You are on page 1of 19

‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬

‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬


‫غوية‬

‫أ‬
‫المعنى بين التصريح والتضمين عند علماء الصول‬
‫أ‬
‫محمد المين قادري‪ ،‬د‪ .‬فتيحة بلغدوش‬
‫أ‬
‫‪1‬المدرسة العليا للساتذة ببوزريعة (الجزائر)‪aminekadriyacine@gmail.com ،‬‬
‫أ‬
‫‪2‬المدرسة العليا للساتذة ببوزريعة (الجزائر)‪fatibelge@yahoo.com ،‬‬

‫النشر‪2022/05/30 :‬‬ ‫القبول‪2022/05/20:‬‬ ‫اإلرسال‪2021/10/03 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫أ‬ ‫ُت ُّ‬
‫عد جدلية المعنى قضية جوهرية عند الصوليين‪ ،‬فالختلف في طرق إدراك المعنى هو‬
‫أ‬
‫اختلف في الحكام الشرعية‪ ،‬فلقد اعتمد التجاه الظاهري على المعنى الحرفي للنص‪ ،‬وفي‬
‫هذا مقاربة لسانية للمدارس الشكلية الصورية التي تجعل النص منغلقا على نفسه‪ ،‬كما اعتمد‬
‫التجاه المقاصدي على قصدية الخطاب لتحقيق مصالح ّالناس‪ ،‬وفي هذا مقاربة لسانية تداولية‬
‫تتجاوز الوضع اللغوي لتبحث في مجال الستعمال اللغوي الذي يعنى بالمكونات اللغوية وغير‬
‫اللغوية إلدراك المعنى المراد‪.‬‬
‫أ‬
‫الکلمات المفاتيح‪:‬المقاصد؛ التصريح؛ التضمين؛ دللة القول؛ التاويل‪.‬‬

‫‪The Meaning between Explicitness and Implicitness‬‬


‫‪from the Viewpoint of Muslim Jurisprudents‬‬
‫‪Abstract:‬‬

‫ّ‬
‫‪ ‬المؤلف المرسل‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪247‬‬


265-247 ‫ص ص‬ ّ
. )2022 ‫ (ماي‬02 :‫ العدد‬/13 :‫المجلد‬ ّ ‫الممارسات ّالل‬
‫غوية‬

The argument about the meaning issues was at the heart of the debate
among given that diversity in the tools to reach meaning leads necessarily to
diversity in verdicts arising out of them. Advocates of explicitness resorted to
the literal meaning of texts, resembling the formal/structural linguistic
schools which take texts as self-contained. Meanwhile, advocates of the
intentionality sought to uncover the intended meaning of texts in an attempt
to consider people’s interests, which is considered as a linguistic pragmatic
approach. This latter went beyond the linguistics proper towards language use
and utilized both linguistic and non-linguistic components to reach the
intended meaning.
Key words:intentions; explicitness;implicitness;speech’s meaning;
interpretation.

:‫مقدمة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ وشرح الحاديث النبوية الشريفة وبذلوا‬،‫لقد عك ف علماء الصول على تفاسير القران‬
‫أ‬ ّ ،‫مجهودات متمايزة في محاولة الوصول إلى المعنى‬
‫لكن الذي لفت انتباه الدراسيين ان تفسير‬
‫أ‬
‫النصوص الشرعية ابان على وجود اتجاهات مختلفة في فهم المعنى الذي ترمي إليه النصوص‬
‫ التجاه الظاهري والتجاه‬:‫ ويمكن تمييزها بصفة عامة إلى اتجاهين رئيسيين هما‬،‫الديني ة‬
‫أ‬
‫ ويجعل المعاني الصريحة‬،‫ فالتجاه الظاهري يقف عند الفاظ النصوص وحرفيتها‬،‫المقاصدي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ اما التجاه المقاصدي فل يقف عند ظاهر اللفظ في الوصول‬،‫المرتبطة بظاهر اللفظ هي الصل‬
‫أ‬
‫ وقد جاء هذا البحث من اجل محاولة‬،‫ بل يستند إلى مقصد الشريعة ِوحكمتها‬،‫إلى المعنى‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ فما مدى حجية كل اتجاه‬،‫إماطة اللثام عن ابرز طرق الوصول إلى المعنى عند علماء الصول‬
‫في العتماد على الطريقة المتبعة لبلوغ المعنى؟ وما هي العلقة الممكنة بين المعاني‬
.‫ والمعاني الضمنية؟‬،‫الصريحة‬

EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583 248


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫وتسوقنا هذه اإلشكالية إلى مجموعة من الفرضيات هي‪:‬‬


