You are on page 1of 28

ّ ّ ّ

ّ 7:‫ العدد‬72 :‫املجلد‬


744-712 :‫ ص‬7272 ‫ الثالثي الثاني‬:‫السنة‬

ّ ّ ّ ّ ّ ّ
:‫العربية‬ ‫الدالة على املشاركة في اللغة‬ ‫الصيغ الصرفية‬
ّ
‫سياقية‬ ّ ‫تركيبية‬
‫داللية‬ ّ ‫دراسة‬
Morphological Moods Denoting Participation in the Arabic language:
A Contextual and Semantic and Structural Study

‫محمد حسن بخيت قواقزة‬ّ .‫أ‬

7277-22-29 :‫تاريخ القب ـ ــول‬ 7271-27-29 :‫تاريخ الاستالم‬

ّ ّ ّ ‫الصيغ‬
ّ ‫الص‬ ّ ‫تدل بعض‬ ّ :‫ملخص‬ ّ
‫ولكن هذه‬ ،‫العربية على املشاركة‬ ‫رفية في اللغة‬
‫تدل على معان أخرى باإلضافة إلى املشاركة كمبالغة الحدث واستمراره‬ ّ ‫الصيغ قد‬ ّ
‫ ماض أو حاضر أو‬:‫الصيغ على زمن مطلق أو زمن مخصوص‬ ّ ‫وتدل هذه‬ّ .‫وتكراره وتوكيده‬
ّ
‫املتنوعة للصيغة الواحدة التي‬ ّ ‫الد اسة إلى تبيان‬
‫الدالالت‬ ّ
‫ وعلى ذلك؛ تهدف ر‬.‫مستقبل‬
ّ
‫املتنوعة وفقا‬ ّ ،‫الدراسة صيغ املشاركة‬
‫وبينت دالالتها‬ ّ ‫وتتبعت‬
ّ .‫تدل على املشاركة‬ ّ
ّ
.‫واملقامية‬ ّ
‫املقالية‬ ‫للقرائن‬
ّ ،‫والزمن‬
.‫ والاستمرار‬،‫والجهة‬ ّ ،‫ واملبالغة‬،‫ املشاركة‬:‫املفتاحية‬
ّ ‫الكلمات‬
Abstract: Some morphological moods in the Arabic language indicate
participation. Apart from participation, these moods may also reveal other
meanings such as hyperbole, perfective, progressive, iterative, and emphasis. In
addition, these moods show absolute or special time: past, present, or future.
Accordingly, this paper aims at illustrating the various meanings of each single
mood that indicates participation. The study also offered an examination of
these moods, exploring their numerous meaning according to contextual and
situational evidence
Keywords: participation, hyperbole, tense, aspect and progressive.

ّ ‫الس‬ّ ‫العربية‬
ّ ّ ‫الش‬ّ
.‫عودية‬ ‫ اململكة‬،‫مالية‬ ‫ جامعة الحدود‬-1۞
ّ
.)‫ (املؤلف املرسل‬mohammadbakheat@yahoo.comm :‫البريد إلالكتروني‬

712
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫والد ّ‬ ‫ركيبي ّ‬ ‫والت ّ‬ ‫ى ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫اللي‬ ‫العربية من حيث املستو الصرفي‬ ‫يضم نظام اللغة‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫الداللة على تمام‬ ‫الت ّنوع ّ‬ ‫الت ّنوع بعضه ببعض‪ .‬ومن أمثلة هذا ّ‬ ‫تنوعا كبيرا‪ ،‬ويرتبط هذا ّ‬ ‫ّ‬
‫والداللة على ّ‬ ‫وتوقعه ومبالغته وتوكيده‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الزمن املاض ي‬ ‫الحدث واستمراره وتكراره‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والحاضر واملستقبل واملطلق‪ .‬وقد تحمل الصيغة الواحدة تعددا دالليا‪ ،‬فتدل على معان‬ ‫ّ‬
‫اختصم) على َت ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اختصم ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫شارك‬ ‫وخالد‪ ،‬فقد دلت صيغة (‬ ‫محمد‬ ‫متعددة‪ .‬فعندما تقول‪:‬‬
‫تتبع‬ ‫الدراسة إلى ّ‬ ‫والزمن املاض ي‪ .‬وعلى ذلك؛ تهدف ّ‬ ‫الحدث‪ ،‬ومبالغته‪ ،‬واستمراره‪ّ ،‬‬
‫الس ّ‬ ‫املتعددة وفقا للقرائن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ياقية‪.‬‬ ‫دالاللتها‬ ‫الدالة على املشاركة‪ ،‬وتبيان‬ ‫الصيغ الصرفية‬
‫رفية‪ ،‬فقد ترد ّ‬ ‫الصيغ ّ‬
‫الص ّ‬ ‫السياق دورا بازا في الكشف عن دالالت ّ‬ ‫يمثل ّ‬ ‫ّ‬
‫الصيغة‬
‫وتدل على معنيين مختلفين‪ ،‬ومثال ذلك صيغة‬ ‫ّ‬ ‫الفعلية الواحدة في سياقين مختلفين‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أش َكل‪ّ .‬‬
‫وتدل‬
‫ْ‬
‫بس عليه ألامر‪ :‬أي‬ ‫الت َ‬ ‫إلاشكال‪ ،‬كقولك‪ّ :‬‬ ‫ْ‬
‫الصيغة على‬ ‫فتدل هذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫(تلتبس)‪،‬‬
‫على الاختالط (نشوان اليمني‪ ،)9111،‬كقول بشر بن أبي خازم (ت‪ 23‬ق‪.‬ه)‪( :‬ديوان‬
‫بشر‪.)9111،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ومل ا ا ا ا ا ا ا ا ااا تلت ا ا ا ا ا ا ا ا اابس خي ا ا ا ا ا ا ا ا اال بخي ا ا ا ا ا ا ا ا اال ۞ فيطعن ا ا ا ا ا ا ا ا ااوا ويض ا ا ا ا ا ا ا ا ااطربوا اض ا ا ا ا ا ا ا ا ااطرابا‬
‫تدل هذه‬ ‫ونلحظ داللة صيغة (افتعل) عندما تفيد معنى الاختالط على املشاركة‪ ،‬وال ّ‬
‫متحصل من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬
‫الداللة‬ ‫الصيغة على املشاركة عندما تكون بمعنى (أشكل)‪ ،‬ومعنى املشاركة‬
‫ويطعن ويضطرب‪ ،‬إذ ّ‬ ‫َّ‬ ‫التعدد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الس ّ‬ ‫ّ‬
‫تدل على‬ ‫الداللي لألفعال‪ :‬تلتبس‬ ‫ياقية‪ .‬ونلحظ‬
‫الدراسة إلى تبيان‬ ‫استمرار الحدث ومبالغته ومشاركته ومغالبته‪ .‬وعلى ذلك؛ عمدت ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الدالة على املشاركة‪.‬‬ ‫تعدد املعاني للصيغة‬
‫الدراسات التي بحثت صيغ‬ ‫أن ّ‬ ‫الد اسة ألسباب عديدة‪ّ ،‬أولها ّ‬ ‫ّ‬
‫عمد الباحث إلى هذه ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الد ّ‬‫التعدد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملقالية‬ ‫املقامية‬ ‫اللي للصيغة الواحدة وفقا للقرائن‬ ‫املشاركة لم تركز على‬
‫ّ‬ ‫والزمن‪ .‬ففي دراسة ّ‬ ‫والتكرار واملغالبة ّ‬ ‫داللتها على الاستمرار ّ‬ ‫فلم تدرس ّ‬
‫محمد الطريحي‬
‫الدراسة على سرد‬ ‫النحو ّي) ّركزت ّ‬ ‫(أسلوب صيغ أفعال املشاركة ومصادرها في ألاداء ّ‬
‫تغيرات في‬ ‫الصيغ من ّ‬ ‫الد ّالة على املشاركة‪ ،‬وتبيان اشتقاقها وما يطرأ على هذه ّ‬ ‫الصيغ ّ‬ ‫ّ‬
‫لكنها خلطت بين معنى املشاركة‬ ‫الصيغ‪ّ ،‬‬ ‫البنية‪ ،‬وذكرت آراء القدماء في معاني هذه ّ‬ ‫ّ‬
‫أن‬‫املتعددة للصيغة الواحدة‪ .‬وثانيها ّ‬ ‫ّ‬ ‫تبين املعاني‬ ‫تميز بينها‪ ،‬ولم ّ‬ ‫واملعاني ألاخرى‪ ،‬فلم ّ‬
‫املتنوعة للصيغة الواحدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بحثت معنى املشاركة أثناء سرد املعاني‬ ‫ْ‬ ‫الدراسات‬ ‫كثيرا من ّ‬

‫‪712‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫درج‪ ،‬ونجد ذلك‬ ‫والت ّكلف ّ‬


‫والت ّ‬ ‫تفاعل على املشاركة ّ‬ ‫فيذكر الفعل املزيد ومعانيه‪ ،‬كداللة َ‬
‫ّ‬
‫وصفية‬ ‫السوالقة (معاني زيادات ألافعال في القرآن الكريم دراسة‬ ‫في دراسة سكينة ّ‬
‫وثالثها ذهاب كثير من املستشرقين ككوان (‪ )Cowan,1958‬وبيستون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إحصائية)‪.‬‬
‫إال على شكلين حدثيين‪ ،‬وهما‪ّ :‬‬ ‫ي ّ‬ ‫(‪ )Beeston,1968‬إلى ّ‬
‫الت ّام وغير‬ ‫العربية ال تحتو‬ ‫ّ‬ ‫أن‬
‫اميات؛‬ ‫الس ّ‬ ‫بالزمن‪ .‬ونجد هذه الفكرة متكررة عند علماء ّ‬ ‫العربية ال تهتم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّام‪ّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫ّ‬
‫ألنهم نقلوا عن بعضهم بعضا (موسكاتي‪ ،‬دت) (بروكلمان‪( )9111،‬فليش‪ّ ،)9192،‬‬
‫وألن‬ ‫ّ‬
‫العربية‪ ،‬وهما‪( :‬فعل) و(يفعل)‬ ‫ّ‬ ‫الصيغتين املجردتين في‬ ‫كثيرا منهم اكتفى بدراسة ّ‬
‫افتعل)‬ ‫فاعل) و( َ‬ ‫تفاعل) و( َ‬ ‫الصيغ املزيدة‪ ،‬مثل‪َ ( :‬‬ ‫(‪ ،)Tritton,1943‬ولم يلتفتوا إلى داللة ّ‬
‫الصيغ‬ ‫الناقص لداللة بعض ّ‬ ‫والجهة‪ .‬ورابعها الاستقراء ّ‬ ‫الزمن ّ‬ ‫وبعض ألاسماء على ّ‬
‫َ‬ ‫اللي بين صيغتي َ‬ ‫الد ّ‬ ‫الترادف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتفاعل)؛ إذ ذهبت‬ ‫افتعل‬ ‫الفعلية كدراسة خلف جرادات (‬
‫القوة واملبالغة بخالف‬ ‫متلبسة بمعنى ّ‬ ‫تفاعل) تفيد املشاركة غير ّ‬ ‫أن صيغة ( َ‬ ‫الد اسة إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫ر‬
‫تفاعل)‪.‬‬‫النصوص الفصيحة التي وردت فيها صيغة ( َ‬ ‫صيغة (افتعل) وهذا أمر تنفيه ّ‬
‫محددة‪ ،‬وهي‬ ‫الد اسة لغة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت ّ‬ ‫الوصفي ّ‬
‫ّ‬ ‫استخدمت ّ‬
‫حليلي‪ ،‬فتصف ر‬ ‫الدراسة املنهج‬
‫ّ‬ ‫العربية‪ّ .‬‬
‫وحددت املستوى اللغو ّي‪ ،‬إذ اعتمدت على املستوى الفصيح‪ ،‬فالشواهد‬ ‫ّ‬ ‫اللغة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اللغوية‬ ‫جميعها من القرآن الكريم‪ ،‬والحديث الشريف‪ ،‬والشعر‪ ،‬والاستعماالت‬
‫امتد ليشتمل على‬ ‫معين‪ ،‬بل ّ‬ ‫الدراسة في الاستشهاد على عصر ّ‬ ‫املعاصرة‪ .‬ولم يقتصر زمن ّ‬
‫ّ ّ ّ ّ‬ ‫العربية جميعها؛ حتى تكون دراسة ( ّ‬ ‫ّ‬
‫الدالة على املشاركة)‬ ‫الصيغ الصرفية‬ ‫عصور اللغة‬
‫رفي‪ ،‬إذ قصرت مجالها على َب ْحث داللة‬ ‫الص ّ‬ ‫وبينت الدراسة املستوى ّ‬ ‫ّ‬ ‫شاملة ودقيقة‪ّ .‬‬
‫وتفاعل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فعلية‪َ :‬‬
‫فاعل‪،‬‬ ‫الد ّالة على حدث املشاركة‪ ،‬وهي ثالث صيغ ّ‬ ‫رفية ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫الصيغ ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وست‬ ‫وتفاعل وف َعيلى وافتعال‪،‬‬ ‫مفاعلة وفعال وفيعال‬ ‫ّ‬
‫مصدرية‪:‬‬ ‫وست صيغ‬ ‫َ‬
‫وافتعل‪.‬‬
‫ومفتعل‪.‬‬ ‫ومفتعل َ‬ ‫ومتفاعل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومفاعل ومتفاعل‬ ‫صيغ السم الفاعل واسم املفعول‪ :‬مفاعل‬
‫ّ‬ ‫تتبع ّ‬ ‫اللي‪ ،‬إذ تهدف إلى ّ‬ ‫الد ّ‬ ‫الد اسة على املستوى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية الفصيحة‬ ‫النصوص‬ ‫وركزت ر‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫الصيغ ّ‬ ‫التي وردت فيها ّ‬
‫املتنوعة وفقا‬ ‫الدالة على املشاركة‪ ،‬وتبيان دالالتها‬ ‫رفية‬
‫الصيغ‬ ‫الدارسين قديما وحديثا في ّ‬ ‫الد اسة آ اء ّ‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫للسياق الذي ترد فيه‪ .‬وعرضت ر‬
‫ورجحت أحدها على‬ ‫وحللتها ّ‬ ‫ّ‬
‫ثم وصفت تلك آلاراء‪،‬‬ ‫الد ّالة على املشاركة‪َّ ،‬‬ ‫رفية ّ‬ ‫الص ّ‬ ‫ّ‬
‫آلاخر‪.‬‬

‫‪719‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫العربية املقصود باملشاركة‪ ،‬ومنهم الفارابي (ت‪253‬ه)‪ ،‬إذ قال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّبين بعض علماء‬
‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫َُ ََ‬ ‫ْ‬
‫املفاعلة‬ ‫أن‬ ‫إال َّ‬ ‫اعلة‪،‬‬ ‫أن يكون من اث َن ْين فصاعدا كاملف‬ ‫فاعل‪-‬بناؤه ْ‬ ‫الت ُ‬ ‫الباب‪-‬يقصد ّ‬ ‫ُ‬ ‫"وهذا‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َي ّ‬
‫تعدى‪ ،‬والتفاعل ال يتعدى إلى مفعول في اللفظ" (الفارابي‪ .)3332 ،‬واستخدم عباس‬
‫وعرفها بقوله‪" :‬وهي املشاركة من فريقين في‬ ‫حسن لفظة (املفاعلة) بدال من (املشاركة)‪ّ ،‬‬
‫فاعل" (حسن‪ ،‬دت)‪ .‬وقد شاع‬ ‫الت ُ‬ ‫املفاعلة ُتسمى أيضا‪ّ :‬‬ ‫َ‬ ‫الفاعلية واملفعو ّلية‪ ،‬وكما ُت َّ‬
‫سمى‬ ‫ّ‬
‫التفاعل واملفاعلة بمعنى املشاركة (ابن‬ ‫العربية ولغوييها استخدام لفظتي‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫عند نحاة‬
‫عقيل‪.)9193،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يجدر ّ‬
‫والصيغ على أنماط الحدث‬ ‫الت ّنبه إلى أنه ال يمكن دراسة داللة التراكيب‬
‫ضام بين‬‫الت ّ‬ ‫يبين ّ‬ ‫منية‪ .‬وهذا ّ‬ ‫الز ّ‬‫داللتها ّ‬ ‫والتكرار بمعزل عن ّ‬ ‫كاملشاركة وال ّتمام والاستمرار ّ‬
‫ضام وظهر‬‫الت ّ‬ ‫اللغوية الحديثة بهذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدراسات‬ ‫واهتمت كثير من ّ‬ ‫ّ‬ ‫الزمن ونمط الحدث‪.‬‬ ‫ّ‬
‫والجهة‪ ،)aspect(1‬وتبيان عالقتهما والفارق‬ ‫النحو ّي (‪ّ )tense‬‬ ‫الزمن ّ‬ ‫ذلك في بيان مفهوم ّ‬
‫بينهما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّأما الزمن فهو نمطان‪ :‬زمن صرفي‪ ،‬وزمن نحوي‪ .‬أما الزمن الصرفي فهو "وظيفة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمن‬‫فيدل الفعل املاض ي على ّ‬ ‫ّ‬ ‫السياق"(تمام‪،)3332،‬‬ ‫صيغة الفعل مفردة خارج ّ‬
‫النحو ّي فهو‬ ‫الزمن ّ‬ ‫وأما ّ‬ ‫الزمن الحاضر أو املستقبل‪ّ .‬‬ ‫ويدل الفعل املضارع على ّ‬ ‫ّ‬ ‫املاض ي‪،‬‬
‫الصفة أو ما نقل إلى الفعل من ألاقسام ألاخرى‬ ‫ُ‬ ‫يؤديها الفعل أو ّ‬ ‫السياق ّ‬ ‫"وظيفة في ّ‬
‫َ‬
‫للكلم كاملصادر والخوالف" (تمام‪.)3332،‬‬
‫الزمن بالفعل والاسم‪ ،‬وتكتفي كثير من اللغات ّ‬
‫بالتعبير‬ ‫تعبر عن ّ‬ ‫العربية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ونلحظ ّ‬
‫أن‬
‫التعبير عن‬‫التمايز بين اللغات في طرائق ّ‬ ‫وتنبه اللغويون إلى هذا ّ‬ ‫الزمن بالفعل‪ّ ،‬‬ ‫عن ّ‬
‫ّ‬ ‫الزمن ّ‬ ‫فعرف بالرمان (‪ّ )Balaraman‬‬ ‫ّ‬
‫نحوية تنتمي إلى‬ ‫ّ‬ ‫النحو ّي بأنه "فصيلة‬ ‫الزمن‪ّ ،‬‬
‫ألافعال عادة‪ ،‬تشير إلى الوقت الية حادثة‪ ،‬مع عالقتها مع لحظة الحاضر‪ ،‬أو اية نقطة‬
‫السابق ّ‬
‫مهمة‬ ‫التعريف ّ‬ ‫إشارية أخرى" (‪ .)Balaraman,2007‬وإضافة كلمة (عادة) إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫تتعداه إلى بعض‬ ‫الزمن بالفعل‪ ،‬بل ّ‬ ‫فثمة بعض اللغات ال تقتصر في تعبيرها عن ّ‬ ‫جدا؛ ّ‬
‫الزمن‪ ،‬وذلك نحو قوله‬ ‫العربية قد تستخدم اسم املفعول للداللة على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ألاسماء‪ ،‬فاللغة‬
‫َ‬
‫دل اسم املفعول ( ُّمف َّت َحة) على‬ ‫﴿ج ََّّٰنت َعدن ُّمف َّت َحة ل ُه ُم ٱأل َبو ُب﴾ [ص‪ ،]53:‬فقد ّ‬
‫َّٰ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تعالى‪َ :‬‬
‫أن اللغات‬‫فقررا ّ‬ ‫التمايز بين اللغات‪ّ ،‬‬ ‫وتنبه ماريو باي وفرانك إلى هذا ّ‬ ‫الزمن املستقبل‪ّ .‬‬ ‫ّ‬

