You are on page 1of 72

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة العربي بن مهيدي‬
‫‪ -‬أم البواقي ‪-‬‬

‫كلية اآلداب واللغـات‬

‫قسم اللغة واألدب العربي‬

‫ألفاظ التوكيد والمبالغة في ديوان ‪ -‬اللهب‬


‫‪-‬المقدس ‪-‬‬
‫لمفدي زكرياء – دراسة داللية –‬

‫مذكـــــــــــــــــــرة مكملــــــــــــــة لنيـــــــــــــــــــل شهــــــــــــــــادة الماستــــــــــر‪.‬‬

‫مسار‪ :‬علوم اللغة العربية‬


‫إشــراف األستــاذ‪:‬‬
‫إعــداد الطالبــة‪:‬‬
‫أ‪ .‬د‪ :‬غنـــام رشيـد‬ ‫ميساء لعور‬

‫السنة الدراسية‪:‬‬
‫‪ 2016-2015‬م‬
‫‪1437-1436‬ه‬
‫إﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاء‪:‬‬
‫اﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ اﻟﺤﻤﺪ اﻟﺠﺰﻳﻞ واﻟﺸﻜﺮ اﻟﻮﻓﻴﺮ ﺷﻜﺮا ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺠﻼل وﺟﻬﻚ اﻟﻜﺮﻳﻢ‪.‬‬

‫أﻫﺪي ﺛﻤﺮة ﺟﻬﺪي وﻧﺠﺎﺣﻲ إﻟﻰ ﻣﻦ رﺑﺎﻧﻲ وﻛﺎﻧﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ وﺟﻮدي‪ -‬أﻣﻲ وأﺑﻲ –‬
‫ﻛﻞ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓـﺎن ﻟﻦ ﻳﻮﻓﻜﻤﺎ ﺣﻘﻜﻤﺎ وﻟﻦ ﻳﻌﻄﻴﻜﻤﺎ ﻗﺪرﻛﻤﺎ‪ ،‬ﻓـﺎﻣﻨﺤﻨﻲ رﺿﺎﻫﻤﺎ‬
‫وﻋﻔﻮﻫﻤﺎ ﻳﺎ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ‪ ،‬وأدﻋﻮك أن ﺗﻄﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻫﻤﺎ وأﻓﺘﺢ ﻟﻬﻤﺎ أﺑﻮاب اﻟﺠﻨﺔ‪،‬‬
‫وﺗﻘﺒﻠﻬﻤﺎ ﻋﻨﺪك ﻗﺒﻮﻻ ﺣﺴﻨﺎ إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أوﺟﻪ ﺷﻜﺮي إﻟﻰ ‪-‬أﺧﺘﻲ ‪ -‬اﻟﺘﻲ‬
‫ﻗـﺎﺳﻤﺘﻨﻲ ﻓﺮﺣﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺮﻫﺎ وﻛﺎﻧﺖ ﻟﻲ ﺳﻨﺪا ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻤﻞ ﻟﻘﺐ‪ -‬ﻟﻌﻮر‪ -‬إﻟﻰ أﻋﻤﺎﻣﻲ وزوﺟﺎﺗﻬﻦ إﻟﻰ ﻋﻤﺘﻲ وأﺧﻮاﻟﻲ اﻷﺣﺒﺎء‬
‫وﺧﺎﻻﺗﻲ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺪي وﺟﺪﺗﻲ‪ ،‬إﻟﻰ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ‪.‬‬

‫إﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﻦ وﻓﻴﺎت ﻟﻲ داﺋﻤﺎ زﻣﻴﻼﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ وإﻟﻰ ﻛﻞ اﻷﻫﻞ واﻷﺣﺒﺎب‪.‬‬


‫اﻟﻣــــــــﻘــدﻣـــــــــــــــــﺔ‬
‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻌد اﻟظﺎﻫرة اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻣن أﻫم اﻟظواﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻐﻠت ﻓﻛر اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧذ اﻟﻘدم‪ ،‬وﻗد وﻗف ﻋﻧدﻫﺎ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬
‫وﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف ﺗﺧﺻﺻﺎﺗﻬم وﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬم‪ ،‬ﺳواء اﻟﺻرﻓﯾﺔ أو اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ أو اﻟﻧﺣوﯾﺔ أو‬
‫اﻟدﻻﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻣوﺿوﻋﻲ ﻫذا ]ـ‪" :‬أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ دﯾوان اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس ﻟﻣﻔدي‬
‫زﻛرﯾﺎء ‪ -‬دراﺳﺔ دﻻﻟﯾﺔ –" وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺗﺳﺎءل‪ :‬ﻣﺎ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻧد اﻟﻘداﻣﻰ واﻟﻣﺣدﺛﯾن؟ وﻣﺎذا ﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد‬
‫اﻟﺑﻼﻏﯾﯾن واﻟﻠﻐوﯾﯾن اﻟﻌرب؟ وﻛذا ﺗوﺿﯾﺢ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﺎول ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ ﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﻲ؟‬
‫وﻣﺎ دﻓﻌﻧﻲ إﻟﻰ اﺧﺗﯾﺎرﻩ أﯾﺿﺎ ﻫو اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻛﺗﺷﺎف ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﻻﻻت اﻟﻣﺗﻣﯾزة‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻬدف ﻣن ﻫذﻩ‬
‫اﻟدراﺳﺔ ﻫو ﺑﻐﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟدﻻﻻت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻣﺗﻣﯾزة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﺷﻌري‪ ،‬وذﻟك ﻟﻠﻔﻬم‬
‫اﻟﺟﯾد وﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ‪ ،‬وﻛذا إدراك أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وراء ﺗﺻﻧﯾف ﻫذﻩ اﻷﻧواع ﻣن اﻷﻟﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ‬
‫وأﻗﺳﺎﻣﻬﺎ ودﻻﻻﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻟﻘد ﻗﺎﻣت دراﺳﺗﻲ ﻫذﻩ ﻋﻠﻰ "دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء – اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس –" ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ وﺛراﺋﻪ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷﻟﻔﺎظ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﺑدﯾﻊ أو اﻟﺑﯾﺎن أو اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺟﺳدﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ اﻟﺛوري اﻟﺧﺎص ﺑﻪ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ‪ :‬أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد‬
‫واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ دﯾواﻧﻪ‪.‬‬

‫وﺗﺗﺄﻟف ﺑﻧﯾﺔ ﺑﺣﺛﻲ ﻣن أرﺑﻊ ﻓﺻول ﯾﺳﺑﻘﻬﺎ ﻣﻘدﻣﺔ وﻣدﺧل وﺗﻠﯾﻬﻣﺎ ﺧﺎﺗﻣﺔ؛ ﺣﯾث ﺧﺻﺻت اﻟﻣدﺧل ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد‬
‫ﻋﻧد اﻟﻘداﻣﻰ واﻟﻣﺣدﺛﯾن وﻛذا ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد اﻟﻠﻐوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾﯾن اﻟﻌرب‪ ،‬وﻛذﻟك ﺗطرﻗت إﻟﻰ ﺗوطﺋﺔ ﻗﻣت ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﺑﺗﻌرﯾف ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء وﻛذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺑدﯾواﻧﻪ‪.‬‬

‫ﺛم ﯾﺄﺗﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول؛ ﺣﯾث ﺗطرﻗت ﻓﯾﻪ إﻟﻰ أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد‪ :‬ﻣﻔﻬوﻣﻪ وأﻗﺳﺎﻣﻪ ﻣن ﺗوﻛﯾد ﻟﻔظﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﻧوي‪ ،‬وﻛذا‬
‫أﻧواﻋﻪ واﻟﺗﻲ ﺷﻣﻠت اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر واﻟﻘﺳم واﻟﺣروف ﺛم ﺗﺣدﺛت ﻋن أﻏراض اﻟﺗوﻛﯾد أي اﻟﻐرض ﻣن ﺗﻘوﯾﺗﻪ؟ ﺛم‬
‫ﻟﺟﺄت ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺣدﯾث ﻋن أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣرﻛزة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﻬوم واﻷﻧواع أو اﻷﻗﺳﺎم‪ ،‬وﺑﻌدﻫﺎ ﺗﻌرﺿت‬
‫ﻵراء ﺑﻐض اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن رﻓض إﻟﻰ ﻗﺑول إﻟﻰ وﺳطﯾﺔ واﻋﺗدال‪ ،‬ﺛم ﻋﻣدت إﻟﻰ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث واﻟذي ﺟﺎء‬
‫ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻘﻣت ﺑﺈﺣﺻﺎء ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج‪ ،‬ﺛم ﻗﻣت ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل‬
‫ﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﻻﻻت ﻓﺗﺣدﺛت ﻋن دﻻﻻت اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ واﻟﻣﻌﻧوي ﺛم اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر واﻟﻘﺳم واﻟﺣروف ﻋﻠﻰ‬
‫اﺧﺗﻼﻓﺎﺗﻬﺎ وﺗﻣوﻗﻌﻬﺎ ﺑﺣﺳب اﻟﻧوع واﻟﺳﯾﺎق‪.‬‬

‫أ‬
‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻓﻘد ﻛﺎن ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ واﻟذي ﻟﺟﺄت ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺣﺻﺎء وﺗﺣﻠﯾل ﻟﻬذﻩ اﻟﺻﯾﻎ‪،‬‬
‫ﺛم أﺧذت ﻋﯾﻧﺎت ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺗدرﺟﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﻓﻌﺎل‪ ،‬ﻓﻌﯾل‪ ،‬ﻓﻌول‪ ،‬ﻓﻌل‪ ،‬ﻣﻔﻌﺎل‪ ،‬ﺛم ﻣﺛﻠت ﺑﻧﻣﺎذج ﻋﻧﻬﺎ‬
‫ﻣوﺿﺣﺔ اﺧﺗﻼﻓﺎﺗﻬﺎ وﺗﻧوﻋﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدﻻﻟﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ اﻋﺗﻣدت دراﺳﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ؛ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻺﺣﺻﺎء واﺳﺗﻘراء اﻟﻧﺻوص‪،‬‬
‫وﺑﻌدﻫﺎ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧﻠﺻﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺑﺣث ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬أن‬
‫"دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء" ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣدوﻧﺔ ﻏﻧﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﻟﻔﺎظ ﺑﻣﺎ ﯾﺣوﯾﻪ ﻣن ﺗوﻛﯾد وﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ وردت ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣدوﻧﺔ ﺑﺻورة واﺿﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎرئ وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﯾزة ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﻲ ﻫﻲ‪:‬‬
‫ﺿﯾق اﻟوﻗت وأﯾﺿﺎ ﻋدم ﺗوﻓر ﺑﻌض اﻟﻛﺗب ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ اﻟﻘول أن ﺑﺣﺛﻲ ﻫذا ﻗﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺳﯾﺑوﯾﻪ‪" :‬اﻟﻛﺗﺎب"‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺑرد‪" :‬اﻟﻣﻘﺗﺿب واﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب"‪.‬‬
‫‪ -‬إﺑن ﺟﻧﻲ‪" :‬اﻟﺧﺻﺎﺋص"‪.‬‬

‫وﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم أﺗﻣﻧﻰ ﻣن اﻟﻣوﻟﻰ ﻋز وﺟل أن ﯾوﻓﻘﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺷواري ﻫذا‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﺗﻘدم ﺑﺟزﯾل اﻟﺷﻛر إﻟﻰ اﻟدﻛﺗور اﻟﻣﺷرف‬
‫ﻋﻠﻲ ﺑﻧﺻﺎﺋﺣﻪ وﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻪ اﻟﻘﯾﻣﺔ وﻛذﻟك أﻗدم ﻛل اﻟﺷﻛر واﻟﺗﻘدﯾر إﻟﻰ "اﻟﻠﺟﻧﺔ" اﻟﺗﻲ‬
‫ﻋﻠﻲ‪" :‬ﻏﻧﺎم رﺷﯾد" اﻟذي ﻟم ﯾﺑﺧل ً‬
‫ً‬
‫أﻋﺎﻧت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻘراءة ﺑﺣﺛﻲ‪.‬‬

‫ب‬
‫اﻟﻣـــــدﺧل‬
‫اﻟﻤﺪﺧﻞ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻧد اﻟﻘداﻣﻰ واﻟﻣﺣدﺛﯾن‪:‬‬

‫ﺳﻧﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﻟدى اﻟﻘداﻣﻰ واﻟﻣﺣدﺛﯾن ﻟﺟﻣﻊ ﺷﺗﺎﺗﻪ وﺗوﺿﯾﺣﻪ أﻛﺛر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎرئ‪،‬‬
‫اﻹﺷَﺎرة‪ .‬إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ رﻏم ﺑﺳﺎطﺔ ﺗﺻور ﺷﻛﻠﻬﺎ ﻟدى اﻟدارﺳﯾن ـ ـ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ إﻋﺎدة ﻟﻠﻔظ أو اﻟﻣﻌﻧﻰ‬
‫ََﻛﻣﺎ َ ﯾ ْﺟُدُر َ‬
‫ﻓﻲ أﺑﺳط ﺗﻌرﯾﻔﺎﺗﻪ ـ ـ إﻻ أﻧﻪ ﺷﻛل ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻼﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻷﺑواب اﻟﻧﺣوﯾﺔ‪ ،‬ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﺣﺎة و‬
‫اﻟﺑﻼﻏﯾﯾن‪ ،‬وﻟﻠﺗﻣﻛن ﻣن دراﺳﺔ اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻧد اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف ﺗﺧﺻﺻﺎﺗﻬم اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺗﺑﻊ‬
‫ﻛل ﻣﺎ ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﺗوﻛﯾد وﻛذا اﻟوﻗوف ﻋﻧد ﻛل ﺟزﺋﯾﺔ ﻟﻐوﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ذات ﺻﻠﺔ ﺑﻪ‪ٕ ،‬وان اﺧﺗﻠﻔت ﺗﺳﻣﯾﺎﺗﻪ‪،‬‬
‫ذﻟك أن اﻟﺗوﻛﯾد ﻣﻌﻧﻰ ﺗﻌددت ﻣﺻطﻠﺣﺎﺗﻪ ﻟدى اﻟﻘدﻣﺎء‪» ،‬ﻓﻔﺿﻼ ﻋن ﻣﺻطﻠﺣﻲ )اﻟﺗوﻛﯾد واﻟﺗﺄﻛﯾد( ﻓﻘد أﺷﯾر إﻟﯾﻪ‬
‫ﺗﺣت ﻣﺻطﻠﺢ )اﻟﺗﺣﻘﯾق( ﻣﺛﻼ ﻣن ذﻟك ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺗﺿب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬إذ ﻗﺎل اﻟﻣﺑرد‪ :‬وﻟو ﻗﻠت‪" :‬أﻣﺎ أﻧﻪ‬
‫ﻣﻧطﻠق‪ ،‬ﺟﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ‪ :‬ﺣﻘﺎ أﻧﻪ ﻣﻧطﻠق"‪ ،‬إذا أردت ﺑﻬﺎ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗوﻛﯾد ﻣﺎ أردت ﺑﻘوﻟك‪" :‬ﺣﻘﺎ"‪ ،‬ﻷﻧﻬم‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺿﻌوﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣوﺿﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬذا ﻗﯾﺎس ﻣطرد ﻓﯾﻣﺎ ذﻛرت ﻟك«‪.‬‬

‫ﻧﻔﻬم ﻣن ذﻟك أن اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻧد اﻟﻣﺑرد ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗﺣﻘﯾق أﯾﺿﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺑدﻻ ﻣن أن ﻧﻘول‪" :‬أﻣﺎ" ﻧﻘول‪" :‬ﺣﻘﺎ"‪ ،‬ﻟﻐرض إﻓﺎدة اﻟﺗوﻛﯾد واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌﺎ‪.‬‬

‫وﻟﻘد ذﻛر اﺑن ﺟﻧﻲ ﻣﺻطﻠﺢ ) اﻻﺣﺗﯾﺎط ( اﻟذي ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗوﻛﯾد‪ ،‬إذ ﯾﻘول ﻓﻲ ﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ )ﺑﺎب ﻓﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎط(‪» :‬اﻋﻠم‬
‫أن اﻟﻌرب إذا أرادت اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﻛﻧﺗﻪ واﺣﺗﺎطت ﻟﻪ ﻓﻣن ذﻟك اﻟﺗوﻛﯾد؛ وﻫو ﻋﻠﻰ ﺿرﺑﯾن‪ :‬أﺣدﻫﻣﺎ‪ :‬ﺗﻛرﯾر اﻷول ﺑﻠﻔظﻪ‪،‬‬
‫ﷲاَ ُ أَ َْﻛﺑْرﷲاَ ُ أَ َْﻛﺑْر‪"...‬‬
‫اﻟﺻ َﻼ ‪،‬ةَُ و‬
‫ﻼ ةُﻗَ ْدﻗَ ْﺎَﻣ ْت َ‬
‫اﻟﺻ َ ْ‬
‫ﺿ ْرﺑ ُت‪ َ ،‬وﻗَ ْدﻗَ َﺎﻣ ْت َ‬
‫ﺿ ْرﺑ ُت َ ْزﯾًدا َ َ‬
‫وﻫو ﻧﺣو ﻗوﻟك‪" :‬ﻗَ َﺎم َ ْزﯾُدﻗَ َﺎم َ ْزﯾُد‪ َ ،‬و َ َ‬
‫‪2‬‬
‫ﻪُﻧْﻔُﺳﻪُ«‪.‬‬
‫ﻪُ ‪َ َ ،‬ورَْأﯾﺗُ َ‬
‫واﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧﺣو ﻗوﻟك‪":‬ﻗَ َﺎم َ ْزﯾُد َ ﻧْﻔُﺳ‬

‫ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻧد اﺑن ﺟﻧﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻻﺣﺗﯾﺎط‪ ،‬وﻫو ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن‪ :‬اﻷول إﻋﺎدة اﻟﻠﻔظ ﺑﻧﻔﺳﻪ واﻟﺛﺎﻧﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل‬
‫أﻟﻔﺎظ ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺣو‪ :‬ﻧﻔس‪ ،‬ﻋﯾن‪ ،‬ﻋﺎﻣﺔ‪....‬اﻟﺦ‪.‬‬

‫»ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟوﻩ أﯾﺿﺎ ﺗﺣت ﻣﺻطﻠﺣﺎت أﺧرى ﻣﺷﻬورة‪ ،‬وﻫﻲ‪ :‬اﻟﺗﻛرﯾر واﻟﺗﻘرﯾر واﻟزﯾﺎدة واﻹﺷﺑﺎع‪...‬‬

‫وﻗد ﻗﺳم اﻟﺗوﻛﯾد ﻟدى اﻟﻘدﻣﺎء ﻋﻣوﻣﺎ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﺗﻣﺛل ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺻور ﻛل ﻣن اﻟﻧﺣﺎة واﻟﺑﻼﻏﯾﯾن ﻟﻬذا‬
‫‪3‬‬
‫اﻷﺳﻠوب‪ ،‬وﻣن ﺛم اﺳﺗﻘﻼل اﻟدرس اﻟﺑﻼﻏﻲ ﺑﻣﺎ ﺗﺧﻠﻰ ﻋﻧﻪ اﻟدرس اﻟﻧﺣوي ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺷﺄ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺗﻛﺎﻣل«‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺑّرد‪":‬اﻟﻣﻘﺗﺿب"‪ ،‬ت‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺧﺎﻟق ﻋظﯾﻣﺔ‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ ،1963‬ج‪ ،2‬ص‪.353‬‬
‫‪ -2‬اﺑن ﺟﻧﻲ‪":‬اﻟﺧﺻﺎﺋص"‪ ،‬ت ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺟﺎر‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،101‬ص‪.104‬‬
‫‪ -3‬أﺣﻣد ﻣطﻠوب‪ ":‬ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ وﺗطورﻫﺎ"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ﻧﺎﺷرون‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ‪ ،2000‬ص‪ ،239‬ص‪.240‬‬

‫‪8‬‬
‫اﻟﻤﺪﺧﻞ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫»اﻟدراﺳﺔ ﺣول ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟدرس اﻟﺣدﯾث واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﯾن اﻟدرﺳﯾن ﻋﻧد اﻟﻘدﻣﺎء‪ ،‬ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر‬
‫ﺗطﺑﯾق ﺟل ﻫذﻩ اﻵراء ﻟدى اﻟﻣﻔﺳرﯾن ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺧﻼص ﻣﺎ ﺗﻣﯾز ﺑﻪ اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ‪ ،‬وﻫذان‬
‫اﻟﻘﺳﻣﺎن ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫اﻷول‪ :‬ﻋﺎم‪ ،‬وﻫو ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻹﻋراﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﻫذا اﻟﻧوع ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺻد اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟذي‬
‫ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺻطﻼح اﻟﻧﺣﺎة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺧﺎص‪ ،‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻠوم اﻟﺑﯾﺎن‪ ،‬وﯾﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻌﻧوي‪ ،‬وﯾﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺗﻛرﯾر أﯾﺿﺎ«‪.‬‬

‫ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻧد اﻟﻘدﻣﺎء ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗﺳﻣﯾن‪ :‬اﻷول ﻋﺎم وﯾﺳﻣﻰ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ وﻫو ﺗﻛرار ﻟﻠﻔظ ﺑﻐﯾﺔ ﺗوﺻﯾﻠﻪ إﻟﻰ‬
‫ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ ٕواﻓﺎدﺗﻪ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﺧﺎص ﯾﺷﻣل أﻟﻔﺎظ ﻣﺧﺻﺻﺔ وﻣﺣددة ﻓﻘط وﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣﻌﻧوي‪.‬‬

‫»وﻣﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻛﻼم ﻓﻲ ﺿوء رﺑطﻪ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺎم واﻟﻣﻧطﻘﻲ أﯾﺿﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﺟﺎء ﻣن ﺗﺣدﯾد ﻋﻠﻣﺎء‬
‫اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘدﻣﺎء ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد ﻛﻣﻌﻧﻰ ﻋﺎن ﺑﺄﻧﻪ‪":‬اﻟﺣﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﻊ ﻟﯾﺻﯾر واﻗﻌﺎ" ﻟذﻟك ﻻ ﯾﺟوز ﺗﺄﻛﯾد اﻟﻣﺎﺿﻲ وﻻ‬
‫‪2‬‬
‫ا ﻟﺣﺎﺿر ﻟﺋﻼ ﯾﻠزم ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺣﺎﺻل ٕواﻧﻣﺎ ﯾؤﻛد اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل«‪.‬‬

‫ﻧﻔﻬم ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘدﻣﺎء ﻋرﻓوا ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺄﻧﻪ ﺣﻣل أو رﻓﻊ ﺷﻲء اﻟذي ﻟم ﯾوﺟد أﺻﻼ‬
‫ﻟﺟﻌﻠﻪ ﻣوﺟود وﻣرﻏوب ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أﯾﺿﺎ أن ﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﻪ اﻟﻣﺣدﺛون ﻣن ﺿروب اﻟﺗوﻛﯾد وأﺷﻛﺎﻟﻪ ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﻧﻔﺻل ﻋﻣﺎ ذﻛرﻩ اﻟﻘدﻣﺎء‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف‬
‫ﺗﺧﺻﺻﺎﺗﻬم اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ؛ وذﻟك أن اﻟﺗراث اﻟﻧﺣوي واﻟﺑﻼﻏﻲ وﺧﺻوﺻﺎ ﻗد ﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﺿروب واﻷﺷﻛﺎل‪،‬‬
‫وﻟﻛن وﻓق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻌﻠﻣﯾن ﻟذا ﻧﺟد أﻏﻠب اﻟﻣﺣدﺛﯾن ﯾﺣﺎوﻟون اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻘدﻣﺎء‪.‬‬

‫ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﺣوﺛﻬم ودراﺳﺎﺗﻬم ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌض اﻟﺗﻐﯾرات ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ .‬إذ ﻟم ﯾﻘﺗﺻر ﻧظر اﻟﻘدﻣﺎء ﻣن دارﺳﻲ اﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ أد وات اﻟﺗوﻛﯾد أو أﻧواﻋﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﺗﺗﺑﻌوا ﺟل ﺻورﻩ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم وﻛﻼم اﻟﻌرب‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﺗﻌرﺿوا ﻟﻪ ﻣن ﻣﻌﺎﻧﻲ دون‬
‫وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ أﺑواب ﻧﺣوﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻘول اﺑن ﻓﺎرس ﻓﻲ ﺑﺎب أﺳﻣﺎﻩ )ﺑﺎب اﻹﺷﺑﺎع واﻟﺗﺄﻛﯾد( ﻟم ﯾﺗﻌرض ﻓﯾﻪ ﻟﻣﺎ‬
‫ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ أو اﻟﻣﻌﻧوي ٕواﻧﻣﺎ ﻗدم ﺻو ار ﻟﻠﺗوﻛﯾد ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ إدراﺟﻬﺎ ﻣﻊ أﺷﻛﺎل اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﯾﻘول‬

‫‪ -1‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.240‬‬


‫‪ -2‬ﺑدر اﻟدﯾن اﻟزرﻛﺷﻲ‪ :‬اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن"‪ ،‬ت‪ :‬ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﻔﺿل إﺑراﻫﯾم‪ :‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﺻﯾدا ﺑﯾروت ‪ ،2006‬ج‪،2‬‬
‫ص‪.237‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﻤﺪﺧﻞ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺻﯾُﺎم ﺛََﻼﺛَِﺔ‬
‫ﺷ ْروَن" وذﻟك زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟـﺗﺄﻛﯾد‪ ،‬وﻧﺣو ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬ﻓَ َِ‬
‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺎب‪» :‬ﺗﻘول اﻟﻌرب‪َ" :‬ﻋ َﺷر َةُوَﻋ َﺷرةُﻓَﺗِ ْﻠ َك ِﻋ ُْ‬
‫‪1‬‬
‫أَﯾ ٍﺎمﻓَ ْﻲ َاْﻟَﺣ ِﺞ َ وَ ْﺳﺑَﻌٍﺔ إِ َذا َر ِﺟْﻌْﺗُم ْﻠﺗَ َك َﻋ َﺷرةُ َﻛ ِﺎﻣﻠَ ﺔُ"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ٕواﻧﻣﺎ ﻗﺎل ﻫذا اﻟﻧﻔﻲ اﻻﺣﺗﻣﺎل أن ﯾﻛون أﺣدﻫﻣﺎ واﺟﺑﺎ إﻣﺎ ﺛﻼﺛﺔ ٕواﻣﺎ ﺳﺑﻌﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻛد وأزﯾل اﻟﺗوﻫم ﺑﺄن ﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ«؛‬
‫ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﻟم ﯾدرس اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ واﻟﻣﻌﻧوي ﻛﺑﺎب ﻣﺧﺻص ٕواﻧﻣﺎ ﻣﺛل ذﻟك ﺑﺻور ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد ﻧﺣو‪َ :‬ﻋ َﺷرة‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗوﻛﯾد ﻟﻔظﻲ ﻣرﻓوع ﺑﺎﻟﺿﻣﺔ‪.‬‬

‫وﻣﺟﻣل اﻟﻘول أن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ ﻗدﯾﻣﺎ وﺣدﯾﺛﺎ ﻗد اﻋﺗﻧوا ﺑﺄﻣر ﺗطﺎﺑق اﻟﻛﻼم ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺳﺎﻣﻊ ﻣﻣﺎ ﯾوﻓر اﻗﺗﺻﺎدا ﻓﻲ‬
‫ﺟﻬد اﻟﻣﺗﻛﻠم‪ ،‬ﻓﻘد اﺧﺗﺻوا ﺑﺣدﯾﺛﻬم اﻟرﺑط اﻟدﻗﯾق ﺑﯾن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺳﺎﻣﻊ واﺳﺗﺧدام أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد وأﺷﻛﺎﻟﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻐﯾﺔ‬
‫ﺗوﻛﯾدﻫﺎ ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ وﻛذا ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺣدﺛﯾن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻪ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻪ ٕواﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌض اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋﻠﯾﻪ ﻟﺗوﺳﯾﻊ‬
‫داﺋرة اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ‪.‬‬

‫‪ .2‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد اﻟﺑﻼﻏﯾﯾن و اﻟﻠﻐوﯾﯾن اﻟﻌرب‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﺗﻧﺎول اﻟﻘدﻣﺎء ﻣن اﻟﺑﻼﻏﯾﯾن واﻟﻠﻐوﯾﯾن اﻟﻌرب ﻣوﺿوع اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ وﻋرﻓوﻩ ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻛﺛﯾرة وﻗد اﻧﺻب اﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ﻓﻲ‬
‫أﺛﻧﺎء ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬم ﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪ ،‬واﻟﺗﺷﺑﯾﻪ ﺑﺷﻛل ﺧﺎص‪ ،‬ﻓﻠم ﯾﻛن ﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‬
‫اﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻣﻔردة ﻣﻛﺎن ﻓﻲ ﺟل دراﺳﺗﻬم‪ ،‬إﻻ ﺑﻌض إﺷﺎرات ﻗﻠﯾﻠﺔ‪.‬‬

‫ات‬
‫اﻟﺳَﻣَﺎو ِ‬
‫»ﻓﺎﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد اﻟزﺟﺎج ﺗﻌﻧﻲ‪":‬ﺗﻣﺎم اﻟﻘدرة واﺳﺗﺣﻛﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪" :‬أَﻟَْ م ْﺗَﻌﻠَْ م أََنﷲاَ َ ﻟَ ﻪُُﻣْﻠ ُك َ‬
‫ض"‪ 3،‬ﯾﻘول‪ :‬وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻠك ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬ﺗﻣﺎم اﻟﻘدرة واﺳﺗﺣﻛﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣم ﯾﻘﺎل ﻓﯾﻪ ﻣﻠك ﺳﻣﻲ اﻟﻣﻠك‪ ،‬وﻣﺎ ﻧﺎﻟﺗﻪ‬
‫َ وا ْﻷَر ِ‬
‫اﻟﻘدرة‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻓﯾﻪ ﻣﺎﻟك ﻓﻬو ﻣﻠك‪ ،...‬وأﺻل ﻫذا ﻣن ﻗوﻟﻬم‪) :‬ﻣﻠﻛت اﻟﻌﺟﯾن أﻣﻠﻛﻪ( إذا ﺑﺎﻟﻐت ﻓﻲ ﻋﺟﻧﻪ‪ ،‬وﻣن ﻫذا‬
‫‪4‬‬
‫ﻗﯾل اﻟﺗزوﯾﺞ‪ ،‬ﺷﻬدﻧﺎ "إﻣﻼك ﻓﻼن" أي ﺷﻬدﻧﺎ‪ ،‬ﻋﻘد أﻣر ﻧﻛﺎﺣﻪ وﺗﺷدﯾدﻩ«‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻣﺑرد ﻓﯾﺗﻧﺎول ﻣوﺿوع اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻟﻔن اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ وﯾﻘول‪" :‬واﻟﻌرب ﺗﺷﺑﻪ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ أﺿرب‪ ...‬ﻣﻧﻬﺎ‬
‫اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟﻣﻔرط‪ ،‬واﻟﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟﻣﺻﯾب‪ ،‬واﻟﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟﻣﻘﺎرب‪ ،‬واﻟﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟﺑﻌﯾد‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟﻣﻔرط اﻟﻣﺗﺟﺎوز‪ ،‬ﻗوﻟﻬم ﻟﻠﺳﺧﻲ‪:‬‬
‫ﻫو ﻛﺎﻟﺑﺣر‪ ،‬واﻟﺷﺟﺎع ﻫو ﻛﺎﻷﺳد‪ ،‬وﻟﻠﺷرﯾف‪ :‬ﺳﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ اﻟﻧﺟم"؛‪ 5‬ﻣﻌﻧﺎﻩ أن اﻟﻣﺑرد ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ‬

‫‪ -1‬ﺳورة اﻟﺑﻘرة‪ ،‬اﻵﯾﺔ‪.196 :‬‬


‫‪ -2‬أﺣﻣد اﺑن ﻓﺎرس‪" :‬اﻟﺻﺎﺣﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻔﻪ"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌرف‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ت‪ :‬ﻋﻣر ﻓﺎروق اﻟطﺑﺎع‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.264‬‬
‫‪ -3‬ﺳورة اﻟﺑﻘرة‪ ،‬اﻵﯾﺔ‪.107 :‬‬
‫‪ -4‬اﻟزﺟﺎج‪ " :‬ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘرآن ٕواﻋراﺑﻪ"‪ ،‬ﺗﺢ‪ :‬ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل ﻋﺑدﻩ ﺷﺑﻠﻲ‪ ،‬دار اﻟﺣدﯾث‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪1997 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،1‬ص ‪.168‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻣﺑرد‪" :‬اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.101‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﻤﺪﺧﻞ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﺎﻫﻲ إﻻ ﺳوى ﺧروج ﻋن اﻟﺣد وا ﻟﻐﺎﯾﺔ‪ٕ ،‬واﻓراط ﻓﻲ اﻟوﺻف‪ ،‬وﺗﺟﺎوز اﻟﻣﺄﻟوف‪ .‬أﻣﺎ اﻟرﻣﺎﻧﻲ ﻓﯾرى أن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪:‬‬
‫"اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺑر اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻣن أﺻل اﻟﻠﻐﺔ ﻟﺗﻠك اﻹﺑﺎﻧﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻐﯾﯾر ﻋن أﺻل اﻟﻠﻐﺔ ﻟﻺﺑﺎﻧﺔ إﻣﺎ أن‬
‫ول وﻏﯾرﻫﺎ ٕواﻣﺎ ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ"‪ 1.‬ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧدﻩ‬
‫وﻓَ ُ ْ‬
‫ﺎل ﻌ‬
‫ﺎل و ِﻣْﻔَﻌ ْ‬
‫ﯾﻛون ﺑﺎﻟﺻﯾﻎ اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺻرﻓﯾﺔ ﻛﻔَ َﻌ ْ‬
‫ﯾل‪ ،‬ﻓﻌل ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟﻣﻌﻧﻰ أﻛﺛر وﺗوﺿﯾﺣﻪ ﻓﻲ ذﻫن‬
‫ول‪َ ،‬ﻓِﻌ ْ‬
‫ﺎل ﻌﻓَ ُ ْ‬
‫ﺎل‪ِ ،‬ﻣْﻔَﻌ ْ‪،‬‬
‫ﺗﻛون ﺑﻌدة ﺻﯾﻎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﺷﻬرﻫﺎ‪:‬ﻓَ ﱠﻌ ْ‬
‫اﻟﺳﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫"وﺗﺣول ﺻﯾﻐﺔ) ﻓﺎﻋل( ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛرة واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺣدث‪ ،‬إﻟﻰ أوزان ﺧﻣﺳﺔ ﻣﺷﻬورة‪ ،‬ﺗﺳﻣﻰ ﺻﯾﻎ‬
‫ور ﻓَ ِْﻌﯾ ْل‪َ :‬ﻛَﺳِﻣ ْﯾﻊ‪ ،‬ﻓﻌل‪ :‬ﺑﻔﺗﺢ اﻟﻔﺎء‬
‫ول‪َ :‬ﻏﻔُْ ‪،‬‬
‫ﺎر ﻌﻓَ ُ ْ‬
‫ﺎل‪َ :‬ﻛِ ْﻣﻧَﺣ ْ ‪،‬‬
‫اب‪ِ ،‬ﻣْﻔَﻌ ْ‬
‫ﺎل َ و َﺷﱠر ْ‬
‫ﺎل‪ :‬ﺑﺗﺷدﯾد اﻟﻌﯾن َﻛﺄَﱠﻛ ْ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪،‬وﻫﻲ ﻓَ ﱠﻌ ْ‬
‫‪2‬‬
‫وﻛﺳر اﻟﻌﯾن َﻛَﺣِذْر"‪.‬‬