‫أ‬
‫‪ -‬هناك مجال واسع من المعاني المشتركة التي ترتكز على الدلة القطعية‪ ،‬وليقع الختلف إل‬
‫فيما هو ظني الدللة‪.‬‬
‫أ‬
‫‪-‬المعاني الصريحة والمعاني الضمنية تمثل اختلفا مشروعا وسعة في المر ما دامت تستند إلى‬
‫دليل‪.‬‬
‫والغاية من هذا البحث هي استظهار مقاربة بين بعض النظريات اللسانية الحديثة‬
‫أ‬
‫وبعض الراء الصولية في رحلة البحث عن المعنى‪ ،‬مما يستدعي تطبيق منهجية تتنوع بين‬
‫المنهج التداولي‪ ،‬والمنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬فالوقوف على المعاني الصريحة والمعاني‬
‫الضمنية يتناسب مع استخدام اليات تداولية‪ ،‬وتحليل وصفي يعتمد على الشرح والتفسير‪.‬‬
‫ول‪ :‬التجاه الظاهري والمعنى الصريح‪:‬‬ ‫أا ً‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫يتميز التجاه الظاهري بالخذ بظواهر النصوص عند استنباط الحكام‪ ،‬والمر يقتضي‬
‫والفور (‪)1‬‬ ‫أ‬
‫"‬ ‫الوجوب كما يقتضي الفور "فالعمل في اوامر القران ونواهيه على الظاهر والوجوب‬
‫َ‬ ‫ُّ أ‬
‫شافعي المذهب ثم اتخذ‬ ‫يعد ابرز رواد المذهب الظاهري داود بن علي(ت ‪270‬ه)‪،‬فلقد كان‬ ‫و‬
‫أ‬
‫لنفسه مذهبا جديدا يعتمد على الخذ بظاهر النصوص الدينية من الك تاب والسنة‪ ،‬ول يقبل‬
‫التحول عنه إل بدليل‪ ،‬ومما يؤثر عن داود قوله‪ :‬إن في عموميات الك تاب والسنة ما يفي بكل‬
‫جواب(‪ )2‬وبعد مجيء ابن حزم(ت‪401‬ه) في القرن الخامس للهجرة انبعث المذهب الظاهري‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫وزاد انتشاره‪،‬ودافع ابن حزم عن اللتزام بالمعنى الظاهري رافضا كل اشكال التاويل‪ ،‬فالتاويل‬
‫أ‬
‫عنده هو "نقل اللفظ عما اقتضاه ظاهره‪ ،‬وعما وضع له في اللغة إلى معنى اخر‪ ،‬فإن كان نقله‬
‫قد صح ببرهان‪ ،‬وكان نقله واجب الطاعة فهو حق‪ ،‬وإن كان نقله بخلف ذلك اطرح‪،‬ولم‬
‫أ‬ ‫ُ‬
‫إليه‪،‬وح ِكم على ذلك النقل بانه باطل"(‪ )3‬ول يجوز عند الظاهرية صرف اللفظ عن ظاهره‬ ‫يلتفت‬
‫أ‬
‫إل بنص اخر‪،‬او إجماع‪ ،‬ويستند ابن حزم في عدم جواز صرف النصوص عن موضعها في اللغة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫بقوله تعالى‪﴿:‬ويقولون سمعنا وعصينا﴾ [النساء‪ ]46 ،‬وهو اقرب إلى اتباع الراي لقول عمر‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫"إياكم واصحاب الراي‪ ،‬فإنهم اعداء السنن‪ ،‬اعيتهم الحاديث ان يحفظوها فقالوا‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪249‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أّ‬ ‫أ‬
‫بالراي"(‪)4‬وقد جادل ابن حزم عن المعنى الظاهر جدال عنيفا والف في بيان ذلك ك تبا ورسائل‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫تشرح معالم المنهج الظاهري "فاقسام الصول التي ل يعرف شيء من الشرائع إل منها‪،‬وهي‬
‫أ‬
‫اربعة‪ :‬نص القران‪،‬ونص كلم رسول هللاﷺالذي إنما هو عن هللا تعالى مما صح عنه عليه‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫السلم نقل الثقات اوالتواتر‪،‬وإجماع جميع علماء المة او دليل منها ل يحتمل إل وجها‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫واحدا"(‪ )5‬وفي هذا حصر لمعرفة الحكام الشرعية على اربعة سبل هي‪( :‬القران ‪،‬والسنة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪،‬واإلجماع ‪،‬والدليل) ورفض اصحاب المذهب الظاهري قضايا عديدة لجا إليها علماء الصول‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لستخلص احكام فقهية تخص ك ثيرا من المتغيرات التي واجهتهم ولم تكن في زمن اسلفهم‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫من قبل‪ ،‬فرفضوا اصل القياس لنه يعتمد على العقل‪ ،‬ول يعتمد على النص‪،‬ول راي في الدين‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫عندهم ويعتبرون سد الذرائع‪ ،‬ومراعاة المصالح‪ ،‬والستحسان هي اشد بطلنا واظهر‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫عورا‪،‬حيث يقول ابن حزم‪" :‬ول يحل لحد الحكم بالراي"(‪ )6‬ويدعو ابن حزم إلى ضرورة اللتزام‬
‫أ‬
‫بالظاهر وعدم مجاوزته إلى غيره‪ ،‬ل ّن دين هللا ظاهر ل باطن فيه وكله برهان‪ ،‬فصرف اللفظ‬
‫‪،‬واشتهر بخصومته الشديدة للذين يخالفونه من علماء عصره‪،‬‬ ‫عن ظاهره ممن اتبع نفسه هواها ُ‬
‫أ‬
‫فقد اعتبر من صرف الكلم عن ظاهره بدون نص من القران‪ ،‬او نص من الحديث الشريف فقد‬
‫افترى على هللا‪ ،‬وتجاوز حدوده "فمن ترك ظاهر اللفظ وطلب معاني ل يدل على لفظ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الوحي‪،‬فقد افترى على هللا عز وجل(‪ )7‬كما ينكر الظاهرية تعليل الحكام رغم ا ّن ابن حزم ينكر‬
‫التعليل جملة‪ ،‬ويعترف ببعضه دون تسميته باسمه‪ ،‬وقد وضع له الضوابط التي تنسجم مع‬
‫أ‬
‫ظاهريته وابرز هذه الضوابط‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -1‬ل يسميها علة اوسببا حيث يقول‪" :‬حاشا التسمية بعلة اوسبب" فل يمكن ان يطلقها‬
‫أ‬
‫لنه يرفضها‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -2‬ل يرى القياس – كما هو مذهبه– على تلك السباب "ولكننا انكرنا تعدي تلك الحدود‬
