You are on page 1of 142

‫الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬

‫جامعة العربي بن مييدي‪-‬أم البواقي‪-‬‬

‫كمية اآلداب و المغات‬

‫قسم‪:‬المغة و األدب العربي‬

‫تخصص‪ :‬عموم المسان‬

‫دور السياق في توجيو المعنى‬

‫"الديكتاتور" لمحمود درويش –أنموذجا‪-‬‬

‫مذكرة مكممة لنيل شيادة (الماستر) في ميدان المغة واألدب العربي‬

‫مسار‪ :‬عموم المغة العربية‬

‫إشراف األستاذ‬ ‫إعداد الطالب(ة)‪:‬‬

‫أ ‪ /‬رشيد غنام‬ ‫ىادية عالوة‬

‫السنة الجامعية‪5102/5102 :‬‬


‫ول ِ‬
‫اهلل‬ ‫س َ‬ ‫ر‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ال‪ :‬س ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫عنو‬
‫ُ‬ ‫اهلل‬ ‫ي‬‫ض‬‫َّرداء ر ِ‬
‫عن أبي الد ِ‬
‫َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫عميو وسمَّ َم َيقُو ُل‪:‬‬
‫صمّى اهللُ ْ‬
‫الجَّنة‪ ،‬وا َّن‬ ‫ط ِرْي َقاَ َي ْبتَ ِغي ِف ْي ِو ِعْم َماً َسيَّ َل اهللُ لوُ َ‬
‫ط ِرْي َقًا إلى َ‬ ‫" َمن َسَم َك َ‬
‫الع ِال َم‬
‫إن َ‬ ‫صَنعُ َو َّ‬‫ضًا بِما َي ْ‬
‫ِ‬
‫طال ِب العْمِم ِر َ‬
‫أجنِحتَيا ِل َ ِ‬
‫ضعُ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫المالئ َك َة َلتَ َ‬
‫َ‬
‫الح ْيتَان في الم ِ‬
‫اء‬ ‫األرض حتَّى ِ‬‫ِ‬ ‫في‬ ‫ن‬ ‫وم‬ ‫ات‬‫غفر لو من في السَّمو ِ‬ ‫لَيستَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫الق َم ِر‬
‫ضل َ‬‫ض ُل الع ِالِم َعمى العابِ ِد َك َف ِ‬ ‫اك ِب‪ ،‬وا َّن وَف ْ‬ ‫عمى سائِ ِر ال َكو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َو َّإنما َوَّرثُوا‬ ‫اء ْلم ُي َوَرثُوا ِد ْينا ًار وال ِد ْرَى َمًا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العَمماء َوَرثَةُ األنبِ ْياء وا َّن األنبِ ْي َ‬
‫ُ‬
‫أخ َذ بِ َح ٍظ َو ِاف ٍر"‪.‬‬
‫َخ َذهُ َ‬ ‫ِ‬
‫العْم َم َف َم ْن أ َ‬

‫ـ رواه أبو داوود والترمذي ـ‬


‫كــمــمة شكــــــــــر‬
‫دائما ىي سطور الشكر والثناء تكون في غاية الصعوبة عند الصياغة‪ ،‬ربما‬
‫ألنيا تشعرنا دائما بقصورىا وعدم إيفائيا حق من نتقدم ليم بيا‪.‬‬
‫فالشكر موصول هلل سبحانو وتعالى الذي وفقنا في إنجاز ىذا البحث‪.‬‬
‫وعمال بقولو صمى اهلل عميو وسمم "من لم يشكر الناس لم يشكر اهلل"‬
‫نتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى جميع من ساندنا طيمة المشوار‪.‬‬
‫كما أتقدم بشكر خاص إلى األستاذ المشرف "رشيد غنام"‪ ،‬الذي لم يتوانى‬
‫لحظة واحدة في تنبييي و إرشادي حيث كانت توجيياتو البناءة مشاعل من‬
‫نور أىتدي بيا وسط بحر العمم الواسع و لواله ما كانت ىذه الدراسة لترى‬
‫النور فبارك اهلل فيو و أطال في عمره بح ار فياضا لطالبو‪.‬‬
‫كما أتقدم بخالص شكري و عرفاني لعميد كمية اآلداب و إلى أساتذة المغة‬
‫العربية الذين زرعوا في نفوسنا الغيرة عمى ىذه المغة و رسموىا في خمجاتنا‬
‫بأبيى صورة‪.‬‬
‫كما ال يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى أعضاء لجنة المناقشة عمى‬
‫تفضميم لمناقشة البحث و بيان نواقصو و اإلرشاد إلى إكمالو و إثرائو‬
‫بالممحوظات و التوجييات‪.‬‬
‫الفصل األول‬
‫الفصل الثاني‬
‫مقدمة عامة‬
‫مـــقــــدمـــــة‬
‫الفصل الثالث‬
‫المـــمـــحــــــق‬
‫الفيرس‬
‫قائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫المالحق‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاىيمي لمسياق و المعنى‬

‫‪‬تمييد‬
‫‪ .I‬السياق‬
‫‪ .1‬السياق في المعاجم العربية‬

‫‪.1.1‬السياق في المعاجم العربية القديمة‬

‫‪ .1.1‬السياق في المعاجم العربية الحديثة‬


‫‪ .1‬السياق في المعاجم الغربية‬
‫‪.1.1‬في المعاجم العامة‬
‫‪.1.1‬في المعاجم الخاصة‬
‫‪ .3‬السياق عند العمماء القدامى‬
‫‪ .4‬السياق عند عمماء الغرب‬
‫‪ .5‬السياق عند المحدثين العرب‬
‫‪ .II‬المعنى‬
‫‪.1‬المعنى في المعاجم العربية‬
‫في المعاجم العربية القديمة‬ ‫‪.1.1‬‬
‫في المعاجم العربية الحديثة‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪ .1‬المعنى إصطالحا‬
‫‪ .III‬العالقة بين السياق و المعنى‬
‫‪‬خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬السياق أىميتو و أنواعو‬
‫‪‬تمييد‬
‫‪ .1‬السياق في الدراسات العربية التراثية‬
‫‪ .1.1‬عند المفسرين‬
‫‪ .1.1‬عند البالغيين‬
‫‪.3.1‬عند األصوليون و الفقياء‬

‫‪ .1‬النص في مقابل السياق عند فان دايك‬


‫‪ .1.1‬السياق التداولي (النص كفعل كالمي)‬
‫‪ .1.1‬السياق اإلدراكي (فيم النصوص)‬
‫‪ .3.1‬السياق النفسي االجتماعي (تأثير النصوص)‬
‫‪ .4.1‬السياق االجتماعي (النص في التفاعل و المؤسسة)‬
‫‪ .3‬أنواع السياق‬
‫‪ .1.3‬السياق المغوي‬
‫‪ .1.3‬السياق غير لغوي‬
‫‪ .3.3‬السياق العاطفي‬
‫‪.4.3‬السياق الثقافي‬
‫‪.5.3‬سياق الموقف‬
‫‪ .4‬أىمية السياق‬
‫‪‬خالصة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫‪‬تمييد‬

‫‪‬منيج الدراسة‬

‫‪.I‬التغير الداللي و مظاىره في قصيدة الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫‪ .1‬التغير الداللي‬

‫‪ .1.1‬انتقال الداللة مع اختيار نماذج من القصيدة و التعميق عمييا‬

‫‪ .1.1‬تعميم الداللة مع اختيار نماذج من القصيدة و التعميق عمييا‬

‫‪ .3..‬تضييق الداللة مع اختيار نماذج من القصيدة و التعميق عمييا‬

‫‪ ‬خالصة الفصل‬
‫مــــقـــدمـــة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫الحمد هلل نحمده و نستعينو و نستغفره و نتوب إليو‪ ،‬و نعـ ـوذ باهلل م ـن ش ـرور أنـفـ ـ ـسنا‬

‫و سيئات أعمالنا ‪ ،‬من ييد اهلل فال مضل لو‪ ،‬و من يضمل فال ىادي لو‪ ،‬و أشيد أن ال إلو‬

‫إال اهلل وحده ال شريك لو و أشيد أن محمدا عبده ورسولو‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫مضت القرون و المغة العربية يزيدىا القدم قوة و خبرة واسعة و عمقا وامتدادا‪،‬وىي ما‬

‫تزال في نضج و عراقة‪ ،‬متجددة في حيوية وعطاء‪ ،‬أضحت لغة عالمية لما تحممو في ذاتيا‬

‫من خصائص و بما ميزىا اهلل حين اختارىا لغة القرآن الكريم‪ ،‬ولسان رسولو األمين فيي لغة‬

‫حضارية إنسانية‪ ،‬و مستودع التراث العربي اإلسالمي و مظير إبداعو الفكري و عطائو‬

‫الحضاري‪ ،‬وىي لغة ثرية بمفرداتيا و معجميا الغني و ككل لغات العالم تعير اىتمـاما‬

‫لأللفاظ و ما تحممو من معاني مفردة كانت أو متعددة‪.‬‬

‫و تعدد المعاني التي يدل عمييا المفظ يعني أن لو معنى مركزي ىو النواة و معاني‬

‫ثانوية اكتسبيا من أنساق كالمية مختمفة‪ .‬و أضحى طريقا لرفع المبس عن الداللة مرو ار‬

‫بالسياق‪ ،‬و من ىنا جاءت فكرة ىذا البحث الموسوم بـ‪" :‬دور السياق في توجيو المعنى‬

‫"الديكتاتور" لمحمود درويش –أنموذجا‪"-‬‬

‫‌أ‬
‫مــــقـــدمـــة‬
‫فداللة الكممة تتعدد بتعدد السياقات‪ ،‬و نظار لمدور الفعال الذي يحممو السياق في حيازة‬

‫المعنى و توجيو الداللة كان البد من طرح مجموعة تساؤالت نقف من خالليا عمى جوانب‬

‫السياق‪:‬‬

‫*فيل السياق كمفظ كان مطروقا في الدراسات العربية القديمة؟ و ىل ىناك مصطمحات‬

‫قامت مقامو؟‬

‫*و ىل ظير السياق عند العمماء العرب المحدثين‪ ،‬أم ىو وليد االحتكاك بالغرب؟‬

‫*و إلى أي مدى يمنح السياق أللفاظ خطب الديكتاتور لمحمود درويش دالالت جـديدة؟‬

‫و كيف تصنف ىذه األلفاظ حسب مظاىر التغير الداللي؟‬

‫و من أىم الدوافع الحقيقية الختياري ىذا الموضوع‪:‬‬

‫‪-‬شغفي بعمم الداللة خاصة و التراث العربي عامة والذي كثي ار ما أىمل رغم أىميتو وقمة‬

‫الدراسات المتعمقة بو؛‬

‫‪-‬اضافة إلى عدم إعطاء مقاربة دقيقة بين ما توصل إليو العرب و الغرب في ىذا المجال؛‬

‫‪-‬ومن خالل إطالعنا عمى قصيدة محمود درويش الحظنا الدالالت الجديدة الممنوحة لعديد‬

‫األلفاظ و ىو ما جعمني أختارىا؛‬

‫‌ب‬
‫مــــقـــدمـــة‬
‫‪-‬ولمظفر بمفاتيح اإلجابة عن ىذه التساؤالت عقدت فصول ىذه المذكرة وفق خطة قامت‬

‫عمى مقدمة و ثالثة فصول و خاتمة‪ ،‬فانطمقنا من مقدمة كانت سابقة يمييا الفصل األول‬

‫الذي كان بمثابة تأطير نظري لمسياق و المعنى فتناولنا فيو السياق بمعناه المغوي في‬

‫المعاجم العربية القديمة و الحديثة‪ ،‬و في المعاجم الغربية ثم السياق عند العمماء العرب‬

‫القـ ـدامى و المحدثين‪ ،‬عند عمماء الغرب ثم يأتي المعنى بمفيومو المغوي في المعاجم العربية‬

‫القديم ـة و الحديثة‪ ،‬يميو التعريف االصطالحي لممعنى عند العرب القدامى والمحدثين وختمت‬

‫الفصل بالعالقة التي تربط بين المعنى و السياق‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فقد تناولنا فيو امتداد السياق في الدراسات العربية التراثية عند‬

‫المفسرين والبالغيين و األصوليين ثم أنواع السياق‪ ،‬أىميتو و النص في مقابل السياق عند‬

‫فان دايك‪.‬‬

‫في حين جاء الفصل الثالث كفصل تطبيقي لمدراسة من خالل أخذ نماذج من ألفاظ‬

‫قصيدة الديكتاتور لمحمود درويش فقمنا بدراستيا من الناحية المعجمية ثم الد ارسة السياقية‬

‫وصنفت ىذه األلفاظ حسب مظاىر التغير الداللي‪.‬‬

‫*واقتضت دراسة الموضوع أن يكون المنيج السائد ىو‪ :‬المنيج الوصفي التحميمي الذي رأينا‬

‫أنو المناسب لمثل ىذه الدراسات خاصة ما تعمق منيا بالجانب التطبيقي‪ ،‬و تخممو المنيج‬

‫التاريخي‪.‬‬

‫‌ج‬
‫مــــقـــدمـــة‬
‫و ككل بحث واجيتنا بعض الصعوبات كاتساع الموضوع و تعـدد النظـ ـريات والدراسات التي‬

‫عالجتو‪ ،‬اضافة إلى قمة الدراسات حول ىذه القصيدة لمحمود درويش باستثناء دراسة واحدة‬

‫و التي استفدتنا منيا كثي ار و أعانتنا عمى شرح معنى أبيات ىذه القصيدة‪.‬‬

‫و ىي مذكرة تخرج لنيل شيادة الماستر موسومة بعنوان ‪:‬فاعمية التأثير في الخطاب‬

‫الشعري لمحمود درويش –دراسة تداولية‪ .‬و التي استخدمتيا كمرجع لي في دراستي‬

‫التطبيقية‪.‬‬

‫و من بين المصادر التي استعنا بيا ىي ‪ :‬المعاجم منيا القديمة كمسان العرب البن‬

‫منظور و العين لمخميل و أساس البالغة لمزمخشري‪.‬‬

‫والبعض من المراجع الحديثة منيا ‪:‬المنجد لصبحي حموي و الرائد لجبران مسعود‪...‬‬

‫و كتب في عمم الداللة منيا ‪:‬عمم الداللة ألحمد مختار عمر‪ ،‬وعمم الداللة التطبيقي ليادي‬

‫نير و عمم الداللة لحسام البينساوي‪ ،‬السياق و النص الشعري من البنية إلى القراءة‪ ،‬لعمي‬

‫آيت أوشن‪ ،‬و تمام حسان ‪:‬المغة العربية معناىا و مبناىا‪,..‬‬

‫*و في األخير أدين بالشكر الجزيل ألستاذي المشرف غنام رشيد الذي أضاء لي جوانب‬

‫البحث و لم يبخل عمي بتوجيياتو و مالحظاتو القيمة‪ ،‬و الذي تابع بحثي بكل اىتمام وجدية‬

‫منذ البداية‪.‬‬

‫‌د‬
‫مــــقـــدمـــة‬
‫و ال يفوتني أيضا أن أتوجو بالشكر و العرفان إلى عضوي لجنة المناقشة المذين سيكسبان‬

‫ىذا البحث قيمة أخرى بآ ارئيما و توجيياتيما السديدة‪ ،‬و إلى كل من ساعدني في إنجاز ىذا‬

‫البحث من قريب أو من بعيد‪.‬‬

‫‌ه‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫لقد استحوذ السياؽ عمى اىتماـ العمماء العرب والغرب وظير ذلؾ مف خالؿ‬

‫مصنفات المغوييف والمفسريف واألصولييف‪ ،‬فالسياؽ كفكرة تنبو إلييا العرب قديما وكانوا عمى‬

‫وعي ودراية بو ومدركيف لحمولتو المعرفية ولكف كاف غير مصرح بو كمصطمح وعرؼ‬

‫باصطالحات أخرى تؤدي إلى نفس المفيوـ مف المقاـ‪ ،‬الحاؿ‪ ،‬القرينة‪ ،‬الموقؼ والنظـ‪،‬‬

‫فالغائب إذف ىو المصطمح ولكف كانوا عمى دراية بأىميتو في توجيو وتحديد الداللة أما‬

‫المحدثوف فتوصموا إلى تعريفات لمسياؽ‪ ،‬وأصبح لو نظرية قائمة بنفسيا‪ ،‬وتعد مف أىـ‬

‫نظريات المعنى‪ ،‬فالداللة الصحيحة ى ػي التي تكسب مف السياؽ‪ ،‬فيو يجمع المعاني المراد‬

‫فيميا ويوصميا إلى ذىف القارئ وفؽ قرائف لفظية ومعنوية تسير بالمعنى نحو الغاية‬

‫المقصودة‪.‬‬

‫ومف يق أر كتب النحاة بعناية يجد فييا التفاتات سياقية ميمة‪ ،‬فنراىـ يحمموف التراكيب المغوية‬

‫مراعيف في ذلؾ الجمؿ السابقة والالحقة‪ ،‬فيو عالما متشابكا شديد األىمية لما لو مف دور‬

‫فعاؿ في حيازة المعنى وتوجيو الداللة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫‪ .I‬السياق‪:‬‬

‫سنتطرؽ في ىذا المبحث إلى التعريؼ المغوي لمسياؽ في المعاجـ العربية قدي ػ ػ ػما و حديثا‬

‫و المعاجـ الغربية ثـ عند عمماء الغرب و العمماء العرب المحدثيف‪.‬‬

‫العربية‪:‬‬ ‫‪-1‬السياق في المعاجم‬

‫إف التعريؼ المغوي لممصطمحات ميما كونو الركف األساسي في تحديد المعنى‬

‫اإلصطالحي‪ ،‬واذا أدركنا تتبع ظاىرة السياؽ البد مف أف نعرؼ ماىيتيا وما تحممو مف‬

‫دالالت في المعاجـ العربية والغربية فنبدأ بالمعاجـ العربية كأوؿ خطوة‪.‬‬

‫‪ -1-1‬السياق في المعاجم العربية القديمة ‪:‬‬

‫جاء في لسان العرب البن منظور (ت ‪714‬هـ)‪ :‬لفظ السياق في مادة سوق‪:‬‬

‫يقوؿ ‪ :‬السوؽ معروؼ‪ ،‬ساؽ اإلبؿ وغيرىا يسوقيا سوقا و سياقا وىو سائؽ و سواؽ‬

‫وانساقت اإلبؿ وتساوقت تساوقا إذا تتابعت‪ ،‬وساؽ إلييا الصداؽ والمير سػ ػياقا وأساقو‪ ،‬واف‬

‫كاف دراىـ أو دنانير ألف أصؿ الصداؽ عند العرب اإلبؿ‪.‬‬

‫والسياؽ‪ :‬المير‪ ،‬قيؿ لممير سوؽ ألف العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا اإلبؿ والغ ػنـ ميرا‪ ،‬ألنيا‬

‫كانت الغالب عمى أمواليـ‪.‬‬

‫وساؽ بنفسو سياقا‪ :‬نزع بيا عند الموت‪ ،‬نقوؿ‪ :‬رأيت فالف يسوؽ سوقا أي ينزع نزعا عند‬

‫الموت‪.‬‬

‫ويقاؿ فالف في السياؽ أي في النزع‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫والس ػياؽ ن ػزع الروح‪ ،‬وأص ػمو سواؽ‪ ،‬فق ػبمت الواو ي ػاء لػكسرة السيف وىػ ػ ػ ػ ػ ػما مص ػ ػ ػدراف مػ ػ ػف‬

‫‪1‬‬
‫ساؽ يسوؽ‪.‬‬

‫وجاء في أساس البالغة لمزمخشري (ت ‪538‬هـ) ‪ :‬في مادة (سوق) ‪:‬‬

‫يقوؿ ومف المجاز ساؽ اهلل إليو خيرا‪ ،‬وساؽ إلييا المير‪ ،‬وساقت الري ػح الػ ػسحاب‪،‬‬

‫والمحتضر يسوؽ سياقا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وىو يسوؽ الحديث أحسف سياقو‪ ،‬واليؾ سياؽ الحديث‪.‬‬

‫وبيذا نخرج إلى أف المادة المغوية لسوؽ الواردة في لساف العرب إلبف منظور بمعنى ‪ :‬النزع‬

‫والتتابع‪.‬‬

‫وفي أساس البالغة لمزمخشري ‪ :‬جاءت المادة المغوية لسوؽ بمعنى ربط السياؽ بالحديث في‬

‫استعمالو المجازي‪.‬‬

‫‪ 1‬ابف منظور‪ :‬لساف العرب‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬مادة سوؽ‪ ،‬مجمد ‪ ،7‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ‪.304‬‬
‫‪2‬‬
‫الزمخشري ‪ :‬أساس البالغة‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬مادة سوؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1998 ،1‬ص ‪.484‬‬

‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫‪ -2-1‬السياق في المعاجم العربية الحديثة ‪:‬‬

‫جاء في معجم المغة العربية المعاصرة ألحمد مختار عمر‪:‬‬

‫ساؽ الحديث بمعنى سرده‪ ،‬أورده بسيولة وساللة‪ ،‬وساؽ القصة قصيا وساؽ الحديث إلى‬

‫موضع معيف وجيو إليؾ يساؽ الحديث يوجو‪ ،‬ساؽ المير إلى المرأة قدمو‪ :‬حممو إلييا‪.‬‬

‫ساؽ إليو الماؿ ‪ :‬أرسمو إليو‪ ،‬قدمو بيف يديو‪.‬‬

‫والسياؽ مفرد جمعو "سياقات" مصدر ساؽ تعاقب سمسمة مف الظاىرات في وحدة ونظاـ‬

‫‪1‬‬
‫كتعاقب الظاىرات السيكولوجية والفيسيولوجية‪.‬‬

‫وجاء في المعجم الوسيط لمجمع المغة العربية ‪:‬‬

‫ساؽ الحديث أي سرده وسمسمو واليؾ يساؽ الحديث يوجو‪ ،‬والسياؽ المير‪ ،‬وسياؽ الكالـ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫تتابعو وأسموبو الذي يجري عميو والنزع يقاؿ في السياؽ‪ :‬االحتضار‪.‬‬

‫وجاء في المنجد في المغة العربية المعاصرة ‪:‬‬

‫سياؽ الكالـ سرده وأسموبو الذي يجري عميو يقاؿ وقعت ىذه العبارة في سياؽ وقائع سرد‬

‫متابع‪ ،‬تتابع منتظـ "سياؽ وقائع في قصة" والسياؽ سمسػ ػمة تتػ ػ ػابع نظ ػامي‪ ،‬سي ػاؽ مػراتب‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫مجرى تتابع تسمسؿ "سياؽ الحوادث" إطار في ىذا السياؽ أو ذاؾ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد مختار عمر‪ :‬معجـ المغة العربية المعاصرة‪ ،‬عالـ الكتب القاىرة‪ ،‬المجمد‪ ،2‬ط‪،2008،1‬ص‬
‫‪.137‬‬
‫‪2‬‬
‫مجمع المغة العربية ‪ :‬الوسيط‪ ،‬المكتبة االسالمية اسطنبوؿ‪ ،‬ج‪ ،1‬دط‪،‬ص ‪.464‬‬
‫‪3‬‬
‫صبحي حموي‪ :‬المنجد في المغة العربية المعاصرة‪ ،‬دار المشرؽ بيروت‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص ‪.726‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫ؽ" في معجـ المغة العربية تأتي بمعنى التعاقب أما في المنجد‬


‫"لس َو َ‬
‫ومنو فالمادة المغوية َ‬

‫فتأتي بمعنى التتابع ومعجـ الوسيط لمجمع المغة العربية فيي بمعنى النزع والتتابع‪.‬‬

‫فالمعاجـ العربية القديمة منيا أو الحديثة قاصرة‪ ،‬لـ تضع ىذا المصطمح ضمف إطاره‬

‫العممي‪ ،‬ولـ تدرؾ الداللة الحقيقية لو‪.‬‬

‫ولـ تخرج إلى دالالت جديدة فبقيت تحت نفس الداللة مف التتابع و النزع والتعاقب وسياؽ‬

‫الحديث فالمعاجـ العربية تكاد تتفؽ حوؿ ىذه المادة‪.‬‬

‫‪ -2‬السياق في المعاجم الغربية ‪:‬‬

‫‪ -1-2‬المعاجم العامة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫روبير الصغير من تأليف ‪ :‬آالن ري و دي بوف‪.‬‬

‫‪ -1‬السياؽ ىو مجموع نص يحيط بعنصر لغوي (كممة‪ ،‬جممة‪ ،‬جزء مف ممفوظ)‪ ،‬ويتعمؽ‬

‫بمعناىا وقيمتيا‪.‬‬

‫‪ -2‬مجػ ػموع الظروؼ التي في إطارىا يندرج فعؿ ما‪ ،‬فيناؾ السياؽ السيػ ػكولوج ػ ػي‬

‫لمت ػ ػصرؼ‪ ،‬والسياؽ السياسي العائمي‪.‬‬

‫‪ -2-2‬المعاجم المتخصصة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫معجم السيميائيات لغريماس وكورتيس ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عمي آيت أوشف‪ ،‬السياؽ والنص الشعري مف البنية إلى القراءة‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‬
‫‪.31‬‬

‫‪01‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫السياؽ ىو مجموع النصوص التي تسبؽ أو تواكب وحدة تركيبية معينة وتت ػ ػعمؽ بي ػ ػا‬

‫الداللػ ػة‪ ،‬حيث يمكف اف يكوف صريحا أو لسانيا‪ ،‬ويمكف أف يكوف ضمنيا ويتميز في ىذه‬

‫الحالة بأنو سياؽ خارجي لساني أو مقامي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫معجم المسانيات جون دي بوا‪:‬‬

‫‪ -1‬ىو المحيط (‪ )l'eniromenent‬أي الوحدات التي تسبؽ أو تمػ ػحؽ وحػدة محددة‪،‬‬

‫ويسمى بالسياؽ أو السياؽ الشفوي‪.‬‬

‫‪ -2‬وىو مجموع الشروط اال جتماعية التي يمكف أف تأخذ بعيف اإلعتبار لدراسة العالقات‬

‫القائمة بيف السموؾ اإلجتماعي والسموؾ اإلنساني‪.‬‬

‫وغالبا ما تحدد ىذه العالقات بالسياؽ اإلجتماعي الستعماؿ المغة ونحدده أيضا بقولنا "المقاـ"‬

‫وىو مجموعة العمميات المشتركة بيف المتكمـ والمستمع في مقاـ ث ػقافي ونفسي‬

‫‪3‬‬
‫لتجارب كؿ منيما‪.‬‬

‫وعميو فإف القواميس الغربية خاصة المتخصصة منيا تعاممت مع السياؽ كمصطمح وىي‬

‫تعي حمولتو المعرفية خاصة في الدرس المساني والسيميائي فعرضت لو وعرفت بو مستجمية‬

‫حمولتو المعرفية مغنية بذلؾ المسار العممي ليذا المصطمح ألف التحكـ في المصطمح ىو‬

‫في الواقع تحكـ في المعرفة المراد إيصاليا والقدرة عمى ضبط مختمؼ أنساقيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمي آيت اوشف ‪ :‬السياؽ والنص الشعري مف البنية إلى القراءة‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ :‬ص ‪.31‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ :‬ص ‪.34‬‬

‫‪02‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫فعند مقارنة المعاجـ الغربية وماجاءت بو حوؿ تعريؼ ل ػمصطم ػ ػح السػ ػياؽ نجػ ػدىا‬

‫أضػ ػ ػافػ ػ ػت‪ ،‬لممصطمح معاني لـ توردىا المع ػاجـ العربية‪ ،‬ولعؿ ماجعؿ ىذه المعاجـ تعي‬

‫الحمولة المعرفية ليذا المصطمح ىو وجود قواميس متخصصة في المسانيات والسيميائيات‬

‫التي وضعت ليذا المصطمح دالالت دقيقة ونجد العرب يفتقروف إلى مثؿ ىذه القواميس‪.‬‬

‫‪-3‬السياق عند العمماء القدامى ‪:‬‬

‫إف كممة السياؽ مف األلفاظ التي استخدميا القدامى مف النحاة بمدلوليا المغوي العاـ‪ ،‬أي أنيا‬

‫تحمؿ المفيوـ االصطالحي الذي أصبح شائعا بيف العمماء المحدثيف‪.‬‬

‫ففكرة السياؽ كانت موجودة منذ القديـ ولكف بمصطمحات أخرى مف المقاـ‪ ،‬النظـ‪ ،‬سياؽ‬

‫الحاؿ‪ ...‬فالذي كاف غائبا ىو المصطمح فقط‪ ،‬أما أىميتو فكانوا مدركيف ليا وكاف ليـ السبؽ‬

‫في ىذا المصطمح ومنيـ‪:‬‬

‫‪03‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫‪-‬الجاحظ (ت ‪471‬هـ)‪:‬‬

‫فنجده ينتبو إلى أىميتو وتحديد عناصره ومقوماتو التي أوصميا إلى خمسة عناصر فيقوؿ‪:‬‬

‫"وجمع أصناؼ الداللة عمى المعاني مف لفظ وغيره خمسة أشياء التنقص والتزيد‪ ،‬أوليما‬

‫‪1‬‬
‫المفظ ثـ اإلشارة ثـ العقد‪ ،‬ثـ الخط ثـ الحاؿ التي تسمى نصبة‪.‬‬

‫ويقوؿ موضحا أف الصوت مف عناصر السياؽ "الصوت آلة المفظ‪ ،‬والجوىر الذي يقوـ بو‬

‫التقطيع وبو يوجد التأليؼ‪ ،‬ولف تكوف حركات المساف لفظا وال كالما موزونا وال منثو ار إال‬

‫‪2‬‬
‫بظيور الصوت‪.‬‬

‫فيو يجعؿ السياؽ يعتمد عمى المفظ واإلشارة والصوت والحاؿ‪.‬‬

‫‪-‬أما ابن جني (ت ‪392‬هـ)‪:‬‬

‫فيو مف العمماء القدامى الذيف تنبو لمدور الذي شغمو السياؽ في نظرية المعنى‪ ،‬فنجده ييتـ‬

‫بسياؽ الحاؿ وتحميؿ الحدث الكالمي صوتيا وصرفيا ونحويا مف أجؿ الوصوؿ والكشؼ عف‬

‫الداللة‪:‬‬

‫فيقوؿ في ىذا البيت ‪:‬‬

‫أبعمي ىذا بالرحى المتقاعس‬ ‫وصكت وجييا بيمينيا‬

‫فنجده يعمؽ عمى ىذا البيت ويقوؿ ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الجاحظ ‪ :‬البياف والتبييف ‪ ،‬تح درويش جودي‪ ،‬المكتبة العصرية صيدا بيروت‪ ،‬ج‪ ،1‬دط‪ ،2003 ،‬ص‬
‫‪.57‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية رمضاف النجار ‪ :‬المغة العربية وأنظمتيا‪ ،‬دار الوفاء االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.205‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫فمو قاؿ حاكيا عنيا أبعمي ىذا بالرحى المتقاعس مف غير أف يذكر صؾ الوجو‪ ،‬ألعممنا‬

‫ب ذلؾ أنيا كانت متعجبة منكرة لكنو لما حكى الحاؿ فقاؿ (وصكت وجييا) عمـ بذلؾ قوة‬

‫إنكارىا وتعاظـ الصورة ليا‪ ،‬ىذا مع أنؾ سامع لحكاية الحاؿ غير مشاىد ليا‪ ،‬ولو شاىدتيا‬

‫لكنت بيا أعرؼ‪.‬‬

‫ويذكر نماذج غير صريحة لسياؽ الجممة كقولو‪:‬‬

‫"مف أف المحذوؼ مف المفظ إف دلت الداللة عميو كاف بمنزلة الممفوظ بو أال ترى أف الخبر‬

