You are on page 1of 90

‫‪1‬‬

‫الجداول الفقهية من الكتاب‬

‫بداية المجتهد ونهاية المقتصد‬


‫أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي‬
‫الشهير بابن رشد الحفيد‬

‫(كتاب البيوع – كتاب الصرف)‬


‫التقسيم أخذته كثيرا من‪:‬‬

‫الجداول الفقهية في ثوبها الجديد كتاب البيوع‪ ،‬وكتاب الربا‪ ،‬وكتاب الصرف‬

‫للشيخة أم محمد بنت أبي محمد (غفر هللا لها ولوالديها وللمسلمين)‬

‫اسم الطالبة‪ :‬رزكا أماليا إسكندر‬


‫‪2‬‬

‫كتاب البيوع‬

‫املقدمة (فتح الوهاب)‬


‫تعريف البيع‬
‫في اللغة‬ ‫في الشرع‬ ‫في اللغة والشرع‬
‫مقابلة ش يء بش يء‬ ‫يطلق على العقد املركب من البيع‬ ‫•‬ ‫يطلق البيع على قسيم الشراء‪،‬‬
‫والشراء‪ ،‬وهو املراد بالترجمة‬ ‫وهو‪ :‬تمليك بثمن على وجه‬
‫وقيل شرعا‪ :‬مقابلة مال بمال على‬ ‫•‬ ‫مخصوص‪،‬‬
‫وجه مخصوص‬ ‫والشراء تمليك بذلك‬
‫أدلة مشروعيته‬
‫‪ -2‬السنة؛ منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬الكتاب؛ منها‪:‬‬
‫َ َ َ ْ َََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َّ ُ ۡ‬
‫ار ما لم يتف َّرقا» [أخرجه البخاري]‬ ‫الخي ِّ‬
‫• «الب ِّيع ِّان ِّب ِّ‬ ‫ْۚ‬‫ٰ‬
‫• ﵟوأحل ٱَّلل ٱلبيع وحرم ٱلرِّبواﵞ [البقرة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ ُ ا َ ْ ا َ َ َ َ ْ َ‬
‫اع‪َ ،‬و ِّإذا اشت َرى‪َ ،‬و ِّإذا‬ ‫• «ر ِّحم َّللا رجًل سمحا ِّإذا ب‬ ‫‪]275‬‬
‫َْ َ‬ ‫م ﵞ [البقرة‪]282 :‬‬
‫ََ ۡ ُ ٓ َ ََ َ ُۡ ۡ‬
‫اقتض ى» [أخرجه البخاري]‬ ‫• ﵟوأش ِّهدوا إِّذا تبايعت ْۚ‬
‫َ َ َ ُ َ َّ َ ُّ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ‬
‫ال‪« :‬ك ْس ُب‬ ‫َّللا‪ ،‬أي الكس ِّب أطيب؟ ق‬ ‫• ِّقيل‪ :‬يا رسول ِّ‬
‫َّ ُ َ َ ُ َ ْ َ ْ‬
‫الرج ِّل ِّبي ِّد ِّه‪ ،‬وك ُّل بيع مب ُرو ٍر» [رواه الحاكم وصححه]‬
‫ٍ‬
‫‪ -4‬الحاجة تقتض ي إليه‬ ‫‪ -3‬اإلجماع‬
‫ألن حاجة اإلنسان تتعلق بما في يد صاحبه غالبا‪،‬‬ ‫أجمع املسلمون على جواز البيع‬
‫وصاحبه قد ال يبذله له‪.‬‬
‫ففي تشريع البيع وسيلة إلى بلوغ الغرض من غير حرج‪.‬‬
‫أركان البيع‬
‫الركن الثاني‪ :‬معقود عليه‪ :‬مثمن وثمن الركن الثالث‪ :‬صيغة‬ ‫الركن األول‪ :‬عاقدان‪ :‬بائع‬
‫ولو كان كناية‬ ‫ومشتر‬

‫الصيغة؛ والصيغة نوعان‪ :‬قولية وفعلية‬


‫‪3‬‬

‫الفعلية‪ :‬وهي املعاطاة‬ ‫فالقولية‪ :‬اإليجاب والقبول‬


‫فًل بيع بمعاطاة ويرد كل ما أخذه أو بدله إن‬ ‫[‪ ]1‬اإليجاب‪ :‬ما دل على التمليك داللة ظاهرة‪،‬‬
‫تلف‬ ‫ُ‬
‫وملكتك‬ ‫مثل قولنا‪ُ :‬‬
‫بعتك‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ينعقد بها كل ما يعد فيه بيعا كخبز ولحم‬ ‫[‪ ]2‬القبول‪ :‬ما دل على التملك السابق‪ ،‬مثل‬
‫بخًلف غيره كالدواب والعقار (اختاره النووي)‬ ‫ُ‬
‫وقبلت‬ ‫ُ‬
‫وتملكت‪،‬‬ ‫ُ‬
‫اشتريت‪،‬‬ ‫قولنا‪:‬‬

‫شروط الصيغة القولية‬


‫‪ -5‬بقاء األهلية إلى وجود القبول‬ ‫‪ -1‬يشترط في اإليجاب والقبول ولو بكتابة أو‬
‫إشارة أخرس أال يتخللهما كًلم أجنبي عن العقد‪ -6 ،‬أن يكون القبول ممن صدر معه الخطاب‬
‫‪ -7‬أن يتوافق اإليجاب والقبول معنى‬ ‫ألن فيه إعراضا عن القبول‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم تعليق ال يقتضيه العقد‪ ،‬بخًلف ما‬ ‫‪ -2‬أال يتخللهما سكوت طويل‬
‫يقتضيه؛ كمثل قولك‪ :‬بعتك إن َ‬
‫شئت‪ ،‬أو إن‬ ‫‪ -3‬أال يتغير اإليجاب قبل القبول؛ كأن يقول‬
‫كان ملكي فقد بعتك‬ ‫ُ‬
‫جعت أو يزيد في الثمن أو ينقص‬ ‫البائع مثًل‪ :‬ر‬
‫‪ -9‬عدم تأقيت‪ ،‬فلو قال‪ :‬إن مات أبي فقد‬ ‫‪ -4‬أن يتلفظ بحيث يسمعه من بقربه وإن لم‬
‫ا‬
‫بعتك هذا بكذا أو بعته بكذا شهرا لم يصح‬ ‫يسمعه صاحبه‬

‫مسألة‪ :‬في تقديم القبول على اإليجاب‬


‫يصح البيع إن تقدم القبول على اإليجاب كمثل قولنا‪ :‬بعني بكذا‬
‫• ألن البيع منوط بالرضا؛ لخبر ابن حبان‪( :‬إنما البيع عن تراض)‬
‫‪ o‬فالرضا خفي فاعتبر ما يدل عليه‪:‬‬
‫▪ كاللفظ‬
‫▪ أو ما في معنى اللفظ‪ :‬كالخط‬
‫▪ أو قائم مقامه‪ :‬كإشارة األخرس‬

‫الكتابة‬
‫ولو كتب إلى غائب أو حاضر ببيع أو غيره صح‪،‬‬ ‫•‬
‫‪ o‬ويشترط قبول املكتوب إليه عند وقوفه على الكتاب‪،‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ o‬ويمتد خيار مجلسه ما دام في مجلس القبول‪،‬‬


‫‪ o‬ويمتد خيار الكاتب إلى انقطاع خيار املكتوب إليه‬
‫جار حتى في بيع متوالي الطرفين كمثل من يبيع ماله من طفله ‪.‬‬
‫واعتبار الصيغة ٍ‬ ‫•‬

‫[الركن الثاني] العاقدان‬


‫شروط العاقدان‬
‫‪ -2‬الرضا وعدم إكراه بغيرحق‬ ‫‪ -1‬الرشد وإطالق التصرف‬
‫فًل يصح عقد مكره في ماله بغير حق؛ لعدم رضاه‪ ،‬قال‬ ‫فًل يصح عقد صبي ومجنون ومن‬
‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ٓ َ َ ُ َ َ ٰ َ ً َ َ‬ ‫حجر عليه بسفه‬
‫مﵞ [النساء‪]29 :‬‬
‫اض مِّنك ْۚ‬
‫تعالى‪ :‬ﵟإِّلا أن تكون ت ِّجرة عن تر ٖ‬
‫ويصح بحق كأن توجه عليه بيع ماله لوفاء دين فأكرهه‬
‫الحاكم عليه‪ ،‬ولو باع مال غيره بإكراه الغير له عليه صح؛‬
‫ألنه أبلغ في اإلذن‪.‬‬
‫‪ -3‬إسالم من يشتري له ‪-‬ولو بوكالة‪ -4 -‬عدم حرابة من يشترى له عدة حرب كسيف ورمح‬
‫[‪ ]1‬مصحف أو غيره؛ ككتب حديث ونشاب وترس وخيل‪،‬‬
‫• فًل يصح شراؤه لحربي؛ ألنه يستعين به على قتالنا‪،‬‬ ‫أو ككتب علم فيها آثار السلف‬
‫‪ o‬بخًلف الذمي أي في دارنا فإنه في قبضتنا‪،‬‬ ‫[‪ ]2‬أو مسلم أو مرتد ال يعتق عليه‬
‫‪ o‬وبخًلف غير عدة الحربي؛ كالحديد إذ ال يتعين جعله‬ ‫ملا في ملك الكافر للمصحف ونحوه‬
‫عدة حرب‪.‬‬ ‫من اإلهانة وللمسلم من اإلذالل‪ ،‬قال‬
‫ين عَلَى • ويصح بكراهة استئجار الذمي مسلما على عمل يعمله‬ ‫َ َ َ ۡ َ َ َّ ُ ۡ َ‬
‫ك ٰ ِّفر َ‬
‫ِّ‬ ‫تعالى‪ :‬ﵟولن يجعل ٱَّلل ل ِّل‬
‫بنفسه‪ ،‬لكنه يؤمر بإزالة امللك عن منافعه‪.‬‬ ‫ُۡ ۡ َ َ ً‬
‫من ِّين سبِّيلاﵞ [النساء‪]141 :‬‬‫ٱلمؤ ِّ‬
‫• ويكره للمسلم بيع املصحف وشراؤه‪ ،‬ذكر ذلك في‬
‫املجموع‪.‬‬

‫[الركن الثالث] املعقود عليه‬


‫‪ -1‬طهرله أو إمكان لطهره بغسل‬
‫• فًل يصح بيع نجس ككلب وخمر وغيرهما مما هو نجس العين‪ ،‬وإن أمكن طهره باالستحالة‬
‫كجلد ميتة؛‬
‫‪5‬‬

‫‪ o‬ألنه ﷺ (نهى عن ثمن الكلب)‬


‫‪ o‬وقال‪( :‬إن هللا حرم بيع الخمر وامليتة والخنزير) [متفق عليه]‬

‫• وال يصح بيع متنجس ال يمكن طهره ولو دهنا تنجس؛‬


‫‪ o‬ألنه في معنى نجس العين‬
‫• وال أثر إلمكان طهر املاء القليل باملكاثرة؛‬
‫‪ o‬ألنه كالخمر يمكن طهره بالتخلل؛ ألن ذلك من باب االستحالة ال من باب التطهير‬
‫‪ -2‬أن يكون فيه نفع شرعا‪،‬‬
‫وسواء أكان النفع حاال أم مآال؛ كجحش صغير‪،‬‬
‫• فًل يصح بيع حشرات ال تنفع‪ ،‬كحية وعقرب وفأرة وخنفساء وإن ذكر لها منافع في الخواص‪،‬‬
‫‪ o‬بخًلف ما ينفع منها كضب ملنفعة أكله‪ ،‬وعلق ملنفعة امتصاص الدم‬
‫• وال يصح يبع سباع ال تنفع؛ كأسد وذئب ونمر‪ ،‬وما في االقتناء امللوك لها من الهيبة والسياسة‬
‫ليس من املنافع املعتبرة‪،‬‬
‫‪ o‬بخًلف ما نفع منها‪ ،‬كضبع لألكل وفهد للصيد وفيل للقتال‬
‫• وال يصح بيع نحو حبتي بر كحبتي شعير؛‬
‫‪ o‬ألن ذلك ال يعد ماال وإن عد بضمه إلى غيره‬
‫• وال يصح بيع آلة لهو محرمة؛ كطنبور ومسمار وإن تمول رضاضها أي مكسرها‬
‫• ويصح بيع إناء ذهب وفضة (ألنهما قيم األشياء)‬
‫‪ -3‬القدرة على تسلم املبيع‪،‬‬
‫• فًل يصح بيع نحو ضال‪ :‬كآبق‪ ،‬ومغصوب‪ ،‬وبعير ند‪ ،‬ملن ال يقدر على رده؛‬
‫‪ o‬لعجزه عن تسلمه حاال‬
‫• وال يصح بيع جزء معين ينقص فصله قيمته‪ ،‬أو قيمة الباقي‪ ،‬كجزء إناء أو ثوب نفيس ينقص‬
‫فصله قيمته للعجز عن تسلم ذلك شرعا؛‬
‫‪ o‬ألن التسلم فيه ال يمكن إال بالكسر أو القطع‪،‬‬
‫▪ بخًلف ما ال ينقص فصله قيمته كذرع معين من األرض النتفاء املحذور‬
‫‪ -4‬والية للعاقد عليه‪،‬‬
‫ُ‬
‫املالك؛‬ ‫• فًل يصح عقد فضولي وإن أجازه‬
‫‪ o‬لعدم واليته على املعقود عليه‬
‫‪6‬‬

‫ويصح بيع مال غيره ‪-‬ظاهرا‪ -‬إن بان بعد البيع أنه له؛ كأن باع مال مورثه ظانا حياته فبان ميتا؛‬ ‫•‬
‫‪ o‬لتبين أنه ملكه‪.‬‬
‫وال يصح بيع ما ال يملك من األعيان‪،‬‬ ‫•‬
‫‪ o‬بخًلف ما في الذمة فيجوز بيعه‬

‫الجدول التوضيحي للمعقود عليه‬


‫املعقود عليه‬
‫‪ -2‬دين (موصوف في ذمة)‬ ‫‪ -1‬عين‬
‫ب‪ -‬موصوفة‬ ‫أ‪ -‬معينة‬
‫غائية‬ ‫حاضرة‬
‫‪ -5‬علم العاقدين ‪-‬ولو حكما أو تخمينا‪ -‬باملعقود عليه‪ ]1[ :‬عينا [‪ ]2‬وقدرا [‪ ]3‬وصفة؛‬
‫حذرا من الغرر ملا روى مسلم أنه ﷺ‪ :‬نهى عن بيع الغرر‪ ،‬والغرر‪ :‬هو ما احتمل أمرين أغلبهما‬
‫أخوفهما‪ ،‬قيل ما انطوت عنا عاقبته‬
‫وصفة‪ :‬مع القدر فيما في‬ ‫وقدرا‪ :‬مع العين في املعين‬ ‫عينا‪ :‬في املعين الذي لم‬
‫الذمة‬ ‫املختلط بغيره‬ ‫يختلط بغيره‬
‫العلم باملبيع يحصل بأحد أمرين‬
‫بالصفة في املوصوف في الذمة‬ ‫بالرؤية في املعين‬

‫نوع املعقود عليه‬


‫معين‬ ‫نوع العلم‬
‫في الذمة‬
‫مختلط بغيره‬ ‫غير مختلط بغيره‬
‫‪X‬‬ ‫✓‬ ‫✓‬ ‫العلم بالعين‬
‫✓‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫العلم بالصفة‬
‫✓‬ ‫✓‬ ‫‪X‬‬ ‫العلم بالقدر‬
‫إذن‪ ،‬العلم بالقدر ال بد أن ينضم إلى علم العين أو الصفة حقيقة أو حكما‬