‫‪772‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫الزمن بخالف غيرها من اللغات التي تستخدم‬ ‫الهندوأوروبية تكتفي بالفعل للداللة على ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمن (‪.)Mario&Frank‬‬ ‫بعض ألاسماء للتعبير عن ّ‬
‫فيتمثل مفهومها ّ‬ ‫ّ‬
‫بأنها ألاسلوب الذي ُيعرض به الحدث من تمام‬ ‫الجهة (‪)aspect‬‬ ‫ّأما ّ‬
‫الزمن هو بيان وقت حصول الحدث ومجال‬ ‫واستمرار وتكرار ونشاط اعتيادي‪ .‬فمجال ّ‬
‫متكررا أو‬ ‫الجهة هو تبيان طريقة عرض الحدث‪ ،‬فقد يكون الحدث تاما أو مستمرا أو ّ‬ ‫ّ‬
‫الجهة بطريقة عرض الحدث في مجال ز ّ‬
‫مني‬ ‫تهتم ّ‬ ‫ّ‬ ‫نشاطا اعتياديا‪ .‬لذلك‬
‫والزمن ظهر واضحا في‬ ‫الجهة ّ‬ ‫التمييز بين ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫ما(قواقزة‪ .)3331،‬تجدر إلاشارة إلى ّ‬
‫النحو ّي تحت عنوان ّ‬ ‫التراث ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللغوية الحديثة‪ ،‬وعوملت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمن‬ ‫الجهة في‬ ‫الدراسات‬
‫(‪.)Strazny,2005‬‬
‫ّثمة نوعان رئيسان للجهة‪ ،‬وهما‪ :‬جهة التمام (‪ ،)perfective aspect‬وجهة الاستمرار‬ ‫ّ‬
‫التمام فيقصد‬ ‫)‪ّ .(progressive aspect) (Comrie,1976)/(imperfective aspect‬أما جهة ّ‬
‫التمام في املاض ي أم الحاضر أم‬ ‫أن ُينظر إلى الحدث بوصفه تاما سواء أكان هذا ّ‬ ‫بها ْ‬
‫املستقبل‪ .‬ويمكن توضيح ذلك باألمثلة ّ‬
‫آلاتية‪:‬‬
‫ْ َْ َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ص ُرون ُه﴾‬ ‫‪-‬قال تعالى‪﴿:‬فخ َس ْف َنا به َوب َداره ألارض فما كان له من فئة ين‬
‫[القصص‪.]99:‬‬
‫‪ -‬قال طرفة بن العبد (ت ‪ 93‬ق‪.‬ه)‪( :‬ديوان طرفة‪.)3333،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫الي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ْاو َم قن ا ا ا ا ا ا ا ا ااا ي َوخ ُم ا ا ا ا ا ا ا ا ا ْار‬ ‫أس ا ا ا ا ا ا ا ُاه ۞ فا ا ا ا ا ا ا ا ا َ‬
‫اانجلى َ‬ ‫غطي ر َ‬ ‫كنا ا ا ا ا ا ا ُات ف ا ا ا ا ا ا اايك ْم ك ا ا ا ا ا ا ااامل‬
‫ْ‬
‫ّ‬ ‫باب امللعب مفتوحا في ّ‬ ‫‪ -‬سيكو ُن ُ‬
‫الساعة الثامنة صباحا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ألاول (خسف) على ّ‬ ‫دل الفعل املاض ي في املثال ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمن املاض ي؛ ألنه وقع في سياق سرد‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ودل هذا الفعل أيضا على تمام حدث الخ ْسف في‬ ‫بقصة قارون‪ّ .‬‬ ‫تتمثل ّ‬ ‫أحداث سابقة‬
‫ّ‬
‫الزمن املاض ي‪ .‬فداللة الفعل على املاض ي هي مجال الزمن‪ ،‬وداللته على تمام الحدث هي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الداللة‬ ‫التمام‪ ،‬فأصبح يطلق على هذه ّ‬ ‫الزمن املاض ي وجهة ّ‬ ‫وتضام ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجهة‪.‬‬ ‫مجال ّ‬
‫الت ّام)‪.‬‬ ‫(املاض ي ّ‬
‫الزمان‬ ‫الزمن الحاضر؛ لوجود ظرف ّ‬ ‫ودل الفعل املاض ي (انجلى) في بيت طرفة على ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمن الحاضر فحدث الانجالء‬ ‫ودل الفعل (انجلى) أيضا على تمام الحدث في ّ‬ ‫(اليوم)‪ّ ،‬‬
‫ولكنه حدث انتهى في اللحظة الحاضرة‪ .‬فداللة الفعل‬ ‫متكرر في الحاضر‪ّ ،‬‬ ‫مستمر أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫غير‬

‫‪771‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫وتضام ّ‬
‫الزمن‬ ‫ّ‬ ‫الجهة‪.‬‬‫وداللته على تمام الحدث هي مجال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الزمن‪،‬‬ ‫على الحاضر هي مجال ّ‬
‫الت ّام)‪.‬‬ ‫الداللة (الحاضر ّ‬ ‫التمام‪ ،‬فأصبح ُيطلق على هذه ّ‬ ‫الحاضر وجهة ّ‬
‫ّ‬ ‫الث على ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الزمن املستقبل؛ ألنه ُسبق بحرف‬ ‫ودل الفعل املضارع (يكون) في املثال الث‬ ‫ّ‬
‫ودل اسم املفعول (مفتوح) على تمام حدث الفتح في نقطة ّ‬
‫زمنية‬ ‫السين‪ّ .‬‬ ‫الاستقبال ّ‬
‫الثامنة‪ .‬فداللة الفعل على املستقبل هي مجال ّ‬ ‫ّ‬ ‫معينة‪ ،‬وهي ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمن وداللة اسم‬ ‫الساعة‬
‫التمام في هذا‬ ‫الزمن املستقبل وجهة ّ‬ ‫وتضام ّ‬ ‫ّ‬ ‫املفعول على تمام الحدث هي مجال ّ‬
‫الجهة‪.‬‬
‫الت ّام)‪.‬‬‫الداللة (املستقبل ّ‬ ‫املثال‪ ،‬فأصبح ُيطلق على هذه ّ‬
‫أن ُينظر إلى الحدث بوصفه مستمرا‪ ،‬سواء أكان هذا‬ ‫فيقصد بها ْ‬ ‫ّأما جهة الاستمرار ُ‬
‫الاستمرار في املاض ي أم الحاضر أم املستقبل‪ .‬ولتوضيح ذلك فلنتناول ألامثلة ّ‬
‫آلاتية‪:‬‬
‫َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫﴿ول ُه ْم َعذاب أليم ب َما كانوا َيكذ ُبون﴾ [البقرة‪.]93:‬‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬قال مسلم بن الوليد (ت‪339‬ها)‪( :‬ديوان مسلم‪ ،‬دت)‪.‬‬
‫َ‬ ‫َتج ا ا ااري َم َح َّب ُته ا ا ااا ف ا ا ااي َقل ا ا ااب عاش ا ا ااقها ۞ َجا ا ا اار َي ّ‬
‫االمة فا ا ا ااي أعضا ا ا اااء ُمنا ا ا ا َاتكس‬ ‫السا ا ا ا َ‬
‫الخياط (ت‪591‬ه)‪( :‬ديوان ابن الخياط‪.)9159،‬‬ ‫قال ابن ّ‬
‫َ‬
‫اشا ا ا ا ا ُاك ُر ما ا ا ا ااا ُد ْما ا ا ا ا ُات فا ا ا ا ااي ْالعا ا ا ا ا َااملي َن ۞ َمك ا ا ا ا ا ا ااار َم أ ْح َس ا ا ا ا ا ا ا َّان في ا ا ا ا ا ا ا َاك ْ‬ ‫َ ْ‬
‫اص ا ا ا ا ا ا ااطنا ي‬ ‫س‬
‫ودل الفعل املضارع‬ ‫الزمن املاض ي‪ّ ،‬‬ ‫دل الفعل املاض ي (كان) على ّ‬ ‫ألاول ّ‬ ‫ففي املثال ّ‬
‫ّ‬ ‫استمر ّ‬ ‫ّ‬
‫الكفار بكذبهم‪ ،‬ولم يتوقفوا عنه‪.‬‬ ‫(يكذبون) على استمرار حدث الكذب‪ ،‬فقد‬
‫الزمن‪ ،‬وداللته على استمرار الحدث هي مجال‬ ‫ّ‬ ‫فداللة الفعل على املاض ي هي مجال ّ‬
‫الداللة (املاض ي‬ ‫الزمن املاض ي وجهة الاستمرار‪ ،‬فأصبح يطلق على هذه ّ‬ ‫وتضام ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجهة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫املستمر)‪.‬‬‫ّ‬
‫ّ ّ‬ ‫دل الفعل املضارع ( َتجري) على ّ‬ ‫الثاني ّ‬ ‫ّ‬
‫ألن الشاعر يصف‬ ‫الزمن الحاضر؛‬ ‫وفي املثال‬
‫ودل هذا الفعل أيضا على استمرار حدث الجريان ( ّ‬
‫حب‬ ‫الزمن الحاضر‪ّ .‬‬ ‫ما يعانيه في ّ‬
‫الشاعر ملحبوبته؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫معنوية‪ ،‬وهي استمرار ّ‬ ‫ّ‬
‫مما جعل معاناة‬ ‫محبة‬ ‫املحبوبة)؛ لوجود قرينة‬
‫ّ‬ ‫تستمر وال تتوقف‪ .‬فداللة الفعل على الحاضر هي مجال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمن‪ ،‬وداللته على‬ ‫الشاعر‬
‫الزمن الحاضر وجهة الاستمرار‪ ،‬فأصبح يطلق‬ ‫وتضام ّ‬
‫ّ‬ ‫الجهة‪.‬‬ ‫استمرار الحدث هي مجال ّ‬
‫ّ‬
‫املستمر)‪.‬‬ ‫الداللة (الحاضر‬ ‫على هذه ّ‬

‫‪777‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫ّ‬ ‫دل الفعل املضارع (أشكر) على ّ‬ ‫ّ ّ‬


‫الزمن املستقبل؛ ألنه ُسبق بحرف‬ ‫الث ّ‬ ‫وفي املثال الث‬
‫ّ‬ ‫السين‪ّ .‬‬ ‫الاستقبال ّ‬
‫ودل هذا الفعل أيضا على استمرار حدث الشكر؛ لوجود قرينة‬
‫الزمان‪ ،‬أي‬ ‫يدل دائما على تمديد ّ‬ ‫الناقص (ما دام) ّ‬ ‫ألن الفعل ّ‬ ‫لفظية‪ ،‬وهي (ما دمت)؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫وداللته‬ ‫حيا‪ .‬فداللة الفعل على املستقبل هي مجال ّ‬
‫الزمن‪،‬‬ ‫مد َة دوامي ّ‬ ‫الشكر ّ‬ ‫ّ‬
‫استمرار‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫على استمرار الحدث هي مجال الجهة‪ .‬وتضام الزمن املستقبل وجهة الاستمرار‪ ،‬فأصبح‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫املستمر)‪.‬‬ ‫الداللة (املستقبل‬ ‫يطلق على هذه ّ‬
‫ألن صيغ املشاركة تفيد استمرار الحدث وال‬ ‫يرتبط معنى املشاركة بجهة الاستمرار؛ ّ‬
‫َ‬
‫يتخاصم زيد‬ ‫وخالد) و(‬ ‫ّ‬ ‫السريع للحدث‪ ،‬فعندما تقول‪َ ( :‬‬
‫تخاصم زيد‬ ‫تدل على الانقضاء ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وخالد ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫يوميا)‪ .‬فقد دلت ألافعال في‬ ‫يتخاصم زيد‬ ‫وخالد) و(‬ ‫سيتخاصم زيد‬ ‫وخالد آلان) و(‬
‫فدلت جملة ( َ‬ ‫ّ‬ ‫الت ُ‬ ‫ودلت على استمرار حدث ّ‬ ‫ّ‬
‫تخاصم‬ ‫خاصم‪،‬‬ ‫الجمل ألاربع على املشاركة‪،‬‬
‫يتخاصم زيد وخالدّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وخالد) على استمرار الحدث في الزمن املاض ي‪ ،‬ودلت جملة (‬ ‫زيد‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫آلان) على استمرار الحدث في الزمن الحاضر‪ ،‬ودلت جملة (سيتخاصم زيد وخالد) على‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫استمرار الحدث في ّ‬
‫يوميا) على‬ ‫وخالد‬ ‫يتخاصم زيد‬ ‫الزمن املستقبل‪ ،‬ودلت جملة (‬
‫الزمن املطلق‪ ،‬أي املاض ي والحاضر واملستقبل‪ .‬وعلى ذلك؛ فاملشاركة‬ ‫استمرار الحدث في ّ‬
‫أحد أنماط جهة الاستمرار‪.‬‬
‫الدراسة في أربعة مباحث‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫وقد جاءت ّ‬
‫التعبير عن حدث املشاركة‪.‬‬ ‫العربية في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ألاول‪ :‬طرائق‬‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الخاصة لحدث املشاركة‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬املعاني‬
‫الزمن ّ‬ ‫الث‪ :‬داللة صيغ املشاركة على ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫والجهة‪.‬‬ ‫الث‬
‫الرابع‪ :‬داللة صيغ املشاركة على املبالغة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وفي ما يأتي تبيان لهذه املباحث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املبحث ّ‬
‫العربية في التعبير عن حدث املشاركة‪ .‬ويعبر عنها بثالث‬ ‫ألاول‪ :‬طرائق‬
‫طرائق‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫وتفاعل وافتعل‪ ،‬وفي ما‬ ‫َ‬ ‫فاعل‬‫‪ -1‬صيغة الفعل املزيد‪ ،‬ويكون ذلك في ثالث صيغ‪َ :‬‬
‫يأتي بيان لها‪:‬‬