‫"ﻓﻧﻘل ﺻﯾﻐﺔ اﺳم ﻓﺎﻋل إﻟﻰ أﺣد اﻷوزان اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﺣوﻟﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ وﻫﻲ‪":‬أﺳﻣﺎء ﺗﺷﺗق ﻣن اﻟﻔﻌل‬
‫اﻟﺛﻼﺛﻲ اﻟﻼزم أو اﻟﻣﺗﻌدي ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﺳم اﻟﻔﺎﻋل ﻣﻊ ﺗﺄﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧﻰ وﺗﻘوﯾﺗﻪ واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﯾﻪ" ‪ 3.‬ﻧﻼﺣظ أن‬
‫اﻟﻠﻐوﯾﯾن ﯾرون اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن زاوﯾﺔ ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ "اﺳم اﻟﻔﺎﻋل" وﻫﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟوﺻف‪ ،‬وﻗد ﺗﻌددت ﺗﻌرﯾﻔﺎﺗﻬم ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬إﻻ‬
‫أﻧﻬﺎ ﺗﺻب ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ذاﺗﻪ ـ ـ "ﻓﺎﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد ﺳﯾﺑوﯾﻪ ـ ـ ﻣﺛﻼ ـ ـ ﻣرادﻓﺔ ﻷداء اﻟﻔﻌل ﺑﻛﺛرة ﻓﯾﻘول ﻓﻲ ﺑﺎب ﻣﺎ ﺗﻛﺛر ﻓﯾﻪ‬
‫ت ﻓَ ﱠﻌْﻠ ُت‪ ،‬ﺣﯾن ﻛﺛرت اﻟﻔﻌل وذﻟك ﻗوﻟك‬
‫اﻟﻣﺻدر ﻣن )ﻓَ َﻌْﻠ ُت(‪" ،‬ﻓﺗﻠﺣق اﻟزواﺋد وﺗﺑﻧﯾﻪ ﺑﻧﺎء آﺧر‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧك ﻗﻠت ﻓﻲ ﻓَ َﻌْﻠ ُ‪،‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻬذر‪ :‬اﻟﺗﻬذار وﻓﻲ اﻟﻠﻌب‪ :‬اﻟﺗﻠﻌﺎب‪ ...‬وﻟﯾس ﺷﻲء ﻣن ﻫذا ﻣﺻدر ﻓﻌﻠت‪ ،‬وﻟﻛن أردت اﻟﺗﻛﺛﯾر ﺑﻧﯾت اﻟﻣﺻدر‬
‫‪4‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻛﻣﺎ ﺑﻧﯾت ﻓﻌﻠت ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠت"‪.‬‬

‫ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد ﺳﯾﺑوﯾﻪ ﻫﻲ اﻟﻣرادف ﻷداء اﻟﻔﻌل ﺑﻛﺛرة ﻧﺣو‪ :‬اﻟﺿﺣك ﻧﻘول‪ :‬ﻛﺛﯾر اﻟﺗﺿﺣﺎك أي؛ دﻻﻟﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أﻛﺛر وﺗﻘوﯾﺗﻬﺎ‪ .‬أﻣﺎ اﺑن ﺟﻧﻲ ﻓﯾرى أﻧﻬﺎ‪" :‬زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺗﻘﺗﺿﻲ زﯾﺎدة ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻠﻔظ ﻓﺈذا أرادوا‬
‫ﺎل‪ ،‬ﻓزادوا ﻓﻲ اﻟﻠﻔظ ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة ﻟزﯾﺎدة ﻣﻌﻧﺎﻩ‪ 5".‬؛ ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن‪ ،‬اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ‬
‫ﺿ ْﺎء‪ َ ،‬وُﺟَﻣ ْ‬
‫ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ذﻟك ﻗﺎﻟوا‪ُ :‬و ﱠ‬
‫ﺑﺎﻟﺿرورة ﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻠﻔظ‪ .‬ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﻼﺣظ اﺗﺟﺎﻫﯾن ﻋﻧد اﻟﻘدﻣﺎء ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪1:‬ـ ـ ـ اﻟوﺻف‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ اﻟﻠﻔظ أو اﻟﺻﻔﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟرﻣﺎﻧﻲ‪ " :‬اﻟﻧﻛت ﻓﻲ إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن"‪ ،‬ﺗﺢ‪ :‬د‪.‬ﻣﺣﻣد زﻏﻠول ﺳﻼم‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪.96‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺣﻣﻼوي‪" :‬ﺷذا اﻟﻌرف ﻓﻲ ﻓن اﻟﺻرف"‪1982 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،16‬ص‪.78‬‬
‫‪ -3‬ﯾﻌﻘوب‪ ،‬د‪.‬إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ‪":‬ﻣﻌﺟم اﻷوزان اﻟﺻرﻓﯾﺔ"‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب‪ ،‬ﺑﯾروت‪1996 ،‬م ط‪ ،2‬ص‪.128‬‬
‫‪ -4‬ﺳﯾﺑوﯾﻪ‪" :‬اﻟﻛﺗﺎب"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪1999 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪.125‬‬
‫‪ -5‬اﺑن ﺟﻧﻲ‪" :‬اﻟﺧﺻﺎﺋص"‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.266‬‬

‫‪11‬‬
‫ﺗﻮطﺌﺔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗوطﺋﺔ‬

‫‪ .1‬ﺗﻌرﯾف ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪» :‬ﻫو ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﺳﻠﯾﻣﺎن‪ ،‬ﻟﻘﺑﻪ)أل اﻟﺷﯾﺦ( و)ات اﻟﺷﯾﺦ(‪ ،‬وﻟد ﺑﺑﻧﻲ ﯾزﻗن ﻣن ﻗرى‬
‫وادي ﻣﯾزاب ﺑﺎﻟﺟﻧوب اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1908‬ﺑدأ ﺗﻌﻠﯾﻣﻪ ﺑﺣﻔظ اﻟﻘرآن ﺛم ﺳﺎﻓر إﻟﻰ ﺗوﻧس وﻗد ﺗﻧﻘل ﺑﯾن‬
‫ﻋدة ﺑﻠدان ﻣن اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ وﻣن اﻟﻣﺷرق‪ ،‬ﺷﺎرك ﻓﻲ ﻧدوات ﻋدة‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ودﺧل‬
‫اﻟﺳﺟن ﻋدة ﻣرات‪ ،‬ﺗوﻓﻲ ﺑﺗوﻧس ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪1977‬م‪.‬‬

‫آﺛـــــــــــــــﺎرﻩ‪ 1 :‬ـ ـ دﯾوان اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ـ ﺗﺣت ظﻼل اﻟزﯾﺗون‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ـ إﻟﯾﺎذة اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬وطﺑﻌت ﻋدة طﺑﻌﺎت‬

‫‪1‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ ﻣن وﺣﻲ اﻷطﻠس«‪.‬‬

‫‪ .2‬اﻟﺗﻌرﯾف "ﺑدﯾوان اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪" :‬ﻫو" دﯾوان اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ" ﺑواﻗﻌﻬﺎ اﻟﺻرﯾﺢ‪ ،‬وﺑطوﻻﺗﻬﺎ اﻷﺳطورﯾﺔ‬
‫وأﺣداﺛﻬﺎ اﻟﺻﺎرﺧﺔ‪ ،‬وﻫو )ﺷﺎﺷﺔ ﺗﻠﻔزﯾون( ﺗﺑرز إرادة ﺷﻌب‪ ،‬اﺳﺗﺟﺎب ﻟﻪ اﻟﻘدر‪ ،‬أو ﻫو دﯾوان ﺷﻌر ﻟﺷﺎﻋر‬
‫اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء اﻟذي ﻧظم أﺛﻧﺎء اﻋﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺷﺎﻋر ﺑﺳﺟن‬
‫ﺑرﺑروس‪ ،‬ﺗﻧﺎول‪" 2‬اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺛورة‪ ،‬أول ﺷﻬداﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺻﻠﺔ "أﺣﻣد زﺑﺎﻧﺎ"‪ ،‬ﺻدرت طﺑﻌﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم ‪1973‬م‪.‬‬

‫وﻗد ﻧﺷر ﺣدﯾﺛﺎ دراﺳﺔ ﺑﻌﻧوان"ﻗراءة ﻓﻲ دﯾوان اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس" ﻋن ﻣﻧﺷورات دار اﻟﻬدى ﻟﻠﻛﺗﺎﺑﺔ ﻧﺳﯾﻣﺔ زﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺗﻧﺎوﻟت‬
‫اﻟدﯾوان ﺑﺎﻟدراﺳﺔ وﻓق آﻟﯾﺎت اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬وﻗد ﺳﺑﻘﻬﺎ اﻟﺗﺻوﯾر اﻟﺑﯾﺎﻧﻲ ﻓﻲ دﯾوان" اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس" ﻟﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‬
‫ﻟﻠﻛﺎﺗب أﺑو اﻟﻔﺗوح ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب اﻟرﻓﺎﻋﻲ ﻏﯾﺎﺗﻲ ﻣن إﺻدار ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫر ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪.2004‬‬

‫ـ ـ ﻋدد اﻟﺻﻔﺣﺎت‪ 299 :‬ﺻﻔﺣﺔ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ـ ـ ﻋدد اﻟﻘﺻﺎﺋد‪ 55 :‬ﻗﺻﯾدة‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن‪" :‬ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ دراﺳﺔ وﺗطﺑﯾق"‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث اﻷ ازرﯾطﺔ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬دط‪ ،2006 ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ -2‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪" :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪ ،‬ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬طﺑﻊ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣطﺑﻌﯾﺔ وﺣدة اﻟرﻏﺎﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009 ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫‪12‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺗوﻛﯾـــــــــــــد‬

‫‪ -1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد‪ -1-1 :‬ﻟﻐﺔ‪.‬‬

‫‪ -2 -1‬اﺻطﻼﺣﺎ‪.‬‬

‫‪ -2‬أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد‪ -1-2 :‬ﺗوﻛﯾد ﻟﻔظﻲ‪.‬‬

‫‪ -2-2‬ﺗوﻛﯾد ﻣﻌﻧوي‪.‬‬

‫‪ -3‬أﻧواع اﻟﺗوﻛﯾد‪ -1-3 :‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‪.‬‬

‫‪ -2-3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‪.‬‬
‫‪ -3-3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫اﻟﺳﯾن * ﺳوف * ّإن و أّن * ﻻم اﻻﺑﺗداء‬
‫‪ّ ‬أﻣﺎ واﻟﻔﺎء * ﻗد * ّ‬
‫ﻧوﻧﺎ اﻟﺗوﻛﯾد ) اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ واﻟﺧﻔﯾﻔﺔ (‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬أﻏراض اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ﻟﻘد أﺟﻣﻌت اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻘدﯾﻣﺔ واﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف ﻟﻐوي واﺣد ﻟﻠﺗوﻛﯾد‪.‬‬

‫‪-1-1‬ﻟﻐﺔ‪:‬‬

‫وﻛد اﻟﻌﻘد واﻟﻌﻬد أوﺛﻘﻪ‪ ،‬واﻟﻬﻣز ﻓﯾﻪ ﻟﻐﺔ ﯾﻘﺎل‪ :‬أوﻛدﺗﻪ وأﻛدﺗﻪ وآﻛدﺗﻪ إﯾﻛﺎدا‪ ،‬وﺑﺎﻟواو أﻓﺻﺢ أي ﺷددﺗﻪ‪ ...‬ووﻛد ّاﻟرﺣل‬
‫واﻟﺳرج ﺗوﻛﯾدا ﺷدﻩ‪ ،‬واﻟوﻛﺎﺋد اﻟﺳﯾور اﻟﺗﻲ ﯾﺷد ﺑﻬﺎ‪ ، 1....‬وﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﺧﺗﺎر ّ‬
‫اﻟﺻﺣﺎح‪ :‬أﻛد اﻟﺷﯾﺊ ووﻛدﻩ واﻟواو‬
‫أﻓﺻﺢ‪ .2‬وﯾﻘﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺑدل‪ :‬وﻛدﺗﻪ وﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺗﻘوﯾﺔ‪.3‬‬

‫‪-2-1‬اﺻطﻼﺣﺎ‪:‬‬

‫ﻫو ﻓﻲ اﻷﺻل ﻣﺻدر وﯾﺳﻣﻰ ﺑﻪ اﻟﺗﺎﺑﻊ اﻟﻣﺧﺻوص وﯾﻘﺎل ‪ :‬أﻛد ﺗﺄﻛﯾدا ووﻛد ﺗوﻛﯾدا ‪ ،‬وﻫو ﺑﺎﻟواو أﻛﺛر ‪ ،‬وﻫو ﻋﻠﻰ‬
‫ﻧوﻋﯾن ‪ :‬ﻟﻔظﻲ ‪ ،‬ﻣﻌﻧوي ‪4.‬واﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﺻطﻼح اﻟﻧﺣﺎة ﻣن اﻟﻌرب ‪ ،‬ﺗﺎﺑﻊ ﯾﻘرر ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺗﺑوع ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ‬
‫وﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣﺗﺣﻘﻘﺎ ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻻﺣﺗﻣﺎل ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾظن ﺑﻪ ﻏﯾرﻩ‪ 5‬ﻛﻣﺎ أن "اﻟﺗوﻛﯾد" ﻫو إﯾراد اﻟﻛﻼم ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ ﯾﻧﺗﻔﻲ ﺑﻬﺎ‬
‫اﻟﺷك وﻫو ﻋﻠﻰ ﺿرﺑﯾن‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﺗوﻛﯾد ﻏﯾر اﻻﺻطﻼﺣﻲ‪ :‬وﻫو اﻟﺗوﻛﯾد اﻟذي ﯾوردﻩ اﻟﻣﺗﻛﻠم ﺑﻣﺎ ﯾرى ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺎت أو اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ‬
‫ﻣزﯾﻠﺔ ﻟﺷك اﻟﺳﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻻﺻطﻼﺣﻲ‪ :‬وﻫو اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﺻوغ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻟﻪ ﻗواﻋد ﯾﻘﺎس ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻫو ﻧوﻋﺎن ﺗوﻛﯾد ﻟﻔظﻲ وﺗوﻛﯾد‬
‫‪6‬‬
‫ﻣﻌﻧوي‬

‫‪ -1‬اﺑن ﻣﻧظور ‪" :‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب"‪ ،‬دار ﺻﺎدر ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،3‬ص ‪466‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺑﻛر اﻟرازي‪ " :‬ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح " ‪ ،‬ت‪ ،1‬ﻣﺻطﻔﻰ دﯾب اﻟﺑﻐﺎء‪ ،‬دار اﻟﻬدى‪ ،‬ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ط‪،1990 ،4‬‬
‫ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬أﺣﻣد اﻟﻔﯾوﻣﻲ‪" :‬اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،1990 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -4‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺻﺑﺎن اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ‪":‬ﺷرح أﺷﻣوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻟﻔﯾﺔ إﺑن ﻣﺎﻟك"‪ ،‬ﺿﺑطﻪ وﺻﺣﺣﻪ وﺧرج ﺷواﻫدﻩ إﺑراﻫﯾم ﺷﻣس اﻟدﯾن‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،1903 ،1‬ص ‪.107‬‬
‫‪ -5‬ﻣﺟدي وﻫﺑﺔ وﻛﺎﻣل اﻟﻣﻬﻧدس‪":‬ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب"‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪ ،1984 ،2‬ص ‪.127‬‬
‫‪ -6‬أﺑوﺑﻛر ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم‪" :‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ واﻟﺻرﻓﯾﺔ اﻟﻣﯾﺳرة"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ إﺑن ﺳﯾﻧﺎء‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،2004 ،‬ص ‪.335 ،334‬‬

‫‪15‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫‪ -‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺗوﻛﯾد أﻻﺣظ‪ :‬أن اﻟﻧﺣﺎة ﻗد أﺟﻣﻌوا ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف واﺣد ﻟﻠﺗوﻛﯾد‪ ،‬إذ ﻫو ﺗﻛرار‬
‫اﻟﻧص أو اﻟﻠﻔظ ذاﺗﻪ )ﻧﻔﺳﻪ( ﻗد ﯾﻛون ﺟﻣﻠﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ‪ ،‬اﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻛرار اﻟﻣرادف‪ ،‬اﻟﺿﻣﯾر‪ ،‬اﻟﻔﻌل‪ ،‬اﻻﺳم‪ ،‬ﻓﺎﻷول‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫ﻼ إذا ُدﱠﻛت اﻷرض دﻛﺎ"‬
‫ﯾﺳﻣﻰ ﻣؤﻛدا‪ ،‬اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗوﻛﯾدا ﻧﺣو‪ :‬ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﻛ ّ‬
‫‪ -‬ذﻛﺎ ← أوﻟﻰ ﻣؤﻛد‪ ،‬دﻛﺎ ← ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺗوﻛﯾد ﻟﻔظﻲ؛ إذ ﻧﺟد أن اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟواو أﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻟدى اﻟﻧﺣﺎة‪.‬‬

‫أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ﻟﻠﺗوﻛﯾد ﻗﺳﻣﺎن ﻫﻣﺎ‪ :‬ﻟﻔظﻲ‪ ،‬ﻣﻌﻧوي‪:‬‬

‫‪-1-2‬ﺗوﻛﯾد ﻟﻔظﻲ‪ :‬وﯾﻛون ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻣؤﻛد ﺑﻠﻔظﺔ أو ﻣرادﻓﺔ ﺳواء أﻛﺎن اﺳﻣﺎ ظﺎﻫ ار أم ﺿﻣﯾ ار‪ ،‬أم ﻓﻌﻼ‪ ،‬أم ﺣرﻓﺎ‪ ،‬أم‬
‫‪2‬‬
‫ﺟﻣﻠﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ أو اﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬أو ﺷﺑﻪ ﺟﻣﻠﺔ‪ ،‬أو ﺑﺈﻋﺎدة ﻣرادف اﻻﺳم‪.‬‬

‫و إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻛرار ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ﯾراد ﻣﻧﻪ اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻘط ‪،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم و ﻓﻲ اﻟﺷﻌر ذو وظﯾﻔﺗﯾن = اﻷوﻟﻰ ﻣﻌﻧوﯾﺔ‬
‫‪3‬‬
‫وﻫﻲ اﻟﺗوﻛﯾد‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﻐﯾﻣﯾﺔ ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﺗؤدﯾﻬﺎ اﻷﺻوات أو اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﻣﻛررة ﻓﻲ اﻟﻛﻠﻣﺎت أو ﻓﻲ اﻟﺟﻣل‪.‬‬

‫أو ﻫو ﺗﻛرار اﻟﻠﻔظ اﻟﺳﺎﺑق ﺑﻧﺻﻪ‪ ،‬أو ﺑﻠﻔظ آﺧر ﻣرادف ﻟﻪ‪ ،‬واﻟﻣؤﻛد )اﻟﻣﺗﺑوع( وﻗد ﻧﺗﻧﺎول ﺗﺑﯾﺎﻧﺎ ﻟذﻟك ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻻﺳم اﻟظﺎﻫر‪ :‬ﻧﺣو‪:‬اﻟﺷﻣس اﻟﺷﻣس أم اﻷرض‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫‪ -2‬ﺗوﻛﯾد اﻟﻔﻌل‪ :‬ﻧﺣو‪ :‬ﺗﺗﺣرك ﺗﺗﺣرك اﻷﺟرام اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺗوﻛﯾد ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ‪ :‬ﻧﺣو‪ :‬اﻟﺧﯾر ﻣﺣﻣود اﻟﻣﻐﺑﺔ‪ ،‬اﻟﺧﯾر ﻣﺣﻣود اﻟﻣﻐﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺗوﻛﯾد ﺟﻣﻠﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ‪ :‬ﻧﺣو‪ :‬ﺗواﺗﯾك ﻋواﻗﺑﻪ‪ ،‬ﺗواﺗﯾك ﻋواﻗﺑﻪ؛ أي ﺗﻧﺎﺳﺑك‬
‫‪ -5‬ﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻣرادف‪ :‬ﻧﺣو‪ :‬أﻧت ﺑﺎﻟﺧﯾر ﺣﻘﯾق ﻗﻣن؛ ﻓﻘﻣن ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺣﻘﯾق‪ ،‬وﻣﻌﻧﻰ ﻛل ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺗﯾن ﺟدﯾر؛‪ 5‬أي‬
‫ﻗﻣن ﻛﻠﻣﺔ ﻗدﯾﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺗداوﻟﺔ ﺑﻛﺛرة اﻵن‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -6‬ﺗوﻛﯾد اﺳم اﻟﻔﻌل‪ :‬ﻧﺣو‪ :‬ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪» :‬ﻫﯾﻬﺎت ﻫﯾﻬﺎت ّﻟﻣﺎ ﺗوﻋدون«‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -7‬ﺗوﻛﯾد ﺷﺑﻪ ﺟﻣﻠﺔ‪ :‬ﻧﺣو‪ :‬ﺑﺎﺟﺗﻬﺎدﻧﺎ ﺑﺎﺟﺗﻬﺎدﻧﺎ ﻧﺟﺣﻧﺎ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺳورة اﻟﻔﺟر ‪ :‬آﯾﺔ‪.23 ،‬‬


‫‪-2‬اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻐﻼﯾﯾﻧﻲ‪" :‬ﺟﺎﻣﻊ اﻟدروس اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣوﺳوﻋﺔ"‪ ،‬دار ﺻﯾدا ﺑﯾروت‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.567‬‬
‫‪-3‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﺿوء ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧظم"‪ ،‬دار واﺋل‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.260‬‬
‫‪ -4‬ﻋﺑﺎس ﺣﺳن‪" :‬اﻟﻧﺣو اﻟواﻓﻲ"‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﻣﺻر‪ ،‬ط‪ ،3‬ص ‪.525‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﻋﺑﺎس ﺣﺳن‪" :‬اﻟﻧﺣو اﻟواﻓﻲ"‪ ،‬ص ‪.525‬‬
‫‪ -6‬ﺳورة اﻟﻣؤﻣﻧون‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.31 :‬‬
‫‪ -7‬ﺳﻣﯾﺢ أﺑو ﻣﻐﻠﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬دار اﻟﺑداﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ط‪2011 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.157‬‬

‫‪16‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫‪1‬‬
‫وزوﺟ َك اﻟﺟﱠﻧﺔ«‪.‬‬
‫أﻧت ُ‬
‫‪ -8‬ﺗوﻛﯾد اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﻧﻔﺻل‪ :‬ﻧﺣو‪ :‬ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪» :‬ﯾﺎ آدم اُْﺳُﻛ ْن َ‬

‫ﻓﺈن اﻟﻔﻌل أُْﺳُﻛن ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺿﻣﯾر ﻣﺳﺗﺗر ﺗﻘدﯾرﻩ ''أﻧت'' ﯾﻌود ﻋﻠﻰ آدم‪ ،‬ﻓﺟﺎء اﻟﺿﻣﯾر ''أﻧت اﻟﺛﺎﻧﻲ'' ﺗوﻛﯾدا ﻟﻔظﯾﺎ‬
‫‪2‬‬
‫ﻟﻠﺿﻣﯾر اﻟﻣﺳﺗﺗر ''أﻧت''‪.‬‬

‫‪ -9‬ﺗوﻛﯾد اﻟﺣرف‪ :‬ﻧﺣو ﻗول ﺟﻣﯾل ﺑﺛﯾﻧﺔ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫أﺧذت ﻋﻠﻲ ﻣواﺛﻘﺎ وﻋﻬودا‪.‬‬ ‫ﻻ ﻻ أﺑوح ﺑﺣب ﺑﺛﯾﻧﺔ إﻧﻬﺎ‬

‫ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أﻻﺣظ‪ :‬أن اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ ﻫو ﺗﻛرار ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻠﻔظ و اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﻌﺎ أم ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﻊ اﺧﺗﻼف اﻟﻠﻔظ‪ ،‬أو‬
‫ﻫو إﻋﺎدة اﻟﻠﻔظ ﻧﻔﺳﻪ أو ﻣرادﻓﻪ ‪...‬اﻟﺦ وذﻟك ﻹزاﻟﺔ اﻟﺷك واﻹﺑﻬﺎم‪ ،‬وﯾﻌرب اﻟﺗوﻛﯾد ﺣﺳب ﻣوﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ؛‬
‫ﻧﺣو‪ :‬ﺟﺎء ﺟﺎء ﻣﺣﻣد‪.‬‬

‫ﺟﺎءَ ← اﻷوﻟﻰ‪ :‬ﻓﻌل ﻣﺎض ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺗﺢ اﻟظﺎﻫر ﻋﻠﻰ آﺧرﻩ )ﺗﺳﻣﻰ ﻣؤﻛدا(‪.‬‬

‫ﺟﺎءَ ← اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬ﺗوﻛﯾد ﻟﻔظﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺗﺢ اﻟظﺎﻫر ﻋﻠﻰ آﺧرﻩ‪.‬‬

‫‪-2-2‬ﺗوﻛﯾد ﻣﻌﻧوي‪:‬‬

‫ﯾﻛون ﺑﺗﻛرار اﻟﻣﻌﻧﻰ دون ﻟﻔظﻪ ‘‪ 4‬أو ﻫو اﻟذي ﺗﻛون ﻓﯾﻪ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﺗوﻛﯾد واﻟﻣؤﻛد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬ﻻ ﻓﻲ اﻟﻠﻔظ‪،‬‬
‫ﻓﻧطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﺳم اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي ﺣﯾث ﺗﻌﺎد ﻛﻠﻣﺔ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﻻ ﺑﻠﻔظﻬﺎ‪ 5،‬أو ﻫو اﻟﺗﺎﺑﻊ اﻟراﻓﻊ اﺣﺗﻣﺎل إرادة ﻏﯾر‬
‫اﻟظﺎﻫر‪ ،‬وﻟﻪ أﻟﻔﺎظ أﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ إﺑن ﻣﺎﻟك ﺑﻘوﻟﻪ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫ؤﻛدا‪.‬‬
‫ﻣﻊ ﺿﻣﯾر طﺎﺑق ُاﻟﻣ ﱠ‬ ‫ﺑﺎﻟﻧﻔس أو ﺑﺎﻟﻌﯾن اﻻﺳم أُﱢﻛَدا‬

‫‪ -1‬ﺳورة اﻟﺑﻘرة‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.35 :‬‬


‫‪ -2‬ﻣﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﻋطﯾﺔ‪ " :‬اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﻋرض وﺗطﺑﯾق"‪ ،‬دار اﻟﻣﻧﻬﺎج ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص ‪.249‬‬
‫‪ -3‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ اﻟدﻗر‪" :‬ﻣﻌﺟم اﻟﻘواﻋد اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﺗﺻرﯾف"‪ ،‬دار اﻟﻘﻠم دﻣﺷق‪ ،‬ط‪1422 ،3‬ه‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪ -4‬اﻟزﻣﺧﺷري‪" :‬ﺷرح اﻟﻣﻔﺻل"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،2001 ،1422 ،2‬ص ‪.220‬‬
‫‪ -5‬إﺑراﻫﯾم ﻗﻼﺗﻲ‪" :‬ﻗﺻﺔ اﻹﻋراب"‪ ،‬دار اﻟﻬدى‪ ،‬دط‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫ﻏوﻏوﯾﺔ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬اﺑن ﻣﺎﻟك ‪ " :‬أﻟﻔﯾﺔ اﺑن ﻣﺎﻟك" ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ﻧﺎﺷرون‪ ،‬ﺗرﺟﻣﻬﺎ‪ ،‬أ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫ﻪُ أو َ ْﻋﻧُﯾ ﻪ‪ ،‬أو َ ﻧْﻔُﺳﻪ َ ْﻋﻧُﯾ ﻪُ ﻓﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ؛ واﻟﻣراد ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ‪،‬‬


‫ﺟﺎء زٌﯾد َ ﻧْﻔُﺳ‬
‫أي ﻓﻲ اﻹﻓراد واﻟﺗذﻛﯾر وﻓروﻋﻬﺎ ﻓﺗﻘول‪َ :‬‬
‫ﺟرﻫﻣﺎ ﺑﺑﺎء زاﺋدة‪ 1.‬وﻫو ﻋﻠﻰ ﺿرﺑﯾن‪:‬‬
‫ﻫﻧد َ ﻧْﻔُﺳﻬﺎَ أو َ ْﻋﻧُﯾ ﻬﺎَ وﻫﻛذا‪ ،‬وﯾﺟوز ّ‬
‫وﺗﻘول‪ :‬ﺟﺎءت ٌ‬

‫اﻟﻣؤﻛد‬
‫‪ -1‬ﻣﺎ ﯾرﻓﻊ َﺗَو َﱡﻫم ﻣﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﻣؤﻛد‪ :‬وﻟﻪ ﻟﻔظﺎن ‪" :‬اﻟﻧﻔس واﻟﻌﯾن'' وﻻﺑد ﻣن إﺿﺎﻓﺔ ﺿﻣﯾر ﯾطﺎﺑق ﱠ‬
‫ﻟﻛﻠﯾﻬﻣﺎ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺎ ﯾرﻓﻊ َﺗَو ﱡﻫم ﻋدم إرادة اﻟﺷﻣول‪ ،‬واﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻟذﻟك ''ﻛل‪ ،‬وﻛﻼ‪ ،‬وﻛﻠﺗﺎ‪ ،‬وﺟﻣﯾﻊ"‬

‫وﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣؤﻛد ﻓﻲ إﻋراﺑﻬﺎ؛‪ 3‬أي أن اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي ﯾﻛون ﺑﺗﻛرار اﻟﻣﻌﻧﻰ دون اﻟﻠﻔظ‪.‬‬

‫‪ .1‬اﻟﺗوﻛﯾد "ﺑﻧﻔس وﻋﯾن"‪ :‬ﺗﻧﻔرد ﻛﻠﻣﺗﺎ )ﻧﻔس( و)ﻋﯾن( دون ﺑﻘﯾﺔ أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي ﺑﺟواز ﺟرﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟﺑﺎء‬
‫ﻔﺳﻪ‪ ،‬ﯾﺣﺎرب‬
‫اﻟزاﺋدة؛ ﺗﻘول‪) :‬ذﻫب اﻟواﻟﻲ َ ﻧْﻔُﺳﻪ‪ ،‬أو َﺑﻧْﻔ ِﺳﻪ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺧوارج( )أﺑﺻرت اﻟواﻟِ َﻲ َ ﻧ َﻔﺳﻪ‪ ،‬أو َﺑﻧ ِ‬
‫ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬أو ﺑﻧﻔ ِﺳﻪ‪ ،‬وﻫو ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان(‪ ...‬ﻓﻛﻠﻣﺔ‪" :‬ﻧﻔس" ﺗوﻛﯾد ﻣﺟرور ﺑﺎﻟﺑﺎء‬
‫اﻟﺧوارج(‪) .‬ﻧظرت إﻟﻰ اﻟواﻟِ ﻲ ِ‬
‫اﻟزاﺋدة ﻓﻲ ﻣﺣل رﻓﻊ‪ ،‬أو ﻧﺻب‪ ،‬أو ﺟر‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺗﺑوع وﯾﺻﺢ وﺿﻊ "ﻋﯾن" ﻣﻛﺎن "ﻧﻔس" ﻓﻼ‬
‫ﯾﺗﻐﯾر اﻟﺣﻛم‪ ،‬وﺗﻌرب ﻣﻊ ﺣرف اﻟﺟر ﻣﺛﻠﻬﺎ ﺗوﻛﯾدا ﻣﺟرو ار ﻓﻲ ﻟﻔظﻪ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺣل ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣؤﻛد أي‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻣﺗﺑوع‪.‬‬
‫وﻛْﻠﺗَﺎ"‪ :‬ﻓﺄوﻟﻬﻣﺎ ﻟﻠﻣﺛﻧﻰ اﻟﻣذﻛر واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺛﻧﻰ اﻟﻣؤﻧث وﯾؤﻛد ﺑﻬﻣﺎ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻣول ودﻓﻊ‬
‫‪ .2‬اﻟﺗوﻛﯾد " ِﺑﻛﻼَ ِ‬
‫‪5‬‬
‫ﻠﺗَ اﺳﻣﺎن ﻣﻼزﻣﺎن ﻟﻺﺿﺎﻓﺔ –ﻟﻔظﺎ وﻣﻌﻧﺎ‪ -‬إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ ﻣﻌرﻓﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﺛﻧﯾن‪.‬‬
‫وﻛ ﺎ‬‫وﻛ َﻼ ِ‬
‫ﺗو ﱡﻫم اﻟﻣﺟﺎز‪ِ ،‬‬
‫وﺟْﻣَﻌﺎء(‪:‬‬
‫‪ .3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑـ )ﻛل‪ ،‬وﺟﻣﯾﻊ‪ ،‬وﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وأﺟﻣﻊ‪َ ،‬‬