‫صورالعلم الحكمي في البيع‬


‫‪7‬‬

‫الصورالباطلة‬ ‫الصورالصحيحة‬
‫ست صور‬ ‫ثمان صور‬

‫الصورالصحيحة‬
‫الصورة األولى‪( :‬معرفة مقداراملبيع تفصيال مع جهالة مقداره جملة)‬
‫مثال‪ :‬يصح بيع صاع من صبرة مرئية ‪-‬وهي الكوم من الطعام‪ -‬وإن جهلت صيعانها‬
‫• لعلم العاقدين [‪ ]1‬بقدر املبيع [‪ ]2‬مع تساوي األجزاء‪ ،‬فًل غرر؛‬
‫‪ o‬ألن رؤية الجملة املشتملة على رؤية بعض املبيع يكفي عن رؤيته بخصوصه‪ ،‬فهو مرئي حكما‬
‫‪ o‬وينزل املبيع مع العلم بصيعانها على اإلشاعة‪ ،‬فإذا علم أنها عشرة ٍ‬
‫آصع‪ ،‬فاملبيع عشرها‪.‬‬
‫‪ o‬وللبائع تسليمه من أسفلها وإن لم يكن مرئيا؛ ألن رؤية ظاهرها كرؤية كلها كما يأتي‪.‬‬
‫‪ o‬ولو لم يبق منها غيره تعين‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪( :‬معرفة مقدارالثمن تفصيال مع جهالة مقداره جملة)‬
‫مثال‪ :‬يصح بيع كل صبرة وإن جهلت صيعانها‪ ،‬كل صاع بدرهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫الجهل بجملة الثمن؛‬ ‫• وال ضرر في مجهولة الصيعان‬
‫‪ o‬ألنه معلوم بالتفصيل‪ ،‬وكذا لو قال بعتك هذه األرض أو الدار أو هذا الثوب كل ذراع بدرهم‪.‬‬
‫• بخًلف ما لو قيل‪ :‬بعتك من هذه الصبرة كل صاع بدرهم‪ ،‬أو كل صاع من هذه الصبرة بدرهم‪،‬‬
‫فإنه ال يصح؛‬
‫‪ o‬ألنه لم يبع الجملة‪ ،‬بل باع بعض الصبرة املحتمل للقليل والكثير‪،‬‬
‫‪ o‬فًل يعلم قدر املبيع تحقيقا وال تخمينا‬
‫الصورة الثالثة‪( :‬معرفة مقدارالثمن جملة مع جهالة مقداراملبيع جملة)‬
‫مثال‪ :‬يصح بيع صبرة مجهولة الصيعان بمائة درهم إن خرجت مائة صاع‬
‫َ‬
‫التفصيل‪ ،‬فًل غرر‬ ‫‪ o‬ملوافقة الجملة‬
‫• وإن لم تخرج مائة بأن خرجت أقل أو أكثر فًل يصح البيع؛‬
‫‪ o‬لتعذر الجمع بين جملة الثمن وتفصيله‬
‫الصورة الرابعة‪( :‬عدم تعيين الثمن الغالب)‬
‫مثال‪ :‬ولو باع بنوع من النقد َوث َّم صنف غالب من هذا النوع َّ‬
‫تعين؛‬
‫‪ o‬ألن الظاهر إرادتهما له‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ُ‬
‫‪ o‬كأن قال‪ :‬بعتك بروبية‪ ،‬وهي تطلق على الروبية اإلندونيسية والهندية والباكستانية‪،‬‬
‫فتحمل على الغالب في املعاملة من هذه الروبيات‬ ‫ُ‬
‫الصورة الخامسة‪( :‬عدم تعيين الثمن غيرالغالب)‬
‫مثال‪ :‬ولو باع بنوع من النقد وثم صنفان من هذا النوع الذي باع به‪ ،‬وال غالب منهما‬
‫‪ o‬فيشترط تعيين أحدهما لفظا إن اختلفت قيمتهما‪.‬‬
‫‪ o‬فإن استوت قيمتهما لم يشترط التعيين‪ ،‬ويسلم املشتري ما شاء منهما‬
‫الصورة السادسة‪( :‬معرفة الثمن تخمينا)‬
‫وتكفي معاينة عوض عن العلم بقدره اكتفاء بالتخمين املصحوب بها‪.‬‬
‫‪ o‬فلو قال‪ :‬بعتك بهذه الصبرة وهي مجهولة صح البيع‪ ،‬لكن ُيكره؛‬
‫‪ o‬ألنه قد يوقع في الندم‬
‫الصورة السابعة‪( :‬رؤية املبيع السابقة للعقد)‬
‫تغيره إلى وقت العقد؛ كأرض وإناء وحديد نظرا‬ ‫• وتكفي رؤية املبيع قبل العقد فيما ال يغلب ُّ‬
‫سواء كحيوان‬‫للغالب‪ ،‬أو يحتمل التغير وعدمه ٌ‬
‫‪ o‬نظرا ألصل بقاء املرئي بحاله‬
‫فسادها نظرا للغالب‬‫ُ‬ ‫‪ o‬بخًلف ما يغلب تغيره كأطعمة ُيسرع‬
‫‪ o‬ويشترط كونه ذاكرا لألوصاف عند العقد‬
‫الصورة الثامنة‪( :‬رؤية بعض املبيع أثناء العقد)‬
‫• وتكفي رؤية بعض مبيع إن دل على باقيه؛ كظاهر صبرة‪ ،‬نحو ُب ِّر وشعير‪ ،‬ونحوهما مما ال‬
‫يختلف أجزاؤه غالبا‪،‬‬
‫وسفرجل ونحوهما‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بطيخ ورمان‬
‫▪ بخًلف صبرة ِّ‬
‫البر الذي عندي مع هذا‬ ‫‪ o‬ومثل أنموذج ملتساوي األجزاء كالحبوب‪ ،‬وصورته أن يقول‪ :‬بعتك ِّ‬
‫األنموذج‪،‬‬
‫‪ o‬وال بد من إدخال األنموذج في البيع وإن لم يخلطه بالباقي‬
‫صوانا للباقي لبقائه كقشر رومان وبيض‪ ،‬وقشرة سفلى لجوز أو‬ ‫• أو لم يدل على باقيه‪ ،‬بل كان ُ‬
‫لوز؛‬
‫‪ o‬فتكفي رؤيته ألن صًلح باطنه في إبقائه فيه‪ ،‬وإن لم يدل عليه‪.‬‬
‫▪ بخًلف جوز القطن؛ فًل ُيكتفى برؤيته عن القطن قبل تفتحه‬
‫‪9‬‬

‫الصورالباطلة‬
‫الصورة األولى‬
‫وال يصح بيع غائب معين بأن لم يره العاقدان أو أحدهما‪ ،‬وإن وصف بصفة السلم؛ للغرر وألن‬
‫الخبر ليس كالعيان‬
‫الصورة الثانية‬
‫بيع ألحد ثوبين مثًل مبهما؛ للجهل بعين املبيع‬ ‫وال يصح ٌ‬
‫الصورة الثالثة‬
‫بيع بأحد الثوبين وإن تساوت قيمتهما؛ للجهل بعين الثمن‬ ‫وال يصح ٌ‬
‫الصورة الرابعة‬
‫بملء ذا البيت ُب َّرا‪ ،‬وملء البيت مجهول؛ للجهل بقدر الثمن‪.‬‬
‫بيع ِّ‬ ‫وال يصح ٌ‬
‫الصورة الخامسة‬
‫بيع بزنة ذي الحصاة ذهبا‪ ،‬وزنة الحصاة مجهول؛ للجهل بقدر الثمن‪.‬‬ ‫وال يصح ٌ‬
‫الصورة السادسة‬
‫بألف دراهم ودنانير؛ للجهل بقدر الثمن‪.‬‬ ‫بيع ٍ‬ ‫وال يصح ٌ‬
‫الب َّر كأن قال‪ :‬بعتك بملء ذا البيت من ذا البر َّ‬
‫صح؛ إلمكان األخذ قبل تلفه فًل غرر‪.‬‬ ‫عين ُ‬
‫فإن َّ‬
‫ُ‬
‫والقاعدة‪ :‬أن بيع املعين ال يشترط فيه معرفة القدر تحقيقا بل يكفي فيه التخمين‪.‬‬
‫ضابط العلم بالرؤية‬
‫مر برؤية تليق به‪،‬‬ ‫وتعتبر رؤية لغير ما َّ‬
‫فيعتبر في الدار رؤية البيوت والسقوف والسطوح والجدران واملستحم والبالوعة‪،‬‬ ‫• ُ‬
‫• وفي البستان رؤية األشجار والجدران ومسايل املاء‪،‬‬
‫• وفي الدابة رؤية ِّكلها ال رؤية لسانها وال أسنانها‪،‬‬
‫• والرؤية في الثوب بنشره ليرى الجميع‪،‬‬
‫• ورؤية وجهي ما يختلف منه كديباج منقش‪.‬‬
‫بيع األعمى بالوصف‬
‫سلم أعمى بعوض في ذمته ُيعين في املجلس‪ ،‬ويؤكل من يقبض عنه أو يقبض له رأس مال‬
‫وصح ُ‬ ‫ُّ‬
‫السلم واملسلم فيه؛‬
‫‪ o‬ألن السلم يعتمد الوصف ال الرؤية‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ o‬أما غيره مما يعتمد الرؤية كبيع وإجارة ورهن فًل يصح منه وإن قلنا بصحة بيع الغائب‪،‬‬
‫وسبيله أن ُيوكل فيه‬
‫ؤجر نفسه؛ ألنه ال يجهلها‬ ‫ُ‬
‫وله أن ي ِّ‬

‫‪‬‬

‫الجزء األول [أنواع البيوع املطلقة]‬


‫أنواعها‬
‫‪ -3‬ذمة بذمة‬ ‫‪ -2‬عينا بش يء في الذمة‬ ‫‪ -1‬عينا بعين (املقايضة)‬
‫وهو َّ‬
‫الدين‪ ،‬كًلهما موصوفان‬ ‫مثًل‪ :‬سيارتي بسيارتك‪ ،‬مثال‪:‬‬ ‫‪ -1‬السلعتان متساوية‪ ،‬كقلم‬
‫في الذمة‬ ‫أحضرها غدا‪.‬‬ ‫بقلم‬
‫‪ -2‬السلعتان مختلفة‪ ،‬مثًل‪:‬‬
‫شراء البيت بسيارة‬
‫[‪ ]1‬ناجز بين الطرفين‬ ‫[‪ ]1‬ناجز بين الطرفين‬ ‫[‪ ]1‬ناجز بين الطرفين‬
‫[‪ ]2‬نسيئة من الطرفين (‪)X‬‬ ‫[‪ ]2‬نسيئة من الطرفين (‪)X‬‬ ‫[‪ ]2‬نسيئة من الطرفين (‪)X‬‬
‫[‪ ]3‬ناجز من الطرف الواحد‪ ]3[ ،‬ناجز من الطرف الواحد‪،‬‬ ‫[‪ ]3‬ناجز من الطرف الواحد‪،‬‬
‫نسيئة من الطرف اآلخر‬ ‫نسيئة من الطرف اآلخر‬ ‫نسيئة من الطرف اآلخر‬
‫ناجز‪ :‬هو النقد (حاال)‬ ‫النسيئة‪ :‬التأخير‬
‫أسماء هذه البيوع‬
‫‪ -2‬من قبل صفة العقد وحال العقد‬ ‫‪ -1‬من قبل صفة العين املبيعة‬
‫• إن كان على خيار سمي بيع خيار‬ ‫• عينا بعين‬
‫• إن كان على املرابحة سمي بيع مرابحة‬ ‫‪ o‬ثمنا بثمن‪ ،‬سمي صرفا‬
‫• إن كان على املزايدة سمي بيع مزايدة‬ ‫▪ بيع الرياالت بالدوالرات (يدا بيد)‬
‫‪ o‬ثمنا بمثمون‪ ،‬سمي بيعا مطلقا‬
‫‪ o‬مثمونا بمثمون‬
‫• عينا بذمة سمي سلما‬
‫‪11‬‬

‫‪‬‬

‫الجزء الثاني [أسباب الفساد العامة في البيوع املطلقة]‬


‫أسباب الفساد العامة‬
‫‪ -3‬الغرر‬ ‫‪ -2‬الربا‬ ‫‪ -1‬تحريم عين املبيع‬
‫‪ -4‬الشروط التي تؤول إلى أحد هذين‪ ،‬أو ملجموعها‬
‫أسباب النهي من خارج‪ ،‬منها‬
‫‪ -4‬ألنها محرمة البيع‬ ‫‪ -3‬ملكان الوقت املستحق بما هو أهم منه‬ ‫‪ -2‬الضرر‬ ‫‪ -1‬الغش‬

‫الباب األول [في األعيان املحرمة البيع]‬


‫وهي على ضربين‬
‫‪ -2‬غيرنجاسات‬ ‫‪ -1‬نجاسات‬

‫‪ -1‬نجاسات‬
‫األصل في تحريمها‬
‫ََ َ ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -1‬حديث جابر‪« :‬إ َّن َّ َ‬
‫ال ِّفي الخ ْم ِّر‪«ِّ :‬إ َّن‬ ‫‪ -2‬وق‬ ‫َّللا َو َر ُسول ُه َح َّر َما َب ْي َع الخ ْم ِّر َوامل ْي َت ِّة َوال ِّخن ِّز ِّير‬ ‫ِّ‬
‫َّال ِّذي َح َّر َم ُش ْرَب َها َح َّرمَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يل‪َ :‬‬ ‫َ َْ َْ َ‬
‫َّللا أ َرأيت شحوم امل ْيت ِّة ف ِّإنه يطلى ِّب َها‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫واألصن ِّام‪ِّ ،‬‬
‫ف‬
‫ود ُحر َم ِّ ُّ ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ت الشحوم عل ْي ِّهم بيع َها» [أخرجه مسلم]‬
‫ال‪َ " :‬ل َع َن َّ ُ‬
‫َّللا ْال َي ُه َ‬ ‫ص َب ُح ب َها؟ َف َق َ‬ ‫الس ُف ُن َو ُي ْس َت ْ‬
‫ُّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ َ ُ َ ََ َُ َْ َ ََ‬
‫فباعوها وأكلوا أثمانها» [متفق عليه]‬

‫النجاسات على ضربين‬


‫‪ -2‬النجاسات التي تدعو الضرورة إلى استعمالها‬ ‫‪ -1‬ضرب اتفق املسلمون على‬
‫تحريم بيعها‬
‫‪12‬‬

‫مثل‪ ]1[ :‬الرجيع [‪ ]2‬الزبل (ما يخرج من الحيوانات)‬ ‫مثل‪:‬‬


‫اختالف في بيعها في املذهب املالكي‬ ‫[‪ ]1‬الخمر‪،‬‬
‫ابن القاسم‬ ‫الجمهور‪ ،‬ابن ماجشون املالكي‪،‬‬ ‫[‪ ]2‬وامليتة بجميع أجزائها التي‬
‫(املالكي)‬ ‫وأبو حنيفة‬ ‫ورواية مالكية‬ ‫تقبل الحياة‪،‬‬
‫إباحة الزبل ومنع‬ ‫[‪ ]3‬الخنزير بجميع أجزائه التي‬
‫يجوز مطلقا‬ ‫ال يجوز مطلقا‬ ‫تقبل الحياة‬
‫العذرة‬
‫اختالف في انتفاع أنياب الفيل‬
‫بعض الحنفية وبعض املالكية‬ ‫الجمهور‬ ‫اختالف في انتفاع شعرالخنزير‬
‫سبب الخالف‪ :‬فمن رأى أنه ناب جعله ميتة‪ ،‬ومن رأى أنه‬ ‫الجمهور وأصبع ابن القاسم‬
‫قرن معكوس جعل حكمه حكم القرن‬ ‫(املالكي)‬ ‫(املالكي)‬
‫يجوز بيعها‬ ‫ال يجوز بيعها (راجح)‬ ‫يجوز‬ ‫ال يجوز‬

