You are on page 1of 4

‫القول الراجح‬ ‫قراءات‬

‫أنهما قراءتان معروفتان بمعنى واحد‪ :‬وال ُتَص اِع ْر ‪ ,‬والُتَصّع ر‬ ‫‪ِ{/١‬مْن َت فاُو ٍت } بألف‪.‬‬
‫‪ِ{/٢‬مْن َت َف ّو ٍت } بتشديد الواو بغيرألف‬

‫الصواب عندنا ألن الفصيح من كالم العرب‬ ‫‪َ /١‬فُسْح قا تخفيف الحاء من الّسْح ق‬
‫‪ /٢‬ومن العرب من يحّر كها بالضّم ‪.‬‬
‫‪َ/١‬ت ّد ُع وَن بتشديد الدال بمعنى تفتعلون من الدعاء‪ .‬والصواب من القراءة في ذلك‪ ,‬ما عليه قّر اء األمصار إلجماع‬
‫الحجة من القّر اء عليه‪.‬‬
‫‪َ /٢‬ت ْد ُع وَن بمعنى تفعلون في الدنيا‪ .‬خفيف‬
‫والصواب أنهما قراءتان فصيحتان بأيتهما قرأ القارىء أصاب‪,‬‬ ‫‪/١‬إظهار ن‪ ,‬فأظهر النون فيها وفي يس ألنها‬
‫غير أن إظهار النون أفصح وأشهر‪ ,‬فهو أعجب إلّي ‪.‬‬ ‫حرف هجاء‪ ,‬والهجاء مبني على الوقوف عليه‬
‫وإن اتصل‪.‬‬
‫َال‬
‫‪ /٢‬اإلدغام أي ُيدغم النون ا خرة منهما ويخفيها‬
‫بناء على االتصال‪.‬‬
‫‪(/١‬أأْن كاَن َذ ا ماٍل ) باالستفهام بهمزتين‪:‬‬
‫أ‪ /‬أن يكون مرادا به تقريع هذا الحّالف المهين‬
‫وهذا أظهر وجهيه‪.‬‬
‫ب‪ /‬أن يكون مرادا به التوبيخ لمن أطاعه‪.‬‬
‫‪ /٢‬الباقون‪ :‬أْن كاَن ذا مال على وجه الخبر بغير‬
‫استفهام‪:‬وال تطع كّل حالف مهين أن كان ذا مال‬
‫وبنين كأنه نهاه أن يطيعه من أجل أنه ذو مال‬
‫وبنين‪.‬‬
‫مسائل خالفية‬
‫[تبارك]‬
‫واختلف أهل العلم في معنى َم ناِكبها‪:‬‬
‫‪ /١‬جبالها‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫الدليل‪ :‬عن بشير بن كعب أنه قرأ هذه اَالية‪ :‬فاْم ُشوا ِفي َم ناِكبها فقال لجارية له‪ :‬إن َد َر ْيت ما مناُك بها‪,‬‬
‫فأنت حّر ة لوجه هللا قالت‪ :‬فإن مناكبها‪ :‬جبالها‪ ,‬فكأنما ُسِفع في وجهه‪ ,‬ورغب في جاريته‪ .‬فسأل‪ ,‬منهم من‬
‫أمره‪ ,‬ومنهم من نهاه‪ ,‬فسأل أبا الدرداء‪ ,‬فقال‪ :‬الخير في طمأنينة‪ ,‬والشّر في ريبة‪َ ,‬فذْر ما يريبك إلى ما ال‬
‫َي ريبك‪.‬‬
‫‪ /٢‬أطرافها ونواحيها‪ .‬طرقها وفجاجها‪.‬‬
‫الدليل‪:‬أن بشير بن كعب العدوّي ‪ ,‬قرأ هذه اَالية فاْم ُشوا ِفي َم ناِكبها فقال لجاريته‪ :‬إن أخبرتني ما مناكبها‪,‬‬
‫فأنت حّر ة‪ ,‬فقالت‪ :‬نواحيها فأراد أن يتزّو جها‪ ,‬فسأل أبا الدرداء‪ ,‬فقال‪ :‬إن الخير في طمأنينة‪ ,‬وإن الشّر في‬
‫ريبة‪ ,‬فدع ما يريبك إلى ما ال يريبك‪.‬‬
‫وأولى القولين عند بالصواب قول من قال‪ :‬معنى ذلك‪ :‬فامشوا في نواحيها وجوانبها‪ ,‬وذلك أن نواحيها‬
‫نظير مناكب اإلنسان التي هي من أطرافه‪.‬‬

