You are on page 1of 85

‫الجمهورية الجزائرية الدِّيـمقراطية الشَّعبية‬

‫وزارة التَّعليم العالي والبحث العلمي‬

‫كلِّية اآلداب واللُّغات‬


‫قسم اللُّغة واألدب العربي‬

‫مذكِّـ ــرة مقدَّمة لنيل شهادة الماستر في اللُّغة واألدب العربي‬


‫تخصـُّص‪ :‬لسانيات تطبيقية‬

‫المـ ـ ــوضـ ــوع‪:‬‬

‫إشكالية التَّرجمة في قسم اللُّغة العربية‬


‫‪-‬تخصُّص لسانيات تطبيقية نموذجا‪-‬‬
‫إشـ ــراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطَّالب‪:‬‬
‫د‪ .‬لبنى موس‬ ‫سمير براهمي‬

‫لجنة المناقشة‬
‫رئيسا‬ ‫حليمة بن عزُّوز‬ ‫د‪/‬‬
‫ممتحنا‬ ‫عبد الكريم مكِّي‬ ‫د‪/‬‬
‫ومقررا‬
‫مشرفـا ِّ‬ ‫موس لبنى‬ ‫د‪/‬‬

‫العام الدِّراسي‪1441 :‬هـ‪1441-‬هـ‪1112/‬م‪1111-‬م‬


‫الرحيم‬
‫الرحمن َّ‬
‫بسم اهلل َّ‬
‫ذ َ َ َُ َ َ ذ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫لۡ‬
‫ِينۡ ۡ‬
‫ونۡوٱَّل ۡ‬
‫ِينۡيعلم ۡ‬ ‫﴿قلۡۡهلۡۡيستوِيۡٱَّل ۡ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ ذ َ َ َ َ ُذ‬
‫ٱلبۡلٰ ِۡ‪﴾٩‬‬ ‫واۡ ۡ‬‫ونۡإِنماۡيتذك ۡرۡأول ۡ‬ ‫يعلم ۡ‬

‫سورة الزُّمر‪ ،‬اآلية ‪.12‬‬


‫إهداء‬
‫وجد اإلنسان على وجه األرض‪ ،‬ولم يعش بمعزل عن باقي البشر وفي جميع مراحل الحياة‪،‬‬
‫والدي الكريمين‬
‫َّ‬ ‫أَولَى النـَّاس بالشُّكر هما‬
‫يوجد أناس يستحقُّون منـَّا الشُّكر والثَّناء‪ْ ،‬‬
‫أطال اهلل في عمرهما‪ ،‬لهما من الفضل ما يبلغ عنان السَّماء‪ ،‬فوجودهما سبب للنَّجاة في‬
‫الدُّنيا والفـالح في اآلخرة‪.‬‬

‫إلى إخوتي األعزَّاء الذين يحملون في عقولهم زمن طفولتي وكبري كلٌّ باسمه‪ :‬زكية‪،‬‬
‫محمَّد سعيد‪ ،‬محمَّد حسين‪.‬‬

‫إلى رفقـاء دربي وأصدقـائي وأعني بالذِّكر‪ :‬عدنان خبيشات ‪ ،‬عبد اللَّطيف بطيب‪،‬‬
‫محمَّد األمين المامون‪.‬‬

‫إلى كلِّ أساتذتي الكرام‪.‬‬

‫إلى كلِّ من كان عونا من قريب أو بعيد لمساعدتي إلتمام هذا العمل‪.‬‬

‫إلى كلِّ هؤالء أهدي نتيجة هذا الجهد المتواضع‪.‬‬

‫سمير‪.‬‬
‫شكر َو عرفـان‬
‫يعترض اإلنسان في مسيرة حياته الطَّويلة الكثير من المشاكل والصِّعاب ما بين السَّهلة‬
‫والصَّعبة وقصيرة األجل أو الطَّويلة‪.‬‬

‫إن طريق النَّجاح ليس باألمر السَّهل‪ ،‬فما هو مليء بالعقبات والحواجز والصَّبر‪ ،‬لكن‬
‫َّ‬
‫إحساسه ال يوصف‪.‬‬

‫أشكر اهلل وأحمده جلَّ في عاله‪ ،‬فـإليه يُنسب الفضل كلُّه بشعور النَّجاح والسَّعادة‪ ،‬الحمد‬
‫هلل على نعمه التي ال تعدُّ وال تحصى‪ ،‬الحمد هلل الذي وفَّقنا إلنجاز هذا العمل‪.‬‬

‫أشكر على وجه التَّحديد األستاذة المشرفة الدُّكتورة لبنى موس على نصحي وإرشادي‬
‫والتَّصحيح وعلى حسن اختيار عنوان الموضوع الذي نلت بشرف إشرافها على هذه‬
‫المذكِّرة‪ ،‬فـأدعو لها بالخير والعافية في الدِّين والدُّنيا‪ ،‬وأن يرزقها من حيث ال‬
‫تحتسب‪.‬‬

‫كما أتوجَّه بالشُّكر واالمتنان واإلكبار إلى اللُّجنة المناقشة لقبولهم دعوة مناقشة هذه‬
‫المذكِّرة وتقييمها‪.‬‬

‫كما أتقدَّم بالشُّكر الخالص لكلِّ أساتذتي بقسم اللُّغة واألدب العربي بجامعة تلمسان‪.‬‬

‫سمير‪.‬‬
‫مقدِّمة‬
‫مقدِّمة‬
‫حممد خامت األنبياء‬
‫وقرة أعيننا َّ‬
‫السالم على سيِّدنا وحبيبنا َّ‬
‫الصالة و َّ‬
‫الرحيم و َّ‬
‫الرمحن َّ‬
‫بسم اهلل َّ‬
‫واملرسلني‪َّ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫الرموز‬ ‫الَّتمجة فرعا من فروع علم اللُّغة التَّطبيقي‪ ،‬يعىن بصورة َّ‬
‫خاصة مبشكل نقل املعىن من ُّ‬ ‫ُّ‬
‫تعد َّ‬
‫الركب احلضاري اللُّغوي احلديث حبركة‬
‫الرموز املنتظمة؛ حيث اتَّسم َّ‬ ‫املنتظمة إىل جمموعة أخرى من ُّ‬
‫أقرها االحتكاك بني الشُّعوب‬
‫الَّتمجة ضرورة حضارية ونشاطا فكريًّا وعملية لغوية‪َّ ،‬‬
‫متطورة‪ ،‬فأصبحت َّ‬
‫ِّ‬
‫والبلدان ذات األلسنة املتباينة‪ ،‬فدعت الضَّرورة إىل تأسيس النَّظريات واملناهج‪.‬‬

‫الَّتمجة اللَّبنة األساسية يف العصر احلديث‪ ،‬فهي تزيل الغموض عن النُّصوص والكلمات‬
‫وتعترب َّ‬
‫تنمي املفاهيم العلمية للباحث‪ ،‬إذ َّ‬
‫أن‬ ‫الَّتمجات املتعدِّدة‪ ،‬غري َّأَّنا ِّ‬
‫األجنبية املبهمة‪ ،‬من خالل َّ‬
‫الَّتمجة جيد َّلذة فيها بواسطة التَّحفيز واملمارسة الدَّائمة على التَّحدُّث َّ‬
‫السليم للجمل‬ ‫الباحث يف جمال َّ‬
‫والكلمات‪ ،‬سواء كانت قصرية أو طويلة‪.‬‬

‫خاصة يف الطَّور اجلامعي من خالل خلق‬


‫بالَّتمجة‪َّ ،‬‬ ‫كما َّ‬
‫أن اجملتمعات سلكت طريق االهتمام َّ‬
‫الَّتمجة ومبادئها ألجل‬
‫الَّتمجة وإنشاء معاهد تتكفَّل بتلقني أساسيات َّ‬
‫ختصصات تتماشى مع حيثيات َّ‬
‫ُّ‬
‫فك شفرات هذا‬
‫خاصة هبا وجعلها أكثر جاذبية‪ ،‬وإجياد ِّ‬
‫الَّتمجة وإجراء تطبيقات ميدانية َّ‬
‫بعث حركة َّ‬
‫(الَّتمجة)‪ ،‬فمقولة روبريت غرانت (أكادميي أمريكي)‪" :‬ال ميكن أن تكون مثَّة ترمجة َّنائية‬
‫امليدان َّ‬
‫اصة‬
‫الَّتمجات‪ ،‬فهي مستنبطة من النَّظريات اخل َّ‬
‫فالَّتمجة لكلمة واحدة حتمل يف طيَّاهتا عديد َّ‬
‫مطلقة"‪َّ ،‬‬
‫هبا واألمهِّية اليت حتظى هبا‪.‬‬

‫ويعود اختيارنا هلذا املوضوع ألسباب ذاتية وأخرى موضوعية‪ ،‬تتمثَّل يف‪:‬‬

‫أ‪ /‬األسباب َّ‬


‫الذاتية‪:‬‬

‫الَّتمجة كمجال من جماالت اللِّسانيات التَّطبيقية‪.‬‬


‫حب َّ‬‫‪ُّ ‬‬
‫ختص اجملال اللِّساين‪.‬‬
‫‪ ‬الدَّافع إىل اكتساب معارف جديدة ُّ‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬اكتشاف واإلملام هبذا اجلانب العتباره جديرا بالبحث و ِّ‬
‫أ‬
‫مقدِّمة‬
‫ب‪ /‬األسباب الموضوعية‪:‬‬

‫‪ ‬صعوبة هذا اجملال من طرف الطَّلبة على وجه اخلصوص‪.‬‬


‫‪ ‬اهلروب من هذا اجملال لدى الطَّلبة‪ ،‬ألنَّه ميثِّل هلم كابوسا حقيقيًّا لدراستهم العليا‬
‫بسبب قلَّة إمكاناهتم املعرفية‪.‬‬
‫الرئيس‬ ‫الَّتمجة من طرف الطَّلبة‪ ،‬كون َّ‬
‫الَّتمجة هي املفتا َّ‬ ‫‪ ‬عدم إعطاء أمهِّية قصوى جملال َّ‬
‫ملعرفة وحتسني عملية تعليم وتعلُّم اللُّغات‪.‬‬

‫الَّتمجة يف قسم اللُّغة‬ ‫الدوافع واألسباب‪َّ ،‬‬


‫فإن تغطية أو دراسة موضوع "إشكالية َّ‬ ‫من خالل هذه َّ‬
‫ختصص لسانيات تطبيقية منوذجا" تطلب طر عديد التَّساؤالت‪ ،‬هي كاآليت‪:‬‬
‫العربية ُّ‬

‫فن؟‬
‫الَّتمجة علم أم ٌّ‬
‫‪ ‬هل َّ‬
‫الَّتمجات؟‬
‫‪ ‬ما هي أنواع َّ‬
‫‪ ‬ما هي شروط وضع املصطلح؟‬

‫سريا من هذه التَّساؤالت‪َّ ،‬‬


‫فإن خصوصية املوضوع اقتضت أن نقدِّمه يف مدخل وفصلني‪،‬‬
‫األول‬
‫الَّتمجة عند العرب والغرب‪َّ ،‬أما الفصل َّ‬
‫باشرناه مبقدِّمة وذيَّلناه خبامتة‪ ،‬فاحتوى املدخل على َّ‬
‫عرجنا فيه عن‬ ‫الَّتمجة واملصطلح اللِّساين‪ ،‬وقد ارتكز فرع َّ‬
‫الَّتمجة على ‪ 21‬عنصرا‪َّ ،‬‬ ‫فومسناه بـ‪ :‬عن َّ‬
‫تطرقنا إىل عنصر‬
‫الَّتمجة‪ ،‬كما َّ‬
‫فن‪ ،‬مثَّ أنواع َّ‬
‫الَّتمجة علم أم ٌّ‬
‫الَّتمجة لغة واصطالحا‪ ،‬مثَّ عنصر َّ‬
‫مفهوم َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬مثَّ تكلَّمنا عن َّ‬
‫الَّتمجات يف الثَّقافة العاملية‪ ،‬ضف إىل ذلك‬ ‫الَّتمجة وعنصر األمانة يف َّ‬
‫نسق َّ‬
‫الرفض‪ ،‬كما‬
‫الَّتمجة‪ ،‬املعرفة املشَّتكة ودورها يف ترمجة املصطلح‪ ،‬املصطلح بني القبول و َّ‬
‫عنصر نظريات َّ‬
‫أشرنا إىل العالقة بني علم املصطلح واللِّسانيات و َّ‬
‫الَّتمجة وآليات وطرائق وضع املصطلح‪ ،‬وعنصر أمهِّية‬
‫الَّتمجة‪.‬‬
‫َّ‬

‫فاملصطلح اللِّساين يشتمل على ‪ 90‬عناصر‪ ،‬انطلقنا من ماهية املصطلح لغة واصطالحا‪ ،‬مثَّ‬
‫حتدَّثنا عن علم املصطلح‪ ،‬مث حبثنا عن مراحل نشأة علم املصطلح‪ ،‬ضف إىل ذلك وصلنا إىل عنصر‬
‫ب‬
‫مقدِّمة‬
‫دور املصطلح وأمهِّيته‪ ،‬مثَّ عنصر نطاق علم املصطلح‪ ،‬وعنصر مسات وخصائص املصطلح‪ ،‬وشروطه‪،‬‬
‫وعنصر املصطلح ولغة االختصاص‪ ،‬واملصطلح اللِّساين‪.‬‬

‫ففي الفصل الثَّاين عنونَّاه بـ‪ :‬إشكاالت ترمجة املصطلح اللِّساين يف اجلامعة اجلزائرية؛ حيث مشل‬
‫األول يتحدَّث عن عوامل التَّعلُّم‪ ،‬يف حني َّ‬
‫يتشكل العنصر الثَّاين على‬ ‫على ‪ 90‬عناصر‪ ،‬العنصر َّ‬
‫املقاربة اللِّسانية‪َّ ،‬أما العنصر الثَّالث حيتوي على عقبات ترمجة اللِّسانيات والعنصر َّ‬
‫الرابع حتدَّثنا فيه عن‬
‫الَّتمجة‪ ،‬كما يتمثَّل العنصر اخلامس على اختالف ترمجات‬
‫للحد من عقبات َّ‬
‫احللول املقدَّمة ِّ‬
‫السابع يتمثَّل يف‬
‫السادس يقتصر على مشكلة تداخل االختصاصات‪ ،‬والعنصر َّ‬ ‫املصطلح‪ ،‬والعنصر َّ‬
‫تطرقنا فيه ألزمة الدقَّة املصطلحية يف املعاجم العربية‪ ،‬والعنصر التَّاسع‬
‫الثَّقافة العربية‪ ،‬والعنصر الثَّامن َّ‬
‫يعرب عن نتائج ترمجة املصطلحات اللِّسانية إىل العربية‪َّ ،‬أما خبصوص اخلامتة فكانت شاملة حلوصلة‬
‫ِّ‬
‫ألهم النَّتائج املتوقَّعة يف هذا البحث‪.‬‬
‫ِّ‬
‫الدراسة‪ ،‬اعتمدنا يف هذا البحث على املنهج‬
‫املرجوة من ِّ‬
‫َّ‬ ‫ويف منحى الوصول لألهداف‬
‫أهم املصادر واملراجع اليت ساعدتنا يف القيام هبذا البحث املتواضع‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫الوصفي‪ ،‬ومن ِّ‬
‫‪" ‬علم املصطلح أسسه النَّظرية وتطبيقاته العلمية" لعلي القامسي‪.‬‬
‫الَّتمجة للمحَّتفني" إلبراهيم السيد اخلضري‪.‬‬
‫الَّتمجة مدخل إىل َّ‬
‫‪" ‬أساسيات علم َّ‬
‫‪" ‬دراسات يف اللِّسانيات التَّطبيقية حقل تعليمية اللُّغات" ألمحد َّ‬
‫حساين‪.‬‬
‫‪" ‬املصطلح اللِّساين وتأسيس املفهوم" خلليفة امليساوي‪.‬‬

‫الصعوبات اليت واجهتنا‬


‫أي دراسة أو عمل ال خيلو من صعوبات ومشاكل‪ ،‬ومن بني هذه ُّ‬ ‫َّ‬
‫إن َّ‬
‫يف وقت حتضري ِّ‬
‫املذكرة هي‪:‬‬

‫‪ ‬غلق اجلامعات بسبب انتشار فريوس كورونا‪.‬‬


‫‪ ‬عدم ُّ‬
‫متكين من دراسة مثل هذه املواضيع‪ ،‬فهذا املوضوع جديد بالنِّسبة يل‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدِّمة‬
‫الصعوبات‪ ،‬فالباحث جيد حالوة يف التَّفتيش والبحث عن املراد منه؛ حيث‬
‫ظل وجود هذه ُّ‬
‫ويف ِّ‬
‫يشعر بفرحة ال توصف‪.‬‬

‫جل ما أعطتين من نصائح‬ ‫الدكتورة لبىن موس على ِّ‬‫أخريا أقدِّم شكري لألستاذة املشرفة ُّ‬
‫فأكن لك أستاذيت االحَّتام والشُّكر والعرفان‬ ‫وتوجيهات ومالحظات قيِّمة يف فَّتة إجناز هذه ِّ‬
‫املذكرة‪ُّ ،‬‬
‫كل ما منحتين من حلظة من وقتك‪ ،‬وما بذلته من قصارى جهدك معي‪ ،‬واهلل املوفَّق‪.‬‬
‫واإلكبار على ِّ‬

‫الطَّالب‪ :‬مسري برامهي‪.‬‬

‫تلمسان يوم‪ 21 :‬أكتوبر ‪1919‬م‪.‬‬

‫د‬
‫مدخل‪:‬‬
‫التَّرجمة عند العرب والغرب‬
‫التَّرجمة عند العرب والغرب‬ ‫مدخل‬
‫‪1‬‬
‫‪ /1‬التَّرجمة عند العرب‪:‬‬

‫مهمة يف حياة األمم والشُّعوب‪ ،‬فهي أداة تواصل بني‬


‫الَّتمجة ضرورة حضارية وفكرية َّ‬ ‫ُّ‬
‫تعد َّ‬
‫فبالَّتمجة يصبح اإلنسان على دراية مبا جيري حوله من طرق‬
‫خمتلف األجناس مهما كان عرقهم‪َّ ،‬‬
‫الَّتمجة وال تزال املعرب األساس بني خمتلف البلدان‪ ،‬فهي تقوم‬
‫التَّفكري ومنط احلياة والدِّين‪ ،‬فكانت َّ‬
‫بالتَّقارب بينهم من خالل بعث املعرفة والثَّقافة العلمية وبروز احلضارات واألمم‪.‬‬

‫كاألمة العربية اإلسالمية؛ حيث نالت مرتبة بني الشُّعوب‬


‫بالَّتمجة عند َّأمة معيَّنة َّ‬ ‫َّ‬
‫إن االهتمام َّ‬
‫فقاموا بَّتمجة ما سبقهم إىل اللُّغة العربية مثل‪ :‬العلوم املختلفة وفلسفة اليونان‪ ،‬إذ حظيت َّ‬
‫الَّتمجة‬
‫للَّتمجة منزلة جيِّدة وشكال منظَّما‪،‬‬
‫ظل وجود اخلالفة العبَّاسية؛ حيث أعطت َّ‬ ‫مبكانة مرموقة يف ِّ‬
‫الَّتمجة آنذاك بفضل االزدهار يف مجيع جماالت احلياة‪.‬‬
‫فتطورت َّ‬
‫َّ‬
‫الرشيد واخلليفة املأمون كانا‬ ‫بالغ خلفاء َّ‬
‫الدولة العبَّاسية يف اهتمامهم باملعرفة‪ ،‬فاخلليفة هارون َّ‬
‫‪2‬‬
‫الالتينية‪:‬‬ ‫يأمران بدفع وزن العمل املَّتجم أو املؤلَّف‪ ،‬فقام العرب بإنشاء مراكز َّ‬
‫للَّتمجة من العربية إىل َّ‬

‫األول َو ابن رجار الثَّاين‪ ،‬ومن‬ ‫‪ ‬صقلِّية‪ :‬تقدَّمت َّ‬


‫الَّتمجة يف هذه املنطقة يف عهد جيوم َّ‬
‫بني ما ترجم جند كتاب "اجملسطلي" لبطليموس يف عام ‪ ،6611‬كما جند أعمال‬
‫الطب‪.‬‬
‫جلريارد الذي ترجم أكثر من سبعني كتابا عربيًّا يف احلساب و ِّ‬
‫‪ ‬طليطلة (إسبانيا)‪ :‬أنشأ رميوند ديوانا لَّتمجة ُّ‬
‫الَّتاث العريب اإلسالمي وأدخل دراسة‬
‫الَّتمجات يف مناهج املدارس املسيحية‪ ،‬كما قام امللك ألفونسو العاشر بتأسيس عدَّة‬
‫َّ‬
‫الَّتمجات نقلت إىل َّ‬
‫الالتينية‪.‬‬ ‫معاهد للتَّعليم العايل‪ ،‬فمعظم َّ‬

‫‪ -1‬أساسيات علم الَّتَّمجة (مدخل إىل الَّتَّمجة للمحَّتفني)‪ ،‬إبراهيم السيِّد اخلضري‪ ،‬دار الكتاب احلديث‪ ،‬القاهرة‪1922 ،‬م‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬ص ‪.22-21‬‬
‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21-22‬‬

‫‪2‬‬
‫التَّرجمة عند العرب والغرب‬ ‫مدخل‬

‫‪ ‬سرقسطة‪ :‬كانت عاصمة مملكة أراغون َّ‬


‫السابقة‪ ،‬فَّتجم هيود َو سانتاال كتبا علمية‬
‫ألسقف (طرسونة) بالقرب من مدينة سرقسطة‪ ،‬وقام يف الوقت نفسه عاملان من خارج‬
‫‪1‬‬
‫إسبانيا بَّتمجة مشَّتكة ملؤلَّفات يف علوم الفلك والظَّواهر اجلوية‪.‬‬
‫‪ ‬برشلونة‪ :‬حيث برز أفالطون التيفويل الذي ترجم مؤلَّفات عربية وعربية‪ ،‬كما ترجم‬
‫كتابا لبطليموس يدعى "‪ "Tolomeo‬وكتابا ألمخيدس‪.‬‬
‫‪ ‬قطلونية‪ :‬اشتهر فيها املَّتجم يوهانس هسبانليسيس‪ ،‬قام بَّتمجة كتاب اخلوارزمي‪.‬‬

‫كل موقع خيتلف عن‬ ‫الَّتمجة من َّ‬


‫الالتينية إىل العربية؛ حيث أن َّ‬ ‫فعلى العموم هذه معظم مواقع َّ‬
‫اآلخر من ناحية جمال ترمجته‪.‬‬

‫تأخر العرب يف‬


‫الراشدين أدركوا ُّ‬ ‫الَّتمجة مل تنمو يف العصر العبَّاسي فقط‪ ،‬بل َّ‬
‫إن اخللفاء َّ‬ ‫َّ‬
‫إن َّ‬
‫الَّتمجة يف العصر‬
‫أن َّ‬‫العلم والفلسفة وما خلَّفه اليونان من ثروة هائلة يف بالد الشَّام‪ ،‬فيمكنين القول َّ‬
‫العبَّاسي لقي رواجا من قبل اخللفاء واملَّتمجني أنفسهم‪ ،‬فقاموا بَّتمجة خمتلف العلوم من فلسفة وعلوم‬
‫الطِّب وغريه من اجملاالت املعرفية ملعرفة اجلديد‪ ،‬سواء كان عربيًّا أو غري عريب‪ ،‬واكتشاف‬ ‫يف اجملال ِّ‬
‫الالتينية‪ ،‬اللُّغة اإلسبانية‪ ،‬إىل غري ذلك من اللُّغات‪ ،‬يقول اهلل‬
‫أسرار وكنوز اللُّغات األخرى مثل‪ :‬اللُّغة َّ‬
‫ٗ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َُ َ َ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َٰٓ َ ُّ َ ذ ُ ذ َ َ َ ُ‬
‫نث ۡوجعلنكمۡ ۡشعوباۡ‬ ‫اس ۡإِنا ۡخلقنكم ۡمِن ۡذكرۡ ۡوأ ۡ‬ ‫الصدد‪ۡ ﴿ :‬يأيها ۡٱنل ۡ‬ ‫تعاىل يف هذا َّ‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ذ َ َ ُ ذ ذ‬ ‫َ َ َٓ َ َ َ َ ُ ْٓ ذ َ َ َ ُ‬
‫‪2‬‬
‫ي‪.﴾ۡ١٣‬‬ ‫ٱّللۡعلِيمۡۡخب ِ ۡ‬
‫نۡ ۡ‬ ‫ٱّللِۡأتقىكمۡۡإ ِ ۡ‬
‫ِندۡ ۡ‬‫نۡأكرمكمۡۡع ۡ‬ ‫لِۡلِ عارفوۡاۡإ ِ ۡ‬
‫وقبائ ِ ۡ‬

‫فنفهم من هذه اآلية الكرمية َّ‬


‫أن اهلل تعاىل جعل الشُّعوب والقبائل خمتلفة‪ ،‬بفضل التَّعارف‬
‫األمة العربية‬
‫تصبح َّأمة قابلة للمعرفة والعلوم من خالل ترمجة العلوم املختلفة‪ ،‬سواء كانت من َّ‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.21-21‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫‪ -2‬سورة احلجرات‪ ،‬اآلية ‪.21‬‬

‫‪3‬‬
‫التَّرجمة عند العرب والغرب‬ ‫مدخل‬
‫‪1‬‬
‫‪ /2‬التَّرجمة عند الغرب‪:‬‬

‫يعد اللَّبنة األوىل َّ‬


‫للَّتمجة يف أوروبا؛ حيث قاموا بَّتمجة الكتب العربية مثل‪:‬‬ ‫َّ‬
‫إن بداية القرن الثَّاين ُّ‬
‫الَّتمجة عند‬ ‫مؤلَّفات اخلوارزمي‪ ،‬الفارايب‪ ،‬ابن اهليثم‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬ابن رشد‪ ،‬وغريهم من املؤلِّفني‪َّ ،‬‬
‫فإن َّ‬
‫األول يتمثَّل يف االختالف احلضاري والثَّاين يتجلَّى يف االحتكاك بني‬
‫الغرب ظهرت بفضل شرطني‪َّ ،‬‬
‫اللُّغتني‪ ،‬أي اللُّغة العربية واألجنبية‪.‬‬

‫بالَّتاث العاملي‪ ،‬وهذا بفضل غزوهم‬


‫التامة ُّ‬
‫الدراية َّ‬ ‫اقتنع اجملتمع الغريب َّ‬
‫بأن العرب واملسلمني هلم ِّ‬
‫بالَّتمجة تدعى‬
‫اخلاصة َّ‬
‫َّ‬ ‫الفكري والعلمي للبلدان األوروبية؛ حيث ترمجوا األعمال العلمية باملدرسة‬
‫(الَّتمجات العربية)‪.‬‬
‫مبدرسة طليطلة باألندلس َّ‬
‫ِّ‬
‫للمفكر واملصلح الدِّيين مارتن لوتز عام ‪6211‬ه‪ ،‬عمل على‬ ‫تع ُّد َّأول ترمجة َّ‬
‫خاصة بالغرب‬
‫الَّتمجة‪ ،‬إذ حدثت‬
‫فن َّ‬‫خاصة تتحدَّث عن ِّ‬ ‫ترمجة اإلجنيل من َّ‬
‫الالتينية إىل األملانية‪ ،‬كما جند مقاالت َّ‬
‫شن على الوطن العريب كمصر مثال أو إرسال‬
‫يف اجملتمع العريب لسببني‪َّ ،‬إما لسبب استعماري الذي َّ‬
‫جمموعة من العلماء ملصر لدراستها‪ ،‬وهذا بغرض طمس اهلوية العربية‪.‬‬

‫الَّتمجة نشاطا بالغ األمهِّية؛ حيث متَّ إنشاء هيئات دولية كاألمم املتَّحدة وكذا‬
‫كما كان حلركة َّ‬
‫املنظَّمات اإلقليمية وتكوين شركات متعدِّدة اجلنسيات‪ ،‬من خالل ترمجة االتِّفاقيات َّ‬
‫الدولية لفائدة‬
‫األطراف كلّها دون إقصاء‪ ،‬لتسهيل التَّعامالت والتَّواصل بينهم‪.‬‬

‫الَّتمجة يف الوطن العريب كانت مغايرة عن نظريهتا يف الوطن العريب‪ ،‬بسبب اختالف يف‬
‫وأخريا َّ‬
‫أي عمل ترمجي َّ‬
‫البد له من خصائص ومميِّزات‬ ‫الَّتمجة والكتب املَّتمجة‪ ،‬وعليه َّ‬
‫فإن قيام ّ‬ ‫التَّعامل مع َّ‬
‫بالَّتمجة وأمهِّيتها‪.‬‬
‫خاص َّ‬‫تنظِّره‪ ،‬وكذلك تعريف ٌّ‬

