُتأطيرُ[ُتسويرُ[ُوصؼُ[رأس]ُوصؼُ]ُتسوير]ُتأطيرُ]ُوجوُ]]ُ ُ.
ثالثًا ُ :توصؿُالمتوكؿُبعدُالبحثُالمعمؽُإلىُنصُمتكامؿُاصطمحُعميوُاسـُ"بنيةُ
الخطابُالنموذج"ُ،وبيذاُأصبحتُبنيةُالخطابُالتحتيةُتتكوفُمفُثالثُمسوياتُىيُ 42
المستوى ُالبالغيُ ،والمستوى ُالعالقيُ ،والمستوى ُالدالليُ ،وكؿ ُمستوى ُمف ُىذهُ
المستوياتُيتكوفُمفُثالثُطبقاتُ،حيثُيتضمفُالمستوىُالبالغيُطبقةُالفضاءُالخطابيُ،
ُوطبقة ُالنمط ُالخطابيُ ُ ،وطبقة ُاألسموب ُالخطابيُ ،ويتضمف ُالمستوى ُالعالقي ُطبقةُ
طبقةُالوجوُ،والمستوىُالدالليُيتضمفُطبقةُتأطيريةُ ُ،وطبقةُ
َ االسترعاءُ ُ،وطبقةُاإلنجازُ ُ،و
َُّ
طبقةُوصفيةُ .تسويريةُ ُ،و
النموذجُاآلتيُيوضحُبنيةُالخطابُالنموذجُأوُنحوُالطبقاتُالقالبيُ 41
ّ و
ُُُ ُ
مستوىُبالغي
ُ
مستوىُعالقي ُ
ُُُُُُ ُ
مستوىُداللي
ُ
ُبنيةُتحتية ُ ُُُُُ
ُ
قواعدُتعبير
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُبنيةُسطحية ُ
ُ
قواعدُصوتية
ُ
ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُتأويؿُصوتي ُ
خاطب ِّ
ُليمكنوُمفُالتعرؼُعمىُمحطُّالخطابُقبؿُأفُيشرعُفيُإنشاءُالخطابُنفسوُ،مثؿُ4 ُالم
ُتأطيرُ4ىوُتوجيوُالمتكمّ ُـ ُ
َ
ىذاُالرجؿُ،شجاعُ.محمدُالحسيفُمميطافُ4نظريَّة النحو الوظيفيُ،صُ ُُُ.20
ّ
ُالمحددُ ،والعدد ُالترتيبيُُ.
ّ ُ تسويرُ 4ىو ُسمة ُداللية ُتتحقؽ ُفي ُشكؿ ُمفرد ُُ /جمعُ ،األسوار ُ(كؿُ ،بعض ُُ ،)...والعدد
محمدُالحسيفُمميطافُ4نظريَّة النحو الوظيفيُ،صُُ .25
1أحمدُالمتوكؿُ4المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)ُ،ص.41
109
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
تشيرُاألسيـُالمنطمقةُمفُخاناتُالمستوياتُالثالثةُإلىُأمريفُ 4
فضياُ
ُم ًاألولُ :أف ُىذه ُالمستويات ُتشتغؿ ُبشكؿ ُقالبي ُمستقالً ُبعضيا ُعف ُبعض ُ
بعضياُإلىُبعضُ .
أف ُالسمات ُالمؤشر ُليا ُفي ُالمستويات ُالثالثة ُىي ُالتي ُتحدد ُخصائصُ
الثانيّ ُ :
1
أخالدا ُضربُ
البنيتيفُالصرفيةُ ُالتركيبيةُوالصوتية ُ ،ولمتوضيحُأكثرُنوردُالمثاؿُاآلتيً ُ4
ُوتحددُ
ّ تحدد ُالقوة ُاإلنجازَّية ُالسؤاؿُ ،إذ ُتصدر ُبأداة ُاستفياـ ُقصد ُاإلجابة ُعميو،
عمرو؟ ُ ُو ّ
ـُالمكوفُالمفعوؿُوحمموُالنبرُالمركزيُ ُُ.
ّ ةُالمقابمةُبتقد
ّ بؤر
اُأوُجممةُأوُنصاُ
ً كممةُأوُمركب
ً ِّ
لوحداتُالخطابيةُأياُكافُشكميا ُ َّ
ىذاُأنوُييتـُبا يعنيُ
أوُحوراُُ...وكذلؾُيقوـُبتفسيرُاألفعاؿُالخطابيةُمفُزاويةُوظيفيةُ ُ.
ً
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
110
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
وىذاُالنموذجُمتعمؽُبإنتاجُالكالـُ .1
المكوفُالتصوري
ّ ُ
ُ
صياغة
المكوفُالنحوي
ّ ُ
المكوف
ّ
تعبير ُ
َُّ
السياقي
ُ
المكوفُالخرج
ّ
ُ
َّ
فُفيوُأف ُنحوُالخطاب ُالوظيفيُيعتمدُعمىُ فيُحيفُأوردُالمتوكؿُعرضاُ(َّ 3111
)ُبي ً
2
المكوف ُالنحويُ ،والمكوف ُاإلصاتيُ،
ّ و ُ ، ُالمعرفي ُأو ُالمفيومي فُالمكو
ّ 4 ُمكونات ُىي
أربع ّ
المكوفُالسياقيُ .
و ّ
غويةُوغيرُالمُّغويةُالمتوافرةُلدىُ
ُ أوالًُ :يقوـُالمكون ُالمفهومي ُبرصد ُكؿُالمعارؼُالمُّ
ّ
ةُالدافعةُبالنظرُإلىُالمكوناتُاألخرىُ ُ.
ّ ُالقو ُّ
ُ،ويعد ّمنتجُالخطاب
111
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ؿُليماُلمخطابُفيُشكؿُفعؿُخطابيُيتضمفُفحوىُوالمستويافُالعالقيُوالتمثيميُمثِّ
ّ ُ
قضويُقواموُفعؿُإحاليُ،وفعؿُحمميُكماُيمثؿُلوُفيُالبنيتيفُاآلتيتيفُ 41
(فعؿُخطابي[ُ4إنجاز[ُ4فحوىُقضوي([ُ4فعؿُإحالي)ُ(فعؿُحممي]]])ُ .
(مخصصُواقعة[ُ4محموؿُ(س(ُ...ُ)¹سُف(ص(ُ...ُ)¹صُف)])ُ ُُُُ.
ّ
ُبشقيوُ
ّ ابعاُ :يقوـ المكون ُالسياقي ُبرصد ُوتخزيف ُالمعمومات ُالمأخوذة ُمف ُالسياؽ
ر ً
مدادُالمكوناتُاألخرىُبياُعندُالحاجةُ،أيُيربطُبيفُالمكوناتُالثالثةُ
ّ المقاميُوالمقاليُ،وا
األخرىُ ُ.
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
112
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
الشكؿُاآلتيُيوضحُمكوناتُجيازُنحوُالخطابُالوظيفيُوطريقةُاشتغالوُ .1
ّ و
المكوفُالمعرفي
ّ ُُ ُ
ُ
خزينة صياغة
ُُ ُ
مستوى عالقي
ُ
مستوى تمثيلي
المكوّ ن النحوي
المكوّ ن السياقي
مستوى بنيوي ُ
ُ
مستوى صوتي
ُ
ُ
المكوّ ن اإلصاتي
ُ لقد ُانطمؽ ُنحو ُالخطاب ُالوظيفي ُفي ُإنتاج ُالفعؿ ُالخطابي ُمف ُالمستوى ُالعالقيُ
الممثؿ ُلممعمومات ُالتداولية ُفي ُمستواه ُالفونولوجي ُثـ ُينتقؿ ُبعد ُذلؾ ُليمثؿ ُالمعموماتُ
التداوليةُفيُالمستوىُالتمثيميُ .
113
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
ب الشمولُ :يقصدُبالشموؿُ«أفُيصبحُالجيازُالمقترحُفيُنحوُالخطابُالوظيفيُ
َّ
اُلقدرُمعقوؿُمفُالكفايةُالنفسيةُبرصدهُلمقدرةُعمىُإنتاجُ
غةُمحرز
ً نموذجاُحقيقياُلمستعمؿُالمُّ
ً ً
الخطابُالمباشرُوفيموُ،والقدرةُعمىُالقياـُبمختمؼُعممياتُالتحويؿُالتيُيستمزمياُإنتاجُ
الخطابُالموسط»ُ ُُ.2
ّ
اجُالجيازُبإضافةُآليةُتحميميةُإلىُآليةُاإلنتاجُ .
ّ يعنيُىذاُوجوبُإزدو
يعنيُتوسيعُمفيوـُالكفايةُالتداوليةُبحيثُتصبحُكفايةُتو َّ
اصميةُوتدرجُ َّ جـ العمومُ :
ُالعامة" ُالتي ُتعد ُمسؤولة ُعفُ
ّ ُالوظيفية
ّ نظرية ُالنحو ُالوظيفي ُفي ُنظرّية ُأعـ"ُ ،النظرية
غويةُوغيرُالمُّ َّ
غويةُ . التنظيرُلمتواصؿُبمختمؼُأنساقوُالمُّ َُّ
ولبموغ ُىذا ُاليدؼ ُيجب ُأف ُيقوـ ُجياز ُنحو ُالخطاب ُالوظيفي ُعمى ُمجموعة ُمفُ
المحولةُالفارغةُيستخدـُلمتواصؿُالمُّغويُوغيرُالمُّغويُ ُُُُ.
األنساؽُالمجردةُالمولَّدةُ،والمحمَّمةُ،و َّ
َّ
114
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
أوالًُ:االختالؼ؛ُيتمثؿُفيُاآلتيُ 4
َّ
ُالبنيةُالسطحيةُخرُج ُقواعدُالتعبيرُصالحةُالُلمتأويؿُالصوتيُفقطُ،بؿُكذلؾُ ُ ُّ
تعد
َّ
ُعمميةُ لمتأويؿ ُالخطيُ ،والتأويؿ ُاإلشاري؛ ُأي ُتم ّكننا ُمف ُاستعماؿ ُنفس ُالجياز ُلرصد
التواصؿُبشتىُاألنواعُ ُُُ.
افؽ؛ُيتمثؿُفيُالنقاطُاآلتيةُ 4
ّ ثانياُ:التو
ً
ةُمعارؼُفعالةُفيُعمميتيُ
ّ المنطقيةُ ،والمُّ َّ
غوي َّ اكيةُ،و
ُجعؿُالمعارؼُاالجتماعيةُ،واإلدر ّ
إنتاجُالخطابُ .
َّ
ناتُالنحوُعالقةُقالبيةُ ُ.بطُبيفُمختمؼُمكو
ّ ُالعالقةُالتيُتر
ُتحددُ َّ
ُالتحتية ُلمخطاب ُالتي ُتتضمف ُالمعمومات ُالتي ّ ُ ِّ
يشكؿ ُالتداوؿ ُوالداللة ُالبنية
َّ
التركيبيةُوالفونولوجيةُ ُ. َّ
البنيتيفُالصرفيةُُ
115
الفصل الثاني ............................. :الكفاية التفسيرية في نظرية النحو الوظيفي
116
الفصل الثالث
تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية على األبنية العربية
1أنماط الجمل في المغة العربية :لقد قسَّـ النحاة القدماء األوائؿ الجممة منذ سيبويو
إلى قسميف :2الجممة االسمية والجممة الفعمية.
1 1الجممة االسمية :وىي جممة تبتدئ باسـ ويمييا االسـ أو يمييا الفعؿ أو
الحرؼ ،ففييا المسند إليو أوالً ثـ المسند ،وقد َّ
يتقدـ المسند عمى المسند إليو في حاالت
التقديـ والتأخير.
2 1الجممة الفعمية :وىي جممة تبتدئ بالفعؿ أو اسـ الفعؿ ،ميما كاف زمانو
مضمرا.
ً ظاىر أو
ًا ويمييا االسـ
عبد الحميد دباش :بنية الجممة والترجمة من خالل القرآن الكريم ،مجمة آفاؽ الثقافة والتراث ،مركز جامعة الماجد 1
لمثقافة والتراث ،دبي اإلمارات العربية المتحدة ،دط ،6004 ،عدد ،33 :ص.6
ينظر :صالح بمعيد :نظرية النظم ،دار ىومة لمنشر والتوزيع ،الجزائر ،د ط ،6002 ،ص.65 2
118
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
اس ْي ِف ىما :1المسند ،والمسند في حيف ذىب فريؽ إلى أ َّف الجممة تتألؼ مف ركنيف أ َ
َس َ
إليو؛ أي المبتدأ والخبر والفعؿ والفاعؿ ونائبو ،وقد ذكرىـ سيبويو في كتابو "الكتاب" وعقد
ليما باب "ىذا باب المسند والمسند إليو" ،وكذلؾ الفراء في كتابو "معاني القرآف" تطرؽ إليو
وجعؿ لو فصبلً.
ومف بيف العناصر الميمة التي تساىـ في تشكؿ الجممة نجد :الممفوظ األدنى والمسند.
كاف االنشغاؿ بالمعنى عمى مستوى المنطؽ الشكمي األرسطي يجعؿ أرسطو يخمط َّأوؿ
لغويا،
كبلما ً
ً منطقيا ،وتكمـ في المنطؽ
ً كبلما
ً األمر بيف المغة والمنطؽ فتكمـ في المغة
فانعكس ذلؾ عمى النحاة التقميدييف فاختمط في ذىنيـ النظر إلى المسند والمسند إليو بالنظر
منطقيا إلى الموضوع
ً إلى الموضوع والمحموؿ ،وصار كؿ تحميؿ لمجممة يقسميا
()Thème؛ أي إلى ىذا الذي يراد قوؿ شيء عنو ،والى ىذا الشيء نفسو؛ أي المحموؿ
( )Proposأو ( ،)Rhèmeفالموضوع نقطة االبتداء ،وأساس الكبلـ ىو الجزء مف بنية
الجممة.2
فالجممة تبدأ بما ىو معروؼ عند السامع ،أما المحموؿ فيو الجزء مف الجممة الذي
يحمؿ معمومات جديدة ( )Informationحوؿ الموضوع؛ أي التجربة التي تنقميا الجممة
ينظر :فاضؿ صالح السمرائي :الجممة العربية تأليفها وأقسامها ،دار الفكر ،عماف األردف ،ط،6005 ،6 1
ص .31وينظر :كاىنة دحموف :الجممة االعتراضيَّة بنيتها وداللتها في الخطاب األدبي (دراسة في ضوء النظريَّة
التداوليَّة) ،دار األمؿ ،منشورات تحميؿ الخطاب ،برج البحري الجزائر ،6036 ،ص.11
أمينة فناف :الجممة في النموذج الوظيفي البنيوي ،مجمة المسانيات والمغة العربية بيف النظرية والتطبيؽ ،جامعة المولى 2
إسماعيؿ كمية اآلداب والعموـ اإلنسانية مكناس 2 ،سمسمة الندوات ،3776 ،ص.26
119
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
ضمير ضروريا
ًا اسما أو
انطبلقًا مف مقاـ تواصمي معيف إف وجد عنصر اسمي ،سواء كاف ً
لتحييف كؿ مسند.1
َّ
إف البنية األساسية لمجممة كما قمنا سابقًا ىي المسند والمسند إليو وعبلقة اإلسناد
أما في
التي تربط بينيما ،فالمسند في الجممة االسمية ىو الخبر والمسند إليو ىو المبتدأَّ ،
الجممة الفعمية فالمسند ىو الفعؿ والمسند إليو ىو الفاعؿ ،والمسند ىو الحكـ الذي نصدره
عمى المسند إليو ،لذا ىو الوحدة األىـ في التركيب وتكوينو الذي تتشكؿ حولو الجممة وعميو
تتحدد وظائؼ الوحدات األخرى فمكؿ وحدة وظيفتيا حسب السياؽ الذي وردت فيو ،إالَّ َّأنو،
تقديرا ،إذ يعتبراف عند أغمب النحاة
ظا أو ً إما لف ً
ولكي تستقؿ الجممة البد مف وجود الطرفيف َّ
عماد الجممة ،ليطمقوا عمييا مصطمح (العمدة) « َّ
ألنيا الموازـ لمجممة والعمدة فييا ،ال تخمو
منيا وما عداىا فضمة يستقؿ الكبلـ دونيا».2
كونة
نموذجا لمبنية األساسية التي تقوـ عمييا الجممة الم َّ
ً فتكوف الجممة البسيطة بيذا
مفيدا لئلخبار ،وما
أساسا مف عناصر اإلسناد أي مف مسند ومسند إليو ليكوف الكبلـ ً ً
عداىا يسمى فضمة وىي عناصر غير إسنادية ،وقد تكوف مفعوالً بو أو حاالً أو تميي ًزا ،أو
شيئا مفبعض العبلقات التي تنتجيا بعض الوحدات كالعطؼ والتعميؽ التي ال تغير ً
كؿ
التركيب اإلسنادي ،وىي عند الوظيفييف ،وعمى رأسيـ أندري مارتني (ّ « )Martinet
شيئا في العبلقات المتبادلة بيف عناصره األصمية أو
عنصر أضيؼ إلى قوؿ دوف أف يغيِّر ً
في وظائفيا».3
وفي موضع آخر يرى َّأنيا «كؿ عبارة ترتبط جميع وحداتيا بمسند وحيد أو بمسندات
مترابطة».4
ابف يعيش :شرح المفصل ،تح :األزىر المعمور ،ادارة الطباعة المنيرة األزىر مصر ،دط ،دت ،ج ،6ص.52 2
أندري مارتني :مبادئ المسانيات العامة ،تر :أحمد حوحو ،المطبعة الجديدة دمشؽ ،3763 ،ص.366 3
120
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
يمكف تحميؿ ىذا التركيب اإلسنادي إلى ثبلثة مونيمات توابع ىي:
أما اإللحاؽ ىو" :بيوـ العيد" وىو تركيب يحمؿ في حد ذاتو إلى أربع مونيمات ىي:
مونيـ وظيفي وىو حرؼ (الباء) وثبلث مونيمات توابع ىي" :يوـ"" ،الػ" التعريؼ،
"عيد".
َّ
األساسية المتمثمة يحدد إنطبلقًا مف تطبيؽ أحد المبادئ
وىذا التحميؿ المّغوي العربي ّ
معيف.2
في الوظيفة البراغماتية بيدؼ وضع خطاب َّ
الطيب دبو :مبادئ المسانيات البنيوية (دراسة تحميمية ابستمولوجية) ،لطمبة معاىد المغة العربية ولمباحثيف في 1
الدراسات المسانية الحديثة ،جمعية األدب لؤلساتذة الباحثيف ،األغواط الجزائر ،دط ،6003 ،ص.366
2
- ahmed moutaoukil: réflexions sur la théorie de la signification dans la pensée
linguistique arabe¸ thèses et mémoires n8¸ l´obtention du doctorat d´état¸ rabat¸ 1980,
p199.