‫‪772‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫الصيغة على املشاركة (ابن‬ ‫ّ‬ ‫فاع َل)‪ ،‬وألاصل داللة هذه‬ ‫‪-1‬أ‪-‬صيغة ( َ‬
‫وف َ‬ ‫َ‬ ‫الجرجاني (ت‪119‬ه) هذه ّ‬
‫اع َل‬ ‫الداللة‪ ،‬إذ قال‪" :‬‬ ‫ّ‬ ‫الحاجب‪ ،)9115،‬وبين عبد القاهر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لنسبة أصله إلى أحد ألامرين متعلقا باآلخر للمشاركة صريحا‪ ،‬فيجيء العكس ضمنا‪،‬‬
‫َ َُُْ َ َ ُ‬ ‫ارك ُت ُه‪ ،‬وم ْن َث َّم َ‬ ‫َ َْ ُ ُ َ ْ‬
‫اع ْرت ُه‪،‬‬ ‫متعديا‪ ،‬نحو‪ :‬كارمته وش‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتعدي‬ ‫جاء ُ‬
‫غير‬ ‫نحو ضاربته وش‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُْ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫واملتعدي إلى واحد مغاير للمفاعل إلى اثنين‪ ،‬نحو‪ :‬جاذبته الثوب" (الجرجاني‪.)9191،‬‬
‫ألاول (الفاعل) في الحدث‪ ،‬مع ّ‬ ‫الطرف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫أن‬ ‫أن الطرف الثاني (املفعول به) يشارك‬ ‫ونلحظ‬
‫الصريح واملبادئ هو الطرف ألاول؛ لذلك نجد ابن ّ‬ ‫ّ‬ ‫املُحدث ّ‬
‫الصائغ (ت‪133‬ه) يصف‬
‫ض َار َب َزْيد َع ْمرا)‪ ،‬فيقول‪" :‬فاملنصوب مرفوع في املعنى" (ابن‬ ‫املفعول به في جملة ( َ‬
‫الضرب‪.‬‬ ‫الصائغ‪ ،)3331،‬أي يشارك في ّ‬ ‫ّ‬
‫الداللة على املشاركة‪ ،‬فتكون"‬ ‫الصيغة ّ‬ ‫تفاعل)‪ ،‬وألاصل في هذه ّ‬ ‫‪-1‬ب‪-‬صيغة ( َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ َ‬
‫نقص مفعوال عن‬ ‫َ‬ ‫ملش َاركة ْأم َرْين فصاعدا في أصله صريحا‪ ،‬نحو‪ :‬تش َار َك‪ ،‬وم ْن ث َّم‬
‫اب‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ال َأ ْ‬ ‫﴿ف َل َّما َت َر َاءى ْال َج ْم َعان َق َ‬ ‫َ‬
‫اع َل"(الجرجاني‪ .)9191،‬ومثال ذلك قوله تعالى‪:‬‬ ‫َف َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫دل الفعل (ت َر َاءى) على املشاركة‪.‬‬ ‫الشعراء‪ .]12:‬إذ ّ‬ ‫وس ى إ َّنا مل ْد َركون﴾ [‬ ‫ُم َ‬
‫تفاعل)‬ ‫وتفاعل في سياق واحد‪ ،‬عندما تكون صيغة ( َ‬ ‫َ‬ ‫الصيغتان‪َ :‬‬
‫فاعل‬ ‫وقد تجتمع ّ‬
‫ّ‬ ‫فاعل) ( ّ‬ ‫مطاوعة لصيغة ( َ‬
‫الرض ي إلاستراباذي‪ ،)9115 ،‬ومثال ذلك قول املنخل‬
‫التبريزي‪ ،‬دت)‪.‬‬ ‫اليشكري‪ (:‬الخطيب ّ‬
‫َ‬
‫ادافع ْت ۞ مش ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا َي القطا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اااة إلا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااى الغا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اادير‬ ‫داف ْع ُته ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا فتا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا َ‬
‫َ‬ ‫ّ ّ‬
‫فتحصل‬ ‫ّ‬ ‫فتدافع ْت) على املشاركة واملطاوعة‪ّ ،‬أما املشاركة‬ ‫َ‬ ‫فدل التركيبان (داف ْع ُتها‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫فثمة طرفان يتدافعان‪ّ ،‬‬ ‫دافع)‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫فتحصل من صيغة (تدافع)‬ ‫وأما املطاوعة‬ ‫من صيغة (‬
‫اعل)‪.‬‬ ‫التي ّدلت على مطاوعة حدث املشاركة الذي أفادته صيغة (ف َ‬
‫‪-1‬ج‪-‬صيغة (افتعل)‪ ،‬وتستخدم ملعنى املشاركة (الحمالوي‪ ،‬دت)‪ ،‬وتكون (افتعل)‬
‫فاعل)‪ ،‬ومثال ذلك الفعل‬ ‫والتعدي‪ ،‬فتنقص مفعوال عن ( َ‬ ‫ّ‬ ‫تفاعل) من حيث اللزوم‬ ‫كا( َ‬
‫ص ُموا في َرّبه ْم﴾ [الحج‪ ]91:‬والفعالن‪:‬‬ ‫اخ َت َ‬ ‫ْ‬
‫ص َمان‬‫﴿ه َذان َخ ْ‬ ‫(اختصم) في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫الذين م ْن َب ْعده ْم م ْن َب ْعد َما‬ ‫َ‬ ‫(اقتتل) و(اختلف) في قوله تعالى‪َ ﴿:‬ول ْو ش َاء الل ُه َما اق َت َت َل‬
‫ْ َ‬ ‫َ َُْ ُ ََّْ ُ َ‬
‫ات َولكن اخ َتل ُفوا﴾ [البقرة‪.]352:‬‬ ‫جاءتهم البين‬

‫‪774‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫الثالث من حيث ّ‬ ‫ّ‬ ‫الد اسة ّ‬ ‫ّ‬


‫الداللة‪ّ ،‬أما‬ ‫أن ّثمة أربعة فوارق بين صيغ املشاركة‬ ‫ترى ر‬
‫تفاعل) على املشاركة داللة أصالة‪ ،‬وداللة صيغة‬ ‫فاعل) و( َ‬ ‫أن داللة صيغتي‪َ ( :‬‬ ‫ّأولها فهو ّ‬
‫الزيادة من‬ ‫والفرعية في معاني حروف ّ‬ ‫ّ‬ ‫فرعية‪ .‬وألاصالة‬ ‫ّ‬ ‫(افتعل) على املشاركة داللة‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ألامور التي ّ‬
‫تنبه لها علماء العربية‪ ،‬فاألصل في (أفعل) التعدية‪ ،‬وألاصل في (فعل)‬
‫العربية يقولون مثال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تفاعل) املشاركة؛ لذلك تجد علماء‬ ‫التكثير‪ ،‬وألاصل في (فا َع َل) و( َ‬ ‫ّ‬
‫تفاعل(الفارابي ‪ .)3332‬وعلى‬ ‫فعل‪ ،‬وافتعل بمعنى َ‬ ‫وفاعل بمعنى ّ‬ ‫َ‬ ‫أفع َل‪،‬‬‫تفاعل بمعنى َ‬ ‫َ‬
‫تفاعل)؛ لذلك ذهب ابن‬ ‫ذلك؛ فصيغة املشاركة (افتعل) معدولة عن صيغة املشاركة ( َ‬
‫واعت َونوا‪،‬‬
‫َ ُ‬ ‫فاع َل‪ :‬كقولك‪َ :‬‬
‫اجت َو ُروا‬ ‫أن (افتعل) يكون "يكون بمعنى َت َ‬ ‫عصفور (ت‪221‬ها) إلى ّ‬
‫مبينا أصالة‬ ‫أي‪ :‬تجاوروا وتعاونوا" (ابن عصفور‪ .)9112 ،‬ويقول ابن مالك (ت‪213‬ه) ّ‬
‫وأولويته به َّأنه ال يوجد (افتعل)‬ ‫َّ‬ ‫تفاعل) في املعنى املذكور‬ ‫يدل على أصالة ( َ‬ ‫تفاعل)‪ :‬و" ّ‬ ‫( َ‬
‫َ‬ ‫تفاعل ويوجد تف َ‬ ‫دالا عليه دون مشاركة َ‬
‫اعل دالا عليه دون مشاركة افتعل نحو‪ :‬تناظر‬
‫وتجادلوا "(ابن مالك ‪.)3333‬‬ ‫َ‬ ‫القوم‬
‫ّ‬
‫قامت سكينة السوالقة بدراسة إحصائية ملعاني حروف الزيادة في القرآن الكريم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫افتعل) على معنى املشاركة‪ ،‬وجاءت على‬ ‫تفاعل) و( َ‬ ‫فاعل) و( َ‬ ‫الصيغ‪َ ( :‬‬ ‫وبينت نسبة داللة ّ‬ ‫ّ‬
‫تفاعل)‬ ‫فاعل) بنسبة (‪()%11‬سكينة‪ ،)3339،‬وصيغة ( َ‬ ‫النحو آلاتي‪ :‬صيغة ( َ‬ ‫ّ‬
‫بنسبة(‪()%22.1‬سكينة‪ ،)3339 ،‬وصيغة(افتعل) بنسبة (‪ ()%1.1‬سكينة‪ .)3339 ،‬وهذا‬
‫وفرعية صيغة (افتعل)‬ ‫ّ‬ ‫الداللة على املشاركة‪،‬‬ ‫وتفاعل في ّ‬
‫فاعل ‪َ 2‬‬ ‫يدل على أصالة صيغتي‪َ :‬‬ ‫ّ‬
‫الداللة على املشاركة‪.‬‬ ‫في ّ‬
‫فاعل) على من يبادئ الحدث‪ ،‬ويكون فاعال‬ ‫ّأما ثانيها فهو داللة صيغة ( َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫تدل صيغتا‪َ ( :‬‬ ‫صريحا(نجاة‪ ،)9191 ،‬وال ّ‬
‫افتعل) على مبادءة الحدث‪ ،‬وإنما‬ ‫تفاعل) و(‬
‫الحقيقية للطرفين املتشاركين‪ .‬فيقوم طرفا املشاركة في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التفاعل‬ ‫الفاعلية‬ ‫تدالن على‬
‫ّ‬
‫والافتعال بالحدث على التساوي‪ ،‬بينما يقوم أحد طرفي املشاركة في املفاعلة بالحدث‬
‫ّ‬ ‫ألاول البادئ للحدث أو ّ‬ ‫الطرف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملحرض‬ ‫الدافع إليه‬ ‫أكثر من الطرف آلاخر‪ ،‬فيكون‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثاني في الحدث َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويدل على‬ ‫مجبرا أو راغبا (الطريحي‪.)3391 ،‬‬ ‫عليه‪ ،‬ويشترك الطرف‬
‫َ َ َُ ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫﴿وَال ُت َقات ُل ُ‬
‫وه ْم ع ْن َد امل ْسجد ال َح َرام َح َّتى ُيقاتلوك ْم فيه فإ ْن قاتلوك ْم‬ ‫ذلك قوله تعالى‪َ :‬‬
‫وه ْم) على نهي‬ ‫ين﴾ [البقرة‪ .]919:‬فلنحظ داللة ( ُت َقات ُل ُ‬ ‫وه ْم َك َذل َك َج َز ُاء ْال َكافر َ‬ ‫َف ْاق ُت ُل ُ‬

‫‪772‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املسلمين عن مبادءة القتال للمشركين عند املسجد الحرام‪ُ ،‬ويشرع للمسلمين القتال‬
‫َ َُ ُ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ودل الفعالن‪ُ ( :‬يقاتلوك ْم) و(قاتلوك ْم) على مبادءة املشركين‬ ‫عندما يبدأ املشركون بقتالهم‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثاني وهم املسلمون مجبرون على القتال‪ .‬ومثال ذلك قول‬ ‫للمسلمين القتال‪ ،‬فالطرف‬
‫املعري‪.)3339،‬‬ ‫املتنبي (ت‪251‬ه)‪( :‬أبو العالء ّ‬
‫َ‬ ‫ُتطا ا ا ا ا ُ‬
‫ااعن كا ا ا ا ا ّال خيا ا ا ا اال سا ا ا ا ا ْار َت فيها ا ا ا ااا ۞ ولا ا ا ا ااو كا ا ا ا ااانوا ّ‬
‫النبا ا ا ا اايط علا ا ا ا ااى ال حا ا ا ا ااا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫فدل الفعل (تطاعن) على مشاركة الحدث ومبادءة املمدوح بحدث الطعن‪ ،‬وهذا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تطاع َن‬
‫تطاعن) في قولك‪َ ( :‬‬ ‫وخالد) والفعل ( َ‬ ‫عن زيد‬ ‫اط َ‬ ‫بخالف الفعل (اطعن) في قولك‪( :‬‬
‫ّ‬ ‫اطعن) و( َت َ‬ ‫ّ‬ ‫وخالد)‪ ،‬إذ ال ّ‬ ‫ّ‬
‫طاعن) على مبادءة الحدث ألحد الطرفين‬ ‫يدل الفعالن‪( :‬‬ ‫زيد‬
‫املتشاركين‪.‬‬
‫درج في مبالغة الحدث‪ ،‬فتكون صيغة (افتعل) أبلغ من صيغة‬ ‫ثالثها فهو ّ‬
‫الت ّ‬ ‫ّأما ّ‬
‫السياقات‪ ،‬وسيأتي تبيان ذلك‪.‬‬ ‫تفاع َل) في بعض ّ‬ ‫( َ‬
‫فاعل) إلى املفعول به دائما‪،‬‬ ‫فتتعدى صيغة ( َ‬ ‫ّ‬ ‫تعدي الفعل أو لزومه‪،‬‬ ‫ّأما ابعها فهو ّ‬
‫ر‬
‫َ‬
‫فال تكون الزمة‪ ،‬ويغلب في صيغتي (تفاعل) و(افتعل) اللزوم‪ ،‬وسيأتي تبيان ذلك‪.‬‬ ‫َ‬
‫ُ ََ‬ ‫فاعل) و( َ‬ ‫‪-2‬مصادر ألافعال ( َ‬
‫تفاعل) و(افتعل)‪ ،‬وهذه املصادر هي‪( :‬مفاعلة)‬
‫فاعل) هو املفاعلة‬ ‫فاعل)‪ ،‬واملصدر الالزم لصيغة ( َ‬ ‫و(فعال) و(فيعال) للفعل ( َ‬
‫ُ ََ‬ ‫ألنهم "قد يدعون الف َ‬ ‫(سيبويه‪)9199،‬؛ ّ‬
‫فاعلة"(ابن يعيش‬ ‫عال والفيعال‪ ،‬وال يدعون امل‬
‫تفاعل) (ابن يعيش‪،‬‬ ‫فاعل) للفعل ( َ‬ ‫مقاتلة وقتال وقيتال‪ .‬واملصدر ( َت ُ‬ ‫َ‬
‫‪ ،)3339‬ومثال ذلك‪:‬‬
‫وبين ابن عقيل‬ ‫فاعل)‪ّ ،‬‬ ‫الت ُ‬‫الف َع ْيلى) بدال من املصدر ( ّ‬ ‫‪ ،)3339‬وقد يستخدم املصدر ( ُ‬
‫فاعل‪ ،‬نحو‪ :‬كان بينهم ُر َم ْيتى‪،‬‬ ‫الف َع ْيلى أيضا عن ّ‬
‫الت ُ‬ ‫(ت‪121‬ه) ذلك‪ ،‬إذ قال‪" :‬وقد يغني ُ‬
‫تفاعل"(ابن عقيل‪ .)9111 ،‬واملصدر (افتعال) للفعل (افتعل) (ابن يعيش‪،‬‬ ‫أي ترام‪ ،‬وترام ُ‬
‫تخاصم) و(اختصام)‪.‬‬ ‫‪ .)3339‬ومثال ذلك ( ُ‬
‫ست‬‫تفاعل) و(افتعل)‪ ،‬فتكون ّ‬ ‫فاعل) و( َ‬ ‫‪-2‬اسم الفاعل واسم املفعول للصيغ ( َ‬
‫ومفتعل‪ .‬ومثال ذلك اسم الفاعل‬ ‫َ‬ ‫ومفتعل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومتفاعل‬ ‫ومفاعل ومتفاعل‬ ‫َ‬ ‫صيغ‪ :‬مفاعل‬
‫ُ َ‬ ‫ََ ّ ن ْ ََ َ ُ َ‬
‫(مغاضب) في قوله تعالى‪﴿ :‬وذا النو إذ ذهب مغاضبا﴾ [ألانبياء‪ .]91:‬فقوله‪(" :‬مغاضبا)‬
‫تحتمل َأ ْن تكو َن على بابها من املشاركة‪ .‬أي‪َ :‬‬
‫غاض َب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حال م ْن فاعل (ذهب)‪ .‬واملفاعلة هنا‬
‫السمين الحلبي‪ ،‬دت)‪ .‬وذكر البغدادي‬ ‫وغاضبوه‪ ،‬حين لم ُي ْؤم ُنوا في ّأول ألامر"( ّ‬ ‫َ‬ ‫قومه‬

