You are on page 1of 3

‫تمثل الصحراء منها نسبة الـ‬‫تق ّدر مساحة الجزائر بأكثر من ‪ 2.

3‬مليون كيلومتر مربع‪ّ ،‬‬


‫‪ ،%80‬وما نسبته ‪ %20‬من مساحة الصحراء اإلفريقية مجتمعة‪ .‬وهي تش ّكل ميزة هامة‬
‫للبالد‪ ،‬حيث جعلتها تتوفر على مخزون هائل من الطاقة الشمسية‪ ،‬يعتبر من أعلى االحتياطات‬
‫في العالم‪ .‬باإلضافة إلى هذه الطاقة تتو ّفر البالد أيضا ً على احتياطي ضخم من اليورانيومـ‬
‫‪.‬يصل إلى ‪ 29‬ألف طن‪ ،‬ما يغطي حاجاتها من الطاقة لمدة ‪ 60‬عاما ً‬
‫كما تمتلك حاليا ً مفاعلين نوويين تجريبيين "السالم" "ونور" إلنتاج الكهرباء‪ ،‬بقدرة إنتاج‬
‫مجتمعة تصل إلى ‪ 18‬ميغاواط‪ ،‬كما يتوقع أن تنجز الجزائر العام ‪ 2020‬أول محطة نووية‪،‬‬
‫على أن تبني بعدها محطات أخرى كل خمسة أعوام‪ ،‬لضمان أمنها الطاقوي‬

‫تتوفر الجزائر على مخزون هائل من الطاقة الشمسية‪ ،‬يعتبر من أعلى االحتياطات في العالم‪" ‬‬

‫مخزون قياسي‬
‫تبقى الطاقة الشمسية أهم طاقة متجددة تتوفر عليها الجزائر‪ ،‬إذ تعد أكبر نسبة من الطاقة‬
‫الشمسية على مستوى الدول المتوسطة‪ ،‬تحتوي على ما يعادل أربع مرات مجمل االستهالك‬
‫العالمي للطاقة‪ ،‬أي نحو ‪ 37‬ألف مليار متر مكعب من الغاز في العام‪ ،‬وقد أنشأت الجزائر‬
‫محطة للطاقة الهجينة بحاسي الرمل تع ّد األولى من نوعها على مستوى العالم‪ ،‬تعمل بالغاز‬
‫والطاقة الشمسية معا ً بمعدل إنتاج يصل إلى ‪ 150‬ميغاواط‪ ،‬واألخرى بغرداية بقدرة ‪1.1‬‬
‫‪.‬ميغاوات‬

‫وكانت الجزائر قد انخرطت في العام ‪ 2010‬في مشروع "ديزيرتيك" باعتباره األوفر حظا ً‬
‫للظفر بأكبر أجزاء هذا المشروع الموزع بين شمال إفريقيا والشرق األوسط‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫مساحة أراضيها وتوغلها في عمق الصحراء‪ ،‬وهو مشروع ضخم تقدر كلفته بنحو ‪ 400‬مليار‬
‫يورو‪ ،‬يهدف إلى تلبية ‪ %15‬من حاجات أوروبا من الكهرباء بحلول العام ‪ ،2050‬باإلضافة‬
‫إلى جزء من حاجات شمال إفريقيا‪ ،‬عبر‪ ‬حقول الطاقة الشمسية فيها‪ ،‬إذ يعتمد على الطاقة‬
‫الشمسية الحرارية وليس الخاليا الشمسية‪ ،‬ويمت ّد على مساحة ‪ 17‬ألف كيلومتر مربع في‬
‫الصحراء الكبرى‪ ،‬وتحديداً بالجزائر‪ ،‬بهدف تزويد دول أوروبية وإفريقيا بالكهرباء‪ ،‬من خالل‬
‫شبكة عظمى لأللياف العالية التوتر تنطلق من عمق الجنوب الجزائري باتجاه وسط وجنوب‬
‫‪.‬إفريقيا وكذا نحو القارة األوروبية عبر البحر األبيض المتوسط‬
‫خطوات لألمام‬
‫يرى الخبير االقتصادي ياسين ولد موسى أن الجزائر بدأت التفكير في استغالل الطاقات‬
‫المتجددة منذ العام ‪ ،1980‬عندما انتقل سعر برميل النفط في السوق العالمية من ‪ 11‬دوالراً‬
‫للبرميل إلى ‪ 35‬دوالراً‪ ،‬فقررت‪ ‬تغيير النمط الطاقوي‪ ‬لديها من الطاقات التقليدية إلى الطاقات‬
‫المتجددة‪ ،‬وأنشأت المحافظة السامية للطاقات المتجددة عام ‪ ،1982‬مكونة من خمسة مراكز‬
‫ومحطة تجريبية لألجهزة الشمسية‪ ،‬وشرعت في استغالل هذه الطاقة‪ ،‬بالموازاة مع استغالل‬
‫‪.‬الطاقة النووية في المجال الطبي والزارعة‪ ،‬وكذا للكهرباء‬