‫‪1‬‬
‫حممد منصور‪ ،‬دار الكمال‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د ت)‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.12-11‬‬
‫‪ -‬الَّتَّمجة بني النَّظرية والتَّطبيق (مباد ونصوص)‪ ،‬أمحد َّ‬
‫‪4‬‬
‫الفصل األوَّل‪:‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يتطور العلم‬
‫أهم الوسائل اليت هبا َّ‬ ‫أهم جماالت اللِّسانيات التَّطبيقية‪ ،‬ومن ِّ‬
‫الَّتمجة من ِّ‬ ‫ُّ‬
‫تعد َّ‬
‫ويزدهر‪ ،‬فهي تأخذ من اللِّسانيات وتنصهر فيها‪ ،‬إذ ترتكز على ترمجة الت ُّ‬
‫َّصورات واملفاهيم وإىل ترمجة‬
‫‪1‬‬
‫الدَّالالت والتَّسميات‪.‬‬
‫الَّتمجة انطلقت من‬
‫إن َّ‬ ‫إن عالقة اللِّسانيات َّ‬
‫بالَّتمجة عالقة وطيدة ووثيقة جدًّا؛ حيث َّ‬ ‫َّ‬
‫اللِّسانيات ابتداء وانشقَّت عنها‪ ،‬لتصبح على ما هي عليه كعلم يدرس يف اجلامعات واملعاهد‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وكحقل علم أيضا يشتغل به املنظِّرون هلذا العلم‪.‬‬
‫الَّتمجة باللِّسانيات يف معرفة بنيات اللُّغات وخصائصها ومميِّزاهتا‪ ،‬ومعرفة قضايا‬
‫كما تستعني َّ‬
‫الَّتمجة آنذاك أن‬
‫اخلاصة يسهل على َّ‬ ‫تتأسس هذه املعاجم يف اللُّغات َّ‬
‫التَّواصل بني اللُّغات‪ ،‬وعندما َّ‬
‫الَّتمجة ملعرفة‬
‫فن َّ‬ ‫َّصورات من لغة إىل لغة‪َّ ،‬أما اجلامع بينهما فاللِّسانيات ُّ‬
‫متد َّ‬ ‫تنقل املعاين واملفاهيم والت ُّ‬
‫‪3‬‬
‫خصائص لغة ما وتشَّتك فيه وما ختتلف فيه أيضا‪ ،‬ومتدَّها بالتِّقنيات اللُّغوية لنقل املعاين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املصطلح اللِّساين وتأسيس املفهوم‪ ،‬خليفة امليساوي‪ ،‬دار األمان‪ِّ ،‬‬
‫الرباط‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬دور اللِّسانيات يف عملية َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬أسامة طبش‪ ،‬موقع األلوكة‪2112 ،‬ه‪1919/‬م‪www.aluka.net ،‬‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫‪ .I‬مفهوم التَّرجمة لغة واصطالحا‪:‬‬
‫‪ /1‬مفهوم التَّرجمة لغة‪:‬‬
‫املفسر للِّ َسان‪َ ،‬ويف َحديث هَرق َل‪ :‬قَ َال‪ :‬لتُـر ُمجَانه؛‬
‫جاء يف "لسان العرب" ترجم‪ :‬التُّـر ُمجَا ُن وهو ِّ‬
‫الض ِّم َوال َفتح ُه َو الَّذي يـُتَـرج ُم ال َك َال َم أَي يَـنـ ُقلُهُ من لُغَة إ َىل لُغَة أُخَرى‪َ ،‬واجلَم ُع التَّـَراج ُم‪،‬‬
‫التـُّر ُمجَا ُن ب َّ‬
‫َوالتَّاءُ َوالنُّو ُن َزائ َدتَان‪َ ،‬وقَد تَـر َمجه وتَـر َجم َعنهُ‪.‬‬
‫ت فيه‬‫وتَـر ُمجان ُه َو م َن املُثُل الَّيت َمل يَذ ُكرَها سيبَـ َويه‪ ،‬قَ َال اب ُن ج ِّين‪" :‬أَما تَـر ُمجان فَـ َقد َح َكي ُ‬
‫يمن فَـتَحها أَصلية‪ ،‬وإن َمل‬ ‫ك التَّاءُ أَيضا ف َ‬
‫ودمحُسان‪َ ،‬وَك َذل َ‬ ‫ض ِّم أَوله‪َ ،‬ومثَالُهُ فـُعلُالن كعُتـ ُرفان ُ‬
‫تـُر ُمجان ب َ‬
‫وز َم َع األَلف َوالنُّون م َن األَمثلة َما لَوَال ُمهَا َمل َجيُز كعُنـ ُفوان‬
‫يَ ُكن يف ال َك َالم مث ُل َجع ُفر ألَنه قَد َجيُ ُ‬
‫‪1‬‬
‫وخنذيان َوريـ ُهقان"‪.‬‬
‫وجاء يف "املعجم الوسيط"‪" :‬ترجم ال َك َالم بَينه ووضحه َوَك َالم َغريه َوعنهُ نَقله من لُغَة إ َىل أُخَرى‬
‫َول ُف َالن ذكر تَـر َمجته (مو)‪( ،‬الَّتمجان) املَّتجم (ج) تراجم وترامجة‪( ،‬التـَّر َمجَة) تَـر َمجَة َفالن سريته وحياته‬
‫‪2‬‬
‫(ج) تراجم (مو)"‪.‬‬
‫وجاء أيضا يف "القاموس احمليط" للفريوز أبادي‪" :‬التّـر ُمجا ُن‪ ،‬كعُنـ ُفوان َوزع َفران َوريـ ُهقان‪ :‬امل َف ِّس ُر‪،‬‬
‫ُ‬
‫‪3‬‬
‫بن ُهَري بن أيب طَخ َمةَ‪ :‬م"‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫للسان وقد تَـر َمجَهُ وـ عنه‪ ،‬والفع ُل يَ ُدل على أصالَة التاء‪ .‬والتّـر ُمجا ُن ُ‬
‫‪ /2‬مفهوم التَّرجمة اصطالحا‪:‬‬
‫للَّتمجة‪،‬‬ ‫أن الكثري من املنظِّرين َّ‬
‫تعذر عليهم وضع تعريف شامل وواف وجامع َّ‬ ‫شك فيه َّ‬
‫ممَّا ال َّ‬
‫الَّتمجة على َّأَّنا "نشا متَّصل مبختلف امليادين‪ ،‬فهي أداة َّ‬
‫هامة القتباس العلوم ونقلها‪،‬‬ ‫تعرف َّ‬
‫لذا َّ‬
‫‪1‬‬
‫الَّتاث العريب للطِّباعة والنَّشر والتَّوزيع‪ ،‬بريوت‪/‬لبنان‪2000 ،‬م‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫مادة (ترجم)‪ ،‬دار إحياء ُّ‬
‫‪ -‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪َّ ،‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬املعجم الوسيط (نسخة للمكتبة الشَّاملة)‪ ،‬جممع اللُّغة العربية (إبراهيم مصطفى وآخرون)‪ ،‬دار الدَّعوة‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د ت)‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬ج ‪ ،2‬ص ‪.31‬‬
‫مؤسسة‬
‫حممد نعيم العرقسوسي‪َّ ،‬‬ ‫‪ -3‬القاموس احمليط (نسخة للمكتبة الشَّاملة)‪ ،‬الفريوز أبادي‪ ،‬تح‪ :‬مكتب حتقيق ُّ‬
‫الَّتاث بإشراف َّ‬
‫الرسالة للطِّباعة والنَّشر والتَّوزيع‪ ،‬بريوت‪/‬لبنان‪2111 ،‬ه‪1992/‬م ط ‪ ،3‬ص ‪.2931‬‬
‫ِّ‬
‫‪7‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫تنوع اإلنتاج الفكري‬ ‫حبيث ُّ‬
‫متد جسور التَّواصل بني بين البشر للتَّعارف وتبادل اخلربات لالستفادة من ُّ‬
‫جمرد انتقال‪ ،‬من لغة موسومة بتجارب متكلِّميها إىل لغة موسومة بتجارب‬
‫العاملي‪ ،‬فهي ليست َّ‬
‫الَّتمجة َّ‬
‫"بأَّنا عملية تواصل بني لغتني‪ ،‬يهدف عموما إىل‬ ‫متكلِّمني لغة أخرى"‪ ،1‬كما ميكن تعريف َّ‬
‫‪2‬‬
‫لنص اللُّغة األصلية"‪.‬‬
‫إنتاج نص يف اللُّغة املستهدفة مكافئ وظيفيا ِّ‬
‫الَّتمجة على نقل معىن‬ ‫الَّتمجة ما هي َّإال عملية استمرار ِّ‬
‫للنص يف لغة أخرى‪ ،‬وتنطوي َّ‬ ‫ومن هنا َّ‬
‫حمتوى يف مجلة من العالمات اللُّغوية إىل مجلة أخرى من العالمات اللُّغوية‪ ،‬وتقتضي هذه العملية‬
‫‪3‬‬
‫أيضا مجلة من املعايري غري اللُّغوية"‪.‬‬
‫‪ .II‬التَّرجمة علم أم فن‪:‬‬
‫متخصصني‬
‫ِّ‬ ‫الَّتمجة املؤطِّرة مبَّتمجني‬
‫لعل أقدم أجهزة َّ‬ ‫تع ُّد َّ‬
‫الَّتمجة أداة للتَّواصل اإلنساين‪ ،‬و َّ‬
‫مزودين مبعاجم ثنائية اللُّغة‪ ،‬وجدت يف اإلمرباطورية البابلية يف العراق قبل أكثر من ثالثة آالف عام‪،‬‬
‫َّ‬
‫فن لألعمال األدبية اليت يتطلَّب تأليفها‬ ‫تعد فنًّا‪ ،4‬إذ يرى نيدا‪َّ :‬‬
‫"أن ا َّلَّتمجة ٌّ‬ ‫الَّتمجة ُّ‬
‫ومنذ ذلك احلني و َّ‬
‫الَّتمجة مهارة َّ‬
‫ألَّنا تكتسب‬ ‫وجود موهبة متميِّزة لدى املَّتجم‪ ،‬باإلضافة كذلك ينظر نايدا‪َّ :‬‬
‫"بأن َّ‬
‫‪5‬‬
‫باملران والتَّدريب"‪.‬‬
‫يتصور َّ‬
‫بأَّنا معرفة مستنبطة من املالحظة والتَّجريب‬ ‫الَّتمجة علم َّ‬ ‫الرأي الذي يتكلَّم َّ‬
‫بأن َّ‬ ‫َّأما َّ‬
‫الدراسة هلدف حتديد طبيعة املوضوع املدروس َّ‬
‫وألَّنا فئة معروفة باحلقائق واملباد ‪ ،‬ويرى بيرينيو‬ ‫و ِّ‬

‫املتخصصة (مصطلحات التَّسويق أمنوذجا)‪ ،‬شرنان سهيلة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬


‫ِّ‬ ‫‪ -1‬إشكالية ترمجة املصطلحات العلمية يف املعاجم‬
‫‪1921‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.32‬‬
‫‪َّ -2‬‬
‫الَّتمجة والتَّ ِّلقي حتليل الفعل ُّ‬
‫الَّتمجي يف ضوء نظرية القراءة‪ ،‬كاملني جياليل‪ ،‬جامعة تلمسان‪1923 ،‬م‪1920/‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬علم املصطلح (أسسه النَّظرية وتطبيقاته العملية)‪ ،‬علي القامسي‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬بريوت‪1993 ،‬م‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫ص ‪.102‬‬
‫الَّتمجة للمحَّتفني)‪ ،‬إبراهيم السيد اخلضري‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪ -5‬أساسيات علم َّ‬
‫الَّتمجة (مدخل إىل َّ‬

‫‪8‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫الَّتمجة بإمكاَّنا أن تكون علما إذا‬ ‫يقر َّ‬
‫بأن َّ‬ ‫مارك‪" :‬أنَّه ال يوجد ما يوصف بعلم َّ‬
‫الَّتمجة" باملقابل ُّ‬
‫‪1‬‬
‫توفَّرت على عبارات هلا مقابالهتا َّ‬
‫ويتيسر إجياد مكافئ هلا‪.‬‬
‫الَّتمجة تكون علما لو َّ‬
‫أن مائة مَّتجم مثال قاموا بَّتمجة نص وتأيت ترمجتهم متشاهبة من ناحية‬ ‫و َّ‬
‫أي فارق أو تغيري مثلما يعمل مائة عامل بتجربة علمية أو معادلة‬‫األسلوب والكلمات من دون ّ‬
‫بالَّتمجة‬ ‫حد ذاته‪َّ ،‬إال َّ‬
‫أن هذا ال يقَّتن َّ‬ ‫متكررة هذا العلم يف ِّ‬
‫موحدة ِّ‬
‫رياضية فحتما تكون نتائجهم َّ‬
‫النص األخري مغايرا يف‬
‫مرتني‪ ،‬فيأيت ُّ‬
‫إطالقا ومل يكن من قبل أبدا‪ ،‬فاملَّتجم يقوم بَّتمجة نص ما يف َّ‬
‫معدال أو مغلوطا‪ ،‬وهذا ما ُّ‬
‫يدل على‬ ‫إن املعىن قد يكون َّ‬‫األسلوب‪ ،‬وإن كان املعىن يبقى واحدا‪ ،‬بل َّ‬
‫النص‬ ‫الَّتمجة ليست بعلم و َّأَّنا ال تقوم بَّتمجة الكلمات‪َّ ،‬‬
‫وإمنا هي نقل للمعاين وملوسيقى ِّ‬ ‫أن َّ‬‫َّ‬
‫الَّتمجة "علم لوجود أسس وقواعد اليت تسيطر على‬ ‫وألسلوب الكاتب وطريقة العرض‪ ،2‬كما ُّ‬
‫تعد َّ‬
‫‪3‬‬
‫النص األصلي اليت حتكمه هاته القواعد واألسس"‪.‬‬
‫ِّ‬
‫الصنعة املستوحاة باإلهلام بأدواهتا وأساليبها‪ ،‬وقد ترتَّب‬
‫الفن و َّ‬
‫فالَّتمجة إذا هي خليط من العلم و ِّ‬
‫َّ‬
‫الَّتمجة على َّأَّنا علم أم ٌّ‬
‫فن على تعريف املَّتجم ودوره وموقعه من عملية‬ ‫عن اختالف اآلراء بشأن َّ‬
‫فن هذا يعين َّ‬
‫أن املَّتجم لديه نوع من القدرات‬ ‫الَّتمجة ٌّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬فإذا كانت َّ‬ ‫االتِّصال اليت ُّ‬
‫تتم عن طريق َّ‬
‫صدقنا َّ‬
‫أن‬ ‫الفن حيتوي على مهارات وتقديرات ذاتية‪ ،‬ولو َّ‬
‫أن َّ‬‫ال تكون عند شخص آخر بسبب َّ‬
‫تامة بامللكة‬
‫الشاعر أن يكون على دراية َّ‬
‫الشخص أو َّ‬
‫الشعر مثال فعلى َّ‬
‫فن صرف كفن ِّ‬‫الَّتمجة ٌّ‬
‫َّ‬
‫الَّتمجة على أسس دقيقة صارمة‬ ‫الشعرية ليصري شاعرا ِّ‬
‫متمكنا‪ ،‬وإذا قلنا من جهة أخرى تشتمل َّ‬ ‫ِّ‬
‫الَّتمجات مثل‪:‬‬
‫خاصة فئات من َّ‬
‫النص املَّتجم‪ ،‬لصلح األمر ذلك َّ‬ ‫َّ‬
‫وحمددة للخوض يف ِّ‬
‫الصيدالنية‪.‬‬
‫‪ ‬ترمجة اإلرشادات َّ‬
‫‪ ‬ترمجة تركيب َّ‬
‫املعدات املختلفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لسابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬املرجع ا َّ‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪9‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫الَّتمجات ال توجد فيها قواعد تضبطها وحللَّت َّ‬
‫الَّتمجة اآللية مكان العمل البشري منذ أمد‬ ‫فهذه َّ‬
‫الَّتمجة على َّأَّنا مهارة من املهارات تقتضي التَّ ُّ‬
‫مكن من أصول اللُّغة‬ ‫السهل اإلمعان يف َّ‬
‫بعيد‪ ،‬ومن َّ‬
‫ومعلومات هائلة واستعداد شخصي‪.‬‬
‫الَّتمجة تأيت باحملاولة واخلطأ واحلافز‪ ،‬فمن هذه األسس ينظر إىل املَّتجم بأنَّه‬
‫الدراية يف ميدان َّ‬
‫و ِّ‬
‫الَّتمجي ال يتشابه مع‬
‫صانع ماهر له أدواته وطرقه اليت جتتمع بنفسه وحينها يكون املَّتمجون عملهم ُّ‬
‫اخلاص باملَّتجم‪ ،‬إذ يستخلص الفكرة ويبو هبا بأسلوبه املغاير عن‬
‫ُّ‬ ‫بعضهم البعض‪ ،‬مثَّ يتمثَّل العمل‬
‫تتكرر واجلمل غالبا ما تعاد‪ ،‬فهنا يربز إبداع املَّتجم مبفردات جتعل القار‬
‫الفكرة األوىل‪ ،‬فاألفكار َّ‬
‫النص األصلي إذا‬
‫صرف يف ِّ‬
‫يشغف لقراءهتا وسهولة استذكارها‪ ،‬وهذا ما جيعل املَّتجم ينساق حنو التَّ ُّ‬
‫النص‬
‫النص األصلي و َّ‬
‫فالرابطة اليت تربط َّ‬
‫بالغ يف اإلبداع وحال دون الفكرة املراد الوصول إليها‪َّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫املَّتجم ليست باألحرى عالقة تواز‪.‬‬
‫الَّتمجة وتنمية‬
‫الصدد‪" :‬ال سبيل إىل إجادة صنعة َّ‬
‫الدكتور حسن عطيَّة طمان يف هذا َّ‬ ‫يقول ُّ‬
‫متعددة من النُّصوص"‪2‬؛ حيث َّ‬
‫أن‬ ‫الَّتمجي َّإال بالتَّدريب الذي َّ‬
‫يتعرف فيه املَّتجم على أشكال ِّ‬ ‫َّ‬
‫الذوق ُّ‬
‫عرف على مكنونات النُّصوص املختلفة للغات مغايرة كاللُّغة الفرنسية‬
‫الَّتمجة للتَّ ُّ‬
‫املَّتجم يداوم على َّ‬
‫وغريها من اللُّغات‪.‬‬
‫الَّتمجة يف إطار تعليمية اللُّغات اليت تتَّصل اتِّصاال وثيقا باللِّسانيات التَّطبيقية‬
‫كما يندرج ميدان َّ‬
‫فإن تعليمية اللُّغات سواء كانت لغة عربية أو غريها من اللُّغات تتطلَّب‬
‫املعروفة مببادئها املتعلِّقة هبا‪َّ ،‬‬
‫الشفوي‪ ،‬ألنَّه هو البارز على مستوى املمارسة الفعلية للجانب اللُّغوي‪ ،‬وذلك‬
‫املهارة للمتعلِّم كالتَّعبري َّ‬
‫الضروري وضع اجلانب املنطوق يف غىن عن اجلانب املكتوب للُّغة لالرتقاء لدى املتعلِّم‪ ،‬فاللُّغة إذا‬
‫من َّ‬
‫الزمنية فهي عبارة عن لغة منطوقة قبل أن تصبح مكتوبة‪.‬‬
‫ما تتبَّعنا فَّتهتا َّ‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.11-11‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املرجع َّ‬
‫الَّتمجة وما عليها‪ ،‬حسن عطيه طمان‪ ،‬جملَّة الفيصل‪ ،‬العدد ‪ ،2‬أكتوبر ‪2001‬م‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪َّ -2‬‬

‫‪01‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫تلقي املهارة املتنوعة باحتكاكه يف اجملتمع اللُّغوي‪ ،‬وهذا األمر َّ‬
‫البد‬ ‫إن متعلِّم اللُّغة يقدر على ِّ‬
‫َّ‬
‫ألن درس اللُّغة األجنبية ال‬ ‫منه لظهور النَّجا يف تلقني اللُّغة ككل‪ ،‬واللُّغة الثَّانية (األجنبية) َّ‬
‫خاصة‪َّ ،‬‬
‫بفك املتطلَّبات اليت تسيطر على العملية التَّعليمية التَّواصلية داخل اجملتمع اللُّغوي‪،‬‬
‫يكون متميِّزا َّإال ِّ‬
‫السبيل املوازي لتعلُّم اللُّغة لألجانب عن طريق َّ‬
‫الَّتمجة وللمبتدئني كذلك (ترمجة‬ ‫وهذا ما يربز استعمال َّ‬
‫متنوعة للُّغة املراد تلقينها ملتعلِّم اللُّغة)‪.‬‬
‫عبارات ِّ‬
‫فاللُّغة األجنبية ترتبط على عدم خضوع اللُّغة املصدر كوسيط بني اللُّغة املنبع واللُّغة األخرى يف‬
‫ينجر عنه ظهور مستوى متدن‬ ‫أن اللُّغتان من نفس األسرة الواحدة تقريبا‪َّ ،‬‬
‫ألن هذا ُّ‬ ‫نطق التَّعلُّم َّ‬
‫حّت و َّ‬
‫الَّتكيِّب‪،‬‬ ‫يف اكتساب قواعد اللُّغة الثَّانية‪ ،‬فاملستويات اخلاضعة لتعلُّم اللُّغة جند (املستوى َّ‬
‫الصويت‪َّ ،‬‬
‫الداليل) فهذه املستويات جيب مراعاهتا عند تعلُّم أي لغة معيَّنة‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن الباحثني اللِّسانيني ال يعطون اهتماما كثريا باملسائل املتعلِّقة يف تعليم اللُّغات اليت حيلِّلوَّنا يف‬
‫َّ‬
‫عملهم النَّظري‪ ،‬هذا ما جيعل معلِّمي اللُّغات يبتعدون عن هذه األعمال اليت تنال اإلقصاء من لدن‪،‬‬
‫الدراسات القادمة من قبل فئة من اللِّسانيني الذين مل‬
‫فمعظم اللِّسانيني أدحضوا بعض األحباث و ِّ‬
‫يثابروا يف جعل أرضية صلبة بني اللِّسانيات وتعليمية اللُّغات‪ ،‬ويف احلقيقة هذه العالقة ليست جديدة‬
‫َّ‬
‫وإمنا هي موجودة منذ القدم‪ ،‬أي حني بروز البحث اللُّغوي نفسه؛ حيث اقتصرت يف حماوالت ال‬
‫‪1‬‬
‫صف اإلجراء العلمي للبحث‪.‬‬
‫تسمو إىل ِّ‬
‫‪ .III‬أنواع التَّرجمة‪:‬‬
‫‪ /1‬التَّرجمة األدبية‪:‬‬
‫يقصد هبا ترمجة األعمال األدبية من روايات‪ ،‬قصائد‪ ،‬مسرحيات وغريها من الفصائل األدبية‪،‬‬
‫حممد عنَّاين‪ ،‬أستاذ اللُّغة اإلجنليزية ومَّتجم كذلك ملسرحيات‬
‫ومن كبار املَّتمجني األدبيني جند َّ‬
‫الدكتور يوسف زيدان روائي وأستاذ اللُّغات َّ‬
‫الشرقية ومَّتجم‪،‬‬ ‫شكسبري وأعمال جون ميلتون‪ ،‬و ُّ‬

‫‪ -1‬دراسات يف اللِّسانيات التَّطبيقية (حقل تعليمية اللُّغات)‪ ،‬أمحد حستين‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫ص ‪.211-212‬‬

‫‪00‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫غين عن التَّعريف‪ ...‬إىل آخره من املَّتمجني العرب لألعمال‬ ‫َو عبَّاس حممود َّ‬
‫العقاد رمحه اهلل وهو ٌّ‬
‫األدبية‪.‬‬
‫ظهرت َّأول ترمجة يف الغرب هي ترمجة "‪ "Septuagint‬تعين جمموعة من الكتب املقدس‬
‫اليهودي إىل اللُّغة اليونانية باللَّهجة َّ‬
‫السائدة فيها املعروفة باسم "‪ "Koine Greek‬واليت متَّت يف‬
‫األول ق م ‪ ،‬كان اليهود قد نسوا لغة أجدادهم واحتاجوا إىل نسخ من‬
‫اإلسكندرية بني القرن الثَّالث و َّ‬
‫املقدس باللُّغة اليونانية‪.‬‬
‫كتاهبم َّ‬
‫"‪Lingua‬‬ ‫الالتينية طيلة القرون الوسطى هي اللُّغة َّ‬
‫املوحدة؛ حيث كانت تدعى‬ ‫أصبحت اللُّغة َّ‬
‫‪ "Franca‬تشتمل على اللُّغة اإليطالية خمتلطة بالفرنسية واإلسبانية‪ ،‬ويف القرن التَّاسع ميالدي قام‬
‫ملك ويسكس يف إجنلَّتا بَّتمجة كتاب "‪ "Bede‬بعنوان "التَّاريخ الكنسي" وكتاب "‪ "Boethius‬بعنوان‬
‫"سلوى الفلسفة" إىل لغة اإلقليم أو اللُّغة الوطنية‪.‬‬
‫الَّتمجة‪ ،‬فبعد ضعفهم من طرف العامل اليوناين‬
‫ومن جهة أخرى ثانية عمل العرب يف ميدان َّ‬
‫ترمجوا األعمال الفلسفية والعلمية واليونانية‪ ،‬ويف العصور الوسطى ترمجت النُّسخ العربية إىل َّ‬
‫الالتينية؛‬
‫الَّتمجات العربية يف أوروبا قد نالت رواجا يف احلياة العلمية خاصة‪ ،1‬وأخريا أقول َّ‬
‫أن‬ ‫حيث كانت َّ‬
‫خاصة‪.‬‬
‫الَّتمجة األدبية خاضعة ألعمال أدبية حمضة بامتياز وقواعد َّ‬
‫َّ‬
‫‪ /2‬التَّرجمة اإلعالنية‪( :‬وسائل اإلعالم)‬
‫تتمثَّل هذه ا َّلَّتمجة يف َّ‬
‫اجملالت‪ ،‬اجلرائد‪ ،‬وكالة األنباء‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬اإلعالنات التِّجارية األجنبية‬
‫وترمجتها إىل العربية‪ ،‬فاإلعالم من ناحية األساس وسياسة اتِّصال وتواصل وأخبار‪ ،‬فهو يستعمل أمناطا‬
‫متشعبة لتحقيق التَّواصل املرغوب يف األفراد واجلماعات‪.‬‬
‫متنوعة ووسائل ِّ‬
‫ِّ‬
‫فاملعلومات املعروضة من طرف وسائل اإلعالم من ثقافات أخرى‪ ،‬جتعل ثقافة جمتمع أكثر‬
‫الرسائل اإلعالمية بسوء نيَّة‪ ،‬ذلك لغرض الغزو الثَّقايف‪ ،‬وممَّا ال ريب فيه َّ‬
‫أن‬ ‫فرعا‪ ،‬وقد تطر األخبار و َّ‬
‫الرسالة اإلعالمية‪.‬‬
‫الَّتمجة هي املغزى يف صياغة ِّ‬
‫َّ‬

‫الَّتمجة للمحَّتفني)‪ ،‬إبراهيم السيد اخلضري‪ ،‬ص ‪.291-292‬‬ ‫‪ -1‬أساسيات علم َّ‬
‫الَّتمجة (مدخل إىل َّ‬

‫‪02‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫الَّتمجة اليت‬
‫يسمى "‪َ "Subtitling‬و "‪ "Subtitle‬هي َّ‬
‫الَّتمجة اإلعالمية على فرع َّ‬
‫كما تشتمل َّ‬
‫مصورة فهي تكشف عن اللُّغة اليت يستخدمها‬
‫الشاشة يف صورة فيلم أو نشرة أخبار َّ‬
‫تظهر أسفل َّ‬
‫الباث للخرب وتعليقه على األحداث جيب على املستمع ومَّتجم َّ‬
‫الدبلجة الوعي بإحياءات‬ ‫املصدر ُّ‬
‫الَّتمجة اليت‬
‫الدبلجة‪ ،‬فهذا يظهر مكانة َّ‬ ‫الكلمات ومراعاة الدقَّة واحلياد مبعىن عدم التَّ ُّ‬
‫دخل يف صياغة َّ‬
‫ميكن اعتبارها قاعدة يف أيدي أجهزة اإلعالم ووسائله املختلفة‪ ،‬واملطلوب من املَّتجم اإلعالمي أن‬
‫يكون جميدا للغة املصدر "‪ "Source lang‬واللُّغة املستهدفة "‪ ،"Target lang‬وأن يتوفَّر على نوع من‬
‫ومتدربا على نقل التَّعابري واألفكار‪.‬‬
‫املهارة ِّ‬
‫بأن اإلعالم بأدواته املختلفة ال ميكنه بلوغ مبتغاه َّإال إذا توفَّرت له‬
‫ويف األخري ميكن القول َّ‬
‫الرسالة اإلعالمية ودقَّتها ومصداقيتها‪ ،‬إضافة إىل اعتماده على الوسيلة اإلعالمية املناسبة مع‬ ‫جودة ِّ‬
‫مكن من ردود‬‫احلساسة لأللفاظ ومعانيها وإحياءاهتا من أجل التَّ ُّ‬
‫املتخصصة إعالميًّا و َّ‬
‫ِّ‬ ‫بالَّتمجة‬
‫االهتمام َّ‬
‫‪1‬‬
‫فعل عند ِّ‬
‫املتلقي‪.‬‬
‫‪ /3‬التَّرجمة العلمية‪:‬‬
‫طور العلمي والتِّكنولوجي ظهرت معه كلمات إجنليزية جديدة للتَّعبري عن مفاهيم جديدة‬ ‫َّ‬
‫إن التَّ ُّ‬
‫بالَّتمجة العلمية اليت تنتقل من اللُّغة اإلجنليزية إىل اللُّغة العربية‪،‬‬
‫يسمى َّ‬
‫وتقنيات واخَّتاعات‪ ،‬وهذا ما َّ‬
‫طور هذا َّأدى إىل مشاكل لغوية خطرية للُّغة العربية من مفاهيم جديدة وتقنيات حديثة‬
‫ومن خالل التَّ ُّ‬
‫اليت ال يوجد هلا مقابل يف اللُّغة العربية‪َّ ،‬‬
‫فإن ترمجة نصوص تقنية كاملة من اإلجنليزية إىل العربية متثِّل‬
‫احملري أن‬
‫معركة رئيسية‪ ،‬فَّتمجة نصوص علمية من لغة إىل لغة أخرى مشَّتكة ليست صعبة‪ ،‬فمن غري َّ‬
‫ملادة علمية من لغة هندية أوروبية حديثة إىل لغة العلوم الغربية‬
‫فالَّتمجة َّ‬
‫الصحيح‪َّ ،‬‬ ‫جند العكس هو َّ‬
‫اهلامة ليس فقط لنيل التِّكنولوجيا َّ‬
‫وإمنا‬ ‫املكونات َّ‬
‫الَّتمجة العلمية متسي من ِّ‬ ‫تكون صعبة‪ ،‬وبالتَّايل َّ‬
‫فإن َّ‬
‫جللبها وتركيبها‪.‬‬
‫إن مَّتجم املواد العلمية ينبغي أن يتوفَّر على‪:‬‬
‫َّ‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.211-212‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫‪03‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫النص العلمي الذي هو بصدد ترمجته‪.‬‬
‫‪ ‬التَّ ُّزود مبعارف واسعة يف موضوع ِّ‬
‫النص األصلي‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫الذكاء والفطنة؛ حيث ميكنه ملء الثَّغرات يف ِّ‬
‫اخلاصة بوضو ‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على استعمال لغة املرء َّ‬
‫‪ ‬التَّفريق والتَّمييز والقدرة على اختيار املصطلحات مالئمة بني ما كتب يف جمال ما‬
‫الصلة‪.‬‬
‫الَّتمجة يف جماالت ذات ِّ‬
‫‪ ‬اخلربة العلمية يف َّ‬
‫تصور َّ‬
‫املعدات اليت يَّتجم موضوعا بشأَّنا‪.‬‬ ‫‪ ‬اخليال النَّاضج‪ ،‬حبيث ميكن للمَّتجم ُّ‬
‫الَّتمجة‪.‬‬ ‫‪ ‬استهداف اللُّغة اهلدف بدقَّة من قبل املَّتجم‪ ،‬أي حرصه على ُّ‬
‫الشمولية يف َّ‬
‫اخلاص‬
‫ِّ‬ ‫الَّتمجة العلمية تكون فيها األولوية للموضوع وليس لألسلوب‬
‫أن َّ‬‫ومن هنا نستخلص َّ‬
‫يهتم‬
‫تعرب عن احلقائق والتَّجارب والفرضيات‪ ،‬فالقار للكتابات العلمية ُّ‬ ‫بالواسطة اللُّغوية اليت ِّ‬
‫‪1‬‬
‫باملعلومات اليت حتوزها الكتابة العلمية‪ ،‬ويف هذه احلالة جيب مراعاة الدقَّة اللَّفظية يف التَّعبري‪.‬‬
‫‪Techincal Translation‬‬ ‫‪ /4‬التَّرجمة التِّقنية (الفنية)‪:‬‬
‫عامة وأدلَّة‬
‫الَّتمجة للنُّصوص الفنية (كتيبات تشغيل‪ ،‬تركيب األجهزة بصفة َّ‬
‫نعين هبا َّ‬
‫متخصصة يف جمال ما وجب أن‬
‫ِّ‬ ‫الَّتمجة التِّقنية‬
‫املستعملني‪ ،‬وكيفية استعمال األجهزة)‪ ،‬حبيث تكون َّ‬
‫فالَّتمجة‬ ‫خاصا هبا على سبيل املثال‪ :‬أجهزة الطَّائرات‪َّ ،‬‬
‫املعدات الطبية‪ ،‬العلوم الفيزيائية‪َّ ،‬‬ ‫حتتل مكانا ًّ‬
‫َّ‬
‫ختصصات نوعية يف جماالت َّ‬
‫حمددة‪ ،‬فاملعارف‬ ‫متخصصة حتتاج إىل مَّتمجني ذوي ُّ‬
‫ِّ‬ ‫الفنية ذات طبيعة‬
‫خاصة يف اللُّغة ويف‬ ‫بالَّتمجة‪ ،‬إذ َّ‬
‫أن املَّتجم َّ‬
‫البد من امتالكه مهارات َّ‬ ‫التِّقنية ليست الوحيدة الكفيلة َّ‬
‫الكتابة ملساعدته لنقل احملتوى التِّقين من لغة إىل لغة أخرى بأمان ووضو ‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن اهلدف من الكتابة التِّقنية هو إيصال معلومة إىل القار ألجل بلوغ مسعى بعينه وبطريقة‬
‫جتعل فهم املوضوع يسريا‪ ،‬فالكتابة التِّقنية هي كتابة شرحية (‪ )expository writing‬وتشتمل على‬
‫عامة يف الكتابة التِّقنية‪:‬‬
‫خصائص َّ‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.212-210‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املرجع َّ‬
‫‪04‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫‪ ‬وجهة نظر موضوعية ‪.objective point of view‬‬
‫‪ ‬لغة واضحة َّ‬
‫وحمددة ‪.clear, concise language‬‬
‫‪ ‬معلومات واقعية ‪.factual information‬‬
‫‪ ‬بنية غري َّ‬
‫معقدة ‪.uncomplicated structure‬‬
‫‪ ‬تسلسل منطقي يف عرض املوضوع ‪.logical order‬‬
‫‪1‬‬
‫حمددون ‪.identified audience‬‬ ‫‪ُّ ‬‬
‫متلقون ِّ‬
‫نفهم من هذه اخلصائص املميِّزة للكتابة التِّقنية َّ‬
‫أن املَّتجم حني ترمجته لعمل تقين َّ‬
‫البد عليه من‬
‫وتقصي احلقائق من‬
‫مراعاة هذه النِّقاط يف صلب عينيه‪ ،‬مع اهتمامه للمصطلحات وحسن املعىن ِّ‬
‫خالل قيامه لعمل ترمجي تقين خاص‪.‬‬
‫‪Machine translation‬‬ ‫‪ /5‬التَّرجمة اآللية‪:‬‬
‫تدخل العنصر‬
‫نصا مستهدفا دون ُّ‬
‫هي مبثابة برنامج حاسويب يقوم بتحليل نص مصدري وينتج ًّ‬
‫‪Pre-‬‬ ‫السابق‬
‫الَّتمجة اآللية متيل إىل العمل البشري باعتماده شكل التَّحرير َّ‬
‫أن َّ‬‫البشري‪ ،‬فالعكس َّ‬
‫الالحق ‪َّ Post-editing‬إَّنا ترمجة ذات مواصفات تقنية‪ ،‬ومن طرق َّ‬
‫الَّتمجة اآللية‪:‬‬ ‫والتَّحرير َّ‬ ‫‪editing‬‬

