You are on page 1of 22

‫أوراق ﻧﻤﺎء‬

‫أﺛﺮ أدوات اﻟﺸﺮط ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻂ‬


‫دراﺳﺔ ﻧﺤﻮﻳﺔ دﻻﻟﻴﺔ‬

‫ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﻌﻤﺮاين‬


‫أثر أدوات الشرط في الربط‬
‫دراسة نحوية داللية‬

‫عبــد الكريــم العمرانــي‪ :‬أســتاذ التعليــم الثانــوي التأهيلــي ‪-‬‬


‫ا لمغــر ب‬

‫حاصــل علــى شــهادة الدكتــوراه مــن جامعــة محمــد بــن عبــد هللا‬
‫– المغــرب‬

‫العنوان اإللكتروني‪:‬‬

‫‪krimokarim@gmail.com‬‬

‫’’الملخص‬

‫يحاول هذا البحث دراســة أدوات الشــرط ال كما درســها النحاة‬


‫فــي أبــواب النحــو المتفرقــة باعتبارهــا جــوازم للفعــل المضــارع‪،‬‬
‫وإنمــا باعتبــار دورهــا فــي تلخيــص العالقــة بيــن جملتــي الشــرط‬
‫والجــزاء فــي التركيــب الشــرطي‪ ،‬بحيــث تســلبهما اســتقاللهما‬
‫ً‬
‫ربطــا ال يتــم المعنــى بواحــدة دون األخــرى‪ .‬ثــم إن‬ ‫وتربطهمــا‬
‫تســلط أداة الشــرط على الجملتين يجعل المعنى الكلي للتركيب‬
‫مبهمً ــا وعامًّ ــا‪ ،‬إذ الشــرط يكــون فــي المعانــي التــي ليســت واجبــة‬
‫الوجــود‪ ،‬ألن ْ‬
‫«إن» التــي هــي أم البــاب موضوعهــا‪ :‬أن يكــون الفعــل‬
‫ممــا يجــوز أن يوجــد‪ ،‬وأال يوجــد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الكلمــات المفاتيــح‪ :‬أدوات الشــرط ‪ -‬الربــط – التركيــب الشــرطي‬
‫– النحــو‬

‫’’أثر أدوات الشرط في الربط‬

‫دراسة نحوية داللية‬

‫يعتبــر الربــط بــاألداة أشــهر أنــواع الربــط فــي اللغــة العربيــة‬


‫الفصحــى‪ ،‬نظــرًا لمــا تحدثــه األداة مــن أثــر يغيــر المعنــى‪ ،‬حتــى‬
‫إن الجمــل تتــكل فــي تلخيــص العالقــة بيــن أجزائهــا علــى األداة‪،‬‬
‫هــذه األداة التــي تدخــل علــى الجملــة فت ُكــون مســلطة علــى‬
‫عالقــة اإلســناد بيــن طرفيهــا أو بيــن الجملــة وجوابهــا(‪ )1‬كمــا فــي‬
‫الشــرط‪ ،‬لذلــك نــص النحــاة علــى أن أدوات الشــرط تدخــل علــى‬
‫جملتيــن‪ ،‬فتربــط الثانيــة باألولــى علــى وجــه الســببية‪.‬‬

‫ً‬
‫معروفــا فــي التــراث العربــي‪ ،‬فقــد عبــر عنــه‬ ‫ومفهــوم الربــط كان‬
‫ســيبويه بـ«التعليــق» عندمــا علــل جــزم جــواب الطلــب‪ ،‬قــال‪” :‬ألنهــم‬
‫جعلــوه مع ّل ًقــا بــاألول غيــر مســتغن عنــه إذا أرادوا الجــزاء“(‪،)2‬‬
‫ٍ‬
‫واســتعمل ابــن الســراج مصطلــح «الربــط» عندمــا تحــدث عــن‬
‫مواقــع الحــروف فــرأى أن مــن مواضــع الحــرف أن يربــط االســم‬
‫باالســم‪ ،‬والفعــل بالفعــل‪ ،‬واالســم بالفعــل‪ ،‬والجملــة بالجملــة(‪.)3‬‬

‫وللتعليــق‬ ‫َّ‬ ‫ـل وحـ ٌ‬


‫ـرف‪،‬‬ ‫ـاث‪ :‬اسـ ٌ‬
‫ـم وفعـ ٌ‬ ‫ـم ثـ ٌ‬ ‫يقــول الجرجانــي‪” :‬والكلـ ُ‬
‫ِ‬
‫ثالثــة أقســام‪ :‬تعلــق‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫معلومــة وهــو ال ي َْعــدو‬ ‫ٌ‬
‫طــرق‬ ‫فيمــا بَيْ َنهــا‬
‫ٍ‬
‫اســم باســم‪ ،‬وتع ُّلــق اســم بفعــل‪ ،‬وتع ُّلــق حــرف بهمــا‪ ...‬وأمَّ ــا‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـرب الثالــث‪ :‬تع ُّلقــه‬‫تع ُّلــق الحــرف بهمــا فعلــى ثالثــة أضــرب‪ ...‬والضـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الخالصة النحويَّة‪.70 :‬‬


‫(‪ )2‬الكتاب ‪94-93/3‬‬
‫(‪ )3‬ينظر األصول ‪47/1‬‬

‫‪3‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫بمجمــوع الجُ ملــة كتع ُّلــق حــرف النفــي واالســتفهام والشــرْط‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدخــل عليــه“(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫والجَ ــزاء بمــا‬

‫فهــو يؤكــد أن تركيــب الجملــة فــي اللغــة العربيــة قائــم علــى‬


‫عالقــة الربــط بيــن أجزائهــا‪ ،‬هــذا الربــط الــذي قــد يكــون مــن خــال‬
‫دخــول أداة علــى جملتــي الشــرط والجــزاء بحيــث ال تســتقل إحداهمــا‬
‫عــن األخــرى‪.‬‬

‫’’تعريف الشرط‬

‫جــاء فــي القامــوس المحيــط‪ :‬الشــرط‪ :‬إلــزام الشــيء‪،‬‬


‫والتزامــه فــي البيــع ونحوه‪ ،‬والشــريطة‪ :‬مفرد‪ ،‬وجمعه‪ :‬شــروط‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والشــرَط بالتحريــك‪ :‬العالمــة‪ ،‬وجمعــه‪ :‬أشــراط‬

‫واصطالحً ــا عرفــه الفاكهــي فــي الحــدود بقولــه‪” :‬حــدّ الشــرط‪ :‬هــو‬
‫تعليــق حصــول مضمــون جملــة بحصــول مضمــون أخــرى“(‪ )3‬وهــذا‬
‫التعريــف ينــص علــى أن الوظيفــة األساســية للتركيــب الشــرطي‪:‬‬
‫هــي الربــط بيــن جملتيــن ً‬
‫ربطــا بحيــث ال تقــع الثانيــة إال بحصــول‬
‫األولــى‪.‬‬

‫ممــا يؤكــد أن التركيــب الشــرطي ينبنــي علــى جملتيــن ال تســتقل‬


‫إحداهمــا عــن األخــرى‪ ،‬نظـ ًر ا لالرتبــاط الشــرطي الــذي يجمــع بينهمــا‬
‫فــي وحــدة لغويــة مفيــدة؛ واألداة التــي تحقــق هــذا االرتبــاط هــي‬
‫أداة الشــرط المتصــدرة لجملتــي الشــرط والجــواب‪ ،‬والتــي دخلــت‬
‫عليهمــا فســلبت اســتقاللهما وربطتهمــا ً‬
‫ربطــا ال يتــم المعنــى‬
‫بواحــدة دون األخــرى‪.‬‬

