You are on page 1of 523

‫ديوان‬

‫حافظ‬
‫الشيرازي‬
‫ّ‬
‫ترجمة وشرح‬

‫د‪.‬علي عبّاس زليخة‬

‫‪3‬‬
4
‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫فارسي ٌة في ُّز ٍ‬
‫جاج َشآمي‬ ‫َّ‬ ‫خمرٌة‬
‫َ‬
‫كامَل ٌة لديوان شمس الدين محمد (‪1320-1389‬م) الغالِب ِ‬
‫عليه‬ ‫هذ ِه ترجم ٌة عر َّبي ٌة ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬
‫حدائق‬ ‫بالد إيران اآلن‪ ،‬في‬ ‫اسم حافظ‪َّ ،‬الذي ولِد وعاش ود ِفن في شيراز‪ ،‬من ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وورود‪ .‬شاعٌر مـا ِب ُح ْس ِن ش ْع ِرِه ش ْع ُر شاعر‪ُ ،‬ب ُلب ٌل ما‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بين أشجار ُ‬ ‫ذات بهجة َ‬
‫عرهُ في البلدان‬ ‫طو ِ‬ ‫شعرِه َّ ِ‬‫عبير ِ‬ ‫شدو طائر‪ ،‬مألَ ُّ‬ ‫ِبع ْذ ِب ْ ِ ِ‬
‫فش ُ‬ ‫الرائق‪َ َّ ،‬‬ ‫الدنيا ُ‬ ‫شدوه ُ‬
‫الشر ِق‬
‫الفن في َّ‬ ‫أهل هذا ّ‬ ‫وس َح َر َ‬ ‫ِ ِ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫وسارت ِب ِه ُّ‬
‫الركبان وترن َم ْت به الندمان‪َ ،‬‬ ‫ْ‬
‫رب على َحٍّد سواء‪.‬‬ ‫الغ ِ‬ ‫وَ‬
‫ستق ٌّل عن‬‫قصائِد ِه م ِ‬‫ِ‬ ‫قصيد ٍة ِمن‬ ‫بيت ِم ْن ُك ِّل‬ ‫أن ُك َّل ٍ‬ ‫ظ‪َّ ،‬‬ ‫انفرد ِبها ِ‬
‫حاف ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ميزةٌ َ َ َ‬
‫بيت لوح ٌة رائع ُة الج ِ‬
‫مال‬ ‫بيت قصيدة‪ ،‬وفي ُك ِل ٍ‬ ‫فك ُّل ٍ‬ ‫الح ِقه‪ُ ،‬‬ ‫ط ِب ِ‬ ‫ساِب ِقه‪ ،‬وال يرتَِب ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫كنوز العرفان‪،‬‬ ‫لكنز من ِ‬ ‫بيت مفتاحاً ٍ‬ ‫أن في ُك ِل ٍ‬ ‫رسا ٍم عبقرِّي الخيال‪ ،‬كما َّ‬ ‫لِ َّ‬
‫ّ‬
‫ظ ُم ُش َعرِاء الغرب‪،‬‬ ‫ترجمت ِه أع َ‬
‫وشعره المعروف مجموع في ديوان‪ ،‬وقد انبرى لِ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫الش ِ‬‫ومنهم َّ‬
‫هير غوته الذي قال ُمخاطباً حافظ‪ :‬لقد احتَ َر َق ُ‬
‫قلب‬ ‫األلماني الش ُ‬ ‫اع ُر‬ ‫ُ‬
‫ألماني ِمن لهيِبك ِ‬
‫الخالد‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫إلمام ِه‬
‫القاطع على ِ‬
‫َ‬
‫الدليل ِ‬
‫أقام َّ َ‬‫بي‪ ،‬و َ‬ ‫الش ْع ِر العر‬ ‫ظ قليالً ِم ْن ِّ‬ ‫ظم ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫وقد ن َ َ‬
‫ّ‬
‫يمتاز ِب ِه‬ ‫المثال ِ ِ ِ ِ‬
‫ألهل هذه الّلغة على ما ُ‬ ‫َ‬
‫غة العربية وآداِبها‪ ،‬وأعطى ِ‬
‫ّ‬
‫بالل ِ‬
‫الو ِاس ِع ُّ‬
‫الص َوِر والمعاني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األلفاظ و ُّ‬ ‫ِ‬
‫الجمال‪ ،‬في‬ ‫ذوب ٍة و‬‫الع َ‬ ‫الرقة و ُ‬
‫ِشعره من ِ َّ ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ ُُ‬
‫ألن ِشعرهُ مشحو ٌن باألسرِار‬ ‫مان األسرار‪َّ ،‬‬ ‫رج ِ‬ ‫ِ‬
‫سان الغيب وتُ ُ‬ ‫ُلِّق َب حافظ ِبلِ ِ‬
‫اإللهي َّالذي هو ِفطرةُ هللاِ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫العشق‬
‫ُ‬ ‫وموضوع ُه‬
‫ُ‬ ‫غزل‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫شعرِه‬
‫ِ‬ ‫وج ُّل‬
‫الغيبيَّة‪ُ ،‬‬
‫قدس ُة اَّلتي هي معشو ُق ُك ِّل ِ‬ ‫ومعشوُقه َّ‬
‫يزخر‬
‫ُ‬ ‫عارف‪ ،‬وسترى شع اًر‬ ‫الم َّ َ‬
‫ات ُ‬ ‫الذ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاش ِق ٌ‬
‫ألغاز‬ ‫وحديث‬
‫ُ‬ ‫عجيبة وغريبة‪،‬‬ ‫بكل‬
‫العشق يأتي ّ‬ ‫بالعجائب والغرائب‪ ،‬و ُ‬
‫اسم‬ ‫َّ ِ‬ ‫األلغاز في هذا ِّ‬ ‫موز و ِ‬ ‫الر ِ‬
‫الشعر‪ ،‬ولم يذكر الشاع ُر َ‬ ‫ومنه كثرةُ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ورموز‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫ِ‬
‫للستر‪،‬‬
‫عنه بأسماء من قبيل سلمى ولبنى وسعاد‪ ،‬رعاي ًة ّ‬ ‫كنى ُ‬‫معشوِقه أبداً بل ّ‬
‫وِتلك سَّن ٌة عند العارفين‪ ،‬قال المكزون ِ‬
‫السنجاري‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫سـوى اسـ ٍم ِبـه عـن ُـه َك َنينا‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُلبـانـتُـنا هـواك ومـا ُلـبينى‬
‫وننش َـر مـن جمـالِ ِك ما طوينا‬ ‫ِ‬
‫حديث ِـك ما نشرنا‬ ‫ـوي مـن‬
‫ُ‬ ‫لنط َ‬
‫َو َم ْعنى َغ ْي َر ُح ْسِن ِك ما َع َن ْينا‬ ‫ِ‬
‫أوصاف ُس ْعدى‬ ‫وأثنينا على‬
‫ً‬
‫ـاك وال َس َعينا‬ ‫طـفنـا ُهن َ‬ ‫لمـا ُ‬ ‫المصّلى‬‫ولـو لـم تظهري بحمى ُ‬

‫نارك؛‬‫اكتويت ِب َح ِّر ِ‬‫ُ‬ ‫أشعارك‪ ،‬و‬ ‫ِ‬ ‫قت في ِ‬


‫بحار‬ ‫غر ُ‬ ‫أما أنا يا حافظ فقد ِ‬ ‫و َّ‬
‫قدر َك العالي‪ ،‬إذ‬ ‫عر َك‪ ،‬على ضآَل ِة قدري في إزِاء ِ‬ ‫مت لِتَرجم ِة ِش ِ‬ ‫وجالً تََقَّد ُ‬ ‫وخائفاً ِ‬
‫َ‬
‫فيع ِب ِه َّمِتها‬
‫الر َ‬‫مشيد َّ‬‫تاج تَخت َج َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن َنمَل ًة على ضآَلتها ارتََق ْت َ‬ ‫تقول َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫سمعتُ َك‬
‫ودخلت إلى‬ ‫الخلد‪،‬‬ ‫ياض ِج ِ‬ ‫فرَف َة في ر ِ‬ ‫روحك المرَهَف َة المر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫نان ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫العالية‪ ،‬فاستأ َذ ْن ُت‬
‫ِ‬ ‫أشعارك الو ِارَفة‪ ،‬أجتني ثمارها‪ ،‬و ِ‬ ‫ر ِ‬
‫أطيارها‪ ،‬من على‬ ‫ألحان‬
‫َ‬ ‫أستنس ُخ‬ ‫َ‬ ‫َِ‬ ‫ياض‬
‫عر‪ ،‬وأُخرى‬ ‫ِ‬
‫القصائد ِشع اًر ِب ِش ٍ‬ ‫بعض‬ ‫فترجمت‬ ‫ِ‬
‫أشجارها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أغصان‬ ‫باس ِ‬
‫قات‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قدماً إيَّاها للقارِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قصائد ترجمتُها شع اًر ونث اًر‪ُ ،‬م ّ‬ ‫ُ‬ ‫ناك‬
‫وه َ‬ ‫ترجمتُها شع اًر ِبن ْث ٍر‪ُ ،‬‬
‫من‬
‫ماء َ‬ ‫ظ َ‬ ‫الع َ‬
‫عر الذي َس َح َر ُ‬
‫الش ِ َّ‬ ‫ليتذو َق عذوب َة هذا ِّ‬ ‫قي‪َّ ،‬‬ ‫الذو ِق َّ‬
‫الن ِ‬
‫ّ‬
‫بي‪ ،‬ذي َّ‬ ‫العر ِ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫حد سواء‪.‬‬‫رب على ّ‬ ‫الشر ِق وفي َ‬
‫الغ ِ‬ ‫الشعراء‪ ،‬في َّ‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫أج ْد ُبَّداً‪ ،‬على ِقص ِر باعي وِقَّل ِة متاعي‪ ،‬من اإلشا ِرة ِ‬
‫بقدر‬ ‫هذا واَّنني لم ِ‬
‫َ‬
‫َّة المخب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّأة‬ ‫من الكنوز العرفاني ُ‬ ‫َّات َ‬ ‫بعض ما تحتوي هذه الغزلي ُ‬ ‫المستطاع إلى‬
‫ِ‬
‫المذكور مأخوٌذ من ُكتُ ِب‬ ‫القليل‬ ‫وذلك‬
‫َ‬ ‫بقليل منها‪،‬‬ ‫ترجمت ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َّنت َش ْرَح ما‬ ‫فيها‪ ،‬فزي ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫غير ُح ْس ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فين‪ ،‬من سابقين أو ُمعاصرين‪ ،‬وال َّأدعي لنفسي شيئاً منها َ‬ ‫العار َ‬
‫من البيان‪ ،‬كما‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫االستحسان ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫المناس َبة َ‬ ‫وحسن وض ِع المقبوسات في مواقعها ُ‬
‫فارسي‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لشاع ٍر‬ ‫فيع العالي المقام‬ ‫الر ِ‬ ‫الش ِ‬
‫عر َّ‬ ‫مقبوسات من ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الشرح‬‫أدر ْج ُت في ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫عظي ٍم آخر هو جالل الدين الرومي المعروف بالمولوي‪ ،‬أخ ْذتها من كتاِبهِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬

‫‪6‬‬
‫الشعري المعرفي ِ‬
‫السلوكي‬
‫ُّ ّ‬
‫الديني األخالقي‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫العرفاني‬
‫ّ‬ ‫(المثنوي المعنوي) ّ ّ‬
‫مقبوسات ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بترجمة‬ ‫شامخاً في مجالِه‪ ،‬وقد ُق ْم ُت‬ ‫فكرياً ِ‬
‫طوداً ْ ّ‬ ‫الكبير‪َّ ،‬الذي ُي َعُّد َ‬
‫اعر بالعربي ِ‬
‫َّة‬ ‫َّ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ظ َمها الش ُ‬ ‫أبيات َن َ‬ ‫أدر ْج ُت‬ ‫وربَّما َ‬ ‫الفارسي بنفسي‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬
‫األصل‬ ‫من‬
‫ٍ‬ ‫أش ْر ُت لِذلِ َك في ُك ِّل َّ ٍ‬ ‫ِِ‬
‫ُخ َر‬
‫الشرح مقبوسات أ َ‬ ‫أدر ْج ُت في ّ‬ ‫مرة‪ ،‬كما َّأنني َ‬ ‫بنفسه‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬ ‫فاني ٍ‬ ‫شاع ٍر عر ٍ‬ ‫ِمن ِشع ِر ِ‬
‫مني في‬ ‫ف بالمكزون السنجاري‪َ ،‬ر َ‬
‫غب ًة ّ‬ ‫كبير ُي ْع َر ُ‬ ‫بي عر ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ ْ‬
‫تعم ْد ُت‬
‫مخفياً‪ ،‬وقد َّ‬ ‫يب‬‫أمد قر ٍ‬‫الشعري الجميل َّالذي كان إلى ٍ‬ ‫إظهار هذا ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الكنز ّ ّ‬
‫اإلشارةُ ُهنا إلى أنَّني‬ ‫بك ِل جديد‪ .‬هذا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن أجيء في ِ‬
‫َ‬ ‫وتج ُب‬ ‫الترج َمة للقارئ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫هذه‬ ‫َ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جهود غيري‪ ،‬م َّم ْن سبقوني فشرحوا وترجموا غزليَّات حاف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫استََف ْد ُت كثي اًر من‬
‫الدكتور خليل خطيب رهبر من إيران‬ ‫الش ْك ِر ُّ‬ ‫ص منهم ُهنا بالِّذ ْك ِر و ُّ‬ ‫أخ ُّ‬‫قبلي‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫الدكتور ابراهيم أمين الشواربي من مصر‪.‬‬ ‫و ُّ‬
‫وربَّما‬ ‫شاطئ ب ٍ‬
‫ِ‬ ‫احدة اغتُ ِرَف ْت من‬ ‫فة و ٍ‬ ‫هذه التَّرجم ُة غير غر ٍ‬ ‫وليست ِ‬
‫حر عميق‪ُ ،‬‬ ‫َ َ‬
‫ترجمت؛‬ ‫َّلت ِبها ما‬ ‫إليه في التَّ ِ َّ‬ ‫كان مني تص ُّرف قليل فيها أشرت ِ‬
‫ُ‬ ‫عاليق التي ذي ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ ٌ‬ ‫َ ّ‬
‫ِِ‬
‫من القلوب‪.‬‬ ‫القبول َ‬
‫َ‬ ‫هذا واّني ألرجو هللاَ أن تلقى هذه التَّ َ‬
‫رج َم ُة‬
‫ولي التَّوفيق‬ ‫وهللاُ ُّ‬

‫‪7‬‬
‫غزل ‪1‬‬

‫الع ْشق ميـسو اًر وها جـ ْاء ْت م ِ‬


‫شاكُل ُه‬ ‫بدا لي ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫السـاقي أدْر َكأْساً وناولها‬
‫أال يـا ُّأيها َّ‬
‫ط َّرِت ِه‬
‫الصبـا ِمن جعـِد ُ‬ ‫ِ‬
‫بالمسك تحمُل ُه َّ‬ ‫أتت‬
‫(‪)2‬‬ ‫منه رِائح ٌة فسال َدم الُق ِ‬
‫لوب لها‬ ‫َ ُ‬ ‫فضـاعت ُ َ‬
‫بوب ما أمني وتقرعُ سمعي‬ ‫منزل المح ِ‬ ‫أنا في ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أهـ َل الـع ْي ِر َ‬
‫(‪)3‬‬
‫حمُلها‬
‫آن ُي َشّد َم َ‬ ‫اس‪ْ :‬‬ ‫األجـر ُ‬
‫ادة‪ ،‬الموصي بذا أوصـى‬ ‫الس َّج َ‬
‫فاصبغ َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بخمر‬
‫(‪)4‬‬
‫ك دربِها أدرى برس ِم طريـ ِق منزلها‬ ‫ِ‬
‫وسال ُ‬
‫داج‬
‫ف ٍ‬ ‫اص ٍ‬‫ِببح ٍر مـوجه عـا ٍت وَليـ ٍل عـ ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ ُُ‬
‫ِ (‪)5‬‬ ‫ٍ‬
‫الب ِّر جاهُلها‬ ‫َوِا ْعصـ ٍار َوأَهـوال َنزيـ ُل َ‬
‫فضيحتي ِم ْن ُك ِّل أعمـالي‬ ‫جنيت ِمن العن ِ‬
‫ـاد‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ ِ (‪)6‬‬
‫ـث في محافلها‬ ‫مخفيـاً حدي ٌ‬‫َّ‬ ‫إالم يظ ُّـل‬ ‫َ‬
‫ظ ال تَ ِغ ْب َع ْن ُه‬ ‫ض َرهُ أحـ ِاف ُ‬ ‫ِ‬
‫َمتى ُبّل ْغ َت َم ْحـ َ‬
‫ِ (‪)6‬‬
‫َهمْلها‬ ‫َمتى ما َتْل َق َم ْن تَ ْهوى َد ِع ُّ‬
‫الد ْنيا وأ ْ‬
‫ــــــــــــ‬
‫بيدك‪،‬‬ ‫الحان بالخمر وناولني الكأس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ْف على الجالسين في‬ ‫الساقي ُ‬ ‫يا أيُّها َّ‬
‫( ‪)1‬‬
‫َ‬
‫الصبا التي‬ ‫(‪)2‬‬
‫األمر بدأت بالوقوع؛ و َّ‬ ‫ِ‬ ‫بان لي سهالً َّأو َل‬ ‫ِ َّ‬ ‫َّ‬
‫العشق الذي َ‬ ‫مشاكل‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الم َس ِة‬ ‫َّ‬
‫تنش ُرها‪،‬‬‫العبير ُ‬‫ِ‬ ‫جدائل معشوِقنا‪ ،‬جاءتنا منها بنفحة َ‬
‫من‬ ‫تعط َر ْت من ُم َ‬
‫أمن لي في ديا ِر‬ ‫أي ٍ‬ ‫(‪)3‬‬
‫دماء القلوب؛‬ ‫العبير من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫سال من َ‬ ‫ويا هلل لما َ‬
‫القافَل ِة‬
‫كب يا أهل ِ‬
‫َ‬
‫بالر ِ‬
‫ينقط ُع منادياً َّ‬ ‫حيل َّالذي ال ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫س َّ‬ ‫الحبي ِب على قرِع َج َر ِ‬
‫الوصول إلى منزلِها‬ ‫أردت‬ ‫( ‪)4‬‬
‫حيل وشيك؛ إذا ما َ‬ ‫للر ِ‬ ‫شدوا ِّ‬
‫َ‬ ‫فالر ُ‬
‫حيل َّ‬ ‫وتهيئوا َّ‬‫حال ّ‬ ‫الر َ‬

‫‪8‬‬
‫ك‬ ‫فأطع َّ ِ‬ ‫المجوس ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن سال َ‬ ‫ْ‬ ‫شيخ‬
‫يأم ُر َك ُ‬
‫ك بالخمر‪ ،‬فبذل َك ُ‬ ‫سجادتَ َ‬
‫فاصبغ َّ‬
‫ْ‬ ‫حّقاً‬
‫اعر بهم للعاشقين‪ ،‬و َّ‬
‫الن ُار‬ ‫ُ َّ‬ ‫الن ِار‬
‫يق ال يجهُل ُه (المجوس َع َب َدةُ َّ‬
‫طر ِ‬‫ال َّ‬
‫ويرمز الش ُ‬
‫أحد العارفين‪:‬‬
‫ليل‪ ،‬قال ُ‬ ‫ِ‬
‫المجوس الَّد ُ‬ ‫وشيخ‬
‫ُ‬ ‫نار ليلى‪،‬‬
‫ُ‬
‫ليل‬ ‫ـس الّلـيـ ُـل وم َّـل الحـادي وحـ َار َّ‬
‫الد ُ‬ ‫ـارُهم وقـد عسـع َ‬
‫لمعت ن ُ‬
‫ْ‬
‫كليل‬
‫ظ عـينـي ُ‬ ‫ـأملـتُها وعـيـني م َـن البـي ِـن عـلي ٌـل ولـحـ ُ‬ ‫فت َّ‬
‫ذاك الغـرُام الـَّدخيـ ُل‬‫ذاك الـفـؤ ُاد ال ُـمع ّـنى وغـرامـي َ‬ ‫وفـؤادي َ‬
‫ـار ليلـى فميـلوا‬ ‫ـذه َّ‬‫ثُ َّـم قـابلـتُهـا وُقـلـت لِصحـبي ه ِ‬
‫ـار ن ُ‬ ‫الن ُ‬ ‫ُ‬
‫اجي ِة‬
‫الد َ‬ ‫المائجة والّليالي َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البحار‬ ‫ير في‬ ‫قاصِد َح َرِمها من َّ‬
‫الس ِ‬ ‫(‪)5‬وال بَّد لِ ِ‬
‫ُ‬
‫بر ِبحالنا؟!؛ لم ِ‬
‫أجن‬ ‫ِ‬ ‫صف الهائَلة‪ ،‬فمتى يدري المقيمو َن في أما ٍن على ال ِّ‬ ‫ِ‬ ‫والعوا ِ‬
‫ُ‬
‫عمل‪ِّ ،‬‬ ‫قمت ِب ِه من ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫الفضيحة م َن العناد من نفسي من ُك ِّل ما ُ‬
‫وسري َ‬
‫صار‬ ‫َ‬ ‫غير‬
‫َ‬
‫المحاف ِل مخفيَّا؛ إذا‬
‫( ‪)6‬‬ ‫ِ‬ ‫صار في‬ ‫َ‬ ‫يظل ال ِّس ُّر َّالذي‬‫الدنيا‪ ،‬إلى متى ُّ‬ ‫ِ‬
‫محاف ِل ُّ‬ ‫في‬
‫ك‬‫قلب َ‬ ‫المحض َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ول إلى حض ِرة‬ ‫وِّفْق َت بالوص ِ‬
‫غ َ‬ ‫وفر ْ‬ ‫َ‬ ‫المحبوب يا حافظ‪ ،‬فاحفظ‬ ‫ُ‬
‫فدع ُّ‬
‫الدنيا‬ ‫ِ‬ ‫حب‬‫لقيت من تُ ُّ‬ ‫غيرِه‪ ،‬ومتى ما‬ ‫عنه ِب ِ‬ ‫ِ‬
‫للحبيب وال تنشغ ْل‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وصل‬ ‫فإن هو‬ ‫الصالة سَفر والمصّلي م ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الحق‪ْ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫معنوياً إلى‬
‫ّ‬ ‫سافٌر َسَف اًر‬ ‫ُ‬ ‫وأهمْلها( َّ ُ َ ٌ ُ‬
‫حقيقي ًة وا ّال فمجازيَّة‪ ،‬وفي المثنوي‬ ‫َّ‬ ‫صالت ِه كانت صالتُ ُه‬ ‫ِ‬ ‫الحق في‬‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫محضر‬ ‫إلى‬
‫لجالل الدين الرومي‪ ،‬المعروف بالمولوي‪:‬‬
‫ـالة ثَ َّـم ّإال بالحضـور‬
‫ال ص ً‬ ‫الصدور‬ ‫ِ‬
‫صدر ُّ‬ ‫اسمـ ِع األخبـ َار من‬
‫َ‬

‫غزل‪2‬‬

‫اب‬ ‫الصالِح ِ‬
‫ـات غيـر الخر ِ‬ ‫َع َم ُـل َّ‬ ‫ِبطر ٍ‬
‫يق‬ ‫الح لـي‬ ‫َخـ ِر ٌب ما الصـ‬
‫ُ‬ ‫َّ ُ ْ‬
‫الشر ِ‬
‫اب‬ ‫أَين َذَّيـاك ِمـن صف ِ‬
‫ـاء َّ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ور ٍ‬
‫ياء‬ ‫ِ‬ ‫َمـ َّل قلبـي ِمـ ْن معـ َبٍد‬
‫الرب ِ‬ ‫ِ‬ ‫أيـ َن ِمن خمـ ٍرة‬
‫اب‬ ‫زف َّ‬ ‫و ِم َن الوعـظ َ‬
‫أين ع ُ‬ ‫وتقوى‬
‫ً‬ ‫صالح‬
‫ٌ‬

‫‪9‬‬
‫اج الفؤ ِاد ِم ْن َعُدو َك المر ِ‬
‫تاب‬ ‫سر ِ‬ ‫س َو ْجـ ِه َك مي ُت‬ ‫أيـ َن ِم ْن َشم ِع شم ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ذاك الج ِ‬
‫ناب‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫فإلـى أيـ َن تَـ ْر ُ‬ ‫ـارنا التُّـار ُب بأعتـاِب َك‪،‬‬
‫ُك ْح ُـل أبص ِ‬
‫َ‬
‫القليـب‪ ،‬مـا سرع ٌة منك َّ‬
‫بالذ ِ‬ ‫احة َذ ْق ِن الحبي ِ‬‫درب تَّف ِ‬
‫هاب‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـب‬ ‫َقْل ُب في ِ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لنظـ ِرة السح ِـر والع ِ‬
‫تاب‬ ‫ِ‬ ‫ُلـقي ِ‬
‫وسقيـا‬
‫ـاك‬ ‫الـوص ِ‬
‫ـال‬ ‫ـود‬
‫ّْ‬ ‫ُ‬ ‫عه َ‬ ‫يـا‬
‫الص ْب ُر يا أصحابي‬
‫وم والقرُار و َّ‬ ‫َّ‬ ‫يعر ُ َّ‬ ‫ظ ال ِ‬ ‫حِ‬
‫وم والقرَار‪ ،‬ما الن ُ‬ ‫ف الن َ‬ ‫ـاف ُ‬

‫الطر ِ ِ‬‫ظر تفاوت َّ‬ ‫ِ‬


‫أين إلى‬ ‫يق م ْن َ‬ ‫مني وأنا ال َخ ِرب‪ ،‬ان ُ ْ ُ َ‬ ‫العمل ّ‬ ‫صالح‬
‫ُ‬ ‫أين‬
‫نث اًر‪َ :‬‬
‫اب‬ ‫غان و َ َّ‬ ‫أين َد ُير الم ِ‬ ‫الصومع ِة ِ‬
‫وخ ْرَق َة ِّ‬ ‫ِ‬ ‫أين(‪)1‬؛ َّ‬
‫أين الشر ُ‬ ‫َ‬ ‫الرياء‪َ ،‬‬ ‫مل قلبي م َن َّ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصافي ؟؛ ما ِن ْس َب ُة َّ‬
‫الخالعة‪ ،‬شتَّ َ‬ ‫الح والتَّقوى إلى‬ ‫( ‪)2‬‬
‫صوت‬ ‫ان ما بين‬ ‫َ‬ ‫الص ِ‬ ‫َّ‬
‫وجه معشوِقنا؟‪،‬‬ ‫العدو أن يرى من ِ‬ ‫ِ‬ ‫قلب‬ ‫الربابة(‪)3‬؛ ما‬ ‫ِ‬ ‫اع ِظ‬
‫الو ِ‬
‫ّ‬ ‫يستطيع ُ‬‫ُ‬ ‫ونغمة َّ‬
‫اب دي ِار َك‬ ‫مس؟؛ وما دام ُكحل عيوِننا من تُر ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫من َشمع ِة َّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫طفأُ ْ ْ َ‬ ‫الم َ‬
‫اج ُ‬‫السر ُ‬ ‫أين ّ‬
‫العبد ّإال إلى‬ ‫ُ‬ ‫يذهب‬
‫ُ‬ ‫نتحو ُل عن جناِبك‪ُ ،‬ق ْل لنا إلى أين(إلى من‬ ‫أين َّ‬ ‫فإلى َ‬
‫يق ِِها؛‬ ‫البئر في طر ِ‬ ‫مسرعاً إلى تَُّف ِ ِ‬ ‫قلب ما لك ِ‬
‫احة ذقنه‪ ،‬أال ترى َ‬ ‫َ‬ ‫مواله)؟؛ ويا ُ‬
‫أين‬
‫الل‪ ،‬و َ‬ ‫ذهب ذل َك َّ‬ ‫الو ِ‬
‫ّللاُ أيَّام ِ‬
‫الد ُ‬ ‫فأين َ‬ ‫صال لقد مضت وبقيت ذكراها‪َ ،‬‬ ‫سقى ّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تطم ْع بنو ِم حافظ والقرِار ُ‬
‫منه‪ ،‬ما هو القرُار‪،‬‬ ‫ذاك العتاب؛ أي حبيبي ال َ‬
‫َذ َه َب َ‬
‫أين هو النَّوم؟‪.‬‬ ‫وكيف يكو ُن َّ‬
‫الص ُبر‪ ،‬و َ‬ ‫َ‬
‫ـ ـ ــ ــ ــ ــ ــ‬

‫عق‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬


‫وص َ‬‫يرمز بالخراب إلى تحط ِم األنا وانهدا ِم جبل أنانيَّة العبد‪ ،‬فإذا تحط َمت األناني ُة ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫من‬‫انتقال َ‬
‫ٌ‬ ‫الرو ِح‪ ،‬وذاك على ما في المثنوي‬ ‫اس ّ‬ ‫البدن وعملت حو ُّ‬ ‫ِ‬ ‫اس‬
‫بطلت حو ُ‬‫ْ‬ ‫العبد‪،‬‬
‫ُ‬
‫يبحث عن‬ ‫الناس‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يكترث ِبرفعة شأنه بين َّ‬ ‫ومن َّ‬
‫تهد َم ْت أنانيَّتُ ُه ال‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫التشبيه إلى التنزيه‪َ ،‬‬
‫سيئة‪ ،‬وال يخضع للتَّ ِ‬
‫كليف َّ‬
‫ألن ُه في ُحك ِم‬‫الشرعي‪َّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫له ِّ‬ ‫عد ُ‬ ‫فتلك الحسن ُة تُ ُّ‬
‫ظاهر‪َ ،‬‬ ‫صالح ال ّ‬
‫ِ‬
‫فإني في الفنا َك َّل فهمي فهو ال‬ ‫الفاني‪ ،‬وفي المثنوي لجالل الدين الرومي‪ :‬ال تُكّلِفني ّ‬
‫مل قلبي من‬ ‫يليق؛ (‪َّ )2‬‬ ‫ِ‬ ‫يء قاله غير المفيق ْ ِ‬ ‫يحصي الثَّنا ُك ُّل ش ٍ‬
‫ف ال ْ‬ ‫ف أو تَصّل َ‬ ‫إن تَكّل َ‬ ‫ُ ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫أكبر الفر َق‬ ‫ِ‬
‫طف و َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫اشتاق إلى الخمرِة ذات الل ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الرياء‪ ،‬وعبادة ِ‬‫ِ‬ ‫عمل ِّ‬ ‫ِ‬
‫النقاء؛ ما َ‬ ‫بغير صفاء‪ ،‬و َ‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬

‫ِ‬ ‫اع ِظ‬


‫صوت الو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما بين الخمرِة و ُّ‬
‫ونغمة‬ ‫ان ما بين‬ ‫الصال ِح والتَّقوى‪ ،‬كما شتَّ َ‬ ‫بين َّ‬ ‫كر وما َ‬ ‫الس ِ‬

‫‪10‬‬
‫العقل‪،‬‬ ‫خاطب‬ ‫ِ‬
‫الوعظ اّلذي ُي‬ ‫تأثير‬ ‫الفقيه‪ ،‬ونغم ُة َّ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أين ُ‬ ‫الربابة من العاشق‪ ،‬و َ‬ ‫ظ م َن‬
‫الربابة(الوع ُ‬
‫َّ‬
‫النغم الم ِ‬
‫خاط ِب للقلب)‪.‬‬ ‫أثير َّ‬
‫من ت ِ‬
‫ُ‬

‫غزل‪3‬‬

‫أعاد إلـى يدي قلبي‬


‫ْ‬ ‫ركي شـيرٍاز َ‬
‫إذا تُ ُّ‬
‫ندي َس َمرَق ْند ْو ُبخاراها‬ ‫ُ ِ‬
‫خاله اله ْ‬ ‫سأهدي‬
‫ناباد‬
‫اق فُرْك ْ‬ ‫الخمر يا ساقي بال ب ٍ‬ ‫ِ‬
‫فهات‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫صالّها‬ ‫َّ ِ‬
‫لن تْلقـاهُ في الجنـات أو تلقى ُم َ‬
‫ـات َن ٍة‬
‫اض ِطراباً في مدينتنـا أثارت ُك ُّل ف ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫وصبري َ‬
‫بين قتالها‬ ‫ادي م ْن ضحاياها َ‬ ‫فؤ ْ‬
‫ِ‬
‫المنقوص ُمستَ ْغ ٍن‬ ‫عن ِع ْش ِقنا‬
‫ال حبيِبنا ْ‬
‫جم ُ‬
‫حياها‬
‫اج تجميالً ُم ّ‬ ‫الح ْسـ ِن ال يحت ُ‬
‫وذات ُ‬ ‫ُ‬
‫ف ُك َّل يو ٍم ِع ْشُق ُه‬
‫وس َ‬ ‫ِ‬
‫ائد ُح ْسن ُي ُ‬ ‫أعلم َّ‬
‫أن ز َ‬ ‫و ُ‬
‫ـص َمِتها زليخاها‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أغـرى بخْل ِـع ِرداء ع ْ‬
‫ِ‬
‫بالخير‬ ‫َتْل َع ْن‪ُ ،‬دعائي دائماً‬ ‫وا ْن تشتُ ْم وا ْن‬
‫ِ‬
‫القول أحالها‬ ‫اه َك ما أُحيالها‪ ،‬و ُم ُّر‬ ‫ِ‬
‫شف ُ‬
‫سعد ْت‬ ‫فلتسمع‪ ،‬كع ِ ِ ٍ‬ ‫عزيزي ُّ‬
‫ص َبة ف ْت َية َ‬
‫َْ َ ْ ُ ْ‬ ‫ص َح‬
‫الن ْ‬
‫يخ إيَّاها‬ ‫نصح َّ‬
‫الش ِ‬ ‫َ‬ ‫أحبـت فو َق ُح ِّب ُّ‬
‫الرو ِح‬ ‫َّ‬

‫اتر ْك ِس َّر هذا‬ ‫طر ٍب و ِ‬


‫الخمر و ُ‬ ‫عن م ِ‬
‫فُق ْل ْ ُ‬
‫عماها‬ ‫ِ‬
‫الوجود جلى ُم َّ‬ ‫ص ِألسرِار‬ ‫الد ْه ِر ما ْ‬
‫شخ ٌ‬ ‫َّ‬

‫‪11‬‬
‫ظ و ْات ُل أشعا اًر‬ ‫وُقل غزالً ِ‬
‫وص ْغ ُد َرَاًر أحاف ُ‬ ‫ْ‬
‫ـالك ِعْقداً ِم ْن ثَُرّياها‬ ‫ِلن ْ ِ‬
‫ظم َك تـنـثُُر األف ُ‬ ‫َ‬

‫أه َب سمرقند‬ ‫ركي ِّ‬


‫الشيراز ُّي إلى يدي قلبي‪ ،‬فعهداً أن َ‬ ‫ذلك التُّ ُّ‬
‫أعاد َ‬‫إذا ما َ‬
‫الجَّن ِة ِم ْن ٍ‬
‫نهر‬ ‫ليس في َ‬
‫خده ؛ َ‬
‫ِ ( ‪)1‬‬
‫ِّ‬
‫الهندي على ّ‬ ‫ِ‬
‫الخال‬ ‫وبُخارى إلى ذلِ َك‬
‫فهات كأساً يا أيُّها‬ ‫ِ‬ ‫المصّلى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫كُركناباد‪ ،‬وال في رياضها م ْن روضة كروضة ُ‬
‫الل في مدينتنا‪،‬‬ ‫الد ِ‬‫ات َّ‬‫ات ذو ِ‬ ‫آخر قطرة(‪)2‬؛ ِآه ِمن الحسناو ِ‬ ‫الساقي‪ ،‬واسقنيها إلى ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬
‫بن‬
‫رك على الخوان وسَل َ‬ ‫غير التُّ ُ‬ ‫أغرَن دونما رحمة على قلبي‪ ،‬كما ُي ُ‬ ‫َّ‬
‫فإن ُه َّن َ‬
‫ِ‬
‫الكام ِل‬ ‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫حاج ُة‬ ‫نه(‪)3‬؛ معشوُقنا مستَ ْغ ٍن َع ْن ِع ْش ِقنا النَّ ِاق ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‪ ،‬ما َ‬ ‫ُ‬ ‫الص ْب َر م ُ‬
‫َّ‬
‫كان‬
‫ف الذي َ‬
‫جمال يوس َّ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫الك ْحل(‪)4‬؛ ِع ْش ُق‬ ‫الخال و ُ‬ ‫ِ‬
‫بالماء والّلو ِن و ِ‬ ‫الجمال للتَّ ِ‬
‫جميل‬ ‫ِ‬
‫مة(‪)4‬؛ ولو لعنتني وشتمتني‪،‬‬ ‫العص ِ‬ ‫داء ِ‬ ‫ُك ِل يو ٍم في ازدي ٍاد‪ ،‬أخرج زليخا ِمن ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الس َّك َر ز َين ٌة‬
‫تمض ُغ ُّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫أظل أدعو َلك بالخير‪ ،‬م ُّر الجو ِ ِ‬
‫اب من َشَفت َك التي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فسوف ُّ‬
‫أكثر ِم ْن ُح ِّب‬ ‫حبو َن َ‬ ‫الس َعداء ُي ّ‬ ‫َّان ُّ‬ ‫فإن ُّ‬
‫الشب َ‬ ‫اسم ْع نصيحتي أيُّها العزيز‪َّ ،‬‬ ‫لها؛ و َ‬
‫الخمر‪ ،‬و ِأق َّل ِم َن‬
‫طر ِب و ِ‬ ‫حديث الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض في‬ ‫ِ‬ ‫الرو ِح نصيح َة َّ‬
‫ُ‬ ‫العارف؛ و ُخ ْ‬ ‫يخ‬
‫الش ِ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ص‬ ‫الس َّر المعمى أحٌد‪ ،‬ولن ِ‬ ‫ِ‬ ‫البحث في ِس ِّر َّ‬‫ِ‬
‫شخ ٌ‬‫يكشَف ُه ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ّ َ‬ ‫كشف هذا ّ‬ ‫َ‬ ‫الدهر‪ ،‬فما‬
‫وتعال‬ ‫ظ ِم ُّ‬
‫الد َرر‬ ‫تغزْل‪ ،‬وان ُ‬ ‫حافظُ َّ‬ ‫ألف غالف)؛ ويا ِ‬ ‫(سر تحت ِ‬ ‫الحكمة ٌّ‬ ‫العقل و ِ‬
‫ِب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جيد ِه لِتصوغَ منه درر ِ‬ ‫العقد ِمن ِ‬ ‫الفَل ِ‬
‫كالمك‪.‬‬ ‫ُ َُ َ‬ ‫ك َ ْ‬ ‫وترنَّ ْم‪ ،‬لكي ينثَُر َل َك َ ُ‬
‫ـــــــــــ‬
‫الجمال و ِ‬‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫المعشو ُق تُ ٌّ‬
‫الكمال‪ ،‬وقد أخذ قلبي‬ ‫جامع‬ ‫ٍّ‬
‫هندي فهو‬ ‫بخال‬ ‫فارسي شيرازٌّي‬ ‫ركي‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫فتجردت عن وجودي ِ‬ ‫ِ‬
‫دت إلى‬ ‫وع ُ‬
‫أعاد لي قلبي‪ُ ،‬‬ ‫وملك دنياي‪ ،‬فإذا ما َ‬ ‫ُ‬ ‫بسحر جمالِه ‪ُ َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫وسباهُ‬
‫الهندي خير ما في ِ‬
‫ويروى‬ ‫وبخارى‪ُ ،‬‬ ‫الدنيا سمرقند ُ‬‫هذه ُّ‬ ‫َّ َ‬ ‫األسود‬
‫َ‬ ‫فإنني سأهدي خاَل ُه‬ ‫الدنيا‪َّ ،‬‬
‫ُّ‬
‫طَب ُه قائالً‪ :‬لقد‬‫فاستحض َرهُ وخا َ‬ ‫سمع ِبهذا الغزل أراد معا َقب َة ِ‬
‫حافظ‪،‬‬ ‫أن تيمور لنغ حين ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫وبخارى(سمرقند عاصم ُة مملكته‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسكونة ِب ِ‬
‫ِن سمرقند ُ‬ ‫حد سيفي ألُزّي َ‬ ‫ّ‬ ‫ظ َم‬
‫أخضعت ُمع َ‬
‫ُ‬
‫ظ قائالً أيُّها‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ركي شيرازي‪ ،‬فرد حاف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫تهب ُهما لخال على خد غال ٍم ت‬ ‫ِ‬ ‫وبخارى‬
‫ّ ُ ُ ٍّ‬ ‫أجمل ُم ُدنها) وأنت ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪12‬‬
‫البؤس و ِ‬
‫الفقر‪ ،‬فعفا‬ ‫ِ‬ ‫سبب ما تراني ِب ِه من‬ ‫طحات‪ ،‬وهذا ُ‬ ‫مني َّ‬
‫الش َ‬ ‫تصد ُر ّ‬
‫ُ‬ ‫األمير َّإنني ُ‬
‫رج ٌل‬ ‫ُ‬
‫اآلن حديقةٌ‬ ‫ِ‬
‫منزل حافظ وهو َ‬ ‫المصّلى روض ٌة في شيراز كان فيها‬ ‫أكرَمه؛‬
‫تيمور و َ‬ ‫عنه‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الخوان(مائدة‬ ‫نهر في شيراز؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وركناباد ٌ‬ ‫ف أيضاً بالحافظّية‪ُ ،‬‬ ‫عر ُ‬
‫قبرهُ وتُ َ‬
‫جميل ٌة فيها ُ‬
‫(‪)3‬‬

‫أن ملوك التُّ ِ‬


‫المدعوون فال ُ‬
‫ينال‬ ‫ّ‬ ‫غير عليها‬ ‫رك كان من عادتهم ُّ‬
‫مد موائد ُي ُ‬ ‫الضيافة)‪ُ ،‬يروى َّ ُ َ‬ ‫ّ‬
‫ف؛ معشوُقنا في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صُّر ٌ‬ ‫الواح ُد منها إالّ ما يقد ُر على سلبه‪ ،‬وفي ترجمة هذا البيت ش ْع اًر تَ َ‬
‫(‪)4‬‬

‫يفيدهُ ِع ْشُقنا شيئاً‪ ،‬وال يز ُيد في جمالِ ِه‪،‬‬ ‫الشُبهات‪ ،‬وال ُ‬ ‫ليس خالِصاً من ُّ‬ ‫ِ ِ َّ‬
‫نى عن ع ْشقنا الذي َ‬ ‫ِغ‬
‫ً‬
‫الكحل؛ (‪ِ َّ )5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫أم ِر‬
‫فإن م ْن ْ‬ ‫حاج ُة الوجه الكامل الجمال للتَّجميل بالماء والّلو ِن والخال و ُ ْ‬ ‫وما َ‬
‫ف ِبأحكا ِم الع ِ‬
‫قل‪.‬‬ ‫اع َد‪ ،‬وال ِ‬ ‫يكسر القو ِ‬ ‫الع ْش ِق َّأن ِه ِ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫يعتر ُ‬ ‫ُ‬

‫غزل ‪4‬‬

‫ِ (‪)1‬‬
‫ـداء والجبل‬ ‫تركتنـي هـائم البي ِ‬ ‫ال لقد‬ ‫بلطفك قولـي للـغز ِ‬ ‫ِ‬ ‫صبـا‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫الع َسل‬ ‫ِ‬ ‫أرب وثغـر َك ُّ َّ‬ ‫ـاء لهـا فـي ُسـ َّك ٍر‬
‫السك ُر األحلى م َن َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الببَّغ ُ‬
‫ِ ِ (‪)3‬‬
‫صطاد بالح َيل‬ ‫الطيـ ِر ال ُي‬ ‫وحاذق َّ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ٍر‬‫الحسنى أخو َن َ‬ ‫ُّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُيصط ُاد باللطف و ُ‬
‫ِ (‪)4‬‬
‫ضناك لم تَ َسل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العندليب و ِمن‬
‫ك عن ُم ْ‬ ‫غرور ُح ْسن َ‬ ‫َ‬ ‫اك‬
‫ورد أضنى هو َ‬ ‫يا ُ‬
‫للمَق ِل‬
‫ـود ُ‬ ‫الس ُ‬
‫ـدور ُّ‬ ‫ِ‬
‫ذوو القـدود الب ُ‬ ‫لهم‬
‫اء ُ‬ ‫ولست أدري لماذا ال وفـ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ (‪) 5‬‬
‫األمل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫بوب م ِ‬ ‫إذا جلس َت مع المحـ ِ‬
‫خم اًر تذك ْر ُمح ّـباً فـاق َـد َ‬ ‫ْ‬ ‫حتسياً‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ذاك مـن َخَل ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫على جمـال َك لـوال َ‬ ‫للجميل ومـا‬ ‫بطبـ ٍع‬
‫الوفاء ْ‬
‫ُ‬ ‫ليس‬‫َ‬
‫(‪)6‬‬
‫األشعار ِمن غزلي‬‫َ‬ ‫الزهرُة‬ ‫غن ِت ُّ‬ ‫ما َّ‬ ‫قص المسي ِح إذا‬ ‫وليس ُمستَ ْغ َرباً ر ُ‬
‫َ‬
‫ـــــــــــ‬
‫صيرتني مجنون ًا‬ ‫ك الغزال األرَعن‪ :‬لقد َّ‬ ‫ٍ ِ‬
‫رسول العاشقين‪ ،‬قولي بُلطف لذل َ‬ ‫الربيع‪ ،‬يا‬
‫يح َّ‬
‫رَ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫ال األرعن والُّرعون ُة صف ٌة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أهيم على وجهي في الجبال والقفار‪ ،‬وفي األصل ورد الغز ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫بعشق َ‬
‫الشاعر المولع بعذب‬ ‫بالس َّكر ترمز إلى ّ‬ ‫مولع ُّ‬ ‫طائر معروف‬ ‫َّغاء‬
‫جمالي ٌة للغزال؛ البب ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫الس َّك ِر‬
‫بائع ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحديث‪ ،‬وفي تر ِ‬
‫ف‪ ،‬وترجم ُة البيت كما في األصل‪ :‬يا َ‬ ‫تصر ٌ‬
‫ُّ‬ ‫البيت‬ ‫جمة هذا‬
‫علي‬
‫إلي‪ ،‬و ُج ْد َّ‬
‫ظر َّ‬ ‫للس َّكر‪ ،‬ومعناه‪ :‬ان ُ‬
‫حب َة ُّ‬
‫الم َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َّغاء ُ‬
‫أطال هللاُ في عمرك لماذا ال تتفق ُد هذه البب َ‬ ‫َ‬

‫‪13‬‬
‫الخُل ِق‬ ‫طِ‬ ‫الشعر الع ْذب؛ (‪ُّ )3‬‬ ‫كالس َّكر‪ ،‬فأنا شاعر أن ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مما ِب ِ‬
‫فو ُ‬ ‫بالل ْ‬ ‫َ‬ ‫ظ ُم ّ ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫العذب ُّ‬ ‫ك‬‫ك‪ ،‬من حديث َ‬ ‫ثغر َ‬ ‫ّ‬
‫يقع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الح َس ِن‪،‬‬
‫ائر الذك ُّي الحذ ُر ال ُ‬ ‫الفطن‪ ،‬وليس بالخديعة والمكر‪ ،‬والط ُ‬ ‫تحصل على اللبيب َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العندليب‬ ‫ِ‬
‫بالسؤال عن حال هذا‬ ‫ِ‬ ‫عطيك إجازًة ُّ‬ ‫الورد ال ُي‬ ‫ِ‬ ‫الشباك؛ َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك أيُّها ُ‬‫غرور ُحسن َ‬ ‫إن‬ ‫في ّ‬
‫)‬ ‫(‬
‫َ‬
‫‪4‬‬
‫َ‬
‫ينعم بوصل الحبيب‪ ،‬فتذكر غير الواصلين والضائعين في‬ ‫ِ ِ‬
‫الم َّتي ِم ب ُحّبك؛ إذا كنت ممن ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫السماء ِبأشعار حافظ‪،‬‬ ‫الزهرةُ في َّ‬ ‫ِ‬
‫تغنت ُّ‬
‫اذكرنا عند الحبيب؛ إذا َّ‬
‫)‬‫‪6‬‬‫(‬
‫طريق العشق من أمثالي‪ ،‬و ُ‬
‫يقوم رِاقصاً‪.‬‬
‫المسيح(ع)‪ ،‬و َ‬
‫ُ‬ ‫يطرب لها‬
‫َ‬ ‫فال َع َج َب أن‬

‫غزل ‪5‬‬

‫أهل الوفـا ِفـ ار ار‬


‫دي َ‬‫قلبي يـرو ُح من يـ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫بين المـال ِجهـا ار‬ ‫ِّ‬
‫سر ْي سيغـدو ذائعاً َ‬
‫كسر ُت َم ْركبي يـا ريـ ُح ُهّبي فعسى‬ ‫وقد ْ‬
‫ْ‬
‫وج َه الحبيـ ِب ْ‬
‫أن أرى وأ َْبـُل َغ الـم از ار‬
‫( ‪)2‬‬
‫ْ‬
‫األيـا ِم ِمن محَّبـ ِة األ ِ‬
‫فالك َّإال‬ ‫عشـرةُ َّ‬
‫ما ْ‬
‫ْ ََ‬
‫بيب جا ار‬ ‫ِخ ْد َع ٌة فاسع ْد بها مـع الح ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ‬
‫بل تغـَّنـى‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الورود بلـ ٌ‬ ‫س مـا بين‬‫باألم ِ‬
‫ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫السكارى‬
‫هبوا يـا أيُّها ُّ‬
‫ُّ‬ ‫الصـبو َح‬
‫هاتوا َّ‬
‫الم ْه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬
‫ام ْه‪ُ ،‬ش ْك اًر على ًّ‬
‫يـا صاح َب الكر َ‬
‫(‪)4‬‬
‫اج اًز يوماً مـن الحيارى‬‫هالَّ َذ َكر َت عـ ِ‬
‫ْ‬
‫وراح ُة اإلنسـان تفـسيـ ُرها حـرفـان‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ُيـدارى‬ ‫أن‬ ‫عدو‬
‫الـ ُّ‬ ‫للصـ ِ‬
‫ديق‪،‬‬
‫الوفـا ُء‬
‫َّ‬
‫ط فـي َد ْر ِب التُّقـى إجازَة المرور‬
‫ُعـ َ‬
‫َل ْم أ ْ‬
‫لست راضـياً ِّ‬
‫( ‪)6‬‬
‫فغي ْر األقـدا ار‬ ‫َ‬ ‫إن ُكنـ َت‬ ‫ْ‬

‫‪14‬‬
‫ائث ُكّلِها‬ ‫وفي مـا أسميتَهـا أ َُّم الخبـ ِ‬ ‫صـ ُّ‬ ‫ُ‬
‫(‪)7‬‬
‫العذارى‬ ‫ِ‬
‫أشهى لنـا وأحلى مـن ُقبـلة َ‬
‫الفقر ِعش سعيداً‪ ،‬سكران ِمن م ٍ‬
‫دامة‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫في ِ ْ‬
‫َش َّحـا ُذها قـارو ٌن‪ ،‬غنـاهُ ال ُيجـارى‬
‫شم ٍع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مثل ْ‬‫خر في يد الحبيب صار َ‬ ‫الص ُ‬ ‫َّ‬
‫ص َل نا ار‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال تَ ْعص ْأو م ْن َغ ْي َرة‪ ،‬كالش ْم ِع تُ ْ‬
‫ِمرآةُ جـا ِم ال َخ ْم ِـر‪ ،‬مرآةُ ذي القرنيـن‬
‫دار‬ ‫اُن ُ ِ‬
‫كيف َ‬ ‫َ‬ ‫المْلـ َك‬
‫ال‪ ،‬و ُ‬‫ظ ْر بها األحـو َ‬
‫س‪ ،‬للعمـ ِر و ِ‬
‫اهبـاتُ ُه‬ ‫أه ِل فـ ْار ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُْ‬ ‫ان ْ‬ ‫حسـ ُ‬
‫السكارى‬‫َّ‬ ‫وب ِّشـ ِر‬ ‫ِ‬
‫فكـ ْن ُم َب ّشـ اًر َ‬
‫سـاقي ُ‬
‫س اختيا ار‬ ‫يلب ِ‬
‫ظ ْلم َ‬ ‫المدامِ‪ ،‬حـ ِاف ٌ‬
‫ثَ ْـو َب ُ‬
‫النقـ َّي ثوباً‪ِ ،‬ا َقب ِـل األعذا ار‬ ‫شيـ َخنا َّ‬‫يا ْ‬

‫طيعني‬ ‫فإن قلبي المبتلى ِ‬


‫بالع ِ‬ ‫أرشدوني َّ‬ ‫القلوب باهللِ ِ‬
‫ِ‬
‫يع ْد ُي ُ‬‫شق لم ُ‬ ‫أهل‬
‫نث اًر‪ :‬يا َ‬
‫ُبح ُر‬‫للناس(‪)1‬؛ وقد كسرت مركبي َّالذي أ ِ‬ ‫المخفي مكشوفاً َّ‬ ‫ُّ‬ ‫سر َي‬‫وسوف ُيصِب ُح ِّ‬
‫ُ‬
‫يح ُهّبي علَّني‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫أصل‬
‫ُ‬ ‫يح ِّ‬
‫طي َب ٌة مواتي ٌة‪ ،‬فيا ر ُ‬ ‫ته َّب عليه ر ٌ‬ ‫له إال أن ُ‬ ‫اك ُ‬‫به‪ ،‬فال حر َ‬
‫رص ًة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫ديار المحبوب فأراهُ ؛ َع ْش َرةُ أيَّا ِم محبَّة الفلك حيَل ٌة وخداعٌ‪ ،‬فاغتن ْمها ُف َ‬ ‫َ‬
‫الوْرِد و َ‬
‫الخ ْم ِر‪ ،‬ترَّن َم‬ ‫األمس‪ ،‬في َ ِ‬
‫ِ‬ ‫بجمال جو ِار األحباب؛ ليَل َة‬ ‫ِ‬ ‫انع ْم ِبها‬
‫محفل َ‬ ‫و َ‬
‫السكارى‪،‬‬ ‫السكارى بصوته الجميل قائالً ُهبَّوا من نومتكم أيُّها َّ‬ ‫ظ َّ‬ ‫البلبل يوِق ُ‬
‫ُ‬
‫الرتب َة العالي َة‪ِ ،‬أد شكر ِ‬
‫نعمة‬ ‫بلغت ُّ‬ ‫)‬ ‫(‬
‫اب َّ‬ ‫َّ‬
‫ّ ُ َ‬ ‫طَلع ؛ فيا من َ‬ ‫الفجر فد َ‬ ‫فإن‬ ‫وهاتوا الشر َ‬
‫‪3‬‬
‫َ‬
‫رويش العاجز؛ راحةُ‬ ‫فيع َّ‬
‫وتفق ْد يوماً هدا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫الوصول سالماً إلى مقام َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اإلنسان في العاَلم ِ‬ ‫ِ‬
‫المداراةُ‬ ‫مع األصدقاء و ُ‬ ‫ين تُشرُح بقليل من الكالم‪ :‬المروءةُ َ‬ ‫َ‬
‫نصيب من التُّقى في القسمة اّلتي كانت في األزل‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫يك ْن لي‬ ‫( ‪)4‬‬
‫مع األعداء ؛ لم ُ‬ ‫َ‬

‫‪15‬‬
‫وغير القضاء‬ ‫ذلك‪ِّ ،‬‬ ‫رضيك‪ ،‬فال تُلمني في َ‬ ‫َ‬ ‫الحال َّالتي أنا عليها ال تُ‬‫ُ‬ ‫فإن كانت‬
‫الخبائث‪ ،‬أشهى لنا‬ ‫ِ‬ ‫وفي أ َُّم‬ ‫سم ِ‬‫ِ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الص ُّ‬ ‫يه ُّ‬ ‫اب ُم ُّر الط ْع ِم الذي ُي ّ‬ ‫إن شئت؛ ذل َك الشر ُ‬
‫ك‬ ‫الس ِ ِ‬
‫رور‪ ،‬فتْل َ‬ ‫بالس ْك ِر و ُّ‬
‫عليك ُّ‬ ‫شف َ‬ ‫ضاق ِب َك العي ُ‬ ‫َ‬ ‫من ُقْبَل ِة العذارى(‪ )5‬؛ إذا‬ ‫وأحلى ْ‬
‫ِق‬ ‫ِ‬ ‫الش َّحا َذ قاروناً؛ وال ِ‬ ‫هي كيمياء الوجود َّالتي تجعل َّ‬
‫تعص فتحتَر َ‬ ‫تعان ْد وال‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الص ْخر القاسي يصير في كفِ‬ ‫غيرتك‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫فإن َّ َ‬ ‫كالش ْم ِع على يد الحبيب م ْن َ‬
‫ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫كأس‬ ‫ال ُملكه هي ُ‬ ‫كان يرى فيها أحو َ‬ ‫إن مرَآة اإلسكندر التي َ‬ ‫الحبيب َش ْمعاً(‪)6‬؛ َّ‬
‫نعش‬ ‫الف ْر ِ‬ ‫جميل َّ‬ ‫ٍ‬ ‫بص ْر(‪)7‬؛ وكم من‬ ‫ظر بها تُ ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ ،‬حديثُ ُه ي ُ‬ ‫يتحد ُث ُل َغ َة ُ‬ ‫الخمر‪ ،‬فان ُ ْ‬
‫باختيارِه‬
‫ِ‬ ‫يلب ْس‬
‫ظ لم َ‬ ‫السكارى األبرَار يا ساقي؛ حاف ُ‬ ‫بش ْر ّ‬‫مر‪ِّ ،‬‬ ‫لع َ‬‫طيل ا ُ‬‫وي ُ‬ ‫الرو َح ُ‬ ‫ُّ‬
‫(العفيف) اقبل ُعذري‪.‬‬ ‫قي الثَّ ِ‬
‫وب‬ ‫يخ النَّ ُّ‬ ‫الخرَق َة الم َّلوثَ َة بالخمر‪ ،‬فيا أيُّها َّ‬ ‫هذه ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫ـــــــــ‬
‫أبحرت في مركبي‬ ‫ُ‬ ‫النسخ ما معناهُ وقد‬ ‫ِ‬
‫بعض ُّ‬ ‫يفضح ِسَّره؛ (‪)2‬ورد في‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العاشق‬ ‫قلب‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫شرح‪:‬‬
‫ِ‬
‫الفعل‬ ‫وسوء‬ ‫نجاة العبد‪،‬‬ ‫الصالح َّالذي هو سفين ُة ِ‬
‫ُ‬ ‫العمل َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫المركب‬
‫ُ‬ ‫كسرت مركبي‪ ،‬و‬
‫ُ‬ ‫َب َد َل وقد‬
‫برحمة الحبي ِب‬‫ِ‬ ‫أمل لي ّإال‬ ‫للمرك ِب‪ ،‬فلم يبق لي‬ ‫ِ‬
‫اعتماد على عملي وال َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫كسر‬
‫من العبد ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫خمر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفضل األوقات ل ُشربِهم من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫لهم‪ ،‬و ُ‬ ‫قين‪ ،‬وموس ُم الورد ُ‬ ‫بيع العاش َ‬ ‫يل ر ُ‬‫للنجاة؛ الّل ُ‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬

‫ين ُّ‬
‫(الدنيا‬ ‫اإلنسان في العاَل َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مناجاته؛ راحةُ‬
‫(‪)4‬‬ ‫ِ‬
‫ولذيذ‬ ‫ظ ِر إلى وج ِه ِه‬ ‫وس ْك ِرِهم َّ‬
‫بالن َ‬ ‫ِ‬
‫المعشوق ُ‬
‫مع األعداء‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫المداراةُ َ‬ ‫مع األصدقاء و ُ‬ ‫واآلخرة) تُشرُح بقليل من الكالم (بحرَفين)‪ :‬المروءةُ َ‬
‫الناس؛ (‪َّ )5‬‬ ‫ألس ِن َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫عر ِ‬ ‫العبارةُ من ِش ِ‬
‫هذه ِ‬ ‫صارت ِ‬
‫اب ُمُّر‬ ‫الشر ُ‬ ‫من الح ْك َمة يسري على ُ‬ ‫ظ َمثَالً َ‬ ‫حاف َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضها َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الزاه ُد‪ ،‬ويراها جام َع َة اآلثام‪ ،‬والعذارى‬ ‫الط ْع ِم الخمرةُ‪ ،‬وهي خمرةُ الع ْش ِقِ التي يرُف ُ‬
‫ليس خالِصاً وعبادتُ ُه‬ ‫الز ِ‬ ‫األبكار‪ ،‬وه َّن من نعي ِم َّ ِ‬
‫هدهُ َ‬ ‫اه ُد في ُّ‬
‫الدنيا‪ ،‬فز ُ‬ ‫هد َّ‬ ‫الجنة‪ ،‬وألجلِ ِه َّن يز ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫الن َّ‬
‫كالش ْم ِع‪ ،‬واشتَ َع َل‬ ‫كالص ْخ ِر‪َ ،‬‬
‫َّ‬ ‫الحبيب َيدهُ على قلِب َ‬
‫ك القاسي‬ ‫وضع‬ ‫عبادةُ التُّ َّجار؛ (‪)6‬إذا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫صَبها على منارِة اإلسكندرّية‬ ‫ِب ِ ِ‬
‫ون َ‬
‫نار العشق؛ مرآةُ االسكندر مرآةٌ صنعها االسكندر َ‬
‫(‪)7‬‬

‫ِ‬
‫عرض البحر‪.‬‬ ‫وم ارَقَب ِة ُّ‬
‫السُفن في‬ ‫طالع ُ‬
‫لالست ِ‬ ‫ِ‬

‫‪16‬‬
‫غزل‪6‬‬

‫ك‬ ‫لطان َك ال ِ‬ ‫السْلطان‪ُ :‬ش ْكر س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬


‫شحا َذ َ‬
‫تول َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫مالزمي ُّ‬ ‫عاء‬
‫َم ْن ُمبل ٌغ هذا الد َ‬
‫الحرمان(‪)1‬؛‬
‫هاب ِ‬
‫الثاق ِب‬ ‫الش ِ‬ ‫رب ب ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫قيب بسيرِة َّ‬ ‫أحتمي باهللِ من ر ٍ‬
‫يطان‪َ ،‬م َد َداً من َك يا ّ‬ ‫َ‬
‫اآلن(‪)2‬؛‬
‫ط ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫شأننا‪،‬‬ ‫تغَل ْ‬
‫ألجاب ُه‪ ،‬فال ْ‬‫َ‬ ‫األسوُد‪ ،‬م ْن س ْح ِره‪ ،‬لو أش َار إلى دمنا َ‬
‫إشارًة‬ ‫َ‬ ‫َه ْدُب َك‬
‫أي حبيبنا(‪)3‬؛‬
‫يك من ذلِ َك حتى‬ ‫ِ‬
‫نفع تُرى ُ‬
‫يعود َعَل َ‬ ‫فأي ٍ‬‫قلب العاَلم‪ُّ ،‬‬ ‫فت عن العذار فأحرْق َت َ‬ ‫َك َش َ‬
‫تفعل وال تُداري؛‬ ‫َ‬
‫األحب ِ‬
‫َّة‬ ‫الوفي ِرساَل َة ِ‬ ‫باح ِ‬
‫يحم ُل لهذا‬ ‫الص ِ‬‫نسيم َّ‬ ‫أم ِل أن‬ ‫الل َّ ِ‬ ‫أنا ُّ َّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫يأتي ُ‬ ‫َ‬ ‫يل ُكل ُه ب َ‬
‫أظل َ‬
‫األوفياء؛‬
‫الروح والَقْلب ِفداء ِلوج ِهك‪ ،‬أظ ِهر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫العذار؛‬ ‫ْ‬ ‫ُ ٌ َْ َ‬ ‫حبيب‪ُ ُّ ،‬‬‫ُ‬ ‫قيامة تُري العاش َ‬
‫قين أي‬ ‫َّأي َة َ‬
‫الس َحر‪.‬‬
‫عاء وْق َت َّ‬ ‫الس َح ِر‪ ،‬ف َ ِ ِ ُّ‬ ‫أعط جرع ًة لِ ِ‬ ‫باهللِ ِ‬
‫أنت يؤثُّر ب َك الد ُ‬ ‫ظ القائ ِم في َّ‬ ‫حاف َ‬ ‫ُْ َ‬
‫ــــــــــ‬
‫قيب الذي‬ ‫تتر ْك هذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ِ )1‬أد ش ْكر ِن ِ‬
‫الش َّحا َذ محروماً؛ ا َّلر ُ‬ ‫المْلك وال ُ‬
‫من ُ‬ ‫عمة ما أنت فيه َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫سيرِة َّ‬ ‫ِ‬
‫ِق‬
‫السماء ويستر ُ‬ ‫مع من َّ‬ ‫لس ِ‬
‫يقع ُد مقاع َد ل َّ‬
‫يطان الذي ُ‬‫الش ِ‬ ‫يسير ِب َ‬
‫ويطُل ُب أخباري ُ‬ ‫ُيراقُبني َ‬
‫يطان‬ ‫الص َّافات المباركة‪ ،‬فكما ُيرمى َّ‬ ‫أل األعلى كما في اآلية ِ‬
‫العاشرة من ُسورِة َّ‬ ‫السمع لِْلم َ ِ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ‬
‫احٌد ِم ْن‬
‫ثاق ٍب لرمي الرقيب؛ (‪ )3‬لو أشار و ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫بشهاب ِ‬
‫ٍ‬
‫يمّدني هللاُ‬
‫ِّ ِ َّ ِ ِ‬
‫بالشهاب الثاقب أرجو أن ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫احدة َألساحه‪ِ ِ ِ ،‬‬ ‫أهداِبك َّ ِ‬
‫الس ْحر‪ ،‬فال‬‫من شَّدة ما بها م َن الف ْتَنة و ّ‬ ‫ُ‬ ‫السوداء إلى دمنا إشارةً و ِ َ ً‬ ‫َ‬
‫تُ ِ‬
‫ظ ِر َ‬
‫ك لنا‬ ‫خطئ في َن َ‬

‫‪17‬‬
‫غزل ‪7‬‬

‫دام‬ ‫صفـ ِ‬ ‫أس فأقـِب ْل ُّأيـهـا‬ ‫ِ‬


‫الم ْ‬
‫ُ‬ ‫اء‬ ‫ظ ْر في‬ ‫وفي وان ُ‬
‫الص ُّ‬
‫ُّ‬ ‫صَفـت الكـ ُ‬ ‫َ‬
‫ـام‬
‫عـالي الـمق ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السكـارى وال تسأل ال َّـزاهـ َد‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫الس ِّر‬
‫ّ‬ ‫ِاسأل عـ ِن‬
‫ـاك والحمـى منـها حـر ْام‬ ‫بشب ٍ‬ ‫لـن تصطـادها‬ ‫ودع العنقـاء‬ ‫ِ‬
‫إن هيـهـات ِم َن الـوص ِـل دو ْام‬ ‫َّ‬ ‫ورح‬ ‫اح ْي ِن ُ‬ ‫ِ‬
‫المجلس ر َ‬ ‫احس في‬‫و ُ‬
‫ـالم‬
‫بالغ ْ‬
‫ُ‬ ‫أيُّها المولـى رحيـمـاً‬ ‫ف على بـاِب َك ُك ْن‬ ‫تي وْقـ ٌ‬ ‫ِخدمـ‬
‫ْ‬

‫العقيق َّ ِ (‪ِ )1‬‬


‫الس ُّر‬ ‫ِ‬ ‫خم َ ِرة‬ ‫صافي ٌة‪ ،‬لِتَ َر بها‬ ‫فالجام ِمرآةٌ‬
‫الصاف َية ؛ ّ‬ ‫صفاء ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تعال‬
‫وفي َ‬ ‫ص ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الم َعربِدين‪ ،‬فهذه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حال‬
‫ليس ْت َ‬ ‫الحال َ‬
‫ُ‬ ‫السكارى ُ‬ ‫من ُّ‬ ‫المخفي في الحجاب اطلُ ْب ُه َ‬ ‫ُّ‬
‫باك َك‪ ،‬فطالُِبها لم يَقع‬‫فاجم ْع ِش َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ليس ْت صيداً أل َحد َ‬ ‫نقاء َ‬ ‫الع ُ‬‫المقام ؛ َ‬ ‫الزاهد عالي َ‬
‫‪2‬‬

‫اشر ْب َق َدحاً أو َق َد َح ِ‬
‫ين‬ ‫َّ ِ‬ ‫الريح(‪)3‬؛ في َ ِ ُّ ِ‬
‫محفل الش ْرب والط َرب َ‬ ‫في َيِد ِه سوى ِّ‬
‫الوصال؛ يا قلب َّ َّ‬ ‫طامعاً بدوا ِم ِ‬ ‫تكن ِ‬ ‫و ِ‬
‫تج ِن َ‬
‫وردةً‬ ‫ولم ْ‬
‫باب ْ‬ ‫مر الش ُ‬ ‫ُ‬ ‫امض‪ ،‬يعني ال ُ ْ‬
‫هرَة والجاه ؛ واجتَ ِه ْد ْ‬
‫أن‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫ِ ُّ‬ ‫الر ِ‬
‫أس‪ ،‬ال تطُلب الش َ‬ ‫شائب َّ‬
‫ُ‬ ‫أنت‬
‫اآلن و َ‬‫العيش‪َ ،‬‬ ‫م َن َ‬
‫نحن لنا على‬ ‫السالم؛ ُ‬ ‫دار َّ‬ ‫روض َة ِ‬‫حين انتهى‪ ،‬تَ َر َك َآد ُم َ‬
‫صيب َ‬ ‫تعيش نقداً‪ ،‬فالنَّ ُ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ظ َر التََّرُّح ِم على هذا‬ ‫ظ ْر ُم َّ‬
‫جدداً َن َ‬ ‫ك ُحقو ُق الخ ْد َمة بأعتاِبك‪ ،‬أي ِّ‬
‫سيد‪ ،‬ان ُ‬ ‫جناِب َ‬
‫اعرضي ِ‬
‫عليه‬ ‫الخ ْمر‪ ،‬يا صبا اذهبي لِشيخي جامي‪ ،‬و ِ‬ ‫الغالم؛ ِ‬
‫َ‬ ‫ظ ُمر ُيد جا ِم َ‬
‫حاف ُ‬ ‫ُ‬
‫دمتي وسالمي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خ َ‬
‫ــــــــــ‬
‫فتعال أيُّها‬ ‫الصافية؛‬
‫وظهرت بها الخمرةُ َّ‬
‫ْ‬ ‫فشف ْت عما حوت‬‫اقت الكأس وصَف ْت‪َّ ،‬‬ ‫ها قد ر ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ويقول العارفون َّ‬
‫إن‬ ‫ِ‬
‫خالل ُزجا ِج القد ِح الّلطيف‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صفاء الخمرة من‬ ‫تأم ْل في‬
‫وفي‪ ،‬و َّ‬
‫الص ُّ‬‫ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بصفاء األعمال‪ ،‬بان من‬ ‫صفت الكأس‬ ‫رمز للسالك‪ ،‬فإذا‬ ‫ِّ‬
‫للحق‪ ،‬وا َّن الكأس ٌ‬ ‫رمز‬
‫الخمرَة ٌ‬
‫وفي‬
‫الص َّ‬‫ص ُّ‬ ‫وخ َّ‬
‫الحق‪ ،‬وأصبحت مرًآة للحق‪ ،‬ومظه اًر له‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وضياء‬
‫ُ‬ ‫صفاء‬
‫جمال و ُ‬ ‫ُ‬ ‫خاللها‬

‫‪18‬‬
‫وربَّما ُن ِس َب‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عباد من شعر( ُ‬ ‫الصاحب بن ّ‬ ‫نس ُب إلى ّ‬ ‫بالخطاب لعد ِم صفاء أعماله‪ ،‬ومما ُي َ‬
‫ألبي نواس)‪:‬‬
‫الزجاج ور ِ‬
‫األمر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فتشابهـا وتشـاكل‬ ‫الخمر‬
‫ُ‬ ‫اقت‬ ‫ر َّق ُّ ُ‬
‫خمر؛‬
‫ـدح وال ُ‬ ‫وكأنمـا ق ٌ‬ ‫َّ‬ ‫قدح‬
‫فكأنمـا خم ٌـر وال ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لسكارى بخمرِة‬ ‫ِ‬ ‫معارف ِ‬ ‫(‪ِ )2‬‬
‫ومنه‬
‫ُ‬ ‫عندهم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فالسُّر‬
‫المعرَفة‪ّ ،‬‬ ‫عند ا ُّ‬‫طلب َ‬ ‫الدين الباطنة‪ ،‬وتُ ُ‬ ‫ُِ ّ‬ ‫السُّر‬
‫ّ‬
‫سكرهم‪ ،‬فال تسأل عن ذلِ ِ‬
‫القد ِر‪ ،‬ف َّإن ُه ال يعرُف ُه‪ ،‬ولو َ‬
‫كان‬ ‫عالي ْ‬ ‫َ‬
‫كان‬
‫ورعاً‪ ،‬وا ْن َ‬ ‫تقياً ِ‬ ‫السِّر َّ‬‫ك ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُُ‬
‫ٍ‬
‫فخ أحد‪،‬‬ ‫تقع في ِّ‬ ‫اصطياد العنقاء‪َّ ،‬‬ ‫يعرُف ُه لسك َر منه؛ معنى البيت ال تُ ِ‬ ‫ِ‬
‫فإنها لم ْ‬ ‫حاو ْل‬ ‫)‬ ‫(‬
‫َ‬
‫‪3‬‬
‫َ‬
‫الذاتِ‬
‫ط إلى َّ‬ ‫افي لم ير َق ُّ‬
‫طائر خر ٌّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫فاء بالعنقاء التي هي‬
‫َُ‬ ‫ٌ‬ ‫العر ُ‬ ‫حرٌم‪(،‬يرمز ُ‬ ‫حرم ُم َّ‬ ‫وحماها ٌ‬
‫أهل هللاِ التَّجّلي في األحديَّة وقال أيضاً‬ ‫منع ُ‬ ‫عن التَّجّلي‪ ،‬قال ابن عربي َ‬
‫ِ‬ ‫الم َّنزَه ِة ِ‬
‫األحديَّة ُ‬
‫الكنز المخفي كما‬ ‫ٍ‬ ‫احد فيها قدم (فصوص ِ‬ ‫اإللهي ُة ما لو ٍ‬
‫بتعبير آخر‪ ،‬هي ُ‬ ‫الح َكم)‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬ ‫األحدي ُة‬
‫َّ‬
‫ف فبي عرفوني)‪ ،‬قال المولوي في‬ ‫ِ‬
‫ُعر َ‬
‫فأحببت أن أ َ‬
‫ُ‬ ‫مخفياً‬
‫ّ‬ ‫(كنت كن ازً‬ ‫الحديث القدسي‪ُ :‬‬ ‫في‬
‫كنت‬
‫منه بالعربيَّة‪ُ :‬‬ ‫الغيبي‪ ،‬بنظ ٍم ُ‬ ‫مقام ِه‬
‫النبي(ص)‪ ،‬عن ِ‬ ‫بلسان َّ‬
‫ِ‬ ‫ديوِان ِه المعروف بالمثنوي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ك اجت ِه ْد أن‬ ‫ٍ‬ ‫مخفي ًة فابتُ ِع ْث ُت أ َّ‬
‫بعد شيِب َ‬ ‫اآلن َ‬
‫نسخة ما معناه‪َ :‬‬ ‫مهدي ًة؛ وفي َ‬ ‫ُم ًة َّ‬ ‫كن اًز رحم ًة‬
‫(‪)4‬‬
‫َّ‬
‫عاشقا‬ ‫تكو َن ِ‬

‫غزل‪8‬‬

‫األيام؛‬ ‫َغ َّم‬ ‫اب‬‫بالتُّر ِ‬ ‫ِا ِ‬


‫دف ْن‬ ‫الجام‪،‬‬ ‫وأ ِ‬
‫عطني‬ ‫ُق ْم‬ ‫ساقيا‬
‫ّ‬
‫عنّي هذا الثَّ ِ‬ ‫ضع ِبكِّفي كأس الخم ِر ِألنضو ِ‬
‫األزر ِق َ‬
‫الخَلق(‪)1‬؛‬ ‫َ‬ ‫وب‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫نحن ال نطُلب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن تَ ْر َك ُّ‬
‫الش ْه َرَة والجاه؛‬ ‫ُ‬ ‫العقالء‪ُ ،‬‬ ‫عند ُ‬
‫سيئٌ َ‬ ‫هرة والجاه ِّ‬ ‫الش ِ‬
‫َ‬ ‫غم َّ‬
‫رَ‬
‫أن‬
‫أخاف ْ‬‫دخ َل َنَفسي‪ ،‬و ُ‬ ‫بار َ‬ ‫هذ ِه ِم ْن ُغ ٍ‬
‫رور ِ‬
‫الغ ِ‬
‫يح ُ‬ ‫أثار ْت ر ُ‬
‫الخ ْم َر فكم َ‬
‫ِ‬
‫وهات َ‬
‫تسوء منه ِ‬
‫عاق َبتي؛‬ ‫َ ُ‬
‫اضجي َن؛‬‫الن ِ‬
‫غير َّ‬ ‫الء ِّ‬‫ِق‪ ،‬أحرق هؤ ِ‬ ‫خان من ِآه صدري المحتَر ِ‬ ‫ُّ‬
‫ال َ‬ ‫الرج َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫الد ُ‬
‫وعام؛‬
‫ّ‬
‫ٍّ‬
‫خاص‬ ‫شخصاً‪ِ ،‬م ْن‬ ‫ْ‬ ‫حرماً لِ ِس ِّر قلبي الوالِ ِه‪ ،‬ال أرى‬ ‫م َ‬
‫َ‬
‫خاطري مع معشو ِق قلبي َّالذي سَلب َقرار َقلبي د ْفع ًة و ِ‬
‫اح َدة؛‬ ‫ِ‬ ‫سعيد‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ٌ‬

‫‪19‬‬
‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫الس ِ‬
‫ظ َر ُم َجَّدداً َأبداً إلى َّ‬
‫روي الف ّ‬
‫ض َّي‬ ‫وض‪ُ ،‬ك ُّل َم ْن رأى َس َ‬ ‫رو في َّ‬ ‫لن ين ُ‬ ‫ْ‬
‫اله ْندام؛‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هار يا حافظ‪ ،‬عاق َبتُ َك أن تَ ِج َد‬ ‫يل و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اصِب ْر على ّ‬
‫وتنال‬
‫َ‬ ‫عطاء َك‬
‫َ‬ ‫الن َ‬ ‫الشَّدة الّل َ‬ ‫ْ‬
‫المراد‪.‬‬
‫ُ‬
‫ـــــــــ‬
‫الر ِ‬
‫ياء عن جسدي‪.‬‬ ‫(‪)1‬اجع ِل الكأس في يدي حتّى أسكر وأصير ِ‬
‫قاد اًر على خل ِع ِ‬
‫لباس ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫غزل ‪9‬‬

‫األلحان‬ ‫ف‬‫فاعز ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالورد يا ُب ُلب ُل‬ ‫بشراك‬ ‫ستان‬ ‫الش ِ‬
‫عهد َّ‬ ‫رونق ِ‬
‫ْ‬ ‫للب ْ‬‫عاد ُ‬‫باب قد َ‬ ‫ُ‬
‫يحان‬ ‫رو و ِ‬‫للس ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫مررت على فتيةِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْ‬‫الورد و َّ‬ ‫وض سالمي َّ‬ ‫َّ‬ ‫احملي يا صبا إن‬
‫ان‬ ‫البدر ال ِ‬
‫صاف على ِ‬ ‫ٍ‬ ‫جان ِمن ٍ‬ ‫الصوَل ِ‬‫رِاف َع َّ‬
‫فإنني حير ْ‬ ‫تزْد باضطرابي ّ‬ ‫عنبر‬
‫ان‬ ‫اب ينام لمــاذا تُعلـي إلـى جو ِار الكو ِ‬ ‫آخ اًر في التُّر ِ‬ ‫ُقل لمن ِ‬
‫اكب اإليو ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫آن‬
‫تجعل القر ْ‬
‫َ‬ ‫ـاك أن‬ ‫وشباك التَّ ِ‬
‫زوير َّإي َ‬ ‫َ‬ ‫اسك ْر هنيئاً‬
‫فاشرب و َ‬ ‫ْ‬ ‫الخمر‬
‫َ‬ ‫ظ‬
‫حـاف ُ‬
‫البلبل‬ ‫ِ‬
‫الورد أيُّها‬ ‫ِ‬
‫بعودة‬ ‫شباب البستان‪ ،‬فلك البشرى‬ ‫َّ‬
‫فتجد َد‬ ‫بيع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُ‬‫عاد َّ‬
‫لقد َ‬
‫عذب األلحان؛‬ ‫ِّ‬
‫المغرُد ُ‬
‫الريحان؛‬ ‫رو و ِ‬
‫الورد و َّ‬ ‫للس ِ‬
‫وض‪ ،‬أبلغي سالمي َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫مررت ِ‬
‫بفتية َّ‬ ‫ِ‬ ‫يا صبا إن‬
‫الحان ِب ِ‬
‫أهداب‬ ‫ِ‬ ‫باب‬ ‫الخم ِر جلوة و ِ‬ ‫ِ‬
‫لك َن ْس ُت َ‬
‫اح َد ًة‪َ ،‬‬ ‫ً‬ ‫بائع َ ْ‬
‫المغان ِ‬ ‫شيخ‬
‫ابن ِ‬
‫لو تجّلى ُ‬
‫عيني؛‬
‫تجعلني‬
‫الصافي عليه‪ ،‬ال َ‬ ‫ولجان من العنبر ّ‬
‫وداء ص ٌ‬
‫الس ُ‬‫البدر وذؤابتُك َّ‬
‫وجهك ُ‬
‫ِ‬
‫الحال‪ ،‬أنا الحيران؛‬ ‫ط ِر َب‬
‫ُمض َ‬
‫إيمان ُهم في‬ ‫يضيع‬ ‫الشراب‪ ،‬أخشى أن‬ ‫ذين يضحكو َن على ِ‬
‫أهل ّ‬ ‫َّ‬ ‫هؤ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫القوم ال َ‬
‫ُ‬ ‫الء‬
‫الخرابات؛‬

‫‪20‬‬
‫بالط ِ‬
‫وفان‪،‬‬ ‫وكن مع هللاِ‪ ،‬فقد كان في سفين ِة نو ٍح تُراب لم يأبه ُّ‬ ‫ُك ْن َشهم ِ ِ‬
‫َْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الرجال‪َ ْ ُ ،‬‬ ‫َْ ّ‬
‫ط َرة؛‬ ‫غير َق ْ‬
‫ولم َيرهُ َ‬
‫الكأس ِ‬
‫آخ اًر يقتُ ُل‬ ‫ِ‬ ‫األسود‬
‫ُ‬ ‫منه‪ ،‬فهذا‬‫الخ ْب َز ُ‬
‫اخرْج وال تطُل ْب ُ‬ ‫الفَلك ُ‬
‫منزل َ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن‬
‫الضيف؛‬ ‫َّ‬
‫القصر إلى جو ِار‬ ‫فع هذا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫حاجتُ َك لتر َ‬
‫لم ْن سر ُيرهُ آخ َاًر َحْف َن ٌة م ْن تُراب‪ ،‬ما َ‬ ‫ُقل َ‬
‫الكواكب؛‬
‫ذلك الوْقت َّالذي أدخلت ِ‬
‫فيه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يا قمر َي‬
‫َ‬ ‫صر َ َ َ‬ ‫المْلك من م َ‬ ‫مقام ُ‬
‫الكنعاني‪ ،‬لقد نْل َت َ‬
‫َّ‬
‫السجن؛ القمر الكنعاني‪ :‬يوسف(ع)‬ ‫ِ‬
‫الم إلى ّ ْ‬ ‫الس َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باك‬
‫آن ش َ‬ ‫اسع ْد وعربِ ْد ولك ْن‪ ،‬ال َ‬
‫تجعل الُقر َ‬ ‫اسكر و َ‬
‫الخمر‪ ،‬و ْ‬ ‫َ‬ ‫اشرب‬ ‫ظ‬
‫ويا حاف ُ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِخ ٍ‬
‫كاآلخر َ‬
‫َ‬ ‫وصيد‬ ‫داع‬

‫غزل‪10‬‬

‫الة‬
‫الص ْ‬ ‫شيخنا إلى الـ ِ‬ ‫ِ‬
‫حان بعد ّ‬ ‫باألمس ُ‬ ‫جـاء‬
‫التدبير؟‬
‫ُ‬ ‫كان مـا هو‬
‫يـا رفاقاهُ بعـد ما َ‬
‫وه‬ ‫ِ‬
‫اه الوجـ ْ‬
‫نجعل القبـل َة اتّـجـ َ‬
‫ُ‬ ‫مـا لنـا‬
‫دير‬ ‫ـخ للحـ ِ‬ ‫هـو ذا َّ‬
‫ان راح وجـهاً ُي ُ‬ ‫الشي ُ‬
‫لكن‬ ‫ِ‬
‫ما اخـتيا اًر منـا نزلـنا الـخرابـات ْ‬
‫ـك التَّ ُ‬
‫قدير‬ ‫أزالً قـد جـرى لـنـا بذل َ‬
‫لقلب في الَق ْيِد ِم ْن‬
‫لو درى العْقل ما سعادةُ ا ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫نجير‬
‫ض َّم ُهم ز ُ‬ ‫َف ْرِعه ُ‬
‫لج َّن العاقلو َن كي َي ُ‬

‫‪21‬‬
‫وجه َك الجميـ ُل فال‬ ‫ُّ ِ‬
‫آي َة اللطـف أبدى لنـا ُ‬
‫ِ ُّ ِ‬
‫غير الجمال واللطف عندنا التَّ ُ‬
‫فسير‬ ‫يعرف َ‬ ‫ُ‬
‫هل تُـرى ليل ًة أثَّـ َر في قلِب َك َّ‬
‫الص ِ‬
‫خر آهُ‬
‫عير‬
‫الس ُ‬
‫دور َّ‬‫الصـ ِ‬
‫ُّ‬ ‫ونـ ُار‬ ‫اللهيـ ِب ّ‬
‫منـا‬
‫الفَلك‪،‬‬ ‫ظ اصمت‪ ،‬سهـم ِ‬
‫آهنـا َي ْعُب ُر َ‬ ‫حِ‬
‫ـاف ُ‬
‫ُْ َُْ‬
‫ذير‬ ‫ِ‬
‫يك‪ ،‬ذا ت ْحـ ُ‬
‫منك‪ ،‬حذار َ‬ ‫َ‬ ‫رح ِم ال ُّرو َح‬
‫ا َ‬

‫نفعل أيُّها‬ ‫ِ‬


‫الحان‪ ،‬فماذا‬ ‫ِ‬
‫المسجد إلى‬ ‫ِ‬
‫باألمس من‬ ‫توج َه‬
‫مامنا َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫إن شيخنا وا َ‬
‫يدير‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫ِّ‬
‫وشيخنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫وج ُه وجوهنا إلى الكعبة‬ ‫أتباع ُه ومريدوه ؛ كيف ُن ّ‬ ‫ُ‬ ‫ونحن‬
‫ُ‬ ‫فاق‬
‫الر ُ‬
‫يكن باختيارنا وارادتنا‪ ،‬بل‬ ‫الخمار(‪)2‬؛ َّ‬ ‫ِ‬
‫إن نزوَلنا بالخرابات لم ُ‬ ‫حانة َّ‬ ‫وجهه إلى‬
‫ُ‬
‫العْق ُل‪،‬‬ ‫ِ ( ‪)3‬‬
‫وع ِه َد إلينا في األزل يوم ِ‬ ‫ٌّ ِ‬
‫خلق أرواحنا ؛ َ‬ ‫َ‬ ‫مقضي ُكت َب علينا ُ‬ ‫قضاء‬
‫ٌ‬ ‫هو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالس ِ َّ‬
‫نين‬
‫قالء مجا َ‬ ‫الع ُ‬ ‫عادة التي يجُدها الَقْل ُب في َقيد َفرِعه‪َ ،‬ل َ‬
‫صار ُ‬ ‫كان يدري َّ َ‬ ‫لو َ‬
‫الل ِ‬
‫أن وجهك آي ُة ُّ‬ ‫في طَل ِب َز ِ‬
‫نجيرنا ؛ بما َّ َ َ‬
‫( ‪)4‬‬
‫ين‬
‫فالد ُ‬
‫ونحن عاشقوه‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫طف والجمال‪،‬‬
‫طف والجمال(‪)5‬؛ هل‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫تفسيرنا‪ ،‬وليس في كالمنا إالّ الل ُ‬ ‫وجمال في‬
‫ٌ‬ ‫طف‬
‫عندنا ُل ٌ‬
‫الس َح ِر؛‬
‫المستعرةُ في َّ‬ ‫ِ‬
‫ونار صدرنا ُ‬
‫الملتهب ُة‪ُ ،‬‬ ‫ص ْخ ِر ُ‬
‫آهنا ُ‬ ‫في قلبك ال َّ‬ ‫ليَل ًة أثََّر ْت‬
‫وك ْن على َح َذ ٍر ِم ْن‬
‫روح َك‪ُ ،‬‬ ‫الفَلك‪ِ ،‬‬ ‫سهم ِ‬
‫ارح ْم َ‬
‫اصم ْت‪َ ،‬‬‫ُ‬ ‫ظ‬
‫حاف ُ‬ ‫َع َب َر َ َ‬ ‫آهنا‬ ‫ُْ‬
‫ِ ( ‪)6‬‬
‫سهامنا ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫الصالة؛ الكعب ُة قبلةُ‬
‫(‪)2‬‬ ‫صالة ِ‬
‫القلب أو رو ِح َّ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬
‫الة إلى‬ ‫البدن أو ِ‬
‫قالب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫انتقال من‬ ‫(‪)1‬‬
‫ٌ‬
‫سن‪ ،‬قال ابن الفارض‪ :‬يا قبلتي في صالتي‬ ‫الح ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البدن‪ ،‬وقبل ُة القلب معشوُقنا الذي هو كعب ُة ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الممكنات وعدم‬ ‫إلسقاط‬ ‫يقول العارفو َن‪ُ ،‬‬
‫يرمز‬ ‫النزول بالخرابات‪ ،‬كما ُ‬ ‫وقفت أُصّلي؛‬ ‫إذا‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الزنجير القيد الحديدي رم اًز لِ َّقوِت ِه‬ ‫)‬‫‪4‬‬‫(‬ ‫ِ‬
‫مما سوى هللا إشارةً إلى التَّوحيد الخالص؛ َ‬ ‫رؤيتها‪ ،‬والف ارغُ ّ‬
‫ِ‬
‫حداً لهجرك لنا‪.‬‬
‫ضع ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫ص منه؛ (‪ّ )5‬إال قيالً سالماً سالماً؛‬ ‫خل ِ‬‫وصعوب ِة التَّ ُّ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬

‫‪22‬‬
‫غزل‪11‬‬

‫الك ْو ُن صـا َر ِوْف َق مـرامي‬‫ُهو ذا َ‬ ‫ضئ ِمن ضيـ ِ‬


‫اء َخ ْمـ ِر َك جـامي‬ ‫ِ ِ‬
‫لتُ ْ ْ‬
‫اه ٍل بـِ ِط ْي ِب ُمـدامي‬
‫ِآه ِمـن جـ ِ‬
‫ْ‬ ‫َو ْجـ َه َحبيبي‬ ‫قـد ِبجـامي َرْأي ُت‬
‫ْ‬
‫ـير َبّلغـي ِـه سـالمي‬‫فلـك الخ ُ‬
‫ِ‬ ‫ـاض عليهِ‬‫بالري ِ‬‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫إن ُجزت‬ ‫ْ‬ ‫ريـ ُح‬
‫إن َخ ْيـ اًر ِم ْنهـا َحـرُام ُمـدامي‬
‫َّ‬ ‫ولكن‬
‫ْ‬ ‫ِمـ ْن حـ ٍ‬
‫الل‬ ‫َ‬
‫ُخ ْب َزةُ َّ‬
‫الش ْيـ ِخ‬
‫صـ ِل ُمْقـِب ٌل ِل َ‬
‫ط َعامي‬ ‫الو ْ‬
‫ـائر َ‬‫ط ُ‬ ‫ات العيـو ِن ُ‬
‫طعـ ُم شبـاكي‬ ‫عبـر ُ‬

‫ِ‬ ‫ساقي ِب ِ‬
‫نحن في‬ ‫صار العاَل ُم ِوْف َق ُمرادنا؛ ُ‬ ‫طر ُب ُق ْل َ‬ ‫الخ ْم ِر أضئ جامنا‪ ،‬م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫نور َ‬
‫دامنا!(‪)1‬؛‬‫الكأس رأينا صورة وج ِه معشوِقنا‪ ،‬أي من ال خبر لك عن َل َّذ ِة ُشر ِب م ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ ََ َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ََ ْ‬
‫امنا(‪)2‬؛ كم‬ ‫بالع ْش ِق لن يموت أبداً‪ ،‬ذاك ثَب ٌت في جريد ِة عاَل ِم دو ِ‬ ‫حي ِ‬ ‫قلب ُه ٌّ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َم ْن ُ‬
‫وب ِرنا(‪)3‬؛‬
‫ص َن َ‬
‫دود‪ ،‬حتّى تجّلى َّ ِ‬ ‫سان الُق ِ‬‫دالل ِح ِ‬
‫وض من ِ‬ ‫الر ِ‬
‫رو َ‬‫بالدالل َس ُ‬ ‫كان في َّ‬ ‫َ‬
‫عرضي على ا ِ‬
‫لحبيب‬ ‫أمان ًة فا ِ‬ ‫ِ‬ ‫وض َوْرِد‬ ‫ِ‬
‫إن م َرْرت في َر ِ‬
‫األحباب‪َ ،‬‬ ‫يح ْ َ‬ ‫يا ر ُ‬
‫الوقت َّالذي ِب ِه‬ ‫سالمنا؛ قولي له لماذا عمداً تنسى ِاسمنا‪ ،‬سوف يأتي من ِ‬
‫نفسه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لوب من جمال‪ ،‬من جماله سلموا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْك ُر في َع ِ‬
‫ين شاهدنا يسبي الُق َ‬ ‫تنسانا؛ ُّ‬
‫الحالل على‬ ‫يخ‬ ‫خبز َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫القيامة والجزِاء‪ ،‬أن ال‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫يرجح ُ‬‫َ‬ ‫يوم‬
‫مامنا؛ خوفي َ‬ ‫للس ْكر ز َ‬
‫صل‬‫أن يقع طائر الو ِ‬ ‫مع ِم َن َ ِ‬ ‫َّات َّ‬‫ظ ينثُر حب ِ‬ ‫( ‪ِ )4‬‬
‫العين‪ ،‬عسى ْ َ ُ َ‬ ‫الد ِ‬ ‫ح ار ِم مائنا ؛ حاف ُ ُ‬
‫بنعم ِة قوا ِم‬ ‫ِ ِ‬
‫كالهما غارقان َ‬ ‫ُ‬
‫وسفين ُة ال ِه ِ‬
‫الل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫األخض ُر‬
‫َ‬ ‫الفَل ِك‬
‫بح ُر َ‬
‫ِ ِ ( ‪)5‬‬
‫في شباكنا ؛ ْ‬
‫ين وزيرنا‪.‬‬ ‫الد ِ‬
‫ّ‬
‫ـــــــــــ‬
‫ظر إليه‪ ،‬ويا لخسارة وخيبة‬ ‫الن ِ‬‫أجد ل ّذ ًة في َّ‬
‫كأس شرابي‪ ،‬وكم ُ‬ ‫وجه الحبيب في ِ‬ ‫شرح‪ :‬أشر َق ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫ذاك ُم ْثَب ٌت في جر َيد ِة عاَل ِم‬


‫يموت َأبداً‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫حي ِ‬
‫بالع ْش ِق ال‬ ‫قلب ُه ٌّ‬
‫يطعم ل ّذة خمري؛ َم ْن ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ْ‬ ‫من لم‬
‫رو‬ ‫قام ِة َّ‬
‫الس ِ‬ ‫الص َ ِ‬
‫نوب ُر ب َ‬ ‫ظ َه َر َّ‬
‫ودالل‪ ،‬حتّى َ‬ ‫ٍ‬ ‫سان الُقدوِد ِم ْن ُغ ْن ٍج‬
‫كان ِم ْن ِح ِ‬
‫الدوام؛ كم َ‬
‫(‪)3‬‬ ‫َّ‬
‫يخ لن يرَج َح‬ ‫الش ُ‬ ‫الحالل َّالذي ُ‬
‫يأكُل ُه َّ‬
‫َ‬ ‫الخ َبز‬
‫أن ُ‬ ‫يقين) َّ‬‫وتماي َل في دالل؛ (‪ )4‬خوفي (أنا على ٍ‬ ‫َ‬

‫‪23‬‬
‫طعماً لِ ِ‬
‫طائر‬ ‫بحبات القمح‪ُ ،‬‬ ‫ات دمعي َّ ِ‬ ‫على الخمرِة َّالتي نشربها؛ (‪)6( )5‬جعلت من قطر ِ‬
‫الشبيهة ّ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ويقع في شباكي‪ ،‬وها أنا أراهُ مقِبالً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الوصل‪ ،‬لَيَق َع عليها‪َ ،‬‬

‫غزل ‪12‬‬

‫الجمال‬ ‫ماء‬ ‫ُّ‬


‫ْ‬ ‫حوت َ‬ ‫ْ‬ ‫ذقن َك البئ ُـر‬
‫ُ‬ ‫الجمال‬
‫ْ‬ ‫بدر‬
‫َ‬ ‫ور كسى‬‫الن َ‬ ‫وجه َك‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اق أم ِو ْ‬
‫صال‬ ‫كي تراك ما الذي تقض ْي فر ٌ‬ ‫ْ‬
‫غت روحي شفاهي‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َبَل ْ‬
‫محال‬
‫ْ‬ ‫تطلب عينـاك‬‫ُ‬ ‫ِحـ ُ‬
‫رز َم ْن‬ ‫ان‬
‫اك أمـ ْ‬ ‫تطلب عينـ َ‬
‫ُ‬ ‫مـا لِ َمـن‬

‫موجود في ِ‬
‫بئر‬ ‫ٌ‬ ‫وماء الجمال‬ ‫وجهك‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫شمس‬ ‫يستنير من‬‫ُ‬ ‫الجميل‬
‫ُ‬ ‫القمر‬
‫ُ‬ ‫نث اًر‪:‬‬
‫ُ‬
‫اآلن؟(‪)2‬؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ (‪)1‬‬
‫تأم ُرها َ‬ ‫ُ‬ ‫فبماذا‬ ‫‪،‬‬ ‫شفاهي‬ ‫إلى‬ ‫وصلت‬ ‫‪،‬‬‫ك‬ ‫لرؤيت‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫شتا‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫روحي‬ ‫؛‬ ‫ذقنك‬
‫فجميل َّأن ُهم لم‬‫ٌ‬ ‫عاف َي ٍة‪،‬‬
‫عينك ويروح منها في ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫س ِ‬ ‫سح َر َنرِج ِ‬ ‫خص يتَّقي ْ‬ ‫ال َش َ‬
‫َّ ِ‬
‫ش‬ ‫اآلن‪ ،‬لقد َر َّ‬ ‫السكارى؛ َبختي الذاه ُب بالنَّو ِم سيصحو َ‬ ‫نحن ّ‬ ‫يبيعونا التَّقوى‪ُ ،‬‬
‫خد َك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الصبا باَق ًة ِم َن‬ ‫على ع ِين ِه الماء وجهك المنير؛ ِ‬
‫الورد م ْن ّ‬ ‫أرس ْل َم َع َّ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المرَاد يا ُسقاةَ‬ ‫لك ُم ال ُع ْم ُر ونلتُم ُ‬ ‫طال ُ‬ ‫العبير م ْن تُراب ُبستانك؛ َ‬ ‫َ‬ ‫أش َّم‬
‫عسى أن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يجع ُل‬
‫الحبيب َ‬ ‫ُ‬ ‫مر جامي؛‬ ‫بالخ ِ‬
‫يمتلئ م ْن َد َوران ُك ْم َ‬ ‫ْ‬ ‫كان ْلم‬‫محف ِل جمشيد‪ ،‬وا ْن َ‬ ‫َ‬
‫يتيس ُر هذا‬ ‫وروح ُكم؛ متى َّ‬ ‫َ‬ ‫أحباب‪ ،‬روحي‬ ‫ُ‬ ‫قلبي خراباً‪ ،‬أخِب ْرهُ ذلِك‪َ ،‬حـ ِ‬
‫ذار يا‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫المشتتَ ُة؛ ارَف ِع‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ضفيرتُ ُك ْم ُ‬
‫َ‬ ‫رب‪ ،‬ويكونو َ أعواناً لنا‪ ،‬خاط ُرنا المجموعُ‬ ‫ض يا ّ‬ ‫الغ َر ُ‬
‫َ‬
‫يق‪ ،‬ما أكثَ َر الَقتلى ُقرباناً لك؛‬ ‫الطر ِ‬ ‫الد ِم إ ْذ تم ُّر بنا‪ ،‬في هذا َّ‬ ‫اب و َّ‬ ‫عن التُّر ِ‬
‫وب ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫الث َ‬
‫الس َّكريَّة؛ يا‬‫عقيق َشَفِت َك ُّ‬‫ِ‬ ‫ليك ْن ُق ْوتي ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫سم ْع وُق ْل آمين‪ :‬ف ُ‬ ‫عاء‪ ،‬ا َ‬ ‫ظ يدعو ُد ً‬ ‫حاف ُ‬
‫حق ُكم ُكر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات في‬ ‫يعرفو َن َّ‬ ‫رؤوس م ْن ال ِ‬
‫ُ َ‬ ‫لتك ْن‬
‫عنا‪ُ ،‬‬ ‫مدينة يزد ّ‬ ‫صبا قولي لِساكني َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِِ‬
‫عبيد‬
‫نحن ُ‬ ‫بعيد ًة‪ُ ،‬‬ ‫ليس ْت َ‬ ‫مالعب ُكم؛ رْغ َم أنا بعيدو َن َع ْن بساط الُقرب‪ ،‬فاله َّم ُة َ‬

‫‪24‬‬
‫فيع الَق ْد ِر‪ ،‬باهللِ ق ِّو ِه َّمتي‪ِ ،‬ألَُقِّب َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ُمْلك َك‪ ،‬وداعو َن بالثناء عليك؛ يا مل َك الملوك َر َ‬
‫ِ‬
‫اب إيو ِانك‪.‬‬ ‫كما ُي ِّ‬
‫قب ُل َّ‬
‫الن ْج ُم تُر َ‬
‫ــــــــ‬
‫َّ‬
‫تخرُج‬
‫ان جمالها؛ روحي ُ‬ ‫تشبه فتح َة البئر وهي عنو ُ‬ ‫قن بالبئر َّ‬
‫ألن بها حفرًة‬ ‫ِّ‬
‫وشبهت الذ ُ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫أمرك‪ ،‬فما‬ ‫ِ‬
‫كو َ‬ ‫كم َ‬
‫ووقفت تنتظ ُر ُح َ‬
‫ْ‬ ‫وتترُكني شوقاً لرؤياك وقد وصلت إلى شفاهي‬ ‫من َب َدني ُ‬
‫تعود إليه؟‪.‬‬
‫أتخرُج من بدني أم ُ‬
‫ك لها اآلن‪ُ ،‬‬
‫أمر َ‬
‫ُ‬

‫غزل‪13‬‬

‫ـاب‬ ‫ِ‬
‫أص َح ْ‬ ‫الصـبو َح يـا ْ‬ ‫َّ‬ ‫الصـبو َح‬
‫َّ‬ ‫اب‬ ‫السحـ ْ‬ ‫ام َّ‬ ‫الس َمـا خيـ ُ‬ ‫ظ َه َر ْت في َّ‬ ‫َ‬
‫ـباب‬
‫أح ْ‬ ‫يـا ْ‬ ‫ـدام‬
‫الـ ُم َ‬ ‫ـدام‬
‫الـ ُم َ‬ ‫ال ُّـزه ْ‬
‫ـور‬ ‫َخـِّد‬ ‫َف ـ ْو َق‬ ‫النـدى‬ ‫َّ‬
‫اب‬ ‫الخمـر َخيـْر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ان َهـ َّب َّ‬ ‫ِمـ ْن م ُرو ِج الـ ِجنـ ِ‬
‫الشـر ْ‬ ‫َ‬ ‫ا ْش َربـوا َ ْ َ‬ ‫سي ْم‬
‫الن ْ‬ ‫ُ‬
‫اب‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـار الشـر ْ‬ ‫نَ‬ ‫ـأس‬
‫ا ْمـأل اْل َـك َ‬ ‫اْل َم ْرج‬ ‫ُزْمـ ُرد‬ ‫في‬ ‫َجَل َس الـ َوْرُد‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّإنـ ُهـ ْم‬
‫ا ْفـتـَت ْح يـا ُم َـفـتّ َـح األبـو ْ‬ ‫اآلن‬
‫ف ْ‬ ‫ان‬‫أغـَلـقـوا الحـ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـذاب‬
‫ـك وأسنان َك الع ْ‬ ‫احنـا لها حقـو ُق المْل ِـح علـى َشَفتَي َ‬ ‫صد ُرنا وأرو ُ‬
‫جاب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عين‪ُ ،‬ع ْ‬ ‫ـان ُمسر َ‬ ‫ُيغـلقوا الح َ‬ ‫أن‬‫ـب ْ‬ ‫في م ْثـل ذا المـوس ِم َع َج ٌ‬
‫اب‬ ‫ف َّ‬
‫الشر ْ‬
‫ِ‬
‫الج ْسـمِ‪ ،‬ص ْر َ‬ ‫اق مالئك ٍـي ِ‬ ‫وجـ ِه سـ ٍ‬ ‫اشر ْب علـى ْ‬ ‫ظ َ‬
‫مثل ِ‬
‫حاف َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫ــــــــ‬
‫اب‬‫نشرب شر َ‬ ‫رفاق‬
‫ماء ستُمطر‪ ،‬فتعالوا يا ُ‬ ‫السماء َّ‬
‫ْ‬ ‫الس ُ‬‫كأنها الخيام‪ ،‬و ّ‬ ‫شرح‪ :‬ظهرت الغيوم في ّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫خد َّ‬
‫الزْه ِر يعلوهُ َّ‬ ‫الصباح؛ ُّ‬
‫العليل‬
‫َ‬ ‫سيم‬
‫دام أيُّها األحباب؛ الن ُ‬ ‫الم َ‬
‫دام ُ‬ ‫ويغري بالشراب‪ُ ،‬‬
‫فالم َ‬ ‫الندى‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫بمقدورنا‬ ‫الخمر فهي َخ ُير ال َّشراب؛ لم ُ‬
‫يع ْد‬ ‫َ‬ ‫نشرب‬ ‫يهب علينا من ُمرو ِج َّ‬
‫الجنة‪ ،‬فتعالوا‬ ‫ُّ‬
‫األخض ِر‬ ‫كالنار في ُع ْش ِب المرِج‬
‫األحم ُر َّ‬ ‫الورد‬ ‫وظه َر‬ ‫بيع‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جاء الر ُ‬ ‫أكثر‪ ،‬فقد َ‬ ‫ظار َ‬ ‫االنت ُ‬
‫الكأس‪ُّ ،‬‬ ‫الكأس‪ ،‬و ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالزبرجد‪ ،‬فهذا أوان ّ ِ‬
‫الزُمَّرُد‬ ‫َ‬ ‫امأل‬ ‫نارها في‬‫فص َّب لنا خمرًة تشتع ُل ُ‬ ‫الشراب‪ُ ،‬‬ ‫َّ َ َ‬
‫الحان‪ ،‬يريدو َن حرماننا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بإغالق‬ ‫األخضر من األحجار الكريمة؛ لقد قاموا‬ ‫ُ‬ ‫رجد‪ ،‬وهو‬ ‫يشِب ُه َّ‬
‫الزَب َ‬

‫‪25‬‬
‫المغَلق؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحان ُ‬ ‫باب‬
‫رب‪ ،‬يا ُمفتّ َح األبواب‪ ،‬أن تفتَ َح لنا َ‬
‫ندعوك يا ّ‬
‫َ‬ ‫نحن‬
‫آلن ُ‬ ‫الخمر‪ ،‬فا َ‬ ‫من‬
‫وصدورنا المحت ِرَق ِة (ِبض َ ٍ‬ ‫َشَفتُك وأسنانك عليها حقوق ِ‬
‫المْل ِح ألرو ِ‬
‫أسنانك)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تبين بها‬
‫حكة ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫احنا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحانة ِب َهذه ُّ‬
‫السرَعة‪.‬‬ ‫باب‬ ‫في ِم ْثل هذا الموس ِم َّإن ُه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫لعجيب‪ ،‬أن يغلقوا َ‬
‫ٌ‬
‫غزل‪14‬‬

‫خلف الَقْل ِب كم ضاعَ ِم ْن‬ ‫ِ‬


‫َ‬ ‫قال‬
‫رح ْم هذا الغريب‪َ ،‬‬ ‫الخيرين‪ ،‬ا َ‬ ‫لطان ِّ‬ ‫ُقْل ُت يا ُس َ‬
‫سكين غريب؛‬ ‫ِم ٍ‬
‫النعي ِم ال يتأثَُّر ِب َغ ِّم‬‫قال اع ُذرني‪ ،‬فالم َن َّشأُ في َّ‬
‫ُ‬ ‫امك ْث قليالً‪َ ،‬‬ ‫ض و ُ‬ ‫ُقْل ُت ال تَم ِ‬
‫ْ‬
‫الغريب؛‬
‫ساد ٍة‬
‫وو َ‬ ‫اش ِ‬ ‫كي‪ ،‬إذا نام على ِفر ٍ‬ ‫الس ِ‬
‫نجاب المل ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫نام على َفرو ّ‬
‫َّ‬
‫ينال ُم َدلالً َ‬ ‫غم ُ‬ ‫أي ٍّ‬ ‫و ُّ‬
‫َ‬ ‫ََ ّ‬
‫يب؛‬ ‫ٍ‬ ‫ِم ْن ِح ٍ‬
‫جارة َو َشوك الغر ُ‬ ‫َ‬
‫الخال‬ ‫ِ‬
‫العارفين‪َ ،‬وَق َع جميالً ذل َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نجير َف ْرِع َك م َح ُّل ٍ‬
‫كثير م َن‬ ‫يا م ْن في َز ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ردي الغريب؛‬ ‫الو ِّ‬ ‫الخد َ‬ ‫الم ْسك ُّي على ّ‬
‫كأنها وَر ُق األُرجو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ان على‬ ‫الخ ْم َرةُ في لون َو ْجه َك الذي ُيشب ُه الَق َم َر‪َ َّ ،‬‬ ‫ظ َه ُر َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ين غريب؛‬ ‫فح ِة ِنسر ٍ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ِ‬
‫كان خط المسك في م ْع َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ْم ِل في‬‫خط َّ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫عذار َك‪ ،‬ما أغ َر َب‪ ،‬وا ْن َ‬ ‫أرض‬
‫ليس ِبغريب(‪)1‬؛‬ ‫ط َ‬ ‫الخ ِّ‬
‫حذ اًر أوقات َّ ِ‬ ‫يل‪ ،‬كن ِ‬
‫حين يبكي‬ ‫السحر‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ط َّرتُ َك بلو ِن الّل ِ ْ‬
‫الغ َرباء ُ‬ ‫يل ُ‬ ‫لت أي َم ْن َل ُ‬ ‫ُق ُ‬
‫هذا الغريب؛‬
‫كين‬‫ود م ْت َع ٍب ِم ِثل َك ِم ْس ٍ‬ ‫العارفو َن في مقا ِم َ‬ ‫ظ ِ‬ ‫قال يا ِ‬
‫ليس بعيداً ُق ُع ُ ُ‬
‫الح َيرة‪ ،‬ف َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫َ‬
‫غريب‪.‬‬
‫ــــــ‬
‫لكن َّ‬
‫خط‬ ‫الن ِ‬
‫مل على األرض‪َّ ،‬‬ ‫كأنه ُّ‬
‫خط َّ‬ ‫ك بدا غريباً َّ ُ‬ ‫ِ‬
‫عذار َ‬ ‫الناِب ِت حديثاً على‬
‫الش ْع ِر َّ‬ ‫(‪ُّ )1‬‬
‫خط َّ‬
‫بالقَلمِ‪.‬‬
‫ط َ‬ ‫ض الخ ِّ‬‫عر ِ‬
‫ليس غريباً في َم َ‬
‫ِ‬
‫األسود َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الم ْس ِك‬

‫‪26‬‬
‫غزل‪15‬‬

‫طائر ُخْلٍد من لك ُيعطي َّ‬


‫حباً وشرابا‬ ‫عليك نقابا يا َ‬ ‫َ‬ ‫دس من ذا َّ‬
‫شد‬ ‫يا ِ‬
‫شاه َد ُق ٍ‬
‫ِ‬
‫ونوم َك طابا‬
‫ُ‬ ‫ام‬
‫حبيب تن ُ‬
‫ُ‬ ‫أي األحض ِ‬
‫ان‬ ‫مما يحر ُق كبدي فب ِّ‬ ‫وم جفا عيني ّ‬ ‫َّ‬
‫النـ ُ‬
‫ـك ثوابا‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن ال ِ‬ ‫رويش وال تسأْل ُه ِ‬ ‫خل َّ‬ ‫ِ‬
‫فو وال ُيعطي َ‬ ‫عفو فال ف ْك َـر ل ُه ب َ‬ ‫الد َ‬ ‫ّ‬
‫أكثر َت شرابا‬ ‫ان ِم َن ُّ‬
‫الس ِ‬ ‫اعستـ ِ‬ ‫الن ِ‬‫اق رم ْت عيناك َّ‬ ‫عش ِ‬ ‫ِ‬
‫كر لقد ْ‬ ‫قلوب ال ّ‬ ‫درب‬
‫َ‬
‫فأع ْد رمـ َي َك وارِم صوابا‬ ‫أطَلْقت بغم ِزة عينيك ال َّسهم على قلبي فعـدا قلبي ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫محبوب َعَل ْو َت جنابا‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫بوب أنيـني وصراخي الظـاه ُر َّأن َك يا‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ل ْم تسم ْع يا مح ُ‬
‫تتبع ُه سرابا‬ ‫حذار فغول َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يك فال ْ‬ ‫الصحراء ُير َ‬ ‫ُ‬ ‫بعيد في هذي َّ‬
‫الصحراء‬ ‫الماء ٌ‬ ‫نبع‬
‫ُ‬
‫أض ْع َت شبابا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫سنرى سير َك في َّ‬
‫أنفْق َت على َغَلط أيَّاماً و َ‬ ‫قلب فقد َ‬ ‫يخوخة يا ُ‬ ‫الش َ‬ ‫َ َ‬
‫ص ْر َت ِم َن َّ‬
‫األيا ِم خرابا‬ ‫ُنس حماك هللا وال ِ‬
‫َ ُ‬
‫سرور القْل ِب الع ِ‬
‫ام َر باأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫يا قص َر‬
‫انس عتابا‬ ‫عبد ال يأبق من مواله‪ ،‬فصالِ ْح و ِ‬
‫عبد َك‪ ،‬و َ‬ ‫ارج ْع‪ ،‬وار َح ْم َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ظ ٌ‬ ‫حاف ُ‬

‫اب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫سي‪ ،‬من َّالذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وجهك الحج َ‬‫َ‬ ‫وضع على‬ ‫َ‬ ‫الجمال القد ِ‬
‫ُُ ّ‬
‫ثال على‬
‫شرح‪ :‬أيُّها الم ُ‬
‫الجن ِة‪،‬‬
‫ياض َّ‬ ‫الطائر في ر ِ‬ ‫ُ‬ ‫نع ْد نراك؟؛ ويا أيُّها‬ ‫ِ‬
‫رت ُمحتَجباً عن عيوِننا‪ ،‬ولم ُ‬
‫ِ‬
‫فص َ‬
‫شتعَلة في أحشائي‪،‬‬ ‫الن ِار الم ِ‬‫من َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫من َّالذي ي ِ‬
‫ُ‬ ‫وم َ‬ ‫فقدت الن َ‬ ‫طع ُم َك ويسقيك؟؛ لقد‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ض ِن من يا تُرى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نوم َ‬
‫يطيب ُ‬ ‫ُ‬ ‫لك‪ ،‬ففي ح ْ‬ ‫يع ْد حضني سري اًر َ‬ ‫لما تركتَني‪ ،‬ولم ُ‬
‫َتر‬ ‫من الهوى‬ ‫طه اًر َ‬ ‫اجعل سر َير قلِب َك ُم َّ‬ ‫ْ‬ ‫الدين الرومي‪:‬‬ ‫بعدي؟‪ ،‬قال جالل ّ‬
‫تسأله ِ‬
‫عن‬ ‫الز ِ‬
‫اه َد وال‬ ‫رويش َّ‬ ‫دع َّ‬ ‫ِ‬
‫العرش استوى؛ أيُّها‬
‫ُ‬ ‫الد َ‬ ‫العاشق ِ‬
‫ُ‬ ‫حمن على‬
‫الر ُ‬
‫َّ‬
‫غفور‪ ،‬وهو ال‬
‫ٌ‬ ‫يعلم َّ‬
‫أن هللاَ‬ ‫ِ‬
‫يعرف شيئاً عن العفو‪ ،‬وال ُ‬
‫ُ‬ ‫العفو والمغف ِرة‪ ،‬فهو ال‬
‫ِ‬
‫منه خي اًر‬
‫تنال ُ‬
‫فإن َك لن َ‬‫من ال ِعقاب‪َّ ،‬‬
‫نوب خوفاً َ‬
‫يقتر ُّ‬
‫ف الذ َ‬ ‫يرتك ُب المعاصي وال ِ ُ‬
‫ِ‬
‫العاشقين‪ ،‬ترمي ِهم‬ ‫ِ‬
‫قلوب‬ ‫يق‬
‫َ‬ ‫قطعت طر َ‬‫ْ‬ ‫عين َك الفاترةُ‬
‫يهدي َك إلى ثواب؛ ُ‬
‫َ‬ ‫ولن‬
‫سكرت من َّ‬
‫الشراب؛ َّ‬
‫إن‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫الكسل َّأن َ‬ ‫يبين عليها من‬
‫مما ُ‬ ‫ويظهر ّ‬
‫ُ‬ ‫بسها ِم ِس ِ‬
‫حرها‪،‬‬

‫‪27‬‬
‫أصابه‪،‬‬ ‫وليته كان‬ ‫الهدف‪،‬‬ ‫السهم َّالذي رميتَه على قلبي بغمزٍة من ِ‬
‫عين َك أخطأ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫الصائب َّ ِ ِ‬
‫طر‬
‫الش َ‬ ‫للمرة القادمة(هذا معنى األصل ّ‬
‫ألن ّ‬ ‫فكر َك َّ ُ‬ ‫ف ماذا ُي ِّ‬
‫دب ُر لي ُ‬ ‫وال ِ‬
‫أعر ُ‬
‫صراخا ألَّنك في‬ ‫البيت في تر ِ‬
‫جمته ِش ْع اًر ُّ‬ ‫ِ‬
‫تسمع لي أنيناً وال ُ‬
‫ْ‬ ‫تصرف)؛ لم‬ ‫الثّاني من‬
‫َ‬
‫السلوك‬
‫يق ُّ‬ ‫قطع طر ِ‬
‫الوصال من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مقا ٍم عال رفيع كما يبدو‪ ،‬ال ُبَّد لبلوِغ ماء ِ‬
‫قاطع طر ِ‬
‫يق‬ ‫الصحراء‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫صحرِاء الواسعة‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫غول ّ‬ ‫فك ْن حذ اًر ال ُيضل َك ُ‬ ‫الطويل في ال َّ‬
‫بالسراب‪.‬‬
‫ويخدع َك َّ‬
‫َ‬ ‫الكين‪،‬‬
‫الس َ‬ ‫َّ‬

‫غزل‪16‬‬

‫َّ‬ ‫َّ‬
‫قص َد روحي أنا‪،‬‬ ‫أعَّدهـا ْ‬ ‫وس‪َ ،‬‬ ‫ور في الق ِ‬ ‫ك ال َجس ُ‬ ‫الث َني ُة التي َج َعَلها حا ِجُب َ‬
‫ِ‬
‫العاج َزة؛‬ ‫عيف ِة‬ ‫َّ‬
‫الض َ‬
‫َّة ليس‬ ‫طرِح المحب ِ‬ ‫ين‪ ،‬كان لون َ ِ‬ ‫العاَلم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫زمان َ ْ َ َ‬ ‫اإللفة موجوداً‪ُ ،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫م ْن َق ْبل وجود َنْقش َ َ‬
‫مان(‪)1‬؛‬
‫الز َ‬ ‫هذا ّ‬
‫فس ِه‪ِ ،‬س ْح ُر َع ِين َك ألقى ِم َئ َة ِف َتن ٍة في العاَلم؛ َب ْع َد‬
‫رجس لِن ِ‬
‫الن ِ ُ َ‬ ‫باع ُه َّ‬ ‫ٍ ٍِ‬
‫م ْن دالل واحد َ‬
‫ِ‬
‫شع َل ماء َو ْج ِه َك َّ‬ ‫وض عرقاناً‪ ،‬لِي ِ‬ ‫اب‪ِ ،‬س ْر في َّ‬ ‫َّ‬
‫الن َار في‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الر ِ َ‬ ‫أن تَ ْش َر َب الشر َ‬ ‫ْ‬
‫األرجوان(‪)2‬؛‬
‫خيال‬
‫َ‬ ‫الب ْرُع ُم‬
‫أثار ُ‬
‫س َسكراناً‪ ،‬فقد َ‬‫وض‪ ،‬م َرْر ُت ليَل َة األم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الر ِ‬ ‫في َم ْحَف ِل َ‬
‫ط َر ِب َّ‬
‫ثغ ِر َك في خيالي؛‬ ‫ْ‬
‫كاي ٍة َع ْن‬ ‫ِ‬
‫الصبا ِبح َ‬ ‫جاء ِت َّ‬ ‫ٍ‬
‫المفتوَل َة في َف ْخر‪َ ،‬‬‫ط َّرتَ ُه َ‬
‫البنْفسج حين راح ي ِ‬
‫عقُد ُ‬ ‫ََ َ ُ َ َ َ‬
‫فيرِت َك(‪)3‬؛‬
‫ض َ‬ ‫َ‬
‫فم ِه على َيِد َّ‬
‫الصبا؛‬ ‫والياسمين حين شبَّهتُه ِبوج ِهك‪ِ ،‬من الخج ِل ألقى التُّراب في ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ ََ‬
‫المغان ألقى بي‬ ‫ِ‬ ‫الخ ْم َر أمامي‪ ،‬هوى ِف ِ‬
‫تيان‬ ‫ط ِر َب و َ‬ ‫أنا ِمـ ْن َوَرٍع ْلم ُ‬
‫أك ْن َأرى ُ‬
‫الم ْ‬
‫إلى هذا وتلك(‪)4‬؛‬

‫‪28‬‬
‫قدر على َرِّد ِه‬
‫األزلي ال ي ُ‬ ‫صيب َ‬ ‫الن ُ‬ ‫الخ ْم َرِة الحمراء‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلن أغس ْل ِخرقتي ِبماء َ‬
‫وأنا َ‬
‫أحٌد؛‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫لي ألقى ِبه إلى َخ ْم َ ِرة المغان؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخرَابة‪ ،‬وعطاؤهُ األ َز ُّ‬
‫كان في َهذه َ‬
‫ظ َ‬ ‫َف َرُج حاف َ‬
‫ديم َج َعَلني َعبداً لِ َسِّيِد العاَلم‪.‬‬
‫مان الَق ُ‬ ‫يصير ِوْف َق ُمرادي‪ّ ،‬‬
‫الز ُ‬ ‫ُ‬ ‫اآلن‬
‫العاَل ُم َ‬
‫ـــــــــ‬
‫( ‪)4‬‬ ‫ِ (‪)2‬‬
‫المطرب والخمر‬
‫ُ‬ ‫فخ ِج َل؛‬
‫َ‬
‫(‪)3‬‬
‫غيرًة؛‬
‫َ‬ ‫خلق العاَل َمين ُّ‬
‫الدنيا واآلخرة؛‬ ‫قبل ِ‬
‫الح ُّب مخلو ٌق َ‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪17‬‬

‫نزِل‬‫الن ُار في هذا الم ِ‬‫اشتَ َعَل ِت َّ‬


‫نار قلبي ِم ْن َغ ِّم الحبي ِب احتَ َرق‪ْ ،‬‬ ‫صدري ِم ْن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ش احتَ َرق؛‬ ‫والع ُّ‬
‫وج ِه الحبي ِب احتَ َرق؛‬
‫س ْ‬ ‫نار َشم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طة ُب ْعد الحبيب َب َدني‪ ،‬روحي م ْن ِ ْ‬
‫ذاب ِمن و ِاس َ ِ ِ‬
‫َ ْ‬
‫األمس ِم ْن أجلي ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫الش ْم ِع ليَل َة‬ ‫ُ‬ ‫يق قلبي‪ ،‬ف ِم ْن ِ‬
‫نار َدمعي قْلب َّ‬ ‫ظ ْر إلى َحر ِ‬ ‫ان ُ‬
‫اش ِة احتَ َرق؛‬
‫كالفر َ‬
‫الم َحبَّة َ‬ ‫صمي ِم َ‬
‫َّ‬
‫ضَّي ْع ُت نفسي اح َترق؛‬ ‫حين َ‬‫قلب الغري ِب ألجلي َ‬ ‫يب‪ُ ،‬‬ ‫ليس َغر َيباً إذا تأل َم لي القر ُ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫الحانة‬ ‫ِخرَق ُة زهدي أخ َذها ماء الخرابات‪ ،‬منزل عقلي َّالذي أخ َذت ِ‬
‫به ن ُار‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اح َترق؛‬‫ْ‬
‫وخم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ارة‬
‫َّ َ‬ ‫خم ٍر‬
‫انك َس َر كالكأس‪ ،‬كبدي من دون ْ‬ ‫م َن التَّ َ‬
‫وبة التي تُْب ُت قلبي َ‬
‫قائق احترق؛‬
‫كالش ِ‬‫َّ‬
‫الن ِار‬
‫وب في َّ‬ ‫َّ‬ ‫الحديث في ما جرى‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫إنسان عيني ُشك اًر رمى الث َ‬ ‫ارج ْع‪ ،‬ف ُ‬ ‫َ‬ ‫قص ْر‬‫ّ‬
‫فاح َترق؛‬
‫صِت ِة‬ ‫الش ْم ُع ِب ِق َّ‬
‫نح ُن الّليل َلم َن َنم‪ ،‬و َّ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫اش َر ِب َ‬
‫الخ ْم َر َنَفساً‪ْ ،‬‬ ‫ظ وْ‬ ‫د ِع الَقصص يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫احتَ َرق‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫غزل‪18‬‬

‫ِق بـاَلك‬ ‫تدعهـا تُفـار ُ‬


‫ْ‬ ‫المواعيـ ُد‪ ،‬ال‬ ‫عليك ُمبـ َار ْك‬
‫َ‬ ‫العيد‪ ،‬ساقيـا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أ ْق َب َل‬
‫ـاعك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عجبي كيف مَّدة عهـِد ِ‬
‫الفـر ِ‬
‫قيك أط َ‬ ‫هجر عاش َ‬ ‫قلـ ُب َك فـي‬ ‫اق‬ ‫ُ َ‬
‫ـب َم ْـن َلم ُي ِرْد إسعـ َاد ْك‬ ‫والغ ُّـم قل َ‬ ‫رور‬
‫السـ ُ‬
‫ُّ‬ ‫ـك‬
‫ُزْر ُيزْرنـا بأقدام َ‬

‫عن المو ِ‬
‫اعيد بيننا؛‬ ‫ظ ًة ِ‬‫غف ْل لح َ‬
‫عليك يا ساقي‪ ،‬وال ت َ‬ ‫بارك‬
‫َ‬ ‫العيد‪ُ ،‬م ٌ‬
‫جاء ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المَّدة الطويَلة؛‬ ‫لك في هجر َك عاشقيك ُك َّل هذه ُ‬
‫ِ‬ ‫عجباً م ْن طاعة قلِب َك َ‬
‫حرَرها َنَف ُسنا وِه َّمتُنا ِم ْن‬
‫العنقوِد‪ ،‬وُق ْل لها تطَل َع علينا فقد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أوص ْل خ ْد َمتي لبنت ُ‬
‫َوث ِاقها؛‬
‫س ِبَقد ِمك ومْقد ِمك‪ ،‬وليكن مكاناً للغ ِم ذلِك القلب المران ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫عليه‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُْ‬ ‫الم ْجل ِ َ َ َ َ‬ ‫سعادةُ أهل َ‬
‫إسعادك(‪)1‬؛‬
‫َ‬ ‫َّالذي ال ُير ُيد‬
‫يف‪،‬‬ ‫رو والورِد‪ ،‬سلِم ِمن غارِة الخر ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫الحمد هللِ‪ ،‬بستان ش ِ‬
‫مشاد َك والياس ِ‬
‫مين و َّ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُْ‬
‫يمس ُه األذى(‪)2‬؛‬
‫ولم َّ‬
‫ظ َّالتي‬‫ودوَل ُة الح ِّ‬
‫عيد َ‬
‫الس ُ‬
‫الطاَل ُع َّ‬ ‫أعاد َك ِم َن التَّ ِ‬
‫فرَق َة َّ‬
‫بعيدةٌ عن َك‪َ ،‬لَق ْد َ‬
‫وء َ‬ ‫الس ِ‬
‫عي ُن ُّ‬
‫ال تُ ِ‬
‫فارُقك؛‬
‫طوفان الحو ِاد ِث‬
‫ُ‬ ‫ف‬ ‫سفين ِة نو ٍح‪ ،‬أو ِ‬
‫يجر َ‬
‫ِ‬
‫خول في َدوَلة َ‬ ‫الد ِ‬ ‫ظ ال تَ ِ‬
‫رج ْع َع ِن ُّ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫نيانك‪.‬‬
‫ُب َ‬
‫ـــــــــ‬
‫عالي ٌة‬ ‫اهر و َّالذي غلب ِ‬
‫عليه الهوى؛‬ ‫الط ِ‬
‫عليه‪ :‬القلب غير َّ‬‫(‪)1‬القلب المران ِ‬
‫الشمشاد شجرةٌ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫غاي ٌة في الجودة‪.‬‬ ‫قويم ُة ال ِج ْذ ِع َ‬
‫خشُبها َ‬ ‫َ‬

‫‪30‬‬
‫غزل‪19‬‬

‫ـأن ُه قـت ُـل عـاشقي ِـه الحيارى‬


‫شُ‬ ‫نسيم األسحـ ِار أين ِحمى َم ْن‬ ‫َ‬ ‫يـا‬
‫ـتمس على ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الط ِ‬
‫ور نا ار‬ ‫ق ْف ِبنـا نل ْ‬ ‫طـوى‪ ،‬وأ ْ‬
‫ظَلـ َم لي ٌـل‪،‬‬ ‫ذاك وادي ُ‬
‫السكارى؟‬ ‫اح في الح ِ‬ ‫آت إلـى الوجـ ِ‬‫ُك ُّل ٍ‬
‫ـان بين ّ‬ ‫أي ص ٍ‬‫ُّ‬ ‫ود سيفـنـى‬
‫أهـدي لـ ُـه األسـ ار ار‬ ‫ـوم‬
‫وكت ٌ‬ ‫َهـ ْل لبيـ ٌب ل ُه اإلشـارةُ تكفـي‬
‫ـاء ديـا ار‬‫أن الـحبيـب ن ٍ‬
‫ـير َّ‬ ‫وسـ ٍ‬ ‫ُمطـ ِر ٌب عندنـا‬
‫َ‬ ‫غَ‬ ‫اق وخمـٌر‬

‫ترج َم ٌة نثرَّي ٌة للغزل ُكِّله‪:‬‬ ‫تصرف بسي ٌ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ط‪ ،‬وهذه َ‬ ‫في ترجمة هذه األبيات شع اًر ُّ ٌ‬
‫ذلك القمـر‬ ‫َّ‬ ‫السحـ ِر القـاد ِم من حيـ ُث ُ‬
‫يسكـ ُن الحبيـ ُب‪ُ ،‬دلـني علـى حمـى َ‬ ‫يـا نسيـ َم َّ‬
‫يقتل عاشقيه(‪)1‬؛‬ ‫َّ‬
‫الـذي ُ‬
‫النـار على ُّ‬
‫الطـور‪ ،‬ومتـى‬ ‫من أمـامنا‪ ،‬أين َّ ُ‬ ‫ها هو الّليـ ُل قـد أظـ َلم‪ ،‬والوادي األيـ ُ‬
‫موعـُد الِّلقـاء(‪)2‬؛‬
‫الجـالَّ َس في الحـانة هـل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش الخـراب‪ ،‬واسـأل ُ‬ ‫اء إلى العـاَل ِم يحـم ُل نقـ َ‬ ‫ُكـ ُّل َم ْن جـ َ‬
‫اح هنـاك(‪)3‬؛‬ ‫بقـي من صـ ٍ‬
‫ويفهـ ُم باإلشـ َارِة‪ ،‬األسـرُار عنـدي كثيـ َرةٌ‪ ،‬أيـ َن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص م ْن أهـل البشـ َارة‪َ ،‬‬ ‫َهـ ْل َش ْخـ ٌ‬
‫حرُم األسـرار(‪)4‬؛‬ ‫مـ َ‬
‫ف ُش ْغـ ٍل‪ ،‬أيـ َن أنـا وأيـ َن الئمي َّالـذي ال ُش ْغـ َل‬ ‫ِ‬
‫ُك ُّل َش ْعـ َ ٍرة مـ ْن رأسي لهـا َم َعـ َك ألـ ُ‬
‫لـه؛‬
‫ضفيـرِت َك المفتـوَل ِة‪ ،‬عـن هـذا الَقـْل ِب الهـائ ِم المصـ ِ‬
‫اب ِب َغ ْمـ َزِت َك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ال علـى َ َ‬ ‫السـؤ َ‬
‫أعـ ْد ُّ‬
‫أيـن حِبـس فـي تجـ ِ‬
‫اعيدها؟؛‬ ‫َ ُ َ‬
‫المعـتَ ِزُل‬ ‫ذات َّ ِ‬ ‫كيـ ِة ِ‬ ‫الضفيـرِة ِ‬ ‫ِِ‬
‫السـالسل‪ ،‬أيـ َن قلـبي ُ‬ ‫الم ْس َّ‬ ‫العْقـ ُل ُجـ َّن‪ ،‬فُقـ ْل لتلـ َك َّ َ‬ ‫َ‬
‫اج ِب الحبيـب؛‬ ‫تحـ َت حـ ِ‬

‫‪31‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طـ ِر ُب و َ‬
‫ش دو َن الحبيـب َ‬
‫ليس ُمهـيَّأً‪،‬‬ ‫العيـ ُ‬
‫الخ ْمـ ُر ُج ْمـَل ًة ُهّيـ َئ ْت لنـا‪َ ،‬‬ ‫الم ْ‬
‫السـاقي و ُ‬
‫َّ‬
‫فأيـ َن الحبيـب؛‬
‫الدهـر‪ِ ِّ ،‬‬ ‫ف في الـ َّر ِ‬ ‫ظ ِمن ريـ ِح الخريـ ِ‬ ‫ِ‬
‫هو‬
‫فكـ ْر ف ْكـ اًر معقـوالً‪ ،‬أيـ َن َ‬ ‫وض ال تـأَل ِم َّ ْ َ‬ ‫حـاف ُ ْ‬
‫الـ َوْرُد بال شـوك‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫اق قتلى المعشو ِق‪ ،‬وال‬ ‫ِِ‬ ‫ذهل َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الع َّش ُ‬
‫قال سعدي‪ُ :‬‬ ‫ك عن نفسه‪َ ،‬‬ ‫السال َ‬ ‫الحق ُي ُ‬ ‫جمال‬ ‫شرح‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الليل يلتقي‬‫ِ‬ ‫يل قد أظَل َم‪ ،‬وفي‬ ‫بالشكوى‪َّ ،‬‬ ‫صوت َّ‬
‫ألن ُهم موتى؛ هاهو الّل ُ‬ ‫منهم‬
‫يصدر ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ك‪ ،‬فأظ ِه ْر لي دليالً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عليك من ِ‬
‫نور‬ ‫َ‬ ‫للقائك ورؤيت َ‬
‫َ‬ ‫رت‬
‫ك وس ُ‬ ‫العاشق ُِ بمعشوِقه‪ ،‬وأنا قصدتُ َ‬
‫ِ‬
‫ـت‬ ‫ـدر لي ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫طور ِ‬ ‫ك على ِ‬ ‫ِ‬
‫الزيـارَة ليالً فإذا مـا وفـى قضي ُ‬ ‫قلبي‪،‬ألحدهم ‪ :‬وع َـد الب ُ‬
‫َ‬ ‫جبل‬ ‫جمال َ‬
‫سيـدي ولِم تـؤِثـر الّليــل عـلـى به ِ‬
‫تغيير‬
‫َ‬ ‫ـال ال أستطي ُـع‬
‫نير؟‪ ،‬ق َ‬‫الم ِ‬
‫ـار ُ‬‫النه ِ‬
‫ـجة َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ـت يـا ِّ‬‫نذوري‪ ،‬قل ُ‬
‫المكان(الوادي األيمن أو وادي‬ ‫ِ‬ ‫أشرفت على‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫البدور‪ ،‬وقد‬ ‫الرس ُـم في طلوِع‬ ‫رسمي هـكذا َّ‬
‫الن َار على‬ ‫السلوك)‪ ،‬فها أنا أشيم َّ‬ ‫يق ُّ‬ ‫َّ‬ ‫وحق لي َّ‬
‫ُ‬ ‫بعد قط ِع الطريق (طر َ‬ ‫إليك َ‬ ‫ظ ُر َ‬ ‫الن َ‬ ‫َّ‬ ‫طوى)‪،‬‬
‫ص َب عيني‬ ‫ابن ِ‬ ‫قلب َّ ِ‬ ‫يرمز إلى ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ِ‬
‫الفارض‪ :‬جماُل ُكم ُن ْ‬ ‫السالك‪ ،‬قال ُ‬ ‫ور ُ‬ ‫وجبل ال ّ‬
‫ُ‬ ‫طور‪،‬‬ ‫جبل ال ّ‬
‫قلب ُه‬ ‫ُّ‬
‫فيندك ُ‬ ‫الحق ُسبحاَن ُه وتعالى لِقلِب ِه‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫صع ُق من تجّلِى‬ ‫ف ُي َ‬ ‫ور التَّجّلي و ِ‬
‫العار ُ‬ ‫طُ‬
‫والَقْل ُب ُ‬
‫دكاً‬‫له َّ‬‫للجَب ِل َج َع ُ‬
‫ُّه َ‬ ‫(فلما تجّلى رب ُ‬
‫له ّ‬ ‫سبحان ُه وتعالى ُ‬‫َ‬ ‫طور سيناء من تجّلي الحق‬ ‫ك ُ‬ ‫اند َّ‬
‫كما َ‬
‫عنهم وفنوا عن الوجود‬ ‫ِ‬ ‫السكارى في‬ ‫ِ‬ ‫وخر موسى ِ‬
‫الوجود ُ‬ ‫الحان قد فني‬ ‫صعقاً)؛ وهؤالء ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫شارِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫السكر؛ (‪)4‬ال أبوح ِبأسراري ّإال لِ َش ْخ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص م ْن أهل الِب َ‬ ‫ُ‬ ‫من ُّ‬‫مغشي عليه َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ِ‬
‫الحان‬ ‫وكل من في‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ ِ‬
‫بالرمز‪ ،‬ويج ُب أن يكو َن حافظاً ل ّ‬
‫لسَّر‪،‬‬ ‫يفهم َّ‬‫باإلشارة‪ ،‬أي ُ‬ ‫َ‬ ‫أي إلى شخص لبيب فط ٍن‪َ ،‬‬
‫ويفه ُم‬
‫اجب‪ ،‬فلو علم الخلق بأسر ِار ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فأين ذلك الّلبيب؟‪ِ ْ ،‬‬
‫أهل الحق‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عند أهل الع ْش ِق و ِ ٌ‬ ‫السِّر َ‬ ‫وكت ُم ّ‬
‫ِ‬
‫العاشقين‬
‫َ‬ ‫دماء‬
‫دماؤهم وكذا ُ‬ ‫ُ‬ ‫بالسِّر إن باحوا تُ ُ‬
‫باح‬ ‫السهرودي‪ّ :‬‬ ‫الدين ّ‬ ‫لقتلوهم‪ ،‬قال شهاب ّ‬ ‫ُ‬
‫ط سَّر الحبيب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باح‪ ،‬وفي المثنوي‪ :‬غ ّ‬ ‫تُ ُ‬

‫غزل‪20‬‬

‫طَلبا‬
‫يجوش فُق ْم َ‬
‫ُ‬ ‫الخم ِار‬
‫الخمر لدى َّ‬
‫و ُ‬ ‫القلب صبا‬
‫العيد أتى و ُ‬
‫وم مضى و ُ‬ ‫الص ُ‬
‫ّ‬
‫ط َربا‬
‫ص َ‬ ‫الع ْب وارُق ْ‬
‫اسك ْر و َ‬
‫فاشر ْب و َ‬
‫َ‬ ‫مضت نوبتُ ُه‬
‫ْ‬ ‫الزْهِد ثقي ُل الرو ِح‬
‫َّبياعُ ُّ‬

‫‪32‬‬
‫العقل وال َعتََبا‬
‫ُ‬ ‫ذهب‬
‫ذنـ َب إذا مـا َ‬ ‫يشر ُب أو عي َب وال‬
‫لوم على من َ‬
‫ال َ‬

‫ٍ‬
‫حرمان‪،‬‬ ‫اب بعد‬ ‫طر جاء‪ ،‬والقلوب هفت لل َّشر ِ‬ ‫ولى‪ ،‬وعيد ِ‬
‫الف ِ‬ ‫الصوم َّ‬ ‫شهر َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫فعج ْل ِبطلبها؛‬ ‫ِ‬
‫الحان تغلي ّ‬ ‫الخمر في‬
‫و ُ‬
‫السكارى ؛ ال‬ ‫وقت عرب َد ِة و َ ِ‬ ‫الزْهِد ثقيلي ُّ‬ ‫نوب ُة بائعي ُّ‬
‫ط َرب ّ‬ ‫َ َ‬ ‫وحان ُ‬‫َ‬ ‫انقض ْت‪،‬‬
‫الرو ِح َ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬

‫ٍ ( ‪)2‬‬ ‫أي ٍ‬
‫طأ ؛‬ ‫أي َخ َ‬
‫ذه َب َعقُل ُه و ُّ‬ ‫عيب على َم ْن َ‬ ‫مثل خمرِتنا‪ ،‬و ُّ‬‫يشرب َ‬ ‫ُ‬ ‫لوم على من‬ ‫َ‬
‫الن ِ‬
‫فاق‬ ‫ِ‬ ‫بائع ُّ ِ‬ ‫خير ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫الزْهد ذي ّ‬ ‫فاق‪ٌ ،‬‬ ‫عندهُ وال ن َ‬ ‫ياء َ‬ ‫الخ ْمر الذي ال ر َ‬ ‫وشارب َ‬‫ُ‬
‫و ِّ‬
‫الرياء؛‬
‫هذ ِه‬
‫شاهد على ِ‬
‫ٌ‬
‫الس ِر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ياء‪ ،‬وحريفي ٍ َّ‬
‫نفاق‪ ،‬والذي هو عال ُم ّ ّ‬
‫نحن لسنا معربِدي ر ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحال؛‬
‫السوء ِب َش ْخ ٍ‬ ‫ِ‬
‫نقول‬
‫عنه حرٌام‪ ،‬ال ُ‬ ‫وكل ما يقولو َن ُ‬ ‫ص‪ُّ ،‬‬ ‫نقول ُّ َ‬‫نؤدي وال ُ‬ ‫ض هللا ّ‬ ‫َف ْر َ‬
‫عنه حالل(‪)3‬؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الخمر‪ ،‬والخمر م ْن َد ِم الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نقود‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أقداح م َن َ ْ‬‫ٍ‬ ‫ضع‬
‫بت أنا وهو ب َ‬ ‫فما يكو ُن إذا شر ُ‬
‫وليس ْت ِم ْن َد ِمك(‪)4‬؛‬
‫َ‬
‫هو بال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اإلنسان الذي َ‬ ‫ُ‬ ‫ص َل‪ ،‬أين‬‫الخَلل‪ ،‬وحتّى لو َح َ‬ ‫يحص ُل م ْن هذا َ‬ ‫أي عيب َ‬ ‫و ُّ‬
‫عيب‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫وقت‬
‫اس‪ ،‬وجاء ُ‬ ‫هده وورِع ِه رياء َّ‬
‫الن ِ‬ ‫إلظهار ز ِ‬
‫ِ ُ‬ ‫القلب‪ ،‬انتهت فرصتُ ُه‬
‫يبهج َ‬‫ك الذي ال ُ‬
‫(‪)1‬المتنس َّ‬
‫ّ ُ‬
‫َ‬
‫كر لغيابِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫عيب بعد ّ‬ ‫ذنب أو يكو ُن عليه ٌ‬ ‫له ٌ‬ ‫السكر والطرب؛ ال ُيكتَ ُب ُ‬ ‫السكارى للشرب و ُّ‬
‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬
‫ّ‬
‫كالسكران‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غافل عن نفسه فهو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صاحب غلبة العشق‬ ‫العقل‪ ،‬قال الخواجة عبدهللا األنصاري‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫نغتاب َّ‬
‫أحداً‪ ،‬وال‬ ‫وحج‪ ،‬وال‬
‫وزكاة ٍّ‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫صالة وصيا ٍم‬ ‫الفروض‪ ،‬من‬ ‫ذن ٌب؛ (‪)3‬نؤدي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫له ْ‬ ‫وال ُيكتَ ُب ُ‬
‫بأذى ِم ْن ُشربِها‪.‬‬
‫ك ً‬ ‫أصيب َ‬
‫ُ‬
‫نحل شيئاً من حرام؛ وليست من ِ‬
‫دمك‪ :‬ال‬ ‫)‬‫‪4‬‬ ‫(‬
‫ُّ‬

‫‪33‬‬
‫غزل‪21‬‬

‫المه‬
‫الس ْ‬ ‫طلب َّ‬ ‫وقال ال تجلس معي وت ِ‬ ‫المه‬
‫فع المـ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ديني وقلبي آخـ ٌذ وير ُ‬
‫دامه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولم ُيرْح من صحبة الحياة ب َّ‬ ‫ِ‬
‫الن ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫محفل الحياة‬ ‫المقيم هانئاً فـي‬
‫ُ‬ ‫أين‬
‫َ‬
‫القيامه‬ ‫ِ‬
‫لهم من ُحسن َك‬ ‫َّ‬ ‫سكران جزت باألمـ ِ‬
‫ْ‬ ‫امت ُ‬
‫كأنما قـ ْ‬ ‫الك إ ْذ أروك‬ ‫َ ُ َ‬
‫ظ انزع ِخرق َة ِ ِ‬ ‫يا ِ‬ ‫النار طالت ِخرق َة الريـ ِ‬
‫اء َّ‬
‫امه‬
‫الرياء والكر ْ‬ ‫ّ‬ ‫حاف ُ ْ‬ ‫جاة‬
‫فالن ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬

‫الم َة إذا أردت‬ ‫فَق ْد ُت ديني وقلبي والحبيب قائم بمالمتي‪ ،‬وقال ال تَ ْ ِ‬
‫الس َ‬
‫طُلب ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫صحبتي(‪)1‬؛‬ ‫ُ‬
‫ظ ٍة في هذا المحَف ِل ثُ َّم لم يرح من صحبِتهِ‬ ‫ِ‬
‫أحد َجَل َس هانئاً للح َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُْ ْ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫هل َسم ْع َت ب َ‬
‫بالن ِ‬
‫دامة أخي اًر(‪)2‬؛‬ ‫َّ‬
‫يفتخر ِبشَفِت ِه َّ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫دفع الغرام َة ليالي طويَل ًة‬
‫َ‬ ‫الضاح َكة‪ ،‬بلسانه‪َ ،‬‬ ‫اح ِ ُ َ‬ ‫الش ْم ُع الذي ر َ‬ ‫َّ‬
‫أمام ُع ّش ِاق َك؛‬ ‫ِ‬
‫يشتع ُل َ‬
‫َّت في هوى‬ ‫رو‪َّ ،‬إنما هب ْ‬ ‫الوْرِد و َّ‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫بيع َّالتي َهب ْ‬
‫َّت إلى جوار َ‬ ‫الر ِ‬
‫يح َّ‬ ‫وض‪ ،‬ر ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫في َّ‬
‫ض وِتْل َك القامة(‪)3‬؛‬ ‫ذلِ َك ِ‬
‫العار ِ‬
‫الخلوِة‪ ،‬كان‬ ‫سين في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْك ِر في م ٍ‬ ‫مررت تترَّن ُح من ُّ‬
‫َ‬ ‫حفل من المالئكة الجال َ‬ ‫َ‬ ‫لما‬‫َّ‬
‫مما أروا من جمالك؛‬ ‫كأن القيام َة قامت لهم ّ‬ ‫اب حتّى َّ‬ ‫منهم اضطر ٌ‬‫ُ‬
‫المغرور َّالذي‬ ‫رو‬ ‫الخ َج ِل َّ‬ ‫حين سر َت في ٍ‬‫ِ‬ ‫أمام س ِ‬
‫ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫من َ‬‫دالل ْلم يرَف ِع الَق َد َم َ‬ ‫ير َك َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقامته؛‬
‫قده َ‬ ‫طالما تباهى ِب ّ‬
‫الرياء اّلني َي َلب ُسها ُمّدعو الكرامات‬ ‫الحرص و َّ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫تشتعل في خرقة ّ‬ ‫ُ‬ ‫مع‬
‫الط ِ‬ ‫نار‬
‫إن َ‬
‫جاة‪.‬‬ ‫ياء عن جسِدك إذا أردت ِ‬
‫لروح َك َّ‬ ‫ظ انزع ثياب الر ِ‬
‫الن َ‬ ‫ََ َ‬ ‫والمقامات فيا حاف ُ ْ َ ّ‬
‫ــــــ‬

‫‪34‬‬
‫الربي ِع في‬
‫يح َّ‬
‫وتصير غرضاً للبالء؛ االمحفل‪ :‬الدنيا؛ ر ُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫العْق َل أيضاً‬
‫تفقد َ‬
‫فسوف ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫ك‬ ‫رو شوقاً ِ ِ‬


‫لعارض َ‬ ‫الوْرِد و َّ‬
‫الس ِ‬
‫َّت بجو ِار َ‬
‫رو ِ‬
‫بقامت ِك فهب ْ‬ ‫وقام ِة َّ‬
‫الس ِ‬
‫ك َ‬ ‫الورد بوج ِه َ‬
‫َّهت َ‬
‫الروض شب ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وقامت َ‬

‫غزل‪22‬‬

‫ليس‬
‫فين يا روحي َ‬ ‫حديث ِ‬
‫العار َ‬ ‫ُ‬ ‫أه ِل الَقْل ِب ال تَُق ْل ِب ِه َخ َ‬
‫طأٌ‪،‬‬ ‫حديث ْ‬
‫َ‬ ‫تسم ُع‬
‫أنت َ‬ ‫و َ‬
‫طأٌ؛‬
‫فيه َخ َ‬‫ِ‬
‫هذ ِه ِ‬
‫الفتَ ِن في رأسي؛‬ ‫الدنيا والعْقبى ال أرَفعه‪ ،‬تبارك هللا ِمن ِ‬ ‫رأسي إلى ُّ‬
‫ُُ َ َ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخ‬
‫صر ٍ‬‫لست أدري وأنا ساك ٌت‪َ ،‬م ْن ذا َك الذي ُه َو في ُ‬ ‫قلبي الواه ِن‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫داخ َل‬
‫ٍ‬
‫وغوغاء؛‬
‫ف لي ألحاناً حز َين ًة َي ْح ُس ُن بها‬ ‫طر ُب ِ‬ ‫أين الم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ليعز َ‬ ‫قلبي َخ َرَج م َن الحجاب‪ُ َ ،‬‬
‫حالي؛‬
‫ِ‬
‫ظري؛‬ ‫وجه َك في َن َ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا‪ ،‬ز َين ُة الجمال ُ‬ ‫فات لِ ُش ْغ ِل ُّ‬‫ليس ِمّني الت ٌ‬ ‫أبداً َ‬
‫الشراب؛‬ ‫حان ُة َّ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فأين َ‬ ‫مار مئة ليَلة‪َ ،‬‬ ‫َل ْم َأن ْم م ْن خيال ُيعال ُج قلبي‪ ،‬عندي ُخ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫بالخ ْم ِر‪ ،‬ب َيدك َ‬
‫الح ُّق؛‬ ‫تلوثَ ْت م ْن َد ِم قلبي‪ ،‬إذا َغ َّسْلتني َ‬ ‫وم َع َة قد َّ‬ ‫الص َ‬
‫أن َّ‬ ‫بما َّ‬
‫تشتع ُل في قلبي؛‬ ‫ير المغان‪ ،‬نار ال تنط ِفئ‪ِ ،‬‬ ‫يز في َد ِ‬ ‫العز ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫عامَل َة َ‬‫عامَلتي ُم َ‬‫م ْن ُم َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َّ‬
‫ط ِر ُب م ْن َخْلف الحجاب‪َ ،‬ذ َه َب ُ‬
‫الع ُم ُر وال‬ ‫الم ْ‬
‫كان ذل َك الل ْح ُن الذي أتى به ُ‬ ‫ما َ‬
‫بالهوى؛‬ ‫ِ‬
‫ال مملوءاً دماغي َ‬ ‫أز ُ‬
‫س‪ ،‬نادوا ِب ِه بدا ِخِلنا‪َ ،‬فضاء ص ْد ِر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال مملوءاً‬ ‫ظ ال ز َ‬ ‫حاف َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫األم ِ َ‬ ‫نداء ع ْشق َك‪ ،‬ليَل َة ْ‬‫ُ‬
‫صداه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بَ‬

‫‪35‬‬
‫غزل‪23‬‬

‫يق م ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬


‫صاحبي‬ ‫يال َو ْجه َك في الطر ِ ُ‬ ‫َو َخ ُ‬ ‫مشغـول ٌة ِب َن ْ‬
‫سيـ ِم َش ْع ِر َك ُم ْه َـجتي‬ ‫ْ‬
‫وجمـال وجـ ِهك ح َّجـتي لِم ِ‬
‫عاتبي‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َ ُ َْ َ‬ ‫المَّدعـ ْي َو َع َ‬
‫ص ْيـتُ ُه‬ ‫الغـر َام ُ‬ ‫َم َن َع َ‬
‫يداي َو َع ْن َك َذ ْنبي حا ِجِبي‬
‫َ‬ ‫صـ َر ْت‬
‫َق ُ‬ ‫ما لي َبفـ ْرِع َك ِح ْيـَل ٌة وأنا َّالذي‬

‫ونسيم َش ْع ِر َك ُعِّلَق ْت ِب ِه روحي‬


‫ُ‬ ‫ذهبت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يق حيثُما‬ ‫خيال وجهك يرافُقني في َّ‬
‫الطر ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫الو ِ‬
‫اع َية؛‬
‫ِ‬
‫جمال وج ِه َك ُح َّج ٌة‬ ‫العشق‪ ،‬وعندي لعاذلي في‬ ‫ذين ُي ِّ‬
‫حرمو َن‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫عصيت ال َ‬
‫ُ‬ ‫ولقد‬
‫كافية؛‬

‫الطويلة لذنبي وقلَّ ِة ح ّ‬


‫ظي؛‬ ‫غ جديلتك َّ‬
‫َ‬ ‫تستطيع يدي القصيرةُ بلو َ‬
‫ُ‬ ‫ال‬

‫ف المصرِّي وَق َع في بئري؛‬ ‫ذقنك‪َّ ،‬‬ ‫ظر لِما تقول تَُّفاح ُة ِ‬


‫كيوس َ‬
‫إن ألفاً ُ‬ ‫ُ‬ ‫ان ُ ْ‬
‫سين في تُر ِ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وُقل لِ ِ‬
‫لحاج ِب ب ِ‬
‫باب َخْل َوِة‬
‫مع الجال َ‬
‫اج َع ْل ُفالناً َ‬
‫الخاص‪ْ :‬‬‫ّ‬ ‫قصرك‬ ‫ْ‬
‫أعتاِبنا؛‬

‫الم َرَّفه؛‬ ‫أنت دوماً في َن َ ِ ِ ِ‬‫ظ ِرنا‪َ ،‬‬ ‫غم َّأن َك‬
‫ظر خاطرنا ُ‬ ‫ورًة َع ْن َن َ‬
‫صَ‬‫محجوب ُ‬
‫ٌ‬ ‫رَ‬
‫سنين‬
‫َ‬ ‫ألن ُه أمضى‬ ‫له‪َّ ،‬‬
‫فافتح ُ‬
‫ْ‬ ‫الس َن ِة‪،‬‬
‫مرًة في َّ‬
‫ظ البا َب َّ‬‫لحاجبك‪ :‬إذا قرعَ حاف ُ‬
‫َ‬ ‫وُقل‬
‫يشبه القمر‪.‬‬ ‫َّ‬
‫يشتاق وجهنا الذي ُ‬‫ُ‬

‫غزل ‪24‬‬

‫مطم ِع‬
‫َ‬ ‫الح ِم ْثلي والتُّـقى في‬
‫ص ِ‬ ‫ِ‬
‫بَ‬ ‫ُس ْكر ْي بيو ِم أََل ْس ُت كـ َ‬
‫ان فال تَ ُك ْن‬
‫َ‬
‫بع‬ ‫كبـرت أربع للـجه ِ‬
‫ـات األر ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫وضئي ِمن َن ْب ِع ِه‬ ‫يوم تَ ُّ‬ ‫َ‬ ‫شق‬ ‫ِ‬
‫بالع ِ‬

‫‪36‬‬
‫وي ْخ َب َر َم ْن معي‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫فلتَ ْس ِقنـي َخمـ اًر لِتَ ْعَل َم ِس َّر َم ْن‬
‫لجمـاله ع ْشق ْي َ‬
‫جال ِب َم ْس َم ِع‬ ‫في َ ِ‬ ‫مـا أَبصرت عين َك ِ‬
‫وردة ثَ ْغ ِرِه‬
‫الك ْون فـي ُح ْس ٍن َو َ‬ ‫ْ َ َ ْ َْ ٌ‬

‫شهور ِب ُش ْر ِب‬
‫الم ُ‬ ‫الح ِمّني‪ ،‬أنا َّ‬
‫السكران‪ ،‬وأنا َ‬ ‫اع َة والتَّقوى و َّ‬
‫الص َ‬
‫َّ‬
‫طُل ِب الط َ‬ ‫ال ت ْ‬
‫يوم أَل ْست(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬
‫الكأْس َ‬
‫ات‪ ،‬لِ ُك ِّل ِج َه ٍة ِم َن‬
‫الع ْش ِق كبَّرت أربع تكبير ٍ‬
‫ْ ُ ََ‬
‫بالوضوء ِمن نب ِع ِ‬
‫ِ ْ َْ‬ ‫ظ َة ُق ْم ُت‬
‫أنا َل ْح َ‬
‫الجهات(‪)2‬؛‬ ‫ِ‬
‫يح‬
‫عاشقاً‪ ،‬وبر ِ‬ ‫ُعطيك خب اًر عن ِس ِر القضاء‪ ،‬وبِوج ِه من وَقعت ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َْ َ ْ ُ‬ ‫أعطني َخ ْم اًر أل َ َ َ َ َ ْ ّ‬
‫َم ْن َس ِك ْر ُت(‪)3‬؛‬
‫الر ْح َم ِة يا‬ ‫تك ْن يائساً ِم ْن ِ‬
‫باب َّ‬ ‫خصر الجب ِل أد ُّق ِمن خص ِر َّ ِ‬
‫الن ْمَلة ها ُهنا‪ ،‬ال ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ ََ َ‬
‫عاِب َد َ‬
‫الخ ْم َرة(‪)4‬؛‬
‫هذ ِه الُقب ِ‬
‫َّة‬ ‫سال ٍم تحت ِ‬ ‫أح َد يجلِ ُس في‬ ‫ِ‬ ‫نرجس ِ‬ ‫ما خال ِ‬
‫َ‬ ‫الس ْكرى‪ ،‬ال َ‬
‫عين الحبيب ّ‬
‫الفيروزيَّة(‪)5‬؛‬
‫َّن‬ ‫َّ‬
‫البرُع ِم الذي َزي َ‬
‫هذا ُ‬ ‫أجم ُل ِم ْن‬ ‫الن َ ِ‬ ‫الفداء لَِف ِم ِه‪ ،‬فلم يَق ْع في ُب ِ‬
‫ستان َّ‬ ‫روحي ِ‬
‫ظر َ‬ ‫ُ‬
‫روض العاَلم(‪)6‬؛‬ ‫َ‬
‫يء‬ ‫ِيد ِه من و ِ‬
‫صل َك َش ٌ‬
‫ْْ َ ْ‬ ‫ليمانياً‪ ،‬يعني ْلم َيَق ْع في‬
‫صار ُس ّ‬
‫َ‬ ‫ظ في َدوَل ِة ِع ْش ِق َك‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫ِسوى ِّ‬
‫الريح‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫يوم‬ ‫الخلق َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫وسكرت منذ ّأو ِل يو ٍم في األزل‪ ،‬يوم‬
‫األول‪َ ،‬‬ ‫ألست‪ ،‬يو ِم‬ ‫بت خمرَة العشق‪،‬‬ ‫شر ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫باش اًر‪،‬‬
‫بحان ُه خطاباً ُم َ‬ ‫ٍ‬ ‫الخالئق أرواحاً ِب ِ‬ ‫ِ‬
‫طَبهم ُس َ‬‫أبدان‪ ،‬خلقهم بارُئهم‪ ،‬وأقامهم‪ ،‬وخا َ‬ ‫غير‬ ‫ُ‬ ‫كانت‬
‫المباركة)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫آخذاً علي ِهم‬
‫برب ُكم قالوا بلى‪( ،‬اآلية ‪ 172‬من سورة األعراف ُ‬ ‫ألست ّ‬‫ُ‬ ‫العهد‪ ،‬قائالً‪:‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العبادات‪ ،‬ال تُطَل ُب ِم َن‬ ‫ِ‬
‫أداء‬
‫الصالحات‪ ،‬و ُ‬ ‫وعمل ّ‬
‫ُ‬ ‫مني‪ ،‬فالتّقوى‬ ‫الح والتُّقوى ّ‬‫الص َ‬‫فال تطلب َّ‬
‫هذ ِه الحاَل ِة ال‬
‫وغفلت ِه عن العاَلم وهو في ِ‬
‫ِ‬ ‫نفس ِه‪،‬‬
‫بالس َك ِر إلى ذهولِ ِه عن ِ‬ ‫ويرمز َّ‬
‫ُ‬ ‫السكران‪،‬‬
‫َّ‬
‫مال‬
‫الش ُ‬‫الغرب و ِّ‬
‫بع‪:‬الشر ُق و ُ‬
‫يعق ُل؛ الجهات األر ّ‬ ‫يتعلق بمن ِ‬ ‫ألن التَّكليف َّ‬ ‫يخضع للتَّ ِ‬
‫كليف َّ‬
‫)‬ ‫(‬
‫َ ُ‬
‫‪2‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪37‬‬
‫ٍ‬ ‫الجنوب‪ ،‬واليها تنتمي موجودات ُّ‬
‫الميت‪ ،‬إشارةٌ‬‫مرات كما في صالة ّ‬ ‫بع ّ‬‫كبير أر َ‬‫الدنيا‪ ،‬والتّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫اعتبار المكبَّر عليه ميتاً‪ ،‬وبالتَّالي قطع َّ ِ‬
‫ِ‬
‫للعشق‪،‬‬ ‫أسلمت قلبي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫منه‪ ،‬أي ّأنني‬ ‫الرجاء ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫إلى‬
‫عرف‬
‫أردت أن تَ َ‬ ‫َ‬ ‫اح كثي اًر في معنى هذا البيت؛ (‪)3‬أي إذا‬ ‫الشَّر ُ‬
‫وتركت ما سواهُ‪ ،‬وقد اختلف ُ‬ ‫ُ‬
‫أفقد اختياري‪ ،‬فأبو َح ّ‬
‫بسري‪،‬‬ ‫الوجد‪ ،‬و َ‬
‫ُ‬ ‫علي‬
‫أسكر‪ ،‬ويطغى َّ‬ ‫َ‬ ‫أعشق فاسقني خم اًر حتّى‬‫ُ‬ ‫َمن‬
‫بكم فطوى‬ ‫لكن طغى ُسكري ُ‬ ‫ْ‬ ‫كتمان ِه جهدي‬
‫ِ‬ ‫وبذلت في‬
‫ُ‬ ‫َّك ُم‬
‫أخفيت ُحب ُ‬
‫ُ‬ ‫للمكزون‪ :‬ولطالما‬
‫الذنب العظيم كالجب ِل يصير أصغر ِمن الن ِ‬
‫ملة لِ َم ْن يرجو‬ ‫ستري فبان لِع َّذلي قصدي؛ (‪َّ )4‬‬
‫ََ َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫السماء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تحت ُقبَّة َّ‬ ‫ِ‬
‫هر ل َش ٍ‬‫الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اطمئنان من حوادث َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خص َ‬ ‫أمان وال‬
‫تيأس؛ ال َ‬ ‫حم َة هللا فال ْ‬ ‫ر َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫َ‬
‫‪5‬‬

‫ثغر الحبيب‪.‬‬ ‫خال عين حبيِبنا السكرى؛ (‪)6‬لم تر العين وردة في الوجود لها جمال ِ‬
‫وردة ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬

‫غزل‪25‬‬

‫حلت‬
‫الصالةُ ْ‬ ‫الخمر َّ‬‫ِ‬ ‫صوفي يا عـاِب َد‬
‫ُّ‬ ‫قتلت‬
‫ان قد ْ‬ ‫السكر َ‬
‫البـ ُلبـ َل َّ‬
‫الوردةُ ُ‬
‫رت‬ ‫ِ‬ ‫كصخرٍة توبتـي أحكمتُها عجباً‬
‫جاج كيف قد ُكس ْ‬ ‫بالجا ِم وهـ َو ُز ٌ‬
‫انخفضت‬
‫ْ‬ ‫فأي َفـر ٍق َعَل ْت سقفاً أم‬ ‫ُّ‬ ‫دار ببابيـ ِن عنهـا أنت مر ِ‬
‫تح ٌل‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ‬
‫بح ْك ِم بال في العهـِد قد ُع ِق َد ْت‬ ‫بلـى ُ‬ ‫ـش دونمـا أل ٍم‬ ‫تيس َـر عي ٌ‬ ‫وما َّ‬
‫سقطت‬
‫ْ‬ ‫اء زمـاناً ثُ َّم قـد‬ ‫علت هـو ً‬
‫ْ‬ ‫اش ُة قد‬ ‫فالمر َ‬
‫ُ‬ ‫فـال ت ِطـ ْر ِبجن ٍ‬
‫ـاح‬

‫ط صريعاً‪،‬‬ ‫الحب‪ ،‬فسق َ‬ ‫ِ‬ ‫ان من خمرة‬ ‫َّ ِ‬


‫ّ‬ ‫السكر ُ‬
‫الب ُلب ُل َّ‬
‫اء‪ ،‬فرآها ُ‬ ‫تفتحت الوردةُ الحمر ُ‬
‫هلم بنا(‪)1‬؛ كانت توبتي‬ ‫وفيون‪َّ ،‬‬ ‫الص ّ‬ ‫الصالةُ‪ ،‬فيا ُعَّب َاد الخمرِة‪ ،‬أيُّها ُّ‬ ‫لقد طابت َّ‬
‫جاجي‬
‫الز ِ‬ ‫الخمر ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بكأس‬ ‫يف َّأنها ُك ِس َر ْت‬ ‫َّ‬
‫خر‪ ،‬والطر ُ‬ ‫كالص ِ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫األساس‬ ‫محكم َة‬
‫ّ‬
‫لطان‪ ،‬وما‬ ‫االستغناء‪ ،‬ما الحا ِج ُب وما ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ُ‬ ‫الخ ْم َر ففي مقا ِم‬
‫اللطيف؛ هات َ‬
‫حيل‪،‬‬‫أنت مجبر على ا َّلر ِ‬ ‫باب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ين‪ٌَ ْ ُ َ ،‬‬ ‫المضاَفة ذات َ‬ ‫الس ْكران؛ م ْن هذه َ‬ ‫قظان وما َّ‬ ‫الي ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫غير‪ ،‬في رو ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫فأي َف ْر ٍق َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫المعيشة ؛ في‬ ‫َ‬ ‫وطاق‬ ‫اق‬ ‫القصر العالي والكو ِخ َّ‬ ‫بين‬ ‫ُّ‬
‫عهِد أَل ْس ُت(‪)3‬؛ ال‬ ‫يوم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عيش بال أَلمٍ‪ ،‬بلى ب ُح ْك ِم بال ُكت َب ْت َ‬ ‫تيس َر ٌ‬ ‫ش ما َّ‬ ‫الع ْي ِ‬
‫مقا ِم َ‬
‫فالع َد ُم ِنهاي ُة ُك ِّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وك ْن سعيداً‪َ ،‬‬ ‫الع َد ِم‪ُ ،‬‬‫ضمير َك يأَل ُم م ْن قضيَّة الوجود و َ‬ ‫َ‬ ‫تج َع ْل‬‫ْ‬

‫‪38‬‬
‫ير‪َ ،‬ذ َه َب ْت ُكُّلها‬ ‫نطق َّ‬
‫الط ِ‬ ‫ِ‬ ‫صان ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وم ُ‬ ‫يح‪َ ،‬‬
‫الر ِ‬ ‫ف‪ ،‬وح ُ‬ ‫ظ َم ُة آص َ‬
‫كمال‪ ،‬مهما كان؛ َع َ‬
‫الجناح وال ِّريش‪،‬‬ ‫يق ِب‬ ‫هذ ِه َّ‬
‫الطر ِ‬ ‫السِيد؛ ال تخرج ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫م َع ِّ‬
‫ِ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫الريح‪ ،‬وأفَلتَ ْت م َن َّ ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط على التُّراب ؛ ل ُ‬
‫( ‪)4‬‬
‫سان َقَلم َك يا‬ ‫اش يعلو في الهواء زمناً‪ ،‬ثُ َّم يسُق ُ‬ ‫المر ُ‬
‫فالس ْه ُم ُ‬
‫َّ‬
‫ينتق ُل ِم ْن ٍيد إلى َيد‪.‬‬ ‫الش ْكر‪ ،‬حديثُك َّالذي ُقْلت ِ‬ ‫ظ كم قيل في حِّق ِه ِم َن ُّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫حاف ُ ْ َ‬
‫ـــــــــ‬
‫وباب خروج‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الوردة إلى تجّلي الحبيب؛ (‪ُّ )2‬‬‫ِ‬ ‫(‪)1‬يرمز بتفتُّ ِح‬
‫باب دخول ُ‬ ‫دار ذات بابين‪ُ ،‬‬ ‫الدنيا ٌ‬
‫عيش في‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ضيق‬ ‫قصر ٍ‬
‫عال‪ ،‬أم في‬ ‫ٍ‬ ‫ك فيها في نعي ٍم‪ ،‬في‬ ‫عيش َ‬
‫ان ُ‬ ‫فسي َ‬
‫محتوم‪ّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫حيل عنها‬ ‫الر ُ‬ ‫و َّ‬
‫ِ‬ ‫بيت صغير‪( ،‬قيل لنو ٍح ِ‬ ‫ٍ‬
‫الدنيا‪ ،‬قال وجدتُها ٍ‬
‫كدار لها‬ ‫وجدت ُّ‬‫َ‬ ‫عند موِته‪َ ،‬‬
‫كيف‬ ‫الم‪َ ،‬‬
‫الس ُ‬
‫عليه َّ‬ ‫َ‬
‫ألف عامٍ‪،‬‬‫عاش أكثر من ِ‬ ‫أحد ِهما‪ ،‬وخرجت من اآلخر‪ ،‬ونوح ِ‬ ‫بابان دخلت من ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الم َ‬ ‫الس ُ‬ ‫عليه َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫العيش‬
‫ُ‬ ‫يتيس َر‬
‫شيء واحد)؛ (‪)3‬لن َّ‬ ‫ألف عا ٍم وساعةٌ واحدةٌ‬ ‫الدين‪ :‬مائ ُة ِ‬ ‫وفي مثنوي جالل ّ‬
‫ٌ‬
‫بربكم قالوا بلى)‪ُ ،‬كِت َب‬ ‫ِ‬ ‫ألحد في ِ‬
‫هذه ُّ‬ ‫الهنيء ٍ‬
‫ألست ّ‬
‫الدنيا فمن قال بلى يوم العهد والميثاق( ُ‬ ‫ُ‬
‫تعل في الهواء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬
‫لطان في ُّ‬ ‫)‬ ‫(‬
‫له بها البالء؛ فيا ذا القدرِة و ُّ‬
‫الدنيا‪ ،‬رويداً وال تطر بجنا ٍح‪ ،‬وال ُ‬
‫‪4‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اش مهما عال في الهواء‪ ،‬ال ُبَّد وأن يَق َع على األرض‪.‬‬ ‫المر ُ‬ ‫هم ُ‬‫فالس ُ‬
‫َّ‬

‫غزل‪26‬‬

‫وب‪ ،‬ي ِ‬ ‫باسم الثَّغ ِر‪ ،‬عرقان ٍ‬


‫الكأس‬
‫الغ َزَل‪ ،‬و ُ‬
‫نشُد َ‬ ‫ُ‬
‫وجه‪ ،‬وسكران‪ ،‬م ِز ُق الثَّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أشعث‪ْ ُ ِ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫في ِيده؛‬
‫الس ْح َر‪ ،‬جاءني‪ ،‬أم ِ‬ ‫ِ‬ ‫نرجس ِ ِ‬
‫وجلس إلى‬‫َ‬ ‫س‪ ،‬موهناً‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫تنف ُث ّ‬ ‫عينه ُيعربُِد‪َ ،‬‬
‫وشَفتُ ُه ُ‬ ‫ُ‬
‫وسادتي؛‬
‫القديم هل أن َت نائم؟؛‬ ‫صوت حزين‪ :‬يا ِ‬
‫عاشقي‬ ‫أدنى رأسه ِمن أُ ُذني‪ ،‬وقال لي ِب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ‬
‫كافر ِ‬
‫بالع ْش ِق إذا لم ُيرْح عاِب َد‬ ‫ِ‬ ‫هذه الخمرِة َّ ِ‬
‫طوه ِم ْثل ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫الس َحريَّة‪ٌ ،‬‬ ‫َ َ‬ ‫إن عاشقاً أع َ ُ َ‬
‫لخ ْم َره؛‬
‫ا َ‬

‫‪39‬‬
‫غيرها‬ ‫ُّ‬ ‫الز ِ‬
‫أيُّها َّ‬
‫ط َ‬ ‫األزل ْلم ُن ْع َ‬
‫نحن في يو ِم َ‬ ‫اذهب وال تُل ْم شاربي الثماله‪ُ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫اهُد‬
‫حف ًة؛‬
‫تُ َ‬
‫ِ‬ ‫ان ِم ْن خ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان خم َر ُس ْكر؛‬ ‫مر الجنَّة أم َ‬ ‫الكأس‪ ،‬أك َ‬ ‫ص َّب لنا في‬
‫ولقد شربنا ما ُ‬
‫ِ‬
‫الحبيب‬ ‫وضفائر‬ ‫الخ ْم ِر‬ ‫ض ْح َك ُة ك ِ‬ ‫ظ كم توب ًة مثل ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أس َ‬ ‫كس َرْتها ُ‬
‫ك َ‬‫توبت َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫حاف ُ‬
‫جع َده‬
‫الم َّ‬‫ُ‬
‫ــــــ‬
‫أن ما‬ ‫ص َّب لنا في الكأس‪ :‬إشارةٌ إلى ِ‬
‫سبق القضاء و َّ‬ ‫موهناً‪ :‬في منتصف الليل؛ شربنا ما ُ‬
‫ِ‬ ‫نحن ِ‬
‫فيه َّ‬
‫الكأس استعارةٌ‬ ‫بقي ُة المدا ِم في الكأس‪ ،‬ضحك ُة‬
‫(جف القلم)‪ ،‬الثّمالة‪ّ :‬‬
‫َّ‬ ‫مقدٌر لنا‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الخمر فيها‪.‬‬ ‫كأن الكأس تضحك من ضيائها وصفائها واضطر ِ‬
‫اب‬ ‫مكنية‪َّ ،‬‬
‫ّ‬
‫َ‬

‫غزل‪27‬‬

‫الش ِاربو َن ِم ْن‬


‫الخم ِر و َّ‬ ‫إلى دي ِر المغان جاء حبيبي ب ِيد ِه الَقدح‪ ،‬سكر ِ‬
‫ان م َن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ان سكارى؛‬ ‫نرِجس ِ ِ‬
‫عينه ال َّسكر َ‬ ‫َْ َ ْ‬
‫وب ُر في إزِاء قِّد ِه‬
‫ص َن َ‬‫وكم بدا قصي اًر ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫في َن ْعل جواده بدا َش ْك ُل الهالل الجديد‪ْ ،‬‬
‫العالي؛‬

‫سي‪ْ ،‬أم أنفي وأنا أرى ر َ‬


‫أي‬
‫ْ‬ ‫ول؟‪ ،‬أَأُ ْثِب ُت وال َخ َب َر بي ْ‬
‫عن نف‬ ‫وبعدها ما أق ُ‬
‫العي ْن(‪)1‬؛‬
‫الن ِ‬
‫اظري ْن؛‬ ‫اخ َّ‬ ‫وحين قام لِيرحل ان َ ِ‬
‫صر ُ‬ ‫لوس عال ُ‬ ‫الج َ‬‫عاود ُ‬
‫وحين َ‬ ‫َ‬ ‫اج قلبي‪،‬‬ ‫طَفأَ سر ُ‬ ‫َ َ َْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فعِل َق ِبه العب ُير‪،‬‬ ‫ك ِب َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قوس‬
‫الوس َم ُة رماداً ل َي ْرُس َم َ‬
‫وصار ْ‬ ‫َ‬ ‫ضفائ ِره َ‬ ‫وقد تَ َعّل َق الم ْس ُ‬
‫ْ‬
‫حاجِبه(‪)2‬؛‬‫ِ‬
‫يعود للقوس‬ ‫الس ْه ُم َّالذي ان َ‬
‫طَل َق ال ُ‬ ‫كان َّ‬
‫ظ ُع ْم ُره‪ ،‬وا ْن َ‬
‫فع ْد كي يعود لِ ِ‬
‫حاف َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ــــــــــ‬

‫‪40‬‬
‫كيف أنفي‪،‬‬
‫شاهدة)‪ ،‬أم َ‬ ‫الم َ‬
‫نفسي (من االستغراق في ُ‬ ‫عن‬
‫غبت ْ‬
‫أيت‪ ،‬وقد ُ‬‫أثبت ما ر ُ‬
‫كيف ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ْ‬
‫فتصير‬ ‫ه‬ ‫ق‬‫ر‬‫ا‬ ‫أو‬ ‫ن‬ ‫طح‬‫ت‬ ‫نبات‬ ‫الوسمة‬ ‫؛‬ ‫)‬ ‫جي‬ ‫الخار‬ ‫العيني‬ ‫(الوجود‬ ‫وأنا أرى ر َ‬
‫أي العين‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ٌ ُ َُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِخضابا ًً‪.‬‬

‫غزل‪28‬‬

‫فج ِر‬ ‫مجِد َك أدعـو طيَل َة َّ‬


‫الد ْه ِر في اْل ْ‬ ‫ل ْ‬
‫ِ‬ ‫وبالع ْه ِـد‬
‫َ‬ ‫القـدي ِم‬ ‫وحـِّق َك والحـ ِّق‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْدري‬ ‫رس َم َك م ْن َ‬‫ولكَّنـ ُه ل ْم َيمـ ُح ْ‬ ‫أدمعي‬
‫ٍ َُ ُْ ُ ْ‬
‫ان نـوح فـاقه سيل‬ ‫وطوف ُ‬
‫كس ِر‬ ‫ِ‬ ‫سيـ َر ف َّإن ُه‬
‫ض ُل مكسـو اًر أُلـوفاً بال ْ‬ ‫َل َيْفـ ُ‬ ‫فك ْن شـارياً قـلب ْي الك ْ‬ ‫ُ‬
‫ـاع ِبال ُع ْذ ِر‬ ‫لقد صرخت في ِ ِ‬
‫المـ ْت ُه فـي َخ ْت ٍم أض َ‬
‫و َ‬ ‫نمل ٌة‬
‫ف ْ‬ ‫وجه آص َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َََْ‬
‫ود ِمـ ْن ِك ْذ ٍب ِب ِه َّأو ُل َ‬
‫الف ْج ِر‬ ‫ِقد اسـ َّ‬ ‫الش ْم ُس َّإن ُه‬ ‫ِق ِب َك َّ‬ ‫ِ‬
‫صادقاً تُ ْشر ْ‬ ‫َف ُرْح‬
‫اله ْج ِر‬
‫ـك سْلـسَل َة َ‬ ‫رح ْم وعّنـي ُف َّ‬ ‫تَ َّ‬ ‫ال وبِ ْي ٌـد في طريقي وهـ ِائ ٌم‬ ‫جبـ ٌ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫اض ِبال َزْه ِر‬ ‫الريـ ِ‬
‫ْس ما َذ ْن ُب ِّ‬ ‫أحـب ٍ‬
‫ظ ِ‬ ‫طُل ْب ِحفـا َ‬
‫وال تأ َ‬ ‫َّة‬ ‫ظ ال ت ْ‬ ‫أحـاف ُ‬

‫ِ‬ ‫العهِد المستقيمِ‪ِ َّ ،‬‬ ‫ورو ِح َّ ِ ِ‬


‫هو‬‫صبحي‪َ ،‬‬ ‫إن مؤن َس َنَفس ُ‬ ‫الح ِّق الَقدي ِم‪ ،‬و َ ْ ُ‬‫السّيد‪ ،‬و َ‬
‫الدعاء لِدوَلِتك٭؛ دمعي َّالذي فاق طوفان نو ٍح‪ ،‬ما استَطاع أن ِ‬
‫يغس َل َرْس َم َك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُّ ُ َ‬
‫كسور َّالذي‪ ،‬على َك ْس ِرِه‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َ‬ ‫صدري؛ ال تُساوْم‪ ،‬واشتَر مّني هذا الَقْل َب َ‬ ‫م ْن َلو ِح َ‬
‫وحق لها‪،‬‬ ‫ف‪َّ ،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫قلب صحيح؛ لقد طال لِسان َّ ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫يقوم ِ‬
‫بمئة أْل ِ‬
‫النمَلة في َو ْجه آص َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الط َم َع ِم ْن‬‫ط ِع َّ‬‫عنه؛ يا قْل ُب ال تق َ‬
‫تبح ُث ُ‬
‫ِ‬
‫المْلك وال َ‬‫ضي ُع خاتَ َم ُ‬
‫سيُد‪ ،‬تُ ِّ‬ ‫أن يا ِّ‬ ‫ْ‬
‫وك ْن‬‫مهارة؛ ُ‬‫الع ْشق‪ ،‬فالع ْب ِبر ِأسك ِب ٍ‬ ‫الحبيب َّالذي ال ِنهاي َة له‪ ،‬أنت َّتدعي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫طِ‬ ‫ُل ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫اسود وجهه ِمن َ ِ‬ ‫صادقاً تُوَلِد َّ‬
‫الش ْم ُس ِم ْن َنَف ِسك‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫رت‬ ‫الكذب؛ ص ُ‬ ‫األو ُل َّ ْ ُ ُ َ‬ ‫فالص ْب ُح َّ‬
‫هذ ِه‬
‫الصحاري‪ ،‬والى اآلن ال تَرحمني وتُرخي ِنطاق ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫بال و َّ‬‫ِم ْن َك هائماً في ال ِج ِ‬
‫ِ‬ ‫ظ ِمن ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِلسَلة؛ ِ‬ ‫ِ‬
‫إن َل ْم‬‫الخميَلة ْ‬‫األحبَّة‪ ،‬ما َذ ْن ُب َ‬ ‫ظ ال تأَل ْم‪ ،‬وال تطُل ِب الحفا َ َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫ّ‬
‫ينب ْت ِبها النَّبات‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪41‬‬
‫ِ‬
‫ك‬‫األزِل‪ ،‬وِبعهد َ‬ ‫ك القدي ِم ِق َد َم َ‬ ‫ِ‬
‫حق عظيم‪ ،‬وقسماً ِبحّق َ‬ ‫أنت ذو ٍّ‬ ‫ك العظي ِم‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫َشرح‪ :‬قسماً ِبحّق َ‬
‫لك في‬ ‫عاء َ‬ ‫ُّ‬
‫أن مؤن َس أنفاس صباحي هو الد ُ‬
‫ِ‬ ‫لك َّ ِ‬ ‫بلغ من ُحّبي َ‬ ‫المأخوِذ في األزل‪ ،‬أَّن ُه َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫كر‪ ،‬على ِ‬ ‫ِ‬
‫ان ال ّذ ِ‬ ‫ِ‬
‫أركان‬
‫َ‬ ‫ط َد‬‫ك‪ ،‬ويو ّ‬ ‫العصر‪ ،‬لي ُشَّد هللاُ ُمْل َك َ‬ ‫صاحب‬
‫َ‬ ‫هر‪ ،‬يا‬ ‫مدار َّ‬ ‫الفجر‪ ،‬أو َ‬
‫دولتك الكر ِ‬ ‫ِ‬
‫ك في صدري‪ ،‬ولقد فاق ُ‬
‫سيل‬ ‫ورسم َ‬
‫ُ‬ ‫غائب عن عيني‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ك؛ وأنت‬ ‫شأن َ‬
‫علي َ‬ ‫ُ َ‬
‫يمة‪ ،‬وي‬ ‫َ‬
‫يمح صورَة محبَِّتك من صدري‪(،‬قال أبو سعيد‬ ‫لكن ُه ْلم ُ‬ ‫طوفان نو ٍح‪ ،‬و َّ‬ ‫َ‬ ‫عليك‬
‫َ‬ ‫دمعي في ُبكائي‬
‫مني‬ ‫بك ِّل ِ‬ ‫تصورت في قلبي ِ‬
‫مكان)؛ فتقبل ّ‬ ‫نصب ُ‬
‫ٌ‬ ‫ك لي‬ ‫فشخص َ‬
‫ُ‬ ‫لفرط صبابتي‬ ‫أبو الخير‪َ َّ :‬‬
‫ألف ٍ‬
‫قلب‬ ‫مئة ِ‬ ‫كسرِه‪ ،‬خير من ِ‬ ‫عيب ِ‬ ‫فإن ُه على ِ‬ ‫مني هذا القلب الكسير‪َّ ،‬‬ ‫لك‪ ،‬و ِ‬
‫ٌ‬ ‫اشتر ّ‬ ‫ُحّبي َ‬
‫القدسي‪ :‬أنا‬ ‫ِ‬
‫الحديث‬ ‫حمها‪ ،‬كما في‬ ‫القلوب المنكسرةُ َّ‬
‫ِّ‬ ‫سبحان ُه وير ُ‬ ‫َ‬ ‫الضعيف ُة يقبُلها هللاُ‬ ‫ُ‬ ‫صحيح‪،‬‬
‫الن ِ‬
‫باتات‬ ‫القوي ُة ترحم َّ‬ ‫يح‬ ‫جالل الدين الرومي(البلخي)‪ِّ :‬‬ ‫القلوب المنكسرِة‪ ،‬قال‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُ‬ ‫عند‬
‫قال المكزون‪ :‬عجباً لي‬ ‫تك ْن قاسي ِ‬ ‫بقوِتك يا قلبي‪ ،‬وال ُ‬ ‫َّ‬
‫كالصخر‪ ،‬و َ‬ ‫القلب َّ‬ ‫َ‬ ‫تغتر َّ‬ ‫عيف َة‪ ،‬فال َّ‬ ‫الض َ‬
‫ولكنني‬ ‫شأن عظي ٍم‪ ،‬ومقا ٍم كري ٍم‪َّ ،‬‬ ‫حيح؛ وأنت ذو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ُ‬ ‫الوداد َّ‬ ‫ُ‬ ‫لك‬
‫مكسور وفيه َ‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬
‫بهجر َ‬ ‫قلبي‬
‫فإن َنمَل ًة‪ ،‬على ضآَل ِة‬ ‫ك‪ ،‬لِما هجرتني‪ ،‬وضيَّعتَني‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أستطيع‪ ،‬على ص َغ ِر َقدري‪ ،‬أن أُعاتَب َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحق معها‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وكان‬
‫سانها عليه‪َ ،‬‬ ‫طال ل ُ‬ ‫السالم)‪ ،‬و َ‬ ‫سليمان عليهما ّ‬ ‫َ‬ ‫(وصي‬
‫ُّ‬ ‫َق ْد ِرها‪ ،‬عاتََبت آص َ‬
‫ف‬
‫أن في هذا‬ ‫قيل َّ‬ ‫السِّي ُد ثُ َّم ال‬ ‫ِ‬
‫تبحث عنه!)‪ ،‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫ضيع خاتَ َم ُسليمان أيُّها َّ‬ ‫له ُمعاتب ًة (تُ ُ‬ ‫حين قالت ُ‬ ‫َ‬
‫ِق‬
‫ك‪ ،‬كما تُشر ُ في‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مز ل ٍ‬ ‫بالر ِ‬ ‫ِ‬
‫مس في أنفاس َ‬ ‫فاسع صادقاً لتُشر َ الش ُ‬ ‫َ‬ ‫له؛‬
‫هاجر ُ‬ ‫البيت عتاباً َّ‬
‫كاذباً لِسو ِاد ِه؛‬ ‫األو ِل‪َّ ،‬الذي يدعى ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫كالفجر َّ‬ ‫تك ْن‬
‫الفجر الثّاني‪ ،‬وال ُ‬ ‫ُ‬ ‫الص ِاد ِق‪ ،‬وهو‬ ‫جر َّ‬ ‫أنفاس الف ِ‬ ‫ِ‬
‫نك من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فهال رحمتني‪،‬‬ ‫هجر إلى هجر‪ّ ،‬‬ ‫الصحاري‪ ،‬فأنا م َ‬ ‫صيرتني هائماً في الجبال و ّ‬ ‫لقد ّ‬
‫أي ٍ‬
‫ذنب‬ ‫األحّب ِة‪ ،‬و ُّ‬ ‫ظ وٍّد ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫تأس‪ ،‬وال تَطُل ْب حف َ ُ َ‬ ‫ظ ال َ‬
‫السْلسلة؛ يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫ِِ ِ‬
‫عني هذه ّ‬ ‫وفككت ّ‬ ‫َ‬
‫النبات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يخرْج فيها ّ‬ ‫إن لم ُ‬ ‫للخميلة ْ‬

‫غزل ‪29‬‬

‫ان تُبلـى بالـخر ِ‬


‫اب‬ ‫فُقـ ْل لِلحـ ِ‬ ‫الشـر ِ‬
‫اب‬ ‫عن َّ‬‫ط ِيف َك قـد َغِن ْيـ ُت ِ‬‫ِب َ‬
‫فعـ ْذب ش ارِب ِه َع ْيـ ُن العـ ِ‬
‫ذاب‬ ‫ان ولـا َحبيـ ٌب‬ ‫إذا َخمـر ِ‬
‫الجنـ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫بوجه المـاء تحريـر الكتـ ِ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫اله والـ َعيـ ُن تجـري‬ ‫كـ َّ‬
‫ُ‬ ‫أن خيـ ُ‬
‫ولوال الغـير مـ َّر بـال ِنقـ ِ‬
‫اب‬ ‫بنـا َم َّر الحبيـ ُب ومـا علمنـا‬
‫ُ َ‬

‫‪42‬‬
‫به نـار العـ ِ‬
‫ذاب‬ ‫ِ‬ ‫و ِم ْن شـو ٍق‬ ‫مـن خجـ ٍل بمـ ٍ‬
‫اء‬ ‫ورد‬
‫ُ‬ ‫فذاب الـ ُ‬
‫َ‬
‫الربـ ِ‬
‫اب‬ ‫ات َّ‬ ‫فقد مألت ُـه أصـو ُ‬ ‫ص ٍـح‬‫ُلن ْ‬ ‫ان ِب ِه‬
‫مكـ َ‬ ‫دماغـي ال‬
‫الشبـ ِ‬
‫اب‬ ‫ظ تل َك لـ ِازمـ ُة َّ‬‫أحـ ِاف ُ‬ ‫وسكري‬ ‫فـي عشقي ُ‬ ‫وأيـ َن ُّ‬
‫الض ُر‬

‫اب(‪)1‬؛‬ ‫ِق‪ ،‬ف َّ‬ ‫للد ِن احتر ْ‬ ‫اب‪ ،‬فُق ْل َّ‬ ‫لشر ِ‬ ‫خيال وج ِه َك ال حاج َة بي ل َّ‬ ‫ِ‬
‫الخم َارةُ خر ٌ‬ ‫َم َع‬
‫ذب ٍة تُعطيناها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الجَّنة‪ ،‬فم ْن دو ِن الحبيب‪ُ ،‬ك َّل ُش ْرَبة َع َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِق َشرَاب َك ولو َ‬
‫كان َخ ْم َر َ‬ ‫أر ْ‬
‫ِ‬
‫خيال‬ ‫رس ُم‬ ‫ِِ‬ ‫أسفاً َّ‬ ‫( ‪)2‬‬
‫يني الباك َية ْ‬ ‫َ َ‬
‫الحبيب ار َح‪ ،‬وفي ع‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫العذاب ؛ َ‬ ‫عين َ‬ ‫هي ُ‬
‫يل‬‫الس ِ‬‫لك ِم ْن هذا َّ‬ ‫ش على الماء(‪)3‬؛ ِاصحي يا عيني فال أمان ِ‬ ‫ِ‬
‫صورِته َنْق ٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األغيار‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يم ُّر ب َك َعياناً‪ ،‬لكَّن ُه‪َ ،‬كي ال يراهُ‬ ‫المعشو ُق ُ‬ ‫المتالط ِم في َم ْنزل النوم؛ َ‬ ‫ُ‬
‫ردي‪ ،‬غرِق ِبماءِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الو ِّ‬ ‫الوْرُد ل َكي يرى ُل ْ‬ ‫َشَّد ّ‬
‫( ‪)4‬‬
‫َ‬ ‫الع َر على َخّد َك َ‬ ‫طَ‬ ‫النقاب ؛ َ‬
‫الصحراء خض ارو ِ‬ ‫الورِد‪ ،‬في ِ َّ ِ ِ‬
‫ان‪ ،‬فدعنا ال‬ ‫الج َب ُل و َّ ُ‬ ‫نار الشوق‪ ،‬م ْن َغ ِّم الَقْلب؛ َ‬ ‫َْ‬
‫صيحة في‬ ‫ِ‬ ‫المكان َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ننتق ْل ِم ْن ِجو ِار الماء‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫للن َ‬ ‫َ‬ ‫طُل ْب‬ ‫اب؛ ال ت ْ‬ ‫فالدنيا ُكلها ُج ْمَل ًة َسر ٌ‬
‫ظ‬ ‫باب؛ ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫القيثارِة و َّ‬
‫َ‬ ‫اوي ٍة ِم ْن ُه مملوءةٌ ِب َزْم َزَم ِة‬ ‫ِ‬
‫اوية م ْن زوايا دماغي‪ ،‬ف ُك ُّل ز َ‬
‫ز ٍ ِ‬
‫َ‬
‫جيب ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫كان عاشقاً ِ‬
‫الزَم ُة‬ ‫الع ُ‬ ‫ور َ‬ ‫ذاك الط ُ‬ ‫ظ ِر ما يكون؟‪َ ،‬‬ ‫ويلع ُب َّ‬
‫بالن َ‬ ‫وعربيداً َ‬ ‫إذا َ‬
‫الشباب(‪.)5‬‬ ‫أيَّا ِم َّ‬
‫ـــــ‬
‫فلتخر ِب‬
‫َ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫معه للحان و َّ‬
‫الشراب‪ ،‬فإذا ازرني خياُل َ‬ ‫َشرح‪ :‬خيالك ُيسكرني‪ ،‬وال حاجة بي ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫خمر‬
‫طاب لنا ُ‬ ‫َ‬ ‫الحبيب ما‬
‫ُ‬ ‫حب ِه ِ‬
‫شربنا‪ ،‬ولوال‬ ‫خمرنا‪ ،‬وعلى ِّ‬ ‫طاب ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الحبيب‬ ‫الحان؛ (‪)2‬من‬
‫ِ‬
‫الكتاب‪ :‬الكتابة‪ ،‬ومعنى البيت كما ال يمكن‬ ‫رب عذِب ِه عذاباً علينا (‪)3‬تحر ُير‬
‫ولكان ُش ُ‬
‫َ‬ ‫الجن ِة‪،‬‬
‫َّ‬
‫رسم صورة الحبيب الغائب في عيني‬ ‫أستطيع َ‬
‫ُ‬ ‫رسم الحروف على صفحة الماء‪ ،‬فأنا ال‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النقاب‪،‬‬ ‫فه‪َّ ،‬‬
‫اء ّ‬
‫وجه ُه ور َ‬
‫ألن ُه أخفى َ‬ ‫الحبيب عياناً ولم نعر ُ‬ ‫مر بنا‬
‫الباكية‪ ،‬لغ ازرة دمعي؛ لقد َّ‬
‫)‬‫‪4‬‬ ‫(‬
‫ُ‬
‫اشقاً ِ‬
‫وثمالً‬ ‫ظ عِ‬ ‫غير نقاب؛ (‪)5‬إذا كان ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫لمر من ِ‬ ‫األغيار‪ ،‬ولوال األغيار َّ‬
‫ُ‬ ‫حتى ال يراهُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للشباب يا حافظ(ال‬ ‫أمور ِ‬
‫الزم ٌة ّ‬ ‫للناس‪ ،‬وتلك ٌ‬ ‫ك ّ‬ ‫وينظر في وجوِه الحسان‪ ،‬فال ضرر في ذل َ‬ ‫ُ‬
‫يخلو منها)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ُيمك ُن للشباب أن َ‬

‫‪43‬‬
‫غزل‪30‬‬

‫القلوب‪ ،‬وعلى ِ‬
‫ألف‬ ‫ِ‬ ‫قلب ِم َن‬
‫ألف ٍ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫ِ‬
‫منك‪ ،‬واح َدةٌ‪ ،‬من جديلة‪ ،‬علَق ْت َ‬ ‫خصل ٌة َ‬
‫جميع الُّدروب؛‬
‫َ‬
‫الج ِ‬
‫هات‪،‬‬ ‫جميع ِ‬‫ِ‬ ‫ُمجتَ ِهٍد‪ ،‬أغَلَق ْت ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫األمل‬
‫اب َ‬ ‫اح ُهم إلى نسيمها‪ ،‬وب َ‬ ‫فتَ َح ْت ناف َج َة الم ْسك‪ ،‬كي ُيسل َم العاشقو َن أرو َ‬
‫أغلَق ْت؛‬
‫أسف َر‪ ،‬ثُ َّم أخفى الوج َه‬ ‫هر‪ ،‬ثُ َّم َ‬ ‫كهالل َّأو ِل َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫مت إذ أظهر المحبوب ِ‬
‫حاج َباً‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ه ُ‬
‫بالحجاب(‪)1‬؛‬
‫انبثََق ْت‬ ‫الن َ َّ‬ ‫أبدع ُّ‬ ‫الخ ِ‬ ‫ِ‬
‫قوش التي َ‬ ‫ظ ْر ما َ‬ ‫الساقي في الكأس‪ ،‬اُن ُ‬ ‫صب َّ‬ ‫مر َّ‬ ‫كم لوناً م َن َ‬
‫َعنها؛‬
‫مس َك َد َم ُه في َح ِلق ِه‪،‬‬‫مكن ْته ِمن أن ي ِ‬
‫ُ‬ ‫يق‪ ،‬التي َّ َ ُ ْ‬
‫الغمزة ِمن اإلبر ِ َّ‬
‫تلك َ ُ َ‬ ‫رب ما َ‬ ‫ِ‬
‫يا ّ‬
‫قلق ُل أحشاءه؛‬ ‫خات َّالتي تُ ِ‬‫الصر ِ‬
‫غم َّ َ‬ ‫رَ‬
‫الصر ِ ِ‬ ‫رب ما آَل ُة ا ِ‬
‫لغناء َّالتي‬ ‫ِ‬
‫الصيا ِح‬ ‫اخ و ّ‬ ‫اب ُّ‬ ‫طرب حتَّى َس َّد أبو َ‬‫الم ُ‬ ‫استعم َل ُ‬
‫َ‬ ‫ويا ّ‬
‫الوجد و ِ‬
‫الحال؛‬ ‫ِ‬ ‫الخلوِة على ِ‬
‫أهل‬ ‫في َ‬
‫عب ِة‬
‫حول َك َ‬ ‫َ‬
‫للطو ِ‬
‫اف‬ ‫حرم َّ‬ ‫الوصال وَلم ي ِ ِ‬
‫عان الع ْش َق‪ُ ،‬م ِ ٌ‬ ‫كل َم ْن يطُل ُب ِ َ ْ ُ‬ ‫ظ‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫القلب بال وضوء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ــــــ‬
‫الوجه بالحجاب‪ :‬صار في المحاق‪ ،‬قال جالل‬ ‫َ‬ ‫القمر‬
‫ُ‬ ‫صار بد اًر‪ ،‬أخفى‬
‫َ‬ ‫القمر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫(‪)1‬أسفر‬
‫قدرناهُ منازل)؛‬ ‫لك ٍّل مرتب ٌة في ُّ‬
‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫القمر ّ‬
‫القد ْر‪( ،‬و َ‬
‫ور و ْ‬ ‫وبدر و ُ‬
‫جديد وذو ثالثة أيَّا ٍم ْ‬
‫قمر ٌ‬ ‫الدين‪ٌ :‬‬
‫بالر ِ‬
‫مز إلى ظهور العاَلم‪.‬‬ ‫الساقي‪ ،‬إشارةٌ َّ‬
‫صب َّ‬ ‫ِ‬
‫الخمر َّ‬ ‫كم لوناً من‬

‫‪44‬‬
‫غزل‪31‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫القدر ِ‬
‫أي‬‫رب تأثي ُر هذه الَّدوَلة م ْن ِّ‬
‫ِ‬
‫الخلوِة‪ ،‬يا ّ‬ ‫أه ِل َ‬‫ول ْ‬ ‫هذه الّليَل ُة ع ْن َق ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ليل ُة‬
‫كوك ْب(‪)1‬؛‬
‫فرعك كي ال تم َّس يد الغي ِر كانت ت ِ ِ‬
‫رب(‪)2‬؛‬ ‫رب يا ّْ‬ ‫ين‪ :‬يا ّ‬ ‫الم ِّ‬
‫حب َ‬ ‫وب ُ‬ ‫ردُد فيه ُقل ُ‬ ‫َْ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬
‫تحت َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ِم ْن َحولي ب‬ ‫ِ‬
‫طوق الغب ْ‬ ‫وقتي ٌل أنا ِبِبئ ِر ذ ْقن َك واألرو ُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫غب ؛‬ ‫َ‬ ‫اآلالف‪،‬‬
‫عل‬‫بار َن ِ‬ ‫اج علي ِه‪ِ ،‬م ْن ُغ ِ‬ ‫منه ت ٌ‬
‫مس ُ‬ ‫البد ُر ِمرآتَ ُه إلى وج ِه ِه‪ ،‬ولل َّش ِ‬ ‫وج َه ْ‬ ‫ف ِارِسي َّ‬
‫المرك ْب(‪)4‬؛‬
‫َ‬
‫دام ْت‪،‬‬ ‫تسير في هوى ذلِ َك َ ِق‬ ‫ض ِه‪َّ ،‬‬ ‫عار ِ‬
‫ظ ْر إلى َع َر ِق ِ‬
‫الع َر ‪ ،‬ما َ‬ ‫الحارةُ ُ‬
‫َّ‬ ‫فالش ْم ُس‬ ‫ان ُ‬
‫ِق؛‬
‫وتحتَر ُ‬
‫عقيق الحبي ِب والجا ِم بالتَّ ِارِك‪ ،‬يا أيُّها َّ ِ‬ ‫ما أنا لِ ِ‬
‫مذهب(‪)5‬؛‬
‫فذلك َ ْ‬‫الزاهدو َن اعذروا‪َ ،‬‬
‫الض ْح َك ِة‬
‫تجُد الُق َّوةَ ِم َن ُّ‬‫ظ ِ‬ ‫عين ِه‪ ،‬وروح ِ‬
‫حاف َ‬ ‫ُ‬
‫السهم ِخْفي ًة على قلبي ِمن ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُيطل ُق َّ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫َّة في َشَفِته؛‬ ‫الخ ِفي ِ‬
‫َ‬
‫ظهر َّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ليمان‬
‫الصبا ل ُس َ‬ ‫ان َ ْ ُ‬ ‫ان‪ ،‬إذا ك َ‬ ‫كيف لي ِب َرْك ِب ُسَليم َ‬ ‫ظ ْه ُر نملة‪َ ،‬‬ ‫بي َ‬ ‫َ ْ‬
‫مرك‬
‫مرك ْب(‪)6‬؛‬‫َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫َقَلمي ِ‬
‫ماء الحياة م ْن منق ِاره‪ ،‬حماهُ هللاُ ْ‬
‫( ‪)7‬‬
‫المش َر ْب ‪.‬‬
‫فهو عالي ْ‬ ‫رش ُح ُ‬ ‫طائٌر ي َ‬ ‫ْ‬
‫ــــــــ‬
‫هذ ِه الّليَل َة‬
‫هذه الّليل ُة‪ ،‬فيا رب من أين جاء ِ‬ ‫القدر‪ ،‬يقولون َّأنها ِ‬ ‫(‪)1‬أهل الخلوِة العارفون ِب ِ‬
‫ليلة ِ‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫من الكواكب يا تُرى؟( وهذا معنى ظاهٌر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫أي كوكب َ‬ ‫بارَك َة ُك ُّل هذا الفضل العظيمِ؟‪ ،‬م ْن ِّ‬
‫الم َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫حمد(ص) وأن ُه‬ ‫ٍ‬ ‫أن فضَلها من ُم َّ‬ ‫حمديَّة و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويقول العارفو َن َّ‬
‫الم ّ‬
‫أن ْقد َر ليلة القدر من الحضرة ُ‬ ‫ُ‬
‫بدنه الشريف‪ ،‬يقول جالل‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يومها من سنا ضيائه‪ ،‬وليلتُها الشريف ُة ُ‬ ‫حقيق ُة يو ِم وليلة القدر‪ُ ،‬‬
‫اث‬‫ظ َر مير ُ‬ ‫أن هذا َّ‬
‫الن َ‬ ‫َّ‬
‫األعزةَ ّإال بش اًر‪ ،‬فاعَلم َّ‬ ‫الدين الرومي في المثنوي‪ :‬إذا لم تر هؤ ِ‬
‫الء‬ ‫َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫فيرت َ‬‫ض َ‬ ‫فيك إلى َ‬ ‫طين؛ لكي ال تَص َل ُيد ُمخال َ‬ ‫من ال ّ‬‫غير فرٍع َ‬‫إبليس‪ ،‬الذي لم َير في َآد َم َ‬
‫(‪)2‬‬

‫ِ‬ ‫حبيك َّ ِ‬
‫رب؛ (‪)3‬لقد أغرتني‬ ‫رب يا ّ‬ ‫تقول‪ :‬يا ّ‬ ‫الساكَن ُة في َحَلقاتها‪ ،‬تُنادي وتدعو ُ‬ ‫قلوب ُم ِّ َ‬
‫كانت ُ‬

‫‪45‬‬
‫أكن وحدي القتيل هناك‪ ،‬فقد رأيت ِ‬
‫مئات‬ ‫فوقعت قتيالً في ِ‬ ‫تَُّفاح ُة ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بئرها‪ ،‬ولم ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ذقنك فطلبتُها‪،‬‬
‫بالعُنق‬ ‫طوق‪ :‬الحلي تُحي ُ‬ ‫حولي صرعى تحت طوق العنق(ال ّ‬ ‫ِ‬
‫ط ُ‬ ‫َ‬
‫اح من‬
‫من األرو ِ‬
‫اآلالف َ‬
‫بئر تختفي‬ ‫ولكنها ُفتح ٌة لِ ٍ‬
‫ان جمالِها‪ ،‬فهي تُغري‪َّ ،‬‬ ‫قن تُ ْشِب ُه تَُّفاح ًة وفيها وهدةٌ هي عنو ُ‬ ‫وال ّذ ُ‬
‫وج َه الَق َم ُر‬
‫فارسي‪َّ ،‬‬ ‫ينج من الهالك‪ ،‬وكم ِبها من الهالكين)؛ (‪ِ )4‬‬ ‫ط فيها لم ُ‬ ‫تحتها ومن سق َ‬
‫منه‪ ،‬في المثنوي‪:‬‬ ‫يستنير ُ‬
‫ُ‬ ‫س العالَِي ِة ِم ْن ُغ ِ‬
‫بار َن ْع ِل َمرَكِبه(الَق َم ُر‬ ‫وتاج َّ‬
‫الش ْم ِ‬ ‫ِ‬
‫مرآتَ ُه إلى وج ِهه‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫الخ ْم ِر‪ ،‬يا‬
‫الحبيب وجا ِم َ‬‫ِ‬ ‫ترك َشَف ِة‬ ‫ذلك الفارس)؛ ال أُر ُيد َ‬
‫(‪)5‬‬ ‫ِ‬
‫كنت غبا اًر تحت أقدا ِم جواد َ‬ ‫ليتني ُ‬
‫ِ‬
‫حاق‬
‫أين لي الّل ُ‬ ‫الصبا ونملةٌ مركبي فمن َ‬ ‫يمان َّ‬ ‫زاهدو َن اعذروا‪ ،‬فهذا مذهبي؛ جو ُاد ُسل َ‬
‫(‪)6‬‬

‫ماء‬ ‫الصبا؛ (‪َّ )7‬‬ ‫له على ِ‬ ‫عه‪ ،‬ساع َة ُيسرجو َن ُ‬


‫يرش ُح ُ‬ ‫طائر‬
‫إن قلمي ٌ‬ ‫ظهر َّ‬ ‫الس ُير م ُ‬
‫ليمان و َّ‬
‫بس َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نقار بال َغته‪َ ،‬ج َعْلتُ ُه في ح ْرِز بس ِم هللا‪َ ،‬‬
‫الحياة‬ ‫ماء‬ ‫يرشح‬
‫الم ْش َرب‪ُ (،‬‬ ‫من م ِ‬
‫ُ‬ ‫فهو عالي َ‬ ‫الحياة ْ‬
‫من مشربٍ‬ ‫نقار بالغِته ِبما ِ‬
‫من ِم ِ‬
‫يشرب‬
‫ُ‬ ‫فإن ُه‬ ‫القلوب ِّ‬
‫الميتَ َة فحماهُ هللاُ َّ‬ ‫َ‬ ‫قصائد تُحيي‬
‫َ‬ ‫ينظ ُم من‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عال)‪.‬‬

‫غزل‪32‬‬

‫وتيسير أمري ِبغمزِات َك؛‬


‫َ‬ ‫الجميل‪َ ،‬عَق َد فالحي‬
‫َ‬
‫ّللا ِ‬
‫حاج َب َك‬ ‫صوَر َّ ُ‬‫حين َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الزمان يسوي حرير ِ‬
‫قباء َك الم َز َ ِ‬
‫رو الخميلة في‬ ‫ركش‪ ،‬أجَل َسني وس َ‬ ‫ُ‬ ‫كان َّ ُ ُ ّ َ َ‬ ‫أن َ‬ ‫و ُمن ُذ ْ‬
‫اب َد ْربِ َك؛‬ ‫تُر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الورد َّالذي َرَب َ‬
‫وه َّب نسيم ِ‬
‫فح َّل لنا ولَِقلب ُ‬
‫البرُع ِم‬ ‫تحت أقدامك َ‬ ‫ط الَقْل َب بالهوى َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أمرنا الم َّ‬
‫عقد؛‬ ‫العَقِد ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫مائ ًة م َن ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بال في‬ ‫ائر أسي اًر في حبائل َك وأرضاني‪ ،‬لك ْن ما النَّ ُ‬
‫فع والح ُ‬ ‫الد ُ‬
‫ك ّ‬ ‫الفَل ُ‬
‫صي َرني َ‬ ‫َّ‬
‫طيعك؛‬
‫القضاء ُي ُ‬
‫ُ‬ ‫قبضِتك و‬ ‫َ‬
‫مع‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسكين المغَل ِق َّ‬ ‫ِ‬
‫هد َ‬ ‫الع َ‬
‫عقد َ‬
‫وهو الذي َ‬ ‫كالناف َجة‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫العَق َد على قلبي‬
‫َ‬ ‫تجعل ُ‬ ‫ال َ‬
‫العَقد؛‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫جدائل َك حالَلة ُ‬

‫‪46‬‬
‫فرجاء قلبي‬ ‫صال‪ ،‬لي في هبوِب َك حياةٌ أُخرى‪ ،‬فال تن ُ‬
‫ظ ْر إل َّي خطأً‬ ‫الو ِ‬‫يا نسيم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫معقود على وفائك؛‬
‫ٌ‬
‫إن‬
‫ذهب ْ‬
‫ظا ْ‬ ‫وقال يا حاف ُ‬
‫ك َ‬
‫ِ‬ ‫سأهج ُر المدين َة هرباً ِم ْن يِد َج ِ‬
‫ور َك‪ ،‬ضح َ‬ ‫ُ‬ ‫له‬
‫قلت ُ‬‫ُ‬
‫قيد ُت َق َد َم َك‪.‬‬ ‫ِشئ َت‪َّ ،‬‬
‫لكنني َّ‬

‫غزل‪33‬‬

‫للصحـرِاء ما هي حاجتي؟‬ ‫ِ‬


‫ديار َك َّ‬ ‫خلوت ِ‬
‫فللتّطو ِ‬
‫مـا حـاجتي؟ و ِم ْن‬
‫اف‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األنفاس ما هي حاجتي‬ ‫لدى ِ‬
‫آخ ِر‬ ‫ِمن ح ٍ‬
‫بمـا َلك ِعنـد هللاِ‬
‫ـاجة فس ْل‬
‫َْ‬ ‫ْ‬
‫وعندك حاجتي‬ ‫ضـ ٍل ِ‬‫وأن َت أخو َف ْ‬ ‫ـاج ٌة‬
‫ـدي ح َ‬ ‫ِ‬
‫طـ ٍق وعن َ‬ ‫لِسـاني بال ُن ْ‬
‫ِ‬
‫بحاجة‬ ‫ـرب أنت‬ ‫لقتلـي وال للح ِ‬ ‫قص ًة‬
‫تحتاج َّ‬ ‫لست‬ ‫هفت لك روحي‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فما حاجتي كيمـا أبو َح ِبحاجتي؟‬ ‫الكـو ُن ُكُّل ُه‬
‫ِبجـا ِم حبيبـي يظه ُـر َ‬
‫أعداي حاجتي؟!‬
‫َ‬ ‫حبيبي ِع ْندي ما ِب‬ ‫فاذه ْب فال ُش ْغ َـل بيننا‬‫َ‬ ‫ويـا ُمـ َّدعي‬
‫َ‬

‫الحاجةُ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ما‬ ‫ديار‬ ‫حاجتُ ُه للتََّن ُّزه‪،‬‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫توجُد ُ‬‫وحيث َ‬ ‫ُ‬ ‫الخْل َوَة ما َ‬ ‫هذا الذي اختا َر َ‬
‫َّة‪ ،‬أن‬‫حاجة مقضي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫للصحراء(‪)1‬؛ فيا أيُّها الحبيب‪ ،‬أسأُل َك بما لك عند هللا من‬ ‫َّ‬
‫الح ْس ِن‪ِ ،‬أل ْج ِل هللاِ‪ ،‬أنا‬ ‫ِ‬
‫أنفاس حياتي عن حاجتي؛ ويا َمل َك ُ‬ ‫ِ‬ ‫تسألني في ِ‬
‫آخ ِر‬
‫ولسان‬ ‫ٍ‬
‫حاجة‪،‬‬ ‫باب‬ ‫َّ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫نحن أر ُ‬ ‫حاجتُك؟؛ ُ‬ ‫اج َع ْل آخ َر ُسؤال لهذا الش َّحاذ ما َ‬ ‫احتَ َرْق ُت‪ْ ،‬‬
‫ال ال نملِك‪ ،‬ونحن في حضرتك‪ ،‬وفي حض ِرة الكري ِم ال حاج َة َّ‬
‫للطَلب(‪)2‬؟؛ ؛‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫السؤ ِ َ ْ ُ‬ ‫ُّ‬
‫ك‬ ‫ٍ‬ ‫لسرد َّ ٍ‬
‫تحتاج ِ‬
‫حاجتُ َ‬
‫ك َل َك‪ ،‬ما َ‬ ‫قصة طويلة‪َ ،‬دمي ُمْل ٌ‬ ‫ُ‬ ‫فلس َت‬
‫إذا كنت تر ُيد قتلي‪ْ ،‬‬
‫الحاج ِة‬
‫َ‬ ‫حاج ُة ِِإل ِ‬
‫ظهار‬ ‫نير‪ ،‬فما ال َ‬ ‫الم ُ‬
‫مير حبيبي ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ظ َه ِر العاَل ِم َ‬‫جام َم ْ‬
‫للغارة؛ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ َّ‬ ‫هناك(‪)3‬؛ انتهى الوْقت َّالذي ِ‬
‫جاء َك‪ ،‬ما‬
‫وه ُر إذا َ‬ ‫الج َ‬‫أحم ُل فيه ح ْم َل مَّنة المالح‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫حاضرو َن‪ ،‬فما‬ ‫حاجتُك للبحر؟؛ أي مَّدعي اذهب فال ُش ْغل لي معك‪ ،‬األحباب ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ِ َّ‬ ‫الش َّحا ُذ ِبما َّ‬ ‫العاشق َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحاج ُة لِ‬
‫الحبيب التي تَ َه ُب الحياةَ‬ ‫أن َشَف َة‬ ‫ُ‬ ‫ألعداء؟؛ أيُّها‬ ‫َ‬

‫‪47‬‬
‫صار بادياً‬ ‫ظ ِ‬ ‫للسؤال؟؛ ِ‬
‫الحديث‪ ،‬فضُل َك َ‬
‫َ‬ ‫اخت ْم‬ ‫حاف ُ‬ ‫حاجتُ َك ُّ‬
‫ظيف ًة‪ ،‬ما َ‬‫َج َعَل ْت َل َك َو َ‬
‫للنز ِ ِ ِ‬‫ِ‬
‫المَّدعي‪.‬‬
‫اع وجدال ُ‬ ‫حاج َة ِب َك ّ‬ ‫ِ‬
‫للعيان‪ ،‬ال َ‬

‫ـــــــ‬
‫ياحة في البلدان‪ ،‬فأنا في خلوتي في‬ ‫للس ِ‬
‫ِ‬ ‫اخترت الخلوة ِ‬
‫لذكر الحبيب‪ ،‬وال حاجة بي ّ‬ ‫ُ‬ ‫(‪)1‬إنني‬
‫جالل‬ ‫ِ‬
‫الحبيب للصحراء‪ ،‬قال‬ ‫ديارِه‪ ،‬وال حاج َة بي بعد ِ‬
‫ديار‬ ‫ياض ِ‬ ‫تع في ر ِ‬ ‫نعي ٍم من ِ‬
‫ُ‬ ‫ذكره‪ ،‬أر ُ‬
‫بغير سؤال؛ (‪)3‬العا ُلم‬ ‫ِ‬
‫البلبل في صدره؛ (‪)2‬الكريم ُيعطي ِ‬ ‫الرومي في المثنوي‪ :‬روض ُة‬
‫ُ‬ ‫الدين ّ‬‫ّ‬
‫غير أن‬ ‫يعرف حاجتي من ِ‬ ‫ِ‬
‫ضمير حبيبي المنير‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬
‫كأس‬ ‫ومكشوف في‬ ‫ظاهر‬ ‫ُّ‬
‫كل ُه‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أذكرها ‪.‬‬

‫غزل‪34‬‬

‫تكرْم‬
‫ال‪َّ ،‬‬ ‫ط ِّ‬ ‫البيـت بيتُك‪ ،‬ح َّ‬ ‫ظـ ِر عينـي‬
‫الرحـ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اق َمنـ َ‬
‫دار رو ُ‬
‫ـك ٌ‬ ‫َل َ‬
‫حرْم‬
‫صال ُمـ َّ‬‫الو ُ‬ ‫ومنك ِ‬ ‫َ‬ ‫ف خـالِ َك وال َخ ِّ‬
‫ط‪،‬‬ ‫طُ‬‫ف ُل ْ‬ ‫اطف َقـلب ُك ِل عـ ِار ٍ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫خـ ٌ‬
‫لك ِ‬ ‫الروض يـا بلـبـل أنغـام ِع ِ‬
‫شق َك للو ِ‬
‫تنع ْم‬
‫ال َّ‬ ‫الوصـ ُ‬ ‫رد‪ ،‬هنيـئاً َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُُ‬ ‫تمألُ َّ َ‬
‫ظ ْم‬ ‫ِ‬
‫حديث َك ُين َ‬ ‫كان ِم ْن‬ ‫ظ في المجلِ ِ‬ ‫الفَلـك اآلن على ِشع ِر ِ‬
‫س‪ ،‬إ ْذ َ‬ ‫حاف َ‬ ‫ْ‬ ‫ص َ ُ َ‬ ‫يرُقـ ُ‬

‫تكرم ُّ ِ‬
‫فالب ْي ُت بيتُ َك(‪)1‬؛‬
‫بالنزول‪َ ،‬‬ ‫لكه‪ْ َّ ،‬‬ ‫منزل تم ُ‬‫ظ ِر عيني ٌ‬ ‫اق َم ْن َ‬
‫ُرو ُ‬
‫تحت‬ ‫ٍ‬
‫عجيبة‬ ‫لطائف‬ ‫ط‪ ،‬كم ِم ْن‬ ‫الخ ِّ‬ ‫ف ال ِ‬ ‫طِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫خال و َ‬ ‫قلوب العارفين بُل ْ‬
‫َ‬ ‫فت‬
‫ط َ‬‫َخ َ‬
‫عمك(الخال)؛‬‫ط ِ‬ ‫باكك وحب ِ‬
‫َّة ُ‬ ‫ِش ِ‬
‫وض ُكَّل ُه؛‬ ‫انيم ِع ْش ِق َك َّ‬
‫الر َ‬ ‫أل تر ُ‬ ‫ولتم ْ‬
‫الصبا‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫الورد‪ ،‬يا ُب ُلب َل َّ‬ ‫هن ْأ قلب َك ِب ِو ِ‬
‫صال‬ ‫ل َي َ ُ‬
‫ِ‬
‫فرُح في خزِائِنها(‪)2‬؛‬ ‫ِ‬
‫الياقوت الم ِ‬
‫ُ‬ ‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الج ضعف قلبنا‪ ،‬أح ْل إلى َشَفتك‪ ،‬فشر ُ‬ ‫ع َ‬
‫ِ‬
‫اب على َعتََبِتك؛‬ ‫ِ‬ ‫قصر في م ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َة روحي تُر ٌ‬ ‫الزَمة دولت َك‪ ،‬لك َّن ُخ َ‬
‫ُ َ‬ ‫َب َدني ُم ّ ٌ‬

‫‪48‬‬
‫ِ‬
‫وعليه‬ ‫مهور ِبخاتَ ِم َك‬ ‫ِ‬ ‫القلب َنْقداً لِ ُك ِّل فتَّ ٍ‬
‫باب الخزانة م ٌ‬ ‫ان‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫لست َم ْن ُيعطي‬ ‫أنا ُ‬
‫شارتُك؛‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ض َت ِب َس ْوط َك هذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رو ْ‬
‫عبتُ َك حتّى َّ‬
‫الفارس َح َس ُن الفعال ما ُل َ‬ ‫ُ‬ ‫أنت نْف ُس َك أيُّها‬‫َ‬
‫ك‪ ،‬فمشى ُمطيعاً َل َك؛‬ ‫العنيد‪َّ ،‬الذي ُه َو َ‬
‫الفَل ُ‬ ‫َ‬
‫شعوُذ ِم ْن ِحَيلِ َك َّالتي في‬
‫ك الم ِ‬
‫الفَل ُ ُ‬
‫ط َ‬ ‫أنت َّالذي ي ْسُق ُ‬ ‫أستطيع أن أ ِ‬
‫ُقاو َم َك‪ ،‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫وكيف‬
‫َ‬
‫عب ِة ِس ْح ِرك؛‬
‫ُج َ‬
‫ظم ِمن ِ‬ ‫الفَلك‪ِ ،‬أل َّن ِشعر ِ‬ ‫ِِ‬
‫حديثك(‪.)3‬‬ ‫ذب َن ْ ٌ ْ‬‫الع َ‬
‫ظ َ‬
‫حاف َ‬ ‫َ‬ ‫ص َ َ‬ ‫اآلن تُ ْرِق ُ‬
‫أغني ُة مجلس َك َ‬
‫ــــــــــ‬
‫س ِذ ِ‬
‫كر َك‪.‬‬ ‫عالجنا؛ (‪)3‬مجلِ ِسك‪ :‬مجلِ ِ‬
‫تتكفل ِب ِ‬
‫ظ َر إلى وج ِهك؛ ُق ْل لها َّ ْ‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪)1‬ارزقني َّ‬
‫الن َ‬

‫غزل‪35‬‬

‫ِ َّ‬ ‫شأنك أيُّها الو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫الصراخ؟‪ ،‬أنا َوَق َع قلبي م َن الل ْح ِن‪َ ،‬‬
‫أنت ماذا‬ ‫ظ‪ ،‬ما هذا ُّ‬ ‫اع ُ‬ ‫ذه ْب ل َ‬ ‫ا َ‬
‫جرى لك؟(‪)1‬؛‬
‫يحَّلها ِف ْك ُر مخلوق(‪)2‬؛ والى‬ ‫ِ‬
‫صر َخَلَق ُه هللاُ م ْن َع َد ٍم‪ ،‬يا لها مسأََل ًة دقيَق ًة َل ْم ُ‬
‫له َخ ٌ‬ ‫ُ‬
‫اء في أُ ُذني ؛ ُمستجدي‬
‫( ‪)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ناي َّ‬ ‫ِ‬
‫نصائح العاَل ِم ُكّله هو ٌ‬‫ُ‬ ‫كالناي‪،‬‬ ‫أن تُبّل َغني َشَفتُ ُه ُم َ‬‫ْ‬
‫أسير ِع ْش ِق َك م ِّ‬
‫تحرٌر ِم ْن كال العاَل َمين؛‬ ‫يارك مستَ ْغ ٍن عن جَّن ِة ِ‬
‫ُ‬ ‫الخْلد‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫د ِ َ ُْ‬
‫عامٌر ِم ْن هذا الخراب؛‬ ‫لك َّن أساس وجودي ِ‬
‫َ‬
‫س ْكر ال ِع ْش ِق أحالني خراباً‪ِ ،‬‬
‫ُ ُ‬
‫ذاك؛‬
‫عطاء من َ‬ ‫ٌ‬ ‫لك‬
‫نصيب َك‪ ،‬وهذا َ‬‫ُ‬ ‫وره‪ ،‬هذا‬ ‫وج ِ‬ ‫ِ‬
‫ظْل ِم الحبيب َ‬ ‫تبك ِم ْن ُ‬
‫يا قلب ال ِ‬
‫ُ‬
‫الخ ارَف ِة وهذا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْح َر يا حافظ‪ ،‬م ْن هذه ُ‬ ‫الخ ارَف َة‪ ،‬وال تَ ْنف ْث ّ‬‫ا ْذ َه ْب وال تَ ْرِو ُ‬
‫الكثير‪.‬‬ ‫السح ِر‪ ،‬في ِ‬
‫ذاك َرِتي َ‬ ‫ِ‬
‫ّْ‬
‫ــــــــ‬

‫‪49‬‬
‫علي ِ‬
‫شرح‪ :‬من تُرى َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫اخ منك؟‪ ،‬دعني‬ ‫الصر ُ‬
‫حافظاً يا واعظي‪ ،‬وما هذا ُّ‬ ‫أرسَل َك َّ‬
‫َّ‬ ‫فأنت لم تُ ِ‬
‫خصرهُ الَّد ُ‬
‫( ‪)2‬‬
‫قيق الذي َخَلَق ُه هللاُ‬ ‫ُ‬ ‫غير شأني؛‬‫وشأن َك ُ‬‫ُ‬ ‫عان ما أُعاني‪،‬‬ ‫َ‬
‫الخصر َّالذي ال ُيرى وال‬ ‫ِ‬ ‫ظَف ْر ِبها ِف ْك ُر مخلوق‪ ،‬في‬ ‫قيق ِدَّق ًة ل ْم َي ْ‬
‫م َن العد ِم‪َ ،‬د ٌ‬
‫ِ‬
‫خلق ِ‬
‫قول‪،‬‬
‫الع َ‬ ‫حي ُر ُ‬‫الع َدمِ‪ ،‬فهي مسأل ٌة تُ ِّ‬
‫األشياء من َ‬
‫َ‬ ‫بحان ُه‬
‫ّللا ُس َ‬ ‫ك إشارةٌ إلى ِ ّ‬ ‫در ُ‬‫ُي َ‬
‫مع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)3‬‬
‫تفع ُل َ‬ ‫أن تُعط َيني َشَفتُ ُه ُمرادي بُقبَلة كما َ‬‫أحد معناها أبداً؛ إلى ْ‬ ‫أدرك ٌ‬
‫َ‬ ‫وما‬
‫ات ِبال‬ ‫ِِ‬ ‫َّ‬
‫نصائح العاَل ِم في أُ ُذني أصو ٌ‬
‫ُ‬ ‫اء في أذني‪:‬‬ ‫نصائح العاَل ِم ُكّله هو ٌ‬ ‫ُ‬ ‫الناي‪،‬‬
‫حميت حمى سمعي بها عن عواذلي‪،‬‬ ‫قول المكزون‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وشبيه بهذا البيت ُ‬ ‫ٌ‬ ‫معنى‪،‬‬
‫ويصم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحب ُيعمي‬ ‫وقد قيل ُّ‬

‫غزل‪36‬‬

‫ص ٍة ِنصَفيـن؛‬ ‫وداوي ِم ْن ُغ َّ‬‫الس ُّ‬ ‫قلبي َّ‬ ‫النسيـ ِم‪ ،‬وقع‬ ‫وقع في ِيد َّ‬‫ظ َة فرُع َك َ‬ ‫لح َ‬
‫َ َ‬
‫السحـ ِر‪ ،‬لكَّنهـا سقيم ٌة وينبغي االعتراف(‪)1‬؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫عينك َّ ِ‬
‫السـاح َرةُ َع ْيـ ُن سواد ّ‬ ‫َُ‬
‫هو؟‪ ،‬إَّن ُه الُّنق َ‬ ‫ِ ِ‬
‫وداء َوَق َع ْـت‬
‫ط ُة ال َّس ُ‬ ‫األسود في َحْلـقة َفـرع َك أتدري ما َ‬ ‫ُ‬ ‫الخال‬
‫ُ‬ ‫ذلك‬
‫و َ‬
‫في َحْلـَق ِة الجيـم؛‬
‫النعيم؛‬ ‫وقع في َجَّن ِة َّ‬
‫طاووس َ‬ ‫ٍ‬ ‫أي‬‫ذارك‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫فردوس ع ِ‬ ‫ِ‬
‫روض‬ ‫سكي ُة في‬ ‫وجديلتُك ِ‬
‫الم َّ‬ ‫َ‬
‫الطري ِق‪،‬‬ ‫لرؤية وج ِهك‪ ،‬صار ُغبا اًر على َّ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫أي مؤِن َس روحي‪ ،‬قلبي ِم َن الهو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ووَق َع في يد ِّ‬
‫الريح؛‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وض م ْن حماك؛‬ ‫النهـ ِ‬ ‫در على ُّ‬ ‫أمـا َب َدني التُّـراب ُّي‪ ،‬فطيـ ٌن ثقيـ ٌل‪ ،‬ال يقـ ُ‬ ‫َّ‬
‫ظ ِم‬
‫الع ْ‬ ‫عيسوي َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫وقعت على َ‬ ‫ْ‬ ‫النَفس‪ ،‬صورةُ ال ُّرو ِح‬ ‫َّ‬ ‫قد َك على قاَلبي يا‬ ‫ظ ُّل ّ‬
‫الرميم(‪)2‬؛‬
‫َّ‬

‫‪50‬‬
‫ذكر َشَفتَ َك فصار مقيماً ِ‬
‫بباب الحان؛‬ ‫الك َ ِ َّ‬ ‫كان مقام ُه ِبب ِ‬ ‫َّ‬
‫َ ُ‬ ‫عبة‪ ،‬تَ َ‬ ‫اب َ‬ ‫وذاك الذي َ ُ ُ‬‫َ‬
‫الع ْهِد‬
‫حاد في َ‬
‫ِِ‬
‫بينهما االتّ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ائع وغ ُّم ع ْشق َك‪َ ،‬وَق َع ُ‬ ‫ظ َّ‬
‫الض ُ‬ ‫أي محبوبي العزيز‪ ،‬حاف ُ‬
‫القديم‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫ِ‬ ‫الشيخ الكبير محي الدين بن عربي ُّ ِ‬ ‫عين ِس ْح ٍر أسود؛‬
‫كل‬
‫اقع على ّ‬ ‫ظل هللا و ٌ‬ ‫قال َّ ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫عين َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ظ ُّل يرمز إلى‬ ‫ظ َّل)‪ ،‬وال ِّ‬
‫مد ال ِّ‬‫كيف َّ‬
‫ِك َ‬
‫ِ‬
‫الممكنات(ألم َتر إلى رّب َ‬
‫أعيان ُ‬‫ِ‬ ‫إنسان بل على ُك ِّل‬
‫سبحانه من‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الباطن أو الغيب‪ ،‬ف ُّ ِ‬ ‫الخفاء أو ِ‬
‫ُ‬ ‫مقام روحه التي أجراها هللاُ‬ ‫ظل هللا في اإلنسان ُ‬
‫ليه صعودها ورجوعها( ِ‬ ‫أمر ربي) وهي كلم ٌة منه‪ ،‬قائم ٌة ِب ِه‪ ،‬وا ِ‬ ‫رِ ِ‬
‫إليه‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫الرو ُح من ِ ّ‬ ‫يح روحه ( قل ّ‬
‫المي ُت ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫هو َع ْب ُد هللا‪ِّ ،‬‬‫يصعد الكل ُم الطّيب‪ ،‬واَّنا إليه راجعون)‪ ،‬وفي المثنوي‪ :‬ظ ُّل هللا َ‬
‫الح ُّي باهلل‪.‬‬
‫العاَل ِم و َ‬

‫غزل‪37‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫قائم على الهواء(‪)1‬؛‬ ‫العم ِر ٌ‬ ‫اء ُ‬ ‫فبن ُ‬ ‫الخ ْم َر‬
‫أساس ُه واه‪ ،‬وهات َ‬
‫فقصر األمل ُ‬‫ُ‬ ‫تعال‬
‫َ‬
‫علق ُحٌّر؛‬ ‫ِم ْن ُك ِّل لو ٍن ِم ْن ألو ِ‬
‫ان التَّ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحت دوالب الفلك‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫همة ذا َك الذي َ‬ ‫غالم َّ‬
‫ُ‬ ‫أنا‬
‫بشائر َّالتي‬
‫وخرباً‪ ،‬ع ِن ال َ‬ ‫ان ِ‬ ‫أمس في ال ِ‬
‫حان‬ ‫سكر َ‬ ‫ِ‬ ‫نت‬‫لك‪ ،‬وقد ُك ُ‬ ‫أقول َ‬
‫ُ‬ ‫ما‬
‫مالك عاَل ِم الغيب؛‬
‫ُ‬ ‫أعطاني‬
‫المليء‬ ‫وكر‬ ‫المنتهى‪َّ ،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الباز المَل ُّ َّ‬
‫َ‬ ‫إن هذا ال َ‬ ‫كي الذي عش َك في س ْد َرة ُ‬ ‫أن أيُّها ُ َ‬ ‫ْ‬
‫بك(‪)2‬؛‬ ‫ِ‬
‫بالم َحن ال يلي ُق َ‬
‫العرش‪ ،‬وال أدري ما َّالذي جرى َل َك‬ ‫صفير ِّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫رسلو َن إلي َك ِب ِ‬ ‫وهم ي ِ‬
‫النداء م ْن أس َّرة َ‬ ‫ُْ ُ‬
‫الشباك؛‬‫هذ ِه ِّ‬
‫لِتَبقى في ِ‬
‫أخ ْذتُ ُه َع ْن شي ِخ طريقتي(‪)3‬؛‬
‫حديث َ‬
‫ٌ‬ ‫اع َم ْل ِبها‪ ،‬ف َ‬
‫ذاك‬ ‫نصيحتي و ْ‬
‫َ‬ ‫فاذك ْر‬
‫ك ُ‬ ‫نصحتُ َ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫تغتم وال تَ ْن َس نصيحتي‪ ،‬فلطيف ُة الع ْش ِق هذه استفدتُها م ْن واحد َ‬
‫من‬ ‫َّ‬ ‫وال‬
‫السالِكين؛‬
‫َّ‬

‫‪51‬‬
‫اال ِ‬ ‫جبينك‪ ،‬فباب ِ‬ ‫ك عْقدة ِ‬ ‫ارض ِب‬
‫ختيار َل ْن ُيفتَح لي ولك؛‬ ‫ُ‬ ‫عطائك وُف َّ ُ َ َ‬
‫َ‬ ‫و َ‬
‫العجوز هي‬ ‫هذ ِه‬
‫فإن ِ‬‫اهية األساس‪َّ ،‬‬ ‫الدنيا الو ِ‬ ‫هذ ِه ُّ‬
‫بالوفاء بالعهِد ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫تطمع‬ ‫وال‬
‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ‬
‫طابها؛‬‫آلالف ِمن خ َّ‬
‫عروس ل ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ٌ‬
‫الب ُلب ُل الوالِ ُه‪ ،‬فقد َّ‬
‫حق لك‬ ‫تبس ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الورد‪ ،‬فْلت ُن ْح أيُّها ُ‬ ‫ليس ْت في ُّ‬ ‫ش َارةُ العهد والوفاء َ‬
‫الُبكاء؛‬
‫خاط ِر وُلطف الح ِ‬
‫ديث‬ ‫ظم‪ ،‬قبول ال ِ‬ ‫ركيك َّ‬
‫الن ْ‬ ‫أي‬ ‫الح َس َد لِحاف َ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ظ ْ‬ ‫لماذا تَ ْحم ُل َ‬
‫من هللا‪.‬‬ ‫اء َ‬ ‫عط ٌ‬
‫ــــــــــ‬
‫أساس الحياة؛ (‪)2‬الباز‬ ‫تنف ُس الهواء‬ ‫(‪)1‬العمر بناء قائم على الهواء‪ :‬غير ثابت األساس‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫ُ ُْ‬
‫نحن فيها لفترٍة‬ ‫تي‬ ‫الدنيا َّ‬
‫ال‬ ‫ُّ‬ ‫إلى‬ ‫ة‬
‫ر‬
‫ٌ‬ ‫إشا‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫بالم‬ ‫المليء‬ ‫وكر‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ح‬‫و‬‫الر‬
‫ُّ ِ‬ ‫إلى‬ ‫ة‬
‫ر‬
‫ٌ‬ ‫إشا‬ ‫المَلكي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫لجنين في‬ ‫أن شخصاً قال‬ ‫ننكر ما وراءها‪ ،‬قال المولوي‪ :‬لو َّ‬ ‫نا‬ ‫َّ‬
‫وكأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ليها‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ركن‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫قصيرٍ‬
‫ة‬
‫ُ‬
‫مئات ِّ‬
‫الن َع ِم ألنكر؛‬ ‫أن بها ِ‬ ‫ٍ‬
‫وعرض‪ ،‬و َّ‬ ‫ذات ٍ‬
‫طول‬ ‫ا‬ ‫أرض‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الخارِج‬ ‫هناك عاَلماً في‬ ‫الرح ِم‪َّ ،‬‬
‫أن‬
‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫أردت‬ ‫الدين‪ :‬إن‬ ‫الس ْج ِن َّالذي هو ُّ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا‪ ،‬وقال جالل ّ‬ ‫َنصيحتي بالعمل للخالص م ْن هذا ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫َ‬
‫اسج ْد و ِ‬
‫اقتر ْب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب و ُ‬
‫َ‬ ‫تعص‬ ‫الخرب ال‬‫ْ‬ ‫جن‬ ‫الخالص من ّ‬ ‫َ‬

‫غزل‪38‬‬

‫منـي ُدجـى ليـ ٍل‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫وديجور‬
‫ُ‬ ‫مر ّ‬ ‫الع ُ‬
‫وُ‬ ‫ور‬
‫ومي ما به ن ُ‬
‫ْ‬
‫ك يـ‬‫مـ ْن دو ِن وج ِه َ‬
‫نور‬
‫ني حتـى مـا بها ُ‬ ‫بكتك عيـ‬ ‫َ‬ ‫رر‪،‬‬‫اك هللاُ ِم ْن ض ٍ‬
‫الوداع‪ ،‬وقـ َ‬
‫ِ‬ ‫يوم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫معمور‬ ‫ِ‬
‫البيت‬ ‫ات يبقـى بهذا‬
‫ُ‬ ‫هيهـ َ‬ ‫ال لها‬
‫مضى خياُل َك َع ْن عينـي وق َ‬
‫مقبور‬
‫ُ‬ ‫الص ُّب‬ ‫اء‪ ،‬العليـ ُل َّ‬ ‫لك البقـ ُ‬ ‫أن‬‫الرقيـ ُب ب ْ‬
‫افيك َّ‬
‫يو َ‬‫وعن قريـ ٍب‬‫ْ‬
‫معذور‬
‫ُ‬ ‫بالماء يجري ِم ْن ُه‬
‫ِ‬ ‫رف‬ ‫َّ‬
‫فالط ُ‬ ‫يق‪َ ،‬د ٌم‬ ‫ـق ِم ْن‬
‫كبـدي‪ّ ،‬إال أر َ‬ ‫َل ْم يب َ‬
‫مقدور‬
‫ُ‬ ‫صبر لي بع َد هـذا اليو ِم‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫كان لي حيـَل ًة صبري ِب ِ‬
‫هجر َك لي‬ ‫و َ‬

‫‪52‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِم ْن ِّ‬
‫للح ْزن َم ُ‬
‫نذور‬ ‫البكـاء‪ ،‬أنـا ُ‬
‫غم ُ‬ ‫السروِر انتهى مـا ُع ْد ُت أض َح ُ‬
‫داعي ُّ‬

‫ك‬
‫وجه َ‬
‫ولوال ُ‬ ‫نور وج ِه َك‪،‬‬
‫منك‪ ،‬وضياء نهاري من ِ‬
‫ُ‬ ‫منك‪ ،‬وسعادتي َ‬ ‫الخير َ‬
‫ُ‬ ‫نث اًر‪:‬‬
‫بكت عليك‬ ‫وجه َك مكروهٌ‪,‬‬
‫أصاب َ‬
‫َ‬ ‫لكان عمري ليالً حالكاً؛ يوم َّ‬
‫ودعتني‪ ،‬ال‬ ‫َ‬
‫صار‬
‫َ‬ ‫المنزل‬
‫َ‬ ‫إن هذا‬ ‫غادر خياُل َك عيني قائالً‪ :‬أسفاً َّ‬ ‫َ‬ ‫عيني حتّى انطفأت؛‬
‫اآلن ِم ْن َدوَل ِة‬
‫أجلي‪ ،‬و َ‬ ‫عني َ‬
‫ِ ِ‬
‫وصُل َك لي ُيبعُد ّ‬ ‫يع ْد صالِحاً َّ‬
‫للس َك ِن؛ ْ‬ ‫خراباً‪ ،‬ولم ُ‬
‫عذ ُب‬ ‫العاج ُز الم َّ‬
‫ِ‬ ‫بعيد َع ْن َك‪،‬‬
‫قيب‪ٌ ،‬‬ ‫َه ِ‬
‫ُ‬ ‫الر ُ‬
‫يقول َل َك َّ‬
‫ظ ُة ُ‬
‫جاء ْت لح َ‬
‫ليس ببعيد؛ َ‬ ‫جر َك َ‬
‫ليس في مقدوري‪ ،‬و َ‬
‫كيف‬ ‫الص ْب ُر َ‬
‫الص ْبر‪ ،‬و َّ‬‫مات؛ وال حيَل َة في ِهجرِان َك ِسوى َّ‬
‫فهو‬ ‫سال ماء ِبه ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اآلن َ‬ ‫جر َك َ‬ ‫اق ُك َّل َد ِم َكبدي‪ ،‬فإذا َ ً َ‬ ‫الص ْبر؛ مدمعي أر َ‬ ‫أقد ُر على َّ‬
‫للع ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِم ْن ِّ‬ ‫معذور؛ ِ‬
‫س‬ ‫تبق ُ‬ ‫ض ِر َب المأتَ ُم‪ ،‬لم َ‬‫البكاء ال ُيرى ضاحكاً‪ُ ،‬‬ ‫غم ُ‬ ‫حاف ُ‬
‫ِ‬
‫داع َية‪.‬‬

‫غزل‪39‬‬

‫أص َغ ْر‬
‫ْ‬ ‫ص ْح ُن دار ْي شمش ُادهُ َل ْي َس‬ ‫ص َن ْوَب ْر َ‬ ‫الس ْرِو وال َّ‬‫حاج ِة َّ‬ ‫ِ‬
‫روضي ب َ‬ ‫ْ‬
‫ليس‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫أي َم ْذ َه ٍب ليكو َن َدمي ال‬ ‫ابن َّ ِ‬
‫األكبر‬
‫ْ‬ ‫حالل‬
‫ُم َك ال َ‬ ‫حليب أ ّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الدالل على ِّ‬ ‫ْأن َت يا َ‬
‫قرْر‬‫اء ُم َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اء م ْن َك والدو ُ‬ ‫ص الـد ُ‬ ‫ُش ّخ َ‬ ‫طـُل ْب شـراباً‬ ‫وم فا ْ‬ ‫الغمـ ُ‬‫إن أَتَ ْتـ َك ُ‬‫ْ‬
‫ان في س اريـاهُ دوَلـ ٌة والعسي ُـر ُم َي َّس ْر‬ ‫شيـ ِخ الحـ ِ‬ ‫ِ‬
‫تك ْن الزماً أل ْعتـ ِ‬
‫اب ْ‬ ‫ول ُ‬
‫ان ُم َك َّرْر‬‫ف َلم َي ِجئ ِبها على لِس ٍ‬
‫كي َ ْ‬ ‫ص ٍة‬ ‫وعجيـب و ِ‬
‫الع ْش ُق َغ ُّم ُـه َف ْرُد ِق َّ‬ ‫ٌ‬
‫أكبر‬ ‫ِ‬ ‫ماء الحي ِاة ينبع من ُ ِ ُّ‬ ‫نبع ِ‬
‫هللا ْ‬ ‫ظْل َمة الظُلمات ماؤنا نح ُن سا َل م ْن َم َنب ِع ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬

‫دلل‪ِ ،‬من أي ِ‬
‫َّة َش َج َرٍة‬ ‫َّ‬ ‫الس ِ‬ ‫حديقتي ليست ِب ِ‬
‫الم ُ ْ‬ ‫شمشاد خانتي ُ‬
‫ُ‬ ‫الصنوبر‪،‬‬
‫رو و َّ‬ ‫حاجة َّ‬ ‫ْ‬
‫أصغر(‪)1‬؛‬
‫َ‬ ‫هو‬
‫َ‬

‫‪53‬‬
‫أح َّل َل َك ِم ْن َل َب ِن‬ ‫تدين‪ ،‬حتّى يكو َن دمي َ‬ ‫مذهب ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الولد الم َدَّلل‪ِ َ ،‬‬
‫أنت ب ِّ‬
‫أي‬ ‫يا أيُّها ُ ُ ُ‬
‫ُمك(‪)2‬؛‬ ‫ِ‬
‫أّ‬
‫اؤك‬ ‫داؤك م َّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫إذا رأيت نْقش َ ِ‬
‫ص‪ ،‬ودو َ‬ ‫شخ ٌ‬ ‫الغ ِّم م ْن بعيد‪ ،‬فاطُلب الشراب‪ ،‬ف َ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫قرٌر(‪)3‬؛‬ ‫ُم َّ‬
‫الف َرُج‬‫اي‪ ،‬و َ‬ ‫الدوَل ُة في ذلِ َك َّ‬
‫السر ِ‬ ‫أسح ُب رأسي‪َّ ،‬‬ ‫كيف َ‬ ‫المغان‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫يخ‬
‫ان َش ِ‬ ‫ِم ْن إيو ِ‬
‫ناك ُم ْح َك ٌم؛‬
‫ُه َ‬
‫كرٍر‬ ‫بم َّ‬ ‫وليس ِقصصاً شتّى‪ ،‬والعجي ُب ّأني ما‬ ‫ِ‬ ‫الع ْش ِق ِق َّ‬‫غم ِ‬
‫سمعت ُ‬‫ُ‬ ‫ص ٌة واحدةٌ‪َ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫سان؛‬‫منها ِمن لِ ٍ‬
‫سيقول لي وما‬ ‫اليوم ما‬ ‫ِ‬ ‫س أعطاني الو ْع َد بالو ِ َّ‬ ‫ليَل َة األم ِ‬
‫ُ‬ ‫اب في رأسه‪َ ،‬‬ ‫صل والشر ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫يدور لي في رأسه؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ال ِ‬
‫خد‬
‫خال على ّ‬ ‫النسيمِ‪َّ ،‬إنها ال ُ‬ ‫ليل َّ‬ ‫الع َ‬
‫كن‪ ،‬وهذا الهوا َء َ‬ ‫وماء ُّ‬‫َ‬ ‫تع ْب شيرَاز‪،‬‬
‫الس ْبع؛‬ ‫ِ‬
‫المدائن َّ‬
‫ينب ُع ِم ْن َم ْن َب ِع‬
‫نحن الذي ُ‬
‫َّ‬
‫مات‪ ،‬ومائنا ُ‬
‫ُّ ُّ‬
‫ض ِر‪ ،‬ومحل ُه الظُل ُ‬
‫ِ ِ‬
‫بين ماء الخ ْ‬ ‫ناك َفر ٌق َ‬ ‫ُه َ‬
‫هللاُ أكبر(‪)4‬؛‬
‫قدٌر؛‬ ‫ناع ِة‪ ،‬وُق ْل للملِ ِك‪ِّ :‬‬
‫الرز ُق ُم َّ‬ ‫الفْق ِر والَق َ‬
‫ف َ‬ ‫ك َش َر َ‬ ‫نتر ُ‬
‫نحن ال ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫الش ْهِد‬‫فاكه ًة أع َذب ِم َن َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يحمل ِ‬
‫ُ‬
‫ات َقَل ِمك‪َّ ،‬إنه ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫طرف غصن نب ِ‬
‫ظ ما أ ْ َ َ ُ ْ َ‬
‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫الس َّكر‪.‬‬
‫و ُّ‬
‫ـــــــــ‬
‫صحن داري؟ (‪)2‬قال المكزون‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الباسَق ِة في‬
‫دلَل ِة ِ‬
‫ُ‬
‫الش ِ‬
‫مشاد الم َّ‬ ‫(‪ )1‬و َّأي ُة شجرٍة تعلو على شجرِة َّ‬
‫للموت قتل؛ (‪)3‬مقرر‪ :‬ال بَّد ِمنه؛ (‪)4‬الفر ُق بين ِ‬
‫ماء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫حل وفي قتلي ِب ِه‬ ‫حر ُام دمي لمن أهواهُ ُّ‬
‫محله بحر ُّ‬ ‫أن ماء الحياة ُّ‬ ‫لخض ِر ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫الظُلمات وماؤنا‬ ‫ُ ُ‬ ‫الم)‪ ،‬ومائنا‪َ َّ ،‬‬ ‫الس ُ‬
‫(عليه َّ‬ ‫كان لِ ِ ْ‬
‫الحياة الذي َ‬
‫بحر ُّ‬
‫الظُلمات‬ ‫ِ‬
‫الحياة في ِ‬ ‫ماء‬ ‫ِ‬ ‫(قيل َّ‬ ‫ِ‬
‫وجد َ‬
‫الم َ‬ ‫الس ُ‬‫عليه َّ‬ ‫الخضر‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫هللا أكبر َ‬ ‫ينبع من منب ِع ُ‬
‫ُ‬
‫سم‬ ‫ومصاحبت ِه إيَّاه‪ ،‬مذكورة في القرآن‪ ،‬وهللا أكبر هنا‪ِ ،‬‬
‫ا‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫به‬ ‫الم‬‫الس‬ ‫ِ‬
‫عليه‬ ‫موسى‬ ‫لقاء‬ ‫ة‬ ‫وقص‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫مال شيراز)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫منب ِع ِ‬
‫نهر ُركناباد‪ ،‬الواق ِع بين جبلين ش َ‬

‫‪54‬‬
‫غزل ‪40‬‬

‫َأربي‬ ‫أبو ُابها فعسى ُيقضى ِبها‬ ‫ـان ُم ْش َـرَع ٌة‬ ‫إن الـح َ‬‫مد هلل َّ‬ ‫الح ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الع َن ِب‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة ال ِم ْن َخ ْم َرِة‬ ‫ِ‬
‫خمر‬ ‫ِ‬
‫ِق مـ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اش ٌة ُمل َئ ْت م ْنها األبـار ُ‬
‫جي َ‬
‫َّ‬
‫َسببي‬ ‫مائ ِه‬
‫َفْقر وَفقري إلى نع ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫الل وبي‬ ‫ِ‬
‫رور َوك ْبٌر والـَّد ُ‬‫ِبه ُغـ ٌ‬
‫ِ‬
‫الكتُ ِب‬
‫يس ُي ْش َرُح باألقـال ِم و ُ‬ ‫فَل َ‬ ‫ديث َّالذي تَروي َجديَلتُه‬ ‫الح ُ‬ ‫ال َ‬ ‫طـ َ‬

‫حتاج؛‬
‫وج َه ُم ٍ‬ ‫وج ْه ُت إلى باِبها ْ‬ ‫الحان ِة مفتوٌح‪ ،‬فقد َّ‬
‫َ‬ ‫باب‬
‫أن َ‬ ‫المن ُة هللِ َّ‬
‫َّ‬
‫تصرُخ ِم َن ُّ‬ ‫ِ‬
‫الس ْك ِر‪ ،‬و َ‬
‫الخ ْم ُر فيها حقيَق ٌة‪ ،‬ال َمجاز(‪)1‬؛‬ ‫تجوش‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫الخ ْم ِر فيها‬‫نان َ‬ ‫د ُ‬
‫سكن ٍة وعج ٍز و ِ‬
‫افتقار؛‬ ‫رور وتكب ٍُّر‪ ،‬و ِمّنا ُك ُّل َم َ َ َ ْ‬‫وغ ٍ‬ ‫ِم ْن ُه ُك ُّل ُس ْك ٍر ُ‬
‫ِ‬
‫الس ّر؛‬ ‫ِ‬ ‫لغ ِ‬‫الس ُّر َّالذي َل ْم أُق ْل ِل َ‬‫ِ‬
‫محرُم ّ‬
‫فهو َ‬ ‫أقول‪َ ،‬‬ ‫أقول‪ ،‬للحبيب ُ‬ ‫ير‪ ،‬وال ُ‬ ‫ّ‬
‫فهذ ِه‬
‫مكن‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تداخَل ِة َحَلقاً‪،‬‬
‫جعد ِة الم ِ‬ ‫ض ِ‬
‫اإليجاز فيه ال ُي ُ‬
‫ُ‬ ‫فيرة المعشوق ُ‬
‫الم َّ َ ُ‬ ‫وصف َ َ‬ ‫ُ‬
‫قص ٌة طويل ٌة(‪)2‬؛‬‫َّ‬
‫تحت‬ ‫وج َه ُه‬ ‫قلب المجنو ِن‪ ،‬وج ْع َد ُ ِ‬ ‫تشرُح) ِحمل ِ‬
‫َ‬ ‫محمود ْ‬
‫َ‬ ‫ضع‬
‫وو َ‬‫ط َّرة ليلى‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫( َ‬
‫أخم ِ‬
‫ص َق َد ِم إياز(‪)3‬؛‬ ‫َْ‬
‫جديد على َو ْج ِه َك الجميل؛‬ ‫ٍ‬ ‫كالباز‪ِ ،‬ألفتَ َحها من‬‫ِ‬ ‫ميع العاَل ِم‬
‫أغَلْق ُت عيني َع ْن َج ِ‬
‫الصالة؛‬
‫ين ّ‬ ‫ماك‪ ،‬يكو ُن ِم ْن ِقْبَل ِة حا ِجِب َك في َع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يجيء إلى َك ْع َبة ح َ‬ ‫ُك ُّل َش ْخ ٍ‬
‫ص‬
‫ُ‬
‫ظ ِ‬ ‫قلب ِ‬ ‫اق ِ‬ ‫س‪ ،‬عن ِ‬
‫احتر ِ‬ ‫ِ‬
‫ِق‬
‫فهو يحتَر ُ‬‫الش ْم َع‪َ ،‬‬
‫المسكين اسألوا ّ‬ ‫حاف َ‬ ‫الم ْجل ِ َ ْ‬ ‫أهل َ‬ ‫يا َ‬
‫ويذوب ِمثَل ُه‪ ،‬على َّ‬
‫الدوام‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ـــــــــ‬
‫الدنان في ِ‬
‫حانة العشق مملوءةٌ بالخمرِة َّالتي‬ ‫( ‪ِ )1‬‬
‫تجوش (تغلي) فيها وهي خمرةُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫( ‪)2‬‬
‫فالقص ُة طويل ٌة ال‬
‫َّ‬ ‫المعرفة‪ ،‬أو الخمرةُ الحقيقيَّ ُة‪ ،‬ال خمرة العنب الباطلة؛‬

‫‪55‬‬
‫ٍ‬
‫بحديث قصير؛ (‪)3‬محمود هو‬ ‫الكتُ ُب‪ ،‬وال تكو ُن‬
‫تسعها ُ‬
‫األقالم‪ ،‬وال ُ‬
‫ُ‬ ‫تشرحها‬
‫ُ‬
‫جميل معشوق‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ركي‬
‫غالم تُ ٌّ‬
‫لطان محمود الغزنوي‪ ،‬واياز ٌ‬
‫الس ُ‬
‫ُّ‬

‫غزل‪41‬‬

‫شر ْب‪،‬‬ ‫اخ َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫الخ ْم َر م ِ‬ ‫غم َّ‬


‫الرباب ال تَ َ‬ ‫صر ِ‬ ‫الوْرد ُمعط َرةٌ‪ ،‬على ُ‬ ‫يح َ‬ ‫فر َح ٌة‪ ،‬ور َ‬ ‫ُ‬ ‫أن َ‬ ‫رَ‬
‫الم ْحتَ ِس ُب ِ‬
‫صارٌم(‪)1‬؛‬ ‫ُ‬
‫قام ْت؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َّام الف ْت َنة َ‬
‫فاشر ْب ب َعْقل‪ ،‬فأي ُ‬ ‫َ‬ ‫صراحيَّة وحريف‪،‬‬ ‫صْل َت على ُ‬ ‫واذا ما َح َ‬
‫تح َت ثوِب َك المرَّق ِع‪َّ ،‬‬ ‫وأ ْخ ِ‬
‫الصراحيَّة(‪)2‬؛‬
‫ين ُّ‬ ‫مان َسَّف ٌ‬
‫اك‪َ ،‬ك َع ِ‬ ‫فالز ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكأس ْ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫وزمان التَّقوى؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولن ْغ ِسل ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫الوَرِع‪،‬‬
‫العين‪ ،‬فذا موس ُم َ‬ ‫الخ َر َق م َن َ‬
‫الخ ْم ِر بماء َ‬ ‫َ ْ‬
‫الفَل ِك المنكوس‪ ،‬إنَّ ُه ِ‬ ‫ورِة َ‬ ‫يش َّ ِ‬ ‫الع ِ‬
‫الخ ْم َر‬
‫صافي َ‬
‫َ‬
‫يمزُج‬ ‫َ‬ ‫السعيد في َد َ‬ ‫ال تَْب َح ْث َع ِن َ‬
‫ُج ْمَل ًة باألَل ِم في َّ‬
‫الد ّن؛‬
‫ماء‪ ،‬من ضحاياه ر ِ‬ ‫وسفاك ِد ٍ‬ ‫ِ‬
‫تاج ﭙرويز؛‬ ‫أس كسرى و ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫بال َّ ُ‬ ‫ك العالي غر ٌ‬ ‫الفَل ُ‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِشعر ِ‬
‫بغداد ووْق ُت تبريز‪.‬‬‫َ‬ ‫وفارس‪ ،‬أقِب ْل فهذه َ‬
‫نوب ُة‬ ‫اق ِ‬ ‫ظ َفتَ َح العر َ‬ ‫حاف َ‬ ‫ُْ‬
‫ــــــــ‬
‫حاك ُم‬ ‫ألخ ِذ الح َذ ِر‪ِ ،‬أل َّن ِ‬
‫حاكم شيراز َّالذي رم َز له بالمحتَ ِس ِب‪ ،‬وهو ِ‬ ‫دعوةٌ ْ‬
‫الغ َزل َ‬
‫في هذا َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ََ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الخ ْم ِر ِمنه‪.‬‬
‫مص ُّب َ‬
‫وعين ُه َ‬
‫الخ ْمر‪ُ ،‬‬
‫يق َ‬
‫الصراحيَّة إبر ُ‬
‫الشراب؛ (‪ُّ )2‬‬ ‫صارم‪ ،‬وي ِ‬
‫عاق ُب على َّ‬ ‫المدينة‪ُ ٌ ِ ،‬‬
‫َ‬

‫غزل‪42‬‬

‫ِس َّـر قلِبي أُبدي ُ‬


‫(‪)1‬‬
‫هوس‬
‫ُ‬ ‫لكم‪،‬‬ ‫وس‬‫لكم‪ ،‬هـ ُ‬ ‫ال قلبـي أحكي ُ‬
‫حـ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫هوس‬
‫ُ‬ ‫بين المال صيتُها‪،‬‬
‫ذاع َ‬ ‫َ‬ ‫سترها عن رقيـ ٍب وقـد‬
‫قصتي ُ‬ ‫َّ‬
‫(‪)3‬‬
‫هوس‬ ‫فجرها‪،‬‬ ‫أعزهـا من شر ٍ‬
‫يفة‪ ،‬إلى ِ‬ ‫القدر‪ ،‬مـا َّ‬
‫ِ‬ ‫النوم في ِ‬
‫ليلة‬ ‫معك َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪56‬‬
‫ٍ‬ ‫الد ِر ِ‬
‫حب ُة ُّ ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫هوس‬
‫ُ‬ ‫ثقبهـا في ظال ِم ليلتي‬
‫ُ‬ ‫لطيفة‬ ‫هذه يا لهـا من‬ ‫َّ‬
‫وس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باألهداب ٌّ‬ ‫َك ْن ُس ُغبـ ِار ال ّ‬
‫طر ِ‬
‫عز ولي به هـ ُ‬ ‫بك‬
‫يق عن در َ‬
‫هوس‬
‫ُ‬ ‫فجر مـن ليلتي‪،‬‬ ‫يـا صبـا فعندي لكي أتـفـتَّـ َح في ال ِ‬ ‫َم َد َداً‬
‫هوس‬
‫ُ‬ ‫المـَّدعي‬
‫ظ ُ‬ ‫ال عن حـاف َ‬ ‫ِشعـ ِر ُّ‬
‫السكـارى علـى رغ ِم مـا قـ َ‬ ‫نظم‬
‫ُ‬

‫اك تُصغي إلى ِ‬ ‫إليك عن ِ‬ ‫َّ‬ ‫حد الهو ِ‬


‫خبر‬ ‫حال قلبي‪ ،‬وأر َ‬ ‫ألتحد َث َ‬ ‫س‪،‬‬ ‫تبلغ َّ َ َ‬‫بي رغب ٌة شديدةٌ ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫قباء؛‬ ‫الفاشَي ِة عن ُّ‬


‫الر ِ‬ ‫قصتي ِ‬ ‫ِ‬
‫بإخفاء َّ‬ ‫ِ‬
‫الهوس‪،‬‬ ‫بلغ َّ‬
‫حد‬ ‫َّ‬
‫الساذ ِج‪ ،‬الذي َ‬ ‫ظر إلى طمعي َّ‬ ‫قلبي؛ (‪)2‬ان ُ‬
‫الشر ِ‬
‫يفة العزيزِة‪،‬‬ ‫القدر َّ‬
‫ليلة ِ‬‫كيان وجودي‪ ،‬في ِ‬‫بكل ِ‬ ‫الهوس‪ ،‬ألكو َن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تبلغ َّ‬
‫معك ّ‬ ‫حد‬ ‫وبي رغب ٌة ُ‬
‫(‪)3‬‬

‫الليل‪ ،‬هل هي قصيدةُ ٍ‬


‫غزل‬ ‫ِ‬
‫ظلمة ِ‬ ‫وثقبها في‬ ‫َّالتي هي ليل ُة لقائي بك؛ (‪َّ )4‬‬
‫حب ُة ُّ‬
‫الدّر الّلطيف ُة‪ُ ،‬‬
‫البيت إشارة ِ‬
‫لليلة َّ‬
‫الزفاف‪.‬‬ ‫ينظمها؟ وقالوا في هذا ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪43‬‬

‫ص ْح َب َة‬ ‫الشو ِق ص ْح ُن ُ ِ‬ ‫باع ُث َّ‬ ‫ِ‬


‫طيب‪ ،‬ورعى هللاُ ُ‬ ‫حب ُة الّندامى تَ ُ‬
‫ص َ‬ ‫البستان‪ ،‬وكم ُ‬ ‫َ‬
‫يطيب(‪)1‬؛‬
‫ُ‬ ‫اب ِمنها‬ ‫أه ِل َّ‬
‫الشر ِ‬ ‫الورد‪ ،‬فكم َوْق ُت ْ‬ ‫ِ‬
‫أه ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طِّي ُب‬ ‫بالشذا‪ُ ،‬ك َّل ٍ‬ ‫الصبا‪َّ ،‬‬
‫أنفاس ْ‬ ‫طيب‬
‫نع ْم‪ُ ،‬‬ ‫نع ْم َ‬
‫أنفاس أرواحنا‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫حين‪ ،‬تُ َ‬ ‫َّ‬
‫الغ ار ِم يطي ُب(‪)2‬؛‬
‫انتح ْب‪،‬‬ ‫النقاب‪ ،‬فيا أيُّها البلبل الحزين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع َزف الورُد َن ْغم َة َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُُ‬ ‫الرحيل ْقب َل أن يرَف َع ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫(‪)3‬‬
‫يطيب ؛‬‫ُ‬ ‫منه‬
‫حيب ُ‬ ‫الن ُ‬ ‫ين َّ‬ ‫فالحز ُ‬
‫ين في‬ ‫الحبيب َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اك‪ ،‬ففي ِ‬ ‫الطائر الحسن َّ ِ‬ ‫أيُّها َّ‬
‫للساهر َ‬ ‫عشق‬ ‫درب‬ ‫الصوت‪ُ ،‬بشر َ‬ ‫ُ ََُ‬
‫ويطيب(‪)4‬؛‬ ‫البكا‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الّليل يع ُذ ُب ُ‬
‫ِ‬
‫عيش‬ ‫غير‬ ‫أهل المجو ِن‪ ،‬وال َ‬ ‫عند ِ‬‫قلب سوى َ‬ ‫الوجود راح ُة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ما ِببازِار عاَل ِم‬
‫عيش َ‬ ‫َ‬
‫يطيب(‪)5‬؛‬
‫ُ‬ ‫السكارى‬ ‫ّ‬

‫‪57‬‬
‫ليس ِبهذا َّ‬
‫الد ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ير القدي ِم‪،‬‬ ‫باألمس م ْن لسانه إلى أُ ُذني‪َ :‬‬ ‫الح ُّر‬
‫وس ُن ُ‬ ‫الس َ‬‫قال لي َّ‬
‫َ‬
‫يطيب؛‬ ‫عيش‬
‫ين‪ٌ ،‬‬ ‫عيش ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫المخّف َ‬
‫ُ‬ ‫غير‬

‫تحسب َّن أحو َ‬


‫ال‬ ‫َ‬ ‫دع ا ُّلدنيا وال‬ ‫ِ‬
‫للقلب‪ِ ،‬‬ ‫عاد ِة‬
‫الس َ‬
‫يق َّ‬ ‫رك ُّ‬
‫الدنيا طر ُ‬
‫ظ‪ ،‬القول ِبت ِ‬
‫ُ‬ ‫حاف ُ‬
‫طيب‪.‬‬
‫مالكيها ت ُ‬
‫ــــــــ‬
‫األحباب جميَل ٌة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وص ْح َب ُة‬ ‫يبع ُث َّ‬ ‫البس ِ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ط‪ُ ،‬‬ ‫النشا َ‬ ‫تان َ‬ ‫ص ْح ُن ُ‬ ‫ترجمة نثرية وشرح‪َ :‬‬
‫ذك َرنا بالحبيب‬ ‫الش ِاربين (إذا دخلنا البستان َّ‬ ‫فم ْن ُه يطيب وْق ُت َّ‬ ‫طاب وْقت الورِد‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ َْ‬
‫ظهر‬
‫ين معنا‪ ،‬واذا ما َ‬ ‫العاشقين ال ّذاكر َ‬
‫َ‬ ‫صحب ُة‬ ‫تطيب لنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫فثارت أشواُقنا‪ ،‬وكم‬
‫الجمالي ُة‬ ‫يات‬ ‫ِ‬ ‫اب َّ‬
‫الطِّي ِب و ُّ‬ ‫بالشر ِ‬
‫بيع أغرانا َّ‬ ‫الب ِ‬
‫ّ‬ ‫الس ْكر(التّجّل ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫ستان‪ ،‬في َّ‬ ‫الورد في ُ‬ ‫ُ‬
‫سكر(من ِ‬ ‫اب الم ِ‬ ‫بالشر ِ‬ ‫العاشق وتغر ِ‬ ‫الشو َق في ِ‬ ‫تبعث َّ‬ ‫للمعشو ِق‬
‫ذكر‬ ‫ُ‬ ‫يه ّ‬ ‫ِ ُ‬ ‫قلب‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحبيب)؛ ِم َن َّ‬
‫( ‪)2‬‬
‫أنفاس‬ ‫طهارَة‬
‫َ‬ ‫أجم َل‬
‫مشام أرواحنا‪ ،‬نعم نعم‪ ،‬ما َ‬ ‫ُّ‬ ‫َّب‬
‫طي ُ‬ ‫الصبا‪ ،‬ت َ‬
‫أنفاس‬
‫َ‬ ‫طي ُب‬‫الدوام‪ ،‬فتُ ِّ‬ ‫تهب على َّ‬ ‫طر الحبيب‪ُّ ،‬‬ ‫الصبا الحامل ُة لِ ِع ِ‬ ‫حبين (و َّ‬ ‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫أرو ِ‬
‫عبير من‬ ‫ٍ‬ ‫عبير المعشوق ُّ‬
‫(وكل‬ ‫ِ‬ ‫طي َب ٌة‪ ،‬من‬‫أنفاس ُهم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وجميع العاشقين‬ ‫ِ‬ ‫احنا‪،‬‬
‫أن تتفتَّح؛‬ ‫السَف ِر َق ْب َل ْ‬ ‫الوردةُ َع َزَم ْت على َّ‬ ‫قصير‪ ،‬و َ‬ ‫ٌ‬ ‫الوْرِد‬
‫زمان َ‬‫ُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫حمٍد)؛‬ ‫ِ‬
‫عبير ُم َّ‬
‫تطيب ليالي‬ ‫ُ‬ ‫يق ِع ْش ِق الحبيب‬ ‫ناء‪ ،‬ففي طر ِ‬ ‫الغ ِ‬ ‫الطائر ع ْذب ِ‬
‫ُ َ ُ‬
‫(‪)4‬لك الِبشارة أيُّها َّ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫فعليك‬ ‫لك المعشو ُق أيُّها البلبل (العاشق)‪،‬‬ ‫ين با َّلنحيب (إذا لم‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫يتجل َ‬ ‫َّ‬ ‫الساهر َ‬
‫ِ‬
‫طي ٌب‬‫منه ِّ‬‫كاء ُ‬ ‫يسعد بالبكاء‪ ،‬وال ُب ُ‬ ‫ُ‬ ‫وكل حز ٍ‬
‫ين‬ ‫البكاء سعادةٌ‪ُّ ،‬‬ ‫بالبكاء فلك في‬
‫الرو ِح‪،‬‬ ‫القلب و ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجميل‪ :‬البكاء ال يكو ُن ّإال من العاشقين‪َّ ،‬‬
‫أمر ّ‬ ‫ألن ُه بحك ِم‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫الحسن‬ ‫العاشق‬ ‫َّ‬
‫يل‪ ،‬فهنيئاً لك الّليالي الطويل َة أيُّها‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أطي ُب أوقاته الل ُ‬ ‫و َ‬
‫سعادةُ َقْل ٍب ِ‬
‫لغير‬ ‫َ‬ ‫ليس في بازِار العاَل ِم‬ ‫َ‬
‫( ‪)5‬‬
‫وت(وسب ْح ُه ليالً طويال)؛ ؛‬ ‫ِّ‬ ‫الص‬
‫َّ‬
‫كر والمجو ِن‬ ‫الس ِ‬ ‫للعاشقين و ِ‬ ‫المعربِ َ‬
‫أهل ُّ‬ ‫َ‬ ‫سعاد َة ّإال‬
‫َ‬ ‫العيَّارين (ال‬ ‫دين و َ‬ ‫السكارى ُ‬ ‫ّ‬
‫تطمئن القلوب) ؛‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫بذكر هللا‬ ‫بذكر الحبيب(أال ِ‬ ‫المشغولين ِ‬ ‫الدنيا و‬ ‫غين من ُّ‬
‫َ‬ ‫الفار َ‬
‫ير‬‫الد ِ‬
‫األحمال‪ ،‬في هذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫أن خفيفي‬ ‫الح ِّر‪َّ ،‬‬ ‫وس ِن ُ‬ ‫س ِم َع ْت أُ ُذني ِم ْن لِ ِ‬
‫الس َ‬‫سان َّ‬ ‫َ‬

‫‪58‬‬
‫عاد ِة الَق ِ‬
‫لب لِ َكي ال‬ ‫يق َس َ‬ ‫حافظا‪ ،‬الَق ْو ُل ِبتَ ْرِك ُّ‬
‫الَقدي ِم‪ ،‬حاُلهم حسن؛ ِ‬
‫الدنيا طر ُ‬ ‫ُْ َ َ‬
‫ال مالِكي ُّ‬
‫الدنيا َجميَلة‪.‬‬ ‫ظ َّن َّ‬
‫أن أحو َ‬ ‫تَ ُ‬

‫غزل‪44‬‬

‫ان ص َار لِ ُلب ُلب ِل‬


‫ف لِس ٍ‬ ‫ف لِْلبْلب ِل جام خم ٍر ص ٍ‬
‫اف‪ ،‬ماءة أْل ِ‬ ‫رفع الورد ِب َ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫الك ّ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اف؛‬‫الوص ِ‬
‫َّ‬
‫الب ْح ِث‪،‬‬ ‫للد ْر ِ‬
‫س‪ ،‬و َ‬ ‫وخ ْذ َد ْفتَ ِر ِّ‬
‫الش ْع ِر‪ ،‬فال َ‬
‫وقت َّ‬ ‫لصحاري‪ُ ،‬‬ ‫فاسُل ِك َّ‬
‫الد ْر َب لِ َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫الك ْشف في َّ‬
‫الكشاف؛‬ ‫ِ‬ ‫و َ‬
‫اف ِ‬‫اء‪َّ ،‬التي طار ِمن الق ِ‬‫وكن مثَل العنق ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْيتُها‬ ‫َ َ‬ ‫واعتَ ِزْل َع ِن َ‬
‫الخْل ِق تَ ْشتَه ْر‪َ َ ْ ُ ،‬‬
‫لِْل ِ‬
‫قاف؛‬
‫ف‬‫كالذه ِب األحم ِر‪ ،‬فاصم ْت ِل َكي ال تَصير إلى ذلك الم َزِي ِ‬
‫كات َّ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ّ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الن ُ‬ ‫ظ‪ ،‬هذي ّ‬ ‫حاف ُ‬
‫الصر ِ‬
‫اف‪.‬‬ ‫َّ ّ‬

‫يذك ُر‬ ‫ف كأساً من الخم ِرة َّ ِ‬ ‫نث اًر‪:‬اآلن والوردة ترفع َ ِ‬


‫هو ُبْلُبُلها ُ‬‫الصافية‪ ،‬ها َ‬ ‫َ‬ ‫بالك ّ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬
‫ألف لِسان ؛‬
‫( ‪)1‬‬ ‫أوصاَفها ِب ِم َئ ِة ِ‬
‫ض ْع ُه‬‫الصحرِاء‪ ،‬فالوقت قصير فال تُ ِ‬ ‫سبيل َّ‬ ‫األشعار‪ ،‬واسلُ ْك‬‫ِ‬ ‫اطُل ْب دفتَ َر‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫المدرسة و ِ‬
‫البحث في التَّفاسير(‪)2‬؛‬ ‫ِ‬ ‫رس في‬ ‫بالد ِ‬
‫َّ‬
‫خير ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْم َر حرٌام ولكَّنها ٌ‬‫أن َ‬ ‫األمس سكراناً‪ ،‬وأفتى َّ‬ ‫كان ليَل َة‬
‫الم ْد َرَسة َ‬ ‫فقيه َ‬
‫ُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫مال األوقاف ؛‬ ‫ِ‬
‫ين‬ ‫بالثُّماَل ِة و َّ ِ ِ‬
‫هو َع ُ‬ ‫الساقي َ‬ ‫فك ُّل ما َف َع َل َّ‬
‫فاشر ْب هنيئاً‪ُ ،‬‬
‫لك‪َ ،‬‬ ‫الصاف َية‪ ،‬ال ُح ْك َم َ‬
‫ِ‬
‫األلطاف لنا(‪)4‬؛‬

‫‪59‬‬
‫صيت‬
‫َ‬ ‫اس‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫اك َّ‬
‫الن ُ‬ ‫العنقاء مثالً‪ ،‬فال ير َ‬
‫َ‬ ‫انزِو‪ ،‬واتَّ ِخِذ‬ ‫انَقط ْع َع ِن َ‬
‫الخْل ِق‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫القاف إلى القاف(‪)5‬؛‬ ‫ص َل ِم َن‬ ‫َّ‬ ‫الم ِ‬
‫ين في الزوايا َو َ‬ ‫الساكن َ‬‫نعزلين َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الذ َه ِب وصان ِع‬ ‫ط ِرِز َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أه ِل م ْه َنتي‪،‬‬
‫كاية ُم َ ّ‬‫عين ح َ‬
‫ُ‬ ‫وخيال ْ‬
‫ُ‬ ‫المَّد َ‬
‫عين‬ ‫حديث ُ‬ ‫ُ‬
‫الحصير(‪)6‬؛‬
‫دين ِة‬
‫الم َ‬
‫ِف َ‬ ‫ظها‪َّ ،‬‬
‫فإن ُم َزّي َ‬ ‫األح َم ِر َ‬
‫فاحف ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫كات كالذ َهب ْ‬
‫ِِ ِ‬
‫الن ُ‬
‫صم ْت‪ ،‬هذه ّ‬ ‫ظ ا ُ‬
‫يا ِ‬
‫حاف ُ‬
‫الص َّراف(‪.)7‬‬
‫هو َّ‬
‫ـــــــــ‬
‫َّ‬
‫اآلن وَق ْد تفتَّ َح ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫الب ُلب ُل‬
‫اء‪ ،‬ها هو ُ‬ ‫منه الوردةُ الحمر ُ‬ ‫البرُع ُم‪ ،‬وأطل ْت ُ‬ ‫َ‬ ‫شرح‪:‬‬
‫أوصافها؛‬‫ِ‬ ‫سان على جمالِها و‬ ‫ألف لِ ٍ‬ ‫ماءة ِ‬ ‫سكر وانبرى يثني ِب ِ‬ ‫العاشق وقد ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الكشاف‪،‬‬ ‫الب ْح َث في‬ ‫ود ِع َّ‬ ‫ِ‬ ‫الصحرِاء‪ُ ،‬‬ ‫(‪)2‬فاسُل ْك‬
‫رس و َ‬ ‫الد َ‬ ‫وكن عاشقاً َ‬ ‫سبيل ّ‬ ‫َ‬
‫أن ِ‬
‫الع َلم‬ ‫اع ِر هو َّ‬ ‫الش ِ‬‫ومقصد ّ‬ ‫للزمخشري‪،‬‬ ‫تفسير القرآن المشهور َّ‬ ‫اف هو‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكش ُ‬‫و ّ‬
‫الطريق‪،‬‬ ‫السير في هذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫وبالع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ليس هادياً في طر ِ‬
‫شق وحدهُ ُيمك ُن َّ ُ‬ ‫لوك‪،‬‬ ‫يق ُّ‬
‫أفضل ِم ْن‬ ‫الخمرة حرام ِ‬
‫ولكَّن ُه‬ ‫ِ‬ ‫رب‬ ‫ٍ (‪) 3‬‬ ‫الع ِ ِ‬ ‫للسالِ ِك غير ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫شق فيه من دليل؛ ُش ُ‬ ‫ُ‬ ‫وما َّ‬
‫أم ِر ما تُعطى‪ِ ،‬م ْن‬ ‫( ‪)4‬‬ ‫األوقاف اّلذي يكون ِمن الوع ِ‬ ‫ِ‬ ‫أكل ِ‬ ‫ِ‬
‫الفقهاء؛ في ْ‬ ‫َّاظ و ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫مال‬
‫فكل ما‬ ‫هناء‪ُّ ،‬‬ ‫صافية‪ ،‬ال ح ْكم لك‪ ،‬فاشرب ما أُعطيت في ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ثُماَل ٍة أو َخ ْم َرٍة‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ َ‬
‫الدنيا‪،‬‬ ‫القاف إلى القاف أي َم َأل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وصل ِم َن‬ ‫( ‪)5‬‬
‫عين األلطاف؛‬
‫َ‬ ‫الساقي هو ُ‬ ‫يسقينا َّ‬
‫منهما قاف‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫فاألقدمون كانوا يقولو َن َّ‬
‫اسم ُك ّل ُ‬ ‫ناك جبلين ُيحيطان بالدنيا‪ ،‬و ُ‬ ‫إن ُه َ‬
‫طائر ُخرافي لم‬ ‫وكل منهما من ز ٍ‬
‫العنقاء ٌ‬ ‫ُ‬ ‫السماء‪ ،‬و‬ ‫ضرةُ َّ‬ ‫مردة خضراء ومنهما ُخ َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ٌّ‬
‫ص ْن َع ِة‬ ‫يت الِّذ ْكر الحسن؛ (‪ِ ُ )6‬‬
‫حديث أهل َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫الص ُ‬
‫ِ‬
‫الدنيا‪ ،‬و ّ‬ ‫وص ْيتُ ُه يمألُ ُّ‬ ‫ط‪ِ ،‬‬ ‫ُي َر ق ّ‬
‫ِ‬
‫صان ُع‬ ‫ب(أين‬ ‫ط ِرِز َّ‬
‫الذ َه‬ ‫ِ‬ ‫الحديث وحديثي‪ ،‬عين ِح ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وم َ ّ‬‫كاية ناس ِج الحصير ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الحصير ِمن ِ‬
‫ظ وأس اررهُ المكنون َة‬ ‫حديث َك يا حاف ُ‬ ‫إن معاني‬ ‫ناس ِج الحرير)؛ (‪َّ )7‬‬ ‫ِ ْ‬
‫ذين يخدعو َن‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫افين ال َ‬ ‫الصر َ‬ ‫من َّ‬ ‫ِفين َ‬ ‫المزّي َ‬‫كالذهب األحمر‪ ،‬فاصمت وصنها عن ُ‬
‫الزائف‪.‬‬ ‫بنقد ِهم َّ‬ ‫الناس ِ‬
‫َّ َ‬

‫‪60‬‬
‫غزل‪45‬‬

‫ـار ِم َن َ‬
‫الغ َزِل‬ ‫َشع ٍ‬
‫ف َخ ْم ٍر َوأ ْ‬ ‫صـر ِ‬ ‫ِ‬
‫َك ْ‬ ‫الخَل ِل‬
‫الي َ‬ ‫َ‬
‫ليل خـ‬ ‫ان َخ ٌ‬ ‫الزمـ ِ‬
‫ما في ّ‬
‫اشر ْب َف ُع ْم ٌـر َعز ٌيز َغيـ ُر ذي َب َد ِل‬ ‫و َ‬ ‫ضيـق ٌة‬‫ِّ‬ ‫إن الـَّد ْر َب‬ ‫َف ُج ْز َخفيـفاً َف َّ‬
‫َك ْم عـالِ ٍم َمـ َّل ِم ْن ِعـْل ٍم ِبـال َع َم ِل‬ ‫حيـ َد َملـوالً ِم ْن ِبال َع َم ٍل‬ ‫الو ْ‬‫َل ْس ُت َ‬
‫الن ْح ُس ِم ْن ُع َّزى َوال ُز َح ِل‬ ‫الس ْعُد و َّ‬
‫ما َّ‬ ‫طْل َعتُ ُه‬ ‫أم ِس ْك ِب ُ‬
‫طـ َّرِة َم ْن َكاْل َبـ ْد ِر َ‬ ‫ْ‬
‫َج ِل‬ ‫لك ْـن أخـاف ِبدر‬ ‫ِ‬ ‫َقْلبـ ْي ُي َرِّجي وصاالً منك في َ‬
‫بي َغ ْـد َرَة األ َ‬
‫ُ َ ْ‬
‫ط َم ٍع‬
‫ـار ٌب ِم ْـن َخمـ َ ِرة َ‬
‫األزِل‬ ‫ِألََّن ُـه ش ِ‬ ‫الد ْه َر ِم ْن َس َك ٍر‬ ‫ظ يصحو َّ‬ ‫وليس ِ‬
‫حاف ُ‬

‫الصافي‬ ‫الخ ْم ِر َّ‬ ‫الزمان ‪ ،‬صر ِ‬ ‫الخَل ِل في هذا ّ‬ ‫ِ‬


‫احَّي ُة َ‬ ‫ُ‬ ‫فيق الخالي م َن َ‬ ‫الر ُ‬ ‫نث اًر‪َّ :‬‬
‫الغ َزل؛‬
‫وسفين ُة َ‬ ‫َ‬
‫العز ُيز بال‬ ‫فالع ْم ُر َ‬
‫الكأس ُ‬ ‫َ‬ ‫اح ِم ْل‬
‫ضِّي ٌق‪ ،‬و ْ‬‫فالم ْع َب ُر َ‬ ‫ِ ٍ‬
‫خفيف ح ْمل َ‬ ‫َ‬ ‫سرعاً‬ ‫ِس ْر م ِ‬
‫ُ‬
‫ِع َوض ؛‬
‫( ‪)1‬‬

‫ماء أيضاً ِب ِه ْم مالَل ٌة ِم ْن ِعْل ٍم‬


‫العَل ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫لول م َّم ْن ُه َو بال َع َمل‪ُ ،‬‬ ‫الم َ‬
‫الوحيد َ‬
‫َ‬ ‫لست أنا‬ ‫ُ‬
‫( ‪)2‬‬
‫بال َع َمل ؛‬
‫وش ْغل العاَل ِم بال ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِب َع ِ‬
‫ثبات وال‬ ‫الم ْع َب ِر المليء بالفتَن‪ ،‬العاَل ُم ُ ُ‬ ‫العْقل في هذا َ‬ ‫ين َ‬
‫َم َحل؛‬
‫الن ْح َس ِم ْن ِ‬
‫تأثير‬ ‫الس ْع َد و َّ‬ ‫ص َّ‬
‫أن َّ‬ ‫ص َ‬ ‫ِ‬ ‫ط َّ ِرة َم ْن َو ْج ُه ُه َ‬
‫أمس ْك ِب ُ‬ ‫ِ‬
‫كالب ْدر وال ترو الَق َ‬
‫الزْه َ ِرة وُز َحل(‪)3‬؛‬ ‫ُّ‬
‫يق العم ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قاط ُع‬ ‫األج َل في طر ِ ُ ْ‬ ‫الكبير ب ِوصال َو ْجه َك‪ ،‬لك َّن َ‬ ‫ُ‬ ‫األم ُل‬
‫له َ‬ ‫قلبي ُ‬
‫الطريق؛‬ ‫َّ‬
‫أي د ٍ ِ‬
‫ان ِم ْن َخ ْم َرِة َ‬
‫األزل‪.‬‬ ‫ور‪ ،‬ألَّن ُه سكر ٌ‬ ‫ِ‬
‫لن ُيرى صاحياً ِب ِّ َ‬
‫ظ ْ‬
‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫ـــــــــ‬

‫‪61‬‬
‫الصعب‪،‬‬ ‫النجاة َّ‬‫بالذنوب‪ ،‬فتعجز عن قطع طريق ّ‬ ‫هر ُّ‬ ‫تكن مثَقل َّ‬
‫الظ ِ‬ ‫جز خفيفاً‪ ،‬أي ال ُ ُ َ‬
‫(‪)1‬‬

‫المخِّفين َّالذين ال يحملو َن األوزَار‬ ‫ِ‬


‫غير ُ‬
‫يجوز فيه ُ‬
‫ُ‬ ‫وخطير‪ ،‬وال‬
‫ٌ‬ ‫وصعب‬
‫ٌ‬ ‫يق اآلخرِة ِّ‬
‫ضي ٌق‬ ‫فطر ُ‬
‫اغتنم ُفرص َة عمرك اّلتي لن تدوم؛‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ظهورِه ِ‬
‫ِ‬
‫زر ُيثق ُل الظهر)‪ ،‬واشرب الخمر و ْ‬ ‫م(الو ُ‬ ‫على‬
‫َّة البَّد أن ت ْث ِمر العمل‪ ،‬والمتَّقون هم اّلذين يقولون ويفعلون (كبر مقتاً عند هللاِ‬
‫ِ‬
‫شجرةُ المحب ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ََ‬
‫لك‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫بحبل ٍ‬ ‫أن تقولوا ما ال تفعلون)؛ (‪ِ )3‬‬
‫كالقمر تُكتَ ْب َ‬ ‫وجه ُه‬
‫ذلك الذي ُ‬ ‫متين من فرِع َ‬ ‫أمس ْك‬
‫ضَّاًر وال نفعاً‪.‬‬
‫لك ُ‬
‫يملك َ‬
‫وغيرهُ ال ُ‬ ‫َّ‬
‫النجاة‪ُ ،‬‬