‫‪ -2‬غيرنجاسات أو مختلف في نجاسته‪ ،‬منها‬


‫‪ -2‬بيع السنور‬ ‫‪ -1‬بيع الكلب‬

‫‪ -1‬بيع الكلب‬
‫بعض املالكية‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي وأحمد‬
‫يجوز بيعه في املأذون باتخاذه‪ ،‬وال‬ ‫يجوز بيعه مطلقا‬ ‫ال يجوز مطلقا‬
‫يجوز في الكلب املنهي عن اتخاذه‬
‫سبب الخالف‪ :‬تعارض األدلة في حكم بيع الكًلب‬
‫[‪َ « ]1‬م ْن َأ ْم َس َك َك ْل ابا‪َ ،‬فإ َّن ُه َي ْن ُق ُ‬
‫ص‬ ‫[‪ ]1‬أنه طاهر العين غير‬ ‫[‪ ]1‬ثبوت النهي عن ثمن‬
‫ِّ‬
‫ٌ َّ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ َّ ٓ‬
‫ك َّل َي ْو ٍم ِّم ْن َع َم ِّل ِّه ِّق َيراط‪ِّ ،‬إال كل َب‬ ‫محرم األكل ﵟفكلوا مِّما‬ ‫الكلب عن النبي ﷺ‬
‫َ‬
‫َح ْر ٍث أ ْو َم َ‬ ‫ۡ َ ۡ َ َۡ ُ‬ ‫َ‬
‫اشي ٍة» [متفق عليه]‬ ‫ِّ‬ ‫[‪ ]2‬أن الكلب عندهم نجس أمسك َن عليك ۡم ﵞ [املائدة‪]4 :‬‬

‫[‪ ]2‬أن أحاديث النهي عنه [‪ ]2‬أحاديث ضعيفة عن جوازه في‬ ‫العين كالخنزير (إذا ولغ‬
‫الكًلب املباحة االتخاذ‬ ‫منسوخة بـ‪:‬‬ ‫الكلب في إناء أحدكم‬
‫• أحاديث النهي عن قتلها‬
‫‪13‬‬

‫• إباحة االنتفاع باملعلم‬ ‫فليغسله سبع مرات أوالهن‬


‫[‪ ]3‬أن الكلب مال‪ ،‬فكان‬ ‫بالتراب) [أخرجه مسلم]‬

‫محًل للبيع‬

‫الراجح‪ :‬يجوز شراؤه (بعد أن ينصح بائعه) للصيد وغيره مما يحتاج إليه إذا لم يستطع أن يجده‬
‫إال بشرائه‪ ،‬واالثم على من ألجأه إلى ذلك‪ ،‬وهللا أعلم‬

‫‪ -2‬بيع السنور‬
‫القول الثاني‬ ‫الجمهور‬
‫ال يجوز بيعها‬ ‫يجوز بيعها‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل الحديث في صحيح مسلم صحيح؟ إذا كان صحيحا فهل املراد للتحريم أو‬
‫التنزيه؟‬
‫[‪ ]1‬النهي عن ثمن السنور ثابت‪،‬‬ ‫[‪ ]1‬ألنه طاهر ومباح املنافع‪ ،‬والنهي جاء قبل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُّ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ال‪َ :‬سأل ُت َج ِّاب ارا‪َ ،‬ع ْن ث َم ِّن‬ ‫َع ْن أ ِّبي الزبي ِّر‪ ،‬ق‬ ‫إباحته ألن السنورات كانت نجسة‬
‫ص َّلى ُ‬
‫هللا‬ ‫النب ُّي َ‬ ‫الس َّن ْور؟ َق َ‬
‫ال‪َ « :‬ز َج َر َّ‬ ‫و‬‫ْال َك ْلب َ‬ ‫[‪ ]2‬ليس فيه ش يء صحيح لتحريم بيعها‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫َ ْ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫علي ِّه وسلم عن ذ ِّلك» [أخرجه مسلم]‬ ‫[‪ ]3‬بعض العلماء قالوا‪ :‬أن مراد بالنهي للتنزيه‬

‫حكم بيع الزيت النجس (بعد اتفاق على تحريم أكله)‬


‫أبو حنيفة‪ ،‬وابن وهب (املالكي)‬ ‫مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد (الجمهور)‬
‫يجوز بيعه‬ ‫ال يجوز بيعه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َّ‬
‫[‪ ]1‬أنه إذا كان في الش يء أكثر من منفعة واحدة‬ ‫َّللا‪ ،‬أ َرأ ْي َت‬
‫يل‪ :‬يا َرسول ِّ‬ ‫[‪ ]1‬حديث جابر‪ :‬ف ِّق‬
‫وحرم منه واحدة من تلك املنافع أنه ليس يلزمه‬ ‫الس ُف ُن‪َ ،‬و ُي ْد َه ُن ِّب َها‬‫وم املَ ْي َت ِّة‪َ ،‬فإ َّن َها ُي ْط َلى ب َها ُّ‬
‫ُش ُح َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أن يحرم منه سائر املنافع‪ ،‬وال سيما إذا كانت‬ ‫ال‪َ « :‬ال‪ُ ،‬هوَ‬ ‫اس؟ َف َق َ‬‫الن ُ‬ ‫صب ُح ب َها َّ‬ ‫ُُ ُ ََ ْ َ ْ‬
‫الجلود‪ ،‬ويست ِّ ِّ‬
‫الحاجة إلى املنفعة غير املحرمة كالحاجة إلى‬ ‫َ ٌ‬
‫ح َرام» [متفق عليه]‬

‫املحرمة (يجوز إذا كان املنافع سوى األكل)‬


‫‪14‬‬

‫حكم بيع الزيت النجس ليستصبح به‬


‫وجه املالكية‬ ‫مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬ورواية عن علي‪ ،‬وابن‬
‫عباس‪ ،‬وابن عمر‬
‫يمنع االستصباح به وهو ألزم لألصل (أعني‪:‬‬ ‫يجوز االستصباح به وعمل الصابون مع تحريم‬
‫لتحريم البيع)‬ ‫بيعه‪.‬‬

‫حكم بيع لبن اآلدمية إذا ُحلب‬


‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد (جمهور)‬
‫ال يجوز‬ ‫يجوز بيعه‬
‫سبب الخالف‪ :‬تعارض أقيسة الشبه‬
‫[‪ ]1‬أنه لبن أبيح شربه فأبيح بيعه قياسا على لبن [‪ ]1‬يرى تحليله إنما هو ملكان ضرورة الطفل‬
‫إليه‪ ،‬وأنه في األصل محرم‪ ،‬إذ لحم ابن آدم‬ ‫سائر األنعام‬
‫محرم‪ ،‬واألصل عندهم أن األلبان تابعة للحوم‪.‬‬

‫الباب الثاني [في بيوع الربا]‬


‫محل االتفاق‪ :‬أن الربا يوجد في شيئين‪:‬‬
‫‪ -2‬في الذمة‬ ‫‪ -1‬في البيع‬
‫‪ -2‬ضع وتعجل‬ ‫‪ -1‬ربا الجاهلية‬ ‫‪ -3‬الديون‬ ‫‪ -2‬تفاضل‬ ‫‪ -1‬نسيئة‬
‫أنقص من املال‬ ‫يسلفون بالزيادة‬ ‫كًلهما منهي عنها (الجمهور)‪ ،‬إال ما روي‬
‫وتعجل (مختلف‬ ‫وينظرون‪،‬‬ ‫عن ابن عباس من إنكار الربا في التفاضل‬
‫فيه)‬ ‫وهو منهي عنه‬ ‫(إنما الربا في النسيئة) [متفق عليه]‬

‫والكالم في الربا ينحصرعلى أربعة فصول‬


‫‪ -1‬في معرفة األشياء التي ال يجوز فيها التفاضل‪ ،‬وال يجوز فيها النساء‪ ،‬وتبيين علة ذلك‬
‫‪ -2‬معرفة األشياء التي يجوز فيها التفاضل وال يجوز فيها النساء‬
‫‪ -3‬في معرفة ما يجوز فيه األمران جميعا‬
‫‪ -4‬في معرفة ما يعد صنفا واحدا مما ال يعد صنفا واحدا‬
‫‪15‬‬

‫تلخيص الفصل األول – الفصل الثالث‬


‫أدلة نهي التفاضل والنساء‬
‫‪ -2‬النساء‬ ‫‪ -1‬التفاضل‬
‫عن ابن عباس‪ ،‬وحديث عبادة هو قال‪« :‬سمعت رسول حديث عمر بن الخطاب قال‪ :‬قال‬
‫هللا ﷺ ينهى عن بيع الذهب بالذهب‪ ،‬والفضة بالفضة‪ ،‬رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪:-‬‬
‫والبر بالبر‪ ،‬والشعير بالشعير‪ ،‬والتمر بالتمر‪ ،‬وامللح بامللح «الذهب بالذهب ربا‪ ،‬إال هاء وهاء‪،‬‬
‫إال سواء بسواء عينا بعين‪ ،‬فمن زاد أو ازداد فقد أربى»‪ ،‬والبر بالبر ربا إال هاء وهاء‪ ،‬والتمر‬
‫بالتمر ربا إال هاء وهاء‪ ،‬والشعير‬ ‫[أخرجه مسلم]‬

‫بالشعير ربا إال هاء وهاء» [متفق عليه]‬ ‫وجه الداللة‪ :‬فهذا الحديث نص في‪:‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬منع التفاضل في الصنف‬ ‫[‪ ]1‬منع التفاضل في الصنف الواحد من هذه األعيان‬
‫الواحد‬ ‫(فمن زاد أو ازداد فقد أربى)‬
‫[‪ ]2‬منع النساء في الصنفين من هذه‪ ،‬وإباحة التفاضل‪،‬‬
‫زيادة في بعض الروايات‪« :‬وبيعوا الذهب بالورق كيف‬
‫شئتم يدا بيد‪ ،‬والبر بالشعير كيف شئتم يدا بيد» [أخرجه‬
‫مسلم] وهذا كله متفق عليه من الفقهاء إال البر بالشعير‬
‫(ألنهم يرون أن هذين من صنف واحد)‬

‫اختالف فيما سوى هذه الستة املنصوص عليها‬


‫الجمهور‬ ‫قوم‪ ،‬منهم أهل الظاهر‬
‫يجري الربا في غير هذه األصناف الستة بشرط‬ ‫[‪ ]1‬منع التفاضل في صنف واحد من هذه‬
‫وجود علتها‬ ‫األصناف الستة‪ ،‬وأن ما عداها ال يمتنع في‬
‫الصنف الواحد‪ ،‬منها التفاضل‬
‫العلة‪ :‬فإنهم اتفقوا على أنه من باب الخاص‬ ‫[‪ ]2‬النساء ممتنع في هذه الستة فقط‪ ،‬اتفقت‬
‫أريد به العام واختلفوا في املعنى العام الذي وقع‬ ‫األصناف أو اختلفت‪( ،‬وهذا أمر متفق عليه)‬
‫التنبيه عليه بهذه األصناف (أعني‪ :‬في مفهوم‬ ‫العلة‪ :‬فهؤالء جعلوا النهي املتعلق بأعيان هذه‬
‫علة التفاضل ومنع النساء فيها)‬ ‫الستة من باب الخاص أريد به الخاص‬
‫‪16‬‬

‫علة الربا عند املذاهب األربع‬


‫البر‪ ،‬والشعير‪ ،‬والتمر‪،‬‬ ‫األعيان‬
‫التفاح‪ ،‬واملوز‪ ،‬واللحم‬ ‫الذهب والفضة‬
‫وامللح‬ ‫املذهب‬
‫• التفاح واملوز‪ :‬يجري فيه‬ ‫ما قصد لألكل‬ ‫الثمنية الغالية (فًل‬
‫الربا؛ للتفقه‬ ‫(التقوت‪ ،‬والتفكه‪،‬‬ ‫تدخل الفلوس)‪،‬‬
‫• اللحم‪ :‬يجري فيه الربا؛‬ ‫والتداوي(‬ ‫فتكون العلة قاصرة‬ ‫الشافعية‬
‫ألنه قوت‬ ‫على الثمن الجديد ‪+‬‬
‫الذهب والفضة‬
‫• التفاح واملوز‪ :‬ال يجري‬ ‫القوت وما يصلحه‬ ‫الثمنية املطلقة؛‬
‫فيه الربا؛ ليس بقوت‬ ‫واالدخار‪.‬‬ ‫فتدخل الفلوس (العلة‬
‫• اللحم‪ :‬ال يجري فيه‬ ‫ما يدخر إلى األمد املبتغى‬ ‫متعدية لكل ثمن من‬ ‫املالكية‬
‫الربا؛ ألنه ال يدخر‪.‬‬ ‫منه عادة‪ ،‬وال يفسد‬ ‫األثمان)‬
‫بالتأخير‬
‫ال يجري فيه الربا؛‬ ‫الكيل‬ ‫الوزن‬ ‫الحنابلة‬
‫معدودات‬ ‫والحنفية‬

‫ضوابط في بيع الربا‬


‫اختالف العلة والجنس‬ ‫اتفاق العلة واختالف الجنس‬ ‫اتفاق الجنس والعلة‬
‫الشروط‬
‫ال يشترط التماثل والتقابض‬ ‫التقابض‬ ‫التماثل والتقابض‬
‫املثال‬
‫الذهب بالبر‬ ‫الذهب بالفضة‬ ‫الذهب بالذهب‬
‫الفضة بالشعير‬ ‫البر بالشعير‬ ‫البر بالبر‬

‫الفصل الرابع‪ :‬في معرفة ما يعد صنفا واحدا وما ال يعد صنفا واحدا‬
‫‪17‬‬

‫هل القمح والشعيرصنف واحد؟‬


‫الشافعي وأبو حنيفة وأحمد‬ ‫مالك واألوزعي وسعيد بن املسيب‬
‫إنهما صنفان‬ ‫إنهما صنف واحد‬
‫وسبب الخالف‪ :‬تعارض اتفاق املنافع فيها واختًلفها‪،‬‬
‫فمن غلب االتفاق قال‪ :‬صنف واحد‪،‬‬
‫ومن غلب االختًلف قال‪ :‬صنفان أو أصناف‪ ،‬واألرز‪ ،‬والدخن‪ ،‬والجاورس عنده صنف واحد‬
‫[‪ ]1‬السماع‪،‬‬ ‫[‪ ]1‬فإنه عمل سلفه باملدينة (عند املالكية)‬
‫• فقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪« :-‬ال تبيعوا البر‬ ‫[‪ ]2‬السماع‪« ،‬الطعام بالطعام مثًل بمثل»‬
‫بالبر‪ ،‬والشعير بالشعير إال مثًل بمثل»‪،‬‬ ‫فقالوا‪ :‬اسم الطعام يتناول البر والشعير‪ ،‬وهذا‬
‫فجعلهما صنفين‬ ‫ضعيف‪ ،‬فإن هذا عام يفسره األحاديث‬
‫• حديث عبادة بن الصامت‪« :‬وبيعوا الذهب‬ ‫الصحيحة‬
‫بالفضة كيف شئتم‪ ،‬والبر بالشعير كيف‬ ‫[‪ ]3‬القياس‪ :‬فإنهم عددوا كثيرا من اتفاقهما في‬
‫شئتم‪ ،‬وامللح بالتمر كيف شئتم يدا بيد»‬ ‫املنافع‪ ،‬واملتفقة املنافع ال يجوز التفاضل فيها‬
‫[‪ ]2‬القياس‬ ‫باتفاق‬
‫‪ o‬والسلت عند مالك‪ ،‬والشعير صنف واحد‪ ،‬فألنهما شيئان اختلفت أسماؤهما ومنافعهما‪،‬‬
‫فوجب أن يكونا صنفين‪ ،‬أصله الفضة‪،‬‬ ‫‪ o‬وأما القطنية فإنها عنده صنف واحد في‬
‫والذهب‪ ،‬وسائر األشياء املختلفة في االسم‬ ‫الزكاة‪ ،‬وعنه في البيوع روايتان‪ :‬إحداهما‬
‫واملنفعة‬ ‫أنها صنف واحد‪ ،‬واألخرى أنها أصناف‬

‫الصنف الواحد من اللحم الذي يجوزفيه التفاضل‬


‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬الشافعي في رواية‬ ‫مالك‬
‫أن جميعها صنف واحد‬ ‫كل واحد من هذه هو أنواع كثيرة‪،‬‬ ‫اللحوم ثًلثة‬
‫ال يجوز التفاضل‬ ‫والتفاضل فيه جائز إال في النوع الواحد‬ ‫أصناف‪،‬‬
‫بعينه‬ ‫[‪ ]1‬ذوات األربع‬
‫صنف‬
‫[‪ ]2‬ذوات املاء‬
‫صنف‬
‫‪18‬‬

