Professional Documents
Culture Documents
تمهيد
كثرية هي اآليات الكرمية الّيت حتث على طلب العلم وذكرت بفضله ورغبت يف طلبه بإخالص .
فالعلم مصباح خيرج االنسان من حصون اجلهل و الظالم و ملا كان هذا األخري (العلم) النشاط األساس
ال ذي يه دف إىل اكتس اب امله ارات و املع ارف اجلدي دة وجب تلقين ه للطف ل من ذ الص غر ،ففي مراح ل
مبكرة و مع بداية تبلور شخصية الطفل ومهاراته يبدأ يف تلقي التعليم ليكون بذلك فردا منتجا وسويا.
وال ميكن للطف ل أن حيص ل على املعرف ة إىل بع د أن يتعلم كي ف يف ك و كي ف يص وغ أفك ره،
يب دع املاهر املع رب باإلفص اح عم ا جيول خباطره من أفك ار ومع ان و حيوهلا بطريق ة س ليمة اىل مجل
ذات معىن ،وهذه هي الغاية من تعليم اللغة ،ففروع اللغة كلها وسائل لتعبري الصحيح يف الشكل و
املضمون ،وكل ها روافد تزود املتعلم بالثروة اللغوية الزمة حني ميارس التعبري .
وليبق حاضرا يف أذهاننا أن منو امللكة الكتابية لدى املتعلم /واكتسابه مهارة التّعبري جيعالن منه مرتمجا
وفرعا من أهم فروع اللغة اليت جيب أن يتدرب عليها الناشئون يف املراحل األوىل من التعليم.
حظيت عملية التعليم قبل عصور عده باهتمام العلماء يف خمتلف اجملاالت.
وال خيتلف هذا العصر عن غربه ،فقد حرصت املؤسسات التعليمية على تنشئة املتعلم وتعليمه وفق مناهج
وبرامج هتدف إىل اكتسابه املهارات واملعارف اليت حيتاجها للوصول إىل مستوى ميكنه من إجناز أو أداء
مهام ه االجتماعي ة واالقتص ادية وغريه ا ،وأن حيت ل منص با مرموق ا يف املس تقبل ،وه و اهلدف من العملي ة
التعليمي ة التعليم ة ،حيث مير املتعلم مبراح ل دراس ية خمتلف ة للوص ول إىل ذل ك ،ويتم تقييم ه خالل تل ك
الفرتات مبا يعرف باالختبارات اليت تتم من طرف املعلم أو جهات خمتصة ،فبنجاحه فيها ينتقل من طور
آلخر وتربز كفاءته يف املعارف اليت اكتسبها ،وهذا ما يسميه علم النفس الرتبوي بالتحصيل الدراسي
وال يتأتى التحصيل الدراسي إال بشروط يتوجب توفرها يف املتعلم مثل :الدافعية واالستعداد ،...حيث
تتفاعل عدة عوامل ذاتية ،أخرى موضوعية تتعلق مبحيطه بدءا بأسرته ورفاقه وحىت مدرسته ،واليت تؤثر
وق د احت ل التحص يل منزل ة كب رية يف حي اة املتعلم خاص ة ،وتق ومي ط رق الت دريس ومق دار جناح النظ ام
الرتبوي عامة.
ختتل ف نظ رة التحص يل الدراس ي من ع امل ألخ ر ك ل حس ب ختصص ه ،فه و ال يقتص ر على علم النفس
فقط ،وإمنا يتجاوزه إىل خمتلف التخصصات الرتبوية ،مما أدى إىل تباين يف تعريفه وضبط مفهومه.
ومصطلح التحصيل الدراسي يتشكل من كلمتني مها :التحصيل -الدراسي وهذا ما سنحاول توضيحه
ذكر لفظ التحصيل يف عدة معاجم حتت اجلذر اللغوي ( ح ص ل ) ،وقد ورد يف معجم قاموس
ت و َذهب مَا ِس واه ،حص ل حص وال وحَمْص وال ،والتح ِ
ص يل: ِ ٍ ِ ِ
ْ ُ َُ َ ََ ُ ُ احمليط" :احلَاص ُل م ْن ُك ل َش يء :ما بَقي و ثبَ َ َ َ
() 1
ص ُل ،والاسم :احلصيلة ،وحتصل :جتمع وثبت"
ييز َما حَيْ ُ
مَتَ ُ
ويقصد بالتحصيل ما استقر حتقق ،و زال ما سواه ،التّحصيل :متييز األمر ومجعه و تثبيته.
الش يء .وخالصة
الشيء دون غريه .وهو بلوغ األمر و إدراكه .وهو صفوة ّ
أي التّحصيل :ما ثبت من ّ
املتحصل ومجعه و قام بتثبيته .و يأيت التّحصيل مبعىن االستخالص .
ّ ما أملّ به
كما ّيع رف « :مصدره يف العرف العام مجع العلم مطلقا .بأ ّن التّحصيل عام يف حتصيل
() 2
كل شيء ولكنه غلب استعماله يف حتصيل العلوم »
)1(1الفريوز أبادي (أبو الطاهر جمد الدين حممد بن يعقوب بن حممد بن إبراهيم الشريازي ت817ه) القاموس احمليط ،مادة (ح ص
ل)،دار الفكر ،بريوت ،لبنان (،د ط) ،1999ص886
)2(2بطرسالبستاين :حميط احمليط ،مكتبة لبنان ،بريوت ،لبنان ط،1987، 1ص217
ل)الشيءحص ل حص وال :بقي وذهب ماس واه ....وحص ل
وورد يف املعجم يف الوس يط(« :حص ّ
العلمي.
