Professional Documents
Culture Documents
ِ
الخلقة بحاثة للغاية ،لطيف المعشرُ ،حلو الكالم ،دميم
كان ّ
دقائق 01٬961 9

يعد الجاحظ من أئمة األدب في العصر العباسي الذين ال يُختلف بشأنهم ،حتى من ِقبل أولئك الذين يعترضون على فلسفته ومنهاجه
الم عتزلي .فقد تأدب الجاحظ بآداب الفرس ،وحكمة الهند ،وفلسفة اليونان ،ففصح لسانه ،ووضح بيانه ،وغزر علمه ،وقويت حجته، ُ
.وسلم منطقه بانتهاجه أسلوبا ً بحثيا ً علميا ً ،اعتمد فيه على :الشك والنقد ،التجريب والمعاينة ،تمييز الحالل من الحرام
للتبحر واالستطراد ،وهو ال يسأم من االنتقال من
ّ بأنه أكثر المولفين جموحا ً ،إذ يل ُوح أن المسألة ليست عنده سوى
ُ ويُوصف الجاحظ
حفاظه على ل ِ
ُطفه وبداعته وفرادته ِ ُّ
يمل ،مع ولكنه يلهو وال
ُ .فكرة ألخرى،
:-اسمه ونسبه
الجاحظ؛ هو عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي ال ِكناني ،كنيته أبو عثمان ،ولقب ب”الجاحظ” و”الحدقي” لبروز عينيه،
ولد في البصرة (159هـ) ،وتوفي فيها (255هـ) .اختلف الناس في تحديد أصله فمنهم من قال بأنه عربي من قبيلة كنانة،
ومنهم من قال بأن أصله يعود للزنج ،وأن جده كان مولى لرجل من بني كنانة ،ولكن اشتهر عن الجاحظ قوله أنه عربي وليس
”.زنجي حيث قال“ :أنا رجل من بني كنانة ،وللخالفة قرابة ،ولي فيها شفعة ،وهم بعد جنس وعصبة
من خالل التراث الهائل الذي خلفه الجاحظ نلمح شخصيته العجيبة المشحونة بأعظم الطاقات اإلنسانية وأكبرها ،وتتراءى لنا نفسه
الضاحكة الساخرة ،وروحه المرح الطروب ،فقد استطاع الجاحظ بظرفه وخفته ،وذكائه وسرعة خاطره ،التخلص من المآزق ،وتحويل
سخائم الصدور عند أعدائه إلى مودة وصفاء ،حيث كان الجاحظ خفيفا ً ،وروحا ً طروبا ً ،ونفسا ً طليقة ،وسخرية هادئة ،وابتسامة مشرقة ،ال
تعرف العبوس .تغذي قلبك وعقلك ،وتمتع إحساسك وجنانك ،ألن شخصية الجاحظ مزيج من القوة والدعة ،والجد والهزل ،واألنفة
.والتواضع ،والعمق والتبسط ،شخصية عجيبة انفسحت ألعظم القيم اإلنسانية ،فأتيح لها على مر األزمان المجد والخلود
عاش
َّ المعتزلي الجاحظ ،الذيوتعر ض البارون كار دوفو في كتابه “مفكرو اإلسالم” ،إلى طبيعة شخصية ومعارف األديب والفيلسوف ُ ّ
.في مدينة البصرة خالل القرن التاسع الميالدي
الحرص على إرفاق أسوأ فلتاته بأدلة الذعة بالغة يُبديها بتمعق في غير علم،
ِّ هو واف ُّر العقل حتى في أغاليظه ،وكان شديد وقالَ -:
.بحسب صاحب الكتاب المذكور
بحاثة للغاية ،لطيف المعشرُ ،حلو الكالم ،دميم الخليقة ،قبيح المنظر ،على ما وصفه إياهالجاحظ ،بأنه كان ّ
ُّ ووصف كار دوفو؛
.معاصروه
الجاحظ فقيرا ،ينفر منه من يصادفه لقُبح في سحنته وجحوظ في عينيه، ُ ففي المدينة العراقية الجنوبية الشهيرة بالنخيل؛ ولِد ونشأ
وجسده في كتاباته التي تغ ُُّص بالتهكم