‫[‪ ]3‬لحم الطير‬


‫صنف‬
‫وهذه الثًلثة يجوز‬
‫فيها التفاضل‬
‫لحم الغنم بلحم البقرمتفاضال‪:‬‬
‫ال يجوز‬ ‫يجوز‬ ‫ال يجوز‬
‫لحم الطيربلحم الغنم متفاضال‬
‫ال يجوز‬ ‫يجوز‬ ‫يجوز‬
‫سبب الخالف‪ :‬كل طائفة تعتمد على االختًلف بين األشياء املنصوص عليها في اختًلفهم في اللحم‬
‫[‪« ]1‬الطعام بالطعام مثًل‬ ‫[‪ ]1‬أن هذه أجناس [‪ ]1‬ألن االختًلف الذي بين األنواع التي في‬
‫بمثل»‬ ‫مختلفة‪ ،‬فوجب أن الحيوان‪( ،‬أعني‪ :‬في الجنس الواحد منه)‬
‫يكون لحمها مختلفا ‪ o‬قياسا لحديث الرسول الذي فرق بين [‪ ]2‬وألنها إذا فارقتها الحياة‬
‫زالت الصفات التي كانت بها‬ ‫الذهب والفضة مع أن كل منهما نقد‬
‫ُ‬
‫تختلف‪ ،‬ويتناولها اسم‬ ‫وكذلك باقي األصناف لم تعد صنفا‬
‫واحدا مع أن كلها يجمعها كلمة الطعام اللحم تناوال واحدا‬

‫في بيع الحيوان الحي باملذبوح‬


‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‬ ‫الشافعي‪ ،‬وأحمد‪،‬‬
‫والليث‬
‫إنه يجوز مطلقا‬ ‫إنه ال يجوز بإطًلق إنه يجوز في األجناس املختلفة التي يجوز فيها‬
‫التفاضل‪ ،‬وال يجوز ذلك في املتفقة (يعني‪:‬‬
‫الربوية)‬
‫وسبب الخالف‪ :‬معارضة األصول في هذا الباب ملرسل سعيد بن املسيب «أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ -‬نهى عن بيع الحيوان باللحم»‬
‫تغليب الحديث على رد املرسل إلى أصوله في البيوع‪ ،‬فجعل البيع تغليب األصول على خبر‬
‫فيه من باب الربا‪( ،‬أعني‪ :‬بيع الش يء الربوي املرسل‬ ‫األصول‬
‫بأصله) مثل بيع الزيت بالزيتون‬
‫‪19‬‬

‫ألن أحدهما ربوي واآلخر غير‬ ‫من األصول في أبواب مثال‪:‬‬


‫‪ o‬شاة مذبوحة بشاة تقصد لألكل‪ :‬ال يجوز ربوي‬ ‫البيوع‪:‬‬
‫‪ o‬شاة مذبوحة بشاة ال تقصد لألكل‪ :‬تجوز‬ ‫‪ -1‬ال يجوز الربا‬
‫‪ o‬شاة تقصد لألكل بشاة تقصد لألكل‬ ‫‪ -2‬ال يجوز الغبن‬
‫وهما حيتان‪ :‬ال يجوز‬ ‫‪ -3‬ال يجوز الغرر‬
‫‪ o‬شاة تقصد لألكل بشاة تقصد لحلب‪:‬‬
‫تجوز؛ الختًلف املنافع‬

‫بيع الدقيق بالحنطة مثال بمثل‬


‫الشافعي‪ ،‬ورواية مالك‪ ،‬وأبي حنيفة‪ ،‬وابن‬ ‫مالك‪ ،‬أحمد في إحدى روايتيه‪ ،‬وفي األخرى أجاز‬
‫املاجشون (املالكي)‬ ‫بيعه وزنا‬
‫ال يجوز‬ ‫يجوز‬
‫ألن أحدهما مكيل واآلخر موزون‬ ‫يعتبر الكيل‪ ،‬أو الوزن فيما جرت العادة أن‬
‫يكال‪ ،‬أو يوزن‪ ،‬والعدد فيما ال يكال‪ ،‬وال يوزن‬

‫بيع الخبزبالخبز‬
‫مالك (مشهور)‪ ،‬وأحمد‬ ‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‬
‫أنه يجوز متماثًل‬ ‫ال يجوز متماثًل ومتفاضًل‬ ‫ال بأس ببيع ذلك متفاضًل‪،‬‬
‫ومتماثًل‬
‫وسبب الخالف‪ :‬هل الصنعة تنقله من جنس الربويات‪ ،‬أو ليس تنقله؟ وإن لم تنقله فهل تمكن‬
‫املماثلة فيه أو ال تمكن؟‬
‫العتبار في بيع الخبز بمثله‬ ‫الصنعة ال تنقله إلى غيره‪،‬‬ ‫الصنعة تنقله من أصله إلى‬
‫تحري قدر الدقيق إن اتحدا‬ ‫ألنه قد غيرته الصنعة تغيرا‬ ‫غيره‪.‬‬
‫أصًل‬ ‫جهلت به مقاديره التي تعتبر‬ ‫ألنه قد خرج بالصنعة عن‬
‫‪ o‬وإن ال يتحدا أصًل فًل بد‬ ‫فيها املماثلة‬ ‫الجنس الذي فيه الربا‬
‫من التساوي في الوزن‬
‫‪20‬‬

‫يجوز اعتبار املماثلة بالتقدير‬


‫والتخمين‬

‫[فصل بيع الربوي الرطب بجنسه من اليابس]‬


‫أبو حنيفة‪ ،‬والطحاوي‬ ‫مالك والشافعي وأحمد‪ ،‬ومحمد بن الحسن‬
‫(الحنفي)‪ ،‬وأبو يوسف (الحنفي)‬
‫إنه يجوز‬ ‫ال يجوز ذلك على الحال‬
‫وسبب الخالف‪ :‬معارضة ظاهر حديث عبادة وغيره له‪ ،‬واختًلفهم في تصحيحه‪ ،‬وذلك أن حديث‬
‫عبادة اشترط في الجواز فقط املماثلة‪ ،‬واملساواة‪ ،‬وهذا يقتض ي بظاهره حال العقد ال حال املآل‬
‫[‪ ]1‬عن سعد بن أبي وقاص أنه قال‪« :‬سمعت [‪ ]1‬تغليب ظواهر أحاديث الربويات‬
‫رسول هللا ﷺ يسأل عن شراء التمر بالرطب‪( ،‬والتمر بالتمر مثًل بمثل)‬
‫فقال رسول هللا ﷺ‪ " :‬أينقص الرطب إذا جف؟ وإن لم يكن مماثًل‪(:‬فإذا اختلفت هذه‬
‫األصناف‪ ،‬فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد)‬ ‫" فقالوا‪ :‬نعم‪ .‬فنهى عن ذلك»‬
‫[‪ ]2‬لضعف حديث‪« :‬أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا‬ ‫جعل هذا الحديث أصًل بنفسه قال‪ :‬هو أمر‬
‫عليه وسلم ‪ -‬نهى عن بيع الرطب بالتمر نسيئة»‬ ‫زائد ومفسر ألحاديث الربويات‬
‫[‪ ]2‬عند مالك‪ :‬تعليل الحكم في هذا الحديث‪( ،‬عن سعد بن أبي وقاص هو مجهول)‬
‫وكذلك كل رطب بيابس من نوعه حرام (يعني‪:‬‬
‫منع املماثلة) كالعجين بالدقيق‪ ،‬واللحم اليابس‬
‫بالرطب‬
‫[‪ ]3‬طرد (الشافعي) هذه العلة في الشيئين‬
‫الرطبين‪ ،‬فلم يجز بيع الرطب بالرطب‪ ،‬وال‬
‫العجين بالعجين مع التماثل‪،‬‬
‫ألنه زعم أن التفاضل يوجد بينهما عند الجفاف‬

‫سبب تحريم بيع الجيد بالرديء في األصناف الربوية‬


‫‪21‬‬

‫صورته‪ :‬مثل أن يبيع مدين من تمر وسط بمدين من تمر أحدهما أعلى من الوسط‪ ،‬واآلخر أدون‬
‫منه‬
‫الشافعي‬ ‫مالك‬
‫العتبار التفاضل في الصفة‬ ‫العتبار التهمة‪ ،‬ألنه يتهمه أن يكون إنما قصد أن‬
‫يدفع مدين من الوسط في مد من الطيب‪،‬‬
‫فجعل معه الرديء ذريعة إلى تحليل ما ال يجب‬
‫من ذلك‬

‫بيع صنف من الربويات بصنف مثله وعرض‪ ،‬أو دنانير‪ ،‬أو دراهم‬
‫صورته‬
‫‪ -2‬أن يبيع كيلين من التمر‬ ‫‪ -1‬مثل أن يبيع كيلين من التمر بكيل من التمر ودرهم‬
‫وثوبا بثًلثة أكيال من التمر‬
‫ودرهم‬
‫أبو حنيفة‪ ،‬والكوفيون‬ ‫مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬والليث‬
‫إن ذلك جائز‬ ‫إن ذلك ال يجوز‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل ما يقابل العرض من الجنس الربوي ينبغي أن يكون مساويا له في القيمة أو‬
‫يكفي في ذلك رضا البائع؟‬
‫فيكتفي في ذلك بأن يرض ى به‬ ‫[‪ ]1‬االعتبار بمساواته في القيمة‬
‫ال يجوز ملكان الجهل بذلك‪ ،‬ألنه إذا لم يكن العرض مساويا لفضل املتبايعان‬
‫أحد الربويين على الثاني كان التفاضل ضرورة‪،‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬أنه إن باع كيلين من تمر بكيل وثوب فقد يجب أن تكون‬
‫قيمة الثوب تساوي الكيل‪ ،‬وإال وقع التفاضل ضرورة‬
‫[‪ ]2‬يعتبر (مالك) في هذا سد الذريعة‪ ،‬ألنه إنما جعل جاعل ذلك‬
‫ذريعة إلى بيع الصنف الواحد متفاضًل‬

‫[بيع الطعام قبل قبضه]‬


‫‪22‬‬

‫محل االتفاق‬
‫إن العلماء مجمعون على منع بيع الطعام قبل قبضه إال ما يحكى عن عثمان البتي‬
‫دليل‪:‬‬
‫حديث مالك‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن عبد هللا بن عمر‪ :‬أن رسول هللا ﷺ قال‪« :‬من ابتاع طعاما فًل يبعه‬
‫حتى يقبضه»‬
‫محل االختالف‬
‫الفصل األول‪ :‬فيما يشترط فيه القبض من املبيعات‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬في االستفادات التي يشترط في بيعها القبض من التي ال يشترط‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬في الفرق بين ما يباع من الطعام مكيًل وجزافا‬

‫الفصل األول‪ :‬فيما يشترط فيه القبض من املبيعات‬


‫بيع ما سوى الطعام قبل القبض‪ :‬فًل خًلف في مذهب مالك في إجازته‬ ‫•‬
‫وأما الطعام الربوي‪ :‬فًل خًلف في مذهبه أن القبض شرط في بيعه‪( .‬القوت وما يصلحه‬ ‫•‬
‫والدخار)‬
‫وأما غير الربوي من الطعام‪:‬‬ ‫•‬
‫األقوال في اشتراط قبض غيرربوي من الطعام‬
‫ابن حبيب‬ ‫أحمد‬ ‫أبو حنيفة الشافعي‪ ،‬أبو عبيد‬ ‫مالك‬ ‫مالك‬
‫وعبد‬ ‫وإسحاق‬ ‫والثوري‬ ‫(رواية)‬ ‫(مشهور)‬
‫العزيز‬
‫القبض‬ ‫القبض‬ ‫القبض‬ ‫القبض‬ ‫يجوز بيعه القبض‬ ‫ال يجوز‬
‫شرط في‬ ‫شرط في‬ ‫شرط في كل عنده شرط شرط في‬ ‫قبل‬ ‫بيعه قبل‬
‫املكيل‬ ‫الطعام‬ ‫املكيل‬ ‫القبض ش يء ينقل في كل مبيع‬ ‫القبض‬
‫واملوزون‬ ‫املكيل‬ ‫واملوزون‬
‫واملعدود‬ ‫واملوزون‬
‫عموم أبو عبيد وإسحاق وأحمد‪ :‬فًلتفاقهم أن‬ ‫استثنى ما‬ ‫(من ابتاع‬
‫الحديث‪ :‬املكيل واملوزون* ال يخرج من ضمان‬ ‫يحول‪،‬‬ ‫طعاما فًل‬
‫‪23‬‬

‫وينقل عنده «ال يحل بيع البائع إلى ضمان املشتري إال بالكيل‪ ،‬أو‬ ‫يبعه حتى‬
‫وسلف‪ ،‬وال الوزن* * وقد نهي عن بيع ما لم يضمن‬ ‫مما ال‬ ‫يقبضه)‬
‫ينقل‪ ،‬ألن ربح ما لم‬
‫ما ينقل يضمن‪ ،‬وال ابن حبيب وعبد العزيز‪ :‬كالسابق بزيادة‪:‬‬
‫القبض بيع ما ليس * املعدود‬
‫عندك» ** أو العدد‬ ‫عنده فيه‬
‫هي التخلية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬في االستفادات التي يشترط في بيعها القبض من التي ال‬
‫يشترط‬
‫تقسيم العقود‬
‫‪ -2‬العقود بغيرمعاوضة (كالهبات والصدقات)‬ ‫‪ -1‬العقود بمعاوضة‬

‫تقسيم العقود بمعاوضة‬


‫‪ -3‬ما يصلح أن يقع على‬ ‫‪ -2‬ال يختص بقصد املغابنة‬ ‫‪ -1‬يختص بقصد املغابنة‬
‫الوجهين جميعا‬ ‫(على وجه الرفق)‬ ‫واملكايسة‬
‫كالشركة‪ ،‬واإلقالة‪ ،‬والتولية‬ ‫القرض‬ ‫وهي البيوع‪ ،‬واإلجارات‪ ،‬واملهور‪،‬‬
‫والصلح‪ ،‬واملال املضمون‬
‫بالتعدي وغيره‬
‫فيها خًلف‬ ‫ال يشترط القبض‬ ‫ال بد من القبض‬
‫• استثنى أبو حنيفة مما يكون‬
‫بعوض املهر‪ ،‬والخلع‪ :‬يجوز‬
‫بيعهما قبل القبض‬

‫الخالف في اشتراط القبض في العقود التي تتردد بين قصد الرفق واملغابنة‬
‫أبو حنيفة‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‬ ‫مالك‬
‫‪24‬‬

‫‪ -1‬الشركة والتولية‪ :‬ال تجوز قبل قبض‬ ‫إذا وقعت على وجه الرفق من غير أن تكون‬
‫‪ -2‬اإلقالة‪ :‬تجوز؛ ألنها قبل القبض فسخ بيع ال‬ ‫اإلقالة‪ ،‬أو التولية بزيادة أو نقصان‪ :‬جائز قبل‬
‫بيع‬ ‫القبض وبعده‬
‫[‪ ]1‬أنها في معنى البيع املنهي عنه‬ ‫[‪ ]1‬األثر‪ :‬مرسل سعيد بن املسيب أن رسول‬
‫[‪ ]2‬مًلحظة‪ :‬استثنى أبو حنيفة الصداق‪،‬‬ ‫هللا ﷺ قال «من ابتاع طعاما فًل يبعه حتى‬
‫والخلع‪ ،‬والجعل‪ ،‬ألن العوض في ذلك ليس بينا‬ ‫يستوفيه‪ ،‬إال ما كان من شركة‪ ،‬أو تولية‪ ،‬أو‬
‫إذا لم يكن عينا‬ ‫إقالة»‬
‫[‪ ]2‬املعنى‪ :‬فإن هذه إنما يراد بها الرفق ال‬
‫املغابنة إذا لم تدخلها زيادة أو نقصان‬