‫غزل ‪46‬‬

‫اي عندي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ان ُدني َ‬
‫فسلط ُ‬
‫الحبيب كما أبتغي‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الكف و‬
‫الخمر في ّ‬
‫مع الورد و ُ‬ ‫أي يو ٍم َ‬
‫ُّ‬
‫الم؛‬
‫ُغ ُ‬
‫س اليو ِم بدر ِ‬
‫وجه‬ ‫الشم َع للجم ِع‪ ،‬ففي مجلِ ِ‬
‫الليل َة ال تُحضروا َّ‬ ‫ُقل لهم ِ‬
‫هذه َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تمام؛‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ُ‬
‫ِ‬
‫الورود‬ ‫سرو في كسوِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخمر َّ‬
‫لكنها في غياب وجه َك يا ُ‬ ‫ُ‬ ‫وحالل في مذهبي‬
‫ٌ‬
‫حرُام؛‬
‫الجام؛‬
‫ُ‬ ‫دار‬ ‫ِ‬
‫العقيق مشغول ٌة‪ ،‬وأي َن َ‬ ‫اي‪ ،‬وعيني ِب ِشف ِاه‬ ‫الرباب ُة و َّ‬
‫الن ُ‬
‫أُ ُذني لَِّلذي ِ‬
‫قالت َّ‬
‫َّب من ِم ْس ِك فرِع َك منَّا‬ ‫العطور‪ ،‬وفي ُك ِّل ٍ‬
‫آن تَطي ُ‬ ‫ِ‬ ‫جمعنا في ِغنى عن مز ِ‬
‫يج‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫المشام؛‬
‫ُ‬
‫هد‪ ،‬ما أشتهي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشهد مثلي‪ ،‬عذب شفاه َك ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َّك ِر العذب و َّ‬ ‫ِ‬
‫حد ْث ِ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عن ُّ‬ ‫ال تُ ّ‬
‫والمرُام‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لطان العواال ِم‬
‫يوم ُس ُ‬‫ذاك ٌ‬ ‫المعشو ُق موافقي‪َ ،‬‬
‫الخ ْم ُر في َكّفي‪ ،‬و َ‬
‫الوْرُد م ْن َحولي‪ ،‬و َ‬
‫َ‬
‫هذ ِه الّليل َة‪ ،‬فبدر وجهِ‬
‫الشمع إلى هذا الجم ِع ِ‬ ‫ِ‬
‫فيه ُغالمي ؛ ُقل لهم ال تُحضروا َّ‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫ِ‬
‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪62‬‬
‫ولكَّنها ِم ْن دو ِن َو ْج ِه َك‪ ،‬يا‬ ‫كامل ِبمجلِسنا؛ في م ْذهِبنا الخمرة حالل‪ِ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ َ‬
‫حبيب ِ‬ ‫ال ِ‬
‫ونغم ِة‬
‫َ‬
‫حديث َّ‬
‫الن ِ‬
‫اي‬ ‫ِ‬ ‫الورود‪ ،‬حرام(‪)2‬؛ أُ ُذني ُكُّلها تُصغي إلى‬ ‫ِ‬ ‫رو في هندا ِم‬ ‫َس ُ‬
‫العطور‬
‫َ‬ ‫العقيق ودورَة الجام(‪)3‬؛ ال تمزجوا‬ ‫ِ‬ ‫عود‪ ،‬وعيني ُكُّلها تُرِاق ُب شف َة‬ ‫ال ِ‬
‫ِ‬ ‫طر ك َّل َلح َ ٍ‬ ‫ِ‬
‫عن َّ‬ ‫حدثني ِ‬ ‫ضفيرتُ َك فيه تُع ِّ ُ ُ‬ ‫لِ َم ْجلِ ِسنا هذا‪،‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الطع ِم‬ ‫شامنا ؛ ال تُ ّ‬ ‫ظة َم ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫للش ِ‬ ‫ِ‬
‫لس َّك ِر‪ُ ،‬مرادي شفتُ َك العذب ُة َ‬ ‫العذب َّ‬
‫(‪)5‬‬
‫ك‬‫غم َ‬ ‫ظ َّل َك ْن ُز ّ‬ ‫وحدها ؛ لكي ي َ‬ ‫هد وا ُّ‬
‫تقول‬
‫ائم في حمى الخرابات؛ ما ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫مقامي الد َ‬ ‫ُمقيماً دائماً في َخرَاب ِة قلبي‪َ ،‬ج َعْل ُت‬
‫َ‬
‫الش ْهرة(‪)6‬؛‬ ‫هرة‪ ،‬وعاري ِم َن ُّ‬ ‫الش ِ‬ ‫العار‪ ،‬و ُشهرتي ِم َن العار‪ ،‬وما تطُلب ِم َن ُّ‬ ‫َع ِن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ليس ِمثَلنا في‬ ‫أين َم ْن َ‬ ‫ونلع ُب بالَّنظر‪َ ،‬‬ ‫ومعربِدو َن‪َ ،‬‬ ‫وعصاةٌ‪ُ ،‬‬ ‫نحن شاربو َخ ْم ٍر‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫طَل ِب‬ ‫المحتَ ِس ِب فهو أيضاً ُمتعّلِ ٌق ِمثَلنا ِب َ‬ ‫ِ‬
‫يب ع ْن َد ُ‬ ‫الع َ‬
‫بي َ‬ ‫هذ ِه المدينة؛ ال تُقولوا‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫َّام ورٍد‬ ‫ق ِِ‬ ‫ِن ٍ‬ ‫ظ ال تَجلِس َلح َ ِ‬ ‫يش المدامِ؛ ِ‬ ‫َع ِ‬
‫ظ ًة م ْن دو َخ ْمر ومعشو ‪ ،‬هذه أي ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫حاف ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الصيام‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫عيد ّ‬ ‫وياسمين‪ ،‬وهذا ُ‬
‫ـــــــــــــ‬
‫عشقك‬‫ِ‬ ‫حالل‪ ،‬والخمرةُ في ِ‬
‫غير‬ ‫اك‬ ‫خادمي؛ (‪)2‬خمرةُ العر ِ‬ ‫شرح‪)1(:‬غالمي‪ِ :‬‬
‫ٌ‬ ‫فان اّلتي بها نر َ‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫استه َّل َِ المثنوي ِبهذا‬
‫السرو في هندا ِم الورود؛ جالل الدين الرومي َ‬
‫حرام‪ ،‬يا من لك قوام َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اق وهي تروي ما جرى َ‬
‫عهد‬ ‫للناي تشكو باحتر ْ‬ ‫استمع ّ‬‫ْ‬ ‫البيت الجميل َع ْن حديث الناي‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫وضفائرهُ تُع ِّ‬ ‫حاضر ِ‬ ‫ِ‬
‫أنفاسنا بالمسك في ُك ِّل لحظة؛ ال تَ َ‬
‫مد ْح‬ ‫ط ُر‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫الحبيب‬ ‫الفراق؛‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫أعذب‬ ‫ك‬ ‫ذب َة‪ ،‬فلن َأد َعها َّ‬ ‫ِ‬ ‫الس َّك ِر لي لِتُ ِ‬ ‫الش ِ‬‫ط ْعم َّ‬
‫ُ‬ ‫ألنها ُمبتغاي (حديثُ َ‬ ‫الع َ‬
‫ك َ‬ ‫ك َشَفتَ َ‬‫غريني أل ُتر َ‬ ‫هد و ُّ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الش ِ‬‫عندي من َّ‬
‫حصْل ُت على‬ ‫من الع ْش ِق وم ْن ُه َ‬
‫العار الذي لح َق بي َ‬ ‫الس ّكر)؛ لماذا ت ُذ ُّم َ‬ ‫هد و ُّ‬
‫)‬‫‪6‬‬ ‫(‬

‫الشهرِة ِ‬
‫هرَة و ِم َن ُّ َ‬
‫العار‪.‬‬ ‫هرتي‪ ،‬ولماذا تطُل ُب ُّ‬
‫بي ُ‬ ‫َ َ‬
‫لحق‬ ‫الش َ‬ ‫ُش َ‬

‫غزل‪47‬‬

‫غيرها ِ‬
‫باط ُل‬ ‫باب ِ‬ ‫دق ِ‬ ‫أن َّ‬ ‫عارف َّ‬ ‫ان من سـالِ ٍك‬ ‫ـارف ِ‬
‫درب الحـ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ع ُ‬
‫حاص ُل‬ ‫ِ‬
‫أن ِبه ِعـ َّزه ِ‬
‫لِمن يعَل ُم َّ‬ ‫تاج ال ُمجو ِن ّإال‬ ‫ليس ُيعطي َّ‬
‫ُ‬ ‫مان َ‬‫الز ُ‬ ‫َ‬

‫‪63‬‬
‫ِ‬ ‫فيـ ِ‬ ‫ِ‬
‫حاص ُل‬ ‫ض جا ِم أسرِارها ُ‬
‫له‬ ‫يحص َل من‬
‫َ‬
‫الحـ ِ‬
‫ان ال ُبَّد أن‬ ‫قاصُد‬
‫ِ‬
‫العاق ُل‬ ‫شيخ مذهبي‬ ‫مِ‬
‫ذن ٌب عن َد ِ‬ ‫ات‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫من َي هيهـ َ‬
‫المجانين ّ‬
‫َ‬ ‫غير‬ ‫طاع ُة‬

‫أي ٍ‬ ‫الحان يرى َّ‬ ‫ِ‬ ‫يق إلى ِحمى‬ ‫َّ‬ ‫نث اًر‪ُ :‬ك ُّل سالِ ٍك ِ‬
‫آخ َر‬‫باب َ‬ ‫أن َق ْرعَ ِّ‬ ‫ف الطر َ‬ ‫يعر ُ‬
‫أن ُرْف َع َة العاَل ِم‬‫ك َّ‬ ‫ص ُي ِ‬
‫در ُ‬ ‫الخالع ِة ّإال لِ َش ْخ ٍ‬
‫َ‬ ‫تاج‬
‫مان ال ُيعطي َ‬ ‫باطل؛ َّ‬
‫الز ُ‬
‫تفكير ِ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الخانقاه‬ ‫ف أسرَار‬ ‫أعتاب الحان‪َ ،‬ع ِر َ‬ ‫م ْن ذل َك التَّاج؛ ُك ُّل َم ْن َو َج َد الطر َ‬
‫يق إلى‬
‫رموز‬
‫ف َ‬ ‫ط الجام‪َ ،‬ع ِر َ‬ ‫ين ِم ْن َخ ِّ‬‫الخ ْمر؛ وُك ُّل م ْن َق أَر أسرَار العاَلم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫يض جا ِم َ‬ ‫ِم ْن َف ِ‬
‫شيخ‬ ‫ِ‬ ‫الطريق؛ ال تَ ْ ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫جا ِم َجمشيد ِم ْن ِ‬
‫نقش تُر ِ‬
‫طاعة المجانين‪ُ ،‬‬ ‫اء َ‬ ‫طُل ْب مّنا ور َ‬
‫كيف‬‫األمان لروحي‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الساقي ال يطُل ُب‬ ‫س َّ‬ ‫م ْذ َهِبنا يرى العْقل َذنباً؛ قلبي من ِ‬
‫نرج ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫طالع أهلِ‬ ‫ِ‬
‫كوكب‬‫ور َ‬ ‫ركي أسود القلب؛ من َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ذلك الت ِ‬ ‫ُسلوب َ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫يعرف أ َ‬ ‫ُ‬ ‫وهو‬
‫َ‬
‫ظو ِ‬
‫الكأس‬ ‫حديث حاف َ‬ ‫الزهرةُ‪ ،‬وعلِ َم ِبها القمر؛ و ُ‬ ‫األسحار‪ ،‬بكت عيني حتّى رأتها ُّ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّالذي َّ‬
‫المحتسب؛ شاهٌ‬ ‫العدو و ُ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ك على عل ٍم ِبه‪ ،‬فما ُ‬
‫شأن‬ ‫يتحدثو َن ِبه س َّاًر‪ ،‬المل ُ‬
‫جل ِسه‪.‬‬‫طاق م ِ‬ ‫َّة ِ‬ ‫الفَل ِك ّإال أُنموَذجاً عن حني ِ‬ ‫اق َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ليس رو ُ‬‫عالي المرتََبة‪َ ،‬‬

‫غزل‪48‬‬

‫ِ‬
‫فان‬ ‫ش َجـ ْو َه َر ُك ِّل‬ ‫َيرى َّ‬
‫الدرويـ ُ‬ ‫ط ُع في األواني‬ ‫الخ ْم ِـر َي ْس َ‬
‫نور َ‬ ‫ِب ِ‬
‫وك ْم ِمـ ْن ق ـ ِارٍئ َج ِه َل المعـاني‬ ‫َ‬ ‫ويعرف قيـ َم َة األورِاد َ‬
‫ط ـي ٌـر‬ ‫ُ‬
‫ـالٌد وسـواهُ ف ـ ِ‬
‫ان‬ ‫فعشـُقـك خ ِ‬ ‫ين علـى فؤادي‬ ‫عرضـ ُت العاَلم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ويفنـى غيـ ُر ِع ْش ِق َك ِمن َجنـاني‬ ‫َ‬ ‫ُّك فـي كيـاني‬ ‫دوم الـ َّد ْه َر ُحب َ‬
‫َيـ ُ‬
‫الرقيـ ُب ِبمـا دهـاني‬ ‫وقـد َعلِ َم َّ‬ ‫وال أُبــالي‬ ‫المن ِـكرو َن‬
‫ـال ُ‬ ‫وق َ‬
‫شـاني‬ ‫ـالح‬
‫إص َ‬ ‫وَقلبـي فـ ِارغٌ ْ‬ ‫بيب وقـ ْد رآنـي‬ ‫وَلـ ْم َي َش ْأ الـ َح ُ‬

‫‪64‬‬
‫ـف الثّـاني حباني‬
‫آص ُ‬
‫و َ‬ ‫ـت‬
‫ُحبي ُ‬ ‫ممـا‬
‫ـظوم ّ‬
‫ـوهر المن ُ‬
‫وهـذا الج ُ‬

‫وجوه ُر ُك ِّل َش ْخ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ُّ ِ‬


‫ص‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الخفي‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الس َّر‬
‫ف ّ‬ ‫الخ ْم ِرة‪َ ،‬ع ِر َ‬
‫وفي‪ ،‬م ْن ضياء َ‬ ‫نث اًر‪ُّ :‬‬
‫مكن أن يعرف ِمن هذا ُّ‬ ‫ِ‬
‫الس َح ِر‪،‬‬
‫طائر َّ‬ ‫ُ‬ ‫ف َق ْد َرها‬‫الوْرِد َي ْع ِر ُ‬
‫مجموع ُة َ‬‫َ‬ ‫اللؤلؤ(‪)1‬؛‬ ‫ُي ُ ْ ُ ْ َ َ ْ‬
‫ين على قلبي الخبير‪،‬‬ ‫ض ُت العاَلم ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اق َف ِه َم المعاني(‪)2‬؛ َع َر‬ ‫وما ُك ُّل َم ْن َق َأَر األور َ‬
‫َ‬
‫الحساب ِأل ِ‬
‫بناء‬ ‫أحسب ِ‬ ‫فان ِسوى ِع ْش ِقك الباقي(‪)3‬؛ اآلن ما عدت ِ‬ ‫شيء ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُك ُّل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الحبيب ْلم َير‬ ‫ُ‬ ‫وشربي في الخفاء؛‬ ‫المحتَ ِس ُب أيضاً يدري بعيشي ُ‬ ‫العو ّام‪ ،‬و ُ‬
‫ك َق َد َر‬ ‫ِ‬ ‫ظر؛ َّ‬ ‫كان يعَل ُم َّ‬ ‫مصَلح َة الوْقت في ر ِ‬
‫إن َم ْن يمل ُ‬ ‫قلوبنا تنت َ‬ ‫أن َ‬ ‫احتنا‪ ،‬وا ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫ظ ِر لؤلؤاً وعقيقاً؛‬ ‫ِ‬
‫ين م ْن ُي ْم ِن َّ‬
‫الن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِم َن ِّ‬ ‫َنَف ٍ‬
‫طَ‬ ‫الص ْخ َر وال ّ‬ ‫يجع ُل َّ‬ ‫يح اليمانيَّة‪َ ،‬‬ ‫الر ِ‬
‫غير قاِبَل ٍة‬
‫الن ْكتَ َة َ‬ ‫هذ ِه ُّ‬ ‫تجد ِ‬
‫أن ِ َ‬ ‫العْق ِل‪ ،‬أخشى ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أي َم ْن تق أُر َآي َة الع ْش ِق من َد ْفتَ ِر َ‬ ‫ْ‬
‫الخم َر‪ ،‬فال ُيباهي بوْرِد َر ِ‬ ‫للتَّحقيق؛ ِ‬
‫غارَة‬
‫أن َ‬ ‫ف َّ‬ ‫وض العاَل ِم َم ْن َع ِر َ‬ ‫َ‬ ‫لي َ ْ‬ ‫احمل‬
‫ْ َ‬
‫ينب ِع ُث ِم ْن‬
‫نظوم الذي َ‬
‫َّ‬
‫الم َ‬ ‫وه َر َ‬ ‫الج َ‬
‫أن هذا َ‬
‫ظ ِ‬
‫عال ٌم َّ‬ ‫يح الخريف ستُصيبه؛ ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫ُُ‬ ‫رِ‬
‫ف الثَّاني(‪.)4‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫هو م ْن أَثَ ِر تَربية آص َ‬ ‫طبعه‪َ ،‬‬
‫ــــــــــــ‬
‫السِّر الخفي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫وفي ِ‬
‫تنير الموجودات بضيائها‪ ،‬معرف َة ّ‬ ‫بنور الخمرة‪ ،‬التي ُ‬ ‫الص ُّ‬ ‫يستطيع ُّ‬ ‫شرح‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫القلب من ِ‬ ‫ِ‬ ‫نور ِ‬ ‫معرَف َة َ ِ‬ ‫لؤلؤ الخمرِة‪ِ ،‬‬ ‫ويستطيع من ِ‬
‫نور‬ ‫نور‬ ‫جوه ِر ُك ّل إنسان (في المثنوي‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫بنور هللا‪،‬‬‫ظ ُر ِ‬ ‫بنور هللا‪ ،‬وين ُ‬ ‫يستنير ِ‬ ‫ِ‬ ‫لباس ِ‬
‫الفقر إلى هللا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ك‪ ،‬الِب ُس‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫السال ُ‬‫فالمؤمن ّ‬ ‫ُ‬ ‫اإلله‪،‬‬
‫المؤمن َّ‬
‫فإن ُه‬ ‫ِ‬ ‫اس َة‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫طاء‪ ،‬ويرى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حقائق األشياء‪ ،‬وفي الحديث الشريف اتقوا فر َ‬ ‫َ‬ ‫له الغ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫فينكش ُ‬
‫قدره‪َّ ،‬‬ ‫حق ِ‬ ‫يعرف قيم َة الورِد‪ ،‬وي ِ‬
‫الب ُلب ُل)‪َ َ ُ ِ ،‬‬ ‫الس َح ِر ( ُ‬
‫ألن ُه يق أُر َ‬
‫كتاب‬ ‫قد ُرهُ َّ‬
‫ُّ‬ ‫طائر َّ‬
‫ُ‬
‫(‪)2‬‬ ‫ظ ُر ِ‬
‫بنور هللا؛‬ ‫ين ُ‬
‫شق‪ ،‬وكم من قارٍئ في‬ ‫البلبل العا ُ‬
‫ُ‬
‫كتاب الورِد‪ ،‬إالَّ‬
‫ِ‬ ‫يفهم معاني‬ ‫معاني ُه‪ ،‬وال ُ‬ ‫َ‬ ‫ويفهم‬
‫ُ‬ ‫أورِاق ِه‪،‬‬
‫عنه ِ‬ ‫ِ‬ ‫األور ِ‬
‫حق‬
‫يعرُف ُه َّ‬ ‫فليس ُك ُّل من يرُاه أو يق أُر ُ‬ ‫ك معشوُقنا َ‬ ‫معاني ما يق أرُ‪ ،‬كذل َ‬‫َ‬
‫يجهل‬
‫ُ‬ ‫اق‬
‫شق َك‬‫حقيقتهما في ِع ِ‬ ‫فوجدت َ‬ ‫الدنيا و ِ‬
‫اآلخ َرِة‪،‬‬ ‫نظر ُت في ِ‬
‫أمر ُّ‬ ‫ِ (‪)3‬‬ ‫معرَفِت ِه‪ ،‬وي ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫قدره؛ ولقد ْ‬ ‫حق‬
‫قد ُرهُ َّ‬ ‫ُّ‬
‫بأنها‬‫أحد العارفين َّ‬ ‫يصفها ُ‬ ‫ُ‬ ‫(وهذ ِه حال ُة الفناء باهلل اّلتي‬‫الخالِ ِد‪ ،‬ورأيت ما سوى ِع ْشِقك فانياً ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫عند األحر ِار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خيال‬
‫ٌ‬ ‫آخر‪ :‬العاَل ُم َ‬ ‫ظ ِر على كماله‪ ،‬وقال َ‬ ‫وقص ِر َّ‬
‫الن َ‬ ‫ظ ُة جمال هللا وجالله‪ْ ،‬‬ ‫الح َ‬
‫ُم َ‬
‫آصف‬ ‫بية ِ‬ ‫أثر تعلي ِم وتر ِ‬ ‫كالجوه َر المنظو ِم‪ ،‬هو من ِ‬ ‫المنظوم‪،‬‬ ‫إن ِشعر َي‬ ‫في خيال)؛ (‪َّ )4‬‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪65‬‬
‫وعل َم ُه ِّ‬
‫الش ْع َر‬ ‫السالم‪ ،‬ويروى َّأنه جاءه في المنا ِم‪َّ ،‬‬ ‫يقصد ِبذلِك اإلمام علياً ِ‬
‫عليه َّ‬ ‫الثّاني‪ ،‬قالوا ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫السالم‪َّ ،‬الذي‬ ‫ليمان عليهما َّ‬ ‫في ِق ٍ‬
‫وصي ُس َ‬
‫ُّ‬ ‫ف بن برخيَّا‪،‬‬‫آص ُ‬
‫األو ُل هو َ‬
‫ف َّ‬ ‫وآص ُ‬
‫صة مشهورة‪َ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس في طرَفة ٍ‬
‫ورد في القرآن‪ ،‬وذل َ‬ ‫عين‪ ،‬كما َ‬ ‫َ‬ ‫أحض َر‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان عندهُ من عل ِم الكتاب‪.‬‬
‫بما َ‬

‫غزل‪49‬‬

‫اويش‬ ‫رفـع ُة الـمـرِء خـدم ُة َّ‬


‫الدر ْ‬ ‫اويش‬
‫الدر ْ‬ ‫روضـ ُة الخـ ِلد خلـوةُ َّ‬
‫اويش‬ ‫مفتـا ُحـها نظرةٌ مـن َّ‬ ‫عجائب كنـ ِز الـعز ِ‬
‫ِ‬
‫الدر ْ‬ ‫لة‬ ‫ُ‬ ‫ات‬
‫طلسمـ ُ‬
‫روض نـز ِ‬
‫اويش‬ ‫هة َّ‬
‫الدر ْ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ورضـ ـوان من‬ ‫ِ‬
‫الفردوس‬ ‫منـظـ ُر قصـ ِر‬
‫اويش‬ ‫كيـميـاها فـي صح ِ‬
‫ـبة َّ‬ ‫لوب بعـد اسود ٍاد‬‫وجـالء الـقـ ِ‬
‫الدر ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫شم ُة التَّ َّ‬


‫ام ُة‬ ‫ِ‬ ‫الدراويش‪ ،‬و ِّ‬ ‫العليا خلوةُ َّ‬ ‫ِ‬
‫الرفع ُة الكامل ُة والح َ‬ ‫الخلد ُ‬ ‫نث اًر‪ :‬روض ُة ُ‬
‫رحمة من ُهم(‪)1‬؛‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫العجائب‪َ ،‬ف ْت ُح ُه في نظرِة‬ ‫ِ‬
‫طالس ُم‬ ‫خدمتهم؛ كنز العزل ِة َّالذي ِ‬
‫فيه‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬
‫ِ ِ ( ‪)2‬‬ ‫ِ َّ‬
‫روض نزهتهم ؛‬ ‫ِ‬ ‫ظٌر من‬ ‫ِ‬
‫الجنان‪ ،‬من َ‬ ‫ان خازُن‬ ‫الفردوس الذي َّبو ُاب ُه رضو ُ‬ ‫وقصر‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫اإلكسير َّالذي يجلو‬
‫شيء َذ َهباً‬ ‫حيل ُك َّل‬‫األسود ويجعُل ُه يبر ُق بريقاً ُي ُ‬ ‫َ‬ ‫القلب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫تاج ِرْف َعِتها‪ِ ،‬كبرياؤهُ ِم ْن‬ ‫أمام ُه َ‬ ‫َ‬
‫ضع َّ‬
‫الش ْم ُس‬ ‫وذاك الذي تَ َ ُ‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫حبتُ ُهم(‪)3‬؛‬
‫ص َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ ( ‪)4‬‬
‫اسم ْع‪،‬‬
‫غم أذى الزوال‪ ،‬وأقوُلها بال تكلف ف َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫صيبها ُّ‬ ‫الدوَل ُة التي ال ُي ُ‬ ‫ِح ْش َمتهم ؛ و َّ‬
‫دمِت ِهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الملوك قبلةُ حاجات العاَلمين‪ ،‬ولكن ُهم صاروا كذل َك من خ َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫دولتُ ُهم؛ و‬
‫الملوك في ُدعائ ِهم أن يروهُ‪ ،‬يتجّلى في‬ ‫ُ‬ ‫يطلب‬
‫ُ‬ ‫المقصود الَّذي‬
‫ُ‬ ‫بأعتاِب ِهم؛ و ُ‬
‫الوجه‬
‫الدر ِ‬ ‫رص َة َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫طلعِت ِهم(‪)5‬؛‬ ‫ِ‬
‫اويش‬ ‫بين الخافَقين‪ ،‬لك َّن ُف َ‬ ‫جيش الظل ِم يمألُ ما َ‬ ‫ُ‬ ‫مرآة َ‬
‫قتد ُر ال‬ ‫الغن ُّي الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للن ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫األبد؛ ويا أيُّها ّ‬ ‫من األزل إلى َ‬ ‫وباقي ٌة َ‬
‫َ‬ ‫صر موجودةٌ دائماً‪،‬‬
‫الدراويش(‪)6‬؛‬ ‫ف ِه َّم ِة َّ‬ ‫فإن رأسك وَذهبك في َكن ِ‬
‫َ‬ ‫خوة‪َ َ َ َ َ َّ ،‬‬ ‫الن َ‬
‫تتباه وال تَِبعنا ُك َّل ِ‬
‫هذه َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫كان‬ ‫كنز قارون ال يزال ي ْخسف َقه اًر إلى اآلن‪ُ ،‬ق ِرء علينا ليَل ًة َّ ِ‬
‫أن ذل َك أيضاً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ُ ْ‬ ‫و ُ‬

‫‪66‬‬
‫ينبع من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غيرِة َّ‬
‫فهو ُ‬‫ماء الحياة األزليَّة‪َ ،‬‬
‫تطلب َ‬
‫ُ‬ ‫كنت‬
‫ظ إن َ‬ ‫الدراويش؛ حاف ُ‬ ‫من َ‬
‫ياد ِة‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬
‫وج ُه ّ‬
‫َّ‬ ‫الدراويش‪ ،‬أنا ُغالم ن َ ِ ِ‬
‫ظ ِر آصف عهدي الذي ُ‬
‫له ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫اب ِ‬
‫باب خلوِة َّ‬ ‫تُر ِ‬
‫وسيرةُ َّ‬
‫الدراويش‪.‬‬ ‫َ‬
‫ـــــــــــ‬
‫الدراويش َّالذين فنوا‬ ‫كنوز الغيب‪ ،‬و َّ‬ ‫مفاتيح ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رموز‬ ‫بالطالسم إلى‬ ‫شرح‪)1( :‬يرمز َّ‬
‫مت عن‬ ‫رحمته‪ ،‬وفي المثنوي‪ :‬حين ُّ‬ ‫ِ‬ ‫مفاتيح‬ ‫عن الخلق وعاشوا بالحق‪ ،‬صاروا‬
‫َ‬
‫الكهف اعتزلوا‬‫ِ‬ ‫أصحاب‬ ‫اك والبصر‪،‬‬ ‫حو ّ ِ‬
‫ُ‬ ‫مع واإلدر َ‬
‫الس َ‬ ‫الحق لي َّ‬‫ُّ‬ ‫اس البشر صار‬
‫مال وهم في ٍ‬ ‫الش ِ‬‫وذات ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫غفلة رقود‪ ،‬والمعنى ّأنك‬ ‫اليمين َ‬ ‫وناموا‪ ،‬فهم يتقلبون َ‬
‫ذات‬
‫ٍ‬
‫وعناية‬ ‫السلوك إالّ ٍ‬
‫بمدد وعو ٍن‬ ‫الحصول على كنز أسرار طريق ُّ‬ ‫تستطيع‬ ‫لن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ياض‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫من َّ‬
‫الدراويش‪ ،‬الذين قطعوا هذا الطريق ووصلوا إلى المنزل المقصود؛ ر ُ‬
‫ياض‬‫الجنة‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ر ُ‬ ‫ياض َّ‬ ‫الدراويش الِّذ ْك ُر‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬ارتعوا في ر ِ‬ ‫نزهة َّ‬

‫العارفون‪ُ :‬‬ ‫يقول ِ‬ ‫الجنة‪ ،‬فقال(ص)‪ :‬الِّذ ْك ُر ُغ َّ‬ ‫َّ‬


‫( ‪)3‬‬
‫صقل‬
‫ُ‬ ‫يجب‬ ‫ُ‬ ‫دواً ورواحاً فاذكروا؛‬
‫ظ َمتُ ُه من‬ ‫( ‪)4‬‬
‫الرسوم؛ َع َ‬ ‫تصفو‪ ،‬فإذا صفت قبلت التَّجّليات و ُّ‬ ‫َ‬ ‫مرِآة القلب حتّى‬
‫رويش مصقول ٌة بالِّذكر؛ (‪)6‬ليسا‬ ‫الد ِ‬ ‫قلب َّ‬ ‫ألن مرَآة ِ‬‫رمِت ِهم؛ (‪َّ )5‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِخ ِ ِ‬
‫دمته لهم ورعايته ل ُح َ‬ ‫َ‬
‫الدراويش (إذا ما دعوا عليك)‪.‬‬ ‫من َّ‬ ‫مأم ٍن َ‬
‫في َ‬

‫غزل ‪50‬‬

‫له ِبغمزٍة‬
‫فاقت ُ‬
‫القتل‪ُ ،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫له ُ‬ ‫اء ُ‬‫تعمداً في شباك فرع َك‪ ،‬فجز ً‬ ‫المبتلى قاصداً ُم ّ‬ ‫وَق َع قْلبي ُ‬
‫منك(‪)1‬؛‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫فاغتن ْمها؛‬ ‫ِ‬
‫للخير‪،‬‬ ‫لك‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫رص ٌة َ‬
‫ومرُاد خاطرنا هذا في يدك‪ ،‬فحّقْق ُه لنا‪ ،‬وانها لُف َ‬ ‫ُ‬
‫إن مرادي هو فناء نفسي َّ‬ ‫ُ َّ ِ‬ ‫وحق ِ‬
‫مع في‬ ‫كالش ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫الجميل الثغر‪ُ َّ ،‬‬ ‫الص َن ُم‬
‫روح َك أيُّها َّ‬ ‫ِّ‬
‫ظلِ َمة؛‬
‫الم ْ‬
‫الّليالي ُ‬

‫‪67‬‬
‫ك‬ ‫أكن ُقْلت لك حين ارتأيت ِ‬
‫الع ْشق يا بلبل‪ ،‬ال تفعل فذاك الورد ال َّ ِ‬
‫ضاح ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ ُُ‬ ‫َ‬ ‫أَل ْم ُ ْ ُ َ َ‬
‫أناني؛‬
‫ّ‬
‫باط قبائهِ‬‫يني والتُّركي‪ ،‬وتحت ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حاجة إلى الم ْسك الص ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ليس في َ‬ ‫الورد َ‬
‫ُ‬ ‫وذلك‬
‫َ‬
‫نو ِافج ِ‬
‫الم ْسك؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص ِر َك‬
‫موجود في َق ْ‬
‫ٌ‬ ‫العافية‬ ‫منزِل َم ْن ُهم بال ُمروءة‪ُ ،‬‬
‫كنز‬ ‫الد ْه َر إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫تذهب َّ‬ ‫ال‬
‫أنت؛‬
‫الع ْش ِق‪ ،‬وهو ال يزال إلى اآلن على الوف ِ‬ ‫ط ُلعب ِة ِ‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ظ احت َر َق ُمراعياً َشر َ ْ َ‬ ‫حاف ُ‬
‫بالع ْهد‪.‬‬
‫َ‬
‫ــــــ‬
‫إن في قتلي‬ ‫عين معنى أح ِي ِه‪ ،‬في المثنوي‪ :‬اقتلوني يا ثقاتي‪َّ ،‬‬
‫عرفانياً‪ُ ،‬‬
‫َّ‬ ‫اقتله‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(‪)1‬معنى‬
‫وطن ِه بعد غر ِبته؛‬
‫عائد إلى ِ‬
‫اجع ٌ‬
‫ِ‬
‫الموت رجوعٌ إلى هللا‪ّ ،‬إنا إليه راجعون‪ ،‬و ّ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬ ‫حياتي‪َّ ،‬‬
‫ألن‬
‫ِ‬ ‫أن مرَاده الفناء َّ‬ ‫ِ‬
‫العيني‬
‫ُّ‬ ‫المظهر‬
‫ُ‬ ‫نه‬
‫فالمقصود م ُ‬
‫ُ‬ ‫الصَن ُم‬
‫أما َّ‬ ‫كالش ْمع‪ ،‬و َّ‬ ‫ُ‬ ‫نفس معنى قولِه َّ ُ ُ‬ ‫وهو ُ‬
‫َّة‪َّ ،‬التي هي أكبر ح َّج ٍة هللِ‬
‫الصورِة اإلنساني ِ‬ ‫الظاهرة‪ ،‬و ُّ‬ ‫شأة الخلقي ِ‬
‫َّة َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫السم هللاِ األعظم‪ ،‬في َّ‬
‫ُ ُ‬
‫عارف‪:‬‬ ‫على ِ‬
‫خلقه‪ ،‬كما قال‬
‫ٌ‬
‫سر سنـا الهوِت ِـه الثَّ ِ‬
‫ـاق ِب‬ ‫َّ‬ ‫أظهر ناسوتَ ُه‬ ‫سبحـان مـن‬
‫َ‬
‫اآلك ِل و َّ‬
‫الش ِار ِب‪.‬‬ ‫فـي صورِة ِ‬ ‫ِ‬
‫ظاه اًر‬ ‫ـلق ِه‬
‫حتّى غدا في خ ِ‬

‫غزل‪51‬‬

‫لرؤيت ِه ِب َب ْذ ِل ال ُّرو ِح ُشغلي ودي َدني؛‬


‫ِ‬ ‫الس ْعي‬ ‫العطشان َّ‬
‫للد ِم َشَف ُة حبيبي‪ ،‬و‬ ‫الُّلؤُل ُؤ‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫الر ِ َّ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫كيف‬
‫موش الطويَلة‪ُ ،‬ك َّل َمن رأى َ‬ ‫وداء و ُّ‬ ‫الع ِ‬
‫ين َّ‬ ‫فليص ِب َ‬
‫الخ َج ُل م ْن تْل َك َ‬ ‫ُ‬
‫نك ُر حالي؛‬‫يسبي الُقلوب وهو ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أس هذا َّ‬
‫الطر ِ‬
‫يق؛‬ ‫دار حبيبي على ر ِ‬ ‫طوا متاعي‪ُ ،‬‬ ‫العير ها ُهنا ال تح ّ‬
‫أيَّتُها ُ‬

‫‪68‬‬
‫ور في هذا ال َّزَم ِن ِم ْن‬ ‫يف المخم ِ‬ ‫أنا عبد طالعي‪ ،‬وقد اشتريت ِعشق ذلِك َّ‬
‫الظر ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قحط الوف ِ‬
‫اء؛‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫عبير‬ ‫اح َد ٍة ِم ْن شذا‬
‫حة و ِ‬‫ط َّرِت ِه‪ ،‬فيض نْف ٍ‬ ‫ِ‬
‫عبير ُ‬ ‫طر الورِد ونش ُر‬ ‫قارورةُ ِع ِ‬
‫ُ َ‬
‫طاري؛‬ ‫عّ‬
‫دمعي األ ْح َم َر‬ ‫اء ورِد ُبست ِانك ِمن‬ ‫اني ال تَُرَّدني َع ْن باِب ِه َّ‬
‫كالنسيم‪َّ ،‬‬
‫َ ْ ْ َ‬ ‫إن م َ‬ ‫أي ُبست ُّ‬
‫كالجَّلنار؛‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ف لي َن ْرِج ُس َع ِينه‪َّ ،‬الذي ُه َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صَ‬ ‫الوْرد م ْن َشَفة الحبيب‪َ ،‬و َ‬ ‫ُش ْرَب َة الَق ْند بماء َ‬
‫العليل؛‬‫طبيب قلبي َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّالذي َعل َم حاف َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الحبيب َع ْذ ُب الكال ِم‪ ،‬ناد ُر‬
‫ُ‬ ‫ذاك‬
‫الغ َزل‪ُ ،‬ه َو َ‬‫ط ْرِز َ‬‫الس َّر في َ‬
‫ظ ّ‬
‫المقال‪.‬‬
‫َ‬

‫غزل‪52‬‬

‫ط قلـبي الحز ِ‬
‫ين‬ ‫غ ُّـم ُشغـلي نشـا ُ‬ ‫ـان وديني‬ ‫ُشغل قـلـبي ح ُّب ِ‬
‫الحس ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ذاك عـي ُـن ُدنيـا َك َعيني‬‫َ‬ ‫أين ِم ْـن‬
‫َ‬ ‫إن عـيـناً تـرى ِبـرو ٍح تـر َ‬
‫اك‬ ‫َّ‬
‫ْ‬
‫أدم ِع عيني‬ ‫زيـنـ ُة َّ ِ ِ‬ ‫الفل ِـك ّإني‬
‫ْ‬ ‫الد ْهـر عـق ُـد ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُك ْن صديقـي يـا ز َين َة ُ‬
‫ِ‬
‫حين‬ ‫الشغ ُـل فـي ُك ِّل‬
‫ـك لي ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫فمدحي َ‬
‫ْ‬ ‫ـكالم‬
‫ـك ال َ‬ ‫قد تعل ْم ُت م ْن ع ْـشـق َ‬

‫الش ْغ ِل‬
‫غم هذا ُّ‬ ‫وكان ُّ‬
‫َ‬ ‫مع األصنا ِم الجميَل ِة ِديني‪،‬‬ ‫كان بها ُشغلي َ‬
‫٭كانت أيَّام َ ِ‬
‫ٌ‬
‫أين‬
‫الرو ِح‪َ ،‬‬ ‫عين ُّ‬ ‫ط في قلبي الحزين ؛ رؤي ُة وج ِه َك ال تكو ُن ّإال ِب ِ‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫يبع ُث َّ‬
‫النشا َ‬ ‫َ‬
‫الفَل ِك وز َين ُة َّ‬
‫الد ْه ِر‪،‬‬ ‫فجمال َ‬ ‫للدنيا ِم ْن هذا ؛ ُك ْن حبيبي‪،‬‬
‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫الن ِ‬
‫اظ َرِة ُّ‬ ‫م ْرتََب ُة عيني َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫صار مدحي َل َ‬ ‫الكالم‪َ ،‬‬‫َ‬ ‫وعْقِد َدمعي ؛ ومن ُذ أن َعَّل َمني ِع ْشُق َك‬
‫)‬ ‫‪3‬‬‫(‬
‫وج ِه َك ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َب ْد ِر ْ‬
‫ام ُة‬ ‫ِِ‬
‫رب َه ْب لي‪ ،‬هذه الكر َ‬
‫ِ‬
‫الفْق ِر ّ‬ ‫ألس َن ِة الخلق؛ َد ْوَل َة َ‬ ‫وغزلي فيك أوراداً على ِ‬
‫َ‬

‫‪69‬‬
‫ظم َة‪ِ ،‬‬
‫فمنزُل‬ ‫الش ِ‬
‫حناء‪ ،‬ال تِبع‬ ‫أه ِل َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الع َ َ‬
‫ني َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َس َب ُب ح ْش َمتي وتمكيني؛ وُق ْل للواعظ‪ْ ،‬‬
‫وك‬
‫هي‪َ ،‬ف َش ُ‬
‫َ‬
‫أي ُمتََن َّزٍه‬ ‫قصودةُ َّ‬
‫الم َ‬ ‫هذ ِه َ‬
‫الك ْع َب ُة َ‬
‫رب ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلبي المسكين؛ يا ّ‬‫َ‬
‫لطان في‬ ‫الس ِ‬ ‫ُّ‬
‫ص َة ﭙرويز‪َّ ،‬الذي‬ ‫ذك ْر ِق َّ‬ ‫ورد وِنسرين؛ ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ‪ِ ،‬ح ْش َم ًة‪ ،‬ال تَ ُ‬‫حاف ُ‬ ‫القتاد في طر ِيقها ٌ‬
‫سن شيرين(‪.)4‬‬ ‫الح ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َرَشَف ْت َشَفتُ ُه ُج ْرَع ًة من َمل َكة ُ‬
‫ــــــــ‬
‫ِ‬
‫غم‬
‫حبها ٌّ‬‫غل قلبي‪ ،‬وال ُش ْغ َل لقلبي سواه‪ ،‬ولي في ِّ‬ ‫وش ُ‬
‫شرح‪ُ :‬ح ُّب األصنا ِم الجميَلة ديني ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ‬ ‫حبها زاد ِ‬ ‫وحزٌن ُ َّ‬


‫ك من ٍ‬
‫عين‬ ‫قلبي؛ ال ُبَّد لرؤية وج ِه َ‬ ‫فيه نشاط‬ ‫غمي وحزني في ِّ‬ ‫وكلما زَاد ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بالدنيا كعيني أنا‬ ‫ِ‬
‫المتعّلق ُة ُّ‬ ‫ك مرتب ُة عيني ُّ‬ ‫ِ‬ ‫تُبص ُر ما وراء ُّ‬ ‫ِ‬
‫فالعين ُ‬
‫ُ‬ ‫الدنيويَّة‪،‬‬
‫َ‬ ‫الدنيا‪ ،‬وأين من ذل َ‬ ‫َ‬
‫الد ِ‬
‫هر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫قد آلل ِئ دمعي زين ُة َّ‬ ‫ِ‬ ‫اك؛ (‪)3‬أنت وأنا فر ِ‬
‫أما أنا فع ُ‬
‫الفَلك‪ ،‬و ّ‬ ‫أما أنت فزين ُة َ‬‫يدان‪ّ ،‬‬ ‫ال تر َ‬
‫الساساني لِجارَيِت ِه شيرين‪.‬‬
‫الملك ّ‬
‫فتعال نتصادق؛ (‪)4‬في إشارٍة لِقص ِة ح ِب ﭙرويز ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ّ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫غزل ‪53‬‬

‫ِ‬
‫المغان‬ ‫ووْرَد صبـاحي أدعو لِ َشي ِخ‬ ‫ِ‬ ‫خمـا ٍرة منزلي‬
‫لي ُركـ ُن َّ‬‫يـا خليـ َّ‬
‫مسمعي َس َح اًر فاع ُذراني‬ ‫من َّ‬
‫النو ِح‬ ‫عزف قيثـارِة َّ‬
‫الصبو ِح‬ ‫فإذا لم ي ِ‬
‫ص ْل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سائل ومن س ِ‬
‫لطان‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫حمد هللاِ مـن‬
‫ِب ِ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ُسلطاني وفـارغٌ‬ ‫سائل ِ‬
‫باب‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫يشهد هللاُ مـ ْن مسجدي وحاني‬ ‫ُ‬ ‫رض غـيـ ُرهُ‬ ‫وصـُل َك ما لي غـ ٌ‬ ‫َغ َرضي ْ‬

‫غم ُة‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫؛‬‫( ‪)1‬‬
‫المغان ِوْرُد صباحي‬
‫ِ‬ ‫ودعائي لِ َش ِ‬
‫يخ‬ ‫الحان خانقاهي‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫٭أنا َّالذي زاوي ُة‬
‫وآهات َس َحري؛ ِم ْن‬ ‫وف‪ُ ،‬عذري أنيني‬ ‫الصبو ِح‪ ،‬إن َلم ُ ِ‬ ‫قيثارِة َّ‬
‫ُ‬ ‫تك ْن عندي فال َخ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ملِ ٍك‬
‫ض‬ ‫الحبيب َملِكي؛ َ‬
‫الغ َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫باب‬‫اب ِ‬
‫السائل في تُر ِ‬
‫ّللا‪ُ َّ ،‬‬ ‫فارغٌ ِب َح ْمد ّ‬
‫وسائل‪ ،‬أنا ِ‬ ‫ٍ‬
‫األج ِل‬ ‫سجدي وحانتي ِوصاُل َك‪ ،‬ال أ ِّ ِ ِِ‬ ‫ِم ْن م ِ‬
‫سيف َ‬ ‫اء َرَف َع ُ‬ ‫يشهد؛ سو ً‬‫ُفك ُر ب َغيره‪ ،‬هللاُ َ‬ ‫َ‬
‫ليس طريقاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ؤدي إلى باب دوَلته‪َ ،‬‬ ‫يق الذي ال ُي ّ‬ ‫خيم َة وجودي‪ ،‬أم لم يرَف ْع‪ ،‬الطر ُ‬
‫مسنُد‬ ‫ِ‬ ‫فيه وجهي إلى ِ‬ ‫مان َّالذي و َّجهت ِ‬ ‫من ذلِ َك َّ‬
‫الز ِ‬
‫قصر َك العالي‪ ،‬و َ‬ ‫باب‬ ‫ُْ‬ ‫لي؛ ْ‬

‫‪70‬‬
‫األد ِب‬
‫يق َ‬
‫باختيارنا يا ِ‬
‫حافظ‪ ،‬في طر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يك ْن‬ ‫مس العالي ِة متَّ َكئي؛ َّ‬
‫الذ ْن ُب إذا ْلم ُ‬ ‫َّ‬
‫الش ِ‬
‫َ ُ‬
‫نب َذنبي‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ُك ْن‪ ،‬وُق ْل الذ ُ‬
‫ــــــ‬
‫ِ‬
‫طقوس ِهم‪.‬‬ ‫يجتمع فيه الدراويش إلحياء‬ ‫بيت‬
‫الخانقاه ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬

‫غزل‪54‬‬

‫فيك ِم ْن أََل ِم‬


‫ثل حـالي َ‬
‫ِ‬
‫وبالورى م ُ‬ ‫ِق ِب َد ِم‬
‫حي غـار ٌ‬ ‫ان َع ْيـني لِنو‬ ‫ِإ ْنسـ ُ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ‬
‫جام ُم ْت َرعٌ ِب َدمي‬
‫الخ ْم ِر ٌ‬
‫أح َم ِر َ‬
‫ِ‬
‫م ْن ْ‬ ‫ـك أو َشَف ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لي مـ ْن تَ َذ ُّك ِر َع ْيـ ٍن م ْن َ‬‫ْ‬
‫واألَل ِم‬ ‫بالض ِّر‬
‫ُّ‬ ‫دار لـي َفَلكي‬ ‫إذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫اح دائ َرةٌ‬
‫أسـاقيا َرو ُح ُروح ْي ال َّـر ُ‬
‫نوز قـارو َن يرجوها أخو َع َد ِم‬
‫ُك ُ‬ ‫وصل الحبيـ ِب اّلذي أرجو بال ٍ‬
‫أمل‬

‫طَلِبك(‪)1‬؛‬
‫اس في َ‬ ‫الن ِ‬ ‫حال َّ‬ ‫ِق ِب َدمي‪ ،‬اُن ُ‬ ‫إنسان عيني‪ِ ،‬من الب ِ‬
‫هو ُ‬ ‫كيف َ‬ ‫ظ ْر َ‬ ‫كاء‪ ،‬غار ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫فاض‬ ‫العقيق‪،‬‬ ‫شفتَ َك‬
‫عين َك المخمورَة‪ ،‬أو َ‬ ‫ِ‬
‫رت‪ ،‬على البعد‪،‬‬ ‫إذا َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تذك ُ‬
‫غمي مما يسيل من ِ‬
‫دماء قلبي؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫جام ّ ّ‬ ‫بالخمراألحمر‪ُ ،‬‬
‫ك؛‬ ‫ط ِ‬ ‫ِق َشم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ُمبـ َار ٌ‬
‫لعت َك‪ ،‬فهو طـ ٌ‬ ‫س ََ‬ ‫طلـوعُ طـاَلعي م ْن َم ْشر ْ‬ ‫ان ُ‬ ‫إذا كـ َ‬
‫مقام المجنون(‪)2‬؛‬ ‫حديث فرهاد‪ ،‬ج ْعُد ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط َّرة ليلى ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ين‬
‫حكاي ُة َشَفة شير َ‬
‫لطيف وموزون؛‬ ‫ٌ‬ ‫فكالم َك‬ ‫رو يسبي الُقلوب‪ُ ،‬ق ْل حديثاً‬ ‫فقد َك كال َّس ِ‬ ‫اطُل ْب قلبي ُّ‬
‫ُ‬
‫خاطري ِم ْن جوِر َد ِ‬ ‫فإن أَلم ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن َد ِ‬
‫ورة‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫اح َة لروحي أي ساقي‪َ َّ ،‬‬ ‫ورة الَق َد ِح أوص ْل َّ َ‬ ‫َ‬
‫الفَل ِك البعيد ؛‬
‫( ‪)3‬‬
‫َ‬
‫صار ِم ْن حولي َك َن ْه ِر جيحون؛‬ ‫اح َع ْن عيني العز ُيز في َسَف ٍر‪،‬‬ ‫ِمن َلح َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ظة ر َ‬ ‫ْ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫خارَج االختيار؛‬ ‫اختيار ِ‬ ‫ذاك‬
‫ٌ‬ ‫ط الغمو ِم واألحزان‪َ ،‬‬ ‫أسع َد َو َس َ‬
‫أن َ‬ ‫كيف لي ْ‬ ‫َ‬
‫ضياع َنْف ِسه‪َّ ،‬‬
‫كأن ُه ُمفلِ ٌس يطُل ُب َك ْن َز قارون٭‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الحبيب ِب‬
‫َ‬ ‫يطُل ُب‬

‫‪71‬‬
‫ـــــ‬
‫اس في طلبك مثل ما‬ ‫بالدماء من كثرِة البكاء‪ ،‬وقد أصاب َّ‬ ‫شرح‪)1( :‬لقد غرقت عيني ِ‬
‫الن َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫له ّإال في‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫قام ُ‬
‫هاد ال يتحد ُث ّإال َع ْن َشَفة شيرين‪ ،‬ومجنو ُ ليلى ال ُم َ‬
‫أصابني من البالء؛ فر ُ‬
‫)‬‫‪2‬‬‫(‬

‫الفلك‬
‫ُ‬ ‫دار لي‬
‫الساقي‪ ،‬فراحةُ روحي في دورانها بعد أن َ‬ ‫طَّرِتها؛ (‪ِ )3‬أد ْر األقداح أيُّها َّ‬
‫َج ْع ِد ُ‬
‫عوٌز بكنوز قارون‪.‬‬‫فقير م ِ‬ ‫ِ‬
‫يطمع ٌ ُ‬ ‫محال‪ ،‬كما‬ ‫طمعت منك بالوصال وهو‬ ‫بالعذاب واأللم؛‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪55‬‬

‫ديـ ُن‬ ‫َن ِشـبـ َ‬


‫اك ُه ُكـْف ـٌر َو ْ‬ ‫ِبأ َّ‬ ‫وأصـ َغـر مـا لِفرِع َك ِم ْن ِف ٍ‬
‫عال‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجمـاُل َك ُم ْعـ ِجٌز بالـ ُح ْسن لـ ِك ْن‬
‫بين‬
‫الم ُ‬ ‫الس ْحـ ُر ُ‬‫ب َغ ْم ِز َك َي ْحـ ُد ُث ّ‬
‫الك ِم ْي ُن‬
‫اجِب َك َ‬ ‫وفيـها تحـ َت حـ ِ‬ ‫الرْو ُح ِم ْنها‬‫ف تنجو ُّ‬ ‫ك كيـ َ‬ ‫َو َع ْيُن َ‬
‫قين لـهـا ُفنو ُن‬ ‫ِ‬
‫ِبَق ْتـ ِل العـاشـ َ‬ ‫َفُبـ ْوِر َك ِم ْنـ َك ِس ْحـ ُر َسو ِاد َع ْي ٍن‬

‫اح َدةٌ ِم ْن ِفعالِها(‪)1‬؛‬‫شبك ُة ُكْف ٍر ودين‪ ،‬وتلك َنفح ٌة و ِ‬


‫َ َ‬ ‫الم َج َّع َدةُ َ‬
‫فيرتُ َك ُ‬
‫ض َ‬ ‫َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫المبين ؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جماُلك مع ِج ُز حس ٍن ِ‬
‫الس ْح ُر ُ‬‫حديث َغ ْم َزت َك هو ّ‬ ‫ُ‬ ‫ولك ْن‪،‬‬ ‫ُْ‬ ‫َ ُْ‬
‫القوس دائماً معها‪ ،‬وهي دائماً‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الساحرة‪ ،‬و ُ‬ ‫اله َر َب م ْن عين َك ّ‬ ‫تستطيع َ‬
‫ُ‬ ‫الرو ُح متى‬ ‫ُّ‬
‫في كمين(‪)3‬؛‬
‫ساحرٍة ِب ْقت ِل ِ‬
‫العاشق(‪)4‬؛‬ ‫مرة‪ ،‬يا لها ِمن ِ‬ ‫السوداء مرحى لها مئ َة َّ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ين َّ ُ‬ ‫الع ُ‬
‫تلك َ‬ ‫َ‬
‫الساِبعة؛‬ ‫األرض َّ‬ ‫الع ْش ِق‪ ،‬عجيب ِمن ِعْلمٍ‪َ ،‬فَل ُكه الثَّ ِ‬
‫ام ُن‬ ‫ِعْلم ِ‬
‫هيئة ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫ُ‬
‫كال‪ِ ،‬حباُله في يِد ِ‬ ‫وء ذهب ونجا ِب ِ‬
‫الك ار ِم الكاتبين؛‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫روحه‪ّ ،‬‬ ‫الس ِ َ‬ ‫قائل ُّ‬‫أتحس ُب َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدين‪.‬‬‫يصيد ّ‬ ‫ُ‬ ‫اآلن‬
‫أخ َذ الَقْل َب‪ ،‬وهو َ‬ ‫تأم ْن َك َيد َفرِعه يا حافظ‪ ،‬لَق ْد َ‬‫ال َ‬
‫ـــــــ‬
‫فن من فنونه‪ ،‬قال المكزون السنجاري‪:‬‬ ‫أصغر ٍّ‬ ‫الل والهداية‪ ،‬وهذا‬ ‫ِ‬
‫فيه َّ‬
‫الض ُ‬ ‫ك‬
‫عر َ‬
‫شرح‪َ :‬ش ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الهداية طالِ ُع؛‬ ‫َّ ِ‬
‫الجمال‪ ،‬وقد‬ ‫أنت آي ُة‬ ‫بح‬
‫ص ُ‬ ‫ِ‬
‫سب ٌل ومن فرقها ُ‬ ‫الضاللة ُم َ‬ ‫فمن فرِعها ُ‬
‫ليل‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬

‫‪72‬‬
‫أنت َّالذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حد اإلعجاز‪َّ ،‬إال َّ‬ ‫ِ‬
‫الس ْح ِر المبين‪ ،‬و َ‬
‫أن غمزة عينك هي صاحَب ُة ّ‬ ‫بالجمال َّ‬ ‫بلغت‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫قوس حاجبك اّلذي‬ ‫الدوام تحت‬ ‫منصوب على َّ‬ ‫)‬‫‪3‬‬‫(‬ ‫ِ‬
‫تسحر ِبغمزِة عينك؛ الكمين‬ ‫تختار من‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السوداء التي‬
‫حبين بسها ِم عينك اّلتي ال تُخطئُ؛ (‪)4‬بارك هللا بسحر عينك َّ‬
‫الم ّ‬
‫اح ُ‬
‫يرمي أرو َ‬
‫تتفن ُن بقتل العاشقين دون سواهم‪.‬‬
‫ّ‬

‫غزل‪56‬‬

‫عه‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َّ‬


‫ـك الطْل ْ‬ ‫وعيـوني م ْـرآةُ تـل َ‬ ‫دار ُسـكـنـى‬
‫إن قلبـي ل ُح ّـبـه ُ‬
‫عـنـقـي منه تحـت ِحم ِل ِ‬
‫المَّن ْه‬ ‫ـكن‬ ‫لس ُت أحـني للكـو ِن ر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ ْ‬ ‫أسي ل ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مو ال ِه َّم ْه‬‫ِفـك ُـر ُك ٍّـل عـلـى س ِ‬ ‫امه‬
‫لك طوبى دعـني وتلـ َك القـ ْ‬ ‫َ‬
‫ُ ّ‬
‫مه‬
‫ص ْ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫شـه َد الكـو ُن ُكل ُه لـ ُه بالع ْ‬ ‫إن ُك ْـن ُت مـُْذِنـباً فحـبيـبي‬
‫أنا ْ‬
‫ْ‬

‫طْل َعِته(‪)1‬؛‬‫سك ٌن لِ َمحبَِّت ِه‪ ،‬وعيني ِمرآةٌ على َ‬ ‫قلبي َم َ‬


‫لكونين‪ُ ،‬عُنقي تَ ْح َت ِح ْم ِل ِمنَِّته(‪)2‬؛‬ ‫أس لِ َ‬ ‫الر َ‬‫وأنا َّالذي ال أرَف ُع َّ‬
‫ص على َق ْد ِر ِه َّمِته(‪)3‬؛‬ ‫ون ْح ُن وقامةُ معشوِقنا‪ِ ،‬ف ْك ُر ُك ِّل َش ْخ ٍ‬
‫َ َ‬ ‫طوبى‪َ ،‬‬ ‫أنت و ُ‬ ‫َ‬
‫فمتى‬ ‫ِ ( ‪)4‬‬
‫ص َمته ؛‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ِ‬
‫الع َجب‪ ،‬العاَل ُم ُكل ُه شاهٌد بع ْ‬ ‫أك ْن ُم َّلو َث الثوب ما َ‬ ‫إن ُ‬ ‫ْ‬
‫حاشى‬ ‫رمِته؛‬ ‫جاب على َحري ِم ُح َ‬
‫أدخل في ذلِك الحرِم‪ ،‬و َّ ِ‬
‫الصبا ح ٌ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُُ‬
‫ُك ُّل َوْرٍد‬ ‫محل َخ َلوِته ؛‬ ‫ير خيالِه‪ ،‬ذلِ َك َ‬ ‫ظ ُر عيني لِ َغ ِ‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪5‬‬
‫هف ُّ‬ ‫الك ُ‬ ‫تن ُ‬
‫حبِته؛‬
‫ص َ‬ ‫يح ُ‬ ‫أثر ِم ْن لو ِن ور ِ‬
‫وض ز َين ًة‪ٌ ،‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ظ َه َر في َّ‬ ‫َ‬
‫نوبتُ ُه؛‬
‫له َخ ْم َس َة أيَّا ٍم َ‬ ‫خص ُ‬ ‫نوبتي‪ُ ،‬ك ُّل َش ٍ‬ ‫المجنو ِن انقضى وأتَ ْت َ‬ ‫ور َ‬ ‫َد ُ‬
‫ك‪ِ ،‬م ْن ُي ْم ِن ِه َّمِته؛‬ ‫ِ‬
‫وك ُّل ما أمل ُ‬‫يف‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬
‫الك ْن ُز الطر ُ‬
‫ممَل َك ُة ِ‬
‫الع ْش ِق و َ‬ ‫َْ‬
‫ض سالمتُه؛‬ ‫الغ َر ُ‬
‫دام َ‬
‫وف ما َ‬
‫الخ ُ‬
‫إذا َف َديتُ ُه‪ ،‬أنا وقلبي‪ ،‬ما َ‬
‫صدرهُ ِخزَان ٌة ِبها َم َحبَّتُه‪.‬‬ ‫ظ‪،‬‬ ‫اه ِر ِ‬
‫فحاف ُ‬ ‫الظ ِ‬
‫ظر إلى َفقري َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال تن ُ ْ‬
‫ـــــــ‬

‫‪73‬‬
‫غير هللا؛ (‪)2‬وأنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحديث عن َّ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫القلب َح َرُم هللا فال تُسك ْن َح َرَم هللا َ‬
‫السالم‪ُ :‬‬ ‫الصادق عليه َ‬ ‫(‪)1‬في‬
‫أحنت ِمَنُن ُه‬
‫ْ‬ ‫أمامه‪ ،‬وقد‬
‫ُ‬ ‫ليل‬ ‫َّ‬
‫ين رأسي‪ ،‬والذ ُ‬ ‫بلغ من ِعَّزتي َّأنني ال أرَف ُع لِلعاَل َم ِ‬ ‫َّ‬
‫العز ُيز الذي َ‬
‫فك ٌّل‬
‫ودع لي قام َة الحبيب‪ُ ،‬‬ ‫أشجارها‪ُ ،‬خ ْذ َش َج َرَة طوبى ْ‬ ‫الجن ِة و ِ‬ ‫له عنقي؛ (‪)3‬فيا طالِ َب َّ‬ ‫علي ُ‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫مجد في ظّلها خمسمائة‬ ‫اكب ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قدر ُعُلِّو ه َّمته( طوبى شجرةٌ في َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُيف ِّك ُر على ِ‬
‫سار ر ٌ‬ ‫الجنة لو َ‬
‫أي َع َج ٍب في‬ ‫همِته)؛ (‪)4‬و ُّ‬ ‫الرُج ِل على ِ‬
‫قدر َّ‬ ‫قدر َّ‬ ‫السالم‪ُ :‬‬ ‫علي عليه ّ‬ ‫عا ٍم ما خرَج منه؛ قال ٌّ‬
‫عن في معشوقي َّالذي‬ ‫فإنه ال مجال من ذلِك َّ‬
‫للط ِ‬ ‫ِ ُّ‬
‫يشهد‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كوني ُم َّلو َث ا ِّلرداء بالذنوب‪ُ َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫كالكهف ُيدعى‬ ‫ٍ‬
‫جوف‬ ‫تسك ُن في‬‫العين فهي ُ‬ ‫مسك ُن َ‬‫الكهف َ‬ ‫ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫صمِته ُك ُّل ما في الوجود؛‬‫بع َ‬
‫ِِ‬
‫الحجاج‪.‬‬ ‫في ال ِّ ِ‬
‫ط ّب َ‬

‫غزل‪57‬‬

‫َوِف ْي ِه‬ ‫ال ِس ْحـٌر فـي ُمْقـَلتَ ْي ِه‬ ‫جـ َ‬ ‫أس َمـٌر ُحـ ْسـ ُن ُكـ ِّل َشي ٍء َل َد ْيـ ِه‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫َل َد ْي ِه‬ ‫َخـاتَم الـجمـ ِ‬
‫ال‬ ‫ُ َ‬ ‫ان‬
‫وسَل ْيمـ ُ‬
‫ُ‬ ‫َح َس ُن الثَّ ْغـ ِر في الـوجوِد َم ْلي ٌ‬
‫ـك‬
‫ِ‬
‫فيه‬ ‫طـ َعـ ْت َد ْر َب َآد َم‬ ‫َق ْم َحـ ٌة َقـ َ‬ ‫صْفـحـ ِة َخـ ٍّد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ال م ْسـك َل ُه ب َ‬ ‫خـ ُ‬
‫َي َد ْي ِه‬ ‫فيـ ِه ُجـ ْرٌح َو َم ْرَهمي فـي‬ ‫الرحيـ َل وَقْلبي‬ ‫ـب نوى َّ‬ ‫لـي َحبي ٌ‬
‫َل َد ْي ِه‬ ‫اس عـيـسى‬ ‫قـاتلـي وأنـفـ ُ‬
‫ِ‬ ‫اسي َقـْلـ ٍب‬ ‫قـ ِ‬ ‫أشـتَكيـ ِه‬
‫َولِ َم ْن ْ‬
‫َ‬

‫مسرور‬
‫ٌ‬ ‫وقلب‬ ‫ِ‬
‫وشَفةٌ ضاح َك ٌة ٌ‬ ‫عين َخمرَّيةٌ َ‬
‫جمال العاَلم َم َع ُه‪ٌ ،‬‬
‫ُ‬ ‫األسمر َّالذي‬
‫ُ‬ ‫ذلك‬
‫َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫معه ؛‬
‫ِ‬ ‫وعذاب الثُّ ِ ُّ‬
‫مان والخاتَ ُم َم َعه(‪)2‬؛‬ ‫يمان َّ‬
‫الز ِ‬ ‫لوك‪ ،‬ولكَّن ُه ُسل ُ‬
‫غور ُكل ُهم ُم ٌ‬ ‫ِ ُ‬
‫رين في العاَل ِم َم َعه؛‬ ‫طاهر‪ ،‬ال جرم ِه َّم ُة َّ‬
‫الطاه َ‬
‫انسجا ٍم وثوب ِ‬ ‫ير وكمال ِ‬ ‫وج ُه َخ ٍ‬
‫َََ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ضه‪ِ ،‬س ُّر ِتْلك الحب ِ‬
‫َّة َّالتي َق َ‬
‫ط َع ْت َد ْر َب‬ ‫كي كالَق ْم َح ِة فو َق ِ‬
‫عار ِ‬ ‫وذلِك الخال ِ‬
‫َ َ‬ ‫الم ْس ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َآدم معه(‪)3‬؛‬

‫‪74‬‬
‫المرَه ُم‬ ‫مع قلبي المجرو ِح‪ ،‬وحبيبي َع َزم على َّ ِ‬ ‫باهللِ يا ِ‬
‫السَفر‪ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫أصن ُع َ َ َ‬ ‫أحبَّتي‪ ،‬ما َ‬
‫َم َعه(‪)4‬؛‬
‫ذلك القاسي الَقْل ِب َق َتَلني‪َ ،‬وَنَف ُس عيسى‬ ‫ولِمن أستطيع أن أقول ِ‬
‫هذه ُّ‬
‫الن ْكتَ َة‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫أن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َْ‬
‫معه(‪)5‬؛‬
‫يم ُ‬ ‫َمر َ‬
‫كثيرٍة َم َعه‪.‬‬ ‫اح م َّ ٍ‬ ‫دين ِ‬
‫فأكرْم ُه‪ ،‬بما َّ‬ ‫ِ‬ ‫حاف ُ ِ‬
‫ِ‬
‫كرَمة َ‬ ‫عطاء أرو ٍ ُ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫المعتَق َ‬
‫ظ م َن ُ‬
‫ــــــ‬
‫كل‬ ‫قلتيه‪ ،‬وفي شفتيه‪( :‬للمكزون‪:‬‬ ‫السحر في م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شرح‪ُ :‬ك ُّل جمال العال ِم في َي َديه‪ ،‬و ّ ُ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫بحق‪ِ ،‬‬
‫ولك َّن معشوَقنا هو‬ ‫مليك في الجمال ٍّ‬ ‫ٌ‬ ‫جميل ٍ‬
‫ثغر‬ ‫ِ‬ ‫محم ٍد)؛ (‪ُّ )2‬‬
‫كل‬ ‫حسن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المحاس ِن ُجزُء‬
‫لك مملكة‬ ‫زمانه‪ ،‬وفي يديه خاتَم م ِ‬ ‫ِ‬ ‫سليمان‬ ‫مملكة الجمال‪ ،‬فهو‬ ‫ِ‬ ‫وحاكم‬ ‫المطلق‬ ‫المليك‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫طةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سر حبَّة الحن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عارض الحبيب‪ ،‬فيه ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نطي الّلون على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من الم ْسك الح‬ ‫ِ‬
‫الخال َ‬ ‫ك‬
‫الجمال؛ ذل َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ِّ‬
‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫الشجرة َّالتي ن ِهي آدم ِ‬ ‫السالم‪ ،‬فقد ُذ ِك َر في التَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّالتي‬
‫عليه‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫أن َّ َ َ َ‬‫فاسير َّ‬ ‫آدم عليه َّ ُ‬ ‫يق َ‬ ‫قطعت طر َ‬ ‫ْ‬
‫كل ٍ‬
‫نبتة‬ ‫ِ‬ ‫الجن ِة إلى األرض‪ ،‬كانت شجرَة ِ‬ ‫من َّ‬ ‫ِِ‬
‫طة(معنى ّ‬ ‫الح ْن َ‬ ‫الم عنها وكانت سبباً لهبوطه َ‬ ‫الس ُ‬
‫َّ‬
‫طبيب أل ِم ُجرِحي القديم‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫موجود في الحبَّة)؛ في المثنوي َ‬
‫أنت‬ ‫(‪)4‬‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫أشتكيه‪ ،‬وقد قتلني‬ ‫الطبيب؛ (‪)5‬ولمن‬ ‫يض قد نأى عنه َّ‬ ‫عني يا حبيب كمر ٍ‬
‫ُ‬ ‫بعدك ّ‬ ‫َ‬ ‫أنا في‬
‫س عيسى)‪.‬‬ ‫عند َنَف ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫هباء َ‬
‫الموتى(طب جالينوس ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫أنفاس ُه تُحيي‬
‫بال رحمة‪ ،‬وهو الذي ُ‬

‫غزل‪58‬‬

‫أمر الحبيب‬ ‫فكل ما ِ‬


‫فيه يأتي‪ ،‬يأتي ِب ِ‬ ‫ُّ‬ ‫بباب ِ‬
‫دار الحبيب‬ ‫رأسي المر ُيد مقيـم ِ‬
‫ٌ‬
‫كل المرايا تلقاء ِ‬
‫وجه الحبيب‬ ‫نصبت َّ‬ ‫الحبيب واِّني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مني ِم ْث َل‬ ‫لم تُ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العين ّ‬
‫ُ‬ ‫بص ْر‬
‫وفتح فريب‬
‫ٌ‬ ‫نصر‬
‫ٌ‬ ‫ـال لِقلبي‬
‫قلبي شرحاً متى ُيق ُ‬ ‫الصبا لِضي ِ‬
‫ـق‬ ‫تستطيع َّ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫َ‬

‫يجيء‬ ‫ِ‬
‫بعتبة حضرِة الحبيب‪ُّ ،‬‬
‫فكل ما‬ ‫تتعل ُق ِب ِه إرادتي‪ُ ،‬متعّلِ ٌق‬
‫رأسي اّلذي َّ‬
‫ُ‬
‫ادة الحبيب؛‬ ‫برأسي هو بإر ِ‬

‫‪75‬‬
‫القمر نصبتُهما‪َّ ،‬‬
‫ولكنني َل ْم َأر‬ ‫َّ‬ ‫لقد نصبت المرايا قبال َة ِ‬
‫مس و َ‬ ‫وجه الحبيب‪ ،‬والش َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ظير الحبيب؛‬ ‫َن َ‬
‫غلق كبرع ٍم‬ ‫حال قلبي َّالذي‬ ‫ِم ْن ِ‬
‫الصبا؟‪ ،‬وهو ُم ٌ‬ ‫شرَح َّ‬ ‫أن تَ َ‬ ‫تستطيع ْ‬
‫ُ‬ ‫ضاق‪ ،‬ما‬
‫َ‬
‫(ح ُجب القلب)؛‬ ‫بعضها فوق بعض ُ‬ ‫طبقات ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أو ارُق ُه‬
‫ير‪ ،‬ما أ ْكثَ َر‬ ‫ِق في هذا َّ‬
‫الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحدي ِ‬
‫شار َب اإلبر ِ‬
‫المحتَر َ‬
‫بيد ُ‬ ‫يق‪ ،‬والعر َ‬ ‫َ‬ ‫لست أنا‬ ‫ُ‬
‫المشغل؛‬
‫َ‬ ‫وفخا اًر في هذا‬‫جارًة َّ‬ ‫ْ ِ‬
‫صارت ح َ‬ ‫ؤوس َّالتي‬ ‫الر َ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫الر ِ‬
‫ويتعنب َر‬
‫َ‬ ‫الغالية‬ ‫طر‬
‫يح ع َ‬ ‫نش َر ِّ ُ‬ ‫تنش ُر العبير‪ ،‬لِتَ ُ‬ ‫ضفائرك َّالتي ُ‬
‫َ‬ ‫مشطت‬ ‫هال َّ‬ ‫َّ‬
‫التُّراب؛‬
‫ضَّف ِة‬‫وض‪ ،‬وفداء لِ ِقدك ُك ُّل سروٍة قامت على ِ‬
‫ٌ َّ‬ ‫الر ِ‬
‫ورد في َّ‬ ‫قة ٍ‬‫كل ور ِ‬‫نثار لوج ِهك ُّ‬ ‫ٌ‬
‫جدول؛‬
‫ف مقطوِع‬ ‫خر ِ‬ ‫ٍ‬
‫مجال للقل ِم الم ِّ‬ ‫فأي‬
‫عاجٌز‪ُّ ،‬‬ ‫وصف شوِقنا إليك ِ‬ ‫ِ‬ ‫اط ُق عن‬ ‫الن ِ‬
‫اللسان َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الِّلسان؛‬
‫يتبع‬
‫الح َس َن ُ‬ ‫الحال َ‬‫َ‬ ‫المراد‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫أنال ُ‬‫فسوف ُ‬ ‫َ‬ ‫ظهرت صورةُ وج ِه َك في قلبي‪،‬‬
‫الح َسن؛‬‫الفأل َ‬ ‫َ‬
‫بسيرِة‬ ‫ِق‬ ‫َّ‬ ‫َهوس ِ‬
‫َ‬ ‫يسير‬
‫ُ‬ ‫المحتَر ُ‬ ‫الن ِار َ‬
‫ليس من هذا الزمان‪ ،‬هذا ُ‬
‫حافظ ب َّ‬ ‫قلب‬ ‫َُ‬
‫األزل‪.‬‬
‫َ‬ ‫من‬
‫قائق َ‬ ‫َّ‬
‫الش ِ‬

‫غزل‪59‬‬

‫َم ُل‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬


‫ـت ولـي في عفوه أ َ‬ ‫َذ ْنـباً َعمْل ُ‬ ‫أم ُل‬
‫الحبيـب‪ ،‬به َقلبي َل ُه َ‬ ‫ـف َ‬ ‫عط ُ‬
‫وباليقي ـ ِن ِب ِه لـي ُي ْغ َـف ُـر َّ‬
‫الزَل ُل‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫مالئ َك ٌة‬ ‫َشبي ُـه ِج ِّن وفـي َخيـ ٍـر‬
‫اْل َمثَ ُل‬ ‫ض َر ُب‬
‫الخالئق أضحى ُي ْ‬‫ِ‬ ‫بين‬
‫َ‬ ‫ـت َف َد ْمعـي َج ْد َو ٌل وِب ِه‬
‫َل َك ْـم َب َك ْي ُ‬
‫اْل ُمَق ُل‬ ‫ظ َـفر ِبهِ‬ ‫له أَثٌَر‬
‫دق فَل ْم تَ ْ ْ‬
‫ص ُـر َّ‬
‫الخ ْ‬
‫و َ‬ ‫ـهر ُ‬
‫ـاق فَل ْم يظ ْ‬ ‫الثّ ْغ ُـر ض َ‬

‫‪76‬‬
‫َوُك َّل ِح ْي ٍـن َلـهـا َّ‬
‫بالد ْم ِـع ُم ْغتَ َس ُل‬ ‫ط َع ْي ِـني ال ُيفـ ِ‬
‫ـارُقها‬ ‫َخياُل ُه َو ْس َ‬
‫ْ‬

‫بعفوه؛ لقد علِ ْم ُت‬ ‫جناب الحبيب‪َ ،‬ع ِمْل ُت جناي ًة‪ ،‬ولي أم ٌل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِم ْن‬ ‫طِ‬ ‫بالع ْ‬
‫أم ٌل َ‬
‫َ‬ ‫لي َ‬
‫ط َين ِة(‪)1‬؛ ولقد‬ ‫مالك بال ِّ‬
‫ٌ‬ ‫شبيهاً بال ِج ِّن‪،‬‬
‫َ‬ ‫كان‬
‫فهو وا ْن َ‬ ‫سيتجاوُز عن ُجرمي‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َّأن ُه‬
‫اسم هذا‬ ‫يم ُّر بي ويرى‬ ‫ٍ‬
‫يسأل ما ُ‬ ‫ُ‬ ‫مسيل َدمعي‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫كان ُك ُّل شخص ُ‬ ‫بكيت حتّى َ‬ ‫ُ‬
‫ص ِر َّأيةُ‬ ‫وش ْع َرةُ ذلِ َك َ‬
‫الخ ْ‬ ‫منه ُيرى‪َ ،‬‬ ‫ذاك الث ْغ ُر ك َّأن ُه ال شيء‪ ،‬ال أثَ َر ُ‬
‫َّ‬
‫الن ْهر؛ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫الع َج ُب ِم ْن َنْق ِ‬ ‫( ‪ِ )2‬‬ ‫ِ‬
‫كيف ْلم ي ْذ َه ْب‬ ‫أن َ‬ ‫ش خياله‪ْ ،‬‬ ‫ندي َ‬‫تكاد تُرى ؛ ع َ‬ ‫شع َ ٍرة ه َي فال ُ‬ ‫ْ‬
‫ك يأسر الَقْلب دو َن ٍ‬
‫قال‬ ‫ِ‬ ‫)‬ ‫(‬
‫ظ ًة ِبَلح َ‬ ‫ِم ْن عيني التي تغتس ُل َّ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ظة ؛ فرُع َ‬ ‫بالد ْم ِع لح َ‬
‫‪3‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقيل‪ ،‬ما ٍ‬
‫عبير‬
‫الع ْم َر أل ُش َّم َ‬ ‫قضيت ُ‬ ‫ُ‬ ‫قال وقيل؛‬ ‫مع ذل َك الفرِع آس ِر القلوب ٌ‬ ‫ألحد َ‬ ‫َ‬
‫ضطرب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحال ُم‬ ‫سي ُء‬‫مشام قلبي؛ حافظ منك ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ال في‬ ‫العبير ال يز ُ‬ ‫فرِع َك‪ ،‬ذلِ َك‬
‫ٌ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫ُ‬
‫عبير فرِع َك جميل‪.‬‬ ‫اضطرَاب ُه ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫لك َّن‬‫ِ‬
‫ــــــ‬
‫ففعل المالئكة‪َّ ،‬التي‬
‫أما فعُل ُه ُ‬ ‫كأن ُه من ِّ‬
‫الجن‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫يظهر‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫مختف عن العين فال‬ ‫الحبيب‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫شرح‪:‬‬

‫ثغرهُ ِّ‬
‫ضي ٌق فال‬ ‫سيكو ُن سبب غفران ذنبي؛‬ ‫أقطع َّأن ُه‬ ‫يصدر منها إالّ الخير‪ ،‬وباليقين‬ ‫ال‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الدوام لكثرِة بكائي‪،‬‬
‫مع عيني على َّ‬
‫الد ُ‬
‫يغسل ّ‬
‫ُ‬
‫ن (‪)3‬‬
‫دقيق يخفى على العيو ؛‬
‫وخصرهُ ٌ‬
‫ُ‬ ‫يكاد ُيرى‪،‬‬
‫ُ‬
‫خيالك منها‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ولكن ُه ال يمحي‬

‫غزل‪60‬‬

‫ط ِه‬
‫رز ا ُّلرو ِح ِم ْن خ ِّ‬
‫الحبيب‪ ،‬جاء ِب ِح ِ‬
‫ِ‬ ‫ديار‬ ‫َ َ‬
‫الس ِ‬
‫عد َّالذي وص َل من ِ‬ ‫رس ُل َّ‬ ‫ُم َ‬
‫الم َّ‬
‫عطر(‪)1‬؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحبيب‬ ‫عند‬ ‫العز و ِ‬
‫الوقار َ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب تُب ِه ُج‪ ،‬حكاي ُة ِّ‬ ‫ِ‬
‫الجمال عند‬ ‫ِ‬
‫الجالل و‬ ‫شارةُ‬
‫تُ ِ‬
‫سعُد؛‬

‫‪77‬‬
‫عطاء للحبيب؛‬ ‫ف‬ ‫من َج ْع ِل َنْقِد قلبي َّ‬
‫الزِائ ِ‬
‫القل َب أهديتُ ُه ِبُبشرى وبي َخ َج ٌل‪ْ ،‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫الحبيب ِوف َق مرامي؛‬ ‫ِ‬ ‫الحمد هللِ‪ِ ،‬من مدِد البخ ِت الم ِ‬
‫ساعِد‪ ،‬س َار ُك ُّل ُش ْغ ِل‬ ‫ُ‬ ‫ْ ََ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اختيار الحبيب؛‬ ‫ان َحس َب‬ ‫القمر الَّدائر؟‪َّ ،‬إنهما دائر ِ‬ ‫الس ِائ ِر و ِ‬
‫للفَل ِك َّ‬ ‫ٍ‬
‫اختيار َ‬ ‫أي‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫الحبيب؛‬ ‫انت ِ‬
‫ظار‬ ‫ين‪ ،‬نحن وسراج عيوِننا‪ ،‬ودرب ِ‬ ‫بت العاَلم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إذا ري ُح الفتنة ضر ْ‬
‫سعِد َّالذي َّ‬
‫مر‬ ‫اب الم ِ‬
‫ُ‬
‫الص ْب ِح ُكحل الجواهري‪ ،‬من ذلِ َك التُّر ِ‬
‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫احمل لي يا نسي َم ُّ‬ ‫ْ‬
‫( ‪)2‬‬
‫عليه الحبيب ؛‬ ‫ِ‬
‫الجميل في ِجو ِار الحبيب؛‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وم‬ ‫وبو َاب ُة الع ْش ِق والفاَق ُة‪ُ ،‬‬
‫ليأخ َذنا الن ُ‬ ‫نحن َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫لست ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خجالً م َن الحبيب‪.‬‬ ‫ظ ما الخوف‪ ،‬المَّن ُة هلل ُ‬ ‫صد حاف َ‬ ‫إن َسعى بَق ْ‬ ‫العدو ْ‬
‫ُّ‬
‫ــــــ‬
‫الك ِ‬ ‫مزج ِ‬ ‫كان ِحبر َّ ِ‬
‫ثمين‪.‬‬
‫حل ٌ‬ ‫من ُ‬‫كحل الجواهرّي نوعٌ َ‬ ‫بالعطر؛‬ ‫الرسائل ُي َ ُ‬ ‫قديماً‪ُ ْ َ ،‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬

‫غزل‪61‬‬

‫الم َع ْن َب ْر‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫ط ْيـ َب م ْن َش ْعره ُ‬ ‫ضري ال ِّ‬‫أح ِ‬
‫ْ‬ ‫دار حبيـبي‬ ‫ِ‬
‫إن َم َرْرت َ‬ ‫صبـا ْ‬
‫يا َ‬
‫ظ ْر‬‫ط ْيـف َم ْن َ‬‫ِ‬ ‫َغ ْي َر ُحْلـ ٍم َّ‬
‫بالنـ ْو ِم ْأو َ‬ ‫ال‬ ‫ِ ِ‬
‫طمعي بالوصـال م ْنـ ُه محـ ٌ‬
‫صـ َن ْوَب ْر‬‫َشبيـ ِه الـ َّ‬ ‫ِبهـوى َقـ ِّد ِه‬ ‫الص َـن ْوَب ِر َّي َخفـو ٌق‬
‫بي َّ‬ ‫َّ‬
‫إن قلـ‬
‫َْ ْ‬

‫عبير َفرِع ِه‬


‫ِ‬ ‫نفح ًة ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان لك َم َمٌّر في موط ِن الحبيب‪ ،‬احملي َ‬
‫ِ‬
‫صبا إذا َ‬
‫عنبر؛‬
‫الم َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن َح َمْلت لي ِرساَل ًة م َن الحبيب؛‬
‫الرو َح ُش ْك اًر‪ْ ،‬‬
‫أن أنثَُر ُّ‬‫َق َسماً ِبروحه ْ‬
‫بار لِعيني َع ْن‬ ‫ِ‬ ‫الح ِ‬ ‫واذا لم ُ ِ‬
‫الغ َ‬‫ض َرة‪ ،‬احملي ُ‬ ‫الح ْ‬
‫ضور في تْل َك َ‬ ‫ص ُة ُ‬ ‫يك ْن لك ُر ْخ َ‬ ‫ْ‬
‫باب الحبيب؛‬‫ِ‬

‫‪78‬‬
‫ظ ِر الحبيب؛‬
‫َمن َ‬ ‫خيال‬ ‫أن أرى بنو ٍم‬ ‫تمن َّي وصَل ُه‪ ،‬وأنا َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫غير ْ‬ ‫هيهات‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫الش َّحا ُذ‪،‬‬ ‫ّ َ ْ‬
‫الحبيب(‪)1‬؛‬ ‫صنوب ِر‬
‫َ‬ ‫وقام ِة‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫كالصفصاف‪َ ،‬ح ْس َرًة لَقّد َ‬
‫ف َّ‬ ‫قلبي الصنوبر ُّي يرتَ ِج ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحبيب؛‬ ‫ِ‬
‫أبيع بالعاَل ِم َش ْع َرًة م ْن ر ِ‬
‫أس‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫رْغ َم َّ‬
‫الحبيب ال يشتريني ب َشيء‪ ،‬أنا ال ُ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ِ‬ ‫حاف ُ ِ‬‫غم َقلِب ِه ِ‬ ‫ما يكون إذا تَح َّرر ِمن ِ‬
‫وخاد ٌم‬ ‫سكين‪ ،‬بما َّأن ُه ُغ ٌ‬
‫الم‬ ‫ظ الم ُ‬ ‫قيد ِّ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫للحبيب‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫الصنوبر‬
‫ساق َّ‬ ‫شبه قام ُة الحبيب‬ ‫ِ‬
‫الصنوبر كما تُ ُ‬
‫المخروطي ثمرَة َّ‬ ‫بشكله‬ ‫يشبه القلب‬ ‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫باستقامتها ورشاقتها وطولها‪.‬‬

‫غزل‪62‬‬

‫داء‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مرحباً يا رسول المشتاقين‪ِ ،‬‬


‫هات ِرسال َة‬
‫ألجعل عن رغبة‪ ،‬روحي ف َ‬ ‫َ‬ ‫الحبيب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِاس ِم الحبيب؛‬
‫الس َّك ِر‪ ،‬وأنا في‬ ‫اء في عش ِق ُّ‬ ‫القفص‪ ،‬لي طبع الببَّغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫كبْلُب ٍل في‬
‫ُ‬ ‫ائم دائماً ُ‬ ‫اله ه ٌ‬ ‫وٌ‬
‫اك الحبيب؛‬ ‫شب ِ‬
‫َّة وقعت في ِش ِ‬
‫باك‬ ‫طم ٍع بالحب ِ‬ ‫ِ‬ ‫تلك ِّ‬ ‫حب ُة خالِ ِه ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الشباك‪ ،‬م ْن َ َ‬ ‫عم َ‬ ‫ط ُ‬ ‫باك‪ ،‬و َّ‬ ‫ضفيرتُ ُه ش ٌ‬
‫الحبيب؛‬
‫كل َمن ش ِر َب ِمثلي‪ ،‬في‬ ‫الحشر‪ُّ ،‬‬‫ِ‬ ‫صباح يو ِم‬
‫ِ‬ ‫أس ِم َن ُّ‬
‫الس ْك ِر إلى‬ ‫الر َ‬
‫لن يرَف َع َّ‬
‫َ‬
‫األزل‪ُ ،‬جرَع ًة من جا ِم الحبيب؛‬ ‫ِ‬
‫أم وابر َام الحبيب؛‬‫الس َ‬
‫سب َب َّ‬‫اف أن أُ ِّ‬ ‫أستطيع َش ْرَح َشوقي‪ ،‬أخ ُ‬‫ُ‬ ‫أنا ال‬
‫ف ِبأقدا ِم‬‫يق الم َش َّر ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫لكَّنني إذا َّ‬ ‫ِ‬
‫مس ُح َع ْيني ب ُك ْحل م ْن ُغبار الطر ِ ُ‬ ‫فسوف أ َ‬‫َ‬ ‫تمك ْن ُت‬
‫الحبيب؛‬

‫‪79‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ص َل ُمرُاد‬ ‫صُدهُ ج َه ُة الفراق‪ ،‬تعلْق ُت ِبتَ ْرك ُمرادي ْ‬
‫ليح َ‬ ‫ميلي إلى ج َهة الوصال‪ ،‬وَق ْ‬
‫الحبيب؛‬
‫يسك ُن ِم َن‬
‫اء لِذلِ َك األَل ِم َّالذي ال ُ‬ ‫اح َتر َق في أَل ِم ِه ول ْم ي ُ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫أخذ الدواء‪ ،‬ال دو َ‬ ‫ظ ْ‬‫حاف ُ‬
‫الحبيب‪.‬‬

‫غزل‪63‬‬

‫ِ‬
‫ليب‬
‫ولك يا ُب ْرُعـ ُم م ْن َع ْن َد ْ‬‫اء ًة َح َ‬ ‫قيب‪ ،‬م َ‬‫ف َر ْ‬ ‫ك أْل ُ‬ ‫أم ْن ال تُرى‪ ،‬دو َن َو ْجـ ِه َ‬‫َ‬
‫يب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألف غر ْ‬ ‫مثلي ُ‬ ‫َ‬
‫حل م ْن قب ُل‬ ‫يب‪ ،‬بها َّ‬ ‫الغر ْ‬
‫بالوحيد َ‬ ‫ولست بها َ‬ ‫ُ‬ ‫حماك‬
‫َ‬ ‫لت‬‫نز ُ‬
‫اق ِ‬ ‫في ِ‬
‫بيب‬
‫الح ْ‬‫وجه َ‬ ‫ضاء بإشر ِ ْ‬ ‫ٍ‬
‫خان ف ُك ُّل َمكان ُي ُ‬‫حان َو ْ‬ ‫الع ْش ِق ال َف ْر َق ما ْبي َن ٍ‬
‫ليب‬
‫ص ْ‬ ‫سم ال َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فيه‪َ ،‬د ْيٌر و ُ ٍ‬ ‫ام ِع ِ‬‫الصو ِ‬
‫مكان جرى ما جرى في َّ‬ ‫وُك ُّل ٍ‬
‫ناقوس َدير عليه وا ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫تشك فلي َس يداوي الذي ليس يشكو الط ْ‬
‫بيب‬ ‫الحبيب ل ُ‬
‫ُ‬ ‫ويا عاشقاً قد جفاهُ‬
‫جيب‬ ‫ِ‬ ‫ظ َليست ِبَله ِو الح ِ‬ ‫ِ‬
‫ديث َع ْ‬ ‫األمر فيها وفيها َح ٌ‬ ‫ديث‪َ ،‬غرْي ٌب من‬ ‫وص ْي َح ُة حاف َ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬

‫وحولك‬ ‫حولك‪ ،‬ال ِ ْزل َت ُبرُعماً‪،‬‬ ‫الر ِ‬


‫قباء‬ ‫وآالف ُّ‬ ‫محتجب‪،‬‬ ‫أحٌد وجهك َّ‬
‫ألن َك‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫لم َير َ‬
‫ٍ‬
‫مشتاق(‪)1‬؛‬ ‫ٍ‬
‫عندليب‬ ‫مئ ُة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ماك فلس ُت بالغر ِ‬ ‫ِ‬
‫آالف‬
‫َ‬ ‫الد ِ‬
‫يار‬ ‫ألن في تْل َك ّ‬ ‫يب كثي اًر‪َّ ،‬‬ ‫ئت إلى ح َ ْ‬ ‫نت ِج ُ‬ ‫إن ُك ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ ( ‪)2‬‬
‫الغرباء ؛‬ ‫ُ‬
‫نور َو ْج ِه‬ ‫ِ‬
‫ليس فيه ُ‬ ‫مكان َ‬ ‫َ‬ ‫بين الخانقاه والخرابات‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬
‫ال فر َق في الع ْش ِق َ‬
‫الحبيب(‪)3‬؛‬
‫الصليب(‪)4‬؛‬ ‫اسم َّ‬ ‫ير َّ ِ ِ‬‫ناقوس َد ِ‬ ‫لص ِ‬
‫الراهب‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫ناك‬
‫وم َعة‪ُ ،‬ه َ‬
‫حصل ُش ْغ ُل ا َّ َ‬
‫َ‬ ‫حيثُما‬
‫موجود ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ُقل لِ ِ‬
‫ولكَّن َك ال‬ ‫ٌ‬ ‫بيب‬
‫سيُد‪ ،‬الط ُ‬ ‫الحبيب في حاله‪ ،‬أي ِّ‬ ‫ُ‬ ‫لعاش ِق اّلذي ال ين ُ‬
‫ظ ُر‬ ‫ْ‬
‫( ‪)5‬‬
‫تشكو ؛‬

‫‪80‬‬
‫إن ِ‬
‫فيه‬ ‫أقول َّ‬ ‫َّ‬ ‫اخ من ِ‬
‫معنى من الحديث‪ ،‬وحقاً ُ‬
‫ً‬
‫ظ لهواً بال‬
‫حاف َ‬ ‫الصر ُ‬
‫العويل و ُّ‬
‫ُ‬ ‫ليس‬
‫َ‬
‫قال‪.‬‬
‫شرُح‪ ،‬وحديثاً عجيباً ال ُي ُ‬ ‫ِلق َّ‬
‫ص ًة غريب ًة ال تُ َ‬
‫ـــــــ‬
‫ك مئ ُة‬ ‫ِ‬
‫الورد‪ ،‬حوَل َ‬ ‫عم‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ك َّ‬
‫محتجب‪ ،‬وبانتظار أن تتفت َح‪ ،‬يا بر َ‬ ‫ألن َك‬ ‫وجه َ‬ ‫أحٌد َ‬ ‫شرح‪ :‬لم َير َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ٌ‬
‫وجدت‬ ‫بة كثي اًر‪ ،‬ألنني‬ ‫أحس بالغر ِ‬‫حماك‪ ،‬فلم َّ‬ ‫لت في‬ ‫بلب ٍل ِ‬
‫سافرت عن وطني ونز ُ‬ ‫ينتظر؛‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬
‫باء‬ ‫ر‬ ‫الغ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫يب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫يب للغر ِ‬
‫يب‬ ‫وكل غر ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫أمثالي(‬ ‫باء‬ ‫ر‬ ‫الغ‬ ‫من‬ ‫حماك‬
‫َ‬ ‫لي‬ ‫ز‬ ‫نا‬ ‫من‬ ‫اآلالف‬
‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السكارى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وحانة ُّ‬ ‫الدراويش‬ ‫عدد ِهم)؛ ال َفر َق للعاشقين بين ِ‬
‫خان َّ‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬‫(‬ ‫لقل ِة ِ‬ ‫صفوا بذلك َّ‬ ‫المؤمنون و ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ات واألرض)؛‬ ‫السمو ِ‬ ‫ُ ُ َّ‬‫نور‬ ‫مكان(هللا‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ك‬ ‫في‬ ‫ق‬‫شر‬ ‫ت‬ ‫تي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫المعشو‬ ‫ِ‬
‫وجه‬ ‫شمس‬ ‫ن‬ ‫يطلبو‬ ‫ما داموا‬
‫ُّ‬ ‫ّ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العبادة‬ ‫طقوس‬ ‫جرت‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫(‪َّ )4‬‬
‫ُ‬ ‫للمصّلى فحيثُما ْ‬ ‫ستحق ُ‬ ‫َّ‬ ‫الم‬
‫سم ُ‬ ‫إن طقوس العبادة هي التي تعطي اال َ‬
‫عليك أن ترو َح شاكياً باكياً لتنال‬ ‫َ‬
‫(‪)5‬‬
‫فالمكان كنيس ٌة كامل ٌة‪ ،‬بناقوِسها وصليِبها؛‬ ‫ُ‬ ‫الرهبان‪،‬‬‫من ُّ‬
‫يض َّالذي ال يشكو ما‬ ‫َّ‬ ‫يض َّالذي يشكو‬
‫مرضه للطبيب‪ ،‬فالمر ُ‬ ‫ُ‬ ‫يفعل المر ُ‬ ‫عطف الحبيب‪ ،‬كما ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الدعاء‪ ،‬وفي الحديث القدسي من‬ ‫ِ‬
‫أهمية ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫للط ِ‬‫ِب ِه َّ‬
‫ذلك إشارةٌ إلى ّ‬ ‫بيب ال ُيداويه الطبيب‪ ،‬وفي َ‬
‫بيت معناهُ‪ :‬لكي تُغاث ال ُبَّد أن تُطلِ َق‬ ‫أبال في ِ ٍ‬ ‫لم يدعني لم ِ‬
‫أي واد هلك‪ ،‬وفي المثنوي ٌ‬ ‫ّ‬
‫االستغاثَ ِة َّأوالً‪.‬‬‫صرخ َة ِ‬

‫غزل ‪64‬‬

‫الع َر ِب‬ ‫دب‪ ،‬ص ِ‬


‫ام ُت الّلِ ِ‬ ‫فني على الحبي ِب ِقَّل ُة األ ِ‬
‫سان وا ْن في فمي بالغة َ‬ ‫َ‬ ‫ض ّ‬
‫عر ُ‬
‫إبليس‪ ،‬واعجبي‬ ‫الح ْس َن‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫يلبس ُ‬
‫المالك ما عندهُ من جمال‪ ،‬وأتى ُ‬ ‫ُ‬ ‫كيف أخفى‬
‫َ‬
‫له َش َرٌر ِمن أبي َل َه ِب‬‫المصطفى ُ‬
‫اج ُ‬
‫ٍ ِ‬
‫نال بال شوك‪ ،‬سر ُ‬ ‫وض وردةٌ تُ ُ‬‫الر ِ‬
‫ليس في ّ‬
‫َ‬

‫مليء ِبُل َغ ِة‬


‫ٌ‬ ‫ص َم َت لِساني وفمي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليس م َن األدب‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِأل َّن عرض َ ِ‬
‫الف ِّن ع ْن َد الحبيب َ‬ ‫َْ َ‬
‫الع َرب(‪)1‬؛‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحسن خداعاً‪ ،‬احتَ َرَق ْت عيني‬ ‫ظهر‬
‫َ‬ ‫بليس ُي ُ‬
‫يل‪ ،‬وا ُ‬
‫وجه ُه الجم َ‬
‫المالك يخفي َ‬ ‫ُ‬
‫العجاب!؛‬
‫الع َج ُب ُ‬
‫َح َيرًة‪ ،‬ما هذا َ‬

‫‪81‬‬
‫طفى(ص)‬ ‫صَ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الر ِ‬
‫الم ْ‬
‫اج ُ‬‫امرؤ َوْرَد ًة بال َشوك‪ ،‬حتّى سر ُ‬ ‫وض ال يجني ٌ‬ ‫في هذا َّ‬
‫َحوَل ُه َش َرٌر ِم ْن أبي َل َهب(‪)2‬؛‬
‫حقاق وال َس َبب؛‬ ‫است ٍ‬‫السبب‪َّ ،‬إنه يعطي بال ِ‬ ‫سل ِ‬
‫ُُ‬ ‫عن َّ َ‬ ‫السَفَل َة‪ ،‬ال تَ ْ‬
‫ك َيرعى َّ‬ ‫الفَل ُ‬
‫َ‬
‫ط َب ُة اإليو ِ‬ ‫عير‪ ،‬م ِ‬ ‫صف حب ِ‬
‫َّة َش ٍ‬ ‫الن ُزِل ِبِن ِ‬ ‫ِ‬
‫الخانقاه و ُّ‬
‫ان‬ ‫صَ‬ ‫نزلي َم ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أنا ال أشتري َ‬
‫طاق‬
‫الد ِّن؛‬ ‫و َّ‬
‫حاف ُة َّ‬
‫جاب ِمن ِ‬ ‫نقاب ُز ٍ ِ‬ ‫نور عيني جمال ِب ِ‬
‫الع َنب؛‬ ‫جاجي وح ٍ َ‬ ‫ّ‬
‫نقود‪ ،‬رغم َّأنها في ٍ‬
‫َ‬
‫نت الع ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب ِم َن ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الس ْك ِر‪ ،‬صالحي‬ ‫اآلن وأنا خر ٌ‬‫سيُد‪َ ،‬‬ ‫ألف َعْقل و َأد ٍب يا ِّ‬ ‫ندي ُ‬ ‫كان ع َ‬ ‫لقد َ‬
‫األدب؛‬ ‫ِ‬
‫ليس م َن َ‬ ‫َ‬
‫السح ِر وفاَق ِة منتَصفِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫هار على ُبكاء َّ َ‬ ‫ظ ٍ‬‫ف است ْ‬ ‫ظ ِبها أْل َ‬‫فإن لحاف َ‬‫الخ ْم َر َّ‬ ‫فهات َ‬
‫الّليل‪.‬‬
‫ــــــ‬
‫الفن م ٍ‬ ‫ِ‬
‫نظم‬
‫تركت َ‬‫ُ‬ ‫ناف لألدب لذلك‬ ‫أمام الحبيب الكامل الفضل و ِّ ُ‬
‫لفني وفضلي َ‬‫إن عرضي ّ‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫نير‬ ‫بي؛ (‪)2‬الوردةُ حولها َّ‬
‫الم ُ‬
‫اج ُ‬‫السر ُ‬
‫وك و ّ‬
‫الش ُ‬ ‫الحبيب عر ٌّ‬
‫ُ‬ ‫الشعر العربي مع مقدرتي على ذلك‪،‬‬
‫ّ‬
‫عم َّ‬
‫النبي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫شرر يتمث ُل بأبي لهب وهو ُّ‬
‫حوله(من قرابته) ٌ‬
‫ُ‬ ‫للمصطفى(ص)‬ ‫ُ‬

‫غزل‪65‬‬

‫ظار‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬


‫السـاقي وُقل ل َم اال ْنت ْ‬ ‫أين هو َّ‬
‫َ‬ ‫الربيع‬
‫وض و َّ‬ ‫الر ُ‬‫الص ْح ُب و َّ‬
‫الع ْش ُق و َّ‬
‫الوقـت إن طاب ف ِ‬
‫األعمار‬
‫ْ‬ ‫ليس ندري َ‬
‫كيف تنتهي بنا‬ ‫َ‬ ‫اغتن ْمـ ُه سريعاً‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫أي معـنى تُـرى يكـو ُن للغ َّـف ْار‬ ‫يك ْن بغيـ ِر اعِتبـ ٍار‬ ‫إن ُ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫الع ْبد ْ‬
‫طأُ َ‬
‫َخ َ‬

‫سبب‬
‫الساقي وُق ْل ُ‬
‫الربيع‪ ،‬أين َّ‬
‫وض و َّ‬ ‫حب ِة و َّ‬
‫الر ِ‬ ‫الص َ‬
‫شيء أحلى من ِ‬
‫الع ْش ِق و ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫أي‬
‫ُّ‬
‫االنتظار ما هو؟؛‬

‫‪82‬‬
‫هاي ُة هذا ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُك ُّل ٍ‬
‫الش ْغل ما‬ ‫ص يدري‪ ،‬ن َ‬ ‫غنيم ًة‪،‬ال َش ْخ َ‬
‫َ‬ ‫لك ُعَّدهُ‬
‫تيس َر َ‬ ‫جميل َّ‬ ‫وقت‬
‫تكون(‪)1‬؛‬
‫غم‬
‫لك و ِّ‬ ‫صاحياً‪ُ ،‬كن مشغوالً ِب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫معقود ِب َش ْع َ ٍرة‪ُ ،‬‬ ‫الع ْم ِر‬ ‫ِربا ُ‬
‫غم َنْفس َك‪ ،‬ما َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫فك ْن‬ ‫ٌ‬ ‫ط ُ‬
‫َّ‬
‫الد ْهر؛‬
‫جة‪ ،‬ما هو؟‪2‬؛‬ ‫الخمرة المب ِه ِ‬
‫ضف ِة الجدو ِل و ِ‬ ‫وض ِة أرم غير َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫معنى ماء الحياة ور َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفَلك َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الح ِ‬ ‫الس ُّر في ِ‬ ‫ِ‬
‫الحاجب؛‬ ‫اع َك َم َع‬‫الصام ُت‪،‬أي ُمَّدعي‪،‬ما نز ُ‬ ‫جاب‪،‬ال يعَل ُم ِبه َ ُ‬ ‫ّ‬
‫الر ْح َم ِة ِم َن الغّفار‪3‬؛‬
‫فو و َّ‬‫لع ِ‬
‫معنى ل َ‬ ‫أي‬
‫اعتبار‪ُّ ،‬‬‫ير ِ‬ ‫إن يكونا ِب َغ ِ‬ ‫وس ْه ُوهُ ْ‬
‫خطأُ ِ‬
‫الع ْبد َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫اب الكوثَ ِر‪ ،‬وحاف ُ‬ ‫ِ‬ ‫طَل َب َّ‬
‫نهما سيبُل ُغ‬ ‫طَل َب الكأس‪ ،‬سنرى َم ْن م ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫الزاهُد َشر َ‬ ‫َ‬
‫القصد‪.‬‬
‫ــــــ‬
‫روضةٌ‬
‫َ‬ ‫روض ِة َأرم‪:‬‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫الشراب)؛‬ ‫ِ‬
‫ضياعها(بادر َّ‬ ‫رصة قبل‬
‫الف َ‬
‫الوقت فاغتنم ُ‬
‫ُ‬ ‫طاب لك‬‫َ‬ ‫(‪)1‬إذا‬
‫ِ‬
‫حدائق‬ ‫أجم ِل‬ ‫ال إلى اآلن‪ ،‬وتُ ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫عد من َ‬ ‫مشهورةٌ في شيراز‪ ،‬كانت على عهد حافظ‪ ،‬وال تز ُ‬
‫ِ‬
‫العفو‬ ‫ٍ‬
‫باختيار‪ ،‬فما هو معنى‬ ‫يقعان ِب ٍ‬
‫إجبار ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العبد‬ ‫من‬ ‫ُّ‬
‫هو والخطأُ َ‬
‫الس ُ‬
‫كان َّ‬
‫الدنيا؛ إذا َ‬
‫(‪)3‬‬

‫حمة من هللا إذن‪.‬‬‫الر ِ‬


‫و َّ‬

‫غزل‪66‬‬

‫ديار‬ ‫اش ِ‬ ‫فنحن هنا ع ِ‬ ‫إذا ُك ْن َت لي ُم ْس ِـعداً ُن ْح معي ُبْلُب ُل‬


‫يب ْ‬ ‫غر ُ‬ ‫وك ٌّل‬
‫قان ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫غزال التَّ ْ‬
‫تار‬ ‫ك‬‫لينف َح م ْس ُ‬
‫فأي َمجال َ‬ ‫ُّ‬ ‫سيم‬
‫الن ُ‬ ‫طَّرَتيه َّ‬
‫األرض م ْن ُ‬‫إذا َه َّب في ْ‬
‫ِ‬ ‫فهات لِي الخمر أصبغ ثياب ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫شار‬
‫رور ولي بالّلبيب ُي ْ‬ ‫فس ْكري ِبجا ِم ُ‬
‫الغ ِ‬
‫الرياء‪ُ ،‬‬ ‫َْ َ ّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ال هناك ور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ين وَفرٍع ٍ‬
‫تار‬
‫اء س ْ‬ ‫ألوف نكات الجم ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫وخّد وخ ْ‬ ‫جمال ِب َع ٍ ْ َ‬ ‫وليس ال ُ‬ ‫َ‬
‫عار‬ ‫الف ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الرداء الجميل ل َش ْخ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضل ْ‬ ‫جميل م َن َ‬ ‫ص‬ ‫أه ُل الحقيقة بالفلس ال يشترو َ ّ َ‬ ‫وْ‬
‫يار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخير دون ٍ‬
‫الد ْ‬
‫من ر َام يبُل ُغ م ْن َك ّ‬
‫العناء ل ْ‬
‫ُ‬ ‫كذاك‬
‫َ‬ ‫عناء‬ ‫َ‬ ‫ج إلى َفَلك َ ْ‬ ‫العرو ُ‬
‫وليس ُ‬ ‫َ‬

‫‪83‬‬
‫عاشق‬ ‫فأنت مثلي‬ ‫فأعني على النُّو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ون ْح معي‪َ ،‬‬ ‫اح ُ‬ ‫الب ُلب ُل‪ّ ،‬‬ ‫كنت ُمسعدي أيُّها ُ‬‫إذا َ‬
‫وغريب(‪)1‬؛‬
‫جال لِتَتَنَّفس نو ِافج ِ‬
‫الم ْس ِك‬ ‫أي م ٍ‬ ‫ض َّالتي يه ُّب ِبها نسيم ُ ِ‬ ‫األر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ط َّرة الحبيب‪َ َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫في ْ‬
‫التّاتارِّي(‪)2‬؛‬
‫الغرور‪،‬‬‫مخمور جا ِم ُ‬ ‫الر ِ‬
‫ياء‪ ،‬فأنا‬ ‫أصب ْغ ِبها ثو َب ِّ‬ ‫فاحمل لي الخمرة َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الصاف َي َة َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫صاحياً(‪)3‬؛‬ ‫نت أُدعى لبيباً‬
‫وا ْن ُك ُ‬
‫يق‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ليس ْت ُشغالً لِ ُك ِّل ِف ْك ٍر خامٍ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫تحت سلسَلته تَ ُم ُّر طر ُ‬ ‫َ‬ ‫ُمعاَل َج ُة خيال َفرع َك َ‬
‫العيَّارين(‪)4‬؛‬
‫اللؤلؤي ُة‬
‫َّ‬ ‫الشَف ُة‬ ‫لطيف ٌة خفيَّ ٌة ِتْلك َّالتي ينب ِع ُث ِمنها ِ‬
‫الع ْش ُق‪ ،‬وليس اسماً لها ّ‬ ‫َّإنها َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الزنجاري(‪)5‬؛‬ ‫و ُّ‬
‫الخط ِّ‬
‫ِ‬
‫الجمال‬ ‫آالف أسرِار‬ ‫ناك‬ ‫ِ‬ ‫ليس ِب ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫جمال َّ‬
‫ُ‬ ‫خد والخال‪ُ ،‬ه َ‬‫العين والفرِع وال ّ‬ ‫خص َ‬ ‫ُ‬
‫تستهوي الُقلوب؛‬
‫ير َّي َّالذي‬
‫شعير‪ ،‬القباء الحر ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫حب ِة‬
‫صف ّ‬
‫أهل الحقيَق ِة األحرار ال يشترو َن ِبِن ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫ض ِل(‪)6‬؛‬ ‫عار ِم َن َ‬
‫ص ٍ‬ ‫ِ‬
‫الف ْ‬ ‫يرتديه َش ْخ ٌ‬
‫وفيه عناء‪ ،‬مثلما العروج إلى ِ‬ ‫شكل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فلك‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الوصول ألعتاِب َك ُم ٌ‬ ‫إمكان ُ‬ ‫َ‬ ‫نعم َّ‬
‫إن‬
‫فيه العناء؛‬ ‫رور ِ‬ ‫الس ِ‬‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر ِ‬
‫ظة؛‬
‫اليَق َ‬ ‫أيت س ْح َر َغ ْم َزِة عين َك في نومي‪ ،‬ن ْع َم مرات ُب نو ٍم ٌ‬
‫خير م َن َ‬ ‫ُ‬
‫ترك األذى‪.‬‬‫األبدي ُة في ِ‬ ‫ظ ِ‬
‫فاخت ْم‪َّ ،‬‬ ‫أنت تؤذي قلبه بالب ِ‬
‫كاء يا ِ‬
‫َّ‬ ‫النجاةُ‬ ‫حاف ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫ـــــــــ‬
‫ضفائر معشوِقنا‪ ،‬فال مجال لِ ِم ِ‬
‫سك‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يح ِع ْ‬
‫ط َر‬ ‫الدنيا وطناً لي ولك؛ (‪)2‬إذا حمَل ِت ِّ‬
‫الر ُ‬ ‫(‪)1‬ليست ُّ‬
‫اب عند‬ ‫موجود في جر ٍ‬ ‫(مسك الغزال التَّاتاري‪ ،‬في ِ‬
‫بالد التّتَر‪،‬‬ ‫ال التّاتاري ليفوح عبيره ِ‬‫الغز ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫العيار كث ُير‬ ‫لتصير أعمالي صافي ًة خالص ًة؛‬ ‫المثَ ُل)؛‬
‫ضر ُب بطيب رائحته َ‬ ‫وي َ‬ ‫ُسّرِته‪ُ ،‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الناِب ُت حديثاً على َو ْج ِه الفتى‬‫الش ْع ُر َّ‬
‫الخط هو ّ‬ ‫الشجاع ذو المروءة؛ (‪ُّ )5‬‬
‫ُ‬ ‫السَفر وطويُل ُه و ُ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫الزنجار‪ ،‬وهو‬ ‫الزنجاري بلو ِن ّ‬
‫الشَفتين‪ ،‬و ّ‬‫ناحية العذار(أمام األذن) وحول َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫خاص ًة في‬
‫الح َدث‪َ ،‬‬ ‫َ‬

‫‪84‬‬
‫لس ِع َند ِ‬
‫صف ِف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫لو ٌن ُمشتَ ٌّق ِم َن األخضر؛‬
‫أهل‬ ‫الجمال الظاهري لعدي ِم الفض ِل ال ُيساوي ن َ‬
‫(‪)6‬‬
‫ُ‬
‫الحقيقة‪.‬‬

‫غزل‪67‬‬

‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫منه‪َ ،‬سْل ُه معشو ُق‬‫روحنا ُ‬ ‫قت ُ‬ ‫دار َم ْن؟ احتر ْ‬ ‫رب من ِ‬ ‫مع‪ّ ،‬‬ ‫حار ُق القلب‪ ،‬ذل َك الش ُ‬
‫َم ْن؟(‪)1‬؛‬
‫اآلن‪ ،‬وفـي بيـ ِت َم ْن؟؛‬ ‫ـام هـو َ‬ ‫ِ‬
‫ف في حضن َمـن ين ُ‬
‫منـي وقلبي ِأل ِ‬
‫عر َ‬ ‫ضاع ديني ّ‬ ‫َ‬
‫عقيق ِّ ِ‬
‫ِ‬
‫اح لرو ِح َمن وفي‬ ‫شفاهي‪ ،‬ر ٌ‬
‫َ‬
‫منه‪،‬ال أبعـ َد هللاُ عن‬ ‫الشفاه ُ‬ ‫يا تُرى ُ‬
‫خمر‬
‫أس َم ْن؟؛‬‫َك ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫لمن؛‬
‫ُجيز ْت ْ‬ ‫عادة ذلِ َك‪ ،‬باهلل َس ْـل ِم ْن جديد‪ ،‬أ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ْح َبة شمـ ِع ضيـاء َّ َ‬ ‫دول ُة ُ‬
‫طيف سيهفو إلى ِس ْح ِر‬ ‫السحر وال نعرف من قلِب ِه الّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫مل ّ ْ َ‬ ‫المحُّبـو َن ُك ٌّل لـ ُه يعـ ُ‬
‫ُ‬
‫َم ْن؟؛‬
‫الفر ُيد‪ ،‬لِ َمن؟؛‬
‫الجوه ُر َ‬ ‫الزْه َرِة‪ُّ ،‬‬
‫جبين ُّ‬ ‫ِ‬ ‫رب ذل َك َّ‬
‫الف ْرُد‪ ،‬و َ‬‫الد ُر َ‬ ‫الشاهُ َب ْد ُر الوجه‪ُ ،‬‬ ‫يا ّ‬
‫فاه مجنو ُن‬‫الش ِ‬ ‫تحت ِّ‬ ‫خبـأَ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫له قلـ ُب حـ ِاف َ‬
‫حك َة َ‬ ‫الض َ‬ ‫قال وقد َّ‬ ‫ظ من دون َك ُج َّن ف َ‬ ‫قلـ ُت ُ‬
‫َم ْن؟(‪)2‬؛‬
‫ـــــــ‬
‫بح ِّب من؟‪.‬‬
‫الشمع المشتعل‪ :‬يرمزللمحبوب؛ مجنو ُن من؟‪ :‬مجنو ٌن ُ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫غزل‪68‬‬

‫الحال‬
‫ُ‬ ‫أشك َل‬ ‫ال ِ‬
‫هجر َك لي كم َ‬ ‫وح َ‬ ‫ـب ألسبوٍع بدا سن ًة‬‫غـاب الحبي ُ‬
‫الخال‬
‫ُ‬ ‫ـالت َّأن ُه‬
‫ـان عيني فخ ْ‬
‫إنس ُ‬ ‫ـنت ِه‬
‫بدا لعيـني علـى مرِآة وج ِ‬
‫ال‬‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وك ُّـل ه ْـد ٍب من‬ ‫ـاه ُه س َّك ٌـر ج ٍ‬ ‫ِ‬
‫قت ُ‬ ‫األهداب‬ ‫ُ‬ ‫لبن‬
‫ٌ‬ ‫ـار بهـا‬ ‫شف ُ ُ‬

‫‪85‬‬
‫إهمال‬ ‫منك‬ ‫وللغري ِ‬ ‫شير َّ‬ ‫يا من ِ‬
‫ُ‬ ‫ـب َ‬‫ـب عجي ٌ‬ ‫ـاس في َك َرٍم‬‫الن ُ‬ ‫ُي ُ‬ ‫إليه‬
‫إدالل‬ ‫لطيف ِ‬
‫ثغر َك في الموضوِع‬ ‫يبق شائب ٌة‬ ‫ِ‬ ‫الجوه ِر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الفرد لي لم َ‬ ‫َ‬ ‫في‬
‫الفال‬ ‫يت خي اًر ولي قـد ِ‬
‫بور َك‬ ‫َن َو َ‬ ‫تم َّر وقـد‬
‫ُ‬ ‫نويت غداً بي أن ُ‬‫َ‬ ‫قالـوا‬
‫أجبال‬
‫ُ‬ ‫ِب َحم ِـل غ ِـم ِفـر ٍ‬
‫اق وهو‬ ‫له‬
‫كيف ُ‬ ‫صار َ‬ ‫َ‬ ‫ظ خيطاً‬‫وج ْس ُم حـ ِاف َ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬

‫كامل‪ ،‬آه لو تعلم في غيابك‬ ‫بطول عا ٍم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫غابه قمري بدا لعيني‬ ‫َّ‬
‫ع اّلذي ُ‬ ‫إن األسبو َ‬
‫كم ساء حالي؛‬
‫الخال(‪)1‬؛‬ ‫فخال َّأن ُه‬ ‫خد ِه خيال ِ‬
‫نفس َه‬ ‫ِ ِ‬ ‫إنسان عيني رأى على ِ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خده م ْن لطاَفة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫هام‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫يقطر ِمن شَفِت ِه ُّ ِ‬
‫الس َّكريَّة‪ُ ،‬‬ ‫الل َب ُن ِ ُ ْ َ‬‫ال يزال َّ‬
‫الس َ‬
‫وك ُّل َه َدب م ْن أهدابه التي ترمي ّ‬ ‫ُ‬
‫قتّال(‪)2‬؛‬
‫باء أمثالي!؛‬ ‫للغر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعجب إهماَل َك ُ‬ ‫َ‬ ‫بالبنان بالكرم‪ ،‬ما‬ ‫المدينة‬ ‫أهل‬
‫يشير إليه ُ‬‫يا من ُ‬
‫الجوهر ِ‬
‫ِ‬ ‫بثغرك َّالذي ال نظير له‪ ،‬ال تبقى شائب ٌة في قضي ِ‬ ‫ِ‬
‫الفرد(‪)3‬؛‬ ‫َّة‬ ‫ُ‬ ‫باالستدالل ِ َ‬
‫صار‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫األنين‬ ‫وهو الَّذي ِم َن‬ ‫ِن ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الم ْت َعب ب َح ْمل َج َبل ُح ْز فراق َك‪َ ،‬‬ ‫ظ ُ‬
‫كيف ِل ِ‬
‫حاف َ‬ ‫َ‬
‫كالَّناي‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫األسود‬ ‫الخال‬ ‫وذلك‬ ‫للسو ِاد عليها(تنزيه)‪،‬‬ ‫أثر َّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ُّ )1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اللطيف‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬مرآةٌ صافي ٌة بال َ‬ ‫ُ‬ ‫خدهُ‬
‫تنعكس على تلك‬ ‫ُ‬ ‫السوداء‬ ‫خد ِه‪ ،‬ما هو ّإال صورةُ خيال َح َدقتي َّ‬ ‫َّالذي تراه عيني على ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫العاَل َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مال حاله‪ِ ،‬بما َّ‬ ‫ِ‬ ‫المرآة(تشبيه)‪ ،‬قال المولوي‪َّ :‬‬
‫ورةُ‬
‫صَ‬ ‫ين ُ‬ ‫أن َ‬ ‫البيان َج ُ‬ ‫يجيء في‬
‫ُ‬ ‫فإن ُه ال‬
‫عذب‬ ‫المقلة)؛‬‫الدائرةُ السوداء وسط ُ‬ ‫خالِه؛ (إنسان العين‪ :‬الحدقة وتدعى أيضاً البؤبؤ وهي ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬
‫الق ْت ُل‬
‫أسلوب ُه َ‬ ‫ال ِطفالً رضيعاً)‪َّ ،‬‬
‫لكن‬ ‫َّة ال يزال َّ‬ ‫الس َّكري ِ‬
‫شفاه ِه ُّ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫يسيل(ال يز ُ‬
‫ُ‬ ‫اللَب ُن‬ ‫ُ‬ ‫الّلمى ومن‬
‫ِ‬
‫الش ِ‬
‫فاه‬ ‫وبس َّك ِر ِّ‬‫بن للعلم‪ُ ،‬‬ ‫رمز بالّل ِ‬ ‫فك ُّل َه ْد ٍب ِم ْن أهداِبه قتَّال‪ ،‬وقد يكو ُن َ‬ ‫ِب ِسها ِم أهداِب ِه الفتَّاكة‪ُ ،‬‬
‫للغرباء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫لقل ِة ِ‬ ‫لِعذوب ِة الحديث؛ الغرباء هم المؤمنو ُن‪ ،‬س ُّموا بذلك َّ‬
‫الحديث طوبى ُ‬ ‫عددهم‪ ،‬وفي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫الفرد‬
‫الجوه ُر ُ‬ ‫َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ألعود إلى وطني‪ ،‬إّنا إليه راجعون)؛‬ ‫َ‬ ‫(خّلِصني من غربتي في ُّ‬
‫الدنيا بقتلي‬
‫ط ِة َّالتي‬ ‫الجوهر ِ‬
‫الفرد ُّ‬
‫بالنق َ‬ ‫ِ‬ ‫المكتوب‪ ،‬ي ِ‬
‫مك ُن تشبيه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫يتجز‪ ،‬وفي الكال ِم‬‫ينقسم وال َّأُ‬ ‫ُ‬ ‫هو َّالذي ال‬

‫‪86‬‬
‫الكلمات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الحروف و‬
‫ُ‬ ‫تصير‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫الخط‪ ،‬ومن تكثُّ ِرها‬ ‫وبداي ُة الخ ِّ‬
‫ط‪ ،‬بها يبدأُ‬ ‫أصل‬
‫ُ‬ ‫ال َّأُ‬
‫تتجز‪ ،‬وهي‬
‫َ‬
‫الديوان كقولِ ِه‬ ‫غير ٍ‬
‫مكان من ّ‬ ‫قطة في ِ‬ ‫بالن ِ‬
‫معشوِق ِه ُّ‬ ‫ثغر‬ ‫وقد شبَّه َّ ِ‬
‫الشاع ُر َ‬ ‫َ‬
‫(الغزل ‪)198‬‬ ‫ذاك‬ ‫إن في ال ِع ْش ِق ِق َّ‬
‫صـ َة َ‬ ‫قال َّ‬
‫َ‬ ‫ط ِة الثَّ ْغ ِر َد ْربي‬ ‫ُقْلت أو ِ‬
‫ض ْح لُِنْق َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ْ‬

‫غزل‪69‬‬

‫البالء‬ ‫ِ‬
‫شباك‬ ‫ٍ‬
‫شخص نجـا مـن‬ ‫أي‬
‫ُّ‬ ‫لت من ضفيرِتك‬ ‫ليـس شخص ِبمفـ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫َ‬
‫خطاء‬ ‫إليك‬ ‫سيرنا‬ ‫ان القلـوب ِمن ُّ ِ‬ ‫عينيـ َك تسبيـ ِ‬ ‫وبما َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الزَّهـاد ما عاد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أن َ‬
‫ِ‬ ‫َّة ‪ ،‬وتاهللِ‬‫ف إلهي ٍ‬ ‫وجهـك مرآة ُلطـ ٍ‬
‫ياء‬
‫وجـه ر ْ‬ ‫َّإن ُـه َلـذا َك مـن دو ِن ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طلب َّ ِ‬
‫حياء‬
‫ْ‬ ‫ـك‪ ،‬عينـاهُ دو َن‬ ‫بالس ِّر س ْح َر غمـ ِزة عيـنـي َ‬
‫النرج ُس الجاه ُل ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الضيا ْء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الصفا و ّ‬‫غاب َّ‬ ‫مع فمن بعد وجه َك عن محفل العاشقين َ‬ ‫ُع ْد لنا أيُّها الش ُ‬

‫ٍ‬ ‫ص لم يَقع في ِش ِ‬ ‫ِ‬


‫أم ٍن‬
‫هو في ْ‬ ‫أي َش ْخص َ‬ ‫ضفيرتَيك‪ُّ ،‬‬
‫َ‬ ‫باك‬ ‫ناك م ْن َش ْخ ٍ ْ ْ‬ ‫ليس ُه َ‬ ‫َ‬
‫يق؛‬ ‫البالء في َّ‬
‫الطر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ِش ِ‬
‫باك‬ ‫ْ‬
‫ص ْح َبتُ َك ِم ْن‬ ‫َّ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبما َّ‬
‫لوب م َن الزهَّاد المنزوين في الزوايا‪ ،‬ف ُ‬ ‫تسلب الُق َ‬‫ُ‬ ‫عين َك‬
‫أن َ‬
‫جانِبنا ال تُ َعُّد َذنباً لنا؛‬ ‫ِ‬
‫فاق في هذا وال رياء؛‬ ‫ِ‬ ‫لكذاك َّ‬ ‫ف إلهي ٍ‬
‫َّة‪ ،‬بلى َّإن ُه‬ ‫طٍ‬ ‫أليس َو ْج ُه َك ِمرَآة ُل ْ‬
‫حقاً‪ ،‬وال ن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫المسكين ِ‬
‫جاه ٌل‬ ‫أجمل ِبها عيناً‪ ،‬ذاك ِ‬ ‫عينك‪ِ ،‬‬ ‫رجس أُسلوب ِسح ِر ِ‬ ‫طَلب َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الن ُ‬ ‫َ َ‬
‫وعين ُه ِب َغ ْي ِر حياء؛‬ ‫ِ‬
‫بالس ِّر‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تم ُّر ليَل ٌة ّإال ولنا منها مئ ُة َعرَب َد ٍة مع ري ِح‬ ‫ِ‬
‫نحن ال ُ‬ ‫فيرتَك‪ُ ،‬‬ ‫ض َ‬ ‫ِن َ‬ ‫ألج ِل هللا ال تُزّي ْ‬ ‫ْ‬
‫الصبا؛‬
‫َّ‬
‫فارجع ِ‬
‫محف ِل الحر َ‬
‫يفين‬ ‫لقلوب ال أثََر في َ‬ ‫الشمع منير ا ِ‬
‫ُْ ُ ُ‬
‫فم ْن دو ِن وج ِه َك أيُّها َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الصفاء؛‬ ‫ور و َّ‬ ‫للن ِ‬‫ُّ‬

‫‪87‬‬
‫مدينِت ُكم؛‬ ‫باء الِّذ ْكر الجميل‪ ،‬أي روحي َّ ِ ِ ِ‬ ‫الغر ِ‬ ‫أثَر ِر ِ‬
‫ليس ْت في َ‬ ‫كأن هذه القاع َد َة َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫عاية ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أوف ِب ِ‬ ‫األمس ُقْلت له‪ ،‬وهو يروح‪ ،‬يا صنمي ِ‬
‫أخطأت يا ِّ‬
‫سيُد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫قال‬
‫الع ْهد‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ ُ‬ ‫ليَل َة‬
‫وفاء فيه؛‬
‫الع ْهُد ال َ‬ ‫هذا َ‬
‫رشدنا‪ ،‬ال رأس َّإال و ِ‬
‫فيه ِسٌّر ِم َن هللا؛‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫المغان ُم َ‬ ‫يخ‬
‫كان َش ُ‬‫أي فر ٍق إذا َ‬ ‫ُّ‬
‫سهم القضاء؛‬ ‫ِ‬ ‫يحمل ِحمل المالمة‪ ،‬ليس لِب َ ٍ ِ‬ ‫العاشق إن َلم ِ‬ ‫ما يفعل ِ‬
‫طل د ْرعٌ يقيه َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫َُ‬
‫غير ُرْك ِن حا ِجِبك؛‬‫ليس َ‬
‫ِ‬
‫اب ا ُّلدعاء َ‬
‫الص ِ ِ‬
‫وفي‪ ،‬م ْحر ُ‬ ‫اهِد وفي خلوِة‬ ‫في صوم َع ِة َّ‬
‫الز ِ‬
‫َ َ ُّ ّ‬ ‫َ‬
‫يرة على‬ ‫كان ِم ْن َغ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خضوب ٌة م ْن َد ِم َقْل ِب حافظ‪ ،‬ما أرى ف ْك َر َك َ‬
‫َ‬ ‫قبضتُ َك َم‬
‫يا َم ْن َ‬
‫َ‬
‫آن‪.‬‬‫هللاِ والُقر ِ‬

‫غزل‪70‬‬

‫أو فؤادي ِب َغيـ ِر ِذ ْكـ ِرك ِ‬


‫ذاك ْر‬ ‫طرفي لِغيـ ِر وجـ ِهك ِ‬
‫ناظ ْر‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َليـ َس َ ْ‬
‫نَف ِسي ِمن د ِم الحشا غير ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫طاه ْر‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ‬ ‫ُم ْح ِـرٌم للطـواف َدمعي ول ْ‬
‫ـكن‬
‫طائر‬ ‫ان فـي إ ْث ِرُك ْم َغ ْي َر‬
‫إن كـ َ‬ ‫األسر‬ ‫أوَقع هللا ط ـ ِائر ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫الس ْد َرة في ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ُ‬
‫يف َلست ِب ِ‬
‫قاد ْر‬ ‫الصـر ِ‬‫ولِ َد ْفـ ِع َّ‬ ‫اش ٌق ُمـْفلِـ ٌس َدَف ْعـ ُت فـؤادي‬ ‫عـ ِ‬
‫ْ ُ‬
‫ول إالّ لِصاِب ْر‬ ‫األيـدي إلـى َسـ ْرِو َك العـالي‪ ،‬وليـ َس الـوصـ ُ‬ ‫ْ‬ ‫كم تُ َمـُّد‬

‫يرك َغير ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إنسان عيني لِ َغ ِ‬


‫ذاكر(‪)1‬؛ َدمعي‬ ‫غير ناظ ٍر‪ ،‬وقلبي الوال ُه ل َغ ِ َ ُ‬ ‫ير َو ْجه َك ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫يح‬
‫الجر ِ‬ ‫غير طاه ٍر م ْن َد ِم القلب َ‬ ‫غم َّأن ُه ُ‬ ‫َعَق َد إحر َام الطواف ل َح َرمك‪ ،‬ر َ‬
‫كان ال‬ ‫طائر ِو ٍ‬
‫ص‪ ،‬ك ٍ‬ ‫باك والَقَف ِ‬ ‫الش ِ‬‫السد ِرة في ِ‬ ‫والخمر(‪)2‬؛ فليَقع طائر ِ‬
‫حشي‪ ،‬إذا َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫الز ِ‬ ‫العاشق ِ‬ ‫طَلِبك ؛ ِ‬
‫المْفل ُس إذا َج َع َل َقْل َب ُه َّ َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫فهو ال‬‫ائف نثا اًر‪ ،‬ال تُع ْب ُه‪َ ،‬‬ ‫ُ ُ‬
‫‪3‬‬
‫يطير في َ‬ ‫ُ‬
‫العالي ِة‪،‬‬
‫َ‬ ‫روِة‬
‫الس َ‬‫هذ ِه َّ‬
‫صل يده إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫أن تَ َ َ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫)‬
‫ضة ؛ عاق َبتُ ُه ْ‬
‫‪4‬‬ ‫(‬ ‫يملِك المال من َذه ٍب وِف َّ ٍ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫طَلبك ؛ وال أطري على إحياء عيسى الموتى‬ ‫ِ ( ‪)5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُك ُّل َم ْن َل ْم ت ُك ْن ه َّمتُ ُه قاص َرًة في َ‬

‫‪88‬‬
‫اآله في ِ‬
‫نار‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫يكن ِ‬
‫مثل َشَفتك؛ أنا الذي ال أُطل ُق َ‬ ‫الرو ِح َ‬
‫ماه اًر في َم ْن ِح ُّ‬ ‫فلم ُ ْ‬‫َأبداً‪ْ ،‬‬
‫األو ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غير صاب ٍر على الحريق؟؛ في اليو ِم ّ‬ ‫أن قلبي ُ‬ ‫يقول َّ‬
‫أن َ‬ ‫عذاِب َك‪َ ،‬م ْن يقد ُر ْ‬
‫هاي َة لها‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه ِ ِ ِ َّ‬‫فيه ضفيرتَك ُقلت‪ :‬الهائمون ِب ِ‬ ‫َّالذي رأيت ِ‬
‫السلسَلة التي ال ن َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِنهاي َة لهم؛ ليس َقْلب ِ‬
‫ليس في خاط ِرِه ْ‬
‫أن‬ ‫ص َ‬ ‫ط ِب َك‪ ،‬و ُّ‬
‫أي َش ْخ ٍ‬ ‫وح َدهُ المربو َ‬
‫ظ ْ‬ ‫حاف َ‬ ‫َ ُْ َ ُ‬
‫أس ِبك‪.‬‬
‫الر َ‬
‫ط َّ‬‫يرِب َ‬
‫ــــــــ‬
‫الحسن‬‫كرك؛ أنت كعب ُة ُ‬
‫(‪)2‬‬ ‫بغير ِذ ِ‬
‫ك من ُك ِّل َّلذ ٍة ِ‬ ‫أستغفر َ‬
‫ُ‬ ‫يذك ُر سواك‪:‬‬ ‫بذكرك فال ُ‬
‫َ‬ ‫مشغول‬
‫ٌ‬
‫(‪)1‬‬

‫الطهارة‪ِ ،‬أل َّن الكعب َة‬


‫طواف من اإلحرام‪ ،‬وال بَّد لإلح ار ِم من َّ‬
‫ُ‬
‫وأنا أُريد َّ‬
‫الطواف‪ ،‬وال ُبَّد لل ّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ظة واح َدة‪ ،‬الختالطه بد ِم قلبي الجريح‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫له َأبداً‪ ،‬ولو للح َ‬ ‫ِ‬
‫قدس ٌة‪ ،‬لك َّن َدمعي ال‬ ‫ُم َّ‬
‫طهارَة ُ‬‫َ‬
‫السابعة‬
‫السماء َّ‬ ‫الجن ِة في َّ‬
‫السدرة شجرةٌ في َّ‬ ‫طهارة؛ (‪ِ )3‬‬
‫ّ‬ ‫أحرَم ِب َغ ْي ِر َ َ‬
‫أشرب‪ ،‬فقد َ‬ ‫ُ‬ ‫وبالخ ْم َرِة َّالتي‬
‫َ‬
‫قد‬
‫يف‪:‬الن ُ‬
‫ّ‬ ‫الصر‬‫ائر إلى خمسمائة عام ليقطع المسافة بين أصلها وأعلى فروعها؛ (‪َّ )4‬‬ ‫ط ُ‬‫يحتاج ال ّ‬
‫ُ‬
‫مال لدفعتُ ُه أيضاً‬
‫عندي ٌ‬ ‫كان‬
‫ك قلبي ولو َ‬ ‫ِ‬
‫حب َ‬
‫دفعت في ّ‬
‫ُ‬ ‫الفضة‪ ،‬والمعنى‬
‫ائج من ال ّذهب و ّ‬ ‫الر ُ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ولكني مفلس وال أملك المال؛ (‪)5‬ال ينال ما عندك بس ٍ‬
‫العالية‬ ‫ك‬‫الوصول إلى سروِت َ‬
‫ُ‬ ‫هولة و‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫بالصبر‪.‬‬
‫ك ّإال َّ‬ ‫ِ‬ ‫يحتاج إلى َّ ٍ‬
‫نال ذل َ‬
‫همة عالية وال ُي ُ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪71‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ِر َّ ِ‬


‫الظ ِ‬
‫عاِبد َّ‬
‫بي ولكَّن ُه اشت ْ‬
‫باه؛‬ ‫قال ما قال كرها‬
‫َ ُْ ً ْ‬ ‫ليس يدري‪ ،‬ما َ‬ ‫الزاه ُد ب ْي َ‬ ‫ُ‬
‫تاه؛‬ ‫الطريَق ِة خير‪ِ ِ ،‬‬ ‫السالِك ُك َّل ما نال في َّ‬
‫ص ْ‬ ‫المستقي ِم يا َقْل ُب ال َش ْخ َ‬
‫بالصراط ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬
‫جال‬ ‫أدَفع البيدق حتى نرى ما سيفعل ال َّرُّخ‪ ،‬في عر ِ‬
‫صة شطرْن ِج الخليعي َن ال َم َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫ُ ََْ َ ّ َ‬
‫لِ َّ‬
‫لش ْاه؛‬
‫ليس في الكو ِن ِم ْن عالِ ٍم جال ُم َع َّم ْاه؛‬ ‫الرفي ُع الفسي ُح‪َ ،‬‬ ‫الن ِ‬
‫قوش َّ‬ ‫اق ذو ُّ‬ ‫َّ‬
‫ذل َك الط ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫صاح ُب‬ ‫آله‬ ‫الجراحات مخفَّي ٌة ُكُّلها وال مج ِ‬
‫ال ل ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قدير‪ِ ،‬‬ ‫غني حكي ٍم ٍ‬‫رب ُسِّب ْح َت ِم ْن ٍ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ِل؛‬ ‫ِ ِ ِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ليس في حساباته قط ح ْسَب ًة ّ ْ‬ ‫اب‪َ ،‬‬ ‫ديواننا خْل ُت ال ُيحس ُن الحس َ‬

‫‪89‬‬
‫اش ٍق ِبال َقيِد ٍ‬
‫مال‬ ‫الصدارِة‪ ،‬ل ِكَّنه عالِي الم ْشر ِب ِمن ع ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ليس جالساً في َّ َ‬
‫ظ َ‬ ‫حاف ٌ‬
‫وجاه‪.‬‬
‫ْ‬

‫له ِعْل ٌم ِبحالِنا‪،‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫سبُب ُه جهُل ُه بنا‪ ،‬ال ُكراهيتُ ُه‬
‫فطعن ُه فينا َ‬
‫ُ‬ ‫ليس ُ‬‫الزاهُد عابُد الظاه ِر َ‬
‫أعداء ما جهلوا)(‪)1‬؛‬
‫ُ‬ ‫اس‬ ‫لنا َّ‬
‫(الن ُ‬
‫يق المستقي ِم يا قلب ال ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫يض ُّل‬ ‫ُ‬ ‫له‪ ،‬في الطر ِ ُ‬ ‫يحصل لسالك طريقتنا خيٌر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُك ُّل ما‬
‫ص(‪)2‬؛‬ ‫َش ْخ ٌ‬
‫فالشاه ال مجال له في عر ِ‬ ‫الرُّخ‪َّ ،‬‬
‫طرْن ِج‬
‫صة َش َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫يفع ُل َّ‬ ‫بيدقاً ألرى ما َ‬ ‫سوف أدَف ُع َ‬‫َ‬
‫المعربِدين(‪)3‬؛‬
‫السكارى ُ‬ ‫ُّ‬
‫يعلم ُه عالِ ٌم في العاَلم؛‬ ‫ُ‬ ‫خفي ال‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫ذات ِس ٍّر‬ ‫قوش‪ُ ،‬‬ ‫الن ِ‬ ‫ذات ُّ‬ ‫ماء ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫هذ ِه َّ‬ ‫ِ‬
‫أختام ِه‬
‫ِ‬ ‫بين‬
‫فليس َ‬
‫ِ‬
‫المال ّلِل َ‬ ‫َ‬ ‫يعلم َّ‬
‫أن‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الديوان جاه ٌل بالحساب‪ ،‬كأن ُه ال ُ‬
‫ِ ِ‬
‫صاح ُب ّ‬ ‫ِ‬
‫نقش ُه‪:‬حسب ًة ِّل(‪)4‬؛‬ ‫ختم ُ‬ ‫ٌ‬
‫ناب ِك ْبٌر‬ ‫ُقل ِلم ْن ير ُيد الُقدوم أقِبل‪ ،‬وُقل ِلم ْن ير ُيد المقال ُقل‪ ،‬فليس في هذا الج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫وبواب؛‬ ‫ِ‬
‫وحاج ٌب َّ‬ ‫وَف ْخٌر‬
‫ص ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غير َجميَل ِة الهندا ِم و ِ‬
‫ُك ُّل ما بي ِم ْن قامتي ِ‬
‫القويمة‪ ،‬وا ّال فتَشر ُيف َك ال ُيَق ّ‬
‫َ‬ ‫غير‬ ‫َ‬
‫ص؛‬‫شخ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫بالخْل َعة على ْ‬
‫يوجُد حيناً وحيناً‬ ‫يخ و َّ ِ ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫يخ الخر ِ‬
‫ابات َّالذي ُل ْ‬ ‫عبٌد لِ َش ِ‬
‫الزاهد َ‬ ‫الش ِ‬ ‫طُ‬ ‫دائم‪ ،‬وُل ْ‬
‫طُف ُه ٌ‬ ‫أنا ْ‬
‫وجد؛‬
‫ال ُي َ‬
‫نفس ِه ف َّإن ُه ال يهتدي‬
‫أما بائع ِ‬
‫ُ‬
‫ارة ُشغل أصحاب اللون الو ِ‬
‫احد‪ ،‬و َّ‬ ‫ُ‬
‫الخم ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫قصد باب َّ َ‬
‫بائع الخمر(‪.)5‬‬ ‫َّ‬
‫الطريق إلى ِ‬
‫ــــــــــــ‬
‫اهر‬‫الظ ِ‬
‫الشرِع َّ‬ ‫باد ِة‪ ،‬ومن يهتَ ُّم ِب ِ‬
‫أمور َّ‬ ‫اه ِر إلى ِّ ِ‬ ‫بالظ ِ‬
‫اهر هو المتمسك َّ‬ ‫الظ ِ‬
‫(‪)1‬عاِبد َّ‬
‫حد الع َ‬ ‫ُ ّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خير‬
‫يحصل لسالك طريقتنا ٌ‬ ‫بالب َدن وال يلتف ُت لباط ِن الشرِع ُ‬
‫المتَ َعّل ِق بالَقلب؛ ُك ُّل ما‬ ‫المتعّل ِق َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ِ‬
‫الص ار َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك ّ‬ ‫يف‪ ،‬كما في المثنوي‪ ،‬ومن َسَل َ‬ ‫من الظريف ظر ٌ‬ ‫وكل شيء َ‬ ‫بالء‪ُّ ،‬‬
‫له‪ ،‬نعم ًة كان أم ً‬ ‫ُ‬

‫‪90‬‬
‫بيت معناه‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ُّل يا قلبي‪ ،‬وقالوا يقصد ِ ِ‬ ‫المستقيم ال ي ِ‬
‫نس ُب إليه ٌ‬ ‫وي َ‬‫علياً(ع)‪ُ ،‬‬
‫بالصراط المستقي ِم ّ‬
‫ُ ّ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫األرض ُكّل ِه ْم جميعاً؛ البيدق‬‫ِ‬ ‫كان أزَه َد ِ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الم كافٌر ولو َ‬
‫الس ُ‬
‫علياً عليه َّ‬
‫حب ّ‬ ‫إن َم ْن ال ُي ُّ‬
‫(‪)3‬‬

‫ِ‬
‫الالع ُب ليرى‬ ‫ضحي ِب ِه‬
‫ضعفها‪ ،‬وقد ي ِ‬
‫ُ ّ‬ ‫الجندي أ ُ‬ ‫الشاه من ِقط ِع ّ‬
‫الشطرنج‪ ،‬والبيدق أو ُ‬ ‫الرخ و ّ‬‫وّ‬
‫ِ‬ ‫الشاه يدعيان أيضاَ القلعة والملك؛ (‪ِ )4‬‬
‫ان(الحاس ُب‪،‬‬ ‫الديو‬
‫صاح ُب ّ‬ ‫الرخ و َّ ُ‬
‫الخصم‪ ،‬و ُّ‬
‫ُ‬ ‫يفعل‬
‫ُ‬ ‫ما‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصفاء‪،‬‬
‫أهل َّ‬ ‫المخلصون و ُ‬ ‫المأمور من قَبل الحاكم‪ُ ،‬محتسب البلد)؛ أصحاب اللون الواحد ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫و َّ‬
‫فاق‪.‬‬
‫الن ُ‬ ‫الت ُّلون هو ّ‬

‫غزل‪72‬‬

‫روح ِه؛‬
‫للعاش ِق في ِه ّإال خيار تسلي ِم ِ‬
‫َ‬
‫اية‪ ،‬ال خيار ِ‬
‫َ‬
‫العش ِق درب بال نه ٍ‬
‫ٌ‬ ‫درب ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫تفع ُل الخي َر‪ ،‬وفي َع َم ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخير ال تل ِزُم االست َ‬
‫خاره؛‬ ‫ِ‬ ‫أنت َ‬‫وْق َت تُسل ُم قل َب َك للع ْش ِق َ‬
‫اإلماره؛‬
‫َ‬ ‫يحك ُم في هِذه‬ ‫حاكم َّ‬
‫الظالِ ُم ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نع العقل‪ ،‬ذا َك ال ُ‬‫الخ ْم َر وال تُ َخ ِّوْفنا ِبم ِ‬
‫هات َ‬
‫ِ‬
‫َّ ِ‬ ‫َّ‬
‫رم‬
‫ليس ذن َب الطال ِع وال ُج َ‬‫عين َك ع ِن الذي يقُتُلنا‪ ،‬أي حبيبي‪ ،‬إنَّ ُه َ‬ ‫لتس ْل َ‬ ‫ف َ‬
‫الكو ِ‬
‫اك ِب ال َّسيَّاره؛‬
‫وج ِه‬ ‫ين تصُلح مكاناً لِ ِ‬
‫تجّلي ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اه ِرة تستطيع رؤيتَه كال ِه ِ‬
‫الل‪ ،‬وما ُك ُّل َع ٍ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫بالع ِ َّ ِ‬
‫ين الط َ‬ ‫َ‬
‫ذلِ َك الَق َمر؛‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫لك فهِذ ِه‬ ‫ِ‬
‫ليست‬ ‫العالم ُة‪ ،‬كالطري ِق إلى الكنز‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ص ًة َ‬ ‫الخالعة ُف ْر َ‬
‫َ‬ ‫ُعَّد طريَق َة‬
‫وِ‬
‫اضح ًة ِل ُك ِّل َش ْخص؛‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫حاف َ ِ‬‫َلم يؤِثّر ِبك بكاء ِ‬
‫قساوةً‬
‫حي َرتي من ذل َك الَقْلب الذي ال َيق ُّل َ‬ ‫أي َش ْكل‪ْ ،‬‬ ‫ظ ب ِّ‬ ‫ْ ْ َ ُ ُ‬
‫الص ْخ ِر القاسي‪.‬‬‫عن َّ‬‫ِ‬

‫‪91‬‬
‫غزل‪73‬‬

‫بار ِ‬ ‫ِ‬
‫وعليه ِم ْن ُغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫باب‬ ‫ص َر ّإال‬
‫ور‪ ،‬وال َب َ‬‫ظ َر ّإال وفيه م ْن ضياء َو ْج ِه َك ن ٌ‬ ‫ال َن َ‬
‫دارك ِمَّن ٌة؛‬
‫ِ‬
‫فيرِت َك‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الن َ َّ‬ ‫اظرو َن إلى َو ْج ِه َك‬ ‫الن ِ‬
‫ض َ‬‫أس ّإال وفيه سٌّر م ْن َ‬‫ظ ِر حقاً‪ ،‬وال ر َ‬ ‫أصحاب َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ان؛‬
‫كائناً َم ْن ك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن ذا‬‫الس َّر ف َخج َل‪َ ،‬‬ ‫ض َح ّ‬ ‫أحمر الّلون ما َ‬
‫الع َج ُب‪َ ،‬ف َ‬ ‫َ‬ ‫سال‬
‫الغم ُاز إذا َ‬ ‫دمعي َّ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يخج ُل م ْن ِ‬
‫سوء ف ْعله؛‬ ‫َّ‬
‫الذي ال َ‬
‫طريق؛‬ ‫يل َد ْم ِع عيني جرى ِب ُك ِّل َ‬ ‫النسيم‪َ ،‬س ُ‬‫يعَل َق ِبثوِب َك ُغب ٌار ِم َن َّ‬
‫حتَّى ال ْ‬
‫الصبا؛‬
‫دال َم َع َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ليل َف ْرِع َك ب ُك ِّل ٍ‬
‫يتحدثوا عن ِ‬ ‫وَكي ال َّ‬
‫مكان‪ ،‬ال َس َح َر إال ولي ج ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ط ِر ِب‪ ،‬رْغ َم َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الوصول‬ ‫أحداً ب‬‫الحظ َل ْم ُيواف ِق َ‬ ‫أن َ‬ ‫المض َ‬
‫أنا في أَل ٍم من هذا الطال ِع ُ‬
‫ان؛‬‫إلى باِب َك‪ ،‬كائناً َم ْن ك َ‬
‫الحياة‪ ،‬لم يب َق َش ْهٌد وال س َّكٌر لم يغ َر ْق‬ ‫ِ‬ ‫حياء ِمن َشَفِتك الع ْذب ِة يا عين ِ‬
‫ماء‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ً ْ‬
‫الع َر ِق؛‬ ‫ِ‬
‫بالماء و َ‬
‫جاب‪ ،‬وا َّال‪ ،‬فال َخ َب َر ّإال وهو في مجلِ ِ‬ ‫خارج الح ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫الس ِّر ِ َ َ‬ ‫ال َمصَل َح َة في خرو ِج ّ‬
‫السكارى؛‬ ‫ّ‬
‫وهو فيه؛‬ ‫يق َّالذي ال َخ َ َّ‬ ‫الطر ِ‬‫بادية ِع ْش ِقك يصير ثَعَلباً‪ِ ،‬آه ِمن هذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط َر إال َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫األسُد في َ‬ ‫َ‬
‫اب ُك ِّل باب؛‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫تح َت مئة مَّنة م ْن ُه تُر ُ‬ ‫ماء عيني الذي َعَليه مَّن ُة التُّراب في باِب َك‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الض ْعف‪ ،‬لم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ْه َ ِرة م ْن وجودي‪ ،‬وا ْن َق َّل‪ ،‬ولوالهُ‪ ،‬م َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ناك َق ْدٌر م َن الجاه و ُّ‬ ‫ُه َ‬
‫ناك ِمِّني ِم ْن أثَ ٍر‪ ،‬وا ْن َق َّل؛‬ ‫يكن ه‬
‫ُْ ُ َ َ‬
‫كمال َّإال وهو في ِ‬
‫كيان‬ ‫َ‬ ‫هذ ِه ُّ‬
‫الن ْكتَ َة‪ ،‬ال‬ ‫وهناء‪ ،‬وخال ِ‬
‫ٍ‬ ‫اح ٍة‬
‫ظ م ْن َك ليس في ر َ‬
‫حاف ُ ِ‬‫ِ‬
‫أس إلى الَق َدم‬ ‫وجود َك ِم ْن ال َّر ِ‬
‫ِ‬

‫‪92‬‬
‫غزل‪74‬‬

‫ود ُكُّلها‬‫الخمر‪ ،‬فأسباب الوج ِ‬ ‫المكان‪ُ ،‬كُّل ُه ال شيء‪ِ ِ ،‬‬


‫الكو ِن و ِ‬ ‫شغ ِل َ‬ ‫ح ِ‬
‫ُ‬ ‫قرب َ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫اص ُل َم َ‬
‫ال شيء؛‬
‫ِ‬ ‫ض ِم َن الَقْل ِب و ُّ‬
‫ض‪ ،‬ولوالهُ‬ ‫الغ َر ُ‬
‫ص ْح َبة المحبوب‪ ،‬هو ذا َ‬ ‫ف ُ‬ ‫الرو ِح َش َر ُ‬ ‫ال َغ َر ُ‬
‫الرو ُح ال شيء؛‬ ‫فالَقْل ُب و ُّ‬
‫ظ ْر َت‬‫رو‪ ،‬هذا ُكُّل ُه إذا ما َن َ‬ ‫المَّن َة على ال ِّ ِ‬
‫لس ْد َ ِرة وطوبى‪ ،‬أيُّها َّ‬ ‫ال تح ِم ِل ِ‬
‫الس ُ‬ ‫ظ ّل ل ّ‬
‫جيداً ال شيء؛‬ ‫ِّ‬
‫السع ِي و ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫وض‬‫الع َمل َر ُ‬ ‫َ‬ ‫الَّدوَل ُة تْل َك التي تأتي إلي َك بال َب ْذل َد ِم الَقْلب‪ ،‬واال‪ ،‬فب َّ ْ‬
‫نان ُكُّل ُه ال شيء؛‬ ‫الج ِ‬ ‫ِ‬
‫مان ُكُّل ُه ال‬ ‫رحَل ِة‪ِ ،‬استَمِت ْع َزماناً بها‪َّ ،‬‬
‫فالز ُ‬ ‫الم َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ْ ْ‬ ‫ك ُم ْهَل ًة بهذه َ‬ ‫ال َخ ْم َس َة أيَّا ٍم التي تَ ْمل ُ‬
‫شيء(‪)1‬؛‬
‫الشَف ِة‬
‫بين َّ‬
‫ص َة‪ ،‬ساقي‪ ،‬المساَف ُة َ‬ ‫ناء ننتَ ِظر‪ ،‬اغتَِن ِم ُ‬
‫الف ْر َ‬ ‫نحن على َشَف ِة َب ْح ِر َ‬
‫الف ِ‬
‫ُ‬
‫الف ِم ال شيء(‪)2‬؛‬ ‫وَ‬
‫ير‬‫الصوم َع ِة إلى َد ِ‬ ‫طر ِ‬ ‫َّ‬ ‫الغيرِة‪ِ ُ ،‬‬ ‫اهد ال ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يق م َن َّ َ‬ ‫وخ ْذ ح ْذ َر َك‪ ،‬فال ُ‬ ‫تك ْن آمناً َلع َب َ َ‬ ‫زُ‬
‫المغان ال شيء(‪)3‬؛‬ ‫ِ‬
‫ير‪ ،‬هذا‬ ‫البيان والتَّقر ِ‬
‫ِ‬ ‫حاج ِة‬ ‫ِ‬
‫ليسا ب َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫عيف النحي ُل‪ ،‬ظاه اًر َ‬ ‫الض ُ‬‫وحرقتي‪ ،‬أنا َّ‬ ‫أَلمي ُ‬
‫ُكُّل ُه ال شيء؛‬
‫السكارى األحرِار َرَقم َّ‬
‫النْف ِع‬ ‫ُ‬ ‫لك ْن‪ِ ،‬ع َند َّ‬ ‫الجمال و ِ‬
‫ِ‬ ‫ير و‬ ‫بالخ ِ‬
‫مشهور َ‬‫ٌ‬ ‫ظ َرَق ٌم‬ ‫اسم ِ‬
‫حاف َ‬ ‫ُ‬
‫ُّ‬
‫الض ِّر ُكل ُه ال شيء‪.‬‬ ‫و ُّ‬
‫ـــــــــ‬
‫ِ‬
‫الفناء‬ ‫نحن على َشَف ِة َب ْح ِر‬ ‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫العمر؛‬ ‫ِ‬
‫خمسين عاماً م َن ُ‬ ‫َ‬ ‫(‪)1‬الخمس ُة ّأيام‪ُ ،‬ربَّما عنى بها ال‬
‫الشَف ِة و َ‬
‫الف ِم ال‬ ‫بين َّ‬ ‫ِ‬
‫ص َة واسقنا سريعاً فالمسا َف ُة َ‬ ‫فم ِه‪ ،‬فاغتَِن ْم ُ‬
‫الف ْر َ‬
‫ننتَ ِظر‪ ،‬وسريعاً نصير في ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْم ِر ال شيء(ُيمك ُن أن‬ ‫الزْهد والتَّقوى َ‬
‫وحانة َ‬ ‫بين صوم َعة ُّ‬ ‫شيء؛ أيُّها َّ‬
‫الزاه ُد َّ‬
‫إن الفاص َل َ‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬
‫َ‬

‫‪93‬‬
‫اه ٍد‬
‫وتتحول ِمن ز ِ‬ ‫الخم ِر و ِ‬ ‫الزه ِد والتَّقوى إلى ِ‬ ‫ظ ٍة ِمن ص ِ‬ ‫َِ‬
‫تقي إلى‬
‫ٍّ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫القمار‪،‬‬ ‫حانة َ ْ‬‫َ‬ ‫وم َعة ُّ ْ‬
‫َ‬ ‫تنتق َل ِبَلح َ ْ‬
‫عبادِت ِه‪،‬‬
‫وطول َ‬‫ِ‬
‫بعد تقواهُ‬
‫َّ‬
‫يخ صنعان الذي َ‬ ‫ص ِة َّ‬
‫الش ِ‬ ‫إشارةٌ إلى ِق َّ‬
‫كأنها َ‬ ‫وعربيد) َّ‬ ‫شار ِب َخم ٍر ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫مرًة‪ ،‬انتهى ِب ِه‬
‫المطاف ِب َرْه ِن ثوِبه َ‬
‫للخ ّمار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫خمسين َّ‬
‫َ‬ ‫حج‬
‫وكان َّ‬
‫َ‬

‫غزل‪75‬‬

‫ليس َع َبثاً؛‬ ‫عيد َف ْرِع َك المنش ِ‬ ‫ِ َّ ٍ‬ ‫س ِ‬


‫عين َك الفتَّ ِ‬ ‫َنوم َن ْرِج ِ‬
‫ور َ‬ ‫َ‬ ‫ليس بال علة‪ ،‬وتَ ْج ُ‬ ‫ان َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ليس بال َه َدف؛‬ ‫ثغ ِر َك َ‬
‫السك َر م ْن َحول ْ‬ ‫إن هذا ُّ‬ ‫لت‪َّ :‬‬‫يسيل الل َب ُن م ْن َشَفت َك فُق ُ‬
‫كان ُ‬ ‫َ‬
‫ليس ْت بال َه َدف؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طل طويالً عمرك‪ ،‬فأنا أعَلم يقيناً َّ ِ‬
‫هام أهداب َك في القوس َ‬ ‫أن س َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُْ َ‬ ‫فلي ُ ْ‬
‫َ‬
‫العويل ِم ْن َك ليسا بال أثَر؛‬ ‫ِ‬
‫المحنة وأَل ِم ِ‬
‫الفر ِ‬ ‫أيُّها المبتلى ِب ِ ِ‬
‫أنين َك و ُ‬ ‫لب‪ُ ،‬‬ ‫اق‪ ،‬يا َق ُ‬ ‫غم ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الر ِ‬
‫وض‬ ‫الج ْي َب في َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س م َّرت ِّ‬ ‫ِ‬
‫تش َّق َ‬‫أنت ْلم ُ‬
‫الوْرُد‪َ ،‬‬ ‫يح في حماهُ‪ ،‬أيُّها َ‬ ‫الر ُ‬ ‫األم َ‬ ‫ليَل َة ْ‬
‫بال َس َبب؛‬
‫ظ‬ ‫مخفياً ع ِن الخْل ِق‪ ،‬عينك الباكي ُة يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫ظ على أَل ِم ِ‬
‫الع ْش ِق‬ ‫أن الَقْلب ي ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫رْغ َم َّ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ال تبكي بال َس َبب‪.‬‬

‫غزل‪76‬‬

‫أس ّإال على باِبك؛‬ ‫ِ‬


‫ال مْل َجاَ لي في العـاَل ِم ّإال إلى أعتـاب َك‪ ،‬وال أضـ ُع الـ َّر َ‬
‫ِ‬
‫األنين واآله؛‬ ‫غير‬ ‫ِ‬
‫سيف لنا َ‬ ‫نحن ال َ‬ ‫ع‪ُ ،‬‬ ‫يف نرمي الّد ْر َ‬
‫الس َ‬
‫دو َّ‬ ‫إذا رَف َع علينا الع ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يق في الكو ِن َ‬
‫أفض ُل‬ ‫رس َم لي وال طر َ‬ ‫عن حمى الخرابات‪ ،‬وال ْ‬ ‫الو ْج َه ْ‬ ‫ولِماذا أ ُ‬
‫ُدير َ‬
‫ِمنها؛‬

‫َ‬
‫ِق‪ ،‬فهو ال ِ‬
‫يعد ُل وَر َق‬
‫َ‬ ‫له فليحتَر ْ‬ ‫مان ِب ِه َّ‬
‫الن َار‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫الز ُ‬
‫أشع َل ّ‬
‫َحْق ُل ُع ُمري‪ ،‬إذا َ‬
‫الع ْش ِب ِعندي؛‬‫ُ‬

‫‪94‬‬
‫ظ ُر‬‫رورِه ال ين ُ‬
‫اب ُغ ِ‬ ‫رو العالي َّالذي ِم ْن َشر ِ‬ ‫اح ِر لِذلِ َك َّ‬
‫الس ِ‬ ‫الس ِ‬
‫س َّ‬‫الن ْرِج ِ‬
‫أنا ُغالم َّ‬
‫ُ‬
‫أحد؛‬
‫إلى َ‬
‫ال تَسع في األذى وا ْفعـل ما تشـاء‪ ،‬في َشريعِتنـا ال َذ ْنب غير هذا َّ‬
‫الذ ْنب؛‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫له‬
‫يق ّإال عليه َم ْن ُ‬ ‫الح ْس ِن‪ ،‬فال طر َ‬ ‫مليك بالد ُ‬ ‫ير أي‬ ‫الس ِ‬
‫لجواد في َّ‬ ‫ُشَّد ع َ‬
‫نان ا َ‬
‫العطاء؛‬ ‫ِ‬
‫كاي ٌة ويسأُل َك َ‬ ‫ش َ‬
‫ماي ِة‬ ‫ِ ِ‬
‫خير م ْن ح َ‬
‫ِ ِ ٍ‬
‫يق م ْن ُك ّل اتّجاه‪ ،‬فال مل َجأً لي ٌ‬
‫الطر ِ ِ‬ ‫وِبما ِّأني أرى ِشباك َّ‬
‫َ‬
‫ضفي َرِته؛‬
‫ظ‪ ،‬ل ْقد جاو از ِبفعلِ ِهما َحَّد ُك ِّل سواد‪.‬‬ ‫ال تُسلِم خزين َة الَقْل ِب لِ َلفرِع والخال يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬

‫غزل‪77‬‬

‫رس ُل‬ ‫يئن ويبكي وي ِ‬ ‫ِ‬


‫جميلة الّلون وهو ُّ‬ ‫نقارِه ورق ًة ِمن ٍ‬
‫وردة‬ ‫ك ِب ِم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أيت ُب ُلبالً ُيمس ُ‬
‫ر ُ‬
‫ِ‬
‫اآلهات؛‬
‫الع َم ِل‬ ‫ِ‬ ‫عين الو ِ‬
‫قال م ْن هذا َ‬ ‫حيب؟‪َ ،‬‬
‫الن ُ‬ ‫البكاء و َّ‬
‫صل فما هذا ُ ُ‬ ‫أنت في ِ َ ْ‬ ‫له َ‬ ‫لت ُ‬ ‫ُق ُ‬
‫حصل لنا َجلوةُ المعشوق؛‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫العار ِم ْن‬ ‫ِِ‬
‫يلحق به ُم ُ‬ ‫ُ‬ ‫يجلس المعشو ُق معنا‪ ،‬ال ُمل ُ‬
‫وك‬ ‫ِ‬ ‫اض إذا لم‬‫محل اعتر ٍ‬ ‫ليس َّ‬ ‫َ‬
‫مجاَلس ِة َّ‬
‫الش َّحاذين؛‬ ‫ُ َ‬
‫ال َب ْخ َت‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ما أثََّر في ُح ِ‬
‫ذاك الذي ن َ‬ ‫سعادة َ‬
‫َ‬ ‫وعزتي‪ ،‬يا‬
‫عرض فاقتي ّ‬ ‫ُ‬ ‫الحبيب‬ ‫سن‬
‫أهل َّ‬
‫الدالل؛‬ ‫ول ِ‬ ‫قب ِ‬
‫احدة من الِب ِ‬ ‫اش اّلذي‪ِ ،‬بدو ٍرة و ٍ‬ ‫ذلك الَّنَّق ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ َه َر ُك َّل‬
‫ركار أ ْ‬ ‫ُق ْم بنا ننثُ ِر ال ُّرو َح لريشة َ‬
‫قوش العجيبة؛‬ ‫هذ ِه الُّن ِ‬‫ِ‬
‫يخ صنعان رَه َن خرَقتَ ُه‬ ‫معة‪َّ ،‬‬ ‫الس ِ‬ ‫بال ِ‬ ‫لعش ِق‪ ،‬ال تُ ِ‬ ‫كن َت ُمر َيد طر ِ‬
‫الش ُ‬ ‫بسوء ُّ‬ ‫يق ا ْ‬ ‫إذا ْ‬
‫الخمار(‪)1‬؛‬
‫خانة َّ‬ ‫في ِ‬

‫‪95‬‬
‫ير‪ِ ،‬ذ ْك ُر تسبي ِح‬ ‫الجميل َّالذي‪ ،‬في أطو ِار َّ‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم َج َّرِد‬ ‫جميل وْق ُت ذلِ َك َّ ِ‬
‫الرُجل ُ‬ ‫ٌ‬
‫( ‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫المَل ِك في َحْلَقة زَّن ِاره‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ات تجري م ْن‬ ‫كأنها َّ‬
‫جن ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قص ِر ذل َك الحورِّي ال ّ‬
‫ط َينة‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحت سقف ْ‬ ‫ظ َ‬ ‫عين حاف َ‬
‫ُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫تحتها األنهار‬
‫ــــــــــ‬
‫طَّر لِ َرْه ِن ِخرَقِت ِه‬‫آخ ِر ُع ُم ِرِه‪ ،‬فاض ُ‬ ‫عشق في ِ‬
‫َ‬
‫الشيخ صنعان َّالذي كان مشهو اًر بالتَّقوى‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫السمع ِة فال تسُلك سبيل ِ‬ ‫تخاف من ِ‬ ‫ِ‬


‫المجرُد‬
‫َّ‬ ‫الرجل‬ ‫الع ْشق؛ (‪َّ )2‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫سوء ُّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ع َند َخ َّم ٍار‪ ،‬فإن َ‬
‫كنت‬
‫كر‬ ‫َِ ِ‬ ‫الزّن َار‪ّ ،‬إال َّأن ُه ُي ِّ‬ ‫الدراويش‪ِ ،‬‬ ‫باس َّ‬ ‫ِ‬ ‫من ُّ‬ ‫الم ِّ‬
‫المالئكة(ذ ُ‬ ‫بتسبيح‬
‫ِ‬ ‫سب ُح‬ ‫الخرَق َة و ّ‬ ‫يلب ُس ل َ‬‫الدنيا َ‬ ‫تحرُر َ‬ ‫ُ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬
‫دخل حاف ُ‬ ‫ِ‬
‫تحت حلَقة زَّن ِاره)؛‬ ‫هو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫حين َ‬ ‫معه َ‬‫يعرُف ُه‪ ،‬وهو ُ‬ ‫الب َش ُر‪َ ،‬‬
‫المَلك الذي يجهُل ُه َ‬
‫تسبي ِح َ‬
‫(‪)3‬‬
‫َ‬
‫القص ِر‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َّالذي َ‬ ‫ِ ِ‬
‫صارت عيناهُ‬ ‫ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫تحت َسقف ذل َ‬ ‫وصار َ‬ ‫َ‬ ‫الجمال‬ ‫طين ُة‬
‫طينتُ ُه َ‬ ‫قصر ذل َ‬ ‫إلى‬
‫تحتها األنهار‪.‬‬ ‫جنات تجري ِمن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فأشبهتا‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫كاألنهار‪َ ،‬‬ ‫تجريان‬

‫غزل‪78‬‬

‫ض ال َع ْه َد ال ُيبالي بما بي أََل َّم‬ ‫ور‪ ،‬نَق َ‬‫وج ٍ‬‫ظْل ٍم َ‬‫غي َر ُ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ْ‬ ‫ليس ِع ْن َد‬
‫هل ترى َ‬
‫ِم ْن أََل ْم؛‬
‫ص ِيد في‬ ‫سام ْح ُه ما رعى ِع َّزَة ال َّ‬ ‫رب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالرْم ِي والَق ْتل قلبي‪ّ ،‬‬‫ص ْي َد الحما ِم َّ‬ ‫صاد َ‬ ‫َ‬
‫الح َرْم؛‬‫َ‬
‫الد ْر َب‬ ‫ِ‬
‫ولم يهتَد َّ‬ ‫خاب م ْن َد ْرُب ُه ينتهي إلى ِ‬
‫ذاك الوادي ْ‬ ‫جاب َ‬ ‫ذاك الحري ِم‪َ ،‬‬ ‫غير َ‬ ‫َ َ‬
‫لِْل َح َرْم‬
‫الفن وال ال َّذو َق وال عالي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ جل ِ‬
‫ظاف اًر ِب َمْل َع ِب‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ك َّ‬ ‫فالمَّدعي‪ ،‬ال يمل ُ‬ ‫الفصاحة ُ‬
‫َ‬ ‫حاف ُ ُ ْ‬
‫ال ِه َمم‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫كيف َّ‬
‫ولم‬
‫الع ْه َد ْ‬‫نقض َ‬ ‫الجور‪َ ،‬‬ ‫غير الظْل ِم و َ‬ ‫ك َ‬ ‫الحبيب ال يمل ُ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫نث اًر‪ :‬هل ترى َ‬
‫وقتَل ُه‪،‬‬
‫قلبي َ‬ ‫كحمام ٍة‬
‫َ‬
‫رب ال تؤ ِ‬
‫اخ ْذهُ رْغ َم َّأن ُه أوَق َع‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ( ‪)1‬‬
‫غمنا ؛ يا ّ‬ ‫غم ل ّ‬ ‫أي ٍّ‬
‫منه ُّ‬
‫ك ُ‬ ‫يُ‬
‫َ‬

‫‪96‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)2‬‬ ‫وحرم َة َّ ِ‬
‫الب ْخت ولوالهُ‬ ‫الجفاء م َن َ‬
‫ُ‬ ‫جاءني‬
‫ع ؛ فقد َ‬ ‫الح َرم ْلم َي ْر َ‬
‫الصيد في َ‬ ‫ُْ َ‬
‫ِ‬
‫ومع هذا ُكِّله‪َّ ،‬‬
‫فإن ُك َّل‬ ‫الل ْ ِ‬
‫فالحبيب حاشاه أن ال يملِك رسم ُّ‬
‫الك َرم؛ َ‬
‫يق َ‬ ‫طف وطر َ‬ ‫َ ََْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫الخ ْم َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غير ُمحتََرٍم؛ ساقي احم ْل َ‬ ‫اح أو َح َّل ُ‬ ‫َم ْن ال يحتَم ُل م ْن ُه األذى‪ ،‬حيثُما ر َ‬
‫بإنكارنا‪ ،‬فجمشيد ال يملِك جاماً ِم ْثل ِ‬
‫جامنا؛ ُك ُّل سالِ ٍك‬ ‫ِ‬ ‫للمحتَ ِسب‪ :‬ال تُق ْم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وُق ْل ُ‬
‫للح َرم(‪)3‬؛‬ ‫دربه ال ينتهي إلى حري ِم باِب ِه‪ ،‬مسكين جاب الوادي ولم ِ‬
‫يهتد َّ‬
‫الد ْر َب َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُُ‬
‫ِ‬ ‫يدان الفصاح ِة‪ ،‬و ِ‬ ‫ظ ُج ْل في م ِ‬ ‫ِ‬
‫لن‬‫ذاك ْ‬‫المَّدعي َ‬ ‫صاحة‪ ،‬ف ُ‬‫الف َ‬
‫اخط ْف ُك َرَة َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حاف ُ‬
‫يباريك‪ ،‬وال َف َّن ِعنده وال خبر ِ‬
‫لديه‪.‬‬ ‫َ ََ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ـــــــ‬
‫الجور والمكر إلى معنى‬ ‫الغدر و ِ‬ ‫ِ‬ ‫بأوصاف من ِ‬
‫قبيل‬ ‫ٍ‬ ‫بوصف المعشوق‬ ‫ِ‬ ‫العارف‬ ‫يشير‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قم في جسمي‬ ‫الفتنة المذكورِة في القرآن (إن هي ّإال فتنتُك)‪ ،‬قال المكزون‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬
‫فاستخلف ُّ‬
‫َ‬
‫طائ ِر قلبي‬ ‫يكن منه ِرفق في صي ِد ِ‬ ‫ِ (‪)2‬‬ ‫وغادرني من ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ان؛ ولم ُ ْ ُ ٌ‬ ‫بين غدر‬ ‫غدره في دموعي َ‬
‫المسكين‪ ،‬إ ْذ رماه وقتَله كما تُرمى وتُقتَل الحمام ُة البريئ ُة في الحرِم‪ ،‬فيا رب ِ‬
‫سام ْح ُه لِما ْلم‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫هللا‬ ‫بيت‬ ‫مثلها‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ألن‬ ‫ِ‬
‫كالكعبة‬ ‫م‬‫ر‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫المؤ‬ ‫(قلب‬ ‫م‬‫ر‬ ‫الح‬ ‫في‬ ‫الص ِ‬
‫يد‬ ‫رم َة َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌََ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫ع ُح َ‬ ‫ير َ‬
‫جاب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِاد ُق‬
‫كحاج َ‬ ‫ومحروم‪،‬‬ ‫مسكين‬ ‫غير هللا)؛‬
‫(ع)‪:‬القلب َح َرُم هللا فال تُسك ْن َح َرَم هللا َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ٍّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫قطع‬ ‫حج الب َدن ولم ِ‬ ‫الد ْر َب ِللكعبة‪َّ ،‬‬ ‫مك َة ولم ِ‬
‫يهتد َّ‬ ‫وادي َّ‬
‫حج القلب‪ ،‬قال المولوي‪ُ :‬‬ ‫يح َّج َّ‬ ‫حج َّ َ‬ ‫ْ‬
‫الطواف؛ (‪ِ )4‬‬ ‫ات و َّ‬ ‫منزل بالخطو ِ‬‫مائة ٍ‬ ‫قطع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بالبديع‬
‫ِ‬ ‫ظ ِج ْ‬
‫ئ‬ ‫حاف ُ‬ ‫خير من ِ‬ ‫عبير المسك‪ٌ ،‬‬ ‫منزل إلى ِ‬
‫يه وال َخَب َر ِعنده وهو‬ ‫فذلك المَّدعي ال ذوق َلد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ميدان الفصاحة والبيان َ ُ‬ ‫وج ْل في‬‫م َن الحديث‪ُ ،‬‬
‫يص َل إليك‪.‬‬ ‫حديثك ولن ِ‬ ‫بمثل ِ‬ ‫اإلتيان ِ‬
‫ِ‬ ‫عا ِجٌز عن‬
‫َ‬

‫غزل‪79‬‬

‫وحور الجنان؛‬ ‫المف ِرَح‬ ‫َّ‬ ‫يهب من الب ِ ِ‬ ‫اآلن ونسيم َّ ِ‬


‫َ‬ ‫اب ُ‬ ‫ستان‪ ،‬خّلني والشر َ‬ ‫الجنة ُّ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قول ِبسا ُ‬
‫ط ُه؛‬ ‫لش َّحا ُذ اليوم ِبممَل َكِت ِه‪ ،‬و ِظ ُّل َّ ِ‬
‫كيف ال يتباهى ا َّ‬
‫الح ُ‬
‫السحاب خيمتُ ُه‪ ،‬و ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِحك َاي ُة ِ‬
‫شهر أُرديِب ِه ْ‬
‫ليس عاقالً َمن يشتري نسيئ ًة َ‬
‫ويدعُ‬ ‫تقول‪َ :‬‬
‫وض ُ‬ ‫شت في َّ‬
‫اء نقداً(‪)1‬؛‬ ‫ِّ‬
‫الشر َ‬

‫‪97‬‬
‫آج َّاًر؛‬ ‫ِ‬ ‫بالخمرِة فهذا العاَلم ِ‬
‫الخر ُب ينوي أن َ‬
‫يصن َع من تُ اربنا ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قلب َك‬
‫اعم ْر َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وم َعة ِمن ِس ار ِج‬ ‫ِِ‬ ‫تطلب الوفاء من الع ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫الص َ‬
‫شم ِع َّ‬‫كمشعل ْ‬ ‫اء َله‪ُ ،‬‬
‫دو الذي ال وف َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫وال‬
‫الكنيس(‪)2‬؛‬
‫أح َد يدري‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬
‫وحذار فال َ‬ ‫وداء‪،‬‬ ‫ان على صحيفتي َّ‬ ‫السكر ُ‬
‫ال تُل ْمني وأنا َّ‬
‫له في لو ِح الَق َدر؛‬ ‫ِ‬
‫بالمخطوط ُ‬
‫ذاهب‬ ‫وب‪،‬‬‫الذن ِ‬ ‫السي ِر في جنازِة حافظ‪ ،‬فهو‪ ،‬وا ْن كان غارقاً في ُّ‬ ‫وال َّ‬
‫تترد ْد في َّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫إلى َّ‬
‫الجنة‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫ك َّ‬
‫الجن َة‬ ‫عاقالً َم ْن يشتري َّ‬ ‫شت‪ ،‬ليس ِ‬ ‫الربي ِع‪ ،‬في َش ْه ِر أُرديِب ِه ْ‬
‫يتر ُ‬
‫المؤجَل َة و ُ‬
‫َّ‬ ‫الجن َة‬ ‫َ‬ ‫(‪)1‬في َّ‬
‫ِ‬
‫كنيس اليهود‪.‬‬ ‫اه ِد ال ي ِ‬
‫شتع ُل ِم ْن ِس ار ِج‬ ‫مع صوم َع ِة َّ‬
‫الز ِ‬
‫معبد اليهود‪َ ،‬ش ُ‬
‫الكنيس ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)2‬‬ ‫الح ِ‬
‫اض َرَة؛‬
‫َ‬

‫غزل‪80‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫ين َل ْن‬‫اآلخر َ‬
‫ذنوب َ‬ ‫السكارى‪ ،‬ف ُ‬ ‫الع ْي َب في ّ‬‫الم ْسَلك‪ ،‬ال تُقل َ‬ ‫أيُّها الزاهُد طاه ُر َ‬
‫تُ ْكتَ َب َعَليك؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وك ْن في ُش ْغ ِل نفس َ‬
‫ك‬ ‫شأن َك بي‪ ،‬ا ْذ َه ْب ُ‬ ‫اء ُك ْن ُت صالِحاً ْأم طالِحاً‪ ،‬ما ُ‬ ‫وأنا سو ً‬
‫يحص َد ما َزَرع؛‬ ‫ٍ ِ‬
‫أن ُ‬ ‫شخص عاق َبتُ ُه ْ‬ ‫ف ُك ُّل‬
‫خان ُة ِع ْش ٍق‪ِ ،‬م ْن‬ ‫ٍ‬
‫مكان َ‬ ‫صاح وسكران‪ ،‬وُك ُّل‬ ‫ٍ‬ ‫حبيب‪ِ ،‬م ْن‬
‫ٍ‬ ‫ص طالِ ُب‬ ‫وُك ُّل َش ْخ ٍ‬
‫سجٍد وكنيس؛‬ ‫م ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحانة ِم َن ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫له‪:‬‬
‫الحديث ُق ْل ُ‬
‫َ‬ ‫المَّدعي‬
‫يفه ِم ُ‬‫اآلج ّر‪ ،‬إذا َل ْم َ‬ ‫َ‬ ‫أس التَّسلي ِم مّني ُ‬
‫وباب‬ ‫رُ‬
‫اآلج ّر(‪)1‬؛‬
‫أس و ُ‬ ‫ال ّر َ‬
‫يك ما‬ ‫جاب ما ُيدر َ‬
‫األزل‪ ،‬وأنت خلف ِ‬
‫الح ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف َ‬ ‫طِ‬ ‫األم َل ِم ْن ساِبَق ِة ُل ْ‬ ‫ط ِع َ‬ ‫ال تق َ‬
‫الح َس ُن وما القبيح(‪)2‬؛‬ ‫َ‬

‫‪98‬‬
‫تضيع‬
‫ُ‬ ‫الخْلِد‬ ‫لست وحدي َّالذي َخرج ُت ِم ْن ِح ِ‬
‫جاب التَّقوى‪ ،‬أبي أيضاً تَ َر َك َجَّن َة ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫ِم ْن َيِد ِه؛‬
‫حملون َك سريعاً ِم ْن ُدنيا‬
‫َ‬
‫تحمل الجام في َ ِ‬
‫ف‪ ،‬ي‬
‫الك ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حافظا إذا ُك ْنت في يو ِم األج ِل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الجَّنة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الخرابات إلى َ‬
‫اآلج ُر‪ ،‬بمعنى َّ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫اضر ِب َّ‬ ‫ِ‬
‫أس و ُ‬ ‫الر ُ‬
‫أن تُتَ ْر َج َم‪َّ :‬‬
‫ويمك ُن ْ‬
‫باآلجر‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫أس‬
‫الر َ‬ ‫اآلجًّر أي‬‫أس و ُ‬ ‫الر َ‬
‫(‪َّ )1‬‬
‫ِ‬ ‫الساِبَق ُة َّ‬ ‫الحديث ياِب ٌس‬ ‫َّ‬
‫الحديث‬ ‫حمة‪ ،‬في‬ ‫الر َ‬ ‫كاآلجر؛‬ ‫المَّدعي الذي ال َ‬
‫يفه ُم‬ ‫أس ُ‬ ‫رَ‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ضبي)‪.‬‬ ‫(سبَق ْت َر ْح َمتي َغ َ‬
‫دسي َ‬ ‫الق‬
‫ُ ّ‬

‫غزل‪81‬‬

‫الدالل فقد تفتَّح مث ِ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫ِ‬


‫الكثير‬
‫ُ‬ ‫لك‬ ‫َ‬ ‫مع الفجر‪ ،‬أقّلي َّ َ‬ ‫طائر الخميلة لوردة تفت َح ْت َ‬ ‫قال ُ‬
‫الروض؛‬ ‫في َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقول كالماً قاسياً‬ ‫لكن‪ ،‬ما م ْن عاش ٍق ُ‬ ‫الحق ْ‬ ‫ِّ‬ ‫من‬
‫استياء َ‬
‫َ‬ ‫ضحكت الوردةُ قائَل ًة ال‬ ‫ْ‬
‫لِمعشوِقه؛‬
‫ظ َم‬
‫عليك أن تن ُ‬ ‫صع‪ ،‬فكم‬ ‫الم َر َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ذلك الجا ِم ُ‬‫األحمر م ْن َ‬ ‫بالخمر‬ ‫تطمع‬
‫ُ‬ ‫نت‬‫فإذا ُك َ‬
‫اف أهداِبك؛‬ ‫من آللِئ تثُقبها ِبأطر ِ‬
‫َ ُ‬
‫صل إلى وج ِههِ‬ ‫مشام من لم ي ِ‬ ‫ِ‬
‫األبد إلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫سوف لن يص َل إلى َ‬ ‫َ‬ ‫المحبة‬
‫َّ‬ ‫وعبير‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُغب ُار باب الحان؛‬
‫السناِب ِل‬
‫ع َّ‬ ‫طف فر َ‬
‫ش الهواء من الُّل ْ ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫مس‪ ،‬ش َّو َ‬ ‫روض ِة الوْرِد ِم ْن َأرم‪ ،‬ليَل َة األ ِ‬ ‫في َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الس َحر(‪)1‬؛‬‫ِبنسي ِم َّ‬
‫ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫كان مرَآة العاَلم‪ ،‬قال أسفاً أ َّن َ‬
‫تلك‬ ‫لت يا َم ْس َن َد َجمشيد حّدثني عن جامك الذي َ‬ ‫ُق ُ‬
‫نام ْت؛‬
‫صاحي َة َ‬ ‫َّ‬
‫الدول َة ال َّ‬
‫أقص ْر هذا‬ ‫ات الخمر و ِ‬ ‫سان‪ ،‬ساقيا ه ِ‬ ‫الع ْش ِق لي َس حديثاً يجري على الّلِ ِ‬ ‫حديث ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الجدال؛‬

‫‪99‬‬
‫الصبر في البحر‪ ،‬ما يفعل؟‪ ،‬اشتعال ِ ِ‬
‫غم الع ْش ِق ن ُارهُ‬
‫ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫قل و َّ ْ َ‬
‫الع َ‬
‫ظ ألقى َ‬
‫دمع حاف َ‬
‫ُ‬
‫ال تخفى‪.‬‬

‫غزل‪82‬‬

‫درب خطا‬ ‫الوجه تُرك ٌّي بنـا ِ‬ ‫ِ‬


‫أمس مشى ما خطا فينا رأى حتّى مشا َ‬ ‫كي‬
‫َمَل ُّ‬
‫العين جرى‬‫ِ‬ ‫شخص ِ‬
‫عارفاً ماذا من‬ ‫ٌ‬ ‫ليس‬
‫الدنى َ‬‫العين َّالتي تجلو ُّ‬
‫َ‬ ‫فع‬
‫عني ر َ‬ ‫ُمن ُذ ّ‬
‫نار الحشا‬ ‫ـان م ْث َل ما بي من ِ‬ ‫النـ ِار اّلتي في قلِب ِه ِمـن ُدخ ٍ‬‫مع من َّ‬ ‫ليس َّ‬
‫للش ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫طوفان البال‬ ‫مثل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السيل وعندي َ‬ ‫ف َّ‬ ‫جار ُ‬ ‫اب كما‬ ‫وج ُه ُه غ َ‬
‫عني ْ‬ ‫سال دمعي ُمن ُذ ّ‬
‫الموت بأوجاعي وما لي من دوا‬ ‫ُ‬ ‫لمـا أن أتـى وأتى‬ ‫تداعيت لِغ ِم ال ِ‬
‫هجر َّ‬ ‫قد‬
‫ُ ّ‬
‫ِ‬
‫داعياً ُر ْح ُت وقد ْأنَفْق ُت ُعمري ُّ‬
‫بالدعا‬ ‫ـال قلبي ُربَّما عـ َاد ِو ٌ‬
‫صال بالُّدعا‬ ‫ق َ‬
‫المروة تنأى عن صفا‬ ‫كيف سعيي وأرى‬ ‫ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫امي وما من قبلة فيما ُهنا َ‬ ‫ْ‬
‫كيف إحر‬‫َ‬
‫ِ‬
‫أن ُيشفى ِبقـانو ِن ّ‬
‫الشفا‬ ‫ِ‬
‫ات ْ‬‫أمس طبيبي ُم ْذ رآني أسفاً وجعي هيه َ‬ ‫ـال لي‬‫ق َ‬
‫اح عن ِ‬
‫دار الفنا‬ ‫حاف ٍظ من ِ‬ ‫يا حبيبي لِتسل عن ِ‬
‫أن ق ْد ر َ‬
‫بار ْ‬
‫تأتي األخ ُ‬
‫َ‬
‫أن‬
‫قبل ْ‬ ‫ْ ْ‬

‫ِ‬
‫األمس‪ ،‬هل رأى فينا خطأً يا‬ ‫ِ‬ ‫الوجه المالئكي اّلذي َم َّر بنا ب‬ ‫ركي ذو‬ ‫ذلك التُّ ُّ‬
‫ظ ِر َع ِين ِه َّالتي‬
‫خارَج َن َ‬‫ص ْر ُت ِ‬‫يق خطا(‪)1‬؛ حين ِ‬
‫َ‬ ‫وسار في طر ِ‬ ‫َ‬ ‫تُرى حتّى تَ َرَكنا‬
‫يخ ُرْج ِم َن‬
‫ف على ما جرى ِم ْن عيني ؛ ولم ْ‬
‫( ‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫ص واق ٌ‬ ‫ظ ُر ُك َّل العاَل ِم‪ ،‬ال َش ْخ َ‬ ‫تن ُ‬
‫خان َّالذي َخ َرَج ِمّني‪،‬‬ ‫مس‪ ،‬ذل َك ُّ‬
‫الد ُ‬ ‫الن ِار في قلِب ِه‪ ،‬ليَل َة األ ِ‬ ‫عال َّ‬‫اشت ِ‬‫لشم ِع‪ ،‬من ِ‬ ‫َّ‬
‫ا ْ‬
‫يل َدم ٍع‬ ‫ِ‬ ‫ظ ًة ِبَلح َ ٍ ِ‬‫اق كبدي ؛ بعيداً عن وج ِه َك‪ ،‬لح َ‬
‫( ‪)3‬‬ ‫من ِ‬
‫احتر ِ‬
‫ظة م ْن زاوية عيني َس ُ‬
‫غم ال ِهجران‪،‬‬ ‫جاء ُّ‬ ‫بالء يذهب؛ وَقعنا فَلم ِ‬ ‫يأتي وطوفان ٍ‬
‫حين َ‬ ‫األقدام‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫تحمْلنا‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫عاء‪،‬‬‫بالد ِ‬‫يعود وصاُل ُه ُّ‬ ‫الدو ِ ِ‬ ‫حيث َفَق ْدنا َّ‬ ‫و ِمتنا ِ‬
‫قلب ربَّما ُ‬ ‫قال ال ُ‬ ‫اء م ْن يدنا؛ َ‬ ‫َ‬ ‫بآالمنا‪ُ ،‬‬
‫أعقد اإلح ارم و ِ‬
‫القبَل ُة‬ ‫ِ‬ ‫(‪)4‬‬
‫مر ُكَّل ُه ُّ‬ ‫انقضى ُعمري‪ ،‬وقد‬
‫َ‬ ‫كيف ُ‬ ‫بالدعاء ؛ َ‬ ‫الع َ‬
‫قضيت ُ‬‫ُ‬

‫‪100‬‬
‫الصفا َعن مروة(‪)5‬؛‬ ‫رحل َّ‬ ‫عي‪ ،‬وقد‬‫الس ِ‬
‫وكيف أسعى في َّ‬ ‫ليست في هذا ِ‬
‫الجان ِب‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يكو َن ِشفاء أَل ِم َك ِبقانو ِن‬ ‫هيهات أن‬
‫َ‬ ‫بيب قال‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫باألمس م ْن َح ْس َرة إ ْذ رآني الط ُ‬
‫ُ‬
‫قال َر َح َل عن ِ‬
‫دار‬ ‫الشفاء(‪)6‬؛ أي حبيب‪ ،‬لِعياد ِة ِ‬
‫حاف َ ِ‬ ‫ِّ‬
‫أن ُي َ‬ ‫قبل‬
‫ظ‪ ،‬س ْر َق َدماً‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الفناء‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫عين ِه َّالتي تجلو العاَل َم‬
‫ظر ِ‬
‫حين َرَف َع َن َ َ‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫يقصد ِب َ‬
‫الد التُّرك؛‬ ‫ُ‬ ‫(‪)1‬خطا الثّانية مسكن األتراك‬
‫من‬‫الن ُار َ‬‫تأخ ِذ َّ‬
‫درَك ُه؛ لم ُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫شخص على أن ُي ِ‬ ‫ٌ‬
‫الدم ِع من عيني ما ال ِ‬
‫يقد ُر‬ ‫من َّ‬ ‫أسال َ‬
‫َ‬ ‫عني‬‫ّ‬
‫أنفقت‬ ‫يت داعياً وها قد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوصل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بالدعاء فانبر ُ‬ ‫بعودة‬
‫ومناني قلبي َ‬ ‫مني؛‬
‫ذت ّ‬ ‫أخ ْ‬‫مع ما َ‬
‫الش ِ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُ‬
‫‪4‬‬

‫عن المروِة‬ ‫وكيف أسعى وقد َنأَت ِ‬ ‫ُحرم وتلك ِ‬


‫ِ‬ ‫َّ ُّ‬
‫القبلةُ ليست ُهنا‬ ‫ُعمري ُكل ُه بالدعاء؛ كيف أ ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ط ّب‬ ‫كتاب ال ّ‬
‫الشفاء ُ‬‫يص ُّح اإلحر ُام من دو ِن القبلة وقبل ُة العاشقين ابتعدت؛ قانو ُن ِّ‬ ‫الصفا فال ِ‬
‫(‪)6‬‬
‫َّ‬
‫المشهور البن سينا‪.‬‬

‫غزل‪83‬‬

‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إذا كان ِمن فرِعك ِ‬


‫كان م ْن خال َ‬ ‫خطاء علينا مضى فقد مضى‪ ،‬وا ْن َ‬ ‫ٌ‬ ‫سكي‬
‫الم ِ‬
‫ّ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫جفاء علينا مضى فقد مضى؛‬ ‫ندي ٌ‬ ‫اله ِّ‬
‫ور من‬ ‫س ُّ ِ‬ ‫حر َق َحْق َل الِب ِ‬ ‫واذا كان برق ِ‬
‫الع ِ‬
‫كان َج ٌ‬‫ض َير‪ ،‬وا ْن َ‬‫الصوف‪ ،‬ال َ‬ ‫شق أ َ‬ ‫َ ُ‬
‫الفقير مضى فقد مضى؛‬ ‫ِ‬ ‫طاع على الس ِ‬
‫ائل‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫المل َك ُ‬
‫فاء َّالذي‬‫الص ِ‬
‫أيت‪ِ ،‬م َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫فك ُّل َك َد ٍر ر َ‬
‫الخ ْم َر‪ُ ،‬‬
‫ليس في الطريَقة‪ ،‬هات َ‬ ‫أَل ُم الخاط ِر َ‬
‫مضى قد مضى؛‬
‫خطاء ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫مالل أو‬
‫ٌ‬ ‫كان‬
‫قلب ثباتاً‪ ،‬إذا َ‬ ‫الح ْمل‪ ،‬يا ُ‬ ‫ح ْم ُل ُل ْع َبة الع ْش ِق واج ُب َ‬
‫الحبيب مضى فقد مضى؛‬ ‫ِ‬
‫الم ِح ِّب‬ ‫ِ‬ ‫إذا حمل القلب ِحمل الحزِن ِم ْن َد ِ‬
‫بين ُ‬‫كان َ‬ ‫الحبيب فال شكوى‪ ،‬واذا َ‬ ‫الل‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫َََ‬
‫أمٌر مضى فقد مضى؛‬ ‫ِ‬
‫والحبيب ْ‬

‫‪101‬‬
‫يليق‬ ‫ِ‬ ‫دال المالالت َ ِ ِ‬ ‫الج ِ‬
‫أهل ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث ِ‬ ‫ِم ْن‬
‫بين األحباب إذا ما ال ُ‬ ‫ظ َه َرت‪ ،‬لك ْن َ‬ ‫ُ‬
‫جرى فقد مضى؛‬
‫الح ِّر؟‪،‬‬ ‫الخانقاه‪ِ ٍ ُّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫اح ِم َن‬ ‫حاف َ َّ‬
‫ظ ال تُق ِل العيب ِب ِ‬ ‫أي و ِ‬
‫أي َقيد لَق َد ِم ُ‬ ‫ظ الذي ر َ‬ ‫َْ َ‬ ‫اع ُ‬
‫شاء مضى‪.‬‬ ‫الح ُّر حيثُما َ‬
‫ُ‬

‫غزل ‪84‬‬

‫ذهب‬ ‫وهات كأساً ففصل ُّ ِ‬ ‫ِ‬


‫الزهد قـد َ‬ ‫ُ‬ ‫ذهب‬
‫وم قد َ‬ ‫الص ُ‬‫الخمر ساقي َّ‬‫َ‬ ‫احمل لنا‬
‫ذهب‬ ‫ما دو َن جـا ِم وابري ٍ‬
‫ـق لنـا‬ ‫نقض من ُع ُم ٍر‬ ‫ِ‬ ‫وقت مضى ُق ْم‬‫عزيز ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ذهب‬
‫َ‬ ‫ومن‬‫َ‬ ‫وال أُبـالي َ‬
‫بمن يـأتي‬ ‫ـق حتّى ترانـي ال أرى أحداً‬ ‫ولتَ ْس ِ‬
‫وصبحي ُّ‬
‫بالدعـا ذهبا‬ ‫ِ ِ‬
‫كال مسـائي ُ‬ ‫ـك تبـلُ ُغني‬ ‫ّإنـي لنفـحة جـا ٍم من َ‬
‫ِِ‬ ‫من ِع ْ‬ ‫النسي ُـم ِبما‬ ‫َّ‬
‫ط ِر خم ِر َك في أنفـاسه َ‬
‫ذهب‬ ‫ات أحيـاهُ َّ‬ ‫قلبي الذي م َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اموس و ُّ‬
‫الش ْه َ ِرة‬ ‫الن ِ‬ ‫موسم َّ‬
‫اح‪ ،‬وهات الَق َد َح ف ُ‬ ‫الصيا ِم ر َ‬ ‫فش ْه ُر ّ‬ ‫ساقي احم ِل َ‬
‫الخ ْم َر َ‬
‫ضور‬‫اح ِمّنا بال ُح ِ‬ ‫َّ‬
‫الع ُم َر الذي ر َ‬ ‫قض ُ‬ ‫فتعال َن ِ‬
‫َ‬ ‫ضاع ِمَّنا َوْق ٌت عز ٌيز‬
‫َ‬ ‫ذه َب؛‬
‫َ‬
‫ص ِة‬ ‫ف‪ ،‬في َع ْر َ‬
‫أن تراني‪ِ ،‬م ْن َفْقِد َنفسي‪ ،‬ال ِ‬
‫أعر ُ‬ ‫أسكرني إلى ْ‬
‫َّة وراح؛ و ِ‬
‫ْ‬
‫صراحي ٍ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ومساء‬ ‫باح‬
‫ص ٍ‬ ‫طب ِة د ِ‬ ‫ِ‬
‫أنفقنا ُك َّل َ‬
‫عائ َك َ‬ ‫نحن على َمص َ َ ُ‬ ‫الخيال‪َ ،‬م ْن أتى َو َم ْن راح؛ ُ‬
‫الخ ِ‬
‫مرة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِبأم ِل الح ِ‬
‫عبير َ َ‬ ‫لما َد َخ َل ُ‬ ‫وكان الَقْل ُب َم ْيتاً ف َّ‬
‫صول على ُج ْرَعة م ْن جام َك؛ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يق‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المة ْلم يسُلك الطر َ‬ ‫بالس َ‬
‫المغتَُّر َّ‬ ‫صَلت إليه الحياة؛ الزاهُد ُ‬ ‫شامه َو َ‬‫إلى َم ّ‬
‫ص َرْفتُ ُه في‬ ‫يق الفاَق ِة فوص َل إلى ِ‬ ‫سار من طر ِ‬
‫السالم؛ َنْقُد قلبي َ‬ ‫دار َّ‬ ‫َ َ‬ ‫الخليع َ‬‫و ُ‬
‫إالم أ ِقد ُر على‬ ‫أسوداً‪ ،‬وم ْن ذا َك َذ َه َب في الحرام؛ َ‬
‫ِ‬
‫كان َ‬ ‫الخ ْمر‪َّ ،‬إن ُه َ‬‫يق َ‬ ‫طر ِ‬
‫مر العمر في ِ‬
‫هذه‬ ‫فقد َّ ُ ُ ُ‬ ‫الخ ْم َر ْ‬
‫ِ‬
‫الحارِة‪ ،‬أعطني َ‬ ‫َّ‬ ‫وب ِة‬
‫نار التَّ َ‬
‫كالعود في ِ‬‫ِ‬ ‫االحتر ِ‬
‫اق‬

‫‪102‬‬
‫أن‬ ‫َّ‬ ‫ظ فهو ْ ِ‬ ‫مرة أُخرى ِبنص ِح ِ‬ ‫ِ‬
‫الف ْك َرِة َّ‬
‫بعد ْ‬
‫يق‪َ ،‬‬
‫لن يج َد الطر َ‬ ‫حاف َ‬ ‫ُ‬ ‫السا َذ َجة؛ وال تُق ْم َّ ً‬
‫ص َل على ُمرِاد قلِبه‪.‬‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خم َرة صاف َية و َح َ‬‫هام م ْن ُش ْرب ْ‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫الكأس بيدي‪،‬‬ ‫الصيام قد انتهى‪ ،‬وناولني‬ ‫فإن شهر ِ‬ ‫الساقي‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫شرح‪ :‬احمل لنا الخمر أيُّها ّ‬
‫منا‬
‫ضاع ّ‬ ‫بغير شر ٍ‬
‫اب‪ ،‬فقد‬ ‫مر من عمرنا ِ‬ ‫ِ‬
‫نقض ما َّ‬ ‫ِ‬
‫فموس ُم التَّقوى والورع قد ذهب‪ُ ،‬ق ْم بنا‬
‫َ‬
‫شعور بما حولي وال‬‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫السكر‪ ،‬وال يعود لي‬ ‫أغيب عن نفسي من‬ ‫وقت عز ٌيز‪ ،‬واسقني إلى أن َ‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫ومساء من‬ ‫صباح‬ ‫أنفقت ُك َّل‬ ‫ٍ‬
‫ومساء‪ ،‬وقد‬ ‫صباح‬ ‫لك ُك َّل‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫يحضر أو يغيب؛ أدعو َ‬ ‫ُ‬ ‫أبالي بمن‬
‫ك حين‬ ‫عبير من خمرِة ِّ‬ ‫ِ‬
‫مصطبة ُّ‬ ‫ُع ُمري مبت ِهالً على‬
‫حب َ‬ ‫الدعاء؛ وكان قلبي ميتاً فأحياهُ ال ُ‬
‫دخل ِ‬
‫إليه مع األنفاس‪.‬‬

‫غزل ‪85‬‬

‫المحيَّا‬
‫در ُ‬‫أو تَ َر العيـ ُن منـ ُه بـ َ‬ ‫ِشفـ ٍاه‬
‫اح لـ ْم يسـ ِقني رحيـ َق‬ ‫رَ‬
‫ْ‬
‫سرعـاً يحـ ُّث ِ‬
‫المطيَّا‬ ‫ومضـى م ِ‬ ‫فشد ِرحـاالً‬
‫َّ‬ ‫اق بـي‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫خلـتُ ُه ضـ َ‬
‫شيَّا‬ ‫ْأنـ َس‬ ‫الص والـحمـ َد لـ ْم‬ ‫ِ‬
‫اني واإلخ ـ َ‬ ‫َ‬
‫رز الـيمـ‬ ‫الحـ َ‬ ‫فتَلـ ْو ُت‬
‫إلـيَّا‬ ‫قـري ـباً‬ ‫رِ‬
‫اج ـ ٌع‬ ‫َّإن ـ ُه‬ ‫منه ْم ِخداعاً‬‫ُ‬ ‫وكان‬
‫َ‬ ‫قـا َل صـحبي‬
‫ْ‬

‫العقيق‪ ،‬وراح ‪ ،‬لم نر وجهه على َش ْك ِل بد ٍر ِ‬


‫كام ٍل‪،‬‬ ‫َْ‬ ‫ْ ََ ْ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ف ُشرَب ًة ِم ْن َشَفِت ِه‬ ‫نرش ْ‬
‫ْلم ُ‬
‫وراح (‪)1‬؛‬
‫ولم َنْل َح ْق ِب ِه‪ ،‬وراح(‪)2‬؛‬
‫حال ْ‬ ‫الر َ‬ ‫ص ْح َبِتنا‪َّ ،‬‬
‫فشد ِّ‬ ‫ِ‬
‫صـ ْد اًر ب ُ‬
‫ضاق َ‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫كأنما‬
‫ِِ‬ ‫الفاتح َة و ِ‬‫وقرأنا ِ‬
‫ِ‬
‫اإلخالص قرأنا‪ ،‬وراح(‪)3‬؛‬ ‫اليماني‪ ،‬و ِم ْن ورائهما َ‬
‫سورَة‬ ‫َّ‬ ‫الح ْرَز‬ ‫َ‬
‫داع‪ ،‬وراح؛‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫كيف اشترينا الخ َ‬ ‫ظ ْر أخي اًر َ‬ ‫يم ُّر بنا‪ ،‬فان ُ‬
‫وقد َخ َدعونا إ ْذ قالوا أن ُه س ُ‬
‫ستان ِوصالِ ِه‪،‬‬
‫نج ِن شيئاً ِم ْن ُب ِ‬ ‫ولم ْ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫الح ْسن واللطاَفة‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫يختال في حديَقة ُ‬ ‫ُ‬ ‫مضى‬
‫وراح؛‬

‫‪103‬‬
‫وداع ِه‪،‬‬
‫صل لِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أسفاً ألنَّنا ْلم َن ْ‬
‫ِ َّ ِ‬ ‫الل ِ ِ ِ‬
‫يل بطوله‪ ،‬باألنين والنحيب‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫ظ‪ ،‬قضينا َ‬
‫ِ‬
‫وكحاف َ‬
‫وراح‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫الرحيل ودو َن أن أرى‬ ‫العذب قبل َّ‬ ‫حدثني حديثَ ُه‬ ‫يودعني وي ِ‬
‫(‪)1‬لقد سافر الحبيب دون أن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وسار ِ‬
‫مسرعاً دو َن‬ ‫للرحيل‬
‫حال َّ‬
‫الر َ‬‫فشد ِّ‬
‫بصحبتي َّ‬ ‫الجميل كالقمر؛ (‪ُّ )2‬‬
‫َ‬ ‫أظن ُه ضاق ذرعاً ُ‬ ‫َ‬ ‫وجهه‬
‫ُ‬
‫أرسله‬ ‫علياً(ع) عندما‬
‫النبي(ص) َّ‬ ‫مه َّ‬ ‫َّ‬ ‫الل ِ‬ ‫أتمكن من َّ‬
‫دعاء عل ُ‬ ‫حاق به؛ الحرز اليماني‬ ‫أن َ َ‬
‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫أت الحمد‬ ‫الي َمن‪ ،‬اإلخالص‪ :‬سورة قل هو هللا أحد‪ ،‬الحمد فاتح ُة الكتاب‪ ،‬والمعنى قر ُ‬ ‫إلى َ‬
‫ولكنه مضى؛ (‪َّ )4‬‬ ‫ِ‬
‫وعللني صحبي قائلين َّ‬
‫إن‬ ‫الرحيل َّ ُ‬
‫لمنعه من َّ‬ ‫اليماني واإلخالص‬‫َّ‬ ‫والحرز‬
‫سيعود إَل َّي سريعاً ولقد خدعوني بسهولة‪.‬‬‫ُ‬ ‫يطول واَّن ُه‬
‫َ‬ ‫سفرهُ لن‬

‫غزل ‪86‬‬

‫اب‬ ‫َّ‬
‫الثـو ُ‬ ‫ـك‬
‫ـال ل َ‬ ‫فيـا سـاقي تَع َ‬ ‫ـاب وج ٍـه‬ ‫ِ‬
‫ـب حج َ‬ ‫لقد َرَف َع الحبي ُ‬
‫باب‬ ‫َّ‬ ‫ال َّـشـي ُ‬ ‫أهل ِ‬
‫الع ِ‬ ‫ـاد ِسـراج ِ‬
‫الـش ُ‬ ‫ـاودهُ‬
‫ـخ ع َ‬ ‫وذاك‬
‫َ‬ ‫شق يزكو‬ ‫ُ‬ ‫وع َ‬
‫ـياب‬ ‫َّ‬ ‫تـ َّ‬
‫ـدو لـ ُـه غ ُ‬ ‫ف فالـع ُّ‬ ‫تلـطـ َ‬ ‫دلـ َل فانثنى الـمفتي بـعيـداً‬
‫ضاب‬ ‫ِ‬
‫العـ ْذب الـ ُّر ُ‬
‫َ‬ ‫يج حدي ِـث ِه‬ ‫مـز ُ‬ ‫ـات قلبي‬ ‫سبـى ِبحـالوِة الـكلِم ِ‬

‫أه ِل‬ ‫ِ ِ‬ ‫النقاب عن ال ِ‬ ‫ساقي تعال‪ ،‬فالمعشوق قد ر ِ‬


‫اج ْ‬ ‫فاشتعل م ْن ُه سر ُ‬
‫َ‬ ‫وجه‪،‬‬ ‫فع ّ َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫الخْل َوِة ِم ْن جديد ؛‬
‫( ‪)1‬‬

‫له‬ ‫يخ ِ‬ ‫ٍ‬


‫جديد‪ ،‬وذلِ َك ّ‬ ‫وج ُه ُه ِم ْن‬ ‫الر ِ‬ ‫وذاك َّ‬
‫عاد ُ‬‫الهرُم َ‬ ‫الش ُ‬ ‫أضاء ْ‬
‫َ‬ ‫أس‬ ‫الش ْم ُع مقطوعُ َّ‬ ‫َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫الشباب ؛‬ ‫َّ‬
‫ف‪،‬‬ ‫طٌ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ُل ْ‬ ‫وكان ِم َن‬
‫َ‬
‫غمزةٌ‪ ،‬فراح المفتي ِمن َّ‬
‫الطريق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الع ْش ِق َ‬ ‫وكانت ِمن ِ‬
‫َْ َ‬
‫العد ُّو على َح َذ ٍر(‪)3‬؛‬
‫فصار ُ‬ ‫َ‬

‫‪104‬‬
‫بالس َّك ِر(‪)4‬؛‬ ‫األمان ِم ْنها‪َّ ،‬‬
‫كأن َف َم َك يمزُج حديثَ َك ُّ‬ ‫َ‬
‫الس ِ‬
‫اح َرةُ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ال ُح َلوةُ َّ‬
‫بارةُ‬
‫تلك الع َ‬‫َ‬
‫س‪،‬‬‫النَف ِ‬
‫عيسوي َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وكان ِح ْم ُل‬
‫َّ‬ ‫فأرس َل لنا هللاُ‬
‫الغم قد َج َع َل خاط َرنا في عناء‪َ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫فرَف َع ُه َّ‬
‫عنا؛‬
‫وللحور‪ ،‬حتَّى إذا َ‬
‫ِ‬ ‫مال للَق َم ِر‬ ‫كالس ِ‬ ‫كان ِم ْن ذوي ُق ٍ‬
‫أتيت‬ ‫رو‪ ،‬يبيعو َن َ‬
‫الج َ‬ ‫دود َّ‬ ‫وكم َ‬ ‫ْ‬
‫آخ َر؛‬
‫طَلبوا ُش ْغالً َ‬ ‫فَ‬
‫ِ‬
‫قصير‬ ‫ظ ْر إلى‬
‫صداها‪ ،‬اُن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الق َّ ِ َّ‬
‫هذ ِه ِ‬ ‫ِمن ِ‬
‫سبع ق َباب األفالك مملوءةٌ ب َ‬ ‫صة التي ُ‬ ‫ْ‬
‫ص اًر؛‬ ‫الحديث ُمختَ َ‬
‫َ‬ ‫يج َع ُل‬ ‫ظ ِر َ‬
‫كيف ْ‬ ‫َّ‬
‫الن َ‬
‫الب ْخ ُت ِم ْن ِش ْع ِر َك تعوي َذ ًة‬ ‫َّ‬ ‫َ ِ‬
‫الحديث م َّم ْن تَ َعل ْم َت‪ ،‬حتّى َج َع َل َ‬ ‫أنت هذا‬‫ظ َ‬
‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫وَكتَبها َّ‬
‫بالذ َهب‪.‬‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫قاب‬ ‫ارفع ِّ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫اشتع َل من ِ‬
‫الن َ‬ ‫اج العاشقين في الخلوة‪ ،‬قال أبو سعيد أبو الخير‪ِ :‬‬ ‫نور جماله سر ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫الد ِ‬
‫ام ِ‬ ‫يل َّ‬ ‫عن وج ِهك في َّ‬
‫الل ِ‬
‫أة‬
‫طف ُ‬
‫الم َ‬‫وسوف يرى األعمى الطريق؛ وشمع ُة العاشقين ُ‬ ‫س‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الل‬ ‫ظه َر معشوُقنا وأظهر َّ‬ ‫ِ‬ ‫يخ ِ‬
‫الد َ‬ ‫شاباً؛‬
‫الهرُم العاش ُق َّ‬ ‫الش ُ‬
‫ذلك ّ‬ ‫فعاد َ‬ ‫َّجت من جديد‪َ ،‬‬ ‫توه ْ‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬
‫َ‬
‫األمان‬ ‫حبيب‬ ‫األعداء على ح َذر؛ (‪)4‬ويا‬ ‫فصار‬ ‫طف علينا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫المفتي‪ ،‬وتل َ‬ ‫فغاب من طريقنا ُ‬
‫القلوب بحالوِة ما خالطها من ُس َّك ِر ِ‬
‫ثغرك‪.‬‬ ‫تسحر‬ ‫حديثك اّلتي‬‫ات ِ‬ ‫األمان من عبار ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪87‬‬

‫مان‬
‫يحك ْ‬
‫ُ‬ ‫فهما الكـو َن ُكـل ـَّ ُـه‬ ‫ُ‬ ‫ـك والـمـالحـ ُة اتَّـفـقـا‬ ‫ُح ْسُن َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ـق ال َّـش ْـمع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سان‬
‫بالّل ْ‬ ‫أم َـس َـك ْت بـه ال َّـن ُ‬
‫ـار‬ ‫ْ‬ ‫بالس ِّـر ي ْـنـط ُ‬
‫ّ‬ ‫ر َام‬
‫مان‬
‫أس ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ص ْدر ْي‬ ‫و ِم َـن ال َّـن ـ ِ‬
‫ط ْ‬ ‫وس َ‬
‫ُش ْـعـَلـ ُة الش ْـمس ْ‬ ‫ط َ‬ ‫وس َ‬
‫ـار ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـان ثـوبِـي ِم ْـن‬
‫فتَ ٍـن ع ْن َـد آخ ـ ِـر الـ َّـز ْ‬
‫مان‬
‫َ‬
‫ـت بالـح ِ‬ ‫ص ْن ُ‬ ‫ُ‬
‫ط فـي ور ِق الـو ِ‬ ‫الزه ِـر خ َّ‬ ‫ِ‬
‫ان‬
‫الخ ْـم َـر كـاألرجو ْ‬ ‫َ‬ ‫رد اشـربـوا‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫م ْن َد ِم َّ ْ‬

‫‪105‬‬
‫آن‬ ‫الحسود ذو َّ‬
‫الش َن ْ‬ ‫ُ‬ ‫ظ َيق ِـط ُـر مـا يْف َع ُل‬ ‫ـف ِم ْن َن ْ‬
‫ظـ ِم حـافـ َ‬ ‫طٍ‬ ‫اء ُلـ ْ‬
‫مـ ُ‬

‫فاق تُ ْم ِك ُن َّ‬ ‫حقاً ِ‬


‫باالتّ ِ‬ ‫فاق سيط ار على العاَلمِ‪َّ ،‬‬ ‫حسنك مع مالحِتك ِ‬
‫باالتّ ِ‬
‫ط َرةُ‬
‫السي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َُ ََ‬
‫على العاَلم(‪)1‬؛‬
‫سان ُه ْان َعَق َد ِم ْن ِس ِّر قلِبه(‪)2‬؛‬ ‫الش ْك ُر هللِ َّ‬
‫أن لِ َ‬ ‫الخْلوِة‪ ،‬و ُّ‬
‫أهل َ َ‬
‫الشمع إفشاء ِس ِر ْ ِ‬
‫َ ّ‬ ‫َّ‬
‫وأرَاد ْ ُ‬
‫َّة َّالتي تشتَ ِع ُل‬ ‫الن ِار المخفي ِ‬ ‫نارها جذوةٌ ِم َن َّ‬ ‫س َّالتي في َّ ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫الشم ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫السماءِ‪ُ ،‬‬ ‫إن ُش ْعَل َة ْ‬
‫صدري؛‬ ‫في َ‬
‫لصبا َح َب َس‬ ‫أن يفتَ ِخر ِبَلو ِن ورائح ِة الحبيب‪ِ ،‬م ْن ِ‬
‫غيرة ا َّ‬ ‫كان ُير ُيد ْ‬
‫َّ‬
‫الوْرُد الذي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وَ‬
‫َنَف َس ُه في َف ِمه(‪)3‬؛‬
‫أصير‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫وصرت مثل البركار‪ ،‬أدور كنق َ ٍ‬ ‫سك ْنت إلى العزَل ِة ِ‬
‫َ‬ ‫طة‪ ،‬وعاق َبتي ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ولقد َ ُ‬
‫ط َّ‬
‫الدائرة؛‬ ‫َو َس َ‬
‫ِ‬
‫صورة‬
‫َ‬ ‫أخ َذ ْت ِب ِه َّ‬
‫الن ُار ِم ْن‬ ‫بيدري‪ ،‬فقد َ‬ ‫الخمر‪ ،‬احتَ َر َق َ‬
‫ِ‬ ‫ذلِ َك اليوم‪َ ،‬شو َق ِ‬
‫كأس‬ ‫ُ‬
‫الساقي؛‬‫ض َّ‬ ‫عار ِ‬
‫ِ‬
‫هذ ِه ِ‬
‫الفتَ ِن َّالتي‬ ‫نافضاً األكمام من ِ‬ ‫مغان ِ‬
‫هاب إلى ِحمى ال ِ‬
‫َ ْ‬ ‫وفي نيَّتي ال َذ ُ‬
‫ثوب ِ‬
‫آخ ِر َّ‬
‫الزمان(‪)4‬؛‬ ‫علِقِ ْت ِب ِ‬
‫ََ‬
‫حمل َرطالً‬ ‫آخر أم ِر العاَل ِم‪َّ ،‬‬‫ِ‬ ‫فلتَ ْش َر ِب َ‬
‫الغم‪ ،‬و َ‬ ‫من ِّ‬ ‫ف َ‬ ‫خف َ‬ ‫فك ُّل َم ْن رأى َ ْ‬ ‫الخ ْم َر ُ‬
‫ثقيالً(‪)5‬؛‬
‫الورد ِبد ِم ال َّش ِ‬
‫قائ ِق الحمرِاء‪ُ ،‬ك ُّل َش ْخ ٍ‬
‫ض َج َش ِر َب‬ ‫ص َبَل َغ ُّ‬
‫الن ْ‬ ‫اق ِ َ‬ ‫مكتوب على أور ِ‬
‫ٌ‬
‫( ‪)6‬‬
‫الخ ْم َرَة األرجوانيَّة ؛‬
‫َ‬
‫يطع َن فيه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِمك يا ِ‬ ‫الل ْ ِ ِ‬ ‫ما دام ماء ُّ‬
‫كيف ُيمك ُن للحاسد أن َ‬ ‫ظ‪َ ،‬‬ ‫حاف ُ‬ ‫طف يقط ُر من ن ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ـــــــــ‬
‫وتحكما بالعاَلم‪ ،‬وحّقاً‬‫َّ‬ ‫الح ْك ُم في الوجود‬
‫الحسن والمالح ُة واتّ َفقا‪ ،‬فصار لهما ُ‬ ‫لك‬
‫اجتمع َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫سان ُه‬ ‫الحمد هللِ َّ‬
‫أن لِ َ‬ ‫أهل الخلوِة و ُ‬ ‫الشمع ير ُيد إفشاء ِس ِر ِ‬
‫َ ّ‬ ‫كان َّ ْ ُ ُ‬‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫حك ُم بالعاَلم؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫باالتّفاق ي ِ‬
‫مك ُن التَّ ُّ‬
‫للحبيب بلوِن ِه‬
‫ِ‬ ‫ول َّأنه ِ‬
‫ينتس ُب‬ ‫بالق ِ ُ‬ ‫أن يفتَ ِخ َر َ‬
‫رد ْ‬
‫الو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أمسك سَّر قلبه فلم ُيب ْح به؛ أرَاد َ‬
‫(‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫انعَق َد و َ‬
‫َ‬

‫‪106‬‬
‫مان تَكثُر ِ‬ ‫الحبيب فس َك َت؛ (‪ِ )4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فذكر غيرة َّ َّ‬
‫الفتَ ُن؛‬ ‫الز ِ ُ‬ ‫آخ َر َّ‬
‫َ‬ ‫حديث‬ ‫اوي ُة‬
‫الصبا التي هي ر َ‬ ‫ط ِرِه َ َ َ َ‬ ‫ِ‬
‫وع ْ‬
‫اضجين‬ ‫الن ِ‬
‫اب َّ‬ ‫ِ (‪)6‬‬
‫وشر َب رطالً ثقيالً ِم َن ال َخ‬
‫الغم ِ‬ ‫(‪َّ )5‬‬
‫مر؛ اّلتي هي شر ُ‬ ‫من ِّ‬
‫ف َ‬‫خف َ‬

‫غزل‪88‬‬

‫باإلمكان‬
‫ْ‬ ‫ليس‬ ‫ِ‬
‫اق الحبيب َ‬ ‫ف ِفر ِ‬ ‫وص ُ‬ ‫نعان‬
‫ـال شيـ ُخ ك ْ‬ ‫ـول إ ْذ ق َ‬ ‫أحس َن الق َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ان‬ ‫الحي إالّ ِكناي ًة ِ‬ ‫اع ِظ‬
‫وِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما أرى‬
‫عن الهجر ْ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫من‬
‫وصف هول يو ِم القيامة ْ‬ ‫َ‬
‫الخالّ ْن‬ ‫عليه ترك ص ِ‬
‫حبة ِ‬ ‫ِ‬ ‫كان سهالً‬ ‫ـدر غي َـر الوف ِـي‬ ‫َسفاً َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ذلك الب َ‬ ‫أن َ‬ ‫أَ‬
‫هقان‬
‫الد ْ‬ ‫ِ‬
‫مذهب ّ‬
‫ِ‬
‫الهناء في‬ ‫اس‬
‫ذا أسـ ُ‬ ‫المـدا ِم ِا ْدَف ْع قدي َـم الغمـو ِم‬
‫بقدي ِم ُ‬
‫ِ‬
‫هتان‬
‫ال قـوُل ُـه ُب ْ‬ ‫ك التَّـف ِ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ِ‬
‫وم ْن قـ َ‬
‫أنا ْلم أُق ْل َ‬ ‫ـكير‬ ‫تار ُ‬ ‫ال حاف ٌ‬ ‫ب َك َم ْن ق َ‬

‫أن ُيقال(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الحبيب ال ُيمك ُن ْ‬ ‫اق‬
‫فع ُل فر ُ‬ ‫شيخ كنعان‪َ :‬‬ ‫سمعت قوالً جميالً قاَل ُه ُ‬ ‫ُ‬
‫زمان ال ِهجران؛‬ ‫ِ‬ ‫كناي ًة َع ْن‬ ‫ِ‬ ‫هول القيام ِة َّالذي قال و ِ‬ ‫حديث ِ‬
‫المدينة‪ ،‬قاَل ُه َ‬ ‫َ‬ ‫ظ‬
‫اع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الصبا‬
‫قال لي بر ُيد َّ‬ ‫الحبيب الم ِ‬ ‫ِ‬
‫وك ُّل ما َ‬ ‫سافر‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫عالم ًة َع ْن‬
‫َ‬ ‫أسأل‬
‫ُ‬ ‫وم ْن عسا َي‬ ‫َ‬
‫شوشاً؛‬‫كان حديثاً ُم َّ‬ ‫َ‬
‫سهالً علي ِه قرُار تَ ْرِك‬ ‫كان ْ‬ ‫كم َ‬
‫ِ‬
‫الم َوَّدة‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫فآه ِمن ذلِك ِ َّ ِ ِ‬
‫الب ْدر الظال ِم قاط ِع أسباب َ‬ ‫ْ َ ّ‬
‫ِ‬
‫ص ْح َب ِة ُم ِحِّبيه(‪)2‬؛‬ ‫ُ‬
‫اعتاد قلبي على أَل ِم َك‪،‬‬ ‫الرقيب‪ ،‬و َ‬ ‫وش ْك َر َّ‬ ‫بعد هذا‪ُ ،‬‬ ‫الرضا َ‬ ‫الزْم ُت مقام ِّ‬
‫َ‬ ‫أن َ‬ ‫فكان ْ‬ ‫َ‬
‫العالج؛‬ ‫وقرر تَرك ِ‬
‫َّ َ ْ َ‬
‫عادة(‪ )3‬؛‬ ‫المزِارِع القديم‪ِ ،‬ب ْذ َرةُ َّ‬
‫الس َ‬ ‫ِ‬
‫فهي على قول ُ‬ ‫القديم ِة‪،‬‬
‫َ‬ ‫بالخ ْم َ ِرة‬
‫الغم َ‬ ‫قديم ِّ‬ ‫ْادَف ْع َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحديث‬ ‫يح ِم ْث َل هذا‬ ‫سار ْت ِبمرِاد َك‪ ،‬فقد قاَل ِت ِّ‬
‫الر ُ‬ ‫وال تَ ْع ِقِد األم َل على ِّ‬
‫يح ولو َ ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫َ‬
‫ليمان؛‬ ‫ِ‬
‫ل ُس َ‬

‫‪107‬‬
‫ف‬‫جوز َك َّ‬
‫الع َ‬
‫أن هذا َ‬ ‫لك َّ‬
‫قال َ‬
‫وم ْن َ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫الفَل ُ‬
‫أعطاكها َ‬‫َ‬ ‫بالم ْهَل ِة َّالتي‬
‫تك ْن مغرو اًر ُ‬ ‫وال ُ‬
‫صص؛‬ ‫ِ ِ‬
‫َع ْن َس ْرد الق َ‬
‫قول ِم َن الحبيب(‪)4‬؛‬
‫بالرو ِح ُك َّل ٍ‬
‫المقِب ُل َي َقب ُل ُّ‬ ‫ِ‬
‫كيف ولِماذا‪َ ،‬‬
‫فالع ْبُد ُ‬ ‫وال تُجاد ْل ِب َ‬
‫فكير ِبك‪ ،‬أنا َلم أُقل هذا‪ ،‬ومن قال هذا ِ‬ ‫أن ِ‬
‫يكذ ُب‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ظ َر َج َع َع ِن التَّ ِ َ‬ ‫حاف َ‬ ‫قال َّ‬
‫َم ْن َ‬
‫ويغتاب‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫السالم‬ ‫ولدهُ يوسف عليهما َّ‬
‫الحبيب ُ‬
‫ُ‬ ‫نبي هللاِ يعقوب و‬
‫كنعان هو ُّ‬
‫َ‬ ‫وشيخ‬
‫ُ‬ ‫يع ِج ُز ُ‬
‫عنه البيان‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ام‬ ‫ِ‬
‫الحبيب التَّ ِّ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫أسفاهُ كم كان سهالً على ذل َ‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫وقص ُة ِفرِاق ِهما مشهورةٌ مذكورةٌ في القرآن؛‬
‫ِ‬
‫األرض‬ ‫الكبير‪ ،‬ذو‬ ‫المز ِارعُ‬ ‫الدهقان عند ُ ِ‬ ‫حبيه؛ (‪ُّ )3‬‬
‫ُ‬ ‫هو ُ‬ ‫الف ْرس َ‬ ‫هجر ُم ّ‬
‫الجمال القاسي القلب ُ‬
‫سعيد الح ِّ‬ ‫الو ِاسع ِة‪ ،‬وذو ِ‬
‫الخبرِة في ِّ‬
‫ظ‪.‬‬ ‫المقِب ُل‪ُ :‬‬
‫العبد‬ ‫الع ْب ُد ُ‬ ‫اعة؛‬
‫الزر َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫غزل‪89‬‬

‫المالم ْه‬
‫َ‬ ‫ويقطع‬
‫َ‬ ‫قيدي‬
‫ْ‬ ‫ك‬‫حتّـى ُيف َّ‬ ‫المه‬ ‫عود َة الحبيـ ِب َّ‬
‫بالس ْ‬ ‫َ‬ ‫رب َسِّب ْب‬
‫يا ّ‬
‫القام ْه‬ ‫ِِ‬ ‫وصدغ ِه‬
‫ِ‬ ‫وفرِع ِه‬ ‫من خ ِّ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ووجـهه و َ‬ ‫ام ْه‬
‫طه والش َ‬ ‫أُغلَق ْت ْ‬ ‫الجهات‬ ‫ست‬
‫دام ْه‬ ‫َّ‬ ‫بعد موتي ما َّالذي‬ ‫هالَّ رحمـت حالي ما دمت في يديك من ِ‬
‫الن َ‬ ‫ستنفع‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ام ْه‬
‫الغر َ‬ ‫قتيل ِع َند ُه ْم قد َي ْدَف ُع‬ ‫َّ‬
‫إن الـ َ‬ ‫حب‬ ‫درويش من ِ‬
‫سيف من تُ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ك يا‬
‫تش ُ‬
‫ال ْ‬

‫المالم ِة؛‬
‫َ‬
‫ِمن ِ‬
‫قيد‬ ‫ْ‬ ‫حرَرني‬‫وي ِّ‬ ‫بالس ِ‬
‫المة‪ُ ،‬‬
‫الحبيب َّ َ‬
‫ُ‬ ‫يعود‬ ‫ِ‬
‫هيئ سبباً ل َ‬ ‫رب ِّ‬‫ِ‬
‫يا ّ‬
‫الن ِ‬
‫اظ َرِة‬ ‫ِ‬
‫عين العاَل ِم َّ‬ ‫له ِم ْن‬ ‫الحبيب الم ِ‬
‫ساف ِر‬ ‫ِ‬ ‫يق ذلِ َك‬
‫بار طر ِ‬
‫ألجع َل ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫احملوا لي ُغ َ‬
‫إقامة؛‬
‫محل َ‬‫َّ‬
‫ِ‬ ‫سدت َّ ِ ِ ِ‬
‫الس َّت ِستّ ٌة‪ :‬خ ُّ‬
‫ض‬
‫وعار ٌ‬ ‫وو ْج ٌه‬
‫وخال وَف ْرعٌ َ‬
‫ٌ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫علي الجهات ّ‬ ‫الغياث فقد َّ ْ‬
‫َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫وقام ٌة ؛‬
‫َ‬

‫‪108‬‬
‫دام ِة(‪)2‬؛‬ ‫ينف ُع ْ َّ‬
‫دم ُع الن َ‬ ‫رت تُراباً‪ ،‬ما َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلن في َيد َك‪،‬غداً إذا ص ُ‬ ‫اآلن فأنا َ‬
‫َ‬ ‫ارح ْمني‬
‫َ َ‬
‫ليس خي اًر‬ ‫َّ‬ ‫حديث ِ‬
‫الع ْش ِق بالتَّقر ِ‬ ‫تروي‬
‫نقول َل َك َ‬
‫ير والبيان‪ ،‬مقاُلنا الذي ُ‬ ‫َ‬ ‫ويا َم ْن‬
‫وسالم ًة(‪)3‬؛‬
‫َ‬
‫القتيل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طل ِق اآله‪ ،‬هؤالء القوم ُيطالبو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْر ِب َسيف األحبَّة ال تُ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رويش‪ ،‬م ْن َ‬‫َد ُ‬
‫امه(‪)4‬؛‬‫بالغر َ‬
‫اب ص ِ‬
‫الة‬ ‫حاج ِب الحبي ِب َه َدم ْت رْك َن ِمحر ِ‬
‫َ ُ‬
‫حني َة ِ‬ ‫الخ ْرَق ِة َّ‬
‫فإن َّ‬ ‫النار في ِ‬
‫أشعل َّ َ‬
‫ِِ‬
‫اإلمامة(‪)5‬؛‬
‫َ‬
‫امه؛‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حاشا أكو َن شاكياً من َج ِ‬
‫ف وكر َ‬ ‫طٌ‬ ‫ظْل ُم الّلطاف ُكل ُه ُل ْ‬
‫فاك‪ُ ،‬‬
‫وج َ‬ ‫ك َ‬
‫ور َ‬
‫ظ لن يجعل البح َث في ِس ِر َفرِعك قصي اًر‪َّ ،‬إنه ِس ِلسَل ٌة متَّ ِ‬
‫صَل ٌة إلى يو ِم‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ْ َ‬ ‫ََ َْ‬ ‫حاف ُ ْ‬
‫القيامة‪.‬‬
‫َ‬
‫ــــــــ‬
‫(‪ِ)2‬‬ ‫ِ‬
‫الس ُّت‪ :‬األعلى واألسفل واألمام والخلف واليمين واليسار؛ ا ْ‬
‫( ‪)1‬‬
‫عطف‬ ‫الجهات ّ‬
‫ُ‬
‫بين يديك‪ ،‬وا ّال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ترح َمني وأنا على َقيد الحياة‪ ،‬و َ‬ ‫فاآلن تَْقد ُر أن َ‬
‫َ‬ ‫قبل موتي‪،‬‬
‫علي َ‬ ‫َّ‬
‫ع َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫علي‪ ،‬فدموعُ‬ ‫الن َد ِم َّ‬ ‫فم ْن بعد موتي غداً‪ ،‬ما انتفاعي إذا ند ْم َت وَذ َرْف َت دمو َ‬
‫الع ْشق ال ي ْشرح بالبيان‪ ،‬فمن قعد يشرح ِ‬
‫الع ْش َق‬ ‫تنفعني؛ (‪ِ )3‬‬ ‫َّ ِ‬
‫َْ َ َُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫ُ‬ ‫الن َد ِم م ْن َك ال َ ُ‬
‫بالسالمة؛ (‪)4‬أيُّها‬ ‫عليه‪ ،‬وال نقول ِ‬
‫بالبيان‪ ،‬نحن ال نثني ِ‬
‫له ّ‬ ‫الخير‪ ،‬وال ندعو ُ‬ ‫َ‬ ‫فيه‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫فعلت‬
‫الحبيب بسيفه فإذا َ‬ ‫ُ‬ ‫بك‬
‫تشك إذا ضر َ‬ ‫الفقير ال تُطلق اآلهات وال ُ‬‫ُ‬ ‫رويش‬
‫الد ُ‬ ‫َّ‬
‫تدفع الغرامة (غرام ُة التَّ ُّأوه من سيفه)؛ (‪)5‬أحرِق ال ِخرَق َة َّالتي‬
‫ُ‬ ‫قتلك‬
‫بعد َ‬ ‫َّ‬
‫فإن َك َ‬
‫حاج ِب‬
‫ِ‬ ‫اب‬
‫ألن محر َ‬‫اآلن‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫حاج ٍة لها َب ْع َد‬
‫َ‬ ‫فلست في‬
‫َ‬
‫تلبس للص ِ‬
‫الة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحبيب(حيث صالة الروح) َّ ِ‬
‫اإلمام(حيث صالةُ‬
‫ُ‬ ‫مع‬
‫الجماعة َ‬
‫َ‬ ‫صالة‬ ‫اب‬
‫هد َم محر َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫الب َدن)‪.‬‬
‫َ‬

‫‪109‬‬
‫غزل‪90‬‬

‫الصبا‬
‫ده َد َّ‬ ‫ِ‬
‫أين أ ُْرسْل َت يـا ُه ُ‬
‫من َ‬ ‫أين ْ‬
‫َ‬ ‫فتأم ْل‬
‫الصبا َّ‬‫بسبا أنت ُم ْرَس ٌل ُه ْد ُه َد َّ‬
‫لك ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدعا‬ ‫اك حي َـن أُزجي َ‬ ‫فبعيني أر َ‬
‫ْ‬
‫عد‬
‫وب ٌ‬
‫ليس فيـه ُق ْر ٌب ُ‬‫ك الع ْش ِق َ‬ ‫مسَل ُ‬
‫ْ‬
‫الصبا‬ ‫ِ‬
‫الشمال و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صحبة ّ‬ ‫ِ‬
‫أرسْل ُت في ُ‬‫لك َ‬ ‫َ‬ ‫صبحاً وفي المسا‬
‫ـاء بالخير ُ‬ ‫كم ُدع ً‬
‫منك عفا‬‫َ‬ ‫ـك قلبي يصي ُـر‬ ‫قبلمـا ُمْل ُ‬ ‫وأنـا ُم ْرِس ٌـل ل َك العزيزَة روحي‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫حيف‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫رسُلك إلى سبأ‪ ،‬فان ُ ِ‬ ‫ِ‬


‫أين أُرسُلك ؛ ٌ‬ ‫أين إلى َ‬ ‫ظ ْر م ْن َ‬ ‫ََ‬ ‫الصبا ّإني ُم َ‬ ‫ده َد َّ‬‫أي ُه ُ‬
‫عش الوفاء(‪)2‬؛‬ ‫رسُل َك ِم ْن ُهنا إلى ِّ‬ ‫الغم‪َّ ،‬إنني م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِِ‬
‫ُ‬ ‫يقيم في َم ْت َرَبة َ ّ‬
‫على طائر مثل َك ُ‬
‫ُرسل لك الدعاء(‪)3‬؛ ِ‬
‫قافَل ًة‬ ‫ِ‬ ‫رب ٍ‬ ‫الع ْش ِق مرحَل ُة ُق ٍ‬‫يق ِ‬ ‫ليس في طر ِ‬
‫اك عياناً وأ ُ َ ُ‬ ‫وب ْعد‪ ،‬أر َ‬‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الش ِ‬ ‫ص ْح َب ِة ِّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( ‪)4‬‬
‫الصبا ؛‬ ‫مال و َّ‬ ‫ص ْب ٍح ومساء‪ ،‬أرسُلها ل َك في ُ‬ ‫م ْن ُدعاء الخير‪ُ ،‬ك َّل ُ‬
‫وديع ًة روحي‬ ‫غمك مْلك قلبي خراباً‪ ،‬أ ِ‬
‫ُرس ُل ل َك‬ ‫ِ‬ ‫و ِم ْن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫يش ّ َ ُ َ‬ ‫يج َع َل َج ُ‬
‫أن ْ‬ ‫قبل ْ‬
‫العز َيزَة(‪)5‬؛‬
‫ُرس ُل َل َك الثَّناء(‪)6‬؛‬ ‫الدعاء‪ ،‬وأ ِ‬ ‫ظري وجليساً لِقلبي‪َ ،‬أُ‬
‫أقر َل َك ُّ‬ ‫أي غائباً عن َن َ‬
‫َ‬
‫إليك(‪)7‬؛‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ظ ْر إلى ص ْن ِع هللا في ْ ِ‬
‫يظه ُر بها هللا أُرسُلها َ‬ ‫اسع ْد‪ ،‬هذه مرآةٌ َ‬ ‫وجه َك و َ‬ ‫ُ‬ ‫ان ُ‬
‫الغ َزَل بالّل ْح ِن‬ ‫ِ‬ ‫إليك الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القول و َ‬ ‫َ‬ ‫طربو َن‪ ،‬أُرس ُل َ‬
‫لك‬ ‫يقوم بإعالن شوقي َ ُ‬ ‫ول َكي َ‬
‫و َّ‬
‫الن َغم(‪)8‬؛‬
‫ِ‬ ‫قال لي ُم ِّ‬ ‫ِ‬
‫بش اًر‪ :‬اصِب ْر على األَل ِم فأنا ُمرس ٌل َ‬
‫لك‬ ‫ف غيبي َ‬ ‫تعال فهات ُ‬
‫َ‬ ‫ساقي‬
‫َّ‬
‫الدواء(‪)9‬؛‬
‫لك الجو َاد‬
‫أرسْلنا َ‬ ‫نشيد مجلِ ِسنا‪ ،‬هُل َّم إلينا و ِ‬ ‫ظ ِذ ْك ُر ِ‬ ‫ِ‬
‫ع‪ ،‬لقد َ‬ ‫أسر ْ‬ ‫ُ‬ ‫خير َك‬ ‫حاف ُ‬
‫والقباء(‪.)10‬‬
‫ــــــــ‬

‫‪110‬‬
‫ِ‬
‫أرسْلتُك(سبأ مدين ُة‬ ‫أبع َد ما َ‬ ‫ظ ْر ما َ‬ ‫ك إلى سبأ فان ُ‬ ‫الربي ِع َّإنني ُمرس ٌل ِب َ‬ ‫ده َد نسي ِم َّ‬ ‫شرح‪ :‬يا ُه ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫اله ْد ُه ُد‬ ‫يار المعشوق‪،‬‬ ‫وترمز لِ ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وكان ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫السالم‪،‬‬ ‫عليه َّ‬ ‫ليمان‬
‫بلقيس في اليمن على عهد ُس َ‬
‫ابن سينا‬ ‫العاش ِق‪ ،‬وقد َ‬ ‫ِ‬ ‫يرم ُز لِرو ِح‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫رمز ُ‬ ‫ده ُد هنا ُ‬ ‫اله ُ‬ ‫ائر الذي هو ُ‬ ‫ليمان إليها‪ ،‬والط ُ‬ ‫رسول ُس َ‬ ‫َ‬
‫الرو ُح‬ ‫ذات تدلل ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتمن ِع‪ ،‬ف ّ‬ ‫قاء ُ‬ ‫المحل األرَف ِع ور ُ‬ ‫ّ‬ ‫من‬
‫إليك َ‬ ‫ط ْت َ‬ ‫هب َ‬
‫حيث قال‪َ :‬‬ ‫للرو ِح بالحمامة ُ‬ ‫ُّ‬
‫موط ِن ِع ْشِقها)؛‬ ‫إليه من العاَل ِم األعلى‪ ،‬فهي تهفو إلى ِ‬ ‫ط ٌة ِ‬
‫طائر أنت‬ ‫المتعّلَِق ُة َ‬
‫بالبد ِن هاِب َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ش الوفاء‬ ‫ِ‬
‫ك إلى ع ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغم هذه فساف ْر وط ْر ُم ِ‬ ‫ِ‬
‫فإني ُمرسُل َ‬ ‫سرعاً ّ‬ ‫قام أسي اًر ُبدنيا ِّ‬ ‫الم ُ‬
‫عليك ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫وحي ٌ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يق الع ْشق؟ يا حبيبي البعيد َّإنني أر َ‬
‫اك‬ ‫البعد في طر ِ‬ ‫معنى للُقرب و ُ‬ ‫أي‬ ‫ديار الحبيب؛‬ ‫في ِ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫‪3‬‬

‫ِ‬
‫قاس‪،‬‬ ‫الروح ال تُ ُ‬ ‫وسرع ُة ُّ‬ ‫أدعوك‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫حين‬
‫اك َ‬ ‫حين أدعوك (يبُل ُغ من ُسرعة روحي إليك َّأنني أر َ‬ ‫َ‬
‫الدعاء بالخير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك قواف َل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الرو ِح ال ِ‬
‫كل صبا ٍح ومساء أُرس ُل َ‬ ‫المنازل)؛‬ ‫ف ُب ْع َد‬ ‫يعر ُ‬ ‫وسَف ُر ُّ‬
‫)‬ ‫(‬
‫َّ‬ ‫‪4‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أقبَل ْت على ممَل َكة قلبي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغم َ‬ ‫يوش من ّ‬ ‫نك ُج ٌ‬ ‫الشمال وري ِح الجنوب؛ عندي م َ‬ ‫صحبة ري ِح ّ‬ ‫بُ‬
‫(‪)5‬‬

‫ديارك‪ ،‬وأجعلها‬ ‫ُرسُلها إلى ِ‬ ‫أعز من روحي‪ ،‬فسأ ِ‬ ‫أملك َّ‬ ‫لك قلبي خراباً‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫حيل ُم َ‬ ‫وسوف تُ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ الودائع؛ فيا غائباً عن نظري وجليساً لقلبي أرس ُل‬ ‫(‪)6‬‬
‫ظها لي فأنت تحف ُ‬ ‫عندك‪ ،‬فاحف ْ‬ ‫وديع ًة‬
‫َ‬
‫المدعو قبل أن ُيسأل)؛‬ ‫ِ‬ ‫أن ُيثنى على‬ ‫الجميل ْ‬‫ِ‬ ‫الدعاء ومن‬ ‫قبل ُّ‬
‫ّ‬ ‫ناء َ‬ ‫لك بثنائي وُدعائي (الثّ ُ‬ ‫َ‬
‫أغاني وغزلي لكي‬ ‫ص ْن َع هللا؛ أُرس ُل لك مقالي و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ك ُ‬ ‫فتأم ْل في وجه َ‬ ‫ك مرآةُ التجّلي َّ‬ ‫وجه َ‬
‫(‪)8‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫ُ‬
‫الغيب َب َّش َرني وقال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬‫تعال فهات ُ‬ ‫الساقي َ‬ ‫طربو َن عن شوقي إليك؛ (‪)9‬فيا أيُّها َّ‬ ‫الم ِ‬‫عب َر بها ُ‬ ‫ُي ِّ‬
‫ع‬ ‫الخير ِ‬
‫فأسر ْ‬ ‫ك ِّ‬ ‫حافظ من ِذ ِ‬
‫كر َ‬
‫الدواء؛ (‪)10‬أُغني ُة مجلِ ِسنا يا ِ‬
‫َ‬ ‫لك َّ‬ ‫ِ‬
‫فسوف أُرس ُل َ‬ ‫َ‬ ‫ِاصِب ْر على األَلم‬
‫شأن أرسل ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالف َر ِ‬
‫ورداء)‪.‬‬
‫ً‬ ‫إليه َف َرساً‬ ‫ك إذا دعا ذا ٍ َ َ‬ ‫كان المل ُ‬ ‫الرداء ( َ‬ ‫س و ِّ‬ ‫إليك َ‬ ‫إلينا فقد أرسلنا َ‬

‫غزل‪91‬‬

‫تَ َح ّر ُق روحي ِم ْن َك والَقْل ُب َي ْع َشُق ْك‬ ‫ظ ْك‬‫َل الّلـ َه َي ْحَف ُ‬ ‫ِق َع ْيني ْ‬
‫أسأ ُ‬ ‫ُمفـار َ‬
‫السح ِر َكيما أو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اروت باِب ٍل‬ ‫ِ‬
‫اصلُ ْك‬ ‫ْ‬ ‫مئات ُفنو ِن ّ ْ‬ ‫َع َم ُل َلـ ْو ُبّل ْغ ُت هـ َ‬
‫َسأ ْ‬
‫تََفَّقـ ْد َمريضاً َّإنني ُك ْن ُت ْأن ُ‬
‫ط ُر ْك‬ ‫طبيباً ِبال َوفا‬ ‫ضي يا َ‬ ‫و ِمن قب ِل أَق‬
‫َ ْ َْ ْ ْ‬

‫ِق ِمنك‪ ،‬وِبقلبي أ ِ‬


‫ُحبُّك(‪)1‬؛‬ ‫ظ ِر أستَ ْح ِف ُ‬ ‫عن َّ‬‫أي غائباً ِ‬
‫ظ َك هللاَ‪ ،‬روحي تحتر ُ َ‬ ‫الن َ‬
‫ثوب َك؛‬
‫ك َ‬ ‫ستتر ُ‬
‫أن يدي ُ‬ ‫حت التُّراب‪،‬ال ت ُ‬
‫ظ َّن َّ‬ ‫وب َكَفني تَ َ‬ ‫يصير ث ُ‬
‫َ‬ ‫إلى أن‬

‫‪111‬‬
‫ِ‬ ‫السح ِر‪ ،‬أرَفع يدي ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضام ٌن‬ ‫أنت‬
‫بالدعاء و َ‬ ‫َ َ‬ ‫اب حا ِجِب َك حتّى‪َ ،‬‬
‫وقت َّ َ‬ ‫أظه ْر لي محر َ‬
‫ِ‬
‫لُِدعائي؛‬
‫ِ ِ‬
‫الس ْح ِر‬ ‫الذهاب إلى هاروت الباِبلي‪ ،‬سأعمل ِمئ َة ٍ ِ‬ ‫علي َّ‬
‫فن م ْن فنون ّ‬ ‫ّ‬ ‫َُْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إذا َو َج َب َّ‬
‫ُعيد َك(‪)2‬؛‬ ‫ِ‬
‫أل َ‬
‫يض َك فأنا‬ ‫وفاء‪ِ ،‬اسأل عن مر ِ‬ ‫أُريد أن أموت وأنت ِعندي‪ ،‬يا طبيباً بال ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫( ‪)3‬‬
‫نتظ ُر َك ؛‬‫م ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ع ِب ْذ َرَة المحبَّة في‬ ‫ماء‪ ،‬على ِ‬ ‫أسْلت ِمن عيني ِمن حولي ِمئ َة جدو ِل ٍ‬
‫أزر َ‬
‫أمل أن َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫قلِب َك؛‬
‫ِ‬ ‫غم ِ‬ ‫صتني ِم ْن ِّ‬ ‫َّ‬
‫القاط ِع؛‬ ‫الع ْش ِق‪ ،‬أنا ُممتَ ٌّن لِ َخ ْن َج ِر َ‬
‫غمزِت َك‬ ‫أهرْق َت دمي وخل ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ( ‪)4‬‬ ‫الدم ِع أن أزرع ِب ْذرة المحب ِ‬ ‫أبكي ومرادي ِمن هذا َّ ِ ِ‬
‫َّة في قلب َك ؛‬ ‫السيل م َن َّ ْ ْ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫لب ُمحتَرِق‪َ ،‬‬
‫جوه َر‬ ‫ظ ٍة‪ِ ،‬بَق ٍ‬
‫ظ ًة ِبلح َ‬ ‫إليك َك َرماً ِم ْن َك حتَّى ُ‬
‫أسك َب لح َ‬ ‫وج ْه َر ْحلي َ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫الد ْم ِع ِم ْن عيني على َق َد ِمك؛‬ ‫َّ‬
‫ذل َك وأنا‬‫الس ْكر‪ُ ،‬خالص ًة أنت تفعل ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫اب والشاهُد و ُّ ُ‬ ‫ليس وصفاً لك الشر ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬
‫تجاوزت عنك(‪.)4‬‬ ‫ُ‬
‫ــــــــ‬
‫وحبي لك في ازدياد؛ (‪)2‬إذا‬‫عين هللا ترعاك يا من هجرتني ‪ ،‬روحي تكتوي بنار هجرك ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫أعم ُل‬ ‫ِ‬ ‫الذ ِ‬‫كان ال بَّد ِمن َّ‬
‫فسأذه ُب و َ‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫عيد َ‬
‫السحر ألُ َ‬
‫اس ّ‬ ‫الن َ‬
‫البابلي اّلذي عّل َم ّ‬
‫ّ‬
‫هاب هاروت‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عيادتي قبل موتي‪،‬‬‫علي ل َ‬
‫حر لذلك؛ يا طبيباً ال يبالي بمرضاه هالّ مررت َّ‬ ‫مئات فنون ّ‬
‫(‪)3‬‬

‫كأن هذا البيت م َكَّرر ٍ‬


‫بيت‬ ‫طبيب سواك؛ (‪َّ )4‬‬ ‫ك وما لي‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫منتظر زيارَت َ‬
‫ٌ‬ ‫ك‬
‫يض عشق َ‬ ‫فأنا مر ُ‬
‫أنت‬ ‫الس ْك ِر والمعشو ِق هم األحرار‪ ،‬وهذا ليس وضعاً لك يا ِ‬ ‫الشر ِ‬ ‫ٍ (‪)5‬‬
‫ظ‪ ،‬و َ‬‫حاف ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اب و ُّ‬ ‫أهل ّ‬‫ُ‬ ‫سابق؛‬
‫نك تجاو اًز‪.‬‬ ‫تام ونحن قِبلنا ذلِ ِ‬‫شكل عا ٍم وغي ِر ٍّ‬ ‫ك ِب ٍ‬ ‫ِ‬
‫كم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تقوم بذل َ‬
‫ُ‬

‫غزل‪92‬‬

‫‪112‬‬
‫ِ‬ ‫داء لِر ِأس َك وَق َد ِمك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫قد َ‬‫ألهب روحي لِ ّ‬‫َ‬ ‫وتماي ْل في س ِ‬
‫ير َك‬ ‫َ‬ ‫ت ْه دالالً‪ ،‬أميري أنا الف ُ‬
‫األرَعن؛‬
‫قبل‬ ‫عجال؟(‪ )1‬وطلُب َك جمي ٌل‪ ،‬و‬ ‫ِ ِ‬
‫سأموت َ‬ ‫ُ‬ ‫عالم االست ُ‬ ‫َ‬ ‫لت لي متى ستقضي أمامي‬ ‫ُق َ‬
‫طَلِبك؛‬
‫داء لِس ْـرِو َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الساقي؟ ُق ْل َل ُه تم َاي ْل أنا الف ُ‬ ‫ص َن ُم َّ‬ ‫أين َ‬‫ومهجور‪َ ،‬‬‫ٌ‬ ‫ومخمور‬
‫ٌ‬ ‫عاش ٌق‬
‫العالي(‪)2‬؛‬
‫أمام‬ ‫ظر إَل َّي ن ْ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫وُق ْل لِ َم ْن‬
‫موت َ‬ ‫ظ َرًة أل َ‬ ‫َ‬ ‫يض ع ْشقه‪ ،‬اُْن ُ ْ‬ ‫ألصير مر َ‬ ‫َ‬ ‫قضيت ال ُعم َر‬
‫ُ‬
‫الشهالء؛‬‫عين َك َّ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫طَلباً للم َر ِ‬ ‫ِ‬
‫ض حيناً‪ ،‬وحيناً آتي َ‬ ‫َ‬ ‫آتيك َ‬
‫اء‪َ ،‬‬ ‫ض ومن ُه دو ٌ‬ ‫مر ٌ‬
‫عقيق َشَفتي من ُه َ‬ ‫ُ‬ ‫ُقل َت‬
‫للدواء؛‬‫َّ‬
‫أن أُسلِ َم‬ ‫ِ‬ ‫فسر في ِ‬ ‫ِ‬
‫فالخيال ِبرأسي ْ‬
‫ُ‬ ‫وج ِه َك بعي َدةٌ‪،‬‬
‫عن ْ‬ ‫وء ْ‬ ‫الس ِ‬
‫عين ُّ‬ ‫الجميل‪ُ ،‬‬ ‫دالل َك‬ ‫ْ‬
‫الرو َح لَِق َد ِمك؛‬
‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن مكان ِ‬
‫جميل‪ ،‬أنا‬‫ٌ‬ ‫ليس في خلوِة ِوصال َك‪ُ ،‬ك ُّل ما ينتس ُب إل َ‬
‫يك‬ ‫ظ َ‬ ‫حاف َ‬ ‫َ‬ ‫رغ َم َّ‬
‫لك ِّل ما ينت ِس ُب إليك‪.‬‬ ‫داء ُ‬ ‫الف ُ‬
‫ـــــــ‬
‫ولقاك أقصى ُمنيتي يا‬
‫َ‬ ‫الرو ِح ثمناً سلفاً‪ ،‬قال المكزون‪:‬‬
‫دفع ّ‬
‫ط اللقاء مع المحبوب ُ‬ ‫(‪)1‬شر ُ‬
‫سير ِ‬ ‫(‪َّ )2‬‬ ‫ِ‬
‫أمام سروِت َ‬
‫ك العالية‪.‬‬ ‫موت َ‬‫ك أل َ‬‫ط ْت لديه منيَّتي؛ تدل ْل في ِ َ‬
‫منتهى أملي وقد ُش ِر َ‬

‫غزل‪93‬‬

‫حق ِخ ْد َمتي عـلى َك َرِم ْك‬ ‫ض ْت َّ‬‫َع َر َ‬ ‫علـى َقَل ِم ْك‬ ‫رش َح ٍة‬
‫ـف فـي ْ‬ ‫طٍ‬‫أي ُل ْ‬
‫ُّ‬
‫ْ‬
‫تدور ال ُّـدنيـا لنـا بـال َرَق ِم ْك‬ ‫ال‬ ‫ل ْـي َرَقماً‬ ‫َقـَلم ِمن لِـس ِـان ِه خ َّ‬
‫ـط‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ْ‬
‫سهو في َقَل ِم ْك‬ ‫ِ‬
‫في حساب العقول ال َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ـان‬
‫أنا الوله َ‬ ‫ْلم أُق ْل َس ْهواً َذ َكرتني‬

‫‪113‬‬
‫ليل‪ُ ،‬ش ْك اًر على ِن َع ِم ْك‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تجعْلني الذ َ‬ ‫وم ْحتَ َرُم الَّدولة ال َّسرمديَّة‪ ،‬ال َ‬ ‫أنت عز ُيز ُ‬ ‫َ‬
‫عن َق َد ِم ْك‬ ‫ـزول ْ‬ ‫أسي وال ت ُ‬ ‫ط ُع ر‬ ‫تُْق َ‬ ‫ِنَّيـتي أَع ِـق ُـد ال َع ْه َد َم ْع َجـدائلِ ْك‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القتيل م ْن أََلم ْك‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫ِ‬
‫حاَلنا ال ترى إذا ال َّـشقـائـق لـم تنــب ْت عـلـى تُر ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ‬
‫ِ‬
‫رحيق َفم ْك‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫جمشيد َه ْب ألرواحنا الظـامئات‪ ،‬م ْن‬ ‫ماء ال ِ‬
‫حياة ِم ْن جا ِم‬ ‫جرع َة ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫فم ْك‬‫الموت أحيـاها نسيم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫ظ َ‬ ‫الصبـا دائماً فـرو ُح حاف َ‬ ‫ِط ْب َت وقتاً عيسى َّ‬
‫ــــــــــ‬
‫كان‬
‫وحرَر ما َ‬ ‫داد َقَل ِم َك ِبِذكري‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫سال م ُ‬ ‫من اللطف بي حين َ‬
‫ُّ ِ‬
‫شرح‪ :‬كم كان منك َ‬
‫الم لي‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫دمة لك‪ ،‬وعرض َّ ِ‬ ‫مني من ِخ ٍ‬
‫الس َ‬ ‫قلم َك َّ‬ ‫حق خدمتي على كرمك؛ ثُ َّم خط ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الدهر ال يدور بال خ ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫قبل‪ ،‬وأنا‬ ‫نت لي ناسياً من ُ‬ ‫أقول َّأن َك ُك َ‬‫ط قَلمك؛ وال ُ‬ ‫ُ‬ ‫م ْن َك‪ ،‬و َّ ْ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِب َك‬
‫النسيان؛ ال‬ ‫أن َقَل َم َك ال يسهو وال يجري عليه ّ‬ ‫يحك ُم َّ‬‫فالعقل ُ‬
‫ُ‬ ‫الولهان‪،‬‬
‫ُ‬
‫فأنت العز ُيز‬ ‫رمدي ُة َ‬ ‫الس َّ‬ ‫الدوَلةُ َّ‬ ‫الن ْع َم ِة الَّتي أع َ‬
‫ط ْت َك َّ‬ ‫ِِ ِ‬
‫منك لهذه ّ‬ ‫رج ْعني ذليالً ُش ْك اًر َ‬ ‫تُ ِ‬
‫أس ولو ُق ِط َعت‬ ‫الر َ‬‫إلي فإنَّني ُمتَّ ِخ ٌذ ق ار اًر كجديلتَ َك‪ ،‬أن ال أرَف َع َّ‬ ‫فتعال َّ‬
‫َ‬ ‫المحتَ َرُم؛‬‫وُ‬
‫المقتولين‬ ‫اب‬‫الشقائق ِم ْن تُر ِ‬ ‫تنب ُت َّ‬ ‫ِ‬
‫قلب َك بحالنا َّإال َ‬
‫ِ ( ‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وقت ُ‬ ‫عن َق َدم َك ؛ال يعتني ُ‬
‫ض ِر من جا ِم‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫غمك(‪)2‬؛ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل الخ ْ‬ ‫روحنا الظمأى‪ ،‬وْق َت تُعطى ُز َ‬ ‫أدر ْك ب ُجرَعة َ‬ ‫م ْن ّ‬
‫فإن روح ِ‬
‫تعب َة‬
‫الم َ‬
‫ظ ُ‬ ‫حاف َ‬ ‫دام وقتُ َك دائماً عذباً جميالً‪َ َّ ،‬‬ ‫الصبا َ‬ ‫جمشيد؛ أي عيسى َّ‬
‫أحياها َنَف ُسك‪.‬‬
‫ـــــــــــ‬
‫أضع رأسي مثَلها على‬ ‫ك‪ِ ،‬بأن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫(‪)1‬أنا متّ ِخ ٌذ ق ار اًر كقر ِار جديَلِتك ال ّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫طويَلة الواصلة إلى َق َدم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪ ،‬فال أرفعها حتّى ولو ُقطعت‪ ،‬أي أكو ُن عبداً خاضعاً لك‪ ،‬وفي هذه ُّ‬
‫الصورة غايةُ‬ ‫ِ‬
‫قدم َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغم منك وبعد أن‬
‫يقتَل ُه ُم ُّ‬
‫بعد أن ُ‬ ‫حبيك ويرثي لحالهم ّإال َ‬ ‫ك ل ُم ّ‬ ‫الخضوع للحبيب؛ ال ير ُّق ُ‬
‫قلب َ‬
‫)‬‫‪2‬‬‫(‬

‫عمان الحمراء‪ِ ،‬‬


‫وهذه‬ ‫الن ِ‬
‫شقائق ُّ‬ ‫قبورِهم من دمائ ِه ُم الحمراء‬
‫وتنبت على ِ‬ ‫اء‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫دماؤهم الحمر ُ‬
‫ُ‬ ‫تسيل‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫إشارةٌ إلى حاَلة الفناء في هللا عند العارفين‪.‬‬

‫غزل ‪94‬‬

‫‪114‬‬
‫كاي ْه‬ ‫ِ‬ ‫حبيب ِّ ٍ‬
‫ٍ‬
‫طيب ُش ْكـٌر ولي ش َ‬ ‫لي فـي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِإ ْن ُك ْن َت يوماً عـاشقاً فلـتسم ِع الح ْ‬
‫كايه‬
‫يعر ِ‬
‫فان لي أو يعتني بخدمتي‬
‫ْ‬ ‫ف العر َ‬ ‫ال ِ ُ‬
‫نايه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حرِم الع ْ‬ ‫رب مثـلي خـاد ٌم ال ُي َ‬ ‫يـا ّ‬
‫الظامئ المخمور ماء و ِ‬
‫احٌد‬ ‫يسق هذا َّ‬ ‫ْلم ِ‬
‫َ ً‬ ‫َ‬
‫اليه؟‬
‫الولي قد غادروا الو ْ‬ ‫قدر‬
‫عارفو َ‬ ‫هل ِ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ؤوس‬‫قلب فالـ ُّر ُ‬ ‫اك َش ْع ِره يا ُ‬‫اح َذ ْر شبـ َ‬
‫ط َع ْت فيهـا بال ُجـرٍم وال ِج ْ‬
‫نايه‬ ‫قـد ُق ِّ‬
‫أهرَق ْت ِم ْن َغ ْم َـزٍة عيـنا َك‬
‫دمي الحر َام َ‬
‫ماي ْه!‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أنت ُك ْن َت راضياً‪ ،‬يا قـاتلي الح َ‬ ‫و َ‬
‫اء‬ ‫َّ‬
‫ليلتي الظلمـ ْ‬‫ْ‬
‫قصدي في‬
‫ْ‬ ‫درب‬
‫أضعت َ‬ ‫ُ‬
‫الهدايه‬ ‫ـوكب‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫علي هـادياً يـا ك َ‬ ‫َّ‬ ‫لع‬
‫اط ْ‬
‫روب‬
‫الد ْ‬ ‫هت وجهي وحش ُة ُّ‬ ‫وج ُ‬‫وحيـثُما َّ‬
‫ْ‬
‫نهايه‬
‫ْ‬ ‫الغو َث من صـح ار ومن ٍ‬
‫درب بال‬
‫هايه‬ ‫ِ‬
‫الن ْ‬ ‫وكيف سوف تنـتهي من دربنا ّ‬
‫البدايه‬ ‫ـزل كـانت لدى‬ ‫ألف من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ـف‬
‫ْ‬ ‫وأل ُ‬
‫عذاب ُكم‬
‫لي ُ‬ ‫لبابكم‪ ،‬قد طـاب‬
‫ومذهبي ُ‬
‫َ ْ‬
‫عاي ْه‬ ‫جور ال ِ‬
‫ـحبيب أبـتغي ال مَّدعي ِّ‬
‫الر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬

‫عارفاً ِبأسرِار ِ‬
‫الع ْش ِق‬ ‫نت ِ‬ ‫العطوف ش ْكر مع ِش ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ُك َ‬
‫كاية‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫ُ ٌ َ‬ ‫الحبيب‬ ‫نث اًر‪ :‬لي مع‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫دم ٍة فعلتُها‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫كان‬
‫رب ال َ‬ ‫أج ٍر وال مَّنة‪ ،‬يا ّ‬
‫كانت بال ْ‬
‫ْ‬ ‫اسم ْع هذه الحكاية؛ ُك ّل خ َ‬
‫َ‬
‫أح َد يعطي ِه ْم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫السكارى ظامئو شفاه‪ ،‬وال َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫مخدوم َش ْخص بال عناية ؛ هؤالء ّ‬
‫‪1‬‬
‫ُ‬

‫‪115‬‬
‫هذ ِه الوالية ؛ ال تَ ْعَل ْق ِبفرِع ِه َّالذي ِّ‬
‫كالش ِ‬ ‫الولي تركوا ِ‬ ‫الماء‪َّ ،‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫باك‬ ‫كأن عارفي َق ْد َر ِ‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫هد َر ْت ِبغم ٍزة‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ِ‬
‫ظ ْر ِبه ُّ‬
‫عين َك أ َ‬
‫ؤوس مقطو َع ًة بال ُج ْرٍم وال جناية ؛ ُ‬ ‫الر َ‬ ‫قلب‪ ،‬اُن ُ‬
‫يا ُ‬
‫‪3‬‬

‫أحتمي)؛‬ ‫منك‬
‫ك َ‬ ‫يجوز‪ ،‬يا قاتلي الحماية(ِب َ‬
‫ُ‬ ‫ذاك ال‬ ‫حبيب ر ٍ‬
‫اض‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫أنت أي‬
‫دمي‪ ،‬و َ‬
‫زاو ٍ‬
‫ية يا‬ ‫علي ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫عن َّ‬
‫الطر ِ‬ ‫ضَلْل ُت ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ َّ ِ‬
‫يق المقصود‪ ،‬اطَل ْع َّ‬ ‫في هذه الليَلة الظلماء َ‬
‫وحش ٍة‪ ،‬واغوثاه من ِ‬
‫هذ ِه‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫غير‬
‫أزد ْد َ‬ ‫داية(‪)4‬؛ وحيثُما َّ‬
‫توج ْه ُت ْلم َ‬ ‫كوك َب ال ِه َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫الح ِ‬ ‫نهاية؛ يا َشمس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الصحرِاء‬
‫ساع ًة واح َدةً‬ ‫جوش‪َ ،‬‬ ‫سان أحشائي ت ُ‬ ‫َْ‬ ‫ودرب بال‬ ‫َّ‬
‫ناك ِمئ ُة‬ ‫تصور ِن ِ ِ‬ ‫الطريق كيف ي ِ‬ ‫أدخْلني منك ِب ِظ ِل العناية؛ هذا َّ‬ ‫ِ‬
‫وه َ‬ ‫هايته‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫مك ُن‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ ّ‬
‫فلن أرِج َع‬ ‫نزٍل قبل الِبداية(‪)5‬؛ ومهما أرْق َت ماء وجهي على التُّر ِ‬ ‫ألف م ِ‬‫ِ‬
‫اب ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الر (‪ِ )6‬‬ ‫الحبيب أجمل ِمن ِر ِ‬
‫ك‬‫عاية ؛ عشُق َ‬ ‫عاية ُمَّدعي ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َُْ ْ‬ ‫ور‬ ‫عن باِب َك‪َّ ،‬‬
‫فإن َج َ‬ ‫ِبوجهي ْ‬
‫سوف يَلبي ِ‬
‫استغاثَتَك إذا ُك ْنت ِم ْثل ِ‬
‫عشرَة رواي ًة‪.‬‬
‫آن على أرَب َع َ‬ ‫ظ تق أُر الُقر َ‬
‫حاف َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫ـــــــــ‬
‫السكارى‪ ،‬من‬ ‫خادم ِمثلي محروماً ِمن ِعناي ِة مخدو ِمه‪ ،‬المخدوم‪ :‬المولى؛ (‪)2‬هؤ ِ‬
‫الء َّ‬ ‫(‪)1‬ال كان ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المعرَفة‪ ،‬ال أحد يعطيهم‬ ‫أصل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سر الحياة و ُ‬ ‫الرحمة الذي به ُّ‬ ‫الح ّب‪ ،‬الظمأى‪ ،‬لماء َّ‬
‫خمرة ُ‬
‫الفرات‪َّ َّ ،‬‬ ‫جرع ًة من ِ‬
‫البلد ولم‬
‫السكارى‪ ،‬أولياء الحق‪ ،‬تركوا هذا َ‬ ‫كأن الذين يعرفون َ‬
‫قدر ُّ‬ ‫الماء ُ‬
‫ضفائرِه‬
‫ِ‬ ‫اك تنوي التَّ ُّنزَه في‬‫المقاطعة؛ أر َ‬
‫(‪)3‬‬
‫منهم أحد‪ ،‬الوالية هنا تعني المدينة أو ُ‬ ‫يبق ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بغير ُجرٍم وال جناية؛‬ ‫قطيع ِ‬ ‫ٍ‬
‫تفع َل فكم بها من أرس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫أن َ‬ ‫َّاك ْ‬
‫ستمتاع بالجمال يا قلبي‪ ،‬إي َ‬ ‫ِ‬ ‫لال‬
‫كن‬ ‫ِ‬ ‫يل وال أستبين دربي من ِشَّد ِة َّ‬ ‫ظلم ِة الّل ِ‬ ‫ِ‬
‫كوك َب الهداية ْ‬ ‫الظال ِم فيا َ‬ ‫إليك في ُ َ‬
‫أنا ُمسافٌر َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬
‫تصوُر‬
‫ُّ‬ ‫ير إلى الحق ال يمكن‬ ‫الس ِ‬
‫درب العشق و َّ‬‫ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫علي وِأن ْر طريقي؛‬‫هادياً لي واطَل ْع َّ‬
‫إليكم مهما نالني من‬ ‫أذهب إالَّ ُ‬
‫َ‬ ‫آالف المراحل لبلوغ بدايتها؛ (‪)6‬لن‬‫نهايتها‪ ،‬وال َّبد من قط ِع ِ‬
‫إلي من ناص ٍح َّيدعي صداقتي ورعايتي‪.‬‬ ‫أحب َّ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ُّ‬ ‫فظلم‬ ‫ٍ‬
‫عندكم ُ‬
‫ُ‬ ‫وعذاب‬ ‫ظل ٍم‬‫ُ‬

‫غزل‪95‬‬

‫‪116‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضفائر َك‬ ‫نسيم من‬‫ُمدامي ُمسـكري َدهري ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫الد ْه ِـر ُيبقيني خراباً س ْح ُر ناظ ِر َ‬ ‫ـدار َّ‬ ‫َم َ‬
‫صري‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫رب من ليل سأقضي كي أرى َب َ‬ ‫فكم يا ّ‬
‫حاجِب َك‬‫اب ِ‬ ‫العين م ْشتَ ِعل لدى محر ِ‬
‫ِ ُ ٌ‬ ‫وشمع‬
‫ُ‬
‫ظري‬ ‫سيبقى ِ‬
‫طاه اًر دهري سو ُاد الّلو ِح من َن َ‬
‫الصبا‬ ‫ض َك َّ‬ ‫عار ِ‬ ‫سخ لِشام ِة لـو ِح ِ‬
‫وذاك ِألَّن ُـه َن ٌ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ضـعنا بال أ ٍ‬
‫َثر‬ ‫ين قد ِ‬
‫كمسكين ِ‬ ‫وأنـا‬
‫َ‬
‫وهي ِب َن ْش ِر ُ‬ ‫ِِ‬
‫ك‬‫ط َّرِت َ‬ ‫َ‬
‫الع ِ‬
‫ين‬ ‫أنا ُس ْكري بس ْح ِر َ‬
‫من ُّ‬ ‫ِ‬
‫الدنيا ومن ُعقبى‬ ‫ظ ال يرى شيئاً َ‬
‫وحاف ُ‬
‫ك‬ ‫عينيه غير غ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بار تُربت َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ـاك في‬
‫وليس ُهن َ‬ ‫َ‬

‫حر‬ ‫ِ‬ ‫أنا في س ْك ٍر دائ ٍم ومدامي نسيم جعِد ضفيرِتك‪ ،‬وك َّل لح َ ٍ‬
‫ظة ُيحيُلني خراباً س ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أن أرى َش ْم َع عيني وقد‬ ‫ٍ‬ ‫عينك َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ألستطيع ْ‬
‫َ‬ ‫صبر سأقضي‬
‫َ‬
‫كم ليَل َة‬
‫الساح َرة؛ ربَّاهُ‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫حبيب‬ ‫ظ ِ‬
‫عليه عزي اًز َّ‬
‫ألن ُه يا‬ ‫ظ ِر أ ِ‬
‫ُحاف ُ‬ ‫حاجِبك؛ سو ُاد لو ِح َّ‬
‫الن َ‬ ‫اب ِ‬ ‫اشتَعل في ِمحر ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫جم َل‬ ‫( ‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن تُ ّ‬ ‫نت تُر ُيد ْ‬ ‫المسكي) ؛ إذا ُك َ‬ ‫ّ‬
‫دي(األسود‬ ‫ُن ْس َخ ٌة م ْن َلو ِح خال َك اله ْن ّ‬
‫ِ‬
‫نت‬‫ظ ًة عن وج ِه َك؛ واذا ُك َ‬ ‫البرُق َع لح َ‬ ‫للصبا ترَف ِع ُ‬ ‫الوجود جميعاً‪ُ ،‬ق ْل َّ‬ ‫ِ‬ ‫دين في‬ ‫الخال َ‬
‫اح ِم ْن‬‫آالف األرو ِ‬ ‫ِ‬
‫ضفيرتَ َك فتنتَش َر ُ‬ ‫َ‬ ‫الفناء ِم َن العاَلمِ‪ُ ،‬‬
‫انش ْر‬ ‫ِ‬ ‫أن ترَف َع َرْس َم‬ ‫تُر ُيد ْ‬
‫هائمان عليالن‪ ،‬أنا ُسكري من ِس ْح ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سكينان‬ ‫الصبا ِم‬
‫يح َّ‬ ‫عرة منها؛ أنا ور ُ‬ ‫ُك ِّل َش ٍ‬
‫َ‬
‫يدخ ُل‬ ‫ِ‬ ‫غير ُغ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبير َفرِعك؛ يا ل ِه َّمة حاف َ‬ ‫ِ‬
‫عين َك‪ ،‬وهي م ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫ماك‪ ،‬ال ُ‬ ‫بار ح َ‬ ‫ظ الذي‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫العقبى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الدنيا وال م َن ُ‬ ‫من ُّ‬ ‫شيء َ‬ ‫ٌ‬ ‫عين ِه‬
‫إلى ِ‬
‫ــــــ‬
‫رمز عرفاني‪ ،‬قال المولوي في‬ ‫وهي ٌ‬ ‫السوداء على ِ‬
‫الخد‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫الخال هي النقط ُة َّ ُ‬ ‫الشام ُة أو‬ ‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ورةُ خالِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العاَ َ ُ َ‬
‫ص‬ ‫ين‬‫م‬‫ل‬ ‫َ‬ ‫مال حالِ ِه‪ِ ،‬بما َّ‬
‫أن‬ ‫ِ‬
‫البيان َج ُ‬ ‫يجيء في‬
‫ُ‬
‫المثنوي‪َّ :‬‬
‫فإن ُه ال‬

‫‪117‬‬
‫غزل‪96‬‬

‫اث‬ ‫مـا لهجر ْي ٌ‬


‫أمد ُيقضى الغيـ ْ‬ ‫اث‬‫دائي ما يداويـ ِه الغيـ ْ‬
‫ْ‬
‫مـا لـ‬
‫اث‬
‫رب الغيـ ْ‬
‫طمع بالـ ُّرو ِح يـا ّ‬
‫ٌ‬ ‫ولهـم‬
‫ني وقلـبـ ْي ُ‬ ‫ديـ‬ ‫أخـذوا‬
‫ْ‬
‫الغياث‬ ‫ِ‬
‫رب‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫ثَ َمـناً فـي ُق ْـبـَلة‪ّ ،‬‬ ‫سلبـوا روحـي وقلبـي طلبـوا‬
‫اث‬
‫ُمـ َة اإلس ـال ِم بـاهلل الغيـ ْ‬
‫أ َّ‬ ‫كـافروا قلـ ٍب َدمـي قد هدروا‬
‫ْ‬
‫اث‬
‫رب الغيـ ْ‬
‫ائع يبـكي فيا ّ‬ ‫ضـ ٌ‬ ‫ظ‬
‫حـ ـاف ٌ‬ ‫ونه ـ ٍار‬ ‫وبِلـيـ ٍل‬

‫ِ‬
‫الحبيب لي‬ ‫الغياث من ِ‬
‫هجر‬ ‫له من دو ٍاء‪ ،‬و َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الغياث من داء عشقي الذي ما ُ‬ ‫َ‬ ‫نث اًر‪:‬‬
‫الغياث ِم ْن َج ِ‬
‫ور‬ ‫ين والَقْل َب ويقصدو َن ُّ‬
‫الرو َح‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الد َ‬
‫من َي ّ‬‫أخذوا ّ‬‫وهو بال نهاية؛ َ‬
‫الرو َح‪،‬‬ ‫لقلوب‪ ،‬ثَمناً لُِقبَل ٍة و ِ‬
‫اح َد ٍة‪ ،‬يطلبو َن أيضاً ُّ‬ ‫أولئك ال َّسالبو َن ل ِ‬ ‫الح ِ‬
‫سان الغياث؛‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حاف ٍظ‬
‫الدواء‪ ،‬الغياث؛ ِم ْثل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سلمو َن ما َّ‬ ‫القلوب أهرقوا دمي‪ ،‬يا م ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الغياث؛ ِ‬
‫كافرو‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫هار‪ ،‬الغياث‪.‬‬ ‫الن َ‬ ‫يل و َّ‬ ‫ِق الّل َ‬
‫ص ْر ُت غائباً عن َنفسي‪ ،‬أبكي وأحتر ُ‬

‫غزل‪97‬‬

‫ِ ِ‬ ‫رؤوس ال ِـح ِ‬
‫ِ‬ ‫فـو َق‬
‫حق على ذوي الجمال الخر ْ‬
‫اج‬ ‫لك ٌّ‬ ‫َ‬ ‫كتاج‬
‫ْ‬ ‫أنت‬
‫سان َ‬
‫اج‬ ‫الظـالم َّ‬ ‫َّ‬ ‫ألبيض َّ‬
‫الد ْ‬ ‫ُ‬ ‫ـود‬
‫َشع ُـر َك األس ُ‬ ‫ضيء‬
‫ْ‬ ‫الم‬
‫ـار ُ‬ ‫النه ُ‬ ‫وج ُـه َك ا ُ‬
‫اج‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيك رو ْ‬ ‫ص َـر َم ْع َش ْهد َ‬ ‫َق ْنـد م ْ‬ ‫ـك أو‬ ‫ما لمـاء الحيـاة َم ْع َشَفتَ ْي َ‬
‫ِ‬ ‫ـب المري ِ ِ‬ ‫ما لَِقل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الج‬
‫نك ع ْ‬ ‫ـض م َ‬ ‫َ‬ ‫َم َرضي ال أُر ُيد مـن ُـه شـف ً‬
‫ـاء‬
‫عاج‬ ‫ِ‬
‫الحياة وال ُّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ض ِر‬ ‫ِ‬
‫در ْ‬ ‫الص ُ‬‫سرو و َّ‬‫ـقد ٌ‬ ‫ـاء‬
‫غر مـ ُ‬ ‫حزت والث ُ‬ ‫َشَف َة الخ ْ‬

‫‪118‬‬
‫جاج‬ ‫َكسـر قلبي َّ ِ ِ‬ ‫ص ْخ ٍر و ِم ْن ُـه‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الضعيف م ْث َل ُز ْ‬ ‫ُْ‬ ‫لكـن الَقْل ُب م ْث َـل َ‬

‫سان ما دفعوا‬ ‫الح ِ‬ ‫حق إذا ُك ُّل ِ‬ ‫تاج‪ٌّ ،‬‬ ‫البالد ك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫رؤوس ِح ِ‬
‫سان‬ ‫ِ‬ ‫أنت َّالذي على‬ ‫نث اًر‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫لك ِ‬
‫اب‪،‬‬ ‫ش االضطر َ‬ ‫تان أثارتا في بالد التُّ ْرك و َ‬
‫الح َب ِ‬ ‫اح َر ِ‬ ‫عيناك َّ‬
‫َ‬ ‫الخراج(‪)1‬؛‬ ‫َ‬
‫كعار ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخراج ؛ بياض وج ِهك ِ‬ ‫تدفعان لِجعِد َفرِعك ِ‬ ‫ين وال ِه ْنُد‬ ‫ِ‬
‫ِ َْ ْ َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ض‬ ‫ناص ٌع‬ ‫ُ ْ َ‬
‫‪2‬‬
‫الص ُ‬
‫و ّ‬
‫ماء ِ‬
‫حياة‬ ‫النهار‪ ،‬سواد فرِعك األسوِد ظالم داج؛ َشهد ثَ ْغ ِرك منع رواج ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫وج ِه َّ‬
‫ْ‬
‫اج؛ ِم ْن هذا‬ ‫المصر ّي َّ‬ ‫بات ِ‬ ‫الس َّكرَّي ُة سَلبت من س َّك ِر النَّ ِ‬ ‫ا ِ‬
‫الرو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫لخضر‪ ،‬شفتُ َك ُّ‬
‫حبيب بال عالج؛‬ ‫منك يا‬ ‫ِ‬ ‫ض في الحقيَق ِة ال أر ُيد ال ِّ ِ‬ ‫الم َر ِ‬
‫ُ‬ ‫القلب َ‬ ‫فاء‪َ ،‬و َج ُع‬‫شِ َ‬ ‫َ‬
‫وخصر َك‬ ‫القويم سروةٌ‪،‬‬ ‫ثغر َك‪ُّ ،‬‬
‫وقد َك‬ ‫ِ‬
‫عندك‪ ،‬وماء الحياة في ِ‬ ‫ضر‬ ‫ِ‬
‫شف ُة الخ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لعاشقيك‪ ،‬لِماذا يا‬ ‫لكن قلبك ال ير ُّق ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وص ْد ُر َك على هيئة عاج؛ َّ َ َ‬ ‫حيل َش ْع َرةٌ‪َ ،‬‬ ‫الن ُ‬
‫قيق ِم ْث َل‬ ‫الر َ‬
‫عيف َّ‬ ‫الض َ‬ ‫تكس ُر قلبي َّ‬ ‫ظ ُّل ِ‬ ‫كالص ْخر‪ ،‬تَ َ‬‫َّ‬ ‫روحي‪ ،‬بقلِب َك القاسي‬
‫أص َغ َر َذ َّ ِرة‬ ‫َّ‬ ‫قلب ِ‬ ‫اك في ِ‬ ‫ُّ‬
‫كان ْ‬ ‫العظيم‪ ،‬يا ليتَ ُه َ‬‫ُ‬ ‫ظ أيُّها الشاهُ‬ ‫حاف َ‬ ‫الزجاج؛ وَق َع هو َ‬
‫اب بباِب َك‪.‬‬ ‫تُر ٍ‬
‫تيجانها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫منك‬ ‫ِ‬
‫الجمال َ‬ ‫لوك‬
‫وم ُ‬‫وعطي ٌة من عطاياك‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫فيض من جمالِك‬ ‫جمال ُك ِّل جميل ٌ‬ ‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫رك‬ ‫ضطراب في ِ‬
‫بالد التُّ ِ‬
‫َ‬
‫اال ِ‬ ‫جمال؛ (‪)2‬عيناك أثارتا ِب ِسح ِرِهما ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫الحق بال ِجزَي ِة على ُك ِّل ذي‬
‫ُّ‬ ‫فلك‬
‫َ‬
‫ينيون والهنود‬ ‫جع ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج لِضفيرِة‬ ‫ِ‬
‫د(الص ّ‬
‫الم َّ ّ‬ ‫ك ُ‬ ‫شعر َ‬ ‫الهند دفعتا طوعاً الخر َ‬ ‫ين و ُ‬‫الص ُ‬ ‫الحَبش‪ ،‬و ّ‬ ‫و َ‬
‫السو ُاد‬
‫ك و َّ‬‫البياض غايتُ ُه في وج ِه َ‬
‫جعدة)؛ و ُ‬ ‫الم َّ‬
‫ك ُ‬ ‫بالرس ِم عاجزو َن عن رس ِم ضفيرِت َ‬ ‫ِ‬
‫البارعو َن َّ‬
‫شعرك‪.‬‬ ‫ُمنتهاهُ في ِ‬

‫غزل‪98‬‬

‫بذاك صالحي‬ ‫َ‬ ‫فـي شـرِع ِه وأنـا‬ ‫لـك مذهب قتـل الم ِحـ ِب م َّ‬
‫حل ٌل‬ ‫ُ ُ ّ ُ‬ ‫ٌ‬
‫اإلصبا ِح‬ ‫اض َو ْجـ ِه َك فـ ِال ِق‬
‫وَبيـ ِ‬ ‫الظُلمـاتِ‬ ‫ِ‬
‫سقيـا لِ َشع ِـرك جاع ِل ُّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َولِ َس ْهـ ِم َع ْيـن َك خـاطف األروا ِح‬ ‫أسي ُـرها‬ ‫ِ‬
‫ضفـائ ٍر َل َك ال ُيَفـ ُّ‬
‫ك ْ‬ ‫َو َ‬

‫‪119‬‬
‫طـغـى عـلى الـ َمالَّح‬ ‫ـاب ُه َي ْ‬
‫َف ُعب ُ‬
‫ِ‬
‫دافقاً‬ ‫يـا َم ْن َجرى َد ْمعي ِب ُح ِّب َك‬
‫الحيـ ِاة َو ِم ْن َك ِذ ْك ُـر رواحي‬
‫اء َ‬ ‫مـ ُ‬ ‫ك َّإنها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫روحـي ُقواها م ْن َشفـاه َ‬ ‫ْ‬
‫الجنو ُن صالحي‬ ‫سكري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ْشـقي و ُ‬ ‫ُ‬ ‫الح َوتَ ْوَب ًة‬ ‫الصـ ُ‬
‫ال ُي ْرتَجى مـ ّني َّ‬

‫تراهُ لنا صالحاً(‪)1‬؛‬ ‫فصالحنا جميعاً فيما‬ ‫مذهبك ُمباحاً‪،‬‬ ‫ِ‬


‫العاشق في‬ ‫دم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إذا كان ُ‬
‫فالِ ُق اإلصباح(‪)2‬؛‬ ‫جاعل ُّ‬ ‫سواد فرِعك األسود ِ‬
‫بياض وج ِه َك َ‬
‫كالب ْد ِر‬ ‫ُ‬ ‫الظُلمات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وسه ِم‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ضفيرِت َك ال َش ْخص ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫الخالص‪ ،‬من قوس حاجب َك ْ‬ ‫َ‬ ‫يجُد‬ ‫َ‬ ‫م ْن حبال شباك َ َ‬
‫باح َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ماء عيني الجاري‪ ،‬على ش ِّ ِ‬ ‫أي نجاح(‪)3‬؛ نبع ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬ ‫طه ال ُيحس ُن ّ‬ ‫ُ‬ ‫عين َك‪ُّ ،‬‬
‫ابي ِذ ْك ُر‬ ‫الرو ِح‪ ،‬و ِمنها لوجودي التُّر ِ‬ ‫قوةُ ُّ‬ ‫الحياة منها َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كماء‬ ‫المالح؛ َشَفتُ َك‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫كاء حرَق ٍة‪ ،‬وِنْلت مراد قلبي بعد ِم ِ‬
‫ئة‬ ‫ئة ب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫رو ٍ (‪ِ )4‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫اح ؛ م ْن عطاء َشَفت َك نْل ُت ُقبَل ًة بم ُ‬
‫ص َل‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ ُّ‬ ‫ِ‬
‫شتاقين‪ُ ،‬متص ٌل دائماً ما ات َ‬ ‫َ‬ ‫الم‬
‫عاء لحيات َك وْرُد لسان ُ‬ ‫إلحاح؛ الد ُ‬ ‫ألف‬
‫ظ‪ ،‬ال‬ ‫حاف ُ‬‫الح والتَّوب ِة والتَّقوى ِع ْندنا يا ِ‬‫الص ِ‬ ‫عن َّ‬ ‫تبح ْث ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫باح؛ ال َ‬ ‫بالص ِ‬ ‫المساء َّ‬
‫ُ‬
‫الصالح‪.‬‬ ‫خليع وعاش ٍق ومجنو ٍن َّ‬‫ِ‬ ‫عند ٍ‬ ‫َشخص ِ‬
‫يجُد َ‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫ليل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)1‬قال المكزون‪ :‬حر ُام دمي لمن أهواهُ ُّ‬
‫شعرك ٌ‬ ‫َ‬ ‫قتل؛ (‪)2‬ظلم ُة‬ ‫حل وفي قتلي به للموت ُ‬
‫عرك‬ ‫ليل َش ِ‬ ‫ضائع في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫نهار منير‪ ،‬فكم من‬ ‫يشبه القمر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ك َّالذي‬ ‫وضياء وج ِه َ‬
‫ُ‬ ‫دا ٍج يغشى‬
‫التلمساني‪ :‬قد ضللنا ِب َش ْع ِرها وهو منها‬ ‫الدين ّ‬ ‫هار وج ِهك‪ ،‬وقال عفيف ّ‬ ‫وكم من ُمهتٍَد ِبَن ِ‬
‫ِ‬
‫ك ال‬ ‫فقيود َش ْع ِر َ‬ ‫له بالخالص‪،‬‬ ‫أمل ُ‬
‫شعرك ال َ‬ ‫شباك‬ ‫اقع في‬‫اء؛ الو ُ‬ ‫وهدتنا منها لها األضو ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ومنك ِذك ُر رواحي) أي ِم ْن‬ ‫قاتل بال ريب؛‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫قوس حاجبك ٌ‬ ‫عينك الذي يرميه ُ‬ ‫وسهم‬ ‫تُ َح ُّل‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عجم‪ ،‬كما تأتي كلِ َم ُة رواح‬ ‫الم َ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِات َج ُة ِ‬
‫فس َّ‬ ‫الن ِ‬
‫اح ُة َّ‬ ‫ك أ ِج ُد َّ‬ ‫ِذ ِ‬
‫اليقين كما في ُ‬ ‫عن‬ ‫اح وهو ر َ‬ ‫الرو َ‬ ‫كر َ‬
‫مني ِم َن ال ّذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كر في الليل‪ ،‬وقد ورد‬ ‫منك ما يكو ُن ّ‬ ‫بالفارسيَّة ِبمعنى الليل‪ ،‬وعليه يكو ُن المعنى َ‬
‫ك يكو ُن المعنى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫بعض ُّ‬‫ِ‬
‫كر رواحي)‪ ،‬وعلى ذل َ‬ ‫(ومنك ذ ُ‬‫َ‬ ‫بدل‬
‫(ومنك لذةُ راحي) َ‬ ‫َ‬ ‫الن َس ِخ‬ ‫في‬
‫َّ‬ ‫ابي َّ‬‫الحياة في شفاهك ومنها ما بروحي من َّقوٍة‪ ،‬وا َّن وجودي التُّر َّ‬ ‫ِ‬
‫بذكرك‪ ،‬واللذةُ‬ ‫َ‬ ‫يتلذ ُذ‬ ‫عين‬
‫ُ‬
‫كأس شرابي هي منك‪.‬‬ ‫أجدها في ِ‬ ‫َّ‬
‫التي ُ‬
‫غزل‪99‬‬

‫‪120‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫بار ْك‬ ‫ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الم َ‬
‫ُمـشـتـ ٌت كشـعـره ُ‬ ‫بارك‬ ‫الم َ‬ ‫بحـ ّب وجـهه ُ‬ ‫قلـبي ُ‬
‫( ‪)2‬‬
‫بارك‬ ‫ِِ‬ ‫مـن أ ٍ‬ ‫غـ َير سـو ِاد شعـ ِرِه ْلم يْلتَ ِ‬
‫الم َ‬
‫َحـد بـوجـهـه ُ‬ ‫َ‬ ‫ـق‬
‫(‪)3‬‬
‫بار ْك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـظ م ْس ِـع ٌـد َّ‬ ‫ٌّ‬
‫الم َ‬‫ـس َو ْجـهه ُ‬ ‫دومـاً َجلي ُ‬ ‫ألن ُـه‬ ‫السـو ُاد َح ُ‬ ‫َّ‬
‫(‪)4‬‬
‫المبـ َار ْك‬ ‫ِِ‬
‫اح هـائـماً بـق ّـده ُ‬‫رَ‬ ‫الح ُّـر‬
‫ذاك ُ‬ ‫َ‬ ‫رو‬
‫ولـو رآهُ الـ َّس ُ‬
‫( ‪)5‬‬
‫بار ْك‬
‫الم َ‬ ‫ِبِذ ْكـ ِر ْ ِ َّ ِ ِ‬ ‫اب األرغو ِ‬ ‫ِ‬
‫سحـر النرجس ُ‬ ‫ان ساقيا‬ ‫هـات شـر َ‬
‫( ‪)6‬‬
‫بار ْك‬ ‫ِِ‬ ‫من قـ ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َ‬
‫ذاك الحاجب ُ‬
‫وس َ‬ ‫ومحنتي‬
‫َ‬ ‫قامتي‬‫كالقوس صارت َ‬
‫(‪)7‬‬
‫بار ْك‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ك التَّتـ ِار يسـتحي‬
‫الم َ‬
‫من طيـب َعرف فرعه ُ‬ ‫نسيم ُه‬
‫ُ‬ ‫مس ُ‬‫ْ‬
‫(‪)8‬‬
‫بار ْك‬ ‫ِ‬
‫مال قل ُب ُك ّل َش ْخ ٍ‬
‫الم َ‬
‫َفمي ُـل قلبـي ُوج َهـ َة ُ‬ ‫ص ُو ْج َه ًة‬ ‫إن َ‬ ‫ْ‬
‫( ‪)9‬‬
‫بار ْك‬
‫الم َ‬
‫ِ‬
‫ـار َعب َد ذلـك ُ‬ ‫قـد ص َ‬ ‫كحاف ٍظ‬
‫ِ‬ ‫الم ِه َّم ِـة َّالـذي‬
‫أنـا ُغ ُ‬
‫ـــــــ‬
‫المشتَّ ُت أي‬ ‫َّ ِ‬ ‫شرح‪)1( :‬قلبي ِبح ِّب وج ِه ِه المبارِك‪ ،‬مشتَّ ٌت َ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪(،‬القلب‬
‫ُ‬ ‫بارك‬
‫الم َ‬
‫المشتت ُ‬ ‫كش ْع ِره ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫أو البطون‪،‬‬ ‫رمز للغيبِ‬ ‫عر ٌ‬ ‫ِق‪ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الحائر الوالِ ُه‪ ،‬و َّ‬
‫الش ُ‬ ‫تفر ُ‬
‫الم ّ‬ ‫المتكثّ ُر ُ‬
‫المشت ُت أي ُ‬ ‫عر ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رمز للظهور فهو عاَل ُم‬ ‫الوجه ٌ‬
‫النورّية وهي عاَل ُم العقول واألرواح‪ ،‬و ُ‬ ‫يرمز للكثرة ُّ‬ ‫والتَّشتُّ ُت ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫بارك؛‬ ‫الم َ‬
‫شخص قد التقى بوجهه ُ‬ ‫ندي ال‬ ‫غير سواد فرعه اله ِّ‬ ‫الص َور والمحسوسات)؛‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫الحُّر‬
‫رو ُ‬ ‫وجليس لوج ِه ِه ال ُمب َارك؛ (‪َّ )4‬‬
‫الس ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فيق ِسٍّر‬
‫األسود دوماً ر ُ‬
‫َ‬ ‫ألن فرَع ُه‬ ‫جميل َّ‬ ‫ٌ‬
‫السواد ٌّ‬
‫حظ‬ ‫َّ ُ‬
‫(‪)3‬‬