‫إن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣوﻗﻊ إﻋراﺑﻲ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺑﺗدأ‪ ،‬وﺧﺑرا‪ ،‬وﻓﻌﻼ‪ ،‬وﻣﻔﻌوﻻ ﺑﻪ وﺗوﻛﯾدا؛ أي ﺑﺗﻐﯾﯾر‬
‫ﻣوﻗﻌﻬﺎ اﻹﻋراﺑﻲ ﺑﺣﺳب ﻣوﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ‪.‬‬

‫وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺗوﻛﯾدا ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن ﯾﺗﺻل ﺑﻬﺎ ﺿﻣﯾر ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻛد‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺑﺎن اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ‪" :‬ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﺑﺎن ﻋﻠﻰ ﺷرح اﻷﺷﻣوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻟﻔﯾﺔ اﺑن ﻣﺎﻟك‪ ،‬ﺿﺑطﻪ وﺻﺣﺣﻪ وﺧرج ﺷواﻫدﻩ إﺑراﻫﯾم‬
‫ﺷﻣس اﻟدﯾن‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﻣﺟﻠد ﺛﺎﻟث‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص ‪.107‬‬
‫‪ -2‬إﺑن ﻋﻘﯾل ‪" :‬ﺷرح إﺑن ﻋﻘﯾل ﻋﻠﻰ أﻟﻔﯾﺔ ﺑن ﻣﺎﻟك"‪ ،‬دار اﻟﺟﯾل ﺑﯾروت‪ ،‬ﺣﻘﻘﻪ اﻟﻔﺎﺧوري‪ ،‬ط‪ ،5‬ج‪ ،1997،2‬ص ‪ ،215‬ص ‪.216‬‬
‫‪ -3‬ﻣﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﻋطﯾﺔ‪ " :‬اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﻋرض وﺗطﺑﯾق"‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ -4‬ﻋﺑﺎس ﺣﺳن‪" :‬اﻟﻧﺣو اﻟواﻓﻲ"‪ ،‬ص ‪ ،506‬ص ‪.507‬‬
‫‪ -5‬ﻣﺣﻣد أﺳﻌد اﻟﻧﺎدري‪" :‬ﻧﺣو اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ ﺻﯾدا‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬دط‪ ،2005 ،‬ص ‪ ،584‬ص ‪.585‬‬

‫‪18‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫‪2‬‬
‫اﻷﺳﻣ َﺎء ُﻬﻛﻠﱠَ ﺎ«‪.‬‬
‫آدم ْ َ‬ ‫‪ -2‬أن ﺗﺗﺄﺧر ﻋن اﻟﻣؤﻛد ﻓﺈن ﺗﻘدﻣت ﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﺗﻛون ﺗوﻛﯾدا؛‪ 1‬ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ »:‬ﻠﱠ‬
‫وﻋَ م َ‬

‫ﻌﺎء‪ُ ،‬ﺟَﻣﻊ‪ُ،‬‬
‫ون‪َ ،‬ﺟْﻣ ُ‬
‫أﺟﻌﻣُ َ‬
‫أﺟﻊﻣُ ‪َ ْ ،‬‬
‫ﯾﻧُ ﻪ‪َ ْ ،‬‬
‫ﻧﻔﺳﻪ‪َ ،‬ﻋ‬
‫وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﺟﻣﻠﺔ اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺗﻲ ﯾؤﻛد ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺗﺳﻌﺔ أﻟﻔﺎظ ﻫﻲ‪ُ :‬‬
‫ﺎﻫُ ﻣﺎ‪.‬‬
‫ُﻛﻠﱡ ﻬ ُم‪ِ ،‬ﻛﻼَﻫُ َﻣﺎ‪ِ ،‬ﻛْﻠﺗَ‬

‫ون‪َ ،‬ﻛﺗْﻌﺎَ ء َوﺑ ْﺻﻌﺎء‪ُ ،‬ﻛ ْﺗَﻊ ُوﺑ َﺻْﻊ؛ ﻫﻲ أﻟﻔﺎظ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ اﻵن ﻛﻠﻬﺎ ﺗواﺑﻊ ﻷﺟﻣﻊ‪ ،‬وﻻ ﺗﺳﺗﻌﻣل‬
‫ﺻُ َ‬
‫ون وْأﺑ َﻌ‬
‫أﻛ ُﺗَ َ‬
‫ﻓﺄﻣﺎ ْﻌ‬
‫ﯾﻧُ ﻪ" ﯾؤﻛد ﺑﻬﻣﺎ ﻣﺎ‬
‫وﻋ‬
‫ﻓﻧﻔﺳﻪ َ‬
‫إﻻ ﺑﻌدﻩ‪ ،‬وﻻ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻣﻧﻔردة‪ ،‬و ﻗﯾل إﻧﻬﺎ ﻛﻣﻌﻧﻰ " ْأﺟَﻣِﻌﯾن" وﻫو اﻹﺣﺎطﺔ واﻟﻌﻣوم‪ُ " ،‬‬
‫‪3‬‬
‫ﯾؤﻛد ﺑﻬﻣﺎ إﻻ ﻣﺎ ﯾﺗﺑ ﱠﻌض‪.‬‬
‫وﻛل وأﺟﻣﻊ ﻻ ﱠ‬
‫ﯾﺗﺑ ﱠﻌض وﻻﯾﺗﺑ ﱠﻌض ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻹﺛﺑﺎت ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺷﻲء‪ ،‬ﱡ‬

‫ﻛل‬
‫وﻛْﻠﺗﺎ(‪ ) ،‬ﱡ‬
‫وﻧﻔس(‪ِ) ،‬ﻛﻼ ِ‬
‫ﻋﯾن ُ‬
‫أﻓﻬم ّﻣﻣﺎ ﺳﺑق‪ّ :‬أن اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي ﻫو اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ُ ) :‬‬
‫أﺟﻣﻊ‪َ ،‬ﺟْﻣَﻌﺎء‪...‬اﻟﺦ(‪.‬‬
‫وﺟﻣﯾﻊ ُوﻋﺎ ﱠﻣﺔ(‪َ ْ ) ،‬‬
‫ِ‬

‫‪4‬‬
‫وﯾﺟب أن ﯾﺗﺑﻊ ﻛل ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﺿﻣﯾر ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻛد؛ ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫وﺟ ُود‬
‫ﻼﻫُ ﻣﺎ ﻓﻲ "ﺟﺑﺎل َاﻟوْﺣش )٭(" َﻣ ُ‬
‫ِﻛ‬ ‫ﻋﺟ َب‬
‫اﻷﺳد‪ ،‬ﻻ َ‬
‫ِ‬ ‫وﻋ ِر ُﯾن‬
‫َ ْﻣرَﻋﻰ اﻟظﱠ ﺑﺂ‪َ ،‬‬

‫ﺟﺎء زٌﯾد‬
‫ﻧﻔس ﺑﻌﯾن( دون أن ﯾﺗﻐﯾر اﻟﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬وﯾﺟوز أن ﯾﺳﺑﻘﻬﻣﺎ ﺣرف ﺟر زاﺋد؛ ﻧﺣو‪َ :‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻧﺎ إﺑدال ) ُ‬
‫َﺑﻧْﻔ ِﺳِﻪ‪.‬‬

‫‪-3‬أﻧواع اﻟﺗوﻛﯾد‪:‬‬

‫ّإن اﻟﺗوﻛﯾد ﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬وطرق اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .1-3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‪ .2-3 ،‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‪ .3-3 ،‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف ‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﻋطﯾﺔ‪" :‬اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﻋرض وﺗطﺑﯾق"‪ ،‬ص ‪.253‬‬


‫‪ -2‬ﺳورة اﻟﺑﻘرة‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.31 :‬‬
‫‪ -3‬اﻟزﻣﺧﺷري‪" :‬ﺷرح ﻣﻔﺻل"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪2001 ،1‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ ،220‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -4‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ " :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪ ،‬ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬طﺑﻊ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣطﺑﻌﯾﺔ‪ ،‬وﺣدة اﻟرﻏﺎﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.226‬‬
‫)*(‪" :‬ﺟﺑﺎل اﻟوﺣش"‪ :‬ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﺧﻣﺳﺔ أﻣﯾﺎل ﻣن ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ وﻓﯾﻬﺎ أروع ﻣﺑﺎﻫﺞ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻓﻲ أرض اﻟﺟزاﺋر‪...‬‬
‫‪ -5‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬دار واﺋل‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪ ،203‬ص‪.393‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫‪ -1-3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‪:‬‬

‫ّإن اﻟﻘﺻر ﯾؤدي وظﯾﻔﺔ ﺗوﻛﯾدﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ ‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬

‫‪ -1-1-3‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺻر‪:‬‬

‫ف ِﻋ ٌﯾن«؛ أي‪ّ :‬أن ﻧﺳﺎء أﻫل اﻟﺟﻧﺔ ﯾﺣﺑﺳن اﻟطرف ﻋﻠﻰ‬


‫اﻟطر ِ‬
‫ات ﱠْ‬
‫ﻗﺎﺻر ُ‬
‫ﻫُ م ِ‬
‫وﻋﻧَد‬
‫أ‪ -‬ﻟﻐﺔ‪ :‬اﻟﺣﺑس‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ِْ » :‬‬
‫‪1‬‬
‫أزواﺟﻬن دون ﻏﯾرﻫم ﻣن اﻟرﺟﺎل‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﺻطﻼﺣﺎ‪ :‬ﻫو ﺗﺧﺻﯾص أﻣر ﺑﺂﺧر ﺑطرﯾق ﻣﺧﺻوص أو إﺛﺑﺎت اﻟﺣﻛم ﻟﻣﺎ ﯾذﻛر ﻓﻲ اﻟﻛﻼم وﻧﻔﯾﻪ ﻋﻣﺎ‬
‫‪2‬‬
‫ﻋداﻩ ﺑﺈﺣدى اﻟطرق‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2-1-3‬طرق اﻟﻘﺻر‪:‬‬

‫ﻟﻠﻘﺻر أرﺑﻊ طرق ﻣﺷﻬورة ﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ ‬ﱠإﻧَﻣﺎ‪ :‬ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬


‫‪4‬‬
‫ﺣﯾن ﯾﺧﺗﺎر ﺟﻧدﻩ‪ ،‬ﯾﺗﺣرى‪.‬‬ ‫ﱠإﻧَﻣﺎﯾُ ﻛﺗب اﻟﺑﻘﺎء‪ ،‬ﻟﺷﻌب‬
‫اﻟرُﺳ ُل«‪ 5.‬واﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻫﻧﺎ‬
‫ول ﻗد َﺧﻠَ ْت ِﻣ ْنﻗَْ ﺑﻠِ ﻪ ﱡ‬
‫اﺑن َ ْﻣ َرَﯾمإﻻﱠ َرُﺳ ٌ‬
‫‪ ‬اﻟﻧﻔﻲ و اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء‪ :‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ» :‬ﻣﺎ َاﻟﻣ ِﺳ ُﯾﺢ ُ‬
‫ﻫو اﻟﻣﻔرغ؛ أي ﻣﺎ ﺣذف ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣﻧﻪ؛ أي ّأن اﻟﻐرض ﻣن إﻧﻣﺎ ﻟﯾس اﻟﻘﺻر ﻓﻘط ﺑل ﺗﻔﯾد أﯾﺿﺎ‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﺣﻘﻪ اﻟﺗﺄﺧﯾر‪ :‬ﻛﺗﻘدﯾم اﻟﺧﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗدأ‪ ،‬واﻟﻣﻔﻌول ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل وﻣﺎ ﺷﺎﻛل ذﻟك‪ ،‬وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻗوﻟﻪ‬
‫وﻣ ْن َ ﺑْﻌُد«‪.6‬‬
‫اﻷﻣُر ِﻣ ْنﻗَْ ﺑ ُل ِ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﻟِ»ﻠﱠ ِﻪ ْ‬

‫ﻗدم اﻟﺧﺑر "ﷲ" ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗدأ "اﻷﻣر"؛ ﻓﻘﺻر اﻷﻣر ﻋﻠﻰ اﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﺣدﻩ دون ﻏﯾرﻩ‪.‬‬

‫‪ -1‬إﻟﯾﺎس دﯾب‪" :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺄﻛﯾد"‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬دط‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -2‬أﺣﻣد اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ‪" :‬ﺟواﻫر اﻟﺑﻼﻏﺔ"‪ ،‬دار اﻟﺟﯾل‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬دط‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ - 3‬ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺎطﺎﻫر ‪" :‬اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -4‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪" :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪ ،‬ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009 ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -5‬ﺳورة اﻟﻣﺎﺋدة‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.75 :‬‬
‫‪ -6‬ﺳورة اﻟروم‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.4 :‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫ﻌﯾن«؛‪ 1‬ﻗدم اﻟﻣﻔﻌول "إﯾﺎك" ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل ﻓﻘﺻر ﺑذﻟك ﺻﻔﺗﻲ اﻟﻌﺑﺎدة واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ‬
‫ﺎك َ ﻧ ْﺳﺗَ ُ‬
‫وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪» :‬إﯾﺎﱠ َك َ ﻧْﺑُﻌ ُد ٕواﱠﯾ َ‬
‫ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘﺻر ﺑواﺳطﺔ ﺣروف اﻟﻌطف )ﻻ‪ ،‬ﺑل‪ ،‬ﻟﻛن(‪:‬‬
‫‪ -1‬ﯾﺄﺗﻲ ﺣرف اﻟﻌطف "ﻻ" ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺛﺑﺗﺔ‪ ،‬و ﯾﺳﺗﻔﺎد اﻟﻘﺻر ﻣن إﺛﺑﺎت "ﻻ" ﻟﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻧﻔﯾﻬﺎ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻷﺧرى‪،‬‬
‫ﺧﺎﻟد؛ ﻓﻘد ﻗﺻرت اﻟﻣﺟﻲء ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣد؛ ﻓﻘد أﻛدﻧﺎ ﻣﺟﻲء ﻣﺣﻣد ﻻ ﺧﺎﻟد‪ ،‬ﻓﺣرف‬
‫ﻣﺣﻣد ﻻَ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ﺟﺎء‬
‫ﻛﻘوﻟك‪َ :‬‬
‫اﻟﻌطف اﻟﻼم إذن‪ :‬ﯾﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺗﺄﺗﻲ "ﺑل" ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻧﻔﻲ أو ﻧﻬﻲ؛ وﯾﺗم اﻟﻘﺻر ﺑﻬﺎ ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻟﺣﻛم ﻟﺟﻬﺔ وﻧﻔﯾﻪ ﻋن اﻟﺟﻬﺔ اﻷﺧرى ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﺣﯾﺎةَ اﻟ ﱡدﻧﯾﺎ«‪.‬‬
‫رون َ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪»َ :‬ﺑ ْل ْﺗُؤﺛِ َ‬
‫ﺧﺎﻟد"؛ أي ﻗﺻر اﻟﻣﺟﻲء ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟد‬
‫ﻟﻛن ٌ‬
‫ﻣﺣﻣد ْ‬
‫ٌ‬ ‫ﺟﺎء‬
‫‪ -3‬ﺗﺄﺗﻲ "ﻟﻛن" ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻧﻔﻲ أو ﻧﻬﻲ ﻛذﻟك؛ ﻧﺣو‪" :‬ﻣﺎ َ‬
‫وﺣدﻩ؛ ﻟﻛن ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﺣرف ﻣﺷﺑﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﯾﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬

‫‪-2-2-3‬أرﻛﺎن اﻟﻘﺻر‪ :‬ﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻘﺻر رﻛﻧﺎن أﺳﺎﺳﯾﺎن ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺧﺻص‪ ،‬أو اﻟﺣﻛم اﻟﻣراد إﺛﺑﺎﺗﻪ‬


‫ّ‬ ‫‪ -1‬اﻟﻣﻘﺻور‪ :‬وﻫو اﻷﻣر‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻣﺧﺻص‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر ﺻﺎﺣب اﻟﺣﻛم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬اﻟﻣﻘﺻور ﻋﻠﯾﻪ‪ :‬وﻫو‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق أﻻﺣظ‪ّ :‬أن اﻟﻘﺻر ﻣﺎ ﻫو إﻻ رﻛﻧﺎن ﻓﺎﻷول ﻣﻘﺻور‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻘﺻور ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬واﻟﻘﺻر ﯾﺗم ﺑﺄدوات‬
‫ﻟﻛن‪ ،‬ﻻَ ‪ ،‬وﻗد ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻘﺻر أﯾﺿﺎ اﻟﺣﺻر‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد وذﻟك ﻟﺗﻧوع أدواﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ‬
‫ﺑل‪ْ ،‬‬
‫ﻣﻧﻬﺎ‪ّ :‬إﻧﻣﺎ‪ ،‬إﻻّ ‪ْ ،‬‬
‫ون إﺧوةٌ«‪5‬؛ أي إﻧﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر أداة ﻗﺻر ﺗﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪» :‬إﱠَﻧﻣﺎ ُاﻟﻣْؤ ِﻧُﻣ َ‬

‫اﻟﻣؤﻣﻧون ← ﻣﻘﺻور‪ ،‬إﺧوة ← ﻣﻘﺻور ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺳورة اﻟﻔﺎﺗﺣﺔ‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.5 :‬‬


‫‪ -2‬ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺎطﺎﻫر‪ " :‬اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬ص ‪ ،139‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -3‬ﺳورة اﻷﻋﻠﻰ‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.16 :‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ :‬ص ‪.140‬‬
‫‪ -5‬ﺳورة اﻟﺣﺟرات‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.10 :‬‬

‫‪21‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫‪ -2-3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‪:‬‬

‫إذا ﻛﺎﻧت أدوات اﻟﻘﺻر ﺗﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺳم أﯾﺿﺎ ﯾؤدي وظﯾﻔﺔ ﺗوﻛﯾدﯾﺔ وذﻟك ﻟﺗﻧوع أدواﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﻧوع ﻵﺧر‪.‬‬

‫" ْإن ﻛﺎناﻟﺗوﻛﯾد ﯾُ ْﻬﯾَِﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻛرة ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ وﻣﻧذ ﻟﺣظﺔ ﻧﺷوﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺳم ﯾؤﻛد اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻓﻛرﺗﻪ ﺗﺄﻛﯾد ﻗﺎطﻌﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟﺗوﻛﯾد‬
‫‪1‬‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺳم ﯾﻌد ﻣن أﻗوى أﻧواع اﻟﺗوﻛﯾد‪ ،‬وﻗد ﺟﺎء اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ ﻛﺛﯾرة ﻣن اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم"‪.‬‬

‫"وﻟﻠﻘﺳم و ُاﻟﻣ َﻘﺳم ﺑﻪ أدوات ﻓﻲ ﺣروف اﻟﺟر وأﻛﺛرﻫﺎ اﻟواو‪ ،‬ﺛم اﻟﺑﺎء‪ ،‬ﯾدﺧﻼن ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺣﻠوف ﺑﻪ‪ ،‬ﺛم اﻟﺗﺎء‪ ،‬وﻻ ﺗدﺧل‬
‫إﻻ ﻓﻲ واﺣد‪2‬؛ ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺎﻟﺑﺎء‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺧﻠدن ﻓﻲ ﺣرم اﻟﻔﯾﺣﺎء‪ ،‬ذﻛراﻧﺎ‪.‬‬ ‫آﻣﻧت ﺑﺎﷲ – ﻓﯾﺣﺎء – ﻛم ﻣﻬﺞ‬

‫أﻣﺎ اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟواو؛ ﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫اﻟﺟﺑﺎر( ﻛﻠّ ﻣﻧﺎ ﺟﻬ ار‪.‬‬
‫وﻓﻲ )اﻷطﻠس ّ‬ ‫وﻛﻠم اﷲ ﻣوﺳﻰ ﻓﻲ )اﻟطور( ﺧﻔﯾﺔ‬

‫‪5‬‬
‫أﺻﻧَﺎﻣُْﻛم«‪.‬‬
‫واﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺗﺎء؛ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪» :‬وﺗﺎﷲ ﻷَِﻛ َﯾد ﱠن ْ َ‬

‫ﻷﻓﻌﻠَ ﱠن‬
‫وﺟﺎء ﻓﻲ ﻗول ﺳﯾﺑوﯾﻪ‪ :‬وأﻋﻠم ّأن ﻣن اﻷﻓﻌﺎل أﺷﯾﺎء ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﯾﻣﯾن ﯾﺟري اﻟﻔﻌل ﺑﻌدﻫﺎ؛ وذﻟك ﻗوﻟك‪ :‬أُْﻗ ُِﺳم َ‬
‫‪6‬‬
‫ﻔﻌﻠن"‪.‬‬
‫ﻋﻠﯾك ﻟﺗَ ﱠ‬
‫أﻗﺳﻣت ﺑﺎﷲ َ‬
‫ﻷﻓﻌﻠن و ُ‬
‫ﱠ‬ ‫وأﺷﻬد‬

‫وأﻓﻬم ﻣن ﻫذا ﻛﻠﻪ أن اﻟدﻻﻟﺔ ﺗؤدﯾﻬﺎ اﻟﻼم وﻧون اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬

‫ﯾؤﺗﻰ ﺑﺎﻟﻘﺳم ﻏﺎﻟﺑﺎ‪:‬‬

‫‪ ‬إﻣﺎ ﻟﺗﺄﻛﯾد ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق أو ﺗﻠﻲ ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻘﺳم‪.‬‬


‫‪ ‬أو ﻹزاﻟﺔ اﻟﺷك ﻋن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬دار واﺋل‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.394‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ‪" :‬اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﺗﻘﻌﯾد اﻟﻧﺣوي دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻓﻛرة ﺳﯾﺑوﯾﻪ"‪ ،‬دار ﻏرﯾب اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص ‪.313‬‬
‫‪ -3‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ " :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪ ،‬ص‪،244‬اﻟﺑﯾت‪.4‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪ ،256‬اﻟﺑﯾت‪2‬‬
‫‪ -5‬ﺳورة اﻷﻧﺑﯾﺎء‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.57 :‬‬
‫‪ -6‬ﺳﯾﺑوﯾﻪ ﺑن ﺑﺷر ﺑن ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﻗﻧﺑر‪ " :‬ﻛﺗﺎب ﺳﯾﺑوﯾﻪ"‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق وﺷرح ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻣﺣﻣد ﻫﺎرون‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،1983 ،3‬ص ‪،502‬‬
‫ص ‪.503‬‬

‫‪22‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬أو ﻹﺛﺎرة ﺷﻌور ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎن‪ :‬ﻛﺎﻟﺗﻌﺟب واﻻﺳﺗﻌطﺎف‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬

‫وﻣﻧﻪ ﻧﺟد أن اﻟﻘﺳم ﻗد ﯾﻛون ﻟﺗﺄﻛﯾد ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬أو ﻹزاﻟﺔ اﻹﺑﻬﺎم واﻟﻐﻣوض ﻋﻧﻬﺎ أو ﻟﻠﺗﻌﺟب‪.‬‬

‫‪ ‬أدوات اﻟﻘﺳم‪:‬‬

‫"ﻫﻲ أﺣرف ﺟر ﺗﺟر اﻻﺳم اﻟﻣﻘﺳم ﺑﻪ‪ ،‬وﺗﺗﻌﻠق ﺑﻔﻌل اﻟﻘﺳم اﻟظﺎﻫر أو اﻟﻣﻘدر‪ ،‬وﺗوﺻل ﻣﻌﻧﺎﻩ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻠوف ﺑﻪ‪ ،‬وﻫﻲ‬
‫ﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن ﺣروف اﻟﺟر ﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻬﺎ وﺣدﻫﺎ‪ ،‬إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﺟﻣﻠﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻋددﻫﺎ ﻓﺧﻣﺳﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬اﻟﺑﺎء‪ ،‬اﻟواو‪،‬‬
‫اﻟﺗﺎء‪ ،‬اﻟﻼم‪ِ ،‬ﻣ ْن؛ أي ﻛﻠﻬﺎ أدوات ﺗﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم وﻫﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1-‬اﻟﺑﺎء‪ :‬ﻫﻲ أﺻل ﺣروف اﻟﺗوﻛﯾد و اﻟﻘﺳم وﻏﯾرﻫﺎ ﻣﺣﻣول ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﻧﺎﺋب ﻋﻧﻬﺎ"‪.‬‬

‫ﺑﺎﷲ‬
‫أﻗﺳم ِ‬
‫وﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺳم ﺑﻪ ﺳواء أﻛﺎن ظﺎﻫرا؛ ﻧﺣو‪ :‬ﺑﺎﷲ‪ ،‬وﻗد اﻧﻔردت اﻟﺑﺎء ﺑﺟواز ذﻛر ﻓﻌل اﻟﻘﺳم ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻧﺣو‪ِ :‬‬
‫ﻷَُﺣﻘﱢﻘَ ﱠنَ و ْﻋِدي‪ 3.‬إذن اﻟﺑﺎء ﻫﻧﺎ أﻓﺎدت اﻟﺗوﻛﯾد ﻟﻐرض إزاﻟﺔ اﻟﺷك واﻹﺑﻬﺎم ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻐﺎﻣض‪.‬‬

‫‪ -2-‬اﻟواو‪ :‬ﻫﻲ ﺑدل ﻣن اﻟﺑﺎء ﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻻﺳم اﻟظﺎﻫر‪ ،‬وﻻ ﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻣﯾر و ﯾزﻋم اﻟﻧﺣﺎة أن اﻟﻌرب ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫أرادوا اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣروف اﻟﻘﺳم أو اﻟﺗوﻛﯾد – ﻟﻛﺛرة اﻟﻘﺳم ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻬم – اﺧﺗﺎروا "اﻟواو" ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺑﺎء‬
‫ﻟﺳﺑﺑﯾن‪:‬‬

‫أ‪ .‬ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺎن ﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺑﺎء ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻹﻟﺻﺎق واﻟواو ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻊ‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺎن ﻟﻔظﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻣﺎ ﻣن ﻓﺻﯾﻠﺔ اﻷﺣرف اﻟﺷﻔوﯾﺔ؛‪ 4‬أي ﯾﻣﻛن إﺑدال اﻟﺑﺎء ﺑﺎﻟواو وذﻟك ﻟﺗﻘﺎرﺑﻬﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ‬
‫اﷲ ﻻ أﺑﺗديء ﺑﺎﻷذى؛‪ 5‬ﻧﺟد أن اﻟواو ﻫﻧﺎ ﻏرﺿﻬﺎ‬
‫وﻟﻔظﺎ ﻧﺣو‪ :‬ﺑدل أن ﻧﻘول‪ :‬ﺑﺎﷲ؛ ﻧﻘول‪ :‬واﷲ ﻧﺣو‪ :‬و ِ‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬

‫ﺿﺎل‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺿ َكاﻟﻌ ُ َ‬
‫ﻟﺗﺷَِﻔﯾ ﱠن ِﻣ ْن َ َﻣر ِ‬
‫‪ -3-‬اﻟﻼم‪ :‬ﺗﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد و ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﻠﻘﺳم إذا ﻛﺎن ﻓﯾﻪ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻌﺟب؛ ﻧﺣو‪ :‬ﷲ ْ‬
‫‪6‬‬
‫ﯾﺳﺗﻌﻣل إﻻ ﻓﻲ اﻷﻣر اﻟﻌظﯾم اﻟذي ﯾﺳﺗﺣق أن ﯾﺗﻌﺟب ﻣﻧﻪ‪.‬‬

‫‪ -1‬إﻟﯾﺎس دﯾب‪" :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺄﻛﯾد"‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬دط‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -3‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬دار واﺋل‪ ،‬دط‪ ،2003 ،‬ص ‪.396‬‬
‫‪ - -4‬إﻟﯾﺎس دﯾب‪" :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺄﻛﯾد"‪ ،‬ص ‪ ،160‬ص‪.161‬‬
‫‪ -5‬ﻋﺑﺎس ﺣﺳن‪" :‬اﻟﻧﺣو اﻟواﻓﻲ"‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﻣﺻر‪ ،‬ط‪ ،3‬ص ‪.442‬‬
‫‪ -6‬إﻟﯾﺎس دﯾب‪" :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺄﻛﯾد"‪ ،‬ص ‪.161‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫ﻧﻔﻬم ﻣن ﻫذا أن اﻟﻼم ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻠﺗوﻛﯾد وﻻ ﺗدﺧل إﻻ ﻋﻠﻰ ﻟﻔظ اﻟﺟﻼﻟﺔ "اﷲ" ﻓﻬﻲ ﺗﻔﯾد ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻌﺟب واﻻﺳﺗﻌطﺎف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -4-‬اﻟﺗﺎء‪ :‬أداة ﻗﺳم ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﻊ ﻟﻔظ اﻟﺟﻼﻟﺔ "اﷲ" وﻻ ﯾذﻛر ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻌل اﻟﻘﺳم‪.‬‬

‫أﺻﻧَﺎﻣﻛم«؛‪ 2‬ﻓﺎﻟﺗﺎء ﻫﻧﺎ أﻓﺎدت اﻟﺗوﻛﯾد وﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻣﻊ ﻟﻔظ اﻟﺟﻼﻟﺔ "اﷲ"‪.‬‬
‫ﻷﻛ َﯾد ﱠن ْ َ‬
‫ﺎﷲ ِ‬
‫ﻛﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪»َ :‬وﺗَ ِ‬

‫‪ِ -5-‬ﻣ ْن‪ :‬وﻗد اﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﻌرب )ِﻣ ْن( ﺑﺎﻟﻛﺳر ﻟﻠﻘﺳم اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﺎء اﻟﻘﺳم ﻻ ﺗدﺧل إﻻ ﻋﻠﻰ ﻟﻔظت "اﻟرب"‪،‬‬
‫ﺷذ دﺧول ﻛل واﺣدة ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻣول اﻷﺧرى‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻘﺎل‪ :‬ﺗرﺑﻲ وﻣن‬
‫ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗدﺧل "اﻟﺗﺎء" إﻻ ﻋﻠﻰ ﻟﻔظت "اﷲ"؛ ْإذ ﱠ‬
‫‪3‬‬
‫ﺎﷲ" و"ِﻣ ْن َرﱢﺑﻲ"‪.‬‬
‫اﷲ‪ ،‬ﺑل ﯾﻘﺎل‪" :‬ﺗَ ِ‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق أﻻﺣظ‪ّ :‬أن اﻟﺗوﻛﯾد ﻣﺧﺗﻠف وذﻟك ﻟﺗﻧوع واﺧﺗﻼف اﻟوﺳﺎﺋل واﻷدوات اﻟﺗﻲ ﻓﯾﻪ؛ ﻓﺎﻟﺗوﻛﯾد ﻟم ﯾﻘﺗﺻر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻر ﻓﻘط ﺑل ﺗﻌداﻩ إﻟﻰ اﻟﺗوﻛﯾد أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻘﺳم وﺗﺿﻣن أدوات ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬اﻟﺑﺎء‪ ،‬اﻟﻼم‪ ،‬اﻟﺗﺎء‪ ،‬اﻟواو‪ ،‬ﻣن ؛ ﻧﺣو ﻗول‬
‫اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫آﻣﻧت ﺑﺎﷲ‪ ،‬ﻻ ﻛﻔر وﻻ ﻧزق‪.‬‬ ‫أﺣﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺛل ﺣب اﷲ‪ ،‬أﻋﺑدﻫﺎ‬

‫و ﯾﺗﺿﺢ ﻛذﻟك أﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺻل اﻟﻼم اﻟﻣؤﻛدة واﻟﻧون اﻟﻣؤﻛدة ﺑﺎﻟﻔﻌل ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﺗوﻛﯾد اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺑر‬
‫ﻷﺛﺎﺑرن ﺣﺗّﻰ أﺟﺗﻬد‪.‬‬
‫ﱠ‬ ‫ﻋﻧﻪ؛ ﻧﺣو‪ :‬واﷲ‬

‫‪ -3-3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‪:‬‬

‫ﻟﻠﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﻏراض )ﺣروف( ﻣﺗﻌددة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫ﻻم اﻻﺑﺗداء ‪ ‬ﻧون اﻟﺗوﻛﯾد )اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ و اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ(‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫أن‬
‫إن و ﱠ‬
‫ﺳوف ‪ ‬ﱠ‬ ‫‪‬‬ ‫اﻟﺳﯾـن‬ ‫‪‬‬ ‫ْﻗد‬ ‫‪‬‬ ‫‪ّ ‬أﻣﺎ واﻟﻔﺎء‬

‫‪6‬‬
‫‪ّ ‬أﻣﺎ واﻟﻔﺎء‪ :‬ﺣرﻓﺎ ﺗﻔﺿﯾل‪ ،‬وﻫﻣﺎ ﻗﺎﺋﻣﺗﺎن ﻣﻘﺎم أداة اﻟﺷرط‪ ،‬وﻓﻌل اﻟﺷرط‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬ص ‪.396‬‬


‫‪ -2‬ﺳورة اﻷﻧﺑﯾﺎء‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.57 :‬‬
‫‪ -3‬إﻟﯾﺎس دﯾب‪" :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺄﻛﯾد"‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -4‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪" :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -5‬إﺑراﻫﯾم ﻗﻼﺗﻲ‪" :‬ﻗﺻﺔ اﻹﻋراب"‪ ،‬دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر‪ ،‬دط‪ ،‬ص ‪205‬‬
‫‪ -6‬إﺑن ﻋﻘﯾل‪" :‬ﺷرح إﺑن ﻋﻘﯾل"‪ ،‬دار اﻟﺟﯾل ﺑﯾروت‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﺎﺧوري‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1997 ،5‬ص ‪.400‬‬