‫الفصل الثالث‪ :‬في الفرق بين ما يباع من الطعام مكيال وجز افا‬
‫الجزاف‪ :‬أن تباع سلعة من غير معرفة دقيقة بها من حيث الوزن والكم مثًل؛ ولذا فاحتمال الغبن‬
‫قائم؛ ألنه بيع ش يء جملة من غير معرفته تفصيًل‬
‫اشتراط القبض فيما بيع من الطعام جز افا‬
‫مالك واألوزاعي‪ ،‬وأحمد‬ ‫أبو حنيفة والشافعي‬
‫إنه جائز‬ ‫ال يجوز هذا الشرط والبيع‬
‫[‪ ]1‬عن ابن عمر أنه قال‪« :‬كنا في زمان رسول‬ ‫[‪ ]1‬عموم الحديث املتضمن للنهي عن بيع‬
‫هللا ﷺ نبتاع الطعام جزافا‪ ،‬فبعث إلينا من‬ ‫الطعام قبل قبضه‪ ،‬ألن الذريعة موجودة في‬
‫يأمرنا بانتقاله من املكان الذي ابتعناه فيه إلى‬ ‫الجزاف‪ ،‬وغير الجزاف‬
‫مكان سواه قبل أن نبيعه»‬
‫[‪ ]2‬أن الجزاف ليس فيه حق توفية‪ ،‬فهو‬
‫عندهم من ضمان املشتري بنفس العقد‪ ،‬وهذا‬
‫من باب تخصيص العموم بالقياس املظنون‬
‫العلة‬

‫مسألة‪ :‬العينة‬
‫‪25‬‬

‫عقد العينة‪ :‬أن يشتري سلعة بثمن مؤجل‪ ،‬ثم يبيعها بثمن معجل أقل‪ ،‬وإن باعها إلى البائع نفسه‬
‫فهي العينة‪ ،‬وإن باعها إلى آخر فهي التورق‬
‫حكمه‬
‫اتفق الفقهاء على املنع من بيع العينة إذا كان البيع الثاني مشروطا في العقد األول نصا‬
‫وأجمع العلماء على بيع الرجل شيئا ال يملكه‬
‫إنها سميت عينة عند من يرى نقله من باب الذريعة إلى الربا‪.‬‬
‫وأما من رأى منعه من جهة أنه قد ال يمكنه نقله فهو داخل في بيوع الغرر‬

‫بيع التورق‬
‫عقد التورق‪ :‬أن يشتري املرء سلعة نسيئة‪ ،‬ثم يبيعها نقدا لغير البائع بأقل مما اشتراها به‪،‬‬
‫ليحصل بذلك على النقد‪،‬‬
‫كما أن العينة من العين‪ ،‬أي نقود الذهب‪ ،‬فإن التورق من الورق‪ ،‬أي نقود الفضة‪.‬‬
‫واملراد في كل منهما النقود‪ ،‬دون تمييز بين ذهب وفضة‪.‬‬
‫واختلف الفقهاء في هذا البيع‪:‬‬
‫بعض الحنفية‪ ،‬واملالكية‪ ،‬والحنابلة‪ ،‬اختاره ابن الحنفية (األكثر)‪ ،‬وبعض املالكية‪ ،‬والشافعية‬
‫(املعتمد)‪ ،‬ووجه الحنابلة‬ ‫تيمية‬
‫إنه جائز‬ ‫ال يجوز هذا البيع‬

‫مسألة الدين بالدين‬


‫فأجمع املسلمون على منعه‪.‬‬
‫واختلفوا في مسائل هل هي منه أم ليست منه؟‬
‫نحو‪ :‬هل يجيز أن يأخذ الرجل من غريمه في دين له عليه تمرا قد بدا صًلحه‪ ،‬وال سكنى دار‪ ،‬وال‬
‫جارية تتواضع‪( ،‬توضع عند عدل مدة االستبراء حتى ال يطأها املشتري قبل االستبراء)‬
‫ابن القاسم (املالكي)‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬املالكية (املعتمد)‪ ،‬وأشهب‬
‫(املالكي)‪ ،‬الشافعي‪ ،‬وأحمد‬
‫ال يجيز‪ ،‬ألنها من باب الدين بالدين‬ ‫ليس هذا من باب الدين بالدين‪ ،‬وإنما الدين‬
‫بالدين ما لم يشرع في أخذ ش يء منه‬
‫‪26‬‬

‫الباب الثالث [في البيوع املنهي عنها بسبب الغرر]‬


‫أوجه الغررفي املبيعات من جهة الجهل‬
‫الجهالة توجد في‪:‬‬
‫[‪ ]1‬املعقود عليه‪ ]2[ ،‬أو في العقد‪ ]3[ ،‬أو في الثمن واملثمون املبيع‪ ]4[ ،‬أو في قدره‪ ]5[ ،‬أو في أجله‬
‫إن كان هناك أجل‪ ]6[ ،‬أو في وجوده‪ ]7[ ،‬أو في سًلمته (أي‪ :‬بقائه)‬
‫وهاهنا بيوع تجمع أكثر هذه أو بعضها‬
‫أنواع البيوع التي توجد هذه الضروب من الغرر‬
‫‪ -2‬بيوع مسكوت عنها‬ ‫‪ -1‬بيوع منطوق بها‬
‫مختلف فيه‬ ‫أكثره متفق عليه‪ ،‬وإنما اختلف في شرح أسمائها‬

‫[‪ -1‬البيوع املنطوق بها أو املسموعة]‬


‫منه‪:‬‬
‫[‪ ]1‬بيع املالمسة‬
‫صورته في الجاهلية‪ :‬أن يلمس الرجل الثوب وال ينشره‪ ،‬أو يبتاعه ليًل‬
‫حكمه‪ :‬مجمع على تحريمه‬
‫سبب تحريمه‪ :‬الجهل بالصفة‬
‫ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ ُ َ‬
‫هللا َعل ْي ِّه َو َسل َم َع ْن ِّل ْب َس َت ْي ِّن َو َع ْن َب ْي َع َت ْي ِّن‪ ،‬ن َهى َع ِّن املًل َم َس ِّة َوامل َن َابذ ِّة ِّفي‬ ‫َّللا صلى‬ ‫دليله‪« :‬نهى رسول ِّ‬
‫الن َه َ َ ُ َ ُ ُ َّ َ َ‬
‫ار وال يق ِّلبه ِّإال ِّبذ ِّلك‪[ ..‬متفق عليه]‬
‫الل ْيل َأ ْو ب َّ‬ ‫َّ‬ ‫اآلخر ب َِّ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ ْ ُ َّ ُ َ ْ َ َ‬
‫البي ِّع» واملًلمسة‪ :‬ملس الرج ِّل ثوب ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫ب‬ ‫ه‬‫د‬ ‫ي‬
‫[‪ ]2‬بيع املنابذة‬
‫صورته‪ :‬أن ينبذ كل واحد من املتبايعين إلى صاحبه الثوب من غير أن يعين أن هذا بهذا‪ ،‬بل كانوا‬
‫يجعلون ذلك راجعا إلى االتفاق‬
‫ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ ُ َ‬
‫هللا َعل ْي ِّه َو َسل َم َع ْن ِّل ْب َس َت ْي ِّن َو َع ْن َب ْي َع َت ْي ِّن‪ ،‬ن َهى َع ِّن املًل َم َس ِّة َوامل َن َابذ ِّة ِّفي‬ ‫َّللا صلى‬ ‫دليله‪« :‬نهى رسول ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الر ُج ِّل ِّبث ْو ِّب ِّه‪َ ،‬و َين ِّبذ اآلخ ُر ث ْو َب ُه‪َ ،‬و َيكون ذ ِّل َك َب ْي َع ُه َما َع ْن غ ْي ِّر‬ ‫الب ْيع» ‪َ ...‬واملُ َن َاب َذ ُة‪َ :‬أ ْن َي ْنب َذ َّ‬
‫الر ُج ُل إ َلى َّ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اض‬ ‫ر‬‫َن َظر َوَال َت َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫[‪ ]3‬بيع الحصاة‬
‫‪27‬‬

‫صورته عندهم‪ :‬أن يقول املشتري‪ :‬أي ثوب وقعت الحصاة من يدي فقد وجب البيع وهذا قمار‬
‫َْ‬ ‫هللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َع ْن َب ْيع ْال َح َ‬
‫ص ِّاة‪َ ،‬و َع ْن َب ْي ِّع الغ َر ِّر»‬ ‫ِّ‬
‫ص َّلى ُ‬ ‫دليله‪َ :‬ع ْن َأبي ُه َرْي َر َة‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪«َ :‬ن َهى َر ُسو ُل هللا َ‬
‫ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫[رواه مسلم]‬
‫صورة هذه البيوع الثالثة‪:‬‬
‫[‪ ]1‬إما أن يقول‪ :‬متى (ملست‪/‬نبذت‪/‬رميت) فهو لك‬
‫[‪ ]2‬إما أن يقول‪ :‬أي ش يء (ملسته‪/‬نبذته‪/‬وقعت عليه الحصاة) فهو لك‬
‫العلة‪:‬‬
‫[‪ ]1‬فهي بصيغة الشرط‪ ،‬وصيغة الشرط ال تجوزفي البيع‪،‬‬
‫[‪ ]2‬انقطاع خياراملجلس‪،‬‬
‫[‪ ]3‬الجهل باملبيع‬
‫[‪ ]4‬بيع حبل الحبلة‬
‫صورته‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أنها كانت بيوعا يؤجلونها إلى أن تنتج الناقة ما في بطنها‪ ،‬ثم ينتج ما في بطنها‪،‬‬
‫والغرر من جهة األجل في هذا بين‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬إنما هو بيع جنين الناقة‪ ،‬وهذا من باب النهي عن بيع املضامين‪ ،‬واملًلقيح‪.‬‬
‫(واملضامين‪ :‬هي ما في بطون الحوامل‪ ،‬واملًلقيح‪ :‬ما في ظهور الفحول)‬
‫حكمه‪ :‬فهذه كلها بيوع جاهلية متفق على تحريمها‪ ،‬وهي محرمة من تلك األوجه التي ذكرناها‬
‫َ ْ ُ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ ُ َ‬
‫ور ِّإلى َح َب ِّل‬
‫دليله‪ :‬ع ِّن اب ِّن عمر ر ِّض ي ََّللا عنهما‪ ،‬قال‪ " :‬كان أهل الج ِّاه ِّلي ِّة يتبايعون لحوم الجز ِّ‬
‫الن ِّب ُّي ﷺ َع ْن‬ ‫الن َاق ُة َما في َب ْطن َها‪ُ ،‬ث َّم َت ْحم َل َّالتي ُنت َج ْت‪َ ،‬ف َن َه ُاه ُم َّ‬
‫الح َب َلة أ ْن ُت ْن َت َج َّ‬
‫ال‪َ :‬و َح َب ُل َ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ ََ َ‬
‫الحبل ِّة‪،‬‬
‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫ذ ِّل َك "‬
‫[‪ ]5‬بيع الثمار‬
‫دليله‪ :‬ثبت عنه ‪ -‬عليه الصًلة والسًلم ‪« -‬أنه نهى عن بيعها حتى يبدو صًلحها وحتى تزهي»‬
‫أقسامه‬
‫بعد أن تخلق‬ ‫قبل أن تخلق‬
‫بعد الصرام‬ ‫قبل الصرام‬ ‫حكمه‪ :‬فجميع العلماء مطبقون على‬
‫بعد أن تزهي حكمه‪ :‬ال خًلف في‬ ‫قبل أن تزهي‬ ‫منع ذلك‪ ،‬ألنه من باب النهي عن بيع‬
‫جوازه‬
‫‪28‬‬

‫يجوز في كل‬ ‫فيه تفصيل‬ ‫ما لم يخلق‪ ،‬ومن باب بيع السنين‬
‫حاالت‬ ‫واملعاومة‪.‬‬
‫حاالت‪:‬‬ ‫دليله‪ :‬وقد روي عنه ﷺ «أنه نهى عن‬
‫[‪ ]1‬إما أن يكون بيعا مطلقا‬ ‫بيع السنين‪ ،‬وعن بيع املعاومة»‪،‬‬
‫[‪ ]2‬أو بشرط التبقية‪،‬‬ ‫وهي بيع الشجر أعواما‪.‬‬
‫[‪ ]3‬أو بشرط القطع‬ ‫الخالف‪ :‬إال ما روي عن عمر بن‬
‫الخطاب‪ ،‬وابن الزبير أنهما كانا يجيزان‬
‫بيع الثمار سنين‬

‫تفصيل بيع الثماربعد أن تخلق وقبل الصرام‬


‫بيعها قبل الزهو‬
‫‪ -4‬بشرط التبقية مع‬
‫‪ -3‬مطلقا‬ ‫‪ -2‬بشرط التبقية‬ ‫‪ -1‬بشرط القطع‬
‫األصل‬
‫الثوري‪،‬‬
‫الحنفية‬ ‫الجمهور‬ ‫فيه خًلف‬ ‫اللخمي‬ ‫الجمهور‬ ‫الجمهور‬
‫وابن أبي ليلى‬
‫يجوز البيع إذا‬
‫ال يجوز‬ ‫يجوز‬ ‫يجوز‬ ‫املنع مطلقا‬ ‫يجوز‬
‫لم ينقد الثمن‬

‫بيع الثمارقبل الزهو مطلقا‬


‫أبو حنيفة‬ ‫الجمهور (مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪،‬‬
‫والليث‪ ،‬والثوري‪ ،‬وغيرهم)‬
‫يجوز بشرط القطع (وهو شرط عنده في بيع‬ ‫أنه ال يجوز‬
‫الثمر)‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل يحمل على القطع وهو الجائر‪ ،‬أو على التبقية املمنوعة؟ فمن حمل اإلطًلق‬
‫على التبقية‪ ،‬أو رأى أن النهي يتناوله بعمومه قال‪ :‬ال يجوز; ومن حمله على القطع قال‪ :‬يجوز‪،‬‬
‫‪29‬‬

‫[‪ ]1‬عن ابن عمر «أن رسول هللا ﷺ نهى عن بيع [‪ ]1‬حجة الكوفيون (عدا أبي حنيفة)‪ :‬حديث‬
‫الثمار حتى يبدو صًلحها»‪ ،‬نهى البائع واملشتري ابن عمر الثابت أن رسول هللا ﷺقال‪« :‬من باع‬
‫نخًل قد أبرت فثمرتها للبائع إال أن يشتريها‬ ‫ما بعد الغاية بخًلف ما قبل الغاية‬
‫[‪ ]2‬اإلطًلق يقتض ي التبقية عندهم بدليل قوله املبتاع»‪ ،‬قالوا‪ :‬فلما جاز أن يشترطه املبتاع جاز‬
‫ﷺ «أرأيت إن منع هللا الثمرة فبم يأخذ أحدكم بيعه مفردا وحملوا الحديث الوارد بالنهي عن‬
‫بيع الثمار قبل أن تزهي على الندب‬ ‫مال أخيه؟» وأجازوا بشرط القطع‬
‫[‪ ]2‬إن املعنى الذي دل عليه الحديث في قوله‪:‬‬
‫«حتى يبدو صًلحه» هو ظهور الثمرة بدليل‬
‫قوله ﷺ‪« :‬أرأيت إن منع هللا الثمرة فبم يأخذ‬
‫أحدكم مال أخيه؟»‬

‫شراء الثمرمطلقا بعد الزهو بالتبقية‬


‫شراء الثمر مطلقا بعد الزهو فًل خًلف فيه‪ ،‬لكن هل يقتض ي اإلطًلق التبقية أو ال؟‬
‫الحنفية‬ ‫الجمهور‬
‫فًل يجوز بيع الثمر بشرط التبقية‪،‬‬ ‫اإلطًلق يقتض ي التبقية‬
‫واإلطًلق‪ :‬محمول على القطع‬
‫[‪ ]1‬ألن نفس بيع الش يء يقتض ي تسليمه وإال‬ ‫[‪« ]1‬أرأيت إن منع هللا الثمرة‪ »..‬الحديث‪.‬‬
‫لحقه الغرر‪ ،‬ولذلك لم يجز أن تباع األعيان إلى‬ ‫ووجه الدليل منه‪ :‬أن الجوائح إنما تطرأ في‬
‫األكثر على الثمار قبل بدو الصًلح‪ ،‬وأما بعد بدو أجل‪.‬‬
‫الصًلح فًل تظهر إال قليًل‪ ،‬ولو لم يجب في املبيع‬
‫مراد باألعيان‪ :‬بيع النقدين‪ .‬والقصد‪ :‬كل ما‬ ‫بشرط التبقية لم يكن هنالك جائحة تتوقع‪،‬‬
‫يشترط فيه التقابض‬ ‫وكان هذا الشرط باطًل‬
‫وكل األعيان ال تباع إلى أجل إال بيع الثمار‬ ‫[‪ ]2‬ألن بيع الثمار مستثنى من بيع األعيان إلى‬
‫أجل‪ ،‬لكون الثمر ليس يمكن أن ييبس كله‬
‫دفعة‪.‬‬
‫(لها وقت محدد وعًلمات البدو‬
‫‪30‬‬

