You are on page 1of 7

‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫المروي له في قصص جاسم عاصي ورواياته‬


‫الباحث‪ .‬محمد حليم حسن‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬ناهضة ستار جواد‬
‫‪The Addressee in the Stories and Novels of Jasim Asi‬‬
‫‪Asst. Prof. Dr. Nahidha Sattar Jawad‬‬
‫‪Researcher. Mohammad Haleem Hasan‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The addressee is very important in the narration because he is like a motivator‬‬
‫‪who leads to continuity at the level of the text. The narrator narrates events to us in‬‬
‫‪various images and aspects and the addressee receives these events and attempts‬‬
‫‪their explanations. Then the narration model with its three aspects is complete‬‬
‫‪(sender, message, receiver) for there must be an addressee whether real (explicit) or‬‬
‫‪imaginary (implicit) because this enables the narrator to continue narrating events at‬‬
‫‪various levels.‬‬
‫ملخص‬
‫َّ‬
‫إن للم ـ ــروي ل ـ ــه أهمي ـ ــة كبيـ ـ ـرة ف ـ ــي ال ـ ــدرس الس ـ ــردي ؛ فه ـ ــو فه ـ ــو بمثاب ـ ــة المحف ـ ــز ال ـ ــذي يفض ـ ــي ال ـ ــى االس ـ ــتم اررية‬
‫عل ــى مسـ ــتوى القـ ــص‪ .‬ف ــالراوي يـ ــروي لنـ ــا األح ــداث بصـ ــور وأشـ ــكال مختلف ــة والمـ ــروي لـ ــه يتلق ــى هـ ــذه األحـ ــداث ويحـ ــاول‬
‫المرســ ــل إليــ ــه)‪ ،‬إذ البــ ــد م ـ ــن وجـ ـ ــود‬ ‫المرس ـ ــل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ة(المرســ ــل‪،‬‬ ‫تفس ـ ــيرها وعندئ ـ ــذ تكتم ـ ــل المنظوم ـ ــة الس ـ ــردية بأركانه ـ ــا الثالث‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ـ ــروي ل ـ ــه حقيق ـ ــي (ظ ـ ــاهري) أو متخي ـ ــل (خف ـ ــي)‪ ،‬فه ـ ــذا األم ـ ــر يس ـ ــاعد الـ ـ ـراوي ف ـ ــي مواص ـ ــلة األح ـ ــداث وكتابته ـ ــا وف ـ ــق‬
‫مستويات مختلفة‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن الم ـ ــروي ل ـ ــه – سـ ـ ـواء أك ـ ــان ظاهريـ ـ ـاً أم خفيـ ـ ـاً – موج ـ ــود ف ـ ــي قص ـ ــص جاس ـ ــم عاصــ ــي وروايات ـ ــه لك ـ ــن هنــ ــاك‬
‫تف ـ ـاوت فـ ــي نسـ ــب ظهـ ــوره‪ ،‬فـ ــالخفي أو المتخيـ ــل هـ ــو المسـ ــيطر علـ ــى قصـ ــص عاصـ ــي ورواياتـ ــه‪ ،‬وبصـ ــورة شـ ــبه مطلقـ ــة ‪.‬‬
‫فـ ــي حـ ــين يظهـ ــر الظـ ــاهري أو الحقيقـ ــي فـ ــي بعـ ــض قصصـ ــه ورواياتـ ــه التـ ــي صـ ــدرت حـ ــديثا‪ .‬وعلـ ــى هـ ــذا األسـ ــاس يظهـ ــر‬
‫لـ ــدينا فـ ــي القصـ ــة نوعـ ــان وهمـ ــا الظـ ــاهري والخفـ ــي‪ ،‬فـ ــي مقابـ ــل ثالثـ ــة أن ـ ـواع فـ ــي الروايـ ــات وه ـ ـي الظـ ــاهري والخفـ ــي إلـ ــى‬
‫جانب نوع آخر قليل الظهور وهو المروي له المختلط حيث يتم الجمع فيها بين المروي له الحقيقي والخفي‪.‬‬
‫المروي له (‪. )Narratee‬‬
‫إن ك ـ ــل ش ـ ــيء ف ـ ــي الك ـ ــون ال يخل ـ ــق ك ـ ــامالً ب ـ ــل َّ‬
‫أن هن ـ ــاك م ـ ــا يكمل ـ ــه فالرج ـ ــل تكمل ـ ــه المـ ـ ـرأة أو العك ـ ــس والش ـ ــمس‬ ‫َّ‬
‫أن هنـ ــاك رٍاو‬
‫يكملهـ ــا القمـ ــر فـ ــي اللي ـ ـل وغيرهـ ــا‪ ،‬فكـ ــل شـ ــيء ممـ ــا يـ ــذكر يكمـ ــل اآلخـ ــر وكـ ــذلك فـ ــي العـ ــالم السـ ــردي فكمـ ــا َّ‬
‫ي ـ ــروي األح ـ ــداث‪ ،‬هن ـ ــاك م ـ ــروي ل ـ ــه يس ـ ــتقبل األح ـ ــداث وه ـ ــو يختل ـ ــف ع ـ ــن الق ـ ــارئ‪( ،‬نح ـ ــن مازلن ـ ــا داخ ـ ــل ال ـ ــنص) فل ـ ــيس‬
‫هن ـ ــاك فائ ـ ــدة م ـ ــن وج ـ ــود رٍاو ي ـ ــروي فحس ـ ــب ب ـ ــل الب ـ ــد م ـ ــن متلـ ـ ـ ٍ‬
‫ق يتلق ـ ــى الخط ـ ــاب ويفهم ـ ــه ويس ـ ــاعد عل ـ ــى تفس ـ ــيره‪ ،‬لك ـ ــي‬
‫تكتمل العملية اإلبداعية في هذا المجال ‪.‬‬
‫لق ــد عكف ــت الد ارس ــات النقدي ــة الحديث ــة الت ــي تنض ــوي تح ــت ب ــاب الس ــرديات أو عل ــم الس ــرد عل ــى د ارس ــة مس ــتويات البني ــة‬
‫السـ ـ ــردية وفحصـ ـ ــها وتحليلهـ ـ ــا جميعهـ ـ ــا‪ ،‬فميـ ـ ــزت بـ ـ ــين المؤلـ ـ ــف الحقيقـ ـ ــي والضـ ـ ــمني وبـ ـ ــين القـ ـ ــارئ الحقيقـ ـ ــي والضـ ـ ــمني‪،‬‬
‫وبـ ــين المـ ــتن الحكـ ــائي والمبنـ ــي الحكـ ــائي كمـ ــا اهتمـ ــت بـ ــالراوي ودرسـ ــته والزمـ ــان والمكـ ــان كـ ــذلك‪ ،‬إال َّ‬
