You are on page 1of 120

١

٢
٣
٤
‫‪٥‬‬

‫املقدمة ‪:‬‬
‫‪ )1‬ابتدأ املصنف ‪-‬رحمه هللا‪ -‬كتابه بالبسملة والحمدلة والشهادة هلل بالتوحيد وملحمد ﷺ‬
‫كل وسائرالصالحين‬‫بالرسالة‪ ،‬ثم صلى وسلم عليه وعلى سائراألنبياء واملرسلين وآل ٍ‬
‫ً‬
‫وهؤالء األربع املذكورات من آداب التصنيف اتفاقا ‪.‬‬
‫‪ )2‬ثم أشارإلى مقصوده من جمع ٰهذا الكتاب؛وهو ابتغاؤه جمع األحاديث املوصوفة بأنها من‬
‫جوامع الكلم‪.‬‬
‫• والجامع من الكلم ‪:‬ما قل لفظه ومبناه َوعظم معناه‪،‬فيكون اللفظ قليال واملعنى‬
‫جليال‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الكلم التي أتيها النبي ﷺ نوعان‪:‬‬
‫وجوامع ِ‬
‫ِ‬ ‫•‬

‫أ‪.‬القران الكريم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الوصف املُ َت َقد ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫األلفاظ جليل املعنى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قليل‬ ‫ن‬ ‫يكو‬ ‫ا‬‫م‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ﷺ‬ ‫ه‬
‫ِِ‬‫كالم‬ ‫ن‬‫م‬ ‫م‬
‫ِ ِ‬ ‫عليه‬
‫ب‪.‬ما صدق ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪ )3‬ذكراملصنف بعد إيراده الحديث املعتمد عند املصنفين في األربعين‪،‬أنه حديث ضعيف‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫غفير من الصحابة بط ُر ٍق ٍ‬
‫كثيرة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫جمع‬ ‫عن‬ ‫ٌّ‬
‫مروي‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫شديد الضعف‪,‬رغم‬
‫‪ )4‬ذكراملصنف أن الباعث له على تصنيف األربعين هو أمران‪:‬‬
‫أ‪ .‬االقتداء َبم ْن ذكرمن األئمة األعالم و ُحفاظ اإلسالم ‪.‬‬
‫ً‬
‫ب‪.‬بذل الجهد في بث العلم عمال بقوله ﷺ‪(:‬ليبلغ الشاهد منكم الغائب )متفق عليه من‬
‫حديث أبي بكرة ‪ ‬وقوله ﷺ‪(:‬نضرهللا امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها)‪ .‬رواه‬
‫أبو داود والترمذي من حديث زيد بن ثابت ‪ ‬وإسناده صحيح‪.‬‬

‫‪ )5‬وما ذكره من اتفاق أهل العلم على جوازالعمل بالحديث الضعيف في فضائل‬
‫األعمال فيه نظرمن وجهين‪:‬‬
‫‪٦‬‬

‫َ‬
‫الحسين ُ‬ ‫ٌَ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫سلم ِبن الحجاج‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫كأبي‬ ‫ر‪،‬‬‫األكاب‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫جماع‬ ‫فيه‬
‫ِ‬ ‫فاملخالف‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫فاق‬
‫ِ ِ‬‫اإلت‬ ‫اية‬‫أ‪.‬حك‬
‫ُ ٌ‬
‫الضعيف في أبواب الد ِين)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صاحب "الصحيح" قال‪(:‬إن في الصحيح غنیة ِع ِن‬

‫تاب ِه‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫(إنه قول الجمهور) لكان َ‬ ‫َّ‬


‫صنف نفسه في ِك ِ‬ ‫أقرب‪،‬وهو الذي حكاه امل ِ‬ ‫‪-‬ولو قيل‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫اآلخر(األذكار)‪،‬فإنه َج َعل ُه قوال للجمهورال ِإتفاقا‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫بالحديث الضعيف في فضا ِئ ِل األعمال اال(بثالث ِة‬ ‫ِ‬ ‫جوازالعمل‬
‫ب‪.‬أن الصحيح عدم ِ‬
‫شروط)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ .1‬أال يكون الضعف شديدا‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ .2‬أن َي َ‬
‫صحابي)‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫قو‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫كأجماع‬
‫ٍ‬ ‫‪،‬‬ ‫جي‬‫ر‬‫ِ‬ ‫خا‬ ‫دليل‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫(م‬
‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫عام‬
‫ٍ‬ ‫صل‬‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫تحت‬ ‫ج‬‫ندر‬
‫ند َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫ثبوت ُه ع َ‬
‫مل به‪.‬‬‫ِ‬ ‫الع‬ ‫ِ‬ ‫‪ .3‬أال يعتقد‬
‫‪ )6‬فالحديث الذي معنا؛‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الضعف‪,‬فال يصل ُح االستدالل به لعمل مثل هذه‬
‫ِ‬ ‫شديد‬ ‫منتف فيه‪,‬ألنه‬ ‫ٍ‬ ‫• الشرط األول‬
‫األربعين‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫النووي في مقدمته‬ ‫فمتحقق‪ ,‬وذكره‬ ‫• أما الشرط الثاني ‪:‬وهو أن يندرج تحت ٍ ٍ‬
‫عام‪,‬‬ ‫صل‬ ‫أ‬
‫قول ِه ﷺ في األحاديث‬
‫فقال‪(:‬ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث‪,‬بل على ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫‪،‬وقوله ﷺ‪َ (:‬ن َّ‬
‫ض َر ُ‬ ‫الش ُ ْ ُ ُ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫هللا ْإم َرءا‬ ‫اهد ِمنكم الغا ِئب)رواه البخاري و مسلم ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصحيحة‪ِ (:‬ل ُي َّب ِلغ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ‬
‫س ِمع مقال ِتي فوعاها فأداها كما س ِمعها)رواه أصحاب السنن اال النسائي‪ -‬صحيح‪.-‬‬
‫ند َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫ثبوت ُه ع َ‬
‫مل به‪.‬كذلك موجود‪,‬كما أشارالنووي و حكى‬ ‫ِ‬ ‫الع‬ ‫ِ‬ ‫• و الشرط الثالث‪:‬أال يعتقد‬
‫االتفاق على ضعف هذا الحديث ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ )7‬رواية الحديث باملعنى جا ِئزة بشرو ِطها‪:‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫لفاظ وما يحي ُل املعاني‪.‬‬
‫ِ‬ ‫األ‬ ‫والت‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫بم‬ ‫فا‬‫أ‪.‬أن يكون الراوي عار‬
‫‪٧‬‬

‫ُ َ َ َّ ُ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫حديث ِذ ِك ِرالنوم ؛حديث البراء ِبن عا ِز ٍب‪-‬قال‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫‪(.‬‬ ‫ه‬ ‫فظ‬
‫ِ ِ ِ‬‫ل‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ص‬ ‫الن‬ ‫يكو‬ ‫ال‬‫أ‬ ‫ب‪.‬‬
‫َْ َ‬
‫ونبي َك الذي أرسلت)خ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال‪،‬‬ ‫‪(:‬‬‫ﷺ‬ ‫النبي‬ ‫قال‬ ‫)‪،‬‬ ‫ت‬ ‫‪(:‬ورسولك الذي أرسل‬ ‫ِ‬ ‫البراء‪‬‬

‫‪ )8‬ثم ذكراملصنف شرط كتابه‪ ،‬وأنه يرجع إلى سبعة أمور‪:‬‬


‫ً‬
‫‪.1‬أنه مشتمل على أربعين حديثا‪،‬وهو كذلك بإلغاء الكسر‪،‬فإن عدة أحاديث كتابه باعتبار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التراجم اثنان وأربعون حديثا‪،‬وباعتبارالتفصيل ثالثة وأربعون حديثا‪.‬‬
‫‪ -‬فإن ترجمة الحديث السابع والعشرين فيها حديثان‪.‬‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫‪.2‬أن هذه األ بعين شاملة ألبواب الدين أصوال وفرو ًعا‪،‬وقد قا ب ‪ -‬حمه هللا‪ -‬وترك ً‬ ‫ٰ‬
‫شيئا‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬
‫للمتعقب عليه بعده‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪.3‬أن كل حديث منها قاعدة من قواعد اإلسالم‪،‬قد وصفه العلماء بأن مداراإلسالم عليه‪،‬‬
‫ً‬
‫تعظيما لشأنه‪.‬‬ ‫أو هو نصف اإلسالم‪،‬أو ثلثه أو نحو ذلك؛‬
‫ُ‬ ‫ٰ‬
‫‪.4‬أن كل هذه األحاديث صحيحة فيما أداه إليه اجتهاده‪،‬وقد خولف في بعضها ‪-‬كما ستعلم‬
‫خبره في مواضعه‪.-‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫و وصفه جملة من األحاديث بالحسن ال ُيخالف ما ذكره من الصحة‪.‬ألن اسم(الصحيح) عند‬
‫جماعة من الحفاظ يشمل الصحيح و الحسن معا‪.‬‬
‫فاملراد به عندهم‪(:‬املقبول)‪.‬‬
‫ً‬
‫‪.5‬معظمها في صحيحي البخاري ومسلم‪،‬وعدة ما فيها من أحاديث الصحيحين اتفاقا‬
‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫وافت راقا تسعة وعشرون حديثا‪.‬‬

‫‪.6‬أنه يذكرها محذوفة األسانيد ليسهل حفظها ويعم نفعها؛فاملقصود بالحفظ‪:‬هو اللفظ‬
‫النبوي املسمى باملتن‪،‬أما اإلسناد‪:‬فزينة له و ال ُت ُ‬
‫راد لذاتها ‪.‬‬
‫‪٨‬‬

‫‪.7‬أنه ُيتبعها بباب في ضبط خفي ألفاظها‪،‬هو بمنزلة الشرح الوجيزلها‪ ،‬وتتأكد الحاجة‬
‫إليه لتعلقه بضبط ألفاظ الحديث النبوي لئال يغلط العبد في نطقها و تحريف الحديث و‬
‫تصحيفه‬
٩
‫‪١٠‬‬

‫الحديث األول ‪:‬‬


‫❖( األعمال بالنيات)‪:‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫▪ ُمتف ٌق َعل ِيه‪،‬هذا الحديث ال يوجد ٰبهذا السياق التام ال في كتاب البخاري وال في كتاب‬
‫َ‬ ‫مسلم‪،‬وهو ُم َّلفق من روايتين ُ‬
‫نفصلت ِين للبخاري‪،‬ووجود أصله عندهما سوغ نسبته إليهما‪.‬‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫▪ افتتح النووي أحاديث األربعين بهذا الحديث‪،‬وقد افتتح جماعة من أهل العلم َ‬
‫كتبهم به؛‬
‫منهم ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلمام البخاري افتتح(صحيحه)به‪،‬‬
‫‪ -‬وعبد الغني املقدس ي افتتح كتابه (عمدة األحكام )به‪،‬‬
‫‪ -‬والبغوي افتتح كتابيه ( مصابيح السنة) و ( شرح السنة ) به‪،‬‬
‫‪ -‬وافتتح السيوطي كتابه ( الجامع الصغير) به‪،‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬وعقد النووي في أول كتابه(املجموع شرح املهذب)فصال قال فيه‪(:‬فصل في اإلخالص‬
‫والصدق وإحضار النية في جميع ألعمال البارزة والخفية)‪،‬أورد فيه ثالث آيات من القرآن‪،‬‬
‫ثم حديث( َّإنما األعمال َّ‬
‫بالنيات)‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫▪ قال الشافعي رحمه هللا ‪:‬يدخل هذا الحديث في سبعين بابا من الفقه‪،‬وقال أيضا‪:‬‬
‫ً‬
‫أيضا ُ‬
‫غيره‪،‬وهو أحد األحاديث التي عليها مداراإلسالم‪.‬‬ ‫(هو ثلث العلم)‪،‬وكذا قاله‬
‫ً‬
‫كتابا بدأت في َّ‬ ‫َّ‬
‫كل باب منه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫أو‬ ‫▪ وقال اإلمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه هللا‪(:‬لو صنفت‬
‫ً‬ ‫ً َ‬
‫يصنف كتابا فليبدأ بهذا الحديث)‪.‬‬
‫بهذا الحديث)‪،‬و قال أيضا‪(:‬من أراد أن ِ‬
‫املتقدمون‬
‫ِ‬ ‫▪ وقال اإلمام أبو سليمان الخطابي الشافعي رحمه هللا تعالى في كتابه املعالم ‪(:‬كان‬
‫كل ش يء ُينشأ ُويبتدأ من أمور‬ ‫ُّ‬
‫من شيوخنا يستحبون تقديم حديث( األعمال بالنيات) أمام ِ‬
‫الدين؛لعموم الحاجة إليه في جميع أنواعها ) ‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪١١‬‬

‫صدر البخاري َ‬
‫كتابه‬ ‫صحته وتلقيه بالقبول‪،‬وبه َّ‬‫▪ وقال ابن رجب ‪ (:‬و َّاتفق العلماء على َّ‬
‫ُ‬
‫الخطبة له؛إشا ة منه إلى َّ‬
‫كل عمل ال ُيراد به وجه هللا فهو‬
‫أن َّ‬ ‫ر‬ ‫الصحيح‪ ،‬وأقامه مقام‬
‫باطل‪،‬ال ثمرة له في الدنيا وال في اآلخرة)‪.‬‬
‫▪ و قال ابن رجب ‪(:‬وهذا الحديث أحد األحاديث التي يدور ِ‬
‫الدين عليها‪ ،‬فروي عن الشافعي‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫أنه قال ‪:‬هذا الحديث ثلث العلم‪ ،‬ويدخل في سبعين بابا من الفقه‪،‬وعن اإلمام أحمد‬
‫قال ‪:‬أصول اإلسالم على ثالثة أحاديث‪:‬حديث عمر‪(:‬األعمال بالنيات)‪ ،‬وحديث عائشة‬
‫‪(:‬من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد )‪،‬وحديث النعمان بن بشير ‪( :‬الحالل ِبين والحرام‬
‫ِبين )) ‪-‬جامع العلوم والحكم‪.‬‬
‫نقوال عن بعض العلماء في األحاديث التي يدور عليها اإلسالم‪َّ ،‬‬ ‫ً‬
‫وأن منهم من‬ ‫▪ وأورد بن رجب‬
‫قال ‪َّ :‬إنها اثنان‪ ،‬ومنهم َمن قال ‪:‬أربعة‪،‬ومنهم من قال ‪:‬خمسة‪،‬واألحاديث التي ذكرها عنهم‬
‫ُ‬ ‫باإلضافة إلى الثالثة األولى حديث‪َّ (:‬‬
‫إن أحدكم ُيجمع خلقه في بطن ِأمه ) و حديث‪( :‬من‬
‫حسن إسالم املرء تركه ما ال يعنيه)‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ ْ َ‬
‫نان خبرين‪:‬‬ ‫ملتان تتضم ِ‬‫ات‪ ،‬و ِإنما ِلك ِل ام ِر ٍ ما نو )‪،‬ج ِ‬
‫ى‬ ‫ئ‬ ‫الني ِ‬‫‪ )1‬قوله ﷺ ‪(:‬إنما األعمال ِب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الشريعة على َ‬ ‫َ‬ ‫أ‪َ .‬خ َب ٌرعن ُ‬
‫العمل‪ .‬فاألعمال بالنيات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كم‬‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الشريعة على َ‬ ‫َ‬ ‫ب‪َ .‬خ َب ٌرعن ُ‬
‫امري ٍء ِمن َع َم ِل ِه مانوى‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ل‬‫ك‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫امل‬ ‫الع‬ ‫ِ‬ ‫كم‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫‪-‬فاألعمال مناطة بنيات عامليها‪،‬وللعاملين من الثواب على قدرنياتهم‪.‬‬
‫َ ََ ً‬ ‫ً‬ ‫َّ ُ‬
‫الع َمل تق ُّربا الى هللا‪.‬‬ ‫القلب‬
‫ِ‬ ‫ادة‬ ‫ر‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬‫شرعا‬ ‫)‬ ‫ة‬ ‫▪ و(الني‬
‫َّ َ‬ ‫ََ َ َ َُ‬
‫ثوبت ُه بالنظ ِر‬ ‫صورِت ِه ِ‪،‬إختلفت م‬
‫ً‬
‫دا في َ‬‫واح‬
‫ً‬
‫عمال‬ ‫َ‬
‫كر‬ ‫ذ‬
‫ََ‬
‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫املقال‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫َ َ َ َّ ُ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ثال‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ع‬ ‫‪ُ )2‬ث َّم َأت َب َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫العامل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إلى َّني ِة‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫الهجرة‪.‬‬ ‫▪ فالعمل املذكورهو‪ِ :‬‬
‫‪١٢‬‬

‫َ َ‬
‫والعاملون ل ُه نوعان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫▪‬
‫هللا و َر ِ‬
‫سوله‪.‬‬ ‫املهاجرإلى ِ‬
‫ِ‬ ‫أ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫ب‪ .‬املهاجرإلى دنيا ي ِص ُبها أو امرأ ٍة ي ِ‬
‫نكحها‪.‬‬
‫َ َ‬
‫جزاء ُهما‪:‬‬
‫كان ُ‬ ‫▪ ف‬
‫باملطاب َقة بين َ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫جر ُ‬‫ُ‬ ‫ََ َ‬
‫مل والجزاء‪.‬‬‫ِ‬ ‫الع‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫أجر‬
‫ِ ِِ‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫تح‬ ‫الى‬ ‫ر‬ ‫ش‬‫ِ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫هللا‪.‬‬ ‫على‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫أ‪ .‬أن وقع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َُ‬ ‫ً‬ ‫ب‪ .‬لم ُيصب من ِه َ‬
‫كر ِه‪.‬‬
‫ِ ِ‬‫ذ‬
‫ِ‬ ‫طي‬‫ب‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫جر‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ظ‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫هوان‬
‫ِ‬ ‫الى‬ ‫ير‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫حا‬ ‫ناك‬
‫ِ‬ ‫أو‬ ‫تاجرا‬ ‫جرِت ِه إال كو ِن ِه‬ ‫ِ‬
‫بالهجرة‪:‬ألنه عمل لم تكن تعرفه العرب قبل اإلسالم ‪،‬و‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫ثال ِ‬ ‫‪ )3‬واختارالنبي ﷺ ضرب ا ِمل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫شديد امل َح َّب ِة ِألر ِض ِه‪.‬‬ ‫َ‬
‫الع ُّ‬
‫ربي‬
‫▪ (الهجرة)‪:‬من َ‬
‫الهجر وهو الترك‪،‬وتكون بترك بلد الخوف إلى بلد األمن‪،‬كالهجرة من مكة‬
‫إلى الحبشة‪،‬وتكون من بالد الكفرإلى بالد اإلسالم‪،‬كالهجرة من مكة إلى املدينة‪ ،‬وقد انتهت‬
‫الهجرة إليها بفتح مكة‪،‬والهجرة من بالد الشرك إلى بالد اإلسالم باقية إلى قيام الساعة‬
‫سبب قول َّ‬‫قصة مهاجرأم قيس هي كانت َ‬ ‫َ‬ ‫▪ قال ابن جب‪(:‬وقد اشتهر َّ‬
‫النب ِي ﷺ ‪(:‬من كانت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ُُ‬
‫كثير من املتأخرين في كتبهم‪،‬ولم َنر لذلك‬
‫هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها)وذكر ذلك ٌ‬
‫ً‬
‫أصال بإسناد َي ُّ‬
‫صح‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫منصور‪,-‬لكن ليس فيها أن‬ ‫بإسناد صحيح ‪-‬عند سعيد بن‬ ‫علم أن هذه القصة جاءت‬ ‫▪ ُ‬
‫ولی َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫سبب له‪,‬وعلى ذلك فابن رجب رحمه هللا ؛إنما‬‫حديث‪ (:‬إنما األعمال)سيق من أجلها‪,‬أو أنها ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫القصة سسببا للحديث‪,‬ولم ينكرصحة القصة أصال !‬ ‫ِ‬ ‫أنكر كون‬
١٣
١٤
‫‪١٥‬‬

‫الحديث الثاني ‪:‬‬


‫واإلحسان )‪:‬‬
‫واأليمان ِ‬
‫ِ‬ ‫سالم‬ ‫❖( بيان مراتب الدين ‪ِ :‬‬
‫األ ِ‬
‫َّ‬
‫▪ حديث جبريل هذا عن عمر ‪ ‬انفرد بإخراجه مسلم عن البخاري‪ ،‬واتفقا على إخراجه من‬
‫َّ‬
‫حديث أبي هريرة ‪،‬واإلمام النووي رحمه هللا بدأ أحاديث األربعين بحديث عمر‪( :‬إنما‬
‫‪،‬وثنى بحديث عمر في قصة مجيء‬‫األعمال بالنيات)‪،‬وهو َّأول حديث في صحيح البخاري َّ‬
‫َّ‬
‫بي ﷺ‪،‬وهو َّأول حديث في صحيح مسلم‪.‬‬ ‫جبريل إلى الن ِ‬
‫َ‬ ‫▪ في حديث جبريل دليل ‪:‬على َّ‬
‫أن املالئكة تأتي إلى البشرعلى شكل البشر‪،‬ومثل ذلك ما جاء في‬
‫القرآن من مجيء جبريل إلى مريم في صورة بشر‪،‬ومجيء املالئكة إلى إبراهيم ولوط في صورة‬
‫ُ‬ ‫يتحولون بقدرة هللا َّ‬
‫عز َّ‬ ‫بشر‪،‬وهم َّ‬
‫وجل عن الهيئة التي خلقوا عليها إلى هيئة البشر‪،‬‬
‫▪ و في مجيء جبريل إلى رسول هللا ﷺوجلوسه بين يديه؛بيان ش يء من آداب طلبة العلم عند‬
‫َ‬
‫السائل ال يقتصرسؤاله على أموريجهل حكمها‪،‬بل ينبغي له أن يسأل غيره وهو‬ ‫املعلم‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫ِ‬
‫عالم بالحكم ليسمع الحاضرون الجواب‪،‬ولهذا نسب إليه الرسول ﷺفي آخر الحديث‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بي ﷺألنه‬
‫يعلمكم دينكم)‪،‬والتعليم حاصل من الن ِ‬
‫التعليم‪،‬حيث قال‪(:‬فإنه جبريل أتاكم ِ‬
‫املتسبب فيه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املباشرله‪،‬ومضاف إلى جبريل؛لكونه‬
‫ََ َ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ ْ َ‬
‫‪ )1‬وقول عمر فيه‪(:‬فأ ْسند ُرك َبت ْي ِه إلى ُرك َبت ْي ِه‪َ ،‬و َوض َع كف ْي ِه على ف ِخذ ْي ِه)أي‪:‬أسند ركبتيه‬
‫َ‬
‫إلى ركبتي النبي ﷺ‪،‬ووضع كفيه على ف ِخذي رسول هللا ﷺ‪ .‬وقع التصريح بذلك في القصة‬
‫مقرونين عند النسائي‪.‬‬ ‫من رواية أبي هريرة وأبي ذر‬
‫عل ِه‪:‬‬ ‫ف‬ ‫على‬ ‫▪ وباع ُث ُ‬
‫ه‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫املبال َغ َة في إظهار َ‬
‫مقصوده‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الى‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫قا‬
‫ِ ِِ‬ ‫ت‬ ‫اف‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ِِ‬‫ت‬‫حاج‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ ََ‬
‫نفس ِه‪.‬‬
‫ِ ِ‬‫يب‬ ‫ي‬ ‫تغ‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫‪ -‬املبالغ‬
‫‪١٦‬‬

‫َّ‬
‫الن ُّ‬
‫بي ﷺجبريل عندما سأله عن اإلسالم باألمور الظاهرة‪،‬وعندما سأله عن‬ ‫‪ )2‬أجاب‬
‫َ‬
‫اإليمان‪،‬أجابه باألمور الباطنة‪،‬ولفظا اإلسالم واإليمان من األلفاظ التي إذا ُجمع بينها في‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الذكرف ِرق بينها في املعنى‪،‬وقد اجتمعا هنا‪،‬فف ِسراإلسالم باألمورالظاهرة‪،‬وهي مناسبة ملعنى‬
‫ِ‬
‫تعالى‪،‬وفسر اإليمان باألمور الباطنة‪،‬وهي املناسبة‬ ‫ُ‬
‫واالنقياد هلل‬ ‫اإلسالم‪،‬وهو االستسالم‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫أحدهما عن اآلخر شمل املعنيين جميعا ‪:‬األمور‬ ‫ملعناه‪،‬وهو التصديق واإلقرار‪،‬وإذا ُأفرد ُ‬
‫الظاهرة والباطنة‪،‬ومن مجيء اإلسالم مفردا قول هللا َّ‬
‫عز َّ‬ ‫ً‬
‫وجل ‪(:‬ﭯﭰ ﭱ ﭲﭳﭴ‬
‫ً‬
‫مفردا قول هللا َّ‬
‫عز‬ ‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ)] ال عمران ‪,]85‬ومن مجيء اإليمان‬
‫َ‬
‫وجل‪( :‬ﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇ) [المائدة‪,]5:‬ونظيرذلك كلمتا‬
‫َّ‬

‫الفقيرواملسكين‪،‬والبروالتقوى وغيرذلك‪.‬‬
‫َُ ُ‬
‫ومت َع ِلقها‪:‬األعمال الظاهرة‪ .‬وأما أركانه فهي الخمسة املعدودة في‬ ‫األسالم بأركا ِن ِه =‬ ‫فس َّر ِ‬‫‪َ )3‬‬
‫الص َال َة َ‪،‬و ُت ْؤ ِتيَ‬
‫َّ‬ ‫الحديث‪َ (:‬أ ْن َت ْش َه َد َأ ْن َال ٰإله َّإال هللا َو َأ َّن ُم َح َّم ًدا َر ُسو ُل هللا‪َ ،‬و ُتقيمَ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُ َّ ْ َ ْ َ ْ ْ َ َ‬
‫استط ْعت إل ْي ِه َس ِبيال )‪.‬‬ ‫الزكاة‪،‬وتصوم رمضان‪،‬وتحج البيت إن‬
‫ها‪:‬األعمال الباطنة‪.‬وأما أركانه ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪َّ )4‬‬
‫فعدت في الحديث ستة‪ ،‬في‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ع‬‫ت‬ ‫وم‬ ‫=‬ ‫بأركانه‬ ‫يمان‬ ‫األ‬
‫فسر ِ‬
‫قوله ﷺ‪(:‬أن تؤمن باهلل‪،‬ومالئكته‪،‬وكتبه‪،‬ورسله‪،‬واليوم اآلخر‪،‬وبالقدرخيره وشره) ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫‪َّ )5‬‬
‫والباطنة‪.‬وأما أركانه فاثنان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الظاهر ِة‬
‫ِ‬ ‫عمال‬
‫ِ‬ ‫األ‬ ‫إتقان‬ ‫‪:‬‬‫ها‬ ‫ق‬‫ل‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫وم‬ ‫=‬ ‫يه‬
‫ِ‬ ‫كن‬‫فسراألحسان ِبر‬
‫( عبادة هللا‪ ,‬وقوع تلك العبادة على مقام املشاهدة أو امل راقبة )‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫سؤال النبي ﷺعن حقا ِئق الدين ش َر َع َيسأل ُه عن املآل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫جبريل‬ ‫غ‬‫‪ )6‬ملا ف ِر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫▪ فالحديث املذكو ُر ُمنق ِس ٌم إلى قسمين‪:‬‬
‫َ‬
‫املطلوب ِم َن األعمال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يان‬ ‫َ‬
‫أ‪ .‬في ب ِ‬
‫الجزاء في املآل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يان َم َح ِل‬ ‫َ‬
‫ب‪ .‬في ب ِ‬
‫‪١٧‬‬

‫األما َرة‪ :‬العالمة‪،‬وقد َذ َكر ُّ‬


‫النبي عالمتين‪:‬‬
‫َ‬
‫▪‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ََ ُ‬
‫‪ ( .1‬أن ت ِلد األمة ربتها)‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وسيدتها والقا ِئمة عليها‪.‬‬ ‫ب‪،‬أي‪:‬مالكتها ِ‬
‫ِ‬ ‫▪ األمة‪ :‬الجارية اململوكة‪،‬الربة‪:‬مؤنث الر‬
‫ُْ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ‬
‫البن َي ِان )‪:‬‬ ‫طاولون في‬ ‫‪ ( .2‬وأن ترى الحفاة العراة العالة ِرعاء الش ِاء يت‬
‫َ َ‬
‫ين الينت ِعلون‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الحفاة‪ُ :‬ه ُّم الذ‬
‫َ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العراة‪ :‬ه ُّم الذين اليلبسون مايست ُر ِ‬
‫عوراتهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫العالة‪ُ :‬ه ُم الفقراء‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫الرعاء‪ُ :‬ه ُم ال َ‬
‫قر‪ ،‬والغنم‪.‬‬ ‫األبل‪َ ،‬‬
‫والب َ‬ ‫ِ‬ ‫نعام‪.‬‬ ‫األ‬ ‫ذين َيرعون بها ِئم‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫فت ُح َل ُه ُم ُّ‬ ‫ُ َّ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫وصاف‪:‬تحقيق ش َّ‬ ‫َ َ‬ ‫▪ واملُ ُ‬
‫الدنيا حتى يتطاولون في‬ ‫رهم‪،‬ثم ت‬ ‫فق‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫األ‬ ‫راد ِبتلك‬
‫َ‬
‫البنيان‪،‬أي‪:‬يتافاخرون‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫توس ُد إلى غير‬
‫مور َ‬
‫أن األ َ‬ ‫الساعة في هذا الحديث‪:‬يرج ُع إلى َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أشراط‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫▪ ومضمون ما ِ ِ‬
‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ََ‬
‫فانتظ ِرالساعة)خ‬
‫ِ‬ ‫أهل ِه‬
‫غير ِ‬
‫إهلها‪،‬كما قال ﷺ ِملن سأله ع ِن الساعة‪ِ (:‬إذا و ِسد ِت األمرإلى ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫السنن تقديره بثالث‪،‬وهو صالح أن يكون ثالثة أيام‬ ‫طويال‪ .‬وجاء عند أصحاب ُّ‬ ‫‪ )7‬مليا‪:‬أي‪َ :‬ز َمنا‬
‫ليال ‪.‬‬
‫أو ثالث ٍ‬
١٨
‫‪١٩‬‬

‫الحديث الثالث ‪:‬‬


‫❖( أركان اإلسالم ) ‪:‬‬
‫‪ )1‬قوله ﷺ‪ُ (:‬بني اإلسالم على خمس)‪:‬فيه بيان عظم شأن هذه الخمس‪َّ ،‬‬
‫وأن اإلسالم ٌّ‬
‫مبني‬
‫َّ‬ ‫عليها‪ ،‬وهو تشبيه معنو ٌّي بالبناء الحس ي‪،‬فكما َّ‬
‫أن البنيان الحس ي ال يقوم إال على‬
‫َّ‬
‫أعمدته‪،‬فكذلك اإلسالم إنما يقوم على هذه الخمس‪،‬واالقتصار على هذه الخمس لكونها‬
‫هي َتت َّم ُة ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫البنيان‪.‬‬ ‫األساس لغيرها‪،‬وما سواها فإنه يكون تابعا لها و َ ِ‬
‫مشتمل على هذه الخمس‪َ ِ ,‬ما اشتمل عليه‬
‫ٌ‬ ‫‪ )2‬أورد النووي هذا الحديث بعد حديث جبريل وهو‬
‫أهمية هذه الخمس‪َّ ،‬‬
‫وأنها األساس الذي ُبني عليه اإلسالم‪ ،‬ففيه معنى‬ ‫هذا الحديث من بيان َّ‬
‫زائد على ما جاء في حديث جبريل‪.‬‬
‫األسس‪،‬وبقية‬ ‫أس ُ‬ ‫‪ )3‬هذه األركان الخمسة التي ُبني عليها اإلسالم‪،‬أولها الشهادتان‪،‬وهما ُّ‬
‫َّ ً‬
‫مبنية على هاتين‬ ‫األركان وغيرها تابع لها‪،‬فال تنفع هذه األركان وغيرها من األعمال إذا لم تكن‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫الشهادتين‪،‬وهما متال متان‪،‬ال َّبد من شهادة َّ‬
‫أن محمدا رسول هللا مع شهادة أن ال إله إال‬ ‫ز‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫إال هللا‪،‬ومقتض ى شهادة( َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أن محمدا رسول‬ ‫هللا‪ ،‬ومقتض ى شهادة ( أن ال إله إال هللا)؛أال ُيعبد‬
‫ُ ً َ‬
‫هللا)‪:‬أن تكون العبادة وفقا ِملا جاء به رسول هللا ﷺ‪،‬‬
‫أي عمل يعمله اإلنسان‪ ،‬فال َّبد من تجريد اإلخالص هلل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫قبو‬ ‫في‬ ‫منهما‬ ‫وهذان أصالن ال َّ‬
‫بد‬
‫وحده‪ ،‬وال َّبد من تجريد املتابعة لرسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫‪ )4‬أما ُ‬
‫إقام الصالة‪:‬فهي ُّ‬
‫أهم أركان اإلسالم الخمسة بعد الشهادتين‪،‬وقد وصفها رسول هللا‬ ‫ِ‬
‫وصيته ﷺملعاذ بن جبل‪ ،‬وهو الحديث التاسع‬‫َّ‬ ‫ُ‬
‫عمود اإلسالم‪،‬كما في حديث‬ ‫ﷺ َّ‬
‫بأنها‬
‫والعشرون من هذه األربعين‪،‬وأخبر َّأنها آخرما ُيفقد من الدين‪َّ ،‬‬
‫وأول ما ُي َ‬
‫حاسب عليه العبد‬ ‫ِ‬
‫يوم القيامة‪َّ ،‬‬
‫وأن بها التمييزبين املسلم والكافر‪.‬‬
‫‪٢٠‬‬

‫خر َج ِمن ِ‬
‫األسالم‪:‬‬ ‫تعد َدة َت ُد ُّل على َمن َتركها‪ ،‬فقد َ‬ ‫ُ‬
‫فقد وردت أحاديث م ِ‬
‫َ َََ‬ ‫▪‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬
‫رك‬
‫الش ِ‬
‫جل وبين ِ‬
‫جاب ٍر‪،‬عن النبي صلی هللا علیه وسلم قال‪(:‬بين الر ِ‬ ‫ففي (صحيح مسلم) عن ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ َ‬
‫فر‪:‬ترك الصالة) ‪.‬‬ ‫والك ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫سالم ِملن ت َر َّك الصالة)موطأ‪-‬صحيح‪-‬‬ ‫اإل ِ‬
‫َُ‬
‫وقال عمر‪(:‬الحظ في ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َُ‬
‫قيق‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ش‬ ‫بن‬
‫ِ ِ‬‫عبدهللا‬ ‫ل‬‫قو‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬
‫لف على ِ ِ‬
‫فر‬ ‫ك‬ ‫ون ِق َل ِإتفاق الس ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ًَ ُ‬
‫رك ُه ُك ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فرغيرالصالة)‪.‬ت‪-‬صحيح‪.‬‬ ‫عمال شيئا ت‬
‫ِ‬ ‫األ‬ ‫هللا ﷺاليرون ِمن‬ ‫(كان أصحاب رسو ِل ِ‬
‫‪ -‬وذهب الى هذا القول‪:‬جماعة من السلف والخلف‪ ,‬وهوقول‪:‬ابن املبارك‪,‬وأحمد‪,‬وإسحاق‪,‬و‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫العلم‬
‫ِ‬ ‫أهل‬ ‫إجماع‬ ‫عليه‬ ‫إسحاق‬ ‫حكى‬
‫‪ -‬و قال الشيخ الطريفي‪ :‬وكما هو إجماع الصحابة كذلك هو إجماع التابعين كما رواه املروزي‬
‫عن حماد عن أيوب قال‪:‬ترك الصالة‪,‬كفرال نختلف فيه!‬
‫أيضا َ‬ ‫ً‬
‫‪:‬واملتر ِجح‪ -‬والعلم عند هللا‪-‬أن من ترك بعض الصلوات في اليوم ال يكفر حتى‬ ‫‪ -‬وقال‬
‫يتركها كلها‪,‬وما دام يصلي صالتين في اليوم مع إقراره بالخمس فهو مسلم‪,‬وهو على أي حال‬
‫أهون من الشرك الخالص‪,‬ملا روى أحمد في (مسنده)عن نصربن عاصم قال‪:‬جاء رجل منا‬
‫الى رسول هللا ﷺفأراد أن يبايعه على أن ال يصلي إال صالتين‪,‬فبايعه رسول هللا على ذلك‬
‫‪.‬ومع ذا فتارك صالة واحد حتى يخرج وقتها بل عذر وال حاجة فهو أشد من شارب الخمر و‬
‫الزاني‪,‬لعظم مقامها في الشريعة‪.‬‬
‫‪ )5‬الزكاة هي قرينة الصالة في كتاب هللا وسنة رسوله ﷺ‪،‬كما قال هللا َّ‬
‫عز وجل‪( :‬ﯘ ﯙ‬

‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [التوبة‪،]5:‬وقال تعالى‪( :‬ﮘ‬

‫ﮙﮚﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ) [التوبة‪،]11:‬وقال تعالى‪( :‬ﮘ ﮙﮚ‬


‫ٌ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ) [البينة‪،]5:‬وهي عبادة‬
‫الغني؛ َّ‬
‫ألنها‬ ‫يضر َّ‬‫متعد‪،‬وقد أوجبها هللا في أموال األغنياء على وجه ينفع الفقيروال ُّ‬
‫مالية نفعها ٍ‬
‫ش يء يسيرمن مال كثير‪.‬‬
‫‪٢١‬‬

‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬


‫صوم رمضان عبادة بدنية‪،‬وهي ٌّ‬
‫سر بين العبد وبين رِبه‪،‬ال يطلع عليه إال هللا سبحانه‬ ‫‪)6‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتعالى؛ولهذا ورد في الحديث الصحيح َّ‬
‫أن اإلنسان ُيجازى على عمله‪،‬الحسنة بعشر‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫عز َّ‬ ‫أمثالها‪،‬إلى سبعمائة ضعف‪،‬قال هللا َّ‬
‫وجل ‪(:‬إال الصوم فإنه لي‪ ،‬وأنا أجزي به)رواه‬
‫البخاري( ‪ ،)1894‬ومسلم(‪،)164‬أي ‪:‬بغيرحساب‪،‬واألعمال ُّكلها هلل َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪،‬‬
‫َّ‬ ‫كما قال هللا َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪( :‬ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ)[األنعام‪ ،]162:‬وإنما‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُخ َّ‬
‫ص الصوم في هذا الحديث بأنه هلل ِملا فيه من خفاء هذه العبادة‪ ،‬وأنه ال يطلع عليها إال‬
‫هللا‪.‬‬

‫َّ َّ‬
‫الن ُّ‬
‫بي‬ ‫مرة واحدة‪،‬وبين‬ ‫مالية بدنية‪،‬وقد أوجبها هللا في العمر َّ‬ ‫حج بيت هللا الحرام عبادة َّ‬ ‫‪ُّ )7‬‬
‫َ َ‬ ‫فضلها بقوله ﷺ‪َ (:‬من َّ‬ ‫َ‬
‫حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته ُّأمه)رواه‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫والحج املبرور ليس له جزاء‬ ‫البخاري ومسلم‪،‬وقوله ﷺ‪(:‬العمرة إلى العمرة كفارة ِملا بينهما‪،‬‬
‫َّ َّ‬
‫إال الجنة)رواه مسلم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بوجوب ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫إقرا‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫فر‬
‫ِ ِِ‬ ‫ك‬ ‫م‬‫د‬ ‫ع‬ ‫على‬ ‫لماء‬
‫ِ‬ ‫الع‬ ‫هور‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫تبقية‪:‬‬ ‫امل‬ ‫الثالثة‬ ‫ركان‬
‫ِ‬ ‫واأل‬ ‫▪‬
‫بين الزكاة َ‬ ‫ُ َ َّ َق َ‬
‫‪،‬والح ِج‪،‬والصيام‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬وبعضهم فر‬
‫خاصة‪ٌ -‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫كفر‪ ,‬دون الصيام و الحج ‪.‬‬ ‫‪ -‬وعن أحمد رواية‪:‬أن ترك الصالة و الزكاة ‪-‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫هي املُ َع َّي َن ُة ُ‬ ‫ُ‬
‫املذكورة َ‬ ‫ُ‬
‫لحد ِود تلك األركان‪.‬فما خرج عنها فليس ِمن رك ِني ِت ِه وإن كان‬ ‫واملقادير‬ ‫‪)8‬‬
‫ً‬
‫الفطر‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫كاة‬ ‫ز‬ ‫‪،‬و‬ ‫‪،‬والكسوف‬
‫ِ‬ ‫العيد‬
‫ِ‬ ‫كصالة‬
‫ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫با‬ ‫واج‬
‫ِ‬
‫حدث بالحديث عندما سأله رجل‪،‬فقال له ‪:‬أال تغزو؟‬ ‫َّ‬ ‫أن ابن عمر‬ ‫▪ ورد في صحيح مسلم َّ‬

‫أن هذه الخمس‬ ‫أن الجهاد ليس من أركان اإلسالم‪،‬وذلك َّ‬ ‫ثم ساق الحديث‪،‬وفيه اإلشا ة إلى َّ‬
‫ر‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫كل وقت‬ ‫لكل مكلف‪،‬بخالف الجهاد‪،‬فإنه فرض كفاية وال يكون في ِ‬ ‫الزمة باستمرار ِ‬
‫الحج على الصوم‪،‬وهو بهذا اللفظ أورده البخاري‬ ‫‪ )9‬هذا الحديث بهذا اللفظ جاء فيه تقديم ِ‬
‫فقدم كتاب‬ ‫في أول كتاب اإليمان من صحيحه‪،‬وبنى عليه ترتيب كتابه الجامع الصحيح‪َّ ،‬‬

‫الحج فيه على كتاب الصيام‪.‬‬


‫ِ‬
‫‪٢٢‬‬

‫الحج على الصيام‪،‬وفي‬ ‫▪ وقد ورد الحديث في صحيح مسلم؛بتقديم الصيام على ِ‬
‫الحج‪،‬وتقديم ِ‬
‫بأن الذي سمعه من رسول هللا ﷺ تقديم الصوم على‬ ‫الطريق األولى تصريح ابن عمر َّ‬

‫تصرف بعض‬ ‫الحج‪،‬وعلى هذا يكون تقديم الحج على الصوم في بعض الروايات من قبيل ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫بي ﷺقال ‪ُ (:‬بني اإلسالم‬
‫الرواة والرواية باملعنى‪،‬وسياقه في صحيح مسلم عن ابن عمرعن الن ِ‬
‫والحج)‪،‬فقال‬ ‫مضان‪،‬‬ ‫ر‬ ‫وصيام‬ ‫الزكاة‪،‬‬ ‫إيتاء‬ ‫و‬ ‫الصالة‪،‬‬ ‫إقام‬ ‫و‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫د‬ ‫على خمسة‪ :‬على أن َّ‬
‫يوح‬
‫ِ‬
‫رجل ‪:‬الحج وصيام رمضان؟ قال ‪:‬ال! صيام رمضان والحج‪،‬هكذا سمعته من رسول هللا ﷺ‪.‬‬
٢٣
‫‪٢٤‬‬

‫الحديث الرابع ‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تقديررز ِق ِه و أجله و عمله) ‪:‬‬ ‫اإلنسان‪ ,‬و‬
‫ِ‬ ‫❖( مراحل ِ‬
‫خلق‬
‫َ َ‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫ََُ ٌ ََ‬
‫فظ ِعند أ َح ِد ِهما‬
‫ِ‬ ‫الل‬ ‫بهذا‬ ‫َ‬
‫يس‬‫ل‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫إال‬ ‫يه‪،‬‬ ‫ل‬ ‫• هذا الحديث متفق ع‬
‫َّ‬
‫قوله‪،‬املصدق فيما جاء به من‬ ‫‪ )1‬قوله‪(:‬وهو الصادق املصدوق)‪:‬معناه الصادق في‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫الوحي‪َّ ،‬إنما قال ابن مسعود هذا القول؛ َّ‬
‫ألن الحديث عن أمورالغيب التي ال تعرف إال عن‬ ‫و‬
‫طريق الوحي‪.‬‬
‫ُ‬
‫حم‪،‬فيخلق منهما‬ ‫‪ )2‬قوله ‪ُ (:‬يجمع خلقه في بطن ِأمه)‪:‬قيل ‪ُ :‬يجمع ماء الرجل مع ماء املرأة في َّ‬
‫الر‬
‫وجل ‪(:‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ) [الطارق‪،]6:‬وقال ‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫عز َّ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬كما قال هللا َّ‬