‫(َأَفَم ن َيْم ِش ي ُم ِك ّب ًا َع َلَى َو ْج ِه ِه َأْه َد َى َأّم ن َيْم ِش ي َس ِو ّي ًا َع َلى ِص َر اٍط ّمْس َت ِقيٍم )‪:‬‬
‫‪َ /١‬أَفَم ْن َي ْم ِش ي أيها الناس ُمِكّبا على َو ْج ِه ِه ال يبصر ما بين يديه‪ ,‬وما عن يمينه وشماله أْه َدى‪ :‬أشّد‬
‫استقامة على الطريق‪ ,‬وأهدى له‪ ,‬أْم َم ْن َيْم ِش ي َس وّي ا َم ْش ٍي بني آدم على قدميه على ِص َر اٍط ُمْس َت ِقيٍم ‪ :‬على‬
‫طريق ال اعوجاج فيه‪ .‬أَفَم ْن َي ْم ِش ي ُمِكّبا على َو ْج ِه ِه يعني الكافر أهدى أْم َم ْن َي ْم شي َس ِو ّيا المؤمن؟ ضرب‬
‫هللا مثًال لهما‪.‬‬
‫‪/٢‬بل عنى بذلك أن الكافر يحشره هللا يوم القيامة على وجهه‪ ,‬فقال‪ :‬أَفَم ْن َيْم ِش ي ُم ِك ّب ا على َو ْج ِه ِه يوم‬
‫القيامة أْه َد ى أْم َم ْن َيْم ِش ي َس وّيا يومئٍذ‪.‬‬
‫قيل للنبي ﷺ‪ :‬كيف يمشون على وجوههم؟ قال‪« :‬إّن اّلِذي أْم شاُهم على أْق داِم ِه ْم قاِد ٌر َع لى أْن‬
‫ُيْم ِش َي ُهْم على ُو ُجوِه ِه ْم »َيْم ِش ي َس ِو ّي ا على ِص َر اٍط ُمْس َت ِقيٍم قال‪ :‬المؤمن عمل بطاعة هللا‪ ,‬فيحشره هللا على‬
‫طاعته‪.‬‬
‫اللغة‪:‬وقيل ُمِكّبا ألنه فعل غير واقع‪ ,‬وإذا لم يكن واقعا أدخلوا فيه األلف‪ ,‬فقالوا‪ :‬أكّب فالن على وجهه‪,‬‬
‫فهو مكّب ‪ ,‬فإذا كان واقعا ُح ذفت منه األلف‪ ,‬فقيل‪ :‬كببت فالنا على وجهه وكّبه هللا على وجهه‪.‬‬