‫مــن خــال تعريــف الفاكهــي نالحــظ أنــه اســتخدم معنــى التعليــق‬

‫(‪ )1‬دالئل اإلعجاز ص‪4:‬‬


‫(‪ )2‬ينظر القاموس المحيط‪ ،‬للفيروز آبادي‪ ،‬ص‪ 673:‬مادة‪( :‬ش ر ط)‬
‫(‪ )3‬شرح الحدود في النحو للفاكهي‪ ،‬ص‪275 :‬‬

‫‪4‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫للداللــة علــى الربــط الشــرطي‪ ،‬وهــو المعنــى الــذي انطلــق منــه ابــن‬
‫مالــك فــي وضعــه حــدًّ ا للشــرط‪ ،‬لكنــه أضــاف معنــى جديــدً ا إلــى‬
‫التعريــف وهــو معنــى «الســببية» للشــرط‪ ،‬يقــول‪” :‬ومــن عوامــل‬
‫الجــزم أدوات الشــرط‪ ،‬وهــي كلمــات وضعــت لتــدل علــى التعليــق‬
‫بيــن جملتيــن‪ ،‬والحكــم بســببية أوالهمــا‪ ،‬ومســببية الثانيــة“(‪. )1‬‬

‫ومنه نخلص إلى أن التركيب الشرطي يتكون من جملتين‪:‬‬

‫األولــى‪ :‬جملــة الشــرط‪ ،‬وهــي جملــة مكتملــة األركان مســتقلة‬


‫الداللــة فــي األصــل‪ ،‬مســلوبة الداللــة بدخــول أداة الشــرط عليهــا‪.‬‬

‫الثانيــة‪ :‬جملــة الجــواب‪ ،‬وهــي كذلــك جملــة مســتقلة الداللــة‬


‫فــي األصــل‪ ،‬وهــي جملــة تابعــة لجملــة الشــرط مســلوبة الداللــة‬
‫المســتقلة بدخــول أداة الشــرط علــى الجملتيــن‪.‬‬

‫ولمــا دخلــت األداة الرابطــة‪ ،‬التــي تحمــل معنــى غيــر معجمــي بــل‬
‫معنــى وظيفــي‪ ،‬ســلبت الجملــة األولــى اســتقاللها الداللــي وربطــت‬
‫مصيرهــا بالجملــة الثانيــة‪.‬‬

‫وهــذه األدوات وبغــض النظــر عــن أصالتهــا أو تحويلهــا‪ ،‬فإنهــا ال‬


‫تــدل علــى معــان معجميــة وإنمــا تــدل علــى معنــى وظيفــي عــام هــو‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫جميعــا فــي تعليــق وقــوع الجــواب علــى‬ ‫التعليــق الشــرطي‪ ،‬فتتفــق‬
‫وقــوع الشــرط ‪-‬وذلــك فــي غيــر الشــرط االمتناعــي‪ -‬ولكــن تختلــف‬
‫مــن ناحيــة المعنــى‪.‬‬

‫’ ’المسألة األولى‪ :‬وظيفة األداة‪ :‬العمل النحوي (الجزم)‬

‫ســبق القــول بــأن الوظيفــة النحويــة ألداة الشــرط هــي الربــط‬


‫ً‬
‫ربطــا يمتنــع معــه اســتقالل‬ ‫بيــن جملتــي الشــرط والجــزاء‬

‫(‪ )1‬شرح التسهيل البن مالك ‪66/4‬‬

‫‪5‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫أي الجملتيــن بمعناهــا عــن األخــرى‪ ،‬فــاألداة هــي التــي أدت‬
‫الوظيفــة الدالليــة فــي التركيــب‪ ،‬وجعلــت معانــي األســلوب‬
‫الشــرطي القائــم علــى األداة تتقيــد بمعانــي هــذه األدوات‪ .‬إال أن‬
‫الــذي أكســب أدوات الشــرط أهميتهــا عنــد النحــاة إضافــة إلــى‬
‫التعليــق هــو العمــل الــذي تحدثــه‪ ،‬وهــو الجــزم‪.‬‬

‫والجــزم حالــة مــن حــاالت المضــارع اإلعرابيــة تقابــل حالتــي الرفــع‬


‫والنصــب‪ .‬والجــزم مقصــور علــى األفعــال كمــا أن الجــر مقصــور‬
‫علــى األســماء؛ وعالمــة الجــزم الســكون‪ ،‬أو حــذف حــرف‪ ،‬يقــول ابــن‬
‫الخشــاب عن الجزم إنه‪” :‬إســكان أو حذف يجري مجرى اإلســكان“(‪.)1‬‬

‫”لمــا اختصــت بالدخــول علــى‬ ‫وإنمــا جزمــت أدوات الشــرط ّ‬


‫األفعــال‪ ،‬ومــن شــأن الحــرف إذا اختــص ولــم يتنــزل منزلــة الجــزء‬
‫مــن الكلمــة أن يعمــل“(‪ .)2‬ومــن الملحــوظ أن الخــاف بيــن النحــاة‬
‫محــدود عنــد تناولهــم لعامــل الجــزم فــي فعــل الشــرط‪ ،‬إذ ثمــة مــا‬
‫يوشــك أن يكــون إجماعً ــا علــى أن العامــل فيــه هــو األداة لكــن هــذا‬
‫الخــاف ليــس لــه حــدود عنــد بيــان عامــل الجــزم فــي الجــواب‪ .‬وقــد‬
‫تــوزع النحــاة إزاء العامــل فــي الجــواب إلــى أربعــة مذاهــب‪:‬‬

‫األول‪ :‬العامل هو األداة‬

‫ويبــدو أن هــذا المذهــب هــو أقــرب المذاهــب إلــى الصــواب‪ ،‬ذلــك‬


‫أن أداة الشــرط هــي التــي أدت الوظيفــة الدالليــة فــي التركيــب‪ ،‬فــا‬
‫غــرو أن تــؤدي وظيفــة العامــل الواحــد فــي معموليــن مختلفيــن‪.‬‬

‫وهــو مذهــب المالقــي‪ ،‬وعــزاه إلى ســيبويه حيث قــال‪” :‬والصحيح‬


‫أن األداة هــي العاملــة فــي الفعليــن ً‬
‫معــا‪ ،‬وهــو مذهــب ســيبويه“(‪،)3‬‬
‫وظاهــر كالمــه فــي الكتــاب يخالــف هــذا المذهــب(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬المرتجل‪ ،‬ص‪211:‬‬


‫(‪ )2‬شرح المقدمة المحسبة البن بابشاد ‪243/1‬‬
‫(‪ )3‬رصف المباني‪ ،‬ص‪107 :‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪62/3‬‬

‫‪6‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫وممــن اختــار هــذا المذهــب ابــن يعيــش إال أنــه جعــل عمــل األداة‬
‫فــي الجــزاء بواســطة فعــل الشــرط‪ ،‬فقــال‪” :‬والــذي عليــه األكثــر ّ‬
‫أن‬
‫ْ‬
‫«إن» هــي العاملــة فــي الشــرط وجوابــه‪ ،‬ألنــه قــد ثبــت عملهــا فــي‬
‫الشــرط فكانــت هــي العاملــة فــي الجــزاء‪ ،‬إال أن عملهــا فــي الشــرط‬
‫بــا واســطة‪ ،‬وفــي الجــزاء بواســطة الشــرط‪ ،‬فــكان فعــل الشــرط‬
‫ـرطا فــي العمــل ال جــزءً ا مــن العامــل“(‪.)1‬‬
‫شـ ً‬