‫ماء‬
‫قاء ِ‬ ‫‪،‬ومح َّل ُه َّ‬
‫‪:‬الرحم‪ ،‬بال ِت ِ‬
‫راد بالجمع‪:‬الضم َ‬ ‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) [ املرسالت ‪,] 21-20 :‬و املُ ُ‬
‫ُ ُ َ ً‬ ‫َ‬
‫واملرأة إذا إجت َمعا‪ ،‬فيكون نطفة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الر ُج ِل‬
‫َّ‬
‫َُ‬ ‫نين َتجري َع َليه‪َ :‬‬
‫َ ُ‬
‫أطوار‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ثالث‬ ‫‪-‬‬ ‫الحديث‬ ‫في‬ ‫املذكور‬ ‫وفق‬ ‫ِ‬ ‫‪ )3‬فالج‬
‫ُ‬
‫أ‪ .‬طو ُرالنطفة‪(:‬اسم الجتماع ماء الرجل واملرأة ) = ‪ 40‬يوما‬
‫طع ُة م َن َّ‬
‫هي الق َ‬‫َ‬ ‫ُ ََ َ‬
‫الدم) = ‪ 40‬يوما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬‫ة‬ ‫ق‬ ‫ب‪ .‬طورالعل‬
‫َّ‬ ‫َُ‬
‫الصغيرة ِم َن اللحم) = ‪ 40‬يوما‬
‫َُ‬
‫طعة‬ ‫الق‬
‫هي ِ‬ ‫ت‪ .‬طو ُراملُضغة‪(:‬و َ‬

‫• وقد ذكر هللا هذه الثالث في قوله في سورة الحج ‪( :‬ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬

‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ) [الحج‪]5:‬ومعنى(‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ )مصورة وغير َّ‬
‫مصورة‪ ،‬وأكثر ما جاء فيه بيان أطوار خلق اإلنسان قول‬
‫هللا َّ‬
‫عز َّ‬
‫وجل في سورة املؤمنون ‪(:‬ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬

‫ﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ‬

‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ) [املؤمنون ‪]14-12 :‬‬


‫‪٢٥‬‬

‫ََُ‬ ‫َ َّ َّ َ ُ َ َ‬ ‫ُ ي َّ‬
‫الكلمات املذكورة؛(فتق َّدم كتابة‬
‫ِ‬ ‫كتابة‬ ‫عن‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫فخ‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫بأ‬ ‫صريح‬ ‫الت‬ ‫وقع في روا ٍية للبخار‬‫‪َ )4‬‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َّ ُ َ ُ‬
‫للعطف امل َسوى هنا بالواو‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫رة‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫رواية‬ ‫هي‬‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫وح)‬ ‫الر‬ ‫فيه‬
‫الكلمات‪،‬ثم تنف ِ‬
‫خ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ املذكور َ‬
‫)‪،‬وهي تقتض ي الترتيب والتعقيب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫البخاري هو بـ(ث َّم‬ ‫ند ُ‬ ‫ِع‬ ‫ِفإ َّن العطف‬
‫تين‪:‬‬ ‫ر‬‫الرحم َم َّ‬ ‫‪ )5‬و كتابة املقادير َت َق ُع في َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث ُحذيفة بن َأسيد الغفاري عند ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫سل ْم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫انية‪،‬‬ ‫الث‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫في‬ ‫األولى‬ ‫بعين‬ ‫أ‪ .‬بعد األر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بعين الثانية‪،‬أي َ‬ ‫َ َ‬
‫حديث ابن مسعود‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫املذكورة‬ ‫وهي‬ ‫ر‪.‬‬ ‫شه‬ ‫أ‬ ‫بعة‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫بعد‬ ‫ب‪ .‬بعد األر‬
‫األد َّل ُة ُ‬ ‫َ‬
‫وتد َّل َعليه‪ .‬واختار ُه ابن القيم‬ ‫ُ‬
‫تين‪،‬هو الذي تجتمع ِب ِه ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫املقادير مر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بكتابة‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬والقو ُل‬
‫في(التبيان)‪((،‬شفاء العليل)) و((حاشية تهذيب سنن أبي داود))‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ووق َ‬
‫لثبوتها ونفوذها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تأكيدا‬ ‫املقادير‬ ‫كتابة‬
‫ِ‬ ‫تكرار‬ ‫ع‬ ‫‪-‬‬
‫إجبار‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬وهذه الكتابة؛ ِكتابة ٍ‬
‫علم وليست كتابة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سعد كما ِعند البخاري و‬
‫ٍ‬ ‫بار ما يبد ُو للناس‪.‬ال في حقيق ِة األمر؛لحديث سهل ِبن‬
‫‪ )6‬هو باع ِت ِ‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫‪ -‬فهو يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وفي باطنه خصلة فاسدة توجب له سوء‬
‫الخاتمة‪،‬فيدخل النار‪،‬واآلخريعمل بعمل أهل النارفيما يبدو للناس وفي باطنه خصلة خير‬
‫توجب له الخاتمة الحسنة عند املوت فيدخل الجنة ‪.‬‬
‫‪ )7‬أحوال الناس بالنسبة للبدايات والنهايات أربع‪:‬‬
‫ُ‬
‫األولى ‪َ :‬من بدايته حسنة‪ ،‬ونهايته حسنة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سيئة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ونهايت‬ ‫ئة‪،‬‬ ‫سي‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫بدايت‬ ‫الثانية ‪َ :‬من كانت‬
‫ُ‬
‫سيئة‪،‬كالذي نشأ على طاعة هللا‪،‬وقبل املوت ار َّتد عن‬ ‫َ‬
‫الثالثة ‪:‬من كانت بدايته حسنة‪ ،‬ونهايته ِ‬
‫اإلسالم ومات على َّ‬
‫الردة‪.‬‬
‫‪٢٦‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫برب هارون‬
‫ِ‬ ‫آمنوا‬ ‫الذين‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬‫فرعو‬ ‫مع‬ ‫الذين‬ ‫كالسحرة‬ ‫حسنة‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ئة‪،‬ونهايت‬ ‫سي‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫بدايت‬ ‫الرابعة ‪َ :‬من‬
‫َّ‬
‫الن ُّ‬ ‫َّ‬
‫الن َّ‬
‫بي ﷺفي مرضه‪ ،‬وعرض عليه اإلسالم‬ ‫بي ﷺوعاده‬ ‫وموس ى‪،‬وكاليهودي الذي يخدم‬
‫َّ‬
‫الن ُّ‬
‫بي ﷺ‪(:‬الحمد هلل الذي أنقذه من النار)‪,‬في البخاري ‪.‬‬ ‫فأسلم‪،‬فقال‬

‫دل عليهما هذا الحديث ‪.‬‬ ‫‪ -‬و الحالتان األخيرتان َّ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫دل على َّ‬
‫‪ -‬و الحديث َّ‬
‫العمل الذي فيه سعادته أو شقاوته بمشيئته وإرادته‪،‬‬ ‫أن اإلنسان يعمل‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫و َّأنه بذلك ال يخرج عن مشيئة هللا وإرادته‪ ،‬و هو َّ‬
‫ومسي ٌر‬ ‫مخي ٌر باعتبار أنه يعمل باختياره‪،‬‬
‫دل على األمرين ما جاء في هذا الحديث من‬ ‫بمعنى َّأنه ال يحصل منه ش يء لم يشأه هللا‪ ،‬وقد َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أنه قبل املوت يسبق عليه الكتاب‪،‬فيعمل بعمل أهل الجنة أو يعمل بعمل أهل النار‪.‬‬
‫‪ )8‬أما عن خطورة الخاتمة و الحذرمن سؤها ‪:‬‬
‫األعمال بالخواتيم ) كما عند البخاري‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬قال ﷺ(إنما‬
‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫فيان الثوري‪،‬يبكي ويقو ُ‬
‫تاب شقيا)‬ ‫ِ‬ ‫الك‬
‫ِ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫أ‬ ‫في‬ ‫ن‬‫أكو‬ ‫أن‬ ‫‪(:‬أخاف‬ ‫ل‬ ‫‪ -‬كان س‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ ُ َ‬
‫اإليمان ِعند املوت)‬ ‫‪ -‬و كان يبكي ويقول‪(:‬أخاف أن أسلب ِ‬
‫مت ساك َن َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫قابضا على لح َ‬‫ً‬ ‫ُ َ َ‬ ‫وكان ُ ُ‬ ‫َ‬
‫الجن ِة‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫قد‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫‪(:‬يا‬ ‫ل‬ ‫ويقو‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫ِ ِِ‬ ‫ه‬ ‫مالك بن ديناريقوم طول ِ ِ‬
‫يل‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ ُ‬
‫مال ٍك؟!)‬‫أي الدار ِين م ِنزل ِ‬ ‫ساك ِن النار‪،‬ففي ِ‬ ‫ِمن ِ‬
‫‪،‬فقيل َل ُ‬ ‫َ‬
‫يانبي هللا آمنا ِب َك‬
‫ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ك)‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫دي‬ ‫على‬ ‫قلبي‬ ‫بت‬ ‫ث‬ ‫القلوب‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫عاء النبي ﷺ ُ‬
‫‪(:‬يامقل َ‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫أكثر ُ‬
‫‪ -‬وكان ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫فقال‪(:‬نعم! َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أصاب ِع هللا يقلبها‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫صبعين‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫بين‬ ‫القلوب‬ ‫إن‬ ‫علينا؟‬ ‫تخاف‬ ‫فهل‬ ‫به‪،‬‬ ‫ئت‬ ‫وبما ِج‬
‫َ‬
‫كيف يشاء)مح‪.‬ن‪-‬صحيح‪-‬‬
٢٧
‫‪٢٨‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحديث الخامس ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫❖(إبطال ِ‬
‫البد ِع و املنكرات)‪:‬‬
‫ًَ‬ ‫َ َ‬
‫ند ُ‬ ‫ََُ ٌ ََ‬
‫سلم موصولة‪:‬أي‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫الثانية‪:‬هي‬ ‫ه‬‫ِِ‬‫ت‬‫ي‬ ‫ا‬ ‫رو‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫▪ هذا الحديث برواي ِت ِه األولى‪:‬متفق ع ِ‬
‫يه‬ ‫ل‬
‫ُ ُ َ َّ‬ ‫َّ ٌ‬
‫فعلقها ‪.‬‬ ‫بأسناد ِه‪.‬وأما البخاري‬
‫ِ‬ ‫مروية‬
‫َ‬
‫ف ر ٍاو أو أكثر‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ص‬
‫َ َ َ‬
‫ط من ُم َبت َدأ إسناده فو َق املُ َ‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫‪:‬ما‬
‫واملُ َع َّل ُ‬
‫ق‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ )1‬في الرواية األولى‪:‬‬
‫َ‬ ‫ليس م ُ‬ ‫ُ َ‬
‫بقصد الت َّعبد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نه‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ين‬
‫ِ ِ‬ ‫الد‬ ‫في‬ ‫حدث‬ ‫الح ُّد الشرعي للبدعة‪ :‬أنها‪ :‬ما أ‬
‫‪ .1‬فيه َ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫إبتداء ش ٍيء‪.‬‬ ‫ما أحدث‪:‬‬
‫في الدين‪ :‬ال ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قواعد ِه‪.‬‬
‫ليس م ُ‬
‫نه‪ :‬اليرج ُع الى أصوله و َمقاصده وال يمك ُن ُ‬
‫بناءه على‬ ‫مما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫بقصد الت َّعبد‪ :‬التق ُّرب الى هللا‪.‬‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َّ ٌ َ َ َ ُ‬
‫ين يخت ِرعونها)‪.‬‬ ‫الب َدع الذ‬ ‫العمل‪(.‬رؤوس‬
‫ِ ِ‬ ‫أ‬‫‪ .2‬خاصة ِبمن يبت ِد‬
‫البدعة‪:‬‬ ‫‪ .3‬و فيه حكم ِ‬
‫َ‬ ‫باطل ُ‬‫إبطالها (أي‪ٌ :‬‬ ‫ُ‬
‫غيرصحيح = يقتض ي الفساد)‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫َ ََ‬
‫‪ -‬ال أجرله عليها‪.‬‬
‫َْ‬ ‫ٌ‬
‫مردود عليه‪،‬وهو من إطالق املصدر وإرادة اسم املفعول‪،‬مثل ‪:‬خلق بمعنى‬ ‫▪ (رد)؛أي‬
‫َ‬
‫مخلوق‪،‬ون ْسخ بمعنى منسوخ‪،‬واملعنى ‪:‬فهو باطل غيرمعتد به‬
‫واية الثانية‪:‬‬
‫‪ )2‬فيالر ِ‬
‫نوعين م َن َ‬
‫الع َمل‪:‬‬ ‫اللفظ األول‪َ ،‬ألنها ُت َبي ُن َر َّد َ‬
‫َّ‬
‫ن‬‫م‬ ‫‪َ .1‬‬
‫أع ُّ‬
‫م‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫دة على ُ‬ ‫ُ ََ َ ً‬ ‫‪َ -‬ع َم ٌل َ‬
‫يعة‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫الش‬ ‫كم‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫عليه أمرنا وقع زيا‬ ‫ليس ِ‬
‫‪٢٩‬‬

‫َّ‬ ‫ً‬
‫فا ُ‬ ‫ُ َ‬
‫وق َع ُ‬ ‫‪َ -‬ع َم ٌل َ‬
‫يعة‪.‬‬
‫كم الش ِر ِ‬
‫ِ‬ ‫لح‬ ‫خال‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫عليه أمرنا‬
‫ليس ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫قصد صاحبه حسنا‪ ،‬ويدل‬ ‫مخالف للشرع‪،‬ولو كان‬
‫ٍ‬ ‫عمل‬
‫كل ٍ‬‫▪ الحديث يدل بإطالقه على ر ِد ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الن ُّ‬
‫بي ﷺ ‪(:‬شاتك شاة‬ ‫عليه قصة الصحابي الذي ذبح أضحيته قبل صالة العيد‪،‬وقال له‬
‫لحم) رواه البخاري ومسلم‬
‫لغيره‪.‬‬ ‫عام ٌة(شام َل ٌة)‪ُ :‬‬
‫‪َّ .2‬‬
‫التاب ِع ِ‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫يء‬
‫ِ‬ ‫نش‬ ‫للم‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫▪ فهذا الحديث براوي ِ‬
‫تيه‪:‬‬
‫ٌ‬
‫جليل في ‪:‬‬ ‫‪ٌ .1‬‬
‫أصل‬
‫امل َ‬‫َ ُ‬
‫حدثات‪.‬‬ ‫البد ِع‬
‫إبطال ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ‪.‬‬
‫ُ‬
‫إنكاراملنكرات‪.‬‬ ‫ب‪ِ .‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ‬
‫العبادات دون املعامالت‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ين كل ُه وال َيقت ِص ُرعلى‬ ‫الد‬ ‫َ َ‬
‫أمرنا)يشم ُل ِ‬ ‫‪( .2‬في ِ‬
‫حديث‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫باط ٌل‪ ،‬ولو كان مائة ٍ‬
‫شرط)خ م‪,‬كما في‬ ‫َ‬
‫هللا فهو ِ‬‫كتاب ِ‬ ‫في‬ ‫شرط َ‬
‫ليس‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -‬و في الحديث‪(ُ :‬ك ُّ‬
‫ل‬
‫ِ‬
‫العسيف ‪.‬‬
‫ٌ َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ٌ .3‬‬
‫شيئين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ميزان ُم َرك ٌب ِمن‬ ‫الظاهرة‪.‬فالشريعة لها‬ ‫ِ‬ ‫لألعمال‬
‫ِ‬ ‫ميزان‬
‫َ‬
‫الباطن‪:‬حديث‪(:‬انما األعمال بالنيات) ‪.‬‬ ‫أ‪ .‬ميزان ِ‬
‫ب‪ .‬ميزان الظاهر‪:‬هذا الحديث ‪.‬‬
‫َُ‬
‫ذكرة ابن َرجب في جمع العلوم و الحكم‪.‬‬
‫ً‬
‫قا للشر َ‬ ‫َ‬
‫كان َ‬
‫الع َم ُ‬ ‫تاب َع ُة ال َتت َح َّق ُ‬
‫▪ املُ َ‬
‫يع ِة في أمو ٍرست ِة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫ق‬
‫َ‬
‫املنزل‪ُ ،‬‬
‫عيد اإلنتصارفي َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫غزو ِة بدر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ .1‬السبب‪ :‬ركعت ِين ِعند دخو ِل ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ .2‬الجنس‪ :‬األضحية بف َرس‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الوضوء أربعا‪ ،‬زيادة في األذكارعمدا‪.‬‬ ‫‪ .3‬القدر‪:‬‬
‫‪٣٠‬‬

‫قبل الركوع‪.‬‬ ‫ُ‬


‫السجود َ‬ ‫‪ .4‬الكيفية‪:‬‬
‫ُ ُ‬
‫‪ .5‬الزمان‪ :‬صالة الضحى قبل ِ‬
‫وقتها‪ ،‬األضحية قبل صالة العيد‪.‬‬
‫‪ .6‬املكان‪ :‬إعتكاف قي البيت أو مركز‪.‬‬
‫ُ ُ‬
‫ذكر ُه (شيخ ش ُيوخنا ابن عثيمين) في شرح األربعين النووية‪.‬‬
‫* َ‬
٣١
‫‪٣٢‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحديث السادس ‪:‬‬
‫❖ ( االبتعاد عن الشبهات ) ‪:‬‬
‫من صغار الصحابة‪،‬وقد توفي رسول هللا ﷺ و عمره ثمان‬ ‫▪ النعمان بن بشير‬
‫يدل على َّ‬
‫صحة‬ ‫سنوات‪،‬وقد قال في روايته هذا الحديث‪(:‬سمعت رسول هللا ﷺ يقول)‪ ،‬وهو ُّ‬
‫صغره‪،‬وأداه في حال كبره‪ ،‬فهو مقبول‪،‬ومثله‬ ‫َّ‬ ‫تحمله في حال‬ ‫ز‪،‬وأن ما َّ‬ ‫تحمل الصغير املمي َّ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫كفره‪،‬وأدى في حال إسالمه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تحمل في حال‬ ‫الكافرإذا َّ‬
‫الط َل َّبية من ج َِ‬ ‫َ‬ ‫الش َّ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ظهورها نوعان‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫رعي‬ ‫فيه بيان بأن األحكام‬ ‫‪ِ )1‬‬
‫رم ِة الخمر‪.‬‬ ‫األنعام‪،‬و ُح َ‬
‫َ‬ ‫هيمة‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫والحرام بي ٌن َ‪،‬كحل َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫فالحالل ِبي ٌن‬
‫ُ‬ ‫أ‪ِ .‬بي ٌن جلي‪:‬‬
‫هو ُم َت َرد ٌد ٌ‬ ‫َ‬
‫دالل ُت ُه َ‪.‬و َ‬ ‫ُ َ َ َّ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫شتب ٌه متشاب ٌه‪َ :‬‬ ‫ُ َ‬
‫بين الحالل و الحرام‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫‪.‬وال‬ ‫معناه‬ ‫ح‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫لم‬ ‫‪:‬ما‬ ‫وهو‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ .‬م ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ َ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ٌ‬
‫غيره‪،‬إذا ال يوجد في‬
‫‪،‬إن اشتبه ِعند أح ٍد فهو محكم ِعند ِ‬ ‫‪ -‬و هذه املتشابهات‪،‬إشتباه نسبي ِ‬
‫مشتب ٌه ُمطلق‪.‬قال تعالى‪( :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ) [النحل‪]89:‬؛قال‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫الشريع ِة‬
‫َ‬ ‫َََ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫شكل عليهم ِمن التنزيل الى‬ ‫و‬
‫غيره‪(:‬لكل ش ٍيء أ ِمروا به و نهوا عنه)‪,‬و كل بيان ما أ ِ‬ ‫مجاهد و‬
‫الرسو ِل ﷺ كما قال تعالى‪ ( :‬ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ) [النحل‪,]44:‬‬
‫أكمل له وِلمته ّالدين؛ولهذا أنزل عليه بعرفة قبل موته ّ‬
‫بمد ٍة يسيرة‪:‬‬ ‫َ‬ ‫حتى‬ ‫ﷺ‬ ‫و ما ُقب َ‬
‫ض‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ) [المائدة‪.]3:‬و قال‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫زيغ عنها إال ٌ‬ ‫بيضاء َّ‬
‫َ‬
‫هالك)مح‪,‬ج‪-‬صحيح‪,-‬و قال أبو ذ ّ ٍر‬ ‫نقي ٍة‪ ,‬ليلها كنهارها‪,‬ال ي‬ ‫ﷺ‪(:‬تركتكم على‬
‫ً‬ ‫‪(ُ :‬ت َ‬
‫حر ُك جناحيه في السماء ‪ ,‬إال وقد ذكر لنا منه علما)مح‪-‬‬ ‫ِ‬
‫طائر ُي ّ‬
‫وفي رسول هللا ﷺوما ٌ‬
‫منقطع‪-‬‬
‫‪٣٣‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫الوقف في آية(آل عمران)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫هم‬ ‫ف‬‫ال‬
‫ِ ِ‬ ‫ت‬‫الخ‬ ‫هللا‪،‬تبعا‬ ‫كتاب‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫طلق‬ ‫امل‬ ‫ه‬
‫وجود امل ِ ِ‬
‫تشاب‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬أما في‬
‫(ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬

‫ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ‬

‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [آل عمران‪..]7:‬‬
‫هو‬
‫َ‬
‫الجاللة كما َ‬ ‫لفظ‬ ‫على‬ ‫الوقف على قوله تعالى( ﯚ ﯛ ﯜ) َف َع َط َف ُ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إختار‬ ‫ن‬ ‫أ‪َ .‬فم ُنهم َ‬
‫م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫شاب ٌه ُمطلق على جميع أهل العلم‪(.‬الطبري‪،‬‬
‫َ ُ َُ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫د‬‫يوج‬ ‫ال‬ ‫‪،‬ومعناه َأ َّن ُ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫وغير ِه‬ ‫مجاه ٍد‬ ‫قو ُل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القرطبي‪،‬ابن كثير)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫‪،‬فأثب َت ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ف َب َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ََ‬
‫تشابها ال َيعل ُم ُه اال‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫عد ُه َ‬ ‫أن‬‫است‬ ‫و‬‫)‬ ‫ﯙ‬ ‫ﯘ‬ ‫ﯗ‬ ‫(‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫الجالل‬ ‫لفظ‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫ب‪ .‬و ِمنهم من و‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫النادر الذي ال‬ ‫هللا‪،‬وعلى هذا القول ال ينافي تبيان القرآن و النبي ِلك ِل ش يء‪،‬ألن وجود القليل ِ‬
‫الغالب‪.‬‬ ‫الكثير‬ ‫مع‬ ‫ه‬‫كم َل ُ‬
‫ُح َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ )2‬و ُه َ‬
‫ناك ِع َّدة أسباب لألش ِتباه‪:‬‬
‫َّ ُ‬ ‫‪َ .1‬ع َد ُ‬
‫بلوغ الدليل؛( ِقلة ال ِعلم)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َُ َ‬ ‫ُ‬
‫فهم الدليل؛( ِقلة الفهم)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫ختالف‬ ‫اإل‬
‫‪ِ .2‬‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ ُ‬
‫اسخ)‪.‬‬‫ِ‬ ‫الن‬ ‫أو‬ ‫د‬ ‫قي‬
‫ِِ‬ ‫امل‬ ‫أو‬ ‫ص‬‫األطالع على (امل ِ ِ‬
‫ص‬‫خ‬ ‫‪ .3‬عدم ِ‬
‫َ‬ ‫ند َتعا ُ‬
‫الدليل ع َ‬ ‫الف في فهم َّ‬ ‫َ‬
‫ض األ ِدل ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلخ ِت‬ ‫‪ِ .4‬‬
‫ُ ُ َ‬
‫وء القصد‪.‬‬ ‫‪ .5‬س‬
‫َ‬
‫اس فيما َيشت ِب ُه عليهم ِمنها ِقسمان‪:‬‬ ‫‪ )3‬و الن ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ َ ً‬
‫َ‬
‫‪،‬فإن نفي ِعلم‬
‫ِ‬ ‫اس)‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫كثير‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫يع‬ ‫(ال‬ ‫‪:‬‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ول‬
‫ِ‬ ‫بق‬ ‫إليه‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫شير‬ ‫أ‬ ‫و‬‫ها‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ا‬
‫ِ ِ‬ ‫عامل‬ ‫لها‬ ‫نا‬‫أ‪َ .‬من يكون متب ِي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كثير ِمن الناس‪.‬‬
‫لم ِه ِعند ٍ‬
‫اس‪،‬في ِه إثبات ِع ِ‬
‫ِ‬ ‫كثير ِمن الن‬
‫تشاب ِه عن ٍ‬
‫امل ِ‬
‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ ُّ ُ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫ََ‬
‫‪،‬وهؤالء ِصنفان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫هللا فيها‬
‫ب‪ .‬من ال يتبينها وال يعلم حكم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫‪ .1‬املتقي للش ُب ِ‬
‫هات التا ِرك لها‪.‬‬
‫‪٣٤‬‬

‫َ‬
‫باتها‪.‬‬
‫‪ .2‬ال وا ِق ِع فيها الرا ِت ِع في جن ِ‬
‫فتناو ُل املُتشاب ِه ُم َح َّر ٌم على َمن َال َي َت َّبي ُن ُه َ‬
‫ألمر ِين‪:‬‬
‫َ‬
‫▪‬
‫ِ‬
‫رض ُه ِعند الناس‪.‬‬‫ند هللا‪،‬و َي َبرُأ ع ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ َُ ُ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫رض ِه‪،‬أي طل َب البراءة لهما‪،‬فيبرأ دينه ِع‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫أ‪ .‬األستبراء لدي ِن ِه و ِع ِ‬
‫وق َع في الحرام‪،‬و هذا ُي َف َّس ُر َبم َ‬
‫عني َي ِين‪:‬‬
‫َّ ُ َ‬
‫أخبرالنبي أنه‬‫الشبهات‪،‬فقد َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أن َمن َوق َع في‬ ‫ب‪َّ .‬‬
‫ِ‬
‫سامح‪.‬‬‫يعة الى ارتكابه الحرام‪،‬بالتدريج و الت ُ‬ ‫للش َبهة َذر َ‬
‫ُُ ُ‬ ‫َ‬
‫‪ .1‬أن يكون إرتكابه‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫أهو ٌ‬ ‫ند ُه‪،‬ال يدري َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫شتب ٌه ع َ‬ ‫َ‬
‫حالل أم حرام‪،‬فأنه ال يأمن أن يكو حراما‬ ‫‪ .2‬أن من أقدم على ما هو م ِ ِ‬
‫نفس األمر‪.‬‬‫في ِ‬
‫حالل في نفس األمر؛فال َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ً‬
‫حرج عليه‪,‬لكن؛ إذا‬ ‫الناس شبهة؛لعلمه أنه‬ ‫‪ -‬فأما من أتى شيئا يظنه‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫استبراء لعرضه‪,‬فيكون حسنا‪ ,‬وهذا كما‬ ‫حينئذ‪-‬‬
‫ٍ‬ ‫خش َي من طعن الناس عليه بذلك؛كان تركها ‪-‬‬
‫َّ ُ ُ‬ ‫ً‬
‫صفية بنت حيي) خ و م ‪.‬‬ ‫قال النبي ﷺملن رآه واقفا مع صفية ‪(:‬إنها‬
‫ُّ‬ ‫ٌّ‬
‫‪ )4‬و الحديث فيه حث على االبتعاد عن الحرام و الش َبه ‪:‬‬
‫يدع ما ال بأس به؛حذرًا مما به ٌ‬
‫بأس)ت‪,‬ج ‪-‬‬ ‫َن من املتقين؛حتى َ‬
‫العبد أن يكو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪-‬قال ﷺ‪(:‬ال يبلغ‬
‫ضعيف‪-‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الحرام)‬
‫ِ‬ ‫الحالل‪,‬مخافة‬ ‫الت التقوى باملتقين؛حتى تركوا كثيرا من‬ ‫‪-‬قال الحسن البصري ‪(:‬ما ز ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صيب ٌ‬ ‫‪-‬و قال سفيان بن عيينة‪(:‬ال ُي ُ‬
‫الحرام حاجزا‬
‫ِ‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫يجعل‬ ‫اإليمان‪,‬حتى‬ ‫حقيقة‬ ‫عبد‬
‫من الحالل‪,‬وحتى َ‬
‫يدع َ‬
‫اإلثم‪ ,‬وما تشابه منه ) ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ص قد تكون داللت ُه على املسأل ِة ‪:‬‬ ‫الحمى‪،‬والن َّ‬ ‫كم‬
‫ِ‬ ‫ح‬‫والحديث لم ُي َسق َلبيان ُ‬
‫ِ‬ ‫‪)5‬‬
‫ًَ‬
‫أصلية‬ ‫أ‪.‬‬
‫َ َ َّ ً‬
‫عية‬ ‫ب ‪ .‬تب‬
‫ً‬ ‫للداللة على ُ‬ ‫ساق َلبيان ال واقع ال َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫كم أصال ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫األخبارما ي‬
‫ِ‬ ‫ومن‬ ‫▪‬
‫ص ُهنا لبيان ال واقع ال لبيان ُ‬ ‫فالن ُ‬‫َ‬
‫الحمى‪.‬‬
‫كم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪٣٥‬‬

‫املرأة بدون َ‬ ‫َ َ َ‬
‫محرم‪ ,‬بحديث عدي بن حاتم ‪.‬‬ ‫‪ -‬و َكذلك كاستداللهم فى سف ِر ِ‬
‫َ َّ‬ ‫‪ -‬و قول النبي ﷺلعائشة عندما حاضت في الحج ‪(:‬إفعلي ما َيف ُ‬
‫بالبيت‬
‫ِ‬ ‫غيراالتطوفي‬ ‫عل الحاج‬
‫تطهري)خ ‪,‬م‬ ‫حتى ُ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫فهى َم َ‬ ‫َ َّ‬
‫الت َبع َّي ُة َ‬ ‫َ‬
‫ها‪،‬ف َ‬ ‫الع َمل بها ُ‬ ‫جمع على َ‬‫لة االصل َّية ُم ٌ‬ ‫َ َ ُ‬
‫خالف بين‬ ‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الداللة‬ ‫ا‬ ‫أم‬ ‫وم‬
‫ِ‬ ‫ولز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫▪ و الدال‬
‫العلم‪.‬‬
‫أهل ِ‬
‫ُ َ‬
‫ست َد ُّل َّ‬ ‫َ‬
‫بالدليل على ما س َ‬
‫يق ألج ِله‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وافقات)‪:‬أنه ال ُي َست َد ُّل بها‪ ،‬وإنما ي‬
‫ُ‬ ‫الشاطب ُّى في(امل‬
‫ِ‬ ‫▪ قال‬
‫ُّ‬ ‫أال َّ‬‫َ‬
‫وإن في الجسد ُمضغة‪ ،‬إذا صلحت صلح الجسد كله‪ ،‬وإذا فسدت فسد‬ ‫‪ )6‬قوله ﷺ‪(:‬‬
‫ُّ‬
‫الجسد كله‪ ،‬أال وهي القلب)‪:‬‬
‫▪ املضغة ‪:‬القطعة من اللحم على قدر ما يمضغه اآلكل‪،‬وفي هذا بيان عظم شأن القلب في‬
‫وأنها تصلح بصالحه‪،‬وتفسد بفساده‪.‬‬ ‫الجسد‪َّ ،‬أنه ملك األعضاء‪َّ ،‬‬
‫و‬
‫القلب السليم‪ ,‬كما قال تعالى ‪( :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ُ‬ ‫▪ و ال ينفع عند هللا إال‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫املكروهات كلها‪ ,‬وهو‬
‫ِ‬ ‫السالم من اآلفات و‬ ‫ﭶ) [الشعراء‪ .]89-88 :‬فالقلب السليم‪:‬هو‬
‫باع ُد منه ‪.‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُّ ُ‬ ‫َّ‬
‫القلب الذي ليس فيه سوى محبة هللا‪,‬وما ي ِحبه هللا‪,‬و خشية هللا‪ ,‬و خشية ما ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫▪ قال الحسن البصري‪(:‬ما نظرت ببصري‪,‬وال نطقت بلساني‪,‬وال بطشت َبي َد َّي‪,‬وال نهضت على‬
‫ً َّ ُ‬ ‫ً َّ ُ‬ ‫قدمي؛حتى َ‬
‫تقدمت‪,‬وإن كان معصية؛ تأخرت)!‬ ‫معصية‪,‬فإن كانت طاعة‬‫ٍ‬ ‫أنظرعلى طاعة أو‬
٣٦
‫‪٣٧‬‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬


‫الحديث السابع ‪:‬‬
‫❖( النصیحة عماد الدين ) ‪:‬‬
‫فردات ُمسلم عن البخاري‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫▪ هذا الحديث ِمن ُم‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ روى َع ُ‬ ‫َ َ ٌ َ َ‬ ‫ً ََ َ َ َ ُ َ ََ ٌ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫نه حديث‬ ‫َّ‬ ‫‪،‬وهي أ َّن‬ ‫شارك ُه فيها أحد‬
‫‪ )1‬كان نصرانيا فأسلم وله منقبة ال ي ِ‬
‫الجساسة ‪ .‬في صحيح مسلم (‪.)2942‬‬ ‫َّ‬
‫َ َ‬ ‫ٌ َ‬
‫همي ِت ِه ِبشيئ ِين‪:‬‬ ‫‪ِ )2‬‬
‫فيه ِإظهار ِ ِ‬
‫أل‬
‫َُ‬ ‫ُُ ً‬
‫ثالثا‪َ :‬كما ع َ‬
‫السنن وأحمد عن تميم الداري‪.‬‬ ‫أصحاب‬
‫ِ‬ ‫ند‬ ‫ِ‬ ‫أ‪ِ .‬تكراره‬
‫َ‬
‫بصيغة َ‬ ‫ب‪َ .‬‬
‫الحصر‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫جاء‬
‫َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الدين اال النصيحة)‪.‬‬ ‫عرفتان) فهو كما قال‪( :‬ما ِ‬
‫‪( /1‬مبتدأ والخبر‪ :‬م ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ (/2‬إنما = أداة حصر)كما في َ‬
‫ين النصيحة)‪.‬‬ ‫الد‬
‫ِ‬ ‫ما‬ ‫(إن‬ ‫سائي‪:‬‬ ‫والن‬ ‫حمد‬ ‫أ‬ ‫رواي ٍة عند‬ ‫ٍ‬
‫َ َّ ُ‬
‫الع َس َل‪،‬إذا خلصت ُه ِمن الشمع)‪.‬‬ ‫حت َ‬ ‫ُ ُ َ َ ُ‬
‫صح) في اللغة‪:‬الخلوص‪ :‬يقال‪( :‬نص‬ ‫يح ُة (ال ُّن ُ‬ ‫َّ‬
‫النص َ‬
‫‪ِ -‬‬
‫ً‬ ‫َُ‬
‫▪ حقيقت ُه(تعریفه اصطالحا)‪:‬‬
‫َ‬ ‫هي إر َاد ُة الخير َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫نصوح له‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للم‬ ‫ِ‬
‫العبد بما ل َغيره من َ‬
‫الح ِق‪.‬‬ ‫قيام َ‬
‫‪ُ -‬‬
‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫ن َّ َّ َ‬
‫عما ينف ُعهم‪.‬‬ ‫‪ )3‬الصحابة ال يسألو اال‬
‫َ ُ‬
‫ِ(لـ) ‪ِ :‬ل ِألس ِتحقاق‪ ،‬أي‪َ :‬من َيست ِحقها؟‬
‫النص َ‬ ‫َ َ‬
‫يحة)‪:‬‬ ‫‪ )4‬ف( ِ‬
‫عاداة‬‫وم‬ ‫ُ‬
‫وبغض ُ‬ ‫‪،‬‬
‫ً‬
‫وطاعة‬
‫ً‬
‫وتعظيما‬
‫ُ ً‬
‫ا‬ ‫واأللوهة)‪،‬حب‬ ‫فات‬ ‫يد ُ‬‫• َّلِل ‪َ :‬توح ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والص ِ‬
‫بوبية‪ ،‬األسماء ِ‬ ‫ِ‬ ‫(الر‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والكفروالشرك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪٣٨‬‬

‫وتدب ُرآيا ِت ِه‪،‬‬ ‫الوته‪َ ،‬وت َف ُّه ُم علومه‪ُّ ،‬‬ ‫َُ ُ َ َ َ‬ ‫ُُ‬ ‫وتعظيم ُه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لكتاب ِه ‪ :‬اإليمان ِب ِه‪،‬‬ ‫•‬
‫ِِ‬ ‫وتنزيهه‪ ،‬و ِتالوته حق ِت ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫والوقوف َم َع أوامره َونواهيه‪ ،‬والدفاع َع ُ‬ ‫ُ‬
‫نه‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ُ َ‬ ‫والت َم ُّس ُك ب َ‬ ‫ُ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِل َرس ِ‬
‫وإحياء ُسن ِت ِه‪،‬‬ ‫وتوقير ُ‬‫ُ‬ ‫يمان به‪ ،‬وبما َ‬ ‫•‬
‫طاع ِت ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫وتبجيل‬ ‫ه‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫جاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ِه ‪ِ :‬‬
‫األ‬
‫َّ َ ُّ‬
‫وااله ووالها‪ ،‬والتخل ُق‬ ‫ومواالة َمن ُ‬ ‫ُ‬
‫ومعاداة َمن عاداه وعاداها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫شرها‪ُ ،‬‬ ‫وإس ِتثا َر ُة علومها َون ُ‬
‫ِ‬
‫وصحاب ِت ِه‪.... ،‬الخ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وم َح َّب ُه ِآل ِه‬ ‫ب َأخالقه‪ .‬والت ُّأد ُب بآدابه‪َ ،‬‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫طاع ُتهم فيه‪ ،‬وتذك ُر ُ‬ ‫الحق َو َ‬ ‫عاو َن ُتهم على َ‬ ‫وم َ‬ ‫أل َّئمة املُسلمين‪ُ :‬‬ ‫َ‬
‫طف‪،‬‬‫ٍ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫فق‬ ‫ر‬
‫ِ ٍ‬ ‫في‬ ‫هم‬ ‫نبيه‬ ‫وت‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ِِ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫•‬
‫ُّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ ُ‬
‫عاء ل ُهم بالتوفيق‪.‬‬ ‫الوثوب َعل ِيهم‪ ،‬والد‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ومجانب‬
‫عوراتهم‪،‬‬ ‫ر‬
‫ُ‬
‫ويست‬ ‫م‪،‬‬ ‫ود ُ‬
‫نياه‬ ‫موردينهم ُ‬ ‫وتعليم ُهم ُأ َ‬ ‫ُ‬ ‫مصال ِحم‪،‬‬ ‫شادهم إلى‬ ‫لعامة املسلمين‪ :‬إر ُ‬ ‫•‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫جان َب ُة الغش َو َ‬ ‫ُ َ‬ ‫والذ ُّب َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫سد َخ َّال ِتهم‪َ ،‬ون َ‬
‫صرُ‬ ‫َوت ُّ‬
‫الح َس ِد ل ُهم‪،‬وأن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم‬ ‫نهم‪،‬‬ ‫ع‬ ‫هم‪،‬‬ ‫عداء‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫على‬ ‫هم‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُي ِح َّب ل ُهم ما ُي ِح َّب ِلنفسه ويكره لهم ما يكرهه لنفسه‪.‬‬
‫العلوم والحكم ) نقال َعن إبن الصالح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫جامع‬ ‫(‬ ‫في‬ ‫ب‬ ‫ج‬‫ذكره ابن َر َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫أن لحمي قر َ‬ ‫َ‬ ‫لق أطاعوا هللا‪َّ ،‬‬ ‫الخ َ‬ ‫َ ُ َّ َ‬ ‫ُ ََ‬
‫ض)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫باملقا‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫أن‬ ‫دت‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫(و‬ ‫ف‪:‬‬ ‫ل‬ ‫قال بعض الس‬ ‫‪-‬‬
‫َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫وع ِملتم ِب ِه‪ ،‬فكلما َع ِملت فيكم ِب ُسن ٍة‪،‬‬ ‫كتاب هللا‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫فيكم‬ ‫لت‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫يتني‬ ‫عبدالعزيز‪(:‬يال‬ ‫عمربن‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫آخ ُرش ٍيء ِمنها‬
‫َ‬ ‫ٌ ََ‬ ‫ََ‬
‫خروج نفس ي)‪.‬‬ ‫وقع ِم ِني عضو‪ ،‬حتى يكون ِ‬
‫كثرة الصالة والصيام‪َّ ،‬إنما َأد َ َك ع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ندنا‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫أ‬ ‫عياض‪( :‬ما أد َرك ِعندنا من‬ ‫ٍ‬ ‫يل بن‬ ‫الف‬ ‫‪-‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ر ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫صح لألمة)‪.‬‬ ‫س‪ ،‬وسالم ِة الصدو ِ ‪ ،‬والن ِ‬ ‫خاء األنف ِ‬ ‫ِبس ِ‬
‫خاف هللا َ‬ ‫َ‬ ‫صُ‬ ‫كان َيقال‪َ :‬أن َ‬ ‫َ‬ ‫وقال َم َ‬
‫فيك )‬ ‫الناس لك؛ َمن‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫(‬ ‫مر‪:‬‬ ‫ع‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫وبينه‪َ ،‬‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫بعض َّ‬ ‫َ‬
‫نصيحه‪ ،‬ومن وعظه على رؤوس الناس‬ ‫فهي‬ ‫السلف‪( :‬من وعظ أخاه ِفيما بينه‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِفإنما َو َّبخ ُه )‪.‬‬
‫ينصح ملن استشا َر ٌه في أمره؛ كما قال ﷺ ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ومن أعظم أنواع النصح‪:‬أن‬ ‫‪-‬‬
‫املسلم َس ٌّت) وفيه؛(و إذا استنصحك‪,‬فانصح له)م ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫(حق املسلم على‬ ‫ُّ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫الحكم) ال ِبن َر َجب‪.‬‬ ‫( جامع العوم و ِ‬
‫‪٣٩‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫▪ والنصيحة باعتبا َر َمنف َع ِتها نوعان‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نف ُ‬ ‫َ َ‬
‫ورسوله‬
‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ابه‬
‫ِ ِ‬‫ت‬ ‫ولك‬ ‫‪،‬‬ ‫للله‬
‫ِ‬ ‫النصحة‬ ‫‪:‬‬‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫صح‬ ‫للنا‬ ‫األصل‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫مقصودة‬ ‫ها‬ ‫عت‬ ‫أ‪ -‬م‬
‫َّ‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نف ُ‬ ‫َ َ‬
‫سلمين و عام ِتهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫امل‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫أل‬ ‫حة‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫‪:‬‬‫وهي‬ ‫نصوح‬
‫ِ‬ ‫وامل‬ ‫صح‬ ‫للنا‬ ‫األصل‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫مقصودة‬ ‫ها‬‫عت‬ ‫ب‪ -‬م‬
٤٠
‫‪٤١‬‬