النص األصمي:
«cette sous - section consistera en un exposé sommaire des différentes, analyses arabes
anciennes où se trouve appliqué Ľ un des principes fondamentaux de la réflexion ancienne
sur le langage: la détermination de la structure de Ľ énoncé par la fonction pragmatique qui
lui est associée dans une situation de discours donnée».
121
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
الحر :وىو المورفيـ الذي يستخدـ مستقبلً بذاتو دوف استخداـ الوحدات
المورفيـ ّ
األخرى بجانبو ،مثؿ :كتاب ،قمـ ...
النظاـ النحوي والحدث المُّغوي ،تحدث "محمد حماسة" عفوعمى أساس التفرقة بيف ِّ
اعتمادا عمى
ً البنية األساسية والفضمة ،فالنظاـ المُّغوي ىو «الذي ِّ
يحدد البنية األساسية،
مبادئ كثيرة تستقى مف إدراؾ العبلقات بيف العناصر ومبلحظة تكرارىا وطريقة ورودىا،
أما والبنية األساسية بدورىا ىي التي ِّ
تحدد شروط العناصر التي تشغؿ الوظائؼ في الجممةَّ ،
الحدث المغوي فيو المجاؿ الذي ينطمؽ منو النظاـ النحويَّ ،
ألنو ييتـ ببعض الفضبلت التي
ليا دور فإذا حذفت اختؿ المعنى رغـ اكتماؿ العناصر األصمية واألساسية».2
يتبيف لنا أف النظاـ المغوي ىو أساس بنية الجممة ،وذلؾ انطبلقًا مف العبلقات التي
تربط بيف العناصر الموجودة داخؿ ىذا النظاـ.
ينظر :حممي خميؿ :العربية وعمم المُّغة البنيوي (دراسة في الفكر المُّغوي العربي الحديث) ،دار المعرفة الجامعية 1
122
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
وتكوف البنية العامة لمجممة البسيطة المقترحة في النحو الوظيفي كاآلتي [ :ج [ حمؿ].
َّ
الفعمية ،والجممة وقسَّـ "المتوكؿ" الجممة البسيطة إلى ثبلثة أنواع؛ ىي :2الجممة
االسمية ،والجممة الر َّ
ابطية. َّ
ينظر :أحمد المتوكؿ :الوظيفة والبنية مقاربات وظيفيَّة لبعض قضايا التّركيب في المُّغة العربية ،ص.32 1
ينظر :أحمد المتوكؿ :الوظائف التداولية في المُّغة العربيَّة ،ص 56إلى ص .62وينظر :أحمد المتوكؿ :من قضايا 2
الجمل االسميَّة :وىي الجمؿ التي يكوف محموليا اسـ؛ مثؿ :خالد أستاذ ،أو صفة،
مثؿ :خالد مطمئف ،أو مرّكب حرفي مثؿ :عمرو في الدار ،أو مرّكب ظرفي مثؿ :انسّفز
غذًا.
بنيويا قائـ
ً طا عرفيا المتوكؿ بقولو« :نعتبر الجمؿ الر َّ
ابطية نم ً الجممة الرابطةّ :
طى" بل َّ
فعمية واّنما ىي جمؿ يمكف اعتبارىا جمبل "وس َ بل َّ
اسمية وال جم ً الذات .فيي ليست جم ً
الفعمية
ّ الوظيفية وتقاسـ الجمؿ
ّ َّ
االسمية في بعض مف مميزاتيا الحممية و إذ ىي تُشارؾ الجمؿ
خصائصيا المكونية»1؛ أي َّأنيا تتضمف فعؿ رابط ،واألفعاؿ الرابطة في المُّغة العربية؛ ىي
اردتُيا لممحموالت غير
"مجموعة األفعاؿ التي تتوافر فييا خاصيتيف :كونيا أفعاالً ناقصة ومو َ
َّ
الفعمية (أي ظيورىا في الجمؿ ذات المحموؿ االسمي أو الصفي).
124
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
توضح ذلؾ:
والجمؿ اآلتية ّ
مسرورا.
ً كاف خالد
مسرورا.
ً أصبح خالد
مسرورا. َّ
ظؿ خالد
ً
مسرورا.
ً مازاؿ خالد
مكوف خارجي
الثانية :ىي الجمؿ التي تتضمف أكثر مف حمؿ واحد مضاؼ إليو ّ
مكوف "منادى") ،ولك ّؿ نوع منيا خصائصو وشروطو؛
مكوف "ذيؿ" أو ّ
(مكوف "مبتدأ" أو ّ
ّ
التقدـ مثؿ
حرية التأخر و ّ
التأخر ،والنداء لو ّ
فالمبتدأ يشترط فيو التصدير ،وال ّذيؿ يشترط فيو ّ
الجممة اآلتية :سافرت ىند أتدري؟ إلى سطيؼ.
َّ
المركبة كاآلتي: وبذلؾ تكوف البنية العامة لمجممة
َّ
المركبة إلى األنماط اآلتية:1 وتنقسـ الجمؿ
ينظر :أحمد المتو ّكؿ :الجممة المرّكبة في المُّغة العربيَّة ،ص 12إلى ص.15 1
125
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
بناء عمى ما سبؽ يمكف تنميط الجمؿ في النحو الوظيفي عمى النحو اآلتي:1
ً
الجممة
ينظر :أحمد المتوكؿ :المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،ص 612إلى ص .614وينظر :عمي آيت أوشاف: 1
المّسانيات والديداكتيك ،ص 326إلى ص .334وينظر :المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصول واالمتداد)،
ص 303إلى ص .304وينظر :أحمد المتوكؿ :الجممة المرّكبة في المّغة العربية ،ص.4
126
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
توضح ذلؾ:
والبنية اآلتية ّ
مكوناتو.
مكوًنا مف ِّ ِّ
يشكؿ أحد الحمميف جزًءا مف الحمؿ اآلخر بحيث ُّ
يعد ّ
انتقادا عنيفًا.
ً ● انتقدني زيد سامحو المَّو
الجممة المشتقة :جممة محموليا محموؿ فرع مشتؽ مف أحد المحموالت األصوؿ.
ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب من الجممة إلى َّ
النص) ،دار األماف 2
127
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
ب ُكتبت قصحً.
يتبيف مف ىذه الجمؿ (ب ،ج ،د) َّأنيا جمؿ مشتقة مف الجممة البسيطة (أ).
تحدد في
نوعا مف فروع الجممة المعقدة التي ّ
الجممة المرّكبة :تش ّكؿ الجممة المرّكبة ً
وتتضمف أكثر مف حمؿ واحد ،ونمثؿ ليا بالجممة اآلتية:
ّ مقابؿ الجممة البسيطة،
ينظر :ميدي المخزومي :في النحو العربي نقد وتوجيه ،دار الرائد العربي ،بيروت لبناف ،ط ،3764 ،6ص.43 1
128
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
ال
مسندا أو نعتًا أو حا ً
ً وظيفة خاصَّة كأف يكوف ليا محؿ مف اإلعراب ،فتستعمؿ
مبينة لييئة صاحبيا ،أو موضحة لجمؿ قبميا ،أو لشيء مبيـ ورد فييا.
َّ
الصرفيات التي تسيـ في َّ
الوظيفية إ ًذا تحتاج إلى مجموعة مف َّ
النحوية فالمعاني
إيضاحيا ،وبياف داللتيا ،1بحيث تكوف مفيومة مف خبلؿ التركيب.
معيف
استنادا إلى مفيوـ شجري ّ
ً المكونات في الجممة العربية،
ّ إف البحث عف الرتبة بيف
أسا لو مخصص (الفاعؿ) ،وفضمة اختيارية أو إجبارية (بحسب كوف الفعؿ
يعتبر الفعؿ ر ً
الرتبة
مكونات الجممة و ّ
الرتبة التي تسند إلى ّ
متعدًيا) ،ىذا يأخذنا إلى البحث عف ُّ
ّ الزما أو
ً
الرتبة في المّغة داخؿ المركب االسمي أو الحدي ،وليذا ذىب "الفاسي الفيري" إلى َّ
أف نمطية ّ
تتكوف مف فعؿ /فاعؿ /مفعوؿ بو ،2وىي الظاىرة التي عالجيا في كتابو:
العربية ّ
تبيف ذلؾ:
"المّسانيات والمّغة العربية" ،وىذه الجمؿ ّ
جاء عمرو.
كتابا.
خالدا ً
أعطى عمرو ً
ينظر :خالد بف صالح الحجيبلف :اتجاهات البحث في قضية اإلعراب عند المُّغويين العرب المحدثين ،رسالة ماجستير 1
مقدمة إلى قسـ المُّغة العربيَّة وآدابيا في جامعة الممؾ سعود3263 ،ىػ ،ص.64
َّ
ينظر :حافظ إسماعيمي عموي :المّسانيات في الثقافة العربية المعاصرة (دراسة تحميمية نقدية في قضايا التمقِّي 2
واشكاالته) ،دار الكتاب الجديد المتحدة ،بنغازي ليبيا ،ط ،3سنة ،6007ص.663
129
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
قيوةً
] شايا
ً [ َش ِرب عمرو
عصير
ًا
ُّ
تصب في السائؿ المشروب. تُ ِّ
شكؿ مفردة "الشاي" مجموعة مف المفردات
نزع المُّبس في الجمؿ التي يأتي فييا الفاعؿ والمفعوؿ بدوف إعراب واضح ،مثؿ:
فعيسى فاعؿ بالضرورة في الجممة األولى ،وموسى فاعؿ بالضرورة في الجممة الثانية.
ينظر :حافظ إسماعيمي عموي :المّسانيات في الثقافة العربية المعاصرة ،ص 664إلى ص.665 1
130
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
(ىندا) ىو المحور.
فالمكوف ً
ّ ىندا خالد.
(ىندا) ىو البؤرة ،وجممة :عشؽ ً
فالمكوف ً
ّ
بالمكونات َّ
ألنيا ّ سماىا المتوكؿ
أما الوظائؼ الخارجية (المبتدأ ،الذيؿ ،المنادى) ،فقد ََّّ
يتقدـ عمى الجممة والذيؿ يتأخر عنيا ،في حيف يحتؿ المنادى تأخذ مواقع قارة ،فالمبتدأ َّ
المكونات) ،ص.363
ّ أحمد المتوكؿ :قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية 1
131
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
َّ
المعداف لؤلدوات الجممية والمحور وبؤرة حيث يمثؿ الصدر 1والصدر = 2الموقعاف
المكونات المواحؽ التي تحمؿ وظيفة تداولية أو وظيفة
ّ أما :ص = مجاؿ تحتمو
المقابمةَّ ،
تركيبية.1
يدا.
ىندا قابؿ ز ً
الرتبية اآلتية ىي بنيات فرعية؛ مثؿ الجمؿ اآلتيةً :
أما البنيات ُّ
َّ
يدا.
قابؿ ىند ز ً
الرتبية أصمية كانت أـ فرعية ىي بنيات ىذا التحميؿ يؤدي بنا إلى َّ
أف جميع البنيات ُّ
عما تحققو
متساوية ،تستقؿ كؿ بنية منيا بتحقيؽ تشكيمة مف الوظائؼ التداولية ،تختمؼ َّ
الرتبة عف طريؽ الوظائؼ التركيبية (فاعؿ ،مفعوؿ) وأنماط الوظائؼ َّ
وتحدد ُّ البنيات األخرى،
الثبلثة :التركيبية والداللية والتداولية ،والغمبة تكوف لموظائؼ التداولية عمى الوظائؼ التركيبية
والداللية.3
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص.303 1
132
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
َّ
األساسية المراد البحث عنيا في ىذا الموضوع ظاىرة اإلعراب. مف الظواىر
1ظاهرة اإلعراب:
لقد شغمت ظاىرة اإلعراب النحاة منذ القديـ ،إذ ذىبوا إلى َّ
أف نظـ الكممة في الجممة لو
الجر أو الجزـ ،فسنو قواعد اتفقوا عمييا ولـ يختمفوا
الرفع وا َّما النصب أو ّ
إما عمى حاؿ َّ
أثره َّ
ويجر ويجزـ ،فالنحو
ّ أف المحدث ليذه اآلثار ،إنما ىو المتكمـ فيو الذي يرفع وينصب في َّ
إ ًذا ىو قانوف المُّغة العربية وميزاف تقويميا.1
1 1تعريف اإلعراب:
قاؿ أبو منصور األزىري« :اإلعراب والتعريب معناىما واحد وىو اإلبانة؛ يقاؿ :اعرب
عربت لو الكبلـ تعر ًيبا ،وأعربتو لو إعرًابا إذا
عنو لسانو وعرب أي أباف وأفصح ،ويقاؿّ :
عما في ضميرؾ أي ابِ ْف».2
أعرب َّ
ْ ّبينتو لو؛ ويقاؿ:
أظيرت محاسنو».3
ُ الشيء ،أي :حسَّنتوُ ،أو
َ بت
ومف معانيو التحسيف يقاؿ« :أعر ُ
،3735ص.36
133
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
ويقوؿ الزجاجي« :اإلعراب والتعريب معناىما واحد وىو اإلبانة يقاؿ :أعرب عنو
وعرب أي أباف وأفصح».1
لسانو َّ
اصطالحا:
ً 2 1 1اإلعراب
ظا أو
اإلعراب عند الزمخشري ىو« :اختبلؼ آخر الكممة باختبلؼ العوامؿ لف ً
تقدير».2
ًا
واإلعراب عند ابف عصفور ىو« :تغيير آخر الكممة لعامؿ يدخؿ عمييا في الكبلـ».3
ولئلعراب ثبلث حركات الضـ والفتح والكسر ،كما أعرب عنو ابف السراج في قولو:
«اإلعراب الذي يمحؽ االسـ المفرد السالـ المتم ّكف ،واعني بالمتمكف ما لـ يشبو الحرؼ قبؿ
ضـ وفتح وكسر ،فإذا كانت
حد التثنية ،ويكوف بحركات ثبلثّ :
التثنية والجمع الذي عمى ّ
رفعا ،فإذا كانت الفتحة
الضمة إعرًابا تدخؿ في أواخر األسماء واألفعاؿ وتزوؿ عنيا ،سميت ً
ّ
كف بيذه الصفة
وجرا ،وىذا إذا ّ
خفضا ً
ً نصبا ،واذا كانت الكسرة كذلؾ سميت
ً كذلؾ سميت
ومررت بزيد فأعمـ أال ترى تغير الداؿ
ّ يدا يا ىذا،
أيت ز ً
يد يا رجؿ ،ور ُ
نحو قولؾ :ىذا ز ُ
واختبلؼ الحركات التي تمحقيا».4
أبو القاسـ عبد الرحمف بف إسحاؽ الزجاجي :اإليضاح في عمل النحو ،تح :مازف المبارؾ ،دار النفائس ،بيروت 1
،3753ج ،3ص.25
الرسالة ،بيروت ،ط،3765 ،6
أبو بكر محمد بف سيؿ السراج :األصول في النحو ،تح :عبد الحسيف الفتمي ،مؤسسة ّ
4
ج ،3ص.23
134
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
تتحدد إال
ّ وية فبل
يطمؽ لفظ اإلعراب وتكوف داللتو «متولدة مف داخؿ المنظومة النح ّ
عية التي تصطبغ بيا كممات المُّغة العربية داخؿ السياؽ التركيبي
في ضوء الخصائص الفر َّ
َّ
العممية المتمثمة في بياف الوظيفة ...وقد يستمؿ لفظ اإلعراب فيتجو القصد فيو إلى تمؾ
النحوية التي يؤدييا المَّفظ المفرد داخؿ الجممة لتفسير الحركة التي استحقيا وفي ىذا المقاـ
َّ
يدية .1»...
العممية التجر َّ
َّ يتحوؿ المصطمح إلى قرينة عمى
َّ
وسماه
2 1أنواع اإلعراب وأقسامه وحاالته :لقد ربط المتوكؿ اإلعراب بالوظائؼّ ،
إما بالوظائؼ الداللية أو
ويتحدد َّ
ّ الرفع والنصب
اإلعراب الوظيفي ،والمتمثؿ في حاالت َّ
عبد السبلـ المسدي :العربية واإلعراب ،دار الكتاب الجديدة المتحدة ،ليبيا ،ط ،6030 ،3ص.43 1
المكونات) ،ص.336
ّ أحمد المتوكؿ :قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية 2
وظيفيا؛ أي ىو اإلعراب الممثَّؿ لو بمختمؼ الحاالت اإلعرابيَّة التي تمحؽ حدود المحموؿ بمقتضى
ً ىو اإلعراب المعمّؿ
المكونات) ،ص.631
ّ الوظائؼ المسندة إلييا .ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية
135
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
المكونات ،وىذه
ّ الوظائؼ التوجييية أو الوظائؼ التداولية؛ أي وفؽ الوظائؼ التي تحمميا
السممية تبيف ذلؾ :1الوظائؼ التوجييية > الوظائؼ الداللية > الوظائؼ التداولية.
ّ
رفع
يكوف إعراب المضاؼ إليو البنيويّ الجر" محجوب بالوظيفة التوجييية أو الوظيفة
الداللية ،كما في الجمؿ اآلتية:3
المكونات) ،ص.631
ّ ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية 1
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص .77 76 2
المكونات) ،ص.633
ّ ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (بنية 3
136
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
● أخذت رسالة ٍ
خالد.
يدا اليوـ.
● سرني منح الماؿ خالد ز ً
يدا الماؿ.
● سرني منح اليوـ خالد ز ً
نميز بيف إعراب المحؿ (اإلعراب العميؽ) ،واعراب المّفظ (اإلعراب السطحي)
1أف ّ
مجرور بحسب العنصر الصرفي التركيبي الذي
ًا منصوبا وا َّما
ً إما أف يكوف
وىذا األخير َّ
جر ،تركيب إضافة .)...
تسنده (أداة ،فعؿ ناقص ،حرؼ ّ
2 1 1إعزاب انفزعٌ :و اإلعزاب انذي ٌسىذ إنى فعهتً انمتصهح أو إنى
رتعً ،وٌوجذ داخم إعزاب األصم ووعٍه مه اإلعزاب :إعزاب موسوو وإعزاب غٍز
موسوو.