‫سورة القلم‬
‫{َن َو اْلَقَلِم َو َم ا َيْس ُط ُر وَن } اختلف أهل التأويل في قوله‪ :‬ن؟‬
‫‪ /١‬هو الحوت الذي عليه األَر ُضون‪.‬‬
‫عن ابن عباس‪ ,‬قال‪« :‬أّو ل ما خلق هللا من شيء القلم‪ ,‬فجرى بما هو كائن‪ ,‬ثم رفع بخار الماء‪ ,‬فخلقت منه‬
‫السموات‪ ,‬ثم خلق النون فبسطت األرض على ظهر النون‪ ,‬فتحّر كت األرض فمادت‪ ,‬فأثبتت بالجبال‪ ,‬فإن‬
‫الجبال لتفخر على األرض»‪ ,‬قال‪ :‬وقرأ‪ :‬ن والَقَلِم وما َي ْس ُط ُرون‬
‫‪ /٢‬ن حرف من حروف الرحمن‪.‬عن ابن عباس الر‪ ,‬وحم‪ ,‬ون حروف الرحمن مقطعة‪.‬‬
‫‪ /٣‬ن‪ :‬الدواة‪ ,‬والقلم‪ :‬القلم‪.‬‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬إن هللا خلق النون وهي الدواة‪ ,‬وخلق القلم‪ ,‬فقال‪ :‬اكتب‪ ,‬فقال‪ :‬ما أكتب؟ قال‪ :‬اكتب ما‬
‫هو كائن إلى يوم القيامة‪ ,‬من عمل معمول‪ ,‬بّر أو فجور‪ ,‬أو رزق مقسوم حالل أو حرام‪ ,‬ثم ألزم كّل شيء‬
‫من ذلك شأنه دخوله في الدنيا ومقامه فيها كم‪ ,‬وخروجه منها كيف ثم جعل على العباد حفظة وللكتاب‬
‫خزانا‪ ,‬فالحفظة ينسخون كّل يوم من الخزان عمل ذلك اليوم‪ ,‬فإذا فني الرزق وانقطع األثر‪ ,‬وانقضى‬
‫األجل‪ ,‬أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم‪ ,‬فتقول لهم الخزنة‪ :‬ما نجد لصاحبكم عندنا شيئا‪,‬‬
‫فترجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا قال‪ :‬فقال ابن عباس‪ :‬ألستم قوما عربا تسمعون الحَفظة يقولون‪ :‬إّن ا ُكّن ا‬
‫َن ْس َت ْن ِس ُخ ما ُكْنُتْم َت ْع َم ُلوَن وهل يكون االستنساخ إال من أصل؟‪.‬‬
‫‪ /٤‬ن‪ :‬لوح من نوره ﷺ‪:‬ن َو الَقَلِم وما َي ْس ُط ُروَن ‪« :‬لوح من نور يجري بما هو كائن إلى يوم‬
‫القيامة»‪.‬‬
‫‪ /٥‬ن‪َ :‬قَس م أقسم هللا به‪ُ .‬يْق ِس م هللا بما شاء‪.‬‬
‫‪ /٦‬اسم من أسماء السورة‪.‬‬
‫‪ /٧‬حرف من حروف المعجم‬
‫{وَم ا َيْس ُط ُر ون}مانوع ما مع توجيهها؟‬
‫‪ /١‬ما موصولة‪ :‬والذي يُخ ّط ون ويكتبون‪.‬وإذا ُو ّج َه التأويل إلى هذا الوجه كان القسم بالخلق وأفعالهم‪.‬‬
‫‪ /٢‬ما مصدرية‪:‬أن يكون معناه‪ :‬وسطرهم ما يسطرون‪ ,‬فتكون «ما» بمعنى المصدر‪ .‬وإذا ُو جه التأويل‬
‫إلى هذا الوجه‪ ,‬كان القسم بالكتاب‪ ,‬كأنه قيل‪ :‬ن والقلم والكتاب‪.‬‬
‫يقال منه‪ :‬سطر فالن الكتاب فهو َي ْس ُط ر َس ْط را‪ :‬إذا كتبه‬
‫بَأّي ُك ُم الَم ْف ُتوُن ‪:‬‬
‫‪ /١‬بأيكم المجنون‪ ,‬معنى الباء في قوله بَأّي ُك ُم إلى معنى في‪ .‬وإذا وجهت الباء إلى معنى «في» كان تأويل‬
‫الكالم‪ :‬ويبصرون في أّي الفريقين المجنون في فريقك يا محمد أو فريقهم‪ ,‬ويكون المجنون اسما مرفوعا‬
‫بالباء‪.‬‬
‫‪ /٢‬بأيكم الجنون وكأن الذين قالوا هذا القول وجهوا المفتون إلى معنى الفتنة أو الفتون‪ ,‬كما قيل‪ :‬ليس له‬
‫معقول وال معقود‪ :‬أي بمعنى ليس له عقل وال عقد رأى فكذلك وضع المفتون موضع الُفُتون‪.‬المفتون‪:‬‬
‫بمعنى المصدر‪ ,‬وبمعنى الجنون‬
‫‪ /٣‬أيكم أولى بالشيطان فالباء على قول هؤالء زيادة دخولها وخروجها سواء‬
‫لغة‪ :‬واختلف أهل العربية في ذلك نحَو اختالف أهل التأويل‪ ,‬فقال بعض نحّو يي البصرة‪ :‬معنى ذلك‪:‬‬
‫فستبصر ويبصرون أّيكم المفتون‪ .‬وقال بعض نحويي الكوفة‪ :‬بأيكم المفتون ها هنا‪ ,‬بمعنى الجنون‪ ,‬وهو‬
‫في مذهب الُفُتون‪ ,‬كما قالوا‪ :‬ليس له معقول وال معقود قال‪ :‬وإن شئت جعلت بأيكم في أيكم في أّي‬
‫الفريقين المجنون قال‪ :‬وهو حينئٍذ اسم ليس بمصدر‪.‬‬
‫وأولى األقوال بالصواب قول من قال‪ :‬معنى ذلك‪ :‬بأيكم الجنون‪ ,‬ووجه المفتون إلى الفتون بمعنى‬
‫المصدر‪ ,‬ألن ذلك أظهر معاني الكالم‪ ,‬إذا لم ينو إسقاط الباء‪ ,‬وجعلنا لدخولها وجها مفهوما‪ .‬وقد بّينا أنه‬
‫غير جائز أن يكون في القرآن شيء ال معنى له‪.‬‬

