You are on page 1of 8

‫فصاحةُ الكالم‬

‫دون املر ِاد‬


‫َ‬ ‫وحيول‬
‫ُ‬ ‫معناه‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫بهم‬ ‫ي‬ ‫مما‬ ‫ِ‬
‫مفرداته‬ ‫ِ‬
‫فصاحة‬ ‫فصاحةُ الكالم يعين سالمته بعد‬
‫عيوب ‪ )1 :‬تناف ر الكلمات جمتمعةً ‪)2 ،‬‬ ‫وتتحقق فص احتُه خبلوه م ن س تة ٍ‬ ‫ُ‬ ‫من ه‪،‬‬
‫التأليف ‪ )3 ،‬التعقي د اللفظ ي‪ )4 ،‬التعقي د املعنوي‪ )5 ،‬كثرةُ التكرار‪)6 ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ضعف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اإلضافات‪.‬‬ ‫تتابع‬
‫ُ‬
‫بعضها‬‫تكون الكلمات ثقيلةً من تركيبها مع ِ‬ ‫أن‬ ‫‪،‬‬ ‫مجتمعة‬ ‫ِ‬
‫الكلمات‬ ‫تنافر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫األول‪ُ :‬‬
‫جزء منه على‬ ‫كان كل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫على السم ِع‪ ،‬عسرَة ِ‬
‫اللسان؛ وإن َ ُّ‬ ‫النطق هبا جمتمعةً على‬ ‫َ‬
‫انفر ِاد ِه فصيحا‪ ،‬والتنافر ِ‬
‫نوعان‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫شديد الثقل كالشط ِر الثاين يف قوله‪:‬‬ ‫أ‪ُ -‬‬
‫رب َقرْبِ ٍ‬
‫حرب َقْب ُر‬ ‫وليس قُ ْ‬ ‫*‬ ‫ر‬‫ب مبكان ق ْف ٍ‬ ‫وقرب حر ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫يف ِ‬
‫الثقل حنو قول أيب متام‪:‬‬ ‫ب‪ِ -‬‬
‫وخف‬
‫ُ‬
‫كرمي م أمدحه أمدحه والورى * معي وإ َذا ما لُمته لُمته و ِ‬
‫حدي‬ ‫ُُ ُُ َ‬ ‫ٌ ىَت ْ َ ْ ُ ْ ْ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫خالف م ا‬ ‫الكالم جاري ا عل ى‬ ‫يكون‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫التأليف‬ ‫ضعف‬
‫ُ‬ ‫الثان ي‪:‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫العلماء ‪ ،‬كوص ِل‬ ‫عند مجهور‬ ‫اشتهر م ن قوانني النح و املعت ربة َ‬ ‫َ‬
‫جيب‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫األعرف‬ ‫ى‬ ‫عل‬ ‫ا‬ ‫منهم‬ ‫ِ‬
‫األعرف‬ ‫الضمرييْ ِن ‪ ،‬وتقدمي غ ِ‬
‫ري‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الفصل يف حنو هذا – ِ‬
‫كقول املتنيب‪:‬‬ ‫ُ‬
‫كي ال حتزنا‬ ‫اهلل‬ ‫اك‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ََأعاض‬‫ف‬ ‫*‬ ‫ها‬‫َ‬‫ل‬ ‫لي‬ ‫ِ‬
‫الة‬‫ز‬ ‫الغ‬ ‫من‬ ‫البالد‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وكاإلضما ِر قبل ذك ِر مرجعِ ِه لفظا ورتبةً وحكما يف غري أبو ِ‬
‫ابه‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫الدهر ُمطْعِما‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫جمد‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َأب‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الناس‬ ‫من‬ ‫*‬ ‫ا‬ ‫احد‬
‫ً‬ ‫و‬ ‫الدهر‬
‫َ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َأخ‬ ‫ا‬ ‫جمد‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫َأن‬ ‫لو‬‫و‬
‫ِ‬
‫الداللة عل ى املعىن‬ ‫خفي‬ ‫ِ‬
‫الكالم‬ ‫كو ُن‬
‫َّ‬ ‫الثال ث‪ :‬التعقي د اللفظ ي‪ ،‬ه و ْ‬
‫وفق ترتيب املعاين‪ .‬ويَنشُأ‬ ‫تبة على ِ‬ ‫األلفاظ غري مر ٍ‬
‫ُ‬ ‫تكون‬
‫ُ‬ ‫حبيث‬ ‫به‬ ‫ِ‬
‫اد‬‫ر‬ ‫امل‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الكلمات اليت‬ ‫يب بني‬ ‫بأجن‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫فص‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ٍ‬
‫ري‬ ‫ذل ك اخلفاءُ م ن تقدمي أ و تأخ‬
‫ٍّ‬
‫اختالل‬ ‫ب‬ ‫وج‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ألنه‬ ‫مذموم‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ببعض‬ ‫بعضها‬
‫َ‬ ‫ٌ ُ ُ‬ ‫ويتصل ُ‬‫َ‬ ‫تتجاور‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫جيب‬
‫املعىن واضطرابَهُ‪ ،‬كقول املتنيب‪:‬‬
‫دالئل‬ ‫ر‬
‫ِّ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫اَأل‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫احل‬ ‫على‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ش‬ ‫*‬ ‫هبم‬ ‫هبا‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫خ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫جَي‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫وه‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األغر وهم ال‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫احلسب‬ ‫على‬ ‫دالئل‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ش‬ ‫هبم‬ ‫)‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫(افتخ‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ج‬ ‫أصله‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جيفخو َن هبا‪.‬‬
‫ِ‬
‫الداللة على‬ ‫الراب ع‪ :‬التعقي د المعنوي‪ ،‬هو كون الرت ِ‬
‫كيب خف ي‬
‫ِ‬
‫الذهن م ن املعىن األص لي إىل املعىن‬ ‫خللل يف اتقال‬ ‫املعىن املراد ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املقصود بسبب إير ِاد اللوازم البعيدة املفتقرة إىل وسائ َط كثرية مع‬
‫فهم املعىن‬ ‫يكون‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫بأ‬ ‫؛‬ ‫ِ‬
‫ود‬ ‫املقص‬ ‫ى‬ ‫عل‬ ‫ِ‬
‫الدالة‬ ‫ن‬ ‫ائ‬
‫ر‬ ‫الق‬ ‫ظهور‬ ‫عدم‬
‫ُ‬
‫بعيدا ع ن ِ‬
‫الفهم عُْرفً ا‪ ،‬كم ا يف قول عباس ب ن‬ ‫الثاين م ن األول ً‬
‫األحنَف‪:‬‬