ينظر :مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي ،دار الكتاب الجديدة المتحدة ،بيروت لبناف ،ط،3 1
،6007ص.336 335
137
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
وينظر :أحمد المتوكؿ :دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي ،ص .37 36وينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي
في الفكر المُّغوي العربي ،ص .77 76وينظر :أحمد المتو ّكؿ :مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي،
ص.336 335
ينظر :أحمد المتوكؿ :مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي ،ص.336 2
138
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
اإلعزاب
إعزاب نفع (سطحً) إعزاب محم (عمٍق)
رفع وصة
رتط فعهح مىقطعح غٍز تاتعح وواج مفعوالخ فعهح مىقطعح تاتعح
مستأوفح مستقهح
139
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
تسند الحالة اإلعرابية إلى المركبات ككؿ (رأسو وفضبلتو إف كاف يتضمف فضبلت)،
ِّ
منصبا معا كوف َّ
أف اإلعراب واذا كانت الفضمة صفة تحقؽ اإلعراب في الرأس وفي الفضمة ً
باكرا. ٍ
خرَج خالد مع ىند ً عمييما .مثبلً:
َّ
مركب
فضمة رأس
جر َّ
في [الشارع] = في الشارع ّ
الشارع] = َّ
الشارع جر [ َّ
ّ
140
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
● ِّ
أقدر المسمـ الصادؽ.
المسمـ
َ نصب [المسمـ] =
َّادؽ.
نصب [الصَّادؽ] = الص َ
ينظر :محمد األوراغي :الوسائط المُّغويَّة أفول المِّسانيات الكميَّة ،ج ،3دار األماف 2 ،زنقة المامونية ،الرباط ،ط،6 1
6031ـ ،ص.33
141
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
تجاوزىـ حدود الجممة واىتماميـ بخصائص النص ،وىو ما اقترحو "سيموف ديؾ" في
كتابو األخير "( "The Theory of Functional Grammarديؾ 3775ب) ،وذلؾ
مكونات وعبلقات ووظائؼ.
النص عمى أساس عممية إسقاط لبنية الجممة ّ
بصوغ بنية ّ
الطبيعية (القالب
ّ جعؿ معرفة المتكمـ تنصب عمى كؿ قوالب نموذج مستعمؿ المّغات
المعرفي ،القالب المنطقي ،القالب االجتماعي ،القالب اإلدراكي) دوف استثناء.
وتداولية.
ّ تدعيـ ىذه البنية بخصائص داللية
ينظر :أحمد المتوكؿ :التركيبات الوظيفية (قضايا ومقاربات) ،ص.34 33 1
142
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
مخصص والحؽ.
ِّ وينقؿ الحمؿ النووي إلى حمؿ مركزي بإضافة عنصريف:
فالمخصص يشير إلى السمات الجيية أما البلحؽ يدؿ عمى المصدر واليدؼ المبلزـ
لممحموؿ كالبلحؽ "المستفيد" والبلحؽ "األداة" .وىذه البنية تبيف ذلؾ:
وٌصثح انحمم انمزكزي حمالً موسعًا عىذ إظافح مخصِّص والحق أو نواحق.
ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي) ،ص 1
24إلى ص.27
143
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
متغير الواقعة.
حيث = 6πمخصص الحمؿ؛ = 6 4الحؽ الحمؿ؛ وي = ّ
[ 1πس ي( Q [ 3π[ :س( ... ) 3سف)] (.])1 4( ])6 4( ])3 4
القضية
ّ تتكوف مف
القضية إلى طبقة االنجاز وىذه األخيرة ّ
ّ مف ىنا ننتقؿ مف طبقة
كنواة ومخصص انجازي والحؽ انجازي كالعبارات الظرفية التي مف قبيؿ "بصراحة"
و"بصدؽ" ،وىذه البنية يمثؿ ليا كاألتي:
[ 2πوي 1π[ :س ي 6π[ :وي( Q [ 3π[ :س( ... ) 3سف)] (])1 4( ])6 4( ])3 4
المخصص اإلنجازي؛ = 2 4الحؽ إنجازي.
ّ ( .])2 4حيث= 2π :
بصراحة َّ
إف عمرو ذىب إلى سطيؼ البارحة فعبلً.
ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي) ،ص 1
.25
144
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
حمؿ مركزي؛ نواتو المحموؿ الفعمي "ذىب" وموضوعو " عمرو" الحامؿ لموظيفة
الداللية المنفذ ،والوظيفة التركيبية الفاعؿ ،والوظيفة التداولية المحور ،مضافًا إلى ىذه النواة
المخصص الجيي "تاـ" ،والبلحؽ اليدؼ "سطيؼ".
ّ
حمؿ موسَّع؛ قوامو الحمؿ المركزي ككؿ والمخصص الصيغي اإلثبات والمخصص
الزمني الماضي المطمؽ ،والبلحؽ َّ
الزمني "البارحة" الحامؿ لموظيفة الداللية الزماف والوظيفة
التداولية بؤرة الجديد.
القضية؛ نواتيا الحمؿ الموسَّع باعتباره كبلً مضافًا إليو المخصص القضوي "مؤكد"
ّ
(صرفيا
ً القضية
ّ يعبراف عف موقؼ المتكمـ مف فحوى
والبلحؽ القضوي "فعبلً" ،وىما ّ
ومعجميا) أي تيقنو مف صدقيا.
ً
معينة في
● المستوى التمثيمي :يشمؿ الحمؿ المركزي والحمؿ الموسَّع ،ويمثؿ لواقعة ّ
عالـ مف العوالـ الممكنة.
1ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المّغة العربية في المّسانيات الوظيفية (البنية التحتية أو التمثيل الداللي التداولي)،
ص .27
145
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
عمى أساس التمييز بيف ىذيف المستوييف ،تتكوف الجممة وفؽ البنية اآلتية:
[ 6πوي( Q [ 3π[ :س( ... ) 3سف)] ( ])2 4( ])1 4( ])6 4( ])3 4مستوى تمثيمي.
بنية تحتية
قواعد التعبير
بنية مكونية
صوتية
ّ قواعد
تأويؿ صوتي
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص.51 1
146
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
وبعد ثبوت فرضية التماثؿ بيف مختمؼ أنماط الخطاب ،أصبحت بنية الجممة بنية
واحدة ىي البنية الخطابية النموذج .واقترح المتوكؿ في إطار نموذج نحو الطبقات القالبي أف
تتضمف ىذه البنية ثبلث مستويات؛ ىي :المستوى الببلغي والمستوى التمثيمي والمستوى
العبلقي ،تحكميا عبلقة سممية مفادىا أف المستوى الببلغي يعمو المستوى العبلقي الذي يعمو
المستوى التمثيمي ،وكؿ مستوى مف ىذه المستويات يتكوف مف ثبلث طبقات.
تندرج في المستوى البالغي طبقة الفضاء الخطابي ،وطبقة الخطاب ،وطبقة أسموب
حدد الطبقة الثانية نمط
حدد الطبقة األولى المتخاطبيف وزماف ومكاف الخطاب ،وتُ ّ
الخطاب .تُ ّ
حدد أسموب الخطاب (رسمي ،غير
الخطاب (حديث ،سرد ،حجاج ،)...وأما الطبقة الثالثة فتُ ّ
رسمي ،ميذب.)... ،
الذىنية أو
ّ ُيش ّكؿ المستوى التمثيمي واقع ومرجع خطابيما .ييدؼ إلى رصد الصورة
تمثيبلت ذىنية لواقعة أو ذات الموجودة في العالـ الخارجي التي يقصد نقميا لممخاطب.
الزماني
تحدد الطبقة األولى اإلطار ّ
الوصفية ،إذ ّ
ّ وتندرج فيو الطبقة التأطيرية والتسويرية و
والمكاني الذي تتحقؽ فيو الواقعة ،وتحدد الطبقة الثانية حجـ وعدد الوقائع أو الذوات المحاؿ
عمييا ،وأما الطبقة الثالثة فتُحدد نمط المحاؿ عميو.
حدد
الوجيية ،حيث تُ ّ
ّ عائية واإلنجازّية و
وتندرج في المستوى العالقي الطبقة االستر ّ
عائية التي تتحقؽ بواسطة مجموعة مف األدوات أو العبارات
الطبقة األولى السمات االستر ّ
التي تقوـ بدور لفت انتباه المخاطب إلى أف المتكمّـ ينوي الشروع في مخاطبتو أو االستمرار
في مخاطبتو ،أو إنياء الخطاب .وتحدد الطبقة الثانية القوة اإلنجازية الحرفية والمستمزمة
(إخبار ،سؤاؿ ،وعد ،أمر ،وعيد ،)...وأما الطبقة الثالثة فتحدد موقؼ المتكمّـ مف فحوى
الخطاب (شؾ ،يقيف ،انفعاؿ ،تعجب ،مدح /ذـ .1)...
147
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
مستوى ببلغي
[ شا [ نط [ سؿ [ ] ...سؿ ] نط ] شا ]]
مستوى عبلقي
مستوى داللي
[ [ ط [ سو [ صؼ [ ] ...صؼ ] سو ] ط ]]
تحتية
بنية ّ
تشير السمات اإلشارّية (شا) لممتخاطبيف وزماف ومكاف التخاطب ،وتشير السمات
النمطية واألسموبية (نط) و(سؿ) إلى صنؼ الخطاب ،وأسموبو.
ّ
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص.56 1
148
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
أما طبقات المستوى الداللي (ط) و (سو) و(صؼ) فيي مخصصات ولواحؽ ،لمسمات
واإلغناء األخير لبنية الخطاب ،تمثّؿ في نموذج نحو الخطاب الوظيفي الذي يتكوف
في بنيتو مف مستويات أربعة؛ ىي :2المستوى العبلقي (أو التداولي) ،المستوى التمثيمي (أو
الداللي) ،المستوى الصرفي التركيبي ،المستوى الفونولوجي ،وكؿ مستوى تندرج في طبقات
وكؿ طبقة تتعالؽ مع بعضيا البعض.
تكوف مف :قوة إنجازية (خبر ،أمر ،استفياـ )...ومؤ ّش َري المتكمّـ
الطّبقة األولى ت ّ
والمخاطب وفحوى خطابي.
يتصدر كبلِّ مف طبقة النقمة والفعؿ الخطابي والفحوى الخطابي مخصَّص في حيف
ّ
تسند إلى األفعاؿ اإلحالية واألفعاؿ الحممية وظائؼ تداولية .مثمما ىو موضح في البنية
اآلتية:3
( ∏ نقمة ∏([ :1فعؿ خطابي [ :1قوة إنجازية [(كػ) (ط) (∏ فحوى ([ :1حمؿ )1
( Ωإحالة ( ]Ω )1فحوى خطابي ))]] (فعؿ خطابي ( ]))1نقمة .))1
لمتوسع أكثر في ىذه المسألة ،ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد)، 1
149
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
ويضطمع المستوى التمثيمي إلى تحديد خصائص الخطاب الداللية ،ويتضمف طبقتيف
القضية وطبقة سفمى ىي الواقعة.
ّ اثنتيف :طبقة ُع َميا ،وىي
أما الطبقة الثانية فيي موطف التمثيؿ لمواقعة (حدث ،عمؿ ،حالة ،وضع) ،ولمذوات
المشاركة فييا.
وتُمثؿ الواقعة في شكؿ بنية حممية تتضمف محموالً ،وفئتيف مف الحدود (موضوعات
ولواحؽ).
وعمى ىذا األساس ُينقؿ كؿ مف المستوى العبلقي والمستوى التمثيمي إلى المستوى
الصرفي التركيبي ،عف طريؽ األطر الصرفية التركيبية التي تناسب المعمومات المتوفرة
غوية وطبقة
في كمتا البنيتيف ،ويتضمف ىذا المستوى أربع طبقات؛ ىي :طبقة العبارة المّ ّ
الجممة وطبقة المرّكب وطبقة المفردة وأظيؼ لو طبقة خامسة وىي :طبقة النص التي
غوية أو سمسمة مف الجمؿ ،والتي تعمو كؿ الطبقات السابقة.
تتضمف سمسمة مف العبارات المّ ّ
وىذه السممية تبيف ذلؾ:
وفي آخر مرحمة تُنقؿ ىذه المستويات الثبلثة (العبلقي ،التمثيمي ،الصرفي التركيبي)
إلى المستوى الفونولوجي والذي يتشكؿ مف أربع طبقات؛ ىي :طبقة المفظ وطبقة المرّكب
التنغيمي وطبقة المركب الفونولوجي وطبقة المفردة الفونولوجية ،كما نبينو في السممية اآلتية:
150
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
(لفظ ([ :1مركب تنغيمي ([ :1مرّكب فونولوجي ([ :1مفردة فونولوجية ( ]))1مرّكب
فونولوجي ( ]))1مركب تنغيمي ( ]))1لفظ .))1
تبنى الطبقة التنغيمية انطبلقًا مف القيمة التي يأخذىا مؤشر القوة اإلنجازية ،وىو ما
يؤدي إلى تنظيـ األفعاؿ الخطابية وما يربط بعضيا ببعض مف عبلقات التكافؤ والتبعية ،ىذا
ما يؤدي إلى الوظائؼ التداولية ،التي تحمميا عناصر الفحوى الخطابي.1
مرت بيا
ىذه ىي أىـ التعديبلت التي مست بنية الجممة في مختمؼ المراحؿ التي ّ
نظرية النحو الوظيفي ،وىذه التعديبلت لـ تؤثر في المبدأ العاـ الذي قامت عميو ىذه
النظرية ،وىو مبدأ تبعية البنية لموظيفة.
أما النموذج األخير بقيت البنية المكونية الممثّمة بالمستوييف الصرفي التركيبي،
َّ
الفونولوجي تابعة لمبنية التحتية الممثّمة بالمستوييف العبلقي والتمثيمي.
لممزيد مف التفاصيؿ ينظر :أحمد المتوكؿ :الخطاب وخصائص المّغة العربية (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط)، 1
ص 13إلى ص .17وينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المّغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب من الجممة إلى
الموسط ،ص 56إلى ص .64وينظر :أحمد المتو ّكؿ:
َّ النص) ،ص 65إلى ص .367وينظر :أحمد المتو ّكؿ :الخطاب
المّسانيات الوظيفيَّة المقارنة ،ص 12إلى ص.24
151
الفصل الثالث ................. :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية
رغـ ظيور بعض اإلغناءات والتعديبلت التي طرأت عمى بنية الجممة العر َّبية إالَّ أنيا لـ
تؤثر عمى نمطيتيا ومبدأىا.
152
الرابع
الفصل َّ
نقد وتقييم
المبحث األول :نقد النظرية الوظيفية عند سيمون ديك
َّ
الوظيفية لسيموف ديؾ ،واتباع أثارىا انطالقًا مف يشمؿ ىذا المبحث عمى نقد النظرَّية
َّ
النسقية لياليدي ،مف أجؿ مرور بمدرسة كوبنياجف إلى أف يصؿ إلى المدرسة
ًا مدرسة براغ
َّ
الوظيفية أـ ال؟ قصد رؤية تصوره يعكس الرؤية
ّ َّ
الوظيفية ،وىؿ تصور ديؾ لرؤيتو
ّ معرفة
َّ
لموظيفية. كؿ مدرسة
1نشأة الوظيفية:
الرابع
الداللية عند عمماء العربيَّة القدامى حتى نهاية القرن َّ
ّ واشكاالته ،ص .343وينظر :صالح الديف زراؿ :الظاهرة
الهجري ،الدار العربية لمعموـ ناشروف ،منشورات االختالؼ 949شارع حسيبة بف بوعمي الجزائر العاصمة الجزائر ،ط،9
،8008ص.93
154
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
تكونت مالمح المِّسانيات في براغ بنظرتيا إلى المُّغة مف خالؿ الوظيفة ،وش ّكمت
لقد ّ
يمكف اإلنساف مف التواصؿ واإلفصاح عف وظيفيا ِّ
ً نظاما نظرية مستقمّة أساسيا اعتبار المّغة
ً
مكوناتيا البنيوية المختمفة تؤدييا الستعماؿ
مقاصده ورغباتو ،أي إبرازىا لموظائؼ التي كانت ّ
المُّغة ،وكاف أ ّوؿ اجتماع "لماثيسيوس") (V . Mathesiusمع نخبة مف العمماء ممف كانوا
ثـ َّ
المغوية منذ سنة 9986ـ ،ومف َّ يشاركونو أفكاره ،وذلؾ بعقد ندوات دورّية حوؿ الدراسات
عرؼ ىذا التجمع اسـ "مدرسة براغ" ،1و َّأوؿ اجتماع لعمماء المُّغة السالفييف مع حمقة براغ
يخية وضعت مف أجؿ دراسة
( )Cercle de pragueفي أكتوبر 9989ـ وىي جمسة تار ّ
المُّغة.2
وكاف عمماء مدرسة براغ ينظروف إلى المُّغة كما ينظر المرء إلى المحرؾ محاو ً
ال أف
معيف طبيعة األجزاء
يفيـ الوظائؼ التي تؤدييا أجزاؤه المختمفة ،وكيؼ تحدد طبيعة جزء ّ
األخرى ،ىذا يتعمؽ بوصؼ بنية المُّغة ،حيث استخدموا "الفونيـ" و"المورفيـ" لكنيـ حاولوا
تجاوز الوصؼ إلى التفسير ،ىذا يعني أنيـ لـ يكتفوا بالحديث عف ماىية المُّغة ،بؿ تجوزىا
وتحدثوا عف السبب وراء اتخاذ المُّغات أشكاليا التي نجدىا عمييا.3
ينظر :جفري سامسوف :مدارس المّسانيات (التسابق والتطور) ،تر :محمد زياد كبة ،دط ،9994 ،ص.905 1
2
- Roman jakobson: Essais de linguistique générale (2. Rapports internes et externes du
langage), Arguments 57 Les éditions de minuit, 7 rue Bernard - Palissy, 75006 Paris, 1973,
P10.
النص األصمي:
«Le 1er Congres des philologues slaves a siégé a prague en octobre 1929. Et, bien que les
quarante ans bibliques se soient écoulés depuis, les grandes lignes de cette assemblée
historique notées à la hâte dans ce bref compte rendu sont loin ď être tombées en désuétude».
ينظر :جفري سامسوف :مدارس المّسانيات (التسابق والتطور) ،ص.906 3
155
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
َّ
إف أىـ ما عرؼ عف عمؿ "ماثيزيوس" ( )Mathesiusىو استعمالو لمعبارتيف مسند
( )rhèmeأي الخبر ومسند إليو ( )thèmeأي الموضوع ،فالخبر ُّ
يدؿ عمى معمومة جديدة
غير مذكورة سالفًا ،بينما يد ُؿ الموضوع عمى كالـ يكوف معروفًا بالنسبة لمسامع .1في ىذه
الحالة ماثيسوس لـ يقتصر بحثو حوؿ المسند والمسند إليو فقط ،بؿ تجاوز ذلؾ إلى الحديث
عف فكرة سبؾ المفردات الجديدة الذي يختمؼ مف لغة إلى أخرى.