‫‪24‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫ﯾﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﺈن ﻗﻠﻧﺎ‪" :‬زٌﯾد ذاﻫب"‪ ،‬ﻓﻬذا ﻛﻼم ﻏﯾر ﻣؤﻛد إذا ﯾﺣﺗﻣل أﻻ ﯾذﻫب ٕوان أردﻧﺎ ﺗوﻛﯾد اﻟذﻫﺎب وﺟﻌﻠﻪ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﺗﺣﻘﻘﺎ ﻗﻠﻧﺎ‪ّ " :‬أﻣﺎ زٌﯾد ﻓذاﻫب"؛‬

‫اﻟﯾﺗﯾم ﻓﻼَ ْﺗﻘﻬ َر)‪ (9‬وأ ﱠﻣﺎ اﻟ ﱠﺳﺎﺋِ َلﻓَﻼَ ْﺗﻧﻬ َر)‪2"(10‬؛ وﻣﻧﻪ ﻧﻔﻬم أن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻔﺎء ﻫﻧﺎ‬
‫ﻓﺄﻣﺎ َ‬‫ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ّ " :‬‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺷﻲء وأﯾﺿﺎ ﺗﻔﯾد رﺑط ﺟﻣﻠﺔ ﺑﺟﻣﻠﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ أﻛﺛر‪ ،‬و ّأﻣﺎ ﻛذﻟك ﺗﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺷﻲء‬
‫ﺑﻐﯾﺔ إزاﻟﺔ اﻟﺷك ﻋﻧﻪ‪.‬‬

‫‪ ‬ﻧوﻧﺎ اﻟﺗوﻛﯾد )اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ و اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ(‪ :‬ﻫﻣﺎ ﺣرﻓﺎن ﻣن ﺣروف اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪ ،‬إﺣداﻫﻣﺎ ﺛﻘﯾﻠﺔ أي ﻣﺷددة ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻔﺗﺢ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻛون؛ واﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ﻫﻲ اﻷﺻل وأﻣﺎ ﻓﺎﺋدﺗﻬﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﺄﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧﻰ وﺗﻘوﯾﺗﻪ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وﺗﺧﻠﯾص اﻟﻣﺿﺎرع إﻟﻰ زﻣن اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل وﺗﻘوﯾﺔ اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﻓﻲ اﻷﻣر‪3‬؛ ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬
‫ظَْﻠَن َ ْﯾرْﻗُﺑَن ﻣﺗَﻰ ﯾ ْطﻠََﻌ ﱠنﻓَ َْﺟرا‪.‬‬
‫ﻓﻧوﻧﻲ اﻟﺗوﻛﯾد ﻫﻧﺎ ﺟﻲء ﺑﻬﻣﺎ ﻟﺗﻘوﯾﺔ اﻟﺗوﻛﯾد وﺗﺄﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻم اﻻﺑﺗداء‪ :‬ﻗد ﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗدأ واﻟﻔﻌل اﻟﻣﺿﺎرع‪ ،‬وﺑﻌض اﻟﻣواطن اﻷﺧرى وﻫﻲ ﺗﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد؛‪ 5‬ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ‬
‫اﻵﺧرِة َ ْﺧﯾٌر وﻟَﻧِ ْ َﻌم َد ُار ُاﻟﻣ ِﺗﻘ َﯾن«؛‪ 6‬أي ّأن اﻟﻼم ﻫﻧﺎ‬
‫ﺣﺳﻧﺔٌوﻟََد ُار َِ‬
‫ﻫذﻩ اﻟ ﱡْدَﻧﯾﺎ َ َ‬
‫ﻟﻠذ َﯾن ْأﺣَﻧُﺳ وا ِﻓﻲ ِ‬
‫ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ِ » :‬‬
‫ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ أول اﻟﻛﻼم ﻟذا ﺳﻣﯾت ﺑﻼم اﻻﺑﺗداء ْإذ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺗدأ‪ ،‬واﻟﻔﻌل‬
‫اﻟﻣﺿﺎرع‪...‬اﻟﺦ وﺗﻔﯾد اﻟﺟزء اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫أن‪ :‬ﻫﻲ أﺣرف ﻣﺷﺑﻬﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺗﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد؛‪ 7‬ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬
‫إن و ﱠ‬
‫‪ ‬ﱠ‬
‫واﻟﺣﺑر ﺣرب‪ ،‬واﻟﻛﻼم ﻛﻼم‬ ‫إن اﻟﺻﺣﺎﺋف‪ ،‬ﻟﻠﺻﻔﺎﺋﺢ أﻣرﻫﺎ‬
‫ﱠ‬
‫‪8‬‬
‫أﻟﻘﻲ ﺑﺟﻠق‪ ،‬أﺻﺣﺎﺑﺎ وﺧﻼﻧﺎ؟‬ ‫وﻫل درى اﻟﺳﺟن‪ :‬أﱢﻧﻲ ﺑﻌد وﺣﺷﺗﻪ‬
‫أن ٕوا ﱠن ﺗﻌﺗﺑران ﻣن اﻷﺣرف اﻟﻣﺷﺑﻬﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺗدﺧﻼن ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ أو اﻻﺳﻣﯾﺔ‪ :‬ﻓﺗﻧﺻب‬
‫ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك‪ :‬ﱠ‬
‫اﻷول و ﯾﺳﻣﻰ اﺳﻣﻬﺎ وﺗرﻓﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ وﯾﺳﻣﻰ ﺧﺑرﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻔﯾدان اﻟﺗوﻛﯾد ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﻋطﯾﺔ‪" :‬اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﻋرض وﺗطﺑﯾق"‪ ،‬ص ‪.254‬‬


‫‪ -2‬ﺳورة اﻟﺿﺣﻰ‪ :‬اﻵﯾﺔ‪10-9 :‬‬
‫‪ -3‬إﺑن ﻋﻘﯾل‪ " :‬ﺷرح إﺑن ﻋﻘﯾل"‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪ -4‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪ ،‬اﻟﺑﯾت ‪ ،...‬ص ‪.107‬‬
‫‪ -5‬ﻓﺎﺿل ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﻣراﺋﻲ‪" :‬ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣو"‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‪ ،‬ﻣﺟﻠد أول‪ ،‬ط‪،2011 ،5‬ج‪ ،1‬ص ‪.293‬‬
‫‪ -6‬ﺳورة اﻟﻧﺣل‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.30 ،‬‬
‫‪ -7‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪ -8‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪" :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪ ،‬اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ص ‪ ،42‬اﻟﺑﯾت اﻟراﺑﻊ ص ‪.243‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫‪ْ ‬ﻗد‪ :‬ﺣرف ﯾﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد وأﯾﺿﺎ ﯾﻔﯾد اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗﻘرﯾب؛ إذا ﺟﺎء ﺑﻌدﻫﺎ ﻓﻌل ﻣﺎض ﻛﻘوﻟك‪ْ :‬ﻗد ﻗﺎﻣت اﻟﺻﻼة؛‬
‫‪1‬‬
‫أي ﺣﺎن وﻗﺗﻬﺎ أو ُﻗرﺑت‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺟﺎء ﺑﻌدﻫﺎ ﻓﻌل ﻣﺿﺎرع ﻓﺈﱠﻧﻬﺎ ﺗﻌرب ﺣرف ﺗوﻛﯾد ﻛﻘوﻟك‪ْ :‬ﻗدﯾُ ﻬزم اﻟﻌدو‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﯾﺎ ﻟﯾت ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﯾوم‪ ،‬ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ!‬ ‫ﻗد ﻛﺎن ﻣﺎ ﻛﺎن – واﻷﯾﺎم ﻣوﻋظﺔ ‪-‬‬
‫ﻗد ﻫﻧﺎ أﻓﺎدت اﻟﺗوﻛﯾد أي‪ّ :‬أﻛد ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ّأن اﻷﯾﺎم ﻣوﻋظﺔ وﻟﯾﺗﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻗﺑل اﻟﯾوم ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻣن‬
‫ﺣروب وﻣﺂﺳﻲ ودﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺳﯾـن‪ :‬و ﺗﺧﺗص ﺑﺑﻧﺎء َ)ﯾْﻔَﻌ ُل( وﺑﻧﺎء ُ)ﯾْﻔَﻌ ُل(‪ ،‬ﻓﯾﺻﺑﺢ )َ َﺳﯾْﻔَﻌل( و)َ ُﺳﯾْﻔَﻌ ُل( وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظم ﺗدل ﻋﻠﻰ ﺣدوث‬
‫ذات ﻟَ ﻬ َب«‘‪ 4‬أي اﻟﺳﯾن ﻫﻧﺎ أﻓﺎدت‬
‫ﺎر َ‬‫اﻟﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل و ﺗﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد‪ 3،‬ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ َ» :‬ﺳﯾ ْﺻﻠَ ﻰ َ ﻧ ا‬
‫ﺗﺄﻛﯾد اﻟﻌذاب واﻟﺳﯾن إذا ﺟﺎءت ﻟﻠﺗوﻛﯾد ورﻓﻊ اﻟﻠﺑس‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬ﺳوف‪ :‬ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫َﺳْو َف أﻟﻘﺎك ﺑﺄﻋﯾﺎد اﻟﺑﺷﺎﯾر‪.‬‬ ‫ﺻﻠواﺗﻲ ﻟك‪ ،‬واﷲ ﻣﻌك‬

‫إذن‪ :‬ﺳوف أﻓﺎدت اﻟﺗوﻛﯾد وﻫﻲ ﻣن اﻟﺳواﺑق ﺣﯾث أﻛد أﻧﻪ ﺳﯾﺟدﻩ ﺑﺄﻋﯾﺎد اﻟﺑﺷﺎﯾر‪.‬‬

‫وﻣﻧﻪ ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻷﻧواع اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر ﻓﻘط‪ ،‬ﺑل ﺗﻌدى ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺗوﻛﯾد‬
‫إن‬
‫ﺑﺎﻟﺣروف وﻫﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف درﺟﺎت اﻟﺗوﻛﯾد‪ ،‬وﻟﻛل ﺣرف ﻣﻌﻧﻰ ﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣوﯾﻪ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬ﱠ‬
‫أن‪ْ ،‬ﻗد‪ ،‬أ ﱠﻣﺎ واﻟﻔﺎء‪ ،‬اﻟﺳﯾن‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫وﱠ‬

‫‪-4‬أﻏراض اﻟﺗوﻛﯾد‪:‬‬

‫‪ّ ‬أﻧﻪ ﯾرﻓﻊ ﺗو ﱡﻫم اﻟﺳﻬو ﻣن اﻟﻣﺗﻛﻠم؛ ﻓﺗﻛرﯾر اﻻﺳم ﯾرﻓﻊ ﻫذا اﻟظن‪.‬‬
‫ﺗوﻫم اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋن اﻟﻣﺧﺎطب ﻓﻘد ﯾظن اﻟﻣﺗﻛﻠم ّأن اﻟﻣﺧﺎطب‪ ،‬ﻛﺎن ﻏﺎﻓﻼ ﻟم ﯾﺳﻣﻊ اﻟﺟﻣﻠﺔ‪ ،‬أو ﻟم ﯾﺳﻣﻊ‬
‫‪ ‬ﯾرﻓﻊ ّ‬
‫‪6‬‬
‫اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻓﯾﻛررﻫﺎ ﻟﻪ دﻓﻌﺎ ﻟذﻟك؛ وﻫذا ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ ﻻ اﻟﻣﻌﻧوي‪.‬‬
‫‪ ‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد أﻫﻣﯾ ﺔ اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ ﺗﺛﺑﯾت اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﺎﻣﻊ أو اﻟﻘﺎرئ وﺗﻘوﯾﺗﻪ ٕوازاﻟﺔ اﻟﺷﻛوك‪ٕ ،‬واﺑﻌﺎد‬

‫‪ -1‬إﺑراﻫﯾم ﻗﻼﺗﻲ‪ " :‬ﻗﺻﺔ اﻹﻋراب"‪ ،‬ص ‪.174‬‬


‫‪ -2‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ " :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪،‬ص‪، 248‬اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬ص ‪.421‬‬
‫‪ -4‬ﺳورة اﻟﻣﺳد‪ :‬اﻵﯾﺔ ‪.3‬‬
‫‪ -5‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪" :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪،‬ص‪، 13‬اﻟﺑﯾت اﻟﺳﺎدس‪.‬‬
‫‪ -6‬ﻓﺎﺿل ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ‪" :‬ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣو"‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر ﻋﻣﺎن‪ ،‬ﻣﺟﻠد أول‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪2011 ،5‬م‪ ،‬ص ‪.266‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬اﻟﺷﺑﻬﺎت ﻋﻣﺎ ﯾراد اﻹﺧﺑﺎر ﻋﻧﻪ؛ وﻫو ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﺗﺄﻛﯾد ﻟﻠﺣﻛم ﻻ ﺗﺄﻛﯾد اﻟﻣﺳﻧد إﻟﯾﻪ أو اﻟﻣﺳﻧد‪.‬‬
‫‪ ‬وﻗد ﺗﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﱠﻧظم أﻗﺻﻰ درﺟﺎت اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻬﯾﻣن اﻟﺗوﻛﯾد – وﻫو ﻣﻌﻧﻰ ﻋﺎم – ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻠﺔ؛ وﻗد ﻻ‬
‫ﯾُ ﻛﺗﻔﻰ ﺑﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﺗرﺗﺑط أدوات ﺗوﻛﯾد أﺧرى ﺑﺑﻌض أﺟزاء ﻣن اﻟﻧظم أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﻠﯾق‪ ،‬وﺗﻠك اﻷﺟزاء ﯾراد ﻟﻬﺎ اﻟزﯾﺎدة‬
‫‪3‬‬
‫ون«‪.‬‬
‫ﻟﺗُﺳَﺋﻠُﱠن ﻋ ﱠﻣﺎ ُﻛﻧﺗم ْﺗَﻔُﺗَر َ‬
‫ﻧﺎﻫُ ْ م ﺗَﺎﷲ ْ‬
‫ﺻﯾﺑﺎ ِﻣ ﱠﻣﺎ َرَزْﻗ‬
‫ون َ ﻧ ِ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻛﯾد‪ 2‬ﻛﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ » :‬وﯾ ْﺟَﻌ َ‬
‫ﻠونﻟَِﻣﺎ َﻻ َ ﯾْﻌُﻠﻣ َ‬
‫وﻧﻔﺳﻪ أي ّأن‬
‫وﻣﻧﻪ ﻧﺟد ّأن‪ :‬اﻟﺗوﻛﯾد ﻣﻬم وﺿروري ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ؛ وﻫو ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻛﻼم ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ ِ‬
‫اﻟﺷﺧص ﻣﻌﯾن ﻣﺛﻼ ﻟم ﯾﺳﻣﻊ ﻛﻼم ﻓﯾﻛررﻩ اﻟﻘﺎرئ ﻟﻪ ﻟﻐرض إﻓﺎدة ﺗوﻛﯾدﻩ وﻗوﻟك‪ :‬ﺟﺎء ﺟﺎء ﻣﺣّﻣد؛ أي‬
‫ﺗوﺿﺢ وﺗؤﻛد ّأن ﻣﺣﻣد ﻫو ﻣن ﺟﺎء ﻻ ﻏﯾرﻩ‪ ،‬واﻟﺗوﻛﯾد ﻣﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب اﻟدرﺟﺎت اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ )ﺣﺳب‬
‫ﻣوﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ(‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺣﻣﯾد آدم ﺛوﯾﻧﻲ‪" :‬اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -2‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬داﺋر واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ط‪ ،2003 ،1‬ص ‪.421‬‬
‫‪ -3‬ﺳورة اﻟﻧﺣل‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.56 :‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛـﺎﻧـﻲ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‬

‫‪ -1-2‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪.‬‬

‫‪ -2-2‬أوزان اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ وﻋﻣﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -3-2‬أﻗﺳﺎم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪.‬‬

‫‪ -4-2‬آراء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪.‬‬


‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫ﺟﺎءﻩ‪ُ.‬‬
‫اﻟﻣﻧزل وِادﯾﺎ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫‪-1-2‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ :‬ﻓﻬﻲ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن‪ َ :‬ﺑَﻠ‬
‫ﻎَ‬

‫ﻓﺈن أﻟﻔﺎظﻪ إ ﱠﻣﺎ إطﻧﺎب أو إﯾﺟﺎز‪،‬‬


‫َ وَﺣ ﱡدﻫﺎ ُ ﺑﻠُوغ اﻟﻘﺻد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣن ﻏﯾر ﺗﺟﺎوز اﻟﺣ ﱢد واﻟﻘرُآن اﻟﻌزُﯾز ِﺧٌﻠْو ﻣن ذﻟك‪ ،‬ﱠ‬
‫وﻓﻲ ِﻛﻼ ّاﻟﻧوﻋﯾن ﻓﻬو ﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﯾراد َﻣﺛَل ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ّﻓﺈﻧﻪ أﻛﺛر ﻣن أن‬
‫ﺻ أو ﯾُ َ وﻗﱠﻔَ ﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﯾﺔ؛ ﻣﺛل ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬
‫ﯾُ ْﺣ َر‬

‫‪1‬‬
‫ف‪.‬‬
‫وﺣدك ُﺳﱠﻧﺔَ ْﻟم ْﺗَُﻌر ِ‬
‫َﻟﺳ ْﻧﻧ َت َ‬ ‫ﺻف‬
‫ﻟو ِْﺳر َت ﺣﯾن َﻣﻠَ ْﻛ َت ِﺳَﯾرةَُ ْﻣﻧ ِ‬

‫إذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟد ﻋﺑد اﷲ ﺑن اﻟﻣﻌﺗز‪ 2:‬ﻫو أول ﻣن ﺗﺣدث ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘد ﻋدﻫﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻛﺗﺎﺑﻪ "اﻟﺑدﯾﻊ" ﻣن ﻣﺣﺎﺳن اﻟﻛﻼم واﻟﺷﻌر‪ ،‬وﻋرﻓﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ "اﻹﻓراط ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺔ"؛ أي اﻹﻛﺛﺎر ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻗداﻣﺔ ﺑن ﺟﻌﻔر‪ 3‬ﺗﺣدث ﻋن إﻓراط اﻟﺻﻔﺔ وﻋدﻩ ﻣن ﻧﻌوت اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻛﺎن أول ﻣن أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ إﺳم "اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ"؛‬
‫وﻋرﻓﻬﺎ ﺑﻘوﻟﻪ‪" :‬اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أن ﯾذﻛر اﻟﺷﺎﻋر ﺣﺎﻻ ﻣن اﻷﺣوال ﻓﻲ ﺷﻌر‪ ،‬ﻟو وﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻷﺟزأﻩ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻐرض اﻟذي‬
‫ﻗﺻدﻩ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻘف ﺣﺗﻰ ﯾزﯾد ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻩ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺣﺎل ﻣﺎ ﯾﻛون أﺑﻠﻎ ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺻد‪4‬؛ أي أن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺟﻲء ﺑﻬﺎ‬
‫ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺛرة اﻟﺷﻲء وﻗد ﺗﻛون ﻓﯾﻪ ﻷﻏراض ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫وذﻟك ﻣﺛل ﻗول ﻋﻣﯾر اﻟﺗﻐﻠﺑﻲ‪:‬‬

‫وﻧﺗﺑﻌﻪ اﻟﻛراﻣﺔ ﺣﯾث ﻛﺎﻧﺎ‬ ‫وﻧﻛرم ﺟﺎرﻧﺎ ﻣﺎ دام ﻓﯾﻧﺎ‬

‫ﻓﺈﻛراﻣﻬم ﻟﻠﺟﺎر ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﯾﻬم – أي ﻣدة إﻗﺎﻣﺗﻪ ﺑﯾﻧﻬم – ﻣن اﻷﺧﻼق اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟﻣوﺻوﻓﺔ‪ٕ ،‬واﺗﺑﺎﻋﻬم اﻟﻛراﻣﺔ ﺣﯾث ﻛﺎن‬
‫ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ "...‬ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻟدراﺳﺔ ﺷﻌر ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻷﺣوال ﻓﻬو ﯾﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑوﺻﻔﻬﺎ‬
‫‪5‬‬
‫وﺷدﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻋرف أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ‪ " :‬أن ﺗﺑﻠﻎ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ أﻗﺻﻰ ﻏﺎﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬وأﺑﻌد ﻧﻬﺎﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻲ اﻟﻌﺑﺎرة‬
‫وﻗد ّ‬
‫ﺿَﻌ ْت‬
‫ﺿَﻌﺔ َﻋ ﱠﻣﺎ ْأر َ‬
‫ﺗَرَوﻧﻬ َ ﺎ ْﺗُذِﻫ ُل ُﻛ ﱠل ُ ْﻣر ِ‬
‫ﻋﻧﻪ ﻋﻠﻰ أدﻧﻰ ﻣﻧﺎزﻟﻪ وأﻗرب ﻣراﺗﺑﻪ"‪ ،‬وﻣﺛﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ْ»َ :‬ﯾ َوم َ ْ‬

‫‪ -1‬ﻣﺣﻣد زﻏﻠول ﺳﻼم‪" :‬ﺟوﻫر اﻟﻛﻧز"‪ ،‬اﻟﻧﺎﺷر ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ج‪ 1‬ﻓﻲ اﻟﺑدﯾﻊ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -2‬اﺑن ﻣﻌﺗز‪" :‬ﻛﺗﺎب اﻟﺑدﯾﻊ"‪ ،‬دار اﻟﺟﯾل ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‪ ،‬ص ‪ ،58‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -3‬ﻗداﻣﺔ ﺑن ﺟﻌﻔر‪" :‬ﻧﻘد اﻟﺷﻌر"‪ ،‬ص ‪ ،101‬ص ‪.103‬‬
‫‪ -4‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق‪" :‬ﻋﻠم اﻟﺑدﯾﻊ"‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪ ،91‬ص ‪ ،92‬ص‪.93‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ‬

‫ﻛﺎرى و َﺎﻣﻫُ ْ م ﺑِ ُﺳﻛﺎرى«‪ 1،‬وﻟو ﻗﺎل‪ْ :‬ﺗُذِﻫل ﻛل اﻣرأة ﻋن وﻟدﻫﺎ ﻟﻛﺎن ﺑﯾﺎﻧﺎ‬
‫ﺎس ُﺳ َ‬
‫ذات َﺣْﻣل َﺣْﻬﻣﻠََ ﺎ َوﺗَرى اﻟﱠﻧ َ‬
‫ﺿﻊ ُُﻛ ﱠل ِ‬
‫وﺗَ َ‬
‫ﺣﺳﻧﺎ وﺑﻼﻏﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﺧص اﻟﻣرﺿﻌﺔ ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻣرﺿﻌﺔ أﺷﻔق ﻋﻠﻰ وﻟدﻫﺎ ﻟﻣﻌرﻓﺗﻬﺎ ﺑﺣﺎﺟﺗﻪ إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬وأﺷﻐف‬
‫‪2‬‬
‫ﺑﻪ ﻟﻘرﺑﻪ ﻣﻧﻬﺎ وﻟزوﻣﻬﺎ ﻟﻪ ﻻ ﯾﻔﺎرﻗﻬﺎ ﻟﯾﻼ وﻧﻬﺎ ار‪.‬‬

‫أوﻫﻲ ادﻋﺎء ﺑﻠوغ وﺻف ﻓﻲ اﻟﺷدة أو ﻓﻲ اﻟﺿﻌف ﺣدا ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ أو ﺑﻌﯾدا‪ 3.‬ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬
‫اﻟﻐﻠو واﻹﻏراق‪ ،‬ﻷن اﻟﻐﻠو ﻣﺳﺗﺣﯾل ﻋﻘﻼ وﻋﺎدة ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻹﻏراق ﻓﻣﺳﺗﺑﻌد وﻗوﻋﻪ ﻋﺎدة ﻻ ﻋﻘﻼ‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ ﻧﻔﻬم أن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﯾراد ﺑﻬﺎ اﻟﻛﺛرة واﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻌﯾن ﻟﻐرض اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﻣﺛل‪:‬‬
‫اﻟﺿﺣك‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫ﺿ ﱠﺣﺎك ← اﻟﻣراد ﺑﻪ ﻛﺛرة ّ‬
‫إﻧﺳﺎن َ‬

‫‪-2-2‬أوزان اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ وﻋﻣﻠﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -1-2-2‬أوزان ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪:‬‬


‫‪4‬‬
‫ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أوزان ﻛﺛﯾرة أﺷﻬرﻫﺎ‪:‬‬

‫ﺑﻌﺑﺎدﻩ‪.‬‬
‫اﷲ َر ِﺣﯾم ِ‬ ‫‪.1‬ﻓَ ِﻌﯾل ﻧﺣو‪َ:‬ر ِﺣﯾم؛‬

‫ﺻ ٌور ﻋﻠﻰ اﻟﺷداﺋد‪.‬‬


‫اﻟﻣﺳﻠم َﺑُ‬
‫ُ‬ ‫ﺻ ٌور؛‬
‫ول ﻧﺣو‪َ :‬ﺑُ‬
‫‪.2‬ﻌﻓَ ُ ٌ‬

‫اﻟﺣق‪.‬‬
‫ﺻ ٌﺎر ّ‬
‫أﻧت َ ﻧ ﱠ‬ ‫ﺻ ٌﺎر؛‬
‫ﺎل ﻧﺣو‪ َ :‬ﻧ ﱠ‬
‫‪.3‬ﻓَ ﱠﻌ ٌ‬

‫ﺎك‪.‬‬
‫ﺿَﺣ ٌ‬
‫أﻧت ِﻣ ْ‬ ‫ﺎك؛‬
‫ﺿَﺣ ٌ‬
‫ﺎل ﻧﺣو‪ِ :‬ﻣ ْ‬
‫‪ِ .4‬ﻣْﻔَﻌ ٌ‬

‫ﺑﻲ َﺣِذٌر‪.‬‬
‫اﻟﻌر ﱡ‬ ‫‪.5‬ﻓَ ِﻌ ٌل ﻧﺣو‪َ :‬ﺣِذٌر؛‬

‫وﻫﻧﺎك ﺻﯾﻎ أﺧرى ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫اﻟﺳﻛوت‪.‬‬
‫ﯾت؛ أي ﻛﺛﯾر ّ‬
‫ﯾل‪ِ :‬ﺳﱢﻛ ٌ‬
‫‪ِ .1‬ﻓ ﱢﻌ ٌ‬

‫‪ -1‬ﺳورة اﻟﺣﺞ‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.02 :‬‬


‫‪ -2‬أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري‪ ' :‬ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻧﺎﻋﺗﯾن"‪ ،‬د ار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص ‪.365‬‬
‫‪ -3‬أﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻣراﻏﻲ‪" :‬ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺑﯾﺿون‪ ،‬ط‪ ،2002 ،4‬ص‬
‫‪.332‬‬
‫‪ -4‬ﺣﻣدي ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب‪" :‬اﻟﺧﻼﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﺣو"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﺑن ﺳﯾﻧﺎ‪ ،‬ط‪ ،1998 ،2‬ص ‪ ،175‬ص ‪.176‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ‬

‫اﻟﺷرب‪.‬‬
‫ﯾب؛ أي ﻛﺛﯾر ّ‬
‫ِﺷﱢر ٌ‬

‫‪ْ .2‬ﻓُﻌﻠَ ﺔٌ‪ْ :‬ﻗُﻌَدةٌ؛ أي ﻛﺛﯾر اﻟﻘﻌود‬

‫ْﻟَُﻌﺑﺔٌ؛ﻛﺛﯾر اﻟﻠﱠ ﻌب‪ ،‬وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم‪ْ »َ :‬وﯾ ٌلﻟِ ُﻛ ﱢلﻫُ َ َﻣزة َﻟُ َﻣزة«‪ 1.‬وﻫو اﻟﻌﯾﺎب ﻟﻠﻧﺎس‬

‫‪.3‬ﻓَ ﱠﻌﺎﻟَ ﺔٌ‪َ :‬ﻋﻼﱠ َﻣﺔٌ‬

‫‪2‬‬
‫ﯾل‪ِ :‬ﻣ ْﺳِﻛ ٌﯾن‪.‬‬
‫‪ِ .4‬ﻣْﻔِﻌ ٌ‬

‫ﯾل‪،‬‬
‫ﺎل ﻓَ ِﻌ ٌ‬
‫ﺎل‪ِ ،‬ﻣْﻔَﻌ ٌ‪،‬‬
‫اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﻫذا ﻛﻠﻪ ّأن ﻟﻠﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أوزان ﻣﺗﻌددة‪ ،‬وﻗد اﺧﺗﺻوا ﺑذﻛر ﺧﻣﺳﺔ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ وزن‪ :‬ﻓَ ﱠﻌ ٌ‬
‫ول ﻓَ ِﻌ ٌل؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﻔﻌل اﻟﺛﻼﺛﻲ اﻟﻣﺗﻌدي‪.‬‬
‫ﻌﻓَ ُ ٌ‪،‬‬

‫ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:3‬ﻓﻲ ﻓَ ﱠﻌﺎل‪ ،‬ﻓَ ِﻌﯾل‪ِ ،‬ﻣَﻔْﻌﺎل‪.‬‬

‫َ ﯾﺎ ﺳﺟن‪ ،‬ﺑﺎﺑك‪ ،‬أم ﺷدت ﺑﻪ اﻟﺣﻠق‪.‬‬ ‫َﺳﱠﯾﺎن ﻋﻧدي‪ ،‬ﻣﻔﺗوح وﻣﻧﻐﻠق‬

‫ﻛﯾف ﻧرﺿﻰ ﺑﺄن ﻧﻌﯾش ﻋﺑﯾد!؟!‬ ‫ﻟﯾس ﻓﻲ اﻷرض ﺳﺎدة وَﻋِﺑﯾد‬

‫ﻟﻠﻣ ْﻘَد ِام ﺗﻧﻔﺗق‪.‬‬


‫ّإن اﻟﺳﻣﺎوات‪ِ ،‬‬ ‫اﻟﻌزة إﻻّ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﻣرة‬
‫ﻻ أﺑﺗﻐﻲ ّ‬

‫ﻓَﻌﯾل ‪ِ ،‬ﻣَﻘْدام ‪ِ :‬ﻣَﻔْﻌﺎل ‪.‬‬


‫ﺗدل ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻧﺣو‪ :‬ﺳﱠﯾﺎن ←ﻓَ ﱠﻌﺎل ‪َ ،‬ﻋﺑِﯾد‪ِ :‬‬
‫ﻧﻼﺣظ ّأن ﻫذﻩ اﻷﺑﯾﺎت ّ‬

‫وﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻫﻧﺎ اﻟﻛﺛرة أو اﻹﻓراط ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﺎ‪.‬‬

‫‪-2-2-2‬ﻋﻣل ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻌﻣل ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻣل اﺳم اﻟﻔﺎﻋل ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺳﻬﺎ وﻫﻲ‪:‬‬

‫ﺿﯾﻔَ ﻪ َﻛ ِرٌﯾم؛ أي ﺗ ّﻌرف )ﺑﺄل(‬


‫اﻟﻣ ْطَﻌُﺎم َ‬
‫‪ -1‬أن ﺗﻛون ﻣﻌرﻓﺔ ﺑـ )أل( ﻓﺗﻌﻣل ﻣن دون ﺷروط ؛ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻧﺎ‪ِ :‬‬
‫اﻟﻣ ْطَﻌﺎم ﻋﻠﻰ وزن ِﻣْﻔَﻌﺎل وﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف ﻧﺣو‪ِ :‬‬
‫‪ -2‬أن ﺗﻛون ﻣﺟردة ﻣن )أل( وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺷﺗرط ﻹﻋﻣﺎﻟﻬﺎ‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن ﺗﻛون داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎل واﻻﺳﺗﻘﺑﺎل‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺳورة اﻟﻬﻣزة ‪ :‬اﻵﯾﺔ‪.01 :‬‬


‫‪ -2‬ﺣﻣدي ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب‪ :‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ ،175‬ص ‪.176‬‬
‫‪ -3‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪" :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪ ،‬ص ‪ ،25‬ص ‪ ،20‬ص ‪ ،126‬ص ‪ ،30‬ص ‪.151‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ‬

‫ب‪ .‬أن ﺗﻛون‪:‬‬


‫ﺿرٌب زٌﯾد أﻋداءﻩ ُ ؟؛ وﯾﻌرب زٌﯾد ﻓﺎﻋل ﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‬
‫‪ ‬ﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻔﻬﺎم ﻣﺛل‪ :‬أ ﱠا‬
‫‪1‬‬
‫ﺿﱠراب( ﺳ ﱠد ﻣﺳ ﱠد اﻟﺧﺑر‪.‬‬
‫)َ‬
‫ﺟﺎﻫل أن ﺗﻛون داﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎل‬
‫ٌ‬ ‫ﻓرﺻﺗَ إﻻّ‬
‫ﻪ‬ ‫ﺎعٌ‬
‫ﺿﯾ‬
‫‪ ‬أو ﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ ﻣﺛل‪ :‬ﻣﺎ ِﻣ ْ َ‬
‫ﻣﺳد اﻟﺧﺑر ﻣرﻓوع‬
‫ﺟﺎﻫل‪ :‬ﺳ ﱠد ﱠ‬
‫ٌ‬ ‫ﺿﯾﺎع(‪،‬‬
‫واﻻﺳﺗﻘﺑﺎل؛ ﻓرﺻﺗﻪ ﻣﻔﻌول ﺑﻪ ﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ )ِﻣ ْ َ‬
‫‪2‬‬
‫وﻋﻼﻣﺔ رﻓﻌﻪ ﺗﻧوﯾن اﻟﺿم‪.‬‬
‫ﺿﯾﺎﻋﺎ( وﻫو‬
‫ﺳﺗﻧدم؛ﻓﻔُْر َﺻﺗَﻪُ ﻣﻔﻌول ﺑﻪ ﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ )ِﻣ ْ‬
‫رﺻﺗَﻪ ُ‬
‫ﺿﯾﺎﻋﺎﻓُ َ‬
‫‪ ‬ﻧداء‪ :‬ﻣﺛل ﯾﺎ ِﻣ ْ َ‬
‫ﻣﺿﺎف واﻟﻬﺎء ﺿﻣﯾر ﻣﺗﺻل ﻣﺑﻧﻲ ﻓﻰ ﻣﺣل ﺟر ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬أو ﺗﻛون ﺧﺑ ار ﻟﻣﺑﺗدأ أو ﻧﺎﺳﺦ أو ﺣﺎل أو ﺻﻔﺔ‪:‬‬
‫ف َﻣﺎﻟَ ﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬واﻗﻌﺔ ﺧﺑر؛ ﻧﺣو‪ُ :‬اﻟﻣ ﱢﺑذر ِﻣﺗْﻼَ ٌ‬
‫ﻼف‪ :‬ﺧﺑر ﻟﻣﺑﺗدأ ﻣرﻓوع وﻋﻼﻣﺔ رﻓﻌﻪ ﺗﻧوﯾن اﻟﺿم‪.‬‬
‫‪ِ -‬ﻣﺗْ ٌ‬
‫ﻣﺎﻟَ ﻪُ‪ :‬ﻣﻔﻌول ﺑﻪ ﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ )ﻣﺗﻼف( ﻣﻧﺻوب ﺑﺎﻟﻔﺗﺣﺔ وﻫو ﻣﺿﺎف واﻟﻬﺎء ﺿﻣﯾر‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺗﺻل ﻣﺑﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺣل ﺟر ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‪.‬‬
‫ﺿﯾوﻓَ ﻪ‪.‬‬
‫ﻌﺎم ُ‬
‫رﺟل ِﻣ ْط ٌ‬
‫‪ -‬واﻗﻌﺔ ﺻﻔﺔ؛ ﻧﺣو‪ :‬ﻫذا ٌ‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬أو واﻗﻌﺔ ﺣﺎل؛ ﺟﺎء ﻋﻠﻲ طَﻼﱠ ﺑﺎ ﺣﻘﱠﻪُ ‪.‬‬

