Professional Documents
Culture Documents
دراسة يف األداء
األسلوبي
إن السياق القائم بفضل أداة الشرط (إن) عمل على تجسيد الداللة على هيئة خاصة ،فذلك التعانق الذي تجسد بوضوح بين النسق الشرطي
وحلم) في البيت الثاني ،فضالً عن التماثل الصوتي بفعل تكرار النسق
(علمٌ ،
والمستويات األخرى ،فيتبين التجانس الصوتي بين جوابي الشرط ٌ
الذي يدل على الشرط – هنا – ورد متواشجاً مع داللة النص في فعل الشرط لكل من (غسلوهُ ،وكفنوهُ ،وحنطوهُ) في األبيات الثالث والرابع
هذه التجمعات الصوتية إنما تندرج ضمن السياق الشرطي المؤسس لألبيات ،حيث ساهم في تفعيل حركة النص وإثراء دالالته،والخامس ،وجميع ِ
فضالً عن التالحم التركيبي والصوتي الذي جسدهُ هذا االقتران ،فقد خلق تالحماً داللياً ،فضالً عن تكرار فعلي الشرط (ُقلتُ ُم) في البيت الثاني،
(فهو) في األبيات الثالث والرابع والخامس ،فهذا التكرار ،فهذا التكرار يتضمن نوعاً من االنسجام بين المعنى وتكرار جواب الشرط ثالث مرات َ
السياقي ودقة اللفظ ،فهذا الدال المكرر يحمل طاقة انفعالية ذات درجة عالية من التأثير فالتكرار في هذا التشكيل يومئ بأن الشاعر يدور في
فلك فكرة معينة ال يريد أن يخرج عليها ،بل يعززها كلما أُتيح له ذلك ،حيث رسم الشاعر لوحة نفسية معبرة من خاللها استطاع أن يخلع إحساسه
الحزين على متلقيه ،فضالً عن إعجاب الشاعر بفضائل ِ
هذه الشخصية المهمة محور االهتمام ،من خالل التعظيم والتبجيل ،...وهنا يتضح
فيه ،ذلك أن "كثي اًر ما تتوقف قيمة الشاعر على قدر ِ
ته في ته إلى المتلقي ،وكان لنسق الشرط دو اًر فاعالً ِ
أن الشاعر قد وفق في إيصال فكر ِ
هذه اللغة في خلق إحساس لدى المتلقي يعادل استغالل االمكانات الفكرية الكامنة في اللغة ونجاحه في ضوء توظيف الطاقات الموحية في ِ
وهنا يتضح أن التالحم بين الصوت والتركيب والداللة قد عمل على تفاعل النص وإبراز القيمة إحساسه هو حال عملية اإلبداع"(.)12
األسلوبية للنسق الشرطي في توليد الداللة وتعميقها .ويقول أيضاً في سياق يمدح فيه أبي جعفر محمد بن اإلمام علي الهادي (:)
ِ
سعده تؤم دارة لِ ِ
الوفود ُ
ُ من
بغامر ر ِ
فده ِ فتؤوب ُمثقلةُ
ُ
وإذا حبا فالبحر بعض نو ِ
اله ُ ُ
وإذا احتبى فالطود دن مسدهِ
ُ
ِ
شقيقه لوال اإلمامةُ للزكي
الدين عاقد ِ
بنده وافى بأمر ِ
َ
فلئن عد ْت ُه فما عد ْت ُه جاللةٌ
ْ
عنها تنم مهابةٌ في ِ
لحده ُ
العلى
قاسه بسواهُ في شوط ُ
ُ من
ْ
ِ ()13
يف لدى الفخار بعبدهقاس الشر َ
َ
ساهم أسلوب الشرط في جعل الداللة في هذا النص تكون أكثر فاعلية ،وذلك من خالل تواشج أكثر من أداة (إذا ،لوال ،إنْ ،
من) ،حيث جسدت
نواة الداللة الشعرية في هذا النص .فهذا النسق التراكمي ألدوات الشرط قد منح النص قيمة لسانية ،فاستطاع الشاعر من خالل ِ
هذه األدوات
التي ساقها أن يعمق المعنى الذي أراد أن ينقله إلى المتلقي بطريقة تنقل السامع إلى حالة ذهنية عميقة يتصور من خاللها صورة متفردة لشجاعة
وتقوم مفردات النسق الشرطي في هذا النص على كل من (حبا، ِ
ممدوحه. هذه الشخصية العظيمة ومن شأنها أن توضح هيبة وبسالة ِ
(قاسه ،قاس) ،مما على تصعيد الجانب الداللي لألبيات ،سيما وأثر بعضها
ُ عدته)،
ُ (عدته ،فما
ُ فالطود)( ،اإلمامةُ ،وافى)،
ُ فالبحر)( ،احتبى،
ُ
ِ
هيبته ،ويتجلى ذلك بوضوح في البيت الثاني ،حيث تجسد أفعال الشرط (حبا ،احتبى) ،مالمح هي أفعال تدلل على شجاعة ممدوحه وتؤكد على