You are on page 1of 7

‫‪dp‬ال‬

‫الوحدة الثانية‬
‫الشخصية اإلسالمية‬

‫ََ ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الد ْر ِس‪َ ،‬ي َت َمك ُن الط ِال ُب من‪:‬‬
‫هاية َّ‬
‫َ‬
‫في ِن ِ‬ ‫الطل َبة‬
‫يقرأون‬
‫قراءة النصوص بشكل واضح‬ ‫‪‬‬
‫األقوال‬
‫االستماع إلى عبارات بسيطة‬ ‫‪‬‬
‫والحكم‬
‫أن يتحدث بطريقة سليمة‬ ‫‪‬‬ ‫ُويناق ُش َ‬
‫ون‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ ََ‬
‫الـمصطلحا‬
‫ِت في‬
‫َّ‬
‫ال ُـم َرب ِ‬
‫عات‬

‫من وصايا اإلمام الشافعي وأقواله‬

‫َ ٌ َ َ ُ ًَ‬
‫فعة‬ ‫ِإ ذا َسبَّني نذل تزايدت ِر‬ ‫من حضر مجلس العلم بال محبرة وورق‬
‫ساب ُبه‬ ‫م‬‫يب اّل َأ ن َأ كو َن ُ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫كان كمن حضر الطاحون بغير قمح‬
‫ِ‬ ‫وما الع ِإ‬

‫َ ُ َ َ‬
‫ماننا َو َ‬
‫الع ُ‬ ‫ُُ‬
‫يب فينا‬ ‫نعيب ز‬ ‫ما تق ّ ِرب إلى هللا عز وجل بعد أداء‬
‫َوما ِل َزما ِننا َع ٌ‬
‫يب ِسوانا‬ ‫الفرائض بأفضل من طلب العلم‪.‬‬

‫ً‬ ‫طلب العلم أفضل من صالة‬


‫ض ِح َك منه في مسألة لم ينسها أبدا‬
‫من ُ‬
‫النافلة‪ ‬‬
‫َ َ ُ‬
‫اط ال َـم ْج ُم َ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ ُ‬
‫وع ِة‬ ‫نش‬ ‫الكلمات ويفهمونها جيدا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الطل َبة يقرأون‬

‫اتقان‬ ‫اإلــمام الشافعي‬ ‫قبيلة‬


‫شيو ــخ‬ ‫املعر ــفة‬ ‫فقير‬
‫الفصاحة‬ ‫تلقف‬ ‫ّ‬ ‫النسب‬

‫األ ــحكام‬ ‫الصبيان‬ ‫املتعطش‬

‫املنهج‬ ‫السقم‬
‫األـ ُـم‬ ‫النحو‬
‫الر ــسالة‬ ‫الحضار ــة‬
‫أقام‬ ‫مضار ــب‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬


‫ال ـ ُم ف َر َدات والت ْع ِب يرات‬

‫التعبير االصطالحي‬

‫مثال‬ ‫معناه‬ ‫التعبير‬

‫خرج الكتاب إلى النور بعد أن ظل املؤلف يكتب فيه سنين‬ ‫أي ظهر األمر‬ ‫خرج إلى النور‬

‫فكر أحمد في الزواج فوضع أمر في الصورة‬ ‫وضعه في الصورة أي شاركه األمر‬

‫قرأت الكتاب من األلف إلى الياء‬ ‫من األلف إلى الياء أي من البدء للمنتهى‬

‫أصبح املريض في الحالة الطبيعية بعد العملية الجراحية‬ ‫أي بخير‬ ‫في حالة طبيعية‬
‫ً‬
‫رفضت البنت الزواج من الشاب فكسرت قلبه‬ ‫أي خذله وسبب له أملا‬ ‫كسر قلبه‬

‫واالس ت َ‬
‫يع ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫الق َر َاءة‬
‫ِ‬