‫الحديث الثامن ‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫رمة دم املسلم و ماله)‪:‬‬ ‫❖( ح‬
‫اليمك ُن أن َ‬
‫يؤمرَ‬ ‫فالنبي ُ‬
‫ُّ‬ ‫ُُ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫اآلمرأم أخفي‬ ‫‪( )1‬أ ِمرت)‪:‬وفي بعض األحاديث‪(:‬أمرني رِبي)‪،‬وسواء أ ِ‬
‫ظهر ِ‬
‫ل‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫هينا)‪،‬فاآلمروالناهي هو الرسو ﷺ‬
‫ِ‬ ‫ِمن ِقب ِل أح ٍد إال ِمن هللا‪ .‬وإذا قال الصحابة (أ ِمرنا) أو (ن‬
‫الرفع (=مرفوع)‪.‬‬ ‫كم ُه َّ‬ ‫ُ‬
‫وح ُ‬
‫َ‬
‫‪ -‬قال العراقي في األلفية في علوم ِ‬
‫الحديث ‪:‬‬
‫فع ولو‬ ‫الر ُ‬ ‫نحو ُ(أمرنا) ُح ُ‬
‫كم ُه َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َّ‬
‫السنة) أو‬ ‫(من‬ ‫قول َّ‬
‫ِ‬ ‫حابي ِ‬
‫ِ‬ ‫الص‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬
‫على الص ِح ِيح وهو قو أكث ِر‬ ‫النبي قاله ِبأعص ِر‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ )2‬قوله ﷺ‪(:‬أن أقا ِتل الناس)‪:‬‬
‫األيضاح َ‬ ‫▪ أي ‪َ :‬‬
‫والبيان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬
‫َ‬
‫املقاتلة من املسلمين‪،‬أل َّن ُه َث َب َت ع َ‬
‫ُ‬ ‫الكفار‪،‬أو َمن ار َ‬ ‫ُ‬ ‫▪ الناس‪:‬املُ ُ‬
‫ند‬ ‫ِ‬ ‫تكب مايستدعي‬ ‫ِ‬ ‫هم‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫راد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬
‫‪،‬فإذا َس ِم َع األذان‬ ‫قوم انتظرحتى يأتي وقت الص ِبح ِ‬
‫َ‬
‫البخاري‪(:‬أن النبي كان إذا أغارعلى ٍ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫ف‪،‬وإن لم َ‬ ‫َ َّ‬
‫يس ِمع األذان قاتل) خ ‪610‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫فالشعائ ُرالظاه َر ُة إذا ا َتف َق على تركها ف ٌ‬
‫ئام أو جماعة ِم َن املسلمين فأنهم ُيقاتلون َحتى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُيذ ِعنوا‪.‬‬
‫َُ ُ‬
‫الجزية‪ ،‬قال تعالى‪( :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬ ‫ِ‬ ‫وهو‬ ‫قاتلة‬ ‫الكتاب‪ُ :‬هناك ما يدفع امل‬ ‫أهل ِ‬ ‫▪ َّأما ُ‬

‫ﮘ ﮙ) [التوبة‪]29:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ ُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫واملقصود‬ ‫‪:‬األذعان‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫)‬‫ة‬ ‫ل‬‫قات‬ ‫(امل‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫د‬‫و‬‫)‪،‬فاملقص‬ ‫الناس‬ ‫ل‬ ‫قت‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫رت‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫(أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫‪:‬ولم‬ ‫)‬ ‫ل‬ ‫ت‬
‫▪ ( ِ‬
‫قا‬ ‫أ‬
‫َ َ‬
‫اإلبادة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫)‪:‬‬ ‫تل‬ ‫ِ‬ ‫(الق‬ ‫ِمن‬
‫ُ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪( )3‬حتى يشهدوا)‪،‬وفي الرواي ٍة‪(:‬حتى يقولوا)‪،‬أي البد ِمن الن ِ‬
‫طق ِبها‪،‬هذا للدخو ِل في‬
‫الب َد أن ُي َ‬
‫قت الصالة ُّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫سالم‪،‬ث َّ‬
‫ص ِلي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫جاء‬ ‫إذا‬ ‫م‬ ‫اإل‬
‫ِ‬
‫‪٤٢‬‬

‫َ‬ ‫بعض ُ‬
‫َ‬ ‫ظ العراقي في (طرح التثريب) َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ )4‬ذ َ‬
‫السابع لم يكونوا‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫القر‬ ‫في‬ ‫ب‬‫غر‬‫ِ‬ ‫امل‬ ‫لماء‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫الحا‬ ‫كر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يتص َّورون ترك الصالة م َّمن َي َّدعي اإلسالم‪َ ،‬‬
‫مما ف َرضها‬ ‫َ‬
‫نهم‪(:‬وهذه مسألة ِ‬
‫ِ‬ ‫فقال ِفيما ن ِق َل َع‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ ً‬
‫لماء ولم تقع‪ ،‬أل َّن أ َحدا ِم َن املسلمين ال َيت َع َّم ُد ترك الصالة‪195/2 )...‬‬ ‫ُ‬
‫الع ُ‬
‫ُ‬
‫وهذه العصمة نوعان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪)5‬‬
‫ََ‬ ‫َ ُ‬
‫بالشهادتين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عصمة الحال ‪:‬ويكتفي فيها‬ ‫أ‪.‬‬
‫بالشهادتين‪،‬بل ال َّبد م َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ندئذ‬
‫وع ٍ‬ ‫تيان بحقو ِقهما‪ِ .‬‬ ‫اإل‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫فيها‬ ‫فى‬ ‫كت‬ ‫ي‬ ‫وال‬ ‫العاقبة‪:‬‬ ‫ل‪:‬‬ ‫آ‬ ‫امل‬ ‫ة‬ ‫ب‪ِ .‬عصم‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ً‬
‫إبتداء‪.‬‬ ‫صمة التي َثبتت‬ ‫إسالم ِه وت ْست ِم ُّرل ُه ال ِع‬
‫ِ‬ ‫يحك ُم ِبب ِ‬
‫قاء‬
‫إال ب َحق االسالم) َ‬ ‫َّ‬
‫‪:‬وهو نوعان‪:‬‬ ‫‪ِ ِ ( )6‬‬
‫َ‬ ‫أ‪ُ .‬‬
‫املسلم وما له ِمن الفرا ِئض‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بيح َد َم‬
‫ترك ما ُي ُ‬
‫َُ َ َ‬
‫امل َّ‬ ‫ُ ُ ُ َ َ ُ‬
‫حرمات ‪:‬‬ ‫سل ِم وما له ِمن‬ ‫ب‪ .‬إنتهاك ما ي ِبيح دم امل ِ‬
‫الن ُ‬ ‫َّ‬
‫فس بالنفس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫امل َ‬ ‫ُ‬
‫حصن ُيرجم‪.‬‬ ‫‪ -‬الزاني‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫‪ -‬التا ِر ُك لدي ِن ِه املفارق للجماعة ُيقتل‪.‬‬
‫ُ َ ُ‬
‫بالظاهروهللا يتولى الس را ِئر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نحن نحكم‬ ‫‪)7‬‬
٤٣
‫‪٤٤‬‬

‫الحديث التاسع ‪:‬‬


‫❖( النهي عن كثرة السؤال و التنطع ) ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ذكر َ‬ ‫ُ‬
‫هللا ﷺ‬ ‫قال‪:‬خطبنا رسول ِ‬ ‫هريرة‬‫الحديث‪ :‬عن أبي َ‬ ‫ِ‬ ‫سب َب هذا‬ ‫سلم) َ‬
‫رواية لِـ (م ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫▪ وفي‬
‫‪،‬فقال ر ُج ٌل‪ُ :‬أك َّ‬ ‫الحج‪َ ،‬ف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫الناس قد َف َر َ‬ ‫َ َ َ ُّ َّ‬
‫عام يا رسو َل هللا؟‬ ‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫وا)‬ ‫ج‬ ‫ح‬ ‫عليك ُم َّ‬ ‫هللا‬ ‫فقال‪(:‬ياأيها‬
‫ُُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ُ ُ َ َ‬
‫فقال ﷺ‪(:‬لو قلت؛ ن ْعم ل َو َج َبت‪،‬وملا استطعتم)!ث َّم قال‪(:‬ذروني ما تركتكم؛‪ )...‬م‪1337 :‬‬
‫ٓ‬ ‫َّ‬
‫هي َيقتض ي التحريم ‪،‬اال في االداب ] ذكره ابن العثيمين‪.‬‬ ‫الن ٌ‬ ‫‪[ )1‬‬
‫َٓ‬ ‫ُ‬
‫والواجب في النهي‪ :‬االجتناب‪.‬‬ ‫▪‬
‫الس َ‬ ‫باع َدة َ‬ ‫رك َم َع ُم َ‬ ‫ُ َ‬
‫الت ُ‬ ‫َٓ‬
‫إليه‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫املوص‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫‪:‬‬ ‫ناب‬ ‫ت‬ ‫ج‬
‫و ِ‬ ‫اال‬
‫مر ِين ‪:‬‬ ‫شم ُل َأ َ‬ ‫هي َعن شيئ َي َ‬ ‫فالن ُ‬ ‫َ‬
‫▪‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫الن ُ َ‬ ‫َّ‬
‫فس ِه‪.‬‬ ‫هي ع ِن الش ئ ن ِ‬ ‫أ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ ُ‬
‫إليه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫املوص‬
‫األسباب ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن‬ ‫ب‪ .‬النهي ِ‬
‫طيع م ُ‬ ‫است َ‬ ‫ُ‬ ‫األمر‪ِ :‬ف ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫نه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫عل‬ ‫الواجب في ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪)2‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫املاء للوضوء والغسل َمعا‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬ال يكفي َ‬
‫ِ‬
‫ديث‪:‬‬ ‫الح َ‬ ‫من َ‬ ‫ؤخ ُذ َ‬ ‫ُ َ‬
‫‪ )3‬ي‬
‫ُ‬ ‫رخص في إ تكاب ش ٌئ م ُ‬ ‫َّ َّ ٌ َ ْ ُ َّ‬ ‫أش ُّد م َ‬ ‫َ ّٰ َ َ‬ ‫بعض ُ‬ ‫ُ‬
‫واألمر‬ ‫نه‪،‬‬ ‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫هي‬ ‫الن‬ ‫األمر‪،‬ألن‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫الحكماء‪(:‬أن النهي‬ ‫‪ -‬قال‬
‫َ‬
‫طاعه)‬ ‫سب األس ِت‬ ‫ُقي َد ب َ‬
‫ح‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يتركها إال ِص َّديق)‬ ‫البروالفاجر‪ ،‬وأما املعاص ي فال ُ‬
‫ِ‬
‫يعملها َّ‬ ‫أعمال الب َّر َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬و قالوا ‪(:‬‬
‫َ ُ َّ‬ ‫امل َ‬‫َ َّ َ ُ‬
‫فليكف َع ِن الذنوب ) ‪.‬‬ ‫جت ِهد‪،‬‬ ‫يسبق الدا ِئب‬ ‫‪ -‬قالت عا ِئشة‪(:‬من سره أن ِ‬
‫َ َّ ُ‬
‫هللا َع ُ‬
‫مانهاهم ُ‬ ‫ُ‬ ‫فض َل من َت َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫نه ) ‪.‬‬ ‫رك‬ ‫ِ‬ ‫الح َسن‪(:‬ما َع َبد العابدون ِبش ٍئ أ‬ ‫‪ -‬قال َ‬
‫الطاعات‪،‬ف َأنما ُأ ِر َيد ِب ِه ٰ‬
‫على ن وا ِف ِل‬
‫َ‬ ‫امل َح َّرمات ٰ‬
‫على ف ِع ِل‬
‫ََ ُ‬
‫تفضيل تر ِك‬ ‫ِ‬ ‫أن ما َو َر َد َمن‬ ‫* والظاه ُر ؛ َّ‬
‫ِ‬
‫َ َ‬
‫نفل ‪.‬‬ ‫فرض وهذا ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الطاعات‪،‬فأ َّن ذلك‬
‫‪٤٥‬‬

‫َ َ َ َّ َ َ َّ ْ َ َ َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫الت ْق َوى َ‬ ‫َُُ ْ‬
‫يما َب ْين‬ ‫ليل‪ ،‬و ِصيام النه ِار‪،‬والتخ ِليط ِف‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫قي َ‬
‫ام‬ ‫‪ -‬قال عمر بن ِ‬
‫عب ِد العزيز‪(:‬ليس‬
‫َ َ َ َ َّ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ ُ َ َ َّ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ٌ َ‬
‫‪،‬ف ُه َو َخ ْيرٌ‬ ‫ذ ِلك‪،‬ول ِكن التقوى؛أداء ما افترض َّللا‪،‬وترك ما حرم َّللا‪،‬ف ِإن كان مع ذ ِلك عمل‬
‫َ َْ‬
‫ِإلى خي ٍر )‪ِ (.‬‬
‫جامع العلوم والحكم )‬

‫‪ِ )4‬م َن املسا ِئ ِل املكروهة واملزمومة ‪:‬‬


‫َ‬
‫كان ز ُيد ُ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫بن ثاب ٍت إذا ُس ِئ َل َعن الش ئ‪ ،‬يقو ُل‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لم َيقع؛والصحابة أنكروا ِذلك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ .1‬السؤال عما‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(دعوه َح ٰتى يكون)‪.‬‬ ‫كان هذا؟ فإن قالوا‪ :‬ال‪،‬قال‪:‬‬
‫َُ َ ٰ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يتس َّب ُ‬
‫على املسلمين في َوق ِت التشريع؛أو يف ِرض على األم ِة ما‬
‫َّ‬ ‫التضيق ٰ‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ب‬ ‫السؤال الذي َ‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫ال تطيق كحديث الحج‪.‬‬
‫التعالم‪،‬أو َ‬ ‫ُ‬ ‫قص ُد منها إ ُ‬
‫عج ُزاملسؤل ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ظهار‬ ‫ِ ِ‬
‫اب املسائل؛التي ُي َ‬
‫ِ‬
‫‪ .3‬صع ُ‬
‫ِ‬
‫األختالف في فهم َكالمهم‪،‬بل املُ ُ‬
‫راد ِب ِه‪:‬‬
‫ُ‬
‫على األنبياء‬ ‫األختالف ٰ‬ ‫ليس ِم َن‬ ‫‪َ )5‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الى َ‬ ‫وجه هللا والوصو ُل ٰ‬ ‫صد به ُ‬ ‫للف َشل‪،‬وال ُي َق ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الن ُ‬
‫الحق‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ث‬ ‫املور‬
‫ِ‬ ‫قاق‬ ‫والش‬
‫ِ‬ ‫زاع‬ ‫أ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َُ َ‬
‫فهام ِهم‪(،‬التكلم في الد ِين بالرأي املجرد ) ‪.‬‬ ‫ب‪ .‬معارضتهم ِبأر ِائهم و ِبأ ِ‬
‫الضغ َن ) ‪.‬‬ ‫القلوب‪ ،‬ويور ُث َّ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ق‬
‫َُ‬
‫العلم ي‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬قال ٌ‬
‫ِ‬ ‫مالك‪(:‬ا ِملراء في ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫بعد األمروالنهي‪:‬‬ ‫حالهم يعني ‪-‬األ َم ِم السابقة ‪-‬‬ ‫ذكر ِ‬‫‪ )6‬واملراد ِب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُّ َّ‬
‫هللا‬
‫عن ِ‬‫ِ‬ ‫ماجاء‬ ‫ن‬‫ع‬ ‫يبحث‬ ‫أن‬ ‫ينبغي‬ ‫العبد‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬‫هي‬ ‫والن‬ ‫مر‬
‫ِ‬ ‫األ‬ ‫في‬ ‫رع‬
‫ِ‬ ‫لش‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫سالم‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫س‬‫اإل‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫اس‬‫ِ‬ ‫الن‬ ‫▪ حث‬
‫فهم ِه؛‬ ‫في‬ ‫د‬
‫يجته َ‬ ‫ورسوله ُ‪،‬ث َّم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُ‬
‫تصديق ُه‪،‬‬ ‫‪ o‬ثم في الخطاب الشرعي الخبري‪ :‬يجيب عليه ِ‬
‫األوامر و ي ُتر َك النواهي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ o‬و في خطاب الشرعي الطلبي‪ :‬ي ُ‬
‫فعل‬
٤٦
‫‪٤٧‬‬

‫الحديث العاشر‪:‬‬
‫❖( الحالل ٌ‬
‫سبب إلجابة الدعاء‪,‬و أكل الحرام يمنعها ) ‪:‬‬
‫▪ هذا الحديث؛من َأفراد ُمسلم عن ُ‬
‫البخاري!‬ ‫ِ ٍِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫طيبب)‪:‬‬ ‫‪ )1‬قوله ﷺ‪(:‬إن هللا‬
‫َّ‬
‫عن العيوب والنقا ِئص‪.‬‬ ‫ه‬‫س ُم َن َّز ٌ‬
‫معناه‪:‬الطاهر؛ ُم َق َّد ٌ‬
‫ُ‬ ‫▪‬
‫ِ‬
‫الحسنى؟ فيه قوالن‪:‬‬ ‫الطيب)من أسماءه ُ‬ ‫ُ‬ ‫▪ وهل(‬
‫ِِ‬
‫الحسنى ‪.‬‬ ‫أ‪ .‬من َأسماءه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وباب اإلخبارأ َ‬
‫وس ُ‬ ‫الخ َبر‪ُ ,‬‬ ‫َ ََ َ ََ َ‬
‫األسماء والصفات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫باب‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ .‬هذا خرج مخرج‬
‫َ‬ ‫ُ َّ ُ َ‬
‫و القول األول أظهر‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ )2‬قوله ﷺ‪(:‬ال َي َ‬
‫قب ُل إال طيبا)‪:‬‬
‫واألعمال واألع ِتقادات)‪.‬‬ ‫(األقوال‬ ‫من‬ ‫َ‬
‫الطيب‬ ‫إال‬ ‫▪ َح َذ َف املفعو َل للتعميم‪،‬أي‪ :‬ال َيت ُ‬
‫قبل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫▪ َون ُ‬
‫في القبو ِل جاء ألمر ِين‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫أ‪ُ .‬‬
‫الصحة =نفي القبول الى ش ٍ‬
‫رط‪:‬قال رسول هللا ﷺ‪:‬‬ ‫نفي ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫(اليقب ُل ُ‬
‫َ‬
‫هللا صالة أح ِدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) خ م‪.‬‬
‫َ‬ ‫نفي الثواب = إذا لم َي ُعد ُ َ َ‬ ‫ب‪ُ .‬‬
‫رط‪:‬مثل ‪:‬‬‫نفي القبول الى ش ٍ‬
‫صالة)م‪َ .‬أ َب َق‪َ :‬ه َربَ‬
‫ٌ‬ ‫قبل َلهُ‬
‫العبد لم ُت َ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬قال سول هللا ﷺ‪(:‬إذا َأ َبقَ‬
‫ر‬
‫‪ -‬وفي هذا الحديث الذي معنا ‪.‬‬
‫َ‬
‫اجت َم َ‬ ‫ُ‬
‫فيه أمران‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫واألعمال واإلعتقادات) ما‬
‫ِ‬ ‫(الطيب ِمن األقوال‬ ‫▪ و‬
‫أ‪ .‬اإلخالص هلل‪.‬‬
‫ب‪ .‬املتابعة للرسول‪.‬‬
‫‪ )3‬الحكمة من قوله ﷺ‪(:‬وإن هللا أمراملؤمنين بما أمربه املرسلين) ِ‬
‫فيه‪:‬‬
‫‪٤٨‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬


‫ن‬
‫ساداتهم املرسلو عليهم الصالة والسالم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للمأمور ِب ِه‪،‬فكما أ ِمر ِب ِه املؤمنين أ ِمربه‬
‫ِ‬ ‫تعظيم‬ ‫‪-‬‬
‫األنبياء كأقوامهم مشتركو َن متساو َن في أمورالدين َّ‬
‫العامة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اآليتين شيئان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫• واملأمو ُر ِب ِه في‬
‫أ‪ُ .‬‬
‫أكل الطيبات‬
‫ب‪َ .‬ع َم ُل الصالحات‬
‫طعمه‪،‬فبذلك يزكو َع َم ُله؛ُ‬ ‫طيب َم َ‬
‫يبة األعمال للمؤمين‪ُ :‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫من أعظ ِم ما يحصل ِب ِه ط‬ ‫• و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫هذه السار ِية‪ ،‬لم ينف َع َك ش ٌيء حتى تنظ َر ما يدخ ُل‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫مقام‬ ‫مت‬ ‫بن الورد‪(:‬لو ق‬ ‫هيب ُ‬‫‪ -‬قال َو ُ‬
‫ٌ َ‬ ‫َ‬
‫بطن َك‪:‬حالل أو حرام)!‬
‫ٌ‬
‫فغيرمقبولة‪ :‬كما قال ابن ُع َمرلعبد هللا بن عامرأميرالبصرة ع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َُ‬
‫ند‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الحرام‪،‬‬ ‫باملال‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫‪ -‬و الصدق‬
‫َ ًَ‬ ‫ً َ َ‬ ‫موته‪:‬قال‪:‬قال رسول هللا ﷺ‪(:‬ال َ‬
‫صدقة ِمن غلو ٍل)م‬ ‫يقب ُل هللا صالة ِبغ ِيرطهور‪ ،‬وال‬ ‫ِِ‬

‫ً‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫جابة الدعاء‪،‬أرَب َعة‪:‬‬ ‫األسباب التي تقتض ي ِإ‬ ‫ِ‬ ‫ذكر ِم َن‬
‫‪َ )4‬‬
‫إج َاب َة ُّ‬ ‫الس َفر‪َ :‬‬
‫والس َف ُر ب ُم َج َّرده َيقتض ي َ‬ ‫َ‬
‫إطال َة َ‬
‫الدعاء‪ ،‬كما في حديث أبي هريرة‪ ،‬عن النبي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫أ‪/‬‬
‫َ ََُ‬ ‫ََ َُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫(ثالث َد َعوات ُمستجابات ال ش َّك َّ‬ ‫ُ‬
‫الوال ِد‬
‫ِ‬ ‫ة‬‫و‬ ‫ع‬ ‫‪،‬ود‬ ‫ر‬
‫ِِ‬‫ف‬ ‫املسا‬ ‫ة‬‫عو‬ ‫د‬‫ظلوم‪،‬و‬ ‫امل‬ ‫ة‬‫؛دعو‬ ‫فيهن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﷺ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬
‫الوال ِد على َول ِد ِه) َح َسن‬
‫ِلول ِد ِه)د‪،‬ج‪،‬وعند الترمذي ‪(:‬دعوة ِ‬
‫جاب ِة الدعاء ‪ ,‬ملاذا ؟‬ ‫فر‪،‬كان َأ َق َر َب الى إ َ‬
‫َ‬ ‫طال َ‬
‫الس‬ ‫▪ ومتى َ‬
‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ل َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ ُ َ َّ ُ‬
‫أسباب إجابة الدعاء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فس بطو ِ السفر‪ ،‬واإلنكسارمن أعظم‬ ‫سارالن ِ‬ ‫انك ِ‬ ‫ل‬
‫ألنه م ِظنة حصو ِ ِ‬
‫أشع َث َ‬
‫أغب َر‪،‬ذي ِط َ‬ ‫بالش َعث واإلغبرار‪ُ (:‬ر َّب َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ ُّ‬
‫مر ِين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫والهيئ‬ ‫باس‬ ‫الل‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ل‬ ‫ب‪ /‬حصول التب ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬
‫هللا أل َب َّر ُه) م ج‬ ‫َ َ‬
‫باألبواب‪ ،‬لو أقسم على ِ‬ ‫ِ‬ ‫مدفوع‬
‫ٍ‬
‫بد ِه‬ ‫َ‬ ‫يي ٌ‬ ‫الي َدين)‪َّ :‬‬
‫(إن َرَّبكم ‪َ -‬تبا َر َك َوتعالى‪َ -‬ح ٌّ‬ ‫فع َ‬ ‫ج‪َ /‬م َّد َي َديه الى السماء ؛( َر ُ‬
‫كريم‪ ،‬يستحيي من ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تين) مح د ت (صحيح)‬ ‫فرا خائ َ‬
‫ب‬
‫ً‬
‫ص‬ ‫ما‬ ‫إذا َر َف َع َي َديه إليه أن َي ُر َّد ُ‬
‫ه‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪٤٩‬‬

‫ب)‪،‬وهو ُد ُ‬
‫َ‬ ‫وغال ُب دعاء القرآن باسم َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عاء األنبياء‪.‬‬ ‫(الر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كرربوبي ِت ِه‪ِ ،‬‬ ‫اإللحاح على هللا ِ‪،‬ب ِ‬
‫تكر ِير ِذ ِ‬ ‫د‪ِ /‬‬
‫ابة الدعاء‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ )5‬م وا ِنع ِإج ِ‬
‫َ‬
‫أ‪ /‬املط َع ُم الحرام‬
‫ُ‬
‫املشرب الحرام‬ ‫ب‪/‬‬
‫ج‪ /‬املَ ُ‬
‫لبس الحرام‬

‫طعم‬
‫َ َ‬
‫بامل‬ ‫ذلك‬ ‫خت ُ‬
‫ص‬
‫َ َ‬
‫ي‬ ‫‪،‬وال‬ ‫وقوام ُ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫البدن‬ ‫جامع ِل ُكل ما ب ِه ُ‬
‫نماء‬ ‫ٌ‬ ‫ذاء الحرام‪ٌ :‬‬
‫إسم‬ ‫د\ وال ِغ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للب َدن‪.‬‬ ‫غداء َ‬ ‫واء ٌ‬ ‫وم وال َّد ُ‬ ‫َّ‬
‫فالن ُ‬ ‫الخاص‪،‬‬‫ْ‬ ‫العام َم َع‬ ‫كر‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ما‬ ‫أفراد ِه‪َ ،‬ف َذ ِكر ِه َم َع ُ‬
‫ه‬ ‫واملشرب‪.‬وهما ِمن ِ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫▪ َ(و ُغ َ‬
‫أن األ َّول أشهر‪.‬‬ ‫‪(،‬وغ ِذ َي)‪،‬إال‬ ‫رواية‬
‫ِ‬ ‫ذي) وفي‬
‫وقوعها‪.‬وغايته تبعيد حصول‬ ‫مال‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫إ‬ ‫ع‬‫بعاد‪،‬م َ‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫واإل‬ ‫ب‬ ‫ج‬‫الت َع ُّ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫فهام َو َق َع على َ‬ ‫هو إست ٌ‬ ‫‪َ )6‬ف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلجابة تخويفا وتحذيرا وليس نفيها;‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫▪ َولم َي ُقل ُّ‬
‫الكافرين‪،‬وهم أش ُّد حاال من‬ ‫دعاء‬‫ستجي ُب َ‬ ‫وه) فاهلل ي‬ ‫عاء ُ‬ ‫ستجاب ُد ُ‬ ‫ُ‬ ‫النبي ﷺ‪(:‬فال ُي‬ ‫ِ‬
‫ُعصا ِة املؤمنين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ليس فيها إ ٌ‬ ‫قال سو ُل هللا ﷺ ‪(:‬ما من ُمسلم َيدعوا هللا ب َ‬
‫أعطاه‬ ‫قطيعة َرحم إال‬ ‫ثم وال‬ ‫ِ‬
‫عوة َ‬ ‫ٍ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َر‬ ‫‪-‬‬
‫نه ِمن‬
‫َ‬
‫يدف َع َع ُ‬ ‫اآلخرة‪ ،‬وإما أن‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫خرها َل ُ‬ ‫َ‬ ‫د‬‫وإما َأن َي َّ‬ ‫عو َت ُه‪َّ ،‬‬ ‫إحدى ثالث؛ إ َّما أن ُيعج َل َد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ًُ‬ ‫َ‬
‫السوء مثلها )‪ ،‬قالوا‪ِ ( :‬إذا نك ِثر)‪،‬قال‪ (:‬هللا أكثر)مح‪،‬حاكم (صحيح)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫من املوا ِن ِع) ‪:‬‬ ‫ص‬ ‫(الت َخ ُّل ُ‬ ‫َّ‬
‫أهمي ِة هذا =‬ ‫▪ وفي َ‬
‫ِ‬
‫َ ََ َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫جاب َّ‬ ‫َ ََ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫قال ٌ‬
‫الدعوة‪،‬فقال‪(:‬أ ِطب مطعمك تكن‬ ‫ست َ‬ ‫هللا‪،‬أدع هللا أن يجعل ِني م‬ ‫سعد‪ :‬يا َرسو َل‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫الدعوة) ط‪.‬‬ ‫مستجاب َّ‬
‫َ‬

‫الطعام ِم َن ا ِمل ِلح)!‬


‫َ‬ ‫‪ -‬قال أبي َذر‪(:‬يكفي َم َع البرم َن ُّ‬
‫الدعاء‪ ،‬م ُ‬
‫ثل ما يكفي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ُ ََ‬
‫اإلجابة‪ ،‬وقد سددت ط ُرقها ِبامل ِ‬
‫عاص ي)‪.‬‬ ‫‪ -‬قال بعض السلف ‪(:‬ال تستبطيء ِ‬
‫‪٥٠‬‬

‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُّ‬
‫راء هذا املعنى ؛ فقال ‪:‬‬‫‪ -‬و أخذ بعض الشع ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫شف الك ُر ِب‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫عند‬ ‫نساه‬ ‫ن‬ ‫ثم‬ ‫رب‬
‫نحن ندعوا اإلله في ك ِل ٍ‬
‫ك‬
‫ُّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬
‫إجابة ل ُ‬ ‫َ َ‬
‫وب؟!‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫بالذ‬ ‫ها‬ ‫طريق‬ ‫دنا‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫قد‬ ‫عاء‬
‫ٍ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫رجوا‬ ‫ن‬ ‫كيف‬
٥١
‫‪٥٢‬‬

‫الحديث الحادي عشر‪:‬‬


‫ُّ‬ ‫َ َ‬
‫الو َر ِع ت َوقي الش َبه ) ‪:‬‬ ‫❖( من‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الت ْر ِم ِذ ٌي في(الجامع )‪ ,‬و النسا ِئ ُّي في(املجتبى من السنن املسندة)‪,‬املعروف شهرة ب‬ ‫▪ أخرجه ِ‬
‫َُ‬
‫( ُسنن النسائي الصغرى )‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ َ‬
‫إن الك ِذ َب ِرَيبة) ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الصدق اطمأنينة‪ ،‬و‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫(ف َأ َّ‬‫َ َ‬
‫املذكورهو لفظ الترمذي ‪ ,‬و زاد ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫▪ واللفظ‬
‫ِ‬
‫دات القلبية الى َ‬
‫قسم ِين‪:‬‬ ‫تقسيم الوار ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ )1‬في الحديث‬
‫يب في النفس‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الر َ‬ ‫وهو ما َو َّلد َّ‬ ‫ريبك؛ َ‬ ‫أ‪ .‬الوار ُد َّالذي ُي ُ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫نه َّ‬ ‫يتول ُد م ُ‬ ‫َّ‬ ‫وهو ماال َ‬ ‫ريب َك؛ َ‬ ‫الي ُ‬ ‫َّ‬
‫ب‪ .‬الوار ُد الذي ُ‬
‫يب في النفس‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫النفس واضط ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(والر ُ‬
‫َ‬
‫ها‪.‬ذكره (ابن تيمية الحفيد‪ ،‬ابن القيم‪ ،‬ابن رجب)‬ ‫راب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب)‪ :‬قلق‬ ‫▪‬
‫َ ُ‬ ‫َّ َّ‬
‫‪,‬فإن الش َّك مبت َدؤ ُه‪.‬‬ ‫أفراد ِه‬
‫ببعض ِ‬ ‫ه‬‫تفسير ُ‬
‫ُ‬ ‫)؛هو‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫ب(الش‬ ‫ه‬ ‫‪ -‬و َت ُ‬
‫فسير ُ‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ َّ‬
‫األموراملشت ِبهة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫يب يكو‬ ‫‪ -‬و ورود الر ِ‬
‫َي َ ُ‬
‫قين ُه منَ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫البي َنة من َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫حرام فال ِيرد فيها الريب ِعند من صح دينه وقو ي‬ ‫ٍ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫الل‬
‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫‪ -‬أما األمور ِ ِ ِ‬
‫املسلمين‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫األول‪:‬أن َت َد ُ‬ ‫شرعا في القسم َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫عه‪،‬وفي القسم الثاني‪ :‬أن تأتيه‪.‬‬ ‫واملأموربه‬ ‫أ‪/‬‬
‫‪ -‬ومحله قلب املتصف بالعدالة الدينية الذي يجري مع حكم الشرع ال مع حكم هواه‬
‫▪ أقوال العلماء عن َ‬
‫الو َرع ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ‬ ‫اس َأ َّن َ‬ ‫ُ‬
‫شد ِهما! ف َدع ما‬
‫أمران إال أخذت ِبأ ِ‬
‫ِ‬
‫الو َر َع شديد‪ ،‬وما َو َر َد َع َّ‬
‫لي‬ ‫ضيل‪(:‬ي ُ‬
‫زع ُم الن ُ‬ ‫َ‬ ‫الف‬ ‫‪ -‬قال‬
‫يريبك)‪.‬‬‫يريبك الى ماال ُ‬
‫ُ‬
‫الو َرع! إذا َ َاب َك ش ٌيء َف َد ُ‬ ‫ان ب ُن أبي سنان‪(:‬ما ش ٌيء َأ َ‬
‫هو ُن م َن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عه)؛‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬قال حس ِ‬
‫مثل َحسان!)قاله ابن َر َجب ‪.‬‬ ‫َّ َ ُ‬
‫( وهذا إنما يسهل على ِ‬
‫▪ هذا الحديث فيه مسا ِئل‪:‬‬
‫‪٥٣‬‬

‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ل‪،‬ألنه أبعد ع ِن الشبهة‪:‬‬‫لماء أفض ِ‬
‫ُ‬
‫اختالف الع ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ .1‬وقد ُيست َد ُّل بهذا على َّأن الخ َرو َج ِمن‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ َ‬
‫اإلختالف‪،‬ما ث َبت‬
‫ِ‬ ‫إن ِمن مسا ِئ ِل‬ ‫‪،‬ف َّ‬ ‫أن هذا ليس على ِإطال ِق ِه‬ ‫العلماء على َّ‬ ‫قين م َن ُ‬
‫‪ -‬ولكن املحق ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫خصة َليس لها ُمعا ض‪،‬فات ُ‬
‫باع ت َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َّ‬
‫إجتنابها‪،‬وإن لم تكن‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫ِ‬ ‫ولى‬ ‫أ‬ ‫خصة‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫الر‬ ‫لك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫بي ُر‬
‫ِفيه ع ِن الن ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ت َ‬
‫لك ُّ‬
‫لماء‪،‬فامتنع منها ِلذلك‪.‬‬ ‫الرخصة بلغت بعض الع ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ َ ُّ‬ ‫َّ َّ َ‬
‫ف َع ِن الش ُبهات إنما َيصل ُح ِملن إس ِتقامت أحوال ُه كلها ‪:‬‬ ‫‪ .2‬أن التدقيق في التو ِ‬
‫ق‬
‫َ‬
‫عوض َوقد‬ ‫البعوض من أهل العراق‪:‬يسألوني َعن َدم َ‬
‫الب‬ ‫ابن عمرملَن َس َأل ُه عن َدم َ‬ ‫قال ُ‬ ‫‪ -‬كما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تاي م َن ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َّ‬
‫الح َسين‪ ،‬وس ِمعت‬ ‫ُقتلوا ُ‬
‫الدنيا) خ ‪3753‬‬ ‫بي يقول‪(:‬هما َريحان ِ‬ ‫الن ُّ‬ ‫ِ‬
‫وال َد ِت ِه !‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬
‫أمر ِ‬ ‫طالق زوج ِت ِه ِب ِ‬ ‫‪ -‬سؤال الرجل بشربن الحارث عن ِ‬
‫ُ‬
‫فيرتاح‬ ‫وافق ُ‬
‫هواه‬ ‫جيب ُه بكالم ي ُ‬ ‫في ُ‬ ‫ص َّد ُر للفتوى ُ‬ ‫بعض َمن َي َت َ‬ ‫َ‬ ‫فتي‬
‫َ َ َّ َ َ َ‬
‫ست‬ ‫‪ .3‬و ِمن الناس من ي‬
‫ِ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ظن ذ َّم َت ُه قد َبرَئت َّ‬ ‫َ ُّ‬
‫وأن اإلثم على املفتي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫لهذه الفتوى وي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َّ ُّ‬
‫اس وأفتوك) حديث‬ ‫الن ُ‬ ‫فس‪،‬وت َر َّد َد في الصد ِر ولو أفتاك‬ ‫‪-‬والن ِبي ﷺ؛قال‪(:‬واإلثم ما حاك في الن ِ‬
‫َ‬
‫‪ِ 27‬من األربعين‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ .4‬يدخ ُل في هذا الحديث‪(:‬اإلع ِتقادات‪ ،‬العبادات‪ ،‬املعامالت‪. )...‬‬
٥٤
‫‪٥٥‬‬

‫الحديث الث َ‬
‫اني عشر‪:‬‬
‫❖( ُ‬
‫ترك مااليعني ‪ ,‬واالشتغال بما ُيفيد ) ‪:‬‬
‫رمذي في(الجامع)‪ ,‬وابن ماجه في(السنن)؛من حديث أبي هريرة‬ ‫الت ُّ‬‫▪ هذا الحديث أخرجه ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مسندا َّ‬
‫(علي بن الحسين = زين العابدين) ‪-‬أحد التابعين‪ -‬مرسال‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫حديث‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫الترمذي‬ ‫رواه‬ ‫‪,‬ثم‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫و هو املحفوظ في هذا الباب‪,‬فال يثبت هذا الحديث مسندا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ َ َّ ً‬
‫صحيح من جهة ال ِدراية‪ ,‬فهو من جهة نسبته‬ ‫الرواية‪ ,‬فهو‬
‫ِ‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫فا‬ ‫▪ وهو و إن كان مضع‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫وقواعده‬ ‫صحيح َّ‬
‫‪,‬ألن أصو َل الش ِرع‬ ‫ٌ‬ ‫بي ﷺرواية يكون ضعيفا‪,‬أما من جهة معناه فإن ُه‬ ‫الى ِ‬
‫الن‬
‫ُتد ُّل عليه و ُ‬
‫تشهد له ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫‪ )1‬وفي الحديث اإلر ُ‬
‫حسن اإلسالم‪.‬‬ ‫مايق ُع به‬ ‫شاد إلى‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ها‪:‬الباطن ِة و الظاهرة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هنا‪:‬إسم لجميع شرا ِئ ِع الدين ك ِل‬ ‫(اإلسالم)‬
‫‪-‬و ٍ‬
‫راقبته‬ ‫إمتثال شرائع اإلسالم ظاه ًرا و باط ًنا باستحضار َ‬
‫مشاه َدة هللا أو ُم‬ ‫ُ‬ ‫اإلسالم)‪:‬‬ ‫ُ‬
‫(حسن‬ ‫‪-‬و‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َّ‬
‫تعب َد هللا كأنك تراه‪،‬فأن لم تكن‬
‫ع َ‬
‫تراه فأن ُه يراك)م‪.‬‬ ‫نده‪.‬كما جاء في الحديث‪(:‬أن ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫اإلسالم‬ ‫فعل الواجبات كما سبق ذكره في شرح حديث جبريل ‪ ،‬وكذلك‬ ‫شم ُل؛ َ‬
‫وهذا َي َ‬
‫َّ‬
‫املحرمات‪,‬كما قال ﷺ‪(:‬املسلم َمن سلم املسلمون من لسانه ويده)‪ ,‬وفي‬ ‫ُ‬
‫يشمل ترك‬ ‫الكامل‬
‫هذا الحديث الذي معنا‪.‬‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫ُ َّ َ َ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫ٌ‬
‫عظيم ِمن أصو ِل األدب‪.‬و معناه‪ :‬أن من حسن إسالمه‪،‬ت َرك ما ال ِ‬
‫يعنيه‬ ‫▪ و هذا الحديث ٌ‬
‫أصل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اقت َ‬
‫األقوال و األفعال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يعنيه ِمن‬
‫ِ‬ ‫ص َرعلى ما‬ ‫فعل‪،‬و‬‫ِمن قو ٍل و ٍ‬
‫ومطلوب ُه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مقصود ُه‬
‫ُ‬
‫إليه ِه َّم ُت ُه‪،‬فيكون‬ ‫ه‬‫وج ُ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫‪،‬وت َت َّ‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫عيناي‬ ‫به‬ ‫▪ ومعنى(يعنيه)‪َ :‬تت َع َّل ُ‬
‫ق‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪٥٦‬‬

‫تنح ِصر‪ ،‬لكنها‬ ‫يحتاج َإليه في مصالح دنيه و ُدنياه‪،‬و ُ‬


‫أفراد ُه ال َ‬ ‫ُ‬ ‫▪ و الذي(ال يعني العبد)‪:‬ما ال‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رج ُع الى أرَب َع ِة أصو ٍل‪:‬‬
‫ت ِ‬
‫َّ‬
‫املحرمات‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫املكروهات‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫املشتبهات‪ِ :‬ملن ال َيت َب َّي ُنها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ُ‬
‫العبد ِم َن املباح‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فضو ُل املباحات؛أي مازادا َعن َ‬
‫حاج ِة‬ ‫‪.4‬‬
‫ن‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫فالفكر‬
‫كرفيما يعنيك دو ما ال يعنيك‪ِ ،‬‬ ‫بالف ِ‬ ‫قال ابن القيم‪(:‬فأنفع الدواء أن تش ِغل نفسك ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫فات ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ ُ‬
‫يعنيه)الفوا ِئد‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫يعنيه‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫فيما‬ ‫ر‬ ‫فك‬ ‫ن‬ ‫وم‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬‫فيما ال يعني باب ِ ِ ِ‬
‫ش‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ ُ َ‬
‫غو الكالم؛‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫سان‬‫ِ‬ ‫الل‬
‫ِ‬ ‫فظ‬ ‫يعني‪،‬ح‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫رك‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫وأكثرما يراد ِب‬ ‫▪‬
‫يعنيه)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كالم ُه إال فيما‬
‫قل ُ‬ ‫كالم ُه ِمن َع َم ِل ِه‪َّ ،‬‬ ‫عبدالعزيز‪(:‬من َع َّد َ‬
‫َ‬ ‫قال ُع َم ُربن‬ ‫‪-‬‬
‫جه ِه‪.‬‬ ‫و‬‫سب َب َت َه ُّلل َ‬ ‫جه ُه َي َت َه َّلل‪َ -‬ف َس َأ ُ‬
‫لوه َ‬ ‫َدخلوا على بعض الصحابة في َم َر ِض ِه‪َ -‬و َو ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فقال‪(:‬ما ِمن َع َم ٍل أوث َق ِعندي ِمن خصلت ِين‪ :‬كنت ال أتكل ُم فيما ال يعنيني‪ ،‬و كان قلبي سليما‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫للمسلمين)‪.‬‬
‫اس فيما بينهم‪ ,‬فقال تعالى‪ (:‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫الخير عن كثير مما يتناجى به الن ُ‬ ‫َ‬ ‫وقد نفی ُ‬
‫هللا‬ ‫‪-‬‬
‫ٍ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ) [النساء‪]114:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يتد َّخ ُ‬‫أن من ُحسن إسالم املَرء َ‪:‬أ َّن ُه ال َ‬ ‫الخالصة‪َّ :‬‬‫ُ‬
‫حاجة‬ ‫شؤون غ ِير ِه‪،‬وال يسأ ُل َعما ال‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫▪ و‬
‫ُ‬ ‫يستم ُع إلى ما ال َي ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َُ‬
‫‪،‬فيترك ما‬ ‫استماع ِه‬
‫ِ‬ ‫حتاج الى‬ ‫له ِب ِه‪ .‬وال ينظرإلى ما ال يحتاج للنظ ِر ِإل ِيه‪،‬وال ِ‬
‫َ‬
‫ينف ُع ُه في دينه و ُد ُ‬
‫نياه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ال‬
‫َّ َ‬ ‫ُ‬
‫األس ِتماع‪ ،‬وفضو ُل النوم‪،‬‬ ‫▪ ُمفسدات القلب‪(:‬فضو ُل القول‪،‬وفضو ُل النضر‪ ،‬وفضو ُل ِ‬
‫وفضو ُل األكل)‪.‬‬
‫النفس‪،‬بل ب ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ليس بإرادة ُ‬ ‫▪ (و هذا الباب‪-‬ترك ما ال يعني‪َ -‬‬
‫الشرع و‬
‫ِ‬ ‫كم‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫طل‬ ‫و‬ ‫ى‬‫الهو‬ ‫كم‬‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫الحكم‪.‬‬ ‫األسالم و لهذا َج َع َل ُه من ُحسن اإلسالم)ابن ر َ‬
‫جام ِع العلوم و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪٥٧‬‬