‫فابــن يعيــش يــرى أن فعــل الشــرط شـ ٌ‬


‫ـرط فــي العمــل وليــس‬
‫عامــ ًلا‪ ،‬بدليــل قولــه‪” :‬وأمّ ــا الشــرط فليــس بعامــل هنــا‪ ،‬ألنــه‬
‫فعــل‪ ،‬وليــس عمــل أحدهمــا فــي اآلخــر بأولــى مــن‬
‫ٌ‬ ‫فعــل‪ ،‬والجــزاء‬
‫ٌ‬
‫العكــس“ (‪.)2‬‬

‫وهــو مذهــب الرضــي‪ ،‬وقــد عــزاه إلــى الســيرافي ونقــل قولــه‪” :‬إن‬
‫العامــل فيهمــا كلمــة الشــرط‪ ،‬القتضائهــا الفعليــن اقتضــاءً واحد ًا‪،‬‬
‫وربطهــا الجملتيــن إحداهمــا باألخــرى حتــى صارتــا كالواحــدة‪ ،‬فهــي‬
‫وإن‪ ،‬وأخواتهمــا‪ ،‬عملــت‬‫كاالبتــداء العامــل فــي الجزأيــن‪ ،‬وكظننــت‪َّ ،‬‬
‫فــي الجزأيــن القتضائهــا لهمــا“(‪.)3‬‬

‫الثاني‪ :‬العامل األداة وفعل الشرط‬

‫ال يغفــل أصحــاب هــذا المذهــب أثــر األداة‪ ،‬ألنها أســاس التركيب‬
‫الشــرطي‪ ،‬ولكنهــم يــرون ضعــف األداة فيقوونهــا بفعــل الشــرط‪،‬‬
‫فالعامــل عندهــم مركــب مــن األداة وفعــل الشــرط‪ ،‬وهــذا مذهــب‬
‫إن تأتنــي آتــك‪ ،‬فآتــك انجزمــت بـ ْ‬
‫ـإن تأتنــي“(‪،)4‬‬ ‫الخليــل ألنــك ”إذا قلــت ْ‬
‫ِ‬
‫وهــو مذهــب ســيبويه‪ ،‬إذ يقــول‪” :‬واعلــم أن حــروف الجــزاء تجــزم‬
‫الجــواب بمــا قبلــه“(‪ ،)5‬أي بــأداة الشــرط وفعــل‬
‫ُ‬ ‫األفعــال وينجــزم‬
‫ّ‬
‫”وإنمــا انجــزم هــذا الجــواب كمــا انجــزم جــواب‬ ‫الشــرط بدليــل قولــه‪:‬‬
‫(‪ )1‬شرح المفصل ‪265/4‬‬
‫(‪ )2‬نفسه‬
‫(‪ )3‬شرح الرضي على الكافية ‪91/4‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪63/3‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب ‪62/3‬‬

‫‪7‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫إن تأتنــي‪ْ ،‬‬
‫بــإن تأتنــي“(‪ ،)1‬وتابعــه المبــرد بقولــه‪” :‬فأصــل الجــزاء أن‬
‫تكــون أفعالــه مضارعــة‪ ،‬ألنــه يُعربهــا‪ .‬وال يُعــرب إال ُ‬
‫المضــارع‪ .‬فــإذا‬
‫قلــت‪ :‬إن تأتنــي آتــك‪ ،‬فـ«تأتنــي» مجزومــة بـ ْ‬
‫ــ«إن»‪ ،‬و«آتــك» مجزومــة‬
‫بـــ«إن تأتنــي»“(‪.)2‬‬

‫وقــد احتــج أصحــاب هــذا المذهــب بــأن األداة وفعــل الشــرط ّ‬


‫لمــا‬
‫قياســا علــى‬
‫ً‬ ‫معــا وجــب أن يعمــا فيــه ً‬
‫معــا‪،‬‬ ‫كانــا يقتضيــان الجــواب ً‬
‫رفــع االبتــداء والمبتــدأ للخبــر‪ ،‬وال قيــاس مــع الفــارق ألن العامليــن‬
‫فــي التركيــب الشــرطي لفظيــان‪ ،‬وفــي المبتــدأ والخبــر أحدهمــا‬
‫لفظــي واآلخــر معنــوي‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬العامل هو فعل الشرط‬

‫وقــد انتصــر لهــذا المذهــب األخفــش فــي قــول منســوب إليــه‬


‫فــي شــرح الكافيــة‪ّ :‬‬
‫«إن الشــرط مجــزوم بــاألداة‪ ،‬والجــزاء مجــزوم‬
‫بالشــرط وحــده لضعــف األداة عــن عمليــن‪ ،‬والشــرط طالــب‬
‫للجــزاء‪ ،‬فــا يســتغرب عملــه فيــه»(‪)3‬؛ وأخــذ بهــذا القــول ابــن مالــك‬
‫فــي التســهيل حيــث قــال‪” :‬وجــزم الجــواب بفعــل الشــرط‪ ،‬ال بــاألداة‬
‫ً‬
‫خالفــا لزاعمــي ذلــك“(‪.)4‬‬ ‫وحدهــا‪ ،‬وال بهمــا‪ ،‬وال علــى الجــوار‪،‬‬

‫الرابع‪ :‬العامل هو الجوار‬

‫أي أن جــواب الشــرط مجــزوم لمجاورتــه فعــل الشــرط‪ ،‬وقــد‬


‫نســب هــذا الــرأي للكوفييــن(‪ ،)5‬وليــس بشــيء‪ ،‬بدليــل أنــه قــد يفصل‬
‫بيــن الشــرط وجوابــه بفاصــل‪ ،‬أو أن يجــاور المجــزوم غيــر المجــزوم‪.‬‬

‫(‪ )1‬نفسه ‪93/3‬‬


‫(‪ )2‬المقتضب ‪48/2‬‬
‫(‪ )3‬ينظر شرح الكافية للرضي ‪92/4‬‬
‫(‪ )4‬شرح التسهيل ‪79/4‬‬
‫(‪ )5‬ينظر شرح الكافية للرضي ‪92/4‬‬

‫‪8‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫’’تقسيم أدوات الشرط من حيث العمل‬

‫وألهميــة العمــل الــذي تحدثــه أدوات الشــرط‪ ،‬نجــد أن النحــاة‬


‫قــد اهتمــوا بــاألدوات العاملــة‪ ،‬وأهملــوا األدوات غيــر العاملــة‬
‫ً‬
‫عرضــا؛ وهــو دأبهــم فــي دراســة األدوات‬ ‫التــي كان حديثهــم عنهــا‬
‫حيــث عقــدوا لــأدوات التــي تؤثــر فــي الحركــة اإلعرابيــة أبوابًــا‪،‬‬
‫كالنواصــب والجــوازم ومــا إلــى ذلــك‪.‬‬

‫ويمكــن أن نرجــع ذلــك إلــى أن محاولــة تقســيم أدوات الشــرط‬


‫مـرَّت عندهــم بمراحــل‪ ،‬فهــي فــي المراحــل المتقدمــة كانــت تــدرس‬
‫فــي بــاب خــاص هــو بــاب الجــزاء أو المجــازاة كمــا عنــد ســيبويه‬
‫ً‬
‫مرتبطــا بالجــزم‪ .‬فــأداة‬ ‫والمبــرد‪ ،‬حيــث الجــزاء فــي تلــك المرحلــة كان‬
‫الجــزاء ال بــد لهــا أن تكــون جازمــة‪ ،‬وقــد نوقشــت فــي أثنــاء الدراســة‬
‫أدوات أخــرى تشــابه أدوات الشــرط مــن حيــث المعنــى الــذي تؤديــه‬
‫فــي الجملــة‪ ،‬لكنهــا ال تجــزم‪ ،‬فلــم يعدوهــا مــن أدوات الشــرط‪ ،‬لذلــك‬
‫فهــم ينظــرون إلــى أدوات الشــرط مــن حيــث هــي عوامــل‪ .‬إلــى أن‬
‫خصــص ابــن مالــك لــأدوات غيــر الجازمــة فص ـ ًلا ألحقــه بــاألدوات‬
‫الجازمــة‪ ،‬وتبعــه فــي ذلــك شــراح األلفيــة‪.‬‬