‫ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﻔﻬم ّأن‪ :‬اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن أﺳﻣﺎء ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﻌﻠوم ﻟﯾدل ﻋﻠﻰ ﻛﺛرة ﺣدوث اﻟﺷﻲء وﺗﻌﻣل ﻋﻣل‬
‫‪5‬‬
‫إﺳم اﻟﻔﺎﻋل‪ ،‬ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫اﻟﻣْﻧطَ ُﺎد‪.‬‬
‫ﺣرك ﺟﻧﺎﺣك‪ ،‬ﯾﺻﻌد ِ‬
‫ﱢ‬ ‫ﺑﻲ‪ ،‬أﻧت ﺟﻧﺎﺣﻪ‬
‫اﻟﻣﻐرب اﻟﻌر ﱡ‬
‫ُ‬

‫اﻟﻣْﻧطَ ﺎد ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ وزن ِﻣْﻔَﻌﺎل‪.‬‬


‫إذن ‪ِ :‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﻋطﯾﺔ‪" :‬اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻧﺣوﯾﺔ واﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﺻرﻓﯾﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2007‬م‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪ -2‬رﺣﺎب ﺷﺎﻫر ﻣﺣﻣد اﻟﺣواﻣدة‪" :‬اﻟﻣﯾﺳر ﻓﻲ ﻗواﻋد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪2209 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،299‬ص‬
‫‪.300‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ ،200‬ص ‪.301‬‬
‫‪ -4‬ﻣﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﻋطﯾﺔ‪" :‬اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻧﺣوﯾﺔ واﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﺻرﻓﯾﺔ"‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪ -5‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪" :‬اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس"‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ‬

‫وﻛذا أن ﺗﻛون ﻣﻌرﻓﺔ )ﺑﺄل( أو ﻣﺟردة ﻣن )أل(‪ ،‬واﻗﻌﺔ ﺧﺑر‪،‬اﺳﺗﻔﻬﺎم‪ ،‬ﻧﻔﻲ‪ ،‬ﺣﺎل‪ ،‬ﺻﻔﺔ‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬

‫‪-3-2‬أﻗﺳﺎم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪:‬‬

‫وﺗﻧﺣﺻر اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد اﻟﺳﻛﺎﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻹﻏراق واﻟﻐﻠو‪ّ 1،‬‬


‫ﻷن اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻠوﺻف ﻣن اﻟﺷدة أو اﻟﺿﻌف‪ّ ،‬إﻣﺎ أن‬
‫ﯾﻛون ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ أوﻻ و اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻐﻠو‪ ،‬واﻷوﻟﻰ إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة أوﻻ‪.‬‬

‫اﻷول‪ :‬اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ‪ :‬ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﯾﻪ ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻋﻘﻼ وﻋﺎدة‪ ،‬ﻛﻘول اﻣرئ اﻟﻘﯾس‪:‬‬

‫دارﻛﺎ ﻓﻠم ﯾﻧﺿﺢ ﺑﻣﺎء ﻓﯾُ ْﻐَﺳل‬ ‫داء ﺑﯾن ﺛور وﻧﻌﺟﺔ‬
‫"ﻓﻌﺎدى ِﻋ‬

‫ﻓﻘد وﺻف ﻫﻧﺎ اﻟﻔرس ﺑﺄﻧﻪ أدرك‪ ،‬ﺛو ار وﺑﻘرة وﺣﺷﯾﺗﯾن ﻓﻲ ﻣﺿﻣﺎر واﺣد وﻟم ﯾﻌرق‪ ،‬وذﻟك ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋﻘﻼ وﻻ‬
‫ﻋﺎدة"‬

‫وﻧظﯾرﻩ ﻗول اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ‪:‬‬

‫أرﻛ ُب‬
‫وأﻧزل ﻋﻧﻪ ﻣﺛﻠﻪ ﺣﯾن َ‬ ‫"وأﺻرع أي اﻟوﺣش ﻗﻔﯾﺗُﻪ ﺑﻪ‬

‫ﻓﻘد ﻣدﺣﻪ أوﻻ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻠﺣق ﻛل وﺣش وﻟم ﯾﺳﺗﺛﻧﻲ ﺷﯾﺋﺎ‪ ،‬ﻗم ﻋﻘﺑﻪ ﺑﻣدح أﻋظم وﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن أﺟل‬
‫‪2‬‬
‫أﻧﻪ أﻓﺎد ﺑﻪ وﻓرة ﺟرﯾﻪ وﺷدة ﺻﻼﺑﺗﻪ‪.‬‬

‫أﻏرق ﻓﻲ اﻟﻧزع إذا‬


‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻹﻏراق‪ :‬ﻓﻬو اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺧرﺟﻬﺎ ﻋن ﺣدﻫﺎ‪ ،‬وﻫو ﻣﺄﺧوذ ﻣن ﻗوﻟﻬم‪َ :‬‬
‫‪3‬‬
‫اﺳﺗوﻓﻰ اﻟﺳﻬم إﻟﻰ أن ﯾﺧرج ﻣن ﻛﺑد اﻟﻘوس إﻟﻰ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷﺧرى‪.‬‬

‫أو ﻫو ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﯾﻪ ﻣﻣﻛﻧﺎ ﻋﻘﻼ ﻻ ﻋﺎدة‪ ،‬وﻫذا ﻋﻠﻰ ﺿرﺑﯾن‪:‬‬

‫ﻛﺄن ‪ٕ ،‬واْذ ذاك ﯾظﻬر ﺣﺳﻧﻪ‬


‫أ‪ .‬وﻫو أﺟﻠﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺳن اﻹﺻﻐﺎء أن ﯾﻘﺗرن ﺑﻪ ﻣﺎ ﯾﻘر ﻣن ﻧﺣو‪ :‬ﻟو‪ ،‬ﻟوﻻ‪ ،‬ﻛﺎد‪ّ ،‬‬
‫وﯾﺑﻬر ﺷﻛﻠﻪ؛ ﻛﻘول اﻣرئ اﻟﻘﯾس ﻓﻲ وﺻف ﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق‪" :‬ﻋﻠم اﻟﺑدﯾﻊ"‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ﺑﯾروت‪1985 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -2‬أﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻲ اﻟﻣراﻏﻲ‪" :‬ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ"ن دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣود ﻋﻠﻲ ﺑﯾﺿون‪ ،‬ط‪2002 ،4‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.337‬‬
‫‪ -3‬ﻣﺣﻣد زﻏﻠول ﺳﻼم‪" :‬ﺟوﻫر اﻟﻛﻧز"‪ ،‬اﻟﻧﺎﺷر ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ج‪ 1‬ﻓﻲ اﻟﺑدﯾﻊ‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪34‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ‬

‫ﻷﺛر‪(*).‬‬
‫ﻣل ﻓوق اﻹﺗِْب ﻣﻧﻬﺎ ا‬
‫ِﻣن اﻟﱠﻧ ِ‬ ‫ول‬
‫ﻣن اﻟﻘﺎﺻرات اﻟطرف ﻟو دب ُﻣُﺣ ٌ‬
‫ب‪ .‬أن ﯾﺟﻲء ﻣﺟردا ﻋﻣﺎ ذﻛر‪ ،‬ﻛﻘول َﻋْ ُﻣرو ﺑن اﻷﯾﻬم اﻟﺗﻐﻠﺑﻲ‪:‬‬
‫وﻧﺗﺑﻌﻪ اﻟﻛراﻣﺔ ﺣﯾث ﻣﺎﻻ‪.‬‬ ‫وﻧﻛرم ﺟﺎرﻧﺎ ﻣﺎدام ﻓﯾﻧﺎ‬

‫‪1‬‬
‫ﻓﻘد ّادﻋﻰ اﻧﻪ ﯾﺗﺑﻊ ﺟﺎرﻩ اﻟﻛراﻣﺔ ﺣﯾث ﺳﺎر‪ ،‬وﻫذا ﻟﯾس ﺑﺟﺎﺋز ﻓﻲ ﺷرﻋﺔ اﻟﻌﺎدة‪ٕ ،‬وان أﺟﺎزﻩ اﻟﻌﻘل‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻹﻏراق ﻓﻲ اﺻطﻼح اﻟﺑدﯾﻌﯾﯾن‪ :‬ﻫو اﻟوﺻف اﻟﻣﻣﻛن وﻗوﻋﻪ ﻋﻘﻼ ﻻ ﻋﺎدة‪ ،‬أو ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى‪ :‬ﻫو اﻹﻓراط ﻓﻲ‬
‫وﺻف اﻟﺷﻲء ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻋﻘﻼ وﯾﺳﺗﺑﻌد وﻗوﻋﻪ ﻋﺎدة‪.‬‬

‫اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻐﻠو‪ :‬وﻫو ﻓﻲ أﺻل اﻟوﺿﻊ اﻟﻠﻐوي ﻣﺟﺎوزة اﻟﺣد واﻟﻘدر ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء واﻹﻓراط ﻓﯾﻪ‪ ،‬وﻫو ﻣﺷﺗق ﻣن‬
‫وﻏﻼء ﺑﻛﺳر اﻟﻐﯾن‬
‫اﻟﻣﻐﺎﻻة‪ ،‬وﻣن َﻏَْﻠوة اﻟ ﱠﺳﻬم ﺑﻔﺗﺢ اﻟﻐﯾن وﺳﻛون اﻟﻼم‪ ،‬وﻫﻲ ﻣدى رﻣﯾﺗﻪ‪ ،‬ﯾﻘﺎل‪ :‬ﻏﺎﻟﯾت ﻓﻼﻧﺎ ُﻣﻐﺎﻻة ِ‬
‫‪2‬‬
‫إذا اﺧﺗﺑرﺗﻣﺎ أﯾﻛﻣﺎ أﺑﻌد ﻏﻠوة ﺳﻬم‪.‬‬

‫ﻧﻔﻬم ﻣن ﻫذا أن اﻟﻐﻠو ﺟﻲء ﺑﻪ ﻟﺗﺟﺎوز ﺷﻲء ﺑﻪ ﻣﺎ ﺑﻐﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﯾﻪ واﻹﻓراط ﻓﯾﻪ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ّأﻣﺎ اﻟﻐﻠو ﻓﻲ اﺻطﻼح اﻟﺑدﯾﻌﯾﯾن ﻓﻬو‪ :‬اﻣﺗﻧﺎع اﻟوﺻف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻘﻼ وﻋﺎدة‪.‬‬

‫"ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣدﻋﻲ ﻓﯾﻪ ﻏﯾر ﻣﻣﻛن ﻻ ﻋﺎدة وﻻ ﻋﻘﻼ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺳرح اﻟﺷﻌراء ﻓﻲ ﻣدﺣﻬم وﻫﺟوﻣﻬم‪ ،‬وﻫو ﻋﻠﻰ ﻗﺳﻣﯾن‪،‬‬
‫ﻣﻘﺑول وﻣردود‪.‬‬

‫أ‪ .‬اﻟﻣﻘﺑول أﻧواع‪:‬‬


‫‪ .1‬أن ﯾﻘﺗرن ﺑﻪ ﻣﺎ ﯾﻘر ﺑﻪ إﻟﻰ اﻹﻣﻛﺎن ﻛﻠﻔظ ﯾﻛﺎد ﻓﻲ ﻗول اﺑن ﺣﻣدﯾس‪:‬‬
‫ﻟو ﻛﺎن ﯾرﻏب ﻓﻲ ﻓُراق رﻓق‪.‬‬ ‫وﯾﻛﺎد ﯾﺧرج ﺳرﻋﺔ ﻣن ظﻠﱢ ﻪ‬
‫ﯾﻘﺻد ﺑذﻟك وﺻﻔﻪ ﻟﺳرﻋﺔ ﺟري اﻟﻔرس‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ﯾﺗﺿﻣن ﻧوﻋﺎ ﺣﺳﻧﺎ ﻣن ﺗﺧﯾﯾل اﻟﺻﺣﺔ‪ ،‬ﻛﻘول أﺑﻲ اﻟطﯾب‪:‬‬
‫ﻋﻧﻘﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻷﻣﻛﻧﺎ‪.‬‬
‫ﻟو ﺗﺑﺗﻐﻲ َ‬ ‫ﻋﻘدت ﺳﻧﺎﺑﻛﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﺛﯾ ار‬

‫)٭(‪ :‬ﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺣول ﻣﺎ أﺗﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣول‪ ،‬واﻹﺗب ﻣﺎ ﻗﺻر ﻣن اﻟﺛﯾﺎب أي ﻗﻣﯾص ﺑﻼ ﻛﻣﯾن؛ أي وﺻف اﻟﻘﺎﺻرات اﻟطرف ﺑﺎﻟرﻗﺔ‬
‫وﻧﻌوﻣﺔ اﻟﺟﺳم‪ ،‬وﻗرب اﻟدﻋوى ﺑﻠﻔظ‪ ،‬ﻟو ﺣﺗﻰ ﺟﻌل اﻟﺳﺎﻣﻊ ﯾﺻﻐﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺎل‪.‬‬
‫‪ -1‬أﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻣراﻏﻲ‪ " :‬ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ"‪ ،‬ص ‪ ،337‬ص ‪.338‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق‪" :‬ﻋﻠم اﻟﺑدﯾﻊ"‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ﺑﯾروت‪1985 ،‬م‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪35‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ‬

‫ﻓﻘد ادﻋﻰ ﺗراﻛم اﻟﻐﺑﺎر اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻣن ﺳﻧﺎﺑك اﻟﺧﯾل ﻓوق رؤوﺳﻬﺎ ﺑﺣﯾث ﺻﺎر أرﺿﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺳﯾر ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا‬
‫إن ﻛﺎن ﻏﯾر ﻣﻣﻛن‪ ،‬ﯾﺧﱠﯾل إﻟﻰ اﻟوﻫم ﻣن ادﻋﺎء ﻛﺛرﺗﻪ وﻛوﻧﻪ ﻛﺎﻟﺟﺑﺎل ﺻﺣﺗﻪ‪ ،‬وﻗد اﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﺑب اﻷول‬
‫اﻷرﺟﺎﻧﻲ ﯾﺻف طول اﻟﻠﯾل‪:‬‬
‫واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻗول اﻟﻘﺎﺿﻲ ّ‬
‫‪1‬‬
‫وﺷدت ﺑﺄﻫداﺑﻲ اﻟﯾﻬن أﺟﻔﺎﻧﻲ"‪.‬‬ ‫اﻟﺷﻬب ﻓﻲ اﻟدﺟﻰ‬
‫ُ‬ ‫ﯾُ َﺧﱠﯾ ُل ﻟﻲ أن ُﺳﻣر‬
‫ﺑﺎﻷﻣس ْإن ﻋزﻣت ﻋﻠﻰ اﻟﺷرب ﻏدا ْإن ذا ﻣن اﻟﻌﺟب"‪ ،‬ﻓﻼ‬
‫ِ‬ ‫‪ .3‬أن ﯾﺧرج ﻣﺧرج اﻟﺧﻼﻋﺔ واﻟﻬزل ﻛﻘوﻟﻪ‪ْ " :‬أﺳُﻛْر‬
‫ﺷك أن ُﺳ َْﻛرﻩ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻣﺣﺎل‪ ،‬ﻟﻛن ﺣ ﱠﺳﻧﻪ اﻟﻬزل ﻟﻣﺟرد ﺳرور اﻟﻣﺟﺎﻟس وﻣﺿﺎﺣﻛﺗﻪ‪.‬‬
‫ب‪ .‬اﻟﻣردود‪ :‬وﻫو ﻣﺎ ﺟرى ﻣن اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻛﻘول أﺑﻲ اﻟطﯾب‪:‬‬
‫ﻛﺄﻧﻲ ﺑﻧﻰ اﻻﺳﻛﻧدر اﻟﺳد ﻣن ﻋزﻣﻲ‪.‬‬ ‫ﻛﺄﻧﻲ دﺣوت اﻷرض ﻣن ﺧﺑرﺗﻲ ﺑﻬﺎ‬
‫‪2‬‬
‫أي ﺷﺑﻪ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﺧﺎﻟق ﺟل وﻋﻼ ﻓﻲ دﺣوﻩ اﻷرض‪ ،‬ﺛم ﻓﺟﺄة ﻧزل إﻟﻰ اﻟﺣﺿﯾض ﻓﺷﺑﻪ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻻﺳﻛﻧدر‪.‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗوﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع‪:‬‬
‫اﻷول ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أي إﻣﻛﺎن اﻟوﺻف ﻋﻘﻼ وﻋﺎدة‪.‬‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻹﻏراق أي إﻣﻛﺎن اﻟوﺻف ﻋﻘﻼ ﻻ ﻋﺎدة‪.‬‬
‫اﻟﺛﺎﻟث ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻐﻠو أي اﻣﺗﻧﺎع اﻟوﺻف ﻋﻘﻼ وﻋﺎدة‪.‬‬
‫إذن اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻫو ﻛﺛرة اﻹﺑﻼغ واﻟﺗﻔرﯾط واﻟوﺻف اﻟﺷدﯾد ﻣن أﺟل اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﯾﻬﻣﺎ ﻟﻐرض ﻣﻌﯾن‪.‬‬

‫‪-4-2‬آراء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻠﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺛﻼﺛﺔ آراء؛ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ واﻗﻊ ﯾﺟب اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ّ .1‬اﻟرﻓض ﻣطﻠﻘﺎ‪ :‬وﺣﺟﺗﻬم ّأن ﺧﯾر اﻟﻛﻼم ﻣﺎ ﺧرج ﻣﺧرج اﻟﺣق وﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎج اﻟﺻدق ﻣن ﻏﯾر إﻓراط وﻻ‬
‫ﺣﺳﺎن‪:‬‬
‫ﺗﻔرﯾط‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻗﺎل ّ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎﻟس ْإن ﻛﯾﺳﺎ ٕواْن ﺣﻣﻘﺎ‬ ‫ّٕواﻧﻣﺎ اﻟﺷﻌر ﻟب اﻟﻣرء ﯾﻌرﺿﻪ‬
‫ﺑﯾت ﯾﻘﺎل إذا أﻧﺷدﺗﻪ ﺻدﻗﺎ‬ ‫ﻓﺈن أﺷﻌر ﺑﯾت أﻧت ﻗﺎﺋﻠﻪ‬
‫ّ‬
‫‪ .2‬اﻟﻘﺑول ﻣطﻠﻘﺎ‪:‬‬
‫وﺣﺟﺔ أوﻟﺋك ّأن ﺧﯾر اﻟﺷﻌر أﻛذﺑﻪ‪ ،‬وأﻓﺿل اﻟﻛﻼم ﻣﺎ ﺑوﻟﻎ ﻓﯾﻪ‪.‬‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻣراﻏﻲ‪ " :‬ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪،‬ص ‪.338‬‬
‫‪ -2‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ ،338‬ص ‪.339‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ‬

‫‪ .3‬اﻟﺗوﺳط ﺑﯾن اﻷﻣرﯾن‪:‬‬


‫ﻓﺗﻘﺑل ﻣﻊ اﻟﺣﺳن إذا ﺟرت ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ اﻻﻋﺗدال وﻫذا رأي ﺟﻣﻬرة اﻟﻌﻠﻣﺎء ودﻟﯾل ذﻟك وﻗوﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧزﯾل ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻐﻠو‪ ،‬وﯾذم ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻟﻣﺎ درج ﻋﻠﻰ ذﻟك أﺑو ﻧواس‬
‫وﺗُرﱡد إذا ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ اﻹﻏراق و ّ‬
‫ﺿروب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪َ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫ٕواﺑن ﻫﺎﻧﻲء اﻷﻧدﻟﺳﻲ ‪ ...‬وﻏﯾرﻫم‪.‬‬

‫وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﻌرف أن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺛﻼﺛﺔ وﺟوﻩ؛ ﻓﺎﻷول ﻏﯾر ﻣﻌﺗرف ﺑﻪ ﻣطﻠﻘﺎ واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻘﺑول ﺑﻪ وﺑﺣﺟﺟﻪ وﻛﻼﻣﻪ؛ ﯾﻌﻧﻲ‬
‫أﻧﻬﺎ ﻣﺗواﻓرة ﻓﻲ اﻟﺷﻌر واﻟﻘرآن‪ .‬ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧرﻓﺿﻬﺎ وﻣﺎ زﻟﻧﺎ ﻧﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ أﯾﺿﺎ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺛﺎﻟث ﻓﯾﺗوﺳط اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻣراﻏﻲ‪" :‬ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ"‪ ،‬ص ‪.332‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﯾن اﻹﺣﺻﺎء واﻟدﻻﻟﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﯾن اﻹﺣﺻﺎء واﻟدﻻﻟﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬اﻹﺣﺻﺎء‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬دﻻﻻت أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪:‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ‪:‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس‪:‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‬


‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﯾن اﻹﺣﺻﺎء واﻟدﻻﻟﺔ‬

‫اﻹﺣﺻﺎء‬ ‫‪-1-‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺣﺻﺎء ﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ دﯾوان"اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس" ﻟﻣﻔدى زﻛرﯾﺎء‪ ،‬وﻻﺣظﻧﺎ ﻫذا اﻹﺣﺻﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬
‫أﻧواع اﻟﺗوﻛﯾد واﻟﺗﻲ ﺻﻧﻔﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري ﺳﺎﺑﻘﺎ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ أﻗﺳﺎم وﻫﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ .1‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ‪ :‬ورد ﻫذا اﻟﻧوع ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ‪ 635‬ﻣرة‪ ،‬ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﻪ ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻻﺳم اﻟذي اﺣﺗل‬
‫اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﺑـ ‪ 200‬ﻣرة‪ ،‬وﯾﻠﯾﻪ اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟذي ﺟﺎء ﺑـ ‪ 96‬ﻣرة‪ ،‬وﻛذﻟك ﺗوﻛﯾد اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ‬
‫واﻟﺟﻣﻠﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫وردا ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑﻧﺳب ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﺑـ ‪ 90‬و‪ 93‬ﻣرة‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف ورد ﺑـ ‪ 82‬ﻣرة وﻛذا ﺷﺑﻪ ﺟﻣﻠﺔ ب ‪ 50‬ﻣرة‪ ،‬وأﯾﺿﺎ‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺿﻣﯾر ﺟﺎء ﺑـ ‪ 20‬ﻣرة‪ ،‬وأﺧﯾ ار ورد ﺗوﻛﯾد إﺳم اﻟﻔﻌل ﺑـ ‪ 4‬ﻣرات ﻣﺣﺗﻼ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷﺧﯾرة‪.‬‬

‫‪ .2‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‪ :‬ﻟﻘد ﺟﺎء ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد ﻗﻠﯾﻼ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻧواع اﻷﺧرى ﻓﻘد ورد ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ‪21‬‬
‫ﻣرة‪ ،‬وﻟم ﯾﺷﻣل إﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﻧواع ﻣﻧﻬﺎ ‪ :‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑـ "ُﻛ ﱡل" ﻧﻼﺣظ أن ﻫذا اﻟﻧوع ورد ﻛﺛﯾ ار ﻋن ﻏﯾرﻩ ﺑـ ‪12‬‬
‫ﯾﻼﻫُ َﻣﺎ" وردت ﻣرﺗﺎن‪،‬‬
‫ﻣرة‪ ،‬وﯾﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗوﻛﯾد ﺑـ "ُﻛﻠﱡﻪُ وُﻛﻠﱡ َﻬﺎ" ﺟﺎءا ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺑـ ‪ 3‬ﻣرات‪ ،‬ﻛذﻟك اﻟﺗوﻛﯾد ب "ِﻛ َ‬
‫ﻋﯾﻧُﻪُ " ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣرة واﺣدة‪.‬‬
‫وأﺧﯾ ار ﺟﺎء اﻟﺗوﻛﯾد ﺑـ "َ ْ‬
‫‪ .3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‪ :‬وﻟﻘد ورد ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘﺳم ‪ 35‬ﻣرة ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﻼم اﻟﻘﺳم‪ ،‬واﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺑﺎء اﻟﻘﺳم‪،‬‬
‫ﺑِﻣْن" ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻷﻧواع اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎﻫﺎ‪.‬‬
‫واﻟواو ﻛذﻟك إذ ﻧﺟد أﻧﻪ ﻟم ﯾرد اﻟﻘﺳم " ِ‬
‫‪ .4‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‪ :‬ﻧﺟد ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﺟﺎء ﺑـ ‪ 22‬ﻣرة‪ ،‬إذ ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣدوﻧﺔ ﻟم ﯾذﻛر ﻓﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﻘﺻر ﻛﺛﯾ ار رﻏم اﺧﺗﻼف أدوات اﻟﻘﺻر ﻓﯾﻪ ﻣن ﻗﺻر ﺑـ "إﻻﱠ " ٕواﱠﻧَﻣﺎ" و"ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾم"‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫‪ .5‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‪ :‬ورد ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﻛﺛرة ﻧظ ار ﻟﺗﻧوع ﺣروﻓﻪ‪ ،‬واﺧﺗﻼف ﺳﯾﺎﻗﺎﺗﻬﺎ وﺗراﻛﯾﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻗد‬
‫أن" وردا ب ‪ 96‬ﻣرة‪ ،‬واﻟﻼم ﻛذﻟك وردت ﺑـ‬
‫إن‪ ،‬ﱠ‬
‫طﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﺣرف "اﻟﻔﺎء" اﻟذي ﺟﺎء ﺑـ ‪ 156‬ﻣرة و" ﱠ‬
‫‪ 86‬ﻣرة أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ "اﻟﺳﯾــــــــن وﻗد" ﺟﺎءﺗﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﺑـ ‪ 30‬و‪ 31‬ﻣرة‪ ،‬وﻛذﻟك "ﺳوف" ﺟﺎءت ﺑـ ‪22‬‬
‫ﻣرة‪ ،‬وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﻼﺣظ ﻣﺟﻲء "ﻧوﻧﻲ اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ واﻟﺧﻔﯾﻔﺔ" ﺑـ ‪ 3‬ﻣرات ﻟﯾﺳت ﻛﺑﺎﻗﻲ اﻷﻧواع اﻷﺧرى‬
‫ورﺑﻣﺎ ﻫذا ﯾرﺟﻊ ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻛﻠﻲ ﻫو‪ 1137 :‬ﻣرة وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺳﻧﻘوم ﺑﺈدراج ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ ﺟدول إﺣﺻﺎﺋﻲ ﺑﻌد أن ﻧﺣدد ﻧﺳﺑﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ‪ - %55,84 :‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‪%1,84 :‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‪ - %3,07 :‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‪%1,93 :‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‪%37,29 :‬‬

‫‪ -1‬اﻟﺟدول اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬ ‫اﻟﺗﻛرار‬ ‫ﻧوع اﻟﺗوﻛﯾد‬ ‫أﻗﺳﺎم اﻟﺗوﻛﯾد‬


‫‪ 20‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد اﻟﺿﻣﯾر‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ‬
‫‪ 200‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد اﻻﺳم‬
‫‪%55,84‬‬ ‫‪ 635‬ﻣرة‬ ‫‪ 96‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد اﻟﻔﻌل‬
‫‪ 82‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد اﻟﺣروف‬
‫‪ 4‬ﻣرات‬ ‫ﺗوﻛﯾد اﺳم اﻟﻔﻌل‬
‫‪ 90‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد ﺟﻣﻠﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ‬
‫‪ 93‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ‬
‫‪ 50‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد ﺷﺑﻪ ﺟﻣﻠﺔ‬
‫‪ 12‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد ُﻛ ﱡل‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‬
‫‪%1,84‬‬ ‫‪ 21‬ﻣرة‬ ‫‪ 3‬ﻣرات‬ ‫ﺗوﻛﯾد ُﻛﻠﱡ ﻪ‬
‫‪ 3‬ﻣرات‬ ‫ﺗوﻛﯾد ُﻛﻠﱡ ﻬﺎ‬
‫ﻣرﺗﺎن‬ ‫ﻫُ ﻣﺎ‬
‫ﺗوﻛﯾد ِﻛﯾ َﻼ‬
‫ﻣرة واﺣد‬ ‫ﺗوﻛﯾد َ ْﻋﻧُﯾ ﻪ‬
‫‪ 13‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻼم‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‬
‫‪%3,07‬‬ ‫‪ 35‬ﻣرة‬ ‫‪ 10‬ﻣرات‬ ‫ﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺑﺎء‬
‫‪ 12‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟواو‬
‫‪ 6‬ﻣرات‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑـ "إﻻﱠ "‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‬
‫‪%1,93‬‬ ‫‪ 22‬ﻣرة‬ ‫‪ 12‬ﻣرة‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑـ "إﱠَﻧﻣﺎ"‬
‫‪ 4‬ﻣرات‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾم‬
‫‪ 156‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد "اﻟﻔﺎء"‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‬
‫‪ 96‬ﻣرة‬ ‫أن"‬
‫إن‪ ،‬ﱠ‬
‫ﺗوﻛﯾد " ﱠ‬
‫‪%37,29‬‬ ‫‪ 424‬ﻣرة‬ ‫‪ 81‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد "اﻟﻼم"‬

‫‪41‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 30‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد "اﻟﺳﯾن"‬


‫‪ 36‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد "ﻗد"‬
‫‪ 3‬ﻣرات‬ ‫ﺗوﻛﯾد "اﻟﻧون"‬
‫‪ 22‬ﻣرة‬ ‫ﺗوﻛﯾد "ﺳوف"‬
‫ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ اﻟذي ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻪ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن ﻫﻧﺎك ﺗﺑﺎﯾن ﺑﯾن أﻗﺳﺎم اﻟﺗوﻛﯾد واﺧﺗﻼف ﻛﺑﯾر ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻧﻼﺣظ‬
‫أن اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ واﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف وردا ﺑﻛﺛرة ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻷﻧواع اﻷﺧرى ﻓﺎﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم واﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‬
‫واﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي ﻟم ﯾردا ﻛﺛﯾرا‪ ،‬ورﺑﻣﺎ ﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ أو ﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺷﺎﻋر ﻣﻣﺎ ﯾﻌﺎﻧﯾﻪ ﻣن ظﻠم‬
‫وﺣرﻣﺎن ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرﯾن‪ ،‬وﻛذا ﺣﺑﻪ ﻷﺑﻧﺎء وطﻧﻪ وﻟﻠوطن ﻣن اﺟل اﺳﺗرﺟﺎع ﺣرﯾﺔ ﺑﻼدﻩ وﺣﻘوق ﺷﻌﺑﻪ وذﻟك‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺿﺎل واﻟﻛﻔﺎح واﻟﺟﻬﺎد‪ ،‬أو رﺑﻣﺎ ﯾﻌود ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺳﯾﺎﻗﺎﺗﻬﺎ وﺗراﻛﯾﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ذﻛر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﻣﺎذج ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺛﯾرة‪ ،‬ﺑل ﺳﻧذﻛر ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻘط وﻧﻘوم ﺑﺷرﺣﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻟذا ﺳﻧوﺿﺣﻪ ﺑﯾﺎﻧﯾﺎ‪.‬‬

‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺳﻧﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻣﺛﯾل ﻟﻬذﻩ اﻟﻧﺳب ﺑﯾﺎﻧﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪-‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‪:‬‬ ‫‪-‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ ‪:‬‬ ‫‪1‬ﺳم←‪%10‬‬

‫‪-‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‪:‬‬ ‫‪-‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‪:‬‬ ‫‪-‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم ‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -1‬اﻟﺟدول اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪:‬‬

‫‪Série 1‬‬
‫‪60.00%‬‬ ‫‪55.84%‬‬

‫‪50.00%‬‬

‫‪40.00%‬‬ ‫‪37.29%‬‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‬
‫‪30.00%‬‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‬
‫‪20.00%‬‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‬

‫‪10.00%‬‬
‫‪3.07%‬‬ ‫‪1.93%‬‬ ‫‪1.84%‬‬
‫‪0.00%‬‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‬ ‫اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‬

‫أﻋﻣدة ﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ﺗﺑﯾن ﻧﺳب اﻟدﻻﻻت ﻟﻬذﻩ اﻷﻧواع ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟدﯾوان‪.‬‬