‫( ‪)8‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫إلى غيرها ووضع تلك الحكام في غير ما خصت فيه واختراع اسباب لم ياذن بها هللا‬
‫أ‬
‫وفي هذا تصريح برفض التعليل الذي يتعلق باسباب القياس‪.‬‬
‫أ‬
‫والتزام المدرسة الظاهرية بحرفية النص ياخذنا إلى مقاربة لسانية مشابهة تتمثل في‬
‫المدرسة البنيوية التي تعتمد على بنية النص في إرادة المعنى‪ ،‬وعلى العناصر اللغوية في بلوغ‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪250‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫المعنى "فالمعنى الصريح الذي ينبثق عن البنية الصورية للقول هوما يتم إدراكه من خلل‬
‫أ‬
‫اللفظ وحده‪ ،‬ويكون القول مطابقا للقصد بصورة حرفية تامة(‪ )9‬فالعمل بالظاهر اصل متفق‬
‫أ‬ ‫عليه بين أالصوليين‪ ،‬بيد أان الظاهريين أاشد تمسكا به‪ُ ،‬وت ّ‬
‫عد نماذج اخذ المعنى بظاهر‬
‫أ‬
‫الحديث الشريف ك ثيرة‪ ،‬وسنذكر انموذجا على سبيل المثال‪ ،‬ل على سبيل الحصر‪ ،‬فقد ورد‬
‫حرمت إسبال‬ ‫عن النبي ﷺقوله‪":‬ما أاسفل الكعبين من اإلزار ففي ّالنار"(‪ )10‬فالمدرسة الظاهرية ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الثوب تحت الكعبين عمل بالمنطوق الحرفي للحديث‪ ،‬ا ّما علماء المقاصد فيرون ا ّن إسبال‬
‫أ‬
‫المرء للثوب من غير خيلء ل يلحقه اإلثم ول الوعيد‪ ،‬وقرينتهم في هذا ا ّن رسول هللاﷺ قال‪:‬‬
‫ّ أ‬ ‫أ‬
‫جر ثوبه خيلء لم ينظر هللا إليه يوم القيامة‪ ،‬فقال ابو بكر‪ّ :‬إن إزاري يسترخي إل ان‬ ‫"من ّ‬
‫أ‬
‫اتعاهده‪ ،‬فقال رسول هللاﷺ‪ّ :‬إنك لست ّممن يفعله خيلء" فالمقصد في هذا النص هو تحريم‬
‫الخيلء والكبرياء‪ ،‬فالمتثال بعدم إسبال الثوب تحت الكعبين هو امتثال طاعة وتعبد‪ ،‬ول‬
‫َ‬
‫تعليل لهذا الحكم‪.‬‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬المدرسة المقاصدية والمعنى المتضمن‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫قبل الخوض في السس التي ترتكز عليها المدرسة المقاصدية نحاول ان نتعرف على‬
‫مفهوم المقاصد من حيث اللغة‪ ،‬ومن حيث الصطلح‪:‬‬
‫‪-1‬لغة‪:‬‬
‫أ‬
‫المقاصد ‪،‬جمع مقصد ‪،‬وتاتي في اللغة على معاني هي‪:‬‬
‫‪-‬استقامة الطريق وسهولته‪،‬فتقول قصد يقصد قصدا فهو قاصد "وطريق قاصد سهل مستقيم‬
‫(‪)11‬‬
‫‪،‬وسفر قاصد سهل وقريب‬
‫‪-‬بمعنى الستواء والعتدال‪،‬فنقول قصد فلن في مشيه إذا مشى مستويا‪.‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪251‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬
‫‪-‬بمعنى العتزام والعتماد وامامة الشيء ‪،‬فيقال‪ :‬قصد إليه ‪،‬وقصد له إذا اتاه وام ُه‪.‬‬
‫‪ -2‬اصطالحا‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ذهب بعض الباحثين في علم الصول انه لم يتم العثور على تعريف للمقاصد عند علماء‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الصول القدامى‪ ،‬ا ّما عند المحدثين فمن ابرز المفاهيم التي ذكروها في تحديد ماهية المقاصد‬
‫أ‬
‫ما ذكره محمد الطاهر بن عاشور با ّن "مقاصد التشريع العامة هي المعاني والحكم الملحوظة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫للشارع في جميع احوال التشريع اومعظمها‪،‬بحيث ل تختص ملحظتها بالكون في نوع خاص‬
‫أ‬
‫من احكام الشريعة(‪ )12‬ويضيف لهذا المفهوم المجالت التي تستهدفها المقاصد "فيدخل في‬
‫أ‬
‫هذا اوصاف الشريعة‪ ،‬وغايتها العامة‪ ،‬والمعاني التي ل يخلو التشريع من ملحظتها‪ ،‬ويدخل‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫في هذا ايضا معان من الحكم ليست ملحوظة في سائر انواع الحكام"(‪ )13‬وهذا يعني انهم يقفون‬
‫عند الحكمة من الحكم الشرعي لك ثير من المسائل‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ويتفق اغلب الدراسيين ان الذي ابتدع علم المقاصد هو الشاطبي(ت‪790‬ه) وقد جاء‬
‫أ‬
‫في حقه الك ثير من الشهادات "فقد بقي علم الصول فاقدا ِقسما عظيما هو شطر هذا العلم‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الباحث عن احد ركنيه حتى هيا هللا سبحانه وتعالى ابا إسحاق الشاطبي في القرن الثامن‬
‫أ‬
‫الهجري لتدارك هذا النقص وإنشاء هذه العمارة الكبرى"(‪ ،)14‬وقد ذهب بعض الباحثين إلى ان‬
‫أ‬
‫اول من التفت إلى مقاصد الشريعة هو إبراهيم النخعي (ت‪96‬ه) وهو من التابعين"وكان‬
‫أ‬
‫إبراهيم النخعي بمنزلة سعيد بن المسيب الذي كان احد كبار التابعين(‪ )15‬وقد عرف إبراهيم‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫النخعي بالعودة إلى مقاصد الشارع في استنباط الحكام معتبرا ا ّن احكام هللا لها غايات وحكم‬
‫ّ‬
‫المذهب‪،‬وقسم‬ ‫َ‬
‫شافعي‬ ‫و مصالح‪ّ ،‬ثم جاء عز الدين بن عبد السلم (ت‪660‬ه) الذي كان‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الحكام باعتبار النظر المصلحي إلى عبادات ومعاملت "فاما العبادات فإنها احكام تعبدية‬
‫أ‬
‫يجب العمل على ما رسمه الشارع لها‪،‬دون النظر إلى تعليلها بعلل عقلية‪ ،‬واما المعاملت فإنه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫يمكن للعقل إدراك عللها واسبابها لنها مبنية على مصالح العباد خلفا للظاهرية"(‪ )16‬ثم جاء‬
‫أ‬
