You are on page 1of 15

LBC 2133 USUL FIQH II

‫ المشترك‬:)٣( ‫اللفظ باعتبار وضعه للمعنى‬


DR MOHD MAHYEDDIN MOHD SALLEH
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫تعريف االشتراك‪:‬‬

‫هوـ اللفـظ الموضوع للداللـة علـى معنييـن فأكثـر‪ ،‬فال ب ّ َد فيـه مـن شرطين‪:‬‬
‫تعدد الوضع وتعدد المعنى‬
‫تعدد المعنى‬ ‫مشتر ٌك‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫لفظ‬
‫ِ‬
‫والحيض‬ ‫هر‬‫الط ِ‬
‫ُّ‬ ‫ال ُقر ِء‬
‫العب ِد َّ‬
‫والس ِيّد‬ ‫المولى‬
‫وعين الما ِء‬
‫ِ‬ ‫والسلع ِة‪ ،‬وحقيق ِة الشي ِء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والجاسوس‪ِّ ،‬‬ ‫اصر ِة‪،‬‬
‫البَ َ‬ ‫العين‬
‫ِ‬
‫‪2‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫أسباب وجود االشتراك‪:‬‬

‫تعدد القبائل‬

‫‪ ‬المعنى الحـقيقي‬ ‫أسباب وجود‬


‫والعرفي‬ ‫االشتراك‬ ‫تطور االستعمال‬

‫‪  ‬الحـقيقة والمجاز‬
‫‪3‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫الفرق بين المشترك والعام والخاص‬

‫لفظ وضع لمعان متعددة بأوضاع متعددة‪ ،‬كاليد‪ ،‬والعين‪ ،‬والقرء‪،‬‬ ‫المشتر‬
‫والسنة‬
‫َّ‬ ‫ك‬

‫عددا‬
‫ً‬ ‫هو لفظ وضع لمعنى واحد‪ ،‬وهذا المعنى الواحد يشمل‬
‫جميعا‪ ،‬كلفظ الطلبة فإنه‬
‫ً‬ ‫غير محصورين‪ ،‬وإنما يشملهم‬ ‫العام‬
‫جميعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يدل على أعداد غير محصورين ويشملهم‬

‫فهو لفظ وضع لمعنى معين ويتحقق في فرد واحد‪ ،‬أو في أفراد‬
‫الخاص‬
‫محصورين‪ ،‬مثل لفظ محمد‪ ،‬أو لفظ عشرة‬ ‫‪4‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫حكم المشترك‪:‬‬

‫األمر األول‪ :‬األصل عدم االشتراك‪:‬‬

‫إـن األصل العام والقاعدة والمبدأ في اللغة عدم االشتراك‪ ،‬وإن االشتراك خالف‬
‫األصـل‪ ،‬فإذا تردد اللفـظ بيـن احتمال االنفراد بالمعنى واحتمال االشتراك‪ ،‬كان‬
‫الراجـح والغالـب هـو االنفراد‪ ،‬وأـن احتمال االشتراك موجود‪ ،‬فإـن ورد لفـظ في‬
‫القرآن أو السنة يحتمل االشتراك وعدمه ترجح عدم االشتراك‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫حكم المشترك‪:‬‬

‫األمر الثاني‪ :‬الترجيح بالقرينة‪:‬‬

‫إذا تحقـق االشتراك فـي النـص فيجـب البحـث عـن القرينـة لترجيـح أحـد معاني‬
‫المشترك؛ لتحديـد المعنـى المراد؛ ألـن الشارع مـا أراد باللفـظ إال أحـد معانيه‪،‬‬
‫وعلى المجتهد االستدالل بالقرائن واألدلة على تعيين هذا المراد‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫والقرينة قسمان‪:‬‬
‫‪ )1‬قرينة لفظية‪ :‬وهي التي تصاحب اللفظ‪ ،‬وهي كثيرة‪.‬‬
‫• ومـن القرائـن اللفظيـة قولنـا‪ :‬قتـل القاضـي عين ًاـ للعدو‪ ،‬فيفهـم أـن المراد مـن لفظ‬
‫العين الجاسوس الخائن‪.‬‬