‫‪772‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫التبريزي (ت‪533‬ه) في اسم الفاعل على وزن (فعيل)‪ ،‬إذ يرى‬ ‫(ت‪9312‬ه) في الخزانة أي ّ‬
‫ر‬
‫كل واحد منهما على فعيل‬ ‫ّأنه قد يأتي إلفادة املشاركة‪" :‬إذا كانت املفاعلة بين اثنين جاء ّ‬
‫كما جاء على مفاعل‪ ،‬كقعيد للذي يقاعدك وتقاعده‪ ،‬ونديم بمعنى منادم‪ ،‬ورضيع‬
‫ومجالس" (البغدادي‪ .)9111،‬وعلى ذلك؛ يكون بناء (فعيل) بمعنى‬ ‫ّ‬ ‫وجليس بمعنى مراضع‬
‫ّ‬
‫ال على املشاركة‪ ،‬فعندما تقول‪" :‬فالن جليس فالن‪ ،‬أي‪ :‬مجالسه‪،‬‬ ‫الد ّ‬ ‫اسم الفاعل ّ‬
‫ونديمه‪ ،‬أي‪ :‬منادمه وأكيله وشريبه‪ ،‬أي‪ :‬مؤاكله ومشاربه" (ابن هشام اللخمي‪.)9199 ،‬‬
‫حسان ّ‬ ‫الخاصة لحدث املشاركة‪ :‬يرى ّتمام ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن ّثمة نمطين‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬املعاني‬
‫كالتعد ّية‪ .‬وجهة‬ ‫ّ‬ ‫العربية من حيث الحدث‪ ،‬جهة لتقييد حدث إلاسناد‬ ‫ّ‬ ‫للجهة في الجملة‬ ‫ّ‬
‫والتكرار املقطعي في‬ ‫كسر)؛ إلفادة املبالغة ّ‬ ‫كالتضعيف في ( َّ‬ ‫لتخصيص معنى الحدث ّ‬
‫النمطين‪:‬‬ ‫( لزل)؛ إلفادة تكرار الحدث(تمام‪ .)3332،‬وفي ما يأتي بيان لهذين ّ‬
‫ز‬
‫تدل على املفعول به‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-1‬تقييد حدث إلاسناد‪ ،‬ومثاله قرينة التعدية التي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وثمة أرتباط وثيق بين صيغ املشاركة من جهة والتعدية واللزوم من جهة‬ ‫(تمام‪ّ ،)3332،‬‬
‫فاعل) إلى املفعول به دائما‪ ،‬فال تكون الزمة‪ ،‬ويغلب في صيغتي‬ ‫فتتعدى صيغة ( َ‬ ‫ّ‬ ‫أخرى‪،‬‬
‫والتعد ّية‪ ،‬فيرد‬‫ّ‬ ‫العربية بين صيغة ( َ‬
‫فاعل)‬ ‫ّ‬ ‫افتعل) اللزوم‪ .‬ونلحظ ربط علماء‬ ‫تفاعل) و( َ‬ ‫( َ‬
‫َ‬
‫املفاعلة من‬ ‫املفاعلة (ابن هشام‪ )9195 ،‬وجعلوا ألف‬ ‫َ‬ ‫كل ما جاء من باب‬ ‫املفعول به في ّ‬
‫جالس ُت زيدا‬ ‫س زيد َو َمش ى َو َسار ّ‬ ‫فتقول "في َج َل َ‬ ‫تعد ّية الفعل الالزم‪َ ،‬‬ ‫العربية في ّ‬ ‫ّ‬ ‫أساليب‬
‫ّ‬
‫الصائغ‪ .)3331،‬فلنحظ تعدي صيغة ( َ‬ ‫وماشي ُته وسايرته"(ابن ّ‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فاعل) دائما‪ ،‬سوأء أكانت‬
‫َ‬
‫وقاتل‬ ‫خالدا‪،‬‬ ‫جالس زيد ّ‬ ‫ّ‬ ‫متعد‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫الصيغة مشتقة من فعل الزم أم من فعل ّ‬ ‫هذه ّ‬
‫ألن ّ‬
‫مجرده‬ ‫التعد ّية باإلضافة إلى املشاركة؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫جالس) أفاد‬ ‫ّ‬ ‫أن الفعل (‬ ‫خالدا‪ ،‬فنلحظ ّ‬ ‫زيد ّ‬
‫ألن ّ‬ ‫التعد ّية؛ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولكنه ال ّ‬ ‫قاتل)‪ّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫(جلس) الزم‪ .‬ونلحظ ّ‬
‫مجرده‬ ‫يدل على معنى‬ ‫تعدي الفعل (‬
‫ّ‬
‫متعد إلى‬ ‫متعد إلى مفعول واحد إلى‬ ‫ّ‬ ‫فاعل) من‬ ‫تتحول صيغة ( َ‬ ‫ّ‬ ‫متعد‪ .‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫(قتل)‬
‫الث ْو َب (الجرجاني‪ .)9191،‬ونلحظ لزوم صيغتي‪( :‬تفاعل)َ‬ ‫َ َُْ ُ ّ‬
‫مفعولين‪ ،‬نحو‪ :‬جاذبته‬
‫تقات َل زيد وخالد‪ّ،‬‬ ‫ل َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫افتعل) عندما تكونان من فعل متعد إلى مفعول واحد‪ ،‬فتقو ‪:‬‬ ‫و(‬
‫متعد‪ .‬ونلحظ انتقاص‬ ‫ّ‬ ‫مجردهما (قتل)‬ ‫أن ّ‬ ‫وخالد‪ ،‬فالفعالن الزمان مع ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫واقتتل زيد‬
‫متعد ّية إلى مفعولين‪،‬‬ ‫فاعل) ّ‬ ‫افتعل) عندما تكون صيغة ( َ‬ ‫َ‬ ‫تفاعل) و(‬ ‫َ‬ ‫مفعول من صيغتي‪( :‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وب (ابن يعيش‪.)3339 ،‬‬ ‫وب وتجاذ ْبنا الث َ‬ ‫الث َ‬ ‫فتقول‪ :‬جاذ ُبتهم‬

‫‪772‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫تعد ّأم‬ ‫أفع َل) التي ّ‬ ‫والتعد ّية ال نجده في صيغة ( َ‬ ‫ّ‬ ‫التالزم بين صيغة ( َ‬
‫فاعل)‬ ‫وهذا ّ‬
‫ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الضيف إلى بيتي‪ ،‬وترد الزمة كقولك‪:‬‬ ‫أدخلت‬ ‫متعد ّية كقولك‪:‬‬ ‫التعد ّية‪ ،3‬فترد‬ ‫الباب في‬
‫كالرض ي إلاستراباذي (ت‪292‬ه)‬ ‫أحص َد الزرع‪ .‬وهذا التالزم جعل بعض علماء العربية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫يبينون أنماط حدث املشاركة وفقا للطرفين املتشاركين (الفاعل واملفعول به)‪ ،‬وهي‬ ‫ّ‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-1‬أ‪-‬أن يوقع الطرف ّ‬‫ّ‬
‫املشارك‬ ‫ِ‬ ‫املشارك أصل الفعل على الطرف الثاني‬ ‫ِ‬ ‫ألاول‬
‫الطرف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ضار َب زيد عمرا‪،‬‬ ‫ألاول‪ ،‬فعندما تقول‪َ :‬‬ ‫يحدثه الطرف الثاني في‬ ‫وكذلك ألامر ملا ِ‬
‫ّ‬
‫فقد أوقع (زيد) أصل الفعل (الضرب) في (عمرو)‪ ،‬وأوقع (عمرو) أصل الفعل (الضرب) في‬ ‫ّ‬
‫الوظيفية لعناصر هذه‬ ‫ّ‬ ‫نوزع ألادوار‬ ‫الرض ي إلاستراباذي‪ .)9115 ،‬وإذ أردنا أن ّ‬ ‫(زيد) ( ّ‬
‫تقبل) على الفاعل‬ ‫املنفذ) و(امل ّ‬ ‫فوزعنا وظيفتي ( ّ‬ ‫النحو الوظيفي‪ّ ،‬‬ ‫لنظرية ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجملة وفقا‬
‫ضارب زيد عمرا) فال يمكن حصر إحدى‬ ‫َ‬ ‫واملفعول به (لطر ‪ )3395،‬في جملة ( َ‬
‫املنفذ) و( ّ‬
‫املتقبل)‪.‬‬ ‫ألن كليهما يقوم بوظيفة ( ّ‬ ‫الوظيفتين على الفاعل أو املفعول به؛ ّ‬
‫ّ‬
‫‪-1‬ب‪-‬أن يتنافس الطرفان املتشاركان في إيقاع الفعل على مفعول آخر كقولك‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الث َ‬ ‫َ‬
‫وب‪ ،‬فقد تنافس الطرفان املتشاركان في إيقاع حدث املجاذبة على‬ ‫جاذب زيد عمرا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرض ي إلاستراباذي‪،‬‬ ‫الطرفين املتشاركين أصل الفعل في آلاخر( ّ‬ ‫(الثوب)‪ ،‬فلم ُيحدث أحد‬
‫‪.)9115‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-1‬ج‪ -‬أن يتشارك الطرفان في الحدث‪ ،‬ولكنهما ال يوقعان أصل الفعل على أحد‬
‫ّ‬ ‫ألن الفعل الزم‪ ،‬ومثال ذلك‪َ (" :‬‬ ‫الطرفين‪ ،‬وال يوقعانه على مفعول آخر؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫ساير) ذلك أنه‬
‫سايرته في ّ‬ ‫ُ‬
‫البرية)‪ ،‬واملسايرة هنا مشاركة قد وقع الفعل فيها من‬ ‫من (سار)‪ ،‬تقول‪( :‬‬
‫لكنه لم يقع من أحدهما على آلاخر‪ .‬فاملساير بكسر الياء لم يوقع أصل الفعل‬ ‫اثنين‪ّ ،‬‬
‫الزعبالوي‪ ،‬دت)‪.‬‬ ‫املساير بفتح الياء"( ّ‬ ‫َ‬ ‫على‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وتتضح العالقة إلاسنادية في صيغتي املشاركة‪( :‬تفاعل) و(افتعل) في توافقهما مع‬ ‫ّ‬
‫محمد‬ ‫محمد وزيد‪ ،‬واختصم ّ‬ ‫تخاصم ّ‬ ‫َ‬ ‫التوكيد‪ ،‬فعندما تقول‪:‬‬ ‫معنى املشاركة واستقباح ّ‬
‫ّ‬
‫الفعلية‬ ‫كل جملة‪ ،‬وهما‪ّ :‬‬
‫الصيغة‬ ‫وزيد‪ ،‬فلنلحظ وجود كلمتين دالتين على املشاركة في ّ‬
‫فالسياق يتطلب "الاشتراك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للمعية‪،‬‬ ‫وواو العطف؛ لذلك يمتنع أن تكون هذه الواو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املعنوي الحقيقي"(حسن‪ ،‬دت) للطرفين املتشاركين‪ .‬واستقبح النحاة التوكيد املعنوي‬

‫‪772‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫التخاصم ال يتحقق‬ ‫ألن ّ‬ ‫الرجالن كالهما؛ وذلك " ّ‬ ‫تخاصم ّ‬ ‫َ‬ ‫الصيغتين‪ ،‬كقولك‪:‬‬ ‫بعد هاتين ّ‬
‫إال بوقوعه من اثنين حتما؛ فال فائدة من صيغة ّ‬ ‫ّ‬
‫التوكيد هنا" (حسن دت)‪.‬‬ ‫معناه‬
‫وقد تكون العالقة إلاسنادية في صيغ املشاركة بين املبتدأ والخبر‪ ،‬وذلك عندما تكون‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫وأصل‬ ‫متخاصمان‬ ‫والصديقان‬ ‫ّ‬ ‫الخصام شديد‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫الصيغة مصدرا أو مشتقا‪ ،‬كقولك‪ِ :‬‬
‫ّ‬ ‫النحاة‪ّ .‬‬ ‫مختلف عليه بين ّ‬ ‫َ‬
‫الاسمية وصيغ‬ ‫وثمة فارق بين صيغ املشاركة‬ ‫الاشتقاق‬
‫والصديقان يختصمان فقد‬ ‫ّ‬ ‫الصديقان متخاصمان‪،‬‬ ‫الفعلية‪ ،‬فعندما تقول‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫املشاركة‬
‫َ‬ ‫التجدد؛ " َّ‬ ‫ودل الفعل (يتخاصمان) على ّ‬ ‫ّ‬
‫دل الاسم (متخاصمان) على الثبات‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الفعل‬ ‫ألن‬
‫الاسم ُث َ‬ ‫َ‬
‫وحصولها من غير‬ ‫الصفة ُ‬ ‫بوت ّ‬ ‫ُ‬ ‫الصفة في الوقت‪َ ،‬وي ْقتض ي‬ ‫وتجد َد ّ‬ ‫اولة ُّ‬ ‫يقتض ي مز‬
‫جية فعل‪ ،‬ومعنى َي ْحدث شيئا فشيئا "(الجرجاني‪.)9113،‬‬ ‫ُ‬ ‫أن يكو َن هناك ُمزاولة وت ْز ّ‬
‫َ‬
‫فتدل صيغ املشاركة على نمط الحدث فيكون‬ ‫ّ‬ ‫‪-3‬تخصيص معنى حدث املشاركة‪،‬‬
‫ّ‬
‫الصيغ املشاركة‪ ،‬ويكون املعنى الخاص هو تبيان نمط الحدث‬ ‫املعنى العام لهذه ّ‬
‫الخاصة‪ :‬املجاراة‪ ،‬واملغالبة‪ ،‬واملدافعة‪ ،‬واملداورة واملوافقة‪ .‬وفي ما‬ ‫ّ‬ ‫املشارك‪ ،‬ومن املعاني‬ ‫َ‬
‫يأتي بيان لها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-2‬أ‪-‬املجاراة‪ ،‬فهي "مشاركة الطرف الثاني لألول في أداء الفعل‪ ،‬إما بمجاراته في أداء‬
‫الفعل على الحقيقة أو بموافقته على الفعل دون املشاركة فيه لغرض أو فائدة يروم‬
‫الثاني أو يقصد إليها" ( ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فوزية‪ .)9115،‬ومثاله قولك‪" :‬راوضه على أمر كذا‪:‬‬ ‫إليها الطرف‬
‫الزمخشري‪ ،‬دت)‪.‬‬ ‫داراه ليدخله فيه"( ّ‬
‫ََ‬ ‫أن َي ْقصد ّ‬ ‫‪-2‬ب‪-‬املغالبة‪ ،‬ويقصد بها " ْ‬
‫كل واحد من الاثنين غل َبة آلاخر في الفعل‬
‫العربية‪ ،‬يقول ابن‬ ‫ّ‬ ‫الدين إلاستراباذي‪ .)3331 ،‬وباب املغالبة كثير في‬ ‫املقصود لهما"(ركن ّ‬
‫ُْ َ‬ ‫َ‬
‫أكرم م ْن ُه‪ ،‬وفاخ َرني ففخرته من امل َفاخ َرة‪،‬‬
‫َ‬ ‫كنت َ‬ ‫فك َر ْمته‪َ :‬أي ُ‬ ‫َ‬
‫كار َمني‬
‫سيده (ت‪159‬ه)‪َ " :‬‬
‫فش َق ْوته‪ ،‬وراضاني َ‬
‫فر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ض ْوته؛‬ ‫وشاع َرني فش َع ْرته من الش ْعر‪ ،‬وخازاني فخ َزْيته‪ ،‬وشاقاني‬ ‫َ‬
‫الل ْون ّ‬
‫والسؤدد‬
‫َّ‬
‫فس ْدته من َسواد‬ ‫وساو َدني ُ‬‫َ‬ ‫فسعيته‪،‬‬ ‫ض َوان‪ ،‬وساعاني َ‬ ‫الر ْ‬ ‫َأل َّن ُه من ّ‬
‫أشد م ْن ُه َ‬‫صرت َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫البياض‪َ َ ،‬عني َ‬ ‫ض ُته من َ‬ ‫ضني فب ْ‬ ‫وباي َ‬
‫فزعا "(ابن‬ ‫فف َز ْعته‪ :‬أي‬ ‫وفاز‬ ‫َجميعا‪َ ،‬‬
‫سيده‪.)9112 ،‬‬