‫َو ّدوا َلْو ُتْد ِهُن َفُيْد ِه ُنوَن اختلف أهل التأويل في تأويله‬
‫‪ /١‬وّد المكّذ بون بآيات هللا لو تكفر باهلل يا محمد فيكفرون‪.‬‬
‫‪ /٢‬وّد وا لو ُترّخ ص لهم فُيرّخ صون‪ ,‬أو تلين في دينك فيلينون في دينهم‪.‬‬
‫وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال‪ :‬معنى ذلك‪ :‬وّد هؤالء المشركون يا محمد لو تلين لهم في‬
‫دينك بإجابتك إياهم إلى الركون إلى آلهتهم‪ ,‬فيلينون لك في عبادتك إلهك‪ ,‬كما قال جّل ثناؤه‪َ :‬و َلْو ال أْن‬
‫َث ّب ْت ناَك َلَقْد ِكْد َت َت ْر َك ُن إَلْي ِهْم َش ْي ئا َقِليًال إًذ ا ألَذ ْق َن اَك ِض ْع َف اْلَح ياِة َو ِض ْع َف الَم ماِت وإنما هو مأخوذ من‬
‫الّد هن شبه التليين في القول بتليين الّد هن‪.‬‬

‫ُع ُتّل َبْع َد ذلَك َز ِنيٍم ‪:‬أي مع العتّل زنيم‪.‬‬


‫‪ /١‬الملصق بالقوم وليس منهم ويقال‪ :‬هو األخنس بن َش ِر يق الّث َقِفّي حليف بني ُز ْه رة‪ .‬وزعم ناس من بني‬
‫ُز هرة أن الزنيم هو‪ :‬األسود بن عبد يغوث الّز هرّي ‪ ,‬وليس به‪.‬هو الدعّي ‪.‬‬
‫‪ /٢‬هو الذي له َز َن مة كزنمة الشاة‪.‬في عنقة ُيعرف بها‪.‬‬
‫‪ /٣‬كان دعّيا‪ ,‬عن ابن عباس‪ ,‬في قوله‪َ :‬ب ْع َد ذلَك َز ِنيٍم قال‪ :‬نزل على النبّي ﷺ‪َ :‬و ال ُتِط ْع ُك ّل َح ّالٍف‬
‫َم ِه يٍن َه ّم اٍز َم ّش اٍء ِبَن ِميٍم قال‪ :‬فلم نعرفه حتى نزل على النبّي ﷺَبْع َد َذ لَك َز نيٍم قال‪ :‬فعرفناه له زنمة‬
‫كزنمة الشاة‪.‬‬
‫‪ /٤‬هو المريب الذي يعرف بالشّر ‪.‬‬
‫‪ /٥‬هو الظلوم‪.‬‬
‫ُأ‬
‫‪ /٦‬هو الذي ُيعرف ب بنة‪.‬‬
‫‪ /٧‬هو الِج ْل ف الجافي‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ /٨‬هو عالمة الكفر‪.‬‬
‫‪ /٩‬هو الذي يعرف باللؤم‪ .‬ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ /١٠‬هو الفاجر‪.‬‬
‫{َأن َك اَن َذ ا َم اٍل َو َب ِنيَن }‪.‬‬
‫َس َن ِس ُم ُه على الُخ ْر ُط وِم ‪:‬‬
‫‪ /١‬سنخطمه بالسيف‪ ,‬فنجعل ذلك عالمة باقية‪ ,‬وسمة ثابتة فيه ما عاش‪.‬‬
‫‪ /٢‬بل معنى ذلك سنشينه شينا باقيا ال يفارقه آخر ما عليه‪.‬‬
‫‪ /٣‬سيَم ى على أنفه‪.‬‬
‫وأولى القولين بالصواب في تأويل ذلك عندي قول من قال‪ :‬معنى ذلك‪ :‬سنبين أمره بيانا واضحا حتى‬
‫يعرفوه‪ ,‬فال يخفى عليهم‪ ,‬كما ال تخفى السمة على الخرطوم‪ :.‬معنى ذلك‪ :‬شين ال يفارقه آخر ما عليه‪ ,‬وقد‬
‫يحتمل أيضا أن يكون خطم بالسيف‪ ,‬فجمع له مع بيان عيوبه للناس الخطم بالسيف‪.‬‬
‫ويعني بقوله‪َ :‬س َن ِس ُم ُه سنكويه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬معنى ذلك‪ :‬سنسمه ِس َم ة أهل النار‪ :‬أي سنسّو د وجهه‪ .‬وقال‪:‬‬
‫إن الخرطوم وإن كان خّص بالسمة‪ ,‬فإنه في مذهب الوجه‪ ,‬ألن بعض الوجه يؤّد ي عن بعض‪ ,‬والعرب‬
‫تقول‪ :‬وهللا ألسمنك وسما ال يفارقك‪ ,‬يريدون األنف‪.‬‬
‫فأْص َبَح ْت كالّص ِر يِم اختلف أهل التأويل في الذي ُعِني بالصريم‪,‬‬
‫‪ُ/١‬عني به الليل األسود‪ :‬فأصبحت جنتهم محترقة سوداء كسواد الليل المظلم البهيم‪.‬‬
‫‪ /٢‬كأرض تدعى الصريم معروفة بهذا االسم‪ .‬هي أرض باليمن يقال لها َض َر وان من صنعاء على‪٦‬أميال‬