‫َ‬
‫نسان الى َد َر َ‬ ‫َ‬
‫اإلحسان؟‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫والع َم ُل ُبمقتض ى هذا الحديث ِمن الوسا ِئل التي توصل ِ‬
‫األ‬ ‫▪‬
‫ُ‬
‫اإلنسان إلى َد َر َج ِة‬ ‫ل‬‫راق َب ُة هللا‪َ ،‬فبها يص ُ‬
‫ُ َ‬
‫م‬ ‫هو‬ ‫عة)‬ ‫على(ترك هذه األ َ‬
‫ب‬‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أل َّن الذي َح َم َل ُ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املُ َ‬
‫شاهدة‪.‬‬
‫دخ ٌل في شؤون الغيرإال َأ َّن ُهما ُ‬
‫غير‬
‫َ ُّ‬
‫ت‬ ‫فيهما‬
‫َ‬
‫كان‬ ‫إن‬ ‫و‬ ‫هي َعن املَنكر‪َ :‬ف َّأن ُ‬
‫ه‬ ‫الن ُ‬ ‫َّ‬
‫و‬ ‫عروف‬
‫ُ َ‬
‫▪ أما األمربامل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ ُ َ ُ‬ ‫ُ َ ٌ َ ً‬
‫أصب َح هذا‬ ‫نكر‪،‬ف َ‬ ‫باملعروف و النهي ع ِن امل‬
‫ِ‬ ‫باألمر‬
‫ِ‬ ‫رعا‬ ‫ش‬ ‫أمور‬ ‫م‬ ‫العبد‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫داخلين في الحديث‪َ ،‬‬
‫ب‬
‫َ ََ‬ ‫ً‬
‫فليغير ُه‪)...‬حديث ‪ِ 34‬من األربعين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(من رأى ِمنكم ُمنكرا‬ ‫األمرمما يعنيه‪ .‬قال ﷺ‪َ :‬‬
‫ُ ِ‬
٥٨
‫‪٥٩‬‬

‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫الحديث الثالث عشر ‪:‬‬
‫❖( من عالمات كمال اإليمان ُح ُّب َك الخيرللمسلمين ) ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫▪ هذا الحديث؛رواه البخاري و مسلم‪ ,‬فهو من املتفق عليه ‪ ,‬واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫َْ‬ ‫ََ‬
‫‪،‬حتى ُي ِح ًب للناس َما َي ِح ُّب ِلنف ِس ِه ِم َن‬ ‫األيمان‬ ‫ة‬
‫َ‬
‫حقيق‬ ‫يبل ُغ َال ُ‬
‫عبد‬
‫ُ‬
‫ال‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫أح ُ‬
‫مد‬ ‫األمام َ‬
‫ُ‬ ‫ه‬‫▪ َو َخ ًر َج ُ‬
‫ِ‬
‫الخير) ‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫فإن َن َ‬
‫في اإليمان ل ُه َمرت َبتان‪:‬‬ ‫‪َّ )1‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫اإليمان‪.‬‬ ‫أ‪ .‬نفي أ ِص ِل ِه‪ :‬و ِب ِه يخرج العبد ِمن ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ب‪ُ .‬‬
‫اإليمان‪.‬‬ ‫كمال ِه‪ :‬و ِب ِه ال يخرج العبد ِمن ِ‬ ‫نفي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫▪ و املُ ُ‬
‫يمان‬‫اإل‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫صال‬‫خ‬‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫جمل‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ها‬ ‫ن‬‫‪،‬أل‬‫ِ‬ ‫الواجب‬ ‫اإليمان‬ ‫كمال‬
‫ِ‬ ‫نفي‬ ‫الحديث‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫راد‬
‫َ ُ َ َ َ َ َ ُُ‬ ‫الواج َبة‪.‬فإذا ز َ‬
‫ال ذلك عنه فقد نقص ِإيمانه بذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫أقسام‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ثالث‬ ‫اإليمان على‬ ‫األعمال في ِ‬
‫ِ‬ ‫▪ َو َم را ِت ُب‬
‫الشهادتين‪،‬الصالة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اإليمان‪:‬أركان ُه الستة‪،‬‬ ‫صل‬‫أ‪َ .‬أ ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫اإلسالم‪،‬و الواجبات‪.‬‬
‫أركان ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‪ .‬اإليمان الواجب‪ِ :‬بق َّية‬
‫ُ َ‬
‫ج‪ .‬اإليمان املست َحب‪ :‬الن وافل‪...‬‬
‫ُ‬ ‫املذكور َب َ‬ ‫ي َُ َ ً َ‬ ‫ُ‬
‫عد ُه يكون‬ ‫َ‬ ‫العبد‪ِ .‬فإ َّن‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫في اإليمان َ‬
‫ع‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫نا‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ض‬‫ت‬ ‫م‬ ‫النبو‬ ‫الحديث‬ ‫في‬ ‫ناء َ‬
‫جاء‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬
‫ل‬ ‫(ك‬ ‫▪‬
‫ً‬
‫كتاب ِه(اإليمان) و ابن َر َجب في (الفتح الباري)‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫ذكره؛‬ ‫)‬ ‫با‬ ‫واج‬‫ِ‬
‫قيل َو َمن يا رسول هللا؟ قال‪ (:‬الذي ال‬ ‫ن‪،‬وهللا ال يؤمن) َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يؤم‬
‫ن‪،‬وهللا ال ِ‬
‫ِ‬ ‫يؤم‬
‫(وهللا ال ِ‬
‫ثل‪:‬قوله ﷺ‪ِ :‬‬ ‫م ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َي َأم ُن جا ُر ُه بوا ِئق ُه)خ م‬
‫‪٦٠‬‬

‫الناس‪،‬ف ُيح ُّب للكافر أن ُ‬ ‫َ‬ ‫تناو ُل َ‬ ‫َ‬


‫لماء‪:‬ي َ‬ ‫بعض ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سل ِم ما‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫جمع‬ ‫الع‬ ‫م‪،‬وقال‬ ‫سل‬
‫ِ‬ ‫امل‬ ‫خيه‬
‫‪ِ ِ ِ ِ )2‬‬ ‫أل‬ ‫‪:‬أي‬ ‫خيه‬ ‫أل‬
‫ُ ُّ َ‬
‫فس ِه‪.‬‬ ‫ي ِحب ِل ِ‬‫ن‬
‫الدنيا ُيح ُّب ُ‬ ‫العموم‪،‬ف ُك ُّل ما ُيح ُّب ُه املُسل ُم ل َنفسه من أمورالدين و ُّ‬ ‫َ‬
‫خيه‪.‬‬
‫ِ ِ ِ‬‫أل‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(ما) ِمن ِص ِيغ‬
‫َ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫فس ِه ِمن الش ٍر‪.‬‬ ‫يكرهه ِلن ِ‬ ‫خيه ما‬ ‫يكره ِأل ِ‬ ‫يستلز ُم أن‬ ‫ِ‬ ‫وهو‬
‫رعا‪َ ،‬‬ ‫َ ً‬ ‫إسم ل ُكل ما ُي َر َّغ ُ‬ ‫(الخير)‪ٌ :‬‬ ‫ُ‬
‫نوعان‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وهو‬ ‫ش‬ ‫فيه‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ ِ‬ ‫▪ و‬
‫َ َ َ ُّ ُ َ‬
‫األ ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫الدنيية‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ور‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬‫ه‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫وجه‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫رعا‬ ‫ش‬ ‫فيه‬‫ِ‬ ‫رغب‬ ‫امل‬ ‫وهو‬ ‫ق‪:‬‬ ‫طل‬ ‫أ‪ .‬الخيرامل‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫الخيرَّي ُة فيه َترج ُع الى أصله‪ ،‬وم ُ‬ ‫و َ‬
‫سول ِهﷺ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ة‬ ‫وطاع‬ ‫هللا‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫طاع‬ ‫‪:‬‬‫نه‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رعا من َوجه دو َن َو َ َ َ ُّ ُ ُ ُ ُّ‬ ‫َ ً‬ ‫وهو املُ َرغ ُ‬ ‫الخيراملُ َق َيد‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫جه‪ .‬و محله‪ :‬األمورالدني ِ‬
‫وية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫فيه‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ب‪.‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫الخيرَّي ُة فيه َت ُ‬ ‫و َ‬
‫الولد‪.‬‬ ‫كاملال و‬
‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫قص ِد ِه ال إلى ِ ِ‬
‫صل‬ ‫أ‬ ‫رجع الى ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ ُّ ُ َ‬ ‫طلق) َو َج َب على العبد أن ُيح َّب ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫فس ِه‪،‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ن‬‫ل‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫كما‬ ‫خيه‬ ‫ِ ِ‬ ‫أل‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(الخير امل‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬فما كان ِم َن‬
‫ُ ًَ‬ ‫َ ََُُ َ‬ ‫وأما ما كان من(الخيراملُ َق َّ‬
‫خي ِه‪ ،‬هل يكون خيرا ل ُه أو ال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ظه‬ ‫ماي‬ ‫فباعتبار‬
‫ِ‬ ‫د)‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َ ََ‬
‫الجنة‪،‬‬ ‫حز َح َع ِن النار‪ ،‬و يدخل‬ ‫(من َأ َح َّب أن ُي َز َ‬ ‫‪ -‬عن عبدهللا بن عمرو عن النبي ﷺ قال‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وهو ُ‬ ‫كه َم َّني ُت ُه َ‬ ‫فلتدر ُ‬ ‫ُ‬
‫اليه)م‬ ‫اس الذي ي ِح ُّب أن يؤتى ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫الى‬ ‫يأتي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫اآلخ‬
‫ِ‬ ‫اليوم‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫باهلل‬ ‫يؤمن‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫قالﷺ ألبي ذ ٍر‪(:‬يا أبا ذر‪،‬إني أراك ضعيفا‪،‬و إني ا ِح ُّب لك ما أ ِح ُّب ِلنفس ي‪،‬ال تأم َرن على‬ ‫‪ -‬و َ‬
‫َّ‬
‫اثنين وال تول َي َّن مال اليتيم)م‬ ‫ِ‬
‫▪ هذا الحديث فيه مسا ِئل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬
‫الخيرات‪،‬حيث َ‬
‫ينبغي في هذا الباب أن ت ِح َّب‬ ‫ضاد ذلك طل ُب املناف َس ِة واملسا َر َع ِة في‬ ‫‪ .1‬ال ُي ُ‬
‫َ‬ ‫أكثرمما ُت ِح ُّ‬ ‫َ‬
‫جاء ُع َم ُر‬
‫‪(،‬فجاء أبوبكربجميع ماله‪ ،‬و َ‬
‫ٍ ِ ِ ِِ‬
‫َ‬ ‫أبوبكر ُع َم َر‬
‫ٍ‬ ‫س‬‫ناف َ‬ ‫فقد‬ ‫ألخيك‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫فسك َ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِل‬
‫مال ِه)‪ .‬ت‪ ،‬د‬
‫صف ِ‬‫ِب ِن ِ‬
‫‪٦١‬‬

‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫أمثلة عن ِح ْ‬
‫املسلمين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ف‬ ‫ل‬‫الس‬ ‫ص‬‫ر‬ ‫▪‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ‬
‫أن الناس كل ُهم َيعلمون ِم َنها ما أعلم)‬‫قال ابن عباس‪َ (:‬إنى َأل ُم ُّرعلى َآية في كتاب هللا‪َ ،‬ف َأو ُّد ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫قال الشافعي‪( :‬و ِددت أن الناس تعلموا هذا ال ِعلم ؛ولم ينسب إلي ِمنه ش يء )‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ُ َّ َ‬ ‫الم إذا أر َاد أن ُيفط َر‪ ،‬يقو ُل ل َ‬ ‫َ َََ ُ ُ‬
‫الغ ُ‬
‫اله‪:‬‬
‫أعم ِ‬ ‫إخوانه املطلعين على ِ‬
‫ِ‬ ‫عض‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكان عتبة‬ ‫‪-‬‬
‫أفط ُرعليها ‪-‬ليكو َن لك َ‬ ‫ُ‬ ‫ً ً َ‬
‫مثل أجري !) جامع العلوم و الحكم ‪.‬‬ ‫مرات‪-‬‬
‫ماء أو ت ٍ‬ ‫(أخرج إلي‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
٦٢
‫‪٦٣‬‬

‫الحديث الرابع عشر‪:‬‬


‫َ‬
‫❖( ُحرمة املسلم ‪ ..‬و متى ُتهدر) ‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُ ُ‬
‫سل ٍم‪،‬إال أن ُه قال‪:‬‬
‫مسلم‪,‬فهو من املتفق عليه‪ ,‬و اللفظ ِمل ِ‬‫ٌ‬ ‫▪ هذا الحديث؛رواه البخار ُّي و‬
‫يشه ُد أن ال اله اال هللا‪،‬و أني رسو ُل هللا)‪.‬‬
‫سلم َ‬ ‫ٌ ُ‬
‫أمريء م ِ ٍ‬
‫َ ُ‬
‫(دم ِ‬
‫بعد نفي‪،‬وهو ُي ُ‬ ‫ثناء َ‬‫ثالث)‪:‬إس ِت ٌ‬
‫فيد الحصر(عند األصوليون) = القصر( عند‬ ‫‪( )1‬إال ِبأحدى ٍ‬
‫علماء املعاني )‪.‬‬
‫هؤالء الثالث‪.‬‬ ‫فيد َحصراس ِتباحة دم املسلم في‬ ‫أي‪ُ :‬ي ُ‬
‫ِ‬
‫عر ُف من الفقهاء ٌ‬
‫قائل‬
‫ٌ‬
‫ضعاف‪ ,‬وال ُي َ‬ ‫عد ٌة فيها زيادة على ٰهذه الثالث‪ ,‬و َّ‬
‫عام ُتها‬
‫ُ‬
‫أحاديث َّ‬ ‫▪ و ُرويت‬
‫بها‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َ ُ َّ َ ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫يمكن ردها إلى هذا الحديث‪،‬بينه ابن رجب‬ ‫سلم ِ‬
‫حاديث املتض ِمنة ِحل د ِم امل ِ‬
‫ِ‬ ‫▪ واملقبول ِمن األ‬
‫في (جامع العلوم و الحكم)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫املنسوخ لفظ ُه‪( :‬والشيخ‬
‫ِ‬ ‫رآن‬
‫ِ‬ ‫الق‬ ‫ففي‬ ‫جم‪،‬‬ ‫كم ُه َّ‬
‫الر‬ ‫الفرج الحرام‪ُ ،‬ح ُ‬
‫ِ‬ ‫إنتهاك‬ ‫=‬ ‫)‬ ‫الزاني‬ ‫ب‬ ‫‪َّ )2‬‬
‫(الثي ُ‬
‫ََ‬ ‫عزيز َح ٌ‬
‫هللا ٌ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الب َّتة نكاال م َن هللا و ُ‬ ‫والشيخ ُة إذا َزَنيا فار ُ‬
‫جموهما َ‬ ‫َ‬
‫ليم) سورة األحزاب ‪.‬و قرأها أبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بكرو عمرعلى املنبر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫الرجم َ ُ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬و قال ُع َمر‪ ...(:‬فكان فيما أنزل َعليه آية َّ‬
‫فقرأتها وعقلتها ووعيتها‪ ،‬ورجم رسول ِ‬
‫هللا‬ ‫ِ‬
‫جم في كتاب هللا‪،‬‬ ‫مان أن يقو َل قا ِئ ٌل‪ :‬ما َنج ُد َّ‬
‫الر َ‬ ‫طال بالناس ٌ‬
‫ز‬ ‫بعد ُه‪َ ،‬فأخش ى إن َ‬ ‫َور َجمنا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فريضة َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أنزلها هللا تعالى ‪)...‬خ م‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫رك‬
‫في ِضلوا ِ‬
‫بت‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫▪ شروط ح ِد ِ‬
‫الزنا‪:‬‬
‫ً ُ َّ ً ُ َ ً‬ ‫ً‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ً‬
‫صحيح)‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫كاح‬
‫ِ ٍ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫نا‬ ‫حص‬‫م‬ ‫‪,‬‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫ح‬ ‫‪,‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫عا‬ ‫غا‬ ‫بال‬
‫ِ‬ ‫؛‬‫فا‬ ‫أن يكون من صدر ِمنه‪(:‬مكل‬ ‫‪.1‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫مقطوعها في الفرج‪.‬‬‫ِ‬ ‫الحشف ِة أو قد ِرها ِمن‬ ‫إدخال‬ ‫‪.2‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ُ ُ‬ ‫َن َ َ َ َ ُ ً َّ‬
‫يم‪،‬ألن الحكم ال يثبت اال بعد ال ِعلم‪.‬‬ ‫حر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالت‬ ‫عاملا‬
‫أن يكو من صدر ِمنه ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫ُ‬
‫فاء الشبهة‪.‬‬
‫إن ِت ِ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪٦٤‬‬

‫ُ ُ‬
‫الزنا‪:‬‬
‫ِ‬ ‫بوت‬ ‫▪ ث‬
‫َ‬
‫أ‪ .‬األقرار‪:‬‬
‫هرير َة في ق َّ‬
‫َ‬ ‫األقرارأرَب َع َ‬‫ُ َّ َ َ‬
‫ماعزعند أبي داود ‪.‬‬ ‫ة‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ص‬ ‫أبي‬ ‫لحديث‬
‫ِ‬ ‫رات‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫‪ .1‬البد ِمن‬
‫َ‬
‫ص ِر َح ِب َحقيق ِة الوطء‪.‬‬‫‪ُ .2‬ي َ‬

‫ليه الحد‪.‬‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫‪ .3‬وأال َي َ‬


‫عن إقرا ِر ِه حتى يقام ع ِ‬ ‫رجع ِ‬‫ِ‬
‫ب‪ .‬الشهادة‪:‬‬
‫َ ََ َ‬ ‫ُ َ ََ‬
‫هود‪.‬‬
‫شهد عل ِيه أربعة ش ٍ‬ ‫أن ي ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫ََ‬
‫شهادة ال ِنساء‪.‬‬ ‫فيه‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫جاال ُك ُّلهم وال ُت َ‬
‫قب‬
‫ً‬
‫أن يكونوا ِر‬ ‫‪.2‬‬
‫ِ‬
‫هاد ُة َ‬
‫عاقلين) فال ُت َق َّب ُل َش َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َّ َ‬
‫بي وال املجنون‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الص‬ ‫ين‬ ‫غ‬ ‫(بال‬
‫ِ‬ ‫فين‬ ‫أن يكونوا مكل‬ ‫‪.3‬‬
‫مستورالحال‪.‬‬ ‫وال‬ ‫ق‬ ‫فاس‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫قب‬‫العدالة‪ :‬فال ُت َ‬ ‫‪.4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ .5‬أن يكونوا مسلمين‪.‬‬
‫ُ َ ً‬
‫‪ .6‬أن يكون أحرارا‪.‬‬
‫تصريحهم‪.‬‬‫ِ‬ ‫الزنى‪،‬فال ُب َّد ِمن‬
‫‪ .7‬أن يصفوا ِ‬
‫واح ٍد‪.‬‬ ‫جيء الشهود ُكلهم في َ‬ ‫‪َ .8‬م ُ‬
‫س ِ‬ ‫ٍ‬ ‫جل‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ ِِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫كراه فال َح َّد َعل ِيه‪.‬‬ ‫َ‬
‫ج‪ .‬الحمل‪:‬إذا َّإدع ِت ِ‬
‫األ‬
‫َّ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ماو َر َد في الشرع‪.‬‬
‫بغير َ‬
‫د‪ .‬بالوسا ِئل الحديثة‪:‬ال يثبت ِ‬
‫السلطان‪.‬‬ ‫قيم ُه ُ‬
‫الح ُد ُي ُ‬ ‫إقام ُة َ‬
‫✓و َ‬
‫َُ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫الدم الحرام‪،‬واملُ ُ‬‫َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫ئة‪،‬أي‪:‬املساوية شرعا‪.‬‬ ‫راد بها‪:‬املكا ِف‬ ‫=سفك ِ‬ ‫ِ‬ ‫(النفس بالنفس)‬ ‫‪)3‬‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬
‫سل ٌم بكا ِفر)‪ .‬كما عند البخاري عن علي‬ ‫✓ فاملسلم يقت ُل باملسلم‪(،‬وال يقت ُل م ِ‬
‫قت ُل َّ‬ ‫ُ ُّ ُ َ‬
‫بالرقيق‪.‬‬ ‫✓ والحرال ي‬
‫للعفو‬ ‫الحكيم لم ُي َح ِتم القتل‪،‬بل َج َع َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫الدم‪،‬فالشار ُ‬
‫ع‬ ‫اال ب َط َلب أولياء َّ‬‫ُ َّ‬
‫صاص‬ ‫الق‬ ‫ن‬
‫ُ‬
‫▪ وال يكو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مجاال َ‪،‬و َج َع َل للد َي ِة مجاال‪.‬‬
‫‪٦٥‬‬

‫اإلسالم‪.‬‬ ‫ن‬ ‫للجماعة )‪:‬و ذلك بالر َّدة َ‬


‫ع‬ ‫‪( )4‬ال َّتارك لدينه املفغارق َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫جميع على أمر واحد ُ‪،‬ي ُ‬ ‫َ‬
‫ريد أن‬ ‫ٍ ِ ٍ‬
‫ٌ‬ ‫فاقتلوه)خ‪،‬و قال‪َ (:‬من أتاكم ُ‬
‫وأمركم‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬قالﷺ‪َ (:‬من َب َّد َل دين ُه‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫فاقتلو ُه) م‪.‬‬
‫ُ‬ ‫جماعتكم‪،‬‬ ‫َيش َّق عصاكم‪،‬أو ُيف ِرق‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ‬ ‫إست َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ترجع اليها‬ ‫ثالثة أصو ٍل ك ِل ِي ٍة‬
‫مسعود بناء ِ‬ ‫ن‪،‬حديث ابن‬‫ِ‬ ‫فاد ِم‬ ‫لم ِه‬ ‫▪ إبن رجب ِلفرط ِع ِ‬
‫الدم‪ .‬مثل‪َ:‬‬ ‫باستباحة َّ‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ َّ‬
‫علقُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫جميع األحاديث التي تت‬
‫األصل األول‪.‬‬ ‫يرجع الى‬ ‫‪ o‬حد اللواط‪ُ .‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ o‬قتل املُ َبتدع‪ُ .‬‬
‫الثالث‪.‬‬ ‫األصل ِ‬ ‫ِ‬ ‫يرجع الى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غال بالفضول‪.‬‬ ‫نف َع ُة ال ِعلم الكامل‪ ،‬فإ َّن َم َنف َع َة ال ِعلم الكامل تشي ُد األصول ال اإلش ِت ُ‬ ‫َ َ‬
‫▪ و هذا م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َُ َََ‬ ‫أن َت َع َل َم أصو َ‬ ‫َ َ َ َّ َّ َ‬ ‫الشأن أن َت َع َل َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اص َد ُه‪ِ ،‬أل َّن‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫وقواع‬
‫ِ‬ ‫ين‬
‫ِ ِ‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫الش‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫املس‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫يس‬ ‫فل‬
‫َُ‬ ‫يعل ُم املَ َسائ َل املذكورة فقط‪،‬ال ُيحس ُن ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الحواد ِث املت َج ِددة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫النواز ِل و‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫الح ُ‬
‫كم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذي‬ ‫ال‬
٦٦
‫‪٦٧‬‬

‫الحديث الخامس العشر ‪:‬‬


‫❖( التكلم بالخير‪ ,‬وإكرام الجارو الضيف ) ‪:‬‬
‫ََ‬ ‫َّ‬
‫يؤذ جا َر ُه)‬ ‫▪ هذا الحديث رواه البخاري ومسلم‪ ,‬واتفقا عل ِيه ِمن حديث أبي هريرة ِ‬
‫بلفظ ‪(:‬فال ِ‬
‫َْ ْ‬
‫أما جملة ( فل ُيك ِر ْم َجا َر ُه )‪ ,‬فعند مسلم وحده‪.‬‬
‫َُ َ َ‬ ‫َ‬
‫بكمال ِه الواجب ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ة‬‫اإليمان املتع ِل ِ‬
‫ق‬ ‫صال ِ‬
‫‪ )1‬ذكر ِمن ِخ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ََُ‬
‫مت عما عداه ‪ :‬تتعلق بح ِق هللا‪.‬‬ ‫▪ فالخصلة األولى‪ :‬قول الخ ِيرأ ِو الص ِ‬
‫ُ‬ ‫ََُ‬
‫إكرام الجار‪.‬‬ ‫والخصلة الثانية‪:‬‬
‫ُ َّ‬ ‫ََُ‬
‫يف‪.‬‬‫الثالثة‪ :‬إكرام الض ِ‬ ‫والخصلة ِ‬
‫َ َ َ َّ‬ ‫ََُ‬ ‫ََُ‬
‫قان بحقو ِق العباد‪.‬‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫ت‬ ‫ت‬ ‫ثة‬ ‫الثال‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ل‬ ‫والخص‬ ‫الثانية‬ ‫ة‬ ‫▪ الخصل‬
‫ً‬
‫خيرا أو َلي ُ‬ ‫َ ُ‬
‫صمت) ‪:‬‬ ‫‪ )2‬قوله ﷺ‪ (:‬ف َليقل‬
‫ُ َ‬
‫فالكالم َينق ِس ُم إلى‪:‬‬ ‫▪‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ‬
‫(مطلوب قول ُه)‪:‬وجوبا أو إس ِتحبابا‪.‬‬ ‫خير؛‬‫ما فيه ٌ‬ ‫‪.1‬‬
‫ً‬ ‫ٌ ُ‬ ‫َ‬
‫(مطلوب ترك ُه)‪:‬وجوبا‪.‬‬ ‫فيه ش ٌّر؛‬
‫وما ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬
‫لكن األولى ترك ُه‪:)-‬إس ِتحبابا‪.‬‬ ‫فيه‪(.‬مستوى الطر ِ‬
‫فين‪-‬‬ ‫الخيروال ش َّر ِ‬ ‫وما‬ ‫‪.3‬‬
‫مي ِة موضوع الكالم و اللسان ‪:‬‬ ‫َأ َه َّ‬ ‫▪‬
‫ُ‬ ‫قلب ُه حتى َي ْس َتق َ‬ ‫قلب ُه‪،‬وال َي ْس َتق ُ‬ ‫يمان عبد حتى َي ْس َتق َ‬ ‫ُ‬ ‫قالﷺ‪(:‬ال َي ْس َتق ُ‬
‫يم لسان ُه)مح‬ ‫ِ‬
‫يم ُ‬
‫ِ‬
‫يم ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يم ِإ‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫يتكل ُم بالكلمة‪،‬ال يرى بها ً‬ ‫َ َ َّ‬ ‫قالﷺ‪َّ :‬‬
‫بأسا‪،‬يهوي بها سبعين خريفا في النار) مح‪,‬ت‪,‬ج‬ ‫ِ‬ ‫(إن الرجل ل‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬ ‫الكلمة َما َي َت َّبي ُن َ‬ ‫َّ ْ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ‬
‫الن ِار ْأب َع َد ِم َّما ْبي َن املش ِر ِق‬
‫َّ‬
‫فيها َي ِز ُّل َبها في‬ ‫قالﷺ‪(:‬إن العبد ليتكلم ِب ِ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬
‫واملغ ِر ِب)خ‪,‬م‬
‫َ‬
‫ثل جيف ِة ِح َم ٍار‬ ‫م‬ ‫ذك ُرون هللا فيه إ َّال َقاموا َع ْ‬
‫ن‬
‫ََ ُ‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫لس‬ ‫ج‬‫من َم ْ‬‫(ما م ْن َق ْوم َيقومو َن ْ‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قال ﷺ‪ِ :‬‬
‫ً‬ ‫َ َ‬
‫وكان ل ُه ْم َح ْس َرة)مح‪ ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ن‬
‫‪٦٨‬‬

‫ُ َ‬ ‫ُُ َ َُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫ُُ َ ُ‬ ‫َ ََُ ُ ُ‬


‫ذنوب ُه كان ِت‬ ‫‪،‬ومن كث َرت‬ ‫ومن كث َر َسقط ُه‪،‬كث َرت ذنوبه‬ ‫كالم ُه‪،‬كث َرسقطه‬ ‫قال ُع َمر‪(:‬من كثر‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫النارأولى ِب ِه)‪.‬‬
‫اللسان)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫األ ض َأ َح ُ‬ ‫َ‬
‫قال ابن مسعود ‪‬‬ ‫‪-‬‬
‫جن ِمن ِ‬‫ِ ِ ٍ‬‫س‬ ‫بطو‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫‪(:‬وهللا الذي ال إله إال هو‪،‬ما على‬
‫ِ‬
‫أفضل‪َ ،‬ألنَّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫طق؟فقال‪(:‬النطقُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫قيس‪ :‬أيهما أفضل‪:‬الصمت ٍأم الن‬ ‫ف بن ٍ‬ ‫تذاكروا ِعند األحن ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫فضل الصمت ال يعدو صاح َب ُه‪،‬واملَنط ُق َ‬
‫الحسن َينت ِف ُع ِب ِه َمن َس ِم َع ُه)‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫كرم جا َر ُه)‪:‬‬
‫ِ‬
‫(ف ُ‬
‫لي‬ ‫قوله ﷺ‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫(ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ‬

‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [النساء‪]36:‬‬

‫َُ‬
‫▪ وقد اختلف املف ِسرون ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الجار ُ‬ ‫ٌ‬
‫قرابة‪،‬و( ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬فمنهم َمن قال‪ُ ( :‬‬
‫األجنبي‪,‬‬‫الجنب)‪:‬‬ ‫‪:‬الجار الذي له‬ ‫الجار ذو القربى)‬
‫َ‬
‫املرأة في(الجار ذي القربى)‪،‬ومنهم من أدخلها في(الجار ُ‬
‫الجنب)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ومنهم من أدخل‬
‫الجار ذو‬ ‫السفر في ( الجار ُ‬
‫الجنب) ‪،‬ومنهم من قال ‪ُ (:‬‬ ‫الر َ‬
‫فيق في َّ‬ ‫ومنهم من أدخل َّ‬
‫ِ‬
‫القربى)‪:‬الجاراملسلم‪،‬و( ُ‬
‫الجارالجنب)‪:‬الجارالكافر ‪,‬‬
‫ٌ‬ ‫‪:‬جار له ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫ثالثة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫واحد‪،‬وهو أدنى‬ ‫حق‬ ‫‪ -‬وفي ( مسند البزار ) من حديث جابر مرفوعا‪( :‬الجيران‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫حقا َّ‬
‫‪،‬فأما الذي له‬ ‫ُ‬
‫أفضل الجيران‬ ‫‪،‬وجار له َحقان‪،‬وجار له ثالثة حقوق وهو‬ ‫ٌ‬ ‫الجيران حقا‬
‫مسلم‪،‬له ُّ‬
‫ان‪،‬فجار ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫حق الجوار‪َّ ،‬‬‫فجارمشرك‪ ،‬ال َرح َم له‪ ،‬له ُّ‬ ‫واحد‪ٌ ،‬‬ ‫حق ٌ‬ ‫ٌّ‬
‫حق‬ ‫وأما الذي له حق‬ ‫ِ‬
‫حق اإلسالم‪ُّ ،‬‬ ‫مسلم ذو رحم‪،‬له ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫اإلسالم ُّ‬
‫وحق‬ ‫الجوار‪،‬وأما الذي له ثالثة حقو ٍق‪ ،‬فجار‬ ‫وحق‬
‫الر ِحم)‪.‬ضعيف‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫وار‪،‬وحق َّ‬ ‫الج‬
‫ُُ‬ ‫ُ‬
‫الجنب) ‪ :‬البعيد الجوار‪.‬‬ ‫القريب املالصق‪،‬و (الجار‬ ‫‪ -‬وقيل ‪ (:‬الجارذو القربى )‪:‬هو‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫قالت‪ :‬قلت يا رسول هللا‪ ،‬إن لي جا َرْي ِن فإلى ِأيهما أهدي؟‬ ‫‪َ -‬عن عا ِئشة‬
‫ً‬
‫أقربهما منك بابا) خ‪.‬‬
‫قال ‪ (:‬إلى ِ‬
‫‪٦٩‬‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫طائفة ب‪َّ :‬‬ ‫وأما ( َّ‬
‫الص ُ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫الزوجة ‪ ،‬وفسره طائفة ‪-‬منهم ‪:‬ابن عباس‪ -‬ب‬ ‫احب بالجنب )؛ففسره‬
‫إخراج الصاحب املال م في الحضر َّإنما أ ادوا َّ‬
‫أن صحبة السفر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الرفيق في السفر‪،‬ولم يريدوا‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫تكفي‪،‬فالصحبة الدائمة في الحضرأولى‪.‬‬
‫َ ٌ‬ ‫تقدير ُه الى ُ‬
‫العرف وقالت طا ِئفة ِمن‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬في ُ‬
‫رجع‬
‫ٌ‬
‫حديث َ‬ ‫َ‬
‫وار ِمن الدار؛لم َي ِص َح فيه‬ ‫الج‬ ‫▪ َو َح َّ‬
‫د‬
‫ِ ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫السلف‪ :‬أربعون دارا‪.‬‬
‫أهمية حقوق الجار‪:‬‬
‫ِ‬ ‫▪ وفي‬
‫َّ َ َ ُ َ َّ ُ ُ ُ‬
‫سي َو ِرث ُه) خ م ‪.‬‬ ‫الجارحتى ظننت أنه‬ ‫وص ِيني ِب ِ‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ‬
‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ‪(:‬ما زال ِجب ِريل ي ِ‬
‫َ ُ‬
‫َ‬ ‫‪،‬وَّللا ال ُي ْؤم ُن‪،‬من ال ْيأ ُ‬
‫من جا ُر ُه َب َوا ِئق ُه) خ‪،‬‬ ‫(وَّللا ال ُي ْؤم ُن َّ ُ ْ ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫‪،‬وَّللا ال يؤ ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬قال َرسول هللا ﷺ‪ِ :‬‬
‫الفتك و الغائلة ‪.‬‬‫ُ‬ ‫جمع با ِئقة‪ ،‬وهي؛‬ ‫مح ‪َ |.‬ب َوائ َق ُه‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫جائع)‪ .‬حاكم‪-‬صحيح‪.‬‬ ‫يشب ُع وجا ُر ُه ٌ‬ ‫املؤمن َّالذي َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬قال َرسو ُل هللا ﷺ‪َ (:‬‬
‫ليس‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ََ ً ََ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬قال َرسو ُل هللا ﷺ‪(:‬يا أبا ذر‪ ،‬إذا طبخت مرقة فأك ِثرماءها وتعاهد جيرانك)م‪.‬‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫مسعود ‪ ,‬قال‪(:‬سألت رسول هللا ﷺ ُّ‬
‫أي الذنب أعظم عند هللا؟) قال‪( :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -‬عن عبدهللا بن‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َََ‬
‫طع َم معك) قلت‪:‬‬ ‫اف أن َي َ‬ ‫تجعل هلل ِن ًّدا‪،‬وهو خلق َك) قلت‪ :‬ثم أ ُّي؟ قال‪(:‬وأن تقتل ولدك تخ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ثم أ ُّي؟ قال‪ ( :‬أن ت َزا ِني َح ِل ْيلة َجا ِر َك) خ م‪.‬‬
‫َ‬
‫كرم ضيف ُه) ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫‪ )4‬قوله ﷺ‪(:‬فلي ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫الضيف‪ُ :‬ك ُّل َمن َ‬ ‫َّ‬
‫فيجت ِم ُع فيه َوصفان‪:‬‬ ‫قص َد َك ِمن غير َبل ِدك‪،‬‬ ‫▪‬
‫ً‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫داخ ِل ِه ُس َّم َي(زا ِئرا)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫كان‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫د‪،‬ف‬ ‫ل‬ ‫الب‬ ‫ج‬ ‫خار‬
‫ِِ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫‪ .1‬أنه يكو ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫توج ًها َ‬ ‫‪َّ .2‬أن ُه يكو ُن ُم َ‬
‫البلد‪.‬‬ ‫بك‪،‬فقص َد دا َرك دون غ ِير َك ِمن أهل‬ ‫َ‬ ‫نازال‬‫ِ‬ ‫إليك‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فهو ضيف َي ِج ُب حق ُه وال َي َس ُع َك َر ُّد ُه‪.‬‬ ‫إجت َم َع هذان الوصفان َ‬ ‫*فأذا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كرم ضيف ُه جا ِئ َزت ُه‪،‬قالوا‪ :‬وما جا ِئ َزت ُه؟ قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫‪ -‬قال ﷺ‪(:‬من كان يؤم ُن باهلل واليوم األخر ُ‬
‫‪،‬فلي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ثالثة َأ َّيام‪،‬وما كان َ‬
‫بعد ذلك فهو َ‬ ‫َُ ُ‬
‫ند ُه َحت ٰى‬ ‫صدقة‪،‬وال ي ِح ُّل ل ُه أن يثو ِع‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫يوم وليلة‪،‬والضيافة‬
‫حر َج ُه)خ م‬
‫ي ِ‬
‫ُ‬
‫‪٧٠‬‬

‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ُ‬


‫بقوم‪،‬فأمروا لكم بما ينبغي للضيف‪،‬فاقبلوا فأن لم يفعلوا فخذوا ِمنهم‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫لت‬ ‫‪ -‬قال ﷺ‪(:‬إن نز‬
‫َ َ‬
‫ينبغي ل ُهم) خ م‬ ‫َح َّق الضيف الذي‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ ُ َ ُ‬
‫األولى)‪َ ( ,‬ول ُه املطال َبة بذلك إذا َمن َع ُه ألن ُه َح ٌق واجب)‪.‬‬
‫يجب اال الجا ِئزة ٰ‬ ‫‪ -‬قال األمام أحمد‪(:‬ال ُ‬
‫يأك ُل ُه‪َ ،‬‬
‫هو‬
‫ُ‬
‫أطيب ما‬ ‫ف َل ُه ‪ -‬في اليوم واليلة‪ -‬م َن الطعام َ‬ ‫َّ َ‬
‫يتكل‬ ‫أن‬ ‫يه‬ ‫ل‬
‫َٓ‬
‫ويه‪(:‬ع‬ ‫‪ -‬قال ُحميد بن َز َ‬
‫نج‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طعام ِه)‪.‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫الثالث‪:‬يطع ُم ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫تمام‬ ‫‪،‬وفي‬ ‫َوع َي ُال ُ‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
٧١
‫‪٧٢‬‬

‫الحديث السادس عشر‪:‬‬


‫ُ‬
‫النهي عن الغضب ) ‪:‬‬ ‫❖(‬
‫▪ هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم‪ ،‬فهو من أفراده عليه‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪،‬منها‪:‬‬ ‫ات ِ‬ ‫وجاء بعد ِة رواي ٍ‬ ‫▪‬
‫َ ََ‬ ‫ات َأ ِع ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ ً‬
‫يش ِب ِه َّن‪،‬وال ُتك ِثر َعل َّي فأنس ى‪،‬فقال َرسو ُل‬ ‫َ‬
‫‪) -‬أن َرجال قال لرسول هللا ﷺ‪:‬ح ِد ِثني ِبك ِل َم ٍ‬
‫الث َم َّرات‪َ ،‬‬ ‫َ َ َّ ُ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫فعاد ر ُسو ُل هللا ﷺ بمثل ذلك(مح‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫هللا ﷺ‪(ِ :‬إجت ِن ِب الغضب) ‪,‬فعاد الرجل ث‬
‫صحيح‪-‬‬
‫َّ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫‪َ -‬ق َ‬
‫بي ما‬ ‫الن ُّ‬ ‫الر ُجل‪:‬ففكرت ِحين قال‬ ‫وص ِيني‪،‬قال‪(:‬ال تغضب)‪،‬قال‪ :‬قال َّ‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫هللا‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬يا‬ ‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ج‬ ‫ال َر ُ‬
‫َّ ُ َّ‬ ‫َ َ‬
‫يجم ُع الش َّركله)مح‪-‬صحيح‪-‬‬ ‫ض ُب َ‬ ‫قال‪،‬فإذا الغ‬ ‫ِ‬
‫عز َو َجل؟ قال‪:‬‬ ‫ضب هللا َّ‬ ‫َ َ‬
‫غ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫د‬‫عمرو‪،‬أن ُه َس َأ َل ُسو َل هللا ﷺ‪:‬ماذا ُيباع ُ‬ ‫َّ‬
‫‪َ -‬عن عبد هللا بن‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ر‬
‫َ َ ْ َ‬
‫(ال تغض ْب) مح‪-‬حسن‪-‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ََ ُ ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫الجنة‪ :‬قال‪(:‬ال تغضب َول َك‬ ‫دخل ِني‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫على‬ ‫ني‬ ‫ل‬ ‫‪،‬د‬ ‫هللا‬ ‫ل‬‫لت يا َرسو َ‬ ‫الدرداء‪،‬قال‪ :‬ق‬ ‫‪َ -‬عن أبي َّ‬
‫َ َّ‬
‫الجنة)ط‬
‫َ َ َ ُ ُ َ‬
‫ونهي ُه ﷺ عنه يشمل أمر ِين‪:‬‬
‫َ‬ ‫ضب‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫َ َ‬
‫الغ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫هي َ‬
‫ع‬ ‫الن ُ‬ ‫َّ‬
‫الحديث‬
‫ِ‬ ‫‪ )1‬وفي‬
‫ضب َو ُي َهي ُجه‪ُ.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ ْ َ‬
‫يحمل على الغ ِ ِ‬ ‫‪،‬من ك ِل ما ِ‬ ‫ولة ِإل ِيه ِ‬ ‫اب املوص ِ‬ ‫أ‪ .‬النهي عن أسب ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ََ َُ َ َ‬ ‫َّ‬
‫راج ُع نف َس ُه َح َّتى ت ْسكن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ض ُب ُه َ‪،‬بل َ‬
‫ي‬ ‫نفاذ َمقتض ى الغض ِب فال يمت ِثل ما أمره ِب ِه غ‬ ‫هي عن ِإ ِ‬
‫الن ُ َ‬ ‫ب‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ ُ َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ات هللا ف ِإن ُه‬ ‫ِ‬
‫ض ُب النتهاك ُح ُر َ‬
‫م‬ ‫ِ ِ‬ ‫االغ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫أم‬ ‫فس‪.‬‬ ‫للن‬ ‫قاما‬ ‫ت‬ ‫ن‬
‫ِ ِ‬ ‫إ‬
‫َ‬
‫كان‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫الغ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫نه‬ ‫ع‬ ‫نهى‬ ‫والذي ُ‬
‫ي‬ ‫‪ِ )2‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫جعل ُه َوف َق ما أ ِذنت به الشريعة‪،‬فال َي ُجوز‬ ‫‪،‬لكن شرطه؛أن ي‬ ‫َ‬
‫مأمور ِب ِه‪،‬وهو ِمن دال ِئ ِل ِإيما ِن ِه ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ ٌ‬
‫ُ َ َ ً‬
‫ن‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ َ‬
‫هللا عبادة‪ ،‬والعبادة ال تكو صحيحة‬ ‫ات ِ‬ ‫سخط هللا‪،‬فالغضب ِلحرم ِ‬ ‫لِل ِبما ي ِ‬ ‫له أن يغضب ِ ِ‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ً َّ‬
‫يعة‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫الش‬ ‫وفق‬ ‫ت‬ ‫كان‬ ‫ذا‬ ‫إ‬ ‫مأمورا ِبها ِإ ِ‬
‫ال‬
‫‪٧٣‬‬

‫ض ُب ُوت َسك ُن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫دف ُع َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُُ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬


‫‪،‬منها‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ه‬ ‫الغ‬ ‫نها‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫أسباب‬
‫ٍ‬ ‫عاطي‬ ‫ت‬ ‫الن ِب ُّي ﷺ يأمرمن غ ِضب ِب‬ ‫كان‬ ‫‪)3‬‬
‫ال النبيُّ‬ ‫‪،‬ف َق َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫غضبا‪،‬قد ِإحمر وجهه‬ ‫احبه م ِ‬ ‫بي ﷺ‪،‬وأحدهما يسب ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫الن ِعند‬ ‫إستب رج ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫نه ما َ‬ ‫قالها‪َ ،‬ل َذ َه َب َع ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ ً‬
‫يطان‬
‫ِ‬ ‫الش‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ ِ‬ ‫باهلل‬ ‫أعوذ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫د‪،‬‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫لو‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ﷺ‪(:‬إني ألعلم ك ِلم‬
‫ُ‬ ‫للر ُجل‪:‬أال َ‬
‫تسم ُع ما يقو ُل النبي ﷺ ؟!‪ ,‬قال‪(:‬إني لست َبمجنون!)خ ‪,‬م‪.‬‬ ‫الرجيم)‪,‬فقالوا َّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫لست َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خلق‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫)‪(:‬و‬ ‫!‬ ‫ن‬ ‫جنو‬ ‫بم‬ ‫ي‬ ‫إن‬ ‫الرجل‪(:‬‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫قو‬ ‫على‬ ‫كالمه‬ ‫في‬ ‫‪,‬‬ ‫‪-‬‬ ‫هللا‬ ‫حمه‬ ‫ر‬ ‫‪-‬‬ ‫حجر‬ ‫ٍ‬ ‫ابن‬ ‫الحافظ‬ ‫قال‬ ‫‪-‬‬
‫ََ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫أخرج ُه عن‬ ‫َ‬ ‫الغضب؛حتى‬ ‫ُ‬ ‫املأمور أن يكون كا ِفرا أو منافقا‪,‬أو كان غل َب عليه‬ ‫ِ‬ ‫بهذا‬
‫يزيل عنه ما كان به من َو َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫دل ُ‬ ‫جر الن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الغضب‪-‬بهذا‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫ه‬ ‫ذي‬ ‫ال‬ ‫‪-‬‬ ‫اصح‬ ‫ز‬ ‫اإلعتدال؛بحيث‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫؛وظن َّأن ُ‬ ‫وقيل‪:‬إن ُه من جفاة األعراب َّ‬ ‫َّ‬
‫يطان إال من به‬ ‫ِ‬ ‫الش‬ ‫من‬ ‫يستعيذ‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجواب الس يء!‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫ُجنون)!‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ ُُ َُ َ ٌ َ َ ْ َ ََ َ َ ُ َ َ‬
‫فاليضط ِجع)‬ ‫نه الغض ُب َ‪،‬وإال‬ ‫جلس‪،‬فأن ذهب ع‬ ‫قال ﷺ‪(ِ :‬إذا غ ِضب أحدكم وهو قا ِئم‪،‬فالي ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫د‪ -‬صحيح‪-‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫قال ﷺ‪(ِ :‬إذا غ ِض َب أ َح ُدكم فليسكت) قالها ثالثا مح‪-‬صحيح‪.-‬‬ ‫‪.3‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ُ َ ُ‬ ‫يطان ُخل َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َّ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬
‫باملاء‪ ،‬ف ِإذا‬ ‫نار‪ ،‬وإنما تطفأ النار ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫الش‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫يطان‪،‬و‬ ‫الش‬ ‫قال ﷺ‪(:‬الغضب ِمن‬ ‫‪.4‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫غ ِض َب أ َح ُدكم‪ ،‬ف َليت َوضأ)مح‪ .‬د‪-‬ضعيف‪-‬‬
‫انت َق َل ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫فلي َنتقل م ُ‬ ‫كان في َم َكان َ‬ ‫َ‬
‫النبي َعن‬ ‫فيه الشيطان‪،‬كما(‬ ‫املكان الذي حض َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫غير‬
‫ِ‬ ‫الى‬ ‫نه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َو ِإن‬ ‫‪.5‬‬
‫َ‬ ‫جر‪،‬أل َّن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نام فيه َ‬ ‫الوادي َّالذي َ‬
‫واد َحض َر ِف ِي ِه الشيطان)م‬ ‫ٍ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫الف‬ ‫صالة‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ َ‬
‫كظم الغيظ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ضل‬
‫‪ )4‬وجاء في ِ‬
‫ف‬
‫فس ُه ع َ‬‫‪:‬الذي يمل ُك َن َ‬ ‫َّ ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫الش ُ‬ ‫َ َّ‬
‫ند‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ديد‬ ‫الش‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫عة‪،‬إ‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫بالص‬ ‫ديد‬ ‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ ‪(:‬ليس‬
‫ُ َ‬ ‫ُّ َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫يصر ُع ُه (على وزن‪ :‬ف َعلة‪,‬‬‫جال أن َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يستطيع الر ُ‬ ‫ال‬ ‫ذي‬ ‫اال‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫الق‬ ‫ل‬ ‫ج‬‫ة‪:‬الر‬ ‫ع‬‫ر‬ ‫الص‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫خ‬‫ب)‬ ‫ض‬ ‫الغ‬
‫َُ‬
‫للمبالغة؛مثل‪ُ :‬ه َم َزة‪،‬مل َزة)‪.‬‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َْ ً َ ُ َ َ ٌ ََ َ ْ َْ ُ َ ُ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ‬
‫بحان ُه َوت َعالى َعلى‬ ‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ‪ (:‬من كظم غيظا وهو ق ِادر على أن ينفذه‪،‬دعاه هللا س‬
‫ْ ُ َ‬
‫ورش َاء) مح‪ ،‬ت‪ ،‬د‪ ،‬ج‪َ -‬ح َسن‪-‬‬ ‫ح‬‫ال‬ ‫أي‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ُر ُؤوس ْال َخ َالئق َي ْو َم ْالق َ‬
‫يامة َح َّتى ُي َخي َر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪٧٤‬‬

‫َ‬
‫كظ َم عبدٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫يكظمها عبد‪،‬ما‬
‫غيظ ِ‬ ‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ ‪(:‬ما ِمن جرع ٍة أحب إلى ِ‬
‫هللا ِمن جرع ِة ٍ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫هلل إال َملئ ُه هللا جوف ُه إيمانا) مح‪َ -‬ح َسن‪-‬‬
‫‪ )5‬هدي النبي ﷺ في الغضب ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ينتق ُم لنفسه‪ ،‬ولكن إذا انتهكت حرمات هللا لم َيق ْم ِلغضبه ش يء‪,‬‬ ‫َ ُ‬
‫‪ .1‬كان ﷺ ال يغضب وال ِ‬
‫ً‬
‫‪ .2‬ولم يضرب بيده خادما وال امرأة‪,‬‬
‫َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ‬
‫‪ -‬قال أنس ‪ ‬قال‪(:‬خدمت الن ِبي ﷺ عشر ِس ِنين‪،‬فما قال ِلي‪:‬أ ٍف‪،‬وال ِ‪:‬لم صنعت ؟وال‪:‬أال‬
‫ََ َ‬
‫صن ْعت )ق‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُُُ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬
‫عن خل ِق رسول هللا ﷺ‪،‬فقالت ‪ (:‬كان خلقه القرآن)م‪.‬تعني ‪:‬أنه كان‬ ‫وسئلت عائشة‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫تأدب بآدابه‪،‬وتخلق بأخالقه‪،‬فما مدحه القرآن‪،‬كان فيه رضاه‪،‬وما ذمه القرآن‪،‬كان فيه‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُُُ‬
‫سخطه‪،‬وجاء في رواية عنها‪،‬قالت ‪(:‬كان خلقه القرآن َيرض ى ِلرضاه َويسخط‬
‫لسخطه)أخرجه أبو عبيد في ‪-‬فضائل القرآن‪-‬‬
‫ً‬
‫واج ُه أحدا بما يكره‪،‬بل تعرف الكراهة في وجهه؛‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وكان ﷺ ِلشد ِة حيائه ال ي ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫حياء من العذر ِاء في ِخ ْدرها‪،‬فإذا رأى شيئا‬ ‫أشد ً‬ ‫بي ﷺ َّ‬ ‫الن ُّ‬ ‫كما قال أبي سعيد الخدري‪(:‬كان‬ ‫‪-‬‬
‫يكرهه‪،‬عرفناه في وجهه)خ‪,‬م‪.‬‬
‫غير‬ ‫‪،‬شق عليه ﷺ‪َ ,‬وت َّ‬ ‫ابن مسعود َقو َل القائل‪(:‬هذه قسمة ما أريد بها وجه هللا) َّ‬ ‫وملا َّبل َغه ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ٍ‬
‫أوذ َي موس ى بأكثرمن هذا فصبر) خ‪,‬م‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫وجهه‪،‬وغ ِضب‪،‬ولم ي ِزد على أن قال ‪(:‬قد ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫وكان ﷺإذا رأى‪،‬أو َس ِم َع ما يكرهه هللا‪،‬غ ِض َب لذلك‪،‬وقال فيه‪،‬ولم َي ْسكت‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫َّ ْ َ‬ ‫وجه ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ َّ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫شد‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫إن‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫وهتكه‪،‬وقال‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫‪،‬فت‬ ‫تصاوير‬ ‫فيه‬ ‫سترا‬ ‫فرأى‬ ‫عائشة‬ ‫بيت‬ ‫وقد دخل‬ ‫‪-‬‬
‫الص َ‬‫ذين ُيصو ُرو َن هذه ُّ‬ ‫يوم القيامة َّال َ‬ ‫عذابا َ‬‫ً‬ ‫َّ‬
‫ور)خ‪,‬م‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس‬ ‫ِ‬ ‫الن‬
‫ُ‬
‫الصالة معه‪،‬‬ ‫يتأخر بعضهم عن َّ‬ ‫َ‬ ‫اإلمام الذي ُيطيل بالناس صالته حتى‬ ‫ُ‬ ‫وملا ش ِك َي إليه‬ ‫‪-‬‬
‫َّ‬ ‫ه‪،‬وو َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫اس‪،‬وأمربالتخفيف) م‪.‬‬ ‫الن َ‬ ‫غضب َ عظ‬ ‫ُ‬ ‫(غ ِض َب‪ ،‬واشتد‬
‫‪٧٥‬‬

‫َّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ َ َ‬


‫إن أحدك ْم إذا‬ ‫خامة في قبلة املسجد‪،‬تغ َّيظ‪،‬وحكها‪،‬وقال صلی هللا علیه وسلم ‪(:‬‬ ‫‪ -‬وملا رأى الن‬
‫نخ َم َّن حيال وجهه في َّ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫الصالة َّ‬
‫الة) خ‪,‬م‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الص‬ ‫ِ‬ ‫يال َو ْج ِه ِه‪،‬فال يت‬
‫‪،‬فإن هللا ِح َ‬
‫ِ‬
‫كان في َّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫(أسأل َك َكل َمة َ‬ ‫كان من ُ‬
‫َ‬
‫والرضا)مح‪،‬ن‪-‬صحيح‪-‬‬ ‫ِ ِ‬‫ب‬ ‫ض‬ ‫الغ‬ ‫في‬ ‫ق‬ ‫الح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫ﷺ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫عاء‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫‪ .5‬و ِ‬
٧٦
‫‪٧٧‬‬

‫الساب َع َع َشر‪َ:‬‬ ‫ُ‬


‫الحديث َّ‬
‫ِ‬
‫(األمرباإلحسان ‪,‬والر ُ‬
‫فق بالحيوان ) ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫❖‬
‫ِ‬
‫▪ هذا الحديث أخرجه مسلم وحده دون البخاري فهو من أفراده عنه‪.‬وأوله عنده‪( :‬اثنتان‬
‫َّ‬ ‫ََ ُ‬
‫حفظتهما من رسول هللا ﷺ‪،) ...‬ولفظه في النسخ التي بأيدينا‪(:‬فأ ْح ِسنوا الذبح)‪.‬‬
‫َُ َ ُ َ‬ ‫َ ً َ ً‬ ‫َ‬
‫اإلحسان على ِكل ش ٍيء )أي‪:‬ك َت َب ُه شرعا أو ق َد َرا‪،‬فالكتابة تحت ِمل أمر ِين‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ )1‬قوله ﷺ ‪َ :‬‬
‫(كتب‬
‫َ‬ ‫ٌَ‬ ‫َّ َ‬
‫األ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ َّ ً‬ ‫َ‬
‫هللا الذي‬ ‫قدير ِ‬
‫ِ‬ ‫بت‬ ‫حسان‬
‫ِ‬ ‫اإل‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫جا‬ ‫شياء‬ ‫املعنى‪:‬أن‬ ‫ن‬ ‫‪،‬فيكو‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫قد‬ ‫ة‬ ‫تاب‬ ‫الك‬ ‫ن‬
‫أ‪ .‬أن تكو ِ‬
‫َ‬
‫ص َّي َرها َعل ِيه‪.‬‬
‫َ‬

‫َ ُ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫هو ك ُّل ش ٍيء‪.‬‬ ‫املكتوب عليه‪:‬‬ ‫و‬ ‫اإلحسان‪.‬‬ ‫فاملكتوب هنا‪ :‬هو ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َّ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عباد ِه اإلحسان إلى ك ِل ش ٍيء‪.‬‬ ‫الكتابة شرعية‪،‬فيكون املعنى‪ :‬إن هللا كتب على ِ‬ ‫ب‪ .‬أن تكون ِ‬
‫ً‬ ‫ملكتوب ُهنا‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫اإلحسان أيضا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هو‬ ‫فا‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫يه َ‪:‬و ُه ُم العباد‪ُ -‬‬ ‫َ َُ‬
‫حس ُن إل ِيه‪.‬‬ ‫مذكور‪-‬و إنما املذكور‪:‬امل‬
‫ٍ‬ ‫غير‬ ‫ِلكن املكتوب ع ِ‬
‫ل‬ ‫َّ‬

‫ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫الحديث صال ٌح َ‬ ‫ُ‬


‫رعية جميعا على املعنى املتق ِد ِم في ك ٍل‪.‬‬ ‫تين القد ِري ِة و الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫للكاب‬ ‫ِ‬ ‫▪ و‬
‫حسان ثالثة‪:‬‬‫اإل‬ ‫▪ َو َموار ُ‬
‫د‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خالقك باإلحسان‪:‬قالﷺ‪(:‬أن تعبد هللا كأنك تراه‪،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك)خ‪،‬م‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫عام‬
‫أ‪ِ .‬‬ ‫ت‬

‫باإلحسان‪:‬‬ ‫ك‬ ‫ب‪ُ .‬تعام ُل َ‬


‫نفس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫(عل ْي ُكم م َن ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫الع َم ِل ما‬ ‫ِ‬ ‫تحتملها‪.‬قالﷺ‪:‬‬
‫فسك مشقة ال ِ‬ ‫‪ -‬فتتوسط في أمورك‪،‬وال تشق على ن ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫ت ِطيقون)خ‪ ،‬م‪.‬‬
‫َ َ ُ‬ ‫َُ َ‬
‫دينك و ُدنياك‪.‬‬
‫‪ -‬وال تف ِرط فيما ينفعك في ِ‬
‫‪٧٨‬‬

‫ج‪ .‬ت ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫باإلحسان ‪:‬‬
‫عامل املخلوقين؛(الزوج‪،‬الوالدين‪،‬األوالد‪...‬الخ) ِ‬
‫ُ‬ ‫أوج َب ُ‬‫‪ -‬وهو القيام بما َ‬
‫هللا ِمن حقو ِق ذلك ك ِله‪.‬‬
‫ُّ‬
‫كل ش يء‬‫كل ش يء من األعمال‪،‬لكن إحسان ِ‬ ‫▪ وهذا الحديث يدل على وجوب اإلحسان في ِ‬
‫بحسبه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬فاإلحسان في اإلتيان بالواجبات الظاهرة والباطنة اإلتيان بها على وجه كمال واجباتها‪،‬‬
‫َّ‬
‫مستحباتها فليس بواجب‪,‬‬ ‫َّ‬
‫واجب‪،‬وأما اإلحسان فيها بإكمال‬ ‫فهذا القدرمن اإلحسان فيها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫‪،‬االنتهاء عنها وترك ظاهرها وباطنها‪،‬كما قال تعالى‪(:‬ﭲ‬ ‫املحرمات‬ ‫‪ -‬واإلحسان في ترك‬
‫ٌ‬
‫واجب‪،‬‬ ‫ُ‬
‫القدرمن اإلحسان فيها‬ ‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ) [األنعام‪,]120:‬فهذا‬
‫َ ُّ‬ ‫ُ‬
‫وأما اإلحسان في الصبر على املقدورات‪،‬فأن يأتي بالصبر عليها على وجهه‪،‬من غير ت َسخط‬ ‫‪َّ -‬‬

‫وال َج َز ٍع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪،‬القيام بما أوجب هللا من حقوق ذلك‬ ‫‪ -‬واإلحسان الواجب في معاملة الخلق ومعاشرتهم‬
‫ِكله‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ها‪،‬والقدرالزائد‬ ‫‪،‬القيام بواجبات الوالية ِكل‬ ‫‪ -‬واإلحسان الواجب في والية الخلق وسياستهم‬
‫إحسان ليس بواجب‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫على الواجب في ذلك ِكله‬
‫والدواب‪،‬إزهاق نفسه على أسرع الوجوه‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬واإلحسان في قتل ما َيجوز قتله من الناس َّ‬
‫َّ‬
‫التعذيب‪،‬فإنه ٌ‬
‫إيالم ال حاجة إليه‪،‬‬ ‫وأسهلها وأوحاها يعني أسرعها من غيرزيادة في‬ ‫ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثال م َن اإلحسان َّيتض ُ‬ ‫ً َّ َ ُّ َ ً‬
‫قتل ما يجوز قتل ُه ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫حسان‬ ‫اإل‬
‫ِ‬
‫املقال َ‬
‫‪،‬وهو‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ )2‬ثم ذكر النبيﷺ م‬
‫البها ِئم‪.‬‬‫الناس و َ‬
‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حس ِنوا هيئة‬ ‫ِ‬ ‫القتل‪،‬وأ‬ ‫ة‬ ‫هيئ‬ ‫وا‬‫ن‬ ‫ِ‬ ‫حس‬ ‫‪،‬واملعنى‪:‬أ‬ ‫أي‪:‬الهيئة‬ ‫بحة)‪:‬‬ ‫ة)‪(،‬الذ‬
‫ِ‬ ‫تل‬ ‫(الق‬
‫ِ‬ ‫▪ و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فس ِه على َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الوجوه وأسه ِلها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أسر ِع‬ ‫هاق ن ِ‬‫ِ‬ ‫ز‬ ‫‪.‬بأ‬ ‫بح‬ ‫ِ‬ ‫الذ‬
‫الحربي‪،‬واملُ َرتد‪،‬والقاتل)‪،‬فال ُيع َّذ ُب َ‬ ‫ستحقا للقتل(كالكافر َ‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫القتل‬
‫ِ‬ ‫أثناء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫نسان‬ ‫اإل‬
‫ِ‬ ‫كان‬ ‫ذا‬ ‫‪ِ -‬‬
‫إ‬ ‫ف‬
‫َ ُ ُ ُ َ ُ َ‬ ‫ًَ‬
‫هذ ِه الحالة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫يه‬
‫ِ‬ ‫إل‬ ‫ن‬ ‫حس‬ ‫‪،‬وي‬ ‫ه‬ ‫ق‬‫ح‬ ‫ِ‬ ‫يست‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫ة‬ ‫زياد‬
‫‪٧٩‬‬

‫َ َ َ َّ‬ ‫َُ َ‬ ‫شيئا م َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫أما إذا ار َ‬


‫بي‬ ‫الن ُّ‬ ‫عل ِه‪(،‬كما فعل‬ ‫يب فيفع ُل ِب ِه نضير ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫عذ‬‫ِ‬ ‫الت‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫جريم ِت ِه‬ ‫تكب في‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫بالعر ِني ِن)خ‪ ،‬م‬ ‫َ‬
‫َ َّ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ٌ‬
‫سرية‪ ,‬تغزو في‬ ‫النبي ﷺ إذا بعث‬ ‫تجوزوقد كان ُّ‬ ‫هذ ِه ُمماثلة في القتل‪،‬ال ُمثلة‪،‬وأما املثلة فال‬ ‫و ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪(:‬كان رسول‬ ‫سبيل هللا‪,‬قال لهم‪(:‬ال ت َم ِثلوا‪,‬وال تقتلوا وليدا)م ‪,‬و قال عمران بن حصين‬
‫ُ ُّ‬
‫يحثنا على الصدقة‪ ,‬وينهانا عن املثلة)د‪-‬صحيح‪.-‬‬ ‫هللا ﷺ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫القتلة؟و الجواب على هذا؛من خمسة‬ ‫إحسان ِ‬ ‫ِ‬ ‫حصنة إذا َزنيا‪،‬من‬ ‫وامل َ‬ ‫حص ِن‬ ‫امل َ‬ ‫س‪/‬هل رجم‬ ‫‪)3‬‬
‫وجوه‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ه‪،‬فالر ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ََُ ٌ‬ ‫صل َوصف الش يء ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جم إحسان‪.‬‬ ‫تحس ِن الش ِرع ل‬ ‫ِ‬ ‫على‬ ‫قف‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫هللا‪،‬م‬ ‫دين‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫سن‬ ‫بالح‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ َ‬
‫األ َل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جميع َب َد ِن ِه‬
‫ِ‬ ‫إلى‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ِ ِ‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ة‪،‬‬‫ر‬‫جا‬ ‫بالح‬
‫ِ‬ ‫تل‬ ‫ُ‬ ‫الق‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫امل َ‬
‫حص‬ ‫اني‬ ‫الز‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫رع في َ‬ ‫القيم‪(:‬ش َ‬ ‫قال ابن‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ ُ‬ ‫َ ُ َ ََ‬
‫داع ق ٍو‬ ‫ِ ٍ‬ ‫نا‬‫الز‬ ‫الى‬ ‫اعي‬ ‫الد‬ ‫و‬ ‫تالت‪،‬‬ ‫الق‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫شن‬ ‫أ‬ ‫لة‬ ‫ت‬‫الق‬ ‫ِ‬ ‫لك‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫أل‬ ‫ِ‬ ‫بالحرام‪،‬و‬ ‫ة‬ ‫ذ‬ ‫الل‬ ‫اليه‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫حيث وص‬
‫ً‬
‫هذ ِه العقوبة تذكيرا‬ ‫في‬ ‫َّ‬
‫اعي‪،‬وألن‬ ‫الد‬ ‫ة‬ ‫قاب َلة َّ‬
‫قو‬ ‫لطة هذه العقوبة في ُم َ‬ ‫ُ‬
‫فج َعلت ِغ‬ ‫في الطباع‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُ‬
‫الفاحشة)الصالة ُ‬ ‫هللا لقوم ٍ َّ‬ ‫َ‬
‫وحكم تاركها‪.‬‬ ‫جم بالحجارة‪،‬على ارتكاب‬ ‫لوط بالر ِ‬ ‫لعقوب ِة ِ ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫‪،‬ناس َب أن يكون ال َح ُّد عظيما‪.‬‬ ‫كبيرا َ‬ ‫نب عظيما‬ ‫الذ ُ‬ ‫لصاحبها‪.‬و كان هذا‬ ‫ِ‬ ‫الحدود كفارة‬ ‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫ُشر َ‬
‫والبيوت‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نساب‬
‫ِ‬ ‫األ‬ ‫‪،‬و‬ ‫عراض‬
‫ِ‬ ‫لأل‬ ‫فظا‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫هذا؛‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ ً َّ ً‬ ‫ً‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قوية‬ ‫باطشة‬ ‫من و األمان‪،‬وتعريف الناس‪،‬خاصة أهل الفساد‪.‬أن هناك يدا ِ‬ ‫حصول األ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫شديدة على أهل البغي و الفساد‪.‬‬
‫ُ َّ‬ ‫مص َّنفات العلماء‪َ :‬‬
‫(كتاب الذبائح) وذكروا‬ ‫يوج ُد‬ ‫ِ‬
‫‪( )4‬أما بالنسبة للذبح)‪ :‬ففي كتب الفقه في َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫اآلداب واألحكام‪.‬‬ ‫ن‬ ‫فيه ما َو َر َد م َن األحاديث واآلثار‪،‬وما َي َخ ُّ‬
‫ص ُه م َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫▪ من األحاديث النبوية في هذا الباب ‪:‬‬
‫َ ُ َ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َ ُ َّ‬ ‫تصبر َ‬‫َ‬ ‫‪ -‬قال أنس ‪(:‬أن الن َّ‬
‫بل‬
‫ِ‬ ‫بالن‬ ‫البها ِئم)خ‪,‬م‪ .‬وهو‪:‬أن تحبس البهيمة‪،‬ثم تضرب‬ ‫بي ﷺنهى أن‬
‫َ‬
‫ونحو ِه حتى تموت‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪٨٠‬‬

‫َّ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ً َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫أبن ُع َم َ‬‫أن َ‬ ‫َّ‬


‫وم نصبوا دجاجة يرمونها‪،‬فقال‪:‬من فع َل هذا؟! (أن َرسول ِ‬
‫هللا‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫ﷺ َل َع َن َمن َف َع َل هذا)خ‪,‬م‪ .‬و قال ابن عباس ‪(:‬نهى رسول هللا ﷺأن ُي َّتخذ ش ٌيء فيه ُّ‬
‫الر ُح‬
‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ً‬
‫بالسهام‪.‬‬ ‫غرضا) م ‪.‬و الغ َرض‪:‬هو الذي يرمى فيه ِ‬
‫ُ‬ ‫ند َذبح َ‬ ‫َ‬ ‫بالذ َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ َََ َ‬
‫قال‪:‬م َّررسو ُل هللا‬
‫َ‬ ‫سعيد الخدري‬ ‫ٍ‬ ‫أبي‬ ‫ن‬ ‫ها‪،‬ع‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ة‬
‫ِ ِ‬ ‫بيح‬ ‫فق‬‫ِ ِ‬‫بالر‬ ‫ُ‬
‫مر‬ ‫األ‬ ‫وقد ورد‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ َ ُ ُّ َ ً ُ ُ‬
‫سالف ِتها) ج‪.‬‬ ‫ﷺ ِبرج ٍل‪،‬وهو يجرشاة ِبأذ ِنها‪،‬فقال ﷺ‪(:‬دع أذنها‪ ،‬وخذ ِب ِ‬
‫ُ َ َّ ُ ُ ُ‬
‫العنق‪.‬‬ ‫السالفة‪ :‬مقدم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪،‬وهو ُي ِح ُّد شفرته َو ِه َي‬
‫صفحة شاة َ‬
‫ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ل‪،‬واض ٌع ِرجل ُه على‬ ‫ِ‬ ‫هللا ِب َر ُج‬ ‫ُ‬
‫اس قال‪:‬م َّر َرسول ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ابن عب ٍ‬ ‫عن ِ‬ ‫‪-‬‬
‫قبل‬‫موتات؟! َه َّال َح َد ْد َت َش ْف َرَتك َ‬ ‫ها‬ ‫ت‬‫ريد أن تمي َ‬‫بل َهذا؟! َأ ُت ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ َ‬
‫ال‬ ‫(أف‬ ‫ا‪،‬فقال‪:‬‬ ‫صر َ‬
‫ه‬ ‫ظ إ َليه ب َب َ‬ ‫َ ُ‬
‫ٍ‬ ‫تلح ِ ِ ِ ِ‬
‫ُ‬
‫ضجعها؟!) ط‪،‬حاكم‪-‬صحيح‬ ‫أن ِ‬ ‫ت‬
‫الش ُاة إن َ ح َ‬
‫متها َر َح َم َك‬ ‫ر‬
‫َ َّ‬
‫(و‬ ‫ها‪،‬فقال‪:‬‬ ‫م‬
‫َ‬
‫الشاة‪ ،‬وأنا أر َح ُ‬ ‫ح‬ ‫َأ َّن َر ُج ًال قال‪:‬يا رسو َل هللا‪،‬إني َأل َذب ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫هللا)مح‪-‬صحيح‪.-‬‬
٨١
‫‪٨٢‬‬

‫امن َع َشر‪َ:‬‬ ‫ُ‬


‫الحديث الث َ‬
‫ُ ُ ُُ‬
‫سن الخلق ) ‪:‬‬ ‫❖( التقوى و ح‬
‫▪ هذا الحديث رواه الترمذي من حديث أبي ذر‪،‬ثم رواه من حديث معاذ بن جبل وقال‪:‬‬
‫َ‬
‫(نحوه)‪،‬ولم َي ُسق لفظه‪.‬ثم قال‪ :‬قال محمود بن غ ْيالن‪ -‬وهو أحد شيوخه‪:-‬والصحيح‬
‫ً‬
‫حديث أبي ذر‪،‬أي‪:‬أن الحديث مروي محفوظا عن أبي ذر وليس ملعاذ بن جبل رواية‬
‫له‪،‬وغلط بعض الرواة فجعلوه عن معاذ بن جبل‪،‬وإسناده ضعيف‪،‬و ُروي من وجه ال يثبت‬ ‫ِ‬
‫منها ش يء‪.‬‬
‫َّ‬
‫بد َحق ِين‪:‬‬ ‫بين حقوق هللا و حقوق عباده‪َ ،‬فإ َّن على َ‬
‫الع‬ ‫َ‬
‫عاذ‬
‫َّ ُ َّ ُ‬ ‫▪ و َج َم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بي ِ ٍ‬
‫مل‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ة‬ ‫صي‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ع‬
‫الس َيئة َ‬
‫الح َسنة‪.‬‬ ‫نه ُهنا‪:‬التقوى‪َ ،‬وإتباع َ‬ ‫واملذكورم ُ‬
‫ُ‬ ‫هللا‪:‬‬ ‫ق‬‫أ‪َ .‬ح ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عام َل ُة الخلق بالخلق َ‬
‫الح َسن ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫واملذكورم ُ‬
‫نه ُهنا‪ُ :‬م َ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪َ .‬ح ُّق العباد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪ )1‬قوله ﷺ‪(:‬إت ِق هللا حيثما كنت) ‪:‬‬
‫َّ‬
‫طاب الشرع‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ًَ َُ َ َ‬ ‫ُ‬
‫▪ (التقوى)‪:‬إتخاذ‬
‫ثال ِخ ِ‬ ‫العبد وقآية بينه وبين ما يخشاه بإم ِت ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫الحسن‪(:‬املُ َّتقو َن َّات َقوا ما ُحر َم َع َليهم‪ُّ ،‬‬
‫ض َعليهم)‬ ‫وأدوا ما افت ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫الليل‪،‬والتخليط فيما َب ْين‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬وقال ُع َمربن عبد العزيز‪(:‬ليس تقوى هللا بصيام النهار‪،‬وال بقيام‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذلك‪،‬ولكن تقوى هللا ُ‬
‫افترض هللا‪،‬فمن ُر ِزق بعد ذلك خيرا‪،‬فهو‬ ‫ُ‬
‫هللا‪،‬وأداء ما‬ ‫حرم‬‫ترك ما َّ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫خير إلى خير)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫تترك‬‫ثوا َب هللا‪،‬وأن َ‬ ‫نور ِم َن هللا‪،‬ترجو‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫‪ -‬قال طلق بن حبيب‪(:‬التقوى أن تعمل ِبطاع ِة هللا‪،‬على ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫عقاب هللا)‪.‬‬‫َ‬ ‫نور ِم َن هللا‪ ،‬تخاف‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫هللا‬ ‫معصية‬
‫ً‬ ‫بن مهران‪ (:‬املُ َّتقي ُّ‬ ‫‪ -‬وقال ميمو ُن ُ‬
‫الشحيح ِلشريكه)‬
‫ِ‬ ‫الشريك‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫لنفسه‬ ‫محاسبة‬ ‫أشد‬ ‫ِ‬
‫قول ِه تعالى‪(:‬ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ)‬
‫مسعود ‪: ‬في ِ‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬و قال ابن‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ذك َر َفال ُي َ‬
‫ُ َ َ َ ُ َ َُ َ‬
‫نس ى‪،‬وأن ُيشك َرفال ُيكفر)‬ ‫[آل عمران‪ ]102:‬قال‪(:‬أن يطاع فال يعص ى‪،‬وي‬
‫‪٨٣‬‬

‫َ‬
‫راه الناس وال َيرونه‪.‬‬ ‫يث َي ُ‬ ‫َ ُ‬
‫الس ِروالعالنية‪،‬ح‬ ‫‪:‬في‬ ‫راد ُ‬
‫ه‬ ‫(ح ُيثما كنت)‪ُ :‬م ُ‬ ‫▪ َ‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الن ُّ‬ ‫َّ‬
‫يب والشهادة)مح‪,‬ن صحيح‪ -‬وخشية‬ ‫ِ‬ ‫الغ‬ ‫في‬ ‫ك‬ ‫خشيت‬ ‫بي ﷺيقول في دعائه ‪(:‬أسألك‬ ‫‪ -‬وكان‬
‫هللا في الغيب والشهادة هي من املنجيات‬
‫َْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ة‪،‬والو َر ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الحق ِعند َم ْن ُي ْر َجى‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫خلوة‪،‬وك‬ ‫في‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ُ‬
‫ثالثة‪:‬الجود‬ ‫األشياء‬
‫ِ‬ ‫ز‬ ‫الشافعي‪(:‬أ َع ُ‬ ‫َ‬
‫قال‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫َو ُيخاف)‬
‫أقر ُب‬
‫هو َ‬ ‫‪،‬وبار َزبالقبيح َمن َ‬ ‫‪ -‬قال ابو سليمان الداراني‪(:‬الخاس ُر َمن أبدى للناس صال َح َعمله َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الوريد)!‪.‬‬ ‫َإليه من حبل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ َ ُ َ‬ ‫‪َ -‬او َد َب ُ‬
‫وك ُب َها؟!)‪.‬‬ ‫الكواكب! قالت‪(:‬فأين م ِ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫عض ُهم أعرابية‪،‬و قال لها‪:‬ما َي رانا اال‬ ‫ر‬
‫نش ُد‪:‬‬ ‫َ ُ ُ‬
‫‪ -‬كان اإلمام أحمد ي ِ‬
‫وت َو َلكن ُقل َع َل َّي َر ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ََ َ َ َ ً َ َُ‬
‫قيب‬ ‫ِ‬ ‫خل‬ ‫هر َيوما فال تقل‬ ‫ِإذا ما خلوت الد‬
‫يب‬‫َوال َأ َّن ما َيخفى َع َليه َيغ ُ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ َ َ ً‬
‫اعة‬ ‫غفل س‬
‫ِ ِ‬ ‫وال تحسبن َّللا ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -‬وقال أبو الد داء ‪(:‬ل َي َّتق ُ‬
‫قلوب املؤمنين وهو ال يشعر‪،‬يخلو بمعاص ي هللا‪،‬‬ ‫أحدكم أن تلعنه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ر‬
‫البغض في قلوب املؤمنين)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫فيلقي هللا له‬
‫ُ‬
‫السرفيصبح وعليه مذلته) ‪.‬‬ ‫في‬ ‫َ‬
‫الذنب‬ ‫صيب‬ ‫إن الرجل َل ُ‬
‫ي‬ ‫التيمي ‪َّ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫سليمان‬ ‫‪ -‬قال‬
‫ِ‬
‫َ َ‬
‫القيام ِة ِبح َس ٍ‬
‫نات‬ ‫أقواما من ُأ َّمتي‪ ،‬يأتو َن َي َ‬
‫وم‬
‫ً‬
‫ن‬
‫َ‬
‫ألعل َم َّ‬ ‫حديث ثوبان‪،‬قال رسو ُل هللا ﷺ‪(:‬‬ ‫‪ -‬وفي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً َ ََ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬
‫جعلها هللا عزوجل هباء منثورا)‪.‬قال ثوبان‪:‬‬ ‫هامة بيضا‪ ،‬في‬ ‫بال ِت‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ج‬ ‫مثال‬ ‫أ‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حن ال نعل ْم‪.‬قال‪(:‬أما َّإنهم إخوانكم‪،‬‬ ‫فهم لنا‪َ ،‬جلهم لنا‪،‬أن ال نكون م ُنهم ون ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يا رسو َل هللا ِص ُ‬
‫أقوام إذا خلوا َبمحا م هللا َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ ُ‬
‫إنت َهكوها‬ ‫ِر‬ ‫ٌ‬ ‫‪،‬ولك َّن ُهم‬ ‫يل كما تأخذون ِ‬ ‫ومن ِجلد ِتكم‪،‬ويأخذون ِمن الل ِ‬ ‫ِ‬
‫)ج‪-‬صحيح‪.-‬‬
‫ٌ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ُ َّ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ً َّ‬ ‫الع ُ‬ ‫كان َ‬ ‫َ َ‬
‫نه‪-‬أحيانا‪ -‬تفريط في‬ ‫الس ِرو العالنية‪،‬مع أنه البد أن يقع ِم‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫ى‬ ‫قو‬ ‫بالت‬ ‫بد َمامورا‬ ‫‪ )2‬كما‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السيئة‪،‬وهو‪:‬أن ي ِتبعها بالحسنة‪ ,‬في قوله‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه‬ ‫التقوى أمره أن يفعل ما يمحوا ِب ِه ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫أتب ِع السيئة الحسنة تمحها) ‪.‬‬ ‫ﷺ‪ (:‬و ِ‬
‫‪٨٤‬‬

‫الل ُهمَّ‬‫َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ٌ َ ْ ً َ َ َ َّ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ‬


‫عن أ ِبي هريرة‪،‬ع ِن الن ِب ِي ﷺ‪ِ -‬فيما يح ِكي عن رِب ِه عزوجل‪-‬قال‪(:‬أذنب عبد ذنبا‪،‬فقال ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ْ ُ ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ ََْ‬ ‫ْ ْ َْ َ َ َ َ‬
‫ال ت َبا َر َك َوت َعالى‪:‬أذن َب َع ْب ِدي ذن ًبا‪،‬ف َع ِل َم أ َّن ل ُه َرًّبا َيغ ِف ُر الذن َب َو َيأخذ‬ ‫اغ ِفر ِلي ذن ِبي‪.‬فق‬
‫ً‬ ‫ْ ْ َْ َ َ َ ََ َ َ ََ َ َ َْ ََْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ ُ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ِبالذن ِب‪ .‬ثم عاد فأذنب‪،‬فقال‪:‬أي ر ِب‪،‬اغ ِفر ِلي ذن ِبي‪ .‬فقال تبارك وتعالى‪ :‬عب ِدي أذنب ذنبا‪،‬‬
‫ي‪.‬ف َق َ‬ ‫ْ ْ َْ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ ُ َ ًّ َ ْ ُ َّ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َّ ْ ُ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ال‬ ‫ال ‪:‬أ ْي َر ِب‪ ،‬اغ ِفر ِلي ذن ِب‬ ‫فع ِلم أن له ربا يغ ِفرالذنب ويأخذ ِبالذن ِب‪ .‬ثم عاد فأذنب‪،‬فق‬
‫ْ َ‬ ‫الذ ْنب‪ْ ،‬‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ ً َ َ َ َ َّ َ ُ َ ًّ َ ْ ُ َّ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َّ‬
‫اع َم ْل َما ِشئت‬ ‫ِ‬ ‫تبارك وتعالى‪:‬أذنب عب ِدي ذنبا‪،‬فع ِلم أن له ربا يغ ِفر الذنب ويأخذ ِب‬
‫غف َرم ُ‬ ‫ُ َّ َ َ َ ً َ َ‬ ‫َف َق ْد َغ َف ْر ُت َل َك)خ‪,‬م‪.‬يعني‪:‬ما َ‬
‫نه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬است‬ ‫ذنبا‬ ‫ب‬ ‫ذن‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫الحال‬ ‫ه‬
‫ِِ‬‫هذ‬ ‫على‬ ‫دام‬
‫َّ ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫ً َّ‬
‫وجاءمن حديث ابن مسعود مرفوعا ‪(:‬التا ِئ ُب ِم ْن الذن ِب ك َم ْن ال ذن َب ل ُه)ج‪َ -‬ح َسن‪.-‬‬ ‫‪-‬‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ َّ َ ْ َ ُ ْ ُ ُ ُ َّ َ ُ ُ ُ‬
‫ود ث َّم َي ْستغ ِف ُر ث َّم‬ ‫وب ِه ثم يع‬ ‫غفر ِمن ذن ِ‬ ‫قيل للحسن البصري‪(:‬أال يست ِحي أحدنا ِمن رِب ِه يست ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫َي ُعود؟!)‪ ,‬فقال‪َ (:‬و َّد الشيطان لو ظف َر ِمنكم ِب َه ِذ ِه! فال ت َملوا من اإلس ِتغفار)‪.‬‬
‫يل ُ‬‫ألقماع القو ِل َ‪،‬و ٌ‬ ‫ُ َْ ْ ُ َ ٌ ْ‬ ‫ْ‬ ‫النبي ﷺ‪(:‬ار َح ُموا ُت ْر َ‬‫َّ‬
‫للم ِص ِرين الذين‬ ‫ِ‬ ‫يل‬‫م‪،‬و‬ ‫لك‬ ‫ر‬‫ف‬‫غ‬ ‫ي‬ ‫روا‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫موا‪،‬واغ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫قال‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫وه ْم َي ْعلمون)مح‪-‬صحيح‪.-‬‬ ‫ُيصرون على ما فعلوا ُ‬

‫قال ابن رجب‪(:‬أقماع القول؛من كانت أذناه كالقمع ملا يسمع من الحكمة واملوعظة‬
‫ُ‬

‫الحسنة‪،‬فإذا دخل ش يء من ذلك في أذنه خرج من األخرى‪،‬ولم ينتفع بش يء مما سمع)‪.‬‬


‫راد ما هو َ‬ ‫ُ‬
‫وبة من تلك السيئة‪,‬وقد ُي ُ‬ ‫▪ قد ُي ُ‬
‫أع ُّم من التوبة؛كما قال تعالى‬ ‫راد ب(الحسنة)‪:‬الت‬
‫‪(:‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ) [هود‪]114:‬‬
‫َ ْ َ ُ ُ ْ ُ َ ْ ً ُ َّ َ ُ ُ َ َ َ َ َّ ُ ُ َّ ُ َ ُ َّ َ ْ َ ْ ُ َّ َ َّ‬ ‫‪َ -‬ق َ ُ ُ َّ‬
‫َّللا‪ِ ،‬إال‬ ‫َّللا ﷺ‪(:‬ما ِمن رج ٍل يذ ِنب ذنبا‪،‬ثم يقوم فيتطهر‪،‬ثم يص ِلي‪،‬ثم يستغ ِفر‬‫ال‪َ :‬رسول ِ‬
‫غف َر له)‪.‬ث َّم ق َرأ ه ِذ ِه اآل َية ‪(:‬ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬
‫ْ َ‬ ‫ََ َُ ُ َ َ َ‬

‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ) [آل عمران‪]135:‬‬

‫مح‪,‬د‪,‬ت‪,‬ن‪,‬ج‪-‬صحيح‪.-‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬عن عثمان ‪: ‬أنه توضأ‪،‬ثم قال‪(:‬رأيت رسو َل هللا ﷺتوضأ نحو وضوئي هذا ثم قال‪َ ( :‬م ْن‬
‫تقد َم من ذنبه)ق‪.‬‬ ‫نفسه‪ُ ،‬غف َرله ما َّ‬
‫صلى ركعتين ال ُيحد ُث فيهما َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫توضأ نحو وضوئي هذا ثم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪٨٥‬‬