‫‪779‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-3‬ج‪-‬املدافعة‪ ،‬ويقصد بها "محاولة الطرف الثاني دفع أو منع أداء الفعل الذي‬
‫الثاني إشراكه فيه‪ ،‬بدفعه عنه أو مقاومته له"( ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فوزية‪ .)9115،‬ومثالها"‬ ‫يحاول الطرف‬
‫الزبيدي‪ ،‬دت)‪.‬‬ ‫نه"( ّ‬ ‫اضل) َع ُ‬ ‫ود َارى َأي‪َ ( :‬ن َ‬ ‫نه) َ‬ ‫اج َم َع ُ‬ ‫( َر َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-2‬د‪-‬املداورة‪ ،‬وهي "طلب أحد الطرفين مشاركة الطرف آلاخر‪ ،‬يحاول إشراكه فيه‬
‫بعضهم بعضا" (الفارابي‪،‬‬ ‫فوزية‪ ،)9115،‬ومثاله " َتر َاو ُغوا‪ :‬إذا ر َاو َغ ُ‬ ‫أي وجه كان" ( ّ‬ ‫على ّ‬
‫‪.)3332‬‬
‫ّ‬
‫‪-2‬ه‪-‬املوافقة‪ ،‬ويقصد به اشتراك الطرفين في الحدث وموافقتهما عليه ورضاهما‬
‫َ‬
‫وعاهد‬ ‫وتفاسخ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وفاسخ‬ ‫َ‬
‫وتبايع‪،‬‬ ‫بايع‬ ‫أي منهما‪ ،‬ومثال ذلك‪َ :‬‬ ‫عنه‪ ،‬وعدم اعتراض ّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وتعاهد‪ ،‬وواثق وتواثق‪ ،‬وصالح وتصالح‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪﴿ :‬لقد َرض َي ٱلل ُه َعن ٱملؤمن َين‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٱلش َج َرة﴾ [الفتح‪ .]91:‬ومثاله "( َ‬ ‫ُ َ ُ َ َ َ َ َّ‬
‫فاسخه) البيع طالبه بفسخه أو َوافقه‬ ‫إذ يبايعونك تحت‬
‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫على فسخه‪( ...‬تفاسخ) البيعان البيع ونحوه اتفقا على فسخه"(مصطفى إبراهيم‪،‬‬
‫‪.)3399‬‬
‫يرتبط النمطان‪ :‬تقييد عالقة إلاسناد وتخصيص معنى املشاركة بعالقات متبادلة؛‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الد ّ‬ ‫حوية ّ‬ ‫ألن املشاركة من العالقات ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬
‫اللية‪ ،‬فحدث املشاركة ال يكون إال بين طرفين‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫حاورت زيدا وقد‬ ‫وقد يكون هذان الطرفان فاعال (مسند إليه) ومفعوال به‪ ،‬كقولك‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحاور ّ‬ ‫الطرفان متعاطفين‪ ،‬كقولك‪َ :‬‬ ‫ّ‬
‫خالد زيد‪ ،‬وقد يكون الطرفان متمثلين في أحد‬ ‫يكون‬
‫ّ‬ ‫طرفي إلاسناد‪ ،‬كاملسند إليه (الفاعل) في قولك‪َ :‬‬
‫تحاور الطالبان‪ ،‬واملسند إليه (املبتدأ) في‬
‫الطالبان متحاوران‪ .‬وقد ّ‬ ‫ّ‬
‫يدل طرفا إلاسناد‪ :‬املسند واملسند إليه على حدثين‬ ‫قولك‪:‬‬
‫يدل على العالقات‬ ‫ومما ّ‬‫متشاركين‪ ،‬كقولك‪ :‬املتحاوران متناقشان‪ ،‬ويتناقش املتحاوران‪ّ .‬‬
‫والتعد ّية‪ ،‬يقول أبو‬ ‫ّ‬ ‫أن بعض اللغويين ربطوا بين معنى املغالبة‬ ‫النمطين َّ‬ ‫املتبادلة بين ّ‬
‫تعديا في املغالبة بنقله إ َلى َباب ( ُ‬ ‫الال م ُم ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫فعلته)‬ ‫البقاء الكفوي (ت‪9311‬ه)‪" :‬ك َما َي ْج َعل ز‬
‫مته‪ ،‬فنلحظ‬ ‫فكر ُ‬ ‫كار َمني َ‬ ‫الراء "(الكفوي‪ ،‬دت)‪ .‬فعندما تقول‪َ :‬‬ ‫مته‪ ،‬ب َف ْتح ّ‬ ‫فكر ُ‬
‫كار َمني َ‬ ‫َن ْحو‪َ :‬‬
‫ّ‬ ‫كارم) ّ‬ ‫أن الفعل ( َ‬ ‫ّ‬
‫دل على املشاركة واملغالبة‪ ،‬فالطرفان املتشاركان يتغالبان في الكرم‪،‬‬
‫تعدي أيضا‪.‬‬ ‫مته) ّ‬ ‫وأن الفعل ( َكرم) في ( َ‬
‫فكر ُ‬ ‫تعدى إلى مفعول به‪ّ ،‬‬ ‫أن الفعل ( َ م) ّ‬
‫كار‬
‫ونلحظ ّ‬
‫الزمن ّ‬ ‫الث‪ :‬داللة صيغ املشاركة على ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫والجهة‪ :‬يرتبط الحدث في اللغة‬ ‫املبحث الث‬
‫ّ‬
‫وإما زمنا مطلقا‪ ،‬وتحدد القرائن‬ ‫الزمن ّإما زمنا مخصوصا ّ‬ ‫بالزمن‪ ،‬ويكون هذا ّ‬ ‫لعربية ّ‬ ‫ا ّ‬

‫‪722‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫منية للفعل (يتنازع) في آلايتين‪﴿ :‬إذ‬ ‫الداللة ّ‬


‫الز ّ‬ ‫ياقية زمن صيغ املشاركة‪ ،‬فعند بيان ّ‬ ‫الس ّ‬ ‫ّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّٰ‬ ‫َّٰ‬ ‫َُ ََ ُ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََّٰ َ‬
‫ٱبنوا َعليهم ُب َنينا﴾ [الكهف‪ ،]33:‬و﴿ َي َتن َز ُعون ف َيها كأسا ال‬ ‫َي َتن َز ُعون َب َين ُهم أمرهم فقالوا‬
‫يدل في الاية ألاولى على ّ‬ ‫الطور‪ ،]33:‬فنجد ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الزمن‬ ‫أن الفعل (يتنازع) ّ‬ ‫لغو ف َيها َوال تأثيم﴾[‬
‫ّ‬
‫اللفظية‬ ‫قصة أصحاب الكهف ولوجود القرينة‬ ‫املقامية حكاية ّ‬ ‫ّ‬ ‫املاض ي؛ لوجود القرينة‬
‫الزمن املاض ي‪ .‬ويدلّ‬ ‫يدل على ّ‬ ‫الزمان ( ْإذ) الذي ّ‬ ‫( ْإذ)‪ ،‬فقد ورد الفعل (يتنازع) بعد ظرف ّ‬
‫ّ‬ ‫انية على ّ‬ ‫الث ّ‬‫ّ‬
‫مقامية‪ ،‬وهي حكاية‬ ‫الزمن املستقبل؛ لوجود قرينة‬ ‫الفعل (يتنازع) في الاية‬
‫يدل أينما ورد على جهة الاستمرار؛ لذلك‬ ‫أن حدث املشاركة ّ‬ ‫أحوال يوم القيامة‪ .‬ونلحظ ّ‬
‫الث ّ‬ ‫ّ‬ ‫املستمر‪ ،‬ونصف ّ‬ ‫ّ‬ ‫نصف ّ‬
‫انية باملستقبل‬ ‫داللته في الاية‬ ‫داللته في الاية ألاولى باملاض ي‬
‫النحو آلاتي‪:‬‬ ‫منية لصيغ املشاركة فيمكن تقسيمها على ّ‬ ‫الداللة ّ‬
‫الز ّ‬ ‫تتبع ّ‬ ‫املستمر‪ .‬وعند ّ‬ ‫ّ‬
‫ص ُموا‬ ‫اخ َت َ‬ ‫ْ‬
‫ص َمان‬ ‫الزمن املاض ي‪ :‬ومثاله الفعل (اختصم) في قوله تعالى‪َ ( :‬ه َذان َخ ْ‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫﴿ق ُالوا َيا ُن ُ‬
‫وح‬
‫َ‬
‫في َرّبه ْم) [الحج‪ .]91:‬وقد يكون هذا املاض ي بعيدا‪ ،‬ومثال ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫جادل) و(جدال) على املاض ي‬ ‫الصيغتان‪َ ( :‬‬
‫فدلت ّ‬ ‫ّ‬
‫النا﴾ [هود‪،]23:‬‬ ‫َق ْد َج َاد ْل َت َنا َف َأ ْك َث ْر َت ج َد ّ‬
‫ّ‬ ‫ألن الاية َتصف قوم نوح عليه ّ‬ ‫البعيد؛ ّ‬
‫السالم‪ ،‬وهذا زمن بعيد بالنسبة لزمن نزول‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫الاية‪ .‬وقد يكون هذا املاض ي قريبا من الحاضر‪ ،‬كقوله تعالى‪﴿ :‬ق ْد َسم َع الل ُه ق ْو َل التي‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ت َجادل َك في َز ْوج َها َوتش َتكي إلى الله َوالل ُه َي ْس َم ُع ت َح ُاو َرك َما إ َّن الل َه َسميع َبصير﴾‬
‫ألن هذه الاية‬ ‫فدل الفعل ( ُتجادل) واملصدر ( َتحاور) على املاض ي القريب؛ ّ‬ ‫[املجادلة‪ّ .]9:‬‬
‫ّ‬ ‫الظهار‪ ،‬بعدما اشتكت خولة بنت ثعلبة زوجها إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫الرسول صلى هللا‬ ‫نزلت في تحريم‬
‫ّ‬ ‫وسلم (الز ّجاج‪ّ ،)9199 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لفظية في هذه الاية‪ ،‬وهي الحرف (قد) الذي‬ ‫وثمة قرينة‬ ‫عليه‬
‫تدل صيغة املشاركة على املاض ي املطلق‪ ،‬وهو‬ ‫يدل على تقريب الزمان من الحاضر‪ .‬وقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حصول الحدث في املاض ي دون تحديد زمن الحدث في املاض ي القريب أو املاض ي البعيد‪،‬‬
‫الزمن با(لم) (ابن هشام‪ ،)9195 ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫وخالد‪ُ .‬وينفى هذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫تخاصم ّ‬
‫علي‬ ‫َ‬ ‫كقولك‪:‬‬
‫وهمْ‬ ‫وك ْم م ْن د َيار ُك ْم َأ ْن َت َب ُّر ُ‬ ‫ّ ََ ْ ُ ْ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َُ ُ ُ‬
‫﴿ال ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرج‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ُ َّ‬
‫افية (ابن هشام‪ ،)9195 ،‬كقولك‪ :‬ما‬ ‫َو ُت ْقس ُطوا إ َل ْيه ْم﴾ [املمتحنة‪ُ .]9:‬وينفى با(ما) ّ‬
‫الن ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫تحاور الطالبان‪.‬‬

‫‪721‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫الصديقان مختصمين ّ‬ ‫املتصل بالحاضر‪ :‬كقولك‪ :‬ما زال ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ -3‬‬
‫فدل اسم‬ ‫الزمن املاض ي‬
‫الفاعل (مختصم) على بداية الحدث في املاض ي واستمراره إلى الحاضر لوجود قرينة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لفظية (ما زال)‪ .‬وكقول املهلبي الوزير (ت‪ 319‬ه)‪( :‬الثعالبي‪ ،‬دت)‬
‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫إال َعلا ا ا ا ا ااى َع َبا ا ا ا ا اارة َت ْجا ا ا ا ا ااري‬ ‫متني ۞ فم ا ا ا ا ااا تلتقا ا ا ا ا ااي‬ ‫ص ا ا ا َار ْ‬
‫اان من ا ا ااذ َ‬ ‫ص ا ا ا َ َم ْت ْ‬
‫ألاجف ا ا ا ُ‬
‫ت َ اار‬
‫َ‬
‫زمنية ّ‬ ‫الصيغتان‪( :‬تصارم) و(تلتقي) على بداية الحدث من نقطة ّ‬ ‫فدلت ّ‬ ‫ّ‬
‫معينة في‬
‫متني)‪ ،‬واستمرار الحدث إلى ّ‬ ‫ص َر ْ‬ ‫الص ْرم (منذ َ‬ ‫تتمثل في بداية ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمن الحاضر‪.‬‬ ‫املاض ي‪،‬‬
‫افية (ابن هشام‪ ،)9195 ،‬فتدخل على صيغة املضارع‪ ،‬وتدلّ‬ ‫الن ّ‬ ‫الزمن با(ملّا) ّ‬ ‫ُوينفى هذا ّ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫تلتبس خيل بخيل)‪.‬‬ ‫على نفي الحدث في املاض ي واستمراره إلى الحاضر‪ ،‬كقول بشر‪( :‬وملا‬
‫َ َّ َ َ َ َ ُ َ َ ّ ْ‬ ‫‪ّ -3‬‬
‫الن َبإ ال َعظيم‪ ،‬الذي ُه ْم‬ ‫الزمن الحاضر‪ :‬ومثاله قوله تعالى‪﴿ :‬عم يتساءلون‪ ،‬عن‬
‫يتساءل) واسم الفاعل (مختلف) على استمرار‬ ‫فدل الفعل ( َ‬ ‫النبأ‪ّ .]2-9:‬‬ ‫فيه ُم ْخ َتل ُفو َن﴾ [ ّ‬
‫َ َّ‬ ‫مستمران؛ لذلك جاء الاية ّ‬
‫الت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الية‪﴿ :‬كال‬ ‫الحدث في الحاضر‪ ،‬فالتساؤل والاختالف‬
‫دالة على ّ‬ ‫ّ‬ ‫َس َي ْع َل ُمو َن﴾ [ ّ‬
‫أن هذين الحديثن سينتهيان؛ بوجود العلم في املستقبل‪.‬‬ ‫النبأ‪]1:‬‬
‫الحمداني (ت‪251‬ه)‪( :‬ديوان أبي فراس‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومثاله الفعل (أقاسم) في قول أبي فراس‬
‫‪.)9111‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫أي ا ااا جارت ا ااا م ا ااا أنص ا ااف ال ا ااد ُ‬
‫هر بينن ا ااا ۞ تع ا ا ا ا ا ا ا ااالي أقاس ا ا ا ا ا ا ا اامك الهم ا ا ا ا ا ا ا ااوم تع ا ا ا ا ا ا ا ااالي‬
‫فالشاعر يشارك الحمامة في مقاسمة الهموم في حبسه‪ُ .‬وينفى ّ‬ ‫ّ‬
‫الزمن الحاضر با(ليس)‬
‫الن ّ‬‫الطالبان متخاصمين‪ُ .‬وينفى با(ما) ّ‬ ‫ّ‬
‫افية (ابن‬ ‫(ابن هشام‪ ،)9195 ،‬كقولك‪ :‬ليس‬
‫ّ‬
‫هشام‪ ،)9195 ،‬كقولك‪ :‬ما يتناقش الصديقان‪.‬‬
‫اصمُ‬ ‫تخاصم) في قوله تعالى‪﴿ :‬إ َّن َذل َك َل َح ٌّق َت َخ ُ‬ ‫الزمن املستقبل‪ :‬ومثاله املصدر ( ُ‬ ‫‪ّ -4‬‬
‫تخاصم) على وقوع حدث الاختصام في املستقبل؛‬ ‫فدل املصدر ( ُ‬ ‫النار﴾ [ص‪ّ .]21:‬‬ ‫َأ ْهل ّ‬
‫ألنه حكاية عن أحوال يوم القيامة‪ ،‬ونلحظ ّ‬ ‫ّ‬
‫داللته على املستقبل املطلق‪ ،‬فزمن الحدث‬
‫محدد‪ ،‬أهو في املستقبل القريب أم املستقبل البعيد؟ ومثاله الفعل (اقتتل) في‬ ‫غير ّ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ‬
‫ال ل ُه‪ :‬ك ْيف تأ ُم ُرني إذا اق َت َت َل‬ ‫الحديث‪ ،‬إذ ورد في كتاب الفتن‪ ،‬عن حذيفة‪" ،‬أن رجال ق‬
‫تدل صيغ املشاركة‬ ‫ص ُّلو َن؟ "(نعيم‪ ،)9119 ،‬فزمن الفعل هو املستقبل املطلق‪ .‬وقد ّ‬ ‫ْاملُ َ‬
‫فدل اسم الفاعل‬ ‫على املستقبل القريب؛ ومثال ذلك قولك‪ :‬أنا محاور زيدا بعد قليل‪ّ .‬‬
‫َ َ‬
‫(محاور) على مشاركة حدث املحاورة في املستقبل القريب‪ .‬ومثاله قوله تعالى‪﴿ :‬ت َعال ْوا‬

‫‪727‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ُ َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ‬