‫الشاطبي الذي قفز بعلم المقاصد‪ ،‬فوسع مجاله‪ّ ،‬وعمق مباحثه‪ ،‬وابان عن هذا العمل في‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ك تابه الموافقات‪ ،‬وابرز المباحث التي اضافها في علم المقاصد هي‪:‬‬
‫‪ -‬المصلحة وضوابطها‪.‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪252‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬
‫‪ -‬نظرية القصد في الفعال‪ ،‬وسوء استعمال الحق‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬النوايا بين الحكام والمقاصد‪.‬‬
‫‪ -‬المقاصد والعقل‪.‬‬
‫‪-‬المقاصد والجتهاد‪.‬‬
‫‪ -‬الغايات العامة للمقاصد‪.‬‬
‫وقد أتاثر الشاطبي بالفقه المالكي الذي كان له أالثر البالغ في صنع فكره المقاصدي ّ‬
‫ونقاه‬
‫أ‬
‫من كلم الفلسفة والمتكلمين‪ ،‬وتعد مرحلة الشاطبي هي مرحلة التاسيس الحقيقي للنظرية‬
‫أ أ‬
‫المقاصدية‪ ،‬من خلل تتبع النصوص ليخلص ان الحكام الشرعية تهدف إلى مصالح العباد‪،‬‬
‫أ‬
‫فالمقاصد تهدف إلى تحقيق المصالح‪ ،‬وإبطال المفاسد‪ ،‬فقد اراد هللا تعالى بعباده الخير‬
‫والصلح‪ ،‬لذلك ينبغي على الفقهاء والدارسين من ادارك مقاصد هللا تعالى من خلل النصوص‬
‫أ‬
‫الحكم ومصالح العباد في‬‫الشرعية‪ ،‬وفي هذا يقول ابن القيم‪" :‬الشريعة مبناها واساسها على ِ‬
‫المعاش‪،‬وهي عدل كلها‪ ،‬ورحمة كلها ‪،‬وحكمة كلها"(‪ )17‬وفي هذا تبيان للغايات السامية التي‬
‫أ‬
‫تهدف إليها الشريعة "فكل مسالةخرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها‪،‬وعن‬
‫أ‬
‫المصلحة إلى المفسدة‪،‬وعن الحكمة إلى العبث‪،‬فليس من الشريعة وإن ادخلت فيها‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫بالتاويل"(‪ )18‬وعلى هذا الساس فإن بناء المعنى عند علماء المقاصدية ل يقوم على العناصر‬
‫أ‬
‫اللغوية المكونة للنص الشرعي‪ ،‬بل يتعداها إلى عناصر اخرى غير لغويةوتتقاطع هذه النظرة‬
‫أ‬
‫الصولية في فهم النصوص مع النظرة اللسانية التداولية التي تقوم على قصدية الخطاب في‬
‫أ‬
‫إدراك المعنى المراد "فل وجود لي تواصل عن طريق العلمات دون وجود قصدية وراء فعل‬
‫أ‬
‫التواصل"(‪ )19‬وتشترك التداولية مع المقاصدية في اليات عديدة إلدراك المعنى‪ ،‬وابرزها‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫القصدية‪ ،‬والمقام‪ ،‬وكذلك الحجاج الذي يقابله في علم الصول تعليل الحكام "ويضع‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫اصحاب النظريات الصورية توكيدا كبيرا على بنية الجملة‪ ،‬على حين يضع اصحاب نظريات‬
‫أ‬
‫الستعمال توكيدا اساسيا على اعتقادات المتكلمين ومقاصدهم"(‪ )20‬فالمقاصد ليست مجرد‬
‫أ‬
‫معرفة ومتعة معرفية‪،‬بل هي علم ينتج عمل واثرا‪ ،‬وقد سلكت المدرسة المقاصدية منهجا‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪253‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬
‫وسطيا بين التجاه اللفظي (المدرسة الظاهرية) والتجاه التقويلي‪،‬حيث ان التجاه اللفظي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الظاهري يعتمد على حرفية النص من اجل الوصول إلى المعنى المراد‪،‬اما التجاه التقويلي فهو‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الذي يبالغ في التاويل معتمدا على الراي والتخمين دون وجود قرينة تثبت ذلك‪ ،‬ومن نماذج‬
‫أ‬
‫النصوص التي تجاوز فيها بعض علماء الصول المعنى الحرفي لتحقيق مقصد معين ما ثبت عن‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫رسول هللاﷺفي قوله‪ ":‬ال ل ُيصلين احد العصر إل في بني قريضة"(‪ )21‬لقد اختلف الصحابة في‬
‫أ‬
‫فهم كلم الرسولﷺ‪ ،‬فمنهم من فهم ا ّن المراد هو الستعجال في السير‪ ،‬وخشي خروج وقت‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫صلة العصر‪ ،‬فا ّدوا الصلة قبل وصولهم إلى بني قريضة‪ ،‬ومنهم من اخذ بظاهر كلم‬
‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫ّ‬ ‫الرسولﷺ‪ ،‬ولم ُي ّ‬
‫ولما اخبروا النبيﷺ لم ُيعاتب احدا "فتفسير‬ ‫صل العصر إل في بني قريضة‬
‫أ‬
‫النصوص الشرعية يتجاذبه عادة اتجاهان‪ ،‬اتجاه يقف عند الفاظ النصوص وحرفيتها‪ ،‬مك تفيا‬
‫بما ُيعطيه ظاهرها‪ ،‬واتجاه يتحرى مقاصد الخطاب ومراميه"(‪ )22‬فالشرائع عند المقاصديين‬
‫أ‬
‫وضعت لتحقيق مصالح العباد‪ ،‬ويرفضون ادعاءات الحداثيين الذين يتجاهلون النص من اجل‬
‫أ‬
‫تحقيق الحداثة حسب رايهم‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬قضايا لغوية بين التجاه الظاهري والتجاه المقاصدي‪:‬‬
‫أ‬
‫ترتبط جدلية المعنى ببعض القضايا اللغوية التي خلقت نقاشا واسعا بين الصوليين‬
‫بسبب تمسك بعضهم بالمعنى الصريح (المباشر) ويمثلون التجاه الظاهري‪ ،‬وجنوح البعض‬
‫أ‬
‫إلى المعنى المتضمن (غير المباشر) ويمثلون التجاه المقاصدي‪ ،‬ومن ابرز هذه القضايا اللغوية‬
‫أ‬
‫التي اخترناها كنماذج‪( :‬التاويل‪ ،‬المجاز‪ ،‬الحذف)‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ُ ّ أ‬ ‫أ‬
‫عد التاويل من ابرز القضايا التي عرفت جدل عند اللغويين والصوليين‪ ،‬فما هو‬ ‫‪-1‬التاويل‪ :‬ي‬
‫أ‬
‫التاويل من حيث اللغة‪ ،‬ومن حيث الصطلح؟‪.‬‬