‫‪1‬‬
‫لما جاء مثنى دؿ عمى أف المخبر عنو مثنى كذلؾ"‪.‬‬

‫فابف جني في كالمو يؤكد عمى أثر المشاىد واألحواؿ في إيضاح المعنى وأف لإلشارات‬

‫الجسمية الدور الكبير في عممية التواصؿ بيف المخاطبيف‪.‬‬

‫‪-4‬السياق عند عمماء الغرب ‪:‬‬

‫استحوذ السياؽ عمى انتباه العمماء الغربييف‪ ،‬فاعتنوا بو وأولوه أىمية كبيرة‪ ،‬وخصوه بنظرية‬

‫قائمة بذاتيا وىي النظرية السياقية وكانت عمى يد االنجميزي جون فيرث وسبقو في ىذا‬

‫عمماء بذلوا جيود حوؿ ىذه الدراسة قبمو ونذكر منيـ ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ابف جني ‪ :‬الخصائص‪ ،‬تح محمد عمى النجار‪ ،‬عالـ الكتب لبناف‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص ‪.206‬‬

‫‪05‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫‪ -‬فردينان دي سوسير ‪ :‬الذي يذىب إلى القوؿ أف ‪:‬‬

‫"الكممة إذا وقعت في سياؽ ماالتكتسب قيمتيا إال بفضؿ مقابمتيا لما ىو سابؽ ولما ىو‬

‫‪1‬‬
‫الحؽ أو كمييما معا"‪.‬‬

‫‪-‬ويقول فيندريس جورج أيضا ‪:‬‬

‫"أننا حيف نقوؿ بأف الحدى الكممات أكثر مف معنى واحد في وقت واحد نكوف ضحايا‬

‫لالنخداع إلى حد ما‪ ،‬إذ اليطفو في الشعور مف المعاني المختمفة التي تدؿ عمييا إحدى‬

‫‪2‬‬
‫الكممات إال المعنى الذي يعينو السياؽ‪ ،‬أما المعاني األخرى فتمحى وتبدد والتوجد إطالقا"‪.‬‬

‫ويبيف أىميتو بقولو‪" :‬تزود كؿ كممة لحظة استعماليا تزويدا تاما بقيمة وقتية تبعد جميع القيـ‬

‫‪3‬‬
‫الناتجة مف االستعماالت األخرى التي تصمح ليا الكممة"‪.‬‬

‫فنفيـ مف قولو أف السياؽ يمنع تعدد المعاني وأنو ىو العامؿ الحاسـ الذي يحدد المعنى‬

‫المراد مف المفظ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فرديناف دي سوسير ‪ :‬عمـ المغة العاـ‪ ،‬تريوئيؿ يوسؼ عزيز‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪2‬‬
‫جورج فيندريس ‪ :‬المغة‪ ،‬تر ‪ :‬عبد الحميد الروخمي‪ ،‬مكتبة األنجمو المصرية‪ ،‬دط‪ ،1950 ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.231‬‬

‫‪06‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫‪-‬ويرى برونسمو مالينوفسكي ‪:‬‬

‫الذي يعد مف أبرز األنتربولوجيف والذي يرى أف معنى أي لفظة يعتمد اعتمادا كبي ار عمى‬

‫السياؽ الذي وردت فيو‪ ،‬ونجد عمي عزت يشرح السياؽ عنده فيقوؿ‪" :‬وجد مالينوفاسكي نفسو‬

‫أماـ عدد مف المشاكؿ المغوية التي اليجد تفسي ار ليا مما جعمو يربط بيف كثير مف العبارات‬

‫والتعبيرات التي صعب عميو تفسيرىا ترادفيا‪ ،‬فحاوؿ ربطيا بالمواقؼ التي قي ػمت فييا‪ ،‬وبنوع‬

‫النشاط الذي يصاحب أو تصاحبو التغييرات وعبر نظرية سياؽ الموقؼ التي وجدىا حال‬

‫‪1‬‬
‫مناسبا ليذه الصعوبات التي يواجييا"‪.‬‬

‫كما وجد أف مالينوفسكي في إطار حديثو عف أىمية المغة يشير إلى دور السياؽ وذلؾ ألف‬

‫"المغة ليست مجرد أداة لتوصيؿ األفكار‪ ،‬بؿ ىي في المكاف األوؿ جزء مف نشاط اجتماعي‬

‫مت سؽ‪ ،‬وفي المحظة التي تفصؿ فييا الكممة عف سياؽ ىذا النشاط الذي يػ ػغمفػ ػيا‪ ،‬أو عف‬

‫سياؽ الموقؼ التي تستخدـ فيو تصبح كممة جوفػاء دوف مغزى‪ ،‬ألف األلفاظ اليمكف أف توجد‬

‫‪2‬‬
‫في الفراغ"‪.‬‬

‫وكؿ ىذه الجيود ىي لعمماء ولغوييف كاف ليـ السبؽ في ىذه الدراسة عف االنجميزي جوف‬

‫فيرث فنجده ي أخذ مف األثر الذي تركو ىؤالء المغوييف أمثاؿ مالينوفاسكي‪ ،‬ثـ يأتي فيرث‬

‫ودوره في النظرية التي أسس ليا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمي عزت‪ :‬المغة ونظرية السياؽ‪ ،‬منشورات بمجمة الفكر المعاصر‪ ،‬ع‪ ،1971 ،76‬ص ‪.20-19‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪07‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫‪-‬و أما فيرث٭ (‪: )1961-1891‬‬

‫يعد جوف روبيرت فيرث مف العمماء الغربييف الذيف اىتموا بالسياؽ وأسس نظرية قائمة بنفسيا‬

‫وىي النظرية السياقية وتعد الحجر األساس في المدرسة الفيرثية‪.‬‬

‫فمعنى الكممة عنده يكمف في‪":‬استعماليا في المغة أو الطريقة التي تستعمؿ بيا أو الدور‬

‫الذي تػؤديو‪ ،‬وليذا يصرح بأف المعنى الينكشؼ إال مف خالؿ تسييؽ الوحدة المغوية أي‬

‫‪1‬‬
‫وضعيا في سياقات مختمفة"‪.‬‬

‫فدراسة معاني الكممات تتطمب تحميال لمسياقات والمواقؼ التي ترد فييا حتى ماكاف منيا‬

‫‪2‬‬
‫غير لغوي ومعنى الكممة عمى ىذا يتعدد تبعا لتعدد السياقات التي تقع فييا"‪.‬‬

‫وتقوـ نظريتو السياقية عمى إعادة االىتماـ باألحواؿ والمحيط الذي ال يتضمف األحداث‬

‫الكالمية‪ ،‬فالقوؿ إف اإلدراؾ المغوي والمعرفي يحصالف عندما تنتقؿ األفكار مف رأس المتكمـ‬

‫‪3‬‬
‫إلى السامع‪ ،‬ليس سوى خالفة مظمة‪.‬‬

‫٭فيرث ‪ :‬مف مواليد ‪ 17‬جواف ‪ 1890‬في كيغمي بانجمترا‪ ،‬وىو لغوي بريطاني‪ ،‬وشخصية رئيسية في‬
‫تطوير عاـ المغة ببريطانيا‪ ،‬مركزي في عممو‪ ،‬كتاباتو تظير في صفحات عمـ المغة‪ ،‬توفي ‪– 12 -14‬‬
‫‪.196‬‬
‫‪ 1‬أحمد مختار عمر‪ :‬عمـ الداللة‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬ط‪ ،1980 ،1‬ص ‪.68‬‬
‫‪2‬المرجع نفسو‪،‬ص‪.69‬‬
‫‪3‬‬
‫جفري سامسوف ‪ :‬مدارس المسانيات‪ -‬التسابؽ والتطور‪ ،-‬تر ‪ :‬محمد زياد كبة‪ ،‬جامعة الممؾ سعود‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.238‬‬

‫‪08‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫فالكالـ ليس أقواال بؿ أفعاؿ تحتوي الحدث الكالمي‪ ،‬والقضايا المادية المحيطة بالنص‬

‫المنطوؽ أو المكتوب‪" ،‬والمغة باستعماالتيا البدائية حمقة اتصاؿ في نشاط جماعي إنيا نمط‬

‫‪1‬‬
‫مف العمؿ وليست أداة لمتأمؿ"‪.‬‬

‫واف الترجمة الحرفية لمكالـ‪ ،‬تفقده وظيفتو األساسية وىي التواصؿ بيف بني البشر‪ ،‬لذلؾ فإف‬

‫معنى العبارات اليتضح واليكوف جميا إال إذا روعيت األنماط الحياتية لمجمػ ػاعة الػمتكممة‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫وكذا الحياة الثقافية والعاطفية والعالقات التي تؤلؼ بيف األفراد داخؿ المجتمع‪.‬‬

‫فمعنى الكالـ ليس سوى حصيمة ليذه العالقات‪ ،‬واىماليا يؤدي إلى غياب المعنى‪ ،‬وليذا‬

‫يصر فيرث عمى اعتبار المغة جزءا مف المسار االجتماعي واستخراج الدالالت اليكوف‬

‫‪3‬‬
‫ناجحا إال إذا ربطت المغة بالقضايا االجتماعية لممجتمع‪.‬‬

‫لذلؾ يصر فيرث عمى اعتبار المغة جزءا مف المسار اإلجتماعي‪ ،‬فالمغة ليست مجرد إشارات‬

‫واصطالحات وأدلة بؿ إ نيا الرصيد الثقافي واإلجتماعي الذي يعيف عمى فيـ المعاني ضمف‬

‫‪4‬‬
‫وقائعيا ومف ىنا صارت المدرسة الفيرثية تدعو إلى تتبع واستقراء الدالالت‪.‬‬

‫ومف خالؿ ىذا نرى أف فيرث ينظر إلى أف المعاني تتحدد وفقا الستعماالتيا‪ ،‬فالكممة ليا‬

‫عدة استعماالت سياقية وكؿ سياؽ يظير ويحدد أحد المعاني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جفري سامسوف ‪ :‬مدارس المسانيات‪ -‬التسابؽ والتطور‪ ،-‬ص ‪.238‬‬
‫‪2‬‬
‫شفيقة العموي‪ :‬محاضرات في المدارس المسانية المعاصرة‪ ،‬أبحاث لمنشر‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬ص ‪.20‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ :‬ص ‪.21‬‬
‫‪4‬‬
‫ميشاؿ زكريا ‪ :‬األلسنية عمـ المغة الحديث‪ ،‬المؤسسة العربية الدرامنؾ النشر بيروت‪ ،‬ط‪ ،1983 ،2‬ص‬
‫‪.283‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫فيو لـ يخرج في تحميمو عف دائرة المغة‪ ،‬ويصر عمى أف المغة جزءا مف المسار اإلجتماعي‬

‫والدالالت الصحيحة التكوف إال إذا كانت المغة في عالقة بالقػضايا اإلجتماعية‪ ،‬وعميو نفيـ‬

‫أف المعاني تتحدد وفقا الستعماليا في المواقؼ االجتماعية المختمفة‪.‬‬

‫‪-‬و يرى ستيفن أولمان ‪:‬‬

‫"السياؽ وحده ىو الذي يوضح لنا ما إف كانت الكممة ينبغي أف تؤخذ عمى أنيا تعبير‬

‫‪1‬‬
‫موضعي صرؼ أو أنيا قصد بيا أساسا التعبير عف العواطؼ واالنفعاالت"‪.‬‬

‫أما عند وتغنشيتين ‪ :‬الذي صرح قائال ‪:‬‬

‫"التفتش عف معنى الكممة وانما عف الطريقة التي تستعمؿ فييا"‪ ،‬إف ىذه الطريقة التي‬

‫تستعمؿ فييا الكممة ىي التي تحدد داللة ىذه الكممة ضمف الداللة الرئيسية أو القيـ الحافمة‬

‫التي تحدد معيا الصورة األسموبية ألف السياؽ يحمؿ حقائؽ إضافية تشارؾ الداللة المعجمية‬

‫‪2‬‬
‫لمكممة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ستيفف أولماف ‪ :‬دور الكممة في المغة‪ ،‬تر‪ :‬محمد كماؿ بشير‪ ،‬دار غريب لمنشر‪،‬ط‪،12‬دت‪،‬ص ‪.63‬‬
‫‪2‬‬
‫موريس أبو ناصر ‪ :‬مدخؿ إلى عمـ الداللة األلسني‪ ،‬مجمة الفكر العربي المعاصر‪ ،‬العدد رقـ ‪،19/18‬‬
‫‪ ،1982‬ص ‪.33‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫‪-‬ويقرر جون الينز ‪:‬‬

‫"أف معنى الوحدة الكالمية يعتمد بشكؿ جوىري عمى السياؽ وأف الوحدات الكالمية يمكف‬

‫‪1‬‬
‫تفسيرىا عمى أساس مقدار كبير مف المعمومات السياقية المفيومة ضمنا في غالبيتيا"‪.‬‬

‫‪-5‬السياق عند المحدثين العرب‪:‬‬

‫اىتـ العمماء المحدثيف العرب بالسياؽ وكاف ىذا العمـ وليد االحتكاؾ بالدراسات‬

‫الغربية فتأثروا بالنظرية السياقية لجوف فيرث وتمقوا ىذا العمـ عمى يده ومنيـ تماـ حساف٭‬

‫الذي أجاد البحث فيو متأث ار بفيرث وكاف ىذا واضحا مف خالؿ تصوره لممعنى وأساليب‬

‫الوصوؿ إليو‪ ،‬فاحتؿ السياؽ جانبا ميما في أعمالو ونجده يعرؼ سياؽ الحاؿ بقولو ‪" :‬كؿ‬

‫دراسة تحميمية سبقت في ىذا الكتاب تتجو أساسا إلى المعنى سواء في النظاـ الصوتي‬

‫والصرفي والنحوي والظواىر الموقعية والمعجـ وتحديد المقاـ‪ ،‬ثـ مايرتبط بذلؾ مف ق ارئف‬

‫حالية أو مقالية كاشارة اليديف وتعبيرات المالمح وغمزات العينيف ورفع الحاجب وىز الرأس‬

‫‪2‬‬
‫وجميع الحركات العضوية مما يعتبر قرائف حالية في أثناء الكالـ"‪.‬‬

‫ويقوؿ ‪" :‬والذي يجب أ ال يغيب عف أذىاننا أف الكممة في المعجـ التفيـ إال منعزلة عف‬

‫السياؽ وىذا ىو المقصود بوصفو الكممات في المعجـ بأنيا "مفردات" عمى حيف التوصؼ‬

‫٭تماـ حساف‪ )2011-1918(:‬عالـ نحوي عربي أوؿ مف استنبط موازيف التنغيـ وقواعد النبر في المغة‬
‫العربية أستاذ عمـ المغة الحائز عمى جائزة الممؾ فيصؿ العالمية في المغة العربية و آدابيا ‪.2006‬‬
‫‪1‬‬
‫جوف الينز ‪ :‬المغة والمعنى والسياؽ‪ ،‬تر عباس صادؽ عبد الوىاب‪ ،‬دار الشؤوف الثقافية العامة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،1987‬ص ‪.215‬‬
‫‪2‬‬
‫تماـ حساف‪ :‬المغة العربية معناىا ومبناىا‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‪ ،1994 ،‬ص ‪.353‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫بيذا الوصؼ وىي في النص واف تعدد معنى الكممة يرجع إلى صالحيتيا لمدخوؿ في أكثر‬

‫ح مف سياؽ ومف صالحيتيا لمدخوؿ في أكثر مف سياؽ يأتي تعدد معناىا واحتمالو حالة‬

‫‪1‬‬
‫األفراد"‪.‬‬

‫واذا أردنا أف نضرب مثال لتعدد معاني الكممة المفردة نضرب مثاؿ كممة ضرب‪ ،‬فمعانييا‬

‫ىي‪ :‬ضرب زيد عمر بمعنى‪ :‬عاقب‪ ،‬وضرب اهلل مثال بمعنى ذكر‪ ،‬وضرب لو موعدا‬

‫بمعنى حدد‪.‬‬

‫وقد تأتي في تعبير فتقيد بالتضاـ غير ذلؾ كإفادة معنى "ارتباؾ" في عبارة "ضرب أخماسا‬

‫في أسداس" والمعنى المعجمي في الكممة المفردة‪.‬‬

‫أما حيف تدخؿ السياؽ فإف معناىا اليسمى معجميا نظ ار ألف السياؽ يحتفؿ بالكثير مف‬

‫‪2‬‬
‫القرائف الحالية والمقامية التي تعطي الكممة معاني ما اليرد عمى باؿ صاحب المعجـ‪.‬‬

‫فالكممة تحمؿ معاني كثيرة وىذا راجع ألف ليا استعماالت سياقية عديدة‪ ،‬فالسياؽ ىو مف‬

‫يظير ويحدد المعنى المقصود مف المفردة‪.‬‬

‫‪-‬أما طه عبد الرحمان٭ ‪:‬‬

‫فيو أيضا مف العمماء المحدثيف الذيف عرفوا السياؽ و قاـ بتحديد عناصره فيويرى أف‪:‬‬

‫٭طو عبد الرحماف‪ :‬فيمسوؼ معاصر عربي‪ ،‬متخصص في فمسفة المغة والمنطقة ولد ‪ ،1944‬بالجديدة‬
‫بالمغرب‪ ،‬أبرز الفالسفة في مجاؿ التداوؿ اإلسالمي العربي‪ ،‬تتميز ممارستو بالجمع بيف "التحميؿ‬
‫المنطقي أو التشقيؽ المغوي"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫تماـ حساف‪ :‬المغة العربية معناىا و مبناىا‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ :‬ص ‪.325‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫"القوؿ الطبيعي مجردا عف مقامو تصير محاممو كثيرة واليتعيف واحد منيا إال بت ػعػيف المقاـ‪،‬‬

‫حتى أنو يصح اإلدعاء بأف األصؿ في القوؿ الطبيعي أف تتعدد معانيو إلى أف يثبت بالدليؿ‬

‫خالؼ ذلؾ‪ ،‬واف كاف كذلؾ فقد وجب أف تكوف صوره الممكنة متعددة‪ ،‬واف الينحصر‬

‫‪1‬‬
‫تقويميا في حتمية واحدة"‪.‬‬

‫ونجده يذكر ثالثة عناصر لمسياؽ وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬العنصر الذاتي‪ :‬ويشمؿ معتقدات المتكمـ ومقاصده واىتماماتو و رغباتو‪.‬‬

‫‪ -2‬العنصر الموضوعي ‪ :‬ويشمؿ الوقائع الخارجية (الظروؼ الزمانية والمكانية)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -3‬العنصر الذواتي ‪ :‬ويشمؿ المعرفة المشتركة بيف المتخاطبيف‪.‬‬

‫‪-‬ويرى سالم خدادة أن ‪:‬‬

‫"السياؽ يعني الكممات التي تسبؽ كممة أو عبارة أو الجممة والتي تأتي لتساعد في بياف‬

‫ماتعنى ىذه الكممة أو العبارة أو الجممة ويعني الظروؼ التي تحيط بالحدث المغوي والتي‬

‫‪3‬‬
‫يجب مراعاة الحدث مف خالليا"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إدريس مقبوؿ‪ :‬األفؽ التداولي نظرية المعنى والسياؽ في الممارسة التراثية العربية‪ ،‬عالـ الكتب الحديث‪،‬‬
‫ط‪ ،2001 ،1‬ص ‪.78‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪3‬‬
‫قادر كريـ الزنكي ‪ :‬نظرية السياؽ‪ -‬دراسة أصولية‪ ،-‬دار الكتب العممية‪ ،‬دط‪ ،2006 ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫أما عبد الوهاب الحارثي ‪:‬‬

‫فيعرفو بأنو‪" :‬الكالـ الذي خرج مخرجا واحدا ليشتمؿ عمى غرض واحد ىو المقصود األصمي‬

‫لممتكمـ‪ ،‬وانتضمت أجزائو في نسؽ واحد‪ ،‬مع مالحظتو‪ ،‬أف الغرض مف الكالـ أو المعاني‬

‫‪1‬‬
‫المقصودة بالذات ىي العنصر األساسي لمفيوـ السياؽ"‪.‬‬

‫‪ -‬فنظرة المحدثيف العرب لمسياؽ ىي أف المفردات مجردة عف سياقيا تحمؿ معاف عديدة‬

‫واليستطيع تعييف معناىا إال بوضعيا داخؿ سياقيا وأنو البنية المغوية في اتصاليا بما قبميا‬

‫وما بعدىا‪ ،‬ومجموعة الظروؼ التي تحيط بالحدث المغوي أو الكالـ‪.‬‬

‫‪ .II‬المعنى‪:‬‬

‫سنتناوؿ فيو التعريؼ المغوي لممعنى في المعاجـ العربية القديمة و الحديثة و التعريؼ‬

‫اإلصطالحي عند العرب القدامى و المحدثيف‪.‬‬

‫‪.1‬المعنى في المعاجم العربية‪:‬‬

‫‪ .1.1‬في المعاجم العربية القديمة‪:‬‬

‫‪-‬جاء في أساس البالغة لمزمخشري ‪:‬‬

‫عنى وعني بكذا واعتنى بو‪ ،‬وىو معني بو‪ ،‬ومنو قوؿ سبويو وىو ببيانو أعنى وعنيت‬

‫‪2‬‬
‫بكالمي كذا أي أردتو وقصدتو‪ ،‬ومعنى الكالـ ومعينو ومعناتو ومعنيتو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قادر كريـ الزنكي‪ :‬نظرية السياؽ‪-‬دراسة أصولية‪ ،-‬ص ‪.85‬‬
‫‪2‬‬
‫الزمخشري ‪ :‬أساس البالغة‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫‪-‬وجاء في لسان العرب البن منظور ‪:‬‬

‫مف عنى وتعنى ومعنى كؿ شيء محنتو وحالو التي يصير إلييا أمره‪ ،‬وروى األزىري عف‬

‫أحمد بف يحي قاؿ‪ :‬المعنى والتفسير والتأويؿ واحد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وعنيت بالقوؿ كذا أردت‪ ،‬ومعنى كؿ كالـ ومعاناتو ومعنيتو أي مقصده‪.‬‬

‫‪.2.1‬في المعاجم العربية الحديثة‪:‬‬

‫جاء في الوسيط لمجمع المغة العربية ‪:‬‬

‫عنى بو األمر عنيا والشيء أبداه وأظيره‪ ،‬وبالقوؿ كذا عنيا‪ ،‬وعناية أراده وقصده واألمر‬

‫‪2‬‬
‫فالف عنيا وعناية أىمو وفي الحديث "مف حسف إسالـ المرء تركو ما ال يعنيو"‪.‬‬

‫‪-‬وجاء في المنجد في المغة العربية المعاصرة ‪:‬‬

‫عنى‪ :‬عنيا وعناية‪ ،‬بمعنى قصد وأراد كاف غرضو مف القوؿ كذا ومعنى جمعو معاف ما يدؿ‬

‫‪3‬‬
‫عميو لفظ‪ :‬مدلوؿ‪ ،‬مفيوـ‪ ،‬مغزى‪ ،‬فحوى‪ ،‬أو مضموف‪.‬‬

‫‪-‬وجاء في الرائد لجبران مسعود ‪:‬‬

‫عنى يعني عنيا وعناية (ع ف ى) بالقوؿ كذا أراده وقصده‪ ،‬وعنى يعني عناية وعنيا شغمو‬

‫‪4‬‬
‫األمر وأىمو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ابف منظور‪ :‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،10‬ص ‪.200‬‬
‫‪2‬‬
‫مجمع المغة العربية‪ :‬الوسيط‪ ،‬ص ‪.633‬‬
‫صبحي حموي‪ :‬المنجد في المغة العربية المعاصرة‪ ،‬دار المشرؽ‪ ،‬بيروت‪،‬ط‪ ،1111 ،0‬ص‪.0118‬‬ ‫‪3‬‬

‫جبراف مسعود‪ :‬الرائد‪ ،‬دار العمـ لممالييف‪ ،‬ط‪ .1110 ،7‬ص‪.777‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫ومف مالحظة التعريؼ المغوي لمادة عنى سواء في المعاجـ القديمة أو الحديثة نجدىا التخرج‬

‫عمى نفس الداللة والمراد بيا ىو القصد واإلرادة‪ ،‬فالمعاجـ المعاصرة لـ تأت بالجديد وبقيت‬

‫بنفس الدالالت التي جاءت بيا المعاجـ القديمة‪.‬‬

‫‪ .2‬المعنى اصطالحا‪:‬‬

‫عند القدامى‪ :‬عرفو التياوني بأنو ‪:‬‬

‫"الصورة الذىنية المقصودة بشيء معيف بمفظ معيف‪ ،‬في إطار تناوؿ تركيب الكالـ وىذه‬

‫الصورة أي المعنى تكوف مفردة إذا كانت خاصة بمفظ مفرد‪ ،‬وتكوف مركبة إذا كانت خاصة‬

‫‪1‬‬
‫بمفظ مركب"‪.‬‬

‫عند المحدثين‪:‬‬

‫وأما تعريؼ المعنى لدى الرواد مف لغويينا المحدثيف فمعؿ أوضح ماقيؿ في ىذا ىو التعريؼ‬

‫الذي ذكره‪ ،‬كماؿ بشر‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫"أف المعنى ىو مجموعة الخصائص والمميزات المغوية لمحدث المدروس"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد السالـ حامد‪ ،‬الشكؿ والداللة‪ ،‬دار غريب لمنشر‪ ،‬دط‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ :‬ص ‪.28‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫‪ .III‬العالقة بين السياق والمعنى‪:‬‬

‫المعنى ىو مجموعة المالمح المفيومية والتي بفضؿ بنيتيا الخاصة يتشػ ػكؿ مػ ػعنى‬

‫الػ ػعالمة‪ ،1‬وتأ تي عالقة السياؽ بالمعنى مف كوف العديد مف الممفوظات التي اليمكف تحديد‬

‫معناىا بدقة إال بمعرفة سياقيا الذي وردت فيو فعادة مايػ ػسأؿ شخص ع ػف مػعنػى كػممػة‪،‬‬

‫فيضطر إلى التساؤؿ عف سياقيا الذي وردت فيو‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد يقوؿ بييرغيرو ‪" :‬إف الغموض الذي يمؼ العالمة المتعددة الدالالت يزوؿ‬

‫‪2‬‬
‫حيف توقع في سياقيا"‪.‬‬

‫فالعالقة بيف السياؽ والمعنى ىي عالقة وثيقة بينيما كوف السياؽ لو دور فعاؿ في إزالة‬

‫اإلبياـ والغموض عف المعنى أي المفظ اليعرؼ معناه وما يحمؿ مف داللة إال إذا وضع‬

‫داخؿ السياؽ‪.‬‬

‫فالكممات تحتمؿ عدة دالالت‪ ،‬والسياؽ ىو الذي يستحضر الداللة المقصودة ويطرد بقية‬

‫الدالالت‪ ،‬فالعالقة بينيما قوية جدا كوف المعنى اليظير إال مف خالؿ السياؽ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪H.E BREOKLE : s'emantique librairie, armand colin puis 1974, p43.‬‬
‫‪2‬‬
‫بييرغيرو ‪ :‬السيمياء‪ ،‬سمسمة زدني عمما‪ ، ،‬ط‪ ،1984 ،1‬ص ‪.39‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للسياق و المعنى‬

‫خالصة المدخل‪:‬‬

‫بناءا ع مى ماتقدـ عرضو في المدخؿ‪ ،‬نقوؿ أف العرب القدامى ىـ األسبؽ لدراسة‬

‫السياؽ فيـ أوؿ مف تنبو إليو كفكرة ال كمصطمح فكانوا مدركيف ألىميتو ودوره فقط‪ ،‬أما‬

‫المحدثوف فأصبح لمسياؽ نظرية قائمة بنفسيا التي تعد مف أىـ نظريات المعنى‪.‬‬

‫فالسياؽ ليس وليد الدراسات الغربية بؿ إف جذوره تمتد إلى أعماؽ الدراسات الػعربػية ق ػديما‪،‬‬

‫والغائب إذف ىو المصطمح فقط‪. ...‬‬

‫فالغرب وجدوا األرضية جاىزة وصاغوا ىذه الفكرة في شكؿ نظرية قابمة لمتطبيؽ عمى جميع‬

‫أنواع المعنى‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يبقى السياؽ محتاجا لكثير مف التعريفات والدراسات وىو ما سأتناولو في ىذا الفصؿ‬

‫الذي سأعرض فيو امتداد جذور النظرية السياقية في مناىج البالغييف واألص ػولييف والمفس ػريف‪،‬‬

‫وأنواع السياؽ واألىمية التي يحمميا السياؽ في تحديد الداللة المقصودة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫‪-1‬السياق في الدراسات العربية التراثية ‪:‬‬

‫اىتمت الدراسات العربية التراثية قديما بالسياؽ ويظير ذلؾ جميا مف خالؿ مصنفات‬

‫المغوييف‪ ،‬البالغييف‪ ،‬المفسريف واألصولييف فتباينت أوجو السياؽ واختمفت عندىـ فيرى‪:‬‬

‫‪ 1-1‬عند المفسرين‪:‬‬

‫كاف المفسريف مف أسبؽ العمماء الذيف اىتموا بالسياؽ واستعانوا بو كوسيمة لمكشؼ عف‬

‫المعنى المراد‪ ،‬ووضعوا شروطا صادقة لمف أراد أف ينتظـ في ىذا العمـ الجميؿ وأكثر ىذه‬

‫الشروط يصب في ‪ :‬السياؽ والمقاـ وما يحيط بالنص القرآف مف ظروؼ ومالسبات البد‬

‫لممفسر مف الوعي بيا‪ ،‬قبؿ تفسير النص القرآني واشتراطيـ عمى التمكف مف دقائؽ العربية‬

‫وأحكاميا الصوتية والبنائية والتركيبية والداللية‪ ،‬ومعرفة أوجو اإلعجاز القرآني عمى مستوى‬

‫النظـ والمفظ والداللة‪ ،‬وما تجري عميو لغة القرآف مف إيجاز‪ ،‬تشبيو واستعارة وتالؤـ الحروؼ‬

‫والكممات‪ ،‬وتجانس لص ػ ػيغ واأللفاظ‪ ،‬وتضميف الحكـ واألسرار والمبالغ ػة في األمػر والنػيػي‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫وحسف بياف المقاصد واألغراض وتمييد المصالح واألسباب واإلخبار عما كاف وعما يكوف‪.‬‬

‫"وغير ذلؾ مما يدخؿ في السياؽ المغوي وما يتطمبو في استحضار النص القرآني جميعو عند‬

‫تفسير بعضو‪ ،‬ألف القرآف يفسر بعضو بعضا ومعرفة أوجو السياؽ المغوي وكيفية تحركيا بما‬

‫‪1‬‬
‫ىادي نير‪ :‬عمـ الداللة التطبيقي‪ ،‬دار العمؿ لمنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص ‪.269‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫يؤكد ارتباط أي الذكر الحكيـ بعضا ببعض حتى تكوف كالكممة الواحدة مت ػسقة المعاني‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫منتظمة المباني"‪.‬‬

‫واشترطوا عمى مف يتصدى لتفسيري أي الذكر الحكيـ جممة شروط تؤكد وعييـ بالسياؽ وأنواعو‬

‫المختمفة ومف ذلؾ نذكر اآلتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬عمى مستوى سياؽ الحاؿ اشترطوا المعرفة بأسباب النزوؿ واألحداث والوقائع المالبسة لنزوؿ‬

‫‪2‬‬
‫اآلية والنص القرآني المعيف‪ ،‬وأف السياؽ المغوي وحده اليكفي لبياف الداللة المطموبة‪.‬‬

‫ب‪ -‬اشتراطيـ معرفة المناسبة القائمة في السورة المعينة سواءا كانت المناسبة قائمة بيف فاتحة‬

‫السورة وخاتمتيا‪ ،‬أو خاتمة ماقبميا‪ ،‬أو المناسبة بيف السورة واسميا‪ ،‬أو بيف السورة والحرؼ‬

‫الذي بني ت عميو‪ ،‬وغير ذلؾ مف أسرار المناسبة في سورة القرآف الكريـ‪ ،‬بما يوصؿ إلى معرفة‬

‫‪3‬‬
‫أىداؼ السورة المعينة ومعرفة المقصود مف جمميا‪.‬‬

‫ج‪ -‬اشتراطيـ معرفة الناسخ والمنسوخ واالطالع عمى أس ارره ليسمـ المفسر مف األغ ػالط‪،‬‬