‫ن ْد ُع أ ْب َن َاءنا َوأ ْب َن َاءك ْم َون َس َاءنا َون َس َاءك ْم َوأن ُف َس َنا َوأن ُف َسك ْم ث َّم ن ْب َته ْل ف َن ْج َع ْل ل ْع َن َت الله‬
‫ّ‬
‫النصارى للرسول صلى‬ ‫َع َلى ْال َكاذب َين﴾ [آل عمران‪ .]29:‬فقد نزلت هذه الاية في مجادلة ّ‬
‫الز ّجاج‪ ،)9199 ،‬وهذه ّ‬ ‫وسلم‪ ،‬فدعاهم إلى الابتهال أي يتالعنون ( ّ‬ ‫ّ‬
‫الدعوة في‬ ‫هللا عليه‬
‫املستقبل القريب‪ .‬وقد تدل صيغ املشاركة على املستقبل البعيد‪ ،‬ومثال ذلك قولك‪:‬‬ ‫ّ‬
‫بشدة‬ ‫لكنهما سوف يتصالحان‪ ،‬وذلك لعلم املتكلم ّ‬ ‫الصلح آلان ّ‬ ‫يرفض زيد وعمرو ّ‬ ‫ُ‬
‫لكنهما سوف يتصالحان في املستقبل‬ ‫الصلح‪ّ ،‬‬ ‫الخصومة بين الاثنين‪ ،‬ورفضهما ملحاولة ّ‬
‫افية و(لن) (ابن الحاجب‪ ،‬دت)‪،‬‬ ‫الن ّ‬ ‫الزمن با(ال) ّ‬ ‫البعيد ال املستقبل القريب‪ُ .‬وينفى هذا ّ‬
‫محمد زيد‪.‬‬ ‫َ‬
‫يتخاصم ّ‬ ‫الصافات‪ ،]35:‬وقولك‪ :‬لن‬ ‫ون﴾ [ ّ‬ ‫اص ُر َ‬ ‫﴿ما َل ُك ْم َال َت َن َ‬ ‫كقوله تعالى‪َ :‬‬
‫ّ ْ‬ ‫َ َُ َ‬
‫﴿ي ْسألون َك َعن الش ْهر ال َح َرام‬ ‫الزمن املطلق‪ ،‬ومثاله املصدر (قتال) في قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪ّ -5‬‬
‫ّ‬ ‫ق َتال فيه ُق ْل ق َتال فيه َكبير﴾ [البقرة‪ .]391:‬والفعل (اقتتل) في قول ّ‬
‫الرسول صلى هللا‬
‫النار"(ابن حنبل ‪ .)3339‬فقد ّ‬
‫دل‬ ‫سلمان‪َ ،‬ف ْال َقاتل َو ْاملَ ْق ُتول في ّ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُْ ّ‬
‫عليه وسلم‪" :‬إذا اقتتل امل‬
‫ّ‬
‫ألن الحدث في‬ ‫الزمن املطلق؛ ّ‬ ‫املصدر (قتال) في الاية والفعل (اقتتل) في الحديث على ّ‬
‫يدل على حكم شر ّي ال يرتبط بزمان مخصوص‪.‬‬ ‫السياقين ّ‬ ‫ّ‬
‫يعد معنى املبالغة إحدى صور‬ ‫الرابع‪ :‬داللة صيغ املشاركة على املبالغة‪ّ :‬‬ ‫املحور ّ‬
‫فيؤتى بزيادة‬ ‫الداللة على القليل أو الكثير ُ‬ ‫تخصيص املعنى‪ ،‬فاألصل أن يحتمل اللفظ ّ‬
‫على املبنى في الفعل أو ُيعدل من صيغة إلى صيغة أخرى للداللة على املبالغة‪ ،‬وقد ّبين‬
‫َ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫﴿يذ ّب ُحون أ ْب َنا َءك ْم﴾ [البقرة‪ ،]11:‬إذ أورد‬ ‫الز ّجاج (ت‪299‬ه) ذلك في تفسيره لقوله تعالى‪:‬‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ألن ( ُيذ ّبحون)‬ ‫املجمع عليها أبلغ؛‬ ‫َ‬ ‫رواية شاذة ( َيذ َب ُحون أ ْب َن َاءك ْم)‪ ،‬وقال‪" :‬والقر َاءة‬
‫الز ّجاج‪،‬‬ ‫التكثير ههنا أبلغ"( ّ‬ ‫للتكثير‪ ،‬و( َي ْذ َب ُحو َن) يصلح أن يكون للقليل وللكثير فمعنى ّ‬
‫‪.)9199‬‬
‫َ‬
‫ترتبط صيغ املشاركة‪( :‬فاعل) و(تفاعل) و(افتعل) بتكرار الحدث‪ ،‬وقد يصل هذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الصيغ في‬ ‫الدراسة داللة هذه ّ‬ ‫حد املبالغة‪ ،‬وقد ال يصل إلى ذلك‪ .‬وقد الحظت ّ‬ ‫التكرار إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫ََ َ َ‬
‫ويدل على ذلك قوله تعالى‪﴿ :‬أل ْم ت َر إلى‬ ‫سياقات كثيرة على املبالغة في حدث املشاركة‪ّ .‬‬
‫ْ‬ ‫﴿و َآت ْي َنا ع َ‬
‫يس ى ْاب َن َم ْرَي َم ال َب ّي َنات‬ ‫يم في َرّبه﴾ [البقرة‪ ،]359:‬وقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫اج إ ْب َراه َ‬ ‫الذي َح َّ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫الذين م ْن َب ْعده ْم﴾ [البقرة‪ .]352:‬وقول‬ ‫َ‬ ‫َوأ َّي ْدن ُاه ب ُروح ال ُق ُدس َول ْو ش َاء الل ُه َما اق َت َت َل‬
‫َََْ ُ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ُ " :‬يوش ُك ألا َم ُم أ ْن ت َدا َ ى َعل ْيك ْم ك َما ت َدا َ ى ألاكلة إلى‬ ‫ّ‬

‫‪722‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫ْ‬
‫ض ُح َّج َت ُه بمثلها‪،‬‬ ‫حاج) على املبالغة فاملعنى‪َ " :‬ع َار َ‬ ‫فدل الفعل ( ّ‬ ‫ص َعت َها"(أبو داود‪ ،‬دت)‪ّ .‬‬ ‫َق ْ‬
‫الح َّجة بما ُي ْبط ُل َها‪َ ،‬أ ْو‪َ :‬أ ْظ َه َر ْاملُ َغ َال َب َة في ْال ُح َّجة"(أبو حيان‪ّ .)9111 ،‬‬
‫ودل‬ ‫َأو‪َ :‬أ َتى َع َلى ُ‬
‫ّ‬
‫ودل الفعل (تدا َ ى) على مبالغة أعداء املسلمين‬ ‫الفعل (اقتتل) على املبالغة في الاقتتال‪ّ .‬‬
‫ضدهم‪.‬‬ ‫في الحشد ّ‬
‫تدل صيغ املشاركة على مبالغة الحدث وتكثيره‪ ،‬وذلك عندما تفيد معنى املغالبة؛‬ ‫ّ‬
‫الطرفين املتشاركين يحرص ّ‬ ‫ّ‬
‫كل منهما على‬ ‫الرتباط معنى املغالبة بتكثير الحدث‪ ،‬فكال‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صاحبه‪ :‬فاضله في‬ ‫تكثير الحدث؛ حتى يغلب أحدهما آلاخر‪ ،‬ومثال ذلك قولك‪" :‬عاق َر‬
‫َ‬ ‫الر ُجالن‪َ :‬ع َقرا إب َلهما َي َتباريان ب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َع ْقر إلابل‪َ ،‬ك َما ُي َق ُ‬
‫ذلك ُلي َرى أ ُّيهما‬ ‫وتعاقر ّ‬ ‫كار َمه وفاخ َره‪.‬‬ ‫ال َ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫أ ْعق ُر لها"(ابن منظور‪ ،)9112 ،‬وقولك‪َ " :‬ج َاو َد فالن فالنا ف َج َاده إذا غل َب ُه‬
‫َ ّ‬ ‫بالجود"( ّ‬ ‫ُ‬
‫الزبيدي‪ ،‬دت)‪ ،‬وقولك‪" :‬تفاخر الشاعران‪ ،‬ثم تهاجيا‪ ،‬تبارى الفريقان في الكرة‪،‬‬
‫ّ‬
‫تتسابق الخيل‪ ،‬يتساقى املتحاربون املوت"(إيهاب‪ .)3393 ،‬ومثاله من الشعر قول املتنبي‪:‬‬
‫ُ‬
‫وج ا ا ا ا ا ا َااودني ب ا ا ا ا ا ااأن يعط ا ا ا ا ا ااي وأح ا ا ا ا ا ااوي ۞ ف ا ا ا ا ا ا ا ا ااأغرق نيل ا ا ا ا ا ا ا ا ااه أخ ا ا ا ا ا ا ا ا ااذي سا ا ا ا ا ا ا ا ا ااريعا‬
‫املجاودة تقع من‬ ‫املجاودة في هذا البيت بقوله‪َ " :‬‬ ‫َ‬ ‫عري (ت‪٤٤٤‬ها)‬ ‫وفسر أبو العالء امل ّ‬ ‫ّ‬
‫علي‪ ،‬وأن‬ ‫مما هو على املفاعلة‪ ،‬يقول‪ :‬جاودني بأن يجود ّ‬ ‫اثنين‪ ،‬مثل املكارمة‪ ،‬وغيرها ّ‬
‫املعري‪.)3339،‬‬ ‫آخذ منه جوده‪ ،‬وجعل أخذه كالجود على معنى املبالغة"(أبو العالء ّ‬
‫َ‬ ‫الد ّ‬ ‫ونلحظ ارتباط بعض الحقول ّ‬
‫اللية بمعنى املغالبة‪ ،‬كحقل القتال‪ ،‬مثل‪ :‬قاتل‬
‫وراجم تر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اجم‬ ‫وتضارب واضطرب‪،‬‬ ‫وضارب‬ ‫وتطاعن واطعن‪،‬‬ ‫وطاعن‬ ‫وتقاتل واقتتل‪،‬‬
‫املجاز‪:‬‬ ‫الزبيدي‪" :‬من َ‬ ‫الصيغ تفيد املغالبة واملشاركة واملبالغة‪ .‬يقول ّ‬ ‫وارتجم‪ .‬فجميع هذه ّ‬
‫َ‬
‫اج َمة‪( :‬بالغ‬ ‫والح ْرب) ُمر َ‬ ‫والع ْدو َ‬ ‫الك َالم َ‬ ‫َ‬
‫وراجم (في‬ ‫نه‪َ .‬‬ ‫اضل) َع ُ‬ ‫ود َارى َأي‪َ ( :‬ن َ‬ ‫نه) َ‬ ‫اج َم َع ُ‬ ‫( َر َ‬
‫الزبيدي‪ ،‬دت)‪ ،‬وتقول‪ :‬تراجم القوم وارتجموا بمعنى تر َاموا‬ ‫ساج َلة) في ُك ّل م ْن َها"( ّ‬ ‫بأش ّد ُم َ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(مصطفى إبراهيم‪ .)3399 ،‬ومن أمثلة الشعر قول زهير بن أبي سلمى(ت‪92‬ق‪.‬ه)‪( :‬ديوان‬
‫زهير‪.)9199 ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َيط ُع ا ُانهم م ااا ارت َما اوا حت ااى اذا اطعن ااوا ۞ ض ا ا ا ا ا َاارب حت ا ا ا ا ااى م ا ا ا ا ااا ض ا ا ا ا ا َااربوا اعتنق ا ا ا ا ااا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الص ّمة (ت‪9‬ه) في رثاء أخيه‪( :‬ديوان دريد‪.)3331،‬‬ ‫وقول دريد بن ّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫وحتا ا ا ا ااى َعالنا ا ا ا ااي حالا ا ا ا ا ُاك اللا ا ا ا ا ْاون أ ْسا ا ا ا ا َاو ُد‬
‫َّ‬ ‫حت ااى ت َب ا َّاد َد ْت ۞‬ ‫اع ْن ا ُات عن ااه الخي اال‬ ‫فط َ‬

‫‪724‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َّ َ‬ ‫َ‬


‫أن املا ا ا ا ا ا ا ا ْار َء غ ْيا ا ا ا ا ا ا ا ُار ُمخلا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااد‬ ‫اان ْام ا اارئ آس َا ا ى أخ ا ا ُااه َبن ْفس ا ا ا ا ا ا ا ااه ۞ وأعلا ا ا ا ا ا ا اام‬ ‫ط َع ا ا َ‬
‫ّ‬ ‫الشريف ّ‬ ‫ل ّ‬
‫الرض ي (ت‪132‬ه)‪( :‬ديوان الشريف‪)9111،‬‬ ‫وقو‬
‫الش ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ُّام املَناجي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اادُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫آخا ا ا ااذ الطعا ا ا اان إال َعا ا ا اان رم ا ا ا اااحه ُم ۞ إذا ت َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫طاعن ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اات‬ ‫ال‬
‫طاعن) في ألابيات ّ‬ ‫طاعن) و(ت َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فلنحظ داللة صيغ املشاركة‪( :‬اطعن) و( َ‬
‫السابقة على‬
‫َ‬ ‫املبالغة‪ ،‬وقد اشتقت من فعل ّ‬
‫مجرد واحد (طعن)؛ الرتباطها بحقل القتال‪ .‬ونلحظ‬
‫ضارب) و(اعتنق) على املبالغة؛ الرتباطهما بحقل القتال‪.‬‬ ‫أيضا داللة صيغتي املشاركة‪َ ( :‬‬
‫الداللة على‬ ‫تفاعل) من حيث ّ‬ ‫يرى جمهور اللغويين تساوي صيغتي‪( :‬افتعل) و( َ‬
‫ْ‬ ‫ََُ َ َ َ َْ‬
‫اعن الق ْوم في ال َح ْرب‬ ‫ويدل على ذلك قول ألازهري (ت‪213‬ه)‪ " :‬ويقال‪ :‬تط‬ ‫ّ‬ ‫املشاركة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫واط َع ُنوا إذا طعن بعضهم بعضا‪ :‬والتفاعل والافتعال ال يكاد يكون إال باشتراك الفاعلين‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والتعاور والاعتوار"(ألازهري‪ .)3339 ،‬وتجدر مالحظة‬ ‫التخاصم والاختصام‪ّ ،‬‬ ‫فيه‪ ،‬مثل ّ‬
‫لكن بعض‬ ‫وفرعية داللة (افتعل) على املشاركة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫تفاعل) على املشاركة‪،‬‬ ‫أصالة داللة ( َ‬
‫ّ‬
‫ويدل‬ ‫السياقات‪،‬‬ ‫تفاعل) في بعض ّ‬ ‫أن صيغة (افتعل) أبلغ من صيغة ( َ‬ ‫العلماء ذهبوا إلى ّ‬
‫َ َ َ‬ ‫على ذلك ما ذهب إليه ّ‬
‫الزركش ي (ت‪111‬ه) في تفسيره لكلمة (يصطرخ) في ق ْوله ت َعالى‪:‬‬
‫الزركش ي‪،‬‬ ‫ص َار ُخو َن)" ( ّ‬ ‫ص َطر ُخو َن ف َيها﴾ [فاطر‪ ،]21:‬إذ قال‪َ " :‬فإ َّن ُه َأ ْب َل ُغ م ْن ( َي َت َ‬ ‫﴿و ُه ْم َي ْ‬ ‫َ‬
‫قوتها‪،‬‬ ‫متلبسة بمعنى ّ‬ ‫أن "صيغة (افتعل) تفيد املشاركة ّ‬ ‫‪ .)9151‬وذهب بعض املحدثين ّ‬
‫تفاعل) فتفيد معنى‬ ‫الصيغة‪ّ ،‬أما ( َ‬ ‫متأصل في هذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫قوة الفعل واملبالغة فيه‬ ‫ألن معنى ّ‬ ‫ّ‬
‫قوتها"(خلف‪.)3393 ،‬‬ ‫مجردا‪ ،‬دون ّ‬ ‫املشاركة ّ‬
‫تفاعل) في سياقات كثيرة على مبالغة‬ ‫فتدل ( َ‬ ‫ّ‬ ‫الرأي الاخير؛‬ ‫وللدراسة استدراك على ّ‬
‫َ‬
‫﴿ف َت َن َ ُعوا أ ْم َر ُه ْم َب ْي َن ُه ْم َوأ َس ُّروا ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الن ْج َوى﴾‬ ‫از‬ ‫حدث املشاركة‪ ،‬ومثال ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫[طه‪ .]23:‬وقول ّ‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪( :‬تدا ى عليكم ألامم)‪ ،‬وقولك‪" :‬تجاود‬
‫فتدل ألافعال‪َ ( :‬‬ ‫َ‬
‫تنازع)‬ ‫ّ‬ ‫القوم الحديث‪ :‬تناظروا ّأيهم أجود حديثا" (أحمد رضا‪،)9159 ،‬‬ ‫ُ‬
‫التناوب بين صيغتي‪:‬‬ ‫تجاود) على املشاركة واملبالغة‪ .‬وأجاز سيبويه (ت‪993‬ه) ّ‬ ‫و(تدا َ ى) و( َ‬
‫ألن املعنى واحد‪،‬‬ ‫التفاعل والافتعال‪ ،‬فقال‪" :‬باب ما جاء املصدر فيه على غير الفعل؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫ا؛ ّ‬
‫ألن معنى اجتوروا وتجاوروا واحد"‬ ‫وذلك قولك‪ :‬اجتوروا تجاورا تجاوروا اجتوار‬
‫التفاعل على املبالغة لجواز ورودها مصدرا‬ ‫ُ‬ ‫يدل على داللة صيغة ّ‬ ‫مما ّ‬ ‫(سيبويه‪)9199،‬؛ ّ‬
‫ّ‬
‫مؤكدا لصيغة افتعل‪.‬‬

‫‪722‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫وتدالن على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصيغتان‪( :‬افتعل) و( َ‬ ‫وقد ترد ّ‬