‫أن هـ ــذه الد ارسـ ــات‬
‫عل ــى غ ازرتهـــا وتنوعه ــا‪ ،‬ل ــم ته ــتم ب ــالمروي ل ــه أو المس ــرود ل ــه إال ف ــي وق ــت متـ ــأخر‪ ،‬ويبـــدو أن (جي ارل ــد بـ ـرنس) ‪ -‬عل ــى‬
‫مـ ــا يـ ــذهب إليـ ــه سـ ــيمور جـ ــاتمن ‪ -‬أول مـ ــن أشـ ــاع هـ ــذا المصـ ــطلح ونظَّـ ــر إليـ ــه فـ ــي عـ ــدد مـ ــن د ارسـ ــاته التـ ــي نشـ ــرها بـ ــين‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪ ،)1973 – 1971‬ومنها دراسته الموسومة (مقدمة لدراسة المروي له في السرد‪).‬‬

‫(‪ )1‬ينظر الصوت اآلخر‪ . 129 :‬وينظر تقنيات السرد بين الرواية والسيرة الذاتية (دراسة موازنة)‪.62 :‬‬
‫‪177‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫عرف المروي له بأنه ‪:‬‬ ‫وي َّ‬


‫ُ‬
‫‪ -1‬الس ـ ــامع أو الق ـ ــارئ ال ـ ــذي توج ـ ــه إلي ـ ــه القص ـ ــة‪ ،‬وه ـ ــو ل ـ ــيس مج ـ ــرد ف ـ ــرد تق ـ ــص علي ـ ــه القص ـ ــة إذ ينبغ ـ ــي أن يتض ـ ــمن‬
‫ال ــنص م ــا يش ــير إل ــى َّ‬
‫أن القص ــة موجه ــة فعـ ـالً إل ــى جمه ــور أو ق ــارئ مع ــين مم ــا يعن ــي تض ــمين ال ــنص م ــا يوص ــي‬
‫ب ـ ــذلك‪ ،‬حس ـ ــبما يق ـ ــول (بـ ـ ـرنس) و(بـ ـ ـرنس) يف ـ ــرق ب ـ ــين م ـ ــن تحك ـ ــى لــ ــه الحكايــ ــة وبــ ــين الق ـ ــارئ‪ ،‬وكــ ــذلك بــ ــين هــ ــذين‬
‫والقـ ــارئ الموصـ ــى بـ ــه‪ ،‬وأشـ ــار إلـ ــى َّ‬
‫أن المحكـ ــي لـ ــه قـ ــد يكـ ــون شخصـ ــية داخـ ــل العمـ ــل ومشـ ــاركة فـ ــي األحـ ــداث وهـ ــو‬
‫(‪)1‬‬
‫يسميها (‪).intra – Fictional narrtee‬‬
‫‪ -2‬هـ ــو الشـ ــخص الـ ــذي يـ ــروى لـ ــه فـ ــي الـ ــنص‪ ،‬ويوجـ ــد علـ ــى األقـ ــل مـ ــروي لـ ــه واحـ ــد (يـ ــتم تقديمـ ــه علـ ــى نحـ ــو ص ـ ـريح‬
‫‪ )diegetic‬الـ ــذي يوج ـ ــد فيـ ــه ال ـ ـراوي الـ ــذي‬ ‫نسـ ــبياً)‪ ،‬لكـ ــل سـ ــرد‪ ،‬يتموقـ ــع علـ ــى المسـ ــتوى الحكـ ــائي نفسـ ــه (‪level‬‬
‫يخاطب ــه‪ ،‬ويمك ــن أن يوجـ ــد بـــالطبع أكثـ ــر م ــن مـ ــروي ل ــه ي ــتم مخاطبـ ــة كـ ـ لل مـ ــنهم بوســـاطة ال ـ ـراوي نفســـه أو بوسـ ــاطة‬
‫رٍاو آخـ ــر‪ ،‬إن المـ ــروي لـ ــه شـ ــأنه شـ ــأن ال ـ ـراوي‪ ،‬يمكـ ــن أن يقـ ــدم كشخصـ ــية تلعـ ــب دو اًر تتفـ ــاوت أهميتـ ــه فـ ــي المواقـ ــف‬
‫(‪)2‬‬
‫واألحداث المروية‪.‬‬
‫‪ -3‬انـ ــه المقابـ ــل الخيـ ــالي لل ـ ـراوي‪ ،‬أي مـ ــن يتوجـ ــه ال ـ ـراوي ص ـ ـراحةً أو ضـ ــمناً بالقصـ ــة إليـ ــه‪ ،‬وتكمـ ــن أهميـ ــة المـ ــروي لـ ــه‬
‫(‪)3‬‬
‫في انه يساعد على تحليل بنية النص بما َّ‬
‫أن النص موجه إليه كسلسلة من اإلشارات الدالة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -4‬الراوي والمروي له صوتان سرديان يقدمان لنا من خالل الخطاب السردي ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ -5‬هو عنصر من العناصر الداخلية في القصة شأنه شأن الراوي ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ -6‬هو الذي يتلقى ما يرسله الراوي‪ ،‬سواء كان اسماً متيمناً ضمن البنية السردية أم كائناً مجهوالً ‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن المـ ــروي لـ ــه يـ ــؤدي وظـ ــائف داخـ ــل البنيـ ــة السـ ــردية منهـ ــا‪ :‬التوسـ ــط بـ ــين ال ـ ـراوي والقـ ــارئ واإلسـ ــهام فـ ــي تأسـ ــيس‬
‫اإلط ـ ــار الس ـ ــردي‪ ،‬والمس ـ ــاعدة ف ـ ــي تحدي ـ ــد س ـ ــمات الـ ـ ـراوي‪ ،‬وتوكي ـ ــد بع ـ ــض الموض ـ ــوعات وتط ـ ــوير الس ـ ــرد‪ ،‬وق ـ ــد يص ـ ــبح‬
‫(‪)7‬‬
‫للناطق الرسمي باسم القيم األخالقية للعمل‪.‬‬
‫وكما َّ‬
‫أن للراوي أنواعاً فان للمروي له أنواعاً أيضا وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬المـ ـ ــروي لـ ـ ــه الظـ ـ ــاهري أو الممسـ ـ ــرح‪ :‬هـ ـ ــو شخصـ ـ ــية موجـ ـ ــودة داخـ ـ ــل الـ ـ ــنص السـ ـ ــردي بصـ ـ ــفتها مشـ ـ ــاركة فـ ـ ــي‬
‫األح ـ ــداث ول ـ ــديها معرف ـ ــة كمعرف ـ ــة ب ـ ــاقي الشخص ـ ــيات ف ـ ــي القص ـ ــة إن ل ـ ــم تك ـ ــن أكث ـ ــر منه ـ ــا‪ ،‬وتمتل ـ ــك مالم ـ ــح‬
‫(‪)8‬‬
‫وصفات يعرفها بها المتلقي‪.‬‬
‫‪ -2‬الم ــروي ل ــه الخف ــي غي ــر الممس ــرح‪ :‬ه ــو الم ــروي الـ ــذي ال يظه ــر ف ــي العم ــل‪ ،‬ال يمتل ــك أي ــة مالم ــح أو ص ــفات‬