وىذا التفسير يمكف أف يطبؽ عمى عمـ األصوات الوظيفي ،إذ َّ
أف التقابؿ الصوتي الذي
مميزة.2 يحقؽ ىذه الوظائؼ ىو تقابؿ فونيمي ،الذي ُّ
يعد أصغر وحدة فونولوجية ّ
بسكوي" الفونيـ ضمف
ّ فرؽ سوسير بيف المُّغة والكالـ ،فقد صنؼ "ترو
وبناء عمى ىذا َّ
ً
ميز بيف عمـ األصوات وعمـ األصوات الوظيفي.3 المُّغة والصوت ضمف الكالـ ،ومف َّ
ثـ َّ
ص.83
2ينظر :جفري سامسوف :مدارس المّسانيات (التسابق والتطور) ،ص 999إلى ص.993
ينظر :ذىبية حمو الحاج :لسانيات التمفظ وتداولية الخطاب ،دار األمف لمطباعة والنشر والتوزيع ،تيزي وزو ،الجزائر، 3
156
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
ومف بيف األعضاء البارزيف في حمقة "براغ" أندري مارتينيو ( )A. Martinetالذي
طور المّسانيات الوظيفية ،وذلؾ انطالقًا مف مفيوـ النتاج الوظيفي ()functional yicld
َّ
كمية العمؿ الذي يؤديو
وتية ،والمتمثؿ في تحديد ّ
الذي اعتمد عميو في تفسير التبادالت الص ّ
في تمييز العبارات التي تصبح متشابية ،مثمما ىو الحاؿ لمتقابؿ بيف الفونيميف (ث) و(ذ)
نتاجا فيما (مجيوراف)،
منخفضا ،أما الصوتاف (ط) و(ض) فيما أعمى ًً وظيفيا
ً نتاجا
فيو ً
وىذا االختالؼ الموجود بينيما يؤدي إلى التواصؿ وىي النقطة األساسية التي َّ
ركز عمييا
مارتيني.
وتحدث روماف جاكبسوف ( )R . Jackobsonعف الصوتيات الوظيفية وذلؾ بتحميؿ
ال مف اىتمامو بتوزيعيا ،ويشمؿ جوىر منيج جاكبسوف في المكونة بد ً
ّ الفونيمات إلى سماتيا
ومنتظما
ً طا ِّ
نسبيا نفسيا بسي ً
نظاما ً
ً عمـ األصوات الوظيفي في فكرتو التي تقوؿ« :إ َّف ىناؾ
ِّ
وكميا مف األصوات تحت الخضـ الفوضوي الذي يضـ شتى أنواع األصوات التي يمحظيا
عالـ األصوات».1
157
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
ال مف
نفسية "عميقة" بد ً
صوتية ّ
ّ الصوتية الوظيفية َّ
تتحدد بمبادئ ّ وىذا ما جعؿ الكمّيات
نسبيا ،حوؿ تركيب الجياز الصوتي أو ما شابو ذلؾ.1
حقائؽ جديرة باالىتماـ ً
عد مدرسة كوبنياغف مف أشير المدارس المِّسانية التي ظيرت في أوربا في القرف
تُ ُّ
ينظر :جفري سامسوف :مدارس المّسانيات ،ص 905إلى ص .933وينظر :نعماف بوقرة :المّسانيات العامة وقضاياها 1
الراهنة ،ص 88إلى ص .84وينظر :خولة طالب اإلبراىيمي :مبادئ في المّسانيات ،دار القصبة لمنشر ،فيال ،6حي
َّ
سعيد حمديف ،حيدرة ،الجزائر ،ط ،8006 8000 ،8ص.86
عزالديف مجذوب :المنوال النحوي العربي (قراءة لسانيَّة جديدة) ،دار محمد عمي الحامي ،كمية اآلداب والعموـ
ينظرّ :
2
اإلنسانيَّة سوسة ،الجميوريَّة التونسيَّة تونس ،ط ،9998 ،9ص 89إلى ص.99
الجامعية الساحة المركزّية بف عكنوف الجزائر،
ّ التطور ،ديواف المطبوعات
ينظر :أحمد مومف :المّسانيات النشأة و ّ
3
158
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
وكاف ليذه النظرية تأثير كبير عمى بعض المِّسانييف منيـ :إليفيشر غورغنسف وأندري
الدراسة
مارتيني وىولت وديد ريتشسف وىانسف وكنيد توجبي ،حتى أصبحت موضوع ّ
الدراسات المُّ َّ
غوية المتأثرة بالفمسفة والمّسانيات والمناقشة ،إذ جاءت ىذه النظرّية لتفصؿ ّ
ىي وتحميميا ُّ َّ
موضوعية تيتـ بوصؼ الظواىر المغوية كما ّ
ّ عممية
ّ المقارنة ،وجعميا لسانيات
وتفسيرىا ،وكذلؾ تميؿ إلى صياغة مفردات جديدة ،وىو ما نالحظو في مصطمح
غموسيماتيؾ ( )glossématiqueوىي كممة إغريقية تعني المُّغة ،تيتـ بدراسة الوحدات
النحوية الصغرى.1
ّ
التطور ،ص.960
ينظر :أحمد مومف :المّسانيات النشأة و ّ
1
159
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
يمكف القوؿ إ َّف النظرية الغموسيماتية قد جمعت بيف مبادئ النحو التقميدي ومظاىر
العامة ،وقد أصبحت
َّ المعرفية
ّ سانيات الحديثة ،وبيف استعماؿ المنطؽ الرياضي واألسس
المّ ّ
اليوـ عبارة عف فرضيات ومبادئ تستدعي المزيد مف االىتماـ والتطبيؽ ،وتحظى بتقدير
الدراسات المِّسانية الحديثة.
الرياضيات في ّ الباحثيف و َّ
الدارسيف ،وىذا دليؿ واضح عمى مكانة ّ
ينظر :الزواوي بغورة :المنهج البنيوي بحث في األصول والمبادئ والتطبيقات ،دار اليدى ،عيف مميمة الجزائر ،دط، 1
John Firth: Papers in Linguistics , 1934 - 51, London: Oxford University Press, 1957 c, 3
التطور ،ص.973
،p19.نقالً عف :أحمد مومف :المّسانيات النشأة و ّ
160
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
االجتماعية
ّ كبير بدراسة الظواىر
اىتماما ًا
ً مف خالؿ ىذا القوؿ نجد َّ
أف "فيرث" أولى
َّ
يصب كؿ اىتماماتو عمى الصوتيات الوظيفية وكؿ ما يحيط بالعالـ الخارجي ،وىذا ما جعمو
( ،)phonologieوالتي تقوـ عمى مقاربتيف أساسيتيف؛ ىما:1
صوتية مختمفة كالنبر والفاصؿَّ ثانيا :الصوتيات الوظيفية الفوقطعية :تشمؿ ظواىر
ً
والنغـ والتنغيـ ،وتقترف ىذه الفواقطع بالمقطع والجممة وشبو الجممة ،ففي المُّغة االنجميزية
فوقطعية عمى مستوى الجممة وشبو الجممةُّ ،
ويعد النبر وطوؿ الصوت َّ ال ُّ
يعد التنغيـ سمة مث ً
َّ
نغمية ( tone َّ
الفوقطعية عمى مستوى المقطع ،وىناؾ لغات أخرى مف السمات
،)languagesيحدث فييا اختالؼ في معنى الكممة الواحدة.
161
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
وفي المقابؿ رفض "فيرث" فكرة "التقطيع المنفرد" الذي يحدث في بعض المُّغات ،فجاء
فوقطعية.
ّ بنظرية التحميؿ الفوقطعي القائمة عمى تحميؿ الكالـ إلى فونيمات ِق ّ
طعية وفونيمات
السي َّ
اقية القائمة عمى التجربة والمالحظة مف خالؿ ىذا التحميؿ أنشأ ما يسمى بالنظرّية َّ
واالستنتاج ،فإذا درسنا مثالً المعنى كأفكار ومتصورات داخؿ العقؿ َّ
فإنو ال نستطيع
ممية ،ىذا الموقؼ يستدعي منا دراسة المعنى في إطارىا َّ
السياقي إخضاعو لممالحظة الع َّ
يقر عمى َّ
أف واالستعمالي ،وىي الفكرة التي َّ
ركز عمييا "فيرث" في الصوتيات الوظيفية الذي ُّ
الصوت والمعنى في المُّغة ،متصالف مع بعضيما مباشرةً ورفضو لفكرة التعبير والمضموف
كوجييف مختمفيف لعممة واحدة ،أي عدـ اعترافو َّ
بأف العالقة بيف التعبير والمضموف عالقة
غير مباشرة ،ىذا يعني َّ
أف النظاـ الصوتي عند "فيرث" يقوـ عمى نظـ االختيارات ،كأف
نستبدؿ كممة "قطة" في وحدات؛ مثؿ:
بأف المُّغة وسيمة لنقؿ األفكار مف رأس المتكمّـ إلى أذف السامع،
كما انتقد الرؤية القائمة َّ
َّ
البدائية ليس "قوالً" بؿ ىذا حسب رأي "مالينوفسكي" خرافة ،فالتكمُّـ ال سيما في الثقافات
البدائية حمقة ِاتصاؿ في
ّ "عمالً" .1ودليمو عمى ذلؾ قوؿ مالينوفسكي« :فالمُّغة باستعماالتيا
نشاط بشري جماعي ...إنيا نمط مف العمؿ وليست أداة لمتأمؿ».2
واعتبر فيرث المُّغة « :أىـ سموؾ في نشاط اإلنساف ،ورفض االكتفاء بتحميميا إلى
ودعا وداللية مستقمَّةَّ ،
ألف ذلؾ يفقدىا طابعيا الخاص بياَ ، َّ َّ
وتركيبية َّ
صرفية مستويات جزئية
إلى دراسة المُّغة في بعدىا الثقافي واالجتماعي والنفسي ،أي دراسة المُّغة في اإلطار الذي
162
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
أف المُّغة سموؾ ونشاط إنساني وثقافي ونفسي بيف المتكمّـ والمستمع
يفيـ مف خالؿ ىذا َّ
تيدؼ إلى تحقيؽ َّ
عممية التواصؿ بيف أفراد المجتمع البشري.
كانت نظرية النحو الوظيفي التي أرسى دعائميا ووضع مبادئيا المغوي "سيموف ديؾ"
مع مجموعة مف الباحثيف ،النظرية المتفردة باالتجاه النحوي الوظيفي ،ولـ تكف حائزة قصب
السبؽ في طرؽ ىذا االتجاه ،بؿ سبقيا في ذلؾ مدارس متعددة ونظريات مختمفة ميدت
وأسست لبزوغ ىذه النظرية ،وتتحد النظريات الوظيفية السابقة في أف وظيفة المغة األساس
َّ
التبميغية ،وأف البنى الصرفية والتركيبية والداللية محكومة بالوظائؼ ىي الوظيفة التواصمية
التي تؤدييا في المجتمعات البشرية.
لقد احتضنت جامعة أمسترداـ في أواخر سبعينات القرف الماضي 8791ـ نشأة
نظرية النحو الوظيفي عمى يد مجموعة مف الباحثيف يرأسيا الباحث المساني اليولندي
"سيموف ديؾ" الذي وضع أبحاثا متعددة رسـ بيا اإلطار النظري والمنيجي العاـ لمنظرية
ألتباعو السائريف عمى نيجو ،الذيف أجروا دراسات لغوية متنوعة ،تجاوزت عقديف مف الزمف،
وكاف منطمؽ النشأة ىو االقتناع بأف مقاربة خصائص العبارات المغوية عمى أساس العالقات
جوف فيرث .نقالً عف :حافظ اسماعيمي عموي :المِّسانيات في الثقافة العربية المعاصرة ،ص.344 1
163
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
أو الوظائؼ(الداللية والتركيبية والتداولية) تفضؿ مقاربتيا عمى أساس المقوالت الشجرية،
كالمركب االسمي ،أو المركب الفعمي الذي ال ورود لو إال في بعض المغات.1
َّ
التحتية لمعبارات مف خالؿ ىذه المقاربة ّبيف لنا "ديؾ" كيفية االنتقاؿ مف البنية
سطحية المرتَّبة ،وبالتالي إنشاء نظرَّية وظيفية قائمة بذاتيا ،تستجيب
َّ المُّ َّ
غوية ،إلى البنية ال
وميز بيف مرحمتيف كبيرتيف ىما :نموذج الجممة ( Functional
لشروط التنظير والنمذجةّ ،
) Grammarالذي ظير عاـ 8791مف خالؿ كتاب سيموف ديؾ الموسوـ "بالنحو
الوظيفي" ،ثـ قدمت بعد ذلؾ أبحاث متعددة في االتجاه نفسو إلى عاـ ،1988وتوسـ ىذه
المرحمة بػ (ما قبؿ النموذج المعيار) ،ونموذج النص الذي ظير عاـ 8717ـ مف خالؿ
كتاب ديؾ )" (The Theorie of functional Grammarنظرية النحو الوظيفي" تجاوز
فيو "ديؾ" إطار الجممة إلى إطار النص ،ودرس مجاالت جديدة غير (المعجـ و التركيب و
الداللة والتداوؿ ،كمجاؿ الترجمة ،والحوسبة ،وغيرىا ،وأجرى عدد مف الباحثيف دراسات
متعددة عمى غرار ىذا النموذج ،وفحصوا مفاىيمو.2
فتكونت
َّ وانتقمت ىذه النظرَّية مف مسقط رأسيا ىولندا إلى أقطار أخرى،
َّ
وظيفية في بمجيكا ،واسبانيا ،والدنمارؾ ،والمغرب ....الخ ،ودخمت العالـ مجموعات بحث
بالرباط ،حيث ُشكمت مجموعة البحث في
العربي َّأوؿ ما دخمت عبر جامعة محمد الخامس ِّ
الوظيفية ،وكاف موضوعيا وصؼ القدرة التواصمَّية المتمثؿ في القدرة
َّ التداوليات والمِّسانيات
التداولية.3
َّ َّ
النحوية والقدرة
1ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي األصول واالمتداد ،ص 60إلى ص.68
ينظر :أحمد المتوكؿ :مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي ،ص.8 7 2
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص 59إلى ص.63 3
164
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
َّ
الوظيفية؛ فمدرسة براغ نشأت عمى أساس وفي الختاـ نصؿ إلى َّ
أف لك ّؿ مدرسة رؤيتيا
صوتي ،ومدرسة كوبنياجف عمى أساس رياضي منطقي ،ومدرسة لندف عمى أساس سياقي،
أما مدرسة "سيموف ديؾ" و"أحمد المتوكؿ" نشأت عمى أساس الوظيفة اإلعر َّ
ابية أو اإلعراب َّ
سماه أحمد المتوكؿ.1
الوظيفي كما َّ
ينظر :أحمد المتوكؿ :قضايا المُّغة العربية في المّسانيات الوظيفيَّة (بنية المكونات أو التمثيل الصرفي التركيبي)، 1
ص.893
165
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
يتعمّؽ موضوع البحث بالدرجة األولى بتمخيص كتب "أحمد المتوكؿ" لمعرفة كؿ الخبايا
لمتعرؼ عمى نظرَّية النحو الوظيفي والوقوؼ عند بعض النقائص ،ويتطمَّب منا ىذا دراسة َّ
نقدية ُّ
وأثرىا في المُّغة العر َّبية.
9المبتدأ :تعريفو ،مقولتو ،إحاليتو ،موقعو ،خارجيتو ،إعرابو ،المبتدأ /المحور ،المبتدأ
/الذيؿ ،المبتدأ /البؤرة.
166
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
تناوؿ المتوكؿ قضايا عالجيا في إطار نظري لمنحو الوظيفي ،إذ اعتمد عمى ثالثة محاور
ىي:
أف المحور ىو المكوف الذي ثانيا :ؼ (فعؿ) س (اسـ) فا (فاعؿ) في المّغة العربيةَّ :
ً
الفعمية ،وأطمؽ المتوكؿ عمى الفرضيات التي تُ َخمِ ُ
ؼ ّ يتوسط بيف الفعؿ والفاعؿ في الجممة
التحميالت الثالثة :1فرضية الذيؿ ،فرضية الخفؽ ،فرضية المحور.
8اقتراحات مف الفكر المّغوي العربي القديـ لوصؼ ظاىرة "االستمزاـ التخاطبي" :أدمجيا
الحرفية والمستمزمة .تناوؿ فييا
ّ التداولية ،ومثؿ ليا بالقوة اإلنجازّية
ّ غوية
المتوكؿ في النماذج المّ ّ
اقتراحات حديثة ؿ جرايس ( )H. P. Griceوسيرؿ ( )J. searleوجوردف ( )Gordenوالكوؼ
( )G. Lakoffواقتراحات قديمة لمسكاكي ،وفي الفصؿ الثاني ربط بيف القوة اإلنجازَّية والنحو
الوظيفي ،وخاصة ما يتعمّؽ بنظرية أفعاؿ الكالـ.
3القوة اإلنجازية والوظائؼ :يضـ ظاىرتيف في المغة العر ّبية (ظاىرة االستفياـ وظاىرة
َّ
االستفيامية منيا استفياـ الحمؿ ،استفياـ العطؼ) .تتضمف الظاىرة األولى البؤرة في الجممة
المكوف ،االستفياـ و"استمزاماتو الحوارَّية داخؿ كؿ مف بؤرة الجديد وبؤرة المقابمة ،في حيف
ّ
167
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
تتضمف الظاىرة الثانية العطؼ في النحو الوظيفي بشتى أنواعو ( عطؼ الحدود ،عطؼ
الجمؿ ،العطؼ المتقاطع).
المحموالت ،عطؼ ُ
التخصيص الجيي.
التخصيص الزماني.
168
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
نافيا).
(صرفَةً نافية ،فعالً رابطًا ،فعالً رابطًا ً
إشكاؿ "ليس" ُ
َّ
الوظيفية، َّ
الحممية ،والخصائص الرابطية منيا :الخصائص َّ
وبيف خصائص الجمؿ َّ
أما الجمؿ التعيينية واشكاؿ الرابط فيتمثؿ في العالقات
ابطيةّ .
المكونية ،الجمؿ الر ّ
ِّ والخصائص
الحممية التعيينية ،وأىـ التراكيب داخؿ الجممة في النحو الوظيفي ،وبنيتيا اإلخبارية وتحديد
رتبتيا.