‫وهــو فــي تقســيمه األدوات إلــى أنواعهــا‪ ،‬بــدأ بوظيفتهــا مــن‬


‫داللــة التركيــب الشــرطي علــى زمــن الفعــل فــي ســياقه‪ ،‬حيــث‬
‫يقــول‪” :‬أدوات الشــرط وهــي كلمــات وضعــت لتــدل علــى التعليــق‬
‫بيــن جملتيــن‪ ،‬والحكــم بســببية أوالهمــا ومســببية الثانيــة‪ .‬وهــذا‬
‫التعليــق نوعــان‪ :‬تعليــق مــاض علــى مــاض‪ ،‬وتعليــق مســتقبل علــى‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مســتقبل“(‪.)1‬‬

‫وابــن مالــك ال يقصــد بالماضــي أو المســتقبل الزمــن الصرفــي‪،‬‬


‫وإنمــا يقصــد الزمــن المســتفاد فــي التركيــب بمجملــه‪.‬‬

‫(‪ )1‬شرح التسهيل ‪66/4‬‬

‫‪9‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫وهكــذا يمكــن تصنيــف أدوات الشــرط عنــد النحــاة المتأخريــن‬
‫بحســب عملهــا وداللتهــا علــى الزمــن إلــى مجموعتيــن‪:‬‬

‫— —أوالهمــا‪ :‬أدوات شــرط يجــزم مــا بعدهــا‪ ،‬وهــي كلهــا‬


‫تتفــق علــى تعليــق زمــن الفعــل فــي المســتقبل‪ ،‬ويمكــن‬
‫تقســيمها بحســب المعنــى الــذي تفيــده فــي الجملــة إلــى‬
‫ســتة أقســام(‪:)1‬‬

‫ƒ ƒمــا يســتخدم للداللــة علــى مجــرد تعليــق الجــواب علــى‬


‫ْ‬
‫و«إذمَ ــا»‪.‬‬ ‫ْ‬
‫«إن»‪،‬‬ ‫الشــرط‪ ،‬وهــو‪:‬‬
‫ـن يعقــل مــن الثقليــن والمالئكة‬‫ƒ ƒمــا اســتخدم للداللــة علــى مَ ـ ْ‬
‫ثــم ضمــن معنــى الشــرط‪ ،‬وهــو‪« :‬مَ ْن»‪.‬‬
‫ƒ ƒمــا اســتخدم للداللــة علــى غيــر العاقــل ثــم ضمــن معنــى‬
‫الشــرط‪ ،‬وهــو‪« :‬مــا»‪ ،‬و«مهمــا»‪.‬‬
‫ƒ ƒمــا اســتخدم للداللــة علــى الزمــان ثــم ضمــن معنــى الشــرط‪،‬‬
‫وهــو‪« :‬متــى»‪ ،‬و«أيــان»‪.‬‬
‫ƒ ƒمــا اســتخدم للداللــة علــى المــكان ثــم ضمــن معنــى الشــرط‪،‬‬
‫ّ‬
‫و«أنــى»‪ ،‬و«حيثمــا»‪.‬‬ ‫وهــو‪« :‬أيــن»‪،‬‬
‫ƒ ƒ مــا هــو متــردد بيــن أنــواع االســم األربعــة‪ ،‬وهــو‪ّ :‬‬
‫«أي» وهــي‬
‫بحســب مــا تضــاف إليــه‪ ،‬فــإن أضيفــت إلــى عاقــل كانــت‬
‫بمعنــى «مــن» نحــو‪« :‬أيّهــم يقـ ْـم أقــم معــه»‪ ،‬وإن أضيفــت‬
‫إلــى غيــر العاقــل كانــت بمعنــى «مــا» نحــو ّ‬
‫«أي الســيارات‬
‫تفضــل أفضــل»‪ ،‬وإن أضيفــت إلــى زمــان كانــت بمعنــى متــى‬
‫نحــو‪َّ :‬‬
‫«أي يــوم تصــم أصــم فيــه»‪ ،‬وإن أضيفــت إلــى مــكان‬
‫كانــت بمعنــى «أيــن» نحــو‪َّ :‬‬
‫«أي مــكان تجلــس أجلــس»‪.‬‬

‫— —وثانيهما‪ :‬أدوات شرط ال يجزم ما بعدها وهي نوعان‪:‬‬

‫ƒ ƒأدوات تفيــد تعليــق الفعــل فــي زمــن الماضــي‪ ،‬وهــي‪ :‬لــو‬

‫(‪ )1‬ينظر التصريح ‪399/2‬‬

‫‪10‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫(علــى اختــاف)‪ ،‬ولــوال‪ ،‬ولومــا‪ّ ،‬‬
‫ولمــا‪.‬‬

‫ƒ ƒأدوات تفيــد تعليــق الفعــل فــي المســتقبل‪ ،‬وهــي‪ :‬إذا‪،‬‬


‫وكيــف‪.‬‬

‫وقــد تنــاول النحــاة بالــدرس أشــكال التركيــب الشــرطي من حيث‬


‫زمــن الفعــل الــذي تــدل عليــه أداة الشــرط‪ ،‬والــذي يعتبــر إضافــة‬
‫إلــى داللــة أدوات الشــرط الســبب وراء تقســيمهم لهــا إلــى جازمــة‬
‫وأخــرى غيــر جازمــة‪.‬‬

‫’ ’المسألة الثانية‪ :‬الجانب الداللي ألدوات الشرط‬

‫إذا اســتقرأنا كتــب النحــاة فيمــا يخــص تعريفهــم ألدوات‬


‫الشــرط نجــد أنهــم يركــزون فــي داللتهــا علــى أمريــن‪ :‬األول أن‬
‫داللتهــا عامــة ومبهمــة‪ ،‬والثانــي أن فيهــا معنــى «الشــرط» أو‬
‫«الجــزاء» أو «المجــازاة»‪ ،‬وهــي كلهــا تــدل علــى «التعليــق»‪ ،‬أي‬
‫ذلــك الربــط الشــرطي الــذي تحدثــه أدوات الشــرط بيــن جملتيــن‬
‫فعليتيــن‪ ،‬يقــول أبــو حيــان‪” :‬أدوات الشــرط وهــي كلــم وضعــت‬
‫لتعليــق جملــة بجملــة‪ ،‬وتكــون األولــى ســببًا‪ ،‬والثانيــة متســببًا‪،‬‬
‫ولذلــك عنــد جمهــور أصحابنــا ال تكــون إال فــي المســتقبل“(‪.)1‬‬

‫وفــي كالم أبــي حيــان نلمــس اهتمــام النحــاة بــأدوات الشــرط‬


‫الجازمــة دون غيرهــا‪ ،‬مركزيــن فــي ذلــك علــى داللتهــا علــى التعليــق‬
‫فــي المســتقبل‬