‫األقوال في بدو الصالح‬


‫إنه طلوع الثريا‪ ،‬وإن لم يكن في‬
‫األمران جميعا‬ ‫إنه اإلزهاء‪ ،‬وهو املشهور‬
‫الحائط في حين البيع إزهاء‬

‫بيع الثماربعد بدو الصالح‬


‫في البساتين التي شجرها من جنس‬ ‫في الصنف‬ ‫في البستان الواحد أجناس من الثمر‬
‫واحد‬ ‫مختلفة النضج متقاربة النضج الواحد من الثمر‬
‫الشافعي‬ ‫مالك‬
‫ال يجوز إال بيع‬ ‫يجوز بيع‬ ‫يجوز بيع بعضها‬ ‫ال تباع كل صنف‬
‫بيع بعضها‬ ‫يجوز‬
‫بوجود اإلزهاء في البساتين املجاورة البستان الذي‬ ‫منها إال بظهور‬
‫بنضج البعض‬
‫إذا بدا النضج في يظهر فيه النضج‬ ‫بعضه‬ ‫النضج فيه‬
‫فقط‬ ‫بستان واحد‬

‫بيع السنبل نفسه مع الحب‬


‫العلماء اتفقوا على أنه ال يجوز بيع الحنطة في سنبلها دون السنبل‪ ،‬ألنه بيع ما لم تعلم صفته وال‬
‫كثرته‪ .‬واختلفوا في بيع السنبل نفسه مع الحب على قولين‪:‬‬
‫جمهور العلماء (مالك‪ ،‬وأبو حنيفة‪ ،‬وأحمد‪،‬‬
‫الشافعي‬
‫وأهل املدينة‪ ،‬وأهل الكوفة)‬
‫ال يجوز بيع السنبل نفسه وإن اشتد‬ ‫يجوز بيعه‬
‫سبب الخًلف‪ :‬هل الزيادة في حديث اإلمام مالك من سبيل الثقة املقبولة أو ال‬
‫[‪ ]1‬عن ابن عمر أن رسول هللا ﷺ «نهى عن بيع [‪ ]1‬ألنه من باب الغرر‪ ،‬أال وهي الجهالة في‬
‫صفته‬ ‫النخيل حتى تزهي‪ ،‬وعن السنبل حتى تبيض‪،‬‬
‫وتأمن العاهة‪ ،‬نهى البائع واملشتري» [رواه الجماعة إال [‪ ]2‬وقياسا على بيعه مخلوطا بتبنه بعد الدرس‬
‫[‪ ]3‬ألن النص زيادة على ما رواه مالك من هذا‬ ‫البخاري]‬

‫الحديث‬

‫حكم بيع السنبل إذا أفرك ولم يشتد‬


‫‪31‬‬

‫أفرك‪ :‬صار فريكا‪ ،‬وهو حين يصلح أن يفرك فيؤكل‬


‫حكمه‪ :‬ال يجوز بيعه إال على القطع عند جمهور العلماء‬

‫حكم بيع السنبل غيرمحصود‬


‫حكمه‪ :‬يجوز بيعه عند جمهور العلماء‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يجوز‪ ،‬إال إذا كان في حزمه (رواية املالك)‬

‫حكم بيع السنبل في تبنه بعد الدرس‬


‫حكمه‪:‬‬
‫[‪ ]1‬إذا كان جزافا‪ :‬فًل يجوز بًل خًلف‪،‬‬
‫[‪ ]2‬فأما إذا كان مكيًل‪ :‬فجائز عند مالك‪.‬‬

‫حكم بيع السنبل إذا طاب على من يكون حصاده ودرسه؟‬


‫األئمة األربعة‬ ‫الكوفيون‬
‫املسؤولية على املشتري‬ ‫املسؤولية على البائع (تخليصها بالدرس‬
‫ألن حصل القبض بالتخلية؛ فإذا يصبح داخًل‬ ‫والتذرية) حتى يعمله حبا للمشتري‬
‫في ملك املشتري وله أن يتصرف فيه تصرفا‬

‫[‪ ]6‬بيع بيعتين في بيعة‬


‫حكمه‪ :‬اتفق األئمة األربعة على تحريمه‬
‫دليله‪« :‬أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬نهى عن بيعتين في بيعة»‬
‫اتفق الفقهاء على القول بموجب هذا الحديث عموما; واختلفوا في التفصيل‪( ،‬في الصورة التي‬
‫ينطلق عليها هذا االسم من التي ال ينطلق عليها)‬
‫صوربيعتين في بيعة‬
‫ج‪ -‬مثمونين بثمن واحد على‬ ‫ب‪ -‬مثمون واحد بثمنين‬ ‫أ‪ -‬في مثمونين بثمنين‬
‫البيعين قد لزم‬
‫‪32‬‬

‫[‪ ]1‬أن يكون أحد الثمنين نقدا أن يقول له‪ :‬أبيعك أحد هذين‬ ‫[‪ ]1‬أن يقول له‪ :‬أبيعك هذه‬
‫واآلخر نسيئة‪ ،‬مثل أن يقول بثمن كذا‬ ‫السلعة بثمن كذا على أن‬
‫له‪ :‬أبيعك هذا الثوب نقدا‬ ‫تبيعني هذه الدار بثمن كذا‬
‫بثمن كذا على أن أشتريه منك‬ ‫[‪ ]2‬أن يقول له‪ :‬أبيعك هذه‬
‫إلى أجل كذا بثمن كذا‬ ‫السلعة بدينار أو هذه األخرى‬
‫[‪ ]2‬أن يقول له‪ :‬أبيعك هذا‬ ‫بدينارين‬
‫الثوب نقدا بكذا أو نسيئة‬
‫بكذا‬

‫تفصيل األحكام من تلك الصور‬


‫الوجه األول في مثمونين بثمنين‬
‫مثال‪ :‬أن يقول له‪ :‬أبيعك هذه الدار بكذا على أن تبيعني هذا الغًلم بكذا‪،‬‬
‫الحكم‪ :‬نص الشافعي على أنه ال يجوز‪ ،‬ألن الثمن في كليهما يكون مجهوال‪ ،‬ألنه لو أفرد املبيعين لم‬
‫يتفقا في كل واحد منهما على الثمن الذي اتفقا عليه في املبيعين في عقد واحد‪.‬‬
‫العلة عند الشافعي في رد بيعتين في بيعة‪ :‬جهل الثمن أو املثمون‬
‫الوجه الثاني في مثمونين بثمنين‬
‫مثال‪ :‬أن يقول‪ :‬أبيعك هذه السلعة بدينار أو هذه األخرى بدينارين على أن البيع قد لزم في أحدهما‬
‫فًل يجوز عند الجميع‪ ،‬وسواء كان النقد واحدا أو مختلفا‬
‫عبد العزيز بن أبي سلمة‬ ‫الجمهور‬
‫يجوز إذا كان نقدا واحدا أو مختلفا‬ ‫ال يجوز سواء كان نقدا واحدا أو مختلفا‬
‫علة املنع‬
‫عند مالك‬ ‫عند الجمهور‬
‫سد الذرائع؛ ألنه ممكن أن يختار في نفسه أحد‬ ‫الجهل (الغرر)‬
‫الثوبين‪ ،‬فيكون قد باع ثوبا ودينارا بثوب‬
‫ودينار‪ ،‬وذلك ال يجوز على أصل مالك‬

‫الوجه األول من بيع مثمون واحد بثمنين‬


‫‪33‬‬

‫حكمه‪:‬‬
‫[‪ ]1‬إذا كان البيع فيه واجبا‪ :‬فًل خًلف في أنه ال يجوز‪،‬‬
‫[‪ ]2‬وأما إذا لم يكن البيع الزما في أحدهما‪ :‬اختلف العلماء على القولين‪:‬‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‬
‫يجوز‪ ،‬ألنه من باب الخيار‬ ‫ال يجوز هذه املعاملة‪ ،‬والبيع‬
‫باطل‬
‫[‪ ]1‬جهل الثمن‪ ،‬فهو عندهم من [‪ ]1‬ألنه إذا كان عنده على الخيار لم يتصور فيه ندم يوجب‬
‫تحويل أحد الثمنين في اآلخر‪ ،‬وهذا عند مالك هو املانع‬ ‫بيوع الغرر التي نهي عنها‬
‫[‪ ]2‬إلمكان أن يكون الذي له الخيار قد اختار أوال إنفاذ العقد‬
‫بأحد الثمنين املؤجل أو املعجل ثم بدا له ولم يظهر ذلك‪،‬‬
‫فيكون قد ترك أحد الثمنين للثمن الثاني‪ ،‬فكأنه باع أحد‬
‫الثمنين بالثاني‪ ،‬فيدخله ثمن بثمن نسيئة‪ ،‬أو نسيئة‬
‫ومتفاضًل‬
‫الوجه الثاني من بيع مثمون واحد بثمنين‬
‫املثال‪ :‬أشتري منك هذا الثوب نقدا بكذا على أن تبيعه مني إلى أجل‬
‫حكمه‪ :‬ال يجوز بإجماع‪ ،‬ألنه من باب العينة (وهو بيع الرجل ما ليس عنده)‪ ،‬ويدخله أيضا علة‬
‫جهل الثمن‬

‫حكم بيع مثمونين بثمن واحد على البيعتين قد لزم‬


‫املثال‪ :‬أبيعك أحد هذين الثوبين بدينار‪ ،‬وقد لزمه أحدهما أيهما يختار‪ ،‬وافترقا قبل الخيار‬
‫[‪ ]1‬فإذا كان الثوبان من صنفين وهما مما يجوزأن يسلم أحدهما في الثاني‬
‫عبد العزيز بن أبي سلمة‬ ‫مالك والشافعي (املذاهب األربعة)‬
‫بيعه جائز‬ ‫ال يجوز البيع بسبب الغرر والجهل‬
‫[‪ ]2‬إن كانا من صنف واحد‬
‫مالك‬ ‫الشافعي وأبو حنيفة (الجمهور)‬
‫بيعه جائز‬ ‫ال يجوز بيعه‬
‫‪34‬‬

‫ألنه يجيز الخيار بعد عقد البيع في األصناف‬ ‫بالغرر الذي ال يجوز‪ ،‬ألنهما افترقا على بيع غير‬
‫املستوية لقلة الغرر عنده في ذلك‬ ‫معلوم‬
‫سبب الخالف في هذا الباب‪:‬‬
‫• أما عند فقهاء األمصار فمن باب الغرر;‬
‫• وأما عند مالك فمنها ما يكون عنده من باب ذرائع الربا‪ ،‬ومنها ما يكون من باب الغرر‪.‬‬
‫‪ o‬فاعتبار املالكية أنه أما من باب الغرر‪ ،‬وأما من باب سد الذرائع التي توصل إلى الربا وأما من‬
‫باب الخيار‬

‫[‪ -2‬البيوع املسكوت عنها]‬


‫أنواع املبيعات‬
‫‪ -2‬ومبيع غائب أو متعذر الرؤية‪،‬‬ ‫‪ -1‬مبيع حاضر مرئي‪،‬‬
‫فهنا اختلف العلماء‬ ‫فهذا ال خًلف في بيعه‬

‫مسألة [بيع الغائب واملوصوف]‬


‫أبو حنيفة‬ ‫مالك وأحمد في املشهور‬ ‫الشافعي‬
‫يجوز بيع الغائب مع الوصف يجوز البيع مطلقا وللمشتري‬ ‫ال يجوز بيع الغائب‬
‫الخيار‬
‫وسبب الخًلف‪ :‬هل نقصان العلم املتعلق بالصفة عن العلم املتعلق بالحس هو جهل مؤثر في بيع‬
‫الش يء فيكون من الغرر الكثير‪ ،‬أم ليس بمؤثر‪ ،‬وأنه من الغرر اليسير املعفو عنه؟‬
‫[‪ ]1‬ألن من شرطه عندهم‬ ‫[‪ ]1‬ألن فيه الغرر اليسير‬ ‫[‪ ]1‬ألن فيه الغرر الكثير‬
‫خيار الرؤية وإن جاء على‬ ‫[‪ ]2‬ألن الجهل املقترن بعدم‬
‫الصفة‬ ‫الصفة مؤثر في انعقاد البيع‬
‫[‪ ]2‬إلنه رأى أنه إذا كان له‬
‫خيار الرؤية أنه ال غرر هناك‬

‫مسألة [تأخيرتسليم املبيع]‬


‫‪35‬‬

‫وأجمعوا على أنه ال يجوز بيع األعيان إلى أجل‪ ،‬وأن من شرطها تسليم املبيع إلى املبتاع بأثر عقد‬
‫الصفقة‪،‬‬
‫‪ -1‬واختلفوا على بيع الجارية الرفيعة على شرط املواضعة‬
‫ربيعة‪ ،‬ومالك‪ ،‬وأهل املدينة‬ ‫الجمهور‬
‫يجوز بيع الجارية الرفيعة على شرط املواضعة‬ ‫ال يجوز هذا البيع‬
‫وال يجوز النقد‬
‫[‪ ]1‬ملا يدخله الدين بالدين‬
‫[‪ ]2‬عدم التسليم ويشبه أن يكون بيع الدين‬
‫بالدين من هذا الباب‪ ،‬ال من باب الربا‬
‫‪ -2‬مسألة‪ :‬أخذ الرجل من غريمه في دين له عليه ثمرا قد بدا صًلحه‬
‫أشهب‪ ،‬كثير من املالكيين‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأبو‬ ‫ابن القاسم‬
‫حنيفة‬
‫يجوز‬ ‫ال يجوز‬
‫[‪ ]1‬الدين بالدين يكون إذا لم يتم القبض (أنه‬ ‫[‪ ]1‬ألنه من باب الدين بالدين‬
‫كان يرى أن قبض األوائل من األثمان يقوم مقام‬
‫قبض األواخر)‪ ،‬وهو القياس‬

‫مسألة [بيع ما يثمربطونا مختلفة]‬


‫أجمع فقهاء األمصار على بيع التمر الذي يثمر بطنا واحدا يطيب بعضه وإن لم تطب جملته معا;‬
‫واختلفوا فيما يثمر بطونا مختلفة‪:‬‬
‫أنواعه‬
‫ال تتصل‬ ‫أن تتصل‬
‫لم يكن بيع ما لم يخلق منها داخًل فيما‬ ‫‪ -1‬أن تتميز‪ ،‬مثل‪ :‬البطون ‪ -2‬ال تتميز‪ ،‬مثل‪ :‬غير‬
‫جز القصيل الذي يجز مدة املتميز‪ :‬املباطخ‪ ،‬واملقاثئ‪ ،‬خلق‪،‬‬
‫كشجر التين يوجد فيه الباكور‬ ‫والباذنجان‪ ،‬والقرع‬ ‫بعد مدة‬
‫والعصير‬ ‫الحكم‪ :‬روايتان؛ إحداهما الحكم‪ :‬الجواز‬
‫الجواز واألخرى املنع‬
‫‪36‬‬

‫تفصيل الحكم‬
‫الكوفيون‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬والشافعي‬ ‫املالكية‬
‫ال يجوز بيع بطن منها بشرط بطن آخر‬ ‫يجوز في الذي ال يتميز‪ ،‬وروايتان في الذي يتميز‬
‫(الجواز واملنع‬
‫[‪ ]1‬ألنه من بيع ما لم يخلق‪ ،‬ومن باب النهي عن‬ ‫[‪ ]1‬ال يمكن حبس أوله على آخره‪ ،‬فجواز أن‬
‫يباع ما لم يخلق منها مع ما خلق وبدا صًلحه‪ ،‬بيع الثمار معاومة‬
‫أصله جواز بيع ما لم يطب من الثمر مع ما‬
‫طاب‪ ،‬ألن الغرر في الصفة شبهه بالغرر في عين‬
‫الش يء‬
‫[‪ ]2‬أن الرخصة هاهنا يجب أن تقاس على‬
‫الرخصة في بيع الثمار (يعني‪ :‬ما طاب مع ما لم‬
‫يطب) ملوضع الضرورة‪ ،‬واألصل عنده أن من‬
‫الغرر ما يجوز ملوضع الضرورة‬