‫اني‬
‫اب األُرجو َّ‬ ‫أعطني َّ‬ ‫اللطيف المبارك؛ (‪)5‬ساقيا ِ‬ ‫ط ِرباً إذا رأى َقَّده َّ‬ ‫يصير ِ‬
‫الشر َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫عاشقاً ُمض َ‬ ‫ُ‬
‫ص ٍل كحا ِجِبهِ‬ ‫غم متَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الساح ِر ُ‬ ‫ك َّ‬‫على ذ ْك ِر ذا َ‬
‫انحنت م ْث َل قوس م َن ٍّ ُ‬ ‫بارك؛ قامتي‬ ‫الم َ‬ ‫النرجس َّ‬
‫(‪)6‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫المبارك؛ (‪)7‬نسيم ِ‬
‫قلب ُك ِّل‬
‫مال ُ‬ ‫بارك؛ إذا َ‬ ‫عنب ِر فرِعه ال ُم َ‬‫عبير َ‬ ‫طيب ِ‬ ‫أخ َجَل ُه ُ‬ ‫الم ْس ِك التَّاتارِّي ْ‬
‫(‪)8‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬
‫ثل حاف َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫هو م َ‬ ‫ذاك الذي َ‬ ‫الم ه َّمة َ‬ ‫بارك؛ أنا ُغ ُ‬ ‫الم َ‬
‫ك ُ‬ ‫يل قلبي إلى ذل َ‬ ‫َش ْخص إلى مكان‪َ ،‬م ُ‬
‫(‪)9‬‬

‫بارك‪.‬‬ ‫وعبد ُم َ‬
‫له ٌ‬ ‫غالم ُ‬ ‫ٌ‬

‫غزل‪100‬‬

‫‪121‬‬
‫غم قلِب َك؛‬ ‫الخمر وا ْن َس َّ‬ ‫رب‬‫المجوس‪ ،‬دام ِذ ْكره بال َخي ِر‪ ،‬قال‪ :‬اش ِ‬
‫ِ‬ ‫شيخ‬
‫س‪ُ ،‬‬ ‫أم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ‬
‫ليك ْن ما يكون؛‬ ‫الكالم و ُ‬ ‫يح سمعتي وفضلي‪ ،‬قال‪ِ :‬‬
‫اقبل‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫قلت‪ :‬الخ ْم ُر تُعطي لل ّر ِ ُ‬ ‫ُ‬
‫هذ ِه الِتّ ِ‬
‫جارة ال تَ ْس َع َد وال تغتَ َّم؛‬ ‫ذهاب‪ ،‬لِذا ِألج ِل ِ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫الرب ُح والثَّروةُ إلى‬
‫الخسارةُ و ِّ‬
‫َ‬
‫ذهب‬
‫ض الذي َ‬
‫شيء‪ ،‬في المعر ِ َّ‬
‫َ َ‬
‫ٍ‬ ‫قلب َك بال‬ ‫يح في يِد َك إن رَب ْ‬
‫ط َت َ‬
‫فس َ ِ‬
‫وف تجُد ال ِّر َ‬
‫مع ِّ‬
‫الريح(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬
‫ليمان َ‬
‫تخت ُس َ‬ ‫فيه ُ‬
‫ان‬ ‫ماء‪ِ ،‬لنجع ِل ِ‬ ‫اع ِظ الح َك ِ‬
‫ظ إن كانت ِبك مالل ٌة من مو ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َة قصي َرًة‪ ،‬وك َ‬ ‫الق َّ‬ ‫ََْ‬ ‫ُ‬ ‫حاف ُ ْ َ ْ َ‬
‫مرك طويالً‪.‬‬ ‫ُع ُ‬
‫ــــ‬
‫بالدنيا َّالتي هي ال شيء‪ ،‬وفي هذا‬
‫قلب َك ُّ‬
‫ط َت َ‬
‫يح إن َرَب ْ‬ ‫ستحصد ِّ‬
‫الر َ‬ ‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬

‫مع ال ِّريح‪.‬‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ض ُّ‬‫المعر ِ‬


‫ذهب َ‬
‫ليمان العظيم َ‬
‫كرسي ُمْلك ُس َ‬ ‫(الدنيا)‪،‬‬ ‫َ‬

‫غزل‪101‬‬

‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫أمٌر ِبال َر ْ‬
‫شاد‬ ‫الس ِّر ْ‬
‫الش ْر ُب في ّ‬ ‫السكـارى‬ ‫ف ّ‬ ‫ص َّ‬‫ال أُبـالي دخْل ُت َ‬
‫َّ‬
‫الوق ْاد‬ ‫يح َّل ِف ْك ُر المه ْنِد ِ‬
‫س‬ ‫الفـْل ِك َّالـ ــتي َلم ِ‬
‫ع ُعـَق َـد ُ‬ ‫ُعَق َد الَقْل ِب ُح َّل َد ْ‬
‫َُ‬ ‫ْ‬
‫هاد‬
‫أش ْ‬ ‫داث ِه ْ‬
‫أحـ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫آالف‬ ‫ـالك علـى‬ ‫ـان ال تَ ْع َج ِب األف ـ ـ ُ‬ ‫الب َّ‬
‫الزم ِ‬ ‫الن ِق ِ‬
‫ْ‬
‫وقباد‬
‫ْ‬ ‫ِارَف ِع الكـأْس فـي أ ََد ٍب فهو ِم ْـن جمـ ِ‬
‫ـاج َم َج ْمـشـيـ َد وَب ْه َم ٍـن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫هاد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـق تـنمـو عـلى دمـاء َد ْم ِع َفْر ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال الشـقائ ُ‬ ‫ين ال تز ُ‬ ‫حس َرًة لشفاه شير َ‬ ‫ْ‬
‫ركناباد‬ ‫اء‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫صّلى وم ُ‬ ‫الم َ‬
‫يح ُ‬ ‫َنسي ُـم ر ِ‬ ‫لس َـف ْر‬
‫ـازًة ل َّ‬
‫َل ْـم ُي ْعطـيــاني إج َ‬

‫السكارى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬


‫ف ّ‬ ‫صّ‬ ‫أي َع َمل بال أساس!‪ ،‬دخلنا في َ‬ ‫يش في الخفاء‪ُّ ،‬‬ ‫الع ُ‬
‫اب و َ‬
‫الشر ُ‬
‫يح َّل ِف ْك ُر‬
‫بالفَلك‪ ،‬ف ْلم ُ‬
‫القلب وال تُ ِّ‬
‫فك ْر َ‬ ‫ِ‬ ‫وليك ْن ما يكون(‪)1‬؛ ُح َّل ُعْق َد َة‬
‫الخليعين‪ُ ،‬‬
‫َ‬

‫‪122‬‬
‫الز ِ‬ ‫ِ‬
‫انقالب َّ‬ ‫ِِ‬ ‫هند ٍ ِ‬ ‫أي م ِ‬
‫آالف‬
‫يذك ُر َ‬ ‫ك ُ‬ ‫فالفَل ُ‬
‫مان َ‬ ‫تعجب من‬ ‫ْ‬ ‫العْق َدة(‪)2‬؛ وال‬
‫س م ْث َل هذه ُ‬ ‫ِّ ُ‬
‫كأس ر ِ‬
‫أس‬ ‫تركيب ُه ِم ْن ِ‬ ‫أمس ِك الَق َدح ِب َشر ِط َ ِ‬ ‫هذ ِه األساطير(‪)3‬؛ ِ‬ ‫اآلالف ِمن ِ‬‫ِ‬
‫األدب ف َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫كيف‬ ‫ِ‬
‫ف َ‬ ‫وك ْي؟‪َ ،‬م ْن واق ٌ‬ ‫أين َذ َه َب َك َاوس َ‬ ‫الخ َب ُر َ‬ ‫له َ‬‫جمشيد وبهمن وقباد؛ َم ْن ُ‬ ‫َ‬
‫ال أرى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الريح؟؛ ِم ْن‬ ‫جمشيد م َع ِّ‬
‫حسرة على َشَفة شيرين ال أز ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫تخت‬
‫ُ‬ ‫ذه َب‬
‫َ‬
‫كان ْت تَدري ِب َغ ْد ِر َّ‬
‫الد ْه ِر‪،‬‬ ‫قائق َ‬ ‫الش ِ‬ ‫عين فرهاد ؛ َلع َّل َزْهرَة َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫)‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬
‫تنب ُت ِم ْن َد ِم ِ‬
‫قائق ُ‬‫الش َ‬
‫َّ‬
‫نصير زماناً‬ ‫تعال ل َ‬
‫ِ‬
‫عال َ‬ ‫ف؛ تَ َ‬ ‫الجام ِم َن َ‬
‫الك ّ‬ ‫َ‬ ‫تضع‬
‫ِ‬ ‫أن ماتَ ْت‪ْ ،‬لم‬ ‫فم ْن ُذ ُولِ َد ْت إلى ْ‬
‫ُ‬
‫العامر؛ ْلم ُيعطياني‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫لك ْن ِز في هذا الخر ِ‬ ‫ص ُل إلى ا َ‬ ‫علنا ن ِ‬
‫اب خراباً‪َّ ،‬‬ ‫ِم َن َّ‬
‫الشر ِ‬
‫َ‬
‫كحافظ؛ ّإال على‬ ‫ِ‬ ‫تأخِذ الَق َد َح‬ ‫( ‪)5‬‬
‫وماء ُركناباد ؛ ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫المصّلى‬
‫نسيم ُ‬‫للسفر‪ُ ،‬‬ ‫إجازًة َّ‬
‫َ‬
‫من الحرير‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بأوتارها َ‬ ‫ط ٌة‬‫سعاد َة الَقْل ِب مربو َ‬
‫َ‬ ‫القيثارة‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫أنين‬
‫ـــــــــ‬
‫فالش ْر ُب في ال ِّسِّر (ِب ِ‬
‫غير‬ ‫اح َد السكارى المفضوحين ُّ‬
‫ّ‬
‫وصر ُت و ِ‬
‫ْ‬
‫(‪)1‬لم أع ْد أُبالي بما يقال بي ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ك ِبمسائ ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تكن م َّ‬
‫كر َ‬
‫وك ْن سعيداً) وال تُشغ ْل ف َ‬‫عقداً ُ‬ ‫ك(ال ُ ُ‬ ‫كر) ال خير فيه؛ ُح َّل ُعَق َد قلِب َ‬ ‫ُس ٍ‬
‫)‬‫‪2‬‬‫(‬

‫ِ‬ ‫الغيبية َّالتي ال‬ ‫أي م ِ‬


‫هند ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫للعقل‬ ‫سبيل‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫س (المسائل‬ ‫خيال ِّ ٌ‬‫ُ‬ ‫يح َّل ُعَق َدها‬
‫المعق َدة اّلتي لم ُ‬ ‫الفَلك ُ‬
‫ِ‬
‫آالف‬ ‫شاهدةٌ على‬‫وهذه األفالك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّر األحو ِ‬
‫ال‬ ‫مان وتغي ِ‬‫الز ِ‬ ‫ِ‬
‫انقالب َّ‬ ‫تعجب من‬ ‫إليها)؛ (‪)3‬وال‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫تنبت من‬ ‫فاه شيرين‪ ،‬وال تزال ّ ِ‬ ‫اآلالف منها؛ (‪)4‬كم بكى فرهاد دماً من حسرٍة على ِش ِ‬ ‫ِ‬
‫الشقائ ٌق ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األدب الفارسي تُشِب ُه‬ ‫قص ُة ُح ِّب فرهاد وشيرين في‬ ‫قائق حمراء الّلو ِن َّ‬
‫كالدم‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِد ِ‬
‫ُ‬ ‫(الش ُ‬
‫دموعه ّ‬ ‫ماء‬
‫حافظ‬ ‫ِ‬
‫إقامة ِ‬ ‫مهب نسيمٍ‪ ،‬وهو مكان‬ ‫المصّلى ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِق َّ‬
‫ص َة ُح ّب قيس وليلى في األدب العربي)؛ ُ‬
‫(‪)5‬‬

‫يعب ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬


‫عذب الماء ُ‬ ‫نهر ُ‬ ‫وركناباد ٌ‬ ‫قبرهُ‪ ،‬وهو اآلن حديقةٌ كبيرةٌ عامرة ُ‬ ‫من شيراز في حياته‪ ،‬وفيه ُ‬
‫ينب ُع من ِشمالِها‪.‬‬
‫شيرَاز ُ‬

‫غزل‪102‬‬

‫‪123‬‬
‫غاب في َسَف ِر‬ ‫ٍ‬ ‫يح عن ٍ‬ ‫أهديت قلبي ِّ‬ ‫باأل ِ‬
‫ته لـي عن حبيب َ‬ ‫خبر أهـد ُ‬ ‫الر َ‬ ‫ُ‬ ‫مس‬
‫سحري‬ ‫ـات في َ‬ ‫امع البر ِق واآله ُ‬
‫لـو ُ‬ ‫تصحبني‬
‫ُ‬ ‫منك‬
‫هذا مآلي‪ ،‬مسـائي َ‬
‫ض ِر‬ ‫ِ‬ ‫في ج ِ‬
‫المسك ِن المألوف في َ‬
‫الح َ‬ ‫َ‬ ‫لهفي إلى‬ ‫عد شعـ ِر َك قلبي لم َيُق ْل أبداً‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العط ِر‬ ‫ِ‬ ‫وب ِ‬‫ريـ ٌح ُعرى ثَ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلبـي لذ ْكـ ِر َك يدمى ُكلما َفتَ َح ْت‬
‫وضة َ‬ ‫الر َ‬
‫ورد َّ‬

‫أعطيت قلبي‬ ‫ساف ِر‪ ،‬وأنا‬ ‫عن الحبي ِب الم ِ‬ ‫بخبر ِ‬


‫يح ٍ‬ ‫جاءت ِّ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫نث اًر‪ :‬ليَل َة األمس‬
‫ٍ‬
‫مساء‪ ،‬و ِّ‬ ‫الال ِم َع ُك َّل‬
‫الب ْر َق ّ‬ ‫صرت متَّ ِخذاً ر ِ‬ ‫وليكن ما يكون؛ ِ‬
‫يح‬‫الر َ‬ ‫فيق س ٍّر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫يح‪ْ ُ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫للر ِ‬
‫ط َّرِة‬ ‫ِ‬
‫حلقات ُ‬ ‫األسير في‬ ‫فج ٍر‪ ،‬هكذا انتهى بي األم ُر(‪)1‬؛ قلبي الم ِ‬
‫تهوُر‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُك ّل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مرًة أبداً َّأن ُه ِب َشو ٍق إلى منزله المألوف(في صدري)؛ َ‬
‫اآلن‬ ‫قال َّ‬ ‫شعر َك‪ ،‬ما َ‬ ‫ِ‬
‫أسع ْد رو َح‬ ‫رب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫قدر َّ‬
‫ذين نصحوني‪ ،‬يا ّ‬ ‫األعزة ال َ‬ ‫من‬
‫النصيحة َ‬ ‫رف َ‬ ‫صرت أع ُ‬ ‫ُ‬
‫الوْرِد في‬ ‫الريح ِربا َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ناصحنا؛ قلبي يسيل دماً لِِذ ِ َّ‬
‫ط قباء ُبرُع ِم َ‬ ‫كر َك ُكلما حل ْت ِّ ُ‬ ‫ُ‬
‫يح‬ ‫ِ‬
‫أعادت ِّ‬ ‫ِ‬ ‫وجودي َّ‬ ‫( ‪)2‬‬
‫الر ِ‬
‫الر ُ‬ ‫صبحي َ‬ ‫عيف أفَل َت م ْن يدي‪ ،‬وفي ُ‬ ‫الض ُ‬ ‫َ‬ ‫كان‬
‫وض ؛ و َ‬ ‫َّ‬
‫داء‬ ‫ظ طينتُك الخِيرة ستأتيك بالمراد‪ ،‬األرو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫روحي على ِ‬
‫اح ف ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫عبير وصل َك؛ حاف ُ َ َ َ ّ َ ُ‬
‫ط َين ِة‪.‬‬‫للقو ِم طاهري ال ِّ‬

‫غزل‪103‬‬

‫اك يـا تلك الِّذكريـات ذكر ِ‬


‫اك؛‬ ‫اب ِذكراك‪ِ ،‬ذكر ِ‬ ‫يـا يـوم وصـ ِل األحبـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫داء ِذكر ِ‬
‫السع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في فمي ُّ ِ‬
‫اك؛‬ ‫صر َخات ُشرب السكارى ُّ َ‬ ‫الغم‪ ،‬يا َ‬‫الس ُّم م ْن م اررة ّ‬
‫فكرون بي‪ ،‬آالف َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اهم؛‬
‫المرات ذكر ُ‬ ‫َ‬ ‫مني وال ُي ِّ َ‬
‫فارغو َن ّ‬‫صحاب ِ‬
‫َ‬ ‫رْغ َم َّ‬
‫أن األ‬
‫اك(‪)1‬؛‬ ‫البالء‪ ،‬سعي رع ِاة حقو ِق األصح ِ ِ‬ ‫صرت مبتلى في هذا الَق ِيد و ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ذكر َ‬ ‫َْ َ َُ‬ ‫ُْ ُ ً‬

‫‪124‬‬
‫نهر زَّنرود وحديق َة كاران‪،‬‬ ‫أن لي ِم ْن َعيني ِمئ َة ٍ‬
‫نهر دائ ِم الجريان‪َ ،‬‬ ‫رْغ َم َّ‬
‫ِذكر ُ‬
‫اكما(‪)2‬؛‬

‫الس َّر ِذكر ُ‬


‫اكم(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫مخفياً‪ ،‬يا َم ْن كنتُم تحفظو َن ّ‬
‫ّ‬ ‫اآلن سيبقى‬
‫بعد َ‬‫ظ َ‬
‫أسفاً‪ِ ،‬س ُّر ِ‬
‫حاف َ‬
‫ــــــــــ‬
‫حق‬ ‫ذك َر هللاُ ِب ٍ‬
‫خير َم ْن كان يرعى َّ‬ ‫حبتي وال يعتني بي‪َ ،‬‬ ‫(‪)1‬أنا في ِ‬
‫ص َ‬‫حق ُ‬
‫قيد َم ْن ال يرعى َّ‬
‫يمر في أصفهان‪ ،‬وحديق ُة كاران حديقةٌ في أصفهان ُم ِ‬
‫شرفةٌ على‬ ‫حبة؛ زنده رود نهر ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫الص َ‬
‫ُّ‬
‫َ ِ‬ ‫يحف ُ ِ‬
‫نهر زنده رود؛ لم ُ‬
‫بالخ ِ‬ ‫(‪)3‬‬
‫يحفظون ّ‬
‫السَّر‪.‬‬ ‫ير َم ْن كانوا‬ ‫ذك َر هللاُ َ‬
‫السَّر‪َ ،‬‬
‫ظ ّ‬ ‫ناك َم ْن َ‬
‫يع ْد ُه َ‬

‫غزل‪104‬‬

‫أحس َن؛‬ ‫وجه َك ال َحس ُن ِم َن ُ ِ‬ ‫ان جماُل َك َش ْمساً ل ُك ِّل َن َ‬


‫الحسن ُك َّل يو ٍم َ‬ ‫َ‬ ‫كان ْ ُ‬
‫ظر‪َ ،‬‬ ‫كَ‬
‫شاهين َف ْرِع َك؛‬
‫ِ‬ ‫ط ِ‬
‫ائر هَمَا جنا ِح‬ ‫يش َ‬‫تحت ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولتك ْن ُك ُّل ِ‬
‫قلوب ُملوك العاَلم َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ ( ‪)1‬‬
‫له بفرِع َك‪ ،‬فل ُ‬
‫يك ْن على الَّدوا ِم غ ِارقاً في َد ِم الكبد ؛‬ ‫ط ُ‬ ‫شخص ال ارتبا َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ان قلبي الجري ُح ترساً لها من‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َنمي‪ِ ،‬بما َّ‬
‫هام‪ ،‬ك َ‬ ‫الس َ‬
‫أن َغ ْم َزتَ َك تُطل ُق ّ‬ ‫أي َ‬
‫ِ‬
‫أمامها؛‬
‫الس َّك ِر منها؛‬
‫ذاق روحي مملوءاً ب ُّ‬
‫ليك ْن م ُ‬‫الس َّكر ُّي ُقْبَل ًة‪ُ ،‬‬
‫حي َن ُيعطيني َل ْعُل َك ُّ‬
‫ساع ٍة ُح ْس ٌن جديد؛‬ ‫ِ‬
‫لك في ُك ّل َ‬
‫ان َ‬ ‫جديد‪ ،‬ك َ‬
‫ظة ع ْش ٌق ٌ‬
‫أنا لي ِمنك ُك َّل لح َ ٍ ِ‬
‫َْ‬
‫المشتاقين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المشتاَق ِة إلى وج ِه َك‪ّ ،‬إال َن َ‬
‫ظ ْر َت في حال ُ‬ ‫ظ ُ‬
‫ِبرو ِح ِ‬
‫حاف َ‬
‫ـــــــــ‬
‫ليس‬
‫وقلب َ‬ ‫وم ِ‬
‫ضطرباً؛ ٌ‬ ‫فليك ْن ِم ْث َل فرِع َ َّ‬
‫ك ُمشتتاً ُ‬ ‫ك‪ُ ،‬‬ ‫له بفرِع َ‬
‫ط ُ‬ ‫شخص ال ارتبا َ‬ ‫ٌ‬ ‫سخ ٍة‪:‬‬
‫في ُن َ‬
‫(‪)1‬‬

‫فليك ْن غريَقاً ِب َد ِم الكِب ِد على الَّدوا ِم‪.‬‬


‫ك‪ُ ،‬‬‫وج ِه َ‬
‫ِ ِ‬
‫عاشقاً ل ْ‬

‫‪125‬‬
‫غزل‪105‬‬

‫يك ْن ِف ْكـ ُرهُ نـاسياً‬


‫اب‪ ،‬وا ّال فلـ ُ‬ ‫دال ُ ِ ِ َّ‬ ‫وفي إن كان يشـرب الخمـر ِ‬
‫باعتـ ٍ‬
‫فليهـنه الشـر ُ‬ ‫الصـ ُّ ْ َ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ُّ‬
‫ذه ِ‬
‫الحـرَفة؛‬ ‫التَّفكيـر ِبهـ ِ‬
‫َ‬
‫الخ ْمـ ِر ِمـ ْن يـِده‪ُ ،‬وِّفـ َق ِبِتْل َك اليـِد‬ ‫ِ‬
‫طي ُجـرَع ًة مـ َن َ‬ ‫وكـ ُّل َمـ ْن يقـِد ُر على أن يعـ‬
‫ُ‬
‫ْ ُ َ‬
‫اهِد المقصـ ِ‬
‫ود؛‬ ‫الشـ ِ‬
‫ضـ ِن َّ‬‫ل َح ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫اه ِر َّالـذي‬ ‫الطـ ِ‬
‫ظـ ِرِه َّ‬ ‫الص ْنـ ِع ال يجـري‪ ،‬طـوبى ِل َن َ‬ ‫ال‪ :‬الخطـأُ علـى َقـَل ِم ُّ‬
‫شيخنـا قـ َ‬
‫ُ‬
‫يستُـ ُر الخطـأ؛‬

‫ظـَلـ َم ِة َد ِم‬
‫الخ َجـ ُل ِمـ ْن َم ْ‬ ‫ِ‬
‫المّدعيـن‪ ،‬فلـُيص ْبـ ُه َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫شـاهُ األتـراك ُيصغـي لحديـث ُ‬
‫سيـاووش(‪)1‬؛‬

‫داء لِثَ ْغـ ِرِه ُّ‬


‫الس ّكـرِّي‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫رْغـ َم أنـ ُه مـ َن الك ْبـر ال يتكلـ ُم معـي أنا الدرويـش‪ ،‬روحي الفـ ُ‬
‫اكت؛‬ ‫السـ ِ‬ ‫المغـَل ِق َّ‬
‫ُ‬
‫تك ْن َشَفتـي بيـ َن َم ْن‬ ‫اب المـرايا‪ ،‬فلـ ُ‬ ‫عينـي عـاين ْت َّ‬
‫خطـ ُه وخـاَل ُه فـي أصحـ ِ‬ ‫ََ‬
‫ِ ِ ( ‪)2‬‬
‫وكـتـفه ؛‬ ‫يخطفـو َن الُق َبـ َل ِمـ ْن صـ ِ‬
‫درِه َ‬ ‫َ‬
‫رجسـه السكـران الّلطيـف الرحيـم‪ ،‬إذا َشـ ِرب دم العـ ِ‬
‫اش ِق في الَقـ َد ِح‪ ،‬هنيـئاً لـ ُه‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ ّ ُ‬ ‫َن ِ ُ ُ ّ ُ‬
‫الشـراب؛‬
‫ّ‬
‫العبـ ِد فـي أُ ُذِنـ ِه ِمـ ْن‬
‫تك ْن َحْلـَق ُة َ‬
‫المـك‪ ،‬فلـ ُ‬ ‫ِ َّ‬
‫ور العـاَل ِم بأنـ ُه ُغ ُ‬ ‫صـ َار حـ ِاف ُ‬
‫ظ مشهـ َ‬
‫َفـ ْرِعك‪.‬‬

‫ــــــــ‬
‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫(‪ِ )1‬‬
‫ذين َّاد َعوا ُنصي َحته‪َ ،‬‬
‫حين أشاروا‬ ‫المَّد َ‬
‫عين ال َ‬ ‫استمع لقول ُ‬
‫َ‬ ‫اسم ُه أفراسياب‪،‬‬
‫ك األتراك‪ ،‬و ُ‬‫مل ُ‬
‫صلحاً مع‬ ‫قتل سياوش‪ ،‬وسياوش هذا ابن ِ‬ ‫ِ‬
‫عليه ِب ِ‬
‫ف أباهُ وعقد ُ‬
‫الفرس كيكاوس‪ ،‬وقد خاَل َ‬ ‫ملك ُ‬ ‫ُ‬

‫‪126‬‬
‫ظْلماً‬ ‫عند أفراسياب فقتَل ُه ُ‬ ‫ميم ِة‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫غيرَة خصومه فسعوا به بالّن َ‬
‫فأثار َ‬
‫وتزو َج ابنته َ‬
‫أفراسياب‪ّ ،‬‬
‫صفاء أعمالِ ِه ْم‬‫ِ‬ ‫ذين من‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َ‬ ‫اشين في شأني)؛ (‪)2‬أصحاب المرايا‬‫َفندم‪(،‬فال تستم ْع لكال ِم الو َ‬
‫الحق بها‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫يظهر‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫للحق‪،‬‬ ‫صاروا مرايا‬

‫غزل‪106‬‬

‫منك بالء؛‬ ‫األطباء‪ ،‬ال أصاب الوج َّ‬ ‫ِجسمك ال كان في حاج ِة ِ‬
‫طيف َ‬ ‫ود الل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُْ‬
‫عار ٍ‬
‫بأي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سالم ُة ُك ِّل‬
‫خص َك ُمبتلى؛‬
‫ً‬ ‫كان َش ُ‬ ‫ض ال َ‬ ‫سالمت َك‪ِّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫اآلفاق في‬ ‫َ‬
‫ظاهرك مغموماً وال ِ‬
‫باطُن َك‬ ‫ص َّحِتك جمال صورٍة ومعنى‪ ،‬ال كان ِ‬ ‫ِمن أم ِن ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫مهموماً؛‬
‫يق إلى سروِة‬ ‫َّ‬ ‫حينما يم ُّر في غ ٍ‬ ‫في هذا َّ ِ‬
‫له الطر ُ‬ ‫كانت ُ‬
‫ف‪ ،‬ال ْ‬ ‫ارة الخري ُ‬‫َ‬ ‫الروض َ ُ‬
‫قامِت َك القوي َم ِة العالية؛‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫عين سوء‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫عن ب ِ‬ ‫َّ‬
‫مجال للط ِ‬ ‫كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫وفي ذل َك البساط الذي تجّلى به ُح ْسُن َك‪ ،‬ال َ‬
‫بأي سوء؛‬ ‫ِّ‬
‫نارك؛‬‫كان ِم ْن ُه ِسوى ال ُّرو ِح وقوداً ِل ِ‬
‫سوء‪ ،‬ال َ‬‫ك ِب َع ْي ِن ٍ‬ ‫ظ َر إلى َق َم ِر وج ِه َ‬ ‫ُك ُّل َم ْن ن َ‬
‫الج‬
‫للع ِ‬ ‫الس َّكر‪ ،‬ال حاج َة ِبك ِ‬ ‫ظ َّالذي ُ‬
‫ينش ُر ُّ‬ ‫ديث ِ‬
‫حاف َ‬ ‫فاء في ح ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫ابح ْث َع ِن ِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الوْرِد والَق ْند‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بماء َ‬

‫غزل‪107‬‬

‫‪127‬‬
‫ورد َّ‬
‫الشقائق؛‬ ‫ـاد‪ ،‬دام لِوجـ ِه َك مدار العـا ِم َلو ُن ِ‬ ‫َفلي ُكن حسـنك دوماً بازدي ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ـوم؛‬
‫ال عشـقـ َك فـي رأسنـا كـلما َم َّـر ي ٌ‬ ‫و َلي ِـزْد خـيـ ُ‬
‫امِت َك؛‬ ‫وض محني القـام ِة في ِخ ِ‬ ‫ـرو جـاء في الـ َّر ِ‬ ‫وليك ْن ُكـ ُّل س ٍ‬
‫دمة قـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ْم ِع بالـَّدم؛‬ ‫فلم تفتـت ْن ِب َك م ْـن ج َ‬
‫ـوه ِر َّ‬ ‫ٍ‬
‫غر ْ ُكـ ُّل عيـن أرتـ َك ْ‬
‫ولتـ َ ق‬
‫العُنق؛‬
‫ـالد ًة في ُ‬
‫ِ‬
‫حر ذو الفـنو ِن ق َ‬ ‫السـ ُ‬
‫ِ‬
‫ذلك ّ‬ ‫وب َ‬ ‫بي القلـ ِ‬‫ودام لِعيـِن َك في َس ِ‬ ‫َ‬
‫ان لـ ُه صبـٌر وال سكـون؛‬ ‫وقـلب ِ‬
‫له قـرٌار وال كـ َ‬
‫غمـ َك ال َق َّـر ُ‬
‫به ُّ‬ ‫ٌ‬
‫المستقيم؛‬ ‫نحن‪ ،‬مثل نـو ٍن‪ ،‬قـُّد ُك ِل ذي قـٍد جميـ ٍل أمـام ألِ ِ ِ‬ ‫وليـ ِ‬
‫قد َك ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قة وصـلِك؛‬ ‫عشـ ِقـك فليخـرج ِمـن حْلـ ِ‬ ‫لب خـ ٍ ِ‬ ‫وُكـ ُّل قـ ٍ‬
‫ال مـن ْ َ ْ ُ ْ ْ‬
‫اء ع ْنهـا‪.‬‬ ‫ظ في شفـِتـك العقيق‪ ،‬أبـعد هللا ِشـفـاه األدنيـ ِ‬ ‫روح ح ِ‬
‫ـاف َ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪108‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ان‬
‫والمكـ ْ‬ ‫ميدانك الكو ُن‬ ‫َ‬ ‫عـرص ُة‬ ‫الك‬
‫انك األفـ ُ‬ ‫شـاهُ ‪ ،‬فـي صولجـ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫الن‬
‫الج َو ْ‬
‫َ‬ ‫شق‬
‫معـ َك الفتـ ُح يـعـ ُ‬ ‫النـصـر‬ ‫فرُعـ َك الجعـُد بيـر ُق َّ‬
‫ِ‬ ‫بأس منـك ِفعـ ُل‬ ‫صف ُة الـ ِ‬
‫ُعطـ ـ ِارَد والـعـقـ ُل خـاد ُم الـّديـو ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫ان‬
‫(‪)4‬‬
‫بستان‬ ‫ِ‬
‫قـ ـّد َك والـ ُخلـُد يـحـسـُد الـ ْ‬ ‫ف فـي‬ ‫ظل طوبى اللـطيـ ُ‬ ‫ُّ‬
‫(‪)5‬‬
‫ان‬
‫ات والحيو ْ‬ ‫ادات والنَّبـ ُ‬
‫والـجمـ ُ‬ ‫عـاَلـ ُم األمـ ِر طـوعُ أم ـرك‬
‫ــــــ‬
‫ملعبك؛‬ ‫إن األفالك طوع أمرك ورهن إشارتك والكو ُن ُّ‬
‫كل ُه‬ ‫السلطان َّ‬ ‫أيُّها ُّ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫النصر َّالذي‬ ‫جلت وضفيرتُك الجعداء علم َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫حيثما‬ ‫معك‬
‫َ‬ ‫ويجول‬
‫ُ‬ ‫ك‬ ‫يتبع‬
‫ُ‬ ‫صر‬
‫ُ‬ ‫(‪َّ )2‬‬
‫الن‬
‫لقوتك والعقل الجامع خادم لِ ِ‬
‫كاتبِ‬ ‫رمز َّ‬
‫فعل عطارد (سفير الفلك) ٌ‬
‫( ‪)3‬‬
‫ال ُيفارُقك؛‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تحسد‬ ‫ِ‬
‫الخلد‬ ‫كظل شجرة طوبى وجنَّ ُة‬ ‫ِ‬ ‫لطيف‬ ‫قامتك‬ ‫ظل سروِة‬ ‫ديوانك؛ (‪ُّ )4‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬

‫‪128‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عالم الملك‬
‫ُ‬ ‫عالم الغيب والملكوت‪ ،‬والمعنى ليس‬
‫ُ‬ ‫عالم األمر‪:‬‬
‫ُ‬ ‫بستانك؛‬
‫عالم الملكوت أيضاً‪.‬‬ ‫(الجمادات و َّ‬
‫ع أمرك بل ُ‬‫ان) وحدهُ طو َ‬
‫بات والحيو ْ‬
‫الن ُ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪109‬‬

‫ـاد أو ِبـسـال ِم‬‫وال ِبـكـال ٍم ج َ‬ ‫الحبيـ ُب ُمكـ ِاتبي‬


‫ال َع ْهٌد ما َ‬ ‫َلَق ْد طـ َ‬
‫إَل ْيـ ِه ولـم أ ْ‬
‫ظـَفـ ْر ِب َرِّد سـال ِم‬ ‫أرسْلـتُها ِمـ ْن َرسـائلي‬ ‫ِ‬
‫وكـم م َئ ًة َ‬
‫رث لي أو يكتَ ِر ْث ِبهيـامي‬ ‫ولم ي ِ‬ ‫ـلم ّأني ضـاعَ قلـبي ِم ْن يدي‬
‫َ‬ ‫ويع ُ‬
‫إلي ِبجـا ِم‬
‫الساقي َّ‬ ‫فلـم ي ِ‬
‫ـرس ِل َّ‬ ‫فاه ُه‬ ‫الساقي ال ِعـذ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫اب ش ُ‬ ‫صرخت إلى َّ‬ ‫ُ‬
‫رد كـالمي‬ ‫ِ‬
‫فلـم يرني أهـالً لـ ّ‬ ‫وأظهر ُت فضـلي عنـ َدهُ وكرامـتي‬

‫رس ِل الحبيب ِخطاباً‪ ،‬ولم يكتُب سالماً‪ ،‬ولم ي ِ‬


‫رس ْل كالماً؛‬ ‫م َّر َزمن طويل لم ي ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ْ ُ‬ ‫َ ٌَ‬
‫رس ْل سالماً؛‬ ‫رسان ذاك‪ ،‬لم يسِير رسوالً ولم ي ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ ُ َ ّْ‬ ‫أرسْل ُت مائ َة ِرساَل ٍة وشـاهُ ُ‬
‫الف ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتب ْختُ ِر َ‬
‫الح َجل؛‬ ‫أرس َل لي بأسلوب الغزال َ‬ ‫العْقل‪ ،‬وما َ‬
‫فزعُ َ‬‫الصَفة ِ‬ ‫وحشي ّ‬ ‫ُّ‬ ‫أنا‬
‫كالس ِلسَل ِة لم ي ِ‬
‫القلب سيفلِت ِمن يدي‪ ،‬و ِمن ذلِك الخ ِّ ِ‬
‫إلي‬
‫رس ْل َّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ط ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫طائر ِ ُ ُ ْ‬ ‫أن َ‬ ‫ويعَل ُم َّ‬
‫ِحباَل ًة(‪)1‬؛‬
‫أس‪ ،‬يدري ِب ِأني مخمور ولم ي ِ‬
‫رس ْل‬ ‫الشَف ِة الثَّ ِم ُل َّ‬
‫الر ِ‬ ‫الس َّكر ُّي َّ‬
‫الساقي ُّ‬ ‫ِ‬
‫واغوثاهُ فذل َك ّ‬
‫ٌ ْ ُ‬ ‫َّ‬
‫إلي ِبجا ٍم؛‬
‫َّ‬
‫رس ْل َّ ِ‬ ‫امات والمقامات‪ ،‬فلم ي ِ‬ ‫وكم تفاخرت بالكر ِ‬
‫أي مقامٍ؛‬‫عن ِّ‬‫أي َخ َب ٍر ْ‬ ‫إلي ب ِّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫انتقاد‪ ،‬إذا لم ي ِ‬
‫رس ْل َّ‬
‫الشاهُ ِرساَل ًة إلى ُغالم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فليس َم َح َّل‬ ‫ظ ُك ْن َّ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫مؤدباً َ‬ ‫حاف ُ‬
‫ــــــ‬
‫رسل إلي ِبحب ٍل أربِ ُ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عرِه المج َّع ِد الملتَ ِ‬
‫طائر قلبي‬
‫ط به َ‬ ‫ف حلقات ُمتَّصَلة كسْلسَلة ْلم ُي ْ َّ َ ْ‬ ‫ومن َش ِ ُ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ ّ‬
‫ويترُكني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العاش ِق َّالذي‬
‫سيطير ُ‬‫ُ‬

‫‪129‬‬
‫غزل‪110‬‬

‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫َوَق ْع‬ ‫بين المال‬ ‫أخَف ْي ُت َ‬ ‫ذي ْ‬ ‫َوس ّري ال ْ‬ ‫الصبا َوَق ْع‬ ‫ب َرأس َي َب ْع َد الش ْيب ع ْش ُق ّ‬
‫وَق ْع‬ ‫اظر ْي رِاق ْب ِب َش ْب َك ِة َم ْن‬ ‫فيـا ن ِ‬ ‫الج ِّو عـالياً‬ ‫طار في َ‬ ‫َوطـائ ُر َقلبي َ‬
‫ِ‬
‫وَق ْع‬ ‫ومن ِس ْحرِه كم من د ٍم في الحشا‬ ‫ال ِب ِم ْس ٍك‪ ،‬من سـو ٍاد ِبعي ِـنه‬ ‫غـز ٌ‬
‫الصبا َس َح اًر وَق ْع‬ ‫كف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الصبا في تُ ْر ِب ِّ‬
‫من الم ْسك في ّ‬ ‫َ‬ ‫منه ما‬
‫حي َك‪ُ ،‬‬ ‫مرور َّ‬ ‫ُ‬
‫كان‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫أس َه ِرٌم‪ ،‬وَق َع‬ ‫ئب ال َّر ِ‬
‫الس ُّر الذي َ‬ ‫الشباب برأسي‪ ،‬وذل َك ّ‬ ‫عشق‬
‫ُ‬ ‫نث اًر‪ :‬شا ُ‬
‫مخفياً في قلبي‪ ،‬خرَج إلى المأل؛‬ ‫َّ‬
‫ظري لِتَري في ِش ِ‬
‫باك‬ ‫عين ان ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫طار في الهواء مبتعداً عن َناظري‪ ،‬يا ُ‬ ‫وطائر قلبي َ‬ ‫ُ‬
‫َم ْن يَقع؛‬
‫ِ‬
‫كقارورة‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫القلب كِبدي‬ ‫ين مألَ ِم ْن َد ِم‬‫الع ِ‬
‫أسوَد َ‬
‫ذلك الغز ِ ِ‬
‫ال الم ْسك َّي َ‬ ‫َ‬
‫أَلمي َّ ِ‬
‫أن َ‬
‫الم ْس ِك؛‬ ‫ِ‬
‫حي ُكم؛‬‫اب ِّ‬ ‫مرورِه في تُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫كان ْت ِم ْن‬ ‫وقع ْت في ِيد نسي ِم َّ‬
‫الس َح ِر َ‬ ‫ط ٍر َ‬ ‫ناف َج ِة ِع ْ‬ ‫ُك ُّل ِ‬
‫ضع العاَل ِم‪ ،‬أحياء الُق ِ‬ ‫ِ‬ ‫حين تُ ِّ‬
‫طو َن قتلى ُ‬
‫بعض ُه ْم‬ ‫لوب يسُق ُ‬ ‫ُ‬ ‫يف ُم ْخ َ‬ ‫الس َ‬
‫أهداب َك َّ‬
‫ُ‬ ‫جرُد‬ ‫َ‬
‫على بعض؛‬
‫خاص َم شاربي الثُّماَل ِة‬ ‫َ‬
‫ير الم ِ‬
‫كافاة هذا‪ُ ،‬ك ُّل َم ْن‬ ‫ُ‬
‫تجرَب ٍة في َد ِ‬ ‫كان لي ِم ْن ِ‬ ‫كم َ‬
‫الجذور؛‬ ‫َّ ِ‬
‫اجتُث م َن ُ‬
‫َّة َم ْن‬‫الروح‪ ،‬ما يفعل مع طينِت ِه األصلي ِ‬
‫َُ َ َ‬ ‫يصير لؤلؤاً ولو َدَف َع ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫لن‬
‫األسوُد ْ‬
‫َ‬ ‫الح َج ُر‬
‫َ‬
‫الجوهر؟!؛‬
‫َ‬ ‫رديء‬
‫َ‬ ‫كان‬
‫َ‬
‫شيخ‬
‫اآلن ٌ‬ ‫الجمال‪ ،‬هو َ‬ ‫ِ‬ ‫تصل إلى جديَل ِة ِ‬
‫أهل‬ ‫ظ َّالذي كانت يده في شباِب ِه ِ‬ ‫حاف ُ‬‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ ُُ‬
‫العاش ِق في ر ِأس ِه‪.‬‬‫يف ِ‬ ‫وِفعل الحر ِ‬
‫ُْ‬

‫‪130‬‬
‫غزل‪111‬‬

‫الخ ْمـ ِر وَقـ َع في‬ ‫ِ‬ ‫صـورة وجـ ِهك حيـن وقعـت فـي مـرِآة الجـامِ‪ ،‬العـ ِار ِ‬
‫ضحـ َكة َ‬ ‫ف م ْن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫ط َمـ ٍع خـام؛‬‫َ‬
‫وش في مـرِآة‬ ‫النقـ ِ‬ ‫منه في المـرآة‪ ،‬وَق َعـ ْت ُكـ ُّل هـِذ ِه ُّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫وجـ ِه َك م ْن جـ َلوٍة واحـ َدة ُ‬
‫ُح ْسـ ُن ْ‬
‫األوهـام؛‬
‫ألالء‬
‫ُ‬ ‫الم َّلوَن ِة َّالتي أ ْ‬
‫ظ َه َر ْت‪،‬‬ ‫الرسـو ِم ُ‬‫وك َّل هـِذي ُّ‬‫الخ ْمـ َ ِرة‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه ُّ‬
‫الصـ َوِر م َن َ‬
‫ُكـ ُّل ِ‬
‫السـاقي َوَقـ َع في الجـام؛‬ ‫ِ‬
‫وجـه ّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء سـ ُّر َغ ّمـه إلى َفـ ِم‬ ‫أين جـ َ‬ ‫اصة‪ ،‬فمـ ْن َ‬ ‫ان ُكـ ّل أهـل الخـ َّ‬ ‫َغيـ َرةُ الع ْشـ ِق َ‬
‫قطعـ ْت لسـ َ‬
‫امة؛‬
‫العـ َّ‬
‫اص ُل َق َـدري ِم ْن َع ْهـِد‬ ‫ات ِمن نفـسي‪ ،‬هذا حـ ِ‬
‫ْ َ‬
‫أنـا َلم أذهـب ِمن المسـ ِجِد للخـرابـ ِ‬
‫ْ َْ َ َ‬
‫أزلي؛‬
‫ورة دائـ َ ِرة‬‫ان كالبركـار‪ِ ،‬م َن َّالذيـ َن وقعـوا في َد ِ‬ ‫ذهـ ُب في الـَّدور ِ‬‫يفعـ ُل َمـن ال يـ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫مـا َ‬
‫األيـا ِم؟؛‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الجـ ِّب‬‫له َخـ َرَج م َن ُ‬ ‫ضفي َـرِت َك وخـ َرَج م ْن بئـ ِر ذقـن َك‪ ،‬آه ُ‬ ‫ـق ِب َح ْب ٍـل م ْن َ‬ ‫قلبـي تَ َعل َ‬
‫الشبـاك؛‬ ‫ووَقـ َع في ِّ‬
‫للحسـ ِ‬ ‫الصـومع ِة ِ‬
‫اب‪ ،‬صـ َار ُشغلـي َم َع جبيـ ِن‬ ‫سيـُد‪ ،‬انتهـى وقـوفي في َّ َ َ‬ ‫أي ِّ‬
‫السـاقي َو َشَفـ ِة الجـام؛‬ ‫َّ‬
‫ود الع ِاق َبة؛‬ ‫صار قتيَل ُه محم ُ‬ ‫ألن َم ْن َ‬ ‫غم ِه‪َّ ،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب رْقصاً إلى تحت َسيف ّ‬
‫َّ‬
‫َح َّق الذه ُ‬
‫مع ُك ِّل َنَفـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ظـ ْر إلى هذا‬ ‫س جديـد‪ ،‬اُن ُ‬ ‫ف جديـٌد َ‬ ‫طـ ٌ‬ ‫ِق الَقـْل ِب لي م ُ‬
‫نه ُل ْ‬ ‫أنا ال ُمحـتَر ُ‬
‫لكـ ِّل هذا اإلنعـام!؛‬‫ف صـ َار الئقـاً ُ‬ ‫َّ ِ‬
‫الش َّحـاذ كيـ َ‬
‫صار‬ ‫ظ من ِ‬
‫بين ِهم‬ ‫لكـ َّن حـ ِاف َ‬
‫ظـ ِر‪ِ ،‬‬ ‫وفيون ُجمـَل ًة حريفـو َن ويلعبـو َن َّ‬
‫بالن َ‬
‫َ‬ ‫الص ّ‬ ‫ُّ‬
‫بالسوء‪.‬‬
‫المشهور ُّ‬
‫َ‬ ‫المفضو َح و‬

‫‪131‬‬
‫ـــــ‬
‫إن ُو ِج َد‬ ‫العرفان‪ ،‬بل أقول لِمن هو ِمثلي أو ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شرح‪ :‬أقول وأنا خ ِجل‪ ،‬وال أقول ِ‬
‫أقل مّني ْ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫ألهل‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫رمز‬
‫ظهرت منها ٌ‬ ‫ْ‬ ‫الم َّلوَن َة اّلتي‬
‫سوم ُ‬‫الصَوَر وا ُّلر َ‬
‫أن ُّ‬ ‫رمز لل ّذات‪ ،‬و َّ‬‫الخم َرَة ٌ‬
‫ْ‬ ‫أن‬‫وأعتَِذ ُر‪َّ :‬‬
‫عليه السالم‪ُ :‬ك ُّل خْل ٍق ح َّج ٌة هللِ‬‫ِ‬ ‫علي‬ ‫ات و َّ ِ‬ ‫الص ِاد َرِة ِ‬
‫عن ال ّذ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قال ٌّ‬ ‫الداَلة عليها‪َ ،‬‬ ‫للمخلوقات‪ّ ،‬‬
‫نقوش‬
‫ٌ‬ ‫الموجودات‬
‫ُ‬ ‫البالغة‪ ،‬و‬
‫َ‬ ‫نهج‬‫وجود ِه ِب َخْلِقه‪ ،‬كما في ِ‬
‫ِ‬ ‫ال على‬ ‫الحمد هللِ َّ‬
‫الد ِ‬ ‫ِ‬
‫ودليل عليه‪ ،‬و ُ‬ ‫ٌ‬
‫عبرو َن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ظ ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وي ّ‬
‫خيال في خيال‪ُ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫فين‬
‫العار َ‬ ‫ظاه َرةٌ في مرآة األوهام‪ ،‬وهذا العاَل ُم في حقيَقته في َن َ‬
‫عنه بالكثرِة الموهومة؛ حريفو َن‪:‬أهل شر ٍ‬
‫اب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫غزل‪112‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ْبـ َر‬
‫عطيني ّ‬ ‫أن ُي َ‬ ‫ان يقـد ُر ْ‬ ‫ذاك َّالـذي أعطى خـَّد َك لـو َن الـ َوْرِد و ّ‬
‫النسـرين‪ ،‬كـ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ان أنا المسـكين؛‬ ‫السلـو َ‬
‫وّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫طينـي‬ ‫ان يستطيـ ُع َكـ َرماً أن ُيعـ َ‬‫ذاك الـذي َعلـ َم جديَلـتَ َك َرْسـ َم التَّطـ ُاو ِل‪ ،‬كـ َ‬ ‫و َ‬
‫عطـائي أنا المغمـوم؛‬
‫ـلب ِِ الوالِـ ِه‬
‫ان الق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫ـك اليـوَم الـذي أعطـى ِبه عنـ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ط ْعـ ُت الط َمـ َع م ْن فرهـاد‪ ،‬ذل َ‬ ‫أنـا َق َ‬
‫لِ َشـَفـ ِة شيـريـن؛‬
‫يكـن‪ ،‬رْكـن القنـاع ِة بـ ٍ َّ‬ ‫كنـ ُز َّ‬
‫للسالطين‬ ‫ذاك َّ‬‫اق‪ ،‬والذي أعطى َ‬ ‫َ‬ ‫إن ْلم ُ ْ ُ ُ‬ ‫الذ َهـ ِب ْ‬
‫أعطى هذا للمساكين؛‬
‫ـورِة لـ ِك ْن‪ُ ،‬كـ ُّل َمن َعـَق َـد عليهـا َدَفـ َع لها‬
‫ص َ‬ ‫روس جميـَل ٌة ِم ْـن حي ُ‬
‫ـث ال ُّ‬ ‫الدنيـا عـ ٌ‬ ‫ُّ‬
‫ُع ْمـ َرهُ مهـ اًر(‪)1‬؛‬
‫البشـرى‬
‫ف ُ‬ ‫الصبـا تـ ُز ُّ‬
‫اص ًة و َّ‬
‫دول‪ ،‬خـ َّ‬ ‫الجـ َ‬
‫رو و َشَفـ َة َ‬‫السـ ِ‬
‫ورداء َّ‬
‫َ‬ ‫لِذا َك بع َـد هـذا يدي‬
‫فروْرِدين(‪)2‬؛‬‫ب َ‬
‫ِ‬

‫‪132‬‬
‫ظ يدمـى‪ِ ،‬آه ِمـ ْن ِفـر ِ‬
‫اق وج ِه َك أي ِّ‬
‫سيد قـوام‬ ‫ص ِـة ِم َن َّ‬
‫األيـا ِم قلـ ُب حـ ِاف َ‬ ‫الغ َّ‬
‫ـف ُ‬‫ِ‬
‫فـي َك ّ‬
‫الدين‪.‬‬
‫ّ‬
‫ـــــــــ‬
‫الربيع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫شهور َّ‬ ‫فارسي ِم ْن‬
‫ٌّ‬ ‫شهر‬
‫الع ْم َر مه اًر لها‪َ :‬ق َتَل ْت ُه؛ فروردين ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫َد َف َع ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪113‬‬

‫أع َـد َم ْتـني‬


‫َّعتـني و ْ‬ ‫بيان‪ :‬لقـد ضي َ‬ ‫ورد فـي جمي ِـل ٍ‬ ‫سج للـ ِ‬‫ال الـبنفـ ُ‬ ‫س قـ َ‬ ‫ليـَل َة األمـ ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫صبـري ضفيـرةٌ لُِفـالن؛‬
‫احها لِذلِـ َك‬ ‫اء وأع َ ِ‬ ‫كـا َّن قلـبي ِخـزان َة األسـرِار أغـَلَقت بـابها يـد القضـ ِ‬
‫طـ ْت مفتـ َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫الفتَّـان؛‬
‫ف كيـ ِانك؛‬ ‫طـ ِ‬ ‫لي ِبمـوميـ ِ‬
‫اء ُل ْ‬ ‫هو َّالذي أشـ َار عـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـئت ُمنـكس اًر إلـى بـاب َك‪ ،‬الطبيـ ُب َ‬ ‫ِج ُ‬
‫حب ِه‬
‫ـاء ُم ِّ‬ ‫المسرور‪ ،‬وعط َ‬‫ُ‬
‫فليكـن مْلـك ي ِـد ِه البـدن ال َّسليـم والقلـب ال َّسعيـد والخ ِ‬
‫ـاط ُر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُْ ُ َ َ‬
‫العجز؛‬
‫ُ‬
‫الش ِ‬
‫ـاهُد الجمي ُـل ُيعطي ِ‬
‫ـان ُك َّـل‬ ‫الشـراب و َّ‬‫ـاص ُح‪َّ ،‬‬‫الن ِ‬ ‫اذه ْـب في ِع ِ‬
‫الج َنْف ِـس َك ُّأيـها َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َهـذيـان؛‬
‫ظ ال ِمسكي َن أسـَل َمني‬
‫إن حـ ِاف َ‬‫أسـفاً َّ‬
‫ال للـ ُّرقبـاء‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫َمـ َّر علـ َّي‪ ،‬أنا المسكيـ ِن‪ ،‬وقـ َ‬
‫الروح!‪.‬‬‫ُّ‬

‫غزل‪114‬‬

‫مقامنا‬ ‫مذكور ُزْر َت‬ ‫ولو زَار َك الـ‬ ‫السعـ ِد رهن ِش ِ‬


‫باكنا‬ ‫طير َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫لقد صـ َار ُ‬
‫جامنا‬ ‫اك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫حيـ َ‬‫إذا زَار رس ٌـم من ُم َّ‬ ‫وة‬
‫وك ُنلـقـي بالعمـامة نشـ ً‬
‫ُمحُّبـ َ‬

‫‪133‬‬
‫سالمنا‬ ‫ف‬‫ـال كـي نـ ُز َّ‬‫أي مج ٍ‬ ‫و َّ‬ ‫وقصـ ُر َك َّأنى تبـُل ُغ ِّ‬
‫الريـ ُح بـ َاب ُه‬
‫َ‬
‫شباكنا‬
‫َ‬ ‫الص ِيد َّأم‬
‫وكم مثـ َل هـذا َّ‬ ‫ليست وسيَل ًة‬ ‫ْ‬ ‫الرو ُح‬
‫ال ُّ‬
‫وفرُعـ َك قـ َ‬
‫مشامنا‬ ‫ـك‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫تُـر ِ‬
‫َّ‬ ‫تنف َس زَار العط ُـر من َ‬ ‫ظ ُكّلما‬ ‫ـك‪ ،‬حاف ُ‬ ‫ماك الم ْس ُ‬
‫اب ح َ‬ ‫ُ‬

‫صرت في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الس ِ‬


‫مقامنا(‪)1‬؛‬ ‫عادة وَق َع في شباكنا‪ ،‬ولو َم َّر ِب َك َل َ‬
‫طائر أو ِج َّ َ‬
‫ُ‬
‫ورةٌ ِم ْن َو ْج ِه َك في‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫صَ‬‫أنا كالحباب أُلقي عمام َة رأسي م ْن النشاط ‪ ،‬إذا َوَق َع ْت ُ‬
‫ِ‬
‫جامنا(‪)2‬؛‬
‫سالمنا؛‬ ‫عليك‬ ‫المجال لنا لُِنلقي‬ ‫يحص ُل‬ ‫إليه ِّ‬ ‫قصرك ال سبيل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يح‪ ،‬فمتى َ‬ ‫للر ِ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫نور على ِ‬
‫دارنا؛‬ ‫منه ُشعاعُ ٍ‬ ‫ط ُ‬ ‫يطلع ِم َن األُُف ِق عسى يسُق ُ‬ ‫ُ‬ ‫المرِاد‬
‫ليَل َة َب ْد ُر ُ‬
‫قطرةٌ‬
‫تجيء َ‬
‫َ‬ ‫أن‬‫معقود على ْ‬ ‫ٌ‬ ‫فإن رجائي‬ ‫فداء لِ َشَفِت ِه َّ‬
‫الرو َح ً‬ ‫وحيث ِّأني َج َعْل ُت ُّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫من ُزاللِها ِب ُمرادنا؛‬ ‫َ‬
‫الص ِيد و ِاقع في ِش ِ‬
‫باكنا؛‬ ‫فكم ِم ْث َل هذا َّ‬ ‫قال ال تتَّ ِخ ْذ وسيَل ًة ُّ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫الرو َح‪ْ ،‬‬ ‫خيال فرع َك َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدوَلة على اسمنا؛‬ ‫اضر ْب فأالً‪ ،‬ف ُربَّما َوَق َع ْت ُقرَع ُة َّ‬‫الباب ال ُترْح يائساً و ِ‬ ‫ِم ْن هذا ِ‬
‫ِ‬ ‫ماك‪َ ،‬د َخل نسيم ِ‬ ‫النَفس ِمن ُغ ِ ِ‬ ‫حاف ُ َّ‬ ‫ِ‬
‫الرو ِح في‬
‫روض ُّ‬ ‫ورد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بار ح َ‬ ‫أخ َذ َّ َ ْ‬ ‫ظ ُكلما َ‬
‫ِ‬
‫شامنا‪.‬‬
‫َم ّ‬
‫ــــ‬
‫ونال‬ ‫ٍ ِ‬ ‫وقع ِظُّل ُه على‬ ‫ِ‬ ‫(‪)1‬طائر الس ِ‬
‫شخص سع َد َ‬ ‫افي‪ ،‬إذا َ‬
‫طائر خر ٌّ‬
‫اسم ُه بالفارسيَّة الهما‪ٌ ،‬‬
‫عادة‪ ،‬و ُ‬
‫ُ ّ َ‬
‫ِ‬
‫كأس شرابي‪،‬‬ ‫صورةُ وج ِه َ‬
‫ك في‬ ‫َ‬ ‫انعكست‬
‫ْ‬ ‫ُك َّل مراد؛ (‪)2‬الحباب الفقاقيع تعلو َّ‬
‫الشراب‪ ،‬إذا‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫كالحباب في الشراب‪.‬‬‫اختفيت َ‬
‫ُ‬

‫غزل‪115‬‬

‫الحـْق ِـد‪ ،‬اقَل ْعـ ُه فال تُحصـى‬


‫شجر الحـ ِب‪ ،‬ازرعه ِثمـار الخيـ ِر ِثمـاره‪ ،‬ونبـات ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫َ ُ ّ‬
‫أضرُاره؛‬

‫‪134‬‬
‫الس ْك ِر‪ِ ،‬م َن‬
‫يأتيـ َك‪ ،‬مـ َن ُّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫واعـ ِر ْف َقـ ْد َر المخمـ ِ‬
‫الخمـارات لكي ال َ‬ ‫رت‬‫ور إذا ُز َ‬
‫الخ ْمـ ِر ُخمـ ُاره(‪)1‬؛‬
‫َ‬
‫كان على ِ‬
‫قلب‬ ‫در فال ُي ْح َرْم مـا َ‬ ‫الح ْكـ ِم كمهـ ِد البـ ِ‬
‫رب و َم ْن ِـزُل ليلـى في ُ‬
‫ِ‬
‫يا ّ‬
‫المجنو ِن جرى َّ‬
‫زو ُاره(‪)2‬؛‬
‫ط‪ ،‬مـر بالـُقـبـَل ِة َشَفـتَـيك لـه ِ‬
‫ليقـ َّر قـرُاره؛‬ ‫ُ‬ ‫وقـرُار فـؤادي المجـرو ِح ِبفـرِعـ َك مربـو ٌ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫أن يجلِ َس في َّ‬ ‫ِ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫السروةُ‬‫الجدول و َّ‬ ‫وض على‬ ‫اب أخـي اًر ومـ َن هللا رجـا ْ‬ ‫ظ شـ َ‬
‫جاره(‪.)3‬‬
‫ُ‬
‫يجيء‬ ‫*عـَّد صحب َة الّليـ ِل غنيـم ًة ف ِمن بع ِـد ِ‬
‫ك‪ ،‬وس ُ‬ ‫الفَل ُ‬
‫سيدور كثيـ اًر َ‬
‫ُ‬ ‫زماننا هـذا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫الليالي واأليَّام؛‬‫بالكثيـ ِر ِمن َّ‬
‫َ‬
‫ورد ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يجيء بمئـة َ‬
‫ُ‬ ‫وض ُك َّل عـا ٍم‬ ‫الع ْمـ ِر يـا ُ‬
‫قلب وا ّال فهذا ال َّر ُ‬ ‫اغتن ْم ربيـ َع ُ‬
‫كالب ُلبل‪.‬‬ ‫ألف طـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ائر ُ‬ ‫يجلب َ‬‫كالنسريـن و ُ‬ ‫ّ‬
‫ــــــــــ‬
‫ـب ِ‬
‫عام ِـرها مـا جـرى على المجنـون(يا ِّ‬
‫رب‬ ‫ف ِبقل ِ‬ ‫(‪)1‬دار ليلـى لهـا ح ْكـم مه ِـد الَقمـر‪ ،‬يـا ِ ِ‬
‫رب اقـذ ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫يصيب المخمور؛‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صداعٌ‬
‫مار ُ‬
‫الخ ُ‬ ‫ك الدار ع ْش َق مجنو ليلى)؛‬ ‫ألق في َقْلب عامر تْل َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تحت‬
‫دول َ‬‫ضف ِة الج ِ‬
‫آخ ِر عمرِه‪ ،‬ويسأل هللا أن يكو َن قبره على َّ‬‫ظ اآلن شائب‪ ،‬وفي ِ‬
‫حاف ُ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ٌ‬
‫ِظ ِّل َّ‬
‫السروة‪.‬‬

‫غزل‪116‬‬

‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫الشخص َّالذي حسن ُّ‬ ‫َّ‬


‫صر؛‬ ‫ظ ِرِه‪ُ ،‬محق ٌق َّأن ُه حاص ٌل على َ‬
‫الب َ‬ ‫الحبيب في َن َ‬ ‫وخط‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ُ‬
‫بالسيـف(‪)2‬؛‬
‫ط ُـع ُـه َّ‬ ‫ـاع ِة ِ‬
‫أمرِه كالَقَل ِم‪ ،‬فَليـتَ ُه يق َ‬ ‫أسنـا يجري ِبط َ‬ ‫َج َعْلنـا ر َ‬
‫ظ ٍة رأساً؛‬ ‫ِ‬
‫يستبد ُل ُك َّل لح َ‬ ‫تح َت َس ِيف َك‬ ‫كالش ْم ِع‪ْ ،‬‬ ‫إجازةٌ بوصلِ َك َّ‬
‫له َ َ ْ‬
‫َّ‬
‫خص الذي ُ‬ ‫الش ُ‬
‫َّ‬
‫أس دائماً على عتَب ِة قص ِرك ربَّما ِ‬
‫يص ُل إلى‬ ‫الر ِ‬ ‫ظ على َّ‬ ‫الشخص َّالذي ي ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫و َّ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تقبيل َق َد ِم َك؛‬
‫ِ‬

‫‪135‬‬
‫تجع ُل ِدماغي‬
‫المدا ِم َ‬
‫يح ُ‬
‫س ملول‪ ،‬أين الخمرة َّ ِ‬
‫الصاف َي ُة‪ ،‬ر ُ‬ ‫َ َ ْ َُ‬
‫أنا ِمن ُّ ِ‬
‫الزْهد الياِب ِ َ ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫طباً على َّ‬
‫الدوام؛‬ ‫َر ْ‬
‫العْقل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وسو َسة َ‬
‫تجعَل َك بال َخ َبر عن َ‬ ‫عند َك بال قي َمة‪ُ ،‬خذها ل َ‬
‫الخ ْم ُر َ‬
‫كانت َ‬ ‫وا ْن َ‬
‫الزمان؛‬‫ظ ًة ِم َن َّ‬
‫لح َ‬
‫اآلن في طر ِ‬
‫يق‬ ‫هو َ‬ ‫يق التَّقوى‪ِ ،‬بع ْزِم َّ ِ‬ ‫يض ْع َق َدماً ِ‬
‫خارَج طر ِ‬
‫الخم َارة‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص ْلم َ‬ ‫شخ ٌ‬
‫ْ‬
‫السَفر؛‬
‫َّ‬
‫وى ح ٍّار على َكِبِده‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ور سيحم ُل إلى التراب‪ ،‬ما عن َدهُ م َن ه ً‬ ‫ظ المكس ُ‬ ‫قل ُب ح ِاف َ‬
‫هرة َّ‬
‫الشقائ ِق الحمراء‪.‬‬ ‫ِمثل ز ِ‬
‫َ َ‬
‫ــــــــ‬
‫بصر صحيح‪ ،‬وهل‬ ‫ٍ‬ ‫صاحب‬
‫ُ‬ ‫فإن ُه‬ ‫ظر والتَّ ُّ‬
‫مع َن في جمال وجه الحبيب َّ‬ ‫شخص َّ‬
‫الن َ‬ ‫ٌ‬ ‫(‪)1‬إذا أكثر‬
‫العارف كالقل ِم‬
‫ُ‬ ‫ظر إلى جمال وجه المحبوب؛ (‪)2‬في المثنوي‪:‬‬ ‫الن ِ‬
‫بأفضل من َّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫البصر‬ ‫يشتغل‬
‫ُ‬
‫الرحمن‪.‬‬ ‫تقّلُِب ُه ُّ‬
‫كف َّ‬

‫غزل‪117‬‬

‫ِِ‬
‫هر‬
‫ـيد‪ ،‬وز ُ‬
‫ـرو فـي َقـ َدمه الَق ُ‬
‫الس ُ‬ ‫ور وجـ ِه َك فـارغٌ َ‬
‫من الـ َّروض‪ ،‬ك َّأن ُه َّ‬ ‫قلبي ِب َد ِ‬
‫ـائق ِ‬
‫فيه حـ اررةُ َّ‬
‫النـار؛‬ ‫َّ‬
‫الشق ِ‬
‫من‬ ‫فه َـو فـي خلـوِة ّ‬
‫الزاهديـ َن فـارغٌ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ـت قـوس حـاجب شخص‪ُ ،‬‬ ‫يدخ ُـل تح َ‬
‫رأسي ال ُ‬
‫العـاَلم(‪)1‬؛‬
‫ـب ِم َن البنفـ َس ِج َّالـذي يقيـ ُس نفـ َس ُه إلى ذؤ َابِتـه‪ ،‬اُن ُ‬
‫ظـ ْر إلـى هـذا‬ ‫ـض ٍ‬‫أنـا فـي َغ َ‬
‫ص بمـاذا ُيفـ ِّكر؛‬ ‫األسـ َوِد الوجـ ِه َّ‬
‫الرخيـ ِ‬
‫َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ش في الـ َّر ِ‬
‫ـف‬ ‫ـاه الـورد علـى َسري ِـر ُسلطـانه‪ ،‬والشقـائ ُ‬
‫ـق واق ٌ‬ ‫وتأمـ ْل ش َ‬
‫وض َّ‬ ‫تمـ َّ‬
‫أس فـي كِّفـه؛‬ ‫ِ‬
‫ُينـاد ُم ُه‪ ،‬والكـ ُ‬

‫‪136‬‬
‫اج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظْلـم ِة الّليـ ِل و َّ ِ‬
‫معي سـر ُ‬
‫َ‬
‫يك ْـن‬
‫ـول‪ ،‬مـا َل ْـم ُ‬
‫الصحـراء‪ ،‬أي َـن ُيمـك ُـن الوص ُ‬ ‫فـي ُ َ‬
‫يق ِم ْن شمـ ِع وجـ ِهك؛‬ ‫َّ‬
‫الطـر ِ‬
‫منا؛ حـ َّق لـي‬‫ّ‬ ‫ود فـارغٌ‬
‫وص َن ُمنا المعبـ ُ‬
‫اح نبكي معاً‪ ،‬احترقنـا َ‬ ‫الصبـ ِ‬
‫وشمـ ُع َّ‬
‫أنـا ْ‬
‫َ‬
‫ش‬‫اب ِعـ َّ‬ ‫ظـر فقـد تم َّـلك ِ‬ ‫البكـاء على هـذا الـ َّر ِ‬
‫الغـر ُ‬
‫ُ‬ ‫فيه‬ ‫َ‬ ‫بهمـن‪ ،‬اُنـ ُ ْ‬
‫كغيـ ِم َ‬
‫وض َ‬ ‫ُ ُ‬
‫الُبـ ُلبـل؛‬
‫الع ْشـق‪ ،‬ليس في ِـه خـ ِ‬
‫اطـ ُر التََّنـ ُّزِه‪ ،‬وال هـوى‬ ‫درس ِ‬
‫ِ‬ ‫المتـأّلِـ ُم في ِـه ِسـ ُّر‬ ‫قْلـ ُب حـ ِاف َ‬
‫َ‬ ‫ظ ُ‬
‫البستـان‪.‬‬
‫ُ‬
‫ــــــ‬
‫للش ِ‬
‫رف و ِّ‬ ‫الحا ِج ِب ُ‬
‫يرمز َّ‬
‫أخض ُع‬
‫ألجأُ وال َ‬
‫ك‪ ،‬وال َ‬ ‫الرفعة‪ ،‬والمعنى‪ :‬ال أرى عظيماً َ‬
‫غير َ‬ ‫قوس‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫فارغٌ ِم َن العاَلمِ‪.‬‬
‫ك ِ‬ ‫أح ٍد ِ‬
‫غيرك‪ ،‬أنا ب ِ‬ ‫وال أكون في ِع ِ‬ ‫لِ َغ ِ‬
‫وجود َ‬ ‫ناية َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ك‪،‬‬
‫ير َ‬

‫غزل‪118‬‬

‫دام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الم ُ‬
‫ُ‬ ‫تملك‬
‫ُ‬ ‫ان‬
‫ُمـْلـ َك ُسـَليمـ َ‬ ‫ام‬
‫ك َمـ ْن َلـ َديـه َخ ْمـٌر وجـ ُ‬ ‫ملـ ٌ‬
‫جام‬
‫ُ‬ ‫حواهُ‬ ‫ان قـد‬ ‫اء الـحـيـ ِاة‬
‫في الـحـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طـال َب مـاء الـ َحـيـاة‪ ،‬مـ ُ‬
‫ِ‬
‫ظام‬
‫الن ُ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫فـي ِـه‬
‫ـام‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫إن ذا َك الـ ّزم َ‬ ‫فاع ِق ْل‬ ‫ِ‬
‫ام الـحـيـاة بالجـا ِم ْ‬ ‫وزمـ َ‬
‫تام‬ ‫ِ‬ ‫اهٌد وتـقـ ـوى سنـرى من لـ ُه‬ ‫نـحـن والـخـمر أو ز ِ‬
‫الخ ُ‬ ‫يحس ُن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بين ُمرُام‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫منـ ُه ُيـقضى للطـالـ َ‬ ‫يء‬
‫سـاقيـا ما و ار شفـاهـ َك شـ ٌ‬
‫هام‬
‫المستَ ُ‬
‫ُ‬ ‫اح يـدعـو ِبـ ِه قلبي‬ ‫الصبـ ِ‬‫رد المسـا و َّ‬ ‫فـرُعـ َك والـوجـ ُه ِو ُ‬
‫َ‬

‫الماء َّالذي َو َج َد‬


‫ُ‬ ‫المدام؛‬
‫جمشيد في ُ‬
‫َ‬ ‫لطان‬
‫يملك ُس َ‬
‫ُ‬ ‫الجام‪،‬‬
‫َ‬ ‫يملك‬
‫ُ‬ ‫خص َّالذي‬ ‫َّ‬
‫الش ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫مام روح َ‬ ‫ِ ِ‬
‫فهو في الجام؛ سّل ْم ز َ‬
‫ِ‬
‫عنه في الحان َ‬
‫ابح ْث ُ‬‫الحياة‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ض ُر ِم ْن ُه‬ ‫ِ‬
‫الخ ْ‬
‫اهدو َن والتَّقوى‪ ،‬سنرى َم ْن‬ ‫الز ِ‬ ‫ِ‬
‫النظام(‪)1‬؛ أنا وخمري و َّ‬
‫هو ّ‬ ‫الح ْب ُل َ‬
‫للجا ِم فهذا َ‬

‫‪137‬‬
‫ستعار ِم ْن‬
‫ض ُم ٌ‬ ‫س ِم ْن فنو ِن ُّ‬
‫الس ْك ِر‪ْ ،‬قر ٌ‬ ‫الحبيب؛ ُك ُّل ما ِع َند َّ‬
‫الن ِ‬
‫رج ِ‬ ‫ُ‬ ‫سيختار‬
‫ُ‬
‫لؤلؤ‬ ‫ِ‬
‫ك وَف ْرِع َك ِوْرٌد لَِقلبي يدعو ِبه صباحاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومساء؛ ُ‬
‫ً‬ ‫الجميَلة؛ ذ ْك ُر جبين َ‬ ‫َعين َك َ‬
‫يح ِة ِأل ْه ِل اآلال ِم؛ أي حبيبي‪ ،‬في ِ‬
‫بئر‬ ‫للص ِ‬
‫دور الجر َ‬ ‫ام ُّ‬ ‫فيه ِ‬
‫المْل ُح التَّ ُّ‬ ‫شَفِتك ِ‬
‫َ َ‬
‫ظ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كحاف َ‬ ‫سن َك ِع ْن َدهُ مائتا ُغال ٍم‬ ‫َّ‬
‫الذ ْق ِن‪ُ ،‬ح ُ‬
‫ـــــــ‬
‫ظم ِ‬
‫فيه اللؤلؤ‪.‬‬ ‫الخي ُ َّ‬ ‫(‪ِ )1‬‬
‫ط الذي ُي ْن َ ُ‬ ‫هو َ‬‫ظام َ‬
‫الن ُ‬

‫غزل‪119‬‬

‫أي َغ ٌّـم يصيـُب ُه ِمـن ضيـا ِع‬ ‫ام جمشيـد‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫القْلـ ُب اّلـذي ُهـو مرآةٌ للغيـب وعنـدهُ جـ ُ‬
‫ظة؟(‪)1‬؛‬ ‫للحـ َ‬
‫خـاتَ ٍم ْ‬
‫وجـ ِه والخـال‪،‬‬‫ان جميـ َل ال ْ‬ ‫الش ّحـاذين ولو كـ َ‬ ‫احٍد ِمـ َن َّ‬ ‫ال تُعـ ِط خزيـ َن َة قْلـ ِبك لِـو ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الم ْحـتَ َرم؛‬ ‫ِ‬
‫ضعـهـا فـي يـِد شبيـه ملِـ ٍك ْ ِ‬
‫يحـتَرُم ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫السـروةُ التـي أنـا خـاد ُمها لها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحمـ ِل جفـاء ّ‬
‫الشتـاء‪َّ ،‬‬ ‫در علـى ُّ‬ ‫ٍ‬
‫مـا ُكـ ُّل َش َجـرة تْقـ ُ‬
‫الَقـ َد ُم هـا ُهنـا(‪)2‬؛‬
‫ـلك‬
‫ان ُك ُّـل َمن يم ُ‬ ‫الس ْكـر ِ‬
‫س َّ‬ ‫ـرج ِ‬‫كالن ِ‬
‫ط َـر ٍب أمـام الَق َـد ِح َّ‬
‫َ‬ ‫ـف في ِـه ِم ْن َ‬ ‫ِ ِ‬
‫اء موسـ ٌم يق ُ‬ ‫جـ َ‬
‫اه َم ينـثُُرها على قـ َد ِمه(‪)3‬؛‬ ‫ستَّـ َة در ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ـف‪ ،‬لكـي ال ت ُكـو َن ُمتَّـ َهماً بمـائة َ‬
‫من‬ ‫أس ْ‬‫للخ ْمـر كال َـوْرد‪ ،‬وال ت َ‬
‫ـب ثَمـناً َ ِ‬
‫اجعـل الذ َه َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ( ‪)4‬‬
‫الكـّلي ؛‬‫العْقـ ِل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العيـوب عنـ َد َ‬
‫حرِم قلـ ٍب طـريق إلـى ِ‬
‫داخـ ِل‬ ‫ص فمـا لمـ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫صـ َ‬ ‫أحـ َد يـدري بسـ ّر الغيـب فـال تـرو الق َ‬ ‫ال َ‬
‫الحـ َرم؛‬
‫هـذا َ‬
‫اآلن وَل ُـه مـائ ُة ُش ْغـ ٍل بالعبيـ ِر َّالـذي‬
‫ـان يـ َّدعي التَّـ َجـ ُّرَد‪ ،‬هـا ُه َـو َ‬
‫َّ‬
‫وقلبـي الـذي ك َ‬
‫الصبـا ِح ِمـن ضفي َـرِتك؛‬ ‫تحمـ ُل ريـ ُح َّ‬ ‫ِ‬

‫‪138‬‬
‫ظ ِـر‬ ‫ـلك ضيـاء َّ‬
‫الن َ‬ ‫اك ِم ْن حبي ٍ‬
‫ـب يم ُ‬ ‫اي أطـُل ُب ُمـرَاد قلبـي وليـ َس ُهنـ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وم َّمـ ْن عسـ َ‬
‫الك َـرم؛‬
‫ـوب َ‬ ‫وأسل َ‬
‫يء‪ ،‬لقـد‬ ‫ظ ال قيـم َة لهـا‪ ،‬ونحـن ال نشتريهـا ِب َشـ ٍ‬‫الدعـوى َّالـتي يرتـديها حـ ِاف ُ‬ ‫ِخـرَق ُة َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الص َنـم(‪.)5‬‬
‫يعبـ ُد َّ‬
‫ان ُ‬‫الص َمـ َد‪ ،‬وهـ َو كـ َ‬
‫يعبـ َد َّ‬
‫طلبنـا منـ ُه أن ُ‬
‫ــــــ‬
‫السالم؛‬ ‫ضياع خات ِم ُسليمان عليه َّ‬
‫ِ‬ ‫(‪)1‬ضياع خات ٍم‪ :‬إشارة إلى ما سبقت اإلشارة ِ‬
‫إليه من‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)2‬لها الَق َد ُم ها ُهنا‪ :‬دوماً خضراء؛ ستة دراهم‪ ،‬يعني بها ُك َّل ما يملك‪ ،‬وينثُُرها على َق َد ِم‬
‫(‪)3‬‬

‫فلست بالعاقل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تملك‬


‫الخمر بأغلى ما ُ‬ ‫َ‬ ‫الخ ْمر؛ (‪)4‬إن لم ِ‬
‫تشتر‬ ‫يق َ‬ ‫يصرُفها في طر ِ‬ ‫الَق َدح يعني ِ‬
‫ِ‬
‫العقل‬ ‫صاحب المثنوي عن‬
‫ُ‬ ‫فيك مائ َة عيب‪ ،‬قال‬ ‫حقائق األشياء يرى َ‬ ‫ُ‬ ‫والعقل َّالذي ِب ِه تُعَق ُل‬
‫الصَنم‪:‬‬ ‫يعبد َّ‬
‫الصمد وهو ُ‬ ‫منه أن يعبد َّ‬ ‫ِ‬
‫العقل الكّلي؛ طلبنا ُ‬ ‫الكّلي‪ :‬هذا العاَل ُم فكرةٌ من‬
‫(‪)5‬‬

‫بين جنبيك)‪.‬‬ ‫فيه(أم األصنا ِم نفس َّ‬ ‫عبادتُه ليست خالص ًة ِ‬


‫ك التي َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُّ‬ ‫األنانية‬
‫ّ‬ ‫لبقاء‬ ‫ُ‬

‫غزل‪120‬‬

‫ط ِم ْن َد ِم‬ ‫ض ِه ِب ِه خـ ٌّ‬ ‫السنـابل‪ ،‬نـور عـ ِار ِ‬ ‫ٍ ِ ُّ‬ ‫ِ‬


‫َ‬ ‫وجـ ُه ورد تُظلـ ُه َّ ُ َ ْ ُ‬ ‫ص َنـ ٌم لـ ُه ْ‬ ‫عـندي َ‬
‫األُرجـوان(‪)1‬؛‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ُغبـ ُار الخـ ِّ‬
‫الح ْسـ ُن‬
‫له ُ‬ ‫اء الخـال َد كمـا ُ‬ ‫رب أعـطه البقـ َ‬ ‫وج ِهه‪ّ ،‬‬ ‫طـى َش ْمـ َس ْ‬ ‫ط غّ‬
‫الخـالِد؛‬
‫أكـ ْن أدري َّ‬ ‫وه ِـر المقصـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن‬ ‫ود‪ ،‬لم ُ‬ ‫ـت على الجـ َ‬ ‫صْل ُ‬ ‫ـق ُقلـ ُت لنفسي َح َ‬ ‫وأنـا أبـدأُ الع ْش َ‬
‫هذا البحـ َر يمـو ُج بالـ َّد ِم ال ُمـراق؛‬
‫ام في‬ ‫ِ‬
‫رت أرى عيـ َن َك في الكميـ ِن و ّ‬
‫السهـ ُ‬ ‫ِم ْـن عي ِـن َك ال َمه َـر َب بال ُّـرو ِح فحيثُمـا َن َ‬
‫ظـ ُ‬
‫وسها(‪)2‬؛‬‫قـ ِ‬
‫غم َ ِ‬‫الريح‪ ،‬قاَل ْـت ِل َّ‬ ‫الع َّش ِ‬ ‫ِشبـاك ُ ِ‬
‫لصـبا‬‫ـازة ا َّ‬ ‫ـار في ِّ‬ ‫كالغب ِ‬
‫ـاق ُ‬ ‫ـوب ُ‬ ‫ط َّـرِته حي َـن َن َش َـر ْت ُقل َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الس ّـر؛‬
‫اكتُمي ّ‬

‫‪139‬‬
‫ص‬ ‫القـص ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال أهـل القْلـب‪ ،‬وكـم عنـ َد ُهـم من َ‬ ‫اسم ْع حـ َ‬
‫صـ َّب ُجـرَع ًة علـى تُربتنـا‪ ،‬و َ‬ ‫ُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫عن جمشيد وكيخسرو ؛‬
‫اك ِه يـا بـلبـل‪ ،‬ال ِ‬
‫اعتمـ َاد على الـورِد‬ ‫ضحـك في وج ِهـك الـورد ال تقـع فـي ِشبـ ِ‬ ‫إذا ِ‬
‫ُُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حتّـى ولو َمَلـ َك ُح ْسـ َن العـاَلم(‪)4‬؛‬
‫المجلِ ِ‬ ‫باهللِ عليـك ِ‬
‫الخمـ َر‬
‫رب ْ‬ ‫يشـ ُ‬
‫ين ْ‬ ‫س‪َّ ،‬إنـ ُه َمـ َع َ‬
‫اآلخـر َ‬ ‫ؤول ْ‬
‫من ُـه‪ ،‬أي مسـ َ‬ ‫أنصفـني ْ‬ ‫َ‬
‫يتكبـ ُر؛‬
‫وعلـ َّي َّ‬
‫عج ْل باصطيادي‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫إذا ُكنـ َت تُريـ ُد أن تربِ َ‬
‫طنـي إلـى َسـرِج جـواد َك‪ ،‬ألجل هللا ّ‬
‫فيه اآلفـات و َّ‬
‫الطـالِ ُب يخـ َسر؛‬ ‫التَّأخيـر ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فعـ ْذ ُب الـمـاء منها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال تحـ ِرم عيني مـ ْن سـ ِ‬
‫ازرْعـ ُه علـى عيـنهـا َ‬
‫رو قـّد َك الّلطيـف‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫دائماً يجـري؛‬
‫ـوف الهجـ ِر إن ُكنـت ر ِ‬
‫اغـباً فـيه‪َ ،‬ج َعَلـ َك هللاُ فـي أمـ ٍ‬
‫ان‬ ‫اجعْلني في أمـا ٍن ِمـن خ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِمـن عي ِـن ُكـ ِّل من أرَاد ِبـ َك سـوءاً؛‬
‫ِِ‬ ‫ظي‪ ،‬العيـار فـ ِاتن المدي ِ‬
‫ـنة‪َّ ُّ ،‬‬ ‫ول ِلحـ ّ‬ ‫َّ‬
‫قتل‬
‫السـك ُـر فـي فيه‪ ،‬و َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ما ُعـذري الـذي أقـ ُ‬
‫بالمـ ّر(‪.)5‬‬ ‫ِ‬
‫ظ ُ‬ ‫حاف َ‬
‫ـــــــ‬
‫فرٍة تُدعى الحجاج‪،‬‬ ‫الناِبت حديثاً على ِ‬ ‫(‪ُّ )1‬‬
‫الخط‪َّ :‬‬
‫العين في ُح َ‬ ‫الح َدث؛ تختبئُ‬‫وجه َ‬ ‫الش ْع ُر َّ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫هام األهداب؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الس ُ‬
‫قوسها الذي ترمي به‪ ،‬و ّ‬ ‫الم َّقو ُس ُ‬
‫كأنها في كمين‪ ،‬والحاج ُب ُ‬
‫مسكُنها‪ّ ،‬‬‫هو َ‬
‫فع َند ُهم‬ ‫فاذكرنا ِبجرَع ٍة‪ ،‬لِتسمع ما جرى ِأل ِ‬
‫هل القلوب‪ِ ،‬‬ ‫(‪)3‬إذا َش ِربت الخمر ِمن ِ‬
‫بعد موِتنا ُ‬ ‫ْ َ َ َْ ْ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص عن ُعظماء هذا العاَل ِم م ْن أمثال جمشيد وكيخسرو؛ ال تقع في شباكه‬ ‫القص ِ‬ ‫ِ‬
‫من َ‬ ‫كثير َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ٌ‬
‫كثير‬ ‫ِ‬
‫ائد الجمال ُ‬ ‫َّار ُهنا‪ :‬ز ُ‬
‫له وال عهد؛ العي ُ‬ ‫وفاء ُ‬
‫ماد على الورد أي ال َ‬‫تعشْقه‪ ،‬وال اعت َ‬
‫أي ال َ‬
‫(‪)5‬‬

‫ِ‬
‫التّجوال‪.‬‬

‫غزل‪121‬‬

‫‪140‬‬
‫السعـادةُ رفيـَقتُ ُه‬ ‫الح ْسـ َن وال َّـدالل‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫لك ُ‬ ‫يمـ ُ‬‫وب ْ‬‫ُكـ ُّل َمـ ْن لـ ُه خـاطٌر مجمـوعٌ ومحبـ ٌ‬
‫وال َّـدوَل ُة جليـستُه؛‬
‫العـْقـل‪ ،‬وُكـ ُّل مـن أرَاد تقـبيـ َل َعـتَ َـب ِـته َح َـم َـل‬ ‫ِ‬
‫ـاب أعـلى كثيـ اًر م َن َ‬
‫ِ‬
‫حريـ ُم العـ ْش ِق لـ ُه ب ٌ‬
‫الـ ُّرو َح علـى كـِّفه؛‬
‫وهـ َرِة خـاتَ ِم ِه‬‫ش جـ َ‬ ‫ك سليـمان‪ ،‬أو كـ َّأنـ ُه ُهـو‪ ،‬وتَ ْحـ َت َنْقـ ِ‬
‫العـ ْذ ُب ُمْلـ ُ ُ‬
‫ثَ ْغـره َّ ِ‬
‫الضـّي ُق َ‬ ‫ُُ‬
‫العـاَلم؛‬ ‫َّ ِ‬
‫الثميـ َنة َ‬
‫ذه لهـا حسـ ٌن وذاك لـه حسـن‪ ،‬وأنـا ِ‬
‫أفتخـ ُر‬ ‫المسـ ِك ُّي‪ ،‬هـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َ ُ ُْ‬ ‫ُْ‬ ‫ـذار ْ‬ ‫الشـَف ُة اللـؤُلـ َّئي ُة والع ُ‬
‫الحـ ْسن؛‬
‫وذاك ُ‬‫َ‬ ‫الحـ ْس َن‬
‫لك هـذا ُ‬ ‫بأن حـبيبي يمـ ُ‬ ‫َّ‬
‫شحـا ُذ َّ‬ ‫النحف ِ‬ ‫ـار إلى ال ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫باحتق ٍ‬
‫يملك‬
‫ُ‬ ‫الطـر ِ‬
‫يق‬ ‫ـاء‪ ،‬ف َّ‬ ‫ضعفـاء و ُّ َ‬ ‫ظ ْر‬
‫أي ُم َن َّع ُـم‪ ،‬ال تن ُ‬ ‫ْ‬
‫س ِ‬
‫الع ْش َـرة؛‬ ‫ص ْـد َر مجـلِ ِ‬
‫َ‬
‫ض من‬ ‫األر ِ‬
‫ـت ْ‬ ‫غنيمـ َة الُق ْـد َرِة‪ ،‬ف َكم تَ ْح َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األرض اعـ ِر ْف‬ ‫وجـ ِه‬
‫ما ُد ْمـ َت علـى ْ‬
‫ـاء؛‬ ‫ِِ‬
‫َعـاجـزيـن وكانوا أقوي ً‬
‫الخيـ َر‬ ‫عن الـ ُّرو ِح و ِ‬
‫الج ْسـ ِم‪َ ،‬من رأى َ‬ ‫ـاجين والمساكي َـن يـدَف ُع البالء ِ‬
‫ـاء ال ُمحت َ‬
‫َ‬ ‫ُدع ُ‬
‫بخل جـاني ِه؟؛‬ ‫ِ َّ‬
‫م ْن ذل َك المحصـول الذي َ‬
‫ِ ِ‬
‫ك ِمئـة َجمشيـد‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫صبـا قـولي رمـ اًز ِمن ِع ْشـقي لِشـ ِاه ِ‬
‫الحسـ ِ‬
‫ذاك الـذي يمل ُ‬ ‫ان‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫وك ْيـ َخ ْسرو من ُغـال ٍم رخيـص؛‬
‫َ‬
‫ـان في مجلِ ِس ِه‬
‫السلط ُ‬
‫حافظ‪ ،‬قولـي لـ ُه ُّ‬ ‫اشقاً مفـلِساً ِم ْثـل ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫واذا قـال ال أُريـد عـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫الش َّحـا ُذ أيضاً‪.‬‬
‫غزل‪122‬‬

‫ال حـ ِافظاً ِم َن‬


‫ان هللا لـه فـي جميـ ِع األحـو ِ‬ ‫ظ جـ ِانب ِ ِ‬
‫أهـل هللا‪ ،‬كـ َ ُ ُ‬
‫َ ْ‬ ‫يحفـ ُ‬
‫ُكـ ُّل َمـ ْن َ‬
‫البـالء؛‬
‫حديث العـ َارف؛‬ ‫ظ‬
‫يحف ُ‬
‫ف َ‬ ‫ٍ‬
‫حبيب‪ ،‬العـ ِار ُ‬ ‫ض َرِة‬
‫أقول ّإال ِب َح ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الحبيب ال ُ‬
‫حديث َ‬
‫َ‬

‫‪141‬‬
‫ـك الَقـ َد ُم َرَفـ َع َمَلـ ُكـ َك ِكلتَا يديـ ِه‬ ‫َّ ِ‬
‫بحيـ ُث إذا زلـ ْت م ْن َ‬
‫اش َ‬ ‫أي قلـ ُب ُكـ ْن في المعـ ِ‬
‫ظك؛‬ ‫بالدعـ ِ‬
‫اء ليح َـف َ‬ ‫ُّ‬
‫ف الخي ِـط‬ ‫ط َر َ‬
‫ظ َ‬ ‫الع ْهـ َد‪ِ ،‬اح َـف ْ‬
‫ض َل َك المعشـو ُق َ‬
‫َّ‬
‫لك رغ َـب ٌة بأال َينـُق َ‬
‫ـان َ‬ ‫إذا ك َ‬
‫ظه؛‬
‫ليح َـف َ‬
‫أن ُي ْحـ ِاف َ‬ ‫الضفيـرِة قلبـي‪ ،‬قولـي َله بلُ ْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫صبـا إذا ع ِ‬
‫ظ على‬ ‫طـف ْ‬ ‫ُ‬ ‫ـك َّ َ‬ ‫ـاي ْنـت فـي تْل َ‬‫َ‬
‫مك ِـانه؛‬
‫ـس لي ُشغـالً‪َ ،‬حـ ِف َ‬
‫ظ ُه هللاُ؛‬ ‫قلبي‪ ،‬ما قـال‪ ،‬هـذا لي َ‬ ‫حـين قلت له ارع‬
‫َ ُْ ُ َ َ َ‬
‫ظ على‬ ‫الذهـب الخـالِص والَقْلـب والـ ُّروح ِفـداء ِلذاك الحبيـ ِب َّالـذي يح ِ‬
‫ـاف ُ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أس و َ ُ‬ ‫ال َّـر ُ‬
‫ـاء لِ َحـ ِّق ُّ‬
‫الص ْحـ َبة؛‬ ‫ِ‬
‫وعندهُ الوف ُ‬
‫الم َحَّبـة َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ظك كتذك ٍار م ْن نسي ِم َّ‬
‫الصبا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من طر ٍ‬
‫ظ به حاف ُ‬ ‫يت عليه ليحتَف َ‬ ‫يق َم َش َ‬ ‫بار ْ‬ ‫الغ ُ‬
‫أين ُ‬ ‫َ‬

‫غزل‪123‬‬

‫ك ُّـل لـح ٍّـن َّ‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬


‫اء‬
‫عدل سو ُ‬‫ٌ‬ ‫غنـاهُ‬ ‫الغناء‬
‫ُ‬ ‫طر ُب الع ْش ِق من ُـه ط َ‬
‫ـاب‬ ‫ُ‬
‫كاء‬ ‫ال ُـعـ َّش ِ‬ ‫ال خـال الـكو ُن مـن أنيـ ِن‬
‫الب ُ‬
‫ـذب أنيـُنـ ُهـم و ُ‬ ‫ـاق فـع ٌ‬
‫طاء‬ ‫العفـ َو‪ِ ،‬ن ْعـ َم‬ ‫الـمـال ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫الع ُ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫بل‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫ارب الثمـاَلة ال يمـلـ ُ‬ ‫شيخنـا شـ ُ‬ ‫ُ‬
‫اء‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫له دو ُ‬‫كي الحشا ُ‬ ‫داء ُّ‬‫ـق ٌ‬ ‫الـعـ ْش ُ‬ ‫بيب‬
‫األحم َر الط ُ‬
‫َ‬ ‫ـال إ ْذ رأى دمعي‬
‫َ‬ ‫ق َ‬
‫اء‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال ت ُـك ْن ظـالماً بغمـ ِزة عيـني َ‬
‫في العـ ْشـق ُك ُّـل فعـل ل ُـه جز ُ‬ ‫ـك‪،‬‬

‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬


‫يق في‬
‫ط ُع الطر َ‬ ‫طر ُب الع ْش ِق ع َندهُ أن َغا ٌم عجيب ٌة‪ُ ،‬ك ّل َن ْغ َمة ُ‬
‫منه أثَُرها يق َ‬ ‫ُ‬
‫المكان؛‬
‫الف َرح؛‬
‫يهب َ‬‫يقاع ُه ُ‬ ‫الع َّشاق ُ‬
‫فلحن ُه َع ْذ ٌب وا ُ‬ ‫كان العاَلم خالياً ِم ْن ِ‬
‫أنين ُ‬ ‫ال َ‬
‫ُ‬

‫‪142‬‬
‫شارب الثُّماَل ِة رغم َّأنه ال يملك َّ‬
‫عطاء‬
‫فه َو ُيعطي ال َ‬ ‫ط َة ُ‬
‫السْل َ‬
‫الذ َه َب و ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫شيخنا ِ ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وع َندهُ َس ْت ُر خطأ َرحماني؛‬ ‫الجميل ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫طائر‬ ‫شأن‬ ‫طَلِب َك‬‫باب ُة عاِب َدةُ الَق ْند‪ ،‬في َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صار لها ُ‬ ‫َ‬ ‫عام ْل باحت ار ٍم قلبي فهذه الذ َ‬
‫الس ْعِد(الهما)؛‬ ‫َّ‬
‫سأل عن حالِه؛‬ ‫ِ‬ ‫ليس ُبعداً ِ‬ ‫َّ‬
‫عن العداَلة إن َ‬ ‫شحا ٌذ‪َ ،‬‬ ‫جار َّ‬ ‫له ٌ‬ ‫لطان الذي ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫ُّ‬
‫َّاء قالوا‪ :‬هذا مرض ِ‬
‫الع ْش ِق ودواؤهُ َح ْر ُق‬ ‫عرضت دمعي األحمر على ِ‬
‫األطب ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ََ ْ ُ َ َ‬
‫الكِبد؛‬
‫َ‬
‫له جزاء؛‬ ‫الع ْش ِق ُك ُّل عم ٍل له أجر ُ ِ ٍ‬ ‫بالغم ِز ففي مذه ِب ِ‬ ‫َّ ُّ‬
‫وك ُّل ف ْعل ُ‬ ‫َ َ ُ ٌْ‬ ‫َ َ‬ ‫ال تتَ َعل ْم الظْل َم َ ْ‬
‫ِ‬ ‫الصنم الجميل ابن َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اشر ِب َ‬
‫الخ ْم َر‬ ‫َ‬ ‫قال حديثاً بديعاً‪:‬‬ ‫الخ ْمر َ‬ ‫الراه ِب عاِبد َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ذل َك َّ َ ُ‬
‫الصفاء؛‬‫يملك َّ‬
‫خص ُ‬ ‫وج ِه َش ٍ‬ ‫ِ‬
‫سعادة ْ‬ ‫َ‬ ‫على‬
‫عاء‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يا ملِكي‪ِ ،‬‬
‫بالعتََبة جال ٌس وقد ق أر الفات َح َة‪ ،‬وم ْن لسان َك يتمنى ُد ً‬ ‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫َ‬

‫غزل‪124‬‬

‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫عـاد لِْلع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫تاب‬
‫بالد ّل والع ْ‬ ‫ـاشقي َـن‬ ‫َ‬ ‫غار م ْن ط ْيـب فرِعه الغ َ‬
‫ـالي ْه‬ ‫َم ْن تَ ُ‬
‫وغاب‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫المرور‪،‬‬ ‫الع ْم ُر م ِ‬
‫سرعُ‬ ‫ُ‬ ‫َّإن ُه ُ‬ ‫كالرْي ِـح بالـوالِ ِه‪ ،‬ما أ ْفـ َع ُل؟‬
‫مر ِّ‬ ‫َّ‬
‫َّ ِ‬ ‫شع ِـرِه‬ ‫مس وج ِه ِـه خل َ ِ ِ‬
‫حاب‬
‫الس ْ‬ ‫اء َّ‬‫ان كالش ْمس من ور َ‬ ‫بـ َ‬ ‫ف حجاب ْ‬ ‫َب ْـد ُر َش ِ ْ‬
‫اب‬ ‫ط ِرِي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ذلِ َك َّ‬ ‫ـال لِ َي ْس ِقي‬ ‫َّ ِ‬
‫الشر ْ‬ ‫السـ ْرَو م ْـن َ ّ‬ ‫كالس ْيل س َ‬ ‫عيـني‬
‫َْ ُ ْ ْ‬
‫دمـع‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫إن ي ُكن ما ِبَفيـك ليس مـاء حي ٍ‬
‫اب‬
‫ض َسر ْ‬ ‫ض ِر َم ْح ُ‬
‫كان لْلخ ْ‬
‫فالـذي َ‬ ‫ـاة‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ ْ‬

‫تاب لمحب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذاك َّالذي تغار الغالي ُة من ضفيرِت ِه‪ ،‬عا َد مجَّدداً َّ ِ‬
‫يه‬ ‫بالدالل والع ِ ُ ّ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الوالِهين ؛‬
‫( ‪)1‬‬

‫‪143‬‬
‫يم ُّر‬ ‫يم ُّر بعليلِ ِه الوالِ ِه م ْس ِرعاً َّ‬
‫كأن ُه ِّ‬
‫الع ُمر‪ُ ،‬‬
‫نفعل‪ُ ،‬ه َو ُ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫نستطيع ْ‬
‫ُ‬ ‫يح‪ ،‬ما‬
‫الر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫م ِ‬
‫سرعاً؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫غرِته‪َّ َّ ،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خلف ح ِ‬ ‫ِ‬
‫السحاب؛‬‫مس من أمامها َّ‬‫كأن ُه الش ُ‬ ‫جاب َّ‬ ‫شمس وج ِهه َ‬ ‫ِ‬ ‫بدر‬
‫ُ‬
‫الشراب؛‬ ‫الفارع َة أطرى وأعذب َّ‬
‫َ‬ ‫دمع عيني غزي اًر لِيسقي سروتَ َك ِ‬ ‫سال ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫الصواب؛‬ ‫فعندها ِ‬
‫الف ْك ُر َّ‬ ‫ِ‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫ِ‬
‫ص ُة َ‬ ‫الف ْر َ‬
‫دام ْت لها ُ‬
‫طأً ‪َ ،‬‬ ‫يق َدمي َخ َ‬ ‫غمزتُ َك الفات َن ُة تر ُ‬
‫‪2‬‬

‫كان‬
‫ذاك الذي َ‬
‫َّ‬
‫أن َ‬ ‫الجلي َّ‬
‫ِ‬ ‫الحبيب‪ ،‬ف ِم َن‬
‫ِ‬ ‫ذاك َّالذي ِب َشَف ِة‬ ‫ِ‬
‫ماء الحياة َ‬‫يك ْن ُ‬ ‫إذا لم ُ‬
‫ّ‬
‫هو ال َّسراب(‪)3‬؛‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫للخضر َ‬
‫كأن ِبها َميالً‬ ‫الس ْك َر َّ‬‫تقصُد كبدي‪ ،‬تَ َرَك ِت ُّ‬‫مرت ِمن قلبي ِ‬
‫المخمورةُ َّ ْ ْ‬
‫َ‬ ‫عين َك‬
‫ُ‬
‫للكباب(‪)4‬؛‬ ‫َ‬
‫تحص َل ِم َن‬ ‫السؤال‪ ،‬جميل لِِتلك الم ِ‬ ‫ِ‬
‫تع َبة أن َ‬ ‫ٌ َ ُ َ‬ ‫وج ُه ُّ‬ ‫ليس لها م ْن َك ْ‬ ‫يض ُة َ‬ ‫روحي المر َ‬
‫الحبيب على جواب؛‬ ‫ِ‬
‫ظرًة إلى ِجه ِة ِ‬
‫قلب‬ ‫السكرى َّالتي تنشر الخراب في ك ِل ز ٍ‬
‫َ‬ ‫ظ ُر َن ْ َ‬
‫اوية‪ ،‬متى تن ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫عين ُه َّ‬
‫ُ‬
‫الم ْت َعب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ظ ُ‬ ‫حاف َ‬
‫ــــــ‬
‫الل على‬ ‫عاود َّ‬
‫الد َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫عطور الغالية‬ ‫الغيرَة في مزي ِج‬
‫َ‬ ‫يبعث‬
‫ُ‬ ‫ضفائرِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبير‬ ‫ذاك َّالذي شذا‬‫َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ‬ ‫الح ِّب‬ ‫يه‪ ،‬وجاء يلومنا وي ِ‬ ‫محب ِ‬


‫ونحن قتلى ُحِّبه‪ ،‬والغالية نوعٌ َ‬
‫من‬ ‫ُ‬ ‫قصير في ُ‬ ‫عاتُبنا على التَّ ِ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫ماء‬ ‫ٍ (‪)3‬‬
‫الذكيَّة؛ خطأً‪ :‬بال َذ ْنب؛‬ ‫طور َّ‬
‫الع ِ‬ ‫ِ‬
‫من ُ‬ ‫مرك ٌب من مزي ٍج من أنوا ٍع شتّى َ‬ ‫مشهور ّ‬ ‫العطر‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫حياة فال وجود ِ‬ ‫فمك ماء ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لماء‬ ‫َ‬ ‫يك ْن ما ب َ َ‬ ‫الميتَة)‪ ،‬واذا لم ُ‬‫اح ِّ‬ ‫ك ُيحيي األرو َ‬ ‫الحياة في فمك(حديثُ َ‬
‫ماء الحياة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لخ ِ‬ ‫الحياة‪ ،‬وذاك َّالذي كان لِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وجد َ‬ ‫الم َ‬ ‫الس ُ‬‫ضر عليه ّ‬ ‫اب (الخ ُ‬ ‫هو ّإال سر ٌ‬ ‫ضر ما َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصالِح العالِم َّالذي أمر هللا سبحانه موسى ِ‬
‫عليه‬ ‫َ ُ ُ َُ‬ ‫ُ‬ ‫العبد َّ ُ‬ ‫حي‪ ،‬وهو ُ‬ ‫منه فهو إلى اآلن ٌّ‬ ‫وشرب ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫أعلم منه‪،‬‬‫خلق خلقاً َ‬ ‫أن هللاَ ما َ‬ ‫نفس موسى َّ‬ ‫دخل في ِ‬ ‫بعد أن َ‬ ‫منه َ‬ ‫عه ويتعل َم ُ‬ ‫الم أن يتَِّب ُ‬
‫الس ُ‬
‫َّ‬
‫ين‪ ،‬وفي‬ ‫عند ُملتقى البحر ِ‬ ‫عند صخرٍة َ‬ ‫عنه‪ ،‬فألفياهُ َ‬ ‫يبحثان ُ‬‫ِ‬ ‫فذهب مع فتاه (يوشع بن نون)‬
‫ِ‬ ‫سلطان َّ‬
‫مجمع البحرين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الزَم ِن عليه أن يسي َر حتّى َ‬
‫يبلغ‬ ‫ِ‬ ‫مصحوب‬
‫َ‬ ‫المثنوي من أرَاد أن يكو َن‬
‫ص ُة مذكورةٌ في الُقر ِ‬
‫آن‬ ‫طالب العلم‪ ،‬و ِ‬
‫الق َّ‬ ‫ِ‬ ‫بعد المسار وكثرِة األخطار في ِ‬
‫درب‬ ‫كناي ًة عن ِ‬

‫‪144‬‬
‫السكرى كانت تشرب دم قلبي‪ ،‬واآلن تقول ِب ِ‬
‫ترك‬ ‫ك َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عين َ‬ ‫المباركة)؛‬
‫الكريم في سورة الكهف ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫ُ‬
‫مشوي)‪.‬‬ ‫بالنار‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وتقص ُد كِبدي َّ‬ ‫الس ْك ِر‬
‫كأن بها ميالً للكباب(اللحم ال ّ‬ ‫ُّ‬

‫غزل‪125‬‬

‫عة الّلطيـ ِ‬ ‫طْل ِ‬


‫يان‬
‫الك ْ‬
‫ف َ‬ ‫عبد َ‬
‫تك ْن َ‬ ‫لِ ُ‬ ‫وفرعا‬
‫خص اًر ْ‬
‫ِ‬
‫ليس ُح ْس ُن الحبيب ْ‬‫َ‬
‫الن‬ ‫ِ‬ ‫َّإنما الحسـن و ُّ‬ ‫ط ْب ُع المالئ ِك والحـ ِ‬
‫ـف ما لُف ْ‬ ‫طُ‬ ‫الل ْ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ـور‬ ‫طيف َ‬
‫وَل ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يتان‬
‫ـان بالمـاء جار ْ‬ ‫عيناي عين ِ‬
‫َ‬ ‫الوْرِد َشـوقاً لرؤي َ‬
‫ـاك‬ ‫ضـاح َك َ‬
‫الش ْم ُس أهـ َل ذلِ َك‬
‫ليست َّ‬ ‫باق الجم ِ‬ ‫ِ‬
‫الميدان‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يك‬
‫من ذا ُيبار َ‬‫ـال ْ‬ ‫في س ِ َ‬

‫الكيان‬ ‫يملك‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫(‪ِ َّ )1‬‬


‫َ‬ ‫طلعة َم ْن ُ‬ ‫ص َر‪ُ ،‬ك ْن َع ْب َد َ‬ ‫الخ ْ‬
‫عو َ‬ ‫الفر َ‬
‫يملك َ‬
‫ذاك الذي ُ‬ ‫ليس َ‬ ‫الشاهُد َ‬
‫طيف؛‬
‫الل َ‬
‫عند فالن(‪)2‬؛‬ ‫ذان َ‬‫الل ِ‬ ‫لك َّن الحسن والّلطاَف َة هما َّ‬
‫َُْ‬
‫الحور لطيف‪ِ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫المالئك ِة و ِ‬ ‫َ‬ ‫طبع‬
‫ُ‬
‫ِ ( ‪)3‬‬ ‫ٍ‬
‫سال شـوقاً‬‫الع ْذ ُب َ‬
‫ع‪ ،‬ماؤها َ‬ ‫ك ‪ ،‬أس ِـر ْ‬ ‫الضـاح ُ‬ ‫ـورد َّ‬
‫عيني عي ُـن مـاء تَجـري‪ ،‬أيُّها ال ُ‬
‫ال اشـ َر ْب)؛‬
‫إليك(فتعـ َ‬‫َ‬
‫ال‪َّ ،‬‬ ‫نك في ملع ِب الجمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الشمـ ُس ليـ َس ْت من‬ ‫َ‬ ‫الح ْس ِن م َ‬
‫يأخ ُذ ُك َرَة ُ‬‫َم ْن ذا الذي ُ‬
‫العنـان(‪)4‬؛‬‫دان وقد ش َّـد ِت ِ‬ ‫ـان ذلِ َك الميـ ِ‬ ‫ُفرس ِ‬
‫إن الحديـ َث شـارة ِ‬
‫الع ْشق؛‬ ‫من َك القبـول‪ ،‬حّقاً َحَّقاً َّ‬ ‫ال ْ‬
‫َُ‬ ‫طاب لينـ َ‬‫حديـثي َ‬
‫مي َغـَل َب ُكـ َّل من رمـى علـى قوس؛‬ ‫صنـ َع ِة َّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِِ‬
‫قوس حـاجب َك فـي َ‬ ‫ُ‬
‫ص علـى‬ ‫ِ‬
‫ص محـ ِرم هـذا السـ ِّر على اليقيـن‪ ،‬وُكـ ُّل شخـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫فـي طريـق الع ْشـق ال شخـ َ ُ ُ‬
‫قدار ِفكـ ِرِه يتَ َّ‬
‫صور؛‬ ‫ِم ِ‬
‫له وقـ ٌت‪ ،‬وُكـ ُّل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السين في الخرابـات‪ُ ،‬كـ ُّل حديـث ُ‬ ‫ـاه بالك ارمـات على الجـ َ‬ ‫ال تََب َ‬
‫ُنكـتَ ٍة لها مكـان؛‬

‫‪145‬‬
‫ـف ِم ْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ـي ال ينصـ ُب الخيـ َم َة في روضـه‪ ،‬ف ُكـ ُّل ربيـ ٍع َب ْع َـدهُ خري ٌ‬ ‫ائر ال َّذ ِك ُّ‬
‫الطـ ُ‬
‫خْل ِـفه؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُقـل للمـَّدعي ال تَِبع ُّ‬
‫الدقيق) لِحـافظ‪َ ،‬قـَل ُمنا أيـضاً ع ْن َدهُ لِس ٌ‬
‫ـان‬ ‫اللغـ َز و ُّ‬
‫النكـتَ َة(المعنى َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫ال فصيح)‪.‬‬ ‫له بيـان َّ‬
‫(قو ٌ‬ ‫وُ‬
‫ــــــ‬
‫ِ‬
‫الخصر والفرِع‬ ‫ِ‬
‫بجمال‬ ‫البدن ال ُمتمِثّ ِل‬
‫وجمال ِ‬ ‫ِ‬ ‫الماد ِّي‬
‫الجمال ّ‬‫ِ‬ ‫(‪)1‬جمال معشوِقنا ليس من ِ‬
‫قبيل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُّ‬
‫جوه ِر اللطف‬ ‫ِ‬
‫الجمال‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الجمال المعروف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسواهما من عناص ِر‬
‫إن معشوَقنا مصوغٌ من َ‬ ‫ألهل‬
‫ِِ‬
‫فص ْر عبداً‬ ‫الع ْش ِق ِ‬
‫الحب مرتب َة ِ‬ ‫ِّ‬ ‫تبلغ في‬‫أردت أن َ‬ ‫وك ِّل كيانه‪ ،‬فإذا َ‬ ‫بكام ِل وجوِد ِه ُ‬‫وهو لطيف ِ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ور والمالئك ُة على‬ ‫أحد ِبمعشوِقنا ( ُفالن) في اللطف والجمال‪ ،‬وال ُ‬
‫الح ُ‬ ‫قاس ٌ‬ ‫لمعشوِقنا؛ ال ُي ُ‬
‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬

‫غزِه‬
‫وحل ُل ِ‬‫لكَّن ُه ُهنا يغر َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ظ باس ِم الحبيب ِ‬ ‫صرح ِ‬ ‫ما لها من ُل ْ ٍ‬
‫يك باكتشافه ّ‬ ‫ُ‬ ‫حاف ُ‬ ‫طف وجمال‪ ،‬ولم ُي ِّ ْ‬
‫ديد الوضو ِح‬ ‫له وال مثيل‪َّ ،‬‬
‫الش ُ‬ ‫ظير ُ‬
‫ِ َّ‬
‫كر اسمه‪ ،‬الذي ال َن َ‬ ‫يف ِب ِذ ِ‬‫عن التَّعر ِ‬‫الغني ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الن‬
‫فهو ُف ٌ‬
‫نان أي‬ ‫مس َّ ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫البرُع ُم َّالذي تفتَّ َح فصار ورداً؛‬ ‫ِ‬ ‫و ُّ‬
‫شد الع َ‬ ‫فارس ّ‬ ‫ك‪ُ :‬‬ ‫الضاح ُ‬
‫الورد ّ‬ ‫الظهور؛‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مع جمالِك‪.‬‬ ‫باق أي َأب ِت َّ‬ ‫الس ِ‬ ‫امتنع ِ ِ‬
‫تعرض جماَلها َ‬ ‫ُ‬ ‫مس‬‫الش ُ‬ ‫عن ّ‬ ‫ََ‬

‫غزل‪126‬‬

‫ملك‬ ‫ِ‬ ‫ـب ل ْـم تَ ِم ْل لُِدنيا‬


‫يملك هـذا فتْل َك ال َي ْ‬ ‫ُ‬ ‫من ْلي َس‬‫ْ‬ ‫الرو ُح لوال الحبي ُ‬ ‫ُّ‬
‫أج ْد ِم ْن ُه ْأو عالم ًة ال يملِ ْك‬
‫َخب اًر لم ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫الحبيب ِب َش ْخ ٍ‬
‫ـص‬ ‫أج ْد شارًة على‬ ‫َلم ِ‬
‫ْ‬
‫لك‬
‫يم ْ‬‫البيان ال ْ‬ ‫عمى‬‫الم ّ‬ ‫أسفاً َّ‬ ‫مائ ُة َب ْح ٍر ِم َـن َّ‬
‫الن ِ‬
‫َ‬ ‫أن هذا ُ‬ ‫َ‬ ‫دربي‬
‫َُ ْ ْ‬
‫ـار قطرة‬
‫ملك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما ِبوسعي تركاً لِ َم ْن ِـزِل عـيـشي‬
‫ـاي ًة ال َي ْ‬ ‫حـاديا ق ْف َف َد ْرُبنا نه َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫ك حبيباً ال يمل ُ‬ ‫يل ل ُّلدنيا‪َ ،‬من ال يمل ُ‬ ‫يك ْن لها َم ٌ‬
‫الحبيب لم ُ‬ ‫جمال‬
‫ُ‬ ‫الرو ُح لوال‬ ‫ُّ‬
‫روحاً(‪)1‬؛‬
‫شخص‪ ،‬أو أنا بال َخ َب ٍر َع ْن ُه‪ ،‬أو ُه َو بال‬ ‫ٍ‬ ‫عند‬ ‫ِ‬
‫الحبيب َ‬ ‫لم َأر عالم ًة على ذلِ َك‬
‫الم ٍة(‪)2‬؛‬
‫ع َ‬

‫‪146‬‬
‫الم َع َّمـى‬ ‫النـار‪ ،‬أَلمـي َّ‬ ‫الطريـ ِق ِمئـ ُة َب ْحـ ٍر ِم َن َّ‬
‫ُكـ ُّل َقطـرِة ندى فـي هذا َّ‬
‫أن هذا ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫الشـ ْرِح والبيـان؛‬ ‫خارَج َّ‬ ‫ِ‬
‫يق‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ـط ِّ‬ ‫(الدنيا) ح َّ‬ ‫رك منـ ِ‬
‫ـال أي حـادي‪ ،‬هذي الطر ُ‬ ‫الرح َ‬ ‫ُ‬ ‫زل راحتي ُّ‬ ‫أستطيع تـ َ‬
‫ُ‬ ‫أع ْد‬
‫لم ُ‬
‫بال ِنهـاية؛‬
‫الشيـو ِخ ال‬ ‫رور فاسم ْعهـا‪ ،‬فنصيـح ُة ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الس ِ‬ ‫ش ُّ‬ ‫تدعوك لِ َع ْي ِ‬
‫َ‬ ‫ام ِة‬
‫نحني ُة القـ َ‬
‫الربـ َاب ُة ُم َ‬ ‫َّ‬
‫أذى؛‬
‫أي ً‬ ‫لك َّ‬ ‫سبـ ُب َ‬ ‫تُ ِّ‬
‫ظـ ُّن ِب ِه هذا‬‫أحـ َد ي ُ‬
‫ان وال َ‬ ‫المحتَسب‪َّ ،‬إنـ ُه َسكـر ٌ‬
‫ِ‬
‫من ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫أي قْلـ ُب تَ َعلـ ْم طريـ َق الحيـَلة َ‬
‫َّ‬
‫الظ َّـن؛‬
‫الريـ ِح‪ِ ،‬اقـ َرأها علـى أُ ُذ ِن قلـِب َك حتَّـى ال‬‫األيـام في ِّ‬ ‫ن َّ‬
‫ال كنـز قـارو َ الـذي َذ َرْتـ ُه َّ ُ‬
‫أحـو َ ِ‬
‫يكـِن َز الـ َّذ َهب؛‬
‫ِ‬ ‫ان َّ‬
‫المتهـ ِّوُر مقطـوعُ‬ ‫ذاك ُ‬ ‫ـك رقيـباً‪ ،‬اخـف عنـ ُه األسـرَار‪َ ،‬‬ ‫الشمـ ُع نف ُـس ُه َعَلي َ‬ ‫ولو كـ َ‬
‫ام علـى الِّلسـان؛‬ ‫أس ال يمـِل ِ‬
‫ك الّلجـ َ‬ ‫ُ‬ ‫الـ َّر ِ‬
‫ـك ِمثـَل َك في العـاَل ِم‬ ‫العـاَل ِم ِع ْن َدهُ عبـٌد ِمثـ َل حـ ِافظ‪َّ ،‬‬
‫ألنـ ُه ال َملي َ‬ ‫ص في َ‬ ‫ال َش ْخـ َ‬
‫ص‪.‬‬ ‫لِ َش ْخ ٍ‬
‫ــــــ‬
‫تم ْل روحي للعالم‪ ،‬ومن‬ ‫ِ‬
‫الحياة ولم ِ‬ ‫غب في‬ ‫ِ‬
‫الجمال في ُّ‬ ‫الحبيب ِ‬
‫كام ِل‬ ‫ِ‬
‫الدنيا لم أر ْ‬ ‫وجود‬
‫ُ‬ ‫(‪)1‬لوال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحب ال يكو ُن‬ ‫ألحب ِبها‪ ،‬ف ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ك روحاً‬ ‫كان يمتل ُ‬ ‫ألن ُه يحيا بال رو ٍح‪ ،‬ولو َ‬ ‫مي ٌت‪َّ ،‬‬ ‫بغير ُح ٍّب ّ‬ ‫يع ْش ِ‬
‫ولكنني لم‬ ‫موجود ًة َّ‬ ‫عالمة‪ ،‬وقد تكون العالم ُة ِ‬
‫عليه‬ ‫ٍ‬ ‫الحبيب ِ‬
‫بغير‬ ‫الروح؛ (‪)2‬قد يكو ُن‬ ‫بغير ُّ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ك من يكتُ ُم ُه)؛‬ ‫ِ‬
‫أخبر ِبذل َ‬ ‫ِ‬
‫مكان وجوده أو َّأن ُه َ‬ ‫ِ‬ ‫(الحبيب لم ُيخِب ْر أحداً في غياِب ِه عن‬ ‫ُ‬ ‫أدر ِبها‪،‬‬‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبير عن هذا‬ ‫كان التَّ ُ‬‫الخفي) ال ُيمك ُن شرُح ُه بالكلمات ولو َ‬ ‫َّ‬ ‫ى(السَّر‬
‫عم ّ‬ ‫الم ّ‬
‫أن هذا ُ‬ ‫أسفي َّ‬ ‫*َ‬
‫ف بالكلِمات وال‬ ‫ٍ‬ ‫عند المجذوبِين ِم ْن ِ‬ ‫لفعلت َّ‬ ‫ِ‬
‫بالكلمات م ِ‬ ‫ِ‬
‫السِّر‬
‫وص ُ‬‫العارفين حاالت ال تُ َ‬ ‫(إن َ‬ ‫ُ‬ ‫مكناً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫علم‬ ‫لك األسر ِار إالّ‬ ‫العبارة ِم ِ‬ ‫تُشرح بالعبارات‪ ،‬وال تزيد ِ‬
‫له ٌ‬ ‫حصل ُ‬ ‫َ‬ ‫خفاء وغموضاً‪ ،‬ومن‬ ‫ً‬ ‫ثل ت َ‬‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫رحيل عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السالك‬ ‫ِ‬
‫العارف َّ‬‫يعرُفها ّإال من ذاقها)؛ *(صالةُ ِ‬ ‫خبر عنها‪ ،‬وال ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫منه ٌ‬ ‫بها لم يأت ُ‬
‫المنزِل‬
‫ِ‬ ‫ساف ِر بانقضائها إلى‬ ‫عودة الم ِ‬‫الصالة إشارة لِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نهاية َّ‬ ‫سليم في‬ ‫ن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫ًَ‬ ‫ك يكو ُ الت ُ‬ ‫الدنيا‪ ،‬وبذل َ‬
‫غياب‬ ‫يذكرو َن المحو وهو‬ ‫الص ِ‬
‫الة ُ‬ ‫فين في َّ‬ ‫ال ِ‬ ‫الدنيا‪ ،‬وفي أحو ِ‬ ‫منه وهو ُهنا ُّ‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬ ‫العار َ‬ ‫الذي انطَل َق ُ‬

‫‪147‬‬
‫السفر إلى‬ ‫يق‬ ‫الس ِ‬
‫لوك بعدها ِ‬ ‫ادي‪ ،‬وهو ِ‬ ‫عن ُّ‬‫ِ‬
‫َّ‬ ‫منازل‪ ،‬وطر ُ‬ ‫منزل ٌة في ُّ‬ ‫موت إر ٌّ‬
‫الدنيا‪ ،‬أو ٌ‬
‫له)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫هاي َة ُ‬
‫الالمتناهي ال ن َ‬
‫ُ‬

‫غزل‪127‬‬

‫يملك‬
‫ُ‬ ‫والـ َوْرُد ِع ْنـ َد َك َرْوَنَقاً ال‬ ‫ليست لِ َبـ ْد ٍر في َّ‬
‫السمـا‬ ‫ْ‬ ‫طْلـ َع ٌة‬
‫َل َك َ‬
‫ملك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجِب ُكم لِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الملـوك َنظ ْيـ َرهُ ال َي ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫َمل ُ‬ ‫روحي َم ْسـ َك ٌن‬
‫َ‬ ‫فـي ظ ّل حـ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان فاح َذ َرْن‬ ‫ات َقلبي مـن ُدخـ ٍ‬
‫صَّدها ال تَ ُ‬
‫ملك‬ ‫مـرُآة َو ْجهـ َك َ‬ ‫آهـ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫العيـو َن أمـا َم َو ْجـه َك َن ْرِج ٌس‬
‫َخط ُل العيـو ِن‪َ ،‬خفـ َارًة ال َي ُ‬
‫ملك‬ ‫َفتَ َح ُ‬

‫الع ْشب؛‬ ‫ِ‬ ‫للبدر جمال َ ِ‬ ‫ليس ِ‬


‫رون َق ُ‬ ‫ك َ‬ ‫أمام َك ال يمل ُ‬
‫الورد َ‬ ‫طْل َعت َك‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬
‫الزاوية؛‬‫هذ ِه َّ‬
‫زاوي ُة حا ِجِبك منزل لروحي‪ ،‬الملِك ال يملِك أجمل ِمن ِ‬
‫ُ ََ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ٌ‬
‫قاو َم ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدخان من قلبي متى يؤِثّر في وج ِهك‪ ،‬اعَلم َّ ِ‬
‫أن المرَآة ال تَقد ُر على ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ‬
‫اآلهات(‪)1‬؛‬
‫حياء في َع ِين ِه‪،‬‬ ‫فون ُه‪ ،‬ال َ‬ ‫أمام َك‪ُ ،‬شَّق ْت ُج ُ‬ ‫هوِر َ َّ‬
‫كيف تَفت َح َ‬
‫س المتَ ِ‬
‫ُ ّ‬
‫الن ْرِج ِ‬
‫ظ ْر إلى َّ‬ ‫ان ُ‬
‫ظر؛‬ ‫ك َأد َب َّ‬
‫الن َ‬ ‫ِ‬
‫وال يمل ُ‬
‫عار ٍ‬
‫أي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أيت َع َين َك سوداء الَقْل ِب ال ُتلقي َّ‬
‫ف؛‬ ‫ظ َر إلى ج َهة ِّ‬ ‫الن َ‬ ‫َ‬ ‫ر ُ‬
‫ك الخانقاه؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يخ ال يمل ُ‬ ‫الخرابات‪َ ،‬ن ْخ َب َش ٍ‬‫أعطني َرطالً ثقيالً يا ُمر َيد َ‬
‫طَل َب‬ ‫اخ َ‬‫الصر ِ‬‫ط طاَق َة ُّ‬ ‫طيف ْلم ُي ْع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لب الّل ُ‬ ‫ص واجل ْس ساكتاً‪ ،‬فذل َك الَق ُ‬ ‫ص َ‬ ‫الغ َ‬
‫جرِع ُ‬ ‫ت َّ‬
‫اإلنصاف؛‬
‫يق ِب َد ِم الكِبد؛‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اذه ْب واغس ْل الطر َ‬ ‫يق إلى هذه األعتاب‪َ ،‬‬ ‫ك الطر َ‬ ‫ُق ْل لمن ال يمل ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫تطاو ِل‬
‫ضفيرِت َك‪َ ،‬م ْن ذا الذي ْلم ُيص ْب ُه األذى م ْن ت َ‬
‫لك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قتيل‬
‫لست وحدي َ‬ ‫ُ‬
‫السوداء؛‬
‫َّ‬

‫‪148‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫إذا سجد ِ‬
‫ظ َل َك َس ْج َد ًة ال تُع ْب ُه‪ ،‬كاف ُر الع ْش ِق يا َ‬
‫ص َن ُم ال َذ ْن َب له‪.‬‬ ‫حاف ُ‬ ‫َ ََ‬
‫ـــــــ‬
‫الن ِ‬
‫ار المشتعلة‬ ‫خان لِما ِ‬
‫به من َّ‬ ‫آهات قلبي من ُد ٍ‬ ‫(‪)1‬وجهك الّلطيف مرآة والمرآة ي ِ‬
‫كد ُرها ُّ‬
‫الدخان و ُ‬ ‫ُُ ّ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫كد َر مرآةَ وجهك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فاحذر من آهات قلبي ال تُ ّ‬
‫ْ‬

‫غزل‪128‬‬

‫البخـ ُت سأحـ ِم ُل متـاعي ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اع َد ْ‬ ‫ليـ َس فـي مدينتنـا حبيـ ٌب يـأس ُر القلـوب‪ ،‬إذا سـ َ‬
‫ُهنـا؛‬
‫ِق القلـ ِب أ َّ‬ ‫ِ‬
‫ام َكـ َرِمه(‪)1‬؛‬ ‫ُمنيـتَ ُه أمـ َ‬ ‫ول العـاش ُق ُمحتـر ُ‬‫ان ليقـ َ‬ ‫السكـر ُ‬ ‫ـان َّ‬‫ف الفتَّ ُ‬ ‫أيـ َن الحريـ ُ‬
‫عن الخريـف‪ِ ،‬آه من ذلِـ َك اليـو ِم َّالـذي تحـ ِم ُل في ِـه‬ ‫اك دونمـا ِخبـ َ ٍرة ِ‬ ‫اني أر َ‬ ‫أي ُبستـ ُّ‬
‫ورد َك األرَعـن؛‬ ‫الريـ ُح َ‬ ‫ِّ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫وم‬
‫يأخـ ْذ َك اليـ َ‬ ‫إن هو لم ُ‬ ‫تكـ ْن منـ ُه فـي أمـا ٍن‪ْ ،‬‬
‫ـام‪ ،‬ال ُ‬ ‫الده ُـر قـاط ُع الطـريق ال ين ُ‬
‫َّ‬
‫يأخـ ُذ َك غـداً؛‬‫ُ‬
‫ظـ ٍر ُيَق ِّـد ُر‬
‫اح ُب َن َ‬‫س‪ ،‬ربَّمـا جـاء صـ ِ‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫ِ ُّ‬
‫ألعـ ُب هذه اللع َـب َة ُكـلها فـي َهـ َو ٍ ُ‬ ‫فـي خيـالي َ‬
‫ظـ َر فيـها(‪)2‬؛‬ ‫الفـ َّن فن َ‬
‫ـارِت ِه ُك َّل مـا َج َم َع قلبـي ِم َـن‬ ‫يأخـ َذ فـي غ َ‬
‫أن ُ‬ ‫ان ْ‬ ‫السكـر َ‬ ‫ـك َّ ِ ِ‬
‫النـرجس ّ‬
‫ِ ِ‬
‫ـاف م ْن ذل َ‬ ‫أخ ُ‬
‫الفضـل في أربعي َـن عـاماً؛‬ ‫ِ‬
‫العـل ِم و ْ‬
‫تغل ُب ي ُـدهُ اليـ َد‬‫أي سـامرٍي ِ‬ ‫ع‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫العجـ ِل إذا عـاد صـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫تنخـد ْ‬
‫داه مـن جديـد ال َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُخـو ُار ْ‬
‫اء؟؛‬ ‫البيضـ َ‬
‫ض ْع ُـه من يـِد َك‬ ‫الطـر ِ ِ‬
‫الضِّيـ ِق للَقْل ِب‪ ،‬ال ت َ‬
‫يق ّ‬
‫زوردي للخم ِر سـٌّد على َّ‬
‫ُّ َ ْ‬ ‫الال‬
‫أس ّ‬ ‫الكـ ُ‬
‫ف َقْل َـب َك سيـ ُل الغ ِّـم؛‬ ‫فيجـ ِر َ‬
‫نهم؛‬ ‫ِ‬ ‫الع ْشـق‪ ،‬ك ُّل من ر ِ ِ‬ ‫أن األعـداء فـي كميـ ٍن فـي طريـ ِق ِ‬ ‫غم َّ‬
‫اح به خبيـ اًر نجـا م ُ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫رَ‬

‫‪149‬‬
‫فابن بيـتاً آخـر و ِ‬
‫أعطها‬ ‫منك الـ ُّرو َح ِ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫ظ‪ ،‬إذا غمـ َزةُ الحبيـ ِب َّ‬
‫ََ‬ ‫طَل َب ْت َ‬
‫ان َ‬
‫السكـر َ‬
‫ال ُّـروح‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫عر‪.‬‬ ‫نظم ُه ِّ‬
‫الش َ‬ ‫يلعُبها ُ‬
‫ِ‬
‫يعم ُل بحرفتي؛ ُلعب ُة الخيال اّلتي َ‬
‫حريفي من َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫غزل‪129‬‬

‫ِِ‬
‫ف ُبنيـاننا؛‬ ‫من الحـوادث يجـ ِر ُ‬
‫الرَهـ ُب َ‬ ‫تك ِن الخمـرةُ تُنسينا غـ َّم قلـبنا‪ ،‬لكـ َ‬
‫ان َّ‬ ‫لو لم ُ‬
‫السفيـ َن ُة من‬
‫كانت تنـجو َّ‬ ‫كيف َ‬ ‫الس ْـك ِر ُيـلـقي المرس َ‬
‫ـاة‪َ ،‬‬ ‫من ُّ‬ ‫يك ِن َ‬
‫العقـ ُل َ‬ ‫ولو لم ُ‬
‫ورطـ ِة البـ ِ‬
‫الء هـذه؛‬
‫ص‪ ،‬ومـا ِمـن شخ ٍ‬
‫ـص‬ ‫مع ُكـ ِّل شخـ ٍ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ش في اللعـب َ‬ ‫الفَلـ ِك َّالـذي غـ َّ‬
‫من َ‬ ‫واغـوثَـاهُ َ‬
‫انتص َـر علـى َد َغلِ ِه إلى اآلن؛‬
‫ان‬ ‫طريـ ِق‪ ،‬كي ال تَذهـب نـار ِ‬
‫الحرمـ ِ‬ ‫ات‪ ،‬أيـن ِخضـر ال َّ‬ ‫الظُلمـ ِ‬
‫طريـُقنا يم ُّـر في ُّ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫اء حي ِ‬
‫ـاتنا؛‬ ‫بمـ ِ‬
‫ـوت إلى عليـَل ِة‬
‫وض حمـل ال ُّـروح ِمن الم ِ‬
‫َ َ‬ ‫ف ال َّـر ِ َ َ َ‬ ‫ط َـر َ‬
‫له َ‬‫ف م َّما جرى ُ‬
‫الضعيـ ِ‬
‫قلبي َّ ُ‬
‫الصبـا؛‬
‫َّ‬
‫ويذهـ ُب بالتفكي ِـر‬ ‫ـق فن ِ‬ ‫أنـا طبيـب ِ‬
‫َ‬ ‫اح َة‬ ‫الخ ْمـ َر‪ ،‬فهذا المعجـو ُن ُ‬
‫يهب ال َّـر َ‬ ‫ـاوْلني َ‬ ‫العش ِ‬ ‫ُ‬
‫ُّ‬
‫بالذنـوب؛‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫شخص نَق َـل مـا ِبه للحبيـب‪ ،‬يـا نسيـ ُم‪ ،‬ألجـل هللا‪ْ ،‬‬
‫هل َل َك‬ ‫َ‬ ‫ظ احتَ َر َق وال‬
‫ِب َح ْم ِـل رسـالتي‪.‬‬

‫غزل‪130‬‬

‫‪150‬‬
‫وقال ِب ِع ْش ِق ال َـوْرِد َح َّل ِبي البال‬
‫َ‬ ‫صبا‬ ‫كاي َة لل َّ‬ ‫ِ‬
‫الف ْجـ َر الح َ‬ ‫البْلُب ُل َ‬
‫حكى ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ك ِبه ُر ْح ُت ُم ْب َتلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـاء ِب ُم ْه َجتـي‬ ‫ِ‬
‫الدم ِ‬ ‫فمن ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وفي روضه َش ْو ٌ‬ ‫ْ‬ ‫خده لـو ُن ّ‬ ‫ْ ّ‬
‫وج ِه ِريا‬ ‫خير دو َن ْ‬ ‫الخير في ِف ْع ِل ٍ‬ ‫و ُ‬ ‫ف َش ْك ٍل أنـا عب ٌـد لِ ِه َّم ِـت ِـه‬ ‫ِ‬
‫َلط ْيـ ُ‬
‫ذاك الحبي ِب أتى‬ ‫ِ‬ ‫وَلست أشـكو ِمن األعـ ِ‬
‫بي م ْـن َ‬ ‫َ‬
‫فك ُّل ما‬
‫ُ‬ ‫لم ًة‬
‫ظَ‬ ‫داء َم ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫حبيب َجفا‬ ‫وبالوفـا ِنْل ُت ِم ْن ِع ْنِد ال ِ‬ ‫ط َم ٍع‬
‫طان في َ‬ ‫للسْل ِ‬‫أخطأت إ ْذ ُر ْح ُت ُّ‬
‫ُ‬
‫ذاك التََّن ُّع ُم َّ‬
‫للصبا‬ ‫ِ‬ ‫ـق ن ِ‬ ‫ـاه بْلـبل ِ‬
‫الع ْش ِ‬ ‫ِ ِ ِ ٍ‬
‫كان م ْـن َ‬ ‫وق ْـد َ‬ ‫ـائ ٌح‬ ‫ب ُك ّل اتّج ُ ُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ـار‪ ،‬إن ُك ْنت حـ ِ‬ ‫شارَة لِْل َّ‬ ‫ِ‬
‫وعن ريا‬ ‫وب‪ْ ،‬‬ ‫ظ ع ْن ُزْهد يت ُ‬ ‫فحاف ُ‬ ‫امالً‬ ‫َ‬ ‫خم ِ ْ‬ ‫الب َ‬

‫ألم‬
‫أكثر ما َّ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ َّ ِ‬
‫ال ما َ‬ ‫لصبا‪ ،‬ق َ‬ ‫البلبل بأنغامه الشجيَّة حكاي َة ُحّبه ل ّ‬ ‫ُ‬ ‫الس َحر حكى‬ ‫في ّ‬
‫روض ِه‬‫وجنت ِه سال دم قلبي‪ ،‬وفي ِ‬
‫َ ُ‬
‫لوجه الورد؛ فعلى لو ِن ِ‬ ‫بي البالء من عشقي ِ‬
‫ُ‬
‫يديه صار‬ ‫الكيان ال َذي على ِ‬ ‫ِ‬ ‫عبد لِ ِه َّم ِة ذلك الّل ِ‬
‫طيف‬ ‫َ‬ ‫ليت باألشواك؛ أنا ٌ‬ ‫ابت ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظالم ًة من الغرباء‬ ‫ولست أشكو ُ‬ ‫ُ‬ ‫أي وجه رياء؛‬ ‫محضاً‪ ،‬خالصاً من ِّ‬ ‫عملي َخي اًر ْ‬
‫طم ٌع ِم َن ال ُّس ِ‬
‫لطان‬ ‫كان ِم ْن ِ‬ ‫فكل ما جرى َّ‬
‫كان لي َ َ‬ ‫فعل الحبيب؛ ل َّما َ‬ ‫علي َ‬ ‫ُّ‬
‫وقت‬ ‫يب ذا َك َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النسي ِم َ‬ ‫دام ط ُ‬ ‫الوفاء م َن الحبيب جفاني؛ َ‬ ‫َ‬ ‫طَل ْب ُت‬
‫لما َ‬ ‫أخطأت‪ ،‬و َّ‬
‫ُ‬
‫وجه ِ‬
‫الورد وَفرِع‬ ‫الليل؛ (إذ)رَفع الِنقاب عن ِ‬ ‫الدواء ِألَلم ِر ِ‬
‫فاق َّ‬ ‫الصباح‪ ،‬فقد َح َم َل َّ‬ ‫َّ‬
‫َ ّ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫ناحية‬ ‫كل‬
‫العاشق ينو ُح إلى ّ‬‫ُ‬ ‫البلبل‬
‫ُ‬ ‫الس ُنبل‪ ،‬وَفتَ َح ال ُعرى م ْن ثوب ُ‬
‫البرُع ِم؛ وراح‬
‫فاحم ْل الِبشارَة إلى‬‫ِ‬ ‫الصبا التََّن ُّعم ِب ِ‬
‫عويله؛‬ ‫يح َّ‬ ‫وكان لر ِ‬ ‫كل ِاتّ ٍ‬
‫جاه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ويصرُخ في ّ‬
‫المدين ِة‬
‫َ‬ ‫ساد ِة‬ ‫ِ‬
‫الوفاء م ْن َ‬
‫ُ‬
‫هد و ِّ‬
‫الرياء(‪)1‬؛‬ ‫الز ِ‬
‫تاب عن ُّ‬ ‫ظ قد َ‬ ‫حاف َ‬‫أن ِ‬ ‫الخمر ِب َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باعة‬
‫ين‪ ،‬أبو الوفاء(‪.)2‬‬ ‫كمال الَّدوَل ِة والِّد ِ‬ ‫كان ِمن ِ‬ ‫إلي َ‬ ‫َّ‬
‫ـــــــ‬
‫(‪)2‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫الدين‬
‫الدولة و ّ‬
‫عندهم وال رياء؛ خواجة كمال ّ‬ ‫ُ‬ ‫هد‬
‫وسيصير من شاربي الخمر الذين ال ز َ‬
‫ُ‬
‫رب شيراز‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫السِّيد أبو الوفاء ّ‬
‫اآلن َمزٌار ُق َ‬
‫قبرهُ َ‬‫كان صديقاً لحافظ‪ُ ،‬‬
‫الشيرازي‪َ ،‬‬ ‫َّ‬

‫‪151‬‬
‫غزل‪131‬‬

‫دح اإلشـارْه‬
‫للـقـ ِ‬ ‫هالل العيـ ِد‬
‫ُ‬ ‫ال أقِب ْل‬
‫الصيـا ِم تعـ َ‬
‫ّ‬ ‫شهر‬
‫ُ‬ ‫مضـى‬
‫َّأديـ َت ّ‬
‫الزيـارْه‬ ‫إذا للـحـ ِ‬
‫ان‬ ‫من حـ ٍّج وصو ٍم‬ ‫ال األجـ َر‬‫تنـ ُ‬
‫جـاعَلها عمـارْه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب هللاُ‬
‫أث ـ َ‬ ‫ام‬
‫وفـي َك َنف الخرائب لـي مقـ ٌ‬
‫بح التّجارْه‬‫من اشـترى ر َ‬ ‫فإن ِ‬ ‫َّ‬ ‫المصـَّفـى‬ ‫ِ‬
‫لعقلك فاشتر الخمـ َر ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫الطهارْه‬ ‫وقد ْم مـن د ِم الـ َكِبِد‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب حـاجبه فصـ ِّل‬ ‫وفـي محـر ِ‬
‫ّ‬
‫اعظ َح َس ِن العبـارْه‬ ‫وليـس لو ٍ‬ ‫فاسمع‬ ‫ـق‬ ‫ِ‬
‫حديث العش ِ‬ ‫ظ فـي‬ ‫لحاف َ‬
‫ْ‬

‫ظهر على‬ ‫ِ‬ ‫الصومِ‪ ،‬هذا هالل ِ‬ ‫أغار على ُسْف َرِة َّ‬ ‫ركي َ ِ‬
‫الفطر َ‬ ‫عيد‬ ‫ُ‬ ‫الفَلك َ‬ ‫تعال فتُ ُّ‬ ‫َ‬
‫الحج ُك ُّل‬ ‫بول‬ ‫ِ‬ ‫هيئة القدح معطياً اإلشارَة ِب َد ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫الصيا ِم وَق َ‬
‫اب ّ‬ ‫نال ثو َ‬‫ورة الَق َدح؛ وقد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يارة لِثرى ِ ِ‬ ‫بالز ِ‬ ‫ٍ‬
‫أثاب هللاُ‬
‫األصلي ُرْك ُن الخرابات‪َ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫مقامنا‬
‫حانة الع ْشق؛ ُ‬ ‫َ‬ ‫قام ِّ َ‬ ‫َش ْخص َ‬
‫شخص‬ ‫تعال فقد ربِ َح‬ ‫من عمر الخرابات؛ ثَمناً لِخم ٍرة ُّ‬
‫كالل ِ‬
‫ٌ‬ ‫العْقل‪َ ،‬‬ ‫وه ُر َ‬‫ؤلؤ ما َج َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ ْ َ ََ‬
‫ص‬‫حاجب الحبيب ال تكو ُن ّإال لِ َش ْخ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اب‬‫الة في محر ِ‬ ‫التّجارة(‪)1‬؛ َّ‬ ‫قام ِبهِذ ِه ِ‬
‫الص َ‬‫إن َّ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفتَّ ُ‬ ‫وث‪َّ ،‬‬ ‫تطه َر ِبد ِم الفؤاد ؛ َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫بين‬
‫الشار َ‬ ‫ظ َر إلى ّ‬ ‫المدينة ن َ‬
‫َ‬ ‫يخ‬
‫ان ل َش ِ‬ ‫فالنرج ُس َ‬ ‫الغ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ْر إلى َو ْج ِه‬
‫ين‬ ‫وك ْن ذا منَّة على َعينك‪َ ،‬‬
‫فالع ُ‬ ‫الحبيب ُ‬ ‫الحقارة؛ ان ُ‬‫ظ َرَة َ‬ ‫الخ ْم َر َن ْ‬‫َ‬
‫اع ِظ ولو‬ ‫ظ‪ ،‬ال ِمن الو ِ‬
‫َ‬ ‫العشق من حاف َ‬ ‫ِ‬ ‫حديث‬
‫َ‬ ‫البصيرة؛ اسمع‬ ‫َ‬ ‫ظ َر‬
‫ظ ُر َن َ‬
‫الخبيرةُ تن ُ‬
‫َ‬
‫( ‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫نع َة في العبارة ‪.‬‬ ‫الص َ‬‫أكثَ َر َّ‬
‫ـــــــ‬
‫ك وليس للخمرِة ٌ‬
‫ثمن فاشت ِرها واَّنها لتجارةٌ ُمربِح ٌة؛‬ ‫عنه َّ‬
‫الش ُّ‬ ‫ويذهب ُ‬
‫ُ‬ ‫الفكر‬
‫ُ‬ ‫(‪)1‬بالخمرِة يصفو‬
‫العشق من حافظ َّالذي عاناه وليس ِمن و ٍ‬
‫اعظ‬ ‫ِ‬ ‫حديث‬
‫َ‬ ‫شد ِة المعاناة؛ (‪)3‬اسمع‬
‫(‪)2‬كناي ًة عن َّ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫جسم من عاناها)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫متكِّل ٍ‬
‫غ العبارة (سل عن النار َ‬ ‫أحسن صو َ‬
‫َ‬ ‫ف وا ْن‬

‫غزل‪132‬‬

‫‪152‬‬
‫اح‪ ،‬وقد زَار الحان؛‬ ‫الصبـ ِ‬
‫ارف‪ ،‬على َّ‬ ‫المنيـ ِر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تطه َر العـ ُ‬ ‫بمـاء الخمـرة ُ‬
‫هالل العيـِد‬ ‫ظ َهـ َر‬ ‫ـاب األُُف ِ‬
‫ـق‪َ ،‬‬ ‫ـف ِحج ِ‬ ‫ـي خل َ‬ ‫الذهب ِ‬‫ـس َّ‬
‫الشم ِ‬ ‫حي َـن اختفـى كـأس َّ‬
‫ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وأشـ َار بدو ِرة الَقـ َدح ؛‬
‫(‪) 1‬‬

‫تطهـر‪ ،‬في ح َزٍن وأََلـمٍ‪ ،‬بمـ ِ‬


‫اء‬ ‫افتقـ ِار ذلِك ال َّش ْخـ ِ َّ‬‫الة و ِ‬ ‫ويـا لحـالوِة صـ ِ‬
‫َ‬ ‫ص الذي َّ َ‬ ‫َ‬
‫الكِبـد؛‬
‫العيـ ِن ود ِم َ‬
‫َ‬
‫الخـرَق َة ِبد ِم ابنةِ‬
‫صالة‪َ ،‬غسـل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫أن ُيطي َـل ال َّ َ َ َ‬ ‫كان في َّنيـته ْ‬ ‫السـِّيـ ُد الذي َ‬ ‫ام َّ‬ ‫اإلمـ ُ‬
‫ود؛‬‫العنقـ ِ‬
‫ُ‬
‫أي نْفـ ٍع رأى‪ ،‬ال أدري‪ ،‬حتّـى‬ ‫ٍ‬
‫بالرو ِح من حلـَقة ِبضفيـرِته‪َّ ،‬‬ ‫الفتنـ َة ُّ‬ ‫اشتـرى‬
‫قلبي َ‬ ‫َ‬
‫هكـذا ِتجـارة؛‬
‫قام ِب َ‬
‫َ‬
‫تطهـ َر بالخمرة‪.‬‬
‫ظ َّ‬ ‫وم‪ ،‬أخِبـروهُ َّ‬
‫أن حاف َ‬ ‫ِ‬
‫ام الجماعة اليـ َ‬ ‫عني إمـ ُ‬ ‫سأل ّ‬
‫إذا َ‬
‫ــــــ‬
‫دورِة األقداح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غاب ْت َّ‬
‫دء َ‬
‫هالل العيد معلناً ب َ‬
‫ُ‬ ‫ظهر‬
‫نهاي َة رمضان‪َ ،‬‬
‫مس ُمعلَن ًة َ‬
‫الش ُ‬ ‫ظ َة َ‬
‫(‪)1‬لح َ‬

‫غزل‪133‬‬

‫ِ‬
‫بالمكر‬ ‫لعب‬ ‫ِ‬
‫مع األفـالك يـ ُ‬ ‫اح‬
‫ور َ‬ ‫داع ِه‬
‫الصوفي ِشبـاك ِخ ِ‬ ‫لقد نصـ َب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ْ‬
‫ِ‬
‫الس ِّر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الك رمـي ِبر ِأس ِه‬
‫فجـاء من األفـ ِ‬
‫على استهزائه بذوي ّ‬ ‫اء‬
‫جـز ً‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫كالس ْح ِر‬ ‫حن ِ‬
‫الحجـازِّي‬ ‫بالّل ِ‬ ‫وأت َـب َع‬ ‫اقي ُمطـ ِر ٌب‬ ‫باللحـ ِن ِ‬
‫العـر ِ‬ ‫تـرَّنم َّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪153‬‬
‫اح ُيشعوُذ مع‬ ‫الم ْك ِر‪ ،‬ور َ‬ ‫بناء َ‬ ‫عوَذ َة‪ ،‬وبنى َ‬
‫َّ‬
‫يلع ُب الش َ‬ ‫وعاد َ‬‫باك َ‬ ‫الش َ‬ ‫ص َب ِّ‬ ‫وفي َن َ‬
‫الص ُّ‬ ‫ُّ‬
‫الفَل ِك(‪)1‬؛‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫الس ّر‪2‬؛‬
‫مع أهل ّ‬
‫الش ِ‬
‫عوَذة َ‬ ‫َ‬
‫ض َّ‬ ‫َّع ِة‪َّ ،‬‬
‫ألن ُه قام ِب َع ْر ِ‬ ‫بيض ًة في الُقب َ‬‫له َ‬
‫م ْكر َ ِ‬
‫الفَلك َك َس َر ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َ‬
‫أظه َر لنا‬ ‫قاب ُم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جدداً و َ‬ ‫الن َ‬ ‫القد‪َ ،‬رَف َع ّ‬
‫القامة و ّ‬ ‫جميل َ‬ ‫ُ‬ ‫ين‬
‫وفي َ‬
‫الص ّ‬ ‫تعال فشاهُد ُّ‬ ‫ساقي َ‬
‫الدالل؛‬ ‫َّ‬
‫اق وعاد إلى لح ِن ِ‬ ‫طرب َّالذي ع َزف ن َغم ِ‬
‫العر ِ‬ ‫ِ‬
‫الحجاز(‪)3‬؛‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫الم ِ ُ‬‫هو هذا ُ‬ ‫أين َ‬ ‫م ْن َ‬
‫طويل اليد؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قصير األكما ِم‬ ‫ذاه ٌب أحتمي باهللِ ِم ْن ُك ِّل‬ ‫يا قلب تعال أنا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫حب َة فك ُّل من لم تكن محبَّته صحيح ًة‪ِ ،‬عشُقه يغلِق في وج ِه قلِبهِ‬ ‫َّ‬
‫َْ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ُُ‬ ‫الم َّ ُ َ ْ‬ ‫ال تتصن ِع َ‬
‫باب المعنى؛‬ ‫َ‬
‫ألن َع َمَل ُه َّالذي َع ِم َل‬ ‫مجلس الح ْك ِم بالحقيَق ِة‪ ،‬سيخجل َّ ِ‬ ‫غداً ِع َند‬
‫ك َّ‬ ‫السال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ِ‬
‫ظهور‬
‫كان على المجاز؛‬ ‫َ‬
‫اهِد‬
‫الز ِ‬ ‫أن ِق َ‬
‫ط َة َّ‬ ‫أين تذهبين‪ ،‬ال َي ُغ َّرَّن ِك َّ‬ ‫جميل‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أيَّتُها الحمام ُة السائرةُ في ٍ‬
‫دالل‬ ‫َ ّ َ‬
‫تُصّلي(‪)4‬؛‬
‫عن ُزْهِد‬ ‫األزل جعَلنا هللاُ في ِغ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ال تُقم ب ِ‬
‫نى ْ‬ ‫ً‬
‫نحن في‬ ‫السكارى‪ُ ،‬‬ ‫مالمة ّ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫حاف ُ‬
‫الرياء‪.‬‬‫ِّ‬
‫ـــــــ‬
‫ِ‬
‫المأل‬ ‫يعرض من ُن ْس ٍك على‬ ‫اح‬ ‫ٍ َّ‬
‫لبس من ثوب ُمرق ٍع وبما ر َ‬ ‫ع بما َ‬ ‫أظهر الخشو َ‬ ‫الصوفي‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫الظ ِ‬
‫ظ في َّ‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اس بشب ِ‬
‫اه ِر‬ ‫خال من الورع‪َّ ،‬إن ُه واع ٌ‬ ‫خداعه‪ ،‬وهو في‬ ‫كة‬ ‫الن ِ ْ‬ ‫قلوب َّ‬ ‫ليصطاد َ‬
‫َ‬
‫(كسر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك بفضحه َ‬ ‫الفَل ُ‬
‫فقام َ‬ ‫من المكر له؛‬ ‫بناء َ‬
‫الفَلك ويبني ً‬ ‫يحتال على َ‬ ‫وصائد في الباطن‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ ِ ِ (‪)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أين هو‬ ‫السّر؛ من َ‬ ‫الع ْجب بنفسه ولِتطاولِه على أهل ّ‬ ‫منه من ُ‬ ‫كان ُ‬ ‫َّعته) بما َ‬ ‫بيض ًة في ُقب َ‬
‫له َ‬‫ُ‬
‫الحمام ُة انتبهي ال‬ ‫باللحن الحجازي؛ أيَّتُها‬ ‫ِ‬ ‫أتبع ُه‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫طرب الذي ت َّ‬
‫باللحن العراقي و َ‬ ‫غنى‬ ‫الم ُ‬ ‫ذلك ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مكيد ًة‪َّ ،‬إنها تُر ُيد‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الوَرع‪ ،‬فال‬ ‫صيدك بما تُظه ُر م َن التقوى و َ‬ ‫َ‬ ‫تكوني صيداً للقط َة التي تُصّلي َ‬
‫وكانت له َّ‬
‫قط ٌة َعَّلمها‬ ‫ِ‬ ‫تقتربي ِمنها‪َ ،‬‬
‫ْ ُ‬ ‫له َّيدعي الكرامات‪،‬‬ ‫ك غريماً ُ‬ ‫وذكروا َّأن ُه يعني بذل َ‬
‫الصالة فكانت ِ‬
‫تؤديها َم َع ُه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حركات َّ‬
‫ّ‬

‫‪154‬‬
‫غزل‪134‬‬

‫ـب دماً ثُـ َّم لِ َّ ِ‬ ‫صـ ِ‬


‫لصـ ّد ِم َن َ‬
‫الغ ْيـ َرِة أضحـى‬ ‫ِ‬
‫البـ ُلبـ ُل م ْن َقْل ٍ َ‬
‫لمـا َشـ ِر َب ُ‬
‫ارت الـوردةُ َّ‬
‫وك البال؛‬
‫حـولها َشـ ُ‬
‫ـش الـ َّرجـا ق ْـد‬ ‫بالس َّـكـ ِر ال َـع ْذ ِب َسعيـداً فإذا‪ ،‬فجـ ً‬
‫أة َس ْي ُـل الفـنـا َنـْق َ‬ ‫البـبَّغـا ُّ‬
‫ـب َ‬‫ـان َقْل ُ‬
‫ك َ‬
‫أبـطـ َل؛‬
‫أمـر ْي‬ ‫ِ‬ ‫ُق َّـرة العـي ِـن ويـا ثَـمـرة َقـْلـِبـي ال ن ِسـيـت‪ ،‬أنـت ِلل َّـر ِ‬
‫ـار ْ‬ ‫ـت ولك ْـن‪ ،‬ص َ‬ ‫احة ُر ْح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ َْ‬
‫ُم ْش ِكال؛‬
‫ف ِمـ ْن ج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـود َك هـذا‬ ‫أع ِـر ُ‬
‫ـرت لمـا ْ‬ ‫ـال حـ ْمـل ْـي‪ ،‬حـاديــا بالـّلـه عـونـاً فأنـا اخت ُ‬ ‫م َ‬
‫ـمل؛‬
‫المـح َ‬
‫الفْل ِـك و َّأواهُ فـقـد صـ َار ِل َبـدري الّلـ ْح ُـد ِمـ ْنهـا‬‫ـاس َد ٍة‪ ،‬يـا َقـ َم َـر ُ‬
‫ِآه ِمـن عي ِـنـك‪ِ ،‬مـن ح ِ‬
‫ْ َ َ ْ‬
‫َم ْنـ ِزال؛‬
‫ني قديـماً‬ ‫األيـا ِم ِمـن عـمـري خـال‬ ‫ـب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َقـ ْتـل َّ ِ‬
‫ْ ُْ َ ّ ْ‬ ‫ـات‪َ ،‬لع ُ‬
‫الشـاه ف َ‬ ‫ما اّلـذي تَْف َـعـ ُل يـا حـاف ُ ُ‬
‫ـافال‪.‬‬‫غِ‬

‫عرِفته وعلى‬ ‫ِ‬


‫بالبحث ِلمَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫طب تَعظيماً لشأنه واغراءً‬‫ص ِّرحْ باس ِم المُخا َ‬‫الرموز ال يُ َ‬
‫ظ ِ‬
‫شاع ُر ُّ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫اعر يرثي ابنه في ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن ِ‬
‫هذه القصيدة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫إن ال ّش َ‬ ‫يكتشف‪ ،‬وقالوا َّ‬ ‫القارِئ ْ‬
‫له‬ ‫ِ‬
‫العذاب َّ‬ ‫الب ُلب َّ‬ ‫ِ‬
‫الشديد وحين صارت ُ‬ ‫بعد‬
‫ل(الشاعر) على الوردة إالّ َ‬ ‫لم يحصل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوردة من ْ ِ‬
‫قلب‬
‫كان ُ‬ ‫وصد ْت ُه عنها من غي ٍرة عليها؛ ولقد َ‬ ‫َّ‬ ‫البالء‬ ‫اك‬
‫عت ُه منها أشو ُ‬ ‫ُ ََ‬
‫ط َع َة ِم َن ُّ َّ ِ‬ ‫أن ِتْلك ِ‬ ‫ِ‬
‫قش‬
‫َمُل ُه َن ٌ‬
‫السكر له فإذا أ َ‬ ‫الق ْ‬ ‫َّل َّ َ‬ ‫الببَّغاء(الشاعر) سعيداً وهو يتخي ُ‬
‫دام ِذ ْك ُر ُق َّرِة عيني وثمرةُ فؤادي‬ ‫فجأة فمحاه؛ َ‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫الفناء‬ ‫سيل‬
‫الرمال وجاء ُ‬
‫على ِ ِ‬
‫ّ‬
‫وترك لي الهموم واألحزان وتشتَّ َت‬ ‫الر ِ‬
‫احة‬‫دار َّ‬ ‫ِ‬
‫البالء إلى ِ‬ ‫َّالذي َر َح َل عن ِ‬
‫دار‬
‫َ‬

‫‪155‬‬
‫فعه ِ‬
‫فقد‬ ‫أعني على ر ِ‬ ‫بعده؛ فيا أيُّها الحادي لقد وَقع ِحملي فِب ِ ِ ِ‬ ‫أمري ِمن ِ‬
‫حق هللا ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ف ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫ِِ ِ ِ‬
‫اب‬ ‫وك َرِمك؛ ال تحتق ْر تُر َ‬ ‫جود َك َ‬ ‫أع ِر ُ‬
‫الس ْي َر في هذه القافَلة لما ْ‬ ‫اخترت َّ‬
‫ُ‬
‫للط َر ِب ِم َن‬
‫الفَلك الفيروز ُّي وبنى بهما بيتاً َّ‬
‫مزج ُهما َ ُ‬ ‫وجهي وندى عيني فقد َ‬
‫فم ْن َح َسِدها َن َزَل قمري في‬ ‫الحاسدة يا َقمر األبراج ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ين؛ ِآه ِم ْن َع ِين َك‬ ‫طِ‬‫ال ِّ‬
‫ِ‬ ‫حافظ كما يظهر لِ ِ‬ ‫الّلحد(مات ولدي)‪ ،‬وفي شع ِر ِ‬
‫فرَدةُ الواح َدةُ‬
‫الم َ‬
‫تأخ ُذ ُ‬
‫تأمل ُ‬ ‫لم ّ‬‫ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫تأخ ُذ معنى ِم ْن معاني الجمال مرًة ومعنى ُمقابالً مرًة‬ ‫أكثَ َر م ْن معنى‪ ،‬وقد ُ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫غير َق َم ِر الفلك الحاسد هنا؛ لقد َ‬
‫فات‬ ‫يرم ُز للحبيب بجماله ُ‬ ‫فالقمر الذي ُ‬ ‫ُ‬ ‫أُخرى‪،‬‬
‫الشطرنج على شكل ُبرج وتُدعى‬ ‫ط ِع ّ‬ ‫بالرخ(قطع ٌة من ِق َ‬ ‫الش ِاه(الملك) ُّ‬ ‫قتل َّ‬‫ان ِ‬ ‫أو ُ‬
‫هو في‬ ‫ِ‬ ‫نج ِ‬ ‫القلعة أيضاً) في ُل ِ‬
‫يع ْد ُم ْمكناً‪ ،‬فالّل ُ‬
‫ظ فلم ُ‬ ‫حيات َك يا حاَف ُ‬ ‫عبة شطر ِ‬
‫أفعل اآلن؟‪.‬‬ ‫اء ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المه َّمة فماذا ُ‬ ‫األيَّا ِم الخالية جعلني غافالً عن األشي ُ‬

‫غزل‪135‬‬

‫يارة ِحمى حبيبي‪ ،‬أُريُد أن أُع ِّ‬


‫ط َر أنفاسي بعبي ِر ال ِم ْس ِك‬ ‫يح على ز ِ‬
‫َ‬ ‫سأعزم ِّ‬
‫كالر ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫من تُ ارِبها؛‬
‫الع َم َل‪ ،‬و ِم َن‬ ‫ُكنت ِ‬
‫عاطالً ُعمري َّالذي م َّر دو َن ٍ‬
‫وجدت َ‬
‫ُ‬ ‫خمر ومعشوق‪ ،‬و َ‬
‫اآلن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اآلن سأع َم ُل؛‬
‫َ‬
‫يق ذلِ َك الحبيب؛‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُك َّل جاه جمع ُت من عل ٍم وديـ ٍن سأجعُل ُه نثا اًر لِتُـر ِ‬
‫اب طر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫شمس ِه‪ ،‬سأقضي ُك َّل عمري ِبهِذهِ‬
‫أن شمع صبحي اشتَعل ضياء ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ََ‬ ‫وبما َّ ْ َ ُ‬
‫المشغَلة؛‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العهد القدي ِم‬ ‫بناء‬ ‫كر ِ‬ ‫على ِذ ِ‬
‫ُعيد َ‬‫وسوف أ ُ‬
‫َ‬ ‫اب‪،‬‬ ‫نفسي الخر َ‬ ‫َ‬
‫أعم ُر‬
‫سوف ُ‬ ‫َ‬ ‫عين َك‬
‫ُمستقيماً؛‬

‫‪156‬‬
‫لنكه ِة ِ‬
‫عبير فرِع‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫الم َّ‬ ‫الصبا ألجعل ِ‬
‫فداء ْ َ‬
‫خض َب َة بالد ِم كوردة‪ً ،‬‬ ‫الرو َح ُ‬
‫هذه ُّ‬ ‫ََ‬ ‫هي َّ‬ ‫َ َ‬
‫أين‬
‫الحبيب؛‬
‫الس ْك ِر و ِ‬
‫الع ْش ِق‬ ‫يق ُّ‬ ‫صفاء لَقْل ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫فاق و ِّ‬ ‫ِ‬
‫سأجع ُل طر َ‬
‫َ‬ ‫حافظ‪،‬‬ ‫اء ال َي َهبان ال َّ َ‬
‫الري ُ‬ ‫الن ُ‬
‫ّ‬
‫اختياري‪.‬‬

‫غزل‪136‬‬

‫ِ ِِ ِ‬
‫مان؟‬
‫الض ُ‬‫الصبـا ْأيـ َن َّ‬ ‫وع ْهُد َك و َّ‬
‫َ‬ ‫َيـد ْي لحبـال َشـ ْع ِر َك ال تنـ ُ‬
‫ال‬
‫ان‬
‫عي ْإنـ ٌس َوج ـ ُ‬ ‫ولي َس ِبمـ ِان‬ ‫َسعى‬ ‫ف أْ‬
‫و ِمن سعـ ٍي ِأل ِ‬
‫َجل َك َس ْـو َ‬‫ْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ْ‬
‫ان‬ ‫ِ‬ ‫ولـي شـ ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صمـاء شـ ُ‬ ‫ان ولْل ُخ َ‬ ‫اء َقْلـبي‬
‫ْ‬ ‫بثَـ ْوب َك َق ْد َب َذْلـ ُت دمـ َ‬
‫ان‬
‫الهـو ُ‬
‫َ‬ ‫دانيـ ِـه‬
‫َو ِع ـ ُّز َك ال ُي ْ‬ ‫ال َك ِم ْثـ ِل َبـ ْد ٍر‬
‫جبيـُن َك ال ُيـقـ ُ‬
‫ٍِ‬ ‫طر ٍ‬ ‫ِ‬
‫وه ـ ْل ِب َكـدي ِـر مـ ْرآة َعيـ ُ‬
‫ان‬ ‫ف‬ ‫َوَو ْجـ ُه َك ال ُيرى ِب َكد ْيـ ِر َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وليـس لـ ُه لـدى فـ ْكـ ٍر بيـ ُ‬
‫ان‬ ‫وع ْشـُقك ليـس تَ ْش َرُح ُه المعاني‬

‫له‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬


‫الصبا ال ثبات ُ‬ ‫يح َّ‬ ‫ثل ر ِ‬‫وعهدك م َ‬
‫ُ‬ ‫تصل إلى حلقات شعرك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يدي ال‬
‫االعتماد عليه؛‬
‫ُ‬ ‫يمكن‬
‫ُ‬
‫ِ ( ‪)1‬‬
‫القضاء ال ُيمكن ؛‬ ‫ِ‬ ‫تغيير‬ ‫ِ‬
‫عي في طلب َك‪ ،‬هذا هو الَق َد ُر و ُ‬ ‫سأسعى ُك َّل َس ٍ‬
‫ص ِم بي؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بمائة د ِم ٍ‬ ‫ِ‬
‫أترَك ُه الستهزاء ال َخ ْ‬ ‫بذلت‪ ،‬لن ُ‬‫قلب ُ‬ ‫الحبيب بيدي‬ ‫ثوب‬
‫وقع ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بالحبيب؛‬ ‫قليل الَق ْد ِر‬ ‫ِ‬
‫الفَلك‪ ،‬وال يمك ُن قياس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عارضه ب ِ‬
‫بدر َ‬ ‫ِ‬ ‫تشبيه ِ‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرو ِح كي ال يتمزَّق؛‬ ‫ثوب ُّ‬‫للسماع‪ ،‬ما َق ْدر ِ‬
‫حين ُيقِب ُل َّ‬
‫َسروي العالي َ‬
‫ُ‬
‫ظ ُر في ِمرٍآة بال‬ ‫اهر يق ِدر على رؤي ِة وج ِه الحبيب‪ ،‬ال ي ِ‬
‫مك ُن َّ‬
‫الن َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ظ ُر الط ُ‬ ‫الن َ‬
‫صفاء(‪)2‬؛‬

‫‪157‬‬
‫الدقيَق ِة ال يكو ُن ِبهذا‬
‫هذ ِه المسأَل ِة َّ‬
‫حل ِ‬ ‫الع ْش ِق ليست في حوصَل ِة ِع ِ‬
‫لمنا‪ُّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫شكَل ُة ِ‬
‫م ِ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫الخطاء؛‬ ‫ِ‬
‫الف ْك ِر‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قتلتني َ ِ‬
‫مع‬
‫هار َ‬ ‫يل والنَّ َ‬
‫العرَب َدةُ الل َ‬
‫محبوب العاَل ِم لك ْن‪ ،‬ال تُمك ُن َ‬
‫َ‬ ‫الغ َيرةُ م ْن كوِن َ‬
‫ك‬
‫الخْلق؛‬
‫َ‬
‫عاء‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِب ِّ َّ‬‫طِ‬ ‫طبع لطيف و ِمن ُّ‬
‫حد أن ُه ال يحتَم ُل الد َ‬ ‫الل ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫لك َ ْ ٌ‬
‫أنت َ‬‫أقول و َ‬‫ُ‬ ‫أنا ما‬
‫الرقيق؛‬
‫َّ‬
‫حاجِبك ال ِمحراب ِل ِ ِ‬
‫مذهِبنا ال تكون‪.‬‬ ‫غير َك في َ‬‫طاع ُة ِ‬
‫قلب حافظ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫غير ِ َ‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫ظر صافياً‬ ‫يجب أن يكو َن َّ‬ ‫الشعري ِ‬ ‫هذا معنى أصل البيت وفي ترجمته ِّ‬
‫الن ُ‬ ‫تصرف؛‬ ‫َّة‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫كمثل المرآة َّالتي ال‬
‫ِ‬ ‫يتمكن من م ِ‬
‫ال‬
‫األشياء إ ّ‬
‫ُ‬ ‫تظهر فيها‬
‫ُ‬ ‫عاينة وجه الحبيب مثُل ُه‬ ‫طاه اًر كي َّ َ‬
‫إذا كانت صافي ًة(المرآة)‪.‬‬

‫غزل‪137‬‬

‫طف قلبـي وأخفـى عنـي وجهـه‪ِ ،‬مـن أجـ ِل هللا‪ُ ،‬قل مع مـن يمـ ِكن ِ‬
‫لعـ ُب هـذا‬ ‫ْ َ َْ ُ ُ‬ ‫َّ َُ‬ ‫َخ َ َ‬
‫ال ِقمـار؟؛‬
‫ص َن َع لي ألطـافاً ال‬ ‫ين في الّلي ِـل‪ ،‬وكـان في َق ِ‬ ‫ُكَّنـا وحي َـد ِ‬
‫صـد روحـي‪ ،‬وخيـالُ ُه َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫دود لهـا؛‬
‫ُحـ َ‬
‫ـاء؛‬ ‫رج ُس عيـِن ِه ْلم ُيظ ِه ْر بي َّ‬
‫أي اعتن ٍ‬ ‫ونـ ِ‬ ‫كيف ال يصيـر قلبـي َّ‬
‫كالشق ِ‬
‫ـائق الحمـراء َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ص‪ ،‬مع هذا األََلـ ِم حـار ِ‬ ‫ال أستطيـع أن أقـ ِ‬
‫هو‬‫أن طبيـبي َ‬ ‫ِق ال ُّـرو ِح‪َّ ،‬‬ ‫ول أل ِّي شخـ ٍ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ص َـد روحـي َّ‬
‫الضعي َـفة؛‬ ‫َم ْن َق َ‬
‫علي‬ ‫كالشمـع‪ ،‬تبكي علـ َّي الكـأس و ِ‬
‫ينتحـ ُب َّ‬ ‫ِق َّ‬‫ها أنـذا‪ ،‬تَ َرَكني الحبيـ ُب‪ ،‬أحتـر ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫العـود؛‬
‫ُ‬

‫‪158‬‬
‫الصحيـ ُح‪،‬‬
‫الصحيـ َح‪ ،‬فهذا ُه َـو الوقـ ُت َّ‬ ‫الع َمـ َل َّ‬
‫تعمـ َل َ‬
‫الصبـا تُريـُد أن َ‬ ‫إذا كـانت َّ‬
‫(فلتحم ْل خبري إلى حبيبي)؛‬
‫ِ‬ ‫اق يـودي ِبروحي‬ ‫أَلـم االشتيـ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال لنـا ومـا َف َعـ َل بنـا؛‬ ‫األحبـة متـى ُي ْمـك ُن الحديـ ُث عـ ِن الحبيـ ِب‪ ،‬ومـا كـ َ‬
‫ان قـ َ‬ ‫َّ‬ ‫بي َـن‬
‫اجب‪.‬‬‫وس ذلِ َك الح ِ‬
‫ين َقـ ِ‬‫سهـم َعـ ِ‬ ‫دو برو ِح ح ِ‬ ‫يفع ِل العـ ُّ‬
‫ظ مـا َف َع َل ْ ُ‬
‫ـاف َ‬ ‫لم َ‬

‫غزل‪138‬‬

‫ظ ْر‬‫ظ ْر ُت َو َما َن َ‬‫ِبمـائ ِة َع ْيـ ٍن َقـ ْد َن َ‬ ‫َج َعْل ُت َل ُه َو ْجهي وباْلُق ْر ِب ما َع َب ْر‬
‫ْ‬
‫ط ْر‬‫الم َ‬ ‫الص ْخ َ ِرة َّ ِ‬ ‫ليين َقْلِبهِ‬ ‫وسالت ُدموعي دو َن َت ِ‬
‫الص ّوان ما َيْف َع ُل َ‬ ‫وفي َّ‬ ‫ْ‬
‫اآله َيمـشي ِبال َح َذ ْر‬ ‫فتحت ِسهـا ِم ِ‬ ‫الفتى‬ ‫ظاً َذلِ َك َ‬ ‫فيـا ربَّنـا ُكن ِ‬
‫حاف َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أغفى ِم ْث َل َم ْن ما َل ُه َخ َب ْر‬ ‫ائي و ْ‬ ‫بكـ‬ ‫لقد حرم األسمـاك و َّ‬
‫الط ْي َر َن ْو َمها‬ ‫ْ َََ ْ َ‬
‫ُ ْ‬
‫الن ِس ْيـ ُم َلدى َّ‬
‫الس َح ْر‬ ‫اك َّ‬ ‫ِ‬ ‫دام ِه أَسلمـت ر ِ‬
‫ألَْق ِ‬
‫ولم َيأْت َذَّيـ َ‬ ‫وحي َلـ ْو أتى‬
‫ْ َْ ُ ُ َ‬

‫الل ِ‬‫عين ِمن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬


‫ظ ْر‬ ‫طف ولم ين ُ‬ ‫رت بمئة ٍ َ‬ ‫ظ ُ‬‫يم َّر بي‪َ ،‬ن َ‬‫َج َعْل ُت وجهي على طريقه فلم ُ‬
‫ط ِر في‬ ‫الم َ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫تفع ُل قطرةُ َ‬ ‫صوم َة م ْن قلبه‪ ،‬ما َ‬ ‫الخ َ‬ ‫يم ُح ُ‬‫سيل َد ْم ِع عيني ْلم ْ‬ ‫إلي ؛ ُ‬ ‫ّ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ( ‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫سهام‬ ‫َّ‬
‫جاع‪ ،‬إن ُه ال يح َذ ُر‬ ‫اب الش َ‬ ‫ظ هذا الش َّ‬ ‫احف ْ‬
‫أنت َ‬ ‫رب َ‬ ‫خرة القاسية؟ ؛ يا ّ‬ ‫الص َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫األمس لم تََن ْم ِم ْن‬ ‫الزوايا؛ األسماك و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫الط ُير ليَل َة‬ ‫ُ‬ ‫سين في َّ‬ ‫ين الجال َ‬ ‫الم ِّ‬
‫حب َ‬ ‫آهات ُ‬
‫الرأس ِمن النَّو ِم(‪)3‬؛ ُكنت أريد أن أ ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫نحيبي‪ ،‬وان ُ ِ ِ‬
‫ُسل َم‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ين َل ْم يرَف ْع َّ َ َ‬ ‫ظ ْر لذل َك الفات ِن َ‬
‫أي‬‫الس َحر ؛ أي حبيبي‪ُّ ،‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫رور نسي ِم َّ‬ ‫ِِ‬ ‫الرو َح َّ‬
‫يم َّر بي ُم َ‬ ‫فلم ُ‬‫تحت َق َدمه‪ْ ،‬‬ ‫كالشمع َ‬ ‫ُّ‬
‫الروح تحت ضرب ِة س ِيفك؛ َقَلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫قاس يبُل ُغ ِب ِه َّ‬
‫قلب ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ظ‬‫حاف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ص َّأن ُه ال ُيسل ُم ُّ َ‬ ‫النْق ُ‬
‫الرأس‪.‬‬
‫يتر َك َّ‬ ‫ص حتَّى ُ‬ ‫يقول ِس َّر َك لِ َش ْخ ٍ‬
‫حفل‪ ،‬لن َ‬
‫سان في الم َ ِ‬ ‫طوعُ الّلِ ِ‬ ‫مق ُ‬
‫َ‬
‫ـــــــ‬

‫‪159‬‬
‫علي نظرةً‬ ‫يلق َّ‬‫وصرت بكّلِي عيوناً ناظرةً إليه ولم ِ‬
‫ُ‬ ‫يمر بي‬
‫عترضت طريق الحبيب فلم َّ‬ ‫ُ‬ ‫( ‪ )1‬ا‬
‫وبكيت فلم تؤثّ ْر دموعي في قلبه القاسي كما ال يؤِثُّر‬
‫ُ‬ ‫عطف ُه بالبكاء‬
‫أستدر َ‬
‫ُّ‬ ‫لت‬
‫احد ًة؛ فُق ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫و َ‬
‫وم من بكائي وهو‬ ‫ْ َّ‬
‫تستطع الن َ‬ ‫الجو لم‬
‫إن أسماك البحر وطيور ّ‬ ‫الصخرةُ القاسية؛ ّ‬‫المطر في ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫بعَبقه الذي‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عند قدميه ولم يأت َ‬
‫لنثرت روحي َ‬ ‫وظل نائماً؛ لو خطا لزيارتي‬ ‫لم ُيبال بي‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫السحر‪.‬‬
‫نسيم َّ‬
‫شبه َ‬ ‫ُي ُ‬

‫غزل‪139‬‬

‫للسَفر؛‬
‫يأخ ْذ رفيقاً َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ولم ُ‬‫المدينة ْ‬
‫َ‬ ‫يف‬
‫يذك ْر حر َ‬‫ولم ُ‬
‫َذ َه َب الحبي ُب لم ُيخب ْر عاشقيه ْ‬
‫لطريقة(‪)1‬؛‬ ‫أن بختي أخطأَ طريق الم ِ‬
‫روءة‪ ،‬أو َّأنه لم يم َّر في ش ِارِع ا َّ‬ ‫إما َّ‬‫َّ‬
‫ُ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫كالص ْخر ولم يؤِثّ ْر‬
‫قاسياً َّ‬ ‫لك َّن قلبه كان ِ‬
‫َُ َ‬
‫قلت عسى أن أجعل قلبه يلين بالبكاء‪ِ ،‬‬
‫ْ َ َ َُ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِب ِه ُبكائي؛‬
‫يصير‬
‫َ‬ ‫اله َو َس ِبأن‬
‫ف الَقرَار لن ينسى َ‬
‫ائر قلبي اّلذي ال ِ‬
‫يعر ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫ال ته َْأز بي َف َ‬
‫اك ِ‬
‫الع ْش ِق؛‬ ‫صيداً في شب ِ‬
‫ظر(‪)2‬؛‬ ‫يفعُل ُه عديم َّ‬
‫الن َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫قب َل عيني‪ ،‬ف ْع ُل عيني هذا ال َ‬
‫وجهك َّ‬‫ُك ُّل من رأى َ‬
‫الس َحر‪.‬‬
‫مرور نسي ِم َّ‬ ‫ِ‬ ‫وقْف ُت َّ‬
‫له‪ ،‬فل ْم ي ُم َّر بي َ‬
‫داء ُ‬
‫أجع َل روحي ف ً‬
‫كي َ‬ ‫ِ ْ‬
‫كالشمع‬
‫ـــــــ‬
‫الطر ِ‬
‫يق‬ ‫أن الحبيب لم يمَّر في َّ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫ظي‪ ،‬أو َّ‬ ‫المروءة لِِقَّل ِة ح ِّ‬
‫ِ‬ ‫ك ِ‬
‫أهل‬ ‫إما َّأنني لم أسُل ْك مسَل َ‬
‫(‪َّ )1‬‬
‫َّ‬ ‫األع َ ِ ِ‬
‫أتك‪ ،‬أي َع ِرَف ْت َ‬
‫ك‬ ‫ك‪ ،‬أثنى على عيني التي ر َ‬ ‫ك‪ ،‬أي َع ِرَف َ‬ ‫وجه َ‬
‫ظ ِم لطريقتنا؛ ُك ُّل من رأى َ‬
‫(‪)2‬‬

‫بصيرة‪.‬‬ ‫له ِم ْن ٍ‬
‫عين‬ ‫ين‪ ،‬وال ُبَّد ُ‬ ‫ليس ُشغالً لِ ُك ِّل َع ٍ‬ ‫ك‪ ،‬وهذا ُّ‬
‫الش ْغ ُل َ‬ ‫صَف ْت َ‬
‫َ‬ ‫َفو َ‬

‫غزل‪140‬‬

‫‪160‬‬
‫َف َع ْل‬ ‫اش ِق ِه‬‫ومعشوق ص ٍب مـا ِبعـ ِ‬
‫َْ َ َ ّ‬ ‫ك ما َف َع ْل‬ ‫ِ ِ‬
‫ظ ْر َغ َّم ع ْشق َ‬ ‫فان ُ‬
‫أيـا َقْل ُب ْ‬
‫باب مـاذا ِب ِه ْم‬ ‫فسائل َذوي األْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْحـ َر ِف ْت َن ًة‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َف َع ْل‬ ‫ْ‬ ‫َوَن ْرجس َع ْي ٍن َي ْنُف ُث ّ‬
‫َف َع ْل‬ ‫قاسي الَقْل ِب ما‬ ‫صر ِبحـالي ِ‬ ‫ِ‬ ‫روب لِ َغ ْد ِرِه‬‫الغ ِ‬ ‫دموعي َلهـا َلو ُن ُ‬
‫َ‬ ‫َفأ َْب ْ‬
‫فسل بيدر المجنو ِن مـاذا ِ‬ ‫ِ‬
‫َف َع ْل‬ ‫به‬ ‫ْ ََْ َ َ ْ‬ ‫الب ْر ُق َس ْح َرًة‬ ‫ض َ‬ ‫ِب َم ْن ِزل َلْيلى ْأو َم َ‬
‫َف َع ْل‬ ‫كان َق ْد‬ ‫َلدى َد ْوَرِة الِب ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ركار مـا َ‬ ‫ف‬ ‫عار ٌ‬ ‫اآلزور ال َش ْخ َ‬ ‫َودائ َرةُ‬
‫َف َع ْل‬ ‫ـب‪ ،‬لما‬ ‫فأحـرَق ُه‪ ،‬يـا للـحبي ِ‬
‫َ‬ ‫حاف ٍظ‬
‫قلب ِ‬ ‫الغم في ِ‬ ‫نار ِّ‬ ‫ِ‬
‫رمى الع ْش ُق َ‬

‫الع ْش ِق من ٍ‬ ‫غم ِ‬
‫محبوب وما َف َع َل‬
‫ُ‬ ‫وكيف َذ َه َب ال‬‫َ‬ ‫جديد‪،‬‬ ‫ك ُّ‬ ‫فعل ِب َ‬
‫قلب ما َ‬ ‫ظ ْر يا ُ‬ ‫ان ُ‬
‫ان‬ ‫ِ‬ ‫اح ِر ومن ُل ِ ِ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫الوفي(‪)1‬؛ ِآه من ذلِ َك َّ‬ ‫ِب ُم ِحِّب ِه‬
‫السكر َ‬ ‫عبته‪ ،‬وآه من ذل َك ّ‬ ‫َ‬ ‫رجس َّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ظ ْر‬‫غير الوِف ِّي‪ ،‬ان ُ‬
‫حبيب ِ‬ ‫الشَف ِق ِم َن ال ِ‬ ‫احين(‪)2‬؛ َدمعي صار ِبلو ِن َّ‬ ‫بالص ِ‬
‫وما َف َع َل َّ‬
‫َ‬
‫سح اًر‪َ ،‬و ْي لِما في‬ ‫فيق ماذا َفعل؛ بر ٌق ِمن ِ ِ‬ ‫الش ِ‬‫غير َّ‬
‫إلى طالعي ِ‬
‫منزل ليلى َل َم َع َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جام َخ ْمري فكات ُب َ‬ ‫َحْقل َمجنون الَقْلب ُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫الغيب‪،‬‬ ‫المبتلى َف َع َل ؛ ساقيا أعطني َ‬
‫ائرَة‬
‫الد َ‬‫هذ ِه َّ‬
‫النقوش على ِ‬
‫ض َع ُّ َ‬ ‫حين َو َ‬
‫جاب األسرار ما َف َعل؛ َ‬ ‫ليس معلوماً في ِح ِ‬
‫َ‬
‫نار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ركار ما َف َع َل ؛ ف ْك ُر الع ْش ِق ْ‬
‫( ‪)4‬‬
‫ورة الِب ِ‬
‫الالزورديَّة‪ ،‬ال َش ْخص يدري في َد ِ‬
‫أش َع َل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫بالم ِح ِّب الوفي‪.‬‬
‫للمحبوب القدي ِم ما َف َع َل ُ‬‫ُ‬ ‫ظروا‬ ‫قلب حافظ وأح َرَق ُه‪ ،‬اُن ُ‬‫الغم في ِ‬ ‫ِّ‬
‫ّ‬
‫ــــــ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظر ما فعل ِبك ُّ ِ‬
‫له‪،‬‬
‫منك ُ‬‫الحبيب من بعد الوفاء َ‬ ‫فعل ِب َ‬
‫ك‬ ‫ظ ْر ماذا َ‬‫قلب‪ ،‬وان ُ‬
‫غم الع ْشق يا ُ‬ ‫ان ُ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫شيِت ِه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يتمايل في م َ‬‫ُ‬ ‫ان اّلذي‬ ‫السكر ُ‬
‫الساحرة‪ ،‬و َّ‬ ‫رجس استعارةٌ لعين الحبيب َّ‬ ‫الن ُ‬ ‫جفاك؛ (‪َّ )2‬‬
‫َ‬ ‫وكيف‬
‫َ‬
‫عاشق ليلى المعروف‬ ‫اسم َعَل ٍم على المعشوق‪ ،‬والمجنون هو‬ ‫ِ َّ‬
‫كناي ًة عن الدالل؛ ليلى ُ‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫مكان جم ِع المحصول من قم ٍح وغيره‪،‬‬ ‫البيدر هو‬ ‫َّ‬
‫يرمز للش ِ‬‫بمجنون ليلى‪ ،‬وهو ُ‬
‫ُ‬ ‫اعر نفسه‪ ،‬و ُ‬
‫ويرمز‬
‫ُ‬ ‫بيدر المجنون فاحترق‪،‬‬ ‫منه َ‬ ‫شرر ُ‬ ‫أن البرق لمع من ديار ليلى فأصاب ٌ‬ ‫والمعنى َّ‬
‫ور قلِبه‪،‬‬ ‫ط ِ‬‫الحق لِ ُ‬ ‫وبإيماض البر ِق إلى تجّلي‬‫ِ‬ ‫محصول ِع ِ‬
‫بادته‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫من القم ِح إلى‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫بالمحصول َ‬
‫الن ِار َّالتي‬
‫من َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِق ّ‬
‫الش اررةُ الواح َدةُ َ‬ ‫الن ِار حقالً َ‬
‫من القم ِح‪ ،‬تحر ُ‬ ‫من َّ‬ ‫ِ‬ ‫وكما تحر ُق َّ‬
‫الش اررةُ الواح َدةُ َ‬
‫قدموا من ٍ‬ ‫السالِكين ما َّ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِأل ِ‬
‫ط َر منه‪ ،‬وقيل‬ ‫أفضل وأخ َ‬
‫َ‬ ‫عمل‪ ،‬أي تكو ُن‬ ‫من َّ‬ ‫الجذب َ‬ ‫هل‬ ‫تو ِم ُ‬

‫‪161‬‬
‫عمل الخلق؛ دائرةُ اآلزور الفلك الالزوردي‪ ،‬والبركار آلةٌ‬
‫(‪)4‬‬
‫الحق توازي‬ ‫ِ‬
‫جذبات‬ ‫جذب ٌة من‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫طت أقدار‬‫الدائرة‪ ،‬وهو هنا بركار الخلق َّالذي بدورِت ِه خلِق الوجود وخ َّ‬
‫رسم بها َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هندسي ٌة تُ َ ُ‬
‫َّ‬
‫الخالئق َّالتي ال يعرفها أحد‪.‬‬

‫غزل‪141‬‬

‫المحتَ ِس ِب وصـ َار‬ ‫الس ْتـر‪ ،‬ذهبـ ْت إلى ُ‬


‫العنـ ِب تابـت ِ ِ‬
‫عن ّ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫ـاب‪ ،‬بنـ ُت َ‬ ‫أُّيها األحب ُ‬
‫الدستور؛‬‫فق َّ‬ ‫َع َمُلهـا ِو َ‬
‫ول الحريفـو َن‬ ‫اب إلى المجـلِ ِ‬ ‫الحجـ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫اءت من خلـ ِ‬
‫س فامسحـوا َع َرَقهـا كي ال يقـ َ‬ ‫جـ ْ‬
‫لمـاذا ابتَ َع َد ْت(‪)1‬؛‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْكـ ِر‬
‫ف َل ْحـ َن ُّ‬ ‫هـات الِبشـ َارَة يـا قلـ ُب‪ُ ،‬مطـ ِر ُب العشـ ِق عـ َاد من جديـد‪ ،‬عـ َز َ‬
‫المخمـور؛‬ ‫ـش َ‬ ‫أنع َ‬
‫و َ‬
‫ـاه وال بمـ ِ‬ ‫العن ِب‪ ،‬ال يذهـب لونهـا بسبع ِة مي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ائة‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ِخـرَق ُة الـ َّزاهد إذا ُغسَل ْت بخمـ ِر َ‬
‫نار(‪)2‬؛‬
‫الطـائر عـذب الغنـ ِ‬‫َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اء غ ّـنى علـى‬ ‫ُ‬ ‫تفتَّ َـح ُبـرُعـ ُم َش َجـ َرة ورد وصـلي على نسيـمه‪ ،‬و ُ‬
‫األحمر؛‬
‫َ‬ ‫ورد ِه‬
‫ور ِق ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫رض والمـال والقلـ ِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رور بالعـ ِ‬ ‫ود مغـ ٌ‬
‫اض َع‪ ،‬الحسـ ُ‬ ‫المسك َن َة والتَّـو ُ‬
‫َ‬ ‫ظ ال تت ُـرك‬ ‫حـاف ُ‬
‫ِ‬
‫الديـن‪.‬‬
‫وّ‬
‫ــــــ‬
‫بالغسل سبع مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫العَن ِب أو ِم َن َّ‬
‫جاب ِمن ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات‬ ‫الد ِّن؛ (‪)2‬بسبعة مياه‪:‬‬ ‫جاءت من خلف الح ِ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ ّ‬
‫بالماء‪.‬‬

‫غزل‪142‬‬

‫‪162‬‬
‫ـيء َلدي ِـه‪ ،‬ويطُلـب ُكـ َّل شـ ٍ‬
‫يء‬ ‫وك ُّـل ش ٍ‬‫ام جمشيد‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫منـي جـ َ‬ ‫طـُل ُب ّ‬ ‫سنيـ َن وقلـبي ي ْ‬
‫ِمـ َن الغريـب(‪)1‬؛‬
‫ف الكـو ِن والمكـان‪ ،‬يطُلـُب ُه ِمـ ْن غريـ ٍق علـى‬ ‫الجوهـر َّالـذي هـو خـ ِارج صـد ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السبـاحة؛‬ ‫اطئ البحـ ِر ال ُيحسـ ُن ّ‬ ‫شـ ِ‬
‫الم َعـ ّمى؛‬ ‫ان‪ ،‬ليقـوم بتأييـِد َّ‬
‫الن َ ِ ِ ِ‬ ‫س إلـى شيـ ِخ المغـ ِ‬ ‫حمْلـت ِ‬
‫مشكَلـتَ ُه أمـ ِ‬
‫ظـر ب َحـ ّل هـذا ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫المـرِآة ِ‬ ‫ظـر فـي تلـك ِ‬ ‫ِ‬ ‫رأيتُـه مسـرو اًر وم ِ‬
‫ذات‬ ‫َ‬ ‫الخمـ ِر فـي يـده‪ ،‬وين ُ ُ‬‫ْ‬ ‫بتسماً وَقـ َد ُح‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المـائة ِم َن الوجـوه؛‬‫ِ‬
‫وم َّالـذي‬ ‫ِ‬
‫اك ُه الحكيـم؟‪ ،‬قـال‪ :‬ذلـ َك اليـ َ‬ ‫مظهـ ِر العـاَل ِم هـذا متـى أعطـ َ‬ ‫َ‬ ‫ام‬
‫ُقْلـ ُت‪ :‬جـ َ‬
‫السمـاء؛‬ ‫ُب َنيـ ْت فيـ ِه َّ‬
‫الب ْع َد ِ‬
‫عن هللا؛‬ ‫ِ‬
‫ان ال يراهُ‪ ،‬ويشكو ُ‬ ‫معه هللاُ في جميـ ِع األحوال‪ ،‬وك َ‬ ‫ان ُ‬ ‫وال ٌه ك َ‬
‫السـامر ُّي ُقبـاَل َة العصـا واليـِد‬
‫ـام بها َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫كـ ُّل هـذه الشعـب َذة مـ َن النفـس هـا ُهنـا‪ ،‬ق َ‬
‫ِِ‬
‫البيضـاء(‪)2‬؛‬
‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ـرم ُه َّأنـ ُه َ‬
‫أذاع أسـرَار‬ ‫ـان ُج ُ‬
‫ال‪ :‬ذلـ َك العـاش ُق الـذي نصبـوا لـ ُه المشنـَق َة العـالي َة‪ ،‬ك َ‬ ‫قـ َ‬
‫الحـ ّق(‪)3‬؛‬
‫َ‬
‫يفعـلو َن ُك َّل مـا َفـ َعـ َل‬
‫اآلخـرو َن أيضـاً َ‬
‫الم َـد َد‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ض رو ِح الُقـُدس إذا أعـطى َ‬ ‫فيـ ُ‬
‫المسيـح؛‬
‫ظ يشـتكي ِم ْن قْلـِب ِه‬ ‫ال‪ :‬حـاف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُقلـ ُت لـ ُه‪ :‬سلسَل ُة ضفيـ َرة أهـل الجمـال مـا ُش ْغـُلها؟ قـ َ‬
‫الولهـان‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫سخ ٍة‪:‬‬ ‫اظ ِر فيه؛ (‪ِ )2‬م َن َّ‬
‫النفس في ُن َ‬
‫للن ِ‬
‫ال العاَل ِم َّ‬ ‫ِ‬
‫مظهر الغيب‪ُ ،‬يظه ُر أحو َ‬
‫جام جمشيد‪ ،‬جام َ‬
‫(‪)1‬‬

‫الحق‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫يرمز لَِو ْح َد ِة الوجود‪ :‬أنا‬
‫القائل ُ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫الحالج‪ ،‬وهو‬ ‫المقصود هو‬
‫ُ‬ ‫العاشق‬
‫ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫العْقل؛‬
‫م َن َ‬
‫ِ‬
‫ليس في ُجبَّتي ّإال هللا‪.‬‬
‫و َ‬

‫غزل‪143‬‬

‫‪163‬‬
‫صر؛‬ ‫الب َ‬
‫ِ‬
‫الحان ُك ْح َل َ‬
‫حين تَجعل من تُر ِ‬
‫اب‬ ‫ظر‪ُ َ َ ،‬‬ ‫طيع النَّ َ‬
‫جمشيد تستَ ُ‬
‫َ‬ ‫ِب ِس ِّر جا ِم‬
‫تطرَد‬ ‫الس ِ‬
‫ماء‪ ،‬فِبهذا َّ‬ ‫خمر ومط ِر ٍب تحت س ِ‬ ‫تك ْن دو َن ٍ‬
‫أن ُ‬ ‫تستطيع ْ‬
‫ُ‬ ‫الن َغ ِم‬ ‫قف َّ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ال ُ‬
‫الغ َّم ِم ْن قلِب َك؛‬
‫َ‬
‫الس َحر؛‬
‫نسيم َّ‬ ‫يفع ُل‬ ‫النقاب حين تْق ِدر على ِخ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫دمته كما َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لك ّ َ‬ ‫َوْرُد ُمراد َك يرَف ُع َ‬
‫الع َم َل تقِد ْر تُحي ُل‬
‫تع َم ْل هذا َ‬ ‫إن ْ‬‫العجيب‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫اإلكسير‬
‫ُ‬ ‫ان‬ ‫داء ِ‬
‫باب الح ِ‬ ‫استج ِ‬ ‫عطاء ِ‬
‫ُ‬
‫اب َذ َهباً؛‬‫التُّر َ‬
‫قدر َت على القيا ِم ِبهذا‬ ‫ِ‬ ‫ِبع ْزِم مرحَل ِة ِ‬
‫الع ْش ِق ِس ْر‪،‬‬
‫إن ْ‬ ‫وسوف تجني المناف َع ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السَفر؛‬‫َّ‬
‫الطريقة؟؛‬ ‫غ ِحمى َّ‬ ‫تستطيع ُبلو َ‬ ‫كيف‬ ‫الط ِ‬ ‫تخرج من بي ِت َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫بيعة‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫أنت الذي ال ْ ُ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ظر؛‬‫من النَّ َ‬ ‫الطريق لِت َّ‬ ‫عليه وال ِحجاب‪ِ ،‬أزل ُغبار َّ‬ ‫الحبيب ال نقاب ِ‬ ‫ِ‬
‫تمك َن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫جمال‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األمور‪ِ ،‬بَف ِ‬
‫ِ‬ ‫الح ِ‬ ‫ِ‬
‫عطاء‬ ‫فيض‬ ‫ضل‬ ‫ظ َم‬
‫ون ْ‬
‫ضور َ‬ ‫ال َذوق ُ‬ ‫ستطيع أن تن َ‬
‫ُ‬ ‫فأنت تَ‬
‫تعال َ‬ ‫َ‬
‫ظر؛‬ ‫أهل َّ‬
‫الن َ‬ ‫ِ‬
‫تطم ْع أن تستطي َع أن‬ ‫ِ‬ ‫لكـ ْن إذا ُك ْن َت تطُل ُب َشَف َة المعشو ِق‬ ‫ِ‬
‫وجام الخمر‪ ،‬ال َ‬ ‫َ‬
‫آخر؛‬ ‫تعم َل َع َمالً َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ضاحكاً‬ ‫أس َك‬ ‫نور ال ِه ِ‬
‫من ِ‬
‫داية أثَ اًر تستطي ُع أن تت ُر َك ر َ‬ ‫َ‬ ‫قلب إذا َو َج ْد َت ْ‬ ‫يا ُ‬
‫ومسرو اًر َّ‬
‫كالش ْمع؛‬
‫ِ‬
‫تقدر على عبوِر َّ‬
‫الطر ِ‬
‫يق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن تستَ ِم ْع إلى ه ِـذ ِه َّ‬
‫المَلكيَّة يا حافظ‪ْ ،‬‬
‫صيح َة َ‬
‫الن َ‬ ‫ْ‬
‫ظ ِم للحقيقة‪.‬‬
‫األع َ‬

‫غزل‪144‬‬

‫‪164‬‬
‫ذاكري أو ُمسعدي ِب ِعنـاقي‬ ‫أو ِ‬ ‫بمودعـي‬
‫يك ْن ّ‬ ‫يا َي ْوَم ساَف َر لم ُ‬
‫إعتـاقي‬ ‫ِ‬ ‫الش ْي َب ِع ْن َد َك يا َفتى‬
‫بلغت َّ‬
‫منك أَل ْم َيئ ْـن ْ‬
‫الخير َ‬
‫و ُ‬ ‫عبد‪ُ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫ض ِعر ِ‬
‫اق‬ ‫بيب مضى ِبأ َْر ِ‬ ‫َّ‬ ‫اق َف َغ ِّن لي‬ ‫ط ِرباً ن َغم ِ‬
‫العر ِ‬
‫إن ال َح َ َ‬ ‫يا ُم ْ َ َ‬

‫خاط َر قلِبنا المغمو ِم‬ ‫طيب ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحبيب دو َن أن ُ‬


‫يذك َرنا أو ُي ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫يوم ساَف َر‬‫لن أنسى َ‬
‫بالوداع؛‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذلك الفتى الم ِ‬
‫سعُد َّالذي يرُق ُم َرَق َم‬
‫الخير والَقبول‪ ،‬ال أدري لماذا لم ُيطل ْق َسر َ‬
‫اح‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّ (‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫الع ْبد الشيخ ؛‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السال َك ِبَق َد ِم العل ِم وال‬
‫ك ال يهدي َّ‬ ‫األحم ِر‪َ ،‬‬ ‫الدفتَ ِر َّ‬
‫ثوب َّ‬ ‫ِ‬
‫فالفَل ُ‬ ‫َ‬ ‫بالدم ِع‬ ‫سأغس ُل َ‬
‫اءه؛‬ ‫ِ‬
‫ُيعطيه عط َ‬
‫بال كما لم‬‫الج ِ‬‫خات في هذه ِ‬ ‫يصل صوتُه إلى باِبك أطَلق الصر ِ‬ ‫رجاء أن ِ‬ ‫قلبي ِب ِ‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يفع ْل فرهاد؛‬ ‫َ‬
‫ط َّ ِرة‬ ‫ِ‬
‫أغصان ُ‬ ‫بين‬
‫ش َ‬ ‫الس َح ِر يبني ال ُع َّ‬
‫طائر َّ‬
‫ُ‬ ‫يع ْد‬ ‫الر ِ‬
‫وض لم ُ‬ ‫ُمن ُذ ابتَ َع ْد َت َع ِن َّ‬
‫الشمشاد؛‬ ‫َّ‬
‫من‬ ‫ألنت أسرعُ َح َرَك ًة في م ِ‬
‫رور َك َ‬ ‫غل‪َ ،‬‬ ‫الصبا أن يتعلَّم َ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫منك الش َ‬ ‫َ‬ ‫برسول َّ‬ ‫أولى‬
‫ِّ‬
‫الريح؛‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫بحسن َ‬
‫منه اإلقرُار ُ‬
‫يك ْن ُ‬ ‫المرِاد ِل ُك ِّل َم ْن لم ُ‬ ‫ط ِة ُّ‬
‫الصن ِع َرْس َم ُ‬ ‫ال َرَس َم َقَل ُم َم َّشا َ‬
‫أعطاك هللا؛‬
‫َ‬ ‫َّالذي‬
‫يق ِ‬ ‫اعزف لنا ن َغم ِ‬
‫العر ِ‬
‫اق‬ ‫ذه َب في طر ِ‬ ‫فالحبيب َ‬
‫ُ‬ ‫العر ِ‬
‫اق‬ ‫َ َ‬ ‫حن و ِ ْ‬ ‫طرب‪ِّ ،‬‬
‫غي ِر الّل َ‬ ‫أي ُم ُ‬
‫يذكرنا؛‬‫ولم ُ‬
‫نغمتَها الحز َين َة ولم يصرْخ؟‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫من ش ْعر حافظ‪ ،‬من الذي سم َع َ‬ ‫ات العراقَّي ُة ْ‬ ‫الغز ّلي ُ‬
‫ـــــ‬

‫‪165‬‬
‫ط‬ ‫صرت شيخاً وال أدري لماذا لم يطلِق سراحي‪ ،‬إذا أُطلِق سراح ِ‬
‫العبد سق َ‬ ‫(‪)1‬أنا عبده‪ ،‬وقد ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬
‫تقياً‪ ،‬و َّأن ُه دعى رب ُ‬
‫َّه قائالً‪ :‬إلهي‬ ‫ِ‬
‫متصوفاً ورعاً َّ‬
‫ّ‬ ‫كان‬ ‫ويروى َّ‬
‫أن لقمان سرخس َ‬ ‫عنه‪ُ ،‬‬ ‫التَّ ُ‬
‫كليف ُ‬
‫صرت‬
‫ُ‬ ‫ك‪ ،‬وها قد‬‫عبد َ‬
‫الملك العز ُيز وأنا ُ‬
‫ُ‬ ‫فحرروني‪ ،‬وأنت‬‫صرت شيخاً َّ‬ ‫ُ‬ ‫الملوك رأوني‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫ك‪ ،‬فأطلِ ْق سراحي‪ ،‬فجاءهُ ِّ‬
‫فكان‬ ‫ِ‬
‫فذهب عقُله‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫حررتُك‬‫قمان قد َّ‬
‫داء أن يا ُل ُ‬
‫الن ُ‬ ‫شيخاً في عبوديَّت َ‬
‫المحبوب فتى على‬ ‫تحرَر من قيوِد العقل‪ ،‬هذا و‬‫كلفاً‪ ،‬فقد َّ‬ ‫حرره هللا ولم يع ْد م َّ‬
‫ُ ً‬ ‫ُ ُ‬ ‫لقمان َّ َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫قال‬
‫ُي ُ‬
‫كرُهم في الُقر ِ‬
‫آن كانوا شيوخاً من‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّ‬
‫(أصحاب الكهف الوارد ذ ُ‬
‫ُ‬ ‫اله َرم‬
‫تصوُر في حّقه َ‬ ‫الدوام‪ ،‬وال ُي َّ‬
‫آن ِفتي ًة)‪.‬‬
‫اهم القر ُ‬
‫وسم ُ‬
‫أعمارُهم ّ‬ ‫ُ‬ ‫حيث‬
‫ُ‬

‫غزل‪145‬‬

‫ذلك‬ ‫ِ‬ ‫لست أدري من كـان ذلـك السـكر َّ‬


‫ان َ‬ ‫ومن كـ َ‬‫ان الذي أ ْق َـب َـل علـ َّي بوجـهه‪َ ،‬‬ ‫َ ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـاء بتلـ َك الخمـرة؟؛‬ ‫ِ‬
‫السـاقي‪ ،‬ومن أيـ َن ج َ‬ ‫َّ‬
‫ائر‬ ‫عزف القيثـا ِرة واسُل ْك سبيـ َل َّ‬‫ِ‬ ‫أنت أيضاً ِا ِ‬
‫الصحراء‪ ،‬فطـ ُ‬ ‫حم ْل الخم َـر علـى‬ ‫َ‬
‫النغ ِم عـذب َّ ِ‬
‫زف لحـناً جميـالً؛‬‫الصـوت بدأ يعـ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫النسيـ َم‬ ‫تعقـ ِد أمـوِر َك‪ ،‬ريـ ُح َّ‬ ‫بالشكـ ِ‬
‫اية كالـبرُع ِم ِمـن ُّ‬ ‫يـا قلـ ُب ال تـُقـ ْم ِّ‬
‫مل ّ‬‫اح تحـ ُ‬ ‫الصبـ ِ‬ ‫ُ‬
‫العـَقد؛‬ ‫َّ‬
‫يحـ ُّل ُ‬
‫الـذي ُ‬
‫الح ْسـ ِن‬ ‫ـيكن وصـول الـ ِ ِ‬
‫ـاء البنفـ َس ُج ب ُ‬
‫الجمـال‪ ،‬فقد ج َ‬ ‫النـسريـ ِن بـالخيـ ِر و َ‬‫ورد و ّ‬ ‫ُ‬ ‫فل ُ ْ‬
‫الصفـاء؛‬
‫مين ب َّ‬ ‫ِ‬
‫اس ُ‬ ‫والبهـ َجة واليـ َ‬
‫بالطـ َر ِب ِمـن‬
‫الصبـا‪ ،‬بمـا تح ِـمل ِمن خب ٍـر جمي ٍـل‪ ،‬هـدهـد سليمـان يحـمل البشـارة َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُُ ُ َ‬ ‫ُ ْ ََ‬ ‫َّ‬
‫روضـ ِة سبـأ؛‬
‫مل الـَّدواء؛‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اء يحـ ُ‬‫أس فالطبيـ ُب جـ َ‬ ‫السـاقي‪ ،‬ارَف ِـع ال َّـر َ‬
‫الج ضعـف قلوبنـا غمـزةُ ّ‬ ‫عـ ُ‬
‫وع ْـدتَني ِـه هـو‬ ‫منـي‪َّ َّ ،‬‬
‫ألن الذي َ‬ ‫الفْقـه ال تنـزِع ْج ّ‬
‫ان‪ ،‬أي شيـخ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫أنـا مـريـُد شيـ ِخ المغـ ِ‬
‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫أعطـانيـه ؛‬

‫‪166‬‬
‫ركي َّالـذي َح َمـ َل َعـَل َّي وأنا الـَّد ُ‬
‫رويش‬ ‫يق عيـ ِن ذلِـ َك الجي ِ‬
‫ـش التُّـ ِ‬
‫ّ‬
‫الفـداء لِضـ ِ‬
‫ُ‬
‫أنا ِ‬
‫ك ّإال ثـوباً وا ِحـداً؛‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الـذي ال أمـل ُ‬
‫اب َدوَلِتك‪.‬‬
‫كان التجـاؤه إلـى بـ ِ‬
‫ظ الذي َ َ ُ‬
‫الفَلـك يجـيء طـوعاً اآلن ُغـالماً لِحـ ِاف َ َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ــــــ‬
‫ِ‬
‫أعطانيه نقداً ُهنا‪.‬‬ ‫الجنة) ُهناك‪ ،‬هو‬ ‫ِ‬
‫ما وعدتنيه وعداً (نعيم ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪146‬‬

‫الش ْغـ َل بالعبيـ ِر‬ ‫السـح ِر تحـ ِمل العبيـر ِمـ ْن ضفيـ ِرة الحبيـب‪ ،‬وتحـ ِمل ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الصبـا وقـ َت َّ َ‬ ‫ّ‬
‫طرب؛‬ ‫لقلـِبنا المضـ ِ‬
‫ُ‬
‫إن ُكـ َّل وردةٍ‬ ‫نوبر‪ ،‬ف َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصـ َ‬‫ـت مـن حديـقة عيـني ذلـ َك الـذي لـ ُه َش ْكـ ُل َّ‬ ‫تلع ُ‬
‫أنـا أق ْ‬
‫غمـ ِه حمـَلت ِحمـل ِ‬
‫المحـ َنة؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫تفتـ َح ْت مـ ْن ّ َ ْ ْ َ‬
‫الخ َجـ ِل‬ ‫الشم ِ‬ ‫أن َّ‬ ‫ور الَقـ َم ِر ِمـن على قصـ ِرِه ُمضـيئاً‪ ،‬حتَّى َّ‬
‫ـس م َن َ‬ ‫َ‬ ‫ـت أرى نـ َ‬ ‫ُكن ُ‬
‫الجـدار؛‬ ‫خلف ِ‬ ‫الو ْج َـه وتتو َارى َ‬
‫ـان ْت تُخـفي َ‬ ‫كَ‬
‫ان يقـ ِط ُر‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫بي المجرو َح‪ ،‬لكـ َّن الَّد َم الذي كـ َ‬ ‫في غـا ِرة ِعشـ ِق ِه‪ِ ،‬مـ َن َّ‬
‫الرَهـ ِب‪ْ ،‬‬
‫تركـ ُت قلـ‬
‫َ‬
‫الطـريق(‪)1‬؛‬ ‫ِمنـه رسـم َّ‬
‫َُ َ‬
‫ير وقـ ٍت‪ ،‬ف ِم ْن هـذا‬ ‫وقت و َغ ِ‬‫السـاقي َكـم خرجـت في ٍ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫المطـ ِر ِب و َّ‬ ‫ِ‬
‫علـى قـول ُ‬
‫ام ُل األخبـار؛‬‫يق الخطي ِـر يأتيـك بالخب ِر الخطي ِـر حـ ِ‬ ‫َّ‬
‫الطـر ِ‬
‫َ ََ‬
‫ٍ‬
‫الزّنار؛‬ ‫اك ّ‬ ‫سبيح ْأم أعطـ َ‬ ‫أم َر َك بالتَّ ِ‬‫حسان‪َ ،‬‬ ‫طف وا ٌ‬ ‫من الحبيـ ِب ُل ٌ‬ ‫ُك ُّل عطاء َ‬
‫ـاة إلى‬ ‫عفا هللا عـن حـا ِجِب ِه المنثني‪ ،‬فرغم َّأنـه أمـرضني‪ ،‬أرسل لي ِرساَل َة مواس ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اش َم َرضي؛‬ ‫ِفـر ِ‬
‫لكّنـني لـم أُق ْـم ِب َم ْنـ ِع ِه‪ ،‬فقد‬ ‫أسه‪ِ ،‬‬ ‫ام ِه وكـ ِ‬‫تعجـب ِمـن حـ ِافظ وجـ ِ‬
‫ـت أ َّ ُ‬ ‫س ُكن ُ‬ ‫ليـل َة األمـ ِ‬
‫ـاء ِب ِهما كص ِ‬
‫ـوفي‪.‬‬ ‫ج َ‬
‫ُّ ّ‬

‫‪167‬‬
‫ـــــــ‬
‫الد ِم َّالذي كان ِ‬
‫يقط ُر من ُه‬ ‫آثار َّ‬ ‫باقت ِ‬
‫فاء ِ‬ ‫(‪ِ )1‬‬
‫فسأقدر على أن أ ِجد قلبي حين أعود للبح ِث عنه ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫على َّ‬
‫الطريق‪.‬‬

‫غزل‪147‬‬

‫الغـ ِّم اتَّ َج َـه‬ ‫ِ‬ ‫س بالخبـ ِر‪َّ ،‬‬ ‫الصبـا جـاء ليَلـ َة األمـ ِ‬
‫وم المحـنة و َ‬ ‫أن يـ َ‬ ‫َ‬ ‫نسيـ ُم ريـ ِح َّ‬
‫صـر؛‬ ‫ِ‬
‫للق َ‬
‫َّ‬ ‫ِِ‬
‫َّق على هـذه الُبشرى التي َح َمَل ْتها ال ِّري ُ‬
‫ـح‬ ‫الممـز َ‬
‫ـوبنا ُ‬
‫الصبو ِح ث َ‬ ‫سنعطـي ُمطربي َّ‬ ‫ُ‬
‫الس َحـر؛‬
‫في َّ‬
‫قلبـك؛‬ ‫تعـال تعـال‪ ،‬فقد أحـضر لك ِرضـوان حـور الجَّن ِـة إلى هـذا العـاَل ِم َّ ِ‬
‫هديـ ًة ل َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ذاهبـون إلـى شيـراز ِ ِ‬ ‫نحن ِ‬
‫البخـ ُت‬‫ـاء ِبه ْ‬ ‫الرفيـ ُق الذي ج َ‬ ‫البخـت‪ ،‬نعـ َم َّ‬ ‫بعنـاية ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لِ ُم ارَفقتي ؛‬
‫( ‪)1‬‬

‫اج ال َمِلـك؛‬ ‫خاطـ ِرنا ِاسـع فه ِـذ ِه الُقبَّعـ ُة ِمن ُّ ِ‬‫بجبـ ِر ِ‬


‫الصـوف كثيـ اًر مـا َك َس َـر ْت تـ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫ض ذلـ َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األنـات م ْـن قلبـي وص َـل إلـى هـاَلة الَقمـ ِر‪ ،‬ع َندمـا تَ َذ َّك َـر ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كـم م َـن َّ‬
‫ـار َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حتجـ ِب فـي خيـ َمِته؛‬
‫الَقمـ ِر الم ِ‬
‫َ ُ‬
‫الملـوك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ الـذي التَ َجـأَ إلـى َجنـاب َملك ُ‬ ‫وصـ َل رايـ َة منصـور إلـى الَفَلـك‪ ،‬حـاف ُ‬ ‫أ َ‬
‫ــــــ‬
‫ِ‬
‫(بعناية‬ ‫سخ ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورد في ُن َ‬
‫من البيت األخير‪ ،‬وقد َ‬
‫يظه ُر َ‬
‫الشاه منصور‪ ،‬كما َ‬‫ك ّ‬
‫يقصد بذل َ‬
‫(‪)1‬‬

‫البخت)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحبيب) َب َد َل(بعناية ْ‬

‫غزل‪148‬‬

‫معشـوقي إذا أمـ َس َك الَق َد َح باليـِد‪َ ،‬كسـ َر بـازَار األصنـا ِم؛‬

‫‪168‬‬
‫ِ‬
‫ض هـذا ال َّسكران؛‬ ‫المحتس ُب ليقِب َ‬‫قال أي َن ُ‬ ‫ص رأى ع َين ُه َ‬ ‫ُك ُّل شخ ٍ‬
‫ـارِته؛‬ ‫ألقيـت نفسي في البحـ ِر كسم َك ٍة ليأخ َذني الحبي ِ ِ‬
‫صَّن َ‬
‫ـب ب ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬
‫وقعـ ُت ِب َع ْج ٍـز‪ ،‬أتُـراهُ يـ ُ‬
‫أخـ ُذ بيـدي؟؛‬ ‫علـى َق َـدمه ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سعيـٌد قلب من هو كح ِ‬
‫ظ‪ُ ،‬يمـس ُك بالجـا ِم من خم ِـر أَلَ ُ‬
‫ست‪.‬‬ ‫ـاف َ‬ ‫ُ َ َُ‬

‫غزل‪149‬‬

‫ـاب آتي ِـه‬ ‫دور ال يختار طريـقاً‪ ،‬من ُك ِـل ب ٍ‬


‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ـب ذوي الوجـوه كالُبـ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫قلبـي غي َـر ُح ّ‬
‫ـحة فال تؤِثّ ُـر فيـه؛‬‫بالنصي ِ‬‫َّ‬
‫ـأس والخم ِـر‪ ،‬فال تأثي َـر أج َـم ُل ِم ْن تأثي ِـرِه‬
‫ـث الك ِ‬ ‫ألج ِـل هللاِ‪ ،‬أي ن ِ‬
‫ـاص ُح‪ُ ،‬ق ْـل حدي َ‬ ‫ْ‬
‫فـي خيـالِنا؛‬
‫ـضل تأثيـ اًر ِبنـا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪ ،‬ال ف ْك َرَة أف ُ‬ ‫الحمـر َ‬
‫الخمـرَة ْ‬
‫وردي الخ ّـد‪ ،‬هـات ْ‬ ‫ُّ‬ ‫أي سـاقي‬ ‫ـال ْ‬‫تع َ‬
‫ذه ِ‬
‫الف ْكـرة؛‬ ‫من هـ ِ‬
‫ـار‬ ‫الدعـاء‪ ،‬واعجبـي إذا لم ت ِ‬ ‫ـتر ُّ‬ ‫احي َة٭ و َّ‬ ‫أنـا أُخـفي ُّ‬
‫الن ُ‬
‫ـأخـذ ّ‬
‫ُ‬ ‫يظنـونها دف َ‬
‫ـاس ّ‬‫الن ُ‬ ‫الصـر َّ‬
‫إناء الخمر)‬
‫احيةُ ُ‬
‫(٭الصر ّ‬
‫ّ‬
‫بهذا الـ ُّز ِ‬
‫ور في َّ‬
‫الد ْفـتَر؛‬
‫الخـَلـق المـرَّقع يـوماً‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ـائع الخمـ ِر ال‬
‫ـخ ب ُ‬ ‫الشي ُ‬ ‫ـوب َ َ ُ‬ ‫ِق هذا الث َ‬ ‫أنـا أُري ُـد أن أحـر َ‬
‫منـي ِبجـا ٍم واح ٍـد؛‬ ‫ِ‬
‫يشـتريـه ّ‬
‫الجوه ُـر ال أثَ َـر ِلغيـر‬ ‫ـق َشَفِت ِه‪ِ ،‬‬
‫ذلـ َك‬ ‫الصفـاء ِم ْـن َخم ِـر عقي ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ـدهم َّ ُ‬ ‫األحبـ ُة عن ُ‬
‫ـقة في ِـه؛‬
‫الحقي ِ‬
‫عنهمـا‪ِ ،‬اذه ْـب فهـذا‬‫ـول لي أن أرف َـع عيـني ُ‬ ‫ـوب وتق ُ‬ ‫ـان القل َ‬ ‫ـك والعي ُـن تسبي ِ‬ ‫أس َ‬‫رُ‬
‫ظ بال معنـى ال يؤِثّ ُـر فـي رأسي؛‬ ‫الوعـ ُ‬
‫ً‬
‫السكـارى َّالـذي ُيح ِ‬ ‫ِ‬
‫ـأخـ َذ‬
‫أن ي ُ‬
‫قلب ُـه‪ّ ،‬إال ْ‬ ‫ـار ُب ُح ْك َـم القضـاء أراهُ ِّ‬
‫ضيـقاً كثيـ اًر ُ‬ ‫ـح ّ‬ ‫نـاص ُ‬
‫الكـأس؛‬

‫‪169‬‬
‫الشم ِـع في هذا المجـلِس‪ِ ،‬عنـدي لسـان من النـ ِار ِ‬
‫ولك ْن‬ ‫ـك ك َّ‬ ‫أنـا بيـن البك ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫أضح ُ‬
‫َ‬ ‫ـاء‬ ‫َ ُ‬
‫أه ِـل المجـلس؛‬ ‫ِ‬
‫ال يؤثّ ُـر فـي ْ‬
‫الس ْـكرى فلـم ِ‬
‫يص ْـد‬ ‫ـك َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫عين َ‬
‫أحس َن ْـت ُ‬
‫ص ْـد َت قلـبي‪ ،‬يـا ل ُـه م ْن صيـد جميـل‪َ ،‬‬
‫أجم َـل ِم ْنه؛‬
‫ـص طـائ اًر وحش ّـياً َ‬‫شخ ٌ‬
‫السح ِـر يـا قلبـي إذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مـا نف ُـع الحديـث باحتيـاجنا واستغنـاء المعشـوق‪ ،‬مـا فـائدةُ ّ‬
‫ـان ال يؤِثّ ُـر في الحبيـب؟؛‬
‫ك َ‬
‫أخـ َذ ْت بي َّ‬
‫النـ ُار زمـاناً ْأم ْلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫لك المـرَآة فـي يـدي يـوماً كاإلسكندر‪َ ،‬‬ ‫أنـا سأحـم ُل ت َ‬
‫أخـ ْذ؛‬
‫ت ُ‬
‫ِ‬
‫ـك طريـقاً‬ ‫آخ َـر‪ ،‬وال يسُل ُ‬ ‫ـاك ال يع ِـر ُ‬
‫ف باباً َ‬ ‫ـش حم َ‬
‫إلـهي‪َ ،‬ر ْح َـمـ ًة‪ ،‬أي ُمنع ُـم‪ ،‬فدروي ُ‬
‫آخـر؛‬
‫َ‬
‫ـب ِم َـن‬
‫ظ بال ّذ َه ِ‬
‫ـاف َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ـذب‪َ ،‬ع َجبـي ِم َـن ّ‬
‫الشـاهنشـاه٭ كيـف ال يغمـر ح ِ‬ ‫الشع ِـر الع ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بهـذا ّ ْ‬
‫ال َّـر ِ‬
‫أس إلى الـَق َـدم‪.‬‬
‫ملك الملوك)‪.‬‬
‫(٭الشاهنشاه ُ‬
‫ّ‬

‫غزل‪150‬‬

‫المـدام؛‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫رب ُ‬ ‫ـب الخم َـر عن َيـد بالجـا ِم‪ ،‬يـدَف ُع العـارفيـ َن جميعاً ل ُشـ َ‬‫ص َّ‬
‫السـاقي إذا َ‬
‫َّ‬
‫تحت فرِعـ ِه الم َّ ِ‬ ‫ال ِمن ِ‬
‫جعـد‪ ،‬كم من طـائ ِر عق ٍـل يـ ُ‬
‫أخـ ُذ‬ ‫ُ‬
‫واذا ما أظهـر قمـح َة الخـ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫في ِّ‬
‫الشبـاك؛‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬


‫ِ‬
‫الس ِّكيـ ِر َّالذي ال يع ِـرف مـا يلقـي علـى َقـد ِم الحري ِ‬
‫ـف‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ظ الجميـل لذلـ َك ّ‬ ‫يـا َلْل َحـ ِّ‬
‫أس أ ِم العمـام َة؛‬ ‫الـ َّر َ‬

‫‪170‬‬
‫السـا َذج َّالـذي كـان ينـ ِكر الخمـر والجـام‪ ،‬صـار نـ ِ‬ ‫ِ‬
‫اضجاً بعـ َد أن ألقـى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫اهد َّ ُ‬ ‫ذلـ َك الـ َّز ُ‬
‫نظـرًة على الخمـ ِرة الخـالِصة؛‬
‫بالنهـ ِار ُيلقـي بمـرِآة القلـ ِب فـي‬
‫رب الخمـ ِر َّ‬ ‫ض ِـل َّ‬
‫فإن ُشـ َ‬ ‫بك ْسـ ِب الف ْ‬
‫ـار َك َ‬ ‫اشتـغ ْل نه َ‬
‫ِ‬
‫الص َدإ(‪)1‬؛‬
‫ظال ِم َّ‬ ‫َ‬
‫صبـ ِح‪ ،‬هو زمـان يلـقي الّليـل ِحجـاب المسـ ِ‬ ‫إن وقـت الخمـ ِر المضي ِ‬
‫اء علـى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـئة كال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ْ‬
‫خيـ َم ِة األُُفـق؛‬
‫خمر َك ويـرمي َح َج اًر على‬ ‫رب َ‬ ‫مع المحتَـ ِسب(‪ ،)2‬حـ ِ‬
‫ذار‪ ،‬يشـ ُ‬
‫ِ‬
‫تشرب الخمـ َر َ ُ‬ ‫ال َ‬
‫الجـام؛‬
‫أسـ َك‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫وز بالُقـرعة لوصـال ذلـ َك البـدر التمـام فارفـ ْع ر َ‬
‫ظ إذا مـا َج َعَل َك بخـتُ َك تفـ ُ‬
‫الشمـس‪.‬‬‫الية َّ‬‫اج عـ ِ‬ ‫فـو َق تـ ِ‬
‫ـــــــ‬
‫َّن على بَل ٍد ما من‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)2‬‬
‫المعي ُ‬ ‫الخ ِ‬
‫ف ُ‬ ‫المأمور أو الموظ ُ‬ ‫المحتسب هو‬ ‫زمان ُه الّليل؛‬
‫مر ُ‬ ‫رب َ‬ ‫ُش ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫ِقَب ِل الحاك ِم العام‪.‬‬

‫غزل‪151‬‬

‫ـق حمـل غ ٍـم للحـ َ ٍ‬


‫ظة‪ِ ،‬بـ ْع ِخـرقتنـا َ‬
‫بالخ ْمـ ِر‪ ،‬ال ثَ َم َـن لهـا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫العـاَل ُم بأسـره ال يستح ُّ َ َ َ ّ‬
‫ـض ُل من هـذا؛‬ ‫أف َ‬
‫سجـ َاد ٍة ال تُسـاوي‬
‫سجـ َاد َة التَّقـوى ِبجـا ٍم‪ ،‬يا ل َّ‬ ‫الخمـ ِر‪َّ ،‬‬
‫الخمـ ُار ال يشـتري َّ‬ ‫ِ‬
‫فـي بالد َ‬
‫كـأساً و ِ‬
‫احـ َدة!؛‬

‫‪171‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫صـ َل لرأسـي حتّـى ال‬ ‫ال ارجـ ْع عن هـذا البـاب‪ ،‬مـا َح َ‬ ‫ال َمني دو َن بـابهم رقيبـي وقـ َ‬
‫اب األعتـاب؛‬ ‫ُيسـاوي تُـر َ‬
‫أس تـاج جميـل ِ‬
‫لكَّنـ ُه ال يستحـ ُّق‬ ‫ٌ‬ ‫طـٌر على الـ ُّروح‪ ،‬هو للـ َّر ِ ٌ‬ ‫َّهـتُ ُه َخ َ‬ ‫اج ُّ ِ‬
‫السلطـان أُب َ‬ ‫تـ ُ‬
‫رك الـ َّرأس؛‬ ‫المجـ َازَف َة ِبتَـ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ـئات الجـواهـ ِر ال‬ ‫ِ‬
‫أمـل ال ِّـر ِ‬ ‫ِ‬ ‫غـ ُّم َ ِ‬
‫طـ ُت‪ ،‬م ُ‬‫بح َك ْـم تراءى لي َسهـالً َّأوالً‪ ،‬لَقـ ْد َغل ْ‬ ‫الب ْحـر ب َ‬
‫الطوفـان؛‬ ‫تعـِدل هـذا ُّ‬
‫ُ‬
‫ط َ ِرة على العـاَل ِم ال تعـِد ُل‬‫السيـ َ‬
‫لك‪ ،‬سعـ َادةُ َّ‬ ‫اقين خي ٌـر َ‬ ‫المشتـ َ‬ ‫ِ‬
‫اء وجهـ َك عن ُ‬
‫ِ‬
‫إخفـ ُ‬
‫حبيـن؛‬ ‫الم ّ‬ ‫ِ‬
‫غـ َّم جيـش ُ‬
‫يمـ ُّن ِبـ ِه‬ ‫ـافَل َة َّ ِ‬
‫فإن فْلـساً ُ‬
‫الدنيـا ال َّس ِ‬
‫ظ‪ ،‬واتـ ُرِك ُّ‬ ‫ـاع ِة كحـ ِاف َ‬
‫أن ت ُكـو َن في القن َ‬ ‫اسع ْ‬ ‫َ‬
‫اء ال يعـِد ُل ِمئتَي َر ْ‬
‫طـ ٍل ِمـ َن ال ّذ َهـب‪.‬‬ ‫األدنيـ ُ‬

‫غزل‪152‬‬

‫بالش َع ِل‬
‫الع ْش ِق ُّ‬ ‫األزِل طاَفت على الكو ِن نار ِ‬ ‫ناك تَ َجّلـى ِمـ ْن َلـدى َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َل َّما َس َ‬
‫ان لِْل ُمـَق ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الك َل ّمـا بـ َ‬ ‫بـه جمـ َ‬ ‫يس حـين رأى‬ ‫وغار م ْن َآد ٍم إبلـ ُ‬ ‫َ‬
‫نـا اًر َفأومـا ِب َبـ ْر ٍق ِم ْنـ ُه ُم ْشتَ ِع ِل‬ ‫ور ُمْقتَِب َساً‬
‫النـ ِ‬
‫العْقـ ُل َن ْحـ َو ُّ‬
‫تََقَّد َم َ‬
‫صَّد في َع َج ِل‬ ‫في ِمحرِم ِ ِ ِ‬ ‫المَّدعي َن َ‬ ‫ف ِّ ِ‬
‫الس ّر لك ْن ُ‬ ‫َْ ّ‬ ‫ظ اًر‬ ‫الستار ُ‬ ‫ور َام َخْل َ‬
‫المـَق ِل‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫وُقـ ْرَعتي َحـ َزٌ للَقْلب و ُ‬ ‫ش في َرَغـٍد‬ ‫الع ْي ُ‬
‫َ‬ ‫ين‬
‫اآلخر َ‬
‫َ‬ ‫َوُق ْرَع ُة‬

‫ظهـر ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫في َ ِ‬


‫ـار في‬ ‫أشـ َع َل َّ‬
‫الن َ‬ ‫الع ْشـ ُق و ْ‬ ‫اء ُحسـن َك تََنـف َس مـ َن التَّ َجـّلى‪َ َ َ ،‬‬ ‫األزل ضيـ ُ‬
‫انت عيـ ُن‬ ‫ِ‬
‫لك الع ْشـ َق‪ ،‬فكـ ْ‬ ‫يكن يمـ ُ‬ ‫ك‪َ ،‬ل ْـم ُ‬
‫وجـ ُه َك َجـ َلوًة‪ ،‬رآهُ َمَلـ ٌ‬
‫العـاَل ِم ُكـّله؛ تجـّلى ْ‬
‫َ‬
‫اج ِمـ ْن ِتْلـ َك‬ ‫ِ‬
‫السـر َ‬
‫ِ‬ ‫نـ ٍار ِمـن هـِذ ِه َ ِ‬
‫أن ُيشـع َل ّ‬ ‫العـْق ُل ْ‬
‫الغيـ َرة رمـى بهـا َآدم؛ أرَاد َ‬
‫ظ َر فـي‬ ‫اب في العـاَلم؛ أرَاد المـ َّدعي َّ‬
‫النـ َ‬ ‫ِ‬ ‫الشـ ْعَل ِة فَلمـع َبـ ْر ُق َ ِ‬
‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫الغيـ َرة وأثـ َار االضـطر َ‬ ‫ََ‬

‫‪172‬‬
‫المحـ ِرم؛ ِمـ ْن ُقـرَع ِة‬ ‫ته ِمـ َن َّ ِ ِ‬
‫الصـ ْدر غيـر ُ‬ ‫اءت َيـُد الغيـ ِب َ‬
‫ودَف َعـ ُ‬ ‫السـ ِّر‪ ،‬فجـ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫َم ْعـ َرض ّ‬
‫طـَل َب الهـ َّم على‬ ‫لب اآلخـرو َن أجمعـو َن عيـشاً رغيـداً‪ ،‬وقلـُبنا المحـزو ُن َ‬ ‫ِ ِ‬
‫الق ْسـ َمة طـ َ‬
‫اليـ َد فـي حلـَق ٍة ِم ْن‬ ‫لوي ُة عندهـا هـوس لِبئـ ِر ذ ْقـِنك‪ ،‬وقـد و ِ‬
‫ضـ َعت َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫العـ َّ‬
‫الغـ ِّم؛ الـ ُّرو ُح ُ‬
‫َ‬
‫ظ‪ ،‬في ذلِـ َك اليـو ِم َّالـذي كتـ َب فيـ ِه الَقـَل ُم ِرسـاَل َة‬ ‫الم َجـ َّعد؛ حـ ِاف ُ‬ ‫ِ‬
‫حلـقات فـرع َك ُ‬
‫ِ‬
‫لب ُجمـَل ًة فمحـاها‪.‬‬‫رور لِلقـ ِ‬ ‫طـر ِب ِع ْشـ ِق َك‪ ،‬مـ َّر علـى أسبـ ِ‬
‫اب ال ُّسـ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ــــــــــ‬
‫أشعل‬
‫َ‬ ‫ك للخالئق كانت والدةُ العشق َّالذي‬ ‫األو ِل للخلق حين ظهر جماُل َ‬ ‫شرح‪ :‬في اليو ِم َّ‬
‫جمالك ظاه اًر في آدم (ع)‪،‬‬ ‫العشق‬ ‫الوجود بناره؛ وحين رأى إبليس َّالذي ليس في فطر ِ‬
‫ته‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عين ٍ‬
‫خير منه‪،‬‬ ‫المثنوي‪ :‬عل ُة إبليس أنا ٌ‬ ‫ّ‬ ‫السالم‪ ،‬في‬ ‫من الغيرة رمى بها َآد َم عليه ّ‬ ‫نار َ‬ ‫كانت ُ‬
‫فلمع بر ُق الغيرِة وكان‬ ‫اج ُه من ذلك ُّ‬
‫النور‬ ‫ِ‬ ‫وكيمياء َّ‬
‫َ‬ ‫العقل أن ُيشع َل سر َ‬ ‫ُ‬ ‫قي ُس ٌّم؛ أرَاد‬
‫ِّ‬
‫الش‬ ‫ُ‬
‫فظهرت يد الغيب من خلفِ‬ ‫المَّدعي معرف َة األسر ِار الغيبيَّة‬
‫ْ ُ‬ ‫ضرب العاَلم؛ أراد ُ‬ ‫َ‬ ‫اب‬
‫اضطر ٌ‬
‫فس‪،‬‬ ‫وعابد الَّن ِ‬ ‫صاح ُب األنانيَّة‬‫ِ‬ ‫المدعي هو‬ ‫حرماً‪ ،‬و َّ‬ ‫يك ْن ُم ِ‬ ‫صدره َّ‬
‫ألن ُه لم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ودفعته من‬ ‫تار‬ ‫ِ‬
‫الس ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫حرُم‬‫لم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتقد َم في مسَل ِك‬
‫َّة أن َّ‬ ‫فيه أثر من األناني ِ‬ ‫مكن لمن ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ُجب‪ ،‬وا ُ‬‫له ُ‬ ‫وتنكشف ُ‬
‫َ‬ ‫القرب‬ ‫ٌ َ‬ ‫وال ُي ُ‬
‫المتخّلِص من األنانية‪.‬‬ ‫النفس و ُ‬ ‫المها ِج ُر عن ّ‬ ‫هو ُ‬

‫غزل‪153‬‬

‫طـ َر َق حبيـبي بيـِد‬ ‫ِق العَلـم على ِ‬


‫الجبـال‪َ ،‬‬ ‫المشـر َ َ‬
‫ِ‬
‫ك َ‬
‫ِ‬
‫صـ َب ملـ ُ‬ ‫في َّ ِ‬
‫الس َحـر وَق ْـد َن َ‬
‫الراجي َـن(‪)1‬؛‬
‫ـاب َّ‬ ‫رح َمة ب َ‬
‫المـ َ‬
‫ضحـ َك ًة جميـَل ًة ِمـ ْن‬‫ك ُ‬
‫ـاء يض َـح ُ‬
‫س َ ِ‬
‫الفَلـك مـا ُهـ َو‪ ،‬ج َ‬
‫ال َشمـ ِ‬
‫للص ْبـ ِح حـ ُ ْ‬ ‫ان ُّ‬ ‫ولمـا بـ َ‬
‫ّ‬
‫الس َعـداء؛‬
‫وك ُّ‬ ‫رور الملـ ِ‬‫غـ ِ‬
‫ُ‬

‫‪173‬‬
‫ك ُعقـ َد ًة ِم َن‬ ‫ص‪ ،‬فـ َّ‬ ‫الرقـ ِ‬ ‫س ِب َعـزِم َّ‬‫س حيـ َن قـام في المجـلِ ِ‬
‫َ‬
‫محبـوبي ليـَل َة األمـ ِ‬
‫حبيـن؛‬ ‫الم ّ‬
‫وب ُ‬ ‫ط بها قلـ َ‬ ‫اج ِب ورَب َ‬ ‫الحـ ِ‬
‫ورةُ أوَق َـد ْت‬ ‫ِ‬
‫الح بـ َد ِم القلـب‪ ،‬عيـ ُن ُه المخمـ َ‬
‫الصـ ِ ِ‬‫ظ َة َغ َسـْل ُت ال َيـ َد ِم ْـن لـو ِن َّ‬ ‫أنـا لحـ َ‬
‫للعق ِ‬
‫ـالء َّ‬
‫النـار؛‬ ‫ُ‬
‫العيـارين ‪ ،‬ف ُمنـ ُذ َّأو ِل مـا َخـ َرَج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َمـ ِن الـذي علـ َم قل َـب ُه م َن َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪2‬‬
‫وب َّ‬ ‫الحديـد القـاسي أُسلـ َ‬
‫القائمين بالّليـل؛‬
‫َ‬ ‫قطـ َع طريـ َق‬
‫ظـ ُه‬‫احف ْ‬
‫رب َ‬ ‫ِ‬
‫ـأة تََرَكنـي‪ ،‬يـا ّ‬ ‫ان‪ ،‬وفج ً‬ ‫المسكيـ ُن ببلـوِغ شـ ِاه ُ‬
‫الفرسـ ِ‬ ‫ط ِمـع قلـبي ِ‬
‫ََ ْ َ َ َ‬
‫ولقـد‬
‫الفرسـ ِ‬
‫ان؛‬ ‫ط ُ‬ ‫فقـد َد َخـ َل َو َسـ َ‬
‫ض ِه كـم ِم ْن رو ٍح َدَف ْعـنا وكـم ِم ْن َد ٍم َش ِرْبـنا‪ ،‬وحي َـن ارتَ َس َم لنـا‬ ‫اء ولـو ِن عـ ِار ِ‬ ‫بمـ ِ‬
‫أن ُنسـلِ َم الـ ُّروح(‪)3‬؛‬ ‫ِ‬
‫ـان َّأو ُل َرَقـ ٍم فيـه ْ‬ ‫سم ُـه ك َ‬
‫َر ُ‬
‫ائبـ ُه‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫أنا َّالـذي لِبـاسي ِخـرَق ٌة ِمن ُّ ِ‬
‫ذاك الذي ذو ُ‬ ‫ك فـي َش ْبـ َكتي َ‬ ‫الصـوف‪ ،‬متى أمس ُ‬ ‫َ‬
‫نجر؛‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫الخ َ‬
‫رب َ‬ ‫ين في َ‬ ‫داب ُه تقتُـ ُل المـاهر َ‬‫م َن الذ َهب‪ ،‬وأهـ ُ‬
‫ظ فقـد‬ ‫ـب ح ِ‬
‫ـاف َ‬ ‫أع ِـط مـرَاد الَقل ِ‬ ‫ـق و ُ ِ ِ ِ َّ‬ ‫ـت ُقـرَع ُة التَّوفي ِ‬
‫الي ْمـن ل َـدوَلة الشـاه‪ُ ْ ،‬‬ ‫ظ ْـر ُت ف أري ُ‬‫َن َ‬
‫الس َعداء؛‬
‫ـأل ُّ‬
‫لك َف َ‬‫ض َـر َب َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‬ ‫ودهُ الخـال ُ‬
‫ك ُمْلـك وديـن‪ ،‬جـ ُ‬ ‫ظَّفـ ُر ُشجـاع منصـور‪ ،‬مـال ُ‬ ‫الم َ‬
‫ك الملـوك ُ‬ ‫َملـ ُ‬
‫الربيـع؛‬
‫ك علـى غيـ ِم َّ‬ ‫يضـ َح ُ‬
‫أس‬ ‫الخمـ ِر بيـِد ِه‪ ،‬و َّ‬ ‫ومنـ ُذ تلـك َّ ِ َّ‬
‫ان يقـرعُ كـ َ‬ ‫الزمـ ُ‬ ‫ـام َ ْ‬ ‫ف بهـا ج ُ‬ ‫السـاعة التـي تَشـ َّر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫المعـاقرين؛‬ ‫ِ‬
‫رور ِبذ ْكـ ِر ّ‬
‫السـ ِ‬
‫بين ُ‬‫الشـار َ‬ ‫ُّ‬
‫س حـ ِارَق ِة‬ ‫طع الـ ُّرؤوس‪ ،‬وهـو َّ‬
‫كالشمـ ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ِق الظَفـ ُر مـن سيـفـه الـذي يقـ َ ُ‬ ‫وم بـر َ‬‫من يـ َ‬
‫ِ‬
‫وف وحـ َده؛‬ ‫زم األلـ َ‬‫األنـ ُج ِم‪ ،‬يهـ ُ‬
‫ان دوَلِتـ ِه‬
‫وسلطـ ُ‬
‫دوم ُملـ ُك ُه ُ‬ ‫ِ‬
‫طـف الحـ ّق يـا قلـبي‪ ،‬ليـ َ‬
‫اطـُلب دوام عمـ ِرِه وملـ ِك ِه من ُل ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫دامـ ِت األزمـان‪.‬‬ ‫مـا َ‬
‫ــــــــــ‬

‫‪174‬‬
‫مدح‬
‫األبيات األخيرة في ِ‬ ‫بال استولى عليها‪ ،‬و‬ ‫الج ِ‬
‫ونصب العَلم على ِ‬ ‫ملك المشرق ّ‬
‫الشمس‪َ َ َ َ َ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالماء والّلو ِن‬ ‫ورَة وج ِه ِه‬
‫صَ‬‫رس َم ُ‬
‫ُّ ق (‪ِ)3‬‬ ‫العيارون‪ُ :‬ق ّ‬
‫طاعُ الط ُر ؛ لَن ُ‬ ‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫الشاه ُشجاع كما هو ظاهر؛‬ ‫ّ‬
‫ظ َه َر‪َ ،‬رَق ٌم‬
‫ظه َر فيها‪َّ ،‬أو َل ما َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫رس ِم خيالنا‪ ،‬كم تعذبنا‪ ،‬حتى إذا ما بدأت ترتس ُم لنا َ‬ ‫في َم َ‬
‫يطُل ُب ِمَّنا أن ند َف َع ُّ‬
‫الروح‪.‬‬

‫غزل‪154‬‬

‫واشد ِشعـ اًر يدعـو لِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬


‫نان‬
‫الد ْ‬‫خمر ّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ـاء‬
‫ـب ال ُـبـك ُ‬ ‫غ ِّـن لحناً به يطي ُ‬
‫العنان‬ ‫السم ِ‬
‫ـاء‬ ‫بالِ ٌغ ِم ْـن أعالي َّ‬ ‫الحبيب‬ ‫الرأس في ج ِ‬
‫ناب‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وت و َّ ُ‬ ‫الص ُ‬ ‫َّ‬
‫األمان‬
‫ْ‬ ‫نه‬ ‫ـوس ومـا لِعـي ِـن الع ِ ِ‬
‫دو م ُ‬ ‫َْ‬ ‫بان سهالً ق ِّـد ْي َّالذي انحنى كـق ٍ‬ ‫َ‬
‫َ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المغان‬
‫ْ‬ ‫جام‬
‫ا ْش َر ْب َو َش ْي َخ المغان َ‬ ‫الخانقاه‬ ‫ليس في‬ ‫كنز ُل ْع َب َة الع ْش ِق َ‬
‫ُ‬
‫ان‬ ‫ِ‬ ‫حس ُبنا ِخ ْـرَق ٌة ت ُ‬ ‫َّ‬
‫الن ْير ْ‬
‫أك ُـل ّ‬ ‫ان‬‫السْلط َ‬
‫صُد ُّ‬ ‫ش لي َس يْق ُ‬ ‫الدرويـ ُ‬
‫البيان‬ ‫الضـ ْر ُب في معاني‬ ‫ُي ْم ِك ُن َّ‬ ‫الس ْك ِر و ِ‬
‫الع ْش ِق‬ ‫اب و ُّ‬‫الشب ِ‬
‫ـاع َّ‬
‫اجتم ِ‬ ‫ب ِ‬
‫ْ‬
‫ـاة ِ‬ ‫ظ ِطيـب الحي ِ‬
‫آن‬
‫حق الُقر ْ‬ ‫الريـا ِب ِّ‬
‫فلتَ ُك ْن تـ ِار َك ِّ‬ ‫باالمك ِ‬
‫ـان‬ ‫حـاف ُ ْ ُ‬

‫اء‪ ،‬واقـ ْأر علينـا ِشعـ اًر نستطيـ ُع‬ ‫ِ‬


‫اعـ ِز ْف لنـا لحـناً حـزيناً نستطيـ ُع التَّـ ُّأوَه عليـه و ُ‬
‫البكـ َ‬
‫اب‬‫تضـع الـ َّرأس فـي أعتـ ِ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫َ‬ ‫رب رطـالً ثقيـالً ؛ إذا كنـ َت تستطيـ ُع أن َ َ‬ ‫أن نشـ َ‬ ‫معـ ُه ْ‬
‫السمـاء(‪)2‬؛ قـِّد َي‬
‫ان َّ‬ ‫ِ‬
‫اخ رأسـ َك العـالي يستطيـ ُع أن يبـُل َغ عنـ َ‬
‫الحبيـ ِب‪ ،‬صـوت صـر ِ ِ‬
‫َ ُ ُ‬
‫السهـم مـن هـِذ ِه القـ ِ‬ ‫ِ‬
‫وس يستطيـ ُع أن يصيـ َب عيـ َن‬ ‫لك لكـ َّن َّ ْ َ‬ ‫ان سهـالً َ‬ ‫المنـحني بـ َ‬ ‫ُ‬
‫الع ْشـ ِق‪ ،‬أنـ َت قـ ِادٌر علـى قـ ْرِع‬ ‫داء ؛ بـاب الخـانقـاه ال يكنـ ُز أسـرار ُلعـب ِة ِ‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬ ‫(‬ ‫األعـ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫يجـ ُب أن تكـو َن مجلِساً‬ ‫ان ال ِ‬ ‫السلطـ ِ‬ ‫جـا ِم خمـ ِر المغ ِ‬
‫( ‪)4‬‬
‫مع شي ِـخ المغـان ؛ سرايا ُّ‬ ‫ـان َ‬
‫امـرو َن بالعـاَلمـ ِ‬‫ظ ِر يقـ ِ‬ ‫النـار(‪)5‬؛ أهـ ُل َّ‬
‫تأكـُلها َّ‬ ‫حسبنا ِخـرَق ٌة قديـ َم ٌة ُ‬
‫ين‬ ‫َ‬ ‫النـ َ ُ‬ ‫للـَّدرويش‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظـ ٍرة و ِ‬
‫احـ َدة‪ُ ،‬ه َـو الع ْشـ ُق و َّأو ُل ُل ْعـ َبة فيـه ُتلـ َع ُب ِبنقـد الـ ُّرو ِح ؛ إذا ك ْ‬
‫( ‪)6‬‬
‫ـانت‬ ‫عـلى َن ْ َ‬
‫الم ُس األعتـاب؛‬ ‫ُّل تُـ ِ‬
‫دوَل ُة ِوصـالِ َك تُريـ ُد أن تَفـتَح البـاب‪ ،‬الـ ُّرؤوس بـهذا التَّخـي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪175‬‬
‫بكـ َرِة‬ ‫الشبـاب مجمـوع ُة المـرِاد‪ ،‬إذا اجتَمـع ْت يمـ ِكن َّ‬
‫الل ِعـ ُب ُ‬ ‫الس ْكـر و َّ‬ ‫ِ‬
‫ََ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الع ْشـ ُق و ُّ ُ‬
‫يق أن‬ ‫اط َع طـر ٍ‬ ‫المة‪ ،‬ال عجـب لـو ُكنـت قـ ِ‬ ‫السـ ِ‬ ‫يق َّ‬‫اط ُع طـر ِ‬ ‫البيـان(‪)7‬؛ فـرعك قـ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َُ‬
‫الريـاء‪ ،‬عسـى‬ ‫المكـ ِر و ِّ‬
‫عن ْ‬ ‫ظ ِبحـ ِّق الُقـر ِ‬
‫آن ُعـ ْد ِ‬ ‫ِ‬
‫ولي علـى مئـة قـافَلة؛ حـاف ُ‬ ‫تستـ‬
‫َ‬
‫الدنيـا وتحيـا فـي هنـاء‪.‬‬ ‫ذه ُّ‬‫يطيـب عيـ ُشك في هـ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ــــــــــ‬
‫ألحانك الحز ِ‬
‫ينة وأَِث ْر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شجوننا ِّ‬
‫وهي ْج ُبكاءنا‪،‬‬ ‫مقامات‬ ‫غن لنا لحناً حزيناً من‬ ‫طر ُب ِّ‬ ‫الم ِ‬
‫أيُّها ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طربنا ويغرينا با َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫دعوت في‬
‫َ‬ ‫من الخمر؛ (‪)2‬إذا‬ ‫نشرب رطالً ثقيالً َ‬
‫لشراب ل َ‬ ‫واق ْأر علينا شع اًر ُي ِ ُ ُ‬
‫السماء؛ (‪)3‬أنا أبدو‬ ‫وت إلى أعالي َّ‬ ‫الحبيب تَفتَّح لك أبواب َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ُ‬
‫منك َّ‬‫يصعد َ‬
‫السماء و ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫أعتاب‬
‫تصيب‬ ‫تستطيع أن‬ ‫قوس قامتي ليست سهل ًة و‬ ‫لكن َ‬‫قوس‪َّ ،‬‬‫كأنها ٌ‬ ‫نحني ِة َّ‬
‫الم َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لك ضعيفاً بقامتي ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِب ِسهامها عيو َن األعداء؛‬
‫ِ‬
‫خمر‬
‫الدراويش)‪ ،‬لن تج َد َ‬ ‫ليس في الخانقاه(خان ّ‬ ‫عبة الع ْش ِق َ‬‫كنز ُل َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُ‬
‫‪4‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شيخ المجوس؛‬ ‫مع ِ‬ ‫المجوس‪ ،‬حتَّى َ‬‫ِ‬ ‫خمر‬
‫شر َب َ‬
‫أن ت ْ‬‫أنت تقد ُر ْ‬‫المجوس َّإال ع َند المجوس‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫ونحن يكفي‬ ‫يسأل أحداً شيئاً‪،‬‬ ‫يقص ُدها‪ ،‬وال‬ ‫نحن ال ِ‬
‫السالطين‪ ،‬وال ُ‬ ‫اب َّ‬‫ف أبو َ‬ ‫يعر ُ‬ ‫درويشنا ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫النار؛ (‪)6‬ليس ِ‬ ‫تأكُل ُه َّ‬ ‫من هللا كُقر ٍ‬ ‫ثوب ُمرَّقع ُ‬
‫تأكُل ُه َّ‬ ‫الو ِ‬
‫الع ْش ُق‬ ‫َ‬ ‫بان ُ‬ ‫الن ُار‪ ،‬أي يكو ُن مقبوالً َ‬ ‫منا ٌ‬ ‫اح َد ّ‬
‫معه‪ ،‬وال ينال إالّ ِب ِ‬ ‫ِ‬
‫أهل‬
‫الرو ِح‪ ،‬و ُ‬ ‫بذل ُّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫العيش ال تكو ُن ُ‬ ‫خطير‪َ ،‬د َع ُة‬
‫ٌ‬ ‫اليسير‪َّ ،‬إن ُه َل َش ٌ‬
‫يء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باألمر‬
‫ِ‬ ‫المرِاد من‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِر يدفعو َن العاََل َم ِ‬ ‫َّ‬
‫تهيئة‬ ‫الدنيا واآلخ َرَة‪ ،‬ليظفروا بنظرة واحدة؛ ال ُبَّد لَنيل ُ‬ ‫ين‪ُّ ،‬‬ ‫الن َ‬
‫(‪)7‬‬

‫ك‬ ‫ِ‬ ‫الس ْك ِر و َّ‬ ‫األسباب‪ ،‬وجمع المرِاد في ِ‬


‫الع ْش ِق و ُّ‬
‫الشباب‪ ،‬بها تحص ُل على المعاني وتمتل ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫الفصاح َة‪.‬‬
‫َ‬

‫غزل‪155‬‬

‫طـَلِب ِه ُيعـاديني؛‬ ‫ِ‬


‫إذا مـا تقـَّدمـ ُت نحـ َوهُ ُيثيـ ُر الفـتَ َن أمـامي‪ ،‬واذا َ‬
‫قعـ ْد ُت َعـن َ‬
‫ـار على َق َـد ِم ِه‪ ،‬ي ُّ‬
‫ـفر‬ ‫كالغب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ًة مـا أتيـت ِمـن الوفـ ِ‬
‫اء إلـى طـر ِيقه ووق ْـع ُت ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫واذا لحـ َ‬
‫كالريـح ُمس ِـرعاً؛‬‫ِّ‬
‫ذب ٍة‬ ‫طَلبـت ِمنـه ِنصـف ُقبـَل ٍة تخـرج ِمن حَّق ِـة ِفيـ ِه مـائ ُة مـ ٍ‬
‫المة عـ َ‬
‫َ‬ ‫ُُ ْ ُ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫واذا مـا َ ُ‬
‫كالسـ َّكر(‪)1‬؛‬
‫ُّ‬

‫‪176‬‬
‫الطريق؛‬ ‫اب َّ‬ ‫س عيـِن َك‪َ ،‬كـم مـ َزج مـاء وجهـي بتـر ِ‬ ‫الخـداعُ َّالـذي أرى فـي نـ ِ‬
‫رج ِ‬ ‫ذلِك ِ‬
‫َ‬
‫ْ َ َ َ‬
‫األسـِد‬ ‫ِ‬
‫وم ْن َـخَفضها‪ ،‬أي َـن َمـن ل ُـه قْلـ ُب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شبـك ُة البـالء في ُم ْـرتََفعها ُ‬
‫صحـر ِ‬
‫اء الع ْشـ ِق‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ـاف البـالء؛‬ ‫وال يخ ُ‬
‫ف ُلعـ َب ٍة جديـ َد ٍة تلِـُد‬‫الفـَلـك المشعـِب ُذ عـاد ثـاني ًة ِبألـ ِ‬
‫َ َ‬ ‫صـ ْب َر‪ ،‬ف َ ُ ُ‬ ‫الع ْمـ َر وال َّ‬ ‫ِ‬
‫اطُلـب ُ‬
‫الحـو ِادث؛‬
‫اص َمك‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ـاص ْم َت‪ ،‬خـ َ‬ ‫أسـ َك علـى َعـتَـ َبة التسليـ ِم يـا حـافظ‪ ،‬ألنـ َك إذا خ َ‬ ‫ضـ ْع ر َ‬
‫الـَّد ُ‬
‫هر‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫الصغير‬
‫الوعاء َّ‬
‫ُ‬ ‫الحَّقة‪:‬‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل ‪156‬‬

‫اء ‪ ،‬ومـا لِـذا إنكـ ُار‬ ‫ووفـ ٍ‬ ‫لي حبيب مـا مثله فـي جمـ ٍ‬
‫ال‬
‫ُ ْ‬ ‫ٌ‬
‫سن ِه األبصـ ُار‬
‫ال ترى ِمثل ح ِ‬
‫َ ُ‬
‫َّ‬ ‫واذا بـاع ُة الجـمـ ِ‬
‫ال تـجلـوا‬
‫عهده بالوف ِ‬
‫له إظهـ ُار‬‫الد ْهـ ِر مـا ُ‬
‫َأبـ َد َّ‬ ‫ـاء م ّنـي وسـ ّر ْي‬ ‫ُُ‬
‫األخـبـ ُار‬ ‫ُسلـطـ َان َك‬ ‫تبـلُ َغ‬ ‫ال‬ ‫ظ‬ ‫حِ‬
‫ـاف ُ‬ ‫ـوف يـا‬ ‫الن ِ‬
‫أنـت في َّ‬
‫ـار والخ ُ‬

‫حق لـ َك ِبهـذا الحديـ ِث‬ ‫يصـل إلـى حسـ ِن وخُلـ ِق ووفـ ِ‬


‫اء حبيـِبنا‪ ،‬وال يـ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬
‫ال َش ْخـص ِ‬
‫َ‬
‫إنكـ ُار حـالِنا؛‬
‫الح ِة حبيـِبنا؛‬ ‫ِ‬
‫ص يصـ ُل إلـى ُحسـ ِن ومـ َ‬
‫ِ‬
‫الح ْسـ ِن أقـبلـوا ُمتجـّلـين‪ ،‬ال َش ْخـ َ‬
‫اع ُة ُ‬ ‫واذا بـ َ‬
‫الصحـب ِة القديـم ِة ال محـ ِرم سـ ٍر بـالِ ٌغ مـا بَل ْغنـا فـي ِ‬
‫أداء الحـ ِّق لحبيـِبنا‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫وحـ ِّق ُّ َ‬
‫الوفـ ِي العـ ِادل؛‬
‫ّ‬

‫‪177‬‬
‫الصـن ِع ألـف رسـ ٍم‪ ،‬وال رسـم وصـل إلـى رسـ ِم معشـوِقنـا في ِ‬
‫استـهو ِاء‬ ‫اء ِم ْن َقـَل ِم ُّ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫جـ َ‬
‫الُقـلوب؛‬
‫ِ‬
‫ك‬
‫صـ ّ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ف نقـ ٍد ببـازِار الكـائنـات‪ ،‬فلـم ُ‬
‫يكـ ْن منهـا واحـٌد ليصـ َل إلـى َ‬ ‫وعـ َرضوا ألـ َ‬ ‫َ‬
‫اح ِب ِعيـ ِارنا الخـالِص؛‬ ‫صـ ِ‬
‫منه هواء ِ‬
‫ديارنا؛‬ ‫الع ِ‬ ‫أسفاً َّ ِ ِ‬
‫الغبـ ُار ُ َ‬ ‫مر مـ َّرت هكذا وَلـ ْم يبـُل ِغ ُ‬ ‫أن قـافَلة ُ‬ ‫َ‬
‫يصـل إلـى خـ ِ‬
‫اطـ ِرنا‬ ‫السـوء َلـن ِ‬ ‫وكـ ْن و ِاثـقاً ِبـ َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أن ُّ َ ْ‬ ‫الح ّسـاد ال تـأَل ْم‪ُ ،‬‬
‫يـا قلـ ُب مـ ْن أذى ُ‬
‫الـ َّراجي؛‬
‫ص ال ينـاُله غبـار خـ ِ‬
‫اط ٍر ِمـ َن‬ ‫ِعـ ْش بحيـ ُث إذا ُكنـ َت ُغبـا اًر علـى طريـ ِق َش ْخـ ٍ‬
‫ُ ُ ُ‬
‫المـ ِ‬
‫رور بنـا؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السـعيـد‬
‫صـته إلـى َسمـ ِع َملـكنا َّ‬ ‫أن ال َيصـ َل َشـ ْرُح ق َّ‬ ‫ظ احتَـ َر َق وخـوفي ْ‬ ‫حـاف ُ‬
‫و ُسلطـ ِاننا‪.‬‬

‫غزل‪157‬‬

‫حيـاً؛‬
‫دام ّ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُك ُّـل مـ ْن لـ ُه ُش ْغـ ٌل ِبخـ ِّ ِ ِ‬
‫ط عـذار َك‪ ،‬لـ ْن يخـ ُرَج م ْن هـذه الدائـرة مـا َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ائق‪ ،‬ستكـو ُن حـ اررةُ ُحّب َ‬
‫ـك سـ َّر‬ ‫أنـا حيـ َن أخـ ُرُج م َن الّلحـد علـى صَفـة الشقـ ِ‬
‫داء قلبـي؛‬‫سويـ ِ‬
‫الخْلـ ِق منـ َك فـي‬
‫ظـ ُّل ُعيـو ُن َ‬
‫رد‪ ،‬إلـى متـى أخيـ اًر ت َ‬
‫الفـ ُ‬
‫وهـ ُر َ‬
‫نفسـ َك أيُّها الجـ َ‬
‫أنـ َت ُ‬
‫بحـ ٍر؛‬

‫‪178‬‬
‫ان ِبـ َك َميـ ٌل إلى‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫إن كـ َ‬ ‫ـال ْ‬ ‫ـاء يجـري مـ ْن أصـل ُك ّـل َه َـدب مـ ْن أهـدابي‪ ،‬تع َ‬ ‫الم ُ‬
‫دو ِل والتََّفـ ُّرِج؛‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫الجـ َ‬
‫ضفـة َ‬
‫ورد وكالخمـ ِر‪ ،‬وأقـِب ْل‪ ،‬ليـ َس معلـوماً متـى‬ ‫ـاب‪ ،‬كالـ ِ‬ ‫ـف ِ‬
‫الحج ِ‬ ‫ظ ًة ِمن خل ِ‬
‫اُخ ُـرْج لحـ َ ْ‬
‫المالقـاةُ م َّـرًة أخـرى؛‬ ‫تكـو ُن ُ‬
‫أس(على رأسي)‪َ ،‬فتَ ْحـ َت هـذا‬ ‫ور علـى ال َّر ِ‬ ‫دود ِم ْن َفـرِع َك المضفـ ِ‬‫ظـ ُّل الممـ ُ‬ ‫لي ال ِّ‬
‫َ َ‬
‫دام‬
‫ظـ ِّل قـرُار قلـبي الـوالِه؛‬
‫َ‬ ‫ال ِّ‬
‫س األرَعـن‪.‬‬ ‫صَفـ ُة ا َّلنـ ِ‬
‫رج ِ‬ ‫إن التَّ َكُّبـر ِ‬
‫عيـُن َك ِم َن ال ِك ْـب ِر ال تميـ ُل إلـى حـ ِافظ‪ ،‬حّقـاً َّ‬
‫َ‬

‫غزل‪158‬‬

‫العْق ِل يكفيني؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِِ‬ ‫َّ ِ‬


‫أنـا وانكـ ُار الشراب‪َّ ،‬أي ُة حكـ َاية هذه؟‪ ،‬غالباً هذا الَقد ُر م َن َ‬
‫إذن َّ‬
‫أتخفى؛‬ ‫ٍ‬ ‫وأنـا إلـى غـايتي أجـهل طـريق الحـ ِ ِ ِ‬
‫ان‪ ،‬فـألَّيـة غـ َاية ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫حل ِعنـايةٍ‬
‫اهـِد ُع ْجـُب ُه وصـالتُ ُه‪ ،‬ولـي ُس ْكـري وفقـري‪ ،‬سنـرى َمـ ْن سيكـو ُن مـ َّ‬ ‫للـ َّز ِ‬
‫َ‬
‫منـك ِمـن ِ‬
‫بيننـا؛‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫اهـد إذا َلـم يسُلـ ِك ال َّ‬ ‫ِ‬
‫وف على‬ ‫ذور‪ ،‬الع ْشـ ُق ُشغـ ٌل موقـ ٌ‬ ‫لسـ ْك ِر معـ ٌ‬
‫طـريـ َق ل ُّ‬ ‫ْ‬ ‫الـ َّز ُ‬
‫ال ِهـداية(‪)1‬؛‬
‫ف‪ ،‬أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنـا َّالـذي قطعـت طريـق التَّـقوى َّ‬
‫الليـالي بالقيثـ ِ‬
‫اآلن بـرأسي عـن‬ ‫رجـ ُع َ‬ ‫ارة والـَّد ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اية هـِذه؟!؛‬ ‫الطـريـ ِق‪َّ ،‬أيـ ُة حكـ ٍ‬
‫هـذا َّ‬
‫ان َّالذي أنَقـذني ِم ْن َجـهلي وهـداني‪،‬‬ ‫أنـا خـ ِاد ٌم مطيـ ٌع كعبـٍد مطيـ ٍع لِشيـ ِخ المغـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫وك ُّل أفعـالِه حكيـم ٌة‪ُ ،‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫له ُيثـم ُر الخير ؛‬ ‫وك ُّل ف ْعـل ُ‬ ‫ُ‬
‫ظ‬‫ان حـ ِاف ُ‬
‫ال إذا كـ َ‬‫قي قـ َ‬ ‫أن رفيـ‬ ‫ص ِة َل ْـم َأنـ ْم‪ ،‬حـتّى َّ‬ ‫الغـ َّ‬ ‫ِِ‬
‫س ِم ْن هـذه ُ‬ ‫ليـَل َة األمـ ِ‬
‫َ‬
‫وضع ِشكـ ٍ‬
‫اية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سكـراناً فاألمـ ُر مـ ُ‬
‫ـــــــــــ‬

‫‪179‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ُد َّالذي ما اهتدى َّ‬ ‫الز ِ‬
‫(‪ُ )1‬ع ِذ َر َّ‬
‫ك‬
‫عل ذل َ‬
‫يستطيع ف َ‬
‫ُ‬ ‫ط ال ِه ْ‬
‫دايه؛ (ال‬ ‫للسـ ْك ِر فالـع ْش ُق فيه ْ‬
‫شر ُ‬ ‫الد ْر َب ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ناي ْه‪.‬‬ ‫المغان الذي ُك ُّل ف ْع ٍل َل َد ْيه ُ‬
‫عين الع َ‬ ‫الج ْه ِل َش ْي ِخ‬
‫من نفسه)؛ َّإنني َع ْب ُد ُم ْنقذي م َن َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ْ‬

‫غزل‪159‬‬

‫ِ‬ ‫وفي ُكُّله صـ ِافياً ِمن ِ‬


‫ان؛‬ ‫وك ْـم ِخـرق ًة ح ُّـقها ّ‬
‫النير ُ‬ ‫ش َ‬‫الغ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نقد الص ِ‬
‫ُّ ّ‬ ‫ليـ َس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ساهر َّ‬
‫اللي ِـل يرُق ُب َ‬
‫الف ْج ِر مـ ْن ِوْرِده سكر ُ‬
‫ان‬ ‫الف ْج َر‪ ،‬وفي َ‬ ‫ُ‬ ‫حن صوفيُّنـا‬ ‫َن ُ‬
‫ان‬ ‫الدنيا َّ ِ‬
‫الخم َر‪ ،‬ال غموم ُّ‬ ‫اش َر ِب‬
‫ف وَقْلُبـ َك الحير ُ‬‫ارف‪ ،‬حيـ ٌ‬
‫الدنيَّة‪ ،‬أي عـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫ِ‬
‫تستوج ُب َّ‬
‫النار(‪)1‬؛‬ ‫الخ َر َق َّالتي‬
‫ش‪ ،‬ما أكثَر ِ‬ ‫ليس ُكُّل ُه صافياً بال ِغ ٍّ‬ ‫وفي َ‬ ‫نقد الص ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُّ ّ‬
‫الط َر ُب ِبر ِأسه؛‬
‫لعب َّ‬ ‫ِ‬
‫يل حتَّى َ‬ ‫سك َر ِم ْن ِوْرِد َس َح ِرِه‪ ،‬وا َ‬
‫ظ َب الّل َ‬
‫صوفيُّنا نحن َّالذي ِ‬
‫ُ‬
‫وجه م ْن ِع َندهُ الغ ُّ‬
‫ِ ( ‪)2‬‬ ‫أن لنا ها هنا محـ َّ ِ ٍ‬
‫ش ؛‬ ‫ليسوَّد ُ َ‬ ‫ك تجـرَبة‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫كان جميالً لو َّ‬ ‫َ‬
‫تصير‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫بالرْس ِم على الماء بهذا األسلوب‪ ،‬يا َللوجوه التي س ُ‬ ‫قام َّ‬
‫الساقي إذا َ‬ ‫خط َّ‬
‫ُم َّنق َش ًة َّ‬
‫بالد ّم؛‬
‫حمالي‬
‫بدين َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الم َن َّشأُ في َّ‬
‫المعر َ‬ ‫ك ُ‬ ‫يق إلى الحبيب‪ ،‬الع ْش ُق مسَل ُ‬ ‫ك الطر َ‬ ‫النعي ِم ال يسُل ُ‬ ‫ُ‬
‫البالء؛‬
‫قلب العالِ ِم‬ ‫الدنيا َّ ِ‬ ‫الش ْر َب ِم ْن ِّ‬
‫ِأق َّل ُّ‬
‫أن يكو َن ُ‬
‫ف ْ‬ ‫اشر ِب َ‬
‫الخ ْم َر‪َّ ،‬إن ُه َل َح ْي ٌ‬ ‫الدنيَّة و َ‬ ‫غم ُّ‬
‫شوشاً(‪)3‬؛‬
‫ُم َّ‬
‫له‬ ‫ِ‬ ‫احمل إلى ِ‬ ‫صالت ِه‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان يدَف ُع ُ‬
‫إن َ‬‫الخمر‪ْ ،‬‬ ‫بائ ِع‬ ‫ْ‬ ‫وسج َاد َة‬
‫ّ‬ ‫الخَل َق‬
‫ثوب حافظ َ‬ ‫َ‬
‫( ‪)4‬‬
‫وجه ُه كالَق َمر ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كف ساق ُ‬ ‫بها شراباً من ّ‬
‫ـــــــ‬
‫ظ هو‬ ‫عاديه ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫بنفس المعنى حيثُما وردت‪ ،‬فصوفي ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫عند حافظ ليست‬
‫الصوفي َ‬ ‫مفردةُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ٌّ ُ‬ ‫ّ‬
‫الفَلك‪ ،‬يرُفض الخمر‪ ،‬يجهل ِ‬ ‫وف للناس اّلذي يظ ِهر الورع ي ِ‬
‫فثياب‬
‫ُ‬ ‫الع ْش َق‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫خادعُ َ‬ ‫ُ ُ ََ َ ُ‬ ‫الص ِ ّ‬
‫الِب ُس ُّ‬
‫يلبس‬ ‫وصوفي حٌّر يمدحه ِ‬ ‫الن ُار أولى ِبها؛‬
‫الن َار و َّ‬ ‫ِ‬
‫تستوج ُب َّ‬ ‫ُّ ِ َّ‬
‫ظ ُ‬ ‫حاف ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ٌّ ُ‬ ‫يلبسها‬
‫الصوف التي ُ‬

‫‪180‬‬
‫فردة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وف ُزهداً ِبمتا ِع ُّ‬
‫ك ُم ُ‬ ‫ويشر ُب ويلعب في صفاء ونقاء؛ وكذل َ‬ ‫َ‬ ‫ويطر ُب‬
‫َ‬ ‫يعش ُق‬
‫الدنيا‪َ ،‬‬ ‫الص َ‬ ‫ُّ‬
‫ظ‬ ‫الحيلة ي ُذ ُّمه ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫بالمكر و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الناس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فدرويش بائع ز ٍ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫قلوب ّ‬ ‫الصطياد‬ ‫هد ُيرائي‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الدرويش‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الدنيا ي ِ‬ ‫اهد ِب ٍ ِ‬ ‫ٌ ِ‬
‫وليس‬
‫إخفاء حقيقة األعمال َ‬ ‫مك ُن‬ ‫حق يمتد ُح ُه ويواليه؛ في ُّ ُ‬ ‫ودرويش ز ٌ ّ‬ ‫ويعاديه‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫ليسود‬ ‫األعمال‬ ‫ِ‬
‫ض عليه‬ ‫ِ‬
‫محك اخت ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وليت َّ‬ ‫تظهر حقيقتُ ُه في ُّ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫عر ُ‬
‫بار تُ َ‬ ‫ناك‬
‫أن ُه َ‬ ‫الدنيا َ‬ ‫ُ‬ ‫ُك ُّل َع َمل‬
‫َّة و ِ‬ ‫الدني ِ‬ ‫غم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف على‬ ‫اشرب الخمر َّ‬
‫فإن ُه َح ْي ٌ‬ ‫الدنيا َّ‬
‫هذه ُّ‬ ‫رب َّ‬‫وجه الكاذ ِب ِبكذبه اآلن؛ ال َت ْش ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫لصالة القاَلبيَّة‪،‬‬ ‫ترمز ل َّ‬
‫السجادةُ ُ‬ ‫شك ووسواس)؛‬ ‫ف أن يكو َن ُم َشَّوشا(في ّ‬ ‫ِ‬
‫العار ُ‬ ‫ك أيُّها‬‫قلِب َ‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬
‫الرو ِح‪،‬‬
‫الة صالةُ ُّ‬ ‫الص ِ‬ ‫الة ورو ُح َّ‬ ‫الص ِ‬ ‫للزْه ِد والتَّقوى‪ ،‬و َّ‬
‫الصالةُ القاَل َّبيةُ َب َد ُن َّ‬ ‫الخَل ُق ُّ‬ ‫َّ‬
‫وب َ‬ ‫واالث ُ‬
‫وحي والساقي)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لمشروب الر‬ ‫تحتاج ل‬ ‫وصالةُ الُّرو ِح‬
‫ُّ ِّ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪160‬‬

‫الجمع ُه ْم كانوا‬‫ِ‬ ‫وشمع‬


‫َ‬ ‫يق‬
‫بي الحر ُ‬ ‫ال‬ ‫الحبيب ُمساعدي‬ ‫ُ‬ ‫حين‬
‫حلت خلـوةٌ َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫الجان‬
‫ُ‬ ‫وم َّـرًة بـع َـد أُخـرى َّ‬
‫مس ُه‬ ‫ـان ال أبتـاعُ خـاتَ َم ُه‬ ‫و ِم ْن ُسليم َ‬
‫رمان‬ ‫ِ‬
‫منه ح ُ‬ ‫ظي ُ‬ ‫الرقـيـ ُب وح ِّ‬
‫دام َّ‬
‫َ‬ ‫صال ِب ْ‬
‫أن‬ ‫الو ِ‬ ‫دار ِ‬‫كان في ِ‬ ‫رب ال َ‬ ‫يا ّ‬
‫شان‬ ‫له‬ ‫وال أظـ َّل الهمـا دا ًار ِبع ِ‬
‫ُ‬ ‫اب ال ال َّببغـا يـعلـو ُ‬ ‫الغر ُ‬
‫ُ‬ ‫ـرصتها‬
‫بيان‬ ‫ِ ِ‬ ‫حريـ ِق لْفظـي لِن ِ‬ ‫ان و ِم ْن‬
‫القلب ت ُ‬ ‫ـار‬
‫ْ‬ ‫ـاج البي َ‬
‫ـان شوقي أيحت ُ‬ ‫بي ُ‬
‫ان َّ‬ ‫يب إلى األوطـ ِ‬ ‫قلـب الغر ِ‬ ‫أن ُي ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬
‫حن ُ‬ ‫ُ‬ ‫فارَقني‬
‫ْ‬ ‫ـال ْ‬
‫ـاك ُمح ٌ‬ ‫هوى حم َ‬
‫ومآلن‬ ‫ـوم‬ ‫ٍ‬ ‫لو عشرًة من لِسـ ٍ‬
‫ُ‬ ‫ـك مخـت ٌ‬ ‫فمي أمـام َ‬ ‫كسوسنة‬ ‫ان لي‬
‫ــــــــ‬
‫ِ‬ ‫آن الكريم (ولقد فتنا سليمان وألقينا على ُك ِ‬
‫أن شيطاناً‬ ‫رسيِه جسداً ثُ َّم أناب)‪ ،‬وقد ُذك َر ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫في الُقر ِ‬
‫فصار ِبذلِك الخاتَ ِم‬ ‫وقع في ِيد ِه‬ ‫السالم‪ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أن خاتَ َم ُسليمان َ‬ ‫ليمان عليه ّ‬ ‫رسي ُس َ‬
‫ُ ِّ‬
‫جلس على ك‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫جيش ُه من الشياطين والمالئكة‪ ،‬ومعنى البيت وفق‬ ‫جمع به َ‬ ‫وروي أن ُه َ‬ ‫َ‬ ‫ف في المملكة‪،‬‬ ‫يتصر ُ‬
‫َّ‬
‫مرة؛‬ ‫يطان في ِيد ِه أكثََر من َّ‬ ‫وضعه َّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫فص خاتَ ِم سليمان ِب ٍ‬
‫شيء وقد‬ ‫ُ َ‬ ‫األصل َّإنني ال أشتري َّ‬
‫ِ‬ ‫ال ين َ ِ ِ‬
‫غم ما عندي من ُقدرٍة على الكالم‪ ،‬ولو َ‬
‫كان‬ ‫ِ‬
‫طل ُق لساني بالكال ِم في محضر الحبيب ر َ‬
‫ٍ‬
‫شخص‬ ‫كل‬
‫صاحب المثنوي‪ُّ :‬‬ ‫محض ِره (قال‬ ‫كل ْم ُت في‬ ‫السوس ِن على الكال ِم ما تَ َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لي ُقدرةُ َّ َ‬

‫‪181‬‬
‫ألس ِن‪،‬‬ ‫للس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كالس ِ‬ ‫ِ‬
‫وسَنة عشرةُ ُ‬
‫لسان وأخرساً‪ ،‬وقالوا‪َ َّ :‬‬ ‫له مائ ُة‬
‫وسن ُ‬ ‫صار َّ‬ ‫َ‬ ‫الجالل‬ ‫شرب أسرَار‬ ‫َ‬
‫الحِّر‪ ،‬قال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وس ُن ُ‬
‫الس َ‬
‫قال َّ‬
‫تثب ُت على قول وال تفي بوعد‪ ،‬لذا ُي ُ‬ ‫فهي تتكل ُم كثي اًر وتع ُد كثي اًر‪ ،‬وال ُ‬
‫آخر‪:‬‬ ‫ظ في ٍ‬ ‫ِ‬
‫غزل َ‬ ‫حاف ُ‬
‫وعد وتنساني؛‬‫كالسوس ِن الح ِر في ٍ‬ ‫المنى ِبف ٍم‬
‫ُّ‬ ‫َّ َ‬ ‫مرًة ُقْل َت لي تُعطى ُ‬ ‫كم َّ‬
‫يب‬ ‫وحماك وطني فأنا في ُّ‬
‫الدنيا غر ٌ‬ ‫دار ُغربتي‬ ‫معناه ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وقلب الغر ِ‬
‫َ‬ ‫الدنيا ُ‬ ‫ُ‬ ‫حنان‬ ‫األوطان ّ‬ ‫يب إلى‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫أحن إلى وطني الذي هو في حماك‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫غزل‪161‬‬

‫هو حزيـ ٌن‪ُ ،‬قلنـا ِسـ َّاًر دقيقاً من هذا‬ ‫ـاط ُر ِّ‬‫متى يثيـر الخ ِ‬
‫طيف ف َ‬‫ـض الّل َ‬ ‫الغ َّ‬
‫الش ْع َـر َ‬ ‫ُ ُ‬
‫المعنـى‪ ،‬وكـذلِ َك كـان؛‬
‫جوهـ َرِت ِه مـائةٌ‬
‫ان لـي تحـ َت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫األمان م ْن لـؤل ِـؤ َشَفـت َك لكـ َ‬ ‫ـت علـى خـاتَم‬ ‫صْل ُ‬‫لو َح َ‬
‫من ُملـ ِك ُسليمان؛‬ ‫ْ‬
‫ظر‬ ‫ـقت َّ‬
‫النـ َ‬ ‫لب‪ُ ،‬ربَّما إذا َدَّق َ‬ ‫ِ‬
‫طعـ ِن الحسـود يـا َقـ ُ‬ ‫ال يجـ ُب أن تكو َن مغموماً ِمن َ‬
‫لك ِب ِه الخيـر؛‬ ‫ترى َ‬
‫عليه حـرٌام ولو‬ ‫الفهـم من هذا الَقـَل ِم المثيـ ِر للخيـال‪ ،‬رسم خيـالِ ِه ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُك ُّل من ال يجـُد َ ْ َ‬
‫الصيـن(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬
‫ـام ّ‬ ‫ان َرَّس َ‬‫كـ َ‬
‫هكذا هي‬ ‫الق ِ‬ ‫احـ ٍد ِل َشخص‪ ،‬في دائ ِرة ِ‬ ‫طـوا ُك َّل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخ ِ‬
‫سمة َ‬ ‫َ‬ ‫القلب‪ ،‬أع َ‬ ‫ود َم‬
‫مر َ‬ ‫ام َ‬ ‫جـ َ‬
‫األوضاع؛‬
‫وذاك‬ ‫اهُد البازِار‬ ‫أن هذا شـ ِ‬ ‫ِ‬
‫األزل َّ‬ ‫كان ُح ْك ُم‬ ‫الورد و ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن مـ ِ‬ ‫في شـ ِ‬
‫َ‬ ‫الورد‪َ ،‬‬ ‫اء‬
‫ُمحتَ ِج ٌب(‪)2‬؛‬
‫آلخـ ِر َّ‬‫قد اًر‪ِ ،‬تلك سـاِبَق ٌة أز َّليـ ٌة بـاقي ٌة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األيـا ِم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس ْكـ ِر من خـاط ِر حـافظ َ‬
‫ليس ُم َّ‬ ‫اب ُّ‬ ‫ذهـ ُ‬
‫األبديـة‪.‬‬
‫َّ‬
‫ــــــــ‬

‫‪182‬‬
‫الورد في البرع ِم في ِ‬ ‫ماء الورِد‬
‫الحجاب‪،‬‬ ‫السوق و ُ‬
‫شاهد في ُّ‬ ‫(‪)1‬رسام الصين المشهور ماني؛‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الورد‪.‬‬ ‫ماء ِ‬
‫الورد ُينبئُ ِ‬
‫عن َ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪162‬‬

‫يء‬ ‫فال َي ْش َغْل َك غيـ َر الـ َكأ ِ‬ ‫أتـاك الـورد أجـمل ُكـ ِل َش ٍ‬
‫َش ُ‬ ‫ْس‬ ‫يء‬ ‫َ َُْ ْ َ ُ ّ‬
‫يء‬ ‫َهُلـ َّم ِبنـا وال َيـ ْم َن ْعـ َك‬ ‫صَفـا دهـر وفي األصـ ِ‬
‫َش ُ‬ ‫داف ُدٌّر‬ ‫َ ٌْ‬
‫‪1‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫يء‬ ‫ِ‬ ‫مخـاَف َة لـ ْي َس يبقى ِم ْن ُه‬ ‫اشـ َر ْب فـِإ َّن َّ‬
‫ش ُ‬ ‫وض َوْرٌد‬ ‫الر َ‬ ‫وُق ْم و ْ‬
‫يء‬ ‫فليـ َس َ ُّ ِ‬ ‫ضـ ٍار‬ ‫ٍ‬
‫من النضار َل َد َّي َش ُ‬ ‫كأس ُن َ‬ ‫الخمر في‬ ‫وص َّب‬
‫‪2‬‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫يء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصفى م ْن ُه َش ُ‬ ‫َشراباً ليـ َس ْ‬ ‫اش َر ْب‬‫عال لحـ َانتي يا َش ْيـ ُخ و ْ‬ ‫تَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يء‬ ‫ِ‬
‫يس في األوراق َش ُ‬ ‫و ِمنها َل َ‬ ‫اب‬‫يس َلهـا كتـ ٌ‬ ‫روس الع ْش ِق َل َ‬ ‫ُد ُ‬
‫‪3‬‬

‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫يء‬
‫وما من ُح ْسن َها في الثوب َش ُ‬ ‫ذات ُح ْسـ ٍن‬ ‫أال فاخطـ ْب لَقْلـ ِب َك َ‬
‫‪4‬‬

‫يء‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬


‫فلي َس َكمـثـله للـ َّرأس َش ُ‬ ‫ْ‬ ‫اء رأسـي‬ ‫بالمـدا ِم شفـ ُ‬ ‫ُ‬ ‫واّنـي‬
‫يء‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنـا َعـب ٌـد لِسلطـاني أُوْيـ ٍ‬
‫اي َش ُ‬‫ـس َل َد ْيـه م ْن ذكر َ‬ ‫َوَل ْي َ‬ ‫س‬
‫‪5‬‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫الح ْس ِن َش ٌ‬
‫يء‬ ‫ـس َكتـاجه في ُ‬ ‫وَل ْي َ‬ ‫الح ْس ِن َش ْم ٌس‬ ‫وَل ْيـ َس كتـاجه في ُ‬
‫يء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفَلي َس َل ُـه م َن األلطـاف َش ُ‬ ‫ظمـي‬ ‫ـص قـ ِائ ٌل َع ْيـباً ِب َن ْ‬ ‫َو َش ْخ ٌ‬
‫ـــــ‬
‫ك من الفوز‬ ‫ٍ‬ ‫رر في أصدافها و َّ‬ ‫(‪ُّ )1‬‬
‫يمنع َ‬
‫مان موات فاغتنم الفرصة قبل فوات األوان وال ْ‬ ‫الز ُ‬ ‫الد ُ‬
‫الذهب شيئاً؛‬ ‫ألني فقير وال أملك من َّ‬ ‫كأس من ٍ‬
‫ذهب ّ‬ ‫الخمر في ٍ‬ ‫صب لي‬‫شيء ؛ (‪َّ )2‬‬ ‫بها‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫دروس‬ ‫يخ لكي َّ‬
‫تتعل ْم‬ ‫موجود في حانتي‪ ،‬تعال واشرب منه أيُّها َّ‬
‫الش ُ‬ ‫ٌ‬ ‫إن أصفى َّ‬
‫الشراب‬ ‫(‪َّ )3‬‬
‫َ‬
‫علم ُلدّني)‪ ،‬قال‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ّ‬ ‫العشق التي ال تُكتَ ُب في األوراق كدروس الفقه وال تحتويها الكتب ( ٌ‬
‫قال‬ ‫قلب أبيض َّ‬ ‫فيه غير ٍ‬ ‫فيه سواد حرف‪ ،‬ليس ِ‬ ‫الصوفي ليس ِ‬
‫ومما َ‬ ‫ّ‬ ‫كالثلج‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُّ ّ‬
‫المولوي‪ :‬دفتر‬
‫أس هذا األمر‬ ‫ِ‬ ‫أبو سعيد أبو الخير وهو من أكابر الم ِ‬
‫تصوفة وكان ُمعاص اًر البن سينا‪ :‬ر ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫َّن‬ ‫الد ِ‬
‫كسر المحابر وحر ُق َّ‬
‫قت فاعشق جميل ًة بذاتها ال من تتزي ُ‬ ‫العلوم؛ إذا عش َ‬
‫ونسيان ُ‬ ‫فاتر‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪183‬‬
‫ذكرهُ‬
‫للشاعر من ملوك بغداد‪ ،‬ورد ُ‬
‫معاصر ّ‬
‫ٌ‬ ‫ملك‬
‫الشاعر ٌ‬ ‫بالِثّياب؛ (‪ُّ )5‬‬
‫السلطان أُويس ممدوح َّ‬

‫مرٍة في ّ‬
‫الديوان‪.‬‬ ‫أكثَ َر من َّ‬

‫غزل‪163‬‬

‫ليس جميالً؛‬ ‫ليس جميالً‪ ،‬وبال َخ ْمـ ٍرة َّ‬ ‫ِ‬ ‫الورد بال عـ ِار ِ‬
‫الربيـ ُع َ‬ ‫ض الحبيب َ‬ ‫ُ‬
‫الحبيب ليسـا جميَلين؛‬ ‫ِ‬ ‫ان بال َزْهـ ِر خـِّد‬
‫البستـ ِ‬ ‫اف ُ‬‫وض وطو ُ‬ ‫ف الـ َّر ِ‬ ‫ط َر ُ‬‫َ‬
‫الهـزِار ليسـا جميـَليـن؛‬ ‫ِ‬ ‫رْقص ُة الـو ِ‬
‫رد وحـاَل ُة َّ ِ‬
‫السـرو بال صـوت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اق والتَّقبي ِل ليس جميالً؛‬ ‫غير ِ‬
‫العن ِ‬ ‫وردي الهندا ِم ب ِ‬ ‫ِّ‬ ‫الشَف ِة‬
‫والّلِقاء بالحبي ِب س َّكرِي َّ‬
‫ً ّ‬ ‫ُ‬
‫العْقـ ِل خال َرْس َم معشـوِقنا الجميـ ِل ليـ َس جميالً؛‬ ‫ِ‬
‫ُك ُّل رسـ ٍم علـى يـد َ‬
‫ِ‬ ‫ظ ُّ ِ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫ليس جميالً‪.‬‬ ‫الرو ُح م ْن َك نْقـٌد حقيـٌر‪ ،‬نثـ ُرها في طريـ ِق الحبيب َ‬

‫غزل‪164‬‬

‫تيان‬ ‫ِ‬
‫ـار كالف ْ‬
‫ذاك ص َ‬
‫َ‬ ‫ـخ‬ ‫العالِـم َّ‬
‫الشي ُ‬ ‫ُ‬ ‫مكان‬
‫ْ‬ ‫الصبـا ِب ُك ِّل‬‫َن َش َر ْت ِمـ ْس َكها َّ‬
‫ان‬
‫له األرجو ْ‬
‫ُيهـدي ُ‬ ‫جام الـعقي ِ‬
‫ـق‬ ‫نبق‬ ‫ـائق و َّ‬ ‫َّ‬ ‫ظر َّ ِ‬
‫َ‬ ‫الز ُ‬ ‫الن ْرج ُس الشق َ‬ ‫ينـ ُ ُ‬
‫ان‬
‫ـغم في الهجر ْ‬ ‫اّلـذي نـال ُـه م َـن ال ِّ‬ ‫الورود يشكو الـهـزُار‬ ‫ِ‬ ‫بين‬
‫اح َ‬ ‫رَ‬
‫للحان‬ ‫ص ْر ُت‬ ‫ِ‬
‫المسجد والعمـر قصير فع ْذ اًر إذا ِ‬ ‫ال في‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُُْ‬ ‫مجلس الوعظ طـ َ‬ ‫ُ‬
‫رمضان‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫تبين للعيـد ْ‬
‫َش ْم ُس ُه لن َ‬ ‫ان‬
‫هر َشعبـ َ‬ ‫من يد َش َ‬ ‫ع ْ‬ ‫قدحاً ال تََد ْ‬

‫‪184‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫من أجلِ َك ِس ْر في‬ ‫ِ‬
‫وداعه َق َدماً‪َّ ،‬إن ُه ال ُّرو َح ُي ْسـل ُم ْ‬
‫اآلن‬ ‫للكو ِن ْ‬
‫جاء َ‬
‫ظ َ‬
‫حاف ُ‬