‫أ‬
‫ا‪-‬لغة‪:‬‬
‫أ‬
‫ورد في المعاجم اللغوية معاني متعددة لمصطلح التاويل‪:‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪254‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫(‪)23‬‬
‫‪ -‬بمعنى "تفسير ما يؤول إليه الشيء"‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫‪ -‬بمعنى "اخر المر وعاقبته(‪ )24‬ويقال إلى شيء مال هذا المر؟ اي مصيره واخره وعاقبته‪.‬‬
‫أ أ‬
‫‪ -‬ياتي التاويل بمعنى التعبير عن الرؤيا‪.‬‬
‫ب‪-‬اصطالحا‪:‬‬
‫أ‬
‫يعد مصطلح التاويل مصطلح تشترك فيه الدراسات اللسانية التي تهتم بدراسة المعنى‬
‫أ‬
‫المرتبط بالخطاب‪ ،‬والدراسات الصولية التي تحدد المعنى المراد للخطاب الديني‪ ،‬ففي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الدراسات اللسانية تؤكد النظرية التاويلية على اعتماد التاويل في فهم الخطاب‪ ،‬وذلك بمراعاة‬
‫السياق "فالمعاني التي ينتجها الخطاب هي معاني ضمنية تنتج اإليحاءات التي يفرزها السياق‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اللساني‪...‬وتكشف عنها عملية التاويل"(‪ )25‬والمدرسة الظاهرية ل تقبل التاويل إل ما كان‬
‫أ‬
‫معتمدا على ادلة وقرائن تصرف الظاهر عن ظاهره وحجتهم في ذلك قوله تعالى‪﴿ :‬فمن بدله‬
‫بعدما سمعه ‪،‬فانما اثمه على الذين يبدلونه﴾[البقرة‪ ]181 ،‬فقد قال ابن حزم تعقيبا على هذه‬
‫أ‬
‫الية‪" :‬وليس التبديل شيء غير صرف الكلم عن وضعه ورتبته إلى غيرها ‪،‬بل دليل من نص او‬
‫أ‬
‫إجماع متيقن عنهﷺ("‪ ،)26‬وقد يكون التاويل محل إتباع الهوى‪،‬وهؤلء يصدق فيهم قوله‬
‫أ‬
‫تعالى‪﴿ :‬ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله﴾ [ال عمران‪ ]07 ،‬وهذا ما يذكره بعض الباحثين في‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫إشكاليات التاويل في الحركات اإلسلمية المعاصرة تكون عمليات التفسير والتاويل محكومة‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫في الغالب بسياقين‪ :‬اولهما السياق المعرفي الموضوعي الذي يمكن ان نطلق عليه الفق‬
‫أ‬
‫المعرفي للمفسر وهو (افق ذاتي \ سسيو تاريخي) في نفس الوقت والسياق الثاني هو سياق‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫النص موضوع التاويل سواء كان النص هو القران الكريم‪ ،‬اوالحديث النبوي الشريف(‪،)27‬‬
‫أ‬ ‫وبشكل عام ّ‬
‫فإن التجاه الظاهري ل يقبل التاويل إل ماورد كحالت خاصة‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ويعد التاويل في المدرسة المقاصدية الوسيلة البرز في الوصول إلى المعاني التي تحقق‬
‫المصالح من خلل التوفيق بين النقل والعقل "فالسير في هذا التجاه من لوازم قبول التوفيق‬
‫أ‬
‫بين النقل والعقل‪ ،‬وما نتج عنهما من تاويل بحسب مفهوم مقاصد الشريعة الذي طوره فقهاء‬
‫أ‬
‫المالكي"(‪ )28‬لكن المقاصديين يرون ا ّن قاعدة العمل بالظاهر مجتمع عليها‪،‬ما لم يقم دليل‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪255‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫على لزوم ترك المعنى المتبادر ‪ ،‬فإذا قام دليل كاف يرجح الباطن على الظاهر فإنه يصار إليه‬
‫أ‬
‫استثناء‪،‬فقد ذهب ابن تيمية (ت‪728‬ه)إلى ا ّن صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى‬
‫أ‬
‫المرجوح لدليل مقترن به‪ ،‬وله معنيان‪ :‬احدهما تفسير الكلم وبيان معناه سواء وافق ظاهره‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫اوخالفه فيكون لفظ التاويل مرادفا للتفسير‪ ،‬والمعنى الثاني هو نفس المراد بالكلم‪،‬فإن الكلم‬
‫إن كان طلبا كان أتاويله نفس الشيء المخبر به(‪ ،)29‬ولهذا يرى ابن تيمية أبانه ليمكن تجاوز‬
‫أ‬
‫الظاهر وحمل اللفظ على خلفه في الفاظ القران والحديث إل بتطبيق ضوابط معينة‪ ،‬وحتى ل‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ياخذ التاويل منحى الزيغ فإن العلماء وضعوا له ضوابط وشروطا ترتبط بالمؤول (اللفظ الظاهر)‬
‫أ‬
‫والمؤول (المجتهد) والمؤول به‪ ،‬واهمها‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة اللتزام بوحدة مصدر التشريع "فالنصوص الشرعية ل تعارض بعضها بعضا وعليه‬
‫فإن كل ما بدا فيه التخالف فإنما هو بحسب ذهن السامع ل بحسب الحقيقة(‪ )30‬لذلك ينبغي‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫التامل في الظواهر المتعارضة‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬الشرع والعقل ل يتناقضان‪ ،‬وفي هذا تنقسم الدلة العقلية إلى قطعية وظنية‪ ،‬ول يمكن‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫للدلة الظنية ان تكون راجحة على ظاهر النص إذا تعارضا‪.‬‬
‫‪ -‬التوافق بين ظواهر النصوص وبين مقاصدالشرع‪،‬فالكليات الشرعية تثبت بالنصوص‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫القطعية اوبالستقرار‪،‬فإذا وجدنا نصا يعارض قاعدة كبرى اومقصدا اساسيا‪،‬كان ذلك النص‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫داخل في إطار الظواهر المحتملة للتاويل‪،‬بل قد يتحتم تاويله ويلزم(‪ )31‬ففي هذا يبدو ا ّن‬
‫المقاصديين يرجحون العقل على النقل‪.‬‬
‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -‬ان تكون علقة اللفظ بالمعنى الذي يراد تاويله تتميز بالحتمال‪ ،‬اي ان اللفظ يحتمل‬
‫أ‬
‫ذلك المعنى‪،‬ويكون هذا الحتمال موافقا لوضع اللغة‪،‬او عرف الستعمال‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬رجحان الدليل (القرينة) الذي يسند إليه التاويل‪.‬‬
‫‪ -‬ك فاية الدليل في صرف اللفظ عن ظاهره‪ ،‬وعليه فإن نتيجة هذا الستدلل متعلقة‬
‫بعاملين‪:‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪256‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬
‫ا‪ -‬قوة ظهور المعنى وضعفه‪.‬‬
‫ب‪ -‬قوة الحتمال وضعفه‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫وواضح ا ّنه كلما كان المعنى في ظاهر النص اقوى‪ ،‬كان الحتمال للتاويل‬
‫أ‬
‫اضعف‪،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪-2‬المجاز‪:‬‬
‫لقد ارتبط المجاز بجوهر الخلف بين المعنى الصريح (الظاهر) والمعنى المتضمن‬
‫أ‬
‫(المضمر) فاختلف علماء الصول بين إثبات وقوع المجاز في اللغة والقران‪،‬وبين إنكار وجوده‪:‬‬
‫أا‪ -‬فريق ينكر المجاز في اللغة والقران أوابرز رواد هذا التجاه أاصحاب المذهب الظاهري‬
‫أ‬
‫وحجتهم في ذلك ان اللغة وضع تتفرع عنه معاني مجازية من خلل استعمال اللفظ في غير ما‬
‫أ‬
‫وضع له‪ ،‬وكذلك إنكار التجريد واإلطلق في التراكيب اللغوية‪،‬بل هي دائما مفيدة باي نوع‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫من القيود‪ ،‬وهذا واد لفكرة المجاز‪،‬ل ّن المجازيين يقولون إن التركيب المطلق الخالي من‬
‫أ‬
‫التقيد بالقرائن المجازية حقيقة لغوية اما المقيد بتلك القرائن فهو المجاز(‪ )32‬ومن ردود الذين‬
‫أ‬
‫انكروا المجاز في القران الكريم ما ورد في قوله تعالى‪﴿ :‬وسئل القرية﴾ [يوسف‪]09 ،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫"فالمضاف المحذوف كانه مذكور لنه مدلول عليه بالقتضاء وتغيير اإلعراب عند الحذف من‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اساليب اللغة"(‪ )33‬ولعل اشهر الراء عند علماء الصول الذين انكروا المجاز في اللغة والقران ما‬