‫‪ )2‬قرينة حالية‪ :‬والمراد منها ما كانت عليه العرب عند ورود النص من شأن معين‪.‬‬
‫اء ِفي‬
‫ـ‬‫س‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ُوا‬ ‫ل‬ ‫ز‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫اع‬
‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ذ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ـ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ـ‬‫ض‬‫ِ‬ ‫ي‬‫ح‬‫ِ‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬‫ُو‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫• ومثال قولـه تعالـى‪َ { :‬وي َ ْسـأ‬
‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نـ ‪ ،‬فالمحيـض لفـظ مشترك لغـة ويطلـق على‬ ‫ن َحتَّـى يَ ْط ُه ْر َ}‬ ‫وه َ ّـ‬ ‫ال َْم ِحي ِ َو‬
‫ضلـ َا تَ ْق َربُ ُ‬
‫الزمان والمكان‪ ،‬ورجـح العلماء أـن المراد بـه المكان للقرينـة الحاليـة‪ ،‬وهـي أن‬
‫العرب ما كانوا يعتزلون النساء في زمن الحيض‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫والقرينة قسمان‪:‬‬
‫• وقـد يختلـف العلماء فـي القرينـة‪ ،‬وقـد يرافـق الن ّ َصـعد ُةـ قرائـن‪ ،‬ويرجح‬
‫بعضهم معنى لقرينة‪ ،‬ويرجح آخرون معنى آخر لقرينة ثانية‪.‬‬

‫• فإـن كان اللفـظ لـه معنـى لغوي‪ ،‬ومعنـى اصـطالحي شرعـي‪ ،‬ترجح‬
‫المعنـى الشرعـي‪ ،‬وكان هـو المراد‪ ،‬كألفاظ الصـالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والزكاة‪،‬‬
‫والحـج‪ ،‬والطالق‪ ،‬والقذف‪ ،‬والزنـا‪ ،‬والخالفـة‪ ،‬والشهادة‪ ،‬وال يراد المعنى‬
‫اللغوي إال إذا وجدت قرينة تدل على أنه المقصود‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫والقرينة قسمان‪:‬‬
‫• ولفظ القرء له معنيان في اللغة‪ :‬الطهر والحيض‬

‫• ورجح المالكية والشافعية معنى الطهر‪ ،‬وأنه المراد في العدة‪ ،‬بقرينة لفظية وهي‬
‫"ثالثة" وهي عدد مؤنث ينبغي أن يكون بعكسـ المعدود‪ ،‬فدل على أن المعدود‬
‫مذكر وهو الطهر‬
‫رجح الحنفية والحنابلة معنى الحيض‪ ،‬وأنه المقصود في العدة بقرينة‬‫• بينما َّ‬
‫أخرى‪ ،‬وهي أن لفظ ثالثة خاص‪ ،‬والخاص يدل على مدلوله داللة قطعية بأن تكون‬
‫قطعا بدون زيادة وال نقصان‪ ،‬وهذا يتحقق في حالة الحيض‪ ،‬وال‬
‫العدة ثالثة قروء ً‬
‫يتحدد في حالة الطهر‪ ،‬ألن العدة في الطهر قد تنقص عن الثالثة وقد تزيد‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫حكم المشترك‪:‬‬
‫األمر الثالث‪ :‬المشترك المطلق‪:‬‬

‫وهو إذا ورد لفظ مشترك ولمـ يوجد قرينة ترجح أحد معانيه‪ ،‬فاتفق العلماء‬
‫على أنه يجوز حمل اللفظ المشترك على أحد معانيه‪ ،‬أو أحد معنييه‪ ،‬ويكون‬
‫حقيقة؛ ألنه استعمال اللفظ فيما وضع له‪ ،‬وأما إرادة المتكلم باللفظ المشترك‬
‫استعماله في كل معانيه فقد اختلف العلماء في ذلك على قولين‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫األمر الثالث‪ :‬المشترك المطلق‬

‫وهو قول جمهور األصوليين‬


‫أن المشـترك يحمل على جميع معانيه‪ ،‬كالقول‪ :‬إن العين مخلوقة‪ ،‬ونريد جميع‬
‫واردا في النفي أو في اإلثبات‪ ،‬واستدلوا على ذلك بوقوعه‬ ‫معانيها‪ ،‬سواء كان المشترك ً‬
‫في نصوص الشرع‪.‬‬
‫عل َى الن ّ َ ِب ِ ّي}‪ ،‬فلفظ "الصالة" مشترك‬
‫َ‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ي‬
‫ُ َُ‬‫ه‬‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ئ‬ ‫َا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َ ََ‬‫ه‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫{‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫‪:‬‬ ‫مثاله‬ ‫‪‬‬
‫بين المغفرة واالستغفار‪ ،‬واستعمل فيهما دفعة واحدة‪ ،‬ألن النص أسندها إلى اللَّه‬
‫وإلى المالئكة‪ ،‬والصالة من اللَّه المغفرة‪ ،‬ومن المالئكة االستغفار‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫األمر الثالث‪ :‬المشترك المطلق‬