‫والخطأ الفاحش و التأويالت المكروىة‪ 4.‬و النسخ عندىـ عمى ضربيف‪:‬‬

‫أحدىما‪ :‬أف يزوؿ حكـ اآلية المنسوخة بحكـ أخرى متموة‪ ،‬وبخبر متواتر‪ ،‬ويبقى لفظ المنسوخة‬

‫متموا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ىادي نير‪ :‬عمـ الداللة التطبيقي‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫‪2‬‬
‫الفيروز أبادي ‪ :‬بصائر ذوي التمييز في لطائؼ الكتاب العزيز‪ ،‬تج محمد عمي النجار‪ ،‬المكتبة العممية‬
‫بيروت‪ ،‬ج‪ ،1‬دط‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر السيوطي ‪ :‬تناسؽ الدور في تناسب السور‪ ،‬تع الطاىر بف عاشور وصفوة التفاسير‪ ،‬ج‪،2‬ص‪.563‬‬
‫‪4‬‬
‫الفيروز أبادي ‪ :‬بصائر ذوي التمييز في لطائؼ الكتاب العزيز‪،‬ج ‪،1‬ص‪.117‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫واآلخر‪ :‬أف تزوؿ تالوة اآلية المنسوخة‪ ،‬مع زواؿ حكميا‪ ،‬وتحؿ الثانية محميا في التالوة‬

‫والحكـ‪.‬‬

‫د‪ -‬ضرورة معرفة ماكاف عمى األجم اؿ وماكاف عمى التفصيؿ مف الكالـ‪ ،‬وعنوا بالجماؿ ما‬

‫يحتمؿ مف األلفاظ أكثر مف معنى‪ ،‬أما التفصيؿ عندىـ فيو "تعييف بعض تمػؾ المحػتمالت‬

‫‪1‬‬
‫أو كميا"‪.‬‬

‫وخالصة القوؿ أف المفسريف كانوا عمى وعي باألىمية التي يحمميا ىذا العمـ لموصوؿ إلى‬

‫المعنى فنجدىـ ضموا جؿ عناصر السياؽ وىذا مأخوذ مف حديثيـ عف أسباب النزوؿ والناسخ‬

‫والمنسوخ وكذا األحداث والوقائع المالبسة لنزوؿ اآلية والنص القرآني ويؤكدوف عمى أف السياؽ‬

‫المغوي وحده اليكفي لموصوؿ إلى الداللة المطموبة‪ ،‬فمعرفة المناسبة القائمة في السورة تؤدي بنا‬

‫إلى معرفة اليدؼ منيا أوال والمقصود مف جمميا ثانيا ومعرفة الناسخ والمنسوخ لتفادي الوقوع‬

‫في األغالط وىذا كمو يؤدي إلى تحديد معنى النص القرآني‪.‬‬

‫‪_2_1‬السياق عند البالغيين‪:‬‬

‫أشار عمماء البالغة إلى أىمية السياؽ و ما يقوـ بو في أحياف كثيرة بتحديد الداللة المقصودة‬

‫لمكممة داخؿ جممتيا‪ ،‬و عرفوه بمصطمحات مف مقتضى الحاؿ إلى المقاـ و ما يطمبو مف مقاؿ‬

‫يتالءـ معو‪ ،‬عبروا عنو بمقولتيـ الشييرة"لكؿ مقاـ مقاؿ" فانطمقوا في مباحثيـ مف فكرة ربط‬

‫الصياغة بالسياؽ‪ ،‬و أصبح مقياس الكالـ في باب الحسف و القبوؿ بحسب مناسبة الكالـ لما‬

‫‪1‬‬
‫ىادي نير‪ ،‬عمـ الداللة التطبيقي‪ ،‬ص ‪.273‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫يميؽ بو "أي مقتضى الحاؿ" فاف كاف مقتضى الحاؿ إطالؽ الحكـ فحسف الكالـ تجريده مف‬

‫مؤكدات الحكـ‪ ،‬و إف كاف مقتضى الحاؿ بخالؼ ذلؾ فحسف الحكـ تعميو بشيء مف ذلؾ‬

‫بحسب المقتضى ضعفا و قوة‪ ،‬و إف كاف مقتضى الحاؿ في ذكر المسند إليو فحسف الكالـ‬

‫تركو ‪ ،‬و إ ف كاف المقتضى إثباتو مخصصا بشيء مف التخصيصات فحسف الكالـ نظمو عمى‬

‫الوجوه المناسبة‪ ،‬وا ف كاف المقتضى عند انتظاـ الجممة مع أخػرى فصػميا أو وصػمػيا أو اإليجاز‬

‫‪1‬‬
‫معيا أو األطناب فحسف الكالـ تأليفو مطابقا لذلؾ "‪.‬‬

‫و جمع السكاكي ‪ :‬السياقات التي ترد فييا أنواع الصياغة بما تحويو مف خواص تركيبية في‬

‫الجممة وقريبا مف ىذا ما قالو القزويني في اإليضاح " بالغة الكالـ ىي مطابقتو لمقتضى‬

‫الحاؿ مع فصاحتو‪ .‬و مقتضى الحاؿ مختمؼ و مقامات الكالـ متفاوتة ‪ ،‬فمقاـ التنكير مبايف‬

‫لمقاـ التعريؼ‪ ،‬و مقاـ اإلطالؽ مبايف لمقاـ التقييد و مقاـ التقديـ مبايف لمقاـ التأخير و مقاـ‬

‫‪2‬‬
‫الوصؿ مبايف لمقاـ الفصؿ"‪.‬‬

‫و نص القزويني يكشؼ عف عالقة النص بسياؽ الظرؼ و طبيعة األحداث المرافقة لمحديث‬

‫الكالمي‪ ،‬وكذلؾ عالقة السياؽ بطرائؽ الكالـ‪ ،‬و أسموب الحديث و فكرتا الحاؿ و المقاـ في‬

‫مفيوـ البالغييف مرتبطتاف بالبعد الزماني و المكاني لمكالـ‪ ،‬و ذلؾ أف األمر الذي يدعو‬

‫المتكمـ إلى تقديـ صياغتو عمى وجو معيف أما أف يتصؿ بزمف ىذه الصياغة فيػسمى "حاؿ" و‬

‫‪1‬السكاكي‪ ،‬مفتاح العموـ‪،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العممية‪،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.73‬‬


‫‪2‬القزويني‪،‬االيضاح في عموـ البالغة‪ ،‬تح محمد عبد المنعـ خفاجي‪،‬دار الكتاب المبناني‪،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪، 1980،5‬ص‪.12‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫أما أف يتصؿ بمحميا فيسمى "المقاـ"‪ ،‬ومف ىنا ارتبطت فك ػرة الحػاؿ و المقاـ بالمقاؿ‪،‬و اختالؼ‬

‫صػور ىػذا المقػاؿ يعػػود بالضػػرورة الخ ػػتالؼ الحػػاؿ و المق ػاـ‪ ،‬و تمتد فكرة المقاـ إلى عالقة‬

‫المجاورة التي تكوف بيف كممتيف متتابعتيف فقالوا‪" :‬إف لكؿ كممة مع صاحبتيا مقاما"‪.‬‬

‫و عناصر السياؽ التي يتعرض ليا البالغيوف و النقاد و ىي الغرض أو اليدؼ و طبيعة‬

‫الموضوع والمخاطب ‪ ،‬فطبيعة الرسالة المغوية تتغير بتغير ىذه العناصر بما فييا الرسائؿ‬

‫اإلبداعية‬

‫و يعبر ابف قتيبة عف ىذا بقولو "فالخطيب مف العرب إذا ارتجؿ كالما في نكاح أو حػمالة أو‬

‫تخصيص أو صمح أو ما شبو ذلؾ لـ يأت بو مف واد واحد بؿ يقنف فيختصر تارة إرادة‬

‫التخفيؼ‪ ،‬و يطيؿ تارة إرادة األفياـ‪ ،‬و يكرر تارة إرادة التوكيد و يخفي بعض معانييا حتى‬

‫يغمض عمى أكثر السامعيف‪ ،‬و يكشػؼ بعض ػيا حتػى يفيمػو بػعػض األعجػمييف ‪ ،‬و يشير إلى‬

‫‪1‬‬
‫الشيء و يكني عنو‪ ،‬وتكوف عنايتو بالكالـ عمى حسب الحاؿ و كػثرة الحشد و جاللة المقاـ "‪.‬‬

‫و ىذه العبارة الجامعة تضيء إلى أف اتساؽ الكالـ مع غرضو و مع حاؿ المتكمـ و حاؿ‬

‫السامع وعنايتو باألسموب مف أجؿ إيصاؿ الرسائؿ المغوية‪ ،‬ىذا مف جانب و مف جانب آخر‬

‫يبيف دور السياؽ في الدراسة البالغية فال بد أف يكوف اليدؼ مقصود حتى يؤثر في نفسية‬

‫سامعو‪.‬‬

‫‪1‬ابف قتيبة‪ ،‬تأويؿ مشكؿ آ‬


‫القرف‪ ،‬تح أحمد صقر‪،‬دار إحياء الكتب العربية‪،‬ط‪،1954 ،1‬ص‪.13‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫أما الباقالني‪:‬‬

‫فيو أكثر وضوحا في تحديد أثر السياؽ المحيط بالنص عمى اختيار ألف ػاظ ذلؾ الػنص وأسموبو‬

‫يقوؿ ‪" :‬أف اختيار المفظ و إحاللو في الموقع المناسب في السياؽ ىو أسػاس البالغػة‪،‬‬

‫واإلحساف في البياف فإف إحدى المفظتيف قد تنفرد في موضع و تزؿ عف مكاف ال تزؿ عنو‬

‫المفظة األخرى بؿ تتمػكف فيو‪ .‬وتضرب ب ػجيرانيا‪ ،‬و تراىػا فػي مظ ػانيا‪ ،‬و تجدىا غير منازعة‬

‫إلى أوطانيا و تجد األخرى لو وضعت موضعيػيا في محؿ نقار و مرمى ش ارد و نابية عف‬

‫‪1‬‬
‫استقرار‪".‬‬

‫فالمقامات تحدد اختيار األلفاظ ثـ تترتب ىذه األلفاظ وفؽ تسمس ػؿ سيػاقيا لغ ػوي داخػؿ النػص‪.‬‬

‫و أوضح الباقالني مسألة االتساؽ الداخمي في النص‪ ،‬مف خالؿ وصفو ألسموب القرآف بأنو‬

‫قائـ عمى الترابط والتناسب سواء فيما بيف المحتوى أو تسػمسؿ األلفاظ و إط ارئيا في قوالب‬

‫منظ ومة تتصؿ مقدماتيا مع نتائجيا و تتناغـ موضوعاتيا و تترتب عناصرىا و تتصؿ بطريقة‬

‫قائمة عمى التناسب في نظـ الفصؿ والوصؿ‪.‬‬

‫فالسياؽ عندىـ متضػ ػمف داخػ ػؿ التعػ ػبير المنطػ ػوؽ لذلؾ نجػ ػدىـ ييت ػمػوف بالس ػياؽ المػفػ ػظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػي‬

‫و يركزوف عمى المغة المنطوقة و ينظروف إلى العالقة بيف المػتكػمـ و أراده مػف معنػى‬

‫والمخاطب و ما فيمو مف رسالة‪ ،‬والمقاـ عندىـ كؿ ما يعيف عمى فيـ الكالـ و يساعد عمى‬

‫اختيار األلفاظ و إبراز المعنى سواء ما اتصؿ بالمتكمـ أو السامع‪.‬‬

‫‪1‬الباقالني‪ ،‬إعجاز الق آرف الكريـ‪ ،‬تج أحمد صقر‪،‬دار المعارؼ ‪،‬ط‪،1971،3‬ص‪.220‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫‪ -3-1‬عند األصوليين والفقهاء‪:‬‬

‫اىتـ األصولييف بالسياؽ اىتماما كبيرا‪ ،‬وأدركوا أثر قرائف السياؽ في فيـ النصوص الشرعية‬

‫الستنباط األحكاـ الفقيية‪.‬‬

‫فيو أساس البحث لموصوؿ إلى الحكـ الشرعي واعتبروه مف أعظـ القرائف الدالة عمى مراد‬

‫المتكمـ‪ ،‬فتحدثوا عنو مف كؿ جوانبو‪ ،‬واعتبروه الوسيمة الوحيدة لمكشؼ عف المعنى‪ ،‬وباف‬

‫‪1‬‬
‫اىتماميـ بالسياؽ بجممة مف األمور نذكر منيا ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تفطف أكثرىـ إ لى أف المغة ظاىرة اجتماعية البد فييا مف مالحظة السياقيف المفظي والحالي‬

‫(المقامي) لموقوؼ عمى طبيعة النص دالليا‪ ،‬وقد استعمؿ بعضيـ مصطمح السياؽ في وقت‬

‫مبكر كما ىو واضح عند االماـ الشافعي رضي اهلل عنو‪.‬‬

‫ب‪ -‬اىتماميـ بدراسة القرائف الحالية المتمثمة بأسباب النزوؿ والمواقؼ المالبسة لنصوص‬

‫الحديث الشريؼ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تقسيميـ األلفاظ إلى عاـ وخاص ومشترؾ والنص عمى أف العبرة بعموـ المفظ‬

‫البخصوصو‪.‬‬

‫د‪ -‬تأكيدىـ عمى أنواع التخصيص كاالستثنائية والحالية والوصفية والبدلية والسببية‪ ،‬وغير ذلؾ‬

‫مما أطمؽ عميو عمماء البالغة مصطمح متممات اإلسناد أو قيود اإلسناد وىي قيود داللية‬

‫حاسمة في الكالـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هادي نهر‪ :‬علم الداللة التطبيقي‪ ،‬ص‪.364‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫ىػ‪ -‬تقسيميـ األمر والنيي عمى أقساـ كثيرة تضارع ماجاء بو البالغيوف مف وجوب وارشاد‬

‫واباحة واكراـ وتعجيز واىانة وتحريـ وغير ذلؾ مف األقساـ‪.‬‬

‫و‪ -‬اشتراطيـ أمور محددة الينبغي أف يغفؿ عنيا مف يريد أف يستخرج أحك ػاما شػرعية أو فقيية‬

‫مف النصوص القرآنية‪ ،‬ومف بيف ىذه الشروط التي قالوا بيا في تفسير النص القرآني المعيف‬

‫‪1‬‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬أال يغفؿ عف بعضو في تفسير‪ ،‬بعضو‪.‬‬

‫‪ -‬وأال يغفؿ عف السنة النبوية في تفسيره‪.‬‬

‫‪ -‬وأف تعرؼ أسباب نزوؿ اآليات‪.‬‬

‫‪ -‬وأف تعرؼ النظـ االجتماعية عند العرب‪.‬‬

‫وقد أكد الغزالي (‪505‬ىػ) أف ىناؾ ألفاظا التفيـ إال باشػارة الكالـ وفحػ ػواه‪ ،‬وىي خػ ػمسػ ػة‬

‫أضرب ‪ :‬منيا ماداللتو اقتضاء‪ ،‬ومنيا ماداللتو داللة استشارة أو فحوى الكالـ‪ ،‬أو داللة سياؽ‬

‫‪2‬‬
‫الكالـ أو داللة الخطاب أو المفيوـ‪.‬‬

‫واستعمؿ الغزالي مصطمح السياؽ في أكثر مف موضع‪ ،‬وجعمو ضربا مف ضروب الداللة سماه‬

‫داللة سياؽ الكالـ"‪ ،‬وقصد بو "فيـ غير المنطوؽ بو مف المنطوؽ بداللة سياؽ الكالـ‬

‫ومقصوده‪ ،‬كفيـ تحريـ الشتـ والقتؿ والضرب مف قولو تعالى ‪":‬فال تقؿ ليا أؼ والتنير ىما" مف‬

‫سورة اإلسراء‪.23/‬‬

‫‪1‬‬
‫تماـ حساف‪ :‬المغة العربية مبناىا و معناىا‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫‪2‬‬
‫ىادي نير‪ :‬عمـ الداللة التطبيقي‪ ،‬ص ‪.276‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫وحدد ابف القيـ الجوزية (ت ‪751‬ىػ) بعض الوظائؼ التي يؤدييا السياؽ في بياف الداللة لكونو‬

‫مف أعظـ القرائف الدالة عمى مراد المتكمـ ومف ىذه الوظائؼ التي رصدىا ابف قيـ اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬إف السياؽ يرشد إلى تبييف المحتمؿ وتعيف المحتمؿ والقطع بعدـ احتماؿ غير المراد‪.‬‬

‫‪ -‬وأنو يخصص العاـ‪ ،‬ويقيد المطمؽ‪.‬‬

‫‪ -‬وأنو يرشد إلى تنوع الداللة‪.‬‬

‫وزاد الزركشي عمى ىذه الوظائؼ التي يؤدييا السياؽ وظائؼ منيا ‪:‬‬

‫أنو يرشد إلى تبيف المجمالت وترجيح المحتمالت وتقرير الواضعات وكؿ ذلؾ يعرؼ االستعماؿ‬

‫فكؿ صفة وقعت في سياؽ المدح كانت مدحا‪ ،‬واف كانت ذما بالوضع‪ ،‬وكؿ صفة وقعت في‬

‫‪1‬‬
‫سياؽ الذـ كانت ذما واف كانت مدحا بالوضع‪.‬‬

‫فداللة السياؽ كما اصطمح عمييا المحدثوف مفيوـ مف خالؿ ما أشار إليو الزركشي إذا العبرة‬

‫ليس بما وضع لو المفظ بؿ العبرة باالستعماؿ والسياؽ الذي يرد فيو المفظ‪.‬‬

‫و خالصة القوؿ‪:‬‬

‫أف األ صولييف ساروا عمى نيج عمماء العربية في نظرتيـ لمسياؽ الذي ظير مبك ار عندىـ مع‬

‫اإلماـ الشافعي‪.‬‬

‫وكانوا يروف أف المغة ظاىرة اجتماعية وكانوا يستعينوف بالسياؽ المفظي والحالي لموقوؼ عمى‬

‫طبيعة النص دالليا وتفسير الموقؼ الكالمي‪ ،‬والذيف يروف أف العبرة مف المفظ بعمومو ال‬

‫‪1‬‬
‫ىادي نير‪ :‬عمـ الداللة التطبيقي‪ ،‬ص ‪.277‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫بخصوصو أي العبرة مف المفظ ليس بما وضع لو بؿ السياؽ الذي يرد فيو المفظ‪ ،‬فالسياؽ ىو‬

‫الموجو الوحيد لممتمقي ألف المعاني كثيرما تكوف غير مباشرة فيو يوجو ويبيف‪.‬‬

‫فنجد كال مف الغزالي وابف القيـ أولوا اىتماما لمسياؽ‪ ،‬فابف القيـ تكمـ عف وظائؼ السياؽ لبياف‬

‫الداللة فالكشؼ عف المعنى يقتضي معرفة قصد المتكمـ بالقرائف المختمفة‪ ،‬والغزالي يتكمـ عف‬

‫أنواع الدالالت ويدرج داللة السياؽ ضمف أنواع الدالالت وىذا راجع ألىميتو‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫‪-2‬النص في مقابل السياق عند فان دايك‪:‬‬

‫عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالج فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف دايػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؾ* السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػياؽ مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف خػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالؿ مقالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنص ‪ :‬بنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه و وظائفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‪.‬‬

‫و تن ػػدرج طروحات ػػو ف ػػي إط ػػار م ػػا يس ػػمى (أنحػ ػاء ال ػػنص) حي ػػث ال يق ػػؼ ع ػ ػند البن ػػى السطحػ ػ ػية‬

‫والتركيبية لمنص و لكنو يتجاوزىا إلى ربط النص ببيانات خارجية سػاعيا بػذلؾ إلػى إقامػة تصػور‬

‫متكام ػػؿ ح ػػوؿ ال ػػنص يس ػػمح ببن ػػاء نظري ػػة منس ػػجمة تتج ػػاوز الح ػػد الس ػػكوني ال ػػذي تق ػػؼ عن ػػده‬

‫"السرديات" إلى مقاربة "دينامية لمنص"‪.‬‬

‫فالنص يتشكؿ مػف مظػاىر أكثػر تعقيػدا مثػؿ الممارسػات النصػية و التواصػمية و التػي تػربط بعػدة‬

‫سياقات يتبع بعضيا بعض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و يقدـ تحديده لمنص األدبي بناء عمى التصورات اآلتية‪:‬‬

‫‪-1‬ليس األدب مجموعة نصوص فقط‪ ،‬بؿ ىو الممارسات النصية‪.‬‬

‫‪-2‬الػ ػػنص األدبػ ػػي يجػ ػػب أف يعتبػ ػػر فػ ػػي أف واحػ ػػد (نتاجػ ػػا) لعػمميػ ػ ػة اإلنتػ ػػاج و أسػ ػ ػاسا ألفػعػ ػ ػاؿ‬

‫وعمميات‪ ،‬واستعماؿ داخؿ نظاـ التواصؿ و التفاعؿ‪.‬‬

‫‪-3‬ىػػذه العمميػػات التواصػػمية األدبيػػة تقػػع فػػي عػػدة سػػياقات تداوليػػة و معرفيػػة و سوسػػيو‪-‬ثقػ ػافية‬

‫وىذه السياقات ىي التي تحدد الممارسات النصية و يتحدد بواسطتيا ‪.‬‬

‫*فػػاف دايػػؾ‪ ( 1818-1895(:‬مستشػػرؽ و أديػػب أمريكػػي سػػاىـ بشػػكؿ فعػػاؿ فػػي النيضػػة العربيػػة و أسػػس‬
‫مدارس عربية بمبناف لقب بأستاذ سوريا الكبير‪.‬‬
‫‪1‬عمي آيت أوشف‪،‬السياؽ و النص الشعري‪،‬مف البنية إلى القراءة‪،‬دار الثقافة لمنشر‪،‬ط‪،2000،1‬ص‪.77‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫‪-4‬أف السياقات األدبية تتمفصؿ بحسب جماعة المشػاركيف و أدوارىـ و بحسػب المقامات ‪،‬‬

‫وأحيانا بحسب التعاقدات و القواعد و االستراتيجيات التي تنظـ الممارسات النصية في سياقات‬

‫تتأسس عمى قاعدة مجموعة مف القيـ و األحكاـ المحددة ‪ :‬االيدولوجيا األدبية‪.‬‬

‫*يسػ ػػتيؿ مقالػ ػػو بمقدمػ ػػة يقػ ػػوؿ‪ :‬لكػ ػػي نجيػ ػػب عمػ ػػى الس ػ ػؤاؿ بمعرفػ ػػة الخصػ ػػائص النوعيػ ػػة التػ ػػي‬

‫تتمتػ ػ ػػع بيػ ػ ػػا النصػ ػ ػػوص األدبيػ ػ ػػة عمينػ ػ ػػا أف نتسػ ػ ػػاءؿ أوال عػ ػ ػػف الخصػ ػ ػػائص التػ ػ ػػي تتصػ ػ ػػؼ بي ػ ػ ػا‬

‫النصػ ػ ػػوص األساسػ ػ ػػية متجػ ػ ػػاوز واسػ ػ ػػتخراج خصائصػ ػ ػػيا الداخميػ ػ ػػة إلػ ػ ػػى خصائصػ ػ ػػيا الخارجيػ ػ ػػة‬

‫أي إل ػ ػ ػػى الش ػ ػ ػػروط الت ػ ػ ػػي تخض ػ ػ ػػع لي ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػػي س ػ ػ ػػياقات معين ػ ػ ػػة و وظائفي ػ ػ ػػا و أثرى ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػػي ى ػ ػ ػػذه‬

‫‪1‬‬
‫السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػياقات مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع تحديػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد العالقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػات القائمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيف بنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنص و السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػياؽ‪.‬‬

‫و ينتقؿ فاف دايؾ لمسياؽ و يقسمو إلى المستويات التالية‪:‬‬

‫‪-1-2‬السياق التداولي‪ :‬النص كفعل كالمي (أو أفعال كالمية)‬

‫إننا ال ندرس الممفوظات المغوية‪ ،‬و بالتالي النصوص مف حيث بناىا فحسب و إنما أيضا مف‬

‫حيث وظائفيا ‪ ،‬ألنن ا ال نريد أف نعرؼ فقط "األشكاؿ و المضاميف" و التي يمكف أف يتخذىا‬

‫نص ما ‪ ،‬و لكف الوظائؼ الممكنة التي قد يؤدييا بفضؿ الشكؿ و المضموف و يقوـ السياؽ‬

‫التداولي عمى تأويؿ النص كفعؿ كالمي‪..‬‬

‫و ميمة التداولية ىي أف تحدد الشروط التي يجب أف تتوفر في كؿ فعؿ كالمي حتى يكوف‬

‫مالئما لسياؽ معيف‪ ،‬كالتي يجب أف تتمتع بيا الممحوظات‪.‬‬

‫عمي آيت أوشف‪ :‬السياؽ و النص الشعري مف البنية إلى القراءة‪ ،‬ص‪.67‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫و يتألؼ السياؽ التداولي مف جميع العوامؿ النفسية و االجتماعية و التي تحدد نسقيا مالئمة‬

‫األفعاؿ الكالمية و مف ىذه العوامؿ ‪ :‬المعرفة التي يممكيا مسػتعمموا المغة ورغػباتيـ وارادتيـ‬

‫وأشياؤىـ المفضمة ‪ ،‬و أرائيـ و عالقاتيـ االجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و في بعض الحاالت يمكف أف تكوف ىناؾ قيود مؤسسة عمى إتماـ أفعاؿ كالمية معينة‪.‬‬

‫‪-2-2‬السياق اإلدراكي( فهم النصوص)‪ :‬ينطمؽ فاف دايؾ مف االفتراض التالي‪:‬‬

‫حيث يتمكف المستمع القارئ مف استخداـ نص معيف في مقاـ تواصمي ما عميو أف يفيـ ىذا‬

‫النص‪.‬لذا فانو سيركز أساسا عمى ما يسميو فيـ النص معالجا في سياقو النفسي‬

‫وباألخص(اإلدراكي) و في الحالة فاف فيـ النص يقوـ عمى المخطط التالي‪:‬‬

‫أف مستعمؿ المغة سوؼ يفيـ بالدرجة األولى الكممات و مجموعة الكممات و الجمؿ و مف ثـ‬

‫متتاليات الجمؿ‪ :‬و باإلجماؿ سياقة الفيـ يؤوؿ إلى تحميؿ المعمومة المنقولة بواسطة بنية النص‬

‫‪2‬‬
‫السطحية وترجمتيا إلى مضموف أي إلى معمومة مفيومة‪.‬‬

‫‪ -3-2‬السياق النفسي االجتماعي( تأثير النصوص)‪:‬‬

‫و المقصود بو المفعوؿ الذي تحدثو النصوص عمى مستعممي المغة سواءا فرديا أوجػماعػيا‪ ،‬فمـ‬

‫يعد المقصود اآلف ىو التساؤؿ عما يفعمو أحد القراء و المستمعيف بنص ما و إنما ىي العوامؿ‬

‫‪1‬عمي آيت أوشف‪ ،‬السياؽ و النص الشعري مف البنية إلى القراءة‪،‬ص‪.82‬‬


‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫االجتماعية التي تؤدي دو ار في فيـ النص‪ ،‬و بالعكس ما ىي جوانب الفيـ السطحي التي يمكف‬

‫أف تكوف ليا مضاعفات اجتماعية؟‬

‫و بالرغـ مف كثرة األبحاث التجريبية و التي تتناوؿ تأثير االتصاؿ الشفيي عمى اآلراء‬

‫والمواقؼ‪ ،‬فإف اختصاصي عمـ النفس االجتماعي مازالوا يجيموف العوامؿ محددة التي تمعب‬

‫‪1‬‬
‫دو ار في معالجة النص‪.‬‬

‫‪-4-2‬السياق االجتماعي( النص في التفاعل و المؤسسة)‪:‬‬

‫إننا و نحف ننطمؽ بنصوص ف ي سياؽ معيف إنما تقوـ بأفعاؿ كالمية‪ ،‬األفعاؿ الكالمية ىي‬

‫أفعاؿ اجتماعية تنتج في سياقات مف التفاعؿ التواصمي و ىذا التفاعؿ يندرج في مقامات‬

‫اجتماعية‪.‬‬

‫و يشير فاف دايؾ إلى أف المسانيات االجتماعية و سوسيولوجية المغة تولي الكثير مف اإلىتماـ‬

‫بالعالقات القائمة بيف السياؽ االجتماعي و استعماؿ المغة لكف ىذه الدراسات تتناوؿ في المقاـ‬

‫األوؿ العوامؿ السوسيولوجية الكبيرة (كالطبقات االجتماعية مثال) و البنى الخاصة لمممفوظات‬

‫(األصوات‪ ،‬المعجـ‪ ،‬التركيب) و تحت تأثير نظرية التفاعؿ السوسيولوجي المصغر قبؿ كؿ‬

‫شئ و ما يسمى بالمنيجية االثنية‪ ،‬استمر االىتماـ بأشكاؿ السموؾ النصي في النص كفعؿ‬

‫‪1‬عمي أيت واشف‪ ،‬السياؽ و النص الشعري مف البنية إلى القراءة‪،‬ص‪.86‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫كالمي ال يحدد فقط المقاـ االجتماعي إنما المقاـ االجتماعي نفسو تحدده كيفية استعماؿ‬

‫‪1‬‬
‫المغة‪.‬‬

‫و عميو في نظر فاف دايؾ لمسياؽ فانو يتجاوز البنى السطحية لمنص لمخروج إلى البنى‬

‫الخارجية‪ ،‬ونجد أف النص األدبي قوامو ىو الممارسات النصية و الذي يحدد ىذه الممارسات‬

‫ىي العمميات التواصمية األدبية و يقسـ السياؽ الى السياؽ التداولي (فيو يتجاوز فيو دراسة)‬

‫ويعني فيو أف دراسة النص ال تكوف بيدؼ معرفة شكمو و محتواه و انما اليدؼ ىو معرفة‬

‫الوظائؼ الذي ينجزىا ‪ ،‬أما السياؽ اإلد اركي فيعني بو أننا ال نتمكف مف استخداـ النص حتى‬

‫نفيمو و الفيـ يكوف باستخداـ الذاكرة التي تخزف لممكتسبات المعرفية ‪ ،‬فالقارئ يبدأ بالتحميؿ‬

‫األولي لمكممة ثـ مجموعة كممات أي جممة واحدة ثـ جمؿ متتالية جمؿ ليفيـ و يحمميا ‪ .‬و إذا‬

‫فيـ النص يستطيع تفسيره‪ ،‬و أما السياؽ االجتماعي أي االىتماـ لمعالقات القائمة بيف السياؽ‬

‫االجتماعي و استعماؿ المغة و النص كفعؿ كالمي ال يحدد المقاـ االجتماعي فقط‪ ،‬و إنما‬

‫المقاـ االجتماعي نفسو يحدد كيفية استعماؿ المغة‪ ،‬اذف كؿ مف النص والمقاـ االجتماعي يحدد‬

‫بعضو بعض و يؤثر كؿ منيا عمى األخر‪.‬‬

‫‪1‬عمي آيت أوشف‪ :‬السياؽ و النص الشعري مف البنية إلى القراءة‪ ،‬ص‪.76‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫‪-3‬أنواع السياق ‪:‬‬

‫إف داللة الكممة تتنوع وتتعدد وفقا لتعدد وتنوع السياقات وتصنؼ ىذه السياقات التي عمى‬

‫أساسيا يتنوع المعنى عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪1-3‬السياق المغوي‪:‬‬

‫ىو البيئة المغوية التي تحيط بجزئيات الكالـ مف مفردات وجمؿ وخطاب والذي يدرؾ مف خالؿ‬

‫التراكيب ويعرفو قادر كريـ الزنكي بقولو ‪" :‬ىو حصيمة استعماؿ الكممة داخؿ نظاـ الجممة‬