‫بيع اللفت والجزروالكرنب‬


‫الشافعي‬ ‫مالك‬
‫وال يجوز بيعه إال مقلوعا‪ ،‬ألنه من باب بيع‬ ‫يجوز بيعه إذا بدا صًلحه وهو استحقاقه لألكل‬
‫املغيب‬

‫بيع الجوز‪ ،‬واللوز‪ ،‬والباقال في قشره‬


‫الشافعي‬ ‫مالك‪ ،‬وأبو حنيفة‪ ،‬وأحمد‬
‫ال يجوز بيعها‬ ‫بيعها جائز‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل هو من الغرر املؤثر في البيوع أم ليس من املؤثر؟ وذلك أنهم اتفقوا أن الغرر‬
‫ينقسم بهذين القسمين‪ ،‬وأن غير املؤثر هو اليسير أو الذي تدعو إليه الضرورة‪ ،‬أو ما جمع األمرين‬
‫‪37‬‬

‫بيع السمك في الغدير‪ ،‬أو البركة‬


‫مالك والشافعي‬ ‫وأبو حنيفة‬
‫ال يجوز بيعه‬ ‫بيعه جائز‬

‫بيع اآلبق‬
‫مالك‬ ‫قوم (منهم الشافعي)‬ ‫قوم (منهم عثمان البتي)‬
‫إذا كان معلوم الصفة معلوم‬ ‫ال يجوز مطلقا‬ ‫بيعه جائز مطلقا‬
‫املوضع عند البائع‪ ،‬واملشتري‬
‫جاز‬
‫[‪ ]1‬ألنه اشترط أن يكون‬ ‫عن أبي سعيد الخدري‪« :‬أن‬
‫معلوم اإلباق ويتواضعان‬ ‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫الثمن‪( ،‬يعني‪ :‬أنه ال يقبضه‬ ‫وسلم ‪ -‬نهى عن شراء العبد‬
‫البائع حتى يقبضه املشتري)‬ ‫اآلبق‪ ،‬وعن شراء ما في بطون‬
‫[‪ ]2‬ألنه يتردد عند العقد بين‬ ‫األنعام حتى تضع‪ ،‬وعن شراء‬
‫بيع وسلف‬ ‫ما في ضروعها‪ ،‬وعن شراء‬
‫الغنائم حتى تقسم»‬

‫بيع لبن الغنم أياما معدودة‬


‫سائر الفقهاء‬ ‫مالك‬
‫ال يجوز ذلك إال بكيل معلوم بعد الحلب‬ ‫يجوز إذا كان ما يحلب منها معروفا في العادة‪،‬‬
‫ولم يجز ذلك في الشاة الواحدة‬

‫بيع اللحم في جلده‬


‫بعض الفقهاء‬ ‫مالك‬
‫يجوز‬ ‫ال يجوز‬
‫‪38‬‬

‫بيع املريض‬
‫أبو حنيفة والشافعي‪ ،‬ورواية عن مالك‬ ‫مالك‬
‫ال يجوز‬ ‫يجوز إال أن يكون ميئوسا منه‬

‫بيع تراب املعدن‪ ،‬والصواغين‬


‫الحسن البصري‬ ‫والشافعي‬ ‫مالك‬
‫يجوز في األمرين جميعا‬ ‫ال يجوز في األمرين جميعا‬ ‫يجوز بيع تراب املعدن بنقد‬
‫يخالفه‪ ،‬أو بعرض‪ ،‬ولم يجز‬
‫بيع تراب الصاغة‬
‫سبب الخالف‪ :‬اعتبارهم في الكيفية‪ ،‬فمن رأى عدم معرفة الكيفية حرم البيع إلمكان وقوع‬
‫املماثلة‪ ،‬ومن رأى إزالة علة املماثلة أحل البيع مطلقا‬

‫اعتبارالكمية‬
‫[‪ ]1‬إنهم اتفقوا على أنه ال يجوز أن يباع ش يء من املكيل‪ ،‬أو املوزون‪ ،‬أو املعدود‪ ،‬أو املسموح إال أن‬
‫يكون معلوم القدر عند البائع واملشتري;‬

‫[‪ ]2‬واتفقوا على أن العلم الذي يكون بهذه األشياء من قبل الكيل املعلوم‪ ،‬أو الصنوج املعلومة‬
‫مؤثر في صحة البيع‪ ،‬وفي كل ما كان غير معلوم الكيل‪ ،‬والوزن عند البائع واملشتري من جميع‬
‫األشياء املكيلة واملوزونة‪ ،‬واملعدودة‪ ،‬واملمسوحة‪،‬‬

‫[‪ ]3‬أن العلم بمقادير هذه األشياء التي تكون من قبل الحزر‪ ،‬والتخمين‪ ،‬وهو الذي يسمونه‬
‫الجزاف يجوز في أشياء ويمنع في أشياء‬

‫أصول مذهب مالك‬


‫‪39‬‬

‫أنه يجوز في كل ما املقصود منه الكثرة ال آحاد وهو عنده أصناف‪:‬‬


‫ما أصله الكيل ويجوز جزافا‪ ،‬ما أصله الجزاف ويكون مكيًل‪ ،‬ومنها ما ال يجوز فيها التقدير‬
‫أصًل بالكيل‪ ،‬والوزن‪ ،‬بل إنما‬ ‫وهي املكيًلت‪ ،‬واملوزونات‪( .‬مثل وهي املمسوحات كاألرضين‪،‬‬
‫يجوز فيها العدد فقط‪ ،‬وال‬ ‫والثياب‬ ‫الصبرة)‬
‫يجوز بيعها جزافا‪ ،‬وهي كما‬
‫قلنا التي املقصود منها آحاد‬
‫أعيانها (كثياب)‬

‫بيع التبروالفضة الغيراملسكوكين‬


‫أبو حنيفة والشافعي‬ ‫مالك‬
‫يجوز بيع التبر والفضة الغير املسكوكين جزافا‪ ،‬يجوز بيع الذهب بالذهب مسبوكا وغير مسبوك‬
‫بشرط التماثل والتقابض (مع كراهة عند‬ ‫وال يجوز ذلك في الدراهم والدنانير‬
‫بعضهم)‬

‫بيع الصبرة (الكومة) املجهولة على الكيل‬


‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‬
‫ال يلزم إال في كيل واحد وهو الذي سمياه‬ ‫يجوز أن تباع الصبرة املجهولة على الكيل (أي‪:‬‬
‫كل كيل منها بكذا)‪ ،‬فما كان فيها من األكيال وقع‬
‫من تلك القيمة بعد كيلها والعلم بمبلغها‬

‫بيع العبيد والثياب‪ ،‬والطعام‬


‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‬
‫ال يجوز هذا البيع للجهل بمبلغ الثمن‬ ‫ويجوز هذا البيع‬

‫حكم تصديق املشتري البائع في الكيل‬


‫‪40‬‬

‫عطاء بن أبي رباح‪ ،‬وابن أبي‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‬ ‫مالك‬
‫مليكة‬
‫هذا البيع جائز مطلقا‬ ‫ال يجوز ذلك حتى يكتالها‬ ‫ويجوز أن يصدق املشتري‬
‫البائع في كيلها إذا لم يكن البيع املشتري لنهيه عن بيع الطعام‬
‫حتى تجري فيه الصيعان‬ ‫نسيئة‪ ،‬ألنه يتهمه أن يكون‬
‫صدقة لينظره بالثمن‬

‫بيع املكيل جز افا إذا كان كيله معلوما‬


‫املذاهب األربعة‬
‫ال يجوز أن يعلم البائع الكيل جزافا ممن يجهل الكيل ألجل وقوع في الغرر‬

‫الباب الرابع [في بيوع الشروط والثنيا]‬


‫وهذه البيوع الفساد يكون فيها هو راجع إلى الفساد الذي يكون من قبل الغرر‪ ،‬وألجل النص‬
‫الخاص يجب أن يجعل هذا الباب مستقًل‬
‫[‪ -1‬بيوع الشروط]‬
‫األصل في بيوع الشروط‬
‫األصل فيه ثًلثة أحاديث‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬حديث جابر قال‪« :‬ابتاع مني رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬بعيرا وشرط ظهره إلى‬
‫املدينة» وهذا الحديث في الصحيح‬
‫والثاني‪ :‬حديث بريرة أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪« :‬كل شرط ليس في كتاب هللا فهو‬
‫باطل ولو كان مائة شرط»‪ ،‬والحديث متفق على صحته‬
‫والثالث‪ :‬حديث جابر قال‪« :‬نهى رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬عن املحاقلة‪ ،‬واملزابنة‪،‬‬
‫واملخابرة‪ ،‬واملعاومة‪ ،‬والثنيا‪ ،‬ورخص في العرايا»‪ ،‬وهو أيضا في الصحيح خرجه مسلم‬

‫حكم البيع مع الشرط‬


‫‪41‬‬

‫أحمد‬ ‫ابن أبي ليلى‬ ‫ابن أبي شبرمة‬ ‫الشافعي‪ ،‬وأبو حنيفة‬
‫البيع جائز مع شرط‬ ‫البيع جائز والشرط‬ ‫البيع جائز‪ ،‬والشرط‬ ‫البيع فاسد‪ ،‬والشرط‬
‫واحد‪ ،‬وأما مع شرطين‬ ‫باطل‬ ‫جائز‬ ‫فاسد‬
‫فًل‬
‫حديث عبد هللا بن‬ ‫حديث بريرة املتقدم‪.‬‬ ‫حديث عمر‬ ‫[‪ ]1‬حديث جابر‬
‫عمرو بن العاص‪« :‬ال‬ ‫املتقدم «ال يحل سلف‬
‫يحل سلف وبيع‪ ،‬وال‬ ‫وبيع‪ ،‬وال يجوز شرطان‬
‫يجوز شرطان في بيع‪،‬‬ ‫في بيع‪»... ،‬‬
‫وال ربح ما لم تضمن‪،‬‬ ‫[‪ ]2‬عموم النهي عن‬
‫وال بيع ما ليس هو‬ ‫بيع وشرط‪ ،‬وعموم‬
‫عندك»‬ ‫النهي عن الثنيا‪.‬‬

‫تفصيل املالكية عن الشروط‬


‫‪ -2‬شروط تجوز هي ‪ -3‬شروط تبطل ويثبت ‪ -4‬إن تمسك املشترط‬ ‫‪ -1‬شروط تبطل هي‬
‫بشرطه بطل البيع‪،‬‬ ‫البيع‬ ‫والبيع معا‬ ‫والبيع معا‬
‫وإن تركه جاز البيع‬
‫كاشتراط شرط الخيار كالقصة في حديث عند شراء األمة اشترط‬ ‫كاجتماع بيع وسلف‬
‫البائع عدم جواز‬ ‫بريرة‬ ‫أو شهادة أو طلب‬
‫جنسها أو بيعها‬ ‫الضمان‬

‫أنواع الشروط‬
‫ليس من مصلحة‬ ‫ليس من مصلحة العقد وال‬ ‫ما يكون ملصلحة‬ ‫ما هو من‬
‫العقد وال مقتضاه‬ ‫مصلحة املتعاقدين وال من‬ ‫العقد أو‬ ‫مقتض ى العقد‬
‫وهو ال يصح‬ ‫مقتضاه لكنه ال ينافي العقد‬ ‫املتعاقدين‬
‫املثال‪:‬‬
‫‪42‬‬

‫اشتراط شرطين في‬ ‫شراء األمة بشرط اإلعتاق‬ ‫اشتراط املشتري اشتراط الخيار أو‬
‫بيعة‪.‬‬ ‫رهنا‬ ‫القبض أو تسليم‬
‫مباشرة‬

‫تفصيل الشروط عند املتأخرين من املالكية‬


‫أن يشترط عليه شرطا يقع في مدة امللك‬
‫أن يشترطه بعد أن يشترط في املبيع أن يشترط على املشتري أن يشترط إيقاع معنى في‬
‫املبيع‬ ‫منفعة لنفسه؛ منعا من تصرف عام أو‬ ‫انقضاء امللك‬
‫خاص‬
‫يصح فيه العقد‪ ،‬جائز مثل حديث ال يجوز ألنه من الثنيا‪ -1 ،‬معنى من معاني البر‬
‫مثل أن يبيع األمة على أن ‪ -2‬معنى في املبيع ليس ببر‬ ‫جابر‬ ‫ويبطل الشرط مثل‬
‫ال يطأها أو ال يبيعها‪.‬‬ ‫قصة بريرة‬

‫‪ -2‬اشترط معنى في املبيع ليس ببرمثل أن ال‬ ‫‪ -1‬اشتراط معنى من معاني البرمثل العتق‬
‫يبيعها‬
‫إن كان اشترط تعجيله جاز عنده‪ ،‬وإن تأخر لم ال يجوز عند مالك‪،‬‬
‫وقيل عنه‪ :‬البيع مفسوخ‪،‬‬ ‫يجز لعظم الغرر فيه‬
‫وقيل‪ :‬بل يبطل الشرط فقط‬

‫البيع بشرط العتق املعجل‬


‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي ومالك‬
‫ال يجوز‬ ‫جائز‬
‫أصوله يمنع ذلك‪.‬‬ ‫[‪ ]1‬الشافعي‪ :‬من باب البر مع أن أصولهم منع‬
‫بيع وشرط‪ ،‬وحديث جابر عنده مضطرب‬
‫اللفظ‪.‬‬
‫[‪ ]2‬مالك‪ :‬رأى هذا من باب الغرر اليسير فأجاز‬
‫في املدة القليلة ولم يجزه في الكثيرة‬
‫‪43‬‬

‫من قال له‪ :‬متى جئتك بالثمن رددت علي املبيع‬


‫فإنه ال يجوز عند مالك‪ ،‬ألنه يكون مترددا بين البيع والسلف; إن جاء بالثمن كان سلفا‪ ،‬وإن لم يجئ‬
‫كان بيعا‬

‫هل يجوزذلك في اإلقالة أم ال؟‬


‫من رأى أنها فسخ فرق بينها وبين البيوع‬ ‫من رأى أن اإلقالة بيع فسخها عنده ما يفسخ‬
‫سائر البيوع‬

‫فيمن باع شيئا بشرط أن ال يبيعه حتى ينتصف من الثمن‬


‫ابن املواز‬ ‫ابن القاسم‬ ‫مالك‬
‫جائز في األمد القصير‬ ‫ال يجوز ذلك‬ ‫يجوز ذلك‬
‫ألنه شرط يمنع املبتاع التصرف في‬ ‫ألن حكمه حكم الرهن‪ ،‬وال‬
‫املبيع باملدة البعيدة التي ال يجوز‬ ‫فرق في ذلك بين أن يكون‬
‫للبائع اشتراط املنفعة فيها‪ ،‬فوجب‬ ‫الرهن هو املبيع‪ ،‬أو غيره‬
‫أن يمنع صحة البيع‬

‫إذا ترك الشرط قبل القبض‬


‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬والشافعي‪ ،‬ومحمد بن عبد الحكم‪،‬‬
‫وسائر العلماء‬
‫هذا البيع جائز‬ ‫ال يجوز هذا البيع‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل إذا لحق الفساد بالبيع من قبل الشرط يرتفع الفساد إذا ارتفع الشرط أم ال‬
‫يرتفع‪ ،‬كما ال يرتفع الفساد الًلحق للبيع الحًلل من أجل اقتران املحرم العين به؟ وهذا أيضا ينبني‬
‫على أصل آخر هو هل هذا الفساد حكمي‪ ،‬أو معقول؟‬
‫[‪ ]1‬ألن السلف مباح‪ ،‬وإنما وقع التحريم من‬ ‫[‪ ]1‬أن النهي يتضمن فساد املنهي عنه مع أن‬
‫الثمن يكون في املبيع مجهوال القتران السلف به‪ .‬أجل االقتران (أعني‪ :‬اقتران البيع به)‪ ،‬وكذلك‬
‫[‪ ]2‬غير معقول املعنى لم يرتفع بارتفاع الشرط‪ ،‬البيع في نفسه جائز‪ ،‬وإنما امتنع من قبل اقتران‬
‫الشرط به‪ ،‬وهنالك إنما امتنع البيع من أجل‬ ‫والفساد الذي يوجد في بيوع الربا والغرر هو‬
‫‪44‬‬