ّ
1-2اصطالحا:
)3(1إبراهيم مصطفى وآخرون ،املعجم الوسيط ،ج، 1مادة (ح ص ل ) ،دار الدعوة ،تركيا (د.ط)
.ص.179
2
.حسن شحاتة ،زينب النجار:معجم املصطلحات الرّت بويّة والنّفسيّة ،الدار املصريّة اللبنانيّة القاهرة مصر ط ،2003، 1ص89
و عرف ايضا بأنه":مدى استيعاب التالميذ ملا تعلمه من خربات معينة يف مادة دراسية مقررة ،وتقاس
بالدرجات اليت حيصل عليها التلميذ يف االختبارات التحصيلية * ") (1أي هو غاية ما تبقه و فهمه
املتعلم من تعلمه مادة دراسيّة معينة ،و االختبارات التحصيلية هي األداة لقياسيه.
جاء يف تعريف آخر بأن ":اإلجناز هو األداء الناجح او املتميز ،يف مواضع أو ميادين أو دراسات
خاصة ،والناتج عادة عن املهارة والعمل اجلاد املصحوبني باالهتمام ,وهو الذي كثريا ماخيتصر يف شكل
عالمات أو نقط ،أو مالحظات وصفية ") (2فالتحصيل إذن هو اإلجناز والتأدية الناجحة للشيء.
واملهارات واجلدية املرفقني باالهتمام هي االساس الذي يبىن عليه التحصيل اما طريق ملعرفته هو العالمات
يرتبط التحصيل الدراسي مبقدار املعلومات واملعارف واملهارات اليت يكتسبها املتعلم يف مرحلة معينه من
تعليمه بعد استيعاب للمواد املقرره واالختبارات املقننة او تقييم املعلم او مها معا من اهم الوسائل والطرق
1
مايسة أمحد النّيبال ،مدحت عبد احلميد أبو زيد :علم النّفس الرّت بوي قراءات ودراسات ،دار املعرفة اجلامعيّة االسكندريٌة ،مصر،
الطّبعة ، 2009 ،1ص 14
االختبارات التّحصيليّة :وهو طريقة منظّمة لتحديد مستوى حتصيل الطّلبة ملعلومات ومهارات يف مادة دراسيّة مثّ تعلّمها مسبقا*
وذلك من خالل إجاباهتم عن جمموعة من الفقرات متثّل حمتوى املادة الدراسيّة .ينظر :سعاد عبد الكرمي الوائلي ،طرائق تدريس األدب
.والبالغة والتّعبري بني التّنظري والتّطبيق ،دار الشروق ،عمان االردن ،ط ،2004 ،1ص237
2
حممد :نطق التّحفيز املختلفة وعالقتها بالتّحصيل املدرسي ،ديوان املطبوعات اجلامعيّة ،اجلزائر( ،د-ط) ،2003،
موالي بودخيلي ّ
.ص 326
ي ؤثر التحص يل الدراس ي على م دى حتقي ق اه داف املؤسس ات الرتبوي ه حيث تع رض ه ذه االخ ريه على
بلوغ مستويات عاليه ومتقدمه يف التحصيل النه يعد وسيله لقياس قدرهتا وكفاءهتا يف حتقيق االهداف
1.2الدافعية (:)Motive
يتفق اغلب الباحثني على أ ّن الدافع من الشروط االساسية اليت ال ميكن ان تتم عملية التحصيل دوهنا .
وتعرف الدافعية بأهنا «حالة داخلية يف املتعلم تستشري سلوكه وتدفعه لالستجابة يف املوقف
1
التعليمي ،وتعمل على استمرار هذا السلوك وهذه االستجابة حىّت حيدث التعليم »
فال ّدافع ش رط أس اس وجب ت وفره يف حتص يل املع ارف عام ة ويف املواق ف التعليمي ة خاص ة فال علم وال
املتعلم.
معرفة دون حافز وهو الذي حيرك سلوك ّ
-كم ا تتب دى أمهي ة ال ّدافعي ة يف دف ع « التالمي ذ حنو دراس ة املوض وعات ال يت ت رى املدرس ة اهتم ام تعلم
التالمي ذ هلا وك ذلك يف اكتس اب اخلربات وامله ارات واالجتاه ات ال يت ت رى ض رووريتها فهي الوس يلة
االساسية إلثارة اهتمامات التلميذ وبعث الطاقة واحليوية الكامنة يف نفوسهم حنو ممارسة اوجه النشاط
() 2
املختلفة »
،اذن الدافع هو احلافز والباعث او هو القوة احملركة اليت يشغلها املدرسون الثارة وحتفيز املتعلمني
1
(( ،حنان عبد المجيد العناني :علم النفس التربوي دار صفاء لنشر وتوزيع،عمان ،األردن ،ط5،2014م،ص133
)2(1
محود عبد احلميد منسي آخرون املدخل اىل علم النفس الرتبوي مركز االسكندرية للكتاب .االسكندرية .مصر(.د-ط)2001.م
ص146
.وذلك من اجل اجناز اهداف تعليمية معينة مع ضمان سري االنشطة الرتبوية على حنو فعال
ترتب ط مق درة املتعلّم على اس تقبال وحتص يل املع ارف واملعلوم ات بش رط النّض ج حيث ع ّده
الب احثون ث اين ش رط لتحص يل املعرف ة والتّعلّم.ل ذلك ي رى بعض هم أ ّن «:النّض ج ش رط أساس ّي حلدوث
مهم ا يف عمليّ ة التّحص يل ال ّدراس ّي فيعم ل على إتق ان وتس ريع ه ذه العمليّ ة ،وع دم تواف ق
دورا ً
النّض ج ً
مستوى نضج املتعلّم ومستوى املادة املتعلَّمة يعيق عمليّة التّعلم وحُي بطها.