‫فيكسبيا ذلؾ معنى خاصا محددا بعد أف كاف متصفا بالتعدد والعموـ واإلحتماؿ عمى المستوى‬

‫المعجمي فيحدد المعنى داخؿ السياؽ‪ ،‬وتكوف لو سمتو الخاصة غير قابؿ لمتعدد واالشتراؾ‬

‫‪1‬‬
‫والتعميـ"‪.‬‬

‫ىذا كما حدد عبد القادر الجميؿ عناصر السياؽ المغوي وىي‪:‬‬

‫"التركيب الصوتي" ‪ :‬وىو السياؽ الفونيمي الذي يشكؿ الكممة‪.‬‬

‫"التركيب الصرفي" ‪ :‬يتمثؿ في تركيب الصيغة الصرفية واختالفيا عف الصيغ الصرفية األخرى‬

‫حيث يتيح ىذا االختالؼ اختالؼ دالالتيا‪.‬‬

‫"التركيب النحوي" ‪ :‬ويمكف النظر إلى دالالتو مف حيث ‪:‬‬

‫دالالت نحوية عامة ‪ :‬وىي المعاني العامة المستفادة مف الجمؿ واألساليب مثؿ دالالت الجممة‬

‫عمى الخبر‪ ،‬النفي‪ ،‬التأكيد‪ ،‬النيي‪ ،‬األمر‪ ،‬االستفياـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قادر كريـ الزنكي‪ :‬نظرية السياؽ‪ -‬دراسة أصولية‪ ،-‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪،2006 ،‬ص ‪.82‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫دالالت نحوية خاصة ‪ :‬كذلؾ تركيب الجممة عمى معاف نحوية ‪ :‬مثؿ الفاعمية والمفعولية‬

‫واالبتداء والتمييز‪.‬‬

‫‪ -‬النظاـ المعجمي‪ :‬يتمثؿ في مفردات المعجـ وطبيعة نظاـ حقولو الداللية‪.‬‬

‫‪ -‬المصاحبة ‪ :‬تتمثؿ فييا بصاحب الكممة مف كممات تؤثر في معناه وتحدده‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬األسموب‪ :‬ويتمثؿ في األسموب البالغي الذي ألؼ فيو الخطاب‪.‬‬

‫وىو الذي "يشرؼ عمى تغير داللة الكممة تبعا لتغير يمس التركيب المغوي كالتقديـ والتأخير في‬

‫‪2‬‬
‫عناصر الجممة كقولنا زيد أتـ قراءة الكتاب تختمؼ داللتيا في جممة "قراءة الكتاب أتميا زيد"‪.‬‬

‫فمو الدور الكبير في الوصوؿ إلى المعنى الذي نريده ونقصده‪.‬‬

‫‪2-3‬السياق غير لغوي‪ :‬ويراد بو‬

‫"األشياء غير المغوية التي تصاحب الخطاب المغوي‪ ،‬ويمكف تحديد ىذه األشياء كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬شخصية المتكمـ والسامع‪ ،‬وثقافة كؿ منيما‪ ،‬والعالقة بينيما‪.‬‬

‫‪ -2‬شخصيات الحاضريف لمخطاب المغوي‪.‬‬

‫‪ -3‬مكانة المتكمـ والسامع‪.‬‬

‫‪ -4‬عالقة المتكمـ والسامع بالمجتمع‪.‬‬

‫‪ -5‬المكاف الذي يحدث فيو الخطاب المغوي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر عبد الجميؿ ‪ :‬عمـ المسانيات الحديثة‪ -‬نظـ التحكـ وقواعد البػيانات‪ ،-‬دار الػصفاء لمنػشر‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬ط‪ ،2002 ،1‬ص ‪.542‬‬
‫‪2‬‬
‫منقور عبد الجميؿ ‪ :‬عمـ الداللة‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دط‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫‪ -6‬الزمف الذي يمقى فيو الخطاب المغوي‪.‬‬

‫ويمكف أف نذكر بعض األمثمة التطبيقية التي توضح لنا دور السياؽ غيرالمغوي‪ ،‬في تحديد‬

‫‪1‬‬
‫معنى الخطاب المغوي مثؿ ‪:‬‬

‫زميالف‪ :‬أحدىما اسمو "أحمد" واآلخر اسمو "ناصر"‪.‬‬

‫يتحدثاف عف أخبار زميؿ ثالث اسمو "خالد" وذلؾ في صورة الحوار التالي‪:‬‬

‫أحمد‪ :‬كيؼ حالؾ ياناصر؟‬

‫ناصر‪:‬الحمد هلل بخير‪.‬‬

‫أحمد‪ :‬ىؿ تعرؼ شيئا عف خالد؟‬

‫ناصر‪ :‬عرفت أنو نجح (بوجو‪.‬مكفير)‬

‫فحالة وجو ناصر المصاحبة لمكالـ‪ ،‬تبيف لنا انكار نجاح خالد‪ ،‬فأدرؾ العمماء القدماء السياؽ‬

‫غير المغوي‪ ،‬وفي مقدمتيـ ابف جني الذي تنبو إلى أىميتو في فيـ المعنى المراد‪ ،‬فيو تفطف‬

‫إلى أ شياء غير لغوية تصاحب الخطاب المغوي وىذه األشياء تساعد عمى تحديد المعنى المراد‬

‫تحديدا دقيقا‪.‬‬

‫وىناؾ سياؽ غير لغوي وىو الذي تكوف فيو االشارات أو بعض األصوات غير المغوية‪.‬‬

‫وقد يقتضي الموقؼ السياقي عدـ إصدارشسشس أي صوت أو أي حركة ومع ذلؾ يكوف ىناؾ‬

‫معنى معيف‪ :‬مثؿ الصمت في موقؼ ما‪.‬‬

‫أو عالمة الوجو ومايظير عميو والعيوف‪ ،‬وكؿ ىذه سياقات غير لغوية‪.1‬‬

‫حازـ عمي كماؿ الديف‪ :‬عمـ الداللة المقارف‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.336‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫و عميو فإف السياؽ المغوي ىو الذي يبيف داللة كؿ عنصر وميمتو توضيح أبعاد الداللة‬

‫الغامضة في المفظ و إزالة كؿ لبس عنيا فالكشؼ عف المعاني اليكوف إال بوضع األلفاظ في‬

‫سياقات مختمفة‪.‬‬

‫و أما السياؽ غير المغوي فمو دور كبير في توجيو داللة الكالـ و المعنى فاألشياء غير المغوية‬

‫كاإلشارات مثال تؤدي بنا إلى فيـ المعنى المقصود مثؿ المغة المنطوقة و تفطف إلى ىذا النوع‬

‫العمماء القدامى‪.‬‬

‫كما أن هناك أنواع أخرى لمسياق ونذكر منها مايمي ‪:‬‬

‫‪3-3‬السياق العاطفي‪:‬‬

‫وىو السياؽ الذي يحدد درجة القوة والضعؼ واإلنفعاؿ‪ ،‬وما يستتبعيا مف دالالت التأكد‬

‫والمبالغة واإلعتداؿ‪.‬‬

‫فكممة الحب في المغة العربية وكممة العشؽ تشتركاف في الداللة األصمية في عقوؿ المتكمميف‬

‫بالمغة العربية‪ ،‬إال أنيما مختمفتاف في البنية المغوية مف جية وفي ىوامشيا الداللية أيضا‪.‬‬

‫وكذا الحاؿ في كممة الكراىية وكممة البغض‪ ،‬فإنيما تػشتركاف في الداللة األصػمي ػة مف جية‪،‬‬

‫غير أنيما تختمفاف في بنيتيما المغوية‪ ،‬مف جية أخرى‪ ،‬وفي اإليحاءات واليوامش الداللية‬

‫الجانبية مف جية ثالثة"‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫نور اليدى لوشف ‪ :‬عمـ الداللة‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪2‬‬
‫حساـ البينساوي ‪ :‬عمـ الداللة والنظريات الداللية‪ ،‬مكتبة زىراء الشرؽ‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬ص ‪.70‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫فالسياؽ العاطفي ىو الذي يحدد طبيعة استعماؿ الكممة إف كاف اس ػتعماليا عاطػ ػفػيا أو‬

‫موضوعيا‪ ،‬ويتعمؽ بدرجة القوة والضعؼ في اإلنفعاؿ فالمتكمـ يختار الكممات ذات الشحنة‬

‫التعبيرية القوية إذا تحدث عف أمر فيو شدة وانفعاؿ‪.‬‬

‫‪4-3‬السياق الثقافي‪:‬‬

‫"وىي الثقافية واإلجتماعية التي تحيط بالكممة‪ ،‬إذ تأخذ ضمنو داللة معينة‪ ،‬وقد أشار عمماء‬

‫المغة إلى ضرورة وجود ىذه المرجعية الثقافية عند أىؿ المغة الواحدة لكي يتـ التواصػؿ‬

‫واإلبالغ‪ ،‬وتخضع القيـ الثقافية لمطابع الخصوصي الذي يموف كؿ نظاـ لغوي بسمة ثقافية‬

‫‪1‬‬
‫معينة"‪.‬‬

‫وىو مايكوف أحد العوائؽ الموضوعية في تعمـ المغات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫"فكممة جذر ليا معنى عند المغوي ومعنى ثاف عند المزارع ومعنى ثالث عند عالـ الرياضيات"‪.‬‬

‫وت ستعمؿ كممة الصرؼ لدى دارسي العربية وطالبيا يعني مباشرة إف المقصود ىو عمـ الصرؼ‬

‫الذي تعرؼ بو أحواؿ الكممة العربية مف اشتقاؽ وتغيير وزيادة ونحو ذلؾ‪ ،‬عمى حيف أف دارسي‬

‫اليندسة وطالبيا يحددوف داللة الصرؼ عندىـ بأنيا مصطمح عممي يشير إلى عمميات‬

‫‪3‬‬
‫التخمص مف المياه بأي وسيمة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منقور عبد الجميؿ‪ :‬عمـ الداللة‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد مختار عمر‪ :‬عمـ الداللة‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬ط‪ ،1980 ،1‬ص ‪.81‬‬
‫‪3‬‬
‫نعماف بوقرة ‪ :‬المسانيات اتجاىاتيا وقضاياىا الراىنة‪ ،‬عالـ الكتب الحديث‪،‬ط‪ ،2009 ،1‬ص ‪.124‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫فالسياؽ الثقافي ىو الذي يحدد الداللة المقصودة مف استعماؿ الكممة التي تستخدـ استخداما‬

‫عاما‪ ،‬فالكممة واحدة لكف مفيوميا يختمؼ مف محيط إلى آخر فاختالؼ البيئات الثقافية يؤدي‬

‫إلى اختالؼ داللة الكممة فيو مف يكشؼ عف المعنى االجتماعي أو الثقافي الذي توحي بو‬

‫الكممة ويحدد المحيط الثقافي أو اإلجتماعي الذي يستخدـ فيو ىذه الكممة‪.‬‬

‫‪5-3‬سياق الموقف‪:‬‬

‫"وىو الموقؼ الخارجي الذي ترد فيو الكممة في مقامات مختمفة‪ ،‬أو في أحواؿ متعددة‪ ،‬ومف ثـ‬

‫‪1‬‬
‫تتنوع المعاني والدالالت التي تعبر عنيا الكممة"‪.‬‬

‫ويعني أيضا "الموقؼ الخارجي الذي يمكف أف تقع فيو الكممة فتتغير داللتيا تبعا لتغير الموقؼ‬

‫‪2‬‬
‫أو المقاـ وقد أطمؽ المغويوف عمى ىذه الداللة مصطمح "الداللة المقامية"‪.‬‬

‫فمثاؿ ذلؾ ‪ :‬كممة مكتوب داللتيا األصمية في أذىاف المتكمميف بالمغة العربية تػعني الكتاب‬

‫أوشيء تمت كتابتو‪ ،‬وا ما كممة مكتوب في عبارة مكتوب عمى الجبيف تدؿ عمى معنى القدر‬

‫وأحكامو التي ال دخؿ لالنساف في تغييرىا"‪.3‬‬

‫وكممة "يرحـ" في مقاـ تشميت العاطس "يرحمؾ اهلل"‪ ،‬البدء بالفعؿ وفي مقاـ الترحـ بعد الموت‬

‫"اهلل يرحمؾ" البدء باالسـ‪4،‬فاألولى تعنى طمب الرحمة في الدنيا‪ ،‬والثانية طمب الرحمة في‬

‫اآلخرة ودؿ عمى ىذا سياؽ الموقؼ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حساـ البينساوي ‪ :‬عمـ الداللة والنظريات الداللية‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪2‬‬
‫منقور عبد الجميؿ‪ :‬عمـ الداللة‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪3‬‬
‫حساـ البينساوي ‪ :‬عمـ الداللة والنظريات الداللية‪،‬ص ‪.71‬‬
‫‪4‬‬
‫نور اليدى لوشف ‪ :‬عمـ الداللة‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫‪-4‬أهمية السياق ‪:‬‬

‫أشار العمماء منذ القديـ األىمية التي يحمميا السياؽ بتحديده لمداللة المقصودة لمكممة في‬

‫جممتيا‪ ،‬وأف التحديد الدقيؽ لداللة المفظ إنما يرجع لمسياؽ‪ ،‬فيو الذي يصرؼ االلتباس‬

‫والغموض واالبياـ عنيا ويضبط ويوجو داللتيا‪ ،‬مما دفع أصحابو لمتنويو لألىمية الكبيرة التي‬

‫يقوـ بيا ويتضح ىذا مف أنو‪:‬‬

‫‪ -1‬ىو الركف األساس في فيـ الرسالة المغوية‪ ،‬فيو يعطي الكممة أو العبارة معناىا الخاص‬

‫‪1‬‬
‫ويزيؿ المبس عف الكممة‪.‬‬

‫‪ -2‬ونظ ار ألىمية السياؽ في دراسة وتحميؿ القوؿ الطبيعي نجد النظار قد أدركوا جيدا مالو مف‬

‫دور نظير في توجيو المعنى‪ ،‬فال نكاد نحد مفس ار وال لغويا وال اصوليا إال ويعتبر السياؽ في‬

‫‪2‬‬
‫كؿ إجراءاتو وتطبيقاتو‪.‬‬

‫‪ -3‬الموجودات التستقيـ في العقؿ بال تحيز في السياؽ الذي يحتضنيا ويضميا ويعطييا‬

‫‪3‬‬
‫معنى‪ ،‬والمعنى ىو شكميا الحي الذي يتكيؼ كؿ مرة مع السياؽ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -4‬لو دور كبير عمى مقصود داللة المتكمـ وتحديد ىوية العبارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خمود العموش ‪ :‬الخطاب القرآني‪ -‬دراسة في العالقة بيف النص والسياؽ‪ ،-‬عالـ الكتب الحديث‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.26‬‬
‫‪2‬‬
‫ادريس مقبوؿ ‪ :‬نظرية المعنى والسياؽ في الممارسة التراثية العربية‪ ،‬عالـ الكتب الحديثة‪ ،‬ط‪،2011 ،1‬‬
‫ص ‪.56‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ :‬ص ‪.55‬‬
‫‪4‬‬
‫ادريس مقبوؿ ‪ :‬نظرية المعنى والسياؽ في الممارسة التراثية العربية‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫‪1‬‬
‫‪ -5‬السياؽ يحدد داللة المفظ ويبيف قيمتو في التعبير حيث اليمكف اإلستغناء عنو بغيره‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -6‬السياؽ مف العناصر األساسية التي يرتكز عمييا في تحميؿ الخطاب المغوي‪.‬‬

‫‪ -7‬في عمـ الداللة يبدو السياؽ عالما متشابكا شديدا ألىمية‪ ،‬فالدالالت تنشأ كما يقوؿ عمماء‬

‫الداللة بطريقة سياقية تتحكـ فييا القرائف الحالية التي تصاحب عممية الكالـ إلى جانب القرائف‬

‫‪3‬‬
‫الخاصة بنظاـ المغة التي يدركيا المتمقي عبر معرفتو بذلؾ النظاـ‪.‬‬

‫‪ -8‬السياؽ وحده ىو الذي يوضح لنا ما إف كانت الكممة ينبغي أف تؤخذ عمى أنيا تعبير‬

‫موضوعي صرؼ أو أنيا قصد بو أساسا وىو يشرؼ عمى تغيير داللة الكممة تبعا لتغيير يمس‬

‫‪4‬‬
‫التركيب الغوي كالتقديـ والتأخير‪.‬‬

‫‪ -9‬الكممة توجد في كؿ مرة تستعمؿ فييا في جو يحدد معناىا تحديدا مؤقتا والسياؽ ىو الذي‬

‫‪5‬‬
‫يفرض قيمة واحدة بعينيا عمى الكممة بالرغـ مف المعاني المتنوعة التي بوسعيا أف تدؿ عمييا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود عكاشة ‪ :‬الداللة المفظية‪ ،‬مكتبة أنجمو مصرية‪ ،‬دط‪،‬دت‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪2‬‬
‫حازـ عمي كماؿ الديف ‪ :‬عمـ الداللة المقارف‪ ،‬مكتبة اآلداب لمنشر‪ ،‬دط‪،‬دت‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪3‬‬
‫خمود العموش ‪ :‬دراسة في العالقة بيف النص والسياؽ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪4‬‬
‫منقور عبد الجميؿ‪ :‬عمـ الداللة‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪5‬‬
‫جورج فندريس ‪ :‬المغة‪ ،‬تر ‪ :‬عبد الحميد الروخمي‪ ،‬مكتبة أنجمو مصرية‪ ،‬دط‪ ،1950 ،‬ص ‪.231‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬السياق أهميته و أنواعه‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫نخمػ ػػص إلػ ػػى أف لمسػ ػػياؽ أىميػ ػػة كبي ػ ػرة فػ ػػي تحديػ ػػد الداللػ ػػة فيػ ػػو يصػ ػػرؼ الغ ػ ػ ػ ػ ػ ػموض‬

‫عن ػ ػ ػ ػ ػ ػيا و يوج ػ ػ ػ ػ ػييا و يض ػ ػ ػػبطيا و ظي ػ ػ ػػر ى ػ ػ ػػذا م ػ ػ ػػف خ ػ ػ ػػالؿ جي ػ ػ ػػود المفسػ ػ ػ ػريف و البالغي ػ ػ ػػيف‬

‫واألصولييف الذيف اى ػ ػػتموا بو واعتبروه الوسيمة الوحيدة لمكشؼ عف المعنى‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫كما سبؽ و أف ذكرنا فالسياؽ الدور و األىمية الكبيرة في الوصوؿ إلى المعنى المراد‬

‫مف المفردات المنتظمة داخؿ التركيب أو خارجو‪ ،‬و أنو أضحى الطريؽ الوحيد لرفع المبس‬

‫عف الداللة‪ ،‬وبناءا عمى ىذا فسوؼ أدرس في ىذا الفصؿ التطبيقي قصيدة لمحمود درويش‬

‫التي تتميز باأللفاظ الغامضة كوف معناه يتعدد‪ ،‬و تعدد المعنى يؤدي بالضرورة إلى تعدد‬

‫احتماالت القصد‪ ،‬و السياؽ مف يستحضر الداللة المقصودة و يستبعد و يطرد بقية الدالالت‬

‫فيو مف يوجو الداللة و يحددىا تحديدا دقيقا ثـ أقوـ بتصنيفيا ألي مظير مف مظاىر التغير‬

‫الداللي تنتمي‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫جاءت ىذه القصيدة عمى لساف محمود درويش الذي يسخر مف النظاـ الديكػ ػتاتوري والذي‬

‫يصور لنا مف خالؿ أبياتيا شخصية األمراء و الحكاـ و فاضحا لنظاميـ و حكميـ الظالـ‬

‫عمى الشعب‪.‬‬

‫فجاءت بألفاظ تحمؿ معنى مبطف غير داؿ و ىي حقيقة الشعر الحر‪ ،‬و عند دراستي ليذه‬

‫القصيدة و جدت بأف ألفاظيا فييا غموض و معاني مبطنة‪ ،‬فدرستيا دراسة معجمية ثـ‬

‫سياقية و استعممت ليذه الدراسة الجدوؿ ألنو يختصر و يقرب الفكرة‪.‬‬

‫و معظـ مفردات ىذه القصيدة يعترييا الغموض في المعنى‪ ،‬إال أنني قمت باختيار بعض‬

‫مف مفرداتيا لدراستيا‪ ،‬نظ ار لضيؽ الوقت‪.‬‬

‫و استعنت في تحميميا المعجمي بالمزج بيف المعاجـ القديمة و الحديثة‪ ،‬أما الدراسة السياقية‬

‫فكانت بعض المفردات مف اجتيادي و البعض مف الشب ػكة العػالمية العنكبوتية‬

‫و البعض اآلخر مف مذكرات سابقة كمذكرة فاعمية التأثير في الخطاب الشعري "لمحمود‬

‫درويش" دراسة تداولية‪.‬‬

‫و ىذه األخيرة استفدت بيا كثي ار في معنى آليات ىذه الخطب‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫‪ .I‬التغير الداللي و مظاهره في قصيدة "الديكتاتور" لمحمود درويش‪:‬‬

‫‪ -1‬التغير الداللي‪:‬‬

‫*يتضح مف الدرس المغوي الحديث أف تغير الداللة "ىو ربط الفكرة بصيغة جديدة أو ربط‬

‫‪1‬‬
‫الصيغة بفكرة جديدة‪ ،‬و ىذا يبيف أف تغير الداللة معناه تغير داللة الكممة"‪.‬‬

‫و ىذا التغيير ىو تدريجي يصيب دالالت األلفاظ بمرور الزمف فينقميا مف طور إلى طور‬

‫آخر‪ ،‬و قد غدا في عمـ المغة الحديث‪ .‬أف المغة شأنيا شأف الكائف الحي و الظواىر‬

‫‪2‬‬
‫االجتماعية تخضع لناموس التطور و التغيير‪.‬‬

‫و وقؼ الباحثوف بعد دراسة وافية لتغير دالالت األلفاظ في لغات مختمفة عمى مظاىر ىذا‬

‫التغيير و أىميا‪:3‬‬

‫*تعميـ الداللة أو توسيعيا‪.‬‬

‫*تصنيؼ الداللة أو تخصيصيا‪.‬‬

‫*انتقاؿ الداللة‪.‬‬

‫‪1‬حازـ عمي كماؿ الديف‪:‬عمـ الداللة المقارف‪ ،‬مكتبة اآلداب لمنشر‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬ص‪.55‬‬
‫‪2‬عبد الكريـ محمد حسف جبؿ‪:‬في عمـ الداللة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬دط‪،1997،‬ص‪.33‬‬
‫‪3‬المرجع نفسو‪،‬ص‪. 34‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫و عميو سأقوـ بتفحص ألفاظ القصيدة معجميا إفراديا ثـ متابعة داللتيا سياقيا‪ ،‬ثـ أقوـ‬

‫بتصنيؼ ىذه المفردات إلى طبيعة التغير الداللي الذي حدث ليا‪.‬‬

‫و سنبدأ بانتقاؿ الداللة كوف جؿ مفردات القصيدة مصنفة في ىذا المظير مف مظاىر التغير‬

‫الداللي‪.‬‬

‫‪-1-1‬انتقال الداللة مع اختيار نماذج من القصيدة و التعميق عميها‪:‬‬

‫يقوؿ فندريس في تحديد المراد بنقؿ المعنى" يكوف االنتقاؿ عندما يتعادؿ المعنياف أو إذا كاف‬

‫ال يختمفاف مف جية العموـ و الخصوص كما في حالة انتقاؿ الكممة مف المحؿ إلى الحاؿ‬

‫أو مف المسبب إلى السبب أو مف العالمة الدالة إلى الشيء المدلوؿ عميو‪ ،‬و انتقاؿ المعنى‬

‫‪1‬‬
‫يتضمف طرائؽ شتى ‪ :‬االستعارة –إطالؽ البعض عمى الكؿ –المجاز المرسؿ بوجو عاـ"‪.‬‬

‫و معنى ىذا أف جميع أنواع المجاز تدخؿ تحت ىذا النوع المسمى بنقؿ المعنى أو تغيره‬

‫مجاؿ االستعماؿ‪ ،‬و مف أمثمة نقؿ المعنى كثيرة منيا‪ :‬التعبير عف أحد أعضاء البدف باسـ‬

‫عضو آخر مثؿ اس تخداـ كممة صدر أو نحر و في بعض المغات معدة بدال مف ثدي و مف‬

‫الكممات التي تغيرت داللتيا بطريقة النقؿ كممة الشنب التي كانت تعني قديما جماؿ الثغر‬

‫وصفاء األسناف ‪ ،‬و في االستعماؿ الحديث بمعنى "الشارب" و كممة "السفرة" التي كانت‬

‫‪1‬أحمد مختار عمر‪:‬عمـ الداللة‪،‬عالـ الكتب لمنشر‪،‬ط‪،1980 ،1‬ص‪.247‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫تعني الطعاـ الذي يصن ع لممسافر و ىي في االستعماؿ الحديث"المائدة و ما عمييا مف طعاـ‬

‫‪1‬‬
‫و كاف طوؿ اليد " كناية عف السخاء فأصبح يوصؼ بو السارؽ‪.‬‬

‫و سأعرض اآلن مفردات هذه الخطب و ما ط أر عميها من انتقال لمداللة و هي‪:‬‬

‫داللتها السياقية‬ ‫داللتها المعجمية‬ ‫المفردة‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫نوع‬

‫المستهدفة‬ ‫و السطر‬ ‫الخطاب‬

‫الديكػتاتور‪ :‬ىو الحاكـ و أما السياؽ فيبيف أف القصيدة‬ ‫خطاب‬ ‫صفحة‪1‬‬ ‫عنواف‬

‫تحاكـ القوـ إلى الحاكـ جاءت عمى لساف محمود‬ ‫الديكتاتور‬ ‫القصيدة‬

‫أي احػتكػموا و ىو مػنفػذ درويش ال عمى لساف الحاكـ‬

‫الػحكـ و القاضي و و ىو تمبس شخصية الحاكـ‬

‫سمي حاكما ألنو يمنع ليس الحاكـ الذي يمنع الظمـ‬

‫‪3‬‬
‫و إنما الحاكـ الذي يسخر‬ ‫الظالـ مف الظمـ‪.‬‬

‫‪1‬عبد اهلل البستاني‪ :‬البستاف‪ ،‬مكتبة لبناف لمنشر‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪،254‬‬
‫‪3‬عبد اهلل البستاني‪ :‬البستاف‪ ،‬مكتبة لبناف لمنشر‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.254‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫مف جبروتو القائـ عمى رغـ‬

‫لممستقبؿ‬ ‫واغتيالو‬ ‫بطشو‬

‫الحاكـ المستبد بأوامره و‬

‫‪1‬‬
‫نواىيو‪.‬‬

‫خ ػ ػ ػػاتـ ‪ :‬و م ػ ػ ػػف معانيي ػ ػ ػػا أما السياؽ ىنا بيف أف‬ ‫قفوا أييا‬ ‫صفحة‪.2 :‬‬ ‫خطاب‬

‫خػ ػ ػػتـ الشػ ػ ػػيء أي البمػ ػ ػػوغ الخاتـ ىو كرسي العرش فيو‬ ‫الناس‬ ‫سطر‪.21 :‬‬ ‫الجموس‬

‫حولي خاتم إل ػػى آخػ ػره و خ ػػتـ العم ػػؿ طرد كػؿ الدالالت المػعجػمية‬

‫ف ػ ػػرغ من ػ ػػو و خ ػ ػػتـ ال ػ ػػزرع و انتقؿ إلى داللػة أخػرى و‬

‫س ػ ػ ػ ػ ػػقاه و خ ػ ػ ػ ػ ػػتـ اهلل ل ػ ػ ػ ػ ػػو مف حدد ىذه الداللة ىو‬

‫بػ ػػالخير جعػ ػػؿ لػ ػػو عاقبػ ػػة السياؽ‪.‬‬

‫حسػ ػ ػػنة و تخ ػ ػ ػػتـ بالخ ػ ػ ػػاتـ‬

‫جعم ػػو ف ػػي أص ػػبعو و ى ػػو‬

‫حمي لألصبع‪ ،‬حفػر عميػو‬

‫‪1‬خالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػد الح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروب‪ :‬محم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػود درويش‪"،‬خط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب‬


‫الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديكتاتور"‪2016،19:00/04/03،‬‬
‫‪www.darwishfoundation.org/atemplate.php?id=1014.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫اسػ ػ ػ ػ ػػـ المالبػ ػ ػ ػ ػػس أـ ال و‬

‫‪1‬‬
‫الطابع تطبع بو السمة‪.‬‬

‫مفردة أما السياؽ فانتقؿ إلى داللة‬ ‫جمع‬ ‫لما فات مف الزوابع‪:‬‬ ‫صفحة ‪.2:‬‬ ‫خطاب‬

‫دوؿ مزقتيا زوبعة‪ ،‬و الزوبعة ىو أخرى و ىي أف الزوابع ىي‬ ‫سطر‪.26 :‬‬ ‫الجموس‬

‫إعصار‪ ،‬ىيجاف الرياح االستعمار و ما تركو مف‬ ‫الزوابع‬

‫مخمفات دمرت الدوؿ‪.‬‬ ‫و تصاعدىا إلى الجو‪.2‬‬

‫الذباب‪ :‬حيواف صغير الذباب داخؿ السياؽ ال يعني‬ ‫و سرب‬ ‫صفحة‪.2 :‬‬ ‫خطاب‬

‫ىي‬ ‫داللتيا‬ ‫بؿ‬ ‫طيار ذو عيوف دقيقة ليا حشرة‬ ‫الذباب و‬ ‫سطر‪.30 :‬‬ ‫الجموس‬

‫غيـ الغبار‪ .‬خرطوـ دقيؽ كخرطوـ رصاص العدو‪.‬‬

‫البعوض و ىو يظير فانتقمت داللتيا مف معنى‬

‫صيفا و يتوارى شتاء‪ ،‬الحيواف إلى الرصاص‪.‬‬

‫منيا‬ ‫كثيرة‬ ‫وأصنافو‬

‫األسود الذي يتوارى في‬

‫البيوت و األزرؽ قد‬

‫يكوف في القبور تحت‬

‫‪1‬بطرس البستاني‪ :‬محيط المحيط‪ ،‬مكتبة لبناف لمنشر‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.254‬‬
‫‪2‬جبراف مسعود‪ :‬الرائد‪ ،‬دار العمـ لممالييف‪،‬ط‪،2005، 3‬ص‪.665‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬
‫‪1‬‬
‫التراب‪.‬‬

‫عمة‪ :‬جمع عمػؿ و عػالت أما السياؽ فنقؿ داللتيا مف‬ ‫فمف كاف‬ ‫صفحة‪.3 :‬‬ ‫خطاب‬

‫ىذه المعاني إلى معنى آخر‬ ‫و معانييا‪:‬‬ ‫منكـ بال‬ ‫الجموس‪ .‬سطر‪.38 :‬‬

‫يمكػ ػػف أف يكػ ػػوف مرضػ ػػا‪ ،‬ىو العمؿ أي العمة ىي عمؿ‬ ‫عمة فيو‬
‫أو سبب فنقػوؿ النػار عمػة‬
‫فالديكتاتور يسخر مف شعبو‪.‬‬ ‫حارس‬
‫اإلش ػ ػ ػ ػ ػػتعاؿ‪ ،‬أو ح ػ ػ ػ ػ ػػروؼ‬
‫كمبي‪.‬‬
‫العمػ ػ ػ ػػة أو تغييػ ػ ػ ػػر يمحػ ػ ػ ػػؽ‬
‫‪2‬‬
‫األعاريض و الضروب‪.‬‬

‫قيادة‪ :‬مف قاد يقود قيادة أما السياؽ فينقميػا مػف الداللػة‬ ‫ىؿ يميؽ‬ ‫صفحة‪. 4 :‬‬ ‫خطاب‬

‫المعجميػ ػػة إلػ ػػى داللػ ػػة أخػ ػػرى‬ ‫و مف معانييا‪:‬‬ ‫بمف ىو‬ ‫الجموس‪ .‬سطر‪.63 :‬‬