‫القوة‬ ‫املعجمية‪،‬‬ ‫تفاعل) من نفس املادة‬
‫تدل ألاخرى على املشاركة ومثال ذلك‬ ‫تدل إحداهما على املشاركة‪ ،‬وال ّ‬ ‫واملبالغة‪ ،‬ولكن ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فيدل الفعل (تنازع) على املشاركة كقوله تعالى‪﴿ :‬ف َت َن َاز ُعوا أ ْم َر ُه ْم‬ ‫ّ‬ ‫تنازع وانتزع‪،‬‬ ‫الفعالن‪َ :‬‬
‫اخ َت َ‬ ‫َ َْْ ْ‬ ‫َ‬
‫ص ُموا" (ابن سيده ‪ .)3333‬وال ّ‬
‫يدل‬ ‫َب ْي َن ُه ْم َوأ َس ُّروا ال ّن ْج َوى﴾ [طه‪" ،]23:‬وتنازع القوم‪:‬‬
‫السريع‬ ‫الخ ْطفة‪ ،‬أي الاستالب ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫يدل على‬
‫ّ‬
‫الفعل (انتزع) على املشاركة‪ ،‬وإنما‬
‫التعبير عن معنى املشاركة واملبالغة بالفعل‬ ‫(سيبويه‪ .)9199،‬وعلى ذلك؛ فنسطيع ّ‬
‫القوة واملبالغة دون إفادة معنى مشاركة‪.‬‬ ‫ويدل الفعل (انتزع) على ّ‬ ‫(تنازع)‪ّ ،‬‬
‫تفاعل) و(افتعل) على املشاركة واملبالغة‪ ،‬ولكن مبالغة الحدث‬ ‫الصيغتان‪َ ( :‬‬ ‫تدل ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫الزركش ي لكلمة (يصطرخون)‪.‬‬ ‫تفاعل)‪ ،‬وهذا يفهم من تفسير ّ‬ ‫أشد من ( َ‬ ‫في (افتعل) ّ‬
‫التبريزي‪،‬‬ ‫التفاوت في درجة املبالغة في قول أبي تمام (ت‪329‬ه)‪( :‬الخطيب ّ‬ ‫ونلحظ هذا ّ‬
‫‪.)9111‬‬
‫َ‬
‫الرم ا ا اااح ل ا ا ااك الف ا ا اادا‬ ‫ُ‬
‫والرم ا ا اااح م ا ا اان ّ‬
‫ااجرت ۞ ل ا ا ااك ّ‬ ‫ْ‬ ‫الرم ا ا اااح تش ا ا ا َ‬ ‫ُ‬
‫وأن ا ا ااا الف ا ا ااداء إذا ّ‬
‫لمساني‪)9111 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الناصر‪ّ ( :‬‬
‫الت‬ ‫محمد بن عبد امللك بن ّ‬ ‫وقول ّ‬
‫ّ‬
‫وإن ا ا ا ا ااي ّ‬
‫لطع ا ا ا ا ااان إذا اش ا ا ا ا ااتجر القن ا ا ا ا ااا ۞ ومقح ا ا ا اام طرف ا ا ا ااي ف ا ا ا ااي ص ا ا ا اادور الكتائ ا ا ا ااب‬
‫تشاجر واشتجر على مشاركة الحدث ومبالغته‪ ،‬لكن الفعل‬ ‫َ‬ ‫فنلحظ داللة الفعلين‪:‬‬
‫ّ‬ ‫(اشتجر) ّ‬
‫يدل على املبالغة الشديدة‪ ،‬ودليل ذلك وقوع هذا الفعل بعد صيغة املبالغة‬
‫ّ‬ ‫فشدة الاشتجار مقترنة ّ‬ ‫طعان)‪ّ ،‬‬ ‫( ّ‬
‫بشدة الطعن‪.‬‬
‫الصيغة الواحدة في سياقات مختلفة‪ ،‬فقام القيس ي‬ ‫وعقد بعض املحدثين مقارنة في ّ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ َ َ َْ‬
‫يخصمون) في آلايتين الكريمتين‪﴿ :‬إذ ُيل ُقون أقال َم ُه ْم أ ُّي ُه ْم‬ ‫بمقارنة بين (يختصمون) و( ّ‬
‫ص ْي َحة‬ ‫ون إ َّال َ‬ ‫﴿ما َي ْن ُظ ُر َ‬‫َي ْك ُف ُل َم ْرَي َم َو َما ُك ْن َت َل َد ْيه ْم إ ْذ َي ْخ َتص ُمو َن﴾[آل عمران‪َ ،]11:‬‬
‫أشد منها‬ ‫يخصمون) ّ‬ ‫أن الخصومة في ( ّ‬ ‫ص ُمو َن﴾ [يس‪ ،]11:‬فيرى ّ‬ ‫َواح َدة َت ْأ ُخ ُذ ُه ْم َو ُه ْم َيخ ّ‬
‫التخاصم في‬ ‫يخصمون) وقع بين الكفار‪ ،‬ووقع ّ‬ ‫التخاصم في ( ّ‬ ‫ألن ّ‬ ‫في (يختصمون)؛ ّ‬
‫الصاد‬ ‫يخصمون) إذ أدغمت ّ‬ ‫الخاص في ( ّ‬ ‫ّ‬ ‫(يختصمون) بين املؤمنين؛ لذلك وقع إلادغام‬
‫يخصمون) وشدةّ‬ ‫الخاص في ( ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتاء(عودة‪ .)9122 ،‬وبذلك يربط القيس ي بين إلادغام‬ ‫ّ‬
‫املبالغة‪.‬‬

‫‪722‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫ّ ّ‬ ‫ونجد ّ‬
‫الدالة على املشاركة‪ ،‬كاملصدرين‪ :‬فعال‬ ‫التفاوت في املبالغة بين املصادر‬
‫أشد من صيغة‬ ‫فاعل)‪ ،‬فصيغة (فعال) ّ‬ ‫أن فعلهما واحد ( َ‬ ‫بالرغم من ّ‬ ‫فاع َلة‪ّ ،‬‬ ‫ُوم َ‬
‫ََ‬ ‫متطور عن املقاتلة ( ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ََ‬
‫فوزية‪ ،)9115،‬كما في قوله تعالى‪﴿ :‬فل َّما‬ ‫فاعلة)‪ ،‬فالقتال مثال‬ ‫(م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ َ َّ ْ َّ َ‬
‫كتب عليهم القتال تولوا إال قليال منهم﴾ [البقرة‪ .]312:‬ولم تستخدم صيغة املصدر‬
‫ّ‬
‫أخص‬ ‫أن "الف َعال يؤدي معنى‬ ‫يدل على ّ‬ ‫مما ّ‬ ‫مفاعلة) في القرآن الكريم (عضيمة‪ ،‬دت)؛ ّ‬ ‫( َ‬
‫فوزية‪ .)9115،‬وصيغة (فعال)‬ ‫آني وقصد إليه"( ّ‬ ‫وأدق من املفاعلة أراده ألاسلوب القر ّ‬ ‫ّ‬
‫ْ‬ ‫ُ ََ‬
‫الفعلية‪ ،‬وهذا‬ ‫ّ‬ ‫اسمية‪ ،‬لكن َيغلب عليها سمة‬ ‫ّ‬ ‫فاعلة) صيغة‬ ‫الاسمية‪ ،‬وصيغة (م‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خالص‬
‫الت ّ‬ ‫تدل على ّ‬ ‫والثبوت واملبالغة بخالف املفاعلة التي ّ‬ ‫ّ‬
‫جدد‬ ‫يجعل (الفعال) مفيدا لالستمرار‬
‫الثبات ( ّ‬ ‫ّ‬
‫فوزية‪.)9115،‬‬ ‫وعدم‬
‫وعلى ذلك؛ فإن تعدد املصدر للفعل الواحد له دالالته‪ ،‬ومن ذلك الفرق بين (قتال)‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫َ َ َّ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ َّ‬ ‫ََ‬
‫ال ت َول ْوا‬ ‫و( ُمقاتلة)‪ ،‬فورود املصدر على وزن (فعال) في قوله تعالى‪﴿ :‬فلما كتب عليهم القت‬
‫ّ‬ ‫ألنه ملّا "كان (القتال) ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ‬
‫وأخص منها؛ ألنه‬ ‫ّ‬ ‫أشد من (املقاتلة)‬ ‫إال قليال م ْن ُه ْم﴾ [البقرة‪]312:‬؛‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫تطور عنها ونهاية لها‪ ،‬نسب ألامر إليه‪ ،‬ألنه الغاية والهدف‪ ،‬لذا نبذه بنو إسرائيل إال‬
‫فوزية‪.)9115،‬‬ ‫قليال منهم" ( ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ونلحظ توظيف الشعراء لصيغة (فعال) للتعبير عن املبالغة الشديدة في الحدث‬
‫ومثال ذلك املصدر (طعان) في قول سالمة بن جندل (ت‪32‬ق‪.‬ه)‪( :‬ديوان سالمة‪)9111،‬‬
‫ْ‬
‫عنا ا ا ا ا ااا طعا ا ا ا ا ااان وضا ا ا ا ا اارب غيا ا ا ا ا ا ُار تا ا ا ا ا ااذبيب‬ ‫َه َّما ا ا ا ا ا ْات َم َعا ا ا ا ا ا ٌّاد ب َنا ا ا ا ا ااا َهما ا ا ا ا ااا َف َن ْه َن َه َها ا ا ا ا ااا ۞ َّ‬
‫َ‬
‫ان ْامرئ َآس ى أخ ُاه َبن ْفسه)‪ ،‬ومثاله املصدر‬ ‫واملصدر (طعان) في قول دريد‪( :‬ط َع َ‬
‫(طعان) في قول ابن أبي حصينة (ت‪151‬ه)‪( :‬ديوان ابن أبي حصينة‪)9111 ،‬‬
‫وهه ا ا ا ا ا ااا ۞ إ ّال طعا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااان ُد َونها ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااا َوض ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ار ُ‬
‫اب‬ ‫ص ا ا ا ا ا ااو ُن ُو ُج َ‬ ‫إ َّن املَمال ا ا ا ا ا ا َاك ال َي ُ‬
‫فلنحظ استخدام املصدر (طعان) ال املصدر ( ُمطاعنة)؛ للتعبير عن املبالغة‬
‫ّ‬ ‫الش ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويقل استخدام‬ ‫عرية‪،‬‬ ‫الشديدة‪ ،‬لذلك يكثر استخدام املصدر (طعان) في الشواهد‬
‫الشريف ّ‬ ‫ل ّ‬ ‫ّ‬
‫الرض ي‪:‬‬ ‫املصدر (مطاعنة)‪ ،‬فلم أعثر ‪-‬في ما بحثت‪-‬إال على شاهدين‪ ،‬وهو قو‬
‫ّ‬
‫(ديوان الشريف‪.)9111،‬‬
‫اع َن ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ُاة َ‬
‫آلاراء َواله َم ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اام‬ ‫الضا ا ا ا ااال ۞ َل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ْاوَال ُم َط َ‬ ‫ااح َك ُخ ْشا ا ا ا ااب ّ‬ ‫الر َما ا ا ا ا ُ‬ ‫َها ا ا ا ااذي ّ‬
‫ّ‬
‫َوالس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا االم‬

‫‪722‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫وقول ابن حمديس (ت‪531‬ه)‪( :‬ديوان ابن حمديس‪.)9123،‬‬


‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َكا ا ا ا َاأ َّن َأوجا ا ا ا َ‬
‫ااع َقلبا ا ا ااي ما ا ا اان ُم َ‬
‫الش ا ا ااوك م ا ا ااا ب ا ا ااين أش ا ا اافاري وأش ا ا اافاري‬ ‫طاع َنا ا ا ااة ۞ ب‬
‫ّ‬ ‫السياق الذي ورد فيه املصدر (مطاعنة) ال ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫ونلحظ ّ‬
‫يدل على املبالغة؛ ألنه‬
‫مجازيا في البيتين؛ لعدم ارتباطه بالقتال‪ ،‬فاستخدم لتفضيل العلم‬ ‫ّ‬ ‫استخدم استخداما‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والقلم على القتال في بيت الشريف‪ ،‬ولبيان معاناة الشاعر من ّ‬
‫حب املحبوبة في بيت ابن‬
‫حمديس‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خاتمة البحث‪ :‬توصلت الدراسة في بحثها للتعدد الداللي لصيغ املشاركة إلى نتائج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عديدة‪ .‬وفي ما يأتي بيان ألبرزها‪:‬‬
‫فتعبر عنه بالفعل املزيد واملصدر‬ ‫متنوعة‪ّ ،‬‬ ‫العربية عن حدث املشاركة بطرائق ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعبر‬ ‫‪ّ -‬‬
‫واسم الفاعل واسم املفعول؛‬
‫فاعل) و( َ‬
‫تفاعل)؛‬ ‫الصيغ للتعبير عن حدث املشاركة كصيغتي‪َ ( :‬‬ ‫‪-‬يكثر استخدام بعض ّ‬
‫الداللة على املشاركة‪.‬‬ ‫الصيغتين في ّ‬ ‫وذلك ألصالة هاتين ّ‬
‫افتعل)؛‬ ‫تفاعل) و( َ‬ ‫متعد ّية‪ ،‬ويغلب اللزوم في صيغتي‪َ ( :‬‬ ‫فاعل) إال ّ‬ ‫‪-‬ال ترد صيغة ( َ‬
‫خاصة كاملغالبة واملداورة واملجاراة واملدافعة‬ ‫ّ‬ ‫تدل صيغ املشاركة على معان‬ ‫‪ّ -‬‬
‫واملوافقة؛‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪-‬يمثل السياق العنصر ألابرز في الكشف عن الدالالت املتعددة لصيغ املشاركة؛‬
‫يستمر فترة من ّ‬
‫الزمن وال‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬يرتبط حدث املشاركة بجهة الاستمرار‪ ،‬فحدث املشاركة‬
‫ينقض ي بسرعة؛‬
‫الصيغ من حيث‬ ‫السياقات على املبالغة‪ ،‬وتتفاوت هذه ّ‬ ‫تدل صيغ املشاركة في بعض ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫درجة املبالغة‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫الز ّجاج‪ ،‬معاني القرآن وإعرابه‪ ،‬تح‪ :‬عبد الجليل عبده (بيروت‪:‬‬ ‫السري ّ‬ ‫• إبراهيم بن ّ‬
‫عالم الكتب‪ ،)9199 ،‬ج‪ ،923/9‬ج‪ ،922/5‬ج‪.132/9‬‬
‫محمد‬ ‫محمد بن يوسف ألاندلس ي‪ ،‬البحر املحيط في ّ‬
‫التفسير‪ .‬تح‪ :‬صدقي ّ‬ ‫• أبو حيان ّ‬
‫(بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،)9111،‬ج‪.235/3‬‬

‫‪722‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫محمد محيي ّ‬
‫الدين عبد الحميد‬ ‫• أبو داود سليمان بن ألاشعث‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬تح‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫العصرية‪ ،‬دت)‪ ،‬ج‪.999/1‬‬ ‫(بيروت‪ ،‬املكتبة‬
‫املعري‪ ،‬الالمع العزيزي شرح ديوان املتنبي‪ ،‬تح‪ّ :‬‬
‫محمد‬ ‫• أبو العالء أحمد بن عبد هللا ّ‬
‫ّ‬
‫إلاسالمية ‪)3339‬‬ ‫الرياض‪ ،‬مركز امللك فيصل للبحوث ّ‬
‫والدراسات‬ ‫سعيد املولوي‪ّ ( ،‬‬
‫ص‪ ،211‬ص‪.121-122‬‬
‫الدويهي‪( ،‬بيروت دار‬‫• أبو فراس الحمداني‪ ،‬ديوان أبي فراس الحمداني‪ ،‬تح‪ :‬خليل ّ‬
‫الكتاب العربي‪ ،)9111 ،‬ص‪.393‬‬
‫أحمد رضا‪ ،‬معجم متن اللغة‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪ ،)9159 ،‬مادة (رج م)‪.‬‬
‫الصرف‪ ،‬تح‪ :‬نصر هللا عبد ّ‬
‫الرحمن‬ ‫فن ّ‬ ‫محمد الحمالوي‪ ،‬شذا العرف في ّ‬ ‫• أحمد بن ّ‬
‫الرشد‪ ،‬دت)‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫الرياض‪ ،‬مكتبة ّ‬
‫( ّ‬
‫• أحمد بن ّ‬
‫محمد بن حنبل‪ ،‬مسند إلامام أحمد بن حنبل‪ ،‬تح‪ :‬شعيب ألارنؤوط‬
‫وآخرين (بيروت‪ :‬مؤسسة ّ‬
‫الرسالة‪ ،)3339 ،‬ج‪.923/21‬‬
‫الخياط‪ ،‬ديوان ابن ّ‬
‫الخياط‪ ،‬تح خليل مردم بك‪( ،‬دمشق‬ ‫محمد بن ّ‬
‫• أحمد بن ّ‬
‫املجمع العلمي العربي‪ ،)9159 ،‬ص‪.311‬‬
‫ّ‬ ‫• أحمد بن مح ّمد املقري ّ‬
‫التلمساني‪ ،‬نفح الطيب من غصن ألاندلس ّ‬
‫الرطيب‪ ،‬تح‪:‬‬
‫إحسان عباس‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪ ،)9111،‬ج‪.592 /2‬‬
‫• إسحاق بن إبراهيم الفارابي‪ ،‬معجم ديوان ألادب‪ ،‬تح‪ :‬أحمد مختار عمر (القاهرة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤسسة دار الشعب‪ .)3332 ،‬ج‪ ،112/3‬ج‪ ،211/3‬ج‪.123/2‬‬
‫• إيهاب عبد الحميد‪ ،‬شرحا أبي العالء والخطيب ّ‬
‫التبريزي على ديوان أبي تمام‬
‫ّ‬
‫صرفية‪( ،‬القاهرة‪ ،‬دار العلوم‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،)3393 ،‬ص‪.911‬‬ ‫دراسة ّ‬
‫نحوية‬
‫ّ‬
‫اللغوية‪ ،‬تح‪:‬‬ ‫• أيوب بن موس ى الكفوي‪ ،‬الكليات معجم في املصطلحات والفروق‬
‫الرسالة‪ ،‬دت)‪ ،‬ص‪.9392‬‬ ‫ّ‬
‫ومحمد املصري‪( ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة ّ‬ ‫عدنان درويش‬
‫• بشر بن أبي خازم ألاسدي‪ ،‬ديوان بشر بن أبي خازم ألاسدي‪ ،‬تح‪ :‬مجيد طراد‬
‫(بيروت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،)9112،‬ص‪.21‬‬