‫‪ .‬أداللة األداة على اإلبهام والعموم‪:‬‬

‫ارتبطــت أدوات الشــرط عنــد النحــاة باإلبهــام والعمــوم‪ ،‬ولمــا‬


‫كان األصــل فــي الجــزاء ْ‬
‫«إن» فإننــا نجدهــم قــد دأبــوا علــى مقارنــة‬

‫(‪ )1‬االرتشاف ‪1862/4‬‬

‫‪11‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫كثيــر مــن أدوات الشــرط بهــا فــي المعنــى والعمــل‪ ،‬فهــي األصــل‬
‫واألدوات األخــرى تتضمــن معناهــا‪ ،‬ومــن ذلــك نجــد ســيبويه يــوازن‬
‫بيــن «إن» التــي تتعلــق بالمعانــي المشــكوكة‪ ،‬و«إذا» التــي تأتــي‬
‫فــي الجــزاء علــى وجــه التحقيــق فجــازوا بهــا معنــى ال شــك ًلا‪ ،‬يقــول‬
‫ســيبويه‪« :‬وســألته عــن إذا مــا منعهــم أن يجــازوا بهــا؟ فقــال‪:‬‬
‫إذ َت ُق ُ‬
‫ــول؛ فــإذا‬ ‫الفعــل فــي إذا بمنزلتــه فــي «إذ»‪ ،‬إذا قلــت‪َ :‬أت ْذ ُكــ ُر ْ‬
‫أن إذا تجــيء ً‬
‫وقتــا‬ ‫إذ فيمــا مضــى‪ ،‬ويبيــن هــذا َّ‬ ‫فيمــا تســتقبل بمنزلــة ْ‬
‫ُســر كان حسـ ًـنا‪ ،‬ولو‬ ‫معلومً ــا‪ ،‬أال تــرى أنــك لــو قلــت‪ :‬آتيـ َ‬
‫ـك إذا ْ‬
‫اح َم َّر الب ْ‬
‫َ‬
‫مبهمــة‪ ،‬وكذلــك‬ ‫ُسـرُ‪ ،‬كان قبيحً ــا‪ .‬فـ ْ‬
‫ـإن أبــدً ا‬ ‫اح َمـ ّر الب ْ‬ ‫قلــت‪ :‬آتيــك ْ‬
‫إن ْ‬
‫أحــرف الجــزاء‪ .‬وإذا توصــل بالفعــل‪ ،‬فالفعــل فــي إذا بمنزلتــه فــي‬
‫حيــن كأنــك قلــت‪ :‬الحيــن الــذي تأتينــي فيــه أتيــك فيــه»(‪.)1‬‬

‫فالــذي منــع «إذا» أن يجــازى بهــا أنهــا معلومــة‪ ،‬وحــروف الجــزاء‬


‫مبهمــة‪ ،‬وفــي ذلــك يقــول المبــرد‪” :‬أال تــرى أنــك إذا قلــت‪ :‬إن ْتأتنــي‬
‫آتــك‪ ،‬فأنــت ال تــدري أيقــع منــه إتيــان أم ال؟ وكذلــك مــن أتانــي أتيتــه‪.‬‬
‫إنمــا معنــاه إن يأتنــي واحــد مــن النــاس آتــه‪ .‬فــإذا قلــت‪ :‬إذا أتيتنــي‬
‫وجــب أن يكــون اإلتيــان معلومً ــا“(‪.)2‬‬

‫وجــاء فــي شــرح ابــن يعيــش‪” :‬وحــق مــا يجــازى بــه أن ال تــدري‬
‫أيكــون أم ال يكــون‪ ،‬فعلــى هــذا تقــول‪« :‬إذا احمــ ّر البُســ ُر ْ‬
‫فأتنــي»‪،‬‬
‫وقبــح «إن احمــر البســر»؛ ألن احمــرار البســر كائــن‪ .‬وتقــول‪« :‬إذا أقــام‬
‫إن أقــام هللا القيامــة»؛‬‫هللا القيامــة عــذب الكفــار»‪ ،‬وال يحســن « ْ‬
‫ألنــه يجعــل مــا أخبــر هللاُ تعالــى بوجــوده مشــكوك ًا فيــه“(‪.)3‬‬

‫فـــ»إن» التــي هــي أصــل الجــزاء ال تــدل علــى وقــت معلــوم‪ ،‬وإنمــا‬
‫هــي مبهمــة‪ ،‬تتعلــق بمــا يمكــن أن يكــون أو ال يكــون‪ ،‬وهــذا شــأن‬
‫التركيــب الشــرطي‪ ،‬وألصالــة «إن» فــكأن العــرب لــم تضــع للشــرط‬
‫إال «إن» ثــم ضمنــت بقيــة األدوات معناهــا فــوق معانيهــا األخــرى‪،‬‬

‫(‪ )1‬الكتاب ‪60/3‬‬


‫(‪ )2‬المقتضب ‪45/2‬‬
‫(‪ )3‬شرح المفصل ‪113/5‬‬

‫‪12‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫«إن» لضــرب‬ ‫أن هــذه األســماء نابــت منــاب ْ‬ ‫يقــول الجرجانــي‪” :‬اعلــم ّ‬
‫إن َتضـ ْ‬
‫ـرب زيــدً ا‬ ‫مــن االختصــار والتقريــب وذلــك أنــه كان يجــب أن يقــال‪ْ :‬‬
‫ـرب‪ ،‬إلــى مــا ال‬ ‫ـرب خالــدً ا أضـ ْ‬
‫وإن تضـ ْ‬‫ـرب‪ْ ،‬‬ ‫وإن تضــرب عمـ ًر ا أضـ ْ‬ ‫ـرب‪ْ ،‬‬ ‫َأضـ ْ‬
‫فأتــي باســم عــام يشــتمل‬ ‫يُقــدَ ر علــى اســتيفائه ويمتنــع الغــرض منــه ُ‬
‫ِ‬
‫تضــرب‬
‫ْ‬ ‫«إن» معــه فقيــل‪ :‬مَ ْ‬
‫ــن‬ ‫وتــرك اســتعمال ْ‬ ‫علــى الجميــع‪ُ ،‬‬
‫كــم علــى‬ ‫دل ْ‬ ‫«إن» كمــا َّ‬ ‫أضــرب‪ ،‬فــدَ َّل علــى كل إنســان وقــام مقــام ْ‬ ‫ْ‬
‫ـل‪ ،‬ألن مــا مبهــم يقــع علــى‬ ‫ـل أفعـ ْ‬
‫العــدد واالســتفهام‪ .‬وكــذا مــا تفعـ ْ‬
‫الشـيَاعُ أتــي بــه وجُ عــل نائ ًبــا عــن حــرف الشــرط‪،‬‬ ‫كل شــيء فلمــا قصــد ِّ‬
‫ـيئا أصنـ ْ‬
‫ـع“(‪.)1‬‬ ‫ـع شـ ً‬ ‫ـت‪ :‬إن تصنـ ْ‬ ‫فجُ ــزم مــا بعــده كمــا َتجــزم إذا قلـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إذن يمكــن اعتبــار داللــة أداة الشــرط علــى اإلبهــام والعمــوم‬
‫موجبًــا لعملهــا الجــزم فــي فعلــي الشــرط والجــواب‪.‬‬