‫اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣدة اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ‪ :‬ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻷﻋﻣدة اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ﻫﯾﻣﻧﺔ ﻛل ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ واﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻧواع اﻷﺧرى‪ ،‬وﻫذا راﺟﻊ ﻷﺳﺑﺎب ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻧوع اﻟﺗوﻛﯾد ﻣن ﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺿﻣﯾر‪ ،‬ﺑﺎﻻﺳم‪ ،‬اﻟﻔﻌل ‪...‬اﻟﺦ‪ ،‬وﻛذا‬
‫ﺗﻧوع اﻟﺣروف ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬اﻟﺳﯾن ‪ ،‬ﺳوف‪ ،‬ﻗد ‪ ،...‬وﻫذا ﻟﻛﺛرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻟذا ﻧﺟدﻫم اﺣﺗﻠوا ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻷﻧواع‪،‬‬
‫وﯾﻠﯾﻪ اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم أﯾﺿﺎ اﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻣﻌﺗﺑر ﻟﯾس ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻷﻧواع اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺣﺗل إﻻ ﺟزءا ﺻﻐﯾ ار ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣدوﻧﺔ وﻫذا راﺟﻊ ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو اﻟﻣوﻗف واﻟﺳﯾﺎق واﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﺷﺎﻋر‪.‬‬

‫وﺑﻌدﻣﺎ أﺣﺻﯾﻧﺎ وﻣﺛﻠﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻷﻧواع ﻧﻘوم اﻵن ﺑدراﺳﺗﻬﺎ دﻻﻟﯾﺎ ﻣﺗدرﺟﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﺣﺳب ﺗرﺗﯾب اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬دﻻﻻت أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪:‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﻣت ﺑﻬﺎ ﻋن دﯾوان "اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس" ﻟﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ ،‬ﻻﺣظت أﻧﻪ ﺗﺣدث ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻣوﺣﯾﺔ وﻣﻌﺑرة‬
‫ﻋن ﺷﻌورﻩ اﺗﺟﺎﻩ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺣرﻣﺎن وظﻠم واﺿطﻬﺎد ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗدﻣر اﻟﻐﺎﺷم‪ ،‬اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺳﻠب‬

‫‪43‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﯾﻧﻬب ﺧﯾرات اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺗﻬك ﺣرﻣﺎﺗﻬم‪ ،‬واﻷﻟﻔﺎظ ﻛﻣﺎ ﻧﻌﻠم ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻛﻠﻣﺎت ﺗﻧﺎﺳب اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣراد اﻟﺣدﯾث‬
‫ﻋﻧﻪ – ﻓﺄﻟﻔﺎظ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ -‬ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺣﻣﺎﺳﻲ وطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻛرار واﻟﺗوﻛﯾد‪ ،‬وذﻟك ﻟﺷدة ﺣﺑﻪ ﻟوطﻧﻪ اﻟﻣﺟﯾد‬
‫وﺑﺎﻟﺛورة اﻟﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬وﻛذا ﺣﺑﻪ اﻟﺷدﯾد ﻷﺑﻧﺎء ﺷﻌﺑﻪ وأﻣﺗﻪ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن أن ﻧﺣدد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺳﻣﺎت‬
‫اﻟﺑﺎرزة واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻷﻟﻔﺎظ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣدوﻧﺔ‪ ،‬ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬اﻟﺗﻛرار ﺑﻧوﻋﯾﻪ اﻟﻠﻔظﻲ واﻟﻣﻌﻧوي‪.‬‬

‫وﻟﻘد ﻟﺟﺄ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء إﻟﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﻟﺗوﻛﯾد اﻟدﻋوة إﻟﻰ ﺣب اﻟوطن واﻟﻛﻔﺎح واﻟﻧﺿﺎل ﻣن أﺟﻠﻪ‪.‬‬

‫ﻫﻧﺎك ﺗﻼزم ﺑﯾن اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻷدﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻛرار ﻫﻧﺎ ﻣﺛل ظﺎﻫرة ﻟﻔظﯾﺔ ﺗوﻛﯾدﯾﺔ ﺗﺗواﺟد ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻬﺎد واﻟﻛﻔﺎح ﻣن أﺟل اﻟدﻋوة ﻟﺣب اﻟوطن‪.‬‬

‫وﻗد ﯾﺗوﻟد اﻟﺗﻛرار ﻣن داﺧل اﻟﻧﻔس‪ ،‬ﻟﯾﻌﺑر ﻋن ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺷﺎﻋر وﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣن أﺣﺎﺳﯾس وﻣﺷﺎﻋر اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ أﺛﻧﺎء‬
‫اﻟﺛورة‪ ،‬وﻛذا ﺣﺑﻪ اﻟﺷدﯾد ﻟوطﻧﻪ واﻟﺧوف ﻣن ﺿﯾﺎﻋﻪ‪.‬‬

‫وﻧﻘف ﻫﻧﺎ ﻟدراﺳﺔ ظﺎﻫرة ﺗﻛرار اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ ﻓﻲ دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺿﯾﺢ ﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج واﻟوﻗوف‬
‫ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟدﻻﻻت واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ أراد "ﻣﻔدي" إﺑرازﻫﺎ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟدﻻﻻت ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺳﺗوى اﻟﻠﻔظ أو اﻟﺗرﻛﯾب‪.‬‬

‫أ‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ‪ :‬ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺣﺻﺎء اﻟﺗﻲ ﻗﻣت ﺑﻬﺎ اﻛﺗﺷﻔت أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد ﯾﺣﺗل ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻛﺑﯾرة‬
‫ﻓﻲ اﻟدﯾوان ﺑـ ‪ 635‬ﻣرة‪ ،‬وطﺑﻌﺎ ﻟﻬذا دﻻﻻت وﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وأﺳﺑﺎب ﺟﻌﻠﺗﻪ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧوﺿﺣﻪ‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض اﻟﺷواﻫد‪:‬‬

‫ﯾﺎ ﺻﻼح اﻟدﯾن‪ ،‬ﻓﻲ أرض اﻟﺟزاﺋر ‪...‬‬ ‫ﻫﻛذا ﯾﻔﻌل أﺑﻧﺎء اﻟﺟزاﺋر‬

‫‪1‬‬
‫ﺑﻧﺎء اﻟﺟــــــــــــزاﺋــــــــــر‪...‬‬ ‫أ‬ ‫ــــﻔﻌل‬
‫ﻫﻛذا‪ ،‬ﯾـــ َ ُ‬

‫ﻣﺎن ﺷرودا‪.‬‬
‫اﻟز ِ‬
‫ﻣﺛﻼً‪ ،‬ﻓﻲ ِﻓم ﱠ‬ ‫وﺳرى)*( ﻓﻲ ﻓم اﻟزﻣﺎن زﺑﺎﻧﺎ‪...‬‬

‫ﻓﻲ ﺑﻼدي‪ ،‬ﺗﻔك اﻟﻘﯾودا‪.‬‬ ‫ظﻠم‬


‫ﺛورةُ‪ ،‬ﻟم ﺗﻛن ﻟﺑﻐﻲ‪ ،‬و ٍ‬

‫‪ -1‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،13‬ﺑﯾت‪.8 ،1‬‬


‫)*(‪ :‬ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﺻوﺗﻲ )وﺻﻔﻰ(‬

‫‪44‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪1‬‬
‫وﺟﻬﺎد ﯾذرو اﻟطﻐﺎة ﺣﺻﯾدا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ﺛَورةٌ‪ ،‬ﺗﻣﻸُ اﻟﻌواﻟم رﻋﺑﺎً‬

‫ودﺧﯾل ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﯾﻌﯾش ﺳﻌﯾد؟!‬ ‫أﻣن اﻟﻌدل‪ ،‬ﺻﺎﺣب اﻟدار ﯾﺷﻘﻰ‬

‫‪2‬‬
‫وﻏرﯾب ﯾﺣﺗل ﻗﺻر ﻣﺷﯾد؟‬ ‫اﻟد ِار ﯾﻌري‬
‫ﺻﺎﺣب ّ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻌدل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِأﻣَن‬

‫ﺑﻬﺎ ﺗﻧﺳﺎب ﺛروﺗﻧﺎ اﻧﺳﯾﺎﺑﺎ‪.‬‬ ‫وﻓﻲ ﺻﺣراﺋﻧﺎ‪ ،‬ﺟﻧﺎت ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدن‬

‫‪3‬‬
‫ﻧطﺎرد ﻋن ﻣواﻗﻌﻬﺎ اﻟﻐراﺑﺎ‪.‬‬ ‫وﻓﻲ ﺻﺣرِاﺋَﻧﺎ‪ ،‬اﻟﻛﺑرى‪ ،‬ﻛﻧـ ــوز‬

‫ﻧﻼﺣظ‪ :‬أن ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﺟﺎء ﺑﺄﺑﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻏرﺿﻬﺎ اﻟﺗوﻛﯾد ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺣﻣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﻬﺎ‬
‫اﻟﺟزاﺋر أﺛﻧﺎء اﻟﺛورة اﻟﻣﺟﯾدة وذﻟك ﻣن َﻗِﺑِل أﺑﻧﺎء وطﻧﻪ اﻟذﯾن ﻛﺎﻓﺣوا وﺟﺎﻫدوا ﻣن أﺟل اﺳﺗرﺟﺎع ﺣرﯾﺎﺗﻬم وﺣﻘوﻗﻬم ﻣن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرﯾن‪.‬‬

‫ﻓﻘد ﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺗﯾن اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺟزاﺋري أﺛﻧﺎء اﻟﺛورة‪ ،‬ﻓﻬو ﺑذﻟك ﯾﺧﺎطب ﺻﻼح اﻟدﯾن‬
‫ﺑﻧﺎء اﻟﺟزاﺋر‪ ،...‬ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ﻛرر اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ‬ ‫وﯾرﺷدﻩ إﻟﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻛﻔﺎح واﻟﺟﻬﺎد ﻟﻠوطن‪ ،‬ﻧﺣو‪ :‬ﻫﻛذا‪ ،‬ﯾﻔﻌل أ‬
‫ﻟﻐرض اﻟﺗوﻛﯾد ورﻓﻊ اﻟﻠﺑس واﻹﺑﻬﺎم‪ ،‬وﻫو ﺗوﻛﯾد ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻛذﻟك ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟذي ﯾﻠﯾﻪ ﻋن "أﺣﻣد زﺑﺎﻧﺎ" ﺷﻬﯾد اﻟﻣﻘﺻﻠﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻋطﻰ ﻧﻣوذﺟﺎ ﻋن ﺗﺿﺣﯾﺗﻪ‪ ،‬واﻟﺗوﻛﯾد ﻫﻧﺎ‬
‫ﺟﺎء ﺷﺑﻪ ﺟﻣﻠﺔ ﻧﺣو‪ :‬ﻓﻲ ﻓم اﻟزﻣﺎن‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾﺗﯾن اﻟﻣواﻟﯾن ﻧﺟدﻩ ﯾؤﻛد أن اﻟﺛورة ﻟم ﺗﻛن ﻋﻠﻰ ﺑﺎطل وظﻠم ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺣق وﺟﻬﺎد ﺗﺟﻌل اﻟطﻐﺎة‬
‫ﺻﯾدا‪ ،‬ودل اﻟﺗوﻛﯾد ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﻛﯾد اﻻﺳم ﻧﺣو‪ :‬ﺛورة‪.‬‬
‫َﺣ ِ‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾن ﯾﺗﺳﺎءل وﯾﺳﺗﻐرب ﻋن اﻧﻘﻼب اﻟﻣوازﯾن‪ ،‬ﺑﺣﯾث أن ﺻﺎﺣب اﻟوطن واﻷرض‬
‫ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﺷﻘﺎء وﻫم ﻋﻛس اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟذي ﻓﻲ ﺳﻌﺎدة‪ ،‬واﻟﺗوﻛﯾد ﻫﻧﺎ ﻫو‪ :‬ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ ﻧﺣو‪ :‬أﻣن اﻟﻌدل‪ ،‬ﺻﺎﺣب‬
‫اﻟدار‪.‬‬

‫‪ -1‬ص ‪ ،19‬ﺑﯾت ‪.5 ،4 ،1‬‬


‫‪ -2‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،22‬ﺑﯾت ‪.2 ،1‬‬
‫‪ -3‬ص ‪ ،35‬ﺑﯾت ‪.8 ،7‬‬

‫‪45‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﻗد ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺗﯾن اﻵﺧرﯾن ﻋن ﺧﯾرات وﺛروات اﻟﺻﺣراء ﺑﻣﺎ ﻣن ﻣﻌﺎدن وﻛﻧوز‪ ،‬وﻗد ورد اﻟﺗوﻛﯾد ﻫﻧﺎ‪ :‬ﺷﺑﻪ‬
‫ﺟﻣﻠﺔ‪.‬‬

‫ﻧﺣو‪ :‬وﻓﻲ ﺻﺣراﺋﻧﺎ‪.‬‬

‫وﺗﻛﻠم ﻋن اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ أﺑﯾﺎت أﺧرى ﻧﺣو‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أﻧت دﻣﺎﻏﻪ اﻟﻌﻼم‪.‬‬
‫واﻟﺟﯾش‪َ ،‬‬ ‫اﻟﺷﻌب‪ ،‬أﻧت ﺿﻣﯾرﻩ‪ ،‬وﺻواﺑﻪ‬

‫‪2‬‬
‫رق ﺷﻌوﺑﺎ‪ ،‬واﻟﻠﺻوص ﻟﺋﺎم!‬
‫ﯾﺳ ُ‬
‫ْ‬ ‫ﻣن ﯾﺳرق اﻷﺣرار ﻓﻲ ﻛﺑد اﻟﺳﻣﺎ‬

‫ﻧﺟدﻩ ﯾؤﻛد ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول وﯾﺧﺎطب اﻟﺟزاﺋري واﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺻواب واﻟدﻣﺎغ اﻟﻣدﺑر ﻟﻛل ﺷﻲء‪ ،‬ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﺑذﻟك ﺗﻛرار‬
‫اﻟﺿﻣﯾر "أﻧت" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾد‪ .‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﯾؤﻛد أن ﻣن ﯾﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺣرار ﻛﻣن اﺳﺗوﻟﻰ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب وﻫذا ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟدﻧﯾﺋﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﻣر‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗوﻛﯾد ﻫﻧﺎ ﻫو‪ :‬ﺗوﻛﯾد اﻟﻔﻌل ﻧﺣو‪ :‬ﯾﺳرق‪.‬‬

‫وﯾﻘول أﯾﺿﺎ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻟﻠﺑراﯾﺎ‪ ،‬ﻓﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣدﯾﻧﺔ‪.‬‬ ‫وﺳﯾﺣﻛﻲ ﻫذا اﻟزﻣﺎن‪ ،‬وﯾروي‬

‫ﻓﻬﯾﻬﺎت‪ ،‬دون اﻟﻧﺻر ﻧﯾراﻧﻪ ﺗﺧﺑو!‬ ‫وﻣن ﻛﺎﻧت اﻷﻛﺑﺎد ﻗرﺑﺎن ﺛﺎرﻩ‬

‫‪4‬‬
‫ﻓﻬﯾﻬﺎت‪ ،‬واﻷرواح ﺗرﻋﺎﻩ أن ﯾﻛﺑو‪.‬‬ ‫وﻣن ﻛﺎﻧت اﻷرواح ﺟﺳ ار ﻟﻣﺟدﻩ‬

‫‪5‬‬
‫اﻟزﻋﺎﻣ َﺔ‪ ،‬إﺻﻼح وﺗﺷﯾﯾد‪.‬‬
‫إن ّ‬ ‫وﻣﺎ اﻟزﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬أﻗوال وﺷﻘﺷﻘﺔ‬

‫ﻧﺟدﻩ ﯾﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول وﯾؤﻛد أﻧﻪ ﺳﯾﺄﺗﻲ ﯾوم ﻟﯾﺷﻬد ﻓﯾﻪ اﻟزﻣن ﻋﻠﻰ ظﻠم وﻗﻬر اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﻟﻸﺟﯾﺎل اﻟﺻﺎﻋدة‬
‫اﻟﺑرﯾﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺑطﺷﻬم وطﻐﯾﺎﻧﻬم ﻧﺣوﻫم ﻓﺎﻟﺗوﻛﯾد ﻣرادف ﻫﻧﺎ‪ ،‬ﻧﺣو‪ :‬ﺳﯾﺣﻛﻲ وﯾروي‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،44‬ﺑﯾت ‪.6‬‬


‫‪ -2‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،45‬ﺑﯾت ‪.10‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،141‬ﺑﯾت ‪.13‬‬
‫‪ -4‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،156‬اﻟﺑﯾﺗﯾن ‪7‬و‪.8‬‬
‫‪ -5‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،228‬ﺑﯾت ‪.3‬‬

‫‪46‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن ﻧﺟدﻩ ﯾﺑﯾن أن اﻟﻌدو اﻟظﺎﻟم واﻟطﺎﻏﻲ اﻟﺣﻘود اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ ﻟﻘﺗل اﻷﺑرﯾﺎء دون رﺣﻣﺔ وﺷﻔﻘﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻠن ﯾﺗ ﺣﻘق ﻟﻪ ذﻟك إ ّﻻ ﺑﻔﺿل ﺻدﻩ ﺑﺎﻟﻧﺻر واﻟﺟﻬﺎد ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺗﻐﻰ‪ ،‬وﻟﻘد ﻛرر اﺳم اﻟﻔﻌل "ﻫﯾﻬﺎت"‬
‫ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬

‫وﻟﻘد وﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷﺧﯾر أن اﻟزﻋﺎﻣﺔ ﻟﯾﺳت أﻗوال وﻛﻼم ﻓﻘط‪ ،‬ﺑل ﻫﻲ ﻧﻬﺿﺔ إﺻﻼح واﺳﺗرﺟﺎع ﻟﺣﻘوق اﻟﺷﻌب‬
‫اﻟﺗﻲ ﺳﻠﺑت ﻣﻧﻪ ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ﺗوﻛﯾد اﻻﺳم‪ ،‬ﻧﺣو‪ :‬اﻟزّﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ب‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‪ :‬ﻗﻠﻧﺎ أن اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ واﻟﻣﻌﻧوي ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻻ ﯾﺧرج ﻋن ﻫدف أﺳﺎﺳﻲ واﺣد‪ ،‬وﻫو ﺗوﻛﯾد ﻣﺎ‬
‫اﻣﺗﻸت ﺑﻪ ﻧﻔس اﻟﺷﺎﻋر ﻣن أﺣﺎﺳﯾس واﻧﻔﻌﺎﻻت اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر اﻟﻠﺋﯾم اﻟذي ﻻ ﯾﻌرف اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ أو‬
‫اﻟﺷﻔﻘﺔ واﻟرﺣﻣﺔ ﻟﻐﯾرﻩ إﻻ اﻟﻘﺗل واﻟﺧراب واﻟدﻣﺎر ﻟﻬم‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺗوﻛﯾد أو اﻟﺗﻛرار اﻟﻣﻌﻧوي ﻛوﺳﯾﻠﺔ أﺧرى‬
‫ﻣﻌﺎ ﻋن اﻹﻋراب ﻋﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬و ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أن ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻟم ﯾﺳﺗﻌﻣل‬
‫ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺟز اﻟﻠﻐﺔ واﻟﻔﻛر ً‬
‫ﻋﯾﻧُ ﻪ‪ُ ،‬ﻛﻠﱡ َﻬﺎ‪ِ ،‬ﻛﻼﻫُ ﻣﺎ‪.‬‬
‫إﻻ ﺧﻣﺳﺔ أﻧواع ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‪ُ :‬ﻛ ﱡل‪ُ ،‬ﻛﻠﱡ ﻪ‪ْ َ ،‬‬

‫‪1‬‬
‫ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬اﻟﻌﺎﻟم ُﻛﻠﱡ ُﻪ ﻗﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎرﻩ‪.‬‬

‫إن ﻫذا اﻟﺑﯾت ﯾﺣﻣل ﺗوﻛﯾدا ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﺑـ‪" :‬ﻛﻠﻪ" ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ وظﯾﻔﺗﻬﺎ إرادة اﻟﺷﻣول و اﻟﻌﻣوم‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷﺎﻋر ﻫﻧﺎ ﯾؤﻛد أن‬
‫اﻟﺷﻌب ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ أو رﻣﺗﻪ ﻗﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر‪ ،‬وﻗد ﺟﺎءت " ُﻛ ﱡل" ﻫﻧﺎ ﻣﻘروﻧﺔ ﺑﺿﻣﯾر ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻛد‪ ،‬وﺗﻌرب‬
‫"ُﻛﻠﱡ ﻪ"‪ :‬ﺗوﻛﯾد ﻣﻌﻧوي ﻣرﻓوع ﺑﺎﻟﺿﻣﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻘول ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫أرى ُﻛ ﱠل أﺑﻧﺎء اﻟﻌروﺑﺔ‪ ،‬إﺧواﻧﻲ‪.‬‬ ‫ﻫُﻣُت ﺑﺄﺑﻧﺎء اﻟﻌروﺑﺔ‪ ،‬ﯾﺎﻓﻌﺎ‬
‫َو ْ‬

‫‪3‬‬
‫ُﻛ ﱡل اﻟﻧﺎس أﻟﺳﻧﺔ ﻓﺻﺎح!‬ ‫ﻓُﻛ ﱡل اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﺑﻠواك ﺧرس‬

‫ﻛل" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‪ ،‬وﻗد ﺟﺎءت ﻟﻐرض رﻓﻊ اﻟﻠﺑس‬
‫أﻻﺣظ أن اﻟﺷﺎﻋر اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول ﻟﻔظ " ﱠ‬
‫واﻟﺷك ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻗﺻد ﺗوﺿﯾﺣﻪ وﺗﺄﻛﯾدﻩ ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾؤﻛد ﺑﺄﻧﻪ دار ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺑﻧﺎء اﻟﻌروﺑﺔ ﻛﻲ ﯾﺗﻔﻘد‬
‫ﻛل" ﺗوﻛﯾد ﻣﻌﻧوي ﻣﻧﺻوب ﺑﺎﻟﻔﺗﺣﺔ‪.‬‬
‫أﺣواﻟﻬم ﻓوﺟدﻫم إﺧوة ﻓﻲ اﻟﺷداﺋد أي ﻛﯾد واﺣدة؛ وﺗﻌرب " ﱠ‬

‫‪ -1‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،70‬ﺑﯾت ‪.1‬‬


‫‪ -2‬ص ‪ ،266‬ﺑﯾت ‪.1‬‬
‫‪ -3‬ص ‪ ،184‬ﺑﯾت‪.12‬‬

‫‪47‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﯾؤﻛد أن ﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ ﺧطب اﻟﺟزاﺋر أﻟﺳﻧﺗﻬم ﺧرﺳﺎء وﻟﻛﻧﻬم ﻋﻛس ذﻟك ﺗﺟدﻫم ﯾﺻﯾﺣون‬
‫ﻛل" ﻣرﺗﯾن ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي و ﺗﻌرب‬
‫ﺑﺄﻟﺳﻧﺔ ﻓﺻﯾﺣﺔ ﻣن أﺟل ﺣرﯾﺔ ﺑﻼدﻫم واﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘد اﺳﺗﺧدم ﻟﻔظ " ﱡ‬
‫ﺗوﻛﯾد ﻣﻌﻧوي ﻣرﻓوع ﺑﺎﻟﺿﻣﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫)*(‬
‫ﻓﺻﺎﺋﻼً‪ُ ،‬ﻛﻠﱡ َﻬﺎ ﻋزم وﺗﺄﻛﯾد‪.‬‬ ‫ﻓزﻛﺎﻫﺎ و أ رﺳﻠﻬﺎ‬ ‫ﺟﺎء "اﻟﺑﺷﯾر"‬

‫‪2‬‬ ‫)*(‬
‫ﻣوﺟود‪.‬‬ ‫ﻼﻫﻣﺎ ﻓﻲ "ﺟﺑﺎل اﻟوﺣش"‬
‫ِﻛ ُ‬ ‫ﻣرﻋﻰ اﻟظﺑﺄ‪ ،‬وﻋرﯾن اﻷﺳد‪ ،‬ﻻ ﻋﺟب‬

‫ﻧﺟدﻩ ﯾؤﻛد ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول ﻋن ﻋظﻣﺔ وﺗزﻛﯾﺔ اﻟﺑﺷﯾر ﻟﻠﺛورة‪ ،‬اﺳﺗﺧدم ﻟﻔظﺔ "ﻛل" اﻟﻣﻘروﻧﺔ ﺑﺿﻣﯾر ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‪ ،‬وﻗد ﺟﺎء ﺑﺿﻣﯾر ﻟﻛﻲ ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻛد إذ ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ ﺗوﻛﯾدا داﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻣﯾم اﻟﻛﺎﻣل أو‬
‫اﻟﺷﺎﻣل وﺗﻌرب "ﻛﻠﻬﺎ"‪ :‬ﺗوﻛﯾد ﻣﻌﻧوي ﻣﻧﺻوب ﺑﺎﻟﻔﺗﺣﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾت اﻟذي ﯾﻠﯾﻪ ﻓﺄﻻﺣظ أﻧﻪ ﺟﺎءت ﺑـ ‪":‬ﻛﻼﻫﻣﺎ" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺛﻧﻰ وﻫﻲ ﺗوﻛﯾد اﻻﺳم اﻟذي ﻗﺑﻠﻬﺎ‬
‫وﺟﺎءت ﻟرﻓﻊ اﻻﺣﺗﻣﺎل واﻟﺷك ﻓﻲ اﻟﻣﺛﻧﻰ‪ ،‬ﺣﯾث أﻋطت ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻘوة واﻟوﺿوح ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻟﯾزداد وﺿوﺣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس‬
‫اﻟﺳﺎﻣﻊ ن إذ ﯾؤﻛد أن اﻷﺑطﺎل واﻟرﺟﺎل اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن ﻣوﺟودون ﻓﻲ اﻟﺟﺑﺎل ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣوﺟود اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ﻏﯾر آﺑﻬﯾن ﺑﺎﻟﺧطر‬
‫اﻟذي ﺣوﻟﻬم‪.‬‬

‫"ﻓﻛﻼ" ﻫﻧﺎ ﺟﺎءت ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻟﻠﺗوﻛﯾد‪.‬‬

‫وﯾﻘول ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫وﯾرﻋﺎك ﻓﻲ دار اﻟﺧﻠود )ﻣﺣﻣد(‪.‬‬ ‫ﻓﻧم ﻓﻲ ﺟوار اﷲ ﺗرﻋﺎك َﻋﯾﻧُ ُﻪ‬

‫‪ -1‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،228‬ﺑﯾت ‪.8‬‬


‫)*(‪ -‬اﻹﻣﺎم اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺑﺷﯾر اﻹﺑراﻫﯾﻣﻲ رﺋﯾس ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن‪.‬‬
‫‪ -2‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،226‬ﺑﯾت ‪.11‬‬
‫)*(‪ -‬ﺟﺑﺎل اﻟوﺣش‪ :‬ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌد‪ 5‬أﻣﯾﺎل ﻣن ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ وﻓﯾﻬﺎ أروع ﻣﺑﺎﻫﺞ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻓﻲ أرض اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،150‬ﺑﯾت ‪.6‬‬

‫‪48‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻧﺟدﻩ ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻟﺷﻬﯾد إذ ﯾطﻠب ﻣﻧﻪ أن ﯾﻧﺎم ﻗرﯾر اﻟﻌﯾن ﻣﻊ ﻣﺣﻣد )ص( ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‬
‫ﻋﯾﻧُﻪُ "‪ :‬ﺗوﻛﯾد‬
‫"ﻋﯾﻧﻪ"‪ ،‬ﻓﺟﺎءت "ﻋﯾن" ﻣﻘروﻧﺔ ﺑﺿﻣﯾر ﻟﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻛد وذﻟك ﻟرﻓﻊ اﻟﻠﺑس وﺗوﺿﯾﺣﻪ أﻛﺛر ‪ ،‬وﺗﻌرب "َ ْ‬
‫ﻣرﻓوع ﺑﺎﻟﺿﻣﺔ‪.‬‬

‫وﻗﺑل أن ﻧﺧﺗم ﺣدﯾﺛﻧﺎ ﻋن اﻟﺗوﻛﯾدﯾن "اﻟﻠﻔظﻲ واﻟﻣﻌﻧوي" ﻧﻘول‪ :‬أن اﻟداﻓﻊ ﻣن وراﺋﻬﻣﺎ ﻫو‪ :‬ﺷﺟﺎﻋﺔ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‬
‫وﻧﺿﺎﻟﻪ وﻛﻔﺎﺣﻪ اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣن أﺟل اﺳﺗرﺟﺎع ﺣﻘوق ﺷﻌﺑﻪ وﺣرﯾﺔ ﺑﻼدﻫم‪ ،‬ﻓﻧﺟدﻩ ﯾﻠﺟـﺄ ﻟﺗﻛرار ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ‬
‫ﺑﻐرض ﺗوﻛﯾدﻫﺎ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﯾم ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟﻬﺎد‪ ،‬اﻟﻧﺿﺎل‪ ،‬اﻟﻛﻔﺎح‪ ،‬اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ ﺑﻐﯾﺔ ﺗوﺿﯾﺣﻬﺎ أﻛﺛر ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻘﺎرئ أو‬
‫اﻟﺳﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫ج‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‪ :‬و ﻟﻘد ورد ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ‪ 22‬ﻣرة‪ ،‬أي ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻷﻧواع‬
‫اﻷﺧرى وﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أﻧﻪ ﯾﺗﻛون ﻣن أدوات ﺗﻔﻲ ﺗوﻛﯾدﻩ‪ ،‬وﺳﻧﻌرض ﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﺗوﺿﯾﺣﻪ‪.‬‬

‫‪ .1‬اﻟﻘﺻر ﺑـ‪ " :‬ﱠإﻧﻣﺎ"‪:‬‬

‫ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪:‬‬

‫ﺣﯾن ﯾﺧﺗﺎر ﺟﻧدﻩ ‪ ،‬ﯾﺗﺣرى‪.‬‬ ‫ﱠإﻧﻣﺎ ﯾﻛﺗب اﻟﺑﻘﺎء ‪ ،‬ﻟﺷﻌب‬

‫‪1‬‬
‫ﺣر‪.‬‬
‫ذي ﺿﻣﯾر‪ ،‬ﻋﺎش ا‬ ‫ﱠإﻧﻣﺎ ﯾﻛﺗب اﻟﺧﻠود‪ ،‬ﻟﺣر‬

‫ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻘﺻر ﻓﻲ ﻫذﯾن اﻟﺑﯾﺗﯾن ﺟﺎء ﺑ ـ " ﱠإﻧﻣﺎ"‪ ،‬ﺣﯾث ﻗﺻرت ﺻﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﺻوف‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺻرت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺷﻌب واﻷﺣرار ﻷﺟل ﺗﺄﻛﯾدﻫﻣﺎ إذ ﯾؤﻛد أن ﺻﺣﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺟﻧود ﺗﺿﻣن ﻟﻠﺷﻌب اﻟﺑﻘﺎء واﻟﺳﻼم‪ ،‬وﻛذا ﯾؤﻛد أن‬
‫اﻟﺧﻠود ﯾﻛﺗﺳب ﻟﻸﺣرار وأﺻﺣﺎب اﻟﺿﻣﺎﺋر‪ ،‬وذﻟك ﻟﻐرض ﺗوﻛﯾدﻩ أﻛﺛر ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷداة‪" :‬إﻧﻣﺎ"‪.‬‬

‫‪ -1‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،238‬ﺑﯾت ‪.8 ،7‬‬

‫‪49‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .2‬اﻟﻘﺻر ﺑــ‪":‬اﻟﻧﻔﻲ ٕ اوﻻﱠ "‪:‬‬

‫ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫إِن اﻟﺳﻣﺎوات‪ ،‬ﻟﻠﻣﻘدام ﺗﻧﻔﺗق‪.‬‬ ‫ﻻَ أﺑﺗﻐﻲ اﻟﻌزة إﻻﱠ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﻣرة‬

‫‪2‬‬
‫وﯾﻘول أﯾﺿﺎ‪:‬‬

‫)*(‬
‫ﻣﻣن ﯾﻌذﺑﻪ‪،‬إﻻﱠ اﻟﻣواﻋﯾد‪.‬‬ ‫ﻛوﻧوا اﻟﺧﻼص ﻟﺷﻌب‪َ ،‬ﻻ ﻧﺻﯾب ﻟﻪ‬

‫ﻓﻘد ﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول أن اﻟﻘﺻر ﯾﻛﻣن ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل "ﻻ" أداة اﻟﻧﻔﻲ و"إﻻ" أداة اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء‪ ،‬ﺣﯾث أراد ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‬
‫ﻣن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻗﺻر أو ﺗﺧﺻﯾص ﺻﻔﺔ اﺑﺗﻐﺎء اﻟﻌزة ﺑﻣﻘﺻور واﺣد وﻫﻲ اﻟﻣﻐﺎﻣرة ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺛﺑﺎت واﻟﺗوﻛﯾد‪،‬‬
‫أي إﺛﺑﺎت اﻟﺻﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺻوف‪ ،‬وﻛﺄﻧﻪ أراد أن ﯾؤﻛد أن اﺑﺗﻐﺎء اﻟﻌزة ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﺎﻟﻣﻐﺎﻣرة وﻏرﺿﻪ ﻫو إﻓﺎدة اﻟﺗوﻛﯾد ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺟدﻩ ﯾؤﻛد وﯾدﻋو دﻋوة ﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻠﺛورة واﻟﺟﻬﺎد‪ ،‬ﻓﻘد اﺳﺗﻌﻣل "ﻻ" أداة اﻟﻧﻔﻲ و"إﻻ" أداة‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺻر ﺻﻔﺔ اﻟﺧﻼص ﺑﺎﻟﻣواﻋﯾد اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻟﻠدﻻﻟﺔ وﺗوﻛﯾد اﻹﺛﺑﺎت‪.‬‬

‫‪ 3‬ــــ اﻟﻘﺻر ﺑــ"أل"‪:‬‬

‫ﯾﻘو ل ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻓزﻟزﻟت اﻷرض زﻟزاﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫اﻹﺛم‪ ،‬زﻟزل زﻟزاﻟﻬﺎ‬
‫ﻫو ُ‬