ّ عكسه من وهو والهزل، الفكاهة إلى .بيد أن ذلك لم ينل من ِخفة ظله وميله

َاريخ
ياضيَّات والتّ ِ والر ِ
ِّ ِ
والمنطق والطبيعيَّات لس َف َة
واطل ََع عليه؛ َف َقد َد َر َس ال َف َ احظ ِعلما ً معروفا ً في أيَّامه إلَّا ن َ َظ َر فيهَ ّ ، الج ِ
َ لم يَ َد ْع
ب ع في اَأل َد ِ
بار ٌ
يؤمن بالحديثِ ، ِ لم
وإن ْ ث ويتمن ْ َطقُ ،م ِّ
حد ٌ َ ف لس
َ ف
َ يت ٌ مّ ِ لَ ك مت ه
ٌ فقي و
َُه فإذا ، آلته
ُ َت ل م
َ َ ت فاك ، ِ
راسة ِ
ف وال واألخالقِ ِ
ياسة ِّ
والس
ِ
والغنَاء والعادات ،عالمٌ بالفَل ََك والموسيقى
َ الحي َ َوان والن َّبَات ،ن َ ّق َادٌ لألخالقِ
َ عن ة
ٌ اث بح
َ ّ ار،شع
َ َأل وا لألخبار
ِ ة
ٌ اوير غة، ُ ّ ل .وال
َ
.بطرس البستاني —
أحب الجاحظ الكلمة وسعى في سبيلها ،يطلبها ويتعلمها ،ويكد من أجلها ،ليجد فيها ضالته إلى عالم الحقيقة ،فقصد دكاكين الوراقين
وانكب على ما فيها من المخطوطات ،ونهل منها من غير ملل ،وأم الجاحظ
دور العلماء والكتاب وتتلمذ في اللغة والنحو ،وفي علم الكالم واالعتزال ،وانتظم المعتزلة فانفتحت له أبواب العقل والمعرفة
:-والوجودية المسؤولة .ومن العوامل التي أثرت في تكوينه العلمي
.السفر والترحال
شيوخه ،ومنهم (األصمعي ،أبو عبيدة ،أبو زيد األنصاري ،يحيى بن نجيم ،أبي مالك عمرو بن كركرة ،األخفش ،محمد بن سالم،
.العتبي البصري ،صالح بن جناح اللخمي ،إبراهيم بن سيار البلخي ،أبو إسحاق النظام ،موسى بن سيار األسواري)…،
عندما يذكر الجاحظ سرعان ما يتبادر إلى الذهن غزارة اإلنتاج العلمي الذي خرج عنه ،سواء في األدب ،السياسة ،االقتصاد ،الصناعة،
علم االجتماع ،الجغرافيا ،التاريخ ،األخالق ،المفاخرات ،الطعام والشراب ،وغيرها ،وقد ذكر ابن حجر أن عدد مؤلفاته يزيد على مائة
وسبعين ،كما أثبت ياقوت الحموي من هذه المصنفات مائة وثمانية وعشرين مصنفا ً ،ذكر الجاحظ منها في كتابه الحيوان أربعين
:-مصنفا ً .أما األسباب التي أتاحت للجاحظ أن ينتج هذا العدد من الكتب هي
الصلة التي انعقدت أواصرها بين الجاحظ ومجتمع عصره ،فقد أتيح له أن يعاين أحوال الطوائف االجتماعية ،وأن يعايش قضاياها عن
.كثب
.ارتباط الجاحظ بمدرسة االعتزال وما يسودها من حوارات ومناقشات في شتى المعارف ،هيأ له مادة تتسم بالوفرة والغزارة والتنوع
.اشتداد المنافسة بين جمهرة العلماء والمتأدبين في المحيط العلمي الذي نبغ فيه الجاحظ
. ذاكرة الجاحظ القوية ،باإلضافة إلى صفاء القريحة ودقة الحس
.طول عمره
الطفيليين
.كتاب ُ
.كتاب التبصر بالتجارة
.كتاب العثمانية
.كتاب البلدان
.فخر الجواري على الغلمان
.المحاسن واألضداد
.البرصان والعرجان
.اآلمل والمأمول
البغال
.كتاب الشطار
له عدة رسائل منها -:رسالة الحاسد والمحسود ،رسالة النساء ،رسالة النابتة ،رسالة الوكالء ،رسالة القيان ،رسالة القواد ،رسالة مدح