‫أ‬
‫ذهب إليه ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في ان التفريق بين الحقيقة والمجاز غير مقبول إل إذا‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ثبت ان مجموعة من الناس اجتمعوا واتفقوا على إسناد اسماء إلى ما هو موجود في العالم‬
‫أ‬
‫الخارجي‪،‬ثم استخدموا تلك ال لفاظ لتلك المعاني‪ ،‬وبعد اجتماع اخر وافقوا على استخدام‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ال لفاظ نفسها لمعاني مختلفة بمقتضى العلقة بين المعاني الصلية‪ ،‬والمعاني الطارئة‪ ،‬وفي‬
‫هذا إنكار شديد لوجود المجاز‪.‬‬
‫ب‪ -‬فريق يدافع على وجود المجاز وحجتهم في ذلك وجود القرينة اللغوية التي تجعل‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المعنى المراد يخرج عن المعنى الصلي الظاهر (الحقيقة) فقد "تدل كلمة (اسد) على الحيوان‬
‫أ‬
‫المفترس دون حاجة إلى قرينة‪،‬ولكنها تحتاج إلى قرينة لإلشارة إلى الرجل الشجاع"(‪ )34‬كما انه‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪257‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫تعد المعاني الحقيقية للفظ وغيرها بمثل المعاني‬ ‫يمكن للفظ أان تتعدد معانيه‪ ،‬وبهذا ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬
‫المجازية‪ ،‬فإذا سالت احدهم عن معنى كلمة (اسد) مجردة من السياق‪ ،‬فإنه سيجيبك انه‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تعني (الحيوان المفترس) او(ملك الغابة) اونحو ذلك‪،‬اما إذا وضعتها في السياق نحو‪( :‬رايت‬
‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اسدا يشهر سيفه) فإنه سيجيبك انها تعني (الرجل الشجاع) اونحو ذلك‪ ،‬ومن ابرز الصوليين‬
‫أ‬
‫الذين اثبتوا وجود المجاز في اللغة والقران الزمخشري (‪538‬ه) وفخر الدين الرازي (‪606‬ه)‬
‫وابن حجر العسقلني (‪777‬ه) وذهب اإلمام الشوكاني (‪1250‬ه) إلى رمي الذين ينكرون المجاز‬
‫أ‬
‫بالجهل "ويطلق الجرجاني على المجاز بمعنى المعنى‪ ،‬ا ّما في البحث اللساني الحديث ُيسمي‬
‫غرايس (‪ )Paul Grice‬ذلك بالمعنى غير الطبيعي‪ ،‬كما ُيسميه سيرل(‪)John Searle‬بالمعنى‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫غير الحرفي‪ ،‬وبمعنى ملفوظ المتكلم"(‪ )35‬ويرى هذا الفريق من علماء الصول ان المجاز واقع‬
‫أ‬
‫في القران الكريم‪ ،‬فالقران نزل بلغة العرب‪ ،‬وهو واقع ايضا في السنة النبوية‪،‬ومن نماذج‬
‫أ أ‬ ‫أ أ‬
‫ذلك قوله عليه الصلة والسلم لمعاذ بن جبل‪" :‬ال اخبرك براس المر وعموده وذروة سنامه؟‬
‫أ أ‬
‫قال‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬راس المر الدين‪ ،‬وعموده الصلةوذروة سنامه الجهاد في سبيل‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫هللا"ففي الفاظ هذا الحديث معاني مجازية متعددة‪ ،‬حيث جعل اإلسلم راس الدين‪ ،‬وجعل‬
‫أ أ‬ ‫أ‬
‫الصلة عموده الذي به قوامه‪ ،‬وعليه قيامه‪ ،‬وجعل الجهاد ذروة سنامه‪ ،‬لنه يعد الراس اعلى‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫مشارفه واعلى مراتبه‪ ،‬وبه يشاد بناؤه‪،‬ويقام لواؤه ‪،‬ويقمع اعداؤه"(‪ )36‬ويرى الصوليون الذين‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫يدافعون عن وجود المجاز ان الحقيقة هي الصل الظاهر في الكلم‪ ،‬ول يحمل على المجاز إل‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫استثناء‪ ،‬لذلك يعد القول بالمجاز وجه من اوجه التاويل‪.‬‬
‫‪-3‬الحذف‪:‬‬
‫يعد الحذف ظاهرة لغوية ارتبطت بالبلغة والبيان‪ ،‬فما هو الحذف في اللغة‬
‫والصطلح؟‪.‬‬
‫أ‬
‫ا‪-‬لغة‪:‬‬
‫أ‬
‫الحذف هو اإلسقاط "وحذف الشيء إسقاطه‪ ،‬وحذفه بالعصا إذا رماه بها‪ ،‬وحذف راسه‬
‫أ‬
‫بالسيف إذا ضربه فقطع منه قطعة"(‪ )37‬ومنها ما ُيقال ل تحاذف اي ل ترم‪.‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪258‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫ب‪-‬اصطالحا‪:‬‬
‫أ‬ ‫‪،‬وي ّ‬
‫هو إسقاط جزء من الكلم لدليل يدل على المحذوف ُ‬
‫عد الحذف ِقسما من اقسام‬
‫أ‬
‫اإليجاز فاإليجاز إيجاز قصر‪،‬وإيجاز حذف‪ ،‬والعرب ل يحذفون ما ل دللة عليه‪ ،‬ل ّن هذا ُينافي‬
‫غرض وضع الكلم عندهم‪.‬‬
‫أ‬
‫يعتبر البلغيون ا ّن من شروط البلغةاإليجاز والختصار‪ ،‬وحذف فضول الكلم وذلك‬
‫أ‬
‫بالتعبير عن المعاني الك ثيرة بال لفاظ القليلة‪ ،‬ويتحدث عبد القاهر الجرجاني عن بلغة الحذف‬
‫الماخذ‪ ،‬عجيب أالمر ‪ ،‬شبيه بالسحر فإنك ترى‬ ‫أ‬
‫ومزاياه‪ ،‬فيقول‪ " :‬باب دقيق المسلك‪ ،‬لطيف‬
‫(‪ ُّ ُ )38‬أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫به ترك الذكر افصح من الذكر‪ ،‬والصمت عن اإلفادة ازيد لإلفادة" ويعد الصل في الكلم‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الذكر‪ ،‬والحذف خلف للصل‪،‬لذلك ينبغي ان يتوفر الكلم على الدلة و القرائن التي تدل‬
‫ّ أ‬
‫ولبد ان يخضع للقبول اللغوي الذي يجعل السامع يدرك المحذوف بواسطة القرائن‬ ‫عليه‪،‬‬
‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬
‫المقالية او الحالية‪ ،‬ويعد الذكر ملزما للمعنى الصريح (المباشر) اما الحذف فهو اقرب إلى‬
‫أ‬
‫المعنى المتضمن‪ ،‬وغالبا ما يرتبط الحذف باسباب مختلفة مثل ك ثرة الستعمال وهذا ما يؤكده‬
‫أ‬
‫سيبويه بان ك ثرة الستعمال سبب قوي في تغيير الكلم‪ ،‬كما يقع الحذف تجنبا لإلطالةوقد‬
‫أ‬
‫ورد عن البلغيين ان في اإليجاز إفهاما‪ ،‬وفي اإلطالة استبهاما‪ ،‬والستبهام من الكلم المبهم‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ويرد هذا ك ثيرا في اسلوب‬‫ويقع كذلك عند التنبيه ‪-‬على ان الزمان ليتسع لإلتيان بالمحذوف‪ِ -‬‬
‫اإلغراء والتحذير نحو قولنا‪:‬الصدق الصدق‪ ،‬وتقدير الكلم‪ :‬الزم الصدق الصدق‪،‬وكذلك‬
‫أ‬
‫التحذير في قوله تعالى‪( :‬ناقة هللا وسقياها) اي احذروا ناقة هللا‪،‬فل تقربوها على التحذير‪،‬‬
‫والزموا سقياها على اإلغراء‪.‬‬
‫ج‪ -‬شروط الحذف‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ينبغي ان تتوفر شروط معينة حتى يجوز الحذف‪ ،‬واهمها ما يلي‪:‬‬
‫أ‬
‫‪ -1‬وجود دليل على المحذوف‪ ،‬ويكون هذا الدليل مقاليا اوحاليا "قد يكون اإليجاز في‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫الدليل ابلغ اثرا في المستمع‪ّ ،‬مما لو عمد المستدل إلى بسط دليله بسطا‪ ،‬ذلك ا ّن‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪259‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬
‫المشاركة المطلوبة من المستمع في تقدير ما ُحذف من الدليل تجعله وكا ّنه لم ُيحمل‬
‫( ‪)39‬‬ ‫على النتيجة حمل‪ّ ،‬‬
‫وإنما وصل إليها بمحض إرادته"‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -2‬ال يكون المحذوف جزءا اساسيا في تركيب الجملة‪ ،‬فإذا كان المعنى ل يك تمل إل بذكر‬
‫المحذوف‪ ،‬فل يجوز الحذف‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -3‬ال يكون المحذوف عامل ضعيفا‪ ،‬فل يجوز حذف الفعل‪،‬إل في المواضع التي ك ثر فيها‬