‫يخ سيرِج ُع فتى من‬ ‫كياً‪ ،‬والعالِم َّ‬


‫الش ُ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫سيصير م ْس ّ‬
‫ُ‬ ‫الصبا‬
‫يح َّ‬ ‫بيع وَنَف ُس ر ِ‬ ‫الر ُ‬
‫سيأتي َّ‬
‫سوف ترنو إلى‬ ‫س‬‫رج ِ‬‫الن ِ‬
‫وعين َّ‬ ‫ِ‬
‫العقيق‪،‬‬ ‫جام‬ ‫سيه ُب َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نبق َ‬ ‫الز َ‬ ‫ان َ َ‬ ‫جديد؛ واألرجو ُ‬
‫سوف‬ ‫غم الهجر ِ‬
‫ان‬ ‫الب ُلب ُل من ِّ‬ ‫ويل َّالذي َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫تحمَل ُه ُ‬ ‫ور الط ُ‬ ‫الج ُ‬
‫الشقائق الحمراء؛ وهذا َ‬
‫المسجِد للخر ِ‬ ‫ِ‬
‫ابات ال‬ ‫محض ِر الورود(‪)1‬؛ إذا أنا َذ َه ْب ُت من‬ ‫يستحيل عويالً ِب َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫قصير ويوش ُ‬ ‫ٌ‬ ‫مر‬ ‫الع ُ‬
‫سرعٌ‪ ،‬و ُ‬ ‫مان م ِ‬ ‫ٌ َّ‬
‫طويل والز ُ ُ‬ ‫المسجِد‬
‫ِ‬ ‫الوعظ في‬ ‫ِ‬ ‫تُلمني‪ِ ،‬‬
‫مجل ُس‬
‫مان‬
‫الض ُ‬ ‫للغِد‪ ،‬ما َّ‬ ‫أجْلتَ ُه َ‬‫أنت َّ‬ ‫اليوم‪ ،‬إذا َ‬ ‫َ‬ ‫عاد ِة‬
‫الس َ‬ ‫يش َّ‬ ‫أن ينتهي؛ أي َقْل ُب‪َ ،‬ع ُ‬
‫هذ ِه َّ‬
‫الش ْم َس‬ ‫فإن ِ‬ ‫شهر شعبان َّ‬ ‫القدح في ِ‬ ‫َ‬ ‫ع من ِيد َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لبقاء رأسمالِ َك منه؛ ال تََد ْ‬
‫ص ْح َبتَ ُه‪َّ ،‬إن ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ستغيب عن َن َ ِ‬
‫الوْرُد عز ٌيز فاغتَن ْم ُ‬ ‫ظر َك إلى ليَلة العيد م ْن رمضان؛ َ‬ ‫ُ‬
‫ُنس أِ‬ ‫ِ‬ ‫باب ويخرج م ْن ٍ‬ ‫وض ِم ْن ٍ‬
‫الغ َزَل‬
‫فاقر َ‬ ‫طربا‪ ،‬هذا مجل ُس األ ِ َ‬ ‫باب؛ م ِ‬
‫ُ‬ ‫ُُ ْ‬ ‫الر َ‬
‫يدخ ُل َّ‬
‫ُ‬
‫الوجود ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫جاء إلقلي ِم‬ ‫ظ َ‬
‫وغ ِن‪ ،‬و ِأق َّل الكالم في ما َذهب وما سيكون؛ ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اآلن‪.‬‬
‫ترح ُل َ‬‫فروح ُه َ‬ ‫ُ‬ ‫داع ِه‬
‫ط َقدماً لِ ِو ِ‬
‫أجلك‪ ،‬اُخ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ــــــ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫له‬
‫الب ُلب ُل يشكو ُ‬
‫بعد غياب عا ٍم فيرو ُح ُ‬
‫البلبل َ‬ ‫الورد معشو ُق‬
‫ويطل ُ‬ ‫مع الربيع سيتفتَّ ُح ُ‬
‫البرُع ُم‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُّ‬
‫عيد‬
‫العيد من رمضان ُ‬ ‫شمس القد ِح‪ ،‬و ُ‬
‫ُ‬ ‫مس‬‫الش ُ‬
‫الهجر في ٍ‬
‫بكاء وعويل؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّالذي أَل َّم ِب ِه ِمن ِّ‬
‫غم‬
‫طر‬ ‫ِ‬
‫الف ْ‬
‫غزل‪165‬‬

‫ـاء وغيـ َر ما‬ ‫قضـ ِت َّ‬


‫السم ُ‬ ‫رحل‪ ،‬بـذا َ‬
‫ود فـي رأسـ ْي وال يـ ْ‬ ‫أنـا حـ ُّب العيـو ِن ال ُّسـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ان؛‬ ‫ِ‬
‫ضيـه مـا كـ َ‬
‫تقـ ْ‬
‫األسـح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضـ ّر ْي وايـ‬
‫ـار‬ ‫ول اآله فـي ْ‬ ‫أن‪ ،‬وصـ ُ‬ ‫ذائي ال َّـرقيـ ُب بـ ْ‬
‫ْ‬ ‫أيح َسـ ُب إذ نـوى ُ‬ ‫ْ‬
‫ان؛‬ ‫ِ‬
‫لـألفـالك مـا كـ َ‬

‫‪185‬‬
‫وم هـذا‬
‫ذاك الـي َ‬
‫ض َ‬ ‫ومـا أمـروا ِبغيـ ِر ُّ‬
‫الس ْكـ ِر لـي فـي َف ْجـ ِر َّأيـامي‪ ،‬ومـا لـ ْم ُيْقـ َ‬
‫ان؛‬
‫وم مـا كـ َ‬
‫الـي َ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫النـاي َه ْب لـي يـا رقيـب َّ‬ ‫ويل ربـابتي و َّ‬
‫ك هللاُ‪ ،‬مـ ْن هـذا خـر ُ‬ ‫ع‪ ،‬عـليـ َ‬ ‫الش ْر ْ‬ ‫َ‬ ‫عـ َ‬
‫ان؛‬ ‫َّ‬
‫الشـرِع مـا كـ َ‬
‫ـاء‬
‫قي‪ ،‬فغيـ َر اليـو ِم يـا قلبـي قض ُ‬‫أمـ ٍن ومحبـوبي هـو السا‬
‫ـخم َـر فـ ْي ْ‬
‫شـرابي ال ْ‬
‫ُ َ َّ ْ‬
‫الشـ ْغ ِـل مـا كـ َ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫وقضاء‬ ‫ماء لي‬ ‫الس ِ‬


‫قضاء َّ‬ ‫ذه َب ِم ْن رأسي‪ ،‬هذا‬ ‫العيو ِن ُّ‬
‫الس ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ود لن ي َ‬ ‫أنا ُح ُّب ُ‬
‫لح‪،‬‬‫للص ِ‬
‫محالً ُّ‬ ‫ماض ولن يكون غيره؛ الرقيب استح َّل أذاي ولم يتر ْك َّ‬ ‫ٍ‬ ‫الس ِ‬
‫ماء‬ ‫َّ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُُ ّ ُ‬
‫ط‬‫األو ِل ْلم أُع َ‬ ‫تصعد إلى الفلك؛ أنا في اليو ِم َّ‬ ‫ُ‬ ‫الس َح ِر ال‬
‫أن َآه قائمي َّ‬ ‫كما لو َّ‬
‫ناك ال َمز َيد عليها هنا(‪)1‬؛ من‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫الس ِ ِ‬
‫لك الق ْس َم ُة التي َج َر ْت ُه َ‬ ‫كر م ْن عطاء‪ ،‬ت َ‬ ‫غير ُّ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫الناي‪ ،‬فبناء َّ‬ ‫ف و َّ‬‫عويل َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشرِع ْ‬ ‫ُ‬ ‫الد ّ‬ ‫خص ًة في‬ ‫جعل لنا ُر َ‬ ‫أجل هللا يا ُمحتس ُب ا ْ‬
‫أك ْن أُخفي‬ ‫المجال لو لم ُ‬‫ُ‬ ‫وكان‬
‫َ‬ ‫يخرب(‪)2‬؛‬
‫َ‬ ‫عن القانو ِن لن‬ ‫الخار َج ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫ص ِة‬ ‫هذ ِه ِ‬
‫الق َّ‬ ‫ِ‬
‫اب ُد ٍّر‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِع ْشَقه لِح ِ ِ‬
‫يتيس ْر ؛ شر ُ‬ ‫ذاك ْلم َّ‬‫وذاك ل َ‬
‫َ‬ ‫أقول‪،‬‬
‫وض ّمه‪ ،‬ما ُ‬ ‫ضنه وتقبيله َ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫ويقضى ُمرُاد َك‬ ‫ِ‬ ‫أم ٍن‬
‫يحس ُن حاُل َك ُ‬
‫قلب متى ُ‬ ‫شفيق يسقينا بيده‪ ،‬يا ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وحبيب‬
‫ٌ‬ ‫ومحل ْ‬‫ُّ‬
‫الغ ِم ِمن َلو ِح ص ْد ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫حافظ‪َّ ،‬إن ُه ُج ْرُح‬ ‫يك ِن اآلن ؛ يا َع ُ‬
‫( ‪)4‬‬
‫ش َّ ْ ْ َ‬ ‫ين ال تغسلي َنْق َ‬ ‫إن َل ْم ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الحبيب ولو ُن َد ِمه ال يزول‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫سي ِ‬
‫َ‬
‫كر من‬ ‫الس ِ‬
‫غير ُّ‬ ‫جرت المقادير وُق ِسم ِت العطايا ِمن األزل‪ ،‬ولم أُع َ ِ‬ ‫ِ‬
‫اليوم َ‬
‫َ‬ ‫ك‬‫ط ذل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫(‪)1‬وقد‬
‫ِ‬
‫بالمعروف‬ ‫الشرِع ِ‬
‫(اآلم ُر‬ ‫تطبيق َّ‬
‫ِ‬ ‫القائم على‬ ‫حتسب‬ ‫الم‬ ‫(‪)2‬‬
‫اليوم القضاء؛‬ ‫عطاء‪ ،‬ولن يتغي ََّر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وحضن ِه وتقبيلِ ِه‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫نكر)؛ كان لي مجال ُّ ِ‬
‫لكَّنني ُكن ُت أُخفي‬ ‫للدُنِّو م ُ‬
‫نه‬ ‫الم َ‬ ‫عن ُ‬ ‫الناهي ِ‬ ‫و َّ‬
‫)‬ ‫(‬
‫َ‬
‫‪3‬‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وكتمان العشق‬
‫ُ‬ ‫النكشف أمري)‬
‫َ‬ ‫فعلت‬
‫ُ‬ ‫أقول؟ (لو‬
‫مني‪ ،‬فما ُ‬ ‫ذاك ّ‬
‫يحص ْل َ‬ ‫َ‬ ‫ك ْلم‬ ‫شق‪ ،‬ولِذل َ‬
‫الع َ‬
‫كتمان ِه جهدي؛ (‪)4‬اطُل ْب‬
‫ِ‬ ‫وبذلت في‬
‫ُ‬ ‫َّك ُم‬
‫أخفيت ُحب ُ‬
‫ُ‬ ‫ط في الهوى‪ ،‬قال المكزون‪ :‬ولطالما‬ ‫شر ٌ‬
‫اليوم فلن تناَل ُه أبدا‪.‬‬ ‫ما تشاء َّ‬
‫ك َ‬ ‫ك إن لم تََن ْل ُمرَاد َ‬
‫فإن َ‬ ‫ُ‬

‫‪186‬‬
‫غزل‪166‬‬

‫رت فـي فألي فرأيـ ُت نجـ َم سعـدي ومـا‬ ‫اق الحبيـ ِب انتهيـا‪َ ،‬ن َ‬
‫ظـ ُ‬ ‫ان وليـ ُل فـر ِ‬ ‫يـوم ِهجـر ِ‬
‫ُ‬
‫بي انتهـى؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُكـ ُّل هـذا التَّ ُّ‬
‫ـاء تحـ َت َقـ َد ِم ريـ ِح‬
‫من الخريـف كـانت عـاق َبتُ ُه االنته َ‬ ‫كبـ ِر والعنـاد َ‬
‫الربيـع؛‬
‫َّ‬
‫الشوك؛‬ ‫وك ُة ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫يح َدي وشـ َ‬ ‫نخوةُ ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ ِ‬
‫تاج الـورد َ‬ ‫انتهـ ْت ُقبـال َة ِ‬‫الحمد هلل أن َ‬
‫اب الغيـ ِب اخـ ُرْج ف ُش ْغـ ُل خيـ ِط الّليـل‬ ‫كان معـتَ ِكـفاً فـي ِحجـ ِ‬
‫األمـل الذي َ ُ‬
‫ِ َّ‬
‫صبـ ِح َ‬
‫ِ‬
‫ُقـل ل ُ‬
‫ق ِـد انتهـى؛‬
‫ذاك وغـ ُّم القلـ ِب انتهيـا جميـعاً تحـ َت ِظـ ِّل فـرِع‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اب الليـالي الطويـَلة َ‬ ‫اضطـر ُ‬
‫الحبيـب؛‬
‫صـ ِة انتهـ ْت فـي‬ ‫الغ َّ‬
‫صـ َة ُ‬ ‫أن ِق َّ‬
‫اآلن‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األيـا ِم الخـالية ال أُص ّـد ُق إلى َ‬ ‫وء عهـِد َّ‬ ‫من سـ ِ‬
‫دولـ ِة الحبيـب؛‬
‫دام َق َد ُحـك مملـوءاً بالخمـ ِر‪ ،‬بتدبيـ ِر َك انتهـى مـا بي ِمـن‬ ‫ف‪َ ،‬‬ ‫طـ َ‬
‫ساقيـا أظ ِه ِـر ُّ‬
‫الل ْ‬
‫َ‬
‫الخ َمـار؛‬‫ش ُ‬ ‫تشويـ ِ‬
‫ـت ِ‬ ‫اب والع ِـد‪ ،‬الحمـد هللِ انته ِ‬ ‫ظ في ِ‬ ‫يأخـ ُذ حـ ِاف َ‬
‫الم ْحـ َن ُة اّلتـي‬ ‫ُ‬ ‫الحسـ ِ َ ّ‬ ‫أحـ َد ُ‬ ‫َرغ َـم َّأنـ ُه ال َ‬
‫ال َحـَّد لهـا وال عـَّد‪.‬‬
‫نفسه في هذا الغزل‪.‬‬ ‫السنة الفارسيَّة؛ َّ‬ ‫(‪)1‬دي شهر من شهور ّ ِ‬
‫كأن ُه ينعى َ‬ ‫الشتاء في ّ‬ ‫ٌ‬

‫غزل‪167‬‬

‫الو ِجـ ِل ال َّرفيـ َق والمـؤِن َس؛‬ ‫ِ‬ ‫البـ ْد َر لِ ِ ِ‬ ‫َلمـ َع َّ‬


‫لمجـلس‪ ،‬وصـ َار لقلـبنا َ‬
‫َ‬ ‫الن ْجـ ُم وصـ َار َ‬ ‫َ‬

‫‪187‬‬
‫احـ َد ٍة َحـ َّل مسـأَل َة ِمئـ ِة‬
‫الكتـاب‪ِ ،‬بغمـزٍة و ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ط ِ‬ ‫اب وال خـ َّ‬
‫َ‬ ‫معشـوُقنا َّالـذي مـا َذ َهـ َب ُ‬
‫للكتَّـ ِ‬
‫س(‪)1‬؛‬ ‫در ٍ‬ ‫مـ ِّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫كالصبـا‪ ،‬صـارت الفـداء لعـ ِار ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ض ْـت‬ ‫وب العـاشقيـ َن مـ ْن َشـو ٍق إَليـه مر َ‬ ‫قلـ ُ‬
‫رجس(‪)2‬؛‬‫ين وعيـ ِن الَّنـ ِ‬ ‫النسـر ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط َب ِة‪ ،‬اُن ُ‬‫صـ ْد ِر المصـ َ‬ ‫ِ‬
‫ظـ ْر إلى َش َّحـاذ المديـ َنة كيـ َ‬ ‫اآلن فـي َ‬ ‫الحبيـ ُب ُيجـل ُسني َ‬
‫المجـلِس؛‬ ‫صـ َار أميـ َر َ‬
‫اب‬‫االسكـ َند ِر صـار إلـى محـَف ِل شـر ِ‬ ‫ضـ ِر وجـا ِم‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ط بمـاء الخ ْ‬ ‫ال المربـو ُ‬ ‫الخيـ ُ‬
‫ان أبو الفـو ِارس(‪)3‬؛‬ ‫السلطـ ِ‬ ‫ُّ‬
‫له‬ ‫ـاج ِب الحبي ِ‬ ‫ور وقد صـار قـوس ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫محـَفل َ ِ‬
‫ـب ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اآلن معمـ ٌ‬ ‫الم َحَّبـة َ‬‫طـ َرب قصـر َ‬ ‫ُ‬
‫ال ُمهنـِدس؛‬
‫ـوسوس (‪)4‬؛‬ ‫نوب م ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫آالف ُّ‬ ‫اطري ب ِ‬ ‫إن خـ ِ‬
‫ط ِّه ْر َشَفتي بالخم ِـر‪َّ ،‬‬ ‫ألجل هللاِ َ‬‫ِ‬
‫العْقـ ُل بال ِحـ ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س؛‬ ‫حيـ َن َسَقـ ْت َغمـ َزتُ َك العـاشقيـ َن شـراباً صـ َار العْلـ ُم بال َخ َبـ ٍر و َ‬
‫فصار َذ َهبـاً؛‬ ‫داء َم َّسـ ُه‬ ‫السعـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالذ َهـ ِب عـز ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ول ُّ َ‬ ‫يز الوجـود َنظـمي عـز ٌيز‪َ ،‬قبـ ُ‬
‫الطـر ِ‬‫ظ َذهـب في هذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخمـ ِ‬ ‫اق عـن طريـ ِق‬ ‫ِّ‬
‫يق‬ ‫ـان‪ ،‬أل َّن حـاف َ َ َ‬ ‫ارة َل َـووا العن َ‬ ‫َّ َ‬ ‫الرفـ ُ‬
‫وصـ َار ُمفـلِسـاً‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫يح ُّل ِمئ َة‬ ‫عين ِه َّ ِ ِ‬ ‫احد ٍة من ِ‬
‫وغير ُم َعل ٍم من َب َش ٍر‪ ،‬وِبغمزٍة و ِ َ‬
‫َّ‬ ‫(‪)1‬معشوُقنا ِعلمه من هللاِ‬
‫الساحرة ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ َ‬
‫ِ‬
‫مرض ُيبديه‪ ،‬وفي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ل ِ‬
‫لعين من‬ ‫ِ‬
‫النرج ِ‬ ‫ٍ‬
‫بياض‪ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬
‫ين للوجه من‬ ‫ِ‬ ‫النسر ِ‬ ‫َّ ٍ (‪)2‬‬ ‫ٍ‬
‫عق َدة؛ نسب ُة ّ‬ ‫مسألة ُم‬
‫الذ ِ‬
‫نوب‬ ‫آالف ُّ‬‫ِ‬ ‫الشاه ُشجاع؛ (‪َ )4‬ف ِذ ْك ُر‬‫لعين ِسُّر ِس ْح ِر جمالِها؛ (‪)3‬أبو الفو ِارس لقب َّ‬ ‫المرض لِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من شفاهك تُ ْسك ُرني وتُنسيني التَّ َ‬
‫فكير‬ ‫الخم ِر ْ‬‫من ْ‬ ‫العذاب ِب ُجرعة ْ‬ ‫صني من هذا‬ ‫ُيع ّذُبني فخّل ْ‬
‫الغ َزِل ِش ْع اًر‪:‬‬ ‫هذ ِه ِبضع ٍ‬ ‫ِبذنوبي؛ ِ‬
‫أبيات ِم ْن هذا َ‬ ‫ْ ُ‬
‫مني ومؤِن ْس؛‬ ‫ـب ّ‬‫ـق للـقل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ـدر مجـل ْـس ورفي ٌ‬ ‫جم فهو لـي ب ُ‬ ‫ألألَ الن ُ‬
‫در ْس؛‬ ‫ـف ُم ِّ‬ ‫لـي حبيـب لـم يرتَِد ال َّـدرس لكن غمـزةٌ منـه ِمثل أل ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ٌ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـلوب ُ َّ‬
‫العشـاق مـرضى لتفـدي خ َّـد ن ْسـرينـه ُ‬
‫ومقـَل َة نرج ْس؛‬ ‫وق ُ‬

‫‪188‬‬
‫ِ‬
‫موسو ْس؛‬ ‫الذ ِ‬
‫نوب فكري‬ ‫ـاهك ّإنـي ِبـأُُل ِ‬
‫وف ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ف ِ‬
‫لخم َر م ْن شف َ‬‫ـاسقـني ا ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هند ْس؛‬ ‫الم ْ‬
‫وله حـاج ُب الـحبيب ُ‬ ‫ـض ُسرو اًر‬ ‫قص ُر ُع َّـشـاقـه يـفي ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لمـا ع ِـرفوا َّ‬
‫أن حـافـظاً فيه ُمْفل ْس‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحان ّ‬ ‫صحـبي عن جـادة‬
‫َ َ ْ‬
‫مال‬
‫غزل‪168‬‬

‫األمنيـ ِة الخـا ِم ومـا‬


‫َّ‬ ‫قت في هـِذ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ذابـت الـ ُّرو ُح ليـت َّم ُش ْغـ ُل قلـبي ومـا ت َّـم‪ ،‬احتَـ َر ُ‬ ‫َ‬
‫تيسـ َر ْت؛‬
‫َّ‬
‫ـرت كمـا يـرَغ ُب أَق َّـل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫قـال في دع ٍ‬
‫ـير أميـ َر مجـلسك‪ ،‬وص ُ‬ ‫ـوف أص ُ‬ ‫ـابة‪ :‬ليـَل ًة َس َ‬‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫فع ْـل؛‬
‫ُغـال ٍم ولم ي َ‬
‫ـالع ِة‬ ‫ِ‬
‫السكـارى الخليعيـن‪ ،‬وصرنـا بالخ َ‬ ‫مع ُّ‬
‫ـلس َ‬ ‫ـوف أج ُ‬ ‫ـول س َ‬ ‫أرس َـل ِرسـاَل ًة يق ُ‬
‫و َ‬
‫يفع ْـل؛‬ ‫َّ ِ‬
‫والشـراب مشهورين‪ ،‬ولـم َ‬
‫أت في طر ِيقهـا‬ ‫صـدري ف ُحـ َّق لهـا‪ ،‬لقـد ر ْ‬ ‫ِ‬
‫ام ُة قلبـي إذا كـانت تخـف ُق في َ‬ ‫حمـ َ‬
‫الضفي َـرَة ولم تق ْـع ِّ‬
‫بالشبـاك؛‬ ‫َّ‬
‫الد ِم ِم ْن قلبـي‬ ‫ـاض ِم ْن َّ‬ ‫العقيق في ُس ْك ٍـر‪َ ،‬ك ْم ف َ‬ ‫ُقبـل ِتلـ َك َّ‬
‫الشَفـ َة‬ ‫س ْ ِ‬ ‫بهـو ِ‬
‫َ‬ ‫أن أ ّ َ‬ ‫ََ‬
‫ـك؛‬ ‫كالجـا ِم ومـا َّ ِ‬
‫تم ذل َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رت من نفسي‬ ‫إلى حمى الع ْشـ ِق ال تسـ ْر َقـ َدماً بال دليـ ٍل في الطـريق‪ ،‬أنـا سـ ُ‬
‫أنج ْح؛‬ ‫ِ‬
‫منـي ولم َ‬ ‫بمـائة اهتمـا ٍم ّ‬
‫اب العـاَل ِم مـ ْن تمـا ِم الغـ ِّم‬ ‫ـاب الكن ِـز المقص ِ ِ‬ ‫طـَل ِب كت ِ‬
‫أسفـاً َّأنني فـي َ‬
‫ـرت خر َ‬
‫ـود ص ُ‬
‫ولم ِ‬
‫أج ْـدهُ(‪)1‬؛‬
‫ضور كثيـ اًر مـا مررت ب ِ‬ ‫الح ِ‬ ‫ألننـي فـي َ ِ‬
‫الكـ ار ِم‬ ‫ََ ْ ُ‬ ‫طـَلب كنـ ِز ُ‬ ‫ويـا أسفـي وأََلمـي َّ‬
‫أحص ْـل عليه؛‬‫ُمستَ ْجـدياً ولم َ‬
‫س أن يصيـ َر ذلِـ َك الحبيـ ُب راضيـاً و ُمـرُاد ُه‬‫ظ بهـو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ف حيـَلة من الف ْكـر أثـ َار حـاف ُ َ َ‬ ‫ألـ َ‬
‫لم يتحـَّقـ ْق‪.‬‬
‫ـــــ‬

‫‪189‬‬
‫الك ْن َز ال يوج ُد ّإال في الخراب‪ ،‬جعْل ُت َنفسي خراباً أل ِج َده‪ ،‬ولم ِ‬
‫أج ْده‪ ،‬قال المكزون‪:‬‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫ألن َ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ‬
‫بعد ِه ْم شاني‪.‬‬
‫وشأن أطاللِ ِهم ِمن ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪169‬‬

‫ماتت‬ ‫الصداق ُة‬


‫قاء َّ‬ ‫ال مـعيـناً أرى يـا معينون ماذا جرى؟‪ ،‬أو صديقاً‪ ،‬يا ِ‬
‫ْ‬ ‫أصد ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫متى؟؛‬
‫صبـا فمـاذا جرى؟؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال يا َ‬ ‫ودم الورد س َ‬ ‫ض ُر أقب ْل‪ُ ،‬‬ ‫أسود يـا خ ْ‬
‫ماء الحيـاة َ‬ ‫ـار ُ‬ ‫صَ‬
‫ِ‬
‫ـاء ماذا جرى؟؛‬ ‫ـق مـا بـاُل ُهم‪ ،‬يا أوفي ُ‬ ‫الح ِّ‬
‫ـق‪ ،‬عـارفو َ‬ ‫ـق رفي ٍ‬ ‫ال نرى راعيـاً لح ِّ‬
‫مس وسعي‬ ‫الش ِ‬‫المروءة على ياقوتَ ٍة‪ ،‬يا ضياء َّ‬ ‫ِ‬ ‫نج ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫نحص ْل م ْن َم َ‬ ‫نين َل ْم َ‬ ‫م ْن س َ‬
‫ط َر‪ ،‬ماذا جرى؟؛‬ ‫الم َ‬ ‫ِّ‬
‫يح و َ‬ ‫الر ِ‬
‫حم ُة انتهت متى‪ ،‬يا‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َ‬‫حماء‪َّ ،‬‬ ‫أرض ُّ‬ ‫بالد األصدقاء و َ‬ ‫يار كانت َ‬ ‫الد ُ‬
‫هذي ّ‬
‫البالد ماذا جرى؟؛‬ ‫ِ‬ ‫ملوك‬
‫َ‬
‫رسان ماذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُك َرةُ التَّ ِ‬
‫الميدان‪ ،‬يا ُف ُ‬ ‫خص يأتي إلى‬ ‫امة بيننا ُملقاةٌ‪ ،‬ال َش َ‬ ‫وفيق والكر َ‬
‫جرى؟؛‬
‫عنادل ماذا د ِ‬
‫هاك‪ ،‬يا بالِب ُل‬ ‫طير‪ ،‬يا ِ‬ ‫اخ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ألف َ ٍ َّ‬ ‫مئ ُة ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫صر ُ‬ ‫وردة تفت َح ْت ولم يرتَف ْع ُ‬
‫ماذا جرى؟؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ف َذو َق‬ ‫خص ِ‬
‫يعر ُ‬ ‫عودها احتَ َر َق‪ ،‬وال َش َ‬ ‫كأن َ‬ ‫ناء‪َّ ،‬‬ ‫عاد ْت تُحس ُن الغ َ‬ ‫الزْه َرةُ ما َ‬
‫الخ ْم ِر ماذا جرى؟؛‬ ‫ِ‬
‫الس ْك ِر‪ ،‬يا ُمعاقري َ‬ ‫ُّ‬
‫لهم‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬
‫تسأل عن الُق َدماء‪ ،‬و ُ‬ ‫فاصم ْت‪َ ،‬م ْن‬
‫ُ‬ ‫اإللهي َة‬
‫َّ‬ ‫ف األسرَار‬ ‫يعر ُ‬ ‫ظ ال َش ْخ َ‬ ‫حاف ُ‬
‫ماذا جرى؟‪.‬‬

‫غزل‪170‬‬

‫‪190‬‬
‫َّ ِ‬
‫س إلى الحـان‪ ،‬نسـي العهـ َد من ُـه وصـ َار إلى‬
‫َ‬ ‫الزاهـُد نزي ُـل الخلـوِة ر َ‬
‫اح ليـَل َة األمـ ِ‬
‫الكـأس؛‬
‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ َّ‬
‫من الخمـر‬ ‫ام والَقـ َد َح‪ِ ،‬ب ُجـرَعة واحـ َدة َ‬ ‫ِ‬
‫وفي المجـلس الـذي باألمـس َك َسـ َر الجـ َ‬ ‫صـ ُّ‬
‫عـ َاد عـ ِاقالً وحكيماً؛‬
‫اشقاً ومجنوناً؛‬‫بالنو ِم وهو شيـ ٌخ‪ ،‬فعـاد عـ ِ‬ ‫اب َّ‬ ‫الشبـ ِ‬
‫عهد َّ‬‫اهد ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫اءهُ شـ ُ‬ ‫جـ َ‬
‫ين والعـ ِ‬ ‫اطع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ابن عـاِبِد َّ‬ ‫ِ‬
‫قل‪ ،‬فسـ َار خلـَف ُه وصـ َار غريـباً‬ ‫درب الـّد ِ‬ ‫النـ ِار قـ ُ‬ ‫ومـ َّر ِبه ُ‬
‫عن العـاَل ِم ُكـّلِه؛‬
‫اح ِك صـ َار‬‫مع الضـ ِ‬
‫الشـ ِ ّ‬ ‫رد أحـرَق ْت محصـول الـُبلـُبل‪ ،‬ووجـ ُه َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض الـو ِ‬
‫َ‬
‫نـ ُار عـ ِار ِ‬
‫ُمصي َـب َة الفـراشة؛‬
‫وه اًر فـريدا؛‬ ‫السحـ ِر‪ ،‬الحمـد هللِ لم ِ‬ ‫ِ‬
‫طـرنا صـ َار ْت جـ َ‬‫يض ْـع‪ ،‬قطـرةُ َم َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اء الّليـل و َّ َ‬ ‫ُبكـ ُ‬
‫السحـر؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫نـ ِ‬
‫السحـر‪ ،‬حلـَق ُة أورادنـا صـ َار ْت مجـل َس ّ‬ ‫السـاقي َرت َـل َآيـ َة ّ‬
‫رج ُس َّ‬
‫روحـ ُه إلـى‬ ‫ِِ‬ ‫اآلن في َقص ِـر ا ُّ‬ ‫زل حـ ِاف َ‬
‫ـار إلى حبيـبه‪ ،‬و ُ‬ ‫قلبـ ُه ص َ‬
‫لسلطـان‪ُ ،‬‬ ‫ظ َ‬ ‫منـ ُ‬
‫معشـوِقه‪.‬‬

‫غزل‪171‬‬

‫طـ َر َب‬
‫كي َن ْ‬ ‫ان أعـطـى لِـ‬ ‫أن ُسـَليـمـ َ‬ ‫ف َّ‬ ‫اب آصـ َ‬ ‫س جـاءت ِبـش ـارةٌ ِمـ ْن جـن ـ ِ‬ ‫أمـ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫اإلشـارْه؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه ِـيء ال ِّ ِ‬
‫ـارْه؛‬
‫اب َعـم َ‬ ‫ـبي الـخـر َ‬
‫ْ‬
‫ص َـر قل‬‫طـي َـن م ْـن تُـراب الـوجـود والـَّد ْم ِـع ولـتُحـ ْل َقـ ْ‬ ‫ّ‬
‫بارْه؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـب ال يـنـتهـي ومـا قـيـل حـر ِ‬ ‫ـف فـرِع الـحـبـي ِ‬
‫ـت العـ َ‬ ‫ـاء تَ ْح َ‬
‫ف م َـن اآلالف ج َ‬ ‫َ َْ ٌ‬ ‫وص ُ‬‫ْ‬

‫‪191‬‬
‫ـص ِـد ِّ‬
‫الزيـارْه؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ط ُعـيـوبي‪ ،‬الـطـاه ُر الط ْـه ُـر قـاد ٌم لنـا بَق ْ‬ ‫ـاب غـ ِّ‬ ‫الخـم ِـر فـي الِثّـي ِ‬
‫أخ َ ْ‬ ‫يـا َ‬
‫ضـٌر جـ ِالـ ٌس في‬ ‫لس اليـو ِم فـي مكـ ِان ِه يجـلِس‪ ،‬البـدر حـاَ ِ‬ ‫ُكـ ُّل جمـيـ ٍل فـي مـجـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الصـدارْه؛‬‫َّ‬
‫اء واعتل ْت ُه بـالعـزِم نـ ْمـل ٌة علـى مـا ِبهـا ِمـ ْن‬ ‫للسمـ ِ‬
‫اجـ ُه معـرٌج َّ‬ ‫تخـ ُت َجمـشيـ َد تـ ُ‬
‫حقـارْه؛‬
‫وس ِسـ ْحـ ِرها تُـريـُد الـغـ َارْه؛‬ ‫ظ فعـيـُن ُه الفـتَّـ َان ُة قـد َرَفـ َعـ ْت قـ َ‬ ‫احفـ ْ‬
‫ـب إيمـ َانـ َك َ‬ ‫قـْل ُ‬
‫اء يـهـدي‬ ‫إن الجـو َاد جـ َ‬ ‫ظ ال ُـمـَلـ َّو ُث َّ‬‫ض ِمـ ْن ذلِـ َك الـ َّشـ ِاه يـا حـاف ُ‬ ‫اطـُل ِب الفيـ َ‬
‫الـ َّ‬
‫طهـ َارْه؛‬
‫ـت الـِتّـجـارْه‬ ‫ـاء وق ُ‬
‫ع لـقـد ج َ‬ ‫المـعـ ِوُز الفـقـي ُـر أسـ ِر ْ‬
‫الب ْحـ َر‪ ،‬يـا ُّأيـها ُ‬ ‫س َ‬ ‫إن فـي المـ ْجـلِـ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬

‫باألمس ِبِبشا ٍرة من حض ِ ِ‬


‫ِ‬
‫خيا وصي سليمان‬
‫ّ‬ ‫رة آصف (هو آصف بن بر ّ‬ ‫ْ‬ ‫البشير‬
‫ُ‬ ‫جاء‬
‫َ‬
‫ونحن محزونو َن‪ ،‬وقلُبنا‬
‫ُ‬ ‫سعد؛‬
‫ون َ‬
‫طر َب َ‬ ‫أشار لنا ِب ْ‬
‫أن َن َ‬ ‫ليمان َ‬
‫أن س َ‬‫السالم) ب َّ‬
‫عليهما ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫هيئ لنا طيناً‬ ‫اب من وجوِدنا بالماء من عيوِننا‪ ،‬و ِّ‬ ‫خر ٌب‪ ،‬فامزْج التُّر َ‬ ‫هد ٌم ِ‬ ‫قصر ُم َّ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ضفائ ِر‬ ‫اح َد ٍة من ضفيرٍة من‬ ‫لة و ِ‬ ‫وصف خص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لحديث في‬ ‫ِ‬ ‫لِعمارِت ِه؛ ال ِنهاي َة لِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫آالف الح ِ‬ ‫احٍد من ِ‬ ‫حرف و ِ‬ ‫القد ِم إلى اآلن ليس غير ٍ‬ ‫ِ‬
‫روف‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫من َ‬ ‫قيل َ‬ ‫معشوِقنا‪ ،‬وما َ‬
‫الشرح؟!؛ يا م ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الخمر من‬ ‫الخمر ورائح ُة‬‫ِ‬ ‫عاق َر‬ ‫ُ‬ ‫من عبا ٍرة واح َدة‪ ،‬فمتى ينتهي َّ ُ‬
‫جاء‬ ‫اهر الم َّ ِ‬ ‫الط ِ‬‫الحبيب َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثياِبك تفو ُح‪ ،‬ال تفضحني في‬
‫طهر‪ ،‬فقد َ‬ ‫ُ‬ ‫محضر‬
‫س ِ‬
‫أهل‬ ‫حدِد من مجلِ ِ‬ ‫الم َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لِزيارِتنا؛ التَ َزَم ُك ُّل‬
‫اليوم بالجلوس في مكانه ُ‬ ‫َ‬ ‫جميل‬
‫دت‬ ‫س وجالِساً في َّ‬ ‫ألن البدر كان ِ‬
‫حاض اًر في المجلِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الجمال‪َّ ،‬‬
‫صع ْ‬‫الصدارة؛ لقد َ‬ ‫َ َ‬
‫تاج ُه معراجاً‬ ‫الر ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫العالية إلى ِ‬ ‫نمل ٌة ضئيلةٌ ِب ِه َّمِتها‬
‫كان ُ‬ ‫فيع الذي َ‬ ‫تخت جمشيد َّ‬
‫تنتها ِ‬ ‫إن عينه اّلتي ترمي ِسهام ِف ِ‬
‫وس ْح ِرها على‬ ‫َ‬ ‫عالي ال ِه َّمة؛ َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫للسماء‪ ،‬ف ُك ْن‬ ‫َّ‬
‫ك في خطر؛‬ ‫فإيمان َ‬
‫ُ‬ ‫إيمان َك منها‪،‬‬
‫ظ َ‬ ‫فاحف ْ‬
‫عليك يا قلبي‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫قوسها‬‫القلوب‪َ ،‬رَف َعت َ‬
‫العطاء‪،‬‬ ‫ظ‪ ،‬فاسأْل ُه‬ ‫الطهارة للم َّلوثين ِمن أمثالِك يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫الشاه مقِبل لِيهب َّ‬ ‫ذلِ َك َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ ْ‬ ‫ُ ُ ٌ ََ َ‬

‫‪192‬‬
‫تشاء من آللئَ‬
‫ُ‬ ‫الجود في مجلِ ِسنا‪ ،‬فاسأْل ُه ما‬
‫ِ‬ ‫بحر‬
‫نص ُر الجود؛ ها هو ُ‬ ‫َّ‬
‫فإن ُه ُع ُ‬
‫أسر ِ‬
‫ع فالتّجارةُ ارِبح ٌة و ٌ‬
‫الوقت ثمين‪.‬‬ ‫حتاج‪ ،‬و ِ ْ‬
‫الم ُ‬‫الفقير ٌ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫وكنوز‪ُّ ،‬أيها‬

‫غزل‪172‬‬

‫ال الحيره‬‫كم ُ‬
‫َ‬ ‫وصـُلـ َك فيـ ِه‬ ‫ِعـشـُقـ َك منـ ُه سبيـ ُل الحيره‬
‫الحيره‬ ‫بـحـ ِ‬
‫ال‬ ‫كـ ٌّل صـ َار‬ ‫ال الـوصـ ِل أخي اًر‬‫غـرقى حـ ِ‬
‫َ‬
‫الحيره‬ ‫ِ‬ ‫مـوسوم الـ ِ‬
‫بخال َ‬ ‫وجه‬ ‫ُ‬ ‫إّلـا‬ ‫طـُل ُـبـ ُه‬
‫يـ ْ‬ ‫ـب‬
‫مـا قـلـ ٌ‬
‫الحيره‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬
‫خيـال َ‬ ‫اصـ َل غيـ َر‬ ‫ـدوم ولـا‬
‫اك ي ُ‬ ‫هـنـ َ‬ ‫ال وصـ َل‬
‫سؤ ِ‬
‫ال الحيره‬ ‫ِبـأُذني صـ ُ‬
‫وت‬ ‫يجيء‬ ‫السـ ْم َع‬
‫مـن حيـ ُث أدي ُر َّ‬
‫ُ‬
‫الحيره‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ‬
‫الع َّزِة من‬ ‫مـنهـزم لـكـمـ ِ‬
‫الل َ‬‫وقـ َع عـليـه جـ ُ‬ ‫ٌ‬
‫للحي َره‬
‫ظ مـأسـو اًر َ‬ ‫ح ـ ِافـ ُ‬ ‫مـن ر ٍ‬
‫أس صـ َار إلـى َق َـد ٍم‬
‫ــــ‬
‫حق‬
‫عرفناك َّ‬
‫َ‬ ‫عليه وآلِ ِه‪ :‬ما‬
‫ِ‬
‫قال صّلى هللاُ‬
‫ِ‬
‫وعين الهداية َ‬
‫ُ‬
‫*الحيرة في هللاِ عين المعر ِ‬
‫فة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫متحيرون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الشيرازي‪ :‬الواصفو َن لحلية جماله ّ‬ ‫تحي اًر‪ ،‬قال سعدي ّ‬
‫فيك ُّ‬
‫معرَفتك‪ ،‬والهي زدني َ‬

‫غزل‪173‬‬

‫صياح‬
‫ُ‬ ‫منـي‬
‫ّ‬ ‫ان‬
‫اب صـالتي فكـ َ‬ ‫بمحـر ِ‬ ‫منك‬
‫َ‬ ‫حاجـ ٍب‬
‫ِ‬ ‫غبـ ُت من ِذ ْكـ ِر‬
‫ياح‬ ‫ِ‬
‫منـي ِّ‬
‫الر ُ‬ ‫ّ‬ ‫كـ َّل هـذا ذرتـ ُه‬ ‫لب‬
‫منـي صبـٌر ووعـ ٌي وقـ ٌ‬ ‫أيـ َن ّ‬
‫اح‬ ‫َّ‬ ‫موسم ِ‬
‫الع ْش ِق‬ ‫ض فـذا ِ‬‫الرو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اب ُمت ُ‬
‫والشر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫المدا ِم في‬
‫سك َر الط ُير من صفاء ُ‬

‫‪193‬‬
‫الفالح‬
‫ُ‬ ‫ـرو ُح ٌّـر هـنيئاً ل ُـه‬
‫وال َّس ُ‬ ‫مل غـ َّم األثمـ ِار أشـجـ ُارها‬
‫تحـ ُ‬

‫فغبت عن‬ ‫الصالة وأنا في ال َّ ِ‬ ‫المقوس كمحر ِ‬ ‫رت ِ‬ ‫* َّ‬


‫صالة‪ُ ،‬‬ ‫اب َّ‬ ‫الجميل َّ َ‬ ‫َ‬ ‫حاج َب َك‬ ‫تذك ُ‬
‫اب معي؛‬ ‫الن ِ‬
‫كاء و َّ‬ ‫نفسي وعال صوتي بالب ِ‬
‫وصاح المحر ُ‬‫َ‬ ‫حيب‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح‬
‫مني ر َ‬‫أيت ّ‬ ‫ذاك التَّ َح ُّم ُل الذي ر َ‬
‫اآلن‪َ ،‬‬ ‫الوعي مّني َ‬ ‫َ‬
‫العقل و‬
‫ص َبر و َ‬ ‫تطلب ال َّ‬ ‫ال‬
‫يح؛‬ ‫مع ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُكل ُه َ‬
‫نيانه؛‬
‫قام ُب ُ‬ ‫وموسم ال ِع ْش ِق و ُّ ِ‬
‫ِ‬ ‫وض ِ‬ ‫الر ِ‬
‫السرور َ‬ ‫ُ‬ ‫سك َر ْت‪،‬‬ ‫وطيور َّ‬‫ُ‬ ‫صَف ْت‪،‬‬ ‫الخمرةُ َ‬
‫عاد ِة وري ُح َّ‬
‫الصبا‬ ‫بالس َ‬
‫جاء َّ‬‫الورد َ‬ ‫ُ‬ ‫أوضاع العاَلم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫العاف َي ِة من‬
‫ِ‬ ‫يح‬ ‫ِ‬
‫ّإني ألجُد ر َ‬
‫ِ‬
‫بالسرور؛‬ ‫أقبَل ْت ُّ‬ ‫َ‬
‫جاء ِك‬ ‫الشكاي َة من الب ْخ ِت‪ ،‬زيِني ُغرَف َة ّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الزفاف فقد َ‬ ‫ّ‬ ‫الفن ال تُبدي ّ َ َ َ‬ ‫عروس ِّ‬ ‫َ‬ ‫يا‬
‫العريس؛‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالح ْس ِن الذي أعطاهُ‬ ‫وجاء معشوُقنا ُ‬ ‫َ‬ ‫ثياب ال ِّز َينة‬
‫جميعها لب َس ْت َ‬ ‫ُ‬ ‫باتات الجميَل ُة‬ ‫الن ُ‬ ‫َ‬
‫هللا؛‬
‫جاء‬ ‫الس َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رو الذي َ‬ ‫أجم َل َّ َ‬ ‫تنوء بثْقل ما تحم ُل‪ ،‬ما َ‬ ‫ذات األثمار ُ‬ ‫األشجار ُ‬
‫ُ‬ ‫وجاءت‬
‫ُح َّاًر ِم ْن ِح ْم ِل َ‬
‫الغ ِّم(‪)1‬؛‬
‫عهد‬ ‫ظ‪ ،‬حتى تسمعني أقول‪ :‬ت َّ‬ ‫حديث ِ‬ ‫ِ‬ ‫الغ َزَل ِم ْن‬ ‫م ِ‬
‫رت َ‬ ‫ذك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫حاف َ‬ ‫بديع َ‬‫طر ُب اق أر َ‬ ‫ُ‬
‫طرب‪.‬‬
‫ال َ‬
‫ــــــ‬

‫أعشُقها‬
‫رو القويم ُة الجميل ُة اّلتي َ‬ ‫ّ‬ ‫األثمار َّالتي تتعّل ُق بها‪َّ ،‬‬
‫أما شجرةُ الس ِ‬ ‫ُ‬
‫(‪)1‬األشجار ِ‬
‫تثقُلها‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫يحد من ُحِّريَّتها ثَ ٌ‬
‫مر‪.‬‬ ‫حرةٌ وال ُّ‬ ‫َّ‬
‫فإنها َّ‬

‫غزل‪174‬‬

‫‪194‬‬
‫ِ‬
‫وا َّن ُه ْد ُه َد ُب ْشـرى مـ ْن َسبـا َ‬
‫عاد‬ ‫الصبا َر َج َع ْت‬
‫إن َّ‬‫اك يا َقْل ُب ها َّ‬‫ُب ْشر َ‬
‫عاد‬
‫الورد ْقد َ‬
‫ُ‬ ‫اك‬
‫داؤود هـ َ‬
‫َ‬ ‫ِم ْن َن ْ‬
‫ظ ِم‬ ‫األنغام في َس َح ٍر‬
‫َ‬ ‫طائر ْي ْأرِس ْل‬
‫يـا َ‬

‫عيد ِم ْن‬‫الس ِ‬
‫الخ َب ِر َّ‬ ‫ٍ‬ ‫لك البشرى يا قلب فقد عاد ِت َّ ِ‬
‫دهُد َ‬
‫عاد ُه ُ‬
‫الصبا م ْن جديد‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ف سبأ ؛‬ ‫طر ِ‬
‫ََ‬
‫ليماني ِمن َع َب ِق‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫الس‬
‫رد ُّ‬
‫الو ُ‬
‫الداؤودي‪ ،‬فقد تفت َح َ‬ ‫َّ‬
‫الن َغم َّ‬ ‫الس َح ِر ّ‬
‫رد ْد ثاني ًة َ‬ ‫طائر َّ‬ ‫أي َ‬
‫َّ‬
‫النسي ِم(‪)2‬؛‬
‫وس ِن لِيسأَل ُه لِماذا َذ َه َب ولِ َم عاد؛‬
‫الس َ‬
‫لسان َّ‬‫َ‬ ‫يفه ُم‬
‫حق َ‬ ‫ف ٌّ‬ ‫أين ِ‬
‫عار ٌ‬ ‫َ‬
‫عاد ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫إحسان وَك َرٌم‪ ،‬وذلِ َك َّ‬ ‫ِمن هللاِ‬ ‫الل ِ‬
‫كان لي من ُّ‬
‫الص َن ُم ب َو ْجه الَق َم ِر َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫طف‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طر ِ‬
‫يق الوفاء؛‬
‫بأم ِل‬ ‫ِق ِ‬ ‫الخم ِر ِم ْن َنَف ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫زهر َّ‬
‫عاد َ‬
‫القلب و َ‬ ‫كان ُمحتَر َ‬
‫الص ْب ِح‪َ ،‬‬
‫س ُّ‬ ‫يح َ ْ‬ ‫قائق َو َج َد ر َ‬ ‫ُ‬
‫صول على َّ‬
‫الدواء؛‬ ‫الح ِ‬
‫ُ‬
‫صوت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِبق َي ْت عيني على َد ْر ِب هذه القافَلة حتّى َر َج َع إلى أُ ُذ ِن قلبي‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫(عائدة)؛‬
‫ً‬ ‫أج َار ِسها‬
‫ِ‬
‫الحبيب‬ ‫طِ‬
‫ف‬ ‫ظ ْر إلى ُل ْ‬‫الع ْه َد‪ ،‬اُن ُ‬
‫ونقض َ‬
‫َ‬ ‫باب أََل ِم ِه‬ ‫هو َّالذي َ‬
‫ط َر َق َ‬ ‫ظ َ‬
‫أن ِ‬
‫حاف َ‬ ‫غم َّ‬‫رَ‬
‫ف إلى باِبنا‪.‬‬ ‫طِ‬ ‫فقد عاد ب ُّ‬
‫الل ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ــــــ‬

‫الهدهد‬
‫ُ‬ ‫بلقيس على عهد ُسليمان(ع) وكان‬
‫ُ‬ ‫(‪)1‬سبأ مدين ٌة في اليمن كانت مملك ًة تحكمها‬
‫ترمز لديار المعشوق؛ (‪)2‬كان‬
‫النمل‪ ،‬و ُ‬‫وقصتُها مذكورةٌ في سورِة َّ‬
‫رسول سليمان (ع) إليها َّ‬
‫َ‬
‫الصوت‪ ،‬ومعنى البيت يا طائري ترَّنم ُّ‬
‫بالدعاء بصوتك الجميل‬ ‫داؤود عليه السالم جميل َّ‬
‫يفعل داؤود (ع)‪.‬‬
‫الحزين كما كان ُ‬

‫‪195‬‬
‫غزل‪175‬‬

‫السرور؛‬ ‫الش ْر ِب و ُّ‬


‫الطر ِب و ُّ‬‫َّ‬ ‫هنئ َّ‬ ‫ِ‬
‫الخمـ َار بقدو ِم موس ِم َ‬
‫الشي َخ َّ‬ ‫الصبـا أت ْت تُ ّ ُ‬ ‫َّ‬
‫اخضرت‪،‬‬ ‫ط ِر‪ ،‬و ّ‬ ‫س‪ ،‬والريح فتحت قارورة ِ‬ ‫مسيحي النََّف ِ‬
‫َّ‬ ‫الش َجرةُ‬ ‫الع ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ص َار‬ ‫الهوا َ‬ ‫َ‬
‫ُّ‬
‫ص َخ ُب الطيور؛‬ ‫وعال َ‬
‫وصار‬
‫َ‬ ‫البرُع ُم غ ِارقاً في ال َع َر ِق‪،‬‬
‫ائق حتَّى ص َار ُ‬ ‫الربي ِع أشعَل ْت ُّتنور َّ‬
‫الشق ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يح َّ‬‫ور ُ‬
‫يغلي؛‬ ‫رد ْ‬
‫الو ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫جاء َس َح اًر في أُ ُذني م ْن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اسم ْعني ِبأُ ُذ ٍن واعية‪ ،‬ع ْش سعيداً‪ ،‬هذا‬
‫الحديث َ‬ ‫ُ‬ ‫أال ف َ‬
‫ف الغيب؛‬ ‫ِ‬
‫هات ِ‬
‫يطان َد َخ َل المالك(‪)1‬؛‬ ‫ص ْر مجموعاً بحك ِم‪ :‬إذا َخرَج َّ‬ ‫فرَق ِة و ِ‬
‫ُع ْد ِمن ِف ْك ِر التَّ ِ‬
‫الش ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫له‬ ‫ِ‬ ‫لست أدري ما َّالذي ِ‬
‫بح حتّى َس َك َت و ُ‬ ‫الص ِ‬
‫طائر ُّ‬ ‫الح ُّر من‬
‫وس ُن ُ‬
‫الس َ‬
‫سم َع َّ‬ ‫ُ‬
‫ألس ٍن؛‬
‫عشرةُ ُ‬
‫الخر ِ‬
‫خبئ الكأس جاء الِبس ِ‬
‫قة‬ ‫َ ُ‬ ‫حرم‪ِّ ،‬‬
‫غير الم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫لجلوس ِ‬ ‫ليس محال‬
‫ًّ‬ ‫ُنس َ‬‫مجلس األ ِ‬‫ُ‬
‫( ‪)2‬‬
‫المرائي ؛‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫الخان إلى الحان‪.‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ من س ْك ِر ُزهد ِّ‬ ‫ِ‬
‫سيذهب َ‬
‫ُ‬ ‫الرياء‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حين يستيق ُ‬
‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬
‫ــــــــ‬
‫ِ‬
‫المالك إلى قلبك‪ ،‬والفر ُق و ُ‬
‫الجمع‬ ‫ُ‬ ‫دخ َل‬
‫جنبيك َ‬
‫َ‬ ‫فس من ِ‬
‫بين‬ ‫الن ِ‬
‫شيطان ّ‬
‫َ‬ ‫طردت‬
‫َ‬ ‫(‪)1‬إذا‬
‫ِ ِ‬
‫فهو‬
‫عنه‪َ ،‬‬
‫الكأس ُ‬ ‫ئ‬ ‫فانيان ُعِّرفا من قبل؛ الِب ُس الخرَقة المرائي ُمقِب ٌل‪ِّ ،‬‬
‫خب ْ‬ ‫طَل ِ‬
‫حان عر ّ‬ ‫مص َ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫الع على ِ‬
‫أمرنا‪.‬‬ ‫ط ِ‬ ‫ُنسنا واال ِّ‬
‫سأِ‬
‫للجلوس بيننا في مجلِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ليس أهالً‬
‫َ‬

‫غزل‪176‬‬

‫ك‬ ‫ِ‬ ‫في سحـري جـاء الح ُّ‬


‫ض أق َـب َل الملـ ُ‬
‫انهـ ْ‬
‫الصـاحي إلـى وسـادتي‪ ،‬قـال‪َ :‬‬
‫ـظ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫الجميـل؛‬

‫‪196‬‬
‫علـى َّأي ِـة ح ٍ‬
‫ـال أتـى؛‬ ‫ان َم ِرحـاً‪ ،‬كـي تـرى معشـوَق َك‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫وسـ ْر لّلقـاء َسكر َ‬ ‫ِا ْش َـر ْب َق َـد َحاً‪،‬‬
‫المسـ ِك ِم ْن صحـرِاء‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ـاشر ِ‬
‫الع ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه ِ‬
‫ـاء غـز ُ‬
‫طـر في الخـلوة‪َ ،‬لَقـد ج َ‬ ‫يـا ن َ‬ ‫ـات البشـارَة‬
‫َخـ َتـن(‪)1‬؛‬
‫استغـاثَ ِة‬
‫ترقيـن‪ ،‬وصَلـت صـرخ ُة ِ‬
‫ْ‬ ‫اء لوجـوِه المحـ ِ‬
‫ُ‬
‫البكـاء جـاء من جدي ٍـد بالمـ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫المسكيـن؛‬‫اش ِق ِ‬ ‫العـ ِ‬
‫ظـري ِم ْن َحـولِ ِك‪،‬‬ ‫اجب‪ ،‬يـا حمـام ُة ان ُ‬‫ذلك الحـ ِ‬ ‫وس َ‬ ‫ائر القلـ ِب طـ َار شـوقاً لِقـ ِ‬ ‫طـ ُ‬
‫ـاء؛‬ ‫َّ‬
‫اهين ج َ‬‫الشـ ُ‬
‫اء وفـ َق‬ ‫تم من عـ ٍ‬ ‫ساقيـا أ ِ‬
‫وذاك جـ َ‬
‫َ‬ ‫صار‪،‬‬
‫دو وصديـق‪ ،‬فهـذا َ‬ ‫عطـني الخمـ َر وال تغـ َّ‬
‫ُمـرِاد قلـبي؛‬
‫السـنـُب ِل‬
‫اسميـ ِن و ُّ‬ ‫الربيـ ِع سـ ِ ِ‬
‫اح يبكـي على اليـ َ‬ ‫وء ف ْعـل األيـا ِم ر َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اب َّ‬ ‫حين رأى سحـ ُ‬ ‫َ‬
‫النسـرين؛‬ ‫ِ‬
‫وّ‬
‫رؤي ِـة‬ ‫ِ‬
‫الع ْن َـبر ل َ‬
‫تنش ُـر َ‬
‫وهي ُ‬ ‫البـ ُلبـ ِل‪ ،‬ج ْ‬
‫ـاءت‬ ‫من ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫ـت حديـ َث حـ ِاف َ‬ ‫الصبـا حيـن س ِمع ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫و َّ‬
‫َ‬
‫الريـاحيـ ِن‪.‬‬‫َّ‬
‫ـــــــ‬

‫تركي ٌة‬ ‫ِ‬ ‫الم ِ ِ‬


‫ال ِ‬
‫وصول الغز ِ‬
‫ِ‬ ‫ط ِر بعد‬ ‫(‪)1‬أي ال حاج َة لِن ْش ِر ِ‬
‫مدينة َختَن‪ ،‬وختن مدين ٌة ّ‬
‫سكي م ْن َ‬
‫ّ‬ ‫الع ْ‬ ‫َ َ‬
‫موطن الغز ِ‬
‫ال المسكي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بجمال ُس ّكانها‪ ،‬وهي‬‫ِ‬ ‫تشتَ ِه ُر‬
‫ُ‬

‫غزل‪177‬‬

‫صنع مـرًآة صـ َار‬


‫َ‬ ‫وجهـ ُه صـ َار معـشوقاً‪ ،‬ومـا ُك ُّل َمـن‬
‫ـاء ُ‬
‫مـا ُك ُّل َمـن أض َ‬
‫ِ‬
‫االسكـندر(‪)1‬؛‬

‫‪197‬‬
‫َّعـِت ِه وجَلـ َس ُمتكـِّب اًر صـ َار ملِـكاً‪ ،‬وصـ َار أمـ ُرُه‬ ‫ف ُقـب َ‬ ‫ط َر َ‬
‫ال َ‬ ‫ومـا ُكـ ُّل َمـن أمـ َ‬
‫ُمطـاعاً؛‬
‫رط األجـر‪ ،‬الحبيـ ُب‬ ‫شحـاذين َّالذين ال يعملون ّإال ِب َش ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫تكـ ْن في العبـوديَّة كال َّ َ‬ ‫ال ُ‬
‫ويعطيـ ِه الخيـر؛‬ ‫ِ‬
‫يـرى مسَلـ َك العبـد ُ‬
‫ِق في ع ٍ َّ‬ ‫العربي ِـد المحتَـر ِ‬ ‫همـ ِة ذلِـك ِ‬
‫كيف يص َـن ُع‬ ‫ف َ‬ ‫ـافية‪ ،‬الذي َع ِـر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الم َّ‬ ‫أنـا ُغـ ُ‬
‫شح ٍ‬
‫ـاذ؛‬ ‫صف ِـة َّ‬ ‫إكسيـر الكيميـاء وهو فـي ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫الظـْل َم ِم ْن ُكـ ِّل مـن تـرى؛‬
‫تعلـ ِم الوفـاء والعهـد الجميـل‪ ،‬أو تَـر ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫مالئكيـاً؛‬
‫َّ‬ ‫ـلك أسلـوباً‬ ‫ميـاً يم ُ‬‫أن ِطفـالً َآد َّ‬
‫أكـ ْن أدر ْي َّ‬ ‫بي المجـنـو ِن‪ ،‬ول ْـم ُ‬ ‫رت بقلـ‬ ‫امـ ُ‬
‫قـ َ‬
‫َ‬
‫ص َشعـ َر ر ِأسـ ِه صـ َار‬ ‫الشعـ ِرة‪ ،‬وليـ َس ُكـ ُّل مـن قـ َّ‬ ‫أدق مـ َن َّ‬ ‫تة ُّ‬ ‫ها هنـا ألـف نكـ ٍ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫( ‪)2‬‬
‫درويـشاً ؛‬
‫رد يعـرُف ُه الجو َهـري؛‬ ‫وهـ ِر الفـ ِ‬ ‫ول خـالِك‪ ،‬فـ َّ‬ ‫مـدار نقـ َ ِ‬
‫در الجـ َ‬ ‫إن قـ َ‬ ‫طة رؤيـتي حـ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُكـ ُّل مـن صـار شـاه ِ‬
‫رس َـم‬‫ف ْ‬ ‫ان بالقـّد والوجـه‪ ،‬استولى على العاَلـ ِم إذا ع ِـر َ‬ ‫الحسـ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الع ْـدل؛‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـف الطبـ ِع وعالـ ٌم ِبـ ُد َرِر الكـالم‪.‬‬ ‫المسـعـ َد للقلـ ِب لطي ُ‬ ‫ظ ُ‬ ‫ُكـ ُّل َمـن وعـى ش ْعـ َر حـاف َ‬
‫ــــــ‬
‫ض البحر ن ِ‬
‫صَب ْت‬ ‫ُ‬ ‫وم ارَقَب ِة ُّ‬
‫السُفن في ُع ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫مرآةُ االسكندر مرآةٌ صنعها االسكندر لالستطال ِع ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫الدقيق الّلطيف‪.‬‬ ‫على منارِة االسكندرّية؛ ُّ‬


‫٭النكت ُة من الكالم المعنى ّ‬
‫غزل‪178‬‬

‫ِ‬
‫بالحبيب في ْإنكار؛‬ ‫عند الحبي ِب في َح َرٍم و َّالذي ْلم َيلِ ْق‬
‫ُم ْح ِرُم القل ِب َ‬
‫الحجاب فلم يبق في ِح ِ‬
‫جاب األوها ِم واألفكار؛‬ ‫الحمد لِلِ َشـ َّق قلبي ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ّ‬
‫الصوفي ما كان أَرهن لِلخم ِر وثوبي ال زال في ِ‬
‫حانة الخ َّمار؛ ِ‬ ‫ِ‬
‫ناسياً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ ْ‬ ‫استََرَّد ُّ ُّ‬
‫دور في البازار؛‬ ‫ص ٌة ت ُ‬ ‫ـأمور ولي ِق َّ‬‫صار شيخاً الم ُ‬ ‫َ‬ ‫ِف ْسـ َق نْف ِس ِه‬

‫‪198‬‬
‫الع ْشـ ِق تَ ْح َت ُقَّبـ ِة العاَل ِم ال َّدّوار؛‬
‫َلم أَر ِذ ْكرى تدوم أحلى صدى ِمن ِ‬
‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫طر ٍب صار ثَوبِي َّالذي كان ِ‬
‫سات اًر ُعيوبِي و َّ‬
‫ظل لي ال ّزّنار؛‬ ‫مر وم ِ‬
‫رْه َن َخ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫احتار؛‬
‫ْ‬ ‫وج ِه َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ان حديثاً وفي جمـال ْ‬
‫الج ْدر َ‬
‫اب و ُ‬ ‫ُم ِبدعُ َّ‬
‫الرْس ِم يمألُ األبو َ‬
‫صار‬ ‫ِ‬
‫األسر‬ ‫ع‪ ،‬في‬ ‫هة في فرِع َك‪ ،‬ينوي ُّ‬ ‫للنز ِ‬
‫اح ُّ‬ ‫قلب حـ ِاف َ َّ‬
‫ْ‬ ‫الرجو َ‬ ‫ظ الـذي ر َ‬ ‫ُ‬
‫ـــــــــ‬
‫ِ‬
‫األمر‬ ‫الدنيا) يقيم في حرِم الحبيب و ِ‬
‫الجاه ُل ِبهذا‬ ‫يلتف ْت إلى ُّ‬ ‫ُك ُّل من أحرم قلبه (لم ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ََ ُُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جب‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫نك ُره)؛ ال تُعبني لِخرو ِج قلبي ِ‬ ‫يظل الحبيب ي ِ‬ ‫يظل ي ِ‬
‫(لِل ُح ُج ٌب‬ ‫الح ُ‬
‫خارَج ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫نكر(أو ُّ‬ ‫ُّ ُ‬
‫وفيون ُك َّل ما رهنوا لِ ِ‬
‫لخمر‬ ‫الص ّ‬ ‫العاشق)؛ استرد ُّ‬ ‫ِ‬ ‫لب‬
‫يشقها ّإال الق ُ‬
‫مة ال ُ ُّ‬ ‫ظْل ٍ‬ ‫ِمن ٍ‬
‫نور و ُ‬
‫(مأمور‬
‫ُ‬ ‫المحتَ ِس ُب‬ ‫منزِل َّ‬
‫الخمار؛ ُ‬
‫ال رهناً في ِ‬ ‫ثوب َخَل ٌق ال يز ُ‬ ‫وكان لي ٌ‬ ‫متاع‪َ ،‬‬ ‫من ٍ‬
‫وقصتي مع‬ ‫نفسه‪َّ ،‬‬ ‫يذكر ِفسق ِ‬ ‫الحاكم) َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يع ْد ُ ُ‬ ‫وصار شيخاً ولم ُ‬ ‫َ‬ ‫الع ُم ُر‬
‫تقد َم به ُ‬
‫الخمرة الحمراء ِمن ِيد َّ‬
‫البلل ِ‬ ‫ِ‬ ‫بت ِم ْن‬
‫ور‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫تدور في البازار؛ ُك َّل ما َش ِر ُ‬ ‫الخمر باقي ٌة ُ‬ ‫ِ‬
‫اهر دم ٍع في العين؛ غير قلبي َّالذي راح ِ‬
‫عاشقاً‬ ‫ِ‬ ‫حسرٍة و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫استحال جو َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ماء َ‬ ‫صار َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمل؛ تظاهر‬ ‫ٍ‬
‫الد ْه َر في َ‬
‫ِ‬
‫ظل خالداً َّ‬ ‫ص َّ‬ ‫ألبد‪ ،‬ما سم ْعنا ِب َش ْخ ٍ‬
‫َ‬ ‫األزل ل َ‬
‫ِ‬ ‫ِم َن َ‬
‫ولم‬
‫ظ َّل مريضاً ْ‬ ‫ض ِعقاباً‪ ،‬و َ‬ ‫فم ِر َ‬ ‫ِ‬
‫بالم َرض ُلي ْشب َه ع َين َك المريض َة َ‬
‫ِ‬
‫النرج ُس َ‬
‫َّ ِ‬
‫مئات الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يوب‬ ‫ُ‬ ‫مني‬‫لباس يستُُر ّ‬ ‫يحص ْل على س ْح ِر جمال عينك؛ وكان لي ٌ‬ ‫َ‬
‫فأسك ُر وأهفو‬ ‫َ‬ ‫(أشرب‬ ‫للرقص‬ ‫ظ ُت ُّ‬
‫بالزَّنار َّ‬ ‫طر ِب‪ ،‬واحتَف ْ‬ ‫لخمر والم ِ‬ ‫وب ِل ِ‬ ‫فر ُ َّ‬
‫هنت الث َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أقوم رِاقصاً)‪.‬‬ ‫طر ِب و ِ‬
‫أعق ُد ّ َّ‬ ‫الم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزنار على َو َسطي و ُ‬ ‫ل َّلرقص على غناء ُ‬
‫غزل‪179‬‬

‫البشير‬
‫ُ‬ ‫البقيـ ُة من َّأيـا ِم َغ ّمـي لـن تبـقى‪ ،‬وقـد جـاءني‬ ‫مر‪ ،‬و َّ‬ ‫مر ما َّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـان ُمحتَ َرماً‪ ،‬رْغ َم ّأنـي ب َعيـ ِن الحبيب َح ُ‬
‫قير‬ ‫الرقيـ ُب‪ ،‬وا ْن ك َ‬ ‫ـدوم َّ‬ ‫لن ي َ‬
‫رور‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل ْح ُـن م ْجـلِ ِ‬
‫يدوم ُس ُ‬‫ُ‬ ‫دام ال‬
‫المـ َ‬
‫ان‪ ،‬كمـا ق ْي َـل‪ ،‬هـات ُ‬ ‫ـشي َد ك َ‬
‫س َج ْم ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يبور‬
‫ُ‬ ‫كن ْز َت‬
‫المال‪ ،‬ما َ‬ ‫ـك الم ْسكيـ َن‪ ،‬يا صاح َب‬ ‫ولتَـُد ْم مـاسكاً ِب َيـد َقْل َب َ‬

‫‪199‬‬
‫ويجور‬
‫ُ‬ ‫ـان ظـالِماً‬
‫ـاء‪ ،‬وا ْن ك َ‬
‫الرج َ‬ ‫ظ ِمـ ْن َر ْح َم ِة الحبيـ ِب ال تْقـ َ‬
‫ط ِع َّ‬ ‫حاف ُ‬

‫األَلم؛‬
‫يدوم‬ ‫مر ما َّ ِ‬ ‫وصَل ْت ِ‬
‫سوف َل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫م ْنه‪،‬‬
‫مر ُ‬ ‫َّام َغ ّم ْي‪ ،‬وكما َّ‬
‫تدوم أي ُ‬
‫ني بش َارةٌ لن َ‬ ‫َ ْ‬
‫قيل‬ ‫ِ‬ ‫وِب َع ْي ِن‬
‫الر ْقي ُب‪ ،‬اّلذي َ‬
‫يدوم َّ‬
‫سوف لي َل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫غدوت تُراباً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫غم ّأني‬
‫َ ْ‬
‫الحبيب‪ ،‬ر‬
‫ُم ْحتَ َرْم؛‬
‫الحاجب الجميع ِبسي ِ‬
‫ذاك‬
‫قيم في حري ِم َ‬ ‫ص يبقى ُي ُ‬
‫ف َ ِ‬
‫الغ َيرة‪ ،‬ال َش ْخ َ‬ ‫ُِ َ َ ْ‬ ‫ض َر َب‬‫واذا َ‬
‫الح َرْم؛‬
‫َ‬
‫حق لِحس ِن وُقب ٍح وعلى صْف ِ‬
‫حة الوج ِ‬ ‫أي ُش ْك ٍر‬
‫لن يدوم َرَقم؛‬
‫َ ْ‬ ‫سوف ْ‬
‫َ‬ ‫ود‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وشكوى ٌّ ُ ْ‬
‫ً‬ ‫ُّ‬
‫س جمشيد‪ِ :‬‬ ‫ِ‬
‫يدوم َج ْم(‪)1‬؛‬ ‫الجام َّإن ُه س َ‬
‫وف َل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫هات لي‬
‫َ‬ ‫ان َل ْح ُن َم ْجلِ ِ َ ْ ْ َ‬
‫ق ْي َل َّأن ُه ك َ‬
‫باح هذا‬
‫الص ِ‬ ‫دوم حتّى َّ‬
‫بينكما َل ْن ي َ‬
‫ُ‬ ‫اش ِة‪ ،‬ما د َام‬
‫الفر َ‬
‫ص َل َ‬ ‫َّ‬ ‫ف ِْ‬
‫اغتَن ْم أيُّها الش ْم ُع َو ْ‬
‫َّ‬
‫الن َغ ْم؛‬
‫ضار اّلذي قد َخ َزْنتَ ُه‬ ‫الغني ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الن ُ‬ ‫ُّ‬ ‫كين‪ ،‬يا أيُّها‬
‫يك َقْل َب َك الم ْس َ‬
‫لتَ ُك ْن ماسكاً في َي َد َ‬
‫لع َد ْم؛‬ ‫ِ‬
‫لَ‬
‫َّ ِ‬
‫بالتّب ِر‪ ،‬ليس َشيء يدوم غير َخي ِر ْ ِ‬ ‫اق َّ‬ ‫الرو ِ‬
‫وبِهذا ُّ‬
‫الك َرم؛‬
‫أهل َ ْ‬ ‫ٌ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫دي َق ْد ُخط ْ‬ ‫رج ِّ‬
‫الزَب َ‬
‫ظْل ُم م ْن قد‬ ‫يدوم وال ُ‬
‫لن َ‬
‫ِ‬
‫الجور ْ‬ ‫الرجا‪ ،‬أَثَُر‬
‫ط ِع َّ‬
‫الحبيب ال تْق َ‬‫ِ‬ ‫ظ ِم ْن َر ْح َم ِة‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫ظَلم‪.‬‬
‫َ‬
‫ــــ‬
‫*جم‪ :‬جمشيد‬
‫غزل‪180‬‬

‫اضحـ ْك‬ ‫ذب تهـ أُز ِمـن حديـ ِث الَقن ِـد‪ ،‬وأنـا مشتـاق‪ِ ،‬ألجـ ِل هللاِ‬
‫ضحـ َك ُة ثغـ ِر َك العـ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ض ْحـك ًة ُس َّكـرَّيـ ًة(‪)1‬؛‬
‫ُ‬
‫صـ َة فحديثُهـا طويـل؛‬ ‫ع هـِذ ِه ِ‬
‫الق َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رؤ على الحديـث عـن قـامتك‪ ،‬فلنـ َد ْ‬ ‫طـوبى ال تجـ ُ‬

‫‪200‬‬
‫إذا ُكنـت تُـريـد أن ال يسيـل جـدول من الـَّد ِم ِمـن عيـِنك‪ ،‬ال تُ ِقيـد قلـبك بالوفـ ِ‬
‫اء‬ ‫ّْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫النـ ِ‬
‫اس؛‬ ‫بة ِحس ِ‬
‫ـان َّ‬ ‫لصحـ ِ‬
‫ُ‬
‫للنف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طع ْنـ َت بنـا‪ ،‬نحـ ُن ال نعتـق ُـد َّ‬
‫بالشي ِـخ العـابد َّ‬
‫ـس؛‬ ‫ـت عَّنـا أو َ َ‬‫اء َرضي َ‬
‫سـو ً‬
‫اب حـالي؟؛‬‫العْلـم باضطـر ِ‬ ‫ِ‬ ‫مـن قلـبه َلـم يَقـع بهذي ِّ ِ‬
‫له ُ‬ ‫ـص ُل ُ‬
‫الشبـاك‪ ،‬متـى يح َ‬ ‫َ ْ ُُ ْ ْ‬
‫السـرو ألحـر َق روحـي‬
‫َ‬ ‫الشـو ِق‪ ،‬أيـ َن ذا َك َّالـذي لـ ُه قـُّد َّ‬‫اخناً بـازار َّ‬
‫ُ‬
‫صـار سـ ِ‬
‫َ‬
‫ِ ( ‪)2‬‬
‫ـرمل علـى نـ ِار وجـهه ؛‬ ‫كالح ِ‬

‫ض ْح َـك ًة ُس َّكـرَّي ًة‪ ،‬يـا ثَ ْم َـرَة ُ‬


‫الفسـتُ ِق َمـن تكوني َـن؟‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫في مك ٍ‬
‫حبيبنـا ُ‬
‫ك فيه ُ‬‫يضح ُ‬
‫َ‬ ‫ـان‬
‫ض َحكي؛‬ ‫ِ‬
‫باهلل ال تَ ْ‬
‫ظ إن لم تتـ ُر ْك غمـزَة األتـراك‪ ،‬أتـدري مكـ ُان َك أيـن؟ خـو َ‬
‫ارزم أو خـ َجند(‪.)3‬‬ ‫حـاف ُ‬
‫ــــــ‬
‫يشتعل بسر ٍ‬
‫ِ‬
‫عادة‪ ،‬واحدتُهُ‬ ‫المجم ِر‬ ‫عة ُيلقى في‬ ‫نبات‬
‫النبات؛ الحرمل ٌ‬ ‫ط ُع ُس َّك ُر ّ‬
‫(‪)1‬القند‪ :‬ق َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫حرملة؛ (‪)3‬خوارزم مدين ٌة على نهر جيحون وخجند مدين ٌة على ِ‬
‫نهر سيحون‪.‬‬

‫غزل‪181‬‬

‫ذات القـِّد و َّ‬


‫الدالل‪ ،‬لكـ َّنها اقتَل َع ْت َش َجـ َرَة‬ ‫السـروِة العـالية ِ‬
‫اء ِتلـ َك َّ‬
‫تمسـ َكت يـدي بقبـ ِ‬
‫َّ ْ‬
‫من الجـذور(‪)1‬؛‬‫وجـودي َ‬
‫احنـا علـى نـ ِار وج ِهـ َ‬
‫ك‬ ‫قي أرو َ‬ ‫للمطـ ِر ِب والخمـر‪ ،‬ارفـ ِع البـرقع لنلـ‬ ‫ال حـاج َة بنـا ُ‬
‫َ ُ َُ ُ َ‬
‫رمل رِاقصيـن(‪)2‬؛‬
‫كالحـ ِ‬
‫روس‬ ‫َ‬ ‫وج ٍـه َّ‬
‫تمسـ َح ِب ُغبـ ِار حـ ِاف ِر ذلِ َك الجـو ِاد‪ ،‬ال و ْج َـه يصي ُـر ِمـرًآة لِ َع ِ‬ ‫َغ ْي َـر ْ‬
‫الب ْخـت؛‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫مل؟ إلـى متـى‬ ‫صبـٌر‪ ،‬مـا أعـ ُ‬
‫ـدي ْ‬‫يبق عن َ‬ ‫يك ْن مـا يكـون‪ ،‬لم َ‬ ‫غمـ َك ولـ ُ‬‫ُقلـ ُت أسـرَار ّ‬
‫وكـم؟؛‬

‫‪201‬‬
‫وداء‪ ،‬وال تُ ِ‬
‫مس ْكـ ُه‬ ‫استح ِي ِمـ ْن عيـِن ِه َّ‬
‫السـ ِ‬
‫ْ‬ ‫صيـ ُاد‪،‬‬
‫أي َّ‬
‫سكي ْ‬
‫ال تقـتُل غـزالي ِ‬
‫المـ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِّ‬
‫بالشبـاك؛‬
‫قصـ ِر َك العـالي؟؛‬ ‫ف أستطيـ ُع تقبيـ َل س ِ‬
‫ـور ْ‬ ‫ُ‬ ‫وض فكيـ َ‬ ‫اب ال يستطيـ ُع ُّ‬
‫النهـ َ‬ ‫أنـا تُـر ٌ‬
‫المسـ ِك تلـ َك يـا حـافظ‪َ ،‬خ ْـيٌر للمجنـو ِن أن يظـ َّل في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلبـ َك م ْن ضفيـرة ْ‬
‫تأخـ ْذ َ‬
‫ال ُ‬
‫القيـد‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫ِ‬ ‫( ‪)2‬‬
‫بالعامية القنباز)؛ البرقع قناعٌ تستُُر ِبه المرأةُ‬ ‫ثوب ُي َلب ُس فو َق الثّياب(ُيقال ُ‬
‫له‬ ‫القباء ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬
‫وجهها‪.‬‬
‫َ‬

‫غزل‪182‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لم تكـتُ ْب لـي ِرسـال َة َشـرِح حـالي و َّأيـامي بـاتَ ْت قليـَل ًة‪ ،‬وال أج ُـد َم ْـن يحـم ُل ّ‬
‫السـ َّر‬
‫الرسـائل(‪)1‬؛‬‫ض َّ‬ ‫ِ‬
‫ألُرسـ َل لـ َك بعـ َ‬
‫ِ‬ ‫غ هـذا المقـ ِ‬
‫ضـ َع‬ ‫ـانني سـاِب ُق ُلطـف َك ِب ْ‬‫صد العـالي‪ّ ،‬إال إذا أع َ‬ ‫َ‬ ‫ال أستطيـ ُع ُبلـو َ‬
‫ُخطـوات؛‬
‫رص َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخمـ َرةُ ِمـ َن الـَّد ِّن إلى ُ‬
‫الكـ ِ‬ ‫إذا انتَـَقـَل ِت‬
‫النقـاب‪ ،‬بـاد ْر ُفـ َ‬ ‫ورد ّ‬
‫وز ورمى الـ ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ض َـع كـؤوس؛‬ ‫العيـش وأد ْر ِب ْ‬ ‫َ‬
‫ورد ليـس ِعـالجاً ِلقلبي‪ ،‬أعـ ِطني ِمنـك ِع َّـدة ُقبـ ٍ‬
‫الت‬ ‫ات ممـزوجاً بمـ ِ‬
‫اء الـ ِ‬ ‫النبـ ِ‬
‫س َّكـ ُر َّ‬
‫ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫زوج ًة ِب َشـتمي؛‬
‫ولو ممـ َ‬
‫بالسـ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬‫صحـ َب ُة المشهـور َ‬ ‫السكـارى لكـي ال تُحيـَل َك ُ‬ ‫المة مـن ُرْكـ ِن ّ‬ ‫زاهـُد ُمـ َّر َّ َ‬
‫بالسـ ِ‬
‫وء خـراباً؛‬ ‫ُّ‬
‫ف ِ‬ ‫ذكـر خيـرها أيـضاً‪ ،‬ال تنـ ِ‬
‫الحكـ َم َة‬ ‫َ‬ ‫الخ ْمـ ِر ُجمـَل ًة‪ ،‬اُ ُ ْ‬
‫وب َ‬‫ذك ُر عيـ َ‬ ‫بمـا َّأنـ َك تـ ُ‬
‫وب العـو ّام؛‬ ‫ِ ِ‬
‫لتُـرض َي قلـ َ‬

‫‪202‬‬
‫الرج ِ‬
‫ـاء إلنعـا ِم‬ ‫ات هللاُ ُمعيـ ُن ُكم‪ ،‬وال تنـظروا بعيـ ِن َّ‬ ‫الش َّحـاذون في الخـرابـ ِ‬ ‫ُّأيـها َّ‬
‫َ‬
‫األنـام؛‬
‫ِق‬‫ان لِصديـ ِق أَل ِمـ ِه القديـم‪ :‬ال تُقـل حـال قلـِب َك المحـتَر ِ‬
‫ال شيـ ُخ الحـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫أجمـ َل مـا قـ َ‬
‫مـا َ‬
‫اضج(‪)2‬؛‬‫لِسـا َذ ٍج غيـ ِر نـ ِ‬

‫المنيـ َرِة‪ ،‬فانـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫حـ ِاف ُ‬


‫ظ ْر إلى هـذا المحـرو ِم‬ ‫من الشـوق لوجـه شمـس َك ُ‬ ‫ظ احتَـ َر َق َ‬
‫اء قلـبي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وحّقـ ْق رجـ َ‬
‫ــــ‬
‫الن ِ‬
‫ينضج بال‬ ‫بالنار‪ ،‬الَقْل ُب ال‬ ‫ِق ُ‬
‫قلب ُه َّ‬ ‫اض ِج َمن لم يحتَر ْ‬ ‫غير ّ‬ ‫الع ْسر؛‬
‫من ُ‬‫رسال َة ُيسري َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نار‪.‬‬

‫غزل‪183‬‬

‫وتحـ َت ظال ِم الّليـ ِل مـاء حياتي‬ ‫ُع ِط ْيـ ُت َك ْن َز َنجـاتي‬ ‫لدى َس َحر ْي أ ْ‬
‫وأُع ِطيـت جـاماً نـ ِ‬
‫اطقاً ِب ِ‬ ‫ض ُم َش ْعـ ِش ٌع‬ ‫ِ‬
‫صفاتي‬ ‫ْ ُْ‬ ‫وغي ََّبنـ ْي َعّن ْي َو ِم ْيـ ٌ‬ ‫َ‬
‫مبـارَكة َكـم ِفضـت بالـبر ِ‬
‫كات‬ ‫ٍ‬ ‫َل ْيـَل ٍة‬ ‫فيـا َس َح اًر أ ُْولِ ْيـتُـ ُه َب ْعـ َد‬
‫ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِبـم ْـرآته‬ ‫صف َجمالِ ِه‬ ‫ِ‬
‫َجـلى لـ َذاتـي َذاتي‬
‫َ‬ ‫عاي ْن ُت َو ْ‬ ‫و ِم ْن َب ْعد مـا َ‬
‫وأُوِتيـت حِّقـي ِمن سبيـ ِل ز ِ‬
‫كاة‬ ‫اطري‬ ‫طيَّب خـ ِ‬ ‫َف َحَّقـ َق آمـ‬
‫َ‬ ‫َْ ُْ َ ْ ْ َ‬ ‫الي َو َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِبصبـ ٍر على جوِر الجفـا وثَ ِ‬
‫بات‬ ‫اك ُم َب ِّشري‬ ‫ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ونـادى ُمناد لـ ْي ُهنـ َ‬
‫َي ِس ْي ُل كالمي ِمـ ْن ُغصو ِن َنباتي‬ ‫اص ِطبار ْي صارَ َش ْهداً َو ُس َّك اًر‬ ‫ِ ِ‬
‫ألجل ْ‬
‫ْ‬
‫أه ِـل الَّلي ِـل ِنْل ُت نجاتي‬ ‫وأنف ِ‬ ‫حاف ٍظ‬‫و ِمـن غ ِـم َّأيـامي‪ِ ،‬ب ِه َّم ِـة ِ‬
‫ـاس ْ‬ ‫ْ ّ‬
‫ـــــــ‬
‫حرروني من ِ‬
‫قيود ُّ‬
‫الدنيا وأعطوني‬ ‫حيث َّ‬
‫السحر ُ‬‫شرُح القصيدة ‪ :‬كان ذلك عند َّ‬
‫الح لي من‬ ‫جنح َّ‬
‫غبت عن نفسي بما َ‬‫األبدية؛ ولقد ُ‬
‫ّ‬ ‫الظالم ماء الحياة‬ ‫تحت ِ‬
‫وميض نوره (ذات الحق) وأعطوني قدحاً من الخمر(شراب المعرفة) شربتُ ُه‬

‫‪203‬‬
‫له من ٍ‬
‫سحر‬ ‫حقائق ذاتي (من عرف نفسه فقد عرف ربَّه)؛ فيا ُ‬
‫ُ‬ ‫وانكشفت لي به‬
‫أيت بعيني جمال الحق في مرآة جماله (مرآة الحق‬ ‫ٍ‬ ‫مبارك ِ‬
‫لليلة ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قدر مباركة؛ ر ُ‬
‫ويرى ومن دون وساطة المرآة ال تُم ُ‬
‫كن رؤيتُه‬ ‫الحق ُ‬
‫ّ‬ ‫يظهر‬
‫ُ‬ ‫واسط ُة التجّلي وبها‬
‫الن ِ‬
‫ظر إليه) قال المكزون‪:‬‬ ‫األبصار مباشرة َّ‬ ‫تطيق‬ ‫وال‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫جميع‬
‫َ‬ ‫فجالني لعيني كما لي صورتي المرآةُ تجلو؛ ولقد أعطاني‬ ‫تجّلى لي ّ‬
‫مني (نلته بعنوان‬ ‫ٍ‬
‫باستحقاق ّ‬ ‫منه وكرماً ولم يكن‬‫تفضالً ُ‬ ‫ما سألته وكان ذلك ُّ‬
‫بر والثَّ ِ‬
‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫بات‬ ‫ُعطيت مزيداً من َّ‬
‫َ‬ ‫داء بالبشرى أن ْ‬
‫أبشر فقد أ‬ ‫الن ُ‬
‫الزكاة)؛ وجاءني ّ‬
‫أغصان شج ِرة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كل‬
‫يسيل من ّ‬
‫ُ‬ ‫العذب َّالذي‬
‫َ‬ ‫جور ِ‬
‫هجر الحبيب؛ وا َّن شعر َي‬ ‫على ِ‬
‫صبرت‬ ‫ِ‬
‫العشق وما‬ ‫لت من أل ِم‬
‫تحم ُ‬
‫أجر ما َّ‬ ‫كأن ُه َّ‬
‫ُ‬ ‫السكر هو ُ‬ ‫هد و ُّ‬ ‫الش ُ‬ ‫وجودي ّ‬
‫جاة ِم ْن‬ ‫جور الحبيب؛ ِه َّم ُة ِ‬
‫الس َح ِر أعطياني الَّن َ‬
‫القائمين في َّ‬
‫َ‬ ‫أنفاس‬
‫ظو ُ‬ ‫حاف َ‬ ‫على ِ‬
‫غم األيَّام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قيد ِّ‬

‫غزل‪184‬‬

‫آدم في قـاَل ٍب‬ ‫ِ‬


‫اب الحـان‪َ ،‬ج َعـَل ْت طيـ َن َة َ‬
‫الئك َة طـ َرَق ْت بـ َ‬
‫س رأيـ ُت المـ َ‬ ‫ليـل َة األمـ ِ‬
‫ـزج ْتها بالخمـ ِر(‪)1‬؛‬‫وم َ‬
‫وت جلسـوا معـي أنا َّ‬
‫الش َّحـا َذ وشربـوا معي خمـ اًر‬ ‫اف الملكـ ِ‬ ‫ـاكنـو حـرِم ِس ْتـ ِر وعفـ ِ‬ ‫س ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ُم ْسـ ِك اًر؛‬
‫وقعـ ِت الُقـرع ُة علـى ِاسـمي أنا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء لم تقـد ْر على َح ْمـ َل ح ْمـل األمـانة‪َ ،‬‬ ‫السمـ ُ‬ ‫ّ‬
‫المجنـون؛‬
‫فسلك ْت طريـ َق‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫تختصـ ُم‪ ،‬فهي لـم تـ َر الحقيـق َة‬ ‫اعـذ ْر اثنتيـ ِن وسبعيـ َن ِفـرق ًة‬
‫َ‬
‫الخـرافة(‪)2‬؛‬ ‫ُ‬

‫‪204‬‬
‫وفيو َن يشربـو َن‬ ‫الصـ ّ‬
‫الصـْل ُح بيـني وبيـ َن شيـ ِخ الحـان‪ ،‬وبـدأ ُّ‬ ‫الحم ُـد هللِ وَق َـع ُّ‬
‫نخـ َب ذلِـ َك ُّ‬
‫الصـْلح؛‬ ‫ؤوس راقصيـن ْ‬ ‫الكـ َ‬
‫النـ ُار تْلـ َك َّالتـي أحـ َرَق ْت‬ ‫حك َّ‬
‫الشمـ ُع‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬
‫ست تلـ َك التـي م ْن ُش ْعـَلتهـا ضـ َ‬ ‫النـ ُار ليـ ْ‬
‫ول الفـراشة؛‬‫محصـ َ‬
‫ائر الكـال ِم ِب ِم ْشـ ِط‬ ‫النقـاب عـن وجـ ِه ِ‬
‫الف ْكـ ِر ُلي ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مشـطوا ضفـ َ‬ ‫ص كحـافظ رَفـ َع ّ َ‬ ‫ال شخـ َ‬
‫الَقـَلـم‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫الشريف‪( :‬تفترق أُمتي من بعدي على ٍ‬
‫ثالث‬ ‫ِ‬
‫الحديث ّ‬ ‫النوم؛ (‪)2‬في إشارٍة إلى‬
‫أيت رؤيا في َّ‬ ‫ر ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ ّ‬
‫النار)‬ ‫وسبعين فرق ًة‪ ،‬فرقةٌ ناجي ٌة و ِ‬
‫اثنتان وسبعو َن في ّ‬ ‫َ‬

‫غزل‪185‬‬

‫ام ِع جميعاً‬ ‫الصو ِ‬


‫أه ُل َّ‬
‫يج َد ْ‬ ‫ف ِب ِه وزُنها و ِعيارها‪ ،‬لِ ِ‬
‫ان ُي ْع َر ُ‬
‫ِ‬
‫قود ها ُهنا ميز ٌ‬ ‫للن ِ‬
‫ليت ُّ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ ( ‪)1‬‬
‫اء أعمالهم ؛‬ ‫جز َ‬
‫مسكوا ِب َحْلَق ٍة‬‫الرفاق أجمعون ُك َّل أعمالِ ِهم‪ ،‬وأن ي ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ف ِّ ُ‬ ‫أن يوِق َ‬
‫ِ‬
‫صَل َحة هي ْ‬ ‫للم ْ‬
‫رؤيتي َ‬
‫ط َّ ِرة الحبيب؛‬‫ِم ْن ُ‬
‫له ْم بالقرِار‬ ‫بضفيرِة َّ‬ ‫ٍ‬ ‫أمس َك الحريفو َن ِب َش ٍ‬
‫يسم ُح ُ‬
‫كان َفَل ُك ُه ْم َ‬
‫إن َ‬ ‫الساقي‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫جميل‬ ‫كل‬ ‫َ‬
‫ُهناك؛‬
‫الخ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ضِد َك ِع ْن َد ْ ِ‬ ‫حذار أن تَفتَ ِخ َر ِب َّ‬
‫يل ِ‬
‫يفرضو َن‬ ‫فأه ُل هذه َ‬ ‫الح ْس ِن‪ْ ،‬‬
‫أهل ُ‬ ‫قوِة َع ُ‬ ‫ِ‬
‫احٍد؛‬‫الحصار ِبجو ٍاد و ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫األهداب‬ ‫ماء‪َّ ،‬إن ُه ْم ِب ِسها ِم‬ ‫الء األطفال األتراك ِبس ِ ِ‬
‫الد ِ‬ ‫رب ما أبرع هؤ ِ‬ ‫ِ‬
‫فك ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫يا ّ‬
‫ظ ٍة صيداً؛‬ ‫يصيدو َن ُك َّل َل ْح َ‬

‫‪205‬‬
‫الرِاقصون ي ِ‬
‫مسكو َن‬ ‫خاص ًة و َّ‬ ‫ضو ِ‬
‫أنين َّ‬
‫الناي‪َّ ،‬‬ ‫الغ ّ ِ‬ ‫ص على ِّ‬
‫الش ْع ِر َ‬
‫َ ُ‬ ‫الرْق َ‬
‫أج َم َل َّ‬
‫ما ْ‬
‫ٍ‬
‫حبيب؛‬ ‫ص ِ‬
‫بيد‬ ‫الرْق ِ‬
‫في َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القيام م ْن بين ِه ْم ْ‬
‫إن‬ ‫ُ‬ ‫خير‬
‫غم المساكين‪ٌ ،‬‬ ‫ظ أبناء هذا َّ‬
‫الز ِ‬
‫مان ال يحملو َن َّ‬ ‫ُ‬ ‫حاف ُ‬
‫أمكن و ِ‬
‫االعتزال‪.‬‬ ‫ََ‬
‫ـــــــــ‬
‫أعمال‬ ‫ودونها‬
‫ص‪َ ،‬‬ ‫نقود ِمن َذ َه ٍب ِمن ٍ‬
‫عيار خالِ ٍ‬ ‫صين ٌ‬ ‫ِ‬
‫المخل َ‬
‫(‪)1‬النقود هنا َّ‬
‫ٌ‬ ‫فأعمال ُ‬
‫ُ‬ ‫الطاعات‪،‬‬
‫ذين‬ ‫َّ‬ ‫ائف ٍة مطلي ٍ‬
‫َّة َّ‬
‫بالذ َه ِب وهي‬ ‫ٍ‬ ‫ض ٍة‪ ،‬وهناك أعمال ِ‬ ‫كنقوٍد ِم ْن ِف َّ‬
‫ائين ال َ‬
‫المر َ‬
‫أعمال ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كنقود ز َ‬ ‫باطَل ٌة‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أن أعماَلهم بال ِق ٍ َّ‬ ‫لو علِموا َّ‬
‫يمة لتوقفوا َع ِن َ‬
‫الع َمل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬

‫غزل‪186‬‬

‫البالء‬ ‫َغَفـ َر هللاُ َذ ْن َـب ُـه ووقـاهُ‬ ‫السكارى‬‫اج َة ُّ‬ ‫إن قضى ح َ‬ ‫مر ْ‬ ‫بائع الخ ِ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫بالبالء‬ ‫ـار يمـألُ الكـو َن‬ ‫فإن َّ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫إذا غ َ‬ ‫الش َّحـا َذ‬ ‫ـب عدالً سـاقي‬
‫ْ‬ ‫ص َّ‬ ‫ُ‬
‫اء‬
‫غم ْ‬ ‫األمان ِة ُبشراهُ باألم ِن ِم َن َّ‬ ‫َ‬ ‫ِـد‬ ‫كان وفيَّاً ِب َع ْه ـ‬‫السـالكي َن َ‬
‫من ِمن َّ ِ‬
‫َْ َ‬
‫إذا ِهي َم َّس ْـت َك يا‬ ‫اس َب َّ‬ ‫تكن نـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اء‬
‫الس َّر ْ‬
‫حكيم و َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اء‬
‫الض َّر َ‬ ‫لسوى هللا ال ُ ْ‬
‫اء‬ ‫الف ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي فـي مشـ ٍ‬ ‫الر ِ‬ ‫فهـم ض ِ‬
‫ضل فيه افتر ْ‬ ‫للعقل و َ ْ‬ ‫يق‬
‫ال طر َ‬ ‫غل‬ ‫َ‬ ‫عيف َّ‬ ‫ُ َ‬
‫األخطاء‬ ‫ط ِربي أو وَق ْع َت في‬ ‫ٍـل م‬ ‫َجـ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫لي َل ْح َن َل ْم َي ُم ْت واحٌد بال أ َ‬ ‫ّ ْ‬
‫غن‬
‫اء‬
‫وخ ْمر دو ْ‬
‫وص ٍل َ ٍ‬ ‫ما لنا غيـ َر ْ‬ ‫الخمار‬ ‫َّ‬ ‫الع ْش ِق والبال ِم َن‬‫نحن في ِ‬
‫ُ‬
‫المسيح في اإلحياء‬ ‫أين م ْن ِب ِ‬
‫أنفاس‬ ‫حترقاً‬‫مات م ِ‬ ‫ظ بحثاً َع ِن َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫َ َ‬ ‫الخ ْمر َ ُ‬ ‫حاف ُ‬
‫ــــــ‬
‫الغ َيرَة فيمألَ الكو َن بالبالء‪.‬‬
‫الش َّحا َذ َ‬ ‫الع ْد ِل لكي ال ُ‬
‫تأخ َذ َّ‬ ‫الخ ْم َر ِبجا ِم َ‬ ‫(‪)1‬ساقي ِ‬
‫ناو ْل َ‬

‫غزل‪187‬‬

‫‪206‬‬
‫ف الّلي ِـل تـدفـ ُع ِمـئـ َة بـالء؛‬
‫صـ َ‬ ‫ِ‬
‫ُينـجـ ُز أعـمـاالً‪ ،‬فـاقـ ُة ُمنـتَ َ‬ ‫ِق فاحـِتـ ارُقـ َك‬
‫ـب احـتَـر ْ‬
‫قل ُ‬
‫الحبـيـ ِب اّلـذي لـه وجـه مـَلـ ٍك‪ ،‬غمـزةٌ منـه و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احـدةٌ تـ ْجـُبـ ُر‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُْ َ‬ ‫اب‬‫تحمـ ْل كعـاشـ ٍق عتـ َ‬ ‫َّ‬
‫مـائ َة َهـ ْجـر؛‬
‫دم َة لِـجـا ِم العـاَلم؛‬ ‫ِ‬ ‫وت يـر ِ‬ ‫يء ِمـن الـمـْلـ ِك لِلمـَلـ ُك ِ‬ ‫ُكـ ُّل شـ ٍ‬
‫ؤدي الـخـ َ‬ ‫اب لمـن يـ ّ‬ ‫فع الحـجـ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ـك فكـيـ َ‬ ‫ومشـفـ ٌق‪ ،‬لكـَّنـ ُه ال يـرى األَلـ َم فـي َ‬ ‫طبيـ ُب العشـ ِق مسيـحـ ُّي النـَفـس ُ‬
‫ُيـداويـك(‪)1‬؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يرحمـك؛‬
‫إن هللاَ ُ‬ ‫المـَّدعـي فـ َّ‬
‫يرحـ ْمـ َك ُ‬
‫أمـ َر َك إلـى إلـه َك‪ ،‬إذا لـم َ‬‫ض ْ‬ ‫كـ ْل ُشغـَلـ َك وفـ ِّو ْ‬
‫أن ُمستيـ ِقـظاً وْقـ َت فـ ِاتـ َح ِة ُّ‬
‫الصـبـ ِح‬ ‫مللـ ُت ِمـ ْن ِقـَّلـ ِة عـو ِن َب ْخـتـي فـي َنـومي‪ ،‬عسـى َّ‬
‫احـداً(‪)2‬؛‬‫يدعـو لـي دعـاء و ِ‬
‫ُ ً‬
‫أن تح ِـم َل ل ُـه‬ ‫ِ‬
‫يحص ْـل على أثَ ٍـر مـن ضفيـ َرِة الحبيـب‪ ،‬عسـى ْ‬ ‫ق‬
‫ظ احتَـ َر َ َوَلـ ْم َ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫الدالل َة ِمـن ه ِـذ ِه الـَّدوَلة‪.‬‬‫الصبـا ّ‬ ‫َّ‬
‫ــــــ‬
‫أي و ٍاد هلك؛‬ ‫ِ‬
‫يدعني ْلم أُبال في ِّ‬
‫ليداويك ففي الحديث القدسي‪َ :‬م ْن ْلم ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫للحبيب‬ ‫بك‬
‫شك ما َ‬‫اُ ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫قضاء حاجتي‬
‫ُ‬ ‫دعاء واحداً يكو ُن ِب ِه‬
‫ً‬
‫(‪)2‬‬

‫غزل‪188‬‬

‫الغ ْي ُب‬ ‫هو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِب ِع ْشقي وس ْكر ْي َكم ُيق ِ‬


‫َ‬ ‫أسرار عْل ٍم َ‬ ‫اعتراضاً على ْ‬ ‫الع ْي ُب‬
‫ال ب َي َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ َُ‬
‫الع ْي ُب‬ ‫ض ِل َي ْج ُذُب ُه‬ ‫الف ْ‬
‫ذاك َق ْلي ُـل َ‬
‫َك َ‬ ‫ـال َم َحبَّتي‬ ‫بي ال َكم َ‬ ‫يرى نقـص ذن‬
‫َ‬ ‫َْ َ َ ْ ْ‬
‫ِ‬
‫تي ُي ْمألُ َ‬
‫الج ْي ُب‬ ‫و ِم ْن ُه لها في حـان‬
‫َ ْ‬ ‫طور ال ُح ْوِر م ْن تُ ْر ِب َ‬
‫حانتي‬ ‫تَفو ُح ُع ُ‬
‫ص َه ْي ُب‬ ‫ِ‬ ‫على جـ َاد ِة اإلسال ِم سـ ٍ‬
‫اق ِب َغ ْم َزٍة‬
‫المدا ِم ُ‬ ‫ص ْو َب ُ‬ ‫صبـا َ‬‫بها قد َ‬ ‫ْ‬

‫‪207‬‬
‫اء ن ِ‬
‫ص ْي ُب‬ ‫ِ‬
‫الهنـ َ‬
‫ِِ‬ ‫وب معـ ِ‬ ‫لِتَ ْغُد ِألَصحـ ِ‬
‫اب الُقلـ ِ‬
‫اه ْم في َ‬
‫فمـا لسـو ُ‬ ‫اش اًر‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬

‫على أسرِار ِعْل ِم الغيب؛‬ ‫ض‬ ‫ضولي‪َّ ،‬إن ُه ِ‬


‫يعتر ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الف‬
‫ذاك ُ‬‫كر َ‬ ‫الس ِ‬
‫عيبني بالعشق و ُّ‬ ‫ُي ُ‬
‫ض ٍل ين ُ‬
‫ظ ُر إلى‬ ‫الذنب‪َّ ،‬‬‫ص َّ‬ ‫كمال المحب ِ‬
‫َّة ال إلى َنْق ِ‬ ‫ِ‬
‫هو بال َف ْ‬
‫َ‬ ‫إن َم ْن‬ ‫ََ‬ ‫ظ ْر إلى‬ ‫ان ُ‬
‫العيب(‪)1‬؛‬ ‫َ‬
‫ور الجَّن ِة‪ ،‬غبار ِ‬
‫حانتنا اتَّ َخ ْذ َن ُه ِع ْ‬ ‫النَف ُس ِم ْن ِع ْ‬
‫ط َر الجيب؛‬ ‫ُ ُ‬ ‫ط ِر ُح ِ َ‬ ‫ذاك َّ‬
‫َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫ص َهيب ؛‬ ‫الصهباء ُ‬‫اجتناب َّ‬
‫َ‬ ‫استطاع‬
‫َ‬ ‫يق اإلسال ِم فما‬ ‫ط َع ْت طر َ‬ ‫الساقي َق َ‬
‫غمزةُ َّ‬
‫َ‬
‫الن ْكتَ ِة َش ٌّ‬
‫ك‬ ‫هذ ِه ُّ‬
‫السعاد ِة َقبول أه ِل الَقْل ِب‪ ،‬حاشا يكون لك في ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫فتاح َك ْن ِز َّ َ‬
‫م ُ‬
‫ِ‬
‫وريب؛‬
‫ض َع ِسنين‬ ‫ِ‬
‫بالرو ِح ِب ْ‬
‫قام ُّ‬ ‫أن َ‬‫المراد ّإال َب ْع َد ْ‬
‫ص َل إلى ُ‬
‫ِ‬
‫األيمن ما َو َ‬
‫َ‬ ‫راعي الوادي‬
‫على ِخ ْد َم ِة ُش َعيب؛‬
‫باب و َّ‬ ‫زمان ال َّش ِ‬
‫يذك ُر وْق َت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُة ِ‬ ‫ِق َّ‬
‫الشيب‪.‬‬ ‫حين ُ َ‬ ‫العيو َن تَْقط ُر َدماً َ‬
‫ظ تَ ْج َع ُل ُ‬
‫حاف َ‬
‫ــــــــ‬
‫شأن‬
‫محبتي (لمحبوبي الكامل) وهذا ُ‬ ‫أولئك ال يرون مني إالّ ذنوبي وال ينظرون إلى كمال ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ‬
‫صهيب بن سنان‬ ‫صهيب‪:‬هو ُ‬ ‫قليل الفضل (إذا رأى حسن ًة أخفاها واذا رأى ِّ‬
‫سيئ ًة أفشاها)؛ ُ‬
‫(‪)2‬‬

‫الشريف(نعم العبد صهيب لو لم ِ‬


‫يخف هللا‬ ‫ِ‬
‫الحديث َّ‬ ‫صحابي اشتهر بالتَقوى وفي‬
‫ٌّ‬ ‫الرومي وهو‬‫ُّ‬
‫ُ‬
‫للسالكين‬
‫ض ّ‬ ‫يتعر ُ‬
‫َّ‬ ‫اقف في طر ِ‬
‫يق اإلسالم‬ ‫أن ساقي الخمر و ٌ‬ ‫لم يعصه) ومعنى البيت َّ‬
‫صهيب‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الساحرة حتّى ُ‬
‫قاوُم يدعوهم إلى الخمر فال ينجو من غمزته ّ‬ ‫بغمزته التي ال تُ َ‬
‫غزل‪189‬‬

‫َق ار ار‬
‫ال صـ َار‬ ‫ائد و ِ‬
‫الوصـ ُ‬ ‫عـ ٌ‬ ‫إن َي ُع ْد َف َحبيـبي‬ ‫ْ‬ ‫السـ ْعـ ِد‬
‫ائر َّ‬
‫طـ ُ‬
‫اجعليـ ِه‬
‫ِنثا ار‬ ‫اشربـي و َ‬
‫فدمي ف َ‬ ‫َي ُع ْد َلـ َد ْيـ ِك ُدمـوعٌ‬ ‫إن َل ْم‬‫َع ْيـ ُن ْ‬
‫ِ‬ ‫عـقيـق ِشف ٍ‬ ‫وشفـا ِعـَّلـتي‬ ‫ِ‬
‫أشار‬
‫َ‬ ‫ف الـ َغ ْي ِب لـي ِب َ‬
‫ذاك‬ ‫هـات ُ‬ ‫ـاه‬ ‫َ ُْ‬

‫‪208‬‬
‫صل؛‬ ‫َّ ِ‬ ‫يعـ ْد ُم َّ‬ ‫طائر َّ ِ‬
‫بالو ْ‬
‫ود وسيتـخ ُذ القـرَار َ‬ ‫فالحبيب سيعـ ُ‬‫ُ‬ ‫جدداً‬ ‫إن ُ‬ ‫الس ْعد ْ‬ ‫ُ‬
‫وه ِر‪ ،‬اشربي الَّد َم وقومي بالتَّدبيـ ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شيء م َن الـُّد ِّر والجـ َ‬
‫ٌ‬ ‫عندك‬ ‫يعـ ْد‬
‫إن ْلم ُ‬ ‫يـا عيـ ُن ْ‬
‫واجعليـ ِه ِنثا اًر؛‬
‫ف الغيـ ِب‬ ‫النـداء ِمن هـ ِات ِ‬‫س ُقـْلت أجعـل دوائي ِمـن عقيـ ِق َشَفِت ِه‪ ،‬جـ ِ‬
‫اء ّ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫األم ِ ُ َ ُ‬ ‫ليَل َة ْ‬
‫ص ْنعـاً؛‬ ‫ِ‬
‫تُحـس ُن ُ‬
‫الصبـا‬ ‫وم ريـ ُح َّ‬ ‫وصل لـه حديـثاً ِمن ِق َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫أن تقـ َ‬‫صـتنا‪ّ ،‬إال ْ‬ ‫ْ‬ ‫أن يـ َ ُ‬ ‫شخص يستطيـ ُع ْ‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫ِب َنْقـ ِل حديـ ٍث إلـى أُ ُذِنـه؛‬
‫صـيداً له(‪)1‬؛‬ ‫ذرٍج‪ ،‬عسى يتـ َبـ َع أثَـ َرهُ ويكـو َن َ‬ ‫ف تَـ َ‬ ‫ظـري طـائ اًر خْلـ َ‬ ‫صْقـ َر َن َ‬‫أرسْل ُت َ‬‫َ‬
‫ٍ‬
‫ط َرف؛‬ ‫ِ‬
‫الع َمل م ْن َ‬ ‫الع َّش ِ‬ ‫ِ‬
‫يعم ُل هذا َ‬ ‫يخرَج َرُج ٌل َ‬ ‫اق‪ ،‬عسى ُ‬ ‫الي ٌة م َن ُ‬ ‫دين ُة خـ َ‬
‫الم َ‬
‫طـ َربِ ِه‬
‫أن يشـ َر َب ُجـرَع ًة ِم ْن محـَف ِل َ‬ ‫وم ْ‬‫يم الذي يستَطيـ ُع مغمـ ٌ‬
‫أين هو ذاك الكـر َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الخمـار؛‬ ‫يـدَف ُع بها ُ‬
‫احـ َد ٍة ِمـ ْن‬
‫الفَلك ِبعمـ ِل و ِ‬
‫وم َ ُ َ َ‬ ‫الرقيـب‪ ،‬عسـى يقـ ُ‬ ‫وت َّ‬ ‫ِ‬
‫اء أو َخ َبـ َر وصـل َك أو َمـ َ‬ ‫أو وفـ ً‬
‫هـذي الثَّـالث؛‬
‫ويم ُّـر يومـاً‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يطلع عليـ َك مـن ُرْكـن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ذه ْب ِب َو ْجـ ِه َك عن بـاِب ِه‪ ،‬فقـد‬ ‫حافظـا إذا لـ ْم تـ َ‬
‫ِ‬
‫علـى وسـ َادِتـك‪.‬‬
‫ــــــ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ج‪:‬الح َجل‬
‫ذر َ‬ ‫التَّ ُ‬
‫غزل‪190‬‬

‫أجـ َر َع ْتـ ِق مـائتي ِن ِم َن ال َعبيـد(‪)1‬؛‬


‫ـال ْ‬
‫ين ُ‬ ‫يذك ُـرنا‬
‫يوم ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫َقلـ ُم َك الم ْسـك ُّي َ‬
‫سعـد قلبـي بإبـ ِ‬
‫الغهـا‬ ‫ِ‬ ‫اص َد منـ ِ‬‫قـ ِ‬
‫ـان لـو ُكنـ َت ُم َ‬ ‫الم ُة مـا ك َ‬ ‫السـ َ‬
‫ّ‬ ‫زل سلمـى لـ َك‬
‫سـالمي؛‬

‫‪209‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب مثـلي‬ ‫ـض ُلطـف َك خـر َ‬ ‫المـراد‪ ،‬إذا َج َع َـل في ُ‬‫ـون َك كنـ َز ُ‬ ‫امتَ ِحـ ْن‪ ،‬فكثيـرو َن ُيعط َ‬
‫عـا ِم اًر؛‬
‫العمـر‬ ‫هد‪َ ،‬قـدر سـ ٍ ِ ٍ ِ‬ ‫اع ِة و ُّ‬
‫الز ِ‬ ‫لشـ ِاه من مـ ِ‬
‫ئة عـا ٍم ِم َن ال ّ‬ ‫أفضـل ل َّ‬
‫اعة واحـ َدة م َن ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫طـ َ‬ ‫َ ُ‬
‫الع ْد ِل؛‬
‫في َ‬
‫ـك‬ ‫ِ‬
‫ـاس سيبنـي لـي دالُل َ‬ ‫أي أس ٍ‬ ‫اقتَل َعنـي ِم ْن أسـاسي‪ ،‬ال أدري َّ‬ ‫اآلن ِس ْحـ ُر داللِـ َك َ‬ ‫َ‬
‫الحكيـ ُم ِم ْن جديـد؛‬
‫ط ِة ِعن َـد ُح ْس ٍـن ِم َـن‬ ‫اهر مستَ ْغـ ٍن َعـن ِمـدحتنا‪ ،‬مـا َق ْـدر ِفك ِـر َّ‬
‫المشـا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّ ِ‬
‫جوهـ ُر َك الطـ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫هللا ؛‬
‫أخـ ُذ حـ ِاف ُ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وم يـ ُ‬ ‫أجمـ َل يـ َ‬
‫الطريـ ُق فـي شيـرَاز َل ْـم يـوصْلني إلى المقصـود‪ ،‬مـا َ‬
‫طريـ َق بغـداد(‪.)3‬‬
‫ـــــــ‬
‫لطان أويس‪ ،‬ممدو ُح‬ ‫وعبير ِ‬‫ِ‬ ‫(‪)1‬قلمك ِ‬
‫الم ْسكي ِبلو ِن‬
‫الس ُ‬‫مقر ُّ‬
‫حينها َّ‬
‫بغداد َ‬ ‫كانت‬ ‫الم ْسك؛‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬
‫طةُ َم ْن ح ْرَفتُها التَّجميل‪.‬‬‫المشا َ‬
‫ّ‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬ ‫الش ِ‬
‫اعر؛‬ ‫ّ‬

‫غزل‪191‬‬

‫يصن ُع ِمثلي‬ ‫ِ‬


‫الجميل؛‬
‫َ‬ ‫ظ ًة َ‬ ‫الس ِ‬
‫وء َلح َ‬ ‫ذاك َّالذي يفي لنا ِم ْن َو ْجه َ‬
‫الك َرِم؟‪َ ،‬ب َد َل ُّ‬ ‫أين َ‬
‫َ‬
‫اح َد ٍة‬
‫الخم ِر و ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫بعدها بكأس م َن َ ْ‬‫زمار‪َ ،‬‬
‫اي و ِ‬
‫الم ِ‬ ‫للقلب ِب ِ‬
‫عويل َّ‬
‫الن ِ‬ ‫يوصل ِرساَلتَ ُه ِ‬
‫ُ‬
‫َّأوالً ِ‬
‫ِ‬
‫الوفاء؛‬ ‫ي ِ‬
‫عقُد معي عه َد‬
‫اليأس ِم ْن ُه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المرَاد م ْن ُه‪ ،‬ال يج ُب ُ‬
‫نه‪ ،‬و ْلم َي َن ْل قلبي ُ‬
‫ِ‬
‫ام َح ْت روحي م ُ‬ ‫الحبيب َّالذي َّ‬
‫ُ‬
‫يرح ُم؛‬
‫فقد َ‬
‫تعم َل َع َم َل‬ ‫لت‪ :‬من ُذ و ِج ْد ُت ما حَلْل ُت ُع َقد ًة ِم ْن ِتْل َك ال ُ ِ‬
‫أمرتُها َ‬
‫قال‪ :‬أنا َ‬
‫ط َّرة َ‬ ‫َ‬ ‫ُق ُ ُ ُ‬
‫ين َم َع َك(‪)2‬؛‬
‫العيَّار َ‬

‫‪210‬‬
‫له رم اًز ِم َن ُّ‬
‫الس ْك ِر ُ‬
‫ليتر َك‬ ‫ِ‬
‫عبير الع ْش ِق‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫يش ُّم َ‬
‫ظ َّ‬
‫الط ْب ِع ال ُ‬ ‫وف غلي ُ‬‫الص ِ‬ ‫الِب ُس ُّ‬
‫حو؛‬
‫الص َ‬ ‫َّ‬
‫لطان َّالذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َش َّحا ٌذ بال ٍ ِ‬
‫الس ُ‬ ‫هو ُّ‬‫أين َ‬‫صديق مثُل ُه‪َ ،‬‬‫ٌ‬ ‫أن يكو َن ُ‬
‫له‬ ‫شأن مثلي‪ُ ،‬مشك ٌل ْ‬
‫الخفاء مع ِعر ِ‬
‫بيد البازار؛‬ ‫ِ‬ ‫يعيش في‬
‫ََ‬ ‫ُ‬
‫يك ْن عيَّا اًر ال يغتَ َّم‬
‫وحَلقاً‪َ ،‬م ْن ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ظْلماً ِم ْن ِت َ ُّ ِ‬
‫أن أرى ُ‬
‫لك الط َّرة المليئة ع َوجاً َ‬ ‫سهل ْ‬‫ٌ‬
‫ِمن ِ‬
‫القيد و َّ‬
‫الزنجير؛‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الب ْخ ِت‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عبد‬
‫ين ُ‬ ‫فخر ّ‬ ‫غمنا ُ‬ ‫كي يغتَ َّم ل ّ‬‫ْ‬ ‫الم َد َد م َن َ‬ ‫الغم ال َعَّد ُ‬
‫له‪ ،‬أطُل ُب َ‬ ‫جيش ِّ‬ ‫ُ‬
‫الص َمد؛‬
‫َّ‬
‫فيرةُ بلو ِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الض َ‬ ‫لك َّ‬ ‫رؤيتَ ُه يا حافظ‪ ،‬وِت َ‬ ‫بالس ْح ِر ال تطُل ْب َ‬ ‫بوجود عينه المليئة ّ‬
‫يل‪ ،‬كم ِمن ِ‬
‫قاط ِع طريق بها‪.‬‬ ‫الّل ِ‬
‫ْ‬
‫ـــــ‬
‫طاع ُّ‬
‫الط ُرق‬ ‫َّ‬
‫العيَّارون‪ُ :‬ق ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪192‬‬

‫وض‪ ،‬وال يكـو ُن رفيـق الـ ِ‬ ‫الر ِ‬


‫يذكـ ُر‬
‫ورد‪ ،‬وال ُ‬ ‫َ‬ ‫ال مـا ل ُـه ال يميـ ُل إلى َّ‬ ‫روي ُ‬
‫المختـ ُ‬ ‫َسـ َ‬
‫الياسميـن؛‬
‫َ‬
‫س اشتكيـت ِمـن ُ ِ‬
‫جع َـدةُ ال تس َـم ُع‬‫الم َّ‬
‫وداء ُ‬
‫السـ ُ‬
‫تلك ّ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫ـورها‪ ،‬قـ َ‬ ‫طـ َّرِته َ‬
‫وج ِ‬ ‫ُ‬ ‫ليـَل َة األمـ ِ‬
‫كالمي(‪)1‬؛‬
‫الرجوِع ِمن هـذا‬ ‫ِ‬
‫يعزْم على ُّ‬ ‫جعـِد ْلم‬
‫الم َّ‬ ‫ِِ‬ ‫منـ ُذ ساَفـ َر قلبي الم ِّ‬
‫تشرُد إلـى فـرعه ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫طن؛‬ ‫َّ‬
‫السَف ِر الطويل إلى ال َو َ‬
‫َّ‬
‫ـان قـاسيـاً وَلـ ْم يسـتَ ِمـ ْع‬ ‫اب حـ ِ ِ ِ‬ ‫جئت مستعـ ِطفاً إلـى أمـا ِم ِمحـر ِ‬
‫اجِبه‪ ،‬لكـَّنـ ُه ك َ‬ ‫وكم ُ ُ‬
‫إلـي؛‬
‫ّ‬

‫‪211‬‬
‫سك‬ ‫الصبا كيف ال تتر ِ‬ ‫الع َج ُب ِم َن َّ‬ ‫ِِ‬ ‫بك ِل هذا الع ْ ِ‬
‫ك م َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫طف في ردائه‪ ،‬جاءني َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫المسك ِمن ِ‬
‫أرضه؛‬ ‫ِ‬
‫وتأخ ُذ ْ َ ْ‬ ‫َخ َت َن ُ‬
‫النسيـمِ‪ ،‬واهاً لقلبي‪ ،‬أيَّ ُة ِذكرى ِ‬
‫تأتيه ِمن ذلِ َك‬ ‫الب َنْفـس ِج ِمـ َن َّ‬
‫ش زْهـ ُر َ َ‬ ‫حيـ َن يتشـ َّو ُ‬
‫العهد(‪)2‬؛‬‫ض َ‬ ‫الن ِاق ِ‬
‫َّ‬
‫اق وجـ ِه ِه ليـ َس رفيـقاً لِـروحي‪ ،‬وروحي في هـوى ِحماهُ ليست في‬ ‫قلبـي باشتيـ ِ‬
‫دم ِة َب َدني(‪)3‬؛‬
‫خـ َ‬
‫ِ‬
‫حاب ِبال َم َدِد دمعي ال يص َن ُع‬
‫فيض الس ِ‬
‫فإن َ ّ‬ ‫ـاء وجـ ِهي َّ‬ ‫ـاء مـع م ِ‬ ‫ِ‬
‫ال تتعـا َمـ ْل بالجف َ َ‬
‫َ‬
‫ُد َّر َع َدن(‪)4‬؛‬
‫الم‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َّالذي لم يست ِم ِع َّ‬ ‫ِ‬
‫غم َزتك‪َ ،‬مـن ال يـؤثّـ ُر بـه الكـ ُ‬
‫صري َع ْ‬ ‫صار َ‬ ‫َ‬ ‫صيح َة‬
‫الن َ‬ ‫حاف ُ‬
‫السـيـف‪.‬‬
‫جـزاؤهُ َّ‬
‫ـــــــــ‬
‫السو َاد‬
‫تهب َّ‬ ‫َّ‬ ‫أشُّد سواداً ِم َن الّل ِ‬
‫فيرِة في الّليل يعني َّأنها َ‬ ‫كاي ُة ِم َن ال َّ‬ ‫ِّ‬
‫هي التي ُ‬ ‫يل‪ ،‬بل‬ ‫ض َ‬ ‫الش َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫احزني على قلبي َّالذي ّ‬
‫يتذك ُر‬ ‫فس ِج ويفو ُح األريج‪ ،‬و ُ‬ ‫البَن َ‬
‫سيم َزْه َر َ‬
‫الن ُ‬
‫يهز ّ‬ ‫حين ُّ‬ ‫يل!؛‬ ‫لّل ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫الشو ِق لِد ِ‬
‫يار الحبيب؛‬ ‫من ّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫تترُك ُه وترَح ُل َ‬
‫فارَقه؛ روحي ال تخد ُم بدني‪ ،‬أي ُ‬ ‫الحبيب الذي َ‬
‫(‪)3‬‬
‫َ‬
‫اله ْجر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫البكاء في َ‬ ‫من ُ‬
‫يسيل على وجهي َ‬ ‫الدمع الذي‬ ‫ماء الجفاء‪ّ :‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫غزل‪193‬‬

‫ِ‬ ‫ِم ْـن َن َ ِ‬


‫ظـرنا فـي وجـه معشوقنا‪ ،‬الجـاهلو َن حيـارى‪ ،‬أنـا كمـا َ‬
‫أظه ْـر ُت‪ ،‬وأخـي اًر‬
‫سيعلمـون؛‬
‫ركز دائـ ِرة الوجـود‪ ،‬لـ َّ ِ‬
‫أنفـسهم نقـط َة مـ ِ‬
‫اهم حيـارى‬ ‫كن الع ْشـ َق يـر ُ‬ ‫العـاقلو َن يـرو َن ُ َ ُ‬
‫ضـائعيـ َن في الـ َّدائرة؛‬

‫‪212‬‬
‫ان لـوج ِهه‬ ‫الشمـ ُس مرآتـ ِ‬ ‫ًّ لِجـلوِة وجـ ِهه‪ ،‬القمـر و َّ‬ ‫عيـني ليـست وحـ َدها محـال‬
‫ُ‬
‫أيـضاً(‪)1‬؛‬
‫َعَق َـد هللا عهـ َدنا مع شفـ ِة ِعـ ِ‬
‫ذاب الثُّغـور‪َّ ،‬أنـا جميـعاً عبيـٌد لهـم و َّأنهـم مـو ٍ‬
‫ال لنـا(‪)2‬؛‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫منـا هـذه الخـرَق َة‬ ‫إن لم يرت ِهـنوا َّ‬ ‫ِ‬ ‫نحـ ُن مفلسـو َن وبنـا هوى الخمـ ِر والمطـ ِ‬
‫رب‪ ،‬آه ْ‬ ‫ُ‬
‫الصـوف؛‬ ‫من ُّ‬ ‫َ‬
‫ظ ِـر في تلـ َك المـرِآة‬ ‫الن َ‬‫ـاب َّ‬ ‫ِ‬
‫س في الّلـيل لألعمـى ال يكـو ُن‪ ،‬وأصح ُ‬
‫وصل َّ‬
‫الشمـ ِ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫حيـارى؛‬
‫اوى كـاذب ًة‪ِ ،‬م ْن ذلِ َك صـ َار‬ ‫ِ‬ ‫الع ْشـ ِق مع ِّ ِ‬ ‫دعـاوى ِ‬
‫من المعشـوق يـا لهـا دعـ ً‬ ‫الشكـاية َ‬ ‫َ‬
‫ين لل ِهجـران؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المـَّدعو َن للعشـ ِق ُمستحـّق َ‬
‫ُ‬
‫يكـ ْن‬
‫وذاك ما لم ُ‬ ‫ِ‬
‫وداء تُعـّل ُمـني الفـ َّن ألصيـ َر سكـراناً ومستـو اًر‪،‬‬
‫َ‬ ‫السـ ُ‬
‫عسـى عيـُن َك ّ‬
‫ص أبـداً(‪)3‬؛‬‫لشخـ ٍ‬ ‫َ‬
‫وه َر‬
‫ان جـ َ‬ ‫العقـ ُل والـ ُّرو ُح ينثُـر ِ‬
‫اح‪َ ،‬‬ ‫إذا َحمـَل ِت ِّ‬
‫الريـ ُح عبيـ َر َك إلـى ُمتََنـ َّزِه األرو ِ‬ ‫َ‬
‫( ‪)4‬‬
‫الوجـود ؛‬
‫ان يفـ ُّر من قـارئي الُقـرآن(‪)5‬؛‬ ‫اهد إذا لم يفـهم س ْكـر حـ ِافظ‪ ،‬مـا يكون؟‪َّ ،‬‬
‫الشيطـ ُ‬ ‫الـ َّز ُ‬
‫َْ ُ َ‬
‫اآلن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ان بتفكيـرنا فلـن يرتهنـوا ّ ِ‬ ‫ـان المغـ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصـوف بعـ َد َ‬ ‫منا خـرَق َة ّ‬ ‫إذا ما َعلـ َم فتي ُ‬
‫ــــــ‬
‫وجه معشوقي أيضاً؛ (‪)2‬قال َرَجب البرسي‪:‬‬ ‫ان إلى ِ‬ ‫ظر ِ‬
‫جمال‪ ،‬ين ُ‬‫ٍ‬ ‫وهما آيتا‬ ‫(‪)1‬الَقم ُر و َّ‬
‫مس‪ُ ،‬‬ ‫الش ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الس ُتر ال‬‫الس ْك ُر و ّ‬ ‫لهـم عب ُـد؛‬ ‫األهل ّإال َّأن ُـهم لـي أهـلـةٌ سوى َّأنـ ُهم قصدي و ّأنـي ُ‬ ‫ُه ُـم‬
‫(‪)3‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫وتسك ُن‬ ‫ومستورةٌ(سكرى‬ ‫مخمورةٌ‬ ‫فإنها‬ ‫ك َّ‬ ‫ِ‬ ‫يجتمعان لِ َش ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عين َ‬
‫ض َح‪ ،‬خال َ‬ ‫فك ُّل َم ْن َسك َر افتَ َ‬
‫خص‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ك تخلت عن ُمْلك العاَل ِم‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مستورًة في كهف ُم ِ‬
‫عبير َ‬ ‫جرَدةُ‬ ‫الم َّ‬
‫اح ُ‬ ‫شمت ااألرو ُ‬ ‫نعزل)؛ إذا َّ‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يفر من قارئي القرآن‪.‬‬ ‫يطان ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫المادي؛ َّ‬
‫ك الش ُ‬ ‫يضرهُ‪ ،‬وكذل َ‬
‫ظ ال ُّ‬ ‫الزاه ُد الذي ينف ُر من حاف َ‬ ‫)‬‫‪5‬‬‫(‬

‫غزل‪194‬‬

‫‪213‬‬
‫الغ ِّم يرفعو َن‪ ،‬إذ يجلسون‪،‬‬
‫بار َ‬
‫الياسمين ُغ َ‬
‫َ‬ ‫ط ُر‬‫َم ْن ل ُه ْم ِع ْ‬
‫المالئك ِة قرار الَقْل ِب يسلبون‪ ،‬إذ ي ِ‬
‫خاصمون؛‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ومن ل ُه ْم وجوهُ‬
‫حين يربطو َن‪ ،‬ال ُيطلِقون‪،‬‬ ‫ِ‬
‫القلوب إلى َسرِج الجفاء َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اح يشتّتون؛‬
‫حين يفتحو َن‪ ،‬األرو َ‬ ‫الع ْن َب ِر َ‬
‫وضفائر َ‬
‫َ‬
‫س في ُع ُم ٍر َم َعنا يجلسون‪ ،‬يقومو َن‪،‬‬ ‫ِم ْن َب ْعِد َنَف ٍ‬
‫ِ‬
‫حين يقومو َن‪ ،‬يزرعو َن؛‬‫الشو ِق في الخاط ِر َ‬ ‫وشجرَة َّ‬
‫َ ََ‬
‫الزوايا ُد َّاًر يجعلو َن‪ ،‬إذ ينظرون‪،‬‬ ‫الجالسين في َّ‬ ‫َ‬ ‫دمع‬
‫َ‬
‫الس َح ِر ال يرفعو َن‪ ،‬لو يعلمون ؛‬
‫(‪)1‬‬
‫طف عن قائمي َّ‬ ‫ِ‬ ‫الع ْ‬
‫وج َه َ‬
‫ْ‬
‫اني يمطرو َن‪ ،‬إ ْذ يضحكون‪،‬‬ ‫الرَّم َّ‬ ‫ِم ْن عيني الل ْع َل ُّ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫الخفي يقرؤون‪ ،‬إذ ينظرو َن؛‬ ‫ِ‬
‫الس َّر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫م ْن وجه َي ّ‬
‫شخص َسهالً‪،‬‬ ‫ظَّن ُه‬
‫العاش ِق َ‬‫دواء أَل ِم ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫عملو َن‪ ،‬يمرضون؛‬ ‫الف ْكر ي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بتدبير ُمداواته َ ُ‬ ‫َم ْن‬
‫المرَاد ي ْجنون‪،‬‬ ‫ِ َّ‬
‫نصور على األعواد ُيعلقو َن‪ُ ،‬‬ ‫َم ْن َك َم َ‬
‫يطردون(‪)2‬؛‬‫ظ ُيدعو َن‪ُ ،‬‬
‫األعتاب ِ‬
‫كحاف َ‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه‬
‫ومن إلى ِ‬
‫َْ‬
‫عرضون‪،‬‬ ‫عرضو َن‪ُ ،‬ي ِ‬ ‫فقرُهم َي ِ‬ ‫هذه الح ْ ِ‬ ‫عن مشتاقين في ِ‬
‫ض َرة َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫الج يبحثو َن‪ ،‬مرضى يظلُّون‪.‬‬ ‫الع ِ‬‫عن ِ‬ ‫م ْن يظلُّو َن لهذا األَل ِم ِ‬
‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫الحالج‬
‫ستجاب؛ منصور‪ّ :‬‬ ‫ِ‬
‫باألسحار ُم‬ ‫القائمين‬ ‫عاء‬ ‫(‪)1‬لو يعلمو َن َّ‬
‫أن ُد َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬

‫غزل‪195‬‬

‫ِ‬ ‫وك‪ ،‬وأهـل الخـر ِ‬


‫اب من خمـ ِر عقيـق َ‬
‫ك‬ ‫ُ‬ ‫س عيـِن َك َّ‬
‫السـكرى ال ُملـ ُ‬ ‫ان نـ ِ‬
‫رج ِ‬ ‫غلمـ ُ‬
‫ِ‬
‫ال ُمفيقـون؛‬

‫‪214‬‬
‫الصبـا‪ ،‬ووشـى بي مـاء عيـني‪ ،‬وا َّال فالعـ ِ‬
‫كالهمـا‬
‫ُ‬ ‫اش ُق والمعشـو ُق‬
‫ُ‬ ‫ـك َّ‬ ‫َو َش ْـت ِب َ‬
‫يكتُم ِ ِ‬
‫الس َّـر(‪)1‬؛‬
‫ـان ّ‬
‫المصـابيـن؛‬ ‫ٍ ِ ٍ‬
‫ظ ْر عـن يميـن وشمـال‪ ،‬مـا أكـثَ َر ُ‬ ‫تمـ ُّر ِمـن تحـ ِت ضفيـ َرتَيـك‪ ،‬اُنـ ُ‬ ‫حيـ َن ُ‬
‫ط ِر ُب بال قـرٍار من تطـ ُاو ِل‬ ‫ظـ ْر إليـ ِه يضـ َ‬ ‫الب َنفـ َس ِج‪ ،‬وان ُ‬ ‫ِ‬
‫كالصبـا فـي حقـل َ‬ ‫َّ‬ ‫ُمـ َّر‬
‫فـرِعك؛‬
‫ام ِة مـ َن‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫ذه ْب‪ ،‬أهـ ُل الذنـوب ُهم ُمستحّقـو الكـر َ‬ ‫ف لتَـ َ‬ ‫ـب لنـا‪ُّ ،‬أيـها العـ ِار ُ‬‫الجنـ ُة نصي ٌ‬ ‫َّ‬
‫هللا؛‬
‫باآلالف ِمـن حـولِك من‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ ،‬عن ِ‬
‫ـادُل َك‬ ‫ـك العـ ِار ِ‬ ‫لسـت وحدي َّالـذي أتغـ َّزل ِب ِ ِ‬
‫ـورد ذل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ف؛‬ ‫طـر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُكـ ّل َ َ‬
‫اق ُركبـان؛‬ ‫اجـالً أسيـ ُر و ِّ‬‫الخطـوِة ُخـ ْذ بيـدي‪ ،‬أنـا ر ِ‬ ‫ِ‬
‫الرفـ ُ‬ ‫ضـ ُر يـا ُمبـ َار َك ُ َ‬ ‫يـا خ ْ‬
‫وم َع ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصـ َ‬
‫ذه ْب إلى َّ‬ ‫انياً‪ ،‬ال تـ َ‬ ‫اجعـ ْل لـو َن وجـه َك أ ُ‬
‫ُرجـو ّ‬ ‫الخمـ َارة و َ‬
‫ّ‬ ‫ذهـ ْب إلى‬ ‫ا َ‬
‫ـود األعمال؛‬ ‫فأهـُلها س ُ‬
‫تمسكـو َن بإزِار َك ُهـ ُم األحـرار‪.‬‬ ‫الم ّ‬
‫ـال‪ُ ،‬‬‫ور ُمح ٌ‬ ‫ظ من فرِعـ َك المضفـ ِ‬ ‫خالص حـ ِاف َ‬ ‫ُ‬
‫ــــــ‬
‫الصبـا‪ ،‬وأذاع ِسـرِي مـاء عيـني ولوالهمـا ظ َّـل ِس ُّـر الع ِ‬
‫ـاش ِق والمعشـو ِق‬ ‫ك َّ‬ ‫(‪)1‬أذاع ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ـت س َّـر َ‬ ‫َ‬
‫مستـو اًر‪.‬‬

‫غزل‪196‬‬

‫ـي نظـ َرًة ِم ْن‬ ‫ظـ ِر إكسـي اًر‪ ،‬ليـتَ ُهم ين ُ‬


‫ظـرو َن إل َّ‬ ‫اب َّ‬
‫بالنـ َ‬ ‫َّ‬
‫ئك الذيـ َن ُيحيـلو َن التُّـر َ‬
‫أولـ َ‬
‫العيـن؛‬ ‫ِ‬
‫زاويـة َ‬
‫اء المـدعيـن خيـر‪ ،‬رَّبمـا من خـزان ِة الغيـ ِب ي ِ‬
‫رسلـو َن‬ ‫عن األطبـ ِ‬ ‫إخفـاء أَلمـي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ُ‬
‫دوائي؛‬

‫‪215‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كايـ ًة من‬
‫ينسـ ُج ح َ‬ ‫ـاب عـن الوجـه‪ ،‬فلمـاذا ُكـ ُّل شخـص ُ‬ ‫المعشـو ُق ال يـرَف ُع ّ‬
‫النق َ‬
‫تصـ ُّوِره؛‬
‫وك َـل األم ُـر‬ ‫ـض ِل ْ‬
‫أن ُي َ‬ ‫ِ‬ ‫بالس ْكـ ِر وال ُّ‬
‫بالزْهـد‪ ،‬فم َـن األف َ‬ ‫أن ُح ْسـ َن العـ ِاق َب ِة ليـ َس ُّ‬ ‫وبما َّ‬
‫لِلعنـاي ِة ِ‬
‫(م َن هللاِ)؛‬ ‫َ‬
‫مع العـ ِارفين‬ ‫اء ِ‬
‫الع ْشـ ِق‪ ،‬معـامَل ُة أهـ ِل َّ‬ ‫تكن دون معـ ِرَف ٍة ففي بـازِار عطـ ِ‬
‫ظ ِر َ‬ ‫النـ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ال ُ ْ َ‬
‫لهم؛‬‫اؤهم ُ‬ ‫وعطـ ُ‬
‫ـاب مـا‬ ‫الحجاب‪ ،‬زمـان يسـُق ُ ِ‬ ‫الفتَن اّلتي تجـري اآلن تحت ِ‬ ‫مـا أكثَر ِ‬
‫ط الحج ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يفعلـون؟؛‬ ‫س َ‬
‫ـب‪ ،‬أهـل الُقل ِ‬
‫ـوب‬ ‫إذا بكى الحجـر من هذا الحديـ ِث ال تعـجب‪ ،‬حكـاي ُة الَقل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َُ‬
‫أداء جميـل؛‬ ‫يروونهـا ِب ٍ‬
‫عن األغيـ ِار خيـر ِمن طـ ٍ‬ ‫إن ِمئـ َة عيـ ٍب فـي ِحجـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫تؤدى‬ ‫اعة ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫اب ِ‬ ‫الخمـ َر‪َّ ،‬‬ ‫ا ْشـ َر ِب َ‬
‫اء؛‬ ‫ِ‬
‫نفـاقاً وريـ ً‬
‫أن ُيمـ ِّزَق ُه إخـوتُ ُه الغيـارى؛‬ ‫َّ‬
‫اف ْ‬‫ف‪ ،‬أخـ ُ‬ ‫يوس َ‬
‫ـوجُد منـ ُه ريـ ُح ُ‬ ‫ص الـذي ت َ‬ ‫القميـ ُ‬
‫عاء لك؛‬ ‫الد ِ‬ ‫أوقاتها في ُّ‬ ‫رف ِ‬ ‫ور ِبص ِ‬ ‫الحضـ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫مرةُ ُ‬ ‫تقوم ُز َ‬
‫ُم َّر في حمى الحـان ل َ‬
‫نعمـو َن يفعلـو َن الخيـ َر‬ ‫ضيـاَفِت ِه فـي ِخفـي ٍة عـن حسـادي‪ ،‬الم ِ‬ ‫َّإنـه يدعـوني إلـى ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َْ ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِخفـ َي ًة ِألجـ ِل ِرضا هللا؛‬
‫فات َّ‬
‫للش َّحاذ‪.‬‬ ‫االلت ِ‬‫يسـ اًر لنا‪ ،‬الملـوك قليـلو ِ‬ ‫ليس ُم َّ‬ ‫ظ‪ ،‬دوام الو ِ‬ ‫حِ‬
‫ُ ُ‬ ‫صـل َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ـاف ُ‬
‫غزل‪197‬‬

‫دع فـي إيمـ ِ‬ ‫في ِ‬


‫حدثـو َن ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫صـ َ‬ ‫العطـ ُ‬ ‫أهـ ُل الجمـال إذ ُيبـدو َن لنا ُك َّل هذا ُ‬
‫الحـ ّب و َ‬
‫ُّ‬
‫الزّهـاد؛‬
‫س جـعَله ذوو الوجـوِه كالـوروِد في ِو ِ‬ ‫ذاك ال ُغصـ ُن ِم َن الَّن ِ‬
‫عاء‬ ‫َ‬ ‫ـرج ِ َ َ ُ‬ ‫أينما تفتَّ َـح َ‬
‫َ‬
‫س ِم ْن عيـوِنهم؛‬ ‫الَّن ِ‬
‫ـرج ِ‬

‫‪216‬‬
‫ك‬
‫امتَ َ‬ ‫الشبيـ ِه بالسـ ِ‬‫طـ ِع الحديـ َث عن قـ ِّد َك ّ‬
‫قبل أن يقطعـوا قـ َ‬ ‫رو َ‬ ‫ّ‬ ‫اب اق َ‬‫أي شـ ُّ‬ ‫ْ‬
‫القويـ َم َة ويج َـعلوا ِمـنها عصـاً معقـوَف ًة؛‬
‫ِِ‬
‫يك ْن؛‬
‫تأم ُـر مهما ُ‬‫لهم علـى رؤوسهم‪ُ ،‬ه ْم يفعلـو َن ما ُ‬ ‫اق ال ُحكـ َم ُ‬ ‫الع ّشـ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪ ،‬ع ْن َـد َعيني أق ُّـل م َن قط ٍرة؛‬‫طوفـ ِ‬ ‫الحكايـا اّلتـي يروونها ِ‬
‫عن ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هذه َ‬
‫ـرش تصِّف ُق؛‬
‫ول الع ِ‬ ‫دس ِم ْن ح ِ‬ ‫اع‪ ،‬مالئك ُة الُقـ ِ‬ ‫للسمـ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ف ّ‬ ‫حين يقـ ُ‬
‫حبيـُبنا َ‬
‫ان‪ ،‬هـكـذا‪ ،‬أيـ َن يكـون؟؛‬ ‫ظلـم اإلنسـ ِ‬ ‫َّ‬
‫ان عيني ُمَلطـ ٌخ بالـّد ّم‪ُ ُ ،‬‬ ‫إنسـ ُ‬
‫ِ‬ ‫اللحـن الجميـل بالغ َّ ِ‬ ‫َّ‬
‫الجمي َـل فـي‬
‫ش َ‬ ‫السـ ِّر يعيشـو َن العيـ َ‬‫صـة يـا قلـ ُب‪ ،‬أهـ ُل ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫اع ِـز ْف ْ َ‬
‫بوتَق ِة الهجـران؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع آه منتَ ِ‬
‫كالص ْبح‪.‬‬
‫ضيء ُّ‬ ‫ُ‬ ‫صف الّليـ ِل يا حافظ‪ ،‬حتَّى يجعلوا مرآتَ َ‬
‫ـك تُ‬ ‫ال تََد ْ َ ُ َ‬

‫غزل‪198‬‬

‫ال‪ :‬علـى عيني‪ ،‬سيفعـ ِ‬


‫الن ُكـ َّل ما‬ ‫المـراد‪ ،‬قـ َ‬
‫وشفتُـ َك متـى ُيعطيـاني ُ‬ ‫قلـ ُت‪ :‬ثغـ ُر َك َ‬
‫تطـُلب؛‬
‫هذ ِه المعـ ِ‬
‫ُقلـت‪َ :‬شَفتُـك تطُلـب منـي ِخـراج ِمصـر‪ ،‬قـال‪ :‬فـي ِ‬
‫امَلة ِر ُ‬
‫بحهـا قلي ٌـل؛‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال‪ :‬هـِذ ِه ِحكـاي ٌة‬ ‫وصل إلـى نقـ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫طة ثغـ ِر َك الموهـومة‪ ،‬قـ َ‬ ‫ُ‬ ‫يق المـ ُ‬ ‫ُقلـ ُت‪ :‬ما الطـر ُ‬
‫ائق األسـرار؛‬ ‫طوها للعالِميـ َن بدقـ ِ‬‫أع َ‬
‫الد ِ‬
‫الع ْشـ ِق يفعلـو َن‬ ‫الصمـِد‪ ،‬قـال‪ :‬فـي بـ ِ‬ ‫تكـن عـاِب َد َّ‬
‫َ‬ ‫مع َّ َ‬ ‫اقع ْـد َ‬
‫الصـ َن ِم و ُ‬ ‫ُقلـ ُت‪ :‬ال ُ‬
‫هـذا ويفعلـو َن ذاك(‪)1‬؛‬
‫سعـدي َـن للقلـب؛‬‫ان يذهـب ِبغـ ِم القلـ ِب‪ ،‬قـال‪ :‬مـا أحسـن أولئـك الم ِ‬ ‫ُقلـ ُت‪ :‬هـوى الحـ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َُ ّ‬
‫ال‪َّ :‬إن ُهـم يعملـو َن هذا‬ ‫ِ‬ ‫ُقلـ ُت‪َّ َّ :‬‬
‫ذهـب‪ ،‬قـ َ‬‫الم َ‬
‫اب والخـرَق َة ليسـا من ُرسـو ِم َ‬ ‫إن الشـر َ‬
‫مذهـ ِب شيـ ِخ المغـان؛‬
‫الع َمـ َل فـي َ‬
‫َ‬

‫‪217‬‬
‫الشيـخ‪ ،‬قـال‪ :‬بُقبـَل ٍة عـذب ٍة و ِ‬
‫احـ َد ٍة‬ ‫ـف عسـ ِل اليـ ِ‬
‫اقوت مـا يستفيـُد ّ‬ ‫ُقلـت‪ِ :‬من رْش ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫دون ُه شـ ّاباً؛‬
‫ُيعيـ َ‬
‫ِ‬
‫المشتَـري والَق َمـر(‪)2‬؛‬ ‫ال‪ :‬زمـ َ ِن‬
‫ان يقتَـرُ ُ‬ ‫السـِّيـُد متـى َ‬
‫يذهـ ُب للقـران‪ ،‬قـ َ‬ ‫ُقلـ ُت‪َّ :‬‬
‫اء تدعـو ِب ِـه مالئـك ُة سبـ ِع‬ ‫ُّ‬
‫ال‪ :‬هـذا الدعـ ُ‬
‫ِ‬ ‫الدعـ ِ ِ ِ‬
‫اء لدوَلتـه ِوْرُد حـافظ‪ ،‬قـ َ‬‫ُ‬
‫ُقلـ ُت‪ُّ :‬‬
‫سمـوات‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫الم ِّ‬
‫تنزلةُ‬ ‫الص ِ‬ ‫بالصنم إلى مظهر المعبود في العالم الموجود وهو نسخ ُة ِ‬
‫اإللهية ُ‬ ‫فات‬ ‫يرمز َّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫سر سنا الهوِت ِه الثَّ ِاق ِب‬ ‫َّ‬ ‫أظهر ناسوتَ ُه‬
‫َ‬ ‫سبحان من‬
‫َ‬ ‫وقيل شع اًر‪:‬‬ ‫ِ َّ‬ ‫في َّ ِ‬
‫النشأة الخلقيَّة الظاهرة َ‬
‫تفع‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫أهل الجذب من العارفين تر ُ‬ ‫حتّى غدا في خلقه ظاه اًر في صورة اآلكل والشارب و ُ‬
‫ِ‬
‫المنسوب‬ ‫عر‬ ‫بأبصار قلوبِ ِهم‪ ،‬ومن ِّ‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويشاهدون جماَل ُه‬
‫ُ‬ ‫الحق‬
‫ُّ‬ ‫لهم‬
‫الح ُجب ويتجّلى ُ‬
‫دونهم ُ‬
‫يعبد‬ ‫قدس لو أبوح ِ‬ ‫جوهر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لِإلما ِم زين العابدين عليه َّ‬
‫ممن ُ‬ ‫لقيل لي أنت َّ‬ ‫َ‬ ‫به‬ ‫ُ‬ ‫الم ‪ :‬يا ُر َّب‬ ‫الس ُ‬
‫ِ‬
‫ممدوحه‪.‬‬ ‫موع ِد ِ‬
‫زفاف‬ ‫يسأل عن ِ‬ ‫الوثن؛ (‪)2‬قالوا في هذا ِ‬
‫البيت‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫غزل‪199‬‬

‫المنـ َب ِر‪ ،‬لِمـاذا حي َـن يذهبـو َن في خلـوٍة‬ ‫ِ‬


‫الواعظـو َن اّلذيـ َن ُ‬
‫لهـم َجـلوةٌ في المحـراب و َ‬
‫يعملـو َن َع َمـالً َ‬
‫آخـ َر؛‬
‫وب ِة‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال عـال ِم المجلس‪ :‬لمـاذا الذيـ َن يأمـرو َن بالتَّـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُمشـك ٌل‪ ،‬أع ْـد سـؤ َ‬
‫عنـد ْي سؤ ٌ‬
‫ِ ِ‬
‫قليـالً مـا يتوبـون؛‬
‫الد َغـ ِل في ُشغـ ِل‬ ‫كأن ُهم ال يؤمنـو َن بيـو ِم الجـزِاء إ ْذ يقومـو َن ُ‬
‫بكـ ِّل هذا التَّ ِ‬
‫ـزوير و َّ‬ ‫َّ‬
‫ـاك ِم الع ِ‬
‫ـادل؛‬ ‫الح ِ‬
‫اجعـ ْل ِم ِطَّيـ ُه ْم حميـ َرُهم‪َّ ،‬إن ُهـم َّ‬
‫يتكبـرو َن بمـا‬ ‫الء المحـدثو ِ ِ‬ ‫هـؤ ِ‬ ‫ِ‬
‫الن ْعـ َمة َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫رب‬
‫يا ّ‬
‫ومطيـ ٍة سريـ َع ٍة؛‬
‫َّ‬ ‫ِمن غـال ٍم تـ ٍ‬
‫ركي‬ ‫يملكـو َن‬
‫ْ ُ ُ ّ‬

‫‪218‬‬
‫ان يعطـون مـاء يهـب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغنـى‬ ‫َ ً َُ‬ ‫ائل بـاب الخانقـاه ُقـ ْم‪ ،‬ففي بـاب َديـ ِر المغـ ِ ُ‬ ‫أي َسـ َ‬
‫للقلـوب؛‬
‫بالع ْشـ ِق ِم َن‬
‫اق‪ ،‬هنـاك ُزمـرةٌ أُخـرى ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ُحسـُن ُه َّالـذي ال ِنهـ َاي َة لـ ُه‪ ،‬مهمـا َقتَـ َل ِم َن ُع َّشـ ٍ‬
‫الغيـ ِب ترَفـ ُع الـ َّرأس؛‬
‫َ‬
‫اخ ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫علـى بـ ِ‬
‫صـر ٌ‬ ‫ناك تُ َخ َّمـ ُر؛ ُ‬
‫ك‪ ،‬فطيـ َن ُة َآد َم ُه َ‬ ‫سبـ ْح‪ ،‬أي َمَل ُ‬ ‫اب حـ َانة الع ْشـ ِق ِّ‬
‫ردد ِشعـر ِ‬ ‫الئك َة الُقـد ِ ِ‬ ‫العـ ْر ِ‬
‫حافظ‪.‬‬ ‫س تُـ ّ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫كأن مـ َ‬ ‫العْقـ ُل‪َّ :‬‬ ‫قال َ‬‫الف ْجـ ِر‪َ ،‬‬
‫ش يأتـي َم َع َ‬ ‫َ‬

‫غزل‪200‬‬

‫ود مـا ُه َو التَّقريـ ُر؟‪ِ ،‬اشـ َر ِب الـخـمـ َر ِسـ ّاًر أو ينـاَلـ َك‬ ‫اب والعـ ِ‬
‫ُ‬
‫أتـدري ِمـ َن الربـ ِ‬
‫ّ‬
‫التَّعزيـ ُر؛‬
‫ـب في الفتـى يقولـو َن‪،‬‬ ‫اموس ِ‬‫ـك بنـ ِ‬
‫الع ّشـاق يذهبو َن‪ ،‬و َ‬
‫العي َ‬ ‫ورون ِق ُ‬ ‫َ‬ ‫الع ْش ِق‬ ‫أولئ َ‬
‫يعصون(‪)1‬؛‬ ‫َّ‬
‫والشيـخ ُ‬
‫ف أسود‪ ،‬وب ِ‬
‫ـاطالً يظـُّنـو َن َّأنـ ُه ُـم اإلكسيـ َر‬ ‫لـم يحصلـوا علـى غي ِـر نـق ٍـد زائـ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫يصنعـون؛‬
‫ـاي ٌة ُمش ِـكـَل ٌة هـذا َّالـذي ُيـق ِّـررون؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قـالوا ال تـُقـل َرمـ َز العـ ْشـ ِق وال تسـ َم ْعـ ُه‪ ،‬حـك َ‬
‫جاب ماذا‬ ‫داع‪ ،‬وال ِعْلـم لنـا بمن هم في ِ‬
‫الح ِ‬ ‫ئة ِخ ٍ‬ ‫اب مغـرور بمـا ِ‬ ‫أنـا خـ ِارج ِ‬
‫الحجـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫دبرون؟؛‬ ‫ُي ِّ‬
‫الشي ِخ‬‫مع ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بتشويش ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫السـالكيـ َن َ‬
‫ظـ ْر لهـؤالء ّ‬ ‫شيخ المغان‪ ،‬ان ُ‬
‫وقت ِ‬ ‫تسببـوا‬
‫مـن جديـد ّ‬
‫ما يفعلون؛‬
‫امـَل ِة‬
‫المعـ َ‬
‫ِ‬
‫اء فـي هـذه ُ‬ ‫األحبـ ُ‬
‫ّ‬ ‫صف نظرٍة‪،‬‬ ‫تق ِـدر أن تشتري مئـ َة مْل ِك قْل ٍب ِبن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صـرون؛‬ ‫ِ‬
‫ُيقـ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫آخـرون(‪)2‬؛‬ ‫وم بالجّد والجهد إلـى وصل الحبيب‪ ،‬وأحـاَلـ ُه إلى التّقديـ ِر ق ٌ‬
‫ـوم َ‬ ‫سـ َار قـ ٌ‬

‫‪219‬‬
‫ِ‬ ‫في الجمَلـ ِة‪ ،‬ال تعتَ ِمـد علـى ثبـ ِ‬
‫وه ْـم فـيه دوماً ُي ِّ‬
‫غيـرون؛‬ ‫ات َّ‬
‫الدهر‪ ،‬فهـذا مشـ َغ ٌل ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫ظـ ْر َت جـِّيـداً‪ ،‬جميـعاً‬ ‫ظ والمفتي والم ِ‬
‫حتس ُب‪ ،‬إذا مـا َن َ‬ ‫اشر ِب‬
‫ُ‬ ‫يخ وحاف ُ ُ‬ ‫فالش ُ‬‫الخمر ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُيـ ِ‬
‫زورون‪.‬‬
‫ّ‬
‫ــــــ‬
‫ِ‬ ‫الشاربو َن جه اًر يوِهنو َن مذهب ِ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫المروءة‬ ‫الع َّشا ِق ُ‬
‫ويعيبو َن ذا‬ ‫برون ِق ُ‬
‫َ‬ ‫شق ويذهبو َن‬
‫الع ِ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫رب ِسّاًر‪،‬‬ ‫يخ َّالذي يأم ُر ُّ‬
‫بالش ِ‬ ‫ويعصو َن َّ‬
‫قوم‬ ‫عنهم في األبيات التَّ َ‬
‫الية؛‬ ‫الحديث ُ‬ ‫ويستمر‬ ‫الش َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫يص ُل َإال من‬‫قدير‪ ،‬فال ِ‬
‫وقوم قالوا بالتَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قالوا ال بَّد من ِ‬
‫الجد والجهد للوصول إلى المحبوب‪ٌ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫له التَّقدير بذلك‪.‬‬
‫سبق ُ‬‫َ‬

‫غزل‪201‬‬

‫اثنتان ال يفلِت من ِ‬
‫شباك ِهما‬ ‫ِ‬
‫أذكياء‬
‫ُ‬ ‫ِ ُ ُ‬ ‫مصي َد ِ‬
‫تان‬ ‫َ‬ ‫الجميل‬
‫ُ‬ ‫الساقي‬
‫صو ّ‬ ‫اب الخال ُ‬ ‫الشر ُ‬
‫ّ‬
‫العاَلم؛‬
‫َ‬
‫ألف َم َّرٍة ُشك اًر َّ‬
‫ألن‬ ‫عاش ٌق ِ‬ ‫رغم أني ِ‬
‫وصحيف ُة أعمالي سوداء‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ان‬‫بيد وسكر ٌ‬‫وعر ٌ‬ ‫َ ّ‬
‫ذنبون؛‬ ‫ِ‬
‫أحباء البلد ال ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫رجال‬ ‫ِ‬
‫السالكو َن ليسوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شيم َة ا َّلد ِ‬
‫َ‬ ‫الخمر‪ ،‬هؤالء ّ‬ ‫َ‬ ‫رويش وال َّسالك‪ ،‬هات‬ ‫اء لي َس ْ َ‬ ‫الجف ُ‬
‫لطريق؛‬‫ا َّ‬
‫وملوك بال تيجان؛‬ ‫ٌ‬ ‫القوم سالطي ٌن بال أح ِزَم ٍة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ال تَ َر َّ ِ ِ‬
‫شحا َذ الع ْشق حقي اًر‪ ،‬هؤالء ُ‬
‫حب ِة‬ ‫ِ‬
‫طاعة ال ُيساوي ن َ‬
‫صف َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ألف محصول َ‬
‫ِ ِ‬
‫يح االستغناء إذا َهَّب ْت‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫ُك ْن يقظاً فر ُ‬
‫شعير(‪)1‬؛‬
‫الخ َدم(‪)2‬؛‬
‫رب َ‬ ‫العبيد ويه َ‬
‫ُ‬ ‫منك‬
‫حبيـ َك مكسورًة فيف َّر َ‬‫كوك َب َة ُم ِّ‬
‫تجع ْل َ‬
‫ال َ‬
‫ثيابهم ُزر ٌق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنا ُغالم ِه َّم ِة ذلِ َك ّ ِ ِ‬
‫سود؛‬
‫وقلوب ُهم ٌ‬
‫ُ‬ ‫الشارب األَل ِم وحيد الّلون‪ ،‬ال قو ٍم ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫الملوك؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال تنُق ِل الَق َد َم إلى الخرابات ّإال ب َشر َ‬
‫ِ‬
‫األدب‪ ،‬داخلو بابها ُمحرمو َملك ُ‬ ‫ط َ‬

‫‪220‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ْش ِق عـ ٍ ِ‬
‫جناب ِ‬
‫له‬ ‫ال‪ ،‬ه َّمـ ًة يـا حـافظ‪ ،‬العاشقو َن ال يقبلو َن َ‬
‫بين ُه ْم َم ْن ال َه َّم َة ُ‬ ‫َ ُ‬
‫وال يفتحو َن له َّ‬
‫الطري َق‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ـــــ‬
‫ِ‬
‫بعين‬ ‫ظ ْر‬
‫ك‪ ،‬وال تن ُ‬ ‫ِ‬
‫تغف ْل عن ذل َ‬
‫الغني‪ ،‬فال َ‬ ‫لطاعِتنا‪ ،‬هو ّ‬ ‫َ‬ ‫حاج ٍة‬
‫ليس في َ‬ ‫بحان ُه َ‬
‫هللاُ ُس َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ‬ ‫فإنها َ ِ‬ ‫وع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ك ال تُساوي ن َ‬
‫صف‬ ‫عند ذل َ‬ ‫ك‪ ،‬فيستغني هللاُ عنها‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ك ِ َ‬
‫بادت َ‬ ‫طاعت َ‬ ‫اإلعجاب و ِّ‬
‫الرضا إلى َ‬
‫ِ‬
‫بتكليف ِه ْم ما ال ُيطاق‪.‬‬ ‫َّ ٍ‬
‫يك مكسورًة‬ ‫كوكَب َة ِّ‬
‫محب َ‬ ‫تجع ْل َ‬ ‫حبة من شعير؛ ال َ‬
‫(‪)2‬‬

‫غزل‪202‬‬

‫أمرنا الم َّ‬


‫عقد؛‬ ‫ويحلـوا ال ُعَقـ َد من ِ‬‫ات ُّ‬ ‫متى عسى أن يفتحوا لنا أبواب الحانـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أجل ّللاِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلب َك‪ ،‬إ َّن ُهم من ِ ّ‬ ‫النفس‪ ،‬قـ ِّو َ‬ ‫الزاهد عاِبد َّ‬ ‫قلب ّ‬ ‫إذا كانوا أغلقوا الباب على ِ‬
‫َ‬
‫يفتحونه؛‬
‫َ‬
‫اب َّالتي ُفِت َح ْت بمفتا ِح‬ ‫الصبوح‪ ،‬ما أكثَ َر األبو َ‬ ‫شاربي َّ‬ ‫السكارى ِ‬ ‫ِب ِ ِ‬
‫صفاء قلب ّ‬ ‫َ‬
‫الدعاء؛‬ ‫ُّ‬
‫الخ َّم ِار ُع ّرى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اكتب ِخطاب التَّ ِ ِ‬
‫جميل من أوالد َ‬ ‫يح َّل ُك ُّل‬
‫عزَية البنة الع َنب‪ ،‬ل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫جديَلت ِ‬
‫يه(‪)1‬؛‬ ‫َ‬
‫الد ِم ِم َن‬
‫الص ِاف َية‪ ،‬ليفتَ ِح الحريفو َن ُكُّل ُهم ُسُب َل َّ‬‫الخمرة ّ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بموت‬ ‫باب ِة‬
‫الر َ‬
‫ط ْع ضفيرَة َّ‬ ‫وق ِّ‬
‫األهداب؛‬
‫خان ِة التَّ ِ‬
‫زوير‬ ‫باب َ‬ ‫رب ال تقبل‪ ،‬يريدو َن فتح ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫مر‪ ،‬يا ّ‬ ‫الخ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب حانة َ‬ ‫أغلقوا ب َ‬
‫و ِّ‬
‫الرياء؛‬
‫الد َغ ِل ِمن‬ ‫ُّ‬
‫سيحلو َن زّن َار َّ‬ ‫الخرَق ُة َّالتي ُ‬ ‫هذ ِه ِ‬‫ظ ِ‬ ‫ِ‬
‫سوف ترى غداً‪َ ،‬‬
‫كيف‬ ‫َ‬ ‫تملكها‪،‬‬ ‫حاف ُ‬
‫ِ‬
‫تحتها‪.‬‬
‫ــــــ‬

‫‪221‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عرهُ في عزائها‬
‫ينش َر َش َ‬
‫صار ُشرَبها ممنوعاً‪ ،‬ل ُ‬
‫العنقود‪ ،‬فقد َ‬ ‫اكتُ ْب ِرساَل َة التَّعزَية َ‬
‫للخ ْم َرة ابنة ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫جميل ِمن أو ِ‬ ‫ُك ُّل َوَل ٍد‬


‫الخم ِار‪.‬‬
‫الد َّ‬ ‫ٍ ْ‬

‫غزل‪203‬‬

‫ان درسـنا ودعـاؤنا يهبـ ِ‬ ‫سنيـن ودفتـرنا كـان وقـفـاً عـلى َّ ِ‬


‫خمـ َارةَ‬
‫ان ال َّ‬ ‫الصهبـاء ‪ ،‬وكـ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الرونـ َق؛‬
‫كرِمـ ِه‬ ‫ان ين ُ ِ‬
‫ظـ ُر بعيـ ِن َ‬ ‫ؤوف كـ َ‬ ‫ان الـ َّر َ‬ ‫ولكـ َّن شيـ َخ الحـ ِ‬‫ونحـن سكـارى وسِيـئـون‪ِ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫كنـا نفعـ ُل ويـراهُ جميـالً؛‬ ‫كل ما ّ‬ ‫ِ‬
‫إلـى ّ‬
‫ـان ينـوي أذى قلـ ِب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الفـَل َك وك َ‬ ‫أيت َ‬ ‫بالخمـ ِر فقـد ر ُ‬ ‫فاغسـ ْل َدفتَـ َر علمنـا ُجمـَل ًة َ‬
‫العالِـم؛‬
‫ص‬ ‫بالح ْسـ ِن ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َش ْخـ ٌ‬ ‫ـارفاً يا َقـْل ُب‪ ،‬هـذا مـا قـ َ‬ ‫إن ُك ْنـ َت ُ‬ ‫ـك فاطـُل ْب م َن األصنـا ِم ْ‬ ‫تْل َ‬
‫ظـ ِر بصيـ اًر(‪)1‬؛‬ ‫ان فـي ِعْلـ ِم َّ‬
‫الن َ‬ ‫وكـ َ‬
‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ائرِة(‪)2‬؛‬
‫قي َـد الَق َـد ِم في ال َّـد َ‬ ‫دور في ُكـ ِّل اتّجـاه‪ ،‬لكَّن ُـه ك َ‬
‫ـان ُم َّ‬ ‫ان الَقْلـ ُب م ْث َـل بركـ ٍار يـ ُ‬ ‫كـ َ‬
‫اء كـانت رو ِاش َـح‬ ‫َّة وأهـداب الحكمـ ِ‬ ‫اللحـن ِمن أَلـ ِم المحـب ِ‬ ‫وكـان المط ِـرب يع ِـز َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ف َْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫للـَّد ّم؛‬
‫ان فـو ِق رأسي ِظـ ُّل سروتي‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫دو ِل وكـ َ‬ ‫طـ َرب مثـ َل وردة علـى ضفـة الجـ َ‬
‫تفتَّحـ ُت من َ ٍ‬
‫ْ‬
‫العـالية؛‬
‫ف ُخبـ ِث البسي‬ ‫كشـ ِ‬ ‫ص َة لِ ْ‬ ‫ورد لم ُيع ِـطني ُّ‬
‫الر ْخـ َ‬
‫شيـخي َّالذي وجنتـاه ِبلـو ِن الـ ِ‬
‫ُ‬
‫األزرق‪ ،‬ولو َف َعـ َل لكـ َ‬
‫( ‪)3‬‬
‫عنهـم حكـايـا ؛‬ ‫دي ُ‬ ‫ان عنـ َ‬
‫بك ِـل العي ِ‬
‫ـوب‬ ‫ِ‬
‫ـان عـالماً ُ ّ ُ‬ ‫اف ك َ‬ ‫الص َّـر َ‬
‫ألن َّ‬ ‫ص َـر ْف‪َّ ،‬‬ ‫َّ ِ‬
‫ظ المطلـ ُّي بالـذ َهب لم ُي ْ‬ ‫قلـ ُب حـ ِاف َ‬
‫الخفيـة‪.‬‬
‫َّ‬
‫ــــــ‬

‫‪222‬‬
‫يقدر على الخرو ِج ِم َن‬ ‫الش ِ‬
‫الصَنم‪ :‬المثال و َّ‬ ‫ِ‬
‫الحسن؛ ال ُ‬ ‫على ُ‬ ‫اه ُد‬ ‫تلك‪ :‬لطيف ُة الع ْشق‪ ،‬و َّ ُ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫جام الخمرِة الحمر ِاء‪ ،‬البسي األزرق‪:‬‬
‫الورد‪ُ :‬‬
‫يخ َّالذي وجنتاهُ بلو ِن‬
‫الش ُ‬ ‫الدائرة(دائرة ِ‬
‫الع ْشق)؛ (‪َّ )3‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الصوفيُّون‪.‬‬
‫ُّ‬

‫غزل‪204‬‬

‫ـاه اًر علـى‬ ‫ظـرت إلينـا‪ ،‬وبدا في ِـه رَقـم حِبـك ظ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُّ َ‬ ‫دام ذ ْكـ ُر الوقـت الـذي فيـه خفـ َي ًة َن َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫وجوِهنـا؛‬
‫اب تـقـتُـُلنـي‪ ،‬وشفتُـ َك َّالتـي لهـا‬ ‫دام ِذ ْكـر الوقـ ِت َّالـذي كـانت ِبـ ِه عيـنك ِ‬
‫بالعتـ ِ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ‬
‫السـ َّكـر؛‬
‫ات عيـسى تمضـ ُغ ُّ‬ ‫عجـز ُ‬ ‫م ِ‬
‫ُ‬
‫اض َر‬ ‫س‪ ،‬وال حـ ِ‬ ‫س األُْنـ ِ‬‫اب مجـِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫الصبـو ُح شـر َ‬ ‫ان فيـه َّ‬ ‫دام ذ ْكـ ُر الوقـت الـذي كـ َ‬ ‫َ‬
‫ان هللاُ معـنـا؛‬ ‫غيـر الحبيـ ِب وأنـا‪ ،‬وكـ َ‬
‫ان قلـبي‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وجهـ َك ُيشعـ ُل شـ ْم َع الطـ َر ِب وكـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ان فيـ ِه‬ ‫ِ َّ‬
‫دام ذ ْكـ ُر الوقـت الـذي كـ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫اشـ ًة ال تهـدأ؛‬ ‫ِ‬
‫المشـتعـ ُل فر َ‬ ‫ُ‬
‫ـاء وحـ َدها تُطـلِ ُق‬ ‫كان ِت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصهب ُ‬ ‫وقت َ‬ ‫األدب‪َ ،‬‬ ‫للخـُل ِق و َ‬ ‫دام ذ ْك ُـر وقـت ذلِ َك المح َـف ِل ُ‬ ‫َ‬
‫السكـارى؛‬ ‫ض ْح َـك َة َّ‬ ‫ُ‬
‫دور بيـن‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ك وكـانت حكـايا تـ ُ‬ ‫يضحـ ُ‬ ‫وت الـَقـ َد ِح فيـه ْ‬ ‫ان يـاقـ ُ‬ ‫دام ذ ْكـ ُر الوقـت الـذي كـ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يـاقـوت شفـاهـ َك وبيـني؛‬ ‫ِ‬
‫الل فـي‬ ‫ان الهـ ُ‬ ‫ظـ ْر ُت فيـ ِه إَل ْي ِـه يـعـق ُـد زَّنـا َرهُ َّ‬
‫للسـَفـ ِر وكـ َ‬ ‫دام ِذ ْكـ ُر الوْقـ ِت َّالـذي ن َ‬ ‫َ‬
‫ركـاِب ِه ُمسـ ِافـ اًر مـعـه ؛‬
‫(‪) 1‬‬

‫ممـا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬


‫وكـ ُّل شـيء ّ‬ ‫ان‪ُ ،‬‬ ‫دام ذ ْكـ ُر الوقـت الـذي ُكـ ْنـ ُت فيـه جلـ ْيـ َس الخـرابـات وسكـر َ‬ ‫َ‬
‫ان مـوجـوداً هـنـاك؛‬ ‫ود فـي مسـ ِجـدي كـ َ‬ ‫اآلن غيـر موجـ ٍ‬
‫هـو َ ُ‬
‫وهـ َ ٍرة‬ ‫الحـ َك وارشـ ِاد َك لِحـ ِافـظ ن ْ ِ‬ ‫دام ِذ ْكـر الـوقـ ِت َّالـذي تَـ َّم فـيـ ِه ِمـن إصـ ِ‬
‫ظـ ُم ُكـ ّل جـ َ‬ ‫َ ُ‬
‫وب ٍة٭ فـي ِعـْقـد‪.‬‬ ‫ِب ْكـ ٍر غيـ ِر مثـقـ َ‬

‫‪223‬‬
‫ـــــــ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رمز بالجوهرِة إلى‬ ‫كاب َف َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القصيدة‬ ‫البيت أو‬ ‫السَفر؛ ٭ي ُ‬
‫س َّ‬ ‫وقد َج َع َل م َن الهالل الجديد ِر َ‬
‫(‪)1‬‬

‫الشعر‪.‬‬ ‫من ِّ‬


‫َ‬

‫غزل‪205‬‬

‫غان‬ ‫ِ‬ ‫ما دام للخم ِر والحـ ِ ِ‬


‫الم ْ‬
‫ـرب َد ْرب َشيـ ِخ َ‬
‫أسنـا تُ ُ‬
‫رُ‬ ‫ورْس ٌم‬
‫ان ا ْس ٌم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مان‬ ‫آذاننـا وستبقى إلى ِ‬
‫آخ ِـر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِم ْن َأزٍل في‬ ‫َحْلَقـ ُة َش ْي ِخ المغ ِ‬
‫الز ْ‬
‫بدين ُك َّل َّ‬ ‫الز ِ‬ ‫ِ‬
‫مان‬
‫الز ْ‬ ‫المعر َ‬‫فسيغدو َمزَار ُ‬ ‫إن ُزْر َت قبري‬ ‫اجته ْد في ِّ َ‬
‫يارة ْ‬
‫بصران باشتيـاقي‬ ‫جاب ال تُ ِ‬
‫الح ِ‬ ‫للنْف ِ ِ‬
‫عني‪ ،‬فعينـي وعي ُـنك ِس َّـر ِ‬ ‫الز ِ‬
‫اهُد العاِبُد َّ‬‫أيُّها َّ‬
‫َ‬ ‫س ّ‬
‫مفتوحتان‬
‫ْ‬ ‫ـام ِة‬
‫ص ْـب ِح يو ِم القي َ‬
‫إلى ُ‬ ‫اي‬ ‫ِ‬
‫الحبيب في الّل ْحد عين َ‬ ‫َ‬

‫الخ ْم ِر ٌ‬
‫اسم‬ ‫بقي ِم َن َّ‬
‫الخم َارِة و َ‬ ‫َ‬
‫درب شي ِخ المغان‪ ،‬ما‬ ‫رؤوسنا ستبقى تُراباً على ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫نحن جميعاً على ما ُكَّنا‬ ‫األزل‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫المجوس في آذاننا من‬ ‫ِ‬ ‫شيخ‬
‫ورس ٌم؛ َحْلَق ُة ِ‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫تزور مزَار سكارى‬ ‫فأنت ُ‬‫بعد موِتنا ه َّم ًة َ‬ ‫قبرنا َ‬‫ائر ِ‬‫كذلك ما بقينا؛ يا ز َ‬ ‫َ‬ ‫وسنبقى‬
‫الح ِ‬ ‫فس ُّر هذا ِ‬ ‫س اذهب ِ‬ ‫اهُد عاِبُد َّ‬ ‫الز ِ‬
‫مخفي َع ْن‬
‫ٌّ‬ ‫جاب‬ ‫النْف ِ َ ْ‬ ‫العاَل ِم األحرار؛ أيُّها َّ‬
‫اليوم سكراناً‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫مخفياً؛ محبوبي التُّ ُّ ِ‬ ‫عيني ِ‬
‫ركي قات ُل العاشق َخ َرَج َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ظ ُّل‬
‫وعين َك‪ ،‬وسي َ‬
‫أس في الّل ْحِد‬ ‫ين؛ عيني ِمن لح َ ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َ‬
‫أض ُع َّ‬
‫ظة َ‬ ‫ْ‬ ‫سيجع ُل يجري م َن َ‬ ‫َ‬ ‫سنرى َد َم َم ْن‬
‫القيامة؛ إذا بقي بخت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم َن َّ‬
‫ظ‬
‫حاف َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ص ْب ِح يو ِم‬
‫إليك إلى ُ‬
‫ظ ُر َ‬ ‫إليك ستبقى تن ُ‬ ‫الشو ِق َ‬
‫ضفيرة المعشو ِق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فين إلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضعيف ِ‬
‫َ‬ ‫المخال َ‬
‫الم َدد هكذا‪ ،‬فستص ُل أيدي ُ‬ ‫َ َ َ‬

‫غزل‪206‬‬

‫‪224‬‬
‫ـث فـي‬ ‫ـان الـحـدي َ‬
‫طـُفـ َك ك َ‬ ‫للع َّشـ ْ‬
‫اق‪ ،‬وبـنـا ُلـ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ُك ْنـ َت شريـ َك ال ُغمـو ِم أكثَـ َر باألمـ ِ‬
‫اق؛‬ ‫اآلفـ ْ‬
‫ـحث في الـ ِعـ ْشـ ِق ِسـ َّاًر وتـروي ِ‬
‫عن‬ ‫الشفـ ِاه تب ُ‬
‫ذاب ِّ‬
‫وعـ ُ‬ ‫دام ِذ ْكـ ُر الليـالي اّلتـي َخَلـ ْت ِ‬
‫َ‬
‫الع َّشـ ْ‬
‫اق؛‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ـان علـى مـقـَلتَـ َّي م ْـن ح ِ‬ ‫اء الخضـرِاء و َّ ِ‬ ‫السمـ ِ‬
‫ـاج َـب ْـي َ‬ ‫ُ‬ ‫الزرقـاء ك َ‬ ‫اق َّ‬‫أن ُيرَف َع طـ ُ‬‫ْقب َل ْ‬
‫اق؛‬ ‫َّ‬
‫الطـ ْ‬
‫ـك الـعـه ِـد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال إلى آخـ ِر لي ِـل اآلبـاد ُمقـ ْي ٌـم على ذل َ‬ ‫س صبـ ِح اآلز ِ‬ ‫ِ‬
‫وأنـا مـ ْن تََنُّفـ ِ ُ ْ‬
‫اق؛‬
‫والميـثـ ْ‬
‫ان بحـثُنـا فـي جمـ ِ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ان في المـ ْجـلِ ِ‬ ‫يسُلب حسـن ِ‬
‫الحسـ ِ‬
‫ين وا ْن كـ َ‬ ‫الد َ‬
‫العـْقـ َل و ّ‬
‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ ُ‬
‫الق؛‬
‫اع واألخـ ْ‬ ‫طبـ ِ‬‫ال ِّ‬
‫ط َعـ ْت س ْبحتـي وَلـم أجم ِـع‪ ،‬ال ُعـ ْذ َر لـقـد كـانـ ْت يـدي فـي يـِد س ٍ‬
‫ـاق‬ ‫ال تُل ْمنـي إذا انق َ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫اق‬ ‫ِ ِ‬
‫ضـ ِّي سـ ْ‬ ‫فـ ّ‬

‫َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫أكثر ِبغمو ِمنا وترثي لحالنا وكانت عنايتُ َ‬
‫ك‬ ‫نت قبالً وفي بداية ع ْشقنا لك تتأث ُر َ‬ ‫ُك َ‬
‫ِبنا مشهورًة في اآلفاق(‪)1‬؛‬
‫تبحث في أسرِار ِع ْش ِق َك وتروي‬ ‫ذاب‬ ‫ِ‬ ‫الليالي َّالتي انقضت و ِّ‬ ‫دام ِذ ْكر َّ‬
‫ُ‬ ‫الشفاهُ الع ُ‬ ‫َ ُ‬
‫( ‪)2‬‬
‫حكايا العاشقين ؛‬
‫ظ ِر عيني ُقَّب ٌة من‬ ‫كان فوق من َ‬ ‫ماء الخضرِاء و َّ ِ‬ ‫الس ِ‬
‫الزرقاء َ‬ ‫قبل أن تُرَف َع ُقبَّ ُة َّ‬
‫قوس(‪)3‬؛‬ ‫الم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫حاجب الحبيب ُ‬
‫األبد وصداقتي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مساء في‬ ‫س ِأل َّو ِل صبا ٍح في األزل إلى ِ‬
‫آخ ِر‬ ‫من ُذ َّأو ِل َنَف ٍ‬
‫ُ‬
‫( ‪)4‬‬
‫ٍ‬
‫وميثاق واحد ؛‬ ‫احٍد‬ ‫ومحبتي وقف على ٍ‬
‫عهد و ِ‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان لنا‬
‫حتاجين و َ‬
‫َ‬ ‫الع َج ُب‪ ،‬لقد ُكَّنا ُ‬
‫له ُم‬ ‫ظ ُّل المعشوق إذا َوَق َع على العاش ِق‪ ،‬ما َ‬
‫ُمشتاقاً؛‬

‫‪225‬‬
‫أي خو ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ّللاُ‬
‫كان ّ‬
‫ان َجَل ْس ُت َ‬ ‫قال لي َش َّحا ٌذ على باب ال َملك ُن ْكتَ ًة في الحرَفة‪ :‬على ِّ‬ ‫َ‬
‫الرَّز ُ‬
‫( ‪)5‬‬
‫اق ؛‬ ‫ُه َو َّ‬
‫كان‬ ‫ين‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫له َّن‬ ‫ِِ‬ ‫ورغم َّ ِ‬
‫فإن بحثنا َ‬ ‫الد َ‬
‫جمال يسُل ُب العْق َل و ّ‬
‫ٌ‬ ‫سان في مجلسنا ُ‬ ‫أن الح َ‬ ‫َ‬
‫( ‪)6‬‬
‫وجمال األخالق ؛‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫بع َ‬
‫في ُلطف الط ِ‬
‫الع ْذ َر‬
‫فابغ لي ُ‬ ‫أجم ْعها ِ‬ ‫ِ‬
‫وتناثرت على األرض حبَّاتُها ولم َ‬ ‫ْ‬ ‫ط ُسبحتي‬ ‫انقطع خي ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِأل َّن يدي كانت في ِيد َّ‬
‫( ‪)7‬‬
‫الساق ؛‬ ‫ض ِّي َّ‬ ‫الساقي ف ّ‬
‫الجام على‬ ‫وكان‬ ‫الصبو َح ليَل َة الَق ْد ِر‪ ،‬ف‬ ‫وقد ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫جاء سكراناً َ‬ ‫الحبيب َ‬
‫ُ‬ ‫شرْب ُت َّ‬ ‫ال تُعبني ْ‬
‫حاف ِة َّ‬
‫الطاق(‪)8‬؛‬ ‫َّ‬
‫اق َد ْفتَ ِر الورِد‬
‫كان ز َين َة أور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِشعر ِ‬
‫زمان َآد َم في َجَّنة ُ‬
‫الخْلد‪ ،‬و َ‬ ‫كان في‬
‫ظ َ‬ ‫حاف َ‬ ‫ُْ‬
‫النسرين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وّ‬
‫ـــــــ‬
‫ظ ِر عيني ُقَّب ٌة‬
‫كرك؛ (‪)3‬كان فوق من َ‬ ‫عذوب ِة ِذ ِ‬
‫َ‬
‫الشفاه ِ‬
‫العذابُ من‬ ‫(‪ِ )2‬‬
‫سهل؛ و ّ ُ‬ ‫العشق في البداية ٌ‬ ‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬


‫ض الميثاق؛ (‪)5‬في‬ ‫أك ْن أرى غيره؛ أوفي بالعهد وال أنُق ُ‬ ‫الم َّقوس‪ :‬لم ُ‬‫من حاجب الحبيب ُ‬
‫(‪)4‬‬

‫أذهَلني‬ ‫َ‬
‫(‪)7‬‬
‫الظاهري؛‬ ‫الجمال المعنوي ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫تفكيرنا في‬
‫ُ‬ ‫الحرَفة‪ :‬في ِحرَف ِة االستجداء؛ (‪)6‬كان‬ ‫ِ‬
‫بحة ِإلحصائها وقالوا‬ ‫الس ِ‬ ‫َّات ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المحبوب ِ‬
‫عاد ًة ما تُ ْستَ ْع َم ُل حب ُ‬‫األذكار واألوراد التي َ‬ ‫عن‬ ‫جمال‬
‫ُ‬
‫ط‬‫الحضور في ُحك ِم من يسق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف الذاه َل عن نفسه بلذة فيض‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫أن ِ‬ ‫ِ‬
‫في مقامات العارفين َّ‬
‫العار َ‬
‫عي ِة) وقال أبو سعيد أبو الخير‪ :‬كيما أرى‬ ‫الشر ّ‬
‫باإلخالل بالتَّ ِ‬
‫كاليف َّ‬ ‫ِ‬ ‫يأثم‬
‫كليف وال ُ‬ ‫عنه التَّ ُ‬‫ُ‬
‫ف‪.‬‬‫اق‪:‬الر ُّ‬ ‫َّ‬
‫الصالة؛ الط‬ ‫وم و َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الص َ‬
‫وتركت َّ‬ ‫فت عن العمل‬ ‫مع توق ُ‬ ‫ك أيُّها الش ُ‬
‫وجه َ‬
‫(‪)8‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫غزل‪207‬‬

‫ك‬ ‫ان ضيـاء عيني ِم ْن ُغب ِ‬


‫ـار بـاِب َ‬ ‫اك لـي منـزالً‪ ،‬وكـ َ‬
‫ِ‬
‫وم كـ َانت حمـ َ‬
‫ُ‬ ‫َذ َكـ َر هللاُ يـ َ‬
‫اصال؛‬ ‫حـ ِ‬
‫ان يـأتي علـى ِلسـاني‬ ‫ورد ِمن أثَـ ِر ُّ ِ َّ ِ‬‫كالسـوس ِن والـ ِ‬ ‫َّ‬
‫الصحـ َبة الطـاهـ َرة‪ ،‬وكـ َ‬ ‫ُكنـ ُت حقـاً َّ َ‬
‫ان فـي قلِبـك؛‬
‫ُكـ ُّل مـا كـ َ‬

‫‪226‬‬
‫الع ْش ُق ِب َشـرِح َّأيـ ِة مسـأَل ٍة تـ ِرُد‬
‫يتكفـل ِ‬
‫ُ‬
‫القـلب إ ْذ ينُقـل المعـاني عـن شيـ ِخ العقـل‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫عليـه؛‬
‫اق والفـاَق ِة فـي ذلِـ َك‬ ‫من االحتـر ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور والتَّطـ ُاو ِل م ْـن هـذه الحبـاَلة‪ ،‬آه َ‬‫الجـ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫آه مـ ْن ذلـ َك َ‬
‫المحـَفل؛‬
‫ان‬‫أفعـ َل إذا كـ َ‬‫ان فـي قلـبي أن ال أكـو َن أبـداً بال حبيـب‪ ،‬مـا أستطيـ ُع أن َ‬ ‫كـ َ‬
‫سعيـي وقلبـي ِ‬
‫باطَليـن؛‬
‫الخمـ ِر‪ ،‬الـَّد ُم فـي‬
‫دن َ‬ ‫س على ِذ ْكـ ِر الحريـفيـ َن ُرحـ ُت للخرابـات‪ ،‬رأيـ ُت َّ‬ ‫ليـَل َة األمـ ِ‬
‫قلـِب ِه وقـ َد ُمـ ُه في الـورد(‪)1‬؛‬
‫العْقـ ِل ال يع ِـق ُل فـي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َل عن َس َبـب َو َجـ ِع الفـراق‪ُ ،‬مفـتي َ‬ ‫كم طفـ ُت فـي البلـ ِ‬
‫دان أسـأ ُ‬
‫هـِذ ِه المسـأَل ِة؛‬
‫إن الخـاتَم الفيـروز َّي ألبـي إسحـق يـلمع ِب َشكـ ٍل جميـل‪ِ ،‬‬
‫لكـ َّن دوَلـتَ ُه داَلـ ْت‬ ‫َّ‬
‫حقـاً َّ‬
‫َ َ َُ‬ ‫َ‬
‫ُمستعـ ِجَل ًة؛‬
‫ض ِة‬ ‫ظ قهـقهـ َة تلـك الحمـام ِة تسيـر فـي ٍ ِ‬
‫دالل غـافَل ًة عـن قبـ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هـل رأيـ َت يـا حـ ِاف ُ‬
‫شـاهيـ ِن القضـاء(‪.)2‬‬
‫ــــــــ‬
‫ودمع ِ‬
‫عينه؛‬ ‫ِ‬ ‫نبت من حوِل ِه من د ِم قلِب ِه‬ ‫َّ‬
‫وقدم ُه في الورِد الذي َ‬
‫ِ ِِ‬
‫ف دماً لفراق أحبَّته ُ‬ ‫قلب ُه ِ‬
‫ينز ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫حمد اّلذي‬
‫الدين ُم َّ‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)2‬‬
‫بالشاهين لألمير مبارز ّ‬ ‫ويرمز ّ‬‫ُ‬ ‫بالحمامة للشاه أبي إسحق‬ ‫يرمز‬
‫قالوا ُ‬
‫أرسَل ُه إلى شيراز ُلينهي ُح ْك َم أبي إسحق‪.‬‬ ‫َّ‬
‫أعد جيشاً و َ‬
‫َ‬

‫غزل‪208‬‬

‫ط‬
‫ظَلمتَ ُهم نـاَفيـ َت َشـر َ‬
‫لهـم‪ ،‬فإذا مـا َ‬ ‫تعبـو َن ُ‬ ‫ِ‬
‫ائج وال ُقـ َّوَة ُ‬
‫طـ ّال ُب حـو َ‬ ‫الم َ‬
‫هؤالء ُ‬
‫المـروءة؛‬
‫ُ‬

‫‪227‬‬
‫مذهـ ِب‬ ‫ِ‬
‫اء‪ ،‬وأنـ َت نفـ ُس َك ال تقـ َب ُل ُكـ َّل مـا ليـ َس فـي َ‬
‫ـك لم نع َـهد الجفـ َ‬‫نحـ ُن من َ‬
‫اب َّ‬
‫الطـريقة؛‬ ‫أربـ ِ‬
‫المحبـ ِة‬
‫َّ‬ ‫لب ليـ َس فيـ ِه َش ْمـ ُع‬ ‫ِ‬
‫اءها ُمظـل َم ٌة‪ ،‬وقـ ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫اء الع ْشـق مـ َ‬
‫ِ‬
‫عيـ ٌن َلـ ْم ُيخـرْج ُبكـ ُ‬
‫أسـ َوٌد؛‬
‫ْ‬
‫ك‬‫اح تلـ َ‬
‫اب و ِ‬
‫الح َـدأة جنـ ُ‬ ‫َ‬
‫للغـر ِ‬
‫فليس ُ‬‫َ‬ ‫السعـِد و ِظـّلِ ِه‪،‬‬
‫ائر َّ‬‫الدوَلـ َة ِمـ ْن طـ ِ‬
‫اطُلـ ِب َّ‬
‫الـّدوَلة(‪)1‬؛‬
‫وجـُد في‬ ‫ِ‬
‫ـال‪ :‬اله َّمـ ُة ال تُـ َ‬
‫شيخنـا ق َ‬
‫ان‪ ،‬ف ُ‬ ‫طَل ْبـ ُت المـ َد َد ِمـن شيـ ِخ المغـ ِ‬
‫ال تُ ِعـبني إذا َ‬
‫َ‬
‫وم َعة؛‬‫الصـ َ‬
‫َّ‬
‫احـٌد وال َفـر َق‪ ،‬بيـ ٌت ال ِعصـ َم َة‬
‫الكعـب ُة وبيـت األصنـا ِم و ِ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫وجـ ْد الطهـ َارةُ‪َ َ ،‬‬ ‫ـث ال تُـ َ‬ ‫حي ُ‬
‫فيـ ِه ال خيـ َر فيـه؛‬
‫س َّ‬
‫الشـاه‪َ ،‬مـ ْن ال َأد َب لـ ُه ليـ َس الئـقاً‬ ‫األد َب ففـي مجـلِ ِ‬ ‫حافظـا اُطـُل ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـب العلـ َم و َ‬
‫للصحـ َبة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ـــــــ‬
‫شخص ِ‬
‫سع َد ونال‬ ‫ٍ‬ ‫عد واسمه بالفارسي ِة همايون طائر خرافي إذا وَقع ُّ‬
‫ظل ُه على‬ ‫(‪)1‬طائر الس ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب والحدأة‪.‬‬‫الغر ِ‬
‫عند ُ‬
‫الجناح َ‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫له‪ ،‬وال تطُل ْب ذل َ‬
‫أه ٌل ُ‬ ‫جاهاً وماالً‪ ،‬فاطُل ْب ُه واستَظ َّل ِبظِّله َ‬
‫فأنت ْ‬

‫غزل‪209‬‬

‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ـس من قلبـ َك الظـال ِم التَّ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫قصير‬ ‫لي َ‬ ‫دير‬‫ـك التّقـ ُ‬‫مـا لقتـلي عـن سيف َ‬
‫ِِ‬
‫فـي جنوني وعن َـد حّل ْي ال ُعـرى ِبفـرِع َك ما َ‬
‫(‪)2‬‬
‫نجير‬
‫الق بي كم ْثـلها ز ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫تأثير‬
‫ُ‬ ‫سن فآهـي ِبهـا مـا لهـا‬ ‫للح ِ‬
‫ُ‬ ‫رب مـا جـوهـ ُر تلـ َك المـرِآة‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫الخبير‬
‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫العار ُ‬ ‫مع َبٍد مـا ِب ِه ِب َك‬ ‫عدت فـي حسـرٍة ِبر ِأسي لِلح ِ ِ‬
‫ـان م ْن ْ‬ ‫ُْ ُ‬
‫َْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اض لها ُح ْس ِن َقـّد َك أو َجلـى ب ُح ْسن َك التَّ ُ‬
‫صوير‬ ‫الريـ ِ‬
‫ئ َش ْج َرةٌ في ِّ‬
‫ْلم تَجـ ْ‬

‫‪228‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫فير‬ ‫مني َّإال الُبكـا و َّ‬ ‫ِ‬
‫الز ُ‬ ‫مغنـاك‪ ،‬لم يبـق‬
‫َ ْ ْ َ َّ‬
‫كالصبـا ألبُل َغ‬
‫َّ‬ ‫رت‬
‫َس َح اًر‪ ،‬ص ُ‬
‫تدبير‬
‫ُ‬ ‫شأن نفسي‪ِ ،‬سوى الفنا‪،‬‬
‫مـا لي‪ ،‬في ِ‬ ‫وكما ال َّش ْم ُع في ن ِ‬
‫ـار هجـ ِر َك‪،‬‬
‫ذاب بحـاف َ ِ‬
‫من عـ ٍ‬
‫له التَّ ُ‬
‫فسير‬ ‫ظ م ْن دوِن َك‪ ،‬من دو ِن أن يكـو َن ّ‬
‫منـي ُ‬ ‫آيـ ٌة ْ‬
‫ــــــــ‬
‫ك َّالذي ال يرحم؛‬ ‫تقصير من قلِب َ‬
‫ٌ‬ ‫ك ُمَقَّد اًر وا ّال لما َ‬
‫كان‬ ‫ِ‬ ‫شرح‪)1( :‬ليس قتل هذا َّ ِ‬
‫الضعيف ِبسيف َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك فيها أسرُار الجمال وفي حِّلها‬ ‫ِ‬
‫ليس‬‫أخطار ال ُيقد ُم عليها ّإال مجنو ٌن مثلي‪ ،‬و َ‬ ‫ُعَق ُد جديلت َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ٌ‬
‫قال المولوي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أجمل ما َ‬ ‫َ‬ ‫أشب َه بهذا‪ ،‬وما‬‫نت مجنوناً يكس ُر الُقيود‪ ،‬وما َ‬ ‫ألي َق بي قيداً منها إذ ُك ُ‬ ‫َ‬
‫حَلقات ِسْل ِسَل ِة شع ِرك ذوات ُفنون‪ُ ،‬ك ُّل حْلَق ٍة تعطي نوعاً آخر ِمن الجنون؛ عطاء ُك ِل حْلَقةٍ‬
‫َ ُ ّ َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫خاص ًة في َز ِ‬ ‫ٍ‬
‫نجير‬ ‫المثَل‪َّ ،‬‬ ‫فالجنو ُن ُفنو ٌن كما في َ‬ ‫آخر؛ ُ‬ ‫ظة ُجنو ٌن َ‬ ‫آخٌر‪ ،‬فأنا لي ُك َّل َل ْح َ‬ ‫َف ٌّن َ‬
‫صحي؛ (مرآةُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫ِ‬ ‫الم ِ‬
‫جانين قاموا بُن ْ‬ ‫وجميع َ‬
‫ُ‬ ‫الم ْجنو ِن َي ْك ِس ُر الَق ْيد‪،‬‬
‫ذاك َ‬
‫ِ‬
‫األج ّل؛ م ْث ُل َ‬ ‫ِ‬
‫األمير َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫جوه ُرها‬
‫الجمال هذه ما َ‬ ‫رب مرآةُ‬ ‫وبان للخلق) يا ّ‬ ‫الحق َ‬ ‫ِّ‬ ‫جمال‬
‫ُ‬ ‫الحبيب الذي ِبه َ‬
‫ظهر‬ ‫ُ‬ ‫الجمال‬
‫وم َع ِة‬
‫الص َ‬
‫احداً في َّ‬ ‫الزفرةُ)؛ (‪)4‬لم أ ِج ْد شيخاً و ِ‬ ‫عك ُرها َّ‬ ‫لطيف ٌة تُ ِّ‬
‫حتّى ال تتأثَّ َر ِبآهاتي (المرآةُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الصبا إلى‬ ‫ثل َّ‬‫دت إلى باب الحان؛ ولِكي أص َل م َ‬ ‫وع ُ‬ ‫وم َع َة من حسرتي ُ‬ ‫الص َ‬‫فتركت َّ‬ ‫يع ِرُفك‬
‫(‪)5‬‬
‫ُ‬
‫باكي ًة ِبال َجسد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صرت من الب ِ‬ ‫حماك‪ِ ،‬‬
‫الفجر روحاً َ‬ ‫كاء في‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪210‬‬

‫صـ ُة ضفيـرِت َك فـي َحلَقـِتنا‪ ،‬إلـى َقْلـ ِب الّليـ ِل والحديـ ُث َعـن‬‫س كـانت ِق َّ‬ ‫ليـَل َة األمـ ِ‬
‫ِسلـ ِسـَل ِة َشعـ ِرك؛‬
‫ِ‬
‫ـت قـ ِ‬
‫وس‬ ‫الَقلـ ُب َّالـذي غـر َ‬
‫ِق بال َّـد ِّم من َسهـ ِم ُه ُـدِبـ َك عـ َاد ُمشتـاقاً إلـى من ِـزٍل تح َ‬
‫حـ ِ‬
‫اجِبـك؛‬

‫‪229‬‬
‫الصبـا َّالتـي جـاءتنـا ِب َخ َبـ ٍر عنـك‪ ،‬لوالهـا مـا رأينـا شخصاً َمـ َّر فـي‬
‫عفـا هللاُ عـ ِن َّ‬
‫ِحمـاك؛‬
‫الع ْشـ ِق‪ ،‬حتّى كـانت غم َـزتُك َّ ِ‬ ‫كـان العـاَلـم بال خب ٍـر عـن هـرِج وش ِـر ِ‬
‫السـاح َـرةُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـار ِت ال ِفتـ َن َة في العـاَلمِ؛‬
‫وأث َ‬
‫السـوداء ِحبـاَل َة‬ ‫ـان ْت ِجعـ ُاد ُ‬
‫طـ َّرِت َك َّ‬ ‫السـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المة‪ ،‬فك َ‬
‫ـائم أيضاً ُكنـ ُت مـن أهـل َّ َ‬ ‫وأنـا اله ُ‬
‫طريـقـي؛‬
‫ائك لِيتـفـتَّ َـح قلـبي‪ ،‬ال ْفت َـح لـي َّإال فـي ِجـو ِار َك وُقـربِك(‪)1‬؛‬ ‫ك ِربـا َ ِ‬ ‫ُفـ َّ‬
‫ط قبـ َ‬
‫ـان يط َـم ُع‬
‫العـاَل ِم‪ ،‬وك َ‬
‫عن َ‬‫اء اّلـذي َلـ َك مـ َّر علـى تُـرَب ِة حـ ِافظ‪َّ ،‬إنـ ُه ير َحـ ُل ِ‬‫بالوفـ ِ‬
‫ُ‬
‫برؤيـ ِة وج ِهـك‪.‬‬
‫ــــــ‬
‫لينتَ ِش َر‬ ‫( ‪)1‬‬
‫كبرُعمٍ‪.‬‬
‫المغَل ُق ُ‬ ‫َّ‬
‫العبير ويتفت َح قلبي ُ‬
‫ُ‬

‫غزل‪211‬‬

‫يع ب َغ ْم َزِت ِه‬


‫الصر ِ‬
‫شع ُل في قلبي َّ‬ ‫األمس كان مقِبالً‪ ،‬وجهه يشتَ ِعل‪ ،‬فأين سي ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ليَل َة‬
‫الن َار من جديد؛‬ ‫َّ‬
‫قامِته؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العاش ِق ومسَلك ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫عادةُ ِ‬
‫قد َ‬ ‫ك على ّ‬ ‫ثوب محو ٌ‬ ‫إثارة الفتَ ِن في البالد‪ٌ ،‬‬‫ُ َ‬ ‫قتل‬ ‫َ‬
‫النار لِ َحرِقها على‬ ‫عار ِ‬ ‫الع َّش ِ‬
‫أش َع َل َّ‬
‫ضه‪ ،‬و ْ‬ ‫خور على ِ‬ ‫الب ِ‬‫اق أعو َاد ُ‬ ‫اح ُ‬ ‫اتَّ َخ َذ أرو َ‬
‫َو ْج َنِته؛‬
‫طِ‬
‫ف في‬ ‫الع ْ‬
‫ظ َر َ‬
‫إلي َن َ‬
‫ظ ُر َّ‬‫نت أراهُ ين ُ‬‫أسى‪ُ ،‬ك ُ‬
‫ً‬
‫سأقتُل َك‬
‫يقول لي ُ‬ ‫كان ُ‬ ‫غم أنَّ ُه َ‬
‫ور َ‬
‫الس ّر وأنا المحزون؛‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫كالص ْخ ِر‪َ ،‬م ْش َع ُل وج ِه ِه‬‫ّ‬
‫ِ‬
‫القلب‬ ‫وذاك القاسي‬
‫َ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الد ِ‬
‫يق ّ‬ ‫ط ُع طر َ‬ ‫فر فرِع ِه يق َ‬ ‫ُك ُ‬
‫الطريق ِمن ِ‬
‫أمامه(‪)2‬؛‬ ‫يضيء له َّ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬

‫‪230‬‬
‫وم ْن َج َمع(‪)1‬؛‬
‫ف َ‬
‫العين أ ارَق ْت ُه‪ ،‬هللاَ هللاَ في َم ْن أتَل َ‬
‫القلب َج َم َع دماً كثي اًر‪ ،‬و ُ‬
‫ُ‬
‫الز ِ‬
‫ائف ما ربِ َح شيئاً؛‬ ‫باع يوسف َّ‬
‫بالذ َه ِب َّ‬ ‫الحبيب ُّ‬
‫بالدنيا َّ‬ ‫ال تِب ْع‬
‫فإن َم ْن َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫تعل َم ِعْل َم‬
‫ممن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال وأحسن القول ِاذهب وأحر ْ ِ‬
‫رب َّ ْ‬ ‫ِق الخرَق َة يا حافظ‪ ،‬يا ّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫( ‪)3‬‬
‫القلوب؟! ‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫جمع قلبي من دمي‪ ،‬فاتَّ ِق هللاَ في عيني وقلبي‬ ‫أتك عيني أ ارَقت ما َ‬ ‫ولما ر َ‬
‫جمع دمي َّ‬ ‫قلبي َ‬
‫(‪)1‬‬

‫تعل َم ِعْل َم القلوب حتّى‬


‫ممن َّ‬ ‫ِ‬
‫فر َف ْرِعه‪َ :‬شَّدةُ سواد َفرِعه؛ َّ ْ‬
‫جمع)؛ ُك ُ‬
‫اق وفي من َ‬ ‫(في من أر َ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫كان بها ِّ‬


‫الرياء‪.‬‬ ‫يك ْن خالِصاً‪ ،‬و َّ ِ‬
‫علِ َم ما في قلبي‪ ،‬و َّأن ُه ْلم ُ‬
‫أن خرقتي َ‬

‫غزل‪212‬‬

‫الساقي لذي َذ‬ ‫كان شرابي ِم ْن َشَف ِة َّ‬ ‫ين‪ ،‬و َ‬ ‫س اتََّف َق لي ُش ْر ُب جا ٍم وجام ِ‬
‫َ‬
‫س َح َر األم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫المذاق؛‬
‫كان قد‬‫الق َ‬
‫َّ‬ ‫الش ِ ِ‬
‫باب‪ ،‬لك َّن الط َ‬ ‫شاهِد عهِد َّ‬
‫الرجع َة مجَّدداً لِ ِ‬ ‫في تما ِم ُسكري َ‬
‫ْ‬ ‫طَل ْب ُت َّ ْ َ ُ َ‬
‫َوَق َع(‪)1‬؛‬
‫الل ِع ِب‬ ‫ِ‬
‫العافية و َّ‬ ‫بين‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫الس ِ‬
‫اق َ‬ ‫كان االفتر ُ‬
‫ير في مقامات الطريَقة‪َ ،‬‬ ‫توج ْهنا في َّ‬ ‫أينما َّ‬
‫ظ ِر؛‬ ‫َّ‬
‫بالن َ‬
‫يق‪ُ ،‬ك ُّل من لم ي ِسر ِ‬
‫عاشقاً و ِاق ٌع في‬ ‫ير َّ‬
‫الطر ِ‬ ‫ِ‬
‫متعاقباً ففي س ِ‬ ‫الجام‬ ‫أعطني‬ ‫ساقيا ِ‬
‫َْ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫النفاق؛‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫أيت َّ‬
‫الش ْم َس َوَق َع ْت‬ ‫الصبو ِح ر ُ‬
‫اب َّ‬ ‫األمس ِبع ْذ ِب نو ِم شر ِ‬
‫ِ َ‬ ‫أي ُم َعِّب ُر َب ِّش ْر ففي ليَل ِة‬ ‫ْ‬
‫في ُحجرتي؛‬
‫الص َبر‬ ‫أجِد َّ‬
‫الطاَق َة و َّ‬ ‫السكرى‪ ،‬فلم ِ‬
‫ين َّ‬ ‫وقد ُكنت عقدت الع ْزم أن ِ ِ‬
‫الع َ‬
‫لك َ‬‫أعتزَل ت َ‬ ‫ُ َ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫طاق حا ِجِبه؛‬ ‫ِم ْن ِ‬
‫قوس ِ‬

‫‪231‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشاه يحيى ِم َن َ ِ‬
‫ظ َم‬
‫الن ْ‬ ‫المْل ِك و ّ‬
‫الد ِ‬
‫ين َفَق َد َّ‬
‫أم ُر ُ‬
‫ين‪ ،‬كا َن ْ‬ ‫ص َرِة ّ‬
‫الد ِ‬ ‫الك َرِم بُن ْ‬ ‫ُ‬
‫لو لم يُقم َّ‬
‫ْ ْ‬
‫( ‪)2‬‬
‫االتّساق ؛‬‫و ِ‬
‫ش‪ ،‬طائر ِف ْك ِرِه وَقع في ِش ِ‬
‫باك‬ ‫شو َ‬
‫الم َّ‬ ‫كان يكتُ ُب هذا َّ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ظ َم ُ‬ ‫الن ْ‬ ‫ساع َة َ‬
‫َ‬ ‫ظ‬
‫حاف ُ‬
‫االشتياق‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫كان حاكماً‬ ‫الدين‪ :‬من آل م َّ‬ ‫َّ‬
‫ظفر‪َ ،‬‬ ‫الشاه يحيى بن شرف ّ‬ ‫الق البائن؛‬
‫طالق هنا الط ُ‬ ‫(‪)1‬ال ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫لشيراز من ِقبل تيمور لنغ‪ُ ،‬لِّقب بنصرِة ِ‬
‫الدين‪.‬‬
‫َ ُ َ ّ‬ ‫َ‬

‫غزل‪213‬‬

‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫جوهر َ ِ‬


‫ال َخ ْت ُم ُه‬
‫وعاء المحبَّة ال ز َ‬
‫ُ‬ ‫كان‪،‬‬
‫ال على حاله كما َ‬ ‫مخزن األسرِار ال ز َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬
‫عليه كما كان؛‬
‫ناظرهم مليء بالجو ِ‬
‫اه ِر كما كان(‪)1‬؛‬ ‫باب األمان ِة الع َّشاق‪ ،‬ال جرم َّ ِ‬
‫ُزمرةُ أر ِ‬
‫ٌ‬ ‫أن َ ُ ْ‬ ‫َََ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َْ‬
‫عبير فرِع َك مؤِن َس‬ ‫ال‬ ‫يل إلى َنَف ِ‬ ‫َّ‬ ‫اسأل َّ‬
‫ُ‬ ‫الص ْب ِح ال ز َ‬
‫س ُّ‬ ‫طوا َل الل َ‬
‫الصبا َف َ‬
‫عنا َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫روحنا كما كان؛‬

‫المعد ِن و َ‬
‫المنج ِم‬ ‫الع َم َل ب َ‬
‫يعم ُل َ‬
‫ال َ‬
‫َّ‬
‫وجوه ٍر‪ ،‬وهذا الش ْم ُس ال ز َ‬‫َ‬ ‫ال أرى طالِ َب ُد ٍّر‬
‫كما كان؛‬
‫قلب ُه على حالِ ِه يرُق ُب‬
‫ال ُ‬ ‫سكين ال ز َ‬
‫ِ‬
‫غمزِت َك‪ ،‬هذا الم ُ‬ ‫يع َ‬ ‫يارِة لِصر ِ‬ ‫عج ْل ِّ‬
‫بالز َ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫قدوم َك كما كان؛‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫عقيق َشَفت َك َعياناً كما كان؛‬ ‫ال في‬‫لو ُن َد ِم قلبنا الذي ال ِ ْزل َت تُخفي‪ ،‬ال ز َ‬
‫َّ‬ ‫ُقْل َت لي فرُع َك ال ِه ُّ‬
‫ال‬‫ض ْت سنو َن وال ز َ‬ ‫مرًة أُخرى‪ ،‬انَق َ‬‫يق َّ‬
‫ط َع الطر َ‬ ‫لن يق َ‬
‫ندي ْ‬
‫الس ِ‬
‫لوك كما كان؛‬ ‫الس َيرِة و ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫على ذات ّ‬
‫ال ماؤها جارياً كما كان‪.‬‬ ‫عينك َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ص ِة ِ‬ ‫اء َة ِق َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ين ال ز َ‬
‫الع ُ‬
‫الدام َية‪ ،‬فهذه َ‬ ‫َ‬ ‫حافظا أع ْد قر َ‬

‫‪232‬‬
‫ــــــ‬
‫(‪)1‬بالجواهر‪ :‬بالدموع‪.‬‬

‫غزل‪214‬‬

‫إقبال دوَل ِة‬


‫ُ‬ ‫رؤياي‬
‫َ‬ ‫تعبير‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫كان بيدي‪َ ،‬‬ ‫الكأس َ‬‫َ‬ ‫أن‬‫جميل َّ‬‫ٍ‬ ‫أيت في منا ٍم‬ ‫ر ُ‬
‫ظي؛‬ ‫حّ‬
‫َّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫عامين؛‬ ‫تدبيرنا على يد الشراب ال ُمعت ِق َ‬ ‫كان ُ‬ ‫ص َة وأخي اًر‪َ ،‬‬ ‫الغ َّ‬
‫نجرعُ ُ‬ ‫بعين عاماً َ‬ ‫أر َ‬
‫الص َنم في‬ ‫ذاك َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كانت َم َع َ‬ ‫الب ْخت‪ْ ،‬‬ ‫تلك التي طالما ُك ْن ُت أطُل ُب م َن َ‬ ‫المراد َ‬ ‫ناف َج ُة ُ‬
‫الم َج َّعِد؛‬ ‫ِ‬
‫األسود ُ‬‫َ‬ ‫َّات َفرِع ِه‬
‫طي ِ‬
‫الخ ْم ُر في‬ ‫ِ‬ ‫الب ْخ ِت‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الس َح ِر‪،‬‬ ‫ز ِ‬
‫وصارت َ‬‫َ‬ ‫وجاء ُمساعُد َ‬‫َ‬ ‫الغ ِّم في َّ‬ ‫مار َ‬ ‫عني ُخ ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫َ‬
‫كأسي؛‬
‫ال؛‬ ‫مائد ِة الَق َد ِر هذا َّ‬
‫النو ُ‬
‫ِ‬
‫نصيبنا م ْن َ‬ ‫دام ِم ْن دمي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الم َ‬ ‫أشر ُب ُ‬ ‫الحان َ‬ ‫أعتاب‬ ‫على‬
‫عب ِر‬ ‫كان حارساً َّ‬ ‫الخ ِ‬ ‫ِ‬
‫للشقائق في َم َ‬ ‫ير‪َ ،‬‬ ‫يج ِن َ‬
‫ورد ًة م َن َ‬ ‫ولم ْ‬ ‫الح َّب ْ‬ ‫يزرِع ُ‬ ‫َم ْن ْلم َ‬
‫يح؛‬ ‫ِّ‬
‫الر ِ‬
‫الس َح ِر في‬ ‫طائر َّ‬ ‫حين كا َن‬ ‫الر ِ‬ ‫ولقد اتََّفق مروري ِ‬
‫ُ‬ ‫الص ْب ِح‪َ ،‬‬
‫وض وْق َت ُّ‬ ‫ناح َي َة َّ‬ ‫َ‬
‫حيب؛‬‫الن ِ‬ ‫ُشغ ِل ِ‬
‫اآله و َّ‬ ‫ُ‬
‫خير‬ ‫ِ‬ ‫احٌد ِم َن‬
‫وبيت و ِ‬ ‫ظ الع ْذب على الَقْل ِب ِبم ْد ِح َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القصيدة ٌ‬ ‫َ‬ ‫الشاه‪ٌ ،‬‬ ‫َ‬ ‫رأينا ش ْع َر حاف َ َ َ‬
‫مئة ِرساَل ٍة؛‬‫ِمن ِ‬
‫ْ‬
‫الم ْع َرَك ِة‬
‫يوم َ‬ ‫وكان َ‬
‫َ‬ ‫س‪،‬‬ ‫ْ‬
‫يصيد أس َد َّ‬
‫الشم ِ‬
‫ُ َ‬ ‫اس في الوغى‬ ‫ديد المر ِ‬ ‫الشاه َّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫ذا َك َّ‬
‫أمام ُه أَق َّل ِم َن الغ ازَلة‪.‬‬
‫َ‬

‫غزل ‪215‬‬

‫‪233‬‬
‫ـاق ومعـشـو ٌق وقـنـ ُ‬
‫ديل‬ ‫شم ٌـع وس ٍ‬ ‫ـان فـي َس َح ٍر!‬ ‫يا َر ّب مـا كـان عنـد الح ِ‬
‫ول‬
‫ـب مـتبـ ُ‬
‫ِ‬
‫الـ َعي ُـن بـاك َي ٌة والـقـْل ُ‬ ‫ص ْـو ٍت وال ُلـ َغـ ٍة‬ ‫ـق بـال َ‬
‫ـث ِعش ٍ ِ‬ ‫حدي ُ‬
‫ال وال ِقـ ْيـ ُل‬‫ود ْر ٌس وال ق ـ ٌ‬ ‫َعـْقـ ٌل َ‬ ‫س َل ْيـ َس ُيـفتي فـي َمسـ ِائلِ ِه‬ ‫فـي م ْجـلِ ٍ‬
‫َ‬
‫ْ ْ‬
‫غول‬ ‫ِ‬
‫ب ُشـ ْكـ ِر َغ ْمـ َزة سـاقي الحـ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع ِ‬
‫ان َم ْش ُ‬ ‫ظ َقلـبـي عـ ْن حوائـجه‬ ‫ـاث ُر الـ َح ّ‬
‫قبيل؟‬ ‫فا ْفـتَ َّـر مبـ ِ‬
‫ان تَ ُ‬ ‫ـال‪ :‬مـا بيـننـا َهـ ْل كـ َ‬ ‫وق َ‬ ‫تسـماً‬ ‫ُ‬ ‫َسـألـتُ ُـه ُقـ ْبـَل ًة‬

‫بشاهٍد‬
‫ص المكان ِ‬
‫ُ‬ ‫حيث َغ َّ‬‫شغَل ُة‪ُ ،‬‬
‫تلك ال َم َ‬
‫كانت َ‬ ‫رب ما ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحان َس َح اًر يا ّ‬ ‫في ِحمى‬
‫وساق وشم ٍع وقنديل؛‬ ‫ٍ‬
‫ف و َّ‬ ‫بأنين َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف وال َّ ِ‬ ‫العشق المستغني عن الحر ِ‬
‫الناي في‬ ‫الد ّ‬ ‫كان‬
‫صوت َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫حديث‬
‫ُ‬
‫َو َلوَل ٍة ونشيج ؛‬
‫( ‪)1‬‬

‫اء‬ ‫ٍ ِ‬ ‫الجنون‪ُ ،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وك ُّل مسأَلة م ْن ُه كانت ور َ‬ ‫نه ِج ُ‬ ‫كانت مباح ُث ذل َك المجلس على ْ‬
‫المدرس ِة و ِ‬
‫القال وا ِلقيل(‪)2‬؛‬ ‫ََ‬
‫غير المواتي‬ ‫ظه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كاية م ْن ح ّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كان الَقلب مشغوالً ِب ُش ْك ِر َ ِ‬
‫بالش َ‬
‫الساقي‪ ،‬ف ْلم يُق ْم ّ‬
‫غمزة َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّإال قليالً ؛‬
‫( ‪)3‬‬

‫امرِّي‬‫كالس ِ‬ ‫ِ‬
‫ساح ٍر‬ ‫ألف‬ ‫الس ِ‬
‫اح َرِة َّ‬ ‫الع ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫فكان ُ‬‫َ‬ ‫السكرى‪،‬‬ ‫ين َّ‬ ‫لك َ‬ ‫القياس لت َ‬‫َ‬ ‫عمْل ُت‬
‫يشتكو َن ِمنها؛‬
‫حك ٍة‪ :‬متى كانت لك ِمِني ِ‬
‫هذ ِه‬ ‫ض َ‬ ‫له ِ‬
‫َْ َ ّ‬ ‫قال في ُ‬ ‫حو ْل ُقبَل ًة إلى َشَفتي‪َ ،‬‬ ‫ُقْل ُت ُ ّ‬
‫عامَلة؛‬
‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫بين‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ظ ُر س ْعد ليَل َة األم ِ‬ ‫ِ‬
‫قابَلةٌ َ‬‫س في الطريق‪ ،‬فقد َح َدثَ ْت ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫كان لي م ْن نجمي َن َ َ‬ ‫َ‬
‫ووج ِه حبيبي ؛‬
‫(‪) 4‬‬
‫الب ْد ِر ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫حاف َ ِ‬
‫داء ِ‬ ‫فيه عالج ِ‬ ‫الحبيب ِ‬
‫ِ‬
‫كان ِّ‬
‫ضي َق‬ ‫المروءة كم َ‬ ‫أسفاهُ وْق َت ُ‬‫ظ لك ْن‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫غر‬
‫ثَ ُ‬
‫الحوصَلة‪.‬‬
‫َ‬

‫‪234‬‬
‫ـــــــ‬
‫اضح ما لم‬ ‫ِ‬ ‫المفس ُر إلى ِ‬‫ِ‬
‫العشق و ٌ‬
‫العشق ينكسر‪ ،‬و ُ‬ ‫أمر‬ ‫ّ‬ ‫القلم‬
‫يصل ُ‬ ‫ُ‬ ‫(‪)1‬في المثنوي‪ :‬حين‬
‫بالرمز‪ ،‬وهناك‬
‫العارفين َّ‬ ‫وخطاب‬ ‫ٍ‬
‫صمت‬ ‫وحديث العاشقين في‬ ‫اللسان في شرِحه‪،‬‬ ‫ستعمل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُي َ‬
‫الشرح َّالذي هو هنا لألصل؛‬ ‫يظهر من هذا َّ‬ ‫ِ‬
‫البيت شع اًر كما‬ ‫جمة مص ار ِع‬‫تصرف في تر ِ‬
‫ُ‬ ‫ُّ ٌ‬
‫كشف من الحبيب؛ (‪)3‬لقد‬ ‫الدرس والجدال َّ‬
‫اللفظي بل هي‬ ‫ِ‬
‫بالعقل و َّ‬ ‫حل‬ ‫ِ‬
‫العشق ال تُ ُّ‬ ‫مسائل‬ ‫(‪)2‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ظ ِه غمزةٌ من ساقي‬‫لقل ِة ح ِّ‬
‫ميس اًر في ذلك المجلس لوال أن قلبي أصابته َّ‬
‫ُ‬ ‫قضاء الحوائ ِج َّ‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫هان الم ِ‬
‫سع ِ‬ ‫(‪ )4‬ن‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫وجه‬
‫دان‪ُ ،‬‬ ‫الو ْج ِ ُ‬ ‫الحان فراح يقابلها بالشكر وانشغل عن طلب حوائجه‪ .‬اقترَ َ‬
‫ووجه الحبيب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫البدر‬

‫غزل‪216‬‬

‫شين َبري‬‫عما َي ُ‬
‫ذاك ا ِ َّ‬
‫لحبيب الذي ّ‬‫َ َ‬ ‫المالئك ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫نزٌل في ِه‬
‫ان لي م ِ‬
‫َ‬ ‫قد كـ َ‬
‫أن من يهـواهُ في َسَف ِر‬
‫وما درى َّ‬ ‫ـال فؤادي فـي َم َحَّلِت ِه‬ ‫ط ِّ‬
‫الرح َ‬
‫ح َّ‬
‫َ‬
‫الخ َب ِر‬ ‫طيَّب أوقـاتي ِبصحبِتهِ‬
‫َل َع ِن َ‬ ‫ال تَ ْسـأ ْ‬ ‫اح‬
‫عدما ر َ‬
‫وب َ‬‫َ‬ ‫ْ ُ َْ‬ ‫ـان َ َ‬‫َك ْم ك َ‬
‫ف َّ‬
‫الل ْي ِل و َّ‬
‫الس َح ِر‬ ‫ِبجو ِ‬ ‫الدعاءِ‬
‫ُي ْمـ ِن ُّ‬ ‫ظ ِم ْن‬ ‫ال حـ ِاف ُ‬ ‫وك ُّل َك ْن ِز س ٍ‬
‫َْ‬ ‫رور نـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫يب ِم ْن ر ِأس ِه إلى‬


‫ط مَل ٍك‪ ،‬بريء ِم َن الع ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫مهب َ َ‬
‫ِ‬
‫كان بيتُنا م ْن ُه َ‬
‫َّ‬
‫الحبيب الذي َ‬ ‫ُ‬ ‫ذاك‬
‫َ‬
‫َق َد ِم ِه ِم ْث َل َمَل ٍك؛‬
‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫هذ ِه‬
‫الرحال في ِ‬ ‫ُّ‬
‫يك ْن يدري َّ‬
‫أن‬ ‫سكين ْلم ُ‬
‫المدينة أل ْجله‪ ،‬الم ُ‬
‫َ‬ ‫سأحط ِّ َ‬ ‫قال قلبي ُ‬ ‫َ‬
‫حبيب ُه في َسَف ٍر؛‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عن س ِّر قلِبه‪َ ،‬‬ ‫َّ‬
‫يق‬
‫دأب ُه تمز َ‬‫كان ُ‬‫كان َ‬‫ك ُم ْذ َ‬‫الفَل ُ‬ ‫جاب ْ‬ ‫الح َ‬‫َّق َ‬‫الوحيد الذي َمز َ‬‫َ‬ ‫لست‬
‫ُ‬
‫الحجاب؛‬ ‫ِ‬

‫‪235‬‬
‫ِ‬
‫صاح ِب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ظر؛‬
‫الن َ‬ ‫األد ِب ْ‬
‫طب ُع‬ ‫له ِبجان ِب ُح ْس ِن َ‬
‫ذل َك الَق َم ُر‪ ،‬منظور َي العال ُم الذي ُ‬
‫أفع ُل ودولتي كانت في َدو ِرة الَق َمر؛‬‫سوء طالعي‪ ،‬ما َ‬ ‫س َرَق ُه ِم ْن يدي َن ْجم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الح ْس ِن على‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫تاج َم ْمَل َكة ُ‬‫يض ُع َ‬
‫وه َو الذي َ‬
‫درويش ُ‬ ‫غير‬
‫لست َ‬ ‫فأنت َ‬ ‫قلب اع ُذرُه َ‬‫يا ُ‬
‫الرأس؛‬
‫َّ‬
‫هباء‬ ‫كان‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫كانت إ ْذ ُكَّنا َم َع‬
‫ً‬ ‫الحبيب وانتهت‪ ،‬والباقي ُكل ُه َ‬ ‫ْ‬ ‫األوقات الجميَل ُة‬
‫ُ‬
‫وجهالً؛‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الك ْن َز الجاري‬
‫أن هذا َ‬ ‫أسفاً َّ‬ ‫النسرين‪َ ،‬‬‫ض َرةُ و ّ‬
‫الخ ْ‬ ‫كانت جميَل ًة ضَّف ُة الماء و ُ‬
‫الورد و ُ‬ ‫ْ‬
‫كان عاِب اًر؛‬ ‫َ‬
‫وقت‬
‫الصبا َ‬
‫يح َّ‬ ‫نه جْل َوةٌ لر ِ‬ ‫ِ‬
‫كان ْت م ُ‬
‫فالوْرُد َ‬ ‫هذ ِه َ ِ‬ ‫فاقتُل نْفسك أي بلبل ِمن ِ‬
‫الغ َيرة َ‬ ‫ْ َ َ َ ْ ُ ُُ ْ‬
‫الس َح ِر؛‬
‫َّ‬
‫ووْرِد َّ‬
‫يل ِ‬ ‫حافظ‪ ،‬كان ِمن يم ِن د ِ‬
‫عاء الّل ِ‬ ‫كنز سعاد ٍة أعطاه هللا لِ ِ‬
‫الس َحر‪.‬‬ ‫َ ْ ُْ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُك ُّل ِ َ َ‬
‫ــــــ‬
‫زوجتَ ُه في هذا الغزل‪.‬‬ ‫* قيل أ َّن ِ‬
‫ظ يرثي َ‬
‫حاف َ‬ ‫َ‬

‫غزل‪217‬‬

‫إليه إن عرض لي م ِ‬ ‫أتحد ُث ِ‬


‫كنت َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫شك ٌل؛‬ ‫ُ‬ ‫ْ ََ َ‬ ‫قلب ‪ُ ،‬‬‫كان لي في وقت ٌ‬ ‫أي ُمسلمو َن َ‬
‫الس ِ‬
‫احل؛‬ ‫صول إلى َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫الو َ‬ ‫الغمِ‪ ،‬بتدبيره أرجو ُ‬
‫وقع ُت في ُل َّجة َب ْحر م َن ّ‬
‫كنت إذا ْ‬ ‫ُ‬
‫أهـ ِل القلوب؛‬ ‫ِ‬
‫لك ِّل ْ‬
‫وكان ظهي اًر ُ‬
‫بالمصَل َحة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ومعيناً عارفاً َ‬ ‫فيق أَل ٍم ُ‬
‫كان ر َ‬‫َ‬
‫ذاك ِ‬
‫المنزل؛‬ ‫القلوب َ‬
‫َ‬ ‫منزٍل يج ُذ ُب‬
‫أي ِ‬
‫رب ُّ‬ ‫ِ‬
‫ديار الحبيب‪ ،‬يـا ّ‬ ‫ضاع ِمِّني في ِ‬
‫َ‬

‫‪236‬‬
‫المحروم أكثَ َر ِمّني؟!؛‬
‫ُ‬ ‫ائل‬
‫الس ُ‬
‫هو َّ‬
‫أين َ‬
‫الح ِ ِ‬
‫رمان لك ْن‪َ ،‬‬
‫عيب ِ‬ ‫ضل يخلو ِم ْن ِ‬
‫ال َف ْ َ‬
‫هذ ِه الـ ُّرو ِح المشتَّتَ ِة‪ ،‬فذات يو ٍم كـانت في العمـ ِل ِ‬
‫كامَل ًة؛‬ ‫الرحم َة لِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫احم ْل َّ ْ َ‬
‫ائف في ُك ِّل َم ْحَف ٍل؛‬
‫الكالم‪ ،‬صـ َار حديثي َلطـ َ‬
‫َ‬ ‫ام ِع ْشُق َك بتعليمي‬ ‫أنا ُمن ُذ قـ َ‬
‫َ‬
‫الج ْه ِل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ال تُقل أبداً أ َّن ِ‬
‫وكان جاهالً ُم ْح َك َم َ‬‫ف باللطائف‪ ،‬ل ْقد رأيناهُ َ‬ ‫عار ٌ‬ ‫حاف َ‬ ‫ْ َ‬

‫غزل‪218‬‬

‫ألبد؛‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫فيض َّ ِ‬ ‫كان مستَ ِحَّقاً لِ ِ‬


‫أنيس روحه ل َ‬ ‫جام ُمراده ُ‬ ‫األزل‪ُ ،‬‬ ‫الدوَلة في َ‬ ‫ُك ُّل َم ْن َ ُ‬
‫الخ ْمر‪ُ ،‬قْل ُت لِنفسي هذا‬ ‫طَلب ُت ِبها التَّوب َة ع ْن ُش ِ‬ ‫الس ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫غل َ‬ ‫َ َ‬ ‫اعة التي َ ْ‬ ‫أنا ُم ْن ُذ تْل َك َّ َ‬
‫دامة؛‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ص ُن إذا َح َم َل فسيحم ُل ثَ َم َر الن َ‬ ‫الغ ْ‬
‫ُ‬
‫وسن‪ ،‬أَ ُك ُّل َم ْن لِب َس ِخرَق ًة بلو ِن‬ ‫الكِت ِ‬ ‫و َع َزْم ُت على َح ْم ِل َّ‬
‫كالس َ‬
‫ف َّ‬ ‫سج َادتي على َ‬
‫صار ُمسلِماً؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫كالوْرد َ‬ ‫الخ ْم َرة الحمراء َ‬
‫أهل ِ‬
‫القلب ال‬ ‫ألن زاوي َة ِ‬
‫اج الجام‪َ َّ ،‬‬ ‫الخلوِة بال ِسر ِ‬
‫َ‬ ‫الجلوس في‬
‫َ‬ ‫أستطيع‬
‫ُ‬ ‫واذا بي ال‬
‫أن تكو َن نور َّ‬
‫اني ًة؛‬ ‫ُبَّد ْ‬
‫للخليع‬
‫ِ‬ ‫رصعاً فال ضير‪ ،‬ماء ِ‬
‫الع َن ِب‬ ‫تج ْد جاماً ُم َّ‬ ‫فك ْن عالي ال ِه َّم َة‪ ،‬واذا لم ِ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اني؛‬
‫ياقوت ُرَّم ٌّ‬
‫ٌ‬
‫حسد‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه‬
‫أن ُش ْغَلنا يبدو غير متَّ ِس ٍق‪ ،‬ال تَره سهالً‪ ،‬ففي ِ‬ ‫رْغ َم َّ‬
‫لطان ي ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫البالد ُّ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ‬
‫َّ‬
‫الش َّحا َذ؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فس‪،‬‬ ‫الن ِ‬ ‫قلب‪ ،‬ال تُصاح ِب األصنا ِم‪ ،‬ع َ‬
‫بادةُ َّ‬ ‫الح َس َن َة يا ُ‬
‫الس ْم َع َة َ‬
‫نت تطُل ُب ُّ‬ ‫إذا ُك َ‬
‫الج ْه ِل؛‬
‫هان َ‬ ‫أي روحي‪ُ ،‬بر ُ‬
‫الخ ْم ِر ِم ْن َيِد‬
‫جام َ‬ ‫الش ْع ِر‪َ ،‬م ْن ال ُ‬
‫يأخ ُذ َ‬
‫ِ‬
‫وبحث ِّ‬ ‫بيع‬
‫الر ِ‬
‫ُنس و َّ‬‫س األ ِ‬ ‫في مجلِ ِ‬
‫الرو ِح؛‬
‫ثقيل ُّ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ُ‬

‫‪237‬‬
‫األفض ِل‬
‫َ‬ ‫أليس ِم َن‬
‫اب‪ ،‬أي عزيزي َ‬
‫َّ‬
‫ويخفي الشر َ‬
‫يشر ُب ُ‬
‫ظ َ‬
‫س قال عز ٌيز‪ِ :‬‬
‫حاف ُ‬ ‫أم ِ َ‬ ‫ْ‬
‫العيب؟!‪.‬‬
‫َس ْت ُر َ‬

‫غزل‪219‬‬

‫َخ َّر الـ َب َنْفـ َس ُج َمحـِنـّيا َعلى الـَق َد ِم‬ ‫من َع َد ِم‬ ‫ان ْ‬‫َل َّما أتى الوْرُد في الـُبسـتـ ِ‬
‫َ‬
‫السـاقي على َّ‬
‫النـ َغ ِم‬ ‫ُمَق ِّـبالً ُعـُنـ َق َّ‬ ‫الص ْب ِح في َح َزٍن‬ ‫ام ِع ْنـ َد ُّ‬ ‫ِ‬
‫َفْلتَ ْش َرب اْلجـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط َر ٍب‬ ‫الكأس والمح ِ‬ ‫اجلِ ْس َم َع‬
‫ص ِرِم‬ ‫أضـحى ش ْبـ َه ُم ْن َ‬ ‫َف َم ْوس ُم اْلـ َوْرِد ْ‬ ‫بوب في َ‬ ‫ِ َْ‬ ‫وْ‬
‫اللي ِل في ُّ‬
‫الظَل ِم‬ ‫َّ‬
‫ـوم ْ‬ ‫ـكي ُنج َ‬ ‫ض طالِ َع ًة بالسع ِـد تح‬ ‫األر ِ‬
‫احين َف ْو َق ْ‬ ‫الريـ ُ‬ ‫هـذي َّ‬
‫َّ ْ َ ْ ْ‬
‫ف ِمـ ْن َسـَق ِم‬ ‫اشـ َ‬
‫ود َوعـاداً و ْ‬ ‫ع ثَمـ َ‬ ‫َوَد ْ‬ ‫فاش َر ْب علـى َيِد ِه‬
‫عيسى َل ـ ُه ْ‬ ‫فاس ْ‬‫ْأن ُ‬

‫أس‬ ‫الر ِ ِ‬
‫الر َ‬
‫ضع َّ‬‫الب َنْف َس ُج َي ُ‬
‫الع َد ِم للوجود‪ ،‬ها ُه َو َ‬ ‫وض م َن َ‬ ‫الورد في َّ‬‫جاء ُ‬ ‫اآلن وقد َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫على َق َدمه في ُسجود؛‬
‫الساقي على‬ ‫طو َق ُعُن ِق َّ‬ ‫باب‪ ،‬وَقِّب ْل َ‬‫الر ِ‬‫ف و َّ‬ ‫ين َّ ِ‬‫الصبو ِح على أن ِ‬
‫الد ّ‬ ‫جام َّ‬ ‫اشرب َ‬ ‫ف ْ‬
‫اي والعود(‪)1‬؛‬ ‫نغم ِة َّ‬
‫الن ِ‬ ‫َ‬
‫الورد كاليو ِم أسبوعٌ‬‫ِ‬ ‫باب ٍة‪ ،‬فبقا ُء‬ ‫ٍِ‬ ‫ٍ‬
‫رد ال تَ ْجل ْس بال شراب وشاهد ور َ‬
‫ِ‬ ‫ور الو ِ‬
‫َ‬
‫وفي َد ِ‬
‫عدود(‪)2‬؛‬
‫م ٌ‬
‫وك ِب الميمو ِن‬ ‫بالك َ‬
‫ماء‪َ ،‬‬ ‫كالس ِ‬
‫َّ‬ ‫صار ْت ُمضيئ ًة‬ ‫الر ِ‬
‫ياحين‬ ‫األرض ِم ْن ُخرو ِج َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الع ال َمسعود؛‬ ‫ط ِ‬‫وال َّ‬
‫وخل ِذ ْكر ٍ‬‫ِ‬ ‫النَف ِ‬
‫وي َّ‬ ‫ِ‬ ‫الل ِ‬ ‫اهِد َّ‬‫الش ِ‬
‫ِم ْن ِيد َّ‬
‫عاد‬ ‫الكأس ّ َ‬ ‫َ‬ ‫س‪ ،‬اشرب‬ ‫العيس ِّ‬
‫َ‬ ‫العذار‬ ‫طيف‬
‫وثمود(‪)3‬؛‬
‫لك ْن ما النَّْف ُع وفيها ال‬ ‫الورد‪ِ ،‬‬
‫السوس ِن و ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدنيا صارت كالجنَّ ِة ا ِ‬ ‫ُّ‬
‫لعالية في َد ْور َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫مك ُن الخلود؛‬ ‫ي ِ‬
‫ُ‬

‫‪238‬‬
‫الس َح ِر ِبأنغا ِم داؤود؛‬
‫تجيء في َّ‬ ‫سافر الورد في الهو ِاء كسليمان‪ ،‬و َّ‬
‫الط ُير‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حين ُي ُ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫نار نمرود؛‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُك ْن على َرْس ِم ِ‬ ‫الرو ِ‬ ‫في ِ‬
‫قائق ُ‬
‫دين زردشت‪ ،‬ع َندما تُشع ُل الش َ‬ ‫يان ِع َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدين‬
‫ليمان عماد ّ‬‫الع ْهد‪ ،‬وزير ْمْلك ُس َ‬ ‫ف َ‬ ‫الصبو ِح على ذ ْك ِر آص َ‬‫جام َّ‬
‫واطُل ْب َ‬
‫محمود؛‬
‫ظ ِم ْن ُي ْم ِن تر َبيِت ِه‪ُ ،‬ك ُّل ما يطُل ُب ُج ْمَل ًة ِع ْن َدهُ موجود‪.‬‬ ‫عسى مجلِس ِ‬
‫حاف َ‬ ‫َ ُ‬
‫ــــــــ‬
‫باح‬
‫الص ِ‬‫فاشر ْب خمرةَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفجر وحان وقت ُّ ِ‬
‫ومناجاة الحبيب والحديث إليه‪َ ،‬‬ ‫الدعاء ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫طَل َع َ ْ ُ‬
‫(‪)1‬إذا َ‬
‫الساقي‪ ،‬على ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اي والعود؛‬ ‫نغمة َّ‬
‫الن ِ‬ ‫المنى‪ِّ ،‬‬
‫وقب ْل ُعُن َق َّ‬ ‫ورْح داعياً في ُس ْك ٍر ووَله‪ ،‬وأبش ْر بنيل ُ‬ ‫ُ‬
‫الخمر والحبيبِ‬
‫ِ‬ ‫مع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مع الحبيب في الفجر‪ ،‬ال تجل ْس ّإال َ‬ ‫في موس ِم الورد‪ ،‬موس ِم الّلقاء َ‬
‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫يدوم‬ ‫فاغتنمه‪( ،‬ربيع ِ‬


‫الذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يمُّر ُم ِ‬ ‫بابة‪ ،‬واطرب ف ِ‬
‫موس ُم الورِد‬ ‫والَّر ٍ‬
‫قصير ُ‬ ‫ٌ‬ ‫كر‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫سرعاً‬ ‫بيع ُ‬‫الر ُ‬
‫قصير‪ ،‬و َّ‬
‫ٌ‬ ‫َْ‬
‫له‬ ‫ِ َّ‬
‫الحبيب الذي ُ‬ ‫الكأس ِم ْن ِيد‬
‫َ‬ ‫اشر ِب‬
‫َ‬
‫(‪)3‬‬
‫بلبل)؛‬ ‫ض ِع وقت ُّ ِ‬
‫الدعاء يا ُ‬
‫الشمس فال تُ ِ‬ ‫إلى طلوِع َّ‬
‫كر األغيار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أنفاس عيسى َّالتي تحيي الموتى واشف من ِ ٍ‬
‫كل داء‪ ،‬ودع ذ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪220‬‬

‫ِ‬ ‫من عيوننا على الوجوِه دم ِ ُّ‬


‫أقول‬
‫كيف ُ‬ ‫القلب ُكل ُه يجري‪ ،‬على الوجوِه م ْن عيوننا َ‬ ‫َُ‬
‫ما يجري؟(‪)1‬؛‬
‫فمن ِ‬
‫ذل َك الهوا‬ ‫الر ِ ِ‬‫قلبنا َجرى م َع ِّ‬ ‫داخ ِل َّ‬
‫الص ِ‬ ‫نحن في ِ‬
‫يح ْ‬ ‫َ‬ ‫در أخفينا الهوى‪ ،‬فإذا ُ‬ ‫ُ‬
‫يجري؛‬
‫الرداء‪ ،‬حين بدرنا المعشوق في ِ‬
‫قبائه يمشي؛‬ ‫الحسِد تُ ِّق ِ‬ ‫ِق ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫مز ُ ّ َ‬ ‫المشر م َن َ َ‬ ‫َش ْم ُس َ‬
‫الحبيب‬
‫ُ‬ ‫الحبيب الوجوَه‪ ،‬هنيئاً للوجوِه َّالتي عليها‬
‫ِ‬ ‫اب ِ‬
‫درب‬ ‫ضعنا على تُر ِ‬ ‫َو َ‬
‫يمشي؛‬
‫قلب ُه ِم َن َّ‬
‫الص ْخ ِر يرثي؛‬ ‫ٍ ِِ‬ ‫ماء ال ِ‬
‫كان ُ‬
‫يم ُّر‪ ،‬ولو َ‬
‫وك ُّل َش ْخص به ُ‬‫يل ُ‬ ‫عين َس ٌ‬ ‫ُ‬

‫‪239‬‬
‫ِ‬
‫الحبيب‬ ‫كيف مجراهُ في ِد ِ‬
‫يار‬ ‫النهار‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫مع ِخصام ِ‬
‫وجدال في الّل ِ‬
‫يل و َّ‬ ‫ٌ‬ ‫لنا مع الَّد ِ‬
‫يجري(‪)2‬؛‬
‫وم َع ِة‪،‬‬
‫لص َ‬
‫ين ل َّ‬
‫ين المنذور َ‬
‫وفي َ‬
‫كالص ّ‬
‫ُّ‬ ‫دق ٍ‬
‫قلب‪،‬‬ ‫بص ِ‬ ‫الحان‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ظ دائماً‪ ،‬إلى ِحمى‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫الصفا ِء‪ ،‬يمشي‪.‬‬‫ِم َن َّ‬
‫ـــــــ‬
‫اء ُمصاِبنا؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجوهنا من عيوِننا َّالتي رأت‬
‫السَب َب ور َ‬
‫فكانت َّ‬ ‫المحبوب‬ ‫جمال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أصاب‬
‫َ‬ ‫(‪)1‬ما‬
‫ونحن لم َن ِص ْل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب‬ ‫ص َل مجراهُ إلى ِ‬
‫ديار‬ ‫كيف َو َ‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬

‫غزل‪221‬‬

‫ِ‬
‫ُيعاتبني؛‬ ‫الصْل َح‬
‫منه ُّ‬
‫طَل ْب ُت ُ‬
‫واذا َ‬ ‫يغض ُب‪،‬‬ ‫ضفيرِته َ‬ ‫َ‬ ‫إذا َوصَل ْت يدي إلى‬
‫ِ‬
‫العين‬ ‫طر ِ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫يق َّ‬
‫نظ َارِة‬ ‫كالهالل الجديد في طر ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َ َ‬ ‫نظرًة‬
‫المساكين‪ ،‬ألقى َ‬ ‫مر‬
‫َّ‬
‫النقاب(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬
‫اح في ّ‬ ‫ور َ‬
‫هار ما بي‬ ‫بالن ِ‬
‫له َّ‬ ‫شكوت ُ‬
‫ُ‬ ‫ظ ِة‪ ،‬واذا‬
‫اليَق َ‬
‫الشراب في َ‬
‫يل يجعُلني خراباً ِم َن َّ ِ‬ ‫في الّل ِ‬
‫اح في َّ‬
‫النو ِم؛‬ ‫رَ‬
‫اح م ِ‬
‫سرعاً‬ ‫الطر ِ‬ ‫الع ْش ِق مملوءة ِفتن ًة وبالء‪ ،‬أي قلب‪ ،‬في ِ‬
‫هذه َّ‬ ‫طريق ِ‬
‫يق َم ْن ر َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُ‬
‫هوى؛‬
‫يذه ُب ِمن ِظ ِّل هذا‬
‫شخص َ‬ ‫ٌ‬ ‫ط َن ِة‪ ،‬هل‬
‫بالسل َ‬
‫الحبيب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ستجداء في ِ‬
‫باب‬ ‫َ‬
‫ال تِبع اال ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫(الحارقة)؛‬ ‫لشم ِ‬
‫س‬ ‫ِ َّ‬
‫الباب ل ْ‬
‫طوي فلن ِيق َّل البياض ولو ُقمت ِب ِم ِ‬
‫ئة‬ ‫ِ‬ ‫كتاب َّ‬
‫الش ْع ِر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫األسود إذا ما ُ َ‬ ‫َ‬ ‫سو ُاد‬
‫ٍ‬
‫انتخاب(‪)2‬؛‬
‫يح النَّخوِة على ر ِأس ِه انتهى غروره وغار في َّ‬
‫الشراب؛‬ ‫َّت ر ُ‬ ‫باب إذا هب ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الح ُ‬ ‫ُ‬

‫‪240‬‬
‫ذه َب في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنت نفسك ِحجاب طر ِيقك‪ِ ،‬‬
‫ص َ‬‫اخرْج م َن الحجاب‪َ ،‬سع َد َش ْخ ٌ‬
‫ظ ُ‬ ‫حاف ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫يق بال ِحجاب‪.‬‬ ‫هذا َّ‬
‫الطر ِ‬
‫ــــــ‬
‫يظه ُر حتّى‬ ‫االختفاء بعد ُّ‬
‫الظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجديد هالل َّأو ِل َّ‬
‫يكاد َ‬
‫هور إذ ال ُ‬ ‫يع‬
‫السر ُ‬
‫الشهر َّ‬ ‫الهالل‬ ‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الشعر ِ‬
‫خاب َّ‬ ‫يب ِ‬
‫بانت ِ‬ ‫الش ِ‬
‫بياض َّ‬
‫ِ‬
‫البيض‬ ‫ات‬ ‫إيقاف‬ ‫تستطيع‬ ‫يشيب فلن‬ ‫يختفي؛ إذا بدأَ َش ْع ُر َ‬
‫ك‬ ‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫والتَّ ُّ‬
‫خل ِ‬
‫ص منها‪.‬‬

‫غزل‪222‬‬

‫من مالله؛‬ ‫ِ‬


‫ماك ْ‬ ‫اح من ح َ‬ ‫كل َمن قد ر َ‬ ‫يخيب ثُ َّم آخـ اًر يرو ُح في َخجـل‪ُّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫تجم ٍل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تسير في جالله؛‬ ‫ُ‬ ‫تجلس في ُّ‬ ‫ُ‬ ‫كان ْت ِبحفظ هللا ت َ‬
‫لك القـافَله‪،‬‬ ‫ظ ًة َ‬ ‫محفو َ‬
‫سار في ضالله؛‬ ‫ٍ‬ ‫الطريـق ل ِ‬ ‫نور الهدى لسالكي َّ‬
‫سالك بواصل ما َ‬ ‫ٌ‬ ‫لحبيب‪ ،‬ما‬ ‫ُ ُ‬
‫قضيت في بطاله؛‬ ‫الوقت َّالذي‬ ‫أضيع‬ ‫آخ اًر من خمرِة المعشو ِق ما‬ ‫ُخِذ المراد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫الدالله؛‬
‫يسأل ّ‬ ‫الد ِ‬
‫ليل‬ ‫من َّ‬ ‫ِ‬
‫إن يض ْع َ‬ ‫يب ْ‬
‫ضاع قلبي‪ ،‬والغر ُ‬ ‫َ‬ ‫باهللِ عوناً يا دليلي‪،‬‬
‫ف كيف تكو ُن في ال ِ‬
‫مآل الحاَله؛‬ ‫الخاتمه‪ ،‬م ْن ِ‬‫ِ‬ ‫المستور ِع َند‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫عار ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫بالخليع و‬
‫ِ‬ ‫كم‬
‫الح ُ‬
‫ُ‬
‫ط قلِب َك الجهاله؛‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كمه ِأزْل ِبه من لو ِح خ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جام عين الح َ‬ ‫يديك َ‬ ‫ظ احم ْل في َ‬ ‫يا حاف ُ‬

‫غزل‪223‬‬

‫زول‬ ‫السرو ذو َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الدالل ال ي ُ‬ ‫زول م ْن َلو ِح قلبي وروحي‪ ،‬أبداً ذل َك َّ ُ‬
‫نقش َك ال ي ُ‬
‫أبداً ُ‬
‫من خيالي؛‬

‫‪241‬‬
‫ص ٍة‬ ‫اء ِم َن َ‬
‫الفَل ِك ُ‬
‫وغ َّ‬ ‫أَبداً خيال ثغ ِرك ال يزول من دماغي أنا الحيران‪ِ ،‬من جف ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِم َن َّ‬
‫األيام؛‬
‫العهد؛‬ ‫ِ‬ ‫قلبي ِمن األزِل عَقد العهد مع َفرِعك‪ ،‬إلى ِ‬
‫األبـد َل ْن يرج َع وَل ْن ينسى َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َْ َ َ ْ َ‬
‫وذاك من‬‫َ‬ ‫يذهب ِم ْن قلبي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الم ِ‬
‫سكين‬ ‫غمك على قلبي ِ‬ ‫شيء سوى ِح ِ ِ‬
‫مل ّ َ‬
‫ٍ‬ ‫كل‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫قلبي ال يذهب؛‬
‫َ‬
‫يذهب ُحُّب َك من قلبي‬ ‫تذهب رأسي وال‬ ‫ِ‬
‫موض ُع ُحّب َك في قلبي وروحي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وروحي(‪)1‬؛‬
‫خلف‬ ‫ِ‬ ‫قلبي إذا راح خلف ِ‬
‫الحس ِ‬
‫يذه ْب َ‬ ‫إن ْلم َ‬ ‫يفع ُل ْ‬
‫معذور‪ ،‬ع ْن َدهُ األَل ُم‪ ،‬ما َ‬
‫ٌ‬ ‫ـان‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الدواء؟؛‬ ‫َّ‬
‫للحسان وال َيج ِر‬
‫ِ‬ ‫عط القل َب‬ ‫أس‪ ،‬ال ي ِ‬ ‫ظ هائم ال َّر ِ‬‫َم ْن أرَاد أن ال يكو َن كح ِاف َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫خلف ُهن‪.‬‬
‫َ‬
‫ــــــــ‬
‫َّك‬ ‫ليس في رأسي بل في قلبي وروحي‪ ،‬فحتّى ولو ُق ِط َع ْت رأسي َّ‬
‫فإن ُحب َ‬ ‫ك َ‬
‫(‪ِ )1‬‬
‫موض ُع ُحّب َ‬
‫يبقى في قلبي وروحي‪.‬‬

‫غزل‪224‬‬

‫ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫القلب َّالذي ال يسي ُر على َّ‬


‫ظر‪ ،‬واذا ما ُدع َي إلى ِّ‬
‫أي‬ ‫الن َ‬ ‫الدوا ِم خْل َ‬ ‫سعيد هو ُ‬ ‫ٌ‬
‫باب ال يذهب ِ‬
‫غافالً؛‬ ‫ٍ‬
‫َُ‬
‫خلف‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو لم أطمع بتلك ّ ِ‬
‫ف للذبابة أن ال ترو َح َ‬ ‫كان أولى‪ ،‬لك ْن كي َ‬ ‫الشفة العذبة ل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫الس َّكر؛‬
‫ُّ‬
‫ظري‬‫يزول ِمن َن َ‬
‫ُ‬ ‫نقش خالِ َك ال‬ ‫بالغم‪ ،‬ف ُ‬
‫ِّ‬ ‫صاب ِة‬
‫الم َ‬
‫عيني ُ‬ ‫مع سو َاد‬ ‫ال ِ‬
‫تغس ْل بالَّد ِ‬
‫َ‬
‫أبداً؛‬

‫‪242‬‬
‫فالح ألمري؛‬ ‫يحـ َك‪ ،‬أنـا من دو ِن فرِع َك ال َ‬ ‫تحرْمني ر َ‬ ‫كالصبا وال ِ‬‫عاملني َّ‬
‫لن ْين َج َح َع َمُل َك؛‬ ‫تش ِّرداً وهـائماً‪ِ ،‬بهذا الَف ِّـن َس َ‬
‫وف ْ‬ ‫تك ْن هكذا ُم َ‬
‫يـا قل ُب ال ُ‬
‫يعة ِمن هذا الَق ْد ِر ال‬ ‫الشر ِ‬ ‫إن ماء ِ‬
‫وجه َّ‬
‫السكران‪َ َّ ،‬‬ ‫إلي وأنا َّ‬ ‫بعين الحقا ِرة َّ‬
‫ظ ْر ِ‬ ‫ال تن ُ‬
‫يذهب؛‬‫َ‬
‫تعود ِ‬
‫بغير‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الش َّحا ُذ بي هوس لس ِ ِ ِ‬ ‫أنا َّ‬
‫فاليد اّلتي تص ُل إلى نطاقه ال ُ‬ ‫رو قامته‪ُ ،‬‬ ‫ََ ٌ َ‬
‫ضة؛‬ ‫ال ّذه ِب و ِ‬
‫الف َّ‬ ‫َ‬
‫األخالق عاَلم آخر‪ ،‬لن يزول ِمن ِ‬ ‫أنت َّالذي ِمن ِ‬
‫الوفاء لعهدي؛‬‫ُ‬ ‫خاط ِر َك‬ ‫َ‬ ‫ِ ٌ ٌَ ْ‬ ‫مكارِم‬ ‫َ‬
‫خان األس َوُد ِم ْن َقَل ِم‬ ‫الد ُ‬ ‫كيف ال ينتهي ُّ‬ ‫مني‪َ ،‬‬ ‫أسوَد صحيف ًة ّ‬ ‫ال أرى شخصاً َ‬
‫قلبي؛‬
‫ٍ‬ ‫خلف ُك ِّل‬ ‫بتاج الهدهِد ال ِ‬
‫تبعدني ِمن ال َّ‬
‫طر ِ‬
‫صيد‬ ‫األبيض ال يجري َ‬
‫ُ‬ ‫الباز‬
‫يق‪ ،‬ف ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫كالباش ِق؛‬ ‫ص ٍر‬‫ُمختَ َ‬
‫ِ‬ ‫يخرَج ِم َن‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث‬
‫ٌ‬ ‫س‬‫المجل ِ‬ ‫ص َّب في يد حافظ‪ ،‬ب َشرط أن ال ُ‬ ‫اجل ِب َ‬
‫الخمر‪ ،‬و َّأوالً ُ‬
‫ِ‬
‫خارَج الباب‪.‬‬

‫غزل‪225‬‬

‫بح ٌث يو ِاف ُق الثَّالثَ َة‬ ‫الورد و َّ‬


‫رو و ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫الشقائق‪ ،‬ذا َك ْ‬ ‫حديث َّ‬ ‫نحن في‬ ‫ُ‬ ‫ساقي‬
‫الغساله(‪)1‬؛‬
‫َّ‬
‫ليس ْت‬ ‫الح ْس ِن‪ ،‬و‬ ‫الجديدةُ بَل َغ ْت َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلن َ‬ ‫هي َ‬ ‫َ‬ ‫حد ُ‬ ‫َ‬ ‫وض‬ ‫فعروس َّ‬
‫ُ‬ ‫الخمر‬
‫َ‬ ‫هات‬
‫حاج ِة َّ‬
‫الد ّالَله؛‬ ‫ب َ‬
‫ِ‬
‫ص َل إلى البنغال(‪)2‬؛‬ ‫ات ال ِهنـِد تمضغ هذا الَق ْند الفـ ِ َّ‬ ‫ُك ُّل ببَّغـاو ِ‬
‫ارسي الذي َو َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫طع في ٍ‬
‫ليلة‬ ‫الش ْع ِر‪ ،‬هذا ال ِّ‬
‫سلوك ِّ‬ ‫ِ‬ ‫مان ِمن‬
‫الز ِ‬‫المكان و َّ‬
‫ِ‬
‫فل يق َ ُ‬‫ط ُ‬ ‫طي‬
‫ظ ْر إلى ِ‬
‫ّ‬ ‫ان ُ‬
‫الطريق؛‬‫احد ٍة مسيرة عا ٍم ِمن َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫و َ‬

‫‪243‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫الس ْحر؛‬ ‫ظر إلى ِتلك العي ِن َّ ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ‬
‫السـاح َرة ُمضلة العابد‪ ،‬تسي ُر خلفها قـافَل ٌة م َن ّ‬ ‫َ‬ ‫ان ُ ْ‬
‫بالمكارِه‬
‫ِ‬ ‫الخداع ِة‪ِ ،‬‬
‫فهذ ِه‬ ‫يق ِب َم ْك ِر ُّ‬ ‫عن َّ‬ ‫خرْج ِ‬
‫وتذه ُب‬
‫َ‬ ‫تقعُد‬
‫العجوز ُ‬‫ُ‬ ‫الدنيا َّ َ‬ ‫الطر ِ‬ ‫ال ت ُ‬
‫ُمحتاَل ًة؛‬
‫ائق بال ِ‬
‫خمر؛‬ ‫الندى يمألُ َق َد َح َّ‬
‫الشقـ ِ‬ ‫الشاه‪ ،‬و َّ‬ ‫بيع ته ُّب ِم ْن َر ِ‬
‫وض وْرِد َّ‬
‫َ‬ ‫الر ِ ُ‬‫يح َّ‬
‫رُ‬
‫ِ ‪3‬‬ ‫لطان غياث ال تغَفل‪ ،‬فأمرك ِمن الب ِ‬
‫كاء ُيفلح‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫مجلس ُّ‬ ‫الشو ِق إلى‬ ‫ظ َع ِن َّ‬‫حاف ُ‬
‫َُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ــــــ‬
‫الث من‬‫جات الثّ ُ‬ ‫َّة لحسن زاده آملي‪ ،‬هي َّ‬ ‫رسالة بالعربي ِ‬
‫ٍ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫الد َر ُ‬ ‫َ‬
‫أت في‬‫الغساَل ُة‪ ،‬كما قر ُ‬
‫الثّالثَ ُة ّ‬
‫فالمحو‬ ‫مس والمحق‪،‬‬ ‫الط ِ‬ ‫بالمحو و َّ‬
‫ِ‬ ‫الفناء الثّالث المعروفة‬ ‫ِ‬ ‫فس‪ ،‬وهي تو ِافق در ِ‬
‫جات‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫غسل َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫الطمس الفناء ِ‬ ‫َّ‬
‫باألفعال ُينِب ُت َ‬
‫الورد‬ ‫الفناء‬
‫ُ‬ ‫الفناء بال ّذات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المحق‬
‫بالصفات‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫الفناء باألفعال‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬
‫ينبت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رد وتنب ُت الشقائق‪ ،‬وبالفناء بال ّذات ُ‬ ‫الو ُ‬
‫يتكام ُل َ‬
‫ُ‬ ‫بالصفات‬ ‫روضة سّر الَقلب‪ ،‬وبالفناء ّ‬ ‫في َ‬
‫الع ْذ ِب َّالذي‬ ‫ُ ِ ِِ ِ‬ ‫النبات على شكل قط ٍع مكع ٍ‬ ‫السرو؛ القند َّ‬
‫وصل إلى‬ ‫ويرمز ِبه لش ْع ِره َ‬ ‫بة‪،‬‬ ‫سكر َّ‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬‫(‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدين‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السلطان غياث ّ‬ ‫السلطان غياث هو ّ‬ ‫يظهر جّلَّياً من البيت الذي يليه؛‬ ‫البنغال‪ ،‬كما َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُّ‬
‫ملوك البنغال‪.‬‬ ‫ظم شاه من ِ‬
‫المعروف بأع َ ْ‬
‫ُ‬

‫غزل‪226‬‬

‫الس َم ْر‬
‫اس في عاَل ِم َّ‬ ‫الن ِ‬
‫ديث َّ‬‫وي ْغدو َح َ‬ ‫ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫الد ْم ُع س ْت َرهُ‬ ‫اف ل َغ ّم ْي َي ْهـت ُ‬‫أخـ ُ‬
‫ص َب ْر‬ ‫لم ْن َ‬
‫يصير َ‬ ‫ُ‬ ‫َن َعـ ْم‪ ،‬بالحشا تدمى‬ ‫الص ْخ ُر ْلعالً لِصـاِب ٍر‬ ‫يصير َّ‬ ‫ُ‬ ‫وقالوا‬
‫ـوم على األثَ ْر‬ ‫َف َّ ِ‬ ‫ارة الح ِي بـ ِ‬ ‫أغدو إلى خمـ ِ‬
‫إن بها تُ ْجلى ال ُـهم ُ‬ ‫اكياً‬ ‫َّ َ َ ّ‬ ‫َس ْ‬
‫ط ْر‬‫الو َ‬ ‫ِ‬ ‫عسـى َّ ِ‬ ‫ص ْو ٍب َرَم ْيتُها‬ ‫ِسهـام دعـ‬
‫أن م ْنـها واحداً َيْبُل ُغ َ‬ ‫ائي ُك َّل َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ف اْل َخ َب ْر‬‫عر ُ‬‫الصبا تَ ِ‬ ‫ولـ ِك ْن َح َذ َارْيـ ِك َّ‬ ‫للحبيب ِحكـ َايتي‬ ‫أروحي أعيـدي َ‬ ‫ْ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫حي ُـل الت ْر َب ُد َّاًر م َن الـد َرْر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِب َش ْم ِس َك َو ْجهي‬
‫داك ُي ْ‬ ‫َن َ‬ ‫صار م ْن َذ َهب كما‬ ‫َ‬

‫‪244‬‬
‫امرو َن‬ ‫بين ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِق‬ ‫ِ‬
‫الناس يتس َ‬ ‫سري َ‬
‫ويصير ّ‬
‫َ‬ ‫غمي‪،‬‬
‫األستار عن ّ‬
‫َ‬ ‫مز َ‬
‫أن ُي ّ‬
‫أخاف ل َدمعي ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المحاف ِل؛‬ ‫ِب ِه في‬
‫الكِبِد يصير؛‬
‫ولك ْن ِمن َد ِم َ‬
‫حقاً ِ‬
‫الصبر‪َّ ،‬‬
‫يصير ياقوتاً في ُمقا ِم َّ‬
‫ُ‬ ‫خر‬
‫الص َ‬
‫أن َّ‬‫قالوا َّ‬
‫الخما ِرة باكياً وأشتكي‪ ،‬عسى أن يكو َن خالصي ِمن ِيد ِّ‬
‫الغم‬ ‫أذه َب إلى ّ‬‫أر ُيد أن َ‬
‫ناك؛‬ ‫ِ‬
‫م ْن ُه َ‬
‫قضاء حاجتي؛‬
‫ُ‬ ‫احٍد منها‬
‫جاه‪ ،‬عسى أن يكو َن بو ِ‬
‫ْ‬
‫عاء في ُك ِل ِاتّ ٍ‬
‫ّ‬
‫الد ِ‬
‫أطلقت ِسهام ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الصبا‬
‫مسم ِع ّ‬
‫َ‬ ‫يكن حديثُ ِك على‬ ‫للحبيب ِ‬
‫لك ْن ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫أي روحي أعيدي ِحكايتي‬
‫تعرف ال َخ َبر(‪)1‬؛‬
‫ف َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن إكسيـ ِر َش ِ‬
‫اب‬‫حيل التُّر َ‬‫من ُلطف َك حقاً ُي ُ‬ ‫صار وجهي م َن الذ َهب‪ُ ،‬ي ُ‬ ‫َ‬ ‫مس َك‬
‫َذ َهباً(‪)2‬؛‬
‫رب ال تَ ْج َع ْل ذلِ َك ال َّش َّحـا َذ ُم ْعتََب اًر؛‬ ‫نخوِة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرقيب‪ّ ،‬‬ ‫ضيق َحيرتي م ْن َ‬ ‫أنا في‬
‫طب ِع النَّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اس‬ ‫مقبول ْ‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫طائف التي تَ َج ُب‪ ،‬ليكو َن َش ْخ ٌ‬ ‫الح ْس ِن‪ ،‬الل ُ‬ ‫كثيرةٌ هي‪َ ،‬غ ْي َر ُ‬ ‫َ‬
‫ظر؛‬ ‫ِ‬
‫أصحاب َّ‬
‫الن َ‬ ‫ِم ْن‬
‫ؤوس العالية؛‬ ‫الر ِ‬ ‫اب أعتاِب َك ِم َن ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫قصر ِوصـالِك‪ ،‬يا ِ‬
‫له م ْن عـال‪ ،‬تُر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سور ِ‬ ‫ُ‬
‫الخ َب َر‬
‫ف َ‬ ‫تع ِر َ‬‫لئال ْ‬ ‫كي العبير‪ِ ،‬اه َدْأ ّ‬ ‫صلة ِمن َش ْع ِرِه ِمس ِ‬
‫ْ ّ‬
‫مسك بخ ٍ‬ ‫ِ‬
‫حين تُ ُ َ‬ ‫ظ‪َ ،‬‬ ‫حاف ُ‬
‫الصبا‪.‬‬‫َّ‬
‫ـــــــــ‬
‫سر؛ (‪)2‬صار وجهي ذهباً من‬‫يظل َّاً‬
‫يجب أن َّ‬
‫حب للحبيب ُ‬
‫وحديث الم ِّ‬
‫ُ ُ‬ ‫تذيع األخبار‬
‫الصبا ُ‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫لطفك التُّر َ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫من‬
‫أحال ُي ُ‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫عجب ْ‬‫َ‬ ‫عل اإلكسير‪ ،‬وال‬
‫تفعل ف َ‬
‫شمس جمالك التي ُ‬ ‫ِ‬ ‫نظري إلى‬
‫ودر اًر‪ ،‬في المثنوي‪:‬‬
‫ذهباً ُ‬
‫صار ُكُّل ُه ياقوتا‪.‬‬ ‫الشاه من نعلِ ِه الم ِ‬
‫ذلك َّ‬
‫طور سيناء َ‬
‫ُ‬ ‫بارك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫غزل‪227‬‬

‫‪245‬‬
‫المنـ ِاف ْق‬
‫ائي ُ‬ ‫بالم ْسـِل ِم المر‬ ‫َل ْيـ َس‬ ‫ائق‬
‫ر ْ‬ ‫اع ِظ الـ َح ِي‬ ‫َليـس َقولي لـِو ِ‬
‫َْ ْ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫س آد ٍم غيـر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الئ ْق‬ ‫بسـوى جـ ْنـ ِ َ َ ْ ُ‬ ‫َغرامي‬ ‫اس َك ْر َف َخ ْم ُـر‬ ‫ُرْح َكريماً و ْ‬
‫قـال أُعطيـك بالـغ ِ‬
‫ائق‬
‫ك عـ ْ‬ ‫َر ِّب ال َي ْنـ َد َمـ ْن وال َيـ ُ‬ ‫اك‬
‫ُمـنـ َ‬ ‫داة‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬

‫أن من يسير ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫النفاق بين‬‫بالرياء و ّ‬
‫ُ ّ‬ ‫حينا‪ ،‬وهو َّ‬‫أقول بقول ال يروق لواعظ ِّ‬ ‫َّإنني ُ‬
‫ِ‬
‫الحقيقة مسلماً(‪)1‬؛‬ ‫الناس ليس في‬ ‫َّ‬
‫الخ ْم ِر‬ ‫ان عن ُش ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫رب َ‬ ‫أن يمتَن َع الحيو ُ‬
‫ضالً ْ‬ ‫وك ْن كريماً‪ ،‬ف َّإن ُه َ‬
‫ليس َف ْ‬ ‫العرَب َد َة ُ‬
‫تعل ِم َ‬
‫يصير إنساناً(‪)2‬؛‬‫َ‬ ‫فال‬
‫يصير لؤلؤاً‬ ‫ٍ‬
‫وطين‬ ‫ض‪ ،‬فما ُك ُّل َح َج ٍر‬ ‫للف ْي ِ‬
‫اه ُر ال ُبَّد أن يكو َن قابالً َ‬ ‫الط ِ‬
‫الجوهر َّ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ومرجاناً؛‬
‫يصير‬ ‫الحي ِل ال‬ ‫قلب‪ ،‬وُك ْن سعيداً‪ ،‬فبالتَّ ِ‬ ‫اجعل ُش ْغَلك ِ‬
‫ُ‬ ‫لبيس و َ‬ ‫أي ُ‬ ‫ظ َم‪ْ ،‬‬ ‫اال ْس َم األع َ‬ ‫َ‬ ‫َْْ‬
‫يطان؛‬
‫الش ُ‬ ‫مسلِماً َّ‬
‫ُ‬
‫كالفنو ِن األُخرى‪ ،‬لن يكو َن‬ ‫يف‪ُ ،‬‬ ‫الف َّن َّ‬ ‫األم ُل ِب َّ‬ ‫ِ‬
‫الشر َ‬ ‫أن هذا َ‬ ‫أنا عاش ٌق‪ ،‬وعندي َ‬
‫للحرمان؛‬‫مو ِجباً ِ‬
‫ُ‬
‫السبب لِ َّ‬ ‫ِ‬
‫رب ِّ‬
‫هي ِئ َّ َ َ‬ ‫غب َة قلِب َك‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫( ‪)3‬‬
‫يندم ؛‬ ‫ئال َ‬ ‫ُعطيك َر َ‬
‫َ‬ ‫يقول‪َ :‬غداً أ‬‫كان ُ‬ ‫أمس َ‬
‫ِ‬ ‫واِّني ألطُلب ِمن هللاِ حسن ُ ِ‬
‫مرًة أُخرى؛‬ ‫عنك َّ‬ ‫صير خاطر ْي ُمشتَّتاً َ‬ ‫الخُل ِق لئ ّال ي َ‬ ‫َُْ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‪4‬‬ ‫طُلب َع َ َّ‬ ‫ظ‪ ،‬ما َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫س الم ِ‬
‫شرَقة‬ ‫ُ‬
‫الشم ِ‬
‫ين ْ‬ ‫كان ْت لتَ ْ َ‬ ‫عالي َة ال ِه َّمة يا حاف ُ‬
‫تك ْن َ‬ ‫الذ َّرةُ لو ْلم ُ‬
‫ـــــــــ‬
‫اإلنسان من حيو ٍ‬
‫ان ال‬ ‫ِ‬ ‫كر فضيلةٌ لإلنسان وال تكو ُن ِ‬
‫لغير‬ ‫خفي؛ (‪َّ )2‬‬ ‫(‪ِّ )1‬‬
‫الس ُ‬
‫اب و ُّ‬
‫الشر ُ‬ ‫شرك ٌّ‬ ‫ياء ٌ‬ ‫الر ُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫يحول دو َن تحقيقه؛ و َ‬
‫أنت‬ ‫تجعل عائقاً‬ ‫يند ُم على هذا الوعد وال‬
‫تجعْل ُه َ‬
‫يملك الفضائل؛ ال َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫حاق َّ‬
‫بالشمس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫على ص َغ ِر ِ‬
‫تستطيع الّل َ‬
‫ُ‬ ‫ك‬‫قدر َ‬

‫‪246‬‬
‫غزل‪228‬‬

‫ماذا يكـو ُن وفـي ُبستـ ِان َك الثَّ َم ُر‬ ‫إذا قطـفـت من األثمـ ِار و ِ‬
‫اح َد ًة‬ ‫ُ‬
‫ور وجـ ِه َك ليـالً ُّأيـها‬
‫بنـ ِ‬ ‫ِ‬
‫القمر‬
‫ُ‬ ‫رت ُمهتدياً‬ ‫وما يكـو ُن إذا مـا س ُ‬
‫جَلس ُت من ٍ‬ ‫ِ‬
‫الض َرُر‬ ‫اح ما َّ‬ ‫تعب أرتـ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫إن َنَفساً‪،‬‬‫وتح َت سروِت َك العليـاء‪ْ ،‬‬

‫موضع أقدامي على ِسر ِ‬


‫اج َك‪،‬‬ ‫ستانك‪ ،‬ما يكون؟‪ ،‬إذا رأيت ِ‬ ‫طْفت ِمن ب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إذا ثَ َم َرًة َق َ ُ ْ ُ‬
‫ما يكون؟؛‬
‫يح َنَفساً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫روِة‬ ‫تحت ِظ ِّل ِتْل َك َّ‬
‫الم ْت َع ُب‪ ،‬أستر ُ‬
‫رب‪ ،‬إذا َجَل ْس ُت‪ ،‬وأنا ُ‬ ‫العالية يا ّ‬‫َ‬ ‫الس َ‬ ‫َ‬
‫ما يكون؟؛‬
‫فص خاتَمي‪،‬‬ ‫ش ِّ‬ ‫صورتُ َك على َنْق ِ‬ ‫عيد األث ِر‪ ،‬إذا َوَق َع ْت‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫جمشيد ال َّس َ‬
‫َ‬ ‫آخ اًر يا خاتَ َم‬
‫ما يكون؟؛‬
‫ِ‬
‫الحبيب‪ ،‬ما‬ ‫رت ُح َّب‬ ‫ِ‬ ‫ظ المدين ِة اختار ح َّب ِ ِ‬ ‫وِ‬
‫الملك والحاكمِ‪ ،‬أنا إذا اختَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫اع ُ‬
‫يكو ُن؟؛‬
‫خان ِة ديني ما‬ ‫أيت َسَلفاً ِب َ‬
‫الخ ْم ُر‪ ،‬فقد ر ُ‬
‫هي َ‬ ‫الخان ِة‪ ،‬فإن تكن‬ ‫عقلي َخ َرَج ِم َن‬
‫ْ ُْ َ‬ ‫َ‬
‫يكون؛‬
‫مال عمري ص ِرف للمعشوق ِة والخم ِر‪ ،‬لِنر ما يجيء ِمن ِتلك‪ ،‬و ِمن ِ‬
‫هذه ما‬ ‫رأس ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يكو ُن؟؛‬
‫ِ‬ ‫عاشق ولم يُقل شيئاً‪ِ ،‬‬ ‫السِيد ِأني ِ‬
‫هو‪ ،‬ما‬ ‫كيف َ‬ ‫ظ‪ ،‬إذا َعل َم أيضاً بحالي َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َعلِ َم َّ ّ ُ ّ‬
‫يكون؟‪.‬‬
‫احد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األبيات ِّ‬ ‫ِ‬
‫بيت و ٌ‬
‫ُّف بسيط‪ ،‬والبيتان األول والثّاني هما في األصل ٌ‬
‫الشعريَّة تصر ٌ‬ ‫ترجمة‬ ‫*في‬

‫غزل‪229‬‬

‫‪247‬‬
‫الخ َب َر عن هذا‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫الحظ ال ُيعطيني َ‬ ‫عن َف ِم الحبيب‪َ ،‬‬ ‫العالم َة ْ‬
‫َ‬ ‫الب ْخ ُت ال ُيعطيني‬ ‫َ‬
‫الس ِّر الخفي؛‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يأخ ُذ‪ ،‬وِتْل َك ال ُيعطي! ؛‬
‫( ‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وه َو هذه ُ‬ ‫الرو َح‪ُ ،‬‬
‫ال أدَف ُع ُّ‬‫في ُقبَلة م ْن َشَفته ال أز ُ‬
‫ناك سبيل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ُّت في هذا ِ‬
‫الفر ِ‬
‫الحاج ُب ال‬ ‫ٌ‬ ‫ص ِر‪ ،‬أو ُه َ‬ ‫سبيل إلى ذل َك الَق ْ‬
‫َ‬ ‫اق وال‬
‫الدليل؛‬‫ُيعطي َّ‬
‫ساف ِل َ ِ‬‫ظر إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫المجال‬
‫َ‬ ‫كيف ال ُيعطيني‬ ‫الفَلك‪َ ،‬‬ ‫أمس َك ْت ِبَفرِعه فان ُ ْ‬
‫الصبا َ‬ ‫ُيد َّ‬
‫ناك كا ِّلريح؛‬ ‫ُه َ‬
‫ط ِة لِ َلو َس ِط‬ ‫يق ُّ‬
‫كالنق َ‬ ‫َّ‬
‫ان األيَّا ِم ال يفتَ ُح لي الطر َ‬ ‫ِ‬
‫البركار‪ ،‬ود َور ُ‬ ‫أدور ك‬
‫طْف ُت ُ‬ ‫كم ُ‬
‫الدائرة)؛‬
‫(و َسط َّ‬ ‫َ‬
‫لك ْن‪ ،‬سوء َعهِد َّ‬
‫الزم ِن‬ ‫العاقب ِة ِ‬
‫عليه في ِ‬ ‫مكن الحصول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُّس َّك ُر عن ِيد َّ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الص ْب ِر ُي ُ‬
‫يمنحني ال َّزَمان؛‬‫ال ُ‬
‫الن ِ‬ ‫ظ ِمن ِ‬
‫اآله و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حيب ال ُيعطيني‬ ‫الحبيب‪ ،‬حاف ُ َ‬ ‫أذه ُب بالنَّو ِم وأرى َج َ‬
‫مال‬ ‫ُقْل ُت َ‬
‫األمان(‪.)2‬‬
‫َ‬
‫ــــــــ‬
‫فس ِه‪.‬‬
‫جرد شخصاً آخر ِمن ن ِ‬
‫ََ ْ َ‬ ‫ظ هنا ُي ِّ ُ‬
‫حاف ُ‬ ‫الروح مني وال ي ِ‬
‫عطيني الُقبَل َة؛ (‪ِ )2‬‬
‫ُ‬ ‫يأخ ُذ ُّ َ ّ‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل ‪230‬‬

‫ريـ ُح العبي ِر ِم َن‬ ‫عط ِر ج ِ‬


‫القلـب للخمـ ِر الم َّ‬
‫ال ِّريـا ال ت ُ‬
‫صد ُر‬ ‫ـاذبي‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫يأم ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فالـ ُمهيم ُن ُ‬ ‫عشقي سأعـ َش ُق‬ ‫حرمـوا‬ ‫خالئق َّ‬ ‫ّإني إذا ُكـ ُّل الـ‬
‫ويغفر‬
‫ُ‬ ‫اشقين‬
‫وب العـ َ‬ ‫يمحـو ُذنـ َ‬ ‫والعفـ ُو ِمـ ْن ِش َيـ ِم الكريـ ِم َّ‬
‫فإن ُه‬
‫ؤس ُر‬ ‫قلبي إلـى حلقـ ِ‬
‫ات َش ْع ِر َك‬ ‫ات ذكـ ِرك َّ‬ ‫سأُقيم فـي حلقـ ِ‬
‫ُي َ‬ ‫علني‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪248‬‬
‫أكثر موافق ًة للمعنى‪:‬‬
‫ترجم ٌة نثرَّي ٌة ُ‬
‫ياء(‪)1‬؛‬ ‫الخير ال تأتي ِم ْن ُزهِد ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح‬
‫له‪ ،‬ر ُ‬
‫ِ‬
‫المسك ج َاز ُ‬ ‫ِ‬
‫ال قلبي إلى خمرة ْ‬
‫إذا م َ‬
‫الع َمـل؛ ال‬ ‫سأعش ُق َّ‬ ‫أهل العـاَل ِم منعـوني ِ‬ ‫أنا إذا ُك ُّل ِ‬
‫يأم ُر بهذا َ‬ ‫ألن هللاَ ُ‬ ‫َ‬ ‫الع ْش َق‬ ‫َ‬
‫ويهب ُه للعاشقين؛‬ ‫ِ‬ ‫فيض الكر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الط َم َع ِمن‬
‫ط ِع َّ‬
‫يم يغف ُر ال ّذ ْن َب ُ‬ ‫الخُل ُق الكر ُ‬
‫امة‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫تق َ‬
‫ضفيرة ِمن‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫يح َّل َحْلَق ًة ِم ْن خصَل ٍة ِم ْن‬ ‫أمل أن ُ‬
‫قلبي مقيم في حْلَق ِة الِّذ ْك ِر ِب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬
‫عرك(‪)2‬؛‬ ‫َش ِ‬
‫ط ِة‬
‫للم َّشا َ‬
‫حاجتُ َك َ‬ ‫َ‬ ‫خت‪ ،‬ما‬‫أنت َّالذي أُعطيت الحسن من هللاِ وعالي الب ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِلتَُزِّي َن َك؟ ؛‬
‫(‪)3‬‬

‫اج َة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اء ُم ْن ِع ٌ‬


‫اآلن ال ح َ‬ ‫ش‪َ ،‬‬ ‫صاف بال غ ّ‬ ‫الخمر‬
‫ش للقلب‪ ،‬و ُ‬ ‫جميل‪ ،‬والهو ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وض‬‫الر ُ‬ ‫ّ‬
‫لقلب سعيد؛‬ ‫بنا ّإال ٍ‬
‫خص؛‬ ‫تدخـ ُل في َعْق ِد َش ٍ‬ ‫المخـَّد َرةُ ال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عروس ُّ‬
‫الدنيـا لكن انتب ْه‪ ،‬هذه ُ‬ ‫ُ‬ ‫جميَل ٌة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُقلت له في د ٍ‬
‫دت‬‫أسع َ‬
‫منك َ‬ ‫وج َه الَق َمر‪ ،‬ما يكو ُن إذا ما ِبُقبَلة ُس َّكريَّة َ‬ ‫عابة يا ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫اهن؛‬ ‫قلبي الو ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وج َه الَق َم ِر ِبُقبَلتك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأن ُت ِّلو َث ْ‬
‫ترض ْ‬ ‫وقال من أجل هللا يا حافظ‪ ،‬ال َ‬ ‫ضح َك َ‬ ‫َ‬
‫ــــــ‬
‫محبيك‬
‫جليس ّ‬‫ُ‬ ‫كرك‪ :‬أنا‬ ‫ِذ ِ‬ ‫قيم في حلَق ِة‬
‫مسك)‪ ،‬أنا ُم ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ٌ‬ ‫(ختام ُه‬
‫ُ‬ ‫منه رائح ُة المسك‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫الذي تفو ُح ُ‬
‫طة‪َ :‬من ِحرَفتُها‬‫الم َّشـا َ‬ ‫النجاة؛‬
‫له بها َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ك بحلقة من شعرك‪ :‬تُكتَ ُب ُ‬ ‫الذين يذكرونك‪ُ ،‬يمس ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫َ‬
‫التَّجميل‬

‫غزل‪231‬‬

‫طَلع؛‬
‫ال إذا َ‬
‫غم َك ينـتهي‪ُ ،‬قلـ ُت ُك ْن بدري‪ ،‬قـ َ‬
‫ال ُّ‬
‫غم َك عندي‪ ،‬قـ َ‬
‫قلـ ُت ُّ‬

‫‪249‬‬
‫سان الوجوِه قليالً ما يفعلو َن ذلِك؛‬ ‫ِ‬ ‫تعلم ِمن ِ‬ ‫َّ‬
‫قال ح ُ‬
‫رس َم الوفاء‪َ ،‬‬ ‫المحِّب َ‬
‫ين ْ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ُقلـ ُت‬
‫قال يجيء في الَّلي ِل ِم ْن طر ٍ‬
‫يق‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ظري على خيال َك في الطريق‪َ ،‬‬ ‫ط ُت َن َ‬
‫رَب ْ‬ ‫ُقلـ ُت‬
‫ُ‬
‫آخر؛‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ك لو تَدري؛‬ ‫قال هـو أيضاً دليُل َ‬ ‫عبير فـرِع َك أضـلني في َ‬
‫العـاَلم‪َ ،‬‬ ‫ُقلـ ُت ُ‬
‫اللطيف؛‬‫الصب ِح‪ ،‬قال ذاك نسيم ِحمى الحبيب َّ‬ ‫اء نسي ِم ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ف هو َ‬
‫طَ‬‫ُقلـ ُت ما أل َ‬
‫العبد؛‬
‫هي ترعى َ‬ ‫اج ِب العبِد لها ف‬‫عقيق شفِت َك قتلتنا َشوقاً‪ ،‬قال ُقم بو ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُقلـ ُت ُجرَع ُة‬
‫َ‬
‫يحين‬ ‫لشخص إلى أن‬‫ٍ‬ ‫قال ال تُق ْل‬
‫الصلح‪َ ،‬‬ ‫يعزُم على ُّ‬ ‫الرحيم متى ِ‬
‫َ‬ ‫قلب َك َّ ُ‬
‫ُقلـ ُت ُ‬
‫وْق ُت ذلك؛‬
‫ِ‬
‫ص ُة أيضاً‬‫فالغ َّ‬
‫ظ ُ‬ ‫صمتاً يا حاف ُ‬ ‫قال ْ‬ ‫كيف انتهى سريعاً‪َ ،‬‬ ‫زمان الع ْش ِرة‪ ،‬أترى َ‬
‫لت ُ‬ ‫ُقـ ُ‬
‫تنتهي‪.‬‬

‫غزل‪232‬‬

‫ِ ِِ‬ ‫إن فـي رأسي َّنيـ ًة ِأل ْعمـل‪ ،‬إذا ما َّ‬


‫ص ُة؛‬ ‫تمك ْن ُت‪َ ،‬ع َمالً تنتهي ِبه هـذه ُ‬
‫الغ َّ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬
‫ك؛‬‫المال ُ‬
‫يدخ ُل َ‬ ‫يخرُج ُ‬ ‫حين ُ‬ ‫ان َ‬ ‫الشيط ُ‬
‫ِ‬
‫األضداد‪َّ ،‬‬ ‫حب ِة‬
‫ص َ‬ ‫ليست مح َّل ُ‬ ‫ْ‬ ‫َخلوةُ ِ‬
‫القلب‬
‫الش ِ‬‫النور ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫الظل ِم لي ٌل ِشت ٌّ‬
‫صحب ُة ح َّكا ِم ُّ‬
‫ائي ‪ ،‬اطُلب ُّ َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫فربَّما تَطَل ُع عليك؛‬ ‫مس ُ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫الس ِّـيُد؟؛‬
‫يخرُج َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جلوس َك‪ ،‬وَقوُل َك متى ُ‬ ‫ُ‬ ‫إالم‬
‫على باب أرباب دنيا بال مروءة‪َ ،‬‬
‫الطر ِ‬
‫يق؛‬ ‫ظ ِر سالِ ٍك يم ُّر ِبك في َّ‬
‫ُ َ‬ ‫الكنز ِم ْن َن َ‬
‫تج َد َ‬ ‫ال تترِك االستجداء حتَّى ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ول و َم ْن يكو ُن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫متاع َنفسه‪ ،‬سنرى َم ْن ُ‬
‫ينال الَقب َ‬ ‫َ‬ ‫ض‬ ‫الح والطال ُح‪ُ ،‬ك ٌّل َع َر َ‬ ‫الص ُ‬ ‫َّ‬
‫ظر؛‬‫الن َ‬ ‫َّ‬
‫محط َّ‬
‫ص ُن‬ ‫َّ‬ ‫اشق اطُل ِب العمر ِ‬ ‫ِ‬
‫وض‪ ،‬ويتفت ُح ُغ ْ‬ ‫ض ُّر ال َّر ُ‬
‫سوف يخ َ‬
‫َ‬ ‫فآخ اًر‬ ‫ُ َ‬ ‫الب ُلب ُل الع ُ‬ ‫أيُّها ُ‬
‫الورد؛‬

‫‪250‬‬
‫ليست باألم ِر العجي ِب‪ُ ،‬ك ُّل َم ْن َذ َه َب إلى‬
‫ْ‬ ‫غير‬ ‫المنزِل َّ‬
‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ بهذا‬ ‫غفَل ُة ِ‬
‫حاف َ‬
‫ان عاد ِ‬
‫غافال‪.‬‬ ‫الح ِ َ‬
‫ـــــــ‬

‫ِ ِ (‪)2‬‬
‫حب َة‬
‫ص َ‬‫اتر ْك ُ‬
‫الفارسيَّة؛ ُ‬ ‫السَن ِة‬ ‫تاء األولى وهي أطول ليالي ّ ِ‬
‫الشتاء في ّ‬ ‫ُ‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫األصل ليل ُة ّ‬ ‫(‪)1‬في‬
‫ك المالئكة‬ ‫ِ‬
‫تصحب َ‬
‫ْ‬ ‫األضداد‬

‫غزل‪233‬‬

‫تخرُج روحي‬ ‫ِ‬ ‫ف ِ‬


‫عي إلى غايتي‪ ،‬أو يص ُل جسدي إلى حبيبي‪ ،‬أو ُ‬ ‫الس ِ‬
‫عن َّ‬ ‫أك َّ‬
‫لن ُ‬
‫ِم ْن جسدي؛‬
‫داخلي؛‬ ‫يخرُج ِمن َكفني ِم َن ٍ‬
‫نار ب ِ‬ ‫ظ ْر تَـ َر ُّ‬
‫بعد وفاتي َقبري وان ُ‬ ‫ِ‬
‫ان ُ‬ ‫الدخـ َ‬ ‫فتح َ‬ ‫ا ْ‬
‫لق ِرجاالً‬
‫الخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أظ ِهر الوجه فالخلق والِهو َن وحيارى‪َّ ،‬‬
‫يعلو م َن َ‬
‫اخ ْ‬‫فالصر ُ‬
‫وتكل ْم ُّ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ساء؛‬ ‫ِ‬
‫ون ً‬
‫الروح تُ ِ‬
‫غاد ُر‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الحسرةُ في قلبي‪ ،‬وما نْل ُت ُم ْن َي ًة م ْن َشَفته‪ ،‬و ُّ ُ‬
‫روحي على َشَفتي و ْ‬
‫َب َدني؛‬
‫غر متى ُيعطي المساكي َن‬ ‫َّ‬
‫ذلك الث ُ‬ ‫بت ضي َق روحي‪َ ،‬‬ ‫ال َح ْسرةُ بي لِثَغ ِرِه سبَّ ْ‬
‫ُمرَاد ُهم؟؛‬
‫ذكرهُ هللاُ ِبالخي ِر في َخ ْي ِل‬
‫قال‪َ :‬‬ ‫حافظ في َ ٍ‬‫ذكر فيها اسم ِ‬ ‫في ُك ِّل َّ ٍ‬
‫محفل ُي ُ‬ ‫ُْ‬ ‫مرة ُي َ ُ‬
‫المتَ َغ ِّزلين‪.‬‬
‫ين ُ‬ ‫العاشق َ‬

‫غزل‪234‬‬

‫‪251‬‬
‫ِ‬ ‫قائق تتفتَّ ُح في‬ ‫آالف َّ‬ ‫ِ‬ ‫مر ِم ْن مشر ِ‬
‫ِق‬
‫روض‬ ‫الش ِ‬ ‫ُ‬ ‫الكأس‪،‬‬ ‫الخ ِ‬
‫مس َ‬ ‫ِق َش ُ‬ ‫حين تُ ْشر ُ‬ ‫َ‬
‫الساقي؛‬‫ض َّ‬ ‫عار ِ‬‫ِ‬
‫وض عبي ُر ِتْل َك ال ُّذؤ َابة؛‬ ‫ط ال َّر ِ‬ ‫حين ينتَ ِش ُر َو َس َ‬
‫السناِب ِل‪َ ،‬‬ ‫الوْرِد َي ْك ِس ُر ذو ِائ َب َّ‬
‫نسي ُم َ‬
‫ِ‬
‫بمائة‬ ‫حس ُب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ليل الهجر ِ‬ ‫حكاي ُة ِ‬
‫ليست حك َاي َة الحال لتُقال‪ُ ،‬ش َّم ٌة م ْن بيانها تُ َ‬ ‫ان‬
‫ٍ‬
‫رسالة؛‬
‫غص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قم ٍة منها‬ ‫فرة َ ِ‬‫النوال ِم ْن س ِ‬
‫ة وال مالل؛‬ ‫بمائة َّ‬ ‫الفَلك المنكوس‪ُ ،‬ك ُّل ُل َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ال ترُج َّ َ‬
‫أن هذا‬ ‫خيال َّ‬ ‫نفسك‪،‬‬ ‫عي ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجوه ِر‬ ‫ال ي ِ‬
‫ٌ‬ ‫بالس ِ ْ‬ ‫المقصود َّ‬ ‫َ‬ ‫الوصول إلى‬
‫ُ‬ ‫مكُن َك‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ف ُيفلح؛‬ ‫َّ‬
‫ص َر ُ‬ ‫الع َم َل الذي ال ُي ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ُّ‬
‫غم الط ِ‬ ‫ص ْب َر نو ٍح النَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫بالؤك ينتهي‪ ،‬وتُقضى َل َ‬ ‫َ‬ ‫وفان‪،‬‬ ‫بي على ِّ‬
‫ّ‬ ‫ك َ‬ ‫نت تمل ُ‬ ‫إذا ُك َ‬
‫ألف عا ٍم ِم َن االنتظ ِار؛‬ ‫حاج ُة ِ‬
‫َ‬
‫اب‬‫قائق تتفتَّح ِم ْن تُر ِ‬ ‫هار ال َّش ِ‬
‫آالف أز ِ‬ ‫قبر ِ‬
‫حافظ‪،‬‬ ‫حين يم ُّر على ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫نسيم فرع َك َ ُ‬ ‫ُ‬
‫َب َدِن ِه‪.‬‬

‫غزل‪235‬‬

‫صابين ِبغمزِت ِه‪،‬‬


‫َ‬ ‫لم‬
‫الحبيب‪ ،‬حامالً الَف َرَج ل ُ‬
‫ُ‬ ‫يعود‬ ‫ِ‬
‫بارك الذي ِبه ُ‬
‫مان الم ِ َّ‬
‫بالز ِ ُ َ‬ ‫أسع ْد َّ‬ ‫ِ‬
‫المكسورين؛‬ ‫المغمومي َن َ‬
‫ذل َك ِ‬
‫الفار ُس‬ ‫خيال ِه‪ ،‬أنا على أم ِل أن يرِجع ِ‬ ‫يل ِ‬ ‫لت أبلق العي ِن خْلف َخ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫أرس ُ‬‫َ‬
‫ِ ( ‪)1‬‬
‫الماهر ؛‬
‫فلن أتَ َكَّل َم ِمنها‪ ،‬و ُّ‬
‫أي َنْف ٍع‬ ‫ِ‬
‫رأسي‪ ،‬إذا ك َان ْت ال تَص ُير ُك َرًة يتناوُلها ِبعصاهُ‪ْ ،‬‬
‫سيكو ُن لي ِمنها؟(‪)2‬؛‬
‫س أن يعود ِمن هذا َّ‬ ‫يق‪ ،‬جالِ ٌس ُ ِ‬ ‫مقيم على قارع ِة َّ‬
‫الطريق؛‬ ‫َ ْ‬ ‫بهو ِ ْ‬
‫كالغبار‪َ ،‬‬ ‫الطر ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬

‫‪252‬‬
‫يعود‬
‫أن هذا القل َب س ُ‬ ‫تتخي ْل َّ‬
‫استقر قرُاره‪ ،‬ال ّ‬
‫َّ‬ ‫ضفائرِه‬
‫ِ‬ ‫لب َّالذي في ذؤ َاب ٍة ِم ْن‬ ‫الَق ُ‬
‫ِ‬
‫إليه قرُاره؛‬
‫آخ ُر‬ ‫أم ِل أن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يا لِما َّ ِ‬
‫بيع َ‬
‫يعود ر ٌ‬
‫َ‬ ‫البالب ُل م َن ال َجور م ْن َد ْي‪ ،‬على َ‬ ‫تحمَلت َ‬
‫جديد(‪)2‬؛‬
‫ٌ‬
‫الس ِ‬
‫رو إلى يدي‪.‬‬ ‫الحبيب شبي ُه َّ‬ ‫يعود‬ ‫ش القض ِ‬ ‫ظ ِم ْن َنْق ِ‬
‫مني ُة ح ِاف َ‬
‫ُ‬ ‫هي أن َ‬ ‫َ‬
‫اء‪،‬‬ ‫اُ َّ‬
‫ـــــــ‬
‫الشَب ِه‬
‫الخيل‪َّ َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫يع إذ‬‫وسو ٌاد‪ ،‬وسر ٌ‬ ‫بياض‬ ‫منهما فيه‬ ‫الع ِ‬
‫ين واألبَل ِق َ‬ ‫وجه َّ‬
‫ٌ‬ ‫أن ُكالً ُ‬ ‫من‬ ‫بين َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫في كانو َن َّ‬
‫األو َل‪،‬‬ ‫نه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تاء ِمن َّ ِ‬‫الش ِ‬
‫شهور ِّ‬
‫ِ‬ ‫َش ْهٌر ِمن‬ ‫يجري؛ (‪َ )2‬دي‬
‫السَنة الفارسيَّة‪ ،‬يَق ُع ُجزٌء م ُ‬ ‫َ‬
‫حل اإلرَادةُ)‪.‬‬
‫(الرأس َم ُّ‬
‫تسليم َّ‬
‫ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫في كانو َن الثّاني؛‬ ‫األكب ُر‬
‫وال ُجزُء َ‬