.التجار وذم عمل السلطان ،رسالة فضل السودان على البيضان
.وتناول الجاحظ موضوع الخطوط المشهورة في زمانه ،وهو يأتي بفلسفتها من بعض الوجوه
حكى عن نفسه قال -:ما أخجلني قط إال امرأة ،أخذت بيدي إلى نجار ،وقالت -:مثل هذا ،ومضت .فعجبت ،وسألت النجار عن
.قولها فقال -:أتت إلي وقالت -:أن أصنع لها صورة تخوف بها أوالدها ،وأتت بك مثاال ً
ودخل عليه يوما ً غالم ،فرآه يجتهد في الدعاء ،فقال -:ما بك يا موالي؟ قال :وجدت نفسي أني صرت هزوءا ً للناس ،فأنا أدعو
.الله أن يصلح ما بي من العيوب .فقال :أيسر عليه أن يصنعك جديدا ً
:-الجاحظ وأمه
فقال :ما هذا ،فقالت“ :ما تجيء إلَّا بهذا ،فخرج ُمغت َّما ً إلى الجامع ،ومويس بن عمران جالس ،فرءآه مغتما ً ،فقال :ما شأنك؟
وقرب منه الطعام ،ثم أعطاه خمسين ديناراً ،فدخل بها السوق ،واشترى بها الدقيق الكثير وحمله َّ فح َّدثه بالحديث ،فأدخله المنزل
.على الحمالين إلى داره
ث بنا،بع َفما أدخلوها بيته؛ أنكرت األم ذلك ،وقالت لهم :غلطتُّم بالطريق ،قالوا :أليس هذا منزل الجاحظ ،قالت :بلى ،قالوا :فهو َ
.قالت :فإنه لم يتغ َّد اليوم
!!.فتركت ك ُل ذلك أ َّم ه ،إلى أن دخل الجاحظ ،فقالت في ذلك :من أين لك ذلك؟ ،قال :من الكراريس التي قدمتيها
:-رواية المسعودي
أقوال الجاحظ
ِّ بعض
ِّ يتحدث الجغرافي والرحالة أبو الحسن المسعودي في كتابه الشهير “مروج الذهب” عن
.والمواقف التي رافقته
عليل في مكانين،ٌّ عمره ما أصاب ،فسألوه عن حاله ،فأجابهم قائال ً: وأصاب من ُ َّ شاب
َّ ومن ذلك؛ أن بعضهم جاءوا لزيارته بعدما
التلف ،وأعظمها ني ّ ٌف وسبعون سنة” .وال َمُّ المتناقضة التي يُتخ َّو ُف من بعضهاُ ّة ل ِ
الع هذه والدين ،ثم استأنف“ ،أنا فيِّ من األسقام
وقتلت
َ ِرذونك،
ب وأعجفت
َ ثيابك، وأخلقت
َ بدنك، بذلك أتعبت
َ قد“ : له ً القائ الناس، حوائج تلبية في وقته إلمضائه له ً ا قريب الجاحظ
لك راح ٌة وال قرا ٌّر ،فلو اقتصدت بعض االقتصاد” ،على ما رواه المسعودي .غُالمك ،فما َ
:-عبقرية الجاحظ
تعر ض الدكتور رشيد خيون إلى مظاهر عبقرية الجاحظ وابداعه والتي أبقت ذكراه حي ّ ًة إلى يومنا هذا كأحد أكبر األدباء الذين أنجبتهم
َّ
.الحضارة العربية اإلسالمية
ويقول خيون في كتابه “معتزلة البصرة وبغداد” :إن أبا عثمان الجاحظ صاحب موهبة ما تزال تستهوي المستكشفين ،كما بقيت
نصائحه حيوية في نفوس المؤلفين والمترجمين ،مشيرا ً إلى أن موهبة صاحب “البخالء” ،ما كانت لتحلِّق في عنان السماء في غير
.مضمار ،لوال تفضيله االعتزال سبيال ً
ويزيد خيون بالقول :إنه ،وفضال ً عن كلماته التي تدخل المسرة في النفوس؛ فقد نحل من مؤلفات الجاحظ معظم أولئك الذين طرقوا
الس مر والمعلومات العامة من قبيل “العقد الفريد” و”المستطرف” و” الكشكول” و”اإلمتاع والمؤآنسة