‫ﻧﻼﺣظ‪ :‬أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘﺻر ﯾﻛون ﻣﻘﺗرﻧﺎ ﺑﺿﻣﯾر ﻣﻧﻔﺻل وﯾﺄﺗﻲ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾد‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﺿﻣﯾر ﻫﻧﺎ‬
‫"ﻫو" ودﺧول "أل" اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻐﯾر ﻣن دﻻﻟﺗﻪ ﻓﺗﺻﺑﺢ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﻧﺣو‪ :‬اﻹﺛم‪.‬‬

‫‪ -1‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،30‬ﺑﯾت ‪.11‬‬


‫‪ -2‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،230‬ﺑﯾت ‪.3‬‬
‫)*(‪ -‬دﻋوة ﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻠﺛورة واﻟﺟﻬﺎد‪.‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،233‬ﺑﯾت ‪.1‬‬

‫‪50‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 4‬ــــ اﻟﻘﺻر ﺑــ ‪":‬ﻻَ "‪:‬‬

‫ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﺗﺳﻧد ﻟﻠﻧﺻر‪ ،‬إﺧﻼﺻﯾﻪ‪.‬‬ ‫ﻓﻠﺳطﯾن‪...‬ﻻَ ﺗﺟزﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳﻣﺎ‬

‫ﻧﻼﺣظ أن ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻧﻔﻰ اﻟﺟزع ﻋن اﻟﺑﻼد وأﻣرﻫم ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ واﻟﺻﻼح واﻟﺳﻠم ﻛﻲ ﯾﻌم اﻷﻣﺎن واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد‬
‫ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﺑذﻟك "ﻻ" وﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﺻل ﺟﺎء ﻟﯾﺛﺑت وﯾؤﻛد ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺻر واﻟﺳﻠم ﻟﻠﺑﻼد‪.‬‬

‫‪ 5‬ـــ اﻟﻘﺻر ﺑــ‪" :‬اﻟﺗﻘدﯾم"‪:‬‬

‫ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ﯾذﻛﯾﻪ ﻓﻲ )ﺣرب اﻟﺧﻼص( ﺿرام‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻋرق ﻧﺎﺑض‬

‫أﻻﺣظ أن ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﺑدأ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺑﺷﺑﻪ ﺟﻣﻠﺔ‪" :‬ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن ﺟﺎر وﻣﺟرور‬
‫ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗﺣدﯾد واﻟﻘﺻر واﻟﺗوﻛﯾد‪ ،‬ﻓﻘد أﻛد أن اﻟﻌرق اﻟﻧﺎﺑض ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻬذا اﻟﺑﯾت ﯾﺷﻣل اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾم‬
‫ﻫذا ﻛﻠﻪ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎح وﺷﺟﺎﻋﺔ اﻟﺷﺎﻋر ﻣن اﺟل ﺣرﯾﺔ ﺑﻼدﻩ‪.‬‬

‫د‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‪:‬‬

‫ﻟﻘد ورد ﻫذا اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ‪ 35‬ﻣرة ﻟﯾس ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي واﻟﻘﺻر اﻟﻠّذﯾن وردا ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ‪،‬‬
‫وذﻟك ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬أن اﻟﻘﺳم أو اﻟﺣﻠف ﻻ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻣﺟرى اﻟﻠﺳﺎن داﺋﻣﺎ أو ﻟﻌظﻣﺔ ﺷﻲء ﻣﺎ‪ ،‬ﺑل إن اﻹﻧﺳﺎن‬
‫ﻻ ﯾﻘﺳم ﻋﻠﻰ ﺷﻲء إﻻ إذا ﻛﺎن ﻣﺿطرا‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻻﺿطرار داﺧﻠﻲ أي ﻟﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ اﻟﺷﺧص ﻣن ﺿﻐوطﺎت‬
‫ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬أو ﺧﺎرﺟﻲ‪ ،‬أي ﻫﻧﺎك ﻣواﻗف ﺧﺎرﺟﯾﺔ وﺿﻌﺗﻪ ﻓﻲ ﺣرج ﻓﯾﻠﺟﺄ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻟﻠﻘﺳم ﻛﻲ ﯾﺑرر أو ﯾؤﻛد ﻣوﻗﻔﻪ‬
‫اﺗﺟﺎﻩ ﻓﻛرة ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪ -1‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،286‬ﺑﯾت ‪.9‬‬


‫‪ -2‬ص ‪ ،47‬ﺑﯾت ‪.5‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،250‬ﺑﯾت ‪.9‬‬

‫‪51‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)*(‬
‫ﻓﻣﺎ ) ﻟﻣﺎرﻛس ( ﻋﻧﻪ اﻟﯾوم أﻟﻬﺎﻧﺎ؟!‬ ‫ﷲ در أﺑﻲ ذر!! وﺛورﺗﻪ‬

‫ﻧﻼﺣظ أن "اﻟﻼم" »ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻘﺳم إذا ﻛﺎن ﻓﯾﻪ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻌﺟب«‪ 1،‬ﻧﺣو‪ :‬ﷲ در أﺑﻲ ذر!! ﻓﺎﻟﺷﺎﻋر ﻫﻧﺎ ﯾﻘﺳم‬
‫ﺑﺎﷲ" ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﺑذﻟك ﻻم اﻟﻘﺳم "ﷲ" ﻷﻧﻬﺎ اﻟﻼم اﻟﺟﺎرة‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﺛﺑت ﺗوﻛﯾدﻩ وﯾؤﻛد ﺗﺄﻛﯾدا ﻗﺎطﻌﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ ﺑﻘوة وﻋظﻣﺔ‬
‫" ِ‬
‫ﻣﻌﺎرك "أﺑﺎ ذر اﻟﻐﺎري" وﺑﻘدراﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣروب‪.‬‬

‫وﯾﻘول ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺧﻠدن ﻓﻲ ﺣرم اﻟﻔﯾﺣﺎء‪ ،‬ذﻛراﻧﺎ‪.‬‬ ‫ﺑﺎﷲ ‪ -‬ﯾﺎ ﻓﯾﺣﺎء‪ -‬ﻛم ﻣﻬﺞ‬
‫آﻣﻧت ِ‬

‫‪3‬‬
‫ﺑﺎﷲ‪ ،‬ﻻ ﻛﻔر‪ ،‬وﻻ ﻧزق‪.‬‬
‫آﻣﻧت ِ‬ ‫ﺣﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺛل ﺣب اﷲ ‪ ،‬أﻋﺑدﻫﺎ‬

‫ﯾﺗﺣدث اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول ﻋن إﯾﻣﺎﻧﻪ اﻟﺷدﯾد ﺑﺎﷲ وﯾﺗﺳﺎءل ﻛم ﻣﻬﺞ ﺧﻠدوا ﻓﻲ ذﻛراﻫم‪ ،‬ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﻓﻲ ذﻟك "اﻟﺑﺎء"‬
‫اﻟﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺳم "ﺑﺎﷲ" ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻓﺎدﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗوﻛﯾد؛ "ﻓﺎﻟﺑﺎء ﻫﻲ أﺻل ﺣروف اﻟﻘﺳم وﻏﯾرﻫﺎ ﻣﺣﻣول‬
‫‪4‬‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﻧﺎﺋب ﻋﻧﻬﺎ"‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺟدﻩ ﯾﻘﺎرن ﺣﺑﻪ ﻟوطﻧﻪ وﻋﺑﺎدﺗﻪ ﻟﻪ ﻛﻌﺑﺎدﺗﻪ ﷲ‪ :‬ﻧﺣو ﺑﺎﷲ‪" ،‬أي ﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺳم ﺑﻪ ﺳواء‬
‫‪5‬‬
‫أﻛﺎن ظﺎﻫ ار"‪.‬‬

‫ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫أﻟم ﺗﺗرﻛوا ﻟﻠﻧﺎس‪ ،‬دوﻧﻛم‪ ،‬ﻓﺧ ار‪.‬‬ ‫ﺑﺎﷲ ﺧﺑروا ‪..‬‬
‫َوﯾﺎ ﺳﺎﻛﻧﻲ )وﻫران( ِ‬

‫‪7‬‬
‫أﻏﻧﻲ ﻣﻊ اﻟدﻧﯾﺎ‪ ،‬ﺑﺄﻣﺟﺎد أوطﺎﻧﻲ‪.‬‬ ‫َوأﺣﺑﺑت أوطﺎﻧﻲ‪ ،‬رﺿﯾﻌﺎ‪ ،‬و ﻟم أزل‬

‫)*(‪ -‬أﺑو ذر اﻟﻐﻔﺎري اﻟﺻﺣﺎﺑﻲ‪ :‬أول ﻣن دﻋﺎ ﻟﺗطﺑﯾق اﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ اﻟﻔﺎروق‪ ،‬وﻣﺎرﻛوس‪ :‬ﻫو)ﻛﺎرل ﻣﺎرﻛس( واﺿﻊ‬
‫أﺳس اﻟﺟذرﯾﺔ ﻟﻠﻣذﻫب اﻟﻣﺎدي اﻟدﯾﺎﻟﻛﺗﻲ‪.‬‬
‫‪ -1‬إﻟﯾﺎس دﯾب‪" :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺄﻛﯾد"‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ -2‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،244‬ﺑﯾت ‪.4‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،29‬ﺑﯾت ‪.2‬‬
‫‪ -4‬إﻟﯾﺎس دﯾب‪" :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺄﻛﯾد"‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -5‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬ص ‪.396‬‬
‫‪ -6‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،262‬ﺑﯾت ‪.4‬‬
‫‪ -7‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،265‬ﺑﯾت ‪.7‬‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﯾوﺿﺢ وﯾؤﻛد اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻫذﯾن اﻟﺑﯾﺗﯾن‪ :‬ﻓﺧرﻩ واﻋﺗ اززﻩ ﺑﺳﻛﺎن وﻫران وﻛذا ﺣﺑﻪ اﻟﺷدﯾد ﻟوطﻧﻪ وﻣﺟﯾدﻩ‪ ،‬ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﺑذﻟك‬
‫"واو" اﻟﻘﺳم ﻣﻌﻧﺎﻩ‪ :‬أﻧﻪ أﺣب ﺑﻼدﻩ وﻫو ﺻﻐﯾر ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾد‪ ،‬ﻧﺣو‪" :‬وﯾﺎ ﺳﺎﻛﻧﻲ )وﻫران("‪" ،‬وأﺣﺑﺑت أوطﺎﻧﻲ"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أي أن »"اﻟواو" ﻫﻲ ﺑدل ﻣن اﻟﺑﺎء ﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻻﺳم اﻟظﺎﻫر‪ ،‬وﻻ ﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻣﯾر«‪.‬‬

‫وﻫﻛذا ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم ﻣن أﻗوى أﻧواع اﻟﺗوﻛﯾد ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾدع ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺷك أو اﻻﺣﺗﻣﺎل‪.‬‬

‫ه‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف ‪:‬‬

‫إن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗوﻛﯾد ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﺑﻛﺛرة ﻓﻘد ورد ﺑ ـ ‪ 424‬ﻣرة و رﺑﻣﺎ ﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻟﻛﺛرﺗﻬﺎ وﻟﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺗوﻛﯾد‬
‫ﺑﻬﺎ‪ ،‬أو ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺟرى ﻣﺟرى اﻟﻠﺳﺎن أو ﻟﻠﺿرورة اﻟﺷﻌرﯾﺔ واﻟوزن ﻣﺛﻼ؛ أو ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟظروف‬
‫اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻌﯾﺷﻬﺎ ذاك اﻟوﻗت‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻗد ﯾﻛون ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﻌﺎﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣروف وﻣﺎ ﺗؤدﯾﻪ ﻣن دﻻﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺣﯾث‬
‫اﻟﺳﯾﺎق أو اﻟﺗرﻛﯾب وﺳﻧوﺿﺢ ذﻟك ﺑﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‪.‬‬

‫أن‪:‬‬
‫إن‪ ،‬ﱠ‬
‫‪ .1‬ﱠ‬

‫"وﻫﻣﺎ اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺗوﻛﯾد"‪ ،2‬ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺳر‪.‬‬
‫طوى اﻷزل اﻟﻌﻠوي ـ ـ ـ ﻓﻲ ﺻدرﻫﺎ ـ ـ ا‬ ‫َن اﻟﺟﻬﺎد ﻋﻘﯾدة‬
‫وﻟﻘﻧﺗﻪ‪ :‬أ ﱠ‬

‫أن" ﺗدﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻓﺗﻧﺻب اﻟﻣﺑﺗدأ وﯾﺳﻣﻰ اﺳﻣﻬﺎ وﺗرﻓﻊ اﻟﺧﺑر وﯾﺳﻣﻰ ﺧﺑرﻫﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻔﯾد ﻣﻌﻧﻰ‬
‫ﻧﻼﺣظ‪ " :‬ﱠ‬
‫اﻟﺗوﻛﯾد واﻹﺛﺑﺎت وﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎف اﻻﺳم ﺑﺧﺑرﻫﺎ أي أن‪" :‬اﻟﺟﻬﺎد" اﺳﻣﻬﺎ ﻣﺗﺻف ﺑﺧﺑرﻫﺎ "ﻋﻘﯾدة"‪ ،‬ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻪ‬
‫ﻋﻠﻣﻪ أن اﻟﺟﻬﺎد واﻟﻧﺿﺎل ﻋﻘﯾدة ﻻ ﺑد ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺑﻬﻣﺎ‪.‬‬

‫وﯾﻘول‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫اﻟﺷﻌب ﺣررﻫﺎ‪ ،‬ورﺑك وﻗﻌﺎ!‬ ‫إن اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟوﺟود رﺳﺎﻟﺔ‬
‫ﱠ‬

‫‪ -1‬إﻟﯾﺎس دﯾب‪" :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺄﻛﯾد"‪ ،‬ص ‪.160‬‬


‫‪ -2‬ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺎﻟطﺎﻫر‪" :‬اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،257‬ﺑﯾت ‪.2‬‬
‫‪ -4‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،51‬ﺑﯾت ‪.6‬‬

‫‪53‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إن‪ :‬ﺣرف ﺗوﻛﯾد ﻣﺷﺑﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺑﻣﻌﻧﻰ أؤﻛد‪ ،‬ﻓﻬو ﺑذﻟك ﯾؤﻛد ﺑﺄن اﻟﺟزاﺋر ﻟﻬﺎ رﺳﺎﻟﺔ وﺟب ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ أن اﷲ أﻣر ﺑﻬﺎ‪،‬‬
‫ﱠ‬
‫وأن اﻟﺷﻌب ﺳﯾﺣررﻫﺎ دون ﺷك‪ ،‬واﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذا "اﻟﺑﯾت" إن" اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾد واﻹﺛﺑﺎت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻗد‪" :‬ﻫو ﺣرف ﺗﺣﻘﯾق أو ﺣرف ﺗﻘرﯾب ﯾﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد"‪.‬‬

‫ﻧﺣو ﻗول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺷﻘﺎ واﻟﻬوان‪.‬‬ ‫ﻗد ﺳﺋﻣﻧﺎ اﻟﺣﯾﺎة‬

‫‪3‬‬
‫ﻗد ﻣددﻧﺎ ﻟك ﯾﺎ ﻣﺟد ﯾدا ‪...‬‬

‫ﻧﻼﺣظ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول أن اﻟﺷﺎﻋر ﯾؤﻛد أﻧﻪ ﺳﺋم اﻟﺣﯾﺎة وﻛرﻫﻬﺎ ﻓﻲ اﻟذل واﻟﺷﻘﺎ ﺑل ﻻ ﺑد ﻟﻬﺎ أن ﺗﻛون ﺣﯾﺎة ﻣﻠﯾﺋﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة؛ وﻫﻧﺎ دﺧﻠت "ﻗد" ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎﺿﻲ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق واﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﺛﺑت وﺗﻌرب ﻗد‪ :‬ﺣرف ﺗوﻛﯾد ﯾﻔﯾد‬
‫اﻟﺗﺣﻘﯾق‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧﺟدﻩ ﯾؤﻛد أﻧﻪ ﻣد ﯾد اﻟﻌون ﻣن أﺟل ﻣﺟد اﻟﺟزاﺋر وﻧﺻرﻫﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘﻼل؛ أي دﺧﻠت‬
‫"ﻗد" ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻛذﻟك ﻷﺟل اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬

‫اﻟﺳﯾن‪:‬‬
‫‪ .3‬ﱢ‬

‫ﻧﺣو ﻗول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫) ﺑﻠﻐراد( ﻧﺿت ﻋن ﺗﻌﺻﺑك اﻟﺳﺗ ار‪.‬‬ ‫ﺳﺗﻧﻘﻠب اﻷوﺿﺎع ﯾﺎ ) ﺟﻣﻊ()*( إﻧﻬﺎ‬

‫ﯾؤﻛد اﻟﺷﺎﻋر ﻫﻧﺎ ﺑﺄن اﻷوﺿﺎع ﺳﺗﺗﻐﯾر ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن و اﻹﺳﺗﻌﻣﺎر وأن اﻟﻧﺻر ﺳﯾﻛون ﺣﻠﯾﻔﻧﺎ ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ اﻟﻔﻌل‬
‫اﻟﻣﺿﺎرع " ﺗﻧﻘﻠب" اﻟذي دﺧﻠت ﻋﻠﯾﻪ" اﻟﺳﯾن"‪ ،‬اﻟذي ﯾﻔﯾد ﻣﻌﻧﻰ اﻹﺳﺗﻘﺑﺎل واﻟﺗوﻛﯾد ﻛذﻟك‪ ،‬ﻓﻬو ﺣرف ﺗﻧﻔﯾس وﯾؤﻛد‬
‫ﺣدﺛﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺎ‪.‬‬

‫‪ -1‬إﺑراﻫﯾم ﻗﻼﺗﻲ‪" :‬ﻗﺻﺔ اﻹﻋراب"‪ ،‬دار اﻟﻬدى‪ ،‬دط‪ ،‬ص ‪.174‬‬


‫‪ -2‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،73‬ﺑﯾت ‪.4‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،62‬ﺑﯾت ‪.8‬‬
‫‪ -4‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،259‬ﺑﯾت ‪.9‬‬
‫)*(‪ -‬اﻟﻣراد )ﺑﺎﻟﺟﻣﻊ( ﻧدوة اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﯾﻘول ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﺑﻘﻧﺎ وﺛﺑﺔ اﻷﻗدار ﺳﺑﻘﺎ!‬ ‫ﺳﯾﻌﺗرف اﻟزﻣﺎن ﻏدا ﺑﺄﻧﺎ‬

‫ﻧﻼﺣظ أن‪ :‬ﺣرف "اﻟﺳﯾن" اﻟذي أﻓﺎد اﻟﺗوﻛﯾد واﻻﺳﺗﻘﻼل دﺧل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺿﺎرع ﻣﻣﺎ ازداد ﻋﻠﻰ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ‬
‫أﻛﺛر‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺟدﻩ ﯾؤﻛد ﺑﺄن اﻟزﻣﺎن ﺳﯾﻌﺗرف ﺑﻌد ﻏد ﺑﺛورﺗﻪ ووﺣدﺗﻪ ﻣﻬﻣﺎ طﺎﻟت اﻷﻗدار‪.‬‬

‫‪ .4‬ﺳوف‪ :‬ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ﺳوف أﻟﻘﺎك ﺑﺄﻋﯾﺎد اﻟﺑﺷﺎﯾر‪.‬‬ ‫ﺻﻠواﺗﻲ ﻟك‪ ،‬واﷲ ﻣﻌك‬

‫ﻓﻬو ﯾؤﻛد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺑﺣرف "ﺳوف" اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻣن اﻟﺳواﺑق وﯾﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد ﻛذﻟك‪ ،‬أي أﻧﻪ ﯾﺛﺑت وﯾؤﻛد أن ﺟﻣﯾﻊ‬
‫ﺻﻠواﺗﻪ"ﻟﺻﻼح اﻟدﯾن" ﻓﻬو ﯾﻔﺧر وﯾﻌﺗز ﺑﻪ وأﻧﻪ ﺳﯾﺄﺗﻲ ﯾوم ﻣﺑﺎرك وﯾﻠﻘﺎﻩ ﻓﯾﻪ‪.‬‬

‫‪ .5‬اﻟﻔﺎء‪ :‬ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻓﺂﻣﻧت ﺑﺎﻟرﺣﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﺛورة اﻟﻛﺑرى!‬ ‫ﻓﻛم ﻛﻧت‪ ،‬ﯾﺎ رﺣﻣﺎن ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﺷك ﻏﺎرﻗﺎ‬

‫اﻟﺷﺎﻋر ﯾؤﻛد ﺑﺄﻧﻪ آﻣن ﺑﺎﻟرﺣﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﺛورة اﻟﻛﺑرى ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﺣرف "اﻟﻔﺎء" اﻟذي ﯾﻔﯾد اﻟﺗوﻛﯾد وﻛذا اﻟرﺑط ﺑﯾن ﺟﻣﻠﺔ‬
‫وأﺧرى ﻟﻐرض ﻓﻬم اﻟﺳﯾﺎق‪.‬‬

‫‪ .6‬اﻟﻼم‪" :‬وﻫﻲ ﻓﻲ إﺣدى اﺳﺗﻌﻣﺎﻻﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظم ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻠﺗوﻛﯾد‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻔﯾد ﺗوﻛﯾد اﻟﺟزء اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎﻧت‬
‫‪5‬‬
‫)ﻻم اﻻﺑﺗداء("‪ 4،‬ﻧﺣو ﻗول‪:‬‬

‫)*(‬
‫ﺗﻌﻠم اﻟﻔﺗك ﺑﺎﻟﺷﻌب‪ ،‬ﺷﯾﺎطﯾﻧﺎ‪.‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻟﻠﺗﻧﻛﯾل‪ ،‬ﻣدرﺳﺔ‬

‫ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔظﺎﺋﻊ‪ ،‬ﺳﻣوﻫﺎ ﻗواﻧﯾن‪.‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻟﻠﺗﻣﺛﯾل ﻣﺣﻛﻣﺔ‬

‫‪ -1‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،105‬ﺑﯾت ‪.5‬‬


‫‪ -2‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،13‬ﺑﯾت ‪.6‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،256‬ﺑﯾت ‪.8‬‬
‫‪ -4‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪ " :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬ص ‪.417‬‬
‫‪ -5‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،129‬ﺑﯾت ‪.9 ،8‬‬
‫)*(‪ -‬أﺳس اﻟﻔرﻧﺳﯾون ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﻣدرﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺷرطﺔ وﺟﻧود اﻟﻣظﻼت أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌذﯾب واﻟﺗﻧﻛﯾل‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻧﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذﯾن اﻟﺑﯾﺗﯾن؛ دﺧول "اﻟﻼم" ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن "اﻟﺗﻣﺛﯾل‪ ،‬اﻟﺗﻧﻛﯾل" ﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﻌﻧﻰ أﻛﺛر وﺗوﻛﯾدﻩ ﻓﻲ ذﻫن‬
‫اﻟﺳﺎﻣﻊ ﻓﻬو ﺑذﻟك ﯾؤﻛد أن اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن أﺳﺳوا ﻣدرﺳﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﻟﺗﻌﻠﯾم أﺑﻧﺎﺋﻬم ﻛﻣﺎ وﺿﻌوا ﻗواﻧﯾن ﺗﺣﻛﻣﻬم‪.‬‬

‫‪ .7‬ﻧوﻧﺎ اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ واﻟﺧﻔﯾﻔﺔ )ّن‪ْ ،‬ن(‪:‬‬

‫ﻫﻲ ﻧون ﺗﻠﺣق اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺿﺎرع وﻓﻌل اﻷﻣر ﻟﺗﺄﻛﯾدﻫﺎ وﻫذﻩ اﻟﻧون إﻣﺎ أن ﺗﻛون ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺗﺢ ﻣﻊ اﻟﺗﺷدﯾد‪ ،‬وﻫﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻧون اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ٕواﻣﺎ أن ﺗﻛون ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻛون وﺗﺳﻣﻲ ﻧون اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ‪.‬‬

‫ﻧﺣو ﻗول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ﯾطﻠﻌن ﻓﺟ ار‪.‬‬
‫ﱠ‬ ‫ﯾرﻗﺑن ﻣﺗﻰ‬
‫ظﻠن َ‬‫َ‬

‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت اﺳﺗﻌﻣل ﻣﻔدي ﻧوﻧﺎ اﻟﺗوﻛﯾد "ن‪ ،‬ن" اﻟﻠﺗﺎن ﺗدﺧﻼن ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺿﺎرع ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل؛ أي أﻧﻪ‬
‫ﯾؤﻛد اﺳﺗﻣرارﻫﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗرﻗب ﻛﻲ ﯾﺧرﺟن وﻫذا دال ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﻛﯾد‪.‬‬

‫ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺿ َﻘن ﺻﺑ ار‪.‬‬
‫ﻣﺛﻘﻼت َ‬ ‫ﺑﯾن ﻣظﻠوم وظﺎﻟم‬
‫َ‬

‫‪ -1‬إﺑراﻫﯾم ﻗﻼﺗﻲ‪" :‬ﻗﺻﺔ اﻹﻋراب"‪ ،‬ص ‪.205‬‬


‫‪ -2‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،107‬ﺑﯾت ‪.6‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ‪ :‬ص ‪ ،107‬ﺑﯾت ‪.5‬‬

‫‪56‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﯾن اﻹﺣﺻﺎء واﻟدﻻﻟﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻹﺣﺻﺎء‪.‬‬


‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬دﻻﻻت ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪.‬‬
‫أ‪ .‬ﺻﯾﻎ ﻓﻌﯾل‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﺻﯾﻎ ﻓﻌول‪.‬‬
‫ج‪ .‬ﺻﯾﻎ ﻓﻌﺎل‪.‬‬
‫د‪ .‬ﺻﯾﻎ ﻓﻌل‪.‬‬

‫ه‪ .‬ﺻﯾﻎ ﻣﻔﻌﺎل‪.‬‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻹﺣﺻﺎء‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺣﺻﺎء اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻗﯾد اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻹﺣﺻﺎء ﻋدد ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟدﯾوان ﻣﻌﺗﻣدة‬
‫أﺷﻬر ﺧﻣس ﺻﯾﻎ وﻫﻲ‪ :‬ﻓﻌﺎل‪ ،‬ﻣﻔﻌﺎل‪ ،‬ﻓﻌول‪ ،‬ﻓﻌﯾل‪ ،‬ﻓﻌل‪ ،‬ﻓﺗﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أوﺿﺣﻬﺎ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫أ‪ .‬ﻓَِﻌﯾل‪ :‬وﻟﻘد وردت ﺻﯾﻐﺔ" ﻓﻌﯾل" ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ‪ 269‬ﻣرة‪ ،‬وﻫﻲ أﻛﺛر اﻟﺻﯾﻎ ﺗواﺟدا ﻣن ﺣﯾث ﻋدد اﻟﻣرات‬
‫وﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻷﺳﺑﺎب ﺳﺄذﻛرﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﻓَِﻌل‪ :‬ﺗﺣﺗل ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻷن ﻋدد ﻣراﺗﻬﺎ ﻫو‪ 137 :‬ﻣرة‪.‬‬
‫ج‪ .‬ﻓَ ﱠﻌﺎل‪ :‬ﻧﺟدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ وردت ‪ 115‬ﻣرة‪ ،‬إذ ﺗﺣﺗل اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪.‬‬
‫د‪ .‬ﻌﻓَُ ول‪ :‬اﺳﺗﺧدم ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﺻﯾﻐﺔ ﻓﻌول ‪ 66‬ﻣرة‪ ،‬ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﺣﺗل اﻟﻣرﻛز اﻟراﺑﻊ ﺑﯾن اﻟﺻﯾﻎ اﻷﺧرى ﻣن‬
‫ﺣﯾث ﺗواﺟدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪.‬‬
‫ه‪ِ .‬ﻣ ْﻔَﻌﺎل‪ :‬ﻛﺎن اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﺻﯾﻐﺔ ﻗﻠﯾﻼ‪ ،‬إذ أﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗل اﻟﻣرﻛز اﻷﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ وﻗد وردت ‪ 4‬ﻣرات‬
‫ﻓﻘط‪ ،‬وﻛل ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻻت وذﻟك ﻟﺗﻧوع اﺧﺗﻼﻓﺎﺗﻬﺎ وﺗﻣﺎﯾز وﺟودﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪.‬‬

‫وﻣﺟﻣوع ﺗواﺟد ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻎ ﻓﻲ اﻟدﯾوان ﻫو‪ 591 :‬ﻣرة‪ ،‬وﺳﻧوﺿﺢ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺟدول اﺣﺻﺎﺋﻲ ﻣدﻋﻣﺎ ﺑﺑﻌض‬
‫اﻟﺷواﻫد‪.‬‬

‫اﻟﺟدول اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ‬ ‫اﻟﺗﻛرار‬ ‫اﻟﺻﯾﻎ‬


‫‪%45,51‬‬ ‫‪ 269‬ﻣرة‬ ‫‪1‬ـ ـ ﻓَ ِﻌﯾل‬
‫‪%11,16‬‬ ‫‪ 66‬ﻣرة‬ ‫‪2‬ـ ـ ﻌﻓَ ُ ول‬
‫‪%0,67‬‬ ‫‪ 4‬ﻣرات‬ ‫‪ 3‬ـ ـ ِﻣْﻔَﻌﺎل‬
‫‪%19,45‬‬ ‫‪ 115‬ﻣرة‬ ‫‪4‬ـ ـ ﻓَ ﱠﻌﺎل‬
‫‪%23,18‬‬ ‫‪ 137‬ﻣرة‬ ‫‪5‬ـ ـ ﻓَ ِﻌل‬
‫‪ 591‬ﻣرة‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‪:‬‬

‫ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺣﺻﺎء واﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﺗﻲ ﻗﻣت ﺑﻬﺎ ﻟﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن ﻧﺳﺑﺔ ﺗواﺟدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪،‬‬
‫ﻧﻘوم اﻵن ﺑﺗﻣﺛﯾﻠﻬﺎ ﺑﯾﺎﻧﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل أﻋﻣدة ﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ﻟﻧﻔﺳر وﻧوﺿﺢ ذﻟك اﻟﺟدول اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪%10‬‬ ‫‪1‬ﺳم‬

‫‪Série 1‬‬
‫‪50‬‬
‫‪45‬‬
‫‪40‬‬
‫‪35‬‬
‫ﻓﻌﯾل‬
‫‪30‬‬
‫ﻓﻌل‬
‫‪25‬‬
‫‪45.51‬‬ ‫ﻓﻌﺎل‬
‫‪20‬‬
‫ﻓﻌول‬
‫‪15‬‬
‫‪23.18‬‬ ‫ﻣﻔﻌﺎل‬
‫‪10‬‬ ‫‪19.45‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪11.16‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0.67‬‬
‫ﻓﻌﯾل‬ ‫ﻓﻌل‬ ‫ﻓﻌﺎل‬ ‫ﻓﻌول‬ ‫ﻣﻔﻌﺎل‬

‫أﻋﻣدة ﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ﻧﺳب ﺗواﺟد ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪.‬‬

‫اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣدة اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻣن اﻟواﺿﺢ ﻫﯾﻣﻧﺔ ﺻﯾﻐﺔ ﻓَِﻌﯾل ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﺑدون إﻓراط وﻻ ﺗﻔرﯾط ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺻﯾﻎ اﻷﺧرى‪ ،‬وﺗﻠﯾﻬﺎ‬
‫ﺻﯾﻐﺔ ﻓَِﻌل اﺣﺗﻠت ﻛذﻟك ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻣﻌﺗﺑ ار وﺑﻌدﻫﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺻﯾﻎ ﻓَ ﱠﻌﺎل ﻌوﻓَُ ول ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑﻧﺳب ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﻟﺑﻌﺿﻬﺎ رﺑﻣﺎ‬
‫ﻫذا اﻷﻣر ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ أو ﻏﯾر ذﻟك‪ ،‬وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﻼﺣظ وﺟود ﺻﯾﻐﺔ ِﻣ ْﻔَﻌﺎل ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻋن‬
‫ﺳﺎﺑﻘﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗرﺟﻊ ﻷﺳﺑﺎب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أو إﻟﻰ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺷﺎﻋر ذاك اﻟوﻗت‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﻘوم اﻵن ﺑﺈدراج ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﻎ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل‬
‫و اﻟدﻻﻟﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل أﺧذ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن ﻛل ﺻﯾﻐﺔ واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﻻﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺳﯾﺎﻗﺎت‬
‫واﻟﺗراﻛﯾب اﻟﺗﻲ وردت ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬دﻻﻻت ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪:‬‬

‫إن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻔدى زﻛرﯾﺎء ﻟﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أوزاﻧﻬﺎ ﻟم ﯾﻛن اﻋﺗﺑﺎطﺎ ﺣﯾث ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻋرﻩ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺛورة ذاك اﻟوﻗت‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة واﻟﻘﺳوة واﻟﺣرﻣﺎن ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرﯾن‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﺳﻌﯾﻪ إﻟﻰ اﻟﻧﺿﺎل واﻟﻛﻔﺎح ﻣن اﺟل اﺳﺗرﺟﺎع ﺣرﯾﺔ ﺑﻼدﻩ‪ ،‬أو ﻟﺷدة ﺣﺑﻪ ﻟﻠوطن واﻟﺗﻣﺟﯾد ﺑﺎﻟﺛورة اﻟﻣﺑﺎرﻛﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻷوزان أﻋطﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻹﺧﺗﻼف ﺳﯾﺎﻗﺎﺗﻬﺎ وﺗراﻛﯾﺑﻬﺎ‪ ،‬وﺳﻧوﺿﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻫذﻩ اﻷوزان ﻟﻧﺑﯾن‬
‫دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪.‬‬

‫أ‪ .‬ﺻﯾﻐﺔ ﻓَِﻌﯾل‪:‬‬

‫ﯾل‪:‬‬
‫"ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻫﻲ ﻧوع ﻣن أﺳﻣﺎء اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛرة واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬وﻛﻠﻬﺎ ﺳﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣن اﻟﺛﻼﺛﻲ‪ ،‬ﻧﺣو‪ :‬ﻓَ ِﻌ ٌ‬
‫‪1‬‬
‫َر ِﺣٌﯾم"‪.‬‬