‫َ‬
‫خمس َّ‬ ‫نهرا بباب أحدكم َي ْغ َت ِس ُل فيه َّ‬
‫َّ ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ات هل يبقى‬
‫مر ٍ‬ ‫يوم‬
‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫أن‬ ‫لو‬ ‫م‬ ‫أيت‬‫ر‬ ‫أ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬‫قال‬ ‫ﷺ‬ ‫‪ -‬قال ِ‬
‫بي‬ ‫الن‬
‫لوات الخمس يمحوهللا‬ ‫من درنه ش يء؟)‪,‬قالوا‪ :‬ال يبقى من درنه ش يء)‪،‬قا ل‪(:‬فذلك َم َث ُل َّ‬
‫الص‬
‫ِ‬
‫بهن الخطايا) خ‪,‬م‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الوضوء‪،‬خرجت خطاياه من جسده حتى َت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َّ‬
‫خرج من‬ ‫فأحسن‬ ‫وضأ‬ ‫بي ﷺقال ‪(:‬من ت‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫قال‬ ‫‪-‬‬
‫تحت أظفاره)م‪.‬‬
‫النبي ﷺقال‪(:‬أال أدلكم على ما يمحو هللا به الخطايا‪،‬ويرفع به َّ‬ ‫َّ‬
‫الدرجات)قالوا‪:‬بلى يا‬ ‫ِ‬ ‫قال‬ ‫‪-‬‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫الصالة بعد‬ ‫انتظار َّ‬ ‫ُ‬ ‫الوضوء على املكار ِه‪،‬وكثرة الخطا إلى املساجد‪ ،‬و‬ ‫ِ‬ ‫هللا‪،‬قال‪(:‬إسباغ‬ ‫َ‬ ‫رسو َل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الصالة‪،‬فذلكم الرباط‪،‬فذلك ُم الرباط)م‪.‬‬
‫‪،‬غف َرله ما َّ‬ ‫ً ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫النبي ﷺ ‪َ (:‬م ْن َ‬ ‫َّ‬
‫تقدم من ذنبه‪،‬ومن قام رمضان‬ ‫ِ‬ ‫واحتسابا‬ ‫إيمانا‬ ‫ام رمضان‬ ‫قال ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ً ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫ً ُ‬ ‫ً‬
‫القدر إيمانا واحتسابا‪،‬غ ِف َر له ما‬ ‫ِ‬ ‫يلة‬ ‫إيمانا واحتسابا‪،‬غ ِف َر له ما تقدم من ذنبه‪،‬ومن قام ل‬
‫تقدم من ذنبه)خ‪,‬م‪.‬‬ ‫َّ‬
‫رف ْث‪،‬ولم َي ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫فس ْق‪،‬خرج من ذنوبه كيوم ولدته ُّأم ُه)‬ ‫بي ﷺ‪َ (:‬م ْن َح َّج هذا البيت‪،‬فلم ي‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫قال‬ ‫‪-‬‬
‫خ‪,‬م‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫النبي ﷺ‪َّ (:‬‬ ‫َّ‬
‫الحج َي ِهد ُم‬
‫قبلها‪،‬وإن َّ‬ ‫الهجرة ت ِهد ُم ما كان‬ ‫ِ‬ ‫قبله‪،‬وإن‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫إن اإلسالم َيهد ُ‬
‫ِ‬ ‫قال ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫ما كان قبله)م‪.‬‬
‫وإن كانت م َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ ْ‬ ‫َّ‬
‫ثل‬ ‫ِ‬ ‫مرة‪،‬حطت خطاياه‬ ‫هللا وبحمده في يومه مئة‬ ‫بي ﷺ ‪(:‬من قال‪:‬سبحان ِ‬ ‫قال ِ‬
‫الن‬ ‫‪-‬‬
‫حر) خ‪,‬م‪.‬‬ ‫ََ َ‬
‫زب ِد الب ِ‬
‫نف ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ض الخطايا‬ ‫هللا‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال هللا‪ ،‬وهللا أكبر ت‬ ‫قال رسول هللا ﷺ‪(:‬إن سبحان ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ ُ َّ ُ َ‬
‫ض الشجرة ورقها)مح‪-‬صحيح‪.-‬‬ ‫كما تنف‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫الشرح بذكرها‪.‬‬ ‫واألحاديث في هذا كثيرة جدا يطو ُل‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ‬
‫والحسنة تمحوا السيئة إذا كانت بقد ِرها ولو لم يصحبها توبة‪ ,‬بشرط أال تكون هذه‬ ‫▪‬
‫َّ‬ ‫السيئة من الكبائرو الفواحش التي َّ‬
‫البد فيها من التوبة‪,‬وال يكفي ملحوها فعل الحسنات‪,‬‬
‫‪٨٦‬‬

‫ر‬
‫ُ‬
‫‪،‬ورمضان إلى مضان ُمكف ٌ‬
‫رات ملا َب َين ُه َّن‬ ‫‪،‬والجمع ُة إلى ُ‬
‫الج ُم َع ِة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخمس‬
‫َّ ُ‬
‫الصلوات‬ ‫‪ -‬لقوله ﷺ‪(:‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫الكبائر ال‬ ‫يدل على َّ‬
‫أن‬ ‫غش الكبائر)‪ ,‬وهذا ُّ‬ ‫الكبائر) ق‪ ,‬و عند مسلم ‪(:‬ما لم ُت َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ما اجت ِنبت‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫‪.‬فالكبائر ال ُيك ِف ُرها إال التوبة‪,‬أو يتجاوز هللا عنها؛ فهي جميعا تحت‬ ‫ُ‬
‫الفرائض‬ ‫تكفرها هذه‬
‫املشيئة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫وخ َ‬
‫شوعها‬ ‫حس ُن وضوءها‬ ‫ُ‬
‫مسلم تحض ُره صالة مكتوبة‪ ،‬في ِ‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬قال رسو َل هللا ﷺ‪َ (:‬ما ِمن امرئ‬
‫ُ َّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫و ُركوعها إال كانت كفارة ملا قبلها من الذنوب ما لم ُيؤ ِت كبيرة‪ ،‬وذلك الدهركله) م‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الرجل‪ -‬يعني ‪:‬يوم الجمعة‪ -‬فيحسن طهوره‪ ،‬ثم يأتي الجمعة‬ ‫يتطه ُر‬
‫َّ‬ ‫بي ﷺ ‪(:‬ال‬‫ِ‬ ‫الن‬ ‫‪ -‬قال‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ‬
‫اإلمام صالته‪ ،‬إال كان كفارة ما بينه وبين الجمعة املقبلة ما اجتنبت‬ ‫ُ‬ ‫ف ُين ِصت حتى يقض َي‬
‫الكبائر) مح‪,‬ن‪-‬اسناده قوي‪.-‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ستدل به على َّ‬
‫أن الكبائر ال تكف ُر بدو ِن التوبة منها‪،‬أو العقوبة عليها حديث ُع َبادة ِبن‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -‬ومما ُي‬
‫ً‬ ‫ْ ُ‬ ‫َّ‬
‫الصامت‪،‬قال كنا عند رسول هللا ﷺفقال‪(:‬بايعوني على أن ال تشركوا باهلل شيئا‪ ،‬وال‬
‫ً‬
‫شيئا‪ُ ،‬‬
‫فعو ِق َب به‪،‬‬ ‫تسرقوا‪ ،‬والتزنوا ‪,‬فمن وفى منكم‪ ،‬فأجره على هللا‪ ،‬ومن أصاب من ذلك‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َّ ٌ‬
‫فهو كفا َرة له‪ ،‬ومن أصاب من ذلك شيئا‪ ،‬فستره هللا عليه‪ ،‬فهو إلى هللا‪ ،‬إن شاء عذبه‪ ،‬وإن‬
‫شاء غفرله) خ‪,‬م‪.‬‬
‫▪ لكن ُ‬
‫املراد َّ‬
‫بالسيئات التي تمحوها الحسنات ؛الصغائر‪.‬ولذا ملا جاء الى النبي ﷺالصحابي‬
‫َّ َ‬
‫يت معنا ُّ‬ ‫إمرأة َّ‬ ‫َ‬
‫الصبح)‪ .‬قال‪:‬‬ ‫كل ش ٍيء إال الزنا)‪ ,‬فقال‪(:‬هل صل‬ ‫الذي قال له‪(:‬إنه أصاب من ٍ‬
‫نعم‪ .‬قال ‪((:‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ) [هود‪)]114:‬خ‪,‬م‪.‬‬
‫َُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫▪ و َّ‬
‫العبد‪ ,‬صارت كبيرة‪ ,‬فال تك ِف ُرها األعمال‪ .‬والقاعدة عند‬ ‫َّ‬
‫أصر عليها‬ ‫الص ُ‬
‫غائر ؛إذا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪(:‬أن ُ‬
‫غفار)‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫اس‬ ‫مع‬ ‫كبيرة‬ ‫وال‬ ‫‪,‬‬‫صرار‬
‫ٍ‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫مع‬ ‫صغيرة‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫العلماء‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫▪ قال الطريفي‪:‬كما َّ‬
‫أن الحسنة تمحوا السيئة‪ ,‬فالسيئة تمحوا الحسنة التي دونها قدرا‪,‬‬
‫لقوله تعالى‪(:‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ) [الحجرات‪,]2:‬‬
‫‪٨٧‬‬

‫ولقوله‪(:‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [البقرة‪, ]264:‬ولحديث عائشة في قولها‬


‫َ‬
‫أبطل جهاده مع رسول هللا إال أن يتوب)‪,‬‬ ‫بالعينة‪(:‬أخب ِرِيه أنه‬ ‫ألم ز ِيد بن أرقم حينما تبايع‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫أمر ُ‬
‫يغفل عنه ٌ‬ ‫وهذا ٌ‬
‫كثير من الصالحين فضال عن العامة‪ ,‬فيفعل الحسنة ويقع في الحرام‬
‫وهو مطمئن إذ يستحضرالشيطان بين عينيه كل حين عمله للطاعات حتى يطمئن ويستكثر‬
‫من املعاص ي ويظن أن الطاعات باقية!‪.‬‬
‫ُُ‬
‫وخال ِق الناس ِبخل ٕق َح َسن) ‪:‬‬ ‫‪ )3‬قوله ﷺ‪ِ (:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٰى ُ‬
‫كر‪،‬للحاج ِة إلى بيا ِن ِه‪ ،‬ف ِإ َّن‬
‫َ‬ ‫بالذ‬
‫ِ‬
‫فر َد ُ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫إن‬ ‫‪،‬و‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ِِ‬ ‫اال‬ ‫ى‬ ‫ٰ‬ ‫التقو‬ ‫ُّ‬
‫تم‬ ‫ت‬ ‫▪ هذا من خصال التقو ‪،‬وال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪،‬ف َن َّ‬ ‫َ‬ ‫القيام ب َ‬
‫ُ‬ ‫أن التقو ٰى َ‬ ‫كثيرا من الناس َي ُظ ُّن َّ‬ ‫ً‬
‫مر‬
‫ِ‬ ‫األ‬ ‫على‬ ‫ص‬ ‫عباده‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫حقو‬ ‫ن‬ ‫دو‬ ‫هللا‬ ‫ق‬ ‫ح‬
‫ِ ِ‬ ‫هي‬
‫ٌ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫بإ َ‬
‫باد ِه عزيز ِجدا‪ ،‬ال يقوى‬ ‫هللا وحقو ِق ِع ِ‬ ‫القيام بحقو ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‬ ‫ب‬ ‫والجمع‬ ‫اس‬ ‫للن‬ ‫حس ِان العشر ِة‬ ‫ِِ‬
‫َّ‬ ‫ٔ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫والصديقين !‬ ‫َعل ِيه اال الك َّم ُل ِم َن االنبياء‬
‫ُُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫أحس ُنهم خلقا) مح ‪ ،‬د‪ ،‬ت ‪-‬صحيح‪.‬‬ ‫إيمانا َ‬ ‫(أكم ُل من املؤمنين‬ ‫‪ -‬قال ﷺ‪َ :‬‬
‫َ َُ ْ ُ ُ ْ ُُ‬
‫القائم) مح ‪ ،‬د‪ ،‬ت ‪-‬حسن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الصائم‬
‫ِ‬ ‫جات‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ق‬‫‪ -‬قال ﷺ‪( :‬إن املؤمن ليد ِرك بحس ِن خ ِ‬
‫ل‬
‫ُُ َ ُُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َ‬
‫صاحب حس ِن الخل ِق ِليبلغ‬ ‫‪ -‬قال ﷺ‪( :‬ما ِمن ش ٍيء يوضع في ميز ِان أثقل ِمن حس ِن الخل ِق‪ِ ،‬وإن ِ‬
‫ََ َ َ‬
‫الصوم والصالة) مح‪ ،‬د‪ ،‬ت ‪-‬حسن‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫صاح‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ِب ِه درج‬
‫القيامة؟)‪ ,‬قالوا‪ٰ :‬‬ ‫مجلسا َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُُ َ َ ُ‬
‫بلى؛ قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫يوم‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و ِ ِ‬‫م‬ ‫ك‬ ‫أقرب‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫‪ -‬قال ﷺ‪( :‬أال أخبركم ِبأح ِب‬
‫ُ ًُُ‬
‫(أحسنكم خلقا) مح ‪-‬صحيح‪-‬‬
‫ُُُ‬ ‫َّ َ‬
‫يت في أعلى الجن ِة ِملن َح ُس َن خلقه) د ‪-‬حسن ‪-‬‬ ‫‪ -‬قال ﷺ‪( :‬أنا ز ٌ َ‬
‫عيم ِبب ِ‬
‫وفي ( تفسير ُ‬ ‫ُُ‬
‫سن الخلق) ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫▪‬
‫الكرم‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ ُُ‬ ‫قال َ‬
‫والبذلة‪ ،‬واالحتمال)‬ ‫سن الخل ِق‪:‬‬ ‫الحسن البصري‪(:‬ح‬ ‫‪-‬‬
‫ُّ َ‬
‫األ ٰ‬ ‫سط الوجه‪ُ ،‬‬ ‫َ ُ‬
‫ذى)‬ ‫وبذل املعروف‪ ،‬وكف‬ ‫قال ابن املبارك‪( :‬هو ب‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ ُُ‬
‫تحتمل ما يكون ِم َن الناس)‬
‫ِ‬ ‫أن‬ ‫ق‪:‬‬ ‫ل‬ ‫مام أحمد‪( :‬حسن الخ‬‫قال اإل ُ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫‪٨٨‬‬

‫ََ‬ ‫الطالقة َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الخ ُلق‪ُ :‬‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬


‫شر إال للمبتد ِع‬
‫ِ‬ ‫والب‬ ‫ِ‬ ‫وإظهار‬ ‫هلل‬
‫ِ‬ ‫الخيظ‬ ‫كظم‬ ‫أهل العلم‪(:‬حسن‬ ‫‪ -‬قال بعض ِ‬
‫األذى َعن ُكل ُمسلم أو َ‬
‫معاه ٍد إال‬ ‫ٰ‬ ‫ُّ‬
‫‪،‬وكف‬ ‫د‬ ‫إقام َة َ‬
‫ح‬
‫ً‬
‫يبا‪ .‬أو َ‬ ‫تأد‬ ‫َ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الزالين اال ِ‬
‫والفاجر‪ ،‬والعفو ع ِن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بمظل َ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ ُ‬
‫عد)‪.‬‬‫غيرت ٍ‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ملظلوم‬
‫ٍ‬ ‫ة‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫نكر‪ ،‬وأخذ‬
‫تغيرم ٍ‬
٨٩
‫‪٩٠‬‬

‫اس َع َع َشر‪َ:‬‬ ‫ُ‬


‫الحديث الت ِ‬
‫ُ‬
‫العقيدة اإلسالمية ) ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫❖( ترسيخ‬
‫َ‬
‫‪ )1‬قوله ﷺ‪(:‬إحف ِظ هللا) ‪:‬‬
‫ُ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َُ‬
‫أوام ِره‬
‫وامره‪ ،‬ونواهيه)‪.‬وحفظ ذلك؛هو‪:‬الوقوف ِعند ِ‬ ‫▪ أي ‪:‬إحفظ (حدودة‪،‬وحقوقه‪،‬وأ ِ‬
‫َ َ‬ ‫يتجاو ُز ما َأ َ‬ ‫ْ‬
‫ناب‪،‬وعن َد‬
‫فيه إلى ما َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫باألمتثال‪َ ،‬‬
‫نهى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫ذ‬‫وأ‬
‫ِِ ِ‬‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫حدود ِه فال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نواهيه باألج ِت‬
‫ِ‬ ‫وعند‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫عنه‪.‬‬
‫‪ -‬قال تعالى‪(:‬ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ)‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(الحفظ) ها ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ليتوب ِمنها‪.‬‬ ‫ذنوب ِه‬‫ل‬ ‫ظ‬‫ف‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫‪،‬وبالحا‬ ‫َّللا‬‫ر‬ ‫وام‬‫أل‬ ‫ظ‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬‫ف‬ ‫‪:‬الحا‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫نا‬‫ه‬ ‫ر‬ ‫[ق‪,]33-32:‬و ِ‬
‫س‬‫ف‬
‫َ َُ‬
‫يج ُب املحافظة عليها ‪:‬‬
‫▪ ِمما ِ‬
‫‪ .1‬الصالة‪:‬قال تعالى‪(:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ) [البقرة‪،]238:‬‬
‫وقال تعالى‪(:‬ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ) [المعارج‪]34:‬‬

‫ً‬
‫عندي َعهدا‪:‬أن ُه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫على ُأمت َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫‪،‬وعهدت‬ ‫صلوات‬
‫ٍ‬ ‫خمس‬ ‫ك‬ ‫‪(:‬أفترضت ٰ ِ‬ ‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ‪ :‬قال هللا ‪‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫لته الج َن َ‬ ‫َ‬
‫عهد ل ُه ِعندي)ج‪-‬حسن‪-‬‬ ‫عليهن‪،‬فال‬
‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫يحا‬ ‫لم‬ ‫ن‬ ‫ة‪،‬وم‬ ‫أدخ ُ‬ ‫لوقت ِهن‬
‫عليهن ِ‬
‫من حافظ ِ‬
‫َ‬
‫ركعات َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ركعات َ‬
‫قبل‬ ‫ِ‬ ‫بع‬
‫ر‬ ‫أ‬ ‫على‬ ‫حافظ‬ ‫قبل وبعد الظهر‪:‬قال رسول هللا ﷺ‪(:‬من‬ ‫ِ‬ ‫‪ .2‬أربع‬
‫على النار) د‪.‬ت‪.‬صحيح‪-‬‬ ‫بعدها َح َر َم ٰ‬‫الظهر‪,‬وأ َبع َ‬
‫ِ رٍ‬
‫ظ على صالة الضحى إال أو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٰ‬
‫اب)‪,‬وقال ‪(:‬وهي صالة األوابين)خم‪,‬ح‪-‬‬ ‫الضحى‪(:‬اليحا ِف‬ ‫‪ .3‬صالة‬
‫صحيح‪-‬‬
‫ُ‬
‫ؤم ٌن)ج‪-‬صحيح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫إال‬ ‫الوضوء‬
‫ِ‬ ‫ٰ‬
‫على‬ ‫ظ‬ ‫‪ .4‬الوضوء‪ُ :‬‬
‫(واليحا ِف‬
‫‪٩١‬‬

‫اس َت ْح ُيوا م َن َّ َ َّ ْ َ َ ُ ْ َ َ ُ َ َّ‬ ‫ال َر ُسو ُل ََّّللا ﷺ‪ْ (:‬‬‫ظ الرأس والبطن‪َ :‬ق َ‬ ‫ُ‬
‫َّللا حق الحي ِاء )‪,‬قلنا‪(:‬يا َرسول ِ‬
‫َّللا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ .5‬ح ِف‬
‫الرْأ َ‬‫ظ َّ‬ ‫َّ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ ْ َ َ َ َّ َ َّ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫س‬ ‫َّللا حق الحي ِاء‪ ،‬أن تحف‬ ‫لِل)‪,‬قال ‪(:‬ليس ذاك‪،‬ول ِكن ِاالس ِتحياء ِمن ِ‬ ‫ِإنا نستح ِيي والحمد ِ ِ‬
‫ا‪،‬ف َم ْن َف َع َل َذلكَ‬‫َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُّ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫وما وعى‪،‬والبطن وما حوى‪،‬وتتذكراملوت وال ِبلى‪،‬ومن أراد اآل ِخرة ترك ِزينة الدني‬
‫ْ‬
‫َّللا َح َّق ال َح َي ِاء ) ت‪-‬حسن‪.-‬‬ ‫اس َت ْح َيا م َن َّ‬ ‫َف َقد ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫حفظ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫مات‪:‬‬
‫املحر ِ‬ ‫‪,‬واللسان‪,‬من‬‫ِ ِ‬ ‫والبصر‬ ‫‪,‬‬ ‫مع‬
‫ِ‬ ‫الس‬ ‫فيه‪:‬‬ ‫ل‬ ‫يدخ‬ ‫وعى‬ ‫وما‬ ‫أس‬ ‫ِ‬ ‫الر‬ ‫حفظ‬ ‫‪ -‬و‬
‫َ‬
‫‪,‬وشهادة ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫امل َح َّ‬ ‫َّ‬
‫كالت َج ُّ‬
‫الزور‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪,‬والكذب‬
‫ِ‬ ‫ميمة‬
‫ِ‬ ‫م‪,‬والغيبة‪,‬والن‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫‪,‬والن‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ُُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ى َ‬
‫يتض َّم ُ‬ ‫ُ‬
‫محرم‪,‬وحفظه عن‬ ‫اإلصرار على‬
‫ِ‬ ‫عن‬ ‫القلب‬
‫ِ‬ ‫حفظ‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬ ‫وماحو‬ ‫البطن‬
‫ِ‬ ‫حفظ‬ ‫‪ -‬و‬
‫َّ‬
‫املحرمة‪,‬قال هللا ‪(:‬ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ)‬ ‫واألفكار‬ ‫الخواطر‬
‫ِ‬
‫قوله‪(:‬ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬ ‫في‬ ‫هللا ذلك َّكل ُ‬
‫ه‬ ‫جمع ُ‬
‫[البقرة‪,]235:‬وقد َ‬
‫ِ‬
‫ﯿ) [اإلسراء‪]36:‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫حفظ البطن من إدخال الحرام إليه من املآكل‪ ,‬واملشارب‪,‬وقد قال ُّ‬
‫النبي ﷺ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أيضا‬ ‫ويتضم ُن‬
‫َّ‬ ‫‪-‬‬
‫َّ ُ َ ْ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫كعب بن عجرة ‪َ (: :‬يا ك ْع ُب ْب ُن ُع ْج َرة ِ‪،‬إن ُه ال َي ْرُبو ل ْح ٌم ن َبت ِم ْن ُس ْح ٍت ِإال كان ِت النار أولى‬ ‫ِل ِ‬
‫ِب ِه)ت‪,‬ن‪,‬مح‪ -‬صحيح‪.-‬‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫‪،‬دخ َل الجنة) حاكم‪-‬‬ ‫لحييه‪،‬ومابين ِرجل ِيه‬
‫ِ‬ ‫مابين‬ ‫ظ‬ ‫‪ .6‬اللسان والفرج‪ :‬قال النبي ﷺ‪(:‬من ح ِف‬
‫َ َ َ َ ُ ُ َ َّ‬ ‫بين ل َ‬‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫الجنة) خ‪.‬‬ ‫حي ِيه‪ ,‬وما بين ِرجل ِيه‪,‬أضمن له‬ ‫صحيح‪.‬وقال‪(:‬من يضمن لي ما ِ‬
‫َ َ‬
‫حف َ‬ ‫ُ‬
‫ظك)‪:‬‬ ‫قوله ﷺ‪(:‬ي‬ ‫‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بد ِه يدخ ُل ِ‬
‫فيه نوعان‪:‬‬ ‫▪ وحفظ ِ‬
‫هللا ِلع ِ‬
‫ظ َ‬
‫َّللا في ص ُ‬
‫باه‬
‫ََ َ َ‬
‫ف‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫م‬‫‪.‬و‬ ‫ه‬‫‪،‬ومال‬ ‫ه‬ ‫‪،‬وأهل‬‫ه‬ ‫د‬‫ل‬
‫ََ‬
‫‪،‬وو‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫صالح ُد ُ‬
‫نياه‪:‬كحفظه في َب َ‬ ‫حفظ ُه َل ُه في َم َ‬
‫ُ‬
‫أ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫‪،‬وم َّت َع ُه بسمعه َوبصره وقوته َ‬
‫وعق ِل ِه‪.‬‬
‫َ‬
‫وضعف قوته َ‬ ‫حال ِك َب ِر ِه‬ ‫في‬ ‫وقوته‪َ ,‬حف َظ ُه ُ‬
‫َّللا‬
‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫‪٩٢‬‬

‫ُ‬
‫فظ ُ‬
‫حه ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫لجوا‬ ‫ه‬ ‫• ِح‬
‫ُ‬
‫‪ -‬قال تعالى ‪( :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [الرعد‪ , ]11:‬فيحفظ من‬
‫ُّ‬
‫والض ِر‪.‬‬ ‫والحوادث‪,‬‬ ‫األمراض‪,‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد َع َوات ح َين ُي ْمس ي َوح َين ُي ْ‬
‫ص ِب ُح‪:‬‬ ‫‪ -‬قال ْاب َن ُع َم َر َ‪:‬ل ْم َي ُك ْن َ ُسو ُل ََّّللا ﷺ َي َد ُع َه ُؤَالء َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ َُ ْ ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ْ‬ ‫َّ‬
‫الدن َيا َواآل ِخ َر ِة‪،‬الل ُه َّم ِإ ِني أ ْسأل َك ال َعف َو َوال َعا ِف َية ِفي ِد ِيني‬ ‫( الل ُه َّم ِإ ِني أ ْسأل َك ال َعا ِف َية ِفي‬
‫اح َف ْظني م ْن َب ْين َي َد َّي َومنْ‬ ‫َّ‬
‫‪،‬الل ُه َّم ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ َّ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُْ َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫عا ِتي‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫آم‬ ‫و‬
‫را ِتي‪ِ ,‬‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ت‬‫اس‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‪،‬الل‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ودنياي و ِ‬
‫ه‬ ‫أ‬
‫ال ِم ْن ت ْح ِتي)د‪,‬ن‪,‬ج‪,‬مح‪-‬‬
‫َ‬ ‫وذ ب َع َظ َم ِت َك َأ ْن ُأ ْغ َت َ‬ ‫ْ َ ْ ََ ُ ُ‬
‫ع‬ ‫أ‬ ‫ي‪،‬و‬ ‫ق‬ ‫و‬‫ف‬ ‫ن‬ ‫َم‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ي‪،‬و َع ْن َيميني َو َع ْن ش َ‬ ‫َخ ْلف َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صحيح‪.-‬‬
‫َ‬ ‫ي َ‬
‫فتي‪،‬وي َدرس‪،‬و َيحض ُر‬ ‫ُ‬ ‫مات عند ‪ 102‬سنة كان يقض ُ‬
‫ي‪،‬وي‬ ‫‪ -‬القاض ي أبو الطيب الطبر‬
‫ْ‬ ‫ً َ ً‬ ‫املواكب‪،‬و َو َث َ‬
‫الجوار ُح َح ِفظناها َع ِن‬ ‫ِ‬ ‫‪(:‬هذه‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ك؛فقال‬ ‫ذل‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ب‬‫بة شديدة‪،‬فعوت َ‬
‫ِ‬ ‫وث‬ ‫يوما‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫‪،‬ف َحف َظها هللا َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الك َبر)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫لينا‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫غ‬
‫ِ ِ‬ ‫الص‬ ‫في‬ ‫ي‬ ‫عاص‬ ‫امل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حفظ ُ‬
‫بصالح ذ ِرَّي ِت ِه ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫•‬
‫قول ِه ٰ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العبد بصالحه َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يحفظ ُ‬
‫تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫كما‬ ‫‪,‬‬ ‫ه‬
‫ِِ‬‫ت‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ذ‬ ‫في‬ ‫ه‬
‫ِِ‬‫ت‬‫مو‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هللا‬ ‫وقد‬ ‫‪-‬‬
‫أبيهما)‪.‬‬ ‫صالح‬ ‫ب‬ ‫ظها‬ ‫ف‬ ‫(ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ) [الكهف‪,]82:‬إنما ُ‬
‫ح‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫هذه‬
‫جلك‪،‬رجاء أن أحفظ فيك)‪,‬ثم تال ِ‬ ‫قال سعيد بن املسيب إلب ِن ِه‪(:‬ألزيدن في صالتي ِمن أ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫اآلية ‪..‬‬
‫وع ِق َب َع ِق ِب ِه)‪.‬‬
‫هللا في َعقبه َ‬‫بن عبدالعزيز‪(:‬ما من مؤمن يموت‪،‬إال َحف َظ ُه ُ‬ ‫قال ُع َم ُر ُ‬‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫ِِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ َ ََ َ ََ‬ ‫بالر ُ‬
‫حفظ َّ‬ ‫ُ‬ ‫بن املنكدر‪(:‬إ َّن َ‬
‫هللا َ‬ ‫محمد ُ‬‫ُ‬
‫ويرات التي‬
‫الصالح ولده‪،‬و ولد ول ِد ِه‪،‬والد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫لي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال‬ ‫‪-‬‬
‫حول ُه‪ ,‬فيما َيزالو َن في حفظ م َ‬ ‫َ‬
‫هللا ُويسر)‪.‬‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫يجع َل الحيوانات املؤذية بالطبع حا ِف َظ ًة َل ُه ِم َن ٰ‬
‫األذى‪:‬‬ ‫• ومن عجيب حفظه‪:‬أن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫‪،‬حتى َد َّل ُه ٰ‬ ‫ُ‬
‫على الطريق‪،‬ث َّم ي َو ِد ُع ُه)‬ ‫املركب‪،‬األس ُد يمش ي َم َع ُه ٰ‬
‫َ‬ ‫مولى النبي ﷺ‪ :‬ك ِس َر ِب ِه‬
‫‪ -‬سفينة ٰ‬
‫ح‪-‬ط‪.‬‬
‫‪٩٣‬‬

‫ُ‬
‫‪،‬تذ ُّب ُ‬
‫عنه ٰ‬ ‫َ ُ َ َّ ٌ‬ ‫ً‬
‫نائما في ُ‬
‫حتى‬ ‫نرجس‬
‫ٍ‬ ‫طاقة‬ ‫ها‬ ‫فم‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ند‬‫‪،‬ع‬
‫ِ‬ ‫ستان‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫‪ -‬كان إبراهيم بن أدهم‪:‬‬
‫استيقظ!‬
‫ُ‬
‫‪،‬فأعرف ذلك في ُخ ُلق خادمي َّ‬ ‫َ‬
‫ودابتي)!‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬وعكس ذلك؛قال بعض السلف‪(:‬إني ألعص ي هللا‬
‫ُ‬
‫دينه وإيما ِن ِه‪:‬‬
‫للعبد في ِ‬
‫ِ‬ ‫هللا‬
‫ب‪ِ .‬حفظ ِ‬
‫ُ‬
‫‪،‬ومن الشهوات امل َح َّرمة‪:‬‬
‫ُ َّ َ‬
‫ة‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫امل‬ ‫الشبهات‬ ‫من‬ ‫حياته‬ ‫في‬ ‫حف ُظ ُ‬
‫ه‬
‫َ َ‬
‫• في‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال تعالى ‪(:‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ) [يوسف‪]24:‬‬ ‫‪-‬‬
‫وه‪َ ،‬ولو َعزوا َع َليه َل َع َ‬ ‫ص ُ‬
‫فع َ‬ ‫هل املعاص ي‪(:‬هانوا َع َليه‪َ ،‬‬ ‫ََ‬
‫ص َم ُهم)!‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪ -‬قال الحسن وذكر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪،‬حتى ُي َي ِس َر ل ُه‪ ،‬فينظ ُر هللا إليه‪،‬‬
‫من التجا َر ِة والعما َر ِة ٰ‬ ‫العبد َلي ُه ُّم باألمر َ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫مسعود‪(:‬إن‬ ‫‪ -‬قال ابن‬
‫أدخلته النار‪ ،‬فيصر َف ُه هللا ُ‬
‫عنه َ‬
‫‪.‬في ُّ‬
‫ظل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫رته َل ُ‬
‫يس ُ‬ ‫عنه‪،‬فإني إن َّ‬ ‫ة‪:‬أصرفوه ُ‬
‫ُ‬ ‫ٓ َ‬
‫ئك‬ ‫فيقو ُل للمال‬
‫ِ‬
‫هللا)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫طي ُريقو ُل‪ :‬سبقني فالن‪،‬دهاني فالن! وماهو اال‬ ‫َيت َّ‬
‫فضل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ُ‬
‫‪،‬فيتوفاه ٰ‬
‫على األيمان‪:‬‬ ‫• ويحفظ َعليه دين ُه عند مو ِت ِه‬
‫قال تعالى ‪(:‬ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ) [إبراهيم‪]27:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪,‬وقال‪(:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬

‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) [فصلت‪]30:‬‬
‫َ َّ َ‬ ‫ََُْْ ْ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ ََ َ َ ُ ُ ْ َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫اخل ِة ِإ َزا ِر ِه؛ف ِإن ُه ال َي ْد ِري َما‬
‫ِ ِ‬‫د‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫اش‬‫ر‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ض‬ ‫ف‬‫ن‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫‪،‬ف‬ ‫ه‬ ‫اش‬‫ر‬
‫ِ ِ ِ ِ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬‫ﷺ‬ ‫ي‬‫ُّ‬ ‫ب‬‫‪ -‬قال ِ‬
‫الن‬
‫َ ْ َ َْ َ ْ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ ْ ُ َّ َ ُ ُل ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬
‫خلفه علي ِه‪،‬ثم يقو ِ‪:‬باس ِمك ر ِب وضعت جن ِبي و ِبك أرفعه ِ‪،‬إن أمسكت نف ِس ي فارحمها‪،‬و ِإن‬
‫َ‬ ‫ظ به ع َب َاد َك َّ‬ ‫َ ْ َ ََْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ‬
‫الص ِال ِحين)خ‪,‬م‪.‬‬ ‫أرسلتها فاحفظها ِبما تحف ِ ِ ِ‬
‫َّ ْ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َّ‬
‫اإلسالم قا ِئ ًما‪،‬و‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫ف‬ ‫اح‬ ‫اللهم‬ ‫(قل‪:‬‬ ‫له‪:‬‬ ‫‪,‬فقال‬ ‫‪,‬يقولهن‬ ‫كلمات‬
‫ٍ‬ ‫بي ﷺ َ‬
‫عمر‬ ‫الن ُّ‬ ‫‪ -‬و قد علم‬
‫َّ‬
‫ا‪،‬اللهم ِإني‬ ‫حاس ًد‬ ‫ا‬‫و‬‫اح َف ْظني باإلسالم َراق ًدا‪،‬و ال ُت ْشم ْت بي َع ُد ًّ‬ ‫اح َف ْظني باإلسالم قاع ًدا‪،‬و ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أسأل َك من كل َخ ْير َخ َزائ ُن ُه ب َيد َ‬ ‫ُ‬
‫كل ش ٍرخ َزا ِئن ُه ِب َي ِد َك)ابن حبان‪-‬حسن‪.-‬‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ك‬ ‫أعوذ ب َ‬
‫ِ‬ ‫‪،‬و‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪٩٤‬‬

‫َ‬
‫أمامك) ‪:‬‬ ‫جاه َك)‪,‬وفي رواية ‪(َ :‬تج ُ‬
‫ده‬ ‫‪ )3‬قوله ﷺ‪(َ :‬تج ُ‬
‫ده ُت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫توج َه َي ُحوط ُه َوي ُ‬
‫نص ُر ُه‪َ ،‬ويحفظ ُه و ُي َوف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أي‪:‬و َج َد هللا َم َع ُه في ك َّل أحواله‪،‬حيث َّ‬
‫قه ُويس ِد ُد ُه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫▪‬
‫َ َّ ُ‬
‫عية نوعان‪:-‬‬ ‫هذه امل‬
‫ِ‬ ‫▪‬
‫ُ‬
‫إطالع ُه‪،‬وم َ ُ ُ‬
‫راقبته ألعمالهم قال تعالى‪(:‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫ُ‬ ‫أ‪َ .‬م ِع ِية عامة‪:‬تقتض ي ِع ُلم ُه‪،‬و‬
‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ)‬
‫[المجادلة‪]7:‬‬
‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ‬
‫والحفظ واألعانة‪,‬قال تعالى‪(:‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫خاصة‪:‬تقتض ي الن َ‬
‫صر‪،‬والتأيد ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َّ‬
‫ب‪َ .‬م ِع َّية‬
‫تعالى‪(:‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ)‬ ‫ﯢ ﯣ ﯤ) [طه‪,]46:‬وقال‬
‫[النحل‪ . ]128:‬وقال تعالى ‪(:‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [التوبة‪]40:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فاسأل هللا‪,‬وإذا استعنت فاست ِعن باهلل)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ )4‬قوله ﷺ‪(:‬إذا سألت‬
‫قال تعالی ‪( :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [فاطر‪]15:‬‬ ‫‪-‬‬
‫قال تعالى ‪(:‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ) [الفاتحة‪]5:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬وال يقد ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫فع سواه‪ ,‬كما قال ‪(:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫وجلب‬ ‫‪,‬‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫الض‬ ‫كشف‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ) [يونس‪ ,]107:‬وقال‪( :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬

‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ) [فاطر‪]2:‬‬
‫َ َ ُ ُ ُ َّ‬
‫ا‪،‬حين َي ْبقى ثلث الل ْي ِل‬ ‫ُّ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ ُّ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َّ َ‬ ‫ُ ُ َّ‬
‫َّللا ﷺ‪(:‬ين ِزل َربنا تبا َرك وتعالى ك َّل ليل ٍة ِإلى السم ِاء الدني ِ‬ ‫‪ -‬قال َرسول ِ‬
‫ََ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫؟م ْن َي ْس َأ ُلني َف ُأ ْعط َي ُه َ‬ ‫ْاآلخ ُر َ‪،‬ي ُقو ُل َ‪:‬م ْن َي ْد ُعوني َف َأ ْس َتج َ‬
‫يب َل ُه َ‬
‫؟م ْن َي ْستغ ِف ُرِني فأغ ِف َر ل ُه ؟)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خ‪,‬م‪.‬‬
‫عاء ُهو ال ِعبادة) د‪.‬ت صحیح‪.‬‬ ‫‪ -‬قال سول هللا ﷺ‪ُ :‬‬
‫(الد ُ‬ ‫ر‬
‫قال تعالی ‪(:‬ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [النساء‪]32:‬‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ َ َ َّ َ َ‬
‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ ‪(:‬من لم یسٲ ِل َّللا یغضب علیه) ت‪ .‬حسن‬
‫‪٩٥‬‬

‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬قال رسول هللا ﷺ(من َیت َّ‬


‫سٲل‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫(‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ٲنا‬ ‫‪:‬‬ ‫ثوبان‬ ‫قال‬ ‫)‪,‬‬ ‫ة؟‬ ‫ن‬ ‫الج‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫له‬ ‫ٲتقبل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫واح‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫لي‬ ‫ل‬ ‫قب‬
‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وهو اك ٌب فال َیقو ُل ٲل َحد ناولنیه َ‬ ‫َ َ ًٔ َ َ َ ُ َ ُ‬
‫وط ُه ُ‬
‫ینزل فیٲخذه) ج ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫تى‬‫ح‬ ‫ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫الناس شیا‪,‬فكان یقع س‬
‫صحیح‪-‬‬
‫ََ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ ٗ ََ‬
‫ٲنزلها باهلل‪،‬‬ ‫فٲنزلها بالناس لم ت َس َّد فاقت ُه َ‪،‬و َمن‬ ‫(من أصابته فاقة‬ ‫‪ -‬قال الرسول هللا ﷺ ‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ٲوش َ‬
‫عاج ٍل) د‪.‬ت صحیح‬ ‫ِ‬ ‫غنى‬ ‫‪،‬ٲو‬ ‫ل‬ ‫عاج‬
‫ِ ٍ‬ ‫موت‬
‫ٍ‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫‪،‬ٳما‬‫نى‬ ‫غ‬
‫ِ‬ ‫بال‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫هللا‬ ‫ك‬
‫لغيرك‪,‬فص ُ‬
‫ُ‬ ‫صنت وجهي عن ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عن‬
‫ِ‬ ‫نه‬ ‫جود‬
‫ِ‬ ‫الس‬ ‫كما‬ ‫‪(:‬اللهم‬ ‫يدعو‪,‬ويقو‬ ‫األحمد‬ ‫اإلمام‬ ‫‪ -‬كان‬
‫لغيرك)‪.‬‬
‫املسألة ِ‬
‫ِ‬
‫ستعن ب َغيرهللا َف َيك َل َك ُ‬
‫هللا اليه)‬
‫َ َ‬
‫ت‬ ‫(ال‬ ‫‪:‬‬ ‫عبدالعزیز‬ ‫بن‬ ‫مر‬ ‫الحسن الی ُ‬
‫ع‬ ‫‪َ -‬ك َت َب َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫هللا‪،‬فسؤاله غ َيرهللا ش ٌ‬
‫ُ‬ ‫طيع ُ‬
‫يست ُ‬‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫املسٶ ُ‬
‫رك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٳال‬ ‫ه‬ ‫وال‬ ‫يه‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫يقدر‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫▪ ٳذا كان الش يء‬
‫ً‬ ‫َ ن ُ ُ ً‬ ‫املخلو ُق فال َ‬ ‫َ‬
‫ؤال اوال واخيرا‬‫مانع ِمن ان َیسٲل‪،‬والواجب أن یكو الس‬ ‫لیه‬ ‫▪ وٳذا كان َی ُ َ‬
‫قدر ع ِ‬ ‫ِ‬
‫الی هللا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الص ُحف) ‪:‬‬ ‫األقالم َ‬
‫وجفت ُّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫األمة ‪ُ ......‬ر ِف َع ِت‬
‫‪ )5‬قوله ﷺ‪(:‬واعلم أن َّ‬

‫‪ -‬قال تعالی‪(:‬ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬

‫ﯣ ﯤ ﯥ) [الحديد‪]22:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قال رسول هللا ﷺ‪(:‬ٳن هللا َك َت َب َم َق ِاد َ‬
‫السماوات واالرض ِبخمسين‬ ‫ِ‬ ‫الخالئق قبل ٲن َيخل َق‬
‫ِ‬ ‫یر‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫الف َسنة)م‬
‫َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ َ ُ‬
‫ض ٲو ث َبت ُه ٳليها الحاجة‪ ،‬فٳذا َبلغ ٲقص ى ٲث ِر ِه ق َبض ُه هللا‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫بٲ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫قال ﷺ‪(:‬ٳذا كان ٲجل أح ِد‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ‬
‫استودعتنى)ج ـ صحیح‬ ‫ض َیوم القیامة َر ِب َهذا ما‬ ‫َف َت ُقو ُل االر ُ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قال ﷺ ‪(:‬ل ُكل ش يء َحقیقة‪،‬وما َب َل َغ َ‬
‫اصاب ُه لم َیكن‬ ‫‪،‬حتى َیعل َم ان ما‬
‫قیقة االیمان َ‬
‫ِ‬ ‫ح‬‫بد َ‬‫الع ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫خطئ ُه‪ ،‬وما أخطئ ُه لم َیكن ُلی ِص َب ُه) مح‪-‬صحيح‪-‬‬ ‫ِلي ِ‬
‫كان كذا و َكذا‪ ،‬والكن ُقل َ‪:‬ق َد ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ َ ٌ َُ َ‬
‫هللا وما‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫لت‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ٲننى‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫وقال ﷺ‪(:‬وٳن ٲصابك ش يء فال تقل‬ ‫‪-‬‬
‫الشیطان)م‪.‬‬ ‫ل‬ ‫شاء َف َعل َّ‬
‫فٲن (لو) َت َف َت ُح َع َم َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫‪٩٦‬‬

‫الش َّدة)‪:‬‬ ‫في‬ ‫الرخاء َيعر َ‬


‫فك‬ ‫َّ‬ ‫في‬ ‫هللا‬ ‫الى‬ ‫ف‬‫ر‬‫َّ‬ ‫‪ )6‬قوله ﷺ‪(َ :‬ت َ‬
‫ع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫حقوق ُ‬ ‫َ‬
‫حدود ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫تعرف بذلك‬ ‫حال رخا ِئ ِه فقد‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫اعى‬ ‫ر‬ ‫‪،‬و‬ ‫ه‬ ‫حفظ‬ ‫هللا‪،‬و‬ ‫اتقى‬ ‫إذا‬ ‫بد‬‫▪ يعني‪:‬أن الع‬
‫َ َ َ‬ ‫ة‪،‬ف َع َر َف ُه َ ُّب ُ‬
‫َّ َ‬ ‫َ َ َ ًَ‬
‫الش َّدة‪،‬و رعى ل ُه ت َّع ُّرف ُه في‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫خاص‬ ‫ة‬ ‫عرف‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫بين‬ ‫و‬ ‫صار بين ُ‬
‫ه‬ ‫الى هللا‪،‬و َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َّ‬
‫هذه املعرفة‪.‬‬‫الرخاء‪،‬فنجاه ِمن الشدا ِئ ِد ب ِ‬
‫‪ -‬قال تعالى‪( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ)‬

‫[الطالق‪,]3-2:‬وقال تعالى عن نبيه يونس عليه السالم ‪(:‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ‬

‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ) [الصافات‪]144-143:‬‬
‫َُ‬
‫العبد ِل َرِب ِه نوعان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫فمعرفة‬‫ِ‬ ‫▪‬
‫َّ ٌّ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫املعرف ُة َ‬
‫عامة للمؤمنين‪.‬‬ ‫هذه‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫؛‬‫اإليمان‬ ‫و‬ ‫‪,‬‬ ‫التصديق‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ار‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫اإل‬ ‫؛‬‫ة‬ ‫ف‬ ‫معر‬
‫ِ‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫ة‪:‬‬ ‫العام‬ ‫أ‪.‬‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بالك َّلية‪،‬واألنق ُ‬ ‫توج ُ‬
‫ُّ‬ ‫َُ‬
‫س ِب ِه والط َمأنينة‬
‫‪،‬واألن ُ‬ ‫إليه‬
‫ِ‬ ‫طاع‬ ‫ِ ِ‬ ‫هللا‬
‫ِ‬ ‫الى‬ ‫القلب‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫الخاصة‪:‬‬ ‫ة‬ ‫ب‪ .‬املعرف‬
‫َُ َ‬ ‫‪،‬والحياء م ُ‬
‫ُ‬
‫‪،‬والهيبة له‪.‬‬ ‫نه‬ ‫ِ‬ ‫كر ِه‬
‫ِب ِذ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫‪ -‬قال بعض السلف‪(:‬مساكين أهل الدنيا‪،‬خرجوا ِمنها وما ذاقوا أطيب ما فيها‪،‬قيل له‪ :‬وما‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫عرفة هللا)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قال‪:‬م‬ ‫؟‬‫هو‬
‫بده نوعان‪:‬‬ ‫▪ ومعر َفة هللا ل َ‬
‫ع‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أ‪ .‬املعرفة َ‬
‫عل ُ‬
‫نوه‪.‬‬ ‫‪،‬واطالع ُه عن َّما أ َسر ُو ُه وما أ‬
‫ُ‬ ‫وهي‪ِ :‬ع ُلم ُه ُسبحان ُه‬
‫العامة‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َُ‬
‫عاء ِه‪ ،‬وإنجاءه ِمن‬
‫اليه‪،‬وإجابة د ِ‬ ‫بد ِه‪،‬وتقريبه ِ‬ ‫ب‪ .‬املعرفة الخاصة‪ :‬تقتض ي محبته ِلع ِ‬
‫الشدائد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ُ َّ َّ‬
‫سمع ُه‬
‫َ‬ ‫أحببت ُه كنت‬ ‫إلي بالن وا ِفل َحتى أ ِح َّب ُه‪،‬فإذا‬ ‫‪ -‬قال ﷺعن َرِب ِه‪(:‬وال يزال َعبدي يتقرب‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬
‫بها‪،‬و ِرجل ُه التي َيمش ي بها‪ ،‬فال ِئن‬ ‫ُ‬
‫يبطش‬ ‫بص ُر ِب ِه‪َ ،‬و َي َد ُه التي‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫الذي يسمع ِب ِه‪،‬وبصره الذي ي ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ ََ‬
‫عطينه‪،‬ول ِئ ِن استعاذني ألعيذنه) خ‪-‬و حديث ‪ 38‬من األربعين‪.‬‬ ‫سألني أل‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ َ َّ ُ َ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ‬
‫‪ -‬قالﷺ‪(:‬من سره أن يست ِجيب َّللا له ِعند الشدا ِئ ِد والكر ِب فليك ِث ِر الدعاء ِفي الرخ ِاء) ت‪-‬‬
‫صحيح‪.-‬‬
‫‪٩٧‬‬

‫صرمع َّ‬ ‫َّ‬


‫‪ )7‬قوله ﷺ‪(:‬واعلم أن الن َ‬‫َّ‬
‫الصبر)‪:‬‬
‫والقدرفي املصا ِئب َد َر َجتان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫بالقضاء‬
‫ِ‬ ‫▪ وللمؤمنين‬
‫ٌ ٌَ ً‬ ‫ٌ‬
‫فيعة جدا‪.‬‬‫أ‪ .‬أن يرض ى بذلك‪ :‬وهذه د َر َجة عالية ر‬
‫‪ -‬قال تعالى‪(:‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ)‬
‫[التغابن‪]11:‬‬
‫‪،‬ف َيعل ُم أنها من عندهللا‪،‬و ُ‬‫ُ َّ ُ َ َ‬ ‫َ ُ َُ ُ‬
‫سل ُم لها و يرض ى)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ ِ‬ ‫صيبة تصيب الرجل‬ ‫قال علقمة‪(:‬هي امل‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫(أسأ ُل َ‬ ‫َّ‬
‫القضاء)حاكم‪-‬صحيح‪.-‬‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬ ‫ضا‬ ‫الر‬
‫ِ‬ ‫ك‬ ‫وكان من دعاء النبي ﷺ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬ ‫َّ َ ْ َ ُ ُ َّ ُ َ ْ ٌ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ ْ ُ ْ‬ ‫َ َ ً َْ ُْ ْ‬ ‫َق َ ُ ُ َّ‬
‫َّللا ﷺ‪( :‬عجبا ِألم ِر املؤ ِم ِن‪ِ ،‬إن أمره كله خير‪ ،‬وليس ذاك ِألح ٍد ِإال ِللمؤ ِم ِن ؛ ِإن‬ ‫ال َرسول ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ َ ْ ُ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ َ ْ ً َ ُ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫ص َب َرفكان خ ْي ًرا ل ُه ) م‪.‬‬ ‫أصابته سراء شكرفكان خيرا له‪ ،‬و ِإن أصابته ضراء‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫القضاء والقدر)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مواضع‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫إال‬ ‫سرور‬ ‫لي‬ ‫وما‬ ‫عبدالعزيز‪(:‬أصبحت‬ ‫قال عمربن‬ ‫‪-‬‬
‫هذ ِه الد َرجة‪،‬كان عيشه كله في نعيم وسرور‪،‬قال تعالى‪(:‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫َ َ ُ ُ ُ ُّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫إلى‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫َف َمن َو َ‬
‫ص‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ) [النحل‪]97:‬‬
‫ُ‬
‫السلف‪(:‬الحياة الطيبة‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫الرضا و القناعة)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫هي‬ ‫بعض‬ ‫‪ -‬قال‬
‫ً‬ ‫ا‪،‬وب ْاإل ْس َالم د ًين َ‬
‫ا‪،‬و ِب ُم َح َّم ٍد َر ُسوال) م‪.‬‬ ‫اق َط ْع َم ْاإل َيمان َم ْن َ ض َي ب َّ‬
‫الِل َرًّب َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ َّ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ رِ ِ ِ‬ ‫َّللا ﷺ‪(:‬ذ‬‫‪ -‬قال رسول ِ‬
‫فضل َم ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫يصبر ٰ‬ ‫َ‬
‫إليه‬
‫ِ‬ ‫ندوب‬ ‫ضا‬ ‫بالقضاء‪،‬فالر‬ ‫ضا‬ ‫الر‬ ‫ع‬ ‫يستط‬
‫ِ‬ ‫لم‬ ‫ن‬ ‫على البالء‪:‬وهذا ِ‬
‫مل‬ ‫ب‪ .‬أن‬
‫على املؤمن ٌ‬
‫حتم‪.‬‬ ‫واج ٌب ٰ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ٌّ‬
‫ِ‬ ‫مستحب‪،‬والصبر ِ‬
‫املؤمن)‪ُ ,‬م َع َّول‪ُ :‬معتمد‪.‬‬ ‫َ ُ َ َّ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫‪،‬ولكن الصبرمعول ِ‬ ‫ن‪(:‬الرضا عزيز ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحس‬ ‫‪ -‬قال‬
‫َ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫الحبس‪ ,‬والكف‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الص ُبرفي اللغة ‪:‬‬ ‫▪‬
‫ُ ُ‬
‫أنواع ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ثالثة‬ ‫▪ والصبر‬
‫طاعة هللا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫صبرعلى‬ ‫أ‪.‬‬
‫معصية هللا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صبرعن‬ ‫ب‪ٌ .‬‬

‫صبرعلى امتحان هللا‪.‬‬‫ت‪ٌ .‬‬


‫ِ‬
‫‪٩٨‬‬

‫‪ -‬قال تعالى‪(:‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬

‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ) [البقرة‪,]249:‬وقال ‪(:‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬

‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [األنفال‪]66:‬‬

‫الفر َج مع الكرب)‪:‬‬
‫وأن َ‬‫‪ )8‬قوله ﷺ‪َّ (:‬‬

‫قال تعالى ‪(:‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [الشورى‪]28:‬‬ ‫‪-‬‬


‫وقال ‪( :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ) [البقرة‪]214:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬وقال‪(:‬ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ)‬
‫[يوسف‪]110:‬‬
‫ُ‬
‫العسريسرى)‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪ )9‬قوله ﷺ‪(:‬وأن مع‬
‫ِ‬
‫تعالى‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ) [الشرح‪]6-5:‬‬
‫قال ٰ‬ ‫‪-‬‬
‫هو ُ‬ ‫األول َ‬
‫سر َ‬ ‫األولى ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ ُ ُ َ ًَ‬
‫سر‬‫الع ُ‬ ‫‪،‬فالع ُ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬
‫نفس‬ ‫‪،‬واملعرفة إذا ك ِر َرت كانت‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫‪ -‬أعيد العسر م ِ‬
‫عرف‬
‫غير ُ‬‫سر األول ُ‬ ‫األولى ُ‬
‫‪،‬فالي ُ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َّ َ ُ ُ ُ َّ ً‬
‫سر‬
‫ِ‬ ‫الي‬ ‫ير‬‫غ‬ ‫الثانية‬ ‫كانت‬ ‫كررت‬ ‫إذا‬ ‫ة‬‫ر‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫‪،‬والن‬ ‫را‬ ‫الثاني‪،‬وكرر اليسر منك‬
‫ُ َ َّ ً‬ ‫َ َ ُ‬ ‫الخبر‪(:‬لن ِ َ ُ ٌ ُ َ‬ ‫َ‬
‫من قول ابن ُع َيينة‬
‫يغلب عسريسرين) أخرجه الجاري معل ِ‬
‫قا‬ ‫الثاني‪،‬ولذا َ‬
‫جاء في‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫والذ َه ُّ‬
‫بي عن عمر ِبن الخطاب‪.‬‬
٩٩
‫‪١٠٠‬‬

‫ُ‬
‫الحديث العشرون‪:‬‬
‫ُ‬
‫الحياء من اإليمان ) ‪:‬‬ ‫❖(‬
‫▪ هذا الحديث رواه البخاري وحده دون مسلم‪ ،‬فهو من أفراده عنه‪.‬‬
‫ُّ ُ َّ ْ ُ‬ ‫اس م ْ‬ ‫َّ‬
‫الن ُ‬ ‫‪ )1‬قوله ﷺ‪َّ (:‬‬
‫إن م َّما ْ‬
‫كَلم النبو ِة اْلولى)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ك‬‫ر‬ ‫أد‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يتناقل ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ ُ‬
‫جيل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بعد‬ ‫جيَل‬ ‫الناس‬ ‫ه‬ ‫نهم‬‫ع‬ ‫محفوظا‬ ‫السابقين‪،‬وصار‬ ‫اْلنبياء‬
‫ِ‬ ‫▪ أي‪ِ :‬مما ِ ِ‬
‫عن‬ ‫ر‬‫ث‬ ‫أ‬
‫إال على خبر السماء‪،‬والعرب لم يستعم ُل ُ‬‫ُ ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ ّ‬
‫الت ُّنبؤ‪ُ :‬‬
‫وه ِْلح ٍد غير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قع‬‫ي‬ ‫ال‬ ‫شرعي‬ ‫صطلح‬ ‫م‬ ‫‪ -‬النبوة و‬
‫اْلنبياء‪.‬‬
‫ُ‬
‫ومثل هذا جاء في القرآن الكريم‪:‬‬ ‫▪‬
‫‪ -‬قال تعالى‪(:‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ‬

‫ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) [األعلى‪]19-14:‬‬

‫‪ -‬وقال تعالى‪(:‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)‬


‫[األنبياء‪]105:‬‬
‫ُ‬ ‫▪ مو ِق ُفنا مع ما ُ‬
‫يؤثرع ِن اْلم ِم السابقة‪:‬‬
‫ليه‪ :‬فهذا ح ٌق ومقبول‪.‬‬
‫ُ‬
‫شرعنا ما يد ُّل ع ِ‬
‫أ‪ .‬أن يوجد في ِ‬
‫منع ُه و ُي ُ ُ‬
‫خالفه‪ :‬فهذا مرفوض‪.‬‬ ‫ب‪ .‬أن يوجد في شرعنا ما ي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ ّ‬ ‫ت‪ .‬إن لم يوجد في شرعنا ما ي ُد ُّل عليه وال ُ ُ‬
‫باح الذي ُيح َّدث ِب ِه بَل‬ ‫يمنعه‪ :‬فهذا هو الكَلم امل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حر ٍج‪ .‬وقد جاء في الحديث‪(:‬ح ِّدثوا عن بني إسرائيل وال حرج) خ‪,‬ت‪,‬مح‪.‬‬
‫ْ‬ ‫تستح ْ‬
‫فاص ْ‬ ‫لم ْ‬
‫‪ )2‬قوله ﷺ‪(:‬إذا ْ‬
‫نع ما ِشئت)‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫معناه قوالن‪:‬‬ ‫▪ في‬
‫هي ع ُ‬
‫نه‪ .‬و ُ‬ ‫َّ ّ َّ‬
‫الن ّ‬
‫أهل املقالة لهم طريقان‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫أ‪ .‬بمعنى الذ ِم و‬
‫ليه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪َّ )1‬أن ُه بمعنى التهديد‪:‬واملعنى‪:‬إذا لم يكن لك ٌ‬
‫حياء‪،‬فاعمل ماشئت‪،‬فإن هللا يجا ِزك ع ِ‬
‫‪١٠١‬‬

‫ََ‬
‫ول ِه تعالى‪(:‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ) [فصلت‪]40:‬‬
‫كق ِ‬ ‫‪-‬‬
‫وقوله ‪(:‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ) [الزمر‪]15:‬‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذك َر ُ‬
‫العباس ثعل ُب‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪:‬أبو‬‫ه‬ ‫*‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ ٌ َ ُ َ‬
‫‪ )2‬أنه أمر‪،‬ومعناه الخبر‪:‬واملعنى‪:‬أنه من لم يستحي‪،‬صنع ما شاء‪،‬ف ِإن املا ِنع ِمن ِف ِع ِل القبا ِئ ِح‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪،‬انه َم َك في ك ِل فحشاء َو ُمنك ٍر‪.‬‬ ‫هو الحياء َف َمن لم يكن َل ُه ٌ‬
‫حياء َ‬
‫*اختيار‪:‬أبي عبيد‪،‬ابن حنبل‪,‬املروذي‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مربفعل ما َ‬‫ٌ‬ ‫َ َّ ُ َ‬
‫فظ ِه‪:‬‬‫ل‬
‫ِ ِ ِ‬‫ر‬‫ظاه‬ ‫على‬ ‫شاء‬ ‫ي‬ ‫ب‪ .‬أنه ِ ِ ِ‬
‫أ‬
‫نه‬
‫ُ َ‬
‫ستحى من فعله ‪-‬ال م َن هللا وال م َن الناس‪ -‬فاصنع م ُ‬‫ي‬ ‫ال‬ ‫ا‬‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫َ َّ ُ ُ َ‬
‫عل ُ‬‫ف‬ ‫ريد‬ ‫ت‬ ‫ذي‬‫ال‬ ‫كان‬ ‫ا‬ ‫املعنى‪:‬إذ‬ ‫ن‬ ‫َو َأ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حين ِئ ٍذ ما ِشئت‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫▪ وقد جعل النبي الحياء ِمن ِ‬
‫اإليمان‪:‬‬
‫حي‪،‬ك َأ َّن ُه يقو ُل؛قد َأضرَّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُل َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ َ‬
‫أن النبي مر على رج ٍل و هو يعا ِتب أخاه في الحياء‪،‬يقو ‪:‬إنك لتست‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪-‬‬
‫ِبك‪،‬فقال رسو ُل هللاﷺ‪(:‬دعه‪،‬فإن الحياء من اإليمان)خ م‬
‫ُ ٌ ُ ُّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫خيركل ُه)خ‪ ،‬م‬ ‫سل ٍم‪(:‬الحياء‬
‫(الحياء ال يأتي اال ِبخ ٍير)و في رواي ٍة ِمل ِ‬‫ُ‬ ‫قالﷺ‪:‬‬ ‫و َ‬ ‫‪-‬‬
‫َ َّ َ ُ ً‬
‫للنبي ﷺ‪:‬أوصيني‪،‬قال‪(:‬أوصيك بتقوى هللا‪,‬و أن تستحي من هللا عز وجل كما‬ ‫ِ‬ ‫قال‬ ‫ال‬ ‫أن رج‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تستحي َر ُجال صالحا من قومك)البيهقي‪-‬صحيح‪.-‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫‪،‬والجفاء في الن ِار)ت‪-‬‬ ‫الجفاء‬ ‫‪،‬والبذا َء ُة َ‬
‫من‬ ‫الجنة َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫من اإليمان‪،‬واإليمان في‬ ‫(الحياء َ‬ ‫ُ‬ ‫قالﷺ ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صحيح‪.-‬‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫الحياء في ش ٍيء إال زان ُه)ت‪،‬ج‪ ،‬مح‪-‬صحيح‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫حش في ش ٍيء إال شان ُه‪،‬وما كان‬ ‫الف ُ‬ ‫قالﷺ‪(:‬ما كان‬ ‫‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬قالﷺ ‪(:‬استحيوا من هللا َّ‬
‫حق َ‬
‫الح َياء) ت‪َ -‬ح َسن‪.-‬‬ ‫ِ‬
‫الباري))‬ ‫(فتح‬ ‫في‬‫ر‬‫الح َج ْ‬
‫بن َ‬ ‫َ‬
‫(ذ َك َر ُه إ ْ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫العبد من َخوف ما ُيع ُ‬
‫اب‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ی‬ ‫يعتر‬ ‫ياء‪َ :‬ت َغ ُّي ٌر وإ ِنك ٌ‬
‫سار‬ ‫َ‬
‫والح ُ‬ ‫▪‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪١٠٢‬‬

‫ََ‬ ‫َ َ ُ ُُ‬
‫ٌ‬
‫حمود ِإال في حالت ِين‪:‬‬ ‫ياء خل ٌق َم‬ ‫▪ والح‬
‫ْ َ ٰ ََ َ‬ ‫يمن َع م َن املأمور‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫حی فأ َم َرغ َير ُه بالسؤال‬ ‫البخاري‪ُ :‬‬
‫باب ِمن ِإست‬ ‫ِ‬
‫جاء في ُ‬
‫ِ‬ ‫أ‪ .‬أن‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫الحق) خ‬ ‫ستحي َ‬
‫من َ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫هللا‬ ‫ن‬ ‫‪(:‬إ‬
‫ِ‬ ‫وقال‬ ‫‪,‬‬‫يم‬
‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫جاء‬ ‫‪:‬‬ ‫ر‬‫حضو‬ ‫امل‬ ‫ب‪ .‬أن يو ِق َع في‬

‫َ ُ َ‬
‫ياء نوعان‪:‬‬ ‫▪ والح‬
‫َ َ ََ ُ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫أ‪َ .‬‬
‫هب ٌي ‪:‬وهو ما يجب ُل هللا عل ِيه العبد ويغرسه في ن ِ‬
‫فسه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫كسبي‪:‬بما ُيدر ُك ُه َ‬
‫الع ُ‬ ‫ٌ‬
‫الواصل ِة‬
‫ِ‬ ‫عمائه‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ود‬
‫ِ‬ ‫شه‬ ‫‪،‬و‬ ‫يه‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫الع‬
‫ِِ‬ ‫ط‬ ‫ا‬‫‪.‬و‬ ‫ته‬ ‫م‬ ‫ظ‬ ‫ع‬‫و‬ ‫هللا‬
‫عر ِ ِ‬
‫ة‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫بد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪.‬‬
‫علی خصال األمان‪ .‬بل ُه َو من ٰ َ‬ ‫َ‬ ‫اليه َ‬
‫األحسان‪.‬‬ ‫جات ِ‬‫أعلی د َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٰ‬ ‫أ‬ ‫‪.‬فهذا ِمن‬ ‫ِ‬
١٠٣
‫‪١٠٤‬‬

‫ُ‬
‫الحديث الحادي والعشرون‪:‬‬
‫ُ ُ‬
‫❖( اإلستقامة ل ُّب اإلسالم) ‪:‬‬
‫حد ُه دو َن ُ‬‫مسلم َ َ‬‫ٌ‬ ‫▪ هذا الحديث ُ‬
‫ي‪,‬فهو من ِ‬
‫أفراد ِه عنه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫خار‬ ‫الب‬ ‫و‬ ‫رواه‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ )1‬و في الرواية األخرى‪(:‬قل َرِب َي هللا ث َّم است ِقم) ‪:‬‬
‫قول ِه تعالى‪(:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪ -‬وهذا ُم َنت َز ٌ‬
‫ع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) [فصلت‪]30:‬‬
‫ً‬
‫باهلل شيئا)‪،‬و قال‪(:‬لم‬ ‫شركوا ِ‬ ‫ي‬‫استقاموا)قال‪(:‬لم ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬قال أبوبكر الصديق‪-‬في تفسير‪(ُ :‬ث َّ‬
‫م‬
‫ِ‬
‫وقال‪(:‬ث َّم استقاموا على َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أن هللا رُّب ُهم)‪.‬‬ ‫غير ِه)‪,‬‬
‫ِ‬ ‫إله‬ ‫إلى‬ ‫توا‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫يلت‬
‫َّ‬
‫الكام َل الذي ُي َح ِر ُم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إن املُ َ‬ ‫‪َ -‬و َل َع َّل َمن قال َّ‬
‫ِ‬ ‫اد‪:‬التوحيد‬ ‫ستق َامة على التوحيد إنما أر‬ ‫‪:‬اإل ِ‬
‫ِ‬ ‫راد‬
‫َّ‬
‫له)هو‪:‬الذي ُي ُ‬
‫طاع فال ُيعص ى‬ ‫َ‬ ‫(اإل‬ ‫َّ‬
‫هللا)‪،‬فإن ِ‬
‫ِ‬ ‫‪:‬تحيقيق معنى(ال إله اال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ار‪،‬وهو‬ ‫صاح َب ُه على الن‬‫ِ‬
‫َ ً َ َ َ َّ ً َ َ ً َ‬
‫‪،‬وت َو ُّك ًال َ‪،‬و ُد ً‬ ‫ً‬ ‫َ ًَ‬
‫عاء‪،‬‬ ‫شية‪،‬و إجالال‪،‬و مهابة‪،‬ومحبة‪،‬ورجاء‬ ‫خ‬
‫َ َ‬ ‫جاب ٌة لداعي َ‬ ‫‪،‬أل َّنها إ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ ُّ‬
‫وهو‪:‬الشيطان‪،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫الهوى‬ ‫ِ‬ ‫التوحيد‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫ح‬ ‫قاد‬
‫ِ‬ ‫ها‬ ‫ل‬ ‫‪ -‬واملعاص ي ك‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ) [الجاثية‪]23:‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َّ‬
‫(هو الذي ال يهوى شيئا اال َر ِك َب ُه)‪,‬فهذا ُينافي اإلس ِتقامة على التوحيد‪.‬‬ ‫‪ -‬قال الحسن‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ )2‬أما على رواية‪(:‬قل آمنت باهلل)‪:‬‬
‫ُ‬
‫ينق ُ‬ ‫َ‬ ‫يزيد َوي ُنق ُ‬
‫‪،‬وع َم ٌل‪،‬واعتقاد‪ُ ,‬‬ ‫َ‬
‫يمان‪:‬قو ٌل َ‬ ‫َّ‬
‫ص‬ ‫بالطاعة و‬ ‫ص‪،‬يزيد‬ ‫ِ‬ ‫اإل‬
‫‪ -‬فاملعنى أظهر‪،‬ألن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫باملعصية‪.‬ف ُك ُّل الطاعات من ُش َ‬
‫اإليمان‪،‬وك ُّل املعاص ي ِمن ش َع ِب الكفر!‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و قال تعالى ‪(:‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ) [هود‪]112:‬‬ ‫‪-‬‬
‫واقعة‪،‬املرسالت‪،‬ع َّم َي َتساءلون‪،‬إذا الشمسُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬و قال ﷺ‪(:‬ش َّي َبتني هود وأخواتها =ال‬
‫كو َرت)ت‪،‬ح ‪-‬صحيح‪.-‬‬ ‫ِ‬
‫‪١٠٥‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ )3‬و قوله ﷺ‪(:‬ث َّم است ِقم)‪:‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قولك‪،‬واستم َّر عل ِ‬
‫يه‪.‬كما قال تعالى‪(:‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬اعمل بجوا ِرحك ما يقت ِ‬
‫ضيه‬
‫ﮆ) [الحجر‪]99:‬‬
‫َ‬ ‫ين القي ُم َّالذي َ‬ ‫قيم‪،‬وهو الد ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫تعويج‬
‫ِ‬ ‫ير‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫اإلسالم‪.‬م‬
‫ِ‬ ‫هو‬ ‫ِ‬ ‫ست‬ ‫امل‬ ‫راط‬ ‫ِ ِ‬ ‫الص‬ ‫سلوك‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬ ‫و اإلستقام‬ ‫‪-‬‬
‫نه‪.‬‬ ‫َع ُ‬
‫َ‬
‫حم َد ِب َسن ٍد َح َسن‪.‬‬ ‫ند َأ َ‬‫ثبت تفسيرالصراط؛باإلسالم في حديث النواس ع َ‬ ‫َ‬
‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يشم ُل ِذلك‪ِ :‬ف َ‬ ‫و َ‬
‫يات ك ِلها كذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نه‬ ‫امل‬ ‫ك‬ ‫ة‪،‬وتر‬ ‫ن‬ ‫والباط‬
‫ِ‬ ‫ة‬‫ر‬
‫ِ ِ‬ ‫ها‪،‬الظاه‬ ‫ل‬ ‫اعات ِ‬
‫ك‬ ‫عل الط ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ًُ ُ َ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫قيم على شرائع اإلسالم‪،‬املُ َت َ‬ ‫فاملُ ُ‬
‫قال ل ُه املستقيم‪.‬‬ ‫وظاهرا‪.‬ي‬
‫ِ‬ ‫نا‬ ‫باط‬
‫ِ‬ ‫ها‬ ‫ب‬‫ِ ِ‬‫ك‬ ‫س‬‫م‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫(س ِددوا و قا ِربوا) ق‪.‬‬ ‫قال ﷺ‪َ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫الغرض ولم‬ ‫َ‬
‫أصاب‬ ‫هم إذا‬ ‫املقصود‪،‬وأصل ُه من تسديد َّ‬
‫الس‬
‫ُ‬
‫الغرض‬
‫َُ‬
‫ة‬ ‫إصاب‬ ‫هو‬
‫ُ‬
‫التسديد‪َ :‬‬ ‫و‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُيخط ُ‬
‫ئه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ض َ‪،‬وإن لم ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫الغ َر َ‬
‫صابة‪،‬في ِص ُب تا َرة و‬ ‫اإل‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫دا‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫جت‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫يكو‬ ‫ن‬ ‫‪،‬لك‬ ‫ِ‬ ‫صيبه‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫واملقاربة‪:‬أن يقا ِرب‬ ‫‪-‬‬
‫اإلصابة‪.‬كما قال تعالى‪( :‬ﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫ن‬ ‫ُيقار ُب تا َر ًة ُأخرى‪،‬أو تكو ُن املُقارَب ُة ملَن َع َج َز َ‬
‫ع‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﮪ) [التغابن‪]16:‬‬
‫َ‬ ‫املطلوب م َن َ‬
‫يقد ِر َعليها‬ ‫العبد االستقامة َو َ َّ‬
‫هي السداد‪،‬فإن لم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬قال ابن القيم‪(:‬و‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫بة‪،‬فإن َن َز َل َ‬
‫واإلضاعة‪ )...‬مدارج السالكين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فريط‬ ‫نها‪:‬فالت‬‫ع‬ ‫فاملقار‬
١٠٦
‫‪١٠٧‬‬

‫وَ‬ ‫ُ‬
‫الحديث الثاني والعشر ن‪:‬‬
‫ُل َ َّ‬
‫ترك املنهيات ) ‪:‬‬
‫ات و ِ‬
‫بفعل املأمور ِ‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫❖( دخو الج‬
‫▪ هذا الحديث رواه مسلم دون البخاري‪ ,‬فهو من أفراده عنه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫مسلم)ص َّر َح‬ ‫الر ُجل امل َبهم الذي جاء يسأل‪,‬في بعض ط ُر ِق الحديث في(صحيح‬
‫▪ هذا َّ‬
‫ُ َ‬ ‫َّ‬
‫بأن ُه؛(النعمان َبن قوقل)‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫كتوبات)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ )1‬قوله ‪(:‬أ َرأيت إذا صليت الصلو ِ‬
‫ات امل‬
‫ُ َ ً‬ ‫ُ‬
‫حديث‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫جاء‬ ‫ة‪،‬كما‬ ‫بعدي‬ ‫وال‬ ‫ة‬ ‫قبلي‬ ‫نا‬ ‫ض ولم أ ِزد َعليها‪،‬ال سن‬ ‫▪ يعني اقتصرت على الفرا ِئ ِ‬
‫َّ‬
‫غيرها؟قال‪ (:‬ال ‪,‬إآل أن تط َّو َع‬
‫بعد أن ذكر الصلوات الخمس‪،‬قال‪:‬هل َعلي ُ‬ ‫األعرابي في قوله َ‬
‫ِِ‬
‫)خ‪،‬م‬
‫َ‬
‫‪ )2‬قوله‪(:‬و ُ‬ ‫ُ‬
‫صمت رمضان)‪:‬‬
‫َ‬ ‫عاشوراء‪،‬وال َ‬
‫يومي األثنين‬ ‫َ‬ ‫يوم‬
‫َ ََ َ‬
‫فة‪.‬وال َ‬‫آخر‪،‬ال ِس َّت شو ٍال‪،‬وال يوم عر‬ ‫▪ ولم أزد َع َل ِيه َّ‬
‫أي يوم َ‬
‫ٍ‬
‫والخميس‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫‪ )3‬قوله‪(:‬وأحللت الحالل)‪:‬‬
‫ُ َ َ‬ ‫يفع ُل ما َليس ُبم َح َّرم َع َليه‪،‬وال َيت َّ‬ ‫ُ ُ َ ً‬
‫دا ح َّل ُه‪ ،‬و َّأن ُه َ‬
‫بيح ل ُه الى‬ ‫عدى ما أ‬ ‫ِ‬ ‫▪ يعني‪.‬فعلته معت ِق ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫‪،‬وي َجت ِن ُب امل َح َّرمات‪.‬‬ ‫غير ِه‬
‫ِ‬
‫قال تعالى‪(:‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ) [البقرة‪]121:‬‬ ‫‪-‬‬
‫َن َ َ ُ َ َ َ ُ َن َ َ َ ُ ُ َ ُ َ‬
‫ون ُه عن َم َ‬ ‫‪ -‬قال ابن عباس في تفسيرها ُ‬
‫اض ِع ِه)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫‪(:‬يحلو حالله‪،‬ويح ِرمو حرامه‪،‬وال يح ِرف‬
‫ُ‬
‫‪ )4‬قوله‪َّ :‬‬
‫(وحرمت الحرام)‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫جت َن ُبت ُ‬
‫َ‬
‫الحرام ُمعتقدا ُح ْر َمت ُه‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪،‬واملعنى‪:‬تركت ج َ‬
‫نس‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫▪ أي‪:‬إ‬
‫‪١٠٨‬‬

‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ )5‬قوله‪(:‬ولم أ ِزد على ذلك شيئا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ ْ َّ ُ َ ُ َ‬
‫وواجبا ِت ِه التي لم تذكر تنصيصا في‬
‫ِ‬ ‫األسالم‬
‫ِ‬ ‫ع‬‫ِِ‬‫ئ‬‫شرا‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫يء‬ ‫ش‬ ‫▪ وليس مراده؛أنه ال يعمل ِب‬
‫طوع كما َس َبق‪.‬‬
‫َ َّ‬
‫الت‬ ‫ن‬‫م‬ ‫عليها‬ ‫راد‪َ :‬أ َّن ُه ال ُ‬
‫يزيد‬ ‫الحديث‪،‬وإنما املُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شهاد ُة َّأال اله اآل هللا‪ ،‬وأنَّ‬‫رط َع َل َّي‪َ ( :‬‬ ‫َّ ُ َ ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ -‬عن َبشير بن الخصاصية َ‬
‫قال‪ :‬أتيت النبي ِألبايعه‪،‬فش‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أح َّ‬ ‫الزكاة‪،‬وأن ُ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ً ُ ُ َ َ ُ‬
‫سول ُ‬
‫أصوم‬ ‫األسالم‪ ،‬وأن‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫حج‬ ‫ج‬ ‫أوتي‬ ‫‪،‬وأن‬ ‫الصالة‬ ‫أقيم‬ ‫‪،‬وأن‬ ‫ه‬ ‫محمدا عبده ور‬
‫يقهما‪:‬الجهادُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ُ ُ‬ ‫ان‪ ،‬وأن أجاه َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ط‬ ‫أ‬ ‫‪،‬ما‬ ‫وهللا‬
‫ِ‬ ‫‪،‬ف‬ ‫اثنان‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫هللا‪،‬أم‬ ‫سو‬ ‫ر‬ ‫‪:‬يا‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫فق‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫هللا‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫رمض‬
‫َّ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫بم تدخ َل الجنة‬ ‫هاد وال صدقة ف‬ ‫ها‪،‬وقال‪(:‬فال ج َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫م‬‫‪،‬ث‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫هللا‬
‫ِ‬
‫ض َرسو ُ‬
‫ل‬ ‫قة‪،‬فق َب َ‬ ‫والص َّد‬
‫َ‬
‫‪.‬فبايعت ُه َع َليهن ُكله َّ‬
‫ُ‬ ‫بايع َ‬ ‫َ‬
‫هللا‪،‬أنا ُأ ُ‬ ‫لت‪(:‬يا َرسو َ‬ ‫ُ ُ‬
‫جيد اإلسناد‪.-‬‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬ ‫)مح‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ِإذا؟)ق‬
‫َ‬ ‫الج َّن َة؟ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫قال ﷺ‪(:‬ن َعم) ) ‪:‬‬ ‫دخ ُل َ‬ ‫‪ )6‬قوله‪ (:‬أأ‬
‫فهذ ِه األعمال‬ ‫مات دخل الجنة‪ِ .‬‬
‫امل َح َّر ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫بات‪ ،‬وانتهى َع ِن‬ ‫بالواج ِ‬
‫أن َمن َ‬
‫قام‬ ‫َي ُد ُّل على‪َّ :‬‬ ‫▪‬
‫ِ‬
‫مات موا ِن َع‪.‬‬ ‫الجن َة‪،‬وقد يكو ُن ار ُ ُ َ‬ ‫ل َّ‬ ‫ٌ َ ٌَ‬
‫تكاب املح َّر ِ‬ ‫أسباب مقتضية لدخو ِ‬
‫بي فقال‪:‬يا رسو َل هللا‬ ‫الن‬
‫َ‬
‫الى‬ ‫ل‬‫‪:‬جاء َر ُج ٌ‬‫نهي‪،‬قال َ‬‫َ‬ ‫حديث عمرو بن ُم َّرة ُ‬
‫الج‬
‫ُ‬
‫هذا‪:‬‬ ‫على‬ ‫ل‬‫َو َي ُد ُّ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫مت ش َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ل‬ ‫دت أن ال اله اال هللا و َأ َن َك رسو ُ‬ ‫َ ُ‬
‫هر‬ ‫الخمس‪،‬و أديت زكاة مالي‪،‬وص‬ ‫هللا‪،‬وصليت‬ ‫ِ‬ ‫ش ِه‬
‫الق َي َام ِة‪-‬‬ ‫َ َ ُّ َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫الص ِد ِيقين والش َهد ِاء يوم ِ‬ ‫رمضان‪،‬فقالﷺ‪(:‬من مات على هذا‪،‬كان مع الن ِب ِيين و ِ‬
‫وال َد ِيه)ابن حبان ‪-‬صحيح‪.-‬‬ ‫َ َ ُ َّ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬
‫ونصب أصبع ِيه‪ -‬مالم يعق ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫األحاديث َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫ل‬
‫بعض الكبا ِئ ِر يمنع دخو الجنة‪ :‬قال‬ ‫ِ‬ ‫تكاب‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫حيحة‪:‬‬ ‫الص‬ ‫في‬ ‫ت‬ ‫وقد ثب‬ ‫‪-‬‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ َّ َ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫قال ذ َّر ٍة ِمن‬ ‫الجنة َمن كان في قل ِب ِه ِمث‬ ‫اط ٌع)خ‪،‬م وقال ﷺ‪(:‬ال يدخل‬ ‫ﷺ‪(:‬ال يدخ ُل الجنة ق ِ‬
‫ِك ْب ٍر)م‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َو ِمن ُهنا َي َ‬
‫ترتيب دخو ِل الجن ِة على مج ِرد‬ ‫ِ‬ ‫حاديث التي جاءت في‬ ‫ِ‬ ‫ظه ُر معنى األ‬ ‫▪‬
‫التوحيد؛‬
‫َ ٌ ُ َ‬ ‫َّ َ َ َ َّ‬ ‫َ ٌ‬
‫جاة ِم َن‬
‫ِ‬ ‫للن‬ ‫ة‪،‬و‬ ‫الجن‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫لدخو‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫قت‬‫م‬ ‫ب‬ ‫سب‬ ‫وحيد‬
‫ِ‬ ‫الت‬ ‫‪ -‬فقال طا ِئفة ِمن العلماء‪(:‬إن ك ِلمة‬
‫ْ‬
‫‪،‬وهي إتيان الكبا ِئر)‪.‬‬
‫ُ‬
‫تيان بالفرائض وموا ِئع َ‬ ‫اإل‬ ‫‪:‬‬ ‫ار‪،‬لك َّن َل ُه ُشروط ًا و َ‬
‫هي‬ ‫الن ِ‬
‫ِ‬
‫‪١٠٩‬‬

‫َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َُ‬


‫فتاح ِإال ول ُه‬
‫ٍ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ما‬ ‫ن‬ ‫ولك‬
‫ِ‬ ‫قال‪:‬بلى‬ ‫ة؟‬ ‫ن‬ ‫الج‬ ‫فتاح‬ ‫هللا)م‬
‫ِ‬ ‫إال‬ ‫إله‬ ‫(ال‬ ‫َ‬
‫‪:‬أليس‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ب‬‫لوهب بن م ِ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫قيل‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫ٌ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬
‫أسنان ف ِت َح لك وإال لم ُيفتح لك!)‬ ‫مفتاح ل ُه‬
‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫ئت‬
‫ِ ِ‬ ‫ج‬ ‫إن‬ ‫ف‬ ‫أسنان‬
‫ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫‪،‬ح َّر َم ُه على النار) خ‪،‬م‪.‬‬
‫قا من قلبه َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫صاد‬
‫ِ‬ ‫هللا‬ ‫إال‬ ‫إله‬ ‫أال‬ ‫د‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫(م‬ ‫ﷺ‪:‬‬ ‫ه‬‫ول ُ‬ ‫‪ -‬لذلك جاء ق‬
‫َّ َ‬ ‫َ َّ ُ َ‬ ‫كان آخ َركالمه من ُّ‬ ‫َ‬
‫هللا َدخ َل الجنة)مح‪،‬د‪-‬صحيح‪.-‬‬ ‫الدنيا ال إله إال‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(من‬‫‪ -‬و قال ﷺ ‪َ :‬‬
‫َّ َ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اس الذين يدخلون الجنة ثالثة ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫اف‬ ‫صن‬‫وأ‬ ‫▪‬
‫َ َّ َ ُ ُ َ‬
‫هللا َعل ِيه‪ .‬وال‬ ‫هللا َع َل ِيه‪،‬وال ُ‬
‫يتر ُك سوى ما حرمه‬ ‫وج َب ُ‬‫يزيد على ما َأ َ‬
‫وهو الذي ال ُ‬ ‫أ‪ .‬املُقتصد‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫باحات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املكروهات وال امل‬
‫ِ‬ ‫يتر ُك‬
‫ات‪،‬وال ُ‬ ‫َ َ‬
‫يفع ُل الن وا ِف َل وال املستح َّب ِ‬
‫على ترك املحظورات َ‬
‫ترك‬ ‫ٰ‬ ‫ُ‬
‫‪،‬ويزيد‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ف‬ ‫وا‬
‫َّ‬
‫الن‬ ‫ض‬ ‫ئ‬ ‫الفرا‬ ‫ٰ‬
‫على‬ ‫وهو َّالذي ُ‬
‫يزيد‬ ‫ب‪ .‬الساب ُق بالخيرات‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫املكروهات‪.‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫التوحيد‪،‬لك َّن ُه قد ُيخ ُّل ب َ‬ ‫ند ُه ُ‬‫ت‪ .‬الظال ُم ل َنفسه‪ :‬فهذا ع َ‬
‫بات‪ ،‬وقد‬
‫الواج ِ‬
‫ِ‬ ‫عض‬‫ب‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين‪:‬‬‫الد‬ ‫أصل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ ً‬ ‫ً‬ ‫َ َ ََ ً‬
‫وآخر َس َّيئا‪.‬‬ ‫صالحا‬
‫املحظورات‪،‬خلط عمال ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫بعض‬ ‫يرتك ُب‬
‫ِ‬
‫‪ -‬قال تعالى‪(:‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬

‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬

‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ) [فاطر‪]33-32:‬‬
‫ُ َ‬ ‫ُ ُ َ َّ ُ‬
‫الجنة ِمن َّأو ِل َوهلة‪،‬وكذلك املقت ِصد‪.‬‬ ‫بالخيرات يدخل‬ ‫ِ‬ ‫والساب ُق‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫نه‬
‫َ ُ َّ‬
‫كف ُر َع ُ‬ ‫َ‬
‫حم ِة أر َح ِم الراحمين ِمن َّأو ِل َوهل ٍة‪.‬بعد أن ت‬
‫ُ‬
‫يدخ َل ب َر َ‬ ‫أن‬ ‫إما‬ ‫وأما الظال ُم ل َنفسه‪َ :‬ف َّإن ُ‬
‫ه‬ ‫‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫وفعل املحظورات‪،‬وإما أن ُيط َّه َر ِبأن ُي َعذ َب‬ ‫ِ‬ ‫بات‬
‫الواج ِ‬
‫ِ‬ ‫ترك‬
‫اشئة عن ِ‬
‫ُ‬
‫هذه الذنوب الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ٰ‬ ‫ُ‬
‫ها‪،‬ث َّم يكو ُن َمآ ُل ُ‬
‫الجنة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الى‬ ‫ه‬ ‫ِبقد ِر‬
‫‪١١٠‬‬