‫اإلمام الشافعي‬
‫ّ‬
‫‪1‬هو محمد بن إدريس بن العباس الشافعي املطلبي القرشي‪ ،‬وهو ثالث األئمة‬
‫األربعة عند أهل السنة والجماعة‪ ،‬وصاحب املذهب الشافعي في الفقه اإلسالمي‪ُ .‬و ِل َد‬
‫في غزة في فلسطين باالتفاق عام (‪150‬ه) أي في العام الذي توفي فيه أبو حنيفة‪ ،‬والده‬
‫قرشي ويلتقي نسبه مع رسول هللا ﷺ في عبد مناف جده ﷺ‪ .‬أما أمه فمن قبيلةـ‬
‫األسد وهي قبيلةـ عربية أصيلة و لكنها ليست قرشية‪.‬ـ ِول َد الشافعي في أسرة فقيرة‬
‫ً‬
‫جدا ‪ ،‬وبعد والدته بعامين توفي أبوه فقررت أمه العودة بابنها محمد إلى مكة ألنه‬
‫قرشي حتى ال يضيع نسبه وألن له سهم من ذوي القربى‪ .‬وكانت أمه قوية الشخصية‬
‫راسخة اإليمان ‪ ،‬على جانب من العلم والحفظ‪ ،‬فأرادت لولدها أن يتعلم و يحفظ‬
‫فدفعت به إلى مكان في مكة يقرىء الصبيان‪ .‬ولكن األم لم تجد أجر املعلم‪ ،‬فكان‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتعطش إلى العلم واملعرفة ولكن كان‬ ‫ِ‬ ‫ويقصر في تعليم الصبي‬
‫ِ‬ ‫الشيخ املقرىء يهمل‬
‫ً‬
‫شيئا‪َّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫تلقف الشافعي ذلك الكالم ثم إذا قام املعلم من مكانه‬ ‫املعلم إذا علم صبيا‬
‫ليقضي شأنه أخذ محمد الشافعي مكانه وراح يعلم الصبيان تلك األشياء‪ ،‬واستمرت‬
‫هذه الحال مع الشافعي حتى حفظ القرآن وهو دون العاشرة من عمره ومنهم من قال‬
‫وهو ابن سبع سنين‪.‬‬
‫وجهته التقان القراءة والتالوة والتفسير‬ ‫‪ 2‬تحصيله وطلبه للعلم‪ :‬كانت أمه قد َّ‬
‫ً‬
‫على شيوخ املسجد الحرام ولم يكد يبلغ الثالثة عشرة من عمره حتى أتقن ذلك إتقانا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جيدا ملفتا للنظر‪ .‬ثم اتجه الشافعي إلى علم الحديث فلزم حلقة سفيان بن عيينة‬
‫ومسلم بن خالد الزنجي في املسجد الحرام‪ .‬وبذكائه ومالحظته أدرك الشافعي َّأن لغة‬
‫قريش قد دخلتها ألفاظ غريبة ولم يعد لسانها هو اللسان العربي السليم في فصاحته‬
‫وعل َم أنه ال يستطيع أن يجيد علوم القرآن والحديث واستخراجـ األحكام من‬ ‫وبيانه‪ِ ،‬‬
‫النصوص إال إذا أتقن اللغة العربية الصحيحة‪ ،‬انطلق الشافعي إلى مضارب هذه‬
‫القبيلةـ فأقام فيها والزمهم عشرة أعوام عكف خاللها على دراسة اللغة وآدابها وحفظ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وسكت عن موضوع العلم تواضعا‬ ‫الشعر‪ ،‬كما تعلم الرماية والفروسية وبرع فيهما‪.‬‬
‫ً‬
‫ِعلما أنه في العلم أكثر من ذلك‪ .‬عاد إلى مكة وهو يحمل ثروة هائلة من شعر وأدب‬
‫العرب‪ .‬وأدرك الشافعي ما عند مالك من علم واسع وأحب لقاءه‪ ،‬فأقبل على املوطأ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فحفظه غيبا‪ ،‬والزم مالكا تسعة أعوام ولم ينقطع عنه إال لزيارة ّأمه أو لرحلة علمية‬
‫و كان قد ذهب في بعض الرحالت إلى العراق وحصل ثروة من علم أبي حنيفة‪ .‬وتلقى‬
‫الشافعي علومه من مالك ومن باقي علماء املدينة‪.‬‬
‫‪3‬موقف الشافعي من اإلمامة و الخالفة‪ :‬كان الشافعي على عقيدة جمهور أهل‬
‫السنة و الجماعة و كان يستدل على َّأن أولى الناس بالخالفة هو أبو بكر رضي هللا‬ ‫ُ‬
‫عنه بعد رسول هللا ﷺ‪َّ ،‬أن امرأة جاءت إلى النبي ﷺ تسأله في أمر فقال لها ارجعي‬
‫فأمرها النبي ﷺ أن تأتي أبا بكر‪ ،‬أي إن ذهبت‬ ‫فيما بعد‪ ،‬فقالت‪ :‬فإن لم أجدك؟ َ‬
‫وعادت وكان ﷺ قد توفي فعليها أن تأتي إلى أبي بكر‪.‬‬
‫‪ 4‬تأليفه لكتابه " الرسالة " وأهميته‪ :‬أصبح من عادة الشافعي أن يجلس في‬
‫الحرم عند بئر زمزم حيث كان يجلس الصحابي الجليل شيخ املفسرين عبد هللا بن‬