‫‪.‬بمعنى الشرط‪:‬‬

‫يطلــق معنــى الشــرط علــى داللــة بعــض األدوات التــي تخالــف‬


‫أدوات الشــرط فــي بعــض أحكامهــا ولكنهــا تــؤدي كما يفهــم النحاة‬
‫الغــرض الــذي تؤديــه األداة الشــرطية نفســها‪ ،‬ويمكن أن نســتعين‬
‫بهــذا النــص الــذي ورد عنــد ســيبويه لفهــم معنــى الشــرط‪ ،‬حيــث‬
‫ـع أصنـ ْ‬
‫ـع‪ ،‬فقــال‪ :‬هــي‬ ‫يقــول‪” :‬وســألت الخليــل عــن قولــه‪ :‬كيـ َـف تصنـ ْ‬
‫ْ‬
‫ومخرَجُ هــا علــى الجــزاء‪ ،‬ألن‬ ‫مســتكرَهة وليســت مــن حــروف الجــزاء‪،‬‬
‫ـن أكـ ْ‬
‫ـن“(‪.)2‬‬ ‫أي حــال تكـ ْ‬
‫معناهــا علــى ِّ‬
‫ٍ‬
‫فالــذي دعــا الخليــل إلــى اســتقباح المثــال الــذي جــاء بــه ســيبويه‬
‫هــو الجــزم بكيــف‪ ،‬ف«كيــف» عنــده غيــر جازمــة‪ ،‬وألنهــا كذلــك‬
‫أخرجهــا مــن حــروف الجــزاء‪ ،‬ألن الجــزم والجــزاء متالزمــان عنــد‬
‫الخليــل وســيبويه‪ ،‬ولكــن الــذي الحظــه الخليــل هــو تلــك المشــابهة‬
‫بيــن نمــط جملــة «كيــف» ونمــط الجملــة الجزائيــة‪ ،‬وداللتهــا علــى‬
‫العمــوم‪ ،‬ألنهــا تــؤول بـ«علــى أي حــال»‪ ،‬وهــي الداللــة التــي البــد‬
‫أن تتحلــى بهــا أداة الشــرط‪ ،‬وهــو المعنــى الــذي فســر بــه الرضــي‬
‫(‪ )1‬المقتصد ‪1109-1108/2‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪60/3‬‬

‫‪13‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫« مخــرج الجــزاء» حيــث قــال‪” :‬وقــال الخليــل مخرجهــا مخــرج‬
‫ُ‬
‫أكــون‪ ،‬ألن فيهــا معنــى‬ ‫ُ‬
‫تكــون‬ ‫المجــازاة‪ ،‬يعنــي فــي قولهــم‪ :‬كيــف‬
‫العمــوم الــذي يعتبــر فــي كلمــات الشــرط“(‪.)1‬‬

‫مــن كالم الرضــي نفهــم أن الخليــل يُضمــن «كيــف» معنــى‬


‫الشــرط ولكنــه ال يجعلهــا جازمــة‪ ،‬ألنــه اســتقبح الجــزم بهــا ولكنــه‬
‫جــوز المجــازاة بهــا بالرفــع‪ ،‬وعلــة ذلك عنده أن فيهــا معنى العموم‪.‬‬

‫فهل يدل «معنى الشرط» على شيء غير العموم؟‬

‫يمكــن أن نلمــس ذلــك مــن خــال أدوات أخــرى قيــل إن فيهــا‬


‫«معنــى الشــرط»‪ ،‬مــن ذلــك «لــو»؛ فقــد أخرجهــا المبــرد وتبعــه‬
‫الرمانــي فقــال‪” :‬لــو مــن الحــروف الهوامــل‪ ،‬وفيــه معنــى الشــرط‪،‬‬
‫ُ‬
‫ألكرمتــه‪.‬‬ ‫وال يليهــا إال الفعــل‪ .‬وذلــك نحــو قولــك‪ :‬لــو جاءنــي زيــد‬
‫فقولــك ألكرمتــه جــواب لــو“(‪.)2‬‬

‫فالرمانــي ال يجعــل «لــو» أداة شــرط وإنمــا هــي أداة تحمــل معنى‬
‫الشــرط‪ ،‬ألنهــا تربــط بيــن جزأيــن علــى طــراز التركيــب الشــرطي‪ ،‬لكــن‬
‫هــذا الربــط علــى نقيــض حقيقــة الشــرط الــذي يتعلــق باالســتقبال‬
‫ال المضــي‪ ،‬يقــول‪” :‬وإنمــا لــم تعمــل «لــو» وفيهــا معنــى الشــرط‪،‬‬
‫وذلــك أنهــا ال تـرُدُّ الماضــي مســتقب ًلا كمــا يفعــل حــرف الشــرط“(‪.)3‬‬

‫ولنــا أن نفهــم أن «معنــى الشــرط» الــذي جعــل لــو أداة شــرط‬


‫هــو ذلــك الربــط الشــرطي‪ ،‬وهــو ربــط بيــن جملتيــن بحيــث تكــون‬
‫إحداهمــا متعلقــة مــن حيــث الحــدوث باألخــرى‪.‬‬

‫وخالصــة القــول فــإن معنــى الشــرط يفهــم مــن خــال داللــة‬


‫األداة علــى العمــوم‪ ،‬وعلــى الربــط الشــرطي بيــن جملتيــن فعليتيــن‪،‬‬
‫وداللــة األفعــال بعدهــا علــى االســتقبال‪ ،‬وال ننســى ترتيــب الجملــة‬
‫الشــرطية بحيــث تكــون األداة وبعدهــا جملتــان فعليتــان‬

‫(‪ )1‬شرح الرضي على الكافية ‪207/3‬‬


‫(‪ )2‬معاني الحروف للرماني‪ ،‬ص‪101:‬‬
‫(‪ )3‬نفسه‪ ،‬ص‪102:‬‬

‫‪14‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫’ ’المسألة الثالثة‪ :‬الدور الداللي والوظيفي لـ«ما»‬
‫في أدوات الشرط‬

‫تدخــل «مــا» الحرفيــة الزائــدة التــي هــي نوعــان‪َّ :‬‬


‫كافــة وغيــر‬
‫كافــة‪ ،‬علــى أدوات الشــرط فتحــدث فيهــا أثــرًا دالليًّــا يمكــن‬
‫تلخيصــه فــي‪:‬‬

‫‪ .‬أاإلبهام والعموم‪:‬‬

‫تدخــل «مــا» علــى األدوات فيكــون لهــا أثــر فــي المعنــى الــذي‬
‫يتناســب مــع التركيــب الشــرطي‪ ،‬وهــذا األثــر هــو زيــادة اإلبهــام‬
‫والعمــوم فــي األداة ممــا يزيــد المجــازاة بهــا حسـ ًـنا‪ ،‬أو يُحــوِّ ل األداة‬
‫مــن أداة غيــر شــرطية إلــى أداة شــرطية‪.‬‬

‫فمــن الثانــي «إذ» و»حيــث» التــي تدخــل عليهمــا «مــا» فتكفهمــا‬


‫عــن اإلضافــة‪ ،‬وتغيــر وظيفتهمــا النحويــة‪ ،‬يقــول الرضــي‪” :‬وأمــا‬
‫حيثمــا فتقــول‪« :‬مــا» فيهــا كافــة لحيــث عــن اإلضافــة‪ ،‬وذلــك أن‬
‫حيــث كانــت الزمــة لإلضافــة‪ ،‬فكفتهــا «مــا» عــن طلــب اإلضافــة‬
‫لتصيــر مبهمــة كســائر كلمــات الشــرط“(‪.)1‬‬

‫جــاء فــي المقتضــب‪” :‬وال يكــون الجــزاء فــي «إذ» وال فــي «حيــث»‬
‫بغيــر «مــا»‪ ،‬ألنهمــا ظرفــان يضافــان إلــى األفعــال؛ وإذا زدت علــى‬
‫كل واحــدة منهمــا «مــا» منعتــا اإلضافــة فعملتــا“(‪.)2‬‬

‫وقــد وضــع صاحــب المفصــل ذلــك فقــال‪” :‬بــاب الشــرط مبنــاه‬


‫علــى اإلبهــام‪ ،‬وبــاب اإلضافــة مبنــاه علــى التوضيــح‪ .‬ولهــذا لمــا أريــد‬
‫دخــول إذ وحيــث فــي بــاب الشــرط لزمتهمــا «مــا» ألنهمــا الزمــان‬
‫إلضافــة‪ ،‬واإلضافــة توضحهمــا فــا يصلحــان للشــرط حينئــذ‪،‬‬

