‫‪ .

2‬موارد الطاقة المتجددة‬

‫الطاقة الكهربائية بشكل عام تشكل القلب المحرك لعجلة التنمية الصناعية وبقية أوجه التنمية‪ .‬بما‬
‫أن الحديث يختص بالموارد التي تتمتع بها البالد‪ ،‬فإن تناول موضوع الطاقة قد حصر على‬
‫الطاقة المتجددة كمورد طبيعي متوفر بالبالد‪ .‬تشمل في حال السودان‪ ،‬على المنظور القريب‪،‬‬
‫الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الهيدروليكية والطاقة الحرارية بباطن األرض‪ .‬تم التركيز‬
‫على الطاقة الشمسية لوفرتها ولبساطة مكونات استغاللها ولخدمتها قطاع الريف وهو األحوج‪،‬‬
‫وألن ذلك يتوافق مع برنامج األمم المتحدة للبيئة‪ ،‬والذي ورد ضمن تقريره األول عن السودان‬
‫بأن "موارد الغالف الجوي في السودان تظل غير مستغلة بالرغم من توفر مناخ مالئم للطاقة‬
‫الشمسية وطاقة الرياح "‪ ،‬كما تم اإلشارة إلى فرص التوليد المائي المتاحة والتوليد من طاقة‬
‫الرياح والتوليد النووي‪.‬‬
‫السودان مصنف علميا ً ضمن المناطق التي تتمتع بإشعاع شمسي عالي‪ ،‬حيث يبلغ في‬ ‫▪‬
‫المتوسط نحو ‪ 7‬كيلوواط‪/‬ساعة لكل متر مربع يوميًا في المناطق شمال الخرطوم‪ ،‬ثم يتدرج‬
‫حتى يصل أدناه ‪ 5.3‬كيلوواط‪/‬ساعة لكل متر مربع يوميًا‪ ،‬حسب فصول العام (‪،)32( ،)31‬‬
‫مقارنة بإشعاع شمسي ال يتعدى في متوسطه ‪ 2.8‬كيلوواط‪/‬ساعة لكل متر مربع يوم ًيا بالدول‬
‫األوروبية على سبيل المثال‪ ،‬فضالً عن ساعات سطوع ال تقل عن ‪ 10‬ساعات يوميا" (‪،)32‬‬
‫شكل رقم (‪ )2 .2‬يبين خريطة توزيع اإلشعاع الشمسي بالسودان‪.‬‬
‫صنفت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة السودان ضمن أفضل ثالثة دول أفريقية لديها ظرف‬ ‫▪‬
‫مناخي يمكنها من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة البديلة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح)‪،‬‬
‫حيث بإمكانه توليد ‪ 1793‬ميغاواط كل عام‪.‬‬
‫وقع السودان في أغسطس ‪2018‬م عقودا ً مع شركات عالمية إلنشاء محطات توليد من الطاقة‬ ‫▪‬
‫الشمسية بحجم ‪ 1000‬ميغاواط خالل العام ‪2019‬م (وزارة الموارد الطبيعية والكهرباء)‪،‬‬
‫بالطبع المشروع لم ير النور بسبب التغييرات السياسية‪.‬‬
‫سبق أن وضع السودان خطة عشرينية لكهربة الريف بأنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة‪،‬‬ ‫▪‬
‫تهدف إلى تغطية القطاع المنزلي والخدمي لنحو ‪ %25‬من المنازل الريفية (‪1،100،000‬‬
‫منزل) بنهاية الخطة التي يستغرق تنفيذها ‪ 20‬عا ًما ابتدا ًء من العام ‪ ،2019‬وذلك باستهداف‬
‫توليد ‪ 300‬ميغاوات من ألواح الطاقة الشمسية (‪.)33‬‬
‫هنالك تجربة قطاع خاص ناجحة مشجعة بمصنع الشمال لألسمنت‪ ،‬حيث تم في العام ‪2022‬‬ ‫▪‬
‫افتتاح محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة ‪ 54‬ميغاواط‪ ،‬تكفي حاجة المصنع‪،‬‬
‫والمتبقي يتم بيعه لشركة توزيع الكهرباء‪ ،‬للمقارنة‪ ،‬فإن هذا الرقم يفوق ضعف السعة‬
‫اإلنتاجية لخزاني سنار وخشم القربة مجتمعين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫من الشكل وبعد الحساب يتضح أن‬
‫أعلى إشعاع شمسي يفوق ‪7.6‬‬
‫كيلوواط‪/‬ساعة م‪ 2‬تتمتع به منطقة‬
‫واسعة من الوالية الشمالية ووالية‬
‫شمال دارفور‪ ،‬يليه من ‪ 7.6‬ـ ‪6.8‬‬
‫كيلوواط‪/‬ساعة م‪ 2‬لمعظم واليات‬
‫السودان‪ ،‬يليه من ‪ 6.8‬ـ ‪6‬‬
‫كيلوواط‪/‬ساعة م‪ 2‬للواليات الجنوبية‬
‫وأجزاء من والية البحر‪ ،‬يليه أقصى‬
‫جنوب واليتي النيل األزرق وجنوب‬
‫كردفان يتراوح بين ‪ 6‬ـ ‪5.3‬‬
‫كيلوواط‪/‬ساعة م‪.2‬‬
‫األرقام بالخريطة مبينة بالقيقاجول‬
‫للمتر المربع بالسنة‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)2 .2‬خريطة تبين توزيع متوسط اإلشعاع الشمسي‬