‫غزل‪236‬‬

‫الع ُم ِر‬ ‫ِ‬ ‫الط ِ‬ ‫بعد َشـيـبي إذا َّ‬


‫ـف ُ‬ ‫عاد ل ْـي سال ُ‬ ‫لي َ‬ ‫َ ْ‬
‫عاد‬ ‫الُقُدسي‬
‫ْ‬
‫ـائ ُر‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ظ ِري‬ ‫ظي بها ن َ‬ ‫أن يرى َبـ ْر ِق ح ِّ‬ ‫فعسى‬ ‫ـاط ٌل‬‫طــر ه ِ‬
‫أدمعـي َم َ ٌ‬
‫ُ‬
‫لكـ ْم َي ُع ْـد َخ َبر ْي‬
‫َع ْـد ُ‬
‫فإن ْلم أ ُ‬ ‫ف أمضي في ِإ ْث ِرِه يـا ِرفاقي‬ ‫سو َ‬
‫ْ‬
‫ـاد لي َق َمر ْي‬ ‫إن ع َ‬ ‫ظ َي ْ‬‫ناقوس ح ِّ‬
‫َ‬
‫لسعـ ِ‬
‫ادة‬ ‫ـف ا َّ‬‫أقـرع ِمن فوق سق ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ْ‬

‫بعد شيبي شبابي؛‬


‫لعاد لي َ‬‫القدسي إلى بابي َ‬ ‫ُّ‬ ‫ائر‬
‫ط ُ‬‫نث اًر‪ :‬لو عاد ذلك ال ّ‬
‫ظي َّالذي‬ ‫كالمطر أن يلمع لي برق ِ‬
‫دولة ح ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الهاط ِ‬
‫لة‬ ‫ِ‬ ‫أم ٌل ِمن دموعي‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫وعندي َ‬
‫ظ ْر؛‬ ‫عن َّ‬
‫الن َ‬ ‫غاب ِ‬‫َ‬
‫يعود لرأسي؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أخم ِ‬ ‫َّ‬
‫أن َ‬ ‫ص َق َدمه‪ ،‬أطُل ُب م َن هللا ْ‬ ‫اب ْ َ‬
‫تاج رأسي تُر ُ‬ ‫ذا َك الذي ُ‬
‫يع ْد ل ُك ْم‬ ‫أع ْد ُ ِ‬
‫لك ْم ب َشخصي‪ُ ،‬‬ ‫فإن لم ُ‬ ‫اء‪ْ ،‬‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫أُر ُيد ْ‬
‫أذه َب في أثَره يا رفاقي األعز َ‬ ‫أن َ‬
‫(خبر وفاتي)؛‬‫ُ‬ ‫َخ َبري‬

‫‪253‬‬
‫ِ ِ‬ ‫الرو َح العز َيزَة ِنثا اًر لَِق َد ِم‬
‫جوه ُر‬
‫آخ َر يصُل ُح َ‬ ‫الحبيب‪ ،‬أل ِّي َع َم ٍل َ‬ ‫أج َع ِل ُّ‬
‫إذا ْلم ْ‬
‫الرو ِح؛‬
‫ُّ‬
‫َّة َّ ِ‬ ‫سقف ُقب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واذا رأيت َقمري الم ِ‬
‫السعادة وأقرعُ‬ ‫ف على‬ ‫فسوف أق ُ‬
‫َ‬ ‫ساف َر عائداً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ناقوس دولتي الجديدة؛‬ ‫َ‬
‫يمنعان ِه؛‬
‫ِ‬ ‫الصبو ِح‬
‫وع ْذ ُب َنو ِم َّ‬ ‫اخ القي ِ‬
‫ثارة َ‬
‫َ‬ ‫صر ُ‬ ‫عاد لي‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫لو َسم َع َآه َس َحري َل َ‬
‫الم ِة إلى بابي‪.‬‬ ‫بالس َ‬
‫يعود َّ‬ ‫حاف ُ ِ ِ‬
‫ظ ه َّم ًة ل َ‬
‫أملي أن أرى وجه ملِ ِكي كالَقم ِر‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫ََْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫غزل‪237‬‬

‫ك إلى ُمرادي‪ ،‬واهاً فبختي ِم َن النَّو ِم ال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫وصَل ْت إلى نهايتها وَل ْم أص ْل م ْن َ‬ ‫أنفاسي َ‬
‫يصحو؛‬
‫ِ‬ ‫َذ َر ْت ِم ْن دي ِارِه َّ‬
‫ماء الحياة؛‬ ‫أع ْـد أبص ُر َ‬ ‫الصبـا ُغبـا اًر ِب َعيني‪ْ ،‬‬
‫بع َـدها َل ْم ُ‬
‫ومرادي َل ْن تطـَل َع؛‬ ‫ِ‬
‫أملي ُ‬ ‫شجرةُ َ‬
‫أتم َّسـ ْك بقـّد َك العـالي‪ ،‬ف َ‬ ‫مـا ُدمـ ُت َل ْم َ‬
‫يحس َن حالُنا؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع َّل الحبيب يقِبل علينا ِبوج ِه الع ْ ِ ِ‬
‫طف‪ ،‬م ْن غير هـذا الوجه َل ْن ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫حم ِ‬
‫ال‬ ‫يب َّ‬ ‫ناك سواداً جميالً‪ ،‬و ِم ْن ذا َك الغر ِ‬ ‫صار قلبي ُمقيماً ِبَف ْرِع َك‪ ،‬رأى ُه َ‬ ‫َ‬
‫خبر؛‬ ‫ِ‬
‫يجيء ٌ‬‫ُ‬ ‫يع ْد‬
‫البالء‪ْ ،‬لم ُ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِم ْن ص ْد ِر ال ِ ِ‬
‫حاج ٌة‬
‫ض لي َ‬ ‫ألف َس ْه ِم ُدعاء‪ ،‬لك ْن ما النَّْف ُع‪َ ،‬ل ْم تُْق َ‬ ‫أرسْل ُت َ‬ ‫صدق‪َ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وِ‬
‫اح َدة؛‬
‫الس َح ُر ال يأتي ببختي؛‬ ‫هذ ِه الّليَل َة‪َّ ،‬‬
‫لكن ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َح ِر‪ْ ،‬‬‫حكايات قلبي لنسي ِم َّ‬‫ُ‬ ‫كثيرةٌ ِهي‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السـوداء َل ْم ينته؛‬ ‫ـان ُع ْمري‪ ،‬وبالئي م ْن ضفيرت َك ّ‬ ‫انتهى بهذا الخيـال زم ُ‬
‫فلم‬
‫ضفيرت َك‪ْ ،‬‬
‫َِ‬ ‫أقام في حْلَق ٍة ِم ْن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ الواله بعدما َنَف َر م ْن ُك ّل شخص‪َ ،‬‬
‫حاف َ ِ ِ‬ ‫قلب ِ‬
‫ُ‬
‫يع ْد يخ ُرج‪.‬‬‫ُ‬

‫‪254‬‬
‫غزل‪238‬‬

‫العيِد في ِ‬
‫حاج ِب الحبيب؛‬ ‫ظر هالل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫حاج َب َع ِ‬ ‫العاَلم َكحل ِ‬
‫َ‬ ‫روس العيد هالالً‪ ،‬اُن ُ ْ‬ ‫َ ُ ََ‬
‫حاج ِب‬
‫حين اكتَحل قوس ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫صار ْت كال ِهالل‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫انك َس ْر ُت وظهري انحنى‪ ،‬وقامتي‬ ‫َ‬
‫سم ِة ِم ْن جديد؛‬‫بالو َ‬
‫ِ‬
‫الحبيب َ‬
‫ك‬ ‫َّق ِم ْن ِ‬
‫عبير َ‬ ‫كالص ْب ِح َمز َ‬
‫ُّ‬ ‫الورد‬
‫الروض‪ ،‬ف ُ‬ ‫الصب ِح في َّ‬
‫ط َك َم َّر في ُّ‬ ‫نسيم خ ِّ‬
‫كأن َ‬ ‫َّ‬
‫وب َعلى َب َدِن ِه؛‬ ‫َّ‬
‫الث َ‬
‫ِ‬ ‫ود‪ ،‬يوم م َزجوا ِب ِ‬
‫ماء الو ِ‬
‫رد والنَّبيذ َ‬
‫طين‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫وع ٌ‬
‫مر ُ‬ ‫تك ْن ُهنالِ َك قيثارةٌ ونبي ٌذ َ‬
‫وخ ٌ‬ ‫َل ْم ُ‬
‫وجودي(‪)1‬؛‬
‫للسؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫جال ُّ‬
‫الم َ‬
‫ك َ‬‫غم مرَارِة قلبي‪ ،‬أنا م ْن دوِن َك ال أمل ُ‬
‫لك َّ‬
‫أقول َ‬
‫تعال ل َكي َ‬
‫َ‬
‫والجواب؛‬
‫ير‬ ‫ص ِر يشترو َن ِج ْن َس َ‬
‫الخ ِ‬
‫الب َ‬
‫أه ُل َ‬ ‫كان ثَ َمُن ُه ال ُّرو َح‪ْ ،‬‬
‫بالرو ِح إذا َ‬ ‫أنا أشتري ْ‬
‫وصَل َك ُّ‬
‫ِب ُك ِّل ما يملكون؛‬
‫در‪ِ ،‬م ْن وج ِه َك ص َار ليلي مضيئاً َّ‬
‫كالنهـار؛‬ ‫كالب ِ‬ ‫ِ‬
‫وج َه َك في ليل َش ْع ِر َك أرى َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ف‬ ‫طع أملي ولم َّ‬
‫يتوق ْ‬ ‫ْ‬ ‫أحص ْل على ُب ْغ َيتي‪ ،‬انَق َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫وصَل ْت روحي إلى َشَفتي وَل ْم‬ ‫َ‬
‫َع َملي؛‬
‫ظ ِم ِه‪ ،‬واتَّ ِخ ْذ ُقرطاً ِم ْن‬
‫الحروف‪ ،‬فاق ْأر ِم ْن َن ْ‬ ‫بعض ُ‬ ‫ظ َ‬
‫ِمن َشو ِق وج ِهك كتَب ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫آللِئه‪.‬‬
‫ــــــ‬
‫النبي ُذ الثّانية نبي ُذ ِ‬
‫الع ْشق‬ ‫النبي ُذ األولى نبي ُذ ِ‬
‫العَن ِب و َّ‬ ‫(‪َّ )1‬‬

‫غزل‪239‬‬

‫‪255‬‬
‫اخضر المرُج‪ ،‬إذا وصل رِاتبي سأصرُف ُه لل ِ‬
‫ورد‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫بيع‪ ،‬و َّ َ‬ ‫الر ُ‬‫جاء َّ‬‫البشارةُ وصلت‪َ ،‬‬
‫و َّ‬
‫النبيذ؛‬
‫الب ُلبل يصرُخ‪ ،‬م ْن رَفع ِنقاب ال ِ‬
‫ورد؛‬ ‫يور عال‪َّ َّ َ ،‬‬ ‫الط ِ‬‫صفير ُّ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫أين َبط ُة الشراب؟‪ ،‬و ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫اح َة َذ ْق ِن الحبيـب؛‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫سيجُد ذا َك الذي ما َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طعـ ٍم م ْن فواكه الجَّنة ِ‬‫ِ‬
‫طع َـم تُفـ َ‬ ‫َ‬ ‫أي َ ْ‬ ‫َّ‬
‫اح ِة َم ْن َل ْم‬ ‫ِ‬ ‫ص ِة ففي طر ِ َّ ِ‬
‫يق الطَلب‪َ ،‬ل ْن يص َل إلى ال َّر َ‬ ‫ال تَ ُك ْن شاكياً ِم َن ُ‬
‫الغ َّ‬
‫الم َشَّقة؛‬ ‫ِِ‬
‫يحتَمل َ‬
‫حول‬ ‫الب َنف َسج‬ ‫ُّ‬
‫وج ُه َب ْد ٍر‪ ،‬فقد َن َب َت َخط َ‬ ‫له ْ‬ ‫ورد ًة ِم ْن وج ِه ٍ‬
‫ساق ُ‬ ‫وم َ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اقطف الي َ‬
‫ض ِه؛‬‫ستان ع ِار ِ‬
‫ُب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحد؛‬
‫مع َ‬ ‫الساقي‪ ،‬ما ُع ْد ُت أ ْقد ُر على الحديث َ‬ ‫غمزةُ ّ‬ ‫ُمن ُذ َسَل َب ْت قلبي ِم ْن يدي َ‬
‫ِ‬ ‫الرقا ِع المَل َّو َن ألواناً‪َّ ،‬‬
‫مني‬ ‫الخ ْم ِر ال يشتريه ّ‬ ‫بائع َ‬ ‫يخ ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫وب ِّ‬‫ِق ث َ‬ ‫أن أحر َ‬ ‫آم ُل ْ‬ ‫ُ‬
‫ِبجرع ٍة و ِ‬
‫اح َدة؛‬ ‫ُ َ‬
‫اآلن َل ْم ي ُذ ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العطاء ِ‬‫ِ‬
‫ظ إلى َ‬ ‫وحاف ُ‬ ‫اح‬
‫الموس ُم ر َ‬
‫ع‪َ ،‬‬ ‫أسر ْ‬ ‫الربي ُع يمضي‪ ،‬يا ذا‬ ‫َّ‬
‫الخ ْمر‪.‬‬
‫َ‬

‫غزل‪240‬‬

‫ائل لي‪:‬‬ ‫طر ِب‪ ،‬من ق‬


‫الخمر والم ِ‬‫ِ‬ ‫اج ُة‬
‫َّت‪ ،‬وبي ح َ‬ ‫الن ِ‬
‫وروز هب ْ‬ ‫يح َّ‬
‫آذار ور ُ‬ ‫غيم َ‬ ‫جاء ُ‬
‫َْ ٌ ْ‬ ‫ُ‬
‫حاجتُك؟؛‬ ‫ِ‬
‫ُقض َي ْت َ‬
‫ص ْع ٌب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الفارغ‪ِ ،‬‬
‫مال تَ َجَّلوا‪ ،‬وأنا َخ َج ٌل ِم ْن كيسي ِ‬
‫أهل الج ِ‬
‫اإلفالس ح ْم ٌل َ‬
‫ُ‬ ‫الع ْش ُق و‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫اج ٌب؛‬‫وحمُل ُه و ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬ ‫الجود‪ ،‬ال أحد يجود‪ ،‬ماء وج ِهك ال تَِبع‪ِ ،‬‬
‫وخرَقتَ َك فِب ْع لشراء َ‬
‫الخ ْم ِر‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫ط‬‫هذا ُقح ُ‬
‫الورد؛‬
‫وَ‬

‫‪256‬‬
‫الص ِاد ُق‬
‫بح َّ‬‫الص ُ‬ ‫وع َقدةُ أمري تُ َح ُّل َف ُع ْد‪ ،‬فقد ُك ْن ُت أدعو وك َ‬
‫ان ُّ‬ ‫الف َرَج‪ُ ،‬‬ ‫كأني أرى َ‬ ‫ّ‬
‫طَل ُع؛‬‫َي ْ‬
‫ف‬ ‫طر ِ‬ ‫ألف ضح َك ٍة على ِّ ِ‬ ‫بمائة ِ‬‫ِ‬ ‫جاء الوْرُد في ال َّر ِ‬
‫يم في َ َ‬ ‫ذاك الكر ُ‬
‫الشفاه‪َ ،‬‬ ‫ُ ْ‬ ‫وض‬ ‫َ َ‬
‫ائح ُة الخير؛‬‫من ُه ر َ‬
‫وض تُ َش ُّم ْ‬ ‫الر ِ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫سبيل‬ ‫وب أيضاً في‬ ‫ِ َّ‬
‫وم ّزِق الث َ‬
‫خوف‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الع ِة ال‬
‫وب في عاَل ِم الخ َ‬
‫إذا تمز َ َّ‬
‫َّق الث ُ‬
‫ِ‬
‫ال ّذ ْك ِر َ‬
‫الح َسن؛‬
‫طاو ُل َّالذي‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫طائف َّالتي ُقْل ُت عن‬
‫عقيق َشَفت َك‪َ ،‬م ْن قالها؟‪ ،‬وهذا الت ُ‬ ‫هذي الّل ُ‬
‫ضفيرِت َك‪َ ،‬م ْن رآه؟؛‬
‫َ‬ ‫رْأي ُت ِم ْن‬
‫الع ْشق‪ ،‬فعلى المظلومي َن‬ ‫حال المظلومين في ِ‬ ‫إن َلم يسل ع ْن ِ‬ ‫السلط ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ان ْ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َع ْد ُل ُّ‬
‫الط َم َع ِم َن َّ‬
‫طعوا َّ‬ ‫ِ‬
‫احة؛‬‫الر َ‬ ‫أن يق َ‬ ‫في ُع ْزَلت ِهم ْ‬
‫لكنني أعَل ُم ِم ْن‬ ‫العاش ِق على قْل ِب ِ‬
‫حافظ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫السهم ِ‬
‫قات َل‬ ‫ِ َّ‬
‫أعَل ُم َمن الذي رمى َّ ْ َ‬ ‫ال ْ‬
‫أن الَّدم ِ‬
‫يقط ُر ِم ْنه‪.‬‬ ‫عرِه َّ‬
‫الطرِّي َّ‬ ‫ِش ِ‬
‫أن َقْل َب ُه مجروٌح‪ ،‬و َّ َ‬

‫غزل‪241‬‬

‫لكم‪َّ ،‬‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬


‫تذكروا؛‬ ‫يف الليل اذكروا‪ُ ،‬حقـو َق َعبد ُمخلص ُ ْ‬ ‫أهـ َل ع ْشرتي‪َ ،‬حر َ‬ ‫يا ْ‬
‫باب والقانو ِن‪ ،‬اذكروا؛‬ ‫ون ْغم ِة ال َّر ِ‬ ‫الس ْك ِر والعربد ِة‪ِ ،‬ب ِ‬ ‫الع َّش ِ‬
‫صوت َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫اق َوْق َت ُّ‬ ‫أنين ُ‬‫َآه و َ‬
‫اذكروا؛‬
‫شيد‪ُ ،‬‬ ‫الن ِ‬
‫ناء و َّ‬‫بالغ ِ‬
‫اشقين ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخ ْم ِر في ِ‬
‫الساقي‪ ،‬العـ َ‬ ‫جبين َّ‬ ‫طف َ‬ ‫ظ َه َر ُل ُ‬ ‫إذا َ‬
‫اذكروا؛‬
‫ذاك‪ُ ،‬‬ ‫جاء ِمن ُكم إلى وس ِط المرِاد‪ ،‬عهد ص ِ‬ ‫الر ِ‬
‫حبتنا َآن َ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ ْ‬ ‫صَل ْت ُيد َّ‬ ‫إن َو َ‬
‫ْ‬
‫يرُكم‪ ،‬ولو ِبضرب ِة س ٍ‬
‫وط‪،‬‬ ‫فاق س ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إذا سار طوعاً َلكم َفرس َّ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫الدوَلة الجام ُح‪ ،‬ر َ َ‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫اذكروا؛‬
‫ِ‬
‫الوفاء‪،‬‬ ‫ويل ِمن َع َد ِم‬ ‫مان َّ‬
‫الط ِ‬ ‫الز ِ‬‫بعد هذا َّ‬‫ظ ًة َل ْم تغتَ ُّموا لألوفياء‪ ،‬أخي اًر َ‬ ‫َل ْح َ‬
‫ذكروا؛‬‫ا ُ‬

‫‪257‬‬
‫ظ على أعتاِب ُكم‪َّ ،‬‬
‫تذكروا‪.‬‬ ‫الجالل‪ِ ،‬من وج ِه المرحم ِة‪ ،‬وجه ِ‬
‫حاف َ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْد َر‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َْ‬ ‫يا ساكني َ‬

‫غزل‪242‬‬

‫س‬ ‫النص ِر وصَل ْت َّ‬


‫للشم ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫الف ْت ِح و ْ َ َ‬
‫شارةُ َ‬
‫صَل ْت رَاي ُة شاه منصور‪ ،‬ب َ‬ ‫تعال فقد َو َ‬
‫َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫والَق َمر ؛‬
‫رخ َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جمال الب ْخ ِت عن وج ِه َّ‬
‫الظَف ِر َرَف َع ّ‬
‫ص َ‬ ‫بالعطاء َ‬
‫الع ْدل لبَّى َ‬
‫كمال َ‬
‫ُ‬ ‫قاب‪،‬‬
‫الن َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫المظلومين؛‬
‫َ‬
‫ص َل إلى ُمرِاد الَقْل ِب‬ ‫الفَلك البعيد يدور دوراناً جميالً ِبع ِ ِ‬
‫ودة ذل َك الَق َمر‪ ،‬العاَل ُم َو َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫إ ْذ وصل َّ‬
‫الشاه؛‬ ‫َ َ َ‬
‫جاء‬ ‫الط ُر ِق هذا َّ‬ ‫اع ُّ‬ ‫آمن ًة ِمن ُق َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن َ‬ ‫بعد ْ‬ ‫مان َ‬ ‫الز َ‬ ‫ط ِ‬ ‫العلو ِم ص َارت َ‬ ‫قواف ُل الُقلوب و ُ‬
‫الطريق؛‬‫رجل َّ‬
‫َُُ‬
‫ِ‬
‫ين َخرج م ْن َقع ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ووص َل إلى أو ِج الَق َمر؛‬ ‫الج ّب َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الغيور َ َ َ‬ ‫ص َر برْغ ِم إخوِته َ‬ ‫عز ُيز م ْ‬
‫مهدي‬ ‫ص َل‬ ‫الش ْكل‪ُ ،‬ق ْل ُ ِ ق‬ ‫وفي د َّجال ِ‬
‫الف ْع ِل مْل ِحُد َّ‬
‫ُّ‬ ‫له احتَر ْ فقد َو َ‬ ‫ُ‬ ‫الص ُّ َ ُ‬ ‫هو ُّ‬ ‫أين َ‬ ‫َ‬
‫ف الحصين؛‬ ‫ِ‬
‫الد ِ‬
‫الك ْه ُ‬
‫ين و َ‬ ‫ّ‬
‫شتعَل ِة وُد ِ‬
‫خان‬ ‫نار قلبي الم ِ‬ ‫الع ْش ِق ِمن ِ‬ ‫غم ِ‬ ‫حدثي بما جرى على رأسي ِم ْن ِّ‬ ‫ِ‬
‫صبا ّ‬
‫ُ‬
‫آهاتي؛‬
‫ِ‬
‫الحصيد ِم َن‬ ‫أصاب وَر َق‬ ‫أصاب ُه ما‬ ‫اق هذا‪ِ ،‬ب َشو ِق َو ْج ِه َك‪،‬‬ ‫ملكي‪ ،‬أسير ِ‬
‫الفر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫النار؛‬
‫ص َل إلى‬ ‫س َّ ِ‬ ‫ود ْر ِ‬ ‫ف الّل ِ‬ ‫ظ‪ِ ،‬من ِورِد منتَص ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الس َحر‪َ ،‬و َ‬ ‫يل َ‬ ‫ذه ْب في النو ِم فحاف ُ ْ ْ ُ َ‬ ‫ال تَ َ‬
‫ِ‬
‫القبول‪.‬‬ ‫ِديو ِ‬
‫ان‬
‫ـــــــ‬
‫ظّفر‬ ‫الشاه منصور ممدوح ِ‬
‫حافظ من ملوك آل ُم َ‬ ‫ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪258‬‬
‫غزل‪243‬‬

‫ِ‬
‫الحبيب‬ ‫الوفاء ِم َن‬
‫ِ‬ ‫استَل َم ِرساَل َة‬
‫الصبا‪َ ،‬‬ ‫ميل في َّ‬ ‫طر َك الج ِ‬
‫َ‬ ‫يح ِع ِ‬ ‫ُك ُّل َم ْن َو َج َد ر َ‬
‫الوفي؛‬
‫ّ‬
‫سمعت ِمن ِحكايةِ‬ ‫فهذ ِه األُ ُذن كم ِ‬ ‫الش َّحاذ‪ِ ،‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ظ َرًة على حال هذا‬ ‫ِ‬
‫الح ْسن‪َ ،‬ن ْ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫شاه ُ‬‫أي َ‬
‫وش َّحاذ(‪)1‬؛‬
‫شاه َ‬ ‫ٍ‬
‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُس ِعُد َم َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الخَل ِق ر َ‬
‫يح‬ ‫وم َعة َ‬ ‫شم ْم ُت م ْن ثَوب َّ َ‬ ‫الرو ِح‪ ،‬فقد َ‬ ‫شام ُّ‬ ‫أنا ب َخ ْم َرة الم ْسك أ ْ‬
‫الر ِ‬
‫ياء؛‬ ‫ِّ‬
‫أين‬ ‫ِ‬
‫الخ ْم ِر م ْن َ‬ ‫بائع َ‬ ‫حيرتي ُ‬ ‫ص‪َ ،‬‬ ‫ك لِ َش ْخ ٍ‬ ‫العارف َّ ِ‬
‫السال ُ‬ ‫ُِ‬ ‫ِس ُّر هللاِ َّالذي ما قاَل ُه‬
‫َس ِم َعه؛‬
‫قال وما َس ِم َع؛‬ ‫الس ِر ليشرح قلبي له ِلَلح َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظة‪ ،‬ما َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫محرم ّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫أين‬
‫رب َ‬ ‫يا ّ‬
‫غم ِه حديثاً‬ ‫الوفي َّالذي يرعى الح َّق‪ ،‬أن يسمع ِمن ر ِ ِ‬
‫فيق ّ‬ ‫ََْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫اء لقلبي‬ ‫ليس هذا َجز ً‬ ‫َ‬
‫ال يليق؛‬
‫ض َوْرِد‬ ‫الوفاء ِم ْن َرْو ِ‬
‫ِ‬ ‫يح‬ ‫ص ْر ُت محروماً ِم ْن ِ‬
‫ديار َك ما َّ‬
‫الض ُير؟‪َ ،‬من َش َّم ر َ‬
‫إذا ِ‬
‫ال َّز ِ‬
‫مان؟!؛‬
‫عل ٌم ِمنَّا؛‬
‫صتَنا م َّ‬ ‫ِ‬
‫خص الذي روى ق َّ ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ساقي تعال‪ ،‬الع ْش ُق عالياً ُينادي‪ ،‬الش ُ‬
‫صتُنا‬ ‫صَل ْت َق َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫المرات َو َ‬
‫تح َت الخرَقة م َن اليو ِم‪ ،‬مئات ّ‬ ‫الخ ْم َر ْ‬
‫نشر ُب َ‬
‫حن ال َ‬ ‫َن ُ‬
‫ِ‬
‫الحان؛‬ ‫لِ َش ِ‬
‫يخ‬
‫وت‬ ‫ِ‬ ‫اخ َّ ِ‬
‫الص َ‬
‫يسم ُع هذا ّ‬ ‫دار َ‬ ‫يس م َن اليو ِم‪ ،‬كم َ‬ ‫الرباب َل َ‬ ‫صر ِ‬ ‫الخ ْم َر على ُ‬ ‫و ُشرُبنا َ‬
‫الفَل ِك؛‬
‫الب َ‬
‫دو ُ‬
‫ص س ِم َع ُه بأُ ُذ ِن ِّ‬
‫الرضا؛‬ ‫ِ‬ ‫الصو ِ‬
‫الخ ْير‪َ ،‬سع َد َش ْخ ٌ َ‬ ‫اب َو َع ْي ُن َ‬ ‫ض َّ‬ ‫ص ُح الحكي ِم َم ْح ُ‬ ‫ُن ْ‬
‫قي ْد َنْف َس َك ِب َس ِم َع ْأم َل ْم َي ْس َم ْع‪.‬‬
‫عاء َو َح ْس ُب‪ ،‬وال تُ ِّ‬ ‫ُّ‬
‫وظيفتُ َك الد ُ‬
‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬

‫‪259‬‬
‫عطف الم ِ‬
‫لوك على َّ‬
‫الش َّحاذين‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫سم َع ْت ِم ْن حكايا عن‬
‫(‪)1‬كم ِ‬

‫غزل‪244‬‬

‫الـِّذ ْك َر قد طابا‬ ‫َل ْيـ َل الـ َحديـ ِث َّ‬


‫فإن‬ ‫ح ِل عْقـد ِة َشع ٍـر للـحبيـ ِب ِ‬
‫أطـ ْل‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫فـي‬
‫(‪)1‬‬
‫وا ْغـلِ ِق الـبابا‬‫الص ْح ُب ُم ْجـتَ ِم ٌع وا ْن َيكـ ُاد لِـتَْقـ َْأر‬ ‫س َح ْيـ ُث َّ‬‫َخْلوِة األ ُْن ِ‬
‫َ‬ ‫فـي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بابا‬
‫أس َ‬ ‫األسبـاب ْ‬ ‫ْ‬ ‫أمـ َس ْك َت مـ ْن خـال ِق‬ ‫ْ‬ ‫ف الـ َغ ُّم أسبـاباً إَلـ ْيـ َك إذا‬‫َيـ ْع ِر َ‬ ‫لـ ْن‬
‫َحـَّلـ ْت َلـ ُه ُحـَلـ ُل األ ْكـفـ ِ‬
‫ان أثوابا‬ ‫ليس بالـ ِع ْش ِق َيحيـا َمِّيـ ٌت ولـقد‬ ‫َ‬ ‫َم ْن‬

‫بيب عْقدة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬


‫طويَل ًة‬ ‫فاجعلوها َ‬
‫َ‬ ‫اح َد ًة‪ ،‬الّلْيَل ُة َجميَل ٌة‬ ‫الح ِ ُ َ ً‬ ‫يا أخ ّالئي ُحلوا م ْن َجديَلة َ‬
‫ِ ( ‪)1‬‬ ‫هذ ِه ِ‬ ‫ِب ِ‬
‫يكاد) َْأ‬
‫فاقر‬ ‫إن ُ‬ ‫األصحاب ُمجتمعو َن‪ْ ( ،‬‬ ‫ُ‬ ‫سو‬ ‫ض ِر َخْلوِة األ ُْن ِ‬ ‫صة ؛ في َم ْح َ‬ ‫الق َّ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫الس ِّر‬ ‫الن ِبعالي َّ ِ‬ ‫القيثارةُ تقو ِ‬ ‫الباب أغلِ ْق(‪)2‬؛ َّ‬
‫صي َح َة أهل ّ‬ ‫اسم ْع َن ْ‬ ‫الصوت‪َ ،‬‬ ‫باب ُة و َ‬ ‫الر َ‬ ‫و َ‬
‫ماد َك على‬ ‫ِ‬
‫لك ستا اًر‪ ،‬إذا َج َعْل َت اعت َ‬
‫ِ‬ ‫ِق ُّ‬
‫الغم َ‬ ‫مز َ‬
‫لن ُي ّ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ْ‬
‫ِ‬
‫وحياة‬ ‫اع َي ٍة؛‬
‫ِبأُ ُذ ٍن و ِ‬
‫كبير‪ ،‬إذا تََدَّل َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب أظ ِه ْر‬
‫ُ‬ ‫بين العاش ِق والمعشو ِق َف ْر ٌق ٌ‬ ‫صان ِع األلطاف؛ َ‬
‫الصحب ِة كانت هذا الحرف‪ِ :‬من مصاحب ِة ِ‬ ‫موع َ ٍ‬
‫الفاس ِق‬ ‫ْ ُ ََ‬ ‫َْ َ‬ ‫ظة لِ َشي ِخ ُّ ْ َ َ ْ‬ ‫المس َك َنة؛ َّأول ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬
‫بالع ْشق‪ ،‬صُّلوا عليهِ‬ ‫ص ليس في هِذ ِه الحْلَق ِة حياً ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احتَ ِرْز احت ار اًز؛ ُك ُّل َش ْخ ٍ َ‬
‫ظ ِم ْن ُك ْم اإلنعا َم‪ ،‬اجعلوا َحواَلتَ ُه إلى َشَف ِة‬ ‫طَلب ِ‬
‫حاف ُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫أن يموت ؛ إذا َ َ‬ ‫اي َق ْب َل ْ‬ ‫بفتو َ‬
‫ِ‬
‫الحبيب العطوف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ـــــــــ‬
‫قص ِة‬ ‫الوقت ِ‬
‫لسرد َّ‬ ‫َ‬ ‫ط ْل وامنحنا‬
‫ليل ُ‬ ‫ِ‬ ‫إن في حلقات ِ‬
‫شعر الحبيب األجعد أسرَار الجمال‪ ،‬فيا ُ‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حلقة واحدة من تلك الحلقات‪ ،‬وكشف أسر ِارها‪ ،‬ويا لجمال ذاك الحديث والل ُ‬
‫يل ُمرٍخ ُسدوله؛‬
‫كر الحبيب فاق ْأر على الجم ِع آي َة (وان ُ‬
‫يكاد‬ ‫ُنس ِبذ ِ‬
‫حبين قي خلوِة األ ِ‬
‫الم ِّ‬
‫جمع ُ‬
‫ُ‬ ‫اكتمل‬
‫َ‬ ‫(‪)2‬فإذا‬
‫الس ِ‬
‫وء‬ ‫عين ُّ‬ ‫لما سمعوا ال ّذ ْكَر ويقولو َن َّإن ُه لمجنون) ِ‬
‫لدفع ِ‬ ‫زلقونك بأبصارهم َّ‬
‫َ‬ ‫َّالذين كفروا ُلي‬
‫ِ‬
‫الميت‪.‬‬ ‫أغلق الباب؛ صّلوا عليه صالةَ ِّ‬
‫والحسد و ِ‬
‫(‪)3‬‬

‫‪260‬‬
‫غزل‪245‬‬

‫الس َّكـ ِر ِ‬ ‫ِ‬


‫المنقار؛‬ ‫من ُّ‬ ‫منك َ‬ ‫كان خـالياً َ‬ ‫الببغاء ا َّلنـاط ُق باألسرار‪ ،‬ال َ‬
‫ُ‬ ‫أال أيُّها‬
‫ِ‬
‫الحبيب َرسماً‬ ‫عذار‬ ‫ترس ُم لنا‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬
‫َ‬ ‫أنت ُ‬ ‫القلب َأبداً‪ ،‬ف َ‬ ‫سعيد‬
‫َ‬ ‫أس‬ ‫أخض َر َّ‬ ‫َ‬ ‫مت‬‫ُد َ‬
‫جميالً(‪)1‬؛‬
‫عمى؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ّ‬
‫اب عن هذا ُ‬ ‫المعنى‪ ،‬إلهي ارَف ِع الحجـ َ‬ ‫الحديث الخف َّي َ‬
‫َ‬ ‫يفين‬
‫لت للحر َ‬ ‫ُق َ‬
‫ِ‬
‫ظ؛‬‫استيق ْ‬ ‫الكأس فقد ُكَّنـا نائمين‪ ،‬يـا بختَنا‬‫ِ‬ ‫الورد على وج ِهنـا َ‬
‫من‬ ‫ش ماء ِ‬
‫َ‬
‫ُر َّ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫لحن ع َزف الم ِ ِ‬
‫السكارى معاً‬ ‫احين و َّ‬
‫الص َ‬ ‫ص ّ‬ ‫طر ُب م ْن َخْلف الحجاب‪ ،‬لُيرِق َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫أي ٍ‬ ‫َّ‬
‫جميعاً؛‬
‫عمام ٌة وال‬
‫َ‬ ‫يفين‬
‫يبق للحر َ‬ ‫الخم ِر‪ ،‬لم َ‬ ‫ْ‬ ‫الساقي في‬‫ِمن ذا َك األفيون َّالذي ُيلقي َّ‬
‫رأس؛‬
‫ونه لالسكندر‪ ،‬ذا أمـر ال ينـال بالُقـ َّوِة وال َّ‬
‫بالذ َهب؛‬ ‫ٌ ُ ُ‬ ‫اء ال ُيعطـ َ ُ‬ ‫هذا المـ ُ‬
‫ال أهـ ِل األَلـمِ‪ ،‬بلـفـ ٍظ قـليـ ٍل ومـعـنى كثيـر؛‬‫اسمـ ْع حـ َ‬
‫ال و َ‬ ‫تعـ َ‬
‫ً‬
‫رب ُكـ ْن حـ ِافظاً ديـني وقلـبي؛‬ ‫ِ‬ ‫صيـ ِن ُّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عدو قلـب ودي ٍـن‪ّ ،‬‬ ‫ص َن ٌم م َن ال ّ‬ ‫َ‬
‫الرو ِح رسماً على ِجدار؛‬ ‫تجع ْل حدي َث ُّ‬ ‫الس ْكـ ِر للمحجوبي َن‪ ،‬ال َ‬ ‫ال تُق ْل أسرَار ُّ‬
‫ظ ِم األشعـار(‪)2‬؛‬ ‫ظ صـ َار َعَلماً في َن ْ‬‫الشـاه منصـور‪ ،‬حـاف ُ‬ ‫ُبيمـ ِن دوَلـ ِة ّ‬
‫ظـه ِمن اآلفـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫احف ْ ُ َ‬
‫رب َ‬‫أقبـ َل على العبيـد‪ ،‬يـا ّ‬ ‫سيـٌد َ‬‫َّإنـ ُه ِّ‬
‫ـــــــــ‬
‫(الش ِ‬
‫اعر)؛ (‪)2‬الشاه‬ ‫للببَّغاء َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طاب َ‬
‫ك خضراء‪ ،‬والخ ُ‬
‫وجود َ‬ ‫الرأس‪ :‬دامت شجرةُ‬
‫أخضر ّ‬ ‫دمت‬ ‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫آخر ملوك آل ُمظّفر‬
‫منصور ُ‬

‫غزل‪246‬‬

‫‪261‬‬
‫الش ِ‬‫وجـ ِه ّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ْر‬
‫ـاه ان ُ‬ ‫أوش َك ينتهـي واألحـَّب ُة في انتظار‪ ،‬ساقي ِب ْ‬ ‫ورد َ‬ ‫أتى العيـُد والـ ُ‬
‫وهات الخمر(‪)1‬؛‬‫ِ‬ ‫وجـ ِه الَق َم ِر‬
‫إلى ْ‬
‫بهمـ ِة َّ‬
‫الطـاهريـ َن‬ ‫سيقـضى ُشغلـي َّ‬ ‫ِ‬ ‫اق قلبـي ِمـ ْن َّأيـا ِم الـ ِ‬
‫ورد‪ ،‬ورْغ َم ذل َك ُ‬ ‫ضـ َ‬
‫الصـائميـن(‪)2‬؛‬ ‫ّ‬
‫ض الجـا ِم ِق َّ‬ ‫ان ِمـ ْن فيـ ِ‬ ‫ِ‬
‫السعيـد؛‬
‫صـ َة جمشيـ َد ّ‬ ‫الس ْـكر َ‬
‫أل َّ‬‫ال تـربِط القْلـ َب بالعـاَل ِم‪ ،‬واسـ ْ‬
‫السـاقي؛‬ ‫اب؟‪ِ ،‬أل ْج َع َل ال ّرو َح ِنثـ اً‬
‫ار لِغمـ َ ِزة َّ‬ ‫َّ‬
‫ال َنْق َـد فـي يـدي سوى الـ ُّروح‪ ،‬أيـ َن الشـر ُ‬
‫ان ِمـ ْن َعيـ ِن‬‫الزمـ ِ‬‫ظ ُـه على َّ‬ ‫رب احف ْ‬ ‫ِ‬
‫ك َح َسـ ٌن كريـ ٌم‪ّ ،‬‬
‫دولـ ٌة جميـل ٌة سعيـدةٌ ِ‬
‫وملـ ٌ‬
‫َ َ‬
‫السـوء؛‬‫ُّ‬
‫المَل ِـك َّي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يه ُب هذا الـُّد َّر َ‬
‫رص ُع َ‬ ‫الم َّ‬
‫ام َك ُ‬ ‫اشـ َر ِب الخمـ َر علـى ش ْعـ ِر هـذا ْ‬
‫العبـد‪ ،‬جـ ُ‬
‫ز َين ًة أُخرى؛‬
‫طـ ّال ُب الحبيـ ِب ُيفـ ِطـرو َن على الخمـر؛‬ ‫الصبـوح‪ُ ،‬‬ ‫ان َّ‬ ‫ور مـا ُنقصـ ُ‬ ‫السحـ ِ‬
‫وت ُّ‬ ‫ِمن َفـ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬
‫العيـوب مـ ْن عفـ ِو َك الكريـمِ‪ْ ،‬‬
‫امنحـ ُه قلـبـي‪ ،‬فهـو نقـٌد قليـ ُل العيـار؛‬ ‫أن َس ْتـ َر ُ‬‫وبمـا َّ‬
‫وخـرَق ُة العربيـِد شـ ِ‬
‫ارب‬ ‫الشيـ ِخ ِ‬ ‫اف يـوم الحشـ ِر أن يذهبـا ِعنـاناً ِبعنـ ٍ‬
‫ان‪ :‬تسبيـ ُح َّ‬
‫أخـ ُ َ‬
‫الخمـر(‪)3‬؛‬
‫رب‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫للشـ ِ‬
‫طٌّر ُّ‬ ‫الصيـام قد َذهب والـورد أيضاً ِ‬
‫ذاهـ ٌب‪ ،‬أنـ َت ُمضـ َ‬ ‫ظ بما َّ ِ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫أن ّ َ‬
‫ُشغـَل َك أفـَل َت ِم ْن يـ ِدك‪.‬‬
‫ــــــــ‬

‫األحب ِة لينتهي‬ ‫بالعيد هنا عيد ِ‬‫ِ‬ ‫( ‪)1‬‬


‫شهر‬ ‫انتظار‬ ‫ِ‬ ‫الف ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫هر رمضان‪ ،‬و ُ‬ ‫طر‪ ،‬وبالورد َش َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قص ُد‬
‫ُي َ‬
‫رمضان‬ ‫الصيام‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫ام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الق َم ِر ِّ‬ ‫ظر إلى ِ‬
‫ام الورد ّأي ُ‬
‫تحرياً لهالل العيد؛ و ّأي ُ‬ ‫وجه َ‬ ‫رمضان‪ ،‬وان ُ ْ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫اآلخر‪.‬‬ ‫كفرسي ِر ٍ‬ ‫ِ‬
‫العبادة و ُّ‬
‫أحد ُهما َ‬ ‫يسبق ُ‬ ‫هان ال‬ ‫الدعاء؛ عناناً بعنان‪َ :‬‬ ‫بيع‬
‫ر ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬

‫‪262‬‬
‫غزل‪247‬‬

‫رور في ديـ ِار الحبيـ ِب‪ ،‬وال تحـرمي العـ ِ‬


‫اش َق الـوالِ َه‬ ‫يـا صبـا ال ت ُكـِّفي َع ِن المـ ِ‬
‫الخ َب َـر منهـا؛‬
‫َ‬
‫الس َحـر؛‬
‫ائر َّ‬‫من ْـع نسيـم الوص ِـل عن طـ ِ‬
‫بالمنـى‪ ،‬ال ت َ‬ ‫َّ‬
‫َ َ‬ ‫ورد ُشكـ اًر ألنـ َك تَفتّـ ْح َت ُ‬
‫يـا ُ‬
‫رت بـد اًر تمـاماً‪ ،‬فال‬ ‫ِ‬ ‫ُكنـت حريـ ِ ِ‬
‫أن صـ َ‬ ‫ف عشـق َك ُمـ ْذ ُكنـ َت هـالالً جـديداً إلى ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ظـ َر إليـك؛‬ ‫تحـ ِرمني َّ‬
‫الن َ‬
‫صر عـن أهـ ِل‬
‫المختَ َ‬
‫نع هـذا ُ‬
‫صٌر‪ ،‬ال تمـ ْ‬
‫ومختَ َ‬
‫ُ‬ ‫وكـ ُّل َّالـذي فيـ ِه َسهـ ٌل‬
‫الكـو ُن ُ‬‫َ‬
‫المعـ ِرَفة؛‬
‫الحيـ ِاة‪ُ ،‬قـل حديـثاً وال تح ِـرِم ُّ‬
‫الس َّـك َـر‬ ‫ِ ِ‬
‫َشهـد مـاء َ‬ ‫اب يـاقوِت َك عيـ ُن‬
‫أن شـر َ‬ ‫وبمـا َّ‬
‫اء؛‬
‫الببغـ َ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫السَفر؛‬ ‫ـاق يحمُلها ال َّشـاع ُر‪ ،‬فال َ‬
‫تمن ْع ُه الوظيـَف َة وزَاد َّ‬ ‫مكـ ِارم َك إلى اآلف ِ‬
‫َ‬
‫ير‪ ،‬هذا هو الحديث‪ ،‬وال تمنعني أجره من َّ‬
‫الذ َه ِب‬ ‫ِ‬
‫تطلب ذ ْك ًار ِب َخ ٍ‬ ‫نت‬
‫َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫إن ُك َ‬ ‫ْ‬
‫ضة؛‬ ‫وِ‬
‫الف َّ‬
‫اء عيـِن َك ِم َن المسيل‪.‬‬
‫تمن ْع مـ َ‬
‫أنت ال َ‬
‫ِ‬
‫حال حافظ‪ ،‬و َ‬
‫وح ُس َن ُ‬
‫الغ ِّم َ‬
‫بار َ‬
‫َذ َه َب ُغ ُ‬

‫غزل‪248‬‬

‫الغم‪،‬‬
‫يض ِّ‬ ‫الن‪ ،‬ا ِ‬
‫حم ْل لي‪ ،‬أنا َّ‬ ‫الصبا‪َ ،‬ن ْكه ًة ِم ْن ِحمى ُف ٍ‬
‫عيف ومر ُ‬
‫الض ُ‬ ‫َ‬ ‫نسيم َّ‬‫أي َ‬
‫احمل لي؛‬ ‫ْ‬ ‫اح َة ال ُّرو ِح‪،‬‬
‫رَ‬

‫‪263‬‬
‫باب ِ‬
‫دار‬ ‫بار ِ‬ ‫إكسير المراد‪ ،‬يعني أثَ اًر ِم ْن ُغ ِ‬ ‫ِ‬
‫عليه‬ ‫ص َّب‬ ‫ِ ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫قلبنا بال حاصل‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحبيب‪ ،‬احمل لي؛‬ ‫ِ‬
‫حاجِب ِه‬
‫السهم والَقوس ِم ْن ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ظري‪ ،‬وفي َ‬
‫الح ْرب َم َع قلبي‪ ،‬ف َّ ْ َ‬ ‫الكمين ِمن ن َ‬
‫ِ‬ ‫أنا في‬
‫احمل لي(‪)1‬؛‬
‫ْ‬ ‫وغ ْم َزِت ِه‪،‬‬
‫َ‬
‫ضير‪ِ ،‬‬
‫احم ْل‬ ‫ف فتى َن ٍ‬ ‫وغم الَقْلب‪ ،‬كأس خم ٍر ِمن ك ِ‬ ‫اق ِّ‬ ‫الغرب ِة و ِ‬
‫الفر ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ّ ً‬ ‫َ َْ‬ ‫ش ْخ ُت في ُ َ‬
‫لي؛‬
‫نكرين أيضاً كأساً أو كأس ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يأخذوا‪ ،‬فسريعاً‬ ‫الخ ْم ِر‪ ،‬وما ْلم ُ‬ ‫ين م ْن هذا َ‬ ‫َ‬ ‫الم َ‬ ‫اسق ُ‬ ‫ِ‬
‫احمل لي؛‬ ‫ْ‬
‫ان‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫األمان إلى َغد م ْن ديو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضمان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تؤج ْل للغد‪ ،‬أو‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫سعادة اليو ِم ال ّ‬ ‫َ‬ ‫ش‬‫ساقيا‪َ ،‬عي َ‬
‫احم ْل لي؛‬ ‫القضاء‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫صبا َن ْك َه ًة ِم ْن‬ ‫نسيم ال َّ‬
‫ظ يقول‪ ،‬أي َ‬
‫مس وكان ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫َ‬ ‫أض ْع ُت قلبي ِم ْن يدي ليَل َة األ ِ‬ ‫َ‬
‫احمل لي‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ِحمى ُف ٍ‬
‫الن‬
‫ـــــ‬
‫علي‬
‫وتمرَد َّ‬
‫ألصطاد قلبي اّلذي تركني َّ‬
‫َ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪249‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫شارةَ‬
‫صبا‪َ ،‬ن ْك َه ًة م ْن تُراب َد ْرب الحبيب احملي‪ ،‬أذهبي َه َّم قلبي‪ ،‬وب َ‬ ‫أي َ‬
‫الحبيب احملي؛‬ ‫ِ‬
‫الس ِ‬
‫عيد‪ِ ،‬م ْن عاَل ِم‬ ‫الخ َب ِر َّ‬ ‫ِ‬ ‫الرو َح‪ِ ،‬م ْن َف ِم‬
‫الحبيب‪ُ ،‬قولي‪ِ ،‬رساَل َة َ‬ ‫هب ُّ‬ ‫لطيف ًة ت ُ‬
‫َ‬
‫األسرار‪ ،‬احملي؛‬
‫ِ‬
‫الحبيب‪ ،‬احملي؛‬ ‫س‬ ‫المشام‪ُ ،‬ش َّم ًة ِمن نَف ِ‬
‫حات َنَف ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ف ِ‬
‫نسيم ِك‬ ‫طِ‬ ‫َكي أُع ِّ‬
‫ط َر ِم ْن ُل ْ‬

‫‪264‬‬
‫بار ِم َن‬ ‫يز‪ ،‬ال ُيخالِ ُ‬
‫ط ُه ُغ ٌ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب العز ِ‬ ‫بالوفاء َّالذي َل ِك‪ ،‬تُراباً ِم ْن طر ِ‬
‫يق ذلِ َك‬ ‫ِ‬
‫األغيار‪ ،‬احملي؛‬ ‫ِ‬
‫حماَل ِة‬
‫ين َّ‬ ‫الع ِ‬ ‫أجل ر ِ ِ ِ‬
‫احة هذه َ‬ ‫َ‬
‫الرقيب‪ِ ،‬م ْن ِ‬ ‫الحبيب في عمى ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُغبا اًر ِم ْن َم َم ِّر‬
‫ً‬
‫الد ّمِ‪ ،‬احملي؛‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫ص ْد ِر َ‬
‫ذاك‬ ‫اح‪َ ،‬خ َب اًر م ْن َ‬ ‫عبين باألرو ِ‬
‫الال َ‬ ‫ذاج ُة ليسا َمسَل َك ّ‬ ‫الس َ‬‫ض ِج و َّ‬ ‫َع َد ُم النُّ ْ‬
‫َّار‪ ،‬احملي؛‬ ‫الحبيب العي ِ‬‫ِ‬
‫ص‪،‬‬ ‫ياض ألسارى الَقَف ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫وض‪ُ ،‬بشرى ِم َن ِّ‬ ‫الر ِ‬ ‫الع ْش َ ِرة يا طيوَر َّ‬ ‫ألن ِك في ِ‬ ‫ُش ْك اًر َّ‬
‫احملي؛‬
‫الشَف ِة‬
‫تلك َّ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب‪َ ،‬م َّج ًة م ْن َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غياب‬ ‫بر على‬ ‫صِ‬ ‫طعم روحي ُم َّاًر ِم َن ال َّ‬ ‫صار ُ‬ ‫َ‬
‫تقط ُر ُس َّك اًر‪ ،‬احملي؛‬ ‫َّالتي ِ‬
‫كالمرِآة‪،‬‬‫المقصود‪ ،‬ساقيا‪ ،‬ذاك الَقدح المنير ِ‬
‫َ ََ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ولم َير الَقْل ُب َو ْج َه‬ ‫مر َد ْهٌر ْ‬ ‫َّ‬
‫احم ْل(‪)1‬؛‬‫ِ‬
‫ان َخ ِرباً‪ِ ،‬م ْن ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أس البازِار‪،‬‬ ‫الخَل ِق؟!‪ِّ ،‬لوْن ُه َ‬
‫بالخ ْم ِر‪ ،‬وسكر َ‬ ‫قيم ُة ثوِبه َ‬ ‫ظ‪ ،‬ما َ‬ ‫حاف ُ‬
‫ِ‬
‫احمْل ُه‪.‬‬
‫ــــ‬
‫(‪)1‬ألرى ِب ِه َو ْج َه الحبيب‬

‫غزل‪250‬‬

‫محصول الم ِ‬
‫حترقين؛‬ ‫أن تَ ْح ِم َل‬ ‫أنس ِ‬
‫خاطري وجودي‪ ،‬وُق ْل ِّ‬ ‫أظ ِه ْر وجه َك و ِ‬
‫َ ُ‬ ‫يح ْ‬
‫للر ِ‬ ‫َ‬

‫‪265‬‬
‫اجر ْف ِبناء‬ ‫تعال ِ‬ ‫ِ‬
‫البالء‪ ،‬فُقل لس ِ‬ ‫ِ‬ ‫طينا القلب والعين لِ‬ ‫بما أنَّنا أع َ‬
‫الغ ِّم َ‬‫يل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫طوفان‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وجودنا ِم َن األساس؛‬ ‫ِ‬
‫ط َم ِع‪ِ ،‬ا ْن َس هذا‬‫السا َذ َج ال ّ‬
‫قلبي َّ‬ ‫هيهات‪ ،‬أي‬
‫َ‬ ‫لك‪،‬‬
‫ص‪ ،‬يضوعُ َ‬ ‫كالع ْن َب ِر الخالِ ِ‬
‫فرُع ُه َ‬
‫َ‬
‫الحديث؛‬
‫ف ماء َج ِ‬
‫بين‬ ‫ين ْ ِ‬ ‫للع ِ‬ ‫مع َبِد ِ‬
‫نار ِ‬ ‫ِ‬
‫للص ْد ِر ْ‬
‫أن تجر َ َ‬ ‫فار َس‪ ،‬وُق ْل َ‬ ‫أن يحم َل ُشعَل َة ْ‬ ‫ُق ْل َّ‬
‫بغداد؛‬
‫َ‬ ‫ِد ْجَل َة‬
‫انس ِاسمي؛‬ ‫اذه ْب و َ‬ ‫لغيرِه َ‬
‫المغان فلتَُدم ويسه ُل الباقي‪ُ ،‬ق ْل ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫يخ‬
‫دوَل ُة َش ِ‬
‫ِ‬
‫قد ْم‬ ‫ٍ‬ ‫يق ال ِ‬ ‫سعي بال رس ٍم بهذا َّ‬
‫الطر ِ‬
‫األج َر ّ‬
‫نت تطُل ُب ْ‬ ‫إن ُك َ‬ ‫مكان‪ْ ،‬‬ ‫يوص ُل إلى‬ ‫ََ‬ ‫َ ٌ‬
‫( ‪)1‬‬
‫طاع َة األُستاذ ؛‬ ‫َ‬
‫وح َّاًر؛‬ ‫حد ِ‬ ‫يوم موتي ِعدني ِبأن أراك نَفساً‪ ،‬كي أكون في الّل ِ‬
‫فارغاً ال أُبالي‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫خاطره ِف ْكر ُّ‬ ‫أنس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬
‫الظْلم؛‬ ‫َُ َ‬ ‫رب ِ‬ ‫أقتُل َك ِبأهداب طوال‪ ،‬يا ّ‬ ‫قال ُ‬‫األمس َ‬‫ِ‬ ‫ليَل َة‬
‫عن باِب ِه وُقم بالع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فكر ِبُل ْ ِ‬ ‫حاف ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫النحيب(‪.)2‬‬ ‫ويل و َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ذه ْب ْ‬ ‫طف خاط ِر الحبيب‪ ،‬ا َ‬ ‫ظ‪ْ ّ ،‬‬
‫ــــــ‬
‫طيف بالعويل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫السير؛ (‪)2‬ال تُع ِّكر ِ‬
‫الحبيب الّل َ‬ ‫خاط َر‬ ‫ْ‬ ‫الرَسم‪ُ :‬ح ْس ُن َّ‬
‫(‪َّ )1‬‬

‫غزل ‪251‬‬

‫الفجر‬
‫ْ‬ ‫الم فيـ ِه حـتى م ْ‬
‫طـَل ِع‬ ‫سـ ٌ‬ ‫الهجر‬
‫ْ‬ ‫دفتر‬
‫ُ‬ ‫بليـ ِل الوصـ ِل ُيطوى‬
‫أجر‬ ‫ٍ‬ ‫فمـا في الـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثبـاتاً فـي طريـ ِق‬
‫عشق من فعل بال ْ‬ ‫قلب‬
‫العشق يا ْ‬
‫الحجر‬
‫هجر و ْ‬ ‫بالـ ِ‬ ‫ولـو آذيـتـني‬ ‫وال أنوي مـتـاباً بـعـد ُسـكري‬
‫ضيء الَقـْل ِب يا َف ْج ْر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫طلـوعاً يا ُم‬ ‫ظالماً كم أرى م ْـن ليـلة ال ْ‬
‫هجر‬
‫زجر‬ ‫ور ومن‬ ‫ٍ‬
‫فآه ِمنـ ُه مـن َجـ ٍ‬ ‫أض ْع ُت قلـبي‬
‫ْ‬ ‫ولم َأر وجـ َه ُه و َ‬

‫‪266‬‬
‫ان بالتَّ ْ‬
‫جر‬ ‫فإن الـ ِّربـ َح والـ ُخسـر َ‬
‫َّ‬ ‫ظ بالوفـا يجنـي جفـا ًء‬
‫وحـاف ُ‬
‫ـــــــ‬
‫منه إلى‬ ‫الوصل‪َّ ،‬التي هي ليلةُ القدر‪ ،‬يتجّلى لي الحبيب‪ ،‬وأنعم بال ِ‬ ‫ِ‬ ‫شرح‪ :‬في ِ‬
‫وصل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ليلة‬
‫للسالك هي وصولُ ُه إلى عين‬ ‫نيام‪ ،‬ليل ُة القدر َّ‬ ‫ٍ‬
‫وهناء‪ ،‬و َّ‬
‫اس ٌ‬ ‫الن ُ‬ ‫الصبا ِح‪ ،‬في سال ٍم‬
‫َّ‬
‫سالم‬ ‫ِ‬
‫اآلية األخيرِة منها‪:‬‬ ‫الجمع(الجرجاني)‪ ،‬والمصراعُ الثَّاني مقتََب ٌس من سورِة القدر من‬
‫ٌ‬
‫منظوم‬
‫ٌ‬ ‫الحجر)‬
‫ـهجر و ْ‬ ‫هي حتى مطَل ِع الفجر؛ مصراع البيت الثالث (ولـو آذيـتـني بال ِ‬
‫ِ‬
‫ان بالتَّ ْ‬
‫جر)‪،‬‬ ‫ـخسـر َ‬ ‫(فإن ال ِّـرب َ‬
‫ـح وال ُ‬ ‫البيت األخير َّ‬ ‫الشاعر نفسه‪ ،‬وكذلك مصراعُ‬ ‫بالعر ّبية من ّ‬
‫بح وفيها الخسارة‪.‬‬ ‫فاحمل الجفاء ياحافظ‪ِ ،‬‬
‫فالتّجارةُ فيها ِّ‬ ‫والمعنى إذا ُكنت تُريد الوفاء ِ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬

‫غزل‪252‬‬

‫السكارى‪،‬‬ ‫غير ِخ ْد َم ِة َّ‬ ‫فلن يكو َن لي‪َ ،‬‬ ‫ِ‬


‫للحان َم َّرًة أُخرى‪ْ ،‬‬ ‫وع ْد ُت‬
‫بقي لي ُع ُمٌر ُ‬ ‫ْ َ‬
‫إن‬
‫ِح ْرَف ٌة أُخرى؛‬
‫مع على باِبها‬ ‫الد َ‬ ‫ين‪ ،‬وأنثُُر َّ‬ ‫الع ِ‬
‫باكي َ‬ ‫لحان ِة‬ ‫ِ‬
‫أذه ُب فيه لِ َ‬
‫َّ‬
‫اليوم الذي َ‬
‫ِ‬
‫أجم َل ذل َك َ‬ ‫ما َ‬
‫َ‬
‫َم َّرًة أُخرى؛‬
‫باع ٍة‬
‫جوهري إلى َ‬
‫ِ ِ‬
‫الس َب َب‪ ،‬ألحم َل َ‬ ‫هي ِء َّ‬
‫الء القومِ‪ ،‬يا ر ِب ِ‬ ‫المعرَف ُة ليست في هؤ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ِ‬
‫َّ ّ‬
‫أُخرى؛‬
‫أذه َب‬ ‫ِ‬ ‫القديم ِة‪،‬‬ ‫احت‪ ،‬ولم ت ِ‬
‫حاش هلل أن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صحبتي‬ ‫حق ُ‬‫عر ْف َّ‬ ‫ْ‬ ‫المعشوَق ُة إ ْن ر َ‬
‫ف معشوَق ٍة أُخرى؛‬ ‫َخْل َ‬
‫مرًة أُخرى‪ ،‬بحيَل ٍة‬ ‫ساعدي‪ ،‬فسوف أحصل ِ‬
‫عليه َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫الدائر ُّي م ِ‬
‫ُ‬ ‫يلي َّ‬ ‫الفَل ِ‬
‫الن ُّ‬
‫ك ّ‬ ‫كان َ ُ‬ ‫إذا َ‬
‫أُخرى؛‬
‫الط َّرة َّ‬
‫احرة وِتلك ُّ‬
‫كانت تَسمح غمزتُه َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الط َّرَارةُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الس َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫كان خاطري ليطُل َب العاف َي َة لو ْ ْ َ ُ‬
‫َ‬
‫مرًة أُخرى؛‬
‫َّ‬

‫‪267‬‬
‫قارَع ِة‬
‫اي‪ ،‬على ِ‬ ‫ف و َّ‬
‫الن ِ‬ ‫زمان َّ ِ‬
‫بالد ّ‬
‫ِ‬
‫بالغناء ُك َّل ٍ‬ ‫يقولون ُه‬
‫َ‬ ‫المخفي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ظ ْر إلى ِس ِّرنا‬ ‫اُن ُ‬
‫ّ‬
‫سو ٍق أُخرى؛‬
‫الفَلك ك َّل ساع ٍة‪ ،‬يقصد قلبي الجريح ِبأذي ٍ‬ ‫ظ ٍة أَل ٌم‬
‫َّة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جديد يؤلِ ُمني‪ ،‬و َ ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُك َّل َل ْح َ‬
‫أُخرى؛‬
‫الباد َي ِة‬
‫هذ ِه ِ‬ ‫غرَقت في ِ‬
‫ليس الوح َيد‪ ،‬فقد ِ ْ‬
‫ظ َ‬
‫هذ ِه الو ِاقع ِة‪ِ ،‬‬
‫حاف ُ‬ ‫َ‬
‫جديد أقول‪ ،‬في ِ‬
‫ُ‬
‫ِمن ٍ‬
‫ْ‬
‫كثيرةٌ أُخرى‪.‬‬‫أقو ٌام َ‬

‫غزل‪253‬‬

‫ضاحك‪ ،‬عد ِ‬ ‫الع ْم ِر ِم ْن ُش ِ‬


‫ك‬ ‫فم ْن دو ِن ِ‬
‫ورد َوج ِه َ‬ ‫ِ ٌ ُْ‬ ‫عاع َوج ِه َك‬ ‫ِ‬
‫شقائق ُ‬ ‫أي َم ْن َحْق ُل‬
‫الع ْمر؛‬
‫بيع في ُ‬ ‫ال ر َ‬
‫زمان ُعمري؛‬ ‫ِق ِ‬ ‫ط ِر َّ‬
‫مر ُ‬ ‫غم َك َّ‬
‫له‪ ،‬ففي َب ْر ّ‬ ‫حق ُ‬ ‫كالم َ‬
‫سال د ْم ُع عيني َ‬ ‫إذا َ‬
‫الع ْم ِر‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ ِ‬ ‫النَفس ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫حال ُ‬
‫فاس َع في ُش ْغلنا‪ ،‬ف ُ‬ ‫ؤية ُم ْمك َن ٌة ْ‬ ‫ين‪ُ ،‬م ْهَل ُة ُّ َ‬ ‫في النَفس الباقي أو َ‬
‫اضحاً؛‬ ‫ليس و ِ‬
‫َ‬
‫وكن و ِ‬ ‫وس َّك ُر نو ِم َ‬
‫اختيار‬
‫ُ‬ ‫مر‬
‫اعياً فقد َّ‬ ‫الف ْج ِر إلى متى‪ ،‬انتِبه ُ ْ‬ ‫الصبو ِح ُ‬ ‫َخ ْم َرةُ َّ‬
‫الع ْمر(‪)1‬؛‬‫ُ‬
‫مسكين قلبي‪ ،‬لم َير شيئاً ِم ْن م ِ‬
‫رور‬ ‫ٌ‬ ‫ظ ْر‪،‬‬‫إلي َل ْم ين ُ‬
‫ظ َرًة َّ‬ ‫ون ْ‬
‫مار َ‬‫كان َّاً‬ ‫أمس َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الع ْمر؛‬‫ُ‬
‫الع ْمر؛‬ ‫ط َة ِ‬ ‫ِ‬
‫طة ثَ ْغ ِر َك ُنق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فك ُر ِب ُمحيط الفناء ُك ُّل َم ْن َج َع َل م ْن ُنق َ‬ ‫ِ‬
‫مدار ُ‬ ‫ال ُي ّ‬
‫الع ْمر؛‬ ‫نان لَِف َر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف ٌ ِِ‬
‫كمين‪ ،‬لذل َك أطل ِق الع َ‬
‫طر ٍ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س ُ‬ ‫لخيل الحوادث م ْن ُك ّل َ َ‬
‫الع ْمر؛‬ ‫الفر ِ ِ‬‫بيد بال عم ٍر وال تعجب كثي اًر‪ ،‬من ذا َّالذي يعُّد يوم ِ‬ ‫ِ‬
‫اق م َن ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ‬ ‫أنا عر ٌ‬
‫صْف َح ِة العاَل ِم ِتذكا اًر مدى‬ ‫ش م ْن َقَلم َك سيبقى على َ‬
‫ِ‬ ‫النْق ِ‬
‫الحديث‪ ،‬هذا َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ظ‪ُ ،‬ق ِل‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫الع ْمر‪.‬‬‫ُ‬

‫‪268‬‬
‫ـــــ‬
‫الشباب‬
‫ام ّ‬‫اختيار المر‪ّ :‬أي ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪254‬‬

‫‪1‬‬
‫وقى هللاُ و ْجـ َه الـوْرِد ُك َّل ُش ِ‬
‫رور‬ ‫ص َد ُح ُبْلُب ٌل‬ ‫عاد َي ْ‬ ‫علـى غصن َس ْرٍو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ان دو َن ُغ ِ‬ ‫البْلـُب ِل الوْلهـ ِ‬ ‫ظ َرْن‬ ‫الح ْس ِن يا َوْرُد ْ‬ ‫وقـ ِ‬
‫رور‬ ‫إلى ُ‬ ‫فان ُ‬ ‫ال ل ُش ْك ِر ُ‬
‫‪2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ور‬‫اق ال َلذيـ َذ ُحـضـ ِ‬ ‫ودو َن ِفـر ٍ‬ ‫ني ِم ْنـ ُه شاكياً‬ ‫ِف ارَق َك ال ألـفـيـتـ‬
‫َْ ْ َ ْ‬
‫اك ُسروري‬ ‫تياقي َكـ ْي أر َ‬ ‫اشـ‬
‫َف َغ ُّم ْ‬ ‫اآلخرو َن َمـ َس َّرًة‬ ‫َ‬ ‫اش‬‫ان عـ َ‬ ‫إذا كـ َ‬
‫ْ‬
‫ك حور ْي‬ ‫طُلب ز ِ‬
‫صر ْي َو ُح ْسُن َ‬ ‫تي َق ْ‬ ‫َ ْ‬
‫وفي حان‬ ‫اهٌد‬ ‫اح َي ْ ُ‬ ‫ُقصـو اًر وحـو اًر ر َ‬
‫‪3‬‬

‫ِ‬ ‫ِبصو ِت ر ٍ‬
‫طـم ْع ِب َعْف ِو َغ ِ‬
‫فور‬ ‫ع الئـمـاً وا ْ َ‬ ‫َوَد ْ‬ ‫الخ ْم َر ال أسى‬
‫ً‬ ‫فاش َر ِب َ‬ ‫باب ْ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬
‫بنور‬ ‫ظال ِم‬‫اله ْجـ ِر وصـ ٌل كال ّ‬ ‫ِشكـاي ُة غ ِـم الهج ِـر حتَّـام ِ‬
‫وفي َ‬ ‫ظ‬‫حاف ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ َْ‬
‫ـــــــــــ‬
‫وجه‬ ‫العالية وترَّن َم داعياً هللاَ أن يحف َ‬ ‫ِ‬ ‫السروِة‬ ‫ِ‬ ‫(‪)1‬عاد ذلك‬
‫ظ َ‬ ‫غصن تلك َّ‬ ‫البلبل إلى‬
‫ُ‬
‫كن‬ ‫ِ‬
‫الجمال‪ْ ،‬‬ ‫كمال‬
‫َ‬ ‫حباك هللاُ‬
‫َ‬ ‫الورد َّالذي‬
‫الحسود؛ وقال‪ :‬أيُّها ُ‬
‫ِ ( ‪)2‬‬
‫الورد من ِ‬
‫عين‬
‫اهد حيل ٌة ورياء‪ ،‬ال‬ ‫الز ِ‬
‫عمل َّ‬ ‫(‪)3‬‬
‫البلبل الولهان؛‬ ‫ِ‬ ‫للنعمة وال تتكب َّْر على‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫شاك اًر ّ‬
‫وحورها(وتلك عبادةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقصورها‬ ‫يعمل طمعاً بالجنَّ ِة‬ ‫ُ‬ ‫فيه وال ضياء‪َّ ،‬‬
‫ألن ُه‬ ‫صفاء ِ‬
‫َ‬
‫ك ِ‬ ‫ِ‬
‫كرك‪،‬‬ ‫وذ ِ‬ ‫الجن ُة عندي حاضرةٌ من حالوِة ِّ‬
‫حب َ‬ ‫أما أنا ف َّ‬ ‫التُّ َّجار ال عبادة األحرار)‪َّ ،‬‬
‫عليه وآلِ ِه قال‬
‫النبي صّلى هللا ِ‬
‫ُ‬ ‫أن َّ َّ‬ ‫حور جنَّتي‪َ ،‬‬
‫ورد َّ‬ ‫وقصري في حانتي وحسنك ُ‬
‫رسول‬
‫َ‬ ‫الجن ِة يا‬
‫ياض َّ‬ ‫الجنة‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ر ُ‬ ‫ياض َّ‬ ‫لبعض أصحاِبه‪ :‬ارتعوا في ر ِ‬ ‫ِ‬
‫غدواً ورواحاً‪.‬‬ ‫ِ‬
‫هللا‪ ،‬فقال‪ :‬ال ّذ ْك ُر ّ‬
‫غزل‪255‬‬

‫‪269‬‬
‫سيصير‬
‫ُ‬ ‫بيت األحز ِ‬
‫ان‬ ‫تغتم؛ ُ‬ ‫َّ‬ ‫كنعان‪ ،‬ال‬
‫َ‬ ‫سيعود إلى‬‫ُ‬ ‫ضاع‬
‫َ‬ ‫ف َّالذي‬ ‫يوس ُ‬‫ُ‬
‫تغتم؛‬
‫ستان‪ ،‬ال َّ‬ ‫كالب ِ‬ ‫ُ‬
‫ان‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬
‫سيعود لالتّز ِ‬ ‫يا قلبي المحزو ُن حاُل َك ستحس ُن ال تقَل ْق‪ ،‬ورأس َك الم ِ‬
‫ضطر ُب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫تغتَ َّم؛‬
‫ائر‬
‫ط ُ‬ ‫رد على ر ِأس َك ال ِّ‬
‫ظ َّل‪ُ ،‬أيها ال َ‬ ‫الو ُ‬
‫سيلقي َ‬‫الع ُم ِر‪ُ ،‬‬
‫بيع ُ‬
‫جاء ر ُ‬ ‫مجال و َ‬ ‫ٌ‬ ‫إن بقي‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َعذ ُب األلحان‪ ،‬ال تغتَ َّم؛‬
‫س‬‫ليس دائماً على َنْف ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يس ْر يوم ِ‬ ‫الفَلك البعيد إن لم ِ‬
‫حال دورانه َ‬ ‫ين ب ُمرادنا‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ال‪ ،‬ال تغتَ َّم؛‬ ‫المنو ِ‬ ‫ِ‬
‫تحت‬
‫َ‬ ‫لست على ِس ِّر الغيب و ِاقفاً‪ ،‬فقد تكو ُن‬ ‫َ‬ ‫تك ْن يائساً‪ ،‬ما ُد ْم َت‬ ‫ها ال ُ‬
‫خفي ٌة‪ ،‬ال تغتَ َّم؛‬ ‫الح ِ‬
‫جاب أل َعا ٌب َّ‬ ‫ِ‬
‫نيان الوجود‪ ،‬وُرَّبانُّي َك نوٌح‪ ،‬ال تغتَ َّم؛‬ ‫ِ‬ ‫أي قلب‪ ،‬إن َِ‬
‫يل الفناء ُب َ‬ ‫يقتل ْع َس ُ‬ ‫ُ ْ‬
‫ِ‬
‫يالن‪ ،‬ال‬
‫ُم َغ َ‬ ‫اك أ ِّ‬ ‫عبة‪ ،‬إذا آ َذ ْت َك أشو ُ‬ ‫الصحرِاء َشو َق َ‬
‫الك َ‬ ‫ط َو في َّ‬ ‫إن ُرْم َت تخ ُ‬‫ْ‬
‫تغتَ َّم(‪)1‬؛‬
‫ٍ‬ ‫أن الم ِ‬
‫نهاية‪،‬‬ ‫رب بال‬
‫ناك َد ٌ‬‫ليس ْت ُه َ‬‫بعيد كثي اًر‪َ ،‬‬
‫ص َد ٌ‬ ‫المْق َ‬
‫خطير كثي اًر‪ ،‬و َ‬
‫ٌ‬ ‫نزَل‬ ‫غم َّ َ‬ ‫رَ‬
‫ال تغتَ َّم؛‬
‫ال يعَل ُمها ُكَّلها‪ ،‬ال تغتَ َّم؛‬
‫حول األحو ِ‬
‫الرقيب‪ ،‬هللاَ ُم ِّ ُ‬
‫ِ‬
‫الحبيب واب ار ِم َّ‬ ‫حاُلنا في ُفرَق ِة‬
‫عاء َوَد ْر ُس‬ ‫ُّ‬
‫رد َك الد ُ‬ ‫دام ِو َ‬
‫ظل َمة‪ ،‬ما َ‬
‫الليالي الم ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫حافظا‪ ،‬في زِاوَي ِة َ‬
‫الفْق ِر وخلوِة َّ‬ ‫ِ‬
‫آن‪ ،‬ال تغتَ َّم‪.‬‬ ‫الُقر ِ‬
‫ــــــ‬
‫الصحراء‪.‬‬ ‫شوك‪ِ ،‬‬
‫موطُنها َّ‬ ‫كثيف ٌة ذات ٍ‬
‫ّأم غيالن‪َ :‬ش َج َرةٌ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬

‫غزل‪256‬‬

‫‪270‬‬
‫وخبير‬
‫ْ‬ ‫ص ٍـح أتـى ِم ْن ُم ْش ِف ٍق‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ُك ّل ُن ْ‬ ‫وخ ْذ‬
‫ـال ُ‬
‫ِ‬
‫ال مط َ‬ ‫فاس َم ْع‬
‫نصيحتي َل َك ْ‬
‫كثير‬
‫ـاء ْ‬‫فهو المتـاعُ قلي ٌـل والعط ُ‬ ‫ُدنيـا وآخرةٌ‬ ‫دع‬
‫نت ْ‬ ‫إن عـاشقاً ُك َ‬
‫قد ُك ْن ُت أنـوي بال ٍ‬
‫دبـرتُ ُه التَّ ْ‬
‫قدير‬ ‫خم ٍـر فع َ‬
‫ـارض مـا َّ‬ ‫ْ‬ ‫أعيش وال‬
‫ُ‬ ‫ذنب‬
‫تقصير‬
‫ْ‬ ‫فكان غ ْـم ُـز َّالذي يسقي ِبال‬
‫َ‬ ‫ـدي‬ ‫ِ‬
‫كأسي تائباً بـي ْ‬‫ـت ِب‬
‫أْلفاً َرَف ْع ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬

‫الم ْش ِف ُق؛‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ٍ‬


‫الناص ُح ُ‬ ‫لك ّ‬
‫يقول َ‬
‫اقبل ُك َّل ما ُ‬‫نصحتُ َك فاسمع نصيحتي ِبال تعلل‪ ،‬و ْ‬
‫ِ‬
‫كمين‬ ‫لك في‬ ‫ِ ِ‬
‫العجوز كام ٌن َ‬ ‫فم ْك ُر العال ِم‬ ‫ص ِل ْ ِ ِ ِ‬ ‫َّ ُّ ِ‬
‫وجه الفتيان َ‬ ‫ُق ْم بالت َمت ِع م ْن َو ْ‬
‫الع ْمر؛‬ ‫ُ‬
‫عطاء‬ ‫وذاك‬ ‫قليل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫شعير‪ ،‬وهذا متاعٌ ٌ‬ ‫حب ُة‬
‫قين َّ‬‫نعيم كال العاَل َمين ع َند العاش َ‬ ‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫كثير ؛‬
‫الزير(‪)2‬؛‬ ‫الب ِم و ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجميل والَّل ْح َن‬ ‫أُر ُيد‬
‫قول أَلمي على أنين َ ّ‬ ‫الجميل‪ ،‬أل َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫العشير‬
‫َ‬
‫ِ َِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الرضا فال‬ ‫فق ِّ‬ ‫األزِل بال ُحضورنا‪ ،‬إذا لم ُ‬
‫تك ْن م َن القلة ِو َ‬ ‫بما َّأن ُه ْم قاموا ِب ِق ْس َمة َ‬
‫تعتَ ِر ْ‬
‫ض؛‬
‫َّ‬
‫قدير من‬
‫نب‪ ،‬لو كان التّ ُ‬ ‫ف الذ َ‬ ‫الخم َر أو أقتَ ِر َ‬
‫ْ‬ ‫العزَم أالّ أ ْش َر َب‬
‫عقد ُت ْ‬ ‫كنت ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫مني؛‬ ‫القضاء وافق التَّ َ‬
‫دبير ّ‬
‫ش ِ‬
‫خال‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫ِم ْثل َّ‬
‫الخ ْم َر والم ْس َك‪ ،‬كي ال يرو َح َنْق ُ‬ ‫ص َّب في َق َدحي َ‬ ‫قائق‪ ،‬ساقيا‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫حبيب ِم ْن ضميري؛‬ ‫ال ِ‬
‫وم ْت؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ُ‬ ‫ظ ْر إلى َك َرِم آص َ‬ ‫للحسود ان ُ‬ ‫ود َّاًر طرَّياً‪ ،‬ساقي‪ ،‬وُق ْل‬
‫هات كأساً ُ‬
‫الساقي كانت بال‬ ‫لك َّن َ‬
‫غمزَة َّ‬ ‫ف ِبع ْزِم التَّوبة‪ ،‬و ِ‬ ‫مئ َة م َّ ٍرة رَفعت الَقدح في َ ِ‬
‫َ‬ ‫الك ّ َ‬ ‫َ َ ُْ ََ‬
‫تقصير(‪)3‬؛‬
‫وصغير(‪)4‬؛‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َخ ْم َرةُ عامي ِن‬
‫ص ْح َبة كبير َ‬ ‫وحبيب أربع َة َع َش َر عاماً‪ُ ،‬يغنياني عن ُ‬ ‫ُ‬
‫وجدتُموهُ أخِبروا المجنو َن في‬ ‫أين من يستطيع أن ي ِ‬
‫إن َ‬ ‫الهائم‪ْ ،‬‬‫َ‬ ‫مس َك لي قلبي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬
‫الزنجير؛‬ ‫َّ‬

‫‪271‬‬
‫قاة ِ‬
‫فيه ترمي‬ ‫الس ِ‬
‫اج ِب ُّ‬ ‫بحديث التَّوب ِة في هذا الَّنادي ال ِ‬
‫تنطق‪ ،‬فأقواس حو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫السهام‪.‬‬‫ِ‬
‫ّ‬
‫ــــــــ‬
‫ِ‬
‫كثير‪ ،‬وهذا‬ ‫عير‪ ،‬ل ٌ‬‫حب َة ال َّش ِ‬
‫عطاء‪َّ ،‬‬ ‫ذاك ال َ‬ ‫الدنيا واآلخ َرِة‪ٌ ،‬‬
‫لقليل‪ ،‬وا َّن َ‬ ‫متاع ُّ‬
‫َ‬ ‫(‪)1‬وا َّن هذا المتاع‪،‬‬
‫ِ‬
‫بالعطاء‬ ‫المقصود‬
‫ُ‬ ‫النثريَّة‪َّ ،‬التي جعلناها ُهنا حرفيَّة‪ ،‬وقد يكو ُن‬ ‫ظاهٌر في التَّر َج َم ِة َّ‬ ‫المعنى ِ‬
‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬وقد أبرزنا هذا‬ ‫فين عن نعي ِم ُّ‬ ‫الع َّش ِ‬ ‫شق‪َّ ،‬الذي هو‬ ‫ِ‬
‫اق العاز َ‬ ‫عطاء ُ‬
‫ُ‬ ‫الجزيل الع َ‬
‫الب ّم‬ ‫الدنيا واآلخرَة ليس من ِ‬
‫أهل هللا؛‬ ‫أن طالِ َب ُّ‬
‫قيل َّ‬
‫الشعريَّة‪ ،‬وقد َ‬ ‫رج َم ِة ِّ‬‫المعنى في التَّ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الساقي لي‬ ‫كانت غمزةُ َّ‬
‫ْ‬ ‫أوتار العود؛ (‪)3‬كّلما رَفعتُ ُه‬
‫ِ‬ ‫قيق‪ِ ،‬من‬ ‫الزير ا َلوتَ ُر َّ‬
‫الد ُ‬ ‫ظ‪ ،‬و ِّ‬ ‫الوتَ ُر الغلي ُ‬
‫َ‬
‫فقطعت َّ َّ‬ ‫َّ‬
‫كبير‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عامان‪ ،‬و ٌ‬ ‫مرها‬
‫مرةٌ ُع ُ‬
‫صغير‪َ ،‬خ َ‬ ‫وح َرَمتني التَّ َ‬
‫وبة؛‬ ‫علي الطريق‪َ ،‬‬ ‫بالطريق‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫وصغير‪،‬‬ ‫حب ِة ُك ِّل ٍ‬
‫كبير‬ ‫ص َ‬
‫ِ‬
‫(ع ْم ُر ْبد ٍر كام ٍل)‪ُ ،‬يغنياني ْ‬
‫عن ُ‬ ‫عشر عاماً ُ‬‫َ‬ ‫مرهُ أربع َة‬
‫حبيب ُع ُ‬
‫ٌ‬
‫كبير أو وا َّما صغير‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫حبة ُك ِّل شيء‪ ،‬فال‬
‫إما ٌ‬‫وهو َّ‬‫شيء ّإال َ‬‫َ‬ ‫ص َ‬ ‫أي عن ُ‬

‫غزل‪257‬‬

‫الفر ِ‬
‫تأخ ْذ‬
‫اشة ُ‬ ‫ِق َ َ‬ ‫مع حار َ‬ ‫بين ال ُّرو ِح والقلب‪ ،‬و ُم ِر ّ‬
‫الش َ‬ ‫ِق َ‬ ‫أظ ِه ْر ال َو ْج َه و ُم ْرني ْ‬
‫أن أُف ّر َ‬
‫نارهُ بروحي؛‬ ‫ُ‬
‫المذبو ِح‬ ‫ِ ِ‬ ‫ظر إلى َشَفتي َّ‬
‫الماء عنها‪ُ ،‬م َّر على رأس قتيل َك َ‬ ‫َ‬ ‫الظمأى وال تم َن ِع‬ ‫اُن ُ ْ‬
‫وارَف ْع ُه َع ِن التُّراب؛‬
‫ض َة ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫غم َك يدَف ُع ال ِف َّ‬
‫ض َة‪ُ ،‬ه َو في ّ‬
‫الذهب و ِ‬
‫الف َّ‬ ‫ك ََ‬
‫رويش َّالذي ال يملِ َّ‬
‫ْ ُ‬ ‫الد َ‬ ‫تترِك َّ‬ ‫ال ُ‬
‫وج ِه ِه‪ ،‬نْقداً؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬
‫َد ْمعه‪ ،‬والذ َه َب م ْن ْ‬
‫عزف على القيثارِة‪ ،‬ما اله ُّم إن ُكنت ال تملك العود‪ ،‬ناري ِ‬ ‫ِ‬
‫العود‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الع ْش ُق‪ ،‬قلبي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ا ِْ‬
‫الم ْج َمر؛‬ ‫ِ ِ‬
‫ج ْسم َي َ‬
‫أمس ْك ِب ِخرقتي؛‬ ‫بارعاً‪ ،‬و ِ‬ ‫تك ْن ِ‬
‫إن لم ُ‬ ‫ِ‬
‫تنح ْ‬
‫ص‪ ،‬أو َّ‬ ‫اع‪ ،‬وان َزِع الخرَق َة وارُق ْ‬‫ال لل َّسم ِ‬ ‫تع َ‬

‫‪272‬‬
‫احض ْن‬‫ض َة و ِ‬ ‫ابذ ِل ِ‬
‫الف َّ‬ ‫اشرب ص ِافي الخمر‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ‬ ‫وف َع ْن رأس َك‪ ،‬و ْ َ ْ‬ ‫الص َ‬ ‫وا َنزِع ُّ‬
‫ض َّي؛‬ ‫الذه َّ ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫بي الف ّ‬ ‫المالك َ‬ ‫َ‬
‫دواً؛‬ ‫ان العاَلمـ ِ‬ ‫ُقل للحبيـ ِب يكـو َن ل َك ولَِّياً وال تُبـ ِ‬
‫لك عـ ّ‬ ‫ان َ‬ ‫ال ولو كـ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجـ َه األرض؛‬ ‫الخص ِم ْ‬
‫ْ‬ ‫ظ ْهـ َرهُ ولـو مـألَ ُ‬
‫جيش‬ ‫دير َ‬ ‫وُقـ ْل لبختـ َك ال ُي َ‬
‫ضَّف ِة‬‫بالطر ِب على ِ‬
‫َ‬
‫استمتع َّ‬
‫ْ‬
‫ظ ًة معي‪ ،‬و ِ‬ ‫حبيب‪ِ ،‬ا ْب َق لح َ‬
‫ُ‬ ‫هاب أي‬ ‫للذ ِ‬ ‫تمل َّ‬ ‫ِ‬
‫ال ْ‬
‫ف(‪)1‬؛‬‫بالك ّ‬
‫الكأس َ‬ ‫َ‬ ‫دو ِل واح ِم ْل‬ ‫الج َ‬
‫َ‬
‫وشَفتي يِب َس ْت‪،‬‬
‫اصف َّر‪َ ،‬‬ ‫وج ِه َي َ‬ ‫ِ‬ ‫يف‪ِ ،‬م ْن ِ‬
‫نار قلبي وماء َعيني‪ْ ،‬‬ ‫ظ ْر َك َ‬ ‫ُم َّر بي وان ُ‬
‫وثوبي ابتَ َّل؛‬
‫الم ْن َبر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ زِي ِـن المحـَفل وُقـل للو ِ‬ ‫ِ‬
‫ظـ ْر َم ْجلسي‪ ،‬وات ُـرك َ‬ ‫اعـظ‪ ،‬ان ُ‬ ‫حـاف ُ ّ َ ْ َ ْ‬
‫ــــــ‬
‫تشر ُب الكأس‪.‬‬
‫أنت َ‬
‫ِ‬
‫الجدول من دمعي‪ ،‬و َ‬ ‫ضَّف ِة‬
‫بالطر ِب ِمن نشيجي‪ ،‬على ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫(‪)1‬ا ِ‬
‫ستمتع َّ‬

‫غزل‪258‬‬

‫الصفـ ِ‬
‫الصـ ْد ِق و َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ألنـي أراك تعـود ِوْفـق مـرادي‪ ،‬لِتَص ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫ـير مـ ْن َو ْجـه ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ف ُش ْكـ ٍر ّ‬ ‫أْلـ َ‬
‫أنيـساً لِقلبي؛‬
‫الع ْشـ ِق ال يغـتَ ُّم ِمـ َن َّ‬
‫النشيـ ِج‬ ‫طريـَق ِة سـَلكـوا في طريـ ِق البـالء‪ ،‬رفيـق ِ‬ ‫سـالِكو ال َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وال َعويـل؛‬
‫اب ِ‬
‫الغـ ِّل ْليـ َس ْت‬ ‫الرقيـ ِب‪ ،‬صـدور أربـ ِ‬ ‫الحبيب َخـير ِم ْن قـ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ال وقيـل َّ‬ ‫ِ ٌْ‬ ‫اء غ ِّـم‬‫إخفـ ُ‬
‫ِ‬
‫للسـ ّر(‪)1‬؛‬
‫َم ْحـ َرماً ّ‬
‫ك ُل ْعـ َب َة ِقم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان في ِغ‬
‫ـار‬ ‫الغيـ ِر‪ْ ،‬‬
‫لسـ ُت أنـا َمـ ْن أتـ ُر ُ‬ ‫نى َعـ ْن ع ْشـ ِق َ‬‫ً‬ ‫ُحسـُن َك وا ْن كـ َ‬
‫ِ‬
‫الع ْشـ ِق؛‬

‫‪273‬‬
‫مـا أقـول لك عـن حريـ ِق أحشـائي ومـا أرى ِم ْنه‪ِ ،‬اسـأل دمعي ِ‬
‫الحكـ َاي َة فأنـا لسـ ُت‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َْ َ‬
‫َغ َّمـا اًز؛‬
‫ـور‬ ‫ِ‬ ‫َّأيـ َة ِف ْتـ َن ٍة ِتْلـ َك َّالتـي أثـار ْت َّ‬
‫األس َـوَد المخم َ‬
‫أن َك َّحـَل ْت نـ ْرج َس ُه ْ‬
‫ط ُة القضـاء‪ْ ،‬‬ ‫مشـا َ‬ ‫َ‬
‫الدالل؛‬‫ِب ُك ْحـ ِل َّ‬
‫أصاب َك الجفـاء‪َّ ،‬‬
‫كالش ْم ِع‪،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫أن هـذا ال َم ْجـلِ َس ُم َنـ َّوٌر بالحبيـ ِب‪ُ ،‬ك ْن إذا‬ ‫ِب ُش ْكـ ِر َّ‬
‫وعد ِم ْن َجديد؛‬ ‫ِق ُ‬ ‫احتَر ْ‬ ‫وْ‬
‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َغرض َّ ِ‬
‫فيرة‬
‫ـاج ٌة ب َجمـال َدوَلة محمود ل َ َ‬ ‫ـار ال ُحس ِـن ولوالهُ َل ْم ُ‬
‫تك ْن ح َ‬ ‫الدالل إظه ُ‬ ‫َ ُ‬
‫أياز(‪)2‬؛‬
‫الزه ِرة‪ ،‬رب ِ‬ ‫ظ في ِه بالنَّشيد‪ِ ُ ،‬‬
‫يقوم حـ ِاف ُ‬
‫ف‪.‬‬ ‫الف ِّن‪ ،‬ال ُي ْ‬
‫ص َر ُ‬ ‫َّة َ‬ ‫نشيد َغ َزل ُّ ْ َ‬ ‫في مقا ٍم ُ‬
‫ــــ‬
‫قيل؛‬
‫قال و ٌ‬
‫منه ٌ‬
‫ُ‬ ‫الخَب َر‪ ،‬ويكو َن‬‫قيب َ‬
‫الر ُ‬
‫ف َّ‬ ‫لك ِم َن البو ِح ِب ِه ِ‬
‫فيعر َ‬ ‫خير َ‬
‫ك ٌ‬
‫ِ ِ‬
‫تمان َغ ِّم ع ْشق َ‬
‫ك ُ‬
‫(‪ِ )1‬‬
‫ِع ْش ِق ُّ‬
‫السلطان‬ ‫ص ِة‬‫إشارٍة لِِق َّ‬
‫َ‬ ‫غالمه‪ ،‬في‬
‫ُ‬ ‫أياز‬
‫السلطا ُن محمود الغزنوي‪ ،‬و ُ‬ ‫(‪)2‬محمود هو ُّ‬
‫ركي إياز‪.‬‬ ‫الم ِه التُّ‬
‫لغ ِ‬‫محمود ُ‬
‫ِّ‬
‫غزل‪259‬‬

‫أنا َّالذي فتحت عيني مجَّدداً على ِ‬


‫لك أي ُمعي َن‬ ‫أي ُش ْك ٍر ُ‬
‫أقول َ‬ ‫رؤية حبيبي‪َّ ،‬‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬
‫لع ِبد الباكي؛‬
‫اَ‬
‫إكسير‬
‫ُ‬ ‫أرض الفاَق ِة‬
‫ِ‬ ‫اب‬
‫بار‪ ،‬تُر ُ‬ ‫الوجه ِم َن ُ‬
‫الغ ِ‬ ‫َ‬
‫البالء ال ِ‬
‫تغس ِل‬ ‫ِ‬ ‫ُق ْل ِلذي الفاَق ِة في‬
‫المرِاد؛‬
‫ُ‬
‫ض‬ ‫ِ‬
‫نخف ِ‬ ‫َّ‬
‫رج ُل الطر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يق‪ ،‬ال ِ‬ ‫ِ‬
‫ِم ْن ُمشكالت الطر ِ‬
‫َّ‬
‫بالم َ‬
‫يق ال ُيبالي ُ‬ ‫نان يا َقْل ُب‪ُ ،‬‬
‫تلو الع َ‬
‫والعالي؛‬
‫الع ْش ِق‪ ،‬بـ ِ‬
‫اطَلة؛‬ ‫قول مفتي ِ‬ ‫الكِبد‪ ،‬صالتُه‪ِ ،‬ب ِ‬ ‫طهارة ِ‬
‫العاش ِق إ ْن َل ْم ُ‬
‫تك ْن من َد ِم َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬

‫‪274‬‬
‫نزِل َّ‬
‫الص ِ‬
‫غير‪ ،‬ال‬ ‫غير الكأس‪ ،‬وفي هذا الم ِ‬‫مس ْك ِب ِ‬‫في هذا المقا ِم المجازِي‪ ،‬ال تُ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الع ْش ِق ؛‬
‫( ‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫تلعب غير ُلعبة ِ‬
‫َْ َ َ‬
‫ِ‬
‫وج َسدك؛‬ ‫ِ‬ ‫كيد َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ُّ‬
‫دو َك عن روح َك َ‬ ‫صف ُقبَلة‪ ،‬أبع ْد َ ّ‬ ‫عاء م ْن أهل الَقْلب بن ْ‬ ‫اشتَر الد َ‬
‫زمزم َة ال ِع ْش ِق في ِ‬
‫العر ِ‬
‫اق‬ ‫حاف َ ِ‬
‫َّات ِ‬‫ناء غزلي ِ‬ ‫صوت ِغ ِ‬‫ِ‬
‫ظ م ْن شيراز‪ ،‬رمى َ َ‬ ‫صدى‬
‫و ِ‬
‫الحجاز‪.‬‬
‫ــــــ‬
‫غير ُّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫الص ُ‬ ‫الدنيا‪ ،‬و ِ‬
‫المنزُل َّ‬ ‫المقا ِم المجازِّي الحياةُ ُّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬

‫غزل‪260‬‬

‫تدلل‪ ،‬الع َّشاق لهم ك َّل لح َ ٍ‬


‫حاجة‬ ‫ظة مئ ُة َ‬ ‫الجميل َس ْي ُر َك َع ْذ ٌب َّ ْ ُ ُ ُ ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫يا سرو الَّد ِ‬
‫الل‬ ‫َ َ‬
‫ِبداللِ َك؛‬
‫رداء الَّدالل؛‬ ‫ِ‬ ‫األزِل َّ‬
‫فصلوا على ق ّـد َك َ‬ ‫طْل َعتُ َك الجميَل ُة‪ ،‬ففي َ‬‫ـارَك ًة َ‬
‫ولتَ ُك ْن ُمب َ‬
‫النـ ِار‪ ،‬ثُ َم ُع ْد؛‬ ‫ِ‬
‫كالعود في َّ‬ ‫ِق ِأل ْج ِل ذلِ َك‬ ‫قل لِطـالِ ِب عبي ِر عنب ِر فرِع ِ‬
‫ك‪ ،‬احتَر ْ‬‫َ َ َ‬ ‫ُْ‬
‫نص ِه ُر قلبي؛‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫قلب الفراشة م َن الش ْم ِع احتَ َر َ ‪ ،‬أنـا م ْن دون َش ْم ِع عارض َك ي َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الع ْه َـد‬
‫نقض َ‬ ‫األمس‪ ،‬في غياِب َك‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫اب ع ِن َ‬
‫الخ ْمر‪ ،‬ليَل َة‬ ‫ان ت َ‬ ‫الصوِف ُّي الذي ك َ‬ ‫ُّ‬
‫باب الح َان ِة مفتوحاً؛‬ ‫حين رأى َ‬ ‫َ‬
‫قرضوني‬ ‫الذ َه ِب‪ ،‬ال أتغي َُّر ولو َّ‬ ‫قيب ال يتغيَّر ِعياري‪ ،‬أنا ك َّ‬ ‫الر ِ‬
‫ط ْع ِن َّ‬ ‫ِم ْن َ‬
‫ُ‬
‫بالمقاريض؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫الحري ِم‬‫وه َو َشو َق ذا َك َ‬ ‫حول َك ْع َبة َجمالك‪ُ ،‬‬ ‫ف قلبي على معنى الطواف َ‬ ‫ُم ْن ُذ وَق َ‬
‫لحجاز؛‬ ‫الرأس ل ِ‬
‫دير َّ َ‬ ‫ال ُي ُ‬
‫اجِب َك ال‬ ‫اب ح ِ‬ ‫ظ ٍة‪ ،‬و ِم ْن دو ِن ِمحر ِ‬‫العين ُك َّل َلح َ‬ ‫ِ ِ‬
‫للوضوء م ْن َد ِم َ‬ ‫ما حاجتي‬
‫الصالةُ ِعندي؛‬ ‫تجوز َّ‬‫ُ‬

‫‪275‬‬
‫س‬ ‫ظ ِمن َّ‬
‫الط َر ِب ليَل َة األم ِ‬ ‫ِ‬
‫كان حاف ُ َ‬ ‫صَل ْت إلى َشَف ِة َّ‬
‫الد ّن‪َ ،‬‬ ‫جاش ْت ف َو َ‬ ‫مرٍة َ‬ ‫ِ‬
‫مث َل َخ َ‬
‫أن َس ِم َع ِس َّاًر ِم ْن َشَف ِة َّ‬
‫الساقي‪.‬‬ ‫بعد ْ‬
‫َ‬

‫غزل‪261‬‬

‫المِّيـ ِت ال ُّرو ُح؛‬


‫تعال تَ ُع ْد إلـى َب َدني َ‬
‫تَج َّل تع ْد إلـى قلبي َّ ِ‬
‫الضعيـف الُق َّوةُ‪َ ،‬‬ ‫َ ُ‬
‫ـاب ِوصالِ َك يفتَ ُح عيني؛‬ ‫ِف ارُقـ َك أغَلق ِمّني العيـ َن‪ ،‬تعـال عسى َف ْتح ب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عيد‬ ‫ِ‬
‫كجيش م َن ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫داء تُ ُ‬
‫الس َع ُ‬
‫يل ال ُّرو ِم ُّ‬ ‫الزْن ْج‪ ،‬عسى َخ ُ‬ ‫غم‬
‫استولى على ُمْلك قلبي ٌّ‬
‫عاد َة لِقلبي(‪)1‬؛‬
‫الس َ‬‫َّ‬
‫ض‬ ‫ظه ُر في مرِآة قلبي ِم ْن ُك ِّل ما ِ‬
‫أعر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يء ي ْ َ‬‫صورة خيال جمال َك‪ ،‬ال َش َ‬ ‫َ‬ ‫غير‬
‫َ‬
‫عليها؛‬
‫لة ِبأَم ِل أن َتِلد يوم ِو ِ‬
‫صال َك؛‬ ‫ٍ‬ ‫مر ُعمري ُ ُّ ُّ‬
‫وم ُك َّل لي َ ْ َ َ‬ ‫أعـد النج َ‬ ‫قاُلوا الّليَل ُة ُحبلى‪َّ ،‬‬
‫ورد ِوصالِك‬‫غرُد على عبي ِر َشجرِة ِ‬ ‫عاد ُي ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ال فُبْلُبُل َك َمطبوعُ الخاط ِر حافظ‪َ ،‬‬ ‫تع َ‬
‫ــــ‬
‫بيض الوجوِه‬
‫ِ‬ ‫الرو ِم‬
‫جيش ُّ‬
‫ُ‬ ‫يجيء‬
‫ُ‬
‫جيش الهمو ِم األسوِد ُّ‬
‫كالزنوج‪ ،‬عسى‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫اسود قلبي من‬
‫بالس ِ‬
‫رور قلبي‪.‬‬ ‫ض ُّ‬ ‫ُفي ِّبي َ‬

‫غزل‪262‬‬
‫لوب‪َ ،‬م ْن ُيحِّد ُث؟‪َ ،‬م ْن ذا َّالذي يطُل ُب َ‬
‫الفل َك ِبد ِم الَّد ِّن؟(‪)1‬؛‬ ‫يح الُق ِ‬ ‫ال مجار ِ‬ ‫عن ح ِ‬
‫الخمر‪ ،‬هذا إذا َرَف َع‬ ‫ين عابدي َ‬ ‫ان في َخ َج ٍل ِم ْن َع ِ‬‫السكر ُ‬‫رج ُس َّ‬ ‫فلي ُك ْن ذلِ َك َّ‬
‫الن ِ‬
‫َ‬
‫اب؛‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال َّرأس م ْن جديد م َن التُّر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الح ْك َم ِة ِم ْن جديد؛‬
‫يوضح لنـا ِس َّر ِ‬
‫ُ‬
‫الشراب‪ ،‬من ِ‬
‫َْ‬ ‫جليس َد ِّن َّ‬
‫ِ‬ ‫غير أفالطـو َن‪،‬‬ ‫َ‬

‫‪276‬‬
‫وجه ِم ْن َجفـا ٍء بالـَّد ّم(‪)2‬؛ قلبي‬
‫ض َب ال َ‬ ‫كالش ِ‬
‫قائق‪َ ،‬خ َ‬ ‫ُك ُّل م ْن حمل الكأس مستجدياً َّ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َََ‬
‫الكأس ِم ْن َشَفِته؛‬
‫ِ‬ ‫ينفِتـ ُح ّإال علـى َن ْش ِر عبيـ ِر‬
‫المن َغـلِ ُق كالُبـرُع ِم ال َ‬
‫ُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫البكاء ؛‬ ‫ف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفشت القيثارةُ م ْن َخلف الح ِ‬ ‫ِ‬
‫عن ُ‬ ‫تك َّ‬
‫ص َش ْع َرها َكي ُ‬‫جاب الحديث‪ُ ،‬ق َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يبحث عن ُه ِبر ِأس ِه‬
‫ُ‬ ‫يم ْت سيبقى‬‫الخ ْمر‪ ،‬ما ْلم ُ‬
‫ِ‬
‫حول بيت ح ار ِم َد ِّن َ‬‫ظ طواُف ُه َ‬ ‫ح ِاف ُ‬
‫وف ِبه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ليط َ‬
‫ـــــ‬
‫ص‬ ‫ليحمر وجهه َخجالً‪ِ ،‬من ِ‬
‫الحرمان؛ (‪ُ )3‬ق َّ‬ ‫الد ِّن َّالذي َك َسر؛ (‪َّ )2‬‬ ‫الفَل ِك لِ ِد ِ‬
‫ماء َّ‬ ‫يثأر ِم َن َ‬‫َم ْن ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ُُ َ‬
‫أوتارها‬
‫ط ْع َ‬ ‫القيثارة‪ :‬ق ِّ‬
‫َ‬ ‫عر‬
‫َش َ‬

‫غزل‪263‬‬

‫الشي ِخ‬‫اخ والوْلوَل َة في رو ِح َّ‬


‫الصر َ َ َ‬ ‫ألق ُّ‬ ‫الشراب‪ ،‬و ِ‬ ‫ط َّ‬ ‫ألق َسفينتي على َش ِّ‬ ‫ال ِ‬ ‫تع َ‬
‫اب؛‬ ‫و َّ‬
‫الش ّ‬
‫فين ِة َ ِ‬ ‫ِ‬
‫الب ْحر؛‬ ‫اعم ِل َ‬
‫الخ ْي َر و ْارِم في َ‬ ‫الخ ْمر أي سـاقي‪ ،‬فقد قـالوا َ‬ ‫ارِمني في َس َ‬
‫الك َرم‪ُ ،‬رَّدني إلى‬‫مرًة أُخرى ِم َن َ‬ ‫طأ‪َّ ،‬‬‫الخ َ‬
‫يق َ‬ ‫طر ِ‬ ‫ان ِم ْن َ‬ ‫َر َج ْع ُت ِم ْن ِحمى الحـ ِ‬
‫الصواب؛‬‫يق َّ‬ ‫طر ِ‬
‫الغ َيرِة‬ ‫َّة ِ‬‫َّة الّلو ِن‪ِ ،‬مسكي ِ‬
‫هات ِمن ِتلك الخمرِة وردي ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ِر جاماً‪ ،‬وارِم َشرَار َ‬ ‫الع ْ‬ ‫ْ َ َ َْ‬
‫الوْرد؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫و ِ‬
‫الح َسد في قلب ماء َ‬ ‫َ‬
‫لب الوالِهِ‬‫ظرًة على هذا الَق ِ‬ ‫ط ْف‪ِ ،‬‬ ‫إن ُك ْنت سكران و َخ ِرباً‪ ،‬أنت مع ِ‬
‫ألق َن ْ َ‬ ‫ذل َك فال ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الخ ِرب؛‬
‫َ‬
‫النقاب عن وج ِه ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫في منتَ ِ‬
‫نت‬ ‫الخ ْم ِر‪ ،‬ارَف ِع ّ َ َ ْ َ ْ‬ ‫صف الّلي ِل‪ ،‬إذا احتَ ْج َت َشم َس َ‬ ‫ُ َ‬
‫الو ْجه؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الع َنب ورديَّة َ‬

‫‪277‬‬
‫الحان واط َر ْحني ِب َد ِّن‬
‫ِ‬ ‫ال تسمح بيو ِم وفاتي بأن أُوارى الثَّرى‪ِ ،‬‬
‫احمْلني إلى‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫َّ‬
‫الشراب؛‬
‫اب على‬ ‫ِ‬
‫كحافظ‪ ،‬ارِم سهم شه ٍ‬ ‫روح َك إلى العز ِ‬
‫يز‬ ‫صَل ْت ُ‬
‫ور َ ِ‬ ‫ِم ْن َج ِ‬
‫َْ‬ ‫الفَلك إذا َو َ‬
‫شيطان ِ‬
‫الم َحن‪.‬‬ ‫ِ‬

‫غزل‪264‬‬

‫كأس ر ِأس َك على التُّراب؛‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬


‫ماء الط َرب بكأس الذ َهب‪ ،‬قب َل أن تَق َع ُ‬ ‫وص َّب َ‬ ‫ُقـ ْم ُ‬
‫ف األفالك؛‬ ‫اخ إلى سْق ِ‬
‫بالصر ِ‬
‫وت ُّ‬ ‫نزلِنا وادي َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫عاق َب ُة م ِ‬
‫الص َ‬
‫اآلن َفارَف ِع َّ‬
‫الصامتين‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫وج ِه ِه ِم ْن ِمرٍآة‬ ‫اجع ِل َن َ‬
‫ظ َر َك إلى ْ‬
‫ِ‬
‫ظ ِر بعيدةٌ َعن َو ْجه الحبيب‪َ ،‬‬ ‫ين م َّلوثَ ُة َّ‬
‫الن َ‬ ‫الع ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫صاف َية؛‬
‫تماي ْل فو َق تُربتي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رو‪ ،‬إذا أنا ص ْر ُت تُراباً‪َ ،‬‬ ‫الس ُ‬‫اء يا ُّأيها َّ‬ ‫هامت َك الخضر َ‬ ‫ب َح ِّق َ‬
‫دالل وأْل ِق عل َّي ِظَّل َك؛‬
‫ِبر ِأس َك في ٍ‬
‫المستَشفى‬ ‫التّر ِ ِ ِ‬ ‫أرسل لنا ِ‬ ‫َقلبنا مجروح لسع ِة حَّي ِة جديَلِتك‪ِ ،‬‬
‫؛‬
‫ياق م ْن شفاه َك إلى ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫النار ِمن جا ِم َ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫هذ ِه الم ِ‬ ‫ملِك ِ‬
‫األمالك ؛‬
‫الكبد على ْ‬ ‫زرَعة يعَل ُم َّأنها بال ثبات‪ ،‬أْل ِق َّ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪1‬‬

‫ظ َرًة على ذلِ َك‬ ‫الطريَق ِة يقولو َن‪َّ ،‬أوالً ت َ‬


‫ط َّه ْر ثُ َّم ِ‬
‫ألق َن ْ‬ ‫بالدم ِع‪ ،‬أهل َّ‬
‫ُ‬ ‫اغتَ َسْل ُت َّ ْ‬
‫ط َّهر؛‬ ‫الم َ‬
‫ُ‬
‫آهاتهِ‬
‫فس َّالذي ال يرى سوى العيب‪ ،‬اجعل دخان ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫الزاهُد عاِبُد َّ‬
‫ذلك َّ‬ ‫ِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫رب َ‬ ‫يا ّ‬
‫اكه؛‬ ‫على ِمرِآة إدر ِ‬
‫ِ ِ (‪)2‬‬
‫قامته‬ ‫َّق ِ‬ ‫ِق الثَّوب كالورِد ِمن ْ ِ ِ‬ ‫مز ِ‬ ‫يا ح ِاف ُ‬
‫الم َمز َ نثا اًر ل َ‬
‫ثوب َك ُ‬
‫اجع ْل َ‬‫نك َهته‪ ،‬و َ‬ ‫َ َْ ْ‬ ‫ظ‪ّ ،‬‬
‫ــــــــــ‬
‫ط ٍة‬
‫وسل َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫تملك م ْن مال ُ‬
‫ُ‬ ‫ِق ما‬
‫تملك‪ ،‬والمعنى أحر ْ‬ ‫ُ‬ ‫الدنيا‪ ،‬على األمالك‪ ،‬على ما‬ ‫(‪)1‬المزرعة‪ُّ :‬‬
‫الفمِ‪ ،‬والمعنى‪ ،‬يا‬
‫يح ّ‬ ‫جرداً؛ (‪َّ )2‬‬
‫النكه ُة ر ُ‬ ‫وص ْر ُم َّ‬ ‫َُ‬ ‫بنار َخ ْمرٍة ُمعتََّق ٍة ِم ْن َد ِم َ‬
‫الكِب ِد تشربها‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫وجاه ِ‬

‫‪278‬‬
‫الورد َّالذي يتفتَّح م ِّ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ّ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫وب على ِ‬
‫عبيره‪،‬‬ ‫مزقاً الث َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫يفعل ُ‬‫وب م ْن طيب ري ِح فمه‪ ،‬كما ُ‬ ‫مزِق الث َ‬ ‫حاف ُ‬
‫ألق ثوِبك الممزَّق في طر ِيق ِه واجعْله َفداء لِ ِ‬
‫قامته‪.‬‬ ‫ثُ َّم ِ‬
‫ُ ً‬ ‫َ ُ َ‬

‫غزل‪265‬‬

‫أج َرعُ األَل َـم‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫ال ْ‬
‫أحص ْـل على ُمنيتـي مـ ْن شفـاه َك‪ ،‬إلى اآلن ال أز ُ‬ ‫إلى اآلن لـ ْم َ‬
‫لؤلؤ َشَفـِتك؛‬
‫ِبأمـ ِل جـا ِم ِ‬
‫َ‬
‫ـاع دينـي فـي َفـرِع َك‪ ،‬وال ِعْل َـم لي بمـا تكـو ُن نهـايتـي فـي هـِذ ِه‬
‫ـأو ِل يـو ٍم ض َ‬
‫ِب َّ‬
‫امَلة؛‬
‫المعـ َ‬
‫ُ‬
‫حترقين ب ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط‬‫الع ْش ِق َو َس َ‬ ‫الم ِ َ‬ ‫ساقيا أعطني ُجرَع ًة م َن الماء النارِّي‪ ،‬فأنا في ُ‬
‫ِ‬
‫بعُد(‪)1‬؛‬‫جين ول ْم أنض ْج ْ‬‫الَّناض َ‬
‫ليَل ًة ُقلت خطأً‪ ،‬عبير َفرِعك ِمسك َخ َتن‪ ،‬ك َّل لح َ ٍ‬
‫ف َش ْعرٍة َ‬
‫منك‬ ‫ظة لي َس ْي ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يضرُبني على ذلِك؛‬
‫ظ ٍة‬
‫ظ َّل في ُك ِّل لح َ‬ ‫وهي تعُب ُر كال ِّ‬ ‫اء وج ِه َك في خلوتي‪،‬‬ ‫أت ضي َ‬
‫َّ‬
‫الش ْم ُس ُم ْذ ر ْ‬
‫َ‬
‫ِب َسقفي وبابي؛‬
‫يح روحي‬ ‫ِ‬
‫أه َل القلوب ر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب َس ْهواً‪ ،‬ال ِزل ُت تَص ُل ْ‬ ‫يوماً أتى ِاسمي على َشَف ِة‬
‫ِم ْن ِا ْسمي(‪)2‬؛‬
‫وش ذلِ َك‬‫ال َمده َ‬ ‫ساقي‪ُ ،‬لؤلؤ َشَفِتك سقاني جرع ًة ِم ْن الجا ِم في َ ِ‬
‫األزل‪ ،‬وأنا ال أز ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الجا ِم إلى اآلن؛‬
‫الروح‪ ،‬أسَل ْم ُت روحي لِ ُغمو ِم ِه والى‬
‫الم ُّ‬
‫وخ ْذ س َ‬
‫الرو َح ُ‬
‫أعطني ُّ‬ ‫أي من قال لي ِ‬
‫ْ َْ َ‬
‫سالم ال ُّروح؛‬
‫َ‬ ‫اآلن لم َأن ْل‬
‫َ‬
‫ظ ٍة‬ ‫ِ‬
‫الحياة ُك َّل َلح َ‬ ‫ماء‬
‫ال ُ‬‫اآلن ال يز ُ‬
‫ِ ِ‬
‫عقيق َشَفته‪ ،‬إلى َ‬ ‫ظ َكتَ َب بالَقَل ِم ِق َّ‬
‫ص َة‬ ‫ح ِاف ُ‬
‫يسيل ِم ْن أقالمي(‪.)3‬‬ ‫ُ‬

‫‪279‬‬
‫ــــــــــ‬
‫ظ ٍة‬ ‫ِ‬ ‫نضج؛ (‪)2‬ريح روحي من الحر ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫الحياة ُك َّل لح َ‬ ‫ماء‬
‫ال ُ‬ ‫يق الذي أصابها؛ ال يز ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الن ُار تُ ُ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الحياة‪ِ ،‬‬
‫لقارئه‪.‬‬ ‫ظ ٍة‪ ،‬ويهب الحياة‪ِ ،‬‬
‫كماء‬ ‫كتبت ُيق أُر ُك َّل لح َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال ما ُ‬
‫يسيل م ْن أقالمي‪ :‬ال يز ُ‬
‫ُ‬

‫غزل‪266‬‬

‫ال الوض ِع‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف‪ ،‬الِثّ ِم ِل‪ ،‬م ِ ِ‬ ‫الظر ِ‬‫قلبي ولِه ِبذلِك َّ‬
‫ساح ِر‬ ‫ثير الفتَن‪ ،‬كاذ ِب الوعد‪ ،‬قتَّ ِ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ َ‬
‫الف ّن؛‬
‫َ‬
‫وخرَق ِة ز ِ‬‫ِ‬ ‫َّق ِلذوي الوجوِه كالبدور‪ ،‬أْل ُ ِ‬ ‫ميص الممز ِ‬ ‫ِفداء للَق ِ‬
‫اهد؛‬ ‫ف ثَوب تَقوى ْ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ممزوج ًة‬
‫َ‬ ‫تصير تُرَبتي م ْن خال َك‬ ‫أحم ُل إلى التُّراب‪ ،‬ل َ‬ ‫وف ْ‬ ‫ال خال َك‪ ،‬س َ‬ ‫خي َ‬
‫بالعبير؛‬
‫َ‬
‫الع ْشق ما ُهو‪ ،‬أي ساقي اطُل ِب الجام وص َّب ماء الو ِ‬ ‫عرف ِ‬
‫رد على‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ك ال ي ِ ُ‬ ‫المال ُ‬
‫طين ِة َآدم؛‬
‫َ‬
‫القيام ِة‬
‫َ‬ ‫بالخ ْم ِر َه ْو َل َيو ِم‬
‫الح ْش ِر‪ ،‬أرَف َع َ‬
‫باح َ‬‫ص ِ‬‫الكأس ب َكَفني حتّى‪ ،‬في َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫اربِ ْ‬
‫ط‬
‫َع ْن قلبي؛‬
‫أملك شيئاً في يدي؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غير والئ َك ال ُ‬ ‫فارح ْمني‪ ،‬أنا َ‬
‫تعباً َ‬ ‫جئ ُت إلى أعتاب َك فقي اًر ُم َ‬
‫ط ِم َن‬‫تسخ ْ‬
‫الرضا وال َ‬ ‫قال لي‪ُ ،‬ك ْن في مقا ِم ِّ‬
‫س َ‬ ‫ف الح َان ِة ليَل َة األم ِ‬ ‫ِ‬
‫تعال فهات ُ‬‫َ‬
‫ْ‬
‫القضا؛‬
‫حائل‪ ،‬أنت نفسك ِحجاب ن ِ‬
‫فسك‪ِ ،‬‬ ‫أي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ‬
‫حاف ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ناك ُّ‬ ‫المعشوق َ‬
‫ليس ُه َ‬ ‫بين العاش ِق و َ‬
‫َ‬
‫اخرج ِمن ِ‬
‫الحجاب‪.‬‬ ‫ُْ َ‬

‫‪280‬‬
‫غزل‪267‬‬

‫طري ِب ِه‬ ‫ذاك الوادي وع ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫إن َع َب ْرت في ساح ِل َن ْه ِر َأرس‪ّ ،‬قبلي تُر َب َ‬
‫ص با ْ‬‫أي َ‬
‫َّ‬
‫النَفس(‪)1‬؛‬
‫ظ ٍة ِمني ِمئ ُة سال ٍم‪ِ ،‬ملؤه أصوات ح ِ‬
‫داة القو ِاف ِل‬ ‫َّ‬ ‫مِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫له ُك َّل لح َ ّ‬‫نزُل سلمى الذي ُ‬ ‫َ‬
‫ورني ُن األجراس؛‬
‫له احتَ َرْق ُت ِم ْن ِفرِاق َك‪ ،‬أي‬ ‫اج َك‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫ض احتي َ‬ ‫أنت ِ‬
‫تعر ُ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب و َ‬ ‫مح َم َل‬
‫قب ْل ْ‬‫ِّ‬
‫استغاثتي؛‬ ‫رحيم‪َ ،‬ل ِب ِ‬
‫ُ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول رب َابة‪ ،‬كفى ما أنا ِبه م َن ال ِهجر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قول َّ‬ ‫َّ‬
‫ان‬ ‫حين َق َ‬
‫الناص َ‬ ‫أنا الذي ُك ْن ُت أرى َ‬
‫نصيح ًة؛‬
‫َ‬ ‫ِعب َرًة‪ ،‬وكفى ِب ِه َل َك‬
‫الع ْش ِق‪ ،‬الَّذين يسيرو َن في َّ‬
‫اللي ِل‬ ‫يق ِ‬
‫َ‬ ‫الخ ْم َر ففي طر ِ‬ ‫اشر ِب َ‬ ‫ِ‬
‫األسحار و َ‬ ‫ُك ْن عشي َر‬
‫الع َسس(‪)2‬؛‬ ‫يعرفو َن أمي َر َ‬
‫أس َف ُكرة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْش ِق ال تُض َر ُب‬ ‫ليس لهواً م َن اللع ِب‪ ،‬يا َقْل ُب قام ْر ِبال َّر ِ َ ُ‬ ‫قم ُار الع ْش ِق َ‬
‫اله َوس؛‬ ‫ِ‬
‫بعصا َ‬
‫أن العقالء ال ُيعطو َن‬ ‫السكرى‪َ ،‬رْغ َم َّ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب َّ‬ ‫الرو َح َع ْن َرغ َب ٍة لِ َع ِ‬
‫ين‬ ‫قلبي ُيسلِ ُم ُّ‬
‫َ‬
‫اختيارُهم لِ َش ْخص؛‬ ‫َ‬
‫أس‬ ‫باب ُة ال ِمسكي َن ُة تَ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الببَّغاوات وحدها تنال المراد ِمن س َّك ِر َّ ِ‬
‫الر َ‬
‫ضر ُب َّ‬ ‫النبات‪ ،‬والذ َ‬ ‫ُ ُ َ ْ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫بال ِيد‪ ،‬وتتح َّسر؛‬
‫ض َ ِرة‬ ‫ِ‬ ‫سان َقَل ِم الحبيب‪ ،‬كفى ِب ِه ُملتَ َمساً ِم ْن‬ ‫ظ إذا جاء على لِ ِ‬ ‫ِاسم ِ‬
‫جناب َح ْ‬ ‫َ‬ ‫حاف َ‬ ‫ُْ‬
‫ملِكي‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫( ‪)1‬‬
‫س‪:‬السائرو َن في‬
‫ّ‬ ‫الع َس‬ ‫السائرو َن ليالً يعرفو َن َ‬
‫أميرُهم‪َ ،‬‬ ‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫نهر في شمال أذربيجان؛‬
‫َأرس ٌ‬
‫الّليل‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫غزل‪268‬‬

‫ختال ِم ْن هذا‬ ‫رو الم ِ‬


‫ُ‬ ‫الو ْج َن ِة‪ ،‬يكفينا ِظ ُّل ذلِ َك َّ‬
‫الس ِ‬
‫وردي َ‬‫ُّ‬ ‫يكفينا ِم ْن ُب ِ‬
‫ستان العاَل ِم‬
‫الر ِ‬
‫وض؛‬ ‫َّ‬
‫طـ ُل الثَّقيـ ُل عن ثقيلي العـاَل ِم؛‬ ‫الر ْ‬
‫عني‪ ،‬يكفينا َّ‬ ‫صحب َة أه ِل ِ ِ‬
‫أبع َد هللاُ ّ‬ ‫الرياء َ‬ ‫ُ َ ْ ّ‬
‫ير‬‫نحن معربدو َن‪ ،‬يكفينا استجداء َد ِ‬ ‫َقصر ِ‬
‫الفرَد ِ‬
‫ُ‬ ‫لع َمل‪ُ ُ ،‬‬ ‫اء ا َ‬‫عطون ُه جز َ‬ ‫وس ُي َ‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬
‫المغان؛‬
‫عن عابري‬ ‫شارةُ ْ‬
‫ِِ‬
‫الع ْمر‪ ،‬تكفينا هذه اإل َ‬ ‫رور ُ‬ ‫ظ ْر ُم َ‬‫هر وان ُ‬ ‫الن ِ‬ ‫ضَّف ِة َّ‬
‫اجلِس على ِ‬
‫ْ‬
‫ا ُّلدنيا ؛‬
‫( ‪)1‬‬

‫لك كافي ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ومصائب ُّ‬ ‫ظ ْر إلى َنْقِد بازِار ُّ‬
‫تك ْن َ‬ ‫إن ْلم ُ‬ ‫عامَل ُة ْ‬
‫الم َ‬ ‫الدنيا‪ ،‬هذي ُ‬ ‫الدنيا‬ ‫وان ُ‬
‫فهي تكفينا؛‬
‫ذاك؛‬
‫س ا ُّلرو ِح َ‬ ‫حب ِة مؤِن ِ‬
‫ص َ‬ ‫حاج ُة ِل َن ْ‬
‫طُل َب المز َيد‪ ،‬تكفينا دوَل ُة ُ‬ ‫الحبيب معنا‪ ،‬ما ال َ‬ ‫ُ‬
‫الكو ِن و ِ‬ ‫يار َك تكفينا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المكان؛‬ ‫عن َ‬ ‫لجَّنة‪ ،‬د ُ‬
‫م ْن أجل هللا ال تُرسْلني م ْن باب َك إلى ا َ‬
‫تسيل‬ ‫َّات‬ ‫طبع كالم ِ‬ ‫الشكاي ُة ِمن م ِ ِ ِ‬ ‫حاف ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫اء وغزلي ٌ‬ ‫ليست ْإنصافاً‪ٌ ْ َ ،‬‬ ‫شرب الق ْس َمة َ‬ ‫ظ ّ َ ْ َ َ‬
‫تكفينا‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫هر فاعتَِب ْر‪.‬‬
‫الن ِ‬ ‫سرعاً مرور ِ‬
‫ماء َّ‬ ‫يمر ُم ِ‬
‫الع ُم ُر ُّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪269‬‬

‫روض ِة‬
‫َ‬ ‫نسيم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وليكف َك َدليل َد ٍ‬
‫رب‬ ‫ليك ِفك رفيق سَف ٍر ب ْختُك الم ِ‬
‫سعُد‪،‬‬ ‫َ َ َ َ ُ‬ ‫قلب‪َ ْ ،‬‬‫يا ُ‬
‫شيرَاز؛‬
‫عنوي ورْكن ِ‬
‫الخانقاه(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬ ‫ساف ْر ِم ْن ِ‬
‫منزِل‬ ‫درويش ال تُ ِ‬
‫الم ُّ ُ ُ‬‫الس ُير َ‬
‫يكفيك َّ‬
‫َ‬ ‫الحبيب‪،‬‬ ‫ُ‬

‫‪282‬‬
‫ِ‬
‫المغان ملجأً؛‬ ‫يخ‬
‫ان َش ِ‬‫القلب‪ ،‬يكفيك حريم إيو ِ‬ ‫واذا رماك الكمين بالغ ِم ِمن ز ِ‬
‫اوية ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ ْ‬ ‫َ‬
‫يكفيك هذا‬ ‫ٍ‬
‫وجاه‬ ‫الخمر‪َ ،‬كسب ٍ‬
‫مال‬ ‫ِ‬ ‫اجلِ ْس ِب ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫كأس َ ْ‬ ‫اشر ْب َ‬
‫ط َبة‪ ،‬و َ‬ ‫المص َ‬
‫ص ْدر َ‬ ‫َ‬
‫العاَل ِم؛‬ ‫ِ‬
‫الَق ْد ُر م َن َ‬
‫ِ‬
‫الخمر‪،‬‬ ‫احي ٌة ِم ْن ِ‬
‫لؤلؤ‬ ‫كفيك صر َّ‬ ‫ِ‬
‫األم َر على َنفس َك‪ ،‬ت َ‬ ‫ِِ‬
‫ياد ًة ال تطُل ْب‪ ،‬و َس ّهل ْ‬ ‫زَ‬
‫الب ْد ُر؛‬ ‫وص َن ٌم َّ‬
‫كأن ُه َ‬ ‫َ‬
‫وعْلمٍ‪ ،‬كفى ِبذلِ َك ِع ْن َد َ‬
‫الفَل ِك‬ ‫فضل ِ‬‫ٍ‬ ‫أهل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أنت ُ‬ ‫المراد للجاهلين‪َ ،‬‬ ‫زمام ُ‬
‫ك ُيعطي َ‬ ‫الفَل ُ‬
‫َ‬
‫َذ ْنباً؛‬
‫السالِ ِكين‬ ‫ِ‬ ‫المألوف‪ ،‬وعهُد الح ِ‬‫ِ‬ ‫الم ْس َك ِن‬
‫ك ُعذ اًر لدى ّ‬ ‫بيب القدي ِم‪ ،‬يكفيان َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اء َ‬ ‫هو ُ‬
‫سافرين؛‬‫الم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نعام ملك الملوك يكفيان َك في‬ ‫ط ْبعاً َل َك‪ ،‬رضا هللا وا ُ‬
‫ين َ‬ ‫يك ْن َح ْم ُل منَّة َ‬
‫اآلخر َ‬ ‫ال ُ‬
‫العاَل َمين؛‬
‫يل ودرس ِ‬ ‫ف َّ‬
‫الل ِ‬ ‫ظ‪ ،‬دعاء منتَص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقت‬ ‫َْ ُ‬ ‫آخر أي حاف ُ ُ ُ ُ َ‬ ‫ألي ِوْرِد ذ ْك ٍر َ‬‫حاج َة ِّ‬ ‫ال َ‬
‫ِ‬
‫يكفيان َك‪.‬‬ ‫باح‬
‫الص ِ‬ ‫َّ‬
‫(‪)1‬الخانقاه‪ِ :‬‬
‫منزُل َّ‬
‫الدراويش‬
‫غزل‪270‬‬

‫قـطـفـت‬ ‫هـجـ ٍر‬ ‫زهـ َر‬ ‫ك ـم‬ ‫تـحـ َّمـْلـ ُت‬ ‫كـم‬ ‫الـعـشـ ِق‬ ‫ألـ َم‬
‫اهـتـديـت‬ ‫إليـ ِه‬ ‫أخـيـ اًر‬ ‫حـتـى‬ ‫الـعـالـ ِم‬ ‫في‬ ‫ـت‬
‫طـْف ُ‬
‫ُ‬ ‫ولـكـم‬
‫سـكـبـت‬ ‫دمـوٍع‬ ‫مـن‬ ‫أع ـتـ ـابـه‬ ‫تـر ِ‬
‫اب‬ ‫هـوى‬ ‫فـي‬ ‫كـم‬ ‫ِآه‬
‫سـمـعـت‬ ‫من َفـيـ ِه فـي أُ ُذنـي أمـ ِ‬
‫س حـديـ ٌث عـجـيـ ٌب‬ ‫كـان‬
‫ْ‬
‫فـسـكـ ّت‬ ‫ت ـُقـل م ـا جـرى‬ ‫أن لـا‬ ‫ْ‬ ‫ض‬‫شـفـ ٍة عـ َّ‬ ‫عـلـى‬
‫بـلـغـت‬ ‫مـقـا ٍم‬ ‫أي‬
‫َّ‬ ‫الـعـشـ ِق‬ ‫وفـي‬ ‫الـغـريـ ُب‬ ‫ظ‬
‫حـافـ ُ‬ ‫وأنـا‬

‫‪283‬‬
‫تحمْل ُت ال تَ َس ْل‪َ ،‬ك ْم ُس َّم َه ْج ٍر َّ‬ ‫ِ‬
‫تجرْع ُت‪ ،‬ال تَ َس ْل؛‬ ‫كم َّ‬‫َن ْث اًر‪ :‬أَل َم الع ْش ِق‪ْ ،‬‬
‫الحبيب‪ ،‬ال تَ َس ْل؛‬ ‫األم ِر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫فت في العاَل ِم حتّى اختَ ْر ُت آخ َر ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫َك ْم ُ‬
‫اب أعتاِب ِه‪ ،‬ال تَ َس ْل؛‬‫ماء عيني وهو يجري في هوى تُر ِ‬ ‫عن ِ‬
‫س من فيه‪ ،‬ال تَ َس ْل؛‬ ‫ٍ‬
‫حديث س ِم ْع ُت في أُ ُذني ليَل َة األم ِ‬ ‫َع ْن‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫تعض على َّ ِ‬ ‫لِماذا ُّ‬
‫الياقوت‪ ،‬عن‬ ‫ض ُت َشَف َة‬ ‫ضْ‬ ‫اسك ْت؟‪ ،‬قد َع َ‬ ‫أن ُ‬ ‫الشَفة نحوي ْ‬
‫ذاك ال تَ َس ْل؛‬
‫َ‬
‫من اآلال ِم‪ ،‬ال تَ َس ْل؛‬
‫حمْل ُت َ‬
‫عي من نفسي‪ ،‬كم تَ َّ‬ ‫ِم ْن دوِن َك في َم ْت َج ِر َّ‬
‫الس ِ‬
‫بلغ ُت مقاماً‪ ،‬وعن ذلِ َك المقا ِم ال تَ َس ْل‬ ‫يق ِ‬
‫الع ْش ِق قد ْ‬ ‫يب في طر ِ‬ ‫وأنا ِ‬
‫الغر ُ‬ ‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬
‫‪1‬‬

‫ـــــــ‬
‫يمكن أن يقع تحت عبارات الوصف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العشق مقاماً عالياً ال ُ‬ ‫بلغت في‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪271‬‬

‫رت ِم ْنها فقي اًر‬ ‫ِ‬ ‫ظالم ًة َلد َّي ِمن ضفيرِت ِه َّ ِ‬
‫كيف ص ُ‬ ‫السوداء؛ ال تَ َس ْل َ‬ ‫ْ‬ ‫تس ْل َك ْم ُ َ َ‬ ‫ال َ‬
‫م ِ‬
‫عدماً؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ين‪ ،‬ال تَ َس ْل َك ْم أصابني م ْن هذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد َ‬
‫ك الَقْل َب و ّ‬ ‫يتر ُ‬
‫رجاء الوفاء ُ‬
‫َ‬ ‫خص‬ ‫كان َش ٌ‬ ‫ال َ‬
‫العم ِل ِم َن َّ‬
‫الن َدم(‪)1‬؛‬ ‫ََ‬
‫ٍ‬ ‫الن ِ ِ‬ ‫الء ِم َن َّ‬
‫ال تَسل َكم تَح َّمْلت ِمن الجه ِ‬
‫ُسب ْب بها‬‫اس م َن األذى في ُجرَعة َل ْم أ ِّ‬ ‫َ ْ ْ َ ُ َ َُ‬
‫األذى لِ َش ْخص؛‬
‫ان ِم َن‬ ‫بالس ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫عما تسُل ُب اإلنس َ‬ ‫اء‪ ،‬ال تَ َس ْل َّ‬‫الح ْمر ُ‬
‫الخ ْم َرةُ َ‬
‫المة فهذه َ‬
‫زاهُد ُم َّر عنا َّ َ‬
‫القْل ِب والِّدين؛‬
‫دال فيها ال َيرى‪ ،‬إيَّاهُ ال‬ ‫يق تصهر الروح‪ ،‬ذو العربد ِة و ِ‬
‫الج ِ‬ ‫مسائل هذا َّ‬
‫الطر ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ّ َ‬ ‫ُ‬
‫تَ َس ْل؛‬

‫‪284‬‬
‫ان ِم َن‬ ‫يفع ُل ذلِ َك َّ‬
‫الن ِ‬ ‫بالس ِ‬
‫المة والتَّقوى و ِ‬
‫رج ُس الفتَّ ُ‬ ‫عما َ‬ ‫لك ْن‪َّ ،‬‬ ‫كان لي َه َو ٌس َّ‬ ‫َ‬
‫الس ِ‬
‫حر‪ ،‬ال تَ َس ْل؛‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫وعما‬ ‫الصوَل ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفَل ِك َع ْن ص ِ‬
‫جان ّ‬ ‫تحت َّ‬ ‫ك أنا َ‬ ‫الفَل ُ‬
‫قال َ‬ ‫ورة الحال‪َ ،‬‬‫ُ َ‬ ‫أسأل ُك َرَة َ‬‫ُ‬ ‫ُقْل ُت‬
‫أ ِ‬
‫ُعانيه‪ ،‬ال تَ َس ْل(‪)2‬؛‬
‫ص ٌة طويَل ٌة‪،‬‬ ‫ظ‪ِ ،‬تْل َك ِق َّ‬ ‫كسرت ضفيرتَك؟‪ ،‬قال يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ُقْل ُت َل ُه ل َسْفك َد ِم َم ْن َّ ْ َ‬
‫بالُقر ِ‬
‫آن ال تَ َس ْل‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫األم ِر‬ ‫كان ِمّني ِم ْن َشخص؛‬
‫ٍ (‪)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ِ )1‬‬
‫من ْ‬ ‫ليس لي َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫كان ما‬
‫كم َند ْم ُت م ْن تَرك قلبي وديني َل ُه‪ ،‬ال َ‬
‫ْ‬
‫السلطان‬ ‫ِ‬
‫إمرة ُّ‬
‫يء وأنا في َ‬ ‫َش ٌ‬

‫غزل‪272‬‬

‫ِ‬ ‫وك ْن مؤِنس قلبي َّ ِ‬


‫لمحتَرِق َ‬
‫محرَم األسرِار‬ ‫الضّي ِق بروحي‪ُ ،‬ك ْن لهذا ا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫إلي ُ‬‫ُع ْد َّ‬
‫الخفيَّة؛‬
‫ين أو ثالثَ ًة‪ ،‬ولو‬‫أعطني كأس ِ‬ ‫الع ْشق‪ِ ،‬‬ ‫ارة ِ‬
‫الخم ِرة َّالتي يبيعونها في خم ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫تلك َ ْ َ‬ ‫م ْن َ‬
‫ضان؛‬ ‫كان َرَم َ‬
‫َ‬
‫الخرَق ِة‪ ،‬اجتَ ِه ْد أن تكو َن في َحْلَق ِة‬
‫النار في ِ‬
‫تأخ ُذ َّ ُ‬
‫حين ُ‬
‫ك‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫السال ُ‬
‫ف ّ‬ ‫ِ‬
‫العار ُ‬ ‫أيُّها‬

‫سكارى َ‬
‫العاَلم؛‬
‫حافظي؛‬ ‫بالسالم ِة فدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫قال لي قلبي ينتظ ُر َك‪ ،‬ها أنا أص ُل َّ َ ُ ْ‬ ‫ُق ْل للحبيب الذي َ‬
‫الروح‪ ،‬أي درج المحب ِ‬
‫َّة ُك ْن دائماً على‬ ‫لعقيق و ِ‬
‫اه ِب ُّ‬ ‫حسرًة لذلِ َك ا ِ‬
‫ُْ َ َ َ‬ ‫نزف قلبي َدماً َ‬ ‫َ‬
‫الح ِّب عيِن ِه والوفاء؛‬‫ُ‬

‫‪285‬‬
‫الرساَل ِة‬ ‫ص ِة‪ ،‬يا سيل دمعي عقب ِ‬
‫هذ ِه ِّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫بار على الَقْل ِب ِم َن ُ‬
‫الغ َّ‬ ‫كي ال يبقى ُغ ٌ‬
‫ُك ْن جاريا؛‬
‫ِ‬ ‫ظه ِر العاَلم‪ُ ،‬قل له ُكن في ن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جمشيد المكان‬ ‫ظ ِر آص َ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫له َه َو ٌس بجا ِم َم ْ َ َ‬‫ظ ُ‬
‫حاف ُ‬
‫‪1‬‬

‫ـــــ‬
‫نفسه‪.‬‬
‫الشاه ُشجاع َ‬
‫الشاه ُشجاع وبجمشيد ّ‬
‫يقصد بآصف وز َير ّ‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪273‬‬

‫البستان‪1‬؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الح َّما ِم و ُ‬
‫بالع ْهد‪ُ ،‬ك ْن َحر َيفاً في البيت و َ‬
‫تك ْن رفيقاً شفيقاً ُك ْن وفيَّاً َ‬
‫إن ُ‬ ‫ْ‬
‫يتشتَّ َت‪2‬؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض ْع َبيِد ِّ‬
‫أن َ‬ ‫اق ْ‬ ‫المشتَّ َت‪ ،‬وال تُق ْل لخـاط ِر ُ‬
‫الع ّشـ ِ‬
‫الريـ ِح فرَع َك ُ‬ ‫ال تَ َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫الخفاء َع ْن َع ِ‬ ‫ض ِر‪ِ ،‬ع ْش في‬ ‫ِ‬
‫جليس الخ ْ‬ ‫َ‬ ‫إذا ُك ْن َت ترَغ ُب في أن تكو َن‬
‫ماء الحياة؛‬
‫ناك ُ‬
‫االسك َندر‪ُ ،‬ه َ‬
‫َ‬
‫تغزِل ؛‬
‫الب ُلب ِل الم ِّ‬
‫وك ْن َوْرَد هذا ُ‬
‫تعال ُ‬
‫طائر َ‬‫الع ْش ِق ليس ْت ُش ْغ َل ُك ِّل ٍ‬ ‫ِتالوةُ َز ِ‬
‫بور ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪3‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سيرني‪ ،‬وطريَق َة الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫أج ِل هللا في طر ِ‬ ‫ِ‬
‫وك ْن لي‬‫بوديَّة عّلمني‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫يق الخ ْد َمة ِّ‬ ‫من ْ‬
‫ُسلطاناً؛‬
‫كان ِم ْن َك لَِقـلبي؛‬ ‫الح َرِم‪َ ،‬حـ ِ‬ ‫السيف ثاني ًة لِ ِ‬
‫اند ْم على ما َ‬ ‫ذار‪ ،‬و َ‬ ‫صيد َ‬ ‫ال ترَف ِع َّ َ َ َ‬
‫وسعِيها‬
‫ْ‬ ‫اش ِة‬
‫الفر َ‬
‫خيال َ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ْر إلى‬ ‫ُكن َشمع مجلِ ِسنا الو ِ‬
‫اح َد الَقْل ِب والّلِسان‪ ،‬وان ُ‬ ‫ْ َْ َْ‬
‫اض َح ْك(‪)4‬؛‬
‫َحوَل َك‪ ،‬و ْ‬
‫حبيك‬‫لم ِّ‬ ‫ِ‬
‫أسلوب ن َ ِ‬ ‫ظ ِر‪ُ ،‬ك ْن في‬ ‫ِ‬
‫أسلوب َّ‬ ‫الح ْس ِن يكو ُن في‬ ‫ِ‬
‫ظر َك ُ‬ ‫الن َ‬ ‫الح ّب و ُ‬‫كمال ُ‬ ‫ُ‬
‫أوحداً؛‬
‫َ‬
‫ظ َر في الوجوِه‬ ‫أن تن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ اصم ْت‪ ،‬و ِم ْن َج ِ‬ ‫ِ‬
‫لك ْ‬
‫قال َ‬
‫ور الحبيب ال تَبك‪َ ،‬م ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫حاف ُ‬
‫وتصير حيراناً؟!‪.‬‬
‫َ‬ ‫الجميَل ِة‬
‫َ‬
‫ـــــــ‬

‫‪286‬‬
‫الم َج َّع َد ِة‬
‫ضفيرتَ َك ُ‬
‫تنش ْر َ‬
‫البستان؛ ال ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫الح َّما ِم و ُ‬
‫ِ‬
‫كنت‪ ،‬في البيت و َ‬ ‫صاحباً لي حيثُما ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ُ )1‬كن‬
‫شتّتَ ُه؛‬ ‫اق الهدوء وتُ ِ‬
‫الع َّش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عبيرها‪َّ ،‬‬ ‫فتحم َل ِّ‬ ‫يح ِ‬ ‫المشتَّتَ َة في ِّ‬
‫َ‬ ‫إن تَْف َع ْل تَ ْسل ْب خاط َر ُ‬
‫ك ْ‬‫فإن َ‬ ‫يح َ‬ ‫الر ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ورد هذا البلبل‪ :‬كن معشو َق هذا‬ ‫ناء على جمالك‪ ،‬كن َ‬ ‫غزَل ِب َ‬
‫ك والث َ‬
‫شاعر ُيحس ُن التَّ ُّ‬
‫ٍ‬ ‫كل‬
‫(‪)3‬ما ُّ‬
‫وقلب ُه لِ ُ‬
‫سانه‪.‬‬ ‫قلب ُه ُ‬ ‫فسه؛ لِ ُ‬
‫سان ُه ُ‬ ‫الشاعر‪ ،‬يعني َن َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ّ‬

‫غزل‪274‬‬

‫ف ال ِّريا‬ ‫اج ُ‬ ‫َق َد َح اْل َخ ْم ِر ُخ ْذ َزَم َن ال َّـزْه ِر و ْ‬


‫ُك ْن‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫الورود فـي َنَف ٍ‬ ‫الصبـا ِب ِع ْ‬
‫ط ِر‬ ‫فيق َّ‬ ‫ور َ‬
‫الخ ْم َر طيَل َة العا ِم ل ِك ْن‬ ‫ليس قولي َلك ِ‬
‫اع ُبد َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُك ْن‬ ‫صالً وذا فاَقة في بقيَّة العام‬ ‫ا ْش َر ِب َ‬
‫الخ ْم َر َف ْ‬
‫قين ما أحاَل َك لِْل َخ ْم ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واذا ُم ْرشُد العـاش َ‬
‫ُك ْن‬ ‫فاشرب هنيئاً ومنت ِظـ اًر رحـمـ َة هللاِ‬
‫ََْ‬ ‫َُ‬ ‫َْ ْ‬

‫ِ‬
‫الورود وَلو َنـَفساً‬ ‫طـ ِر‬‫عطـ ْر ِب ِع ْ‬ ‫ف ِم َن ِّ‬
‫الريـاء‪ ،‬وتَ َّ‬
‫اصـ ُ‬
‫ِ‬ ‫َزَمـ َن ال َّشقـ ِ‬
‫ائق تنـاول الَقـ َد َح و ْ‬
‫الصبـا؛‬
‫وكـ ْن رفيـ َق َّ‬
‫احـداً‪ُ ،‬‬‫وِ‬
‫التسـ ِ‬
‫عة‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫فاشـ َر ْب ثـالث َة ُشهـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫وكـ ْن في ّ ْ‬ ‫ور ُ‬ ‫الخ ْمـ َر طيـَل َة العـا ِم‪ْ ،‬‬
‫ول َلـ َك اعـ ُبد َ‬
‫ال أقـ ُ‬
‫ومشتـاقاً؛‬ ‫ِ ِ‬
‫البـاقية م ْسكيـناً ُمحـتاجا ُ‬
‫نتظـ اًر َر ْحم َة هللاِ؛‬
‫وكن م ِ‬ ‫واذا ما أحـالك ال َّشيـ ُخ السالِ ِ‬
‫ك للع ْش ِق‪ ،‬فاشـ َر ْب ُ ْ ُ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ظ ٍة‬
‫وكـ ْن ُكـ َّل لحـ َ‬‫ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وا ْن ُكنـ َت ترَغـ ُب بالوصـول إلـى سـ ِّر الغيـب كجمشيـد‪ ،‬تعـ َ‬
‫رفيـ َق جـا ِم مظـ َه ِر العـاَلم؛‬
‫العَقد؛‬ ‫بيع ّ ِ‬ ‫كبـرُع ٍم ُمغـَل ٍق‪ُ ،‬ك ْن ِم ْث َل ريـ ِح َّ‬ ‫َّ‬
‫حالَلة ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫أمـ ُر العـاَل ِم ُمعقـٌد ُ‬
‫ْ‬
‫ص‪ ،‬وان لم تقبـل هـذا الكـالم‪ ،‬ف ُكـن عبـثاً طـالِب العنقـاءِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫اء مـ ْن َشخـ ٍ ْ ْ َ ْ‬ ‫وال تَـرُج الوفـ َ‬
‫واإلكسيـر؛‬

‫‪287‬‬
‫السكارى ُّ‬
‫الرهبان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الغربـ ِ‬
‫اء يا ِ‬ ‫ال تكن مريـد طـ ِ‬
‫وك ْن ُمعـاش َر ّ‬
‫حافظ‪ُ ،‬‬ ‫اعة ُ َ‬
‫َ‬ ‫ُْ ُ َ‬
‫ــــــ‬
‫(‪)1‬ثالثة شهور‪ :‬فصل الربيع‬

‫غزل‪275‬‬

‫اف‬
‫الزْهـ َد الجـ َّ‬ ‫وهـ ْب هـذا ُّ‬ ‫رد ًة وارِم هـذا الم َّ‬ ‫صـ ُّ ِ‬
‫الشـوك‪َ ،‬‬ ‫رقـ َع على ّ‬ ‫ُ‬ ‫وفي اقـط ْف َو َ‬
‫المبـ ِه َجة؛‬ ‫َ ِ‬
‫للخ ْمـ َرة ُ‬
‫وهـ ِب‬ ‫ارة‪ ،‬وُكـ ْن مـ َع الكـ ِ‬ ‫ط َح فـي طريـ ِق َل ْحـ ِن القيثـ ِ‬ ‫ات و َّ‬ ‫الطـامـ ِ‬‫وارِم َّ‬
‫أس َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الشـ ْ‬
‫َّ‬
‫للخ ْمـر(‪)1‬؛‬
‫ان َ‬ ‫التَّسبيـ َح والطيَلسـ َ‬
‫الربيـ ِع فـي َحْلـَق ِة الـ َّروض؛‬
‫هبـ ُه لِ َنسيـ ِم َّ‬ ‫َّ‬ ‫ان ُّ‬
‫الزْهـ َد الثقيـل‪ْ ،‬‬ ‫السـاقي ال يشتريـ ِ‬ ‫الشـ ِ‬
‫اهُد و َّ‬ ‫َّ‬
‫اشقيـن‪َ ،‬هـ ْب َدمـي لِِبئـ ِر َذ ْقـ ِن‬ ‫طـعت دربـي‪ ،‬يـا أميـر العـ ِ‬
‫َ‬ ‫اء َق َ َ ْ َ‬ ‫الحمـر ُ‬ ‫الخ ْمـ َرةُ َ‬
‫َ‬
‫الحبيـب؛‬
‫رو‬ ‫العـ ْب ْد‪َ ،‬هـ ْب مـا َجـرى لِسـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َعـ ْن َذ ْنـب هـذا َ‬ ‫رب فـي َوْقـت الـ َورد‪ ،‬اُ ْعـ ُ‬ ‫يـا ّ‬
‫الجـ ْد َول؛‬
‫َ‬
‫المتـ ِر َب قطـ َرًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫المقصـود‪ ،‬أعـط هـذا الفقيـ َر ُ‬ ‫يق إلـى المشـ َرب َ‬ ‫أوصـَل َك الطـر ُ‬ ‫يـا َمـ ْن َ‬
‫الب ْحـ ِر؛‬ ‫ِ ِ‬
‫مـ ْن ذلـ َك َ‬
‫طـَفه(‪)2‬؛‬ ‫ع لنـا عفـو هللاِ المتعـ ِ‬
‫ال وُل ْ‬ ‫أن َعيـ َن َك َلـ ْم تَـ َر َو ْجـ َه األصنـام‪َ ،‬د ْ‬ ‫ِب ُشـ ْك ِر َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ظ‬‫ام َذ َهـ ٍب ِلحـ ِاف َ‬ ‫الصبـو ِح‪ُ ،‬قـل لـه ِ‬ ‫سـاقي حيـن يشـرب ِ‬
‫أعـط جـ َ‬‫ْ ُ ْ‬ ‫ك َخ ْمـ َرَة َّ‬ ‫الملـ ُ‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫اه ِر محـيي َّ‬
‫الليـل‪.‬‬ ‫السـ ِ‬‫َّ‬
‫ُ‬
‫ــــــــ‬
‫الحالج أنا الحق‪ ،‬و َّ‬
‫الطيلسان‬ ‫الشطح دعوى الكرامات كقول ّ‬
‫طامات األمور العظيمة‪ ،‬و ّ‬ ‫(‪)1‬ال ّ‬
‫الش ِ‬
‫اهد‪،‬‬ ‫وجه األصنام‪ :‬لم َتر جمال َّ‬ ‫(‪)2‬‬
‫وكبار المشايخ؛ لم تََر َ‬ ‫فاء‬ ‫ِ ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أخضر يرتديه الشر ُ‬
‫ٌ‬ ‫رداء‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫طاب َّ‬
‫للزاهد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والخ ُ‬

‫‪288‬‬
‫غزل‪276‬‬

‫صب َر ُب ُلب ِل‬ ‫ِلتَعـتَ ْد ِأل َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َشواك الجفـا َ‬ ‫ْ‬ ‫صـحب ًة‬ ‫بخمـسة أيـا ٍم َم َع الـورد ُ‬
‫اك تَح َّملِ‬ ‫الشبـ ِ‬‫وَقعت أَسيـ اًر في ِّ‬ ‫حبائ ِل َش ْع ِرِه‬‫ِ‬ ‫صبـ اًر فـي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫أيـا َقْل ُب َ‬
‫وك ِل‬
‫اج ِب َغ ْيـ ِر ت ُّ‬ ‫وَلم َأر ِمـ ْن نـ ٍ‬ ‫بعْلـ ٍم وتَقـوى لـا نجـاة لِس ٍ‬
‫ـالك‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫وس ْنُب ِل‬ ‫ٍ‬
‫اسمين ُ‬ ‫ظر فـي يـ َ‬
‫أخـو َن َ ٍ‬ ‫الحبيـ ِب وَفـ ْرَع ُه‬ ‫وليس يرى ْ‬
‫وجـ َه َ‬

‫ان‪،‬‬‫شوك ال ِهجر ِ‬ ‫الورد خمس َة أيا ٍم‪ ،‬ف َّإنه لن ينجو من ِ‬ ‫ستاني ص ْح َب َة ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الب ُّ ُ‬ ‫إذا أرَاد ُ‬
‫الصبور(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬
‫كالبلبل َّ‬ ‫بالص ِ‬
‫بر‬ ‫للهجر وليتَ َح َّل َّ‬ ‫ِ‬ ‫فلي ِ‬
‫ستعَّد‬
‫ائر ال َّذ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ويا قلبي المأسور في َق ِيد َفرِع ِه ْ َّ‬
‫كي إذا‬ ‫دع الشكوى واالضطراب‪ ،‬الط ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حم ُل؛‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الشباك َو َج َب عليه الت ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَق َع في ّ‬
‫تعب ِ‬
‫الف ْك َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِق ال ي ِّ‬ ‫ِ‬
‫لك هنا ُي ُ‬ ‫الم ُ‬
‫بالمصَل َحة في هذا العاَل ِم‪ُ ،‬‬ ‫فك ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫المحتَر ُ‬ ‫بيد ُ‬ ‫العر ُ‬
‫أمل؛‬‫دبير والتَّ ُّ‬
‫ويحتاج للتَّ ِ‬‫ُ‬
‫السالِك‪ ،‬ولو مَلك مئ َة َفض ٍل‪ ،‬عليهِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫كاء على التّقوى والعل ِم في الطريَقة ُكْفٌر‪ُ َّ ،‬‬ ‫االتّ ُ‬
‫التَّ ُّ‬
‫وك ُل؛‬
‫ظ ُر إلى‬ ‫عليه َّ‬
‫الن َ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬
‫نابل‪ ،‬حرٌام‬ ‫ِ‬
‫وجدائل َّ‬ ‫وجه الياسمين‬ ‫ظر إلى ِ‬ ‫الن ِ‬‫المشغول ب َّ‬
‫ُ‬
‫الحبيب وَفرِع ِه؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجه‬
‫السكران‪ ،‬حتَّى‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قلبي الم َّ‬
‫الكثير م ْن دالل َنرجسه ّ‬ ‫َ‬ ‫يتحم َل‬
‫أن َّ‬ ‫الولهان‪ ،‬عليه ْ‬ ‫ُ‬ ‫عذ ُب‬ ‫َ ُ‬
‫ط َّرِته؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َل إلى َج ْعد َفرِعه و ُ‬ ‫يِ‬
‫َ‬
‫لسل؛‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ورة الكأس‪َّ ،‬‬ ‫ساقيا إالم تُعّلُِلني ِب َد ِ‬
‫قين َو َج َب الت َس ُ‬ ‫ور إذا وَق َع على العاش َ‬ ‫الد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لحن َوَن َغم‪ ،‬لماذا يج ُب للعاش ِق‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْم َر دو َن ْ‬
‫يشر َب َ‬ ‫هو كي ال َ‬ ‫ظ َم ْن َ‬ ‫حاف ُ‬
‫من التَّ َج ُّمل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سكين ُك ُّل هذا الَق ْد ِر َ‬ ‫الم ِ‬
‫ــــ‬

‫‪289‬‬
‫(‪)1‬خمس َة ّأيام‪ :‬أيَّاماً قليل ًة‬

‫غزل‪277‬‬

‫كان ِف ْك ُرهُ في التََّدُّل ِل على‬


‫حبيب ُه‪ ،‬والورُد َ‬ ‫الورُد َ‬
‫ِ‬
‫كان ُك ُّل ف ْك ِرِه في أن يكو َن ْ‬
‫الب ُلب ُل َ‬ ‫ُ‬
‫الب ُلبل؛‬
‫ُ‬
‫تجيء ِخ ْد َمتُ ُه‬ ‫ذاك َّالذي‬ ‫العاشق‪َّ ِ َّ ،‬‬ ‫المحَّب ُة ليست ُكُّلها لِمن يقتلون ِ‬
‫ُ‬ ‫هو َ‬ ‫السّيُد حقاً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫غمٍ؛‬
‫َع ْن ّ‬
‫أن الخ َزف ِ‬ ‫الد ِم ها هنا ينثُر ّ ِ‬
‫يكس ُر بازَاره؛‬ ‫غاب ِن َّ َ َ‬ ‫ئ في الَقْل ِب َ‬
‫من التَّ ُ‬ ‫الآلل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مو ُج َّ‬
‫الغ َزِل في‬ ‫ول و َ‬ ‫كان عبَّأ ُك َّل هذا الَق ِ‬
‫رد‪ ،‬لوالهُ ما َ‬ ‫فيض الو ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫الحديث ِم ْن‬
‫َ‬ ‫الب ُلب ُل تعلَّ َم‬
‫ُ‬
‫ِم ِ‬
‫نقاره؛‬
‫ؤوس فيها ُم َعَّلَق ٌة على‬
‫الر ُ‬‫حارِة معشوقنا‪ُ ،‬ك ْن على َح َذ ٍر‪ ،‬ف ُّ‬ ‫تعب ُر في َ‬‫أنت يا َم ْن ُ‬ ‫َ‬
‫ان؛‬‫الجدر ِ‬
‫ُ‬
‫حيث كان؛‬ ‫ِ‬
‫سالمِته ُ‬ ‫ظ‬ ‫وب تُرِافُقه‪ ،‬كان هللا ِ‬
‫حاف َ‬ ‫ٍ‬
‫قافَلة ِم َن القل ِ‬
‫سافر ومئ ُة ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫الم ُ‬ ‫ذاك ُ‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلب عز ٌيز فال تُ ْهمْله؛‬ ‫كان ْت جميَل ًة‪ ،‬جان ُب الع ْش ِق يا ُ‬ ‫حب ُة العاف َية وا ْن َ‬ ‫ص َ‬ ‫ُ‬
‫أهم َل‬ ‫ين َ ِ‬ ‫لما َش ِر َب جام ِ‬ ‫َّع َة على ال َّر ِ‬ ‫الف ِرُح َ‬
‫آخ َرين َ‬ ‫َ‬ ‫أس‪ ،‬و َّ‬ ‫أمال الُقب َ‬
‫كان قد َ‬ ‫وفي َ‬
‫الص ُّ‬‫ُّ‬
‫عمامتَه؛‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قلب ِ‬
‫له األذى‪ ،‬فقد ترّبى على َّ‬
‫الدالل في‬ ‫برؤيتك فال تُ ِّ‬
‫سب ْب ُ‬ ‫ظ إذا أن َس َ‬
‫حاف َ‬ ‫ُ‬
‫ِوصالِ َك‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫غزل‪278‬‬

‫الدنيا و ِ‬
‫فتنتها‬ ‫من ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ظ ًة َ‬ ‫فرغَ َلح َ‬ ‫الرُج َل‪ ،‬أل َ‬ ‫صرعُ َّ‬
‫الم َّر الذي ُق َّوتُ ُه تَ َ‬ ‫اب ُ‬ ‫أر ُيد ذا َك الشر َ‬
‫رورها؛‬‫وش ِ‬
‫رص واألذى‬ ‫الح ِ‬ ‫اغسل مذاق ِ‬ ‫الراحة‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬‫ط َّ‬ ‫ِسما ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫األدنياء ما عليه َش ْهُد َّ َ‬‫َ‬ ‫هر راعي‬
‫ِ‬
‫من مرَارِته َ‬
‫وك َد ِره(‪)1‬؛‬ ‫قلب ْ‬ ‫يا ُ‬
‫بالل ِع ِب على‬
‫ماء َّ‬ ‫الس ِ‬ ‫أم ٍن ِم ْن َم ْك ِر َّ‬ ‫أن تكو َن في ْ‬ ‫تستطيع ْ‬
‫َ‬ ‫لن‬
‫الخ ْم َر ف ْ‬ ‫احم ْل َ‬
‫ِ‬
‫وسالح ِّ‬
‫المريخ؛‬ ‫ِ‬ ‫جاع ِة‬
‫الزْه َ ِرة‪ ،‬وال ِب َش َ‬ ‫ِ‬
‫قيثارة ُّ‬
‫َ‬
‫اء فما َعثَ ْر ُت على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحر َ‬ ‫مس ْح ُت َّ‬ ‫جام َجمشيد‪ ،‬أنا َ‬ ‫ع َش ْب َك َة صيد بهر ْام واحم ْل َ‬ ‫َد ْ‬
‫أثَ ٍر لبهرام وال لِ ُح ُم ِرِه الوحشيَّة(‪)2‬؛‬
‫ِ‬ ‫الده ِر في الخمرِة َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاك على‬‫ض َ‬ ‫أن ال ِ‬
‫تعر َ‬ ‫الصاف َية‪ِ ،‬ب َش ْرط ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫تعال ألُرَي َك س َّر َّ ْ‬ ‫َ‬
‫بع أعمى الَقْلب؛‬ ‫رديء َّ‬
‫الط ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ُر إلى َّ‬
‫النمَلة؛‬ ‫كان ين ُ‬ ‫ظم َة‪ ،‬سليمان ِبع َ ِ ِ‬ ‫الدر ِ‬ ‫ظ ُر إلى َّ‬ ‫َّ‬
‫ظ َمته َ‬ ‫الع َ َ ُ ُ َ‬ ‫اويش ال ُينافي َ‬ ‫الن َ‬
‫ك ِم ْن َل ِعِب ِه َّالذي ال‬ ‫يضح ُ‬
‫َ‬
‫حافظ‪ِ ،‬‬
‫لكَّن ُه‬ ‫عرض عن ِ‬
‫الحبيب ال ُي ِ ُ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫حاج ِب‬
‫قوس ِ‬
‫ُ‬
‫زور فيه‪.‬‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫بصيد الحم ِر الوحشي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ِ )1‬‬
‫َّة في‬ ‫اشتهر‬ ‫طع ٌة من قماش تُ َمُّد عليها المائدة؛ بهرام ٌ‬
‫ملك‬ ‫السماط ق َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الصحراء‪.‬‬
‫َّ‬

‫غزل‪279‬‬

‫َزوالِ ْه‬ ‫حافظـاً لهـا ِمـ ْن‬‫ر ِب ُكن ِ‬


‫َّ ْ‬
‫ِ‬
‫ضـ ٌع ِبـال مثـ ْ‬
‫ال‬ ‫شيـرَاز َو ْ‬ ‫ِن ْع َم‬
‫‪1‬‬
‫ُزاللِ ْه‬ ‫ضـ ِر منـح ٌة ِمـ ْن‬ ‫ِ‬
‫ُع ُم ُر الخ ْ‬ ‫ـش هللاُ‬‫ُركـ ِن آبـ َاد‪ ،‬ال ْأو َح َ‬ ‫ِم ْن‬

‫‪291‬‬
‫شمالِ ْه‬ ‫العبيـ ِر رْيـ ُح‬ ‫أقـ َبـَل ْت بـ َ‬ ‫صـَّلى‬
‫َجعـَْف َر آبـ َاد والـ ُم َ‬ ‫َب ْيـ َن‬
‫أهـ ُل َكـمـ ِال ْه‬ ‫ْ‬ ‫وبشيـرَاز ح َّـل‬ ‫فيض‬
‫ٌ‬ ‫س لها ِبشيـرَاز‬ ‫ُقـ ْد ٍ‬ ‫ُرو ُح‬
‫تسب ْب َـن في إخجـالِ ْه‬ ‫ـان قد َّ‬ ‫ِ‬ ‫صـرِّي ثَ َّـم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الحس ُ‬ ‫الَق ْنـد الم ْ‬ ‫ذاك ُـر‬
‫خبـري َع ْن حالِ ْه‬ ‫صبـا ِّ‬ ‫ثَمـ ٌل‪ ،‬يا َ‬
‫ِ‬ ‫ـاحٌر تـائـ ٌه بدلـالِـ ِه‬ ‫س ِ‬ ‫َوَل ٌـد‬
‫أحـ ِّل حاللِ ْه‬ ‫ِ‬
‫األُِّم للـ َّرضيـ ِع مـ ْن َ‬ ‫له كمـا َل َبـ ُن‬‫يـا َدمـي ُك ْـن ُ‬
‫ـوة ُحل َـوًة ِب َخـيـالِ ْه‬ ‫إن لـي َخل ً‬ ‫َّ‬ ‫النو ِم‪ ،‬باهللِ‪،‬‬‫تك ْن موِقظي ِم َن َّ‬‫ال ُ‬
‫ْ‬
‫ام َع ْه ِـد ِوصال ْه‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ان بالشـاكر َّأيـ َ‬ ‫كَ‬ ‫ئف وما‬ ‫هج ِرِه خـا ٌ‬
‫ـاف ُ ِ‬
‫ظ مـ ْن ْ‬
‫حِ‬
‫ــــــ‬
‫ضر؛ (‪)2‬جعفر آباد قرية قرب شيراز‪،‬‬ ‫مرٍة حمى هللا نهر ركناباد‪ ،‬زالُله يهب عمر ِ‬
‫الخ ْ‬ ‫ُ َ ُ ُ َُ‬ ‫ُ َ‬ ‫(‪)1‬مئ َة َّ‬
‫تعبق بالعبير‪.‬‬
‫الشمال ُ‬‫يح ِّ‬
‫تهب ر ُ‬
‫و َّ‬
‫المصلى حديق ٌة في شيراز‪ ،‬وبين ُهما ُّ‬

‫غزل‪280‬‬

‫ِ‬
‫منه‬
‫أنع َش ْت ُ‬ ‫ٍ‬
‫بمكسور ّإال و َ‬ ‫العبير ما َم َّر ْت‬
‫َ‬ ‫تحرِشها بفرِعه َّالذي ُ‬
‫ينش ُر‬ ‫الصبا ِم ْن ُّ‬ ‫َّ‬
‫الروح؛‬‫ُّ‬
‫ان ِهـجـرِان ِه؛‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫هـل رفيـ ٌق ألُبـث ُـه َشـ ْرَح مـا جـرى لـقلـبي زمـ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الورد مثاالً على وج ِه َك‪ ،‬لكنَّ ُه م َن ال َخ َج ِل َ‬
‫منك أخفاهُ في‬ ‫مان ِبوَر ِق‬
‫جاء الز ُ َ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫البرُعم؛‬ ‫ُ‬
‫رب َّالذي ال‬ ‫تبار َك هللاُ ِم ْن هذا َّ‬
‫الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫كم ِسرت ِبد ِ ِ‬
‫رب الع ْش ِق فل ْم أُبص ْر ُ‬
‫له نهاي ًة‪َ ،‬‬ ‫ُ َ‬
‫له؛‬
‫نه َاي َة ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذر لِقاصديها م ْن ُك ِّل َح ِّي َقْل ٍب يحر ُ‬
‫ِق ُّ‬
‫الرو َح في‬ ‫الع َ‬
‫جمال الكعبة ُيعطي ُ‬ ‫ُ‬
‫الصحرِاء؛‬ ‫َّ‬

‫‪292‬‬
‫اح ِة‬ ‫ف قلِب ِه ِم ْن ِ َّ‬
‫بئر تُف َ‬
‫من يأتي لِهذا الكسي ِر في بي ِت الحزِن ِبعالم ٍة عن يوس ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ِ ( ‪)1‬‬
‫َذقنه ؟؛‬
‫ان ِقد‬‫ظ الوله َ‬ ‫السِّيِد‪َّ ،‬‬
‫فإن ح ِاف َ‬ ‫أض ُعها في َيِد َّ‬
‫خصَل ًة َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحمل م ْن َش ْع ِر ال َّرأس ْ‬
‫س ُ‬
‫كرِه‪.‬‬
‫حرِه وم ِ‬‫احتَ َر َق ِم ْن ِس ِ‬
‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫نفس ُه‪،‬‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بيت الحزن في‬‫(‪)1‬المكسور في ِ‬
‫يعقوب(ع)‪ ،‬ويقصد به الشاع ُر ها ُهنا َ‬ ‫ُ‬ ‫األصل‬
‫ف على أبيه‪ ،‬وو ِاق ٌع في‬ ‫ألنه عزيز ِ‬
‫عليه كيوس ِ‬ ‫ف َوَل ِد‬ ‫قلب ُه َّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫يعقوب‪ٌ ُ َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫بيوس َ‬
‫بيه ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫ويوسف قلِبه‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫ف في البئر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احة َذ ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫يوس َ‬
‫ع ُ‬ ‫الحبيب‪ ،‬وقو َ‬ ‫قن‬ ‫بئر تُف َ‬

‫غزل‪281‬‬

‫ظ َك ّإياهُ ِم ْن ِ‬
‫عين‬ ‫ِ‬
‫أستحف ُ‬ ‫ِ‬
‫استودعتنيه‪،‬‬ ‫ك َّالذي‬ ‫الغض َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الضاح ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الورد‬
‫رب هذا ُ‬ ‫يا ّ‬
‫وضه؛‬ ‫ود في ر ِ‬ ‫الحس ِ‬
‫ِ‬ ‫الفَل ِك‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫البعيد‪ ،‬اآلَف َة‬ ‫أبع َد هللاُ‪ُ ،‬ب ْع َد َ‬
‫مرحَلة َعن حمى الوفاء‪َ ،‬‬ ‫بعيد مائ َة َ‬ ‫غم َّأن ُه ٌ‬ ‫رَ‬
‫وبدِن ِه (‪)1‬؛‬ ‫ِِ‬
‫َع ْن روحه َ‬
‫توصلي إليهـا سالمي؛‬ ‫الصبـا إن بَل ْغ ِت منـ ِزل سلمى‪ ،‬فرجـائي أن ِ‬ ‫يح َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫رَ‬
‫محل إقام ِة ُق ٍ‬
‫لوب‬ ‫ط َر َّ‬
‫ألنها‬ ‫تنشر ِ‬
‫الع ْ‬ ‫طف ف ِّ‬ ‫وبُِل ٍ‬
‫ُّ َ‬ ‫وداء كي ُ َ‬ ‫الس َ‬‫ضفيرتَها َّ‬ ‫حركي َ‬
‫بعضها ببعض؛‬ ‫عزي َزٍة‪ ،‬ال تضربي َ‬
‫ط َّرِت َك َّالتي‬
‫ليكن ُمحتَ َرماً في ُ‬ ‫وخالك‪ ،‬ف ُ‬‫ِ‬ ‫ط َك‬ ‫الوفاء لخ ِّ‬
‫ِ‬ ‫قولي َل ُه إ َّن ِلَقلبي َح َّق‬
‫َ‬
‫الع َنبر(‪)2‬؛‬
‫تنش ُر َ‬
‫ُ‬
‫له َخ َبٌر‬ ‫الشراب على ِذ ْك ِر َشَفِته‪ِ ،‬‬ ‫فيه َّ‬ ‫في مقا ٍم ي ْشرب ِ‬
‫يسك ُر ويبقى ُ‬ ‫ساف ٌل َم ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬
‫عـن ِ‬
‫نفسه؛‬ ‫َ‬

‫‪293‬‬
‫متاع ُه في‬
‫الماء رمى َ‬
‫ِ ِ‬
‫كن‪َ ،‬م ْن َشر َب ذل َك َ‬ ‫المال ِم َن َّ‬
‫الخمارِة ال ُيم ُ‬ ‫رض و ِ‬ ‫الع ِ‬
‫جم ُع َ‬
‫ْ‬
‫البحر؛‬
‫أسنا وَق َد ُم ُه أو َشَفتُنا وَف ُمه؛‬ ‫ِ‬ ‫ك ُّل من أصابه المالل‪ِ ِ ِ ُّ ،‬‬
‫غم ع ْشقه عليه حرام‪ ،‬ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َْ‬
‫ف ِ‬
‫حديثـه‪.‬‬ ‫طِ‬ ‫بيت َغـ َزِل المعـ ِرَف ِة‪ ،‬طوبى لِ َع ْذ ِب َنَف ِس ِه وُل ْ‬ ‫ِشعر ِ‬
‫حاف َ ُّ‬
‫ظ ُكله ُ‬ ‫ُ‬
‫ــــــــ‬
‫خاص ًة بم ِ‬
‫حاذاة‬ ‫الشاب‪،‬‬
‫النابت حديثاً عند ّ‬ ‫(‪)1‬أو ما دار ِ‬
‫الفَلك؛ الخط شعر الوجه ّ‬
‫دائ ُر َ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫وحول الفم‬
‫َ‬ ‫األُ ُذن‬

‫غزل‪282‬‬

‫وعذار ِمن ِ‬ ‫قلب ِم َن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬


‫ضة؛‬‫الف َّ‬ ‫خر ِ ٌ َ‬ ‫الص ِ‬ ‫له ٌ‬ ‫ص َن ٌم ُ‬
‫قل‪َ ،‬‬ ‫الع َ‬
‫مني القرَار والطاق َة و َ‬
‫َسَل َب ّ‬
‫وجه ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يلب ُس الَقباء؛‬
‫ركي‪َ ،‬‬ ‫بدر‪ ،‬تُ ٌّ‬ ‫له ُ‬ ‫يف‪ُ ،‬‬ ‫تاج‪ ،‬ظر ٌ‬ ‫معشو ٌق ماهٌر‪ ،‬ساحٌر‪ ،‬عليه ٌ‬
‫ـوش ال ِق ْـد ُر؛‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِم ْن ح ار ِرة ِ‬
‫ـوش دائمـاً َكمـا تج ُ‬ ‫نار سوداء ع ْش ِقه أنـا أج ُ‬
‫يفعـ ُل ال ِّـرداء؛‬ ‫اطري َّإال ِب ِ ِ‬ ‫كالقميص ال يطيـب خـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ّـمه كمـا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ص ْر ُت‬
‫نسيـ ًة ِمن ِ‬
‫روحي؛‬ ‫ِ‬
‫لن تصي َـر َم َّ ْ‬ ‫عظـامي ولو ص َار ْت رميـماً‪ ،‬محبَّتُـ َك ْ‬
‫در‬ ‫صدرهُ وكِتُف ُه‪َّ ،‬‬
‫الص ُ‬ ‫ُ‬ ‫وكِتُفه‪،‬‬
‫درهُ َ‬
‫صُ‬ ‫أخ َذ مّني قلبي وديني‪ ،‬قلبي وديني‪َ ،‬‬
‫ِِ‬
‫َ‬
‫الكِتف؛‬ ‫و َ‬
‫ـف َّ‬
‫الشَفه‪.‬‬ ‫شفِت ِه‪ ،‬رْشـف َ ِ ِ‬ ‫اؤك يـا حـ ِاف ُ‬
‫شفته‪َ ،‬رْش ُ‬ ‫ـف َ َ ُ‬ ‫رش ُ‬
‫ظ‪ْ ،‬‬ ‫اؤك‪ ،‬دو َ‬
‫دو َ‬

‫‪294‬‬
‫غزل‪283‬‬

‫الش ِاه ُشجاع ْ‬


‫فاش َر ِب‬ ‫أن هذا َدور َّ‬
‫ُ‬ ‫غيب أتَ ْت ِبشارةٌ إلى أُ ُذني َّ‬ ‫ف ال ِ‬ ‫سح اًر ِمن ِ‬
‫هات ِ‬
‫ََ ْ‬
‫جاعة؛‬‫الخم َر ِب َش َ‬
‫ِ‬ ‫اه ِهم‬‫جانباً‪ ،‬في أفو ِ‬ ‫يتنحون ِ‬ ‫ِ‬
‫األحاديث‬ ‫آالف‬
‫ُ‬ ‫ظ ِر َّ َ‬ ‫أهل َّ‬
‫الن َ‬ ‫كان فيه ُ‬ ‫وقت َ‬ ‫مضى ٌ‬
‫وشفاههم ص ِ‬
‫امتَ ٌة؛‬ ‫ُُ‬
‫الص ْد ِر ِم ْن إخفائها تغلي؛‬ ‫فإن ِق ْد َر َّ‬ ‫باب َّ‬‫الر ِ‬
‫صوت َّ‬ ‫ِ‬ ‫لك الحكايا على‬ ‫ِ‬
‫َف َد ْعنا نُق ْل ت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الشر َّ‬
‫اآلن‬
‫شرُب ُه َ‬ ‫المحتَسب‪َ ،‬س َن َ‬ ‫شر ُب خف َي ًة في المنزل خوفاً م َن ُ‬ ‫اب الذي ُكَّنا ن َ‬ ‫ّ ُ‬
‫بعضنا بعضاً؛‬ ‫الحبيب ِ‬‫ِ‬ ‫ظ ِر‬
‫هنئُ ُ‬ ‫وي ّ‬
‫ُ‬ ‫تحت َن َ‬‫جه اًر َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َّج َادةَ‬
‫وكان يحم ُل َّ‬ ‫المدينة م ْن َكتفه‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫إمام‬
‫ليَل َة األمس م ْن حمى الحان َدَفعوا َ‬
‫على َكِت ِفه(‪)1‬؛‬
‫الزْهد؛‬‫بالفس ِق وال تَِب ِع ُّ‬ ‫باه ِ‬ ‫النجاة‪ ،‬ال تُ ِ‬ ‫يق َّ‬‫الخير في طر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُعطيك ِدالَل َة‬ ‫يا قْل ُب أ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫فاس َع في‬ ‫ِ‬ ‫ور التَّجّلي ال َّرأي األنور ل َّ ِ‬ ‫محل ن ِ‬
‫نه ْ‬ ‫رب م ُ‬ ‫نت تطُل ُب الُق َ‬ ‫لشاه‪ ،‬إذا ُك َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ص ِ‬
‫فاء نيَّة؛‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫يجع ُل ِوْرَد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غير الثناء على‬ ‫الضمير َ‬ ‫الملك ال َ‬ ‫أح َرَم ْت لنداء َ‬ ‫ُك ُّل َم ْن أُ ُذ ُن قلبه ْ‬
‫جاللِ ِه؛‬
‫اوي ِة ال‬‫الز َ‬‫الجال ُس في ّ‬‫ِ‬ ‫ظ أيُّها َّ‬
‫الش َّحا ُذ‬ ‫يعرُفها الملوك‪ِ ،‬‬
‫حاف ُ‬ ‫ُ‬
‫موز مصَل َح ِة المْل ِك ِ‬
‫ُ‬ ‫ُر ُ‬
‫ص ُرْخ‪.‬‬ ‫تَ ْ‬
‫ــــــــ‬
‫الشاه ُشجاع‪،‬‬ ‫وصديق ِه الحميم ّ‬
‫ِ‬ ‫بدء ِ‬
‫عهد ممدو ِح ِ‬
‫حافظ‬ ‫(‪)1‬في هذا الغزل كما يبدو إشارةٌ إلى ِ‬
‫ِ َّ‬ ‫مكناً ِأل ِ‬ ‫عهد صار ِ‬
‫فيه م ِ‬ ‫ٍ‬
‫دورُهم‪،‬‬ ‫ص ُ‬‫البو ُح بأسر ِارهم التي كانت تغلي منها ُ‬
‫الحديث و َ‬
‫ُ‬ ‫ظ ِر‬
‫الن َ‬
‫هل ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عارفاً م َّ ِ‬
‫وكان صديقاً حميماً‬ ‫َ‬ ‫األدب‬
‫حباً للعل ِم و َ‬ ‫كان ِ ُ‬‫اه ُشجاع َ‬ ‫الش َ‬
‫يخ أ ّن ّ‬ ‫يذك ُر التّار ُ‬
‫حيث ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فان ُكْف اًر‪،‬‬ ‫بع قرٍن‪ ،‬ويقص ُد بإما ِم المدينة أبا إسحق الذي َ‬
‫كان يرى العر َ‬ ‫كم ُه ُر َ‬
‫لحافظ‪ ،‬استَ َمَّر ُح ُ‬
‫وي ِ‬
‫حار ُب أهَله‪.‬‬ ‫ُ‬

‫‪295‬‬
‫غزل‪284‬‬

‫فاشر ِب‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هات ِ‬‫باألمس هتَف ِ‬‫ِ‬
‫نوب َ‬ ‫قال َّإن ُهم يغفرو َن الذ َ‬‫مر‪َ ،‬‬ ‫ف م ْن ُرْك ِن َ‬
‫حانة َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الخمر؛‬
‫ْ‬
‫الك ِرساَل َة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْح َمة؛‬ ‫المـ ُ‬ ‫اج َة ش ِاربِها‪ ،‬ويحمـ ُل ُ‬
‫له َ‬ ‫طفـه يقضي حـ َ‬ ‫هللاُ م ْن ُل ْ‬
‫اء َد َم ُه‬ ‫َّ ِ‬ ‫اض ِج ِ‬ ‫الن ِ‬
‫غير َّ‬
‫الخم َارة كي تَ ْج َع َل الخمرةُ الحمر ُ‬ ‫احمْل ُه إلى‬ ‫العْق ُل ُ‬‫هذا َ‬
‫يجيش(‪)1‬؛‬
‫فاسع؛‬
‫َ‬ ‫عي‪َ ،‬قـ ْد َر ما تستطيـ ُع يـا قلـ ُب‬ ‫بالس ِ‬
‫ـال َّ‬ ‫أن ِوصـاَل ُه ال ُين ُ‬ ‫َرْغـ َم َّ‬
‫لك ِبهذا ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاصمت؛‬
‫ُ‬ ‫المغـَل ِق‬
‫السـ ّر ُ‬ ‫أكبـ ُر م ْن ُجـ ْرِمنـا‪ ،‬ال عـْل َم َ‬ ‫ف هللا َ‬ ‫طُ‬ ‫ُل ْ‬
‫وغبـار بـ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬
‫ائع الخمر(‪)2‬؛‬ ‫اب بـ ِ‬ ‫فيرة الحبيب‪ ،‬ووجهي ُ ُ‬ ‫وحْلـَق ٌة من َ َ‬ ‫أُ ُذني َ‬
‫ـار العيوب؛‬ ‫ـود َك َرِم الملِ ِك ستَّ ِ‬
‫ظ ليس َذنـباً صعباً‪ ،‬في وج ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْك ُر يـا حاف ُ َ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س يسعـى في إ ِ‬
‫نفاذ ِ‬
‫أمره؛‬ ‫الشاه ُشجاع إذا أص َد َر أم اًر رو ُح الُقُد ِ‬ ‫ين ّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الد ِ‬
‫حاك ُم ّ‬
‫ظ ُه‪.‬‬
‫احف ْ‬
‫وء َ‬ ‫ط ِر ُكـ ِّل عيـ ِن سـ ٍ‬
‫رش نـ ِّوْل ُه ُمـرَادهُ و ِم ْن َخ َ‬
‫العـ ِ‬ ‫ِ‬
‫يـا َملـ َك َ‬
‫ــــــــ‬
‫الخمرِة الحمراء؛‬ ‫ينض َج على ِ‬
‫نار‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬
‫غير َّ‬
‫تغلي دماؤهُ و َ‬ ‫الحان‪ ،‬ل‬ ‫اض ِج‪ُ ،‬خذهُ إلى‬ ‫العقل ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بار‬
‫عنه ُغ ُ‬
‫يزول ُ‬ ‫ُ‬ ‫ضفيرِة الحبيب(أ َ‬
‫ظ ُّل عبداً للحبيب)‪ ،‬ووجهي ال‬ ‫َ‬ ‫تزول منها حلَق ُة‬
‫ُ‬ ‫(‪)2‬أُ ُذني ال‬
‫الخ ْمر)‪.‬‬
‫باب بائ ِع َ‬ ‫ِ‬
‫ك َ‬ ‫أتر ُ‬
‫الخمر(ال ُ‬
‫بائع ْ‬
‫باب ِ‬

‫غزل‪285‬‬

‫ِبجـا ِم‬ ‫طـ ٍل و َ‬


‫الف ْقيـ ُه‬ ‫وُفـ ْز ُت ِب َر ْ‬ ‫ور‬ ‫ك َغـفـ ُ‬ ‫الم ْليـ ُ‬
‫َشرْبنـا ُمـداماً و َ‬
‫ِ‬
‫ال وَقـْلـِبي دا ِم‬ ‫َف ِّإنـي ِبـال مـ ٍ‬ ‫الربيـ ُع تَ َذ ُّك َاًر‬ ‫اء َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أيـا سـاقيـا جـ َ‬
‫ط أثامي‬ ‫وغ ِّ‬ ‫ِ‬
‫فاعـذ ْر َ‬
‫تَ َج َّم َع لـ ْي‪ْ ،‬‬ ‫ص ْبـ َوةٌ‬ ‫ِ‬
‫الس وع ْشـ ٌق َو َ‬ ‫َربيـ ٌع َوافـ ٌ‬

‫‪296‬‬
‫َو ُح ْس ِن قوا ِم‬ ‫َن ِظ ْيـ َر َك فـي َم ْعنى‬ ‫ومـا سـ ِمـعت أُ ْذن وَلم ير نـ ِ‬
‫اظٌر‬ ‫ٌ َ ْ ََ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫ً‬

‫مك ٍ‬
‫نة‬ ‫ِ‬
‫معانيه غير م ِ‬ ‫ورَّق ِة وِدَّق ِة‬ ‫ِ‬
‫الكاملة ِ‬ ‫ذوبِت ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الغ َزِل‬
‫ُ ُ‬ ‫مع حفظ ُع َ‬ ‫شع اًر بيتاً بيتاً َ‬ ‫جم ُة هذا َ‬
‫تر َ‬
‫الش ْع ِر‪ ،‬وها ُهنا َ‬
‫ترج َمةٌ‬ ‫وعاء ّ‬ ‫الشع ِر في ِ‬ ‫ِ‬
‫حالوِة هذا ّ ْ‬
‫َ‬ ‫األبيات األرَب َع ِة لَِنْق ِل‬
‫ِ‬ ‫بهذ ِه‬
‫لمثلي‪ ،‬أتيت ِ‬
‫ُ‬
‫ثر لهذا الغزل‪:‬‬‫بالن ِ‬
‫َّ‬
‫المفتي‬ ‫حاف ُ ِ ِ‬ ‫الخطأ ويستُر الجرم‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫عهد الملِ ِك َّالذي يعفو ِ‬ ‫في ِ‬
‫ظ َشر َب قرَب ًة و ُ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫عن‬ ‫َ‬
‫َش ِر َب كأساً؛‬
‫المحتَ ِس َب‬ ‫ِِ‬ ‫جاء ِم ْن ُرْك ِن‬ ‫ُّ ِ‬
‫حين رأى ُ‬ ‫الد ِّن َ‬ ‫وجَل َس على َق َد ِم َّ‬ ‫صومعته َ‬ ‫َ‬ ‫الصوف ُّي َ‬
‫وز على َكِت ِفه؛‬ ‫الك َ‬
‫يحم ُل ُ‬‫ِ‬
‫الف ْج ِر على‬‫ال ِع َند َ‬ ‫ط َرح ُت ال ُّسؤ َ‬
‫ِ‬
‫اليهود َ‬ ‫رب‬
‫وش َ‬ ‫الشي ِخ والقاضي ُ‬ ‫ال َّ‬ ‫ع ْن أحو ِ‬
‫َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫الخ ْمر ؛‬ ‫بائع َ‬‫يخ ِ‬ ‫لش ِ‬‫ا َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحديث وان ُكنت تحَف ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أقدر على ِ‬ ‫ِ‬
‫ان وارعَ‬ ‫لس َّر‪ ،‬أقص ْر الّلس َ‬ ‫ظاّ‬ ‫ْ َ‬ ‫قول هذا‬ ‫قال‪ :‬ال ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الخ ْمر؛‬‫اشر ِب َ‬ ‫الس ْت َر و َ‬‫ّ‬
‫الد َم في قلبي‬ ‫فإن َّ‬ ‫اذكرني َّ‬ ‫مال ِعنِد َي لل َخ ْم ِر‪ُ ،‬‬ ‫بيع يص ُل وال َ‬
‫ِ‬
‫الر ُ‬‫الساقي َّ‬ ‫أيُّها َّ‬
‫الغم(‪)2‬؛‬ ‫ِ‬
‫يغلي م َن ّ‬
‫ط جرمي ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هو ِ‬
‫ذيل‬ ‫جديد‪ ،‬فا َقب ْل ُعذري وغ ّ ُ‬ ‫بيع ال ُ‬ ‫الر ُ‬‫الصبا و َّ‬ ‫اإلفالس و ّ‬
‫ُ‬ ‫الع ْش ُق و‬ ‫َُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫الك َرم ؛‬ ‫َ‬
‫اش ُة المرِاد وصَل ْت‪ ،‬أيُّها ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اصم ْت؛‬
‫المح ُّب ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثل الش ْم ِع‪َ ،‬فر َ ُ َ َ‬ ‫سان م َ‬ ‫تمُّد الّل َ‬‫إلى متى ُ‬
‫أت وال أُ ُذ ٌن َس ِمـ َع ْت؛‬‫نى‪ ،‬ال عيـ ٌن ر ْ‬ ‫أيُّها السلطـان‪ِ ،‬مثلك صـورة ومعـ‬
‫ُّ ُ َ َ ُ َ ً َ ً‬
‫س‬‫الفَل ِك الِب ِ‬
‫يخ َ‬ ‫قاء ِم ْن َش ِ‬ ‫الزر ِ‬ ‫ماء َّ‬‫الس ِ‬
‫تي ِخرَق َة َّ‬ ‫مت خالِداً‪ ،‬لقد قِب َل بختُ َك َ‬
‫الف ُّ‬ ‫ُد َ‬
‫األسمال‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫الخمر في الخفاء‪ ،‬فأجابني هذا‬ ‫وشربِهما‬ ‫ال َّ‬
‫الشي ِخ والقاضي‪ُ ،‬‬ ‫الخم ِر عن أحو ِ‬
‫بائع َ ْ‬
‫سألت َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ر‪(،‬شرب اليهود‪ُّ :‬‬ ‫تحف ُ ِ‬
‫جاء‬
‫الساقي َ‬‫رب في الخفاء)‪)2( .‬أيُّها َّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬ ‫الس‬
‫ظ ّ‬ ‫ك َ‬ ‫غم َّأن َ‬
‫قال ر َ‬
‫حديث ال ُي ُ‬
‫ٌ‬

‫‪297‬‬
‫لشر ِ‬ ‫ِ‬
‫أملك المال لشراء‬
‫ُ‬ ‫اب وال‬ ‫ان ا َّ‬‫ان تفتُ ِح البرع ِم وتجّلي الورِد(المعشوق) وهذا أو ُ‬
‫بيع أو ُ‬
‫الر ُ‬‫ّ‬
‫ينطف دماً من األسى؛‬ ‫فكن مساعدي َّ‬
‫فإن قلبي‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ال) ْ‬ ‫أستحق به الوص َ‬
‫ُّ‬ ‫عمل لي‬ ‫َ‬ ‫الخمر(ال‬
‫علي‪ ،‬واقبل عذري‪ ،‬فقد اجتمعت عندي دواعي ُّ‬
‫الذنوب‪،‬‬ ‫رت‪ ،‬فاستُرها َّ‬ ‫ذنوب كثُ ْ‬ ‫(‪)3‬ولي‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫رف‬
‫أملك المال‪ ،‬فكيف ال أقت ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالعشق‪ ،‬وال‬ ‫ابتليت‬
‫ُ‬ ‫سن الشباب‪ ،‬وقد‬‫بيع‪ ،‬وأنا في ِّ‬ ‫مان ر ٌ‬ ‫َّ‬
‫فالز ُ‬
‫الذنوب‪.‬‬‫ُّ‬

‫غزل‪286‬‬

‫إخفاء ِس ِّر‬
‫ُ‬ ‫يجوز‬
‫ُ‬ ‫ذك ٌّي ِس َّاًر‪ ،‬وعن ُك ْم ال‬
‫اء ع ِارف ِ‬
‫ٌ‬
‫األمس قال لي في الخف ِ‬
‫ِ َ‬ ‫ليَل َة‬
‫ائع الخم ِر؛‬ ‫ب ِ‬
‫الطب ِع تُ ِ‬‫جه َّ‬ ‫الدنيا ِمن و ِ‬ ‫إن ُّ‬ ‫ِ‬
‫اعين‬
‫ص ّع ُب ُشغ َل الس َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ور ف َّ‬ ‫ِن َعَلى نفس َك األم َ‬ ‫هو ْ‬
‫ال‪ّ :‬‬ ‫ق َ‬
‫بال َكِّد؛‬
‫ف‬ ‫ص‪ ،‬وقاَلت على ع ْز ِ‬ ‫الزْه َرةُ با َّلرق ِ‬
‫ك‪ ،‬فب َاد َرت ُّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الفَل ُ‬
‫منه َ‬‫اء ُ‬ ‫طاني جاماً أض َ‬ ‫ثُ َّم أع َ‬
‫العود لي هنيئاً؛‬ ‫ِ‬
‫إن ُج ِر ْح َت تص ُرُخ‬ ‫ئ ْ‬ ‫ِ‬
‫الشفاه‪ ،‬ال تج ْ‬‫ضاح َك ِّ‬
‫ِ‬ ‫دامي الَقْل ِب‬
‫َ‬
‫أحضر لِي الجام ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫كا َّلرب َابة؛‬
‫ليست‬
‫ْ‬ ‫الحجاب‪َّ ،‬‬
‫ألن األُ ُذ َن‬ ‫ف فلن تسمع ال َّرم َز من ورِاء ِ‬ ‫إن ُكنت غير ع ِار ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وحي المالك؛‬ ‫الستال ِم ِ‬ ‫حرم ًة ِ‬ ‫ِ‬
‫ُم َ‬
‫أج ِل ُّ‬ ‫ِ‬
‫نت‬‫كالد ِّر إن ُك َ‬ ‫لك حديثاً ُّ‬‫لت َ‬
‫الدنيا‪ُ ،‬ق ُ‬ ‫نصيحتي‪ ،‬ال تغتَ َّم م ْن ْ‬ ‫َ‬ ‫اسم ْع‬
‫يا َوَلُد َ‬
‫الس ْم َع؛‬ ‫تستطيع َّ‬
‫ُ‬
‫ول وسم ٍع‪ ،‬هناك ُك ُّل األعض ِ‬ ‫في حري ِم ِ‬
‫يج ُب أن‬ ‫اء ِ‬ ‫مجال ل َلف ْخ ِر ِبَق ٍ َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫شق ال‬ ‫الع ِ‬
‫تكو َن عيناً وأُ ُذناً؛‬
‫الفض ِل‪ ،‬إن ُكن َت عالِماً فُق ْل‪،‬‬ ‫إظهار َ‬ ‫يحس ُن‬ ‫ِ‬ ‫بساط ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫فين باألسرار‪ ،‬ال ُ‬ ‫العار َ‬ ‫على‬
‫صم ْت؛‬ ‫ِ‬
‫أي عاق ُل‪ ،‬أو فا ُ‬

‫‪298‬‬
‫القران َّالذي‬
‫احب ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ساقيا أع ِطني الخمر فعربدات ِ‬
‫ظ قد ف ِه َمها آص ُ‬
‫ف ص ُ‬ ‫حاف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫العيب ‪.‬‬ ‫الجرِم ويستُُر َ‬
‫عن ُ‬‫يصَف ُح ِ‬
‫ــــ‬
‫الس ِ‬
‫عد‪ُّ ،‬‬ ‫عند َمولِ ِد ِه َ‬ ‫ِ‬ ‫( ‪ِ )1‬‬
‫المشتري‪.‬‬
‫هرةُ و ُ‬
‫الز َ‬ ‫كوكبا َّ‬ ‫صاح ُب القران من اقتَ َرَن َ‬

‫غزل‪287‬‬

‫ذب‬‫غر َك الع ِ‬
‫بس ْح ِر ثَ ِ‬‫وك ُّل ما فيك جميل‪ ،‬قلبي ِ‬ ‫يا َم ْن ُك ُّل َشكلِ َك مطبوعٌ ُ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫كالس َّك ِر‪ ،‬سعيد؛‬
‫ُّ‬
‫الخلد؛‬ ‫ِ‬ ‫ثل س ِ‬ ‫ِ‬ ‫طيف مثل ور ِق ِ‬
‫الورد الَّن ِ‬
‫ضير‪ُّ ،‬‬
‫رو روضة ُ‬ ‫الجميل م َ َ‬
‫ُ‬ ‫قد َك‬ ‫وجود َك الّل ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وحاجُب َك َح َسنان‪ُّ ،‬‬
‫قد َك‬ ‫عين َك‬ ‫ُّ‬
‫طبع َك ودالُل َك عذبان‪ ،‬خط َك وخاُل َك مليحان‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫وقامتُ َك جميالن؛‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالن ِ‬
‫مليء ُّ‬
‫ياسمين َ‬
‫مشام قلبي م ْن فرِع َ‬
‫ُّ‬ ‫الرسوم‪،‬‬
‫قوش و ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫منك‬
‫ستان خيالي َ‬ ‫ُب ُ‬
‫م َّ‬
‫عط َرةٌ؛‬ ‫ُ‬
‫ينقطع‪ ،‬جعلت ِ‬
‫خاطري سعيداً ِبأملِ‬ ‫فيه ال ِ‬‫البالء ِ‬
‫ِ‬ ‫سيل‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫يق الع ِ‬
‫في طر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شق الذي ُ‬
‫إليك؛‬ ‫ِ‬
‫الوصول َ‬
‫ِ‬
‫الجميل‬ ‫تجعل أَلمي من وج ِه َك‬ ‫ِ‬
‫المرض بها‬ ‫كر ِ‬
‫عين َك اّلتي بهذا‬ ‫أقول في ُش ِ‬
‫ُ‬ ‫ما ُ‬
‫عذباً جميالً؛‬
‫الولهان‬ ‫ظ‬
‫حاف ُ‬ ‫ِ‬
‫الجهات‪ِ ،‬‬ ‫الب من ُك ِّل‬
‫ط ِ‬ ‫الصحرِاء َّالتي ِبها الخ َ‬
‫ط ُر على ال ّ‬
‫ُ‬ ‫في ّ‬
‫الئك سعيداً‪.‬‬
‫يسير بو َ‬
‫ُ‬

‫‪299‬‬
‫غزل‪288‬‬

‫ِ‬
‫الجميل‪،‬‬ ‫عر‪ ،‬والمعشو ِق‬ ‫فصاف‪ ،‬بمطبوِع ِّ‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص‬
‫َق َد ِم َّ‬ ‫الجدو ِل‪َ ،‬‬
‫عند‬ ‫َ‬ ‫ضَّف ِة‬
‫على ِ‬
‫وردي ِ‬ ‫الح ِ‬ ‫َّة ِ‬ ‫األحب ِ‬
‫ومعاش ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫العذار؛‬ ‫بيح ِّ‬
‫الص ِ‬
‫الساقي َّ‬ ‫و ّ‬ ‫سان‪،‬‬
‫ودام‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬ ‫يا من َلك دوَل ُة َّ‬
‫الجميل َ‬
‫ُ‬ ‫يش‬
‫الع ُ‬
‫ف َق ْد َر الوقت‪ ،‬هنيئاً َل َك َ‬ ‫تعر ُ‬ ‫الطاَل ِع‬ ‫َْ َ‬
‫السرور؛‬ ‫َّام َك ُّ‬ ‫ألي ِ‬
‫يملك ُشغالً جميالً‪ ،‬ولينثُ ِر‬ ‫ِ‬
‫الخاط ِر‬ ‫ِ‬
‫الحبيب في‬ ‫يحمل ِح ْم َل ِع ْش ِق‬ ‫ُك ُّل َم ْن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المجمر(‪)1‬؛‬
‫َ‬ ‫رم َل في‬ ‫الح َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫أنا أُلِب ُس‬
‫الحبيب‬
‫ُ‬ ‫الز َينة م ْن فكر َي الب ْك ِر‪ ،‬عسى ُ‬
‫يقع‬ ‫باس ِّ‬ ‫عروس الط ْب ِع ل َ‬ ‫َ‬
‫الجميل في يدي على َيِد األيَّام؛‬ ‫ُ‬
‫لب ِ‬
‫فيه‪،‬‬ ‫عاد ِة للَق ِ‬ ‫يل ِ‬ ‫َق ْدر غنيم ِة صحب ِة الّل ِ‬
‫مس ال َّس َ‬
‫عادة‪َ ،‬ش ُ‬‫الس َ‬‫عطاء َّ‬
‫َ‬ ‫وخ ْذ‬‫اعر ْف‪ُ ،‬‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫عمان الجميل؛‬ ‫الن ِ‬ ‫شقائق ُّ‬
‫ِ‬ ‫قل‬ ‫ِ‬
‫وفيه َح ُ‬
‫مار ِم ْن‬ ‫سكر مع الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫خمر ِب ِ‬
‫الخ ُ‬
‫قل‪ ،‬و ُ‬ ‫اقي بس ِم هللا‪َّ ،‬إن ُه ُي ُ َ َ َ‬ ‫ين‪ ،‬أحطت الس‬
‫َ ْ ُ َّ َ‬ ‫كأس َ‬ ‫ٌ‬
‫جميل؛‬
‫ٌ‬ ‫َخ ْم ِرِه‬
‫الظرفاء‪ِ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عمر ِ‬
‫ك‬
‫ويعّلمو َ‬ ‫رح ْب ِب َك َ ُ ُ‬ ‫تعال معي إلى الحان‪ُ ،‬ي ّ‬ ‫مر في غفَلة‪َ ،‬‬ ‫ظ َّ‬ ‫حاف َ‬ ‫ُ ُ‬
‫الجميل‪.‬‬ ‫غل‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫الش َ‬
‫ــــــ‬
‫( ‪)1‬‬
‫السوء‬ ‫لدفع ِ‬
‫عين ّ‬ ‫الن ِار ِ‬
‫ذور سوداء ُتلقى في ّ‬
‫له ُب ٌ‬
‫نبات ُ‬
‫الحرمل ٌ‬

‫غزل‪289‬‬

‫هبهما‬ ‫ِعذاره شبيه الَقم ِر مجمع الح ِ ُّ ِ‬


‫له وال وفاء‪ ،‬إلهي ُ‬
‫عهد ُ‬
‫لكن ال َ‬
‫سن واللطف‪ْ ،‬‬ ‫َُ ُ‬ ‫ُُ ُ َ‬
‫له؛‬

‫‪300‬‬
‫الشرِع ال‬ ‫هالك‪ ،‬وفي َّ‬ ‫سن ِطفل‪ ،‬ويوماً في َل ِعِب ِه سيصيبني ِب ٍ‬ ‫الح ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫معشوقي شاهُد ُ‬
‫نب له(‪)1‬؛‬ ‫َذ َ‬
‫ظر ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ اًر جميالً‪ ،‬وما رعاه؛‬ ‫إليه َن َ‬ ‫أن ال أستَرعيه قلبي‪ ،‬فما َن َ َ‬ ‫كان أحرى ْ‬ ‫َ‬
‫عين ِه‬
‫قطر ِمن ِفع ِل ِ‬
‫الد َم ي ُ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫أن َّ‬ ‫َّة ريح َّ‬
‫الل َب ِن‪ ،‬رْغ َم َّ‬ ‫ُ‬
‫الس َّكري ِ‬
‫تجيء ِمن َشَفِت ِه ُّ‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ال تز ُ‬
‫السوداء؛‬‫َّ‬
‫الع ْبِد في أُ ُذ ِن َق َم ِر‬ ‫ِ‬
‫بع عشرَة َس َن ًة‪ ،‬واض ٌع حلَق َة َ‬ ‫جميل ل ُه أر ُ‬
‫ٌ‬
‫ِعنِدي صنم ِ‬
‫حاذ ٌق‬ ‫ْ َ ٌَ‬
‫( ‪)2‬‬
‫أربع َة َع َشر ؛‬
‫يرِه من ُذ‬
‫رب؟‪ ،‬لم أرهُ في سر ِ‬ ‫ِ‬ ‫البحث عن ذلِ َك ِ‬ ‫ِ‬
‫أين هو قلبي يا ّ‬ ‫الورد الجديد‪َ ،‬‬ ‫في‬
‫حين؛‬
‫منه‬
‫ويجعل ُ‬ ‫ُ‬ ‫بسالح ِه‬
‫ِ‬ ‫ويأخ ُذ ال َملِ َك‬
‫اق ُ‬ ‫الع َّش ِ‬
‫جيش ُ‬‫ِ‬ ‫قلب‬ ‫ِ‬
‫المحبوب يكس ُر َ‬‫ُ‬ ‫حبيبي‬
‫َ‬
‫حارساً له؛‬
‫الد ِر تلك من ص ْد ِر ِ‬ ‫الرو َح ُشك اًر إذا ما اتَّ َخ َذ ْت َّ‬
‫ص َدَف ًة‪.‬‬‫ظ َ‬ ‫حاف َ‬ ‫َ‬ ‫حب ُة ُّ ّ َ‬ ‫أدَف ُع ُّ‬
‫ـــــ‬
‫بوضع حلَق ٍة‬
‫ِ‬ ‫يوس ُم‬
‫الع ُبد قديماً َ‬
‫كان َ‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫فل؛‬ ‫الشاهد‪ :‬النجم‪ ،‬مثال الحسن‪ ،‬ال َذنب له َّ ِ‬
‫ألن ُه ط ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ‬
‫(‪ِ )1‬‬
‫في أذنه‬

‫غزل‪290‬‬

‫الصيـ ِد التـ ِ‬
‫ائه؛‬ ‫عما جرى لِذلِ َك َّ‬
‫غاف ٌل َّ‬‫رويش‪ِ ،‬‬ ‫اع وأنا َّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الد ُ‬ ‫قلبي الوال ُه ضـ َ‬
‫َ‬
‫قبضة ِ‬
‫قوس‬ ‫ِ‬ ‫ِمن خوف على إيماني أض َ‬
‫ط ِر ُب‬ ‫ٍ‬
‫وقع قلبي في َ‬ ‫كالصفصاف‪ ،‬فقد َ‬ ‫َّ‬
‫ذهب؛‬ ‫الم َ‬ ‫ِ ٍ ِِ‬
‫حاجب كافر َ‬
‫هذ ِه الَق ْ‬
‫ط َرة؛‬ ‫أس ِ‬
‫أتت في ر ِ‬ ‫حال ْ‬ ‫أُعالج خيال َخزِن البح ِر‪ ،‬هيهات‪َّ ،‬أي ُة ِفكرٍة للم ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪301‬‬
‫أس ُك ِّل َه َد ٍب ِمنها يمو ُج‬
‫فمن ر ِ‬‫وأنا أُباهـي ِبأهداِب ِه الجسورِة َّالتي تسُلب العافي َة‪ِ ،‬‬
‫ُ‬
‫ماء الحي ِاة؛‬
‫موج ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تسيل م ْن أكمام ِهم؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدماء‬ ‫الف ْح ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫آالف ّ‬
‫يح‪ُ ،‬‬ ‫ص إلى قلبي الجر ِ‬
‫َ‬ ‫َّاء َي َد َ‬
‫إذا مد األطب ُ‬
‫الخ َج ُل ِمن حصيَل ِة‬ ‫أصابني َ‬ ‫الر ِ‬
‫أس‪،‬‬ ‫ض َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحان باكياً خاف َ‬ ‫سأمضي إلى ِحمى‬
‫َ‬
‫ُعمري؛‬
‫اع على‬ ‫تك ْن في ِنز ٍ‬
‫رويش ال ُ‬ ‫لك االسكندر‪ ،‬أيُّها َّ‬
‫الد ُ‬ ‫ض ِر يبقى وال ُم ُ‬
‫ِ‬
‫عمر الخ ْ‬
‫ال ُ‬
‫هذ ِه ُّ‬
‫الدنيا َّ‬
‫الدنيَّة؛‬ ‫ِ‬
‫ف أكثََر ِم ْن ِ‬
‫كنز قارون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طاق ِه ال ِ‬
‫تصل يد ُك ِل َش َّح ٍاذ يا ِ‬ ‫إلى ِن ِ‬
‫بال َك ّ‬ ‫قد ْم‬
‫حافظ‪ّ ،‬‬ ‫ُ ُ ّ‬

‫غزل‪291‬‬

‫ط ِة متاعنـا؛‬‫هذ ِه الور َ‬
‫حمل ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫أن ن َ ْ‬ ‫حظنا‪ ،‬و ِ‬
‫يج ُب ْ‬
‫هذ ِه المدين ِة َّ‬
‫َ‬
‫جربنا في ِ‬ ‫لقد َّ‬
‫الن َار في َب َدني‪ُ ،‬عضواً ُعضواً‪،‬‬ ‫أشعْل ُت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن ِ‬
‫اليد وأُطل ُق اآلهات‪َ ،‬‬ ‫ض َ‬ ‫أع ُّ‬
‫كثرة ما َ‬‫َ‬
‫الورد؛‬ ‫ٍ ِ‬
‫كحْقل م َن َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫باآلذان على‬ ‫أصاخ‬
‫َ‬ ‫الورد ِم ْن َش َج َرِت ِه‬
‫س كم جاء جميالً غنا ُء ُب ُلب ٍل‪ ،‬و ُ‬ ‫ليَل َة األم ِ‬
‫ْ‬
‫األفنان؛‬
‫يجل ُس سريعاً يشتكي ِم ْن‬ ‫اج‪ ،‬س ِ‬ ‫حبيب َّ‬
‫النار ُّي المز ِ‬ ‫فذاك ال ُ‬‫قلب ُك ْن مسرو اًر َ‬ ‫أن يا ُ‬ ‫ْ‬
‫ظ ِه ال ِ‬
‫خائب؛‬ ‫ح ِّ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اليسير و ِ‬ ‫ِ‬ ‫صيب َك أذى بال ِء ُّ‬
‫عه َد َك الواه َن وحديثَ َ‬
‫خل ْ‬‫العسير‪ّ ،‬‬ ‫الدنيا‪،‬‬ ‫أتُر ُيد ّأال ُي َ‬
‫العسير؛‬
‫الن َار في متاعي ُكِّل ِه؛‬
‫الن ِار في داخلي‪ ،‬أُشـ ِع ُل َّ‬
‫حا َن َوْق ٌت‪ِ ،‬م ْن ِفرِاق َك و ِم َن َّ‬
‫َ‬

‫‪302‬‬
‫جمشيد ليبقـى بعيداً عن‬ ‫كان‬ ‫أي ِ‬
‫ُ‬ ‫الدوام‪ ،‬ما َ‬
‫يس اًر على ّ‬
‫المرُاد ُم َّ‬
‫كان ُ‬
‫ظ لو َ‬
‫حاف ُ‬
‫تخِت ِه‪.‬‬
‫ْ‬

‫غزل‪292‬‬

‫أحٍد نزاع؛‬ ‫ٍ‬ ‫الشاه ُشجاع‪ ،‬ليس ّ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬


‫وجالل َّ‬ ‫وحشم ِة ِ‬
‫مني ألجل مال وجاه مع َ‬ ‫َ‬ ‫وجاه‬ ‫َ‬
‫مر‪ ،‬أي‬ ‫الخ ِ‬
‫يف َ‬ ‫ص َل حر ُ‬ ‫َّ‬
‫المعت َق‪َ ،‬و َ‬‫خمر ُ‬ ‫لي ال َ‬ ‫كفانـا ُشرباً في البي ِت‪ ،‬اح ِمل‬
‫ْ َ‬
‫مني الوداع؛‬ ‫رفيق‪ ،‬للتّ ِ ِ‬
‫وبة ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخير م ْن هذه األوضاع؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح‬ ‫بالخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أش ُّم ر َ‬
‫مر‪ ،‬أنا ال ُ‬ ‫ألجل هللا اغس ْل ل َي الخرَق َة َ‬
‫اء ْلم‬‫أن الغن ِ‬
‫باب‪ ،‬وهو الَّذي في َش ِ‬ ‫الر ِ‬
‫وت َّ‬‫ظر له كيف راح يرُقص على ص ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اُن ُ ْ ُ َ َ‬
‫ص َة االستماع؛‬ ‫يك ْن ُيعطي ُرخ َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ظر‪ ،‬يا أيُّها ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫المل ُ‬
‫َ‬ ‫قين فان ُ ْ‬
‫نظرًة إلى العاش َ‬ ‫طيع‪َ ،‬‬‫الم ُم ٌ‬
‫لك ُغ ٌ‬ ‫ُشك اًر على نع َمة ّأني َ‬
‫المطاع؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬
‫جاع َة‪ ،‬ونخشى علي َ‬ ‫لك ال َّش َ‬ ‫فيض ُجرَعة جام َك ظمأى‪ ،‬لكَّننا ال نم ُ‬ ‫ِ‬ ‫نحن إلى‬ ‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫الصداع ؛‬ ‫ُّ‬
‫الشاه ُشجـاع‪.‬‬ ‫ياء َّ‬‫الط كبر ِ‬ ‫اب ب ِ‬ ‫ظ ووجه ُه‪ ،‬عن تُر ِ‬ ‫جبين حـ ِاف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫رب ال تُبع ْد َ‬ ‫يا ّ‬
‫ـــــــ‬
‫أن ُن ْثِق َل‬ ‫(‪)1‬ال نملك شجاع َة َّ‬
‫الطَل ِب‪،‬‬
‫الصداع‪.‬‬
‫لك ُّ‬ ‫ون ِّ‬
‫سب َب َ‬ ‫عليك ُ‬
‫َ‬ ‫ونخاف ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪293‬‬

‫الصب ِح ألَقت إلى ُك ِل األطر ِ‬


‫اف‬ ‫قص ِر اإلبداع‪ ،‬وْق َت ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِق ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫خلوة ْ‬
‫َش ْم َع ُة الش ْر م ْن َ‬
‫الشعاع(‪)1‬؛‬ ‫ُّ‬

‫‪303‬‬
‫ِ‬ ‫الدنيا ِبها‬
‫أظه َر َو ْج َه ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بآالف األنواع؛‬ ‫ك َس َح َب المرَآة م ْن َجيب األُُف ِق‪ ،‬و َ‬ ‫الفَل ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫الفَلك‪ُّ ،‬‬ ‫ط َر ِب‬ ‫وفي زوايا ِ‬
‫السماع؛‬
‫لح َن َّ‬ ‫الزْه َرةُ َع َزَفت على األُرَغنو َن ْ‬ ‫جمشيد َ‬
‫َ‬ ‫بيت َ‬
‫أين َّ‬
‫المناع؛‬ ‫ِ‬
‫يقول َ‬
‫الجام قهَق َه ُ‬ ‫المنك ُر‪ ،‬و ُ‬ ‫أين ُ‬ ‫تقول َ‬
‫حشر َج ْت ُ‬ ‫باب ُة َ‬ ‫الر َ‬‫و َّ‬
‫أفض ُل‬
‫الحال‪ ،‬هذا َ‬ ‫ُ‬ ‫كان ِت‬ ‫ِ‬
‫كأس الع ْش َ ِرة‪ ،‬فمهما َ‬ ‫الد ْه ِر‪ ،‬وارَف ْع َ‬ ‫ظ ْر لِ ِ‬
‫وضع َّ‬ ‫ان ُ‬
‫األوضاع؛‬
‫هذه القضي ِ‬
‫َّة ِنزاع؛‬ ‫العاشقين في ِ‬ ‫وخداع‪ ،‬ليس بين ِ‬ ‫الدنيا مصيدةٌ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ط َّرةُ معشو ِق ُّ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫يم َّنفاع؛‬ ‫ِ‬ ‫الع ْم َر لِ ِكسرى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عطاء كر ٌ‬
‫فوجودهُ م ٌ‬‫ُ‬ ‫إن ُك ْن َت تُر ُيد َنْف َع العاَل ِم اُطُلب ُ‬ ‫ْ‬
‫العْل ِم و ِ‬ ‫جامع ِ‬ ‫ين األم ِل‪ِ ،‬‬ ‫األزِل‪ ،‬ضياء َع ِ‬ ‫طِ‬
‫الع َمل‪ ،‬رو ُح العاَلمِ‪ ،‬شاهُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف َ‬ ‫مظه ُر ُل ْ‬
‫َ‬
‫ُشجاع‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫الشرق‪َّ :‬‬
‫الشمس‬ ‫شمع ُة َّ‬ ‫(‪)1‬‬

‫غزل‪294‬‬

‫ماك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬


‫سين في ح َ‬ ‫بين الجال َ‬‫كالش ْمع‪َ ،‬‬ ‫األوفياء‬ ‫شهور‬
‫رت َم َ‬ ‫بوفائي لع ْشق َك ص ُ‬
‫ص ْر ُت َّ‬
‫كالش ْمع؛‬ ‫السكارى المعربِدين‪ِ ،‬‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫بكيت في ِعَّل ِة‬
‫الغ َّم ليالً وال نها اًر‪ ،‬ما أكثَ َر ما ُ‬
‫تعبُد َ‬ ‫َّ‬
‫يجيء لعيني التي ُ‬ ‫ُ‬ ‫وم ال‬
‫الن ُ‬
‫َّ‬
‫َه ْج ِر َك َّ‬
‫كالش ْمع؛‬
‫نار حِّب َك احتَرْق ُت َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫كالش ْمع؛‬ ‫َ‬ ‫ط َع‪ ،‬كما في ِ ُ‬ ‫صبري بمقراض ّ‬
‫غم َك انَق َ‬ ‫َح ْب ُل َ‬
‫الخفي‬
‫ُّ‬ ‫الدنيا ِس ِّري‬
‫كان يضيء ُّ‬
‫ُ‬ ‫الوْرِد‪ ،‬متى َ‬ ‫ِ ِ‬
‫يك ْن سريعاً ُك َم ْي ُت دمعي بَلون َ‬ ‫لو ْلم ُ‬
‫َّ‬
‫كالش ْمع؛‬
‫الدمع َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ ِ‬ ‫الن ِار‬ ‫العاج ُز بين ِ‬
‫الماء و َّ‬ ‫ِ‬
‫كالش ْمع؛‬ ‫مشغول ب َك هكذا‪ُ ،‬يمط ُر َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫القلب‬
‫هذا ُ‬
‫ِق العاَلم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلي في ِ ِ‬ ‫ص ٍل َّ‬ ‫ِ‬
‫كالشمع؛‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ليل هجراني‪ ،‬أو م ْن َو َجع َك أُحر ُ‬ ‫اش َة َو ْ‬
‫أرس ْل َفر َ‬
‫كمال ِع ْش ِق َك في ِ‬
‫عين‬ ‫ِ‬ ‫كالليل‪ ،‬أنا ِم ْن‬‫سنك َّالذي يزين العاَلم نهاري َّ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ِ‬
‫بال ُح َ‬
‫قصان َّ‬
‫كالش ْمع؛‬ ‫الن ِ‬ ‫ُّ‬

‫‪304‬‬
‫ِ َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫رت‬
‫انص َه ُ‬ ‫صار مسحوقاً‪ ،‬في الماء والنار م ْن ع ْشق َك َ‬ ‫غم َك َ‬ ‫َج َب ُل صبري في َيد ّ‬
‫َّ‬
‫كالش ْمع؛‬
‫حبيب الَقْل ِب كي أنثَُر‬ ‫الو ْج َه يا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫غير َنَفس لرؤيت َك‪ ،‬أظه ْر َ‬ ‫يبق لي َ‬ ‫كالص ْب ِح َل ْم َ‬
‫ُّ‬
‫الرو َح َّ‬
‫كالش ْمع؛‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫صلِ َك يا ذا َّ‬ ‫الر ِ‬
‫الدالل‪ ،‬لتَ ْج َع َل إيواني ِبمر َ‬
‫آك ُم َّنو اًر‬ ‫ِ‬
‫أس مّني ليَل ًة ب َو ْ‬ ‫وارَف ِع َّ َ‬
‫َّ‬
‫كالش ْمع؛‬
‫نار القْل ِب‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ عجباً‪ ،‬متى أُ ْ ِ‬ ‫أخ َذ ْت نار حِبك في ر ِ ِ‬
‫ين َ‬ ‫طفئُ بماء َ‬ ‫أس حاف َ َ َ‬ ‫ُ ُّ َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫كالش ْمع‪.‬‬

‫غزل‪295‬‬

‫الج؛‬ ‫للد ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالب ُلب ِل‬ ‫للر ِ‬ ‫ِ‬ ‫سح اًر من ِ‬
‫ماغ الع ْ‬ ‫الولهان أبتغي ّ‬ ‫وض ُ‬ ‫حت َّ‬‫البستان ُر ُ‬ ‫عبير‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ظهر الورد‪ ،‬ألَقيت نظرة عليه‪ ،‬بدا ِ‬
‫المضيء في الظال ِم الَّد ْ‬
‫اج؛‬ ‫اج ُ‬
‫كالسر ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ َ ًَ‬ ‫ُ‬ ‫َََ‬
‫حتاج؛‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫الشبا ِب و ُ ِ‬ ‫غرور َّ‬
‫ِ‬ ‫غ الَقْل ِب َ‬
‫الم ْ‬ ‫الح ْسن وفي ُش ُغل َع ْن َهزاره ُ‬ ‫كان‪ ،‬في‬ ‫فار َ‬
‫ٍ‬
‫عالمة‬ ‫قائق ِمئ ُة‬ ‫رت ِم َن َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬
‫أرس َل َّ‬
‫وظه ْ‬
‫حس َرًة‪َ ،‬‬ ‫الماء من عينه ْ‬
‫َ‬ ‫عن‬
‫رج ُس األر ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وروحه؛‬ ‫ِ‬
‫اق قلِبه‬
‫على احتر ِ‬
‫الساقي‬
‫اقف ك َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫السوسن عابد ا ِ ِ‬
‫قائق و ٌ‬
‫اح في يده‪ ،‬والش ُ‬ ‫الص َّر َ‬
‫ك ُّ‬‫لخمر ُيمس ُ‬ ‫ُ‬ ‫ان َّ َ ُ‬
‫وكـ َ‬
‫الجام في كّفه؛‬ ‫ِ‬
‫المخمور و ُ‬
‫الر ِ‬
‫سول ّإال‬ ‫ظ ما على َّ‬‫باب‪ ،‬يا حاف ُ‬ ‫ش والَّنشا َ َّ‬ ‫ِ‬
‫ط والش َ‬ ‫العي َ‬
‫موسم الورد فاغتن ْم ْ‬
‫ُ‬ ‫هذا‬
‫البالغ‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫غزل‪296‬‬

‫كف‬ ‫وثوب ُه يأتي ِب ّْ‬ ‫لو طـالعي مساعدي ُ‬


‫ف‬ ‫طربي أو َشـَّده يا َّ‬
‫للش َر ْ‬ ‫ُ‬ ‫أعطـاهُ لي وا َ َ‬
‫بالرجا لم يلق عون و ٍ‬
‫احد‬ ‫المليء َّ‬ ‫قلبي‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ف‬ ‫األخبار في ُك ِّل َ‬
‫ط َر ْ‬ ‫ُ‬ ‫صتي سارت بها‬ ‫وِق َّ‬
‫حل ُعْق َد ٍة‬ ‫الحبيب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫تم لي ِم ْن ِ‬
‫حاج ِب‬ ‫ما َّ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫األعو ِج ال ُع ْم ُر َتل ْ‬ ‫و ٍاه وفي هذا الخي ِ‬
‫ال‬
‫َ‬
‫مني في ِيد الخيال‬ ‫ِ‬
‫يصير ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫حاجُب ُه متى‬
‫له َد ْف‬ ‫ِ‬
‫ص على هذا ا َ‬ ‫المراد ما رمى َش ْخ ٌ‬ ‫سه َم ُ‬ ‫ْ‬
‫فجاءني ِم ْن‬ ‫ٍِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫اعتَ َ ْزل ُت م ْث َل زاهد ب َخْل َوة َ‬
‫ٍ‬ ‫ص ْو ٍب ْ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫خم ٍار على َ‬
‫قيثارة َوَد ّْ‬ ‫ف َّ‬ ‫عز ُ‬ ‫ُك ّل َ‬
‫علي قلـ ُب َم ْن رَّبـيتُ ُه ُمـ َدَّلالً‬
‫قسـا َّ‬
‫الخَل ْف‬
‫جار َ‬ ‫لهم‪َ ،‬‬ ‫آباء ُ‬
‫ـاء ً‬ ‫يذك ُر األبن ُ‬
‫ال ُ‬
‫الزهاد ِ‬
‫ِ‬
‫الغرور‬ ‫غافلو َن‪ ،‬الوالةُ َسكرى ب‬ ‫ُّ ُ‬
‫هات ال تَ َخ ْف‬‫الَّنْقش ِاق ْأر ال تُقل‪ ،‬والخمر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫آك ِل المشبوِه ِم ْن طعام‬ ‫وفي ِ‬ ‫ظ ْر إلى الص ِ‬ ‫ان ُ‬
‫ُّ ّ‬
‫ف‬ ‫ينال من هذا ال َعَل ْ‬ ‫ال كي َ‬ ‫ط ُه كم ط َ‬‫ربا ُ‬
‫حافظا‪،‬‬ ‫اآلل صدقاً‪ِ ،‬‬ ‫يق ِ‬ ‫يت في طر ِ‬ ‫إذا َم َش َ‬
‫ف‬ ‫لطان َّ‬ ‫يكو ُن فيها ِ‬
‫الن َج ْ‬ ‫عليك ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫حافظاً‬
‫ـــــــ‬
‫وصلت‬ ‫إليه فإن هي‬ ‫ساعدني وتصل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫شرح‪ :‬سأرَف ُع يدي إلى ثوِب ِه َّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫لعل الحظ ُي ُ‬
‫ضير‬ ‫مني‪ ،‬فال‬ ‫َّ‬ ‫وتمس ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وب ّ‬ ‫كت ب ِه‪ ،‬فيا لعظي ِم سروري‪ ،‬وان َس َح َب الث َ‬ ‫َّ‬ ‫أعطانيه‬ ‫و‬

‫‪306‬‬
‫أحد العارفين ال تعاقبني ِبقط ِع‬ ‫ِِ‬ ‫نلت َّ‬
‫العظيم بلمسه‪ ،‬قال ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫الش َر َ‬ ‫بعد أن أكو َن قد ُ‬
‫ك بها بثوِبك؛ قلبي المليء باألم ِل لم ِ‬ ‫الهندي‪ ،‬خِّلها لي َّ‬ ‫بالس ِ‬
‫يج ْد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أتمس ُ‬ ‫ِّ‬ ‫يف‬ ‫يدي َّ‬
‫اآلفاق ُكَّلها؛‬ ‫وبلغ‬ ‫قصتي سار في ِ ِ ِ‬ ‫غم َّ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫الجهات ُكّلها َ‬ ‫َ‬ ‫حديث َّ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫عوناً من أحد ر َ‬
‫حاجِبك‪ ،‬و ٍاه فعمري ضاع َِ‬ ‫اح َد ًة ِم ْن ِ‬ ‫لم أستَ ِطع أن أح َّل عْقدة و ِ‬
‫ف في‬ ‫وتل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قوس ِ َ‬ ‫ْ ْ ُ ُ ًَ‬
‫الخيال ِمِّني‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫يصير حا ِجُب ُه في َيِد‬ ‫ً‬ ‫الخيال المائل؛ متى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحقيق هذا‬ ‫طَل ِب‬
‫َ‬
‫ذلك‬ ‫ف بهذا الكمال؛ كم هو ٍ‬ ‫َش ْخص رمى سهم المرِاد‪ ،‬على هد ٍ‬
‫قلب َ‬ ‫علي ُ‬ ‫قاس َّ‬ ‫ََ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫فعل‬ ‫الد ِ‬ ‫الدالل‪ ،‬وأنا َّالذي ربَّيتُ ُه على َّ‬ ‫فائق َّ‬‫الجمال ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحبيب ز ِ‬
‫ِ‬
‫ويفعل بي َ‬ ‫ُ‬ ‫الل‪،‬‬ ‫ائد‬
‫الذاكرين‬ ‫يذكرو َن آباءهم‪ ،‬ال ِفعل البارين َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫األوالد العاّقين الذين ال ُ ُ‬
‫يف أ َّن‬ ‫َّ‬
‫أعيش في خلوٍة زاهداً‪ ،‬والطر ُ‬ ‫كان في خيالي أن‬ ‫آباء ُكم)؛ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫آلبائهم(كذكرُكم َ‬
‫كان يأتيني ِم ْن ُك ِّل‬ ‫ف َ‬ ‫الحان الجميل على القيثارِة والَّد ّْ‬ ‫ِ‬ ‫شيخ‬
‫ِ‬ ‫ف ِ‬
‫ابن‬ ‫َع ْز َ‬
‫ش وال‬ ‫الزاهدو َن جاهلو َن‪ ،‬فاق أِر الَّنْق َ‬ ‫الزهد)؛ َّ‬ ‫يق ُّ‬ ‫ِ‬
‫علي طر َ‬ ‫يقطع َّ‬ ‫هات(فيطربني و ُ‬ ‫ُ‬ ‫الج‬
‫ظ ْر إلى‬ ‫تخف؛ وان ُ‬ ‫الخمر وال‬ ‫الرئاس ِة‪ ،‬ف ِ‬
‫هات‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫المحتَس ُب به ُس ْك ُر ّ َ‬ ‫ألحد‪ ،‬و ُ‬ ‫تُق ْل َ‬
‫طال حبُل ُه‬ ‫ان َ‬ ‫طعا ِم ِم ْن ُشبه ٍة‪ ،‬كحيو ٍ‬ ‫يأكل ُلَقم ال َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ذاك الذي ُ ُ َ‬ ‫صوفي المدينة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫الروح)؛ يا‬ ‫غذاء ُّ‬ ‫ِ‬
‫البدن ال‬ ‫غذاء‬ ‫األنعام‪ ،‬يطُل ُب‬ ‫تأك ُل‬
‫(يأك ُل كما ُ‬ ‫ليزداد عَلُفه‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫لك في طريق َ‬ ‫ظ َ‬
‫ِ‬
‫الحاف ُ‬ ‫اآلل صاِدقاً‪ ،‬يكو ُن‬ ‫يق ِ‬ ‫رت في طر ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ إذا ما س َ‬ ‫حاف ُ‬
‫حمٍد علي ِهم‬ ‫النجف‪ ،‬وهو أمير المؤمنين علي ِ‬
‫آل ُم َّ‬ ‫اآلل ُ‬
‫الم و ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫عليه َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لطان َّ َ‬‫ُس ُ‬
‫السالم‪.‬‬
‫َّ‬

‫غزل‪297‬‬

‫ان ِفراقي‬‫و ْأي َـن لِسـاني ِم ْن َبيـ ِ‬ ‫أشـ َرْح َحديـ َث ِفراقي‬
‫َعـ َجـ ْز ُت َفَل ْم ْ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ودام فراقي‬
‫َ‬ ‫ي‬‫وها قد َمضى ُع ْمر‬ ‫صلِ ِه‬ ‫ِ‬
‫ـت ل َو ْ‬
‫ضـ ْي ُ‬
‫أسَفا ُعـ ْمـ اًر َق َ‬
‫فوا َ‬

‫‪307‬‬
‫ِ‬‫لروي ُت َل َك ِرو َاي َة‬ ‫قاد ٍر على ِ ِ‬ ‫سان غير ِ‬
‫الفراق؛‬ ‫كان ْ‬ ‫بيان الفراق‪ ،‬ولو َ‬ ‫َقَل ُم الّل ِ ُ‬
‫هاي ِة‬ ‫ِ‬
‫للن َ‬
‫ِ‬
‫َيص ْل ّ‬ ‫ولم‬
‫هاية ْ‬
‫للن ِ‬ ‫ِ‬
‫صَل ْت ّ َ‬
‫وكان ْت ُكُّلها ِب ِ ِ ِ‬
‫أمل الوصال‪َ ،‬و َ‬‫َ‬ ‫الع ْم ِر‪َ ،‬‬
‫أسفاً ُم َّدةُ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫زمان الفراق؛‬
‫ُ‬
‫عتب ِة‬
‫ض ْعتُ ُه على َ‬ ‫ادقين إّني َو َ‬
‫بالص َ‬ ‫الفَل ِك‪َّ ،‬‬ ‫نت أرَف ُع ُه ِب ْ‬
‫فخ ٍر على َ‬ ‫َّ‬
‫رأسي الذي ُك ُ‬
‫الفراق؛‬‫ِ‬
‫ش ِ‬
‫الفراق؛‬ ‫طائر قلبي انتثَ َر ِب ِع ِّ‬
‫يش ُ‬ ‫صال‪ ،‬ر ُ‬‫الو ِ‬‫الجناح في هو ِاء ِ‬ ‫ِ‬ ‫بفت ِح‬
‫كيف لي ْ‬
‫َ‬
‫اع ِ‬
‫الفراق؛‬ ‫من شر ِ‬ ‫إعصار‪َ ،‬وَق َع زور ُق صبري ْ‬
‫ٍ‬ ‫الغ ِّم ب‬
‫بحر َ‬‫اآلن ما حيلتي وفي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ئ م َن‬ ‫ِ‬ ‫الشو ِق في ٍ‬ ‫ِ‬
‫سفين ُة العم ِر َغ ِرَق ْت م ْن مو ِج َّ‬
‫بحر بال شواط َ‬ ‫الكثير‪ْ ُ َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫يبق‬
‫لم َ‬
‫الفراق؛‬
‫نزَل الفراق؛‬ ‫متاع وم ِ‬ ‫ِ‬
‫اله ْجر و َ َ‬ ‫يوم َ‬
‫سوَد هللاُ َ‬ ‫اق في يدي لقتلتُ ُه‪َّ ،‬‬ ‫لو وَق َع الفر ُ‬
‫ان‪ ،‬وأسير ِ‬
‫الفراق؛‬ ‫نار ال ِهجر ِ‬
‫ين ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنا رفيق ِ‬
‫ُ‬ ‫بر‪ ،‬وقر ُ‬ ‫وجليس َّ‬‫ُ‬ ‫الخيال‪،‬‬ ‫خيل‬ ‫ُ‬
‫ضمان‬ ‫ِ‬
‫القضاء وقلبي‬ ‫وكيل‬ ‫كيف َّأدعي وصَل َك بروحي َّالتي َذ َه َب ْت‪َ ،‬ب َدني‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الفراق؛‬ ‫ِ‬
‫أشر ُب ِم ْن َد ِم الحشا‬ ‫ِ‬ ‫قلبي ِم ْن حر ِ‬
‫دام َ‬‫باب‪ ،‬وال ُم َ‬ ‫الشو ِق في ُب ْعد الحبيب َك ٌ‬ ‫يق َّ‬
‫على مائد ِة ِ‬
‫الفراق؛‬ ‫َ‬
‫ط عنق صبري ِبحب ِل ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الفراق؛‬ ‫ْ‬ ‫أسير دوالب الع ْش ِق‪َ ،‬رَب َ ُ ُ َ َ‬ ‫ك رأسي َ‬ ‫الفَل ُ‬
‫ولما رأى َ‬ ‫َّ‬
‫الشو ِق يا حافظ‪ ،‬ما كان َشخص أعطى ِ‬
‫ليد‬ ‫طع ِبَق َد ِم َّ‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫يق ُيْق َ ُ‬
‫كان هذا الطر ُ‬ ‫لو َ‬
‫الهج ِر ِعنان ِ‬
‫الفراق‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬

‫غزل‪298‬‬

‫فيق‬
‫فيق َش ْ‬
‫الر ُ‬
‫اح و َّ‬
‫صر ٌ‬ ‫ِ‬
‫الص ْهبا ُ‬
‫األمن و َّ‬ ‫قام‬
‫ُم ُ‬
‫توفيق‬
‫ْ‬ ‫الخ ْم ُر ِم ْن‬
‫لديك َ‬
‫مادامت َ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫األمر‬ ‫وكم في‬

‫‪308‬‬
‫ِِ‬
‫ووه ٌـم ُك ُّل ما فيها‬‫سـ ار ٌب هـذه ال ُّـد ْنيـا ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األم ُر بالتَّ ْ‬
‫حقيق‬ ‫ْ‬ ‫ـان‬
‫ولي أْلفاً م َـن الم َّـرات ب َ‬
‫أك ْن أدر ْي‬ ‫اح َزني ِألّن ْـي َل ْم ُ‬
‫أسفي وو َ‬ ‫فـوا َ‬
‫ان فـي َّ‬ ‫أن سعـا َد َة اإلنس ِ‬ ‫ِ‬
‫فيق‬
‫ـق َر ْ‬ ‫الرفي َ‬
‫أن َّ‬ ‫ب َّ َ‬
‫أماناً ُخ ْذ وُف ْز بالوْق ِت ما َس َم َح ْت َل َك ُّ‬
‫الدنيا‬
‫يكمن ِ‬
‫قاط ٌع لِ َ‬
‫يق‬
‫طر ْ‬ ‫الع ْم ِر ْ ُ ُ‬
‫طري ِق ُ‬ ‫َف َك ْم َل َك في َ‬
‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫تعال فتوبتي َع ْن َل ْعل معشوق وض ْح َكة ْ‬
‫جام‬ ‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ديق‬
‫ص ْ‬ ‫تحقيق وال ت ْ‬ ‫ٌ‬ ‫له في العْق ِـل‬ ‫خيال ما ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫در ِ‬
‫ص ِر َك الموهوم‬ ‫ليس ُي ِ ُ‬
‫ك م ْث َل َش ْع َرة َخ ْ‬ ‫و ِمثلي َ‬
‫(‪)2‬‬
‫قيق‬ ‫خاطر ْي ِم ْنهـا‬‫ِ‬ ‫وِ‬
‫ـال َد ْ‬ ‫لخي ُ‬ ‫سعيد فا َ‬ ‫ٌ‬ ‫لك ْن‬
‫ـالوٍة في بئ ِـر ذ ْقِنك‬ ‫وما َ ِ ِ ِ‬
‫ظف َر ْت ب ُك ْنه ح َ‬
‫(‪)3‬‬
‫عميق‬ ‫وف ِف ْك ٍـر عن ُـه قي َـل‬ ‫مئـات ألـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وما َع َج ٌب إذا ساَل ْت دموعي وهي لو ُن عقيق‬
‫ِ‬
‫يك لو ُن‬ ‫وم ْه ُر الخاتَ ِم الُّد ِّرِّي م ْن َشَفتَ َ‬
‫(‪)4‬‬
‫عقيق‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الط ْب ِع ِم ْن حافظ‬
‫ِ‬ ‫وقال ِبضح َك ٍة ِّإني ُغالم َّ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫(‪)5‬‬
‫حميق‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاك في شأني م َن المحبوب م ْن تَ ْ‬ ‫وك ْم في َ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــ‬
‫حك ِة الجا ِم ِحكاي ٌة ال ي ِ‬ ‫عقيق شَف ِة المعشو ِق الع ِ‬
‫قل؛ (‪)2‬إذا‬
‫الع ُ‬
‫صدُقها َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫وض َ‬ ‫ذبة ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ َ‬ ‫تعال فالتَّ َ‬
‫وب ُة عن‬ ‫َ‬
‫عيد بالتَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫فكير في هذا‬ ‫هو مثلي‪ ،‬فخاطري َس ٌ‬ ‫الد ِ‬
‫قيق كالش ْع َرة َم ْن َ‬ ‫ك َّ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫كان ال َيص ُل إلى َخ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نهها مئ ُة ألف ف ْك ٍر عميق؛ َّ‬
‫أي‬ ‫ك‪ ،‬ال ُي ِ‬ ‫ِ‬ ‫لك في ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الخيال َّ‬
‫ك ُك َ‬‫در ُ‬ ‫بئر َذ ْقن َ‬ ‫الدقيق؛ الحالوةُ التي َ‬
‫(‪)4‬‬

‫قيق‪ ،‬خاتَم َشَفِتك من العقيق؛ (‪)5‬قال في ضح َك ٍة يا ِ‬ ‫ٍ‬


‫ظ أنا‬‫حاف ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َع َجب إذا جرى دمعي بلو ِن َ‬
‫الع ِ‬
‫أي ٍ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ُغالم ِ‬
‫ص َل في تحميقي‬ ‫ظ ْر إلى ِّ ّ‬
‫حد َو َ‬ ‫الش ْعريَّة)‪ ،‬ان ُ‬ ‫ك(قريحت َ‬‫طبع َ‬‫ُ ْ‬

‫‪309‬‬
‫غزل‪299‬‬

‫الذن ِب َّالذي ِ‬
‫ِق جرع ًة منه على التُّراب‪ِ ،‬م ْن ذلِك َّ‬ ‫َّ‬
‫يص ُل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اب أر ْ ُ َ‬ ‫إذا ما َش ِرْب َت الشر َ‬
‫النف ُع من ُه للغي ِر ما خوُف َك؛‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫يضرب بال أس ٍ‬ ‫بك ِل ما تملِك بال أَس ٍ‬ ‫ِ‬
‫بسيف‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ُِ‬ ‫هر‬ ‫فإن َّ‬
‫الد َ‬ ‫ف‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اشر ْب ُ ّ‬
‫ذه ْب و َ‬ ‫ا َ‬
‫الهالك؛‬
‫يوم الو ِاق َع ِة ال ترَف ْع الَق َد َم عن‬ ‫َّ‬
‫المرّبى على الدالل‪َ ،‬‬‫روي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َح ِّق تُراب أقدام َك يا َس َ‬
‫ِ‬
‫تُرَبتي؛‬
‫خل في‬
‫الب ُ‬ ‫ذهب‪ُ ،‬‬
‫عندهم في الم َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الك جميعاً‬
‫األناسي واألم ُ‬
‫ُّ‬ ‫الجن ِة و‬
‫أهل َّ‬ ‫الن ِار و ُ‬
‫أهل ّ‬ ‫ُ‬
‫الطر ِ‬
‫يقة ُكفٌر؛‬ ‫َّ‬
‫وص ُل إلى‬ ‫هات فال طريق ت ِ‬ ‫الس ِت ِج ٍ‬‫ِ‬ ‫الد ِ‬
‫يق َّ‬ ‫هندس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ير ذا ّ ّ‬ ‫طر َ‬ ‫كيف أغَل َق َ‬
‫الفَلك َ‬ ‫ُم ُ‬
‫ير العميق؛‬ ‫الد ِ‬
‫َّ‬
‫اب نبتَ ِة‬ ‫ِ‬
‫القيامة خر ُ‬
‫َ‬ ‫كان إلى يو ِم‬
‫العقل‪ ،‬ال َ‬
‫يق َ‬
‫ط ُع طر َ‬
‫بنت ِ‬
‫الع َن ِب يق َ‬ ‫ِسحر ِ‬
‫ُْ‬
‫ِ‬
‫الع َنب؛‬
‫وليك ْن دعاء ِ‬
‫أهل القلو ِب مؤِن َس‬ ‫ورْح سعيداً في طر ِ‬
‫يق الحان‪ُ ،‬‬ ‫حاف ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ظ ات ُرك العاَل َم ُ‬
‫الط ِ‬
‫اهر‪.‬‬ ‫َقلِبك َّ‬
‫َ‬

‫غزل‪300‬‬

‫لي صديقاً‪ ،‬ال أخاف من األع ِ‬


‫داء؛‬ ‫وك ْن َت‬ ‫ِ‬
‫بالهالك ُ‬ ‫ف ٍ‬
‫عدو‬
‫ُ َ‬ ‫لو قصدني أْل ُ ّ‬
‫س ِم ْن أنفاسي ِم ْن َه ْج ِر َك ُرْع ُب‬
‫ُك ُّل َنَف ٍ‬ ‫أملي ِب ِوصالِ َك ُيبقيني َّ‬
‫حياً‪ ،‬ولوالهُ‪،‬‬ ‫َ‬
‫هالك؛‬

‫‪310‬‬
‫ظ ًة‬ ‫ِ‬
‫كالورد َل ْح َ‬ ‫وب ِم َن َ‬
‫الغ ِّم‬ ‫َّ‬
‫س‪َ ،‬ل َم َّزْق ُت الث َ‬ ‫عبيرهُ ِم َن ِّ‬
‫الري ِح َنَفساً ِب َنَف ٍ‬ ‫لو َش َم ْم ُت َ‬
‫ظ ٍة؛‬
‫ِبَل ْح َ‬
‫حاشاك؛‬
‫َ‬ ‫الص ْب َر قلبي لدى ِفرِاق َك‬
‫ف َّ‬ ‫عيناي ِم ْن خيالِ َك هيهات ِ‬
‫يعر ُ‬ ‫َ‬ ‫تذه ُب َّ‬
‫للنو ِم‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غيرك و ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك‪1‬؛‬‫خير لي م ْن دواء سو َ‬ ‫الس ُّم م ْن َك ٌ‬ ‫الم ْرَه ِم م ْن ِ َ‬ ‫خير م َن َ‬ ‫َج ْرُح َك لي ٌ‬
‫أن يكو َن ِفداكَ؛‬ ‫اب ْ‬ ‫ألن روحيَ قد طـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـرب َسيـِفكَ قتلـى حياتُنا أبَداً‬ ‫ِبض ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اك؛‬
‫إليك ُمبصٌر وير َ‬ ‫اك‪ ،‬وما ُك ُّل ناظ ٍر َ‬ ‫له على َق ْد ِر عْلمه ِب َك إدر ٌ‬ ‫ص ُ‬ ‫ُك ُّل َش ْخ ٍ‬
‫دي َع ْن َس ْرِج‬ ‫ِ ِ‬ ‫العنان‪ ،‬إن تَض ِربني َّ ِ‬ ‫تلو ِ‬‫ال ِ‬
‫أسي بالتّرس وال أرَف ُع ي َ‬ ‫َ‬
‫أح ِم ر‬
‫بالسيف ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِح ِ‬
‫صانك؛‬
‫الم ْس َك َن ِة على التُّراب‬
‫ض ُع َو ْج َه َ‬
‫حين َي َ‬ ‫يصير ِب َع ْي ِن َ‬
‫الخْل ِق َعزي َز العاَلمِ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ظ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫على باِبك‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫عطيني‬ ‫ِ‬ ‫المرَه ِم ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫أن ُي َ‬
‫خير م ْن ْ‬
‫فهَو ٌ‬
‫الس َّم ُ‬
‫ك‪ ،‬وا ْن أعطيتَني ُّ‬
‫غير َ‬ ‫خير م َن َ‬
‫فهو ٌ‬
‫إن جر ْحتَني َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ْ‬
‫غيرك ِ‬
‫التّرياق‪.‬‬ ‫َُ‬
‫غزل‪301‬‬

‫َح ُّق الـ ِمْلـ ِح ِبـ ِه َقْلـبي َيـ ْ‬


‫طُل ُب َشَفتَ ْك‬
‫ضي‪ِ ،‬ا ْحـَف ْ‬ ‫ِإنـي أَقـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ظ َحـّقي‪ ،‬اَهللُ َم َع ْك‬
‫ّْ ْ ْ‬
‫س‪ِ ،‬م ْن‬ ‫س ِم ْن عـاَل ِم ُق ْد ٍ‬
‫يـا َجـ ْو َه َر ُق ْد ٍ‬
‫(‪)2‬‬
‫ص ُل ِم ْن تَ ْس ِ‬
‫بيح َمَل ْك‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ُل ما َي ْح َ‬ ‫ذ ْكر َك َي ْح َ‬
‫ك َهَّيـا َج ِّر ْب‬ ‫الصي َش ٌّ‬ ‫إن كـان بإخـ ِ‬
‫ْ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ك‬‫أي َم َح ّْ‬
‫ص ُّ‬ ‫الذ َه ِب الخـالِ ِ‬ ‫من َب ْعِد ِع ِ‬
‫يار َّ‬

‫‪311‬‬
‫ستسكر وستعطيني ِث ِ‬
‫نتين من الُقُبالت‬ ‫ُ‬ ‫ُقل َت‬
‫(‪)4‬‬
‫وعد ولم َأر ال ِث ِ‬
‫نتين وال َي ْك‬ ‫فات الـ ُ‬
‫قد َ‬
‫ِ‬
‫ـاس‬ ‫فإن َّ‬
‫الن َ‬ ‫الس َّك َر ُ‬
‫منه َّ‬ ‫ص َّب ُّ‬
‫ثغر َك ُ‬
‫فتح َ‬ ‫ا ْ‬
‫اس َّ‬ ‫الن ِ‬ ‫فانف ِ‬ ‫ثغرك ِ‬ ‫ٍ‬
‫ك‬‫الش ّْ‬ ‫عن َّ‬ ‫شك من ِ َ‬ ‫على ّ‬
‫سار على ِ‬
‫غير ُمرادي‬ ‫الفَل َك إذا ما َ‬ ‫ُّ‬
‫سأهد َ‬
‫لست أنـا م ْن يحتَ ِمل الِّذَّل َة ِم ْن دو ِ‬
‫الب َفَل ْك‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مر المعـشو ُق على حاف َ‬
‫ظ‬ ‫قيب إذا ما َّ‬
‫أر ُ‬
‫(‪) 5‬‬
‫لك‬
‫ْ‬ ‫ُشكـ اًر‬ ‫عنـا‬
‫ّ‬ ‫بـعيـداً‬ ‫تَ َـن َّح‬ ‫َق َدمي ِـن‬
‫ـــــــــ‬
‫ظ‬
‫معرفة(حق الملح) فاحف ْ‬ ‫لقاء ما بينهما من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َّ‬ ‫(‪)1‬إ َّن لِقلبي الجريح على‬
‫ُّ‬ ‫شفتك حقاً بقبلة عذبة َ‬
‫ِ‬
‫الملكوت‬ ‫ك في عاَل ِم‬ ‫جوهر َّ‬ ‫لي حّقي َّ‬
‫وذكر َ‬
‫مقد ٌس ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وليكن هللاُ معك؛ (‪)2‬أنت‬
‫أموت ُ‬
‫ُ‬ ‫اآلن‬
‫فإنني َ‬
‫شيء أصفى من ال ّذ ِ‬
‫هب‬ ‫ٍ‬ ‫أي‬ ‫شك من إخالصي ِّ‬
‫فجربني و ُّ‬ ‫ٍ‬
‫تسبيح للمالئكة؛ إن كنت في ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬
‫تسكر وتعطيني قبلتين وفات‬
‫َ‬ ‫بأن‬
‫(فارسية) وتعني العدد واحد‪ ،‬وعدتني ْ‬ ‫َّ‬ ‫الخالص!؛ (‪)4‬يك‬
‫احدة؛ (‪)5‬أي رقيب إذا ُكنت ال تترك ِ‬
‫يمُّر‬
‫حين ُ‬
‫ظ َ‬‫حاف َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بلتين وال ُقبل ًة و ِ َ ً‬
‫الوعد ولم تعطني ال ُق ِ‬
‫ُ‬
‫وش ْك اًر لك‪.‬‬ ‫عنه َق َدماً أو َق َد َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ُ‬ ‫جاء ابتع ْد ُ‬
‫الحبيب‪ ،‬ر ً‬
‫ُ‬ ‫عليه‬

‫غزل‪302‬‬

‫صال‬ ‫ان ِ‬ ‫هـل لنـا ر ِ‬ ‫سيـ َم ِّ‬ ‫ِ‬


‫الو ْ‬ ‫اج ٌع َزمـ ُ‬ ‫مال‬
‫الش ْ‬ ‫اك يا َن ْ‬ ‫هـات ُب ْشـر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِق َّ‬
‫صـ ُة الع ْشـ ِق ال ْانف َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ال‬
‫ـان الَق ْ‬
‫ُفص َم ْت هـا ُهنـا لس ُ‬ ‫ام لهـا‬ ‫صـ َ‬
‫الحال‬
‫ْ‬ ‫ـف‬
‫ْأيـ َن جـ ْيـرُاننا َوَك ْي َ‬ ‫مـا لِ َسْلـمـى َو َمـ ْن ِبـذي َسَل ٍم‬
‫طالل‬ ‫فاسـأَلوا حـاَلهـا َع ِن األَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الـَّد ُار َبـ ْعـ َد عـ ِاف َي ٍة‬ ‫َعـَفـ ِت‬
‫(‪)2‬‬
‫ال‬
‫ف هللاُ َع ْنـ َك َع ْي َن َك َم ْ‬
‫ص َـر َ‬
‫َ‬ ‫ال ِنْل َت ُمنى‬ ‫ال الـجمـ ِ‬
‫َ‬
‫فـي كمـ ِ‬
‫ً‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫ـال تَعـ ْ‬‫َم ْـر َح َباً َم ْـر َحباً تَع َ‬ ‫اك هللا‬ ‫يـا َبرْيـ َد الحمـى حمـ َ‬

‫‪312‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الل‬ ‫ِ‬
‫َوكبـريـا َو َجـ ْ‬ ‫أي جـ ٍاه‬
‫ُّ‬ ‫ِبـنـ ِ‬
‫اظ ِرنـا‬ ‫تُـ ِ‬
‫ركيُّنـا‬ ‫َلـ ْيـ َس‬
‫ــــــــ‬
‫األول واألخير‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫*القصيدةُ منظوم ٌة بالعربيَّة من الشاعر نفسه ما عدا البيتين ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سان عن شرِحها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ِ َّ )1‬‬
‫الكمال‬ ‫جمال‬ ‫عاجز؛ (‪)2‬في ُن َس ٍخ‪ :‬في‬
‫ٌ‬ ‫قصة العشق متَّصل ٌة ال تنقطع والّل ُ‬
‫امل حماك هللاُ من عين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ك ٌ‬ ‫المرَاد من الجمال فجماُل َ‬
‫بلغت ُ‬ ‫َ‬ ‫الجمال‪ ،‬لقد‬ ‫كمال‬ ‫َب َد َل في‬
‫ِ‬
‫الجالل‪.‬‬
‫ياء و‬ ‫ِ‬
‫الجاه والكبر ِ‬ ‫مما عندهُ من‬ ‫ِ‬ ‫الحسود؛ معشوقنا التُّ ُّ‬
‫ينظر إلينا آه ّ‬
‫ركي ال ُ‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬

‫غزل‪303‬‬

‫مت بر َق ِو ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫صال‬ ‫شممت َرو َح ِوداد وش ُ‬
‫ُ‬
‫نسيم ِّ‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫الشمال‬ ‫َ‬ ‫أقِب ْل‪ ،‬عبيـ َر َك أفدي أيـا‬
‫الحبيب قـ ْف و ِ‬
‫انزْل‬ ‫ِ‬ ‫أحـادياً ِب ِج ِ‬
‫مال‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫ِ‬
‫اشتياق الجمال‬ ‫جميل عن‬
‫ٌ‬ ‫صبٌر‬
‫يبق ْ‬ ‫لم َ‬
‫دع ِذ ْك َرها ُشك اًر‬
‫ان ْ‬ ‫حكاي َة ِ‬
‫ليل الهجر ِ‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫وج ِه يو ِم ِ‬
‫الوصال‬ ‫ِ‬
‫لرف ِع الحجـاب عن ْ‬
‫عيني بس ِ‬
‫بعة‬ ‫أقِبل بسطت لوح َة رس ٍم ب ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ ُ َ‬
‫مرس ٍم ِبخيالي‬
‫َ‬ ‫اق مـ َن اللـو ِن في‬ ‫أطبـ ٍ‬
‫ذر‬
‫الع َ‬
‫لح معشوُقنا ويبغي لنا ُ‬
‫الص َ‬
‫بل ُّ‬
‫يق ُ‬
‫ِ ( ‪)4‬‬
‫قيب في ُك ِّل حال‬ ‫ويمحو لِجـ ِ‬
‫ور الـ َّر ِ‬
‫ـال ِ‬ ‫ليس في قلبي َّ ِ‬
‫ثغر َك‬ ‫الضّي ِق ّإال خي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المحال‬ ‫الخيال‬ ‫شخص مثلي جرى َ‬
‫خلف‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫ظ الغريـب صار القتيل لِ ِع ِ‬
‫شق َك‬ ‫حـاف ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫حالل‬ ‫موت‬
‫َ‬ ‫ُمـ َّر على قبـ ِرِه َّإن ُه ما َت‬
‫ـــــــــــ‬

‫‪313‬‬
‫َّ‬ ‫الحاملة للبشرى والح لناظري بر ُق الوصال‪ ،‬فيا ريح ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الو ِ‬
‫يح ِ‬
‫المعط َرةَ‬‫الشمال ُ‬ ‫داد‬ ‫شممت ر َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ف على رو ِح يعقوب)؛ (‪)2‬يا‬ ‫يوس َ‬
‫يح ُ‬ ‫لعبيرك الطِّيب(يا ر َ‬ ‫الفداء‬
‫ُ‬ ‫الحبيب أقبلي أنا‬ ‫من ِ‬
‫ديار‬
‫مال من‬ ‫يبق عندي صبر جميل من اشتياقي لِج ِ‬ ‫السير فلم َّ‬‫ف عن َّ‬ ‫الحبيب َّ‬
‫توق ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لنياق‬ ‫حادياً‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫المظلِ ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حكاية ِ‬
‫ليل الهجر ِ‬ ‫ترك ِذ ِ‬
‫ليل العارف ُ‬‫ان ُشك اًر لنعمة يو ِم الوصال( ُ‬ ‫كر‬ ‫اجعل َ‬ ‫معك؛‬
‫(‪)3‬‬
‫ْ‬
‫الهجر إلى ِ‬
‫نور‬ ‫ِ‬ ‫الروح‪ ،‬ومن ظال ِم‬ ‫ِ‬
‫البدن إلى ُّ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫وح ُه‪ ،‬فهو ُمسافٌر َ‬ ‫ضيء ر ُ‬‫ُ‬ ‫الم‬
‫ونهارهُ ُ‬
‫ُ‬ ‫بدن ُه‬
‫ُ‬
‫قيب علينا َّ‬
‫(إن‬ ‫َّ‬
‫الر ُ‬
‫ذنوبنا التي كتبها َّ‬
‫توبتنا ويمحو َ‬
‫يقبل َ‬ ‫العفو‪ُ ،‬‬
‫يحب َ‬ ‫عفو ُّ‬ ‫الوصل)؛ معشوُقنا ٌّ‬
‫(‪)4‬‬

‫حب العفو)‪.‬‬
‫عفو ُي ُّ‬
‫هللاَ ٌّ‬

‫غزل‪304‬‬

‫ظَّف ٍر الملِك العالِم ِ‬


‫العاد ُل؛‬ ‫بن ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ِ‬ ‫ك ُّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫المليك الكام ُل‪ ،‬يحيى ُ‬
‫ُ‬ ‫ين‪،‬‬ ‫صرةُ ّ‬‫الدنيا‪ُ ،‬ن َ‬ ‫مال ُ‬
‫وباب‬ ‫للرو ِح‬‫ناف َذةٌ ُّ‬ ‫األرض‪ ،‬مفتوحةٌ ِ‬
‫فيه ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحصين في‬ ‫االسال ِم‬‫قصرك كهف ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫للقلب؛‬
‫فائض‬
‫ٌ‬ ‫الزٌم‪ِ ،‬انعام َك على الكو ِن و ِ‬
‫المكان‬ ‫الرو ِح والعْق ِل و ِ‬
‫اج ٌب و ِ‬ ‫َ‬ ‫تعظيم َك على ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وشامل؛‬
‫كان ِبها ُّ‬ ‫ِ‬ ‫األزِل‪ِ ،‬م ْن َقَل ِم َك‪َ ،‬ق َ‬
‫حل‬ ‫سوداء َ‬ ‫ُ‬ ‫ط َر ْت على وجه الَق َم ِر َ‬
‫قطرةٌ‬ ‫في يو ِم َ‬
‫مسائل(‪)1‬؛‬
‫قالت ِبَقلِبها‪ :‬ليتني ُكنت ُغالم ِ‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬
‫الهندي‬ ‫ذل َك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫األسوَد ْ‬
‫َ‬ ‫أت خاَل َك‬ ‫لما ر ْ‬ ‫مس َّ‬ ‫الش ُ‬
‫سعد؛‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬
‫الطر ِب ِمن ِرداءِ‬ ‫قص وسماع‪ ،‬ال تسحب يد َّ‬ ‫محفل َك في ر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ك م ْن َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫الفَل ُ‬
‫أي شاهُ‪َ ،‬‬
‫مزَمة؛‬ ‫هذ ِه َّ‬
‫الز َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫وه ِب العاَل َم لِ َم ْن‬
‫الس ِ‬
‫وء‬ ‫قاب ُمريدي ُّ‬ ‫تشاء‪ ،‬فم ْن شباك فرِع َك ِر ُ‬
‫ُ‬ ‫الخ ْم َر َ‬ ‫اشر ِب َ‬ ‫و َ‬
‫السل؛‬ ‫ط ٌة بس ِ‬ ‫مربو َ‬

‫‪314‬‬
‫الفَل ِك فجأة على منه ِج الع ْد ِل‪ ،‬اسع ْد فلن يأخ َذ َّ‬
‫الظالِ ُم طريقاً إلى‬ ‫ور َ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫صار َد ُ‬‫َ‬
‫نزٍل؛‬
‫مِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عيشة التَّ َ‬
‫فكير‬ ‫الم َ‬‫فك ْر م ْن أجل َ‬‫الرزق‪ ،‬ال تُ ّ‬ ‫قسم ِّ‬ ‫ِ‬
‫ظ‪َ ،‬قَل ُم ُسلطان العاَل ِم ُم ّ ُ‬
‫حاف ُ‬
‫ِ‬
‫الباطل‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫الشبيه بالَقمر‪ ،‬المسائل‪ :‬مسائل ِ‬
‫الع ْش ِق‬ ‫ك َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫وجه َ‬
‫وجه الَق َمر‪ُ :‬‬
‫طة الخال‪ُ ،‬‬
‫وداء‪ُ :‬نق َ‬
‫الس ُ‬‫(‪)1‬القطرةُ َّ‬
‫ظ َه َر الوجود‪.‬‬
‫وكيف َ‬
‫َ‬

‫غزل‪305‬‬

‫الخ َج ُل ِم ْن َعم ٍل ِ‬
‫غير‬ ‫أصاب َ‬ ‫وب ِة َع ِن َّ‬
‫الشر ِ‬
‫اب‪ ،‬ال‬ ‫ِ ِ‬
‫الوْرِد خجْل ُت م ْن التَّ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫في َوْقت َ‬
‫صائب َش ْخصاً؛‬ ‫ٍ‬

‫لست َخ ِجالً َ‬
‫من‬ ‫ِ‬
‫يق‪ ،‬وأنا م ْن هذا البحث ُ‬
‫ِ‬ ‫غير َش ْب َك ِة طر ٍ‬
‫ليس َ‬
‫ُّ‬
‫صال ُحنا ُكل ُه َ‬
‫بأي باب(‪)1‬؛‬‫الساقي ِّ‬ ‫اهِد و َّ‬ ‫الش ِ‬
‫َّ‬
‫ملول و ِم َن‬ ‫الخُل ِق الكري ِم ال يم َّل ِمّني الحبيب‪ ،‬فأنا ِم َن ال ُّسؤ ِ‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫عسى م َن ُ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫اب َخ ِج ٌل(‪)2‬؛‬
‫الجو ِ‬
‫خجْل ُت ِمن َن َ َّ‬
‫اق عيني‪ِ ،‬‬ ‫األمس ِم ْن رو ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ِر الذ َ‬
‫اهبين في النَّو ِم؛‬ ‫سال ليَل َة‬
‫م َن د ٍم َ‬
‫ِ‬
‫المليئة‬ ‫ظرِة ِ‬
‫عين َك‬ ‫ِ ِ‬ ‫الن ْرِج ُس‬
‫َّ‬
‫له‪ ،‬لقد خج َل م ْن َن ْ َ‬
‫أس َح َّق ُ‬
‫الر َ‬
‫المخمور إذا طأطأَ َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالعتاب؛‬
‫نك َخ ِجالً ِم ْن و ْج ِه ا َّ‬
‫لش ْمس(‪)3‬؛‬ ‫ِ‬
‫لست م َ‬
‫ِ ِ‬
‫وشك اًر هلل ّأني ُ‬ ‫من ال َّشم ِ‬
‫س‪ُ ،‬‬ ‫جماُل َك أبهى َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ظ ِ‬
‫وماء‬ ‫الظْلم ِة ِألَّنه خ ِجل ِمن ِشع ِر ِ‬
‫حاف َ‬ ‫جاب ُّ‬
‫يظل مختفياً في ِح ِ‬ ‫ماء ِ‬
‫الخ ْ ِ‬
‫ُ َ ٌ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ضر ُّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يحته‪.‬‬ ‫ِ‬
‫طف قر َ‬ ‫ُل ْ‬
‫ــــــ‬

‫‪315‬‬
‫(الدعاء) وأخجل ِمن الجو ِ‬
‫اب‬ ‫ال ُّ‬ ‫أم ُّل ِم َن ُّ‬
‫السؤ ِ‬ ‫بالصال ِح مصيدة في ِ‬
‫الدين؛ َ‬ ‫(‪)1‬االغترُار َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫َُ‬ ‫ّ‬ ‫ََ ٌ‬
‫س‪.‬‬ ‫مس َخ ِجالً ِم ْن و ْج ِه َّ‬
‫الش ْم ِ‬ ‫الش ِ‬‫ك على َّ‬ ‫ِ‬
‫لست من تفضيل َ‬
‫ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫(عند سؤالِ ِه عن َع َملي)؛‬
‫َ‬
‫َ‬

‫غزل‪306‬‬

‫يتم بأصول؛‬ ‫صلِ َك ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫كان ُشغلي بدوَلة َو ْ‬ ‫مجال وصول‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ماك‬
‫كان لي إلى ح َ‬ ‫لو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫المكحول؛‬ ‫ذل َك النرج ُس األرَع ُن سال ٌب لَقراري‪ ،‬وسال ٌب لفراغي ذل َك الحاج ُب َ‬
‫يق ُخرو ٍج‬ ‫أنا بباِب َك بال متا ٍع وال ُق ْدرٍة وال َذ َه ٍب‪ ،‬وليس لي ِأل ِي ٍ‬
‫آخ َر طر ُ‬ ‫باب َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ودخول؛‬
‫لول؛‬
‫تع ٌب و َم ٌ‬‫الد ْه ِر ُم َ‬
‫ور َّ‬‫وج ِ‬‫غم َ‬ ‫سأل؟‪ ،‬أنا ِم ْن ِّ‬ ‫العو َن َم ْن أ ُ‬ ‫أفع ُل‪َ ،‬‬
‫أذه ُب‪ ،‬ما َ‬ ‫أين َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫الحال‪ِ ،‬‬‫ِ‬
‫غم َك المقتول؛‬ ‫أصير ب َسيف ّ‬ ‫ُ‬ ‫الحياة َزَم َن‬
‫َ‬ ‫أجُد‬ ‫سيئُ‬‫مكسور‪ِّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫أنا ال‬
‫مقر نزول؛‬ ‫الضِّي ِق َّ‬ ‫غمك مكاناً أكثَ َر خراباً ِم ْن قلبي‪ ،‬ف َج َع َل ِم ْن قلبي َّ‬ ‫يج ْد ُّ‬ ‫لم ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ظ ٍة‬
‫ص َدأ الحو ِادث ُك َّل لح َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫صار قلبي م ْن جواهر َش ْمس َك مصقوالً‪ ،‬و ُه َو م ْن َ‬ ‫ُم ْن ُذ َ‬
‫مصقول؛‬
‫غير‬
‫الولهان ُ‬
‫ُ‬ ‫طاعِت َك وأنا‬
‫ض َرِت َك‪ ،‬ف َع َملي ِب َ‬ ‫فعْل ُت ِب َح ْ‬
‫أي ُج ْرٍم َ‬ ‫أي حبيبي وقلبي‪َّ ،‬‬
‫مقبول؛‬
‫العقول‪.‬‬ ‫الع ْش ِق ِع ْن َد ْ ِ‬
‫رموز ِ‬ ‫ظ‪ ،‬ال تُْف ِ‬ ‫الع ْش ِق واصم ْت يا ِ‬ ‫تَج َّمل ِبأَل ِم ِ‬
‫أهل ُ‬ ‫ش َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ْ‬

‫غزل‪307‬‬

‫مائل‬ ‫طيف ٍة في وص ِ‬
‫ف ذي َّ‬ ‫ما ُقْل ُت ِم ْن َل َ‬
‫الش ْ‬ ‫َ ْ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ائل‬ ‫َِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫للـه َد ُّر الـقـ ْ‬ ‫ادي‬
‫َفسـامعي ُينـ ْ‬

‫‪316‬‬
‫تحصيل عشقـي َّأوالً سهالً بـدا َّ‬
‫لكنني‬ ‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ض ِائ ْل‬ ‫روحي آخ اًر في َم ْت َج ِر َ‬
‫الف َ‬ ‫َح َرْق ُت‬
‫ْ‬
‫الح ّـال ُج يـوم شن ِـق ِـه في حبـلِ ِه َّ‬
‫تغنى‬ ‫َ‬
‫(‪)3‬‬
‫المسائل‬
‫ْ‬ ‫أمثال ذي‬
‫َ‬ ‫الشـ ِاف ِعي ال تسألوا‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫عيفه‬
‫ض َ‬‫العطاء روحي ال َّ‬
‫َ‬ ‫قلت متى تُعطي‬
‫ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫حائل‬
‫ْ‬ ‫ليس حولها من‬
‫تصير َ‬
‫ُ‬ ‫ال متى‬ ‫قـ َ‬
‫أ َْسَل ْمـ ُت َقلبي غـ َاد ًة َمليـ َح ًة َم ْعشوَق ًة‬
‫صـ ِائ ْل‬
‫الخ َ‬
‫َ‬ ‫حمود َة‬
‫َم َ‬ ‫السجـايا‬
‫َّ‬ ‫مر ِ‬
‫ضـَّي َة‬ ‫َْ‬
‫طوفان نو ٍح من دموعي مائ ًة‬ ‫ِ‬ ‫أيت من‬ ‫ر ُ‬
‫ائل‬
‫يك ْن بز ْ‬ ‫ورسم ُه من لو ِح صدري لم ُ‬ ‫ُ‬
‫مورْه‬ ‫ِ ِ‬
‫الم ْخ َ‬
‫َّهتُني ب َع ْيـن َك َ‬
‫فـي ُع ْزَلتي َشب ْ‬
‫ِ (‪)5‬‬
‫في َس ْك َرتي ِبحا ِج ٍب لِْل َع ْي ِن ِم ْن َك مـائل‬
‫حافظ‪،‬‬ ‫كف ِ‬ ‫السوء‪َّ ،‬‬ ‫تعوي َذ ًة ِل َد ْف ِع ِ‬
‫عين ُّ‬
‫ُخ ْذ كي أرى محموَل ًة َل َد َ‬
‫( ‪)6‬‬
‫الحمائل‬
‫ْ‬ ‫يك في‬
‫ــــــــــــ‬
‫امع لها قائالً‪:‬‬
‫سجاياك صرَخ ال ّس ُ‬
‫َ‬ ‫محاسِنك و‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وصف‬ ‫لت عبارًة لطيف ًة من كالمي في‬‫كلما ُق ُ‬
‫(‪َّ )1‬‬
‫كر بدا لي سهالً َّأو َل األمر‪ ،‬وها أنا‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫العشق و ُّ‬ ‫تحصيل‬
‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫در القائل(من حالوِتها)؛‬ ‫هللِ ُّ‬
‫نال ّإال باحتر ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تغنى‬
‫الروح؛ ولقد ّ‬ ‫اق ّ‬ ‫أخي اًر أحر ُق روحي الكتساب هذه الفضائل التي ال تُ ُ‬
‫(‪)3‬‬

‫افعي أمثال ِ‬
‫هذه المسائل ( َّ‬
‫ألن ُه ال يعرُفها‬ ‫الش َّ‬ ‫مشنقت ِه بقولِ ِه‪ :‬ال تسألوا َّ‬
‫ِ‬ ‫لحال ُج على عوِد‬ ‫ا ّ‬
‫َ‬
‫مسائل‬ ‫ِ‬
‫بالمسائل‬ ‫الفقهاء‪ ،‬ويقصد‬
‫سائر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫افعي بال ِّذ ِ ِ ِ ِ‬ ‫وخص َّ‬
‫َ‬ ‫كر لعلمه الواس ِع بالفقه ويعني به َ‬ ‫الش َّ‬ ‫َّ‬
‫كقول َّ‬
‫الحالج‪:‬‬ ‫العشق‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫روحان حَللنا َب َدنا‬ ‫نحن‬
‫ُ‬ ‫أنا من أهوى ومن أهوى أنا‬
‫واذا أبصرتَ ُه أبصرتَنا‪،‬‬ ‫أبصـرتَ ُه‬
‫فإذا أبصرتَنـي َ‬
‫عصرِه فأفتَوا‬
‫ِ‬ ‫فقهاء‬ ‫جبتي سوى هللا‪ ،‬من عبار ٍ‬
‫ات لم يفهم مغزاها‬ ‫وليس في َّ‬ ‫وقوُل ُه أنا الحق‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َحرقوه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فرِه وقتلِه‪ ،‬وقتلوهُ شنقاً على‬‫ب ُك ِ‬
‫جسر بغداد سنة ‪307‬هجرّيه‪ ،‬ثُ َّم قطعوا يديه ورجليه وأ ُ‬

‫‪317‬‬
‫حين ال يبقى‬ ‫فقال َ‬ ‫عيف َة َ‬ ‫حم روحي َّ‬
‫الض َ‬ ‫رمادهُ مع ِّ‬
‫سألت حبيبي متى ستر ُ‬ ‫الريح)؛‬ ‫وذروا َ‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فني ْت عن الوجود‪ ،‬في المثنوي‪ُّ :‬‬
‫الرو ُح‬ ‫وذلك إذا صارت ُعريان ًة أي َ‬
‫َ‬ ‫يحول‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حائل‬
‫بيني وبينها ٌ‬
‫السكرى‪ ،‬فكالنا في‬ ‫شبيه بعينك َّ‬
‫ٌ‬ ‫تقبل تجّلي الجمال؛ (‪َّ )5‬إنني في عزلتي عن َّ‬
‫الناس‬ ‫العريان ُة ُ‬
‫أتمايل في مشيتي كحاجبك المائل؛(‪ )6‬التَّعويذ‪ِّ :‬‬
‫الر َقيةُ‬ ‫السكارى‬ ‫عز ٍ‬
‫ُ‬ ‫أذهب مع ّ‬ ‫ُ‬ ‫وحين‬
‫َ‬ ‫تامة‪،‬‬‫لة َّ‬
‫السيف‪.‬‬ ‫السوء‪ ،‬والحمائل جمع ِحمالة وهي ّ‬
‫عالَق ُة َّ‬ ‫عين ُّ‬ ‫كتب وتُ َّ‬
‫عل ُق على اإلنسان لِ َد ْف ِع ِ‬ ‫تُ َ ُ‬
‫غزل‪308‬‬

‫سبيل؛‬ ‫وقف‬ ‫ِ‬ ‫أي من وجهك ك َّ ٍ‬


‫ْ‬ ‫لسبيل‪ ،‬روحي وقلبي لسلسبيل َك ُ‬ ‫جنة و َشَفتُ َك س ٌ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫لسبيل؛‬
‫الس ْ‬ ‫حول َّ‬ ‫مل َ‬ ‫شاب َه َّ‬
‫الن َ‬ ‫ول َشَفت َك‪َ ،‬‬ ‫األخض ِر َح َ‬
‫َ‬ ‫خط َش ْع ِر ِ‬
‫عذار َك‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هم عين َك‪ ،‬في ُك ّل ُرْك ٍن‪ ،‬أوَق َع مثلي مئ َة ْ‬
‫قتيل؛‬ ‫س ُ‬
‫الخليل؛‬ ‫نار‬ ‫رب اجع ِل َّ َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫الن َار التي بروحي برداً كما َج َعْل َت َ‬ ‫يا ّ َ‬
‫جميل؛‬
‫ْ‬ ‫جمال ُك ِّل‬
‫َ‬ ‫غم َّأن ُه ُ‬
‫يملك‬ ‫أصحاب‪ ،‬ر َ‬ ‫ُ‬ ‫المجال‪ ،‬أي‬
‫َ‬
‫أنا ال ِ‬
‫أجُد‬
‫خيل؛‬
‫الن ْ‬ ‫قصيرةٌ والتَّ ْم ُر على َّ‬‫َ‬ ‫بعيد ِجَّداً‪ُ ،‬يدنا‬
‫المنزُل ٌ‬‫قدمنا عرجاء و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيل؛‬
‫تحت أقدا ِم ْ‬ ‫قبضة ع ْش ِق المعشوق‪ ،‬عاجٌز كنمَلة َ‬ ‫ظ في َ‬ ‫حاف ُ‬
‫هو ِم ْن هذا‬ ‫ِ‬ ‫دام لِ ِ‬
‫القبيل‪.‬‬
‫ْ‬ ‫وك ُّل ما َ‬ ‫البقاء والع ُّز و ُ‬
‫المجد‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫شاه العاَل ِم‬ ‫َ‬

‫غزل‪309‬‬

‫عقيق أحمٌر‪ ،‬ومجلِ ُس أ ٍ‬


‫رب‬‫وش ُ‬ ‫ديم‪ُ ،‬‬
‫يف ن ٌ‬
‫ُنس‪ ،‬وحر ٌ‬ ‫ٍ َ‬ ‫اب‬
‫باب‪ ،‬وشر ُ‬ ‫غازَل ٌة‪ ،‬وش ٌ‬ ‫ُم َ‬
‫دام؛‬
‫ُم ْ‬
‫ورفَق ٌة أخيار‪ ،‬ونديم حسن ِ‬ ‫ط ِرب ع ْذب الح ِ‬
‫ديث‪ِ ،‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ٍ َّ‬
‫اال ْس ِم‬ ‫ٌ ََُ‬ ‫ٌ‬ ‫وم ْ ٌ َ ُ َ‬ ‫وساق ُسكر ُّي الث ْغر‪ُ ،‬‬
‫األنام؛‬
‫ْ‬ ‫في‬
‫سن والج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِ‬‫َّ‬ ‫الل ْ ِ‬ ‫و ِ‬
‫شاهٌد يغار ِم ْنه ِمن ُّ‬
‫مال‬ ‫بالح ِ َ‬
‫يثير ُ‬
‫حبيب ُ‬
‫ٌ‬ ‫الحياة‪،‬‬ ‫ماء‬
‫هارة ُ‬
‫طف وال َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫مام؛‬ ‫َ ِ َّ‬
‫غيرَة َب ْدر الت ْ‬

‫‪318‬‬
‫كروض ِة ِ‬
‫دار‬ ‫َ‬ ‫روض ُة َوْرٍد‬
‫وس‪ ،‬حوَل ُه َ‬
‫فرح للَقْل ِب‪َ ،‬كَقص ِر ِ‬
‫الف ْرَد ِ‬
‫ْ‬
‫َّ‬
‫حف ٌل للط َر ِب ُم ِ ٌ‬ ‫و َم َ‬
‫الم؛‬
‫الس ْ‬ ‫َّ‬
‫أوفياء‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫أه ُل َأد ٍب ِكرٌام‪ ،‬وحريفو َن‬ ‫وسادةٌ ْ‬
‫َ‬ ‫سان ٍِ‪،‬‬‫أخالق ِح ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫س ِب‬‫ف ُج ّال ٍ‬ ‫ص ُّ‬ ‫َو َ‬
‫الم؛‬ ‫ِ‬
‫قاء ذوو أح ْ‬ ‫وأصد ٌ‬
‫عن ِ‬ ‫ط ْع ُم ُه ُمٌّر‪ ،‬مذاُق ُه ٌّ‬ ‫الوْرِد‪َ ،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫لؤلؤ‬ ‫خفيف‪ ،‬نقالً ْ‬ ‫ٌ‬ ‫حاد‪ُ ،‬شرُب ُه َع ْذ ٌب‪،‬‬ ‫و َخ ْمٌر بَلون َ‬
‫الخام(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬
‫الياقوت‬ ‫عن‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ونقالً ِ‬
‫ْ‬
‫ص ْيِد الَقْل ِب َ‬
‫نش َر‬ ‫ٍ ِ‬
‫العْقل‪ ،‬وفرعُ حبيب ل َ‬
‫ِ‬
‫غارة على َ‬
‫يف في ٍ‬
‫َ‬ ‫الس َ‬
‫تس ُّل َّ‬ ‫ٍ‬
‫وغمزةُ ساق ُ‬ ‫َ‬
‫باك؛‬
‫الش ْ‬ ‫ِّ‬
‫يبح ُث َع ْن هذا‬ ‫ٍ‬ ‫هذه ِ‬
‫الع ْش َ ِرة‬ ‫من َقْلبه ال يسعد ِب ِ‬
‫وم ْن ال َ‬ ‫فليذه ْب إلى بوار‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُُ‬
‫س حياتُ ُه حر ْام‪.‬‬ ‫الم ْجلِ ِ‬
‫َ‬
‫ــــــ‬
‫الياقوت الخالِص‬
‫َ‬ ‫(‪)1‬يحكي‬

‫غزل‪310‬‬

‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الخ َب ُر‪،‬‬ ‫الخ َب ِر‪ ،‬قد ْم َت َ‬
‫خير َمْق َدمٍ‪ ،‬ما َ‬ ‫عيد َ‬ ‫الس ُ‬ ‫الخطى َّ‬ ‫ك ُ‬ ‫بار ُ‬
‫الم َ‬
‫ائر ُ‬ ‫مرحباً أيُّها الط ُ‬
‫أي َد ْر ٍب؟؛‬ ‫الحبيب‪ ،‬في ِّ‬‫ُ‬ ‫أين‬
‫َ‬
‫ص ُمها‪،‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ف َِ‬ ‫طِ‬ ‫ظ ًة ِبُل ْ‬ ‫هذ ِه ِ‬ ‫رب اجعل ِ‬ ‫ِ‬
‫وليَق ْع في الش َرك َخ ْ‬
‫األزل‪َ ،‬‬ ‫القافَل َة محفو َ‬ ‫َْ‬ ‫يا ّ‬
‫المعشو ُق ُ‬
‫المراد؛‬ ‫وليبُل ِغ َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النهاية؛‬ ‫المعشوق ما َل ُه نهاي ٌة‪ُ ،‬ك ُّل شيء بال ِبداية ال َ‬
‫يقب ُل ّ‬ ‫ما جرى لي َ‬
‫مع َ‬
‫يحس ُن‬ ‫ظ ِه ِر الو ْج َه َق ْد َر َنَف ٍ‬ ‫الحَّد‪ ،‬أ ْ‬
‫رو يتكب َُّر‪ ،‬وال ُ‬ ‫الس ُ‬
‫س‪ ،‬و َّ‬ ‫َ‬ ‫جاوَز َ‬ ‫يتنع ُم‪ ،‬وقد َ‬ ‫الوْرُد َّ‬‫َ‬
‫تماي ْل؛‬ ‫ِمنه ذلِك‪ِ ،‬من ِ ِ‬
‫أجل هللا َ‬ ‫ُ َ ْ ْ‬
‫الخرَق ُة على ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫الحبيب تأم ُر ُّ‬ ‫ِ‬
‫أبداننا حرام ؛‬ ‫اذهب‪ْ ،‬‬ ‫شيخ َ‬ ‫بالزَّن ِار‪ ،‬يا ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيرةُ‬
‫ض َ‬ ‫طالما َ‬
‫‪1‬‬

‫‪319‬‬
‫العاق َب ِة أوَق َع ْت ُه َحَّبةُ‬
‫روحي َّالذي كان يص ِفر ِمن فو ِق ِس ْدرِة المنتهى‪ ،‬في ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َْ ُ ْ‬ ‫طائر‬
‫ُ‬
‫الشباك؛‬‫في ِّ‬ ‫ِ‬
‫خال َك‬
‫كيف ينـام؛‬ ‫ِ‬
‫ف َ‬ ‫وم َأبداً‪ ،‬مَ ْن لَـهُ يـقتُلُ داءٌ َدنـ ٌ‬ ‫ق َّ‬
‫يض ُة ال تذو ُ الن َ‬
‫عيني المر َ‬
‫أنت وتلكَ واأليَّام؛‬ ‫ِ‬
‫اي وها َ‬ ‫أقول‪ :‬ذاكَ دعو َ‬ ‫ص‪ ،‬و ُ‬ ‫الم ْخل ُ‬
‫ترح ُمني وأنا ُ‬
‫أنت ال َ‬ ‫َ‬
‫أه ِل الكالم‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ إذا كان ِب ِه م ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاك أل َّن زاوي َة المحراب م َ‬
‫جم ُع ْ‬ ‫يل لحا ِجِب َك ف َ‬‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫حاف ُ‬
‫ــــــــ‬
‫بالزنار‪ِ ،‬خرَق ُة التَّقوى على أبداننا حرام‪.‬‬ ‫كافر ِ‬
‫الع ْش ِق ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫تأم ُر َ‬
‫ضفيرةُ الحبيب ُ‬
‫َ‬ ‫دام ْت‬
‫ما َ‬

‫غزل‪311‬‬

‫بالد ِ‬
‫عاء؛‬ ‫الغ ِّم ُّ‬
‫طَل ْب ُت دوَل َة هذا َ‬ ‫طرٍّي‪ ،‬و ِم َن هللاِ َ‬ ‫بهي َ‬ ‫فتي ٍ‬
‫ّ ّ‬
‫عاش ُق َو ْج ٍه ٍ‬
‫أنـا ِ‬
‫اهب؛‬ ‫ظ ِر‪ ،‬وأقول عَلناً‪ ،‬لكي تَعَلم ِب َكم أتحّلى ِمن المو ِ‬ ‫ألع ُب بالنَّ َ‬ ‫عا ِش ٌق‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫بيد‪ ،‬و َ‬ ‫وعر ٌ‬
‫عب َذة؛‬ ‫ِ‬ ‫الم َّلوثَ ِة‪ ،‬و ْقد َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫وصلتُها ألُزّي َِنها بمائة َش َ‬ ‫الخ َج ُل م ْن خرقتي ُ‬ ‫يناُلني َ‬
‫الع َم ِل تَ َح َّزْم ُت‬ ‫ِ‬ ‫غم ِه ِ‬ ‫ِ‬
‫الجميل‪ ،‬أنا أيضاً لهذا َ‬ ‫َ‬ ‫احت ارَق َك‬ ‫من ّ‬ ‫ِق ْ‬ ‫أي َش ْم ُع‪ ،‬احتَر ْ‬
‫ض ُت؛‬
‫َوَن َه ْ‬
‫ُنف ُق ِم ْن قلبي‬
‫الغم بما أ ِ‬
‫لي ُّ‬ ‫ف ُشغلي‪ ،‬يزاد‬ ‫ص َر ُ‬‫كيف ُي ْ‬
‫ِ‬
‫وأنا في َح َيرٍة م ْن أمري‪َ ،‬‬
‫ُ ُ َ‬
‫وروحي؛‬
‫ك‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّق الثَّ ِ‬ ‫سأذهب للخر ِ‬
‫ابات ِم ْثل ِ‬
‫يض َّمني إليه ذل َ‬‫أن ُ‬‫وب باكيا‪ ،‬عسى ْ‬ ‫ظ ُممز َ‬‫حاف َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫اب‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الش ُّ‬

‫غزل‪312‬‬

‫‪320‬‬
‫ِ‬
‫هلل حَـمْـدُ مُعْـتَِر ٍف غـايَةَ ِالنّعَم‬ ‫بُ ْشرى إِذ َّ‬
‫السـالمَةُ حَلّـ ْت بذي َسلَمْ‬
‫(‪)1‬‬

‫له على الَق َد ْم‬ ‫الف َّ ِ‬


‫بر و ِ‬‫ألنثَُر كا ِلتّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضة روحي ُ‬ ‫لي ُمهديه ْ‬ ‫َْ َ‬
‫الجميل من‬ ‫الف ْت ِح‬
‫َخ َب َر َ‬
‫الع َد ْم‬ ‫ِ ِ‬
‫خص ُم ُه في الحجاب في َ‬ ‫المليح اختفى ْ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِاه لِهذا ِ‬
‫المنزِل‬ ‫عود ِة َّ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َب ْعد َ‬
‫ِ‬
‫إن العهـود عند ملي ِـك ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ٍة َكسي ُر‬
‫الع ْهِد في ُك َّل لح َ‬ ‫ِ‬
‫النهـى ذمَمْ‬ ‫الحال َّ ُ َ َ‬ ‫كاس ُر َ‬
‫غير َد ْم ِع األَل ْم‬ ‫رحـم ٍة وعيناهُ لم تَ َريا ِ‬
‫خارجاً َ‬
‫ِ‬ ‫يبح ُث ِم ْن ُس ُح ِب‬
‫ْ‬ ‫عن ْ َ‬ ‫اآلمال ْ‬ ‫َ‬
‫ت ومـا ينـفَعُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الندَمْ‬ ‫اآلن قَ ْد نَدمْـ َ‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫الفَل ُ‬
‫غمه َ‬ ‫قال للواق ِع في ن ْيل ّ‬ ‫ساخ اًر َ‬
‫الخمر و َّ‬ ‫الس ِر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ َش ِر َب َ ْ َ‬ ‫على وجه سا ٍق َ‬
‫كالب ْد ِر م ْن أهل ّ ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫الفقيه َه ّْم‬
‫يخ و ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫حاف ٌ‬
‫ـــــــــ‬
‫منظومان بالعربي ِ‬ ‫ط ٍ‬ ‫المكتوبان ِب َخ ٍّ‬ ‫الشيء ع ِرَفه وهذا البيت و ِ‬
‫َّة من‬ ‫ِ‬ ‫مائل‬ ‫ِ‬ ‫المصر ِ‬
‫اعان‬ ‫اعترف َّ َ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫حافظ ِ‬
‫نفسه؛ (‪ِ )2‬‬ ‫ِ‬
‫اله ّْم‪.‬‬
‫الفقيه شربا َ‬
‫يخ و ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫ظ َش ِر َب َ‬
‫الخ ْم َر‪ ،‬و ّ‬ ‫حاف ُ‬

‫غزل‪313‬‬

‫(‪)1‬‬
‫السـاقـي قبـوالً لخدمتي‬
‫أال أيُّها َّ‬ ‫العبد قـامت من دعـائي دولتي‬‫ُ‬ ‫أنا‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫غياهب حيرتي‬ ‫أضعت طريقي في‬ ‫فإنني‬ ‫ِأنر من ضيـ ِ‬
‫اء الجـا ِم دربي َّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫بصدق غـرامـي مست ِحّقاً لرحمة‬
‫ِ‬ ‫ـار من ُذنـوبي ولم أزل‬ ‫يق ِبح ٍ‬
‫غر ُ‬
‫ور بديوان قسمتي‬ ‫قضـائي ومسطـ ٌ‬ ‫عيب سكـري والمجـو َن َّ‬
‫فإن ُه‬ ‫فدع‬
‫ْ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫اث فطرتي‬
‫عطاء أتـاني فهو مير ُ‬
‫ٌ‬ ‫ومـا كان عشقي باختياري وانمـا‬
‫ِ‬
‫العشق غربتي‬ ‫رؤياك في‬
‫َ‬ ‫فشوقي إلى‬ ‫أك ْن يـوماً غريـباً مسـ ِاف اًر‬
‫إذا لم ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫بخطوتي‬ ‫خضر ساعدني ِ‬
‫وبار ْك ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيا‬ ‫أبحٌر‬
‫جبال و ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ف وفي دربـي‬ ‫ضعيـ ٌ‬
‫ْ‬
‫اكفان بحض ِرة‬
‫وروحـي وقلبي عـ ِ‬ ‫شاخص‬
‫ٌ‬ ‫واِّني َلجسمي عن ديـارك‬
‫ْ‬
‫إذا ُفـزت ِمـن عمـري لِذاك بمهَلةِ‬ ‫روحي مسلـمِ‬ ‫ِ‬ ‫ـك‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ ٌ‬ ‫واّني إلـى َع َيني َ‬
‫ــــــ‬

‫‪321‬‬
‫الد ِ‬
‫عاء دول ًة‬ ‫ولكن لي في ُّ‬‫عبد َّ‬‫الساقي واقبلني لخدمتك فعندي شو ٌق لذلك‪ ،‬فأنا ٌ‬ ‫تعال أيُّها َّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫الكأس َّالذي هو من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بضياء‬ ‫ظُل ِ‬
‫مات الحيرِة‬ ‫ستجاب لي)؛ (‪ِ )2‬أن ْر دربي في ُ‬ ‫وسلطة (أدعو ُفي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫للرحمة رغم ّأني غار ٌق‬ ‫ِ‬ ‫أخرَج إلى ُّ‬
‫أهل ّ‬‫النور؛ بما ّأن َي صاد ٌق في العشق فأنا ٌ‬ ‫ضيائك حتّى ُ‬
‫)‬‫‪3‬‬ ‫(‬
‫َ‬
‫اس‬ ‫فطر َّ‬ ‫ِّ‬ ‫يقول العارفون‬ ‫بحر ُّ‬‫في ِ‬
‫الن َ‬ ‫الحب (فطرة هللا اّلتي َ‬ ‫مفطور على‬ ‫اإلنسان‬ ‫الذنوب؛‬
‫(‪)4‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الجبال والبحار‬ ‫عليها) (‪)5‬يا خضر يا مبارك الخطوات ساعدني فطريقي طويل صعب ِ‬
‫وفيه‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للسالك من دليل)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وشاق وخطير وال ُبَّد فيه َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫طويل‬ ‫ِ‬
‫السلوك‬ ‫(درب ُّ‬ ‫فخ ْذ بيدي‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ضعيف ُ‬
‫ٌ‬ ‫وأنا‬