‫يتم‬
‫باحلاسوب ففي هذه احلالة ُّ‬ ‫‪machine translation‬‬ ‫‪ ‬التَّرجمة اآللية الكاملة‪:‬‬
‫اخلاصة بذلك‬
‫الَّتمجة َّ‬
‫النص املراد ترمجته إىل ذاكرة احلاسوب لتخرج بعد ذلك َّ‬
‫إدخال ِّ‬
‫النص‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪ ‬استخدام الحاسوب للتَّرجمة بتدخل بشري‪ :‬حيث يقوم احلاسوب باسَّتجاع‬
‫النص اجلديد مثل‪ :‬ترمجة العقود التِّجارية‬
‫نصوص مماثلة مثَّ يعمل املَّتجم بتعديلها على ِّ‬
‫واالتِّفاقيات واملعاهدات‪.‬‬
‫للَّتمجة اآللية كان يف أمريكا واليابان بالقطاع اخلاص مع اهتمام من‬ ‫َّ‬
‫إن إيالء األمهِّية الواسعة َّ‬
‫خاصة يف قطاع‬
‫للَّتمجة اآللية َّ‬
‫احلكومة‪ ،‬وظهر هذا االهتمام باستخدام أمريكا األنظمة التِّجارية َّ‬
‫‪1‬‬
‫لسابق‪ ،‬ص ‪.210-211‬‬
‫‪ -‬املرجع ا َّ‬
‫‪01‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫خاصة‬
‫الَّتمجة اآللية من إنتاج شركات َّ‬
‫الشاغلة يف ميدان َّ‬
‫اخلاصة هبا‪ ،‬فمعظم األنظمة َّ‬
‫اجلوية َّ‬
‫القوات ِّ‬
‫َّ‬
‫يف الغرب َو هايكاتس‬ ‫‪Logos‬‬ ‫مثل‪ :‬سيسَّتان ‪ ،Systran‬وايندر ‪ ،Winder‬ألبس ‪ ،Alps‬لوغوس‬
‫‪ ،Hicats‬والمب ‪ Lamp‬يف اليابان‪.‬‬
‫الدول الغربية؛ حيث َّأَّنا تعمل منذ‬
‫الدول اإلسالمية فتجد ماليزيا تنحو نفس منحى ُّ‬
‫َّأما يف ُّ‬
‫فالَّتمجة غالبا ما‬
‫(الَّتمجة اآللية)‪َّ ،‬‬
‫الَّتمجة من اإلجنليزية إىل املاليزية َّ‬
‫أعوام كثرية على تطوير نظام َّ‬
‫الَّتمجة اآللية عموما هي‬
‫تساعدها اجملهودات البشرية (مراجعة) وإىل التَّنقيح قبل عرضها للنَّشر‪ ،‬ف َّ‬
‫مبثابة قاعدة علمية َّإما أن تكون صحيحة ال غبار عليها أو قابلة للخطأ‪ ،‬فهذا َّإال جهاز اخَّتعه‬
‫‪1‬‬
‫اإلنسان فرَّمبا يصيب أو خيطئ‪.‬‬
‫‪ .IV‬نسق التَّرجمة‪:‬‬
‫تعد عمال فكريًّا فقط نظريًّا كان أو تطبيقيًّا‪ ،‬ذلك َّأَّنا تعرض مشكلة تتمثَّل يف‬
‫الَّتمجة ال ُّ‬
‫إن َّ‬‫َّ‬
‫جذب القار من الكاتب والكاتب من القار مع ما تعنية من خدمة ممارسيها مثل اللُّغات األجنبية‬
‫البد من تعلُّمها جيِّدا‪.‬‬
‫املتميِّزة بقاموسها وبالغتها وأسلوهبا اليت َّ‬
‫الَّتمجة داخل اجملموعة اللُّغوية الواحدة تتجلَّى يف نفس اللُّغة ومعرفة األسباب احلقيقية‬
‫أن َّ‬‫كما َّ‬
‫يبني مدى‬ ‫الَّتمجة َّ‬
‫الداخلية عملها ِّ‬ ‫تدعي طبيعية ال تقبل اجملاورة‪َّ ،‬‬
‫فإن َّ‬ ‫بني اللُّغة املثالية واللُّغات اليت َّ‬
‫تتعني استكشاف‬
‫الَّتمجة اخلارجية اليت ببساطة َّ‬
‫الداخلية‪ -‬تتبعها َّ‬ ‫السهولة للُّغة‪ ،‬ممَّا جيعلها ‪-‬أي َّ‬
‫الَّتمجة َّ‬ ‫ُّ‬
‫أن اللُّغة الكونية ال تعيد هيكلة التَّشعُّب َّ‬
‫الالمنتهي‪،‬‬ ‫الوسائل اليومية للُّغة احليَّة‪ ،‬وهذه الوسائل تربز َّ‬
‫الدراية بظاهرة سوء الفهم و َّ‬
‫الالفهم اليت ينجز عنها التَّأويل وهذا ما‬ ‫الد ُّنو من أسرار اللُّغة احلية و ِّ‬
‫فيلزم ُّ‬
‫خاصة بني اللُّغة املثالية واللُّغة احليَّة‪.‬‬
‫جيعله نظرية َّ‬
‫َّ‬
‫إن معرفة املعىن املشابه الذي ميكن العثور عليه يقتضي خضوع التَّعبريين لنفس اخلطاب متباينني‬
‫فالَّتابط داخل اجملموعة اللُّغوية الواحدة َّ‬
‫يتعني على األرجح متخاطبني‬ ‫(الَّتمجة َّ‬
‫الداخلية واخلارجية)‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.122-129‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املرجع َّ‬
‫‪06‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫اثنني ال يكونا أجنبيني أي من نفس الطَّائفة اللُّغوية الواحدة‪ ،‬فالتَّكلُّم مع اآلخر جيب استعمال ثالثة‬
‫‪1‬‬
‫أشكال من الوحدات‪:‬‬
‫‪ ‬المعجم ‪ :Lexique‬أي العالمات اليت جتدها يف املفردات واجلمل اليت ليست هلا‬
‫مفردات‪َّ ،‬‬
‫ألن ال أحد بإمكانه القدرة أن يبو كم مجلة قيلت يف أيَّة لغة كانت‪.‬‬
‫‪ ‬النصوص‪ :‬هي مقاطع اجلمل اليت هي مصدر االنصراف للُّغة املثالية ولسوء الفهم يف‬
‫االستعمال اليومي‪ ،‬فهذه الوضعية تعطي التَّأويالت العديدة‪.‬‬
‫حيدده‬
‫كل حماولة ِّ‬ ‫‪ ‬القاموس‪ :‬يتميَّز بظاهرة التَّ ُّنوع َّ‬
‫الداليل ‪ ،Polysémio‬فاملعىن يف ِّ‬
‫حّت ينطبق مع بقيَّة اجلملة‬
‫االستعمال الذي يعمل أساسا بغربلة جزء معىن الكلمة َّ‬
‫املعرب عنه‪.‬‬
‫وبناء وحدة املعىن َّ‬
‫حيدد املعىن الذي تأخذه الكلمة يف اخلطاب‪ ،‬وهنا تظهر خصومات‬
‫السياق هو الذي ِّ‬
‫فإذا ِّ‬
‫حول معىن الكلمات‪ ،‬فال يوجد سياقات ظاهرة فقط َّ‬
‫وإمنا هناك سياقات خفيَّة‪ ،‬واليت َّ‬
‫تلقب‬
‫وخاصة‬
‫َّ‬ ‫اليت ليست فكرية كلُّها‪ ،‬ولكنَّها حقيقية وليست شائعة‬ ‫‪connotation‬‬ ‫َّ‬
‫بالدالالت احلافة‬
‫بالرقابة واحلظر‪ ،‬إنَّه هامش‬ ‫بوسط أو طبقة أو مجاعة‪ ،‬وعلى هذا هناك هامش كامل ِّ‬
‫متخفي خاص َّ‬
‫كل صور اخلفي‪.‬‬
‫املسكوت عنه الذي ختَّتقه ُّ‬
‫تكون الوحدة األوىل للخطاب والكلمة‬
‫مير من الكلمة إىل اجلملة اليت ِّ‬
‫السياق ُّ‬
‫"فاحلديث عن ِّ‬
‫تشكل بعد يف شكل خطاب‪ ،‬جتلب معها مصادر جديدة‬ ‫اليت تشتمل على وحدة العالمة اليت مل َّ‬
‫للغموض واإلهبام النَّاشئ أساسا عن عالقة املدلول أي يقال باملرجع عن ماذا َّ‬
‫نتحدث الذي هو‬
‫العامل املليء باللُّغات‪ ،‬ولذا َّ‬
‫فإن التَّوقُّف عن التَّفسري بالكلمات واجلمل لفهم اآلخر الذي ال ينظر‬
‫لألشياء من نفس اجلهة اليت نرى منها حنن‪.‬‬
‫على سبيل املثال النُّصوص هي نسيج ِّ‬
‫يشكل اخلطاب يف شكل مقاطع تتابني بني الطُّول‬
‫والقصر‪ ،‬ويعترب من املقاطع األكثر انتباها‪ ،‬فالنُّصوص مغايرة عن نظرياهتا من النُّصوص األخرى‪ ،‬وهنا‬

‫‪ -1‬عن َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬بول ريكور‪ ،‬تر‪ :‬حسني مخري‪َّ ،‬‬
‫الدار العربية للعلوم‪ ،‬القاهرة‪1993 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.13-11‬‬

‫‪07‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫كل أشكال اللُّغة خدمة لإلقناع‪ ،‬ويَّتتَّب عن هذا َّ‬
‫أن علم‬ ‫تدخل البالغة بصورها األسلوبية إىل جانب ِّ‬
‫ينتج العالقة بني اللُّغة والفكر‪ ،‬وهل جيب ترمجة املعىن أو ترمجة الكلمات؟"‪،‬‬ ‫‪Traductologie‬‬ ‫الَّتمجة‬
‫َّ‬
‫فاإلجابة عن هذا التَّساؤل من خالل تفكري اللُّغة حول ذاهتا و َّ‬
‫الَّتمجة هي الفهم ملعىن الكلمة وهنا إذا‬
‫الَّتمجة مها‪ :‬األمانة واخليانة‪.‬‬
‫مهمني يف َّ‬
‫الَّتمجة لفائدة عنصرين َّ‬ ‫ينغلق عالقة َّ‬
‫الذات بذاهتا داخل َّ‬
‫الَّتمجة املراد الوصول‬
‫الَّتمجة مرتبط بنوعية اخلطاب و َّ‬ ‫الشيء الذي نستنتجه َّ‬
‫أن نسق َّ‬ ‫ويف األخري َّ‬
‫‪1‬‬
‫الشوائب واألخطاء مهما كانت‪.‬‬
‫إليها من خالل فهم املقصود ألجل ترمجة صحيحة خالية من َّ‬
‫‪ .V‬األمانة في التَّرجمة‪:‬‬
‫الَّتمجة كان منذ زمن قدي؛ حيث هذا النِّزاع يف فرنسا منذ مائة عام بني‬ ‫" َّ‬
‫إن موضوع األمانة يف َّ‬
‫الَّتمجة اجلميلة (احلرة)؛ حيث اتَّفق اجلميع من ناحية على عدم قبول َّ‬
‫الَّتمجة احلرفية‬ ‫الَّتمجة األمنية و َّ‬
‫َّ‬
‫الَّتمجة ككل‪ ،‬أي كلمة كلمة واحلرية املفرطة واالقتباس والتَّحريف‪ ،‬وبالتَّأكيد َّ‬
‫فإن الوصول إىل منحى‬ ‫و َّ‬
‫كالرواية واألدب‬
‫الَّتمجة األدبية ِّ‬
‫سيسر من ناحية َّ‬
‫ُّ‬ ‫(األمانة) هو صعب للغاية بالنِّسبة للجميع واألمر‬
‫خاصة‬
‫مرة أخرى مع ترمجة الكتَّاب الكالسيكيني يف املاضي‪َّ ،‬‬
‫املعاصر بوجه عام‪ ،‬وظهر هذا النِّقاش َّ‬
‫الرغم من اتِّفاق اجلميع نظريًّا يف هذا اجملال" فإنَّه ينتج عنه طائفتني‬
‫الشعر‪ ،‬وعلى َّ‬
‫يف جمال املسر و ِّ‬
‫مها‪:‬‬
‫‪ ‬طائفة األساتذة والمدرسين‪" :‬حيث حافظت على األمانة احلرفية‪.‬‬
‫الَّتمجة إذا كانت‬
‫املدرسني بسؤال‪ :‬مفاده ما أمهِّية األمانة يف َّ‬ ‫‪ ‬طائفة الفنَّانين‪ُّ " :‬‬
‫ردوا على ِّ‬
‫الَّتمجة أمينة‪ ،‬فإذا‬
‫يدعمون بأن تكون َّ‬ ‫هذه األمانة تذهب باألساس؟‪ ،‬إذا َّ‬
‫فإن اجلميع ِّ‬
‫‪2‬‬
‫كان األساتذة على صواب َّ‬
‫فإن الكتَّاب أيضا غري خمطئني"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.21-10‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫‪ -2‬علم اللُّغة و َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬جورج مونان‪ ،‬تر‪ :‬أمحد زكريا إبراهيم‪ ،‬دار اجمللس األعلى للثَّقافة‪ ،‬القاهرة‪1991 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.292‬‬

‫‪08‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫للَّتمجة اجليِّدة‪ ،1‬ولكي يكون هذا املعيار‬ ‫ضد اخليانة ألنَّه يوجد معيار َّ‬
‫حمدد َّ‬ ‫" َّ‬
‫إن األمانة هي ُّ‬
‫مع‬ ‫‪Texte d’arrivée‬‬ ‫ونص الوصول‬
‫ُّ‬ ‫‪Texte de départ‬‬ ‫متوفِّر فإنَّه جيب مقارنة ُّ‬
‫نص االنطالق‪:‬‬
‫يَّتدد‬
‫الشيء َّ‬
‫األول والثَّاين‪ ،‬وهو نفس َّ‬
‫النص َّ‬ ‫نص ثالث يكون حامال ملعىن مشابه يفَّتض ُّ‬
‫تنقله بني ِّ‬
‫فالَّتمجة اجليِّدة ال هتدف َّإال إىل معادلة مفَّتضة غري ِّ‬
‫مؤسسة داخل‬ ‫عند هذا الفريق وذلك‪ ،‬وعليه َّ‬
‫هذه املعادلة ال‬ ‫‪identité‬‬ ‫أي معادلة دون تشابه‬ ‫‪Démontrable‬‬ ‫تشابه ملعىن ميكن الربهنة عليه‬
‫ميكن أن تكون صنعة وصياغة وافَّتاض"‪ ،‬فالطَّريقة الوحيدة اليت تنقد هبا َّ‬
‫الَّتمجة هو ما ميكن أن نقوم‬
‫به دائما باقَّتا ترمجة أخرى مفَّتضة وهذا ما حيدث يف ميدان عمل املَّتمجني احملَّتفني‪ ،‬فتحقيق‬
‫وألي شيء؟‬
‫السؤال املطرو هنا‪ :‬األمانة ملن؟ ِّ‬
‫األمانة إىل أبعد حد‪ ،‬لكن ُّ‬
‫إن األمانة يف إمكانات اللُّغة للمحافظة على ِّ‬
‫السر َّ‬
‫ضد اخليانة‪ ،‬األمانة هنا لذاته بدل األمانة‬ ‫َّ‬
‫الالمَّتجم وكان قبل ذلك جياور‬‫الشأن بول سيالن‪" :‬الذي يتسامى جياور َّ‬
‫لآلخر؛ حيث قال يف هذا َّ‬
‫اخلاصة بنفس الكيفية يف االنزيا بني اللُّغتني"‪.‬‬
‫مسمى يف قلب لغته َّ‬ ‫معرب عنه و َّ‬
‫الال َّ‬ ‫َّ‬
‫الال ِّ‬
‫عددية و َّ‬
‫الالتواصل بني‬ ‫نستنتج من هذا التَّتابع من التَّقلُّبات املفاجئة عمل اللُّغة لذاهتا والتَّ ُّ‬
‫‪2‬‬
‫سر املَّتمجي‪.‬‬ ‫اللُّغات وصعوبة َّ‬
‫الَّتمجة اخلارجية ومعرفة ُّ‬
‫الَّتمجة ختضع لقوانني تضبطها تذكر منها‪:‬‬ ‫نستخلص من َّ‬
‫أن األمانة يف َّ‬
‫‪ ‬معرفة اللُّغة األصل (املصدر)‪.‬‬
‫الدراية بقواعد اللُّغة املَّتجم إليها‪.‬‬
‫‪ِّ ‬‬
‫الَّتمجة‪.‬‬
‫السيطرة التَّ َّامة لتقنيات َّ‬
‫‪ ‬القدرة على َّ‬
‫الَّتمجات املعروفة‪.‬‬
‫درب على خمتلف َّ‬
‫‪ ‬التَّ ُّ‬
‫‪ ‬التَّ ُّ‬
‫مكن من ثقافة اللُّغة اهلدف‪.‬‬
‫الَّتمجة‪.‬‬ ‫‪ ‬التَّ ُّ‬
‫حكم مبكانيزمات َّ‬

‫‪ -1‬عن َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬بول ريكور‪ ،‬ص ‪.11-11‬‬
‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪09‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫كالَّتمجة َّ‬
‫الداخلية واخلارجية‪.‬‬ ‫للَّتمجة َّ‬ ‫‪ ‬املمارسة َّ‬
‫الدائمة َّ‬
‫‪ ‬اإلتقان يف العمل املَّتجم‪.‬‬
‫ب إذا عم َل‬ ‫الرسول صلَّى اهلل عليه وسلَّم يف صدد إتقان العمل‪َّ " :‬‬
‫إن اهللَ حي ُّ‬ ‫حيث يقول َّ‬
‫الَّتمجة اليت َّ‬
‫البد من القيام‬ ‫أح ُدكم عمال أن يُتقنَه"‪ ،1‬فهذا احلديث النَّبوي َّ‬
‫الشريف ينطبق يف ميدان َّ‬
‫هبا على أكمل وجه دون نقصان أو زيادة‪ ،‬لكي يكون العمل املَّتجم أمينا وصادقا‪ ،‬نابعا من فكر‬
‫لغوي ِّ‬
‫متمكن غري جاهل به‪.‬‬
‫‪ .VI‬التَّرجمات في الثَّقافة العالمية‪:‬‬
‫السابع عشر كان تعلُّم‬
‫الَّتمجة هلا دور بديهي من وجهة نظر البعض‪ ،‬ففي القرن َّ‬
‫لقد أصبحت َّ‬
‫اللُّغة األوىل والثَّانية يف الثَّقافة األوروبية‪ ،‬كاإلسبانية واإليطالية مبثابة املستحيل‪ ،‬إضافة إىل اإلجنليزية‬
‫معن على مجيع اآلداب األوروبية الكربى يف لغاهتا‬
‫الصعب اليوم التَّ ُّ‬
‫بعد أن أبعدت اإلسبانية‪ ،‬ومن َّ‬
‫املتخصصون يف اللُّغات‬
‫الدراية بعشر لغات أو مخس عشرة لغة على األقل‪ ،‬و ِّ‬ ‫األصلية فذلك يعين ِّ‬
‫احليَّة َّ‬
‫يتمكنون يف لغة أجنبية واحدة ونادرا يعرفون لغتني أجنبيتني على أقصى تقدير‪َّ ،‬‬
‫فإن األغلبية‬
‫الَّتمجات‬
‫القراء قد اكتشفوا األعمال اليت حظيت مبكانة عالية يف أوروبا بفضل َّ‬
‫املتخصصني و َّ‬
‫و ِّ‬
‫وحدها‪.‬‬
‫إن منظَّمة اليونسكو منذ عام ‪6191‬م‪ ،‬وهي تقوم بنشر َّ‬
‫الَّتمجة باألرقام ذات َّ‬
‫الداللة واملعىن‬ ‫َّ‬
‫تتمثَّل يف ترمجة آالف الكتب يف العام هي‪:‬‬
‫‪6191 ‬م‪ :‬أملانيا‬
‫‪6121 ‬م‪ :‬فرنسا‬
‫‪6126 ‬م‪َّ :‬‬
‫الدمنارك‬
‫‪6121 ‬م‪ :‬إيطاليا‬

‫‪1‬‬
‫الرقم‪ ،131/1 :‬خالصة حكم‬
‫الصفحة أو َّ‬
‫احملدث‪ :‬البوصريي‪ ،‬املصدر‪ :‬إحتاف اخلرية املهرة‪َّ ،‬‬
‫الراوي‪ :‬عائشة ُّأم املؤمنني‪ِّ ،‬‬
‫‪َّ -‬‬
‫احملدث‪ :‬إسناده ضعيف‪ ،‬املوقع اإللكَّتوين‪/https://www.dorar.net :‬‬
‫ِّ‬

‫‪21‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫‪6122 ‬م‪ :‬بولونيا‬
‫‪6121 ‬م‪ :‬اال ِّحتاد السوفيايت‬
‫‪6111 ‬م‪ :‬أملانيا وفرنسا‬
‫يبني باألرقام االرتفاع‬
‫كل عام يف هذه البالد ذاهتا ِّ‬ ‫َّ‬ ‫وهبذا َّ‬
‫متوسط أعداد املؤلفات املَّتمجة ّ‬
‫فإن ِّ‬
‫السابقة‪.‬‬
‫السنوات العشر َّ‬‫الَّتمجات يف َّ‬
‫السريع يف عدد َّ‬
‫َّ‬
‫‪ ‬أملانيا‪ 1621 :‬ترمجة تقريبا‪.‬‬
‫‪ ‬الدول اإلسكندنافية‪ 6612 :‬ترمجة تقريبا‪.‬‬
‫‪ ‬بلجيكا‪ 021 :‬ترمجة تقريبا‪.‬‬
‫‪1.‬‬
‫‪ ‬فرنسا‪ 6111 :‬ترمجة تقريبا‬
‫‪ ‬اال ِّحتاد ُّ‬
‫السوفيايت‪ 1211 :‬ترمجة تقريبا‪.‬‬
‫‪ ‬إجنلَّتا‪ 921 :‬ترمجة تقريبا‪.‬‬
‫‪ ‬إيطاليا‪ 6621 :‬ترمجة تقريبا‪.‬‬
‫السويد‪ 6111 :‬ترمجة تقريبا‪.‬‬
‫‪ُّ ‬‬
‫لكل‬
‫الشاملة ِّ‬
‫الرقم اخلاص‪ ،‬ينسب األعمال املَّتمجة يف املطبوعات َّ‬
‫كما يوجد رقم آخر هو َّ‬
‫‪2‬‬
‫بلد‪ ،‬وهذه النِّسب يف تزايد مستمر‪:‬‬
‫‪6111 ‬م‪% 9 :‬‬
‫‪6112 ‬م‪% 8 :‬‬
‫‪6112 ‬م‪% 61 :‬‬
‫الَّتمجات‪:‬‬
‫ولكن األدب نال منزلة يف هذا العدد املعترب من َّ‬

‫‪ -1‬علم اللُّغة والَّتَّمجة‪ ،‬جورج مونان‪ ،‬ص ‪.221-222‬‬


‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.221-221‬‬

‫‪20‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫السويد وفنلندا‪ :‬من ‪ % 01‬إىل ‪ % 81‬ترمجة أدبية‪.‬‬
‫‪ ‬النُّرويج و ُّ‬
‫‪ ‬أملانيا‪ ،‬بلجيكا‪َّ ،‬‬
‫الدمنارك‪ ،‬هولندا‪ :‬تصل إىل ‪ % 11‬ترمجة أدبية‪.‬‬
‫‪ ‬تشيكوسلوفاكيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬اال ِّحتاد ُّ‬
‫السوفيايت‪ :‬بني ‪ % 21‬إىل ‪ % 22‬ترمجة أدبية‪.‬‬
‫‪ ‬رومانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اجملر‪ ،‬بولونيا‪ :‬تبلغ نسبة ‪ % 91‬إىل ‪ % 92‬ترمجة أدبية‪.‬‬
‫‪ ‬إسبانيا‪ ،‬بريطانيا‪ % 11 :‬عمل أديب مَّتجم‪.‬‬
‫الرغم من وجود بدائل له مثل‬
‫مستمر باعتباره وصفا أكثر مشوال وعمقا للثَّقافة على َّ‬
‫ٌّ‬ ‫َّ‬
‫إن األدب‬
‫اإلذاعة والتِّلفزيون‪ ،‬ففي سنة ‪6111‬م كانت متثِّل يف باريس عدد من املسرحيات عشرة يف املائة منها‬
‫املصور الوحيد لثقافة‬
‫مَّتمجة‪ ،‬ويف سنة ‪6111‬م بلغت النِّسبة ‪ ،% 12‬فاألدب ميثِّل وصفا و ِّ‬
‫الشعوب يف بلد ما‪.‬‬
‫ُّ‬
‫للَّتمجات يف نشر ثقافة عاملية لدرجة ال نبصر حدودها أو صنع منها عامل‬
‫الدور األساسي َّ‬ ‫َّ‬
‫إن َّ‬
‫منبهر وحيد يف هذا امليدان‪ ،‬فال جيب أن نقوم من شأن هذا َّ‬
‫الدور يف ترمجة األعمال األدبية وعدم‬
‫املبالغة فيه‪ ،‬فهذا َّ‬
‫الدور بال شك ميتاز اليوم باعتباره طريقة للولوج يف الثَّقافة العاملية‪ ،‬وال ينبغي إغفال‬
‫أن األدب ليس َّإال وسيلة للتَّموقع يف هذه الثَّقافة‪ ،‬فعملية َّ‬
‫الَّتمجة ذاهتا جتلب مشاكل ثقافية حقيقية‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وهي مشاكل تدخل عادة يف اختصاص األدب‪ ،‬فالواقع َّ‬
‫أن معظم األعمال املَّتمجة كانت مطمئنة‬
‫ومزيلة لألوهام‪َّ ،‬‬
‫ألن الغاية هي الفهم احلقيقي للثَّقافة‪.‬‬
‫الَّتابط‪،‬‬
‫القراء إىل هذا َّ‬ ‫َّ‬
‫إن األخذ برؤية ثقافية عاملية يعين كذلك أن نلفت رؤى مجهور كبري من َّ‬
‫القراء يف‬
‫متهد َّ‬
‫الَّتمجة بشكل أفضل‪ ،‬ولكن دون أن ننسى وجود وسائل عمل كثرية ِّ‬
‫وأبسط احللول هو َّ‬
‫هذا اجملال؛ حيث أثبتت التَّجارب احلديثة أنَّه باإلمكان إيقاظ ُّ‬
‫الشعور بالعداء لإلجنليز أو األملان أو‬
‫مدة قصرية‪ ،‬وهذه املشاعر مل تنقص َّنائيًّا‪ ،‬بل متثِّل َّأَّنا ضعيفة متاما‪ ،‬على سبيل‬
‫لإليطاليني يف َّ‬
‫اخلاصة باألدب أو األعمال‬
‫َّ‬ ‫فالرؤية األوروبية‬
‫الشلل دون أن يقضى عليها‪ُّ ،‬‬
‫امليكروبات اليت أصاهبا َّ‬
‫الَّتبية هو‪:‬‬
‫األدبية بشكل عام يف َّ‬