‫السنوي‪.‬‬
‫مصدر الصورة المرجع (‪.)32‬‬

‫فيما يلي استعراض للمتاح من فرص الطاقة الهيدروليكية‪:‬‬

‫▪ كان هنالك ما يعرف بمشروع تخزين القرن‪ ،‬والذي حددت معالمه منذ خمسينيات القرن‬
‫الماضي عدد ‪ 12‬موقعا ً يصلح للتخزين المائي على النيل وروافده‪ ،‬ولم يتم حتى اللحظة‬
‫سوى تشييد عدد أربع خزانات وخزانين مشيدين قبل الخمسينيات بسعة إنتاجية تعادل ‪1905‬‬
‫ميغاواط‪ ،‬ذلك يعني أن هنالك فرصة لتشييد عدد ست خزانات سدية للتوليد المائي للكهرباء‪،‬‬
‫الشكل رقم (‪ )3 .2‬يبين خريطة مواقع السدود القائمة والمواقع المقترحة لتشييد سدود أخرى‪.‬‬
‫▪ مشروعا كجبار ودال للتوليد المائي‪ ،‬واللذان تم إلغاؤهما في العام ‪2021‬م‪ ،‬كان مخطط لهما‬
‫توليد ‪ 1000‬ميغاواط‪( ،‬يظل المشروعان ضمن المنظومة الواعدة بإنتاج الطاقة)‪.‬‬
‫▪ هنالك عدد ‪ 450‬موقعا ً على النيل صالحا ً لتوليد الطاقة المائية التيارية (‪( )32‬يطلق مصطلح‬
‫الطاقة المائية التيارية على التوليد من االنسياب بدون تدابير سدية ويعتبر السودان أحد أغنى‬
‫الدول بهذا المورد)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كانت تهدف خطة قطاع الكهرباء بوزارة الطاقة إلى توفير ‪ 5160‬ميغاواط طاقة نظيفة داخل‬ ‫▪‬
‫الشبكة القومية قبل عام ‪ ،)33( 2031‬منها ‪ 1943‬من الغالف الجوي‪ ،‬وبالرغم من هذا الرقم‬
‫المقدر فإن إمكانات البالد تتيح فرصة توليد أكبر من مصادر الطاقة النظيفة‪.‬‬
‫يتيح سد النهضة األثيوبي‪ ،‬حال اكتمال تشغيله‪ ،‬فرصة استقرار التوليد في السدود السودانية‬ ‫▪‬
‫بسبب إستقرار اإلمداد المائي‪ ،‬مما َيعد بزيادة في إنتاج الكهرباء خالل فترة اإلنحسار بنسب‬
‫متفاوتة تتراوح بين ‪ %10‬لسد مروي إلى ‪ %28‬لسد الرصيرص (‪ ،)23‬تعادل ‪ 200‬ميغاوات‬
‫في الوقت الراهن‪ ،‬وبالتأكيد الزيادة هي ليست في السعة اإلنتاجية للمحطات‪ ،‬إنما تحصيل‬
‫فرص توليد كانت تضيع بسبب إنخفاض مستوى الماء‪.‬‬
‫هنالك فرصة توفير أكثر من ‪ 1000‬ميغاوات للبالد من أثيوبيا حال تشغيل سد النهضة بسعته‬ ‫▪‬
‫التصميمية وتهيئة الربط الشبكي‪ ،‬حسب إعالن المبادئ الموقع بين أثيوبيا ومصر والسودان‪،‬‬
‫والذي نص على إعطاء دول المصب األولوية في شراء الطاقة المولدة من سد النهضة‬
‫األثيوبي‪.‬‬