العربية:
ّ 4الجممة المرّكبة في المّغة
وتركيبا
ً معجما
ً وظيفيا لظواىر المُّغة العربية
ِّ تناوؿ المتوكؿ في كتابو ىذا تحميالً
َّ
الفعمية ،مع تصنيفيا والنظر إلى األوؿ عالج ظاىرة ِاشتقاؽ المحموالت
وتداوالً ،ففي المجاؿ ّ
ثـ إلى قواعد مقمصة كقاعدة "المنعكس" وقاعدة "المطاوع"
تأثيرىا في المحموؿ الداخؿَّ ،
وقاعدة "المبني لممجيوؿ" وقاعدة ِ"انصيار الحد" وقواعد موسَّعة لممحالَّ َّتية (كقواعد تكويف
المحموالت َّ
الدالة عمى التكثير والتعريض والتظاىر) ،وفي المجاؿ الثاني تناوؿ الوظيفتيف
التركيبيتيف الفاعؿ والمفعوؿ ،فيما دليالف عمى الوصؼ الكامؿ والشامؿ لمُّغة العربية ،عمى
مكوف المتقبؿ في التركيب ذات المحموؿ الثنائي والمستقبؿ في َّ
أف وظيفة المفعوؿ تسند إلى ّ
أما المجاؿ الثالث
مكوف المنفذَّ ،
التركيب ذات المحموؿ الثالثي ،أما وظيفة الفاعؿ تسند إلى ّ
درس فييا المتوكؿ ظاىرتيف؛ ىما:
َّ
التداولية (المبتدأ والذيؿ والمنادى والمحور والبؤرة). الظواىر المرتبطة بالوظائؼ
169
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
ُّ
األوؿ تنميط الجمؿ في المغة العر َّبية ،وذلؾ بعرضو ّ
ألىـ حاوؿ المتو ّكؿ في الفصؿ َّ
مقومات الجممة البسيطة المتضمنة لحمؿ واحد ،والجمؿ المرّكبة المتضمنة ألكثر مف حمؿ
الح ُموؿ
المدمجة منياُ :
الحموؿ غير ُوخصص الفصؿ الثاني لدراسة خصائص ُ ّ واحد،
بالح ُموؿ
المرتبطة ُ
فيعالج أىـ القضايا ُ
أما الفصؿ الثالث ُ
الح ُموؿ المعطوفةَّ ، االعتر َّ
اضية و ُ
الح ُموؿ الحدود.
الح ُموؿ أجزاء الحدود و ُ
المدمجة؛ منياُ :
َ
لسانيا حديث النشأةُ ،يعرؼ بالنحو الوظيفي ،مع اإلشارة إلى ً نموذجا
ً يقدـ ىذا الكتاب
المنيجية ومبادئو ،مف أجؿ وصؼ ظواىر المُّغة العر َّبية وتفسيرىا ،مقارًنا إياه
ّ أسسو النظرّية و
سانية غير الوظيفية ،أو المنحى الصوري الوصفي ،وربطو بالفكر المُّغوي العربي
بالنظريات المِّ َّ
وظيفية؛
ّ لغوية
أيضا تقديـ نماذج ّ
موضوعية ،وحاوؿ ً
ّ عممية
ّ القديـ نحوه وبالغتو وذلؾ بطريقة
َّ
النسقية ،ونموذج النحو الوظيفية ،نحو األدوار واإلحالة،
ّ منيا :البركمانتاكس ،التركيبات
الوظيفي.
الوظيفية
ّ الوظيفية والنمذجة،
ّ َّ
الوظيفية وبناء األنحاء والمتمثمة في وعالج في الفصؿ الثالث
َّ
الوظيفية لمجممة ،النحو الوظيفية تشمؿ كؿ مف (الوجية
ّ التحويمية ،األنحاء
ّ التوليدية
ّ في النظرّية
170
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
َّ
الوظيفية ،وىذه النماذج تتمثؿ في: الرابع فتناوؿ نماذج مف التحميالت
أما الفصؿ َّ
َّ
َّ
المعجمية :تشمؿ كؿ مف االشتقاؽ (المباشر وغير المباشر) ،وخصائص التحميالت
النسؽ االشتقاقي (اشتراؾ األوزاف ،ترادؼ األوزاف ،الثغرات) ،والمعجـ وقواعد تكويف المحموالت
الفعمية والمحموالت العمِّية ،والمحموالت المبنية لممجيوؿ.
َّ
صرفية
ّ داللية) و َّ
المركب (باعتباره بنية ّ منطقية
ّ رصد العالقة بيف الحد (بوصفو بنية
الحممية (البنية
ّ تركيبية) ،وأىـ القواعد (قواعد َّ
صياغة المرّكب) الكفيمة بنقؿ وحدات البنية ّ
التركيبية) ،بنقؿ الحدود إلى
ّ الصرفية
ّ المكو ّنية (البنية
ّ الداللية) إلى وحدات البنية
ّ المنطقية
ّ
َّ
النمطية. صياغة الكفاية
مرّكبات ويتـ عف طريؽ ّ
171
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
مقاربة لمتراكيب المبأرة في المّغة العربية ،عالج فييا مجموعة مف العناصر؛ ىي:
غوية مع تقديـ مجموعة مف التحميالت
خصائص البنيات المبأرة ،البنيات المبأرة في النماذج المّ ّ
َّ
الوظيفية لمبنيات المبأرة ،والتي تقوـ عمى فرضية أف البؤرة أنواع الموحدة و َّ
المميزة؛ المقاربة َّ
منيا :بؤرة الجديد ،بؤرة االنتقاء ،بؤرة الحصر ،بؤرة التثبيت ،بؤرة القمب.
اعتمادا عمى التمييز بيف ىذه األنواع مف البؤر ،قاـ بتحميؿ البنيات المفصولة والبنيات
ً
تداوليا ،تتضمف جميعيا معمومةً
ً المتصدرة والبنيات الحصرَّية عمى أساس َّأنيا بنيات مترادفة
ّ
َّ
الوظيفية (بؤرة الحد الحامؿ ليذه المعمومة
ّ منكر ورودىا ،فتسند إلى
ًا مترد ًدا في ورودىا أو
ّ
المقابمة).
يتضمف ىذا الكتاب مجموعة مف األفكار الرئيسة ،والنقاط األساسية التي تتمحور حوؿ
سعيا منيا لوضع مقاربة لقضايا المغة العربية مف منظور
ً النظريات المسانية الوظيفية
وظيفي ،والتي تنطمؽ مف الوظيفة األساسية لمغات الطبيعية المتمثمة في وظيفة التواصؿ
داخؿ المجتمعات البشرية .والنظرية المسانية الوظيفية التي اعتمدىا أحمد المتوكؿ ىي
"نظرية النحو الوظيفي" وتعتبر مف بيف النظريات المسانية التي تستقصي معرفة قضايا المغة
العربية في المسانيات الوظيفية ،والتي ستكوف موضوعا ليذا البحث.
172
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
والسبب الذي دفع أحمد المتوكؿ إلى اختيار ىذه النظرية ىو اعتماده عمى معياريف
أساسييف ىما:
ثانيا :مدى االستفادة التي يمكف أف تحصدىا المسانيات العربية مف دراسة ىذه القضايا
مف ناحية ،والنتائج المترتبة عف ىذه الدراسة عمى نظرية النحو الوظيفي مف ناحية أخرى.
َّ
منيجية تناوؿ فييا مبادئ النحو الوظيفي وتنظيـ نموذج مستعمؿ مقدمة
اعتمد عمى ّ
َّ
الطبيعية والنحو الوظيفي المحوسب. المُّغات
َّ
القضوية" تعريفات واصطالحات ،أنماطيا أما الفصؿ الثالث فبحث فيو عف "الوجوه
وتحققاتيا ،ووظائفيا ،واشكاالتيا.
الوجو القضوي :ىي العالقة التي تربط بيف المتخاطبيف ،والتي تكمف في الفعؿ المّغوي الذي ينجزه المتكمّـ حيف التمفظ .أحمد
المتوكؿ :قضايا المُّغة العربيَّة في المّسانيات الوظيفيَّة (البنية التحتيَّة أو التمثيل الداللي التداولي) ،ص.959
173
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
ِّ
يوضح المتوكؿ في ىذا الكتاب القواعد والمبادئ التي تضطمع بنقؿ البنية الداللية
التداولية إلى بنية مكونات ،وتوصؿ إلى أف خصائص المغات الطبيعية تتحدد في مستوييف
تمثيمييف؛ ىما :مستوى البنية الداللية التداولية ومستوى البنية الصرفية التركيبية.
الفصؿ الثاني :ييتـ ببناء المرّكب ،عرض فيو مجموعة مف النقاط ىي :مدخؿ ،نحو
تنميط لمحدود ،الحدود المشتقة مف اسـ الفاعؿ واسـ المفعوؿ والمصدر ،الحد االسمي
النموذجي :دوره وبنيتو ،الوظائؼ (وظائؼ الحد ووظائؼ داخؿ الحد) ،مف الحد إلى المركب
(انتقاء الرأس ونقؿ المخصِّص إلى ِّ
محدد واإلعراب).
174
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
بعد عرض المتوكؿ لمكتابيف األوليف "قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية"
(المتوكؿ ،)9996 9995الذي درس مجموعة مف الظواىر ،وأكد بأنيا تنحصر في مجاؿ
الجممة ال تتعداه ،رأى في المقابؿ أف بعض القضايا الجممية ال يمكف تناوليا إال إذا تمت
مقاربتيا في إطار خطاب متكامؿ ،ومف ىذه القضايا ،االستمزاـ الحواري ،وااللتباس بجميع
أنماطو ،واسناد الوظائؼ التداولية ،كالمحور ،والبؤرة ،ورتبة المكونات ،وتخصيص السمات
الجيية والزمنية.
الفصؿ األوؿ :تناوؿ "نحو الجممة ونحو النص :مف االختالؼ إلى االئتالؼ" وفؽ
العناصر اآلتية :الخطاب في النحو الوظيفي (مفيومو ،مجالو ،طبيعتو ،أنماطو ،الدراسات
َّ
الطبيعية، الخطابية الوظيفية) ،نحو الجممة يتمثؿ في القالب النحوي ونموذج مستعممي المُّغة
ّ
نحو الجممة ونحو ما بعد الجممة :نحواف أـ نحو واحد.
أما الفصؿ الثاني فعالج فيو بنية الخطاب وافتراض التماثؿ وفؽ البنية العامة
بمستوياتيا وطبقاتيا وعالقتيا ووظائفيا ،التماثؿ البنيوي بيف الجممة والنص مف االفتراضات
المتغير وعناصره البنية النموذج وأنماط الخطاب
والبنية النموذج والجممة والنص؛ الثابت و ّ
والبنية النموذج وأقساـ الخطاب والبنية النموذج والكممة ،البنية النموذج واشكاالت التمثيؿ
175
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
َّ
التحتية ال والقالبية وأنماط الخطاب وافتراض التماثؿ بيف البنية
قالبا مستق ً
يتمثؿ في التداوؿ ً
َّ
السطحية. والبنية
ثانيا :االقتصار عمى المبادئ نفسيا في وصؼ بنية كؿ مف ىذه المستويات األربعة.
يندرج موضوع ىذا الكتاب حوؿ االتجاه الوظيفي أو المنحى الوظيفي ،اتُيـ َّ
بأنو اتجاه
الطبيعية ،لكف المتوكؿ ّبرر ىذا وأ ّكد َّ
بأف ّ تقميصي ُيغفؿ البعد الصرفي التركيبي لمغات
التحتية لمعبارات المُّ َّ
غوية بشقييا الداللي والتداولي مف َّ نظرَّية النحو الوظيفي «نالت البنية
َّ
صرفية البحث والدراسة ما لـ تنمو قواعد التعبير المسؤولة عف نقؿ ىذه البنية إلى بنية
صوتية».1
َّ َّ
تركيبية
َّ
التحتية ومحاولة رفع االتياـ ،جاء المتوكؿ نظر ليذه المكانة التي ُمنيت بيا البنية
ًا
وظيفيا كالنحو الوظيفي وذلؾ
ً أف قضايا الصَّرؼ والتركيب في نحو َّ
موجو بمقاربة تقوـ عمى َّ
باالعتماد عمى "نحو الخطاب الوظيفي".
األوؿ :الوظيفة والتركيب (تعالؽ وتبعية) ،فييا :مدخؿ ،مجاؿ التركيب :بيف
الفصؿ َّ
المحدودية والشموؿ (الصرؼ والتركيب)؛ وظيفة المُّغة وبنيتيا والعناصر التي َّ
تطرؽ إلييا؛
ىي :مفيوـ الوظيفة (الوظيفة العالقة والوظيفة الدور) ،دور المُّغة :وظيفة أـ وظائؼ ،وظيفة
التركيب :القاعدة واالستثناء.
176
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
الفصؿ الثاني :الوظيفة وبناء األنحاء ،تناوؿ فييا :مدخؿ ،المبادئ العامة لمنحو
الوظيفي ،تنظيـ النحو.
أما الفصؿ الثالث :بنية الجممة فييا :مدخؿ ،حدود الجممة (بيف المركز والضواحي)،
البنية المعيار بمستوياتيا الثالثة (العالقي والتمثيمي والبنيوي) ،البنية المعيار بيف الثابت
التعجبية ،شبو
ّ امية ،أمرّية،
والمتغيِّر ومف ىذه المغيرات؛ نجد :متغيرات النمط الجممي (استفي ّ
الجممة) ،متغيرات نمط التركيب ،متغيرات نمط الخطاب؛ الطبقة اإلنجازية :قضايا لمبحث؛
منيا :االستمزاـ الحواري والمواحؽ اإلنجازية.
الرابع :تناوؿ بنية المرّكب االسمي تشمؿ عناصر؛ ىي :مدخؿ ،أنماط
والفصؿ َّ
ِّ
الخطية والمقاربة الطبقية. االسمية ،المركب االسمي :عمؽ وسطح؛ فييا المقاربة المركبات
ّ
إشكاالت وبعض الحموؿ ،نحو مقاربة أشمؿ :مف موازاة المركب لمحمؿ إلى موازاة المركب
لمجممة.
أما الفصؿ الخامس :البنية التركيبية وأنماط المُّغات .يشمؿ كؿ مف :المدخؿ ،المستوى
التطور المُّغوي.
أساسا لمتنميط ،الشفافية /الكتامة و ّ
ً البنيوي
حاوؿ المتوكؿ في ىذا الكتاب تشغيؿ نظرية النحو الوظيفي في دراسة المُّغة العر َّبية،
وتركيبا .وذلؾ باالنطالؽ مف الفكر المُّغوي التراثي
ً سعيا في تحقيؽ نسؽ المُّغة العر َّبية صرفًا
ً
وربطو بالدرس الوظيفي الحديث.
العامة
َّ األوؿ :المقاربة الوظيفية مبادئيا ومنيجيا ،تناوؿ فيو :المدخؿ؛ المبادئ
الفصؿ َّ
لمنحو الوظيفي .والمتمثمة في :أداتية المُّغة وظيفة المُّغة األداة المُّغة واالستعماؿ سياؽ
177
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
وتطور المُّغة
ُّ غوية األداتية وبنية المُّغة األداتية
االستعماؿ المُّغة والمستعمؿ القدرة المُّ َّ
غوية األداتية واكتساب المُّغة ،أداتية المُّغة وصياغة النحو :تناوؿ فييا
الكميات المُّ َّ
األداتية و َّ
مفيوـ النحو ،ومبدأ اإلنسجاـ وبناء النحو ،وظيفة التواصؿ وىندسة النحو ،الوظيفية بيف
المفيوـ والمصادؽ :تتمثؿ في النظرَّية الوظيفية المثمى.
دراسة ظواىر المُّغة العربية (الفصحى والدوارج) انطالقًا مف مبدأ تبعية البنية لموظيفة
وتفسيرا.
ً وصفًا
178
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
وضع جسر بيف التراث المغوي العربي القديـ (بالغة ،أصوؿ ،نحو ،فقو) وربطو
بالمّسانيات الحديثة.
تنميط المّغات الطبيعية (البشرّية) ومحاولة رصد مختمؼ التغيرات التي تط أر عمى لغة
ما أو عمى نمط لغوي ما ،عبر مراحؿ تطورىا.
األوؿ :النسؽ النموذج :ثابتو ومتغيراتو ،تناوؿ فيو :المدخؿ؛ ويتمثؿ في :مفيوـ
الفصؿ َّ
الخطاب ،أنماط الخطاب ،مقاربة الخطابات :نظريات أـ نظرَّية :تناوؿ فييا مقاربات سائدة،
ومقاربة لمتمحيص ،ثوابت البنية :تتمثؿ في أربع ثوابت ،ىي :ثوابت المستوى العالقي ،ثوابت
المستوى التمثيمي ،ثوابت المستوى الصرفي التركيبي ،ثوابت المستوى الفونولوجي ،متغيرات
النمط :تناوؿ فييا متغيرات المستوى العالقي ومتغيرات المستويات التابعة.
الفصؿ الثاني :القوة اإلنجازية مف االستمزاـ إلى التأصيؿ .عالج فييا مجموعة مف
العناصر ىي :مدخؿ ،المخصص الطبقي :تذكير ،القوة اإلنجازية األصؿ /القوة اإلنجازَّية
المستمزمة ،التمثيؿ لمقوة اإلنجازَّية يقوـ عمى التمثيؿ المساوي والتمثيؿ الموازي ،تأصيؿ
االستمزاـ ،القوة اإلنجازية األصوؿ في المُّغة العر َّبية.
الفصؿ الثالث :اإلحالة :األنماط والمقوالت :تناوؿ فيو مجموعة مف العناصر ىي:
مدخؿ ،مفيوـ اإلحالة ،اإلحالة في الفكر المُّغوي العربي القديـ :عالج فيو اإلحالة عند
النحاة اإلحالة عند األصولييف ،اإلحالة في نظرية النحو الوظيفي :يقوـ عمى عنصريف
179
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
ىما :اإلحالة في النموذج المعيار اإلحالة في نموذج نحو الخطاب الوظيفي؛ اإلحالة في
المنحى الوظيفي العربي؛ اإلحالة في المُّغة العر َّبية.
منيجية َّ
عممية لقراءة َّ إف اليدؼ مف مشروع المنحى المِّساني الوظيفي العربي ىو وضع
َّ
التراث الذي خمَّفو المفكروف العرب القدماء؛ نحاة وبالغيوف وأصوليوف ومفسروف وتتمثؿ ىذه
مقومات ثالثة؛ ىي: َّ
المنيجية في ِّ
تقويـ العالقة بيف النحو العربي (الفكر المُّغوي العربي) والنظريات المِّسانية الحديثة،
طبيعيا لمدراسات البالغية واألصولية
ً امتدادا
ً وذلؾ باعتبار المنحى الوظيفي العربي الحديث
و َّ
النحوية العربية القديمة.
المستثنى ،المعطوؼ:
األوؿ :المتصؿ والمنقطع ،تناوؿ فيو :مدخؿ ،النعتُ ،
الفصؿ َّ
خطابيا ،والمفصول.
ً تناوؿ فيو :المعطوؼ المتصؿ ،المعطوؼ المنقطع ،المعطوؼ فعالً
180
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
بنى المتوكؿ "المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي" عمى ثالثة أىداؼ؛ ىي:
الوصؼ والتفسير المُّغوياف والتأصيؿ واإلجراء.