3.3الممارسة(: )Pratice
التّعليم هو تعديل يف سلوك األفراد ،والتّعديل ال يكون إالّ عن طريق املمارسة والتّ دريب وهذا إذ
األول -ال ّدافعيّ ة -حبيث يعتمد حدوث االستجابة من عدمه على مقدار
للش رط ّ
تع ّد املمارسة استجابة ّ
التّحف يز ،وتض من املمارس ة -يف املواق ف التّعليميّ ة -النّاحي ة احلركيّ ة ،فعمليّ ة التّحص يل ال ّدراس ّي
تس توجب باإلض افة إىل ال ّدافع والنّض ج احلرك ة والفع ل ،والطّريق ة األك ثر فعاليّ ة للتّعلّم هي املمارس ة ،ال
النّض ج وال ّدافع فق ط ،أل ّن املتعلّم عن دما يك ون يف حال ة من ال وعي واإلدراك فه و خيطّ ط ويض ع
املادة املتعلَّمة
يف هذا املوقف جتدر بنا اإلشارة إىل أ ّن «املقصود باملمارسة ليس تكرار البحث أي تكرار ّ
() 2
يؤدي إىل حتسني األداء ».
املوجه لغرض معنّي والّذي ّ
من غري هدف ،وإمّن ا املقصود هبا التّكرار ّ
ال أحد ينكر أ ّن التّكرار صورة من صور التّغيري ،لكن الب ّد أن يتبعه الوعي واإلرشاد والتّوجيه ،ألنّه إذا
)1
بوي ،مرجع سابق ،ص 157
حممود عبد احلليم منسى وآخرون :املدخل إىل علم النّفس الرّت ّ
(
)2
( .حممود عبد احلليم منسي وآخرون :املدخل إىل علم النفس الرتبوي ،نفس املرجع (،ن ص)
ت ذهب هن اء حس ني الفلفلي إىل أ ّن عوام ل التّحص يل والتّعليم أربع ة عوام ل أال وهي
() 1
ال ّدافعيّة ،النّضج ،املمارسة ،االستعداد .
راسي -حسب وجهة نظرها -أنّه «عندما يكون املتعلّم مستع ّدا
وتظهر أمهيّ ة االستعداد يف التّحصيل ال ّد ّ
سعيدا ،وعندما يكون املتعلّم مستع ّدا وال تتاح له فرصة التّعلّم فإ ّن
للتّعلم فإ ّن تعريضه خلربة التّعلم جتعله ً
ذلك جيعله شقيًّا ،وعندما يكون املتعلّم غري مستع ّد للتّعلّم وجُي رب على تل ّقي التّعلّم فإ ّن إجباره على التّعلم
( )2
سليب عليه».
يكون ذو أثر ّ
تتم إالّ بت وفّر ثالث ة ش روط أساس يّة أال وهي ال ّدافع والنّض ج واملمارس ة وإذا اخت ّل ش رط من ه ذه
ال ّ
الشروط تعاق عمليّة التّحصيل ويف كثري من األحيان قد حتبط.
ّ
راسي :
.3العوامل المؤثّرة في التّحصيل ال ّد ّ
يدل
دل على شيء فإمّن ا ّ
حصيلي للمعارف واألفكارواملعلومات من فرد آلخر ،وهذا إن ّ
ّ يتباين املدى التّ
على أ ّن هن اك عوام ل عدي دة تتح ّكم وت ؤثّر يف عمليّ ة التّحص يل واإلجناز ال ّدراس ّي .ختتل ف وتتع ّدد ه ذه
)1(3
األستعداد :امليل و الرغبة و القدرة على العمل يف نشاط معني (حسني شحاتة و زينب جنار ،معجم املصطلحات الرتبوي و
.النفسية ،مرجع سابق ص44
)2
( هناء حسني الفلفلي:علم النفس الرتبوي ،مرجع سابق ،ص55
() 1
راسي تكمن يف النّقاط اآلتية:
يرى "طارق كمال" أ ّن العوامل املؤثّرة يف اإلجناز والتّحصيل ال ّد ّ
احلسي .
ّ مقدار قدرة املتعلّم على اإلدراك .3
راسي
ويف موضع آخر يضيف "طارق كمال" عوامل أخرى ثانويّة تؤثّر يف نظره على عمليّة التّحصيل ال ّد ّ
() 2
أال وهي :
)1
( .طارق كمال :أساسيات يف علم النفس الرتبوي ،مؤسسة شباب اجلامعة ،االسكندرية ،مصر ( ،د ط)2006 ،م ،ص189
)2
( .طارق كمال :أساسيات يف علم النفس الرتبوي ،مرجع سابق ،ص()190-189
مناسبة املواد ال ّدراسيّة لقدرات املتعلّم . .8
راسي .
اهلدوء يف الفصل ال ّد ّ .10
راسي .
اإلضاءة والنّظافة يف الفصل ال ّد ّ .11
راسي.