‫استعمال هذه العوامل‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم وقوع اللبس‪ ،‬فإذا كان الحذف يؤدي إلى اللبس في الفهم‪،‬فإنه ل يجوز‪،‬ولعل هذا‬
‫أ‬
‫الشرط يتداخل مع شرط وجود الدليل على المحذوف‪،‬على اعتبار ان الدليل يشير‬
‫إلى تقدير المحذوف‪،‬ويرفع اللبس على المخاطب‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ويمكن ان نقول ان الحذف كظاهرة بلغية لم تجد خلفا بين علماء الصول من حيث‬
‫أ‬
‫المعنى الناتج‪ ،‬إذ يتفق التجاه الظاهري والتجاه المقاصدي في تقدير المحذوف في اغلب‬
‫النصوص الدينية وهذا بسبب عدم وجود اللتباس‪ ،‬ووجود القرينة الدالة على المحذوف‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫أ‬
‫‪-‬يرتبط المعنى الصريح عند علماء الصول بالتجاه الظاهري‪ ،‬ويرتبط المعنى المتضمن‬
‫بالتجاه المقاصدي‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪-‬جل الحكام الشرعية الصادرة عن الظاهرية مرتبطة بظاهر اللفظ‪ ،‬وجل الحكام الصادرة‬
‫عن المقاصديين مرتبطة بقصدية الخطاب ومدى تحقيقيها لمصالح العباد‪.‬‬
‫أ‬
‫‪-‬توجد مقاربة واضحة في طرق دراسة المعنى بين اللسانيين والصوليين‪ ،‬فالتجاه‬
‫الظاهري يقارب التجاه الصوري الذي يعتمد على العناصر اللغوية‪ ،‬والنغلق على النص وبنيته‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫من اجل الوصول إلى المعنى المراد‪ ،‬اما التجاه المقاصدي فيقابله التجاه التداولي الذي يعتمد‬
‫على العناصر اللغوية‪ ،‬وغير اللغوية‪ ،‬في الوصول إلى المعنى المراد‪ ،‬كالقاصدية والمقام‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪260‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫‪-‬يعد التاويل مسالة خلفية واضحة بين الظاهرية والمقاصديين‪ ،‬فمجال التاويل عند‬
‫أ أ‬
‫الظاهرية يكاد يكون منعدما‪ ،‬اما التاويل عند المقاصديين فمجاله واسع ما كان ملتزما‬
‫بضوابطه‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪-‬يعد المجاز من القضايا اللغوية التي تحدث القطعية بين انصار المعنى الصريح وانصار‬
‫أ‬
‫المعنى المتضمن‪ ،‬لن الختلف يصل إلى درجة بعض المسائل العقائدية وبخاصة ما يتعلق‬
‫أ‬
‫بإثبات صفات هللا اوتعطيلها‪.‬‬
‫‪ -‬يعد الحذف من الظواهر اللغوية التي تعرف توافقا بين المعنى الصريح والمعنى‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المتضمن‪ ،‬وذلك بسبب الشروط الصارمة التي ينبغي ان تتوفر في اسلوب الحذف وبخاصة‬
‫ضرورة رفع اللبس‪ ،‬ووجود القرينة الدالة على المحذوف‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫(‪ )1‬أاحمد بكير محمود‪ ،‬المدرسة الظاهرية بالمشرق والمغرب‪ ،‬دار قتيبة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1990 ،1‬ص‪.21‬‬
‫أ‬
‫(‪ )2‬الذوادي بن بخوش قوميدي‪ ،‬تاويل النصوص في الفقه اإلسلمي‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،2009 ،1‬ص‪.439‬‬
‫(‪ )3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.439‬‬
‫(‪ )4‬أاحمد بكير محمود‪ ،‬المدرسة الظاهرية‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫(‪)5‬علي بن أاحمد بن سعيد بن حزم‪ ،‬اإلحكام في أاصول الحكام‪ ،‬دار الفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2008 ،2‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.71‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫(‪ )6‬اعلي بن احمد بن سعيد بن حزم‪ ،‬اإلعراب عن الحيرة واللتباس الموجودين في مذاهب اهل الراي والقياس‪،‬‬
‫دار أاضواء السلف‪ ،‬الرياض ط‪2005 ،1‬م‪،‬ص‪.171‬‬
‫أ‬
‫(‪)7‬الذوادي بن بخوش قوميدي‪ ،‬تاويل النصوص في الفقه اإلسلمي‪ ،‬ص ‪.441‬‬
‫أ‬
‫(‪)8‬ابن حزم‪ ،‬اإلحكام في أاصول الحكام‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.91‬‬
‫أ‬
‫(‪)9‬علي محمود الصراف‪ ،‬الفعال اإلنجازية في العربية المعاصرة‪ ،‬ط‪ .1‬القاهرة‪ ،2010 :‬مك تبة الداب‪ .‬ص‪.98‬‬
‫(‪)10‬عبد العظيم بن عبد القوي المنذري‪ ،‬الترغيب والترهيب من الحديث الشريف‪ ،‬دار الك تب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪1417 ،1‬ه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.66‬‬
‫(‪)11‬جمال الدين بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صبح واد سوفت‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2006 ،1‬م‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.96‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪261‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫(‪ )12‬محمد الطاهر بن عاشور‪ ،‬مقاصد الشريعة اإلسلمية‪ ،‬دار الك تاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪،‬د ط‪2011 ،‬م‪،‬ج ‪،3‬‬
‫ص‪.165‬‬
‫(‪)13‬المرجع نفسه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪.165‬‬
‫(‪ )14‬ينظر ابراهيم بن موسى الشاطبي‪ ،‬الموافقات‪ ،‬ت‪ :‬عبيدة مشهور بن حسن‪ ،‬دار بن عفان‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.6‬‬
‫(‪)15‬هادي العبيدي‪ ،‬الشاطبي ومقاصد الشريعة‪ ،‬دارقتيبة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬ص‪.134‬‬
‫(‪)16‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫ابن حسن ‪ ،‬دار الك تب العلمية‪،‬‬ ‫مشهور‬ ‫(‪ )17‬ابن القيم الجوزبة‪،‬إعلم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫بيروت‪ .2008 ،‬ج ‪ ،3‬ص‪.5‬‬
‫(‪)18‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪William, Bright ; International Encyclopedia of linguistics,Volume 3,1992,p258.)19‬‬
‫أ‬
‫(‪ )20‬ينظرإسماعيل صلح‪،‬النظرية القصدية في المعنى‪ ،‬حوليات الدب والعلوم الجتماعية‪ ،‬دط‪ ،2005 ،‬ص‪.38‬‬
‫(‪ )21‬محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬ت‪ :‬محمد زهير بن ناصر الناصر‪ ،‬دار طوق النجاة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪1422 ،1‬ه ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )22‬أاحمد الريسوني‪ ،‬مدخل إلى مقاصد الشريعة‪ ،‬دار السلفية‪،‬القاهرة‪ ،:‬ط‪1996 ،1‬م‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫(‪)23‬جمال الدين بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة أ(اول)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.172‬‬
‫(‪ )24‬أاحمدبن فارس‪ ،‬الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلمها‪ ،‬مك تبة المعارف‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪ ،1993 ،1‬ص ‪.193‬‬
‫السلم عشير‪ ،‬عندما نتواصل نغير‪ ،‬مقاربة تداولية معرفية ل ليات التواصل والحجاج‪ ،‬المغرب‪2006 :‬م‪،‬‬ ‫(‪ )25‬عبد ّ‬
‫إفريقيا الشرق ‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫أ‬
‫(‪)26‬الذوادي بن بخوش قوميدي‪ ،‬الذوادي بن بخوش قوميدي‪ ،‬تاويل النصوص في الفقه اإلسلمي‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫أ‬
‫(‪)27‬نصر حامد أابو زيد‪ ،‬الخطاب والتاويل‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ :‬المغرب‪ ،‬ط‪ ،2008 ،3‬ص‪.187‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫(‪)28‬عبد القادر فيدوح‪ ،‬نظرية التاويل في الفلسفة العربية اإلسلمية‪ ،‬دار الوائل للنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪2005 ،1‬م‪،‬‬