‫تحـ ــدده أو خاصـ ــة بـ ــه‪ ،‬فهـ ــو ال يشـ ــارك فـ ــي العمـ ــل؛ َّ‬
‫ألنـ ــه شخصـ ــية خياليـ ــة فـ ــي ذهـ ــن السـ ــارد يخاطبـ ــه السـ ــارد‬
‫(‪)9‬‬
‫بين الحين واآلخر‪.‬‬
‫‪ -3‬المـ ــروي لـ ــه شـ ــبه الممسـ ــرح ‪ :‬وهـ ــو الـ ــذي يوجـ ــه لـ ــه الخطـ ــاب بص ـ ــيغة ض ـ ــمير المخاطـ ــب ك ـ ــ(أو يـ ــا أصـ ــدقاء)‬
‫(‪)10‬‬
‫وما إلى ذلك‪.‬‬
‫كما َّ‬
‫أن هناك تقسيمات للمروي له حسب ردة فعله إزاء األحداث وهي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ينظر قاموس السريات‪ .121 ،120 :‬وينظر المصطلحات األدبية الحديثة‪. 59 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر قاموس السرديات‪. 120:‬‬
‫(‪ )3‬ينظر دليل الناقد األدبي‪. 192 ،191 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر المصطلح السردي في النقد األدبي العربي الحديث‪ . 80 :‬وينظر قال الراوي‪ ،87 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ينظر نظرية الرواية (دراسة لمناهج النقد األدبي في معالجة فن القصة)‪. 167 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر السردية العربية‪. 12 :‬‬
‫(‪ )7‬ينظر التلقي والسياقات الثقافية‪. 9 :‬‬
‫(‪ )8‬ينظر السرد النسائي (النشأة والتحول)‪ ،96 :‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )9‬ينظر البنية السردية في شعر الصعاليك‪. 176 :‬‬
‫(‪ )10‬ينظر السردية في النقد الروائي العراقي من (‪. 212 :)1996 ،1985‬‬
‫‪178‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫‪ .1‬المروي له الظاهري االيجابي أو السلبي ‪.‬‬


‫‪ .2‬المروي له الخفي االيجابي أو السلبي ‪.‬‬
‫أمـ ــا السـ ــلبي‬
‫فااليج ــابي هـ ــو المـ ــروي لـ ــه الـ ــذي يشـــارك فـ ــي السـ ــرد ب ـ ـرأي أو مناقشـ ــة أو ملحوظ ــة أو ردة فعـ ــل معينـ ــة َّ‬
‫فهـ ــو علـ ــى العكـ ــس مـ ــن ذلـ ــك فهـ ــو ال يشـ ــارك فـ ــي أي شـ ــيء فهـ ــو يتلقـ ــى السـ ــرد دون مشـ ــاركة بتعليـ ــق أو غيـ ــر ذلـ ــك‪ ،‬أو‬
‫(‪)1‬‬
‫يكون حضوره غير واضح ‪.‬‬
‫إن أي الم ـ ــروي ل ـ ــه يتخ ـ ــذ ف ـ ــي الغالــ ــب خص ـ ــائص الـ ـ ـراوي فعن ـ ــدما يوجـ ـ ـد رٍاو خفــ ــي يك ـ ــون هن ـ ــاك م ـ ـ ٍ‬
‫ـرو لــ ــه خفــ ــي‬ ‫َّ‬
‫وعن ــدما يك ــون هن ــاك رٍاو ظ ــاهري يك ــون هن ــاك م ـ ٍ‬
‫ـرو ل ــه ظ ــاهري ه ــذا عل ــى س ــبيل إقام ــة عالق ــة ب ــين الـ ـراوي والم ــروي ل ــه‬
‫(‪)2‬‬
‫لك ـ ــن ه ـ ــذا الك ـ ــالم ول ـ ــيس ش ـ ــرطاً عام ـ ــاً فهن ـ ــاك العك ـ ــس من ـ ــه ف ـ ــي كثي ـ ــر م ـ ــن القص ـ ــص‬ ‫كم ـ ــا ي ـ ــرى (س ـ ــيمور ج ـ ــاتمن)‬
‫والروايات‪ ،‬وحتى في أعمال عاصي ال يوجد تتطابق كبير مع هذا الكالم ‪.‬‬
‫وبتطبي ـ ــق م ـ ــا س ـ ــبق م ـ ــن أش ـ ــكال الم ـ ــروي ل ـ ــه عل ـ ــى قص ـ ــص جاس ـ ــم عاص ـ ــي وروايات ـ ــه‪ ،‬نج ـ ــد َّ‬
‫أن الم ـ ــروي ل ـ ــه ك ـ ــان‬
‫عل ـ ــى ثالث ـ ــة أش ـ ــكال‪ :‬م ـ ــروي ل ـ ــه ظ ـ ــاهري ممس ـ ــرح‪ ،‬وم ـ ــروي ل ـ ــه خف ـ ــي غي ـ ــر ممس ـ ــرح وم ـ ــروي ل ـ ــه مخ ـ ــتلط يظه ـ ــر فــ ــي‬
‫الروايات فقط وبشكل قليل‪ ،‬ويكون ايجابياً أو سلبياً حسب المشاركة في األحداث ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المروي له في قصصه ‪.‬‬
‫ينقسـ ــم المـ ــروي لـ ــه فـ ــي قصـ ــص (جاسـ ــم عاصـ ــي) علـ ــى قسـ ــمين‪ :‬مـ ــروي لـ ــه ظـ ــاهري (ممسـ ــرح) ومـ ــروي لـ ــه خفـ ــي‬
‫(غير ممسرح)‪ ،‬وقد يكون سلباً أو إيجاباً وكما يأتي ‪:‬‬
‫أ – المروي له الظاهري ‪ /‬الممسرح‪:‬‬
‫هـ ــذا المـ ــروي لـ ــه يكـ ــون شخصـ ــية محـ ــددة يوجـ ــه لهـ ــا الخطـ ــاب داخـ ــل الـ ــنص‪ ،‬وهـ ــو ظـ ــاهر للعيـ ــان معـ ــروف يسـ ــاهم‬
‫ويحـ ــدد مـ ــن قبـ ــل ال ـ ـراوي أي يكشـ ــفه لنـ ــا ال ـ ـراوي فـ ــي بدايـ ــة الحـ ــديث أو مـ ــع‬ ‫فـ ــي فهـ ــم وتفسـ ــير الكثيـ ــر ممـ ــا يريـ ــده ال ـ ـراوي‪ُ ،‬‬
‫ت ـ ـ ـوالي األحـ ـ ــداث‪ ،‬وفـ ـ ــي قصـ ـ ــص (جاسـ ـ ــم عاصـ ـ ــي) ال ظهـ ـ ــور للمـ ـ ــروي لـ ـ ــه الممسـ ـ ــرح بنسـ ـ ــبة كبي ـ ـ ـرة‪ ،‬إال فـ ـ ــي مجموعـ ـ ــة‬
‫واح ـ ــدة وه ـ ــي (للي ـ ــالي حكاي ـ ــات) حي ـ ــث ح ـ ــدد فيه ـ ــا الـ ـ ـراوي مروي ـ ــه م ـ ــن الوهل ـ ــة األول ـ ــى أو م ـ ــن بداي ـ ــة الح ـ ــديث ف ـ ــي ه ـ ــذه‬