األوؿ عمى بناء نحو وظيفي لمُّغة العر َّبية مف منظور تبعية البنية لموظيفة؛
يقوـ اليدؼ َّ
ويقوـ اليدؼ الثاني عمى ربط البحث المِّساني الوظيفي بالتراث المُّغوي العربي (بالغة،
أصوؿ ،فقو ،نحو)؛ أما اليدؼ الثالث فيقوـ عمى إدماج البحث المَّساني الوظيفي في التنمية
َّ
الحيوية ،كالتواصؿ، االقتصادية ،واستثمار نتائجو في المجاالت
ّ الثقافية ،و
االجتماعية ،و ّ
ّ
النفسية المُّ َّ
غوية. َّ وتعميـ المُّغات واالضطرابات
181
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
ييدؼ مف خالؿ ىذا البحث إلى نقؿ نظرَّية النحو الوظيفي مف التنظير إلى التطبيؽ،
قصد اختبار اإلمكانات التي تنتجيا أحدث نماذج ىذه النظرَّية.
األوؿ :المجاؿ أنساؽ التواصؿ وأنماطو ،عالج فيو مجموعة مف العناصر؛ ىي:
الفصؿ َّ
مدخؿ ،التخاطب /التواصؿ ،أنسؽ التواصؿ ،أنماط التواصؿ ،الخطاب الموسَّط المنقوؿ،
األنساقية ،الخطاب الموسَّط الممقَّف.
َّ الخطاب الموسَّط المترجـ ترجمة َّ
نسقية والترجمة
الفصؿ الثاني :المنيج مف التنظير إلى اإلجراء :عالج فييا مجموعة مف العناصر ىي:
دور والوظيفة عالقة والوظيفة
تتكوف مف :الوظيفة بوجوىيا الثالثة (الوظيفة ًامدخؿ ،المنطؽ ّ
غوية ،التنميط (تنميط المُّغات وتنميط الخطابات والتنميط والخطاب
الكميات المُّ َّ
جسر عبور)َّ ،
َّ
لسانية واحدة. قطاعية ونظرَّية
َّ الموسَّط) ،اليدؼ :يتكوف مف نظريات
الفصؿ الثالث :الجياز نموذج مستعمؿ المُّغة :تناوؿ فيو مجموعة مف العناصر ىي:
مدخؿ ،نحو الخطاب الوظيفي :النموذج النواة ،نحو الخطاب الوظيفي :النموذج الموسَّع،
َّ
الخصوصية ،الشموؿ ،العموـ ،الخطاب المباشر :تقوـ عمى عنصريف ىما :التمقي يتمثؿ في
المتزامف /التمقي المتباعد ،التمقي السميـ /التمقي المضطرب ،الخطاب الموسَّط ،منو
َّ
العينية ،الترجمة األنساقية ،الخطاب المنقوؿ. الترجمة البينية وتعميـ المُّغات ،الترجمة
َّ
الطبيعية وما الوظيفية المقارنة باستكشاؼ ما يؤالؼ بيف المّغات
ّ تيتـ الدراسات المّسانية
تطورىا ،وتتمثؿ
يخالؼ بينيا ،ودراسة مختمؼ التغيرات التي تط أر عمى لغة ما عبر مراحؿ ّ
ىذه المراحؿ فيما يمي:
182
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
محاولة التقعيد لظواىر لغة دوف غيرىا مف المّغات (وضع نحو خاص) ،وىو ما اىتـ
بو الفكر المغوي القديـ.
األوؿ :االنعكاس البنيوي ،عالج فيو مجموعة مف العناصر ،ىي :مدخؿ مف
الفصؿ َّ
الفصيمة إلى النمط تناوؿ فييا :الساللة /البنية ،أي بنية لمتنميط؟ ،التنميط األحادي /
التنميط المتكامؿ ،النمذجة في نظرَّية النحو الوظيفي :تناوؿ فيو :نحو الخطاب الوظيفي:
تذكير ،نحو الخطاب الوظيفي الموسَّع ،مبدأ االنعكاس يقوـ عمى مستويات االنعكاس
واتجاىو ،وحيوز االنعكاس ووسائمو منو االنعكاس العالقي واالنعكاس التمثيمي.
الفصؿ الثاني :االنعكاس البنيوي والمقارنة .عالج فييا مجموعة مف العناصر ىي:
مدخؿ ،االنعكاس البنيوي وتنميط المُّغات ،يتمثؿ في :معايير التنميط ،معايير مقترحة ،نحو
إطار متكامؿ لمتنميط ،االنعكاس في المُّغة العر َّبية ولغات أخرى ،االنعكاس البنيوي وتنميط
الخطابات :يتكوف مف تنميطات متداولة ،إرىاصات مف أصوؿ الفقو ،االنعكاس البنيوي :مف
افية المُّغة.
المُّغة إلى الخطاب ،االنعكاس البنيوي والمعايير األخرى ،شفَّافية الخطاب /شفَّ َّ
183
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
َّ
التحويمية عف أطروحة كبيرة؛ ىي فكرة "النحو الكمي" التي َّ
التوليدية دافعت المّسانيات
تعد أساس الممكة المِّ َّ
سانية العامة ،وقد اختمؼ ىذا النحو بوسائؿ ربطو باألنحاء "الخاصَّة" ُّ
ِّ
والنماذج التي أفرزتيا ىذه النظرَّية .في حيف عرؼ الحقؿ المساني أبحاثًا تُ َ
جمع تحت
النمطية" تناقش فكرة النحو الكمي ،خاصة ما يتعمؽ بإسقاط خصائص لغة َّ
معينة َّ "األنحاء
وظيفيا بعيدة كؿ البعد عف ىذا
ً عمى باقي المُّغات ،وكانت األبحاث المّسانية المتوجية توجيًا
طا بيف َّ
الكمية النقاش .ىذا ما دفع أحمد المتوكؿ إلى بناء نحو كمي وظيفي يقؼ موقفًا وس ً
َّ
النمطية. َّ
النمطية بيدؼ بموغ الكفاية المطمقة والنسبية
َّ
الخطابية النموذج ونحو الطبقات القالبي، األوؿ :مف الكميات التو َّ
اصمية البنية الفصؿ َّ
تناوؿ فيو :اإلشكاؿ ،هدف واحد :القدرة التواصليَّة ،ويتمثؿ في :القدرة التو َّ
اصمية قدرة
شاممة والقدرة التو َّ
اصمية قدرة واحدة.
النمطيَّة :ىي مجموعة مف المُّغات تنتمي إلى نمط لغوي معيَّف .محمد األوراغي :الوسائط المُّغويَّة أفول المِّسانيات الكميَّة،
ج ،8دار األماف 4 ،زنقة المامونية ،الرباط ،ط ،8093 ،8ص.80
184
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
المعمـ والبنية
َّ ● مقاربة واحدة :البنية الخطابية النموذج :تتمثؿ في افتراض التماثؿ
النموذج.
● نحو جياز واصؼ واحد :تناوؿ فييا نحو وظيفي موحد :نموذج مستعممي المُّغة
َّ
الوظيفية. الطبيعية ،إطار نظري موحد :نظرَّية التواصؿ
َّ
نحو الطبقات القالبي مف الكمي إلى الخاص .عالج فييا مجموعة مف
الفصؿ الثانيُ :
العناصر ىي :الكميات /الجوامع /الخصائص.
الفصؿ الثالث :نموذج مستعممي المُّغة وافتراض التماثؿ وتناوؿ فيو مجموعة مف
العناصر ىي:
وتطورىا.
ّ ● افتراض التماثؿ البنيوي تناوؿ عنصريف :األطروحة ومصدرىا
َّ
الخطابية مفيوميا وسمميتيا، ● افتراض التماثؿ البنيوي وأقساـ الخطاب :عالج فيو:
تحقؽ البنية النموذج ووسائطو.
185
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
الفصؿ الخامس :نموذج مستعممي المُّغة وأنماط الخطاب :يتمثؿ في العناصر اآلتية:
● تنميط ال خطابات (نحو إعادة لمتأسيس) :عالج فييا عنصريف ىما :الخطاب
وتصنيؼ الخطابات في النحو الوظيفي (تذكير) ،ونموذج مستعممي المّغة وتنميط الخطابات.
ُّ
التوجو، نموذجا :وعناصره ىي :السرد (تعريؼ ّأولي) ،النمط /
ً ● الخطاب السردي
نموذج مستعممي المّغة في الخطاب السردي؛
186
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
َّ
الوظيفية عند "أحمد تحميمية لمِّسانيات
َّ عرضنا في المباحث السَّابقة قراءة و َّ
صفية
ِّ
مرجعيا ييدؼ إلى بناء فكرة إطار
المتوكؿ" ،واخترنا ىذا النوع مف القراءة حتى يكوف ىذا ًا
أساسيا لعممية النقد والتقييـ.
ً عامة ومنطمقًا
َّ
أحمد المتوكؿ :الخطاب وخصائص المُّغة العربيَّة (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط) ،ص.98 99 1
187
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
بأف الوظيفَّية ظيرت في النحو العربي منذ العصر القديـ وىو ما صرح بو أحمد
وقالوا َّ
المتوكؿ إذ يرى أف الفكر النحو فكر وظيفي في مفاىيمو ومنيجو وقضاياه ،1وما الحظناه َّ
أف
تصوره
ّ تصور النحاة القدامى ،مثاؿ ذلؾ
ّ َّ
النحوية تختمؼ عف تصوره لكثير مف المفاىيـ
أف وظيفتو تكمف في موقعو خارج اإلطار الحممي. َّ
تداولية ،أي َّ لوظيفة المبتدأ الذي لو وظيفة
َّ
الموضوعية ،وىو ما َّ
العممية و بعد قراءتنا لكتب "أحمد المتوكؿ" وجدنا َّأنو تحققت فيو
ييتدي إلى ِاستمياـ معاني األصالة مف خالؿ جيود عمماء التراث ،ومحاولة تفسيرىا في
ضوء الترابط بيف الماضي والحاضر .2واآلف نريد البحث عف َّ
كيفية تعاممو مع المفاىيـ
َّ
وكيفية تطبيقيا عمى التراث المّغوي العربي القديـ أي كيفية بناء نحو َّ
الوظيفية الحديثة َّ
النحوية
وظيفي لمّغة العربية ،والنقد الموجو لو يتمثؿ في النقاط اآلتية:
ينظر :أحمد المتو ّكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص 965إلى ص.890 1
ينظر :محمد عبَّاس :األبعاد اإلبداعيَّة في منهج عبد القاهر الجرجاني ،دار الفكر دمشؽ ،ط ،9999 ،9ص 7 2
.8
188
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
العربية
ّ النحو العربي (في قضايا نحو الخطاب الوظيفي) ،اإلستمزاـ التخاطبي :بيف البالغة
ودوف في مضامنيـ شواىد ونصوص مف كتب النحاة ،فبَّيف بذلؾ
والتداوليات الحديثةَّ .
َّ
وظيفية ،وكاف بإمكانو أف يسمى إنجازه المنيج الوظيفي الذي يدرس الظواىر المُّ َّ
غوية دراسة
التداولية القائـ عمى مبدأ
ّ بمسميات أخرى مثؿ الفكر المُّغوي العربي ،وذلؾ لتحقيؽ األىداؼ
مقررات منيجو وفرضياتو.
االستعماؿ المّغوي لكي ينسجـ مع ّ
تقوـ نظرَّية النحو الوظيفي عمى مبدأ تبعية البنية لوظيفة التواصؿ لرصد ظواىرىا في
التطور« ،مقارًنا َّإياىا بالمُّغات التي تُنامطيا والمّغات المنتمية إلى أنماط
ُّ التزامف وفي
الموسط ،ص.9
ّ أحمد المتوكؿ :الخطاب 1
ينظر :أحمد المتوكؿ :المّسانيات الوظيفيَّة (مدخل نظري) ،ص 94إلى ص.96 2
ينظر :أحمد المتوكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص.99 3
189
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
ينظرِ :عّز الديف البوشيخي :التواصل المُّغوي (مقاربة لسانيَّة وظيفيَّة) ،ص 99إلى ص.999 1
190
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
ثـ تتزايد
تعدد التأويالت والمدلوالت ،ومف َّ
تعددت ىذه المصطمحات مع ّ ِّ
عممياّ ، مضبوطة
العممية وىو ما أدى إلى صعوبة الفيـ ،وبالتالي أصبح ىذا المصطمح المّساني
ّ الفوضى
ضحية ،إذ نجد َّ
أف المتوكؿ استخدـ ّ كبير أماـ َّ
الدارس والباحث العربي الذي أصبح عائقًا ًا
محددة ،بؿ ىي عبارة عف مصطمحات
قدـ مفاىيـ ّ
مصطمحات ليست ليا معنى دقيؽ وال تُ ّ
فنية وترجمات مختمفة.
ّ
َّ
التداولية أَورد عناويف ُكتب ،وكتبيا كعناصر في كتب أخرى؛ مثؿ :كتاب "الوظائؼ
َّ
الوظيفية (مدخؿ في المُّغة العر َّبية" ثَُّـ َعنونو كعنصر في ُكتُب منيا :كتاب "المّسانيات
نظري)" ص ،858 845وكتاب "المنحى الوظيفي في الفكر المُّغوي العربي (األصوؿ
واالمتداد)" ص98 99؛ "الوظيفة والبنية" ىو عنواف كتاب وأعاد كتابتو كعنصر في كتاب
َّ
الوظيفية (مدخؿ نظري)" ص.89 58 "المّسانيات
● صوغ النظريات القديمة في قالب جديد يتيح المقارنة بينيا وبيف الحديث مف
النظريات.
● تطعيـ النظرَّية المّسانية الحديثة والعامة بروافد نظرّية جديدة قد تثبت ما اتفؽ عميو
في الغرب ،وقد تدحضو.
191
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
َّ
الوظيفية المتوكمية في تعاممو مع النحو الوظيفي الديكي تميزت الكتابة النحوية
لقد ّ
َّ
السطحية في تناوؿ المفاىيـ اضحا ،وكذلؾ
تحديدا و ً
ً بعدـ تحديد مفاىيـ وأسس النظرَّية
َّ
الوظيفية. والمبادئ المِّ َّ
سانية
وىذا التطبيؽ عمى المُّغة العر َّبية كما تقوؿ نعيمة الزىري« :لـ يقتصر المتوكؿ عمى
البحث في قضايا المُّغة العر َّبية بؿ تصدى لمشاكؿ وقضايا فروعيا الدوارج ،خاصة المتواجدة
منيا في المغرب ،قصد استكشاؼ خباياىا وبغية وضع أنحاء ليا ،مستيدفًا بذلؾ تمحيص
النمطية» ،2أي يتـ ىذا
َّ مدى استجابة نظرية النحو الوظيفي ألحد مطامحيا الكبرى :الكفاية
اإلنسانية،
ّ نعيمة الزىري :النحو الوظيفي والمُّغة العربيَّة "ندوة تكريميَّة لألستاذ أحمد المتوكل" ،كمية اآلداب والعموـ 2
سمسمة ندوات ومناظرات رقـ ،96عيف الشؽ ،الدار البيضاء المغرب ،ط ،8005 ،9ص.7
192
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
قدـ "المتوكؿ" أوفى قراءة لمفكر النحوي العربي عبر تأليفو لكتبو ،إذ َّ
تمكف مف لقد َّ
َّ
النحوية. أما الكتب األخرى فقد خصَّصيا لدراسة قضايا وظواىر المُّغة العر َّبية منيا
َّ
َّ
وظيفية َّ
نحوية لقد حاوؿ "المتوكؿ" أف يق أر التراث المُّغوي العربي ِانطالقًا مف نظرَّية
غربية حديثة ،مثمما فعؿ الغربيوف مع تراثيـ ،وىو ىدؼ مف أىداؼ مشروعو المّساني كما
بأف المتتبع لكتابات المتوكؿ منذ الثمانينات يجد َّأنو في بداية
يرى حافظ إسماعيمي عموي َّ
األمر حاوؿ وضع لَبَِنة أولى إلعادة قراءة التراث العربي القديـ.
193
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
َّ
وظيفية فقط ،بؿ تجاوز ذلؾ ثانيا :ىذا المشروع ليست غايتو دراسة المُّغة العر َّبية دراسة
ً
إلى محاولة تطعيـ النحو الوظيفي بآليات وتقنيات تحميؿ تسيـ في تطور ىذا النموذج.1
وظيفيا وصورًيا
ً ميما وىو :كيؼ يمكف لمنحو الواحد أف يكوف
فطرح "المتوكؿ" سؤاالً ً
الوظيفية (مدخؿ نظري)".2
ّ في الوقت ذاتو؟ وىو ما أجاب عميو في كتابو "المّسانيات
وحسف نشره
سماه المنيج الوظيفيُ ،
ضؿ "أحمد المتوكؿ" ال يقتصر عمى تمثُؿ ما َّ َّ
إف فَ َ
والتمثيؿ لو بشواىد مف الفصحى والدوارج ،بؿ يتجاوزه إلى محاولة تطبيؽ ىذه النظرَّية عمى
التغيرات التي تط أر عميو ،وىو ما َّ
قدمو في مؤلفو التراث النحوي العربي ،والبحث عف مختمؼ ّ
التطور)" ،الذي يقوـ عمى التحميؿ التاريخي
الوظيفية المقارنة (دراسة في التنميط و ُّ
ّ "المّسانيات
عمما َّ
أف َّ
الوظيفية بإشكاليات عدـ التنبو الستخداـ ىذا المصطمحً ، لقد جاء ِارتباط مقولة
معرفية تتسـ بالضبط والتحديد ،ذلؾ َّأنيا تم ّكف الباحث أو َّ
الدارس مف َّ ألي نظرَّية
التأسيس ِّ
محدد ،وتقؼ عمى أىـ ُّ
التغيرات التي اإلحاطة بالظواىر والقضايا التي تعالج ضمف إطار ّ
َّ
وتطبيقية ،وىذا يشمؿ مرت نظرَّية النحو الوظيفي ،وما رافقو مف معارؼ وطروحات نظرَّية
َّ
194
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
المتتبع لكتبو يجد عدـ ذكر المصادر بالتفصيؿ التي إنجاز المتو ّكؿ ومشروعو الوظيفي ،و ّ
البحثية ،سواء أكانت عر َّبية أـ غر َّبية ،فيو ذكر مف المصادر التر َّ
اثية َّ ِاستقى منيا مادتو
(الخميؿ ،سيبويو ،ابف جني ،الجرجاني ،السيوطي ،السكاكي ،الزمخشري ،ابف فارس،
َّ
التحتية َّ
الوظيفية (البنية القرطبي) ،ولـ يذكرىا في كتبو ("قضايا المُّغة العر َّبية في المّسانيات
المكونات
ّ َّ
الوظيفية (بنية أو التمثيؿ الداللي التداولي)" " ،قضايا المُّغة العر َّبية في المّسانيات
َّ
الوظيفية (بنية الخطاب أو التمثيؿ الصرفي التركيبي)" " ،قضايا المُّغة العر َّبية في المِّسانيات
وظيفية َّ
موحدة لتحميؿ النصوص َّ مف الجممة إلى النص)" " ،الخطاب الموسَّط (مقاربة
النمطية") ،في حيف يؤكد َّأنو بصدد وصؿ
َّ َّ
الوظيفية بيف الكمية و والترجمة وتعميـ المُّغات)"" ،
نظرَّية النحو الوظيفي بالتراث العربي ،وبالخصوص النحو العربي ،وحيف َّ
يتحدث "المتو ّكؿ"
َّ
التركيبية والعالقات َّ
الداللية والوظائؼ عف الوظائؼ في التحميؿ الوظيفي ،مثؿ الوظائؼ
األصمية .1ولـ يقتصر ىذا األمر مؤلؼ واحد ،بؿ
َّ االستبدالية َّ
فإنو ال يشير إلى مصادرىا َّ
أف ىذا العمؿ يتمثَّؿ في إغناء لسانيات المُّغة العر َّبية، تجاوز ذلؾ إلى ِّ
جؿ المؤلفات ،إذ يرى َّ
وتركيبيات ىذه المُّغة وتطعيـ
َّ وظيفية لظواىر ُّ
نعدىا مركزَّية بالنسبة لدالليات َّ بتقديـ أوصاؼ
النحو الوظيفي ،كمَّما مسَّت الحاجة إلى ذلؾ ،بمفاىيـ يقتضييا الوصؼ الكافي ليذه الظاىرة
أمر غير مقصود ،فأراد أف أوتمؾ ،2ويبدو َّ
أف عدـ ذكر المتو ّكؿ لمصادره بالتفصيؿ لـ يكف ًا
ينتج «مقاربة تقوـ عمى التوفيؽ بيف القديـ والحديث» ،3مف غير أف يعتمد عمى مصادر
متنوعة ومتعددة وبدقّة محكمة واَّنما استند إلى بعض اآلراء التي تبنتيا النظرَّية وىو اجتياد
ّ
الدارسوف يقوؿ في كتابو المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصوؿ يعترؼ بو َّ
وحافز لممضي في المنحى
ًا واالمتداد) «أسمى آمالنا أف تُتَخذ حصيمة ىذا البحث منطمقًا
الرابع.