.12التّهوية يف الفصل ال ّد ّ
راسي .
درجة حرارة الفصل ال ّد ٌ .13
.17املكافآت .
ذلك.
)1
( .حنان عبد اجمليد العناين :علم النفس الرتبوي ،مرجع سابق ص165
راسي :
.4مشكالت التّحصيل ال ّد ّ
التّساهل -سواء كان من طرف الوالديْن أو املعلّمني -الذي خيلق رغبة متدنّية لدى املتعلّمني يف
التّحصيل.
كيف يدرس وال كيف يستفيد من مكتبة املدرسة يف تطوير قدراته املعرفيّة.
)(2
1
ينظر :مصطفى ،أثر تدريس بالكفاءات على مستوى التحصيل املعريف مادة اللّغة العربية يف مرحلة الطور التّعليم الثّانوي ،رسالة-
ماجيسرت ،ختصص الرتبية املدرسية و اإلدماج للمتعلم ،قسم علم النفس ،كلية العلوم اإلنسانية و العلوم االجتماعية ،جامعة أيب بكر
.بلقايد ،تلمسان ،اجلزائر ،2015-2014،ص()125-124
اجلسمي
ّ املفاهيم اخلاطئة للوالدين يف تعليم أبنائهم وتدريسهم قبل وصوهلم إىل مرحلة النّضج واالستعداد
راسي.
واالجتماعي ،هذا كلّه خيلق مشاكل وخيمة على التّحصيل ال ّد ّ
ّ والعقلي
ّ
() 1
وأما مشاكل التّحصيل من منظور عبد اللّه طراونة تتمثّل يف:
ّ
املدرسة...
ّأما اخلارجيّة تتمثّل يف وجود مشكالت عائليّة أو عدم وجود وسيلة نقل...
() 2
أهم المشكالت التّربويّة أيضا:
ومن ّ
إمهال الواجب ات املدرس يّة س واءً ك انت ق راءة أو حفظ ا أو كتاب ة أو رمسا ،وذل ك ألس باب ّ ،أوهلا ع دم
ليب
الس ٌ
حل واجبات ابنه ،وكذلك اجتاه الطالب ّ
الزائد يف ّ
ويل األمر ّ
تدخل ّ
راسي أو ّ
ضعف التّحصيل ال ّد ّ
املادة،
جتاه املعلم أو ّ
() 3
راسي إىل:
ويرجع مستوى اخنفاض التّحصيل ال ّد ّ
صعوبات التّعلّم وتبدو هذه املشكلة عندما يكون هناك فرق بني مستوى حتصيل الطّالب واملستوى الّذي
()1
أهم المشاكل النّفسيّة:
ومن ّ
الرئيس ّي يف ذل ك إمهال
والس بب ّ
ت ديّن اعتب ار ال ّذات :أي اخنف اض يف تق دير الف رد لنفس ه ورض اه عنه ا ّ
الوالديْن لالبن وعدم االهتمام به ،والتّقصري حنوه يؤثّر سلبا على مشاعره ونظرته حول نفسه ،كذلك
() 2
تطرق إليها عبد اجلابر تيم املتمثّلة يف:
مهمة ّ
إضافة إىل نقطة ّ
العادات ال ّدراسيّة اخلاطئة أي استخدام طرق خاطئة لل ّدراسة مما تنعكس على حتصيل املتعلّم ،وال سيما
االنكباب املستمر على ال ّدراسة أو ال ّدراسة بصوت مرتفع ،أو االستعداد لالمتحان يف ليلة االمتحان ،
ؤدي إىل
للس هر ،وال ّدراس ة على أنغ ام املوس يقى وغريه ا من الع ادات الّ يت ق د ت ّ
وأخ ذ بعض العالج ات ّ
الفشل وتزيد من نقمة املتعلّم لل ّدراسة.
)1
( .ينظر :عبد اهلل طروانة ،مبادئ التوجيه و اإلرشاد الرتبوي ،مرجع نفسه ،ص()135-134
)2
(.ينظر :عبد اجلابرتيم ،مبادئ التوجيه و اإلرشاد النفسي ،دار الصفاء ،عمان ،األردن ،ط ،1999 ،1ص222
راسي ،وبث روح التّفاؤل واإلجيابيّ ة يف أنفسهم ،إضافة
ال ّدراسة ،وحتفيزهم واهتمامهم بتحصيلهم ال ّد ّ
جو مناسب للتّعلم يف املدرسة أو يف القسم .
إىل ذلك ترغيب املتعلّمني يف ال ّدراسة خبلق ّ
راسي:
أهميّة التّحصيل ال ّد ّ
ّ .5
إذ ي رى الكث ري من الب احثني أ ّن أمهّيّ ة التّحص يل ال ّدراس ّي تكمن يف النّق اط اآلتي ة- :يس اهم يف التّنمي ة
احلضاري .
ّ االجتماعيّة والتّطور
يساعد يف معرفة املعلّم مدى استجابة طلبته لعمليّة التّدريس ومدى استفادهتم من االسرتاتيجيّة املستخدمة
() 1
تؤدي إىل التّحصيل اجليّد .
يف التّدريس ،فطرق التّدريس اجليّدة ّ
يشبع حاجة من احلاجات النّفسيّة اليت يسعى إليها ال ّدارسون خوفا من الوقوع يف حالة من اإلحباط .