‫المجموع ـ ــة القصص ـ ــية‪ ،‬أم ـ ــا ب ـ ــاقي المجموع ـ ــات فل ـ ــيس فيه ـ ــا تحدي ـ ــد أو تق ـ ــديم أو عالم ـ ــات دال ـ ــة عل ـ ــى وج ـ ــود م ـ ــروي ل ـ ــه‬
‫ظ ـ ــاهري ب ـ ــل يبق ـ ــى متخ ـ ــيالً م ـ ــن قب ـ ــل الـ ـ ـراوي ف ـ ــي مجاميع ـ ــه القصص ـ ــية كله ـ ــا‪ .‬أم ـ ــا مجموع ـ ــة (للي ـ ــالي حكاي ـ ــات) فإنن ـ ــا‬
‫نلم ــس الم ــروي ل ــه بش ــكل واض ــح حي ــث يب ــين لن ــا الح ــديث َّ‬
‫أن هن ــاك مرويـ ـاً ل ــه داخ ــل ال ــنص‪ ،‬يق ــول‪ )):‬إتك ــا بمرفق ــه عل ــى‬
‫وسـ ــادة وثي ـ ـرة بينمـ ــا اتسـ ــعت عيناهـ ــا باتجاهـ ــه وحـ ــين نمـ ــت شـ ــفتاه عـ ــن بـ ــدء الكـ ــالم خففـ ــت مـ ــن نظرهـ ــا بارتخـ ــاء إنثـ ــوي‬
‫مثير مصغية له ‪ ...‬وبينما بدأ هو سيد الكالم‪ ،‬تنثال من حافظته آللئ حيث انبرى قائالً ‪:‬‬
‫‪ -‬ربمـ ــا عزمـ ــت علـ ــى الرحيـ ــل سـ ــيدتي‪ ،‬وتحكـ ــم فيـ ــك سـ ــلطان الف ـ ـراق فـ ــال اعت ـ ـراض عن ـ ــدي علـ ــى ذلـ ــك بقـ ــدر مـ ــا‬
‫أمنحك فرصة العمر ‪ .‬فذا كان الفراق دواء لداء متحكم‪ ،‬فليكن‪ ،‬لكيما تطمئن النفس نفسك أنت‪...‬‬
‫‪ -‬هـ ـ ــي دورة الحياة‪...‬سـ ـ ــيدتي‪ ،‬ولكـ ـ ــل شـ ـ ــيء وفعـ ـ ــل حكمتـ ـ ــه‪ ،‬لكـ ـ ــن م ـ ـ ـا يهمنـ ـ ــي هـ ـ ــو اسـ ـ ــتكمال دورة الفعـ ـ ــل بـ ـ ــدورة‬
‫الكالم‪...‬‬
‫عندها انبرت مقاطعة‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو الكالم الذي تريد قوله ‪...‬؟‬
‫‪ -‬قال‪ :‬قليل من كثير‪ ،‬وهو كالم مثير‪ ،‬فيه من العبر ما ينير‪.‬‬
‫‪ -‬وهل من فائدة ترجى من حسن الكالم ‪...‬؟‬
‫‪ -‬للكالم فعل السحر‪ ،‬فان سمحت به فإليك‪ ،‬وان أعرضت فليكف اللسان عن االسترسال‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر المصدر السابق‬


‫(‪ )2‬ينظر عناصر الفن الروائي عند طه حامد الشبيب‪. 109 ،108 :‬‬
‫‪179‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫‪ -‬ال اعتـ ـ ـراض عن ـ ــدي علي ـ ــه‪ ،‬وخ ـ ــذ مع ـ ــي إص ـ ــغاء هادئـ ـ ـاً‪ ...‬واسترس ـ ــل ف ـ ــي الك ـ ــالم‪ ،‬المـ ـ ـرأة أحس ـ ــنت اإلص ـ ــغاء‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عل فعله يوصل للوئام‪))...‬‬
‫قـ ــال‪((:‬تلـ ــك حكايـ ــة رواهـ ــا لـ ــي إيـ ــاد بـ ــن حيـ ــاوي ج ـ ـواد وهـ ــا إنـ ــي أنقلهـ ــا كمـ ــا رواهـ ــا فاتحـ ــة للوئـ ــام يـ ــا أحسـ ــن األنـ ــام‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سيدتي ‪))...‬‬
‫إن القـ ــارئ لهـ ــذا المقطـ ــع يـ ــدرك َّ‬
‫أن هنـ ــاك مروي ـ ـاً لـ ــه علـ ــى مسـ ــتوى الحـ ــدث وهـ ــو (السـ ــيدة) التـ ــي يحـ ــاول (السـ ــيد)‬ ‫َّ‬
‫إقناعهـ ــا بالبقـ ــاء معـ ــه عـ ــن طريـ ــق الكـ ــالم‪ .‬باإلضـ ــافة إلـ ــى ذلـ ــك أُسـ ــتعملت كلمـ ــة (مصـ ــغية) التـ ــي تعطـ ــي داللـ ــة واضـ ــحة‬
‫علـ ــى َّ‬
‫أن هنـ ــاك مـ ــن يسـ ــمع كـ ــالم ال ـ ـراوي (السـ ــيد) ويصـ ــغي إليـ ــه (السـ ــيدة) وعلـ ــى هـ ــذا األسـ ــاس يك ـ ـون هنـ ــاك مـ ــروي لـ ــه‬
‫حكاي ـ ــات) الت ـ ــي تتواص ـ ــل ف ـ ــي‬ ‫ظ ـ ــاهري ممس ـ ــرح ومش ـ ــارك ف ـ ــي األح ـ ــداث ب ـ ــين الح ـ ــين واآلخ ـ ــر ف ـ ــي مجموع ـ ــة (للي ـ ــالي‬
‫قصصها كلها على نمط واحد من البداية إلى النهاية وكأنها جلسة واحدة رويت فيها قصصها كلها مرة واحدة‪.‬‬
‫وهكـ ـ ــذا ال يكـ ـ ــون للمـ ـ ــروي لـ ـ ــه الظـ ـ ــاهري االيجـ ـ ــابي حضـ ـ ــور قـ ـ ــوي عل ـ ـ ـى مسـ ـ ــتوى األحـ ـ ــداث ماعـ ـ ــدا فـ ـ ــي مجموعـ ـ ــة‬
‫(لليـ ــالي حكايـ ــات)‪ ،‬حيـ ــث سـ ــاد المـ ــروي لـ ــه الخفـ ــي السـ ــلبي فـ ــي المجـ ــاميع القصصـ ــية كلهـ ــا معلن ـ ـاً عـ ــن سـ ــيطرته المطلقـ ــة‬
‫في قصص جاسم عاصي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المروي له الخفي ‪ /‬غير الممسرح‪:‬‬
‫وهـ ــو شخصـ ــية أو كـ ــائن يتخيلـ ــه ال ـ ـراوي فـ ــي ذهنـ ــه‪ ،‬فهـ ــو صـ ــورة خياليـ ــة يرسـ ــمها ال ـ ـ اروي لكـ ــي تحف ـ ـزه نوعـ ــا مـ ــا علـ ــى‬
‫إكمـ ــال السـ ــرد‪ ،‬وهـ ــذا الشـ ــكل يظهـ ــر فـ ــي القصـ ــص التـ ــي نحـ ــن بصـ ــددها وبنسـ ــبة عاليـ ــة جـ ــداً‪ ،‬فهـ ــذا الشـ ــكل يظهـ ــر فـ ــي‬