ينظر :أحمد المتو ّكؿ :المّسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،الفصؿ َّ
1
ينظر :أحمد المتوكؿ :دراسات في نحو المُّغة العربيَّة الوظيفي ،ص.6 2
195
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
الوصفية والتفسيرَّية
َّ لسانيات غر َّبية تأخذ آراء لغوييو ونماذج منظريو القائمة عمى
لتطبيقيا عمى المُّغة.
لسانيات تر َّ
اثية التي ترتؿ قواعد النحو العربي وخاصة ما وضع منيا في عصور
الجمود المُّغوي.
َّ
الوظيفية مدخؿ ولقد جاءت كتابات "المتو ّكؿ" ضمف ىذا التقسيـ ،فكتبو ("المّسانيات
َّ
الوظيفية المقارنة (دراسة في التنميط النمطية"" ،المِّسانيات
َّ َّ
الكمية و َّ
"الوظيفية بيف نظري"،
التطور)"" ،التركيبات الوظيفية (قضايا ومقاربات)" .يمكف تصنيفيا عمى َّأنيا تندرج في
و ّ
أما كتبو األخرى تندرج ضمف لسانيات التراث والذي ييدؼ إلى
إطار المّسانيات الحديثةَّ ،
مرجعا
ً ربط البحث المِّساني الوظيفي العربي بالتراث (بالغتو ونحوه وأصوؿ فقيو) باعتباره
عممية لقراءةَّ َّ
منيجية ومصدر لالقتراض واالغتناءَ .3يعنِي ىذا محاولة وضع
ًا لالحتجاج
التراث الذي خمَّفوُ المفكروف العرب القدماء خاصةً ُكتُُبوُ ("مسائؿ النحو العربي"" ،المنحى
الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصوؿ واالمتداد)"" ،الخطاب وخصائص المُّغة العر َّبية"،
َّ
الوظيفية الغربية "الخطاب الموسَّط") ،وكاف اليدؼ مف ىذا ىو مقاربة النظرَّية المِّ َّ
سانية
أحمد المتو ّكؿ :المنحى الوظيفي في الفكر المّغوي العربي (األصول واالمتداد) ،ص.889 1
رجاني ،ص.99
ّ الج
ينظر :أحمد المتوكؿ :نحو قراءة جديدة لنظريَّة النظم عند ُ
2
الموسط ،ص.9
ّ أحمد المتو ّكؿ :الخطاب 3
196
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
أنظمة المُّغة العر َّبية عبر مقاربة البحث الوظيفي بالتراث المُّغوي العربي ،و ُّ
التعرؼ عمى
تراكيبيا .فالناظر إلى نموذجو يجد َّأنو ُّ
ييتـ بالجممة العر َّبية وىي بوابة يمج إلييا المحدثوف
الوظيفية ِانطالقًا مف نظرية السياؽ الفير َّثية
َّ في دراسة النحو العربي ،لكنو في المقابؿ َّ
شكؿ
بالوظيفية ىو الذي جعؿ ُكتُبو خالية مف معمومات وافية عف التركيب أي َّأنو
َّ واىتمامو الشديد
لـ يراعي طبيعة التركيب في المغة العربية .فكيؼ يمكف قراءة تموضع نظرية النحو الوظيفي
كبير وجعميا بديالً عف نظرية النحو العربي التقميدي؟ إذا كاف
إيمانا ًا ِّ
المتوكؿ ً التي آمف بيا
تبية الستة في المُّغة
الر َّ
المتعدد القائـ عمى البنى ُّ
ّ عممو قد أىمؿ النمط المُّغوي العربي
العر َّبية :1فعؿ فاعؿ مفعوؿ /فاعؿ فعؿ مفعوؿ /فعؿ مفعوؿ فاعؿ /مفعوؿ
فعؿ فاعؿ /مفعوؿ فاعؿ فعؿ /فاعؿ مفعوؿ فعؿ.
وىو ما عرفناه مف خالؿ تحميالتو لبعض قضايا المُّغة العر َّبية ،وكذا ُّ
التعرؼ عميو مف
َّ خالؿ عناويف مؤلفاتو ،فما كتبو حوؿ بعض القضايا َّ
النظرَّية و
المنيجية ،مخصَّصة لظواىر
اىتـ َّ
الوظيفية التي َّ لغوية َّ
محددة ،ترتبط بشكؿ خاص بالقضايا التي تتقاطع مع التحميالت َّ
َّ
الوظيفية عند المتوكؿ ،ومع بيا "سيموف ديؾ" ،وتعبِّر ىذه المؤلفات عف التجربة المِّ َّ
سانية
ذلؾ بقيت تشتغؿ في حدود النحو الوظيفي ،وىذا ما جعؿ "المتو ّكؿ" في أغمب تحميالتو
«حبيس لتحميالت ديؾ».2
َّ
النقدية ىو: وما يمكف مالحظتو بعد ىذه الدراسة
تعود بدايات االىتماـ باالتجاه النحوي الوظيفي إلى مدرسة براغ عاـ 8791ـ.
حافظ إسماعيمي عموي :المّسانيات في الثقافة العربيَّة المعاصرة ،ص 884إلى ص.899 1
197
الفصل الرابع ............................................................. :نقد وتقييم
َّ
الوظيفية لكؿ مف مدرسة براغ ومدرسة إ َّف تصور "سيموف ديؾ" تعكس الرؤية
َّ
الوظيفية. كوبنياجف ومدرسة لندف ،وىذا ما جعمو ُيقمّص ىذه النظريات
198
خاتمة
خاتمة:
تناول البحث "الكفاية التفسيرَّية" في النحو الوظيفي ،وتحديد اتجاىو وما تحممو من
ومكونات ،لمعرفة الجياز الواصف ونماذجيا سواء كان ذلك في المستوى الداللي أوّ عناصر
المستوى التركيبي أو المستوى التداولي ،والبحث عن كيفية تطبيقيا عمى األبنية العر َّبية،
وحاول المتوكل أن يبرز بعض المفاىيم والتحميالت المتعمّقة بنظرّية النحو الوظيفي ،والذي
َّ
وظيفية َّ
لسانية سعى فيو لمحاورة التراث المُّغوي العربي القديم ،واستثماره عن طريق نظرَّيات
منيا نظرَّية النحو الوظيفي .وقد استطاع أن يتجاوز الصراع المفتعل بين التراث العربي
والمِّسانيات الغر َّبية ،بيدف الوصول إلى آليات إستراتيجية تفسِّر اليدف والموضوع والجياز
الواصف والمقاربة.
وقد جاءت خاتمة ىذا البحث لتختزل النتائج التي أفضى إلييا ،والمتمثمة في الجوانب
َّ رفية (النظرَّية) و
التطبيقية نوجزىا في اآلتي: المع َّ
العامة:
َّ 1النتائج
َّ
أساسية ىامة ،إذ َّأنيا ِاىتمت بتغطية جوانب َّ
لسانية َّ ُّ
تعد نظرية النحو الوظيفي نظرَّية
في الظاىرة المّ َّ
غوية وقضاياىا.
الطبيعية ِّ
تحددىا الظروف َّ َّ
البنيوية لمغات تعتبر نظرَّية النحو الوظيفي الخصائص
َّ
المقامية التي أنجزت فييا.
022
خاتمة
تسعى الكفاية التفسيرَّية إلى بموغ ثالث أنواع من الكفايات ،والمتمثمة في الكفاية
َّ
النمطية. َّ
النفسية والكفاية التداولية والكفاية
حقيقيا لمبحث
ً كانت أبحاث "أحمد المتوكل" في ظواىر وقضايا المُّغة العر َّبية ،منطمقًا
عنيا في كفايتيا التفسيرَّية.
َّ
لموظيفية. كانت أعمال "سيمون ديك" و"أحمد المتوكل" بمثابة الدعم الحقيقي
022
خاتمة
الخاصة:
َّ 2النتائج
َّ
وظيفية. الوظيفية بدراسة نظام المُّغة دراسة
َّ تيتم المدرسة
ّ
َّ
النحوية +القدرة يتمثّل موضوع نظرَّية النحو الوظيفي في القدرة التو َّ
اصمية (القدرة
َّ
الطبيعية. التداولية)ِ ،انطالقًا من نموذج مستعممي المُّغات
َّ
ت ِ
صل نظرَّية النحو الوظيفي َّ
حد التكامل ،إذا توفرت فييا مجموعة من الكفايات
َّ
المنطقية). اكية، (المعرفية ،المُّ َّ
غوية ،اإلدر َّ َّ
مصطمح النحو الوظيفي يسعى إلى تحقيق اليدف التواصمي وذلك عن طريق التفاعل
االجتماعي.
َّ
لموظيفية ،الذي صاغتو نظرية أىم مبدأ في بناء الجياز الواصف ىو َّ
تبعية البنية
النحو الوظيفي ،فيو أقرب المبادئ اإلجر َّ
ائية في التطبيق ،واستثمار ىذا المبدأ الوظيفي في
دراسة قضايا المُّغة العر َّبية ،يسيم في وصفيا وتفسيرىا.
َّ
البنيوية. َّ
الوظيفية لمغات خصائصيا ِّ
تحدد الخصائص
َّ
مكونية. َّ
وظيفية ،بنية تشتق الجممة وفق ثالث بنيات ىي :بنية َّ
حممية ،بنية
020
خاتمة
َّ
أساسية ىي :المسند والمسند إليو وعالقات اإلسناد التي تربط تقوم الجممة عمى بنية
بينيما.
-يقوم تفسير المتو ّكل لظاىرة اإلعراب في المُّغة العر َّبية عمى مبدأ تبعية البنية لموظيفة.
-رغم التعديالت التي مسَّت الجممة العر َّبية إالَّ َّأنيا بقيت عمى مبدأىا العام وىو تبعية
البنية لموظيفة.
َّ
الوظيفية عند مدرسة براغ عمى أساس صوتي. نشأت
َّ
الوظيفية عند مدرسة كوبنياجن عمى أساس رياضي منطقي. نشأت
َّ
الوظيفية عند مدرسة لندن عمى أساس سياقي. نشأت
َّ
الوظيفية عند مدرسة "سيمون ديك" و"أحمد المتوكل" عمى أساس الوظيفة نشأت
اإلعر َّ
ابية.
تتمثَّل الكفاية التفسيرَّية عند "سيمون ديك" في َّأنو قام بتقميص النظريات المِّ َّ
سانية
َّ
الوظيفية.
َّ
الوظيفية التصور الوظيفي عند المتوكل ُّ
مرده إلى المدارس ُّ العجز الموجود في
الغر َّبية.
تقوم نظرَّية النحو الوظيفي في ثقافتنا العر َّبية عمى البحث عن التراث المُّغوي العربي،
خالصا وىو ما
ً نحويا عربِّيا
ِّ نموذجا
ً تقدم ِانطالقًا من النظريات المِّ َّ
سانية الغر َّبية ،لكنيا لم ِّ
حصل لألستاذ الدكتور "أحمد المتو ّكل".
022
خاتمة
َّ
الطبيعية وتفسيرىا باالعتماد يسعى النحو الوظيفي إلى وصف خصائص المُّغات
(الصرفية التركيبية) ،لمعبارة المُّ َّ
غوية لخصائصيا َّ عمى مبدأ َّ
تبعية الخصائص البنيوية
َّ
التداولية). َّ
الوظيفية (الداللية و
قدميا المتوكل في كتبو ،لم تتناول كل قضايا المُّغة العر َّبية ،بل
إن التحميالت التي َّ
َّ
تناولت البعض منيا ،وليذا أصبحت نظرَّية قاصرة.
َّ
إن جل كتب "أحمد المتوكل" تعاني من االلتباس والغموض ،الذي يشكوا منو القارئ
العربي.
022
المــــالحق
1المولد والنشأة:
ولد الدكتور أحمد المتوكؿ في الرباط ،في أوائؿ األربعينيات ،درس في ثانوية موالي
يوسؼ بالرباط أيف حصؿ عمى البكالوريا ،ثـ انتقؿ إلى الدراسة في كمية اآلداب قسـ المغة
الفرنسية وآدابيا ،حيث ناؿ اإلجازة في األدب والمغة الفرنسييف ،ثـ حضر دكتوراه السمؾ
الثالث في المغويات في نفس القسـ ،وكاف موضوع رسالتو( :أفعاؿ االتجاه في المغة
الفرنسية) تناوليا في إطار المقاربة السيميائية التي يرأسيا غريماس في فرنسا ،وبعد ذلؾ ىيأ
داخؿ القسـ العربي شيادة في األدب المقارف ،ثـ حضر دكتوراه الدولة في المسانيات ،وكاف
موضوع ىذه األطروحة التي أشرؼ عمييا غريماس( :نظرية المعنى في الفكر المغوي العربي
القديـ) وطبعت األطروحة في المغرب بالمغة الفرنسية ،واآلف يحضر طالب مف طمبة كمية
اآلداب بالدار البيضاء عيف الشؽ؛ دكتوراه وطنية في ترجمة ىذا الكتاب إلى المغة العربية،
والتقديـ لو بدراسة عف آراء أحمد المتوكؿ في العالقة بيف القديـ والحديث؛ فيما يخص الدرس
المغوي.
درس الدكتور "أحمد المتوكؿ" في كمية اآلداب جامعة محمد الخامس بالرباط في
القسميف الفرنسي والعربي ،وكاف يدرس التداوليات ،ثـ تخصص في تدريس النحو الوظيفي؛
خاصة مدرسة امسترداـ التي كاف أوؿ روادىا األستاذ سيموف ديؾ اليولندي.
األوؿ؛ محور العالقة بيف الفكر المغوي القديـ والدرس المغوي الحديث ،والمحور الثاني؛
وصؼ وتفسير ظواىر المغة العربية مف منظور نظرية النحو الوظيفي وامكاف توظيؼ ىذه
603
المــــالحق
النظرية في مجا الت أخرى غير مجاؿ وصؼ المغات ،كما يسمى بالمجاالت القطاعية،
ونقصد بيا ديداكتيؾ تعميـ المغات وتحميؿ النصوص عمى اختالؼ أنماطيا واالضطرابات
المغوية النفسية إلى غير ذلؾ مف القطاعات.
يشتغؿ الدكتور "أحمد المتوكؿ" منصب عضو دائـ في الجمعية الدولية لمتداوليات
( )IPRAوعضو في لجنتيا االستشارية ،وعضو في اتحاد المسانييف المغاربة .وقد شارؾ في
َّ
ودولية نوردىا كاآلتي: َّ
وطنية َّ
عدة ممتقيات
604
المــــالحق
كما شارؾ في الممتقى المساني الدولي الذي انعقد بمدينة بوخاريست (رومانيا) سنة
.4654وفي الممتقى المساني حوؿ الفكر المُّغوي العربي الذي جرت أشغالو بمدينة واشنطف
بالوالية المتحدة سنة .4661
3مؤلفاته:
أ بالعربية:
•( )6791نحو قراءة جديدة لنظريَّة النظن عند الجرجاني "أعوال اللّقاء الوغربي
األ َّول للّسانيات والسيويائيات 61 61أبريل 6791الرّباط ،هنشورات كليّة اآلداب والعلوم
اإلنسانيَّة الرّباط.
( )1977قراءة جديدة لنظرية النظـ عند الجرجاني ،مجمة كمية اآلداب،
( )1986دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي .الدار البيضاء :دار الثقافة.
ينظر :نعيمة الزىري :النحو الوظيفي والمُّغة العربيَّة "ندوة تكريميَّة لألستاذ أحمد المتوكل" ،ص 44إلى ص.41 1
605
المــــالحق
( )1987أ :مف البنية الحممية إلى البنية المكونية :الوظيفة المفعوؿ في المغة
( )1993الوظيفة والبنية :مقاربة وظيفية لبعض قضايا التركيب في المغة
اآلداب.
( )1995قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية :البنية التحتية أو التمثيؿ
(2005ب) مفيوـ الكفاية وتعميـ المغات .كمية اآلداب ،مكناس ،سمسمة
الندوات .15
606
المــــالحق
بيروت لبناف.
( )2010الخطاب وخصائص المغة العربية .دراسة في المجاؿ والبنية والنمط،
الدار العربية لمعموـ ناشروف بيروت ،ودار األماف الرباط ،ودار االختالؼ الجزائر.