‫‪22‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫وخاصة‬
‫َّ‬ ‫أن فهم األدب األجنِّب من خالل اللُّغة‬
‫تعليم اللُّغة َّأوال واللُّغة ثانيا واللُّغة دائما وإدراك َّ‬
‫متنوعة وال‬
‫الصبغة القومية اليت ميكن استنتاجها بأفكار متباينة من تراكيب لغوية ِّ‬
‫تعليم األفكار وعن ِّ‬
‫حّت لو صاروا كتَّابا مميِّزين‪ ،‬لذا تعلُّم القراءة دائما والكالم‬
‫حنكم على َّأمة من طرف قلَّة ‪ ،‬من املؤلِّفني َّ‬
‫‪1‬‬

‫اختصت باجملال األديب دون غريه من اجملاالت‬


‫َّ‬ ‫الَّتمجة يف الثَّقافات العاملية‬
‫إن َّ‬‫َّأوال‪ ،‬وخالصة القول َّ‬
‫كل دولة َّإال وهلا نصيب تشتغل عليه لَّتمجة األعمال األدبية‪َّ ،‬‬
‫فالَّتمجة املختلفة‬ ‫األخرى‪ ،‬فكانت ُّ‬
‫للشعوب كافَّة من أجل ثقافة شاسعة يف ميدان‬
‫لثقافات عاملية تكون مبنزلة التَّبادل الثَّقايف واملعريف ُّ‬
‫الَّتمجة‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ .VII‬نظريات التَّرجمة‪:‬‬
‫‪L’emprunt‬‬ ‫‪ /6‬االقتراض أو االستعارة اللغوية‪:‬‬
‫"تَّتَّكز يف عدم ترمجة كلمة من لغة املصدر (اللُّغة األوىل اليت تَّتجم منها)‪َّ ،‬‬
‫خاصة إذا كانت‬
‫تتعلَّق بشيء غري موجود يف اللُّغة اهلدف مع احتمال تفسري الكلمة ِّ‬
‫بالسياق أو عن طريق مالحظة‪،‬‬
‫وهكذا دخلت يف الفرنسية جمموعة من الكلمات مثل‪ )Sauna( :‬تعين محَّام خباري على الطَّريقة‬
‫الفنلندية"‪.‬‬
‫‪Le calque‬‬ ‫‪ /2‬القلب أو المحاكاة اللغوية‪:‬‬
‫الشكل األجنِّب‪ )rouleaux de printemps( :‬معناها لون من الطَّعام‪ ،‬وهي‬
‫"تتمثَّل يف ترمجة َّ‬
‫‪ )Si‬حماكاة حنوية للفعل‬ ‫(‪vous pensez pensez mikado‬‬ ‫حماكاة لفظية لكلمة صينية‪َ .‬و‬
‫اإلجنليزي"‪.‬‬
‫‪mot à mot‬‬ ‫‪ /3‬التَّرجمة الحرفية‪:‬‬
‫حّت بالنِّسبة للغات متقاربة‪:‬‬
‫الشيوع‪َّ ،‬‬
‫كلمة كلمة‪ ،‬فهي احلالة النَّموذجية‪ ،‬ولكنَّها قليلة ُّ‬
‫( ‪)U’pinion publique ne croit pas que les envahisseurs puisset triompher‬‬ ‫فاإليطالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.223-222‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املرجع َّ‬
‫‪23‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫املقابل باللغة‬ ‫(‪)l’opinione publica non crede que l’invason possano trionfare‬‬

‫الفرنسية)‪ ،‬واملعىن باللُّغة العربية‪" :‬ال يعتقد َّ‬


‫الرأي العام َّ‬
‫أن الغزاة يستطيعون االنتصار"‪.‬‬
‫‪la transposition‬‬ ‫‪ /4‬النَّقل أو االستبدال‪:‬‬
‫فيؤدي جزءا من اخلطاب جبزء آخر دون زيادة يف املعىن أو نقصان‪ ،‬فمثال اجلملة الفرنسية‬
‫ِّ‬
‫( ‪The‬‬ ‫الَّتمجة يقابلها يف اإليطالية (‪ )l’art del tradurre‬وباإلجنليزية‬
‫فن َّ‬‫(‪ُّ )l’art de la traduction‬‬
‫الَّتمجة‪.‬‬
‫‪ )science of translating‬علم َّ‬
‫‪ /5‬التَّعديل أو التَّجديد‪:‬‬
‫‪do not‬‬ ‫فيَّتجم نفس احلقيقة غري اللُّغوية ولكن من وجهة نظر أخرى مثل‪ :‬يف اإلجنليزية (‬
‫‪1‬‬
‫السري يف هذا اال ِّجتاه)‪.‬‬ ‫‪( )enter‬ممنوع ُّ‬
‫الدخول) يقابلها بالفرنسية (‪( )sens interdit‬ممنوع َّ‬
‫‪2‬‬
‫‪l’équivalence‬‬ ‫‪ /6‬المساواة أو النَّظير‪:‬‬
‫(‪a‬‬ ‫تصف مضمون هذه احلقيقة غري اللُّغوية نفسها‪ ،‬دون اللُّجوء إىل قياسات لغوية فاإلجنليزية‪:‬‬
‫‪)une‬‬ ‫(‪hypothèse tirée par les cheveux‬‬ ‫‪ )far-fetched‬تساوي بالفرنسية‪:‬‬ ‫‪hypothe-sis‬‬

‫ومعناها بالعربية‪( :‬افَّتاض إجباري أو متكلِّف)‪.‬‬


‫‪l’adaptation‬‬ ‫‪ /7‬االقتباس‪:‬‬
‫يعرب عن موقف أصلي غري معروف يف اللُّغة املنشودة ُّ‬
‫بالرجوع إىل موقف مشابه‪ :‬فاجلملة‬ ‫ِّ‬
‫الروسية‪( :‬قرية يف البوتيمكني) يقابلها بالفرنسية‪.)un village d’opérete une village en( :‬‬
‫ُّ‬
‫الَّتمجة على‬ ‫الَّتمجة ليست عمال جتريديًّا أو غبيًّا‪َّ ،‬‬
‫وإمنا هي عملية بشرية‪ ،‬كما ال تعتمد َّ‬ ‫إن َّ‬‫َّ‬
‫الكل أو العدم‪ ،‬فهي إذا العمل على أقرب مساو لرسالة اتِّصالية يراد نقلها من لغة إىل أخرى‪،‬‬
‫قانون ِّ‬
‫بالَّتمجة َّ‬
‫فإمنا‬ ‫الَّتمجة مهما بلغت من الدقَّة فتبقى هي َّإال قواعد َّ‬
‫خاصة َّ‬ ‫ويف األخري نقول َّ‬
‫أن نظريات َّ‬
‫للَّتمجة املراد الوصول إليها‪ ،‬فعموما َّ‬
‫إن هذا املوضوع أسال الكثري من‬ ‫تكون صحيحة أم خاطئة َّ‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11-19‬‬

‫‪24‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬لتكون هناك ترمجة نزيهة غري فوضوية من‬
‫التَّساؤالت حول النَّظريات املعمول هبا يف ميدان َّ‬
‫السياق‪.‬‬
‫ناحية املعىن واألخطاء النَّحوية و ِّ‬
‫‪1‬‬
‫‪ .VIII‬المعرفة المشتركة ودورها في ترجمة المصطلح‪:‬‬
‫الَّتمجة شكل من أشكال املعرفة املشَّتكة بني املنشأ األصلي الذي ولد فيه املصطلح واملنشأ‬
‫إن َّ‬‫َّ‬
‫اهلدف الذي ستعاد فيه الوالدة املستجدَّة للمصطلح‪ ،‬ومن الطَّبيعي َّ‬
‫أن املعرفة املشَّتكة متثِّل موضوعا‬
‫بالَّتمجة‪ ،‬إذ جيب على املَّتجم أن يعمل بوصفه جسرا بني معرفة لدى جمموعة ثقافية‬
‫خاصا َّ‬
‫حيويًّا ًّ‬
‫معيَّنة ومعرفة عند جمموعة ثقافية أخرى‪.‬‬
‫كل لسان‬
‫ويعمل املَّتجم على تصنيف املعارف املشَّتكة ابتداء من معرفته العميقة خبصوصيات ِّ‬
‫تتعني اطِّالعا واسعا َّ‬
‫للهوة املعرفية بني‬ ‫من النَّاحية الثَّقافية واالجتماعية واملعرفية‪ ،‬وهي عملية صعبة‪َّ ،‬‬
‫لسان النَّشأة ولسان التَّقبُّل‪.‬‬
‫كل مفهوم ناشئ‬
‫ص ّ‬ ‫يتأسس يف بيئة معرفية هلا خصائصها املعرفية املختلفة اليت خت ُّ‬
‫فاملصطلح َّ‬
‫جديد وتضعه يف مداره املعريف العلمي اخلاص به‪ ،‬وهي أمور معقَّدة‪ ،‬على املَّتجم أن يكون على دراية‬
‫الَّتمجات‪ ،‬ممَّا يكون‬ ‫هبا وعارفا بأسس تكوينها َّ‬
‫وإال كانت هذه األمور عامال مسامها على اختالف َّ‬
‫املصطلح يف اللِّسان اهلدف إنتاجه مغايرا ال يتقيَّد هبذه األمور األوىل اليت دعَّمت يف تكوين املصطلح‬
‫األصلي‪.‬‬
‫فمثال مصطلح (برغماتية) نشأ يف إطار فلسفي حمدَّد‪ ،‬له معارفه وقيمته العلمية اليت َّ‬
‫شكلت‬
‫نوعا من عقبات إنتاجه‪ ،‬فعلى املَّتجم معرفتهما عندما يقوم بإنشاء املصطلح يف اللِّسان اهلدف‪ ،‬إذ‬
‫الَّتمجة‪.‬‬ ‫َّأَّنا ِّ‬
‫تبني القاعدة املعرفية اليت نشأ فيها املفهوم‪ ،‬قبل أن يصبح مصطلحا‪ ،‬جانبا أساسيًّا يف َّ‬
‫لذا يلتزم املَّتجم بأن يتمثَّل العناصر التَّكوينية األوىل للمفهوم يف بيئته األصلية‪ ،‬قبل أن يصري‬
‫املكونات يف اللِّسان‬
‫مصطلحا ثابتا يف حقل معريف ما‪ ،‬ومن بعدها يعيد إنتاج هذا املفهوم بنفس ِّ‬
‫اهلدف‪ ،‬فريجع اختالف ترمجة املصطلحات اللِّسانية وغريها يف َّ‬
‫الَّتمجات العربية إىل عدم استيعاب‬

‫‪ -1‬املصطلح اللِّساين وتأسيس املفهوم‪ ،‬خليفة امليساوي‪ ،‬ص ‪.00-03‬‬

‫‪21‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫خمتصة يف إنتاج‬
‫لكل مصطلح‪ ،‬مثَّ إىل غياب جلان َّ‬
‫هبذه العناصر التَّكوينية األوىل يف البيئة األساسية ِّ‬
‫املفاهيم ومراجعتها وتوحيد املصطلح‪ ،‬انطالقا من املقاييس العلمية اليت خضعت إىل إنتاجه يف البيئتني‬
‫األصلية واملتقبِّلة‪.‬‬
‫الَّتمجة وال ميكن للمَّتجم أن يعمل على ترمجة‬
‫وأخريا املعرفة املشَّتكة‪ ،‬فهي أساسية يف عملية َّ‬
‫املعارف دون التَّواصل معها يف اللِّسان األصلي واهلدف‪َّ ،‬‬
‫فالَّتمجة إذا هي تفاعل بني كيانات معرفية‬
‫وموحدة اهلدف‪.‬‬
‫خمتلفة النَّشأة َّ‬
‫‪1‬‬
‫والرفض‪:‬‬
‫‪ .IX‬المصطلح بين القبول َّ‬
‫الَّتمجة اليت ترجع إىل املفهوم نفسه‬
‫مكونات املفهوم االصطالحي وأسباب اختالفه يف َّ‬
‫أهم ِّ‬ ‫َّ‬
‫إن َّ‬
‫يف اللِّسان األصلي وليس إىل نقل املصطلح‪ ،‬يعود إىل عاملني َّ‬
‫مهمني مها‪:‬‬
‫‪ ‬عامل لساين يتعلَّق بنحت املصطلح العريب املقابل‪.‬‬
‫املختصة‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬عامل تواصلي يتحدَّد مبدى قبول هذا املصطلح يف األوساط املعرفية‬
‫أبني كيفية ضبط املفهوم‬ ‫العامل اللِّساين من خالل معاجلة ِّ‬
‫كل مصطلح معاجلة داللية‪ِّ ،‬‬
‫لكل مصطلح عريب يناسب املصطلح الغريب‪.‬‬
‫ِّ‬
‫املظهر االستعمايل‪/‬التَّداويل‬
‫‪pragmatics‬‬ ‫برغماتية‬ ‫علم املقاصد‬
‫مقتضى احلال‬
‫املظهر املعجمي‬
‫‪cohesion‬‬ ‫الربط‬
‫َّ‬ ‫املعجم املعنوي‬
‫البعد املعنوي‬
‫‪coherence‬‬ ‫الَّتابط‬
‫َّ‬ ‫البعد الربغمايت‬
‫البعد ِّ‬
‫الذهين‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.221-222‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫‪26‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫يتعني‬ ‫أستخلص من هذا التَّصنيف َّ‬
‫أن تكوين املصطلح العريب املناسب لَّتمجة املصطلح الغريب‪َّ ،‬‬
‫تعرب َّإال عن جوانب من ترمجة املفهوم يف لسانه األصلي‪،‬‬
‫توحيد املصطلحات العربية املستعملة‪ ،‬ال ِّ‬
‫تكون‬
‫يعرب عن اجلوانب املفهومية اليت َّ‬ ‫َّ‬
‫فإن صهرها مع بعضهما البعض يعطي مصطلحا عربيًّا واحدا ِّ‬
‫عما يدور يف املصطلح األصلي‬
‫منها املصطلح األصلي‪ ،‬فمصطلح برغماتية ميثِّل بصورة شاملة َّ‬
‫تعرب عن جوانب من‬
‫كل ما وجد من مصطلحات عربية مَّتمجة هلذا املصطلح ال ِّ‬
‫(‪ ،)pramatics‬و ُّ‬
‫الَّتابط‬
‫الربط (‪ )cohersion‬ومصطلح َّ‬
‫تكوينه‪ ،‬إضافة إىل هذا بالنِّسبة إىل حصر مصطلح َّ‬
‫(‪.)coherence‬‬
‫تكون مفهومه ومدى فهم‬ ‫فتقبُّل املصطلح أو رفضه‪ ،‬يتطلَّب ضبط الشَّحنات الدَّاللية اليت ِّ‬
‫املستعمل هلا‪ ،‬فهي متثِّل االختيار املربهن ملصطلح دون سواه‪ ،‬إذ كلَّما كانت الشَّحنات الدَّاللية‬
‫الرفض واالستعمال‬
‫متكافئة كان تكوين املفهوم سليما وبناء املصطلح صحيحا‪ ،‬فحركة املصطلح بني َّ‬
‫تلزم جمموعة من اإلجراءات أمهُّها‪:‬‬
‫‪ ‬مدى ُّ‬
‫متكن املصطلح من نقل املفهوم ِّ‬
‫الذهين إىل مستوى اإلجراء وقدرته على ضبط‬
‫اخلربات املعرفية اليت تنشأ بسببها املفهوم‪ ،‬فاملصطلح يقوم بوظيفة أساسية يف مراقبة نقل‬
‫اخلاصة اليت حتدِّد اختياره واستعماله‪ ،‬ومتيِّزه عن كافَّة املصطلحات املماثلة له أو‬
‫املعارف َّ‬
‫َّخصص ِّ‬
‫ميكنه من االستمرار أمام غريه من‬ ‫املتداخلة معه‪ ،‬فارتباط املصطلح حبيِّز الت ُّ‬
‫‪1‬‬
‫مستقرا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫املصطلحات املنافسة له وإىل االستعمال ممَّا جيعله‬
‫عامة سواء كان عربيًّا أو غري عريب‪ ،‬فَّتمجته تتطلَّب جانبا من‬ ‫نفهم من هذا َّ‬
‫أن املصطلح بصفة َّ‬
‫توحيد املصطلحات وجانبا آخر يتمثَّل يف ترمجة املفهوم للِّسان األصلي‪ ،‬كما َّ‬
‫أن املصطلح قبوله أو‬
‫رفضه يكمن يف املفهوم ِّ‬
‫الذهين إىل االستعمال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.221-221‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املرجع َّ‬
‫‪27‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫‪ .X‬العالقة بين علم المصطلح واللِّسانيات والتَّرجمة‪:‬‬
‫يصعب احلديث عن العلم دون مصطلحاته‪ ،‬فليس من طريق أمن اإلنسان إىل منطق العلم غري‬
‫الصغرية تسكن صغار العلم‬
‫األلفاظ االصطالحية‪ ،‬قال البوشيخي‪" :‬يف املصطلحات البسيطة َّ‬
‫وجزئيَّاته‪ ،‬ويف املصطلحات املرَّكبة الكبرية ختتزن كبار العلم وكلياته‪ ،‬ويف األنساق املصطلحية َّ‬
‫العامة‬
‫املتضمنة ملعاجم العلوم وأجهزهتا‬
‫ِّ‬ ‫تتمثَّل أشجار مفاهيم العلوم وأشكال بنائها‪ ،‬ومن تلك األنساق‬
‫‪1‬‬
‫املصطلحية ميكن استخالص رؤيتها"‪.‬‬
‫وتتحدَّد العالقة ما بني علمني أو أكثر‪ ،‬انطالقا من استقراء أوجه التَّقاطع ما بينهما‪ ،‬إذ َّ‬
‫أن‬
‫بالكل‪ ،‬كون علم املصطلح أحد فروع علم‬
‫ِّ‬ ‫العالقة بني علم املصطلح واللِّسانيات فهي عالقة اجلزء‬
‫اللُّغة التَّطبيقي‪ ،‬فهو ينطلق من املصطلحات "فاالشَّتاك الطَّبيعي لالصطال مع علوم اللُّغة متَّت‬
‫الربهنة عليه من قبل الباحثني‪ :‬كراي َو وسَّت‪ ،‬وللمفاهيم األساسية يف اللِّسانيات دور يف ازدهار‬
‫املصطلحية من خالل وضع املصطلحات والضَّبط الدَّقيق ملختلف مفاهيمها‪ ،‬كون اللِّسانيات علم‬
‫‪2‬‬
‫حديث النَّشأة‪ ،‬وما زال يف طريق النُّمو والتَّكامل"‪.‬‬
‫َّبني والبيان ملفاهيمها ِّ‬
‫متكن العامل‬ ‫أن املصطلح من العلم يف املوقع الذي تقدَّم‪َّ ،‬‬
‫فإن الت ُّ‬ ‫ومبا َّ‬
‫واملتعلِّم معا من تأصيلية العلم‪ ،‬واألمر خيتلف متاما يف الدَّرس اللِّساين؛ حيث نشأ َّأوال خارج األوطان‬
‫السبيل‬
‫الَّتمجة هي َّ‬
‫َّلق‪ ،‬وملا كانت َّ‬ ‫العربية‪ ،‬مثَّ انتقل بعد ذلك إىل البحث اللِّساين عن طريق َّ‬
‫الَّتمجة والت ِّ‬
‫إىل هذا‪َّ ،‬‬
‫فإَّنا كائن بدورها تستوجب على اللِّسانيني احلفاظ على حقيقة املصطلح وترمجته‪ ،‬إذ ُّ‬
‫تعد‬
‫املتخصص يف اللِّسانيات على وجه‬
‫السبل يف تعريف القار العريب عموما و ِّ‬
‫الَّتمجة الدَّقيقة أسهل ُّ‬
‫َّ‬

‫‪ -1‬إشكالية تلقِّي املصطلح اللِّساين يف اللُّغة العربية‪ ،‬مصطفى العادل‪ ،‬جملَّة اللُّغة العربية وآداهبا‪ ،‬املغرب‪ ،‬اجمللَّد ‪ ،21‬العدد ‪،2‬‬
‫‪ 22‬مارس ‪1919‬م‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫بسام‪ ،‬جملَّة بدايات‪ ،‬اجمللَّد ‪ ،2‬العدد ‪ ،1‬سبتمرب ‪1920‬م‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫‪ -2‬ترمجة املصطلح اللِّساين يف ِّ‬
‫الدراسات املعرفية‪ ،‬مري َّ‬
‫‪28‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫أخص باللِّسانيات على طبيعتها َّ‬
‫الصحيحة‪ ،‬بعيدا عن التَّجربة الذي ينتج عن التَّأليف يف أكثر‬
‫‪1‬‬
‫األحيان‪.‬‬
‫الَّتمجة ذا عالقة وطيدة‪ ،‬وهذا راجع إىل انتمائهما‪ ،‬كما‬ ‫كما َّ‬
‫أن علم املصطلح ونظرية َّ‬
‫يستخدمان اللُّغة كوسيلة وهدف‪ ،‬إضافة إىل كون َّ‬
‫الَّتمجة من آليات االصطال ‪ ،‬ومن هنا نستخلص‬
‫أوجه التَّداخل ونقاط االلتقاء هلذه العلوم‪:‬‬
‫الَّتمجية يف خاصية العالقة‪.‬‬
‫‪ ‬اشَّتاك األعمال املصطلحية و َّ‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬إمكانية قيام املصطلحي بدور املَّتجم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .XI‬آليات وطرائق وضع المصطلح‪:‬‬

‫أن مجيع اللُّغات متساوية يف أداء املعىن التَّواصلي‪ ،‬وال تفاضل بني األلسن‬ ‫َّ‬
‫دل التَّحليل اللِّساين َّ‬
‫والقدرات‬ ‫‪Compétence Linguistique‬‬ ‫فكل لسان له من القدرات اللِّسانية‬
‫يف هذا الشَّأن‪ُّ ،‬‬
‫يسهل من بناء النِّظام اللِّساين املتكامل على مجيع‬
‫التَّواصلية ‪ Compétence Communicative‬ما ِّ‬
‫املستويات اللِّسانية‪.‬‬

‫الَّتمجة املصطلحية أن تتحقَّق؟ وما هي‬


‫انطالقا من هذا نطر التَّساؤل التَّايل‪ :‬هل مبقدور َّ‬
‫القضايا املعروفة اليت تعرقل مَّتمجيها؟‬

‫السؤالني بدءا من العالقة املرتبطة بعملية اإلنتاج املصطلحي ومن بعدها‬


‫سأجيب عن هذين ُّ‬
‫الَّتمجة املصطلحية‪ ،‬فهي عناصر ضرورية إلنتاج املصطلح والولوج لقضاياه املعرفية‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪ -1‬إشكالية تلقِّي املصطلح اللِّساين يف اللُّغة العربية‪ ،‬مصطفى العادل‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫بسام‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫‪ -2‬ترمجة املصطلح اللِّساين يف ِّ‬
‫الدراسات املغربية‪ ،‬مريه َّ‬
‫‪ -3‬ينظر‪ :‬املصطلح اللِّساين وتأسيس املفهوم‪ ،‬خليفة امليساوي‪ ،‬ص ‪.212-219‬‬

‫‪29‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫‪ /1‬توليد المصطلح‪:‬‬

‫الذهين لتوليد املصطلح بال شك سأحتدَّث عن عالقة اللُّغة بالفكر‪،‬‬


‫املتصور ِّ‬
‫ِّ‬ ‫إن التَّكلُّم عن‬
‫َّ‬
‫تصور املفاهيم وتصنيف الظَّواهر الفكرية واللِّسانية اليت تنعكس يف مستوى‬
‫فهما عنصران متالزمان يف ُّ‬
‫يتم َّإال يف لغة َّ‬
‫خاصة به يف خمترب علمي يقوم بإنتاجه علماء‬ ‫إنتاج اللُّغة والكالم‪ ،‬فاملصطلح ال ُّ‬
‫املكونات‬
‫خمتصون كلٌّ يف اختصاصه الدَّقيق‪ ،‬فالتَّوليد يف هذا املستوى هو ضرب من ضروب إنتاج ِّ‬ ‫ُّ‬
‫األول اجلنيين وهو َّ‬
‫يتشكل فكرة يف ذهن منتجه أو مولِّده‪ ،‬فتوليد‬ ‫َّصور َّ‬
‫املفاهيمية األوىل اليت تشيِّد الت ُّ‬
‫املصطلح ينطوي حتت مرحلتني‪:‬‬

‫الذهين الذي تتألَّف فيه جيناته األوىل‪.‬‬


‫َّصور ِّ‬
‫‪ ‬مرحلة الت ُّ‬
‫خاصا بعلم‬
‫مكوناته املفاهيمية‪ ،‬فيصاغ مصطلحا ًّ‬
‫‪ ‬مرحلة املفهوم اليت يتمثَّل فيها منتجه ِّ‬
‫من العلوم‪.‬‬

‫يبني مراحل توليد املصطلح‪:‬‬


‫الرسم التَّايل ِّ‬
‫و َّ‬

‫للمتصور‬
‫ِّ‬ ‫املكونات اجلينية‬
‫ِّ‬ ‫َّصور‬
‫الت ُّ‬
‫املكونات املفاهيمية‬
‫ِّ‬ ‫املفهوم‬
‫مراحل توليد املصطلح‬
‫املكونات اللِّسانية األكثر خصوصية‬
‫ِّ‬ ‫املصطلح‬

‫املكونات اللِّسانية َّ‬


‫اخلاصة‬ ‫ِّ‬ ‫الكلمة املفتا‬

‫املكونات اللِّسانية املشَّتكة‬


‫ِّ‬ ‫العامة‬
‫األلفاظ َّ‬
‫حّت يقدر على ترمجة‬
‫مير به َّ‬ ‫تبني هذه الشَّبكة من العالقات معربا ضروريًّا‪َّ ،‬‬
‫البد للمَّتجم أن َّ‬ ‫ِّ‬
‫املكونات األساسية لنشأة املصطلح يف مضماره‬
‫مصطلحية سليمة‪ ،‬فقبل أن يَّتجم‪ ،‬عليه أن يدرك ِّ‬
‫الَّتمجة‪.‬‬
‫األويل‪ ،‬بعدها ينتقل إىل عملية َّ‬
‫َّ‬

‫‪31‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫‪1‬‬
‫‪ /2‬المصطلح دليل لساني‪:‬‬

‫فيمر من النَّشأة الفكرية إىل‬


‫متصورا ومفهوما ذهنيًّا‪ُّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫إن املصطلح اللِّساين بعد أن َّ‬
‫يتكون‬ ‫َّ‬
‫الصناعة اللِّسانية جبميع مستوياهتا املعروفة يف الدَّرس اللِّساين‪ ،‬وال حاجة إىل عرضها يف هذا ِّ‬
‫السياق‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫استطاعت اللِّسانيات احلديثة أن تتخطَّى مرحلة أساسية‪ ،‬نذكر على وجه اخلصوص ما قدَّمه‬
‫دي سوسري من نظرية يف تكوين الدَّاللة اللِّسانية عندما وضع مثلَّثه الشَّهري ِّ‬
‫املفسر لطبيعة العالقات‬

‫مدلول‬ ‫مكوناته (الدَّال‪ ،‬املدلول واملرجع)‪.‬‬


‫بني ِّ‬

‫مرجع‬ ‫دال‬

‫إن هذا املثلَّث ِّ‬


‫يبني الدَّاللة املفهومية للمصطلح اللِّساين على مستوى العالقات املَّتابطة بني‬ ‫َّ‬
‫لكل مصطلح لساين دال يظهر على مستوى العالمة اللِّسانية‪ ،‬ومدلول ِّ‬
‫يشكل‬ ‫أجزائه الثَّالثة‪ ،‬إذ ِّ‬
‫الذهنية ومرجع يربطه مع ما حييل عليه يف الواقع أو يف ِّ‬
‫الذهن‪ ،‬ويس ِّهل فهم هذه العالقات‬ ‫صورته ِّ‬
‫‪2‬‬
‫الَّتمجة‪.‬‬
‫مكونات داللة املصطلح‪ ،‬ومن بعد إعادة توليده عن طريق َّ‬
‫املتداخلة ِّ‬

‫‪ /3‬االشتقاق‪:‬‬

‫توصف اللُّغة العربية َّ‬


‫بأَّنا لغة اشتقاقية يف مقابل لغات أخرى‪ ،‬كما حيظى االشتقاق مبنزلة‬
‫أهم وسائل التَّوليد اللُّغوي‪ ،‬وهكذا االشتقاق هو توالد وتكاثر ُّ‬
‫يتم بني األلفاظ‪،‬‬ ‫سامية من حيث أنَّه َّ‬
‫بعضها من بعض‪ ،‬وال يكون ذلك َّإال من األلفاظ ذات األصل الواحد‪ ،‬كما متثِّل ِّ‬
‫خاصية االشتقاق‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.211-211‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪30‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫مظهرا اقتصاديًّا يف اللِّسان العريب‪ ،‬حبيث تضبط نظامه احملكم يف توليد املفردات وفق حاجات على‬
‫‪1‬‬
‫أسس حنفظ الكلمة‪.‬‬

‫‪ /4‬المجاز‪:‬‬

‫َّوسع يف املعاين اللُّغوية للكلمة‪ ،‬ملا حتمله من معىن جديد‪ ،‬فاجملاز هو استعمال‬
‫ويقصد به الت ُّ‬
‫جين‬ ‫اللَّفظ يف غري ما وضع له أصال‪ ،‬وهكذا َّ‬
‫تتحول الكلمة من احلقيقة إىل اجملاز وفقا لقاعدة ابن ِّ‬
‫‪2‬‬
‫اجملاز إذا كثر حلق باحلقيقة‪.‬‬