‫مثمي قيادة ‪-‬قاد الدابة أي مشى وىػ ػ ػ ػػي عػ ػ ػ ػػدـ قبولػ ػ ػ ػػو لتواجػ ػ ػ ػػد‬

‫أماميا أخذ بمقودىا‪ ،‬قود لصوص بيف شعبو‪.‬‬ ‫لص‪.‬‬

‫السيارة أي ساقيا‪ ،‬و‬

‫قيادة الجيش أي مف كاف‬

‫رئيسا عميو يدبر خططو‬

‫و شؤونو‪.3‬‬

‫‪1‬عبد اهلل البستاني‪:‬البستاف‪ ،‬ص‪.373‬‬


‫‪2‬جبراف مسعود‪ :‬الرائد‪،‬ص‪.882‬‬
‫‪3‬جبراف مسعود‪ :‬الرائد‪ ،‬ص‪.962‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫ألف السياسة سجني‪ :‬مف السجف و ىو أما السياؽ فينقػؿ داللػة أخػرى‬ ‫صفحة‪.6 :‬‬ ‫خطاب‬
‫و ى ػ ػ ػػي س ػ ػ ػػمطة خاص ػ ػ ػػة ب ػ ػ ػػو‬
‫مػ ػ ػ ػػا كػ ػ ػ ػػاف يحتجػ ػ ػ ػػز فيػ ػ ػ ػػو‬ ‫سجني‪.‬‬ ‫الجموس‪ .‬سطر ‪.101:‬‬
‫لوحػػده و السياسػػة ممػػؾ لػػو وال‬
‫المحكوموف بالحرمػاف مػف‬
‫يجػ ػ ػ ػػوز ألي ك ػ ػ ػ ػػاف أف يحم ػ ػ ػ ػػـ‬
‫‪1‬‬
‫الحريػ ػػة تنفيػ ػػذا لعقوبػ ػػة أو بيا‪.‬‬

‫انتظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار إلج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراء‬

‫المحاكمة‪.2‬‬

‫تزكػونني ‪ :‬مػف زكػى وزكػػا و السػػياؽ يسػػتبعد ىػػذه الداللػػة‬ ‫و أنتـ‬ ‫صفحة ‪.9:‬‬ ‫خطاب‬

‫الجموس‪ .‬سطر ‪ .137:‬تزكونني مرة ال ػ ػ ػ ػػزرع و زك ػ ػ ػ ػػت األرض و ينتقػ ػ ػػؿ إلػ ػ ػػى داللػ ػ ػػة أخػ ػ ػػرى‬

‫كؿ عشريف وأزكػػت و أزكػػى اهلل مالػػؾ وىػػي االنتخػػاب أي ينتخبػػونني‬

‫عاما إذا لزـ و زك ػ ػ ػػاة و م ػ ػ ػػف المج ػ ػ ػػاز ك ػ ػػؿ عش ػ ػ ػريف سػ ػ ػػنة‪ ،‬و لػ ػ ػػيس‬

‫رجػؿ زكػػي أي ازئػػد الخيػػر الزكػ ػ ػػاة كمػ ػ ػػا عرفيػ ػ ػػا المعجػ ػ ػػـ‬ ‫األمر‪.‬‬

‫و الفضػ ػػؿ و زكػ ػػى نفسػ ػػو المغوي‪.‬‬

‫م ػ ػ ػ ػػدحيا و نس ػ ػ ػ ػػبيا إل ػ ػ ػ ػػى‬

‫الزكػ ػػاة ‪ ،‬و زكػ ػػى الشػ ػػيود‬

‫عػ ػػد ليػ ػػـ ووصػ ػػفيـ بػ ػػأنيـ‬

‫‪ 1‬حجاج حسينة‪ :‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش‪ ،‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة‬
‫ماستر‪، 2013-2012،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 2‬صبحي حموي‪ :‬المنجد في المغة العربية المعاصرة‪ ،‬دار المشرؽ بيروت‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬ص‪.650‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫أزكياء‪.‬‬

‫و زكػ ػ ػ ػ ػػى الرجػ ػ ػ ػ ػػؿ مالػ ػ ػ ػ ػػو‬

‫تزكي ػ ػػة‪ :‬أدى زكات ػ ػػو ألن ػ ػػو‬

‫ينميو بما يبارؾ اهلل لو‪.1‬‬

‫فسيروا إلى آمنػ ػ ػػيف مػ ػ ػػف أمػ ػ ػػف‪ :‬أمنػ ػ ػػا لكػػف السػػياؽ يبعػػد ىػػذه الداللػػة‬ ‫صفحة ‪.9:‬‬ ‫خطاب‬

‫وأمانػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا و أمانػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة أي و ينقميا إلى داللػة أخػرى ىػي‬ ‫خدمتي‬ ‫الجموس‪ .‬السطر‪.149:‬‬

‫االطمئن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف و ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ أف لفػ ػػظ األمػ ػػف ال يػ ػػدؿ عمػ ػػى‬ ‫آمنين‪.‬‬

‫االطمئن ػ ػ ػػاف و ع ػ ػ ػػدـ الخ ػ ػ ػػوؼ‬ ‫الخوؼ‪.‬‬

‫و األمن ػػة م ػػف ي ػػؤمف بك ػػؿ كما عػرؼ فػي المعجػـ و إنمػا‬

‫مػػا يسػػمع و األمنػة ‪:‬الػػذي الخط ػ ػػر و ال ػ ػػدمار ألف البمػ ػ ػػد‬

‫يأمنػ ػػو كػ ػػؿ أحػ ػػد فػ ػػي كػ ػػؿ ال ػ ػ ػػذي يعيش ػ ػ ػػوف في ػ ػ ػػو م ػ ػ ػػدمر‬

‫شػػ ػ ػػيء و اس ػ ػ ػػتجاره إليػ ػ ػ ػػو ويعاني مف خطر االستعمار‪.‬‬

‫أشجاره و طمب حمايتو‪.2‬‬

‫صفحة‪ .10 :‬نغير تقويمنا القػ ػػوؿ‪ :‬ىػ ػػو الكػ ػػالـ عمػ ػػى لك ػ ػػف الدالل ػ ػػة الس ػ ػػياقية تنق ػ ػػؿ‬ ‫خطاب‬

‫الترتي ػ ػ ػ ػػب‪ ،‬و ى ػ ػ ػ ػػو عن ػ ػ ػ ػػد معنػ ػػى القػ ػػوؿ مػ ػػف كػ ػػالـ إلػ ػػى‬ ‫السنوي‬ ‫السطر‪.4 :‬‬ ‫الضجر‪.‬‬

‫‪ 1‬الزمخشري ‪ :‬أساس البالغة‪،‬مكتبة لبناف لمنشر‪،‬ط‪ ،1996 ، 1‬ص‪.189‬‬


‫‪2‬مجمع المغة العربية‪:‬المعجـ الوسيط‪،‬المكتبة اإلسالمية لمنشر‪،‬الجزء األوؿ‪،‬دط‪،‬دت‪،‬ص‪.28‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫المحقػػؽ كػػؿ لفػػظ قػػاؿ بػػو معنػ ػػى آخػ ػػر وىػ ػػو االسػ ػػـ أي‬ ‫وننقش‬

‫المسػ ػ ػ ػ ػػاف تامػ ػ ػ ػ ػػا كػ ػ ػ ػ ػػاف أو ي ػػنقش اسػ ػػمو عمػ ػػى الرخػ ػػاـ ال‬ ‫أقوالنا في‬

‫‪1‬‬
‫كالمو‪.‬‬ ‫ناقص‪.‬‬ ‫الرخاـ‪.‬‬

‫أختصػػر‪:‬مف اختصػػر فػػي السػ ػ ػ ػ ػ ػػياؽ يسػ ػ ػ ػ ػ ػػتبعد الداللػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬ ‫أختصر‬ ‫صفحة‪.10 :‬‬ ‫خطاب‬

‫الك ػ ػ ػ ػ ػ ػػالـ أي أوج ػ ػ ػ ػ ػ ػػز أي المعجميػ ػ ػ ػ ػ ػػة مػ ػ ػ ػ ػ ػػف اإليجػ ػ ػ ػ ػ ػػاز‬ ‫الناس‬ ‫السطر‪.7 :‬‬ ‫الضجر‪.‬‬

‫ح ػ ػ ػ ػ ػػذؼ من ػ ػ ػ ػ ػػو ش ػ ػ ػ ػ ػػيئا أو أوالحػػذؼ ‪...‬إلػػى داللػػة أخػػرى‬ ‫‪..‬أسجف‬

‫ثمثا و أطرد اختص ػ ػػر الطريق ػ ػػة أس ػ ػػمؾ و ىػػي القض ػػاء عمػػى الشػ ػعب‬

‫أقربػػو أو اختصػػر الشػػيء بقتميـ أو سجنيـ أو تقيميـ‪.‬‬ ‫كثا‪.‬‬

‫أح ػ ػػذؼ مػ ػ ػػاال حاج ػ ػػة بػ ػ ػػو‬

‫‪2‬‬
‫منو‪.‬‬

‫ألف الشعير أرانب ‪ :‬جمع مفردة أرنػب الداللػػة السػػياقية تبػػيف أف ىػػذه‬ ‫صفحة ‪.11:‬‬ ‫خطاب‬

‫طعاـ حمير و ىػػو جػػنس حي ػواف لب ػوف المف ػػردة ال تعن ػػي حيػ ػواف كم ػػا‬ ‫السطر‪.14:‬‬ ‫الضجر‪.‬‬

‫و أنتـ أرانب قاض ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ م ػ ػ ػ ػ ػ ػػف فص ػ ػ ػ ػ ػ ػػيمة سػ ػ ػ ػ ػػبؽ ذك ػ ػ ػ ػ ػره فػ ػ ػ ػ ػػي داللتيػ ػ ػ ػ ػػا‬

‫األرنبيات جسمو مسػتطيؿ المعجميػ ػػة بػ ػػؿ تعنػ ػػي الشػ ػػعب‬ ‫قمبي‪.‬‬

‫أذن ػ ػػاه طويمت ػ ػػاف ض ػ ػػيقتاف فال ػػديكتاتور يس ػػخر م ػػف قوم ػػو‬

‫‪1‬ابف منظور‪ :‬لساف العرب‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬مجمد ‪.12‬ط‪،2000 1‬ص‪.221‬‬
‫‪2‬جبراف مسعود‪،‬الرائد‪،‬ص‪.40‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫منتصػػبتاف عينػػاه كبيرتػػاف بيػ ػػذا المصػ ػػطمح كػ ػػوف شػ ػػعبو‬

‫قائمتػػاه األمػػاميتيف أقصػػر ضػ ػ ػػعيؼ مثػ ػ ػػؿ ضػ ػ ػػعؼ ىػ ػ ػػذا‬

‫مف الخمفيتيف قوتػو النبػات الحيواف األليؼ‪.‬‬

‫يػ ػػألؼ الجبػ ػػاؿ و الغابػ ػػات‬

‫والسيوؿ‪.1‬‬

‫‪1‬صبحي حموي‪ ،‬المنجد في المغة العربية المعاصرة‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫أم ػ ػػا الس ػ ػػياؽ فينق ػ ػػؿ ى ػ ػػذه‬ ‫صفحة‪ .12 :‬وحيدا أنا أييا وحيدا‪ :‬ىو المنفرد‬ ‫خطاب‬

‫‪2‬‬
‫الدالل ػػة إل ػػى دالل ػػة أخ ػػرى‬ ‫بنفسو‪.‬‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫السطر‪.36 :‬‬ ‫الضجر‪.‬‬

‫و ىػ ػػي أنػ ػػو لػ ػػيس وحيػ ػػدا‬

‫إنم ػ ػ ػ ػ ػ ػػا اس ػ ػ ػ ػ ػ ػػتعمؿ ى ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا‬

‫المصػ ػػطمح ليبػ ػػيف لشػ ػػعبو‬

‫أنػ ػ ػ ػػو ضػ ػ ػ ػػعيؼ فػ ػ ػ ػػيحف و‬

‫يشفؽ شعبو عميو فيكسب‬

‫‪1‬‬
‫محبتيـ و عطفيـ‪.‬‬

‫حج ػ ػ ػػر‪ :‬ى ػ ػ ػػو م ػ ػ ػػادة لك ػػف الس ػػياؽ يبع ػػد دالل ػػة‬ ‫و لكف قمبي‬ ‫صفحة‪.12 :‬‬ ‫خطاب‬

‫السطر‪ .37 :‬عميؾ و قمبؾ صػ ػ ػ ػ ػ ػػخرية صػ ػ ػ ػ ػ ػػمبة الحج ػػر الموجي ػػة لمش ػػعب‬ ‫الضجر‬

‫قاس ػ ػ ػ ػ ػ ػػية تقط ػ ػ ػ ػ ػ ػػع و و يوجييػ ػ ػ ػ ػ ػػا لمػ ػ ػ ػ ػ ػػديكتاتور‬ ‫مف فمز أو‬

‫تسػ ػ ػ ػػتعمؿ لمبنػ ػ ػ ػػاء و الظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالـ ألف الشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعب‬ ‫حجر‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ضػػعيؼ و القسػػاوة ترجػػع‬ ‫النحت‪.‬‬

‫لمحػػاكـ المسػػتبد ألوامػره و‬

‫‪ 1‬حسينة حجاج‪ :‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش‪،‬ص‪.19‬‬


‫‪2‬عبد اهلل البستاني‪ :‬الوافي‪ ،‬ص‪.695‬‬
‫‪ 3‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.253‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫نواىي ػ ػػو و عم ػ ػػى الش ػ ػػعب‬

‫التطبيػػؽ و فقػػط فاسػػتعمؿ‬

‫ى ػ ػػذه المفػ ػ ػردة ليب ػ ػػيف أن ػ ػػو‬

‫ضػػعيؼ و يبعػػد كػػؿ تيػػـ‬

‫النظػ ػ ػ ػ ػػاـ الظػ ػ ػ ػ ػػالـ عمػ ػ ػ ػ ػػى‬

‫عاتقو‪.‬‬

‫يتخش ػػب‪:‬مف خش ػػب الداللة السػياقية اسػتبعدت‬ ‫فمف منكـ‬ ‫صفحة‪.13 :‬‬ ‫خطاب‬

‫يخش ػ ػػب خش ػ ػػبا أي المعن ػ ػػى المعجم ػ ػػي لي ػ ػػذه‬ ‫يستطيع‬ ‫سطر‪.45 :‬‬ ‫الضجر‬

‫غمػظ و خشػف‪ .‬خػػال المفػ ػ ػ ػػردة و نقمتيػ ػ ػ ػػا إلػ ػ ػ ػػى‬ ‫الجموس‬

‫م ػػف ال ػػذوؽ فخشػ ػف‪ ،‬معنػػى آخ ػػر و ى ػػو المم ػػؿ‬ ‫ثالثيف عاما‬

‫‪1‬‬
‫أي مػ ػ ػػف مػ ػ ػػنكـ يسػ ػ ػػتطيع‬ ‫خشب العيش‪.‬‬ ‫دوف أف‬

‫الجم ػ ػ ػ ػػوس دوف أف يمػ ػ ػ ػ ػؿ‬ ‫يتخشب‪.‬‬

‫ويك ػره مػػف كرسػػي العػػرش‬

‫و السياسػ ػ ػ ػػة والرئاسػ ػ ػ ػػة و‬

‫السمطة‪.‬‬

‫‪1‬محي الديف صابر‪،‬المحيط‪ ،‬معجـ المغة العربية ‪،‬مجمد ‪،2‬دط‪،‬ص‪.511‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫ثقيػ ػ ػػؿ‪ :‬جمػ ػ ػػع ثقػ ػ ػػاؿ لكػ ػػف السػ ػػياؽ يطػ ػػرد ىػ ػػذه‬ ‫ثقيل ىو‬ ‫صفحة‪.13 :‬‬ ‫خطاب‬

‫ارجػػح الػػوزف بػػاىظ‪ ،‬الداللة و ينتقؿ إلى داللػة‬ ‫الحاكـ ال‬ ‫سطر‪.51 :‬‬ ‫الضجر‪.‬‬

‫حم ػ ػػؿ ثقي ػ ػػؿ‪ ،‬جس ػ ػػـ أخػػرى و ىػػي صػػعب أي‬ ‫تحسدوا‬

‫ثقيػػؿ الػػوزف بالنسػػبة الحكػػـ صػػعب والمسػػؤولية‬ ‫حاكما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صػ ػػعبة ال بمعيػ ػػار الثقػ ػػؿ‬ ‫إلى حجمو‪.‬‬

‫والخفة‪.‬‬

‫‪1‬صبحي حمودي‪ :‬المنجد‪،‬ص‪.167‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫ج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراد‪ :‬جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنس و الجػ ػ ػ ػ ػراد ف ػ ػ ػ ػػي الدالل ػ ػ ػ ػػة‬ ‫جرادا يحط‬ ‫صفحة ‪.14:‬‬ ‫خطاب‬

‫عمى الوقت‪ .‬حشػرات مػػف فصػػيمة الس ػ ػ ػ ػػياقية ل ػ ػ ػ ػػيس ج ػ ػ ػ ػػنس‬ ‫سطر‪.63 :‬‬ ‫الضجر‪.‬‬

‫الجرديػ ػ ػػات و رتبػ ػ ػػة حي ػ ػواف كمػ ػػا عرفنػ ػػاه فػ ػػي‬
‫ا‬

‫مسػ ػ ػػتقيمات أجنحػ ػ ػػة الدالل ػػة المعجمي ػػة و إنم ػػا‬

‫أنواع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عدي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدة ينتقػ ػػؿ معنػ ػػاه مػ ػػف جػ ػػنس‬

‫تختمػ ػ ػ ػػؼ بػ ػ ػ ػػاختالؼ حي ػواف إلػػى اإلنسػػاف وىػػو‬

‫الش ػ ػ ػ ػػكؿ و الحج ػ ػ ػ ػػـ المسػػتعمر و مػػا يسػػتعممو‬

‫كمي ػ ػ ػػا كثيػ ػ ػ ػرة الق ػ ػ ػػد‪ ،‬مػػف أسػػمحة لمقضػػاء عمػػى‬

‫ذات ف ػ ػ ػ ػ ػػؾ قاض ػ ػ ػ ػ ػػـ الشعب الفمسطيني‪.‬‬

‫وبطػ ػ ػ ػ ػ ػف مس ػ ػ ػ ػ ػػتطيؿ‬

‫وأرجمي ػ ػ ػ ػ ػػا الخمفي ػ ػ ػ ػ ػػة‬

‫طويمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة و ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬

‫تتكػ ػ ػ ػ ػ ػػاثر و تغػ ػ ػ ػ ػ ػػزو‬

‫المزروع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػات‬

‫واألش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػجار و ال‬

‫‪1‬‬
‫تبقى عمى شيء‪.‬‬

‫‪1‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.191‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫خضػ ػرة‪ :‬م ػػف خض ػػر و ى ػػي أم ػػا الخضػ ػرة ‪ :‬داخ ػػؿ الس ػػياؽ‬ ‫يمتص‬ ‫صفحة ‪.14‬‬ ‫خطاب‬

‫أرض كثي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة الخض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة و فينتقػػؿ معنػػاه إلػػى داللػػة أخػػرى‬ ‫خضرة‬ ‫الضجر‪ .‬سطر‪.63 :‬‬

‫الخضػ ػ ػ ػػر و الخض ػ ػ ػ ػػروات و و ىػي الفرحػػة و السػػعادة التػػي‬ ‫أيامنا‪.‬‬

‫الطالم ػ ػػا ح ػ ػػرـ مني ػ ػػا الش ػ ػػعب‬ ‫أنبتت خض ار أي نباتا‪.‬‬

‫حس ػ ػ ػػنا أخض ػ ػ ػػر و اختضػ ػ ػ ػر الذي يعاني الخطر و الدمار‪.‬‬

‫الفاكيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة و نيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف‬

‫المخاضػرة و ىػػي التمػػر قبػػؿ‬

‫ص ػ ػ ػػالحو و ف ػ ػ ػػالف أخض ػ ػ ػػر‬

‫‪1‬‬
‫كثير الخير‪.‬‬

‫و قوموا مف الس ػ ػ ػػحر‪ :‬ك ػ ػ ػػؿ أم ػ ػ ػػر يخف ػ ػ ػػى أم ػ ػػا الس ػ ػػياؽ فيب ػ ػػيف أف دالل ػ ػػة‬ ‫صفحة ‪.16‬‬ ‫خطاب‬

‫س ػ ػػببو و يتخي ػ ػػؿ عم ػ ػػى غي ػ ػػر ى ػػذه المفظ ػػة ى ػػي الص ػػباح أو‬ ‫النوـ حيف‬ ‫الضجر‪ .‬سطر‪.100 :‬‬

‫حقيقت ػ ػ ػ ػػو و يج ػ ػ ػ ػػري مج ػ ػ ػ ػػرى قبيػ ػػؿ الفجػ ػػر و لػ ػػيس السػ ػ ػحر‬ ‫ينادي‬

‫‪2‬‬
‫بمعناه الخداع‪.‬‬ ‫التمويو و الخداع‪.‬‬ ‫المنادي‬

‫بأني رأيت‬

‫‪1‬الزمخشري‪:‬أساس البالغة‪ ،‬ص‪.111‬‬


‫‪2‬مجمع المغة العربية‪:‬المعجـ الوسيط‪ ،‬ص‪.419‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫السحر‬

‫و سيروا إلى كتػػابي‪ :‬مػػف الكتػػاب و جمعػػو و السػ ػ ػ ػػياؽ طػ ػ ػ ػػرد كػ ػ ػ ػػؿ ىػ ػ ػ ػػذه‬ ‫صفحة‪.16:‬‬ ‫خطاب‬

‫الضجر‪ .‬سطر‪ .102 :‬يومكـ آمنيف كتب و ىو كمما يكتب فيػو ‪ ،‬الػػدالالت المعجميػػة إلػػى داللػػة‬

‫أو رس ػ ػ ػػالة أو ص ػ ػ ػػحيفة ‪ ،‬أو أخ ػ ػ ػ ػ ػػرى و ى ػ ػ ػ ػ ػػي األوام ػ ػ ػ ػ ػػر و‬ ‫و وفؽ‬

‫كػػؿ كتػػاب دينػػي يػػؤمف أىمػػو النػ ػواىي الت ػػي يوجيي ػػا لش ػػعبو‬ ‫نظامي‬

‫بأنو منػزؿ ‪ ،‬أو قػدر أو حكػـ فيتحكـ فييـ‪.‬‬ ‫كتابي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أو أجؿ‪.‬‬

‫أييا الشعب المعجػ ػ ػ ػ ػزات‪ :‬جم ػ ػ ػ ػػع مف ػ ػ ػ ػػردة السػ ػػياؽ يسػ ػػتبعد ىػ ػػذه الداللػ ػػة‬ ‫صفحة‪.17 :‬‬ ‫خطاب‬

‫معجزة و المعجزة أمر خػارؽ إلػػى داللػػة أف الشػػعب متحمػػؿ‬ ‫ياسيد‬ ‫سطر‪.6:‬‬ ‫السالـ‪.‬‬

‫لمع ػ ػ ػػادة يعج ػ ػ ػػز اإلنس ػ ػ ػػاف أف فوقػ ػػو طاقتػ ػػو و صػ ػػابر لمعػ ػػدو‬ ‫المعجزات‬

‫‪2‬‬
‫اإلسػرائيمي مػػف جيػػة و لمنظػػاـ‬ ‫يأتي بمثمو‪.‬‬ ‫ويا باني‬

‫ال ػػديكتاتوري الظ ػػالـ م ػػف جي ػػة‬ ‫اليرميف‪.‬‬

‫أخرى‪.‬‬

‫العصػ ػ ػػر‪ :‬ىػ ػ ػػو الػ ػ ػػدىر ف ػ ػ ػ ذا أمػ ػ ػػا العصػ ػ ػػر داخػ ػ ػػؿ السػ ػ ػػياؽ‬ ‫أريدؾ أف‬ ‫‪.17‬‬ ‫صفحة‪:‬‬ ‫خطاب‬

‫احت ػ ػػاجوا إل ػ ػػى تثقيم ػ ػػو ق ػ ػػالوا‪ :‬يقصػ ػ ػ ػػد بػ ػ ػ ػػو مظػ ػ ػ ػػاىر التقػ ػ ػ ػػدـ‬ ‫ترتفع إلى‬ ‫سطر ‪.9‬‬ ‫السالـ‬

‫‪1‬جبراف مسعود‪:‬الرائد‪،‬ص‪.728‬‬
‫‪2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.1179‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫عص ػػر و العصػ ػراف المي ػػؿ و والتطور و الرقي االزدىػار و‬ ‫مستوى‬

‫‪1‬‬
‫التخمي عف مظاىر التخمؼ‪.‬‬ ‫النيار‪.‬‬ ‫العصر‪.‬‬

‫صفحة‪ .19 :‬أما مف قيادة العب ػ ػػث‪ :‬عب ػ ػػث يعب ػ ػػث عبث ػ ػػا أمػػا السػػياؽ فتخ ػرج عػػف معنػػاه‬ ‫خطاب‬

‫فيػ ػ ػػو عابػ ػ ػػث بمػ ػ ػػا ال يعني ػ ػ ػو المعجمػ ػػي و ىػ ػػو المعػ ػػب إلػ ػػى‬ ‫توقؼ ىذا‬ ‫سطر‪.17 :‬‬ ‫السالـ‬

‫‪2‬‬
‫معن ػ ػ ػػى أخ ػ ػ ػػر و ى ػ ػ ػػو إضػ ػ ػ ػراـ‬ ‫وليس مف بالو أي العب‪.‬‬ ‫العبث‪.‬‬

‫الحرب أي ما مف قيادة توقػؼ‬

‫مػ ػ ػ ػػف يريػ ػ ػ ػػد إض ػ ػ ػ ػراـ الحػ ػ ػ ػػرب‬

‫وينادي ليا‪.‬‬

‫لك ػ ػػف السػ ػ ػػياؽ أبع ػ ػػد داللتيمػ ػ ػػا‬ ‫ىؿ تستطيع الجرادة‪ :‬سبؽ تعريفيا‪.‬‬ ‫صفحة‪49 :‬‬ ‫خطاب‬

‫الجرادة أف الفي ػ ػػؿ‪ :‬حيػ ػ ػواف عجي ػ ػػب م ػ ػػف كونيما نوع مػف أنػواع الحيػواف‬ ‫سطر‪.48 :‬‬ ‫السالـ‬

‫تأكؿ الفيؿ‪ .‬أعظػػـ الحيوانػػات وأضػػخميا‪ ،‬إلى داللة أف الجراد ىو العػدو‬

‫لػػو خرطػػوـ طويػػؿ يقػػوـ مقػػاـ اإلس ػ ػ ػ ػ ػ ػرائيمي و الفيػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ ىػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬

‫يد اإلنساف يرفع بو العمؼ و الشػ ػ ػ ػػعب الفمسػ ػ ػ ػػطيني و ىنػ ػ ػ ػػا‬

‫‪3‬‬
‫الحػ ػ ػػاكـ يشػ ػ ػػجع شػ ػ ػػعبو لعػ ػ ػػدـ‬ ‫الماء إلى فمو‪.‬‬

‫الخوؼ مف العدو‪.‬‬

‫‪1‬الخميؿ بف أحمد الفراىدي‪ :‬العيف‪،‬تح عبد ىنداوي‪،‬دار الكتب العممية‪،‬بيروت‪،‬ط‪،1،2003‬ص‪.168‬‬


‫‪2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪3‬عبد اهلل البستاني‪ :‬الوافي‪ ،‬ص‪.482‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫إضػ ػراب ‪ :‬ى ػػو االمتنػ ػػاع أي السػ ػػياؽ يسػ ػػتبعد ىػ ػػذه الداللػ ػػة‬ ‫سأعمف‬ ‫صفحة ‪12:‬‬ ‫خطاب‬

‫امتن ػ ػػاع ش ػ ػػخص أو جماع ػ ػػة وينقميػػا إلػػى داللػػة أخػػرى وىػػي‬ ‫إضراب‬ ‫سطر‪.72 :‬‬ ‫السالـ‪.‬‬

‫زوجاتكـ في عػػف العمػػؿ لتحقيػػؽ مطػػالبيـ أف الح ػػاكـ م ػػتحكـ ف ػػي حق ػػوؽ‬

‫المضاجع‪ .‬و ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروطيـ معمن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوف الشػ ػ ػػعب مػ ػ ػػع زوجػ ػ ػػاتكـ فيػ ػ ػػو‬

‫‪2‬‬
‫يح ػػرـ عم ػػييـ ح ػػؽ التمت ػػع م ػػع‬ ‫لممسؤوليف عف رفضيـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نسائيـ‪.‬‬

‫الغرب و الشرؽ‪ :‬الشػرؽ ىػو لك ػ ػػف الس ػ ػػياؽ يبع ػ ػػد داللتيم ػ ػػا‬ ‫جربت أف‬ ‫صفحة‪.21 :‬‬ ‫خطاب‬

‫أستقؿ عف نقطػ ػػة أو جيػ ػػة األفػ ػػؽ التػ ػػي كونيمػ ػ ػػا اتجاى ػ ػ ػػاف و ينقميم ػ ػ ػػا‬ ‫سطر‪.80 :‬‬ ‫السالـ‪.‬‬

‫تطم ػ ػػع مني ػ ػػا الش ػ ػػمس عم ػ ػػى إلػػى داللػػة أخػػرى و ىػػي دالػػة‬ ‫الشرق و‬

‫مػ ػػدار السػ ػػنة و الشػ ػػرؽ ىػ ػػي عم ػ ػػى االس ػ ػػتعمار أي أن ػ ػػو ل ػ ػػـ‬ ‫الغرب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫يسػػتطع أف يسػػتقؿ عػػف العػػدو‬ ‫البمداف الواقعة في الشرؽ‪.‬‬

‫الغ ػػرب ‪ :‬جي ػػة الغ ػػرب جي ػػة و أف يحارب ػ ػ ػػو و يبع ػ ػ ػػده ع ػ ػ ػػف‬

‫غػ ػ ػ ػػروب الشػ ػ ػ ػػمس و بمػ ػ ػ ػػداف أراضيو فيو ضعيؼ أمامو‪.‬‬

‫‪ 1‬حجاج حسينة‪ :‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش‪،‬ص‪.41‬‬


‫‪ 2‬جبراف مسعود‪:‬الرائد‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪ 3‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.764‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫الغػ ػ ػػرب أي أوروبػ ػ ػػا الغربيػ ػ ػػة‬

‫‪1‬‬
‫وأمريكا يقابمو الشرؽ‪.‬‬

‫أج ػ ػ ػػد‪ :‬م ػ ػ ػػف وجػ ػ ػ ػد يج ػ ػ ػػد أي و الدالل ػػة الس ػػياقية تنق ػػؿ ى ػػذه‬ ‫لكنني لـ‬ ‫صفحة ‪21:‬‬ ‫خطاب‬

‫اس ػػتغنى غن ػػى ال فق ػػر بع ػػده‪ ،‬المفػػردة مػػف معناىػػا المعجم ػي‬ ‫أجد‪.‬‬ ‫سطر‪.81 :‬‬ ‫السالـ‪.‬‬

‫و أجػ ػ ػادني بع ػ ػػد ض ػ ػػعؼ أي إلػػى معنػػى آخػػر و ىػػو أنػػو لػػـ‬

‫قواني‪ ،‬و أوجدتو عمى األمػر يسػػتطع محاربػػة العػػدو لضػػعفو‬

‫‪2‬‬
‫و خوف ػػو و جبن ػػو وبالت ػػالي ل ػػو‬ ‫إيجادا إذا أكرىتو‪.‬‬

‫طريؽ واحدا ىو االستسالـ‪.‬‬

‫أىػػال و سػػيال ‪ :‬جممػػة يقصػػد لكػ ػػف السػ ػػياؽ بػ ػػيف أف داللتيػ ػػا‬ ‫يريدوف‬ ‫صفحة‪23:‬‬ ‫خطاب‬