تبدو أمهّيّ ة التّحصيل يف العمليّ ة التّعليميّةكونه أحد املعايري لقياس مدى كفاءة العمليّ ة التّعليميّ ة ،ومدى
)1(1رمضاين مصطفى :أثر تدريس بالكفاءات على مستوى التحصيل املعريف يف مادة اللّغة العربية يف مرحلة الطور التعليم الثانوي،
مرجع سابق ،ص.123
)2(1
فاطمة عبد الكرمي وهبة :تصميم منصة تعليمية لتدريس ماده اللغة العربية وقياس اثرها يف التحصيل الدراسي ويف تنمية مهارات
التفكري احملورية لدى طلبة الصف الثالث االساسي جملة اجلامعة االسالمية للدراسات الرتبوية والنظامية ،االردن،مج ،29جزء
الس ابقة فق ط ب ل تتج اوز ذل ك مبا يتعلّ ق ب املتعلّم فمن خالل ه
وال تقتص ر أمهّيّ ة التّحص يل يف النّق اط ّ
يستطيع أن :
يعمل على حتفيز التّلميذ على االستذكار واملطالعة وبذل جهد أكثر.
راسي سبيالً لتحقيق
تقرير نتيجة املتعلّم النتقاله من مرحلة تعليميّة إىل أخرى ،ذلك العتبار التّحصيل ال ّد ّ
النّجاح وتقدير ال ّذات.
واخلاصة للمتعلّم ومت ّكنه يف املستقبل من خدمة نفسه واجملتمع .يساعد على معرفة
ّ معرفة القدرات الفرديّة
راسي .
ما إذا وصل املتعلّمون إىل املستوى املطلوب يف التّحصيل ال ّد ّ
التّقدم ،حيث أ ّن اجملتمعات تتق ّدم بناء على تطلعاهتا املختلفة،كما له أمهّيّ ة بالغة يف حياة املتعلّم ،وذلك
،1،2020. ص324
وملا كانت الكتابة إعادة ترميز قول يف شكل خطّ ّي على الورق ع ّدت فنا من فنون اللّغة ،أل ّن احلاجة
ّ
الكتايب اجليّد يستدعي
ّ الفن يف أعلى مستوياته ،فاملتّفق عليه أ ّن التّعبري
ماسة إىل أن يكون هذا ّ
تبقى ّ
بالضرورة ألفاظا جيّدة لنقل رؤية عقليّة عن طريق ختيري األلفاظ وانتقاء الرّت اكيب ،وترتيب األفكار
ّ
وحسن صياغتها ،إلخراجها يف صورة تعكس مدى اكتساب الفرد للمعلومات واملعارف من مجع
الكتايب.
ّ وحتصني خالل مراحل حياته ليمتلك ما يسمى مبهارة التّعبري
غوي و االصطالحي
الكتايب .سنقوم ّأوال بتقدمي املفهوم اللّ ّ
ّ الكتايب مصطلح يت ّكون من كلمتني :التّعبري -
ّ
الكتايب.
ّ لكل منهما مثّ بعد ذلك نق ّدم تعريفا للتّعبري
عما جيول ِ وعرَّب عن فُالَن ت َكلَّم عنه ،واللِّ َسا ُن يُ ِّعب ُر َّ ِ ِ
عما يف الضَّمري» .أي عرّب ّ والعبَارة والعبَارة َ ،
العرْب ة َ
يف نفسه ويف ّكر به ،وجيول خبلده ،وأوضح وأبان ذلك ،والتّعبري بيان ما خفي يف النّفس ،وأداته
اللسان.
1.2مفهوم التّعبير اصطالحا :زخرت املؤلّفات التّعليميّة يف جمال اللّغة العربيّة بتعريفات شىّت لنّشاط
التّعبري .
املنهجي الّذي يسري وفق خطّة متكاملة للوصول باإلنسان إىل مستوى
ّ يعرف أيضا بأنّه « :العمل
كما ّ
مي ّكنه من ترمجة أفكاره ومشاعره وأحاسيسه وخرباته احلياتيّة ومشاهداته شفاها وكتابة بلغة سليمة من
اجغل التّفاهم والتّواصل مع الناس » .أي هو طريقة معروفة تُدرس على منط معنّي وفق خطوات ،
تساعد املتعلّم للوصول إىل مرحلة يتم ّكن فيها من الطرح والبيان بلغة وأسلوب جيّد سواء كان كتابة او
حيسه
عما جيول يف فكر اإلنسان من أفكار ،وما ّ
تعلّم اللّغة العربيّة وفنوهنا والغاية من إتقاهنا هو التّعبري ّ
من مشاعر لآلخرين عن طريق الكالم أو الكتابة.
نستنتج أ ّن التّعبري نوع أو مهارة من مهارات اللّغة العربّية وهو املقصد من تعلّمها ،به يعرّب املتعلّم عن
كالما.
مضامينه وأفكاره كتابةً او ً
يكتب للمتعة العقليّة ،أو أن يتّصل مع اآلخرين ،أو حني يريد قضاء مصلحة أو غري ذلك كلّه ».أي أ ّن
الكتايب عمليّة تعتمد على العقل ،أساسها التّحليل والرّت كيب ،تتش ّكل من حروف متآلفة ،لتعطي
ّ التّعبري
كلمات فجمال معرّب ة عن مكنونات اإلنسان وما خيتلج يف نفسه من مشاعر أو ما حيمله من معلومات أو
الصحيحة ويلجأ إليه اإلنسان عندما يكون املخاطب بعيدا عنه مكانا وزمانا ».أي أ ّن
الرّت قيم والعبارات ّ
الكتايب
ّ السليمة ،ويُعتمد التّعبري
الفرد يستطيع إيصال أفكاره للغري كتابةً ،مراعيا املهارات اللّغويّة واجلمل ّ
غالبا عندما يكون هناك بعد زماينّ ومكاينّ عن املخاطب.