‫واختلف أهل التأويل في معنى الحْر د في هذا الموضع‪,‬‬


‫‪/١‬على ُقْد رة في أنفسهم وجّد ‪.‬‬
‫‪ /٢‬وغدوا على أمرهم قد أجمعوا عليه بينهم‪ ,‬واستسّر وه‪ ,‬وأسّر وه في أنفسهم‪ .‬أثر‪ :‬كان حرث ألبيهم‪,‬‬
‫وكانوا إخوة‪ ,‬فقالوا‪ :‬ال نطعم مسكينا منه حتى نعلم ما يخرج منه َو َغ َد ْو ا على َح ْر ٍد قاِد ِر يَن على أمر قد‬
‫أسسوه بينهم‪.‬‬
‫‪ /٣‬وغدوا على فاقة وحاجة‪.‬‬
‫‪/٤‬على حنق‪.‬يعني‪ :‬على غضب‪ .‬وكان بعض أهل المعرفة بكالم العرب من أهل البصرة يتأّو ل ذلك‪:‬‬
‫وغدوا على منع‪ .‬ويوجهه إلى أنه ِمن قولهم‪ :‬حارَدِت السنة إذا لم يكن فيها مطر‪ ,‬وحاردت الناقة إذا لم‬
‫يكن لها لبن‪.‬‬
‫ًال‬
‫الطبري‪:‬وهذا قول ال نعلم له قائ من متقّد مي العلم قاله وإن كان له وجه‪ ,‬فإذا كان ذلك كذلك‪ ,‬وكان غير‬
‫جائز عندنا أن يتعّد ى ما أجمعت عليه الحجة‪ ,‬فما صّح من األقوال في ذلك إال أحد األقوال التي ذكرناها‬
‫عن أهل العلم‪ .‬وإذا كان ذلك كذلك‪ ,‬وكان المعروف من معنى الحرد في كالم العرب القصد من قولهم‪ :‬قد‬
‫حرد فالن َح ْر د فالن‪ :‬إذا قصد قصده‬
‫يعني‪ :‬يقصد قصدها‪ ,‬صّح أن الذي هو أولى بتأويل اَالية قول من قال‪ :‬معنى قوله َو َغ َدْو ا على َح ْر ٍد‬
‫قادِر يَن َو غدوا على أمر قد قصدوه واعتمدوه‪ ,‬واستسّر وه بينهم‪ ,‬قادرين عليه في أنفسهم‪.‬‬

‫اختلف أهل التأويل في معنى قوله‪َ :‬و ُه َو َم ْذ ُم وٌم‬


‫‪ /١‬وهو ُمِليم‪.‬‬
‫‪ /٢‬وهو مذنب‬
‫قراءات‪:‬‬
‫ْل‬
‫“َلُيْز ِلُقوَن ك فقرأ ذلك عامة قّر اء المدينة «َلَي ْز ِل وَن َك » بفتح الياء من زلقته أزلقه َز قا‬
‫ُق‬
‫‪َ /٢‬لُيْز ِلُقوَن َك بضم الياء من أزلقه ُيْز ِلقه‪.‬‬
‫والصواب من القول في ذلك عند أنهما قراءتان معروفتان‪ ,‬ولغتان مشهورتان في العرب متقاربتا المعنى‬
‫والعرب تقول للذي يحِلق الرأس‪ :‬قد أزلقه وزلقه‪ ,‬فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب‪.‬‬

You might also like