‫بيػػا الترحيػػب و أىػػال وسػػيال ى ػ ػ ػ ػ ػػي استس ػ ػ ػ ػ ػػالـ الح ػ ػ ػ ػ ػػاكـ و‬ ‫أطراؼ‬ ‫سطر‪.109:‬‬ ‫السالـ‪.‬‬

‫سيناء أهال مفع ػ ػ ػوالف لفعمػ ػ ػػيف محػ ػ ػػذوفيف ضػ ػ ػ ػػعفو لمع ػ ػ ػ ػػدو يرحػ ػ ػ ػػب ب ػ ػ ػ ػػو‬

‫تقػ ػ ػ ػ ػػديرىما صػ ػ ػ ػ ػػادفت أىػ ػ ػ ػ ػػال لإلسػ ػ ػ ػػتيالء عمػ ػ ػ ػػى أمالكػ ػ ػ ػػو و‬ ‫و سهال‪.‬‬

‫‪ 1‬صبحي حموي‪ :‬ص‪.1047‬‬


‫‪2‬ابف منظور‪ :‬لساف العرب‪ ،‬مجمد‪ ،1‬ص‪.157‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫ووطئت سػيال أو جئػت أىػال أ ارض ػ ػػيو وىػ ػ ػػي ص ػ ػػفة الجػ ػ ػػبف‬

‫‪1‬‬
‫ال ػػذي يتمي ػػز بي ػػا الحك ػػاـ عن ػػد‬ ‫و نزلت سيال‪.‬‬

‫عدـ مقاومتيـ لمعدو‪.‬‬

‫الولػ ػػد‪ :‬مػ ػػف ولػ ػػد يمػ ػػد والدة و لكػ ػػف السػ ػػياؽ بػ ػػيف أف الحػ ػػاكـ‬ ‫دعني و‬ ‫صفحة ‪.37‬‬ ‫خطاب‬

‫مول ػػدا‪ ،‬في ػػو وال ػػد‪ ،‬و ضػ ػعت يسػ ػ ػ ػ ػػخر مػ ػ ػ ػ ػػف شػ ػ ػ ػ ػػعبو بيػ ػ ػ ػ ػػذا‬ ‫شعبي‬ ‫سطر ‪.22‬‬ ‫القبر‪.‬‬

‫األنثػػى حمميػػا فػػي نيايػػة مػػدة المصػ ػ ػ ػػطمح ألف الولػ ػ ػ ػػد لف ػ ػ ػ ػػظ‬ ‫"الولد"‬

‫الحم ػػؿ‪ ،‬أو وض ػػعت األرض حام ػ ػػؿ لق ػ ػػيـ إنس ػ ػػانية عظيم ػ ػػة‬

‫‪2‬‬
‫مػػف حنػػاف و أمومػػة و سػػير و‬ ‫النبات أخرجتو‪.‬‬

‫تضحية فيو يقارف نفسػو بػاألـ‬

‫التػػي تضػػحي ألجػػؿ ولػػدىا و‬

‫مسػػتعدة لفعػػؿ أي شػػيء ألجػػؿ‬

‫فم ػ ػ ػ ػػذة كبػ ػ ػ ػ ػدىا لك ػ ػ ػ ػػف الح ػ ػ ػ ػػاكـ‬

‫عكسػػيا فيػػو يضػػحى بػػاألنفس‬

‫‪1‬جبراف مسعود‪:‬الرائد‪،‬ص‪.243‬‬
‫‪ 2‬محي الديف صابر‪ :‬المعجـ العربي األساسي‪ ،‬ص‪.1331‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫بغيػ ػػة تحريػ ػػر البمػ ػػد فػ ػػأيف ىػ ػػذه‬

‫‪1‬‬
‫المشاعر في أي ديكتاتور‪.‬‬

‫ذاكػ ػ ػرة‪ :‬ى ػ ػػي الق ػ ػػدرة النفس ػ ػػية أمػػا السػػياؽ فػػال يقصػػد الػػذاكرة‬ ‫سأكسر‬ ‫صفحة ‪26:‬‬ ‫خطاب‬

‫عم ػ ػ ػػى االحتف ػ ػ ػػاظ بالتج ػ ػ ػػارب بداللتيا المعجمية و إنمػا ينقػؿ‬ ‫ذاكرة‬ ‫سطر‪161:‬‬ ‫السالـ‪.‬‬

‫السػ ػ ػػابقة و اسػ ػ ػػتعادتيا عن ػ ػ ػد معناىػػا إلػػى داللػػة أخػػرى وىػػي‬ ‫الحرب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ك ػػؿ قائػ ػؿ ب ػػالحرب و ك ػػؿ م ػػف‬ ‫االقتضاء‪.‬‬

‫يريػ ػ ػ ػػد إضػ ػ ػ ػ ػراـ الح ػ ػ ػ ػػرب ف ػ ػ ػ ػػي‬

‫‪2‬‬
‫البالد‪.‬‬

‫الرحػ ػ ػ ػػة و لكػ ػ ػػف السػ ػ ػػياؽ يسػ ػ ػػتبعد داللػ ػ ػػة‬
‫اسػ ػ ػ ػػتريحوا‪ :‬مػ ػ ػ ػػف ا‬ ‫غدا‬ ‫صفحة ‪.26‬‬ ‫خطاب‬

‫الراحة ىو اليدوء واالستراحة الراحة و اليدوء و األماف ألف‬ ‫تصبحوف‬ ‫سطر ‪165:‬‬ ‫السالـ‪.‬‬

‫عمى جنتي و ى ػ ػ ػػي حال ػ ػ ػػة يك ػ ػ ػػوف فيي ػ ػ ػػا البمػػد الػػذي يعػػيش فيػػو ال يوجػػد‬

‫الشػ ػ ػ ػ ػػخص مرتاحا‪.‬مطمئنػ ػ ػ ػ ػػا في ػ ػػو أم ػ ػػف و ال ارح ػ ػػة فكيػ ػ ػػؼ‬ ‫فاستريحوا‬

‫غيػ ػ ػػر شػ ػ ػػاعر بػ ػ ػػأي قمػ ػ ػػؽ أو يستريحوا فيو فيو يدعوىـ إلى‬ ‫و ناموا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الجػ ػ ػ ػ ػػنح لمسػ ػ ػ ػ ػػمـ واالستسػ ػ ػ ػ ػػالـ‬ ‫اضطراب نفسي‪.‬‬

‫‪ 1‬حجاج حسينة‪ :‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري‪،‬ص‪.18‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسو‪،‬ص‪.47‬‬
‫‪ 3‬محي الديف صابر‪ :‬مجمع المغة العربية‪ ،‬مجمد‪ ،2‬دط‪ ،‬دت‪،‬ص‪576‬‬
‫‪4‬صبحي حموي‪:‬المنجد‪ ،‬ص‪.93‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫لمعدو‪.‬‬

‫أحبو األمير أحبو‪ :‬مػف الحػب و ىػو ميػؿ و لكػ ػػف مػ ػػف السػ ػػياؽ نفيػ ػػـ أف‬ ‫صفحة‪27 :‬‬ ‫خطاب‬

‫طبيع ػ ػػي أو ع ػ ػػاطفي يج ػ ػػذب ىػ ػ ػػذا الشػ ػ ػػعور و ىػ ػ ػػذا الميػ ػ ػػؿ‬ ‫و خافو‬ ‫سطر‪3:‬‬ ‫األمير‬

‫إنسػ ػػانا إلػ ػػى أخػ ػػر أو شػ ػػعور الع ػ ػ ػ ػ ػػاطفي الطبيع ػ ػ ػ ػ ػػي لػ ػ ػ ػ ػ ػيس‬ ‫األمير‬

‫رقيػػؽ يشػػده إليػػو‪ ،‬و ىػػو ميػػؿ موجػ ػ ػػود كػ ػ ػػوف األميػ ػ ػػر يػ ػ ػػأمر‬

‫روحػػي قػػائـ عمػػى اإلخػػالص شػػعبو ب ػأف يحبػػوه‪ ،‬ألف الح ػػب‬

‫‪1‬‬
‫يػ ػ ػ ػ ػ ػػأتي لوحػ ػ ػ ػ ػ ػػده ال يسػ ػ ػ ػ ػ ػػتطيع‬ ‫و التعمؽ الشديد و التفاني‪.‬‬

‫اإلنسػػاف الػػتحكـ فيػػو و األميػػر‬

‫يأمرىـ بحبو‪.‬‬

‫الحشرات‪ :‬جمع مفػرده حشػرة أما السياؽ فيبيف أف الحشػرات‬ ‫ألـ أبني‬ ‫صفحة ‪29 :‬‬ ‫خطاب‬

‫و الحش ػرة ىػػي طائفػػة حي ػواف ليسػػت بحي ػواف وانمػػا ىػػو بشػػر‬ ‫خمسيف‬ ‫سطر‪42:‬‬ ‫األمير‬

‫م ػ ػ ػ ػ ػػف المفص ػ ػ ػ ػ ػػميات تتمي ػ ػ ػ ػ ػػز و ىو استعمار إسرائيمي‪.‬‬ ‫سجنا‬

‫بانقسػ ػػاـ جسػ ػػدىا إلػ ػػى ثالثػ ػػة‬ ‫ألحمي‬

‫أقسػ ػػاـ ‪ :‬ال ػ ػرأس ‪ ،‬الصػ ػػدر ‪،‬‬ ‫المغة مف‬

‫الػػبطف وليػػا ثالثػػة أزواج مػػف‬ ‫الحشرات‬

‫القوائـ و زوج أو زوجػاف مػف‬

‫‪ 1‬المرجع نفسو‪،‬ص‪.243‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫أجنحػ ػ ػ ػ ػ ػػة تجت ػ ػ ػ ػ ػ ػػاز دورتي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬

‫الحياتيػػة عػػدة م ارحػػؿ تسػػمى‬

‫إنسػ ػػالخات معظميػ ػػا يعػ ػػيش‬

‫‪1‬‬
‫عمى المواد النباتية‪.‬‬

‫عػػار ‪ :‬عػػار يعيػػر عيػػر فيػػو أم ػ ػ ػػا الدالل ػ ػ ػػة الس ػ ػ ػػياقية في ػ ػ ػػي‬ ‫دعا‬ ‫صفحة‪30:‬‬ ‫خطاب‬

‫األرض‪61‬بو ار ع ػػائر ‪ :‬الش ػػخص ذك ػػر م ػػف ليسػػت عػػار بمعناىػػا المعجمػػي‬
‫سطر‪:‬‬ ‫سطر‪61 :‬‬ ‫األمير‬

‫ألف الفالحة صػػفاتو أو أعمال ػػو مػػا ي ػػدعو بػػؿ دلػػت عمػػى تمسػػؾ و تعمػػؽ‬

‫عار القدامى إلػػى الخجػػؿ أو االسػػتخذاء ‪ ،‬القػػدامى لمز ارعػػة و حػػبيـ ليػػا‪،‬‬

‫و كػػؿ مػػا يعبػػر اإلنسػػاف مػػف وىػػو يػػأمرىـ بتخمػػي عنيػػا ألنػػو‬

‫فع ػ ػػؿ أو ق ػ ػػوؿ أو يم ػ ػػزـ من ػ ػػو يػ ػػرى أف الز ارعػ ػػة مظيػ ػػر مػ ػػف‬

‫‪2‬‬
‫مظاىر التخمؼ‪.‬‬ ‫سبو‪.‬‬

‫لكػػف السػػياؽ طػػرد ىػػذه الداللػػة‬ ‫صغيرة‪ :‬جمع صغار و مف‬ ‫ماذا يريد‬ ‫صفحة‪32:‬‬ ‫خطاب‬

‫و انتقؿ إلى داللة أخػرى وىػي‬ ‫األمير مف معانييا‪:‬‬ ‫سطر ‪83:‬‬ ‫األمير‬

‫الحرب أقوؿ يمكػػف أف يكػػوف فػػي اإلنسػػاف اجتن ػػاب الحػ ػػروب أي ال يريػ ػػد‬

‫أريد حروبا و الحيواف حديث السػف أوذو حربػػا عمػػى اإلطػػالؽ صػػغيرة‬

‫‪ 1‬صبحي حموي‪ :‬ص‪.288‬‬


‫‪ 2‬محي الديف صابر‪ :‬المعجـ العربي األساسي‪ ،‬ص‪.880‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫مركػػز متواضػػع ومرتبػػة غيػػر أو كبيػ ػرة ‪ ،‬في ػػو ين ػػادي لمس ػػمـ‬ ‫صغيرة‬

‫عاليػ ػ ػػة‪ ،‬أو قميػ ػ ػػؿ الحجػ ػ ػػـ أو فقط ‪.‬‬

‫الكمي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة أو االتس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاع أو‬

‫ص ػ ػػغير العق ػ ػػؿ أي ال س ػ ػػمو‬

‫‪1‬‬
‫في أفكاره‪.‬‬

‫فضػ ػ ػ ػػيحة ‪ :‬جمػ ػ ػ ػػع فضػ ػ ػ ػػائح اسػ ػػتبعد الس ػ ػػياؽ ى ػ ػػذه الدالل ػ ػػة‬ ‫أريد مف‬ ‫صفحة‪33:‬‬ ‫خطاب‬

‫السمـ ما ال والفضح ىو فعؿ مجاوز مػف ونقميػػا إلػػى داللػػة أخػػرى‪ ،‬وىػػي‬ ‫سطر ‪108:‬‬ ‫األمير‬

‫‪2‬‬
‫أف الفضيحة دلت عدـ إضػراـ‬ ‫الفاضح إلى المفضوح‪.‬‬ ‫فضيحة‬

‫الحػ ػ ػ ػػرب فػ ػ ػ ػػي البمػ ػ ػ ػػد‪ ،‬نتيجػ ػ ػ ػػة‬ ‫فيو‪.‬‬

‫لضػػعفو و خوفػػو مػػف العػػدو و‬

‫ع ػ ػ ػػدـ قدرت ػ ػ ػػو عمي ػ ػ ػػو‪ ،‬يفض ػ ػ ػػؿ‬

‫االستسالـ عمى الحرب‪.‬‬

‫كي يتقيني يتقينػي‪ :‬مػػف التقػوى و التقػػوى أمػػا السػػياؽ فيبػػيف داللتيػػا أنيػػا‬ ‫صفحة‪33:‬‬ ‫خطاب‬

‫‪3‬‬
‫دل ػػت عم ػػى س ػػمت الض ػػعؼ و‬ ‫مف اتقى اهلل تقيا أي خافو‪.‬‬ ‫العدو و‬ ‫سطر‪111 :‬‬ ‫األمير‬

‫الج ػ ػ ػ ػػبف الت ػ ػ ػ ػػي الزم ػ ػ ػ ػػت ك ػ ػ ػ ػػؿ‬ ‫اتقيو‪.‬‬

‫‪ 1‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.835‬‬


‫‪ 2‬خميؿ بف احمد الفراىدي‪ :‬العيف‪ ،‬مجمد‪ ،3‬ص‪.325‬‬
‫‪ 3‬ابف منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬مجمد‪ ،15‬ص‪.230‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫دكتػ ػ ػ ػػاتور ال عمػ ػ ػ ػػى الخػ ػ ػ ػػوؼ‪،‬‬

‫فضعفو يحتـ عميػو العػيش مػع‬

‫العػ ػػدو رغمػ ػػا مػ ػػف اسػ ػػتعماره و‬

‫استيالئو عمى أراضيو و لبمده‬

‫لك ػ ػػف الس ػ ػػياؽ يب ػ ػػيف أف القب ػ ػػر‬ ‫القبر‪ :‬جمع قبور و ىو‬ ‫خطاب‬ ‫صفحة‪36 :‬‬ ‫العنواف‬

‫‪1‬‬
‫داللتػػو ى ػػي أف الحكػػـ ال يري ػػد‬ ‫مدفف اإلنساف‪.‬‬ ‫القبر‬ ‫الخامس‬

‫المػ ػ ػ ػػوت و يتحػ ػ ػ ػػدى ن ػ ػ ػ ػواميس‬ ‫لمخطب‪.‬‬

‫الكػ ػ ػ ػ ػػوف و يواصػ ػ ػ ػ ػػؿ و يريػ ػ ػ ػ ػػد‬

‫مواصػ ػػمة حكمػ ػػو حتػ ػػى و ىػ ػػو‬

‫فػػي قب ػره‪ ،‬فيريػػد أف يكػػوف قب ػره‬

‫مثؿ كرسي عرشو‪.‬‬

‫و ال تأذنوا يس ػػكف ‪:‬م ػػف س ػػكف المتح ػػرؾ أمػػا السػػياؽ فينقػػؿ داللتيػػا إلػػى‬ ‫صفحة‪39:‬‬ ‫خطاب‬

‫س ػ ػ ػػكونا ‪ ،‬وقفػ ػ ػ ػػت حركتػ ػ ػ ػػو ‪ ،‬دالل ػػة االبتع ػػاد ع ػػف الض ػػحايا‬ ‫لقدامى‬ ‫سطر ‪55:‬‬ ‫القبر‬

‫والمتكمـ سكت و المطػر فتػر الػ ػ ػ ػػذيف يعػ ػ ػ ػػانوف ممػ ػ ػ ػػا خمفػ ػ ػ ػػو‬ ‫الضحايا‬

‫االس ػ ػ ػ ػ ػ ػػتعمار م ػ ػ ػ ػ ػ ػػف أعم ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬ ‫بأف يسكنوا و الريح ىدأت‬

‫‪ 1‬صبحي حموي‪:‬المنجد‪ ،‬ص‪826‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫الػ ػ ػ ػ ػػنفس بعػ ػ ػ ػ ػػد االضػ ػ ػ ػ ػػطراب وحش ػ ػ ػ ػ ػػية‪ ،‬و ذلػ ػ ػ ػ ػ ػػؾ لتجنػ ػ ػ ػ ػ ػػب‬ ‫معكـ‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫االنتقاـ‪.‬‬ ‫ىدأت‪.‬‬

‫العػػرش‪ :‬جمعػػو عػػروش وىػػو لكػ ػ ػ ػ ػػف السػ ػ ػ ػ ػػياؽ طػ ػ ػ ػ ػػرد ىػ ػ ػ ػ ػػذه‬ ‫أعدوا لي‬ ‫صفحة ‪42:‬‬ ‫خطاب‬

‫العرش مف س ػ ػ ػ ػ ػرير الممػ ػ ػ ػ ػػؾ‪ ،‬و عػ ػ ػ ػ ػػرش الداللػ ػ ػػة و نقميػ ػ ػػا إلػ ػ ػػى داللػ ػ ػػة‬ ‫سطر‪82 :‬‬ ‫القبر‬

‫ريش مميوف الطػػائر عشػػو‪ ،‬و جمػػس عمػػى أخػ ػ ػ ػ ػػرى و ىػ ػ ػ ػ ػػي أف العػ ػ ػ ػ ػػرش‬

‫‪3‬‬
‫ىػ ػ ػػو القبػ ػ ػػر‪ ،‬فالحػ ػ ػػاكـ يتمنػ ػ ػػى‬ ‫العرش أي الممؾ‪.‬‬ ‫نسر‪.‬‬

‫أف يكػ ػ ػػوف قب ػ ػ ػره مثػ ػ ػػؿ كرسػ ػ ػػي‬

‫عرشو‪.‬‬

‫و مف كاف ح ػ ػػي‪ :‬م ػ ػػف ك ػ ػػؿ ش ػ ػػيء ى ػ ػػو أمػػا السػػياؽ فنقػػؿ داللتيػػا إلػػى‬ ‫صفحة‪42:‬‬ ‫خطاب‬

‫يعبدني فاني نقػ ػ ػ ػ ػػيض الميػ ػ ػ ػ ػػت و جمعػ ػ ػ ػ ػػو داللة رفضو عف السمطة وعف‬ ‫سطر ‪91:‬‬ ‫القبر‬

‫أحي ػ ػػاء و الح ػ ػػي ك ػ ػػؿ م ػ ػػتكمـ الحكـ‪.‬‬ ‫حي ‪...‬‬

‫ن ػػاطؽ‪ ،‬و الح ػػي م ػػف النب ػػات‬ ‫حي‬

‫‪4‬‬
‫ما كاف طري ييتز‪.‬‬

‫سنحرؽ كؿ المصػ ػػنع‪ :‬ىػ ػػو كػ ػػؿ موضػ ػػع لكػ ػػف السػ ػػياؽ يسػ ػػتبعد داللتيػ ػػا‬ ‫صفحة‪46:‬‬ ‫خطاب‬

‫‪ 1‬حسينة حجاج‪ :‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش‪،‬ص‪.23‬‬


‫‪ 2‬مجمع المغة العربية‪ :‬الوسيط‪ ،‬المكتبة االسالمية الغسالمية لمنشر‪،‬ط‪،1،1960‬ص‪.440‬‬
‫‪ 3‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.964‬‬
‫‪ 4‬ابف منظور‪ :‬لساف العرب‪ ،‬مجمد‪ ،4‬ص‪.293‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫الراحؿ كي تمػ ػ ػ ػ ػػارس فيػ ػ ػ ػ ػػو صػ ػ ػ ػ ػػناعة أو وينقميػػا إلػػى داللػػة أخػػرى وىػػي‬ ‫سطر ‪61:‬‬ ‫الفكرة‬

‫‪2‬‬
‫حػ ػ ػ ػ ػػروؼ‪ ،‬كممػ ػ ػ ػ ػػات‪ ،‬جمػ ػ ػ ػ ػػؿ‪،‬‬ ‫صناعات مختمفة‪.‬‬ ‫نصنع‬

‫‪1‬‬
‫نصوص‪ ،‬فقرات‪.‬‬ ‫الطبقة مف‬

‫المصنع‬

‫المغوي كي‬

‫نرفع‬

‫الطبقة‪.‬‬

‫بخ ػػالء ‪ :‬جم ػػع مف ػػرده بخ ػػؿ و السػػياؽ يبػػيف أف الكػػرـ لػػيس‬ ‫سأعطييـ‬ ‫صفحة ‪24:‬‬ ‫خطاب‬

‫ما يشاءوف ‪،‬و بخؿ يبخػؿ بخػال و بخػوال بمعن ػ ػػاه المعجمػ ػ ػػي الف الكػ ػ ػػرـ‬ ‫سطر ‪119:‬‬ ‫السالـ‬

‫منا و ما ال صار بخيال لـ يعط ‪ ،‬أمسػؾ ليس أف يتخمى الفػرد عػف بمػده‬

‫يشاءوف ىـ منػ ػ ػػع ‪ ،‬وعػ ػ ػػدـ العطػ ػ ػػاء ىػ ػ ػػو و أ ارضػ ػ ػػيو و يسػ ػ ػػمميا لمعػ ػ ػػدو‬

‫‪3‬‬
‫ليستولي عمييا أمػا البخػؿ فيػو‬ ‫التمسؾ بالخيرات‪.‬‬ ‫بخالء و‬

‫ك ػ ػراـ‪:‬مف كػ ػػرـ الشػ ػػيء مػ ػػف صفة موجية لمعدو ألنػو يريػد‬ ‫نحف كرام ‪.‬‬

‫ك ارم ػ ػػة و كرم ػ ػػا أي نف ػ ػػس و االسػ ػ ػ ػػتعالء عمػ ػ ػ ػػى األ ارضػ ػ ػ ػػي‬

‫عػػز ىػػو ضػػد بخػػؿ و الك ػريـ الفمس ػ ػ ػ ػػطينية ‪ ،‬و ف ػ ػ ػ ػػي نف ػ ػ ػ ػػس‬

‫‪ 1‬حجاج حسينة‪ :‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش‪ ،‬ص‪.32‬‬


‫‪ 2‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.856‬‬
‫‪ 3‬جبراف مسعود‪ :‬الرائد‪ ،‬ص‪.266‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫ذو الكػ ػ ػ ػ ػػرـ و الج ػ ػ ػ ػ ػواد ىػ ػ ػ ػ ػػو الوقػػت ىػػو متمسػػؾ بخي ارتػػو و‬

‫الكثير النفع‪ ،‬أي مػف يوصػؿ يطمػ ػػع فػ ػػي خي ػ ػرات األ ارضػ ػػي‬

‫النفػػع ب ػػال ع ػػوض أي س ػػخي الفمسطينية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫معطاء‪.‬‬

‫ف ف النساء قػػادرات‪ :‬مػػف قػػدر يقػػدر فيػػو اس ػ ػ ػ ػ ػ ػػتبعد الس ػ ػ ػ ػ ػ ػػياؽ الدالل ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬ ‫صفحة‪51:‬‬ ‫خطاب‬

‫قادر عمى الشيء‪ ،‬أي تمكف المعجمي ػ ػػة إل ػ ػػى دالل ػ ػػة أخ ػ ػػرى‬ ‫عمى كؿ‬ ‫سطر ‪11:‬‬ ‫النساء‬

‫من ػ ػػو و اسػ ػ ػػتطاع‪ ،‬و القػ ػ ػػادر وىػػي فطنػػة النسػػاء و ذكػػائيف‬ ‫معصية‬

‫‪2‬‬
‫مػ ػػف لػ ػػو اسػ ػػتطاعة و طاقػ ػػة‪ ،‬و دىائيف ال عمى قدرتيف‪.‬‬ ‫قادرات‪.‬‬

‫أي قػ ػ ػ ػ ػ ػػادر عمػ ػ ػ ػ ػ ػػى تحم ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ‬

‫‪3‬‬
‫الصعاب‪.‬‬

‫و إف النساء حبيباتن ػ ػ ػ ػػا ‪ :‬جم ػ ػ ػ ػػع مف ػ ػ ػ ػػرده السػػياؽ يسػػتبعد داللػػة الحبيبػػة‬ ‫صفحة‪51:‬‬ ‫خطاب‬

‫حبيباتنا منذ حبيبػ ػػة مػ ػػف حبػ ػػب أحببتػ ػػو و عم ػػى أني ػػا الص ػػديقة و ينقميػ ػػا‬ ‫سطر‪12 :‬‬ ‫النساء‬

‫قديـ الزماف ىػػو حبيػػب اليػػا و أحبػػب اليػػا إلػ ػػى داللػ ػػة أخػ ػػرى و ىػ ػػي أف‬

‫‪ 1‬عبد اهلل البستاني‪ :‬البستاف‪ ،‬معطاء ص‪.943‬‬


‫‪ 2‬حجاج حسينة‪ :‬فاعمية التأثير في خطاب محمود درويش‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ 3‬محي الديف صابر‪ :‬المعجـ العربي األساسي‪ ،‬ص‪.970‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫يف ػ ػ ػػالف ‪ ،‬و حب ػ ػ ػػت اهلل إلي ػ ػ ػػو ال ػػدكتاتور ال يس ػػتطيع مقاوم ػػة‬

‫‪1‬‬
‫اإليمػاف و حببػو إليػو إحسػانو النساء فيو ضعيؼ أماميف‪.‬‬

‫‪ ،‬و فػ ػػالف يحابػ ػػب فػ ػػالف أي‬

‫‪2‬‬
‫يصادقو‪.‬‬

‫وكيؼ أكوف بي ػ ػػاض‪ :‬م ػ ػػف ب ػ ػػيض يب ػ ػػيض أم ػػا الس ػػياؽ فيب ػػيف أف داللتي ػػا‬ ‫صفحة ‪52:‬‬ ‫خطاب‬

‫تبيػػيض جعػػؿ الشػػيء ابػػيض ىػ ػ ػػي تغييػ ػ ػػر الم ػ ػ ػرأة و إعػ ػ ػػادة‬ ‫إمرأة مف‬ ‫سطر ‪28:‬‬ ‫النساء‬

‫و البياض ىػو صػفة لكػؿ مػا تكويني ػػا م ػػف جدي ػػد و القض ػػاء‬ ‫بياض‬

‫‪3‬‬
‫عم ػػى الخيان ػػة الت ػػي تتس ػػـ بي ػػا‬ ‫ىو أبيض‪.‬‬ ‫البداية ‪.‬‬

‫النساء‪.‬‬

‫فيؿ تتغطى العواص ػ ػ ػ ػػؼ‪ :‬جم ػ ػ ػ ػػع مف ػ ػ ػ ػػرده أمػ ػػا السػ ػػياؽ فيسػ ػػتبعد الداللػ ػػة‬ ‫صفحة‪54:‬‬ ‫خطاب‬

‫عاص ػ ػ ػػفة و العاص ػ ػ ػػفة ري ػ ػ ػػح المعجميػػة و ينقميػػا إلػػى داللػػة‬ ‫العواصف‬ ‫سطر ‪52:‬‬ ‫النساء‬

‫شػػديدة يصػػحبيا عػػادة مطػػر أخرى و ىي خيانة النساء‪.‬‬ ‫يوما بشاؿ‬

‫‪4‬‬
‫غزير أو برد أو ثمج‪.‬‬

‫ى ػ ػػالؿ‪ :‬جم ػ ػػع أىم ػ ػػة و م ػ ػػف لك ػػف الدالل ػػة الس ػػياقية لمي ػػالؿ‬ ‫و في‬ ‫صفحة ‪54:‬‬ ‫خطاب‬

‫‪ 1‬حجاج حسينة‪ :‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪43‬‬


‫‪ 2‬الزمخشري‪ :‬أساس البالغة ‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ 3‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ 4‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.984‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫معاني ػ ػػو‪ :‬القم ػ ػػر ف ػ ػػي أواخ ػ ػػر انتقم ػػت م ػػف داللت ػػو المعجمي ػػة‬ ‫وسعيف‬ ‫سطر ‪62:‬‬ ‫النساء‬

‫الش ػػير أو أوائم ػػو و ف ػػي عم ػػـ إلى داللة أخرى و ىػي الرجػؿ‬ ‫مالقاة إي‬

‫الفمؾ ما يػرى مػف القمػر أوؿ أي النسػػاء فػػي وسػػعيف مالقػػاة‬ ‫هالل ‪.‬‬

‫الميمة‪ ،‬أو أوؿ المطر أو مػا أي رجؿ‪.‬‬

‫أصػ ػػيب األرض مػ ػػف النعػ ػػؿ‪،‬‬

‫أو ش ػ ػ ػ ػػعار ل ػ ػ ػ ػػبعض ال ػ ػ ػ ػػدوؿ‬

‫‪1‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫و يمبسف في يمبسػ ػػف ‪ :‬مػ ػػف لػ ػػبس المبػ ػػاس أم ػ ػ ػػا داللتي ػ ػ ػػا الس ػ ػ ػػياقية في ػ ػ ػػي‬ ‫صفحة‪55:‬‬ ‫خطاب‬

‫كػػؿ مػػا واريػػت بػػو جسػػدؾ و تغيير و تبديؿ الرجاؿ ال عمػى‬ ‫كؿ يوـ قمبا‬ ‫سطر ‪69:‬‬ ‫النساء‬

‫لبػاس التقػػوى ىػػو الحيػػاء ‪ ،‬و المباس بمعناه المعجمي‬ ‫جديدا‬

‫لػػبس يمػػبس و الم ػبس خمػػط أمػ ػ ػػا القمػ ػ ػػب فػ ػ ػػدؿ فػ ػ ػػي معنػ ػ ػػاه‬

‫األمػ ػػور بعضػ ػػيا بػ ػػبعض إذا الس ػ ػػياقي عم ػ ػػى رج ػ ػػؿ ‪ ،‬فك ػ ػػؿ‬

‫التبسػ ػ ػ ػػت ‪ ،‬و المبػ ػ ػ ػػوس ىػ ػ ػ ػػو منيم ػ ػ ػ ػ ػ ػػا تغي ػ ػ ػ ػ ػ ػػرت داللتيم ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬

‫‪ 1‬جبراف مسعود‪ :‬الرائد‪ ،‬ص‪.932‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫الػ ػػدرع و كػ ػػؿ مػ ػػا تحصػ ػػنت والمسػ ػ ػ ػػؤوؿ عمػ ػ ػ ػػى ىػ ػ ػ ػػذا ىػ ػ ػ ػػو‬