الكتايب هو عمليّة نقل لألفكار واملعلومات واألحاسيس واآلراء وترمجتها بلغة سليمة ،مع
ّ إذن فالتّعبري
عمل ».يتّضح من هذا التّعريف أ ّن املهارة هي اإلتقان واحلذق ،واملاهر هو املتقن يف ممارسة أي عمل .
وجاء يف تصميم آخر ملفهوم املهارة عند إبراهيم إيّاد عبد اجمليد حيث يعرفها «:هي مصدر مهر ،مثل
تب ،مصدرها كتابة ،من مهر ،ميهر مهارة مبعىن حذق .يقال مهر يف العلم :أي كان حاذقًا به ،ومهر
َك َ
الصناعات .
يف صناعته :أتقنها ».أي املهارة تعين اإلبداع واالمتياز يف شىّت العلوم ،واإلتقان والرباعة يف ّ
الشيء وإجادته واحلذق فيه ،يقالَ :م َهَر مَيْ ُه ُر ،مهارة .فهي تعين اإلجادة
وجاء يف مفهوم آخر «:إحكام ّ
اهتمت الطّرائق التّعليميّة احلديثة باملهارة وذلك ملا هلا من أثر وقيمة يف
. 2.2مفهومها اصطالحاّ :
العمليّة الرّت بويّة .
غوي
يتم يف سرعة ودقة ،ونوع من األداء وكيفيته ،خيتلف باختالف اجملال اللّ ّ
تعرف املهارة بأهّن ا «:أداء ّ
ّ
الشيء خبفة وإتقان ،يؤ ّكد ذلك "زين كامل
(اللّساينّ) وأهدافه وطبيعته 1 ».يرتبط مفهوم املهارة بأداء ّ
السرعة
لغوي (لساينّ) يتّسم بال ّدقة والكفاءة فضال عن ّ
اخلويسكي" يف تعريفه للمهارة بأهّن ا « :أداء ّ
والفهم. 2 ».
أو بتعريف آخر هي «:األداء املتقن القائم على الفهم ،واالقتصاد يف الوقت واجملهود معا3».
ويعين باملهارة هنا إجناز العمل بإتقان وحسن فهم مع توفري يف الوقت والطّاقة للفرد .كما أ ّن املهارة هي:
عليمي للمتعلّم،
«القدرة على تنفيذ أمر ما بدرجة إتقان مقبولة ،وتتح ّدد درجة اإلتقان تبعا للمستوى التّ ّ
تراكمي يبدأ مبهارات بسيطة تبىن عليها مهارات أخرى ،وهي حتتاج إىل أمريْن:
ّ واملهارة أمر
✓معرفة نظريّة :ملعرفة مهارة ما جيب أن يعرف املتعلّم من األسس النّظريّة الّيت يقاس عليها النّجاح يف
األداء .
العملي للمتعلّم.
ّ ملعرفة األسس الّيت يقاس عليها النّجاح والتّدريب
مما سبق يتّضح أ ّن املهارة خيتلف أسلوب تعريفها من عامل إىل آخر ،إاّل أهّن ا تدور يف معىن واحد ،فهي
القدرة على أداء املهام بإتقان وبراعة بشرط االقتصاد يف الوقت مع توفري يف الطّاقة واجلهد ،الكتساب
.3مفهوم االكتساب :
غوي (ك س ب) يف املعاجم العربيّة على ع ّدة معان ،منها ما ورد يف معجم لسان العرب:
دل اجلذر اللّ ّ
ّ
ويعين باالكتساب هنا اإلصابة واإلدراك ألمر ما مع االجتهاد وحسن التّصرف .
الرزق واملعيشة هلم
ويقول إبراهيم مصطفى وآخرون يف االكتساب «:كسب ألهله َك ْسبًا :طلب ّ
كساب و َك ُسوب ،وأكسب فالنًا ماالً أو ِ
والشيء مَجَعه واملال َك ْسبًا وك ْسبًا رحبه فهو كاسب وهو ّ
ّ
علما :أعانه على كسبه أو جعله يكسبه 3».يتّضح من هذا التّعريف أ ّن االكتساب هو االبتغاء يف طلب
ً
رزق ما ،سواء كان ماال يكسبه أو رحبا او علما ينتفع به .
أهم املواضيع الّيت عنيت بدراستها اللّسانيات النّفسيّة .االكتساب هو «:زيادة افكار
يع ّد االكتساب من ّ
منوا يف
الفرد أو معلوماته ،أو تعلّمه أمناطا جديدة لالستجابة ،أو تغرّي أمناط استجابته القدمية ،كما تعين ّ
كليهما 1 ».يرتبط مفهوم االكتساب بزيادة معارف الفرد ،حيث يتعلّم أمناطا
مهارة التّعلّم أو النّضج أو ْ
جديدة أو يقوم بتغيري ما متّ اكتسابه سابقا ،ممّا يثبت أ ّن االكتساب يساعد على التّعلّم .