‫ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ﯾل ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﯾﻌﯾش َﺳِﻌ َﯾدا؟!‬
‫وَد ِﺧ ٌ‬ ‫أﻣن اﻟﻌدل‪ ،‬ﺻﺎﺣب اﻟدار ﯾﺷﻘﻰ‬

‫اﺳﺗﻌﻣل ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻫذا اﻟوزن ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻟﻐرض اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻘول أو ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛرة ﻣﺛﻼ؛ ﺣﯾث ﯾﻘول‪:‬‬
‫ﺑﺄن ﺻﺎﺣب اﻟدار أي ﻣﺎﻟك اﻷرض ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ذل وﺷﻘﺎء ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر اﻟﻠﺋﯾم اﻟذي ﻻ ﯾﻌرف اﻟرﺣﻣﺔ واﻟﺷﻔﻘﺔ‬
‫ﻹﺧواﻧﻪ إﻻّ ﺳﻠب أﻣﻼك اﻵﺧرﯾن واﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﺗﻣﺛﻠت اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ‪َ :‬د ِﺧﯾل‪َ ،‬ﺳِﻌﯾد ﻋﻠﻰ وزن "ﻓَ ِﻌﯾل"‪.‬‬

‫وﯾﻘول ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻟم ﯾزل ﯾﻧﺷر اﻟردى واﻟدﻣﺎ ار‪.‬‬ ‫واﺣرس اﻟﺷﻌب‪ ،‬ﻣن َد ِﺧﯾل ﻛﻧود‬

‫ﻧﻼﺣظ‪ :‬أن ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت وزن "ﻓَ ِﻌﯾل" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻧﺣو‪َ :‬د ِﺧﯾل؛ ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﯾؤﻛد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب وﯾﺄﻣرﻩ ﺑﺄن ﯾﺣرس ﻧﻔﺳﻪ ﺟﯾدا ﻣن دﺧول اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن إﻟﯾﻬم‪ ،‬ﻷﻧﻬم ﻣﺎزاﻟوا ﺣﺎﻗدﯾن ﻋﻠﯾﻬم ﻣن أﺟل ﻧﺷر‬
‫اﻟظﻠم واﻟﻔﺳﺎد واﻟدﻣﺎر ﻟﺑﻼدﻫم‪.‬‬

‫إن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﺻﯾﻐﺔ "ﻓَ ِﻌﯾل" وﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣن دﻻﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺟﻌل اﻷﺑﯾﺎت ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﺑﻼﻏﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﺑذﻟك ﯾﺻور اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺷﺧص ذاك اﻟوﻗت واﺻﻔﺎ إﯾﺎﻩ ﺑﻬذﻩ اﻷوﺻﺎف‪ ،‬أي ﻫو ﻧوع ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺳﯾﺎق‬
‫واﻟﺗرﻛﯾب‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺟدي وﻫﺑﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻣل اﻟﻣﻬﻧدس‪" :‬ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب"‪،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪ ،1984 ،2‬ص‪.229‬‬
‫‪ -2‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،22‬ﺑﯾت ‪.1‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،201‬ﺑﯾت ‪.12‬‬

‫‪61‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ول‪:‬‬
‫ب‪ .‬ﺻﯾﻐﺔ ﻌﻓَُ ٌ‬

‫ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻛﻧت‪ ،‬ﻣﺧﺿل اﻟﺟواﻧﺢ‪ ..‬ﻣﺧﺿار!؟‬ ‫وﯾﺎ )ﺟﺑل اﻟوﺣش()*( ﱠ‬
‫اﻟﺿُﺣوك‪ ،‬أﻟم ﺗزل‬

‫ﯾﺗﺣدث ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﻋن" ﺟﺑل اﻟوﺣش" ﺑﻣﺎ ﯾﺣوﯾﻪ ﻣن ﻣﺑﺎﻫﺞ وﻣﻧﺎظر طﺑﯾﻌﯾﺔ ﺧﻼﺑﺔ راﺋﻌﺔ وﺟﻣﯾﻠﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺣر اﻟﻧﺎظرﯾن ﺑﺧﺿرﺗﻪ ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﺑذﻟك ﺻﯾﻐﺔ " ﻓﻌول"‪ ،‬ﻧﺣو‪ :‬اﻟﺿﺣوك‪ ،‬اﻟﻣﻌرف ﺑﺄل ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪.‬‬

‫"ﻛﻣﺎ أن ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻣل اﺳم اﻟﻔﺎﻋل ﺣﯾث ﺗﺄﺧذ ﻓﺎﻋﻼ إذا ﻛﺎﻧت ﻻزﻣﺔ‪ ،‬وﻣﻔﻌوﻻ ﺑﻪ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺗﻌدﯾﺔ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺷروط ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫ﻋﺑﺎدﻩ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ذﻧوب‬
‫اﻟﻐﻔﱠ ُﺎر َ‬
‫أ‪ .‬ﺗﻌﻣل إذا ﻋرﻓت‪ ،‬ﻣﺛل‪ :‬إن اﷲ ﻫو َ‬

‫اﻟﻐﻔﱠ ﺎر( ﻣﻧﺻوب وﻋﻼﻣﺔ ﻧﺻﺑﻪ اﻟﻔﺗﺣﺔ‪.‬‬


‫ذﻧوب‪ :‬ﻣﻔﻌول ﺑﻪ ﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ) َ‬
‫َ‬

‫ب‪ .‬ﺗﻌﻣل ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ إذا ﻧوﻧت أو ﺟردت ﻣن)أل اﻟﺗﻌرﯾف( ﺑﺎﻟﺷروط اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫أن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻲ أو ﺷﺑﻪ ﻧﻔﻲ)اﺳﺗﻔﻬﺎم أو ﻧداء("‪.‬‬

‫ج‪ .‬ﺻﯾﻐﺔ ﻓًَﻌﺎل‪:‬‬

‫ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫وﻻ رﺣم ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﻟﻛﻌب وَﺣ ًﺳﺎن‪.‬‬ ‫وﺷﻌرﻫم‪ ،‬ﺑدع ﻣن اﻟﺧﻠق) ﻣﺷﻛل(‬

‫‪4‬‬
‫وﻣن ﻗد ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﺎرﯾﻪ‪.‬‬ ‫وﻣن ﻛﺎن َدًﻻ ل‪ ،‬أﻋـ ـ ـ ـ ـ ـﺟـ ـ ــوﺑﺗﻲ‬

‫ﻧﻔﻬم ﻣن ﻫذﯾن اﻟﺑﯾﺗﯾن أن اﻟﺷﺎﻋر اﺳﺗﺧدم ﺻﯾﻐﺔ " ًﻓﻌﺎل" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﺳﺗدﻻ ذﻟك ﺑﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻧﺣو‪َ :‬ﺣ ًﺳﺎن‪َ ،‬دًﻻ ل ﺣﯾث ﯾﺑﯾن وﯾﺛﺑت ﻟﻧﺎ أن ﺟﻣﯾﻊ أﺷﻌﺎرﻫم ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻓﻘط ﺑدع ﻻ ﻏﯾر وﻟﯾس ﻓﯾﻬم ﻣن ﯾرﺣم‬
‫ﻋﻠﻰ ﻛﻌب وﺣﺳﺎن ﻫذا ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺑﯾت اﻷول‪.‬‬

‫)*(‪ :‬ﺟﺑل اﻟوﺣش‪ :‬ﯾﻛﺗﻧف ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ وﻓﯾﻪ أﺑﻬﺞ ﻣﻧﺎظرﻫﺎ‪.‬‬


‫‪ -1‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،262‬ﺑﯾت‪3‬‬
‫‪ -2‬رﺣﺎب ﺷﺎﻫر ﻣﺣﻣد اﻟﺣواﻣدة‪" :‬اﻟﻣﯾﺳر ﻓﻲ ﻗواﻋد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ط‪2009 ،1‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.299‬‬
‫‪ -3‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،266‬ﺑﯾت‪5‬‬
‫‪ -4‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،283‬ﺑﯾت ‪.11‬‬

‫‪62‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻧﺟدﻩ ﯾوﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻷول ﻋن ﻣن ﻛﺎن طرﯾﻘﺎ وﺳﺑﯾﻼ ﻷﻋﺟوﺑﺗﻪ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو‬
‫ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن اﻟذﯾن أﻟﺣﻘوا اﻟذل و اﻟﻌﺎر ﻟوطﻧﻪ‪.‬‬

‫د‪ .‬ﺻﯾﻐﺔ" ﻓَِﻌل"‪:‬‬

‫ﯾﻘول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وﻻَر ِﺣم ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﻟﻛﻌب وﺣﺳﺎن‪.‬‬ ‫وﺷﻌرﻫم‪ ،‬ﺑدع ﻣن اﻟﺧﻠق )ﻣﺷﻛل(‬
‫ِ‬

‫‪2‬‬
‫وَﺣِذر ﻗوﻣﻪ‪ ،‬ﻣﻛرا‪ ،‬وﻋﺎﺑﺎ‪.‬‬ ‫وﻣوﺳﻰ‪ ،‬ﻛﺎن ﯾﺄﻣر ﺑﺎﻟﺗﺂﺧﻲ‬

‫ﯾﺑﯾن ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول أن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﻌﺎر ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻓﻘط ﺑدع ﻻ ﻏﯾر وﻟﯾس ﻓﯾﻬم ﻣن ﯾرﺣم‬
‫وﯾرأف ﻟﻛﻌب وﺣﺳﺎن‪ ،‬ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﻟﻔظﺔ"َر ِﺣم" ﻋﻠﻰ وزن"ﻓَِﻌل" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ أن ﻣوﺳﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻼم ﻛﺎن ﯾدﻋو ﻟﻠﺗﺂﺧﻲ واﻟﺗﻛﺎﻓل ﺑﯾن أﺑﻧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﺣذر ﻗوﻣﻪ ﻣن‬
‫اﻟﻣﻛر واﻟﺧداع ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم‪ ،‬ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ﻓﻲ ﻟﻔظﺔ "َﺣِذر" ﻋﻠﻰ وزن " ﻓَِﻌل" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أﻛﺛر ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ‪.‬‬

‫ه‪ .‬ﺻﯾﻐﺔ ِﻣ ْﻔَﻌﺎل‪:‬‬

‫ﯾﻘول ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻟﻠﻣ ْﻘَدام ﺗﻧﻔق‪.‬‬
‫إن اﻟﺳﻣﺎوات ِ‬ ‫ﻻ أﺑﺗﻐﻲ اﻟﻌزة إﻻ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﻣرة‬

‫ﯾؤﻛد اﻟﺷﺎﻋر وﯾﺛﺑت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت أن اﻟﻌزة ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﺑوﺟود اﻟﻣﻐﺎﻣرات ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺟﺎﻫد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟﺷﺟﺎع ﺗﻔﺗﺢ‬
‫اﻟطرق أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﺑذﻟك ﻟﻔظﺔ "ِﻣ ْﻘَدام" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﻧﺎﯾﺎك اﻷﺳود‪.‬‬ ‫ب اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ‬
‫وﯾﻘول أﯾﺿﺎ‪ :‬أﻧت ِﻣ ْﺣ اَر‬

‫ب" ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ وﺗﻘوﯾﺗﻬﺎ أﻛﺛر ﻓﻲ ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ‪.‬‬


‫اﺳﺗﺧدم ﻟﻔظﺔ "ِﻣ ْﺣ اَر‬

‫‪ -1‬دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪ :‬ص ‪ ،266‬ﺑﯾت ‪.5‬‬


‫‪ -2‬ص ‪ ، 39‬ﺑﯾت ‪.4‬‬
‫‪ -3‬ص ‪ ،30‬ﺑﯾت ‪.2‬‬
‫‪ -4‬ص ‪ ،76‬ﺑﯾت ‪.6‬‬

‫‪63‬‬
‫اﻟﺧـــــــــــــــﺎﺗــــــــــﻣﺔ‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‪:‬‬

‫إن دراﺳﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻣور ﻛﺎﻷﻟﻔﺎظ واﻟﺗراﻛﯾب واﻟﺳﯾﺎﻗﺎت‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﺗﻐﯾر ﺑﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت‬
‫اﻟﺻرﻓﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻧﺣوﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ واﻟدﻻﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻘد اﻋﺗﻣدت ﻓﻲ دراﺳﺗﻲ ﻋﻠﻰ "دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء –اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس‪ "-‬ﻣن‬
‫ﺧﻼل ﻋرض ﻟﻔظﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ واﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺑﺣث وﻛذا ﺗﺗﺑﻊ اﻟدﻻﻻت ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﻬﺎ وﺳﯾﺎﻗﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺣﺻﻠت‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﯾﻌﺗﺑر دﯾوان ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء دﯾواﻧﺎ ﻏﻧﯾﺎ وﺛرﯾﺎ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﻟﻔﺎظ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣدوﻧﺔ ﺷﻌرﯾﺔ وﺛورﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌد أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﻣن أﻛﺛر اﻷﻟﻔﺎظ اﻧﺗﺷﺎ ار ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬إذ ﺗﺗداﺧل ﻣﻊ ﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﻛون ﻓﻲ اﻹﻧﺷﺎء ﻛﻣﺎ‬
‫ﻗد ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﺧﺑر‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻛﻠم واﻟﺳﺎﻣﻊ ﻫﻲ أﻛﺛر ﻣﺎ ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام اﻟﺗوﻛﯾد ودراﺳﺗﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻘد اﻋﺗﻧﻰ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ ﻗدﯾﻣﺎ ﺑدراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣﺣدﺛﯾن ﺑﻬذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﻣﻊ‬
‫زﯾﺎدة ﺑﻌض اﻟﺗﻐﯾﯾرات واﻟﺗﻌﻠﯾﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻘداﻣﻰ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺻﻧﻔوا ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت وﻓق ﻣﻧﺎﻫﺞ ﻟﻐوﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺛﻼ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ أﺳﻣﺎء ﺗﺷﺗق ﻣن اﻟﻔﻌل اﻟﺛﻼﺛﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ ﯾﻌﻧﻲ إﻋﺎدة اﻟﻠﻔظ ﻧﻔﺳﻪ؛ ﻧﺣو‪ :‬أﻧت أﻧت‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي ﯾﻌﻧﻲ ﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظ ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬ﻧﻔس‪ ،‬ﻋﯾن‪ ،‬ﻛل‪ ...‬؛ ﻧﺣو‪ :‬رأﯾت اﻟﻔﺗﺎة ﻧﻔﺳﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﻣﺎ ﻻﺣظت أن اﻟﺗوﻛﯾد أﻧواع‪ :‬ﻗد ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻘﺻر أو ﺑﺎﻟﻘﺳم أو ﺑﺎﻟﺣروف‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻌل أﻛﺛر ﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻬذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻟدﻻﻟﻲ ﻗﯾﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﻛرار وﻫذا ﻣﺎ أﺛر ﻓﻲ ﻓﻬم ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬رﻏم اﺧﺗﻼف وﺗﻧوع ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ )اﻟﺗوﻛﯾد واﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ( إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﺗواﺟدة ﺑﻛﺛرة وﺑﻣظﺎﻫر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﺑﻛﺛرة أﺣﺎﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﯾﺗﻪ وﺷﺧﺻﯾﺗﻪ واﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﺛورة‪.‬‬
‫‪ -‬ﻧﺟد أن اﻟﺷﺎﻋر ﯾؤﻛد وﯾﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺛراء اﻟﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم أرﺟو أن ﺗﻛون ﺛﻣرة ﺟﻬدي ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻗد وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣﺎ طﻣﺣت إﻟﯾﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﺗﻣﻧﻰ أن ﯾﻛون ذا ﻓﺎﺋدة‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن أﻫﻣﯾﺗﻪ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻹﻟﻣﺎم ﺑﻬذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻔﻬوم واﻟدﻻﻟﺔ ﻛذﻟك‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر‬
‫واﻟﻣراﺟﻊ‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮﺟﻊ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬

‫‪ -‬إﻟﯾﺎس دﯾب‪" :‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺄﻛﯾد"‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬د ط‪.‬‬
‫‪ -‬إﺑراﻫﯾم ﻗﻼﺗﻲ‪" :‬ﻗﺻﺔ اﻹﻋراب"‪ ،‬دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر‪ ،‬دط‪.‬‬
‫‪ -‬أﺣﻣد اﺑن ﻓﺎرس‪" :‬اﻟﺻﺎﺣﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌرف ﺑﯾروت‪ ،‬ت‪ :‬ﻋﻣر ﻓﺎروق اﻟطﺑﺎع‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬أﺣﻣد اﻟﻔﯾوﻣﻲ‪" :‬اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪1990 ،‬‬
‫أﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻣراﻏﻲ‪":‬ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ـ ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺿون‪ ،‬ط‪،4‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2002‬م‪.‬‬
‫أﺣﻣد ﻣطﻠوب‪" :‬ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ وﺗطورﻫﺎ"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ﻧﺎﺷرون‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.2000 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أﺣﻣد اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ‪" :‬ﺟواﻫر اﻟﺑﻼﻏﺔ"‪ ،‬دار اﻟﺟﯾل‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬د ط‪.‬‬
‫‪ -‬ﺑدر اﻟدﯾن اﻟزرﻛﺷﻲ‪" :‬اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن"‪ ،‬ت‪ :‬ﻣﺣﻣد أﺑو اﻟﻔﺿل إﺑراﻫﯾم‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﺻﯾدا‪ ،‬ﺑﯾروت‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ج‪.2‬‬
‫‪ -‬أﺑوﺑﻛر ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم‪" :‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ واﻟﺻرﻓﯾﺔ اﻟﻣﯾﺳرة"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ إﺑن ﺳﯾﻧﺎ‪ ،‬دط‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬إﺑن ﺟﻧﻲ‪" :‬اﻟﺧﺻﺎﺋص"‪ ،‬ت ﻣﺣﻣد ﻏﻠﻰ اﻟﻧﺟﺎر‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ج‪.3‬‬
‫‪ -‬ﺣﻣدي ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب‪" :‬اﻟﺧﻼﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﺣو"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ إﺑن ﺳﯾﻧﺎ‪ ،‬ط‪1998 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣﻣﻼوي‪" :‬ﺷذا اﻟﻌرف ﻓﻲ ﻓن اﻟﺻرف"‪ ،‬ط‪1982 ،16‬م‪.‬‬
‫ﺣﻣﯾد آدم ﺛوﯾﻧﻲ‪" :‬اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ واﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬رﺣﺎب ﺷﺎﻫر ﻣﺣﻣد اﻟﺣواﻣدة‪" :‬اﻟﻣﯾﺳر ﻓﻲ ﻗواﻋد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬دار ﺻﻔﺎء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2009‬ج‪.2‬‬
‫‪ّ -‬اﻟرﻣﺎﻧﻲ‪" :‬اﻟﻧﻛت ﻓﻲ إﻋﺟﺎز اﻟﻘرآن"‪ ،‬ﺗﺢ‪ :‬د‪ ،‬ﻣﺣﻣد زﻏﻠول ﺳﻼم‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫اﻟزﺟﺎج‪ " :‬ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘرآن ٕواﻋراﺑﻪ"‪ ،‬ﺗﺢ‪ :‬ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل ﻋﺑدﻩ ﺷﻠﺑﻲ‪ ،‬دار اﻟﺣدﯾث‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪1997 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪.1‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬اﻟزﻣﺧﺷري‪" :‬ﺷرح اﻟﻣﻔﺻل"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ج‪.2‬‬
‫‪ -‬ﺳﻣﯾﺢ أﺑو ﻣﻐﻠﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ"‪ ،‬دار اﻟﺑداﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ط‪2011 ،1‬م‪.‬‬
‫اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ‪" :‬ﻗواﻋد اﻟﻧﺣو اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﺿوء ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧظم"‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬ﺳﻧﺎء ﺣﻣﯾد ّ‬
‫‪ -‬ﺳﯾﺑوﯾﻪ ﺑن ﺑﺷﯾر ﺑن ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﻗﻧﺑر‪" :‬اﻟﻛﺗﺎب"‪ ،‬ﺗﺢ وﺷرح ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻣﺣﻣد ﻫﺎرون‪ ،‬ط‪1983 ،3‬م‪ ،‬ج‪.3‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑﺎس ﺣﺳن‪" :‬اﻟﻧﺣو اﻟواﻓﻲ"‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﻣﺻر‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق‪" :‬ﻋﻠم اﻟﺑدﯾﻊ"‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ج‪.3‬‬

‫‪67‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮﺟﻊ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -‬إﺑن ﻋﻘﯾل‪" :‬ﺷرح إﺑن ﻋﻘﯾل ﻋﻠﻰ أﻟﻔﯾﺔ إﺑن ﻣﺎﻟك"‪ ،‬دار اﻟﺟﯾل‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﺣﻘﻘﻪ اﻟﻔﺎﺧوري‪ ،‬ط‪1997 ،5‬م‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ -‬ﻋﯾﺳﻰ ﺑﺎطﺎﻫر‪" :‬اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ط‪2008 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ اﻟدﻗر‪" :‬ﻣﻌﺟم اﻟﻘواﻋد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺣو واﻟﺗﺻرﯾف" دار اﻟﻘﻠم دﻣﺷق‪ ،‬ط‪.2001 ،3‬‬
‫‪ -‬ﻓﺎﺿل ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺳ ّﻣراﺋﻲ‪" :‬ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣو"‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر‪ ،‬ﻣﺟﻠد أول‪ ،‬ط‪2011 ،5‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪ -‬ﻗداﻣﺔ ﺑن ﺟﻌﻔر‪" :‬ﻧﻘد اﻟﺷﻌر"‪.‬‬
‫‪ -‬اﺑن ﻣﺎﻟك‪" :‬أﻟﻔﯾﺔ ﺑن ﻣﺎﻟك"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ﻧﺎﺷرون‪ ،‬ﺗرﺟﻣﻬﺎ أ‪ :‬ﻏوﻏوﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑرد‪ - :‬أ ‪" -‬اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب"‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ج‪ – .2‬ب – "اﻟﻣﻘﺗﺿب"‪ ،‬ت‪ :‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺧﺎﻟق ﻋظﯾﻣﺔ‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،1963 ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ -‬ﻣﺟدي وﻫﺑﺔ وﻛﺎﻣل اﻟﻣﻬﻧدس‪" :‬ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب"‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪1984 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﺳن ﻋﻠﻰ ﻋطﯾﺔ‪ - :‬أ – "اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻧﺣوﯾﺔ واﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﺻرﻓﯾﺔ" دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪،‬‬
‫اﻷردن‪ ،‬ط‪2007 ،1‬م‪ - .‬ب –"اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﻋرض وﺗطﺑﯾق"‪ ،‬دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ‪ ،‬ط‪2007 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد أﺳﻌد اﻟﻧﺎدري‪" :‬ﻧﺣو اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ"‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﺻﯾدا‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬دط‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺑﻛر ّاﻟرازي‪" :‬ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح"‪ ،‬ت‪ :‬ﻣﺻطﻔﻰ دﯾب اﻟﺑﻐﺎ‪ ،‬دار اﻟﻬدى‪ ،‬ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫اﻟﻐﻼﯾﯾﻧﻲ‪" :‬ﺟﺎﻣﻊ اﻟدروس اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣوﺳوﻋﺔ"‪ ،‬دار ﺻﯾدا ﺑﯾروت‪ ،‬ج‪3‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺻطﻔﻰ‬
‫ﻣﺣﻣد زﻏﻠول ﺳﻼم‪" :‬ﺟوﻫر اﻟﻛﻧز"‪ ،‬اﻟﻧﺎﺷر ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ج‪ ،1‬ﻗﻲ اﻟﺑدﯾﻊ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ‪" :‬اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﺗﻘﻌﯾد اﻟﻧﺣوي دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻓﻛرة ﺳﯾﺑوﯾﻪ"‪ ،‬دار ﻏرﯾب اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺻﺑﺎن اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ‪" :‬ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﺑﺎن ﻋﻠﻰ ﺷرح اﻷﺷﻣوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻟﻔﯾﺔ ﺑن ﻣﺎﻟك"‪ ،‬ﺿﺑطﻪ وﺻﺣﺣﻪ‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ّ‬
‫وﺧرج ﺷواﻫدﻩ إﺑراﻫﯾم ﺷﻣس اﻟدﯾن‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﻣﺟﻠد ﺛﺎﻟث‪ ،‬ط‪2003 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬إﺑن ﻣﻌﺗز‪" :‬ﻛﺗﺎب اﻟﺑدﯾﻊ"‪ ،‬دار اﻟﺟﯾل‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪1990 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‪" :‬اﻟﻠﻬب ﻟﻠﻣﻘدس"‪ ،‬ﻣوﻓم ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬طﺑﻊ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣطﺑﻌﯾﺔ وﺣدة اﻟرﻏﺎﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫‪2009‬م‪.‬‬
‫‪ -‬إﺑن ﻣﻧظور‪" :‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب"‪ ،‬دار ﺻﺎدر ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪.3‬‬
‫‪ -‬ﻧور اﻟﻬدى ﻟوﺷن‪" :‬ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ دراﺳﺔ وﺗطﺑﯾق"‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬اﻷ ازرﯾطﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬د ط‪،‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أﺑوﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري‪" :‬ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻧﺎﻋﺗﯾن"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺿون‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪2002‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﻌﻘوب‪ ،‬د‪ :‬إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ‪" :‬ﻣﻌﺟم اﻷوزان اﻟﺻرﻓﯾﺔ"‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪1996 ،2‬م‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ﻣﻠﺧص‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻲ إﻫداء وﻣﻘدﻣﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣوﺿوع وﻛذا ﺷﻛر ﻟﻸﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف‬
‫وأﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ‪ ،‬ﺛم ﺗطرﻗت إﻟﻰ ﻣدﺧل واﻟذي ﺗﻌرﺿت ﻓﯾﻪ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻛﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد ﻟـ ـ ـ ـ ــدى‬
‫اﻟﻘداﻣﻰ واﻟﻣﺣدﺛﯾن وﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟدى اﻟﻠﻐوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾﯾن اﻟﻌرب‪.‬‬

‫وﻛذﻟك ﺗطرﻗت إﻟﻰ ﺗوطﺋﺔ ﻗﻣت ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺗﻌرﯾف ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء وﻛذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺑدﯾواﻧﻪ‪.‬‬

‫ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﺗطرﻗت إﻟﻰ أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد‪:‬ﻣﻔﻬوﻣﻪ وأﻗﺳﺎﻣﻪ ﻣن ﺗوﻛﯾد ﻟﻔظﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﻧوي‪ ،‬وﻛذا أﻧواﻋﻪ‬
‫واﻟﺗﻲ ﺷﻣﻠت اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر واﻟﻘﺳم واﻟﺣروف ﺛم ﺗﺣدﺛت ﻋن أﻏراﺿﻪ‪ ،‬وﻟﺟﺄت ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺣدﯾث ﻋن أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣرﻛزة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﻬوم واﻷﻧواع أو اﻷﻗﺳﺎم وﺑﻌدﻫﺎ ﺗﻌرﺿت ﻵراء ﺑﻌض‬
‫اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن رﻓض إﻟﻰ ﻗﺑول إﻟﻰ وﺳطﯾﺔ واﻋﺗدال‪ ،‬ﺛم ﻋﻣدت إﻟﻰ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث واﻟذي‬
‫ﺟﺎء ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻘﻣت ﺑﺈﺣﺻﺎء ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج‪ ،‬ﺛم ﻗﻣت‬
‫ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﻻﻻت ﻣن ﻟﻔظﻲ إﻟﻰ ﻣﻌﻧوي إﻟﻰ ﻗﺻر إﻟﻰ ﻗﺳم إﻟﻰ ﺣروف‬
‫ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼﻓﺎﺗﻬﺎ أم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻓﻘد ﻛﺎن ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ واﻟذي ﻟﺟﺄت ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫إﺣﺻﺎء وﺗﺣﻠﯾل ﻟﻬذﻩ اﻟﺻﯾﻎ ﻣن ﻓﻌﺎل إﻟﻰ ﻓﻌول إﻟﻰ ﻓﻌل إﻟﻰ ﻣﻔﻌﺎل ﺛم ﻣﺛﻠت ﺑﻧﻣﺎذج ﻋﻧﻬﺎ ﻣوﺿﺣﺔ‬
‫اﺧﺗﻼﻓﺎﺗﻬﺎ وﺗﻧوﻋﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدﻻﻟﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ اﻋﺗﻣدت دراﺳﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻺﺣﺻﺎء واﺳﺗﻘراء‬
‫اﻟﻧﺻوص وأﺧﯾ ار ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧﻠﺻﺗﻬﺎ ﻣن‬
‫اﻟﺑﺣث ﻛﻣﺎ اﻋﺗﻣدت ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻧد اﻟﻘداﻣﻰ واﻟﻣﺣدﺛﯾن‪،‬‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد اﻟﻠﻐوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾﯾن اﻟﻌرب‪ ،‬ﻗﺳﻣﻲ اﻟﺗوﻛﯾد‪ :‬ﻟﻔظﻲ‪ ،‬ﻣﻌﻧوي‪ ،‬أﻧواﻋﻪ ﻣن ﻗﺻر إﻟﻰ‬
‫ﻗﺳم إﻟﻰ ﺣروف‪ ،‬ﺻﯾﻎ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ،‬آراء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬دﯾوان " اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس " ﻟﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء‬

‫‪69‬‬
‫ﻓﻬـــــــــــرس‬
‫ﻣﺤﺘﻮﯾﺎت اﻟﻔﮭﺮس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻣوﺿوع‪ ........................................................................................... :‬ـﺎﻟﺻﻔﺣﺔ‬


‫ﻣﻘدﻣﺔ‪ ................................................................................................. :‬أ‪-‬ب‬
‫ﻣدﺧل‪11-8 ............................................................................................... :‬‬
‫‪ .1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد ﻋﻧد اﻟﻘداﻣﻰ واﻟﻣﺣدﺛﯾن‪10-8 ...........................................................‬‬
‫‪ .2‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧد اﻟﻠﻐوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾﯾن اﻟﻌرب‪11-10 .................................................‬‬
‫ﺗوطﺋﺔ‪12-12 .............................................................................................. :‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪27-15 ....................................................................................... :‬‬


‫‪ .1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗوﻛﯾد‪ -1- 1 :‬ﻟﻐﺔ‪15-15 ...................................................................‬‬
‫‪ -2 -1‬اﺻطﻼﺣﺎ‪16 -15 ...........................................................‬‬
‫‪ .2‬أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد‪ -1- 2 :‬ﺗوﻛﯾد ﻟﻔظﻲ‪17-16 ...........................................................‬‬
‫‪ -2- 2‬ﺗوﻛﯾد ﻣﻌﻧوي‪19-17 ..........................................................‬‬
‫‪ .3‬أﻧواع اﻟﺗوﻛﯾد‪ -1- 3 :‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‪21-20 .......................................................‬‬
‫‪ -2- 3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‪24-22 .........................................................‬‬
‫‪ -3- 3‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‪26-24 ......................................................‬‬
‫‪ .4‬أﻏراض اﻟﺗوﻛﯾد‪27-26 ..............................................................................:‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪36-30 ...................................................................................... :‬‬


‫ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪31-30 ........................................................................‬‬ ‫‪.1.2‬‬
‫أوزان اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ وﻋﻣﻠﻬﺎ‪33-31 .................................................................‬‬ ‫‪.2.2‬‬
‫أﻗﺳﺎم اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪36-34 .........................................................................‬‬ ‫‪.3.2‬‬
‫آراء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪37-36 ...............................................................‬‬ ‫‪.4.2‬‬

‫‪71‬‬
‫ﻣﺤﺘﻮﯾﺎت اﻟﻔﮭﺮس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‪56-40 ...................................................................................... :‬‬


‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﯾن اﻹﺣﺻﺎء واﻟدﻻﻟﺔ‪43-40 .....................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻟﻺﺣﺻﺎء‪43-40 ..............................................................‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬دﻻﻻت أﻟﻔﺎظ اﻟﺗوﻛﯾد ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪56-43 .......................................................‬‬
‫أ‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻠﻔظﻲ‪47-44 ...........................................................‬‬ ‫‪ .1‬اﻟﻣطﻠب اﻷول‪:‬‬
‫ب‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد اﻟﻣﻌﻧوي‪49-47 .........................................................‬‬
‫ج‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺻر‪51-49 .........................................................‬‬
‫د‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﻘﺳم‪53-51 ..........................................................‬‬
‫ه‪ .‬اﻟﺗوﻛﯾد ﺑﺎﻟﺣروف‪56-53 .......................................................‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ‪63-57 ....................................................................................... :‬‬


‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﯾن اﻹﺣﺻﺎء واﻟدﻻﻟﺔ‪60-59 ....................................................‬‬
‫‪ -2‬اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻹﺣﺻﺎء‪60-59 ............................................... .‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬دﻻﻻت أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ‪63-60 ......................................................‬‬
‫أ‪ .‬ﺻﯾﻐﺔ ﻓَ ِﻌﯾل‪61-61 .......................................................................‬‬
‫ب‪.‬ﺻﯾﻐﺔ ﻌﻓَ ُ ول‪62-62 .......................................................................‬‬
‫ج‪ .‬ﺻﯾﻐﺔ ﻓَ ﱠﻌﺎل‪63-62 .......................................................................‬‬
‫د‪ .‬ﺻﯾﻐﺔ ﻓَ ِﻌل‪63-63 ........................................................................‬‬
‫ه‪ .‬ﺻﯾﻐﺔ ِﻣْﻔَﻌﺎل‪63-63 ......................................................................‬‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ ‪65-64 ..............................................................................................‬‬


‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ ‪68-66 .............................................................................‬‬
‫اﻟﻣﻠﺧص‪69 ..............................................................................................:‬‬
‫اﻟﻔﻬرس ‪72-71 .............................................................................................‬‬

‫‪72‬‬

You might also like