‫‪1‬‬
‫السياؽ‪.‬‬ ‫بو‪.‬‬

‫تكوف النساء ح ػ ػ ػراـ‪ :‬حػ ػ ػػرـ عميػ ػ ػػو الشػ ػ ػػيء أمػ ػػا السػ ػػياؽ فاسػ ػػتبعد داللتيػ ػػا‬ ‫صفحة‪.57:‬‬ ‫خطاب‬

‫حرمػ ػ ػ ػػا و ح ارمػ ػ ػ ػػا و الح ػ ػ ػ ػراـ المعجمي ػػة إل ػػى دالل ػػة الخيان ػػة‬ ‫عميكـ حرام‬ ‫سطر‪.102:‬‬ ‫النساء‬

‫نق ػ ػ ػػيض الح ػ ػ ػػالؿ‪ ،‬و جمع ػ ػ ػػو التي تتسـ بيا النساء‪.‬‬

‫حػػرـ و الحػػالؿ كػػؿ مػػا حمػػو‬

‫‪2‬‬
‫اهلل عز و جؿ‪.‬‬

‫‪ 1‬خميؿ بف احمد الفراىيدي‪ :‬العيف‪ ،‬المجمد‪ ،4‬ص‪.67‬‬


‫‪ 2‬ابف منظور‪ :‬لساف العرب‪ ،‬مجمد‪ ،4‬ص‪.94‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫‪-2-1‬توسيع الداللة مع اختيار نماذج من القصيدة و التعميق عميها‪:‬‬

‫و يكوف ىذا التوسع لمداللة عندما يحدث االنتقاؿ مف معنى خاص إلى معنى عاـ ‪،‬وتوسيع‬

‫المعنى مف شانو أف يجعؿ عدد ما تشير إليو الكممة أكثر مف السابؽ أو يصبح مجاؿ‬

‫استعماليا أوسع مف قبؿ ‪ ،‬و ثمة أمثمة كثيرة ليذا التوسع عند متكممي المغة ‪ ،‬سواء الصغار‬

‫‪1‬‬
‫أو الكبار ‪.‬‬

‫و مف أمثمة ىذا التوسع عند الصغار إطالقيـ تفاحة عمى جميع الفواكو المستديرة التي‬

‫تشبييا في الشكؿ مثؿ البرتقالة أو أية شكؿ أخر مثؿ الكرة و غيرىا ‪ ،‬و يرجع السبب في‬

‫ىذا التوسع الداللي إلى لجوء المتكمـ إلسقاط بعض المالمح المتميزة لمفظ ‪ ،‬و ذلؾ كما‬

‫يحدث عند الطفؿ الذي يطمؽ كممة عـ عمى كؿ رجؿ أخر ‪ ،‬و ذلؾ ب سقاطو لممالمح‬

‫التميزية لكممة عـ المتمثمة في صمة القرابة مف جية األب ‪ ،‬و اكتفائو بمممح ‪ +‬رجؿ بوجو‬

‫عاـ ‪ +‬مذكر ‪.‬‬

‫و كممة بحر و ىو لداللة عمى البحر المالح و قد تـ تعميميا عمى األنيار العذبة و البحار‬

‫‪2‬‬
‫المالحة أيضا‪.‬‬

‫‪ 1‬حساـ البينساوي‪ :‬عمـ الداللة والنظريات الداللية الحديثة‪ ،‬مكتبة زىراء شرؽ‪ ،‬ط‪،2009 ،1‬ص‪.141‬‬
‫‪،2009‬ص‪.141‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.142‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫و سأعرض لممفردات التي حصل لها توسيع في داللتها‪:‬‬

‫حؽ الكالـ عف السػ ػ ػ ػ ػػيرة النبويػ ػ ػ ػ ػػة‪ :‬أم ػػا الس ػػياؽ ف ػػيعمـ دالل ػػة‬ ‫صفحة‪.6:‬‬ ‫خطاب‬

‫النبوية الس ػػيرة جم ػػع س ػػير السػػيرة النبويػػة إلػػى داللػػة‬


‫سطر‪84:‬‬
‫السيرة‬ ‫سطر‪.84:‬‬ ‫الجموس‬

‫و ىػػي الطريقػػة أو أف الحػ ػ ػػاكـ يحػ ػ ػػرـ عمػ ػ ػػى‬ ‫في كؿ عيد‪.‬‬

‫السػ ػػنة أو السػ ػػموؾ ش ػ ػػعبو دين ػ ػػو‪ ،‬و الح ػ ػػديث‬

‫و السػ ػ ػػيرة النبوي ػ ػ ػة عف األنبياء ككؿ ال عمى‬

‫‪1‬‬
‫ى ػ ػػي ت ػ ػػاري حي ػ ػػاة سيرة الرسوؿ فقط‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الرسوؿ وغزواتو‪.‬‬

‫البح ػػر‪ :‬ى ػػو الم ػػاء أمػا السػياؽ فػيعمـ داللتيػػا‬ ‫حؽ الذىاب‬ ‫صفحة‪6 :‬‬ ‫خطاب‬

‫العػ ػ ػ ػ ػػامر لمعظػ ػ ػ ػ ػػـ المعجمي ػ ػ ػ ػػة إل ػ ػ ػ ػػى دالل ػ ػ ػ ػػة‬ ‫إلى البحر‬ ‫سطر‪85:‬‬ ‫الجموس‬

‫أقس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ الكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة الطبيع ػ ػ ػ ػػة كك ػ ػ ػ ػػؿ‪ ،‬أي أف‬

‫األرضػ ػ ػ ػػية و ىػ ػ ػ ػػو الحػ ػ ػ ػ ػػاكـ يمػ ػ ػ ػ ػػنعيـ حػ ػ ػ ػ ػػؽ‬

‫خػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالؼ البػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر التمت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع بالطبيع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬

‫‪3‬‬
‫وسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمي ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذلؾ وخيراتيا‪.‬‬

‫‪ 1‬حجاج حسينة‪ :‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪ 2‬جبراف مسعود ‪ :‬الرائد‪ ،‬ص‪.718‬‬
‫‪ 3‬حجاج حسينة‪ :‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬
‫‪1‬‬
‫لعمقو و اتساعو‪.‬‬

‫سأمنحكـ حقكـ اليواء‪:‬جمػػع أىويػػة أمػا السػياؽ فػيعمـ داللتيػػا‬ ‫صفحة‪6:‬‬ ‫خطاب‬

‫و معاني ػػو‪ :‬ج ػػو أو مف معناىا المعجمي إلػى‬ ‫في الهواء و‬ ‫سطر‪91:‬‬ ‫الجموس‬

‫غػػاز يحػػيط بػػالكرة داللػػة الحيػػاة فيػػو مػػتحكـ‬ ‫حقكـ في‬

‫األرض ػ ػ ػػية مكػ ػ ػ ػػوف حتػ ػ ػ ػػى فػ ػ ػ ػػي حقيػ ػ ػ ػػـ فػ ػ ػ ػػي‬ ‫الضياء‬

‫مػ ػ ػ ػػف أكسػ ػ ػ ػػجيف و الحياة‪.‬‬

‫ازو أو ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيء‬

‫‪2‬‬
‫خاؿ‪.‬‬

‫ليعيش السالـ ح ػ ػ ػ ػ ػػروب ‪:‬جم ػ ػ ػ ػ ػػع السػ ػ ػ ػ ػػياؽ حػ ػ ػ ػ ػػافظ عمػ ػ ػ ػ ػػى‬ ‫صفحة‪19:‬‬ ‫خطاب‬

‫مفػ ػػرده حػ ػػرب ىػ ػػو دالل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروب‬ ‫حروب‪...‬‬ ‫سطر‪32:‬‬ ‫السالـ‬

‫محػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروب و المعجميػ ػ ػػة إال أنػ ػ ػػو عمػ ػ ػػـ‬ ‫حروب‪...‬‬

‫حري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب و ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ىػ ػ ػػذه الداللػ ػ ػػة عمػ ػ ػػى كػ ػ ػػؿ‬ ‫حروب‪.‬‬

‫ح ػ ػ ػ ػػرب مالػ ػ ػ ػ ػػو أي مظ ػ ػ ػػاىر الحػ ػ ػ ػػرب و مػ ػ ػ ػػا‬

‫س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمبو و ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي تخمفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي نفسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػية‬

‫الح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديث الش ػ ػ ػ ػػعب م ػ ػ ػ ػػف مظ ػ ػ ػ ػػاىر‬

‫‪ 1‬عبد اهلل البستاني‪ :‬الوافي‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫‪ 2‬جبراف مسعود‪ :‬الرائد ‪،‬ص‪.1331‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫المح ػ ػ ػ ػ ػػروب م ػ ػ ػ ػ ػػف الخػ ػ ػػوؼ و االضػ ػ ػػطراب‪،‬‬

‫ح ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب دين ػ ػ ػ ػ ػ ػػو و ليستسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمـ الشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعب‬

‫‪1‬‬
‫حريتػ ػ ػ ػ ػػو‪،‬و فػ ػ ػ ػ ػػالف لمعدو‪.‬‬

‫مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنغمس فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬

‫الح ػ ػ ػ ػػروب و ى ػ ػ ػ ػػو‬

‫مح ػ ػ ػػرب و آخ ػ ػ ػػذو‬

‫الح اربػ ػ ػ ػػة لمح ػ ػ ػ ػراب‬

‫تح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارب و‬

‫‪2‬‬
‫احتربوا‪.‬‬

‫متسع‪ :‬ىػو الرحػب ح ػ ػ ػػافظ الس ػ ػ ػػياؽ و أبق ػ ػ ػػى‬ ‫في األرض‬ ‫صفحة‪20:‬‬ ‫خطاب‬

‫متسع لمجميع الفس ػ ػػيح الواس ػ ػػع ‪ ،‬عم ػ ػػى معناى ػ ػػا المعجم ػ ػػي‬ ‫سطر‪50:‬‬ ‫السالـ‬

‫أو سػ ػ ػ ػػعة كافيػ ػ ػ ػػة‪ ،‬إال انو عمـ لفػظ االتسػاع‬

‫أواتسػ ػػاع و مجػ ػػاؿ لمش ػ ػ ػ ػ ػػعب الفمس ػ ػ ػ ػ ػػطيني و‬

‫‪3‬‬
‫العػ ػػدو اإلس ػ ػرائيمي أي أف‬ ‫ومدى ‪.‬‬

‫ال ػ ػ ػ ػ ػػدكتاتور راض عم ػ ػ ػ ػ ػػى‬

‫‪ 1‬حسينة حجاج ‪:‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش‪،‬ص‪.26‬‬


‫‪ 2‬الزمخشري‪ ،‬أساس البالغة‪،‬ص‪.77‬‬
‫‪ 3‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.1528‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫تقاس ػػـ و مش ػػاركة أرض ػػو‬

‫مػػع عػػدوه‪ ،‬فيػػذا االتسػػاع‬

‫لػ ػ ػػيس لمشػ ػ ػػعب فقػ ػ ػػط بػ ػ ػػؿ‬

‫لمش ػػعب و الع ػػدو‪ ،‬و ى ػػذا‬

‫نتيج ػ ػ ػػة لض ػ ػ ػػعفو و ع ػ ػ ػػدـ‬

‫قدرتو لمواجية العدو‪.‬‬

‫النسػػاء‪ :‬ىػػو جم ػػع يح ػ ػ ػ ػػافظ الس ػ ػ ػ ػػياؽ عم ػ ػ ػ ػػى‬ ‫خطاب النساء‬ ‫صفحة‪51:‬‬ ‫العنواف‬

‫ػرة‪ ،‬أو س ػ ػػورة داللتيػػا المعجميػػة و يعمػػـ‬


‫لمم ػ ػ أ‬ ‫السادس مف‬

‫النسػػاء مػػف القػػرآف و يض ػ ػ ػ ػػيؼ لي ػ ػ ػ ػػا دالالت‬ ‫الخطب‬

‫‪1‬‬
‫أخػ ػ ػ ػ ػػرى و ى ػ ػ ػ ػ ػػي فطن ػ ػ ػ ػ ػػة‬ ‫الكريـ‪.‬‬

‫النس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء وقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػدرتيف و‬

‫الخيانة التي يتميزف بيا‪.‬‬

‫أص ػ ػ ػ ػػابع ‪ :‬جم ػ ػ ػ ػػع أم ػػا الس ػػياؽ ف ػػيعمـ دالل ػػة‬ ‫فكيؼ أحرر‬ ‫صفحة‪52:‬‬ ‫خطاب‬

‫أجساد زوجاتنا مفػ ػ ػ ػػرده أصػ ػ ػ ػػبع و األص ػػبع إل ػػى دالل ػػة اليػ ػػد‬ ‫سطر‪24:‬‬ ‫النساء‬

‫ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ككػ ػ ػػؿ‪ ،‬و األصػ ػ ػػبع جػ ػ ػػزء‬ ‫مف أصابع‬

‫‪ 1‬جبراف مسعود‪ :‬الرائد‪،‬ص‪.890‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫مس ػ ػػتطيؿ يتش ػ ػػعب م ػ ػ ػ ػ ػػف الي ػ ػ ػ ػ ػػد ‪،‬أي لم ػ ػ ػ ػ ػػس‬ ‫غيري‪.‬‬

‫م ػػف ط ػػرؼ الك ػػؼ العش ػ ػ ػػاؽ لي ػ ػ ػػف و الم ػ ػ ػػس‬

‫‪1‬‬
‫يكوف باليد‪.‬‬ ‫أو القدـ‪.‬‬

‫سنصمد ميما الجف ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؼ ‪ :‬م ػ ػ ػ ػ ػ ػػا لكػػف السػػياؽ حػػافظ عمػػى‬ ‫صفحة‪49:‬‬ ‫خطاب‬

‫تتع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرض ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو داللتيػػا المعجميػػة إال أنػػو‬ ‫تحرش ىذا‬ ‫سطر‪120:‬‬ ‫الفكرة‬

‫منطق ػ ػػة م ػ ػػف نف ػ ػػاذ عمػ ػػـ عمػ ػػى ىػ ػػذه المفظػ ػػة‬ ‫الجفاف بنا‪.‬‬

‫مياىيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ‪ ،‬أو كؿ األزمات الطبيعية‪ ،‬ال‬

‫‪2‬‬
‫بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبب قمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الجفاؼ وحده‪.‬‬

‫المطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‪،‬أو‬

‫القص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬

‫عمميػ ػ ػ ػ ػػة الػ ػ ػ ػ ػػري و‬

‫إمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا بسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبب‬

‫تقمبػ ػ ػػات الظػ ػ ػػروؼ‬

‫‪3‬‬
‫المناخية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد اهلل البستاني‪ :‬الوافي‪ ،‬ص‪.334‬‬


‫‪ 2‬حسينة حجاج‪ ،‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش‪،‬ص‪.13‬‬
‫‪ 3‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.205‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫‪-3-1‬تضييق الداللة مع اختيار نماذج من القصيدة والتعميق عميها‪:‬‬

‫فيو تحويؿ الداللة مف المعنى الكمي إلى المعنى الجزئي أو تضييؽ مجاليا و عرفو البعض‬

‫‪1‬‬
‫بانت تحديد معاني الكممات و تقميميا‪.‬‬

‫و مف أمثمتو‪ :‬كممة الطيارة تخصصت و أصبحت تعني الختاف‪ ،‬و تخصصت كممة الحريـ‬

‫التي كانت تطمؽ عمى كؿ محرـ ال يمس أصبحت تطمؽ عمى النساء‪ ،‬كممة العيش‬

‫تخصصت في مصر بالخبز و في البالد العربية باألرز‪.‬‬

‫فالتخصيص ىو نتيجة إلضافة بعض المالمح التميزية لمفظ فكمما زادت المالمح لشيء ما‬

‫‪2‬‬
‫قؿ عدد أفراده‪.‬‬

‫وسأعرض اآلن لممفردات التي حصل لها تضيق في معناها‪:‬‬

‫الجمػ ػ ػػوس‪ :‬مػ ػ ػػف جمػ ػ ػػس لكػ ػػف السػ ػػياؽ حػ ػػافظ عمػ ػػى‬ ‫خطاب‬ ‫العنواف األوؿ صفحة ‪1:‬‬

‫يجم ػػس جموس ػػا أي قع ػػد الداللػػة المعجمي ػػة لمجم ػػوس‬ ‫الجموس‬ ‫لمخطب‬

‫و الف ػػرؽ ب ػػيف الجم ػػوس إال أنػ ػ ػ ػ ػػو خصػ ػ ػ ػ ػػص ىػ ػ ػ ػ ػػذه‬

‫و القعػ ػ ػ ػػود لمػ ػ ػ ػػف كػ ػ ػ ػػاف المفظػػة بأنيػػا الجمػوس عمػػى‬

‫قائم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا باعتب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار أف كرسػ ػ ػػي العػ ػ ػػرش و التربػ ػ ػػع‬

‫‪ 1‬أحمد مختار عمر‪ ،‬عمـ الداللة‪ ،‬ص ‪.245‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.646‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫الجػػالس لػػـ كػػاف يقصػػد عميو‪ ،‬و ىو كرسي لمحػاكـ‬

‫‪2‬‬
‫وحػػده‪ ،‬و السياسػػة ممػػؾ لػػو‬ ‫االرتفاع‪.‬‬

‫فػػال يجػػوز ألحػػد أف يطمػػع‬

‫‪1‬‬
‫فييا‪.‬‬

‫السػ ػ ػػاللة‪ :‬ليػ ػ ػػا معػ ػ ػػاني أم ػ ػ ػ ػػا الس ػ ػ ػ ػػياؽ فخص ػ ػ ػ ػػص‬ ‫سأختاركـ‬ ‫صفحة ‪1:‬‬ ‫خطاب‬

‫منيا‪:‬ما كاف مف النسؿ داللتيا و ىي مف كاف مػف‬ ‫سطر‪:‬و‪3‬احدا‬


‫واحدا‬ ‫سطر‪.03:‬‬ ‫الجموس‬

‫أي األوالد‪ ،‬وم ػ ػ ػػا ك ػ ػ ػػاف صمبو و أصػمو و يبعػد مػف‬ ‫مف سالسة‬

‫أمي و مذىبي مػػف األصػػؿ أي النسػػب ليس منيما‪.‬‬

‫‪،‬ومػػا انتػػزع مػػف الشػػيء‬

‫و لي ػػا معن ػػى أخ ػػر ى ػػو‬

‫‪3‬‬
‫الخالصة‪.‬‬

‫الطغػ ػ ػػاة‪ :‬جمػ ػ ػػع مفػ ػ ػػرده أم ػ ػػا السػ ػ ػياؽ ح ػ ػػافظ عم ػ ػػى‬ ‫كرىت جميع‬ ‫صفحة‪4:‬‬ ‫خطاب‬

‫طاغي‪ ،‬و الطاغي ىػو داللتي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا المعجمي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬ ‫الطغاة ‪.‬‬ ‫سطر‪56:‬‬ ‫الجموس‬

‫المج ػ ػ ػ ػػاوز الح ػ ػ ػ ػػد ف ػ ػ ػ ػػي وخصػ ػ ػ ػػص ىػ ػ ػ ػػذه الصػ ػ ػ ػػفة‬

‫العصػ ػ ػ ػ ػػياف و الجبػ ػ ػ ػ ػػار لالسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتعمار أي العػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدو‬

‫‪ 1‬خالد الحروب‪ :‬محمود درويش" خطاب الديكتاتور"‪.‬‬


‫‪ 2‬عبد اهلل البستاني‪ :‬الوافي‪ ،‬مكتبة لبناف لمنشر‪ ،‬ط‪ ،1991 ،1‬ص‪.97‬‬
‫‪ 3‬جبراف مسعود ‪ :‬الرائد‪ ،‬ص‪.701‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫العنيػ ػ ػ ػ ػ ػػد ‪ ،‬المس ػ ػ ػ ػ ػ ػػتكبر اإلس ػ ػرائيمي الػ ػػذي اس ػ ػػتولى‬

‫الظالـ ‪ ،‬الػذي ال يبػالي عمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى األ ارضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬

‫‪1‬‬
‫الفمسطينية‪.‬‬ ‫بقير الناس‪.‬‬

‫الحسػد‪:‬ىو النظػػر بقيػػر السياؽ يحافظ عمى الداللػة‬ ‫إني أحذركـ‬ ‫صفحة‪6:‬‬ ‫خطاب‬

‫إلػ ػػى نعم ػ ػػة عنػ ػػد غيػ ػ ػره المعجميػ ػ ػ ػ ػ ػػة و يخصػ ػ ػ ػ ػ ػػص‬ ‫مف عذاب‬ ‫سطر‪99:‬‬ ‫الجموس‬

‫فطمػ ػ ػػع فييػ ػ ػػا و تمن ػ ػ ػػى عم ػػى أف ى ػػذه النعم ػػة ى ػػي‬ ‫الحسد ‪.‬‬

‫زواليا واشتياىا لنفسػو‪ ،‬السياس ػ ػػة الت ػ ػػي ى ػ ػػي مم ػ ػػؾ‬

‫فيو الرغبة الشديدة فػي لمحػ ػػاكـ وحػ ػػده فيحػ ػػذر مػ ػػف‬

‫سمب نعمػة اآلخػريف أو يطمع فييا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫زواليا و تحوليا إليو‪.‬‬

‫س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنأذف الغاض ػػبيف ‪:‬م ػػف انفع ػػؿ أم ػ ػػا الس ػ ػػياؽ ح ػ ػػافظ عم ػ ػػى‬ ‫صفحة‪8:‬‬ ‫خطاب‬

‫سطر‪ 132:‬لمغاضببببين بػػاف انفعػ ػػاؿ شػ ػػديد و ثػ ػػارت داللتي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا و خص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػص‬ ‫الجموس‬

‫يس ػ ػ ػ ػػتقيموا م ػ ػ ػ ػػف ثائرتو‪ ،‬و الغاضػب ىػو الغضػػب لمشػػعب الػػذيف لػػـ‬

‫المس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػؤوؿ عميػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو يعجػػبيـ نظػػاـ الحػػاكـ و لػػـ‬ ‫الشعب‪.‬‬

‫الغض ػ ػػب‪ ،‬و الش ػ ػػخص تعجبيـ األوامر التي يػنص‬

‫‪ 1‬عبد اهلل البستاني‪ :‬الوافي‪ ،‬ص‪.374‬‬


‫‪ 2‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.284‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫الغاض ػػب ى ػػو المس ػػتاء عمييا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جدا أو ناقـ والمنفعؿ‪.‬‬

‫خطاب الضجر الض ػػجر ‪:‬ى ػػو الش ػػعور حافظ السػياؽ عمػى داللتيػا‬ ‫العنواف الثاني صفحة‪9:‬‬

‫بػ ػ ػ ػػالفراغ و الوحشػ ػ ػ ػػة و و خصص الضجر لمحاكـ‬ ‫مف الخطب‬

‫تع ػ ػ ػػب معن ػ ػ ػػوي يس ػ ػ ػػببو ال لممحكػ ػػوـ ‪ ،‬بػ ػػالرغـ مػ ػػف‬

‫تعطػ ػ ػػؿ عػ ػ ػػف العمػ ػ ػػؿ و سيطرتو عمػى البمػد و عمػى‬

‫الشعور بكمؿ مػف جػراء الش ػ ػػعب ‪ ،‬في ػ ػػو يب ػ ػػيف ف ػ ػػي‬

‫إشغاؿ الفكر بما ال لذة ضػ ػػجر لكػ ػػي يشػ ػػفؽ عميػ ػػو‬

‫‪2‬‬
‫و ال فائػ ػ ػػدة و ال خيػ ػ ػػر الشعب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فيو‪.‬‬

‫السػػياؽ ح ػػافظ عمػػى معن ػػاه‬ ‫السالـ‪ :‬ىو األمف و‬ ‫خطاب السالم‬ ‫العنواف الثالث صفحة‪17:‬‬

‫المعجمي‪ ،‬إال انو خصػص‬ ‫األماف عكسو الحرب‬ ‫لمخطب‬

‫أف الس ػػالـ ى ػػو ح ػػؿ ي ػػدعو‬ ‫انتيت الحرب و ساد‬

‫لػػو الػػدكتاتور فقػػط‪ ،‬و يػػرى‬

‫‪ 1‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.56‬‬


‫‪ 2‬خالد الحروب‪ :‬محمود درويش" خطب الديكتاتور"‪.‬‬
‫‪ 3‬صبحي حموي‪:‬المنجد‪ ،‬ص ‪.870‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬
‫‪2‬‬
‫أنػ ػ ػػو ىػ ػ ػػو المسػ ػ ػػار الوحيػ ػ ػػد‬ ‫السالـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لمشعب‪.‬‬

‫أما الذيف قضوا وىـ ‪ :‬جمػع أوىػاـ‪ ،‬كػؿ أمػ ػ ػػا السػ ػ ػػياؽ أبقػ ػ ػػى عمػ ػ ػػى‬ ‫صفحة‪17:‬‬ ‫خطاب‬

‫م ػ ػػا ذى ػ ػػب وىم ػ ػػو إلي ػ ػػو دالل ػػة ال ػػوىـ المعجميػ ػػة إال‬ ‫في سبيؿ‬ ‫سطر‪2:‬‬ ‫السالـ‬

‫وىػػو يريػػد غي ػره ‪ ،‬وىػػو انػ ػ ػػو خصػ ػ ػػص بأنػ ػ ػػو وىػ ػ ػػـ‬ ‫الدفاع عف‬

‫الذكريات وعف كػػؿ مػػا يقػػع فػػي القمػػب الشػػعب المتمثػػؿ فػػي حمم ػو‬

‫م ػ ػ ػػف تص ػ ػ ػػور أو فكػ ػ ػ ػرة الكبيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي تػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوفير‬ ‫وهمهم فميـ‬

‫خاطئ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ‪ ،‬أو ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو االس ػ ػػتقالؿ واألم ػ ػػف ل ػ ػػبالده‬ ‫آجرىـ‬

‫خػػوؼ ‪ ،‬أو قػػوة وىميػػة والتح ػ ػ ػ ػ ػ ػػرر م ػ ػ ػ ػ ػ ػػف الع ػ ػ ػ ػ ػ ػػدو‬

‫أي حاس ػ ػػة باطن ػ ػػة ف ػ ػػي اإلس ػ ػ ػ ػرائيمي ومػ ػ ػ ػػف قيػ ػ ػ ػػوده‬

‫الجانػ ػػب الحي ػ ػواني مػ ػػف وظممو‪.‬‬

‫ال ػ ػ ػ ػ ػػنفس ت ػ ػ ػ ػ ػػدرؾ م ػ ػ ػ ػ ػػف‬

‫المحسػػوس مػػا ال يحػػس‬

‫ك ػ ػ ػ دراؾ الوداعػ ػ ػػة فػ ػ ػػي‬

‫‪ 1‬خالد الحروب‪ :‬محمود درويش "خطب الديكتاتور"‪.‬‬


‫‪ 2‬محي الديف صابر‪ :‬المعجـ العربي األساسي‪ ،‬ص‪.637‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫الحمػػؿ‪ ،‬والشػػجاعة فػػي‬

‫‪1‬‬
‫اإلنساف معيف‪.‬‬

‫التجم ػ ػ ػػع‪ :‬م ػ ػ ػػف تجم ػ ػ ػػع أمػ ػػا السػ ػػياؽ حػ ػػافظ عمػ ػػى‬ ‫فال حؽ في‬ ‫صفحة‪26 :‬‬ ‫خطاب‬

‫يتجم ػ ػػع تجمع ػ ػػا تجم ػ ػػع داللتاى ػػا المعجمي ػػة إال ان ػػو‬ ‫دولة لمتجمع‬ ‫سطر‪155:‬‬ ‫السالـ‬

‫الق ػ ػػوـ انض ػ ػػـ بعضػ ػ ػػيـ خصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػص أف التجم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع‬

‫إلػ ػ ػ ػ ػػى بعػ ػ ػ ػ ػػض تجمػ ػ ػ ػ ػػع لمشػ ػ ػػعب أي حرمانػ ػ ػػو مػ ػ ػػف‬

‫المتظاىروف أماـ مبنػى إبػػداء أريػػو و التعبيػػر عػػف‬

‫السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػفارة تجمعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت أرائو‪.‬‬

‫األجيزة الثقافية العربيػة‬

‫‪2‬‬
‫في مؤسسة واحدة‪.‬‬

‫أمي ػ ػػر‪ :‬جم ػ ػػع أم ػ ػ ػراء و أمػ ػ ػػا السػ ػ ػػياؽ يبقػ ػ ػػي عمػ ػ ػػى‬ ‫العنواف الرابع صفحة‪ .27:‬خطاب األمير‬

‫ىو لقب قادة الجػيش و دالل ػ ػ ػػة األمي ػ ػ ػػر المعجمي ػ ػ ػػة‬ ‫لمخطب‬

‫كبػػار القػػادة أحيانػػا فػػي ولك ػ ػػف يخص ػ ػػص س ػ ػػيطرتو‬

‫‪ 1‬جبراف مسعود‪ :‬الرائد‪ ،‬ص‪.1375‬‬


‫‪ 2‬محي الديف صابر‪ :‬المعجـ العربي األساسي‪ ،‬ص‪.260‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫ومنف خالفة المدينػة أو ونظام ػػو الظ ػػالـ ع ػػف ب ػػاقي‬

‫‪1‬‬
‫لقػ ػ ػ ػ ػ ػػب قػ ػ ػ ػ ػ ػػادة الػ ػ ػ ػ ػ ػػذيف الحكاـ‪.‬‬

‫أصػ ػ ػػبحوا حكػ ػ ػػاـ عمػ ػ ػػى‬

‫‪2‬‬
‫الواليات‪.‬‬

‫صفحة‪ 36 :‬بمغت الثمانيف الس ػ ػ ػػأـ‪ :‬س ػ ػ ػػئـ الش ػ ػ ػػيء السػػياؽ يحػػافظ عمػػى معنػػاه‬ ‫خطاب القبر‬

‫سػػئـ منػػو وسػػئمت منػػو‪ ،‬المعجم ػػي ويخص ػػص ب ػػأف‬ ‫لكنني ما‬ ‫السطر‪08 :‬‬

‫عرفت السأم‪ .‬والسػ ػ ػ ػ ػػأـ ىػ ػ ػ ػ ػػو المم ػ ػ ػ ػ ػػؿ الممػػؿ ىػػو ممػػؿ مػػف كرسػػي‬

‫‪3‬‬
‫العػ ػػرش‪ ،‬أي أنػ ػػو لػ ػػـ يم ػ ػػؿ‬ ‫والضجر‪.‬‬

‫مف الحكـ والسمطة‪.‬‬

‫‪ 1‬خالد الحروب‪ :‬محمود درويش "خطب الديكتاتور"‪.‬‬


‫‪ 2‬صبحي حموي‪ :‬المنجد‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ 3‬ابف منظور‪ :‬لساف العرب‪ ،‬مجمد‪ ،7‬ص‪.98‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬تغيرات الداللة في خطاب الديكتاتور لمحمود درويش‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫فمف خالؿ دراستي لقصيدة الديكتاتور لمحمود درويش توصمت إلى أف معظـ ألفاظيا‬

‫حدث ليا تغير في معناىا‪ ،‬و نالحظ أف المعنى المعجمي لمكممة يختمؼ عف ما أراده‬

‫الشاعر مف معنى‪ ،‬أف القصيدة تتوافر عمى مظاىر التغير الداللي فمعظـ مفرداتيا حدث ليا‬

‫انتقاؿ في داللتيا و البعض منيا توسعت داللتيا و البعض اآلخر حصؿ ليا تضييؽ في‬

‫داللتيا‪ ،‬فالشاعر كاف غامضا في معنى ىذه الخطب فمعناىا كاف باطف و السياؽ ىو أف‬

‫مف استخرج معاني ىذه المفردات و حددىا تحديدا دقيقا‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫و بناء عمى ما تقدم عرضو في فصول ىذا البحث توصمنا إلى مجموعة من النتائج‬

‫أىميا‪:‬‬

‫*أن السياق لم يعرف كمفظ عند العرب القدامى‪ ،‬و لكن الفكرة كانت موجودة يقوم بدليا‬