‫السـ ـ ــرد الموضـ ـ ــوعي براويـ ـ ــه العلـ ـ ــيم‪ ،‬حيـ ـ ــث َّ‬
‫إن ال ـ ـ ـراوي خـ ـ ــارجي يـ ـ ــروي لنـ ـ ــا األحـ ـ ــداث دون وجـ ـ ــود احـ ـ ــد بـ ـ ــل هـ ـ ــو يتخيـ ـ ــل‬
‫وجـ ــوده‪ ،‬فـ ــال وجـ ــود حقيقـ ــي لـ ــه يقـ ــول‪(( :‬حركـ ــة بطيئـ ــة‪ ،‬بـ ــل خط ـ ـوات‪ ،‬ث ـ ــم يكـ ــون الكه ـ ــل أمـ ــام البـ ــاب الم ـ ـوارب أو ربمـ ــا‬
‫خط ـ ـوات أولـ ــى تعقبهـ ــا خطـ ــوة فتصـ ــبح خطـ ــوتين‪ ،‬ثـ ــم خط ـ ـوات بطيئـ ــة لكنهـ ــا ستوصـ ــل الرجـ ــل‪ ،‬حيـ ــث بـ ــاب الصـ ــفيح الـ ــذي‬
‫بهـ ــت لـ ــون طالئـ ــه‪ ،‬مشـ ــكالً بقع ـ ـاً غيـ ــر متسـ ــاوية‪ ،‬وهـ ــي أشـ ــبه بخربشـ ــة طفـ ــل فـ ــي حـ ــين تقـ ــود هـ ــذه الفوضـ ــى بـ ــين تقـ ــوس‬
‫(‪)3‬‬
‫الصفيح وشحوب اللون واالنحسار عن مستطيل الحائط الذي تأكل الجدار الطيني وتهدمه‪))...‬‬
‫ويقـ ــول‪(( :‬حـ ــين دخلـ ــت القفـ ــص‪ ،‬تأكـ ــد لهـ ــا مـ ــا تـ ــداخل مـ ــع حاسـ ــة الشـ ــم عنـ ــدها مـ ــن رائحـ ــة‪ ،‬كمـ ــا لـ ــو إنهـ ــا تـ ــدخل‬
‫البـ ــرج فـ ــي سـ ــطح البيـ ــت‪ ،‬قالـ ــت فـ ــي نفسـ ــها بعـ ــد إن أدركـ ــت إنهـ ــا تـ ــدخل البـ ــرج فـ ــي سـ ــطح البيـ ــت‪ ،‬أدركـ ــت إنهـ ــا تـ ــدخل‬
‫القفـ ــص الـ ــذي يحتـ ــوي علـ ــى ض ـ ـريح – ارزيـ ــج – الـ ــذي يرقـ ــد بسـ ــالم تح ـ ــت هـ ــذه الدكـ ــة المحاطـ ــة بـ ــالمرمر الالمـ ــع‪ ...‬آه‬
‫‪ ...‬مـ ـ ــا اشـ ـ ــد عبـ ـ ــث العصـ ـ ــافير الـ ـ ــذي ال تسـ ـ ــلم منـ ـ ــه حتـ ـ ــى المقـ ـ ــابر و ارحـ ـ ــت تمـ ـ ــرر مكنسـ ـ ــة الخـ ـ ــوص‪ ،‬مزيلـ ـ ــة أي اثـ ـ ــر‬
‫(‪)4‬‬
‫لألوساف‪))...‬‬
‫ويقـ ــول‪(( :‬ومـ ــا بقـ ــي عنـ ــد سـ ــامح غيـ ــر وهـ ــج روحـ ــه مـ ــن بعـ ــد أن قـ ــاوم مـ ــا يـ ــنم عـ ــن زحـ ــف نبـ ــت فـ ــي داخلـ ــه وت ـ ـراكم‬
‫ليصـ ــبح فـ ــي هـ ــذا الرجـ ــع أو ذاك‪ ،‬معتب ـ ـ ار َّ‬
‫أن لـ ــيس هـ ــذا الشـ ــبل إال مـ ــن ذاك األسـ ــد واضـ ــعاً نصـ ــب عينـ ــه انـ ــه هـ ــو يواجـ ــه‬
‫الجميع‪ ،‬وهو مرآتهم التي ال تعكس سوى صفاء سريرتهم‬
‫(‪)5‬‬
‫ونقاءها‪ ،‬لذا توجب عليه قبل اإلبحار ‪ ...‬إن يقنعهم بأمر إبحاره لوحده مع جثمان األب ‪))...‬‬
‫َّ‬
‫إن الض ـ ــمير المسـ ـ ــتعمل فـ ـ ـي هـ ـ ــذه المقـ ـ ــاطع ه ـ ــو ضـ ـ ــمير الغائـ ـ ــب‪ ،‬والس ـ ــرد موضـ ـ ــوعي يوجـ ـ ــه فيــ ــه الخطـ ـ ــاب إلـ ـ ــى‬
‫شخص ـ ــية متخيل ـ ــة ف ـ ــي ذه ـ ــن الـ ـ ـراوي‪ ،‬فل ـ ــيس هن ـ ــاك مالم ـ ــح للم ـ ــروي ل ـ ــه‪ ،‬ول ـ ــيس هن ـ ــاك حـ ـ ـوار ب ـ ــين الشخص ـ ــيات حت ـ ــى‬
‫نالحـ ــظ اتجـ ــاه الخطـ ــاب والـ ــى مـ ــن يوجـ ــه‪ ،‬بـ ــل َّ‬
‫أن السـ ــرد كـ ــان يـ ــدور علـ ــى لسـ ــان ال ـ ـراوي فقـ ــط دون مـ ــروي لـ ــه ممسـ ــرح‬

‫لليالي حكايات‪( :‬حوار ما قبل القرار)‪.6 ،5،‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫المصدر السابق‪.9 :‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رغبات‪( :‬خطوات)‪.24 ،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الحفيد‪( :‬الطيور)‪. 81 ،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ملكوت البراري‪( :‬مرايا السطوح)‪. 42 ،‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪180‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫ظـ ــاهري‪ ،‬فـ ــالمروي لـ ــه خفـ ــي سـ ــلبي فـ ــي المقـ ــاطع السـ ــابقة‪ .‬وهـ ــذا المـ ــروي ل ـ ــه حاضـ ــر فـ ــي ذه ـ ــن ال ـ ـراوي فحسـ ــب‪ ،‬وهـ ــو‬
‫الذي يتصوره‪ ،‬من دون ظهور علني له على مستوى النص‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن الم ـ ــروي ل ـ ــه غي ـ ــر الممس ـ ــرح ي ـ ــأتي عل ـ ــى ع ـ ــدة ص ـ ــور تكش ـ ــفه لن ـ ــا وه ـ ــي الخط ـ ــاب بض ـ ــمير ي ـ ــدل علي ـ ــه وظه ـ ــور‬
‫(‪)1‬‬
‫صوت المروي له في الخطاب السردي‪ ،‬واللجوء إلى التفسير والتأويل والوسائل االشارية والرسائل‪.‬‬
‫وهـ ــذه الصـ ــور كلهـ ــا ال تظهـ ــر عنـ ــد جاسـ ــم عاصـ ــي بصـ ــورة واضـ ــحة أو تظهـ ــر لم ـ ـرة واحـ ــدة أو م ـ ـرتين فـ ــال تشـ ــكل‬
‫ظ ـ ــاهرة تس ـ ــتحق الوق ـ ــوف عن ـ ــدها إال الوس ـ ــائل االش ـ ــارية‪ ،‬والوس ـ ــائل االش ـ ــارية فــ ــي الس ـ ــرد كثيـ ـ ـرة ومنه ـ ــا النجم ـ ــات (‪-‬‬