‫كان على الدولة أن تستغل طاقات القطاعين العام والخاص معاً‪ ،‬وعدم االعتماد على القطاع العام فقط في هذا ‪" ‬‬
‫"المجال‬

‫ويقول ولد موسى لـ "العربي الجديد"‪ :‬كان على الدولة أن تستغل طاقات القطاعين العام‬
‫والخاص معا ً‪ ،‬وعدم االعتماد على القطاع العام فقط في هذا المجال‪ ،‬وهو الخطأ الذي أدى‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التغييراتـ السياسية التي شهدتها الجزائر وعدم استقرار المؤسسات‪ ،‬إلى حدوث‬
‫‪.‬تراجع في المسار القوي الذي كان منتهجا ً آنذاك‬
‫ويلفت ولد موسى إلى أن الجزائر تتوفر على إمكانات طاقوية عمالقة‪ ،‬من حيث الطاقات‬
‫المتجددة‪ ،‬إال أنها تفتقر إلى التكنولوجيا الكافية الستغاللها‪ ،‬األمر الذي جعلنا حاليا ً في وضعية‬
‫متأخرة في مجال استغالل هذه الطاقات بالشكل الكافي حتى نحافظ على احتياطاتنا من الطاقات‬
‫‪.‬التقليدية والحفاظ على البيئة‬
‫ويضيف ولد موسى أن الجزائر يمكنها أن تخطو خطوات عمالقة في مجال استغالل هذه‬
‫الطاقات إذا ما توفرت اإلرادة السياسية لذلك‪ ،‬واستغالل‪ ‬الكفاءات العلمية‬
‫والتكنولوجية‪ ‬المتوفرة لديها‬
‫تقدمت الجزائر بالقدر الكافي في مجال الطاقات المتجددة‪ ،‬على حساب إمكاناتها العلمية والتكنولوجية ‪" ‬‬
‫واالستثمارية‬

‫من جهته‪ ،‬يرى الخبير في مجال الطاقة الدكتور حسان غراف أن الجزائر قد تقدمت بالقدر‬
‫الكافي في مجال الطاقات المتجددة‪ ،‬على حساب إمكاناتها العلمية والتكنولوجية واالستثمارية‪،‬‬
‫حيث خصّصت ما قيمته ‪ 120‬مليار دوالر حتى العام ‪ 2030‬لتطوير هذه الطاقات‬
‫واستغاللها‪ .‬ويشير غراف إلى أن الجزائر انخرطت بقوة في مشروع "ديزيرتيك"‪ ،‬قبل أن‬
‫يتوقف مساره مؤخراً بعد انسحاب شركتين هامتين من المشروع ألسباب اقتصادية وتجارية‬
‫‪.‬بحتة‬

‫ويضيف غراف "أن الجزائر خصصت لهذا المجال برنامجا ً واسعاً‪ ،‬خصوصا ً فيما يتعلق‬
‫بمختلف أنواع هذه الطاقات‪ ،‬وهي حاليا ً في مرحلة اإلنجاز‪ ،‬حيث تم إلى األن تشغيل محطات‬
‫ع ّد ة لتوليد كهرباء بالطاقة الشمسية‪ ،‬كما هو الحال بمحطات حاسي الرمل وغرداية ووالية‬
‫برج بوعريريج وخنشلة‪ ،‬فضالً عن إنجار محطة أخرى بطاقة ‪ 30‬ميغاواط بوالية سعيدة‪،‬‬
‫ستكون جاهزة عمليا ً بحلول شهر سبتمبر‪ /‬أيلول المقبل‪ ،‬وهذا من أصل ‪ 23‬محطة إنتاج‬
‫للطاقة الشمسية مقرر إنجازها بالبالد‬
‫ويشير غراف إلى أنه وخالل لقاءاته المتكررة مع مختصين ألمان جاؤوا إلى الجزائر للتباحث‬
‫في مجال الطاقة‪ ،‬بما فيها الطاقة المتجددة‪ ،‬أكدوا تمسك بالدهم بمشروع "ديزيرتيك"‪،‬‬
‫خصوصا ً أن الجزائر كانت تسعى للحصول على ما مقداره ‪ 12‬ألف ميغاوات لالستهالك‬
‫المحلي من هذا المشروع‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %40‬من االستهالك الوطني حتى نهاية العام‬
‫‪ ،2030.‬عالوة على إنتاج ‪ 10‬آالف ميغاوات للتصدير إلى أوروبا‬

You might also like