‫غزل‪314‬‬

‫ِ‬ ‫األمس عينك المريض ُة قتلتني‪ِ ،‬‬


‫أعاد لي روحي؛‬‫ف َشَفتـ َك َ‬‫طَ‬ ‫لك َّن ُل ْ‬ ‫ِ َُ‬ ‫ليل َة‬
‫سك ْر ُت ِم ْن هذا الجا ِم‬ ‫سكي ليس ِمن اليوم‪ ،‬فقديماً ِ‬
‫ذار َك الم ِّ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ط َع ِ‬ ‫ِعشقي لخ ِّ‬
‫ال ِهاللي(‪)1‬؛‬
‫ّ‬
‫أقع ْد‬ ‫ِ‬ ‫الج ِ‬ ‫طَلِب َك يبدو لي ُ‬
‫ور في حماك ال ُ‬ ‫طرَف ًة جميَل ًة‪ ،‬فأنا رغ َم َ‬ ‫بات نفسي في َ‬ ‫ثَ ُ‬
‫طَلِبك؛‬ ‫عن َ‬
‫السكارى ما‬ ‫ظ ُّل أتنَّفس في ِخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫طُل ِب الع ِاف َي َة ِمِّني أنا جلي ِ‬
‫دمة ّ‬ ‫َ‬ ‫الحان‪ ،‬سأ َ ََ ُ‬ ‫س‬ ‫ال تَ ْ‬
‫حييت؛‬
‫كيف انتهى‬ ‫ِ‬ ‫ط ٍر من ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫يق ِ‬ ‫في طر ِ‬
‫تقول َ‬ ‫جهة الفناء‪ ،‬كي ال َ‬ ‫َ‬ ‫ناك مئ ُة َخ َ‬
‫شق ُه َ‬
‫الشجاع؛‬ ‫ُعمري أيُّها ُّ‬
‫ط ُت‬ ‫الصيوب‪ ،‬وقد ارتََب ْ‬ ‫ِ‬
‫الحسود غي ِر َّ‬ ‫يصيبني ِمن إط ِ‬
‫الق سه ِم‬ ‫ُ‬ ‫غم‬
‫أي ٍّ‬ ‫بعد هذا ُّ‬ ‫َ‬
‫حاجب المحب ِ‬
‫وب؛‬ ‫قوس ِ‬ ‫ب ِ‬
‫اء‬‫الوفاء ِمن الجف ِ‬‫ِ‬ ‫عهد‬ ‫ِ‬ ‫العقيق َّالذي‬
‫ِ‬ ‫ُقبَلتي لُِدرِج‬
‫َ‬ ‫حالل لي‪ ،‬فأنا ْلم أكس ْر َ‬ ‫ٌ‬ ‫تملك‬
‫ُ‬
‫من األعداء؛‬ ‫ِ ِ‬
‫واالستهزاء َ‬
‫تأخ ْذ‬ ‫عاطَف ُة َّ ِ‬
‫صاحب العس َك ِر أغار على قلبي ومضى‪ِ ،‬آه إذا ِ‬ ‫ِ‬
‫الشاه لم ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ص َنمي‬ ‫َ‬
‫بيدي؛‬

‫‪322‬‬
‫ك‬ ‫لكَّنه صغير مغموم أمام شمش ِاد ِ‬
‫الفَلك‪ِ ،‬‬ ‫ُر َتب ُة ِعل ِم حاف َ‬
‫قامت َ‬
‫َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫ظ َعَل ْت على َ‬
‫العالي ِة(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫ــــــ‬
‫حول‬
‫خاص ًة َ‬
‫يرس ُم هالالً‪َّ ،‬‬
‫اب اليافع ُ‬‫الش ّ‬
‫النابت حديثاً عند ّ‬ ‫يقصد بخط المسك شعر الوجه ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫وخشبها غاي ٌة في الجودة‪.‬‬


‫ُ‬ ‫٭الشمشاد َش َج َرةٌ عالي ٌة قويم ُة ال ِج ِ‬
‫ذع‬ ‫أمام األ ُذن ؛ ّ‬
‫الفم‪ ،‬و َ‬

‫غزل‪315‬‬

‫ال ُقـ ْل لـي مـاذا َج َنيـ ُت من ِعشـ ِقك؛‬ ‫اع دينـي وعلمـي من يـدي‪ ،‬تعـ َ‬ ‫غيـ َر ضيـ ِ‬
‫ـق تُـر ِ ِ‬ ‫ول ُعمـر َي ِّ‬
‫العزيـزة لم‬ ‫ـك َ‬ ‫اب َق َدم َ‬ ‫للريـ ِح‪ ،‬و َح ِّ‬ ‫غمـ َك أعطـى محصـ َ‬ ‫أن َّ‬ ‫رْغ َم َّ‬
‫الع ْهـ َد؛‬
‫ض َ‬ ‫أنُقـ ِ‬
‫وج ِه َك التحْق ُت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ورْغـ َم ّأنـي حقيـٌر كالـ َّذ َّرِة‪ ،‬اُن ُ‬
‫ف فـي دولـة الع ْش ِق وفـي ُحـ ّب ْ‬ ‫ظـ ْر كيـ َ‬
‫َّ‬
‫بالش ْمس؛‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫لس ًة سعيـ َد ًة فـي ُرْكـ ِن العـ َ‬
‫افية؛‬ ‫العمـ ُر بطـوله ولم أجـل ْس جـ َ‬ ‫هـات الخمـ َرَة فقـ ْد مـ َّر ُ‬
‫ناص ِحي‪ ،‬ال ترِم حديثَ َك على األرض‪ ،‬فأنـا سكران؛‬ ‫إذا ُكنت عـ ِاقالً‪ ،‬أي ِ‬
‫َ‬
‫تكـن لـه ّ ِ‬ ‫كيـف ِم َـن َ ِ‬
‫دم ٌة الئـَق ٌة؛‬
‫منـي خـ َ‬ ‫ام الحبيـ ِب‪ ،‬ولـ ْم ُ ْ ُ‬ ‫أس أمـ َ‬ ‫الخ َجـل أرَفـ ُع ال َّر َ‬ ‫َ‬
‫حت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احتَ َـر َق حـ ِاف ُ‬
‫ؤوف أرسلـوا لـ ُه مـرهماً فقـد َجـ َر ُ‬ ‫ظ ولـ ْم يُقـل ذلـ َك الحبيـ ُب الـ ّر ُ‬
‫خـ ِ‬
‫اط َره‪.‬‬

‫غزل‪316‬‬

‫الل ِ‬
‫فتهد َم ُبنياني؛‬ ‫الد ِ‬
‫نيان َّ‬ ‫يح فتُسلِمني ِّ‬ ‫ط َّرتَ َك ِّ‬ ‫ال تُ ِ‬
‫تعم ْر ُب َ‬
‫للريح‪ ،‬ال ُ‬ ‫َ‬ ‫للر ِ‬ ‫عط ُ‬

‫‪323‬‬
‫ص َل‬ ‫عني فتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فأشر َب َدم أحشائي‪ ،‬وال تُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مع ُك ِّل‬ ‫تشر ِب‬
‫ض ّ‬ ‫عر ْ‬ ‫َ‬ ‫شخص َ‬ ‫الخمر َ‬
‫َ‬ ‫ال َ‬
‫الفَلك؛‬
‫صرختي إلى َ‬
‫الريح؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط َّرتَ َك فتُسل َمني ّ‬‫كس ْر ُ‬‫فتصيدني‪ ،‬وال تُ ّ‬
‫َ‬ ‫سالس َل‬ ‫ال تَ ْج َع ْل فرَع َك‬
‫لألغيار فتُ ِ‬
‫فق َدني‬ ‫ِ‬ ‫وبين نْفسي‪ ،‬وال تغتَ َّم‬‫ِق بيني َ‬ ‫فر َ‬
‫للمجهولين فتُ ّ‬
‫َ‬ ‫صديقاً‬ ‫تك ْن َ‬‫ال ُ‬
‫السعادة؛‬ ‫َّ‬
‫قد َك العالي كي أتَ َح َّرَر‬ ‫أفرغَ ِم ْن َوَر ِق الورد‪ ،‬و ِأرني َّ‬
‫نير كي َ‬ ‫الم َ‬
‫وجه َك ُ‬ ‫وأظه ْر َ‬
‫ِ‬
‫السرو؛‬
‫من َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫تك ْن ذاك َر ُك ِّل قو ٍم كي ال تنساني؛‬ ‫أي َج ْم ٍع فتُح ِرَقنا‪ ،‬وال ُ‬
‫تك ْن َش ْم َع ِّ‬‫ال ُ‬
‫مني‬ ‫تكن مشهور المدين ِة فأهيم في ال ِجبال‪ ،‬وال تُ ِ‬
‫حد ْث ِف َتن َة شيرين‬
‫فتجع َل ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ال ُ ْ‬
‫فرهاد؛‬
‫ف‬ ‫باب ِ ِ‬ ‫اب ِ‬ ‫صل إلى تُر ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫دار آص َ‬ ‫رختي لئال تَ َ‬ ‫ص َ‬ ‫المسكين وأج ْب َ‬ ‫ارح ْمني أنا‬ ‫و َ‬
‫صرختي؛‬
‫رت ُح ًّار‬ ‫ِ ِ‬
‫رت في قيد َك ص ُ‬
‫ورك‪ ،‬أنا ِمن ي ِ‬
‫وم ص ُ‬ ‫ظ حاشا يمي ُل ِبوج ِه ِه ِم ْن َج ِ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫ْ َ‬

‫غزل‪317‬‬

‫وحـٌّر ِمـ َن العـاَل َميـن؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫بالَق ْول‪ ،‬أنـا عبـُد ع ْشـقـ َك ُ‬ ‫أسعُد‬
‫ول َعَلناً و َ‬ ‫أق ُ‬
‫مصي َد ِة‬
‫َ‬ ‫وقعت في‬
‫ُ‬ ‫وكيف‬
‫َ‬ ‫اق ِِ‬ ‫دس كيف لي ِب َشرِح ِ‬
‫الفر ِ‬ ‫َ‬ ‫الُق ِ‬ ‫روض ِة‬
‫َ‬ ‫طائر‬
‫ُ‬ ‫أنا‬
‫الحو ِادث؟!؛‬
‫الخـراب؛‬ ‫ألعم َر هذا َّ‬ ‫ِ‬ ‫نت ملِكاً‪ُ ،‬‬
‫الديـ َر َ‬ ‫ُ‬ ‫وجاء بي َآد ُم‬
‫َ‬ ‫ردوس‪،‬‬ ‫نت في الف َ‬‫وك ُ‬ ‫ُك ُ‬
‫نسيت ِم ْن شوقـي لِ ِحمـاك؛‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحوض‪ ،‬جميعاً‬ ‫وشَف َة‬ ‫ِ‬
‫الحور َ‬ ‫ِظ َّل طوبى ِ‬
‫ورَّق َة‬
‫أفع ُل وأُستاذي لـ ْم ُيعِّل ْمني َحرفاً‬ ‫ف ِ‬ ‫ليس في لو ِح قلبي غير ِأل ِ‬
‫قامة حبيبي‪ ،‬ما َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫آخر؟ ؛‬ ‫َ‬

‫‪324‬‬
‫يوم ُولِ ْد ُت ِم ْن أ ِّ‬
‫ُم‬ ‫ِ‬
‫كان طالعي َ‬ ‫رب ما َ‬ ‫ِ‬
‫نجمٍ‪ ،‬يا ّ‬
‫يعرُف ُه ُّ ِ‬
‫أي ُم ّ‬ ‫كوك ُب بختي ال ِ‬ ‫َ‬
‫الوجود؛‬
‫ظ ٍة ٌّ‬
‫غم‬ ‫ك َعَل َّي في ُك ِّل لح َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أصير َحْلَق ًة في أُ ُذ ِن باب حانة الع ْشق‪ُ ،‬م َ‬
‫بار ٌ‬ ‫َ‬ ‫حتّى‬
‫جديد؛‬
‫القلب لِ ُم َدَّللي َن يسبو َن‬
‫كيف أسَل ْم ُت َ‬‫وذاك جزاؤهُ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫يشر ُب ِم ْن َد ِم قلبي‬
‫بؤبؤ عيني َ‬ ‫ُ‬
‫الُقلوب؛‬
‫دائم‬ ‫صَل ٍة ِم ْن َش ْع ِر َك‪ ،‬أو ِ‬ ‫وجه ِ‬
‫حاف َ ِ‬ ‫الدمع عن ِ‬
‫امس ِح َّ ْ َ‬
‫يل ُ‬ ‫الس ُ‬
‫ف هذا َّ‬ ‫يجر َ‬ ‫ظ ب َخ ْ‬ ‫َ‬
‫الج َر ِ‬
‫يان ُبنياني‪.‬‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫األح ِد وهو َّأو ُل‬ ‫َّة أي اس ِم ِ‬
‫(‪)1‬األلف أول الحروف ويرمز ِب ِه العارف إلى مقا ِم األحدي ِ‬
‫ّللا َ‬‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ‬
‫ِ‬
‫األسماء اإللهيَّة‬

‫غزل‪318‬‬

‫ظة؛‬
‫لك َميلي ُك َّل َلح َ‬ ‫تراني وتزيد لي أَلمي ك َّل َلح َ ٍ‬
‫اك ويز ُيد َ‬
‫ظة‪ ،‬أر َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫تسأل‪ ،‬وال ِعْل َم لي بما تنوي لي‪ ،‬وِب ِعالجي ال تسعى‪ ،‬أال تعلَ ُم‬ ‫ُ‬ ‫عن حالي ال‬
‫ِب َم َرضي؟!؛‬
‫ألصير‬ ‫أن تم َّر بي وأنا على التُّر ِ‬
‫اب وتمضي‪ُ ،‬م َّر بي و َس ْل عّني‬
‫َ‬ ‫ليس أسلوباً ْ ُ‬ ‫َ‬
‫اب طر ِيق َك؛‬
‫تُر َ‬
‫القب ِر‪ ،‬و َ‬
‫حينها أيضاً إذا َم َش ْي َت على‬ ‫حين أصِب ُح في ْ‬‫لن أرَف َع ال َي َد ّإال َ‬
‫ك ْ‬‫عن ثوِب َ‬
‫قبري سيعل ُق ُغباري ِبثوِب َك؛‬
‫قول َّأن َك َف َعْلت؛‬ ‫خمد ِمن ِ ِ ِ‬
‫تخد ُعني‪َ ،‬دماري َجَل ْب َت‪ ،‬وال تَ ُ‬
‫إالم َ‬
‫غم ع ْشق َك َنَفسي‪َ ،‬‬ ‫َ ََ ْ ّ‬

‫‪325‬‬
‫أبح ُث عن قلبي في ظال ِم َف ْرِع َك‪ ،‬فوَق َع ْت عيني على َو ْج ِه َك‪،‬‬ ‫ليَل ًة ُع ْد ُت َ‬
‫هاللي؛‬
‫ٍ‬ ‫جام َخ ْم ٍر‬
‫بت َ‬ ‫وشر ُ‬
‫ّ‬
‫ض ْع ُت َشَفتي على َشَفِت َك‪،‬‬ ‫فائر َش ْع ِر َك‪َ ،‬و َ‬
‫ض ِ‬ ‫وتحت َ‬
‫َ‬ ‫فجأة‪،‬‬
‫ً‬ ‫إلي‬
‫وض َم ْمتُ َك َّ‬‫َ‬
‫داء َل َك؛‬ ‫ِ‬
‫الرو َح والَقْل َب ف ً‬‫وجعْل ُت ُّ‬
‫َ‬
‫فء ِم ْن َك‪ ،‬ال‬ ‫حافظ وُقل للخص ِم أن يموت‪ ،‬ما دمت ِ ِ‬ ‫ُكن لطيفاً مع ِ‬
‫الد َ‬
‫أجُد ّ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫صم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْ‬
‫برودة َد ِم َ‬
‫أخاف م ْن َ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪319‬‬

‫ِبحك ِم الع ِ‬ ‫ِ‬


‫السكـارى س ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫سجنت‬
‫ُ‬ ‫ـقل حرصي قـد‬ ‫ُ‬ ‫رت حتّى‬ ‫سني َـن مع ّ‬
‫(‪) 2‬‬
‫بلغت‬
‫ُ‬ ‫إلـى أن من ِـزَل الـعنـقـا‬ ‫دهُد الهـادي دلـيلي‬ ‫وكـان ال ُـه ُ‬
‫( ‪)3‬‬
‫داري قـد خر ُ‬
‫بت‬ ‫ـك‬
‫ـإنـي في َ‬‫فّ‬ ‫أكنز ال ُّـرو ِح ظّلـِ ْل ُجـرَح قلبي‬
‫َ‬
‫( ‪)4‬‬
‫تركت‬ ‫َمـن يسـقـي‬ ‫ول ْثم ِشف ِ‬
‫ـاه‬ ‫وكيف أعـرت للجه ِ‬
‫ـالء أُ ْذنـي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َْ ُ‬

‫المشتَّ ِت‬ ‫مع ِم ْن ذلِ َك َ‬ ‫ِ‬ ‫المرِاد‬ ‫ِ‬


‫الفرِع ُ‬ ‫الج َ‬ ‫العادة‪ ،‬فأنا َك َس ْب ُت َ‬ ‫َ‬ ‫خالف‬
‫َ‬ ‫ُك ْن طال َب ُ‬
‫فرق؛‬
‫الم َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫افع ْل‬
‫األزْل َ‬ ‫لطان َ‬ ‫قال لي ُس ُ‬ ‫ليس في يدي ويدك‪ُ ،‬ك َّل ما َ‬ ‫الس ْت ِر َ‬
‫الس ِّر و ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫َنْق ُ‬
‫َف َعْلت؛‬
‫ردوس‪ ،‬رْغ َم ِّأني كثي اًر ما َع ِمْل ُت َّبواباً‬ ‫ِ ِ‬ ‫األزِل َ‬ ‫طِ‬ ‫وعندي ِم ْن ُل ْ‬
‫ط َم ٌع ِب َجَّنة الف َ‬ ‫ف َ‬
‫للحان؛‬
‫جر صبري َّالذي‬ ‫وهذا َّالذي حظيت ِب ِه ِمن ص ِ‬
‫بعد شيخوختي‪ ،‬أ ُ‬
‫ف َ‬ ‫يوس َ‬
‫حبة ُ‬‫ْ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫كان منّي في ُح ْج َرِة األحزان؛‬
‫َ‬

‫‪326‬‬
‫وك ُّل ما َف َعْل ُت‪ِ ،‬م ْن دوَل ِة الُقر ِ‬
‫آن‬ ‫السالم َة ِم ْثل ِ‬
‫حافظ‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫طَلبي َّ َ‬ ‫الص ْب َح و َ‬
‫وقيامي ُّ‬
‫علت؛‬
‫ف ُ‬
‫ِ‬
‫صاح ِب‬ ‫سنين في ِخ ْد َم ِة‬
‫َ‬ ‫نت‬
‫اع َجبي‪ ،‬وقد ُك ُ‬
‫ِ‬ ‫ان َ ِ‬
‫الغ َزل لم أجل ْس و َ‬ ‫إذا ِبص ْد ِر ديو ِ‬
‫َ‬
‫الديوان‪.‬‬
‫هذا ّ‬
‫ـــــــ‬
‫الغ َزِل ِشع اًر وتر َج ْم ُت َّ‬
‫البقي َة نث اًر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بع َة األولى من هذا َ‬ ‫*ترجمت األبيات األر َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫نين طويَل ًة حتّى َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باع‬
‫بات ِ‬ ‫تمك ْن ُت‪ّ ،‬‬ ‫سيرِتهم س َ‬ ‫رت ِب َ‬‫السكارى وسل ْك ُت مسَل َك ُهم وس ُ‬ ‫افقت ُّ‬ ‫لقد ر ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫من التَّ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ص والب ْخ ِل والتَّ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫اال ِلت از ِم ِبما ُ ِ ِ‬ ‫العْق ِل و ِ‬
‫حك ِم بي‬ ‫بالدنيا ومنعها َ‬ ‫عل ِق ُّ‬ ‫سج ِن الح ْر ِ ُ‬ ‫يحك ُم ِبه‪ ،‬من ْ‬ ‫َ‬
‫عن‬ ‫ِ‬
‫أسير باحثاً ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كنت ُ‬ ‫كسالك)؛ ولقد ُ‬ ‫علي (يشرُح في هذا البيت حاَل ُه َ‬ ‫لطان َّ‬ ‫يع ْد لها ُس ٌ‬ ‫ولم ُ‬
‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬

‫هذ ِه المرَحَل ِة‬ ‫قطع ِ‬ ‫أسير وحيداً في ِ‬ ‫أك ْن ُ‬ ‫اصل) ولم ُ‬ ‫منزلِها(حال الو ِ‬
‫ُ‬ ‫العنقاء حتّى وصْل ُت إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫دليل واحرص على‬ ‫ده ُد سليمان فال تذهب بغير ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كنت أسير مهتدياً ِب ٍ‬
‫خبير هو ُه ُ ُ‬ ‫دليل‬ ‫ُ‬ ‫بل ُ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫دليل وهو َّ‬ ‫بغير ٍ‬ ‫لوك ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫السير في ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬
‫العار ُ‬ ‫يخ‬
‫الش ُ‬ ‫درب ُّ‬ ‫مكن َّ ُ‬‫المرشد (ال ُي ُ‬ ‫الولي ُ‬ ‫ِّ‬
‫تابعة‬ ‫ُ‬
‫ك‪ ،‬وفي المثنوي‪ :‬زُاد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النجاة‪ ،‬ومن دوِنه‬ ‫بالدرب والهادي إلى َّ‬ ‫ِ‬ ‫الخبير َّ‬ ‫ِ‬
‫السال ُ‬
‫يضل َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫المرش ُد‪،‬‬
‫ُ‬
‫كنزها‬ ‫خير ما وجد ْت روحي‪ ،‬ويا َ‬ ‫آثار القلم)؛ فيا َ‬
‫(‪)3‬‬
‫طالب العل ِم ُ‬ ‫القدم وزُاد‬ ‫آثار َ‬ ‫وفي ُ‬ ‫الص‬
‫َ‬ ‫ُّ ِّ‬
‫ِ‬
‫له بيتاً في ظّلِك‪ ،‬فقد خر ُ‬ ‫ِ‬
‫بت بيتي في‬ ‫اجع ْل ُ‬ ‫عار فظّلْل ُه‪ ،‬و َ‬‫إن ُجرَح قلبي ٍ‬ ‫مين الجميل‪َّ ،‬‬ ‫الثَّ َ‬
‫النور)؛ (‪)4‬تُْب ُت‬ ‫بيت ِه غر َق في ُّ‬ ‫شيء في حِبك(من خرب سقف ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬ ‫يت ِب ُك ِّل‬ ‫وض َّح ُ‬ ‫بسبِبك‪َ ،‬‬ ‫الدنيا َ‬ ‫ُّ‬
‫استمعت‬
‫ُ‬ ‫أخطأت و‬
‫ُ‬ ‫أعض شفتي َندام ًة على ما‬ ‫اآلن ُّ‬
‫الساقي‪ ،‬وها أنا َ‬ ‫ُقب َل َشَف َة َّ‬ ‫لت لن أ ِّ‬ ‫مرًة وُق ُ‬‫َّ‬
‫الجاهلين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مقالة‬ ‫إلى‬

‫غزل‪320‬‬

‫رسـماً‬ ‫َّ‬
‫أتخيـ ُل خطـ َك ْ‬ ‫النـو ِم ب َسيـ ٍل ِم َن الَّدمـ ِع‪ُ ،‬‬
‫وكنـ ُت َّ‬ ‫رب َّ‬
‫س قطعـ ُت د َ‬ ‫ليـل َة األمـ ِ‬
‫على المـاء(‪)1‬؛‬
‫وخـرَق ٌة محتَـ ِرَقـ ٌة‪ ،‬والجـام أكـرع علـى ِذ ْكـ ِر ركـ ِن ِ‬
‫ذلـ َك‬ ‫ظـري‪ِ ،‬‬ ‫اج ُب الحبيـ ِب فـي َن َ‬
‫حـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬
‫المحـراب؛‬

‫‪327‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكَّلما‬
‫أمسكتُ ُه‬
‫طار للفرار م ْن على ُغصن م ْن أغصان الكال ِم‪َ ،‬‬ ‫طائر ف ْك ٍر َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ـاك ِم ْن ُ‬
‫طـ َّرِتك؛‬ ‫اب ِمن ِشب ٍ‬
‫ِبمضر ٍ ْ‬
‫ِ‬
‫ظـري‪ ،‬وأنـا ِم ْـن بعي ٍـد أط َـب ُع الُق َبـ َل علـى خـِّد الَق َمـر؛‬ ‫اح يتجّلـى لِ َن َ‬ ‫ِ‬
‫وجـ ُه المعشـوق ر َ‬
‫العيـ ِن واألُ ُذ ِن أطـر ُق هـذا‬ ‫ِ ِ‬ ‫السـاقـي وأُ ُذني لِقـ ِ‬ ‫عينـي علـى ِ‬
‫الربـاب‪ ،‬وبفـأل َ‬ ‫ول َّ‬ ‫وجه َّ‬
‫البـاب؛‬
‫رس ِم عيني الَّتـي‬ ‫ال وج ِهـك إلـى وق ِ‬
‫ـت تََن ُّـف ِ‬ ‫ش خيـ ِ‬
‫أرس ُم في َم َ‬
‫ظَلْل ُت ُ‬
‫الصب ِـح‪َ ،‬‬
‫ـس ُّ‬ ‫َ‬ ‫َنْق َ‬
‫ال تنـام؛‬
‫أس‪ ،‬وأنـا أق أُر هذا ِّ‬ ‫ِ‬
‫كرعُ‬
‫الش ْعـ َر وأ َ‬ ‫السـاقي علـى صـوت َغـ َزلـي هـذا يـرَف ُع الكـ َ‬ ‫و َّ‬
‫الصـافية؛‬
‫الخمـ َرَة َّ‬
‫ة األحباب‪.‬‬ ‫الرجاء على ِاس ِم عم ِر ودوَل ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫م َّر َ ِ‬
‫ُْ‬ ‫فأل ُمراده و َّ ُ‬ ‫كان ُ‬‫مر حافظ‪َ ،‬‬ ‫طّيباً ُع ُ‬ ‫َ‬
‫ــــــ‬
‫ك في عيني َّالتي يجري ماؤها‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫السبيل َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّل خط َ‬
‫البكاء‪ ،‬أتخي ُ‬
‫للنو ِم م َن ُ‬ ‫األمس ْلم أجد َّ َ‬ ‫(‪)1‬ليَل َة‬
‫الناِبت حديثاً على ِ‬
‫خاص ًة على‬
‫َّ‬ ‫الح َدث‬
‫وجه َ‬‫ْ‬ ‫عر َّ ُ‬‫الش ُ‬
‫ط هو ّ‬ ‫أرس ُم على الماء‪ ،‬والخ ّ‬ ‫كأني ُ‬ ‫ِّ‬
‫العذار(أمام األُ ُذن)‬
‫َ‬

‫غزل‪321‬‬

‫الشباب؛‬‫عاد لي َّ‬ ‫لب و ٌ َّ‬


‫عاجز‪ُ ،‬كلما تَ َذ َّك ْر ُت ْ‬
‫وج َه َك َ‬ ‫ضعيف الق ِ‬ ‫ُ‬ ‫رْغ َم ِّأني شي ٌخ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فك ُّل َش ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫بمنتهى الكمال؛‬ ‫غبتي‪ُ ،‬‬‫طَل ْبتُ ُه مـ َن هللا‪ ،‬نلتُ ُه ِب ُمنتهى َر َ‬
‫يء َ‬ ‫الشك ُر هلل ُ‬
‫ِ‬
‫روض‬ ‫رت ُب ُلب َل‬ ‫ِِِ ِ‬ ‫َّة انعمي ِبِثم ِار َّ ِ‬ ‫ورد الفتي ِ‬
‫يا َشجرَة ال ِ‬
‫تح َت ظّلك ص ُ‬ ‫الدوَلة‪ ،‬أنا ْ‬ ‫ََ‬
‫العاَلم؛‬
‫غمك ِ‬ ‫ِ‬ ‫يكن لي خبر عن ِ‬
‫ص ْر ُت‬ ‫مكتَ ِب ّ َ‬ ‫تحت وجودي وفو ِق وجودي‪ ،‬في ْ‬ ‫ٌَ‬ ‫َّأوالً لم ُ ْ‬
‫طيفة؛‬‫الل َ‬‫هذ ِه َّ‬
‫عالِماً ِب ِم ْث ِل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِق ْس َم ُة َ‬
‫النحو؛‬ ‫ذاك َّ‬
‫حو أو َ‬ ‫األزِل ُمحيلتي إلى الخرابات‪ ،‬س ْر ُت على هذا ّ‬
‫الن ِ‬

‫‪328‬‬
‫باب المعنى‬ ‫ان إيو ِ‬ ‫صرت ِ‬
‫فيه ِم ْن س َّك ِ‬ ‫في ذلِك اليو ِم َّالذي ِ‬
‫انفتح ُ‬
‫َ‬ ‫شيخ المغان‪،‬‬
‫ان ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لِقلبي؛‬
‫الخم ِر‪ِ ،‬ب ُمرِاد‬ ‫مع جا ِم‬ ‫ِ‬ ‫السرمديَّة‪ِ ،‬ب ِ‬ ‫يق الو ِاس ِع للد ِ‬ ‫في َّ‬
‫الطر ِ‬
‫ْ‬ ‫البخت‪َ ،‬‬ ‫تخت ْ‬ ‫ْ‬ ‫ولة َّ‬ ‫ّ‬
‫صرت إلى ِ‬
‫أحبَّتي؛‬ ‫ِ ِ‬
‫القلب ْ ُ‬
‫أمان ِمن ش ِر ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الز ِ َّ‬‫و ِم ْن ذلِ َك َّ‬
‫تنة‬ ‫رت في ٍ ْ َ ّ‬ ‫مان الذي أصابتني فيه ف ْتن ُة عين َك‪ ،‬ص ُ‬
‫الزمان؛‬ ‫ِ‬
‫آخ ِر َّ‬
‫الع ُم ِر‬ ‫الشه ِ‬‫نين و ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫رور ُ‬
‫مر بي ُم َ‬‫الوفي َّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫ور‪ ،‬الحبي ُب غي ُر‬ ‫الس َ‬
‫أنا َل ْم أش ْخ م َن ّ‬
‫فش ْخ ُت ِم ْن ذلِ َك؛‬
‫سرعاً)‪ِ ،‬‬
‫( ُم ِ‬
‫ان‬ ‫إلي وأنا َّ ِ‬
‫الضام ُن ُغفر َ‬ ‫ظا ِ‬
‫رج ْع َّ‬ ‫ايت ِه‪ ،‬أن يا حاف ُ‬
‫س أعطاني الب ْشرى ِب ِعن ِ‬
‫ُ‬ ‫ليَل َة األم ِ‬
‫ْ‬
‫َذنِبك‪.‬‬
‫غزل‪322‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫أيت‬
‫بمثـلك ال سمـعـ ُت وال ر ُ‬ ‫اكن عيـني واّنـي‬ ‫خيـاُلك سـ ٌ‬
‫بمثـ ِل قـوا ِم قـ ّدك مـا ظ ُ‬ ‫ال بال عنـ ٍ‬ ‫يت مع ِّ‬
‫الشمـ ِ‬
‫( ‪)2‬‬
‫فرت‬ ‫ان‬ ‫جر ُ‬
‫َر َجـا قلـبي ِبثَ ْغـ ِر َك قد َق َ‬ ‫ِ‬
‫ضياً في لـيل َفـرِع َك ما َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ط ْع ُت‬ ‫وج ْد ُت‬
‫وكم ِم ْن َخم ِـر َل ْعـلِ َك َقـ ْد ُخِد ْع ُت‬
‫ْ‬
‫بشـو ِق َشر ِ‬
‫اب ثَ ْغ ِـر َك كم بكي ُت‬ ‫َ‬
‫(‪)4‬‬
‫جنيت‬
‫ُ‬ ‫وأرضك كم بهـا ُغصصاً‬ ‫اح جرحـن قلبي‬ ‫بغمزتك ِّ‬
‫الرمـ ُ‬
‫ان ِ‬ ‫نفـو اًر ِم ْن بني اإلنسـ ِ‬ ‫ـاي َة َع ِينـ َك َّ‬ ‫ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫ص ْر ُت‬ ‫السـودا َغـ ازالً‬ ‫جن َ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بار‪ ،‬فأنا أجُد م ْن ذل َك التُّراب ر َ‬
‫يح‬ ‫الغ َ‬
‫الص ْب ِح ُ‬
‫نسيم ُّ‬
‫م ْن حمى الحبيب احم ْل أي َ‬
‫الجريح؛‬
‫َد ِم قلبي َ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫كالبرُعمِ‪َ ،‬ه َّب على رأسي نسيم دي ِارِه‪ ،‬ف َّ‬
‫يح َ‬‫الف قلبي الجر ِ‬ ‫قت غ َ‬ ‫مز ُ‬ ‫ُ‬ ‫أنا ُ‬
‫العبير؛‬

‫‪329‬‬
‫اج عيني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عين ِ‬
‫ور ِ‬
‫ون ِ‬ ‫ِ‬ ‫َقسماً بتُر ِ‬
‫أضاء سر ُ‬
‫َ‬ ‫وجه َك ما‬
‫ظ‪ ،‬لوال ُ‬
‫حاف َ‬ ‫اب أقدام َك ُ‬ ‫َ‬
‫ــــــــــ‬
‫(‪)1‬رسمت صورة خيالِك في مرس ِم عيني‪ ،‬صورة ما رأت عيني لها مثيالً‪ ،‬وال ِ‬
‫سم َع ْت بمثلِها‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُْ‬
‫ان‪ ،‬أو‬ ‫كل ما قال لس ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أجمل من ُك ِّل‬
‫وقياس‪ ،‬ومن ّ‬ ‫خيال‬ ‫ُ‬ ‫قاس‪ ،‬وأنت‬ ‫أذني (جماُلك ال ُي ُ‬
‫ظفر ُت‬ ‫الشمال َّ ِ‬ ‫عنك مع ري ِح َّ‬
‫السريعة‪ ،‬فما ْ‬ ‫أبحث‬ ‫سافرت‬ ‫عين)؛‬
‫أذن‪ ،‬أو رأت ٌ‬ ‫سمعت ٌ‬
‫)‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪2‬‬

‫طعت َّ‬
‫الط َم َع‬ ‫هار في ِ‬‫بالن ِ‬‫الع ُم َر َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ٍ‬
‫رك‪ ،‬وقد ق َ ْ ُ‬
‫ليل شع َ‬ ‫أمل لي ُ‬ ‫بش َج َرة لها قو ُام سروة قامتك؛ ال َ‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬

‫السها ِم‬‫مزٍة ِ ِ‬ ‫(‪ِ )4‬‬ ‫الط ِ ٍ‬ ‫ور َف ِمك (من مرِاد قلبي َّ‬ ‫ِم ْن ُمرِاد قلبي ِب َد ِ‬
‫كم م َن ّ‬
‫امع بُقبلة من ثغرك)؛ م ْن َغ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫رت ِمن‬ ‫(‪ِ )5‬‬
‫األحمال في ِحماك؛ ص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِة كم َّ‬
‫تحمْل ُت ِم َن‬ ‫ميت على قلبي الجريح‪ ،‬و ِم َن ُ‬
‫الغ َّ‬ ‫َر َ‬
‫ميين‬ ‫الجميل كالغز ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عينك َّ ِ‬ ‫ِجناي ِة ِ‬
‫اآلد ّ‬
‫من َ‬ ‫أنفر َ‬
‫الوحشي ُ‬ ‫ِّ‬
‫ال‬ ‫ك‬
‫السوداء و ُعُنق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫غزل‪323‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أخجل مـن ذوي ُح ِ‬
‫سن القوا ِم‬ ‫و ُ‬ ‫حنـى ِح ْملي قوامي‬ ‫جزت وقـد‬
‫ع ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُجـ ُّن مـ َن الهيا ِم‬ ‫أ ِ‬ ‫لَِفـرِع َك أو ِبح ٍ‬
‫ك أو أ َ‬ ‫ُم ّسـ ُ‬
‫َ‬ ‫بل‬ ‫َ‬ ‫ددت يـدي‬
‫مـ ُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫تني تُحصي الكواك َب في الظال ِم‬ ‫َسـ ْل عيني َّالتي ال‬ ‫عن األفـ ِ‬
‫الك‬ ‫ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫ُقبـ َل ثغـ َر جامي‬ ‫فنـذ اًر أن أ ِّ‬ ‫ام‬ ‫أسـ َّر إلـ َّي ِسـ َّر َّ‬
‫الد ْهـ ِر جـ ٌ‬ ‫َ‬
‫(‪)5‬‬
‫وذاك ِبـحـ ِّق ِنعمـِتـ ِه قيامي‬
‫َ‬ ‫ين أدعـو‬‫حـ َ‬ ‫خمـ ِار أدعـو‬ ‫وللـ َّ‬
‫(‪)6‬‬
‫ظـلماً لألنا ِم‬
‫ُ‬ ‫َّالتي لـم تـ ِ‬
‫أت‬ ‫واّنـي شـاك ٌـر ِج َّـداً ذ ارعـي‬
‫ط ِف َك َ‬ ‫وحـ ِاف ُ‬
‫ِ (‪)7‬‬
‫في الختا ِم‬ ‫مع‬
‫ظ َّـل يط ُ‬ ‫ِبُل ْ‬ ‫ـكن‬
‫ان ل ْ‬ ‫ظ لم يـزل سكـر َ‬
‫ـــــــــ‬
‫ثقل حم ِل ذنوبي‪ ،‬ويا خجلي من ذوي‬ ‫تحت ِ‬ ‫َ‬ ‫عاجز‪ ،‬وظهري انحنى‬ ‫ٌ‬ ‫(‪)1‬أنا‬
‫وصف الحبيب ب ِ‬
‫حسن القوا ِم عادةٌ عند‬ ‫العالية و ِ‬
‫القدود الجميلة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القامات‬
‫ُ‬
‫نجير فرِع َك فمصيري إلى‬ ‫ِ‬
‫حلقات ز ِ‬ ‫تصل يدي إلى ٍ‬
‫حلقة من‬ ‫العارفين؛ (‪)2‬إذا لم ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫المساء‬ ‫يل‪ ،‬من‬ ‫الفَل ِك عيني ّ‬
‫ألني أمضي الّل َ‬ ‫أوضاع َ‬
‫ِ‬ ‫الجنو ِن والهيام؛ (‪َ )3‬س ْل عن‬

‫‪330‬‬
‫النجوم؛‬ ‫صرت خبي اًر بمواق ِع ّ‬‫ُ‬ ‫أعُّدها‪ ،‬وقد‬ ‫ظ ُر في ُّ‬
‫النجو ِم و ُ‬ ‫باح‪ ،‬ساه اًر أن ُ‬ ‫الص ِ‬
‫إلى َّ‬
‫الد ِ‬
‫سر َّ‬‫إلي ب ِّ‬‫خمر َّالتي أفضت َّ‬ ‫كأس ال ِ‬‫أقب َل َشَف َة ِ‬ ‫علي أن ِّ‬
‫( ‪)4‬‬
‫هر‪ ،‬شك اًر لها‬ ‫نذ اًر َّ‬
‫دعوت‬ ‫ٍ‬
‫ضير إذا‬ ‫أي‬ ‫( ‪)5‬‬
‫إلي‪ ،‬بما أيقظتني من غفلتي؛ و ُّ‬ ‫صنيعها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حسن‬ ‫على‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫علي‪ ،‬وا ِ‬
‫حسان ِهم‬ ‫حق ِ‬ ‫ِ‬
‫شاكر‬
‫إلي؛ واّني ل ٌ‬ ‫ّ‬ ‫نعمت ِهم َّ‬ ‫أؤدي َّ‬ ‫الخمر‪ ،‬فأنا ّ‬ ‫ِ‬ ‫لباعة‬ ‫ِ‬
‫بالخير‬
‫ان ّإال‬‫أس سكر ُ‬ ‫الر ِ‬‫دائر َّ‬ ‫من َّ‬ ‫جداً لذراعي اّلتي لم ِ‬ ‫َّ‬
‫ظ ُ‬ ‫الناس؛ وأنا كحاف َ‬ ‫تؤذ أحداً َ‬
‫طف ِ‬
‫مالك العاَلم‪.‬‬ ‫َّأنني طامع بُل ِ‬
‫ٌ‬

‫غزل‪324‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ويصـ ِب ُح فت َـح ُمق ِـلت ِه رجائي‬
‫ُ‬ ‫تع َّـق ُـد مـن جـديـ ِلت ِه أمـوري‬
‫(‪)2‬‬
‫تـلـ َّو َن ِم ْث َـل جـا ٍم من دمائي‬ ‫كن‬
‫ط َـرباً ول ْ‬
‫ووجـهي احمـ َّر ال َ‬
‫ِ ِ ( ‪)3‬‬
‫ـت ِمـ َن الّلقاء‬ ‫ٍ‬
‫إن ُح ِـرْم ُ‬
‫فـآه ْ‬ ‫غني‬ ‫ـوف ي ُه ُّـدنـي لحـ ُن ُ‬
‫الم ّ‬ ‫وس َ‬

‫غير خيالِه إلى هذا‬ ‫حارس على حرِم قلبي اللّيل‪ ،‬طول َّ‬
‫الل ِ‬
‫يدخ َل ُ‬‫يل‪ ،‬كي ال ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫أنا ِ ٌ‬
‫الحري ِم؛‬
‫الس َّك ُر ِم ْن لِ ِ‬
‫سان‬ ‫احر َّالذي ِب ِس ْح ِر حديثي‪ ،‬يقطر َّ‬
‫الش ْهُد و ُّ‬ ‫اعر َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫أنا ذل َك الش ُ‬
‫صب؛‬ ‫ِ‬
‫قلمي م َن الَق َ‬
‫ظني؛‬‫ناي ِة ليوِق َ‬ ‫ِ ِ‬
‫نسيم م َن الع َ‬
‫منه ٌ‬ ‫منه َذ َه َب ْت في النَّوم‪َ ،‬‬
‫أين ُ‬ ‫صة ُ‬
‫عين بختي ِمن ِق َّ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يقول حديثي لِحبيبي؛‬ ‫أن َ‬ ‫أقول ْ‬
‫ِ‬
‫عينني‪ ،‬فل َم ْن ُ‬
‫في َ‬‫حبيب ُ‬
‫ُ‬ ‫يم ُّر ِب َك يا‬
‫ال أرى أحداً ُ‬
‫ينفعني‬ ‫فاق ورياء‪ ،‬غير ُغ ِ ِ‬ ‫حاف َ َّ ِ‬ ‫األمس يقول إ َّن ِ‬
‫ِ‬
‫يع ْد ُ‬ ‫بار بابه لم ُ‬ ‫َ‬ ‫ظ ُكل ُه ن ٌ‬ ‫ُ‬ ‫كان ليَل َة‬
‫َ‬
‫شيء‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ــــــــ‬

‫‪331‬‬
‫دت ِم ْن ُعَق ِدها‬ ‫الحبيب‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طامع‬ ‫الكثيرِة أموري‪ّ ،‬‬
‫فإني‬ ‫وتعق ْ‬ ‫جديلة‬ ‫البالء أصابني من‬ ‫غم َّ‬
‫أن‬ ‫رَ‬
‫(‪)1‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تحمل احمرَار‬ ‫يم؛ (‪)2‬فال‬ ‫حيمة يكو ُن بها فرجي‪َّ ،‬‬ ‫الر ِ‬ ‫عين ِه َّ‬
‫علي بنظرٍة من ِ‬
‫ْ‬ ‫فإن ُه كر ٌ‬ ‫َ‬ ‫يجود َّ‬
‫َ‬ ‫بأن‬
‫َّ‬
‫الكأس‬
‫ُ‬ ‫تعكس‬
‫ُ‬ ‫انع َك َس ْت على وجهي‪ ،‬كما‬ ‫تلك صورةُ د ِم قلبي َ‬‫من الط َر ِب‪َ ،‬‬ ‫وجهي على َّأن ُه َ‬
‫قضاء ُمرادي‬ ‫يكن‬ ‫ٍ‬ ‫من الم ِ‬ ‫لو َن الخمر؛ (‪)3‬وا َّن هذا‬
‫ُ‬ ‫يطيح بي‪ ،‬فآه إذا لم ْ‬ ‫ُ‬ ‫طرب سوف‬ ‫اللحن َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اللحن‪.‬‬ ‫من هذا‬

‫غزل‪325‬‬

‫صري ِبخ ِّ‬


‫ط‬ ‫ِ‬
‫بار تُراب َق َد ِم حبيبي‪ ،‬فسأكتُ ُب على لو ِح َب َ‬ ‫إذا وَق َع في يدي ُغ ُ‬
‫الغبار؛‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف بي إلى‬ ‫أن يقذ َ‬ ‫أن أصي َر إلى ِوصال َك َغ ِرْق ُت‪ ،‬وأرجو م ْن مو ِج دمعي ْ‬ ‫ِب َرجاء ْ‬
‫جو ِارك؛‬
‫س؛‬‫للري ِـح في َنَف ٍ‬
‫روحي ِّ‬ ‫كالشم ِع ِ‬ ‫لو جـاءني قراره ِب َ ِ‬
‫َ‬ ‫طَلب روحي‪ ،‬ألسَلم ُت َ ْ‬ ‫ُُ‬
‫الغم‪ ،‬أرَف ُع فيهـا‬
‫من ِّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وخ ْف م َن الّليَلة التي‪َ ،‬‬ ‫وم‪َ ،‬‬‫تك ْن ُمعرضاً عن وفائي الي َ‬ ‫ال ُ‬
‫يدي ُّ‬
‫بالدعاء؛‬
‫مني القرار؛‬ ‫ِ‬ ‫الع َّش ِ‬ ‫ِ‬
‫وسَل َب ْت ّ‬
‫تهم قرَارُهم َ‬‫طُ‬ ‫اق‪ ،‬أع َ‬ ‫وداء في مواسـاة ُ‬‫الس ُ‬ ‫ضفائ ُر َك َّ‬
‫كان ِم ْن عبي ِرها‬ ‫تلك الخم ِرة‪َ ،‬فد ْف ُع ُخماري َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الري ُح احملي لي نسيماً م ْن َ‬ ‫أيَّتُها ِّ‬
‫الشافي؛‬‫َّ‬
‫الصحي َح في‬ ‫له النَّْق َد َّ‬ ‫لبي ال َّز َ‬
‫ائف‪ ،‬أدَف ُع ُ‬ ‫اف ال يقبل نقد ق‬
‫َ ُ َْ َ َ‬ ‫الص َّر ُ‬
‫حبيبي َّ‬
‫َ‬
‫كان‬
‫إذا َ‬
‫له ِم ْن َد ْم ِع عيني(‪)1‬؛‬
‫أعُّدهُ ُ‬ ‫الحال‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫يح على َحم ِل‬ ‫بعد موتي لن تقِد َر ِّ‬
‫الر ُ‬
‫فمن ِ‬ ‫المسكين الم ْت ِرب‪ِ ،‬‬
‫ُ ُ ُ‬
‫ال تتركني وأنا ِ‬
‫ُ‬
‫أرضك؛‬‫ُغباري من ِ‬
‫ظ َة َّالتي أُسلِ ُم‬ ‫ظ روحي العزيزة من عقي ِق َشَفِت ِه ‪ ،‬م َّر عمري ِ‬
‫أنتظ ُر الّلح َ‬ ‫يا حاف ُ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫الرو َح لِ َشَفِته‪.‬‬
‫بها ُّ‬

‫‪332‬‬
‫ــــــــ‬
‫يرمز ِب ِه َّ‬
‫للدمع‪.‬‬ ‫الف ِ‬
‫ض ة‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫النقد الر ِ‬
‫ائج م َن ال ّذ َه ِب و ّ‬
‫حيح‪ُ ّ ُ َّ :‬‬
‫الص َ‬
‫قد َّ‬ ‫٭ ّ‬
‫الن َ‬

‫غزل‪326‬‬

‫الن ُار في َق َد َم َّي ِم ْن ضفيرِت َه‬ ‫ِ‬


‫تشتع ُل َّ‬ ‫ص َن ٌم جمي ٌل‪،‬‬ ‫في منزل خلوتي عندي َ‬
‫ِ‬
‫ووج ِهه؛‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ور‬‫الح ِ‬ ‫من ُ‬‫حصلت عليه َ‬ ‫ُ‬ ‫صب‬‫ومخمور وِبصوت عال‪ ،‬من ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ان‬
‫عاش ٌق وسكر ٌ‬
‫المالئكَّية؛‬
‫ِ‬
‫بآهات َس َحري؛‬ ‫ضفائر َش ْع ِر َك‬ ‫ش‬ ‫شوشاً‪ ،‬فسوف أ ِ‬
‫َ‬ ‫ُشو ُ‬
‫ّ‬ ‫إذا تركتَني حائ اًر ُمضطرباً ُم َّ‬
‫وج ِهي األصَف َر‬ ‫وج ِه ِه‪ ،‬فسأُن ِقش‬ ‫ظ َر إلى ْ‬ ‫أباح لنا َّ‬
‫الن َ‬ ‫أسَف َر المعشو ُق و َ‬ ‫إذا ما ْ‬
‫ُّ ْ َ‬
‫األحمر(‪)1‬؛‬
‫َ‬ ‫ِب َد ِمي‬
‫َ‬
‫وخمرٌة‬ ‫ْ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ك‬‫كالس َّ‬
‫ُّ‬ ‫ر‬ ‫ع‬
‫ٌْ‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫ى‪،‬‬ ‫كار‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫مأوى‬ ‫إلى‬ ‫المجيء‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ن‬
‫ََ ْ َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫إذا‬ ‫‪،‬‬‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ندي‬ ‫ِع‬
‫ش؛‬ ‫صافي ٌة ِمن ِ‬
‫الغ ّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ضفيرِت َك‪ ،‬فأنا في ُخ‬ ‫وح ْبالً ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مع قلبي‬
‫َ َ‬
‫صومة‬ ‫َ‬ ‫غمـزِت َك‪َ ،‬‬ ‫سهماً م ْن ْ‬ ‫أعطني ْ‬
‫الم ِح ِّب للبالء؛‬
‫المجرو ِح ُ‬
‫رور خـاطري‪.‬‬
‫منهمـا ُسـ ُ‬
‫رورهُ انتهيـا‪ ،‬فخيـٌر ُ‬
‫وس ُ‬
‫غم العـاَل ِم ُ‬
‫ظ‪ُّ ،‬‬
‫حـاف ُ‬
‫ــــــــ‬
‫الم َد ّمى‪.‬‬
‫عي ُ‬ ‫(‪)1‬من دم‬
‫ْ َ‬
‫غزل‪327‬‬

‫باق مـا بقي ْت روحـي فـي ب َدنـي‪ِ ِ ْ ،‬‬


‫مع الحبيـ ِب ٍ‬
‫ـارهُ َمحبَّتـي‬ ‫بأن أُح ّ‬
‫ـب دي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لي عهـٌد َ‬
‫لِـروحي(‪)1‬؛‬

‫‪333‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور‬ ‫اء العيـ ِن ونـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـاء خلـوة الخـاطر‪ ،‬ومـن بـدر خـتـﻥَ ضيـ َ‬ ‫شم ِـع چگـل أج ُـد صف َ‬ ‫م ْـن ْ‬
‫القلـب(‪)2‬؛‬
‫ِ‬ ‫ومرِاد قلبي فـي خلوتي‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مني‬ ‫أي ِف ْك ٍـر يكـو ُن ّ‬ ‫أحص ُـل م ْن ُه على ُمن َية ُ‬ ‫مـا ُد ْمـ ُت َ‬
‫ـوء في المح ِ‬
‫ـافل؛‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫حدثي َـن ب ُّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫المت ّ‬‫ب ُخبـث ُ‬
‫ان وشمشـ ِاد‬ ‫رو البستـ ِ‬ ‫لـي فـي منـزلي سـروةٌ أنـا تحـ َت ِظـ ِّل قـ ِّدها فـارغٌ ِمن سـ ِ‬
‫الـ َّروض(‪)3‬؛‬
‫بحمد هللاِ‬‫ِ‬ ‫ضير‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫جيش ِم َن‬
‫ٍ‬
‫له الكمين‪ ،‬ال َ‬ ‫الحسان قصدوا قلبي ونصبوا ُ‬ ‫لو مئ ُة‬
‫يكس ُر الجيوش؛‬ ‫المن ِة ِعندي صنـم ِ‬ ‫و َّ‬
‫َ ٌَ‬
‫ظ ُم عليـ ِه‪ ،‬ولـم َّ‬
‫يمسـ ُه‬ ‫حـ ٌّق لـي أدعي مْلـك سليمـان بخـاتَ ِم ِه اللـؤلـِئ ِي‪ ،‬ف ِ‬
‫االسـ ُم األعـ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ّ‬
‫( ‪)4‬‬
‫الشيطـان ؛‬ ‫ّ‬
‫ض‬ ‫رك الكـ ِ‬ ‫الشيـ ُخ العـ ِاقل ال تُعبـني بالخ َّمـارِة‪ ،‬أنـا فـي تـ ِ‬ ‫ُّأيـها َّ‬
‫أس قلـبي ينُقـ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫العهـ َد(‪)5‬؛‬
‫امت‬‫ظرك إَل َّي‪َ ،‬فلي مـع لـؤلـِئ ِه الصـ ِ‬ ‫الرقيب‪ِ ،‬أل ِ ِ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫جل هللا هذه الّليَل َة ال ترَف ْع َن َ َ َ‬ ‫ُّأيـها َّ ُ‬
‫مئـ َة حديـ ٍث خف ٍـي؛‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وض َوْرِد إقباله سعيداً بحمد هللا‪ ،‬فال ميـ َل عنـدي للـ َّزهـ ِر‬ ‫أسير في َر ِ‬ ‫وما ُد ْم ُت ُ‬
‫للسـرو؛‬
‫ين‪ ،‬وال َّ‬ ‫ِ‬
‫النسـر ِ‬
‫وّ‬
‫ِ‬
‫األصدقاء َّالذين ال ُي ِ‬
‫دام قو ُام‬ ‫قون ُه‪ ،‬ومـا َ‬
‫فار َ‬ ‫بالس ْك ِر َ‬
‫بين‬ ‫ظ مشهو اًر ُّ‬ ‫صار حاف ُ‬‫َ‬
‫( ‪)6‬‬
‫ين حسن في العـاَل ِم فـال غـ َّم عندي ‪.‬‬ ‫الـّد ِ‬
‫ـــــــــ‬
‫(‪)1‬في ن ٍ‬
‫ركي ٌة مشهورةٌ ِب ِ‬
‫جمال‬ ‫حبتـي لِـروحي؛ چگل َ‬
‫مدين ٌة تُ َّ‬ ‫ـب ُم ِحِّبـي دي ِ‬
‫ـارِه َم َّ‬ ‫بأن أ ِ‬
‫ُح ِّ‬ ‫سخة‪ْ :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫الصفصاف؛ (‪)4‬في إشارٍة‬ ‫مشاد شجرةٌ عاليةٌ قويم ُة ال ِجذ ِع‪ ،‬تُشِب ُه َّ‬ ‫الش ُ‬ ‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫أهلِها‪ ،‬وكذلِ َك ختن؛‬
‫أن‬ ‫المملك ِة‪ ،‬و َّ‬
‫َ‬ ‫يتحكم ِ‬
‫به ب‬ ‫ُ‬
‫كان َّ‬ ‫َّ‬
‫مرًة خاتَ َم ُه الذي َ‬ ‫أضاع َّ‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫الس ُ‬
‫ِ‬
‫ليمان عليه ّ‬ ‫أن ُس َ‬ ‫لما ُذ ِك َر من َّ‬
‫الش ِاه‬
‫الدين حسن وز ُير ّ‬ ‫يطيعني؛ قو ُام ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫ُ‬ ‫العهد ال‬
‫َ‬ ‫ض‬ ‫ِ‬
‫وضع ُه في إصبعه؛ قلبي ينُق ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫َ‬ ‫شيطاناً‬
‫عهد حافظ‪.‬‬‫في ِ‬

‫‪334‬‬
‫غزل‪328‬‬

‫اط ِرك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اب باِب َ‬
‫ك‬ ‫اف‪ ،‬يا َمن تُر ُ‬ ‫تفع ُل األلط َ‬ ‫غير َّأن َك َ‬
‫العطـر‪َ ،‬‬‫َم ْن أنـا ألَ ُمـ َّر علـى خـ َ َ‬
‫تاج لِرأسي؛‬
‫ٌ‬
‫ظ ُّن َأبـداً َّأن ُه ُم ُّ‬
‫الرَقباء؛‬ ‫أي حبيب‪ ،‬من عَّلمك التَّدُّلل على ِ‬
‫عبدك؟‪ُ ،‬قـ ْل‪ ،‬ال أ ُ‬ ‫ُ َ َ ََ َ َ‬ ‫ْ‬
‫قصـِد طويـ ٌل‪ ،‬وأنـا‬ ‫الم َ‬ ‫طائ َر الُقُدس‪ ،‬طريـ ُق َ‬
‫الطري ِق يـا َ ِ‬
‫ط ِع هذا َّ‬‫قـ ِّو ِه َّمتي لَِق ْ‬
‫ـث َسَفر(‪)1‬؛‬ ‫حدي ُ‬
‫ليل) ِخدمتي‪ُ ،‬قل له أن يـ ْذ ُكـرني وقـت دعـ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـه َّ‬
‫(للد ِ‬
‫الس َحـ ِر أوصـ ْل ل ُ‬
‫يـا نسيـ َم َّ‬
‫الس َحـر؛‬ ‫َّ‬
‫عنـي‬ ‫ِِ‬ ‫هذ ِه‬
‫للسَف ِر ِمن ِ‬ ‫ط ِ‬
‫فيه ِحم‬ ‫ِ‬
‫أجم ْل ِبذلِ َك اليو ِم َّالذي أرب ُ‬
‫أل ّ‬
‫المرحلة‪ ،‬ويسـ ُ‬
‫َ‬ ‫لي َّ‬‫ْ َ‬
‫ـاق‪ ،‬ويأتيـ ِهم َخ َبـري من ِحمـاك(‪)2‬؛‬ ‫ال ِّرف ُ‬
‫وص‬ ‫العين بحـ اًر ِم َن َّ‬
‫الدمـ ِع وأغـ ُ‬ ‫َ‬ ‫أجع ُل‬ ‫ِ‬
‫وه ِر الوصـل‪َ ،‬‬ ‫طـَل ِب َجـ َ‬
‫حـافظا‪ُ ،‬رَّبمـا فـي َ‬
‫فيـه؛‬
‫أن يمـألَ بحـ َر فمـي‬ ‫ِ‬ ‫وشعـري فـ ِات ُح ُّ‬
‫الدنيـا‪ُ ،‬قـ ْل للمليـك ْ‬
‫منـزل ُة نظمـي عـالي ٌة ِ‬
‫اهـر‪.‬‬ ‫بالجـو ِ‬
‫ـــــــــ‬

‫ليس عندي خبرة؛‬ ‫ِ‬ ‫ليل أو الم ِ‬


‫للد ِ‬
‫يرمز َّ‬
‫جديد و َ‬ ‫ك‬
‫وحديث َسَفر‪ ،‬سال ٌ‬ ‫رشد‪،‬‬ ‫الُقدس ُ‬ ‫طائر‬ ‫(‪)1‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫(‪ِ )2‬‬
‫ك اليو ِم َّالذي أر َح ُل فيه عن ّ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بذل َ‬ ‫أجم ْل‬

‫غزل ‪329‬‬

‫‪335‬‬
‫ـدوت ذلك ما جرى‬ ‫ِ‬
‫عبد المليـك غ ُ‬‫َ‬ ‫سح اًر أتت في طاعتي الجو از بما‬
‫تيس َر‬ ‫ِ‬
‫ـت من اإللـه‬ ‫فإن حـ ِ‬
‫َّ‬
‫َّ‬ ‫مـا قـد طلب ُ‬ ‫ظي ُمسعدي‬
‫َّ‬
‫ـال‬
‫ساقي تع َ‬
‫بشيب رأسي قد سرى‬‫ِ‬ ‫الش ِ‬
‫باب‬ ‫وهوى َّ‬ ‫بت لِوج ِه ِه‬ ‫ـات فقد ِ‬
‫طر ُ‬
‫والكأس ه ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـدت الكوث ار‬ ‫فِبجـا ِم ُسلـطاني وج ُ‬ ‫ضر عندي ال تصف‬ ‫الل ماء الخ ِ‬ ‫وز َ‬
‫ُ‬
‫بين الورى‬ ‫نداك من ِ‬ ‫َ‬ ‫فضلي وعب ُـد‬ ‫ـك وان عال‬ ‫مسكين بـاِب َك يا ملي ُ‬ ‫ُ‬
‫ولـقـد غـدا طبـعي ولـن يتغي ََّر‬ ‫ألف عـا ٍم مشربي‬ ‫ـك َ‬ ‫اب ُحِّب َ‬ ‫وشر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ َـه َر‪:‬‬‫ـال قـوالً أ ْ‬ ‫أُ ْهـد َك مـ ْن َمقـال َكـ َم َ‬ ‫العبد‬ ‫ول هذا‬ ‫صد ْق ق َ‬ ‫إن ْلم تُ ّ‬ ‫ْ‬
‫ـوف أعطي يا تُرى!)‬ ‫وحّبي س َ‬ ‫قلبي ُ‬ ‫ع فمن‬ ‫إن أنـز ْ‬ ‫ـك ْ‬ ‫وحب ْي من َ‬ ‫(قلبي ّ‬
‫ْ‬
‫داة م َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظَّف َر الغـازي غـدا‬
‫ظف ار‬ ‫الع ُ‬ ‫رت على ُ‬ ‫حـرزي فص ُ‬ ‫بن ُم َ‬ ‫منصور ُ‬ ‫ٌ‬
‫أصير إلى الثَّرى‬ ‫َ‬ ‫أمشي ِب ِـه حتَّـى‬ ‫عشُق َك ديدني‬ ‫عهد أَل ْـس ُت ْ‬ ‫من يو ِم ِ‬
‫الجوهر‬ ‫باسم َك ال أصـوغُ‬ ‫ِ‬ ‫ـالم‬ ‫ك الثُّرّيا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫فع َ‬ ‫صائغ‬
‫ٌ‬ ‫وعلى اسم َك ال َـفَل ُ‬
‫ظ َر‬
‫لن أن ُ‬ ‫عن يـِد ِه‪ ،‬لِصي ِـد حم ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ـامة ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ـام الشـاهُ‬ ‫شاهيـ ُن ُيطع ُمني الطع َ‬
‫ـاد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫الشرى‬ ‫مل َك الملوك تصي ُـد آس َ‬ ‫ـت يا‬ ‫ماذا ِبظـّل َك لـو أم ْن ُت وأن َ‬
‫مملك َة الفؤ ِاد مـن الورى‬ ‫َ‬ ‫بالس ِ‬
‫يف‬ ‫َّ‬ ‫فاتحاً‬ ‫مدحك صار ِشعري ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من يم ِن ِ‬
‫ُْ‬
‫عشْق ُت صنوب ار‬ ‫ـرو أو ِ‬ ‫ال شو َق س ٍ‬ ‫الخميلة ُمصِبحاً‬ ‫ِ‬ ‫مرر ُت على‬ ‫ولقد ْ‬
‫العبير ت َذ َّك َر‬
‫ِ‬ ‫وجـ َه ال ِ‬ ‫ِ‬
‫ـحبيب مـن‬ ‫العبير فخـاطري‬ ‫ُ‬ ‫لـكَّنـما ف َ‬
‫ـاح‬
‫نك َر‬
‫الم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫طر ٍب شراباً م ِ‬ ‫ِ‬
‫كأسيـن من ُـه ومـا َشرْب ُت ُ‬
‫َ‬ ‫سك اًر‬ ‫ُ‬ ‫فسقيـ ُت م ْن َ َ‬ ‫ُ‬
‫علمت بما جرى‬ ‫َ‬ ‫علي فـقـد‬
‫عطفاً َّ‬ ‫ض ّـري س ٌ‬
‫ـائر‬ ‫سيدي َفَلكي ِب ُ‬ ‫يـا ِّ‬
‫آخ ار‬ ‫اك ِ‬ ‫َّ‬ ‫فليمح في الع َّش ِ ِ‬
‫ـت ُشغـالً َ‬ ‫عرْف ُ‬ ‫إال هـو َ‬ ‫أك ْن‬‫إن ُ‬ ‫ـاق اسمي ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫َّ‬
‫النحي َـل غضنف ار‬ ‫يت يـا قلبي‬ ‫الشبل صـال لِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫أغر َ‬ ‫كيف قد‬ ‫صيد قلبي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّْ‬
‫نكر‬ ‫ِ‬
‫وجـه َك أ َ‬
‫عين َّالـذي لجم ِ‬
‫ـال‬ ‫َ‬ ‫دي ِة غيرتي‬ ‫ِ‬
‫لمـنـتَ ِزعٌ بمـ َ‬ ‫ّإنـي ُ‬
‫ِ‬

‫‪336‬‬
‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫حت أدعو‬ ‫ور ُ‬
‫ص ُت من أنانيَّتي ُ‬ ‫الس َح ِر تحقْق ُت بحقيقة العبوديَّة‪ ،‬وتخل ْ‬ ‫•في َّ‬
‫تحمل‬ ‫ِ‬
‫الخاد ِم أمامي‪،‬‬ ‫اء كالغال ِم‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫طيع ًة لي‪ ،‬ووقفت الجوز ُ‬ ‫األفالك ُم َ‬‫َ‬ ‫فوجدت‬
‫ُ‬
‫مر؛ فأقِب ْل أيُّها‬ ‫السيف في طاعتي‪ ،‬وتنتظر أمري‪ِ ،‬‬
‫الخ َ‬
‫سأشرب َ‬
‫ُ‬ ‫فأقس ُم ّأني‬ ‫ُ‬ ‫ّ َ‬
‫الحاجات َّالتي‬ ‫سعدي‪ ،‬و‬ ‫الحظ موافقي وم ِ‬ ‫ُّ‬ ‫اب فها هو‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وعج ْل لنا الشر َ‬‫ّ‬ ‫الساقي‬
‫َّ‬
‫رب من ِ‬
‫رؤية‬ ‫ط ٍ‬‫الكأس فإنَّني في َ‬ ‫من هللاِ ُقض َي ْت لي وت َّ‬
‫يس َر ْت؛ وناولني‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫طلبتُها َ‬
‫تقطع طريقي‬ ‫ْ‬ ‫الشائب؛ وال‬ ‫باب في رأسي َّ‬ ‫وج ِه ِه َّالذي تجّلى لنا‪ ،‬فسرى هوى َّ‬
‫الش ِ‬
‫َ‬
‫اح َد ٍة من جا ِم‬
‫عة و ِ‬‫أجد في جر ٍ‬ ‫الل و ِ‬‫الز ِ‬ ‫ماء ِ‬‫وصف ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫فإنني ِ ُ‬ ‫اه ِب الحياة‪َّ ،‬‬ ‫الخض ِر ّ‬ ‫ِب‬
‫منه‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫س ِ‬
‫شرب ُ‬ ‫ماء الحياة‪ ،‬والذي ال يظمأُ َمن َ‬ ‫حوض الكوثَر الذي فيه ُ‬ ‫َ‬ ‫لطان قلبي‬ ‫ُ‬
‫تفع سر ُير فضلي إلى أن‬ ‫يم مهما عال قدري‪ ،‬ولو ار َ‬ ‫الشاهُ العظ ُ‬
‫شرب ًة أبداً؛ أيُّها ّ‬
‫أظل عبداً مملوكاً لِجناِب َك ومسكيناً على باِبك‪ ،‬قال أبو‬ ‫فإنني س ُّ‬ ‫يبُل َغ العرش‪َّ ،‬‬
‫أشرب‬
‫ُ‬ ‫كان حقي اًر)؛ أنا‬
‫ظ َم ولو َ‬
‫سيدي ع ُ‬
‫ناداك يا ّ‬
‫َ‬ ‫(كل من‬ ‫سعيد أبو الخير‪ُّ ( :‬‬
‫كنت ال‬ ‫شراب حِبك من ُذ ِ‬
‫أترُك ُه؟!؛ واذا َ‬ ‫صار لي طبعاً فمتى ُ‬‫َ‬ ‫ألف عا ٍم‪ ،‬وقد‬ ‫َ ُّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك دليالً م ْن حديث كمال ؛ ‪:‬إذا أنا‬
‫( ‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحديث‪ ،‬أنُق ُل َ‬
‫َ‬ ‫صد ُق من هذا العبد هذا‬
‫تُ ّ‬
‫أذهب بحبّي‪ ،‬ولمن‬
‫ُ‬ ‫أين‬
‫فقل لي إلى َ‬
‫عت حبّي عنكَ‪ْ ،‬‬ ‫قلبي منكَ‪ ،‬ونز ُ‬ ‫أخذت‬
‫ُ‬
‫بن‬
‫منصور ُ‬
‫ٌ‬ ‫اك جدي اًر بقلبي؛‬
‫لحّبي‪ ،‬وال سو َ‬
‫ك أهالً ُ‬ ‫قلبي؟!‪ ،‬ليس ُ‬
‫غير َ‬ ‫أحملُ‬
‫رت م َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ٍ‬
‫ظف اًر على أعدائي؛‬ ‫ُمظفر الغازي هو حرزي‪ ،‬ومن َب َرَكة هذا االس ِم ص ُ ُ‬
‫العشق لِملِكي‪ ،‬وسأقضي عمري م ِ‬
‫حافظاً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫عه َد‬
‫كان ْ‬ ‫(عهد أََل ْس ُت) َ‬
‫األول ُ‬ ‫عهدي َّ‬
‫ظم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفَلك ن َ ِ‬
‫فيه‬ ‫ُّ‬
‫ظ َم عْق َد الث َرّيا على ا ْس ِم َملكي‪ ،‬فلماذا ال أن ُ ُ‬ ‫على ذلِ َك العهد؛ َ ُ َ‬
‫الشاه‪ ،‬متى يكو ُن ِمّني‬ ‫طعم ِم ْن ِيد َّ‬ ‫أقل ِم َّمن؟؛ أنا شاهين ِ ِ‬ ‫ُّ‬
‫الصَفة‪ ،‬وأُ ْ َ ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫الد َّر‪ ،‬أنا ُّ ْ‬
‫عاش‬ ‫قدير َّالذي‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ص ِيد‬ ‫الت ٌ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َّر َك لو َ‬ ‫ُسود‪ ،‬ما َ‬‫تصيد األ َ‬
‫ُ‬ ‫حمامة؛ أيُّها الشاهُ ال ُ‬ ‫َ‬ ‫فات ل َ‬
‫ئات ممالِ ِك‬‫عايتك؟؛ ِشعري بيم ِن مد ِحك َفتَح ِم ِ‬ ‫مطمئناً في ِظّلِك وتحت ر ِ‬ ‫َّ‬ ‫قلبي‬
‫ُ ْ َْ َ َ‬ ‫َ‬
‫رور ري ِح‬‫وض ُم َ‬ ‫الر ِ‬‫مررت على َّ‬ ‫ُ‬ ‫حقاً؛ إذا أنا‬ ‫سيف َك َّ‬ ‫سان ِشعري َّ‬
‫كأن ُه ُ‬ ‫ِ‬
‫القلوب‪ ،‬ل ُ‬
‫شممت‬
‫ُ‬ ‫نوب ِر؛ لكنَّني‬
‫للص َ‬ ‫رو وال ِم ْن شو ٍق َّ‬ ‫للس ِ‬ ‫شق َّ‬ ‫ذاك ِمن ِع ٍ‬ ‫باح‪ ،‬فما َ‬ ‫الص ِ‬ ‫َّ‬

‫‪337‬‬
‫الس ْك ُر ِب ٍ‬
‫كأس‬ ‫كأسين؛ ُّ‬ ‫َّ ِ‬
‫وجه َك‪ ،‬فأعطاني ُسقاةُ الط َرب كأساً أو َ‬ ‫رت َ‬ ‫فتذك ُ‬‫عبير َك ّ‬ ‫َ‬
‫بيت على ِيد شي ِخ‬ ‫خليع‪ ،‬ر ُ‬‫سك ٌير ٌ‬
‫العن ِب ليس وضعاً للع ِبد‪ ،‬أنا ِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ين م ْن ماء َ‬
‫وكأس ِ ِ‬
‫َ‬
‫هذهِ‬
‫الش ِاه في ِ‬ ‫إنصاف َّ‬ ‫ليك ْن‬
‫ير َن ْج ِم َفَلكي‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫اي م ْن س ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كثيرةٌ َشكاو َ‬‫الخرابات؛ َ‬
‫يسم ُع‬ ‫طاووس َ ِ‬ ‫ص ِر العظيم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ِة م ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْرش َ‬ ‫ُ‬ ‫الحمد هلل في أو ِج هذا الَق ْ‬ ‫ُ‬ ‫ساعدي؛‬ ‫الق َّ ُ‬
‫كان‬
‫إن َ‬ ‫ممحياً‪ْ ،‬‬
‫َّ‬ ‫قين‬ ‫ِ‬
‫ان العاش َ‬ ‫فليك ْن ِاسمي ِم ْن ديو ِ‬ ‫جناح طائري؛ ُ‬ ‫ِ‬ ‫صيت ُش ْه َرِة‬ ‫ِب ِ‬
‫ص ْيِد قلبي‪ ،‬نحيفاً ُك ْن ُت ْأم ال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األسد َح َم َل ل َ‬
‫ِ ِ‬
‫غير َم َحبَّت َك؛ ش ْب ُل َ‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫لي ُش ْغ ٌل َ‬
‫أكب ُر ِم َن َذ َّ ٍرة(‪ ،)2‬متى يكو ُن لي َرْس ُم‬ ‫ِ‬
‫ض ْنَفر؛ عاشقو َو ْج ِه َك‪ُ ،‬ك ٌّل َ‬ ‫لغ َ‬ ‫ص ْيُد ا َ‬ ‫أنا َ‬
‫أقتلِ َع‬
‫ك َم ْن يكو ُن‪ ،‬لكي َ‬ ‫ِ‬
‫ظ ِه ْر لي ُم ْنك َر ُح ْس ِن َو ْج ِه َ‬ ‫أص َغ ُر ِم ْن َّ‬
‫ذرة؛ أ ْ‬ ‫صل َك وأنا ْ‬
‫و ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫شمس‬ ‫فارغٌ من‬ ‫اآلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫( ‪)2‬‬
‫سك ِ‬ ‫ِ‬
‫شمس ُسلطان َك‪ ،‬أنا َ‬ ‫علي ظ ُّل‬
‫غيرتي ؛ وَق َع َّ‬ ‫ين َ‬ ‫عين ُه ب ّ‬ ‫َ‬
‫ضاع ِة ُمباهياً‪،‬‬
‫عرض الِب َ‬ ‫ُ‬ ‫رون ِق البازار‪ ،‬ال‬ ‫يادةُ َ‬
‫هذ ِه الم ِ‬
‫عامَلة ز َ‬
‫ُ َ‬
‫المشرق؛ مقصود ِ‬
‫ُ‬
‫ِ ( ‪)4‬‬
‫اء ُمخادعاً ‪.‬‬ ‫وال ِّ‬
‫الشر ُ‬
‫ــــــــ‬
‫الدين اسماعيل األصفهاني‪ ،‬وهو صاحب البيت اّلذي يلي هذا‬ ‫(‪)1‬كمال هو ّ ِ‬
‫الشاعر كمال ّ‬
‫الجمال؛‬ ‫عين ُه َّالتي ال ترى‬
‫ألقتلِ َع َ‬ ‫عددهم أكثر ِمن َّ‬
‫الذَّرات؛‬ ‫ظ منه؛ أو ُ ُ‬ ‫اقتبس ُه حاف ُ‬
‫البيت َ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫عامَلة‪ :‬مقصودي ِم ْن هذا ِّ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الش ْع ِر في َم ْدح َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫الم َ‬
‫مقصودي م ْن هذه ُ‬
‫(‪)4‬‬

‫غزل‪330‬‬

‫كيف أُسلِ ُمها؛‬


‫ظر إلى روحي َ‬ ‫كشمع خلوِة َس َحري‪َّ ،‬‬
‫تبس ْم وان ُ‬ ‫ِ‬ ‫كالص ْب ِح‪ ،‬أنا‬
‫أنت ُّ‬ ‫َ‬
‫وف تُصـ ِب ُح تُربتـي َحق َـل‬
‫المتمـ ِّرَدة‪ ،‬فسـ َ‬ ‫ِ‬
‫أن فـي قلبـي حـ اررًة من ضفيـ َرت َك ُ‬ ‫وبمـا َّ‬
‫عند موتي؛‬ ‫َب َنف َـس ٍج َ‬
‫ِ‬
‫قصر َك العالي كي ُتلـقي علـ َّي َنظـ َرًة‪،‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫المـراد ْ‬
‫اب عينـي علـى بـاب ُ‬ ‫َفتَ ْح ُت بـ َ‬
‫فألقيـتَـني ِم ْن َن َ‬
‫ظـ ِرك؛‬ ‫ْ‬

‫‪338‬‬
‫ص‪َ ،‬ل ْم‬ ‫شخـ ٍ‬
‫ـوم تََرَكنـي ُك ُّل ْ‬ ‫ِ‬ ‫يـا خيـل الغـ ِم‪ ،‬كيـف أق ِ ِ ِ‬
‫ـوم ب ُشكـرك‪ ،‬عـافـاك هللاُ‪ ،‬في َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬
‫تذهبـي ِم ْن رأسي؛‬
‫ِ‬
‫ف قطـ ٍرة حي َـن ُ‬
‫أعـُّد لـ ُه‬ ‫الم بـؤبـ ِؤ عيـني أس َـوُد القلـب‪ ،‬فهو ُيمـط ُر ألـ َ‬ ‫أن ُغـ َ‬ ‫رغـ َم َّ‬
‫آالم قـلبي(‪)1‬؛‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫منه هذه الغمـ َزَة التي أرى؛‬ ‫ِ‬
‫ظ ٍر ولـك ْن‪ ،‬لم َي َر‬ ‫ِ‬
‫شخص ُ‬ ‫ٌ‬ ‫لك ّل َن َ‬
‫ص َنمي يتجلّى ُ‬ ‫َ‬
‫كفني‬‫ِق َ‬ ‫الشو ِق في قلبي سأ ّ‬
‫ُمز ُ‬ ‫يح‪ ،‬فإنَّني ِم َن َّ‬ ‫الحبيب ِّ‬
‫كالر َ‬ ‫مر‬
‫ظ إذا َّ‬‫ِبتُ ْرَب ِة ح ِاف َ‬
‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫ــــــ‬
‫أسود‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫فقلب ُه‬
‫العين‪ُ ،‬‬
‫ط َ‬ ‫السوداء وس َ‬
‫الدائرةُ ّ‬
‫العين‪ّ :‬‬‫ِ‬ ‫العين‪ ،‬أو حدق ُة‬
‫إنسان َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العين‪ ،‬أو‬ ‫(‪)1‬بؤبؤ‬
‫الريح‪ :‬مسرعاً‬ ‫وأسوُد ِ‬
‫القلب ٍ‬
‫تمر ّ‬
‫وظالم؛ (‪)2‬كما ُّ‬
‫ٌ‬ ‫قاس‬ ‫َ‬

‫غزل ‪331‬‬

‫ومـمـتَـ ٌّن إذا سـهـمـاً رماني‬


‫ُ‬ ‫ُمطيـ ٌع إن علـ َّي استـ َّل سيـفـاً‬
‫ِ‬
‫فـقـتـلي فـيـه نيـلي لألماني‬ ‫اج ِب اقتُـلني بسهـ ٍم‬‫وس الحـ ِ‬‫ِبَقـ ِ‬
‫ِ‬
‫عان‬ ‫ـأسور بلـيـ ِل الهـجـ ِر‬
‫لم ٍ‬ ‫ـاء قلبي‬ ‫أطـّلِي شمس صبـ ِح رج ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫المغان‬ ‫صِبّيـاً فـاس ِ‬
‫ـق يا شيـ َخ‬ ‫ِ‬
‫عة مـن بعـد شيبي‬ ‫أعـود ِبجـر ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬

‫له(‪)1‬؛ ُق ْل‬ ‫ِ‬ ‫يف ال أ ِ‬


‫بالس ِ‬
‫بالسه ِم‪ ،‬أنا شاكٌر ُ‬‫ُمس َك َي َدهُ‪ ،‬واذا رماني َّ‬ ‫ض َربني َّ‬ ‫إذا َ‬
‫غم ُّ‬‫وعضِدك ؛ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫هم‪ُ ،‬ج ِعْل ُت‬ ‫وس حا ِجِب َك ُيطلِ ْق َّ‬
‫لَق ِ‬
‫(‪) 2‬‬
‫الدنيا إذا‬ ‫الفداء ليد َك ُ‬
‫َ‬ ‫علي ال َّس َ‬
‫صب ِح‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫شمس ُ‬ ‫َ‬ ‫علي يا‬‫يأخ ُذ بيدي؟!؛ اطلعي َّ‬ ‫الكأس َم ْن ُ‬ ‫غير‬
‫داسني بقدمه‪َ ،‬‬
‫ليل الهجران(‪)3‬؛ أجب صرختي يا شيخ الخر ِ‬
‫ابات‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أملي‪ ،‬فأنا أسير في ِيد ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫فع‬ ‫مت َقسماً ِب َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أعدني َّ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ضفيرت َك‪ ،‬أن ال أر َ‬ ‫أقس ُ َ‬ ‫شاباً ب ُجرَعة فأنا َهرٌم؛ ليل َة األمس َ‬

‫‪339‬‬
‫حافظ‪ ،‬كي ال ِ‬ ‫أس عن َق َد ِمك ؛ أحر ْ‬
‫ِق ِخرَق َة التَّقوى َّالتي تملك يا ِ‬ ‫( ‪)4‬‬
‫ألتف َت إليها‬ ‫ُ‬ ‫ال َّر َ‬
‫وقع بي الحريق‪.‬‬ ‫إذا‬
‫َ َ‬
‫ــــــــ‬
‫اإليمان؛ (‪)2‬أنت معشوقي‪ ،‬وقوس ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫اب صالتي‪ ،‬وأنا أر ُيد‬ ‫ك محر ُ‬ ‫حاجِب َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫درجات‬ ‫آخر‬
‫سليم ُ‬
‫الت ُ‬
‫حاجِبك‪ ،‬في المثنوي‪ :‬اقتلوني يا‬ ‫قوس ِ‬ ‫فيك بسه ٍم من ِ‬ ‫ِ‬ ‫فم َّن َّ‬ ‫ِ‬
‫بالقتل َ‬ ‫علي‬ ‫ك‪ُ ،‬‬
‫الموت في عشق َ‬
‫َ‬
‫وبالصب ِح‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫للبدن‪،‬‬ ‫يرمز بالّل ِ‬
‫يل‬ ‫إن في قتلي حياتي؛ هجرةٌ من الظال ِم إلى النور‪ُ ،‬‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬
‫َّ‬ ‫ثقاتي‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالضفيرِة‬ ‫للروح؛ (‪)4‬أقسم ُت في الّل ِ‬
‫من الّليل‪ ،‬الواصَلة م ْن طولِها إلى َق َدم َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫األشد سواداً َ‬
‫ّ‬ ‫يل َّ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أس عن َق َدمك‪.‬‬ ‫الر َ‬ ‫أن أكو َن م ْثَلها‪ ،‬فال َ‬
‫أرفع َّ‬

‫غزل‪332‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أصي ُر‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫السهـا ِم‬
‫قبل ّ‬ ‫فأنـا لهـا َ‬ ‫ال ترِم َيـ ْن بسهـا ِم َع ْيـِن َك ُمهـ َجتي‬
‫ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاة فـ َّإنـني َل ْ‬ ‫ـات َّ‬ ‫يا ُم ْسـلماً وِنصـ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫فقي ُر‬ ‫الزك َ‬ ‫كام ٌل‬ ‫ك‬‫اب ُحسـن َ‬
‫(‪)3‬‬
‫غي ُر‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫بالش ْه ِـد والتَُّف ِ‬
‫َّ‬
‫ص ْ‬ ‫وه َو َب ْعـُد َ‬‫طْفـ ٌل ُي َعل ُل ْ‬ ‫ـاح تَ ْخـ َد ُعني كمـا‬
‫ْ‬
‫(‪)4‬‬
‫عوُر‬ ‫ذاك ُش ْ‬‫سي َب ْعـ َد َ‬ ‫ِمِنـي ِبنف‬ ‫ألت َفَل ْي َس لـي‬ ‫ص ْدري ْقد َم َ‬ ‫اء َ‬ ‫ضَ‬ ‫َوَف َ‬
‫ّ ْ َْ ْ‬ ‫ْ‬
‫(‪)5‬‬
‫في العـاشقيـ َن واَّنـني لكبي ُر‬ ‫ـدام أنا الفتى‬ ‫الم َ‬
‫لي الـَق َـد َح ُ‬ ‫فام ْ‬
‫أل‬
‫َ‬
‫( ‪)6‬‬
‫ُدير‬
‫لست أ ُ‬ ‫الكأس ُ‬ ‫ِ‬ ‫طرفاً لغي ِـر‬ ‫الخم ِار‪ ،‬في يو ِم األسى‬ ‫مع َّ‬ ‫عهـدي َ‬
‫اب علـ َّي والتَّحر ُير‬ ‫الحسـ ِ‬ ‫َقَلم ِ‬ ‫ـاب َخ ْمـ ٍر كـ ِاتباً‬‫كان غير حس ِ‬
‫(‪)7‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال َ‬
‫(‪)8‬‬
‫علي وز ُير‬ ‫َّ‬ ‫علي ومـا‬ ‫َّ‬ ‫شــاهٌ‬ ‫أجمل استغنـا َء ُسك ٍـر مـا ِب ِه‬ ‫َ‬ ‫مـا‬
‫ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫ِم ْن َفوق ِ‬
‫صف ُر طائري‬ ‫الع ْر ِ َ‬
‫(‪)9‬‬
‫فير‬
‫ص ُ‬ ‫ناك َ‬‫يء ُي ْس َم ُع م ْن ُه َ‬ ‫َفيج ُ‬ ‫طاق َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َّدعي َـن‬ ‫ّإني علـى كن ٍـز ُ‬
‫(‪)10‬‬
‫حقير‬
‫ُ‬ ‫وأنـا بعـين ُ‬ ‫أض ُّـم جوانحـي‬
‫ـــــــــــ‬
‫الروح؛ (‪ِ)2‬نصاب حسِنك في ِ‬ ‫عينك المر ِ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حد‬
‫ّ‬ ‫ُ ُْ َ‬ ‫يضة ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫قلبي بسها ِم غمزِة العين‪ ،‬فأنا ُم ْسل ٌم ل َ‬
‫َ‬
‫(‪)1‬ال ترِم‬
‫كاألطفال أي ز ِ‬
‫اه ُد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الوعود‬ ‫أعطني زكاتي فأنا مسكين وفقير؛ (‪)3‬إلى متى ِ‬
‫تع ُدني‬ ‫الكمال‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬

‫‪340‬‬
‫تخدعني كما‬ ‫ُ‬ ‫الجن ِة وعسلِها غداً‬ ‫اللبن(وال ِ‬
‫تع ْدني بتَُّفا ِح َّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫الب ِ‬
‫ستان والعسل و َ‬
‫َّ‬
‫تخدعني بتُفا ِح ُ‬
‫ُ‬
‫األولياء‬ ‫ك اآلن‪ ،‬وهنا إشارةٌ إلى َّ‬
‫أن‬ ‫غير‪ ،‬بل أعطني قبل ًة من ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ثغر َ‬ ‫الص ُ‬
‫فل َّ‬
‫ط ُ‬ ‫خدعُ ال ّ‬
‫ُي َ‬
‫هد والتَُّّف ِ‬
‫اح‬ ‫الجن ِة الجسمانيَّة ذات َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ات َّ‬ ‫فات إلى َّلذ ِ‬ ‫السلوك‪ ،‬ليس لهم ِ‬
‫الت ٌ‬ ‫والواصلين من ِ‬
‫أهل ُّ‬
‫َ ُ‬
‫منعمو َن‬ ‫ِ‬
‫ولذيذ مناجاته‪ ،‬و َّأن ُهم َّ‬ ‫ِ‬
‫جمال الح ِّق‪،‬‬ ‫بلذ ِة َّ‬
‫الن ِ‬
‫ظر إلى‬ ‫بن‪ ،‬بل لهم شغل عن ذلك َّ‬ ‫و َّ‬
‫الل ِ‬
‫ٌ‬
‫الدنيا‪ ،‬في المثنوي‪:‬‬ ‫بالجن َة وهم في ُّ‬ ‫َّ‬
‫لقد امتأل‬ ‫الطريق)؛ (‪ِ )4‬‬ ‫أجيل من ِ‬
‫شرط َّ‬ ‫عـدم التَّ ِ‬ ‫حقاً يا رفيق‬ ‫الوقت َّ‬‫ِ‬ ‫بن‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ـوفي ا ُ‬
‫الص ُّ‬ ‫ُّ‬
‫عن ال َّ‬‫س ِ‬ ‫غاب ِفكري بالَّنْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالمدا ِم‪ ،‬فأنا‬‫ضمير؛ فامأل َق َدحي ُ‬ ‫فضاء صدري م َن الحبيب‪ ،‬و َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ُ‬
‫الخمر‪َّ ،‬أنني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعة‬
‫العهد مع ب َ‬ ‫كبير؛ ولقد عَق ْد ُت‬ ‫الس ِّن ٌ‬ ‫غم ّأن َي في ّ‬ ‫غالم‪ ،‬ر َ‬
‫في دولة الع ِ‬
‫شق‬
‫)‬ ‫(‬
‫َ‬
‫‪6‬‬
‫ٌ‬
‫علي‪ ،‬إذا‬ ‫ساب يكتُ ُب َّ‬ ‫الح ِ‬‫كات ِب ِ‬ ‫رب ال كان َقَلم ِ‬ ‫الغم ال أرفع الَّنظر َع ِن الكأس؛ (‪ )7‬يا ِّ‬ ‫يوم ِّ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحداً‪ ،‬ل َشي ِخ‬ ‫أحٌد َ‬
‫يسأل َ‬‫ُ‬ ‫حيث ال‬
‫ُ‬ ‫الغوغاء‬
‫َ‬ ‫الخ ْمر؛ في هذه‬ ‫ط ِرب و َ‬ ‫الم ْ‬
‫غير حساب ُ‬ ‫َكتَ َب‪َ ،‬‬
‫من الملِك والوز ِ‬ ‫علي؛ (‪)8‬ما أجمل غناي في ِ‬ ‫المَّن ُة َّ‬ ‫المغان ِ‬
‫ِ‬
‫ير؛ (‪)9‬أنا‬ ‫حال ُسكري‪ ،‬وأنا فارغٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طائر‬
‫ٌ‬ ‫العرش (روحي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فير م ْن َسْقف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫مساء‪ُ ،‬يقِب ُل ِمِّني ال َّ‬ ‫الطائر َّالذي ُك َّل سح ٍر و ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ذلِك َّ‬
‫َ‬
‫فير‬ ‫محبوس في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص ُ‬‫ذلك َّ‬ ‫طبيعة‪ ،‬فروحي تُنادي َب َدني‪ ،‬ومنها َ‬ ‫أسر ال ّ‬ ‫ٌ‬ ‫متعّل ٌق بالعرش‪ ،‬وبدني‬
‫الملك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫(نداء من عاَل ِم الملكوت إلى عاَل ِم ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ومساء‬ ‫صباح‬
‫ٍ‬ ‫كل‬
‫الفضاء‪َّ ،‬‬ ‫سمع قادماً في‬ ‫الذي ُي ُ‬
‫ِِ‬
‫المّدعي‬ ‫كنز عشقه في صدري‪ ،‬و ُ‬ ‫أملك َ‬ ‫ظ ُ‬ ‫من عاَل ِم األروا ِح إلى عاَل ِم األبدان)؛ (‪)10‬وأنا كحاف َ‬
‫كنز صدري‪ ،‬يراني حقي اًر‪.‬‬ ‫له عن ِ‬ ‫َّ‬
‫خبر ُ‬ ‫الذي ال َ‬

‫غزل‪333‬‬

‫اء‪ ،‬حين أشرع بالبكاء‪ ،‬أشرح ِ‬ ‫لغرب ِ‬ ‫ِ‬


‫ـب الغريب؛‬ ‫ص َة بالَّنحي ِ‬‫الق َّ‬ ‫َُ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫في صالة لي ِل ا ُ‬
‫السَف ِر ِم َن ُّ‬
‫الدنيا؛‬ ‫ورس َم َّ‬
‫محو طري َق ْ‬ ‫أن أ َ‬ ‫وف أبكي‪ ،‬إلى ْ‬ ‫َّار س َ‬ ‫ِبِذك ِر الِّدي ِار و َّ‬
‫الدي ِ‬
‫جدداً إلى ُرفقائي؛‬ ‫أعدني ُم َّ‬ ‫يبة‪ ،‬مهي ِمنا‪ِ ،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنا من ِد ِ‬
‫من البالد الغر ُ‬ ‫الحبيب ال َ‬ ‫يار‬
‫العَل َم في محـَّل ِة الحان؛‬
‫يق‪ ،‬كي أرَف َع ُم َجَّدداً َ‬‫طر ِ‬‫إلهي المـدد‪ ،‬أي رفيـق ال َّ‬
‫َ‬ ‫َ َََ‬
‫شق ص َن ٍم ِط ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فل؛‬ ‫عاد ُيقام ُر في ع ِ َ‬ ‫يحسن الحساب‪ ،‬لقد َ‬ ‫ُ‬ ‫عجوز مثلي متى‬ ‫عق ُل‬
‫الريح؛‬‫يعرف عزيزي‪ ،‬ال رفي َق لي ِسوى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ص‬
‫شخ َ‬‫مال‪ ،‬ال ْ‬ ‫الش ِ‬‫الصبا و ِّ‬‫غير َّ‬ ‫َ‬

‫‪341‬‬
‫ِ‬
‫أرض شيرازي؛‬ ‫حملي يا صبا لي نسيماً من‬‫الحبيب ماء حي ِاتنا‪ِ ،‬ا ِ‬
‫ِ‬ ‫هوى ِ‬
‫منزل‬
‫ُ‬
‫فممن أشكو والواشي بي من أهلي؛‬ ‫وقال لي عيبي في وجهي‪ّ ،‬‬ ‫فاض دمعي َ‬ ‫َ‬
‫ظ َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الز ِ‬
‫ذب‬ ‫عذب غنائي م َن ال ُغال ِم حاف َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الفجر تقول‪:‬‬ ‫عند‬
‫هرة َ‬‫قيثارَة ُّ َ‬
‫سمعت َ‬‫ُ‬
‫اللهجة‪.‬‬

‫غزل‪334‬‬

‫عصاي‬
‫َ‬ ‫سألع ُب بها ِب‬
‫َ‬ ‫من ُر ٍ‬
‫ؤوس‬ ‫مرًة أُخرى‪ ،‬فكم ْ‬ ‫وصَل ْت يدي لِفرِع َك َّ‬ ‫إذا َ‬
‫كالكرات؛‬
‫ُ‬
‫شعرَة في يدي من ذلِ َك ال ُعم ِر المديد ؛‬
‫( ‪)1‬‬
‫لكن ال َ‬ ‫مر المديُد لي‪ْ ،‬‬ ‫الع ُ‬
‫فرُع َك ُ‬
‫نار قلبي سأذوب أمامك َّ‬
‫كالشمع(‪)2‬؛‬ ‫اح َة أي شم ُع‪ ،‬أنا الّليل َة ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الر َ‬
‫اش َة َّ‬
‫الفر َ‬‫أعط َ‬
‫خم ٍر‪ ،‬أرجو أن ُيصِّل َي َّ‬
‫علي‬ ‫ِ‬ ‫الروح‪ ،‬في ض َ ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫حكة واح َدة‪ ،‬ككأس ْ‬ ‫حين أُسل ُم ُّ َ‬ ‫َ‬
‫اك؛‬
‫ُسكار َ‬
‫أن صالتي ليست صالة‪ ،‬وأنا الم َّلو ُث‪ ،‬فليس أق َّل ِمنها ِ‬
‫احتراقي‬ ‫وِبمـا َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ‬
‫انصهاري في الح ِ‬
‫ان؛‬ ‫و ِ‬
‫يثارًة؛‬
‫اجبيك االثنين محراباً وق َ‬
‫َ‬ ‫صن ُع ِمن ح‬ ‫المسجِد و ِ‬
‫الحان خياُل َك‪ ،‬سأ َ‬ ‫ِ‬ ‫مر في‬
‫إذا َّ‬
‫بح فو َق ِ‬
‫آفاق‬ ‫كالص ِ‬ ‫فع رأسي‬‫المني ُر في خلوتي ليل ًة‪ ،‬سأر ُ‬
‫ُّ‬ ‫وجه َك ُ‬
‫أضاء ُ‬
‫َ‬ ‫واذا ما‬
‫العاَلم؛‬
‫أس في ُح ِّب إياز(‪)3‬؛‬
‫اب ال َّر ِ‬ ‫محمودةٌ عاقب ُة العم ِل في هذا َّ‬
‫الطر ِ‬
‫كان ذه ُ‬
‫يق‪ ،‬إذا َ‬ ‫ََ‬
‫ول‪ ،‬وال محرم ِس ٍّر معي سوى الجا ِم في هذا َّ‬
‫الدور‪.‬‬ ‫ِ‬
‫غم القلب ل َم ْن أق ُ‬
‫ظ‪َّ ،‬‬‫حاف ُ‬
‫َ‬
‫ــــــــ‬
‫بالق ْت ِل‪ ،‬و ُ‬
‫اقتلني حرقاً‬ ‫ِ‬
‫العذاب َ‬ ‫اش َة ِم َن‬ ‫هذ ِه َ‬
‫الفر َ‬ ‫ذلِك العم ِر المديد‪ :‬من َفرِعك؛ (‪ِ )2‬أرح ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫(‪ِ )1‬م ْن‬
‫لطان محمود الغزنزي‪.‬‬ ‫للس ِ‬‫ركي ُّ‬
‫غالم تُ ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِب ُحِّب َ‬
‫الّليَل َة؛ في ُح ّب اياز‪ :‬اياز ٌ‬ ‫ك‬
‫(‪)3‬‬

‫‪342‬‬
‫غزل‪335‬‬

‫بمحصول ِخرقتي‬‫ِ‬ ‫ابات المغان‪ ،‬إن ي َنفِتح لِي َّ‬ ‫في خر ِ‬


‫مرًة أُخرى‪ ،‬س َ‬
‫ألع ُب‬ ‫الطري ُق َّ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫القمار؛‬‫وسجادتي ِ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫لن يفتَ َح لي البـاب؛‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحان غداً ْ‬ ‫ِن‬ ‫إن أقرِع اليوم ُّ‬
‫كالزَّهـاد‪ ،‬خازُ‬ ‫َ‬ ‫َحْلَق َة التَّوبة ْ‬
‫عار ِ‬
‫ض‬ ‫ط َيراني ّإال إلى ِجه ِة ِ‬ ‫فلن يكو َن َ‬ ‫ِ‬
‫ال كالفراشة‪ْ ،‬‬ ‫تيسر لي ف ارغُ الب ِ‬
‫واذا ما َّ َ‬
‫َ‬
‫الشمع؛‬‫ذلِ َك َّ‬
‫ِ‬ ‫ظر إلى ِ ِ‬
‫عين الُقصور؛‬ ‫غير خيال َك‪ ،‬في وجوِد خيال َك‪ُ ،‬‬ ‫ور‪َّ ،‬‬
‫الن َ ُ‬ ‫الح ِ‬
‫حب َة ُ‬‫ص َ‬ ‫ال أُريد ُِ ُ‬
‫ط َب ُة ِس ّري فاشياً؛‬
‫الر ْ‬ ‫كان يبقى س ُّر ُحِّب َك مخفيَّاً في صدري‪ ،‬لو لم ْ‬
‫تج َع ْل عيني َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫كالطي ِر‪ ،‬عسى أن أكو َن صيداً لِلب ِاز‬ ‫َّ‬ ‫اب‪ ،‬وأعلو في الهو ِاء‬ ‫ك قفص التُّر ِ‬
‫سأت ُر ُ َ‬
‫المَلكي؛‬
‫َ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َنَفساً‬ ‫فليض ْع َشَف ًة على َشَفتي‬‫كالربابة‪َ ،‬‬‫ضني ّ‬ ‫ان ال ُيعطيني ُمرَاد قلبي ِب َح ْ‬ ‫إذا ك َ‬
‫كالناي؛‬
‫احداً ّ‬ ‫وِ‬
‫كان‬ ‫غمك؛ إذا‬ ‫ِ‬ ‫ـول لِ َش ٍ‬
‫َ‬ ‫ف ّ‬ ‫خص‪ ،‬ال رفيـ َق لي ّإال سيـ ُ‬ ‫قصـ َة قلـبي الجري ِـح ال أق ُ‬
‫َّ‬
‫مثل‬
‫َ‬ ‫وف أُلقيها على َق َد ِم َك‬ ‫ِ‬
‫أس التي على َب َد ِن حافظ‪ ،‬فس َ‬
‫ثَمن َشعرٍة ِمنك ال َّر َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫ضفيرِتك ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬

‫ـــــــ‬
‫اصَل ِة إلى َقد ِمك‪ ،‬الم ِ‬
‫لقاة على َق َد ِمك‪.‬‬ ‫الطويَل ِة الو ِ‬
‫(‪)1‬سأُلقي رأسي على َقد ِمك مثل ضفيرِتك َّ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫غزل‪336‬‬

‫‪343‬‬
‫اك‬
‫ني إلـى ُلْقيـ َ‬ ‫كـ َاد ْت تفـ ِارق‬ ‫فم ْه َجتي‬ ‫ُق ْل لي متـى ُب ْشرى لقـاك‬
‫ُ ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫اك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دس ِي َح َّـل َق ت ِ‬ ‫ـائ ِر الـُق ِ‬ ‫كالط ِ‬
‫َّ‬
‫ل َيـر َ‬ ‫اءهُ‬‫ص ال ُوجـود َور َ‬ ‫َقَف َ‬ ‫ـارك ًا‬
‫ّ‬
‫الوجود ِب َ‬
‫ذاك‬ ‫َ‬ ‫أصـحو َوَق ْد ُسـ ْد ُت‬ ‫ْ‬ ‫َواذا ِب َعـ ْب ِـد َك ُم ْنعـِماً نـ َاد ْيـتَني‬
‫داك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َق ْبـل الـمنيَّة م ْن س ِ‬ ‫ِ‬ ‫مام ٍة‬ ‫ِ ِ‬ ‫يـا رب ِ‬
‫حاب ُه َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫أمـط ْرنـي ب َغ ْيـث َغ َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ذاك‬ ‫مسـتَ ِ‬ ‫أشـ ُّق إذا َمـ َرْر َت ِبتُ ْرَبتي‬ ‫َق ْبـر ْي ُ‬
‫اح َش َ‬ ‫صحباً َخ ْم اًر وفـ َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ُق ْم رِاقصا صن‬
‫ـال ِر َ‬
‫داك‬ ‫ـالجم ُ‬
‫روح ْـي بَقّد َك ف َ‬ ‫وخاطفاً‬ ‫ميل‬
‫مي ال َـج َ‬ ‫ً ََ ْ‬
‫ـات ِبـُبـ ْرَه ٍة ِألراك‬‫يـوم المم ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ـاف ٍظ‬
‫وامنـن عَل َّي ِلـ َكي أَقـوم َكح ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ ْ َ‬
‫ْ‬
‫ـــــــــ‬
‫ِ‬ ‫ض روحي للِقائك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫شباك‬ ‫أفلت من‬
‫دسي َ‬ ‫كطائر ق ٍ‬
‫ُ ّ‬
‫ٍ‬ ‫لتنه َ‬
‫ك َ‬ ‫أين ُبشرى ِوصال َ‬ ‫َ‬
‫سي َد الكو ِن والمكان ؛ يا‬
‫( ‪)2‬‬
‫ض ُت ِّ‬ ‫الئك لو دعوتَني َع َبد َك ‪َ ،‬ل َن َه ْ‬ ‫الدنيا ؛ َق َسماً بو َ‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫الهداية مط اًر؛ ُم َّر على‬ ‫علي ِم ْن َغي ِم‬ ‫رب‪ ،‬قبل أن أصير ُغبا اًر محروماً‪ِ ،‬‬
‫أرس ْل َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬
‫أشق قبري‬ ‫طرب‪ ،‬كي َّ‬ ‫قبري بعد موتي‪ ،‬و ِ‬
‫الم ُ‬ ‫الخمر و ُ‬‫ُ‬ ‫اجل ْس على تُربتي ومعك‬ ‫َ‬
‫ض وأرني قامتك العالِ َي َة‪ ،‬يا صنمي‬ ‫انه ْ‬
‫عبيرك‪ ،‬وأخرَج راقصاً شوقاً إليك؛ و َ‬ ‫َ‬ ‫على‬
‫ْ‬
‫أنهض راقصاً‬ ‫ِ‬
‫أفلت من روحي وعالمي و َ‬ ‫َ‬ ‫الحركات‪ ،‬كي‬ ‫الجميل‬
‫َ‬ ‫الرشيق‬ ‫َّ‬
‫درك‪ ،‬ألنهض شابَّاً ِمن ِح ِ‬ ‫غم ِّأن َي ٌ‬ ‫ِ‬
‫ك‬
‫ضن َ‬‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫صَِ‬ ‫ض َّمني ليل ًة إلى َ‬ ‫شيخ‪ُ ،‬‬ ‫ومصّفقا؛ ور َ‬ ‫ُ‬
‫أضمن‬
‫ُ‬ ‫احٍد‬
‫س وِ‬‫بمقدار َنَف ٍ‬
‫ِ‬ ‫اك‪ ،‬ولو‬ ‫ِ‬
‫يوم موتي ُفرص ًة ألر َ‬ ‫الس َحر؛ وأعطني َ‬ ‫وْق َت َّ‬
‫القيام كحافظ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫به‬
‫َ‬
‫ــــــ‬
‫( ‪)1‬‬
‫قدسي‬
‫ٌّ‬ ‫طائر‬
‫كأنها ٌ‬ ‫قل لي متى وصاُلك فقد أوشكت روحي تُفار ُق بدني شوقاً إلى لقائك‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬
‫العرفاء هابط ٌة من عاَل ِم الملكوت وقد قال‬ ‫ِ‬
‫شباك ُّ‬
‫(الرو ُح المتعّلق ُة بالبدن عند ُ‬
‫الدنيا ّ‬ ‫أفلت من‬
‫َ‬
‫وتمن ِع)؛ إذا قِبْلتَني عبداً‬ ‫فع ورقاء ذات ُّ‬
‫تدل ٍل ُّ‬ ‫ِ‬
‫المحل األر ِ‬ ‫من‬
‫إليك َ‬
‫ابن سينا‪ :‬هبطت َ‬ ‫عنها ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ّ‬
‫سي َد الكو ِن‬ ‫صار العاَل ُم ُمطيعاً ِألمري‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وصرت ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫جملة عبيدك‪ ،‬وناديتني بيا عبدي‪،‬‬ ‫لك في‬ ‫َ‬
‫إلي َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫بالنواف ِل حتَّى أُحب ُ‬
‫َّه‪ ،‬فإذا أحببتُ ُه‬ ‫يتقر ُب َّ‬
‫ال عبدي َّ‬ ‫دسي (ما يز ُ‬
‫ُ ّ‬
‫والمكان‪ ،‬في الحديث الق‬

‫‪344‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بصر ِب ِه ولِ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫يسمع ِب ِه‬
‫ويدهُ َّالتي يبط ُ‬
‫ش‬ ‫سان ُه الذي ينط ُق ِبه َ‬ ‫وبصرهُ الذي ُي ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سمع ُه َّالذي‬
‫كنت َ‬
‫ُ‬
‫الربوبيَّة)‪.‬‬
‫كنهها ُّ‬ ‫آخ ٍر‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫العبودي ُة جوهرةٌ ُ‬
‫َّ‬ ‫وورد في حديث َ‬ ‫بها‪َ ،‬‬

‫غزل‪337‬‬

‫اب حمى حبيبي؛‬ ‫العودة إلى دياري‪ ،‬لِم ال أصير إلى تُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫أعزُم على‬ ‫لِم ال ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أصير ملِكاً على‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغرَبة والبعاد‪ ،‬فسأرج ُع إلى وطني و ُ‬ ‫غم ُ‬‫أحتم ُل َّ‬ ‫ما ُد ْم ُت ال‬
‫نفسي؛‬
‫المملوكين لمالِكي؛‬ ‫ِ‬
‫العبيد‬ ‫ومن‬ ‫الو ِ‬ ‫حرمي حري ِم ِ‬ ‫أصير ِم ْن م ِ‬
‫َ‬ ‫صال‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫و ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أن أكو َن َ‬
‫تحت‬ ‫يوم الواق َعة ْ‬
‫معلومة‪ ،‬فاألولى َ‬ ‫َ‬ ‫الع ْم ِر ُ‬
‫غير‬ ‫الص َة حال ُ‬ ‫أن ُخ َ‬ ‫وبما َّ‬
‫ظ ِر معشوقي؛‬ ‫َن َ‬
‫ظ ُّل أميناً‬ ‫ثقيل النَّو ِم‪ ،‬وأذى فقري‪ ،‬سأ َ‬‫الشكاي ُة من بختي ِ‬ ‫لي ِّ‬ ‫حتَّى ولو أُتيحت‬
‫َْ َ‬
‫سري؛‬‫على ّ‬
‫الع ْشق والخالع َة دائماً‪ ،‬وسأبقى أسعى سعيي و ِ‬
‫أشتغ ُل ِب ُش ْغ ِل‬ ‫كانت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِحرَفتي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َنفسي؛‬
‫األبِد خجالناً ِم ْن‬‫ظ ُّل إلى َ‬ ‫ظ‪ ،‬وا ّال فسأ َ‬ ‫حاف َ‬ ‫األزِل م ِ‬
‫رشداً لِ ِ‬
‫ف َ ُ‬ ‫طُ‬ ‫يصير ُل ْ‬
‫ُ‬ ‫ُربَّما‬
‫َنفسي‪.‬‬

‫غزل‪338‬‬

‫مدهوش العيـ ِن َّ‬


‫السكـرى‬ ‫ُ‬ ‫أنـا م ِحـ ُّب الوجـ ِه الجميـ ِل و َّ‬
‫الش ْعـ ِر سـالِ ِب القلـ ِب‪ ،‬و‬ ‫ُ‬
‫غش؛‬ ‫والخمـرِة َّ ِ‬
‫الصـافية بال ّ‬
‫ِ‬
‫كأسين؛‬
‫رب َ‬‫أشـ َ‬‫لك بعـ َد أن ْ‬
‫ـول َ‬
‫اآلن أق ُ‬
‫األزل‪َ ،‬‬ ‫ُقلـ َت‪ُ :‬قـ ْل لنـا حديـثاً عـ ْن ِس ِّر عهـد َ‬

‫‪345‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لكنـي فـي هذا َّ ِ‬
‫لهـم وجـوهٌ‬ ‫السَفـر أسيـ ُر عشـ ِق أحَّبـتي الذيـ َن ُ‬ ‫أنـا َآد ُم َجَّنـتي‪ّ ،‬‬
‫كالبـدور؛‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪ ،‬وَقْفـ ُت كال َّش ْمـ ِع ال تَ َخـ ْف مـ ْن نـاري؛‬ ‫الج ّإال َ ق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحـ ْر ُ والبنـ ُ‬ ‫في العشـ ِق ال عـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جوهـر ٌّي ُمفـلِ ٌس‪ ،‬لـِذا أنـا‬
‫َ‬ ‫الح ْسـ ِن‪ ،‬وأنـا‬ ‫شيـرُاز معـد ُن ِشفـاه العقيـ ِق‪ْ ،‬‬
‫ومنـ َج ُم ُ‬
‫شوش؛‬ ‫ُم َّ‬
‫أشرب‬ ‫اآلن ال‬ ‫ـنة ‪ِ ،‬مـن عيـو ٍن سكـرى‪َّ ،‬‬ ‫ِمـن كثـرِة مـا رأيـت فـي ه ِـذ ِه المدي ِ‬
‫ُ‬ ‫حقـاً أنا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ان؛‬‫وسكر ٌ‬
‫أك ْـن ُمفـلِساً‬‫ات ِم ْن ِسـ ِّت ِجهـات‪ ،‬ولو ْلم ُ‬ ‫احر ِ‬
‫ور السـ ِ‬
‫بالحـ ِ ّ‬ ‫المديـن ُة ممـلوءةٌ ُ‬
‫ـت ُكَّلها؛‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الس َّ‬
‫ـت الجهـات ّ‬ ‫الشتري ُ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫وف يفـو ُح العبيـ ُر من‬‫لت بمتـاعي إلـى ِج َهـة الحبيـ ِب‪ ،‬فسـ َ‬ ‫ورحـ ُ‬
‫اع َد الحـظ َ‬ ‫إذا سـ َ‬
‫ور ِمـن مْفـ َرشي؛‬ ‫الحـ ِ‬
‫ائر ُ‬ ‫ضفـ ِ‬
‫ـب عنـدي‪ ،‬لِـذا أُطـلِ ُق‬ ‫ِ‬ ‫حـافظ‪ ،‬عـروس طبعي َّ‬
‫تجلـ ْت لي بتحقيـ ِق ُمـرادي‪ ،‬وال حبي َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫اآلهـات‪.‬‬

‫غزل‪339‬‬

‫ؤب ِؤ عيني‬ ‫طار قلبي من صدري ُلب ُ‬ ‫َ‬ ‫روض عيني‬ ‫ِ‬ ‫مر في‬ ‫رسم وج ِه َك َ‬
‫حين َّ‬ ‫ُ‬
‫كن بعيني‬ ‫ِ‬
‫فلِذا ُل ْذ ُت م ْن عاَلمي ِب ُر ٍ‬ ‫منك ُمتَّكأً‬ ‫ظ اًر الئقاً با ِ‬ ‫ال أرى من َ‬
‫لخيال َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ومخزِن عيني‬ ‫َ‬ ‫خان ِة قلبي‬
‫كنز َ‬ ‫ِمن ِ‬ ‫وه ُر‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِج ِ‬
‫ـئ نث ٌار ل َمْق َدم َك الل ْع ُـل والج َ‬
‫ْ‬
‫(‪)2‬‬
‫وب عيني‬ ‫ِ‬ ‫دم ِعي الجاري نوى قتلي‬
‫لو ْلم ُيمس ْك َد َم الحشا ثَ ُ‬ ‫َ‬ ‫سيل ْ‬ ‫سح اًر ُ‬
‫أذى دمي برْق َب ِة عيني‬ ‫إن أصابني ً‬ ‫ْ‬
‫قـال قلبي ِب َّأو ِل يو ٍم رأيت وجهك ِ‬
‫فيه‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ضيء لِعيني‬ ‫ِ‬ ‫ص ِل في ا ِّلر ِ‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫اج ُ‬‫السر َ‬
‫وضع ُت ّ‬‫ْ‬ ‫يح‬ ‫ليل أمسي إلى َس َحري ُلبشرى َ‬
‫الو ْ‬ ‫َ‬

‫‪346‬‬
‫(‪)3‬‬
‫القلوب من ُك ِّل سه ٍم ِب ِ‬
‫عين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جارحات‬ ‫بالن ِ‬
‫بل‬ ‫ظ الم َّ‬
‫عذ َب َّ‬
‫تكن رامياً قل َب حاف َ ُ‬
‫ال ُ‬
‫ــــــــ‬
‫ك ِّ‬
‫فعج ْل‬ ‫مخزِن عيني ألجعَلها ِنثا اًر لِ ِ‬ ‫وج َعلتُها ِب َ‬ ‫الآللئَ ِم ْن ِ‬ ‫جت ُّ‬
‫مقدم َ‬ ‫كنز قلبي َ‬ ‫الد َرَر و ّ‬ ‫أخر ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ِب َد ِم كبدي َّالذي‬ ‫ِ‬
‫سيل‬
‫كان ُ‬ ‫مع دمعي‪َ ،‬‬ ‫الس َح ِر َ‬‫يسيل في َّ‬
‫ُ‬ ‫ثوب عيني ُيمس ُ‬
‫أن َ‬ ‫بالقدوم؛ (‪)2‬لوال َّ‬
‫اج عيني‬ ‫ِ‬ ‫ليلة ِ ِ‬ ‫دمعي يخرب مملكتي؛ (‪)3‬أنا بأم ِل بشرى وصلِك إلى سح ِر ِ‬
‫َ‬ ‫أجع ُل سر َ‬
‫البار َحة َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المع َذ َب بسها ِم عين َ‬
‫ظ ُ‬ ‫قلب حاف َ‬
‫لك ال تَ ْرِم َ‬
‫الريح؛ باإلنسانيَّة التي َ‬ ‫ضيء في طريق ّ‬ ‫الم‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫قلوب الناس‪.‬‬ ‫تشق َ‬ ‫َّالتي ُّ‬

‫غزل‪340‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬


‫امت‬
‫وم علـى َشَفتي‪ ،‬صـ ٌ‬ ‫أنا الذي أغـلي مـن نـ ِار قـْلبـي َكـ َد ٍّن مـ َن الخمـر‪ ،‬مختـ ٌ‬
‫وأجـرعُ الـَّد ّم؛‬
‫ِ‬ ‫طـر قـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫كيف أسعـى‬ ‫الع َمل َ‬ ‫ظ ْر فـي هذا َ‬ ‫اصٌد لـروحي‪ ،‬فانـ ُ‬ ‫الط َمـ ُع ِب َشَفـة الحبيـ ِب َخ َ ٌ‬
‫بروحي؛‬
‫وداء َحـْلـَق ًة‬
‫السـ ُ‬
‫ِ‬
‫الحبيب َّ‬ ‫س تض ُـع ضفيـرةُ‬ ‫متـى أصيـ ُر ُحـ ّاًر ِمـن هـ ِّم قلـبي ُ‬
‫وكـ َّل َنـَفـ ٍ‬
‫فـي أُ ُذني؛‬
‫أشرب الَقـ َد َح ِم ْن حي ٍـن إلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ف وأنـا‬ ‫اش هلل أن أكـو َن ُمعـتقداً ِبطـاعة نفسي‪ ،‬كيـ َ‬ ‫حـ َ‬
‫حيـن؛‬
‫دو‪ ،‬يـوم الجـزِاء‪َ ،‬لـن يضـع ِحمـل ال ّذنـ ِب علـى ِ‬ ‫العـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتـفي‪،‬‬ ‫َ َ َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫أمـ ٌل َّأنـ ُه‪ ،‬برْغـ ِم َ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫وع ْنـ َ‬
‫ـض عف ِـوِه؛‬ ‫ِمـن في ِ‬
‫َّة ِم ْن‬ ‫والِـدي بـاع روضـ َة رضـوان بقمحتين‪ ،‬فلمـاذا ال أبيـع ملـك العـاَل ِم ِبحب ٍ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫شعير؛‬
‫طي ِمئ َة عيـ ٍب مخفـ ٍي ِمّني؛‬
‫ّ‬ ‫الخـرَق ِة ليـ َس غـ َاي َة التَّـ َديُّن‪َّ ،‬إنها ِس ْت ٌـر ُيغـ ّ‬‫ُلبـس ِ‬
‫ُْ‬

‫‪347‬‬
‫ِ‬
‫أسم ْع حديـ َث شيـ ِخ‬ ‫ُكنـ ُت أنـوي ّأال أشـ َر َب ّإال من راووق الـَّدن‪ ،‬ما َ‬
‫أفع ُل و ْلم َ‬
‫المغ ِ‬
‫ـان؟؛‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف مطـ ِر ُب المجـِل ِ‬
‫ـت سمـاعه ُي ِّ‬
‫غيـُبني‬ ‫لحـ َن الع ْشـ ِق‪ ،‬ش ْعـ ُر حـافظ وق َ‬
‫س ْ‬ ‫ِ‬
‫حيـ َن يعـز ُ ُ‬
‫عن الوعـي‪.‬‬‫ِ‬

‫غزل‪341‬‬

‫الخالع ِة أمامي؛‬
‫َ‬ ‫الس ْك ِر و‬
‫يق ُّ‬ ‫ِ‬
‫لن أُبص َر طر َ‬ ‫المَّد َ‬
‫عين‪َ ،‬ف ْ‬
‫إذا كنت سأُف ِّكر ِب ِ‬
‫مالمة ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ُ‬
‫فيه نفع‪ِ ،‬‬
‫لكَّنني‬ ‫اضجين‪ِ ،‬‬ ‫الن ِ‬ ‫الزهُد ِم ْن حديثي العهِد ُّ‬
‫بالش ْر ِب‪ِ ،‬م َن الخليعي َن غي ِر َّ‬ ‫ُّ‬
‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الح؛‬
‫بالص ِ‬‫وء‪ ،‬فما تفكيري َّ‬ ‫بالس ِ‬
‫مشهور العاَل ِم ُّ‬ ‫ُ‬
‫جميع‬ ‫العْق ِل َس َبْق ُت‬ ‫َِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اُدعني شاه الم َش َّردين بين ُ ِ‬
‫َ‬ ‫المعدمين‪ ،‬فأنا في قلة َ‬ ‫الفقراء ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫العاَلمين ؛‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْذ َهب؛‬
‫ك يا كاف َر َ‬ ‫الجبين م ْن َد ِم قلبي‪ ،‬ليعلموا َّأنني قتيُل َ‬ ‫الخال على‬
‫َ‬ ‫انق ْش‬
‫الدرو َش ِة في ِ‬
‫هذ ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫اعتقاداً و ِ ِ‬ ‫أظ ِهر ِ‬
‫هو ُمَّدعي َّ َ‬ ‫كم َ‬
‫تعَل َم ْ‬
‫امض م ْن أجل هللا‪ ،‬كي ال ْ‬ ‫ْ‬
‫غير درويش؛‬ ‫ِ ِ‬
‫الخرَقة ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اح‬
‫الجر ِ‬
‫مبضع ّ‬‫َ‬ ‫يض َع‬‫دمى إلى الحبي ِب‪ ،‬لكي َ‬ ‫الري ُح أوصلي ح ْم َل ش ْعر َي ُ‬
‫الم ّ‬ ‫أيَّتُها ِّ‬
‫(عر ِق روحي)؛‬ ‫حبل وريدي ِ‬ ‫وداء على ِ‬ ‫رموش ِه الس ِ‬ ‫ِمن ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ظ ِس ِّر نفسي‪،‬‬ ‫أنا سواء شربت الخمر أم لم أشرب‪ ،‬ال ُشغل لي ِبأحٍد‪ ،‬أنا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫(‪) 2‬‬
‫ف قيمة وقتي ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعار ُ‬
‫ــــــــــ‬
‫أح ٍد‪ :‬ال أؤذي أحداً ِب ُشربي‬
‫للنفس؛ ال ُش ْغ َل لي ِب َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫العْق ِل الجالِ ِب َّ‬
‫للنْف ِع َّ‬ ‫ِ‬
‫أملك شيئاٌ م َن َ‬
‫ُ‬ ‫(‪)1‬ال‬
‫الخ ْمر‪.‬‬
‫َ‬

‫‪348‬‬
‫غزل‪342‬‬

‫أجمـ َل وقـ َت أرَفـ ُع عن وجـ ِه‬ ‫ِ‬


‫ـار َب َـدني يصي ُـر حجـاباً على وجـه روحـي‪ ،‬مـا َ‬ ‫ُغب ُ‬
‫ـاب(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك الحج َ‬ ‫روحي ذل َ‬
‫روضـ ِة‬ ‫َ‬ ‫ذب األلحـان‪ ،‬سأمضي إلى‬ ‫الئق بـي‪ ،‬فأنـا عـ ُ‬‫ص غي ُـر ٍ‬ ‫مث ُـل هذا الَقـَفـ ِ‬
‫البستـان؛‬ ‫ِ‬
‫ائر ذلـ َك ُ‬
‫رضـوان‪ ،‬أنـا طـ ُ‬
‫ألني غـ ِاف ٌل عـن‬ ‫أسفـي وأَلمـي‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ليس واضحاً عيـاناً لمـاذا أتيـ ُت والى أيـ َن أمضي‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫أم ِـر نفسي؛‬
‫رص ِة عاَلـ ِم‬ ‫وب َـدني مـربو ٌ ِ‬
‫ط بعـ َ‬ ‫دس َ‬
‫كيـف لي أن أطـوف فـي فضـ ِ‬
‫اء عـاَل ِم الُقـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الصغيـر؛‬ ‫التّركيـ ِب َّ‬
‫ـاف َج ِة َخـتَـن؛‬
‫الشـو ِق ِمن د ِم قلبـي ال تعـجب‪ ،‬أنـا رفيـق األَل ِم كن ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫اح عبيـر َّ‬
‫ُ‬ ‫إذا فـ َ‬
‫َ‬
‫مخفيـ ٌة‬ ‫ائق‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫طـرِز قميـ‬
‫َّ‬ ‫صي المنسـو ِج من َذ َهـب‪ ،‬أنـا كالشمـ ِع‪ ،‬الحـر ُ‬ ‫َ‬ ‫ظ ْر إلـى َ‬ ‫ال تنـ ُ‬
‫داخـ َل ثيـابي؛‬ ‫ِ‬
‫منـي َمن أكون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعـال وارَفـع وجـود ح ِ‬
‫ص ّ‬ ‫مع شخـ ٌ‬
‫ظ عن ُه‪ ،‬فبوجـود َك لن يسـ َ‬ ‫ـاف َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ــــــــ‬
‫(‪)1‬غبار الب َدن‪ُّ :‬‬
‫الذنوب‬ ‫ُ َ‬

‫غزل‪343‬‬

‫ِ‬
‫ـاد ٍم؛‬
‫ان أَق ُّـل خ َ‬ ‫أربعو َن عـاماً َخَل ْت أ ْفتَ ِخ ُـر ّ‬
‫بأني بي َن َخـ َد ِم شيـ ِخ المغـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫خل كـأسي أبـداً مـ َن الخمـ ِر ّ‬
‫الصـافي‬ ‫الخم ِـر لم ي ُ‬ ‫ومـ ْن ُيمـ ِن عـاطَفة الشيـ ِخ بـائ ِع ْ‬
‫المضـيء؛‬‫ُ‬

‫‪349‬‬
‫طـ ُت ِب ِهـم‪ ،‬صـ َار‬ ‫طـاهرين َّالذيـ َن ارتب ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫من جـاه العشـ ِق‪ ،‬وم ْن دولة ّ‬
‫السكـارى ال ّ‬
‫طبة مسـ َكناً لي؛‬ ‫صـدر المصـ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وء في َشـأني ِب ُشـربي الثُّمـاَل َة‪ ،‬فقد تلـ َّو َث ثَـوبي ولكَّنـني طـاهٌر؛‬ ‫السـ ِ‬
‫ظـ َّن ُّ‬ ‫ظ َّـن َ‬
‫ال ت ُ‬
‫أنسـوني الهـوى‬ ‫ِِ‬ ‫الالئـق ِبيـِد ِ ِ‬
‫ف َ‬ ‫ال‪ ،‬كيـ َ‬ ‫الملـك‪ ،‬فمـا هـذه الحـ ُ‬ ‫كي ّ ُ َ َ‬ ‫المَلـ ُّ‬
‫أنا البـ ُاز َ‬
‫طنـي؛‬‫لِ َو َ‬
‫ِ‬
‫ذب‬
‫العـ ُ‬
‫ان َ‬ ‫ص‪ ،‬ومعي هذا اللسـ ُ‬ ‫اآلن في الَقـَف ِ‬‫ف علـى ُبـ ُلبـ ٍل مثلي يكـو ُن َ‬ ‫حيـ ٌ‬
‫وسن؛‬‫كالسـ َ‬
‫وأصـ ُم ُت َّ‬
‫اء لألسفليـن عـجـباً‪ ،‬هـ ْل ِمن رفيـ ٍق ألرفـ َع خيـمتي عـن هـذا‬ ‫ارس والهـو ُ‬ ‫اء فـ َ‬ ‫مـ ُ‬
‫التُّـراب؟؛‬
‫ـاء عن أم ِـر َك في‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حـ ِاف ُ َّ‬
‫تحـت خـرَقـت َك‪ ،‬سأرَف ُـع الغط َ‬ ‫ـام ُش ْـرُب َك الَقـ َد َح مـ ْن ْ‬‫ظ حت َ‬
‫محـَف ِل َّ‬
‫السـِّيـد؛‬
‫الفضـل‪ِ ،‬مَّنـ ُة مو ِ‬
‫اهـِبـ َك تُطـ ِّو ُق ُعـ ُنـقي‪.‬‬ ‫ـلي َ ْ َ‬
‫ك تـز ُيد ع َّ‬ ‫ـار ُ‬
‫المب َ‬
‫أنـ َت طـاَلعي ُ‬

‫غزل‪344‬‬

‫الس ْم َع ِة ُك َّل‬
‫فاع ِة لِ ُح ْس ِن ُّ‬
‫لش َ‬ ‫ُ‬
‫مر عمر أح ُّث الخطى في َّ‬
‫الطَل ِب ُك َّل يوم‪ ،‬أرَفع َي َد ا َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ ٌ ُ‬
‫ٍ‬
‫زمان؛‬
‫باك في ُك ِّل‬ ‫أنص ُب ا ِّ‬ ‫ضيئة‪ِ ،‬‬ ‫س م ٍ‬ ‫إلى متى أقضي اليوم ِم ْن دو ِن َقم ٍر َ ٍ‬
‫لش َ‬ ‫وش ْم ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بالشباك؛‬‫ِ‬
‫أصيد طائ اًر ّ‬ ‫يق‪َّ ،‬‬
‫علني‬ ‫طر ِ‬
‫ُ‬
‫مار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫أين أورنگ‪ ،‬أين وجه الورِد‪ ،‬أين نْقش الوفا ِء وال ِ‬
‫لع َب ق َ‬ ‫محبَّة؟‪ ،‬هذه نوبتي أل َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ْ ُ َْ‬ ‫َ‬
‫ِ (‪) 1‬‬ ‫ِ‬
‫الع ْش ِق على تَمامه ؛‬
‫ظ ُّل أرَف ُع صوتي‬ ‫ِ‬
‫الفارِع القوي ِم‪ ،‬سأ َ‬ ‫الخ َبر عن ِظ ِّل َسروي‬ ‫أج َد َ‬ ‫أن ِ‬ ‫والى ْ‬
‫طر ٍ‬
‫ف‪ ،‬لِ ُك ِّل ٍ‬
‫سرو م ٍ‬
‫ختال(‪)2‬؛‬ ‫بالصر ِ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫اخ‪ ،‬م ْن ُك ّل َ َ‬ ‫ُّ‬

‫‪350‬‬
‫الهادئ الَقْل ِب ال يعطي المراد لَِق ٍ ِ‬ ‫أن ذاك ِ‬
‫ش‬ ‫أرس ُم َنْق َ‬
‫فإني ُ‬
‫لب‪ّ ،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أعلم َّ َ‬
‫غم ّأني ُ‬ ‫رَ‬
‫الفأل على َّ‬
‫الدوام؛‬ ‫خيالِ ِه‪ ،‬و ِ‬
‫أضر ُب َ‬
‫صتي‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ومساء‪ ،‬ستُنهي ُغ َّ‬ ‫بح‬
‫ص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ناثرة َّ َّ‬ ‫ِ‬ ‫أعَلم َّ ِ ِ‬
‫الد ِم التي أُطل ُق ُك َّل ُ‬ ‫اآله َ َ‬
‫أن هذه َ‬ ‫ُ‬
‫صتي؛‬ ‫ِ‬
‫ِن ق َّ‬
‫وست ّلو ُ‬
‫ُ‬
‫ين‬ ‫ظ تائباً‪ ،‬أنا في مجلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخ ْم ِر‬ ‫عنه غائباً‪ِ ،‬‬
‫وحاني َ‬
‫الر ّ‬ ‫س ُّ‬ ‫َ‬ ‫كحاف َ‬ ‫وعن َ‬ ‫وفي كوني ُ‬
‫الكأس حيناً حيناً‪.‬‬
‫َ‬ ‫أكرعُ‬
‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫ِ ِ‬
‫عاشق وجه الورِد‪ِّ ،‬‬
‫مني أنا َّالذي أ ِ‬
‫ٌقام ُر‬ ‫أين أورنگ‬‫الوْرد‪،‬اسما َعَلمٍ‪ ،‬والمعنى َ‬ ‫وو ْج ُه َ‬
‫أورنگ َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫عن ظ ِّل سروتي القويمة العالية‪َ ،‬‬
‫بين‬ ‫أبح ُث ْ‬
‫النهاية؛ أنا ُب ُلب ٌل َ‬‫الع ْش ِق حتّى ِّ‬
‫شيء في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِب ُك ِّل‬
‫(‪)2‬‬

‫داء في ُك ِّل ِاتّجاه‪.‬‬ ‫ك ِّ‬


‫الن َ‬
‫ِ ِِ‬
‫رو‪ ،‬وأرس ُل لذل َ‬ ‫عالي ِة َّ‬
‫الس ِ‬ ‫َ‬

‫غزل‪345‬‬

‫أمُّد يدي‬ ‫ِ‬


‫البستان‪ ،‬لماذا ُ‬ ‫بالوْرِد و ُ‬
‫فع ُل َ‬‫ختال‪ ،‬ما أ َ‬‫الم َ‬‫القويم ُ‬
‫َ‬ ‫سروي‬
‫َ‬ ‫ِم ْن دوِن َك يا‬

‫وس ِن‪ ،‬ما َ‬


‫أفع ُل؟؛‬ ‫الس َ‬ ‫ض َّ‬ ‫عار ِ‬ ‫لَِف ْرِع ُّ‬
‫الس ُنب ِل‪ ،‬وِب ِ‬
‫ألن وجه مرآتي ِمن ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألني‪ِ ،‬م ْن َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫حديد‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫ليس َّ ْ َ‬ ‫وجه َك‪ ،‬و َ‬ ‫طعن الحسود‪ْ ،‬لم َأر َ‬ ‫آه ّ‬
‫أفع ُل؟؛‬
‫ما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أيُّها َّ ِ‬
‫اذه ْب‪ ،‬ال تَع ْب شاربي الثُّماَلة‪ُ ،‬م ّ‬
‫قد ُر الَق َد ِر َقَّد َر هذا‪ ،‬أنا ما‬ ‫الناص ُح َ‬
‫أفع ُل؟؛‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الغ ِ‬
‫أمر َك لي‪ ،‬ومحصولي‬ ‫مكم ِن الغيب‪ ،‬ما ُ‬ ‫عان م ْن َ‬ ‫يلم ُع الل َم َ‬
‫حين َ‬ ‫يرة َ‬ ‫َب ْر ُق َ َ‬
‫احتَ َر َق‪ ،‬ما َ‬
‫أفع ُل؟(‪)1‬؛‬
‫ٍ‬ ‫شاه األتر ِ‬
‫أفع ُل؟؛‬
‫ف َمَلك‪ ،‬ما َ‬ ‫طُ‬ ‫يأخ ُذ بيدي ُل ْ‬
‫إن لم ُ‬ ‫الج ِّب‪ْ ،‬‬
‫اختار‪ ،‬وألقاني في ُ‬ ‫َ‬ ‫اك‬ ‫ُ‬
‫األيم ِن‬
‫َ‬ ‫الطور‪ ،‬ما حيلتي في ليَل ِة الوادي‬ ‫نار ُّ‬ ‫اج ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫للسر ِ‬
‫يك ْن َم َدٌد ّ‬ ‫إذا ْلم ُ‬
‫أفع ُل؟؛‬ ‫َّ ِ‬
‫الظلماء‪ ،‬ما َ‬

‫‪351‬‬
‫الخ ِر ِب‪ ،‬ما‬ ‫ِ‬
‫المنزل َ‬ ‫الخْلِد منزلي الموروث‪ ،‬ما ُمقامي بهذا‬
‫حافظا‪ ،‬جنَّ ُة ُ‬
‫ِ‬
‫أفع ُل؟(‪.)2‬‬
‫َ‬
‫ــــــــ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أشع َل َّ‬
‫الن َار في‬ ‫الح ِّق و َ‬ ‫ص ًة هلل‪ ،‬فإذا َل َم َع بر ُق َ‬
‫الغيرة م َن َ‬ ‫تك ْن خال َ‬‫مشوب ًة ولم ُ‬ ‫كانت‬
‫عبادتي ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫عليه‬ ‫الموروث ِم ْن أبي َآد َم‬ ‫الخ ِلد منزلي‬ ‫أصنع؟؛ (‪َّ )2‬‬ ‫ِ‬
‫محصول عبادتي‪ ،‬فاحتَ َر َق‪ ،‬ما‬
‫ُ‬ ‫جن ُة ُ‬ ‫َ‬
‫منزِل ُّ‬
‫الدنيا الفانية؟‪.‬‬ ‫السالم‪ ،‬ما ركوني إلى ِ‬
‫ّ‬

‫غزل‪346‬‬

‫لن يكو َن‬


‫ال ْ‬
‫وذاك‬
‫َ‬ ‫أو حبيـبي‬ ‫تارِك كأسي‬ ‫السكارى ِب ِ‬ ‫مـا أنـا في ّ‬
‫ُأرْح مجـنـونا‬
‫إن ُأرْح تـائباً‬
‫ْ‬ ‫ـائب الـتَّـائبي َـن ِم ار اًر‬
‫وأنا العـ ُ‬
‫بالفسـو ِق غير ْي أ َ‬
‫ُدين‬ ‫ُ‬ ‫ان وما‬
‫رج ُس سكـ ـر ُ‬ ‫الن ِ‬
‫ـكأس و َّ‬ ‫الزهرةُ ال َ‬ ‫فع ّ‬ ‫تـر ُ‬
‫ـمين‬‫َّ‬ ‫الد َّر و ُّ‬
‫ـوجه كما ُّ‬ ‫لك َّ‬ ‫ـركي ِ‬ ‫َّ‬
‫ـار الث َ‬
‫النض َ‬ ‫الد ْم َـع والـ َ‬ ‫أفر ْش َ‬ ‫فتوق ْف تُ ُّ‬

‫ذلِك ّ‬
‫مني أبداً؛‬ ‫الكأس والمحبوب‪ ،‬ولن يكون‬ ‫ك‬ ‫لست أنا ذلِك ِ ِ َّ‬
‫َ‬ ‫يتر ُ‬
‫الس ّك َير الذي ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الربي ِع‬ ‫في أو ِ‬
‫ان َّ‬ ‫اآلن‬
‫الخمر َ‬ ‫ِ‬ ‫فإن أتُ ْب عن‬ ‫الخمر م ار اًر‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫بت التَّ َ‬
‫ائبين عن‬ ‫ولقد ع ُ‬
‫طَلِبها‪ ،‬وال‬ ‫غائص في َ‬ ‫ِ‬
‫البحر‪ ،‬وأنا‬ ‫شق ُد َّرةُ ذلِ َك‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫ٌ‬ ‫بحر‪ ،‬والع ُ‬ ‫ُجن؛ الحان ُة ٌ‬ ‫الورد أ ّ‬
‫النرِج ُس‬ ‫الزهرة ترفع الكأس ِ‬
‫بيدها‪ ،‬و َّ‬ ‫خرُج رأسي ؛ ها هي َّ ُ ُ‬ ‫أين أُ ِ‬
‫أدري اآلن من َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالفسوق ؛ ُشَّد الع َ‬ ‫الس ْك ِر‪ ،‬وال َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫نان‬ ‫شار ُ‬ ‫شير إليهما‪ ،‬واَل َّي وحدي ُي ُ‬ ‫أح َد ُي ُ‬ ‫ظاه ُر ُّ‬
‫ئ ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفار ُس التُّ ُّ‬
‫يق آلل َ‬ ‫لك الطر َ‬ ‫ثير الفتَ ِن في المدينة‪ ،‬ألمأل َ‬ ‫ركي ُم ُ‬ ‫ظ ًة‪ ،‬أيُّها ِ‬ ‫لح َ‬
‫كنوز‪،‬‬
‫الد ْم ِع عندي ٌ‬ ‫ولع ِل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫(‪)3‬‬ ‫دمعي‪ ،‬ون اً ِ‬
‫ضار م ْن وجهي ؛ أنا الذي م ْن ياقوت ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مجموع َة ِ‬
‫الورد‬ ‫َ‬ ‫الصبا‬ ‫أن َغ َسَل ِت َّ‬ ‫بعد ْ‬‫س العالية!؛ َ‬ ‫الشم ِ‬ ‫لفيض ْ َّ‬
‫نج ِم ْ‬
‫ِ‬ ‫ظ ُر‬
‫كيف أن ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وميثاق ُِ‬ ‫صْف َح ِة كتاب ؛ َع ْهُد‬
‫ٍ ( ‪)4‬‬
‫ظ ْر ُت في َ‬ ‫إن َن َ‬ ‫َّ‬
‫رديء الط ْب ِع ْ‬ ‫َ‬
‫ف‪ ،‬أكو ُن‬ ‫طِ‬ ‫الل ْ‬ ‫ِ‬
‫بماء ُّ‬
‫ط ُت شرطي للكأس؛‬ ‫عتبار‪ ،‬عَق ْد ُت عهدي َم َع الَق َد ِح‪ ،‬و َش َر ْ‬ ‫الفَل ِك ليسا ِبذلِ َك اال ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫‪352‬‬
‫الفَل ِك راعي‬
‫ورِة َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنا َّالذي‬
‫أطم ُع ب َد َ‬
‫السلطان‪ ،‬متى َ‬ ‫كنز ُّ‬‫المسك َنة َ‬ ‫َ‬ ‫أملك في‬
‫ُ‬
‫إن َغ َسْل ُت ثوبي‬ ‫ِ ِ‬ ‫بار ِ‬ ‫األدنياء!؛ َرْغ َم َّ‬
‫اخ َجلي م ْن ه َّمتي‪ْ ،‬‬
‫الفقر يعلوني‪ ،‬و َ‬ ‫أن ُغ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عين َّ‬ ‫ِب ِ‬
‫الع ِ‬
‫ين‬ ‫الحبيب النَّ َار للعاشقين‪ ،‬أكو ُن ِّ‬
‫ضي َق َ‬ ‫ف‬‫طُ‬ ‫اختار ُل ْ‬
‫َ‬ ‫الش ْمس؛ إذا‬ ‫ماء ِ‬
‫ظ ِ‬
‫لك ْن‪،‬‬ ‫خادع ِ‬
‫حاف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫عين الكوثَر؛ ليَل َة األم ِ‬
‫ظ ْر ُت إلى ِ‬
‫كان َل ْع ُل َشَفته ُي ُ‬
‫س َ‬ ‫ْ‬ ‫إذا َن َ‬
‫تلك األساطير‪.‬‬ ‫لست أنا ذلِك َّالذي ي ِ ِ‬
‫صد ُق م ْن ُه َ‬‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ــــــ‬
‫سم‬ ‫ِ‬ ‫الحان؛ (‪َّ ُ )2‬‬ ‫ِ‬ ‫مكن الحصول على جوهرِة ِ‬
‫الع ْشق ّإال ِب ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫كأس الزهرة هو الق ُ‬ ‫خول‬ ‫ال ُي ُ ُ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ََ‬
‫قال‬ ‫ِ ِ‬ ‫بيه بالكأس؛ (‪َّ )3‬الذي َج َعَل ُه‬ ‫ِ‬
‫غالفها َّ‬ ‫الظ ِ‬
‫الخارجي َّ‬
‫ِ‬
‫أصف َر‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ك َذ َهباً‬
‫إكسير ع ْشق َ‬
‫ُ‬ ‫الش ُ‬ ‫اه ُر من‬
‫فصار‬
‫َ‬ ‫الع ْش ِق امتََزَج ِب ِه‬
‫أصف اًر‪ ،‬إكسير ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫األحم َر يا َسعدي‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫وجه َ‬
‫سعدي‪ :‬قالوا َم ْن َج َع َل َ‬
‫الع ْشق‪ ،‬وكتاب الور ِق ِ‬
‫فيه ِ‬
‫العْل ُم‪.‬‬ ‫فيه ِ‬ ‫َذهباً؛ (‪)4‬مجموعة الورد كتاب الورِد الكبير‪ِ ،‬‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫غزل‪347‬‬

‫س َحري ِمن َ َّ‬ ‫صنمي مـا ِب ِ ِ ِ‬


‫فير‬
‫ـام لوع ٌة وز ُ‬ ‫ـك حت َ‬ ‫َ‬ ‫غم ع ْشـق َك التَّ ُ‬
‫ـدبير‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نجير‬
‫هل لـتَقي ـ ـيـده م ْن َك ل ْـي م ْن ذؤابة ز ُ‬ ‫ص َح ُيجديه ْ‬ ‫ُج َّن قلبي ال ُن ْ‬
‫تاب والتَّحر ُير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال ل ُـه الك ُ‬ ‫منك في ُمَّدة ال ـه ـج ِـر مح ٌ‬ ‫َ‬ ‫لقيت‬
‫ُ‬ ‫ُك ُّل ما قد‬
‫الجع ِـد أو تقر ُير‬ ‫ِ ِ‬
‫ألم م َـن االضطراب م ْـن فـرِع َك َ‬
‫ِ‬ ‫ال مجال يفي بما بي َّ ِ‬
‫ٌ‬
‫ِِ‬
‫ـار في َلو ِح عيني ل ُه التَّ ُ‬
‫صوير‬ ‫وج َـه ُه ال ُّـرو ُح مّنـي‪َ ،‬ل َنْقـشاً ص َ‬‫أت ْ‬ ‫لو ر ْ‬
‫لقامرت ِبديـنـي وقلـبـي وكـان‬ ‫ِ‬
‫لي التَّ ُ‬
‫وفير‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫بالموت‬ ‫ال‬
‫الوص َ‬‫أو َد َرْي ُت ِ‬
‫ِ ُّ‬
‫اء فـل ْـس ُت اّلـَـذي ُيضل ُه التَّ ُ‬
‫زوير‬ ‫ِِ‬ ‫وِ‬
‫الهـر َ‬
‫يقي وال تُ ْكثـر ُ‬ ‫ْ‬
‫دع طر‬ ‫ْ‬ ‫اعظي‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫حاف ٌ ِ‬
‫تدبير‬
‫ُ‬ ‫ـدير مـا ل ُـه‬ ‫ـالح لما الـتَّـق ُ‬ ‫الص ُ‬ ‫َّ‬ ‫ـس ُيرجى‬ ‫ظ م ْن فسـاده لي َ‬
‫ــــــــ‬
‫كيف‬ ‫يا حبيباً أخ َذ ديني وصار معبوداً لقلبي‪ ،‬أنا من ِ‬
‫أعرف َ‬ ‫ُ‬ ‫عشق َك في غ ٍم ال‬ ‫َ‬
‫أظل أقضي‬ ‫أمر ِع ْش ِق َك‪ ،‬وقل لي إلى متى ُّ‬ ‫التدبير في ِ‬ ‫ُداويه‪ ،‬فقل لي ما هو‬ ‫أ ِ‬
‫ُ‬

‫‪353‬‬
‫ينفع ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صح‬
‫الن ُ‬ ‫عاد ُ‬ ‫الحب بي مبَل َغ الجنون وما َ‬ ‫ُّ‬ ‫بلغ‬
‫غمك؛ َ‬ ‫البكاء من ّ‬ ‫أسحاري في ُ‬
‫فأعطني له زنجي اًر من ُذؤ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قيد ٍ‬ ‫وحق تقييده ِب ٍ‬
‫ابة‬ ‫ُ‬ ‫حل‪،‬‬
‫متين ال ُي ُّ‬ ‫قلبي المجنون‪ُ ُ َّ ،‬‬ ‫َ َ‬
‫مع‬
‫بوصف ما جرى‬ ‫ِ‬ ‫كيف لي‬ ‫قيد أقوى منها؛ و َ‬ ‫ضفائر َش ْع ِرك‪ ،‬فال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ضفي ٍرة من‬
‫حال أن‬ ‫وم ٌ‬ ‫لي في مَّد ِة ِ‬
‫حال‪ُ ،‬‬‫البيان وتحر ُيرهُ ُم ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ذلك‬
‫أين من َ‬ ‫هيهات‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫هجر َك‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫كتاب‪،‬‬‫ُ‬ ‫مني‬
‫أكبر من أن‪ ،‬يحويه ّ‬ ‫كتاب واحد‪(،‬قال المكزون‪ :‬الشو ُق ُ‬ ‫ٌ‬ ‫يض َّم ُه‬ ‫ُ‬
‫ولك ْن‪ ،‬ال‬‫قصةٌ مع جديلِتك ِ‬ ‫حجاب)؛ ولي َّ‬ ‫عني‬ ‫أكبر من أن‪ ،‬يخفيه ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الحب ُ‬ ‫و ُّ‬
‫اب عالم ُة العشق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألم بي من االضطراب منها (االضطر ُ‬ ‫لوصف ما َّ‬ ‫مجال‬
‫اب‬ ‫عاشق يضطرب من معشوِقه‪ ،‬و َّ‬ ‫ٍ‬
‫أكب َر كان اضطر ُ‬ ‫العشق َ‬ ‫ُ‬ ‫كلما كان‬ ‫ُ‬ ‫وكل‬
‫ُّ‬
‫سأرس ُم‬ ‫عين روحي‪،‬‬ ‫أى ِم ْن ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تصير بها بمر ً‬ ‫ُ‬ ‫ظ َة َّالتي‬‫اللح َ‬‫العاش ِق أكثر)؛ تلك َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وبذل‬ ‫ِ‬
‫بالموت‬ ‫صالك‬ ‫أن ِو‬ ‫أعلم َّ‬
‫َ‬ ‫كنت ُ‬ ‫صري؛ ولو ُ‬ ‫الجميل على لو ِح َب َ‬ ‫َ‬ ‫َو ْج َه َك‬
‫ظ ما‬ ‫ولكنت ربِحت ِبذلك؛ فيا أيُّها الو ِ‬
‫اع ُ‬ ‫ُ‬ ‫لقامرت بديني وقلبي معاً‪ُ ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الرو ِح‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫لست أنا اّلذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الهراء‪ُ ،‬‬ ‫وقوُف َك بدربي؟‪ ،‬ابتع ْد عن طريقي ودعني من قول َك ُ‬
‫يع ْد‬ ‫ِ‬ ‫ظ صار ِ‬ ‫قول ُّ‬ ‫يعطي األُ ُذ َن ِل ِ‬
‫للخمر والهياً‪ ،‬ولم ُ‬ ‫فاسداً شارباً‬ ‫َ‬ ‫الزور؛ حاف ُ‬ ‫ُ‬
‫له‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عاِبداً زاهداً‪ ،‬وال أمل ِب‬ ‫ِ‬
‫مقدور‪ ،‬وما ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ففسادهُ َق َدٌر‬
‫ُ‬ ‫بعد فساده‪،‬‬ ‫ظ َ‬ ‫صالح حاف َ‬‫ِ‬
‫له من تدبير‪.‬‬
‫تغيير‪ ،‬وما ُ‬
‫ٌ‬

‫غزل‪348‬‬

‫البحر في ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫القلب في‬
‫الصحراء‪ ،‬وأُلقي َ‬‫الص ْب َر في َّ‬
‫العين بح اًر وأُلقي َّ‬
‫َ‬ ‫سأجعل‬
‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫المعم َعة ؛‬
‫َ‬
‫النار في ِ‬ ‫ِ‬ ‫اآلهات من قلبي َّ ِ ِ ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأُطلِ ُق‬
‫ذنب َآد َم‬ ‫الضّي ِق م َن الذنوب‪ ،‬حتَّى تشتع َل َّ ُ‬ ‫َ‬
‫وحواء(‪)2‬؛‬ ‫َّ‬

‫‪354‬‬
‫القلب هناك ِإذ الحبيب هناك‪ ،‬سأب ُذل الجهد ِأل ِ‬ ‫سعاد ِة‬
‫ص َل بنفسي إلى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ثروةُ‬
‫ُهناك؛‬
‫القباء ألُلقي رأسي المجنو َن على‬ ‫ِ‬ ‫ك ِربا َ‬
‫ط‬ ‫الب ْدر َّالذي تاج ُه َّ‬
‫الش ْم ُس‪ُ ،‬ف َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أيُّها َ ُ‬
‫َق َد ِم َك‪ِ ،‬م ْث َل َفرِع َك(‪)3‬؛‬
‫نان ِة ِح از ِم‬ ‫ِ‬
‫ط ُعْق َد ًة على ك َ‬ ‫أسك َر‪ ،‬وأربِ َ‬
‫الخ ْم َر كي َ‬ ‫ِ‬
‫أصابني‪ ،‬أعطني َ‬ ‫َ‬ ‫الفَل ِك‬
‫َس ْه ُم َ‬
‫الجوزاء؛‬
‫الرباب ِة إلى ِ‬
‫هذ ِه‬ ‫أرمي ُجرَع َة جا ٍم على هذا التَّ ْخ ِت َّ‬
‫السائر‪ ،‬و ِ‬
‫عويل َّ َ‬
‫َ‬ ‫أوص َل‬
‫َ‬
‫و‬
‫الُقب ِ‬
‫َّة َّ‬
‫الزرقاء(‪)4‬؛‬
‫سعاد َة اليو ِم إلى‬ ‫كيف أؤ ِّج ُل‬ ‫حافظا‪ ،‬بما َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫كاء على األيَّا ِم َس ْهٌو وخطأٌ‪َ ،‬‬
‫أن االتّ َ‬
‫الغد؟‪.‬‬‫َ‬
‫ــــــ‬
‫وب ِة من ِ‬
‫نار قلبي‬ ‫ِ‬ ‫(‪ِ )2‬‬
‫عن الع ْشق؛ سأُطل ُق آهات التَّ َ‬
‫الشديدة كناي ٌة ِ ِ‬‫الحرب َّ‬ ‫ِ‬
‫المعمعة الفتن ُة و ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫ك‬ ‫تمه ْل في ِ‬
‫سير َ‬
‫ِ‬
‫القباء‪َّ :‬‬ ‫ك ِربا َ‬
‫ط‬ ‫وحواء؛ (‪ُ )3‬ف َّ‬ ‫الحارَق ِة ِألحر َق ذنوبي ُكَّلها وصوالً إلى ِ‬
‫ذنب آدم َّ‬ ‫ِ‬
‫ك َّ‬
‫الدائر‪.‬‬ ‫الفَل ُ‬ ‫ف؛ (‪)4‬التَّ ْخ ُت َّ‬
‫السائر‪َ :‬‬ ‫أو َّ‬
‫توق ْ‬

‫غزل‪349‬‬

‫نجير ِألَُدِّب َر هذا‬ ‫أين َّ‬ ‫س ُقْلت سأرَفع خيال ِ ِ ِ‬


‫الز ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬‫وجهه م ْن رأسي‪َ ،‬‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫األم ِ ُ‬ ‫ليَل َة ْ‬
‫لمجنون؛‬ ‫اَ‬
‫اء‬ ‫ِ‬ ‫ض ٍب‪ ،‬الحبي ُب يأَلم ِم َن ِ ِ‬ ‫ُقْلت قامتُه ال َّسرو فأعر ِ‬
‫الص ْدق‪ ،‬يا أصدق ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ض شب َه ُم ْغ َ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ ُ ُْ‬
‫ما أ ْف َعل؟؛‬
‫ليصير طبعي‬ ‫ُقْلت معنى غير موزو ٍن‪ ،‬أي حبيب اع ُذرني‪ ،‬و ِ‬
‫اغم ْزني َغ ْم َزًة‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ‬
‫موزوناً؛‬

‫‪355‬‬
‫مني‪ ،‬ساقيا‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ف َّ‬ ‫اصف َّر ِمن ذاك الّلطي ِ‬
‫أعطني جاماً‬ ‫الط ْب ِع بال َذ ْن ٍب ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وجهي‬
‫ِ ِ‬
‫ألج َع َل وجهي بَلون َ‬
‫الوْرد؛‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫طل ُق‬ ‫الرْب ِع‪ ،‬وأُ ْ‬
‫اب في َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي نسيم ِ ِ‬
‫ألجل هللا إلى متى‪ ،‬أُثي ُر االضطر َ‬ ‫منزل ليلى‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫ِ ( ‪)1‬‬
‫جيحو َن في األطالل ؛‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫أنا َّالذي سَل ْكت َّ‬
‫أج َع ُل‬
‫وف ْ‬ ‫له‪ ،‬س َ‬ ‫يق إلى َك ْن ِز ُح ْس ِن الحبيب الذي ال ن َ‬
‫هاي َة ُ‬ ‫الطر ِ‬ ‫َ ُ‬
‫ِمن مئ ِة َش َّح ٍاذ ِمثلي ِمن ِ‬
‫بعدها قاروناً؛‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الع ْب َد‪ِ ،‬ألزي َد ِم َن دعائي لِدوَلة ذلِ َك‬ ‫ان ت َذ َّكر ِ‬ ‫صاحب ِ‬
‫القر ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ َ‬ ‫حاف َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫الب ْد ُر‬
‫أيُّها َ‬
‫الح ْسن(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫ــــــــ‬
‫صاحب ِ‬
‫القران من‬ ‫الص ار ِخ والعويل‪ ،‬وأطَلْق ُت نهر جيحو َن من دمعي؛ (‪ِ )2‬‬
‫من ُّ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫بع َ‬‫الر َ‬
‫شو ْش ُت َّ‬
‫(‪َّ )1‬‬
‫ِِ‬
‫السعد‪.‬‬‫اقترَن عند والدته نجما ّ‬

‫غزل‪350‬‬

‫ِ‬ ‫الربيع‪ ،‬وعزمي ِ‬


‫ينكس ُر‬ ‫فيه‬ ‫جـاء َّ ُ‬ ‫وب وقد‬ ‫عزمت في َس َحري ّأني أتـ ُ‬
‫ُ‬
‫و ِ‬
‫أنتظ ُر‬ ‫رب‬ ‫ِ‬
‫األحَّبـ َة فـي ُش ٍ‬ ‫أرى‬ ‫بأني ال أطيـ ُق ِبـأن‬ ‫أقـول َّ‬
‫حقـاً ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫أعتذ ُر‬ ‫اب ِب ِ‬
‫حفل األ ِ‬
‫ُنس‬ ‫الشر ِ‬
‫عـ ِن َّ‬ ‫إن ترني‬ ‫ان َّ‬
‫الز ِ‬ ‫ِ‬
‫هر ْ‬ ‫عال ْج دمـاغي أو َ‬

‫كاس ِر التَّ ِ‬
‫بالربي ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫وب ِة في َّ ِ‬
‫جاء‪،‬‬
‫وبة قد َ‬ ‫َ‬ ‫خارًة‪ ،‬واذا َّ‬
‫أعم ُل است َ‬
‫الس َحر ُقْل ُت َ‬ ‫ِب َع ْزِم التَّ َ‬
‫فماذا أعمل؟؛‬
‫ظ ُر وأنتَ ِظر؛‬
‫يفين يشربو َن وأنا أن ُ‬
‫أن أرى الحر َ‬
‫ِ‬
‫أقول‪ :‬ال أقد ُر ْ‬
‫ِ‬
‫قوالً صادقاً ُ‬
‫الشو ِق َّ‬
‫مزْق ُت‬ ‫بالكأس و ِم َن َّ‬
‫ِ‬ ‫أمس ْك ُت‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ضاح َك ِّ ِ ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫الشفاه بذ ْكر مجلس الشاه‪َ ،‬‬ ‫كبرُع ٍم‬
‫ُ‬
‫وب؛‬ ‫َّ‬
‫الث َ‬

‫‪356‬‬
‫الط َر ِب وأجلِ ُس َ‬
‫ط َرفاً؛‬ ‫حف ِل َّ‬ ‫ط َم َ‬ ‫ك َو َس َ‬ ‫الش ِ ِ ِ‬ ‫ِب َدوِر َّ‬
‫أتر ُ‬
‫قائق عال ْج دماغي إذا رأيتَني ُ‬ ‫ْ‬
‫صْلداً؛‬ ‫أس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ورد المرِاد ِم ْن و ْجه حبيبي‪ ،‬سأرمي على ر ِ‬ ‫َّ‬
‫العُد ّو َح َج اًر َ‬ ‫َ‬ ‫تفت َح ُ ُ‬
‫الفَل ِك‪،‬‬
‫الف ْخ ُر على َ‬ ‫ولي َ‬ ‫الس ْك ِر‪،‬‬
‫إلي وْق َت ُّ‬ ‫ظ ْر َّ‬ ‫الحان ِ‬
‫لك ْن‪ ،‬ان ُ‬ ‫ِ‬ ‫أنا ُمستَجدي‬
‫َ‬
‫النجوم؛‬ ‫الح ْكم على ُّ‬
‫و ُ ُ‬
‫العر ِ‬ ‫عرف سبيل التَّقوى في لُْقم ِة طعامي‪ ،‬كيف أقوم بمالم ِة ِ‬ ‫َّ‬
‫بيد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أنا الذي ال أ ِ ُ‬
‫شار ِب َ‬
‫الخ ْمر؟!؛‬ ‫ِ‬
‫طوقاً ِم َن ُّ‬
‫الس ُنب ِل‬ ‫له َ‬ ‫أجع ْل ُ‬‫الورد‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َن َم ُسلطاناً على َعرش َ‬ ‫س ال َّ‬ ‫دعني أ ِ‬
‫ُجل ِ‬ ‫َ‬
‫الريحان؛‬ ‫مين و َّ‬
‫الياس َ‬
‫و َ‬
‫اخ العوِد‬ ‫صر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ملول ِمن ُشر ِب الخم ِر في الخَف ِ‬ ‫ِ‬
‫يذيع م ْن ُ‬
‫سأجع ُل س َّرهُ ُ‬ ‫َ‬ ‫اء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫حاف ُ َ ٌ ْ ْ‬
‫و َّ‬
‫الناي‪.‬‬

‫غزل‪351‬‬

‫ِ‬
‫بالعقل؛‬ ‫أفخر‬ ‫حاشا ِ‬
‫بموس ِم ِ‬
‫مت ُ‬ ‫األمر ما ُد ُ‬
‫أفعل هذا َ‬
‫وكيف ُ‬ ‫َ‬ ‫الخمر‪،‬‬
‫َ‬ ‫أتر َك‬
‫أن ُ‬‫الورد ْ‬
‫الر ِ‬
‫بابة والعوِد‬ ‫وعلمي لِ َن َغ ِم َّ‬‫محصول زهدي ِ‬‫ِ‬ ‫أجعل ُك َّل‬ ‫ِ‬
‫المطر ُب كي‬ ‫أين هو‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لح ِن َّ‬
‫الناي؛‬ ‫وْ‬
‫الخمر والمعشو َق قليالً‬ ‫َ‬ ‫قيل المدرس ِة‪ ،‬ذرني أخِد ِم‬
‫ال و ِ‬ ‫الضيق ِم ْن ق ِ‬‫قلبي َّ ِ ِ‬
‫ألم به ّ ُ‬
‫أيضاً؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْم ِر ألحك َي َل َك ح َ‬
‫كاي َة‬ ‫جام َ‬ ‫له م ْن َزمانه الوفاء؟!‪ ،‬احم ْل إَل َّي َ‬ ‫كان ُ‬‫َم ْن َ‬
‫وكاووس كي؛‬
‫َ‬ ‫شيد‬
‫َج ْم َ‬
‫طف ِه‬
‫بفيض ُل ِ‬
‫ِ‬ ‫يوم الحش ِر‪َّ ،‬إن ُه يطوي مائ ًة منها‬ ‫أخاف َ‬ ‫ُ‬
‫الس ِ‬
‫وداء ال‬ ‫من صحيفتي َّ‬
‫طَّياً؛‬
‫َ‬

‫‪357‬‬
‫اي ِم ْن‬
‫الخطى‪ ،‬شكاو َ‬
‫الطاَل ِع م ِ‬
‫بارك ُ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫رسل مع ذلِك الميمو ِن َّ‬
‫الص ْب ِح ألُ َ َ َ َ‬
‫رسول ُّ‬
‫ُ‬ ‫أين‬
‫َ‬
‫ليل ِ‬
‫الفر ِ‬
‫اق؛‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫يوم أرى َ‬
‫وجه ُه‪.‬‬ ‫الحبيب حافظ‪ ،‬فسأ ُردها إليه َ‬
‫ُ‬ ‫استود َعها‬
‫َ‬ ‫الرو ُح عاري ٌة‬
‫هذه ُّ‬

‫غزل‪352‬‬

‫إلى‬ ‫تلك َّ‬


‫الدولة؛‬ ‫الفقر‪ ،‬أعمل أل ِ‬
‫هل َ‬ ‫الحان‪ ،‬ب ِ‬
‫لباس ِ‬ ‫ِ‬ ‫كنت خادماً في‬
‫يوم ُ‬
‫َُ‬ ‫أذك ُر َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ص ِل‪ ،‬هاأنذا في ال ِ‬ ‫مسك حجل الصحرِاء ذا َّ ِ ِ ِ‬‫ِ‬
‫بانتظار‬ ‫كمين‪،‬‬ ‫الو ْ‬
‫الدالل بشباك َ‬ ‫أن أُ َ َ َ َ ّ‬‫ْ‬
‫رصة؛‬‫الف َ‬‫تحين ُ‬ ‫أن َ‬
‫ضورِه أيضاً‪ ،‬وال‬‫الح ّق‪ ،‬واسم ْع حديثي‪ ،‬فأنا أقوُل ُه في ُح ِ‬ ‫وِ‬
‫َ‬ ‫شم رائح َة َ‬ ‫ظنا ما َّ‬ ‫اع ُ‬
‫أقول غيب ًة؛‬‫ُ‬
‫َّ‬
‫فاق الطر ِ‬
‫يق؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض الحبيب‪ ،‬وأستَمُّد ه َّم ًة م ْن ر ِ‬ ‫ِ‬
‫الصبا رويداً رويداً أل ْر ِ‬ ‫مع َّ‬ ‫أمضي َ‬
‫ف ال ِّزحام؛‬ ‫ِ‬
‫األلطاف ُلنخّف َ‬
‫َ‬ ‫تحتم ُل َز ْح َمتَنا أكثََر ِم ْن هذا‪ ،‬ا ْف َع ِل‬
‫أرضك ال ِ‬
‫ُ َ‬
‫ذك ْر فكثي اًر ما‬‫يق‪ ،‬وغمزتُ ُه سهم البالء‪ ،‬أي قلب تَ َّ‬ ‫َفرع الحبي ِب ِشباك ال َّ‬
‫طر ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أنصح َك؛‬
‫ُ‬
‫عليك في زوايا‬ ‫سوء ِفعلي من ُجرأتي‬ ‫ظ ْر إلى ِ‬ ‫العي ِب ال تن ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يم سات ُر َ‬ ‫أي كر ُ‬
‫خلوتي؛‬
‫كيف‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫محف ِل ُّ‬
‫الش ْر ِب‪ ،‬ان ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ْر إلى قلة الحياء و َ‬ ‫ارب في َ‬ ‫ظ في المجلس‪ ،‬وش ٌ‬ ‫حاف ٌ‬
‫الخْلق‪.‬‬‫صنَّ ُع مع َ‬ ‫أتَ َ‬

‫‪358‬‬
‫غزل‪353‬‬

‫أفع ْل‬
‫ال َ‬ ‫اآلن‬
‫قبل و َ‬ ‫ـت من ُ‬‫مائ ًة تُب ُ‬ ‫أفع ْل‬
‫الكأس‪ ،‬ال َ‬ ‫الحبيب و ِ‬‫ِ‬ ‫ترك ِع ْش ِق‬
‫َ‬
‫ال أقب ْل‬ ‫ور‬
‫القصر والح َ‬
‫وطـوبى و َ‬ ‫الخ ِلد‬
‫جن َة ُ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب‪َّ ،‬‬ ‫اب‬‫ب َدالً عن تُر ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وقـولي كناي ٌة‪ ،‬وللتّكرِار ال ْ‬
‫أفعل‬ ‫ات‬ ‫وتلقين أولي األبص ِار إشار ٌ‬ ‫درس‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫طَلقاً ال أ ْف َع ْل‬ ‫ان في الح ِ‬
‫ـان ُم ْ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِّر ِم ْن َنْف ِسي‬
‫ِ‬
‫والعصيـ َ‬ ‫َ‬ ‫عن ّ‬ ‫ليس لي ْ‬ ‫َخ َبٌر َ‬
‫أفعل‬ ‫لحرب يا أخي‪ ،‬ال‬ ‫لست تحتاج ل ِ‬ ‫دع ِ‬
‫الع ْش َق‬ ‫ناص ٌح ِ‬ ‫عن لي ِ‬ ‫قـال َّ‬
‫بالط ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أفع ْل‬ ‫ياء فو َق َم ْن َبري‪ ،‬ال‬ ‫الف ْخ َر و ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اي ُحِّبي أل ْه ِل‬
‫َ‬ ‫الر َ‬ ‫المدينة‪ ،‬و َ‬‫َ‬ ‫جمال‬ ‫تقو َ‬
‫أفعل‬
‫ْ‬ ‫تـر َك تقـبي ِـل أعتـاِب ِه‪ ،‬ال‬ ‫ان دولتُ ُه‪،‬‬ ‫اب شي ِخ المغ ِ‬ ‫ظ في بـ ِ‬ ‫حاف ُ‬
‫ــــــــ‬
‫بالرمز‪.‬‬
‫َّ‬ ‫خطاب العارفين‬ ‫ظ ِر إشارةٌ‪ُ ،‬قْل ُت كناي ًة وال أ ِّ‬
‫ُكرُر أبداً‪ ،‬في المثنوي‬ ‫الن َ‬ ‫(‪)1‬تعليم ِ‬
‫أهل َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪354‬‬

‫عليل الّل ْح ِظ ِم ْن َع ْي َن ْي َك ِم ْن ِعَللي ُيداويني‬


‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الس ِ‬
‫وداء في ديني‬ ‫الط ِ‬
‫عنات ِم ْن أهداِب َك َّ‬ ‫وآالف ِمن َّ‬
‫ْ‬ ‫ٌ َ‬
‫أصحاباً‬ ‫ِ‬
‫ليس الَقْلب ْ‬‫ذك ُر يا َج َ‬ ‫َن ِس ْي َت َفَل ْس ًت تَ ُ‬
‫ِ‬
‫حي ُي ْحييني‬
‫ْ‬ ‫اإلله ال ُّ‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫اك ال َ‬ ‫إلـى يـو ٍم ِبال ذكر َ‬
‫هاد‬
‫قاتل فر َ‬‫عجوز ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فوا غوثاهُ ِم ْن ُدنيا‬
‫لهيب‬
‫ُ‬ ‫وك ْم بال ُّرو ِح تؤذيني‬
‫وك ْم َغ َد َر ْت َ‬
‫َك ْم َم َك َر ْت َ‬
‫ْ‬
‫كوْرٍد غار ٍق َع َرقاً‬ ‫َّ ِ‬
‫النـار صي ََّرني َ‬
‫ـك يـا َس َحـري ُيداويني ويشفيني‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫نسيـماً م ْن َ‬

‫‪359‬‬
‫أختار‬
‫ُ‬ ‫اختار‪ ،‬حاشا َّأنني‬ ‫َ‬ ‫ولو غيري حبيبي‬
‫بديالً عن ُـه محبـوباً‪ ،‬وروحي في تعصيني‬
‫الساقي‬ ‫بوب و‬ ‫الكو ِن والباقي ِفدا المح ِ‬ ‫وفاني َ‬
‫َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫فيل الع ْشـ ِق في عيني‬ ‫ِ‬
‫الوجود أرى ُ‬
‫ْ‬ ‫ط َ‬ ‫ـان‬
‫و ُسلط َ‬
‫إذا ما وْق َت ِإ ْسالمي لِروحي ُك ْن َت لي َش ْم َع‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الوساد ِة كان مـرتَحلي لَِقـص ِـر الحـوِر و ِ‬
‫الع ْينِ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫َّحنا َهزٌار ُق ْم أيا ساقي‬ ‫صب َ‬ ‫ـاح َ ِ‬
‫ْ‬ ‫الخ ْير َ‬ ‫صب َ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫ـال م ْـن ُـه ُيهديني‬
‫ْ‬ ‫ـاء في رأسي خـي ٌ‬ ‫فكم غوغ َ‬
‫ط ومـا أ ْث َب ْت ُت ِم ْن َشوقي‬
‫ْ‬ ‫حديثي مـا ِب ِه َغَل ٌ‬
‫ـاب ِب ِـه ِبـتَـْلقيني‬ ‫ِ‬
‫الكـت ِ‬ ‫ام فـي هـذا‬ ‫ظ قَ‬ ‫َفحاف ُ‬
‫ْ‬

‫الخمر‪،‬‬
‫َ‬ ‫العشق وال‬
‫َ‬ ‫أعرف‬
‫ُ‬ ‫أكن‬
‫تقياً‪ ،‬لم ْ‬
‫حبيب عابداً ورعاً َّ‬
‫ُ‬ ‫قبلك يا‬
‫كنت َ‬ ‫شرح‪ُ :‬‬
‫وداء‪،‬‬ ‫صرت َغ َرضاً ِألهداِب َك َّ‬
‫الس ِ‬
‫ُ‬ ‫شيء عن عبادتي‪ ،‬حتّى‬ ‫ٌ‬ ‫يكن يشغُلني‬
‫ولم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هامها الفتَّ ِ‬
‫اّلتي راحت ترمي ديني ِب ِس ِ‬
‫تطعن ُه ِباآلالف م َن طعناتها‪ ،‬ف ْ‬
‫ذهبت‬ ‫اكة‪ ،‬و ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِب َوَرعي وتقواي‪ ،‬وشغلتني عن أورادي وأذكاري‪َّ ،‬‬
‫كان على يد عين َ‬ ‫لكن شفائي َ‬
‫الر ِ‬
‫عاية‬ ‫ِ‬
‫بالعطف و ِّ‬ ‫الرحيمة‪ ،‬وغمرتني‬ ‫إلي بنظرِتها َّ‬ ‫يضة َّالتي راحت تن ُ‬ ‫المر ِ‬
‫ظ ُر َّ‬
‫يع ْد‬
‫النقاء‪ ،‬فلم ُ‬ ‫الصفاء و َّ‬
‫وطهرتني ووهبتني َّ َ‬ ‫جميع ِعَللي‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫وشفتني من‬ ‫و ِ‬
‫الحنان‪َ ،‬‬
‫طاه َر القلب‪،‬‬ ‫صادق الح ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وصرت‬ ‫ياء وال نفاق‪،‬‬ ‫بي ٌّ‬
‫َ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫شرك وال ر ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫شك وال‬
‫َ‬
‫أصحابك‬
‫ُ‬ ‫ونحن‬
‫ُ‬ ‫تذك ُرنا‬
‫لك نسيتَنا فال ُ‬‫يض ُيداوي؛ ويا حبيبنا ما َ‬ ‫فواعجباً من مر ٍ‬
‫ِ‬ ‫ُّوك وذاكروك‪ِ ،‬‬
‫نذكر َك‬
‫يوم ال ُ‬ ‫كان في حياتنا ٌ‬ ‫لوبنا‪ ،‬واذا َ‬ ‫ِق ُق َ‬‫وذ ْك ُر َك ال ُيفار ُ‬ ‫ومحب َ‬
‫الدنيا وزخارُفها‬ ‫ونعيمها‪ ،‬و ُّ‬ ‫وجنانها‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيه‪ ،‬فال أبقانا هللاُ لذل َك اليوم؛ اآلخرةُ‬
‫ِ‬ ‫فداء لِمحبوبِنا‬
‫ُّك‬ ‫حب َك َّ‬
‫الجن َة‪ ،‬وال أُحب َ‬ ‫أطلب من ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ولست‬
‫ُ‬ ‫وساقينا‪،‬‬ ‫بارجها‪ٌ ،‬‬ ‫وز ُ‬
‫غير َّإال‬ ‫الع ْش ِق َّ‬‫النار‪ ،‬أحبُّك ألنك أهل للحب‪ ،‬وال أرى ِطْفل ِ‬ ‫لتست ِنقذني من َّ‬
‫الص َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ٌ‬

‫‪360‬‬
‫ِ‬
‫فلتنهض أيُّها‬
‫ْ‬ ‫صبحاً‪،‬‬‫العاشق مبك اًر‪ ،‬وحيَّانا ُم ِّ‬
‫ُ‬ ‫الب ُلب ُل‬
‫ظ ُ‬ ‫ُسلطاناً للعاَل ِم؛ استيق َ‬
‫ِ‬ ‫بالشر ِ‬
‫وعج ْل لنا َّ‬ ‫ِ‬
‫ال‬
‫أيت الّليَل َة ُحُلماً ال يز ُ‬‫اب(من ذ ْك ِر معشوِقنا) فقد ر ُ‬ ‫الساقي‪ّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫حين آوي إلى‬ ‫يض ُّج ِبرأسي‪ ،‬ويملؤها بالغوغاء‪ ،‬وقد سلبني الهدوء واالطمئنان؛ َ‬
‫ِ‬ ‫مع ِ‬ ‫كر َك ُّ‬ ‫اش وأكو ُن ِبِذ ِ‬ ‫الفر ِ‬ ‫ِ‬
‫كر َك مؤنسي‬ ‫الوسادة)‪ ،‬ويكو ُن ذ ُ‬ ‫نت لي َش َ‬ ‫اني(ك َ‬‫النور ُ‬
‫ساف ُر روحي في عاَل ِم النَّو ِم (أو‬ ‫الضياء‪ ،‬تُ ِ‬‫ِ‬ ‫سعدي وذاكري وواهبي ُّ‬ ‫وأنت م ِ‬
‫ور و ّ َ‬ ‫الن َ‬ ‫ُ‬
‫صور والحور‪ ،‬فأد ُخ ُل‬ ‫ذات الُق ِ‬ ‫الجن ِة ِ‬
‫وترحل ِم ْن ِفراشي إلى َّ‬ ‫ِ‬
‫الموت)‪،‬‬ ‫عاَل ِم‬
‫ُ‬
‫دق‬ ‫تاب ٌّ ِ‬
‫حق وص ٌ‬
‫الوجودي في هذا ِ‬
‫الك ِ‬ ‫ُّ‬ ‫جاء ِب ِه حاف ُ‬
‫ظ‬ ‫حورها؛ ما َ‬
‫ِ‬
‫صورها وأعان ُق َ‬ ‫ُق َ‬
‫ِ‬
‫الوجود الغيبي‬ ‫ِ‬
‫تلقين‬ ‫ٍ‬
‫خطأ‪ِ ،‬ألَّن ُه من‬ ‫وليس في ِه من‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫للخطأ فيه‪،‬‬ ‫مجال‬
‫َ‬ ‫وال‬
‫هناك عاَل ُم الحقائق‪.‬‬ ‫حيث‬
‫حافظ ُ‬ ‫النوراني لِ ِ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬

‫غزل‪355‬‬

‫ان كي‬ ‫ـضي ِب ِـه إلى الحـ ِ‬ ‫أنـا اآلن أرى مصَلحـ َة الـوقـ ِت في أن أحـ ِزم متـاعي وأم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أجلِـ َس جلـوساً جميـالً؛‬
‫من أهـ ِل‬ ‫طاهـري القلـ ِ‬‫الريـاء‪ ،‬يعـني أختـار ِ‬ ‫أحمـ ُل الجـام وأبتَ ِعـ ُد عـن أهـ ِل ِّ‬
‫وب ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫العـاَلم؛‬
‫اب من رفـيـ ٍق ونـديـ ٍم‪ ،‬كي ال أرى أهـ َل الـَّد َغـ ِل في‬‫احيـ ُة والكتـ ُ‬
‫الص َـر َّ‬
‫معي ّإال ُّ‬ ‫ليـ َس‬
‫َ‬
‫العـاَلـ ِم ّإال قـليـالً؛‬
‫َ‬
‫ص‬‫تخـليـ ِ‬
‫تمكـ ْنـ ُت من ْ‬ ‫الخـلـ ِق وأرفـع رأسي عـالياً كالـ َّسـرو‪ ،‬إذا َّ‬ ‫من َ‬ ‫سأتح َّرُر َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ِردائـي مـ َن َ‬
‫العـاَلـم؛‬
‫الح والتَّـقـوى‪ ،‬واخـجـلي من جبيـ ِن‬ ‫الصـ َ‬ ‫تدنيس ِخـرقتي َ‬
‫بالخمـ ِر َّأدعـي ّ‬
‫ِ‬ ‫أمـ ْن بعـِد‬ ‫ِ‬
‫اء الّلـون(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬
‫السـاقـي والخـمـ َرة الحمـر َ‬
‫َّ‬

‫‪361‬‬
‫رجـ َل‬
‫بي المسكيـ ُن ليـ َس ُ‬ ‫الضِّيـ ُق ِمن َح ْمـ ِل غـ ِّم الحبيـب‪ ،‬هيهـات‪ ،‬قلـ‬ ‫أيـ َن صـدر َي َّ‬
‫َ ْ َ‬
‫هـذا ِ‬
‫الحـ ْمـ ِل الثَّـقيـل؛‬
‫ممـا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اء ُكـ ْنـ ُت س ّكيـ َر الخـرَابـات أو زاهـ َد المـديـنة‪ ،‬متـاعي هو مـا تـرى‪ ،‬وأقـ ُّل ّ‬ ‫وسـو ً‬
‫تتصـ َّور؛‬
‫الفـَلـ َك‬
‫أمـ ُر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـاص ْم ُت يـ ُ‬
‫ـأب ْق‪ ،‬إذا أنـا خ َ‬ ‫أنـا عبـٌد آلصـف عـهـده‪ ،‬يـا قـلـ ُب ال ت َ‬
‫بعـداوتي؛‬
‫الظـْلـمِ‪ ،‬بـالـَّلـ ِه ال تقـ َبـ ْل أن تصيـ َر مكـَّدرًة مـرآةُ َش ِ‬
‫ـمس مـرآتي‪.‬‬ ‫علـى قلـبـي ُغـبـار ُّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ــــــــ‬
‫العشق والتَّقوى ال يجتمعان‬ ‫ِ‬ ‫(‪)1‬يلومانني يقو ِ‬
‫كيف ّتدعي التَّقوى والع ْش َق معاً‪ ،‬و ُ‬
‫الن َ‬

‫غزل‪356‬‬

‫ويدنيني‬ ‫ِ‬
‫له ليالً ُ‬
‫ـوب ُيجل ُسني ُ‬
‫عسى المحب ُ‬
‫ِ‬
‫الوصل يسقيني‬ ‫وجام‬ ‫ِ‬
‫العيش يعطيني‬ ‫وورد‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وخ ْذ روحي أيا ساقي‬ ‫فضع َشَف ًة على َشَفتي ُ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫اق تسقيني‬ ‫المشروب ذي اإلحر ِ‬‫ِ‬ ‫على َن َه ٍل َ‬
‫من‬
‫بالس ِ‬
‫وداء مجنوناً وفي ليلي‬ ‫رت َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫كأني ص ُ‬ ‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫عند النَّو ِم تأتيني‬
‫ـالك َ‬‫ـدر‪ ،‬واألم ُ‬ ‫أُحاكي الب َ‬
‫ان‪ ،‬عينك خمرة َّ‬
‫الظمآن‬ ‫فاه َك س َّك ُر ال َّسكر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ش ُ ُ‬
‫ذاك تعطيني‬ ‫ـمحروم ال من ذا وال من َ‬ ‫ُ‬ ‫أنا ال‬
‫فيض إنعا ٍم‬
‫يحمل َ‬
‫ُ‬ ‫يح‬ ‫تُرُاب َك‪ ،‬ما َذ َرْتـ ُه ِّ‬
‫الر ُ‬
‫ومنه تهديني‬ ‫القديم‬ ‫الع ْب َـد‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ـاك تذك ُـر َ‬
‫عس َ‬

‫‪362‬‬
‫ينظم‬
‫مما ُ‬ ‫عر ّ‬ ‫الش ِ‬ ‫قبول القل ِب ُك ُّل ِّ‬ ‫وال يلقى َ‬
‫البديع اصطـ َاد شاهيني‬ ‫الح َج َل‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫اء و َ‬ ‫الشعـر ُ‬
‫لكني‬ ‫ِ‬
‫دق ّ‬ ‫الص ُ‬ ‫يس ديـ َدُن ُه الوفا و ّ‬ ‫وكـ ٌّل لـ َ‬ ‫ُ‬
‫ين‬ ‫ِ ِ‬
‫الد ِ‬ ‫ف الثَّاني‬ ‫ِ‬
‫الحق و ّ‬ ‫ّ‬ ‫جالل‬
‫َ‬ ‫غالمـ َك آصـ َ‬ ‫ُ‬
‫ـــــــــ‬
‫الوْرَد‬ ‫تمك ْن ُت سأجلِس مع حبيبي‪ ،‬وأشرب ِم ْن جا ِم الو ِ‬ ‫نث اًر‪ :‬إذا َّ‬
‫أقطف َ‬ ‫صل‪ ،‬و ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َُ‬ ‫ُ ََ‬
‫سيجرف بنياني‪ ،‬ساقي‪،‬‬ ‫الم ُّر‪ ،‬حارِق الص ِ‬
‫وفي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الع ِ‬ ‫ِم ْن َر ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُّ ّ‬ ‫اب ُ‬ ‫يش؛ الشر ُ‬ ‫وض َ‬
‫وداء‪ ،‬فأنا‬ ‫بالس ِ‬ ‫أصير مجنوناً َّ‬ ‫كأني‬
‫ُ‬ ‫روحي العذبة؛ ّ‬ ‫َ‬
‫وخ ْذ‬
‫شفتَ َك على شفتي‪ُ ،‬‬ ‫ضع َ‬
‫مع ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫في الّل ِ‬
‫القمر‪ ،‬وأرى المالئك َة في النَّوم؛ َ‬
‫أنت‬ ‫باح‪ ،‬أتكل ُم َ‬ ‫لص ِ‬ ‫المساء ل َّ‬ ‫من‬
‫يل‪َ ،‬‬
‫الخ ْم ِر‪ ،‬وأنا َّالذي في‬ ‫وعين َك لِشاربي َ‬ ‫َ‬ ‫لسكارى‪،‬‬ ‫الس َّكريَّ َة ل َّ‬
‫أعطيت َشَفتَ َك ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّالذي‬
‫يح‬ ‫اب تحمُلها ِّ‬ ‫ذرِة تُر ٍ‬ ‫لك(‪)2‬؛ وِبما َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُ‬ ‫كل َّ‬ ‫أن َّ‬ ‫الحرمان ْلم تُعطني هذه وال ت َ‬ ‫غاية‬
‫القديم؛‬ ‫ظر بحالي‪ ،‬فأنا ِ‬
‫خاد ُم َك‬ ‫ِ‬ ‫تحمل فيضاً ِمن‬
‫ُ‬ ‫العبد وان ُ ْ‬
‫َ‬ ‫تذك ْر هذا‬‫إنعام َك‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫حجل‬ ‫اصطدت‬ ‫َّ‬
‫قبول القلب‪ ،‬وأنا الذي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كالم ُه َ‬ ‫عر يلقى ُ‬ ‫الش َ‬ ‫نظم ّ‬ ‫كل من َ‬ ‫وليس ُّ‬ ‫َ‬
‫الص ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مهارة صقري ؛ ْ‬
‫( ‪)3‬‬
‫ين‬ ‫ام ّ‬ ‫رس َ‬
‫فاسأل َّ‬
‫ْ‬ ‫صدقي‬ ‫غير ُم ّ‬ ‫نت َ‬ ‫إن ُك َ‬ ‫َ‬ ‫الصحراء م ْن‬ ‫َّ‬
‫سكي ِمن الَقصب؛ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سخ َة ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ‬
‫الحفا ُ‬ ‫َ‬ ‫لسان َقَلمي الم ِّ َ‬ ‫إن ماني يطُل ُب النُّ َ‬ ‫الحاذ َق‪َّ ،‬‬
‫شخص‪ ،‬لكنَّني‬ ‫ٍ‬ ‫غل ُك ِّل‬ ‫ِ‬
‫ادق في‬ ‫ص ُ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫غالم َ‬
‫ُ‬ ‫الح ِّق‪ ،‬ليسا ُش َ‬ ‫قول َ‬ ‫على الوفاء و ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسم ْع‬
‫العرَب َدة َ‬ ‫الس ْك ِر و َ‬‫رموز ُّ‬ ‫َ‬ ‫الدين(‪)4‬؛‬ ‫الحق و ّ‬ ‫ِّ‬ ‫آصف الثّاني جالل‬ ‫َ‬ ‫خدمت َك‪ ،‬يا‬
‫نديم الَق َم ِر والثَُّريَّا‪.‬‬ ‫اعظ‪ ،‬أنا مع الجا ِم والَقد ِح في ك ِل َلح َ ٍ‬ ‫مني وليس ِمن الو ِ‬
‫ظة ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫ـــــــــــ‬
‫ِ‬
‫العشق‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫السوداء ضرب من الجنون‪ ،‬كأنني من َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫شدة الوَله َ‬ ‫أُحاكي (عاميَّة) أُكّلم‪ ،‬و َّ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫ٌ َ‬
‫العين(في‬ ‫ِ‬ ‫سقيت أهل َّ ِ‬ ‫بالس ِ‬
‫مجنو ٌن َّ‬
‫الشراب خم اًر م َن َ‬ ‫للشاربين‪:‬‬
‫ين ّ‬ ‫الع َ‬
‫أعطيت َ‬ ‫وداء؛‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يحِت ِه‬
‫قر لقر َ‬ ‫بالص ِ‬
‫يرمز َّ‬‫ُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫أنت َّ‬
‫الشراب)؛‬ ‫المخمور و َ‬
‫ُ‬ ‫الماء‪ ،‬وأنا‬
‫ُ‬ ‫أنت‬
‫العطشان و َ‬
‫ُ‬ ‫المثنوي‪ :‬أنا‬
‫وصي‬ ‫برخيا‬
‫بن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدين وزير َّ‬ ‫الشعريَّة؛ (‪)4‬يقصد جالل ِ‬
‫ِّ‬
‫َّ‬ ‫ف ُ‬
‫األو َل هو آص ُ‬‫ف َّ‬ ‫الشاه ُشجاع‪ ،‬وآص ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬
‫السالم‪.‬‬
‫ُسليمان عليهما َّ‬

‫‪363‬‬
‫غزل ‪357‬‬

‫المجوس نور ِ‬ ‫في خر ِ‬


‫ابات ِ‬
‫اإلله أرى‬ ‫ِ َ‬ ‫أهل‬
‫هناك أرى‬
‫َ‬ ‫كيف من‬
‫ور َ‬‫ذلك الُّن َ‬
‫عجبي َ‬
‫اج أن‬
‫الح َّجـ ِ‬ ‫ِ‬
‫علي يـا ملـ َك ُ‬
‫تفاخ ْر َّ‬
‫ال َ‬
‫ِ‬
‫اإلله أرى‬ ‫ـت‬
‫فإنـي بي َ‬
‫بيت ّ‬‫أيت ال َ‬
‫ر َ‬
‫ودمع عيني وآهُ ليلي وشجوي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حر ُق قلبي‬
‫ِمن ن َ ُّ ِ‬
‫ذاك أرى‬ ‫ظ ِر اللطـف َ‬
‫منك‪ُ ،‬ك َّل َ‬ ‫ْ‬

‫ِ‬ ‫ابات َع َب َد ِة َّ‬


‫في خر ِ‬
‫ذلك‬
‫ور من َ‬ ‫ذلك ُّ‬
‫الن َ‬ ‫فاعجب لرؤيتي َ‬ ‫ْ‬ ‫اإلله‪،‬‬ ‫الن ِار أرى َ‬
‫نور‬
‫اج ِب َّأن َ‬
‫ك‬ ‫الح َّج ِ‬ ‫َّ َّ‬
‫دليل ُ‬ ‫علي يا َ‬ ‫تفاخ ْر َّ‬
‫نداء ّإني أنا هللا)؛ ال َ‬ ‫جاء منها ُ‬ ‫المكان(النار التي َ‬
‫ِ‬
‫ضفيرة‬
‫َ‬ ‫روٍة ِم ْن‬ ‫حل ُع َ‬ ‫البيت وأنا أرى َ‬
‫بيت هللا؛ َأرْد ُت َّ‬ ‫َ‬ ‫أنت ترى‬ ‫ترى البيت‪َ ،‬‬
‫مسيل َّ‬ ‫اق الَق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الد ْم ِع‪ ،‬آهُ‬ ‫ُ‬ ‫لب‪،‬‬ ‫بالمحال وأراني ُمخطئاً؛ احتر ُ‬ ‫الص َنمِ‪ ،‬لقد فك ْر ُت ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ط ِفك لي؛ ك َّل لح َ ٍ‬ ‫يل‪ُ ،‬ك ُّل هذا أراهُ ِم ْن َن َ‬ ‫السح ِر‪ ،‬أنين َّ‬
‫الل ِ‬
‫ك‬‫ظة لي م ْن َو ْج ِه َ‬ ‫ُ‬ ‫ظ ِر ُل ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫أقول ماذا أرى؟؛ ما َو َج َد‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يق الخيال‪ ،‬في هذا الحجاب ل َم ْن ُ‬ ‫ط ُع طر َ‬ ‫َرْس ٌم يق َ‬
‫أجُد ُك َّل َس َح ٍر ِم ْن ر ِ‬
‫يح‬ ‫ين‪ ،‬ذا َك َّالذي ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الص ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص م ْن م ْسك َختَ َن وناف َجة ّ‬ ‫َش ْخ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالل ِع ِب َّ‬
‫ظ َّ‬ ‫الصبا؛ ال تعيبوا ِ‬
‫يك ْم‪.‬‬ ‫قاء‪ّ ،‬إني أراهُ م ْن ُم ِّ‬
‫حب ُ‬ ‫ظر يا أصد ُ‬
‫بالن َ ِ‬ ‫حاف َ‬ ‫َّ‬

‫غزل ‪358‬‬

‫َّ‬
‫اء‬ ‫غـ ُّم دهـري الذي ال أرى ُ‬
‫له انتهـ ً‬
‫اء ِسوى خمرِة األرغوان‬ ‫ال أرى ُ‬
‫له دو ً‬

‫‪364‬‬
‫ليس مقـالي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المغان َ‬ ‫شيخ‬
‫خدمة ِ‬ ‫ـرك‬
‫ت ُ‬
‫شيخ المغان‬ ‫ال أرى لي الخير في ِ‬
‫ترك ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـاتين‬ ‫ف م َّرٍة َّأنني ب َ‬
‫عين َّي ه ِ‬ ‫أسفاً ألـ َ‬
‫َ‬
‫بالعيان‬ ‫ين كمـرآتَ ِ‬
‫ين ال أرى‬ ‫َّ‬
‫اللتَ ِ‬
‫وجه ُه َ‬
‫َ‬
‫ــــ‬
‫غير خمرِة األُرجو ِ‬ ‫َّ‬
‫ان دواءاً؛‬ ‫له َ‬ ‫نهاي ًة‪ ،‬ال أرى ُ‬ ‫له َ‬ ‫غم دهري الذي ال أرى ُ‬ ‫ُّ‬
‫أقول َأبداً‪ ،‬ألنَّني ال أرى مصلح َة نفسي في ذلك(‪)1‬؛‬ ‫شيخ المغ ِ‬ ‫ِبترِك ِخ ِ‬
‫ان لن َ‬ ‫دمة ِ‬ ‫َْ‬
‫س الَقد ِح‪ ،‬فأنا ال أرى طالع الوْق ِت م ِ‬ ‫ِ‬
‫ساعداً؛‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العيش م ْن َش ْم ِ َ‬ ‫ُخ ْذ ِرْف َع َة َ‬
‫ظه معك‪ ،‬وأنا ال أرى في مشاِي ِخ المدين ِة ِ‬
‫هذ ِه‬ ‫عالم ُة أه ِل هللاِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫حف ْ ُ َ َ َ‬ ‫الع ْش ُق فا َ‬ ‫َ ْ‬
‫العالم َة؛‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ألني بهما ال َأرى َ‬
‫وجه ُه‬ ‫ألف مرٍة ّ‬ ‫اثنتان‪ ،‬أسفاً َ‬ ‫ِ‬ ‫هاتان مر ِ‬
‫آتان‬ ‫ِ‬ ‫عيناي الحائر ِ‬
‫تان‬
‫عياناً(‪)2‬؛‬
‫موض ِع َّ ِ َّ‬ ‫ماء عيني‪ ،‬ال أرى في ِ‬ ‫قدك اختفى عن جدو ِل ِ‬
‫الماء الجاري؛‬‫السرو إال َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ َ‬
‫مان‪ ،‬أنا ال أرى‬ ‫الز ِ‬‫ظ ْر لهذا َّ‬ ‫بجرَع ٍة‪ ،‬ان ُ‬ ‫ِ‬
‫المخمور المحرو ِم ُ‬ ‫يجود على هذا‬ ‫أح َد ُ‬ ‫ال َ‬
‫أحداً ها هنا؛‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن ْ ِ‬
‫أهل القلوب َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ال تطُل ْب ِمِّني‬
‫َّع ُت‬
‫غب ُة قلبي‪ ،‬فأنا ضي ْ‬ ‫ص ِرِه الذي فيه ر َ‬ ‫ِ‬
‫عن َش ْع َرة َخ ْ‬ ‫العالم َة ْ‬
‫َ‬
‫عنه(‪)3‬؛‬ ‫ِ‬
‫الب ْحث ُ‬ ‫نفسي في َ‬
‫بضاع ًة ِم َن‬
‫َ‬ ‫الد َرَر‬ ‫الب ْح ِر‪ ،‬ال أرى َ‬
‫غيرها َم ْن ينثُُر ُّ‬ ‫ظ في هذا َ‬
‫أنا وسفين ُة ِ‬
‫حاف َ‬ ‫َ‬
‫الحديث‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫الحبيب صّلى هللا ِ‬
‫عليه‬ ‫ِ‬ ‫عشت في ِ‬
‫زمن‬ ‫مرشد العارفين ودليُل ُهم؛ (‪)2‬ليت ّأني‬ ‫شيخ المغان‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص َرهُ‪.‬‬ ‫المبارك على مرآة عيني؛ أو أنا نفسي ال أرى َخ ْ‬ ‫لتقع صورةُ وجهه ُ‬
‫وآله َ‬
‫(‪)3‬‬

‫غزل‪359‬‬

‫‪365‬‬
‫زل الخـ ِرب‪ ،‬أ ْطـُل ُب‬ ‫أي يـو ٍم جميـ ٍل ذلـ َك اليـوم َّالـذي أرحـل فيـ ِه عـن هـذا المنـ ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ف حبيـبي(‪)1‬؛‬ ‫راحـ َة روحـي‪ ،‬وأسيـ ُر خلـ َ‬
‫فإنني أسيـ ُر على‬ ‫يوصـل إلـى َّأي ِـة ب ٍ‬
‫ـالد‪َّ ،‬‬ ‫أن طريـق الغريـ ِب ال ِ‬ ‫رغـ َم ّأنـي أعـ ُلم َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫المشـتَّت؛‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عبيـر ذلـ َك الش ْعـر ُ‬
‫اصداً ُملـ َك‬‫االسكنـدر‪ ،‬فحزمـت متـاعي قـ ِ‬ ‫ضـاق قْلـبي ِمـن وحـ َش ِة ِسجـ ِن ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫ُسليـمان ؛‬
‫ايل فـي‬ ‫السـ ِ َّ‬
‫اج ٍز‪ُ ،‬حَّبـاً لذلِـ َك َّ‬ ‫بجـس ٍم عل ٍ‬
‫ـيل وقْلـ ٍب عـ ِ‬ ‫ِ‬
‫رو الـذي يتمـ ُ‬ ‫الصبـا ْ‬ ‫أرو ُح ك َّ‬
‫دالل؛‬
‫ـب جـري ٍح وعيـ ٍن‬‫ـان يلـزم أن أسيـر فـي طريـ ِق ِه علـى أرسـي كالَقـَل ِم‪ِ ،‬لسـر ُت بقل ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لو ك َ ُ‬
‫بـاكية؛‬
‫اب الحـ ِ‬
‫ان‬ ‫إن أنـا َخرجـ ُت مـن هـذا الغـ ِم يـوماً‪ ،‬أن أذهـب إلـى بـ ِ‬ ‫لي ْ‬ ‫ذر عـ َّ‬‫َنـ ٌ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬
‫الن‪ ،‬أقـ أُر الغـ َ‬
‫زل؛‬ ‫جـز َ‬
‫س‬‫الشمـ ِ‬ ‫ذرة رقصاً‪ ،‬وأذهـب إلـى حـ َّاف ِة عيـ ِن َّ‬
‫صَفـ ِة َّ ٍ‬
‫وِبح ِـبي ِـه سأمضي على ِ‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫الس ِ‬
‫ـاطعة؛‬ ‫َّ‬
‫ـان المـ َد َد‬ ‫ال أولي األحمـ ِ َّ‬
‫السـائرو َن ع ْـدواً ال يبـالو َن ِبغـ ِم أحـو ِ‬
‫ال الثـقيلة‪ ،‬يـا ُرهب ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ألسيـ َر َسي اًر جميالً َسهالً؛‬
‫الصحراء‪ ،‬فسألتَ ِح ُق‬
‫من َّ‬ ‫ـق َّالتي تُ ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫واذا كنـ ُت‪ ،‬كحـ ِاف َ‬
‫خرُجـني َ‬ ‫ظ‪ ،‬لـ ْم أسُلك الطري َ‬
‫صـ ِر وأكـو ُن معهم‪.‬‬ ‫بكـ َ ِ ِ ِ ِ‬
‫الع ْ‬
‫وك َبة ركـب آصـف َ‬
‫ــــ‬
‫سجن‬ ‫وعين ُه تبكي؛‬ ‫وقلب ُه مجروٌح‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الخرب ُّ‬
‫يسير على رأسه ُ‬ ‫القلم‬ ‫الدنيا؛‬ ‫(‪)1‬المنزل‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫جنوب إيران‬ ‫مسكن الفرس في‬ ‫االسكندر مدين ُة يزد‪ ،‬ويقصد بم ِ‬
‫لك سليمان‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫غزل‪360‬‬

‫‪366‬‬
‫ِ‬ ‫إذا َذهب ِ‬
‫ـب‬‫ذه ُ‬
‫ـاك‪ ،‬سأ َ‬
‫ـب هن َ‬ ‫المنـ ِزل الخـ ِر ِب إلى َمنـ ِزلي‪ ،‬حيـثُما أ َ‬
‫ذه ُ‬ ‫ـت م ْن هـذا َ‬ ‫َْ ُ‬
‫عـ ِاقالً وحكيـماً(‪)1‬؛‬
‫سير فـي طريـ ِق‬‫أن أ َ‬ ‫الم ِة إلـى َو َ‬
‫طني‪َ ،‬نـ ْذٌر علـ َّي ْ‬ ‫بالسـ َ‬ ‫واذا ُعـ ْد ُت ِم ْـن هـذا َّ‬
‫الس َـف ِـر َّ‬
‫الحـ َان ِة أيضـاً؛‬
‫ف لي‬ ‫أس‪ ،‬ألُحـِّد َث بما َ‬
‫انكشـ َ‬ ‫ود والكـ ُ‬‫معي العـ ُ‬ ‫ـوم َع ِة‪ ،‬و‬
‫الص َ‬
‫ـاب َّ‬‫وسأمضي إلى ب ِ‬
‫َ‬
‫ِم ْن هذا َّ‬
‫السيـ ِر و ُّ‬
‫السـلوك؛‬
‫الع ْشـ ِق لو َش ِربـوا دمي‪ ،‬أكـو ُن لئيـماً إذا ُر ْحـ ُت شـاكياً إلى‬ ‫فان طريـ ِق ِ‬ ‫هل ِعـر ِ‬ ‫أ ُ‬
‫الغربـاء؛‬
‫ُ‬
‫ف قلـبي‬ ‫كالزنجيـر‪ ،‬كـم وكـم سأسي ُـر خلـ َ‬ ‫وب َّ‬ ‫بعـ َد هـذا‪ ،‬يـدي وجديـَل ُة المحبـ ِ‬
‫َ‬
‫المجنـون(‪)2‬؛‬
‫خر س ِ‬
‫ـاجداً ُش ْك اًر‪،‬‬ ‫الشبي ِـه ب ِ‬
‫المحـر ِ‬
‫اب مفتـوحاً‪ ،‬سأ ُّ‬ ‫اجِبـ ِه َّ‬
‫إذا مـا رأيـ ُت قـوس حـ ِ‬
‫َ‬
‫ظ ُّـل شـ ِ‬
‫اك اًر؛‬ ‫وسأ َ‬
‫أس‪ ،‬م َـع‬ ‫ان الـ َّر ِ‬ ‫أذهـ ُب بها كحـ ِاف َ‬
‫ظ بـوالئي للوزيـر‪ ،‬سكـر َ‬
‫مـا أسعـد الَّلح َ َّ‬
‫ظـ َة التي َ‬ ‫ََ‬
‫الحبيـب‪ِ ،‬م َن الحـ َان ِة إلى البيـت‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫الدنيا إلى الجَّن ِة فلن أترَكها كما تركتُها ِمن قبل وسأكو ُن ِ‬
‫عاقالً وحكيما؛‬ ‫ذهبت ِم َن ُّ‬ ‫(‪)1‬إذا ما‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ضفيرِة الحبيب َّ‬
‫كالزنجير‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(‪)2‬ال أرَف ُع يدي عن‬

‫غزل‪361‬‬

‫‪367‬‬
‫تحت َق َـد ِم ِه‬
‫َ‬ ‫اب‬ ‫يق‪ ،‬أ ِّ‬
‫ُقبـ ُل التُّـر َ‬
‫صـرت ُغبـار ال َّ‬
‫طـر ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫منـ ُذ سحَقتني أقدام الجفـا ِء ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العـ ْذ َر مـن َقـ َدمه؛‬
‫وأطـُل ُب ُ‬
‫وطالب لِـدوَل ِة‬
‫ٌ‬
‫ورك‪ ،‬حـاشا‪ ،‬أنـا م ِق ٌّـر بالعبـودي ِ‬
‫َّة‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لسـ ُت أنـا مـن يصـ ُرُخ مـن َجـ ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ـدمة؛‬ ‫ِ‬
‫الخ َ‬
‫ِ‬ ‫جعـِد أمـالً طويـالً‪ ،‬ال ُك ْنـت تجـعل يـد َّ‬ ‫علْق ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫مني‬ ‫الطـَل ِب ّ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫الم َّ َ‬
‫ِ‬
‫ـت ب َحْلـَقة فـرع َك ُ‬ ‫ُ‬
‫قصي َـرَة؛‬
‫حبيب تح ِـمَلني‬ ‫ُ‬ ‫ـاك َم َح ٌّـل جمي ٌـل‪ ،‬خـوفي يا‬ ‫ِ‬
‫ـار َك‪ ،‬ولي في حم َ‬ ‫اب في ِدي ِ‬ ‫ذرةُ تُـر ٍ‬‫أنـا َّ‬
‫أة منها؛‬ ‫الريـ ُح فجـ ً‬‫ِّ‬
‫ـارًة على ُح ْس ِـن َك‬
‫العـاَلم‪ ،‬وأعطـاني إش َ‬ ‫ظ َـه ِر َ‬
‫ام َم ْ‬ ‫الس َحـ َر جـ َ‬
‫ان أعطـاني َّ‬ ‫شيـ ُخ الحـ ِ‬
‫ـك المـرآة؛‬
‫في تل َ‬
‫ـدوب لِ َديـ ِر المغـان؛‬ ‫أنـا صـوفي صـ ِ‬
‫ومعة عـاَل ِم الُقـ ِ ِ‬
‫ـالياً أنـا من ٌ‬
‫دس لـك ْن‪ ،‬ح ّ‬ ‫ُّ‬
‫ـك الحلـَق ِة كـ ْم أنـا‬ ‫ِ‬
‫وف تـرى فـي تل َ‬ ‫ان وسـ َ‬ ‫وأنا المشـ َّرُد الفقي ُـر‪ُ ،‬قـم معـي إلى الحـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫اح ُب جـاه؛‬‫صـ ِ‬
‫صـَل ْت آهـي الَّنـارَّي ُة إلى‬ ‫ِ‬ ‫فكـ ْر في حـ ِاف َ‬
‫مـررت سكـران بـي‪ ،‬ولـم تُ ِّ‬
‫ظك‪ ،‬آه إذا ما َو َ‬ ‫َ َ َ‬
‫سنك؛‬‫وب حـ ِ‬ ‫ثـ ِ‬
‫ُ‬
‫وك‪ ،‬أنـا خـ ِاد ُم‬ ‫بين الملـ ِ‬‫الس َحـر‪ِ ،‬م ْن ِ‬ ‫ِق في َّ‬ ‫مل ِك المشـر ِ‬
‫َ‬
‫بـدا لي جميـالً قـول ِ‬
‫ُ‬
‫تورانشاه(‪.)1‬‬
‫ـــــــ‬
‫الشاه ُشجاع‪.‬‬ ‫السِّيد جالل ّ‬
‫الدين تورانشاه وزير ّ‬ ‫ملك المشرق‪ّ :‬‬
‫الشمس‪ ،‬وتورانشاه هو َّ‬ ‫(‪)1‬‬

‫غزل‪362‬‬

‫‪368‬‬
‫أشك ُر َّ‬
‫الد ْه َر‬ ‫الب ْخ َت و ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫أشك ُر َ‬‫ناق أيضاً‪ ،‬أنا ُ‬ ‫قبيل والع ُ‬ ‫صار ُم َي َّس اًر‪ ،‬والت ُ‬ ‫َ‬ ‫قاء‬
‫الّل ُ‬
‫أيضاً؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫از ِهد اذهب َّ ِ‬
‫الحبيب أيضاً؛‬ ‫الجام ِبكّفي وَف ْرعُ‬ ‫ُ‬ ‫قع‬
‫طَل ْع‪ ،‬ت ُ‬
‫إن َي ْ‬‫فإن طالعي ْ‬ ‫ُ َْ‬
‫الخ ْم ُر‬ ‫بالس ْك ِر والخالع ِة ال أعيب َشخصاً‪ ،‬عقيق ِش ِ‬
‫عذب‪ ،‬و َ‬ ‫ٌ‬ ‫فاه األصنا ِم‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫أنا ُّ‬
‫عال أيضاً؛‬ ‫الف ِ‬‫حسن ِ‬
‫ََُ‬
‫بالخ ْم ِر مملوءاً‪،‬‬ ‫صار‬ ‫حتس ُب‪ ،‬والعاَل ُم‬ ‫يا قلب أُعطيك الِبشارة‪ ،‬غاب الم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخ ْم َر أيضاً؛‬ ‫َّ‬
‫شر ُب َ‬ ‫وباألصنا ِم التي تَ َ‬
‫ع واج ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخاط ِر لِيِد التَّ ِ ِ‬‫ِ‬
‫احي َة‬
‫الصر َّ‬ ‫لب ُّ‬ ‫ليس ح ْك َم ًة‪ ،‬اطُل ِب المجمو َ‬ ‫فرَقة َ‬ ‫َ‬ ‫تسليم‬
‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫أيضاً ؛‬
‫ِ‬
‫العقيق‪،‬‬ ‫اب بلو ِن‬ ‫ليصير التُّر ُ‬
‫َ‬ ‫ِق ُجرَع َة َشَفِت ِه‪،‬‬ ‫يق ِ‬
‫الع ْش ِق أر ْ‬ ‫بين في طر ِ‬ ‫المتر َ‬ ‫على ُ‬
‫بالم ْس ِك أيضاً؛‬ ‫ويفوح ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ظ ُر ِ‬
‫مع م ْن‬ ‫اح واختفى‪ ،‬واختفى الَّد ُ‬ ‫ص ُم ر َ‬ ‫الخ ْ‬
‫الكمين‪ ،‬و َ‬ ‫وء م َن‬ ‫عين ُّ‬ ‫انتهى َن َ‬
‫حولي أيضاً؛‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إليك‪ ،‬أي َش ْم َس الوجود ُمَّد ظل َك علينا‬ ‫ِ‬ ‫وبما َّ‬
‫أن الكائنات ُجمَل ًة تحيا شوقاً َ‬
‫نحن‪ ،‬و ِأد ْم ُه أيضاً؛‬ ‫ُ‬
‫أمط ْر هذا‬ ‫ف ِ‬ ‫طِ‬ ‫سنك‪ ،‬أي غيم ُّ‬
‫الل ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قائق و ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫وجه َّ‬ ‫ِ‬ ‫وبما َّ‬
‫َ‬ ‫فيض ُح َ‬ ‫الورد من‬ ‫ماء ْ‬
‫أن َ‬
‫تر َب أيضاً؛‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جمشيد‬
‫َ‬ ‫دار‬
‫له اقت ُ‬ ‫ف الذي ُ‬ ‫أسير َفرِع َك‪َ ،‬خ ْف م َن هللا‪ ،‬و ِم ْن انتصاف آص َ‬
‫ظ ُ‬ ‫حاف ُ‬
‫أيضاً؛‬
‫وبحر ِم َن ِّ‬ ‫ين َّالذي ِمن ِيد وزارِت ِه‪ِ ،‬‬
‫معاد ٌن ِم َن‬ ‫ِ‬
‫الش ِ‬
‫مال‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫اليمين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫المْل ِك و ّ‬
‫الد ِ‬
‫هان ُ‬ ‫ُبر َ‬
‫أيضاً(‪)2‬؛‬
‫اك َب ِنثا اًر أيضاً؛‬
‫الروح ِفداء‪ ،‬والكو ِ‬ ‫السماء في ُّ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫تجع ُل ُّ َ ً‬ ‫األنوِر َ‬
‫الص ْب ِح بذ ْكر أريه َ‬ ‫َّ ُ‬

‫‪369‬‬
‫يلي المرفوِع‬ ‫قف ِ‬
‫الن ِ‬
‫ّ ّ‬
‫الس ِ‬
‫ض ْت على هذا َّ‬ ‫ِ‬
‫األرض‪ ،‬وَف َر َ‬ ‫عصا َعدلِ ِه َخ َ‬
‫طَف ْت ُك َرَة‬
‫صار أيضاً؛‬ ‫ِ‬
‫الح َ‬
‫دار أيضاً؛‬‫مركز ا َلفَل ِك عالي الم ِ‬
‫حك ِم ِ‬ ‫اب ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْزُم جو ِاد َك َّ‬
‫َ‬ ‫أثار اضطر َ‬ ‫يع َ‬ ‫السر ِ‬
‫بيع أيضاً؛‬
‫الر ِ‬ ‫السنين‪ ،‬والخر ِ‬
‫يف و َّ‬ ‫لش ِ ِ‬ ‫تعاقب ل ُّ‬ ‫ورِه‬
‫ور َد ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫الفَل ِك و َ‬ ‫ما َنتَ َج ِ‬
‫هور و ّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫عن َ‬
‫كالس ِ‬ ‫ِ‬ ‫الك ارمِ‪ ،‬و ِمن ُّ ِ‬
‫الساد ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫رو‪،‬‬ ‫القد َّ‬‫السقاة ذوي ّ‬ ‫َ‬ ‫قص ُر جالله خالياً م َن َّ َ‬ ‫كان ْ‬ ‫ال َ‬
‫وِ‬
‫الع ِ‬
‫ِّ‬
‫الوردي أيضاً(‪.)3‬‬ ‫ذار‬
‫ــــــ‬
‫الدين وزير األمير ِ‬
‫مبارز‬ ‫الدين أبو نصر فتح ّ‬
‫هان ّ‬
‫تفرقات وأشعار؛ بر ُ‬
‫(‪)2‬‬ ‫كتاب ُم ِّ‬
‫المجموع‪ٌ :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫البيتان األخيران ُمت ارِبطان‬


‫ِ‬ ‫(‪)3‬‬
‫حمد؛‬
‫الدين ُم َّ‬
‫ّ‬

‫غزل‪363‬‬

‫دائي ِمـ َن الحبيـ ِب ودوائـي من ُـه أيضـاً‪ِ ،‬فـداؤهُ القلـ ُب ِمِّنـي والـ ُّرو ُح أيضـاً؛‬
‫الح ْسـ ِن‪ ،‬حبيـُبنـا يمـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ذاك‬
‫لك َ‬ ‫لك ُه‪ ،‬ويمـ ُ‬ ‫أجم ُـل م َن ُ‬ ‫وهـذا الـذي يقولـو َن َع ْن ُه أن ُـه َ‬
‫أيضـاً؛‬
‫اق أيضاً؛‬ ‫َذ َكـر هللا ذاك َّالذي ِبَق ِ ِ‬
‫ـض الميثـ َ‬ ‫الع ْهـ َد وَنَق َ‬
‫ض َ‬ ‫صد دمائنـا‪َ ،‬نَق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫قصـ ًة لل ُّـروِاة‬
‫وف ُيحكـى ويصيـ ُر َّ‬ ‫ـاب أروي حديـثاً‪ ،‬س َ‬
‫يـا ِرفـاق‪ِ ،‬من ورِاء ِ‬
‫الحج ِ‬ ‫ُ ْ‬
‫أيضـاً؛‬
‫ان أيضاً؛‬ ‫سوف تنتهي َّأيـام ال ِهجـر ِ‬ ‫صل‪،‬‬ ‫الو ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫انتهـ ْت دوَلـ ُة ليـالي َ‬
‫مثلما َ‬
‫لك هـذا َجهـ اًر‪ ،‬وُقلتُ ُه ِسـ َّاًر أيضاً؛‬
‫لت َ‬ ‫ض ُة وج ِه ِه كال العـاَل ِ‬
‫مين‪ُ ،‬ق ُ‬ ‫َومـ َ‬
‫الفَلـ ِك الـَّد َّوا ِر أيضـاً؛‬ ‫ال ُّ‬
‫الدنيـا‪ ،‬بل وال على َ‬ ‫ال ِ‬
‫اعتمـ َاد علـى حـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫الخ ْمـ َر‪ ،‬بل وال مـ ْن ُمحـتَس ِب ّ‬
‫الديـو ِ‬ ‫اف م َن القـاضي‪ ،‬هـات َ‬ ‫العـاش ُق ال يخـ ُ‬
‫أيضـاً؛‬

‫‪370‬‬
‫ان يعـَل ُم أيضاً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن حـ ِاف َ ِ‬
‫المحتَ ِس ُب يعـَل ُم َّ‬
‫ف ُمْلـك ُسليمـ َ‬
‫ظ عـاش ٌق‪ ،‬وآص ُ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪364‬‬

‫ـارغيـن ِمن الغـ ِم تَركـنا الُقلـوب‪ ،‬نحـن محـ ِرمو أسـرِار ِ‬


‫الع ْشـ ِق‪،‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫السكـارى الف ِ َ َ‬ ‫نحـ ُن َّ‬
‫وجليـسو جـا ِم َّ‬
‫الشـراب؛‬
‫الف ْتـح ِم ْن حـ ِ‬
‫اج ِب‬ ‫وس المـ ِ‬ ‫ِ‬
‫السهـام عـ ْن َقـ ِ‬
‫أن تَـ َّم لنا َ ُ‬
‫المة‪ ،‬إلى ْ‬
‫َ‬ ‫رمـوا علينـا ّ َ‬ ‫كم َ‬
‫الحبيـب؛‬
‫ائق‬ ‫َّ‬ ‫ُّأيـها الـوْرُد الجديـُد‪ ،‬أنـ َت ليـَل َة األمـ ِ‬
‫أمـا نح ُـن الشقـ َ‬
‫الصبـو ِح‪َّ ،‬‬
‫س ُذ ْقـ َت حـرَارَة َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فمـ َع هـِذه الحـرَارة ُولِـدنـا؛‬
‫ِ‬
‫الصـافي‬
‫الخ ْم َـر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان شيـ ُخ المغـ ِ‬
‫يصـ َّب َ‬ ‫له ُ‬‫ان صـ َار م ْـن تـوبتنا ملـوالً‪ُ ،‬قـ ْل ُ‬ ‫إن كـ َ‬ ‫ْ‬
‫فقـد وقفنـا لالع ِـتذار؛‬
‫ـق م ِ‬
‫عترفـون وقـائلون‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إن أمـري م َّ ِ‬
‫يسـٌر بـ َك‪َ ،‬مـ َد َداً يـا دليـ َل الطـريق‪ ،‬نحـ ُن بالح ِّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ض ُّـالـون؛‬
‫َّإنـا َ‬
‫ظـ ْر إلـى أثَـ ِر حـرَارِة َّ‬
‫النـ ِار علـى‬ ‫يدور‪ ،‬ان ُ‬ ‫الخ ْم ِـر كال َّشقـ ِ‬
‫ائق والَقـ َد َح ُ‬ ‫ظـ ْر إلى َ‬ ‫ال تن ُ‬
‫قلـِبنا المجـروح؛‬
‫طاً‬
‫ـش َغَلـ َ‬ ‫الخياالت َّالتي ِعنـ َد َك‪ ،‬ال تَـ َر َّ‬
‫النْق َ‬
‫ِ‬ ‫ان و‬ ‫ظ مـا ُكـ ُّل هـِذ ِه األلـو ِ‬
‫ُقلـ َت يـا حـ ِاف ُ‬
‫ال لـوحي صـ ِافياً خـالياً ِم َن َّ‬
‫النقـش‪.‬‬ ‫‪ ،‬مـا ز َ‬

‫غزل‪365‬‬

‫‪371‬‬
‫ِ ِ‬
‫تركنـا؛‬ ‫ـاء الخْلـ ِق ُجمـَل ًة‪ْ ،‬‬ ‫ـاق وري َ‬
‫غمـ َك‪ ،‬ونف َ‬ ‫الوج َـه في َد ْرب ّ‬ ‫َم َّر ُع ْم ٌـر حتَّـى جعلنا ْ‬
‫السـاقي ِبطْل َـع ِة‬‫العـْل ِم‪ ،‬فـي طريـ ِق الجـا ِم و َّ‬ ‫طـاق ورواق المـدرس ِة وقـال وقيـل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جعْلنـا؛‬
‫ـدر‪َ ،‬‬ ‫الب ِ‬
‫ِ‬ ‫للس ُنبَلتَ ِ‬ ‫ين الس ِ‬ ‫ِ‬
‫وداوين جعلنا؛‬ ‫الس‬
‫ين ّ‬ ‫اح َرتَين‪ ،‬والقلـ َب ُّ‬ ‫ودعنا الـ ُّرو َح للَّنرج َستَ ِ ّ‬ ‫أَ‬
‫ين َج َعْلنا(‪)1‬؛‬‫اويتَ ِي الحاجب ِ‬ ‫ِ‬
‫العيـ َن على ز َ‬ ‫منك إشـارًة‪ ،‬و َ‬ ‫َمـ َّر ُع ْمـٌر ننتظ ُر َ‬
‫السْل َ ِ‬ ‫نحن ما مَل ْكنـا مْلك العـ ِ‬
‫أخذنا؛‬
‫ط َنة َ‬ ‫تخـ َت َّ‬ ‫بالجيـش‪ ،‬وال بالق َّـوِة ْ‬
‫ْ‬ ‫افية‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫جديد َع َرضنا؛‬‫الساح ِرة من ٍ‬ ‫غمزِته َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِنرى ِس ْح َر ِ‬
‫ان ل ْ‬‫البني َ‬
‫عبتُ ُه‪ُ ،‬‬
‫عين الحبيب ما ُل َ‬
‫الرؤوس المع َّذب َة‪ِ ،‬م ْن الم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الل‪ ،‬على‬ ‫البنْف َس ِج‪َ ُ َ ُّ ،‬‬ ‫العنيد‪ ،‬م ْث َل َ‬ ‫نحن بال َفرِعه َ‬ ‫ُ‬
‫وضعنا(‪)2‬؛‬ ‫الرَك ِب‪َ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫اج ِب‬ ‫وس ذلِ َك الح ِ‬ ‫الطَل ِب إلى ق ِ‬ ‫كنظارِة الَقم ِر‪ ،‬عين َّ‬ ‫ونحن في زاوي ِة األم ِل َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َرَف ْعنـا(‪)3‬؛‬
‫جع َـدة‪.‬‬
‫الم َّ‬ ‫ـك َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قـال يـا ح ِ‬
‫الضفي َـرة ُ‬ ‫ـائم؟‪َ ،‬لَق ْـد َج َعلنـاهُ فـي َحَلقـات تل َ‬
‫ـك اله ُ‬
‫قلب َ‬
‫أين ُ‬
‫ظ َ‬‫ـاف ُ‬ ‫َ‬
‫ــــــ‬
‫جلس َة المغمو ِم‬ ‫َ‬ ‫ين ننتَ ِظ ُر َغ ْم َزًة منك؛ (‪)2‬جلسنا‬
‫جعْلنا عيوننا ُم َعَّلَق ًة بزاويتَ ِي الحا ِجَب ِ‬
‫َ‬
‫(‪)1‬‬

‫الرَكب‪ ،‬كالبنفسج ِة َّ‬


‫الذاِبَلة؛ (‪)3‬كمن ِ‬ ‫ِ‬
‫ع الَق َم ِر‪،‬‬
‫طلو َ‬
‫ينتظ ُر ُ‬ ‫ََ‬ ‫ؤوس على ُّ‬ ‫الر َ‬
‫عين ُّ‬ ‫المحزو ِن‪ ،‬واض َ‬
‫أن يطَلع علينا ِهالل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حاج ِب الحبيب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫األم ِل‪ ،‬ننتظ ُر ْ‬ ‫جلسنا في زاوية َ‬

‫غزل‪366‬‬

‫للح ْشـ َم ِة والجـ ِاه‪ِ ،‬جئنـا إلـى ُهنـا نحتمـي ِم ْن‬


‫طَلـباً ِ‬ ‫نحـ ُن ما ِجئنـا إلـى هـذا البـ ِ‬
‫اب َ‬
‫َشـ ِّر الحـو ِادث؛‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يق‬
‫طعنـا ُك َّل هـذا الطـر َ‬ ‫سـالكـو َن إلى منـ ِزل الع ْشـ ِق وجئنـا مـ ْن َحـّد َ‬
‫العـ َد ِم‪ ،‬وَق َ‬
‫صـل إلـى إقليـ ِم الوجـ ِ‬
‫ود؛‬ ‫ِ ِ‬
‫ل َن َ‬
‫ان الجَّنـ ِة نطـلُب ُش ْغـل َّ ِ َّ‬
‫الشمـ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض َـرَة خـ ِّ‬
‫س؛‬ ‫عبـاد ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ذار َك‪ ،‬فجئنـا مـ ْن ًبستـ ِ َ‬
‫ط عـ ِ‬ ‫رأينـا ُخ ْ‬

‫‪372‬‬
‫اب منـ ِزِل‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ِب ِمثـ ِل هذا َ‬
‫الكنـ ِز َّالـذي خـ ِازُن ُه الـ ُّروح األميـ ُن معنـا‪ِ ،‬جئنـا نستجـدي ِببـ ِ‬
‫الشـ ِاه(‪)1‬؛‬
‫َّ‬
‫هي مرسـاةُ ِحلـ ِم ِك يـا سفيـ َن َة التَّوفيـ ِق‪ ،‬لقـد ِجئنـا إلـى َبحـ ِر َ‬
‫الكـ َرِم هـذا‪،‬‬
‫َ َ‬
‫أين‬
‫غـ ِارقيـ َن ِبال ُّذنـ ِ‬
‫وب؛‬
‫الع َمـ ِل‬ ‫السـ ِاتر للخطـِأ ِ‬
‫ان َ‬‫أمطـ ْر‪ ،‬فقـد جئنـا إلى ديـو ِ‬ ‫اء وج ِهنـا َ‬
‫يذهـ ُب‪ُّ ،‬أيـها الغيـ ُم َّ ُ‬ ‫مـ ُ‬
‫ائف س ٍ‬
‫ـود؛‬ ‫ِ‬
‫بصحـ َ ُ‬
‫طـَل ِب قـ ِافَل ٍة بهـا‬ ‫الصـ ِ‬
‫وف‪ ،‬نحـ ُن ِجئنـا فـي َ‬ ‫ظ اطـرح ع ْنـك هـِذ ِه ِ‬
‫الخـرَق َة ِمـ َن ُّ‬ ‫حـاف ُ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫نـ ُار اآله‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫المطَلق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫كنز ِ‬
‫الع ْش ِق وجئنا نستجدي‬
‫العطاء بباب المليك ُ‬ ‫معنا ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬

‫غزل‪367‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المـدا ِم َنديـ ُم‬ ‫ِ‬ ‫َمقـالي ِبتَحريـ ِم‬
‫إذا لم َي ُك ْن ع ْنـ َد ُ‬ ‫المـدا ِم َقدي ُـم‬
‫ُ‬
‫ال أُقـيـ ُم‬ ‫سني َـن‪ ،‬واّنـي ال أز ُ‬
‫ِ‬ ‫أج ِل ُج ْرَع ٍة‬ ‫ِ ِ‬
‫الحان م ْن ْ‬
‫أَقم ُت ِب ِ‬
‫باب‬ ‫ْ‬
‫حبيـبي َفعهـدي بالوفـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َقديـ ُم‬ ‫َ ْ َْ ْ َ‬ ‫كان ناسياً‪،‬‬ ‫إن َ‬ ‫الف ْج ِر‪ْ ،‬‬
‫فذك ْر‪َ ،‬نس ْيـ َم َ‬ ‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫مي ُم‬ ‫ِ‬ ‫إذا َب ْع َد َق ْرٍن ُج ْز َت ِم ْن َفوق تُ ْرَبتي‬
‫وهو َر ْ‬
‫ظ ُم َ‬ ‫الع ْ‬
‫ص مّن ْي َ‬ ‫َس َيرُق ُ‬
‫يم‬
‫فهـ َو َكر ُ‬ ‫َأي ْنسـاهُ لـي حاشـاهُ ْ‬ ‫وديع ًة‬
‫َ‬ ‫َج َعْلـ ُت فـؤادي للحبيـ ِب‬
‫بالغ ْو ِث َّ‬ ‫فيا ُب ْرُعماً لـا تَ ْشتَ ِك ُّ‬
‫(‪)3‬‬
‫سيم‬
‫اح َن ُ‬ ‫الصبـ َ‬ ‫سيأتيك َ‬
‫َ‬ ‫الض َّر واألذى‬
‫(‪)4‬‬
‫كي ُم‬
‫أطاب َح ْ‬‫َ‬ ‫داء ِع ْش ٍق َق ْد‬
‫وهل َ‬ ‫ْ‬
‫الباب يا َقْلب ِ‬
‫داخالً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫وك ْن َغ ْي َر هذا‬
‫ُ‬
‫تدوم‬ ‫ال مـا َج ْمعـ َت‬ ‫فلست لمـ ٍ‬ ‫ان لِْل َغِد جـ ِ‬
‫امعاً‬ ‫ورح درر ِ‬
‫الع ْرفـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َُ َ‬

‫‪373‬‬
‫حيث ال‬ ‫ناك ُ‬ ‫الخ ْم َر حرٌام ُه َ‬ ‫بأن َ‬ ‫قديم‪َّ ،‬‬ ‫المغان عندي وَقولي ٌ‬ ‫ِ‬ ‫نث اًر‪ :‬فتوى ِ‬
‫شيخ‬
‫ني‬‫الد ِ‬‫حب ُة َّ‬ ‫ص َ‬ ‫أصن ُع و ُ‬‫َ‬ ‫الخَل َق هذا ِم َزقاً‪ ،‬ما‬ ‫الرياء َ‬
‫مزِق ثوب ِ ِ‬
‫نديم؛ سأُ ّ ُ َ ّ‬ ‫حبيب ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫ض ْت سنو َن‬ ‫ِ‬ ‫أم ِل أن تنثَُر لي َشَف ُة‬ ‫)‬ ‫(‬
‫الحبيب ُجرَع ًة‪ ،‬م َ‬ ‫أليم ؛ على َ‬ ‫عذاب ٌ‬ ‫للرو ِح‬
‫‪5‬‬
‫ٌ‬
‫السح ِر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫مقيم؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫وأنا ِ‬
‫ذك ْرهُ‬ ‫نسيم َّ َ‬ ‫َ‬ ‫القديم َة‪ ،‬أي‬
‫َ‬ ‫له‬
‫دمتي ُ‬ ‫نسي خ َ‬ ‫ُ َ‬
‫كأنه‬ ‫الحان ٌ‬ ‫بباب‬
‫أس ِم َن‬ ‫تم َّر على قبري‪ِ ،‬عظامي ترَف ُع َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َ‬ ‫إن ُ‬ ‫الع ْه َد القديم؛ م ْن بعد مئة عا ٍم ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫منا‬‫أخ َذ َّأوالً ّ‬ ‫ص ِل َ‬ ‫بالو ْ‬
‫الحبيب م ْن بعد مئة وعد َ‬ ‫ُ‬ ‫ص ًة وهي رميم؛‬
‫َ‬ ‫التراب راق َ‬
‫القلب‪ِ ،‬‬
‫ك‬‫قلب َ‬
‫يك ْن ُ‬ ‫للبرُع ِم ال ُ‬ ‫الخُل ِق الكريم؛ ُق ْل ُ‬ ‫الع ْه َد ِب ُ‬
‫سوف لن ينسى َ‬ ‫َ‬ ‫ظاه اًر‬ ‫َ‬
‫الص ْب ِح ستَ ِجُد الم َد َد وأنفا ِ‬ ‫ِ‬
‫أمر َك‪ ،‬فم ْن ُّ‬
‫تنف ِّ‬ ‫تعقد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضيقاً م ْن ُّ‬ ‫ِّ‬
‫قلب‬‫س النَّسيم؛ يا ُ‬ ‫َ‬ ‫س ُّ‬
‫ِن‬‫طيب بمداوِاة حكيم؛ اخزْ‬ ‫ِ‬
‫إن أَل َم الع ْش ِق ال ي ُ‬ ‫آخ َر‪َّ ،‬‬ ‫جيداً واطر ْق باباً َ‬ ‫فك ْر ِّ‬
‫ِّ‬
‫إن‬‫ضة؛ َّ‬ ‫الذه ِب و ِ‬
‫الف َّ‬ ‫َّ‬ ‫المعرَف ِة َّالذي ستحمُله معك‪ ،‬فنصيب اآلخر ِ‬ ‫جوه َر ِ‬
‫صاب َ‬ ‫ين ن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ََ َ‬ ‫َ‬
‫يطان‬ ‫ف عن َآدم َّ‬ ‫ِ‬ ‫قويةٌ َّإال أن‬ ‫ِّ‬
‫الش ُ‬ ‫َ‬ ‫انص َر َ‬
‫ف هللا‪ ،‬لوالهُ ما َ‬ ‫طُ‬ ‫يعين ُل ْ‬
‫َ‬ ‫باك َّ‬ ‫الش َ‬
‫إن‬‫شاك اًر‪َ ،‬ف َّ‬‫الذهب‪ُ ،‬كن ِ‬ ‫َّ‬ ‫تكن تملك ِ‬
‫الف َّ‬ ‫ظ ما َّ‬ ‫الرجيم(‪)6‬؛ ِ‬
‫ْ‬ ‫ض َة و َ َ‬ ‫ُ‬ ‫إن ْلم ُ ْ‬ ‫الض ُير ْ‬ ‫حاف ُ‬ ‫َّ‬
‫السليم‪.‬‬ ‫الحديث‪ ،‬و َّ‬
‫الط ْب ُع َّ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫طُ‬ ‫الدوَل ِة ُل ْ‬‫َخي اًر ِم َن َّ‬
‫ـــــــ‬
‫شيخ َّ‬ ‫ِ‬
‫الطريقة؛ (‪)2‬هذا‬ ‫وبذلك أفتى ُ‬ ‫المحبوب حاض اًر‬ ‫يكن‬
‫الخمر إذا لم ُ‬ ‫َّإنني ُ‬
‫أقول بتحري ِم‬ ‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فات؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫أن فوقي ترب ًة ودعوِتني‬ ‫بيت كثَِّير َّ‬
‫عزة‪ :‬لو َّ‬
‫ظام ُر ُ‬
‫ألجبت صوتَك والع ُ‬ ‫ُ‬ ‫يشبه َ‬‫ُ‬ ‫البيت‬
‫الر ِ َّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫قادم‬
‫بيع الطّيب ٌ‬ ‫نسيم صبا ِح َّ‬
‫فإن َ‬ ‫محنة وضيق صب اًر َّ‬ ‫بعد وهو في‬‫يا برعماً لم يتفتَّ ْح ُ‬
‫(‪)3‬‬

‫عذاب‬ ‫ني‬ ‫حب ُة َّ‬


‫الد‬ ‫ِ‬
‫يداويه َّ‬ ‫ِ‬ ‫إليك؛ (‪َّ )4‬‬
‫ص َ‬ ‫ائك عنده؛ ُ‬ ‫تبحث عن دو َ‬ ‫الطبيب فال‬ ‫العشق ال‬ ‫داء‬
‫إن َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ِّ‬ ‫الط ِ‬
‫الرياء صحبتُها عذاب أليم للرو ِح َّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِِ‬
‫الشباك هنا‬ ‫اه َرة؛‬ ‫للروح‪ ،‬هذه الخرَقة التي ِبها ِّ ُ ُ َ‬ ‫أليم ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫ٌ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ترمز إلى مكائد إبليس‪.‬‬ ‫ُ‬

‫غزل‪368‬‬

‫‪374‬‬
‫المرَاد؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُقم ِبنا نطُل ِب َ ِ‬
‫الف َرَج م ْن باب الحان‪ ،‬نجل ُس في َدرب الحبيب ونطُل ُب ُ‬ ‫ْ‬
‫طُل ِب َّ‬
‫الزاد؛‬ ‫ولن ْ‬ ‫الخم ِ‬
‫ارة َ‬‫َّ َ‬
‫فلنسأل ِ‬
‫بباب‬ ‫البتَّ َة‪ْ ْ َ ،‬‬
‫نملك َ‬
‫ُ‬ ‫ص ِل ال‬
‫الو ْ‬
‫يق َح َرِم َ‬ ‫زَاد طر ِ‬
‫طاه َر العنصر؛‬ ‫لكنَّنا نطُلب ل ِلرساَل ِة إليه رسوالً ِ‬‫جار و ِ‬
‫(بالدمِ) ٍ‬ ‫الم َّلو ُث‬
‫ُ ّ‬ ‫َّ‬
‫دمعنا ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور غ ِّم ع ْشق َك أطُل ُب‬ ‫ِ‬
‫نت م ْن َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫إن ُك ُ‬
‫غم َك حراماً على قلبي‪ْ ،‬‬ ‫فلتَ ُك ْن َلذةُ حرَارة ّ‬
‫اإلنصاف؛‬
‫ظ ُّل نطُلب سواد ِ‬
‫الم ْس ِك‬ ‫صاب بالجنون‪ ،‬سن َ‬‫ط ِر دواء َقْل ِب الم ِ‬ ‫ما ِبقيت نسخ ُة ِ‬
‫الع ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ط ِع ِ‬
‫ذار َك َّالذي ُ‬ ‫ِم ْن خ ِّ‬
‫( ‪)1‬‬
‫الغالية ؛‬‫َ‬ ‫ينش ُر‬
‫صول على‬ ‫نحن ِبأم ِل الح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وبما َّ‬
‫ُ‬ ‫وج َد إال في َقلب سعيد‪َ ُ ،‬‬ ‫غم َك ال ُيمك ُن أن ُي َ‬‫أن َّ‬
‫ِ‬
‫الخاط َر ال َّسعيد؛‬ ‫ِ‬
‫غم َك نطُل ُب‬
‫ّ‬
‫الفرج ِم ْن ِ‬
‫باب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ُّل جالِساً ب ِ‬
‫المدرَسة يا حافظ‪ُ ،‬ق ْم بنا نطُلب َ َ َ‬
‫َ‬ ‫باب‬ ‫إلى متى ت َ‬
‫الحان‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫يج‬ ‫ط شعر ِ‬
‫مز ُ‬ ‫وحول الفم‪ ،‬والغالية‬ ‫َ‬ ‫العذار(أمام األذن)‬
‫َ‬ ‫خاص ًة على‬
‫َّ‬ ‫الح َدث‪،‬‬
‫وجه َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫(‪)1‬الخ ّ‬
‫طَل َب‬
‫َ‬ ‫الع ْذَب ِة‬
‫ك َ‬
‫ِ‬ ‫بيت بعد هذا البيت في نس ٍخ ترجمتُه‪ِ َّ :‬‬
‫مج ًة م ْن َشَفت َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ‬ ‫وهناك ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫مينة؛‬ ‫الع ِ‬
‫طور الثّ َ‬ ‫ُ‬
‫طلبنا مقضي‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض ْح َكة ُسكريَّة ُ‬
‫كبُ‬ ‫قالت َشَفتُ َ‬
‫بالروح‪ْ ،‬‬‫الَقْل ُب ُّ‬

‫غزل‪369‬‬

‫كان ُكُّل ُه َغَلطاً؛‬ ‫ِ‬ ‫َّة‪ ،‬ما َّ‬‫األحب ِ‬


‫ؤمل عو َن ِ‬ ‫ِ‬
‫فكرنا ِبه َ‬ ‫نحن ُكَّنا ن ّ ُ َ‬
‫ُ‬
‫وزَرْعنا الِب ْذ َرَة؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حالياً َذ َهبنا َ‬
‫الم َحبَّة‪َّ ،‬‬
‫أن تُ ْثم ُر َش َج َرةُ َ‬‫منتظرو َن إلى ْ‬
‫لكان لنا َم َع َك أقاصيص؛‬ ‫كان َ‬ ‫كان يوماً َمسَل َك ا َّلدرويش‪ ،‬ولو َ‬ ‫دال ما َ‬ ‫ِ‬
‫الج ُ‬
‫صلحاً؛‬ ‫الح ْر ِب‪ ،‬أخ َ‬
‫طأنا و َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ َنناهُ ُ‬ ‫دع َة َ‬‫كان خ َ‬ ‫أسلوب عين َك َ‬ ‫ُ‬

‫‪375‬‬
‫ظ عليها ُمضيئ ًة؛‬ ‫س ال ِه َّم ِة ن ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫نحن ِب َنَف ِ‬ ‫ورد ح ِ‬ ‫َشجرةُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ضيء َعفواً‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫سن َك ال تُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولم يُق ْم ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫رمة نرعى؛‬ ‫الح َ‬
‫نحن جان َب ُ‬ ‫خص‪ُ ،‬‬ ‫كاية َش ٌ‬ ‫بالش َ‬ ‫كان ْت مواض ُع للشكوى‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫يأخ ُذهُ ِم ْنك‪.‬‬
‫حصالً ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نحن ْلم ُنرس ْل ُم ّ‬
‫ِ‬
‫قلب َك ِب َنفس َك‪ُ ،‬‬
‫أنت أعطيتنا َ‬ ‫ظ َ‬
‫قال يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫َ‬

‫غزل‪370‬‬

‫ك‬ ‫نرج ِ ِ‬‫ور ِ‬ ‫لسكارى‪ ،‬في َد ِ‬ ‫الح َّ‬ ‫تبحث ِ‬


‫س عين َ‬ ‫منا فقد جعلنا صالتنا ل ّ‬ ‫الص ِ‬ ‫عن َّ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬
‫الدعاء؛‬‫الم َة في ُّ‬
‫الس َ‬ ‫السكرى سألنا َّ‬
‫َّ‬
‫تصديق‬ ‫لك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ينفِت ْح لي‬ ‫الخم ِ‬
‫ٌ‬ ‫كان َ‬‫اء َ‬ ‫شيء م َن الخانقاه‪ ،‬وسو ً‬
‫ٌ‬ ‫ارة‪ ،‬ف ْلم َ‬
‫باب َّ َ‬ ‫افتَ ْح لي َ‬
‫كان هكذا‪ ،‬كما ُقلنا؛‬ ‫الحديث َ‬
‫ُ‬ ‫ْأم ال‪،‬‬
‫ِ‬
‫الحبيب ُقلنا‬ ‫للبالء اآلتي ِم َن‬
‫ِ‬ ‫عينك‪ ،‬أي ساقي‪ ،‬أصابني الخراب و ِ‬
‫لك ْن‪،‬‬ ‫أنا ِمن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ألف مرحباً؛‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ظ هذا المعنى في الخاط ِر‪ ،‬و َ‬
‫أين قلناهُ في‬ ‫احف ْ‬
‫تند ُم أخي اًر‪ ،‬و َ‬
‫وف َ‬ ‫ترح ْمنا فس َ‬‫إذا لم َ‬
‫دمِتك؛‬
‫خ َ‬
‫ِ‬
‫ِِ ِ‬
‫سب َة‪ ،‬ولماذا‬ ‫أن لِماذا عملنا هذه ّ‬
‫الن َ‬ ‫الخ َج ُل ْ‬
‫مشاد‪ ،‬وكم أصابني َ‬ ‫الش ُ‬ ‫قلت‪َ :‬قُّد َك َّ‬
‫ُ‬
‫هتان!؛‬
‫الب َ‬‫قلنا هذا ُ‬
‫ِ‬
‫الحديث عن‬ ‫أخطأت في‬ ‫اء على ما‬ ‫كناف َج ِة َّ‬
‫صار قلبي ِ‬
‫ُ‬ ‫وذاك جزاؤهُ‪ ،‬جز ً‬
‫َ‬ ‫الد ّم‪،‬‬ ‫َ‬
‫َج ْعِد فرِع َك؛‬
‫عهِد‬ ‫ِ‬
‫كاي َة سوء ْ‬
‫ِ‬ ‫بالن ِار و ْلم تؤِثّ ْر بالحبيب‪َّ ،‬‬
‫كأنا حكينا ح َ‬ ‫ظ أنت احترْق َت َّ‬ ‫يا ِ‬
‫حاف ُ‬
‫للصبا‪.‬‬
‫رد َّ‬ ‫الو ِ‬
‫َ‬

‫‪376‬‬
‫غزل‪371‬‬

‫جعلت ُدعائي‬ ‫درب من أهوى‬‫وفي ِ‬ ‫وبكـائي‬ ‫ِ‬ ‫إلى ا ِ‬


‫ُ‬ ‫لحان درسي ُمسح ًار ُ‬
‫الزهـ ِاد والعَقـ ِ‬
‫الء‬ ‫ُ‬ ‫علـى بيـ َد ِر ُّ ّ‬ ‫أتت‬
‫ـار وقد ْ‬ ‫قلبي المجنـو ِن ن ٌ‬ ‫َ‬
‫وفي‬
‫الك َبالئي‬‫لذاك إلـى يـو ِم الـه ِ‬ ‫َسى الهوى‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ومن َأزل أُوتيـ ُت َك َنز أ َ‬
‫ان ِفنائي‬ ‫وأغلقت مـن دو ِن ِ‬
‫الحسـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫اه ِه‬
‫طبعـت على قلبي بخت ِم ِشفـ ِ‬
‫ُ‬

‫عاء َج َعلنا في طر ِ‬
‫يق‬ ‫يق الحان‪ ،‬ومحصول ال ُّد ِ‬ ‫الس َح ِر َجعلنا في طر ِ‬ ‫نحن َد ْر َس َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الن ِار على قلِبنا‬ ‫اهٍد ِ‬
‫عاق ٍل‪ ،‬حرَارةُ َّ‬ ‫ئة ز ِ‬‫محصول ِم ِ‬
‫ِ‬ ‫الحبيب(‪)1‬؛ أش َعَل ِت النَّ َار في‬
‫كنز َغ ِم ِ‬ ‫لطان َ ِ‬
‫الع ْش ِق‪ ،‬حتَّى َّ‬ ‫المجنو ِن ؛ ُس ُ‬
‫( ‪)2‬‬
‫الوجوه لهذا‬
‫َ‬ ‫وجهنا‬ ‫األزل أعطانا َ ّ‬
‫طريقاً لِقلبي‪ ،‬لقد َختَ ْمنا على‬ ‫الح ِ‬
‫سان َ‬ ‫الخ ِرب(‪)3‬؛ بعد هذا لن أفتَح لح ِب ِ‬
‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫المنزِل َ‬ ‫ِ‬
‫الخرَق ِة لن يكو َن ِمَّنا مز ُيد ِنفاق‪ ،‬فقد َج َعلنا‬ ‫هذ ِه ِ‬ ‫المنزل ِبخ ْت ِم َشَفِت ِه؛ في ِ‬
‫ِ َ‬ ‫باب هذا‬ ‫ِ‬
‫الهائم ُة‪،‬‬ ‫فين ُة‬ ‫ِمن مسَل ِك الخالع ِة هذا اساساً لنا؛ أخي اًر وبعد أن أبحرت ِ‬
‫هذ ِه َّ‬
‫َ‬ ‫الس َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ذاك َّالذي أعطيناهُ َلَق َب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرو ِح؛ المَّن ُة هلل أ َّن َ‬ ‫غي َة ُّ‬‫وحدهُ ُب َ‬
‫الف ْرَد َ‬‫الجوه َر َ‬
‫َ‬ ‫َج َعلنا‬
‫قانعين ك ِ‬ ‫خيال ِمنك ِ‬ ‫كان ِمثَلنا بال ٍ‬ ‫ِ‬
‫ودين ‪ ،‬وُكنَّا ِب ٍ ْ َ‬ ‫قلب ٍ‬ ‫عاق ٍل وحكي ٍم َ‬
‫( ‪)4‬‬
‫حافظ‪ ،‬يا‬ ‫َ‬
‫رب َّأي َة ِه َّم ٍة لِ َش َّح ٍاذ ِم ٍ‬
‫سكين َح َملنا(‪.)5‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ـــــــ‬
‫للحبيب ال لِنفسي؛ (‪)2‬ونار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شق في قلبنا أحرقت‬ ‫الع ِ‬ ‫سحري أطُل ُب ِبه الحان ُ‬
‫ودعائي‬ ‫ِوْرُد َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫هاد وال ُعقالء وما جمعوا وما َّادخروا؛ (‪َّ )3‬‬ ‫الز ِ‬
‫محصول ُّ‬
‫كنز أعطانا إيَّاهُ مال ُ‬
‫غم عشقنا ٌ‬ ‫إن َّ‬ ‫َ‬
‫لما َدّققنا في‬‫فليس ُيفارُقنا حتّى هالكنا؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك جئنا إلى هذا العاَلم الخرب َ‬ ‫من األزل لذل َ‬ ‫الملك َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬
‫وعاشقاً؛ (‪)5‬كيف قنعنا بالخيال دون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج ْدناهُ مثَلنا والهاً‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ذاك الذي رأيناهُ عاقالً وحكيماً َ‬ ‫أمر َ‬
‫الوصال‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫غزل‪372‬‬

‫نعب ُر‬ ‫ِ‬ ‫هُل َّـم بنـا في شـ ِارع‬ ‫ٍ‬ ‫خمر ُكـُّلـنا أه ُـل‬
‫ٍ‬ ‫لجر ِ‬
‫الحان ُ‬ ‫حاجة‬ ‫عة‬ ‫ُ‬
‫ونسك ُر‬ ‫الده ِـر نهوى‬
‫ـدار َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫قديماً م َ‬ ‫طنا‬
‫وس ْك ٌـر وشـر ُ‬
‫ـق ُ‬ ‫عطيَّتُنا ع ْش ٌ‬
‫أخير‬
‫الغم ُ‬ ‫ِ‬
‫الخمر ال ِّ‬ ‫رب‬
‫يمان ُش ُ‬
‫ُسَل َ‬ ‫يح سالِماً‬ ‫ففي عـاَل ٍم لم تت ُـرِك ِّ‬
‫الر ُ‬

‫من الخمر على باِبها؛ ألنَّا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِس ْر بنا في ِ‬


‫الخما ِرة فإنَّا جميعاً بحاجة ل ُجرعة َ‬ ‫شارِع َّ‬
‫ك‬ ‫الع ْش َق في َّأو ِل يو ٍم من أيَّا ِم وجوِدنا‪ ،‬و ُش ِر َ‬ ‫السكر و ِ‬
‫ط علينا ّأال نسُل َ‬ ‫أُعطينا ُّ َ‬
‫يح‪ُ ،‬شرُبنا‬ ‫ومسنُد جمشيد في ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫تخ ُت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫غير هذا َّ‬
‫َ‬ ‫يذه ُب فيه ْ‬ ‫مكان َ‬ ‫الطريق؛ في‬ ‫َ‬
‫ص َل يدي إلى ِن َ‬
‫ط ِاق َك‪،‬‬ ‫الغم ال يحسن‪ ،‬وجميل أن نشرب الخمر؛ ِبأم ِل أن تَ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ْ ََ‬ ‫ُُ‬ ‫َّ‬
‫نحن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ماء كياقوتَ ٍة حمراء؛ و ِ‬ ‫ِ‬
‫بالد ِ‬
‫صيحة أوالء الوالهين‪ُ ،‬‬ ‫ظ ال تُق ْم ب َن َ‬ ‫اع ُ‬ ‫َجَل َس َقْلُبنا ّ‬
‫دى‪،‬‬ ‫الصوفيُّو َن في الحاَل ِة و َّ ِ‬ ‫الحبيب ال نن ُ ِ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِب ُغ ِ‬
‫الرقص ُمقتَ ً‬ ‫ردوس؛ ُّ‬ ‫ظ ُر للف َ‬ ‫أرض‬ ‫بار‬
‫ض‬‫األر ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫عاء في َّ‬ ‫بالد ِ‬ ‫الي َد ُّ‬ ‫ِ‬
‫اب ْ‬ ‫عب َذة؛ م ْن ُج ْرَعة م ْن َك تُر ُ‬
‫الش َ‬ ‫نحن مثَل ُه ْم نرَف ُع َ‬‫كذل َك ُ‬
‫له‬ ‫صار د َّاًر ولؤلؤاً‪ ،‬مساكين نحن َّالذين عندك أَق ُّل ِمن التُّراب؛ ِ‬
‫سبيل ُ‬‫َ‬ ‫ظ ال‬‫حاف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫القصر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫إلى ُشرَف ِة َقص ِر الو ِ‬
‫صل‪ ،‬ذرنا نتج ْه برؤوسنا إلى تُراب أعتاب هذا ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬

‫غزل‪373‬‬

‫ِ ( ‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َوبـاط َل َق ْو ٍل م ْن ُه ُس ْو َق ُ‬
‫الخ ارَفة‬ ‫ـانتي‬ ‫ـوفي فاحمـ ْل لِح َ‬‫ُم َرّق َع َة الص ِ‬
‫ُّ ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫إلـى ثَ ِم ٍل ُحـ ٍّر حملـ ُت َهديَّتي‬ ‫اهٍد‬
‫الدعـوى و ِخـرَق َة ز ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ـادة َّ ْ‬
‫سج َ‬ ‫و َّ‬
‫حان ُه ْم ِب َر َ‬ ‫ِ‬ ‫وكي َي ْش َر َب ُّ‬
‫(‪)3‬‬
‫بابتي‬ ‫َ‬ ‫صباحاً‬
‫أتَ ْيـ ُت َ‬ ‫الحان َخ ْم َرُه ْم‬ ‫مان في‬
‫الن ْد ُ‬ ‫ْ‬
‫قات موسى من مبارِك ب ِ‬
‫قعة‬ ‫ِبميـ ِ‬ ‫الوَفا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ـك َ‬ ‫لدى أيـ َمن الوادي بعهدي ل َ‬
‫َو ِع ْشُق َك ِعلمي و َّ‬ ‫َو ِع َّز َك َفـو َق َ‬
‫الع ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫حيفتي‬
‫ص َ‬ ‫ماء َ‬‫الس ُ‬ ‫ط ْبـَل ُه‬
‫رش أقـرعُ َ‬

‫‪378‬‬
‫(‪)5‬‬
‫بتُربِ َك مرفوعاً على فر ِق هامتي‬ ‫ـوم قيـامتي‬ ‫َّ ِ‬
‫ـخر بين النـاس ي َ‬ ‫وأف ُ‬
‫(‪)6‬‬
‫بالحرمان من َوْرِد َجَّنتي‬‫يه ِ‬ ‫أجاز ِ‬ ‫اهٌد‬‫اكني َشـوك الـمالم ِة ز ِ‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫وا ْن شـ َ‬
‫ان ِمـ ْن ُك ِّل آَف ِة‬
‫ئ للحـ ِ‬ ‫ِ‬
‫َفُق ْم نْلـتَج ْ‬ ‫ـطار ِف ْت َن ٍة‬
‫السمـا تَهـمي ِبأم ِ‬ ‫َرْأي ُت َّ‬
‫ْ‬
‫حاج ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوُك ْن سـائالً َم ْن ع ْن َدهُ ُك ُّل َ‬ ‫اء َو ْجـ ِه َك ال تُر ْ‬
‫ِق‬ ‫ِ ٍ‬
‫على ُك ّل باب مـ َ‬

‫هذ ِه ترَج َمتُها َنث اًر‪:‬‬


‫وبقيت أبيات لم تُتَرجم ِشع اًر‪ِ ،‬‬
‫ٌ ْ ْ َْ‬ ‫َْ‬
‫وف الم َّلوثَ ِة بالخم ِر إن حملنا اسم الكر ِ‬
‫امات ِب ُك ِّل هذا‬ ‫الص ِ‬‫اخ َجَلنا ِم ْن ِخرَق ِة ُّ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ ََ‬ ‫ُ‬ ‫وَ‬
‫ِ‬
‫الع َم َل‪ ،‬واخجلتا‬
‫يعم ُل َ‬
‫الوْقت وال َ‬ ‫ف َق ْد َر َ‬
‫كان الَقْل ُب ال ِ‬
‫يعر ُ‬ ‫الفن؛ إذا َ‬ ‫ض ِل و ِّ‬ ‫الف ْ‬
‫َ‬
‫صحرِاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حاص ِل‬ ‫سنحم ُل ِم ْن‬
‫ِ‬
‫ضائعين في َ‬
‫َ‬ ‫أوقاتنا؛ أخي اًر إلى متى نبقى‬ ‫مما‬
‫َّ‬
‫ماء‬ ‫ِق‬ ‫ِ‬
‫األشياء الم ِه َّمة؛ ِ‬ ‫نسير في أثَ ِر‬ ‫ِ‬
‫ظ ال تُر ْ َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫ُ‬ ‫نسأل فعسى أن َ‬ ‫ْ‬ ‫الفناء؟‪َ ،‬ذرنا‬
‫الحاج َة إلى قاضي الحاجات‪.‬‬ ‫أن نرَف َع‬ ‫خير ْ‬ ‫وج ِه َك على ِ ِ ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫باب ُك ّل سافل‪ٌ ،‬‬
‫ــــــــ‬
‫طهور‪،‬‬ ‫اب َ‬ ‫ِ‬
‫الرياء ففي الحانة شر ٌ‬ ‫لغسلها من ِّ‬ ‫ِ‬
‫الحانة ِ‬ ‫َّ‬
‫المرقع َة إلى‬ ‫وفي‬ ‫(‪ِ)1‬احمل ثياب الص‬
‫َ ُّ ِّ‬
‫ائف؛ (‪)2‬إلى‬ ‫نقد ز ٌ‬ ‫ألنها ٌ‬ ‫دعاويه الباطل َة بالكرامات والمقامات إلى سو ِق الخرافات َّ‬ ‫ُ‬ ‫واحمل‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫نحمل َّ‬ ‫هدي َة َسَف ٍر‬
‫بدين األحر ِار‪َّ ،‬‬
‫قيثارةَ‬
‫امات؛ ولنحم ْل َ‬ ‫وسج َادةَ الط ّ‬ ‫البسطامي‬ ‫لق‬
‫الد َ‬ ‫المعر َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪3‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ْب َل عّز َ‬
‫ع َ‬ ‫فلنْق َر ْ‬
‫الصبوح؛ َ‬ ‫جام َّ‬‫ليشر َب ُك ُّل أهل الخلوة َ‬ ‫المناجاة‪َ ،‬‬ ‫الص ْب ِح إلى باب شي ِخ ُ‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪4‬‬
‫ُّ‬
‫جمة هذا البيت ِش ْع اًر‬ ‫السماوات(في تر ِ‬ ‫َّة َّ‬ ‫ش‪ ،‬ولنرَفع عَلم ِع ْشِقك على ُقب ِ‬ ‫الع ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ َ َ‬ ‫على َسْقف َ‬
‫ؤوس أل ْج ِل‬
‫الر ِ‬ ‫ِق ُّ‬ ‫ضع جميعاً على مفار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْحر ِاء‬ ‫ضَ ِ‬ ‫تَصُّرف)؛ (‪)5‬تُراباً ِمن أر ِ‬
‫القيامة غداً‪َ ،‬ن َ ُ‬ ‫َ‬ ‫كبَ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫خول إلى‬ ‫الد ِ‬ ‫بالحرمان ِم َن ُّ‬
‫ِ‬ ‫اهد‪ ،‬نجاز ِ‬
‫يه‬ ‫الز ِ‬
‫َّ‬ ‫المباهاة؛ (‪)6‬واذا نثَر في طر ِيقنا شوك المالم ِ‬
‫ة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫ستان أورِادنا‬
‫ُب ِ‬

‫‪379‬‬
‫غزل‪374‬‬

‫ونعيـ َد‬ ‫أس‪ ،‬ونهـِدم سقـف َ ِ‬


‫ورد‪ ،‬ونصـ َّب الخمـ َر في الكـ ِ‬
‫الفـَلك‪ُ ،‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ال كي ننـثَُر الـ َ‬ ‫تعـ َ‬
‫اءهُ جديـدا؛‬ ‫بنـ َ‬
‫السـاقي معـاً سنح ِـمل ِ‬
‫عليه ونه ِـد ُم‬ ‫إذا الغـ ُّم أعـَّد جيـشاً ليـريـق دم الع ِ‬
‫ـاشقيـن‪ ،‬أنـا و َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ََ‬
‫ـان ُه؛‬
‫ُبني َ‬
‫السـ َّك َر فـي المجـ َم ِر ونن ُـش ُر‬ ‫نصـ ُّب مـاء ال ِ‬
‫ـورد فـي الَق َـد ِح شـ ار َب األُرغـوان‪ ،‬وننـثُُر ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫نسيـ َم العـطر ؛‬
‫ـطر ُب‪ ،‬غ ِّـن لنـا ِّ‬
‫الش ْع َـر الجميـ َل لِنقـ أَر‬ ‫أي م ِ‬ ‫طـو ِ‬
‫ع يـد َك الّلحـ ُن الجمي ُـل‪ُ ْ ،‬‬ ‫كان َ ْ َ‬
‫إذا َ‬
‫الغـ َزَل رِاقصيـ َن‪ ،‬ونتمـ َاي َل مسروريـن؛‬‫َ‬
‫ظـرٍة ِمـن شـ ِاه‬ ‫اب العـالي‪ ،‬عسـى نحظـى بن ْ‬ ‫ذاك الجنـ ِ‬
‫اب وجـودنـا بـ َ َ‬
‫ِ‬
‫صبـا ألقـي تُـر َ‬
‫ِ‬
‫الحسـان؛‬
‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال نط َـرْح هـذه الدعـاوى َ‬
‫أمام‬ ‫ام‪ ،‬تعـ َ‬‫ينسـ ُج األوهـ َ‬
‫فواح ٌـد يتبـاهى بالعقـل‪ ،‬وواح ٌـد ُ‬
‫القـاضي ونحـ ِ‬
‫تك ْم؛‬
‫ال معـي إلى الحـان ِة ْأرِم ِب َك من َق َد ِم ال َّـد ِّن إلى‬ ‫جنـ َة َعـ ْد ٍن‪ ،‬تعـ َ‬
‫إذا ُك ْنـ َت تطـُلـ ُب َّ‬
‫حـ ِ‬
‫وض الكـوثَ ِر ُمبـ َ‬
‫اش َرًة؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لنأخـ َذ َك إلـى‬
‫ظ ُ‬ ‫فـي شيـراز ال ُيقـّدرو َن معـنى الكـال ِم وس ْح َـر البيـان‪ ،‬تع َ‬
‫ـال يـا حـاف ُ‬
‫ممـالِ َك أُخـرى‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫العطر ِ‬‫طر يجعل ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)1‬شراب األرغوان‪ :‬الخمر حمراء الّلون‪ ،‬ونثر ُّ َّ‬
‫ينتش ُر‬ ‫َ‬ ‫مجم ِر الع ِ َ ُ‬
‫السك ِر على َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أكثَر‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫غزل ‪375‬‬

‫الم ْـك ِر هـذا؛‬


‫داع و َ‬‫الخـ ِ‬‫ط ِ‬ ‫ش خـ ِّ‬ ‫ط َب نقـ َ‬‫ال لِنخـَل َع ِخـرَقـ َة الـ ِّريـاء‪ ،‬ونشـ ُ‬
‫صـوفـي تعـ َ‬ ‫ُ‬
‫اء بمـاءِ‬ ‫الريـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يق الخمـ ِر‪ ،‬ونغـس َل خـرَق َة ِّ‬ ‫ِ‬
‫لصـومعـة فـي طـر ِ‬ ‫ـذور وُفتـو َح ا َّ‬ ‫ون ْج َـع َـل ن َ‬ ‫َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫الخـرابـات ؛‬
‫من الجنَّ ِة‬ ‫ونخ ِـرُج َ‬ ‫ان ُ‬
‫ِ‬
‫سنخ ِـرُج منها الغلمـ َ‬ ‫روضـ َة ِرضـوان‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫غـداً إذا لـ ْم ُي ْعطـونا‬
‫الحور؛‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ـارِة ونحض ُـن‬ ‫فل َن ْخـ ُرْج مسروريـن ُم َعـربِدي َـن‪ ،‬و ِمـن نـادي ُّ‬
‫ـوم بالغ َ‬ ‫وفيـي َـن ونق ُ‬ ‫الصـ ّ‬
‫الخمـ َر والحبيـب؛‬
‫اع الـ ُّرو ِح‬ ‫ِ‬ ‫ذلـك اليـ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫مل فيـه متـ َ‬ ‫وم الـذي نحـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـوت حسـرًة َ‬ ‫ـوم‪ ،‬أو نم َ‬ ‫داء الي َ‬‫لـنع ْش ُس َعـ َ‬
‫اآلخـر؛‬
‫إلى العـاَل ِم َ‬
‫اب الغيـ ِب‪ ،‬ذرنـا فـي ال َس َكـ ِر نرَفـ ُع عـن وجـ ِه ِه‬ ‫ـزو فـي ِحجـ ِ‬ ‫ِسـ ُّر هللاِ َّالذي هـو من ٍ‬
‫َ‬
‫اب(‪)2‬؛‬ ‫ِ‬
‫النقـ َ‬
‫ّ‬
‫حني ِـة‬
‫الفـَل ِك فـي َّ‬ ‫ـرة َ‬ ‫مسـ َك ب ُك ِ‬
‫َ‬
‫الل الجـديـد‪ ،‬لِن ِ‬
‫ُ‬ ‫الشبيـ ِه بالهـ ِ‬ ‫أيـ َن جـلوةُ حـا ِجِب ِه َّ‬
‫َ‬
‫صوَلج ِـان ِه َّ‬
‫الذهب ِـي؛‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫اطنا‪.‬‬ ‫الدعـاوي‪ ،‬لمـاذا نمـُّد َقـدمنـا أطـول مـن بسـ ِ‬ ‫الح َّـد بمثـ ِل هـِذ ِه َّ‬
‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ظ‪ ،‬تجـاوزنا َ‬ ‫حـاف ُ‬
‫ــــــــ‬
‫(‪)1‬نجعل نذورنا وعطايانا للخم ِر بدالً ِمن الصومعة؛ (‪)2‬عن ِ‬
‫وجه ِسِّر هللا‬ ‫َ ّ‬ ‫َْ‬ ‫َُ ُ‬

‫غزل‪376‬‬

‫ـش ُسعـداء‪ ،‬ذا حديـ ُث أهـ ِل‬ ‫لجميـل في وْق ِ‬


‫ـت ال ِ‬ ‫ـاء َّإن ُـه‬ ‫ِ‬
‫أن نعي َ‬
‫ـورد ْ‬ ‫ٌ‬ ‫يـا أصدق ُ‬
‫بـأرو ِ‬
‫احـنا؛‬ ‫فلنسم ْع ُـه‬ ‫القلـ ِ‬
‫وب‬
‫َ‬

‫‪381‬‬
‫ادة بالخمـر(‪)1‬؛‬
‫الس َّجـ َ‬
‫هي أن نبيـ َع َّ‬ ‫يم ُّـر‪ ،‬الحيـلة‬ ‫َّ ِ‬
‫َُ َ‬ ‫ص يك ُـرُم‪ ،‬ووقـ ُت الطـ َرب ُ‬
‫ال َش ْخـ َ‬
‫ـرب علـى وجـ ِه ِه‬
‫ـث لنـا عزيـ اًز نش ُ‬‫الفـ َرح‪ ،‬إلـهي ابع ْ‬ ‫مـا أعـ َذب هذا الهـواء و ِ‬
‫اهـ َب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اء؛‬
‫الخمـرَة الحمـر َ‬
‫الغصـ ِة‬
‫ف ال نئـ ُّن ِمـن هـِذ ِه َّ‬ ‫يق أهـ ِل َ ِ‬
‫الفضـل‪ ،‬كيـ َ‬
‫الفَلـ ِك قـ ِ‬
‫اط ُع طـر ِ‬ ‫زف َ‬ ‫ِحصـان عـ ِ‬
‫ُ‬
‫( ‪)2‬‬
‫ف ال نص ُـرُخ ؛‬ ‫وكيـ َ‬
‫ـوش ِمـن نـ ِار‬ ‫ـب علي ِـه مـ ِ‬
‫اء م َن الخم ِـر‪ ،‬ال َجـ َرَم أن نج َ‬ ‫ً‬ ‫ص ُّ‬
‫ـاش وال َن ُ‬ ‫ورد ج َ‬ ‫الـ ُ‬
‫س الخمـر(‪)3‬؛‬ ‫وهو ِ‬ ‫ِ‬
‫الحرمـان َ َ‬
‫وء فنحـ ُن‬ ‫السـ ِ‬
‫بع َـد ْت عيـ ُن ُّ‬‫ـوم‪ُ ،‬‬
‫َّ‬ ‫نح ُـن ِم ْـن َق َـد ِح َّ‬
‫الزْه ِـر نشـ ُ‬
‫اب الموه َ‬ ‫رب الشـر َ‬
‫مشـدوهـون بـال ُمطـ ِر ٍب وخمـ ٍر؛‬
‫ِ‬ ‫حـ ِاف ُ ِ‬
‫ـت فـي‬ ‫ال العجيـب َة‪ ،‬نحـ ُن بـالِبـ ُل ونص ُـم ُ‬
‫ول هـذه الحـ َ‬ ‫ظ ل َمـ ْن تستطيـ ُع أن تقـ َ‬
‫مـ ِ‬
‫وسـ ِم الـ ِ‬
‫ورد‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فالحل‬ ‫يمُّر‪،‬‬ ‫ُّ ِ‬
‫بيع موس ُم الشرب ُ‬ ‫الر ُ‬‫بالخ ْم ِر‪ ،‬و َّ‬
‫الخ ْم ِر أو َ‬ ‫بالمال لِشراء َ‬
‫ِ‬ ‫يجود علينا‬ ‫ص‬ ‫ال َش ْخ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫الطريق على ِ‬
‫أهل‬ ‫طع َّ‬ ‫عزف َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِ‬‫أن نبيع سجادة َّ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫يع يق َ ُ‬‫الفَلك ال َّسر ُ‬ ‫بالخ ْمر؛ (‪)2‬جو ُاد‬
‫بادة َ‬ ‫الصالة و َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫نشر ُب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ونحن م ْن حوله َ‬ ‫للخ ْمر‪،‬‬
‫ظ ْر ُح ْم َرة َو ْجه الورد يغلي م ْن حرَارة نار الشو َ‬ ‫ضل؛ ان ُ‬ ‫الف ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصاب ُه وسنحتر ُ‬
‫َ‬ ‫صيبنا ما‬‫سي ُ‬ ‫نسكُب ُه عليه‪ ،‬ال محاَل َة‪ُ ،‬‬ ‫الخ ْم ِر ُ‬
‫الخ ْم َر‪ ،‬وال ُنطفئُ نا َرهُ بماء َ‬
‫َ‬
‫الشو ِق َ‬
‫للخ ْمر‪.‬‬ ‫رمان و َّ‬
‫الح ِ‬ ‫بنار ِ‬
‫ِ‬

‫غزل‪377‬‬

‫َّ‬
‫فإن ُدعـائـي حيـَلتي لبـالئي‬ ‫احتـي بدعـائي‬‫رَ‬ ‫ليـالً‬ ‫سأرَف ُـع‬
‫َل َع َّل طـبيـبي يـهتدي لِـدوائي‬ ‫اق معـون ًة‬
‫يـا رفـ ُ‬ ‫فـؤ ٍاد‬ ‫عليـ ُل‬
‫ْ‬

‫‪382‬‬
‫فيـا لهـف نفـسي بعـدها ِ‬
‫للقاء‬ ‫َ‬ ‫بسيف ِه‬
‫ِ‬ ‫مضى بعد ضربي دون ُجرٍم‬

‫ان وسيَل ًة لنا؛‬‫جع ُل ِم ْن َغ ِم ال ِهجر ِ‬


‫بالدعاء‪ ،‬سن َ‬ ‫الي َد ونقوم ُّ‬
‫سوف نرَف ُع َ‬‫َ‬ ‫نث اًر‪ :‬ليَل ًة‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مل‬ ‫ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لعيادته‪ ،‬ونع َ‬ ‫بيب َ‬ ‫له الط َ‬ ‫الم َد َد‪ ،‬لنجل َب ُ‬
‫العليل أفَل َت م ْن يدي‪ ،‬يا رفاقي َ‬ ‫ُ‬ ‫قلبي‬
‫الدواء؛‬ ‫له َّ‬ ‫ُ‬
‫رب‬‫ِ‬ ‫يف ومضى‪ِ ،‬‬ ‫بالس ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫إلي يا ّ‬ ‫أع ْدهُ َّ‬ ‫وض َرَبني َّ‬ ‫ذاك الذي تأل َم مّني بال ُج ْرٍم‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫جدداً كي نتصافى؛‬ ‫ُم َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ن ِ َّ ُّ‬ ‫َّ‬
‫ك‬
‫ماء‪ ،‬في ذين َ‬ ‫َّ‬
‫شوء والن ُ‬ ‫يق الخرابات‪ ،‬ليكو َ منا الن ُ‬ ‫أين طر ُ‬ ‫يِب َس َج ْذ ُر الط َر ِب َ‬
‫الماء والهواء؛‬ ‫ِ‬
‫اُطُل ِب المدد ِمن ِ‬
‫خاط ِر َّ‬
‫حال‬
‫وم ٌ‬ ‫ص ْع ٌب ُ‬ ‫فش ْغُل َك َ‬
‫قلب وا ّال‪ُ ،‬‬
‫بدين يا ُ‬
‫المعر َ‬ ‫السكارى ُ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫طأ؛‬ ‫الخ َ‬
‫يقب َل َ‬ ‫أن َ‬
‫طائر الهما‬‫تعال نطُل ِب الم َد َد ِم ْن ِظ ِّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫طائر ص ِ‬ ‫ِظ ُّل ٍ‬
‫َ‬ ‫ينفع َك‪َ ،‬‬ ‫الحوصَلة ال ُ‬‫َ‬ ‫غير‬ ‫َ‬
‫الميمون(‪)1‬؛‬
‫وغ َزِل ِه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َع ْذ ُب المقال‪ ،‬لِ ِ‬ ‫جاب أين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل ْح َن‬ ‫ف على قوِله َ‬
‫نعز َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫قلبي خرَج م َن الح ِ َ‬
‫الجميل‪.‬‬
‫َ‬
‫ــــــــ‬
‫رشداً‬ ‫بالطائر صغير الحوصَل ِة للسالِ ِك قلي ِل ِ‬
‫الخبرِة َّالذي ال يصُلح أن يكو َن دليالً وم ِ‬ ‫(‪)1‬يرمز َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الس ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫افي‪.‬‬
‫طائر خر ٌّ‬
‫عادة ٌ‬ ‫طائر َّ َ‬
‫للمرشد الحقيقي‪ ،‬والهما أو ُ‬ ‫للسالكين‪ ،‬وبطائ ِر الهما ُ‬
‫ّ‬

‫غزل‪378‬‬

‫نلب ُس‬ ‫سوُد ِرداء َش ْخ ٍ‬


‫ص‪ ،‬وال َ‬ ‫الح ِّق‪ ،‬وال ُن ِ‬
‫ّ‬ ‫ير َ‬‫نميل لِ َغ ِ‬
‫نقول سوءاً‪ ،‬وال ُ‬
‫نحن ال ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫لِباساً أزرقاً ؛‬
‫( ‪)1‬‬

‫‪383‬‬
‫نقوم‬ ‫ِ‬ ‫سيء قليُله وكثيره‪ ،‬عمل ُّ ِ ِ‬ ‫رويش و ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫عيب َّ‬
‫أن ال َ‬
‫المصَل َحة ْ‬
‫السوء م َن َ‬ ‫ُُ َ َ ُ‬ ‫ِّ ٌ ُ‬ ‫الغن ِي‬
‫ّّ‬ ‫ُ‬
‫ِب ِه ُمطَلقاً؛‬
‫عب َذ ِة‬ ‫العْلمِ‪ ،‬وال َن ْجعل ِس َّر الح ِّق على ور ِق َّ‬ ‫ط ِة في دفتَ ِر ِ‬ ‫ُّ‬
‫الش َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫المغَل َ‬‫نخط َرَق َم َ‬ ‫ال ُ‬
‫لحقاً؛‬ ‫ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫نه َخ ْم اًر صافياً‬ ‫نقب ُل م ُ‬ ‫الحر َام‪ ،‬ال َ‬‫ين َ‬ ‫المعربِد َ‬ ‫إذا َل ْم يسقنا الشاهُ ُجرَع َة َخ ْمر ُ‬
‫روقاً؛‬ ‫ُم َّ‬
‫الجميل‬ ‫سوَد‬ ‫ظ ِر َّ ِ‬ ‫ميل ِب َن َ‬ ‫نسير في ُّ‬
‫َ‬ ‫السالكين‪ ،‬وال نطُل ُب الجو َاد األ َ‬ ‫الج َ‬
‫الس َير َ‬ ‫الدنيا َّ‬ ‫ُ‬
‫غر َق ؛‬
‫( ‪)2‬‬
‫الم َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سفين َة أر ِ‬ ‫ِ‬
‫األفضل أن ال َنتَّخ َذ ُمتَّ َكأً هذا َ‬
‫الب ْح َر‬ ‫َ‬ ‫ضل‪ ،‬م َن‬ ‫الف ْ‬‫باب َ‬ ‫ماء تكس ُر َ‬ ‫الس ُ‬ ‫َّ‬
‫عل َق(‪)3‬؛‬ ‫الم َّ‬
‫ُ‬
‫نحن ال ُنعطي األُ ُذ َن أحمقاً؛‬ ‫السوء َّ‬
‫اسع ْد‪ُ ،‬‬‫له َ‬ ‫فيق‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫وتأل َم َّ‬ ‫حسود ُّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫قال‬
‫إذا َ‬
‫قال‬ ‫ظر ِ‬ ‫الخصم َع ْن َخ َ ٍ‬ ‫ِ‬
‫فاذه ْب‪ ،‬وا ْن َ‬ ‫َ‬ ‫إليه‬ ‫طإ‪َ ،‬ن ْح ُن ال نن ُ ُ‬ ‫فيك َ ْ ُ‬ ‫ال َ‬ ‫ظ إذا ق َ‬ ‫حاف ُ‬
‫جدال لنا‪.‬‬
‫َ‬ ‫بالح ّق ال‬
‫فنحن َ‬ ‫حق‪ُ ،‬‬ ‫ِب ٍّ‬
‫ــــــــ‬
‫الجميل‪،‬‬ ‫ط َّه ُم‪:‬‬
‫الم َ‬ ‫ق (‪)2‬‬ ‫الر ِ‬
‫لباس ِّ‬ ‫سوُد رداء التَّقوى لِ َش ْخ ٍ‬
‫(‪)1‬ال ُن ِ‬
‫ُ‬ ‫األزر َ ؛ الجو ُاد ُ‬
‫َ‬ ‫ياء‬ ‫نلب ُس َ‬ ‫ص وال َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫السماء‪.‬‬
‫عن َّ‬ ‫َّ‬
‫المعل ُق كناي ٌة ِ‬ ‫ِ‬
‫َّن بالف َّ‬ ‫والم َّ ق‬
‫الب ْح ُر ُ‬
‫ضة؛ َ‬ ‫المزي ُ‬
‫غر ُ ‪ُ :‬‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬
‫ُ‬

‫غزل‪379‬‬

‫ِ‬
‫الحياة ِم َن‬ ‫وت‪ ،‬أنا طالِ ُب نسي ِم‬‫الص ِ‬
‫أقول ِبعالي َّ‬ ‫الجميل و ُ‬
‫ُ‬ ‫رأسي ِب ِه َّ‬
‫الس َك ُر‬
‫الكأس؛‬
‫شاربي الثُّماَل ِة َح َسني‬
‫الخ َّم ِار‪ ،‬أنا مر ُيد ِخرَق ِة ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫بوس ُّ ِ‬
‫الزْهد ِب َو ْجه َ‬ ‫ال م َح َّل لِ ُع ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األخالق؛‬

‫‪384‬‬
‫صولجان ِه ك ُك َرٍة؛‬
‫ِ‬ ‫الحبيب أمسك بي في حني ِ‬
‫َّة‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ُسطورًة في الهيا ِم‪ ،‬وحا ِج ُب‬
‫ُر ْح ُت أ َ‬
‫باب أطر ُق‪ ،‬و ِم َّم ْن أطُل ُب‬‫أي ٍ‬ ‫ِ‬
‫المغان‪َّ ،‬‬ ‫الباب في َو ْج ِهي َش ُ‬
‫يخ‬ ‫إذا ْلم يفتَ ِح‬
‫َ‬
‫العون؟؛‬
‫َ‬
‫برٍّي‪ ،‬أنا أنمو بتر َبي ِة ُزَّراعي؛‬ ‫ٍ‬
‫كنبات ِّ‬ ‫بسوء ِبهذا َّ‬
‫الر ِ‬
‫وض‬ ‫عاملي ٍ‬ ‫تكن م ِ‬
‫ال ُ ْ ُ‬
‫ابات‪ ،‬يشهُد هللاُ أنَّني في ُك ِّل ٍ‬
‫مكان َم َع ُه؛‬ ‫الخانقاه والخر ِ‬
‫ال تَر َفرقاً بين ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫يق َّ‬
‫الطَل ِب‬
‫الم َدوَلة ذا َك التُّراب َ‬
‫الع َنبرِّي‬ ‫عادة‪ ،‬أنا ُغ ُ‬ ‫كيمياء َّ َ‬
‫ُ‬
‫بار طر ِ‬ ‫ُغ ُ‬
‫العبير(‪)1‬؛‬
‫قائق بالَق َد ِح على َشَف ِة‬
‫الش ِ‬ ‫ان لعالي الَقِّد‪ ،‬وَق ْع ُت كز ِ‬
‫هرة َّ‬
‫َ‬ ‫السكر ِ‬
‫س َّ‬ ‫رج ِ‬ ‫ِم ْن شو ِق َّ‬
‫الن ِ‬
‫دول؛‬‫الج َ‬
‫َ‬
‫ياء ِبَف ِ‬ ‫الر ِ‬
‫بار ِّ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫حاف َ ِ‬
‫حمل الخمر فنحن ِبَفتوى ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يض‬ ‫يل ُغ َ‬ ‫ظ‪ ،‬م َن الَقْلب الطاه ِر‪ ،‬سنز ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا ْ َ َْ‬
‫الَق َدح(‪.)2‬‬
‫ــــــــــ‬
‫رج َم ِة‬ ‫ِ‬
‫األخير‪ ،‬في األصل كما في التَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫البيت‬
‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫عادة؛‬
‫الس َ‬ ‫إكسير َّ‬
‫ُ‬ ‫عرَف ِة‬
‫الم ِ‬ ‫يق َ ِ‬
‫طَلب َ‬ ‫غبار طر ِ‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫يض الَق َدح‪،‬‬ ‫اه ِر ِبَف ِ‬‫الط ِ‬


‫عن الَقْل ِب َّ‬‫ياء ِ‬‫الر ِ‬
‫بار ِّ‬ ‫ظ أفتى بإ ازَل ِة ُغ ِ‬ ‫معنيين‪َّ ،‬أوُلهما‪ِ :‬‬
‫حاف ُ‬ ‫ِ‬
‫يحتَم ُل َ َ‬
‫ُ‬
‫فاحم ْل لنا‬‫ِ‬ ‫يض الَق َد ِح‬ ‫الر ِ‬
‫ياء ِبَف ِ‬ ‫اه ِر بإ ازَل ِة ُغ ِ‬
‫بار ِّ‬ ‫ظ أصدر فتوى ِمن قلِب ِه َّ‬
‫الط ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ‬
‫والثّاني‪ِ :‬‬
‫حاف ُ‬
‫الخ ْمر‪.‬‬
‫َ‬

‫غزل‪380‬‬

‫يق ِم ْن َنفسي؛‬ ‫َّ‬


‫الولهان ْلم أسُل ْك هذا الطر َ‬
‫َ‬ ‫أقول َم َّرًة أُخرى‪ ،‬أنا‬
‫لت و ُ‬
‫ِ‬
‫م ار اًر ُق ُ‬
‫لت(‪)1‬؛‬‫األزِل ُق ْل ُق ُ‬
‫قال لي أُستا ُذ َ‬
‫وك َّل ما َ‬ ‫المرِآة‪ُ ،‬‬
‫صَفتي خلف ِ‬
‫َ‬
‫جعلوا ببَّغاء ِب ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ئت َع ْن َيد زِارعي‪،‬‬ ‫وض‪ ،‬فقد ِج ُ‬ ‫الر َ‬
‫ِن َّ‬‫نت ورداً ُيزّي ُ‬‫نت َشوكاً أم ُك ُ‬ ‫أك ُ‬‫اء ُ‬‫أنا سو ً‬
‫عايِت ِه أربو؛‬
‫وبر َ‬‫ِ‬

‫‪385‬‬
‫ِ‬
‫صاح ِب‬ ‫أبح ُث َع ْن‬ ‫ان‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جوه اًر و َ‬
‫إن َل َد َّي َ‬ ‫الحير َ‬
‫قاء ال تعيبوني أنا الوال َه َ‬ ‫يا أصد ُ‬
‫ظ ٍر(‪)2‬؛‬
‫َن َ‬
‫يب‬ ‫َّ ِ‬ ‫الخمرَة الحمراء ِبلو ِن ِ‬ ‫غم َّ‬
‫الع َ‬ ‫بي َ‬‫ُْ َ‬
‫عيب‪ ،‬ال تقل‬
‫المَل َّم ِع ٌ‬
‫الوْرد َم َع الثوب ُ‬
‫َ‬ ‫أن َ ْ َ َ َ‬ ‫رَ‬
‫فإني ِ‬
‫أغس ُل ِبها لو َن ِّ‬
‫الرياء؛‬ ‫ّ‬
‫الل ِ ِ‬ ‫اق ِمن عاَل ٍم آخ ٍر‪ ،‬أنا في َّ‬ ‫ِ‬
‫الس َح ِر‬
‫ُغني ووْق َت َّ‬
‫يل أ ّ‬ ‫َ‬ ‫الع َّش ِ ْ‬
‫كاء ُ‬‫وب َ‬
‫ضح َك ُ‬ ‫إن َ‬ ‫َّ‬
‫أبكي؛‬
‫تعبني فأنا أش ُّم ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيه‬ ‫ُ‬ ‫اب ببا ِب الحان‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫له ال ْ‬ ‫تش َّم رائح َة التُّر ِ‬
‫َ‬ ‫قال ال ُ‬
‫حافظي َ‬
‫رِائ َح َة ِم ْس ِك َختَن(‪.)3‬‬
‫ــــــــــ‬
‫ِ‬
‫ويقوم ُمعّل ٌم ُمختبئٌ‬
‫ُ‬ ‫صَفِتها‪،‬‬
‫(‪)1‬تُعَّلم الببغاء الكالم ِبأن توضع أمامها ِمرآةٌ فترى فيها ببَّغاء ِب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َُ ّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫خلف ِ‬
‫جاء‬
‫ك َ‬ ‫أج ِل ذل َ‬‫تحسُب ُه صاد اًر م َن الببَّغاء في المرآة (م ْن ْ‬ ‫الكالم الذي َ‬‫َ‬ ‫المرآة بتلقينها‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫جوهرٍّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االنِب ُّي َب َش اًر م ْثَلنا)؛ أنا‬
‫َّ‬
‫قدره؛‬
‫قد ُرهُ َ‬
‫وي ّ‬‫قيمتَ ُه ُ‬
‫ف َ‬ ‫يعر ُ‬ ‫أبح ُث عن َ‬ ‫جوه َر الع ْش ِق و َ‬
‫أملك َ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُ‬
‫‪2‬‬

‫ال المسكي‪.‬‬ ‫موطن الغز ِ‬


‫ُ‬ ‫ركي ٌة‪،‬‬
‫(‪)3‬ختن مدين ٌة تُ َّ‬

‫غزل‪381‬‬

‫الصبا ِح‬
‫َّ‬ ‫لوك وقـ ِت‬ ‫غي َـر ّأنـا ُم ُ‬ ‫للسـلـطـ ِ‬
‫ان‬ ‫َّإنـنـا َللعـبـي ُـد ُّ‬
‫اهٌر بمرِآة ر ِ‬
‫اح‬ ‫ال والكون ظ ِ‬
‫ُ‬ ‫المـ ِ‬ ‫ال ِم ِن‬
‫الك ِم والجيب خـ ٍ‬
‫ُ‬ ‫الكنز في ُ ّ‬‫ُ‬
‫ناح‬
‫أهل ُج ِ‬‫ُ‬ ‫في بحـا ِر التَّوحيـ ِد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الغرور‪،‬‬ ‫ضور سكرى‬ ‫الح ِ‬‫وصحـاةُ ُ‬ ‫ُ‬
‫نهـدي ِرداء َّ‬
‫النجا ِح‬ ‫ولألحب ِ‬
‫ـاب‬ ‫ط‬
‫من د ٍم نخـيـ ُ‬ ‫كـفـناً للعـدى‬
‫َ‬

‫فإنـا ملـوك ممـ ِ‬


‫لكة وقـ ِت َّ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الصبـاح(‪)1‬؛‬ ‫رغـ َم َّأنـا رعـايا ل َملـكنا َّ ُ ُ‬
‫هر فيها العـاَل ُم‬ ‫ال فـي جيـوبِنا وقلـ ُ‬
‫وبنا مـرآةٌ يظـ ُ‬ ‫لك المـ َ‬ ‫وز العرفـ ِ‬
‫ان معنـا وال نمـ ُ‬ ‫كنـ ُ‬
‫ونحـن تُـراب َّ‬
‫الطـريق(‪)2‬؛‬ ‫ُ ُ‬

‫‪386‬‬
‫رب ِم َن‬ ‫رور بمـا بلغنـا من ُق ٍ‬ ‫بالغـ ِ‬‫لكنـنا سكـرى ُ‬ ‫ور صحـاةٌ‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫نحـ ُن في الحضـ ِ‬
‫بالذنـوب(‪)3‬؛‬ ‫لكننـا غرقـى ُّ‬ ‫بحر التَّ ِ‬
‫وحيد َّ‬ ‫فنحن فـي ِ‬ ‫الحبيـ ِب‬
‫ُ‬
‫البـ ْد َر ِمـرًآة(‪)4‬؛‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل‪ ،‬نجـ َع ُل مـ ْن وجـ ِهه الـذي ُيشـ ِب ُه َ‬ ‫ِ‬
‫البـ ْخت حيـ َن ُيظـه ُر الـَّد َ‬ ‫شـاهُد َ‬
‫بعـيوِننا؛‬ ‫النـو ِم نكـون رقبـ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء م ْن حـولِ َك ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ذه ُب في َّ‬ ‫صحـ َبتَنا فحيـ َن تـ َ‬ ‫ُقـ ْل لـ ُه‪ :‬اغتَـن ْم ُ‬
‫وجـ َه ال ِه َّمـ ِة؛‬ ‫ف َّأننـا حيثُمـا َّ‬
‫توجـهنا َو َّجـ ْهنا ْ‬
‫ِ‬
‫ور واقـ ٌ‬ ‫الشـاهُ منصـ ُ‬
‫َّ‬
‫الف ْتـ ِح؛‬
‫اء َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َق َبـ َ‬
‫ونعـطي األصدقـ َ‬ ‫ط لألعـداء َكـَفناً م ْن دمـاء‪ُ ،‬‬ ‫نخيـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِِ‬
‫وداء؛‬
‫أسـٌد أحـ َمٌر وأفعـى سـ ٌ‬ ‫ليـ َس مـ ْن ق َبـلنا لـو ُن تـزوير‪ ،‬ونحـ ُن على األعـداء َ‬
‫ود‪.‬‬‫اف ونحـ ُن ُشهـ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ظ عليـ ِه(‪ُ ،)5‬قـل لـهم أن يعيـدوه‪ ،‬فقـد كـ ِ‬ ‫ض حـ ِاف َ‬
‫ان م ْنـ ُه اعتـر ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫َقـ ْر َ‬
‫ـــــــــ‬
‫يظهر فيها العاَل ُم (لصفائها)‬
‫ُ‬ ‫قلوبنا مرآةٌ‬
‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدعاء؛‬ ‫الصبا ِح وقت ال ِّذ ِ‬
‫كر و ُّ‬ ‫وقت ّ‬ ‫َ‬ ‫ملوك‬
‫ٌ‬ ‫نحن‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫صحاةٌ(نرعى‬ ‫ِ‬ ‫أنفسنا متو ِ‬


‫اضعو َن)؛‬ ‫يق(أذالء في ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الحضور ُ‬ ‫نحن في‬ ‫الطر‬ ‫اب‬
‫تُر ُ‬ ‫ونحن‬
‫)‬ ‫(‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫النجم؛ (‪)5‬عليه‪ :‬على الحبيب‬ ‫الش ِ‬
‫اه ُد‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫الحبيب الحاضر)؛ (‪َّ )4‬‬ ‫ٍ‬
‫بشيء عن‬ ‫ِ‬
‫ننشغ ُل‬ ‫المحضر فال‬