‫(‪ )1‬شرح الرضي على الكافية ‪90/4‬‬


‫(‪ )2‬المقتضب ‪46/2‬‬

‫‪15‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫فاشــترطنا «مــا» لتكفهمــا عــن اإلضافــة فيُبْ هَ مــان فيصلــح‬
‫دخولهمــا فــي الشــرط حينئــذ“(‪.)1‬‬

‫و»مــا» التــي تدخــل هنــا هــي «مــا» الكافــة وزيادتهــا الزمــة‪ ،‬أمــا‬
‫«مــا» التــي تكــون لزيــادة اإلبهــام فــي األداة فهــي «مــا» غيــر الكافــة‪،‬‬
‫ـن»‪ ،‬فهــي‬ ‫وهــي التــي تدخــل علــى باقــي أدوات الشــرط عــدا ّ‬
‫«أنــى ومَ ـ ْ‬
‫علــى التخييــر‪.‬‬

‫ْ‬
‫أكرمــك‪،‬‬ ‫قــال الزمخشــري‪” :‬تقــول متــى كان ذاك؟ ومتــى تأتنــي‬
‫أجلــس‪ .‬ويتصــل بهمــا «مــا» المزيــدة‬
‫ْ‬ ‫تجلــس‬
‫ْ‬ ‫وأيــن كنــت؟ وأيــن‬
‫فتزيدهمــا إبهامً ــا“(‪ .)2‬فـ«مــا» لمــا دخلــت علــى أداتــي الشــرط زادتهما‬
‫إبهامً ــا‪ ،‬وزادت المجــازاة بهمــا حسـ ًـنا‪.‬‬

‫‪.‬ب التوكيد‬

‫وذلــك بدخــول «مــا» علــى ْ‬


‫«إن» أو إحــدى أدوات الشــرط‪ ،‬يقــول‬
‫المبــرد‪ ” :‬فـ«مــا» تدخــل علــى ضربيــن‪ :‬أحدهمــا‪ :‬أن تكــون زائــدة‬
‫للتوكيــد فــا يتغيــر الــكالم بهــا عــن عمــل وال معنــى‪ ،‬فالتوكيــد مــا‬
‫ذكرتــه فــي هــذه الحــروف ســوى حيثمــا وإذمــا“(‪.)3‬‬

‫ِّ‬
‫مؤكــدة‪،‬‬ ‫قــال ابــن يعيــش‪” :‬قــد تــزاد «مــا» مــع «إن» الشــرطية‬
‫نحــو قولــك‪« :‬إمَّ ــا تأتنــي آتــك»‪ ،‬واألصــل‪« :‬إن تأتنــي آتــك»‪ .‬زيــدت‬
‫«مــا» علــى «إن» لتأكيــد معنــى الجــزاء“(‪.)4‬‬

‫ً‬
‫ومعــا‪ ،‬وإن كان‬ ‫والظاهــر أن «مــا» تــؤدي معنــى اإلبهــام والتوكيــد‬
‫النحــاة يصرحــون تــارة باإلبهــام وتــارة بالتوكيــد‪ ،‬وقــد جمــع بينهمــا‬
‫ابــن يعيــش فــي قولــه‪” :‬وقــد تدخــل «مــا» «أيــن» و«متــى» للجــزاء‬
‫ـس»‪...‬‬‫ـس أجلـ ْ‬ ‫زائــدة مؤكــدة نحــو‪« :‬متــى مــا ُ‬
‫تقـ ْـم أقـ ْـم» و«أينمــا تجلـ ْ‬

‫(‪ )1‬األشباه والنظائر ‪197/1‬‬


‫(‪ )2‬شرح المفصل ‪131/3‬‬
‫(‪ )3‬المقتضب ‪53/2‬‬
‫(‪ )4‬شرح المفصل ‪115/5‬‬

‫‪16‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫فــإذا دخلــت عليهمــا «مــا» زادتهمــا إبهامً ــا‪ ،‬وزادت المجــازاة بهمــا‬
‫حسـ ًـنا“(‪.)1‬‬

‫فذكــر أن «مــا» «زائــدة مؤكــدة» وأنهــا زادتهمــا «إبهامً ــا» وإن‬


‫كان التوكيــد أظهــر مــن اإلبهــام فــي االســتعمال القرآنــي‪ :‬يقــول‬
‫الفارســي‪” :‬جميــع مــا فــي القــرآن مــن الشــرط بعــد «إمّ ــا» مؤكــد‬
‫بالنــون‪ ،‬لمشــابهته فعــل الشــرط‪ ،‬بدخــول «مــا» للتأكيــد لفعــل‬
‫القســم‪ ،‬مــن جهــة أن «مــا» كالــام فــي القســم‪ ،‬لمــا فيهــا مــن‬
‫التأكيــد“(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬شرح المفصل ‪135/3‬‬


‫(‪ )2‬اإلتقان في علوم القرآن‪244/2،‬‬

‫‪17‬‬ ‫طبرلا يف طرشلا تاودأ رثأ‬


‫خاتمة‬
‫وهكــذا فقــد اســتطاعت هــذه الدراســة أن تقــف علــى بعــض‬
‫الجوانــب التركيبيــة والدالليــة التــي تضطلــع بهــا أدوات الشــرط‬
‫فــي ربطهــا بيــن جملتيــن‪ ،‬والتــي يمكــن إجمالهــا فيمــا يلــي‪:‬‬

‫— —أن أدوات الشــرط ال تــدل علــى معــان معجميــة وإنمــا تــدل‬


‫ٍ‬
‫علــى معنــى وظيفــي عــام هــو التعليــق الشــرطي‪ ،‬فتتفــق‬
‫ً‬
‫جميعــا فــي تعليــق وقــوع الجــواب علــى وقــوع الشــرط‪،‬‬
‫وذلــك فــي غيــر الشــرط االمتناعــي‪.‬‬

‫— —أن أدوات الشرط تختص بدخولها على األفعال‪.‬‬

‫— —أن الوظيفــة النحويــة ألداة الشــرط هــي الربــط بيــن جملتــي‬


‫الشــرط والجــزاء ً‬
‫ربطــا يمتنــع معــه اســتقالل أي الجملتيــن‬
‫بمعناهــا عــن األخــرى‪.‬‬

‫— —أن الــذي أكســب أدوات الشــرط أهميتهــا عنــد النحــاة إضافة‬


‫إلــى التعليــق هــو العمــل الــذي تحدثــه‪ ،‬وهــو الجزم‪.‬‬

‫— —اهتمــام النحــاة بــأدوات الشــرط الجازمــة دون غيرهــا‪ ،‬مركزين‬


‫فــي ذلــك علــى داللتهــا علــى التعليــق في المســتقبل‪.‬‬

‫— —اعتبــار داللــة أداة الشــرط علــى اإلبهــام والعمــوم موجبًــا‬


‫لعملهــا الجــزم فــي فعلــي الشــرط والجــواب‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫— —القرآن الكريم‬

‫— —اإلتقــان فــي علــوم القــرآن‪ ،‬تأليــف‪ :‬عبــد الرحمــن بــن أبــي بكــر‬
‫جــال الديــن الســيوطي‪ ،‬تحقيــق‪ :‬محمد أبو الفضــل إبراهيم‪،‬‬
‫نشــر‪ :‬الهيئــة المصريــة العامــة للكتــاب‪1394 ،‬هـــ ‪1974 -‬م‪.‬‬