الصلة بالرّت بيّة و بعلم النّفس ،ويعين على وجه ال ّدقة تثبيت الذاكرة
أو بتعريف آخر «:هو مفهوم وثيق ّ
لفكرة أو معطى ما مدرك عند اإلشارة إىل اكتساب جديد أو اكتساب لدرس ما ،على سبيل املثال،
يكون املقصود من ذلك نقاطا حم ّددة :مفاهيم أو حقائق أو مبادئ أو قوانني أو نظريّات سبق أن ح ّددها
املدرس بدقّة ،وأراد أن يكسبها لطالبه عرب تناوهلا يف ال ّدرس اجلديد 2 ».واملالحظ أ ّن االكتساب يرتبط
ّ
ارتباطا وثيقا بالرّت بيّة وعلم النّفس ،وهو التّثبيت والرّت كيز على فكره أو عناصر مقصودة حي ّددها املعلّم
الكتابي :
ّ أهميّة التّعبير
ّ
التّالية1 :
-تنمية ثقافة التّالميذ عن طريق ما حتمله موضوعات التّعبري من معلومات ثقافيّة واجتماعيّة وعلميّة
والضعف فيها.
-الكشف عن قدرات التّالميذ الكتابيّة ،ومعرفة مواطن القوة ّ
-اطّالع التّالميذ على ما وصل إليه رجال الفكر واألدب ،فيفيدون منهم ويتومسون خطاهم.
السليم لقضاياهم.
املنطقي ّ
ّ - تعويد التّالميذ على الرّت تيب والنّظام والثّقة ،والنّظافة والعرض
ننوه للمهارات اللّغويّة الّيت يتقنها املتعلّم عند إمتامه دراسة
الكتايب ،وجب أن ّ
ّ ويف حديثنا عن أمهّيّة التّعبري
وتنوعها.
-انتقاء الرّت اكيب ّ
-تنقيح الكالم.
- سالمة الكلمات والعبارات إمالئيّا كاستخدام عالمات الرّت قيم ،واأللف اللّيّنة وغريها.
الشكل ال املضمون.
-جتنب اإلطالة والتّكرار من أجل ّ
-االعتياد على الكتابة بطريقة صحيحة وهذا التّعود يساعده يف تعلّم منت اللّغة وقواعدها.
-الرّت بيّة على االستقالل يف الفكر حيث يرتك إلعمال عقله دومنا تقيّد باألسئلة امللقاة عليه ،أو ألفاظ
-تعلّم كيفية التّعبري تعبريا صحيحا عن أحاسيسه ومشاعره وأفكاره يف أسلوب واضح راق و رفيع
-التّم ّكن من إتقان األعمال الكتابيّة املختلفة الّيت ميارسها يف حياته العلميّة والفكريّة داخل املدرسة
وخارجها.
كل
املنطقي وترتيب األفكار وتنظيمها يف ّ
ّ يتعود على التّفكري
– يتم ّكن من تعميق وتوسيع أفكاره كما ّ
متكامل.
البشري واحلضارات اإلنسانيّة ونقلها من جيل آلخر ،كما يكسب املتعلّم املهارات
ّ حلفاظه على املرياث
الكتايب
ّ ويزوده أيضا باخلربات واملعلومات ،ويتم ّكن املتمدرس املاهر يف التّعبري
األساسيّة الاّل زمة للتّعبريّ ،
من مجع أكرب قدر ممكن من الثروة اللّغوية (مفردات ،تراكيب )...الّيت تعينه على الكتابة واحلديث يف
املواضيع املختلفة.
ثالثا :المرحلة االبتدائيّة:
قال تعاىل يف حمكم التّنزيل« يرفَ ِع اللَّه الَّ ِذين آمنُوا ِمْن ُكم والَّ ِذين ُأوتُوا الْعِْلم درج ٍ
ات َواللَّهُ مِب َا َت ْع َملُو َن َ ََ َ َْ َ ُ َ َ َْ
َخبِريٌ(» اجملادلة )11
وملا كانت املدرسة وعاءً للعلوم ونتاجا لألفكار ،وسهولة الفهم وترسيخ للعلم ،تبنّت هذه األخرية برامج
ّ
االبتدائي البنية القاعديّة هلذه
ّ تعليميّة منظّمة ،يرتبط سريها مبراحل التّعليم املختلفة ،ليش ّكل التّعليم
التعليميّة األخرى.
تعرف املرحلة االبتدائيّة بأهّن ا «:القاعدة األساسيّة الّيت يرتكز عليها بناء املنظومة الرّت بويّة بأكملها لكوهنا
ّ
لتزودهم بالعلوم واملعارف ولتكسبهم
مرة يف حياهتمّ ،
ألول ّ
مؤسسة عموميّة تربويّة حتتضن األطفال ّ
غوي ،وال يتح ّقق هذا إاّل
واألخالقي واللّ ّ
ّ واالجتماعي
ّ فسي
لنموهم النّ ّ
القدرات واملهارات الكافية طبقا ّ
بفضل معلّمني أك ّفاء وإدارة علميّة وباإلضافة إىل دور املدرسة يف تربيّته وهتذيبه فهي تقوم بتعليمه وفق
الصحيحة
وتزودهم بالرّت اكيب ّ
تعمل املرحلة االبتدائيّة على إعداد املتعلّمني ملواجهة صعوبات احلياة ّ
للتّعبري عن حاجاهتم .