‫‪ /5‬التَّعريب‪:‬‬

‫تسمى االقَّتاض؛ حيث تتبادل اللُّغات األخذ‬


‫يندرج هذا املفهوم ضمن ظاهرة لغوية عاملية‪َّ ،‬‬
‫املعربة عن ذلك املفهوم مع‬
‫والعطاء‪ ،‬فكان لزاما عليها أن حتافظ على املعىن باقَّتاض احلروف األجنبية ِّ‬
‫الصويت‪ ،‬واالقَّتاض ثالثة أنواع‪ :‬اقَّتاض كامل‪ ،‬اقَّتاض معدل‪ ،‬واقَّتاض مهجن‪،‬‬
‫شيء من التَّحوير َّ‬
‫ويطلق على التَّعريب أحيانا اسم االستعارة‪ ،‬إذن التَّعريب هو حماولة إلباس الكلمة األجنبية بلباس‬
‫‪3‬‬
‫عريب عند نقلها بلفظها األجنِّب إىل اللُّغة العربية‪.‬‬

‫‪ /6‬النَّحت‪:‬‬

‫لقد اعتمدت كثري من اللُّغات األجنبية على النَّحت‪ ،‬فهو من وسائل تكوين املصطلحات‬
‫العلمية‪ ،‬فالكلمات املرَّكبة تتَّخذ عناصرها من أصول خمتلفة‪ ،‬لتصبح هذه العناصر ِّ‬
‫مكونات الكلمة‬
‫وعرفه عبد اهلل أمني تعريفا جامعا‪ ،‬فهو "أخذ كلمة من كلمتني أو أكثر مع املناسبة بني‬ ‫الواحدة‪َّ ،‬‬
‫‪4‬‬
‫املأخوذ واملأخوذ منه يف اللَّفظ واملعىن معا"‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬املصطلح العلمي يف اللُّغة العربية‪ ،‬موس لبىن‪ ،‬جملَّة املصطلح‪ ،‬تلمسان‪ ،‬العدد ‪1921 ،21‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪4‬‬
‫الصرف‪ ،‬حامت صاحل الضامن‪ ،‬مطبعة دار احلكمة للطِّباعة والنَّشر‪ ،‬املوصل‪2002 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.12‬‬
‫‪َّ -‬‬
‫‪32‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫بالَّتكيب حكم‬
‫لكل منهما معىن وحكم أصبح هلما َّ‬ ‫أن الكلمتني إذا رِّكبتا و ِّ‬ ‫ورأى اخلليل َّ‬
‫إن اللُّغة العربية كسائر اللُّغات احليَّة وكظاهرة اجتماعية وجدت بني األخذ‬
‫جديد‪ ،1‬وصفوه بالقول‪َّ :‬‬
‫والعطاء‪ ،‬بني التَّأثري والتَّأثُّر‪ ،‬فهي باعتماد ظواهر لغوية َّإما تراثية أو حمدثة‪.‬‬

‫أهمية التَّرجمة‪:‬‬
‫‪ِّ .XII‬‬

‫كالطب‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫الَّتمجة نشاط متَّصل مبختلف امليادين‪ ،‬سواء كانت لغوية كعلم املصطلح أم علمية‬
‫إن َّ‬‫َّ‬
‫هامة القتباس العلوم ونقلها؛ حيث ُّ‬
‫متد جسور التَّواصل بني بين البشر للتَّعارف وتبادل‬ ‫فهي أداة َّ‬
‫‪2‬‬
‫تنوع اإلنتاج الفكري العاملي‪.‬‬
‫اخلربات لالستفادة من ُّ‬
‫قي احلضاري والتَّقدُّم العلمي لألمم واجملتمعات‪،‬‬
‫الر ِّ‬
‫مهم وكبري يف ُّ‬
‫للَّتمجة دور ٌّ‬
‫أن َّ‬‫الشك فيه َّ‬
‫َّ‬ ‫ومبا‬
‫فهي تعكس مدى اهتمامهم وعنايتهم بالعلوم اليت هي أساس احلضارة‪ ،‬كما تساعد على مواجهة‬
‫‪3‬‬
‫الصعاب مبختلف مؤثِّراهتا على واقع اجملتمعات‪.‬‬
‫التَّحدِّيات و ِّ‬

‫الَّتمجة هو الطَّريق إىل احلفاظ على ذاتنا الثَّقافية وهويَّتنا الغربية وتأصيل حضارتنا يف‬
‫"فالتَّعريب و َّ‬
‫عصر العوملة‪ ،‬وهو الطَّريق يف الوقت نفسه إىل استنبات العربية عربيًّا وإىل اإلبداع واالبتكار‪ ،‬فهو‬
‫أهم الوسائل اليت نلجأ إليها كثريا لتكثري اللُّغة وتطويعها‬
‫مسؤولية جمتمعية وقضيَّة انتماء‪ ،‬وهو من ِّ‬
‫‪4‬‬
‫للمصطلحات العلمية اجلديدة‪ ،‬وإنَّه يسهم إىل حد بعيد يف إغناء اللُّغة من خارجها"‪.‬‬

‫سد ثغرة االتِّصال من خالل مساعدة الشَّركات على الوصول إىل مجهور‬
‫الَّتمجة إىل ِّ‬
‫هتدف َّ‬
‫املتغريات من خالل التَّحدُّث بلغة ِّ‬
‫متكن لعمالئها فهمها والتَّواصل هبا‪ ،‬سواء كانت‬ ‫عاملي متعدِّد ِّ‬
‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫املتخصصة‪ ،‬سهيلة شرنان‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -2‬ينظر‪ :‬إشكالية ترمجة املصطلحات العلمية يف املعاجم‬
‫الدراسات اللُّغوية‪ ،‬حياة‬
‫الَّتمجة يف تطوير البحث العلمي يف اللُّغة العربية ودورها يف تنمية وتوجيه مستقبل البحث يف ِّ‬
‫‪ -3‬أمهِّية َّ‬
‫كتاب‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫حممد حازي‪ ،‬اجمللس األعلى للُّغة العربية‪ ،‬دار اهلدى‪،‬‬
‫‪ -‬يف رحاب املصطلح العلمي العريب‪ ،‬أمهِّية الَّتَّمجة وشروط إحيائها‪َّ ،‬‬
‫‪4‬‬

‫اجلزائر‪1991 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.129‬‬

‫‪33‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫الَّتمجة يف ارتفاع‪،‬‬ ‫أعماال تقليدية كاملقاوالت والبناء أو مشروعا ناشطا عرب األنَّتنت‪َّ ،‬‬
‫فإن خدمات َّ‬
‫للَّتمجة وأمهِّيتها يف عصر‬
‫السبب يف استعمال األشخاص َّ‬
‫خاصة عند مستخدمي األنَّتنت‪ ،‬فهذا هو َّ‬
‫َّ‬
‫تقرب‬ ‫أهم األعمال يف اجملتمع احلديث‪ ،‬ومن البديهي َّ‬
‫فإَّنا ِّ‬ ‫الَّتمجة من ِّ‬
‫أن َّ‬ ‫العوملة‪ ،‬واجلدير ِّ‬
‫بالذكر َّ‬
‫العامل كلَّه بتبادل املعلومات؛ حيث تلعب َّ‬
‫الَّتمجة دورا بارزا يف أداء الشَّركات الدَّولية واحلكومات على‬
‫‪1‬‬
‫حد سواء‪.‬‬

‫الَّتمجة فرع من فروع اللِّسانيات التَّطبيقية‪ ،‬متازج موضوعها بني ِّ‬


‫الفن‬ ‫أن َّ‬‫نستخلص ممَّا سبق َّ‬
‫الَّتمجة علم قائم على دراسات وأحباث ميدانية‪،‬‬
‫والعلم‪ ،‬ونظرا لطريقة التَّعامل‪ ،‬وبعد ذلك أصبحت َّ‬
‫الَّتمجي‪.‬‬
‫تسريها للعمل ُّ‬
‫الَّتمجة إىل نظريات وقواعد ِّ‬
‫كما ختضع َّ‬

‫‪ .XIII‬مفهوم المصطلح لغة واصطالحا‪:‬‬

‫املختصون بقصد أدائه معىن معيَّنا بدقَّة ووضو شديدين‪،‬‬


‫ُّ‬ ‫املصطلح لفظ موضوعي تواضع عليه‬
‫السريع يف املعارف اإلنسانية َّأدى إىل صعوبة إجياد مصطلحات كافية شافية؛ إذ ال‬
‫َّطور َّ‬
‫وحبكم الت ُّ‬
‫تعرب عنها‪ ،‬إذن‬
‫يوجد ال تطابق وال تناسب بني عدد املفاهيم العلمية املتنامية وعدد املصطلحات اليت َّ‬
‫ما مفهوم املصطلح؟‬

‫‪ /1‬ماهية المصطلح‪:‬‬

‫الَّتاثية‪ ،‬جيد َّأَّنا تشتمل على (مصطلح) َو‬


‫لكل من يدقِّق النَّظر يف املؤلَّفات العربية ُّ‬
‫ِّ‬
‫(اصطال ) بوصفهما مَّتادفني‪ ،‬فعلماء احلديث كانوا من استخدم لفظ (معجم) ولفظ (مصطلح) يف‬
‫مؤلَّفاهتم‪ ،‬وتستخدم يف ِّ‬
‫الدراسات العربية عدَّة مَّتادفات للدَّاللة على دراسة املصطلحات وتوثيقها‬
‫‪2‬‬
‫مثل املصطلحية وعلم املصطلح وعلم االصطال وعلم املصطلحات واملصطلحاتية‪.‬‬

‫الروافد الثَّقافية‪ ،‬ليبيا‪ ،1920 ،‬ط ‪،2‬‬


‫حممد صوان‪ ،‬ابن النَّدي للنَّشر والتَّوزيع‪ ،‬دار َّ‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫الَّتمجة (األسس النَّظرية واملمارسة)‪ ،‬فرج َّ‬
‫اجمللَّد‪ ،2 ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -2‬علم املصطلح (أسسه النَّظرية وتطبيقاته العملية)‪ ،‬علي القامسي‪ ،‬ص ‪.111-111‬‬

‫‪34‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫أ‪ /‬لغة‪:‬‬

‫إن كلميت (مصطلح) َو (اصطال ) مَّتادفتان يف اللُّغة العربية‪ ،‬ومها مشتقَّتان من اصطلح‬ ‫َّ‬
‫ختصص ما على‬
‫يدل على اتِّفاق أصحاب ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ألن مصطلح أو االصطال‬‫وجذره (صلح) مبعىن اتَّفق‪َّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫استخدامه عن مفهوم علمي حمدَّد‪.‬‬

‫ب‪ /‬اصطالحا‪:‬‬

‫املصطلح هو الدَّعامة األساسية اليت تبىن عليها‪ ،‬إذ "ال حتصل يف العلوم صفة نسقية َّإال إذا‬
‫احتوت على أنساق مفهومية‪ ،‬وال ميكنها ذلك َّإال إذا أوجدت تلك األنساق داخل أنساق‬
‫‪2‬‬
‫مصطلحية"‪.‬‬

‫تعرف املصطلحات على َّأَّنا "وحدات معجمية‪ ،‬ينظر إىل معناها ضمن‬
‫َّأما ماري كلود لوم ِّ‬
‫ختصص‪ ،‬أي ضمن جمال حمدَّد من املعرفة اإلنسانية‪ ،‬وهو غالبا ما يربط نشاط اجتماعي‬
‫إطار جمال ُّ‬
‫‪3‬‬
‫مهين"‪.‬‬

‫ختصص وتتألَّف من‬


‫فيعرف املصطلح على أنَّه إشارة لغوية تنتمي إىل جمال ُّ‬
‫َّأما لوبك دو بيكري ِّ‬
‫متخصصة تقنية أو علمية‪ ،‬وهو يتألَّف من تسمية تعود إىل‬
‫ِّ‬ ‫تسمية ومفهوم‪ :‬املصطلح إشارة لغوية‬
‫‪4‬‬
‫مفهوم التَّسمية‪ ،‬تنتمي إىل اللُّغة‪ ،‬املفهوم ينتمي إىل الفكر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫املتخصصة (مصطلحات التَّسويق أمنوذجا)‪ ،‬سهيلة شرنان‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -2‬إشكالية ترمجة املصطلحات العلمية يف املعاجم‬
‫‪ -3‬علم املصطلح (مباد وتقنيات)‪ ،‬ماري كلود لوم‪ ،‬تر‪ :‬رميا بركة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬املنظَّمة العربية للَّتَّمجة‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪1921‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -4‬املصطلح العريب (البنية والتَّمثيل)‪ ،‬خالد األشهب‪ ،‬عامل الكتب احلديث‪ ،‬األردن‪1922 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.19‬‬

‫‪31‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫‪ /2‬علم المصطلح‪:‬‬

‫يعد هذا العلم من العلوم احلديثة الظُّهور؛ حيث ظهر يف َّناية القرن الثَّامن عشر يف أملانيا‪ ،‬يف‬
‫ُّ‬
‫مؤسس علم املصطلح‬
‫ِّ‬ ‫‪Eugen Woster‬‬ ‫فرنسا كان سنة ‪6816‬م‪ُّ ،‬‬
‫ويعد النَّمساوي أوغني فوسَّت‬
‫املعاصر‪.‬‬

‫يتطرق إىل األسس العلمية‬‫ويعد هذا العلم فرعا من األفرع احلديثة لعلم اللُّغة التَّطبيقي‪ ،‬إذ َّ‬
‫ُّ‬
‫أن وضع املصطلحات مل يعد يف ضوء املعايري املعاصرة‬ ‫لوضع املصطلحات وتوحيدها‪ ،‬ومن هنا يظهر َّ‬
‫يتم بصورة انفرادية‪ ،‬ولكن وفقا ملعايري أساسية تنبع من علم اللُّغة ومن املنطق ومن نظريته املعلومات‬
‫ُّ‬
‫َّخصصات املعنية‪ ،‬وهذه املعايري تنمو بالتَّطبيق‪ ،‬لتكون اإلطار النَّظري واألسس التَّطبيقية لعلم‬
‫ومن الت ُّ‬
‫‪1‬‬
‫املصطلح"‪.‬‬

‫وتعود بوادر نشأة هذا العلم على يد علماء مثل الفوازي َو برتويل يف الكيمياء َو لينيه يف علم‬
‫النَّبات واحليوان‪ ،‬وقد اقتصر العمل املصطلحي يف تلك احلقبة على القارة األوروبية‪ ،‬وعقب تدوين‬
‫العلوم يف القرن التَّاسع عشر‪ ،‬أصبحت إرساء قواعد لوضع املصطلحات مطلبا ضروريًّا‪ ،‬وببزوغ فجر‬
‫الدراسات املصطلحية منحى جديدا على املستويني النَّظري والتَّطبيقي‪ ،‬ومل يعد‬
‫القرن العشرين عرفت ِّ‬
‫‪2‬‬
‫االهتمام هبذا العلم يقتصر العلماء واللُّغويني فحسب‪ ،‬بل َّ‬
‫امتد إىل التِّقنيني أيضا‪.‬‬

‫‪ /3‬مراحل نشأة علم المصطلح‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫تطور علم املصطلح احلديث إىل أربعة مراحل أساسية‪:‬‬
‫تقسم كابري ُّ‬
‫ِّ‬

‫‪ -1‬إشكالية املصطلح اللِّساين وأزمة الدقَّة املصطلحية يف املعاجم العربية‪ ،‬حسني جناة‪ ،‬جملَّة مقاليد‪ ،‬جامعة حسيبة بن‬
‫بوعلي‪/‬الشلف‪ ،‬العدد ‪ ،29‬جوان ‪1921‬م‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫املتخصصة (مصطلحات التَّسويق أمنوذجا)‪ ،‬سهيلة شرنان‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -2‬إشكالية ترمجة املصطلحات العلمية يف املعاجم‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪36‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫‪ ‬مرحلة النَّشأة‪ :‬تتميَّز هذه املرحلة بتنظري وتوضيح مناهج العمل املصطلحي‪ ،‬كما‬
‫شهدت نفس احلقبة ظهور أوىل النُّصوص التَّنظريية للوط َو فوسَّت‪.‬‬
‫الصياغة من ‪1661‬م إلى ‪1675‬م‪ :‬شهدت هذه األخرية ازدهار علم‬
‫‪ ‬مرحلة ِّ‬
‫َّطور التِّكنولوجي‪ ،‬هلذا عرف علم املصطلح تنظيما دوليًّا‪.‬‬
‫املصطلح بفضل الت ُّ‬
‫‪ ‬مرحلة النَّشاط من ‪1675‬م إلى ‪1695‬م‪ :‬طبع هذه املرحلة العمل املكثَّف يف جمال‬
‫خصص بدوه حيِّزا لعلم املصطلح ودوره يف عصرنة اللُّغة واجملتمع‪.‬‬
‫التَّخطيط اللُّغوي‪ِّ ،‬‬
‫‪ ‬مرحلة التَّوسع منذ ‪1695‬م‪ :‬وهي آخر مرحلة طبعها امتالك املصطلحيني وسائل‬
‫تلِّب احتياجات عملهم‪.‬‬
‫عمل ومصادر فعَّالة‪ِّ ،‬‬

‫اهلني حبكم التَّداخل مع احلقول‬ ‫وما نستنتجه َّ‬


‫أن حتديد مفهوم علم املصطلح ليس باألمر ِّ‬
‫املعرفية عرقل عملية وضع معامل دقيقة وواضحة هلذا العلم‪.‬‬

‫وأهميته‪:‬‬
‫‪ /4‬دور المصطلح ِّ‬

‫لقد أوىل العلماء األقدمون أمهِّية كربى ملوضوع املصطلحات ضمن اهتماماهتم مبوضوع اللُّغة‬
‫حد تعبري اخلوارزمي‪ ،‬وقد قيل َّ‬
‫إن فهم املصطلحات‬ ‫وأحباثها‪ ،‬فاملصطلحات هي مفاتيح العلوم‪ ،‬على ِّ‬
‫أن الزمة للمنهج العلمي‪ ،‬إذ ال يستقيم منهج َّإال إذ بين على مصطلحات دقيقة‪،‬‬
‫نصف العلوم‪ ،‬كما َّ‬
‫كما ازدادت أمهِّية املصطلح وتعاظم دوره يف اجملتمع املعاصر الذي أصبح يوصف بأنَّه‪" :‬جمتمع‬
‫‪1‬‬
‫املعرفة" فشعار املنظَّمات العاملية كان‪" :‬ال معرفة بال مصطلح"‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬علم املصطلح (أسسه النَّظرية وتطبيقاته العملية)‪ ،‬علي القامسي‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪37‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫إذن متثِّل املصطلحات مفاتيح املعرفة‪ ،‬وهي مبثابة طريق حتصيل العلم‪ ،‬كما َّ‬
‫أن للمصطلح تأثري‬
‫السلوك‪ ،‬واملصطلحات هي سياج العلم بالنِّسبة‬‫بارز سلبا أو باإلجياب يف العلوم‪ ،‬ويف املعرفة ويف ُّ‬
‫‪1‬‬
‫ألركان العملية التَّعليمية (املعلِّم‪ ،‬املتعلِّم‪ ،‬املعرفة)‪ ،‬ينتج عنه تأثري علمي هادف‪.‬‬

‫توحد بساط البحث الذي من املمكن أن‬ ‫َّ‬


‫"إن معرفة مصطلح علم من العلوم من شأَّنا أن ِّ‬
‫يلتقي عليه العلماء بشكل فعَّال يف التَّنسيق بني خمتلف أحباثهم ودراساهتم‪ ،‬كما َّأَّنا تزيد من اتِّصال‬
‫املتخصص هبذا العلم أو ذاك‪ ،‬نتيجة القضاء على االضطراب املصطلحي‪ ،‬فعلم‬
‫ِّ‬ ‫القار العادي غري‬
‫َّصورات وتسميتها‪ ،‬سواء يف موضوع حقل‬
‫املصطلح عبارة عن "حقل املعرفة الذي يعاجل تكوين الت ُّ‬
‫‪2‬‬
‫خاص أو يف مجلة حقول املواضيع"‪.‬‬

‫‪ /5‬نطاق علم المصطلح‪:‬‬

‫املرجوة إىل عدَّة علوم‪ ،‬تتداخل‬


‫حيتاج علم املصطلح يف سبيل حتقيق أهدافه ونتائجه العلمية َّ‬
‫وتتشابك فيما بينها‪ ،‬فلكونه يبحث يف العالقة بني املفاهيم نراه يعوز إىل علم الوجود أو ما يعرف‬
‫خمتصة‪ ،‬وليكون املصطلحات رموزا للمفاهيم نراه حيتاج إىل علم املفردات‬
‫بعلم املنطق‪ ،‬وعلوم أخرى َّ‬
‫‪3‬‬
‫تطور دالالت األلفاظ الذي ُّ‬
‫يعد جزءا من علم الدَّاللة‪.‬‬ ‫أو املعجمية‪ ،‬يضاف إىل ذلك علم ُّ‬
‫فعلم املصطلح هو علم متعدِّد االختصاصات‪ ،‬شهد تداخال مع علوم أخرى كعلم اللُّغة‬
‫واملنطق وعلم املعرفة‪ ،‬إذن هو امتداد لعلوم أخرى ومهزة وصل بينها‪ ،‬إذ يروض ساجر التَّسليم َّ‬
‫بأن‬
‫علم املصطلح اختصاصا قائما بذاته‪ ،‬ألنَّه ال ميلك علم معرفة خاص به‪ ،‬إذ هو عبارة عن نشاط‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬إشكالية املصطلح وعالقته بالعملية التَّعليمية‪ ،‬ليلى زيان َو بن علي بن أمحد‪ ،‬جملَّة إلكَّتونية حبوث حول الثَّقافة‪ ،‬ترانز‬
‫‪ ،Trans‬العدد ‪1919-90-92 ،11‬م‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -2‬إشكالية ترمجة املصطلح‪ ،‬عامر الزنايت اجلابري‪ ،‬جملَّة البحوث و ِّ‬
‫الدراسات القرآنية‪ ،‬مصر‪ ،‬العدد ‪1921 ،0‬م‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫حممد إمساعيل بصل َو زينة حامد عمران‪ ،‬جملَّة جامعة تشرين للبحوث و ِّ‬
‫الدراسات‬ ‫‪ -‬ينظر‪ :‬إشكالية املصطلح اللِّساين العريب‪َّ ،‬‬
‫‪3‬‬

‫العلمية‪ ،‬سلسلة اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللَّد ‪ ،10‬العدد ‪1921 ،2‬م‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪38‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫تطبيقي وظيفته تلبية حاجيات اجتماعية‪ ،‬وغالبا ما تكون سياسية فقط‪ ،‬كما أنَّه انعكاس للتَّنظيم‬
‫لتخصص ما‪ ،‬وهي وسيلة ال غىن عنها للتَّعبري واالتِّصال احملَّتف‪.‬‬
‫املفهومي ُّ‬
‫َّأما علماء اللِّسان يف كل من مدرسة فيِّينا َو موسكو َو براغ‪َّ ،‬‬
‫أكدوا على َّ‬
‫أن علم املصطلح ذو‬
‫"إن علم املصطلح ِّ‬
‫يشكل وبدون‬ ‫طابع لساين حبت‪ ،‬فهو فرع من فروع اللِّسانيات‪ ،‬ويقول غوفان‪َّ :‬‬
‫‪1‬‬
‫شك حقال ذا امتياز بانتمائه إىل اللِّسانيات التَّطبيقية‪.‬‬

‫إذن من وجهة النَّظر اللِّسانية ال ترد املصطلحات من باب أوىل على شكل جمموعة من‬
‫املفاهيم‪ ،‬ولكن كمجموعة من التَّعابري تضع يف لغة طبيعية تسميات ملفاهيم تنتمي مليدان معريف‬
‫‪2‬‬
‫منظَّم‪.‬‬

‫ختصصاته‬
‫أن علم املصطلح "علم مستقلٌّ بذاته وإن تعدَّدت ُّ‬ ‫َّأما النَّظرية الكالسيكية فَّتى َّ‬
‫وتتجلَّى استقالليته يف عالقة علم املصطلح باللِّسانيات‪َّ ،‬أما األشياء اليت سامهت يف استقالليته هذا‬
‫ظل تعدُّد‬
‫الصحيحة للمفاهيم‪ ،‬وذلك يف ِّ‬
‫العلم هو تلبية حلاجة التَّواصل بوضع املقابالت املناسبة و َّ‬
‫اللُّغات ُّ‬
‫‪3‬‬
‫وتوسع التَّعاون الدَّويل يف خمتلف امليادين"‪.‬‬

‫فاألول فصله فصال‬


‫أن التيارات الثَّالثة اختلفت حول ماهية علم املصطلح‪َّ ،‬‬ ‫ومن هنا خنلص َّ‬
‫تاما من الطَّابع العلمي‪َّ ،‬أما التيار الثَّاين فنزعته لسانية واعتربته فرعا من فروع اللِّسانيات‪ ،‬ويرى الثَّالث‬
‫ًّ‬
‫َّ‬
‫أن علم املصطلح مستقلٌّ رغم تداخله مع خمتلف العلوم‪.‬‬

‫املتخصصة (مصطلحات التَّسويق أمنوذجا)‪ ،‬سهيلة شرنان‪ ،‬ص ‪.19-10‬‬


‫ِّ‬ ‫‪ -1‬إشكالية ترمجة املصطلحات العلمية يف املعاجم‬
‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪39‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫‪ /6‬سمات وخصائص المصطلح‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫حدِّدت مسات علم املصطلح خبمس‪:‬‬

‫تعرب عنها‪.‬‬
‫‪ ‬يبحث علم املصطلح يف املفاهيم للوصول إىل املصطلحات اليت ِّ‬
‫‪ ‬ينتهج علم املصطلح إىل التَّخطيط اللُّغوي‪.‬‬
‫‪ ‬يهدف علم املصطلح إىل التَّخطيط اللُّغوي‪.‬‬
‫‪ ‬علم املصطلح علم بني اللُّغات‪.‬‬
‫‪ ‬اختصاص علم املصطلح اللُّغة املكتوبة‪.‬‬

‫‪ /7‬شروط وضع المصطلح‪:‬‬

‫يرى الكثري من الباحثني َّ‬


‫أن ضبط املصطلح وتوحيده ضرورة ومنهجية جيب التَّقيُّد هبا‪ ،‬ومن هنا‬
‫كان َّ‬
‫البد من توحيد املصطلحات على أساس االتِّفاق‪.‬‬

‫‪ /9‬المصطلح ولغة االختصاص‪:‬‬

‫أن العديد من املصطلحات اليت وجدت ضالَّتها يف حقل خاص من احلقول‬


‫من املتعارف عليه َّ‬
‫العلمية أو التِّقنية‪ ،‬وتداوهلا أهل االختصاص كانت يف األساس موجودة يف املعجم العام‪ ،‬فالكلمة اليت‬
‫خيص‬ ‫تشري إىل معىن لغوي قد تنتقل من هذا الوضع إىل وضع اصطالحي‪ ،‬حينما ُّ‬
‫تدل على مفهوم ُّ‬
‫أن املصطلح مرَّكب‪َّ ،‬‬
‫وتسمى مفهوما واحدا بشكل وحيد الوجهة‬ ‫جماال علميًّا وتقنيًّا‪ ،‬ويرى وغليسي َّ‬
‫‪2‬‬
‫داخل ميدان ما‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬علم املصطلح (أسسه النَّظرية وتطبيقاته العملية)‪ ،‬علي القامسي‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫املتخصصة (عوائق وحلول)‪ ،‬ابتسام بن عيسى‪ ،‬جملَّة املصطلح‪ ،‬تلمسان‪ ،‬العدد ‪1921 ،21‬م‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -2‬تعليمية الَّتَّمجة‬

‫‪41‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫يتسىن تدريسها‪ ،‬وعند‬
‫حّت َّ‬
‫َّخصص َّ‬ ‫َّأما ممارسة العملية التَّعليمية التَّعلُّمية‪َّ ،‬‬
‫البد من حتليل لغة الت ُّ‬
‫حّت َّ‬
‫يتمكن الطَّالب من ترمجته‬ ‫كل اجلوانب َّ‬ ‫تدريس لغة االختصاص َّ‬
‫البد من تناول املصطلح من ِّ‬
‫فالَّتمجة املصطلحية ترتكز أساسا على خصوصيات املصطلح واليت تبدو واضحة يف‪:‬‬
‫الحقا‪َّ ،‬‬

‫‪ ‬املستوى املعجمي ألنَّه رصيد لفظي‪.‬‬


‫‪ ‬املستوى الدَّاليل ويكمن يف حتقيق العالقة بني املصطلح واملفهوم‪.‬‬
‫النص‪.‬‬
‫السياقي‪ ،‬ورود املصطلح داخل ِّ‬
‫‪ ‬املستوى ِّ‬

‫‪ /6‬المصطلح اللِّساني‪:‬‬

‫تعترب اللِّسانيات من العلوم احلديثة اليت حظيت ِّ‬


‫بالدراسة والبحث والتَّمحيص من قبل الباحثني‬
‫املعربة عنها‪ ،‬من خالل املفاهيم‬
‫وتطور مصطلحاهتا ِّ‬
‫بتطور العلوم ُّ‬
‫واألكادمييني‪ ،‬وذلك مرتبط ُّ‬
‫َّصورات اليت تتمثَّل يف املصطلح‪ ،‬وهلذا قيل‪" :‬مفاتيح العلوم مصطلحاهتا ومصطلحات العلوم‬
‫والت ُّ‬
‫‪1‬‬
‫مثارها القصوى"‪.‬‬

‫فإن املصطلح اللِّساين‬


‫كل جمال علمي خاص‪َّ ،‬‬
‫وإذا كان املصطلح كيان لغوي له مفهوم حمدَّد يف ِّ‬
‫حمدد‪ ،‬فاملصطلح اللِّساين‪" :‬هو املصطلح الذي يتداوله‬
‫ختصص َّ‬ ‫حيدِّد خصوصيته بكونه ينتمي إىل ُّ‬
‫اللِّسانيون للتَّعبري عن أفكار ومفاهيم لسانية‪ ،‬ومتكن أن يكون مظلَّة حبثية ُّ‬
‫تضم حتت جناحيها أعماال‬
‫‪2‬‬
‫علمية تبحث يف املصطلحات اللِّسانية"‪.‬‬

‫ويقصد باملصطلح اللِّساين َّ‬


‫كل مقولة مفتا وصفية كانت أم إجرائية‪ ،‬هلا صلة بإطار نظري‬
‫أي مصطلح ينتمي دون ريب إىل املنظومة الفكرية والفلسفية للمحيط الذي يولد فيه‬
‫معني‪ ،‬و ُّ‬
‫َّ‬

‫بسام‪ ،‬ص ‪.91‬‬ ‫‪ -1‬ترمجة املصطلح اللِّساين يف ِّ‬


‫الدراسات املعرفية‪ ،‬مري َّ‬
‫‪ -2‬اللِّسانيات (اجملال والوظيفة واملنهج)‪ ،‬مسري شريف أستيتية‪ ،‬عامل الكتب احلديث‪ ،‬األردن‪1993 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.112‬‬