‫عيناي الدُّموع‬ ‫كب‬ ‫س‬‫َ‬‫ت‬‫و‬ ‫*‬ ‫ا‬


‫و‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫ت‬‫ِ‬‫ل‬ ‫م‬ ‫عنك‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫الدا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫أطلب‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لِتَ ْج ُم َدا‬
‫ِ‬
‫األحبة م ن احلزن‬ ‫اق‬
‫كب الدموع كنايةً عم ا يلزم فر َ‬ ‫س‬ ‫جعل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الكمد فأحسن وأصاب يف ذلك ‪ ،‬ولكنَّه أخطَأ يف جعل ِ‬
‫مجود‬ ‫و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يوجبه التالقي من الفرِح والسرور ِ‬
‫بقرب أحبَّته‪،‬‬ ‫عم ا ِ‬ ‫ِ‬
‫العني كنايةً َّ‬
‫عرف يف كالم ِ‬
‫العرب عن د الدعاء‬ ‫خفي وبعي ٌد‪ ،‬إ ذ مل يُ ْ‬ ‫وه و ٌّ‬
‫الت عينُ ك‬
‫ْ‬ ‫ز‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫عين‬
‫ُ‬ ‫دت‬
‫ْ‬ ‫ُ‬‫مج‬ ‫له‬ ‫قال‬‫ُ‬‫ي‬ ‫أن‬
‫ْ‬ ‫بالسرور‬ ‫ٍ‬
‫لشخص‬
‫ني إمنا يُكىَن به عن عدم‬ ‫مجود الع ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫عندهم‬ ‫املعروف‬ ‫ِ‬
‫بل‬ ‫جامدةً‪،‬‬
‫البكاء حالةَ احلزن‪ ،‬كما يف قول اخلنساء‪:‬‬ ‫ِ‬
‫لص ْخ ِر الن ََّدى‬ ‫يان‬ ‫أعي جودا وال جَت مدا * أاَل ِ‬
‫تبك ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُيَنَّ ُ‬
‫وقول أيب ٍ‬
‫عطاء يُرثي ابن ُهبرية‪:‬‬
‫مود‬ ‫جَل‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫عليك جبا ِري دمعِ‬
‫َ‬ ‫*‬ ‫ٍ‬
‫ط‬ ‫ِ‬
‫اس‬ ‫و‬ ‫يوم‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫جت‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫عين‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِإ‬ ‫َأال‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫غي ُره ا‬
‫ُ ِّ‬ ‫وي‬ ‫ٍ‬
‫اض‬ ‫ر‬ ‫ألغ‬ ‫العرب‬ ‫تعملها‬ ‫تس‬ ‫اليت‬ ‫ِ‬
‫الكنايات‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫وهكذا‬
‫ُ‬
‫اض ا أخرى تُعترب خروج ا عن سن ِن ِ‬
‫العرب يف‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫أغ‬ ‫هبا‬ ‫يد‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫وي‬ ‫املتكلم‬
‫ُ ً‬
‫استعماالهتم ويُ َع ُّد ذلك تعقيدا يف املعىن حيث ال يكون املر ُاد هبا‬
‫اضحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫و‬
‫الخام س‪ :‬كثرةُ التكرار‪ ،‬ه و كون اللف ظ الواح د امس ا كان أ و‬
‫َّد مرة‬
‫أكان االس ُم ظاهرا أ و ضمريا‪َ ،‬تعد َ‬
‫فعال أ و حرفً ا‪ ،‬وس واء َ‬
‫بعد أخرى بغري ٍ‬
‫فائدة‪ ،‬كقوله‪:‬‬

‫نصر نصرا‬
‫ُ ُ‬ ‫نصر‬ ‫يا‬ ‫لقائل‬
‫ٌ‬ ‫*‬ ‫ا‬
‫ر‬‫ً‬ ‫ط‬
‫ْ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫طر‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫أسطار‬
‫و‬ ‫يِّن‬ ‫إ‬
‫إضافة‬ ‫ا‬ ‫مضاف‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫االس‬ ‫كون‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اإلضافات‬ ‫تتابع‬
‫ً‬ ‫ادس‪ُ :‬‬ ‫ُ‬ ‫الس‬
‫متداخلةً غالبًا‪ ،‬كقول ابن بابك‪:‬‬

‫وم ْسمع‬ ‫عاد‬ ‫س‬ ‫من‬ ‫أى‬


‫ر‬ ‫دل اسجعِي * ِ‬
‫فأنت َمِب‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫اجل‬ ‫ِ‬
‫محا َمةَ َجرعا َح ْوَم َْ‬
‫ة‬
‫ْ ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬

You might also like