‫عباس رضي هللا عنهما‪.‬‬
‫وبدأ يؤلف في مكة كتابه " الرسالة والذي يدعو إلى اإلعجاب أن يكون الشافعي‬
‫ّ‬
‫املحدثين في‬ ‫كتب هذه الرسالة في أصول الفقه وهو شاب وكان قد طلبها منه إمام‬
‫ِ‬
‫بغداد لكي يستفيد منها هو وغيره من كبار العلماء في كيفية فهم النصوص‪ .‬وملا كتب‬
‫الشافعي الرسالة ووصلت إلى إمام املحدثين في بغداد‪ ،‬جعل يتعجب ويقول‪ :‬لو كانت‬
‫قرأت الرسالة خمسمائة مرة‪ ،‬ما من مرة إال‬ ‫ُ‬ ‫أقل لنفهم‪ .‬وقال اإلمام املزني‪:‬‬
‫واستفدت منها فائدة جديدة‪ .‬وفي رواية عنه قال‪ :‬أنا أنظر في الرسالة من خمسين‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫واستفدت شيئا لم أكن عرفته‪.‬ـ‬ ‫نظرت فيها مرة إال‬ ‫سنة‪ ،‬ما أعلم أني‬
‫تدريسه و تأليفه لكتابه " األم " ‪ :‬كان الشافعي يجلس في جامع تاج الجوامع في‬
‫مصر بعد صالة الفجر ويبدأ بالقرآن وعلومه فيأتيه علماء التفسير وعلوم القرآن‬
‫تحول إلى الحديث فيأتيهـ علماء الحديث ليتعلموا‬ ‫الفطاحل ليتعلموا منه‪ ،‬فإذا انتهى َّ‬
‫منه وإذا فرغ انتقل إلى علوم اللغة وآدابها فيأتيهـ علماؤها يدرسون عنه و هكذا‪ ،‬وفي‬
‫مصر أعاد الشافعي النظر في " الرسالة " فجدد تأليفها ‪ -‬و" الرسالة " التي بين أيدي‬
‫الناس اليوم هي "الرسالة" املؤلفة في مصر ‪ -‬كما أعاد النظر في كتابه " الحجة "‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فألف بدله كتاب " األم " وهو مجموع لكتب كثيرة جديدة ألفها الشافعي‪.‬‬
‫‪5‬منهج الشافعي العلمي‪ :‬أخذ الشافعي باملصالح املرسلة واالستصالح وأدخلها‬
‫موسعا‪ .‬وكذلك كان يأخذ ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بالعرف مثل مالك ولكن كل‬ ‫ضمن القياس وشرحه شرحا‬
‫ويعرض عن األخبار الواهية‬ ‫لدرجة ما‪ ،‬وكان يتمسك باألحاديث الصحيحة‪ِ ،‬‬
‫واملوضوعة‪ ،‬وقد وضع الشافعي في فن مصطلح الحديث مصطلحات كثيرة‪ ،‬لم‬
‫حدثنا وأخبرنا‪...‬‬ ‫سبق إليها مثل‪ :‬االتصال والشاذ والثقة والفرق بين َّ‬ ‫ُي َ‬
‫من عباداته ونوافله‪ :‬كان يقسم ليله إلى ثالثة أجزاء‪ :‬ثلث ينام و ثلث يكتب وثلث‬
‫يصلي‪ .‬وكان يختم القرآن في كل شهر ثالثين مرة وفي رمضان ستين ختمه‪ .‬ومن‬
‫يحض على ذلك أصحابه وتالميذه‬ ‫ُّ‬ ‫نوافل الشافعي كثرة صالته على النبي ﷺ وكان‬
‫ومن يحضره‪.‬ـ‬
‫وألح على الشافعي‬ ‫‪6‬مرضه ووفاته‪ :‬في آخر حياته ظهرت عليه علة البواسير‪َّ ،‬‬
‫املرض وأذابه السقم ووقف املوت ببابه ينتظر انتهاء األجل‪ .‬وفي هذه الحال‪ ،‬عند‬
‫آخر عهده بالدنيا وأول عهده باآلخرة‪ ،‬دخل عليه تلميذه املزني فقال‪ :‬كيف‬
‫ً‬ ‫مفارقا و لكأس َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫املنيةـ شاربا وعلى‬ ‫أصبحت من الدنيا راحال ولإلخوان‬ ‫أصبحت؟ قال‪:‬‬
‫جل ذكره واردا وال وهللا ما أدري روحي تصيرـ إلى الجنة ّ‬ ‫ً‬ ‫هللا َّ‬
‫فأهنئها أو إلى النار‬‫ِ‬
‫الرجــا مني‬ ‫ُ‬
‫جعلت َّ‬ ‫فأعزيها ! ثم بكى وأنشأ يقول‪" :‬وملا قسى قلبي و ضاقت مذاهـبــي‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫سل ـمـا‪ ،،‬تعاظـني ذنـبـي فـلمـا قـرنـتـه بعفوك ربي كــان عفوك أعظمــا‪ ،،‬وما زلتَ‬ ‫َّ‬
‫لعفوك‬
‫ً‬
‫ذا عفو عن الذنب لم تــزل تجود وتعـفـو ِم َّـنـة ُّ‬
‫ود ِف َن الشافعي رحمة هللا‬ ‫وتكرم ــا "‪ُ .‬‬
‫ٍ‬
‫تعالى عليه في القاهرة في أول شعبان‪ ،‬يوم الجمعة سنة (‪204‬ه)‪.‬ـ مات وكان له ولدان‬
‫ذكران وبنت وكان قد تزوج من امرأة واحدة‪.‬‬
‫من أقوال اإلمام‬
‫الشافعي‬

You might also like