‫ات َو َم ْن ِفي ال ْأ َ ْر ِض‬‫الس َم َاو ِ‬


‫ج ُد ل َُه َم ْن ِفي َّ‬ ‫‪ ‬مثاله‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬أَل َْم تَ َر أ َ َّن الل ّ َ َه ي َ ْس ُ‬
‫اس‪ ،‬ولفظ "السجود"‬ ‫ير ِم َن الن ّ َ ِ}‬ ‫اب َوك َ ِث ٌ‬
‫الد َو ُّ‬
‫ج ُر َو ّ َ‬‫الش َ‬‫ال َو َّ‬ ‫سوال ْ َق َم ُر َوالن ّ ُُجو ُم َوال ِْجبَ ُ‬
‫الش ْم ُ َ‬
‫َو َّ‬
‫مشترك بين وضع الجبهة على األرض‪ ،‬والخضوع واالنقياد للقدرة اإللهية‪ ،‬واألولـ‬
‫اختياري يصدر من بعض الناس‪ ،‬والثاني قهري حاصل من غيرهم‪ ،‬وكالهما مراد في‬
‫اآلية‪ ،‬ونسب إلى الناس وغيرهم‪.‬‬
‫ويسمى هذا القواط عموم المشترك‪ ،‬أي‪ :‬يطلق ويراد منه جميع معانيه‪ ،‬وهذا ما يربطه‬
‫بالعام‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫حكم المشترك‪:‬‬
‫وهو قول الحنفية وبعض العلماء‬
‫أـن المشترك ال يصـح أـن يسـتعمل فـي كـل معانيـه فـي إطالق واحـد‪ ،‬سـواء في‬
‫النفـي أـو اإلثبات‪ ،‬يجـب التوقـف حتـى يقوم الدليـل علـى تعييـن معنـى من‬
‫معاني المشترك؛‬
‫‪ ‬ألـن المشترك لـم يوضـع لكـل معانيـه بوضـع واحـد‪ ،‬وإنمـا وضـع لكـل معنـى من‬
‫معانيـه بوضـع خاص‪ ،‬فال يراد مجموع معانيـه حقيقـة‪ ،‬وتكون إرادة جميع‬
‫المعاني مخالفة لهذا الوضع الخاص‪،‬‬ ‫‪13‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬ ‫حكم المشترك‪:‬‬

‫‪‬ولذلك قالوا‪ :‬إن المشترك ال يفيد العموم‪ .‬وقالوا‪ :‬إن الصالة في اآلية األولى‬
‫استعملت في قدر مشترك بين المغفرة واالستغفار‪ ،‬وأن السجود في اآلية‬
‫الثانية معناه غاية الخضوع واالنقياد‪ ،‬فهو مشترك معنوي ال لفظي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ل‬‫ا‬
‫ش‬ ‫م‬
‫ت‬
‫رك‬
‫ألصح‪:‬‬
‫الشافعيَّة‪ ،‬وهو اـ ُّ‬ ‫األصوليين من َّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫وبعض‬ ‫مذهبالحنفيّ َ ِة والحنابل َ ِة‬ ‫ُ‬
‫فظ المشتر ُك‬ ‫• تفصل بين النفي واإلثبات‪ ،‬وبين المفرد والجمع‪ ،‬وغير دل الل ّ َ ُ‬
‫راد به معنًى واح ٌد من تلك‬ ‫ويجبأن يُ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫معانيه‬ ‫جميع‬
‫ُ‬ ‫راد به‬ ‫يمتنع أن ي ُ َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ستعمل‪،‬‬ ‫حيثيُ‬
‫ُ‬ ‫المعاني‬
‫تعيين‬
‫ُ‬ ‫فإن تع َّذ َر‬ ‫فظ‪ْ ،‬‬ ‫نفسالل َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫خارجعن‬‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫تعيينه‬ ‫على‬ ‫ُ‬
‫يدل‬ ‫دليل ّ‬ ‫ٍ‬ ‫بد من‬ ‫• وال َّ‬
‫المجمل) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫(‬ ‫قبيل‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫سيكون‬
‫ُ‬ ‫ألنه‬
‫ُ‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ُ‬
‫ق‬ ‫كمه التَّو ّ‬ ‫فح ُ‬ ‫معناه ُ‬ ‫ُ‬
‫المشتر ِك) في‬ ‫ِ‬
‫أصحابه والمالكيّ َ ُة فقالوا ِب ُعمو ِم ( ُ‬ ‫وجمهور‬
‫ُ‬ ‫افعي‬
‫الش ُّ‬ ‫وخالف َّ‬
‫َ‬
‫ذلك مان ٌع‪.‬‬
‫َ‬ ‫يمنع من‬ ‫جميع معان ِي ِه إذا لم‬ ‫ِ‬
‫‪15‬‬

‫ْ‬

You might also like