‫ص‪.16‬‬
‫(‪)29‬إبراهيم بن منصور التركي‪ ،‬إنكار المجاز عند ابن تيمية‪ ،‬دار كنوز اشبيليا‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1439 ،2‬ه‪ ، .‬ص‪.87‬‬
‫أ‬
‫(‪)30‬الذوادي بن بخوش قوميدي‪ ،‬تاويل النصوص في الفقه اإلسلمي‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫(‪)31‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫(‪ )32‬عبد العظيم ابراهيم محمد المطعي‪ ،‬المجاز عند ابن تيمية وتلمذته بين اإلنكار واإلقرار‪ ،‬مك تبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪ ،1995 ،1‬ص‪.9‬‬
‫أ‬
‫(‪ )33‬محمد المين بن محمد الشنقبطي‪ ،‬منع جواز المجاز في المنزل للتعبد واإلعجاز‪،‬دار عالم الفوائد‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.27‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪262‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫(‪ )34‬محمد محمد يونس علي‪،‬علم التخاطب اإلسلمي‪ ،‬دارالمدار اإلسلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص ‪.151‬‬
‫(‪)35‬عبد الهادي بن ظاهر الشهري‪ ،‬إستراتجية الخطاب مقاربة لغوية تداولية‪ ،‬دار الك تاب الجديدة المتحدة‪،‬‬
‫بنغازي‪ ،‬ط‪ ،1،2003‬ص ‪.380‬‬
‫(‪ )36‬الشريف الرضي‪ ،‬المجازات النبوية‪،‬تحقيق‪ :‬كريم سيد محمد محمود‪ ،‬دار الك تب العلمية‪ ،‬قم إيران‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪،2007‬ص ‪.375‬‬
‫(‪)37‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة(ح ذ ف)‬
‫(‪)38‬عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬دلئل اإلعجاز‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود محمد شاكر‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د ط‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.104‬‬
‫(‪)39‬عبد الهادي بن ظاهر الشهري‪ ،‬إستراتجية الخطاب مقاربة لغوية تداولية‪ ،‬ص‪.150‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫‪ -1‬إبراهيم بن منصور التركي‪ ،‬إنكار المجاز عند ابن تيمية‪ ،‬ط‪،2‬دار كنوزاشبيليا‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪1439‬ه‪.‬‬
‫‪ -2‬ابراهيم بن موسى الشاطبي‪ ،‬الموافقات‪ ،‬تح‪ :‬عبيدة مشهور بن حسن‪ ،‬ط‪،1‬دار بن عفان‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -3‬ابن القيم الجوزية‪،‬إعلم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬دار الك تب العلمية‪ ،‬بيروت‪.2008 ،‬‬
‫أ‬
‫‪ -4‬احمد ابن فارس‪ ،‬الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في‬
‫كلمها‪،‬ط‪،1‬مك تبة المعارف‪ ،‬بيروت‪.1993،‬‬
‫أ‬
‫‪ -5‬احمد الريسوني‪ ،‬مدخل إلى مقاصد الشريعة‪،‬ط‪،1‬دار السلفية‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬
‫أ‬
‫‪ -6‬احمد بكير محمود‪ ،‬المدرسة الظاهرية بالمشرق والمغرب‪ ،‬ط‪،1‬دار قتيبة‪،‬بيروت‪.1990،‬‬
‫أ‬
‫‪ -7‬إسماعيل صلح‪ ،‬النظرية القصدية في المعنى‪،‬حوليات الدب والعلوم الجتماعية‪.2005 ،‬‬
‫‪ -8‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪،‬تح‪ :‬محمد زهير بن ناصر الناصر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار طوق النجاة‪،‬‬
‫بيروت‪1422،‬ه ‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -09‬الذوادي بن بخوش قوميدي‪ ،‬تاويل النصوص في الفقه اإلسلمي‪ ،‬ط‪،1‬دار ابن حزم‪،‬‬
‫بيروت‪.2009 ،‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪263‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫‪ -10‬الشريف الرضي‪ ،‬المجازات النبوية‪ ،‬تح‪ :‬كريم سيد محمد محمود‪،‬ط‪ ،1‬دار الك تب‬
‫العلمية‪ ،‬إيران‪.2007 ،‬‬
‫‪ -11‬جمال الدين ابن منظور‪،‬لسان العرب‪ ،‬ط‪،1‬دار صبح واد سوفت‪،‬بيروت‪.2006 ،‬‬
‫السلم عشير‪ ،‬عندما نتواصل نغير‪ ،‬مقاربة تداولية معرفية ل ليات التواصل‬ ‫‪ -12‬عبد ّ‬
‫والحجاج‪ ،‬إفريقيا الشرق‪ ،‬المغرب‪.2006 ،‬‬
‫‪ -13‬عبد العظيم ابراهيم محمد المطعي‪ ،‬المجاز عند ابن تيمية وتلمذته بين اإلنكار واإلقرار‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬مك تبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪.1995 ،‬‬
‫‪ -14‬عبد العظيم بن عبد القوي المنذري‪ ،‬الترغيب والترهيب من الحديث الشريف‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الك تب العلمية‪ ،‬بيروت‪1417 ،‬ه‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -15‬عبد القادر فيدوح‪ ،‬نظرية التاويل في الفلسفة العربية اإلسلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الوائل‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -16‬عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬دلئل اإلعجاز‪ ،‬تح‪ :‬محمود محمد شاكر‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -17‬عبد الهادي بن ظاهر الشهري‪،‬إستراتجية الخطاب مقاربة لغوية تداولية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الك تاب‬
‫الجديدة المتحدة‪ ،‬بنغازي‪.2003 ،‬‬
‫أ‬
‫‪ -18‬عليبن احمد بن سعيد ابن حزم‪ ،‬اإلعراب عن الحيرة واللتباس الموجودين في مذاهب‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫اهل الراي والقياس‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اضواء السلف‪ ،‬الرياض‪.2005 ،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -19‬علي بن احمد بن سعيد ابن حزم‪ ،‬اإلحكام في اصول الحكام‪ ،‬ط‪،2‬دار الفاق الجديدة‪،‬‬
‫بيروت‪.2008 ،‬‬
‫أ‬
‫‪ -20‬علي محمود الصراف‪ ،‬الفعال اإلنجازية في العربية المعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬مك تبة الداب‪،‬‬
‫القاهرة‪.2010 ،‬‬
‫أ‬
‫‪ -21‬محمد المين بن محمد الشنقيطي‪ ،‬منع جواز المجاز في المنزل للتعبد واإلعجاز‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار عالم الفوائد‪ ،‬جدة‪.2009 ،‬‬
‫‪ -22‬محمد الطاهر ابن عاشور‪ ،‬مقاصد الشريعة اإلسلمية‪ ،‬دار الك تاب اللبناني‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2011‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪264‬‬


‫ص ص ‪265-247‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ /13 :‬العدد‪( 02 :‬ماي ‪. )2022‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫‪ -23‬محمد يونس علي‪ ،‬علم التخاطب اإلسلمي‪ ،‬ط‪،1‬دار المدار اإلسلمي‪ ،‬بيروت‪.2006 ،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -24‬نصر حامد ابو زيد‪ ،‬الخطاب والتاويل‪ ،‬ط‪ ،3‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬المغرب‪.2008 ،‬‬
‫‪ -25‬هادي العبيدي‪ ،‬الشاطبي ومقاصد الشريعة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار قتيبة‪،‬بيروت‪.1992 ،‬‬
‫‪Bright , W. (1992). International Encyclopedia of linguistics -26‬‬

‫‪EISSN :2602-5353 / ISSN : 2170-0583‬‬ ‫‪265‬‬

You might also like