‫الحج َّ‬ ‫َ ُ‬
‫ذكر َّ‬
‫والزكاة؟‬ ‫س‪/‬ملاذا لم ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫والحج‪،‬فيحتمل َّ‬
‫الحج لم ُيذكر ألنه لم يكن قد فرض‪،‬ولم تذكر‬
‫َّ‬ ‫أن‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬وليس فيها ذكر الزكاة‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫ُّ‬
‫والحج داخلين‬ ‫الزكاة الحتمال أن يكون فقيرا ليس عنده مال ُيزكي‪،‬ويحتمل أن تكون الزكاة‬
‫تحت إحالل الحالل وتحريم الحرام‪.‬‬
‫َ‬
‫الر ُجل؟‬ ‫أصن َع م َ‬
‫ثل هذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫س‪/‬ملاذا لم‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫‪ -‬فعل الواجبات وترك َّ‬
‫املحرمات سبب في دخول الجنة‪،‬لكن اإلتيان بالن وافل مع الفرائض‬
‫َّ َ َّ َل َ ُ َ َ ُ َّ‬ ‫َ‬
‫اس ِب ِه َي ْو َم‬ ‫الن ُ‬ ‫يكمل بها الفرائض إذا لم يكن أت َّمها‪.‬قال رسول هللا ﷺ‪ِ ( :‬إن أو ما يحاسب‬ ‫َّ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ َّ َ ُ َ َ َ ُ ُ َ ُّ َ َ َّ َ َ َّ َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ ْ ُ‬
‫ال ِقيام ِة ِمن أعم ِال ِهم الصالة)‪.‬قال ‪(:‬يقول ربنا جل وعز ِملال ِئك ِت ِه‪،‬وهو أعلم‪:‬انظروا ِفي صال ِة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ ً ُ َ ْ َ ُ َ َّ ً َ ْ َ َ‬
‫ان ْان َت َق َ‬
‫ص ِم ْن َها ش ْي ًئا قا َل‬ ‫عب ِدي أتمها أم نقصها ؟ ف ِإن كانت تامة ك ِتبت له تامة‪،‬و ِإن ك‬
‫ْ َ َ ُّ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ُّ ٌ َ َ َ ُّ َ ْ َ َ‬
‫يض َت ُه م ْن َت َط ُّو ِع ِه ُ‪.‬ثمَّ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫‪:‬انظ ُروا َه ْل ِل َع ْب ِدي ِمن تطو ٍع ؟ ف ِإن كان له تطوع قال‪:‬أ ِتموا ِلعب ِدي ف ِر‬
‫األ ْع َم ُ‬‫ُ َّ َّ َ ُ ْ ُ َ َ ُ َّ ُ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ال َع َلى َذ ُاك ْم)‪,‬و َق َ‬ ‫ُْ َ ُ َْ‬
‫األ ْع َم ُ‬
‫ال‬ ‫ال ﷺفي رواية أخرى‪(:‬ثم الزكاة ِمثل ذ ِلك‪ ،‬ثم تؤخذ‬ ‫تؤخذ‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ومن كان‬ ‫أيضا فالن وافل هي كالسياج للفرائض‪َ ,‬‬ ‫َعلى َح َس ِب ذ ِلك )د‪,‬ت‪,‬ج‪-‬صحيح‪ ,-‬و‬
‫الفرائض‪،‬ومن تساهل بها قد ُّ‬ ‫َ‬ ‫محافظا عليها كان َّ‬ ‫ً‬
‫يجره ذلك إلى اإلخالل‬ ‫أشد محافظة على‬
‫بالفرائض‪.‬‬
١١١
‫‪١١٢‬‬

‫وَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫الحديث الثالث والعشر ن‪:‬‬
‫جوامع الخير) ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫❖( من‬
‫▪ هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري‪,‬فهو من أفراده عنه‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ )1‬قوله ﷺ‪(:‬الطهو ُر)‪:‬‬
‫َ َ‬
‫األ ْح َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫الطهور‪ُ :‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُّ‬
‫اث‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫املاء الذي يتط َّه ُر ِب ِه‪،‬واملراد هنا‪:‬التط ُّه ُر ِ‬
‫باملاء ِمن‬ ‫عل التط ُّهر‪،‬و‬ ‫▪ الطهور‪ِ :‬ف‬
‫الباطن‪،‬أي‪ :‬طهارة‬ ‫ة‬
‫َُ‬
‫ر‬ ‫طها‬ ‫راد به‪:‬طها َر ُة الظاهر‪،‬أي‪:‬الجوارح‪،‬ويحتم ْل أن ُ‬ ‫يحتم ُل َأ َّن املُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫راد‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫▪ و ِ‬
‫القلب ِمن الذنوب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬وإر َاد ُة طها َ‬
‫(الوضوء‬ ‫بعضها‪:‬‬ ‫فيه أظهر وأرجح ؛لرويات أخرى لهذا الحديث‪،‬في ِ‬ ‫الجوار ِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬
‫الوضوء ش ُ‬ ‫ُ‬ ‫طراإليمان)ت‪-‬صحيح‪ -‬وفي َ‬ ‫َش ُ‬
‫اإليمان)ن‪،‬ج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫طر‬ ‫ِ‬ ‫(إسباغ‬ ‫ها‪:‬‬ ‫عض‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫(ش ُ‬ ‫َ‬
‫اإليمان)‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫طر‬ ‫‪ )2‬قوله ﷺ‪:‬‬
‫َ َ ُ َ َ ََ َ ُ َ َ ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫صف‬ ‫اإليمان‪،‬قال ابن َر َجب‪(:‬ك ُّل ش ٍيء تحته نوع ِان‪،‬فأحدهما ِن‬ ‫ِ‬ ‫صف‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫يمان‪:‬أي‪:‬‬ ‫اإل‬
‫ِ‬ ‫طر‬ ‫ُ‬ ‫ش‬ ‫▪‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫وعين َعلى َّ‬ ‫الن َ‬ ‫َ ُ َ َ ٌ َ َ َ َ َ َّ‬
‫السواء‪،‬أو أحدهما أزيد ِمن اآلخر)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫له‪،‬وسواء كان عدد‬
‫الظاه َر َ‪،‬و َبق َّي ُة َش َرائع الدين ُت َطه ُر َ‬ ‫َّ ْ َ َّ َ َ ُ ُ َّ‬ ‫َ َُ ُ َ ْ ً‬
‫اط َن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الب‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫طه‬
‫ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫الط‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫▪ واملراد شط ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ن‬ ‫‪،‬أل‬ ‫ين‬ ‫لد‬ ‫ل‬ ‫را‬
‫َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ُ َ ُ َ ْ ً َّ َ‬
‫ال ت َعالى‪(:‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬ ‫يمان‪:‬الصالة كما ق‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اإل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫اد‬‫ر‬ ‫امل‬ ‫ن‬ ‫‪،‬أل‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫▪ أو املراد شطرا للص ِ‬
‫ال‬
‫‪،‬وليس َ‬ ‫َ‬ ‫رط في ص َّ‬ ‫َُ َ ٌ‬
‫يلز ُم في‬ ‫َ‬ ‫طر‬
‫ِ‬ ‫كالش‬ ‫ت‬ ‫الصالة فصا َ‬
‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ﮔ ﮕ) [البقرة‪,]143:‬والطهارة ش‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫طرأن يكون ِنصفا حقيقيا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الش‬
‫ُ ٌَ‬ ‫َ‬ ‫▪ وقد َو َر َ‬
‫صحيحة‪،‬منها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫كثيرة‬ ‫الوضوء أحاديث‬ ‫ِ‬ ‫فضل‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫د‬
‫وا‪:‬بلى َيا رسو َل‬ ‫الد َر َجات؟)‪َ ,‬ق ُال َ‬ ‫ا‪،‬و ُي ْر َف ُع به َّ‬ ‫الخ َط َاي َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫‪ -‬قال ﷺ‪َ (:‬أال َأ ُد ُّل ُك ْم َعلى َما ْيم ُحو َّ ُ‬
‫َّللا‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫بعد‬ ‫الصالة ْ‬ ‫ضوء َعلى املَ َكاره َ‪،‬و َك ْث َر ُة الخطى إلى املَ َساجد‪َ ،‬و ْانت َظ ُار َّ‬ ‫باغ ْال ُو ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫س‬ ‫إ‬ ‫ل‪(:‬‬ ‫ا‬ ‫‪.‬ق‬
‫َّ َ‬
‫َّللا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ذلك ُ‬‫ُ َ ُ‬ ‫الصالة‪َ ،‬فذل ُك ُ‬ ‫َّ‬
‫الرباط)م‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫‪،‬ف‬ ‫باط‬ ‫الر‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪١١٣‬‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ َّ َ َ َ‬
‫‪ -‬قال ﷺ‪(:‬من توضأ فأحسن الوضوء‪،‬خرجت خطاياه ِمن جس ِد ِه حتى تخرج ِمن ِ‬
‫تحت‬
‫َ‬
‫أظفا ِر ِه)م‪.‬‬
‫ضوء)ق‬ ‫(إن أمتي ُي ْد َعون يوم القيامة ُغ ًّرا ُم َح َّجلين من آثار ُ‬
‫الو ُ‬ ‫‪ -‬وقال ﷺ‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫السماء‬
‫ِ‬ ‫هلل تمأل امليزان)‪(,‬وسبحان هللا والحمدهلل تمألن مابين‬ ‫‪ )3‬قوله ﷺ‪(:‬والحمد ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫سل ٍم‪،‬فله تركيبان ‪:‬‬
‫واألرض)‪,‬هكذا وقع الحديث على الش ِك ِعند م ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‪ .‬أن يكو َن املُ ُ‬
‫راد َّ‬
‫ض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫واأل‬ ‫السماء‬
‫ِ‬ ‫بين‬ ‫ما‬ ‫تمآلن‬
‫ِ‬ ‫تان‬
‫ِ‬ ‫مقرون‬ ‫ين‬
‫ِ‬ ‫الكلمت‬ ‫أن‬
‫َ‬
‫السماء واألرض‪.‬‬
‫َ‬
‫بين‬ ‫ما‬
‫َُ‬ ‫ب‪َ .‬أ َّن ُك َّل واح َ‬
‫ِ‬ ‫تمأل‬ ‫منهما‬ ‫ة‬ ‫د‬
‫ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫▪ َو َو َق َ‬
‫يمآلن ما بين‬
‫ِ‬ ‫والتكبير‬ ‫(والتسبيح‬ ‫الحديث‪:‬‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫ماجة‬ ‫ابن‬ ‫و‬ ‫سائي‬ ‫الن‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫رواي‬ ‫في‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ند ُهما َأ َ‬
‫ص ُّح ِمن جهت ِين‪:‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫السماء واألرض)‪ ,‬وهذا اللفظ ِع‬
‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ٌّ َ َ َ ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫سلم‬ ‫هة الرواية‪:‬فإنه أصح‪،‬فهو أوثق رجاال و أثبت اتصاال ِمن رواية مسلم؛[وتقديم م ٍ‬ ‫أ‪ِ .‬من ِج ِ‬
‫عندهم‪،‬‬ ‫ص ُّح من نظره َ‬ ‫هو في الجملة‪،‬وال يقتض ي أن يكو َن ُك ُّل حديث فيه َأ َ‬ ‫الس َنن َ‬ ‫على ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫فالتقديم ك ِل ٌّي ال تفصيلي]‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ ُ َ‬
‫لفظ‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫كما‬ ‫امليزان‬ ‫تمأل‬ ‫ها‬‫وحد‬ ‫(الحمدهلل)‬ ‫ن‬ ‫تكو‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫الدراية‪:‬فإنه يبعد‬ ‫ب‪ِ .‬من ِج َه ِة ِ‬
‫واأل ض! َألنَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص قد ُرها! َفصارت م َ‬ ‫ض َّمت الى التسبيح َن َق َ‬ ‫َ‬
‫الحديث‪،‬فأذا ُ‬
‫السماء ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫لء ما بين‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬
‫السماء و األرض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بين‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫أعظ‬ ‫لء امليزان‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫اللفظ ال واق ُ‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫فاملق َّد ُم َ‬
‫يمآلن ما بين‬ ‫ِ‬ ‫والتكبير‬ ‫التسبيح‬ ‫(‬‫‪:‬‬‫ماجة‪:‬أن‬ ‫ابن‬ ‫و‬ ‫النسائي‬ ‫عن‬ ‫ع‬
‫ِ ِ‬ ‫‪:‬‬‫هو‬ ‫‪-‬‬
‫السماء َواألرض)‪.‬‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫حديث َعلي‪ ،‬وأبي هريرة‪،‬و ابن عمر‪(:‬أ َّن‬‫ِ‬ ‫حميد في الفضل‪:‬كما في‬ ‫‪ -‬فالتسبيح دون الت ِ‬
‫َّ ْ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َّ َ ُ‬
‫لِل ت ْملؤ ُه)‪.‬‬
‫التس ِبيح ِنصف ِامليز ِان‪ ،‬والحمد ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫هلل‪.‬ف َد َخ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الت َ‬ ‫َّ َّ‬ ‫‪َ -‬و َس َب ُ‬
‫الكمال‬
‫ِ‬ ‫فات‬
‫ِ‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ذلك‪:‬إثبات‬ ‫في‬ ‫ل‬ ‫ها‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫املحام‬
‫ِ‬ ‫إثبات‬ ‫حميد‬ ‫أن‬ ‫ذلك‪:‬‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫والعيوب واآلفات‪ ،‬واإلثبات‬
‫ِ‬ ‫ص‬‫هللا ع ِن التقا ِئ ِ‬
‫الجالل هلل ك ِلها‪،‬والتسبيح هو تنزيه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ونعوت‬
‫ِ‬
‫‪١١٤‬‬

‫ً‬ ‫ُ ُ َّ ً‬
‫‪،‬لكن مقرونا بما َي ُد ُّل على إثبات الكمال‪:‬كما‬ ‫َ‬
‫أكم ُل ِمن السلب‪ ،‬و لهذا لم ي ِر ِد التسبيح مج َّردا ِ‬
‫َ َ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بحمده‪ ،‬سبحان هللا العظيم)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في(سبحان هللا و‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ميزان على الحقيق ِة توزن ِب ِه‬ ‫ٌ‬ ‫الس َّنة‪َ ،‬‬
‫وهو‬ ‫عت َق ُد َأهل ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫وامليزان َل ُه ك َّفتان ول ٌ‬
‫سان‪،‬و هذا م‬
‫ُ‬
‫▪‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬
‫األ ُ‬
‫عمال‪.‬‬
‫َ َُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫السنة على َ‬ ‫صوص القرآن و ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫عمال و ِثق ِل املواز ِين و ِخف ِتها‪ .‬واملعت ِزلة‬
‫ِ‬ ‫األ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫‪ -‬وقد تظاهرت‬
‫العدل‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ون َأ َّن ُه ٌ‬
‫أمرمعنو ٌي عبا َر ٌة َ‬ ‫َ ََ َ َ‬
‫ُينكرون امليزان وير‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫▪ أحاديث في فضائل ِ‬
‫هذه الك ِلمات‪:‬‬
‫الح ُ‬
‫مد ِلِل)‪:‬‬ ‫‪َ ( .1‬‬
‫َ‬ ‫عاما ُث َم قال ‪:‬الحمدهلل َالذي َ‬ ‫َ ْ ََ َ َ ً‬
‫اطع َمني هذا الطعام‪ ،‬و َر َزقني ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫هللا ﷺ‪(:‬من أكل ط‬ ‫َ ُ ُ‬
‫قال َرسول ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫مد ِلِل الذي كساني‬ ‫الح ُ‬‫قال‪َ :‬‬ ‫وبا َف َ‬ ‫ََ ََُ ََ َ َ ْ َ ََ ْ َ َ َ ً‬
‫نبه‪،‬ومن ل ِبس ث‬ ‫قوة‪.‬غفرله ماتقدم ِمن ذ ِ‬
‫َ‬
‫غيرحو ٍل ِم ِني وال ٍ‬
‫َ‬
‫ُ َ ُ ََ َ َ ْ َ‬ ‫وب و َر َزقنيه م ْ‬ ‫الث َ‬ ‫َ‬
‫نبه ) د‪-‬حسن‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫مات‬ ‫له‬ ‫فير‬ ‫‪،‬غ‬ ‫قوة‬
‫ٍ‬ ‫وال‬ ‫ني‬ ‫م‬
‫ٍ ٍ ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫حو‬ ‫غير‬ ‫ن‬ ‫ِِِ ِ‬ ‫هذا‬
‫وجع َل َلهُ‬
‫وس َّو َغ ُه َ‬
‫وسقی َ‬‫ٰ‬ ‫الحمدهلل َالذي َأطعم‪َ،‬‬ ‫(كان َر ُسو َل هللا ﷺ إذا َأ َك َل َأو َشر َب قال‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صحيح‪َ -‬س َّوغ ُه‪َ :‬س َّهل ُد ُخو َل ُكل م َ‬ ‫خر َج ًا) د‪َ -‬‬ ‫َم َ‬
‫راب في الحلق ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والش‬ ‫عام‬‫ِ‬ ‫الط‬ ‫ن‬ ‫ٍ ِ‬
‫َ َ َ ٰ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ً َ‬ ‫ََ ُ َ َ‬
‫عطی أفض َل‬ ‫هلل‪،‬إال كان الذي أ‬ ‫بد ِنعمة‪،‬فقال‪ :‬الحمد ِ‬ ‫قال رسول هللا ﷺ‪(:‬ما أنعم هللا ع ٰلی ع ٍ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫ِمما أخذ) ج‪-‬حسن‪-‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫‪،‬ف َق َ‬ ‫َ ََ َ ُ َ َ َََ َ‬
‫‪:‬الحمدهلل‪،‬ف َح ِم َد هللا‬ ‫ال َ‬ ‫فيه الروح‪،‬عطس‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫هللا ﷺ‪(:‬ملا خلق هللا آدم ونف‬ ‫قال َرسول ِ‬
‫َ ُ ُ‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫رح ُم َك َرُّب َك يا َآدم) ابن حيان‪-‬صحيح‪-‬‬ ‫قال ُله َرُّب ُه َ‪:‬ي َ‬ ‫هللا‪،‬ف َ‬ ‫ذن‬ ‫بإ ِ‬
‫ََ‬
‫وسقانا َوكفانا‬ ‫طع َمنا َ‬ ‫مدهلل الذي َأ َ‬ ‫‪،‬قال‪:‬الح ُ‬
‫َ‬ ‫راشه‬ ‫ف‬ ‫ٰ‬
‫لی‬ ‫إ‬ ‫ی‬‫ٰ‬ ‫أو‬ ‫إذا‬
‫َ‬
‫كان‬ ‫ﷺ‬ ‫هللا‬ ‫‪(َ :‬أ َن َر ُسو َ‬
‫ل‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الكافي َل ُه َوال مؤوي)د‪َ -‬‬ ‫ََ‬
‫صحيح‪-‬‬ ‫َ‬ ‫َوآ وانا‪،‬فكم ِم َم ْن‬
‫‪:‬الح ُ‬
‫الدعاء َ‬ ‫فض َل ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫مدهلل) ت‪-‬ج‪-‬حسن‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫اال‬ ‫كر‪،‬ال اله‬ ‫هللا ﷺ‪(:‬أفض َل ِ‬
‫الذ ِ‬ ‫قال َرسول ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ ُ َ َّ‬
‫و قال أهل الجنة‪(:‬ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫‪-‬‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ) [الزمر‪]74:‬‬
‫‪١١٥‬‬

‫َ‬
‫‪( .2‬التسبيح)‪:‬‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫النبي ﷺ َم َّر َع َل َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫سج ِدها‪،‬ث َم َم َّرالنبي ﷺ ِبها قريبا ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫هي في َ‬ ‫يها‪،‬و َ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫؛‬ ‫ث‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫الحا‬ ‫بنت‬
‫عن جويري ِ‬
‫ة‬ ‫‪-‬‬
‫ََ ُ ُ َ َ ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫قال َلها‪(:‬ماز َ‬ ‫النهار َف َ‬ ‫نصف َ‬
‫مات‪.‬‬‫حال ِك؟)‪,‬فقالت‪:‬نع ْم‪.‬قال‪(:‬لقد قلت بعد ِك أربع ِ ٍ‬
‫ل‬ ‫ك‬ ‫لت ع ٰلی ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بحان هللا َوب َحمده‪َ ،‬ع َد َد َخلقه‪ ،‬ور ٰ‬ ‫َ‬ ‫اليوم َل َو َز َّنت ُهن‪ُ :‬‬ ‫نذ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫الث َ‬‫َ َ‬
‫ضا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫لت‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ما‬ ‫ب‬ ‫ت‬
‫ِ ِ‬ ‫ن‬‫وز‬ ‫و‬ ‫ل‬‫‪,‬‬ ‫رات‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ث‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫ماته)م‬
‫رشه‪،‬و ِمداد ك ِل ِ‬ ‫فسه‪ ،‬و ِزنة ع ِ‬ ‫ن ِ‬
‫بحان هللا َوب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫مد ِه) م‬ ‫ِ ِ ِ‬‫ح‬ ‫هللا‪:‬س‬ ‫لی‬ ‫ٰ‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫لمات‬
‫ِ‬ ‫الك‬ ‫هللا ﷺ‪ِ ( :‬إن أحب‬ ‫قال َرسول ِ‬ ‫‪-‬‬
‫لسان‪،‬ثقي َلتان في امليزان َ‬
‫‪،‬ح َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫تان ٰ‬
‫إلی‬ ‫ِ‬ ‫بيب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫علی‬ ‫ٰ‬ ‫تان‬
‫ِ‬ ‫فيف‬ ‫خ‬ ‫متان‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫(ك‬ ‫هللا ﷺ‪:‬‬ ‫قال َرسول ِ‬ ‫‪-‬‬
‫بحان هللا َ‬ ‫َ‬ ‫بحان هللا َوب َحمده ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الع ِظم) خ‪,‬م‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حمان‪،‬س‬ ‫الر‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(م ْن َق َ َ ُ ْ‬
‫‪،‬مائة َم َّر ٍة‪،‬ل ْم َيأ ِت أ َح ٌد َي ْو َم‬ ‫ي‪:‬س ْب َحان َ َ ْ‬
‫هللا و ِبحم ِد ِه ِ‬ ‫ِ‬
‫صب ُح َوحين ُي ْمس ُ‬
‫ِ‬ ‫ال ِ‪:‬حين ي ِ ِ‬
‫قال ﷺ‪َ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ ٌ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬
‫ال أ ْو َز َاد َعل ْي ِه)م‬ ‫ال ِق َي َام ِة ِ‪،‬بأفض َل ِم َّما َج َاء ِب ِه ِ‪،‬إال أحد قال ِمثل ما ق‬
‫َ‬
‫وقد كان النبي ﷺإذا ت َع َّج َب من ش ٍيء قال‪(:‬سبحان هللا) كما في حديث ذات أنواط في حنين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ت‪-‬صحيح‪.-‬‬
‫‪( .3‬التكبير)‪:‬‬
‫‪ -‬قال تعالى‪(:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ)‬
‫[الكهف‪]46:‬‬
‫وقال تعالى‪ (:‬ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ) [مريم‪]76:‬‬ ‫‪-‬‬
‫من‬ ‫قال‪(:‬ال‪َ ,‬ولكن ُج َّن َتكم َ‬‫حضر ؟ َ‬
‫َ‬ ‫عد ٍو قد‬ ‫‪ -‬قال ﷺ ‪(:‬خذوا ُج َّن َتكم)‪،‬قالوا يا سو َل ََّّللا َ‪:‬أمن ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ر‬
‫يأتين َ‬‫َ‬ ‫فإن َ‬‫كبر‪َّ ،‬‬‫ُ‬ ‫َ َّ َّ ُ َّ ُ َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫القيامة‬
‫ِ‬ ‫يوم‬ ‫هن‬ ‫أ‬ ‫لِل وال إله إال َّللا وَّللا‬ ‫َّللا والحمد ِ‬ ‫الن ِار ‪,‬قول ؛سبحان ِ‬
‫‪:‬جمع ُم َجن َ‬ ‫ات ُ‬ ‫الحات)ن‪-‬صحيح | ُم َجنب ٌ‬ ‫ُ‬ ‫الباقيات َّ‬‫ُ‬ ‫‪,‬وم َعقبات‪َ ,‬و َّ‬ ‫َ‬
‫بة‪:‬ع ُ‬
‫سكر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص‬ ‫هن‬ ‫بات ُ ِ ٍ‬ ‫ُمج ِن ٍ‬
‫َ‬
‫الجيش‪،‬يكونون في يمي ِن ِه أو يسا ِر ِه‪.‬‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫التكبير ع َ‬
‫حديث‪ُ (:‬رِب ِع‪ ،‬وثل ِث‪،‬‬
‫ِ‬ ‫كب َر الصحابةفي‬ ‫‪،‬والفرح به؛كما َّ‬
‫ِ ِِ‬ ‫اإلعجاب بالش ِيء‬ ‫ِ‬ ‫ند‬ ‫ُ ِ‬ ‫‪ -‬وقد َو َر َد‬
‫صف أهل الجنة) ق‪.‬‬ ‫و ِن ِ‬
‫‪،‬وقعود)ت‪-‬صحيح‪.-‬‬ ‫‪،‬وقيام‬ ‫فع‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫(كان رسو ُل هللا ُيكب ُرفي ُكل خفض َ‬
‫‪،‬و‬
‫َ‬
‫مسعود‪:‬‬ ‫‪ -‬قال ابن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫‪١١٦‬‬

‫‪( .4‬التهليل)‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫إله إال هللا) َّ‬ ‫َ‬ ‫ند الوفاة‪ُ :‬‬ ‫َ‬
‫‪،‬فإن السماوات السبع‪ ،‬واألرضين‬ ‫(آمرك بـ(ال‬ ‫بنه ِع‬ ‫قال نوح ‪ ‬ال ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َّ َ‬ ‫حت َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫عت (ال إله إال ُ‬ ‫‪،‬وو ْ‬ ‫َّ‬ ‫السبع لو ُوض َ‬
‫بهن ال إله إال هللا‪)...‬مح‪-‬‬ ‫هللا)في كف ٍة‪،‬لرج‬ ‫عن في كف ٍة ُ ِض‬ ‫ِ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫يم َ‪،‬ال إ َل َه إ َّال ُ‬
‫هللا َر ُّب‬ ‫يم الحل ُ‬ ‫هللا ْال َعظ ُ‬ ‫ند الكرب‪َ (:‬ال إ َل َه إ َّال ُ‬ ‫ُل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫يقو‬ ‫‪،‬كان‬ ‫هللا ﷺ‬ ‫أن َرسول ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َ َ َ َّ ُ َ ُّ َّ َ َ َ َ ُّ ْ َ ْ َ َ ُّ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫ْال َع ْرش ْال َ‬
‫ش الك ِر ِيم) ق‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫األ‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫و‬ ‫ات‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫الس‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫هللا‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ه‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫يم‬ ‫ظ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫‪،‬قالت‪ :‬قال لي سو ُل هللا ﷺ‪(:‬أال أعل ُمك كلمات َت َ‬
‫قولين ُه َّن َ‬ ‫َ‬
‫عند‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫يس‬ ‫َُ‬
‫أسماء بنت عم ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َعن‬ ‫‪-‬‬
‫َّ ُ َّ ُ ي ال أشر ُك به ً‬ ‫َ‬
‫شيئا) د‪-‬صحيح‪..‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َّللا‬ ‫َّللا‬ ‫؟‬‫رب‬ ‫ِ‬ ‫الك‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫الحمد‬ ‫الو َرق فقال‪(ِ :‬إ َّن‬ ‫الو َر ِق‪،‬فض َرَبها بعصاه فتناثر‬ ‫أن ر ُسو َل هللا ﷺ َم َّر بشجرة يابسة َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫العبد كما ت َساقط َو َرق هذه‬ ‫ِ‬ ‫وب‬ ‫هللا‪،‬وال إله إال هللا‪،‬وهللا أكبر‪،‬لتسا ِقط من ذن ِ‬ ‫هلل‪ ،‬وسبحان ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫الش َج ِرة) ت‪َ -‬حسن‬
‫ُ َّ‬ ‫َ ُ َّ َ‬ ‫ليل َة ُأسر َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫قرئ أ َّمت َك ِمني السالم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أ‬ ‫د‪،‬‬ ‫حم‬ ‫م‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬‫فقال‬ ‫بي‪،‬‬ ‫ي‬ ‫براهيم‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫قيت‬ ‫(ل‬ ‫‪:‬‬ ‫ﷺ‬ ‫هللا‬ ‫ل‬ ‫قال رسو ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َّ َ َ َ ُ ُ‬ ‫ََ‬
‫هلل‬‫هللا‪ ،‬والحمد ِ‬ ‫املاء وأنها قيعان‪ ،‬وأن ِغراسها‪ :‬سبحان ِ‬ ‫وأ ِخبرهم أن الجنة ط ِيبة الترب ِة عذبة ِ‬
‫هللا‪ُ ،‬‬ ‫والإله إال ً‬ ‫َ‬
‫وهللا أكبر) ت‪.‬حسن‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫والص ُبر ٌ‬
‫ضياء) ‪:‬‬ ‫والصدقة ُبرهان‪,‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫(والصالة نو ٌر‪,‬‬ ‫‪ )4‬قوله ﷺ‪:‬‬
‫تمثيل لهذه األعمال بمقاديرما لها م َن اإلنا َرة‪َ :‬ف ُّه َّ‬
‫ثالث مرا ِتب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫▪‬
‫ُ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫ُ ُ‬
‫لقول ِه ﷺ‪(:‬الصالة نو ٌر) ‪.‬‬ ‫أ‪ .‬النوراملطلق؛وهو وصف للصالة‪ِ ،‬‬
‫(والص َد َق ُة ُب ٌ‬
‫رهان)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قول ِه‪:‬‬ ‫ل‬ ‫قه‪،‬‬
‫الص َ‬
‫د‬ ‫وصف َ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪ُ .‬‬
‫البرهان؛ َ‬
‫وهو‬
‫ِ ِ‬
‫ُ ٌ‬ ‫ً‬ ‫اع َّالذي يلي َو َ‬ ‫ٌ َ ُ‬
‫الحجة القاط َعة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جه الشمس محيطا بقرصها‪,‬أو ‪:‬‬ ‫الشع ُ‬ ‫‪ُ -‬برهان‪:‬هو‬
‫ُ‬
‫(والصبر ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ضياء)‪.‬‬ ‫قول ِه‪:‬‬
‫للصبروالصيام في ِ‬ ‫ِ‬ ‫وصف‬ ‫ت‪ .‬الضياء؛‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫وإحراق‪.‬‬ ‫إشراق‬ ‫النورالذي يكون َم َع ُه‬ ‫ٌ‬
‫ضياء‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪١١٧‬‬

‫ُ َ َ‬
‫التشبيه ل ُه ُمت َع ِلقان‪:‬‬
‫ُ َ َّ َ ٌ‬
‫بمقاديرها ِم َن األنوار‪ ،‬وهذا‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ُ‬
‫األعمال الثالثة مشبه‬ ‫ذه‬ ‫▪ ِ‬
‫فه ِ‬
‫َ َ َُ َ‬
‫رواح في الحال‪.‬‬‫أ‪ .‬منفعتها لأل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫هللا في املآل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ند‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ها‬‫جور‬ ‫أ‬ ‫ب‪.‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫▪ أحاديث عن ِ‬
‫هذ ِه الثالثة ‪:‬‬
‫ُُ‬
‫‪( .1‬الصالة نو ٌر)‪:‬‬
‫َ ْ ُ ُ‬
‫قال ﷺ‪ُ (:‬ج َعلت ق َّرة عيني في الصالة) ن‪-‬صحيح‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫ونجاة َ‬
‫يوم‬
‫ً‬ ‫َ َ ُ ً‬ ‫َ َ‬
‫فقال َ‪:‬من حافظ َعليها‪،‬كانت ل ُه نورا َ‪،‬و ُبرهانا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذكر الصالة‬ ‫قال ﷺ‪(َ :‬أ َّن ُه َ‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫يد األسناء‪.-‬‬ ‫والبرهان) مح‪,‬حب‪َ -‬ج ُ‬ ‫ٌ‬
‫والنجاة ُ‬ ‫القيامة‪،‬و َمن لم ُي َحافظ َع َليها‪،‬لم ُيكن َل ُه ٌ‬
‫نور‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يوم القيامة) د‪،‬ت‪-‬صحيح‪.‬‬ ‫الظ َلم الى املساجد‪،‬بالنورالتام َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال ﷺ‪(َ :‬ب ِش ِراملشائين في‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نورا َ‬ ‫ُ ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قال ﷺ‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫يوم القيامة) ح‪-‬صحيح‪.‬‬ ‫املساج ِد‪،‬آتاه هللا‬
‫ِ‬ ‫الى‬ ‫يل‬
‫ِ ِ‬‫ال‬ ‫لمة‬ ‫ظ‬ ‫(من مش ى في‬ ‫‪-‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫رون َّ‬‫َ َ‬ ‫ُ َّ َ‬
‫موج َبة) فتح الباري‬‫ِ‬ ‫الظلماء‬
‫ِ‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫يل‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫الصالة‬ ‫الى‬ ‫ي‬ ‫أن املش َ‬ ‫ي‬ ‫عي‪(:‬كانوا‬ ‫خ‬ ‫َ‬
‫قال إبراهيم الن‬ ‫‪-‬‬
‫إبن رجب‪.‬‬
‫والص َد َق ُة ُب ٌ‬
‫رهان)‪:‬‬ ‫‪َّ ( .2‬‬
‫َّ‬
‫دهللا َو ْح َد ُه‪ ،‬وأن ُه ال إال هللا‪ ،‬وأد ٰى‬ ‫يمان‪:‬من َع َب َ‬
‫َ‬ ‫األ‬
‫عم ِ‬ ‫(ثالث َمن َف َع َل ُه َّن َف َق ْد َطع َم َط َ‬ ‫ٌ‬
‫قالﷺ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫أدائها‪.‬‬ ‫على ِ‬‫فس ُه ٰ‬ ‫دة‪ُ :‬تع ُين ُه َن ُ‬ ‫ً‬
‫عام)د‪-‬صحيح‪ |.‬را ِف‬ ‫َ ً َ َ ُ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َّ َ ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫مال ِه‪،‬طيبة بها نفسه‪ ،‬را ِفدة عل ِيه كل ٍ‬ ‫زكاة ِ‬
‫ُّ ُ َ َ ُ ٌ َ َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫هللا في ظ َّله َ‬ ‫(س ْب َع ُة ُيظ َّل ُه ُم ُ‬
‫خفاها‪،‬ح َّت ٰى‬
‫َ‬ ‫ص َدق ٍة فأ‬ ‫يوم ال ِظ َّل اال ِظله‪...:‬ورجل تصدق ِب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قال ﷺ‪َ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬ ‫َ ََ َ َ ُ ُ ُ‬
‫نف ُق ِش َمال ُه‪ )....‬ق‪.‬‬ ‫ال تعلم يمينه مات ِ‬
‫ََ‬
‫كثرة‪ ،‬وما فت َح‬
‫ًَ‬
‫عز َو َج َّل بها‬ ‫صد َقة َأو ص َلة‪ ،‬إال َاد ُه ُ‬
‫هللا َّ‬ ‫طي َية ل َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ََ ُ‬
‫ز‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫قال ﷺ‪(:‬مافتح َرج ٌل باب ع ٍ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫َّ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ٌ َ َ َ‬
‫رجل باب مسأ ٍلة يريد بها كثرة‪ ،‬إال زاده هللا بها ِقلة) مح‪-‬بيهقي‪-‬صحيح‪...‬‬
‫َ َ َّ َ َ َّ ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫قبلها‬ ‫الطيب‪ -‬وإن هللا يت‬ ‫طي ٍب‪-‬وال يقبل هللا اال ِ‬ ‫سب ِ‬ ‫دل تمر ٍة ِمن ك ٍ‬ ‫و قال ﷺ‪(:‬من تصدق ِبع ِ‬ ‫‪-‬‬
‫الص ِغيرُ‬ ‫الجبل) ق| َفل َّو ُه‪َّ :‬‬ ‫ثل َ‬ ‫حتى تكو َن م َ‬ ‫ٰ‬ ‫َبيمينيه ُ‪،‬ث َّم ُيربيها لصاحبه‪،‬كما ُيربي َأ َح ُدكم َفل َّوهُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ِم َن الخيل‪.‬‬
‫‪١١٨‬‬

‫ياء)‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والصبرض ٌ‬ ‫‪( .3‬‬
‫ُ‬
‫‪:‬الحبس‬‫اللغة‬ ‫ُ‬
‫والصبرفي ِ‬ ‫▪‬
‫ٌ‬
‫أنواع‪:‬‬ ‫والصبراملح ُ‬
‫مود‬ ‫ُ‬ ‫▪‬
‫طاعة هللا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫صبرعلى‬ ‫أ‪.‬‬
‫صبر َعن معاص ي هللا‪.‬‬
‫ب‪ٌ .‬‬
‫أقدارهللا‪.‬‬ ‫صبرعلى‬‫ت‪ٌ .‬‬
‫ِ‬
‫الصبرعلى األقدار املؤمل َ‬ ‫من َ‬ ‫‪،‬أفضل َ‬ ‫ُ‬
‫امل َح َّ‬ ‫طاعة هللا َ‬ ‫والصبر على َ‬
‫ة‪،‬ص َّر َح بذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫مات‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫وع ِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫▪‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫م‪:‬سعيد ُ‬ ‫ََ‬
‫‪،‬وميمون بن َمهران‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ير‬
‫ِ ٍ‬ ‫جب‬ ‫بن‬ ‫ف‪:‬منه‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫الس‬
‫يجمع َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬
‫األنواع الثالثة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ر‬ ‫الصب‬ ‫ة‬ ‫‪:‬الصيام‪،‬فأن‬ ‫الصبر‬
‫ِ‬ ‫أنواع‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫أفض‬ ‫ومن‬ ‫▪ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص َف ُه ب ُ‬
‫عالجته ش َّد ٌة‪َ ،‬و َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬
‫يختلف َع ِن‬
‫ضياءوالضياء ِ‬ ‫ٌ‬ ‫أنه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النفس‪،‬وفي ُم َ‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫شاق‬ ‫ُ‬
‫الصبر‬ ‫كان‬ ‫▪ وملا‬
‫إحراق ُ‬
‫‪.‬وهللا‬
‫َ‬
‫فيه وال‬
‫َ َ‬
‫ة‬‫ر‬ ‫را‬‫الح‬ ‫الذي‬ ‫ر‬‫و‬
‫ُّ‬
‫الن‬ ‫ة‪،‬بخالف‬ ‫ر‬ ‫الحرا‬ ‫وع م َ‬
‫ن‬ ‫حص ُل َم َع ُه َن ٌ‬ ‫النور َبأ ُنه َي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ٌ َ‬ ‫ٌ ََ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ َ َ‬
‫َع َّز َو َجل وصف الشمس ِبأنها ِضياء ووصف القمربأنه نور‪.‬قال تعالى‪:‬‬
‫(ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [يونس‪]5:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫▪ َو َوصف هللا شريعة موس َى ‪(:‬ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ)‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫واألغالل واألثقال! َو َوصف شريعة محمد ﷺ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫صار‬
‫[األنبياء‪,]48:‬ملا فيها ِمن اآل ِ‬
‫(ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ) [المائدة‪.]15:‬‬
‫لك أو َ‬
‫عليك)‪:‬‬ ‫(والقرآن ُح َّج ٌة َ‬
‫ُ‬
‫‪ )5‬قوله ﷺ‪:‬‬
‫ً َ‬ ‫ً ُ َ ً‬
‫قا ب َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ َّ ٌ‬
‫وامر ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أ‬‫ب‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫‪،‬عام‬
‫ِ‬ ‫فيه‬
‫ِ‬ ‫ما‬ ‫ميع‬
‫ِ ِ‬ ‫ج‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ص‬‫م‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫نا‬ ‫مؤم‬
‫ِ‬ ‫نت‬ ‫ك‬ ‫إذا‬ ‫لك‬ ‫ة‬ ‫▪ اليخلو إما أن يكون حج‬
‫َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫عل َت ما نهى َع ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ َّ ً َ َ َ‬ ‫َ ً‬
‫نه أو َح ِفظت ُه ث َّم‬ ‫نواهيه أو يكون حجة عليك‪،‬إذا لم تتمث ْل ما ِ‬
‫فيه أو ف‬ ‫ِ‬ ‫ُمجت ِنبا ِل‬
‫نه‪.‬‬‫ن ْم َت َع ُ‬
‫ِ‬
‫‪١١٩‬‬

‫نه سامل ًا‪،‬بل إما َأن َي َرب َح أو أن َي َخس َر‪ُ ،‬ثمَّ‬ ‫س َأ َح ٌد القرآن َ‬
‫فقام َع ُ‬ ‫ف‪(:‬ماج َال َ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ ََ‬
‫ل‬ ‫▪ قال بعض الس‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هذ ِه اآلية‪(:‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ)‬
‫تال ِ‬
‫[اإلسراء‪.)]82:‬‬
‫‪،‬ف َمن َج َع َل ُه َأ َم َام ُه َق َاد ُه إلى الج َّنة َو َمنْ‬
‫ٌ ُ َّ َّ ٌ َ‬
‫ق‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ل‬‫وماح‬ ‫ع‬‫‪(:‬شاف ٌع ُم َش َّف ٌ‬ ‫َ‬
‫ابن مسعود ‪‬‬ ‫قال ُ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صم ُم َج ِاد ٌل‪.‬‬‫ماح ٌل‪َ :‬خ ٌ‬ ‫|‬ ‫صحيح‬ ‫‪-‬‬ ‫شيبه‬ ‫أبي‬ ‫ار)إبن‬
‫َّ‬
‫الن‬ ‫لى‬‫إ‬ ‫ف َظ ْه َره َق َاد ُ‬
‫ه‬
‫َ ََ ُ َ ْ َ‬
‫جعله خل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ ٌ َ َ ُ َُ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫موبقها)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أو‬ ‫ها‬ ‫ق‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫فس‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫با‬ ‫و؛ف‬ ‫غد‬ ‫ي‬ ‫اس‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ل‬ ‫(ك‬ ‫‪ )6‬قوله ﷺ‪:‬‬
‫ُ‬
‫وبعض‬
‫َ َ‬
‫اس غ ُد ُّو ُه ِملصل َح ِت ِه‪،‬‬
‫ُ‬
‫الن‬ ‫َ‬
‫بعض‬ ‫انت َشروا في األرض ل َط َلب الرزق‪ ،‬لك َّ‬
‫ن‬
‫ُ َ‬
‫أصب َح الناس‬ ‫إذا َ‬ ‫▪‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ُ ُ ُّ ُ َ َ ٌ َ‬
‫ال َعل ِيه‪.‬‬ ‫الناس عدوه وب‬ ‫ِ‬
‫باد َرة باألعمال في َّأول َّ‬ ‫النهار‪ -‬وفيه إشا َر ٌة الى املُ َ‬ ‫َ‬
‫للسيرأ َّول َّ‬ ‫اسم َّ‬ ‫ٌ‬ ‫الغ ُّ‬‫ُ‬
‫النهار‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫‪-‬‬
‫عل املعاص ي‬ ‫ف‬ ‫ب‬ ‫للشيطان‬ ‫ها‬ ‫يبيعها هلل‪َ ،‬ف َيعتقها من ناره َ‪،‬أو َ‬
‫يبيع‬ ‫نفس ُه؛ َفإما َأن َ‬ ‫َو ُك ُّلهم بائ ٌع َ‬ ‫▪‬
‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫وبق َها ‪-‬أي‪ُ :‬ي ِهلكها في النار‪.-‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬ ‫نكرات‬ ‫والجرا ِئ ِم وامل‬
‫َّ‬
‫يحص ُل للجميع‪،‬كما قال تعالى‪(:‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ)‬ ‫ُ‬ ‫و الت َع ُب‬ ‫▪‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫[النساء‪,]104:‬ولكن النتيجة ُمخت ِلفة؛(ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ) [النساء‪]104:‬‬

‫عبادات األبدان الفعلية‬ ‫على‬ ‫ت‬


‫َ َََ‬
‫ل‬ ‫م‬ ‫شت‬ ‫إ‬ ‫الجليل‬
‫َ‬
‫الحديث‬ ‫هذا‬ ‫ن‬ ‫الصنعاني‪(:‬و َأعلم َأ َّ‬
‫َ‬ ‫قال‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ ُ‬
‫أفراد ِه‪،‬‬
‫تيان ِبأشر ِف ِ‬ ‫لب وأشار الى ك ِل ش ٍيء ِمن ذلك باأل ِ‬ ‫أعمال الق ِ‬
‫ِ‬ ‫والقولية واملالية‪ ،‬وعلى‬
‫الصالة‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫األبدان الفعلية بالوضوء و الى القول َّية بالذكر‪ .‬والى الجمع َ‬
‫بين ُ‬ ‫َ َ‬
‫ة‬ ‫باد‬ ‫ع‬ ‫الى‬ ‫َف َأ َ‬
‫شار‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫هللا‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫بات املالية بالزكاة‪ ،‬والى َ‬ ‫َ‬
‫بالصبر‪ ،‬والى أعظ ِم حج ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫القلب‬
‫ِ‬ ‫أعمال‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫أشر‬ ‫ِ‬ ‫الواج‬
‫ِ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫أعظ‬ ‫والى‬
‫َ َُ َ‬ ‫أشر َف ُ‬‫َ‬ ‫على عباده بالقرآن‪َ ،‬فتأم ُ‬
‫نواع الخير؟!)التنوير شرح الجامع‬ ‫ِ ِ‬ ‫أل‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫أجم‬ ‫وما‬ ‫ه‬ ‫ما‬ ‫له‬ ‫ِ ِِ‬
‫الصغير‪.‬‬

You might also like