‫‪ ،)-‬والخط ـ ـ ــوط (‪ )- - - -‬والنق ـ ـ ــاط (‪ ،)....‬وه ـ ـ ــذه كله ـ ـ ــا موج ـ ـ ــودة ف ـ ـ ــي قص ـ ـ ــص عاص ـ ـ ــي لك ـ ـ ــن للش ـ ـ ــكل فق ـ ـ ــط‪،‬‬
‫فللوهل ــة األول ــى تص ــورت أن ه ــذه المس ــالة س ــمة بـــارزة فـــي قصص ــنا ه ــذه‪ ،‬لك ــن بع ــد الت ــدقيق تب ــين أنه ــا جـــاءت للترتي ــب‬
‫الشكلي للصفحة فقط وال تحمل معنى يتصل بالمروي له‪.‬‬
‫وهك ـ ــذا يك ـ ــون الم ـ ــروي ل ـ ــه م ـ ــن المكون ـ ــات األساس ـ ــية والمهم ـ ــة ف ـ ــي ه ـ ــذه القص ـ ــص فه ـ ــو ُيس ـ ــهم ف ـ ــي إكم ـ ــال البني ـ ــة‬
‫السـ ــردية‪ ،‬ويطـ ــور الحبكـ ــة‪ ،‬كمـ ــا انـ ــه يوصـ ــل العبـ ــر والحقـ ــائق إلـ ــى المتلقـ ــي بصـ ــورة واضـ ــحة ويسـ ــهم فـ ــي تفسـ ــير الكثيـ ــر‬
‫مـ ــن األحـ ــداث التـ ــي قـ ــد ال يفهمـ ــا القـ ــارئ إال بتـ ــدخل المـ ــروي لـ ــه الـ ــذي أصـ ــبح موازي ـ ـاً لل ـ ـراوي بعـ ــد أن كـ ــان غيـ ــر موجـ ــود‬
‫علـ ــى الخارط ــة الس ــردية قب ــل عق ــود قليل ــة ف ــاليوم ال توج ــد د ارسـ ــة ع ــن الســـرد ومكونات ــه إال وه ــي تقـ ــف وقف ــة طويل ــة عنـ ــد‬
‫المروي له وأنواعه لما يكشفه لنا من أمور فضال عن التلقي الذي يعد الوظيفة البديهية للمروي له‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المروي له في رواياته‪.‬‬
‫ينقسـ ــم المـ ــروي لـ ــه فـ ــي روايـ ــات (جاسـ ــم عاصـ ــي) علـ ــى ثالثـ ــة أقسـ ــام ‪ -‬كمـ ــا سـ ــبق فـ ــي قصصـ ــه‪ -‬همـ ــا‪ :‬مـ ــروي‬
‫ل ــه ظ ــاهري‪ ،‬وم ــروي ل ــه خف ــي‪ ،‬وم ــروي ل ــه مخ ــتلط يجم ــع ب ــين االثن ــين ف ــي رواي ــة واح ــدة ويك ــون ه ــذا الم ــروي ل ــه ايجابيـ ـاً‬
‫أو سلبيأً حسب ردة فعله اتجاه إحداث السرد‪ ،‬وفيما يأتي بيان لذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬المروي له الظاهري ‪ /‬الممسرح‪:‬‬
‫إذا ك ـ ــان الم ـ ــروي ل ـ ــه الظ ـ ــاهري ف ـ ــي قص ـ ــص عاص ـ ــي قل ـ ــيالً ج ـ ــدا فه ـ ــو ش ـ ــبه مع ـ ــدوم ف ـ ــي روايات ـ ــه فف ـ ــي روايات ـ ــه ال‬
‫وجـ ــود للمـ ــروي لـ ــه الظـ ــاهري بوضـ ــوح‪ ،‬لكـ ــن أحيانـ ــا وفـ ــي مرحلـ ــة مـ ــن األحـ ــداث يتكـ ــون راوي ومـ ــروي لـ ــه ثـ ــم بعـ ــد انتهـ ــاء‬
‫هـ ــذا الحـ ــدث يرج ــع الم ــروي ل ــه إلـــى االختف ــاء فل ــيس هن ــاك م ــروي ل ــه عـ ــام لك ــل الرواي ــة‪ .‬ففـ ــي رواي ــة (مس ــتعمرة الميـــاه)‪،‬‬
‫تكـ ــون (زليخـ ــا) زوجـ ــة مـ ــردان هـ ــي المـ ــروي لـ ــه عنـ ــدما يـ ــروي لهـ ــا بعـ ــض األمـ ــور التـ ــي حصـ ــلت لـ ــه عنـ ــد خروجـ ــه إلـ ــى‬
‫(ك ـ ــوت حف ـ ــيظ)‪ ،‬فتك ـ ــون ه ـ ــي مص ـ ــغية ل ـ ــه يق ـ ــول‪((:‬ه ـ ــا أن م ـ ــردان يحك ـ ــي لزليخ ـ ــا ع ـ ــن ماض ـ ــي الزم ـ ــان‪ ،‬ه ـ ــات أرس ـ ــك‬
‫سـ ــأنقب فيـ ــه‪ ،‬ادخلـ ــه‪ ،‬أفـ ــتش فيـ ــه كـ ــي يعننـ ــي علـ ــى اكتشـ ــاف رؤاي‪ ،‬أصـ ــغي جيـ ــداً وأنـ ــت كـ ــاألرض التـ ــي تمـ ــنح عطاءهـ ــا‬
‫(‪)2‬‬
‫في القادمات من األيام‪ .‬كانت أمي تردد م ار اًر ‪...‬ال تبدل مكانك دائماً فانك تخسر تاريخك ‪))...‬‬
‫فه ــذا المقط ــع يب ــين َّ‬
‫أن زليخ ــا م ــروي ل ــه ظ ــاهري ومشـــارك ف ــي األح ــداث فـــي قاب ــل الرواي ــة لكـــن ل ــيس لكـــل الروايـــة‬
‫بل في هذا المحور أو هذه المرحلة فقط فهو يقسم الرواية على عدة مراحل‪.‬‬
‫حي ــث تخل ــو الرواي ــة م ــن م ـ ٍ‬
‫ـرو ل ــه لك ــن ف ــي مرحل ــة م ــا يظه ــر لن ــا م ــروي‬ ‫(‪)3‬‬
‫وك ــذلك األم ــر ف ــي رواي ــة (م ــا قي ــل وم ــا)‬
‫ل ـ ــه‪ ،‬ث ـ ــم يع ـ ــود إل ـ ــى االختف ـ ــاء ف ـ ــي المرحل ـ ــة التالي ـ ــة واألم ـ ــر نفس ـ ــه ف ـ ــي رواي ـ ــة (انزي ـ ــاح الحج ـ ــاب م ـ ــا بع ـ ــد الغي ـ ــاب)(‪،)4‬‬
‫ف ــالمروي ل ــه ج ــاء لس ــد ثغـ ـرة ف ــي ه ــذه الرواي ــات واكم ــال فن ــي لعملي ــة بنائه ــا‪ ،‬ي ــتم اس ــتبعاده ريثم ــا ي ــتم الح ــدث وتنتف ــي من ــه‬
‫الحاجة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر تقنيات السرد بين الرواية والسيرة الذاتية‪ ،67 :‬وما بعدها ‪ .‬وينظر بنية النص السردي‪.58 :‬‬
‫(‪ )2‬مستعمرة المياه‪.55 ،54 :‬‬