‫المقام‪ ،‬سياق الحال‪ ،‬النظم‪...‬إلخ فالغائب عندىم ىو المصطمح‪ ،‬و أن اىتماميم كان ينصب‬

‫عمى توضيح معناه االستعمالي؛‬

‫*إن القدماء لم ييمموا السياق و ما كان يقوم مقامو‪ ،‬بل كان جزء من منيجيم في التعامل‬

‫مع معنى النص‪.‬‬

‫*أن لمعرب فضل السبق والريادة لنظرية السياق‪ ،‬وذلك لما قدموه من ثروة عممية في بحوثيم‬

‫و دراساتيم عن داللة األلفاظ‪.‬‬

‫*أن السياق لم يكن وليد الدراسات الغربية‪ ،‬بل إن جذوره تمتد إلى أعماق الدراسات العربية‬

‫فالغرب وجدوا األرضية جاىزة‪.‬‬

‫*أن السياق قام عند الغرب مع فيرث و الذي أسس نظرية قائمة بذاتيا و ىي النظرية‬

‫السياقية‪.‬‬

‫*و أن النظرية السياقية من أىم النظريات لدراسة المعنى و تحديدىا‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫خاتمة‬

‫*وان لمسياق الدور الكبير في إزالة الغموض عن األلفاظ و تحديد داللتيا و طرد المعاني‬

‫اليامشية لمكممة فيو من يضبط معناىا‪.‬‬

‫*أما الدراسة التطبيقية و التي كانت تنصب حول قصيدة "الديكتاتور" لمحمود درويش‬

‫فتوصمنا فييا إلى نتائج منيا‪:‬‬

‫*أن معظم مفردات القصيدة حدث ليا تغير داللي‪.‬‬

‫*أن جل ألفاظيا انتقمت داللتيا من معناىا المعجمي إلى معنى آخر‪ ،‬و الشاعر من أحدث‬

‫ىذا النقل في المعنى‪ ،‬كيف ال و ىو أحد أقطاب الشعر الحر و من المتميزين بو‪.‬‬

‫*أن البعض من مفرداتيا توسعت داللتيا أي انتقمت من المعنى الخاص إلى المعنى العام‬

‫والبعض اآلخر حصل ليا تضييق في داللتيا أي تخصيصيا‪.‬‬

‫* أن السياق ىو من يحدد ىذه الداللة و يوجييا و يضبطيا‪.‬‬

‫*و أخي ار نأمل أن يشكل ىذا البحث حاف از لمباحثين في تناول موضوعات متشابية و ىي‬

‫كثيرة خصوصا عند شعراء التفعيمة الذين يفتنون في توظيف المفردات بدالالت جديدة طمبا‬

‫لمغموض و ىو من أحد خصائص الشعر الحر‪.‬‬

‫فما كان فيو من صواب فمن المطيف الرحمن‪ ،‬و ما كان فيو من خمل فمني و من زلة‬

‫الشيطان‪ ،‬و أسأل اهلل أن يعفو عن الزلة‪ ،‬و أن يقبل العثرة و أن يجعمو من العمم النافع‬

‫‪108‬‬
‫خاتمة‬

‫الخالي الباقي‪ ،‬و صمى اهلل عمى نبينا محمد و عمى آلو و صحبو أجمعين و آخر دعوانا أن‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫المــمــحــق‬

‫‪ .I‬سيرة محمود درويش‪:‬‬

‫‪ -1‬حياتو‪:‬‬

‫ولد محموود دروشوش وا مو رس ‪ 1941‬وا ررشو" لال وروةل الفمسوطشيش" واليوا دمر و ااسوراوشمشون‬

‫‪1‬‬
‫عد ذلك سي" أعوام‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ويقع ذه القرش" شررا عك وشقطيه ‪ 1460‬يسم"‪ ،‬ويعد من ال مدان القدشم" أش م الروم ن‪.‬‬

‫‪ ،1948‬أث و وور ا ح و ووي ل الشه و ووود‬ ‫رح و وول محم و ووود دروش و ووش ع و وون ررشي و وون إلو و و ل يو و و ن ميي و و و‬

‫لفو و و و ومسطشن‪ ،‬و يو و ك يييق وول م ووع ع ومي وون ووا ع وودد م وون الم وودن والق وور حيو و اس وويقروا ووا مدشي وو"‬

‫مسوطشن سورا‪،‬ومثمت العوودة‬ ‫شروت‪ ،‬و عد ع مشن مون رحمو" اليفوا والمجووء عو د موع أسورين إلو‬

‫دم" جدشدة لن‪ ،‬مم شجد القرش" و الميزل لشهود ودم كول شواء‪،‬لي دأ عود ذلوك رحمو" جدشودة‬

‫من اليفا والمجوء ا أرض الوطن‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫الحقشقا (دراس ت وشه دات)‪ ،‬دار الشروق لميشر‪ ،‬ط‪ ،1999 ،1‬ص ‪.275‬‬ ‫محمود دروشش‪ :‬المخيم‬
‫‪2‬‬
‫يا الخشر‪ :‬محمود دروشش رحم" عمر ا دروب الشعر‪ ،‬دار مشس لميشر‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص‪.07‬‬
‫‪3‬‬
‫ر ع شور‪ :‬اليكرار ا شعر محمود دروشش‪ ،‬المؤسس" العر ش" لمدراس ت واليشر‪ ،‬ط‪،2004 ،1‬‬ ‫هد ي‬
‫ص ‪.15‬‬

‫‪111‬‬
‫المــمــحــق‬

‫‪ -2‬تعميمو‪:‬‬

‫يمق و د ارسووين ا يداوشوو" ووا ررشوو" ال ووروة‪ ،‬وي و ع د ارسووين الث يوشوو" ووا ررشوو" كفرش سووش ‪،1‬حي و‬

‫ح وول عم و الشووه دة الث يوشوو" الع موو"‪ ،‬ولووم شوويل لوون موا ووم" يعمشموون الج و معا‪ ،‬ييشجوو" الق ووايشن‬

‫ااس و وراوشمش" الج و و وزة الي و وا يشو ووجع أن شوا و وول العو وورب يعمو ووشمهم الع و و لا‪ ،‬حي و و يظو وول ثق و و يهم‬

‫ومسويوا م العمموا ووا يطو ق بووشق‪ ،‬عود ذلووك امويهن محموود دروشووش حر و" الكي وو" وا العدشوود‬

‫الح ووزب الش ووشوعا ووا‬ ‫ووح‬ ‫والمجو و ت الي ووا ي وودر ووا مس ووطشن‪ ،‬س ووشم‬ ‫م وون ال ووح‬

‫إس وراوشل‪ ،‬كووذلك أسووهم ووا يحرشوور مجموو" (الفجوور) ا د شوو" ال و درة عوون حووزب (الم ش و م) وك و ن‬

‫‪2‬‬
‫واشظ‪.‬‬ ‫شرأس يحرشر شهود م ر اسمن شوس‬

‫‪ -3‬شعره‪:‬‬

‫ش ووب شووعره ووا خ يوو" الشووعر الحوودشث‪ ،‬ورشوول أيوون شقموود الشووعراء اللوور ششن ووا أسوومو ن الشو وعر ‪،‬‬

‫الو عض أن شووعره‬ ‫وا سوويل ق الووذ دخوول إلو ر و وده عوون طرشووق الرمووز وا سووطورة‪ ،‬وش و‬

‫شرشل الفكر‪ ،‬و ش ل الق رئ معن إل ييشج" ا المعي ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫س ما محا الدشن أمشن‪ :‬رواوع من ر شدة محمود دروشش‪ ،‬دار كيوز المعر " العممش"‪ ،‬ط‪،2011 ،1‬‬
‫ص ‪.14‬‬
‫‪2‬‬
‫ر ع شور‪ :‬اليكرار ا شعر محمود دروشش‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫هد ي‬
‫‪3‬‬
‫يا الخشر‪ :‬محمود دروشش رحم" ا دروب الشعر‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪111‬‬
‫المــمــحــق‬

‫‪-4‬مؤلفاتو‪:‬‬

‫لد دروشش مؤلف ت عدشدة يراوحت شن الشعر واليثر وأكثر ك ن شع ار وميه ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المؤلف ت الشعرش"‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫لمحمود دروشش دواوشن شعرش" يذكر مين ‪:‬‬

‫أجيح" (‪)1960‬‬ ‫شر‬ ‫‪-‬ع‬

‫‪ -‬أوراق الزشيون (‪)1964‬‬

‫‪ -‬ع شق من مسطشن (‪)1966‬‬

‫‪ -‬آخر المشل (‪)1967‬‬

‫‪ -‬ح ش يا ييهض من يومه (‪)1970‬‬

‫أح ك (‪)1972‬‬ ‫‪ -‬أح ك أو‬

‫‪ -‬مح ول" ررم ‪)1973( 7‬‬

‫وريه و ذا اييح ر الع شق (‪)1975‬‬ ‫‪ -‬يمك‬

‫‪ -‬أعراس (‪)1977‬‬

‫‪ -‬مدشل الظل الع لا (‪)1983‬‬

‫ر لمداول ال حر (‪)1984‬‬ ‫‪-‬ح‬

‫‪ -‬ا أغيش" (‪)1986‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود دروشش‪ :‬ا عم ل الجدشدة‪ ،‬رش ض الرشس لمكيب واليشر‪ ،‬ط‪ ،2004 ،1‬ص ‪.689‬‬

‫‪111‬‬
‫المــمــحــق‬

‫‪ -‬ورد أرل (‪)1986‬‬

‫‪ -‬أر م أرشد (‪)1990‬‬

‫‪ -‬أحد عشر كوك (‪)1992‬‬

‫ن وحشدا (‪)1994‬‬ ‫‪ -‬لم ذا يركت الح‬

‫‪ -‬سرشر اللر ش" (‪)1997-1996‬‬

‫‪ -‬جدارش" (‪)1999‬‬

‫ر (‪)2002‬‬ ‫‪ -‬ح ل" ح‬

‫كما أن لو البعض من المؤلفات النثرية منيا‪:‬‬

‫‪-‬شومش ت الحزن الع د‬

‫‪-‬وداع أشه الحرب وداع أشه السمم‬

‫‪-‬ع رون ا ك ن ع ر‬

‫وجمشووع أعمو ل محمووود دروشووش الشووعرش" سوويثي ء دشوايوون ا خشوور ح لوو" ح و ر‪ ،‬روود جمعووت ووا‬

‫‪1‬‬
‫مجمدشن يحت عيوان‪ :‬دشوان محمود دروشش‪.‬‬

‫‪-5‬جوائزه‪ :‬يح ل عم العدشد من الجواوز يذكر ميه ‪:‬‬

‫‪-‬درع الثورة الفمسطشيا ع م ‪1981‬‬

‫‪-‬لوح" اورو لشعر ع م ‪1981‬‬

‫‪1‬‬
‫ر ع شور‪ :‬اليكرار ا شعر محمود دروشش‪ ،‬ص ‪.18-17‬‬ ‫هد ي‬

‫‪111‬‬
‫المــمــحــق‬

‫‪-‬ج وزة ا ن سشي من اايح د السو ش يا ‪1982‬‬

‫‪1‬‬
‫و ز ج وزة مميق الق رة ا ول لمشعر العر ا إجم ع أعب وه ‪.‬‬

‫‪-6‬وفاتو‪:‬‬

‫يو ا محمود دروشش ا الو ش ت الميحدة المرشكش" عد إجراون لعممش" القمب المفيوح وا مركوز‬

‫ووا غش و وو" أدت إلو و يوون‪ ،‬وأعموون الوروشس الفمسووطشيا محمووود‬ ‫يكسو س الط ووا‪ ،‬ودخوول عوود‬

‫ع و س الحووداد ث ثوو" أشو م ووا ك وو" ا اربووا الفمسووطشيش" حزي و عمشوون ويقوول جثم يوون إل و رام ا‬

‫‪2‬‬
‫وك ن ي ك العدشد من الشخ ش ت من الوطن العر ا ليودشعن‪.‬‬

‫‪ .I‬خطب الديكتاتور‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-1‬التعريف بخطب الديكتاتور لمحمود درويش‪:‬‬

‫ول م ورة ووا مجموو"‬ ‫كيووب محمووود دروشووش ر ووشدة الوودشكي يور وك و ن ووذا ووا ‪ 1986‬ويشوور‬

‫الشوووم الس و ع ال رشس وش" ووا الفي ورة الوارعوو" ووشن ا ول موون أغسووطس ‪ 1986‬وا ول موون شويشووو‬

‫‪.1987‬‬

‫‪1‬‬
‫الحقشقا‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫محمود دروشش‪ :‬المخيم‬
‫‪2‬‬
‫جم ل ا ار شم ‪ :‬محمود دروشش ا عم ل الك مم"‪ ،‬دار العواد لميشر‪ ،‬دط‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.11-10‬‬
‫‪3‬‬
‫عما ش سشن عوض ع شدات‪:‬رراءة ا ر شدة محمود دروشش‪-‬خطب الدشكي يور الموزوي"‪،-‬الحوار‬
‫الميمدن‪،‬العدد ‪،00:40 ،2014/07/14،4512‬‬
‫‪www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=423793‬‬

‫‪111‬‬
‫المــمــحــق‬

‫ليكو ووون و ووذه الق و ووشدة مث و وو" سو ووشل يهكمو ووا ج و و ر ورو وود كممه و و حر و وو" الك رشك و و يشر السش سو ووا‬

‫والسووخرش"‪ ،‬دح و الوودشكي يور العر ووا وس و خ ار موون حكموون وسش سووين وأيظميوون‪ ،‬ولووو يمثمووت ووذه‬

‫شووو" جسوود لوجوودي جسوود شسوومل عمو الوودشكي يور العر ووا كوول م و أوي و و و وا م و و ون‬ ‫الق ووشدة عم و‬

‫ا م شو ‪ 1997‬ا مجم" لأدب ويقدل الم رش"‪.‬‬ ‫روة‪ ،‬وأعشد يشر‬

‫واييشو و ر محم ووود دروش ووش كمم وو" خطو و ب كعيو ووان لق ووشدين لشع وور هو و ع وون مرحم وو" الخط و و ت‬

‫والحشووو و شووع الك و م واسووي دال ا لسوون و ذان‪ ،‬ك و ن الم وواطن العر ووا غشوور س و مع والووزعشم‬

‫ووعشد‬ ‫ووورة موحوودة شيقو طع شهو الزعمو ء العوورب عمو‬ ‫الق ووول ا وحوود‪ ،‬ورسووم محمووود دروشووش‬

‫السموك وال ف ت والشخ ش" الزع مش" واليع لا عم الرعش" واليط ول عمشهم‪.‬‬

‫لمدم ء وي ج ار ش شع وششير دم ء ا مو" رسوم الزع مو" اليوا‬ ‫لير الدشكي يور ميخ د وم‬

‫ربووه ووو وأشوود ودا ووع عيه و ‪ ،‬ليكووون الموو" العر شوو" أربووش" لخدموو" الووزعشم وذرشعوو" لمم رسوو"‬

‫السمط" و سط الحكم‪.‬‬

‫‪ -2‬محتوى القصيدة‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ج ءت ر شدة محمود دروشش عم شكل خط ت وعدد ثم يش" خط ت و ا ك لي لا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عما ش سشن عوض ع شدات‪:‬رراءة ا ر شدة محمود دروشش‪-‬خطب الدشكي يور الموزوي"‪ ،-‬مرجع‬
‫س ق‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫المــمــحــق‬

‫الخط ب ا ول‪ :‬خطب الجموس‬

‫الخط ب الث يا‪ :‬خط ب البجر‬

‫الخط ب الث لث‪ :‬خط ب الس م‬

‫الخط ب ال ار ع‪ :‬خط ب ا مشر‬

‫الخط ب الخ مس‪ :‬خط ب الق ر‬

‫الخط ب الس دس‪ :‬خط ب الفكرة‬

‫الخط ب الس ع‪ :‬خط ب اليس ء‬

‫الخط ب الث من‪ :‬خط ب الخط ب‬

‫وج ءت ذه الخطب عم طرشق" الشعر اليفعشما المي ع لقوا ا المخيمف"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-3‬الطابع والميزة التي تمتاز بيا ىذه الخطب‪:‬‬

‫وذه الخطوب أيهو ذات طو ع يقرشور وخطو ا و شهو لمسو ت ك رشك يشرشو"‬ ‫طابعيا ‪ :‬شلمب عم‬

‫يشو و ن مبو و مشن يو وزار ر و و يا وأحم وود مط وور‪ ،‬ف ووا الق ووشدة س ووهول" وحقو و وق غش وور م ط وو" و ووذا‬

‫شيواءم مع أسموب دروشش ا مسشرين الشعرش" وأسومو شين السو ح" وا شوعره و يعي ور اميودادا‬

‫لرس لين و وشين الشعرش"‪ ،‬إ أيه ايسعت ذاكرين اا داعش" رغم عين‪ ،‬كي ه ا لحظو" ايفعو ل‬

‫عما ش سشن عوض ع شدات‪:‬رراءة ا ر شدة محمود دروشش‪-‬خطب الدشكي يور الموزوي"‪ ،-‬مرجع‬ ‫‪1‬‬

‫س ق‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫المــمــحــق‬

‫وكووردة عوول لكيهو مي ووت ووروح الدروششووش"‪ ،‬و ووذا لووشس خشو ار و لقمم لدروششووا شيوود ق روووة سوواءا‬

‫ك يت كي ين كردة عل أو عد يش" مس ق"‪.‬‬

‫أن شطو وورح حرريو وون اليقرشرشو وو" م ش و ورة ظي و و ميو وون ان وشيو وون الشو ووعرش" يي و وواءم مو ووع و ووذه‬ ‫وخ و و‬

‫ال س ط"‪.‬‬

‫ميزتيا ‪ :‬يمي ز وذه الخطوب يهو سو رش" المفعوول‪ ،‬وييوواءم وييسوجم موع الطو ع الزعو ما شمو‬

‫يقدم من مراحل ظل شه الزعشم عم ح لين‪ ،‬حظشت شهرة واسع" يع ور عون كووامن الموواطن‬

‫العر ا وعن بجره واسيش ون من حك من ومن أذلوه وشي جرون دمن ورأشن‪.1‬‬

‫‪-4‬سبب عدم نشر القصيدة في كتاب مستقل أو ديوان‪:‬‬

‫ووا دش ووان او ووا مجموعوو" شووعرش"‪ ،‬وك و ن شوور ض الحوودشث‬ ‫ر ووض محمووود دروشووش ان شيشوور‬

‫ين كي ه معش" ايفع ل وروع شون رغوم أن وذه الق وشدة كيوب عمو طرشوق‬ ‫عن ذا المر‪ ،‬ر و‬

‫الشووعر ليفعشمووا المش و ع و لقوا ا و شه و موون ال غوو" وا سوومو ش" م و شؤ مه و ليكووون ووا طمشعوو"‬

‫دشوان إ أين ر ض ا مر جمم" ويف ش ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عما ش سشن عوض ع شدات‪:‬رراءة ا ر شدة محمود دروشش‪-‬خطب الدشكي يور الموزوي"‪ ،-‬مرجع‬
‫س ق‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬

‫القرآن الكريم‪ :‬رواية ورش‪.‬‬

‫‪ .1‬أحمد مختار عمر‪:‬‬

‫‪ -‬عمم الداللة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪.1980 ،1‬‬

‫‪-‬معجم المغة العربية المعاصرة‪ ،‬عالم الكتب القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬المجمد‪.2‬‬

‫‪.3‬إدريس مقبول‪ :‬األفق التداولي‪ ،‬نظرية المعنى والسياق في الممارسة التراثية الغربية‪،‬‬

‫عالم الكتب الحديث‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬

‫‪ .4‬بطرس البستاني‪ :‬محيط المحيط‪ ،‬مكتبة لبنان لمنشر‪ ،‬د ط‪.1987 ،‬‬

‫‪ .5‬بييرغيرو‪ :‬السيمياء‪ ،‬سمسمة زدني عمما‪ ، ،‬ط‪.1984 ،1‬‬

‫‪ .6‬تمام حسان‪ :‬المغة العربية معناها ومبناها‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‪.1994 ،‬‬

‫‪ .7‬الجاحظ ‪ :‬البيان والتبيين ‪ ،‬تح درويش جودي‪ ،‬المكتبة العصرية صيدا‪،‬بيروت‪،‬دط‪،‬‬

‫‪ ،2003‬ج‪.1‬‬

‫‪ .8‬جبران مسعود‪ :‬الرائد‪ ،‬دار العمم لمماليين‪ ،‬ط‪.2005 ،3‬‬

‫‪ .9‬جفري سامسون ‪ :‬مدارس المسانيات‪ ،‬التسابق والتطور‪ ،‬تر ‪ :‬محمد زياد كبة‪،‬جامعة‬

‫الممك سعود‪.1997 ،‬‬

‫‪ .10‬ابن جني‪ :‬الخصائص‪ ،‬تح محمد عمى النجار‪ ،‬عالم الكتب لبنان‪ ،‬ط‪.2006، 1‬‬

‫‪120‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .11‬ج و و و ووورج فين و و و وودريس‪ :‬المغةةةةةةةةةةة‪ ،‬ت و و و وور ‪ :‬عب و و و وود الحمي و و و وود الروخم و و و ووي‪ ،‬مكتب و و و ووة ا نجمو و و و ووو‬

‫المصرية‪،‬دط‪.1950،‬‬

‫‪ .12‬جون الينز‪ :‬المغة والمعنى والسياق ‪ ،‬تر ‪ :‬عباس صادق عبد الوهاب‪ ،‬دار الشؤون‬

‫الثقافية العامة‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬

‫‪ .13‬حازم عمي كمال الدين‪ :‬عمم الداللة المقارن‪ ،‬مكتبة اآلداب لمنشر‪ ،‬دط‪.‬‬

‫‪ .14‬حسام البهنساوي ‪ :‬عمم الداللة والنظريات الداللية‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪،‬ط‪.2009،1‬‬

‫‪ .15‬خمود العموش‪ :‬الخطاب القرآني‪ ،‬دراسة في العالقة بين النص والسياق‪ ،‬عالم الكتب‬

‫الحديث‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬

‫‪ .16‬الزمخشري ‪ :‬أساس البالغة‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬مادة تسوق‪،‬ج‪.1‬‬

‫‪ .17‬سامي محي الدين أمين‪ :‬روائع من قصيدة محمود درويش‪ ،‬دار كنوز لممعرفة‬

‫العممية‪ ،‬ط‪.2004 ،1‬‬

‫‪ .18‬ستيفن أولمان‪ :‬دور الكممة في المغة‪ ،‬تر ‪ :‬محمد كمال بشير‪ ،‬دار غريب‬

‫لمنشر‪،‬ط‪ ،12‬دت‪.‬‬

‫‪ .19‬شفيقة العموي‪ :‬محاضرات في المدارس المسانية المعاصرة‪ ،‬أبحاث لمنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪.2004‬‬

‫‪ .20‬صبحي حموي‪ :‬المنجد في المغة العربية المعاصرة‪ ،‬دار المشرق بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪.2000‬‬

‫‪121‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .21‬عمي آيت أوشن‪ :‬السياق والنص الشعري من البنية إلى القراءة‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‪،‬‬

‫ط‪.2000 ،1‬‬

‫‪ .22‬عبد السالم حامد‪ :‬الشكل والداللة‪ ،‬دار غريب لمنشر‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪.‬‬

‫‪ .23‬عبد القادر عبد الجميل‪ :‬عمم المسانيات الحديثة‪ ،‬نظم التحكم وقواعد البيانات‪ ،‬دار‬

‫الصفاء لمنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.2002 ،1‬‬

‫‪ .24‬عبد الكريم محمد حسن جبل‪ :‬عمم الداللة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬دط‪.1997 ،‬‬

‫‪ .25‬عبد اهلل البستاني‪:‬‬

‫‪-‬البستان‪ ،‬مكتبة لبنان لمنشر‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬

‫‪-‬الوافي‪ ،‬مكتبة لبنان لمنشر‪ ،‬ط‪.1991 ،1‬‬

‫‪.27‬فهد ناصر عاشور‪ :‬التكرار في شعر محمود درويش‪ ،‬المؤسسة العربية لمدراسات و‬

‫النشر‪،‬ط‪.2004 ، 1‬‬

‫‪ .28‬الفيروز أبادي‪ :‬بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز‪ ،‬تر محمد عمي‬

‫النجار‪ ،‬المكتبة العممية بيروت‪ ،‬دط‪ ،‬ج‪.1‬‬

‫‪ .29‬فردينان دي سوسير‪ :‬عمم المغة العام‪ ،‬تريوئيل يوسف عزيز‪.‬‬

‫‪ .30‬قادر كريم الزنكي‪ :‬نظرية السياق‪ -‬دراسة أصولية‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪،‬‬

‫‪.2006‬‬

‫‪ .31‬مجمع المغة العربية ‪ :‬الوسيط‪ ،‬المكتبة اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،2-1‬دط‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .32‬محمود درويش‪:‬‬

‫‪ -‬األعمال الجديدة‪ ،‬رياض الريس لمكتب والنشر‪ ،‬ط‪. 2004 ،1‬‬

‫‪-‬المختمف الحقيقي(دراسات و شهادات)‪ ،‬دار الشروق لمنشر‪،‬ط‪.1999، 1‬‬

‫‪.34‬محمود عكاشة ‪ :‬الداللة المفظية‪ ،‬مكتبة أنجمو مصرية‪ ،‬دط‪.‬‬

‫‪.35‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،10‬ط‪.2000 ،1‬‬

‫‪.36‬منقور عبد الجميل‪ :‬عمم الداللة‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪.‬‬

‫‪ .37‬محي الدين صابر‪ :‬المعجم العربي األساسي‪ ،‬تح أحمد مختار عمر‪ ،‬المنظمة العربية‬

‫لمتربية و الثقافة و العموم‪،‬دط‪،‬دت‪.‬‬

‫‪ .38‬موريس أبو ناصر‪ :‬مدخل إلى عمم الداللة األلسني‪ ،‬مجمة الفكر العربي المعاصر‪،‬‬

‫العدد رقم ‪.1982 ،19/18‬‬

‫‪ .39‬ميشال زكريا ‪ :‬األلسنية‪ -‬عمم المغة الحديث‪ ،‬المؤسسة العربية الدرامنك النشر‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬ط‪.1983 ،2‬‬

‫‪ .40‬نادية رمضان النجار‪ :‬المغة العربية وأنظمتها‪ ،‬دار الوفاء االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬دط‪،‬‬

‫دت‪.‬‬

‫‪ .41‬نور الهدى لوشن‪ :‬عمم الداللة‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪.‬‬

‫‪ .42‬هادي نهر‪ :‬عمم الداللة التطبيقي‪ ،‬دار العمل لمنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬

‫‪123‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .43‬هاني الخير‪ :‬محمود درويش‪-‬رحمة عمر في دروب الشعر‪-‬دار فميس لمنشر‪،‬ط‪،1‬‬

‫‪.2008‬‬

‫المذكرات و المجالت‪:‬‬

‫‪ .44‬حجاج حسينة‪ :‬فاعمية التأثير في الخطاب الشعري لمحمود درويش‪-‬دراسة تداولية‪-‬‬

‫‪ ،‬رسالة ماستر‪ ،‬جامعة أم البواقي‪.2013-2012 ،‬‬

‫‪ .45‬عمي عزت‪ :‬المغة ونظرية السياق‪ ،‬منشورات بمجمة الفكر المعاصر‪ ،‬ع‪.1971 ،76‬‬

‫‪ .46‬موريس أبو ناصر ‪ :‬مدخل إلى عمم الداللة األلسني‪ ،‬مجمة الفكر العربي المعاصر‪،‬‬

‫العدد رقم ‪.1982،19/18‬‬

‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫‪.47‬عمووي ياسووين عوووض عبيوودات‪:‬قةةةراءة فةةةي قصةةةيدة محمةةةود درويةةةش‪-‬خطةةةب الةةةديكتاتور‬

‫الموزونةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة‪،-‬الح و و و و و و و و و و و و و ووار المتمدن‪،‬العو و و و و و و و و و و و و وودد ‪،00:40 ،2014/07/14،4512‬‬

‫‪www.ahewar.org/debat /show.art.asp?aid=423793‬‬

‫‪.48‬خالو و و و و و و و وود الحو و و و و و و و ووروب‪ :‬محمةةةةةةةةةةةةةةةةةةةود درويةةةةةةةةةةةةةةةةةةةش‪-‬خطةةةةةةةةةةةةةةةةةةةاب الةةةةةةةةةةةةةةةةةةةديكتاتور‪-‬‬

‫‪،19:00،2016/04/03،‬‬

‫‪www.darwichfoundation.org.atlmplate.php?id=1014‬‬

‫‪124‬‬
‫فهــرس المـــحتويــات‬

‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاىيمي لمسياق و المعنى‬
‫‪83‬‬ ‫تمييد‬
‫‪84‬‬ ‫السياق‬ ‫‪.I‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪ .1‬السياق في المعاجم العربية‬
‫‪84‬‬ ‫‪ .1.1‬السياق في المعاجم العربية القديمة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1.1‬المعاجم العربية الحديثة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬السياق في المعاجم الغربية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1.1‬المعاجم العامة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1.1‬المعاجم المتخصصة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬السياق عند العمماء القدامى‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬السياق عند عمماء الغرب‬
‫‪11‬‬ ‫‪.5‬السياق عند العرب المحدثين‬
‫‪15‬‬ ‫المعنى‬ ‫‪.II‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .1‬المعنى في المعاجم العربية‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .1.1‬في المعاجم العربية القديمة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1.1‬في المعاجم العربية الحديثة‬
‫‪12‬‬ ‫‪ .1‬المعنى اصطالحا‬
‫‪13‬‬ ‫العالقة بين السياق و المعنى‬ ‫‪.III‬‬
‫‪14‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬السياق أنواعو و أىميتو‬

‫‪127‬‬
‫فهــرس المـــحتويــات‬

‫‪11‬‬ ‫تمييد‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬السياق في الدراسات العربية التراثية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1.1‬عند المفسرين‬
‫‪15‬‬ ‫‪.1.1‬عند البالغيين‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .1.1‬عند األصوليين و الفقياء‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬النص في مقابل السياق عند فان دايك‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1.1‬السياق التداولي (النص كفعل كالمي)‬
‫‪15‬‬ ‫‪.1.1‬السياق اإلدراكي (فيم النصوص)‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .1.1‬السياق النفسي االجتماعي (تأثير النصوص)‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1.1‬السياق االجتماعي ( النص في التفاعل و المؤسسة)‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .1‬أنواع السياق‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .1.1‬سياق لغوي‬
‫‪14‬‬ ‫‪.1.1‬سياق غير لغوي‬
‫‪51‬‬ ‫‪ .1.1‬السياق العاطفي‬
‫‪51‬‬ ‫‪ .1.1‬السياق الثقافي‬
‫‪51‬‬ ‫‪ .5.1‬سياق الموقف‬
‫‪51‬‬ ‫‪ .1‬أىمية السياق‬
‫‪51‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تغيرات الداللة في قصيدة الديكتاتور لمحمود درويش‬
‫‪54‬‬ ‫تمييد‬
‫‪18‬‬ ‫منيج الدراسة‬

‫‪128‬‬
‫فهــرس المـــحتويــات‬

‫‪11‬‬ ‫التغيرالداللي و مظاىره في قصيدة الديكتاتور لمحمود درويش‬ ‫‪.I‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬التغير الداللي‬
‫‪11‬‬ ‫‪.1.1‬انتقال الداللة مع اختيار نماذج من القصيدة و التعميق عمييا‬
‫‪41‬‬ ‫‪.1.1‬توسيع الداللة مع اختيار نماذج من القصيدة و التعميق عمييا‬
‫‪43‬‬ ‫‪ .1.1‬تضييق الداللة مع اختيار نماذج من القصيدة و التعميق عمييا‬
‫‪185‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪182‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪111‬‬ ‫الممحق‬
‫‪118‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪112‬‬ ‫الفيرس‬

‫‪129‬‬

You might also like