”.باب التأليف في كتب َ
ويعتقد خيون بأن الجاحظ كان أوفر حظا ً من سواه من حيث نصيبه في تسجيل أخباره وتناقل أفكاره ووصاياه ،وذلك مرتبط بتوسع
وتنوع اهتماماته ،ألنك ستجده متكلِّما بين المتكلمين ،ولغوي بين أصحاب اللغة ،ناهيك عن كونه أديب وشاعر وباحث في البيئتين
.النباتية والحيوانية ،ومواكب متابع للواقع
وأضاف المفكر العراقي المعاصر ،إن الجاحظ اتسم باألمانة العلمية من خالل عدم تجاوزه على أفكار اآلخرين ،باعتباره نسيج وحده
بين أهل الفكر ،في السابق والالحق ،لكن ما جاد به قلمه ،لم يجد ذات الصدى بين الجميع ،ذلك ألنه وليد بيئته ومجتمعه الذي
.ينصف ويجحف بتط ُّرف
لكن هناك من أوفاه حقه ومنحه قدره ،فقد قال أبو الحسن الفروزي عن الجاحظ“ :وهو أشهر وأظهر في العامة والخاصة من أن
”.يُرى ،وكان إذا خال بكتاب؛ أعطاه حق َُّه
الحس ُد
َ
باب غامض ،وما َظ َه َر منه فال يُداوى ،وما بَ َط َن منه فمداويه في ٌ عسير وصاحبه َضجِ ر ،وهو ٌ نهك الجسد ،عالجه أبقاك الله -داءٌ يُ ِ
وحليف
ُ عقيد الكُّفر،
ُ د س والح
َ َ ُ ،” ضاء غْ والب د س الح
َ َ َ قبلكم، من ممُألا داء إليكم ب د
َ “ مَّ ل وس عليه الله صلى َّبي ن ال عناء ،ولذلك قال
ُ َ ُ
ث للتف ُّرق بين ومح ِد ٌ
ُ باء، األقر
ِ نَ م ِ م ِ
ح رَ ُل
ّ ك وقاطع جماعة، كل ق فر وم
ُ ِّ قطيعة، كل سبب
ُ وهو ، ة
ُ العداو دَّ ل تتو منه الحق،
َ الباطلِ ،
وض ّد ِ
الحل َفاء
ُ الشر بين
ِّ لقح وم
ُ ناء، ر
َ ق
ُ .ال

الخ ِ
رط ،والن ّ َْحت ،والتَّصاوير ،والن ّ َْسج، َ واألصباغ العجيبة ،وأصحاب ِ واإلفراغ ،واإلذابة،
ِ ِ
والصياغة ِ
السبك فهم أصحاب الصناعةُ ، ميزة الصين ِّ
تجارا ً وال صناعا ً ،وال أطباء ،وال ُح ّ َسابا ً ،وال
والع َرب لم يكونوا ّ َ َ الع َمل ،وميزتهم الحكم واآلداب. لل ،وال يُباشرون َ واليونانيون يعرفون ِ
الع َ
المعاش من ألسنة المكاييل ،ورؤوس الموازين، زرع لخوفهم من صغار الجزية ..وال طلبوا َ ٍ الحة ،فيكونوا َم َهنة ،وال أصحاب أصحاب ِف َ
وبالغة المنطق ،وتشقيق اللُّغة ،وتصاريف الكالم ِ قول ِّ
الش ْعر، ِ إلى ُواهمق هوا ووج
َّ م، ه حد
َّ ُ حملوا فحين والقراريط، وانيق، الد
َّ عرفوا وال
الح ْرب،َ وآلة الح، ِ
والس ،بالخيل
ِ والبصر باألنواء، ف وتعر
ِ باآلثار، واالستدالل
ِ ُجوم، ّ ن بال واالهتداء َسب ّ ن ال وحفظ ثر،َأل ا ِ
يافة ق ِ بعد ر، ش
َ وقيافة َ
الب
ّ
محسوس ،وإحكا ِم شأن المناقب ،والمثالب -بلغوا في ذلك الغاية… وميزة آل ساسان (الفُرس) ٍ بكل
ِّ لكل مسموع ،واالعتبار ِّ ِ
والحفْ َظ
تركي كما وصفنا ،كما أنه ليس كل يوناني حكيما ً ،وال كل ٍّ وليس في األرض ك ُل َ .. روب الح
ُ في واألتراك ياسة،،، والس
َ ّ ِ
ْك ل الم
ُ في
أعمَ وأتَ ّم