‫‪40‬‬
‫عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬ ‫األول‬
‫الفصل َّ‬
‫ويكتسب مناعته وخصوصيته من طبيعة اللَّون املعريف الذي يقتضيه ويلتزمه‪ ،‬كما يرى الفاسي الفهري‬
‫‪1‬‬
‫أن املصطلح اللِّساين العريب يتَّجه إىل خارج اللُّغة العربية‪ ،‬أي إىل َّ‬
‫الَّتمجة والتَّعريب‪.‬‬ ‫َّ‬

‫َّأما املصطلح اللِّساين عند يوسف مقران‪ ،‬فهو نتاج تقاطع بني علم املصطلح واللِّسانيات؛‬
‫املرة يهدف حصر املصطلح اللِّساين مصطلحيًّا ولسانيًّا‪ ،‬أي االستفادة من‬
‫حيث يقول‪" :‬لكن هذه َّ‬
‫املصطلحات واللِّسانيات معا‪ ،‬كوحدة معاضدة للتَّعبري اللِّساين‪ ،‬ومدجمة يف اخلطابات والنُّصوص‬
‫‪2‬‬
‫املتخصصة النَّاقلة لذلك التَّفكري بشكل قاطع"‪.‬‬
‫ِّ‬

‫إن املصطلح اللِّساين هو املصطلح الذي يتداوله اللِّسانيون‪ ،‬للتَّعبري عن أفكار‬


‫وصفوة القول‪َّ ،‬‬
‫ومعاين لسانية‪ ،‬وميكن "أن يكون مظلَّة حبثية ُّ‬
‫تضم حتت جناحيه أعماال علمية‪ ،‬تبحث يف‬
‫‪3‬‬
‫املصطلحات اللِّسانية"‪.‬‬

‫الصناعة املعجمية احلديثة‪ ،‬فتيحة بن عيَّاد‪ ،‬جملَّة لغة كالم‪ ،‬خمترب اللُّغة والتَّواصل‪ ،‬املركز اجلامعي‬
‫‪ -‬املصطلح اللِّساين يف ضوء ِّ‬
‫‪1‬‬

‫بغليزان‪ ،‬العدد ‪ ،1‬سبتمرب ‪1923‬م‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫مالل‪ ،‬جملَّة اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة احلاج‬
‫املتخصص‪ ،‬وهيبة َّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -2‬ترمجة املصطلح اللِّساين ومنهجية تنميطه يف املعجم‬
‫خلضر‪/‬باتنة ‪ ،2‬العدد ‪1920 ،23‬م‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثـَّاني‪:‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح‬
‫اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫‪1‬‬
‫‪ .I‬واقع تدريس اللِّسانيات بالجامعة الجزائرية‪:‬‬

‫الَّتمجة اللِّسانية ضمن نطاق اللِّسانيات على وجه عام‪ ،‬فاجلامعة اجلزائرية ترِّكز على‬
‫تندرج َّ‬
‫أي تقدُّم يف هذا‬
‫املعارف العليا واملوسوعاتية‪ ،‬إذ متثِّل حيِّزا نفسيًّا مناسبا وال يكون مبقدوره حتقيق ّ‬
‫تعجل إلحداث التَّغيري يف اجملتمع‪.‬‬
‫اجملال‪ ،‬ما دام عدم وجود هيئة ثقافية ِّ‬

‫هامة يف جمال حتسني مستوى الطَّالب يف‬ ‫إن اجلامعة اجلزائرية منذ االستقالل احتلَّت مراتب َّ‬ ‫َّ‬
‫الَّتمجة اللِّسانية هي مقياس‬
‫أن َّ‬‫َّطور العلمي والتِّكنولوجي والعاملي‪ ،‬إذ َّ‬
‫اجلامعة اجلزائرية‪ ،‬ومواكبة الت ُّ‬
‫معتمد من طرف وزارة التَّعليم العايل والبحث العلمي لتدريس الطَّلبة يف خمتلف جامعات الوطن‪،‬‬
‫الدراسات اللُّغوية (لسانيات تطبيقية)‪.‬‬
‫سواء يف شعبة اللُّغات األجنبية أو شعبة ِّ‬

‫‪ /1‬عوامل التَّعلم‪:‬‬

‫أ‪ /‬النضج‪:‬‬

‫املراد به هو اتِّصال التَّعلُّم بالنُّضج ملنزلة ال يقدر فيها التَّفريق بينهما؛ حيث َّ‬
‫أن النُّضج له صلة‬
‫أن التَّعلُّم عملية إرادية يف األحيان عند اإلنسان‬ ‫مع التَّعلُّم َّ‬
‫حّت يكون الكائن احلي متكامال‪ ،‬غري َّ‬
‫بالنَّظر إىل الظُّروف اليت حتيط به‪ ،‬سواء كانت طبيعية أو اجتماعية للمتعلِّم‪.‬‬

‫ب‪ /‬االستعداد‪:‬‬

‫أي االستعداد اخلاص باملتعلِّم العضوي والعقلي للتَّعلُّم‪ ،‬وتتمثَّل يف‪:‬‬


‫الصعاب‪.‬‬ ‫‪ ‬قدرة املتعلِّم على التَّفكري َّ‬
‫اجملرد وجتاوز ِّ‬
‫السابقة (املكتسبات القبلية)‪.‬‬‫‪ ‬خربة املتعلِّم َّ‬
‫السمعية (نظري وتطبيقي)‪.‬‬ ‫بالصور َّ‬‫‪ ‬التَّمييز بني األشكال املرئية وربطها ُّ‬
‫‪ ‬الفهم يف عملية التَّعليم‪ ،‬أي التَّجانس يف النُّظم التَّواصلي (األستاذ والطَّالب)‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬واقع تعليم اللِّسانيات يف اجلامعة اجلزائرية‪ ،‬يوسف بن نافلة‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪/‬اجلزائر‪1921 ،‬م‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬ص ‪www.univ.chlef.dz .19-21‬‬

‫‪44‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫ج‪ /‬التَّكرار‪:‬‬

‫أن َّ‬
‫الذاكرة يكون مبقدورها استيعاب املفاهيم يف سياقات متباينة‪ ،‬ويرتكز التَّكرار على‬ ‫أي َّ‬
‫شخصية املتعلِّم َّ‬
‫كالرغبة والدَّافع‪.‬‬

‫متخصصا يف‬
‫ِّ‬ ‫مهمة بالنِّسبة إىل املتعلِّم‪َّ ،‬إما أن يكون‬
‫الذكر‪ -‬هي َّ‬‫السابقة ِّ‬ ‫َّ‬
‫إن هذه العوامل ‪َّ -‬‬
‫الَّتمجة اللِّسانية تنطبق عليه هذه املراحل‪ ،‬فالطَّالب مهما‬‫مادة دون غريها‪ ،‬فعلى سبيل املثال مقياس َّ‬
‫َّ‬
‫خاصة باجلانب‬
‫مرة وهاته جيد نفسه أمام معيقات َّ‬
‫ألول َّ‬
‫كان مستواه عند قيامه بدراسة هذا املقياس َّ‬
‫الشَّفوي أو الكتايب‪ ،‬فيصبح باملراس على تعلُّم هذا النَّوع اجلديد َّ‬
‫(الَّتمجة اللِّسانية) ِّ‬
‫بفك شفرات‬
‫املتفرعة عنها كاللِّسانيات التَّطبيقية واللِّسانيات العربية‪ ،‬اليت‬
‫الرئيسية اليت تنطلق منها العلوم ِّ‬
‫احللقة َّ‬
‫الَّتمجة للمصطلحات‬ ‫يتفرعان إىل فروع أخرى كاللِّسانيات التَّطبيقية تشتمل مثال على َّ‬ ‫بدورمها َّ‬
‫‪1‬‬
‫اللُّغوية‪ ،‬بينما اللِّسانيات العربية حتتوي على َّ‬
‫الَّتمجة التَّطبيقية‪.‬‬

‫‪traduction pédagogique et traduction professionnelle‬‬ ‫‪ .II‬التَّرجمة التَّعليمية والتَّرجمة المهنية‬

‫ختتص‬
‫ُّ‬ ‫الَّتمجة املهنية ليست بالشَّيء الواحد؛ حيث َّ‬
‫أن األوىل‬ ‫الَّتمجة التَّعليمية و َّ‬
‫إن مقارنة َّ‬‫َّ‬
‫بتعليم اللُّغات‪َّ ،‬أما الثَّانية ال تعىن بأيَّة وظيفة تواصلية‪َّ ،‬‬
‫ألن حمور اهتمامنا هو إجياد معىن أو معاين‬
‫الَّتمجة‪ ،‬لذا يفَّتض إعطاء مثل‬
‫تسمى عليه َّ‬ ‫بالرغم من َّ‬
‫أن هذا التَّطبيق َّ‬ ‫الَّتاكيب املدروسة‪َّ ،‬‬
‫الكلمات و َّ‬
‫تستحق إطالق‬
‫ُّ‬ ‫هذه التَّسمية‪َّ ،‬‬
‫ألَّنا تعمل على إعادة صياغة معىن من اللُّغة األصلية وهي العملية اليت‬
‫الَّتمجة‪ ،‬ولكنَّها ال تتخطَّى عملية استبدال رموز وال ختلو هذه املمارسة من ضرر يف جمال تعلُّم‬
‫عليها َّ‬
‫الَّتمجة‪.‬‬
‫أجنبية كما هو حمتمل يف جمال َّ‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.21-21‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫‪41‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫‪La communication des codes : une pratique qénante‬‬ ‫‪ /1‬استبدال الرموز‪ :‬تطبيق معرقل‬

‫الَّتكيِّب واالصطالحي للُّغة األم‪،‬‬


‫معني‪َّ ،‬إال من خالل االنعكاس َّ‬
‫معرفة اللُّغة الثَّانية يف عمر َّ‬
‫وليس هناك كيفية مغايرة للتَّعليم باستطاعتها أن تنزع هذا العاكس‪.‬‬

‫فالَّتمجة جيب عليها أن تقوم بدور مهم‪ ،‬وعلى هذا تكون‬ ‫َّ‬
‫إن اإلشارة لألغراض التَّعليمية‪َّ ،‬‬
‫الَّتمجة من اللُّغة األجنبية إىل اللُّغة‬
‫الَّتمجة وألسباب تتعلَّق بالتَّعليم عملية مقارنة بني األصل و َّ‬
‫هكذا َّ‬
‫الرسالة‪ ،‬ويف‬
‫األم‪ ،‬كما تنطوي حتت ترمجة املعىن املهين للكلمة‪ ،‬وبصياغة أخرى إعادة تشكيل طبيعة ِّ‬
‫أي قاموس ثنائي اللُّغة‬
‫تؤدي املقارنة َّإال إىل استذكار ما هو معروف يف ِّ‬ ‫الرموز ال ِّ‬
‫حالة استبدال ُّ‬
‫وتعطي بدورها إشارة ما حول الطَّريقة اليت ميكننا أن تتَّصل هبا اجملتمعات املعرفية للغة ما إىل لغة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى هناك فجوة تتَّصل هبذه العملية عند اكتشاف العمق الدَّاليل للدَّال وليس‬
‫للمدلول يف لغة ما‪ ،‬فاللُّغات ال تتعدَّى كوَّنا ألفاظ متشابكة ومتقابلة‪ ،‬وبعبارة أخرى َّإَّنا ال تنقطع‬
‫النص‪.‬‬
‫بالسمات الدَّاللية نفسها عند حتقيق ِّ‬
‫احلقيقة باألسلوب نفسه وال تتحدَّد احملتويات املعرفية ِّ‬

‫‪préserver et développer l’aptitude à la traduction‬‬ ‫‪ /2‬تطور مهارة التَّرجمة والمحافظة عليها‬

‫الَّتمجة احلقيقية من البداية لتعلُّم اللُّغة األجنبية ليس باألمر َّ‬


‫السهل‪ ،‬فمن األجدر القيام‬ ‫إن تعلُّم َّ‬
‫َّ‬
‫بعمل الكالم باللُّغة األم‪ ،‬انطالقا من املوقف املدروس وليس من مفردات وتراكيب اللُّغة األجنبية‪،‬‬
‫يتم التَّعبري عنها‪ ،‬و َّ‬
‫كأَّنا موجودة لدى املتعلِّم بصورة شبه فطرية‪ ،‬وإذا مل يكن مبقدورهم‬ ‫الَّتمجة ُّ‬
‫فمهارة َّ‬
‫مالحظتها لدى املتعلِّمني األكرب سنًّا‪ ،‬لذا يلزم تطبيق َّ‬
‫الَّتمجة التَّعليمية‪َّ ،‬‬
‫ألن جمموعة املعارف‬
‫وقوة االستدالل املطلوبة تتضاعف مع التَّعقيد املعريف واللُّغوي َّ‬
‫للمادة التَّعليمية‪.‬‬ ‫املستخدمة َّ‬

‫‪46‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫‪Pour une démarche traductologie en classe de langue‬‬ ‫‪ /3‬نشاط التَّرجمة في صفوف اللغة‬

‫الَّتمجة املهنية باستثناء فرق واحد‪ ،‬وهو َّ‬


‫أن التَّحليل املقارن امللحق بعملية‬ ‫ينطبق هذا املنحى مع َّ‬
‫َّمرن باللُّغة‬
‫تامة لغايته اللُّغوية‪ ،‬فالت ُّ‬ ‫الَّتمجة يتطلَّب أن يكمل بالضَّرورة الت ُّ‬
‫َّمرن‪ ،‬لكي يستجيب وبصورة َّ‬ ‫َّ‬
‫النص وتسهيل الفصل بني اللُّغات باتِّباع‬
‫الَّتمجة هدفا يكمن يف التَّأكيد من استيعاب معىن ِّ‬ ‫لتكون َّ‬
‫طريقة التَّحليل املقارن‪ ،‬فهي تطبيق للمعرفة اللُّغوية وغري اللُّغوية‪ ،‬وهبذا تكون ترمجتها بنظر االعتبار‬
‫‪1‬‬
‫ملدى هذه املعرفة واتِّساعها واألخذ باحلسبان معارف الطَّلبة يف اختيار املعاين املقَّتحة هلم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .III‬المقاربة اللِّسانية‪:‬‬

‫إن اهلدف من املقاربة اللِّسانية هو دراسة اللُّغة ألجل اللُّغة‪ ،‬فموقعها هو اللُّغة ومتعلَّقاهتا‬
‫َّ‬
‫الَّتمجة على َّأَّنا ٌّ‬
‫فن قائم على‬ ‫يؤدي إىل تبديل النَّظرة إىل َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬ممَّا ِّ‬
‫واالستفادة منها يف ميدان َّ‬
‫املوهبة إىل علم له قوانني ومعايري حتكم اللُّغة‪.‬‬

‫فاملقاربة اللِّسانية تعمل أساسا على دراسة اللُّغة علميًّا‪ ،‬ونذكر يف هذا َّ‬
‫الصدد األسلوبية املقارنة‬
‫للُّغة الفرنسية واإلجنليزية جليون بول فيين َو جان فيين‪ ،‬واألسلوبية املقارنة للُّغة الفرنسية واألملانية‬
‫ملالبالن‪ ،‬وأيضا ما قام به مونان يف اجملال النَّظري اللِّساين‪ ،‬وكذا جاكبسون بدراسة وظائف اللُّغة‪،‬‬
‫وهذا كلُّه ألجل اإلفادة من اللِّسانيات يف امليدان ُّ‬
‫الَّتمجي‪ ،‬وتقدي حلول للعوائق اليت تواجه املَّتمجني‪.‬‬

‫عرفت اللِّسانيات َوَهجا خالل القرن العشرين‪ ،‬وكانت تتعلَّق باللُّغة وقوانينها ودراساهتا‪ ،‬ومل‬
‫أن وسيلتها األساسية هي اللُّغة‪ ،‬مثَّ أصبحت َّ‬
‫الَّتمجة علم‬ ‫الَّتمجة َّإال حيِّزا منها‪ ،‬على اعتبار َّ‬
‫تكن َّ‬
‫بالدراسة‬
‫وختتص ِّ‬
‫ُّ‬ ‫فالَّتمجة متعلِّقة باللِّسانيات‬
‫بالرغم من هذا‪َّ ،‬‬
‫الَّتمجية‪َّ ،‬‬
‫الدراسات ُّ‬
‫خاص‪ ،‬يطلق عليه ِّ‬
‫ٌّ‬
‫املعمقة للُّغة‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪ -1‬ينظر‪َّ :‬‬
‫الَّتمجة التَّعليمية والَّتَّمجة املهنية‪ ،‬كارال دجيا لوفيال‪ ،‬تر‪ :‬حسيب إلياس حديد‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة املوصل‪1993 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪www.alnoor.se .92‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬املقاربة اللِّسانية يف الَّتَّمجة‪ ،‬أسامة طبّش‪ ،‬موقع األلوكة‪2110 ،‬ه‪1923/‬م‪ ، www.aluka.net ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪47‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫إن املقاربة اللِّسانية بدراستها للُّغة من حيث استحداث الكلمات وتوليد األلفاظ وإجياد احللول‬
‫َّ‬
‫الَّتمجات‪ ،‬تسهم يف تطوير اللُّغة وحتسني مردودها ومسايرهتا للعصر احلديث‪ ،‬وعليه فاملقاربة‬
‫لبعض َّ‬
‫الَّتمجي من جانب اللُّغة‪ ،‬وهي مفيدة جدًّا يف جمال النُّصوص ذات الطَّابع‬
‫اللِّسانية تنظر إىل العمل ُّ‬
‫الرباغمايت‪ ،‬بتوصيل املعلومات واملعارف بأفضل طريقة‪ ،‬وهذه املقاربة بصيانتها للُّغة ومراعاهتا الدَّقيقة‬
‫النص‬
‫الَّتمجة وهو قابلية قراءة ِّ‬
‫املهمة قابلة للتَّجسيد‪ ،‬ويتحقَّق ذلك اهلدف من َّ‬
‫لقوانينها‪ ،‬جتعل هذه َّ‬
‫من قبل القار اهلادف بسهولة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .IV‬عقبات ترجمة اللِّسانيات‪:‬‬

‫إن اللِّسانيات علم أجنِّب‪ ،‬بعيد عن الثَّقافة العربية ومل يدر به العرب َّإال عن طريق َّ‬
‫الَّتمجة‬ ‫َّ‬
‫يسهل للقار‬
‫تقتضي صعوبات وقضايا يف بلورة هذا العلم اجلديد إىل الوسط العريب نقال صحيحا ِّ‬
‫العريب فهم اللِّسانيات‪ ،‬ويساعده عن الكتب األجنبية‪ ،‬ويف هذا املقام يقول مازن الوعر‪" :‬ال ميكننا –‬
‫حنن العرب‪ -‬معرفة هذا العلم اجلديد َّإال من خالل نافدة اللُّغات األجنبية اإلجنليزية أو الفرنسية‪،‬‬
‫للحق وللتَّاريخ‪ ،‬وإنصافا للعلم والعلماء‪ ،‬ال ميكننا َّإال أن نعَّتف َّ‬
‫بأن اللِّسانيات احلديثة خي‬ ‫ذلك أنَّه ِّ‬
‫‪2‬‬
‫حمض العقلية الغربية اليت أنتجتها"‪.‬‬

‫فكل لغة هلا خصائصها ومميِّزاهتا اليت متيِّزها عن باقي اللُّغات‪ ،‬فاالختالف الثَّقايف واالجتماعي‬
‫ُّ‬
‫مبثابة عقبة من عقبات ترمجة اللِّسانيات ونقلها وتعريف القار هبا (العريب)‪ ،‬ضف إىل ذلك طبيعة‬
‫املوضوع ذات األمهِّية‪ ،‬فكلَّما كان املوضوع صعب املنال‪ ،‬كلَّما أثار حتليل ِّ‬
‫النص مشكالت أمام‬
‫ألي مَّتجم‬
‫الَّتمجة أكثر صعوبة‪ ،‬ويستدعي هذا الواقع كفاءة لغوية أكرب‪ ،‬فال ميكن ِّ‬
‫املَّتجم‪ ،‬ممَّا جيعل َّ‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عقبات ترمجة اللِّسانيات‪ ،‬أمساء شوافة َو عمر حلسن‪ ،‬جملَّة آفاق للعلوم‪ ،‬جامعة اجللفة‪/‬اجلزائر‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪،0‬‬
‫ص ‪.30-33‬‬
‫‪ -2‬قضايا أساسية يف علم اللِّسانيات احلديث‪ ،‬مازن الوعر‪ ،‬دار طالس‪ ،‬سوريا‪2033 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.12‬‬

‫‪48‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫على دراية باللُّغات األجنبية‪ ،‬ومن هذا نفهم املشكل يتمثَّل يف عدم ُّ‬
‫متكن بعض هؤالء املَّتمجني‬
‫الَّتمجات‪.‬‬
‫ينجر عنه عجمة تلك َّ‬
‫باألساليب العربية‪ ،‬وهو ما ُّ‬
‫حّت يقدر التَّعبري باملصطلحات اللِّسانية‬
‫ختصصه َّ‬
‫كل مَّتجم أن يعمل يف جمال ُّ‬
‫لذا جيب على ِّ‬
‫السهل‪ ،‬تتطلَّب وعيا وجهدا وتنظيما‪َّ ،‬‬
‫فالَّتمجة ال‬ ‫الَّتمجة ليست باألمر َّ‬
‫املتخصصة‪ ،‬فعملية َّ‬
‫الدَّقيقة و ِّ‬
‫النص املراد ترمجته وإدراك املعىن‪ ،‬انطالقا من املستند اللُّغوي‪،‬‬
‫متثِّل مسألة لغة فقط‪ ،‬بل تقتضي فهم ِّ‬
‫أي الدَّالالت‪ ،‬وما هو خارج الدَّالالت‪ ،‬أي املضمون املمكن أن حتمله الكلمات والذي يطلق ثروة‬
‫فكرية‪.‬‬

‫أن املشكل األساس الذي يعيق نقل اللِّسانيات إىل الوطن العريب‪،‬‬
‫نستنتج ممَّا سلف ذكره َّ‬
‫ويصعب على القار العريب فهمها هو مشكلة املصطلح اللِّساين وترمجته‪َّ ،‬‬
‫فإما املشكل يكمن يف‬ ‫ِّ‬
‫متخصص يف اللُّغة العربية‬
‫ِّ‬ ‫الَّتاث اللُّغوي العريب‪ ،‬أو يكون غري‬
‫مَّتجم املصطلح‪ ،‬كأن يكون ال يعرف ُّ‬
‫وإما‬
‫وإما املشكل يتمثَّل يف عدم توحيد املصطلحات بني املَّتمجني وتعدُّدها‪َّ ،‬‬
‫غري عارف بأساليبها‪َّ ،‬‬
‫للضوابط العلمية‪ ،‬وعلى املَّتجم احملافظة على‬
‫الَّتمجة العشوائية للمصطلح الذي ال خيضع َّ‬
‫ينطوي يف َّ‬
‫حّت َّ‬
‫يتمكن من إيصال املعىن‬ ‫اضطر إىل تغيري األلفاظ‪ ،‬وذلك َّ‬
‫حّت لو َّ‬
‫املعىن الذي حتمله األلفاظ‪َّ ،‬‬
‫كما هو‪.‬‬

‫‪ .V‬الحلول َّ‬
‫المقدمة ِّ‬
‫للحد من عقبات التَّرجمة‪:‬‬
‫‪ ‬إنشاء معاجم لسانية عربية أجنبية ومقابلتها العربية‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء معاجم لسانية عربية عربية‪ ،‬أي وضع املصطلح اللِّساين العريب وشر ماذا يعين‬
‫وعالم ُّ‬
‫يدل‪.‬‬
‫‪ ‬تنسيق املصطلحات وتوحيدها يف الوطن العريب‪.‬‬
‫اخلاصة‬
‫َّ‬ ‫العامة لعلم املصطلحات والنَّظريات‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬تشجيع البحوث يف النَّظرية‬
‫‪1‬‬
‫للمصطلحات‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬عقبات ترمجة اللِّسانيات‪ ،‬أمساء شوافة َو عمر حلسن‪ ،‬ص ‪.02-09‬‬

‫‪49‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫ألي علم من العلوم االستغناء عنه‪ ،‬فهو‬ ‫كما ت ُّ‬
‫عد قضيَّة املصطلح قطبا قائما بذاته‪ ،‬إذ ال غىن ّ‬
‫احملرك أو الدَّليل الذي يتعارف به النَّاس‪ ،‬وهذا شيء طبيعي ما دام أنَّه َّ‬
‫يتشكل من مفهوم‬ ‫مبثابة ِّ‬
‫‪ concept‬وصورة مسعية ‪ image acoustique‬كما وصفه دي سوسري‪ ،‬غري َّ‬
‫أن املشكل ال يكون‬
‫ألن باستطاعة أيَّة َّأمة من األمم استقبال عدد ال بأس به من هذه املصطلحات‪ ،‬إذ َّ‬
‫أن املشكل‬ ‫هنا‪َّ ،‬‬
‫هو كيفية التَّعامل معه ونقله من لغة إىل لغة أخرى‪.‬‬

‫فاللُّغة العربية واحدة من هذه اللُّغات؛ حيث تستقبل العديد من املصطلحات نتيجة الت ُّ‬
‫َّطور‬
‫اهلائل الذي تشهده التِّكنولوجيا‪ ،‬وما تذره األحباث العلمية من خمَّتعات جديدة‪ ،‬ووراء هذا األمر‬
‫حد ما بني املصطلح وتوظيفه‪ ،‬أال وهو مشكل‬
‫سبب جوهري هو الذي ترك الفجوة واسعة إىل ِّ‬
‫الَّتمجات‪.‬‬
‫اختالف َّ‬

‫أهم ما يتَّسم به وضع املصطلح‪ ،‬هو طابعه العفوي؛ حيث قادت هذه العفوية إىل كثري من‬ ‫َّ‬
‫إن َّ‬
‫السلبية‪ ،‬ويف مقدِّمتها االضطراب يف وضع املصطلح والفوضى يف تطبيقه وعدم تناسق‬
‫النَّتائج َّ‬
‫املقابالت املقَّتحة للمفردات األجنبية‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬تكرار االختالفات القدمية يف املصطلحات احلديثة‬
‫الَّتمجة‬
‫كاخللط بني احللق واحلنجرة للتَّعبري عن (‪ )Larynx‬واالختالفات النَّامجة عن نوعي التَّعريب و َّ‬
‫الصوت اللُّغوي‪ ،‬الفونيم‪ُّ ،‬‬
‫الصوتيم‪ ،‬مقابل (‪ )phonéme‬واالختالفات وحتويل‬ ‫ألسباب مرحلية مثل‪َّ :‬‬
‫املصطلح من مفهوم حديث إىل مفهوم حديث آخر‪.‬‬

‫أن هناك مشاكل أخرى وراءه‪ ،‬باعتبار اللِّسانيات تعاين ما تعانيه العلوم املقَّتضة من‬
‫كما َّ‬
‫مشكالت تتَّصل بوضع مثرات الدَّرس األجنِّب يف متناول الباحثني العرب‪ ،‬من حيث اللُّغة واألسلوب‬
‫والطُّرق املنهجية‪ ،‬ومن هذه املشاكل‪ :‬عدم االتِّفاق على منهجية حمدَّدة عند وضع املصطلح العلمي‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫الذي صار له قدم نسِّب وشيوع مقبول وكثرة املصطلحات املتداولة يف الكتب و َّ‬
‫الدوريات واملؤمترات‬
‫‪1‬‬
‫اللِّسانية‪.‬‬

‫‪ .VI‬اختالف ترجمات المصطلح‪:‬‬

‫َّ‬
‫إن أسباب االختالف يف ترمجات املصطلح‪ ،‬ميكن حصرها يف ثالثة عناصر رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫األسباب املعرفية‪ ،‬األسباب اللِّسانية‪ ،‬األسباب الربغماتية‪.‬‬

‫املصطلح األعجمي‬
‫املصطلح العريب‬
‫فرنسي‬ ‫إجنليزي‬
‫التَّداولية‬
‫الذرائعية‬‫َّ‬
‫الربغماتية‬ ‫‪pragmatique‬‬ ‫‪pragmatics‬‬
‫علم املقاصد‬
‫النَّفعية‬
‫التَّالحم‬
‫االتِّساق‬
‫التَّماسك املعنوي‬
‫‪cohérence‬‬ ‫‪coherence‬‬
‫التَّناسق‬
‫االنسجام‬
‫الَّتابط‬
‫َّ‬
‫الَّتابط‬
‫َّ‬
‫الربط‬
‫َّ‬ ‫‪cohésion‬‬ ‫‪cohesion‬‬
‫التَّماسك الشَّكلي‬
‫بالَّتمجة واللِّسانيات‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫يبني املصطلحات املستخرجة من فهارس الكتب املَّتمجة املتعلِّقة َّ‬
‫اجلدول ِّ‬

‫الدراسات اللُّغوية العربية‪ ،‬الطيب عالوي‪ ،‬جملَّة عود الند‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪،21‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬إشكالية ترمجة املصطلح اللِّساين يف ِّ‬
‫‪1919‬م‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -2‬املصطلح اللِّساين وتأسيس املفهوم‪ ،‬خليفة امليساوي‪ ،‬ص ‪.01-02‬‬

‫‪10‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫‪ /1‬األسباب المعرفية‪:‬‬

‫تنطبق األسباب املعرفية مبستويني من املعارف‪ :‬مستوى املعرفة َّ‬


‫الذاتية ومستوى املعرفة املشَّتكة‬
‫العامة‪ ،‬كذلك من أسباب االختالف املعرفية‪ ،‬ترجع إىل تعدُّد احلقول املعرفية‬
‫املختصة أو َّ‬
‫َّ‬ ‫أو املعرفة‬
‫هتتم باملصطلح‪ ،‬فهي حقول تعمل منفردة وال تتَّصل ببعضها البعض ألجل توحيد املفاهيم وترمجة‬
‫اليت ُّ‬
‫كل حقل معريف يشتمل على ترمجات خمتلفة ومتضاربة مع ما جنده من‬
‫املصطلحات‪ ،‬ممَّا جعل ُّ‬
‫مصطلحات هلا نفس األصل األعجمي يف حقل علمي آخر‪.‬‬

‫هذا ما منيِّزه من خالل اجلدول‪ ،‬إذ َّ‬


‫أن ملصطلح ‪ pragmatique/pragmatics‬له عدَّة ترمجات‬
‫عربية ختتلف من علم آلخر‪ ،‬فاملصطلحات نفعية أو ذرائعية‪ ،‬نشأ يف حقل العلوم الفلسفية ومصطلح‬
‫تداولية وبرغماتية نشأ يف حقل العلوم اللِّسانية‪ ،‬ومصطلح علم املقاصد نشأ يف حتليل اخلطاب‪َّ ،‬‬
‫فإن‬
‫تنوع االختصاصات واحلقول املعرفية يف اللِّسان‪ ،‬اهلدف جعل املصطلح الواحد يف اللِّسان األصل له‬
‫ُّ‬
‫لكل مَّتجم‪.‬‬
‫الزوايا النَّظر املعرفية ِّ‬
‫ترمجات خمتلفة وفق َّ‬