‫(‪ )3‬ما قيل وما‪ ،361 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬انزياح الحجاب ما بعد الغياب‪ ،430 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫ب – المروي له الخفي ‪ /‬غير الممسرح ‪:‬‬


‫يظهـ ــر المـ ــروي لـ ــه الخفـ ــي ‪ -‬كمـ ــا فـ ــي القصـ ــص ‪ -‬بوضـ ــوح فـ ــي روايـ ــات عاصـ ــي حيـ ــث يتخيـ ــل ال ـ ـراوي س ـ ـواء‬
‫أكـ ــان موضـ ــوعياً أمّ ذاتي ـ ـاً مروي ـ ـاً لـ ــه علـ ــى مسـ ــتوى األحـ ــداث يـ ــروي لـ ــه أحـ ــداث هـ ــذه الروايـ ــة أو تلـ ــك‪ ،‬ليسـ ــهم فـ ــي النهايـ ــة‬
‫فـ ــي بنـ ــاء نـ ــص يرتقـ ــي إلـ ــى الجـ ــودة المطلوبـ ــة فـ ــي مثـ ــل هـ ــذه الحـ ــاالت‪ .‬يقـ ــول‪ ...(( :‬كـ ــان سـ ــعيد الناصـ ــري يسـ ــير علـ ــى‬
‫مه ـ ــل أم ـ ــام ال ـ ــنعش ال ارق ـ ــد داخل ـ ــه جثم ـ ــان م ـ ــن يش ـ ــيعه اس ـ ــماً وخلقـ ـ ـاً‪ ،‬مكش ـ ــوف الوج ـ ــه للس ـ ــماء‪ ،‬يس ـ ــير الهوين ـ ــا والموك ـ ــب‬
‫يتبعـ ــه كمـ ــا لـ ــو انـ ــه ثابـ ــت ينتظـ ــر كـ ــي يتجمـ ــع وتصـ ــطف صـ ــفوفه‪ .‬بـ ــل أراد لل ارقـ ــد تشـ ــييعاً مهيبـ ــا كهـ ــذا‪ ،‬ال تصـ ــدر عنـ ــه‬
‫حركـ ــة مـ ــا سـ ــوى وقـ ــع األقـ ــدام علـ ــى األرض‪ ،‬قـ ــال فـ ــي نفسـ ــه يـ ــردد‪ :‬هـ ــا هـ ــو سـ ــعيد الناصـ ــري ارح ـ ـالً بهـ ــدوء وسـ ــكينة إلـ ــى‬
‫جـ ـوار رب ــه‪ ،‬س ــاكناً ف ــي قل ــوب ك ــل هـ ـؤالء وض ــمائرهم‪ ،‬وم ــن س ــوف يحض ــر م ــنهم‪ ،‬فق ــد انتش ــر المخبـــرون ومم ــن يعلمـــون‬
‫(‪)1‬‬
‫رؤساء القوم بتشيع اليوم ‪))...‬‬
‫ويقـ ــول‪(( :‬لقـ ــد انتهيـ ــت قبـ ــل فت ـ ـرة ليسـ ــت بالقصـ ــيرة‪ ،‬مـ ــن إعـ ــداد كـ ــل مسـ ــتلزمات السـ ــفر كنـ ــت علـ ــى اسـ ــتعداد تـ ــام‬
‫ومقنـ ــع لمغـ ــادرة االتسـ ــاع الخـ ــادع‪ ،‬اخلفـ ــه و ارئـ ــي بحيـ ــث أدعـ ــه ينـ ــأى تـ ــدريجياً مسـ ــتقبالً الحيـ ــز الـ ــذي ينتظرنـ ــي‪ .‬ألـ ــم تكـ ــن‬
‫كـ ــل األمـ ــاكن غريبـ ــة عنـ ــي‪ ،‬وهكـ ــذا منـ ــذ أن وعيـ ــت الحيـ ــاة‪ ،‬وعرفـ ــت أس ـ ـرارها فقـ ــد تعـ ــددت صـ ــور الغربـ ــة‪ ،‬وتوغلـ ــت آثارهـ ــا‬
‫ف ــي ثنايـــا جس ــدي‪ ،‬تش ــعبت منه ــا مخيلت ــي كالـ ــدم ه ــا إن ــي أروي بعض ــما عش ــت و أريـــت‪ ،‬وابع ــث مـ ــا س ــمعته م ــن اآلخـ ـرين‬
‫(‪)2‬‬
‫باستثناء الرواة الثقاة‪))...‬‬
‫أن ال وجـ ــود لمـ ـ ٍ‬
‫ـرو لـ ــه يتـ ــدخل فـ ــي سـ ــرد األحـ ــداث أو يوجـ ــه لـ ــه الخطـ ــاب بصـ ــورة‬ ‫نالحـ ــظ فـ ــي المقطعـ ــين السـ ــابقين َّ‬
‫مباشـ ـرة إنمـ ــا الخطـ ــاب موجـ ــه مـ ــن ال ـ ـراوي إلـ ــى مـ ــروي لـ ــه خيـ ــالي فـ ــي ذهـ ــن ال ـ ـراوي ليسـ ــت لـ ــه مالمـ ــح أو صـ ــفات محـ ــددة‬
‫كم ــا ه ــو معت ــاد‪ ،‬ب ــل يغف ــل ه ــذا الجان ــب ليك ــون الم ــروي ل ــه خفيـ ـاً غي ــر ممس ــرح كم ــا ان ــه م ــروي ل ــه س ــلبي ال يش ــارك ف ــي‬
‫األحداث في هذه المقاطع‪.‬‬
‫ت – المروي له المختلط ‪:‬‬
‫إن هـ ــذا الش ـ ــكل يظهـ ــر ف ـ ــي روايـ ــة (مس ـ ــتعمرة الميـ ــاه) فق ـ ــط‪ ،‬إذ َّ‬
‫إن ال ـ ـراوي ال ـ ــذاتي يمسـ ــك زم ـ ــام السـ ــرد ف ـ ــي بع ـ ــض‬ ‫َّ‬
‫(‪)3‬‬
‫المحاور وهي (التركة‪ ،‬الشروع‪ ،‬المداخلة‪ ،‬حوارية الهجر‪).‬‬
‫قس ـ ــم ه ـ ــذه الرواي ـ ــة عل ـ ــى ع ـ ــدة مح ـ ــاور كان ـ ــت الس ـ ــالفة بلس ـ ــان الـ ـ ـراوي الــ ــذاتي والباقيــ ــة وه ـ ــي (نث ـ ــار الــ ــذاكرة‪،‬‬
‫فالق ـ ــاص َّ‬
‫(‪)4‬‬
‫كلهـ ــا بلسـ ــان ال ـ ـراوي الموضـ ــوعي الخـ ــارجي الـ ــذي يعلـ ــم الكثيـ ــر عـ ــن‬ ‫اسـ ــتنهاض المعرفـ ــة‪ ،‬اسـ ــتئناف الوصـ ــل‪ ،‬وغيرهـ ــا)‬
‫الشخص ــيات فينقـــل لنـــا م ــا ي ــدور ف ــي نفوس ــها وعقولهـــا دون َّ‬
‫أن يحـــدد مصـــدر معلومات ــه‪ .‬ف ــالمروي لـ ـه ف ــي الســـرد ال ــذاتي‬
‫أمـ ــا فـ ــي‬
‫أمـ ــا أن تكـ ــون (الجـ ــدة) أو احـ ــد أف ـ ـراد العشـ ــيرة‪َّ ،‬‬
‫يكـ ــون ظاهري ـ ـاً ايجابي ـ ـاً لـ ــه مالمـ ــح وصـ ــفات محـ ــددة وواضـ ــحة‪َّ ،‬‬
‫الس ــرد الموض ــوعي يغيـ ــب الم ــروي لـ ــه وال يشـــارك فـ ــي الس ــرد‪ ،‬وال نلم ــس لـ ــه حضـــو اًر أو صـ ــفات كمـــا فـ ــي الـــذاتي‪ ،‬وبهـ ــذا‬