‫تعادل تكلفة الكهرباء المائية ما نسبته ‪ 13‬إلى ‪ %26‬من الكهرباء المولدة من المحروقات‬ ‫▪‬
‫النفطية‪.‬‬
‫أثبتت الدراسات وجود ‪ 6‬مواقع بالبالد صالحة إلستخدام الطاقة الحرارية بباطن األرض‬ ‫▪‬
‫لتوليد الكهرباء (‪ ،)32‬وذلك بكل من جبل مرة وجبال البحر األحمر وبعض مناطق إستكشاف‬
‫البترول‪.‬‬
‫(‪)32‬‬
‫هنالك إمكانية عالية الستخدام طاقة الرياح لتوليد الكهرباء ‪ ،‬الشكل رقم (‪ )4 .2‬عبارة‬ ‫▪‬
‫عن خريطة توضح جغرافية متوسط سرعة الرياح بالسودان‪ ،‬ومن ثم أنسب مواقع لتوظيف‬
‫طاقة الرياح في توليد الكهرباء‪ ،‬مع األخذ في االعتبار العوامل األخرى‪.‬‬
‫قدر معدل الزيادة السنوية في الطلب على الكهرباء ب ‪ ،)34( %11.3‬علما ً بأن حمل الذروة‬ ‫▪‬
‫قد بلغ ‪ 3146‬ميغاواط عام ‪ ،)34( 2018‬عليه فإن الطلب على الكهرباء من المتوقع أن يفوق‬
‫‪ 12000‬ميغاواط قليالً بحلول عام ‪ ،2030‬أما سعة التوليد الحالية فقد قدرت ب ‪3564‬‬
‫ميغاواط‪ %53 ،‬منها توليد مائي (‪.)35‬‬
‫قبل مغادرة الحديث عن فرص توليد الطاقة المتجددة‪ ،‬من المفيد اإلشارة إلى توفر فرص التوليد‬
‫النووي للطاقة الكهربائية بالبالد كما سنرى في الفقرة (‪ ،)5.2‬وقد بذلت الدولة جهودا ً خالل‬
‫العامين ‪ 2017‬ـ ‪ 2018‬أفضت إلى توقيع عقد مع الحكومة الروسية إلنشاء محطة توليد نووي‬
‫بسعة ‪ 1200‬ميغاواط‪ ،‬من النوع الذي يعمل لمدة ‪ 60‬عاما ً‪ ،‬باالستفادة من مخزون البالد من‬
‫اليورانيوم (‪ ،)36‬وقد توقف التنفيذ بسبب التغيرات السياسية‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫سد مقترح‬
‫سد قائم‬

‫نهر دائم‬
‫وديان موسمية‬

‫شكل رقم (‪ :)3 .2‬خريطة تبين مواقع الخزانات القائمة والمقترحة واألنهار والوديان‪.‬‬
‫مصدر الصورة‪.Fanack water :‬‬

‫‪4‬‬
 ‫شكل رقم (‪ :)4 .2‬خريطة تبين توزيع متوسط سرعة الرياح متر‪/‬ثانية‪.‬‬
‫مصدر الخريطة‪ :‬مرجع (‪.)32‬‬
‫أفضل سرعة رياح تبدأ ب ‪ 5‬متر‪ /‬ث على شريط ساحلي ضيق بوالية البحر‬
‫األحمر‪ ،‬تليها ‪ 4.5‬متر‪ /‬ث غربا ً من الشريط األول ومثلها منطقة شاسعة بالوالية‬
‫الشمالية ونهر النيل‪ ،‬ثم تتدرج ما بين ‪ 4.5‬ـ ‪ 3‬متر‪ /‬ث في معظم واليات السودان‬
‫وأقلها ما بين ‪ 2‬ـ ‪ 1.5‬متر‪ /‬ث بمعظم والية جنوب دارفور وأجزاء من والية جنوب‬
‫كردفان‪.‬‬

‫‪5‬‬