‫‪ /2‬األسباب اللِّسانية‪:‬‬

‫الَّتمجة على َّأَّنا نشاط لساين تواصلي‪ ،‬ينشأ يف سياق معريف حمدَّد يتقيَّد به املَّتجم عند‬
‫تعرف َّ‬
‫وخيتص هذا النَّشاط معرفة دقيقة باألطر اللِّسانية اليت أحيطت بعملية نشأة املصطلح‬
‫ُّ‬ ‫الَّتمجة‪،‬‬
‫عملية َّ‬
‫وتكونه مفهوما ومصطلحا‪.‬‬
‫ُّ‬

‫فإن علم اللِّسانيات أفاد كثريا عملية َّ‬


‫الَّتمجة يف ضبط املقاييس اليت ينتج هبا املصطلح‬ ‫لذلك َّ‬
‫السياقية‬ ‫ويتكون مفهومه‪ ،‬وتعني اللِّسانيات املَّتجم على إمكانية حتليل املصطلح إىل ِّ‬
‫مكوناته املعرفية و ِّ‬ ‫َّ‬
‫لكل مصطلح ومدى مالءمته مع‬
‫تأسس فيها من خالل معاجلة تكوين احملتوى املفهومي ِّ‬ ‫اليت َّ‬
‫املصطلح يف اللِّسان اهلدف‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫لكل مصطلح‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫فيمكن املَّتجم من ضبط اإلطار املعريف املختص‪ ،‬وكذلك حتديد املعىن املقصود ِّ‬
‫مكوناته اللِّسانية والدَّاللية يف لسانه األصل‪ ،‬وتعترب هذه املرحلة‬
‫إذ ال ميكن نقل مصطلح دون حتديد ِّ‬
‫من أصعب العقبات أمام املَّتجم‪ ،‬فوصف املعاين مبثابة نقطة الضُّعف يف اللِّسانيات‪َّ ،‬‬
‫بالرغم من‬
‫مكونات النِّظام اللُّغوي وكيفية اشتغاهلا‬
‫اجلادة يف ذلك‪ ،‬فضبط املعىن ال يقتصر على وصف ِّ‬
‫احملاوالت َّ‬
‫وترابطها فقط‪ ،‬بل هو عملية معقَّدة لسانية وعرفانية واجتماعية وثقافية‪.‬‬

‫خاصة عندما فشلت‬ ‫إن أوجه التَّباين بني األنظمة اللِّسانية عقبة رئيسية أمام عملية َّ‬
‫الَّتمجة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫البنيوية يف حتديد األنظمة اللِّسانية حتديدا دقيقا‪ ،‬وأصبح ِّ‬
‫للسياق االجتماعي دور هامٌّ يف ضبط البىن‬
‫السياق الذي أنتج فيه‪ ،‬فالنِّظام اللُّغوي رغم أنَّه جزء من‬
‫اللِّسانية من حيث تركيزها على معىن هذا ِّ‬
‫النِّظام االجتماعي مل يستطع الت ُّ‬
‫َّمكن من نقل العناصر االجتماعية والثَّقافية اليت نشأ فيها املصطلح‪،‬‬
‫السياقية االجتماعية والثَّقافية اليت‬
‫املكونات ِّ‬
‫الَّتمجة املختلفة اليت يعود سببها إىل ِّ‬
‫هو ما َّأدى إىل َّ‬
‫كل مَّتجم‬
‫مكونات تتفاوت عملية اإلدراك فيها حسب ثقافة ِّ‬ ‫األول‪ ،‬وهي ِّ‬ ‫خصت بنشأة املصطلح َّ‬ ‫َّ‬
‫‪1‬‬
‫وسعته املعرفية اختصاصه العلمي وزاوية النَّظر اليت من خالهلا وقع تقييم املصطلح‪.‬‬

‫الَّتادف التَّام ال ميثِّل جزءا من النِّظام اللُّغوي‪َّ ،‬‬


‫فإن عملية املطابقة بني املصطلح يف‬ ‫أن َّ‬‫ومبا َّ‬
‫اللِّسان واملصطلح يف اللِّسان اهلدف تكون مستحيلة أو عسرية‪ ،‬فكان ذلك سببا الختالف‬
‫الَّتمجات‪ ،‬فاملصطلحات العربية اليت وضعت لَّتمجة مصطلح واحد غريب ال متثِّل َّإال أوجها خمتلفة من‬
‫َّ‬
‫تكون املفهوم يف اللِّسان األصلي‪ ،‬وهو ما جيعلها ناقصة يف تعبريها عن حمتوى املصطلح واملعىن‬
‫وجوه ُّ‬
‫الَّتمجة تكون غري مكتملة وعاجزة عن نقل املفهوم‬ ‫يؤديه يف البيئة اليت نشأ فيها‪َّ ،‬‬
‫فإن عملية َّ‬ ‫الذي ِّ‬
‫الَّتمجة عملية إدراكية‬
‫تكون املفهوم‪ ،‬وهبذا َّ‬ ‫الكلِّي ِّ‬
‫ألي مصطلح‪ ،‬لكنَّها تكاد تكون قريبة من إدراك ُّ‬
‫‪2‬‬ ‫ولسانية تضبط املفهوم ِّ‬
‫وتشكل املصطلح املناسب له‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.292-299‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املرجع َّ‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.291-291‬‬

‫‪13‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫‪ /3‬األسباب البرغماتية‪:‬‬

‫ليس املصطلح وحدة معجمية ذات ثالثة حدود‪ :‬شكلية ومفهومية ووظيفية متثِّل اجلانب من‬
‫النِّظام النَّحوي‪ ،‬بل كذلك متثِّل املصطلحات وحدة برغماتية ذات وظائف اتِّصالية ومرجعية تظهر يف‬
‫خمتصني يف وضعية خطابية معيَّنة‪ ،‬فمن بني أسباب اختالف‬ ‫ختصصي يتحقَّق بواسطة ِّ‬ ‫خطاب ُّ‬
‫ترمجات املصطلحات اللِّسانية وغريها‪ ،‬توقُّف املَّتمجني عند اجلانب النَّحوي والدَّاليل هلا‪.‬‬

‫أي َّأَّنم اعتنوا مبظاهر تكوينها املعجمية والدَّاللية‪ُّ ،‬‬


‫وغضوا الطَّرف عن قيمتها التَّواصلية‬
‫االجتماعية‪َّ ،‬‬
‫فإن ترمجة املصطلح بصورة منفردة عن جمال استعماله ودائرة اختصاصه‪ ،‬وتتبُّع مساره‬
‫الَّتمجة ترمجة مضطربة وغري واضحة عند الدَّارسني العرب‪ ،‬ولذلك را كلٌّ منهم‬
‫االتِّصايل جعل من َّ‬
‫يبحث عن زوايا نظر تقَّتب من جمال دراسته ومسألة اختصاصه‪ ،‬فكانت النَّتيجة تعدُّد املصطلحات‬
‫واختالف املفاهيم‪ ،‬ممَّا أثَّر على مسرية املصطلح واستقراره يف حقل علمي خمصوص‪ ،‬وعلى هذا تقوم‬
‫للسياق الذي حيكم‬
‫معني ِّ‬
‫ترمجة املصطلح على نقل املعاين من نظام ثقايف آلخر‪ ،‬على أساس بعد َّ‬
‫معني‪.‬‬
‫الَّتمجة واستيعاب اخلصائص الربغماتية والتَّواصلية لنظام ثقايف َّ‬
‫عملية َّ‬

‫َّ‬
‫إن ترمجة املصطلحات بعيدة عن سياقها االستعمايل العلمي واالجتماعي‪ ،‬فاملصطلح وضع‬
‫فكل مصطلح حيمل يف‬
‫لكي تتواصل به العلوم‪ ،‬وال معىن له خارج دائرة االستعمال االجتماعي‪ُّ ،‬‬
‫وملما‬
‫طيَّاته خصائص الفضاء االجتماعي والثَّقايف الذي نشأ فيه‪ ،‬وعلى املَّتجم أن يكون عارفا هبا ًّ‬
‫لكل مصطلح سياق استعماله وجمال اتِّصاله‪،‬‬ ‫الَّتمجة املفيدة‪ ،‬إذ ِّ‬‫حّت يقدر على عملية َّ‬
‫خبصوصياهتا َّ‬
‫السياقية والقيم التَّواصلية‪ ،‬ويف‬
‫وال ميكن له أن حيافظ على قيمته العلمية دون التَّقيُّد هبذه اخلصائص ِّ‬
‫حجته اليت يربهن هبا موقفه ِّاجتاه‬
‫بالَّتمجة َّإال وله َّ‬
‫اخلاصة َّ‬
‫َّ‬ ‫كل هذه األسباب‬ ‫األخري أقول َّ‬
‫أن َّ‬
‫‪1‬‬
‫املصطلح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.291-299‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫‪14‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬

‫تعترب اللُّغة العربية لغة توليد واشتقاق وما شاهبها‪ ،‬وعلى َّ‬
‫الرغم من ذلك فالعرب ال زالوا حيتمون‬
‫باملصطلحات الدَّخيلة وال يقدرون الت ُّ‬
‫َّحكم يف كيفية التَّعامل معها نظرا لعدم توحيد املصطلح يف‬
‫أكثر األحيان‪ ،‬وهذا مل مينع من ظهور العديد من احملاوالت لتوحيده يف هذا الشَّأن‪ ،‬إذ تعدَّدت‬
‫اجملامع اللُّغوية عرب الوطن العريب‪ ،‬وكان لكل منها طريقة معيَّنة يف كيفية وضع املصطلح الوافد من‬
‫الرمحن احلاج صاحل‪،‬‬ ‫احلضارات الغربية والتَّعامل معه‪ ،‬وعلى سبيل ِّ‬
‫الذكر يف اجلزائر عندنا اجملمعي عبد َّ‬
‫الذي َّبني َّ‬
‫بأن طريقة وضع املصطلح ال ينبغي أن خترج عن النِّقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬التَّعريب اللَّفظي للمصطلح األجنِّب‪.‬‬


‫الَّتمجة احلرفية ختصيص أو ارجتال لفظ له بكيفية عفوية‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬ختصيص لفظ عريب بعد البحث عنه يف القواميس القدمية‪.‬‬

‫ولو أخذنا على سبيل املثال ال احلصر جممع سوريا يف وضعه للمصطلح‪ ،‬جنده يتبع الطَّريقة‬
‫حتوير املعىن اللُّغوي القدي للكلمة العربية وتضمينها للمعىن العلمي اجلديد‪ ،‬واشتقاق كلمات جديدة‬
‫معربة للدَّاللة على املعىن اجلديد وترمجة كلمات أعجمية مبعانيها وتعريب كلمات‬
‫من أصول عربية أو َّ‬
‫‪1‬‬
‫أعجمية وعدُّها صحيحة‪.‬‬

‫‪ .VII‬مشكلة تداخل االختصاصات‪:‬‬

‫أضحت املقاربات اللِّسانية احلديثة نوعا من املفاتيح‪ ،‬تغوص يف جماالت ِّ‬


‫متنوعة كاإلبداع‬
‫اللُّغوي وارتباطها حبياة اإلنسان من علم نفس واجتماع وفلسفة ونظرية األدب وحتليل اخلطاب‬
‫اجنر عن هذا التَّداخل صعوبة اإلملام مبصطلحات هذه العلوم ودقَّة مفاهيمها‪،‬‬
‫الَّتمجة‪ ،‬ممَّا َّ‬
‫والكالم و َّ‬
‫ختصصات‬ ‫تشعب اللِّسانيات نفسها وانقسامها إىل جماالت يف ِّ‬
‫الدراسة املختلفة‪ ،‬نتج ُّ‬ ‫كما انبثق عنها ُّ‬
‫متفرعة ولكنَّها مكتملة‪.‬‬
‫لسانية ِّ‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ ،‬املرجع َّ‬
‫‪11‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫‪ /1‬مشكلة المنهج‪:‬‬

‫الدراسة اللُّغوية‪ ،‬إذ َّ‬


‫أن بعضهم مل‬ ‫يفرق الدَّارسون العرب يف العصر احلديث بني مستويات ِّ‬
‫مل ِّ‬
‫خيلط بني اللِّسانيات وعلم اللُّغة وفقه اللُّغة‪ ،‬وهي جماالت يف حقيقة األمر خمتلفة املناهج والت ُّ‬
‫َّصور‬
‫واملوقف من الظَّاهرة اللُّغوية‪ ،‬ممَّا َّأدى إىل اختالالت منهجية زادت من صعوبة البحث و ِّ‬
‫الدراسة‪،‬‬
‫ويظن نفسه أنَّه عارف مبميِّزاهتا وهو غفل عنها‪ ،‬فلهذا لزم‬
‫فكثريا ما خيلط الدَّارس بني هذه املستويات ُّ‬
‫حّت يكون مبقدور الباحث الت ُّ‬
‫َّحكم يف‬ ‫َّخصص الدَّقيق واالطِّالع الشَّامل يف جمال العلم الواحد‪َّ ،‬‬
‫الت ُّ‬
‫‪1‬‬
‫املنهج وتطبيقه أحسن تطبيق على املستوى اللِّساين املدروس‪.‬‬

‫‪ /2‬مشكلة التَّكوين الجامعي‪:‬‬

‫فاجلامعات العربية اليوم معظمها تستخدم املناهج التَّقليدية يف وضع الربامج وطرق تدريسها‪ ،‬ممَّا‬
‫عاما يفتقر إىل الدقَّة يف املعلومة والقدرة الواسعة يف الت ُّ‬
‫َّحكم فيها‪،‬‬ ‫يؤدي إىل تكوين الطَّالب تكوينا ًّ‬
‫ِّ‬
‫بتطور اللِّسان العريب‪ ،‬ال حيسنون اللُّغات األخرى اليت‬ ‫زيادة على هذا َّ‬
‫فطالب قسم العربية معنيون ُّ‬
‫نشأت هبا اللِّسانيات احلديثة‪ ،‬هو ما نتج لديهم اضطراب يف الفهم والتَّطبيق ملا هو مَّتجم‪.‬‬

‫‪ /3‬مشكلة التَّرجمة‪:‬‬

‫إن عملية اإلنتاج يف أي علم من العلوم‪ ،‬يتعلَّق بضبط مصطلحاهتا ضبطا دقيقا‪ ،‬والت ُّ‬
‫َّحكم يف‬ ‫َّ‬
‫ّ‬
‫الَّتمجة‬
‫استعماهلا وفهم سياقاهتا وطرق توليدها وظروف نشأهتا يف لساَّنا األصلي‪ ،‬ممَّا يطر مشكل َّ‬
‫وقضاياها املتَّصلة باملفاهيم األصلية واملفاهيم املنقولة واملعاد إنتاجها يف اللِّسان اهلدف أي اللِّسان‬
‫الَّتمجات تضلِّل القار وتوحي له باملفهوم َّ‬
‫الصحيح‪ ،‬ولكنَّها تعترب نوعا من املغالطة‬ ‫العريب‪ ،‬فكثري من َّ‬
‫الصحيح‪ ،‬ممَّا َّأدى إىل نشر األخطاء املعرفية يف اللِّسان العريب ِّ‬
‫وضخه‬ ‫واالبتعاد عن املعىن األصلي َّ‬

‫‪1‬‬
‫لسابق‪ ،‬ص ‪.13-11‬‬
‫‪ -‬املرجع ا َّ‬
‫‪16‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫للصواب‪ ،‬ممَّا زاد األمور تعقيدا وتفرقة بني الباحثني‬
‫َّصور‪ ،‬وغري مدركة َّ‬
‫مبفاهيم ومصطلحات خاطئة الت ُّ‬
‫‪1‬‬
‫ومتطورة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫متغرية‬
‫َّنوع املصطلحي ملفهوم واحد واملصطلح الواحد ملفاهيم ِّ‬
‫يف جمال احلقل الواحد‪ ،‬فالت ُّ‬
‫الدراسات اللِّسانية تعتمد على منهج املقارنة بني األنظمة اللِّسانية‬ ‫ونستنتج ممَّا سبق ذكره َّ‬
‫أن ِّ‬
‫الَّتمجي‪ ،‬وهذا غري كاف للوصول إنتاج خطاب مَّتجم صحيح‬
‫مهم يف ضبط العمل ُّ‬
‫املختلفة عمل ٌّ‬
‫الَّتكيب والدَّاللة‪ ،‬فهذا األمر يلتزم التَّكوين الشَّامل للمَّتمجني‪ ،‬وكذا معرفة خبايا املصطلح‬
‫من ناحية َّ‬
‫اللِّساين وتقنني دائرة االختصاص لديهم باملعرفة للنَّظريات ُّ‬
‫الَّتمجية وتطبيقاهتا على خطابات خمتلفة‪،2‬‬
‫فموضوع املصطلح اللِّساين موضوع شائك وصعب فأنا وقفت يف هذا الفصل على عموميات َّ‬
‫خاصة‬
‫هبا‪َّ ،‬إال أنَّه له صلة وطيدة َّ‬
‫بالَّتمجة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .VIII‬الثَّقافة العربية‪:‬‬

‫مهم لتخطِّي ذهنية ما إىل ذهنية ما هو كائن‬


‫الَّتمجة وسيلة من وسائل الثَّقافة العربية ومعرب ٌّ‬
‫َّ‬
‫للولوج لالبتكارات العلمية واملعرفية املعاصرة اليت تقتضي شكال من أشكال الوضعية املعرفية احلديثة‪،‬‬
‫الَّتمجة يف الكشف على اآلخر وتعرف ثقافته وحضارته‬ ‫أحس العرب منذ زمن بعيد دور َّ‬
‫َّ‬ ‫كما‬
‫األول هجري‪ ،‬مثَّ‬
‫مؤرخو نشأة العلوم اإلنسانية وازدهارها منذ بداية القرن َّ‬
‫يقر ِّ‬
‫للتَّواصل معه‪ ،‬إذ ُّ‬
‫تطورت بعد ذلك نتيجة ألسباب عدَّة‪.‬‬
‫َّ‬
‫الَّتمجة يف الوطن العريب‪ ،‬شهدت ثغرات كبرية‪ ،‬وهذا على عكس ما يتطلَّبه‬ ‫َّ‬
‫إن حركة التَّعريب و َّ‬
‫للَّتمجة أولوية يف العامل العريب‪ ،‬بسبب أنَّه متلقِّي للمعرفة أكثر منه منتجا هلا‪،‬‬
‫منطق العقل الذي يويل َّ‬
‫الَّتمجة اللِّسانية ليس أفضل حاال بعد فهم العرب ألمهِّية اللِّسانيات يف القرن العشرين‬ ‫كما َّ‬
‫أن وضع َّ‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -‬املرجع َّ‬
‫‪ -2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪https://www.aljabriabed.net‬‬ ‫‪ -3‬حماسن العربية يف املرآة الغربية (اللِّسانيات و َّ‬
‫الَّتمجة وميزان النَّقد)‪ ،‬حافظ إمساعيل علوي‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪17‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫الَّتمجة اللِّسانية من أفخم املعامل اليت من خالهلا يكون مبقدور الباحثني العرب أن يباشروا يف‬
‫وكذلك َّ‬
‫متنوعة هي‪:‬‬ ‫نشر اللِّسانيات احلديثة‪ ،‬لكن ختلُّف َّ‬
‫الَّتمجة يف الثَّقافة العربية يعود العتبارات ِّ‬

‫‪ ‬تأخر البعثات اللِّسانية إلى الخارج‪ :‬اليت مل تعرف َّإال منتصف القرن ‪11‬؛ حيث‬
‫كل من‬‫األول سابقا) عددا من املعيدين هبا إىل ِّ‬
‫بعثت جامعة القاهرة (جامعة فؤاد َّ‬
‫العامة ‪ ،Linguistics general‬أو‬‫َّخصص يف اللِّسانيات َّ‬
‫إجنلَّتا َوأملانيا وفرنسا للت ُّ‬
‫اللِّسانيات املقارنة ‪ ،Linguistics comparative‬وما َّ‬
‫اجنر عنه من قيام حركة لسانية‬
‫حديثة تأليفا وترمجة‪.‬‬
‫يشجع لإلقبال على ترمجة الكتب اللِّسانية‪،‬‬
‫‪ ‬غياب عامل التَّفاعل الحضاري‪ :‬الذي ِّ‬
‫فاللِّسانيات متثِّل العلوم الكمالية عند فئة عريضة من املثقَّفني‪ ،‬وهذا ما نتج عنه الوضع‬
‫احلايل للدَّرس اللِّساين يف ثقافتنا‪ ،‬وهو الوضع الذي يبدو حصيلة عادية ملالبسات‬
‫التَّلقِّي اليت تعترب اللِّسانيات علما غريبا ال ميكن أن يضيف شيئا يف الثَّقافة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬إشكالية المصطلح اللِّساني‪َّ :‬‬
‫"إن مفاتيح العلوم مصطلحاهتا ومصطلحات العلوم‬
‫عما سواه‪،‬‬
‫كل واحد َّ‬
‫مثارها القصوى‪ ،‬فهي جممع حقائقها املعرفية وعنوان ما يتميَّز به ُّ‬
‫حّت‬
‫يتوسل به اإلنسان إىل منطق العلم‪ ،‬غري ألفاظه االصطالحية َّ‬
‫وليس من مسلك َّ‬
‫الدوال ليست مدلوالته َّإال حماور العلم ذاته‬
‫كل علم مقام جهاز من َّ‬ ‫َّ‬
‫كأَّنا تقوم من ِّ‬
‫الرغم من هذه األمهِّية‬ ‫ومضامني قدره من يقني املعارف وحقائق األقوال"‪ ،‬على َّ‬
‫فاملصطلحات اللِّسانية العربية ال تزال متثِّل موضوعا سجاليًّا يف الثَّقافة العربية وتغيب‬
‫تطور اللِّسانيات عوضا أن تكون‬ ‫الصرامة االصطالحية َّ‬
‫الالزمة‪ ،‬وتقف عائقا أمام ُّ‬ ‫فيها َّ‬
‫يقر هبا من هذا العلم احلديث‪.‬‬
‫عونا ُّ‬
‫ظل اخللط ظاهرا بني خطابات‪ ،‬ترمجات لسانية‪،‬‬ ‫الم َّدعين‪َّ :‬‬
‫‪ ‬وجود مجموعة من ُ‬
‫َّشعب من‬ ‫ترمجات حمسوبة على اللِّسانيات ال تدعي هلا ِّ‬
‫بأي صلة‪ ،‬ممَّا جيعل الت ُّ‬

‫‪18‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫الكتابات‪/‬الَّتمجات اليت حتسب على اللِّسانيات ال تعني النَّاس على اإلملام باللِّسانيات‬
‫َّ‬
‫إملاما صحيحا‪.‬‬

‫جادة‪،‬‬
‫كل ترمجة َّ‬ ‫أن الثَّقافة العربية أرضا ميتة‪ ،‬تفتقر فيها ُّ‬ ‫إن هذه املعيقات ال متثِّل مطلقا َّ‬‫َّ‬
‫الَّتمجة‬
‫الَّتمجة جنحت جناحا يف تفعيل َّ‬ ‫أن مثَّة إشراقات عربية يف جمال َّ‬ ‫نقر إىل َّ‬
‫فالعدل جيب منَّا أن َّ‬
‫ونشر املعرفة وقدرة القار العريب من االخنراط يف الثَّقافة اللِّسانية املعاصرة وربطها بسياقاهتا الفلسفية‬
‫‪1‬‬
‫واملعرفية واالستداللية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .IX‬أزمة الدقَّة المصطلحية في المعاجم العربية‪:‬‬

‫إن ظاهرة وجود أزمة يف املصطلح اللِّساين منذ عقدين ضمن مشاكل أخرى أو اإلشارة إىل‬
‫َّ‬
‫املصطلح على أنَّه عقبة من عقبات تلقِّي اللِّسانيات‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫تنوع املصطلحات يف اللُّغة العربية ظاهرة معقَّدة ومن أوسع‬


‫‪ ‬التَّعدد‪ :‬متثِّل مشكلة ُّ‬
‫املشكالت اليت تكون يف حاالت كثرية إىل اللُّبس واالضطراب والفوضى االصطالحية‪.‬‬
‫‪ ‬تعدد اتِّجاهات وضع المصطلح‪ :‬ظهر العديد من اجملامع اللُّغوية يف القطر العريب‪ ،‬ممَّا‬
‫كل جممع يقوم بوضع املصطلح وله منهج يتبعه‪ ،‬فهناك من يرى ضرورة‬ ‫يتَّضح َّ‬
‫أن َّ‬
‫متصور‬ ‫اللُّجوء إىل ُّ‬
‫الَّتاث‪ ،‬وهناك من يهاجم إحياء األلفاظ القدمية وإطالقها على ِّ‬
‫مستحدث‪ ،‬فالنَّتيجة هي تعدُّد املصطلح‪.‬‬
‫متنوعة‪ ،‬منها استخدام املصطلح‬ ‫‪ ‬البطء في وضع المصطلح‪ :‬ممَّا ُّ‬
‫ينجر عنه سلبيات ِّ‬
‫الغريب كما هو‪ ،‬حبكم أنَّه ال وجود ملقابل عريب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املرجع َّ‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬إشكالية املصطلح اللِّساين وأزمة الدقَّة املصطلحية يف املعاجم العربية‪ ،‬حسني جناة‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪،‬‬
‫الشلف‪/‬اجلزائر‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص ‪.92‬‬

‫‪19‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫‪ ‬االعتماد في كثير من األحيان على تعريب المصطلحات اللِّسانية‪ :‬فقد يصعب‬
‫احلصول عليه يف شكل كلمة واحدة؛ حيث أنَّه يفضَّل اللَّفظ َّ‬
‫املعرب على املرَّكب بأكثر‬
‫من كلمتني‪.‬‬
‫دراسة اللُّغة يف حالة استقرار‪،‬‬ ‫‪Synchronique‬‬ ‫‪ ‬طول صياغة المصطلح‪ :‬مثل‬
‫تطور‪ Acoustique ،‬دراسة املوجات اللُّغوية‪.‬‬
‫‪ Diachronie‬دراسة اللُّغة يف حالة ُّ‬
‫عامة واللِّسانية‬
‫‪ ‬االزدواجية اللغوية‪ :‬من أكرب العوائق اليت تواجه املصطلحات العلمية َّ‬
‫خاصة‪ ،‬ويظهر هذا واضحا من املثقَّفني العرب الذين درسوا بلغات أجنبية‪ ،‬فعندما‬
‫َّ‬
‫يَّتمجون إىل اللُّغة العربية يتَّخذون اللُّغة اليت يعلموَّنا منطقا يف ترمجة املصطلحات‪.‬‬
‫والمهتمة بحقل المصطلح اللِّساني‪ :‬حيث َّ‬
‫أن‬ ‫َّ‬ ‫متخصصة‬
‫ِّ‬ ‫المؤسسات ال‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬غياب‬
‫مراسلي اجملامع ال تراعي يف اختيارها الشُّروط العلمية احلقيقية‪ ،‬ورمبَّا يعني يف طبقة‬
‫املراسلني من ال علم له بالعربية ومن ال يشغل بتحقيقها‪ ،‬وعليه َّ‬
‫فإن شحن‬
‫املصطلحات اجلديدة مبفاهيم قدمية‪ ،‬حيجب عن الفرق بينهما وما تتطلَّبه من دقَّة يف‬
‫َّصور‪.‬‬
‫الت ُّ‬

‫إن الدَّارسني لكيفية التَّعبري عن املصطلح الواحد يف اللُّغة العربية يعانون من هذا املشكل‪ ،‬فهناك‬
‫َّ‬
‫عربت بصيغة عربية تتوافق مع أوزان أبنية اللُّغة العربية‪ ،‬وهي تندرج يف إطار َّ‬
‫(املعرب)‬ ‫مصطلحات قد ِّ‬
‫الصوتية دون إحلاقها بأحد األوزان العربية‪ ،‬وهي تندرج يف إطار‬
‫عربت بالكتابة َّ‬
‫ومصطلحات قد ِّ‬
‫(الدَّخيل)‪ ،‬فمعاجلة قضيَّة توحيد املصطلح ونشر املصطلح املفضَّل على ثالث مستويات‪:‬‬

‫‪ ‬المستوى القطري‪ :‬إذ َّ‬


‫أن هناك تعدُّد يف استخدام بعض املصطلحات بني أبناء القطر‬
‫العرب الواحد لغري سبب‪.‬‬
‫‪ ‬المستوى اإلقليمي‪ :‬متثّل توحيد املصطلح على مستوى جمموعة من األقطار العربية‬
‫بينها تشابه أو تقارب‪ ،‬مثال يف الظُّروف اللُّغوية أو التَّارخيية أو اجلغرافية‪ ،‬مثل‪ :‬أقطار‬

‫‪61‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫املغرب العريب‪ ،‬مثَّ على مستوى أقطار املشرق العريب‪ ،‬مثَّ على مستوى دول اجلزيرة‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ ‬المستوى القومي‪ :‬توحيد استعمال املصطلح املفضَّل يف مجيع أقطار الوطن العريب‪.‬‬

‫أن أزمة الدقَّة املصطلحية‪ ،‬عبارة عن وضع مصطلحات يف غري موضعها‪،‬‬


‫نستنتج ممَّا سبق ذكره َّ‬
‫بالدرس اللِّساين احلديث‪.‬‬
‫وهذا راجع إىل عدَّة أسباب قد تكون مرتبطة َّ‬
‫‪1‬‬
‫‪ .X‬نتائج ترجمة المصطلحات اللِّسانية إلى العربية‪:‬‬

‫نتج إقبال بعض اللِّسانيني والباحثني العرب على ترمجة َّ‬


‫الرصيد اهلائل من املناهج والنَّظريات‬
‫اللِّسانية إىل إنتاج عدد هائل من املصطلحات واملفاهيم اليت دخلت معجم املتلقِّي العريب بشكل‬
‫رهيب‪ ،‬فاحنصرت مدلوالهتا على معظم الدَّارسني‪ ،‬وما ميَّز هذه املصطلحات اللِّسانية املَّتمجة إىل‬
‫العربية َّأَّنا صيغت بصياغة لفظية مل يعهدها القار العريب وال تنتمي إىل هيئة مفرداته‪ ،‬لكوَّنا قد‬
‫اقتحمت عامله فاحتفظت بشكلها املأخوذ من املصدر‪ ،‬فتبدو التينية أو إجنليزية أو فرنسية‪ ،‬ومتَّ‬
‫تعرب عن‬ ‫متت إىل العربية بصلة‪َّ ،‬‬
‫ألَّنا ال ِّ‬ ‫تعريبها ظاهريًّا الحتوائها أصواتا أو أحرفا عربية‪َّ ،‬إال َّأَّنا ال ُّ‬
‫مضموَّنا‪.‬‬