ّ .صيني في غايةٍ من الحذق ،وال ك ُل أعرابي شاعراً ،قائفا ً .ول ِكن هذه األمور في هؤالء
كان الجاحظ كغيره من األدباء والنحويين وحتى األطباء ،يحصلون على مكافآت أو أتعاب من ِقبَل الجهات التي يق َّدمون أعمالهم
.وخدماتهم لها
وقد أورد الدكتور شوقي ضيف في كتابه “العصر العباسي الثاني”؛ القيم المالية التي تسلَّمها الجاحظ من الدولة نظير مؤلفاته ،وهي
:على النحو اآلتي
.أهدى كتابه “الحيوان” إلى محمد بن عبد الملك الزيَّات (من رجال الدولة)؛ فأعطى الثاني لألول خمسة اآلف دينار
.أهدى كتابه “البيان والتبيين” إلى أحمد بن أبي داوود (من رجال الدولة)؛ فأعطاه أيضا ً خمسة اآلف دينار
.أهدى كتابه “الزرع والنخيل” إلى إبراهيم بن العباس الصولي (من رجال الدولة)؛ فأعطاه مثلهما خمسة اآلف دينار
صن َّف للفتح ابن خاقان وزير الخليفة المتوكل رسالته في فضائل الترك؛ فأجرى عليه راتبا ً شهريا ً من خزانة الدولة ( معجم األدباء
.لياقوت الحموي)
وفاته
فنهاه عن ُ الطبيب حاضراً، الطعا ِم َس َمك ول َبَن ،وكان ابن بختيشوع ّ َ حض َر مائدة ابن أبي دواد ،وفي ّ َ َ وكان سبب ِعلَّة الجاحظ أن ّ َه
كل منهما َض َرر اآلخر ،وإن كانا متساويين فكأ ِن ّي ضادا ً للبن ،فإني إذا أكلتُهما َدف ََع ّ ٌ
الس َمك إن كان ُم ّ َ الجاحظَ ّ :
إن َّ ِ الج ْمع بينهما ،فقال َ
فالج عظيمٌ ونقرس ،حتى ٌ فأصابه
ُ جرب َفك ُْل ،فأكل ئت أن تُ ِ ّحسن الك َالم ،ول ِكن إن ِش َ واحداً ،فقال ابن بختيشوع :أنا ال ُأ ِ ِ أكلت شيئا ً
ُ
ت به من الفالج، اصطلحت على األعالل ،لو َخ َر َج ِش ّقي األيمن ،ما ْ
أح َس ْس ُ ُ عليه بعض أصحابه ،فقال له :كيف حالك؟ ،فقال ِ َد َخ َل
وأشد ما أشكو التسعون ّ أوجعتني، ة
ٌ ذباب األيسر ي ق
ّ ِ
ش على ت ر م
َ َّ !ولو
غادر الجاحظ حياته محاطا ً بمؤلفاته وكتب الغير التي عثر عليها تحاصره ،فقد سقطت مجلدات مكتبه على صدره وأطرافه ،منهيا ً
.مسيرة أحد أبرز أعالم األدب العربي
وأخيرا ً؛ نختتم حديثنا بقولنا -:إن الجاحظ كان أمة ودائرة معارف ،ال نزال حتى اليوم نتتلمذ على تراثه ،وننهل من فيض أدبه
وغزير علمه ،ونمتع الروح والنفس برواية فكاهاته ،والتحدث عن سخرياته ،وكما يندر أن نجد أديبا ً ،أو باحثا ً في األدب ،أو ناقداً ،أو
.صاحب مذهب ديني أو فكري ،إال وفي كتبه مقتبسات الجاحظ ،واستشهادا ً بآرائه
:-المصادر
مفكرو اإلسالم ،البارون كار دوفو ،تُرجم للعربية من ِقبل عادل زعيتر
.جواهر األدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب ،جمع وتأليف المرحوم السيد أحمد الهاشمي
https://www.freepik.com/free-photo/muslim-boy-learning-
mosque_2895112.htm#page=1&query=arab+kid&position=42
https://www.freepik.com/free-photo/bouquet-fresh-date-palm-
tree_5554739.htm#page=1&query=palm&position=7