( )2011الخطاب الموسط (مقاربة وظيفية موحدة لتحميؿ النصوص والترجمة
ب بالفرنسية:
640
المــــالحق
:جـ باإلنجميزية
644
المــــالحق
646
المــــالحق
641
المــــالحق
المقوالت:
641
المــــالحق
ح = حد ذ = ذات
642
المــــالحق
أ د = أداة ـ = عاـ
ز ـ = زماف ص =خاص
متؽ = متقبؿ
643
المــــالحق
المواقع:
رموز عامة:
= 6πمخصّص الحمل
= 1πمخصّص القضية
= 1πالمخصّص اإلنجازي
644
1فهرس أهم المصطلحات المستعملة في البحث
3فهرس الموضوعات
فهرس المصطلحات
بالفرنسية: بالعربية:
912
فهرس المصطلحات
992
فهرس المصطلحات
Phrase جممة
Phrase interrogative جممة استفهامية
Phrase nominale جممة اسمية
Phrase performative جممة إنجازية
Phrase simple جممة بسيطة
Phrase déclarative جممة خبرية
Phrase verbale جممة فعمية
Phrase complexe جممة معقدة
terme حدود/حد
Prédication حمل
Cadre prédicatif central حمل مركزي
cadre prédicatifétendu حمل موسع
cadre prédicatif nucléaire حمل نووي
Information خبر
Discours خطاب
Signifiant دال
Signifiants داليات
Signifiance دالية
Signification داللة
Entité ذوات/ذات
Queue / Tail )ذيل (وظيفة تداولية
Liage ربط
991
فهرس المصطلحات
999
فهرس المصطلحات
992
فهرس المصطلحات
992
فهرس المصطلحات
communicationnel
المستوى التبميغي
unilatéral
niveau sémantique المستوى الداللي
Objet مفعول
Concept مفهوم
Forme مقال
Situation مقام
Local مكان
Composant مكون
ّ
Composant pragmatique مكون تداولي
ّ
Composant syntaxique مكون تركيبي
ّ
ComposantSémantique مكون داللي
ّ
Compétence ممكة
Compétence social اجتماعية
ّ ممكة
Compétence perceptuelle اكية
ّ ممكة إدر
Compétence discursive خطابية
ّ ممكة
Compétence logique منطقية
ّ ممكة
Vocatif )تداولية
ّ منادى (وظيفة
perspective منظور
Agent )داللية
ّ منفذ (وظيفة
Accent نبر
Grammaire / Grammar نحو
992
فهرس المصطلحات
992
فهرس المصادر والمراجع
1معجم مقاييس المغة ،تح :عبد السالم محمد ىارون ،دار الفكر1399 ،ىـ.
َّذي:
أحمد بن محمد البجائي األٌب ٌ
2الحدود في عمم النحو ،تح :نجاة حسن عبد اهلل نولي ،الجامعة اإلسالمية ،المدينة
المنورة.2001 ،
أحمد المتوكل:
3الوظائف التداولية في المغة العربية ،مطبعة النجاح ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،الرباط
المغرب ،ط.1985 ،1
4دراسات في نحو المغة العربية الوظيفي ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،ط.1986 ،1
5من قضايا الرابط في المغة العربية ،منشورات عكاظ ،الرباط ،دط.1987 ،
6قضايا معجمية (المحموالت الفعمية المشتقة في المغة العربية) ،اتحاد الناشرين المغاربة،
الرباط المغرب ،دط.1988 ،
7الجممة المركبة في المغة العربية ،منشورات عكاظ ،الرباط المغرب ،ط.1988 ،1
8المسانيات الوظيفية (مدخل نظري) ،منشورات عكاظ ،الرباط المغرب ،ط.1989 ،1
9قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية المكونات أو التمثيل الصرفي
التركيبي) ،دار األمان 4زنقة المامونية ،الرباط ،دط.1996 ،
10قضايا المغة العربية في المسانيات الوظيفية (بنية الخطاب من الجممة إلى النص) ،دار
األمان 4زنقة المامونية ،الرباط ،دط.2001 ،
227
فهرس المصادر والمراجع
11التركيبات الوظيفية قضايا ومقاربات ،مكتبة دار األمان ،الرباط المغرب ،ط،1
.2005
12مسائل النحو العربي في قضايا نحو الخطاب الوظيفي ،دار الكتاب الجديدة المتحدة،
بيروت لبنان ،ط.2009 ،1
13الخطاب وخصائص المغة العربية (دراسة في الوظيفة والبنية والنمط) ،دار األمان 4
زنقة المامونية ،الرباط المغرب ،ط.2010 ،1
14الخطاب الموسَّط (مقاربة وظيفية موحدة لتحميل النصوص والترجمة وتعميم المغات)،
منشورات االختالف ،دار األمان الرباط المغرب ،ط.2011 ،1
15المنحى الوظيفي في الفكر المغوي العربي (األصول واالمتداد) ،مكتبة دار األمان 4
الرباط ،ط.2006 ،1 َّ
المامونية ّ ساحة
َّ
وظيفية لبعض قضايا التركيب في المغة العربية) ،دار األمان 17الوظيفة والبنية (مقاربات
الرباط ،دط.1993 ،
،4زنقة المامونيةّ ،
الرباط.1977 ،
رجاني ،مجمة كمية اآلدابّ ،
ّ الج
20نحو قراءة جديدة لنظرية النظم عند ُ
228
فهرس المصادر والمراجع
21كتاب الكميات ،تح :عدنان درويش ومحمد المصري ،مؤسسة الرسالة – بيروت -
دط1419 ،ىـ.
أندري مارتني:
22مبادئ المسانيات العامة ،تر :أحمد حوحو ،المطبعة الجديدة دمشق.1985 ،
أحمد مومن:
24أسرار العر َّبية ،تح :محمد بيجت البيطار ،مطبعة الترقي بدمشق.1957 ،
25شذرات الذىب في أخبار من ذىب ،تح :عبد القادر األرناؤوط ومحمود األرناؤوط ،دار
ابن كثير دمشق ،ط1406 ،1ىـ.
ابن جني:
26الخصائص ،تح :محمد عمي النجار ،الييئة المصرية العامة لمكتاب ،ط.1955 ،4
ابن حجر العسقالني:
َّ
العثمانية حيدر آباد ،اليند، 27الدرر الكامنة في أعيان المائة الثمنة ،دائرة المعارض
ط1392 ،2ىـ ،ج.1
229
فهرس المصادر والمراجع
ابن عصفور:
المقرب ،تح :أحمد عبد الستار الجواري وعبد اهلل الجبوري ،مطبعة المعاني ،بغداد،
َّ 28
دط.1971 ،
المقرب ،تح :أحمد عبد الستار الجواري وعبد اهلل الجبوري ،ط.1972 ،1
ّ 29
-ابن منظور:
30ابن منظور :لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،لبنان ،ط.1992 ،1
أبو منصور محمد بن أحمد األزهري:
31تيذيب المُّغة (مادة عرب) ،تح :محمد عبد السالم ىارون وآخرين ،المؤسسة المصرّية
القومية العربية لمطباعة ،القاىرة ،دط.1964 ،
ّ العامة لمتأليف واألنباء والنشر ،دار
ابن يعيش:
32شرح المفصل ،تح :األزىر المعمور ،ادارة الطباعة المنيرة األزىر مصر ،دط ،دت.
ابن خمدون:
المقدمة ،تح :عمي عبد الواحد وافي ،لجنة البيان العربي ،بيروت لبنان ،ط،2
ّ 33
.1968
الزجاجي:
34اإليضاح في عمل النحو ،تح :مازن المبارك ،دار النفائس ،ط.1979 ،3
الزركشي:
230
فهرس المصادر والمراجع
الزمخشري:
36األنموذج في النحو ،تح :لجنة إحياء التراث العربي ،منشورات دار األفاق ،بيروت
لبنان ،ط.1981 ،1
37أساس البالغة ،تح :محمد باسل عيون السود ،دار الكتاب العممية ،بيروت ،مادة (ن
ح) ،ط.1998 ،1
السراج:
الرسالة ،بيروت ،ط.1987 ،2
38األصول في النحو ،تح :عبد الحسين الفتمي ،مؤسسة ّ
الزواوي بغورة:
39المنيج البنيوي بحث في األصول والمبادئ والتطبيقات ،دار اليدى ،عين مميمة
الجزائر ،دط.2001 ،
التواتي بن التواتي:
الطيب دبه:
41مبادئ المسانيات البنيوية (دراسة تحميمية ابستمولوجية) ،لطمبة معاىد المغة العربية
ولمباحثين في الدراسات المسانية الحديثة ،جمعية األدب لألساتذة الباحثين ،األغواط
الجزائر ،دط.2001 ،
تمام حسان:
231
فهرس المصادر والمراجع
جفري سامسون:
45حافظ إسماعيمي عموي ووليد أحمد العناني :أسئمة المُّغة أسئمة المِّسانيات (حصيمة
نصف قرن من المِّسانيات في الثقافة العر َّبية) ،الدار العر َّبية لمعموم ناشرون ،دار األمان
الرباط ،ط.2009 ،1
ّ
َّ
لسانية في نظرية النحو العربي ،دار الشروق عمان ،ط.2007 ،1 46رؤى
حممي خميل:
47العربية وعمم المُّغة البنيوي (دراسة في الفكر المُّغوي العربي الحديث) ،دار المعرفة
الجامعية اإلسكندرَّية ،دط.1988 ،
232
فهرس المصادر والمراجع
49مبادئ في المّسانيات ،دار القصبة لمنشر ،فيال ،6حي سعيد حمدين ،حيدرة ،الجزائر،
ط.2006 2000 ،2
50لسانيات التمفظ وتداولية الخطاب ،دار األمن لمطباعة والنشر والتوزيع ،تيزي وزو،
الجزائر ،دط.2005 ،
52نظرية النظم ،دار ىومة لمنشر والتوزيع ،الجزائر ،د ط.2004 ،
الداللية عند عمماء العر َّبية القدامى حتى نياية القرن َّ
الرابع اليجري ،الدار ّ 53الظاىرة
العربية لمعموم ناشرون ،منشورات االختالف 149شارع حسيبة بن بوعمي الجزائر العاصمة
الجزائر ،ط.2008 ،1
صالح فضل:
54النظرية البنائية في النقد األدبي ،دار الشروق ،القاىرة مصر ،ط.1978 ،1
55النظرية البنائية في النقد األدبي ،مكتبة األنجمو مصرية ،القاىرة مصر ،ط،2
.1980
233
فهرس المصادر والمراجع
57بنية الجممة والترجمة من خالل القرآن الكريم ،مجمة آفاق الثقافة والتراث ،مركز جامعة
الماجد لمثقافة والتراث ،دبي اإلمارات العربية المتحدة ،دط ،عدد.2006 ،55 :
58المّسانيات الوظيفية ضمن أىم المدارس المّسانية ،المعيد القومي لعموم التربية ،تونس،
ط.1990 ،2
(من المعرفة العممية إلى المعرفة 60المسانيات والديداكتيك نموذج النحو الوظيفي
المدرسية) ،السمسمة البيداغوجية ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،ط.2005 ،1
ِع ّز الدين البوشيخي:
62إسيامات األستاذ أحمد المتوكل في البحث المِّساني العربي المعاصر ،النحو الوظيفي
يمية لألستاذ أحمد المتوكل" ،تنظيم :شعبة المُّغة العربية وآدابيا.
والمُّغة العر َّبية "ندوة تكر َّ
تنسيق :دة :نعيمة الزىري ،سمسمة ندوات ومناظرات رقم ،16جامعة الحسن الثاني عين
َّ
الشق الدار البيضاء.2005 ،
234
فهرس المصادر والمراجع
َّ
لسانية جديدة) ،دار محمد عمي الحامي ،كمية اآلداب 63المنوال النحوي العربي (قراءة
َّ
التونسية تونس ،ط.1998 ،1 اإلنسانية سوسة ،الجميورَّية
َّ والعموم
64الجممة العربية تأليفيا وأقساميا ،دار الفكر ،عمان (األردن) ،ط.2007 ،2
فردينان دوسوسير:
65محاضرات في األلسنية العامة ،تر :يوسف غازي ومجيد النصر ،المؤسسة الجزائرية
لمطباعة ،دط.1986 ،
كاهنة دحمون:
محمد األوراغي:
الرباط، َّ
النسبية (دواعي النشأة) ،منشورات االختالف ،دار األمانّ ، 67نظرَّية المّسانيات
ط.2010 ،1
235
فهرس المصادر والمراجع
محمود السعران:
70عمم المّغة مقدمة لمقارئ العربي ،دار الفكر العربي ،مصر ،ط ،2د ت.
َّ
اإلبداعية في منيج عبد القاىر الجرجاني ،دار الفكر دمشق ،ط.1999 ،1 72األبعاد
73بناء الجممة العربية ،دار غريب لمطباعة والنشر والتوزيع ،القاىرة ،د ط.2003 ،
74مدخل إلى المسانيات ،دار الكتاب الجديدة المتحدة ،بنغازي ،ط.2004 ،1
َّ
الكالمية" في التراث َّ
تداولية لظاىرة "األفعال َّ
التداولية عند عمماء العرب (دراسة 76
المِّساني العربي) ،دار الطميعة ،بيروت لبنان ،ط.2005 ،1
236
فهرس المصادر والمراجع
مصطفى غمفان:
مهدي المخزومي:
78في النحو العربي نقد وتوجيو :دار الرائد العربي ،بيروت لبنان ،ط.1986 ،2
ميشال زكرياء:
80األلسنية (عمم المُّغة الحديث) المبادئ واألعالم ،المؤسسة الجامعة لمدراسات والنشر
والتوزيع ،بيروت لبنان ،ط.1980 ،1
نعمان بوقرة:
نعيمة الزهري:
83التعجب في المّغة العربية (من الفكر المّغوي العربي القديم إلى النحو الوظيفي)،
الرباط ،ط.2014 ،1
منشورات االختالف 4 ،زنقة المامونية ّ
237
فهرس المصادر والمراجع
نوام تشومسكي:
الثقافية
ّ َّ
النحوية ،تر :يؤيل يوسف عزيز ،مراجعة :مجيد الماشطة ،دار الشؤون 86البنى
العامة ،بغداد العراق ،ط.1987 ،1
ّ
َّ
الفقيية (ط .أوقاف الكويت). 87الموسوعة
يحيى أحمد:
88االتجاه الوظيفي ودوره في تحميل المّغة ،مجمة عالم الفكر (األلسنية) ،و ازرة اإلعالم،
الكويت ،د ط.1989 ،
يحيى بعيطيش:
89الفعل المغوي بين الفمسفة والنحو (عرض وتأصيل لمفيوم الفعل المغوي لدى فالسفة
المغة ونظرية النحو الوظيفي) ،ضمن كتاب :حافظ اسماعيمي عموي ،التداوليات (عمم
استعمال المغة) ،عالم الكتب الحديث ،األردن ،ط.2011 ،1
238
فهرس المصادر والمراجع
2المجالت:
أمينة فنان:
90الجممة في النموذج الوظيفي البنيوي ،مجمة المسانيات والمغة العربية بين النظرية
والتطبيق ،جامعة المولى إسماعيل كمية اآلداب والعموم اإلنسانية مكناس 4 ،سمسمة
الندوات.1992 ،
طه الجندي:
91البعد التداولي في النحو الوظيفي ،دار العموم ،جامعة القاىرة ،قسم النحو والصرف
والعروض ،نشر بعدد رقم ،27مجمة كمية دار العموم الشيرية.
3الرسائل:
الزايدي بودرامة:
الطاهر شارف:
نموذجا" ،رسالة
ً 94المنحى الوظيفي في تفسير التحرير والتنوير البن عاشور "سورة البقرة
ماجستير ،جامعة الجزائر.2006 2005 ،
239
فهرس المصادر والمراجع
رسالة ماجستير، اتجاىات البحث في قضية اإلعراب عند المُّغويين العرب المحدثين95
.ىـ1421 ،مقدمة إلى قسم المُّغة العر َّبية وآدابيا في جامعة الممك سعود
َّ
،) (مخطوط، رسالة دكتوراه، جامعة قسنطينة، نحو نظرية وظيفية لمنحو العربي96
.2006
: المراجع األجنبية:ثانيا
ً
-ahmed moutaoukil:
97 - réflexions sur la théorie de la signification dans la pensée
linguistique arabe¸ thèses et mémoires n8¸ l´obtention du doctorat
d´état¸ rabat¸ 1980.
-André Martinet:
98 - la linguistique, guide alphabétique‚ éd. Denoël‚ paris1969.
-SIMON DIK:
-ferdinand de soussure:
100 - cours de linguistique générale, EN. R.G. édition. talantikit
Béjaia¸2002.
- Jean Dubois et autres:
240
فهرس المصادر والمراجع
John Firth:
102 Papers in Linguistics , 1934 - 51, London: Oxford University
Press, 1957 c.
-Roman jakobson:
103 - Essais de linguistique générale (2. Rapports internes et externes
du langage), Arguments 57 Les éditions de minuit, 7 rue Bernard -
Palissy, 75006 Paris, 1973.
241
فهرس الموضوعات
3فهرس الموضوعات
مقدمة(.........................................................................أ -ح)
242
فهرس الموضوعات
1وظيفة المغات الطبيعية األساسية هي التواصل بين الناطقين بها )61 56(....…….
4النًحو الوظيفي نظرية لمتركيب والداللة منظو ار إليهما من وجهة نظر تداولية أي يدرس
التركيب والداللة في إطار التداول )66 63(............................................
ُّ 5
تعد الوظائف الداللية ،التركيبية والتداولية مفاهيم أولى ال وظائف مشتقة من بنى
تركيبية َّ
مًحد َدة )68 66(...............................................................
المبحث الثاني :الكفاية التفسيرية من خالل نماجج النًحو الوظيفي ……)116 183(....
الفصل الثالث :تطبيقات النظرية النحوية الوظيفية عمى األبنية العربية…)152 118(..
المبحث األول :أنماط الجمل في المغة العربية واشكال الترتيب األساسي في
بنيتها)132 - 118(.....................................................................
المبحث الثاني :ظاهرة اإلعراب في نًحو المغة العربية الوظيفي وأهم اإلغناءات والتعديالت
التي مست الجممة العربية)152 133(.................................................
المبحث األول :نقد النظرية الوظيفية عند سيمون ديك )165 154(.....................
244
فهرس الموضوعات
َّ
النسقية) )211 219(............. 1 2نشأة الوظيفية عند مدرسة لندن أو (المدرسة
الفهارس)241-219(...................................................................
248
:مم ّخص
لتحقيق الكفاية التفسيريَّة وذلك،يسعى ىذا البحث إلى إبراز نظرية النحو الوظيفي وتطبيقاتيا عمى المُّغة العربيَّة
وكيفيَّة، ومحاولة التعريف بنظريَّة النحو الوظيفي لتحديد أصوليا ومبادئيا وموضوعيا،"بالتركيز عمى كتابات "أحمد المتوكل
ثم محاولة نقد النظريَّة الوظيفيَّة مع عرض
َّ ، وتطبيقات النظريَّة الوظيفيَّة عمى األبنية العربيَّة،صياغة الجياز الواصف
َّ واالستفادة من الجيود، لتقييم بعض جوانبيما،النشاط المِّساني العربي الحديث المتمثل في نقد كتبو
.المقدمة فييما
:الكممات المفاتيح
الكفاية التفسيريَّة الوظيفية النحو الجممة المُّغة القضايا التفسير المسانيات البنية الداللة التركيب التداول
. قالب سياق-
Mots - clés:
Résumé