‫تجمع هذه الرواية بين النوعين السالفي الذكر‪.‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪ -‬انزي ـ ــاح الحج ـ ــاب م ـ ــا بع ـ ــد الغي ـ ــاب ‪ :‬جاس ـ ــم عاص ـ ــي (ض ـ ــمن ف ـ ــي انتظ ـ ــار الض ـ ــفاف البعي ـ ــدة)‪ ،‬دار تم ـ ــوز للنش ـ ــر‬
‫والطباعة‪ ،‬دمشق‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬البنية السردية في شعر الصعاليك‪ :‬ضياء غني لفته‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2010 ،1431 ،‬‬
‫‪ -‬بنية النص السردي‪ :‬حميد لمحمداني‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪.1983 ،‬‬

‫انزياح الحجاب ما بعد الغياب‪. 415 :‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫المكعبات الحجرية‪.139 :‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ينظر مستعمرة المياه‪.52 ،27 ،15 ،12 :‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ينظر المصدر السابق‪ ،62 ،66 :‬ومابعدها‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪182‬‬
‫كانون أول‪2014/‬م‬ ‫مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية ‪ /‬جامعة بابل‬ ‫العدد‪18/‬‬

‫‪ -‬تقني ــات الس ــرد ب ــين الرواي ــة والس ــيرة الذاتي ــة (د ارس ــة موازن ــة)‪ ،‬أحم ــد ع ــزي ص ــغير اطروح ــة دكتـــوراه‪ ،‬كلي ــة التربي ــة‪،‬‬
‫جامعة بغداد ‪. 2004 ،1425‬‬
‫‪ -‬التلقي والسياقات الثقافية‪:‬عبد اهلل إبراهيم‪ ،‬دار الكتاب الجديد للمتحدة‪ ،‬بيروت‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬الحفيد‪ :‬جاسم عاصي‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ -‬دليل الناقد األدبي‪ :‬ميجان الرويلي‪ ،‬وسعد البازغي‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2007 ،2‬‬
‫‪ -‬رغبات ‪ :‬جاسم عاصي‪( ،‬مخطوطة)‪.‬‬
‫‪ -‬الس ـ ــرد النس ـ ــائي الع ارق ـ ــي (النش ـ ــأة والتح ـ ــول م ـ ــن ع ـ ــام ‪ :)2003 -1950‬ع ـ ــذراء نج ـ ــم عب ـ ــد األمي ـ ــر جامع ـ ــة باب ـ ــل‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪.87 ،2011 ،1432 ،‬‬
‫‪ -‬السـ ــردية فـ ــي النقـ ــد الروائـ ــي الع ارقـ ــي مـ ــن (‪ :)1996 -1985‬أحمـ ــد رشـ ــيد الـ ــدرة‪ ،‬رسـ ــالة ماجسـ ــتير كليـ ــة التربيـ ــة‪/‬‬
‫للبنات‪ ،‬جامعة بغداد‪.1997 ،‬‬
‫‪ -‬الصوت اآلخر(الجوهر الحواري للخطاب األدبي)‪ :‬فاضل ثامر‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬بغداد‪.1992 ،‬‬
‫‪ -‬عناص ـ ــر الفـ ـ ـن الروائ ـ ــي عن ـ ــد ط ـ ــه حام ـ ــد الش ـ ــبيب‪ :‬قاس ـ ــم ك ـ ــاظم محم ـ ــد‪ ،‬رس ـ ــالة ماجس ـ ــتير كلي ـ ــة التربي ـ ــة‪ ،‬جامع ـ ــة‬
‫القادسية‪.2005 ،1426 ،‬‬
‫‪ -‬قال الراوي‪ :‬سعيد يقطين‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪.1997 ،‬‬
‫‪ -‬قاموس السرديات‪ :‬جيرالد برنس‪ ،‬تر‪ :‬السيد إمام‪ ،‬ميريث للنشر والمعلومات‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬لليالي حكايات‪ :‬جاسم عاصي‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬بغداد‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬مـ ـ ــا قيـ ـ ــل ومـ ـ ــا‪ :‬جاسـ ـ ــم عاصـ ـ ــي (ضـ ـ ــمن فـ ـ ــي انتظـ ـ ــار الضـ ـ ــفاف البعيـ ـ ــدة)‪ ،‬دار تمـ ـ ــوز للنشـ ـ ــر والطباعـ ـ ــة‪ ،‬دمشـ ـ ــق‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -‬مس ـ ــتعمرة المي ـ ــاه‪ :‬جاس ـ ــم عاص ـ ــي (ض ـ ــمن ف ـ ــي انتظ ـ ــار الض ـ ــفاف البعي ـ ــدة)‪ ،‬دار تم ـ ــوز للنش ـ ــر والطباع ـ ــة‪ ،‬دمش ـ ــق‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ -‬المصطلحات األدبية الحديثة‪ :‬محمد عناني‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬ناشرون‪ ،‬بيروت‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬المصـ ــطلح السـ ــردي فـ ــي النقـ ــد األدبـ ــي العربـ ــي الحـ ــديث‪ :‬أحمـ ــد رحـ ــيم ك ـ ـريم‪ ،‬رسـ ــالة ماجسـ ــتير كليـ ــة التربيـ ــة‪ ،‬جامعـ ــة‬
‫بابل‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬المكعبات الحجرية‪ :‬لليالي حكايات‪ :‬جاسم عاصي‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬بغداد‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬ملكوت البراري ‪ :‬جاسم عاصي‪ ،‬اتحاد الكتاب واألدباء‪ ،‬العراق‪.2007 ،‬‬

‫‪183‬‬

You might also like