‫‪729‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫• بهاء ّ‬
‫الدين عبد هللا بن عقيل‪ ،‬املساعد على تسهيل الفوائد‪ ،‬تح‪ّ :‬‬
‫محمد كامل بركات‬
‫(مكة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬جدة‪ ،‬دار املدني‪ )9111 ،‬ج‪.231/3‬‬
‫محمد محيي ّ‬
‫الدين عبد‬ ‫الدين عبد هللا بن عقيل‪ ،‬شرح ابن عقيل‪ ،‬تح‪ّ :‬‬ ‫• بهاء ّ‬
‫ّ‬
‫الحميد (القاهرة‪ ،‬دار التراث‪ ،‬ودار مصر للطباعة‪ ،)9193 ،‬ج‪.322/1‬‬
‫ّ‬
‫العربية معناها ومبناها‪( ،‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪)3332 ،‬‬ ‫• تمام حسان‪ ،‬اللغة‬
‫ص‪ 313‬ص‪ ،359‬ص‪.321‬‬
‫• الحسن بن عبد هللا بن أبي حصينة‪ ،‬ديوان ابن أبي حصينة‪ ،‬جمعه أبو العالء‬
‫محمد طلس‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪ ،)9111 ،‬ص ‪.919‬‬ ‫املعري تح‪ّ :‬‬
‫• الخطيب ّ‬
‫التبريزي يحيى بن علي‪ ،‬شرح ديوان أبي تمام‪ ،‬تح‪ :‬راجي ألاسمر (بيروت دار‬
‫ّ‬
‫العربي‪ ،)9111 ،‬ج‪.395/9‬‬ ‫الكتاب‬
‫التبريزي يحيى بن علي‪ ،‬شرح ديوان الحماسة‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار القلم دت)‬ ‫• الخطيب ّ‬
‫ص‪.331‬‬
‫ّ‬ ‫الد ّ‬ ‫ّ‬
‫الترادف ّ‬
‫ألاردنية في‬ ‫اللي بين صيغتي افتعل وتفاعل‪ ،‬املجلة‬ ‫• خلف الجرادات‪،‬‬
‫ّ‬
‫العربية وآدابها‪ ،‬مجلد‪ ،1‬عدد‪ ،3393 ،1‬ص‪.995‬‬ ‫اللغة‬
‫الرسول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬ ‫الص ّمة‪ ،‬ديوان دريد بن ّ‬
‫الصمة‪ ،‬تح‪ :‬عمر عبد ّ‬ ‫• دريد بن ّ‬
‫املعارف‪ ،)3331،‬ص‪.25-21‬‬
‫محمد محيى‬‫شافية ابن الحاجب‪ ،‬تح‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫محمد بن الحسن‪ ،‬شرح‬ ‫الرض ي إلاستراباذي ّ‬
‫• ّ‬
‫العلمية‪ ،)9115 ،‬ج‪ 932/9‬ج‪.12/9‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدين عبد الحميد وآخرين‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب‬
‫ّ‬
‫شافية ابن الحاجب‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬ ‫محمد بن الحسن‪ ،‬شرح‬ ‫• ركن ّ‬
‫الدين إلاستراباذي ّ‬
‫الثقافة ّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقصود ّ‬
‫ينية‪ ،)3331 ،‬ج‪.313/9‬‬ ‫محمد عبد املقصود‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫• زهير بن أبي سلمى‪ ،‬ديوان زهير بن أبي سلمى‪ ،‬تح‪ :‬علي حسن فاعور (بيروت‪ ،‬دار‬
‫ّ‬
‫العلمية‪ ،)9199 ،‬ص‪.11‬‬ ‫الكتب‬
‫امية القديمة‪ ،‬ترج‪ّ :‬‬
‫السيد يعقوب‪( ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬ ‫• سبتينو موسكاتي‪ ،‬الحضارات ّ‬
‫الس ّ‬
‫الكاتب العربي‪ ،‬دت)‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪742‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫محمد بن الحسن‪ّ ،‬بوبه راجي‬


‫• سالمة بن جندل‪ ،‬ديوان سالمة بن جندل‪ ،‬صنعه ّ‬
‫ألاسمر‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،)9111 ،‬ص‪.91‬‬
‫ّ‬
‫إحصائية‬ ‫ّ‬
‫وصفية‬ ‫• سكينة ّ‬
‫السوالقة‪ ،‬معاني زيادات ألافعال في القرآن الكريم دراسة‬
‫(ألاردن‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،)3339 ،‬ص‪ ،29‬ص‪ 92‬ص‪.13‬‬
‫السمين الحلبي أحمد بن يوسف‪ّ ،‬‬
‫الد ّر املصون في علوم الكتاب املكنون‪ ،‬تح‪ :‬أحمد‬ ‫• ّ‬
‫ّ‬
‫محمد الخراط‪( ،‬دمشق‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دت)‪ ،‬ج‪.913/9‬‬
‫• سيبويه عمرو بن عثمان‪ ،‬الكتاب‪ ،‬تح‪ :‬عبد ّ‬
‫السالم هارون‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة‬
‫الخانجي‪ ،)9199،‬ج‪ ،93/1‬ج‪ ،99/1‬ج‪.11/1‬‬
‫ّ‬
‫الشريف ّ‬ ‫الرض ي ّ‬ ‫ّ‬
‫الشريف ّ‬
‫الرض ي‪ ،‬تح‪ :‬محمود مصطفى‬ ‫محمد بن الحسين‪ ،‬ديوان‬ ‫•‬
‫حالوي‪( ،‬بيروت‪ ،‬شركة دار ألارقم بن أبي ألارقم‪ ،)9111 ،‬ص ‪ 232‬ص‪.229‬‬
‫محمد ناصر ّ‬
‫الدين‪( ،‬بيروت دار‬ ‫• َط َر َفة بن َ‬
‫الع ْبد‪ ،‬ديوان طرفة بن العبد‪ ،‬تح‪ :‬مهدي ّ‬
‫ّ‬
‫العلمية‪ ،)3333 ،‬ص‪.12‬‬ ‫الكتب‬
‫ّ‬
‫العربية‬ ‫ّ‬
‫العربية الوظيفي‪ ،‬مجلة اللغة‬ ‫• عاشور بن لطر ‪ ،‬إلاعراب في نحو اللغة‬
‫مجلد ‪ ،91‬عدد‪ ،3395 ،9‬ص‪.15‬‬
‫النحو الوافي‪( ،‬القاهرة‪ ،‬عالم املعارف)‪ ،‬ج‪ ،191/1‬ج‪293/3‬‬ ‫• عباس حسن‪ّ ،‬‬
‫ج‪.531-539/2‬‬
‫• عبد القادر بن عمر البغدادي‪ ،‬خزانة ألادب ّ‬
‫ولب لباب لسان العرب‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬
‫ّ‬
‫السالم هارون‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،)9111 ،‬ج‪.951/1‬‬
‫مؤسسة‬ ‫الصرف‪ ،‬تح‪ :‬علي توفيق َ‬
‫الح َمد‪( ،‬بيروت ّ‬ ‫• عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬املفتاح في ّ‬
‫الرسالة‪ ،)9191 ،‬ص‪ ،33‬ص‪ ،53‬ص‪.11‬‬ ‫ّ‬
‫• عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬دالئل إلاعجاز‪ ،‬تح‪ :‬محمود شاكر‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة املدني‬
‫ّ‬
‫وجدة‪ ،‬دار املدني‪ ،)9113 ،‬ص‪.911‬‬
‫• عبد هللا بن يوسف بن هشام‪ ،‬مغني اللبيب عن كتب ألاعاريب‪ ،‬تح‪ :‬مازن املبارك‬
‫ومح ّمد علي حمد هللا‪( ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪ ،)9195 ،‬ص‪ ،229‬ص‪.211‬‬

‫‪741‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫ّ‬
‫الطيب املتنبي وما له وما عليه‪ ،‬تح‪ّ :‬‬ ‫ّ ّ‬
‫محمد محيي‬ ‫محمد الثعالبي‪ ،‬أبو‬ ‫• عبد امللك بن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدين عبد الحميد‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة الحسين التجارية)‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫املفصل‪ ،‬تحق‪ :‬موس ى العليلي‬ ‫• عثمان بن عمر بن الحاجب‪ ،‬إلايضاح في شرح‬
‫(بغداد‪ ،‬مطبعة العاني‪ ،‬دت)‪ ،‬ج‪.395/3‬‬
‫افية في علم ّ‬ ‫ّ‬
‫الش ّ‬
‫التصريف‪ ،‬تحق‪ :‬حسن أحمد‬ ‫• عثمان بن عمر بن الحاجب‪،‬‬
‫املكرمة‪ ،‬املكتبة ّ‬
‫مكة ّ‬ ‫ّ‬
‫املكية‪ ،)9115 ،‬ص ‪.33‬‬ ‫العثمان (‬
‫• علي بن إسماعيل بن سيده‪ ،‬املحكم واملحيط ألاعظم‪ ،‬تح‪ :‬عبد الحميد هنداوي‬
‫ّ‬
‫العلمية‪ ،)3333 ،‬مادة (ن زع)‪.‬‬ ‫(بيروت‪ ،‬دار الكتب‬
‫ّ‬
‫املخصص‪ ،‬تح‪ :‬خليل جفال‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء‬ ‫• علي بن إسماعيل بن سيده‪،‬‬
‫ّ‬
‫التراث العربي‪ ،)9112 ،‬ج‪.293/1‬‬
‫التصريف‪( ،‬لبنان‪ ،‬مكتبة‬‫• علي بن مؤمن بن عصفور‪ ،‬املمتع الكبير في ّ‬
‫لبنان‪ ،)9112،‬ص‪.929‬‬
‫تنوع ّ‬
‫الصيغ املشتقة من أصل لغوي واحد في القرآن‬ ‫سر إلاعجاز في ّ‬
‫• عودة القيس ي‪ّ ،‬‬
‫(بيروت‪ّ ،‬‬
‫مؤسسة ّ‬
‫الرسالة‪ ،‬ودار البشير‪ ،)9122 ،‬ص‪.21‬‬
‫الرياض جامعة‬ ‫امية‪ ،‬تر‪ :‬رمضان عبد ّ‬
‫التواب‪ّ ( ،‬‬ ‫• كارل بروكلمان‪ ،‬فقة اللغات ّ‬
‫الس ّ‬
‫الرياض‪ ،)9111،‬ص‪.992‬‬ ‫ّ‬
‫محمد عوض‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار إحياء‬‫محمد بن أحمد ألازهري‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬تح‪ّ :‬‬ ‫• ّ‬
‫ّ‬
‫التراث العربي‪ ،)3339،‬مادة (ط ع ن)‪.‬‬
‫الصائغ‪ ،‬اللمحة في شرح امللحة‪ ،‬تح‪ :‬إبراهيم ّ‬
‫الصاعدي‬ ‫محمد بن حسن بن ّ‬ ‫• ّ‬
‫ّ‬
‫إلاسالمية‪ ،)3331 ،‬ج‪.239/9‬‬ ‫(املدينة املنورة‪ ،‬عمادة البحث العلمي بالجامعة‬
‫محمد عبد الخالق عضيمة‪ ،‬دراسات ألسلوب القرآن الكريم‪( ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬ ‫• ّ‬
‫الحديث دت)‪ ،‬ج‪.32/1‬‬
‫ّ‬
‫الطريحي‪ ،‬أسلوب صيغ أفعال املشاركة ومصادرها في ألاداء ّ‬ ‫• ّ‬
‫النحوي بغداد‬ ‫محمد‬
‫ّ‬
‫املستنصرية‪ ،‬عدد‪ ،3391 ،19‬ص‪.3‬‬ ‫آداب‬

‫‪747‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫محمد أبو الفضل‬ ‫محمد بن عبد هللا ّ‬


‫الزركش ي‪ ،‬البرهان في علوم القرآن‪ ،‬تح ّ‬ ‫• ّ‬
‫ّ‬
‫العربية‪ ،)9151 ،‬ج‪.21/2‬‬ ‫إبراهيم (بيروت‪ ،‬دار إحياء الكتب‬
‫التعريف في علم ّ‬
‫التصريف‪ ،‬تح‪ّ :‬‬
‫محمد املهدي‬ ‫محمد بن عبد امللك بن مالك‪ ،‬إيجاز ّ‬
‫• ّ‬
‫ّ‬
‫إلاسالمية‪ )3333 ،‬ص‪.912‬‬ ‫(املدينة املنورة‪ ،‬عمادة البحث العلمي بالجامعة‬
‫ّ‬
‫تقابلية‪( ،‬ألاردن‬ ‫ّ‬
‫وإلانجليزية دراسة‬ ‫ّ‬
‫العربية‬ ‫محمد حسن قواقزة‪ ،‬نظام ّ‬
‫الزمن بين‬ ‫• ّ‬
‫جامعة اليرموك‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،)3331 ،‬ص‪.2‬‬
‫محمد بن عبد الجبار بن حمديس‪ ،‬ديوان ابن حمديس‪ ،‬تح‪ :‬إحسان عباس‬ ‫• ّ‬
‫(بيروت دار صادر‪ ،)9123 ،‬ص‪.339‬‬
‫الزمخشري‪ ،‬الفائق في غريب الحديث وألاثر‪ ،‬تح‪ :‬علي البجاوي‬ ‫• محمود بن عمرو ّ‬
‫ّ‬
‫ومحمد أبو الفضل إبراهيم‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬دت)‪ ،‬ج‪.13/3‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫• مسلم بن الوليد‪ ،‬شرح ديوان صريع الغواني مسلم بن الوليد ألانصاري‪ ،‬تح‪ :‬سامي‬
‫ّ‬
‫الدهان‪( ،‬القاهرة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬دت)‪ ،‬ص‪.235‬‬
‫الشروق ّ‬
‫الد ّ‬ ‫ّ‬
‫ولية‬ ‫• مصطفى إبراهيم وآخرون‪ ،‬املعجم الوسيط‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة‬
‫‪ )3399‬مادة (ف س خ)‪ ،‬مادة (رج م)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أبنية ألافعال دراسة ّ‬
‫لغوية قر ّ‬ ‫• نجاة عبد العظيم الكوفي‪ّ ،‬‬
‫آنية‪( ،‬مصر‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر ّ‬
‫والتوزيع‪ ،)9191 ،‬ص‪.55‬‬
‫• نشوان بن سعيد الحميري اليمني‪ ،‬شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم تح‪:‬‬
‫حسين العمري وآخرين‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪.)9111 ،‬‬
‫ج‪.5112/1‬‬
‫التوحيد ‪)9119‬‬‫الزهيري‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة ّ‬
‫حماد‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬تح‪ :‬سمير ّ‬
‫• نعيم بن ّ‬
‫ج‪.913/9‬‬
‫• ابن هشام اللخمي‪ ،‬شرح الفصيح‪ ،‬تح‪ :‬مهدي جاسم‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.313‬‬
‫العربية الفصحى نحو بناء لغوي جديد‪ ،‬تر‪ :‬عبد ّ‬
‫الصبور شاهين‬ ‫ّ‬ ‫• هنري فليش‪،‬‬
‫(بيروت دار املشرق‪ ،)9192 ،‬ص ‪.921‬‬

‫‪742‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املجلد‪ 72 :‬العدد‪ّ 7:‬‬
‫السنة‪ :‬الثالثي الثاني ‪ 7272‬ص‪744-712 :‬‬

‫• موفق ّ‬
‫الدين بن علي بن يعيش‪ ،‬شرح املفصل‪ .‬تح‪ :‬إميل يعقوب‪( ،‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫ّ‬
‫العلمية‪ ،)3399 ،‬ج‪ ،55/1‬ج‪ ،52/1‬ج‪.212/9‬‬ ‫الكتب‬
‫‪• Balaraman .C.R, Literary terms in linguistics, (New Delhi Authorspress,‬‬
‫‪2007), p.170.‬‬
‫‪• Beeston.A. Written Arabic, (United Kingdom, Cambridge University Prees,‬‬
‫‪1968), p.39.‬‬
‫‪• Comrie . B, Aspect, (United Kingdom, Cambridge University Prees, 1976),‬‬
‫‪p.16.‬‬
‫‪• Cowan. D. Modern literary Arabic, (United Kingdom Cambridge University‬‬
‫‪Prees, 1958), p.29.‬‬
‫‪• Mario A. P & Frank. G, Dictionary of linguistics, ( New Jersey Littlefield,‬‬
‫‪Adams & Co. Totowa), p.215.‬‬
‫‪• Strazny . PH, Encyclopedia of linguistics, ( New York Fitzoroy‬‬
‫‪Dearborn,2005), 1/93.‬‬
‫‪• Tritton .A, Arabic. (London, Hodder & Stoughton, 1943) P.93 .‬‬

‫هوامش‪:‬‬

‫الدراسات‬ ‫الجهة)؛ ونجد شيوع هذا املصطلح في ّ‬ ‫العربية بمصطلح ( ّ‬


‫ّ‬ ‫حسان مصطلح (‪ )aspect‬إلى‬ ‫(‪ )1‬ترجم ّتمام ّ‬
‫ّ‬
‫العربية معناها ومبناها‪ ،‬ص‪.351‬‬ ‫ّ‬
‫العربية الحديثة‪ ،‬انظر‪ :‬تمام حسان‪ ،‬اللغة‬ ‫ّ‬
‫اللسانية‬
‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )2‬نلحظ ّ‬
‫إلاحصائية ملعاني صيغة (فاعل) أنها استخدمت بمعنى املجرد (فعل) بنسبة‬ ‫بالرجوع إلى الدراسة‬
‫ّ‬
‫‪ ،%11‬أي تساوى معنيا‪ :‬املشاركة وموافقة الفعل املجرد في استخدامات هذه الصيغة في القرآن الكريم‪ .‬انظر‪:‬‬
‫ّ‬
‫السوالقة‪ .‬معاني زيادات ألافعال في القرآن الكريم‪ .‬ص ‪.29‬‬
‫ّ‬
‫بالتعد ّية‪.‬‬ ‫الزيادة في صيغة ( َ‬
‫أفعل)؛ الرتباطها غالبا‬ ‫ّ‬
‫التعد ّية) على حرف ّ‬ ‫(‪ )3‬أطلق كثير من ّ‬
‫النحاة عبارة (همزة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الش ّ‬
‫الوافية‪ .‬ج‪.52/3‬‬ ‫افية‬ ‫انظر‪ :‬ابن مالك‪ .‬شرح‬

‫‪744‬‬

You might also like