‫غزل‪382‬‬

‫وت‬ ‫اقر ِ‬
‫الفاتح َة‪ ،‬افـتَ ِح َّ‬
‫الشـَف َة فيـاقـ ُ‬ ‫العـَّل ِة‪ ،‬أِ‬
‫اش ِ‬ ‫حين تـم ُّر على العليـ ِل علـى ِفـر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫للميـ ِت؛‬ ‫ِ‬
‫َشَفـت َك ي َهـ ُب ال ُّرو َح ِّ‬
‫تمهـ ْل َنَفـساً َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫فإنني‬ ‫ذاك الـذي َمـ َّر للعيـ َادة وقـ أَر الفـات َح َة ويـر ُيد الذهـ َ‬
‫اب‪ُ ،‬قـ ْل لـ ُه َّ‬ ‫َ‬
‫مِ‬
‫رس ٌل خْلَف َك الـ ُّرو َح؛‬ ‫ُ‬
‫الدخـ ِ‬ ‫ص َو ْجـ َه ِلسـاني‪ ،‬فهذا َّ‬ ‫ِ‬
‫صدري‪،‬‬ ‫ان م ْن َ‬ ‫النـَف ُس و ُّ ُ‬ ‫أي طبيـ َب هـذا الـواه ِن‪َ ،‬‬
‫افحـ ْ‬
‫ِح ْمـ ُل قلبـي علـى لِساني(‪)1‬؛‬
‫ِ‬ ‫الحـرَارَة فـي ِعظـامي ِمـ ْن ن ِ‬
‫ذه ْب‪ ،‬ولم‬‫وذهـ َب‪ ،‬وحـ اررتي لم تـ َ‬ ‫ـار ُحِّبـه َ‬ ‫َج َعـ َل َ‬
‫ذه ْب نـ ُار ُحِّبـ ِه ِم ْن ِعظـامي؛‬ ‫تـ َ‬

‫‪387‬‬
‫ضعيـفاً‬ ‫طـن‪ ،‬وجسـ ِ‬ ‫ال قلبـي ِمن خـالِ َك‪ ،‬لـ ُه ِمـ َن َّ‬
‫عينيـ َك صـ َار َ‬ ‫مي مـن َ‬ ‫َ‬ ‫النـار َو َ ٌ‬ ‫حـ ُ‬
‫اج اًز(‪)2‬؛‬‫وعـ ِ‬
‫الم ٍة على الحيـ ِاة؟؛‬ ‫ِِ ِ‬
‫ض قلبي‪ ،‬أَبه م ْن عـ َ‬ ‫وتأمـ ْل َن ْبـ َ‬
‫اء َع َين َّي‪َّ ،‬‬ ‫أطـ ِفئ حـرارتي بمـ ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫آن يحـم ُل‬ ‫اله ُكـ َّل ٍ‬ ‫الع ِ‬ ‫ان دوماً يعطيني ُزجـاج َة َ ِ‬ ‫َّ‬
‫السعيـد‪ ،‬مـ ُ‬
‫يش َّ‬ ‫طـَلب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ذاك الذي كـ َ‬ ‫َ‬
‫َّ ِ (‪)3‬‬
‫ُزجـاجتي إلى الطبيـب ؟؛‬
‫ال واقـ ْأر ُنسـ َخ َة‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِش ْعـ ُر َك أع َ‬
‫حـ ِاف ُ‬
‫طـاني ُشـرَب ًة مـ ْن مـاء الحيـاة‪َ ،‬فـ َد ِع الطبيـ َب‪ ،‬وتعـ َ‬
‫ُشـربتي‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظهر ْت على ص ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فحة لساني‪َّ ،‬إنها ح ْم ُل قلبي على لساني؛ قلبي ُم ٌ‬
‫قيم‬ ‫صدري َ َ َ‬ ‫خان آهات َ‬‫ُد ُ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫َ َ‬
‫الزجاج ُة األولى قارورةٌ ِم ْن ُز ٍ‬
‫جاج بها‬ ‫نار وج ِهك؛ ُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫المقي ِم في ِ‬
‫ك ُ‬
‫ِ‬ ‫وطن ِمن َّ ِ‬
‫الن ِار م ْن خال َ‬ ‫في ٍ َ‬
‫ص‬‫للف ْح ِ‬
‫يض َ‬ ‫عيَن ٌة ِم ْن َدم المر ِ‬ ‫ِ‬
‫جاج ُة الثَّاني ُة قارورةٌ م ْن ُزجا ٍج َ‬
‫توض ُع فيها ِّ‬ ‫شراب‪ ،‬و ُّ‬
‫الز َ‬
‫َ‬
‫الم َرض‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وتشخيص َ‬

‫غزل‪383‬‬

‫‪1‬‬
‫بـ ِط ـ ٍّب ال يـطـيـ ْب‬ ‫دائـي‬ ‫الطبيـ ْب‬‫َّ‬ ‫وت إلـى‬
‫كـم قـد شـكـ ُ‬
‫‪2‬‬
‫ظـلـمـ ِت الـعنـدليـ ْب‬ ‫قـد‬ ‫وردة فـي اّلِـريـ ِح تـعـبـ ُق‬ ‫ً‬ ‫يـا‬
‫الـحبيـ ْب‬ ‫لكـي تـرى وجـ َه‬ ‫صـ ْن عـيـ َن الـ ُم ِح ـ ِّب‬ ‫رب ُ‬ ‫ّ‬ ‫يـا‬
‫‪3‬‬
‫الـ َّرقيـ ْب‬ ‫ـاء‬
‫ـان مـا ش َ‬ ‫ال ك َ‬ ‫صـ ْـن‬
‫رب ُ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ُدرَج الـم ـحـ َّـبـ ِة‬
‫‪4‬‬
‫بـال نـصـيـ ْب‬ ‫فكـم أظـ ُّل‬ ‫قـد جـلـسـ ُت‬ ‫ود َك‬ ‫ان جـ ِ‬ ‫لِـ ِخـو ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫صـ ِح األديـب‬
‫ُن ْ‬ ‫أصغـى إلى‬ ‫لـو‬ ‫ُجـ َّـن‬ ‫ظ‬
‫ـان حــافـ ُ‬
‫مـا ك َ‬
‫ــــــــ‬
‫الورد‬ ‫(‪ِ )2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ك ُ‬ ‫فاء دائي؛ ذل َ‬ ‫غمي إلى الطبيب وليس في دواء الطبيب ش ُ‬ ‫شكوت ّ‬
‫ُ‬ ‫شرح‪)1( :‬كثي اًر ما‬
‫ِ‬
‫العناد ِل‬ ‫الورد ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يظل في ِيد ِّ‬ ‫َّالذي ُّ‬
‫َ‬ ‫(فليص ِب َ‬
‫الخ َج ُل‬ ‫الخ َج ُل م َن العنادل ُ‬
‫أصابه َ‬
‫ُ‬ ‫الريح‪،‬‬

‫‪388‬‬
‫ِ‬ ‫يح ِم ْن ِ‬ ‫أثارت اشتيا َقها ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ختم ُه‬
‫ليس ُ‬ ‫صندو ُق المحبَّة َ‬ ‫عبيره)؛‬ ‫الر ُ‬ ‫بعد أن‬
‫الوصال َ‬ ‫لحرمانها‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬
‫مائدة كرِمك؛(‪)5‬حاف ُ‬ ‫الرقباء؛ (‪)4‬بخوان جودك‪ :‬على‬ ‫يك ْن ما ُير ُيد ُّ‬ ‫رب ال ِ‬ ‫ِ‬
‫عليه فيا ِّ‬
‫ينكس ْر‪ ،‬وال ُ‬
‫ص َح األدباء‪.‬‬ ‫ص ْر َت والِ َه ُّ‬‫ما كنت ِ‬
‫استمع َت ُن ْ‬
‫ْ‬ ‫الدنيا‪ ،‬لو ُك ْن َت‬ ‫َ‬

‫غزل‪384‬‬

‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫أنـا أحتَـر ُ ِ ِ ِ‬
‫رب‬
‫ان بـالئي‪ ،‬يـا ّ‬ ‫الجفـاء‪ ،‬صـ َار ال ِهجـر ُ‬‫ِق مـ ْن فـراق َك‪ ،‬ارجـ ْع ب َو ْجه َك م َن َ‬
‫ادَفـ ْع عـِّني البـالء؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتجلـى علـى جـو ِاد َ ِ‬ ‫الَقـمر َّ‬
‫أس‬ ‫ض ِر‪ ،‬أقبـ ْل عـلى جـواد َك ُليـطأطـ َ‬
‫ئ الـ َّر َ‬ ‫الفـَلك األخـ َ‬ ‫َُ‬
‫جل؛‬‫ِمـ ْن خـ ٍ‬
‫طـ َر فـي نـواحي‬ ‫انشـ ِر ِ‬
‫الع ْ‬ ‫ور‪ ،‬و ُ‬ ‫انشـ ِر الـ َّذائ َب َة ينتَـ ِش ِر العبيـ ُر َرْغـم سنـاِب ِل ُّ‬
‫الزهـ ِ‬ ‫ُ‬
‫َ َ‬
‫لصبـا؛‬
‫ض كا َّ‬‫الـ َّرْو ِ‬
‫الل سكران‪ ،‬و ِ‬‫الد ِ‬ ‫ِ‬
‫اكس ْر الُقَّبـ َع َة علـى‬ ‫َ‬ ‫العْق ِل و ّ‬
‫الدين واخـ ُرْج في َّ‬ ‫ٍ‬
‫ُقـ ْم بغـ َارة على َ‬
‫أس‪ ،‬واظهر في القبـ ِ‬
‫اء الجـديد؛‬ ‫الـ َّر ِ‬
‫َْ‬
‫الربـ ِ‬
‫اب لحـناً‬ ‫أي نـور عيـ ِن السكـارى أنـا في عيـ ِن ِ‬
‫االنتظـار‪ ،‬فاعـ ِز ْف علـى َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫ود ْر بالجـام؛‬‫حـزيناً ُ‬
‫السـ ِ‬ ‫رب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وء عن‬ ‫ط ُّ‬
‫أبعـ ْد مخطـو َ‬ ‫الخـط الجميـ َل علـى عـ ِارضه‪ ،‬يـا ّ‬ ‫الـَّد ْه ُر َخـط َ‬
‫محبـوبنا؛‬
‫لك ِرضـى‬
‫يكـ ْن َ‬
‫إن لم ُ‬ ‫ظ‪ ،‬بخـتُ َك ِمـ ْن ِحسـ ِ‬
‫ان الوجـوِه ليـ َس غيـ َر هذا الَقـ ْد ِر‪ْ ،‬‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫ً‬
‫ِّ‬
‫غيـ ْر ُح ْكـ َم الَقضـاء‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫غزل‪385‬‬

‫المستقيـ َم ذا‬ ‫ِ ِ‬ ‫يا ِ ِ‬


‫رو ُ‬ ‫السـ َ‬
‫كي إلـى َخ َتن‪ ،‬وأعـ ْد ذلـ َك ّ‬ ‫ال المسـ َّ‬ ‫رب أع ْـد ذلـ َك الغـز َ‬
‫ّ‬
‫( ‪)1‬‬
‫الدالل إلى ال َّـروض ؛‬ ‫ّ‬
‫البـ َد َن؛‬ ‫أعـد للبـد ِن ِتْلـك ال ُّـروح َّالتـي غ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاد َرت َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ـروب الطـْف ُـه بنسيـ ٍم‪ ،‬يعنـي ْ َ‬ ‫ـبي المك َ‬
‫ْ‬
‫قل‬
‫ـي َق َم َـر وج ِـه حبيبي أيضـاً؛‬ ‫الشمـس والَقمـر للمن ِـزِل بأم ِـرك وصـال‪ِ ،‬‬
‫أع ْـد إل َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬
‫رب َّ‬
‫يا ّ‬
‫أع ِـد الكـ َ‬
‫وك َب الـُّد ِّر َّي‬ ‫رب ِ‬ ‫ِ‬
‫اني صـارتا دماً‪ ،‬يـا ّ‬ ‫ّ‬
‫طـَل ِب الّل ْعـ ِل اليمـ ِ‬
‫اي في َ‬‫عينـ َ‬
‫لليـ َمن(‪)2‬؛‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ذهـ ْب إلى العنقـاء وأبل ْغهـا حديـ َث‬ ‫الخطـى‪ ،‬ا َ‬
‫ك ُ‬ ‫ائر الميـمو ُن ال ُمبـ َار ُ‬ ‫ُّأيـها الطـ ُ‬
‫الحـ َدأة؛‬ ‫ُ ِ‬
‫الغـراب و َ‬
‫ول استَ ِم ْـع واحـ ِم ْل ال َخ َبـ َر‬ ‫ِ ِ‬
‫ك ال أُريـ ُد الحيـاة‪ ،‬يـا رسـ ُ‬ ‫الص ُة الحديـث‪ ،‬من دوِن َ‬ ‫ُخ َ‬
‫أعـ ْد لي الجـواب؛‬ ‫وِ‬
‫الغـرَب ِة‬ ‫ِ‬
‫رب أبلِ ْغـ ُه ُمـرَادهُ وأعـ ْدهُ ِم َن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان موطُنـ ُه بـؤبـ َؤ عيـ ِن حـافظ‪ّ ،‬‬
‫َّ‬
‫ذاك الـذي كـ َ‬ ‫َ‬
‫إلـى ِ‬
‫وطنه‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫الكوك ُب ُّ‬ ‫ال المسكي‪ ،‬مدين ٌة في ِ‬
‫بالد التُّ ِ‬ ‫موطن الغز ِ‬ ‫(‪)1‬ختن‪،‬‬
‫بهي يختفي فال‬‫نجم ٌّ‬‫ِي ٌ‬ ‫الدّرُّ‬ ‫رك؛‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الي َم ِن‬ ‫أعده لِو َِ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫يظهر ّإال أو ِ‬
‫بالد َ‬
‫طنه‪ ،‬ف ُ‬ ‫للي َم ِن يعني ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫يرمز به للمعشوق‪ ،‬وأع ْدهُ‬
‫يف‪ ،‬و ُ‬ ‫اخ َر َّ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬
‫اليماني ِبالجمال وال َّ‬ ‫ِ‬
‫صفاء‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫العقيق‬ ‫المثَ ُل ب‬
‫ضر ُب َ‬ ‫الد َرِر‪ُ ،‬‬
‫وي َ‬ ‫موط ُن ُّ‬

‫غزل‪386‬‬

‫ألجـ ِل هللاِ ِأق َّـل الجلـوس مـع المتصـ ِوفيـن‪ ،‬وال تُخـ ِ‬
‫ف ال َو ْجـ َه عـ ِن َّ‬
‫السكـارى‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫َ‬
‫المفلِسيـن؛‬
‫ُ‬

‫‪390‬‬
‫ـت بـائعي الخمـ ِر الِبسي الَقبـاء(‪)1‬؛‬ ‫أجمـل بوق ِ‬‫الخـرَق ُة كم ِبهـا من األدنـاس‪ِ ،‬‬ ‫ذه ِ‬ ‫هـ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ش َمـ ْن يجرعـو َن اآلالم؛‬ ‫صفـا عيـ ُ‬ ‫ِ‬
‫المتص ّـوفي َـن‪َ ،‬‬
‫لـ ْم َأر األَلـ َم عن َد ُ‬
‫الخَل ِق الثَّ ِ‬
‫قيل؛‬ ‫رداء ُّ ِ‬ ‫الطبـ ِع‪ ،‬ال طاَق َة َلك على حم ِل ِ‬ ‫أنـت لطيـف َّ‬
‫الصوف َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اب‪ ،‬فال ت ْس ِـقـني بع َـدهُ ُّ‬
‫السـ َّم(‪)2‬؛‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الستـار‪ ،‬سقيـتني الشـر َ‬ ‫ف ّ‬ ‫أسك ْـرتَنـي‪ ،‬فال تجل ْـس خلـ َ‬
‫َ‬
‫اخ‬
‫صـر ِ‬ ‫الم ِحّبيـ َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصري َـح‪ ،‬علـى ُ‬ ‫ظـ ْر َد َم قلـب ُ‬‫ال وان ُ‬ ‫المرائيـن تعـ َ‬
‫َب َـدالً م ْـن ُغ ْبـن ُ‬
‫العـ ِ‬
‫ود؛‬ ‫ُ‬
‫درُه يغـلي منـ ُه كمـا تغـلي‬
‫صـ َ‬ ‫المحـتَرِق‪َّ ،‬‬
‫إن َ‬ ‫ظ ُ‬ ‫ُكـ ْن علـى َحـ َذ ٍر ِمـ ْن قلـ ِب حـ ِاف َ‬
‫ِ‬
‫القـ ْدر‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫ِ‬
‫الستار‪ ،‬فتكو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خلف ّ‬
‫ك وال تجل ْس َ‬
‫وفي؛ أسكرتني فمتّ ْعني برؤيت َ‬ ‫(‪)1‬هذه الخرقة‪ :‬خرقة الص‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ ّ‬
‫بعد َّ‬
‫الشراب‪.‬‬ ‫الس َّم َ‬
‫جرعتني ُّ‬
‫َّ‬

‫غزل‪387‬‬

‫وف‪،‬‬ ‫الصـفـ َ‬
‫ـق ُّ‬ ‫يش ُّ‬
‫ـب مـن ُ‬ ‫ـاد ق ٍّـد‪ ،‬ش َّ‬
‫ـق قـل َ‬
‫ـذب ثغ ٍـر وشمش ِ‬ ‫ك‪ ،‬شـاه ُكـ ِل َع ِ‬
‫ُ ّ‬
‫ِ‬
‫ملـ ٌ‬
‫باألجـفـ ِ‬
‫ان؛‬
‫ال‪ :‬يـا ِسـراجاً وعيـناً ُ‬
‫لكـ ِّل‬ ‫ش‪ ،‬وألقـى علـ َّي نظـ َرًة‪ ،‬وقـ َ‬ ‫ثَ ِمـالً‪ ،‬مـ َّر بـي‪ ،‬أنا الـَّدرويـ ِ‬
‫ذب لِسـان؛‬ ‫عـ ِ‬
‫ض ِة‪ُ ،‬كـ ْن عبـدي‪ ،‬وُك ْن عشي َـر أه ِـل‬ ‫الفـ َّ‬ ‫ِ‬
‫التّـبـ ِر و ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ـام تبـقى وكيـ ُس َك خـال مـ َن ْ‬ ‫َّ‬
‫حت َ‬
‫ض ِـة األبـدان؛‬ ‫ِف َّ‬
‫ِ‬ ‫الحـ ْق بشمـ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـان؛‬
‫س األفالك عـالي المك ْ‬ ‫ْ‬ ‫تكـ ْن أَق َّـل م َن الذ َّرة‪ ،‬و َ‬
‫ـق‪ ،‬ال ُ‬‫اع ِـرف الع ْش َ‬
‫اف‬‫ود‪ ،‬واشـرب إذا ُكنـت ذا َقـد ٍح‪ ،‬نخـب ُزه ِـر الوجـوِه الّلِطـ ِ‬ ‫تكـن ر ِ‬
‫اكـناً لِلـوجـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ُ ْ‬
‫ِ‬
‫الحسـ ِ‬
‫ان؛‬

‫‪391‬‬
‫العـهـوِد‬
‫ذاريـ َك مـن نـاقـضي ُ‬ ‫ـال‪ :‬حـ َ‬ ‫روحـ ُه‪ ،‬ق َ‬
‫ـب هللاُ َ‬ ‫طي َ‬
‫ـخ حـاني الـمليـ ُح‪َّ ،‬‬ ‫شي ُ‬
‫واأليـمـ ِ‬
‫ان؛‬
‫ان؛‬ ‫من َّ‬
‫الشيـطـ ِ‬ ‫وكـ ْن ف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـوب الـحبي ِ‬‫وبِـث ِ‬
‫ـارغاً َ‬ ‫رج َـل هللا‪ُ ،‬‬
‫وكـن ُ‬
‫ـداء‪ُ ،‬‬
‫ود ِع األع َ‬ ‫ـب ُخـ ْذ‪َ ،‬‬
‫داء‪َ ،‬مـن ُهـ ْم أولـو‬ ‫الشقـ ِائـ ِق الحمـرِاء فـي د ِم َّ‬
‫الشـهـ ِ‬ ‫روض َّ‬ ‫ِ‬ ‫للصبـا بـ‬
‫َسـ َحـ اًر ُقـْلـ ُت َّ‬
‫َ‬
‫ان؟؛‬‫هـِذ ِه األكـفـ ِ‬
‫خمـ َرَة العقيـ ِق‬ ‫ِ‬
‫السـ ِّر‪ ،‬يـا حـ ِاف ُ‬ ‫ابت‪ ،‬أنـا وأنت لسنـا ِبمحـ ِرم ِ ِ‬
‫ظ َسـ ْل ْ‬ ‫ين لهـذا ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫فأجـ ْ‬
‫ان‪.‬‬‫ذاب الِّلسـ ِ‬ ‫ِ‬
‫والعـ َ‬

‫سهامها‬‫تش ُّق ِب ِ‬ ‫أجفان ُه ُ‬ ‫عذب ٍ‬ ‫لك ِل ِ‬ ‫له ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬


‫ثغر و ُ‬ ‫ملك ُ ّ‬
‫الشمشاد هو ٌ‬ ‫قد ّ‬ ‫نث اًر‪ :‬ملكي الذي ُ‬
‫الفقير‬ ‫مشيته)‪ ،‬وأنا‬‫ِ‬ ‫مر بي ثمالً(يترَّن ُح في‬ ‫الصفوف؛ َّ‬ ‫يشق ُّ‬ ‫ٍ‬
‫بطل‬ ‫ِ‬
‫كل‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫قلب ّ‬ ‫َ‬
‫كل ِ‬
‫عذب‬ ‫عين وسر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اج ّ‬ ‫َ‬ ‫وقال لي يا َ‬ ‫علي نظرَة عناية وُلطف‪َ ،‬‬ ‫المسكين‪ ،‬وألقى َّ‬ ‫ُ‬
‫صر‬ ‫الذه ِب و ِ‬
‫الف َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫لسان ( ِ‬
‫ضة‪ْ ،‬‬ ‫وكيس َك خال من َ‬ ‫تظل فقي اًر‬‫شاعر) ؛ ‪:‬إلى متى ُّ‬ ‫‪1‬‬
‫ُ‬
‫أقل ِم ْن َّ‬
‫الذ َّ ِرة‪،‬‬ ‫قيم ٍة‪ ،‬ال َّ‬‫تك ْن بال َ‬ ‫ضة؛ ال ُ‬
‫عاشر قو ٍم أبدانهم ِمن ِف َّ ٍ‬
‫ُُ ْ ْ‬
‫ِ‬
‫وك ْن ُم َ‬ ‫عبدي ُ‬
‫المليح‪،‬‬
‫ُ‬ ‫شيخ حاني‬ ‫مسارك ‪ُ ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ِ‬ ‫نهاي ِة‬
‫س في َ‬ ‫الشم ِ‬
‫ْ‬
‫الع ْشق تلح ْق بخلوِة َّ‬
‫َ‬
‫ف ِ‬ ‫عر ِ‬‫ِا ِ‬
‫َ‬
‫الحبيب‪،‬‬ ‫أسع َد هللا روحه‪ ،‬قال لي احتَ ِرْز من مصاحب ِة ناقضي العهد(‪)3‬؛ وو ِ‬
‫ال‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َُ‬
‫لت‬ ‫عنك َّ‬ ‫ِ‬ ‫ودع ُّ‬ ‫واقترب منه ما استطعت‪ِ ،‬‬
‫الشيطان؛ ُق ُ‬ ‫الدنيا‪ ،‬يبتع ْد َ‬ ‫أعداءهُ‪ِ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وعاد‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ ( ‪)4‬‬ ‫ِ ُّ‬
‫األكفان الحمراء ؛‬ ‫ِ‬ ‫هداء ذوو‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫صبا َس َح اًر َبروض الشقائق‪َ :‬م ْن ُه ْم هؤالء الش ُ‬ ‫لل َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قالت يا ِ‬
‫اء‬
‫الحمر َ‬ ‫الخ ْم َرَة َ‬ ‫الس ِّر‪ ،‬اسأل الح َ‬
‫كاي َة َ‬ ‫محرِم هذا ّ‬ ‫غير ِ‬ ‫ثلك ُ‬ ‫ظ أنا م َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫ْ‬
‫ذاب الثُّغور‪.‬‬ ‫وع َ‬ ‫ِ‬
‫ـــــــ‬
‫الم في‬ ‫علياً ِ‬ ‫عر فال ُيفلِ ُح و َّأن ُه رأى‬ ‫نظم ِّ‬
‫الش ِ‬ ‫(‪)1‬يروون َّ ِ‬
‫الس ُ‬
‫عليه َّ‬ ‫اإلمام َّ‬
‫َ‬ ‫حاول َ‬
‫أن حافظ كان ُي ُ‬
‫حو(انح هذا‬
‫ُ‬ ‫ذلك من ُمعّلِ ِم الخليل بن أحمد الفراهيدي َّ‬
‫الن‬ ‫ستغر ُب َ‬
‫الش ْعر‪ ،‬وال ُي َ‬ ‫المنام فعّل َم ُه ِّ‬
‫لتلتحق بها أخي اًر وتنص ِه َر‬ ‫تدور في َفَل ِك َّ‬
‫الش ِ‬
‫مس‪،‬‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫أهل الفناء باهلل كال ّذَّرات التي ُ‬ ‫النحو)؛‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪392‬‬
‫ص ِ‬
‫فات‬ ‫الفناء باهللِ‪( ،‬في ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألهل‬ ‫شقائق ُّ‬
‫النعمان الحمراء ترمز‬ ‫ِ‬ ‫برب ُكم؛‬
‫ألست ّ‬ ‫فيها؛ (‪)3‬عهد‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬
‫هللا)‪.‬‬

‫غزل‪388‬‬

‫وب َة‪ِ ،‬اشـ َر ْب َن ْخـ َب َو ْجـ ِه الـ َوْرِد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬


‫ورد يبـ َع ُث الطـ َر َب‪ ،‬ويكـس ُر التَّـ َ‬ ‫الربيـ ُع‪ ،‬والـ ُ‬ ‫هـذا ّ‬
‫الغـ ِّم ِمـ َن الَقـْلب؛‬
‫واقـَل ْع جـذ َر َ‬
‫الشـو ِق‪ ،‬ومـز َ َّ‬ ‫اب َنْفـ ِس ِه ِمـ َن َّ‬‫وخـرج البـرُعم ِمـ ْن ِحجـ ِ‬
‫وب؛‬‫َّق الثـ َ‬ ‫الصبـا َ َ َ ُ ُ‬ ‫صـَل ْت ريـ ُح َّ‬ ‫َو َ‬
‫الحـ ِّرَّي َة ِمـ ْن سـ ِ‬
‫رو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصـ ْد ِق مـ َن المـاء صـافي الَقـْلب‪ ،‬واطـُلب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫تعلـ ْم طريـ َق ّ‬
‫صـ ْدق؛‬ ‫الـ َّروض ِب ِ‬
‫السـ ْنُب ِل علـى‬ ‫ائر ُّ‬‫ظـ ْر إلـى ضفـ ِ‬ ‫رد‪ ،‬ان ُ‬ ‫ظـ ْر إلـى ج ْعـِد الـو ِ‬ ‫ِم ْن بديـ ِع َفـ ِّن ِيد َّ‬
‫الصبـا ان ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اسميـن؛‬ ‫ِ‬
‫وجـه اليـ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫عـروس البـرعـ ِم خـرجت ِمـن حـرٍم ِبطـالِ ِع َّ ِ‬
‫ين‬
‫أخ ُذ الَقـْل َب والـّد َ‬ ‫الس ْعـد‪ِ ،‬بعَـيـنـه يـ ُ‬ ‫ُ ُ ُ ََ َ ْ ْ ََ‬
‫ِبـ َو ْج ٍه َحـ َس ٍن؛‬
‫الحـ َزن؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اخ الهـزِار‪َ ،‬خـرجا لِو ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫البـ ُلبـل مـ ْن بيـت َ‬ ‫صـل ُ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫وصـر ُ َ‬ ‫المـ َوله ُ‬ ‫البـ ُلبـل ُ‬ ‫صفيـ ُر ُ‬
‫الشيـ ِخ صـ ِ‬
‫اح ِب‬ ‫ظ وَفتـوى َّ‬ ‫ول حـ ِاف َ‬
‫الخمـر‪ِ ،‬بقـ ِ‬ ‫حـِّد ْث حديـ َث صحـب ِة ِ‬
‫الحسـ ِ‬
‫ان وجـا ِم َ ْ‬ ‫ُ َْ‬
‫الفـ ّن‪.‬‬
‫َ‬

‫غزل‪389‬‬

‫اللَّبـ ِة إلـى الحـ ِ‬


‫س‪ِ ،‬مـن ُّ‬ ‫أنـا كالـورِد‪ ،‬أُمـ ّز ُ َّ‬
‫اش َية؛‬ ‫ُكـ َّل َنَفـ ٍ َ‬ ‫وب علـى عبيـ ِر َك‪،‬‬ ‫ِق الثـ َ‬ ‫َْ‬
‫البـ َد ِن في الـ َّر ِ‬ ‫يمـ ّز ُ َّ‬ ‫ِ‬
‫وض‬ ‫وب علـى َ‬ ‫ِق الثـ َ‬ ‫ُ‬ ‫البـ َد َن‪ ،‬فهـ َو‬
‫ورد قـد رأى منـ َك َ‬ ‫أن الـ َ‬ ‫كـ َّ‬
‫ان؛‬
‫كالسـكر َ‬
‫َّ‬

‫‪393‬‬
‫اكل‪ِ ،‬‬
‫لكَّنـ َك أخـ ْذ َت قلـبي فـي ُيـ ْسر؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫غمـ َك تحـم ُل المشـ َ‬
‫روحـي مـ ْن يـد ّ‬
‫خصـماً؛‬ ‫ِ‬ ‫داء‪ ،‬وهـ ْل ِمـ ْن َشخـ ٍ‬
‫ول األعـ ِ‬‫ك الحبيـب عـ ْن قـ ِ‬
‫ود للحبيـب ْ‬ ‫ص يعـ ُ‬ ‫َ‬ ‫أتتـ ُر ُ‬
‫الصـد ِر كالحـ ِ‬ ‫ِجسـم َك في الثَّـ ِ‬
‫ديد في‬ ‫كالخ ْمـ ِر في الجـام‪ ،‬وقلـُب َك في َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫وب‬ ‫ُْ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ضـة ؛‬ ‫ِ‬
‫الف َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي َشمـع ِ‬
‫للخـْلق؛‬ ‫أمـط ِر الـ َّد ْم َع م ْن عيـن َك دمـاً‪ ،‬فحريـ ُق قلـِب َك صـ َار واضـحاً َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫ان يخـ ُرُج ِمـ َن َّ‬
‫النـ ِاف َذة؛‬ ‫ِ‬
‫تجعـلني أُطـل ِق َآه َحـر ِق كِبـدي مـ ْن صـدري‪ُ ،‬‬
‫كدخـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ال َ‬
‫إن مسـ َك َن ُه فـي صميـ ِم َفـرِع َك؛‬ ‫قلبـي هـذا ال تكـ ِس ْرهُ وال تَـرِم ِبـ ِه تحـ َت َقـ َد ِم َك‪َّ ،‬‬
‫أسـَف َل َقـ َد ِم َك‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أن حـ ِاف َ‬
‫وِبمـا َّ‬
‫ط الَقـْل َب بَفـ ْرع َك‪ ،‬فال تُحّقـ ْرهُ وال تُـْل ِق ب َع َمـله ْ‬ ‫ظ قـ ْد َرَبـ َ‬
‫ــــــــ‬
‫ض ُة جماالً وصفاء وقلبك ِ‬
‫فيه َّ‬ ‫كأنه ِ‬
‫وصالد ًة‬ ‫قساوًة‬
‫الحديد َ‬ ‫كأن ُه‬ ‫الف َّ‬ ‫ك َّ ُ‬
‫در َ‬
‫صُ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً َُ‬ ‫َ‬

‫غزل‪390‬‬

‫رو‬‫الس ِ‬‫يك ْن َمْقـ َد ُم ُه ُمباركاً على َّ‬ ‫ف الـ َّروض‪ ،‬فلـ ُ‬ ‫طـ َر َ‬
‫ظـ َه َر َ‬
‫ورد َ‬‫ان الـ ِ‬ ‫اج سلطـ ِ‬
‫تـ ُ ُ‬
‫رب؛‬ ‫ِ‬
‫الياسمين يا ّ‬‫َ‬ ‫و‬
‫حدهُ ويجلِ َس‬ ‫ص َّ‬‫ف ُك ُّل َش ْخ ٍ‬ ‫المكان‪ ،‬لِ ِ‬
‫يعر َ‬ ‫ِ‬ ‫كي في‬ ‫المَل ُّ‬
‫جلوس ُه َ‬
‫ُ‬ ‫كم بدا الئقاً‬
‫كان ُه؛‬
‫َم َ‬
‫ظ ُم َع ْن ُه َي َد‬ ‫الخاتم ِة‪ ،‬فقد أبعد ِ‬
‫اال ْس ُم األع َ‬ ‫ِ‬ ‫شارَة ِب ُح ْس ِن‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫جمشيد الب َ‬ ‫أعط خاتَ َم‬
‫الشيطان؛‬ ‫َّ‬
‫ائح ِة‬
‫الي َم ِن بر َ‬‫يح َ‬
‫ته ُّب ر ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫دام معمو اًر إلى األبِد هذا ِ َّ ِ‬
‫المنزُل الذي م ْن تُراب بابه‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫س ؛‬ ‫من ُك َّل َنَف ٍ‬ ‫الر ْح ِ‬‫َّ‬
‫الم ْحَف ِل في ُك ِّل ُكتُ ِب‬ ‫وسيفه ِ‬
‫فات ُح العاَل ِم ِق َّ‬
‫ص َة َ‬ ‫ُُ‬ ‫شوك ُة أفراسياب‬ ‫أضح ْت َ‬ ‫َ‬ ‫ولقد‬
‫ِس َي ِر الملوك(‪)2‬؛‬

‫‪394‬‬
‫يدان‬ ‫الف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جواد َ ِ‬
‫الم َ‬ ‫تدخ ُل َ‬
‫حين ُ‬ ‫رسان‪َ ،‬‬ ‫شاه ُ‬
‫جاء إلى تحت َس ْرج َك‪ ،‬أي َ‬ ‫عنيد َ‬ ‫الفَلك ال ُ‬ ‫ُ‬
‫الك َرَة؛‬ ‫ض ِر ْب ِب‬ ‫ِ‬
‫عصاك ُ‬
‫َ‬ ‫اْ‬
‫ع َشجرَة الع ْد ِل‪ ،‬واقَلع ج ْذر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫السوء؛‬
‫أهل ُّ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ازر ْ َ َ َ‬ ‫الملك م ْن ماء سيف َك يجري‪َ ،‬‬ ‫دو ُل ُ‬ ‫َج َ‬
‫ته َّب رائ َح ُة ِم ْس ِك َختَن ِم ْن صحرِاء‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بعد هذا ال َع َج َب َم َع َن ْك َهة ُح ْسن ُخُلق َك أن ُ‬ ‫َ‬
‫( ‪)3‬‬
‫إيذج ؛‬‫َ‬
‫طرف الُقب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البرُق َع‬
‫َّعة‪ ،‬وارَف ِع ُ‬
‫َ‬ ‫المعتكفو َن في ا َّلزوايا ينتظرو َن َج َلوتَ َك الب ِهَّي َة‪ ،‬اكس ْر َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫الو ْجه؛‬ ‫ِ‬
‫عن َ‬
‫الخمر ع ْن َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫طَلبت م ْشورة العْق ِل قال يا ِ‬
‫ول‬ ‫الخ ْم َر‪ ،‬ساقيا أعطني َ ْ َ َ‬ ‫اشر ِب َ‬ ‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ََ َ‬
‫ِ‬
‫ستشار المؤتَ َمن؛‬ ‫الم‬
‫ُ‬
‫واطُلبي يا صبا ِمن ساقي محَف ِل األتاِب ِك‪ ،‬أن يهبني جرع ًة ِمن الجا ِم المضيءِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َََ ُ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫كالذ َهب‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ـــــــ‬
‫ٍ‬
‫أويس القرني‬ ‫بي في ِ‬
‫شأن‬ ‫حديث شريف قاَل ُه َّ‬
‫الن ُّ‬ ‫الي َمن)‪:‬‬ ‫الر ِ ِ ِ ِ‬
‫حمن م ْن قَبل َ‬ ‫ائح َة َّ‬
‫أش ُّم ر َ‬ ‫ِّ‬
‫(إني ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ٌ‬
‫وقبرهُ في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ناك‪ُ ،‬‬ ‫فين‪ ،‬وُقت َل ُه َ‬
‫معه في ص َ‬ ‫علي(ع)‪ ،‬وقاتَ َل ُ‬‫ٍّ‬
‫ني ولم َيرهُ والتَ َح َق باإلما ِم‬ ‫اليما‬
‫َ َ ِّ‬
‫َّ َّ ِ ِ‬
‫له الكرامات؛ في األصل ِ‬
‫الرقة‪ ،‬من ُم ُد ِن سوريَّا على ا ُلفرات‪ ،‬وتُ َ‬
‫نس ُب ُ‬
‫)‬ ‫(‬
‫ابن پشنگ وهو أفراسياب‬ ‫‪2‬‬

‫نفسه؛ (‪)3‬إيذج ِم ْن ُم ُد ِن األهواز‪.‬‬


‫ُ‬

‫غزل‪391‬‬

‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫سوف‬
‫َ‬ ‫الخ ْم ِر والجامِ‪ ،‬ألرى َ‬
‫كيف‬ ‫أفض َل م َن التَّْفكي ِر ب َ‬
‫أي شيء ُي ْمك ُن أن يكو َن َ‬ ‫ُّ‬
‫تكو ُن ِ‬
‫العاق َب ُة؛‬
‫باق وال األيَّام ِ‬
‫باق َي ٌة؛‬ ‫القلب ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّام‪ ،‬ال ُ‬ ‫تبق أي ٌ‬
‫ولم َ‬‫تشر ُب َغ َّم الَقْلب ْ‬
‫ظ ُّل َ‬ ‫كم تَ َ‬
‫له ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُقل َّ‬
‫للط ِ‬
‫باك لن‬
‫الش َ‬ ‫ينص ُب ُ‬ ‫الحوصَلة يكو َن ب َه ِّم َنْفسه‪ ،‬ف َم ْن ُ‬
‫َ‬ ‫صغير‬ ‫ائر‬ ‫ْ‬
‫يرح َم ُه؛‬
‫َ‬

‫‪395‬‬
‫اعتبار يكون لِ ِ‬
‫حديث‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫أي‬‫نصيح َة ُمقّلٍِد‪ ،‬و ُّ‬
‫َ‬ ‫اشر ِب َ‬
‫الخ ْم َر‪ ،‬وال تَ َقب ْل‬ ‫شر ِب َ‬
‫الغ َّم و َ‬ ‫ال تَ َ‬
‫ام؟!؛‬
‫العو ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كيف تكو ُن ُ‬
‫حال‬ ‫أنت تعَل ُم َ‬ ‫ذاب سعيِ َك في غايت َك‪َ ،‬‬ ‫ف َع ُ‬ ‫صر َ‬
‫ير أن ُي َ‬ ‫الخ ِ‬
‫م َن َ‬
‫المحرو ِم أخي اًر؛‬
‫ِ‬
‫المآل‬ ‫عمى ِ‬
‫عن‬ ‫الم َّ‬
‫الحديث ُ‬
‫َ‬ ‫ط الجا ِم‬‫س يق أُر ِم ْن َخ ِّ‬ ‫كان ليَل َة األم ِ‬
‫ْ‬ ‫الحان َ‬ ‫ِ‬ ‫شيخ‬
‫ُ‬
‫كيف سيكو ُن؛‬ ‫َ‬
‫ف ما سيكو ُن‬
‫عر َ‬‫الغ َزِل‪ِ ،‬أل ِ‬ ‫ِ‬
‫القيثارة و َ‬
‫ف و َ‬
‫ف َّ ِ‬
‫الد ّ‬
‫ظ على ع ْز ِ‬
‫َ‬
‫فحمْلت له َقْلب ِ‬
‫حاف َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬
‫الص ِ‬
‫يت‪.‬‬ ‫جزائي أنا ِ ِ ِ‬
‫سيء ّ‬ ‫ّ‬

‫غزل‪392‬‬

‫خير‬ ‫ِ‬ ‫ستجداء في ِ‬ ‫السعاد ِة‪َّ ،‬إنها رؤي ُة الحبيب‪ِ ،‬‬


‫اال ِ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب ٌ‬ ‫ديار‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف ما َدوَل ُة َّ َ‬ ‫أتعر ُ‬
‫ط َنة؛‬ ‫ِم َن َّ‬
‫السْل َ‬
‫َّة كان م ِ‬
‫شكالً؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫لك َّن ق ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫الحياة‪ِ ،‬‬ ‫الط َم ِع ِم َن‬
‫طع َّ‬
‫ط َع ُه م َن األحب َ ُ‬ ‫علي َق ْ ُ‬
‫كان سهالً َّ‬ ‫َ‬
‫الح َس َن ِة؛‬
‫معة َ‬
‫الس ِ‬
‫ثوب ُّ َ‬‫ِق َ‬ ‫ُم ّز ُ‬
‫ناك سأ َ‬
‫وه َ‬‫ضي ِق الَقْل ِب‪ُ ،‬‬
‫كالبرُع ِم ِّ‬ ‫ستان ُ‬‫سأذه ُب في ا ُلب ِ‬ ‫َ‬
‫الع ْش ِق ِم َن‬
‫كالنسيمِ‪ ،‬وحيناً أستَ ِمع إلى ِس ِر َغ َزِل ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫للوْرِد َّ‬ ‫خفي َ‬
‫حيناً ُ ِ ِ‬
‫أقول س ّر َي َ‬
‫الم َّ‬
‫البالِبل؛‬
‫الشَف ِة(ندام ًة)؛‬
‫عض ال ِيد و َّ‬
‫آخ اًر ِم ْن ّ ِ‬
‫فتَ ِم َّل ِ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب َّأوالً‪،‬‬ ‫تقبيل َشَف ِة‬
‫ع َ‬ ‫ال َتد ْ‬
‫ِ‬ ‫ِم َن هذا الم ِ‬
‫نزِل ذي‬ ‫الف ْرص َة َّ‬ ‫ِ‬
‫عودةَ‬
‫تستطيع ال َ‬
‫َ‬ ‫البابين لن‬ ‫َ‬ ‫تخرْج‬
‫إن ُ‬ ‫فإن َك ْ‬ ‫واغتن ْم ُ َ‬
‫ِ‬
‫إليه ُم َّ‬
‫جدداً؛‬
‫أع ْد إلى ِف ْك ِرِه ِذ ْك َر َّ‬
‫الدراويش‪.‬‬ ‫رب ِ‬
‫ِ‬ ‫ذاكرِة َّ ِ‬
‫الشاه يحيى‪ ،‬يا ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ قد َذ َه َب م ْن َ‬
‫كأن ِ‬
‫حاف َ‬ ‫َّ‬
‫مبارز ِ‬
‫حمد)‪.‬‬ ‫الشاه يحيى لقب األمير ِ ّ‬
‫الدين ُم َّ‬ ‫( ّ‬

‫‪396‬‬
‫غزل‪393‬‬

‫سوء؛‬‫ظ ِر ٍ‬ ‫ين ِب َمن َ‬ ‫أنا هو مشهور المدين ِة ِ‬


‫بالع ْش ِق‪ ،‬أنا َّالذي لم أ ِ ِ‬
‫الع َ‬
‫ُلوث َ‬ ‫ْ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫إن التَّ ُّألم ُكْفر في طر ِ‬
‫يقتنا؛‬ ‫ونحتمل المالم َة ونعيش في ٍ‬
‫هناء‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالوفاء‬ ‫نقوم‬
‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نحن ُ‬ ‫ُ‬
‫الن ِ‬ ‫قلت لِ َش ِ‬
‫العيب؛‬ ‫وقال َس ْت ُر َ‬‫الخ ْم ِر َ‬ ‫جام َ‬ ‫طَل َب َ‬‫جاة‪َ ،‬‬ ‫يق َّ‬
‫الحان ما طر ُ‬ ‫ِ‬ ‫يخ‬ ‫ُ‬
‫طف الورِد ِمن وج ِهك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ُّ ِ‬
‫بيد‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫هو؟‪َّ ،‬إن ُه َق ْ ُ‬ ‫ُمرُاد قلبي م َن الت َنزه في روض العاَلم ما َ‬
‫إنسان َعيني؛‬‫ِ‬
‫باد ِة َّ‬
‫النْفس‬ ‫ش ع َ‬
‫الماء‪ ،‬لكي أجعل نْق ِ‬
‫ََْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫س على‬ ‫النْف ِ‬
‫ش َّ‬ ‫الخ ْم ِر َج َعْل ُت َنْق َ‬
‫ِ‬
‫بعبادة َ‬ ‫َ‬
‫خراباً؛‬
‫لسعي؛‬‫الج َه ِة ال َنْف َع ل َّ‬
‫ذب ِمن ِتْل َك ِ‬ ‫ضفيرِت َك‪ ،‬إذا َل ْم ُ‬
‫يك ْن َج ٌ‬ ‫َ‬ ‫برح َم ِة‬ ‫ِ‬
‫أنا واث ٌق ْ‬
‫لين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ف َع ْن هذا المجلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن‬
‫يج ُب ْ‬ ‫غير العام َ‬ ‫س‪َ ،‬و ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫وننص ِر َ‬
‫نان َ‬ ‫نلوي الع َ‬ ‫يج ُب أن َ‬
‫ال ُي ْس َم َع؛‬
‫ض ِ‬
‫الحسان‬ ‫عار ِ‬
‫حول ِ‬
‫َ‬ ‫ان‬ ‫إن َّ‬
‫الد َور َ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب‪َّ ،‬‬ ‫ِم ْن خ ِّ‬
‫ط‬ ‫ِ‬
‫الجميل‬ ‫الو ْج ِه‬
‫تَعل ْم ُح َّب َ‬
‫َّ‬
‫جميل(‪)1‬؛‬
‫ٌ‬
‫طأٌ‪.‬‬ ‫باع ِة ُّ‬
‫الزْهِد َخ َ‬ ‫ِ‬
‫تقبيل يد َ‬
‫ظ‪ُ ،‬‬
‫وجا ِم الخم ِر يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫غير َشَف ِة َّ‬
‫الساقي‬ ‫قب ْل َ‬ ‫ال تُ ِّ‬
‫َْ‬
‫ـــــــــ‬
‫ض ِه الجميل‬
‫عار ِ‬
‫حول ِ‬
‫يدور َ‬
‫ِ َّ‬
‫ط الحبيب الذي ُ‬
‫ِ‬
‫الوجه الجميل من خ ِّ‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫تعل ْم ُح َّب‬

‫غزل‪394‬‬

‫‪397‬‬
‫جديد‪ ،‬خاُلك وخ ُّ‬ ‫ِ‬
‫الح ْس ِن و ُ‬
‫مدار‬ ‫مرك ُز ُ‬
‫ط َك َ‬ ‫َ َ‬ ‫بيع ُح ْس ٍن ٌ‬
‫ظ ُر َق َم ِر وجه َك ر ُ‬
‫أي َم ْن َم ْن َ‬
‫ْ‬
‫( ‪)1‬‬
‫سن ؛‬ ‫لح ِ‬
‫ا ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْح ِر‪ ،‬في َفرِع َك الذي ال قرَار ُ‬
‫له‬ ‫مار تختفي معاج ُز ّ‬‫بالخ ِ‬
‫في َعين َك المملوءة ُ‬
‫الح ْس ِن؛‬
‫استََق َّر قرُار ُ‬
‫رو على َج ْد َو ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض كَقّد َك َس ٌ‬ ‫الجمال‪ ،‬وال َن َه َ‬
‫ك َق َمٌر م ْن ُب ْرِج َ‬‫أشر َق مثَل َ‬ ‫ما َ‬
‫الح ْسن؛‬
‫ُ‬
‫الح ْس ِن؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الح ِّب ِم ْن‬
‫زمان ُ‬ ‫سعيد‪ ،‬وميمو ٌن م ْن لطاَفت َك ُ‬ ‫مالحت َك ٌ‬ ‫َ‬ ‫عهُد ُ‬ ‫ْ‬
‫وصار صيداً‬ ‫قلب في العاَل ِم َّإال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِم ْن شباك َفرِع َك وحبَّة خال َك ما بقي طائر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫للح ْس ِن؛‬
‫ُ‬
‫الح ْس ِن؛‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ض ِن ُ‬ ‫تك في ح ْ‬ ‫وغ ّذ َ‬
‫الل َ‬ ‫الرو ِح على َّ‬ ‫صمي ِم ُّ‬ ‫حاض َن ُة الط ْب ِع َرب َّْت َك م ْن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ماء الحياة من َن ْه ِر ُ‬
‫الح ْسن؛‬ ‫يشر ُب َ‬ ‫الغض الطر ُّي َ‬ ‫ُّ‬ ‫فس ُج‬ ‫الب َن َ‬
‫حول َشَفت َك نما َ‬ ‫َ‬
‫غير وج ِه َك في ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ديار‬ ‫َّار َ‬ ‫أن يرى َل َك نظي اًر‪ ،‬ال دي َ‬ ‫ط َع الط َم َع م ْن ْ‬ ‫ظ َق َ‬ ‫حاف ُ‬
‫الح ْسن‪.‬‬‫ُ‬
‫ـــــــــ‬
‫طها‪ِ َ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫دائرَة‬
‫ك َ‬ ‫فأنت تمل ُ‬ ‫ك ُمحي ُ‬ ‫مرك ُزها وخط َ‬‫ك َ‬ ‫للح ْس ِن‪ ،‬خاُل َ‬
‫دار ُ‬‫الم ُ‬
‫المرك ُز و َ‬ ‫ك‬
‫ك وخط َ‬ ‫خاُل َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫يرس ُم ِش ْب َه‬ ‫َّ‬ ‫الح َد ِث َّ‬
‫الناِب ُت حديثاً أمام األُ ُذَن ِ‬ ‫الح ْس ِن ُكَّلها‪ ،‬والخ ّ‬
‫ين وعلى الذ ْق ِن ُ‬ ‫َ‬ ‫عر َ‬ ‫هو َش ُ‬
‫ط َ‬ ‫ُ‬
‫دائرة‪.‬‬
‫َ‬

‫غزل‪395‬‬

‫ط الوجـه وا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫العـاَلم‬
‫جعـل َ‬
‫َ‬ ‫اجعـ ْل سنـاِب َل الم ْسـك علـى َوَرق الـ َورد نقـاباً‪ ،‬يعنـي غـ ّ َ ْ َ‬
‫َ‬
‫خـرابا؛‬
‫أل عيـوننـا بمـ ِ‬
‫اء الـ َوْرِد كأواني‬ ‫اف الُبستـ ِ‬
‫ان‪ ،‬وامـ ْ‬ ‫دع ينـتَـ ِشر عـرق الوج ِـه بأطـر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ ُ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ال ُّـزجـاج ؛‬
‫( ‪)1‬‬

‫‪398‬‬
‫ورِة الخمـ َرِة الحمـرِاء يـا سـاقي؛‬ ‫ع بـ َد َ‬
‫ـورد كالعمـ ِر مسـ ِرَع ٌة في ال ّذهـ ِ‬
‫اب‪ ،‬أسـ ِر ْ ِ‬
‫ُْ ُْ‬
‫َّأيـام ال ِ‬
‫ُ‬
‫س األرَعـ ِن‬ ‫رج ِ‬‫النـ ِ‬
‫ودع عيـ َن َّ‬
‫دالل‪ْ ،‬‬ ‫ان المملـوء بالَّنـوم فـي ٍ‬ ‫ِافـتَ ْح َنـ ِ‬
‫رجسـ َك ال َّسكـر َ‬
‫َ‬
‫النـو ِم ِمـن البك ِ‬
‫ـاء؛‬ ‫ذه ُب في َّ‬
‫َ ُ‬ ‫تـ َ‬
‫ائق‪ ،‬واعـ ِزْم‬
‫الشقـ ِ‬‫ظـ ْر إلـى لـو ِن َّ‬ ‫أمسـ ْك ِب َجديـَل ِة الحبيـ ِب‪ ،‬وان ُ‬
‫ُشـ َّم ريـح البنْفـس ِج و ِ‬
‫َ ََ َ‬
‫على ُّ‬
‫الشـ ْرب(‪)2‬؛‬
‫داء وُقم ِ‬
‫بعتـاِبنا(‪)3‬؛‬ ‫اش ِق رسـم لـك وعـادةٌ‪ ،‬اشـر ِب الَقـدح مـع األعـ ِ‬ ‫أن ْقتـل العـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫وبمـا َّ َ‬
‫اس القيـ ِ‬ ‫اب علـى ِ‬ ‫ظـر إلى الحبـ ِ‬
‫اس‬ ‫الخ ْمـ ِر في الَقـ َد ِح‪ ،‬و ْ‬
‫اج َعـ ْل منـ ُه أسـ َ‬ ‫وجـه َ‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اُن ُ ْ‬
‫المنـ ِزل(‪)4‬؛‬
‫علـى هـذا َ‬
‫نكسري القـلـو ِب‬ ‫رب اجعـل دعـاء م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال من طريـ ِق ُّ‬ ‫ظ يطُلـ ُب ِ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫الدعـاء‪ ،‬يـا ّ َ ْ ُ َ ُ‬ ‫الوصـ َ‬
‫ُمسـتجـاباً‬
‫ـــــــ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ِ )1‬‬
‫كفيل‬
‫الخمر مع األعداء ٌ‬ ‫ك‬
‫طب؛ ُشرُب َ‬ ‫الورد‪:‬بالدمع؛ في هذا البيت تغي ََّر ُ‬
‫المخا َ‬ ‫َّ‬ ‫بماء‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫ِبقتلِنا؛ (‪)4‬الحباب الفقاقيع اّلتي تعلو الخمر‪.‬‬

‫غزل‪396‬‬

‫ـب شرابي‬‫فص َّ‬ ‫َفـَلـك دائـر مـا له من ثب ٍ‬


‫سـاقيـا ُ‬ ‫ص ْب ُح‬‫طَل َع ال ُّ‬‫َ‬ ‫ـات‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫زول الخـر ِ‬ ‫كالورد قبل نـ ِ‬ ‫ِ‬
‫عج ْل خرابي‬
‫الفـاني ف ّ‬ ‫اب بالعـاَل ِم‬ ‫َ‬ ‫وبِجا ِم ُ‬
‫المدا ِم‬
‫الشر ِ‬
‫اب‬ ‫الكأس شمس َّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫أش َرَق ْت ِم َن‬ ‫فقد ْ‬ ‫وم‬ ‫َّ‬
‫إن تَـ ُرْم َف َد ِع الن َ‬‫ش ْ‬ ‫وَر َق ال َع ْيـ ِ‬
‫َ‬
‫الشر ِ‬
‫اب‬ ‫الد ْهـر م ْن تُرابي اآلج َّر‪ ،‬كأس َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫صن َع َّ ُ‬
‫أن َي َ‬ ‫قبل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرأس مّني‪ ،‬م ْن ِ‬
‫أل َّ َ‬ ‫ِا ْم ْ‬
‫فاجـ َع ْل ِخطابي‬ ‫ْ‬ ‫المـدا ِم‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وطامات‪ ،‬فبجـا ِم‬ ‫وب ٍة‬ ‫ٍ‬
‫لست ُكفـؤاً ُلزْهـد وتـ َ‬ ‫ُ‬
‫اب‪ ،‬فاع ِـزْم َعـ ْزَم َج ْزٍم لِ ِف ْع ِل َّ‬
‫الصو ِ‬
‫اب‬ ‫صو ُ‬‫ظ ال َّ‬ ‫ِفعـل عاِبدي الخم ِر يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ‬

‫‪399‬‬
‫ف‪،‬‬ ‫ف التَّ ُّ‬
‫وق َ‬ ‫البعيد ال ِ‬
‫يعر ُ‬ ‫ُ‬ ‫الفلك‬
‫ُ‬ ‫اب‪،‬‬ ‫بح ساقيا‪ِ ،‬امأل الَق َد َح َّ‬
‫بالشر ِ‬ ‫نث اًر‪َّ :‬إن ُه ُّ‬
‫الص ُ‬
‫خمرة بلو ِن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عج ْل خرابنا م ْن جا ِم َ‬ ‫أن ُيصِب َح العاَل ُم الفاني خراباً‪ّ ،‬‬ ‫قبل ْ‬‫ع؛ َ‬ ‫ِ‬
‫أسر ْ‬
‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يش‬ ‫طيب َ‬ ‫طَل َع ْت م ْن َمشرِق الكأس‪ ،‬إذا ُك ْن َت تطُل ُب َ‬ ‫الخ ْم ِر َ‬
‫الورد؛ َش ْم ُس َ‬
‫كؤوس‬
‫َ‬ ‫يك ام ْ‬
‫أل‬ ‫حذار َ‬
‫َ‬ ‫اآلج َّر ِم ْن أبداننا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ك‬‫الفَل ُ‬
‫سيصن ُع َ‬
‫َ‬ ‫وم؛ يوماً‬ ‫ُ ِ َّ‬
‫فاترك الن َ‬
‫طابنا بجا ِم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫رؤوسنا َّ‬‫ِ‬
‫رجال ُزهد وتوبة وطامات‪ ،‬اجعل خ َ‬ ‫َ‬ ‫نحن لسنا‬
‫بالشراب؛ ُ‬
‫اعزم جزماً على‬ ‫ِ‬ ‫الصو ِ‬
‫انهض و ْ‬
‫ْ‬ ‫ظ‬
‫الخمر‪ ،‬حاف ُ‬ ‫عبادةُ‬
‫اب َ‬ ‫الصافي؛ َع َم ُل َّ‬
‫المدا ِم َّ‬
‫ُ‬
‫الصواب‪.‬‬
‫عل َّ‬‫ِف ِ‬

‫غزل‪397‬‬

‫ين‬
‫وحاني َ‬
‫الر ّ‬ ‫س ُّ‬ ‫اجع ْل هواء مجلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجع ْل َم ْجل َس ليلنا ُم َّنو اًر‪ ،‬و َ‬ ‫الباب و َ‬ ‫َ‬ ‫ادخ ْل علينا‬ ‫ُ‬
‫َ َ‬
‫َّ (‪)1‬‬
‫ُمعط اًر ؛‬
‫أعط ِه كأساً وُقل له ر ِّ ِ‬ ‫عشق‪ِ ،‬‬
‫غ؛‬ ‫ط ِب ّ‬
‫الدما َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫أن ال تَ َ َ‬ ‫ص َح َك ِب ْ‬ ‫الفقيه َن َ‬
‫ُ‬ ‫إذا‬
‫فرج على َّ‬ ‫لِ ِ‬
‫الط ِ‬
‫اق‬ ‫تعال وت َّ ْ‬
‫تعال َ‬ ‫الرو َح والَقْل َب‪َ ،‬‬ ‫عت ُّ‬ ‫أود ُ‬ ‫الحاج ِب َ‬‫الحبيب و ِ‬ ‫ِ‬ ‫عين‬
‫ظر؛‬ ‫الن َ‬ ‫وِ‬
‫متّ ِع َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َنجم ُة ِ‬
‫اج الَق َمر؛‬ ‫ص ِر وارَف ْع سر َ‬ ‫ور‪ ،‬اطَل ْع على ُقبَّة الَق ْ‬ ‫تنش ُر ُّ‬
‫الن َ‬ ‫ان ال ُ‬ ‫ليل الهجر ِ‬
‫َ‬
‫اب هذا المجلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫حف ًة إلى‬‫اجعْل ُه أعو َاد َم ْج َم ٍر تُ َ‬ ‫س و َ‬ ‫َ‬ ‫الجَّنة ُخ ْذ تُر َ‬‫ُق ْل لخازِن َ‬
‫ردوس؛‬ ‫ِ‬
‫الف َ‬
‫صوفياً ُح ّاًر(‪)2‬؛‬ ‫اجعْلني ِب َغ ْم َ ٍزة‬ ‫زوج ِة وال ِخرَق ِة الم َّ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫زوَرة‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الم َّ َ‬
‫قت َذرعاً بهذه ُ‬ ‫ض ُ‬
‫وج ْد‬ ‫سنك‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫الح ْس ِن في َّ‬ ‫بما َّ‬
‫غمزًة‪ُ ،‬‬‫الياسمين َ‬ ‫َ‬ ‫اغم ْز‬ ‫عبيد ُح َ‬ ‫ُ‬ ‫وض‬ ‫ملوك ُ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫نوبر(‪)3‬؛‬ ‫ِب َجْل َوٍة على َّ‬
‫الص َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ُ َّ ِ‬
‫الخ ْم َر‬ ‫فضول النفس حكاي ٌة يحكيها الكثيرو َن‪ ،‬ساقي ُك ْن ب ُش ْغل َك‪ ،‬و ُ‬
‫ص َّب َ‬
‫بالكأس؛‬

‫‪400‬‬
‫الش ْمس؛‬‫مسك َن َّ‬
‫نوْر َ‬ ‫تعال و ِ‬ ‫ِ‬ ‫جاب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عين اإلدراك‪ ،‬ف َ ّ‬ ‫صار ح َ‬
‫ُشعاعُ الجمال َ‬
‫الس َّكري ِ‬
‫َّة؛‬ ‫ؤلؤ ُّ‬‫أعطنا العطاء ِم ْن َشَف ِة الُّل ِ‬
‫حداً لنا‪ِ ،‬‬ ‫يك ْن َّ‬ ‫الو ِ‬ ‫الطم ُع ِبَق ْنِد ِ‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫صال لم ُ‬ ‫َ‬
‫هذ ِه َّ‬
‫عاشرين ِب ِ‬ ‫غ الم ِ‬ ‫لسكارى‪ِ ِ ،‬‬ ‫الكأس وأنت ت ِ‬
‫عطيه لِ َّ‬
‫الدقيَقة(‪)4‬؛‬ ‫َ‬ ‫طر دما َ ُ‬‫ّ‬ ‫ِ َ ُ‬ ‫ِّ‬
‫قب ْل َشَف َة‬
‫جع ْل َع َمالً ِم ْن أعمالِك ِحْف َ‬
‫ظ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وع ْش ِق ذوي الوجوِه‬ ‫الزم ِة ال ُّس ِ‬
‫رور ِ‬
‫كالبدور‪ ،‬ا َ‬ ‫بعد ُم َ َ‬ ‫َ‬
‫ظ‪.‬‬ ‫ِشع ِر ِ‬
‫حاف َ‬ ‫ْ‬
‫ــــــ‬
‫المراؤون‪،‬‬ ‫ضقت ذرعاً بُقبَّع ِة ُّ ِ َّ‬ ‫وف‪ِ ،‬‬‫الص ِ‬
‫الصوفيُّو َن ُ‬
‫يلب ُسها ُّ‬‫الصوف التي َ‬ ‫َّع ُة ُّ‬
‫زو َجة‪ُ ،‬قب َ‬
‫الم َّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫غم َزٍة ِمنك؛‬ ‫ِ‬ ‫عّلِمني‬
‫نحن مقيمو َن في الظال ِم ُ‬
‫فاخرْج علينا من‬ ‫ين األحرِار ب ْ‬‫الصوفّي َ‬
‫أسلوب ُّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الجمال جميعاً يستجدو َن‬ ‫أهل‬
‫ُ‬
‫(‪)3‬‬ ‫طر هواءنا ب ِ‬
‫عبيرك؛‬ ‫جمالك وع ِّ‬
‫َ‬ ‫ونوْر ليلنا ِ‬
‫بنور‬ ‫ك العالي ِ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫قصر َ‬
‫نوبر(قويم ِ‬
‫القد) بجلوة؛‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫الوجه) بغمزٍة‪ ،‬وعلى َّ‬ ‫ِ‬
‫(جميل‬ ‫فجد على الياسمين‬ ‫الجمال‪ْ ،‬‬ ‫منك‬
‫(‪)4‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طيفة‬ ‫َّ‬
‫الدقيَقة‪ :‬الّل َ‬

‫غزل‪398‬‬

‫ِ‬ ‫كالم لِتَسم ْـع‬


‫أس َك امتال وُك ْن شارباً‬ ‫اسـ ِق إن ك ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ور عيـني عندي‬ ‫ُنـ َ‬
‫سم َع قلـِب َك ُك ْن واهباً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يوسوس في مسَل ِك ِ‬
‫ف الغيب ْ‬ ‫هات َ‬ ‫الع ِ‬
‫شق‬ ‫ْ‬ ‫ُِ‬ ‫إبليس كم‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫صاخبا‬ ‫دف ُك ْن‬ ‫رباب ِ‬
‫انتح ْب ويـا ُّ‬ ‫رور انتهى‪ ،‬يا‬ ‫ور ُق اْل ِ‬
‫ُ‬ ‫الس ُ‬
‫ال و ُّ‬
‫عيش ز َ‬
‫ِ‬
‫الخمر ُك ْن طالباً‬ ‫كر من بائ ِع‬ ‫َّلذ َة ُّ‬
‫الس ِ‬ ‫سبيح‬
‫قة وتَ ٍ‬ ‫كر ليست فـي خر ٍ‬ ‫َّلذةُ ُّ‬
‫الس ِ‬
‫ْ‬

‫بالشر ِ‬
‫اب‬ ‫ك َّ‬ ‫كأس َ‬
‫فاسمع ما أقول‪ :‬إذا ما امتأل ُ‬ ‫ْ‬ ‫لك‬
‫كالم َ‬
‫نور عيني عندي ٌ‬ ‫يا َ‬
‫إبليس‬ ‫لك‬
‫يوسوس َ‬ ‫ِ‬
‫العشق كم‬ ‫(افعل الخير)؛ في طر ِ‬
‫يق‬ ‫اسق ِ‬‫منه و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فاشرب ُ‬
‫ْ‬
‫سمع قلِب َك ُمتعِّلقاً‬ ‫وليك ْن‬
‫يق‪ُ ،‬‬ ‫وتقدم في َّ‬
‫الطر ِ‬ ‫له‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ويضلك فال تُص ِغ ُ‬ ‫ليخدع َك ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫العيش ونباتُ ُه زاال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ليهديك(نداء الفطرة)؛ ُخضرةُ‬
‫ُ‬ ‫ناديك‬
‫بالنداء الغيبي الذي ُي َ‬‫ّ‬
‫ف‬ ‫اخ َك يا أيُّها َّ‬
‫الد ُّ‬ ‫ٍ‬
‫بصوت حز ٍ‬ ‫ِ‬
‫صر ُ‬‫وليع ُل ُ‬
‫ين‪ْ ،‬‬ ‫فانتحبي يا رباب ُة‬ ‫يدوم‪،‬‬
‫رور ال ُ‬‫الس ُ‬
‫و ُّ‬

‫‪401‬‬
‫كر‪ ،‬فاجت ِه ْد‬ ‫يهبان َّلذ َة ُّ‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبيح ال‬ ‫السعيدة؛ خرق ُة ُّ ِ‬ ‫ف أي ِ‬ ‫على سالِ ِ‬
‫الزهد والتّ ُ‬ ‫َّامنا َّ‬
‫بائع الخمر‪.‬‬
‫ذلك من ِ‬ ‫ِ‬
‫العمل‪ ،‬واطُل ْب َ‬ ‫في هذا‬

‫غزل‪399‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أظ ِهر ِسحر َّ ِ‬


‫وناموس‬
‫َ‬ ‫الس ْح ِر‪ ،‬واكس ْر ِب َغ ْم َزٍة َ‬
‫رون َق‬ ‫الدالل واكس ْر بازَار ّ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫السامر ّي؛‬ ‫َّ‬
‫رو العاَلم؛‬ ‫يح عمام َة س ِ‬ ‫تأخ َذ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫سرور‪ ،‬كي ُ‬ ‫أس في‬ ‫َّع َة على َّ‬ ‫اكس ْر الُقب َ‬
‫بي القلوب‪ ،‬وُقل لِ َغم َزِتك أن ِ‬ ‫ِ‬
‫تكس َر قْل َب َج ِ‬
‫يش‬ ‫ْ ْ َ ْ‬ ‫ُسلوب َس ِ‬ ‫ع أ َ‬ ‫أن َي َد َ‬‫ُق ْل لَف ْرِع َك ْ‬
‫ُّ‬
‫الظْلم؛‬
‫رون َق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الك َرَة ِم ْن ُك ِّل َش ْخ ٍ‬ ‫دالل‪ ،‬و ِ‬
‫اخط ِ‬ ‫واخرج في ٍ‬
‫الح ْوَر‪ ،‬واكس ْر َ‬ ‫وجاز ُ‬ ‫ص‪،‬‬ ‫ف ُ‬ ‫ُْ‬
‫المالئكة؛‬
‫َ‬
‫المشتري؛‬ ‫ِِ ِ‬ ‫الشم ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِبن َ ِ ِ ِ ِ‬
‫وس ُ‬ ‫س‪ ،‬بَق ْو َسي الحاجب اكس ْر َق َ‬ ‫أس َد ْ‬ ‫ظر الغزالن ص ْد َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫يح َفرع ُّ ِ ِ ِ‬ ‫واذا أرسل ِ‬
‫يمتَ ُه بَف ْرِع َك َ‬
‫الع ْن َبرِّي؛‬ ‫الس ُنبل‪ ،‬اكس ْر ق َ‬ ‫الر ِ ْ ُ‬ ‫س ِّ‬ ‫ط َر فيَ َنَف ِ‬ ‫الع ْ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ظ‪ِ ،‬‬
‫اكس ْر َق ْد َرُه ِب َن ْ‬ ‫يعرض الفصاح َة الع ْندليب يا ِ‬
‫ك‬‫ظ ِم َحديث َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫جاء ِ ُ‬ ‫واذا َ‬
‫ِ‬
‫الفارسي‪.‬‬
‫ّ‬

‫غزل‪400‬‬

‫صـ َة ُزهـدي َّ‬


‫الطويَلة؛‬ ‫ان‪َ ،‬ج َعـ َل قصيـ َرًة ِق َّ‬ ‫عـالي القـِّد‪ ،‬سـ ِ‬
‫احٌر وفتَّـ ٌ‬
‫ْ‬
‫آخـر الم ْشـيخ ِة والـ ُّزهـِد و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظـر مـا َفعـَلت بـي ن ْ ِ‬
‫العـلم يـا‬ ‫ْ‬ ‫ظـ َرةٌ مـ ْن ال َعيـ ِن المعشـوَقة ِ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ان ُ ْ‬
‫لب؛‬‫قـ ُ‬
‫ور صـالتي؛‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يـا خـوفي ِمـ ْن خـ ار ِب اإليمـ ِ‬
‫اب حـاجـب َك ُحضـ َ‬ ‫أن يسـُل َبني محـر ُ‬ ‫ان و ْ‬

‫‪402‬‬
‫ظـ َه َر ِسـ ِّر َي‬
‫نمـاماً‪ ،‬وأ ْ‬
‫عي َّ‬‫األزر ِق‪ ،‬فكـان دمـ‬ ‫وب‬ ‫طـي عـالم َة ِ‬
‫الع ْشـ ِق بالثَّـ ِ‬ ‫ُقْلـ ُت أُغ ّ‬
‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عيـاناً؛‬
‫بالخيـ ِر ال َّسـاقي َّالذي اعتنى بهذا‬ ‫ِ‬
‫الحريـفيـن‪ُ ،‬ذكـ َر َ‬
‫ان‪ ،‬وال يـ ْذ ُكـ ُر َ‬
‫الحبيـ ُب َس ْكـر ٌ‬
‫المسكيـن؛‬‫ِ‬
‫ـام ُة ك َـرِم ِه؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـب‪ ،‬وتح ِـم َل‬
‫َف َرجـي م ْن نسيـمهـا َش َّم َ‬ ‫ته ُّ‬
‫الصبـا متـى ُ‬‫رب تلـ َك َّ‬‫ِ‬
‫يـا ّ‬
‫متـى يصي ُـر َمجـاز ْي قريـ َن الحقيـَقة(‪)1‬؛‬ ‫اء ِمن البك ِ‬
‫ـاء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أرس ُـم على المـ َ ُ‬ ‫حـالـّياً أنـا ُ‬
‫ِق‪ ،‬ألرى ما تفـ َع ُل ُحـرَقتي‬ ‫ـاح ِك أبك ْـي على نفسي وأحـتَر ُ‬ ‫الض ِ‬ ‫سأظ ُّـل َّ‬
‫كالش ْم ِـع َّ‬
‫وفـاقتي بقلـِب َك القـاسي؛‬
‫وذكري‬‫كر ليلي ِ‬ ‫أنل ِم ْن س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫حاجتَ َك‪ ،‬كذل َك أنا‪ ،‬لم ْ‬ ‫زاهُد مثلما لم َتن ْل م ْن صالت َك َ‬
‫حاجتي؛‬ ‫وفاَقتي َ‬
‫قاء وحار ِ‬
‫ِق‬ ‫ِ‬
‫األصد ِ‬ ‫للش ِاه م ِ‬
‫غيث‬ ‫ـاء‪ ،‬يا صبا انُقلي ما ِب ِه َّ‬ ‫ظ احتَـرق ِمن البك ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫ُ‬
‫األعداء‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫حقيقياً‪.‬‬ ‫يصير ُبكائي المجازي‬ ‫نقش على الماء‪ ،‬أي ِ‬
‫باط ٌل‪ ،‬متى‬ ‫حالياً ُبكائي ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬

‫غزل‪401‬‬

‫أعـ ْد لـي قلـبي ُيـ ِشـ ْح‬ ‫ض الثَّـوب منـي‪ ،‬أو أُقـل لـه ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ـار علـى َد ْربِـ ِه ينـُفـ ِ‬ ‫إن ِ‬
‫أصـ ْر ُغب َاً‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِب َو ْجـ ِهه ّ‬
‫عنـي؛‬
‫لكـ ِّل شخـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ئ الوجـ َه‬ ‫ئ‪ُ ،‬يخـِّب ْ‬
‫لت َو ْجـ َه َك خـِّب ْ‬
‫ص‪ ،‬وا ْن ُقـ ُ‬ ‫وجـ ِهه ُ‬ ‫رد ُيظ ِه ُـر َ‬
‫ورد ْ‬ ‫كالـو ِ‬
‫َ‬
‫عنـي؛‬
‫ّ‬
‫ـدو ِل الـَّد ُم ِمّنـي؛‬
‫كالج َ‬
‫أن يسي َـل َ‬ ‫العيـ َن ِم ْنـ ُه ِب َن ْ‬
‫ظ َـرٍة‪ ،‬قـاَل ْت تُريـُد ْ‬ ‫امـَلئي َ‬
‫ِ‬
‫ُقـْل ُت ل َعينـي ْ‬

‫‪403‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أخـ ُذ‬
‫اجتي م ْنـ ُه أو يـ ُ‬ ‫ان لِ َشَفته‪ ،‬متـى ُ‬
‫آخـ ُذ حـ َ‬ ‫ان لِـ َدمي وأنـا َعطشـ ٌ‬ ‫ُهـ َو عطشـ ٌ‬
‫ـاءه ِم ّـني؛‬
‫عط َ‬
‫وف‪ ،‬كـ ْم سيبقـى ِمـ َن الحكـايا‬ ‫إذا َخـرجـ ْت روحـي كـرو ِح فرهـاد فـي مـر ٍ‬
‫ارة‪ ،‬ما الخـ ُ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫الجميـَل ِة مّنـي؛‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫كالشم ِع‪ ،‬يضح ِ‬ ‫واذا ِمـ ُّت ُقـَّدام ُه احت ارقاً َّ‬
‫غمي‪ ،‬وا ْن تأل ْمـ ُت يـأَلـ ْم خـاطـ ُرهُ‬ ‫ك م ْن ّ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف ِمـّني؛‬ ‫اللطيـ ُ‬
‫َّ‬
‫صر‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫يء ال ُمخـتَ َ‬‫ف يمـ َن ُع الشـ َ‬ ‫ظـروا كيـ َ‬
‫ط ْيـ ُت ثَ ْغـ َرهُ روحـي‪ ،‬وان ُ‬
‫أصدقـائي‪ ،‬أع َ‬
‫عنـي(‪)1‬؛‬‫ّ‬
‫اويـ ٍة ِق َّ‬
‫صـ ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يك ْـن هـكـذا‪ ،‬س َيْقـ أُر الع ْش ُ‬
‫ـق فـي ُكـ ّل ز َ‬ ‫إن ُ‬ ‫اصِبـ ْر‪َ ،‬فد ْر ُس َ‬
‫الغ ِّـم ْ‬ ‫ظ ْ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫ِمّنـي‪.‬‬
‫ـــــ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ص ِر للُقْبَلة‬
‫المختَ َ‬
‫بالشيء ُ‬
‫يرمز ّ‬

‫غزل‪402‬‬

‫ظ ْر إلى‬ ‫كالب ْدر‪ ،‬وان ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لك ِس َّاًر جميالً‪ ،‬ان ُ‬
‫الو ْجه َ‬ ‫ظ ْر إلى ذل َك الخال على ذل َك َ‬ ‫أقول َ‬
‫ُ‬
‫تلك الجديلة؛‬ ‫الرو ِح في َق ِيد ز ِ‬
‫نجير َ‬ ‫العْق ِل و ُّ‬
‫َ‬
‫ين صائدةِ‬ ‫الع ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِع ْب ُت قلبي‪ُ ،‬قْل ُت ال ُ‬
‫َ‬ ‫ظ ْر إلى َ‬ ‫قال ان ُ‬‫وحشي الط ْب ِع تائهاً‪َ ،‬‬
‫َّ‬ ‫تك ْن‬
‫األسود والى ِ‬
‫دالل ذا َك الغزال؛‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المئات من أ ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ًة‬
‫القلوب مربو َ‬ ‫هل‬ ‫اح‬
‫ظ ْر أرو َ‬ ‫الصبا‪ ،‬وان ُ‬
‫يح َّ‬ ‫ضفيرِته َ‬
‫مسرٌح لر ِ‬ ‫َ‬ ‫َحْلَق ُة‬
‫اح َدة؛‬ ‫ِب َشعرٍة و ِ‬
‫َْ‬
‫ظ ْر‬‫س وان ُ‬ ‫ع ْ َّ‬
‫الشم ِ‬ ‫غافلون عن حبيبي‪ ،‬أي الئم من ِ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫الشم ِ‬ ‫ُعب ُ َّ‬
‫وج َه ْ‬ ‫أجل هللا َد ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َّاد ْ‬
‫إلى ذلِ َك الوجه؛‬

‫‪404‬‬
‫هذ ِه الحيَل ِة الهندي ِ‬
‫َّة‬ ‫ظر ل ِ‬ ‫الح ْب َل في َرْق َب ِة َّ‬ ‫ف الُق ِ‬ ‫ِ‬
‫الصبا‪ ،‬ان ُ ْ‬ ‫ض َع َ‬ ‫لوب َو َ‬ ‫فرُع ُه خاط ُ‬
‫الكين؛‬
‫الس َ‬ ‫حبين َّ‬ ‫الم ّ‬
‫مع ُ‬ ‫َ‬
‫أي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ص رآهُ‪ ،‬أو رأى م ْثَل ُه ر َ‬ ‫الب ْحث َع ْن ُه‪ ،‬ال َش ْخ َ‬‫أض ْع ُت نفسي في َ‬ ‫هذا الذي َ‬
‫ظر؛‬‫ين حيثُما َن َ‬ ‫الع ِ‬
‫َ‬
‫ظ ْر‬ ‫أج ِل هللاِ ان ُ‬
‫من ْ‬
‫ِ‬
‫فحق َل ُه‪ ،‬أي ناص ُح‪ْ ،‬‬ ‫اب َّ‬ ‫ظ إذا كان يبكي في ز ِ‬
‫اوية ِ‬
‫المحر ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫ِ‬
‫الحاجب؛‬ ‫إلى حني ِ‬
‫َّة ذلِ َك‬ ‫َ‬
‫ظ ْر إلى ُق َّوِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حد َس ِيفه‪ ،‬وان ُ‬ ‫عان ْد في مرِاد َّ‬
‫أي َفَلك‪ ،‬ال تُ ِ‬
‫ظ ْر إلى ّ‬ ‫الشاه منصور‪ ،‬ان ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫عضِده‪.‬‬ ‫ُ‬

‫غزل‪403‬‬

‫ظـر إلى أوج ِه األقم ِار‪ ،‬خـالِ ِ‬


‫ف المـ ِانعيـ َن واُن ُ‬
‫ـال‬
‫ظـ ْر جم َ‬ ‫ُ‬ ‫اب العقيـ ِق‪ ،‬وان ُ ْ‬
‫اشـ َر ْب شـر َ‬
‫أهـ ِل الجمـ ِ‬
‫ال؛‬
‫ال األيـدي‪ِ ،‬قصـ ِار األكمـا ِم‪ ،‬سـ ِ‬
‫ود‬ ‫اك‪ ،‬لِطـو ِ‬‫وب ُملـ َّم ٍع تخـتـفي حبـائـ ٌل وشبـ ٌ‬‫تحـ َت ثـ ٍ‬
‫ُ‬
‫ال؛‬ ‫ِ‬
‫الفعـ ِ‬
‫دالل‬ ‫ظـر لحـاج ِة أهـ ِل القـلـ ِ‬ ‫صـف غمـزٍة ألـ َ‬
‫طلبـوا أجـر ِن ِ‬
‫ظـ ْر َ‬ ‫وب‪ ،‬وان ُ‬ ‫َ‬ ‫ف رو ٍح‪ ،‬فانـ ُ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫الد ِ‬
‫الل؛‬ ‫أهـ ِل َّ‬
‫حبيـ َن ِمـن‬‫لم ّ‬
‫ِ‬
‫ظـ ْر إلـى الوفـاء ل ُ‬ ‫صحـبتي إلـى الـ ِّريـ ِح‪ ،‬فان ُ‬ ‫اح بعـ َد أن رمـى حـ َّق ُ‬ ‫رَ‬
‫المتعـالي؛‬
‫ذلـ َك ُ‬
‫ين فـي‬ ‫ظ ْـر إلى َّ‬ ‫ـالص َّإال بكوني أسيـر ِ‬
‫الع ْش ِ‬ ‫ـس لي حيـل ٌة للخ ِ‬
‫النـاظـر َ‬ ‫ـق‪ ،‬فان ُ‬ ‫َ‬ ‫لي َ‬
‫ـب األعم ِ‬
‫ـال؛‬ ‫عـو ِاق ِ‬
‫ظ‪ ،‬يـا لِصفـا ِهـ َّمـ ِة َّ‬
‫الطـاهـريـ َن‬ ‫لب ِم ْن حـ ِاف َ‬ ‫أذهبت َكـ َدر الَقـ ِ‬ ‫ذاك الحبيـ ِب‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫صحب ُة َ‬ ‫ُ‬
‫أهـ ِل المعـالي‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫ــــــ‬
‫جمال‬ ‫ظ ْر‬
‫أولئك‪ ،‬وان ُ‬ ‫مذهب‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ْر إلى وجوِه ال ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بدور الجميَلة‪ ،‬وخال ْ‬ ‫اء‪ ،‬وان ُ‬
‫اشرب الخمرَة الحمر َ‬
‫الع ْشق)؛‬‫حرمو َن ِ‬ ‫وي ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اهدين َّالذين يمنعو َن َّ‬ ‫مذهب أولئك َّ‬ ‫ِ‬
‫ظ َر إلى الجمال ُ‬ ‫الن َ‬ ‫الز َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫هؤالء(خال ْ‬
‫الء القصيري‬ ‫طول أيدي هؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ ْر إلى‬ ‫المَل َّم ِع يخفو َن تحتَ ُه ِّ‬
‫الشباك‪ ،‬ان ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫المرق ِع ُ‬‫البسو الثوب ُ‬
‫ِ‬
‫محصول العاَل َمين؛‬ ‫أس إلى‬ ‫ناد ِ‬
‫وك ْب ِر َّ‬
‫الش َّحاذين‪َّ ،‬إن ُه ْم ال يرفعو َن َّ‬ ‫ظر إلى ِع ِ‬
‫الر َ‬ ‫األكمام؛ ان ُ ْ‬
‫ودالل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظر إلى حاج ِة أ ِ‬ ‫أجر ِنص ِ‬
‫أهل َّ‬
‫الدالل؛‬ ‫القلب‬ ‫هل‬ ‫َ‬ ‫ألف رو ٍح عزيزٍة‪ ،‬ان ُ ْ‬ ‫غمزٍة طلبوا َ‬ ‫ف َ‬ ‫َْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صحبتي إلى ِّ‬
‫حبين‬
‫لم ّ‬ ‫ص ْحَبة ا ُ‬ ‫ظ ْر إلى الوفاء من األحبَّة ل ُ‬ ‫الري ِح ومضى‪ ،‬فان ُ‬ ‫رمى ُحقو َق ُ‬
‫األوفياء‪.‬‬

‫غزل‪404‬‬

‫أفض ْل؛‬ ‫ِ‬ ‫أفضل‪ ،‬على ِ‬ ‫الخليعين أْل ِق َن َ‬ ‫على ِ‬


‫الحان ُم َّر ُمرو اًر َ‬ ‫باب‬ ‫ظ َاًر َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫صّ‬ ‫َ‬
‫هل لي َم ْن ُه‬ ‫حكم ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ُّ‬
‫خير ولك ْن‪ْ ،‬‬ ‫ف م َن الَقول م ْن َشَفت َك في حّقي‪ُ ،‬م َ ُ‬ ‫هذا الل ْ ُ‬
‫ِب َ‬
‫أفض ْل(‪)1‬؛‬
‫ظ اًر‬ ‫ِ‬
‫األمر َن َ‬ ‫ظ َر ِبهذا‬ ‫أن ين ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ذلِ َك َّالذي ِف ْك ُرهُ َح َّل ِم ْن ِ‬
‫له ْ‬
‫أمر العاَل ِم ُك َّل ُعْق َدة‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫أفض ْل؛‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ض ٍل؟!‪ ،‬أيُّها َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اذه ْب‪،‬‬‫السِّيُد العاق ُل َ‬ ‫يملك الع ْش ُق م ْن َف ْ‬
‫الغ ِّم ما ُ‬ ‫غير َ‬ ‫قال ناصحي‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫أفض ْل؟!؛‬ ‫أثَ َّم َة َ‬
‫أفض ْل؛‬‫الد ْه ِر َل ْم َتْل ْد َوَلداً َ‬
‫أفع ُل؟‪ ،‬وأ ُُّم َّ‬
‫يز‪ ،‬ما َ‬
‫ِ‬
‫المولود العز ِ‬ ‫ُع ِط الَقْل َب لِهذا‬
‫إذا َل ْم أ ْ‬
‫أحٌد مقاالً‬
‫يقول َ‬
‫فلن َ‬
‫إلي ْ‬
‫اسم ْع َّ‬
‫الساقي‪َ ،‬‬ ‫اشر ِب الَق َد َح ِّ‬
‫وقب ْل َشَف َة َّ‬ ‫أقول‪َ :‬‬
‫حين ُ‬ ‫َ‬
‫أفض ْل؛‬
‫َ‬
‫الن ِ‬
‫بات فا ِ‬
‫جن منها‪ ،‬فبهذا‬ ‫ظ ِمن الَقص ِب َشجرةٌ تحمل فو ِ‬
‫اك َه س َّك ِر َّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َقَل ُم حاف َ َ‬
‫أفض ْل‪.‬‬ ‫الب ِ‬
‫ستان لن ترى ثَ َم اًر َ‬ ‫ُ‬
‫ــــــ‬

‫‪406‬‬
‫بأفض َل ِم َن الَقول‪ :‬بُقبَلة‬
‫َ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪405‬‬

‫ليس في رأسي ّإال الهوى لِ ِخ ْد َمِته؛‬ ‫وحق ص ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َ‬ ‫حبته‪َ ،‬‬ ‫َوحياة َش ْي ِخ الخرابات‪َ ُ ِّ ،‬‬
‫ظ ِهٌر ِب ِه َّمِته؛‬ ‫الذ ِ ِ ِ‬ ‫محالً ِأله ِل ُّ‬ ‫أن الجَّن َة ليس ْت َّ‬
‫الخ ْم َر‪ ،‬أنا ُمستَ ْ‬ ‫نوب احم ْل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫رْغ َم َّ َ‬
‫نار َم َحبَِّته؛‬ ‫ِ‬ ‫حاب‪ِ ،‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فيشع َل في َحقلنا َ‬ ‫ُ‬ ‫ذاك َّ‬‫اج صاعَقة َ‬ ‫يلمع سر ُ‬ ‫عسى ُ‬
‫لست عالِماً بنيَِّته؛‬ ‫ِ‬
‫الحان فال تركْل ُه ِبَق َدم َك‪ ،‬ف َ‬ ‫ِ‬ ‫أيت رأساً ِب ِ‬
‫باب‬ ‫إذا ر َ‬
‫ِ‬
‫فيض‬ ‫يب أعطى الِبش َارَة ِب ُعمو ِم‬ ‫الغ ِ‬
‫ك عاَل ِم َ‬ ‫الس ْك ِر‪َ ،‬مَل ُ‬‫س في ُّ‬ ‫تعال فليَل َة األم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ( ‪)1‬‬
‫َر ْح َمته ؛‬
‫ِ‬
‫مشيئته؛‬ ‫الحقارة‪ ،‬فال م ِ‬
‫عص َي َة وال ُزْه َد بال‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ِ ،‬ب َع ِ‬
‫ين‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫السكر َ‬
‫إلي أنا َّ‬ ‫ظ ْر َّ‬ ‫ال تَْن ُ‬
‫وي ْم ِن َدوَلِته؛‬ ‫لكَّننا سوف نسعى على اس ِم َّ ِ‬ ‫للزهِد والتَّوب ِة ِ‬
‫السِّيد ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫يل ُّ ْ‬ ‫قلبي ال يم ُ‬
‫طرتُه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫للخ ْم ِر دائماً‪ ،‬كما لو كانت ِم ْن ِ‬ ‫ِخرَق ُة ِ‬
‫طين الخرابات ف َ‬ ‫هون ٌة َ‬
‫ظ مر َ‬ ‫حاف َ‬ ‫ْ‬
‫ــــــ‬
‫ائيل‬ ‫ك عاَل ِم َ ِ‬
‫الغيب‪ :‬جبر ُ‬ ‫َمَل ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪406‬‬

‫اجبي؛‬
‫الل حـ َّ‬ ‫هـ ِ‬ ‫الخجـ ُل ِمـن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظـر إلى الهـ ِ‬
‫ـك َ‬ ‫الل الجديـد‪ ،‬و ُليص ْب َ‬ ‫قـال لي اخـ ُرْج وان ُ ْ‬
‫أحَّبـِتك؛‬
‫جـ ِان ِب ِ‬ ‫تكـ ْن غـ ِافالً َعـ ْن ِحْفـ ِظ‬
‫ضفيـرتنـا‪ ،‬فال ُ‬
‫م َّـر ُع ْمـٌر وَقلـُب َك أسيـٌر فـي َ‬

‫‪407‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫المس َّ ِ‬‫طـر العْقـ ِل لِضفيـرتنا ال ِهنـ َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ارورِة م ْسـك ُهنـ َ‬
‫اك‬ ‫كيـة‪ ،‬س ْعـ ُر ألـف قـ َ‬ ‫ديـة ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ال تَبـ ْع ع ْ َ َ‬
‫ف َحَّب ِـة شعيـر؛‬ ‫صـ ُ‬ ‫نْ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫اء فـي هـ ِذ ِه المـ ِ‬‫ذرة الحـ ِب والوفـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بم َج َّـرِد ْ‬
‫أن‬ ‫زرَعـة القـديـ َمة‪ ،‬هو ُ‬ ‫َ َ‬ ‫مـوس ُـم حصـاد بـ َ ِ ُ ّ‬
‫تصيـ َر عيـاناً؛‬
‫اكـ ِب القـديـ َم ِة َّ‬
‫السيـ ِر‬ ‫احمـل لـي الخمـر ألقـول لك رمـ اًز من سـ ِر الكـو ِ‬
‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ ََْ‬
‫سـاقي ِ‬
‫والَق َمـ ِر الجديـد؛‬
‫كليل َزو(‪)1‬؛‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فإن َش ْـكل ال ِه ِ‬ ‫َّ‬
‫سيامك وا َ‬ ‫ـاج َ‬
‫يرس ُم ت َ‬
‫طـَل َع ُك ّل َشهـر ُ‬ ‫الل َم ْ‬ ‫َ‬
‫ـث ِ‬
‫الع ْش ِ‬
‫ـق‬ ‫ان مـأمن الوفـاء‪ ،‬اقـ ْأر عَلي ِـه درس حدي ِ‬ ‫اب َشيـ ِخ المغـ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫ظ‪َ ،‬جنـ ُ‬ ‫حاف ُ‬
‫اسم ْـع ِم ْن ُـه‪.‬‬
‫و َ‬
‫ــــــ‬
‫يلعب‬
‫ُ‬ ‫مان‬ ‫أن َّ‬
‫الز َ‬ ‫(‪)1‬سيامك بن كيومرث‪ ،‬وزو بن طهماسب‪ ،‬من ملوك إيران‪ ،‬والمعنى َّ‬
‫ويجيء ملك‪.‬‬ ‫ملك‬ ‫شه ٍر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫يذهب ٌ‬
‫ُ‬ ‫كل ْ‬
‫هالل َّ‬ ‫ومع‬
‫بالملوك‪َ ،‬‬

‫غزل‪407‬‬

‫الفَلـ ِك الخضـراء ومنـجل الهـالل الجديـد‪ ،‬ف َّ‬


‫تذكـ ْر ُت زرعي ووْقـ َت‬ ‫مزرَعـ َة َ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫رأيـ ُت َ‬
‫حصـ ِاده؛‬
‫تك ْن يائساً ِم َن‬ ‫ِ‬
‫ال َم َع هذا ُكـّلِه ال ُ‬ ‫طـَلع‪ ،‬قـ َ‬
‫ـك تنـام و َّ‬
‫الش ْمـ ُس تَ ْ‬ ‫ُقلـ ُت يـا بختـي مـا ل َ ُ‬
‫السـاِبَقة(‪)1‬؛‬
‫َّ‬
‫الفَل ِـك ِم ْن سـر ِ‬
‫اج َك مئـ ُة‬ ‫ـس في َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومجـ َّرداً كالمسيـ ِح‪ ،‬يبـُل ِغ الش ْم َ‬ ‫إن تَس ْـر طـاه اًر ُ‬ ‫ْ‬
‫ضي ٍ‬
‫ـاء؛‬
‫أخـ َذ تـاج كـاووس ِ‬
‫وحـز َام‬ ‫الس َّا ِ‬
‫ال تتَّـ ِكئ علـى نجـ َم ِة الّليـ ِل َّ‬
‫َ‬ ‫العَّيـ ُار َ‬
‫ـرَقـة‪ ،‬هـذا َ‬
‫ِك ْسـرى؛‬

‫‪408‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِقـر ُ‬
‫فاسم ْـع؛‬ ‫َّ‬
‫ال عـابٌر‪ ،‬فالنصيـ َح َة َ‬ ‫ط ال َذ َهـب والّلـؤلـ ِؤ ُي َج ّم ُل األُ ُذ َن‪ ،‬لك َّـن هـذا َ‬
‫الج َمـ َ‬
‫وء بعيـدة عن خـالِك‪ ،‬وفـي عرص ِة الحسـ ِن من ير ِ‬
‫اه ُن علـى‬ ‫ُْ َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫الس ِ َ ٌ‬ ‫عين ُّ‬ ‫ُ‬
‫ض ُيسـاِبق َّ‬
‫الش ْمـ َس والَق َمـر؛‬ ‫ِ‬ ‫مـ ٍ‬
‫ُ‬ ‫يرك ُ‬‫اش علـى َق َد َميه ُ‬
‫الع ْشـ ِق هـاَل ُة الَق َمـ ِر ال تُسـاوي شيئاً ِع ْنـ َد‬
‫ظـمة‪ ،‬في ِ‬
‫فخـري َ‬
‫بالع َ َ‬ ‫للسمـاء ال تَ َ‬
‫ُقـل َّ ِ‬
‫ْ‬
‫ِعْقـِد الثُّـ َرّيا؛‬
‫ِِ ِ‬ ‫الديـن‪ ،‬حـ ِاف ُ‬ ‫ِ‬ ‫الزهـِد و ِ ِ‬
‫من‬
‫ظ ارِم هـذه الخـ ْرَقـ َة َ‬ ‫ول ّ‬ ‫ِق محصـ َ‬ ‫الريـاء ستحـر ُ‬ ‫ّ‬ ‫نـ ُار ُّ ْ‬
‫وف وا ْذ َهـ ْب‪.‬‬ ‫الصـ ِ‬ ‫ُّ‬
‫ــــــ‬
‫سبقت رحمتي غضبي)‬
‫ْ‬ ‫حمة (‬
‫الر َ‬
‫السابقة‪َّ :‬‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪408‬‬

‫مجم ِر ِ‬
‫خال ْك‬ ‫َ‬ ‫طـ ُر‬‫الم ْس ِك ِع ْ‬
‫وشذى ِ‬ ‫جمالك‬
‫ْ‬ ‫مس صورةٌ عن‬ ‫َّ‬
‫يا من الش ُ‬
‫ِ‬
‫خيال ْك‬ ‫خي ُـل‬ ‫أسـفـاً لم تَ ُج ْـل في ِـه‬ ‫ان عيني غسلت ِ‬
‫ولك ْن‬ ‫ُ‬ ‫ص ْح َن إيـو ِ‬
‫َ‬
‫دو َن زوالِ ْك‬ ‫رب ال ِـعـب ِ‬
‫ـاد‬ ‫ـال ُّ‬ ‫ُّأيها َّ‬
‫الشـاه فـي أو ِج ُحس ٍن ِ‬
‫وع ٍّز‬
‫حـ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫غسلت‬
‫ُ‬ ‫الم ْج َم ِر ِم ْن خالِك(‪)1‬؛‬
‫األسوُد في َ‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ْم ُس مرآةٌ لجمالك‪ ،‬والم ْس ُ‬ ‫أي م ِن َّ‬
‫َ‬
‫قصر عيني‬ ‫ِ‬ ‫بسائل دمعي‪ ،‬عسى أن تجول في ِ‬
‫فناء‬ ‫ِ‬ ‫صحن عيني‬ ‫ِ‬
‫لرؤيت َك‬ ‫شوقاً‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الح ْس ِن في أو ِج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البهاء‬ ‫تج ْل فيه؛ فيا َمل َك ملوك ُ‬ ‫خيول خيالك‪ ،‬ويا أسفي َّأنها لم ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك حافظاً‬ ‫فيع‪ ،‬ويكو َن َ‬ ‫الر َ‬‫المقام َّ‬
‫العظيم و َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫الش َ‬
‫لك ّ‬ ‫يديم َ‬
‫الن ْع َمة‪ ،‬أدعو هللاَ أن َ‬ ‫وّ‬
‫الم َج َّعِد‪ ،‬ما هو حاُل َك‪ ،‬فقد قاَل ِت‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫سكين في َفرعه ُ‬ ‫بي الم َ‬ ‫ْ َ‬
‫القيامة؛ أي قل‬
‫َ‬ ‫إلى يو ِم‬
‫مكان‪ِ ،‬اطَل ْع علينا‬ ‫طر ِ‬
‫الورد ارتََف َع ومألَ ال َ‬
‫ِ ِ‬
‫الم َشتَّ ُت في َشرِح حالك؛ ع ْ ُ‬ ‫َّ َّ‬
‫الصبا أن ُه ُ‬
‫ماء عبداً‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن ِ‬
‫الس ُ‬ ‫صير َّ‬
‫عيد؛ لتَ َ‬ ‫الس ُ‬ ‫وج ُه َك َّ‬
‫ديد‪ْ ،‬‬
‫الج ُ‬
‫بيعنا َ‬ ‫أي َم ْن ر ُ‬‫الصْل ِح‪ْ ،‬‬
‫باب ُّ‬

‫‪409‬‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بغمزٍة من ِ‬
‫ُهنئُ بختي‪،‬‬ ‫س كال ِهالل؛ َ‬
‫ألذه َب م ْن جديد أ ّ‬ ‫حاجِب َك المَق َّو ِ‬
‫ُ‬ ‫هل لنا َ‬ ‫لنا‪ْ ،‬‬
‫ور في حديَق ِة‬ ‫الن ِ‬
‫مدار ُّ‬ ‫ط ُة َّ ِ َّ‬
‫السواد التي عليها ُ‬ ‫عيد وصالِك؛ ُنق َ‬ ‫أين بشرى مْقد ِم ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ‬
‫أشرَح فقري‬ ‫ِ‬
‫أعرض م َّما اُعاني؟‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أي جفاء‬ ‫ِ‬
‫الشاه َّ‬ ‫ِ‬
‫ين صورةٌ َع ْن خالك؛ أمام َّ‬ ‫الع ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫الشباك‪ ،‬ال تَ ْع ِر ْ‬‫ؤوس العالي ُة عالق ٌة في هذه ّ‬
‫الر ُ‬ ‫ظ‪ُّ ،‬‬ ‫ْأم َش ْرَح حال ماللك؛ حاف ُ‬
‫المجال ِبمجالِك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ليس‬
‫خيص َة‪َ ،‬‬
‫الر َ‬ ‫ِب َ‬
‫ضاعتَ َك َّ‬
‫ـــــ‬
‫الش ِ‬
‫مس‬ ‫ِ‬
‫جمال َّ‬ ‫َّ‬
‫منه سوى الظ ُ‬
‫اهر في‬ ‫ك ُ‬ ‫در ُ‬
‫الوصف‪ ،‬وال ُي َ‬
‫ُ‬ ‫هيهات أن ُيلِ َّم ِب ِه‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫جماُل َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ناط ٌق عن ُح ْسِنك‪ ،‬جماُلها من جمالك وضياؤها من‬ ‫ضيئة‪َّ ،‬التي هي صورة عنك و ِمثال ِ‬ ‫الم ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫قين في حلَقة ِ‬
‫ذكرك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحديث عن أسر ِار جمال الخال على‬
‫المتحّل َ‬
‫من ُ‬ ‫ك َ‬‫خد َ‬
‫صحن ّ‬ ‫ُ‬ ‫ضيائك‪ ،‬و‬
‫مان صورةُ خالِ ِه‪ ،‬فكيف‬‫الشذى والعبير(في المثنوي‪:‬العاَل ِ‬ ‫منه من َّ‬‫اء‪ ،‬بما يفو ُح ُ‬ ‫ط ُر األجو َ‬ ‫ُيع ِّ‬
‫ك ال‬
‫يظه َر خياُلك فيها‪ ،‬خياُل َ‬
‫ٍ ٍِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫سبيل ٍ‬
‫لعين ُم َكَّدرة كمرآة كد َرة أل ْن َ‬ ‫َ‬ ‫وصف جمالِ ِه) وال‬ ‫ُ‬ ‫يمكن‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫غير طاهرة‪.‬‬‫يدخ ُل عيناً َ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪409‬‬

‫طر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ف‬ ‫الصين‪ ،‬والش ْم ُس َربِ َي ْت في ظ ّل َ َ‬ ‫اب أقدام َك الث َم ُن لنواف ِج م ْسك ّ‬ ‫يا َم ْن تُر ُ‬
‫سنك؛‬ ‫تاج ح ِ‬
‫ِ ُ‬
‫ُسلوب ِ‬
‫دالل‬ ‫الفداء أل ِ‬ ‫الل أظ ِهر دالَلك‪ ،‬يا من أنا ِ‬ ‫الد ِ‬‫الحد في َّ‬ ‫رج ُس َّ‬ ‫الن ِ‬
‫جاوَز َّ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫السوداء؛‬‫عين َك َّ‬‫ِ‬
‫عليك‬ ‫قلب ُه لِيكتُ َب‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِق دمي‪ ،‬فِبهذا‬
‫َ‬ ‫جيب ُه ُ‬
‫ك ُي ُ‬ ‫يوجُد َمَل ٌ‬
‫ك ال َ‬‫الجمال الذي تمل ُ‬ ‫َهر ْ‬
‫ذنباً؛‬‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫سب ُب سكو ِن َ‬
‫العين؛‬ ‫لك الَقْل ُب و َ‬‫صار ُمتَّ َكأً َ‬
‫الخْل ِق في العاَلم‪ ،‬م ْن ذل َك َ‬
‫ونو ِم َ‬ ‫أنت َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫المضيء كالَق َمر؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مع ك ِل نج ٍم‬
‫لي ُش ْغ ٌل ُك َّل ليَلة‪َ ،‬ح ْس َرًة لضياء وجه َك ُ‬
‫َ ُّ َْ َ‬

‫‪410‬‬
‫ص ِن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫نحن باقو َن بأعتاب ح ْ‬
‫تفرقوا‪ ،‬و ُ‬
‫عين جميعاً َّ‬
‫ذين كانوا ُمجتم َ‬‫األخ ّال ُء ال َ‬
‫َدوَلِت َك؛‬
‫آهت َك َّ‬
‫الن َار في‬ ‫العناي ِة‪ِ ،‬‬
‫فعاقبتُك أن يش ِعل دخان ِ‬ ‫الطمع ِمن ِ‬‫ط ِع َّ‬‫ظ ال تَْق َ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫ُ َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫غمك‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫محصول ّ‬

‫غزل‪410‬‬

‫المْل ِك‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يا م ْن ِرداء المْل ِك َّ‬


‫الملك وخاتَ ِم ُ‬ ‫تاج ُ‬‫قد َك العالي‪ ،‬ز َين ُة ِ‬ ‫قياس ّ‬ ‫حقاً على‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫جوه ِر َك الغالي؛‬ ‫ِ‬
‫م ْن َ‬
‫تاجك ِ‬ ‫الف ْت ِح تطَلع ُك َّل لح َ ٍ ِ‬
‫الكسروي؛‬ ‫ظة م ْن ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫يجع ُل َش ْم َس َ‬ ‫جبين َب ْد ِر سيمائك َ‬ ‫ُ‬
‫الفَل َك؛‬
‫ظ َّل َ‬ ‫ظ َّل طائر ِ‬
‫سعد َك َّالذي أ َ‬ ‫حيث ُيلقي ال ِّ‬ ‫هو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َم َح ُّل تَ َجّلي طائر اإلقبال َ‬
‫اح َدةٌ منها‬‫االختالفات‪ ،‬ال تفوت ُنكتَ ٌة و ِ‬ ‫الحكم ِة َّالتي بها آالف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سوم الش ْرِع و َ‬ ‫ُر ُ‬
‫ليم َأبداً؛‬
‫الع َ‬‫َقْل َب َك َ‬
‫من ِم ِ‬
‫نقار‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫يمض ُغ ُّ َّ‬ ‫َّ‬
‫ماء الحياة ْ‬ ‫ذب الل ْه َجة يقط ُر ُ‬ ‫َّغاء َع ُ‬ ‫السك َر بب ُ‬ ‫َقَل ُم َك الذي َ‬
‫بال َغِته؛‬
‫من َع ِينها ِم ْن تُر ِ‬
‫اب‬ ‫ِ‬
‫الم ْن َبع َث ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج العاَلمِ‪ ،‬لك َّن ّ‬
‫ِ‬ ‫َشمس َ ِ‬
‫ياء ُ‬
‫الض َ‬ ‫عين وسر ُ‬ ‫الفَلك ُ‬ ‫ُْ‬
‫َق َد ِمك؛‬
‫اه ِب‬‫جامك و ِ‬‫الل ِ‬ ‫كان جرع َة ز ِ‬ ‫سك ْن َد ُر ِم َن َّ‬
‫الد ْه ِر وَل ْم ُي ْع َ‬ ‫طَلب ِ‬
‫َ‬ ‫ط ُه‪َ ْ ُ َ ،‬‬ ‫اال َ‬ ‫ُك َّل ما َ َ‬
‫الرو ِح والحياة؛‬
‫ُّ‬
‫وليس يخفى ِس ُّر َش ْخ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫احتياجنا لِ َع ْر ِ‬
‫ص على‬ ‫ض َرِتك‪َ ،‬‬ ‫الحاجة في حري ِم َح ْ‬
‫َ‬ ‫ض‬ ‫ُ‬ ‫ما‬
‫ِ‬
‫ضياء أريِك؛‬
‫اه ِب الح ِ‬
‫ياة‬ ‫عفوك و ِ‬ ‫ِ‬
‫باب‪ِ ،‬برجاء ِ َ‬ ‫يب ر ِأس ِه َّ‬
‫للش ِ‬ ‫بعد َش ِ‬
‫عاد َ‬‫ظ َ‬
‫الملك‪ِ ،‬‬
‫حاف ُ‬ ‫ُ‬
‫أيُّها ِ‬
‫َ‬
‫ماحي ال ُذنوب‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫غزل‪411‬‬

‫البرُع ِم؛‬ ‫ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط َّرتُك ِ‬


‫اء ُ‬ ‫السحريَّ ُة تُ َم ّز ُ رد َ‬
‫حكتُك ّ‬‫ض َ‬ ‫البنفس ِج‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫ثير َغ ْي َرَة‬‫كي ُة تُ ُ‬
‫الم ْس َّ‬ ‫ُ َ‬
‫حرْقني فأنا ِبلِ ِ ِ‬ ‫أي َوْرِد َي َع ْذ َب َّ‬
‫الص ْد ِق أدعو َ‬
‫لك‬ ‫سان ّ‬ ‫النسي ِم أنا ُب ُلبُل َك‪ ،‬ال ت ِ‬
‫الليل‪ُ ،‬ك َّل َّ‬
‫الل ِ‬
‫يل؛‬ ‫َّ‬
‫َ‬
‫مقال العاَل ِم ُكِّل ِه؛‬
‫قال و َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س األمالك‪ ،‬م ْن أجل َك أحتَم ُل َ‬ ‫من َنَف ِ‬
‫الملول ْ‬
‫ُ‬ ‫وأنا‬
‫ِ‬ ‫كيف‪ِ ،‬م ْن صمي ِم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يكسر َش َّحا ُذك ُرْك َن‬ ‫ُ‬ ‫االفتخار‪،‬‬ ‫الفقر و‬ ‫ظ ْر إلى دوَلة الع ْش ِق َ‬ ‫ان ُ‬
‫ط َنة؛‬
‫السل َ‬
‫تاج َّ‬
‫ِ‬
‫أج ِل‬ ‫ِ‬ ‫لخ ْم ِر ر َّ‬ ‫ُّ ِ‬
‫أعم ُل بهما كليهما من ْ‬ ‫ينسجمان‪ ،‬أنا َ‬
‫غم أن ُهما ال َ‬ ‫َ‬ ‫وجام ا َ‬
‫خرَق ُة الزْهد ُ‬
‫رضاك؛‬
‫س‬‫أس المليئ ُة بالهو ِ‬ ‫ظ َة تصير ِ‬ ‫ِف ْتن ُة شر ِ ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫الر ُ‬
‫هذه َّ‬ ‫ُ‬ ‫تذه ُب من رأسي‪َ ،‬ل ْح َ‬
‫اب ع ْشق َك َ‬ ‫َ‬
‫تُراباً بأعتاِبك؛‬
‫عيني‪ ،‬مجلِس َّ ِ‬
‫ك‬‫مكان َ‬
‫كان ُ‬ ‫مكان َك يدعوك‪ ،‬ال َ‬‫الشاه‪ُ ،‬متَّكأٌ لِخيالِك‪ ،‬أي شاهي ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫خالياً منك؛‬
‫ِ‬ ‫بيع الحسن‪ ،‬و ِ‬ ‫عار ِ‬
‫روض ِ‬
‫طائرهُ‬
‫ظ ُحْل ُو الحديث ُ‬ ‫حاف ُ‬ ‫خاص ًة في ر ِ ُ ْ‬‫ض َك‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫أجم َل‬
‫ما َ‬
‫الم َترِّن ُم بأع َذ ِب األلحان‪.‬‬
‫ُ‬

‫غزل‪412‬‬

‫ِ ِ ِ‬ ‫س ذلِ َك‬
‫الحاج ِب‪ ،‬كم سيرى العاَل ُم م َن الفتَ ِن من َ‬
‫تلك‬ ‫ِ‬ ‫ف َدماً من قو ِ‬ ‫عيني ِ‬
‫تنز ُ‬
‫ِ‬
‫الحاجب؛‬ ‫ين وذلِ َك‬
‫الع ِ‬
‫َ‬

‫‪412‬‬
‫ورد وج ِه ِه نامٍ‪،‬‬
‫روض ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الجميل‬ ‫ركي َّالذي في نو ِم ُّ‬
‫الس ْك ِر‬ ‫عين ذلِ َك التُّ ِ‬
‫أنا ُغالم ِ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫وظ ُّل حا ِجِبه ِ‬ ‫ِ‬
‫سكي و ِار ٌ‬
‫ف؛‬
‫ّ‬
‫الم‬
‫مجال َلب ْد ِر‬ ‫طغرِاء ِ‬
‫حاجِبه‪ ،‬ال‬ ‫أمام َ‬ ‫جسمي صار ِهالالً ِمن َ ِ ِ َّ‬
‫َ‬ ‫الغ ِّم م ْن ذل َك الذي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ظ ِهر ِ‬
‫حاج َب ُه؟!؛‬ ‫َّ ِ‬
‫السماء ُلي ْ َ‬
‫الجبين‪ ،‬و ِ‬
‫الحاج ُب بيننا‬ ‫ِ‬ ‫وذاك‬ ‫الع ِ‬
‫ين‬ ‫اع َّ ِ ِ ِ‬ ‫لنا ك َّل لح َ ٍ‬
‫َ‬ ‫الرسائل م ْن تْل َك َ‬ ‫آالف أنو ِ‬‫ظة ُ‬ ‫ُ‬
‫غافلون؛‬ ‫الرَقباء ِ‬ ‫ِ‬
‫الحاج ُب‪ ،‬و ُّ ُ‬
‫ط‬‫الحاجب يحي ُ‬ ‫ِ‬ ‫وقوس‬ ‫الزوايا‪،‬‬‫عتكفين في َّ‬ ‫الم‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫طرَف ُة جبينه لرو ِح ُ‬ ‫الورد ُ‬ ‫ستان‬
‫ُب ُ‬
‫الياسمين؛‬
‫بأقداح َ‬‫ِ‬
‫هذ ِه‬
‫الحور والمَل ِك‪ ،‬يا لِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫الح ْس ِن ِم ْن َك‪َ ،‬ع ِن‬
‫ص َم َع هذا ُ‬ ‫يقول َش ْخ ٌ‬
‫بعد هذا لن َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الحاجب؛‬ ‫ين ويا لِذلِ َك‬ ‫الع ِ‬
‫َ‬
‫قاب ِم ْن‬ ‫قلب‪ ،‬وال ِ ِ‬ ‫كافٌر ٍ‬ ‫وأنت ِ‬
‫قوس‬‫يصير ُ‬ ‫َ‬ ‫ضفيرِتك‪ ،‬يا خوفي ْ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫الن َ‬
‫تعقُد ّ‬ ‫َ‬
‫(ويضيع إيماني)؛‬ ‫ِ‬
‫الجميل محرابي‬ ‫ِ‬
‫حاجِب َك‬
‫َ‬
‫عن‬ ‫الغ ْم َزِة َع ٌ‬
‫ين ْ‬ ‫صاد ْت ُه ِب َس ْه ِم َ‬
‫َ‬ ‫طائر َحِذٌر‪ ،‬فقد‬
‫أم ِر الهوى ٌ‬
‫ظ في ْ‬
‫أن ِ‬
‫حاف َ‬ ‫غم َّ‬‫رَ‬
‫حاج ٍب‪.‬‬
‫قوس ِ‬‫ِ‬

‫غزل‪413‬‬

‫لكَّنها بال ِ‬
‫باب ُخرو ٍج؛‬ ‫ط ِبَقم ِرِه‪ ،‬حْلَق ٌة جميَل ٌة ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ذار الحبيب الذي أحا َ َ َ‬ ‫خط ِع ِ‬
‫ُّ‬
‫حاجتَ َك؛‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجه َك‪ ،‬واطُل ْب م ْن ُه َ‬
‫مس ْح به َ‬ ‫حاج ُب الحبيب ُرْك ُن محراب َدوَلة‪ ،‬ا َ‬
‫فذاك َّالذي‬
‫الص ْد ِر‪َ ،‬‬‫طهارِة َّ‬
‫َ‬ ‫ظ على‬ ‫س جمشيد‪َ ،‬ح ِاف ْ‬ ‫الجرَع ِة في مجلِ ِ‬
‫شارب ُ‬
‫َ‬ ‫أي‬
‫ْ‬
‫مظه ِر العاَلم؛‬
‫منه اآلهُ مرآةُ َ‬
‫تخرُج ُ‬‫ُ‬
‫خان َّالذي َس َّوَد‬
‫الد ِ‬ ‫الخم ِر‪ ،‬ان ُ‬
‫ظ ْر لهذا ُّ‬ ‫باد ِة‬ ‫ِِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫وم َعة أحاَلني لع َ‬ ‫َع َم ُل أهل َّ َ‬
‫صحيف َة أعمالي(‪)1‬؛‬
‫َ‬

‫‪413‬‬
‫باع ِة‬ ‫ِ‬
‫منه إلى ح ْرِز َ‬‫التجأت ُ‬
‫ُ‬ ‫يقد ُر على ِف ْعلِ ِه‪ ،‬أنا‬
‫لطان الغ ِم يفعل ُك َّل ما ِ‬
‫ُق ْل ل ُس ِ َ ّ َ ْ‬
‫ِ‬
‫الخ ْمر(‪)2‬؛‬
‫َ‬
‫الصباح؛‬‫فانوس َّ‬ ‫فم ْنه تُ ِ‬
‫شع ُل‬ ‫س‪ِ ،‬‬ ‫الشم ِ‬ ‫يق َّ‬
‫الخ ْم َ ِرة في طر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫اج َ‬ ‫اجع ْل سر َ‬‫ساقي َ‬
‫روف ُذنوبي؛‬ ‫َِ‬ ‫الخ ْم ِر على‬ ‫ِق‬
‫منه تُمحى ُح ُ‬ ‫صحيفة أعمالي‪ ،‬عسى ُ‬ ‫ماء َ‬
‫َهر ْ َ‬
‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫المحفل؛‬
‫َ‬ ‫عرص ُة هذا‬
‫منه َ‬ ‫لع َّشاق‪ ،‬ال َخَل ْت ُ‬ ‫ف َل ْح َن الط َرب ل ُ‬ ‫ظ ِ‬
‫يعز ُ‬ ‫حاف ُ‬
‫ك‪ ،‬فهل يكو ُن ذلِك؟‪.‬‬ ‫فيه ِ‬ ‫يتذكره ِ‬ ‫المدين ِة أن يجيء يوم َّ‬ ‫شح ِاذ‬ ‫في ِ‬
‫المل ُ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫خيال َّ‬
‫ـــــــ‬
‫الخ ْمر‬
‫غم َم َع َ‬
‫وم َعة؛ (‪)2‬فال َّ‬ ‫خان األسود‪َ :‬عمل ِ‬ ‫(‪)1‬هذا ُّ‬
‫الص َ‬
‫أهل َّ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫الد ُ‬

‫غزل‪414‬‬

‫الربي ِع‬
‫يح َّ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ورد َع ِ‬ ‫َشجرةُ ِ‬
‫وردي العذار‪ ،‬ور ُ‬ ‫الساقي‬ ‫هو َّ‬‫أين َ‬‫عادة تطُل ُع‪َ ،‬‬ ‫يش َّ َ‬ ‫ََ‬
‫الصنيع؛‬
‫الخ ْم َرةُ َح َس َن ُة َّ‬
‫أين َ‬ ‫ته ُّب‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫عين تعتَِبر؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورد جديد ُي ّ ِ‬‫ٍ‬ ‫ُك ُّل ٍ‬
‫أين ٌ‬ ‫ديث و َ‬ ‫الح َ‬ ‫أين أُ ُذ ٌن تعي َ‬
‫الوجه لك ْن‪َ ،‬‬
‫وردي ْ‬ ‫ذك ُر ب ِّ‬
‫أين‬ ‫الص ْب ِح َع ْذ ِب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬
‫النَفس‪َ ،‬‬ ‫المراد‪ ،‬يا َنَف َس ُّ‬
‫غالية ُ‬‫يش خال م ْن َ‬ ‫مجل ُس نادي َ‬
‫فيرِة الحبيب؛‬ ‫ِ‬
‫ض َ‬ ‫ك َ‬ ‫م ْس ُ‬
‫ألجل هللاِ‬
‫ِ‬ ‫وب ٌة ِب َد ِم قلبي‪،‬‬ ‫تحمل ِعندي على ُّ‬
‫تدل ِل الو ِ‬
‫مخض َ‬
‫ُ‬ ‫رد‪ ،‬أي صبا يدي‬ ‫َ‬ ‫ال ُّ َ‬
‫أين حبيبي؛‬ ‫قولي‪َ ،‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وقت َّ ِ‬ ‫َشمع ِ‬
‫طال‬
‫الخص ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫الس َحر إذا تباهى ُجزافاً بأنَّ ُه عالم ُة عارض َك‪َ ،‬‬
‫فهو‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬
‫الخ ْن َج ُر القاط ُع؟؛‬‫فأين َ‬‫سان ُه َ‬‫لِ ُ‬
‫لكن‪،‬‬
‫س ْ‬ ‫مت ِم ْن هذا الهو ِ‬ ‫لت بلى ُّ‬ ‫غب ٌة ِبُقْبَل ٍة من ِ‬
‫لؤلؤ َشَفتي‪ُ ،‬ق ُ‬ ‫لك َر َ‬ ‫أليس ْت َ‬
‫ََ‬ ‫قال َ‬ ‫َ‬
‫الر ْخ َصة)؟؛‬
‫أين الُق ْد َرةُ واالختيار(و ُّ‬
‫َ‬

‫‪414‬‬
‫َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫غم‬
‫ديث عن ِّ‬
‫ك الح َ‬
‫يتر ُ‬ ‫ِن َك ْن ِز الح ْك َمة لك ْن‪َ ،‬‬
‫أين الذي ُ‬ ‫الحديث خازُ‬ ‫ظ في‬
‫حاف ُ‬
‫ساف ِل َّ‬
‫الده ِر ِ‬
‫الط ْبع‪.‬‬ ‫َّ ْ‬

‫غزل‪415‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لحان َع ْن‬ ‫ف األ ِ‬ ‫البْلُب َل ِ‬
‫عاز َ‬ ‫حد ْث ُ‬‫حدثنا ِب َخ َب ِر الحبيب‪ّ ،‬‬ ‫رسول األصفياء ّ‬ ‫َ‬ ‫يا‬
‫الوْرِد(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬
‫أحوال َ‬
‫ف؛‬ ‫العار ِ‬
‫ِ‬ ‫للم ِح ِّب‬ ‫ِ‬ ‫نحن محرمو خلوِة األ ُْن ِ‬
‫حديث الحبيب ُ‬ ‫َ‬ ‫الغ َّم‪ُ ،‬ق ْل‬
‫جرِع َ‬
‫س ال ت َ‬ ‫ُ‬
‫يفع َل بنا؟‪ ،‬باهللِ ُق ْل‬ ‫أن َ‬ ‫أس‪ ،‬ما ينوي ْ‬ ‫الر ِ‬
‫كي َة على َّ‬ ‫ضفيرة ِ‬
‫الم ْس َّ‬ ‫تلك ال َّ َ َ‬ ‫ينش ُر َ‬ ‫حين ُ‬ ‫َ‬
‫له!؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص قال ُغبار ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الحديث‬ ‫قول هذا‬ ‫األبصار‪ ،‬أع ْد َ‬ ‫الحبيب ُك ْح ُل‬ ‫باب‬ ‫ُ‬ ‫ُق ْل ل ُك ّل َش ْخ ٍ َ‬
‫عاي َن ًة في َعيني؛‬ ‫ُم َ‬
‫ص َة‬ ‫هذ ِه ِ‬
‫الق َّ‬ ‫ابات‪ُ ،‬قل له يقول ِ‬ ‫يارة الخر ِ‬ ‫الش ْخص َّالذي يقوم ِبم ْن ِعنا ِم ْن ز ِ‬ ‫وذا َك َّ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ضور َش ِ‬
‫يخنا؛‬ ‫في ُح ِ‬
‫الخ ْد َم ِة‬ ‫الدوَل ِة‪ُ ،‬قل ِمن بعِد ِ‬
‫أداء ِ‬
‫ْ ْ َْ‬ ‫باب ِتْل َك َّ‬ ‫مرًة أُخرى على ِ‬ ‫رور َّ‬
‫لك ُم ٌ‬ ‫كان َ‬ ‫إن َ‬ ‫ْ‬
‫الدعاء؛‬ ‫ض ُّ‬ ‫وع ْر ِ‬ ‫َ‬
‫بالملوك‪ ،‬ع َّما جرى ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫يليق‬
‫وتحد ْث‪ ،‬كما ُ‬ ‫َّ‬ ‫أخ ْذنا ِبذنوبِنا‪،‬‬
‫ئين ال ت ُ‬ ‫سي َ‬ ‫مهما ُكَّنا ِّ‬
‫ذنب هذا َّ‬
‫الش َّحاذ؛‬ ‫ِ‬
‫الملِ ِك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫المحتَش ِم‪ ،‬وُق ْل رساَل َة ذل َك َ‬‫وع ْد لنا‪ ،‬واق ْأر على هذا الفقير رساَل َة ذل َك ُ‬ ‫ُ‬
‫الش َّح ِاذ؛‬
‫العظي ِم لِهذا َّ‬
‫يحص ُل لغريبنا؟‪ ،‬يا‬ ‫َّ‬ ‫الطر ِ‬‫شباك فرِع ِه على َّ‬
‫ِ‬
‫يق‪ ،‬ما الذي َ‬ ‫اح من‬ ‫حين ينثُُر األرو َ‬ ‫َ‬
‫صبا ُق ْل؛‬‫رسول ال َّ‬
‫َ‬
‫وتعال وُق ْل لنا حديثاً؛‬
‫َ‬ ‫اذه ْب فاطُل ْب َرم اًز‪،‬‬
‫الرو ِح‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫المعرَفة رو َاي ُة ُّ‬ ‫ص ُة أر ِ‬
‫باب‬ ‫ِق َّ‬

‫‪415‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫للن ِ‬
‫فاق‪،‬‬ ‫يق إلى َم ْجلِسه‪ُ ،‬ك ْن ش ِارباً َ‬
‫للخ ْم ِر وتاركاً ّ‬ ‫لك الطر َ‬
‫حافظ‪ ،‬إذا فتحوا َ‬
‫ألج ِل هللا‪.‬‬
‫ْ‬
‫ـــــــ‬
‫الب ُلب َل ِ‬
‫عن الورد‪.‬‬ ‫حديث الحبيب‪ِ ،‬‬ ‫الصادقين األبرار ِ‬
‫حدثي ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫حدثينا‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫رسول َّ‬
‫َ‬ ‫(‪)1‬يا صبا‪ ،‬أي‬

‫غزل‪416‬‬

‫صبحاً َم َع‬ ‫اللطيف المع ْنبر َّالذي ي ِ‬


‫النسيم َّ‬ ‫َّ‬
‫اك ُ‬ ‫هب في هو َ‬ ‫عبيرهُ الَقْل َب‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫سعُد‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ َُ‬ ‫ُ‬
‫الف ْج ِر؛‬
‫َ‬
‫اب‬‫ين ماء ِم َن ال َّشو ِق لِتُر ِ‬ ‫ِ‬ ‫أي طائر الّلِقا المبارِك ُكن دليل َّ‬
‫الطر ِ‬
‫الع ُ ً‬‫صارت َ‬ ‫يق‪َ ،‬‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫لك األعتاب؛‬ ‫ِ‬
‫ت َ‬
‫حاف ِة‬
‫الل على َّ‬ ‫ظرًة على ال ِه ِ‬ ‫النحيل الغار َ ِ‬
‫ِق ب َد ِم قلبي‪ ،‬أْل ِق َن ْ َ‬ ‫تذك ْر َش ْخصي َّ َ‬
‫َّ‬
‫األُُفق(‪)1‬؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنا َّالذي عندي َخ َج ٌل و ُّ‬
‫عني‪ ،‬وا ّال‬
‫عساك تعفو ّ‬‫َ‬ ‫من دوِنك‪،‬‬‫أي َخ َج ٍل م ْن تََنُّفسي ْ‬
‫فأي ُع ْذ ٍر لِ َذنبي؛‬
‫ُّ‬
‫يق ِش ِ‬
‫عار‬ ‫ِ‬
‫الصاد ِق‪ ،‬تمز َ‬ ‫الوفاء ِع َند َ‬
‫الف ْج ِر ّ‬
‫ِ‬ ‫يك في طريَق ِة‬‫حب َ‬
‫َّ‬
‫الصبا تعل َم ْت من ُم ّ‬ ‫َّ‬
‫السواد؛‬‫َّ‬
‫الع ْش ِب على‬
‫األحم ُر َب َد َل ُ‬ ‫الورد‬ ‫سينب ُت‬ ‫من العاَل ِم‪،‬‬
‫أذه ُب َ‬
‫يوم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بع ْشق وجه َك َ‬
‫تُرَبتي؛‬
‫قال بس ِم‬ ‫هذ ِه َّ‬
‫ظك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تكن ِب ِ‬
‫خاط ِرك الّل ِ‬
‫ظ َة َ‬
‫اللح َ‬ ‫مني سريعاً‪ ،‬حاف ُ َ‬ ‫طيف في َمالَلة ّ‬ ‫َ‬ ‫ال ُ ْ‬
‫هللا‪.‬‬
‫ـــــــ‬

‫‪416‬‬
‫حاف ِة األُُفق‪.‬‬ ‫بالد ِم األحم ِر كال ِه ِ‬
‫الل على َّ‬
‫َ‬ ‫الغار ِق َّ‬
‫المنحني َ‬
‫ألق نظرًة على جسمي َّ ِ ِ‬
‫الناحل ُ‬ ‫ِ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬

‫غزل‪417‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫هلل‬ ‫ِ‬ ‫ـرور عـيـشي ُد ُّر ِّ‬
‫ـت قصـدي‪ ،‬الـحمـُد ْ‬ ‫قد نْل ُ‬ ‫ـاه‬
‫الشـفـ ْ‬ ‫ُس ُ‬
‫( ‪)2‬‬
‫حـيـناً وحـيـناً ُد َّر الـ ِّشفـ ْاه‬ ‫ـام َقِّب ْـل‬ ‫ِ ِ‬
‫ـب احـض ْن‪ ،‬والج َ‬ ‫الحبي َ‬
‫ـاه‬ ‫ِِ‬ ‫يعيـ ُب ُسكـري‬
‫ضـ َّل‪ ،‬عـن ُرشده ت ْ‬ ‫وآخ ٌـر َ‬ ‫َ‬ ‫ـول‬
‫ـخ جه ٌ‬ ‫شي ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهـد‪ ،‬نتـوب هللِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْـن ُ‬
‫مـن ف ْعـل عـاِب ْد‪ ،‬أستغف ُر ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫هللا‬ ‫ُ‬ ‫ظـْلـ ِم ز ْ‬
‫اآله‬
‫والـ ُّرو ُح و ْ‬ ‫مع‬
‫الد ُ‬ ‫الـ َعيـ ُن و َّ‬ ‫ـول؟‬
‫مـاذا أق ُ‬ ‫َشـ ْرُح الـ ِفـر ِ‬
‫اق‪،‬‬
‫(‪) 5‬‬ ‫ِم ْن َغ ِـم ٍ‬
‫قلب‪ ،‬ما شـاهـداه؟!‬ ‫ّ‬ ‫رو‪ِ ،‬م ْن خ ِّـد َك ال َب ْد ُر‬ ‫ِم ْن ق ِّـد َك َّ‬
‫الس ُ‬
‫(‪)6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاع مّنـي‪َ ،‬شـو ُق ّ‬
‫الشفـاه‬ ‫الليـ ِل‪ ،‬و ِ‬‫الـَّدرس ِب َّ‬
‫أض َ‬ ‫بالف ْجـر‬‫الوْرَد َ‬ ‫َْ‬
‫ــــــ‬
‫ض ُن‬ ‫مد هلل على ذلك َّ‬ ‫لؤلؤ َ ِ‬ ‫(‪)1‬سعادتي من ِ‬
‫األصل‪َ :‬ح ْ‬
‫ْ‬ ‫فإن ُه مرادي؛ (‪)2‬في‬ ‫شفة حبيبي والح ُ‬
‫الدِّريَّة؛‬ ‫الخمر َّ‬
‫الذهبي وحيناً ُي ِّقب ُل شف َة الحبيب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫جام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب يا َب ْخ َت من ناَل ُه‪ ،‬حيناً ُي ّقب ُل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أتوب‬
‫أستغفر هللا من فعل العابد القبيح و ُ‬ ‫ثمر أعماالً ِّ‬
‫خيرًة فأنا‬ ‫يجب أن تُ َ‬ ‫الحقيقي ُة ُ‬ ‫العبادةُ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫هات‬ ‫إن شرَح الفراق ال ُيطاق وفيه يالزم َّ‬ ‫للناس؛ (‪َّ )4‬‬ ‫إلى هللا من ظل ِم َّ ِ‬
‫مع عيني واآل ُ‬ ‫الد ُ‬ ‫ُ‬ ‫الزاهد ّ‬
‫الغمِ؛‬ ‫قدك‪ ،‬والورد ِمن وج ِه ِ‬ ‫الس ِ ِ‬ ‫كافٌر ِم َن ِّ‬ ‫روحي؛ (‪)5‬ال رأى ِ‬
‫ك‪ ،‬م َن ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫رو م ْن ّ َ‬
‫الغم ما رأى َّ ُ‬
‫ظ َدرس الّل ِ‬
‫يل َوِوْرَد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َحر‪.‬‬ ‫ك أنسى حاف َ ْ َ‬ ‫شو ُق َشَفت َ‬
‫(‪)6‬‬

‫غزل‪418‬‬

‫(‪)1‬‬
‫هلل‬
‫الـ ُحكـ ُم ْ‬ ‫أ ُمـُّد ُعـ ْنـقي‪،‬‬ ‫ط ُـل بـمغـنـ ْاه‬‫لسيـوف‪ ،‬هـ ْ‬ ‫إن ل ُّ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ال حـ َّ‬
‫احـ َّر قلبـ ْاه‬
‫وَ‬ ‫عندي‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ظ‬ ‫كن‬
‫دي ولـ ْ‬ ‫ـوب تقـوى‪ ،‬عـنـ ْ‬ ‫أُسل ُ‬
‫ـاه‬
‫قص ٌـر حديث ْ‬ ‫خمري وكأسي‪،‬‬ ‫ّإال قـلـيـالً‬ ‫ـرف َّ‬
‫الشـي َـخ‬ ‫ال أع ُ‬
‫ْ‬

‫‪417‬‬
‫هللا!‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُسكر ْي‬
‫ـوب‪ ،‬أسـتغـفـ ُر ْ‬
‫ّأنـي أت ُ‬ ‫موس ِم الـورد‬ ‫وعشقي‪ ،‬فـي‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬
‫اسي القلب‪ ،‬م ْن قلِب َك ْ‬
‫اآله‬
‫َ‬
‫يـا قـ‬ ‫ـك‬ ‫َشم ٍ‬
‫ـس‪ ،‬مـا نـالني من َ‬ ‫ْ‬ ‫ُشعـاعُ‬
‫َّ‬
‫حتـامَ ألقاهْ‬
‫(‪)2‬‬
‫يـا ليت ِشعري‪،‬‬ ‫الصـب ُـر مٌُّـر والـعُمْ ُـر ف ـ ٍ‬
‫ان‬ ‫َّ‬
‫تَج َّـرِع ال َّـد َّم‪ ،‬تـُف ْـز بُلقـيـ ْاه‬ ‫ـاه‬ ‫ِ‬
‫اء؟‪ ،‬يـا حـافـظ ْ‬
‫البـكـ ُ‬
‫مـا ذا ُ‬
‫ــــــ‬
‫بحك ِم هللا‪ ،‬و ُّ‬
‫أمد‬ ‫مط ُر سيوفاً في حمى الحبيب َّالتي هي قصدي‪َّ ،‬‬ ‫(‪)1‬إذا كانت تُ ِ‬
‫أقبل ُ‬
‫فإنني ُ‬
‫أشك َل‬ ‫حاف َ ِ ِ‬
‫ظ ِم ِ‬‫البيت ِم ْن ن ْ‬ ‫للسيوف‪ ،‬وال أترك تلك ِ‬
‫بالعربيَّة‪ ،‬وقد َ‬
‫ظ نفسه َ‬ ‫الديار؛ هذا ُ‬ ‫عنقي ُّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫اع ِر حتّى متى ِ‬
‫أنتظ ُر حتّى ألقاه‪.‬‬ ‫الش ِ‬
‫البعض‪ ،‬في حتَّام ألقاه‪ ،‬ومقص ُد َّ‬ ‫ِ‬
‫عليه‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪419‬‬

‫أفضل‬
‫ْ‬ ‫ُرز ُق‪ ،‬وهو‬
‫ـي أ َ‬
‫ـب إل َّ‬
‫أح ُّ‬ ‫منه‪ ،‬من تخلي ِـد ُعمري‬ ‫ـال ُ‬ ‫وص ٌ‬
‫أفضل‬ ‫أعداي‬ ‫ْ ِ‬
‫الس ِّـر عن‬ ‫سري‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وكت ُـم ّ‬ ‫ـت ّ‬ ‫بسيـف ضاربي وكتم ُ‬
‫أفضل‬
‫ْ‬ ‫ـدوم‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫حيـاة في النعيـ ِم ت ُ‬ ‫لموت العب ِـد فـي أعتـاِب ِه ِمن‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫أفضل؟‬
‫ْ‬ ‫يصير‬
‫ُ‬ ‫عيف‬
‫الض ُ‬ ‫متى هذا َّ‬ ‫عنـي طبيـبي‬ ‫ـق هللا َس ْـل ّ‬ ‫بح ِّ‬
‫أفض ْل‬‫ان‪ ،‬ثـراهُ َ‬ ‫ـاء األُرغو ِ‬‫ِدم ِ‬ ‫رونا في ِـه نمـا‪ِ ،‬مـن‬ ‫اب َس ُ‬ ‫تُر ٌ‬
‫أفض ْل‬ ‫ِ‬ ‫اهـد‪ِ َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ـائك لـي ِب ُخْل ٍـد‬ ‫ِ‬
‫إن عنـدي من ُه َ‬ ‫أز ُ‬ ‫َفدعني م ْن ُدع َ‬
‫‪1‬‬

‫أفض ْل‬ ‫ِ‬ ‫دارِه يـا َقْل ُب تُ ْعـ َ‬ ‫وس ْل في ِ‬


‫وجود الخـالدي َـن َعَل ْيـ َك َ‬
‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ََ‬
‫أفضل‬ ‫صح َّ‬
‫الشي ِـخ‬ ‫ـك َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُغالم‪ ،‬فال ِ‬
‫ْ‬ ‫إن ُن َ‬ ‫ل َبخت َ‬ ‫تم ْل عن ُنصـ ِح شي ٍخ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫كلـؤل ِـؤ قـرط أُذني أو ك ْ‬
‫أجمل‬ ‫ص‬‫عين شخ ٍ‬ ‫ال‪ :‬لم َتر ُ‬ ‫وليالً قـ َ‬
‫أجم ْل‬ ‫ولـك ّـنـي أرى شيـرَاز‬ ‫ـاة ِبأصفه ٍ‬
‫ـان‬ ‫جرى مـاء الحي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أجمل‬
‫ْ‬ ‫ظ ِم ْن ُه‬ ‫ولكـن َقـول ح ِ‬
‫ـاف َ‬ ‫ْ ُْ‬
‫ِ‬ ‫شهٌد‬
‫ْ‬
‫َّ‬
‫ـث حبيِبنا في الث ْغ ِـر‬ ‫حدي ُ‬
‫ـــــــ‬
‫اهد ال تدع لي بالجَّن ِة‪ ،‬فتَُّفاح ٌة ِمن َذ ْقِن ِه أفضل عندي ِمن ب ِ‬
‫ستانها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫في األصل‪ :‬أي ز ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪418‬‬
‫غزل‪420‬‬

‫ِ‬
‫البيت ما يعني‪1‬؟؛‬ ‫روج َك سك ار َن م ِ‬
‫سرعاً َم َن‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫قاب ما يعني؟‪ُ ،‬خ ُ‬ ‫الن َ‬‫فجأة َرْف ُع َك ّ‬
‫ً‬
‫الك ِّل ما يعني؟؛‬ ‫تعامُل َك هكذا َم َع ُ‬
‫الرقيب‪ُ ،‬‬ ‫ول َّ‬‫الصبا‪ ،‬واألُ ُذ ُن لَِق ِ‬ ‫الف ْرعُ ِب َيِد َّ‬
‫َ‬
‫هذ ِه المرتََب ِة ما يعني؟؛‬
‫تعرف َقدر ِ‬
‫السائلين‪ ،‬وال ِ ُ ْ َ‬ ‫ومنظور َّ‬‫َ‬ ‫الح ْس ِن‬
‫أنت شاهُ ُ‬ ‫و َ‬
‫ط َك لـي ثانياً ما يعني؟؛‬ ‫الضفيـ َ ِرة َّأوالً‪ ،‬واسقـا ُ‬
‫ف َّ‬ ‫لم تُ ِ‬
‫طـ َر َ‬
‫عطنـي َ‬
‫كل ما يعني‪2‬؟؛‬
‫يف م ْن بين ال ّ‬
‫الس َ‬
‫علي َّ‬ ‫ْع َك َّ‬ ‫قال َرْم َز فم َك‪َّ ،‬‬
‫وزن ُار َك سَّر َو َسط َك‪ ،‬فَرف ُ‬ ‫حدي ُث َك َ‬
‫الك ّل ما يعني؟؛‬ ‫ش‪ ،‬واحتياُل َك في َّ‬
‫اللعب َم َع ُ‬ ‫مشغول بَن ْق ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ص م ْن َزْهر َنْرد َشمس َك‬ ‫ُك ُّل َش ْخ ٍ‬
‫ير ما يعني؟‬ ‫البيت ِم َن َ‬
‫الغ ِ‬ ‫الضِّي ِق‪ ،‬ف َع َد ُم إخالئ َك َ‬
‫ك َّ‬‫الحبيب َن َزَل في قلِب َ‬
‫ُ‬ ‫ظ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫ــــــــ‬
‫ك ِسَّاًر‪ ،‬فلِماذا ترَف ُع َّ‬
‫علي‬ ‫َّ‬
‫الوحيد الذي أذاعَ َل َ‬ ‫لست‬ ‫ك الَق ْت ُل؛‬
‫قصد َ‬ ‫(‪)1‬ما يعني‪ :‬أال يعني َّ‬
‫أن‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يف ِم ْن ِ‬
‫بين الجميع‬ ‫الس َ‬
‫وحدي َّ‬

‫غزل‪421‬‬

‫در‪ ،‬ودعـا ُك َّل‬ ‫الصـ ِ‬


‫الشيـ ُخ في َّ‬‫ش الـمـاء‪ ،‬جلس َّ‬ ‫أن ُر َّ‬ ‫ان الـمـغـ ِ‬
‫ان‪ ،‬بـعـ َد ْ‬ ‫فـي إيـو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وشاب؛‬
‫ّ‬ ‫َشيـ ٍخ‬
‫منهـ ْم عمـامتُـ ُه تعلـو‬ ‫ٍِ‬ ‫الشـاربـو َن أجمـعـو َن‪ُ ،‬كـ ٌّل شـَّد لِ ِخ ْدمِت ِه ِ‬ ‫َّ‬
‫وك ُّل واحـد ُ‬ ‫الحز َام‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫السحـاب؛‬‫على َّ‬
‫طـ َع طريـ َق‬‫ان َقـ َ‬ ‫ذار ِغـلمـ ِ‬
‫ان الحـ ِ‬ ‫ور الَقـ َمـر‪ ،‬عـ ُ‬
‫َّ‬
‫ُشعـاعُ الجـا ِم والـَق َـد ِح غـطـى نـ َ‬
‫الشـ ْمس؛‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫خصالت َش ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫الزين ِة بأْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورش ْت‬‫عرها‪ّ ،‬‬ ‫سر َح ْت‬
‫دالل َّ‬ ‫الب ْخـت في بيـت ِّ َ‬ ‫روس َ‬ ‫عـ ُ‬
‫ماء الورد؛‬ ‫ِق ِ‬
‫على َوَر الورد َ‬

‫‪419‬‬
‫اء الـ َوْرِد علـى‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫مالك َّ ِ‬
‫ص َّب م ْن ُجرَعة مـ ْن ُه مـ َ‬ ‫أمس َك بكأس الع ْش َرة‪ ،‬و َ‬
‫الر ْح َمة َ‬ ‫ُ‬
‫وجـوِه المَلـ ِك والحـ ِ‬
‫ور؛‬ ‫َ‬
‫مين‪،‬‬ ‫تكسـر ُّ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و ِمـ ْن ِف ْتـ َنة وعـربـ َدة ْ ِ‬
‫اس ُ‬ ‫السـك ُر‪ ،‬وانتَثَـ َر اليـ َ‬ ‫أهل الجمـال َح َسني الفعال‪َ َّ ،‬‬ ‫َ َْ‬
‫الرباب؛‬ ‫وانتَ َح َب َّ‬
‫المـفـلِ ُس َّالـذي َل ِعـ َب ِبـ َك‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َّ‬
‫ور ُ‬‫المـخمـ ُ‬
‫ال لـي بـ َو ْجـه ضـاحـك‪ُّ ،‬أيـها َ‬ ‫َسـلـ ْمـ ُت‪ ،‬قـ َ‬
‫الشـراب؛‬ ‫ّ‬
‫ص ْبـ َت‬ ‫تركـ َت بيـ َت َ ِ‬
‫الكـ ْنز وَن َ‬ ‫أي‪ْ ،‬‬ ‫ف ِه َّم ٍة ور ٍ‬ ‫من يفعل هـذا َّالـذي َفعْلـت ِمن ضع ِ‬
‫َ َ ْ َ ْ‬ ‫َْ َُ‬
‫الخيم َة في الخراب؛‬ ‫َ‬
‫أخـاف أن ال يعـطـوك ِوصـال دوَلـ ِة الـمـرِاد‪ ،‬فقـد ُكنت نـائماً فـي ِحض ِن البختِ‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬
‫عاس؛‬
‫الن ُ‬‫أخ َذ َك ُّ‬ ‫وَ‬
‫المستجـ َاب ِة‬
‫عيـة ُ‬
‫ف ِمـن األد ِ‬
‫َ‬ ‫صّ َ‬
‫ٍ‬
‫ف َ‬ ‫ض َل َك أْل َ‬
‫ظ تعـال إلى الحـ ِ ِ‬
‫ان أل ْعـ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫الم َجـ َّرَب ِة تـدعـو بها؛‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وضـ ْع‬ ‫ظـ ْر إلـى ُمْلكه‪َ ،‬‬ ‫ال وان ُ‬‫الدين‪ ،‬تعـ َ‬‫ص َ ِرة ّ‬
‫ك ب ِزمـا ِم جـواد الشاه ُن ْ‬ ‫ك ُيمسـ ُ‬ ‫الفـَلـ ُ‬
‫َ‬
‫ك على ِركا ِبه ّ‬
‫(الشاه نصرةُ ّالدين يحيى‪ ،‬حاكم شيراز)؛‬ ‫َي َد َ‬
‫رش ِه ليطـ َب َع مئـ َة ُق ْبـَل ٍة على‬
‫ف‪ ،‬نـ َزل عن عـ ِ‬
‫الشـ َر َ َ َ ْ َ‬
‫الغـيـ ِب لِكسـ ِب َّ ِ‬ ‫العـْقـ ُل ُمـْل َهـ ُم َ‬
‫َ‬
‫جناِبه‪.‬‬

‫غزل‪422‬‬

‫ـاش َق‬ ‫ـلسـَل ِة جـديـ ِلتك َّ‬


‫الطـويـلة‪ ،‬ه ِـذ ِه ُفـرصـتُك لِتُق ِـيـد الع ِ‬ ‫بس ِ‬ ‫يا مـن دخْلـت ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫المجـنو َن(‪)1‬؛‬
‫عن أربـ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ائج؛‬ ‫اب الحو ِ‬ ‫أل ْ‬ ‫ـئت تس ُ‬ ‫دع الك ْبـ َر ساع ًة‪ِّ ،‬‬
‫وغيـ ْر العـ َاد َة‪ ،‬فقد ج َ‬
‫اس َك على ُك ِّـل حـال؛‬‫الل علـى قيـ ِ‬‫الد ِ‬
‫رداء ّ‬ ‫ِ ِ‬
‫صـلحاً أو حـرباً‪ُ ،‬‬ ‫داء‪ُ ،‬‬
‫أنـا لقـّد َك الفـ ُ‬

‫‪420‬‬
‫وء ال تُصي ُـب َك من مهـارِة‬‫الس ِ‬
‫زجـا‪ ،‬عيـ ُن ُّ‬ ‫وت َ ِ‬‫فـي يـاقـ ِ‬
‫اء والّنـ ُار تمـا َ‬‫شفتـ َك المـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ْح ِر َك ّ‬
‫وفنك؛‬
‫اء ُيصـّلي على قتي ِـل غمزِتـك؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُك ُّل الثّنـاء لقـلبـ َك الّلطيـف الـذي‪ ،‬طلـباً للثّـواب‪ ،‬جـ َ‬
‫ان‪ ،‬في خـلـوتي وفي‬ ‫ان وغضبـ َ‬ ‫هجمـ َت علـى قلـبي‪ ،‬سكـر َ‬ ‫ْ‬ ‫ما وزُن ُزهـدي وقـد‬
‫فقـري وحـاجتي؛‬
‫كأنـك تَركـت مـذهـب هـ ِ‬ ‫تدنس ْت ثـاني ًة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذه‬ ‫َ‬ ‫بالشـراب‪َ َ َ َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫قـال‪ :‬يـا حافظ‪ ،‬خـرَقتُـ َك َ‬
‫طـائـفة‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫ـــــ‬
‫ِ‬
‫سالسلِها‬ ‫ِ‬
‫حلقات‬ ‫لتقيده ِب ٍ‬
‫قيد ِمن‬ ‫(‪ِ )1‬‬
‫َّ ُ‬

‫غزل‪423‬‬

‫وسجـادتي َّ‬
‫الشراب‬ ‫َّ‬ ‫عـلى خرقتي‬ ‫ـان للح ِ‬
‫ـان‬ ‫ـاألمس نعس َ‬ ‫ِ‬ ‫ـت ب‬ ‫ُرح ُ‬
‫الشراب‬ ‫ِ‬
‫غفلة َّ‬ ‫سالك من‬ ‫ـح يا‬ ‫ـادم الح ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫صُ‬
‫اُ ْ‬ ‫ـان مستهـزئاً‬ ‫ـال لي خ ُ‬ ‫ق َ‬
‫منك َد ْي َر الخراب‬ ‫ال ينال َّ‬ ‫اغتسل قبل أن تـزور الخ ارب ِ‬ ‫ِ‬
‫لويث َ‬
‫الت ُ‬ ‫َ‬ ‫ـات‬ ‫َ‬ ‫و ْ َ‬
‫المذاب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والى كم هو ِ‬
‫الرو ِح منك بياقوتها ُ‬ ‫جوهر ُّ‬ ‫وتلويث‬
‫ُ‬ ‫الغلمان‬ ‫اك شفاهَ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ـب ال تُش ْب َّ‬
‫بالشباب‬ ‫الشي ِ‬‫خـلعة َّ‬ ‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬
‫منزل َّ‬
‫يب ُج ْز طاه اًر وتشـر َ‬ ‫َ‬
‫مزج ُه التُّراب‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ف‪ ،‬واخ ُـرْج من بئ ِـر الطبيعة‬
‫الماء الذي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ال يصفو‬ ‫صُ‬ ‫اُ ْ‬
‫الشراب‬‫الربيع فصل َّ‬ ‫ِ‬ ‫عيب في ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫صار َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫الورد‪ ،‬كي َ‬ ‫دفتر‬ ‫قلت لجا ِم العاَل ِم ال َ‬ ‫ُ‬
‫بماء َّ‬‫العميق ال ِ‬ ‫ـارفو طر ِ ِ‬
‫الشراب‬ ‫ِ‬ ‫ِبهذا َ‬
‫الب ْح ِر‬ ‫ضوا َغ َرقاً‬ ‫يق الع ْش ِق‪َ ،‬ق َ‬ ‫عِ‬
‫شابه العتاب‬‫ُ‬ ‫ِآه من ُلط ِـف ِه َّالـذي‬ ‫ظ‬
‫للحبيب يا حاف ُ‬ ‫ِ‬ ‫قال ال ِ ِ‬
‫الس َّـر‬
‫تبع ّ‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬

‫‪421‬‬
‫الخمر‪ ،‬وقد َس َرت‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫بت َ‬ ‫مما شر ُ‬ ‫عاس َّ‬ ‫الن ُ‬ ‫يغلبني ُّ‬ ‫للحان ُ‬ ‫َ‬ ‫حت‬‫أمس ُر ُ‬ ‫ِ‬ ‫شرح‪:‬‬
‫بذلك‬ ‫العارف‬ ‫صالتي(يرمز‬ ‫سج ِ‬
‫ادة‬ ‫ِق‪ ،‬وفي َّ‬ ‫الخمر في إزاري الخر ِ‬ ‫ِ‬ ‫رطوب ُة‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫نفس ِه كالنائم أو‬ ‫فيه غائب عن ِ‬
‫ٌ‬
‫السالك ِ‬
‫السلوك و َّ ُ‬
‫اح ِل ُّ ِ‬ ‫للمحو وهو أولى مر ِ‬
‫ٍ‬
‫ك‬‫صح من نو ِم َ‬ ‫وقال لي باستهزاء‪ ،‬اُ ُ‬ ‫يف‪َ ،‬‬ ‫ظر ُ‬ ‫ِ‬
‫الحان ال ّ‬ ‫خادم‬
‫ُ‬ ‫كالميت)؛ جاءني‬ ‫ّ‬
‫بعد المحو وهو‬ ‫السلوك تأتي َ‬ ‫الصحو مرحل ٌة في ُّ‬ ‫السالك( ّ‬ ‫أفق من سكرِت َك أيُّها َّ‬ ‫و ْ‬
‫ِ‬
‫عليك باالغتسال قبل‬ ‫َ‬ ‫للميت)؛ وقال لي‬ ‫للنائ ِم أو عودةُ الحياة ِّ‬ ‫كاليقظة واالنتباه َّ‬
‫النجاس ُة في‬ ‫الباطن وهي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نجاسة‬ ‫وتطه ْر من‬ ‫قلب َك‬ ‫ِ‬ ‫زيا ِرة الخرابات‬
‫َّ‬ ‫(طه ْر َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫وطلب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫معبد للخراب‬ ‫الدنيا) فهذا ٌ‬ ‫وحب ُّ‬ ‫الشه ِرة ّ‬ ‫ميمة‬ ‫كالحسد و َّ‬ ‫الدين‬ ‫ألخالق و ّ‬ ‫ا‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫نفسك‬
‫َ‬ ‫ئ‬ ‫الدنيا ِّ‬
‫وهي ْ‬ ‫الحياة ُّ‬ ‫بشيء من‬ ‫الدنيا) فال ِ‬
‫تلوْث ُه‬
‫ّ‬ ‫الدنيا ال لعما ِرة ُّ‬ ‫عن ُّ‬ ‫(للفناء ِ‬
‫الط ِ‬
‫بيعة‬ ‫بئر َّ‬ ‫اخرْج من ِ‬ ‫َّ‬ ‫النور َّ‬ ‫لقبول ُّ‬‫ِ‬
‫طه َرْت ُه الشمس؛ و ُ‬ ‫سقف ُه َّ‬ ‫خر َب ُ‬ ‫البيت إذا ُ‬ ‫فإن َ‬
‫بئر ُمظلِمةٌ وال ُبَّد‬ ‫هر في قع ِر تلك البئر‪ ،‬عاَلم ال ّ ِ‬ ‫الد ِ‬‫أبد َّ‬ ‫الم ْ ِ‬
‫طبيعة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تبق َ‬ ‫ظل ِم وال َ‬ ‫ُ‬
‫حرِر‬ ‫بحانه من التَّ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫المجرِاة من ر ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يح رو ِح هللا ُس ُ‬ ‫وهي الكلم ُة الطّي َب ُة ُ‬ ‫َ‬
‫المؤمن‬ ‫لرو ِح‬
‫بنداء ارجعي (إليه‬ ‫ِ‬ ‫اج َع ًة إلى ِ‬
‫بارئها‬ ‫الصعود ر ِ‬ ‫من ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫لتتمك َن َ‬ ‫طيني‬ ‫البدن ال ّ‬ ‫من‬
‫يقدر على‬ ‫ن‬ ‫َّ‬
‫ثقيل وال ُ‬ ‫فطين ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫البدن‬
‫ُ‬ ‫أما‬
‫يصعد الكل ُم الطّي ُب‪ ،‬واّنا إليه راجعو )‪ ،‬و ّ‬ ‫ُ‬
‫الصبر‪ ،‬وهذا‬ ‫بحبل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ف منها‬ ‫يوس ُ‬‫بئر وقد خرَج ُ‬ ‫االرتفاع‪ ،‬في المثنوي‪:‬العاَل ُم ٌ‬
‫ِ‬ ‫الجنين واتَّ ِج ْه إلى‬
‫ِ‬
‫األرض‬ ‫عرصة‬ ‫ِ‬ ‫منه خرو َج‬ ‫فاخرْج ُ‬ ‫ُ‬ ‫كالرحم‬
‫ضي ٌق َّ‬ ‫العاَل ُم ِّ‬
‫الواسعة‪.‬‬

‫غزل‪424‬‬

‫الو ِجـل؛‬ ‫ِ‬ ‫ـارْقـنـي فـأنـت نـ ِ‬ ‫ال تُف ِ‬


‫احـ ُة روحـي ومـؤن ُس قـلـبي َ‬‫أنت ر َ‬
‫ور ل َعيـني‪َ ،‬‬‫َ ٌ‬
‫ـوب صب ِـرِهم ُممـزَّق؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يـُد العـاشـقيـ َن ال تَص ُـل إلى ثـوب َك‪ ،‬وث ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مـن عيـ ِن َبخـت َك ال أص َ‬
‫ـاب َك مكـروهٌ‪ ،‬ألَّن َك في َش ْـغف الُقلـوب فـي غـايـة ُ‬
‫الح ْسـن؛‬

‫‪422‬‬
‫أي مـفـتي َّ‬
‫الزمـان‪ ،‬وأنـا أعـ ُذ ُر َك َّ‬
‫ألنـ َك ْلم تَ َـره؛‬ ‫ال تُق ْـم ِبمـنعـي مـن ِع ْشـ ِقـ ِه‬
‫ْ ُ َ‬
‫أطو َل ِم ْن‬ ‫لعلهـا كـانت لِم ِّـد َك ِّ‬ ‫تلـك المـالم ُة لـك ِمـن الحبيـ ِب يـا حـافظ‪َّ ،‬‬
‫الر ْج َـل َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِبساطك‪.‬‬‫ِ‬

‫غزل‪425‬‬

‫قص ْب‬ ‫الم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بدال ٍل مشـى ِ ِ‬


‫ثوب ُه ُ‬
‫شق َ‬ ‫كالبدر َّ‬ ‫جميل‬ ‫َّب‪ ،‬كم‬ ‫المذه ْ‬
‫بالرداء الحرير ُ‬
‫ّ‬
‫َّب‬
‫الندى يتصب ْ‬ ‫الن ِار‪ِ ،‬خْلتَـ ُه ور َق ال ِ‬
‫ورد فوَق ُه َّ‬ ‫ِق وجـ ُه ُه من ح ار ِرة ّ‬‫َعـر ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫ين أعج ْب‬ ‫ال ظريف والوجه منه لطيف و َّ‬ ‫القد عـ ٍ‬
‫ُّ‬
‫الع ُ‬
‫فصيح و َ‬
‫ٌ‬ ‫ذب‬
‫ظ ع ٌ‬ ‫اللف ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫المع ّذ ْب؟‬
‫قلبي ُ‬ ‫أفعل مع‬
‫ُ‬ ‫األدع ُج يـا أخالي ما‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫شب َكتي الغـز ُ‬
‫من ْ‬ ‫أفَل َت‬
‫َ‬
‫َّب‬
‫المحب ْ‬
‫بي ُ‬ ‫انة‪ِ ،‬اغمزني يـوماً أيـا حبي‬
‫عينـك الفتَّـ ِ‬
‫ِ‬
‫اب لـي ِب َ‬
‫ِ‬
‫العتـ ُ‬ ‫الم‬
‫وا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫َّق ُك ُّل ذي‬ ‫دالل‪ ،‬فمز َ‬ ‫َّب‪ ،‬وسار في ٍ‬ ‫ير الم َذه ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫رداء من الحر ُ‬ ‫الحبيب يرتدي ً‬ ‫ُ‬ ‫مر‬‫َّ‬
‫الع َر ِق على وج ِه ِه من ح ار ِرة‬ ‫َّات َ‬ ‫كانت حب ُ‬ ‫ير إذ رآهُ؛ َ‬ ‫ثوب ُه من الحر ِ‬ ‫كالب ْد ِر َ‬‫َ‬ ‫َو ْج ٍه‬
‫فصيح‪ ،‬وَقٍّد‬‫ٍ‬ ‫تقطر على ور ِق الورد؛ بلْف ٍظ َع ْذ ٍب‬ ‫الندى ُ‬ ‫ات َّ‬ ‫الخمر‪ ،‬تُشبه قطر ِ‬
‫ُْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نار‬
‫الرو َح‬ ‫يه ُب ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وو ْجه جميل لطيف‪ ،‬وعين ب َرْس ٍم بديع؛ ياقوتُ ُه الذي َ‬ ‫عال ظريف‪َ ،‬‬
‫ظ ْر إلى‬ ‫الل و ِ‬
‫الع ِّز؛ فان ُ‬ ‫الد ِ‬
‫الجميل مربو ُب َّ‬
‫ُ‬ ‫مشادهُ الماِئ ُس‬
‫طف‪ ،‬وش ُ‬
‫ِ‬ ‫ماء ُّ‬
‫الل ْ‬ ‫مولود ِ‬
‫ُ‬
‫ظر إلى ِم ْشيِتهِ‬ ‫حكة م ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ساح ِر القلو ِب‪،‬‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫ثيرة الفتَ ِن‪ ،‬وان ُ ْ‬ ‫الض َ ُ َ‬ ‫وتلك ُّ‬‫َ‬ ‫ذاك‬
‫ْلعله َ‬
‫طوِة‬ ‫ِ‬
‫ط ْع َت‪،‬‬ ‫ظ ِر ما استَ َ‬ ‫أه َل َّ‬
‫الن َ‬ ‫تؤذي ْ‬‫َ‬ ‫ذار أن‬ ‫الموزونة؛ َح ِ‬‫َ‬ ‫الخ َ‬
‫لك ُ‬ ‫الجميَلة‪ ،‬وِت َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫الع َين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫أحمل المالم َة من عين َ‬ ‫ُ‬ ‫ين؛ إلى كم‬ ‫نور كلتا َ‬ ‫وفاء‪ ،‬يا َ‬ ‫تملك ً‬ ‫ُ‬ ‫الدنيا ال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫كان خاط ُر َ‬ ‫المختار؛ إذا َ‬ ‫حبيبي ُ‬ ‫َ‬
‫منك يوماً يا‬ ‫الفتَّانة‪ ،‬اغمزني غمزًة واحدةً َ‬
‫حافظ‪ُ ،‬ع ْد فقد تُبنا عن ُك ِّل ما‬ ‫تأذى ِمن ِ‬ ‫الشريف قد َّ‬
‫سم ُع؛‬ ‫وي َ‬ ‫قال ُ‬
‫مما ُي ُ‬ ‫يؤذيك ّ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬

‫‪423‬‬
‫ِ‬
‫الفاك َه ُة‬ ‫الش ْك ِر في ِخ ْد َم ِة َّ‬
‫السِّيد‪ ،‬إذا َوَق َع ْت في يدي ِتْل َك‬ ‫ُعيد َقول ُّ‬
‫كم سأ ُ َ‬
‫الن ِ‬
‫اض َجة(‪.)3‬‬ ‫َّ‬
‫ـــــــــ‬
‫المعني‪:‬‬ ‫العين؛ (‪ِ َّ )3‬‬
‫السّيد َ‬ ‫أسوُد َ‬
‫األدع ُج َ‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫العين جميَل ٌة و ِاس ِعة؛‬
‫ص ِل و ُ‬
‫أعجب‪ :‬في األ ْ‬
‫العين َ‬
‫و ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫الشاه ُشجاع‪.‬‬ ‫السِّيد جالل ّ‬


‫الدين تورانشاه وزير ّ‬ ‫َّ‬

‫غزل‪426‬‬

‫القيامه‬
‫ْ‬ ‫ِّإني أرَْي ُت َد ْه اًر ِم ْن َه ْج ِر َك‬ ‫للحبيب في ِر ْ‬
‫ساله‬ ‫ِ‬ ‫كتب ُت ِم ْن َد ِم اْلفؤ ِاد‬ ‫ْ‬
‫العالمه‬ ‫َل ْي َس ْت ُدموعُ َع ْينيْ هذي َلنا‬ ‫عالم ْه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العيو ِن مـ ْن فراقه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قام في ُ‬ ‫كم َ‬
‫دام ْه‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫كم ِح ْيـَل ًة َج َّرْبتُهـا و ِم ْن ُه ال إفـ َاد ْه‬
‫الم َج َّر ْب َحّل ْت به الن َ‬ ‫َم ْن َج َّر َب ُ‬ ‫ْ‬
‫المه‬ ‫عذاب في ُقربِها َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْ‬ ‫ٌ‬ ‫في ُبعدها‬ ‫سألت عن أحوالها‪ ،‬طبيـبي‬ ‫ُ‬ ‫أجاب إذ‬ ‫َ‬
‫الم ْه‬ ‫ِ‬ ‫إن حمت في حماها َّ‬
‫وهللا مـا َأرَْيـنا ُحـَّباً بـال َم َ‬ ‫المالمه‬
‫ْ‬ ‫حل ْت بي‬
‫َ‬ ‫ْ ُْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫امه‬
‫من الكر ْ‬ ‫منه كأساً َ‬ ‫حتّى يـذو َق ُ‬ ‫المدا ِم يشـتري‬ ‫ام ُ‬‫ظ بروحه جـ َ‬ ‫وحاف ٌ‬

‫غزل‪427‬‬

‫كالفراش‪ ،‬وأنا ِبحالِك ِ‬


‫غاف ٌل عن حالي؛‬ ‫تدور َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِسر ُ ِ‬
‫َ‬ ‫اج وجه َك حوَل ُه الشموعُ ُ‬
‫ِ‬ ‫شق‪ِ ،‬ب َع ِ‬ ‫مجانين ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫بير ُس ْنُبل فرِع َك َ‬
‫صار مجنوناً؛‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫بتقييد‬ ‫يأم ُر‬
‫العقل الذي ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الرو ُح في ِّ‬ ‫ِ‬
‫إن َذ َهب ْت م ْن ِ‬
‫طيب َفرِع َك ُّ‬
‫ألف رو ٍح‬
‫الحبيب ُ‬ ‫فداء‬
‫يح؟‪َ ،‬‬ ‫الر ِ‬ ‫ماذا يكو ُن ْ َ‬
‫عز َ ٍ‬
‫يزة؛‬
‫أيت معشوقي في َيِد‬‫ماي‪ ،‬إ ْذ ر ُ‬
‫ِ‬ ‫س ِم َن َ ِ‬
‫الغ َيرة ْلم تحملني َق َد َ‬
‫أنا الو ِج ُل ليَل َة األم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َغريب؛‬

‫‪424‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كم نْق ِ‬
‫له ُخ ارَف ًة بال جدوى؛‬ ‫حرنا ُ‬ ‫صار س ُ‬‫له دو َن جدوى‪َ ،‬‬ ‫ش س ْح ٍر عمْلنا ُ‬ ‫َ َ‬
‫َّة خالِهِ‬
‫موضع الحرم ِل‪ ،‬من ذا رأى حَّب ًة أجمل ِمن حب ِ‬ ‫الجميل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نار َوج ِهه‬
‫على ِ‬
‫ََ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫لسوداء؛‬ ‫ا َّ‬
‫جاءت ُه ِم ْن َش ْم ِع َو ْج ِه َك إ َ‬
‫جازةٌ‬ ‫ْ‬ ‫حين‬
‫س‪َ ،‬‬ ‫للصبا في َنَف ٍ‬ ‫الرو َح َّ‬ ‫شارة‪َ ،‬دَفع َّ‬
‫الش ْم ُع ُّ‬ ‫َ‬
‫ِبِب ٍ‬
‫َ‬
‫ظر؛‬ ‫َّ‬
‫بالن َ‬
‫ِ‬
‫الكأس؛‬ ‫ِ‬
‫حديث‬ ‫غير‬ ‫ِ‬ ‫الع ْه َد‪َّ ،‬أال‬ ‫ِ ِ‬ ‫أنا ِبد ِ ِ‬
‫يجيء على لساني َ‬ ‫َ‬ ‫ور َشَفة الحبيب عاقٌد َ‬ ‫َ‬
‫أس ِ‬ ‫ارة وَق َع في ر ِ‬ ‫الخ َّم ِ‬ ‫الخانقاه ُم َّ‬ ‫ِ‬
‫حديث المدرسة و ِ‬
‫ظ‪.‬‬
‫حاف َ‬ ‫جدداً‪ ،‬هوى َ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ال تُق ْل‬

‫غزل‪428‬‬

‫الفج ِر‪ ،‬جامي‬ ‫ْ‬ ‫علـى قيثارتي‪ ،‬في‬ ‫ـت مخمـو اًر بليلي‪،‬‬
‫وكن ُ‬
‫ـت‪ُ ،‬‬ ‫فع ُ‬
‫رْ‬
‫وع ْنـدي زُاد دربـي من ُمدامي‬ ‫ِ‬ ‫رحـْل ُت عقـلي عـن وجودي‬‫وقد َّ‬
‫اعتصامي‬ ‫ـائع الخم ِـر ِ‬ ‫وغمزةُ ب ِ‬ ‫أمن‬ ‫ومن م ْـك ِـر َّ‬
‫الزم ِ‬
‫ْ‬ ‫ـي ٌ‬
‫ـان عل َّ‬
‫ِ‬
‫الس َها ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ـذار‪ ،‬فح ِ‬ ‫ح ِ‬
‫ض ّ‬ ‫تك ْـن َغ َر َ‬
‫ظ َه ْـر ُ‬
‫إن ت ْ‬‫فْ‬ ‫كقوس‬ ‫ـاج ُب ال ّسـاقي‬
‫ـالي ُة الم ار ِم‬
‫ـاء ع َ‬ ‫غي َـر ط ٍ‬
‫العـنـق ُ‬
‫ـي َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ـير‬ ‫ـاء واطـُل ْب ْ‬ ‫دع العنق َ‬ ‫ِ‬

‫عاش َق َنْف ِس ِه‬


‫ظ ُّل ِ‬
‫ذاك َّالذي َي َ‬ ‫*متى يحصل على مرِاد الوص ِل ِم ْن حس ِن َّ‬
‫الشاه‪َ ،‬‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َّ‬
‫ين في الطر ِ‬
‫يق‬ ‫طِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خيال الماء وال ّ‬ ‫الساقي جميعاً‪،‬‬ ‫النديم والم ِ‬
‫طر ُب و َّ‬ ‫هو َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫األبد؛ َ‬
‫إلى َ‬
‫فين َة َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْم ِر أل ُْبح َر ِّ‬
‫خرَج ِب َسال ٍم ِمن) هذا‬ ‫جيداً في (في ن ٍ ِ‬
‫سخة‪ :‬أل ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َو ْه ٌم*؛ فهات َس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ووهم‪.‬‬
‫وجودنا ُم َع َّم ًى يا حافظ‪ ،‬تحقيُق ُه ُخ ارَف ٌة ٌ‬
‫ُ‬ ‫له؛‬
‫ئ ُ‬‫الب ْح ِر الذي ال شواط َ‬
‫َ‬

‫ليس في‬
‫محض خيال‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫طِ‬
‫ين‬ ‫الماء وال ِّ‬
‫ِ‬ ‫المشتََّق ِة ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫وجود لِ ِسوى هللا‪ُ ،‬‬
‫وك ُّل الموجودات ُ‬ ‫َ‬ ‫*ال‬
‫الد ِار غيرهُ ّديار‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪425‬‬
‫غزل‪429‬‬

‫الخرافات!؛‬ ‫ام ُ َّ‬ ‫ساقي تعـال‪َ ،‬قدح ال َّزهر امتألَ بالخم ِر‪ ،‬إلـام َّ‬
‫ام ُ‬ ‫ات وحتـ َ‬ ‫الط َّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬
‫اج َكي(‪)1‬؛‬ ‫قيصـر وتـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظـ ْر ما َف َع َل َّ‬ ‫دع ِ‬
‫الدهـ ُر برداء َ‬ ‫الل وان ُ‬ ‫الد َ‬
‫الك ْبـ َر و ّ‬ ‫ِ‬
‫تاء باألذى؛‬ ‫الش ِ‬‫يح ِّ‬ ‫دالل‪ ،‬ال ِ ْزل َت‬ ‫بيع تمايل في ٍ‬
‫كرُ‬ ‫مس ْت َ‬
‫أخضر وال َّ‬ ‫َ‬ ‫الر ِ َ ْ‬ ‫يا ُبرُع َم َّ‬
‫مكـ َره؛‬
‫أمـ َن ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ ٍ‬ ‫محبـ ِة َ ِ‬ ‫ِ‬
‫الفَلـك وطريَقته‪ ،‬واه على َش ْخـص َ‬ ‫ماد على َّ‬ ‫ال اعت َ‬
‫الخمر؛‬
‫وجام َ‬ ‫الجميل ُ‬ ‫ُ‬ ‫الساقي‬ ‫اليوم أيضاً عندنا َّ‬ ‫ور‪ ،‬و َ‬ ‫اب الكوثَ ِر والح ُ‬ ‫غداً لنا شر ُ‬
‫اسقني؛‬‫ذهـب الغـ ِم‪ ،‬يـا صبـ ُّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذكرْتنا ا َّ ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫َُ‬ ‫ّ‬ ‫اء ا ّلرو ِح ُم َ‬ ‫الصبا‪ ،‬دو َ‬ ‫لصبا ب َع ْهد ّ‬ ‫َ‬
‫تحت‬
‫َ‬ ‫الري ِح سيرمي أو ارَق ُه‬ ‫غض َب ِّ‬ ‫فإن َ‬ ‫ط َنِت ِه َّ‬ ‫الورد وسل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حشمة‬ ‫ظ ْر إلى‬ ‫ال تن ُ‬
‫األقدام؛‬
‫وداء طيَّا؛‬ ‫أعطني جاماً علـى ِذ ْك ِر حاتم طي‪ ،‬لنجعل صحيـَف َة البخـ ِ‬
‫الس َ‬ ‫الء َّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬
‫وج ِه‬ ‫ِ‬
‫الع َر ُق من ْ‬
‫سن والّلطاَف َة لألُرجوان‪ ،‬يخرج ِم ْن ُل ْ ِ ِ ِ‬
‫طف مزاجها َ‬ ‫ُُ‬ ‫الح َ‬
‫ته ُب ُ‬ ‫خمرًة َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫شاربِها؛‬
‫الحز َام على‬ ‫وشد ِ‬ ‫الع ْبد‪َّ ،‬‬ ‫وقف َة َ‬ ‫للخ ْد َم ِة َ‬ ‫السرو ِ‬
‫وقف َّ ُ‬ ‫ستان فقد َ‬ ‫للب ِ‬ ‫الم ْس َن َد ُ‬
‫واحمل َ‬
‫ِِ‬
‫زمار؛‬ ‫ِِ ِ‬
‫وسطه الم ُ‬ ‫َ‬
‫صر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬
‫اح ِر‬ ‫ِ‬ ‫الحديث َع ْن ِس ْح ِر‬
‫وصل إلى حدود م َ‬ ‫َ‬ ‫الجميل‬ ‫حديث َك َّ‬ ‫ُ‬ ‫يا حافظ‪،‬‬
‫الري‪.‬‬ ‫الصين وأطر ِ‬ ‫ِ‬
‫الرو ِم و ّ‬
‫اف ُّ‬ ‫و ّ‬
‫ـــــ‬
‫الف ِ‬
‫رس الُقدماء‪،‬كي كاوس‪ ،‬كي خسرو‪ ،‬كي قباد وكي‬ ‫(‪)1‬كي‪ :‬اسم لم ِ‬
‫لوك الملوك(شاهنشاه) ُ‬ ‫ٌ ُ‬
‫الروم‬ ‫ِ‬
‫اسم لملك ّ‬
‫وقيصر ٌ‬
‫ُ‬ ‫لهراسب‪،‬‬

‫غزل‪430‬‬

‫‪426‬‬
‫الكي‬ ‫آخـ ُر الـَّدو ِاء‬
‫عالجي لك‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫دو ُب ُلب ٍل وَق ْمري‬
‫تشر ْب على َشـ ِ‬ ‫إن لم َ‬
‫ّْ‬
‫يق بهمن و َد ّْي‬ ‫َّ‬
‫ط َع الطر َ‬‫قبل أن يق َ‬‫َ‬ ‫الربي ِع‬
‫فصل َّ‬‫َ‬ ‫يب‬ ‫من اللو ِن وال ِّ‬
‫ط ِ‬ ‫وتزوْد َ‬
‫َّ‬
‫وهي َهي‬ ‫ضع من ٍيد‬ ‫الجام ال ت ْ‬
‫يصدح‪ ،‬ف َ‬
‫النقاب و َّ‬
‫الط ُير‬ ‫هو ذا الورد ير ِ‬
‫فع ّ َ‬ ‫ُ‬
‫َْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫تاج َكي‬ ‫ِ‬
‫الحديث من تخت جمشيد و‬ ‫َّ‬
‫يبق إال‬ ‫ِ‬
‫ِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫يدومان‪ ،‬لم َ‬ ‫لك ال‬
‫الم ُ‬
‫الح ْس ُن و ُ‬
‫ُ‬
‫شيئ ُه ال شي‬ ‫شيئ ُه‪ُ ،‬‬ ‫دع َ‬ ‫منه‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫ِ‬
‫ساف ُل َّ‬
‫ْ‬ ‫يسترج ُع ما أعطى فأي َن المـروءةُ ُ‬ ‫هر‬
‫الكأس برو ِح حاتم طي‬ ‫الشـراب‪ ،‬أ ِ‬
‫عطني‬ ‫السخاء انتهى‪ِ ،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أين ّ ُ‬ ‫الحديث‪َ ،‬‬‫َ‬ ‫اطو‬ ‫ّ ُ‬
‫علي‬ ‫مان‬ ‫وج ْد‪ ،‬و َّ‬ ‫ظ‪ِ ،‬‬ ‫الر ِ‬
‫ّْ‬ ‫الض ُ‬ ‫الكأس ُ‬
‫َ‬ ‫احم ْل‬ ‫حمن‪ ،‬يا حـاف ُ‬ ‫ائح َة َّ‬
‫البخيل ر َ‬
‫ُ‬ ‫يشم‬
‫ال ُّ‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫شديد ال‬
‫ٌ‬ ‫ومرض َك‬
‫ُ‬ ‫يض‬
‫فأنت مر ٌ‬ ‫تشرب على صوت ُب ُلب ٍل وَقمرَّية َ‬ ‫ُ‬ ‫كنت ال‬‫إذا َ‬
‫الربي ِع‬
‫فصل َّ‬ ‫ِ‬ ‫العالج الكي)؛ ُخذ خز َين ًة من ألو ِ‬
‫ان‬ ‫ِ‬ ‫بالنار ِ‬
‫(آخ ُر‬ ‫بالكي ّ‬‫ِ‬ ‫يشفى ّإال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فع‬ ‫قاطعا َّ‬ ‫الشتاء‪ِ ،‬‬ ‫يص َل شه ار ِّ‬ ‫وعبيره قبل أن ِ‬ ‫ِ‬
‫ودي؛ حينما ير ُ‬ ‫الطريق‪ ،‬بهمن َ‬
‫الهي‬ ‫الكأس و‬ ‫تض ْع من ِيد َك‬ ‫ُّ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫تصد ُح‪ ،‬ال َ‬ ‫َ‬ ‫يور‬
‫قاب‪ ،‬والط ُ‬ ‫الورد عن وجهه النّ َ‬ ‫ُ‬
‫لهما‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ثبات ُ‬‫الملك ال َ‬ ‫ظ َم ُة ُ‬
‫وع َ‬
‫الح ْس ُن َ‬
‫بالخ ْمر) أو (وهيَّا هيَّا)؛ ُ‬ ‫خاص َ‬ ‫ّ‬ ‫َهي(إناء‬
‫ْ‬
‫مان‬ ‫وتاج ملوك الملوك ( َكي) غير الحديث؟؛ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الز ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ماذا بقي من تخت جمشيد‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فشيئ ُه في‬‫استرج َعه‪ُ ،‬‬‫َ‬ ‫غير ذي مروءة‪َّ ،‬إن ُه ساف ٌل‪ ،‬ال يدعُ شيئاً ّ‬
‫مما أعطاهُ ّإال‬ ‫ُ‬
‫إن من‬ ‫جن ِة المأوى َّ‬ ‫ان َّ‬‫منه شيئاً؛ كتبوا على إيو ِ‬ ‫تأخ ْذ ُ‬ ‫الحقيقة ال شيء‪ ،‬فال ُ‬
‫ِ‬
‫اب‪ِ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫اشترى ُّ‬
‫ناولني‬ ‫أين هو الشر ُ‬ ‫اآلن‪َ ،‬‬
‫الكالم َ‬
‫َ‬ ‫اقطع‬
‫ِ‬ ‫َسف؛‬ ‫اشترى َ‬
‫أسفاً بأ َ‬ ‫الدنيا‬
‫البخيل رائح َة‬ ‫يش ُّم‬ ‫بالعطاء‪ ،‬كرو ِح ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كر ٍ‬
‫ُ‬ ‫حات ِم طي؛ ال ُ‬ ‫سعيدة‬ ‫يمة‬ ‫الكأس برو ٍح‬
‫َ‬
‫لك َّ‬
‫الجنة‪.‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫أضم ُن َ‬
‫تبخل بالشراب وأنا َ‬
‫ْ‬ ‫ظ وال‬
‫الكأس يا حاف ُ‬
‫َ‬ ‫الجنة فاحم َل‬

‫غزل‪431‬‬

‫ِ‬
‫اء الحيـاة؛‬
‫ـت مـ َ‬
‫رب الخمـ َر‪ ،‬لَق ْد س ْـر ُت حتّـى َبَل ْغ ُ‬ ‫أ ِّ‬
‫ُقبـ ُل َشَفتَ ُه وأشـ ُ‬

‫‪427‬‬
‫معه أن أرى شخصاً؛‬ ‫ٍ‬ ‫ال أستطيـع أن أقـول ِسـ َّره لِ‬
‫شخص‪ ،‬وال أستطي ُـع ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ْ‬
‫وج َه ُه َفي ْع َـر َق وج ُهه؛‬ ‫ع َد َمـ ُه‪ ،‬ويـرى ال ُ‬
‫ـورد ْ‬ ‫ام َشَفتَ ُه فيج َـر َ‬
‫قب ُل الجـ ُ‬‫ُي ِّ‬
‫وكي؟؛‬
‫ُ َْ‬
‫ان جمشيـد‬ ‫يذك ُر متى ك َ‬ ‫ع ِذ ْك َر جمشيـد‪َ ،‬م ْن ُ‬ ‫خم ٍر وَد ْ‬
‫ام ْ‬ ‫أعطني ج َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫الرب ِ‬
‫أن‬
‫ـارها إلـى ْ‬ ‫المط ِـر ُب الَق َـم ُـر‪ ،‬خ ِّـر ْش أوت َ‬
‫ـابة في الحجـاب ُّأيـها ُ‬ ‫اعز ْف على َّ َ‬ ‫ِ‬
‫صـراخي؛‬ ‫تَس َـم َع ُ‬
‫البـرُعم؛‬ ‫ط الـ ُّز ِ‬
‫وض‪ ،‬فاطـ ِو ِبسـا َ‬‫الخـلوِة للـ َّر ِ‬ ‫ِ‬
‫طـ َّي ُ‬
‫هد َ‬ ‫المس َـن َد م َن َ َ‬ ‫ال َـوْرُد َح َم َـل َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْثـ َل عيـِن ِه َّ‬
‫ور‪ ،‬وعلـى ذ ْكـ ِر َشـَفـته‪ ،‬هـات َ‬
‫الخ ْمـ َر يـا‬ ‫ع يـا مخمـ ُ‬ ‫السكـرى‪ ،‬ال تَـ َد ْ‬
‫سـاقي؛‬
‫ـال عن ذلِ َك القـاَل ِب َّالذي ُعـروُق ُه وأعصـ ُاب ُه مملـوءةٌ ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫الـ ُّرو ُح ال تطـُل ُب االنفص َ‬
‫َد ِم الجـام؛‬
‫ظ زمـاناً‪ ،‬واسم ْع حديـ َث غيـ ِر أولي األلـس ِن ِمـ َن َّ‬
‫النـاي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أمسـ ْك لِسـ َان َك يـا حـ ِاف ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫غزل‪432‬‬

‫لس يخـلو ِمـ َن‬


‫الصفـا ِمن مجـ ٍ‬‫الت َّ‬ ‫ِ‬
‫ور جـا ِم عشقي‪ ،‬سـاقي اسقنـي شـرابي‪َ ،‬‬‫مخمـ ُ‬
‫الشـر ِ‬
‫اب؛‬ ‫َّ‬
‫در وهـو في‬ ‫ف وجـ ِه البـ ِ‬
‫ات وصـ ُ‬
‫اب سـاقي‪ ،‬هيهـ َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫غنيـا ُك ْن م ِ‬
‫حزني‪ ،‬هـات الشر َ‬ ‫ُم ّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحجـ ِ‬
‫اب؛‬
‫بذاك البـ ِ‬
‫اب؛‬ ‫ـاركي دهـ اًر َ‬ ‫للرقي ِ‬
‫ـب ت ِ‬ ‫اب‪ ،‬مـا َّ‬‫دارُكم بالبـ ِ‬
‫انحنـ ْت فـي ِ‬
‫وقـامتي قـد َ‬
‫ْ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ونح ُـن بانتظ ِ‬
‫ـداع وصـل َ‬
‫ـال‪ ،‬ونح ُـن والخيـا ُل فـي خ ِ‬‫ـار وجـه َك الجميـل واآلم ُ‬
‫السـر ِ‬
‫اب(‪)1‬؛‬ ‫ّ‬
‫ك‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اء فـي شفـاه َ‬
‫ام؟‪ ،‬والعليـ ُل والـدو ُ‬
‫ور مـن عيـنيـ َك‪ ،‬أيـ َن الجـ ُ‬
‫ّإني أنا المخمـ ُ‬
‫ِ‬
‫العـ ِ‬
‫ذاب(‪)2‬؛‬

‫‪428‬‬
‫امئ ق ِـد ارتـوى ِمـن لمـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ان ِ‬ ‫خلـف ِ‬
‫الحسـ ِ‬
‫عة‬ ‫عالم يجـري قلـُب َك؟‪ ،‬ه ْـل ظـ ٌ‬
‫َ‬ ‫حافظـا‬ ‫َ‬
‫ِ ( ‪)3‬‬
‫السـراب ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ـــــــ‬
‫ِ‬
‫مخمور‬
‫ُ‬ ‫الخيال و َّ‬
‫النوم؛(‪ )2‬أنا‬ ‫نحن و ُ‬‫ك‪ُ ،‬‬ ‫وصل َ‬
‫خداع ْ‬
‫ِ‬ ‫األمل‪ ،‬وفي‬
‫نحن و َ‬‫ك‪ُ ،‬‬ ‫انتظار وج ِه َ‬
‫ِ‬ ‫(‪)1‬في‬
‫تلكما َّ‬
‫الشَفتَين‪ ،‬متى ستعتني بي أخي اًر؟؛ (‪)3‬حافظ‪ ،‬لماذا‬ ‫وعليل ُ‬ ‫الجام‪،‬‬ ‫أين هو‬‫الع َينين‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تلكما َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫خيال ِ‬
‫ك يجري وراء ِ‬
‫السراب؟‪.‬‬‫ظمآن ارتوى من لمعة ّ‬
‫َ‬ ‫أي‬
‫الحسان‪ ،‬و ُّ‬ ‫َ‬ ‫قلب َ‬
‫تركت َ‬
‫َ‬

‫غزل‪433‬‬

‫الس ِ‬
‫حاب‬ ‫ِ‬
‫كمثل َّ‬ ‫لطيف‬ ‫ظل‬
‫ـك ٌّ‬ ‫وللش ِ‬‫ـدر َّ‬ ‫قاب على الب ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫مس من َ‬ ‫الن ُ‬‫األسود ّ‬
‫ُ‬ ‫فرُع َك‬
‫لوحة من جمالِها بي ما بي‬ ‫ٍ‬ ‫ماء وج ِه َك والّلو ُن‪ ،‬من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫وكرس ٍم جميل على الماء ُ‬
‫خ ُخ ْذ‪ ،‬جام كيخسرو اطلُب‪ْ ،‬أن ِه مْل َك أفر ِ‬
‫اسياب‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫خَّل َ‬
‫سان ُ‬ ‫الح ْس ِن ِم ْن ِح ِ‬ ‫ُك َرَة ُ‬
‫اش ِة اضطرابي‬ ‫الشمع من وج ِه َك وأنـا كالفر َ‬ ‫ِ‬ ‫غل ِب‬ ‫شق ُش ٌ‬ ‫الع ِ‬ ‫شخص له من ِ‬
‫ٍ ُ َ‬ ‫ُك ُّل‬
‫بكنز الخر ِ‬
‫اب‬ ‫عد لي ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫الخير و َّ‬ ‫دول ُة‬ ‫الع ْش ِق‬‫اب كن اًز ِمن ِ‬ ‫إن في قلبي الخر ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الر ِ‬
‫قاب‬ ‫عات ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض‪ ،‬اآلساد ظمأى ِّ ِ‬ ‫العار ِ‬‫ِ‬ ‫الماء ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫الشفاه وبالماء واض ُ‬ ‫ُ‬ ‫ذل َك‬ ‫ْ‬ ‫َح َذ َر‬
‫بالح ِ‬ ‫مال‪ ،‬المالئك والحور تخفي وجوهها حياً ِ‬ ‫معرض الج ِ‬ ‫َّ‬
‫جاب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫يت في‬ ‫إن تجل َ‬ ‫ْ‬
‫الن ِ‬‫ِ‬ ‫اهِد‬
‫الش ِ‬ ‫الخ ْم َر ِم ْن جا ِم َج ْم على التَّ ْخ ِت‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫قاب‬ ‫المقصود ُق ْم ِب َرْف ِع ّ‬
‫ِ‬ ‫عن َّ‬ ‫ا ْش َر ِب َ‬
‫بالشر ِ‬
‫اب‬ ‫ِق َّ‬ ‫ظ جالِ ٌس وحدهُ وغار ٌ‬ ‫ِ‬
‫حاف ٌ‬ ‫ور‬‫س المخم ِ‬ ‫رج ِ‬ ‫الن ِ‬‫ـق و َّ‬ ‫شفاه العقي ِ‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫مالك ا ِلر ِ‬
‫قاب‬ ‫جعل الحبل من فرِع ِه على عنقي كي يصيـد قلبي‪ ،‬كذا حبل ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اضع ٌة رأسهـا بأعتاِبه في خضوٍع على التُّر ِ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫الشمس و ِ‬ ‫حـاكمي العـادل َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النارِي ألقى ِب َخصمه ِببح ِر الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الدي ِن شاهُ يحيى الذي ِبسيفه‬ ‫ِ‬
‫ذاب‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ّ‬ ‫ص َرةُ ّ‬ ‫ُن ْ‬

‫طفت ف َّ‬
‫ظل َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫مس (كي ال‬ ‫لت الش َ‬ ‫بدر وج ِهك وتل َ َ‬
‫قاب من فرِعك على ِ‬ ‫الن َ‬
‫ّ‬ ‫جعلت‬
‫َ‬
‫لجمال تلك اللّ ِ‬
‫وحة الَّتي‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬
‫يفعالن بي؟ يا‬ ‫عارض َك ما‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بنورك)؛ ماء ولو ُن‬ ‫ِق‬
‫تحتر َ‬

‫‪429‬‬
‫جمال أفرِادها‪ ،‬وأفراسياب‬ ‫اك مشهورةٌ ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ُرس َم ْت على الماء؛ ُخل ْخ قبيل ٌة م َن األتر ْ‬
‫ِ‬
‫البيت تلميح لِ ِق َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫بين كيخسرو وأفراسياب‬ ‫الح ْر ِب َ‬ ‫صة َ‬ ‫ٌ‬ ‫ملك األتراك‪ ،‬وفي هذا‬ ‫ُ‬
‫وجهك بوجه من الوجوِه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويعشق شمع َة‬ ‫ص ّإال‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الشاهنامه؛ ال شخ َ‬ ‫المذكورة في ّ‬
‫بين ِهم َّالذي أضطرب اضطراب الفر ِ‬
‫اشة‬ ‫ألنني الوحيد من ِ‬ ‫قيك َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أصدق عاش َ‬ ‫ُ‬ ‫لكنني‬
‫لقاء المعشوق)؛‬ ‫العاشق عند ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حول َّ‬
‫الصادق اضطر ُ‬ ‫العشق ّ‬ ‫الشمعة(عالم ُة‬ ‫َ‬
‫فاه‬
‫الش ْ‬ ‫ظَّل ْت ظمأى ِّ‬ ‫رب ِم ْن ُه و َ‬ ‫الش ِ‬ ‫ض َك لم تجرؤ على ُّ‬
‫ْ‬
‫عار ِ‬
‫ماء ِ‬ ‫األُسود ح َذ اًر ِمن ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالماء لِتَ ْش َرب؛ ُ‬ ‫ِ‬
‫الخرَبة‬ ‫خبأٌ في قلوبِنا‬ ‫عشق َك ُم َّ‬ ‫كنز‬ ‫ض َع ْت ِر َ‬
‫قابها‬ ‫أن َو َ‬ ‫بع َد ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫معرض‬ ‫جاب عن وج ِه َك في‬ ‫ِ‬ ‫كنز الخر ِ‬ ‫وسعدنا من ِ‬
‫فعت الح َ‬ ‫اب هذا؛ إذا ما ر َ‬ ‫ُ‬
‫الخ ْم َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اشرب َ‬ ‫من الخجل؛‬ ‫بالحجاب َ‬ ‫وجوهها‬‫َ‬ ‫لحور والمالئك ُة‬ ‫الجمال غطت ا ُ‬
‫جمشيد فقد َرَف ْع َت‬ ‫َ‬ ‫أنت جالِ ٌس على تَ ْخ ِت‬ ‫يظه ُر ِبها العاَل ُم و َ‬
‫َّ‬
‫م َن الجا ِم التي َ‬
‫ِ‬
‫جالس في خلوِت ِه‬ ‫ظِ ٌ‬ ‫اهِد المقصود(المعشوق الجميل)؛ حاف ُ‬ ‫الش ِ‬‫النقاب َع ْن و ْج ِه َّ‬
‫َ‬ ‫ّ َ‬
‫ِ‬
‫العابد للخمر؛‬ ‫ِ‬ ‫عقيق ِ‬
‫شفت َك‬ ‫المخمورة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫عينك‬ ‫سة ِ‬ ‫نرج ِ‬ ‫سحر ِ‬ ‫وغار ٌق في ش ارِبه من ِ‬
‫كحبل ٍ‬ ‫ِ‬
‫صيد‬
‫ُ‬ ‫الرقاب ومرُادهُ‬ ‫يملك ِّ‬‫ُ‬ ‫ملك‬ ‫حول رقبتي حبالً من فرِعه ِّ‬
‫القوي‬ ‫جعل َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حمد‪ُ ،‬عِّي َن حاكماً ليراز م ْن‬ ‫الدين ُم َّ‬ ‫ابن مبارز ّ‬ ‫الدين شاه يحيى ُ‬ ‫صرةُ ّ‬ ‫قلبي؛ ُن َ‬
‫ِق َبل تيمورلنغ‪.‬‬

‫غزل‪434‬‬

‫من الوجـوِد‬ ‫ِ‬ ‫ظ ًة خـالياً من ِ‬


‫الع ْشـ ِق و َّ‬
‫السـ َكـر‪ ،‬ثُـ َّم سـ ْر خـالياً َ‬ ‫ك لحـ َ‬ ‫يـا قلـ ُب ال ت ُ‬
‫العـ َدم؛‬
‫وَ‬
‫ِ ٍ‬ ‫واذا ُكنـت تـرى الـ ُّروح فـي بـدِنك ِ‬
‫أفضـ ُل من‬ ‫فسـ ْر في ُش ْغـلِها‪ُ ،‬‬
‫فكـ ُّل قبـلة تـراها َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عبـ ِ‬
‫ادة َّ‬
‫النـفس؛‬

‫‪430‬‬
‫فإن المـرض في هـذا َّ‬
‫الطـر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف والعجـ ِز َّ‬ ‫الضعـ ِ‬
‫يق‬ ‫كالنسيـ ِم العليـل‪َ َ َ َّ ،‬‬ ‫وكـ ْن في َّ‬ ‫ُ‬
‫البـ َدن؛‬ ‫ِ ِ‬
‫أفضـ ُل من ص َّحـة َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اهر فـي‬‫النـاض ُج والمـ ُ‬ ‫َ‬ ‫النض ِـج فـي مذهـ ِب الطـريقة عـالم ُة ُ‬
‫الكْفـ ِر‪ ،‬ن ْعـم َّ‬ ‫عـدم ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طريـ ِق هـذه َّ‬
‫الدولة؛‬
‫ِ‬
‫ذاك‬
‫ول لـ َك سـ ّاًر‪ :‬ال تـ َر نفـ َس َك فـ َ‬
‫معـرَفة‪ ،‬وأقـ ُ‬‫تقعـ ْد بال ْ‬‫العـْق َل ال ُ‬ ‫الفضـ َل و َ‬‫كي تـرى ْ‬
‫الصـواب؛‬ ‫هـو َّ‬
‫ط من أو ِج العليـ ِ‬
‫اء‬ ‫اء‪ ،‬كي ال تسُقـ َ‬ ‫بالسمـ ِ‬ ‫اب الحبيـ ِب فال تُ ِّ‬
‫فكـ ْر َّ‬ ‫واذا ُك ْنـ َت في أعتـ ِ‬
‫َ‬
‫إلى الحضيـض؛‬
‫تحمـ ُل مـ ار ِرة الخمـ ِر في‬ ‫ِ‬ ‫ان َّ‬
‫العـ ْذر‪ ،‬سهـ ٌل ُّ‬ ‫ورد ُيعـطيه ُ‬ ‫وك يؤلِـ ُم الـ ُّرو َح فالـ ُ‬
‫الشـ ُ‬ ‫إذا كـ َ‬
‫السـ ْكر؛‬‫جنـ ِب ذو ِق حـالوِة ُّ‬ ‫ْ‬
‫تر ْب من ُقـرَب ِة حـ ِافظ‪ ،‬يا ِقصـ َار األكمـا ِم إلـى‬ ‫أس ال تقـ ِ‬ ‫ام َل الكـ ِ‬ ‫وفي حـ ِ‬‫الصـ ُّ‬ ‫ُّأيـها ُّ‬
‫ديكم!‪.‬‬
‫ول أيـ ُ‬
‫متـى تطـ ُ‬

‫غزل‪435‬‬

‫الدنيا بال ِ‬
‫خبر‬ ‫حـتّـى يـرو َح من ُّ‬ ‫الس َك ِر‬ ‫المَّدعي بال ِـع ْش ِ‬
‫ـق و َّ‬ ‫ِِ‬
‫ال تُخبر ُ‬
‫ص ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعشق لِ ِ‬
‫سمع وال َب َ‬
‫ٍ‬ ‫ـاة بال‬
‫تقض الـحي َ‬ ‫الوجود وال‬ ‫ف أسرَار‬
‫تعر َ‬ ‫و ْ‬
‫ط ِر‬
‫الخ َ‬
‫ـاع و َ‬ ‫ِ‬
‫وطول الب ِ‬ ‫للسـو ِاد‬
‫يا َّ‬ ‫ـك يا ملكي‬ ‫ِ‬
‫لـقـد ُكس ْر ُت ِبفرٍع من َ‬

‫نفسه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عبادة ِ‬ ‫الس َك ِر للمّدعي حتّى يموت ِ‬
‫غافالً في أَل ِم‬ ‫شق و َّ‬ ‫ال تُقل أسرار ِ‬
‫الع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫العابد لها من‬
‫ُ‬ ‫نفس ِه‬
‫اإلخالص‪ ،‬فذاك المحجوب ِب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫األنانية ِ‬
‫وفاقُد‬ ‫َّ‬ ‫المَّدعي من ِب ِه‬
‫وُ‬
‫ٍ‬ ‫محب ٌة ِ‬ ‫الم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حدود وال‬ ‫بغير‬ ‫قدسة وهي َّ‬ ‫حيث ال يدري‪ ،‬والع ْش ُق محبَّ ُة ال ّذات اإللهيَّة ُ‬‫ُ‬
‫السلوك‬ ‫الس ِال ِك وهو مرحل ٌة من مر ِ‬
‫اح ِل ُّ‬ ‫ِ‬
‫لمحو َّ‬ ‫يرمز‬
‫الس َك ُر ُ‬ ‫قيود وال حساب‪ ،‬و َّ‬ ‫ٍ‬

‫‪431‬‬
‫ويقول‬ ‫الفناء في هللا)‬ ‫ِِ‬ ‫السالِك‬
‫ُ‬ ‫ويغيب عن نفسه ويفنى في هللا ( ُ‬ ‫ُ‬ ‫وجود َّ‬‫ُ‬ ‫َي َّمحي بها‬
‫عن الفناء قال المكزون‬ ‫الفناء ِ‬‫ِ‬ ‫للفناء مراتب أعالها مرتب ُة‬ ‫ِ‬ ‫أن‬‫أهل العل ِم َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫أين أنا وفيه ُمقامي؛ ُكن‬ ‫تصوَرني الفنا لم ِ‬
‫يدر َ‬ ‫َّ‬ ‫وفنيت حتّى لو‬ ‫ُ‬ ‫السنجاري‪:‬‬ ‫ّ‬
‫مضيت دو َن أن‬ ‫ِ‬
‫يوم ينتهي ِبه ُش ْغ ُل هذا العاَل ِم وتكو َن قد‬
‫َ‬ ‫يأتي ٌ‬ ‫َ‬
‫قبل أن‬ ‫عاشقاً َ‬
‫مكن معرف ُة أسرِار الوجود‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مرس ِم الوجود‪ ،‬فبالع ْش ِق ُي ُ‬ ‫المقصود في َ‬ ‫َ‬ ‫الرْس َم‬
‫ف َّ‬ ‫تعر َ‬
‫طَلباً لرضاهُ‪،‬‬ ‫يحب َ‬ ‫يتقر َب إلى من ُّ‬ ‫محب أن َّ‬ ‫ِ‬ ‫كل موجود ( َّ‬ ‫ِ‬
‫ألن من شأن ال ّ‬ ‫وحقيقة ّ‬
‫ال عبدي‬ ‫ِ‬ ‫المحبوب َّبل َغ ُه مناه‪ ،‬وفي‬
‫القدسي المتواتر ما يز ُ‬ ‫ّ‬
‫الحديث‬ ‫ُ‬ ‫َّه‬
‫فإذا أحب ُ‬
‫ِ‬ ‫سمعه َّالذي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص َرهُ‬ ‫يسمع ِبه َ‬
‫وب َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كنت‬
‫َّه فإذا أحببتُ ُه ُ‬ ‫إلي بالنَّوافل حتّى أُحب ُ‬ ‫يتقر ُب َّ‬ ‫َّ‬
‫أجم َل ما‬
‫من هللا)؛ ما َ‬ ‫عطاء َ‬‫ً‬ ‫يسمع باهللِ ويرى باهلل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫‪...‬فالعاش ُق‬ ‫بص ُر ِب ِه‬ ‫َّالذي ي ِ‬
‫ُ‬
‫إن‬‫الكَّف ِار ْ‬
‫مع ُ‬ ‫النار‪ :‬ما ُشغُل َك هنا َ‬ ‫س ُعّب ِاد َّ‬‫باألمس ص َنم في مجلِ ِ‬
‫َ ٌ‬
‫ِ‬ ‫قال لي‬ ‫كان َ‬ ‫َ‬
‫أسود‬
‫َ‬ ‫للص َنم؟!؛ يا ُسلطاني‪ ،‬هللاَ هللاَ ‪ ،‬لقد كسرني فرُعك‪ ،‬ما‬ ‫تك ْن عاِبداً َّ‬ ‫لم ُ‬
‫إن لم يُق ْل لي‬ ‫جديَلتك وما أطول يدك؛ كيف أكون مستو اًر في رْك ِن َّ ِ‬
‫السالمة ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫إن‬ ‫ِ ِ‬ ‫اليوم َّالذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تنهض فيه الفتَ ُن‪ ،‬ف ْ‬ ‫ُ‬ ‫أيت ذل َك َ‬ ‫السكر؛ ولقد ر ُ‬ ‫رموز ُّ‬ ‫نرجس عين َك َ‬ ‫ُ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫سلمني إلى يد الطوفان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫سي ُ‬ ‫ظ ًة واحدة؛ عشُق َك ُ‬ ‫تقع ْد معي لح َ‬ ‫تك ْن ُمعانداً ال ُ‬ ‫ُ‬
‫تبحث عنه‪.‬‬ ‫فك ْر فيما‬ ‫هذه الحو ِاد ِث ِّ‬‫ظ حين يلمع البرق من ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حاف ُ َ‬

‫غزل‪436‬‬

‫ك وَر َق‬ ‫العـطر‪ ،‬إن خ َّ‬ ‫خطـه غـالي ُة ِ‬


‫ذلك َّالـذي ُّ‬
‫ـطوي الَفَلـ ُ َ‬
‫فسوف َل ْن َي َ‬
‫َ‬ ‫ـط كتـاباً لنـا‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وجـ ِ‬
‫ودنا؛‬
‫ع‬
‫زر ْ‬
‫تاني العـاَل ِم لـ ْم يـ َ‬ ‫صـ ِل‪ ،‬ليـ َت َّ‬
‫أن ُبسـ َّ‬ ‫الو ْ‬
‫مل ثَ َمـ َر َ‬
‫أن َش َجـ َر الهجـر ِ‬
‫ان يحـ ُ‬ ‫غم َّ‬‫رَ‬
‫البـذرة؛‬ ‫ِ‬
‫هـذه َ‬

‫‪432‬‬
‫ال رحـم َة هللاِ هـا ُهـنا نقداً؛‬ ‫ور ومن ِـزٌل كالجـَّنة‪ ،‬نـ َ‬ ‫كالحـ ِ‬
‫َم ْن لـ ُه هنا رفيـ ٌق ُ‬
‫وم على‬ ‫عد ِمـن َذ َهـ ٍب هنـ َ َّ‬ ‫طبة ِ‬
‫العـ ْشـ ِق ال ُيمـ ِك ُن التَّـ ُّ‬ ‫علـى مصـ ِ‬
‫اك‪ ،‬والنـ ُ‬ ‫نع ُم‪ ،‬فال مقـ َ‬
‫اآلجـ ِر ِ‬
‫الخشن؛‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫ف الحقـل‪ ،‬بروضـة إ َرَم ونخـوِة‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذب َشَفـة الحبيـ ِب و َ‬
‫طـ َر َ‬ ‫وعـ َ‬‫ال تِبـ ْع ُزجـاج َة الخمـ ِر َ‬
‫شداد(‪)1‬؛‬‫ّ‬
‫ـيل أن‬‫ف ِم َن الجم ِ‬ ‫غم الـُّدنيا َّ ِ‬ ‫إلى متى تح ِـم ُل َّ‬
‫َ‬ ‫لب العلي ُـم‪ ،‬حيـ ٌ‬ ‫الدنـيَّة‪ ،‬أُّيـها القـ ُ‬
‫يكون عـ ِ‬
‫اش َق الَقبيـ ِح؛‬ ‫َ‬
‫اه ُر ال ِّ‬
‫طـ َينة؛‬ ‫لوب طـ ِ‬
‫اب للعـاَلمِ‪ ،‬أيـ َن دليل أهـ ِل القـ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َتدنيـ ُس الخـرقة خـر ٌ‬
‫ان يفـ َع ُل لو لم‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ ِ‬
‫كان هكـذا‪ ،‬مـا ك َ‬ ‫دير َ‬ ‫ظ لـ َم تَـ َر َك ذؤابـتَ َك تُفـل ُت م ْن يـده؟‪ ،‬التّقـ ُ‬
‫يترْكها؟‪.‬‬‫ُ‬
‫ـــــــ‬
‫لطانه‪.‬‬
‫وس ُ‬ ‫بن عاد‪ ،‬ونخوتُ ُه سطوتُ ُه ُ‬ ‫شداد هو َّ‬
‫شد ُاد ُ‬ ‫روض ُة عاد‪ ،‬و َّ‬
‫روض ُة َإرم‪َ :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪437‬‬

‫عنك روايتي‬ ‫ِ‬


‫الحور‪،‬‬ ‫وشرح جمـ ِ‬
‫ال‬ ‫جنتي‬ ‫قصـ ُة َّ‬‫منه‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حديث ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اك‪،‬‬
‫حمـ َ‬
‫الخضر محض كنايةِ‬ ‫ِ‬ ‫ماء‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وعن في َك ُ‬ ‫اهك ُنكت ٌة‬
‫أنفاس عيسـى من شفـ َ‬ ‫و ُ‬
‫ِ‬
‫رحمة‬ ‫وفي ُكـ ِّل سط ٍـر منـ َك آي ُة‬ ‫غصـ ٌة‬ ‫ادي َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كل ُجزء من فؤ َ‬ ‫وفـي ّ‬
‫عاي ِة‬
‫ـت منهـا َوْرَدهـا بال ِّـر َ‬
‫َّ‬
‫تولي َ‬ ‫عبيرها‬
‫ُ‬ ‫نك‬ ‫ِ‬ ‫مجالِس ِ‬
‫أهل الـ ُّرو ِح م َ‬ ‫ُ‬
‫بادرت لِحمايتي‬ ‫ْ‬ ‫للصـبـا مـا‬
‫فمـا َّ‬ ‫الشـو ِق بـي لتُ ارِب ِه‬ ‫ـب لِنـ ِار َّ‬‫لهي ٌ‬
‫الحشـا قـد آذنـ ْت بسراي ِة‬ ‫ونـ ُار‬ ‫اق ريـ ُح احترِاق ِه‬ ‫وقلبي على اآلفـ ِ‬
‫ِ‬
‫شكاية‬ ‫فـي ن ِ‬
‫ـار الّلظى من‬ ‫فما لي‬ ‫كان زائري‬ ‫الن ِ‬
‫طيف ُه في َّ‬
‫َ‬ ‫ـار ما َ‬ ‫إذا ُ‬

‫‪433‬‬
‫الحور رواي ٌة عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جمال‬ ‫ووصف‬
‫ُ‬ ‫حكايات موطنك‬ ‫ِ‬ ‫الجن ِة حكاي ٌة من‬
‫َّ‬ ‫قص ُة‬‫َّ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عقيق شفاه َ‬ ‫لطائف‬ ‫أنفاس عيسى اّلتي تحيي الموتى واحدةٌ من‬ ‫طلعتك‪ ،‬و ُ‬
‫ثغرك‪ ،‬وأنا‬ ‫ضاب ِ‬ ‫الخضر ما هو إالّ كناي ٌة من ر ِ‬ ‫به ِ‬ ‫الحياة َّالذي حظي ِ‬
‫ِ‬ ‫وماء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫سطر‬ ‫َّ‬
‫قص َة ُحزن وأنت الذي ُّ‬
‫كل‬ ‫فيك تحكي َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫المقط ِع َ‬ ‫الذي ُك ُّل قطعة من قلبي ُ‬
‫ِ‬ ‫كان ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫بالعطر‬ ‫للورد أن يفو َح‬ ‫كتاب خصال َك يروي آي ًة من آيات ال َّرحمة؛ وما َ‬
‫اب‬‫الشو ِق إلى تُر ِ‬ ‫بنار َّ‬‫قت ِ‬ ‫ِ‬ ‫الروحانيين لو لم تُ ِح ْ‬ ‫ِ‬
‫ط ُه برعايتك؛ احتر ُ‬ ‫مجالس ُّ‬ ‫في‬
‫اب دياره‬ ‫غبار من تر ِ‬ ‫بحمل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فتذكري يا صبا َّأن ِك لم ِ‬
‫تحمني‬ ‫ديار الحبيب ّ‬ ‫ِ‬
‫أعتاب ِ‬
‫َ‬
‫ونار‬
‫الفضاء ُ‬ ‫اق قلبي‬ ‫تستعر في صدري وقد مألت رائح ُة احتر ِ‬ ‫ُ‬ ‫الجحيم‬ ‫إلي ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وستنتشر في األرجاء (حسن زاده آملي‪ :‬االحتراق‬ ‫مني‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫تخرُج ّ‬
‫بدأت ُ‬‫األحشاء ْ‬
‫فة هللاِ‬
‫اتب معر ِ‬ ‫الشهود والفناء باهلل‪ ،‬وهو المرتب ُة العليا من مر ِ‬ ‫أهل ّ‬‫بالنار معرف ُة ِ‬ ‫َّ‬
‫الري ِح هباء‪ ،‬مل ْك َت مئ َة ر ِأس ٍ‬
‫مال ولم‬ ‫وعلم َك ذهبا في ِّ‬ ‫مر َك ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫قلب ُع ُ‬
‫سبحانه)؛ يا ُ‬
‫ِِ‬
‫منك‪،‬‬ ‫صة؟‪ ،‬نظرةُ ٍ‬
‫دالل َ‬ ‫ظ ِم ْن هذا األَل ِم وهذه ُ‬
‫الغ َّ‬ ‫ف؛ أتدري ما مراد ِ‬
‫حاف َ‬ ‫ُ ُ‬
‫تكتَ ِ‬
‫وعناي ٌة ِم َن الملِك‪.‬‬

‫غزل‪438‬‬

‫وروحـي ُك َّل يـو ٍم لـي يُنـادي‬ ‫فؤادي‬ ‫بصـدغيهـا‬


‫سبت سلـمى ُ‬
‫اصلني علـى رغ ِم األعـادي‬ ‫وو ِ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫ـب‬
‫أال عـطفاً علـى مسـلوب ُل ّ‬
‫ِ ِ (‪)1‬‬
‫توكْلنـا عـلـى ِّ‬
‫رب الـعباد‬ ‫َّ‬ ‫غم ُجـنـو ِن ِعش ِـق َك أي حبيبي‬
‫ِب ِّ‬
‫ِ ( ‪)2‬‬
‫ـت ِبال سـداد‬
‫تَ َرهـا َح َك ْم َ‬ ‫ولم‬
‫ْ‬ ‫أمَن أنكـرتني عن ِع ْش ِـق سلمى‬
‫ِ (‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫الع ْش ِق فـي ِ‬
‫بحر الوداد‬ ‫غري َق‬ ‫أصب ْحـ َت ِمثلـي‬
‫َ‬ ‫ولو عـاينتَهـا‬
‫(‪)4‬‬
‫ِبلَـيٍْل مُظِـل ٍم وهللاُ ه ــادي‬ ‫اح يمشي‬ ‫ظ رَ‬
‫ِب َشـع ِرك قلب ح ِ‬
‫ـاف َ‬ ‫ْ َ ُ َ‬
‫ــــــ‬

‫‪434‬‬
‫ك َّالذي‬ ‫ِ‬ ‫ير في ِ‬ ‫مائل منظوم بالعربيِة ِم ْن ِ‬
‫حافظ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب بَ َخ ٍّ‬
‫ط‬ ‫ِ‬
‫درب عشق َ‬ ‫الس ِ‬
‫البَّد لنا من َّ‬ ‫*ما ُكت َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫العشق جنون)؛ (‪)2‬على‬
‫ِ‬ ‫(قصص‬ ‫رب العباد‬ ‫توكْلنا على ِّ‬
‫وما لنا إالّ أن نقول َّ‬ ‫الجنون‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫غم ُ‬
‫فيه ُّ‬
‫قلب ُه في ُحِّبها‬ ‫من ي ِ‬
‫ِق ُ‬‫ليحك ْم؛ ولو رآها الئمي لغر َ‬
‫أن يراها َّأوالً ثُ َّم ُ‬‫عش َق سلمى ْ‬ ‫علي ْ‬ ‫نك ُر َّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َّ‬
‫قلب حافظ (بحثاً عن أسر ِار جمال َ‬
‫ك‬ ‫يسير ُ‬‫السواد ُ‬
‫الشديد َّ‬ ‫مثل قلبي؛ تحت ضفائر ِ‬
‫شعر َ‬
‫)‬ ‫‪4‬‬‫(‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظل ٍم فليهده هللا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الخفيَّة) في ليل ُم ْ‬

‫غزل‪439‬‬

‫ـاء وج ِه ِـه لي ُـل‬


‫طـَلع‪ ،‬فانتهـى ِمن ضي ِ‬
‫ْ‬ ‫در َ َ‬ ‫أن ال َبـ َ‬ ‫األمس رأيـ ُت منـاماً ِب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ليَل َة‬
‫الهجـران؛‬
‫يدخـ ُل بـابي‪ ،‬ويـا ليـ َت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسـاف ُر‪ ،‬فليـتَ ُه ُ‬ ‫أن َيص َـل الحبيـ ُب ُ‬ ‫اي ْ‬ ‫ـان تعبي ُـر رؤيـ َ‬ ‫ك َ‬
‫ذلِ َك يكـو ُن سريعاً؛‬
‫علي‬
‫يدخ ُـل َّ‬ ‫كان على ال َّـدوا ِم ُ‬ ‫ـال ِبالخي ِـر‪ ،‬فقد َ‬ ‫السـاقي المبـار َك الف ِ‬ ‫ـك َّ‬ ‫ذكر هللاُ ذل َ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ـاب بالَقـ َد ِح واإلبريـق؛‬ ‫الب َ‬
‫ـار دليـَلنا إليه؛‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ص ْح َـبتَه فص َ‬ ‫ان أجمـ َل لو أ ارنـا ديـ َارهُ في النـومِ‪َ ،‬ف َذك َـرنا َعه َـد ُ‬ ‫ما كـ َ‬
‫ض ِـر من نصيـ ِب‬ ‫ِ ِ‬ ‫األزِل ينـال بالُق َّـوِة والـ َّذ ِ‬
‫اء حيـاة الخ ْ‬ ‫ان مـ ُ‬‫هب‪ ،‬كـ َ‬ ‫ض َ ُ ُ‬ ‫ان فيـ ُ‬ ‫لو كـ َ‬
‫اإلسكندر؛‬‫َ‬
‫ظ ٍة‪ ،‬رسـال ُة الحبيـ ِب‬ ‫ـف والب ِ‬
‫ـاب‪ُ ،‬ك َّل لحـ َ‬ ‫السْق ِ‬‫ـان ْت تأتيـني ِم َن َّ‬ ‫ذكر هللاُ َعه َـد ك َ‬ ‫َ‬
‫وخـط المعـشوق؛‬ ‫ُّ‬
‫للظـْلمِ‪ ،‬لو وصـل المظلـوم ليـَل ًة إلى ب ِ‬
‫ـاب‬ ‫ـال ُّ‬ ‫يج ُـد رقيـب َك ِم ْثـل هذا المج ِ‬ ‫ـان ِ‬ ‫متى ك َ‬
‫َ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـاك ٍم ع ِ‬
‫ـاد ٍل؛‬ ‫ح ِ‬
‫بحـ ْث َع ْن ذي َقْلـ ٍب‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫السـالكي َـن َع ْن َذوق الع ْشـق‪ ،‬ا َ‬ ‫ف األخـو ُام غي ُـر َّ‬ ‫مـا َيع ِـر ُ‬
‫ـاع ك ِ‬
‫ـام ٍل؛‬ ‫كالب ْحـ ِر و ُشج ٍ‬ ‫َ‬
‫اسي ٍة؛‬
‫ص ْخـ َ ٍرة قـ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وذاك الـذي َعلـ َم َك قسـ َاوَة القْلـب‪ ،‬ليـ َت َق َـد َم ُه َعث َـر ْت ب َ‬ ‫َ‬

‫‪435‬‬
‫الفـ ِن وم ِ‬
‫ـوض َع‬ ‫ِ‬ ‫أن َش ْخـصاً آخـر َكتَـب ِبأُسلـ ِ ِ‬
‫لو َّ‬
‫ـول ط ْب ِع شـاه َ ّ‬
‫ان مقب َ‬
‫وب حـافظ‪ ،‬لكـ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫عن ِ‬
‫ـايته‪.‬‬

‫غزل‪440‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حديث ٍ‬


‫الخطاب ُك ْن واثقاً ِبألطاف ّ‬
‫ّللا؛‬ ‫ُ‬ ‫جاء‬
‫الس َحر‪َ ،‬‬ ‫الري ِح في َّ‬ ‫رجاء إلى ِّ‬ ‫َ‬ ‫لت‬ ‫ُق ُ‬
‫صول إلى‬ ‫كنز المقصود‪ ،‬اجعلهما طريقاً للو ِ‬ ‫مفتاح ِ‬ ‫الصب ِح وآه الّل ِ‬
‫يل‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عاء ُّ ْ‬ ‫ُد ُ‬
‫المحبوب؛‬
‫الع ْش ِق وراء التّحري ِـر والتّقري ِـر و َّ‬
‫الشرح؛‬ ‫اللغ ُة ليس لهـا َقَلـم‪ِ ،‬س ُّر ِ‬ ‫هذه ُّ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أين محبَّةُ‬ ‫اك‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫ط َن ُة َمغرو اًر‪ ،‬آخ اًر تََفَّق ْد أبـ َ‬ ‫ف المصر َّي َّالذي َج َعَل ْت َك َّ‬
‫السْل َ‬ ‫يوس َ‬‫أي ُ‬
‫الوَلد؟!؛‬ ‫َ‬
‫العجوز األرع ُن‪ ،‬بال رحمة في ِجِبَّلِته‪ ،‬ال تس ْل عن محبَِّته‪ ،‬وال‬‫ٍ‬ ‫العاَل ُم‬
‫ُ‬ ‫هذا َ‬
‫تتعل ْق ِه َّمتُ َك ِبه؛‬ ‫َّ‬
‫عتناؤك ِبمن ال‬ ‫عجيب ا‬ ‫ظم؟‪،‬‬‫الع ْ‬ ‫ِ‬ ‫أنت عالي الَق ْد ِر‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫رص َك على هذا َ‬ ‫فإالم ح ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬
‫ِ‬
‫يستح ّق؛‬
‫رب ِ‬ ‫ِ‬ ‫نصيب ا َّلدروي ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫علي‬
‫أنع ْم َّ‬ ‫ش القانع‪ّ ،‬‬ ‫السو ِق ِرب ٌح فهو ْ‬
‫من‬ ‫كان في هذه ّ‬ ‫إذا َ‬
‫رو َش ِة والقناعة؛‬ ‫بالد َ‬‫َّ‬
‫العيو ِن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وبنات َس َمرَق َند‬
‫ُ‬ ‫سود ُ‬ ‫سان كشمي َر ُ‬ ‫ص ح ُ‬ ‫على ش ْع ِر حافظ شيراز ترُق ُ‬
‫ـات الَق ّـد‪.‬‬ ‫عالي ُ‬

‫غزل‪441‬‬

‫‪436‬‬
‫كان حالي مثلما حالي‬
‫كان مـا َ‬ ‫لـو َ‬ ‫يرحمني؟‬ ‫قلب ِ‬
‫البدر‬ ‫ما كان لو كان ُ‬
‫ُ‬
‫منه أهدى لي عسى‬ ‫كان من ِ‬
‫طيب فرٍع ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ـف رو ٍح لو َمَل ْك ُت على‬
‫أهديتُ ُـه أل َ‬
‫تُرُب ُه الغالي‬ ‫سريـر ع َّ ِ‬
‫ـزة مثـلي‬ ‫فعني‬ ‫ال َّـز ُ‬
‫ُ‬ ‫سيعليني ويـر ُ‬ ‫مان ُ‬

‫ذلك ما‬ ‫علي؟‪ ،‬لو َّأن ُه كان ك َ‬ ‫البدر رحيماً بي عطوفاً َّ‬ ‫ذلك ِ‬ ‫قلب َ‬‫كان ُ‬ ‫* ماذا لو َ‬
‫اآلن من سوء؛‬ ‫ِ‬
‫كان حالي على ما هو عليه َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫أملك على ر ِ ِ‬
‫أقول َل َك ما ثَ َم ُن‬
‫نت ُ‬ ‫ألف رو ٍح عزي ٍزة‪ُ ،‬ك ُ‬‫أس ُك ّل شع ٍرة مّني َ‬ ‫لو ُك ْن ُت ُ‬
‫ِ‬
‫الحبيب؛‬ ‫ط َّ ِرة‬
‫نسي ِم ُ‬
‫األمان من‬ ‫ِ‬ ‫ص‪ ،‬لو كانت عليها شارةُ‬ ‫َِ ِ‬
‫رب ما كانت تنُق ُ‬
‫سعادة الَقْلب لنا يا ّ‬ ‫اءةُ‬‫بر َ‬
‫الزمان؛‬ ‫سوء َّ‬ ‫ِ‬
‫اب‬‫مان لي قدري وأعلى لي شأني‪ ،‬سرير ِع َّزتي يصير من تُر ِ‬ ‫الز ُ‬‫إذا ما َرَف َع َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أعتاِبه؛‬
‫عيني‬
‫َّ‬ ‫جار على‬ ‫فإن ُح ْكم ُه ٍ‬ ‫مع‪َّ ،‬‬‫الد ِ‬ ‫ِ‬
‫كقطرة َّ‬ ‫جاب‬ ‫ليت الحبيب يخرج ِمن ِ‬
‫الح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين؛‬ ‫االثنتَ ِ‬
‫َ‬
‫ط ٍة‬‫كنق َ‬‫ظل هائماً ُ‬ ‫ظ َّ‬ ‫الع ْش ِق مغَلَق ًة وبال مخرٍج‪ ،‬ما كان ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫تكن دائرة ِ‬
‫لو ْلم ُ ْ َ ُ‬
‫فيها‪.‬‬

‫غزل‪442‬‬

‫لكانت قليَل ًة عطاء‪ ،‬أج اًر لِع ِ‬ ‫حق ِ ِ‬


‫بوديَّتي له؛‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫كانت روحي بيدي‪،‬‬ ‫روحه لو ْ‬ ‫و ِّ‬
‫كان ْت حياتي الغالي ُة ِ‬
‫خال َد ًة وتَصُل ُح أج اًر‬ ‫كنت ِألقول َلك ما ثَمن غ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫بار َق َدمه‪ ،‬لو َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ ُ‬
‫له؛‬
‫ُ‬

‫‪437‬‬
‫ِ ِ‬
‫الح ِّر؛‬
‫وس ِن ُ‬‫كالس َ‬
‫ألسن َّ‬ ‫عشرَة ُ‬ ‫صار ُمعتَ ِرفاً َّ‬
‫الس ْرُو‪ ،‬ولو َمَل َك َ‬ ‫قده َ‬ ‫بالعبوديَّة لِ ّ‬
‫ُ‬
‫مك ٍن‪ ،‬ليتني‬ ‫الوصال غير م ِ‬ ‫أن ِ‬ ‫مكان ِ‬
‫فأي ٍ‬ ‫ال أراهُ وال خياَل ُه أرى‪ُّ ،‬‬
‫َ ُ ُ‬ ‫للوصال؟‪ ،‬بما َ‬
‫النوم؛‬ ‫أراهُ في َ‬
‫المزَبَل ِة‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫كان قرُارهُ يق ُّر في َهذه َ‬
‫لو لم يكن قلبي مقيَّد الَقد ِم بحب ٍل من ُ ِ‬
‫ط َّرِته‪ ،‬متى َ‬ ‫ُ َ َ َْ‬ ‫ْ ُْ‬
‫المظلِ َمة؛‬‫الدنيا) ُ‬ ‫( ُّ‬
‫الر ْح َمة؛‬
‫من َّ‬ ‫ك َذ َّرًة َ‬
‫ِ‬
‫كان يمل ُ‬ ‫ٍ‬
‫وقلب ليتَ ُه َ‬ ‫ظير‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اآلفاق بال َن ٍ‬ ‫بو ْج ٍه َك َش ِ‬
‫مس َفَل ِك‬ ‫َ‬
‫عين َّي‬ ‫من ُّ‬ ‫ٍ‬
‫كان ُح ْك ُم ُه جارياً على َ‬ ‫النور‪ ،‬فقد َ‬ ‫كلمعة َ‬
‫َ‬ ‫من بابي‬ ‫يدخ ُل ْ‬ ‫عساهُ ُ‬
‫ِ‬
‫االث َنتَين؛‬
‫ط ِ‬ ‫الح ِ‬‫خارج ِ‬ ‫متى كان أنين ِ‬
‫الص ْب ِح‬
‫يور ُّ‬ ‫فيق ُ‬‫يك ْن ر َ‬‫جاب‪ ،‬لو ْلم ُ‬ ‫يخرُج ِ َ‬‫ظ ُ‬ ‫حاف َ‬ ‫َ ُ‬
‫الم ِّ‬
‫غرَدة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫غزل‪443‬‬

‫روضة الورد‪ُ ،‬ك ُّل و ٍ‬ ‫ِ‬


‫ردة َغ َيرًة من وج ِهك تُ ُ‬
‫شاك‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ظ ًة في‬‫تمايْل َت لح َ‬
‫رو إذا َ‬ ‫كالس ِ‬
‫َّ‬
‫الشوك؛‬ ‫ِب َّ‬
‫من ُكْف ِر ضفيرِتك ُك ُّل حْلَق ِة ٍ‬
‫بالء وِف ْت َنة‪ِ ،‬م ْن ِس ْح ِر َع ِين َك ُك ُّل ُجرٍح ِ‬
‫وعَّلة؛‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫من ُك ِّل ِج َهة من حوَل ِك‬ ‫ِ‬
‫الس ْكرى ال ت ْذ َهبي في النَّو ِم كبختي‪ْ ،‬‬ ‫الحبيب َّ‬ ‫ين‬
‫أي َع َ‬
‫تالحُق ِك؛‬
‫اهرين ِ‬ ‫آهات َّ ِ‬
‫الس َ‬ ‫ُ‬
‫ليس ِم ْن ِم ِ‬ ‫الف َّ ِ‬
‫الذه ِب و ِ‬ ‫بار َدربِك َنْقُد روحي‪ ،‬ما دام ُ َّ‬
‫قدارك؛‬ ‫ضة َ‬ ‫نقد َ‬ ‫َ‬ ‫نثار ُغ ِ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫أي متى يكو ُن‬ ‫الر ِ‬
‫أسوَد َّ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬
‫اه دائماً بَف ْرعه آسر القلوب‪ ،‬إذا ُك ْن َت َ‬ ‫قلب ال تََب َ‬
‫يا ُ‬
‫َف َرُجك؛‬
‫الغ ِم ولم ي ِ‬
‫ص ْب َك‬ ‫ِ‬
‫من َ ّ ْ ُ‬ ‫ضاق قلبي َ‬ ‫َ‬ ‫ظ ًة على ُمرادي‪،‬‬ ‫أحص ْل َلح َ‬
‫ولم َ‬ ‫خس ْر ُت رأسي ْ‬
‫غم؛‬ ‫ِ‬
‫من ذل َك ّ‬ ‫ْ‬

‫‪438‬‬
‫هذ ِه‬
‫ظ ما ِ‬ ‫الدائرة‪ ،‬ض ِحك وقال يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫مرك ِز َّ‬ ‫ُقْلت له تعال وكن كالنُّْق َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫طة في َ‬ ‫ُ ُ َ ُْ‬
‫الحيَل ُة منك‪.‬‬

‫غزل‪444‬‬

‫األحب ِ‬
‫َّة‬ ‫ِ‬ ‫طر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫دعوةُ‬
‫حبيب‪َ ،‬إنها َ‬ ‫ٌ‬ ‫ف‬ ‫هذي المدين ُة مملوءةٌ بالظ َرفاء‪ ،‬فم ْن ُك ّل َ َ‬
‫للع ْش ِق‪ ،‬هل تفعلون؛‬ ‫ِ‬
‫ص معشو ٌق‬ ‫اب‪ ،‬وَلم َيَق ْع في َيِد َش ْخ ٍ‬ ‫أبدعَ ِم ْن هذا َّ‬
‫الش ّ‬ ‫شاباً َ‬‫الفَل ِك َّ‬
‫عين َ‬ ‫لم تَ َر ُ‬
‫ْ‬
‫من هذا المعشوق؛‬ ‫أج َم ُل ْ‬ ‫ْ‬
‫بار ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ين َأبداً ِجسماً م َّ‬
‫من ال ُرو ِح‪َ ،‬إالهُ وحاشاهُ يعَل ُق ِبثَوِبه ُغ ٌ‬ ‫ركباً ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْلم تَ َر َع ٌ‬
‫الء التُرابِيين؛‬ ‫هؤ ِ‬
‫عناق؛‬ ‫منك ُقبَل ٌة أو‬ ‫من طر ِيق َك‪ ،‬وغاي ُة ما َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫يتوق ُع ُه َ‬ ‫َ‬ ‫مكسور مثلي لماذا تُبعُدهُ ْ‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫بيع جديد من‬ ‫األم َل على ر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫جميل ِ‬ ‫ٍ‬
‫ع‪ ،‬ال تُ َعّل ْق َ‬ ‫أسر ْ‬ ‫ٌ‬ ‫الوْق ُت‬
‫الخ ْم ُر صاف ُخ ْذهُ‪ ،‬و َ‬ ‫َ‬
‫َس َن ٍة أُخرى؛‬
‫الورد‪ُ ،‬ك ُّل َح َم َل جاماً على ِذ ْك ِر َو ْج ِه حبيب؛‬ ‫كالش ِ‬
‫قائق و َ‬
‫ستان الحريفين‪َّ ،‬‬ ‫في ُب ِ‬
‫ظ ِهر‪ ،‬أََلم يا له من أََل ٍم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫شديد‪ ،‬و َع َم ٌل يا‬ ‫ُ‬ ‫كيف أُ ْ ُ ٌ‬ ‫الس َّر َ‬
‫أح ُّل وهذا ّ‬ ‫كيف ُ‬
‫العْق َد َة َ‬ ‫هذه ُ‬
‫أصعَبه)؛‬ ‫ٍ‬
‫وعم ٌل ما َ‬ ‫ص ْعب(أَل ٌم ما آَل َم ُه‪َ ،‬‬‫له من َع َمل َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الجلوس في‬ ‫إمكان‬
‫ُ‬ ‫من َف ْرِع َك الجسور‪،‬‬ ‫ك ِبه ٌيد ْ‬ ‫من حافظ تُمس ُ‬ ‫ط ُك ِّل َش ْع َ ٍرة ْ‬ ‫خي ُ‬
‫شك ٌل‪.‬‬ ‫هذ ِه ِّ ِ‬
‫يار م ِ‬ ‫ِم ْث ِل ِ‬
‫الد ُ‬

‫غزل‪445‬‬

‫‪439‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ف ِ‬
‫عاج ٍز َوَل َك‬ ‫ما لِألَسـى لِضعي ٍ‬ ‫الك ْو ِن َق ْد َمَل َك‬
‫يبتغي في َ‬ ‫يا َم ْن لِ َما‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫(‪)2‬‬
‫س َل َك‬‫النُف ْو ِ‬‫َف َّإنما الـ ُح ْكم في ُح ِّر ُّ‬ ‫الرْو َح والَقْل َب ُخ ْذ ِمِّني ِبال َم َه ٍل‬ ‫ُّ‬
‫ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫األخ َي ِار َق ْد َسَل َك‬ ‫َع ِج ْب ِب ِه َو َس َ‬ ‫ط َخ ْي ٍـر ِبَقٍّد ما َل ُه َو َس ٌ‬ ‫َوِس ْيـ ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫ط ْ‬ ‫أْ‬ ‫ط‬
‫(‪)4‬‬
‫ان زكا‬ ‫ط ِبو ْج ِه األرغو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وجـ ِه َك ال َرْس ٌم ِب ِه‪ ،‬وِب ِه‬
‫سـو ُاد خ ّ َ‬ ‫ـاض ْ‬ ‫بي ُ‬
‫ْس لِْلـ ُم َدا ِم َش َكا‬
‫ف ُرْو ٍح ِب َأر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف ُمـ َدا ٍم ثُـ َّم ُق ْم ثَ ِمالً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َلط ْيـ َ‬ ‫ا ْش َر ْب َلط ْي َ‬
‫ان ِم ْن َك َش َكا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طْف َت َوال تَ ْغتَ َّم ِإ ْن َحـ ِار ُس ُ‬
‫الب ْستَ ِ‬ ‫ظ وْرُد ُب ْس ٍ‬
‫(‪)5‬‬
‫تان َق َ‬ ‫ُيهن ْي َك يا حاف ٌ َ‬

‫ِ‬ ‫الضع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫العاجزين؛‬ ‫فاء‬ ‫عند َك من حال ُّ َ‬
‫غم َ‬
‫فأي ٍّ‬
‫لك ُّ‬ ‫الوجود تم ُ‬ ‫كل ما تُر ُيد في‬ ‫(‪ُّ )1‬‬
‫(‪)3‬‬
‫جار؛ عجباً‬ ‫فح ْكم َك على األحرِار ٍ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)2‬اُطُل ِب ُّ‬
‫ذهما سريعاً ُ ُ‬ ‫وخ ُ‬
‫مني ُ‬‫الرو َح والَقْل َب ّ‬
‫قدهُ بال َو َسط (لدّقة خصره) كيف يسعى‬‫كأن َّ‬
‫الرشيق حتى َّ‬ ‫الخصر َّ‬‫ِ‬ ‫لصاحب‬
‫بياض َو ْج ِه َ‬
‫( ‪)4‬‬
‫يحتاج تجميالً وال‬ ‫ُ‬ ‫ك ال‬ ‫ُ‬ ‫السرور؛‬
‫وسط األخيار(بينهم) بالخير و ُّ‬
‫المس ِك نما على صفح ِة األرغوان؛ (‪)5‬ما دمت ِ‬
‫تحم ُل‬ ‫ِ ٌّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َرْس َم فيه‪ ،‬وعليه خط ب َسواد ْ‬
‫وص ار ِخ‬ ‫ِ‬ ‫لديك ِم ْن‬ ‫وض في ثوِبك يا ِ‬ ‫الر ِ‬
‫شكاية ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫غم‬
‫أي ٍّ‬ ‫حافظ‪ُّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫رد من هذا َّ‬ ‫الو َ‬
‫َ‬
‫تاب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات لم تَُترَجم ش ْع اًر وترجمتُها نث اًر‪ :‬ال تُقم ِبأكثَر م ْن هذا الع ِ‬‫ِ‬ ‫البستاني؛‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وهناك أبي ٌ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ ّ‬
‫جميل ولو‬‫ٌ‬ ‫اختيار َك‬
‫ُ‬ ‫تستطيع ِم َن األذى لنا؛‬
‫ُ‬ ‫ور على َقْلِبنا‪ ،‬وال تُق ْم ِب ُك ِّل ما‬‫الج ِ‬
‫و َ‬
‫جفاء‬
‫َ‬ ‫عيف ِة؛ َّ‬
‫تحم ْل‬ ‫الض َ‬‫صِد روحي َّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج َعْل َت في القوس مئ َة ألف سه ِم جفاء بَق ْ‬
‫ظفر َت‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫رحيم؛ إذا ْ‬ ‫ٌ‬ ‫حبيب‬
‫ٌ‬ ‫كان َل َك‬
‫إن َ‬ ‫سهل ْ‬ ‫وذاك ٌ‬
‫َ‬ ‫الحسود‪،‬‬ ‫ور‬
‫وج َ‬
‫الرقباء دوماً َ‬
‫تملك ُك َّل ما تطُل ُب في العاَلم؛‪.‬‬ ‫الحبيب لح َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِل‬ ‫ِ‬
‫فأنت ُ‬ ‫اذه ْب َ‬ ‫ظ ًة واح َد ًة‪َ ،‬‬ ‫ب َو ْ‬

‫غزل‪446‬‬

‫ِ ِ‬ ‫صبا ِ‬
‫أنت تحملين نكه َة ض ِ ِ ِ‬
‫عبيره؛‬ ‫ذكري دائماً َّأنك تحم َ‬
‫لين َ‬ ‫تلك‪ ،‬فا ُ‬
‫فيرة الم ْسك َ‬
‫َ َ َ َ‬

‫‪440‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫إن ُك ْن َت‬
‫أض ُع ُه في َيدك ْ‬ ‫الح ْس ِن والع ْشق‪ ،‬أقد ُر َ‬ ‫وه ُر أسرِار ُ‬ ‫قلبي الذي ِبه َج َ‬
‫ترعاه؛‬
‫من قساوِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طبوعة‪ ،‬عدا هذا الَق ْد َر ْ‬ ‫الم َ‬ ‫يقول شيئاً في شمائل َك َ‬ ‫أن َ‬ ‫يستطيع ْ‬
‫ُ‬ ‫أح َد‬
‫ال َ‬
‫ُرقبائك؛‬
‫ك ويلقى قبوَلك يا َوْرُد‪ ،‬وأن َت تُعطي األُ ُذ َن وتُصغي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫متى تستم ُع إلى غناء ُبْلُبل َ‬
‫ال من ُّ‬ ‫لِ ُك ِّل َّ‬
‫الطيور؛‬ ‫قو ٍ َ‬
‫طأطأت‬ ‫بع ِّلو َك‪ ،‬أما َّإن َك لو رأيتَ ُه َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫تشم ْخ برأس َك وال تُفاخ ْر ُ‬
‫الج ْد َول ال َ‬ ‫سرو َ‬ ‫أي َ‬ ‫ْ‬
‫أس َك؛‬ ‫من َ ِ‬
‫الخ َجل ر َ‬ ‫َ‬
‫وج ُه ُه‬ ‫ِ‬ ‫الشمس‪ِ ،‬‬ ‫كشرو ِق َّ‬
‫الح ْس ِن ُ‬ ‫ِ‬
‫لمان‪ُ ،‬ك ُّل ُغال ٍم ْ‬ ‫وع ْن َد َك الغ ُ‬ ‫ْ‬ ‫من ُ‬ ‫ك َ‬ ‫َنَف ُس َك ممال ُ‬
‫كالَق َمر؛‬
‫ياسك‪ ،‬أنت كالورِد تملِك ُك َّل الّلو ِن و ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫طر؛‬ ‫الع ْ‬ ‫ُ‬ ‫وح َدك وعلى ق َ َ َ ْ‬ ‫الح ْس ِن ِر َ‬
‫داؤك ْ‬ ‫داء ُ‬ ‫ر ُ‬
‫ِ‬
‫إن‬ ‫ِ‬
‫للخارِج َق َدماً ْ‬ ‫وم َع ِة يا ح ِافظ‪ ،‬اُخ ُ‬
‫ط‬ ‫الص َ‬‫الع ْش ِق في ُرْك ِن َّ‬‫ال تَبح ْث عن جوه ِر ِ‬
‫َْ َْ َ َ‬
‫ِ‬
‫حري‪.‬‬‫للبحث والتَّ ّ‬ ‫كان ِب َك َم ْي ٌل َ‬ ‫َ‬

‫غزل‪447‬‬

‫ِ‬ ‫ـق ُّ ِ‬ ‫اضباً علينا‪َّ ،‬‬ ‫تعـال إلينـا‪ ،‬وال ت ُكن غـ ِ‬


‫الص ْح َـبة القديـ َمة‪ ،‬فارعَ‬ ‫عليك ح َّ‬
‫َ‬ ‫فإن لنـا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صحـ َبِتنا؛‬ ‫ـق ُ‬ ‫ح َّ‬
‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفض ُـل كثيـ اًر م َن الجـواه ِر التـي تمت ُ‬
‫ـلك فـي‬ ‫استم ْـع إلى النَّصيـ َحة فهذه ال ُّـد َّرةُ َ‬
‫خـز ِ‬
‫ائنـ َك؛‬

‫‪441‬‬
‫ذت َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشمـ َس والَق َمـ َر مرًآة‬ ‫أنت الـذي اتَّ َخـ َ‬ ‫للسكـارى و َ‬‫ف الوجـ َه ُّ‬ ‫لـك ْن متى ستكش ُ‬
‫ستكترث بنـا؟؛‬
‫ُ‬ ‫لجمـالِك‪ ،‬ومتـى‬
‫ح ْكم هللا(‪)4‬؛‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫أي شي ُخ‪ ،‬وانتب ْـه فأن َت بذل َك تُعـانُد ُ َ‬ ‫السكـارى‪ْ ،‬‬ ‫ال تُحِّد ْث ب َعي ِب ُّ‬
‫ـبسها‪،‬‬ ‫ـلة أن تحـر َق خرقـ َة ُّ ِ َّ‬ ‫شتع ِ‬
‫ـار آهي الم ِ‬ ‫ـاف من ن ِ‬
‫الصـوف التي تل ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ـك ال تخ ُ‬ ‫ومال َ‬
‫تأكـُل ُه َّ‬
‫النـار؛‬ ‫ـوف ُ‬ ‫فالص ُ‬
‫ُّ‬
‫ال‬ ‫ـون َك‪ ،‬فِبح ِ ِ ِ‬ ‫السكـارى المخمـورو َن يستصرخ َ‬
‫ـان ال يز ُ‬ ‫نداءهم إذا ك َ‬
‫ُ‬ ‫ـب‬
‫ـق هللا ل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫من الخمـر؛‬ ‫بقيـ ٌة َ‬
‫عندك َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وحق الُقر ِ‬ ‫ِ‬
‫لم َأر أجم َل من ش ِ‬
‫صدرك‪.‬‬ ‫آن الذي جمعتَ ُه فـي‬ ‫عر َك يـا حافظ‪ِّ ،‬‬ ‫َ‬

‫غزل‪448‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ور‬ ‫ِِ‬ ‫أم ِـس ْك ِبجـا ٍم ِب ِه َخ ْم ٌـر‬
‫به ُن ُ‬ ‫ْ‬ ‫شيُد‬
‫أنت َج ْم ْ‬ ‫دار َ‬ ‫ـان ٌ‬‫ـك الح ُ‬ ‫يا من ل َ‬
‫(‪)2‬‬
‫جور‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ْب ُح ِ‬ ‫فرعُ الحبي ِب د‬
‫ود ْي ُ‬
‫َ‬ ‫نور‬
‫هني َك ف ْـي َوصله ٌ‬ ‫ُي ْ‬ ‫ض ُه‬ ‫عار ُ‬ ‫جى و ُّ‬‫ُ ً‬
‫(‪)3‬‬
‫ور‬ ‫ض َنى ِم ْن ُه‬ ‫أم هل لِن ِ‬
‫ـاظ ِر م‬ ‫حبوب ِم ْن َخ َب ٍر‬
‫ويا صبا َهل َع ِن الم ِ‬
‫ظُ‬‫َم ْن ُ‬ ‫ُْ ً‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(‪)4‬‬
‫وفور‬ ‫ِ‬ ‫ـاء ثـاِب ٌت َأبداً‬ ‫ِ‬
‫َم ُ‬ ‫الج ْوُر‬
‫ـك َ‬ ‫الح ْم ُـد هلل م ْن َ‬
‫و َ‬ ‫ـان م ْن َك َوف ٌ‬‫مـا ك َ‬

‫العظيم‪،‬‬ ‫ك‬‫المْل ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)1‬يا من‬


‫ُ‬ ‫لك هذا ُ‬ ‫الحبيب مشرُبك‪ ،‬هنيئاً َ‬ ‫وخمر‬
‫ُ‬ ‫مسكنك‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الحان‬
‫ُ‬
‫منه النُّور؛ وهنيئاً‬
‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يشع ُ‬‫خمر ُّ‬ ‫فخ ْذ بيد َك كأساً به ٌ‬ ‫يملك جمشيد‪ُ ،‬‬ ‫تملك ما ُ‬ ‫أنت ُ‬
‫أجمل‬
‫َ‬ ‫شعرِه ووج ِه ِه ما‬
‫ساف ُر في ِ‬ ‫الحبيب تُ ِ‬
‫ِ‬ ‫مع‬
‫هار َ‬ ‫يل والنَّ َ‬
‫لك يا من تقضي الّل َ‬
‫ان للبطو ِن‬
‫ذين يرمز ِ‬‫هار الّل ِ‬
‫الن ِ‬ ‫الشعر والوجه كنايةٌ عن الّل ِ‬
‫يل و َّ‬ ‫ك ومساءك‪َّ :‬‬ ‫صباح َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫و ُّ‬
‫قال المولوي في‬ ‫المحمديَّان‪َ ،‬‬
‫َّ‬ ‫يل والنَّ ُ‬
‫هار‬ ‫ومنه الّل ُ‬
‫ُ‬ ‫الظهور عند العارفين‪،‬‬
‫ترجمتُ ُه‪:‬‬
‫َ‬ ‫المثنوي ما‬

‫‪442‬‬
‫المصطفى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫و ُّ‬ ‫لحق ِبـ ِه فـي و ُّ‬
‫نور ضمير ُ‬ ‫الضحى ُ‬ ‫الضـحى‬ ‫أ ْق َس َم ا ُّ‬
‫ونور النَّ‬ ‫ابي َّ‬ ‫وذاك التُّر ُّ‬ ‫اللي ِل‪ ،‬و َّ‬
‫الل ْي ُل ستَّ ِاريَّتُ ُه‪،‬‬ ‫َّ‬
‫خالد‪،‬‬
‫بي ٌ‬ ‫ّ‬ ‫الزنجار ُّي َب َدُن ُه‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ثُ َّم و ْ‬
‫فتأم ْل‬
‫قس ُم بالفاني)‪َّ ،‬‬ ‫ات كذلك ‪(،‬وهللا ال ي ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫يني َّالذي عرَج ب ِه في َّ‬
‫السمو ِ‬ ‫ط ُّ‬ ‫بدن ُه ال ّ‬
‫و ُ‬
‫يل إلى‬ ‫السو ِاد َّ‬
‫كالل ِ‬ ‫الحبيب الحالِ ِك َّ‬
‫ِ‬ ‫بش ْع ِر‬
‫رم ُز َ‬ ‫ِ‬
‫في عظي ِم شأن الحبيب‪ ،‬وقد ُي َ‬
‫منه إلى‬ ‫هار ُ‬ ‫كالن ِ‬
‫نير َّ‬ ‫يرمز بالو ْج ِه الم ِ‬ ‫باطِن ِه الخفي ( ِ‬
‫وجود ِه‬ ‫مقا ِم ِ‬
‫ُ‬ ‫الغيبي)‪ ،‬كما ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫منهما سعادةٌ؛‬ ‫ٍ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ئي)‪ ،‬وفي َسَفر البحث والتفكير في ُك ّل ُ‬
‫ِ‬ ‫وجود ِه المر‬ ‫ظاه ِرِه الجلي ( ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)3‬أي صبا المحتَ ِرقو َن ِب َّ‬
‫ك‬‫يق ُمنتَظرو َن‪ ،‬هل َم َعك ِرساَل ٌة م َن الحبيب؟؛ خاُل َ‬ ‫الطر ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الرو ِح‬
‫عبير ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الشباك؛ َ‬ ‫أج َمتها م َن ّ‬ ‫ول َ‬ ‫اء َع ْذ َب ُة الط ْع ِم لك ْن‪َ ،‬وْه كم َح َ‬ ‫ضر ُ‬ ‫َحَّب ٌة َخ ْ‬
‫أش ُّم ِمن َشَف ِة الَقد ِح َّ ِ‬
‫المشام؛ (‪)4‬ما‬
‫ّ‬ ‫تملك‬
‫ُ‬ ‫إن ُك ْن َت‬ ‫الضاح َكة‪ُ ،‬ش َّمها‪ ،‬أي ِّ‬
‫سيُد‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫ِ‬
‫طَل َب‬‫يب َ‬ ‫ورك؛ إذا غر ٌ‬ ‫أشك ُر هللاَ على دوا ِم َج ِ‬ ‫ثبات ِم ْن ِج َهة الوفاء‪ ،‬و ُ‬ ‫كان ِم ْن َك ٌ‬ ‫َ‬
‫بالخير؛ كم‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه‬
‫الشهرة الجميَل َة ِمنك‪ ،‬ما يكون؟‪ ،‬أنت اليوم مشهور ِ‬ ‫ُّ‬
‫المدينة َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ََ َ‬
‫قائم بالّليل‪.‬‬ ‫وع ْندك ِم ْثل ِ‬ ‫ِ‬ ‫عاء س َح ٍر مؤِن ٍ‬ ‫سيكون لك ِمن د ِ‬
‫الم ٌ‬ ‫ظ ُغ ٌ‬ ‫حاف َ‬ ‫س للرو ِح‪َ َ َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ ُ‬

‫غزل‪449‬‬

‫ـبعـد عنـك عـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اشقيـ َك‪ ،‬وتُبقيـ ِه ْم بعيـديـن؛‬ ‫َ‬ ‫يا من تُبيـ ُح هجـ َر ُع َّشـاق َك المهجوريـن‪ ،‬وتُ ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل المـاء؛‬ ‫الص ْحـراء‪ِ ،‬بحّق َ‬
‫ـك عنـ َد هللا فـي هـذا الطـريق‪َ ،‬هبـنـي ُز َ‬ ‫أنـا ظـامئُ َّ‬
‫ـك أن ترعـاهُ‪،‬‬ ‫الل‪ ،‬لكـ ْن ‪ ،‬جميـ ٌل من َ‬ ‫ـك حـ ٌ‬
‫أي روحي‪ ،‬خطْفـ َت قلبي‪ُ ،‬ه َـو ل َ‬
‫ـامَلـتُ َك معي؛‬
‫فمع َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـح‬
‫أنت تسـم ُ‬ ‫إن كنـ َت َ‬ ‫ـك‪ْ ،‬‬ ‫نه الحريفـو َن أيضاً‪ُ ،‬‬
‫نحن ال نتَ َح َّم ُـل ذل َ‬ ‫رب م ُ‬‫ـأسنا يشـ ُ‬ ‫ك ُ‬
‫ِبه؛‬
‫نفسـ ِك‪ ،‬وتُـزع ِج َيننا(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫يـا َّأيـتُها الذبـاب ُة ال تطيـري فـي حضـرة الهما‪ ،‬تفضحيـ َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُـرخ؟؛‬ ‫الم تَ ْ‬
‫ـرت محـروماً مـ ْن هـذا البـاب‪ ،‬فمـ َّمن تشكـو؟‪ ،‬وعـ َ‬ ‫أنت بتقصيـ ِر َك ص َ‬ ‫َ‬

‫‪443‬‬
‫السع ِـي بالعطـ ِ‬
‫اء!‪.‬‬ ‫أي أمـ ٍل لِمبت ِ‬ ‫بالخ ِ‬ ‫ظـوة ِمن المل ِ‬
‫ـوك تُطـَلب ِ‬
‫ـور َّ ْ‬ ‫ـدمة‪ ،‬و ُّ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ظ ال ُح ْ َ ُ َ ُ‬
‫حـاف ُ‬
‫ـــــــ‬
‫طائر خرافي‪.‬‬ ‫السعد‪،‬‬
‫طائر َّ‬ ‫ِ‬
‫الهما أو السيمرغ بالفارسيَّة‪ُ :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ٌ‬

‫غزل‪450‬‬

‫عامَل َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫صين ُم َ‬ ‫المخل َ‬ ‫مضى َد ْهٌر وأن َت موقُفنا باالنتظار قلقين‪ ،‬وال تُعام ْل هؤالء ُ‬
‫اآلخرين؛‬ ‫َ‬
‫هذ ِه‬
‫ظ ِر ِ‬ ‫صحاب َّ‬
‫الن َ‬ ‫ِ‬ ‫منك علينا‪ ،‬أََّي ُة ِع ٍَّزة ِأل‬ ‫ِ‬ ‫ين ِّ‬
‫الرضا‪ ،‬مَّن ًة َ‬ ‫لم تفتَ ْح علينا زِاوَي َة َع ِ‬
‫َّالتي َم َع َك؟!؛‬
‫ظ ِ‬
‫ماء‬ ‫قلوب ُع َ‬‫تخضب الي َد ِب َد ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫حين تر ُيد أن‬ ‫طي َّ ِ‬ ‫ِمن األفض ِل أن تغ ِ‬
‫َ َ‬ ‫الساع َد َ‬ ‫ْ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الف ِن و َّ‬
‫الذوق؛‬ ‫أه ِل َ ّ‬ ‫ْ‬
‫وك ٌّل‬
‫ص ُرُخ‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال الورُد هادئ ِ‬
‫الك ُّل َي ْ‬
‫البستان‪ ،‬و ُ‬ ‫البْلُب ُل في ُ‬ ‫غم َك‪ ،‬وال ُ‬‫من يد ّ‬ ‫البال ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َّ‬
‫الدوام؛‬‫وب على َّ‬ ‫ِق الث َ‬ ‫مز ُ‬
‫ُي ّ‬
‫ِ‬
‫من‬‫الس َّر َ‬‫أنت تطُل ُب ّ‬ ‫المرَّقع‪َ ،‬‬ ‫المَل َّم ِع ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫الحضور بثوب َك ُ‬ ‫يا َم ْن تطُل ُب َنْق َد ُ‬
‫لين‪َ ،‬ع َجبا؛‬ ‫ِ‬
‫الجاه َ‬
‫أس َك معي ثقيالً‪،‬‬ ‫ظري‪ ،‬أي عيني ِ‬ ‫ما ُد ْم َت َن ْرِج َس َحْق ِل َن َ‬
‫ظ ُّل ر ُ‬
‫وسراجي‪ ،‬لماذا ي َ‬
‫ِ‬
‫الخاطر؛‬ ‫مكسور‬ ‫وأنا‬
‫ُ‬
‫من ٍ‬
‫طين‬ ‫أنت تطُل ُب ما َّ‬
‫تتمنى ْ‬ ‫آخر‪ ،‬و َ‬ ‫ِ‬
‫معدن عاَل ٍم َ‬ ‫من‬
‫جمشيد ْ‬
‫َ‬ ‫جوه ُر جا ِم‬
‫َ‬
‫منه َّ‬
‫الفخار؛‬ ‫ص َن ُع ُ‬ ‫ُي ْ‬
‫أي وج ٍه أخي اًر تطمع بالح ِب و ِ‬
‫الوفاء من هؤ ِ‬ ‫ِ‬
‫الء‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُّ‬ ‫قلب‪ِ ،‬ب ِّ َ ْ‬
‫أنت أبو التَّ ْج ِرَبة يا ُ‬ ‫َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫األوالد ؛‬

‫‪444‬‬
‫ض ِة‪ ،‬سوف تُْف ِرغُ كيسك من َّ‬
‫الذ َه ِب‬ ‫هذ ِه ِبمن أجسامهم ِمن ِ‬
‫الف َّ‬ ‫ْ‬
‫أطماعك ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُُْ َ‬ ‫َُ‬
‫ض ِة!؛‬ ‫وِ‬
‫الف َّ‬
‫أنت َج َعلتنا َعبيداً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رْغ َم َّ‬
‫قال لي عاش ٌق‪َ ،‬‬
‫الخالعة والخراب َذ ْن ٌب لنا‪ ،‬فقد َ‬
‫َ‬ ‫أن حاَل َة‬
‫لها؛‬
‫هذ ِه ُّ‬
‫الدنيا العاِب َرة‪.‬‬ ‫السالم ِة ال تَعبر بالمالمة‪ ،‬ما َّالذي ِ‬
‫تنتظر من ِ‬ ‫يا ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫يوم َّ َ‬
‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬
‫ــــــ‬
‫ذين ُه ْم بال ِ‬
‫تجربة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫من هؤالء األوالد ال َ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪451‬‬

‫أي ُش ْك ٍر‬ ‫تشك ُر‪ ،‬و َّ‬ ‫كيف س ُ‬ ‫ِ‬


‫الجدال‪ ،‬ل َن َر َ‬ ‫الخصوم ِة و ِ‬ ‫أحس َن َ ن‬
‫يوم ُ َ‬ ‫العو َ َفَل ُك َك َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ستحمل؛‬
‫فاء الو ِاق ِعين؛‬ ‫يرح َم ال ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َّ‬
‫ض َع َ‬ ‫له َ‬ ‫أخ َذ هللاُ بيده‪ُ ،‬ق ْل ُ‬ ‫ص الذي َوَق َع و َ‬ ‫ذل َك الش ْخ ُ‬
‫َّة للمعشو ِق‪،‬‬ ‫يء‪ ،‬فكن م ِق َّاًر بالعبودي ِ‬ ‫الش ِاه ِب َش ٍ‬
‫ظم َة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫في حمى الع ْش ِق ال يشترو َن َع َ َ‬
‫وأظ ِهر ا ِ‬
‫لخ ْد َمة؛‬ ‫ْ‬
‫احداً؛‬‫الدنيا َنَفساً و ِ‬ ‫رور‪ ،‬لِتَ ْرَف َع َع ْن قلبي َغ َّم ُّ‬ ‫الس ِ‬ ‫ببشارَة ُّ‬ ‫الباب‬
‫َ‬ ‫علي َ‬ ‫دخ ْل َّ‬ ‫ساقي اُ ُ‬
‫خفيف‬
‫َ‬ ‫ط َع هذا ال َج َب َل‬ ‫أن تق َ‬ ‫خير ْ‬ ‫األخطار‪ٌ ،‬‬
‫َ‬ ‫ظ َم ِة ما أكثَ َر‬ ‫الع َ‬ ‫ِ‬
‫يق الجاه و َ‬ ‫في طر ِ‬
‫ِ‬
‫الح ْمل؛‬
‫وكنز التَّ َج ُّرد؛‬ ‫ِ‬ ‫يش والتَّ ِ‬ ‫بالج ِ‬ ‫ِ‬
‫أم ُن الخاط ِر ُ‬ ‫رويش و ْ‬
‫الد ُ‬ ‫الك ْنز‪ ،‬و َّ‬‫اج و َ‬ ‫لطان والف ْك ُر َ‬ ‫الس ُ‬ ‫ُّ‬
‫الح ْر ِب‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من َ‬ ‫الصْل ُح َخ ٌير َ‬ ‫نور َعيني‪ُّ ،‬‬ ‫صوفياً واحداً‪ ،‬يا َ‬ ‫قول َح ْرفاً‬
‫إجازًة أل َ‬‫أعطني َ‬
‫صومة؛‬
‫الخ َ‬ ‫و ُ‬
‫وفيق م ِ‬ ‫ٍ ِ َّ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ساعٌد؛‬ ‫المراد على َح َسب الف ْكر واله َّمة‪ ،‬فم َن الشاه َن ْذ ُر َخ ْير وم َن الت ِ ُ‬ ‫يل ُ‬ ‫َن ُ‬

‫‪445‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من‬
‫أفض ُل أثَ اًر َ‬
‫اب َ‬‫القناعة َع ْن وجهك‪ ،‬هذا التُّر ُ‬
‫الفْق ِر و َ‬
‫بار َ‬
‫تمس ْح ُغ َ‬
‫ظ ال َ‬ ‫حاف ُ‬
‫اإلكسير‪.‬‬

‫غزل‪452‬‬

‫ِ‬ ‫طَفيليون على عاَل ِم ِ‬


‫ظ ِه ْر اإلرَاد َة لتَ ْرَب َح ال َس َ‬
‫عادة؛‬ ‫الع ْشق‪ ،‬أَ ْ‬ ‫المالئك ُة ُ‬
‫َ‬ ‫اآلدميُّو َن و‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬
‫يب‬‫ص يشتري َع ْب َداً به َع ُ‬ ‫اس َع وال تَ ُك ْن بال نصيب م َن الع ْش ِق‪ ،‬ال َش ْخ َ‬ ‫سيُد ْ‬ ‫أي ِّ‬
‫ضل؛‬ ‫ص الَف ْ‬ ‫َنْق ِ‬
‫ف الّل ِ‬ ‫الصباح‪ ،‬اسع بالع ْذ ِر من منتَص ِ‬
‫يل‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫وع ْذ ُب نو ِم َك َّ َ‬ ‫الصبو َح َ‬ ‫إالم ُشرُب َك َّ‬ ‫َ‬
‫الس َحر؛‬ ‫ِ‬
‫وبكاء َّ‬ ‫ُ‬
‫عال‪ ،‬لِتكو َن في ِقباَل ِة عيني وغائباً‬ ‫رسان حلو ال ِف ِ‬
‫َُ‬
‫الف ِ‬‫شاه ُ‬
‫عبتُ َك أي َ‬ ‫نفس َك ما ُل َ‬ ‫أنت ُ‬ ‫َ‬
‫ظري؛‬ ‫عن َن َ‬
‫ومساء شم َع مجلِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قدس ٍة احتَرَق ْت ِم ْن َغ ٍ‬
‫س‬ ‫ْ َ‬ ‫صباح‬
‫ٍ‬ ‫تصير ُك َّل‬
‫َ‬ ‫يرة أن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ألف رو ٍح ُم َّ َ‬ ‫ُ‬
‫آخر؛‬
‫َ‬
‫ين ِمِّني ِب َن ْ‬
‫ظ ٍم ُد ِّرٍّي؛‬ ‫اع ِ‬‫ين المصر َ‬
‫آصف‪ ،‬ي َذ ِّكره ه َذ ِ ِ‬
‫ُ ُُ‬
‫يحمل ِرساَل ًة ِمِني لِحضرِة ِ‬
‫ّ َ َْ‬ ‫ُ‬
‫من ِ‬
‫َْ‬
‫شر ِب َ‬
‫الغ َّم؛‬ ‫ولم تَ َ‬ ‫أيت‪ ،‬لو امتَ َح ْنتَ ُه َل َش ِرْب َت َ‬
‫الخ ْم َر ْ‬ ‫وضع العاَل ِم كما ر ُ‬ ‫َ‬ ‫‪:‬تعال َّ‬
‫فإن‬ ‫َ‬
‫وجدير‬
‫ٌ‬ ‫الب ْخ ِت‪،‬‬ ‫فأنت ز َين ُة َ‬‫َ‬ ‫الح ْس ِن‪،‬‬
‫أس ُ‬ ‫عن مْف َر ِق ر ِ‬
‫ظ َمت َك ْ َ‬
‫ال مال تاج ع َ ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫أهل لِلتَّاج؛‬ ‫ِ‬
‫بالمْلك‪ ،‬و ٌ‬ ‫ُ‬
‫الورد ِب َجْل َوِة‬ ‫ِ‬ ‫ط ِر‬ ‫ِ‬
‫الصبا ِبع ْ‬ ‫ِ‬ ‫عبير َف ْرِع َك‪ ،‬ووج ِه َك‪،‬‬ ‫على ِ‬
‫الغالية‪ ،‬و ُ‬ ‫َ‬ ‫يذهبان ويؤوبان‪َّ ،‬‬
‫الب ْدر؛‬
‫َ‬
‫جمشيد إذا‬ ‫َ‬ ‫النْف َع ِم ْن جا ِم‬ ‫الوصال‪َ ،‬ل ْن ِ‬
‫تج َد َّ‬ ‫ِ‬
‫ظ ِر ال تَطُلب ِ َ‬ ‫تك ْن ُمستَ ِعَّد ا َّلن َ‬ ‫إن َل ْم ُ‬‫ْ‬
‫تكن م ِ‬
‫بص اًر؛‬ ‫ْلم ُ ْ ُ‬

‫‪446‬‬
‫اوي ِة‬ ‫ظر إلينا ن ْ ِ‬
‫ظ َرًة م ْن ز َ‬ ‫َ‬ ‫البالء‪ ،‬لماذا ال تن ُ ُ‬
‫َ‬ ‫عنك‬
‫الزوايا يدَف ُع َ‬ ‫دين في َّ‬ ‫ِ‬
‫عاء القاع َ‬ ‫ُد ُ‬
‫العين؛‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالح ْس ِن‪ ،‬وال ُ‬ ‫تعال واشتَ ِر منَّا َّ‬
‫( ‪)1‬‬
‫تندم ؛‬ ‫عامَلة ف َ‬
‫الم َ‬‫تك ْن غافالً عن هذه ُ‬ ‫ط َن َة ُ‬
‫السل َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ِر‪ ،‬نعوُذ باهلل إن ْلم تُوصل الطر ُ‬
‫يق‬ ‫الخ َ‬
‫عجيب َ‬
‫ُ‬ ‫خطير‬
‫ٌ‬ ‫يق الع ْش ِق طر ٌ‬
‫يق‬ ‫طر ُ‬
‫قصد؛‬
‫للم َ‬‫َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫ليالي ليلَةَ القَمَِر‬ ‫الرجاء ِبأن‪ ،‬أُرى أ ِ‬
‫ُسام ُر‬ ‫بيم ِن ِه َّم ِة ِ‬
‫َ‬ ‫ظ لي َّ ُ ْ‬ ‫حاف َ‬ ‫ُْ‬
‫ــــــ‬
‫منظوم بالعر ّبي ِة‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫وتصير علينا ُسلطاناً؛ هذا المصراعُ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫لك عبيداً‪،‬‬
‫فنصير َ‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫أظ ِه ْر ُح َ‬
‫سن َ‬
‫(‪)1‬‬

‫ظ ِ‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫ِمن ِ‬
‫حاف َ‬ ‫ْ‬

‫غزل‪453‬‬

‫تكن عـ ِ‬
‫اشقاً ُك ْنـ َت معذو ار‬ ‫بالنْفـ ِ‬
‫يا م ْن تكو ُن دوماً َّ‬
‫إن لم ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫س مغرو ار‬ ‫َ‬
‫بالعـْقـ ِل مشهو ار‬
‫نت َعقيـَل ًة و َ‬ ‫ُك َ‬ ‫اق ال تَُد ْر إذا‬ ‫الع َّشـ ِ‬ ‫حول مجـ ِ‬
‫انين ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫إن ُك ْنـ َت بمـاء العنقـ ِ‬
‫ود مخمو ار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذاك الذي ِبرأس َك ُس ْك َر الع ْش ِق‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ليس َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ان عـاشقاً مكسو ار‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اء ل َم ْن كـ َ‬ ‫الدو ُ‬ ‫اآلالم‬
‫ُ‬ ‫الو ْجـه وآهٌ مزي ُجها‬ ‫صْفـ َرةُ َ‬ ‫ُ‬
‫نت مخمو ار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أس فقد ُك َ‬ ‫الس ْمـ َعـ َة ولتطُلب الكـ َ‬
‫ظ ال تطـُلب اال ْسـ َم و ُّ‬ ‫حـاف ُ‬

‫غزل‪454‬‬

‫يح أ ِ‬
‫ُشع ْل‬ ‫هذ ِه ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫الحبيب‪ ،‬إن أردت المدد ِمن ِ‬
‫ِ ْ َْ َ ََ َ ْ‬ ‫الربيع يأتي من ِحمى‬
‫يح َّ‬
‫نسيم ر ِ‬
‫ُ‬
‫اج القلب؛‬ ‫ِ‬
‫سر َ‬

‫‪447‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رور‪،‬‬ ‫يق ال ُّس ِ‬
‫اصرْف ُه في طر ِ‬ ‫ِ‬
‫كالورد‪ِ ،‬‬ ‫المال‬ ‫من‬
‫قليل َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫تك ْن تمل ُ‬ ‫إن ُ‬ ‫ألج ِل هللا‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫الذ َهب؛‬‫ط كثي اًر في َك ْن ِز َّ‬ ‫فقارو ُن غل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فير بالمقا ِم‬‫بالص ِ‬
‫قام َّ‬ ‫مرًة أُخرى‪ ،‬و َ‬‫خمرة العقيق َّ‬ ‫الب ُلب ُل م ْن َ‬ ‫الوْرِد‪َ ،‬سك َر ُ‬ ‫م ْن جا ِم َ‬
‫الفيروز ّي؛‬ ‫الفَل ِك َ‬‫نحو َ‬ ‫الفيروزي َ‬ ‫َ‬
‫وض َّ‬
‫وتعل ْم‬ ‫الر ِ‬ ‫وتعال إلى َّ‬ ‫عن ثوِبك‪،‬‬ ‫اذهب إلى َّ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫الغ ِّم ْ‬
‫بار َ‬ ‫ض ُغ َ‬ ‫الصحراء وانف ْ‬ ‫َْ‬
‫الغ َزل؛‬
‫قول َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البْلُبل َ‬ ‫م َن ُ‬
‫يش‬‫الع ِ‬‫مجال َ‬‫َ‬ ‫الفيروز ّي‪ ،‬اغتَِن ْم‬
‫ان َ‬ ‫لود في هذا اإليو ِ‬ ‫للخ ِ‬‫قلب ُ‬ ‫إمكان يا ُ‬ ‫َ‬ ‫حيث ال‬
‫ُ‬
‫الفوز؛‬ ‫للس ِ‬
‫عادة و َ‬ ‫رص ًة َّ‬ ‫ُف َ‬
‫تاج‬
‫حاك ُ‬ ‫س ُي ُ‬ ‫س‪ِ ،‬م ْن تَ ْرِك مرِاد َّ‬
‫النْف ِ‬ ‫ك مرِاد َّ‬
‫النْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫المراد تَ ْر ُ ُ‬ ‫الحصول على ُ‬ ‫يق ُ‬ ‫طر ُ‬
‫السرور؛‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فح ْكم ِ‬
‫أمير‬ ‫البرُع ِم‪ُ ُ ،‬‬ ‫كالوْرِد م َن ُ‬
‫خرْج م َن الحجاب َ‬ ‫خفي‪ ،‬اُ ُ‬ ‫الم َّ‬ ‫الحديث َ‬
‫َ‬ ‫لك‬
‫أقول َ‬‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫خمسة أيَّا ٍم ؛‬ ‫الن ِ‬ ‫َّ‬
‫من َ‬ ‫ليس أكثَ َر ْ‬ ‫وروز َ‬
‫ليل ِه‬
‫الغ ُّم في ِ‬ ‫ِ‬
‫كان ِمثلي ع َندهُ َ‬ ‫الجدا ِو ِل‪ُ ،‬ربَّما َ‬
‫ف َ‬ ‫لست أدري ما َن ْو ُح الَق َمرِّي أ ا‬
‫طر َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ونهاره؛‬

‫تج َع ْل َب ْخ َت ِّ‬
‫أي‬ ‫يعيبها‪ ،‬إلهي ال ْ‬ ‫وفي ُ‬‫الص ُّ‬
‫الرو ِح و ُّ‬
‫صفاء ُّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫صاف َي ٌة‬ ‫الخ ْم َرةُ ِعندي‬
‫َ‬
‫ٍِ‬
‫عاقل ِّ‬
‫سيئاً؛‬
‫الس ِ‬
‫ماء‪،‬‬ ‫اآلن وحيداً‪ ،‬أي َش ْم ُع هذا ُح ْك ُم َّ‬ ‫حبيبك الجميل ابتَعد وأنت ِ‬
‫تجل ُس َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ َ ُ ََ‬
‫غنَّ َ‬
‫يت أ ِم احتَ َرْقت؛‬
‫رز ُق‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِبعج ِب ِ‬
‫تعال فالجاه ُل ُي َ‬
‫تك ْن محروماً م ْن أسباب الط َرب‪ ،‬ساقي َ‬ ‫العْل ِم ال ُ‬ ‫ُْ‬
‫الرزق؛‬ ‫أهنأَ ِّ‬
‫ِ‬ ‫في مجلِ ِ ِ‬
‫ك‬‫تهب َ‬
‫فإن ُجرَع َة جام َك ُ‬ ‫اشر ِب َ‬
‫الخ ْم َر‪َّ ،‬‬ ‫وروز الجاللي َ‬ ‫الن ِ‬
‫ف في َّ‬ ‫س آص َ‬
‫بيع العاَلم؛‬
‫ر َ‬

‫‪448‬‬
‫عطاء‬ ‫اآلصفي يطُل ُب‬ ‫السِيد تورانشاه‪ ،‬العاَلم بمد ِح ِ‬ ‫َّ‬ ‫ليس ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وحدهُ الذي يدعو َّ ّ َ‬
‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العيد و َّ‬
‫النوروز؛‬
‫للقائمين‪.‬‬ ‫الف ْت ِح و ُّ‬
‫الن ْج ِح‬ ‫بح يو ِم َ‬ ‫جناب ُه ِمحراب ِ‬
‫قلوب وعيو ِن ِ‬
‫َ‬ ‫ص ُ‬
‫جبين ُه ُ‬
‫العارفين‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ــــــ‬
‫خمس َة ّأيام‪.‬‬
‫ويدوم َ‬
‫ُ‬ ‫عيد فارسي‪ ،‬يبدأُ مطَل َع َّ‬
‫الربيع‪،‬‬ ‫النوروز‪ٌ ،‬‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫غزل‪455‬‬

‫حاص ٍل وفي َهو ِ‬


‫س‬ ‫ضاع عمري بال ِ‬ ‫الجام‪ ،‬فتى‬ ‫صرت شيخاً ِ‬
‫أعطني‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ط ِر النََّف ِ‬
‫س‬ ‫بع ْ‬ ‫القلب برائح ِة ِ‬
‫المسـ ِك تصيـر المشهـور بين الورى ِ‬ ‫ِ‬ ‫من َد ِم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫فـلعـلّي لـك ٍ‬
‫آت ِبِشـهـ ٍ‬
‫اب قَبَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ت ِبِه‬ ‫لمع البرقُ من ُّ‬
‫الط ِ‬
‫ور وآنَ ْس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الج َر ِ‬
‫س‬ ‫رخ َة هذا َ‬ ‫ص َ‬‫سار‪ ،‬آه من جهل َك َ‬ ‫الرْك ُب في نو ِم َك َ‬
‫اء و َّ‬ ‫الصحر ُ‬
‫دون َك َّ‬
‫َ‬
‫أسير الَقَف ِ‬
‫ص‬ ‫تبق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ائر واصف ْر على َش ْج َرة طوبى‪ ،‬وال َ‬ ‫األجُن َح يا طـ ُ‬‫ْ‬ ‫افتَ ِح‬
‫ثوب حبيبي َع ْذ ِب َّ‬
‫النَف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬
‫َ‬ ‫المج َم ِر كي أُمس َك َ‬ ‫ْ‬ ‫كالعود في‬ ‫الن ِ‬
‫ـار‬ ‫روحي على َّ‬
‫يسـ َر هللاُ طريـقاً بكَ يا مُلتَمَسي‬ ‫ظ في حِبـك في ُك ِل ِاتّ ٍ‬
‫جاه َّ‬ ‫كم جرى حـ ِاف ُ‬
‫ّ‬ ‫ُّ َ‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ك‬
‫مر َ‬
‫طال ُع ُ‬
‫َ‬ ‫جام َخ ْمري‪،‬‬ ‫مر ُعمري بال حاصل وفي َه َوس‪َ ،‬وَلدي هات َ‬ ‫َّ‬
‫قور‬
‫ص ُ‬ ‫ِ‬
‫حالوتها ُ‬
‫َ‬ ‫سكاك ٍر هي ف ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫المدين ِة َّأي ُة‬
‫َ‬ ‫هذي‬ ‫سكاكر ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫تصير شيخاً؛‬‫ل َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫بت إلى باِب ِه في َخ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الطريَق ِة‬
‫َّ‬
‫يل‬ ‫ِ‬
‫األمس َذ َه ُ‬ ‫بابة؛ ليَل َة‬ ‫صار ْت قان َع ًة ِبمقا ِم الذ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أنت في‬ ‫اك تكون؟!؛ القافَل ُة َذ َه َب ْت و َ‬ ‫سكين َمن تُر َ‬ ‫قال‪ :‬أيُّها العاش ُق الم ُ‬ ‫غلمانه‪َ ،‬‬
‫هذ ِه األجر ِ‬
‫اس‬ ‫غليل ِ‬ ‫الصحراء أمام َك‪ ،‬وي ما أكثَر م ْن ال َخبر له ِب ِ‬ ‫َّ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫النو ِم و َّ ُ‬
‫الن ِار ك ِ‬
‫العود‬ ‫وضع ُت روحي على َّ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب‪،‬‬ ‫ظ ًة ِب ِ‬
‫ثوب‬ ‫ك َلح َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫الكثيرة؛ كيما أمس ُ‬
‫َ‬

‫‪449‬‬
‫النَفس؛ إلى متى يجري ِ‬
‫طي ِب َّ‬ ‫ليطيب نَفسي وأ ِ‬
‫ُمس َك ِب ِ‬
‫اك في‬
‫ظ في هو َ‬
‫حاف ُ‬ ‫ثوب ِّ‬ ‫َ َ‬
‫يس َر هللاُ طريقاً ِبكَ يا مُلتَمَسي‪.‬‬ ‫ُك ِل ِاتّ ٍ‬
‫جاه‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬

‫غزل‪456‬‬

‫من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫أنت َب ْعُد ْلم‬
‫ورد و َ‬ ‫جديد فاجتَ ِه ْد أن تكو َن فيه سعيداً‪َ ،‬‬
‫فك ْم تفتَّ َح فيه ْ‬ ‫بيع ٌ‬ ‫ذا ر ٌ‬
‫من التُّراب؛‬‫تخرْج َ‬‫ُ‬
‫نت‬ ‫أنت نفس َك ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ُك َ‬ ‫ف‪ْ ،‬‬ ‫تعر ُ‬ ‫شر ُب‪ُ َ ،‬‬ ‫مع َم ْن تَجل ُس وما تَ َ‬
‫لك َ‬‫أقول َ‬‫اآلن ال ُ‬ ‫أنا َ‬
‫ذكياً ِ‬
‫وعاقال؛‬ ‫َّ‬
‫ظك ال يكو ُن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫نافعاً ّإال‬ ‫صيح َة أيضاً‪ ،‬لك َّن وع َ َ‬
‫الن َ‬ ‫الس ْت ِر تُ َ‬
‫عطيك َّ‬ ‫من خْلف ّ‬ ‫الرَب َاب ُة ْ‬
‫َّ‬
‫له قاِبالً؛‬
‫إذا ُك ْن َت ُ‬
‫جديد‪ ،‬حيف أن تكو َن عنها جميعاً ِ‬
‫غافال؛‬ ‫ٌ َْ ٌ‬ ‫وض ُك ُّل ورَق ٍة دفتَر ٍ‬
‫حال‬ ‫الر ِ‬ ‫في َّ‬
‫ٌ‬ ‫ََ‬
‫ص ِة في الّل ِ‬
‫يل‬ ‫هذ ِه ِ‬
‫الق َّ‬ ‫شكل في ِ‬ ‫ِ‬
‫نقد ُع ْم ِر َك ُجزافاً‪ ،‬إذا ُك َ‬ ‫ص ُة ُّ‬
‫نت تُ ُ‬ ‫تأخ ُذ َ‬
‫الدنيا س ُ‬ ‫ُغ َّ‬
‫النهار؛‬‫و َّ‬
‫ِ‬ ‫منا إلى ِ‬ ‫رغم َّ َّ‬
‫إن‬
‫يصير سهالً ْ‬ ‫ُ‬ ‫ط ِر‪ ،‬ال ّذ ُ‬
‫هاب‬ ‫مملوء بال َخ َ‬
‫ٌ‬ ‫الحبيب‬ ‫باب‬ ‫يق َّ‬‫أن الطر َ‬ ‫َ‬
‫نزل؛‬‫ف الم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُك ْن َت تعر ُ َ‬
‫اهِد‬
‫الش ِ‬
‫فسوف تصير صيداً لِذلِ َك َّ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫خت َك العالي‪،‬‬‫حافظا‪ ،‬إذا كان لك مدد من ب ِ‬
‫َ َ ٌََ ْ َ‬
‫ِ‬
‫المطبوِع َّ‬
‫الشمائل‪.‬‬

‫غزل‪457‬‬

‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬


‫له؛‬ ‫ألف جهد عمْل ُت كي تكو َن لي حبيباً‪ ،‬لتُعط َيني ُ‬
‫المرَاد لقلبي الذي ال قرَار ُ‬ ‫َ‬
‫جاء؛ بما‬ ‫اه ِرة الّليل‪ ،‬واألنيس لِ ِ‬
‫خاطري َّالذي ِملؤهُ َّ‬ ‫السراج لعيني َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس َ‬ ‫صير ّ َ‬‫لتَ َ‬

‫‪450‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن ملوك الم ِ‬
‫أنت‬‫أن تَكو َن َ‬ ‫الو َسط ْ‬
‫العبيد‪ ،‬أرجو في ذل َك َ‬ ‫الحة يتدّللو َن على َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ملِكي؛‬
‫كاي ِة فاغتَ َّم‬ ‫داع ِه قلبي‪ ،‬إذا ُق ْم ُت ِّ‬
‫بالش َ‬
‫ماء ِمن ِخ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫بالد ِ‬
‫ِق ّ‬ ‫قيق َّالذي غر َ‬‫الع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫م ْن ذل َك َ‬
‫غمي(‪)1‬؛‬ ‫ِ ِ‬
‫ل ّ‬
‫أمك َنني ستكو ُن‬ ‫تأخ ُذ بأيدي العاش ِقين‪ ،‬إذا ما َ‬ ‫األصنام ُ‬
‫ُ‬ ‫حيث‬
‫وض ُ‬ ‫الر ِ‬ ‫في ذلِ َك َّ‬
‫ص َنمي؛‬ ‫َ‬
‫المبتلى؛‬ ‫ٍ‬ ‫قين‪ِ ،‬لتكو َن ِلَل ْح َ‬ ‫ِ‬ ‫ليَل ًة أ ْقِب ْل إلى كو ِخ أحز ِ‬
‫أنيس قلبي ُ‬ ‫ظة َ‬ ‫ان العاش َ‬
‫ظ ٍة‬ ‫ال مثلِ َك صيداً لي للح َ‬ ‫كان غز ُ‬‫صيداً هزيالً لي‪ ،‬إذا َ‬ ‫صير َ‬‫مس ت ُ‬ ‫الش ِ‬‫غ ازَل ُة َّ‬
‫اح َد ٍة؛‬
‫وِ‬
‫ؤدها لي ستكو ُن َديناً عليك؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الثالث ُقب ٍ‬
‫الت ِم َن‬
‫األجر لي م ْن َشَفتَيك‪ ،‬إذا ْلم ت ّ‬ ‫َ ُ‬
‫يل إلى ِجو ِار دمعي‬ ‫يتحقق‪ ،‬وتجيء منتَصف الّل ِ‬ ‫وف أرى مرَاد نفسي َّ‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هل س َ‬
‫الجاري‪ ،‬وتَ ُ‬
‫صير ُقربي؛‬
‫منك لي‬ ‫ٍ‬ ‫مدينتي‪ ،‬فأنا ال أُساوي حبَّ َة‬ ‫رغم ّأني ِ‬
‫شعير‪ّ ،‬إال إذا ُك ْن َت َك َرماً َ‬ ‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫َ‬
‫ُمعيناً(‪.)2‬‬
‫ــــــ‬
‫المشهور في مدينتي‬
‫ُ‬ ‫ظ الُقر ِ‬
‫آن‬ ‫حاف ُ‬ ‫(‪)1‬العقيق كناية عن َشَف ِة المعشوق؛ (‪)2‬حاف ُ‬
‫ظ مدينتي‪ِ :‬‬

‫غزل‪458‬‬

‫ِا ْشر ِب الخمر يـا َقْلب حتَّـى تَ ِ‬


‫ص ْيـ َر َخرابا‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫مرة‪ِ ،‬بال َذ َه ٍب‪ُ ،‬مْل َك قارو َن‬
‫ألف َّ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ام َتل ْك َ‬‫وْ‬
‫للفقرِاء‬
‫دارَة ُ‬ ‫فـي مقـا ٍم ُيعطـو َن في ِـه َّ‬
‫الص َ‬
‫تصي ُـر األكثَ َـر جـاهاً ولن تكو َن مغبونا‬
‫طير ِم ْن َخ َ‬
‫ط ٍر‬ ‫الخ ِ‬ ‫طرْيـ ِق َم ْن ِزِل َلْيلى َ‬
‫َك ْم في َ‬

‫‪451‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أن تَكو َن َم ْجنونا‬ ‫ِ‬
‫الخطى فيـه ْ‬ ‫ط أولى ُ‬ ‫َش ْر ُ‬
‫الرْك ُب‬
‫ك َّ‬ ‫البيـُد ‪ ،‬سـ َار فـي َنـ ْو ِم َ‬
‫دونـ َك ْ‬
‫َ‬
‫(‪)3‬‬
‫َن َيكو َن؟‬
‫ما تَْف َع ُل؟ َم ْن تَ ْساَ ُل؟ ماذا عسى أ ْ‬
‫ظ ِه ْر‪ ،‬إذا ُك ْن َت طالِ َب التَّ ِ‬
‫اج‬ ‫ات أ ْ‬‫الذ ِ‬
‫جـوهر َّ‬
‫َ ََ‬
‫جمشيد أو فريدو َن‬ ‫َ‬ ‫ـت ِم ْـن َن ْس ِـل‬ ‫ولو ُكن َ‬
‫الراح وارِم جرع ًة ِم ْنه على األ ْف ِ‬
‫الك‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ا ْشـ َرب َّ َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ك ْـم وك ْـم ِمن َغ ِم َّ‬
‫األيـا ِم ُك ْن َت َم ْغبونا‬
‫الفْق ِر‪ ،‬وِش ْع ُر َك هذا‬ ‫ظ ال تنتَ ِح ْـب ِم َن َ‬ ‫ِ‬
‫حاف ُ‬
‫بأن تكو َن محزونا‬ ‫ـب يرضى ْ‬ ‫طيـب قل ٍ‬ ‫ِ‬
‫ما ّ ُ‬

‫ات من‬ ‫المر ِ‬ ‫ظم ِ‬


‫مئات َّ‬ ‫الخ ْم َرِة الحمراء‬
‫تصير أع َ َ‬ ‫من َ‬ ‫تصير خراباً َ‬ ‫حين‬
‫قلب َ‬ ‫يا ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫غنياً بال‬
‫تصبح َّ‬
‫ُ‬ ‫نفسك‬
‫َ‬ ‫تغيب عن وجودك وتنسى‬ ‫حين ُ‬ ‫ب وال َكنز ( َ‬ ‫قارو َن من دو ِن َذ َه ٍ‬
‫ِ‬
‫جاه َك على‬ ‫أن يز َيد ُ‬ ‫أملي ْ‬ ‫للفقراء‪َ ،‬‬
‫دارَة ُ‬
‫الص َ‬‫مال)؛ (ويا قلب) في مقا ٍم يمنحو َن فيه ّ‬
‫فيه أن تكو َن‬ ‫ط َّأو ِل َقد ٍم ِ‬ ‫خطار‪َ ،‬شر ُ‬ ‫ِ‬ ‫الجميع؛ (‪)2‬في طر ِ‬
‫َ‬ ‫يق منزل ليلى ما أكثَ َر األ َ‬
‫اقب‬
‫ضاح أمره وير ُ‬
‫ِ‬
‫ويخاف افت َ‬ ‫ُ‬ ‫وبسمعت ِه في َّ‬
‫الناس‬ ‫ِ‬ ‫يهتم باألعر ِ‬
‫اف‬ ‫مجنونا (فالعاق ُل َّالذي ُّ‬
‫الع ْش ِق أريتُك إيَّاها‪،‬‬ ‫ط ُة ِ‬ ‫المجتمع مكبَّل بقيوِد العقل وال يمكنه سلوك هذا َّ‬
‫الطريق)؛ ُنق َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌ‬
‫مركز دائرِة ِ‬ ‫ظ ْر َت ِ‬
‫خارَج َّ‬
‫الدائرة(نقط ُة‬ ‫نفس َك إذا َن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْش ِق‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫انتب ْه‪ ،‬ال تَ ْس ُه‪ ،‬أو تَج َد َ‬
‫سارت في نو ِم َك‪،‬‬‫ْ‬ ‫نت فيها‬‫الرحيم)؛ القافل ُة اّلتي ُك َ‬
‫(‪)3‬‬ ‫الر ِ‬
‫حمن َّ‬ ‫الباء ْم ْن ِب ْس ِم هللاِ َّ‬
‫ط ُة ِ‬‫ُنق َ‬
‫كنت‬
‫إذا َ‬ ‫تفعل‪ ،‬وماذا سيحصل؟؛‬
‫َ‬ ‫تسأل‪ ،‬ما ُ‬
‫ُ‬ ‫ذه ُب‪ ،‬من‬
‫أين تَ َ‬
‫دون َك‪َ ،‬‬
‫اء َ‬‫الصحر ُ‬
‫و َّ‬
‫فريدون؛‬ ‫ظ ِهر جوهر ِ‬
‫ذات َك ولو ُك ْن َت ِم ْن َن ْس ِل جمشيد أو‬ ‫تاج َّ‬
‫ََ‬ ‫الشاه‪ ،‬أ ْ ْ‬ ‫تطُل ُب َ‬
‫د ِم الكِبِد‬
‫نك ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫سال م َ‬
‫ِ‬
‫منه على األفالك فكم وكم َ‬ ‫اشرب كأساً‪ ،‬وارِم ُجرَع ًة ُ‬
‫(‪)4‬‬

‫بالخمر َّالتي تحت س ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غم األيَّا ِم‬
‫من ِّ‬
‫فاشر ْب كأساً‬
‫الوجود َ‬
‫ُ‬ ‫لطانها‬ ‫َ ُ‬ ‫الخطير‬ ‫(عليك في َسَف ِر َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫الغموم‬ ‫تجر ْع َت‬
‫بالسرور فكم وكم َّ‬
‫انعم ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من الخمر َّالتي تجري‬
‫َ‬ ‫كو ْ‬
‫وفق ُمراد َ‬
‫لتسير َ‬
‫َ‬ ‫بالمقادير‬