‫— —ارتشــاف الضــرب مــن لســان العــرب‪ ،‬تأليــف‪ :‬أبــو حيــان‬


‫محمــد بــن يوســف بــن علــي بــن يوســف بــن حيــان أثيــر الديــن‬
‫األندلســي‪ ،‬تحقيــق‪ :‬رجــب عثمــان محمــد‪ ،‬نشــر‪ :‬مكتبــة‬
‫الخانجي‪-‬القاهــرة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األولــى‪1418 ،‬هـــ ‪1998 -‬م‪.‬‬

‫— —األشــباه والنظائــر فــي النحــو‪ ،‬تأليــف‪ :‬عبــد الرحمــن بــن أبــي‬


‫بكــر جــال الديــن الســيوطي‪ ،‬تحقيــق‪ :‬غريــد الشــيخ‪ ،‬نشــر‪ :‬دار‬
‫الكتــب العلميــة‪ -‬بيــروت‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثانيــة‪2007 ،‬م‪.‬‬

‫— —األصــول فــي النحــو‪ ،‬تأليــف ابــن الســراج‪ :‬أبــو بكــر محمــد بــن‬
‫الســري بــن ســهل النحــوي‪ ،‬تحقيــق‪ :‬عبــد الحســن الفتلــي‪،‬‬
‫نشــر‪ :‬مؤسســة الرســالة للطباعــة والنشــر والتوزيــع –‬
‫بيــروت‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثالثــة‪1417 ،‬هـــ ‪1996 -‬م‪.‬‬

‫— —الخالصــة النحويــة‪ ،‬تأليــف‪ :‬تمــام حســان‪ ،‬نشــر‪ :‬عالــم الكتــب‬


‫– القاهــرة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثانيــة‪1425 ،‬هـــ ‪2005 -‬م‬

‫— —دالئــل اإلعجــاز‪ ،‬تأليــف‪ :‬أبــو بكــر عبــد القاهــر بــن عبــد الرحمــن‬
‫بــن محمــد الجرجانــي‪ ،‬قــراءة وتعليــق‪ :‬أبــو فهــر محمــود‬
‫محمــد شــاكر‪ ،‬نشــر‪ :‬مكتبــة الخانجــي ‪ -‬القاهــرة‪ ،‬الطبعــة‪:‬‬
‫الخامســة‪1424،‬هـ ‪2004 -‬م‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫— —رصــف المبانــي فــي شــرح حــروف المعانــي‪ ،‬تأليــف‪ :‬أحمــد بــن‬
‫عبــد النــور المالقــي‪ ،‬تحقيــق‪ :‬أحمــد محمــد الخــراط‪ ،‬نشــر‪:‬‬
‫مجمــع اللغــة العربيــة‪ -‬دمشــق‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫— —شــرح التســهيل‪ ،‬تأليــف‪ :‬ابــن مالــك‪ ،‬تحقيــق‪ :‬عبــد الرحمــن‬


‫الســيد ومحمــد المختــون‪ ،‬نشــر‪ :‬دار هجــر‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األولــى‪،‬‬
‫‪1410‬هـــ‪1990 -‬م‪.‬‬

‫— —شــرح التصريــح علــى التوضيــح أللفيــة ابــن مالــك فــي النحــو‬


‫البــن هشــام األنصــاري‪ ،‬تأليــف‪ :‬خالــد األزهــري‪ ،‬وبهامشــه‬
‫حاشــية الشــيخ يــس بــن زيــن الديــن العليمــي الحمصــي‪،‬‬
‫نشــر‪ :‬المطبعــة األزهريــة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثانيــة‪1326 ،‬هـــ‪.‬‬

‫— —شــرح الرضــي علــى الكافيــة‪ ،‬تأليــف الرضــي اإلســتراباذي‪:‬‬


‫محمــد بــن الحســن اإلســتراباذي الســمنائي النجفــي الرضــي‪،‬‬
‫تصحيــح وتعليــق‪ :‬يوســف حســن عمــر‪ ،‬نشــر‪ :‬جامعــة قــار‬
‫يونــس – بنغــازي‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثانيــة‪1996 ،‬م‪.‬‬

‫— —شــرح المفصــل للزمخشــري‪ ،‬تأليــف ابــن يعيــش‪ :‬موفــق‬


‫الديــن أبــو البقــاء يعيــش بــن يعيــش الموصلــي‪ ،‬تحقيــق‪:‬‬
‫إميــل بديــع يعقــوب‪ ،‬نشــر‪ :‬دار الكتــب العلميــة‪ -‬بيــروت‪،‬‬
‫الطبعــة‪ :‬األولــى‪1422 ،‬هـــ ‪2001 -‬م‪.‬‬

‫— —شــرح المقدمــة المحســبة‪ ،‬تأليــف‪ :‬طاهــر بــن أحمــد بــن‬


‫بابشــاذ‪ ،‬تحقيــق‪ :‬خالــد عبــد الكريــم‪ ،‬نشــر‪ :‬المطبعــة‬
‫العصريــة – الكويــت‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األولــى‪1977 ،‬م‪.‬‬

‫— —شــرح كتــاب الحــدود فــي النحــو‪ ،‬تأليــف‪ :‬عبــد هللا بــن أحمــد‬
‫الفاكهــي‪ ،‬تحقيــق‪ :‬رمضــان أحمــد الدميــري‪ ،‬نشــر‪ :‬مكتبــة‬
‫وهبــة – القاهــرة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثانيــة‪1414 ،‬هـــ ‪1993 -‬م‪.‬‬

‫— —القامــوس المحيــط‪ ،‬تأليــف‪ :‬محمــد بــن يعقــوب مجــد الديــن‬


‫الفيــروز آبــادي‪ ،‬تحقيــق‪ :‬محمــد نعيــم العرقسوســي‪ ،‬نشــر‪:‬‬
‫مؤسســة الرســالة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثامنــة‪1426 ،‬هـــ ‪2005 -‬م‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪:‬عجارملاو رداصملا‬


‫— —الكتــاب‪ ،‬تأليــف ســيبويه‪ :‬أبــو بشــر عمــرو بــن قنبــر‪ ،‬تحقيــق‬
‫ِ‬
‫وشــرح‪ :‬عبــد الســام محمــد هــارون‪ ،‬مكتبــة الخانجــي ‪-‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثالثــة‪1408 ،‬هـــ ‪1988 -‬م‪.‬‬

‫— —المرتجــل‪ ،‬تأليــف‪ :‬أبــو محمــد عبــد هللا بــن أحمــد بــن أحمــد‬
‫بــن أحمــد ابــن الخشــاب‪ ،‬تحقيــق ودراســة‪ :‬علــي حيــدر‪ ،‬نشــر‪:‬‬
‫مجمــع اللغــة العربيــة –دمشــق‪1392 ،‬هـــ ‪1972-‬م‪.‬‬

‫— —معانــي الحــروف‪ ،‬تأليــف‪ :‬أبــو الحســن علــي بــن عيســى‬


‫الرمانــي النحــوي‪ ،‬تحقيــق‪ :‬عبــد الفتــاح إســماعيل شــلبي‪،‬‬
‫نشــر‪ :‬دار الشــروق – جــدة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬الثانيــة‪1401 ،‬هـــ ‪1981 -‬م‪.‬‬

‫— —المقتضــب‪ ،‬تأليــف المبــرد‪ :‬أبــو العبــاس محمــد بــن يزيــد‬


‫المبــرد‪ ،‬تحقيــق محمــد عبــد الخالــق عضيمة‪ ،‬نشــر‪ :‬وزارة‬
‫األوقــاف المجلــس األعلــى للشــئون اإلســامية لجنــة إحيــاء‬
‫التــراث اإلســامي – القاهــرة‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األولــى‪1415 ،‬هـــ ‪1994 -‬م‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪:‬عجارملاو رداصملا‬

You might also like