االبتدائي وظيفته الب ّد أن جتمع املدرسة االبتدائيّة معلّمني عارفني ،حيث يعترب املعلّم
ّ وحىّت حي ّقق التّعليم
مهزة وصل بني التّلميذ واملعرفة ،فيساهم بدوره يف تنشئة املتعلّمني وتربيّتهم وهتذيبهم وتعليمهم وفق
راسي ،وهي
املرحلة االبتدائيّة هي مرحلة من مراحل التّعليم ،جيتازها املتمدرس يف بداية مشواره ال ّد ّ
االبتدائي)ويف هذه
ّ األول وتنتهي باخلامس(عند اجتياز شهادة التّعليم
ف ّ بالص ّ
مرحلة جمانيّة وإلزاميّة ،تبدأ ّ
املرحلة يتل ّقى املتعلّم املهارات واملعارف واخلربات اليت هتيّئه للحياة .
السليم
وتعرف أيضا بأهّن ا مرحلة التّعليم األوىل باملدرسة الّيت تكفل للطّفل التّمرس على طرق التّفكري ّ
ّ
وتؤمن له احل ّد األدىن من املعارف واملهارات» 2املدرسة االبتدائيّة هي ّأول مرحلة من مراحل التّعليم،
ّ
السادسة من عمرهم ،وتعترب هذه املرحلة القاعدة الّيت يبىن عليها إعداد النّاشئني
موجهة لألطفال يف أمتّ ّ
ّ
للمراحل التّالية من التّعليم .ما جيب التّنويه إليه يف هذا الصدد ،األطوار الّيت جيتازها املتعلّم خالل هذه
املرحلة :
(السنتان األوىل والثّانية).
األول ّ
✓ الطّور ّ
والرابعة).
(السنة الثّالثة ّ
✓ الطّور الثّاين ّ
السنة اخلامسة).
✓ الطّور الثّالث( ّ
السابقة على أ ّن املرحلة االبتدائيّة يف مفهومها االصطالحي تعين نوع من أنواع التّعليم
اتّفقت التّعاريف ّ
راسي ،ليشرع بدءً من هذه املرحلة يف تل ّقي املعارف وحتصيل
ويستهل هبا املتعلّم مشواره ال ّد ّ
ّ يفتتح
املتأخرة كما
ولكل مرحلة خصائصها املختلفة ،وتع ّد مرحلة الطفولة ّ
مير اإلنسان بع ّدة مراحل يف حياته ّ
ّ
مو ،وتتجلّى خصائصها أو صفات املتعلّم فيها يف النّقاط اآلتية :
يسميها بياجيه هي املرحلة األساسيّة للنّ ّ
ّ
وأما
منو الطول يف هناية املرحلةّ ،
السنة ،ويالحظ طفرة يف ّ
ويكون ذلك بزيادة الطّول مبقدار ٪5يف ّ
وطوهلن قليال بالنسبة لل ّذكور،
ّ وزهنن
السنة ،واملالحظ أ ّن اإلناث يزيد ّ
الوزن فيزيد مبقدار %10يف ّ
بلوغهن غالبًا قبلهم بسنة .
ّ وذلك راجع إىل
منو احلواس ويظهر يف زيادة استيعاب العالقات املنطقيّة وتكوين املفاهيم ،حيث إذا أعطي طفل
-زيادة ّ
يف الثّامنة أو التّاسعة من عمره ثالثة أشكال هندسيّة ،فإنّه يدرك أيّها أكرب من األخرى مبجرد الرؤيّة
البصريّة.
الطّفوليّة .
2.2اخلصائص احلركيّة :وتظهر بنمو املهارات احلركيّة،حيث يستمتعون بالتّسلق واجلري والقفز وكذا
كثرة اللّعب.
ط النّسخ إىل
تامة على الكتابة ،وينتقل الطّفل من خ ّ
-التّآزر بني العضالت واحلواس حيث تظهر سيطرة ّ
الرقعة.
ط ّ خّ
القوة والطّاقة.
- زيادة واضحة يف ّ
3.2اخلصائص العقليّة :وتظهر يف :التّمييز بني األزمنة حيث يستطيع املتعلّم معرفة حاضر األشياء
وماضيها .
والربط
4.2اخلصائص اللّغويّة :وتتمثّل يف زيادة املفردات ،وزيادة فهمها ،وذلك من خالل التّنسيق ّ
بني املعاين .
5.2اخلصائص االجتماعيّة :
الصواب واخلطأ بإدراك القيم األخالقيّة بشكل أكرب - .يزداد تأثري مجاعة األصدقاء حيث
-التّمييز بني ّ
االجتماعي على أش ّده.
ّ يكون التّفاعل
والرسوب.
ّ
للسلوك .
الضبط ال ّذايتّ ّ
الشعور باملسؤوليّة والقدرة على ّ
-يزداد ّ
6.2اخلصائص االنفعاليّة :وتظهر يف :
السعي لتقدير ذاته حبيث يتح ّدث عن بعض جناحاته ،وحماكاة بعض األبطال.
ّ -
الشخصيّة .
الرغبة يف االستقالليّة ويظهر يف استقالهلم يف اختيار اللّباس واألكل واألشياء ّ
ّ -
أهم اخلصائص الّيت يتّصف هبا متعلّم املرحلة االبتدائيّة ،وهذه اخلصائص هلا أمهّيّة كبرية ،فهي تساعد
هذه ّ
املعلّم يف التٌعامل مع متعلّميه بشكل يوافق هذه املرحلة العمريّة ،كما تعني يف اكتشاف أساليب تفيد يف