‫‪452‬‬
‫هناك ِّ‬
‫طي ُب‬ ‫َ‬ ‫ليس‬ ‫وع َند َك هذا ِّ‬
‫الش ْعر‪َ ،‬‬ ‫الفْق ِر ِ‬
‫من َ‬ ‫ظ ال َّ‬
‫تئن َ‬
‫َّامك)؛ ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫ف أي ِ‬‫في سالِ ِ‬

‫يقبل أن تكو َن محزونا‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫قلب ُ‬

‫غزل‪459‬‬

‫حيف ِة الوروِد‬‫ص َ‬ ‫ط م ْن َ‬
‫الوردي‪ ،‬تشطب الخطو َ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الجبين‬ ‫ِ‬
‫الجميل على‬ ‫ِبهذا الخ ِّ‬
‫ط‬
‫واألزهار؛‬
‫سبع ِة ُح ُج ٍب‬ ‫ِ‬
‫من خلف َ‬ ‫أخر ْجتَ ُه ْ‬
‫ِ‬
‫كان جالساً في َح َرمٍ‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫َد ْم ُع َم ْخ َزِن عيني الذي َ‬
‫إلى البازار؛‬
‫بالس ِ‬
‫الس َل ُك َّل‬ ‫ير فرِع َك‪ُ ،‬مقي ََّد الَق َد ِم َّ‬
‫صبا‪َ ،‬بعب ِ‬ ‫يح ال َّ‬‫ير‪ ،‬كر ِ‬ ‫الس ِ‬
‫تع َب في َّ‬ ‫الم َ‬
‫تس َح ُب ُ‬
‫ظ ٍة؛‬
‫َلح َ‬
‫ظ ٍة من خلوتي‬ ‫يأخ ُذني ُك َّل َلح َ‬ ‫السكرى‪ُ ،‬‬ ‫ين َّ‬‫الع ِ‬
‫الخ ْم ِر‪ ،‬و َ‬
‫ِذ ْكر تلك َّ ِ‬
‫الشَفة ِبلو ِن َ‬ ‫ُ َ‬
‫الخمار؛‬
‫حانة َّ‬‫ِ‬
‫إلى َ‬
‫تحمل َّ‬
‫مشق َة‬ ‫ُقْلت لي‪ :‬ستصير رأسك معلََّق ًة ِبسرِج جو ِادنا‪ ،‬ذاك سهل إذا ُكنت ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌَْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫الحمل؛‬ ‫هذا ِ‬
‫علي‪،‬‬‫القوس اّلتي ترَف ُع َّ‬‫ِ‬ ‫هذ ِه‬
‫وحاجِبك‪ِ ،‬آه من ِ‬
‫ِ َ‬ ‫أمام َع ِين َك‬ ‫تدبير ّ ِ‬
‫مني لقلبي َ‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫َّ‬
‫ليل؛‬
‫الع ُ‬ ‫وأنا َ‬
‫تدي هذا‬
‫ض‪ ،‬أن تر َ‬
‫الغ ُّ‬
‫الجديد َ‬
‫ُ‬ ‫الورد‬
‫وء‪ ،‬أيُّها ُ‬ ‫وج ِه َك َ‬
‫عين ال ُّس ِ‬ ‫ُع ْد لنا يدَف ُع عن ْ‬
‫الشوك(‪)1‬؛‬‫الرداء ِم َن َّ‬
‫ِ‬
‫ّ َ‬
‫غير هذا ما‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ك بُِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط َّرة الحبيب مالك الُقلوب‪َ ،‬‬ ‫تشر ُب ال َخ ْم َر وتُمس ُ‬
‫أنت َ‬ ‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬
‫الد ْه ِر؟!‪.‬‬
‫تطُل ُب من نعي ِم َّ‬
‫عين‬ ‫فاجعلنا من حولِ َ ِ‬ ‫كالورِد‪،‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يقيك َ‬ ‫داء‬
‫ك ر ً‬ ‫أنت َ‬‫قيم َة لنا‪ ،‬و َ‬
‫قوك كالشوك ال َ‬‫نحن عاش َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ورد ِرداء ِم َن َّ‬
‫الشوك‪.‬‬ ‫ُّ ِ‬
‫السوء‪ ،‬كما يرتدي ال ُ ً‬

‫‪453‬‬
‫غزل‪460‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أُالقـي مـن نـواهـا مـا أُالقي‬ ‫اق‬ ‫سلَيـمى مـنْـذُ حـَّل ْت بـ ِ‬
‫العر ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫إلـى ُرْكـبـ ِان ُكمْ طـالَ ْ‬
‫اشتياقي‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ادي الظـ ْع ِن قـاص ً‬
‫(‪)2‬‬
‫حماها‬ ‫دة‬ ‫أحـ ْ‬
‫ـان الـعـر ِ‬
‫عـلـى أنغـا ِم فتي ِ‬ ‫لِتَ ْـرِم ب َزْن َـد َ‬
‫(‪) 3‬‬
‫اق‬ ‫رب‬
‫رود العق َـل واش ْ‬
‫حمـاكَ هللاُ يـا عَـهْـ َد َّ‬
‫التـالقي‬ ‫َربيـعُ الـعُمِْر في مَ ْرعـى ِحماكُم‬
‫ـأس ِدهـ ِ‬
‫اق‬ ‫سقـاكَ هللاُ ِم ْـن َك ٍ‬ ‫ثقيالً‬ ‫طـالً‬‫أيـا ساق ْي اسقـني َر ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ساق‬ ‫سمـا ِع ربـاب ٍـة ولِ َرْقـ ِ‬
‫ص‬ ‫لصبا من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بت وع َادني ذ ْك ُر ا ّ‬ ‫طـر ُ‬
‫ِ‬
‫باق‬ ‫الع ْـم ِـر‬ ‫ِف ُ َّ‬ ‫الخ ْم ِـر جـودوا‬ ‫ِ‬
‫ـداؤك ُـم الـذي في ُ‬ ‫أحَّبـائي ببـاقي َ‬
‫أال تـعـس ـاً أليَّ ــا ِم الفر ِ‬
‫اق‬ ‫ـال لَِفـْق ِـد خّلِي‬ ‫ِ‬
‫دم األحشـاء س َ‬ ‫ُ‬
‫فكـم بح ِـر عمي ٍـق ِم ْـن سواقي‬ ‫بعـدكم ال تحـقـروها‬ ‫دمـوعي‬
‫الو ِ‬
‫فاق‬ ‫إل ـ َّي ف ُـك ُّـل خـي ٍـر في ِ‬ ‫أال اتَّـفقـوا على اإلحس ِ‬
‫ـان يوماً‬
‫وأس ِـمعـنـي ِـه بال َّـن َـغ ِم العراقي‬ ‫سي‬ ‫وغ ِّـن بـدي َـع ِشـع ٍـر ف ِ‬
‫ـار ٍ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫طالق‬ ‫وأحيـاناً تـكـو ُن علـى‬ ‫عروس‬ ‫ـت عنق ٍ‬
‫ـود‬ ‫فلي مـن بن ِ‬
‫ٌ‬
‫لِ ُـيـق َـرَن لِـلمـنيـرِة في و ِ‬
‫ثاق‬ ‫تج َّـرَد ص َار أهالً‬‫وعـيـسى إ ْذ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ظ غ ِـن لـي َغ َـزل ِ‬
‫الفراق‬ ‫ِ‬ ‫بوصـ ِل ِ‬
‫َ‬ ‫أحـاف ُ ّ‬ ‫نصيب‬
‫ٌ‬ ‫أحـبَّتي مـا لي‬
‫ـــــــــ‬
‫ِ‬
‫القصيدة‪،‬‬ ‫أبيات ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫وعج از البيتين الثاني والثامن من‬ ‫الرابع والتّاسع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫األول و ّ‬
‫األبيات ّ‬
‫ُ‬
‫حال في العراق‬ ‫حطت ِّ‬‫حافظ نفسه سليمى (اسم المعشوق) حين َّ‬ ‫َّة من ِ‬ ‫منظوم ٌة بالعربي ِ‬
‫الر َ‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حادي اإلِب ِل ذاهب ًة إلى منزلها كم بي من‬
‫َ‬ ‫وصف من العذاب؛ (‪)2‬يا‬ ‫عانيت في هجرها ما ال ُي َ‬ ‫ُ‬
‫الروحاني‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المرشد و َّ‬ ‫يرمز بحادي َّ‬
‫الظ ِ‬ ‫الشو ِق لكي أكو َن في َر ُ‬ ‫َّ‬
‫الدليل ّ‬ ‫عن إلى‬ ‫العارف ُ‬
‫ُ‬ ‫كبكم‪ ،‬و‬
‫السرى إلي ِهم إمامي؛ (‪)3‬زندرود أو زَّنرود‬‫يت وحادي ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬
‫فهم قبلتي إذا أنا صل ُ‬ ‫قال المكزو ‪ُ :‬‬
‫قل في نهر‬ ‫ِ‬
‫الع َ‬
‫مدينة أصفهان‪ ،‬والمعنى ارِم َ‬ ‫يمُّر في َ‬‫هر جميل ُ‬ ‫عر ُب نهر زنده رود وهو َن ٌ‬ ‫ُم ّ‬

‫‪454‬‬
‫اق َبَل ُد‬ ‫ِ‬ ‫ات أنغا ِم فتيان ِ‬‫اشرب الخمر على أصو ِ‬ ‫زنده رود و ِ‬
‫أجمل‪ ،‬والعر ُ‬
‫ُ‬ ‫(صوت الفتى‬
‫ُ‬ ‫العراق‬ ‫َ‬
‫بنت‬ ‫الجميل‪ ،‬وصوت أه ِل ِ‬
‫ِ‬ ‫الن َغ ِم َّ‬
‫َّ‬
‫الخ ْم َرةُ ُ‬
‫عروس جميَل ٌة هي َ‬
‫ٌ‬ ‫العراق جميل)؛(‪)4‬لي‬ ‫ُ ْ‬ ‫جي‬
‫ِّ‬
‫الش‬
‫أن يكو َن دائماً بال‬ ‫ِ‬
‫الخمرِة ال ُيمك ُن ْ‬
‫َ‬ ‫رب‬ ‫يقع بيننا ِم ْن ٍ‬
‫حين آلخر( ُش ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫العنقوِد‪ ،‬لك َّن الط َ‬
‫الق ُ‬
‫آلخر)‪.‬‬
‫حين َ‬‫الش ْر ِب ِم ْن ٍ‬
‫عن ُّ‬
‫االنقطاع ِ‬
‫ِ‬ ‫انقطاع‪ ،‬وال ُبَّد ِم َن‬

‫غزل‪461‬‬

‫عني فيـ ِه إهالكي‬


‫(‪)1‬‬
‫أقِبل فبعـدك‬ ‫وم ْد َمعي بـاكي‬ ‫قص َة َشوقـي‬
‫كتبت َّ‬
‫ْ ُ ُ َ ّْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ ( ‪)2‬‬ ‫كم قد صرخت ِب ٍ‬
‫أيـا َمنـ ِازَل َسلمى أيـ َن َسلماك عجي ُ‬
‫ـب‬ ‫يخ َل ُه‬
‫صر َ‬‫صوت ال َ‬‫ََُْ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫شاكي‬ ‫وقاتلي‬ ‫قتيـالً‬ ‫ت‬
‫طبَ ْر ُ‬
‫اص َ‬ ‫أنا‬ ‫ح ِـادثٍَة‬ ‫ـب‬
‫وغري ُ‬ ‫وِاقـعٍَة‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫اكي‬‫طَّي ٍب ز ِ‬ ‫ِ‬
‫وهات َش ْم َس َة َك ْرٍم ُم َ‬ ‫الصبا سـاقي فُق ْم َع ِجالً‬ ‫عبي ُر َّ‬
‫هـذا ْ‬
‫زاد المسـ ِاف ِر سعي َقصـد إدر ِ‬
‫اك‬ ‫ـاس َل تَ ْغ َـن ْم فَق ْد جرى َمثَ ٌل‬ ‫َّ‬
‫َ ٌ ْ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َد ِع التك ُ‬
‫أرى مـ ِآثر مـحياي ِمـن محي ِ‬
‫َّاك‬ ‫فقدي َش ِ‬
‫مائَل ُك ْم َلـ ْم ُي ْب ِق لـي أَثَ اًر‬
‫َ َ َ ْ َُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صـ ْن ُع اإلله تَعـالى فو َق إدراكي‬ ‫ظ إذ‬ ‫طق ِ‬
‫حاف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫بوصف ُح ْسن َك أعيـا ُن ْ ُ‬
‫ــــــــ‬
‫خت ِم َن َّ‬
‫الشو ِق في‬ ‫حديث َشوقي جرى ِمن مدم‬
‫عيني‪:‬أيا منازلَ‬ ‫ص َر ُ‬
‫عي الباكي؛ كثي اًر ما َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫َّ‬ ‫ْ َْ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫القتيل ويشكو‬ ‫صبرت وأنا‬ ‫كان من أمري وأمر المعشوق‪،‬‬ ‫أين سلماك؛ يا لغرابة ما َ‬‫سلمى َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫طِ‬
‫اهٌر‬ ‫هو ّ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب في ثوب َك الطاهر‪ ،‬و َ‬ ‫الع َ‬
‫يقول َ‬
‫أن َ‬ ‫أح َد يص ُل إلى ْ‬ ‫وهو القاتل؛ ال َ‬
‫ابي‪ ،‬أعطى‬ ‫مائي وتر ٍ‬
‫حين َرَق َم ُك َّل ٍ‬ ‫قة ٍ‬‫طرة الَّندى على ور ِ‬ ‫كَق ِ‬
‫ّ ُ ّ‬ ‫الص ْن ِع َ‬
‫ورد؛ َقَل ُم ُّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للزْه ِر والوْرِد م ْن ُغ ِ‬
‫ون َق َّ‬
‫ك الطاه ِر؛ هذه ر ُ‬
‫َّ‬
‫العبير‬ ‫تنش ُر‬
‫الربيع التي ُ‬ ‫يح َّ‬ ‫بار َق َدم َ‬ ‫الر َ‬
‫َّ‬
‫(‪)3‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫طَّيب)‪.‬‬
‫الكرم ال ُم َ‬ ‫ِ‬
‫شمسة ْ‬
‫افية ( َ‬
‫الص َ‬
‫وهات الخمرة َّ‬ ‫الساقي‬
‫ض أيُّها َّ‬
‫فانه ْ‬
‫جاءت َ‬
‫ْ‬

‫غزل‪462‬‬

‫‪455‬‬
‫ط دائر كـدورِة ال ِه ِ‬
‫الل‬ ‫ليه خـ ٌّ‬ ‫عـ ِ‬ ‫من اّلآللي‬
‫ٌ‬ ‫مبسماً ُيحـاكي درجاً َ‬ ‫يا َ‬
‫ِ‬
‫الخيال؟‬ ‫ماذا تُر ُيد ال ِف ْع َل بي ِبصو ِرة‬ ‫ِ‬
‫الخيال‬ ‫ائع‬ ‫ِ‬ ‫م ِ‬
‫منك ر ُ‬ ‫بالوصل َ‬ ‫خادعي‬ ‫ُ‬
‫طفاً بال زو ِ‬
‫ال‬ ‫شائم ُل ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السـوداء‪ّ ،‬إني ٌ‬ ‫َّ‬ ‫أخاف من صحيفتي‬ ‫ُ‬ ‫دام‪ ،‬ال‬
‫الم َ‬
‫هات ُ‬
‫بيد ال أُبالي‬ ‫ِ‬ ‫الخ ْمـ َر و ِ‬ ‫و ِ‬
‫‪،‬على المال‪ّ ،‬إني أنا العر ُ‬ ‫اسق سـاقيا‬ ‫إلي َ‬‫احم ْل َّ‬
‫ُكن ِ‬
‫عاقالً وال تُخـ ِّل أرَبعـاً‪،‬‬
‫المكان الخالي‬‫المشروب والمعشو َق و َ‬ ‫َ‬ ‫األمن و‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الحال‬ ‫تشتك ولتسقني في‬ ‫أحافظا ال‬ ‫عرف الثَّ َ‬
‫بات‬ ‫ليس ي ُ‬ ‫هر َ‬ ‫الد ِ‬
‫نقش َّ‬
‫حيث ُ‬‫و ُ‬
‫الز ِ‬
‫الل‬ ‫من ُّ‬ ‫دور عه ِـد ِ‬
‫آص ٍ‬ ‫في ِ‬
‫رحيقه أصفى َ‬ ‫ُ‬ ‫ُقم فاسقني‬ ‫ف جامي صفا‬
‫رب دام خـالداً ِ‬
‫بالع ِّز والمعالي‬ ‫يـا ّ َ‬
‫ِ‬ ‫وجِّد ِه‬
‫جد ِه ِ‬‫ِ‬
‫لك قـد تبـاهى من ّ‬ ‫الم ُ‬
‫ُ‬
‫ــــــــ‬
‫الل في‬ ‫ُ ٌّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حوله خط ُيشب ُه اله َ‬ ‫يدور‬
‫من الآللئ ُ‬ ‫صندوقاً َ‬ ‫ثغر َك) ُيحاكي ُ‬
‫ك ( ُ‬
‫مبس ُم َ‬
‫ولست أدري ما تنوي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الجميل‬ ‫ِ‬
‫بالوصل‬ ‫تخدعني صورةُ خيالِ َك‬
‫ُ‬ ‫بدي ِع انسجام؛‬
‫غم‬ ‫فإني طامع ِبُل ِ‬ ‫خيالك أن تفعل بي؛ و ِ‬ ‫صورة ِ‬
‫رمدي ر َ‬
‫الس ّ‬ ‫طف َك َّ‬ ‫ٌ‬ ‫الخمر ّ‬
‫َ‬ ‫اعطني‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫الساقي و ِ‬
‫أخر ْجني من‬ ‫الجام أيُّها َّ‬
‫َ‬ ‫احمل لي‬
‫ْ َ‬
‫وداء في العاَلم؛‬ ‫حيف ِة َّ‬
‫الس ِ‬ ‫الص َ‬‫ّأني ذو َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نت‬
‫تدع أربعاً م َن األشياء إن ُك َ‬‫عابد خم ٍرة ومفضوٌح وال أبالي؛ ال ْ‬‫خلوتي فأنا ُ‬
‫َ َّ‬ ‫ِ‬
‫من األغيار؛‬ ‫الصافي والمعشو َق و َ‬
‫المكان الخالي َ‬ ‫اب َّ‬
‫األمن والشر َ‬ ‫ذكياً‪:‬‬
‫عاقالً و ّ‬
‫ظ حتّى َّ‬
‫تتمك َن‬ ‫حال َك يا حاف ُ‬ ‫ِ‬
‫تشتك من ِ‬ ‫يثبت على ٍ‬
‫حال‪ ،‬فال‬ ‫وما دام َّ‬
‫هر ال ُ‬ ‫الد ُ‬ ‫َ‬
‫رب الخمر‪.‬‬ ‫من ُش ِ‬

‫غزل‪463‬‬

‫اوبت الـمثـاني والمَثـالي‬ ‫وجـ ِ‬ ‫اللـَيـالـي‬ ‫ِ‬


‫هللا مـا كـ ّر‬ ‫سـالمُ‬
‫(‪)1‬‬

‫ِ ( ‪)2‬‬
‫ودار باللـوى فـوقَ الـ ِّرمـال‬
‫ٍ‬ ‫اك ومـَن عليها‬ ‫علـى وادي األر ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫التـواتُِر و َّ‬
‫التـوالـي‬ ‫وأدعـو ب َّ‬ ‫ُدعـائي‬ ‫ُّ‬
‫الدنيـا‬ ‫فـي‬ ‫وللغربـ ِ‬
‫اء‬ ‫َُ‬

‫‪456‬‬
‫ظه فـي ُكل حـ ِ‬
‫ال‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ـان حفيـ َ ُ‬ ‫وك َ‬ ‫بأرض‬ ‫هللاُ حيـ ُث مضى‬ ‫رعـاهُ‬
‫(‪)4‬‬
‫ففـي تشتي ِـت ِه تجميـع حـالي‬ ‫قيـداً‬ ‫ـك‬ ‫ِ‬
‫ِبـفـرِعه ال تش ُ‬ ‫أََق ُ‬
‫ـلب‬
‫ِ‬
‫الجمال‬ ‫الجمال على‬ ‫زدت‬
‫كمـا َ‬ ‫العمـ َر عـاماً بع َـد عـا ٍم‬ ‫ف ِزْد َت‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وزْد ِمئـ ًة ِم َـن العـا ِم الجاللي‬ ‫ـك ِم ْـن جمـالٍ‬ ‫طِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫مئـ ًة ِبخ ّ َ‬ ‫ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫وزْد‬
‫علي مـن جـاهي ومالي‬ ‫َّ‬ ‫يهـو ُن‬ ‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫فـق ِـدك ُك ُّـل‬ ‫غي َـر‬ ‫وا ّني‬
‫ط حـا ِجِب َك الهاللي‬ ‫ور ِاسـ ِم خـ ِّ‬ ‫ألف مرحى‬ ‫وجـ ِه َك َ‬ ‫َب ْـد ِر‬ ‫لر ِاس ِم‬
‫وذكـركَ مـؤنسي فـي ُك ِل ِ‬ ‫فـي ُك ِلّ ٍ‬
‫حال‬ ‫ّ‬ ‫ِ ُ‬ ‫حين‬ ‫راحـتي‬ ‫فحُـبُّـكَ‬
‫ـامة غيـر ِ‬
‫خال‬ ‫القي ِ‬ ‫يـو ِم‬ ‫إلـى‬ ‫ـك‪ ،‬من ِع ْشقي وشوقي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وقلبي من َ‬
‫خـلي ٍـع ‪ ،‬ال أُبـالي‬ ‫كعـربي ٍـد ‪،‬‬ ‫صـلِ َك أي َـن أحظى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أيـا ملكي ب َو ْ‬
‫وعلم ِ‬
‫هللا حسـبي مـن سـؤالي‬ ‫ِ‬ ‫َيـعـَلـ ُم مـا ُمـرادي‬ ‫وا َّن‬
‫ُ‬ ‫هللاَ‬
‫ـــــــ‬
‫اك وساكنيه‬ ‫تتالت الّليالي وما ُتليت آيات القرآن ورِّدد ْت على وادي األر ِ‬ ‫ِ‬ ‫سالم هللا ما‬ ‫(‪)2+1‬‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مقر‪ ،‬وال يتخذونها‬ ‫الدنيا من ال يرونها َّاً‬ ‫رمال اللوى؛ (‪ )3‬الغرباء في ُّ‬ ‫ِ‬ ‫لهم قامت على‬ ‫و ٍ‬
‫دار ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫منه؛‬‫الموطن األصلي الذي أتت ُ‬ ‫ِ‬ ‫اح ُهم تهفو إلى‬ ‫موطناً‪ ،‬يعيشو َن فيها بأبدان ِهم‪ ،‬وأرو ُ‬
‫القائلين‬ ‫َّة عند العارفين‬ ‫النوري ِ‬ ‫عنه بالكثرِة ُّ‬ ‫المعب ِ‬ ‫ِق‬ ‫َّ ُّ‬ ‫تشتيت َّ‬
‫الش ِ‬
‫َّر ُ‬ ‫عر إشارةٌ إلى التكثر‪ ،‬أو الفر ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫من‬‫ع َ‬ ‫الرجو ُ‬‫وحيد ب ُّ‬
‫الجمع‪ ،‬الذي هو التّ ُ‬
‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ويقاِبُل ُه‬‫ظ ّل‪ُ ،‬‬
‫مد ال ِّ ِ‬ ‫فسرو َن ِب ِه َّ‬ ‫ِ‬
‫بوحدة الوجود‪ ،‬وهو ما ُي ّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويبسط)‪ ،‬فاهلل تعالى تجّلى في‬ ‫ُ‬ ‫يقبض‬
‫ُ‬ ‫األثر إلى المؤثّ ِر(وهللاُ‬ ‫ِ‬ ‫الكثرِة إلى الوحدة َ‬
‫ومن‬
‫بيمينه‪ ،‬ومخلوقاتُ ُه‬ ‫سطره هللا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتاب َ ُ ُ‬ ‫المتكّل ِم في كالمه‪ ،‬والعاَل ُم ٌ‬ ‫الموجودات اّلتي أوجدها تجّل َي ُ‬
‫ينط ُق‬‫الخلق ِ‬
‫ِ‬ ‫فكتاب‬ ‫ينط ُق عنك‪،‬‬ ‫السالم‪ :‬كتابك أبلغ ما ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ ُ‬ ‫علي عليه َّ ُ‬ ‫سبحانه‪ ،‬وقد قال ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫كالم ُه‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السبب‪،‬‬ ‫اء َّ‬ ‫سبب ور َ‬ ‫سبباتها ويرى ُ‬
‫الم ّ‬ ‫من األسباب إلى ُم ّ‬ ‫العارف ينف ُذ بص ُرهُ َ‬ ‫ُ‬ ‫بحانه‪ ،‬و‬
‫عن هللا ُس ُ‬
‫علي‬
‫أولياء هللا‪ ،‬وقال ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫شغل‬
‫ظ َّل ُ‬ ‫مد ال ِّ‬ ‫وكيف َّ‬ ‫َ‬ ‫شمس هللا‬‫ِ‬ ‫دليل على ِ‬
‫نور‬ ‫ظ ُّل ٌ‬ ‫في المثنوي‪ :‬ال ِّ‬
‫ئ‬ ‫ِ‬ ‫يشك في هللاِ وهو يرى خلق هللا) وخلق هللاِ‬ ‫(عجبت لمن ُّ‬ ‫ِ‬
‫كتاب هللا‪ ،‬وقار ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الم‪:‬‬
‫الس ُ‬
‫عليه َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خالل‬ ‫الكاتب من‬
‫َ‬ ‫بعين بصيرِته كما يرى القار ُ‬
‫ئ‬ ‫ِ‬ ‫األشياء‬ ‫الخلق يرى هللاَ في ّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫األثر إلى المؤثّ ِر‪ ،‬ولذا َ‬
‫كان‬ ‫ِ‬ ‫من‬‫عنه‪ ،‬انتقاالً َ‬ ‫تعب ُر ُ‬ ‫الكتاب والكلمات اّلتي كتبها‪ ،‬والتي ِّ‬

‫‪457‬‬
‫أنت َّالذي َّ‬ ‫كل ما يراه‪ ،‬قال اإلمام الحسين ِ‬ ‫ِ‬
‫إلي في‬
‫فت َّ‬
‫تعر َ‬ ‫الم‪َ :‬‬
‫الس ُ‬
‫عليه َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫العارف يرى هللاَ في ّ‬
‫ُ‬
‫لك ِّل شيء‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ك ظاه اًر في ُك ِّل شيء و َ‬
‫أنت الظاه ُر ُ‬ ‫ُك ِّل شيء ف أريتُ َ‬
‫وليـس لـه ّإال جـاللـك س ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـات ُر‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫كل الخـالئ ِق س ٌ‬
‫ـائر‬ ‫جمـاُل َك فـي ّ‬
‫ِ‬
‫البيت‬ ‫ِم َن العا ِم القمرّي(ال ِهجرّي)‪ ،‬ومعنى‬ ‫أطول‬ ‫مسي‪ ،‬وهو‬ ‫(‪)5‬العام الجاللي هو العام َّ‬
‫الش ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫شمسي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫خط ِ‬‫لقد زادك ُّ‬
‫ٍّ‬ ‫هللاُ في ُع ْم ِر َ‬
‫ك مئ َة عا ٍم‬ ‫ك‪ ،‬فزَاد‬
‫جمال على جمال َ‬ ‫العذار مئ َة‬ ‫َ َ‬

‫غزل‪464‬‬

‫كال اإلثنـيـن ليـس إلـى زو ِ‬


‫ال‬ ‫ِ‬
‫كمال‬ ‫جمـاُل َك مثـ َل عشـقي ذو‬
‫َ‬
‫ثال‬ ‫ِ‬
‫بأجـمـل منـ َك معـنى من م ِ‬ ‫تصوير ٍ‬
‫عقل‬ ‫ِ‬ ‫يء من‬
‫ً‬ ‫ََ‬ ‫وليـ َس يجـ ُ‬
‫األيـا ِم يــوم لِـلـ ِوصالِ‬ ‫بعمـري‬ ‫ٌّ ِ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫م َـن‬ ‫ولي حظ ب ُعمـري إن ُ‬
‫ام ببالي‬ ‫ظـتي عـ ٌ‬‫ودونـ َك لـحـ َ‬
‫َ‬ ‫وعـامي في ِوصالِ َك لي كيـو ٍم‬
‫ف أرى خيـاَل َك فـي خيالي‬ ‫وعـيـني ال تـرى نـوماً ِب ٍ‬
‫فكيـ َ‬ ‫ليل‬
‫احـالً مثـل ال ِه ِ‬
‫الل‬ ‫ضعـيـفاً نـ ِ‬ ‫صار قلبي‬ ‫بحـ ِب جمـ ِ‬
‫ال وج ِه َك‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬
‫ِ‬
‫االحتم ِ‬ ‫أح ِ‬ ‫ِ‬
‫ـال‬ ‫ظ ُك ْـن كثي َـر‬
‫ـافـ ُ‬ ‫ان تشكو‬ ‫ص َل‪ ،‬وال ِه ْجـر َ‬‫الو ْ‬
‫رجي َ‬‫تُ ّ‬
‫ـــــــ‬
‫طلق هللِ وحدهُ‪،‬‬
‫الم ُ‬ ‫الكمال ُ‬
‫قص فيه وال عيب‪ ،‬و ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ ٍِ‬
‫الكامل ال يكو ُن ّإال لشيء كامل ال ن َ‬
‫ُ‬ ‫العشق‬
‫ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫أجمل منك‪،‬‬ ‫ِ‬


‫للجمال مثاالً‬ ‫العقل‬ ‫يتصوَر‬
‫َّ‬ ‫فاهللُ وحدهُ هو المعشو ُق الحقيقي؛ ال ُي ُ‬
‫مكن أن‬ ‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وظن ووه ٍم‪ ،‬قال‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫وقياس‬ ‫أجمل من ُك ِّل خيا ٍل‬ ‫العقول وأنت‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ك ال ترقى إليه ُ‬ ‫مقام َ‬
‫و ُ‬
‫قط عيني وأجمل منك لم تِلِد ِ‬
‫النّساءُ‪.‬‬ ‫البوصيري‪:‬وأجمل منك لم تر ُّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫غزل‪465‬‬

‫‪458‬‬
‫ان ُبْلُب ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء ِب َس ْمعي م ْن ُه ألحـ ُ‬‫َفجـ َ‬ ‫ف َوْرَد ًة‬ ‫تان أقـْط ُ‬ ‫الب ْس ِ‬
‫َغـ َد ْو ُت إلـى ُ‬
‫ـاح ِب َغْل َغ ِل‬ ‫األش ِ‬ ‫ظَل ِل ْ‬ ‫الوْرِد ُم ْب َتَلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جار ن َ‬ ‫وفـي ُ‬ ‫ً‬ ‫كان م ْثلي عاش َق َ‬ ‫َلـَقـ ْد َ‬
‫تأملي‬ ‫ُّ‬ ‫والعنـدلي ِ‬
‫ـب‬ ‫ـوردِتهـا‬
‫ب َ‬
‫ِ‬
‫جاعالً‬ ‫الخميـَل ِة‬
‫ـك َ‬
‫ِ‬
‫ط َّـوْف ُت في تل َ‬
‫تَ َ‬
‫له ِم ْن ُّ‬
‫تبد ِل‬ ‫ـق ما ُ‬ ‫وبْل ُـب ِـل ِع ْش ٍ‬
‫ُ‬ ‫بورد ِة ُحس ٍـن ما لهـا ِمـ ْن ُّ‬
‫تفض ٍـل‬ ‫َ‬
‫يبق ِعنـدي ِع َندها ِم ْن تَ َح ُّم ِل‬ ‫ولم َ‬ ‫ـب ِبصـوِت ِه‬ ‫وأح َـزَن قلـبي العندلي ُ‬
‫وك َي ْب َتلي‬ ‫بالش ِ‬
‫يـرم جن َـي ُه ال ُبَّد َّ‬ ‫وم ْن‬ ‫ِِ‬ ‫تََفـتَّ َح وْرُد َّ ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫الروض في َشوكه َ‬ ‫َ‬
‫ض ِل‬ ‫يب دو َن أدنـى تََف ُّ‬ ‫ـف َع ٍ‬ ‫له أْل ُ‬ ‫ُ‬ ‫الفـَل ِك َّالـذي‬ ‫وهل َف َـرٌج ُيرجى ِم َن َ‬
‫ْ‬

‫غزل‪466‬‬

‫(‪)1‬‬
‫دفـتري َغ ْسـُل ُه بالـ ُمـدا ِم أولى‬ ‫اب أولى‬ ‫للشـر ِ‬ ‫رْهـُنهـا َّ‬
‫َ‬ ‫ِخـرقتي‬
‫( ‪)2‬‬
‫اب أولى‬ ‫ِ‬ ‫وبِـ ِ‬ ‫ُعـ ُمـري ضـ َ‬
‫دار الخـراب الخـر ُ‬ ‫ـأمـْلت‬
‫ت َّ‬ ‫اع ‪ ،‬كـ ْم‬
‫(‪)3‬‬
‫للعـي ِـن أولى‬
‫َ‬ ‫ـاء‬ ‫َّ ِ‬
‫للص ْـدر والم ُ‬ ‫ـار‬ ‫النـْف ُـع‪َّ ،‬‬
‫الن ُ‬ ‫ليس هم ُه َّ‬
‫ُ‬ ‫ش َ‬ ‫الدروي ُ‬ ‫َّ‬
‫اب أولى‬ ‫بالربـ ِ‬
‫َّ‬ ‫قصـتي قـوُلهـا‬
‫َّ‬ ‫للخـْل ِق ال أق ُ‬
‫ـول‬ ‫َ‬ ‫حـاَل َة ال ُّـزه ِـد‬
‫( ‪)4‬‬ ‫األف ِ‬
‫الك أولى‬ ‫ِع ْن َد اضطر ِ‬
‫اب‬ ‫السـاقي و َحم ُل الك ِ‬
‫ـأس‬ ‫أس ب َّ‬ ‫الر ِ‬ ‫َهـ َو ُس َّ‬
‫ْ‬
‫أولى‬ ‫اب‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشي ِ‬
‫ظ في َّ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫وب َع ْهـد الشبـاب الشـر ُ‬ ‫ـان‬
‫ـب اُتـ ُرك الح َ‬
‫ـــــ‬
‫دى‪،‬‬‫ضاع ُس ً‬‫َ‬ ‫أن ُعمري قد‬‫افية أولى؛ (‪)2‬وِبما َّ‬ ‫الدفتَ ُر بال معنى‪ِ ،‬اغ ارُق ُه بالخمرِة َّ‬
‫الص ِ‬ ‫(‪)1‬وهذا َّ‬
‫كان ِم َن األولى أن أكو َن خراباً في ُرْك ِن الخرابات؛ (‪)3‬بما َّ‬
‫أن‬ ‫ه َ‬ ‫أدرْك ُت َّ‬
‫أن َِ ُ‬ ‫فكَّلما َن َ‬
‫ظ ْر ُت َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ين المليئ َة َّ‬
‫بالد ْم ِع‬ ‫بالن ِار و َ‬
‫الع َ‬ ‫الص ْد َر المليء َّ‬
‫َ‬ ‫فإن َّ‬ ‫الد ِ‬
‫رويش‪َّ ،‬‬ ‫عن َّ‬ ‫بعيد ِ‬‫بالمصَل َحة ٌ‬ ‫فكير َ‬ ‫التَّ َ‬
‫باليد أولى؛‬‫بالساقي وحمل الكأس ِ‬ ‫الهَو َس َّ‬ ‫ط ِر ُب األوضا ِع َّ‬ ‫أولى؛ (‪)4‬وبما َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فإن َ‬ ‫ك ُمض َ‬ ‫الفَل َ‬
‫أن َ‬
‫نه فهو ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫كان ال ُبَّد م ُ‬
‫الص ُبر إذا َ‬
‫أسترَد قلبي‪ ،‬و َّ‬ ‫حبيب محب ٍ‬
‫َّب مثَل َك لن ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫فرِع َك أولى‪.‬‬

‫‪459‬‬
‫غزل‪467‬‬

‫مر ِت‬ ‫رمضان ِ‬ ‫أن َّ‬ ‫ِ‬


‫أعطني الجام؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫الش ْه َر‬ ‫غم َّ‬ ‫خم َ ِرة الع ْش ِق ُ‬
‫ينض ُج ُك ُّل خام‪ ،‬ر َ‬ ‫من ْ‬
‫وساعِد َم ْن‬
‫ِ‬ ‫قد َّ‬
‫الشمشاد‪،‬‬ ‫له ُّ‬
‫ُ‬ ‫المسكين‪َ ،‬بفرِع َم ْن‬
‫ُ‬ ‫مس ْك يدي‪ ،‬وأنا‬ ‫األيَّام ولم تُ ِ‬
‫ُ ْ‬
‫ِ‬
‫من الف َّ‬
‫ضة؛‬ ‫أط ارُف ُه َ‬
‫وذهاب ُه إنعام؛‬
‫ُ‬ ‫قلب موِه َب ٌة‪،‬‬
‫حبتُ ُه يا ُ‬
‫ص َ‬ ‫يك ْن ضيفاً عزي اًز‪ُ ،‬‬
‫مهما ُ‬ ‫وم‬
‫الص ُ‬‫َّ‬
‫منصوب ٌة ِب ِه‬
‫َ‬
‫س ٍ‬
‫وعظ‬ ‫عظ‪ ،‬وُك ُّل مجلِ ِ‬‫س الو ِ‬
‫َ‬
‫طير إلى مجالِ ِ‬ ‫كي ال ي ُ‬
‫َّ‬
‫الذ ُّ‬ ‫ائر‬ ‫َّ‬
‫الط ُ‬
‫بك ٌة؛‬
‫َش َ‬
‫مساء؛‬ ‫بح َّ‬
‫يتنف ُس‪َ ،‬قبَل ُه‬ ‫ص ٍ‬ ‫الرْس ُم َّ‬ ‫السِي ِئ َّ‬ ‫أنا ال أشتكي من َّ ِ ِ‬
‫ٌ‬ ‫أن ُك َّل ُ‬ ‫الط ْب ِع‪ ،‬ف َّ‬ ‫الزاهد َّ ّ‬ ‫َ‬
‫أوص ْل‬‫الصبا‪ِ ،‬‬ ‫رسول َّ‬ ‫يتماي ُل في دالل‪ ،‬يا‬ ‫وض‪،‬‬ ‫الر ِ‬ ‫يتمشى في َّ‬ ‫حين َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫معشوقي َ‬
‫له ِرسال ًة ِمِّني؛‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ذاك الحريف َّالذي يشرب الخمرة َّ ِ‬
‫سيذك ُر‬
‫ُ‬ ‫هل تُراهُ‬‫الصاف َي َة في الّليل والنَّهار‪ْ ،‬‬ ‫َ ُ َ ْ ََ‬ ‫َ َ ُ‬
‫شار َب الثُّماَلة؛‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حافظا‪ ،‬إن لم ي ِ‬ ‫ِ‬
‫المرَاد‬ ‫الع ْهد‪ ،‬سيكو ُن صعباً ُ‬
‫بلوغ َك ُ‬ ‫ف َ‬ ‫عطاء قلِب َك آص ُ‬ ‫َ‬ ‫عط َك‬ ‫ْ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫العنيد‪.‬‬ ‫من ذلِ َك‬ ‫ْ‬

‫غزل‪468‬‬

‫ٍ‬
‫جمشيد‬ ‫ِ‬
‫الحان ألفا‬ ‫لوك ِرساَل ًة ِمّني‪ ،‬أنا َّ‬
‫الش َّحاذ‪ :‬في ِحمى‬ ‫يحمل إلى الم ِ‬ ‫من ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ِبجام؛‬
‫الس ْم َع ِة‪،‬‬
‫أصير َح َس َن ُّ‬
‫َ‬ ‫ال عندي‪ِ ،‬ب ْ‬
‫أن‬ ‫األم ُل ال يز ُ‬
‫ص ْر ُت خراباً ومفضوحاً‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫ِب ِه َّم ِة ِ‬
‫األع َّزاء؛‬

‫‪460‬‬
‫ضاع َة ِع ْندنا‪ ،‬وقد َرَم ْينا‬
‫ظ َرًة إلى قلِبنا‪ ،‬فال ِب َ‬ ‫ظ ْر َن ْ‬
‫اإلكسير‪ ،‬اُن ُ‬
‫َ‬ ‫تبيع‬
‫أنت يا َم ْن ُ‬ ‫َ‬
‫ِش َ‬
‫باكنا؛‬
‫ِ َّ‬ ‫عجباً من ِ‬
‫الحبيب الذي ال يعتَني ِبنا‪ ،‬ال ِرساَل ًة ِب َخ َب ٍر وال سالماً ْ‬
‫من َقَل ٍم؛‬ ‫وفاء‬ ‫ََ ْ‬
‫أفض ُل ِم ْن‬
‫الخام َ‬
‫َ‬ ‫ناضجاً‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫الشراب خاماً‪ ،‬إذا كان الحريف ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫كان هذا ّ ُ‬ ‫ولو َ‬
‫ألف َم َّرٍة؛‬ ‫ِ ِ‬
‫ألف ناض ٍج َ‬
‫الذ ِكي ال يَقع ِبأي ِ‬ ‫يخ‪َّ ،‬‬ ‫يق ِبحب ِ‬ ‫ال تح ِرْفني ع ِن َّ‬
‫َّة‬ ‫ُ‬ ‫الطائ ُر َّ ُّ‬ ‫سبيح أي َش ُ‬‫َّات التَّ ِ‬ ‫الطر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِشباك؛‬
‫نت عبداً ضئيالً‪،‬‬ ‫فإني‪ ،‬وا ْن ُك ُ‬
‫ِ‬
‫ف‪ ،‬وال تَِب ْعني ّ‬ ‫طِ‬
‫بالل ْ‬ ‫أخِد َم َك ْ‬
‫فاشتَ ِرني ُّ‬ ‫أن ْ‬ ‫أُر ُيد ْ‬
‫ك؛‬‫بار ٌ‬
‫الم ُم َ‬
‫ُغ ٌ‬
‫لِمن ِ ِ‬
‫ولم ُتد ْم؛‬
‫كانت حياتي‪ْ ،‬‬ ‫أقول ِحكايتي‪َ ،‬شَفتُ َك ْ‬
‫أحم ُل شكايتي‪ ،‬ولِ َم ْن ُ‬ ‫َْ ْ‬
‫لن ينتَِق َم َش ْخص‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِق َد َم حافظ‪ ،‬فم ْن م ْث ِل هذا القات ِل ْ‬ ‫ِ‬
‫األهداب‪ ،‬وأهر ْ‬ ‫هام‬
‫َج ّرْد س َ‬

‫غزل‪469‬‬

‫أتـت روائح رْنـ ِد ِ‬


‫الحمـى وزَاد غرامي‬ ‫ُ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫لِ ِك ار ِم‬ ‫كـرِائ ٌم‬ ‫حـبيـبي‬ ‫تُـر ِ‬
‫اب‬ ‫ِفـدى‬

‫الم‬ ‫ِ‬
‫وسـ ٌ‬ ‫الحبيـب َسالمي َسعـا َدةٌ َ‬ ‫َس ْمـ ُع َ‬
‫( ‪)2‬‬
‫ُسعـ َاد َسالمي‬ ‫َم ْن الـ ُمَبّلِـ ُغ َعّني إلـى‬
‫ـاء عيني‬ ‫تأمـلت ليـل الِبع ِ‬
‫ـاد في م ِ‬
‫لو َّ َ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫الشآمي‬
‫اج َ‬‫الزجـ ِ‬
‫ُ‬ ‫الخمر ِخْل َت في‬
‫ِ‬ ‫صافي‬
‫َ‬
‫اك طـ ِائ ُر َخ ْيـ ٍر‬
‫إذا تَ َغ َّـرد عن ذي األر ِ‬
‫َ‬

‫‪461‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ضها أنيـ ُن َحمامي‬ ‫َفـال تََفـ َّرد عن رو ِ‬
‫َ َْ َْ‬
‫قلب ّإني‬ ‫اق بشـراك يا ُ‬ ‫كاد ُيـْقضى الـفر ُ‬
‫ِ (‪)5‬‬
‫باب خيا ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضبـات الحمى ق َ‬ ‫َأرَْي ُت مـ ْن َه َ‬
‫اك عـ ِائداً ِب َسـال ٍم‬ ‫ِ‬
‫ـت ِبـه أر َ‬‫اب وق ٌ‬
‫طـ َ‬
‫َقـ ِد ْم َت َخـ ْي َر ُقدو ٍم َنـ َ ْزل َت َخـ ْيـ َر َمقا ِم‬
‫رت ذائباً ك ِه ٍ‬
‫الل‬ ‫ِ‬
‫ـك وقد صـ ُ‬ ‫بعـ ْد ُت من َ‬
‫ُ‬
‫(‪)6‬‬
‫ِبتما ِم‬ ‫رأيـتُـ ُه‬ ‫مـا‬ ‫وا ْن‬‫ـاك‬‫در‬
‫بـ ٌ‬
‫حي َ‬‫وم َّ‬ ‫ُ‬
‫ـاقض عهدٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫عيت ب ُخـْلد وص ْر ُت ن َ ْ‬ ‫وا ْن ُد ُ‬
‫اب منامي(‪ )7‬أرجو‬ ‫َّب نفسي وما استطـ َ‬
‫طي ُ‬
‫فمـا تَ َ‬
‫اك سريعاً ِبطي ِ‬
‫ـب َبخـتي أقِب ْل‬ ‫أر َ‬
‫َ‬
‫أسع ْـد ِب َخ ْي ِـر ملي ٍـك على َسعي ِـد ُغال ِم‬
‫ِ‬
‫ظ‬ ‫النظا ِم ِشعرك العذب يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُد َرٌر في ّ‬
‫(‪)8‬‬
‫ظ َم نظامي‬ ‫باللـ ِ‬
‫طف َن ْ‬ ‫فاق مـا قد نظمت ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ــــــــ‬
‫الرند َّ‬
‫الطِّيب َة من‬ ‫يح رائح َة َّ‬
‫الر ُ‬
‫الرائحة يوجد في البادية‪ ،‬والمعنى‪ :‬حملت ّ‬ ‫الرند شجر ِّ‬
‫طيب َّ‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫اب ِ‬
‫ديار‬ ‫ديار الحبيب فزادتني غراماً على غرامي‪ ،‬ليت األرواح العزيزَة تكو ُن فداء لتر ِ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫يوصل سالمي إلى‬ ‫ُ‬ ‫عادة‪ ،‬فمن ذا‬
‫الس َ‬
‫الم و َّ‬
‫الس َ‬‫نلت َّ‬
‫سمع الحبيب ُ‬ ‫َ‬ ‫بلغ سالمي‬‫الحبيب؛ إذا َ‬
‫(‪)2‬‬

‫الشآمي‪،‬‬ ‫الزجاج َّ‬


‫كأن ُه الخمر في ُّ‬‫ظر إلى دمعي في ليالي ُغربتي‪َّ ،‬‬ ‫ُسعاد؟؛ (‪)3‬تعال وان ُ‬
‫شد ِة أل ِم‬
‫الخمر حمراء اللون (يعني َّأن ُه يبكي دماً من َّ‬
‫ُ‬ ‫بالصفاء‪ ،‬و ُ‬ ‫مشهور َّ‬
‫ٌ‬ ‫الشآمي‬‫الزجاج َّ‬‫و ُّ‬
‫ِق‬
‫يذك ُر ذا األراك‪ ،‬فطائري الحزين ال ُيفار ُ‬ ‫غني ُ‬ ‫هناك طا ُئر ٍ‬
‫خير ُي ّ‬ ‫َ‬ ‫كان‬
‫الفراق)؛ إذا َ‬
‫(‪)4‬‬

‫شجر ذو‬ ‫ِ‬


‫مكان بالحجاز يكثُُر فيه األراك‪ ،‬واألراك ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫غني إالّ لها‪ ،‬ذي األراك‬‫روضها‪ ،‬وال ُي ّ‬
‫إن وصولي إلى ِ‬
‫ديار‬ ‫وطن معشوق َّ‬
‫الشاعر؛ (‪َّ )5‬‬ ‫يشير إلى ِ‬ ‫شوك تُتَّخ ُذ ُ‬
‫المكان ُ‬
‫منه المساوك‪ ،‬و ُ‬
‫قم‬ ‫ِ‬
‫هضاب حماه َّ‬
‫الس ُ‬
‫كأنها القباب؛ (‪ )6‬لقد براني ُّ‬ ‫الخيام في‬
‫ُ‬ ‫بات قريباً فقد بدت لعيني‬
‫الحبيب َ‬
‫وجهك يا حبيبي‬ ‫كأنني هالل َّأو ِل َّ‬
‫الش ِ‬
‫هر‪ ،‬وا َّن‬ ‫أكاد ال أُرى‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫رت ُ‬ ‫عنك حتّى ص ُ‬ ‫َ‬ ‫البعد‬ ‫في‬
‫ادخ ِل َّ‬
‫الجن َة وأنا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قيل لي ُ‬ ‫كنت لم أرهُ على تمامه؛ ولو َ‬ ‫بالبدر ليلة كماله وتمامه‪ ،‬وان ُ‬ ‫شبيه‬
‫(‪)7‬‬
‫ٌ‬

‫‪462‬‬
‫ظ ُد َرٌر‬ ‫ناقض فلن تطيب نفسي بدخولِها ولن يهنأ بها نومي؛ (‪ِ )8‬شعرك العذب يا ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫لعهد ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ك ٌ‬ ‫َ‬
‫لطافت ِه يسِب ُق ِش ْع َر نظامي كنجوي الحكيم المشهور‪.‬‬
‫ِ‬ ‫منظوم ٌة‪ ،‬وهو في‬

‫غزل‪470‬‬

‫اح ْسرتا للمرهم‪ ،‬قلبي التَ َح َق ِبروحي‪ ،‬يا إلهي ُك ْن‬‫الص ْد ُر ملؤهُ األَل ُم‪ ،‬و َ‬
‫َّ‬
‫م ِ‬
‫ساعدي؛‬ ‫ُ‬
‫سرع ال يملِك عين رحم ٍة‪ ،‬ساقيا ِ‬
‫ظ ًة؛‬‫تاح َلح َ‬
‫الجام ألر َ‬
‫َ‬ ‫أعطني‬ ‫ُ َ َ ََْ‬ ‫الم ِ ُ‬
‫ك ُ‬ ‫الفَل ُ‬
‫َ‬
‫ض ِح َك وقال‪ :‬اليوم ص ْع ٌب و ُّ‬ ‫قلت ِلذ ٍ‬
‫جيب‬
‫الش ْغ ُل َع ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ال‪َ ،‬‬‫كيف ترى األحو َ‬ ‫كي َ‬ ‫ُْ ُ َ ّ‬
‫ش؛‬ ‫شو ٌ‬‫والعاَل ُم ُم َّ‬
‫فأين‬ ‫ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫الصب ِر ألج ِل َشم ِع چگل ‪ ،‬شاه األتر ِ‬ ‫احتَ َرْق ُت في ِ‬
‫من حالنا‪َ ،‬‬ ‫فارغٌ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫بئر َّ ْ‬
‫ُرستَم(‪)1‬؛‬
‫ِ‬ ‫بالجر ِ‬
‫الراح ُة بالء‪ ،‬فليبتَل ِ‬ ‫في طر ِ ِ‬
‫ك‬
‫قلب َم ْن يطُل ُب ألَلم َ‬ ‫احة َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ُ َ‬ ‫يق الع ْش ِق ْ‬
‫األم ُن و َّ َ‬
‫مرَهماً؛‬
‫يج ُب أن‬ ‫ك ِ‬ ‫السكارى األحرار‪ِ َّ ،‬‬ ‫سبيل َل ُه ْم إلى ِحمى َّ‬ ‫الف ْخ ِر ال‬ ‫أهل َّ‬
‫السال ُ‬ ‫َ‬ ‫الط َم ِع و َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫يكو َن ُمحتَرقاً‪ ،‬ال خاماً بال ّ‬
‫غم؛‬
‫حاج ٍة لِعال ٍم آخر وآد ٍ‬
‫مي‬ ‫أنت في َ‬ ‫مي‪َ ،‬‬ ‫لن يَق َع في يِدك آد‬ ‫ابي‪ْ ،‬‬‫في هذا العاَل ِم التُّر‬
‫َ ََ َ ّ‬ ‫َ َ َ ّ‬ ‫ّ‬
‫جديد؛‬
‫عبير‬
‫ُ‬ ‫نسيم ِه ُي ُّ‬
‫شم‬ ‫ِ‬ ‫دي‪َّ ،‬الذي ِم ْن‬‫الس َمرَق ْن ّ‬ ‫ذل َك التُّ ِ‬
‫ركي َّ‬
‫ّ‬
‫الخاطر إلى ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ُق ْم َن َه ِب‬
‫َج ْد َو ِل الموالي؛‬
‫الب ْح ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫بكاء ِ‬
‫بع ُة ع ْن َد هذا َ‬ ‫الس َ‬
‫حار َّ‬ ‫أمام استغناء الع ْشق؟‪ ،‬الب ُ‬ ‫ظ ما َوزُن ُه َ‬ ‫حاف َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ط َرِة الَّندى‪.‬‬
‫كَق ْ‬
‫ـــــــ‬
‫الجمال‪.‬‬ ‫(‪)1‬چگل مدين ٌة أهُلها من األتراك‪ ،‬ويشتهرون بال َّش ِ‬
‫جاعة و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪463‬‬
‫غزل ‪471‬‬

‫لت ذا َك َرِم‬ ‫من نـاقلي َّ‬


‫الصبـا ال ز َ‬
‫َّ‬ ‫رسول‬
‫َ‬ ‫أيـا‬ ‫خط مـن أهـواهُ بالقل ِم‬ ‫َ‬
‫قمت في الـ ِ‬
‫بحر من َرَق ِم‬ ‫ر ْ‬ ‫ما قطرةٌ‬ ‫العشق ق ْس ُت إلى‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تدبير عقلي بدرب‬ ‫ُ‬
‫ان مـن ِق َد ِم‬ ‫وخرقتـي ُرِه َن ْت للحـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقف على ِاسمي وبي َع َد ٌم‬ ‫ال مـال ٍ‬
‫َ‬
‫هباء من أل ِم‬ ‫بالص ِ‬‫ف َّ‬ ‫استش ِ‬
‫يا قـل ُب و ْ‬ ‫دع‬
‫داع‪ ،‬ف ْ‬ ‫الصـ َ‬
‫ف وماذا و ُّ‬ ‫حديث كي َ‬‫َ‬
‫ـان إنـي ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ـاص ٌب َعَلمي‬ ‫َّبوابة الح ِ ّ‬ ‫ـاق فـؤادي ُقم بنـا فعلى‬ ‫مل ا ّلنف َ‬
‫الص َن ِم‬‫حب ِة َّ‬ ‫ص َ‬ ‫صفت في ُ‬ ‫ْ‬ ‫خمر‬‫بكأس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ين معاً‬ ‫الوقت باعوا العاَلم ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫وعارفو‬
‫لسع َة األَل ِم‬ ‫ِ‬ ‫ليس مـن ثَ َم ٍر‬ ‫عيش َّ ِ ِ‬
‫نت مثـلي فاط َـع ْم َ‬ ‫إن ُك َ‬ ‫ْ‬ ‫النعي ِم لعشقي َ‬ ‫ُ‬
‫ـــــــ‬
‫الربي ِع‬ ‫يح َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫من ذا َّالذي‬
‫يحمل لي رسال ًة خطها َقَل ُم الحبيب‪ ،‬هال لك بحملها يا ر َ‬ ‫ُ‬
‫العقل من ِ‬
‫أمر‬ ‫ف‬ ‫لت تصنعين الجميل(وفق األصل)؛ ال ِ‬ ‫نت ال ِز ِ‬ ‫إن ُك ِ‬
‫ُ‬ ‫يعر ُ‬ ‫ْ‬
‫ط‬‫فيه‪ ،‬على قياسي‪ ،‬إالّ كأثَ ِر قط ِرة الماء الواحدة تسُق ُ‬ ‫شق شيئاً وال أثَر له ِ‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬
‫الري ِح‬ ‫ضئيل زائل)‪ ،‬في المثنوي‪ :‬ما يكتُ ُب قلم ِّ‬ ‫(أثر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫البحر الواسعة ٌ‬ ‫صفحة‬ ‫على‬
‫ك إالّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعال واطل ْع على حالي تجدني ال أمل ُ‬ ‫على صفحة الماء يفنى سريعاً؛ َ‬
‫الوقف‪،‬‬‫ِ‬ ‫للحانة‪ ،‬إالّ أنّني على فقري لم أمَّد يدي لِ ِ‬
‫مال‬ ‫ِ‬ ‫اح َد ًة‪ ،‬وقد رهنتُها‬ ‫خرَق ًة و ِ‬
‫ُ‬
‫فهو يو ِج ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كيف وماذا َ‬ ‫أملك درهماً واحداً من ُه على اسمي؛ َد ْع َك من حديث َ‬ ‫وال ُ‬
‫يق ال‬ ‫الطر ِ‬ ‫القاعد في َّ‬ ‫الطبيب ِ‬ ‫الرأس‪ ،‬يا قلب خِذ الكأس وارتَح نَفساً في العمر؛ َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬
‫ضاق قلبي‬ ‫َ‬ ‫له َنَف ُس المسيح؛‬ ‫اذه ْب إلى َم ْن ُ‬ ‫مي َت الَقْل ِب َ‬ ‫ف أَل َم الع ْشق‪ ،‬يا ِّ‬ ‫َي ْع ِر ُ‬
‫أشر ُب‬ ‫رب ِس َّاًر‪ ،‬فدع أمري يفتضح‪ِ ،‬‬ ‫الش ِ‬ ‫ياء و ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِم ْن َعم ِل ِّ‬
‫فسوف َ‬ ‫َ‬ ‫فم َن اآلن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يعرفو َن قيم َة‬ ‫ذين ِ‬ ‫باب الحان َعَلماً؛ َّ‬ ‫أنصب على ِ‬ ‫جه اًر‪ ،‬وسوف ِ‬
‫إن اّل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بكأس من‬ ‫ٍ‬ ‫(الدنيا و ِ‬
‫اآلخرة)‬ ‫مين ُّ‬‫الجنان) يبيعو َن العاَل ِ‬ ‫أثمان ِ‬ ‫(أنفاس ُع ِ‬
‫مر َك‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الوقت ُ‬

‫‪464‬‬
‫ليس طريقاً‬ ‫حضور الحبيب؛ طريق ِ‬
‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬
‫الخمرِة َّ‬
‫شق َ‬ ‫ُ‬ ‫افية (خمرةُ المعرفة) في‬
‫الغصص‬ ‫يق ِ‬
‫الع ْش ِق مثلي ف َّ‬ ‫سلوك طر ِ‬ ‫ِ‬ ‫للمسر ِ‬
‫تجرع ُ‬ ‫َ‬ ‫اخترت‬
‫َ‬ ‫النعيم‪ ،‬فإذا‬
‫وعيش ّ‬ ‫ات‬ ‫ّ‬
‫والغموم‪.‬‬

‫غزل‪472‬‬

‫َح َس ْن إيَلخاني؛‬ ‫يخ َأوْي ْس‬‫َش ْ‬ ‫أحمـ ْد‬


‫َ‬
‫السلطـ ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫أحمـُد هللاَ علـى معـ َدَل ِة‬ ‫َ‬
‫العاَل ِم اإلنساني؛‬ ‫يه رو َح‬ ‫سم ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تُ ّ‬ ‫حق‬
‫سلطان‪ٌّ ،‬‬ ‫بن‬
‫اُ‬ ‫لطان‬
‫بن شـاه و ُس ٌ‬ ‫شـاهٌ ا ُ‬
‫جان ِب َّ‬
‫الر ِ‬
‫حمن؛‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ ،‬من‬ ‫طِ‬ ‫ُّ‬
‫بالل ْ‬ ‫مرحباً‬ ‫ـاء‪ ،‬فيـا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫العيـ ُن العمي ُ‬ ‫آم َن ْت بإقبال َك َ‬ ‫َ‬
‫ومعج ٍز ُسبحاني؛‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طَل َع مـ ْن دونـ َك‪ ،‬من دوَلة أحمديَّة ُ‬ ‫إن َي ْ‬ ‫ين َـفط ِر َ‬
‫البـ ْد ُر ْ‬
‫سو ِ‬
‫الجان(‪)1‬؛‬ ‫اإلن ِ‬ ‫عين ِ‬ ‫َّ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫سوء ْ‬ ‫بع َد ْت َع ْن َك ُ‬‫نك تسُل ُب قْل َب الشاه والش َّحاذ‪ُ ،‬‬ ‫جلوةٌ م َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫زخاني والخاقاني(‪)2‬؛‬ ‫ُّ‬ ‫الجنك‬ ‫ركياً‪ ،‬ففي طالع َك ال ِجُّد وال ُ‬
‫جود‪،‬‬ ‫الش ْع َر تُ َّ‬‫ِق َّ‬ ‫افر ْ‬
‫الروحاني؛‬ ‫وأنـا أُرَفع الكأس على ِذ ْك ِرك في البعـِد ع ْنك‪ ،‬وال بعد للم ِ‬
‫ساف ِر ُّ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الريحاني؛‬ ‫وخمرها َّ‬ ‫غداد‬ ‫ِ‬ ‫وردي الف ِ‬ ‫ِ‬
‫ُبـ ْرُع ٌم ما تفتَّ َح م ْن‬
‫ُ‬ ‫حبذا د ْجَل َة َب َ‬‫ـارسي‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫هان؟؛‬ ‫بباب المعشو ِق‪ ،‬متى ينجو َ‬
‫من التََّي ِ‬ ‫يك ْن رأس ُه ُغبـا اًر ِ‬
‫ُ‬ ‫إن َل ْم ُ‬ ‫العاش ُق ْ‬
‫لب ِ‬ ‫اب الحبيـ ِب‪ ،‬لِ َع ِ‬
‫ين َق ِ‬ ‫األسحار ِاح ِمل ُغبـار بـ ِ‬
‫حافظ ُّ‬
‫النوراني‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ ْ‬ ‫نسيم‬
‫َ‬ ‫يـا‬
‫ــــــــ‬
‫حبيب‬ ‫الس ِ‬ ‫الش ِاه و َّ ِ‬
‫قلب َّ‬ ‫ِ‬
‫روٌح و ُ‬ ‫فأنت‬
‫وء َ‬ ‫عين‬
‫عنك ُ‬ ‫بع َد ْت‬
‫الش َّحاذ‪ُ ،‬‬ ‫المسع َد ُة تسُل ُب َ‬ ‫ك ُ‬ ‫جلوتُ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بأس وسعي‬ ‫فطالِعك ِ‬
‫فيه‬ ‫اك‪،‬‬ ‫أس في َف ٍ‬ ‫ِق َش ْع َر َو َس ِط َّ‬
‫الر ِ‬
‫يفع ُل األتر َ‬
‫خر كما َ‬ ‫أرواح؛ افر ْ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫وفيه كرم ملِ ِك ِ‬
‫الص ِ‬
‫ين الخاقاني‪.‬‬ ‫جنكيزخان‪ِ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪473‬‬

‫‪465‬‬
‫النَف ُس َّالذي‬ ‫هو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوْق ِت ما استَ َ‬
‫ط ْع َت فاعر ْف‪ ،‬حاص ُل الحياة يا روحي َ‬ ‫غنيم َة َ‬ ‫َ‬
‫أنت فيه؛‬ ‫َ‬
‫الب ْخ ِت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من دوَلة َ‬ ‫تأخ َذ ْ‬‫أن ُ‬ ‫عنه‪ ،‬ا ْس َع ْ‬ ‫من ُع ْم ِر َك ع َوضاً ُ‬ ‫يأخ ُذ ْ‬ ‫الد ْه ُر‪ُ ،‬‬ ‫أعطاك َّ‬ ‫َ‬ ‫ما‬
‫العيش؛‬ ‫ِ‬
‫سعادة َ‬ ‫َ‬ ‫عطاء‬
‫َ‬
‫سروة حبيبي؛ شو ُق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن أنا م ُّت‪َ ،‬حرٌام‬
‫غير َ‬ ‫ع بجواري َ‬ ‫تزر َ‬
‫عليك أن َ‬ ‫َ‬ ‫ستاني ْ‬ ‫يا ُب ُّ‬
‫عاق ُل ال تعم ْل َعمالً ِ‬
‫يور ُث َن َدماً؛‬ ‫الن ِادم‪ ،‬أي ِ‬ ‫اه َد َّ‬‫الز ِ‬
‫سوف يقتُ ُل َّ‬ ‫الخمرِة‬ ‫َذو ِق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لي‪،‬‬ ‫اب منز ٌّ‬ ‫الص َّ ِ‬
‫وفي ع ْن َدهُ شر ٌ‬ ‫أن ُّ‬ ‫العْل ِم يعَل ُم ِب ِه َّ‬
‫المحتَ ِسب ليس ِع ْنده َقدر ِمن ِ‬
‫َ ُ ٌْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫الرَّماني؛‬ ‫كأن ُه الّل ْع ُل ُّ‬ ‫َّ‬
‫ّ‬
‫يل‪ ،‬في ِح ْرِز اس ِم هللاِ هذا الخاتَ ُم‬ ‫القائمين الّل َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫أي ُسكر َّي الث ْغر ال ُترد ُد َ‬
‫عاء‬ ‫َّ‬
‫ْ‬
‫الس َّكرُّي)؛‬
‫ك ُّ‬ ‫ي ُ‬
‫(ثغر َ‬ ‫السَليمان ُّ‬ ‫ُّ‬
‫فليس ين َـف ُع ُش ْغ ُل العاَل ِم الفاني‬ ‫ط ِرباً‬ ‫ورْح َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫اسم ْع ُ‬ ‫قين َ‬ ‫صيح َة العاش َ‬ ‫َن َ‬
‫ِ‬
‫كنعان‬ ‫شيخ‬ ‫ساء حاالً‬ ‫من ِ ِ‬ ‫إلخوِت ِـه‬
‫ُ‬ ‫غمه َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫طفاً‬‫اح ُق ْل َع ْ‬ ‫ويوسفي ر َ‬ ‫ُ‬
‫بالس ْهـ ِم أرداني‬ ‫حاجِبه َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقـ ُ‬ ‫بمقَلتـه‬
‫ـلبي مـ ْن َس ْهـ ٍم ُ‬ ‫َ‬
‫ظ ُت ق‬ ‫َحَف ْ‬

‫الحديث ِ‬
‫عن األَل ِم‬ ‫ُ‬ ‫الس ْكر‪ ،‬فال ي ِ‬
‫مك ُن‬ ‫عن ُّ‬‫احداً ِ‬ ‫اهِد ال تُطلِق َنَفساً و ِ‬ ‫الز ِ‬
‫أمام َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫غير م ِ‬
‫حرم؛‬ ‫طبيب ِ‬ ‫خفي لِ ٍ‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ّ‬
‫سرعاً أي روحي‪ ،‬أخاف عليك ِ‬
‫االنتظار؛‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِق َد َم َ‬
‫الخْل ِق‪ ،‬م َّر م ِ‬ ‫أهداب َك تُهر ُ‬
‫تسير و ُ‬ ‫ُ‬
‫المشتَّتين؛‬
‫عداء َم ْج َم ُع ُ‬
‫الج ُ‬ ‫فيرتُ َك َ‬
‫ض َ‬ ‫ٍ‬
‫بإحسان‪َ ،‬‬ ‫الم َشتَّ َت‬
‫ظ ُ‬ ‫ِا ْج َم ْع حاف َ‬
‫ِ‬
‫كالص ْخر‪ ،‬سنشكو حاَلنا إلى‬ ‫َّ‬ ‫منا‪ ،‬أي حبيبنا القاسي الَق ِ‬
‫لب‬ ‫فارغاً َّ‬ ‫نت ِ‬ ‫إذا ُك َ‬
‫َ‬
‫ف الثّاني‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫جناب آص َ‬

‫غزل‪474‬‬

‫‪466‬‬
‫ئي ترى‪ ،‬وُك َّل ِ‬
‫غير‬ ‫شتاق َل َك يا حبيبي‪ ،‬وأعَلم َّأن َك تَعَلم‪ ،‬وُك َّل ِ‬
‫غير مر ٍ‬ ‫أنا ُم ٌ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫مكتوب تق أُر؛‬
‫ِ‬
‫عين األعمى ال ترى‪،‬‬ ‫بين عاش ٍق و َمعشو ٍق؛ ُ‬ ‫يك بما يجري َ‬ ‫لالئ ِم ما ُيدر َ‬ ‫ُق ْل ّ‬
‫ُخصوصاً األسرَار الخفيَّة؛‬
‫من ُك ِّل‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اجع ِل ُّ‬ ‫انش ْر َّ‬
‫آالف األصنام ْ‬ ‫ويصّف ُق‪ ،‬لتنتَش َر ُ‬
‫ص ُ‬ ‫وفي يرُق ُ‬‫الص َّ‬ ‫الضفي َرَة‪ ،‬و َ‬ ‫ُ‬
‫المرَّق ِع؛‬ ‫ِِ‬ ‫ر ٍ‬
‫قعة من ثوبه ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫أج ِل هللا‪ ،‬اجلِ ْس َنَفساً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شتاقين من حاجِب َك آس ِر القلوب‪ ،‬من ْ‬ ‫َ‬ ‫الم‬
‫يس ْر ُش ْغ َل ُ‬ ‫وّ‬
‫وح َّل ُعَق َد الجبين؛‬
‫ُ‬
‫طفاً‬ ‫ِ‬
‫أت في ُحسن َك ُل ْ‬ ‫آلدم على التُّر ِ‬ ‫ِ‬
‫نوت تقبيَلك‪ ،‬فقد ر ْ‬
‫اب ْ‬ ‫المالئك ُة في ُسجودها َ َ‬ ‫َ‬
‫الحِّد اإلنساني؛‬ ‫زائداً على َ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫عال ِسر ِ‬ ‫ِ‬
‫غم ْ‬ ‫رب ٌّ‬ ‫الج ْم َع يا ّ‬
‫أصاب هذا َ‬
‫َ‬ ‫اج عيني من نسي ِم َف ْرِع حبيبي‪ ،‬ال‬ ‫اشت ُ‬
‫يح التَّ ِ‬
‫فرَقة؛‬ ‫رِ‬
‫حين‬ ‫ِ‬ ‫الس َحر‪ ،‬ال ِ‬
‫الس َح ِر بنو ِم َّ‬
‫قلب‪ّ ،‬إال َ‬ ‫الوْقت يا ُ‬ ‫ف َق ْد َر َ‬ ‫تعر ُ‬ ‫ش َّ‬ ‫مر َع ْي ُ‬
‫أسفاً َّ‬ ‫َ‬
‫ض؛‬ ‫تمر ُ‬
‫َ‬
‫نزِل ِبِذ ْك ِر َع ْهِد‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫مصاع َب الم ِ‬ ‫يق ِ‬
‫العارف‪ ،‬اقتُ ْل‬ ‫طر َ‬
‫ليس ْت َ‬ ‫فاق َّ ِ‬
‫السَفر َ‬
‫من ر ِ‬ ‫المالَل ُة ْ‬
‫عادة؛‬
‫الس َ‬ ‫َّ‬
‫المستحيل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫خيال حْلَق ِة َفرِع ِه يخدعك‪ ،‬يا ِ‬
‫حاف ُ ِ‬
‫ظ انتب ْه‪ ،‬ال تُهز َحْلَق َة إقبال ُ‬ ‫ََُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬

‫غزل ‪475‬‬

‫له ِ‬
‫ثان‬ ‫سن مـا ُ‬
‫حق ُحسـ ُن َك ُح ٌ‬
‫والـ ُّ‬ ‫ـوسف الثاني‬ ‫الئق هـذا ي ُ‬ ‫ـال الخـ ُ‬ ‫ق َ‬
‫ِ‬
‫أسمان‬ ‫ِ‬
‫الحسان سما فـي أوج‬ ‫ِ‬
‫ابتسامة ٍ‬
‫شاهُ‬ ‫ثغر ال نظي َـر لهـا‬ ‫ـذب‬‫ع ُ‬
‫ورد ِبُب ِ‬
‫ستان‬ ‫ضيق ثغ ِـر َك مـن ٍ‬
‫ِب ِ‬ ‫كيف وما‬ ‫َ‬ ‫تشبي ُـه ثغ ِـر َك بـاألورِاد‬

‫‪467‬‬
‫وسن الـح ِر في ٍ‬ ‫لت لـي تُعطى ال ُـمنى ِبف ٍم‬
‫وتنساني‬ ‫وعد‬ ‫كالس ِ ُ ّ‬
‫َّ‬ ‫مرًة ُق َ‬
‫كم َّ‬
‫ِحرماني‬ ‫ِ‬
‫سلب ال ُّرو ِح‬ ‫أخاف من ِ‬
‫بعد‬ ‫بالرو ِح تُسـَلُبها‬
‫لت ني ُـل ال ُـمنى ُّ‬
‫ُ‬ ‫وُق َ‬
‫ِ‬
‫روحي‪ ،‬فجـ َاز لهـا درعاً وأرداني‬ ‫منك على‬ ‫يض اللحظ َ‬ ‫رمى ِب َسه ٍم مر ُ‬
‫ـــــــ‬
‫يوسف‪،‬‬ ‫من ُ ِ‬
‫الحسن ما عند ُ‬ ‫ف الثّاني و َّ‬
‫أن عند َك َ‬ ‫يوس َ‬ ‫الخالئق َ َّ‬
‫عنك أن َك ُ‬ ‫ُ‬ ‫قال ِت‬
‫ِ‬
‫ثغرك في‬
‫َ‬ ‫ابتسامة‬ ‫أجمل من ُه في الحقيقة؛ ليس مثل‬
‫َ‬ ‫رت ِّ‬
‫جيداً رأيتُ َك‬ ‫ظ ُ‬
‫فلما َن َ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫سماء الجمال؛‬ ‫ِ‬
‫علياء‬ ‫علوت إلى أعلى‬ ‫ِ‬
‫ملوك الجمال‪ ،‬وقد‬ ‫ملك‬
‫َ‬ ‫الجمال‪ ،‬وأنت ُ‬
‫ثغرك‪ ،‬قال‬ ‫ضيق ِ‬ ‫لوجود وردةٌ ِب ِ‬ ‫الورد‪ ،‬فليس في ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫تشبيه ِ‬
‫ثغر َك ببرُع ِم‬ ‫ُ‬ ‫مكن‬
‫ال ُي ُ‬
‫مرٍة ُق َ‬
‫لت‬ ‫الورد؛ ومئ َة َّ‬
‫خد َك ُ‬ ‫قال ُيشِب ُه َّ‬
‫القصُد‪ ،‬من َ‬ ‫القياس وفاتَ ُه ْ‬
‫َ‬ ‫المكزون‪ :‬ج ِه َل‬
‫لة) ولم ِ‬
‫تف‬ ‫الوعود سريعاً َّأنك ستبّلِغني مناي (ِبُقب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُل من‬ ‫بفم َك َّالذي يتن َّ‬ ‫لي ِ‬
‫َ ُ ُ ُ َ‬
‫تسلب‬ ‫مرة و ِ‬
‫تمك َر بي ف َ‬ ‫أخاف أن ُ‬ ‫تسلب روحي وتعطيني مرادي‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫اح َد ًة؛ وعدتني‬ ‫َّ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ع روحي‬ ‫سهم عين َك المريضة اختر َق در َ‬ ‫َ‬ ‫روحي وتحرمني من العطاء؛ َّ‬
‫إن‬
‫الحصين َة‪ ،‬فيا َّ ِ‬
‫ِ‬
‫القوس القويَّة؛‬ ‫له مثل تلك‬ ‫لقوِة قوسها‪ ،‬ويا من ذا رأى مريضاً ُ‬ ‫َ‬
‫ظ ِرك‪.‬‬‫ظ ًة ِم ْن َن َ‬
‫ط ُه َلح َ‬ ‫اس‪ ،‬ذاك َّالذي تُ ِ‬
‫سق ُ‬ ‫َ‬ ‫الن ِ‬
‫ين َّ‬ ‫الد ْم ِع ِم ْن َع ِ‬
‫ط َّ‬ ‫ط ُسقو َ‬‫يسُق ُ‬

‫غزل‪476‬‬

‫مان َّالذي‬ ‫الن‪َّ ،‬‬


‫الز َ‬ ‫عاد ِة‪ ،‬بالعالم ِة َّالتي تَ ِ‬
‫عرف‪ ،‬م َّر ِب ِحمى ُف ٍ‬ ‫الس َ‬
‫ص ْب ِح َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫سيم ُ‬
‫َن َ‬
‫تَ ْع ِرف؛‬

‫‪468‬‬
‫الس ِر‪ ،‬على دربِك العيون‪ِ ،‬سر عن مروء ٍة ال ِبأم ٍر‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وس ْر‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫رسول َخ َلوِة ّ ّ‬
‫ُ‬ ‫أنت‬
‫َ‬
‫عرف؛‬ ‫الس َير َّالذي تَ ِ‬
‫َّ‬
‫عقيق َشَفِت ِه‬
‫ِ‬ ‫جل هللاِ‪ِ ،‬م ْن‬
‫ُقل له روحي العز َيزةُ راح ْت ِم ْن يدي‪ ،‬فليهبني‪ ،‬أل ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الرو ِح‪َّ ،‬الذي َي ِ‬
‫عرف(‪)1‬؛‬ ‫اه ِب ُّ‬ ‫وِ‬
‫ام ِة منها‪َّ ،‬الذي‬
‫وجه الكر َ‬
‫هذي الحروف‪ ،‬والغير ِبها ال يع ِرف‪ ،‬اق أر ِمن ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ‬
‫أنا َكتَبت ِ‬
‫ُْ‬
‫عرف(‪)2‬؛‬ ‫تَ ِ‬
‫اقتْل ُه كما تَ ِ‬ ‫ُ َّ ِ‬ ‫خيال َس ِيف َك‬
‫عرف؛‬ ‫أسير َك‪ُ ،‬‬ ‫حديث الظام ِئ والماء‪َ ،‬‬
‫أمس ْك َت َ‬ ‫ُ‬
‫حبيب‪،‬‬ ‫قيق‪ ،‬أي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫األم َل بنطاق َك المحيك من َذ َهب‪ ،‬س ُّر َو َسط َك َد ٌ‬
‫ط َ‬ ‫كيف أرب ُ‬ ‫َ‬
‫عرف؛‬ ‫أنت تَ ِ‬
‫و َ‬
‫حديث ِ‬ ‫ظ أِب ْن‬ ‫ركي وعربي‪ِ ،‬‬ ‫بين لِ ٍ‬ ‫هذ ِه الم ِ‬ ‫في ِ‬
‫الع ْش ِق‬ ‫َ‬ ‫حاف ُ‬ ‫ّ‬
‫سان ت ٍ‬
‫ُ ّ‬ ‫عامَلة ال َف ْر َق َ‬
‫ُ َ‬
‫سان َّالذي تَ ِ‬
‫عرف(‪.)3‬‬ ‫بالّلِ ِ‬
‫ـــــــ‬
‫بالل ِ‬
‫غة َّالتي تَعرف وهي هنا الفارسيَّة‬ ‫(‪ُ )2‬قبل ًة؛ (‪َّ )2‬الذي تراه يصلُح؛ (‪ُّ )3‬‬
‫َُ‬

‫غزل‪477‬‬

‫وكتاب وزاوي ُة ُبستان(‪)1‬؛‬ ‫اب القدي ِم َمّنان‪ ،‬وف ارغٌ‬ ‫الشر ِ‬


‫َّان‪ ،‬و ِم َن َّ‬ ‫صديقان ِ‬
‫ذكي ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫س ِم ْن‬
‫أن قوماً سيهزؤو َن بي ُك َّل َنَف ٍ‬ ‫غم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫أبدُل ُه بالدنيا واآلخ َرة‪ ،‬ر َ‬ ‫مقام ال ُ‬‫هذا ٌ‬
‫َخلفي؛‬
‫َّ‬
‫ف المصر َّي بالث َم ِن َ‬
‫الب ْخس؛‬ ‫ِ‬
‫يوس َ‬
‫باع ُ‬ ‫الدنيا‪َ ،‬‬‫القناع ِة ِب َك ْن ِز ُّ‬
‫َ‬ ‫باع ُرْك َن‬
‫ُك ُّل َم ْن َ‬
‫هد َك‪ ،‬أو ِب ِف ْس ٍق َك ِف ْسقي؛‬‫تعال فرونق هذا الم ْشغ ِل لن ينُقص بزهٍد كز ِ‬
‫َ ُْ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َُ‬

‫‪469‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عاصَف ِة الحو ِاد ِث‬
‫ِمن ِ‬
‫أن ترى بهذه الخميَلة شيئاً‪َ ،‬وْرداً َ‬
‫كان أو‬ ‫العاتية ال تقد ُر ْ‬
‫َ‬
‫َب َنْف َسجاً؛‬
‫أعج َب من هذا‬ ‫ظر ِب ِمرِآة الجا ِم إلى نْق ِ ِ‬
‫يذك ُر َزَمناً َ‬
‫ص ُ‬ ‫الغيب‪ ،‬ال َش ْخ َ‬
‫ش يد َ‬ ‫َ‬ ‫اُن ُ ْ‬
‫ال َّزَمن؛‬
‫كيف بقي عبير ِ‬
‫الورد‬ ‫عجيب‬ ‫البستان‪،‬‬ ‫َّ‬
‫السمو ِم التي َم َّر ْت على ُ‬‫يح َّ‬ ‫هذ ِه ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِمن ِ‬
‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ولو ُن ّ‬
‫النسرين؛‬
‫صير في ِيد‬ ‫ِ‬
‫العزيزة تَ ُ‬
‫هذ ِه ال َ ِ‬
‫جوه َرة َ‬
‫يا قلب ُكن صاِب اًر‪ ،‬الح ُّق ال يسمح بم ْث ِل ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫شيطان؛‬
‫أي‬ ‫ظ‪ ،‬أين هو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج َّ ِ‬
‫الحكيمي وال َّر ُ‬
‫ُّ‬ ‫الف ْك ُر‬ ‫الدهر للبوار في هذا البالء‪ ،‬حاف ُ َ َ‬ ‫مز ُ‬
‫ني(‪.)2‬‬
‫الب َرْه َم ُّ‬
‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫الهندي‬ ‫حكيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪َّ )1‬‬
‫الب َرْه َمن واح ُد البراهمة‪ ،‬ال ُ‬
‫‪:‬الرطل أو ُيعادلُه؛ َ‬
‫المن َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬

‫غزل‪478‬‬

‫الغ ِم ِم َن ِ‬
‫القلب َقْلعاً؛‬ ‫َّ ِ َّ‬
‫جام الشراب َمناً(رطالً) ‪ ،‬واقَل ْع َج ْذ َر َ ّ‬ ‫اشر ْب َ‬ ‫َ‬
‫الرأس َك َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنان؛‬ ‫ظ ْرف ّ‬ ‫خل الَقْل َب مفتوحاً كجا ِم الشراب‪ ،‬وال تُغل ِق َّ َ‬ ‫ّ‬
‫س فخ اًر؛‬ ‫النْف ِ‬ ‫ش َرطالً‪ِ ،‬أق َّل الكالم ِ‬
‫عن َّ‬ ‫شر ُب ِم ْن جا ِم َّ‬
‫الد َه ِ‬ ‫حين تَ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫يتلو ُن ِب ُك ِّل لو ٍن؛‬ ‫ِ‬
‫كالص ْخ ِر‪ ،‬ثاِب َت الَق َد ِم‪ ،‬ال كالماء‪ ،‬يتَل َّو ُث ُ‬
‫ثوب ُه‪ ،‬و َّ‬ ‫ُك ْن َّ‬
‫ياء في التَّقوى؛‬ ‫الر ِ‬
‫فاق و ِّ‬ ‫ِ‬
‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالر ِ‬
‫وك ْن ِّ‬‫بالخ ْم ِر‪ُ ،‬‬ ‫واربِ ْ‬
‫جال‪ ،‬واكس ْرُعُن َق ّ‬ ‫ط الَقْل َب َ‬
‫فس َك على َق َد ِم المعشوق‪.‬‬ ‫كحافظ‪ ،‬عساك ُتلقي ِبن ِ‬ ‫وُقم واجتَ ِه ْد أن تكو َن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫غزل‪479‬‬

‫‪470‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فالخمر فاسقني‬ ‫تم‬
‫ومجلس أنسي َّ‬ ‫ِ‬
‫بهمن‬ ‫غيم‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫صباح ويهمي بالنـدى ُ‬ ‫ٌ‬
‫فنجني‬‫ِ‬
‫ّ‬ ‫بالمـدا ِم‬
‫ُ‬ ‫وا َّن نـجـاتـي‬ ‫و ِاق ٌع‬ ‫ِ‬
‫الع ْج ِب والك ْب ِر‬ ‫ّ ِ‬
‫فإني ب َبحـ ِر ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫الفالح فال ِ‬
‫تن‬ ‫ُ‬ ‫وفي ُش ْغ ِل من تهوى‬ ‫دماؤهُ‬ ‫فاشرب فهـو ِح ٌّل‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الكأس‬ ‫َد َم‬
‫(‪)3‬‬
‫حيث ينثني‬ ‫غني و ِ‬
‫انثن‬ ‫وراع الـم ِ‬ ‫كامن‬ ‫وك ْن ِيقظاً سـاقي هو الغـ ُّم‬
‫ُ‬ ‫ِ ُ ّْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫الس ِّن م ِ‬
‫نحن‬ ‫ِِ ِ‬ ‫لهـا ق ُّد‬ ‫لس ِ‬
‫شيخ طاعن ّ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ـرور ربـاب ٌة‬ ‫لقـد نصحتني با ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـاء ِ‬ ‫بحق السكارى األغني ِ‬
‫هو الغني‬ ‫غني َ‬ ‫الم ّ‬
‫تسم َع من صوت ُ‬ ‫ل َ‬ ‫اسق ساقيا‬ ‫ِّ ّ‬
‫‪5‬‬
‫ْ‬
‫ـــــــ‬
‫الصبوح‪،‬‬ ‫الندى ِ‬
‫تقطر ِمن غي ِم بهمن‪ِ ،‬‬
‫أعَّد مجلِ َس َّ‬ ‫ات َّ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫ََ‬ ‫ُ ْ‬ ‫باح‪ ،‬وقطر ُ‬
‫الص ُ‬
‫هو َّ‬
‫َ‬
‫الصبوح‬
‫رسية‪ ،‬و َّ‬
‫السنة الفا ّ‬ ‫ِ‬ ‫واعطني جاماً يزُن رطالً(بهمن َّ‬
‫شهور ّ‬ ‫هر الحادي عشر من‬
‫الش ُ‬
‫تضع ْف؛‬
‫ُ‬ ‫تكل وال‬
‫تن‪ :‬ال َّ‬ ‫ِ‬
‫الحبيب‪ ،‬ال ِ‬ ‫غل َم ْن تهوى‪ :‬في ِع ْش ِق‬
‫الصباح)؛ (‪ )2‬وفي ُش ِ‬
‫خمرةُ َّ‬
‫ف؛‬ ‫الل ْح ِن َّالذي ِ‬
‫تعز ُ‬
‫ظ على َّ‬ ‫طرب ِ‬
‫حاف ْ‬ ‫ساقي انتِب ْه َ‬
‫فالغ ُّم لنا بالكمين‪ُ ،‬م ِ ُ‬
‫( ‪)3‬‬

‫ِ‬
‫كقامة‬ ‫ِ‬
‫القامة‬ ‫عيد رباب ٌة منحني ُة‬ ‫عيش ال َّس ِ‬‫اب فقد نصحتني بال ِ‬ ‫َّ‬ ‫( ‪ِ )4‬‬
‫اعطني الشر َ‬
‫حكيم ال ُّ‬
‫يغش؛‬ ‫ناصح‬ ‫يخ‬ ‫يخ المنحني ف َّ‬
‫الش ُ‬ ‫مع نصيح َة َ َّ‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ذلك الش ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫يخ‪ ،‬فاس ْ‬‫الش ِ‬
‫الساقي ِ‬
‫السكارى األغنياء األحرَار إلى أن‬ ‫ِّ‬
‫( ‪)5‬‬
‫تسمع‬
‫َ‬ ‫بحق ّ‬ ‫الخمر‬
‫َ‬ ‫اسقنا‬ ‫أيُّها َّ‬
‫أما‬ ‫بالدنيا فهم أغنياء َّ‬
‫حقاً َّ‬ ‫السكارى ال حاج َة لهم ُّ‬
‫الغني‪ُّ ،‬‬ ‫غني يقول هو‬ ‫غني ُي ّ‬
‫الم ّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫اء حّقاً‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أهل ُّ َّ‬
‫تهم فهم الفقر ُ‬
‫تزداد حاجا ُ‬
‫الدنيا الذين كلما ازدادت أمواُل ُهم ُ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪480‬‬

‫يا من في قتلِنـا ال تُداري‪ ،‬وتحر ُق مـا جمعنـا و َّاد َخرنـا‪ ،‬وال تُحابي؛‬

‫‪471‬‬
‫ٍ‬
‫بسوء فتُ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ك‬
‫نفس َ‬
‫ض َ‬ ‫عر َ‬ ‫تمس ُهم‬
‫الهالهل‪ ،‬فال َّ‬ ‫معهم ُس ُّم‬
‫أهل البالء ُ‬ ‫المعذبو َن ُ‬ ‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫طر ؛‬ ‫للخ َ‬
‫داويه؛‬ ‫ِ‬ ‫وجعـي تستطيع ِشفـاءه ِب َ ِ ِ‬
‫من اإلنصاف أن ال تُ َ‬ ‫فليس َ‬
‫ط َرف عين َك‪َ ،‬‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اطئ البحـ ِر للتََّفـ ُّرج؛‬
‫تمـ ُّر على شـ ِ‬ ‫ِ‬
‫عيني باشتيـاق َك بحـٌر‪ ،‬فلماذا ال ُ‬
‫تفعْله؛‬ ‫أصحاب األغر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُك َّل َج ٍ‬
‫أنت ْلم َ‬ ‫اض و َ‬ ‫ول‬
‫ور نقلوهُ عن ُخْلق َك الكريمِ‪ ،‬ق ُ‬
‫ِ‬
‫الخمر‬ ‫غير‬ ‫ِ‬
‫سألت هللاَ َ‬ ‫َ‬ ‫احدة ما‬
‫مرًة و ً‬ ‫شاهدي َّ‬ ‫لك‬
‫اهد‪ ،‬لو تجّلى َ‬ ‫أي ز ُ‬ ‫ْ‬
‫والمعشوق ؛‬
‫( ‪)2‬‬

‫تستطيع أن‬ ‫فإن َك لـن‬‫اب‪َّ ،‬‬ ‫الشبي ِه بالمحر ِ‬


‫ـاجِب ِه َّ‬
‫ظ اجعل سج َدتَ َك قبـال َة ح ِ‬ ‫حـاف ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫صـ ٍ‬
‫دق ّإال هنـاك‪.‬‬ ‫تدعـو هللا ِب ِ‬
‫َ َ‬
‫ـــــــ‬
‫شخص َقَتَل ْت ُه‬ ‫مسها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)1‬الهالهل نبت ٌة ِّ‬
‫الشاهد‪َّ :‬‬
‫النجم(المعشوق)‪.‬‬ ‫ذات ُس ٍّم قاتل‪ ،‬إذا ّ‬
‫برَّي ٌة ُس ّمَّي ٌة ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬

‫غزل‪481‬‬

‫نت تطُل ُب ِرْزقاً‬ ‫ِ‬


‫الس ِّر َّالذي ُي ِّ‬ ‫ِ‬
‫الغ ّم‪ :‬ستشقى كثي اًر إذا ُك َ‬ ‫من َ‬‫حرُر َك َ‬ ‫استَم ْع لهذا ّ‬
‫غير مقسوم؛‬ ‫َ‬
‫جرٍة وامألها‬ ‫ِ‬
‫بامتالك َّ‬ ‫حالياً ِّ‬
‫فك ْر‬ ‫منه ال ِج ارُر‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َن ُع ُ‬ ‫تصير طيناً تُ ْ‬
‫ُ‬ ‫األمر‬ ‫آخ َر‬
‫خم اًر؛‬
‫َّ ٍ‬
‫صُل ُه ْم‬
‫ين أ ْ‬
‫مي َ‬‫من َآد ِّ‬‫يش َك مع قلة ْ‬ ‫بالجَّنة‪ُ ،‬‬
‫ليك ْن َع ُ‬ ‫له ْم َه َو ٌس َ‬ ‫ين ُ‬
‫مي َ‬
‫من َآد ّ‬
‫نت ْ‬‫إذا ُك َ‬
‫مالئكي؛‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫بتهيئة أسبابِ‬ ‫ظماء ال يكو ُن ُجزافاً‪ ،‬وال يكو ُن ّإال‬ ‫ِ‬ ‫الع َ‬ ‫ِ‬
‫لوس في مجل ِ‬
‫س ُ‬ ‫الج ُ‬ ‫ُ‬
‫ظ َمة؛‬ ‫الع َ‬
‫َ‬

‫‪472‬‬
‫ِ‬
‫مكسور‬ ‫هاد‬
‫ظ َرًة إلى فر َ‬ ‫ظ ْر َت َن ْ‬ ‫ٍ‬
‫جميل‪ ،‬إذا َن َ‬ ‫األج ُر يا ملِ َك ُك ِّل ذي ثَ ْغ ٍر‬
‫لك ْ‬ ‫َ‬
‫القلب؛‬
‫بيضاء من‬ ‫عيد َوَرَق َة لو ِح َقلِب َك‬ ‫الف ِ‬
‫يقب ُل َوَر َق َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أن تُ َ‬ ‫يض‪ ،‬هيهات‪ّ ،‬إال ْ‬ ‫خاط ُر َك متى َ‬
‫ِ‬
‫نقوشها الم ِ‬
‫شو َشة؛‬
‫ُ ّ‬
‫عطاء ِم َن هللا؛‬ ‫ً‬ ‫عيش ستجني‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عاد َة‬ ‫ِ‬
‫َع َمُل َك إذا أفَل َح يا حافظ‪ ،‬كم َس َ‬
‫وسوسناً‬
‫َ‬ ‫الدين‪ ،‬واملئي العاَل َم َب َنْف َسجاً‬ ‫السِّيد جالل ّ‬ ‫أي صبا كوني في ِخ ْد َم ِة َّ‬
‫ُح ّاًر‪.‬‬

‫غزل‪482‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫تقوم‬
‫الج ْم ِع وال ُ‬ ‫أسباب َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫أنت تمل ُ‬ ‫تم ُّر ِبحمى الع ْشق‪ ،‬ف َ‬ ‫يا َقْل ُب ما ُد ْم َت ال ُ‬
‫الع َمل؛‬ ‫ِ‬
‫ب َ‬
‫الظَف ِر في َيِد َك وال‬ ‫وباز َّ‬ ‫المراد‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ْك ِم في كّف َك وال تَضر ُب به ُك َرَة ُ‬ ‫جان ُ‬‫صوَل ُ‬
‫طلُِق ُه َّ‬
‫للصيد؛‬ ‫تُ ْ‬
‫ط ِر حبيِبك؛‬ ‫وع ْ‬‫يق َلو ِن ِ‬ ‫ص ِرُف ُه في طر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وهذا َّ‬
‫الد ُم يمو ُج موجاً في َكبد َك‪ ،‬وال تَ ْ‬
‫بالمرور في‬ ‫ِ‬ ‫فع ُل ِف ْع َل َّ‬
‫الصبا‬ ‫ألن َك ال تَ َ‬‫عط َرًة بال ِم ْس ِك‪َّ ،‬‬
‫أنفاس طب ِعك ليس ْت م َّ‬
‫ُ ْ َ َ ُ‬
‫ديار الحبيب؛‬ ‫ِ‬
‫تتحم ُل ِم ْن‬ ‫َّ‬ ‫أنت ال‬ ‫الروض‪ ،‬و َ‬ ‫من هذا َّ‬ ‫بالوْرِد ْ‬ ‫أن ال تمألَ ُ‬
‫الك َّم َ‬ ‫عليك ْ‬ ‫َ‬ ‫أخاف‬
‫ُ‬
‫اك؛‬‫أشجارِه األشو َ‬
‫ِ‬
‫داء لِ ُ‬
‫ط َّرِة‬ ‫ِ‬
‫جعُلها ف ً‬ ‫أنت ال تَ َ‬ ‫در َجة‪ ،‬و َ‬ ‫قارورِة ِع ْ‬
‫ط ٍر ُم َ‬ ‫َ‬
‫و ِع ْندك في ُك ِم ِ‬
‫روح َك مئ ُة‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬
‫الحبيب؛‬
‫الخمار؛‬‫فك ُر في أَل ِم َّ‬ ‫اب‪ ،‬وال تُ ِّ‬ ‫الخمر على التُّر ِ‬ ‫َّ‬
‫يق َ ْ َ‬ ‫أنت تُر ُ‬‫اب‪ ،‬و َ‬‫لطيف جذ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الكأس‬
‫ُ‬
‫تقوم ِبها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أنت ال ُ‬ ‫يقومو َن بها‪،‬و َ‬ ‫الجميع ُ‬
‫ُ‬ ‫الوْقت‬
‫اذه ْب فخ ْد َم ُة َمليك َ‬‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬

‫‪473‬‬
‫غزل‪483‬‬

‫ين؛‬‫عمى لَِقر ٍ‬ ‫الم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الس َح ِر َ‬
‫يقول هذا ُ‬ ‫األرض ُ‬ ‫ك في‬ ‫كان سال ٌ‬ ‫وْق َت َّ‬
‫صافيِاً ِع َند األربعين؛‬ ‫جاج يصير ِ‬
‫ُ‬ ‫الز ِ‬‫اب في ُّ‬ ‫ُّ َّ‬
‫صوفي‪ ،‬الشر ُ‬ ‫‪:‬أي‬
‫ص َن ٍم؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫مرًة‪َّ ،‬‬ ‫هذ ِه ِ‬‫هللا يرُفض ِ‬
‫ألن فيها‪ ،‬في ُك ّمها‪ ،‬مئ َة َ‬ ‫الخ ْرَق َة مئ َة َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫لطيف؛‬ ‫يز‬‫فقر َك على عز ٍ‬ ‫ِ‬
‫سم بال َرْس ٍم‪ ،‬ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫غم َّ‬
‫ض َ‬ ‫عر ْ‬ ‫اليوم ا ٌ‬
‫روء َة َ‬ ‫الم َ‬‫أن ُ‬ ‫رَ‬
‫الب َيد ِر‪ ،‬إذا ما َرِح ْم َت جاني المحصول؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ثو ُاب َك حاص ٌل أي صاح َب َ‬
‫خص‪ ،‬ال َم ْن ُيداوي قلباً وال َم ْن يأَل ُم لِدين؛‬ ‫يش ِع ْن َد َش ٍ‬ ‫الع ِ‬ ‫ط َ‬ ‫ال أرى نشا َ‬
‫سين في‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نوُر َم ْجل َس الجال َ‬ ‫يب ُي ِ‬
‫ّ‬
‫الغ ِ‬‫اج ِم َن َ‬ ‫يجيء سر ٌ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫لوب أظَل َم ْت عسى‬ ‫الُق ُ‬
‫الخ َلوِة؛‬
‫َ‬
‫ش الخاتَم؛‬ ‫ٍ‬
‫خاصيَّة تكو ُن لَِنْق ِ‬ ‫ِ‬
‫إصب ِع ُسليمان‪َّ ،‬أي ُة ّ‬ ‫وجود َ‬ ‫ُ‬ ‫لوال‬
‫ض َّر لو كانوا َرثَوا لِلمغموم؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫غم َّ‬
‫رس ٌم ع ْن َد الحسان‪ ،‬ما َ‬ ‫قساوَة الط ْب ِع ْ‬ ‫أن َ‬ ‫رَ‬
‫مآل َنْفسي؛‬ ‫ال ع ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫سأل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قارئاً لألحو َ‬ ‫الحان أل َ‬ ‫يق‬
‫طر َ‬‫أوض ْح لي َ‬
‫وليس لِعالِ ٍم ِعْل ُم اليقي ِن‪.‬‬
‫الخْل َوة‪َ ،‬‬
‫س َ ِ‬ ‫ضور َد ْر ِ‬‫ظ ُح ُ‬
‫ليس لِ ِ‬
‫حاف َ‬ ‫َ‬

‫غزل‪484‬‬

‫باد ِة‬ ‫ِ ِ‬
‫هي م ْن ع َ‬ ‫فك ُّل ِف ْت َن ٍة تراها‬
‫تفع َل ُ‬
‫س‪ّ ،‬إال َ‬
‫ِ‬
‫الماء في َهو ٍ‬
‫َ‬ ‫ضَّف ِة‬ ‫اجلِس على ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫فس؛‬‫الن ِ‬
‫َّ‬
‫ِبح ِق هللاِ َّالذي أنت عبده المختار‪ ،‬ال تختَر أحداً بديالً عن ِ‬
‫خاد ِم َك القديم؛‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ُْ ُ ُ ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫بالس ِ‬
‫الدين؛‬‫وف الَقْل ِب‪ ،‬ما َل ْم ي ُك ْن َفْقُد ّ‬ ‫ض َير‪َ ،‬س ْه ٌل َخ ُ‬
‫المة ال َ‬
‫األمان َة َّ َ‬
‫َ‬ ‫إذا َح َمْل ُت‬

‫‪474‬‬
‫الم ِ‬
‫بين ِ‬
‫ئق من ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫أه ِل الجم ِ‬ ‫ِ‬
‫ئات‬ ‫الال َ‬
‫نت ّ‬
‫أحس ْن َت إ ْذ ُك َ‬
‫حيياً‪َ ،‬‬
‫مؤدباً ّ‬ ‫ال َج َعَل َ‬ ‫ََ‬ ‫ك ْسرى ْ‬
‫آخرين؛‬ ‫ِ‬
‫ين َ‬ ‫م ْن كثير َ‬
‫أنت ترى في ذلِ َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫عجباً ِمن ُل ْ ِ‬
‫بين األشواك‪ ،‬ظاه اًر َ‬ ‫الوْرُد الذي تجل ُس َ‬
‫طف َك أيُّها َ‬ ‫ََ ْ‬
‫الوْقت؛‬‫مصَل َح َة َ‬
‫غير‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫الص َبر على َج ْوِر َّ‬
‫قين ُ‬ ‫أفعل؟‪ ،‬ال حيَل َة للعاش َ‬
‫أفع ْل‪ ،‬ما َ‬ ‫إن َل ْم َ‬
‫قيب ْ‬ ‫َّ‬
‫سك َنة؛‬
‫الم َ‬
‫َ‬
‫أنض ُر ِم َن‬
‫الوْرِد و َ‬
‫ِ‬
‫أجم ُل م َن َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫الص ْب ِح ِبهو َ‬
‫البستان‪ ،‬ألن َك َ‬ ‫اك ارتََف َع ْت م َن ُ‬ ‫يح ُّ‬ ‫رُ‬
‫النسرين؛‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫عن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ظر إلى َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلِ ْس في َمن َ‬
‫يمين‬ ‫عوَذة َدمعي راقصاً ْ‬ ‫َ‬ ‫ظ ِر َعيني َنَفساً واحداً‪ ،‬وان ُ ْ‬
‫َوِشمال؛‬
‫ظ ِ‬ ‫المخلِص‪ ،‬يا َم ْن تن ُ‬ ‫ض من ِ‬
‫ماء‬ ‫ِ‬
‫منظور ُع َ‬ ‫ظ ُر في‬ ‫الحديث بال َغ َر ٍ َ َ‬
‫الع ْبد ُ‬ ‫َ‬ ‫اسم ِع‬
‫َ‬
‫الحقيقة؛‬
‫يجلس مع س ِ‬
‫فهاء‬ ‫طه اًر‪ ،‬خير من أن ِ‬ ‫أن يجعل لطيف مثُلك قلبه ِ‬
‫طاه اًر ُم َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َُ‬ ‫ٌ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫الناس؛‬ ‫َّ‬
‫ظ وقلبه‪ ،‬بَلغ َّ‬ ‫ِ‬ ‫سيل هذا َّ‬
‫الطاَق َة يا ُمقَل َة َعيني‬ ‫ص ْب َر حاف َ َ َ َ‬ ‫مع الجاري َ‬
‫أخ َذ َ‬ ‫الد ِ‬ ‫ُ‬
‫ظ ُر؛‬ ‫َّ‬
‫الن َ‬
‫ِ‬
‫السِّيد جالل ّ‬
‫الدين‪.‬‬ ‫الئق ِل ِخ ْد َم ِة َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الجمال والعناد‪ٌ ،‬‬ ‫يا َشمع چگل َ ِ‬
‫أنت‪ ،‬بهذا َ‬ ‫َْ‬

‫غزل‪485‬‬

‫‪475‬‬
‫لك ما تَْف َع ُل‪ ،‬إذا‬ ‫أقول َ‬ ‫الج ْد َول‪ ،‬أنا ال ُ‬
‫ِ َّ‬
‫بيع‪ ،‬وضف ُة َ‬ ‫الر ُ‬
‫حاب‪ ،‬و َّ‬ ‫الس ِ‬ ‫ساقيا‪ ،‬هذا ِظ ُّل َّ‬
‫القلوب‪ُ ،‬ق ْل أنت؛‬ ‫ِ‬ ‫نت ِم ْن ِ‬
‫أهل‬ ‫ُك َ‬
‫الدِن َس‬ ‫وفي َّ‬‫غسل ثوب الص ِ‬ ‫ش‪ُ ،‬قم وا ِ‬ ‫اإلخالص ال تفو ُح ِم ْن هذا النَّْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ائح ُة‬
‫ر َ‬
‫ْ َ َ ُّ ّ‬ ‫ْ‬
‫الص ِاف َية؛‬
‫بالخ ْم َرِة َّ‬
‫َ‬
‫جرب‪ ،‬ال تبح ْث عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ثبات الَق َد ِم‬ ‫َ َْ‬ ‫أي ُم ِّ ُ‬ ‫ئ على َك َرِمها‪ْ ،‬‬ ‫الدنيا سافَل ُة الط ْب ِع‪ ،‬ال تتَّك ْ‬ ‫ُّ‬
‫السَفَلة؛‬
‫من َّ‬ ‫َ‬
‫تبح ْث‬ ‫ِ‬ ‫َن َ ِ‬
‫عادة‪ ،‬وال َ‬ ‫باب ال َّس َ‬‫ادخ ْل َ‬ ‫اسمع ُهما و ُخ ْذ مئ َة كنز‪ُ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ص ُحك‪،‬‬ ‫صيحتَين أن َ‬
‫عن العيب في َّ‬
‫الطر ِ‬
‫يق؛‬ ‫ِ َ‬
‫يق‬
‫ير‪ ،‬واسُل ْك طر َ‬ ‫الخ ِ‬
‫ع َش َج َرَة َ‬ ‫ازر ْ‬‫بيع ُم َجَّدداً‪َ ،‬‬‫الر َ‬
‫صْل َت َّ‬ ‫َّ‬
‫ُشك اًر على أن َك َو َ‬
‫التَّحقيق(‪)1‬؛‬
‫ين‬‫النسر َ‬
‫ِ‬
‫رد و ّ‬
‫الو َ‬
‫فإن َ‬
‫الحبيب‪ ،‬اجعل ِ‬
‫المرَآة قاِبَل ًة‪ ،‬وا َّال َّ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫رؤي َة َو ْج ِه‬
‫نت تطُل ُب َ‬ ‫إذا ُك َ‬
‫ِ‬
‫صاص(‪)2‬؛‬ ‫الر‬ ‫ِ‬
‫الحديد و َّ‬ ‫من‬
‫لن يطَلعا أبداً َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وفيق يضوعُ‬ ‫ورد التَّ ِ‬
‫قص اًر‪ ،‬ف ُ‬ ‫تك ْن ُم ّ‬ ‫سيُد‪ ،‬ال ُ‬ ‫يقول‪ :‬أي ِّ‬ ‫ص ُرْخ ُ‬ ‫للبْلُبل َي ْ‬ ‫افتَ ِح األُ ُذ َن ُ‬
‫ِع ْ‬
‫ط ُره؛‬
‫اكه‪.‬‬‫ف إدر َ‬ ‫ياء‪ ،‬طوبى لِ َنَف ِس َك ما أل َ‬ ‫حاف ِظنا تجيء ريح ر ٍ‬ ‫قال ِمن ِ‬
‫طَ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ـــــ‬
‫ينبتا‬ ‫(‪)1‬واسُلك طريق الب ِ‬
‫حث ِ‬
‫عن الحقيقة؛ لن يطلعا‪ :‬لن ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬

‫غزل ‪486‬‬

‫‪476‬‬
‫ان َخ َير َمقـا ِم‬ ‫ُيـ َغّني ِمـ َن األلحـ ِ‬ ‫ِ‬
‫باألمس ُب ُلب ٌل‬ ‫رو عـاد‬ ‫على ُغصن س ٍ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ِبأسـرِار تـوحيـد ِبُنطـ ِق كـال ِم‬ ‫َّ‬
‫الوْرِد نـ ٌار تكل َم ْت‬ ‫َب َد ْت في َ‬ ‫ول‬
‫َيقـ ُ‬
‫ضـ ٍل ِب ُش ْر ِب ُمدا ِم‬ ‫األيك تُ ِ‬ ‫ِ‬
‫وتُغـر ْي أخـا َف ْ‬ ‫حس ُن َس ْج َعها‬ ‫ور‬‫طُي ُ‬
‫احت ُ‬ ‫ور ْ‬
‫ك للـ ُّدنيـا أسيـ َر غ ار ِم‬ ‫فـال تَـ ُ‬ ‫جام ِه‬
‫ِ‬ ‫ص ِة‬
‫غي َر ِق َّ‬
‫ْ‬ ‫وجمشيـُد خّلـى‬ ‫َ‬
‫عيسى فـي أتَـ ِّم تَمـا ِم‬ ‫اس ْ‬ ‫ِبأَنفـ ِ‬ ‫ظي وقـ ِاتلي‬ ‫ويا عجباً ِم ّـني لِـح َّ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫َغفـا ِب َسـال ِم‬ ‫حصـيـرة َش َّح ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاذ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ب َغ ْيـ ِر َسال ٍم تَ ْخـ ُت كسرى َ‬
‫فحَّبـذا‬

‫السروِة العالية وبدأ يق أُر‬ ‫غصن تلك َّ‬ ‫ِ‬ ‫البلبل إلى‬
‫ُ‬ ‫أقرب للمعنى‪ :‬عاد‬ ‫ترجم ٌة نثرَّي ٌة ُ‬
‫المعنوي؛‬ ‫ِ‬
‫المقامات‬ ‫درس‬ ‫بلحن ِ‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫سي َ‬ ‫فار ٍ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سم َع س َّر التَّوحيد َ‬
‫من‬ ‫نار موسى‪ ،‬لتَ َ‬ ‫الوْرُد َ‬
‫أظه َر َ‬ ‫تعال فقد َ‬ ‫َ‬ ‫وقال ما معناهُ‪:‬‬ ‫َ‬
‫( ‪)1‬‬
‫الش َجرة ؛‬ ‫َّ‬
‫َّ ِ‬
‫السِّيُد َ‬
‫الخ ْم َر‬ ‫ليشر َب َّ‬
‫وتنطق باللطائف‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫تنظم القوافي‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اح ْت‬‫وض ر َ‬ ‫الر ِ‬ ‫وطيور َّ‬‫ُ‬
‫البهلوي؛‬ ‫ِ‬
‫على لطيف ش ْع ِر الغزليَّات‪ ،‬بالّل ْح ِن‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫أن تربِ ْ‬
‫ط‬ ‫جامه‪ ،‬ف ِ‬ ‫كاية ِ‬‫الدنيا غير ِح ِ‬ ‫يملك في ُّ‬ ‫َّ‬
‫حذار ْ‬ ‫َ‬ ‫كل ما كان ُ‬ ‫إن جمشيد تَ َر َك َّ‬
‫الدنيويَّة؛‬ ‫ِ‬
‫األسباب ُّ‬ ‫قلب َك ب‬ ‫َ‬
‫له‬ ‫َّ‬ ‫الب ْخ ِت المنكوس‪ ،‬فأنا قتلني‬ ‫العجيب َة ِ‬ ‫هذ ِه ِ‬ ‫واسمع ِ‬
‫الحبيب الذي ُ‬ ‫ُ‬ ‫عن َ‬ ‫َ‬ ‫ص َة‬ ‫الق َّ‬ ‫َْ‬
‫( ‪)2‬‬
‫أنفاس المسيح ؛‬ ‫ُ‬
‫للسر ِ‬
‫ير‬ ‫ليس ْت َّ‬ ‫األم ِن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سعادةٌ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الحصيرة واالستجداء ونو ِم‬ ‫َ‬ ‫يا ط ْي َب وْقت‬
‫الكسروي(‪)3‬؛‬
‫ّ‬
‫ك‬
‫صيب َك‪ ،‬ف َس ُير َ‬
‫مار ُي ُ‬
‫الخ ُ‬‫كان ُ‬‫الخْل ِق خراباً‪ ،‬ال َ‬ ‫سك َن َ‬ ‫غمزٍة َج َعَل ْت َم َ‬ ‫عين َك ِم ْن َ‬ ‫ُ‬
‫أنت سكران؛‬ ‫جميل و َ‬ ‫ٌ‬

‫‪477‬‬
‫غير زرِعك َل ْن‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫نور عيني َ‬ ‫الع ُم ِر ل َوَلد‪ :‬يا َ‬
‫دهقان في أرَذل ُ‬ ‫ٌ‬ ‫قال‬
‫أجم َل ما َ‬ ‫ما َ‬
‫ِ‬
‫تحص َد(‪)4‬؛‬
‫عمام ِة المولوي(‪.)5‬‬
‫َ‬ ‫ط َّرَة‬
‫ش ُ‬ ‫شو َ‬
‫ظ َِ‪ ،‬فَق ْد َّ‬
‫حاف ُ‬ ‫ِ‬
‫عطاء ِ‬ ‫الساقي زَاد في‬
‫كأن ّ‬ ‫َّ‬
‫ــــــــــــ‬
‫وسمعت منها‬
‫ُ‬ ‫الشجرِة كامن ٌة في الورد وقد ظهرت لي‬ ‫النار اّلتي ظهرت لموسى(ع) من َّ‬
‫إن َّ َ‬‫(‪َّ )1‬‬
‫أذن‬
‫تسمع ُه ُ‬
‫ُ‬ ‫إن للورِد منطقاً مستو اًر‬ ‫رب العالمين)‪َّ ،‬‬ ‫بسر التَّوحيد (يا موسى ّإني أنا هللا ُّ‬‫النداء ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بأنفاس عيسى(ع)؛ (‪)3‬يا ِط ْي َب‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬
‫بيهة‬ ‫ِ‬
‫بأنفاسه َّ‬ ‫‪:‬يحيي الموتى‬ ‫أنفاس المسيح ُ‬ ‫له‬
‫القلب؛ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬
‫األمان َّ‬
‫للنائ ِم عليه؛‬ ‫يمنح‬ ‫دام سر ُير كسرى ال‬ ‫ٍ‬ ‫شح ٍاذ ينام في ٍ‬ ‫وْق ِت َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حصيرة‪ ،‬ما َ‬ ‫َ‬ ‫أمن على‬ ‫ُ‬
‫نفس ُه‪ ،‬ومعنى البيت‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫الدهقان‪:‬المزِارع الكبير؛ (‪ )5‬المولوي هو ِ‬ ‫(‪َّ )4‬‬
‫َّاني‪ ،‬ويعني به َ‬ ‫العال ُم الَّرب ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫شو َش ُة على ر ِأسه‪.‬‬ ‫عمامت ِه المولوي ِ‬
‫َّة ُم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الساقي سقى ِ‬ ‫َّ‬
‫طَّرةُ‬
‫اآلخرين‪ ،‬ف ُ‬‫ظ أكثَ َر م َن َ‬
‫حاف َ‬ ‫كأن َّ‬

‫غزل‪487‬‬

‫تكن سـالِكاً فمتـى تصيـر دليـالً مـ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫رشداً؛‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أي غـافـ ُل‪ ،‬اسـ َع أن تكـو َن عـ ِارفاً‪ ،‬إذا َلـ ْم ُ ْ‬
‫الع ْشـ ِق‪ ،‬هـا‪ ..‬أً ْي َوَلـُد‪ِ ،‬ا ْسـ َع أن تصيـ َر يـوماً أباً؛‬
‫فـي م ْكـتَ ِب الحقـائـ ِق أمـام أديـ ِب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الطريق‪ ،‬لِتحـصل علـى إكسيـ ِر ِ‬
‫الع ْشـ ِق‬ ‫ال َّ‬ ‫ود ِم ْثل ِرجـ ِ‬ ‫س الوجـ ِ‬ ‫اليـ َد ِمـ ْن مـ ِّ‬ ‫ِْ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اغس ْل َ‬
‫وتصيـ َر َذ َهـباً؛‬
‫ص ُـل إلـى َنْف ِـس َك حي َـن تصي ُـر بال نـو ٍم‬ ‫النـوم واأل ْكـل أبعـداك عـن مـرتَبـ ِة نْفـ ِسك‪ ،‬تَ ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ َ َ َْ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫وال أ ْك ٍـل؛‬
‫ض َل ِمـن َشمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وروحـك نـور ِ‬ ‫ِ‬ ‫إذا وَقـ َع فـي قلـ ِب َك‬
‫س‬ ‫ْ‬ ‫ـق‪ ،‬باهلل َّإنـ َك تصيـ ُر أفـ َ‬ ‫الع ْش ِ‬ ‫َ ُ‬
‫الفَلـك؛‬ ‫َ‬
‫أن تَُبّلِ َل‬ ‫السب ِ‬ ‫ِ‬ ‫بحـ ِر هللا‪ ،‬وال ت ُ‬
‫ظـ َّن َّ‬ ‫كن لَِلحـ َ ٍ‬
‫تستطيع ْ‬
‫ُ‬ ‫عة‬ ‫البحار َّ‬ ‫اه‬
‫أن ميـ َ‬ ‫ظة غريـ َق ْ‬ ‫ُْ ْ‬
‫َش ْع َرًة ِم ْن َك؛‬

‫‪478‬‬
‫ِ‬
‫الجالل بال‬ ‫يق ذي‬ ‫تصير في طر ِ‬ ‫حين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ور هللا م ْن رأسـ َك إلى َقـ َدم َك‪َ ،‬‬ ‫يصيـ ُر نـ ُ‬
‫أس وال َقـ َدم(‪)1‬؛‬ ‫ر ٍ‬
‫ظ ٍر؛‬ ‫ك بعدهـا ِب َّأنـك صـ ِ‬
‫اح ُب َن َ‬ ‫َ‬ ‫ظـ ِرك‪ ،‬ال يبقى َش ٌّ َ‬ ‫إذا صـ َار َو ْجـ ُه هللاِ في َمنـ َ‬
‫ظ ِر َن َ‬
‫ك جبـل قلـِبك ويصيـر عـ ِ‬
‫اليه سـ ِافَله؛‬ ‫ِ‬ ‫ان وجـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الي ُه سـافَله‪ ،‬ينـ َد ُّ َ َ ُ‬
‫ود َك عـ َ‬ ‫حيـ َن تَ ْج َع ُل ُبنيـ َ‬
‫أهـ ِل‬ ‫ِ‬ ‫ال يـا ِ‬ ‫الوصـ ِ‬ ‫كان في ر ِأس َك هـوى ِ‬
‫تصير تُراباً فـي َعتََبة ْ‬ ‫َ‬ ‫عليك أن‬
‫َ‬ ‫حافظ‪،‬‬ ‫إذا َ‬
‫ضـل‪.‬‬
‫الف ْ‬
‫َ‬
‫ــــــــ‬
‫ول وال ُقوٍة من ِ‬
‫نفسك‪.‬‬ ‫لك‪ ،‬تُر ُيد ما ير ُيد هللا‪ ،‬وبال قدم‪ :‬بال ح ٍ‬
‫ادة َ‬
‫بال رأس‪ :‬ال إر َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫غزل‪488‬‬

‫زو ِارها‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫هاتف الحان ِة َّ ِ‬ ‫في سحري ِ‬


‫بين ّ‬‫فأنت َ‬ ‫العتََبة َ‬ ‫قال لي‪ُ ،‬ع ْد إلى َهذه َ‬ ‫بالس ْعد َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫قديم؛‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مظه ِر العاَل ِم س َّر َ‬
‫العاَل َمين؛‬ ‫ف م ْن ضياء جا ِم َ‬
‫مشيد ُجرَعتَنا‪ِ ،‬‬
‫لتعر َ‬ ‫اشر ْب َك َج َ‬ ‫و َ‬
‫تيجان‬ ‫ذين يستلِبو َن ويهبو َن‬ ‫َّ‬ ‫السكارى األحرار‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحانة ِ‬ ‫على ِ‬
‫َ‬ ‫أولئك ال َ‬‫َ‬ ‫تجُد َّ‬ ‫باب‬
‫الملوك؛‬ ‫ِ‬
‫ملوك ُ‬
‫السيَّارِة؛‬
‫السب ِع َّ‬‫النجو ِم َّ‬‫خش ٍن‪ ،‬وأقدامه ْم على مفر ِق ُّ‬ ‫مستلقين‪ ،‬رؤوسهم على مسنٍد ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صاح ِب الجاه؛‬ ‫ِ‬ ‫منص ِب‬ ‫ظ ْر إلى َيِد الُق ِ‬
‫ظ ْر إلى َ‬ ‫درة وان ُ‬
‫َ‬ ‫فان ُ‬
‫دارهُ قصير؛‬ ‫ِ‬ ‫يصل إلى َ ِ‬ ‫طرف سْق ِف ِه ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫الفَلك‪ ،‬فيما ج ُ‬ ‫ُ‬ ‫وباب الحان الذي َ َ ُ َ‬ ‫رأسي ُ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه‬
‫ط ِع ِ‬
‫ش‬ ‫فاخ َ‬
‫هناك‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫مات‬
‫من خضر‪ ،‬الظُل ُ‬ ‫من دو ِن ُمراف ٍق ْ‬ ‫المرحَلة ْ‬
‫َ‬ ‫ال تُق ْم ِبَق ْ‬
‫ط َر َّ‬
‫الضياع؛‬ ‫َخ َ‬
‫الفَل ِك إلى َس َم ِك‬ ‫يصير ِم ْن َق َم ِر َ‬
‫ُ‬
‫أقل م ِ‬
‫لك َك‬ ‫الفْقر يا َقلب‪ُ ُّ ،‬‬
‫ط َن َة َ ِ‬ ‫وك َسل َ‬
‫ط َ‬ ‫إذا أع َ‬
‫البحر؛‬
‫َ‬

‫‪479‬‬
‫سن َد الوزَارِة ومجلِ َس تورانشاه(‪)1‬؛‬ ‫حس ُن أن تَ َتنَّف َس َ‬‫أنت ال تُ ِ‬
‫تتر ْك َم َ‬
‫الفْق َر‪ ،‬فال ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط َم ِع َك َّ‬‫اخج ْل ِم ْن َ‬ ‫ِ‬
‫ردوس‪.‬‬ ‫هو َع َمُل َك لتَطُل َب ِبه الف َ‬
‫السا َذج‪ ،‬ما َ‬ ‫ظ َ‬ ‫حاف ُ‬
‫ـــــ‬
‫الشاه ُشجاع‬
‫٭تورانشاه‪ :‬وزير ّ‬

‫غزل‪489‬‬

‫كم ٍة إلهيَّة؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫المَلكيَّة‪ ،‬وفي ف ْكر َك تختفي مئ ُة ح َ‬ ‫تظه ُر األنو ُار َ‬
‫ِ ِ‬
‫يا َم ْن ب َو ْجه َك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عين حياة؛‬‫ين‪ ،‬مئ َة ِ‬ ‫المْل ِك و ّ‬
‫الد ِ‬
‫سوداء‪ ،‬يفتَ ُح م َن ُ‬ ‫َ‬ ‫بار َك هللاُ‪ ،‬بقط ٍرة ُ‬
‫منه‬ ‫َقَل ُم َك‪َ ،‬‬
‫لك َك‪ ،‬والخاتَ ُم خاتَ ُمك‪،‬‬ ‫ك ُم ُ‬ ‫َّ‬ ‫أنوار ِ‬
‫المْل ُ‬
‫تلم ُع للشيطان‪ُ ،‬‬ ‫ظ ِم ال َ‬ ‫االس ِم األع َ‬ ‫ُ‬
‫فأم ْر بما تشاء؛‬ ‫ُ‬
‫الط ُير واألسماك؛‬ ‫وعْل ِم ِه َّ‬
‫ك ِم ْن َعقلِ ِه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يش ُّ‬ ‫أي َش ٍ‬
‫تضح ُ‬
‫َ‬ ‫ليمان‪،‬‬
‫ك في ح ْك َمة ُس َ‬ ‫خص ُ‬ ‫ُّ‬
‫قاف ِ‬ ‫أس أحياناً‪ ،‬فإ َّن‬ ‫َّع َة على ال َّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫غم َّ‬
‫شارةَ‬
‫ف َ‬ ‫تعر ُ‬ ‫طيور ْ‬ ‫َ‬ ‫الباز يعتَم ُر الُقب َ‬ ‫أن َ‬ ‫رَ‬
‫الملِك(‪)1‬؛‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحدهُ بال منَّة الجيش؛‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الماء‪ ،‬يفتَ ُح العاَل َم َ‬ ‫َ‬ ‫من فيضها‬ ‫ماء ْ‬ ‫الس ُ‬ ‫ط ْت ُه َّ‬‫يف الذي أع َ‬ ‫الس ُ‬
‫َّ‬
‫طيل الحياةَ أو َم ْك ٍر‬‫رز ُي ُ‬ ‫ين واألغيار‪ِ ،‬م ْن ِح ٍ‬ ‫حب َ‬‫الم ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تاب َة في شأن ُ‬ ‫َقَل ُم َك ُيحس ُن الك َ‬
‫الع ْمر؛‬ ‫ِ‬
‫ص ُ‬ ‫ُينق ُ‬
‫وص َم ِة‬ ‫ِ‬
‫أم ٍن م ْن ْ‬
‫ِ ِ َّ‬
‫من كيمياء العزة‪ ،‬ويا َم ْن دوَلتُ َك في ْ‬ ‫نص ُر َك مخلو ٌق ْ‬ ‫يا َم ْن ُع ُ‬
‫الهالك؛‬
‫الخ َر َق ِم ْن ُع ْج ِب الخانقاه(‪)2‬؛‬‫غسل ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الماء ِم ْن َن ِ‬ ‫ِ‬
‫بع الخرابات‪ ،‬ل َن َ‬ ‫ساقي هات َ‬
‫قاب ٍة‬ ‫خال من الخمر‪ ،‬من دعوى من ِ‬
‫الع ْبد‪ ،‬ور َ‬
‫ً َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫سادتي‪ ،‬صار لي عمر وجامي ٍ‬
‫ُ ٌُ‬ ‫َ‬ ‫يا َ‬
‫المحتَ ِسب؛‬ ‫من ُ‬ ‫َ‬
‫أحم َر؛‬ ‫سيفك على الحج ِر والمعدن‪ِ ،‬‬
‫داك ُن اللو ِن‬ ‫إذا وَقع بريق ِ‬
‫يصير ياقوتاً َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬

‫‪480‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫ُّ‬
‫أرسلوا الدع َ‬ ‫دين يدعو َن في الّليل‪ ،‬إذا َ‬ ‫ف على َع ْج ِز القاع َ‬ ‫أعَل ُم َّ‬
‫أن َقْل َب َك يعط ُ‬
‫سان ِ‬ ‫ِِ‬
‫الصباح؛‬
‫يح ّ‬‫مع ر ِ‬‫الع ْبد‪َ ،‬‬‫بل ِ َ‬
‫كيف لي أن َّأدعي ِب ّأني‬ ‫صيان ِآلدم الص ِ‬
‫الع ِ‬ ‫فيه برق ِ‬ ‫في المح ِل َّالذي َلمع ِ‬
‫ْ‬ ‫في‪َ ،‬‬ ‫َ َ َّ ّ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ََّ‬
‫بال َذ ٍ‬
‫نب؛‬
‫ِ‬
‫الع ْذر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الب ْخ َت وارج ْع إليه طالباً ُ‬
‫تشك َ‬ ‫الملِ َك ُ‬
‫يذك ُر َك أحياناً‪ ،‬ال ُ‬ ‫ظ‪ ،‬بما َّ‬
‫أن َ‬ ‫حاف ُ‬
‫ـــــ‬
‫ِ‬
‫طقوس ِهم‬ ‫ومحل‬ ‫الدراويش‬ ‫أس‪َّ :‬يدعي َّأنه ملِ (‪ِ )2‬‬
‫الر ِ‬ ‫(‪ِ )1‬‬
‫ّ‬ ‫ك؛ الخانقاه مجمع ّ‬
‫ُ َ ٌ‬ ‫َّع َة على َّ‬
‫يعتَم ُر الُقب َ‬

‫غزل‪490‬‬

‫للخ ْم ِر ِم ْن‬
‫ون ٌة َ‬
‫ِ‬
‫المغان َم ْن هو والِ ٌه مثلي‪ِ ،‬خرَق ٌة َمره َ‬ ‫ِ‬ ‫ناك في ُك ِّل َد ِ‬
‫ير‬ ‫ليس ُه َ‬ ‫َ‬
‫جانب؛‬‫جان ٍب‪ ،‬ودفتَر ِمن ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ٌ ْ‬
‫ص ْحـ َب َة ُمنيـ ِر َقْلب(‪)1‬؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قلبي َّالذي هو مرآة َّ ِ ِ‬
‫بار‪ ،‬أطُل ُب م َن هللا ُ‬
‫الغ ُ‬
‫الشاه َعَليه ُ‬ ‫ُ‬
‫اض اًر‬ ‫يكن ح ِ‬
‫الخ ْم ِر‪ ،‬إذا ْلم ُ ْ‬ ‫عن ُش ْر ِب َ‬ ‫الخ ْم ِر ْ‬
‫بائع َ‬ ‫وب ِة على َيِد َّ‬
‫الص َن ِم ِ‬ ‫ُق ْم ُت بالتَّ َ‬
‫الحْف ِل؛‬
‫ِن َ‬ ‫و ْج ُه مزّي ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬‫ظ ِر ال يسيرو َن َخْل َ‬ ‫أه ُل َّ‬
‫الن َ‬ ‫أمام َغ ْم َزة َعينك ال تأَل ْم‪ْ ،‬‬ ‫َّ‬
‫إذا تباهى النرج ُس ُجزافاً َ‬
‫أعمى؛‬
‫الشمع على ِل ِ ِ‬ ‫الق َّ ِ‬
‫هذ ِه ِ‬ ‫َشرح ِ‬
‫اش ُة ال طاَق َة لها‬ ‫سانه‪ ،‬وا َّال فالفر َ‬ ‫ُْ‬
‫ورُده َّ‬
‫صة‪ ،‬عسى ُي ِ ُ‬ ‫ُْ‬
‫ِب َبي ِانه؛‬
‫قويم َة العالِ َية؛‬ ‫َّ‬ ‫داو َل ِم ْن َعيني على ثوبي‪ ،‬عسى‬
‫ِِ‬
‫يزرعوا بجوار َي الش َج َرَة ال َ‬
‫أسْل ُت َج ِ‬
‫َ‬
‫غم قلبي؛‬ ‫احمل لي سفين َة الخم ِر فأنا ِمن ك ِل زاويةٍ‬
‫ص َن ْع ُت َب ْح اًر ِم ْن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َعيني َ‬
‫ْ ُّ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ْ‬
‫وع ْن جا ِم َخ ْمري‬ ‫آخ َر‪ ،‬أنـا عاِبُد معشوقي‪ ،‬ال مي َل بي ُ‬
‫عنه َ‬ ‫ال تُق ْل لي حديثاً َ‬
‫ِل َش ْخص؛‬

‫‪481‬‬
‫السح ِر على ص ِ‬
‫وت َّ ِ‬
‫ف‬ ‫حديثي هذا يع ُذب كثي اًر حين يقوُله َّ ِ‬
‫الد ّ‬ ‫َ‬ ‫الراه ُب َوْق َت َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫و َّ‬
‫الناي؛‬
‫ان َب ْعـ َد اليـو ِم َغـٌد‪.‬‬ ‫ـاف َ ِ‬‫إذا كـان اإلسالم هـو هذا َّالـذي ِع ْنـد ح ِ‬
‫ظ‪ ،‬آه إذا كـ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫نوب عن ِمرِآة‬ ‫نير كمرٍآة صافي ٍة‪ ،‬ألرَفع ِبصحبِت ِه ُغبار ُّ‬
‫الذ ِ‬ ‫(‪)1‬أطُلب ِم َن هللاِ ص ْحب َة ذي ٍ‬
‫قلب ُم ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫أنجو ِبها‬ ‫ظهر لي ِبها ِ‬ ‫ِ‬
‫صَف ْت؛ لكي َ‬ ‫الحق إذا َ‬ ‫فالقلب مرآةٌ يتجّلى بها‬ ‫ك‪،‬‬
‫المل ُ‬ ‫صُف َو وي ْ َ َ‬
‫قلبي‪ ،‬لتَ ْ‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪2‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِم َن َ‬
‫الغ َر ِق‬

‫غزل‪491‬‬

‫ذار في المكان؛‬ ‫الع ِ‬‫ط ِ‬ ‫خيال َخ ِّ‬


‫اللي ال َّسيماء‪ ،‬فرسم ُت رسم ِ‬
‫َْ ََْ‬ ‫حاج َب ِه َّ‬ ‫عيني رأت ال ِ‬
‫أن منشـور َغـ َزِل ِع ْشقي سينال َخ ْتم وامضاء ذلِ َك الحـ ِ‬ ‫اك أ ِ‬
‫اجب؛‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َم ٌل ب َّ َ َ‬ ‫ُهنـ َ َ‬
‫وعين ُمزِّي ِن المجلِس؛‬
‫ِ‬ ‫اق ر ِ‬
‫أس‬ ‫رأسي فَق ْد ُت وعيني ِم َن االنتظار احتَ َرَق ْت‪ ،‬باشتي ِ‬
‫الف ْر َجة؛‬ ‫ِ‬
‫يستح ُّق ُ‬ ‫فاألم ُر‬ ‫ظ ْر‪،‬‬
‫تعال ان ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الَقْلب م َكَّدر‪ ،‬سوف أ ِ‬
‫ُشع ُل َّ‬
‫ْ‬ ‫الن َار في الخرقة‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ٌ‬
‫ٍ‬
‫روضـة عـالية؛‬ ‫ِ‬ ‫وم الو ِاق َع ِة اجعلوا تابوتي ِم َن َّ‬
‫السـ ِ ِ‬
‫رو ألّني ذاهـ ٌب إلى َ‬ ‫يـ َ‬
‫ص ال ُيراعي َش ْخصاً وال يلتَِف ُت للتّ ِ‬
‫يجان‬ ‫رويش لِ َش ْخ ٍ‬
‫الد ُ‬ ‫ط ْي ُت ِزمام قلبي وأنا َّ‬ ‫أع َ‬
‫َ‬
‫العروش؛‬‫وُ‬
‫سان ب َسيف ال َغمز‪ ،‬ال تَ ْع َج ْب ِم ْن وقوِع رأسي على الَق َدم؛‬ ‫مقام َي ْضر ُب فيه الح ُ‬ ‫ٍ‬ ‫في‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وء َّ‬
‫الن ْجم؛‬ ‫ضِ‬ ‫أنا الـذي لـي م ْن َو ْجـ ِهه َبـ ْد ُر ليـل‪ ،‬كيـ َ‬
‫ف ألتَفـ ُت إلـى َ‬
‫منه غيـ َر ِرضاه؛‬
‫ف نطـُل ُب ُ‬
‫صالً‪َ ،‬ح ْي ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِرضا‬
‫كان أم َو ْ‬
‫الحبيب ما نطُلب‪ ،‬فراق ًا َ‬
‫ــــــ‬
‫الب ْحر‬ ‫الشو ِق وتنثُرها إذا ما وصَل ْت سفين ُة ِ‬ ‫أسماك البح ِر سوف ِ‬
‫تحمل ُدرر َّ‬
‫ظ إلى َ‬
‫حاف َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬

‫‪482‬‬
‫غزل‪492‬‬

‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ ِ‬
‫العيـن؛‬ ‫العزيـ ِز كبـؤبـ ِؤ َ‬ ‫الم َحـَّبـة الطـّيـب‪ ،‬إلى ذلـ َك َ‬ ‫ِ‬
‫سالم كعبيـر َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫الشمـ ِع فـي َخـْل َوِة الـ َّراه ِب؛‬ ‫ِ‬
‫ان‪ ،‬إلى ذلـ َك َّ‬ ‫الرهبـ ِ‬ ‫ور َقـْل ِب ُّ‬ ‫سالم كنـ ِ‬
‫ٌ‬
‫الساقي؟؛‬ ‫فأين َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال أرى واحداً م َن ِّ‬
‫صة غري ُق دمي‪َ ،‬‬ ‫الغ َّ‬
‫فاق عندي‪ ،‬وقلبي م َن ُ‬
‫المش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْن ِحمى المغـ ِ‬
‫اكل؛‬ ‫حال َل َ‬ ‫اح ّ‬ ‫ان ال تُـد ْر ال َو ْج َه‪ ،‬ف ُهنال َك يبيعـو َن المفتـ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحـ َّد في َع َد ِم الوفاء؛‬ ‫الح ْس ِن‪ ،‬لكَّنها تجـاوزت َ‬ ‫الدنيـا بـال َغ ٌة َحـَّد ُ‬ ‫روس ُّ‬‫َع ُ‬
‫الرياء؛‬ ‫هد ِّ‬‫وفي‪ ،‬أين يبيعونها؟‪ ،‬أصابني األذى ِمن يِد ز ِ‬ ‫بعُد َّ‬ ‫الخمرة َّالتي تُ ِ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫الص َّ َ‬ ‫عنا ُّ‬ ‫ْ َُ‬
‫كأنـهم لم يكونوا ِ‬ ‫الرفـاق كيف نَقضـوا عهـد ُّ ِ‬
‫فونني؛‬ ‫يعر َ‬ ‫الص ْح َبة هـكذا‪ْ ُ َّ ،‬‬ ‫ََْ‬ ‫ِّ ُ َ َ‬
‫ُعـّلِ ُمـ َك‬ ‫ِ‬ ‫ـت ُمطي َعتي‪َ ،‬ك ْم ِم ْن َملِ ٍك‬ ‫امع َة‪ ،‬لو ُكن ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يصير َش َّحـاذاً عندي؛ أ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫فسي الطـ َ‬ ‫َ َ‬
‫أي نـ‬
‫السِّيـئ ابتَ ِعـ ْد بعيـداً بعيـدا؛‬ ‫صاح َب ِة َّ‬
‫السعـادة‪َ ،‬ع ْن ُم َ‬ ‫اء َّ‬‫كيميـ َ‬
‫أي َع ْبُد‪َّ ،‬أن ُه ِف ْع ُل هللا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ـان يـا حافظ‪ ،‬أال تَ ْعَل ُم‪ْ ،‬‬ ‫الزم ِ‬ ‫ور َّ‬ ‫تك ْن شـاكياً ِم ْن َج ِ‬ ‫ال ُ‬

‫غزل‪493‬‬

‫ِ‬ ‫الح ِ ِ ِ‬ ‫يا شاه ِ‬


‫ان‬
‫آن األو ُ‬‫سان‪ ،‬آه م ْن َغ ِّم الفراق‪ ،‬قلبي في غياِب َك التَ َح َق بروحي‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫تعود؛‬ ‫ِ‬
‫ل َ‬
‫الضعفاء ِعند ال ِ‬
‫مقد َرِة؛‬ ‫غضاً على َّ‬ ‫الب ِ‬
‫فارح ِم ُّ َ َ ْ َ‬
‫الدوام‪َ ،‬‬ ‫ظ ُّل َّ‬ ‫ستان ال ي َ‬ ‫َوْرُد هذا ُ‬
‫السوداء؛‬ ‫هذ ِه ِ‬
‫الف ْك َرَة َّ‬ ‫طت‪ ،‬دع ِ‬
‫يح‪ ،‬قاَل ْت غل ْ َ َ ْ‬‫نت أشكو َفرَع ُه إلى ا ّلر ِ‬ ‫ِ‬
‫األمس ُك ُ‬ ‫ليَل َة‬
‫يف يا قلب‪َّ ،‬‬
‫لئال‬ ‫السل‪ ،‬هذا حال الحر ِ‬ ‫الس ِ‬
‫ص في َّ‬
‫ُ‬ ‫صبا ُهنا ترُق ُ‬ ‫ياح ال َّ‬
‫مئات ر ِ‬‫ُ‬
‫( ‪)1‬‬
‫الريح ؛‬‫تصير ك ّ‬
‫َ‬
‫بر تنَفُد ِمن يدي؛‬ ‫ومهجور ِمثلي‪ ،‬وطاَق ُة َّ‬
‫الص ِ‬ ‫ٌ‬ ‫شتاق‬
‫يفعل ُم ٌ‬ ‫عنك ما َ‬ ‫بعيداً َ‬

‫‪483‬‬
‫ِ‬ ‫النكتَة‪ ،‬ذلِك َّ ِ‬ ‫رب لِمن أستطيع قول ِ‬
‫وهو‬
‫الوج َه إلنسان َ‬ ‫الشاهُد ال ُيظ ِه ُر ْ‬ ‫َ‬ ‫هذه ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫يا ِّ َ ْ‬
‫الموجود في ُك ِّل مكان؛‬‫ُ‬
‫رون ٍق‪ُ ،‬ك ِن َّ‬ ‫ِ‬
‫ختال وزّي ِن‬
‫الم َ‬
‫مشاد ُ‬ ‫الش َ‬ ‫الوْرِد م ْن دو ِن وج ِه َك بال َ‬ ‫روض ُة َ‬ ‫َ‬ ‫ساقي‪،‬‬
‫البستان؛‬ ‫ُ‬
‫اش ِحرماني‪ ،‬ويا من ِذكرك مؤنسي في ز ِ‬
‫اوية‬ ‫يا م ْن أَلم َك دوائي على ِفر ِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وحدتي؛‬
‫تأم ُر ِبه؛‬ ‫طف ما تُ ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫في ِ ِ ِ‬
‫الح ْك ُم ما ُ‬ ‫فك ُر به‪ ،‬و ُ‬ ‫ط ُة التَسلي ِم‪ ،‬الل ْ ُ‬
‫نحن ُنق َ‬
‫دائرة الق ْس َمة ُ‬ ‫َ‬
‫أي في‬ ‫بالر ِ‬ ‫الن ِ‬
‫فس والَق ْو ُل َّ‬ ‫بادةُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫النْف ِ‬
‫أي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخالعة ف ْك ُر َّ ِ‬
‫س‪ ،‬ع َ‬ ‫النْفس ور ُ‬ ‫َ‬ ‫ليس في عاَل ِم‬ ‫َ‬
‫المذه ِب ُكْفٌر؛‬
‫َ‬ ‫هذا‬
‫ِ‬
‫بالكأس‬ ‫أعطني الخمر ِألح َّل هذا الم ِ‬
‫شك َل‬ ‫دميت كبدي‪ِ ،‬‬ ‫هذ ِه الَّدائرِة الِبلّل ِ ِ ِ‬
‫ِمن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫وريَّة َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الِبلّلوري؛‬
‫رور‪،‬‬
‫عليك ال ُّس ُ‬
‫َ‬ ‫ك‬‫بار ٌ‬ ‫ص ِل الجميَل ُة هب ْ‬
‫َّت‪ُ ،‬م َ‬ ‫الو ْ‬
‫يح َ‬‫مرت‪ ،‬ور ُ‬
‫ان َّ‬‫ظ‪ ،‬ليَل ُة ال ِهجر ِ‬ ‫حاف ُ‬
‫أيُّها ِ‬
‫العاش ُق الوالِه‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫أنت في‬ ‫ِ‬ ‫فيرِته‪ ،‬فإذا َف َعْل َت ِف ْعَلها‬ ‫(‪)1‬هذا حال ِ َّ‬
‫صو َ‬‫غدوت مثَلها‪ ،‬ترُق ُ‬
‫َ‬ ‫ض َ‬‫مع َ‬
‫الري ِح التي ُش ْغُلها َ‬
‫ُ ّ‬
‫الَقيد‪.‬‬

‫غزل‪494‬‬

‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫الخ َج ُل سريعاً؛‬
‫ك َ‬ ‫تخرْج م ْن بئـ ِر الذ ْق ِن تْلك‪ ،‬أينمـا توّلي ُي ُ‬
‫صيب َ‬ ‫إن ُ‬ ‫أي َقْل ُب ْ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫تخرْج م ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُك ْن واعياً‪َّ ،‬‬
‫الصَفة‪ ،‬و ُ‬ ‫مي ّ‬ ‫العْقل‪ ،‬تص ْر َآد َّ‬‫إن تُ ْعط األُ ُذ َن ل َو ْس َو َسة َ‬
‫فإن َك ْ‬
‫روض ِة ِرضوان؛‬‫َ‬
‫الشَف ِة؛‬
‫ظامئ َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحياة ِ‬ ‫إن َخ َر ْج َت ِم ْن َع ِ‬
‫ين‬ ‫ٍ‬
‫ط َرَة ماء‪ْ ،‬‬ ‫عطيك َفَل ُك َك ق ْ‬
‫َ‬ ‫ُربَّما ال ُي‬

‫‪484‬‬
‫س الم ِ‬
‫شرَقة؛‬ ‫علي َّ‬
‫كالشم ِ‬ ‫طَل ُع َّ‬‫عساك ت ْ‬
‫َ‬ ‫كالص ْب ِح‪،‬‬
‫لرؤياك ُّ‬
‫َ‬ ‫أنا أدَف ُع ال ُّرو َح ْلهَف ًة‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اح ِك؛‬
‫ض ِ‬ ‫الس ِ‬
‫عيد ال َّ‬ ‫كالوْرِد َّ‬ ‫ِ‬ ‫كم وهبتُك َنَفس ال ِه َّم ِة َّ ِ‬
‫البرُع ِم َ‬
‫كالصبا‪ ،‬لتَ ْخ ُرَج م َن ُ‬ ‫ْ َ َْ َ َ‬
‫المنير؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في سو ِاد ليَل ِة ِ‬
‫طَل َع َعَل َّي كالَق َمر ُ‬
‫ان لتَ ْ‬
‫آن األو ُ‬
‫هجر َك َبَل َغ ْت روحي َشَفتي‪َ ،‬‬
‫كالس ِ‬
‫رو‬ ‫طَل َع لي َّ‬ ‫أم ِل أن ت ْ‬ ‫ٍ‬ ‫أسْل ُت على َد ْربِ َك ِم ْن َ ِ‬
‫العين مائتَي َسبيل على َ‬ ‫َ‬
‫المختال؛‬ ‫ُ‬
‫أن يوسَفك بوج ِه الَقم ِر سيعود إليك‪ ،‬و َّأنك سوف تخرج من ِ‬ ‫ِ‬
‫بيت‬ ‫َ ُُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ظ َّن َّ ُ َ‬ ‫ظ‪ ،‬ال تَ ُ‬ ‫حاف ُ‬
‫األحزان‪.‬‬

‫غزل‪495‬‬

‫رد في‬ ‫من الـَّدهر؟‪ ،‬هـذا حديـ ُث الـو ِ‬


‫َ‬ ‫رد‪ ،‬مـاذا تُريـ ُد َ‬ ‫اشـ َر ِب َ‬
‫الخ ْمـ َر و ْانـثُ ِر الـ َو َ‬ ‫ْ‬
‫أنت مـا تقـول؟؛‬ ‫السـ َحر‪ُ ،‬بْلـُبـ ُل َ‬
‫َّ‬
‫وشـ ْر ُب َخ ْمـ ٍر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اهٌد وسـ ٍ‬‫ان فشـ ِ‬ ‫اح ِـم ْل الم ْس َـن َد ل ُلبستـ ِ‬
‫اق‪ ،‬وَل ْثـ ُم َشَفـة‪ ،‬وتقبيـ ُل َو ْجـه‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫طـر و ٍ‬
‫رد؛‬ ‫ِ‬
‫وع ْ ُ َ‬
‫رو ِم ْن قـِّد َك الّلطـاَف َة(‪)1‬؛‬
‫السـ ُ‬
‫ان‪َّ ،‬‬
‫ليتعلـ َم َّ‬ ‫البستـ ِ‬
‫ال واعـ ِز ْف َل ْحـ َن ُ‬‫المختـ َ‬
‫ِ َّ‬
‫ُكـن الشمشـ َاد ُ‬
‫يعـطي الـَّدوَل َة‪ ،‬وِألجـ ِل َمـن‬ ‫اح ِ‬ ‫يـا ُغصـن الـورِد الجميـل‪ ،‬بـرعمـك َّ ِ‬
‫ك ل َمـ ْن ُس ْ‬‫الضـ ُ‬ ‫َ ُ ُُ َ‬ ‫ْ َ َْ‬
‫ض ُّر وتنمـو؟؛‬ ‫أنـ َت تخـ َ‬
‫ص َة واج َمـ ِع الكنـ َز ِم َّمـا‬ ‫بالمشتريـن‪ ،‬اغـتَِن ْم ُ‬
‫الفـ ْر َ‬ ‫وش ُ‬ ‫زد ِح ٌم ويجـ ُ‬‫وم وسـوُق َك ُمـ َ‬ ‫اليـ َ‬
‫الح ْسـن؛‬ ‫َلدي ِ‬
‫ـك م َن ُ‬ ‫َ َ‬
‫الشمـ ُع جميـ ُل‬ ‫ض ْـل كما يْفـعل َّ‬ ‫عبـ ِر ِّ‬
‫الريـح‪ ،‬تََف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َُ‬ ‫الو ْجـه فـي َم َ‬
‫أنـ َت كالش ْمـ ِع جميـل َ‬
‫الو ْجـه؛‬
‫َ‬
‫ائة قـارو ٍرة ِمن ِ‬ ‫الطـ َّرة وكـ ُّل جعـٍد منهـا بمـ ِ‬ ‫ِتلـك ُّ‬
‫ان‬
‫ان جميـالً لو كـ َ‬ ‫طـ ِر‪ ،‬كـ َ‬ ‫الع ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َْ‬ ‫َ‬
‫ف أيضـاً؛‬ ‫طـ ٍ‬‫ِعنـدهـا ريـ ُح َع ْ‬

‫‪485‬‬
‫لشـ ِاه‪ ،‬وشـ َرعَ اْلُبـْلُبـ ُل ُيغـّنـي‪ ،‬وحـ ِاف ُ‬
‫ظ يقـ أُر‬ ‫وض وْرِد ا َّ‬
‫َ‬
‫ائر جـاء ِبَل ْحـ ٍن إلى َر ِ‬
‫َ‬
‫ُكـ ُّل طـ ٍ‬
‫الغـ َزل‪.‬‬
‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫رو الّلطاَف َة (شجرةُ‬ ‫وتماي ْل وعّلِ ْم َّ‬
‫الس َ‬ ‫َ‬ ‫النسيمِ‪،‬‬ ‫الن َغم على ُه ِ‬
‫بوب َّ‬
‫َ‬
‫ف َّ‬ ‫وض و ِ‬
‫اعز ْ‬ ‫الر ِ‬
‫َّ‬ ‫شمشاد‬
‫َ‬ ‫(‪ُ )1‬ك ْن‬
‫أجم ُل ِم ْن ِش َج َرِة َّ‬
‫السرو)‪.‬‬ ‫وأعلى و َ‬ ‫أقوم‬
‫الشمشاد ُ‬
‫َّ‬

‫ان الغز َليات‪.‬‬


‫إلى هنا ينتهي ديو ُ‬

‫‪486‬‬
‫أيضاً له‬

‫قديم ٌة؛‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أال أيتُها َّ‬


‫أين انت؟‪ ،‬فلي بك معرَف ٌة َ‬ ‫الوحشي ُة َ‬
‫َّ‬ ‫الظبي ُة‬
‫ف و ِم ْن أمامٍ؛‬ ‫لك ِمن خْل ٍ‬ ‫الشباك منصوب ٌة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫تائهان غريبان‪ ،‬و ّ ُ‬ ‫وحيدان‬ ‫كالنا‬
‫لآلخر‪ِ َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫تَعاَلي ُي ِّ‬
‫استطعنا؛‬
‫ْ‬ ‫المرَاد أيضاً إذا‬ ‫ونطُلب ُ‬ ‫عر ْف ُك ٌّل مَّنا حاَل ُه َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تض ُّم ُمستبش اًر وال َفرحاً؛‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإني أرى هذه ال َّ‬
‫اء ُم َش َّو َش ًة‪ ،‬حتّى أنها حيناً ال ُ‬ ‫صحر َ‬ ‫ّ‬
‫الغر ِ‬ ‫فاء وم ِ‬ ‫الضع ِ‬ ‫يذهب يا ر ُ ِ‬
‫باء؛‬ ‫نج َد ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيق ُّ َ‬ ‫فاق ُيخب ُر ر َ‬ ‫َم ْن َ ُ‬
‫األم َر ُبي ْم ِن ِه َّمِت ِه؛‬
‫الخطى ُيقب ُل‪ ،‬ويفتَ ُح لنا ْ‬
‫ِ‬ ‫بار َك ُ‬ ‫ض َر ُم َ‬
‫ِ‬
‫َل َع َّل الخ ْ‬
‫فجاء‪ :‬ال تَ َذرني فَ ْرداً؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َرْب ُت فأالً َ‬ ‫فقد َ‬
‫جاء‪ْ ،‬‬ ‫وع َّل وْق َت إسداء الوفاء قد َ‬ ‫َ‬
‫لن ينساني؛‬ ‫حق ٌق َّأن ُه ْ‬‫ف ِعلم بحالي‪ ،‬وم َّ‬ ‫العار ِ‬
‫يخ ِ‬ ‫لش ِ‬ ‫فقد صار ل َّ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ض؛‬ ‫األر ِ‬ ‫الطر ِ ِ ِ ٍ‬ ‫بيد خليع جالِس في َّ‬ ‫طٍ ِ‬ ‫قال ِبُل ْ‬
‫يق لسالك في ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ف عر ٌ‬ ‫فيوماً َ‬
‫حب ًة؛‬
‫تملك َّ‬ ‫انص ْب َش َب َك ًة إذا ُك ْن َت‬ ‫الكيس‪ ،‬تعال و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ما َم َع َك ِبهذا‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أي سال ُ‬ ‫أن ْ‬ ‫ْ‬
‫السيمورغ؛‬ ‫ولك َّن ِ ِ‬ ‫أعطى الجواب‪ ،‬قال‪ِ :‬عندي َشب َك ٌة ِ‬
‫صيد َي ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عالم َة لنا عن موطنه؛‬ ‫َّ‬
‫وهو الذي ال‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫عنه‪َ ،‬‬ ‫عالمة ُ‬ ‫َ‬ ‫صْل َت على‬ ‫كيف َح َ‬ ‫قال َ‬ ‫َ‬
‫رو؛‬ ‫الس ِ‬‫أغصان َّ‬ ‫ِ‬ ‫اس حوَل ُه ك‬ ‫الح َّر ُ‬
‫كان ُ‬ ‫حين َر َح َل‪َ ،‬‬ ‫ختال َ‬ ‫الم ُ‬ ‫رو ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫ذلِ َك َّ‬
‫تكن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الد ْه ِر‬
‫غافالً َع ِن َّ‬ ‫الوْرِد‪ ،‬لك ْن ال ُ ْ‬ ‫وساق َ‬ ‫َ‬ ‫الخ ْم ِر‬
‫جام َ‬ ‫تتر ْك م ْن َيد َك َ‬ ‫فال ُ‬
‫الرأس؛‬ ‫ان َّ‬ ‫سكر َ‬
‫النْف ِ‬
‫الحديث إلى َّ‬ ‫ِ‬ ‫الج ْد َو ِل‪ِ ،‬بندى َّ‬ ‫النب ِع و َ ِ‬ ‫ِ‬
‫س؛‬ ‫الد ْم ِع و‬ ‫ط َرف َ‬ ‫على َشَفة َّ ْ‬
‫الغني ُة حمَل ْت كيس َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِب ِّ ٍن‬
‫الش َّحاذ؛‬ ‫َ‬ ‫الع َمل‪ ،‬فالش ْم ُس َّ َ‬ ‫أمَّد َفْقري بهذا َ‬ ‫أي َوْز َ‬
‫ين‪ُ ،‬ك ْن ُمو ِافقاً لِ َغ ْي ِم َّ‬ ‫ِبِذ ْك ِر من مضوا و ِ‬
‫بيع؛‬
‫الر ِ‬ ‫المحِّب َ‬
‫ُ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫فإن سيف ِ‬
‫الفر ِ‬
‫الر ْح َم َة؛‬
‫ف َّ‬ ‫يع ِر ُ‬
‫كان ال ْ‬ ‫ض َر َب بال َر ْح َمة‪ ،‬كما لو َ‬ ‫اق َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫عطاء؛‬ ‫ماء ِ‬
‫عين َك‬ ‫كاء‪ ،‬مدداً ِمن ِ‬ ‫فجاءك الماء يجري أمامك ِمن الب ِ‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫مين‪ ،‬يا ُمسلِمين؛‬ ‫ِ‬
‫بالمداراة‪ ،‬هللاَ‪ ،‬يا ُمسل َ‬ ‫القديم ْلم يُق ْم ُ‬
‫ُ‬ ‫فيق‬
‫الر ُ‬‫ذلِ َك َّ‬

‫‪487‬‬
‫الوحيد إلى ذلِ َك الوحيد؛‬ ‫ص َل هذا‬ ‫طوِة يْقِدر أن يو ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫الخ ْ َ‬
‫بار َك ُ‬ ‫ض َر ُم َ‬ ‫عل الخ ْ‬
‫له؛‬
‫ط ْر اًز ال ُش ْه َرَة ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ين‪َ ،‬د ْ‬ ‫طِ‬ ‫ع َخ ْرَزَة ال ِّ‬ ‫وه ِر َ‬
‫ود ْ‬ ‫الج َ‬
‫ِ‬
‫ُك ْن ناظ َر َ‬
‫ك ِب َس َم َك ِة الَقَل ِم للتَّحرير‪ ،‬اُطُل ْب ِم ْن نو َن والَقَل ِم التَّفسير؛‬ ‫ِ‬
‫حين أُمس ُ‬ ‫َ‬
‫صَل ْت؛‬ ‫ِ َّ‬ ‫بالعْق ِل‪َ ،‬‬
‫وزَرْع ُت الب ْذ َرَة التي َح َ‬ ‫الرو َح َ‬ ‫َم َز ْج ُت َم ْزجاً ُّ‬
‫اء ِم ْن ُه؛‬ ‫ُّ‬
‫الش ْع ُر والل ُّب أجز ٌ‬ ‫ف و ِّ‬ ‫طُ‬
‫ركيب‪ ،‬عطاء ُّ‬
‫الل ْ‬ ‫ٌ‬
‫ظهر عطاء ا َلفرِح في هذا التَّ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ف َََ‬
‫الرو ِح م َّ‬
‫عط َرةً أبداً؛‬ ‫نكه َة هذا ال ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫مشام ُّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫اج َع ْل‬
‫أمالً‪ ،‬و ْ‬ ‫طيب َ‬ ‫فاحم ْل ْ َ‬ ‫ْ‬
‫الخْل ِق نفور؛‬‫ال م َن َ‬
‫حبيب الحور‪ ،‬وليست ِمن غز ٍ ِ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضفيرة‬
‫َ‬ ‫هذ ِه َّ‬
‫الن ِاف َج َة ِم ْن‬ ‫فإن ِ‬ ‫َّ‬
‫اء َة؛‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫فاق ِ‬ ‫ِّ‬
‫دام معلوماً الش ْرُح َف َد ِع القر َ‬ ‫عض ُه ْم َق ْد َر َب ْعض‪ ،‬ما َ‬ ‫ف َب ُ‬ ‫يعر ُ‬ ‫الر ُ‬
‫ترميك ِم َن الكمين‪.‬‬ ‫جارة ال ِهجر ِ‬
‫ان‬ ‫عين ِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫مقاالت َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫صيحة ُ‬ ‫الن َ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬

‫أيضاً له‬

‫الكمال‬ ‫ام َة تُ ْهـدي‬ ‫صـلِ ُح‬ ‫ِ‬


‫ْ‬ ‫تزي ُـد الكـر َ‬ ‫الحال‬
‫ْ‬ ‫أن ْل ساقيـا َخ ْم َرًة تُ ْ‬
‫نهمـا قـد َوَق ْع ُت‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫بال حـاصل م ُ‬ ‫فك ْم هـائماً َق ْد َوَق ْع ُت‬ ‫اسقنيهـا َ‬
‫لِ ِكسرى وجمشي َـد تُزجي َّ‬ ‫ِ‬
‫الم‬
‫الس ْ‬ ‫جام‬
‫ط ْ‬ ‫ورتُها َو ْس َ‬‫صَ‬ ‫احم ِل َ‬
‫الخ ْم َر ُ‬
‫ناي وجمشي ُـد َم ْن‬ ‫ف ٍ‬ ‫على ع ْـز ِ‬ ‫ـاو ُس َم ْن‬
‫َ‬ ‫ـك ك َ‬ ‫اسقنيهـا أُق ْل ل َ‬
‫و َه ْب َك ْن َز قارو َن َمـ ْع ُع ْم ِر نو ْح‬ ‫الفتو ْح‬
‫ـاء ُ‬ ‫ِ‬
‫اسقنـي سـاقيا كيمي َ‬
‫وعمـ اًر طويالً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِأنْل ِـن ْـي ِب َو ْجـ ِه َك َف ْتـحاً جميالً‬
‫المـراد ‪ُ ،‬‬ ‫لبـاب ُ‬
‫الع َـدم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أيـا ساقيـا ُم ْنـ ُذ َح ّـد َ‬ ‫ام َج ْم‬ ‫الخ ْم َر َم َّج َـدها جـ ُ‬
‫اسقني َ‬
‫ف ِس َّـر الـوج ِ‬ ‫ِ‬ ‫لع ْو ِن جاما‬ ‫ِ‬
‫ـود تماما‬ ‫ُ‬ ‫ألع ِـر َ‬ ‫َو َه ْبنـي كجمشيـ َد ل َ‬
‫بك ِّـل ملي ٍـك قدي ْـم‬ ‫وصـْلنـي ُ‬ ‫ِ‬ ‫الد ْي ِر هـذا القدي ْـم‬ ‫عن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحد ْث‬
‫ّ‬
‫ـاب‬ ‫بـإيـو ِ‬ ‫ِ‬ ‫فم ْن ِـزل هـذا الوج ِ‬
‫ان أفـراسي ْ‬ ‫ـان‬
‫عي ٌ‬ ‫اب‬‫ـود الخر ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ص ِـة شيـده القتي ْـل‬ ‫تأم ْـل ِب ِقـ َّ‬
‫َّ‬ ‫الشيـو ِخ ِب َج ْـيـ ٍ‬
‫ش كفي ْـل‬ ‫أي ّ‬‫ور ُ‬

‫‪488‬‬
‫أح ْـد‬
‫َ‬
‫ان ِبـب ِ‬
‫ـال‬ ‫طـر ِ‬ ‫ولـا يخـ ُ‬ ‫ص ُـر ِم ْنـ ُه َب َـد ْد‬
‫ان والَق ْ‬
‫اإليـو ُ‬
‫ش ِل ِسْلـ َم‬ ‫ِ‬
‫ور‬ ‫وتـ ْ‬ ‫ِبهـا ض َ‬
‫ـاع َج ْي ٌ‬ ‫ور‬
‫شأن هـذي الفـالة الغـد ْ‬ ‫ُ‬ ‫كذا‬
‫الم‬ ‫لِ ِكسـرى وجمشي َـد تُزجي َّ‬
‫الس ْ‬ ‫جام‬
‫ط ْ‬ ‫ورتُها َو ْس َ‬ ‫صَ‬ ‫الخ ْم َر ُ‬ ‫اسقني َ‬
‫سنـاها نضـا اًر ُيحي ُـل التُّر ْ‬
‫اب‬ ‫اب‬‫الشـر ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِبـن ِ‬
‫ـار‬ ‫ـي‬
‫ـي إل َّ‬
‫إل َّ‬
‫ـار عـاِب َد ُدنيـا‬ ‫الن ِ‬ ‫فمـا عـاِبُد َّ‬ ‫ان أحيـا‬ ‫اسقنيهـا خليـعاً وسكر َ‬
‫ات‬ ‫له َم ْجلِ ٌس في الخرابـ ْ‬ ‫إلى َم ْن ُ‬ ‫ات‬‫ورًة لِـ َي هـ ْ‬ ‫ِ‬
‫وب ْكـ اًر ومستـ َ‬
‫وكـن من ِـزالً ف َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ـي م ْن ُه الخر ْ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ـاح َة هـات ال َّشر ْ‬
‫اب‬ ‫أُر ُيد الفض َ‬
‫اب ُيسـقـاهُ ُي ْح َر ْق‬ ‫إذا أَسُد الغـ ِ‬ ‫ِق‬
‫وف َي ْحر ْ‬ ‫اسقني ذلِك الماء للخ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الجنان‬ ‫ور‬ ‫ِ‬ ‫شراباً م َزج َـن ِب ِـه في ِ‬
‫ْ‬ ‫عبـي َـر المـالئك ُحـ ُ‬ ‫ان‬
‫الجن ْ‬ ‫َ ْ‬
‫صور‬‫ـاس عقلي ال ُع ْ‬
‫ِ‬
‫أط ْب م ْن ُه أنف َ‬
‫ِ‬ ‫ور‬‫ـار أْل ِق الُبخ ْ‬ ‫اسقني ِـه وفي َّ‬
‫الن ِ‬
‫تجـ َعـ ُل الَقـْلـ َب َخ ْب ار‬ ‫المْل ِك َج ْه ار‬ ‫ِ‬
‫ط َّهـ َرًة ْ‬
‫ُم َ‬ ‫الخ ْم َر واه َب َة ُ‬ ‫اسقني َ‬
‫ـاه ار‬‫ِبـهـا ظ ِ‬ ‫وأرَف ُـع رأسـي‬ ‫عسـاني أصـير ِبهـا ط ِ‬
‫ـاه ار‬ ‫ُ‬
‫ـش ُهنا‬ ‫أرى َب َـدنـي َرْه َن َن ْع ٍ‬ ‫العال َم ْس َكنا‬ ‫وض ُ‬ ‫فم ْـن َب ْعِد َر ِ‬ ‫ِ‬
‫أحلنـي خـراباً ِب ِـه َك ْنـ ُز ِح ْك َم ْه‬ ‫ِ‬ ‫ِأنلنـي شـراباً ِب ِـه َو ْج ُـه َدوَل ْه‬
‫ِبكـِّفـي أرى‬ ‫ج ــا ٍم‬ ‫ِب ِـمـرِآة‬ ‫أرى‬ ‫ـيء َّإلـا ِعيـانـاً‬ ‫فال ش َ‬
‫ـاس ِك ْسرى ِبَفـْقـر َي أحيا‬ ‫ِبأنـف ِ‬ ‫بالس ْك ِر أحيا‬ ‫ُّ‬ ‫ـاة ال َّسالطيـ ِن‬‫حي َ‬
‫ف ِس َّار‬ ‫النْفس َلم ي ْخ ِ‬
‫ضيـ َع َّ َ ْ ُ‬ ‫وم ْن َّ‬ ‫َ‬ ‫للسـ ِّر ُد َّار‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫بالسـ ْكـ ِر‬
‫ُّ‬ ‫ظ ُم‬
‫وأنـ ُ‬
‫أهدى َّ‬
‫الن َغـ ْم‬ ‫ِ‬
‫الفْلـك‬‫إلى ُزْهـ َ ِرة ُ‬ ‫ف َّ‬
‫الن َغـ ْم‬ ‫ان َز َّ‬ ‫فحـ ِاف ُ‬
‫ظ سكـر َ‬
‫ِ‬
‫ذكـ ُرني الـَّنـ َغـ َم الكسـ ّْ‬
‫روي‬ ‫يـ ِّ‬
‫ُ‬ ‫َش ِجـ ْي‬ ‫الم َغِّنـي ِبعـوٍد‬ ‫ُ‬ ‫فأيـ َن‬
‫ّ‬

‫ُكمل نث اًر‪ :‬ألجعل الوجد َف ْتح عملي‪ ،‬سأُْقِبل ارَقصاً‪ ،‬بال ِخرَق ِة ِ‬
‫العباً؛‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َْ َ ََ‬ ‫أ ُ‬
‫الشج ِرة المَلكي ِ‬
‫َّة؛‬ ‫السْل َ ِ ِ ِ ِ ِ َّ‬ ‫إقبال مالِ ِك التَّ ِ‬
‫إلى ِ‬
‫ط َنة‪ ،‬ل َخ ْير ثمار َ َ َ‬ ‫اج و َّ‬
‫الش ِاه َّ‬
‫الموف ِق؛‬ ‫الدوَل ِة‪َّ ،‬‬
‫مان‪َ ،‬ق َم ِر ُب ْرِج َّ‬ ‫لطان َّ‬
‫الز ِ‬ ‫ض‪ ،‬س ِ‬ ‫األر ِ‬
‫َملك ْ‬
‫ِِ‬
‫ُ‬

‫‪489‬‬
‫الس َم ِك؛‬ ‫أبدان َّ‬ ‫اللو ُن ِ‬ ‫َّالذي ِمن قرِارِه َّ‬
‫ير و َّ‬ ‫الط ِ‬ ‫اح ُة ِ‬ ‫نه ر َ‬ ‫المَلك ُّي‪ ،‬و ِم ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الم ِحِّبين؛‬ ‫ِ‬ ‫ين المقبلين‪ِ ِ ،‬‬ ‫ضياء َقْل ِب و َع ِ‬ ‫ِ‬
‫ولي ن ْع َمة رو ِح ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الخ َبر؛‬ ‫ِ‬ ‫الن َ ِ‬
‫طائر الهما الميمو َن َّ‬
‫بار َك َ‬ ‫بار َك‪ُ ،‬م َ‬ ‫الم َ‬ ‫ظر‪ ،‬أي مالك َي ُ‬ ‫أي َ‬
‫مشيد ِمثَل َك َخَلف؛‬ ‫وج َ‬ ‫ص َدف‪ ،‬وال لَفريدو َن َ‬
‫ِ‬
‫جوهٌر في َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ليس ل َلفَلك مثَل َك َ‬ ‫َ‬
‫ف الَقْل ِب األحوال؛‬ ‫عار ِ‬‫اكش ْف لِ ِ‬ ‫موض ِع اإلسكندر‪ِ ،‬‬ ‫دم ِسنين في ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬
‫الحبيب؛‬ ‫الس ْك ُر وِف ْت َن ُة َع ْي ِن‬ ‫جديد‪ ،‬فأنا و ُّ‬ ‫طَلع ِمن ٍ‬
‫الد ْه ِر َ َ ْ‬ ‫أس ِف ْت َن ِة َّ‬ ‫رُ‬
‫الدهر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضارباً َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫احٌد َج َع َل ِم ْن ُه َّ‬ ‫وِ‬
‫كاتباً بالَقَلم؛‬ ‫بالس ْيف‪ ،‬وواحٌد َج َع َل م ْن ُه َّ ْ ُ‬ ‫الد ْه ُر‬
‫بالن َغ ِم و ِ‬ ‫األنين ذاك‪ِ ِ ،‬‬
‫الغناء؛‬ ‫يفين َّ‬ ‫حدث الحر َ‬ ‫ِ َ ّ‬ ‫ُم َغّني اع ِز ْف َل ْح َن‬
‫السماء؛‬ ‫ص ِر ِم َن َّ‬ ‫الن ْ‬‫شارةُ َّ‬ ‫جاءت ب َ‬
‫ْ ِ‬ ‫العاق َب ِة‪ ،‬فقد‬
‫عدو ِ‬ ‫َّإنها ُف ْرصتي م َع ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الغ َزل؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫غني ِ‬
‫ص َة بالَق ْول و َ‬ ‫اعز ْف َل ْح َن الط َرب‪ ،‬وابدأ الق َّ‬ ‫ُم ّ‬
‫ض ْر ِب أُصول؛‬ ‫اب‪ِ ْ ،‬‬ ‫ط الَق َد ِم بالتُّر ِ‬
‫سأخ ُرُج م ْن ُهنا ِب َ‬ ‫َف َرْغ َم كوني مخي َ‬
‫الكسروي؛‬ ‫اعز ْف لنا َّ‬
‫الن َغ َم‬ ‫شيد‪ ،‬و ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫وت َّ‬ ‫غننا ِبص ِ‬ ‫مِ ِ‬
‫َّ‬ ‫غني ّ َ‬ ‫ُ ّ‬
‫رويز وباربَد؛‬ ‫ماء ِم ْن َنْف ِس َك‪َ ،‬ذ ِّك ْر َنْف َس َك ﭙ َ‬ ‫ظ ِ‬ ‫الع َ‬
‫أسع ْد رو َح ُ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الداخل صاح ُب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال في َّ‬ ‫ك الح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ْر لنا ما َ‬ ‫جاب‪ ،‬ان ُ‬ ‫غني انُق ْل لنا أثَ اًر م ْن ذل َ‬ ‫ُم ّ‬
‫جاب؛‬ ‫الح ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ًة؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫اج َع ِل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫القيثارة راق َ‬
‫تجيء ب َ‬ ‫ُ‬ ‫الزْه َرَة‬ ‫البكاء الحزين‪ ،‬و ْ‬ ‫اعز ْف هكذا َل ْح َن ُ‬
‫صلِ ِه حواَل ْه؛‬ ‫ِ ِ‬ ‫غن َل ْحناً ُي ْد ِخ ُل ُّ‬
‫له إلى َس َك ِر َو ْ‬ ‫وفي في الحاَلة‪ ،‬ا ْج َع ْل ُ‬ ‫الص َّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الجميل؛‬ ‫ص ِ‬
‫وت‬ ‫ناء بال َّ‬ ‫الغ ِ‬ ‫عزف ن ْغم َة ِ‬ ‫ف و َّ ِ ِ ِ‬ ‫اعزف على َّ ِ‬
‫ُم َغّني ِ ْ‬
‫ِ‬
‫الرباب‪ ،‬ا ْ َ َ‬ ‫الد ّ‬
‫الحبلى؛‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الدنيا ِق َّ‬‫ِخداعُ ُّ‬
‫فلن َر ما َتلُد الليَل ُة ُ‬ ‫ص ٌة واض َح ٌة‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الل ْح َن الثُّنائي‪ِ ،‬‬ ‫اعزف َّ‬
‫اعز ْف ِبه ُمْف َرداً إلى ا ّلن َ‬
‫هاية؛‬
‫ّ‬ ‫المَل ُل‪ْ ِ ،‬‬ ‫ُم َغّني أَل َّم بي َ‬
‫سيأخ ُذ؛‬ ‫ض‬ ‫البعيد َع َجباً‪ ،‬وال أدري َّأي َة ْأر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فإني أرى ِم َن َ‬
‫الفَل ِك‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫سي ْش ِع ُل؛‬‫اج م ْن ُ‬
‫النار‪ ،‬وال أدري ِسر ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ان ُيشع ُل َّ َ‬ ‫الس ْكر ُ‬‫الن ِار َّ‬ ‫عاد عاِبُد َّ‬ ‫فقد َ‬
‫َّة والكأس؛‬ ‫احي ِ‬‫الصر ِ‬ ‫يق َد ِم ُّ‬ ‫الفتَ ِن مريَق ِة َّ ِ ِ‬ ‫في عرص ِة ِ‬
‫الد ِم هذه‪ُ ،‬ك ْن ُمر َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬

‫‪490‬‬
‫السالم‪.‬‬
‫الماضين َّ‬ ‫األحب ِ‬
‫َّة‬ ‫للسكارى بالقصيد‪ِ ،‬‬
‫أرسل إلى ِ‬ ‫صيح َة ُّ‬ ‫ِ‬
‫أرس ْل َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الن َ‬

‫أيضاً له‬

‫المحتَ ِس ْب‬ ‫فمـا أنت فـي حـ ِ‬ ‫الشـ َّر في ن ِ‬


‫الخ ْيـر و َّ‬
‫اجة ُ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫اطُل ْب‬ ‫فس َك‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ويـ ْرُزْق ُه ِمـ ْن حيـ ُث ال يحتَ ِس ْب‬
‫َ‬ ‫لـ ُه‬ ‫يجـ َعـ ْل‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ومـ ْن يتـ ِق هللاَ‬
‫َ‬

‫أيضاً له‬

‫درَسه‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬


‫اق والمـ َ‬‫اق والـ ُّرو ُ‬ ‫الب ْحـ ُث والعْلـ ُم والطـ ُ‬
‫َ‬
‫النـْفع دون َقْل ٍب عـ ِار ٍ‬
‫ف َو َع ْيـ ٍن َبصيـ َره‬ ‫َ‬ ‫ما َّ ُ‬
‫ض ِل لـ ِك ْن‬ ‫الحـ ِّق َم ْنـ َب ُع َ‬
‫الف ْ‬ ‫ض ُر القـاضي َ‬ ‫محـ َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫العـْقـ ُل مـا لـ ُه إليـه وسيـَله‬ ‫ٍ‬
‫بال ِخـالف‬
‫َ‬

‫أيضاً له‬

‫الزمـ ِ‬
‫ان رو ُح العـاَل ِم تـورانشـ ْاه‬ ‫ف َعهـِد َّ‬ ‫ِ‬
‫آصـ ُ ْ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫غير َحبَّة الخير ْ‬
‫الم ْـزَرَعة َ‬
‫هـذه َ‬ ‫ع في‬ ‫ما َزَر َ‬
‫اف ألِـ ْف‬ ‫صَفـ ْر كـ ْ‬ ‫ِ‬
‫ط األسبـوِع َبـ ْد ُء َش ْهـر َ‬
‫َو َس َ‬
‫ات‬ ‫َّ‬
‫للجنـ ْ‬ ‫اح‬
‫ور َ‬ ‫هـذا‬ ‫ا ُّلدخـ ِ‬
‫ان‬ ‫تَـ َر َك َمـوِق َـد‬
‫ِ‬ ‫لِمن كان ميـُله لـ ِ‬
‫ـق وَقـول الح ِّ‬
‫ـق‬ ‫رؤية الح ِّ‬
‫َْ َ َ ُ َ‬
‫ـاة‬
‫الوف ْ‬ ‫تـاريـ َخ‬ ‫اُطـُل ْب‬ ‫ِب ِه ْـش ْ‬
‫ـت‬ ‫ِم ْـن ميـل‬

‫‪491‬‬
‫أيضاً له‬

‫ـاعه‬
‫ـخ جـم ْ‬ ‫وشي ُ‬ ‫َ‬ ‫ـام ُس َّـن ٍـة‬ ‫إم ُ‬ ‫ـاب َمثـواه‬‫ـق ط َ‬ ‫الح ِّ‬
‫ِ‬
‫الدي ِـن و َ‬
‫ّ‬ ‫ـاء‬
‫به ُ‬
‫اعه‬ ‫ض ِل وأربـ ِ‬
‫اب البر ْ‬ ‫الف ْ‬ ‫ألهـ ِل َ‬
‫البيت ْ‬ ‫وهو يق أُر هـذا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫مضى َعن العـاَل ِم َ‬
‫ِ‬ ‫بالط ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫االستطاع ْه‬
‫َ‬ ‫لك‬ ‫ـال ُق ْـر َب هللا‪ ،‬تََق َّـد ْم إذا ُك ْنـ َت ْ‬
‫تمـ ُ‬ ‫أن تن َ‬ ‫ـاعة تقـد ُر ْ‬
‫َ‬
‫طاع ْه٭‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫حروف ُق ْر ِب‬ ‫ـات ِه ِم ْن‬
‫ـور صـار يستَخـرج تـاريخ وف ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َُْ‬ ‫الدست ِ‬‫بهذا ّ‬
‫ـــــــــ‬
‫طاع ْت‬
‫٭قرب َ‬
‫أيضاً له‬

‫الع ْبـِد اآلِبـ ِق ترو ْح‬ ‫ِ ِ‬


‫ُمتََنّفـ َرًة م َن َ‬ ‫المالل‬
‫ْ‬ ‫اعريَّتي ِس ْحٌر ِم ْن َف ْر ِط‬ ‫ُقـ َّوة ش ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش خو ِارزم وخيـ ِ ِ ِ‬
‫ال ضَّفة جيحو ْن بأْلف َشكوى م ْن ُمْلك ُس َ‬
‫ليمان ترو ْح‬ ‫َْ‬
‫ِب َنْق ِ‬
‫الرو ُح ِم ْن قاَلبي ترو ْح‬ ‫ف رو َح الكال ِم َغ ْيـ ُرهُ يرو ُح و ُّ‬ ‫ذلِ َك َّالذي ال ِ‬
‫يعر ُ‬
‫يح يرو ْح‬ ‫ناديه يـا مؤنسي القديـ َم في ُـرُّد ِب ُع ْسـ ٍر وبـاكياً ِبَقـْل ٍب جر ٍ‬ ‫وأُ ِ‬
‫الجميل وهو يرو ْح‬
‫َ‬ ‫الحديث‬
‫َ‬ ‫يقول لي‬ ‫ِ‬
‫األلحان ُ‬ ‫اللهج ِة ع ْذ ُب‬
‫َ‬ ‫اآلن ُّس َّكـر ُّي‬
‫ُقْل ُت َ‬
‫ِ‬ ‫األمـ ُر ِم ْن َن َ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َّ‬
‫ظـ ِر َر ْح َمة َ‬
‫الح ِّق يرو ْح‬ ‫ذه َب ف ْ‬
‫له كثيـ اًر لئـال َي َ‬ ‫دى تَ َملـْق ُت ُ‬ ‫ُس ً‬
‫الح ِ‬
‫رمان يرو ْح‬ ‫ان بغـاي ِة ِ‬ ‫يفع ُل عـ ٍ‬ ‫الملوك دعـاه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وك َرماً‪ ،‬ما َ‬
‫طفاً َ‬ ‫إليه ُل ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ك‬
‫َمل ُ‬

‫أيضاً له‬

‫يفوت‬
‫ْ‬ ‫الخي ِـر هكـذا ِمنـ ُه ال‬‫َع َم ُل َ‬ ‫الملِ ْك‬ ‫ِ‬
‫يموت إ ْذ رأى ذل َك َ‬ ‫ُ‬ ‫رحمن ال‬ ‫ُ‬
‫يموت‬
‫ْ‬ ‫رحمن ال‬
‫ُ‬ ‫عامَل ِة‬
‫الم َ‬
‫يخ هذي ُ‬ ‫تار ُ‬ ‫َج َع َـل ال ُّـرو َح ِم ْن ُه غريقاً ِب َر ْح َمِته‬

‫‪492‬‬
‫أيضاً له‬

‫ٍ‬
‫أشخاص؛‬ ‫عام اًر ِب َخ ْم َس ِة‬
‫فارس كان ِ‬
‫َ‬ ‫ك َِ‬
‫ط َن ِة َّ‬
‫الشاه ال َّشيخ أبو اسحق‪ُ ،‬مْل ُ‬ ‫ِب َع ْهِد َسْل َ‬
‫عاد ِة؛‬ ‫َّأوُلهم سلطان ِمثُله عطاء الو ِ‬
‫عطاء ال َّس َ‬
‫َ‬ ‫روح ُه وأعطاهُ‬‫الية‪ ،‬رعى هللاُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ُ ٌ‬
‫ِ‬ ‫الدين َّالذي ال ُ‬
‫نه؛‬
‫ماء قاضياً خي اًر م ُ‬ ‫الس ُ‬‫تذك ُر َّ‬ ‫وآخ ُر ُمربَّى اإلسال ِم ال َّشيخ مجد ّ‬ ‫َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المغَلَقة؛‬
‫اب ُ‬ ‫الدين‪ ،‬الذي ُي ْم ُن ه َّمته فتَ َح األبو َ‬ ‫األبدال ال َّشيخ أمين ّ‬ ‫قي ُة‬
‫وآخ ُر ب َّ‬
‫َ‬
‫بناء ال َع َم ِل موافقاً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫جعل َ‬ ‫ضُد العْل ِم‪ ،‬الذي في التصنيف‪َ ،‬‬ ‫ك الملوك‪َ ،‬ع ُ‬ ‫وآخ ُر َمل ُ‬
‫الشاه؛‬ ‫الس ِم َّ‬
‫ير ِم َن العاَل ِم بالعطاء‬
‫الخ ِ‬
‫اسم َ‬
‫أخ َذ َ‬
‫َّ‬
‫بح ُر الَقْل ِب‪ ،‬الذي َ‬
‫يم حاجي قو ْام ْ‬
‫وآخ ُر الكر ُ‬
‫َ‬
‫والجود؛‬
‫له ْم جميعاً‪.‬‬ ‫يم ُّر‪َ ،‬غَف َر هللاُ َع َّز َ‬
‫وج َّل ُ‬ ‫يم َّر وال ُ‬
‫نظيرُه ْم ْلم ُ‬
‫ُ‬

‫أيضاً له‬

‫أسوُد الَقْل ِب بالَّد ِم‬


‫عدو َك َ‬ ‫ولي ْغ َر ْق ُّ‬
‫الفَلك‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الكأس َ‬ ‫العطاء في ُجرَع ِة‬
‫َ‬ ‫لك‬
‫جعل هللاُ َ‬‫َ‬
‫كالشقائق؛‬‫َّ‬
‫يق ِم ْن‬ ‫صدقاً ِمن َفر ِط ِ‬
‫االرِت ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الو ْه ِم طر ٌ‬
‫الكين إليها في َ‬‫للس َ‬ ‫فاع‪َّ ،‬‬ ‫ْ ْ‬ ‫ص ِر ُرْت َبت َك ْ‬ ‫روةُ َق ْ‬ ‫ُذ َ‬
‫ف عام؛‬ ‫أْل ِ‬
‫الصافي في الَق َد ِح والكأس؛‬ ‫دام َخ ْم ُر َك َّ‬ ‫أي َقمر برِج م ْن ِزَل ِة الع ِ ِ‬
‫اج العاَلمِ‪َ ،‬‬‫ين وسر َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ َ‬
‫ِ‬ ‫حاسُد َك ِم ْن‬
‫الزهرة األنغام‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صار ُم ْح ِرَم‬
‫َ‬ ‫سماعها‬ ‫َ‬ ‫حين ِبهوى َم ْدح َك َع َزَفت ُّ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫األنين و ِ‬
‫اآله؛‬
‫ف خو ِ ِ ِ‬ ‫طر ِ‬ ‫َّ‬ ‫أطباق َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫ان ق ْس َمت َ‬ ‫ذاك‪ ،‬والش ْم ُس‪ ،‬على َ َ‬ ‫رص الَق َم ِر َ‬ ‫الفَلك‪ ،‬وُق ُ‬ ‫سع ُة‬
‫ت َ‬
‫أسهل نو ٍ‬
‫ال؛‬ ‫َُ‬

‫‪493‬‬
‫ِ‬
‫العروس‬ ‫هذ ِه‬
‫حول ِمن كِّفك مهر ِم ْث ِل ِ‬
‫َ ََْ‬
‫ِ‬
‫صار ْت ُم ْح ِرَم َم ْدح َك‪ْ ْ ِّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ْن ُت ف ْكر َي الب ْك ُر َ‬
‫إلي‪.‬‬
‫َّ‬

‫أيضاً له‬

‫ف ُقَّبـ ٍة ِمـ ْن َزَب ْر َج ْد‬


‫فـوق سْقـ ِ‬
‫َ َ‬
‫ك رو ُح الُقـُد ِ‬
‫س‬ ‫المبـ َار ُ‬
‫الك ُ‬
‫المـ ُ‬
‫ِ‬
‫الح ْشمة م َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫خل ْد‬ ‫الـذي في الـ َّدوَلة و َ ُ‬ ‫رب‬‫ـول يا ُّ‬
‫َس َح اًر في ُدعـائه يق ُ‬
‫ُمـحـ َّمـ ْد‬ ‫ظـَّفـ ْر‬
‫ُم َ‬ ‫ور‬
‫منصـ ْ‬ ‫ِّ‬
‫الكسروي‬ ‫الم ْسـ َنـِد‬
‫ـق على َ‬ ‫ْأب ِ‬

‫أيضاً له‬

‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫هاد‬
‫ثير اضطرَابنا‪ ،‬هذي الحكايا التي َح َكوا َع ْن فر َ‬ ‫ُش َّم ٌة م ْن س َي ِر الع ْش ِق تُ ُ‬
‫وشيرين؛‬
‫كي؛‬ ‫الطويل والخال ِ‬
‫الم ْس ُّ‬ ‫الفرع َّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ذاك َ ْ ُ‬ ‫طويل و َغ ْم َزةٌ ساح َرةٌ‪ ،‬ما َف َع َل َ‬
‫ٌ‬ ‫ما َف َع َل َه َد ٌب‬
‫ِ‬
‫يقب ُل‬
‫عيين ال َ‬ ‫له التَّ ُ‬‫تدبير‪ ،‬ما جرى ُ‬ ‫َ‬ ‫األزل ال‬
‫الخ ْم َر هات ف َم َع ُح ْك ِم َ‬ ‫ساقيا َ‬
‫التَّ َ‬
‫غيير؛‬
‫ِ‬ ‫قار‪ ،‬ان ُ ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫كؤوس الخ َز ِ‬
‫ظ ْر ل َع َم ِل هؤالء الحر َ‬
‫يفين‬ ‫باحت ٍ‬ ‫ِ َ‬ ‫بدين ذوي‬ ‫للمعر َ‬ ‫ظ ْر ُ‬ ‫ال تن ُ‬
‫ظ َه ِر العاَلم؛‬ ‫في ِخ ْد َم ِة جا ِم َم ْ‬
‫مشام‬ ‫العارفو َن ِمن هناك َّ‬
‫عطروا‬ ‫ِ‬ ‫الرو َح‪،‬‬
‫ش ُّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اب ِحمى‬ ‫َن ْكه ُة تُر ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫الحبيب تُْنع ُ‬ ‫َ‬
‫العقول؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يشر ُب وبِ ْن ُت العنقود َم ْه ُرها َنْقُد َ‬
‫العْقل؛‬ ‫أين َ‬ ‫ساقيا مجنو ٌن مثلي م ْن َ‬
‫الع َّش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ٍة‪ ،‬ان ُ ِ‬ ‫بين ِبال ِح َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫اق‬ ‫ظ ْر لهذا التَّطاول على ُ‬ ‫للمتر َ‬
‫ْارِم ُج ْرَع َة كأس الكرام ُ‬
‫المساكين!؛‬

‫‪494‬‬
‫هذ ِه كرام ٌة ج ِعَل ْت للع ِ‬
‫قاب‬ ‫للصيِد والَقيد‪ِ ،‬‬
‫ليس جميالً َّ ْ‬
‫اب و ِ‬ ‫الغر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫الح َدأة َ‬
‫َ‬ ‫جناح ُ‬
‫ُ‬
‫و َّ‬
‫الشاهين‪.‬‬

‫أيضاً له‬

‫جود‬
‫بالس ْ‬
‫ـام ُّ‬ ‫الفَل ُ ِ ِ ُّ ِ‬
‫ك لتَقبيـل التـراب ق َ‬ ‫َ‬ ‫ين‪ِ ،‬بباِب ِه‬ ‫الدوَل ِة والـِّد ِ‬
‫ظ ْم قوام َّ‬
‫ُ‬ ‫أع َ‬
‫الوجود‬
‫ْ‬ ‫رص ِة‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ف َش ْه َر ذي الق ْع َدة م ْن َع َ‬
‫صَ‬
‫ِ‬
‫ظ َمة في ن ْ‬
‫راح تحت الثَّرى ِبِتْلك الع َ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاء ْت أُميد ْ‬
‫جود‬ ‫روف عا ِم وفـاته ج َ‬ ‫ُح ُ‬ ‫بجود‬ ‫أم ٌل‬
‫ـاك َ‬ ‫يع ْد ُهن َ‬‫م ْن َب ْعده ْلم ُ‬

‫أيضاً له‬

‫وفاء؛‬ ‫ِ‬ ‫بالدنيا وأسباِبها فما رأى َش ْخ ٌ‬ ‫ال تربِ ِط الَقْل َب ُّ‬
‫ص من وجهها ً‬
‫الب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن هذا ُّ‬
‫الد َّك ِ‬
‫ستان ما جنى‬ ‫ص َع َسالً بال َإب ٍر‪ ،‬م ْن هذا ُ‬ ‫ان ما اشترى َش ْخ ٌ‬
‫وك؛‬ ‫طباً بال َش ٍ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫َش ْخ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ُك ُّل من أشعَلت َله األيَّام ِسراجاً‪ ،‬حين َّ ِ‬
‫يح؛‬‫َّت عليه ال ِّر ُ‬ ‫تم اشتعاُل ُه هب ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ ْ ُ‬
‫ص َم ُه ُيرّبِي؛‬ ‫ف‪َّ ،‬‬ ‫تكُّل ٍ‬
‫ظ ْر َت تراهُ َخ ْ‬‫إن ُك َّل َم ْن َو َّج َه لها الَقْل َب‪ ،‬إذا َن َ‬ ‫بال َ‬
‫يقط ُر َّ‬‫سيف ِه ِ‬
‫الدنيا‪ ،‬ذاك َّالذي ِمن ِ‬ ‫مدين ِة ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الدم؛‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ك َ‬ ‫الشاهُ الغازي َمل ُ‬
‫ط ُع الَقْل َب؛‬ ‫ص ْر َخ ٍة حيناً يق َ‬ ‫َّ ِ‬
‫الجيش‪ ،‬الذي ب َ‬
‫َّ ِ ٍ ِ ٍ ِ‬
‫الذي ب َح ْمَلة واح َدة يكس ُر َ‬
‫باسم ِه؛‬
‫الصحرِاء رعباً ِم ْنه حين يسمع ِ‬
‫ُ َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫األسُد في َّ‬ ‫يستسل ُم َ‬
‫ِ‬
‫ط ٍر؛‬
‫عناق* بال َخ َ‬‫أس األ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ط ُع ر َ‬ ‫سبيل َل ُهم‪ ،‬يق َ‬ ‫َ‬ ‫ذين ال‬ ‫ماء ال َ‬ ‫ظ َ‬ ‫الع َ‬
‫يحب ُس ُ‬
‫العاق َب ِة وقتُ ُه جاء؛‬
‫العراق‪ ،‬بعدها في ِ‬ ‫ِ‬
‫أخض َع تبر َيز وشيرَاز و َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ين العاَلم‪.‬‬ ‫الميل على َع ِ‬ ‫وء‪َ ،‬س َح َب‬‫بالس ِ‬
‫إليه العاَل ُم ُّ‬‫ظر ِ‬
‫َ‬ ‫أن ين ُ َ‬ ‫لما أرَاد ْ‬ ‫َّ‬
‫الرؤساء‬
‫*األعناق‪ُّ :‬‬

‫‪495‬‬
‫أيضاً له‬

‫اح عالياً ُينادون‪ ،‬اسمعوا أي ساكني ِحمى‬ ‫الالعبو َن باألرو ِ‬ ‫ِ‬ ‫قارَع ِة البازار‪،‬‬
‫على ِ‬
‫الخالع ِة اسمعوا؛‬
‫َ‬
‫فاحضروا؛‬ ‫ذاب الثُّ ِ‬
‫غور‬ ‫ِ‬ ‫غائب ٌة َّ‬ ‫ِب ْن ُت الع ِ‬
‫َ‬ ‫حض َر ع ُ‬
‫عنا ُمن ُذ أيَّا ٍم‪َ ،‬ذ َه َب ْت َلي َ‬ ‫نقود َ‬ ‫ُ‬
‫ذه َب ْت لكيال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللع ِل وِنصف ٍ ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ين و َ‬
‫الد َ‬
‫العْق َل و ّ‬
‫أخ َذت َ‬
‫تاج م ْن َحباب‪َ ،‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫وب م َن ْ‬ ‫لها ثَ ٌ‬
‫تأمنوا؛‬
‫لروح ِه الحلوى‪ ،‬والمستَِتر في الخ ِ‬
‫فاء‬ ‫ِ‬ ‫أج اًر‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫الم َّر أدَف ُع ْ‬
‫ُك ُّل َم ْن يدَف ُع لي َذل َك ُ‬
‫فلي ْذ َه ْب إلى الجحيم؛‬
‫خان ِة‬
‫وردي ُة الّلو ِن‪َ ،‬س ْكرى‪ ،‬إذا َو َجدتُموها‪ ،‬إلى َ‬ ‫ِب ْن ٌت َخ َر َج ْت ليالً‪َّ ،‬‬
‫حادةٌ‪ُ ،‬م َّرةٌ‪َّ ،‬‬
‫ظ اجلبوها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حاف َ‬

‫أيضاً له‬

‫الحياة‬
‫ْ‬ ‫وخمسين عاماً ِم َن‬
‫َ‬ ‫سع ٍة‬ ‫ِ‬
‫بع َد ت َ‬
‫ْ‬ ‫طاب مثواهُ‬ ‫َ‬
‫السِيـد ع ِ‬
‫ـاد ُل‬ ‫األخ َّ ّ ُ‬‫ُ‬
‫فات‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الص ْ‬‫هللاُ راض َعـ ْن أفعـاله و ّ‬ ‫ان‬
‫روضة رضـو َ‬ ‫َ‬ ‫سـاَف َر ُو ْج َه َة‬
‫(‪)1‬‬
‫الوفاة‬
‫ْ‬ ‫عادِت ِه اطُل ْب عا َم‬ ‫ِ‬
‫خليل َ‬ ‫في‬ ‫الخليل موصـوَل ٌة ِبخو ِان ِه‬‫ِ‬ ‫عـ َادةُ‬
‫ــــــــــ‬
‫عادتَ ْش‪.‬‬ ‫عادِت ِه‪ :‬في األصل في ِ‬
‫خليل َ‬ ‫الضيف‪ ،‬في ِ‬
‫خليل َ‬ ‫عادةُ الخليل‪ :‬إكر ُام َّ‬

‫‪496‬‬
‫أيضاً له‬

‫األدب(‪)1‬؛‬
‫ْ‬ ‫َدفتَـ ِر‬ ‫أقـ أُر َلـ َك ِمـ ْن‬ ‫اء‬ ‫ِ‬
‫َآيـ ًة فـي الـوفـاء والعطـ ْ‬
‫الكريـ ِم َّ‬
‫الذ َه َب؛‬ ‫َ‬ ‫كالمنـ َج ِم‬
‫َ‬ ‫أعـ ِط‬ ‫اء‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫جـارَح القـلب م ْن َك بالجفـ ْ‬
‫ِ‬
‫ص ْب‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن َش َج ٍر‬
‫َح َ‬ ‫ل ُـه‬ ‫َمـ ْن‬ ‫ـار‬
‫ُيعطي الـثّـمـ َ‬ ‫تك ْن أَقـ َّل‬
‫ال ُ‬
‫يه ْب‬
‫أس ُه َ‬
‫رَ‬ ‫ـوه َـر َمن َشـ َّج‬ ‫ال َج َ‬ ‫الص َدف‬‫ُن ْكـتَ َة ال ِحْلـ ِم ُخ ْذ ِم َن َّ‬
‫ـــــــ‬
‫ِ‬
‫األخالق‬ ‫األدب في األصل من دفتر‬
‫ْ‬ ‫(‪)1‬من دفتر‬

‫أيضاً له‬

‫ٍ‬
‫شعير‬ ‫حب َة‬
‫أك َل َّ‬
‫الرو ِح‪ُ ،‬ك ُّل َم ْن َ‬ ‫وج ِه َلطاَف ِة ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫م ْن تْل َك الحبَّة الخضراء ُك ْل فم ْن ْ‬
‫بسيخ؛‬
‫ْ‬ ‫ثالثين طائ اًر‬
‫َ‬ ‫َش َّ‬
‫ك‬
‫المعرَف ِة‪ ،‬ذ َّرةٌ و ِمئ ُة ُس ْك ٍر‪ ،‬حبَّ ٌة و ِمئ ُة‬
‫ِ‬ ‫وفي في‬ ‫اللْق َم ِة َّالتي ألَق ِت ُّ‬
‫الص َّ‬ ‫ِمن ِتْلك ُّ‬
‫ْ َ‬
‫سيمورغ‪.‬‬

‫أيضاً له‬

‫جاء ِم َن‬ ‫ضاة اسماعيل‪ ،‬إذا ض َغ َ ِ‬ ‫ين رئيس وسلطان الُق ِ‬ ‫الد ِ‬‫ِ‬
‫سان الَقَل ِم َ‬
‫ط ل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫مجد ّ‬‫ُ‬
‫طق؛‬‫الشرِع بالنُّ ْ‬ ‫َّ‬
‫ظ ِم‬ ‫غير ذي َّ‬
‫الن ْ‬ ‫نزَل َ‬‫كاف ألِ ْف‪ ،‬تَ َر َك هذا الم ِ‬
‫صَف َر ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ط األسبوِع َب ْد ُء َش ْهر َ‬ ‫َو َس َ‬
‫الن ْسق؛‬‫و َّ‬
‫حق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َكنف رحم ِة الح ِق م ْن ِزل له لِذلِك‪ ،‬اُطُلب عام تار ِ ِ ِ ِ‬
‫رح َمة ّ‬ ‫يخ وفاته م ْن ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ ََْ َ ّ َ ٌ ُ َ‬

‫‪497‬‬
‫أيضاً له‬

‫وياسمين وزْهٌر وورد؛‬ ‫وب َنْف َس ٌج‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬


‫ٌ‬ ‫سرو َ‬
‫يخ وفاة الشاه ذي جدائل الم ْسك‪ُ ،‬ب ُلب ٌل و ٌ‬
‫تار ُ‬
‫ك‬ ‫مان‪ ،‬أبو اسحق‪َّ ،‬الذي ِببد ِر َ ِ ِ‬ ‫وث َّ‬
‫الز ِ‬ ‫وج ِه األ ِ‬ ‫ِ‬
‫ويضح ُ‬
‫َ‬ ‫يفخ ُر‬
‫طْل َعته َ‬ ‫َْ‬ ‫رض‪َ ،‬غ ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫مل ُ‬
‫الوْرد؛‬
‫على َ‬
‫الج ْزِء إلى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع ْشرو َن ِ‬
‫شهر ُجمادى األولى‪ ،‬في وقت المساء م َن ُ‬ ‫مع ُة ِا ِ‬
‫ثنان ِ‬ ‫الج َ‬
‫ُ‬
‫لك ّل ُرّْد‪.‬‬
‫اُ‬
‫أيضاً له‬

‫الن ْس ُل والتَّ ْخ ُت و َ‬
‫الب ْخ ُت‬ ‫األص ُل و َّ‬
‫الحال و ْ‬ ‫المال و ُ‬
‫الفال و ُ‬
‫و ُ‬ ‫العام‬
‫ُ‬
‫فلتك ْن ُك ُّـلهـا لـ َك فـي ُمْل ِـك َك في قرٍار علـى َّ‬
‫الدو ْام‬ ‫ُ‬
‫الجميل‬
‫ُ‬ ‫الحال‬
‫الوفير و ُ‬ ‫ُ‬ ‫المال‬
‫السعيـُد و ُ‬ ‫الفال َّ‬
‫البهيـ ُج و ُ‬ ‫العام‬
‫ُ‬
‫مام‬ ‫َّ‬
‫الب ْخ ُت الت ْ‬ ‫األص ُل الثَّاِب ُت و َّ‬
‫الن ْس ُل الباقي والتَّ ْخ ُت العالي و َ‬ ‫و ْ‬

‫أيضاً له‬

‫أه ِل العمـائ ِم َشمـ ُع َجمـ ِع الم ْجـلِ ِ‬


‫س‬ ‫رور ْ‬‫ُس ُ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الد ِ‬
‫ين َح َس ْن‬ ‫صاح ُب ُح ْس ِن الطاَل ِع ِّ‬
‫سي ْد قوام ّ‬
‫يـوم الجمع ِة سـ ِادس َشهـ ِر ربي ٍـع ِ‬
‫اآلخ ِر‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫النهـار صـ َار إلى ُح ْك ِم ذي الم َن ْن‬ ‫ط َّ‬ ‫َوسـ َ‬
‫الب َشر‬ ‫ئة وأرَب ٌع وخمسو َن ِم ْن ِه ْج َرِة َخ ِ‬ ‫سبع ِم ٍ‬
‫ير َ‬ ‫َ ُ‬
‫ط ْن‬‫الو َ‬ ‫س الم َح َّل َ ِ‬ ‫للشم ِ‬ ‫صار ِت الجوزاء َّ‬
‫وللب ْدر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪498‬‬
‫ان َهمـا عـاَل ِم الُق ُـد ِ‬
‫س‬ ‫ِ ِ َّ‬
‫ائر روحه الذي كـ َ َ‬
‫طـ ُ‬
‫الم َح ْن‬ ‫الجَّن ِة ِم ْن َش ْب َك ِة ِ‬
‫دار ِ‬ ‫ِ‬
‫روض َ‬ ‫اح إلـى‬ ‫رَ‬

‫أيضاً له‬

‫ف الّنيلي‬ ‫السْق ِ‬
‫ـوس هذا َّ‬ ‫تحت َق ِ‬ ‫كي‬ ‫قلب‪ ،‬مـا رأى ذلِك الوَلُد َّ‬
‫الذ ُّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ضي‬ ‫وحه ِ‬
‫الف‬ ‫ِ‬ ‫في جو ِارِه محـ َّل ل ِ‬ ‫الح َجر ّي‬
‫ّ ّ‬ ‫ََ‬ ‫لوح ُه َ‬
‫َ‬ ‫له‬
‫ك ُ‬‫الفْلـ ُ‬
‫وض َع ُ‬
‫َ‬

‫أيضاً له‬

‫ِ‬
‫األنام َل‬ ‫ض‬‫أع ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الظلم ِة هذا حتَّام أجلِس ِ‬
‫بانت ِ‬ ‫في ِ‬
‫بيت ُّ‬
‫الحبيب‪ ،‬حيناً َ‬ ‫ظار‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرَكب؛‬
‫أس على ُّ‬‫الر َ‬
‫أض ُع َّ‬ ‫ِ‬
‫باألسنان‪ ،‬وحيناً َ‬
‫كالذي‬‫رجعن قوماً َّ‬
‫أن ُي ِ ْ َ‬
‫َّام ْ‬ ‫تعال يا طائر َّ ِ ِ ِ‬
‫شارة بالو ِ‬
‫صل‪ ،‬عسى األي ُ‬ ‫الدوَلة بالب َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كانوا‪.‬‬

‫أيضاً له‬

‫ص و َّ‬
‫الط َم ِع ‪ ،‬أي َم ْن َن ْج ُم َك‬ ‫أي من أصل جوه ِرك العالي معرى ِمن ِ‬
‫الح ْر ِ‬ ‫ُ ًّ َ‬ ‫َْ ْ ُ َ َ َ‬
‫الن ِ‬
‫فاق؛‬ ‫ِ‬ ‫بر ِم َن َّ‬ ‫الذ ِ‬
‫ميمو ُن َّ‬
‫الزيف و ّ‬ ‫ات ُم َّاً‬
‫تصير‬
‫َ‬ ‫المالئك ِة لن‬
‫َ‬ ‫يفات المأخوَذةُ ِم َن‬
‫يصير متاحاً والتَّشر ُ‬
‫َ‬ ‫ظ َم ِة لن‬
‫الع َ‬
‫باب َ‬
‫ُ‬
‫للش ِ‬
‫يطان‪.‬‬ ‫عطاء َّ‬
‫ً‬

‫‪499‬‬
‫أيضاً له‬

‫جام‬ ‫عـالِم باألسـرار فـامـ ِ‬ ‫اهب العط ِ‬ ‫صاحب المجلِ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ال ْ‬ ‫أل‬ ‫ٌ‬ ‫ـاء‬ ‫س و ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ساقيا‬
‫العب ِـد ال ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلثام‬
‫ْ‬ ‫يكتبو َن‬ ‫ال َجَّنـ ُة نقـٌد هنا ع ْش سعيـداً‪ ،‬في َجَّنـة هللا على َ‬
‫ِ‬
‫س كر ْام‬‫ف ُج َّال ٍ‬ ‫وصـ ُّ‬
‫ان َ‬ ‫فاق ذوو َأد ٍب‪َ ،‬و َخـ َد ٌم ِحسـ ٌ‬‫قاء ور ٌ‬ ‫َّاء وأصد ٌ‬
‫ِ‬
‫أحب ٌ‬
‫األنغام‬ ‫باك ب َع ْذ ِب‬ ‫الساقي ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مجلِس رْق ٍ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫الش ُ‬ ‫ف َّ‬
‫وزل ُ‬
‫الحبيب ُ ْ‬ ‫خال‬
‫ص به َحَّب ُة القْلب ُ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫الجام‬ ‫ظ اطُل ِب‬ ‫الع ْشرة‪ ،‬ال حال أفضل ِ‬
‫حاف ُ‬ ‫ال دور أفضل ِمن هذا‪ ،‬ساقي اختَ ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ ُ ْ‬

‫أيضاً له‬

‫هللا‬ ‫َّ‬
‫إله إال ْ‬‫ال َ‬ ‫األح ِـد‬ ‫ِم ْن ح ْ ِ‬
‫ض َـرة َ‬ ‫َ‬ ‫الرو ِح‬
‫ُذن ُّ‬ ‫ِ‬
‫الم ْخِب ُر ّ‬
‫النـدا إلى أ ِ‬
‫أرس َل ُ‬‫َ‬
‫الجاه‬ ‫ُّ‬
‫بالز ِ‬ ‫يجد المن ِ‬‫حقـاً ْ ِ‬ ‫ان َّ‬
‫ور و ْ‬ ‫ص َب‬ ‫لن َ َ‬ ‫نصيب ُه الهـو ُ‬
‫ُ‬ ‫أن أيُّها العز ُيز َم ْن‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الكوثَُر لـ ْن ُي ِّبي ْ‬
‫ضاه‬ ‫مزَم و َ‬ ‫اء ز َ‬
‫مـ ُ‬ ‫له نسي ُج ال َب ْخت‬
‫أسوداً ُ‬
‫حيك َ‬ ‫َ‬ ‫يك ْن‬
‫َم ْن ُ‬
‫الحياه‬ ‫فار َق‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يوم َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫عام سبعمـائة وستي َـن‪َ ،‬‬ ‫السبت سـاد َس َش ْهر ذي الح َّجـة َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هللا‬
‫صر خواجه فتح ْ‬ ‫عادة لل َجَّنـة الوزيـ ُر الكام ُل أبو َن ْ‬
‫لس َ‬
‫سار في طـري َق ا َّ‬ ‫َ‬

‫أيضاً له‬

‫صر؛‬ ‫ِ‬
‫الب َ‬
‫نتيج ُة َقَلم َك سو ُاد َ‬
‫اليوم‪ ،‬أن أي َم ْن َ‬
‫صديق َ‬ ‫ٌ‬ ‫أرس َل لي سالماً‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تخرُج ؟؛‬
‫سيُد م َن البيت ال ُ‬ ‫أعاد َك ال َب ْخ ُت للبيت ‪ ،‬لماذا يا ِّ‬
‫عامين ُم ْن ُذ َ‬ ‫م ْن َب ْعد َ‬
‫الصَلف؛‬ ‫الع ِ‬
‫ناد و َّ‬ ‫قبيل ِ‬
‫فذاك ليس ِم ْن ِ‬ ‫جاوْبتُ ُه‪ ،‬وُقْل ُت َّإنني‬
‫معذور فاع ُذرني‪َ َ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫يق لمروري‪ ،‬في كِّف ِه َوَرَق ُة دعوى كأفعى‬ ‫كامن في ال َّ‬
‫طر ِ‬ ‫ٌ‬
‫وكيل القاضي ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تضطر ُب؛‬

‫‪500‬‬
‫ِ‬
‫لس ْج ِن‬ ‫علي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْع ُت الَق َدم ِ‬
‫ويرس ُل بي مفضوحاً ل ّ‬
‫سيقبض َّ ُ‬
‫ُ‬ ‫العتبة‪،‬‬ ‫خارَج‬ ‫َ‬ ‫إذا ما َو َ‬

‫أيضاً له‬

‫طةُ‬ ‫الب ْح ِر ُنق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش َّحا ُذ إذا كان يملك جوه اًر ِ‬‫َّ‬
‫صيب ُه م َن َ‬
‫األصل‪ ،‬حاشا تُ ُ‬
‫ْ‬ ‫طاه َر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َخ َج ٍل؛‬
‫بي‪ ،‬لِم لم تَحصل ِمن الخمرِة الم ِ‬
‫سع َدة َّإال‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َ ْ َ َ َْ َ‬ ‫جام ُه الذ َه َّ َ ْ‬
‫تحسد َ‬
‫ُ‬ ‫تك ْن‬
‫الش ْم ُس لو ْلم ُ‬
‫ِ‬
‫القليل؛‬ ‫على‬
‫أساس ُه أكثَ َر ق ار اًر؛‬ ‫يج ُب أن يكو َن‬ ‫كان ِ‬
‫يك ْن منزالً للخراب‪َ ،‬‬ ‫الدنيا لو ْلم ُ‬‫نزُل ُّ‬ ‫مِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫الز ِ‬ ‫َذ َه ُب َّ‬
‫أن يص َل إلى يد آص َ‬ ‫كان يج ُب ْ‬ ‫يك ْن زائفاً‪َ ،‬‬ ‫مان الذي َعم َل لو ْلم ُ‬
‫ِ‬
‫صاح ِب العيار؛‬
‫سح ُة ُع ْم ٍر ِم َن َّ‬
‫الد ْه ِر‪.‬‬ ‫له ُف َ‬
‫ِ‬
‫غير هذا العزيز‪ ،‬لذا َو َج َب ْت ُ‬ ‫للد ْه ِر َ‬
‫ال َوَل َد َّ‬

‫أيضاً له‬

‫الفاكه ُة الَّتي جاءت بيِدك ِمن الجَّن ِة أي عزيز‪ ،‬لِماذا لم تَ ْزرعها ِ‬


‫بيد َك في‬ ‫ِتْلك ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الَقْل ِب بل َرَميتَها؛‬
‫فاكه ِة َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫عامَل ِة ُم َّ‬ ‫إذا سألوك عن تار ِ ِ ِ‬
‫جنه٭‬ ‫حساب ُجمَلته اق ْأر م ْن َ‬
‫َ‬ ‫جدداً‪،‬‬ ‫الم َ‬
‫يخ هذه ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ــــــــــــ‬
‫٭(ميوه بهشتى)‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫أيضاً له‬

‫ض ِل م ِ‬
‫زدان‬ ‫الل ِبأنوا ِع َ‬ ‫أي ذا جـ ٍ‬ ‫ملِ َك الع ْـد ِل أس َد الَقْل ِ‬
‫الف ْ ُ‬ ‫ـب َب ْح َر الكفا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫السلطاني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صيت َس ْعد و ُش ْه َ ِرة ُملك َك ُّ‬ ‫َّ‬
‫اف ُكلها‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫اآلفاق ُكلها‪ ،‬فتَ َح األطر َ‬‫َ‬ ‫َبَل َغ‬
‫الغيب عالِم ِبأحوالي‪ ،‬يومي األبيض قد صار ِم ْثل ليلي َّ‬
‫الظلماني‬ ‫ِ‬ ‫أنت ُمْل َه ُم‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫لك ِ‬
‫ثان‬ ‫الف ْه ِم ما َ‬
‫ف تأويَل ُه ‪ُ ،‬ق ْل ْأن َت يا َم ْن في َ‬ ‫أيت مناماً ال أع ِر ُ‬ ‫ِ‬
‫األمس ر ُ‬ ‫ليَل َة‬

‫أيضاً له‬

‫البقا ِج ْس ِمي الفاني؛‬ ‫حو ْل إلى َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الحياة لي ِ‬
‫َ‬ ‫ين َ‬ ‫ّ‬ ‫هات‪،‬‬ ‫سير‬
‫الخ ْم َر إك َ‬
‫ساقي َ‬
‫تحرِم األولى ِم َن الثَّاني؛‬
‫ف‪ ،‬ال ِ‬ ‫عيني على دوِر الَقد ِح وروحي على راح ِة َ ِ‬
‫الك ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬
‫ولهان؛‬ ‫ِ‬
‫المحبوب رو َح‬ ‫ثوب ُه أُلقي على َق َد ِم‬
‫يح َ‬ ‫هز ِت ِّ‬
‫الر ُ‬ ‫وض َّ‬
‫الر ِ‬ ‫مثل َوْرٍد في َّ‬
‫َ‬
‫له ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعز ْف على المثالِث والمثاني‬
‫ثان‪.‬‬ ‫الح ْس ِن ما ُ‬
‫بوصف َب ْد ٍر في ُ‬ ‫ْ‬ ‫طر ُب ِ‬‫م ِ‬
‫ُ‬

‫أيضاً له‬

‫ِ‬
‫تسخير‬ ‫طريق‪ ،‬إذا َع َزْم َت على‬ ‫ِ‬
‫وسر في ال َّ‬ ‫جيش التَّ ِ‬
‫ض ْ‬ ‫فانه ْ‬
‫وفيق َ‬ ‫كان رفيقاً َل َك ُ‬ ‫َ‬
‫العاَل ِم يا أيُّها ال َّش ْاه؛‬
‫القلوب لل ِخ ْد َمة دائماً في‬ ‫تجع ُل‬ ‫ِ‬ ‫السل َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ص ْد ِر َّ‬
‫َ‬ ‫ط َنة بم ْثل هذا الجالل والجاه ‪َ ،‬‬ ‫في َ‬
‫انتباه؛‬
‫ْ‬
‫الع َم َل ِوْف َق ُمرِاد‬
‫تعم ُل َ‬
‫أنت َ‬
‫الشهير هذا‪َ ،‬‬ ‫الزنجارِي َّ‬
‫يلي َّ‬ ‫داع الّلو ِن ِ‬
‫الن ِ‬ ‫غم ِخ ِ‬ ‫رَ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫ص ْب َغ ِة هللا؛‬
‫ِ‬

‫‪502‬‬
‫سبع َة‬ ‫ِ‬ ‫ص ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رصتُ َك لتَ ْع َم َل َ‬
‫ف‪ ،‬إنها ُف َ‬ ‫الن ْ‬
‫الس ْب َع ُة و ّ‬
‫ف أو َّ‬
‫صُ‬‫الن ْ‬
‫الع َش َرةُ و ّ‬
‫تنف ُع َ‬
‫حين ال َ‬
‫َ‬
‫صَّف ْاه‪.‬‬ ‫ف َ ِ‬ ‫وِنص ِ‬
‫الم َ‬
‫الخ ْمرة ُ‬ ‫ْ‬

‫ات حافظ‬
‫باعي ُ‬
‫ُر ّ‬
‫ُرباعية‬

‫نجيء‬ ‫ـاك ال‬ ‫إلى ِ‬ ‫اظري ال‬ ‫رسمك في نـ ِ‬ ‫غير ِ‬


‫ْ‬ ‫غير مغن َ‬ ‫نح ُـن‬ ‫يجيء‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يجيء‬ ‫ـوم ال‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـوم لذيـ ٌذ ولك َّـن ُـه لِ َعهـد َك‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫ب َعيـننـا النـ ُ‬ ‫حقـاً‬ ‫الن ُ‬

‫ُرباعية‬

‫ِن‬ ‫فـي ي ِـد ِه ِ‬ ‫ـرو ق ُّـدهُ ُمسـتقيـماً‬


‫ُي َزّي ْ‬ ‫وج َـه ُه‬
‫ْ‬ ‫المرآةُ‪،‬‬ ‫الس ُ‬
‫ب ْـدٌر َّ‬
‫ِن‬
‫تُزّي ْ‬ ‫جميالً‬ ‫صالً خيـاالً‬‫تطُل ُب َو ْ‬ ‫أهديتُ ُـه ِمنـديالً صغيـ اًر فقال‬

‫ُرباعية‬

‫ص ِر َك‬ ‫م َد ْد ُت يدي ِّ ِ‬
‫شيء‬
‫ْ‬ ‫ـان ال‬ ‫ظ َن ْن ُت َّأن ُـه َش ٌ‬
‫يء فك َ‬ ‫َ‬ ‫للنطـاق َح ْو َل َخ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫شيء‬
‫ْ‬ ‫ص ِر‬ ‫أم َّس م ْن ذلِ َك َ‬
‫الخ ْ‬ ‫كي ال َ‬ ‫ص ِر‬ ‫بالخ ْ‬
‫ط َ‬ ‫طاق أحا َ‬‫الن ُ‬
‫الظاه ُر هذا ّ‬

‫‪503‬‬
‫ُرباعية‬

‫الع ْمر‬ ‫ِ‬


‫صار مألهُ ُ‬
‫َ‬ ‫الكأس في ِيد ُّ‬
‫الرو ِح‬ ‫ُ‬ ‫الع ْم ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان م ْن خراب ُ‬ ‫السيـ ُل ما َ‬
‫أخ َذ َّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْمر‬
‫خانة ُ‬‫متاع َك م ْن َ‬
‫َ‬ ‫يحمل َح ْمالً جميالً‬
‫ُ‬ ‫ان‬ ‫ال َّ‬
‫الزمـ ِ‬ ‫حمـ ُ‬ ‫ص ُح يا ِّ‬
‫سيـُد َّ‬ ‫اُ ْ‬

‫ُرباعية‬

‫عاشقاً ِس ِّكي اًر‬


‫بالخمـ ِار ِ‬
‫َّ‬ ‫ال تُ ِع ْـب‬ ‫ال تُل ْمنـي ِب ِع ْشـ ِق َو ْجـ ِه حبيـبي‬
‫بدين كثي اًر‬ ‫ِ‬ ‫وفي ما ُد ْم َت ِ‬
‫المعر َ‬‫هؤالء ُ‬ ‫السـالكي ـ َن ال َتلُ ْم‬
‫ف َرْس َم َّ‬
‫تعر ُ‬ ‫صـ ُّ‬

‫ُرباعية‬

‫حاجتي‬
‫قض َ‬‫عاش ٌق ومجنو ٌن ِا ِ‬ ‫ُقْلت ِ‬
‫ُ‬ ‫تَ َعَّلْقـ ُت َبو ْج ِه حاجتي ِب ُس ْنُب ِل َف ْرِع ِه‬
‫ودع جديلتي‬ ‫الجميل ال بالعمـ ِر َّ‬
‫الطويـ ِل ُخ ْذ ثَ ْغـري‬ ‫ِ‬ ‫بالع ِ‬
‫يش‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ال تَ َعلـ ْق َ‬ ‫قـ َ‬

‫ُرباعية‬

‫قنب ْر‬ ‫ِ‬ ‫رجـوَل ًة ِع ْن َد قالِ ِع ِ‬


‫ع ْن َد مولى َ‬ ‫الك َرِم‬
‫َ‬ ‫أسرَار‬ ‫اطُل ْب‬ ‫خيبر‬
‫ْ‬ ‫باب‬ ‫ُ‬ ‫اطُل ْب‬
‫سـاقي الكوثَ ْر‬ ‫ِع ْنـ َد‬ ‫َّ‬
‫حقـاً‬ ‫نبعـ ُه‬
‫ُ‬ ‫الح ِّق‬ ‫ِ‬
‫فيض َ‬
‫ِ‬
‫إن ُك ْن َت طـال َب‬ ‫ْ‬ ‫حـ ِاف ُ‬
‫ظ‬

‫‪504‬‬
‫ُرباعية‬

‫ور‬ ‫ِ‬
‫َخـفـٌر مـنـ َك ذلـ َك الـ ُبرُعـ ُم الـمستـ ُ‬
‫ور‬ ‫َّ ِ‬
‫النـ ْرج ُس الـمخمـ ُ‬ ‫خـ ِج ٌل مـنـ َك ذلِـ َك‬
‫ورد وهـو يستنيـ ُر مـن البـ ِ‬
‫در‬ ‫ف لِلـ ِ‬ ‫كـيـ َ‬
‫دور‬
‫البـ ُ‬ ‫مـنـ ُه‬ ‫تـستـنـيـ ُر‬ ‫ِبـمـن‬ ‫اس‬
‫ُيـقـ َ‬ ‫أن‬‫ْ‬

‫ُرباعية‬

‫ير‬
‫اءتك عـبـداً صغـ اً‬
‫بدر جـ َ‬ ‫مس يـا ُ‬
‫الش ُ‬
‫ّ‬
‫نو ار‬ ‫يـش ُـع‬ ‫ال‬ ‫اّلـذي‬ ‫لـك‬ ‫ـس عـبـداً‬ ‫لـي َ‬
‫اع ِمـن ن ِ‬
‫ـور وج ِهك‬ ‫ِمـن ضـي ِ‬
‫ـاء ُّ‬
‫الشع ٍ‬
‫ونو ار‬ ‫ـاء‬ ‫َّ‬
‫ضـي ً‬ ‫صـا ار‬ ‫ـبدر‬
‫وال ُ‬ ‫ـس‬
‫الـشم ُ‬

‫ُرباعية‬

‫ِ‬
‫ك َّـل يـو ِم قـلـبــي لـديـه ِحـم ٌـل ْ‬
‫جديد‬
‫جديد‬
‫ْ‬ ‫شوك‬
‫ٌ‬ ‫ُك َّـل يـو ٍم ِبعيـني من ال ِ‬
‫ـهجر‬
‫ـقول‬
‫ـاء ي ْ‬
‫ـذل الـجـه َـد والقـض ُ‬
‫دائـمـاً أب ُ‬
‫ٍ‬
‫جديد‬
‫ْ‬ ‫ـس هـذا ِبـكـاف ل َ‬
‫ـديك ُشغ ٌـل‬ ‫لـي َ‬

‫‪505‬‬
‫ُرباعية‬

‫خـ ُّ‬
‫ـط ُـه م ـنـ ُـه ن ـب ُـع عـي ِـن‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الكوثر‬
‫ْ‬ ‫ـاه تـن َّـوْر‬
‫مــن سـن ُ‬ ‫بـدر َي الش ْم ُ‬
‫ـس‬
‫بالعنبر‬
‫ْ‬ ‫طـى لِ ِـس ِّـر ِبـ ـئ ِـرِه‬‫ثُ ـ َّـم غـ ّ‬ ‫رمى جميـع القلـ ِ‬
‫وب‬ ‫َ‬ ‫فـي بئ ِـر ذق ِـن ِـه‬

‫ُرباعية‬

‫سأنام‬
‫ْ‬ ‫ير ِعَّلتي‬
‫ِم ْن َغ ٍم ِم ْن َك في سر ِ‬ ‫سأنام‬
‫ْ‬ ‫ليلتـي هـِذ ِه غـ ِارقاً ِبدمي‬
‫ٍ‬ ‫دون َك في َّأيـ ِة‬ ‫واذا لم تُصِدق حديثي ِ‬
‫سأنام‬
‫ْ‬ ‫حالة‬ ‫ليـرى َ‬ ‫فأرس ْل خياَل َك‬ ‫ْ َّْ‬

‫ُرباعية‬

‫األَل ْم‬ ‫ِ‬


‫تستحـ ُّق‬ ‫لـ َّذةُ ُس ْكـ ِرهـا ال‬ ‫العـدوان‬ ‫ِ‬
‫تستحـ ُّق‬ ‫ُّ‬
‫الدنيـا ال‬ ‫دوَلـ ُة‬
‫ُ‬
‫َغ ّْم‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السـ ِ‬
‫رور مـ َن ُّ‬ ‫آالف عـا ٍم ِم َـن‬
‫ِ‬
‫الدنيـا ال تستحـ ُّق أسبـو َ‬ ‫ُّ‬ ‫سب َـع ُة‬

‫ُرباعية‬

‫ِمنـ ُه‬ ‫يء‬


‫سعـ َادةُ قلـبـي تجـ ُ‬ ‫نـَفـساً‬ ‫ُمـطلِـ ٌق‬ ‫ـورُد‬ ‫ِ‬
‫ذلـ َك ال ْ‬
‫ِمنـ ُه‬ ‫يء‬ ‫ٍ‬
‫عبيـ َر َش ْخـص يجـ ُ‬ ‫لِـ َّ‬
‫أن‬ ‫َج َعـْلـ ُت وجـهـي للوِن ِـه‬

‫‪506‬‬
‫ُرباعية‬

‫ان‬ ‫ِ‬
‫ان أو عفيـفاً وفـاسقاً كـ ْ‬ ‫كـ َ‬ ‫دواً‬
‫وعـ َّ‬ ‫الوفـا‬ ‫أبـدى‬ ‫صديـقاً‬ ‫كـم‬
‫ان‬ ‫يقولـو َن‬ ‫َّ‬
‫دروا َح ْمـُلها مـا كـ ْ‬
‫َذ َهبـوا مـا َ‬ ‫َع َـجـباً‬ ‫ُحبلـى‬ ‫الليـَل ُة‬

‫ُرباعية‬

‫اح‬ ‫الن ْرِج ُس َّ‬ ‫بهوى الخم ِر ِ‬


‫يحم ُل َّ‬ ‫الوْرِد يح ِم ُل الَق َد ْح‬
‫الر ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫مثلمـا ُبرُعـ ُم‬
‫ان واستراح‬ ‫ط َرَح الهـ َّم فـي الحـ ِ‬ ‫فارغُ الَقْل ِب كالح ِ‬
‫باب‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذل َك الش ْخ ُ‬

‫ُرباعية‬

‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫فـي زم ِ‬


‫اب أول ـى وبِـصـافي ال ُـمـدا ِم الـشب ُ‬
‫ـاب أولـى‬ ‫ـان الـشبـاب الـشـر ُ‬
‫اب أولـى‬ ‫ِ‬ ‫وبِـ ِ‬ ‫ود ره ـ ُن خـر ٍ‬
‫كـ ُّل مـا فـي الـوجـ ِ‬
‫دار الـخـراب الـخ ـر ُ‬ ‫اب‬

‫ُرباعية‬

‫ـت خـم َـر الّلِقا‬ ‫أوالً ِبـالـوف ِ‬


‫ـام الجفا‬
‫ـت ج َ‬ ‫لمـا سـك ْـر ُت أُعـطـي ُ‬
‫ثُ َّـم َّ‬ ‫أُعـطـي ُ‬ ‫ـاء‬ ‫ّ‬
‫يح بـي ذ ار‬‫ـق بـال ِّـر ِ‬ ‫صـرت تُـرب َّ‬
‫الطـري ِ‬ ‫ِ‬ ‫نار‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْـل َء عـيـنـي‬
‫ُ َْ‬ ‫بي ٌ‬ ‫َ‬
‫ـلء قلـ‬
‫ـاء وم َ‬
‫م ٌ‬ ‫َ‬

‫‪507‬‬
‫ُرباعية‬

‫خمر‬
‫ْ‬
‫ط ج ِ‬
‫ـدول‬ ‫ومن الـغ ِّـم ُرْح لِ َـش ِّ‬
‫َ‬
‫ـدول م ٍ‬
‫ـاء‬ ‫ط ج ِ‬‫ُرْح ِبـخـم ٍـر لِـشـ ِّ‬
‫مر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـش ك ِ‬
‫الع ْ‬
‫َنـض َـر الـوجـه ضـاحكاً مدى ُ‬ ‫ـالورد ُك ْن‬ ‫ع ْـشـرَة َّأيـا ٍم تعي ُ‬

‫باعية‬
‫ُر َّ‬

‫فاه الجا ِم اَلمنـى تُجـتَـنى والمـراد ِمن ِش ِ‬


‫فاه الجا ِم‬ ‫ظ ًة عن ِش ِ‬
‫َشَف ًة منـ َك ال تُـ ِزْل لح َ‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الحبيب والحلو من ِشف ِ‬
‫ـاه الجا ِم‬ ‫ِ‬ ‫ـعيش فـي ِـه مـٌّر وحلو‪ ،‬الم ُّر من ِشف ِ‬
‫ـاه‬ ‫َق َـد ُح ال ِ‬
‫ُُ‬ ‫ٌُ ُ‬ ‫ُ‬

‫ُرباعية‬

‫ـال‬
‫وتع ْ‬ ‫فيل ِاحـ َذ ْر وُق ْـم‬
‫الس َ‬
‫ـب َّ‬‫وال َّـرقي َ‬ ‫ـال‬
‫ـأس واط َـر ْب وُق ْـم وتع ْ‬ ‫ارف ِـع الـك َ‬
‫ـال‬
‫وتع ْ‬
‫أطعـني ِبـق ِ‬
‫ـول ُق ْـم‬ ‫ال تُ ِطـع و ِ‬
‫ْ‬ ‫ـال ِاجـلِ ْس ولـا تَـ ُرْح‬
‫ـخصم ق َ‬
‫ُ‬ ‫واذا ال‬

‫ُرباعية‬

‫ظ‬ ‫فلـيـنـس ِمنـه مـا هو ِ‬


‫حاف ْ‬ ‫ِ‬
‫رب‬ ‫ظ‬ ‫ِ‬
‫الالح ْ‬ ‫ِس ْـح ُـر بـاِب ٍـل في‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫عـنـدهُ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬
‫ُد ٍّر تصـي ُـر فـي نظ ِم حاف ْ‬ ‫ط‬
‫ُقـر َ‬ ‫رب‬ ‫ُذن الـجم ِ‬ ‫أ ِ‬
‫تلك يا ّْ‬
‫ـال َ‬ ‫حـْلـَقـ ُة‬

‫‪508‬‬
‫ُرباعية‬

‫ِ‬
‫ـأس خم ٍـر علـى ُم َع ْن َب ِـر خ ْ‬
‫ـال‬ ‫ـدر ال ُيرى ل ُـه َنـظي ُـر جـم ْ‬
‫ـال راف ٌـع ك َ‬ ‫ذلك الـب ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ـاس ِب ِ‬ ‫ِمـ ْث َـل ص ٍ‬
‫ـخر ق ٍ‬ ‫ـدرِه ِمـن صـف ٍ‬
‫الل‬
‫وسط مـاء ُز ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ـاء‬ ‫ص ِ ْ‬ ‫ط َ‬ ‫وس َ‬
‫وبـدا قـل ُـب ُـه ْ‬
‫ــــــــــــ‬
‫قال المكزون‬
‫ـان مـا في ِـه من ِس ِّر‬
‫وشف إلى أن ب َ‬
‫َّ‬ ‫قلب ُه‬
‫منه ُ‬‫صفـا جسدي حتّى بدا ُ‬
‫ِ‬
‫الخمر‬ ‫الكأس في‬ ‫ِ‬
‫الماء و ِ‬ ‫غاب لو ُن‬ ‫ِ‬ ‫ـب ِس ُّـر‬
‫كما َ‬ ‫القلب قلبي وقاَلبي‬ ‫فغي َ‬
‫َّ‬

‫ُرباعية‬

‫الورد‬
‫ْ‬ ‫ط ٍة ز َين َة‬ ‫رد‪َ ،‬عَق َد ْت ِم ْثـل َّ‬
‫مشا َ‬ ‫َ‬ ‫الو ْ‬
‫ِ‬
‫الصبا حاض ُن َ‬ ‫َّت َّ‬ ‫وض إ ْذ هب ِ‬
‫الر ِ‬
‫في َّ‬
‫ورد‬ ‫ِ‬ ‫جبين كال َّش ِ‬
‫ٍ‬ ‫ظ ِل َّ‬
‫بالشم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مس فاطُل ْب وظ َّل ْ‬ ‫س‪ ،‬ذا‬ ‫ْ‬ ‫لك األمان م َن ال ّ ّ‬‫يك ْن َ‬
‫إن ُ‬
‫ْ‬

‫ُرباعية‬

‫الع ِ‬
‫ذاب‬ ‫الشف ِ‬
‫ـاه ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫حسرة‬
‫َ‬ ‫ِم ْن‬ ‫ِم ُّ‬
‫ـت‬ ‫ـاق‬ ‫ِ‬
‫وعن ٍ‬ ‫لُِق ْبـَل ٍة‬ ‫شـوقـاً‬ ‫ِم ُّ‬
‫ـت‬
‫ِ‬
‫اإلياب‬ ‫ِ‬
‫بانتظـ ِار‬ ‫ـت‬‫فقـد م ُّ‬ ‫ُع ْـد‬ ‫أقول‬
‫ص اًر ُ‬
‫ـث َق ْ‬
‫لن أُطي َـل الحدي َ‬
‫ْ‬

‫‪509‬‬
‫ُرباعية‬

‫ناف ْع‬ ‫ٍ‬


‫شيء ِ‬ ‫ليس لي ِم ْن ُه ُّ‬
‫أي‬ ‫َفَلكي َ‬ ‫ضائع‬
‫ْ‬ ‫المـرِاد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُع ُم اًر وأنا م ْن وراء ُ‬
‫ظر لِهذا َّ‬
‫الطالِ ْع‬ ‫صار ع ِ‬
‫ـدوي فان ُ ْ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫صـديق ْه‬ ‫أن أصي َـر‬ ‫ُك ُّل َم ْن َأرْد ُت ْ‬

‫ُرباعية‬

‫ـصاف‬ ‫دارت فـاهـت َّـز ك َّ‬


‫ـالصف ْ‬ ‫ْ‬ ‫أمل واذا الخـم ُـر‬ ‫دار فـلت ُك ْـن عـلـى ٍ‬ ‫ـك‬
‫كـيـفـما ال ُـفْل ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صاف‬
‫ْ‬ ‫ـت لـو َن َش ْـعـر ْي لـأب َ‬
‫ـيض‬ ‫ل َـم ح َّـوْل َ‬ ‫بـع َـد ال َّـسـواد فـُقـْل ْت‬ ‫ـال لـا لــو َن‬‫قـ َ‬

‫ُرباعية‬

‫(‪)1‬‬
‫ـاي تحكي‬ ‫ـب فـي لهيـِب ِه َّ‬
‫الن ُ‬
‫حـال َة القل ِ‬ ‫ـاي تحكي‬
‫الن ُ‬
‫ِ ِ‬
‫الشـم ِـع بـاشتعـالِه ّ‬
‫ـصـ َة َّ‬
‫ق َّ‬
‫لـم ِ‬
‫أج ْـد مـن ل ُـه غ َّـم قـلـبـي أحكي‬ ‫ـكن‬ ‫ِ‬ ‫قـلبي ال َّ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـق الـغ ُّـم فــيـه ول ْ‬
‫ـض ّـي ُ‬ ‫َ‬
‫ـــــــ‬
‫الن ِ‬
‫اي ريحاً بل لهيب ًا‬ ‫صوت ّ‬
‫ُ‬ ‫ليس‬
‫في المثنوي‪َ :‬‬

‫رباعية‬

‫تال‬ ‫ِ‬ ‫مع جـي ِ‬ ‫ـغم بـالـخـم ِـر إ ْذ تـج ُ‬


‫ـش الغـمـو ِم فـي َـم الق ْ‬ ‫َ‬ ‫ال‬
‫ـوش ُيـز ْ‬ ‫ال ُّ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ـض ِر ِّ‬ ‫ل َّـذة الخ ِ ِ‬
‫ـيك مـا ل ُـه من زو ْ‬ ‫ـام عـن ف َ‬
‫الج ُ‬ ‫ـاه‬
‫الشف ْ‬ ‫ـمر عـن َـد ُخ ْ‬ ‫ُ‬

‫‪510‬‬
‫ُرباعية‬

‫الض ِ‬
‫ياء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ّ‬‫ـاك فـاسقنـي شر َ‬ ‫فـلـت ُـك ْن ُمـنـقـذي مـن جفـا أعدائي مـن ُمح َّـي َ‬
‫سحب ِردائي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن الفاقـدي َـن للـفـضـل ا ْ‬‫َ‬ ‫مع أهـل ال ُّـنهـى وال ُـبكـا ّ‬
‫فيس ْر طريقي‬ ‫َ‬
‫ـــــــــ‬
‫ذين‬ ‫َّ‬ ‫ض وجهي ِ‬ ‫أبصار أعدائي‪ِّ ،‬‬
‫عني بأسما ِع و ِ‬
‫بنورك‪ ،‬واجعلني مع أولي األلباب ال َ‬ ‫وبي ْ‬ ‫ُخ ْذ ّ‬
‫البكاء واألنين‪ ،‬وباعد بيني وبين الب ّطالين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫شغُل ُهم‬

‫ُرباعية‬

‫عدن‬ ‫يــاقـوت ِشـف ِ‬


‫ـاه َك يرعـى ُد ُّر‬ ‫يرعـى الـآ ْس‬ ‫ِظ َّل سـنـاِب ِـل َشع ِـر َك‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫بدن‬ ‫ِمـن ر ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك تحيـا رو ُح ْ‬ ‫اح شـفـاه َ‬ ‫ْ‬ ‫الرو ْح‬
‫ـذاء ّ‬
‫غ ُ‬ ‫ـاك‬
‫الـخم ُـر كمـا شفت َ‬

‫باعية‬
‫ُر َّ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يء سوى ّْ‬
‫الغم‬ ‫ليس عندي ش ٌ‬ ‫العم ِـر َ‬ ‫حاص ُل ُ‬
‫ِ‬ ‫خيرِه ِِ‬
‫شق ِم ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫ليس لي سوى ّْ‬
‫الغم‬ ‫وشره َ‬‫ّ‬ ‫الع ُ‬
‫ال جليسـاً وف َّـياً وحـيداً َمَل ْك ُت َّإال األَل ْـم‬
‫ِ‬
‫ال مؤنساً وحيداً شهي اًر وفى لي سوى ّْ‬
‫الغم‬

‫‪511‬‬
‫ُرباعية‬

‫أسـفاً َّأنهـا أسهـم الحر ِب تُ ِ‬ ‫السحـر تُ ِ‬


‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫مط ْر‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫مط ْر‬ ‫عين َك التي اللـو َن و ّ ْ َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫تمل ِم ْن ُجلسـائك‬
‫الص ْخ َر ُيمط ْر‬ ‫آه م ْـن َقْلـِب َ‬
‫ك الذي َّ‬ ‫ُمس ِـرعاً‪ ،‬ك ْـم ُّ‬

‫ُرباعية‬

‫ِسـ َّر قلبـي قولـي له ِب ِ‬


‫ألف لِ ِ‬
‫سان‬ ‫ريـ ُح قولـي لـ ُه حديـثي ِس َّاًر‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫قـولـي لـ ُه ‪ ،‬عسـاهُ ال ينسـاني‬ ‫بين الورى ِّ‬
‫سيـئاً ُممـال‬
‫ًّ‬ ‫لسـ ُت َ‬

‫ُرباعية‬

‫بالص ْب ْر‬ ‫واربِ ِط ِ‬


‫الف ْكـ َر‬ ‫أسعِد الَقْلـ َب‬
‫ِ‬ ‫المـدار ِ‬
‫للف ْك ْر‬ ‫لك‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫لي سأغدو َ‬ ‫ال‬
‫قـ َ‬
‫ف ِف ْك ْر‬ ‫دم وأْل ُ‬ ‫ط َـرُة ٍّ‬
‫قْ‬ ‫ـب‬‫ـون ُه الَقْل َ‬
‫سم َ‬
‫َّ‬
‫ـب‪ ،‬والذي ُي ُّ‬ ‫الَقْل ُ‬ ‫هو‬
‫ص ْب ٌـر وما َ‬
‫َ‬ ‫أين‬
‫َ‬

‫ُرباعية‬

‫اغ ِا ْرَف ْع‬


‫الفر ِ‬ ‫الطر ِب المستَطاب و ِ‬
‫اه َب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫جام َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اب ارَف ْع‬ ‫كالحبيب م ْن ِزل الخر ِ‬
‫ِ‬ ‫الكأس‬ ‫ِ‬
‫ذل َك‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫الخم ِـر َّ‬
‫كالزنجي ِـر فقد‬ ‫ِ‬
‫اج َع ْل َوثـاقي م َن َ ْ‬
‫ْ‬
‫أجَّنني ارَف ْع‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ص ْر ُت مجنوناً وللحبيب الذي َ‬

‫‪512‬‬
‫ُرباعية‬

‫ِ‬
‫بالعود و َّ‬
‫الناي‬ ‫الل ِ‬
‫طيف‬ ‫يف َّ‬ ‫اهِد َّ‬
‫الظر ِ‬ ‫الش ِ‬
‫مع َّ‬
‫ََ‬
‫الخ ْم ْر‬
‫َ‬ ‫ِم َن‬ ‫ـاج ٌة‬
‫وزج َ‬
‫اوي ٌة وفـ ارغٌ ُ‬
‫وز َ‬
‫شعير لِ ِ‬
‫حات ِم طي‬ ‫ٍ‬ ‫أحمل ال ِمَّن َة ِبحب ٍ‬
‫َّة ِم ْن‬ ‫ال ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الخ ْم ْر‬ ‫ِ‬ ‫إذا ِ‬
‫م َن َ‬ ‫سخ َن ْت عروقي وأطرافي‬

‫ُرباعية‬

‫سوف َل ْـن َي َد َعنا‬


‫َ‬ ‫جئنـا إلى َق َد َم ْي ِـه‬ ‫العَقِد‬ ‫الن ِ َّ‬
‫ـار حال ُل ُ‬ ‫الجَّن ِـة و َّ‬
‫َ‬ ‫ـام‬
‫قس ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫لي يـا أسـد هللاِ‬ ‫ـب الّلِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اضرْبـ ُه ُك ْن َم َعنا‬ ‫ََ‬ ‫ض‬ ‫يع ِر ُ‬
‫ص ْ‬ ‫ذل َك ال ّذئ ُ‬ ‫ـام‬
‫حت َ‬

‫ُرباعية‬

‫الج ِ‬
‫ور َعونا‬ ‫ويكو َن‬ ‫ِ‬
‫الحبيب لي على َ‬
‫ُ‬ ‫الب ْخ ُت لي أعمالي‬
‫لهفتي لكي ُينج َز َ‬
‫الهوينى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ر ِ‬
‫يسير بي ُ‬
‫شيخوختي ُ‬
‫َ‬ ‫فار ُس‬ ‫العنان‬ ‫طَل َق‬
‫باب ُم ْ‬
‫اح م ْن يدي الش ُ‬
‫َ‬

‫ُرباعية‬

‫باك ِمثَلنا‬
‫الش ِ‬‫تك ْـن و ِاقعاً ِبهذي ِّ‬
‫إن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫خمرة وجا ٍم‬ ‫ِ‬
‫ستخرب مـ ْن َ‬
‫ُ‬ ‫ما أكثَ َر ما‬
‫تك ْـن ِم ْثَلنا‬
‫تَ ْجـلِ ْس َم َعنـا إذا َل ْم ُ‬ ‫نحن ُع َّش ٌ‬
‫ـاق سكـارى ُمعربِدو َن فال‬ ‫ُ‬

‫النهاية‬

‫‪513‬‬
‫سخة قزويني للعالمة محمد‬ ‫سخ ِة المعروَف ِة بُن َ‬ ‫فهرس غز ّليات ديوان حافظ كما وردت في ُّ‬
‫الن َ‬
‫لهذ ِه التَّرَج َمة‪.‬‬
‫النسخ ُة األصل َّالتي اعتُ ِمدت ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫قزويني والدكتور قاسم غني‪ ،‬وهي ُّ َ‬

‫ومن خراب كجا؛‬ ‫ِ‬


‫الساقي ادر كأساً وناولها؛ غزل‪ 2‬صالح كار ُكجا َ‬
‫غزل‪ 1‬اال يا أيها ّ‬
‫غزل‪ 3‬اگر آن ترک شيرازى بدست آرد دل ما ار؛ غزل‪ 4‬صبا بلطف بگو آن غزال رعنا‬
‫را؛ غزل‪ 5‬دل ميرود ز دستم صاحبدالن خدا را؛ غزل‪ 6‬به مالزمان سلطان كه رساند اين‬
‫دعا را؛ غزل‪ 7‬صوفي بيا كه آينه صافيست جام را؛ غزل‪ 8‬ساقيا برخيز ودر ده جام را؛‬
‫غزل‪ 9‬رونق عهد شبابست دگر بستان را؛ غزل‪ 10‬دوش از مسجد سوى ميخانه آمد ﭙير‬
‫ما؛ غزل‪ 11‬ساقي بنور باده برافروز جام ما؛ غزل‪ 12‬اى فروغ ماه حسن از روى رخشان‬
‫وکّله بست سحاب؛ غزل‪ 14‬گفتم اى سلطان خوبان رحم كن‬‫شما؛ غزل‪ 13‬ميدمد صبح ِ‬
‫ََ‬
‫براين غريب؛ غزل‪ 15‬اى شاهد قدسى كه كشد بند نقابت؛ غزل‪ 16‬خمى که ابروى شوخ تو‬
‫در كمان انداخت؛ غزل‪ 17‬سينه از آتش دل در غم جانانه بسوخت؛ غزل‪ 18‬ساقيا آمدن‬
‫عيد مبارك بادت؛ غزل‪ 19‬أي نسيم سحر آرامگه يار كجاست؛ غزل‪ 20‬روزه يكسو شد‬
‫وعيد آمد ودلها برخاست؛ غزل‪ 21‬دل ودينم شد ودلبر به مالمت برخاست؛ غزل‪ 22‬چو‬
‫بشنوى سخن اهل دل مگو كه خطاست؛ غزل‪ 23‬خيال روى تو در هر طريق همره ماست؛‬
‫غزل‪ 24‬مطلب طاعت وپيمان وصالح از من مست؛ غزل‪ 25‬شکفته شد ِ‬
‫گل حم ار وگشت‬
‫بلبل ماست؛ غزل‪ 26‬زلف آشفته وخوى كرده وخندان لب ومست؛ غزل‪ 27‬در دير مغان آمد‬
‫يارم قدحى در دست؛ غزل‪ 28‬بجان خواجه وحق قديم وعهد درست؛ غزل‪ 29‬ما ار از خيال‬
‫تو چه ﭙرواى شرابست؛ غزل‪ 30‬زلفت هزار دل به يكى تار مو ببست؛ غزل‪ 31‬آن ِ‬
‫شب‬
‫ِ‬
‫صورت ابروى دلگشاى تو بست؛‬ ‫قدرى كه گويند اهل خلوت امشبست؛ غزل‪ 32‬خدا چو‬
‫غزل‪ 33‬خلوت گزيده ار به تماشا چه حاجتست؛ غزل‪ 34‬رواق منظر چشم من آشيانهٴ‬
‫تست؛ غزل‪ 35‬برو بکار خود‪ ،‬اى واعظ‪ ،‬اين چه فرياد است؛ غزل‪ 36‬تا سر زلف تو در‬
‫دست نسيم أفتادست؛ غزل‪ 37‬بيا که قصر امل سخت ُسست بنيادست؛ غزل‪ 38‬بى مهر‬
‫ِ‬
‫حاجت سرو وصنوبر است؛ غزل‪40‬‬ ‫باغ م ار چه‬
‫رخت روز م ار نور نمانده ست؛ غزل‪ِ 39‬‬
‫المن ُة هللِ که ِ‬
‫در ميكده باز است؛ غزل‪ 41‬اگرچه باده فرح بخش وباد گل بيزاست؛ غزل‪42‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫وصحبت ياران‬ ‫حال دل با تو گفتنم هوس است؛ غزل‪ 43‬صحن بستان ذوق بخش‬ ‫ِ‬
‫خوشست؛ غزل‪ 44‬كنون که بر ِ‬
‫كف گل جام بادهٴ صافست؛ غزل‪ 45‬در اين زمانه رفيقى‬

‫‪514‬‬
‫كه خالى از خللست؛ غزل‪ 46‬گل در بر ومى در كف ومعشوق بكامست؛ غزل‪ 47‬به کوى‬
‫ميكده هر سالكى كه ره دانست؛ غزل‪ 48‬صوفى از ﭙر ِ‬
‫تو مى راز نهانى دانست؛ غزل‪49‬‬
‫روضهٴ خلد برين خلوت درويشانست؛ غزل‪ 50‬بدا ِم زلف تو دل مبتالى خويشتن است؛‬
‫غزل‪ 51‬لعل سيراب بخون تشنه لب يار من است؛ غزل‪ 52‬روزگاريست كه سوداى بتان دين‬
‫منست؛ غزل‪ 53‬منم كه گوشه ميخانه خانقاه منست؛ غزل‪ 54‬ز گريه مرد ِم چشمم نشسته در‬
‫لف تو دام كفر ودين است؛ غزل‪ 56‬دل س ار ﭙردهٴ محبَّت اوست؛‬‫خونست؛ غزل‪ 55‬خ ِم ز ِ‬
‫ادت ما وآستان حضرت‬‫سر ار ِ‬
‫غزل‪ 57‬آن سيه چرده كه شيرينى عالم با اوست؛ غزل‪ِ 58‬‬
‫دوست؛ غزل‪ 59‬دارم ِ‬
‫اميد عاطفتى از جناب دوست؛ غزل‪ 60‬آن ﭙيک نامور كه رسيد از‬
‫ديار دوست؛ غزل‪ 61‬صبا اگر گذرى افتدت بكشور دوست؛ غزل‪ 62‬مرحبا اى ﭙيك‬
‫مشتاقان‪ ،‬بده بيغام دوست؛ غزل‪ 63‬روى تو کس نديد وهزارت رقيب هست؛ غزل‪ 64‬اگرچه‬
‫ِ‬
‫عرض هنر ﭙيش يار بى ادبيست؛ غزل‪ 65‬خوشتر ز عشق وصحبت وباغ وبهار چيست؛‬
‫غزل‪ 66‬بنال بلبل اگر با منت سرياريست؛ غزل‪ 67‬يا رب اين شمع دلفروز ز كاشيانهٴ‬
‫كيست؛ غزل‪ 68‬ماهم اين هفته برون رفت وبچشمم ساليست؛ غزل‪ 69‬كس نيست كه افتاده‬
‫اهد ظاهر‬ ‫آن زلف دوتا نيست؛ غزل‪ 70‬مرد ِم ديدهٴ ما جز به رخت ناظر نيست؛ غزل‪ 71‬ز ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ﭙرست از حال ما آگاه نيست؛ غزل‪ 72‬راهيست راه عشق كه هيچش كناره نيست؛ غزل‪73‬‬
‫ِ‬
‫كارگه كون ومكان اين همه‬ ‫تو رويت نظرى نيست كه نيست؛ غزل‪ِ 74‬‬
‫حاص ِل‬ ‫روشن از ﭙر ِ‬
‫ِ‬
‫آستان توام در‬ ‫ِ‬
‫نرگس فتان تو بى چيزي نيست؛ غزل‪ 76‬جز‬ ‫نيست؛ غزل‪ 75‬خو ِ‬
‫اب آن‬
‫جهان ﭙناهى نيست؛ غزل‪ 77‬بلبلى ِ‬
‫برگ گلى خوش رنگ در منقار داشت؛ غزل‪ 78‬ديدى‬
‫كه يار جز ِ‬
‫سر جور وستم نداشت؛ غزل‪ 79‬كنون كه ميدمد از بوستان نسيم بهشت؛‬
‫غزل‪ِ 80‬‬
‫عيب رندان مكن‪ ،‬اى زاهد پاكيزه سرشت؛ غزل‪ 81‬صبحدم مرغ چمن با گل نو‬
‫خاسته گفت؛ غزل‪ 82‬آن ِ‬
‫ترك ﭙريچهره كه دوش از بر ما رفت؛ غزل‪ 83‬گر ز دست زلف‬
‫مشكينت خطائى رفت‪ ،‬رفت؛ غزل‪ 84‬ساقى بيار باده كه ماه صيام رفت؛ غزل‪ 85‬شربتى‬
‫از ِ‬
‫لب لعلش نچشيديم وبرفت؛ غزل‪ 86‬ساقى بيا كه يار ز رخ ﭙرده بر گرفت غزل‪87‬‬
‫حسنت باتفاق مالحت جهان گرفت؛ غزل‪ 88‬شنيده ام سخنى خوش كه ﭙير كنعان گفت؛‬
‫ِ‬
‫هدهد صبا بسبا مى فرستمت؛‬ ‫غزل‪ 89‬يا رب سببى ساز كه يارم بسالمت؛ غزل‪ 90‬اى‬
‫غزل‪ 91‬اى غايب از نظر بخدا مى سپارمت؛ غزل‪ِ 92‬‬
‫مير من خوش ميروى كاندر سر‬
‫وپا ميرمت؛ غزل‪ 93‬چه لطف بود كه ناگاه رشحهٴ قلمت؛ غزل‪ 94‬زان يار دلنوازم‬

‫‪515‬‬
‫شكريست با شكايت؛ غزل‪ 95‬مدامم مست ميدارد نسيم جعد گيسويت؛ غزل‪ 96‬درد ما ار‬
‫نيست درمان الغياث؛ غزل‪ 97‬توئى كه بر سر خوبان كشورى چون تاج؛ غزل‪ 98‬اگر به‬
‫اى ِ‬
‫روى َّ‬
‫فرخ؛ غزل‪ 100‬دى ﭙير‬ ‫ِ‬
‫مذهب تو خون عاشق است مباح؛ غزل‪ 99‬دل من در هو ِ‬
‫ِ‬
‫وعيش نهان چيست كار بى بنياد؛‬ ‫مى فروش كه ذكرش بخير باد؛ غزل‪ 101‬شراب‬
‫غزل‪ 102‬دوش آگهى ز يار سفر كرده داد باد؛ غزل‪ 103‬روز وصل دوستداران ياد باد؛‬
‫ِ‬
‫آفتاب هر نظر باد؛ غزل‪ 105‬صوفى ار باده باندازه خورد نوشش باد؛‬ ‫غزل‪ 104‬جمالت‬
‫ِ‬
‫حسن تو هميشه در فزون باد؛‬ ‫غزل‪ 106‬تنت بناز طبيبان نيازمند مباد؛ غزل‪107‬‬
‫غزل‪ 108‬خسروا ِ‬
‫گوى فلك در خم چوگان تو باد؛ غزل‪ 109‬دير ست كه دلدار ﭙيامى‬
‫عكس ِ‬
‫روى تو چو در‬ ‫ِ‬ ‫نفرستاد؛ غزل‪ 110‬ﭙيرانه سرم عشق جوانى بسر افتاد؛ غزل‪111‬‬
‫آينهٴ جام افتاد؛ غزل‪ 112‬آنكه رخسار ت ار رنگ گل ونسرين داد؛ غزل‪ 113‬بنفشه دوش‬
‫ِ‬
‫هماى او ِج سعادت بدام ما افتد؛ غزل‪ 115‬درخت‬ ‫بگل گفت وخوش نشانى داد؛ غزل‪114‬‬
‫دوستى بنشان كه كام دل ببار آرد؛ غزل‪ 116‬كسى كه حسن وخط دوست در نظر دارد؛‬
‫غزل‪ 117‬دل ما ِ‬
‫بدور رويت ز چمن فراغ دارد؛ غزل‪ 118‬آنكس كه بدست جام دارد؛‬
‫غزل‪ 119‬دلى كه غيب نمايست وجام جم دارد؛ غزل‪ 120‬بتى دارم كه ِ‬
‫گرد گل ز سنبل‬
‫ِ‬
‫خاطر مجموع ويار نازنين دارد؛ غزل‪ 122‬هر آنكه‬ ‫سايه بان دارد؛ غزل‪ 121‬هر آنكو‬
‫جانب ِ‬
‫اهل خدا نگه دارد؛ غزل‪ 123‬مطرب عشق عجب ساز ونوائى دارد؛ غزل‪ 124‬آنكه‬ ‫ِ‬
‫از ِ‬
‫سنبل او غاليه تابى دارد؛ غزل‪ 125‬شاهد آن نيست كه موئى وميانى دارد؛ غزل‪126‬‬
‫ِ‬
‫طلعت تو ماه ندارد؛ غزل‪128‬‬ ‫ِ‬
‫روشنى‬ ‫ِ‬
‫جمال جانان ميل جهان ندارد؛ غزل‪127‬‬ ‫جان بى‬
‫نيست در شهر ما نگارى كه دل ما ببرد؛ غزل‪ 129‬اگر نه باده غ ِم دل ز ياد ما ببرد؛‬
‫ترك فلك خوان روزه غارت كرد؛‬ ‫غزل‪ 130‬سحر بلبل حكايت با صبا كرد؛ غزل‪ 131‬بيا كه ِ‬
‫ِ‬
‫روشن مى عارفى طهارت كرد؛ غزل‪ 133‬صوفى نهاد دام وسرحقه باز‬ ‫غزل‪ 132‬به ِ‬
‫آب‬
‫كرد؛ غزل‪ 134‬بلبلى خون دلى خورد وگلى حاصل كرد؛ غزل‪ 135‬چو باد عزِم ِ‬
‫سر كوى‬
‫يار خواهم كرد؛ غزل‪ 136‬دست در حلقهٴ آن زلف دوتا نتوان كرد؛ غزل‪ 137‬دل از من‬
‫برد وروى از من نهان كرد؛ غزل‪ 138‬رو بر رهش نهادم وبر من گذر نكرد؛ غزل‪139‬‬
‫دلبر برفت ودلشدگان ار خبر نكرد؛ غزل‪ 140‬ديدى اى دل كه غم عشق دگر بار چه‬
‫كرد؛ غزل‪ 141‬دوستان دختر رز توبه ز مستورى كرد؛ غزل‪ 142‬سالها دل طلب جام جم‬
‫از ما ميكرد؛ غزل‪ 143‬به ِّ‬
‫سر جا ِم جم آنكه نظر توانى كرد؛ غزل‪ 144‬ياد باد آنكه ز ما‬

‫‪516‬‬
‫وقت سفر ياد نكرد؛ غزل‪ 145‬چه مستى است ندانم كه رو بما آورد؛ غزل‪ 146‬صبا ِ‬
‫وقت‬
‫سحر بوئى ز زلف يار مى آورد؛ غزل‪ 147‬نسي ِم ِ‬
‫باد صبا دوشم آگهى آورد؛ غزل‪148‬‬
‫يارم چو قدح بدست گيرد؛ غزل‪ 149‬دلم جز ِ‬
‫مهر مهرويان طريقى بر نميگيرد؛ غزل‪150‬‬
‫ساقى ار باده ازين دست بجام اندازد؛ غزل‪ 151‬دمى با غم بسر بردن جهان يكسر نمى‬
‫ِ‬
‫خسرو خاور‬ ‫ارزد؛ غزل‪ 152‬در ازل ﭙر ِ‬
‫تو حسنت ز تجّلي دم زد؛ غزل‪ 153‬سحر چون‬
‫علم بر كوهساران زد؛ غزل‪ 154‬راهى بزن كه آهى بر ساز آن توان زد؛ غزل‪ 155‬اگر‬
‫روم ز ﭙى اش فتنه ها برانگيزد؛ غزل‪ 156‬بحسن وخلق ووفا كس به يار ما نرسد؛‬
‫غزل‪ 157‬هر كه ار با خط سبزت سر سودا باشد؛ غزل‪ 158‬من وانكار شراب اين چه‬
‫حكايت باشد؛ غزل‪ 159‬نقد صوفى نه همه صافى بيغش باشد؛ غزل‪ 160‬خوشست خلوت‬
‫اگر يار يار من باشد؛ غزل‪ 161‬كى شعر تر انگيزد خاطر كه حزين باشد؛ غزل‪162‬‬
‫خوش آمد گل وزان خوشتر نباشد؛ غزل‪ 163‬گل بى رِخ يار خوش نباشد؛ غزل‪ِ 164‬‬
‫نفس‬
‫ِ‬
‫باد صبا مشك فشان خواهد شد؛ غزل‪ 165‬م ار ِ‬
‫مهر سيه چشمان ز سر بيرون نخواهد شد؛‬
‫غزل‪ِ 166‬‬
‫روز هجران وشب فرقت يار خواهد شد؛ غزل‪ 167‬ستاره اى بدرخشيد وماه‬
‫مجلس شد؛ غزل‪ 168‬گداخت جان كه شود كار دل تمام ونشد؛ غزل‪ 169‬يارى اندر كس‬
‫نمى بينم ياران ار چه شد؛ غزل‪ 170‬زاهد خلوت نشين دوش بميخانه شد؛ غزل‪ 171‬دوش‬
‫از جناب آصف ﭙيك بشارت آمد؛ غزل‪ 172‬عشق تو نهال حيرت آمد؛ غزل‪ 173‬در‬
‫نمازم خم ابروى تو با ياد آمد؛ غزل‪ 174‬مژده اى دل كه دگر باد صبا باز آمد؛‬
‫غزل‪ 175‬صبا به تهنيت ﭙير مى فروش آمد؛ غزل‪ 176‬سحرم دولت بيدار ببالين آمد؛‬
‫غزل‪ 177‬نه هر كه چهره برافروخت دلبرى داند؛ غزل‪ 178‬هر كه شد محرم دل در حرم‬
‫يار بماند؛ غزل‪ 179‬رسيد مژده كه ايام غم نخواهد ماند؛ غزل‪ 180‬اى پستهٴ تو خنده زده‬
‫بر حديث قند؛ غزل‪ 181‬بعد از اين دست من ودامن آن سرو بلند؛ غزل‪ 182‬حسب‬
‫غصه نجاتم دادند؛‬
‫حالى ننوشتى وشد ايامى چند؛ غزل‪ 183‬دوش وقت سحر از ّ‬
‫عيارى‬
‫غزل‪ 184‬دوش ديدم كه ماليک در ميخانه زدند؛ غزل‪ 185‬نقدها ار بود آيا كه ّ‬
‫گيرند؛ غزل‪ 186‬گر مى فروش حاجت رندان روا كند؛ غزل‪ 187‬دال بسوز كه سوز تو‬
‫كارها بكند؛ غزل‪ 188‬م ار به رندى وعشق آن فضول عيب كند؛ غزل‪ 189‬طاير دولت اگر‬
‫باز گذارى بكند؛ غزل‪ 190‬كلک مشكين تو روزى كه ز ما ياد كند؛ غزل‪ 191‬آن كيست‬
‫كز روى كرم با ما وفادارى كند؛ غزل‪ 192‬سرو چمان ما چ ار ميل چمن نمى كند؛‬

‫‪517‬‬
‫غزل‪ 193‬در نظر بازى ما بيخبران حيرانند؛ غزل‪ 194‬سمن بويان غبار غم چو بنشينند‬
‫بنشانند؛ غزل‪ 195‬غالم نرگس مست تو تاجدارانند؛ غزل‪ 196‬آنان كه خاک ار به نظر‬
‫كيميا كنند؛ غزل‪ 197‬شاهدان گر دلبرى زينسان كنند؛ غزل‪ 198‬گفتم كيم دهان ولبت‬
‫كامران كنند؛ غزل‪ 199‬واعظان كاين جلوه در محراب ومنبر ميكنند؛ غزل‪ 200‬دانى كه‬
‫چنگ وعود چه تقرير ميكنند؛ غزل‪ 201‬شراب بيغش وساقى خوش دو دام رهند؛‬
‫غزل‪ 202‬بود آيا كه در ميكده ها بگشايند؛ غزل‪ 203‬سالها دفتر ما در گرو صهبا بود؛‬
‫غزل‪ 204‬ياد باد آنكه نهانت نظرى با ما بود؛ غزل‪ 205‬تا ز ميخانه ومى نام ونشان‬
‫خواهد بود؛ غزل‪ 206‬ﭙيش ازينت بيش از اين انديشهٴ عشاق بود؛ غزل‪ 207‬ياد باد آنكه‬

‫سر كوى توام منزل بود؛ غزل‪ 208‬خستگان ار چو طلب باشد ّ‬


‫وقوت نبود؛ غزل‪ 209‬قتل اين‬
‫خسته به شمشير تو تقدير نبود؛ غزل‪ 210‬دوش در حلقهٴ ما قصهٴ گيسوى تو بود؛‬
‫غزل‪ 211‬دوش مى آمد ورخساره بر افروخته بود؛ غزل‪ 212‬يكدو جامم دى سحرگه اتفاق‬
‫افتاده بود؛ غزل‪ 213‬گوهر مخزن اسرار همانست كه بود؛ غزل‪ 214‬ديدم بخواب خوش كه‬
‫بدستم ﭙياله بود؛ غزل‪ 215‬بكوى ميكده يا رب سحر چه مشغله بود؛ غزل‪ 216‬آن يار كزو‬
‫خانهٴ ما جاى ﭙرى بود؛ غزل‪ 217‬مسلمانان م ار وقتى دلى بود؛ غزل ‪ 218‬در ازل هر كو‬
‫بفيض دولت ارزانى بود؛ غزل‪ 219‬كنون كه در چمن آمد گل از عدم بوجود؛ غزل‪ 220‬از‬
‫ديده خون دل همه بر روى ما رود؛ غزل‪ 221‬چو دست بر سر زلفش زنم بتاب رود؛‬
‫غزل‪ 222‬از سر كوى تو هر كو بمالمت برود؛ غزل‪ 223‬هرگزم نقش تو از لوح دل وجان‬
‫نرود غزل‪ 224‬خوشا دلى كه مدام از ﭙى نظر نرود؛ غزل‪ 225‬ساقى حديث سرو وگل والله‬
‫ميرود؛ غزل‪ 226‬ترسم كه اشك در غم ما ﭙرده در شود؛ غزل‪ 227‬گرچه بر واعظ شهر اين‬
‫سخن آسان نشود؛ غزل‪ 228‬گر من از باغ تو يك ميوه بچينم چه شود؛ غزل‪ 229‬بخت از‬
‫دهان دوست نشانم نميدهد؛ غزل‪ 230‬اگر به بادهٴ مشكين دلم كشد شايد؛ غزل‪ 231‬گفتم غم‬
‫تو دارم گفتا غمت سرآيد؛ غزل‪ 232‬بر سر آنم كه گر ز دست بر آيد؛ غزل‪ 233‬دست از‬
‫طلب ندارم تا كام من بر آيد؛ غزل‪ 234‬چو آفتاب مى از مشرق ﭙياله بر آيد؛ غزل‪235‬‬
‫زهى خجسته زمانى كه يار باز آيد؛ غزل‪ 236‬اگر آن طاير قدسى ز درم باز آيد؛ غزل‪237‬‬
‫نفس بر آمد وكام از تو بر نمى آيد؛ غزل‪ 238‬جهان بر ابروى عيد از هالل وسمه كشيد؛‬
‫غزل‪ 239‬رسيد مژده كه آمد بهار وسبزه دميد؛ غزل‪ 240‬ابر آذارى بر آمد باد نوروزى وزيد؛‬
‫غزل‪ 241‬معاشران ز حريف شبانه ياد آريد؛ غزل‪ 242‬بيا كه رايت منصور پادشاه رسيد؛‬

‫‪518‬‬
‫غزل‪ 243‬بوى خوش تو هر كه ز باد صبا شنيد؛ غزل‪ 244‬معاشران گره از زلف يار باز‬
‫كنيد؛ غزل‪ 245‬اال اى طوطى گوياى اسرار؛ غزل‪ 246‬عيد است وآخر گل وياران در‬
‫انتظار؛ غزل‪ 247‬صبا ز منزل جانان گذر دريغ مدار؛ غزل‪ 248‬اى صبا نكهتى از كوى‬
‫فالنى بمن آر؛ غزل‪ 249‬اى صبا نكهتى از خاك ره يار بيار؛ غزل‪ 250‬روى بنماى ووجود‬
‫خودم از ياد ببر؛ غزل‪ 251‬شب وصل است وطى شد نامهٴ هجر؛ غزل‪ 252‬گر بود عمر‬
‫خرم از فروغ رخت الله زار عمر؛ غزل‪ 254‬ديگر ز‬
‫به ميخانه رسم بار دگر؛ غزل‪ 253‬اى ّ‬
‫شاخ سرو سهى بلبل صبور؛ غزل‪ 255‬يوسف گم گشته باز آيد بكنعان غم مخور؛ غزل‪256‬‬
‫نصيحتى كنمت بشنو وبهانه مگير؛ غزل‪ 257‬روى بنما وم ار گو كه ز جان دل برگير؛‬
‫غزل‪ 258‬هزار شكر كه ديدم بكام خويشت باز؛ غزل‪ 259‬منم كه ديده بديدار دوست كردم‬
‫باز؛ غزل‪ 260‬اى سرو ناز حسن كه خوش ميروى بناز؛ غزل‪ 261‬درآ كه در ِ‬
‫دل خسته‬
‫توان در آيد باز؛ غزل‪ 262‬حال خونين دالن كه گويد باز؛ غزل‪ 263‬بيا وكشتى ما در شط‬
‫شراب انداز؛ غزل‪ 264‬خيز ودر كاسهٴ زر آب طربناک انداز؛ غزل‪ 265‬بر نيامد از تمناى‬
‫لبت كامم هنوز؛ غزل‪ 266‬دلم رميدهٴ لولى وشيست شور انگيز؛ غزل‪ 267‬اى صبا گر‬
‫بگذرى بر ساحل رود ارس؛ غزل‪ 268‬گلعذارى ز گلستان جهان ما ار بس؛ غزل‪ 269‬دال‬
‫رفيق سفر بخت نيكخواهت بس؛ غزل‪ 270‬درد عشقى كشيده ام كه مﭙرس؛ غزل‪ 271‬دارم از‬
‫زلف سياهش گله چندان كه مﭙرس؛ غزل‪ 272‬باز آى ودل تنگ م ار مونس جان باش؛‬
‫غزل‪ 273‬اگر رفيق شفيقى درست ﭙيمان باش؛ غزل‪ 274‬به دور الله قدح گير وبى ريا مى‬
‫باش؛ غزل‪ 275‬صوفى گلى بچين ومرّقع به خار بخش؛ غزل‪ 276‬باغبان گر ﭙنج روزى‬
‫صحبت گل بايدش؛ غزل‪ 277‬فكر بلبل همه آنست كه گل شد يارش؛ غزل‪ 278‬شراب تلخ‬
‫ميخواهم كه مرد افكن بود زورش؛ غزل‪ 279‬خوشا شيراز ووضع بى مثالش؛ غزل‪ 280‬چو‬
‫بر شكست صبا زلف عنبر افشانش؛ غزل‪ 281‬يا رب اين نو گل خندان كه سﭙردى بمنش؛‬
‫غزل‪ 282‬ببرد از من قرار وطاقت وهوش؛ غزل‪ 283‬سحر ز هاتف غيبم رسيد مژده بگوش؛‬
‫غزل‪ 284‬هاتفى از گوشهٴ ميخانه دوش؛ غزل‪ 285‬در عهد پادشاه خطا بخش جرم ﭙوش؛‬
‫غزل‪ 286‬دوش با من گفت ﭙنهان كاردانى تيز هوش؛ غزل‪ 287‬اى همه شكل تو مطبوع‬
‫وهمه جاى تو خوش؛ غزل‪ 288‬كنار آب وپاى بيد وطبع شعر ويارى خوش؛ غزل‪289‬‬
‫مجمع خوبى ولطف است عذار چو مهش؛ غزل‪ 290‬دلم رميده شد وغافلم من درويش؛‬
‫غزل‪ 291‬ما آزموده ايم درين شهر بخت خويش؛ غزل‪ 292‬قسم بحشمت وجاه وجالل شاه‬

‫‪519‬‬
‫شجاع؛ غزل‪ 293‬با مدادان كه ز خلوتگه كاخ ابداع؛ غزل‪ 294‬در وفاى عشق تو مشهور‬
‫خوبانم چو شمع؛ غزل‪ 295‬سحر ببوى گلستان دمى شدم در باغ؛ غزل‪ 296‬طالع اگر مدد‬
‫دهد دامنش آورم به كف؛ غزل‪ 297‬زبان خامه ندارد سر بيان فراق؛ غزل‪ 298‬مقام امن ومى‬
‫بيغش ورفيق شفيق؛ غزل‪ 299‬اگر شراب خورى جرعهٴ فشان بر خاک؛ غزل‪ 300‬هزار‬
‫دشمنم ار ميكنند قصد هالک؛ غزل‪ 301‬اى دل ريش م ار با لب تو حق نمک؛ غزل‪302‬‬
‫خوش خبر باشى اى نسيم شمال؛ غزل‪ 303‬شممت روح ٍ‬
‫وداد ِ‬
‫وش ْم ُت َب ْر َق ِوصال؛ غزل‪304‬‬ ‫ُ َْ َ‬
‫داراى جهان نصرت دين خسرو كامل؛ غزل‪ 305‬بوقت گل شدم از توبهٴ شراب خجل؛‬
‫غزل‪ 306‬اگر بكوى تو باشد م ار مجال وصول؛ غزل‪ 307‬هر نكته اى كه گفتم در وصف‬
‫آن شمايل؛ غزل‪ 308‬اى رخت چون خلد ولعلت سلسبيل؛ غزل‪ 309‬عشق بازّى وجوانى‬
‫ّ‬
‫وشراب لعل فام؛ غزل‪ 310‬مرحبا طاير فرخ ﭙى فرخنده ﭙيام؛ غزل‪ 311‬عاشق روى جوانى‬
‫خوش نو خاسته ام؛ غزل‪ُ 312‬بشرى ِإذ َّ‬
‫السالمةُ َّ‬
‫حل ْت بذي َسَلمِ؛ غزل‪ 313‬باز آى ساقيا كه‬
‫هواخواه خدمتم؛ غزل‪ 314‬دوش بيمارى چشم تو ببرد از دستم؛ غزل‪ 315‬بغير از آنكه بشد‬
‫دين ودانش از دستم؛ غزل‪ 316‬زلف بر باد مده تا ندهى بر بادم؛ غزل‪ 317‬فاش ميگويم‬
‫واز گفتهٴ خود دلشادم؛ غزل‪ 318‬م ار مى بينى وهر دم زيادت ميكنى دردم؛ غزل‪ 319‬سالها‬
‫ﭙيروى مذهب رندان كردم؛ غزل‪ 320‬ديشب به سيل اشك ره خواب ميزدم؛ غزل‪ 321‬هر چند‬
‫ﭙير وخسته دل وناتوان شدم؛ غزل‪ 322‬خيال نقش تو در كارگاه ديده كشيدم؛ غزل‪ 323‬ز‬
‫دست كوته خود زير بارم؛ غزل‪ 324‬گرچه افتاد ز زلفش گرهى در كارم؛ غزل‪ 325‬گر دست‬
‫دهد خاک كف پاى نگارم؛ غزل‪ 326‬در نهانخانهٴ عشرت صنمى خوش دارم؛ غزل‪ 327‬م ار‬
‫عهديست با جانان كه تا جان در بدن دارم؛ غزل‪ 328‬من كه باشم كه بر آن خاطر عاطر‬
‫گذرم؛ غزل‪ 329‬جو از سحر نهاد حمايل برابرم؛ غزل‪ 330‬تو همچو صبحى ومن شمع خلوت‬
‫سحرم؛ غزل‪ 331‬به تيغم گر ُكشد دستش نگيرم؛ غزل‪ 332‬مزن بر دل ز نوك غمزه تيرم؛‬
‫غزل‪ 333‬نماز شام غريبان چو گريه آغازم؛ غزل‪ 334‬گر دست رسد در سر زلفين تو بازم؛‬
‫غزل‪ 335‬در خرابات مغان گر گذر افتد بازم؛ غزل‪ 336‬مژدهٴ وصل تو كو كز سر جان‬
‫برخيزم؛ غزل‪ 337‬چ ار نه در ﭙى عزم ديار خود باشم؛ غزل‪ 338‬من دوستدار روى خوش‬
‫وموى دلكشم؛ غزل‪ 339‬خيال روى تو چون بگذرد بگلشن چشم؛ غزل‪ 340‬من كه از آتش‬
‫دل چون خم مى در جوشم؛ غزل‪ 341‬گر من از سرزنش مدعيان انديشم؛ غزل‪ 342‬حجاب‬
‫چهرهٴ جان ميشود غبار تنم؛ غزل‪ 343‬چل سال بيش رفت كه من الف مى زنم؛ غزل‪344‬‬

‫‪520‬‬
‫عمريست تا من در طلب هر روز گامى مى زنم؛ غزل‪ 345‬بى تو اى سرو روان با گل‬
‫وگلشن چكنم؛ غزل‪ 346‬من نه آن رندم كه ترك شاهد وساغر كنم؛ غزل‪ 347‬صنما با غم‬
‫عشق تو چه تدبير كنم؛ غزل‪ 348‬ديده دريا كنم وصبر به صح ار فكنم؛ غزل‪ 349‬دوش‬
‫سوداى رخش گفتم ز سر بيرون كنم؛ غزل‪ 350‬بعزم توبه سحر گفتم استخاره كنم؛ غزل‪351‬‬
‫حاشا كه من بموسم گل ترك مى كنم؛ غزل‪ 352‬روزگارى شد كه در ميخانه خدمت ميكنم؛‬
‫غزل‪ 353‬من ترك عشق شاهد وساغر نمى كنم؛ غزل‪ 354‬به مژگان سيه كردى ه ازران رخنه‬
‫در دينم؛ غزل‪ 355‬حاليا مصلحت وقت در آن مى بينم؛ غزل‪ 356‬گرم از دست برخيزد كه‬
‫با دلدار بنشينم؛ غزل‪ 357‬در خرابات مغان نور خدا مى بينم؛ غزل‪ 358‬غم زمانه كه‬
‫خرم آن روز كزين منزل ويران بروم؛ غزل‪ 360‬گر ازين‬‫هيچش كران نمى بينم؛ غزل‪ّ 359‬‬
‫منزل ويران بسوى خانه روم؛ غزل‪ 361‬آنكه پامال جفا كرد چو خاک راهم؛ غزل‪ 362‬ديدار‬
‫ميسر وبوس وكنار هم؛ غزل‪ 363‬دردم از يارست ودرمان نيز هم؛ غزل‪ 364‬ما بيغمان‬
‫شد ّ‬
‫مست دل از دست داده ايم؛ غزل‪ 365‬عمريست تا براه غمت رو نهاده ايم؛ غزل‪ 366‬ما‬
‫بدين در نه ﭙى حشمت وجاه نهاده ايم؛ غزل‪ 367‬فتوى ﭙير مغان دارم وقوليست قديم؛‬
‫غزل‪ 368‬خيز تا از در ميخانه گشادى طلبيم؛ غزل‪ 369‬ما ز ياران چشم يارى داشتيم؛‬
‫غزل‪ 370‬صالح از ما چه مى جويى كه مستان ار صال گفتيم؛ غزل‪ 371‬ما درس سحر در‬
‫ره ميخانه نهاديم؛ غزل‪ 372‬بگذار تا ز شارع ميخانه بگذريم؛ غزل‪ 373‬خيز تا خرقهٴ‬
‫صوفى بخرابات بريم؛ غزل‪ 374‬بيا تا گل بر افشانيم ومى در ساغر اندازيم؛ غزل‪375‬‬
‫صوفى بيا كه خرقهٴ سالوس بركشيم؛ غزل‪ 376‬دوستان وقت گل آن به كه بعشرت كوشيم؛‬
‫غزل‪ 377‬ما شبى دست بر آريم ودعائى بكنيم؛ غزل‪ 378‬ما نگوئيم بد وميل بناحق نكنيم؛‬
‫غزل‪ 379‬سرم خوشست وببانگ بلند مى گويم؛ غزل‪ 380‬بارها گفته ام وبار دگر مى گويم؛‬
‫گرچه ما بندگان پادشهيم؛ غزل‪ 382‬فاتحهٴ چو آمدى بر ِ‬
‫سرخستهٴ بخوان؛‬ ‫غزل‪381‬‬
‫غزل‪ 383‬چندانكه گفتم غم با طبيبان؛ غزل‪ 384‬مى سوزم از فراقت روى از جفا بگردان؛‬
‫غزل‪ 385‬يا رب آن آهوى مشكين به ختن باز رسان؛ غزل‪ 386‬خدا ار كم نشين با خرقه‬
‫ﭙوشان؛ غزل‪ 387‬شاه شمشاد قدان خسرو شيرين دهنان؛ غزل‪ 388‬بهار وگل طرب انگيز‬
‫گشت وتوبه شكن؛ غزل‪ 389‬چو گل هر دم به بويت جامه در تن؛ غزل‪ 390‬افسر سلطان‬
‫گل ﭙيدا شد از طرف چمن؛ غزل‪ 391‬خوشتر از فكر مى وجام چه خواهد بودن؛ غزل‪392‬‬
‫دانى كه چيست دولت ديدار يار ديدن؛ غزل‪ 393‬منم كه شهرهٴ شهرم به عشق ورزيدن؛‬

‫‪521‬‬
‫غزل‪ 394‬اى روى ماه منظر تو نو بهار حسن؛ غزل‪ 395‬گلبرگ ار ز سنبل مشكين نقاب‬
‫منور‬
‫كن؛ غزل‪ 396‬صبحست ساقيا قدحى ﭙر شراب كن؛ غزل‪ 397‬ز در درآ وشبستان ما ّ‬
‫كن؛ غزل‪ 398‬اى نور چشم من سخنى هست گوش كن؛ غزل‪ 399‬كرشمهٴ كن وبازار‬
‫ساحرى بشكن؛ غزل‪ 400‬باال بلند عشوه گر نقش باز من؛ غزل‪ 401‬چون شوم خاک رهش‬
‫دامن بيفشاند ز من؛ غزل‪ 402‬نكتهٴ دلكش بگويم خال آن مه رو ببين؛ غزل‪ 403‬شراب لعل‬
‫كش وروى مه جبينان بين؛ غزل‪ 404‬مى فكن بر صف رندان نظرى بهتر ازين؛ غزل‪405‬‬
‫بجان ﭙير خرابات وحق صحبت او؛ غزل‪ 406‬گفتا برون شدى بتماشاى ماه نو؛ غزل‪407‬‬
‫مزرع سبز فلك ديدم وداس مه نو؛ غزل‪ 408‬اى آفتاب آينه دار جمال تو؛ غزل‪ 409‬اى‬
‫خونبهاى نافهٴ چين خاک راه تو؛ غزل‪ 410‬اى قباى پادشاهى راست بر باالى تو؛ غزل‪411‬‬
‫طرهٴ مشکساى تو؛ غزل‪ 412‬م ار چشميست خون افشان ز دست آن‬
‫تاب بنفشه مى دهد ّ‬
‫كمان ابرو؛ غزل‪ 413‬خط عذار يار كه بگرفت ماه ازو؛ غزل‪ 414‬گلبن عيش مى دمد‬
‫ساقى گلعذار كو؛ غزل‪ 415‬اى ﭙيك راستان خبر يار ما بگو؛ غزل‪ 416‬خنک نسيم معنبر‬
‫شمامهٴ دلخواه؛ غزل‪ 417‬عيشم مدام است از لعل دلخواه؛ غزل‪ 418‬گر تيغ بارد در كوى آن‬
‫ّ‬
‫ماه؛ غزل‪ 419‬وصال او ز عمر جاودان به؛ غزل‪ 420‬ناگهان ﭙرده برانداختهٴ يعنى چه؛‬
‫غزل‪ 421‬در سراى مغان رفته بود وآب زده؛ غزل‪ 422‬اى كه با سلسلهٴ زلف دراز آمده اى؛‬
‫غزل‪ 423‬دوش رفتم بدر ميكده خواب آلوده؛ غزل‪ 424‬از من جدا مشو كه توام نور ديده‬
‫اى؛ غزل‪ 425‬دامن كشان همى شد در شرب زر كشيده؛ غزل‪ 426‬از خون دل نوشتم‬
‫نزديک دوست نامه؛ غزل‪ 427‬چراغ روى ت ار شمع گشت ﭙروانه؛ غزل‪ 428‬سحرگاهان كه‬
‫مخمور شبانه؛ غزل‪ 429‬ساقى بيا كه شد قدح الله ﭙر ز مى؛ غزل‪ 430‬بصوت بلبل وقمرى‬
‫اگر ننوشى مى؛ غزل‪ 431‬لبش مى بوسم ودر مى كشم مى؛ غزل‪ 432‬مخمور جام عشقم‬
‫ساقى بده شرابى؛ غزل‪ 433‬اى كه بر ماه از خط مشكين نقاب انداختى؛ غزل‪ 434‬اى دل‬
‫مدعى مگوئيد اسرار عشق ومستى؛ غزل‪436‬‬
‫مباش يكدم خالى زعشق ومستى؛ غزل‪ 435‬با ّ‬
‫آن غاليه خط گر سوى ما نامه نوشتى؛ غزل‪ 437‬اى قصهٴ بهشت ز كويت حكايتى؛‬
‫ادي؛ غزل‪ 439‬ديدم بخواب دوش كه ماهى برآمدى؛‬ ‫ِ‬
‫دغيها فؤ ْ‬
‫ص َ‬‫غزل‪َ 438‬سَب ْت سلمى ب ُ‬
‫غزل‪ 440‬سحر با باد مى گفتم حديث آرزومندى؛ غزل‪ 441‬چه بودى ار دل آن ماه مهربان‬
‫بودى؛ غزل‪ 442‬به جان او كه گرم دست رس به جان بودى؛ غزل‪ 443‬چو سرو اگر‬
‫بخرامى دمى بگلزارى؛ غزل‪ 444‬شهريست ﭙر ظريفان وز هر طرف نگارى؛ غزل‪ 445‬ت ار كه‬

‫‪522‬‬
‫هرچه مرادست در جهان دارى؛ غزل‪ 446‬صبا تو نكهت آن زلف مشكبو دارى؛ غزل‪ 447‬بيا‬
‫با ما مورز اين كينه دارى؛ غزل‪ 448‬اى كه در كوى خرابات مقامى دارى؛ غزل‪ 449‬اى كه‬
‫مهجورى عشاق روا ميدارى؛ غزل‪ 450‬روزگاريست كه ما ار نگران ميدارى؛ غزل‪ 451‬خوش‬
‫كرد ياورى فلكت روز داورى؛ غزل‪ 452‬طفيل هستى عشقند آدمى وپرى؛ غزل‪ 453‬اى كه‬
‫دايم بخويش مغرورى؛ غزل‪ 454‬زكوى يار مى آيد نسيم باد نوروزى؛ غزل‪ 455‬عمر بگذشت‬
‫به بيحاصلى وبوالهوسى؛ غزل‪ 456‬نو بهار است در آن كوش كه خوشدل باشى؛ غزل‪457‬‬
‫هزار جهد بكردم كه يار من باشى؛ غزل‪ 458‬اى دل آندم كه خراب از مى گلگون باشى؛‬
‫حل ْت ِ‬
‫بالعر ِ‬
‫اق؛‬ ‫غزل‪ 459‬زين خوش رقم كه بر گل رخسار ميكشى؛ غزل‪ 460‬سليمى من ُذ َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫مبسماً ُيحاكي ُدرجاً م َن الآللي؛‬
‫قص َة شوقي ومدمعي باكى؛ غزل‪ 462‬يا َ‬
‫كتبت َّ‬
‫ُ‬ ‫غزل‪461‬‬
‫كر الّليالي؛ غزل‪ 464‬بگرفت كار حسنت چون عشق من كمالى؛‬ ‫سالم هللاِ ما َّ‬
‫ُ‬ ‫غزل‪463‬‬
‫غزل‪ 465‬رفتم به باغ صبحدمى تا چنم گلى؛ غزل‪ 466‬اين خرقه كه من دارم در رهن شراب‬
‫شود هر خامى؛ غزل‪ 468‬كه برد بنزد شاهان ز‬ ‫اولى؛ غزل‪ 467‬زان مى عشق كزو ﭙخته‬
‫ِ‬
‫الحمى وزَاد غرامي؛ غزل‪ 470‬سينه ماالمال در‬ ‫ائح َرْن ِد‬
‫من گدا ﭙيامى؛ غزل‪ 469‬أتت رو ُ‬
‫أحم ُد هللاَ على‬
‫دست اى دريغا مرهمى؛ غزل‪ 471‬ز دلبرم كه رساند نوازش قلمى؛ غزل‪َ 472‬‬
‫لطان؛ غزل‪ 473‬وقت ار غنيمت دان آن قدر كه بتوانى؛ غزل‪ 474‬هواخواه توام‬ ‫َم ْع ِدَل ِة ُّ‬
‫الس ِ‬
‫جانا وميدانم كه ميدانى؛ غزل‪ 475‬گفتند خاليق كه توئى يوسف ثانى؛ غزل‪ 476‬نسيم صبح‬
‫سعادت بدان نشان كه تو دانى؛ غزل‪ 477‬دو يار زيرك واز بادهٴ كهن دو منى؛ غزل‪478‬‬
‫نوش كن جام شراب يك منى؛ غزل‪ 479‬صبح است وژاله ميچكد از ابر بهمنى؛ غزل‪480‬‬
‫اى كه در كشتن ما هيچ مدا ار نكنى؛ غزل‪ 481‬بشنو اين نكته كه خود ار ز غم آزاده كنى؛‬
‫غزل‪ 482‬اى دل به كوى عشق گذارى نميكنى؛ غزل‪ 483‬سحرگه رهروى در سرزمينى؛‬
‫غزل‪ 484‬تو مگر بر لب آبى به هوس بنشينى؛ غزل‪ 485‬ساقيا سايه ابرست وبهار ولب‬
‫جوى؛ غزل‪ 486‬بلبل ز شاخ سرو بگلبانگ ﭙهلوى؛ غزل‪ 487‬اى بيخبر بكوش كه صاحب‬
‫خبر شوى؛ غزل‪ 488‬سحرم هاتف ميخانه بدولتخواهى؛ غزل‪ 489‬اى در رخ تو ﭙيدا أنوار‬
‫پادشاهى؛ غزل‪ 490‬در همه دير مغان نيست چو من شيدائى؛ غزل‪ 491‬به چشم كرده ام‬
‫ابروى ماه سيمائى؛ غزل‪ 492‬سالمى چو بوى خوش آشنائى؛ غزل‪ 493‬اى پادشه خوبان داد‬
‫از غم تنهائى؛ غزل‪ 494‬اى دل گر از آن چاه زنخدان بدرآئى؛ غزل‪ 495‬مى خواه وگل‬
‫افشان كن از دهر چه ميجوئى‪.‬‬

‫‪523‬‬
‫الحمد هلل ِّ‬
‫رب العالمين‬

‫‪524‬‬
525

You might also like