‫وللربهان على هذا نسرد بعض املصطلحات‪ :‬سيميولوجيا‪ ،‬فونتيك‪ ،‬فونولوجيا‪ ،‬فونيم‪ ،‬مورفيم‪،‬‬
‫مونيم‪ ،‬وغريها من املصطلحات اللِّسانية الكثرية‪ ،‬فاملتلقِّي ال يقدر عن ِّ‬
‫فك رموزها ومتثُّل مفاهيمها‬
‫واستيعاب مصطلحاهتا‪ ،‬ممَّا جعل الدَّارسني واملَّتمجني إىل انتهاج التَّأويل والتَّفسري وسيلة لَّتمجة‬
‫مضامني املناهج والنَّظريات اللِّسانية الغربية احلديثة إىل العربية‪.‬‬

‫‪ -1‬ينظر‪ :‬ترمجة املصطلح اللِّساين إىل اللُّغة العربية (أزمة متثُّل املفاهيم أم موضة اختالف)‪ ،‬مسعود شريط‪ ،‬جملَّة إشكاالت‪ ،‬املركز‬
‫اجلامعي لتمنراست‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،21‬ماي ‪1921‬م‪ ،‬ص ‪.290-291‬‬

‫‪60‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫َّ‬
‫إن عملية التَّأويل ال ختلو من االجتهادات الفردية واالستيعاب الشَّخصي‪ ،‬ما ينتج عنه‬
‫يتمسك به ويعدُّه معيارا‬
‫لكل فريق خطابه اخلاص الذي َّ‬ ‫مستويات من اخلطاب اللِّساين فيصري ِّ‬
‫للحقيقة‪ ،‬وينظر إىل التَّأويالت أو القراءات األخرى على َّأَّنا ليست صحيحة‪.‬‬

‫اللُّجوء إىل التَّعريب باالقَّتاض أعطى ِّ‬


‫الصيغة العربية على املصطلح مثل‪:‬‬

‫السيميائية‪ ،‬علم العالمات‪،‬‬


‫السيميولوجيا‪ِّ ،‬‬
‫ترجم إىل العربية‪ِّ :‬‬ ‫‪Sémiologie‬‬ ‫‪ ‬مصطلح‬
‫علم األدلَّة‪.‬‬
‫الصواتة‪.‬‬
‫‪ ‬مصطلح ‪ Sémiotique‬ترجم إىل العربية‪ :‬فونولوجيا‪ ،‬علم األصوات الوظيفي‪َّ ،‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫الَّتمجة اللِّسانية يف اجلامعة اجلزائرية هي مبثابة القاعدة األساسية لتعلُّم خبايا‬


‫أن َّ‬‫نستنتج ممَّا سبق َّ‬
‫السنة الثَّانية ماسَّت لسانيات‬
‫السنة أوىل ماسَّت و َّ‬ ‫فالَّتمجة اللِّسانية مقياس َّ‬
‫يدرس لطلبة َّ‬ ‫هذا العلم‪َّ ،‬‬
‫حصة‪ ،‬جترى َّإما يف‬‫لكل َّ‬ ‫الزمنية ساعة ونصف ِّ‬ ‫تطبيقية‪ ،‬ففيها أمور نظرية وأخرى تطبيقية‪ ،‬ومدَّهتا َّ‬
‫الَّتمجة اللِّسانية هي خاضعة لسلطة اللِّسانيات التَّطبيقية‪ ،‬إذ َّأَّنا أي‬
‫املدرجات‪ ،‬عموما َّ‬
‫األقسام أو َّ‬
‫الَّتمجة اللِّسانية ليست قائمة بذاهتا لوال‬
‫أن َّ‬‫(الَّتمجة اللِّسانية) تذوب يف اللِّسانيات التَّطبيقية‪ ،‬مبعىن َّ‬
‫َّ‬
‫متخصصا أو‬
‫ِّ‬ ‫للَّتمجة اللِّسانية جيب عليه أن يكون‬
‫وجود اللِّسانيات التَّطبيقية بصفة مباشرة‪ ،‬واملمارس َّ‬
‫على دراية حبيثيات هذا العلم‪.‬‬

‫َّأما نقل الدَّرس اللِّساين إىل الثَّقافة العربية واقعا مصطلحيًّا حديثا َّ‬
‫مشوشا ومضطربا‪ ،‬أنتجته‬
‫فتحولت العوملة املصطلحية إىل عالقة غري متكافئة بني بيئة‬
‫متنوعة‪َّ ،‬‬
‫القراءات القاصرة على مستويات ِّ‬
‫غربية منتجة للمعرفة ضمن سريورة تلقائية نابعة من جتربة لسانية‪ ،‬وبيئة عربية مستهلكة تتغدَّى على‬
‫منجزات البيئة الغربية على مستوى املضامني واملفاهيم اللِّسانية واإلجراءات املنهجية‪ ،‬ما جعل الدَّرس‬
‫الَّتمجة من خماطر‪.‬‬ ‫اللِّساين العريب رهينة ترمجة الفكر الغريب إىل العربية مبا َّ‬
‫تضمنته عملية َّ‬

‫‪62‬‬
‫إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬ ‫الفصل الثَّاني‬
‫الرؤى‬ ‫فالدَّرس اللِّساين احنرف عن مساره الطَّبيعي‪ ،‬أي من مرحلة َّ‬
‫مهمة إجناز املفهومات و ُّ‬
‫أن هذا‬‫والشك َّ‬
‫َّ‬ ‫اللِّسانية إىل جمال االشتغال على التَّسميات‪ ،‬ليبلغ مرحلة أخرى من مراحل أزماته‪،‬‬
‫حتول املرجع اللِّساين الغريب لديه من فرصة‬
‫سيعمق مأزق الفكر اللِّساين العريب احلديث الذي َّ‬
‫الوضع ِّ‬
‫لبناء ممارسة لسانية فاعلة ومنتجة إىل مصدر االضطراب والتَّشويش مثَّ إىل إعادة إنتاج القصور‬
‫‪1‬‬
‫والعجز‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.222-229‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬املرجع َّ‬
‫‪63‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬
‫املسمى‬
‫ويف األخري أرجو أن أكون قد أملمت مبعظم املعلومات والعناصر املرتبطة هبذا املوضوع َّ‬
‫عز‬
‫ختصص لسانيات تطبيقية منوذجا"‪ ،‬ومتمنِّيا من املوىل َّ‬‫الَّتمجة يف قسم اللُّغة العربية ُّ‬
‫بـ‪" :‬إشكالية َّ‬
‫املتوصل إليها جند‪:‬‬
‫وجل أن يكون هذا البحث قد حظي بإعجابكم‪ ،‬ومن النَّتائج َّ‬ ‫َّ‬
‫الَّتمجة ميدان يكتسب باحملاولة واخلطأ واحلافز للمتعلِّمني‪.‬‬ ‫إن َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪.2‬‬
‫أهم أطر تعليمية اللُّغات؛ حيث ترِّكز على اجلانب املنطوق دون اجلانب‬ ‫الَّتمجة من ِّ‬ ‫تعد َّ‬‫ُّ‬ ‫‪.1‬‬
‫املكتوب لتعلُّم لغة معيَّنة لدى املبتد ‪.‬‬
‫الَّتمجة اآللية‪،‬‬
‫الَّتمجة العلمية‪ ،‬و َّ‬
‫الَّتمجة اإلعالمية‪ ،‬و َّ‬
‫الَّتمجة األدبية و َّ‬
‫الَّتمجة أنواع فهناك َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪.1‬‬
‫الَّتمجات َّإال وله خصائصه اليت متيِّزه عن اآلخر‪.‬‬ ‫كل نوع من هذه َّ‬ ‫و ُّ‬
‫الَّتمجة املراد الوصول إليها ألجل ترمجة صحيحة غري‬ ‫الَّتمجة مرتبطة بنوعية اخلطاب و َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪.1‬‬
‫خاطئة‪.‬‬
‫الَّتمجة عامال أساسيًّا لفهم النُّصوص والكلمات املختلفة‪.‬‬ ‫تعترب َّ‬ ‫‪.2‬‬
‫البد للمَّتجم أو الباحث فيها مراعاهتا‪ ،‬لتكون هناك ترمجة‬ ‫الَّتمجة بنظريات َّ‬ ‫تتعلَّق َّ‬ ‫‪.1‬‬
‫مالئمة لظروف اخلطاب وآمنة‪.‬‬
‫الَّتمجة يف الثَّقافة العاملية بعديد املؤلَّفات املَّتمجة يف بلدان العامل لربوز ثقافة بلد‬
‫تساهم َّ‬ ‫‪.1‬‬
‫ما‪.‬‬
‫يعرب عن أفكار ومعاين لسانية‪.‬‬ ‫إن املصطلح اللِّساين ِّ‬ ‫َّ‬ ‫‪.3‬‬
‫املصطلح اللِّساين له شروط وضوابط حتكمه من ناحية نقله من لغة ألخرى‪.‬‬ ‫‪.0‬‬
‫الَّتمجة تتعلَّق باملصطلح املستعمل فيه‪ ،‬فهناك مصطلح واحد حيتوي على‬ ‫إن إشكالية َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪.29‬‬
‫كالدراسة‬
‫الدراسة ِّ‬
‫يؤدي إىل عدم توحيد املصطلحات العلمية يف ِّ‬
‫الَّتمجات‪ ،‬ممَّا ِّ‬
‫عديد َّ‬
‫اللِّسانية مثال‪.‬‬

‫البد على القائمني هبذا اجملال ضرورة نقل املواهب‬ ‫الَّتمجة حيِّزا لسانيًّا بامتياز‪ ،‬لذا َّ‬
‫كما متثِّل َّ‬
‫الَّتمجة واالرتقاء هبا ونيل‬
‫وإعطائها فرصا وتعزيز تكوينها وتشجيع املَّتمجني على املضي قدما يف جمال َّ‬
‫بالَّتمجة كَّتمجة املؤلَّفات والنُّصوص املختلفة‪ ،‬ويف األخري‬
‫خاصة َّ‬
‫خاصة هبا‪ ،‬وخلق نوادي َّ‬ ‫درجة عالية َّ‬
‫ندعو اهلل على منِّه وفضله‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫قـائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم‬
‫َّأوال‪ /‬الكتب والمعاجم‪:‬‬
‫الَّتمجة للمحَّتفني)‪ ،‬إبراهيم السيد اخلضري‪ ،‬دار‬
‫الَّتمجة (مدخل إىل َّ‬
‫‪ .2‬أساسيات علم َّ‬
‫الكتاب احلديث‪ ،‬القاهرة‪1922 ،‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫‪ .1‬إشكالية املصطلح اللِّساين وأزمة الدقَّة املصطلحية يف املعاجم العربية‪ ،‬حسني جناة‪،‬‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪/‬اجلزائر‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫املتخصصة (مصطلحات التَّسويق‬
‫ِّ‬ ‫‪ .1‬إشكالية ترمجة املصطلحات العلمية يف املعاجم‬
‫أمنوذجا)‪ ،‬شرنان سهيلة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫الَّتمجة يف تطوير البحث العلمي يف اللُّغة العربية ودورها يف تنمية وتوجيه مستقبل‬
‫‪ .1‬أمهِّية َّ‬
‫الدراسات اللُّغوية‪ ،‬حياة كتاب‪.‬‬
‫البحث يف ِّ‬
‫حممد صوان‪ ،‬ابن النَّدي للنَّشر والتَّوزيع‪ ،‬دار‬
‫الَّتمجة (األسس النَّظرية واملمارسة)‪ ،‬فرج َّ‬
‫‪َّ .2‬‬
‫الروافد الثَّقافية‪ ،‬ليبيا‪1920 ،‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫َّ‬
‫حممد منصور‪ ،‬دار الكمال‪،‬‬
‫الَّتمجة بني النَّظرية والتَّطبيق (مباد ونصوص)‪ ،‬أمحد َّ‬
‫‪َّ .1‬‬
‫القاهرة‪( ،‬د ت)‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫الَّتمجي يف ضوء نظرية القراءة‪ ،‬كاملني جياليل‪ ،‬جامعة‬
‫الَّتمجة والتَّلقِّي حتليل الفعل ُّ‬
‫‪َّ .1‬‬
‫تلمسان‪1923 ،‬م‪1920/‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسات يف اللِّسانيات التَّطبيقية (حقل تعليمية اللُّغات)‪ ،‬أمحد حستين‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫الصرف‪ ،‬حامت صاحل الضامن‪ ،‬مطبعة دار احلكمة للطِّباعة والنَّشر‪ ،‬املوصل‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪َّ .0‬‬
‫‪ .29‬علم املصطلح (أسسه النَّظرية وتطبيقاته العملية)‪ ،‬علي القامسي‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪،‬‬
‫بريوت‪1993 ،‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬

‫‪67‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫حممد حازي‪ ،‬اجمللس‬
‫الَّتمجة وشروط إحيائها‪َّ ،‬‬
‫‪ .22‬يف رحاب املصطلح العلمي العريب أمهِّية َّ‬
‫األعلى للُّغة العربية‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬اجلزائر‪1991 ،‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫الَّتاث‬
‫‪ .21‬القاموس احمليط (نسخة للمكتبة الشَّاملة)‪ ،‬الفريوز أبادي‪ ،‬تح‪ :‬مكتب حتقيق ُّ‬
‫الرسالة للطِّباعة والنَّشر والتَّوزيع‪،‬‬
‫مؤسسة ِّ‬
‫حممد نعيم العرقسوسي‪َّ ،‬‬
‫بإشراف َّ‬
‫بريوت‪/‬لبنان‪2111 ،‬ه‪1992/‬م ط ‪.3‬‬
‫‪ .21‬قضايا أساسية يف علم اللِّسانيات احلديث‪ ،‬مازن الوعر‪ ،‬دار طالس‪ ،‬سوريا‪2033 ،‬م‪،‬‬
‫ط ‪.2‬‬
‫الَّتاث العريب للطِّباعة والنَّشر‬
‫مادة (ترجم)‪ ،‬دار إحياء ُّ‬
‫‪ .21‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪َّ ،‬‬
‫والتَّوزيع‪ ،‬بريوت‪/‬لبنان‪2000 ،‬م‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪ .22‬اللِّسانيات (اجملال والوظيفة واملنهج)‪ ،‬مسري شريف أستيتية‪ ،‬عامل الكتب احلديث‪،‬‬
‫األردن‪1993 ،‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫‪ .21‬املصطلح العريب (البنية والتَّمثيل)‪ ،‬خالد األشهب‪ ،‬عامل الكتب احلديث‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪1922‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫‪ .21‬املصطلح اللِّساين وتأسيس املفهوم‪ ،‬خليفة امليساوي‪ ،‬دار األمان‪ِّ ،‬‬
‫الرباط‪1921 ،‬م‪،‬‬
‫ط ‪.2‬‬
‫‪ .23‬املعجم الوسيط (نسخة للمكتبة الشَّاملة)‪ ،‬جممع اللُّغة العربية (إبراهيم مصطفى‬
‫وآخرون)‪ ،‬دار الدَّعوة‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د ت)‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫َّ‬
‫المجالت العلمية‪:‬‬ ‫ثانيا‪/‬‬
‫حممد إمساعيل بصل َو زينة حامد عمران‪ ،‬جملَّة‬ ‫‪ .2‬إشكالية املصطلح اللِّساين العريب‪َّ ،‬‬
‫الدراسات العلمية‪ ،‬سلسلة اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬اجمللَّد‬
‫جامعة تشرين للبحوث و ِّ‬
‫‪ ،10‬العدد ‪1921 ،2‬م‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ .1‬إشكالية املصطلح اللِّساين وأزمة الدقَّة املصطلحية يف املعاجم العربية‪ ،‬حسني جناة‪ ،‬جملَّة‬
‫مقاليد‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪/‬الشلف‪ ،‬العدد ‪ ،29‬جوان ‪1921‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬إشكالية املصطلح وعالقته بالعملية التَّعليمية‪ ،‬ليلى زيان َو بن علي بن أمحد‪ ،‬جملَّة‬
‫إلكَّتونية حبوث حول الثَّقافة‪ ،‬ترانز ‪ ،Trans‬العدد ‪1919-90-92 ،11‬م‪.‬‬
‫الدراسات اللُّغوية العربية‪ ،‬الطيب عالوي‪ ،‬جملَّة عود‬
‫‪ .1‬إشكالية ترمجة املصطلح اللِّساين يف ِّ‬
‫الند‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪1919 ،21‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬إشكالية ترمجة املصطلح‪ ،‬عامر الزنايت اجلابري‪ ،‬جملَّة البحوث و ِّ‬
‫الدراسات القرآنية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬العدد ‪1921 ،0‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬إشكالية تلقِّي املصطلح اللِّساين يف اللُّغة العربية‪ ،‬مصطفى العادل‪ ،‬جملَّة اللُّغة العربية‬
‫وآداهبا‪ ،‬املغرب‪ ،‬اجمللَّد ‪ ،21‬العدد ‪ 22 ،2‬مارس ‪1919‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬ترمجة املصطلح اللِّساين إىل اللُّغة العربية (أزمة متثُّل املفاهيم أم موضة اختالف)‪ ،‬مسعود‬
‫شريط‪ ،‬جملَّة إشكاالت‪ ،‬املركز اجلامعي لتمنراست‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،21‬ماي ‪1921‬م‪.‬‬
‫بسام‪ ،‬جملَّة بدايات‪ ،‬اجمللَّد ‪ ،2‬العدد‬ ‫‪ .3‬ترمجة املصطلح اللِّساين يف ِّ‬
‫الدراسات املعرفية‪ ،‬مري َّ‬
‫‪ ،1‬سبتمرب ‪1920‬م‪.‬‬
‫مالل‪ ،‬جملَّة‬
‫املتخصص‪ ،‬وهيبة َّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ .0‬ترمجة املصطلح اللِّساين ومنهجية تنميطه يف املعجم‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪/‬باتنة ‪ ،2‬العدد ‪1920 ،23‬م‪.‬‬
‫الَّتمجة وما عليها‪ ،‬حسن عطيه طمان‪ ،‬جملَّة الفيصل‪ ،‬العدد ‪ ،2‬أكتوبر ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪َّ .29‬‬
‫املتخصصة (عوائق وحلول)‪ ،‬ابتسام بن عيسى‪ ،‬جملَّة املصطلح‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫الَّتمجة‬
‫‪ .22‬تعليمية َّ‬
‫تلمسان‪ ،‬العدد ‪1921 ،21‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬عقبات ترمجة اللِّسانيات‪ ،‬أمساء شوافة َو عمر حلسن‪ ،‬جملَّة آفاق للعلوم‪ ،‬جامعة‬
‫اجللفة‪/‬اجلزائر‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪.0‬‬

‫‪69‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ .21‬املصطلح العلمي يف اللُّغة العربية‪ ،‬موس لبىن‪ ،‬جملَّة املصطلح‪ ،‬تلمسان‪ ،‬العدد ‪،21‬‬
‫‪1921‬م‪.‬‬
‫الصناعة املعجمية احلديثة‪ ،‬فتيحة بن عيَّاد‪ ،‬جملَّة لغة كالم‪،‬‬
‫‪ .21‬املصطلح اللِّساين يف ضوء ِّ‬
‫خمترب اللُّغة والتَّواصل‪ ،‬املركز اجلامعي بغليزان‪ ،‬العدد ‪ ،1‬سبتمرب ‪1923‬م‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬الكتب المترجمة‪:‬‬
‫الَّتمجة املهنية‪ ،‬كارال دجيا لوفيال‪ ،‬تر‪ :‬حسيب إلياس حديد‪ ،‬كلية‬
‫الَّتمجة التَّعليمية و َّ‬
‫‪َّ .2‬‬
‫اآلداب‪ ،‬جامعة املوصل‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬علم اللُّغة و َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬جورج مونان‪ ،‬تر‪ :‬أمحد زكريا إبراهيم‪ ،‬دار اجمللس األعلى للثَّقافة‪،‬‬
‫القاهرة‪1991 ،‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫‪ .1‬علم املصطلح (مباد وتقنيات)‪ ،‬ماري كلود لوم‪ ،‬تر‪ :‬رميا بركة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬املنظَّمة العربية َّ‬
‫للَّتمجة‪ ،‬لبنان‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫الَّتمجة‪ ،‬بول ريكور‪ ،‬تر‪ :‬حسني مخري‪ ،‬الدَّار العربية للعلوم‪ ،‬القاهرة‪1993 ،‬م‪،‬‬
‫‪ .1‬عن َّ‬
‫ط ‪.2‬‬
‫رابعا‪ /‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ .2‬أسامة طبَّش‪ ،‬املقاربة اللِّسانية يف َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬موقع األلوكة‪2110 ،‬ه‪1923/‬م‪،‬‬
‫‪www.aluka.net‬‬
‫‪ .1‬أسامة طبَّش‪ ،‬دور اللِّسانيات يف عملية َّ‬
‫الَّتمجة‪ ،‬موقع األلوكة‪2112 ،‬ه‪1919/‬م‪،‬‬
‫‪www.aluka.net‬‬
‫‪ .1‬حافظ إمساعيل علوي‪ ،‬حماسن العربية يف املرآة الغربية (اللِّسانيات و َّ‬
‫الَّتمجة وميزان النَّقد)‬
‫‪https://www.aljabriabed.net‬‬
‫الصفحة‬
‫الراوي‪ :‬عائشة ُّأم املؤمنني‪ ،‬احملدِّث‪ :‬البوصريي‪ ،‬املصدر‪ :‬إحتاف اخلرية املهرة‪َّ ،‬‬
‫‪َّ .1‬‬
‫الرقم‪ ،131/1 :‬خالصة حكم احملدِّث‪ :‬إسناده ضعيف‪ ،‬املوقع اإللكَّتوين‪:‬‬ ‫أو َّ‬
‫‪/https://www.dorar.net‬‬
‫‪ .2‬يوسف بن نافلة‪ ،‬واقع تعليم اللِّسانيات يف اجلامعة اجلزائرية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪،‬‬
‫الشلف‪/‬اجلزائر‪1921 ،‬م‪ ،‬ط ‪www.univ.chlef.dz ،2‬‬

‫‪71‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫الصفحة‬
‫َّ‬ ‫املوضوع‬
‫‪/‬‬ ‫بسملة‬
‫‪/‬‬ ‫إهداء‬
‫‪/‬‬ ‫شكر َو عرفان‬
‫أ‬ ‫مقدِّمة‬
‫مدخل‪ :‬التَّرجمة عند العرب والغرب‬
‫‪1‬‬ ‫الَّتمجة عند العرب‬
‫‪َّ /2‬‬
‫‪1‬‬ ‫الَّتمجة عند الغرب‬
‫‪َّ /1‬‬
‫األول‪ :‬عن التَّرجمة والمصطلح اللِّساني‬
‫الفصل َّ‬
‫‪1‬‬ ‫متهيد‬
‫‪1‬‬ ‫الَّتمجة لغة واصطالحا‬
‫‪ .I‬مفهوم َّ‬
‫‪1‬‬ ‫الَّتمجة لغة‬
‫‪ /2‬مفهوم َّ‬
‫‪1‬‬ ‫الَّتمجة اصطالحا‬
‫‪ /1‬مفهوم َّ‬
‫‪3‬‬ ‫أفن‬
‫الَّتمجة لغة أم ٌّ‬
‫‪َّ .II‬‬
‫‪22‬‬ ‫الَّتمجة‬
‫‪ .III‬أنواع َّ‬
‫‪22‬‬ ‫الَّتمجة األدبية‬
‫‪َّ /2‬‬
‫‪21‬‬ ‫الَّتمجة اإلعالنية (وسائل اإلعالم)‬
‫‪َّ /1‬‬
‫‪21‬‬ ‫الَّتمجة العلمية‬
‫‪َّ /1‬‬
‫‪21‬‬ ‫الَّتمجة التِّقنية (الفنية)‬
‫‪َّ /1‬‬
‫‪22‬‬ ‫الَّتمجة اآللية‬
‫‪َّ /2‬‬
‫‪21‬‬ ‫الَّتمجة‬
‫‪ .IV‬نسق َّ‬
‫‪23‬‬ ‫الَّتمجة‬
‫‪ .V‬األمانة يف َّ‬
‫‪72‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫‪19‬‬ ‫الَّتمجات يف الثَّقافة العاملية‬
‫‪َّ .VI‬‬
‫‪11‬‬ ‫الَّتمجة‬
‫‪ .VII‬نظريات َّ‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /2‬االقَّتاض أو االستعارة اللُّغوية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /1‬القلب أو احملاكاة اللُّغوية‬
‫‪11‬‬ ‫الَّتمجة احلرفية‬
‫‪َّ /1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /1‬النَّقل أو االستبدال‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /2‬التَّعديل أو التَّجديد‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /1‬املساواة أو النَّظري‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /1‬االقتباس‬
‫‪12‬‬ ‫‪.VIII‬املعرفة املشَّتكة ودورها يف ترمجة املصطلح‬
‫‪11‬‬ ‫الرفض‬
‫‪ .IX‬املصطلح بني القبول و َّ‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .X‬العالقة بني علم املصطلح واللِّسانيات و َّ‬
‫الَّتمجة‬
‫‪10‬‬ ‫‪ .XI‬آليات وطرائق وضع املصطلح‬
‫‪19‬‬ ‫‪ /1‬توليد املصطلح‬
‫‪12‬‬ ‫‪ /2‬املصطلح دليل لساين‬
‫‪12‬‬ ‫‪ /3‬االشتقاق‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /4‬اجملاز‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /5‬التَّعريب‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /6‬النَّحت‬
‫‪11‬‬ ‫الَّتمجة‬
‫‪ .XII‬أمهِّية َّ‬
‫‪11‬‬ ‫مفهوم املصطلح لغة واصطالحا‬ ‫‪.XIII‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /2‬ماهية املصطلح‬
‫‪73‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫‪12‬‬ ‫أ‪ /‬لغة‬
‫‪12‬‬ ‫ب‪ /‬اصطالحا‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /1‬علم املصطلح‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /1‬مراحل نشأة علم املصطلح‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /1‬دور املصطلح وأمهِّيته‬
‫‪13‬‬ ‫‪ /2‬نطاق علم املصطلح‬
‫‪19‬‬ ‫‪ /1‬مسات وخصائص املصطلح‬
‫‪19‬‬ ‫‪ /1‬شروط وضع املصطلح‬
‫‪19‬‬ ‫‪ /3‬املصطلح ولغة االختصاص‬
‫‪12‬‬ ‫‪ /0‬املصطلح اللِّساين‬
‫الفصل الثَّاني‪ :‬إشكاالت ترجمة المصطلح اللِّساني في الجامعة الجزائرية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .I‬واقع تدريس اللِّسانيات باجلامعة اجلزائرية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ /2‬عوامل التَّعلُّم‬
‫‪11‬‬ ‫أ‪ /‬النُّضج‬
‫‪11‬‬ ‫ب‪ /‬االستعداد‬
‫‪12‬‬ ‫ج‪ /‬التَّكرار‬
‫‪12‬‬ ‫الَّتمجة املهنية‬
‫الَّتمجة التَّعليمية و َّ‬
‫‪َّ .II‬‬
‫‪11‬‬ ‫الرموز‪ :‬تطبيق معرقل‬
‫‪ /2‬استبدال ُّ‬
‫‪11‬‬ ‫الَّتمجة واحملافظة عليها‬
‫تطور مهارة َّ‬
‫‪ُّ /1‬‬
‫‪11‬‬ ‫الَّتمجة يف صفوف اللُّغة‬
‫‪ /1‬نشاط َّ‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .III‬املقاربة اللِّسانية‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .IV‬عقبات ترمجة اللِّسانيات‬
‫‪74‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫‪10‬‬ ‫الَّتمجة‬
‫للحد من عقبات َّ‬
‫‪ .V‬احللول املقدَّمة ِّ‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .VI‬اختالف ترمجات املصطلح‬
‫‪21‬‬ ‫‪ /2‬األسباب املعرفية‬
‫‪21‬‬ ‫‪ /1‬األسباب اللِّسانية‬
‫‪21‬‬ ‫‪ /1‬األسباب الربغماتية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .VII‬مشكلة تداخل االختصاصات‬
‫‪21‬‬ ‫‪ /2‬مشكلة املنهج‬
‫‪21‬‬ ‫‪ /1‬مشكلة التَّكوين اجلامعي‬
‫‪21‬‬ ‫الَّتمجة‬
‫‪ /1‬مشكلة َّ‬
‫‪21‬‬ ‫‪.VIII‬الثَّقافة العربية‬
‫‪20‬‬ ‫‪ .IX‬أزمة الدقَّة املصطلحية يف املعاجم العربية‬
‫‪12‬‬ ‫‪ .X‬نتائج ترمجات ترمجة املصطلحات اللِّسانية إىل العربية‬
‫‪11‬‬ ‫خالصة‬
‫‪12‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪11‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪11‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬

‫‪71‬‬
:‫الملخَّص‬

‫ وإىل ضرورة‬،‫يهدف البحث إىل معرفة إشكالية ترمجة املصطلح اللِّساين يف قسم اللُّغة العربية‬
‫ وقدرته على فهم خمتلف‬،‫مهمة عند الطَّالب‬ َّ ‫الَّتمجة اللِّسانية يف اجلامعة اجلزائرية تنال مرتبة‬
َّ ‫جعل‬
‫ إذ ال‬،‫مهما يف النُّهوض باللِّسانيات التَّطبيقية‬
ًّ ‫فالَّتمجة تعترب عامال‬
َّ ،‫الَّتمجة املعروفة وإتقاَّنا‬
َّ ‫أشكال‬
.‫جيب االستهانة هبا‬

َّ ،‫ الطَّالب‬،‫ إشكالية ترمجة املصطلح اللِّساين‬:‫الكلمات المفتاحية‬


َّ ‫ فهم‬،‫الَّتمجة اللِّسانية‬
،‫الَّتمجة‬
.‫ اجلزائر‬،‫ اجلامعة‬،‫اللِّسانيات التَّطبيقية‬

Résumé:

La recherche vise à connaitre le Problème de la traduction du terme


linguistique dans la département langue arabe et la nécessité de faire une
traduction linguistique à l’université algérienne il atteint un rang important pour
l’étudiant et sa connues et maitrise, la traduction et un faction important de
l’avancement le domaine de linguistique appliquée, qu’il ne faut sous estimer.
Mots clés: le problème de la traduction du terme linguistique, traduction
linguistique, comprendre la traduction, linguistique appliquée, l’université,
l’Algérie.

Abstract:
The research aims, to know the problem of translating the linguistic term in
the department of Arabic language, and to need to make linguistic translation in
the Algerian university obtainable a rank an important position rank for the
student and this ability to understand different forms of translation mastery of it,
translation is an important faction in the advancement of applied linguistics, as it
should not be under estimated.
Key words: The problem of translating the linguistic term, student,
linguistic translation, understanding translation, applied linguistic, the
university, Algeria.

You might also like