Professional Documents
Culture Documents
استفاقة العملاق
استفاقة العملاق
تتوفر الجزائر على مخزون هائل من الطاقة الشمسية ،يعتبر من أعلى االحتياطات في العالم"
مخزون قياسي
تبقى الطاقة الشمسية أهم طاقة متجددة تتوفر عليها الجزائر ،إذ تعد أكبر نسبة من الطاقة
الشمسية على مستوى الدول المتوسطة ،تحتوي على ما يعادل أربع مرات مجمل االستهالك
العالمي للطاقة ،أي نحو 37ألف مليار متر مكعب من الغاز في العام ،وقد أنشأت الجزائر
محطة للطاقة الهجينة بحاسي الرمل تع ّد األولى من نوعها على مستوى العالم ،تعمل بالغاز
والطاقة الشمسية معا ً بمعدل إنتاج يصل إلى 150ميغاواط ،واألخرى بغرداية بقدرة 1.1
.ميغاوات
وكانت الجزائر قد انخرطت في العام 2010في مشروع "ديزيرتيك" باعتباره األوفر حظا ً
للظفر بأكبر أجزاء هذا المشروع الموزع بين شمال إفريقيا والشرق األوسط ،بالنظر إلى
مساحة أراضيها وتوغلها في عمق الصحراء ،وهو مشروع ضخم تقدر كلفته بنحو 400مليار
يورو ،يهدف إلى تلبية %15من حاجات أوروبا من الكهرباء بحلول العام ،2050باإلضافة
إلى جزء من حاجات شمال إفريقيا ،عبر حقول الطاقة الشمسية فيها ،إذ يعتمد على الطاقة
الشمسية الحرارية وليس الخاليا الشمسية ،ويمت ّد على مساحة 17ألف كيلومتر مربع في
الصحراء الكبرى ،وتحديداً بالجزائر ،بهدف تزويد دول أوروبية وإفريقيا بالكهرباء ،من خالل
شبكة عظمى لأللياف العالية التوتر تنطلق من عمق الجنوب الجزائري باتجاه وسط وجنوب
.إفريقيا وكذا نحو القارة األوروبية عبر البحر األبيض المتوسط
خطوات لألمام
يرى الخبير االقتصادي ياسين ولد موسى أن الجزائر بدأت التفكير في استغالل الطاقات
المتجددة منذ العام ،1980عندما انتقل سعر برميل النفط في السوق العالمية من 11دوالراً
للبرميل إلى 35دوالراً ،فقررت تغيير النمط الطاقوي لديها من الطاقات التقليدية إلى الطاقات
المتجددة ،وأنشأت المحافظة السامية للطاقات المتجددة عام ،1982مكونة من خمسة مراكز
ومحطة تجريبية لألجهزة الشمسية ،وشرعت في استغالل هذه الطاقة ،بالموازاة مع استغالل
.الطاقة النووية في المجال الطبي والزارعة ،وكذا للكهرباء
كان على الدولة أن تستغل طاقات القطاعين العام والخاص معاً ،وعدم االعتماد على القطاع العام فقط في هذا "
"المجال
ويقول ولد موسى لـ "العربي الجديد" :كان على الدولة أن تستغل طاقات القطاعين العام
والخاص معا ً ،وعدم االعتماد على القطاع العام فقط في هذا المجال ،وهو الخطأ الذي أدى،
باإلضافة إلى التغييراتـ السياسية التي شهدتها الجزائر وعدم استقرار المؤسسات ،إلى حدوث
.تراجع في المسار القوي الذي كان منتهجا ً آنذاك
ويلفت ولد موسى إلى أن الجزائر تتوفر على إمكانات طاقوية عمالقة ،من حيث الطاقات
المتجددة ،إال أنها تفتقر إلى التكنولوجيا الكافية الستغاللها ،األمر الذي جعلنا حاليا ً في وضعية
متأخرة في مجال استغالل هذه الطاقات بالشكل الكافي حتى نحافظ على احتياطاتنا من الطاقات
.التقليدية والحفاظ على البيئة
ويضيف ولد موسى أن الجزائر يمكنها أن تخطو خطوات عمالقة في مجال استغالل هذه
الطاقات إذا ما توفرت اإلرادة السياسية لذلك ،واستغالل الكفاءات العلمية
والتكنولوجية المتوفرة لديها
تقدمت الجزائر بالقدر الكافي في مجال الطاقات المتجددة ،على حساب إمكاناتها العلمية والتكنولوجية "
واالستثمارية
من جهته ،يرى الخبير في مجال الطاقة الدكتور حسان غراف أن الجزائر قد تقدمت بالقدر
الكافي في مجال الطاقات المتجددة ،على حساب إمكاناتها العلمية والتكنولوجية واالستثمارية،
حيث خصّصت ما قيمته 120مليار دوالر حتى العام 2030لتطوير هذه الطاقات
واستغاللها .ويشير غراف إلى أن الجزائر انخرطت بقوة في مشروع "ديزيرتيك" ،قبل أن
يتوقف مساره مؤخراً بعد انسحاب شركتين هامتين من المشروع ألسباب اقتصادية وتجارية
.بحتة
ويضيف غراف "أن الجزائر خصصت لهذا المجال برنامجا ً واسعاً ،خصوصا ً فيما يتعلق
بمختلف أنواع هذه الطاقات ،وهي حاليا ً في مرحلة اإلنجاز ،حيث تم إلى األن تشغيل محطات
ع ّد ة لتوليد كهرباء بالطاقة الشمسية ،كما هو الحال بمحطات حاسي الرمل وغرداية ووالية
برج بوعريريج وخنشلة ،فضالً عن إنجار محطة أخرى بطاقة 30ميغاواط بوالية سعيدة،
ستكون جاهزة عمليا ً بحلول شهر سبتمبر /أيلول المقبل ،وهذا من أصل 23محطة إنتاج
للطاقة الشمسية مقرر إنجازها بالبالد
ويشير غراف إلى أنه وخالل لقاءاته المتكررة مع مختصين ألمان جاؤوا إلى الجزائر للتباحث
في مجال الطاقة ،بما فيها الطاقة المتجددة ،أكدوا تمسك بالدهم بمشروع "ديزيرتيك"،
خصوصا ً أن الجزائر كانت تسعى للحصول على ما مقداره 12ألف ميغاوات لالستهالك
المحلي من هذا المشروع ،أي ما يعادل %40من االستهالك الوطني حتى نهاية العام
،2030.عالوة على إنتاج 10آالف ميغاوات للتصدير إلى أوروبا