‫اقتران ش يء محرم لعينه به‪ ،‬ال أنه ش يء محرم‬ ‫أكثر ذلك حكمي‪ ،‬ولذلك ليس ينعقد عندهم‬
‫من قبل الشرط‪.‬‬ ‫أصًل‪ ،‬وإن ترك الربا بعد البيع‪ ،‬أو ارتفع الغرر‬
‫[‪ ]2‬ألنه معقول املعنى فيرتفع بارتفاع الشرط‬

‫حكم بيع العربان‬


‫صورته‪ :‬أن يشتري الرجل شيئا فيدفع إلى املبتاع من ثمن ذلك املبيع شيئا على أنه إن نفذ البيع‬
‫بينهما كان ذلك املدفوع من ثمن السلعة‪ ،‬وإن لم ينفذ ترك املشتري بذلك الجزء من الثمن عند‬
‫البائع ولم يطالبه به‪.‬‬
‫أحمد‪ ،‬ومجاهد‪ ،‬وابن سيرين‪ ،‬ونافع بن‬ ‫جمهور علماء األمصار‬
‫الحارث‪ ،‬وزيد بن أسلم‬
‫هذا البيع جائز‬ ‫أنه غير جائز‬
‫كان زيد يقول‪ :‬أجازه رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه‬ ‫[‪ ]1‬ألنه من باب الغرر واملخاطرة‪ ،‬وأكل املال‬
‫وسلم ‪ .-‬وقال أهل الحديث‪ :‬ذلك غير معروف‬ ‫بغير عوض‪.‬‬
‫َّ‬
‫[‪ ]2‬نهى رسو ُل هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬عن عن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪.-‬‬
‫العربان (أخرجه أبو داود وهو ضعيف)‪.‬‬ ‫بيع ُ‬

‫[‪ -2‬بيوع الثنيا]‬


‫أن يبيع الرجل حامال ويستثني ما في بطنها‬
‫أحمد‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬وداود‪ ،‬ومروي عن ابن عمر‬ ‫مالك‪ ،‬وأبو حنيفة‪ ،‬والشافعي‪ ،‬والثوري‬
‫ذلك جائز‬ ‫أنه ال يجوز‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل املستثنى مبيع مع ما استثني منه‪ ،‬أم ليس بمبيع وإنما هو باق على ملك البائع؟‬
‫املستثنى مبيع مع ما استثني منه‪ ،‬وهو من الثنيا هو باق على ملك البائع‬
‫املنهي عنها‪ ،‬ملا فيها من الجهل بصفته‪ ،‬وقلة‬
‫الثقة بسًلمة خروجه‬

‫فيمن باع حيوانا‪ ،‬واستثنى بعضه‬


‫إن كان معينا‬ ‫إن كان شائعا‬
‫‪45‬‬

‫إن كان غيرمغيبا كالرأس‪ ،‬واليد‪ ،‬والرجل‬ ‫إن كان مغيبا مثل‬
‫الجنين‬
‫مما ال يستباح ذبحه‬ ‫مما يستباح ذبحه‬ ‫ال يجوز‬ ‫ال خًلف في جوازه مثل‬
‫أن يبيع عبدا إال ربعه‬

‫مسألة‪ :‬مما ال يستباح ذبحه‬


‫ال يجوز‪ ،‬ألنه ال يجوز أن يبيع أحد غًلما ويستثني رجله‪ ،‬ألن حقه غير متميز‪ ،‬وال متبعض‪ ،‬وذلك‬
‫مما ال خًلف فيه‬

‫مسألة‪ :‬مما يستباح ذبحه‬


‫إن باعه واستثنى منه عضوا له قيمة بشرط الذبح‬
‫إذا لم يكن املستثنى قيمة‬
‫ابن حبيب املالكي‬ ‫مالك (مشهور)‬
‫فًل خًلف في جوازه في‬ ‫هو جائز‪ ،‬إنه جوز بيع الشاة مع‬ ‫ال يجوز هذا البيع‬
‫املذهب‬ ‫استثناء القوائم والرأس‬

‫مسألة‪ :‬تعليل املالكية في جوازاستثناء ما تحت الجلد املغيب‬


‫ابن حبيب املالكي‬ ‫اإلمام مالك‬
‫أنه كان استثناؤه بجلده فما تحت الجلد مغيب أنه استثنى عضوا معينا معلوما‪ ،‬فلم يضره ما‬
‫عليه من الجلد أصله شراء الحب في سنبله‪،‬‬ ‫وإن كان لم يستثنه بجلده فإنه ال يدري بأي‬
‫والجوز في قشره‬ ‫صفة يخرج له بعد كشط الجلد عنه‬

‫إن كان املستثنى من الحيوان بشرط الذبح على التفصيل‬


‫(إما عرفا وإما ملفوظا به جزءا مقدرا مثل أرطال من جزور)‬
‫رواية مالك (ابن القاسم)‬ ‫رواية مالك (ابن وهب)‬
‫اإلجازة في األرطال اليسيرة فقط‬ ‫املنع‬
‫‪46‬‬

‫أجمعوا على جواز بيع الرجل ثمر حائطه‪ ،‬واستثناء نخًلت معينات منه قياسا على جواز شرائها‪.‬‬
‫واتفقوا على أنه ال يجوز أن يستثني من حائط له عدة نخًلت غير معينات إال بتعين املشتري لها بعد‬
‫البيع‪ ،‬ألنه بيع ما لم يره املتبايعان‪ ،‬واختلفوا في‪:‬‬
‫الرجل يبيع الحائط ويستثني منه عدة نخالت بعد البيع‬
‫رواية مالك (ابن القاسم)‬ ‫رواية مالك‬ ‫جمهور‬
‫ال يجوز في النخًلت ويجوز في‬ ‫إنه جائز‬ ‫املنع‪ ،‬ملكان اختًلف صفة‬
‫استثناء الغنم‬ ‫النخيل‬

‫شراء نخالت معدودة من حائطه على أن يعينها بعد الشراء املشتري‬


‫ابن القاسم‬ ‫مالك‬
‫ال يجوز هذا البيع‬ ‫إنه جائز‬

‫إذا استثنى البائع مكيله من حائط‬


‫املالكية وأهل املدينة‬ ‫الجمهور‬
‫أجازوا ذلك فيما دون الثلث ومنعوه فيما فوقه‬ ‫إنه جائز‬
‫[‪ ]1‬وحملوا النهي على الثنيا على ما فوق الثلث‪،‬‬ ‫[‪ ]1‬لنهيه ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬عن الثنيا في‬
‫[‪ ]2‬وشبهوا بيع ما عدا املستثنى ببيع الصبرة التي‬ ‫البيع‪( ،‬حديث جابر‪ :‬نهى رسول هللا ﷺ عن‬
‫ال يعلم مبلغ كيلها فتباع جزافا‪ ،‬ويستثنى منها‬ ‫املحاقلة‪ ،‬واملزابنة‪ ... ،‬وعن الثنيا‪)... ،‬‬
‫كيل ما‬ ‫[‪ ]2‬ألنه استثناء مكيل من جزاف‬

‫بيع وإجارة معا في عقد واحد‬


‫صورة املسألة‪ :‬بيع إنسان للدار لشخص آخر واشترط له إجارة دار أخرى بقيمة ما‬
‫الشافعي والكوفيون‬ ‫مالك وأصحابه‬
‫ال يجوز هذا العقد‬ ‫هذا العقد جائز‬
‫[‪ ]1‬ألن الثمن مجهول‬ ‫[‪ ]1‬إذا كانت اإلجارة معلومة لم يكن الثمن‬
‫[‪ ]2‬من باب بيعتين في بيعة‬ ‫مجهوال‬
‫‪47‬‬

‫إجازة السلف والشركة (عند املالكية)‬


‫ابن القاسم‬ ‫الوجه األول‬
‫ال يجوز هذا العقد‪.‬‬ ‫العقد جائز‬
‫سبب الخالف‪ :‬الختًلفها باألقل واألكثر في وجود علل املنع فيها املنصوص عليها‪ ،‬فمن قويت عنده‬
‫علة املنع في مسألة منها منعها‪ ،‬ومن لم تقو عنده أجازها‪ ،‬وذلك راجع إلى ذوق املجتهد‪.‬‬

‫الباب الخامس [في البيوع املنهي عنها من أجل الضررأو الغبن]‬


‫املسموع من هذا الباب ما ثبت من نهيه ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬عن أن يبيع الرجل على بيع أخيه‪،‬‬
‫وعن أن يسوم أحد على سوم أخيه‪ ،‬ونهيه عن تلقي الركبان‪ ،‬ونهيه عن أن يبيع حاضر لباد‪ ،‬ونهيه‬
‫عن النجش‪.‬‬
‫[فصل بيع الرجل على بيع أخيه]‬
‫املراد ببيع الرجل على بيع أخيه‬
‫أحمد‬ ‫الشافعي‬ ‫الثوري‬ ‫مالك وأبو حنيفة‬
‫«ال يبع بعضكم على معنى «ال يبع بعضكم معنى ذلك إذا تم البيع يحرم البيع على البيع‬
‫وال يصح‪ ،‬ويحرم‬ ‫بيع بعض» نهيه عن أن على بيع بعض»‪ ،‬أن ال باللسان‪ ،‬ولم يفترقا‪،‬‬
‫يسوم أحد على سوم يطرأ رجل آخر على فأتى أحد يعرض عليه السوم على السوم مع‬
‫الصحة‪.‬‬ ‫سلعة له هي خير منها‬ ‫املتبايعين فيقول‪:‬‬ ‫أخيه واحد‪ :‬وهي في‬
‫عندي خير من هذه بناء على أن البيع إنما‬ ‫الحالة التي إذا ركن‬
‫يلزم باالفتراق‬ ‫البائع فيها إلى السائم‪ ،‬السلعة ولم يحد وقت‬
‫ركون وال غيره‬ ‫ولم يبق بينهما إال ش يء‬
‫يسير مثل اختيار‬
‫الذهب‪ ،‬أو اشتراط‬
‫العيوب‪ ،‬أو البراءة منها‬

‫الحكم في بيع الرجل على أخيه‬


‫بعض املالكية‬ ‫داود وأصحابه‬ ‫الجمهور‬
‫‪48‬‬

‫فسخه ما لم يفت‬ ‫هذا البيع يكره‪ ،‬وإن وقع مض ى إن وقع‪ :‬فسخ في أي حالة وقع‬
‫تمسكا بالعموم‬ ‫ألنه سوم على بيع لم يتم‪.‬‬

‫الحكم في دخول الذمي في النهي عن سوم غيره‬


‫األوزاعي‬ ‫الجمهور‬
‫ال بأس بالسوم على سوم الذمي‪ ،‬ألنه ليس بأخي‬ ‫ال فرق في ذلك بين الذمي وغيره‬
‫املسلم‬

‫[فصل تلقي الركبان للبيع]‬


‫مفهوم النهي في تلقي الركبان للبيع‬
‫الشافعي‬ ‫مالك‬
‫إنما هو ألجل البائع لئًل يغبنه املتلقي‬ ‫أن املقصود بذلك أهل األسواق‬
‫[‪ ]1‬لئًل ينفرد املتلقي برخص السلعة‪ ،‬دون أهل [‪ ]1‬ألن البائع يجهل سعر البلد‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إذا‬
‫وقع فرب السلعة بالخيار‪ ،‬إن شاء أنفذ البيع‪،‬‬ ‫األسواق‬
‫[‪ ]2‬ال يجوز أن يشتري أحد سلعة حتى تدخل أو رده‪.‬‬
‫[‪ ]2‬حديث أبي هريرة «ال تتلقوا الجلب‪ ،‬فمن‬ ‫السوق‪ ،‬هذا إذا كان التلقي قريبا‪ ،‬فإن كان‬
‫تلقى منه شيئا فاشتراه فصاحبه بالخيار إذا أتى‬ ‫بعيدا فًل بأس به‪.‬‬
‫السوق» خرجه مسلم‪ ،‬وغيره‬

‫[فصل بيع الحاضرللبادي]‬


‫الحكم على بيع الحاضرللبادي‬
‫الحنفية‬ ‫مالك‪ ،‬الشافعي‪ ،‬واألوزعي‬
‫ال بأس أن يبيع الحاضر‬ ‫إنه مكروه‬
‫للبادي ويخبره بالسعر‬
‫[‪ ]1‬القصد بهذا النهي هو إرفاق أهل الحضر‪ ،‬ألن األشياء عند أهل [‪ ]1‬لقوله ‪ -‬عليه الصًلة‬
‫والسًلم ‪« :-‬الدين‬ ‫البادية أيسر من أهل الحاضرة‪ ،‬وهي عندهم أرخص‪ ،‬بل أكثر ما‬
‫النصيحة»‬ ‫يكون مجانا عندهم‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫[‪« ]2‬ال يبع حاضر لباد‪ ،‬ذروا الناس يرزق هللا بعضهم من بعض»‬
‫واألشبه أن يكون من باب غبن البدوي ألنه يرد والسعر مجهول عنده‬
‫ُّ ْ‬
‫الرك َب ِّان‬
‫ََ‬ ‫[‪ ]3‬وألنه َي ُكو َن َع َلى َه َذا َم ْع َنى ْال َحديث َم ْع َنى َّ‬
‫الن ْه ِّي َع ْن تل ِّقي‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َع َلى َما َت َأ َّو َل ُه َّ‬
‫الشا ِّف ِّع ُّي‬

‫الحكم في إخبارالبادي بالسعر‬


‫األوزاعي‬ ‫مالك‬
‫إنه جائز‬ ‫إنه مكروه‬

‫الحكم على شراء الحضري للبدوي‬


‫ابن حبيب (املالكي)‬ ‫رواية املالكية‬
‫يجوز‬ ‫ال يجوز‬

‫إن باع الحضري للبادي‬


‫رواية املالكية‬ ‫الشافعي‪ ،‬ورواية املالكية‬
‫يفسخ البيع‬ ‫فقد تم وجاز البيع‬
‫لحديث‪« :‬دعوا الناس يرزق هللا بعضهم من‬
‫بعض»‬

‫[فصل بيع النجش]‬


‫النجش هو أن يزيد أحد في سلعة‪ ،‬وليس في نفسه شراؤها‪ ،‬يريد بذلك أن ينفع البائع ويضر‬
‫املشتري‪ .‬واتفق العلماء على منع ذلك‪.‬‬
‫الحكم إذا وقع بيع النجش‬
‫أهل الظاهر‬ ‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬والشافعي‬
‫هو فاسد‬ ‫هو كالعيب‪ ،‬واملشتري بالخيار‪،‬‬ ‫إن وقع أثم‪ ،‬وجاز البيع‬
‫إن شاء أن يرد رد‪ ،‬وإن شاء أن‬
‫يمسك‬
‫‪50‬‬

‫سبب الخالف‪ :‬هل يتضمن النهي فساد املنهي؟ وإن كان النهي ليس في نفس الش يء بل من خارج;‬
‫فمن قال يتضمن فسخ البيع لم يجزه; ومن قال ليس يتضمن أجازه‪.‬‬
‫ألن النهي يقتض ي فساد املنهي‬ ‫النهي إذا ورد ملعنى في املنهي‬
‫عنه‪.‬‬ ‫عنه أنه يتضمن الفساد مثل‬
‫النهي عن الربا والغرر‪ ،‬وإذا ورد‬
‫األمر من خارج لم يتضمن‬
‫الفساد‬

‫[بيع املاء]‬
‫‪« -1‬إنه نهى عن بيع فضل املاء ليمنع به الكأل»‬
‫‪ -2‬أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪« -‬نهى عن بيع املاء‪ ،‬ونهى عن بيع فضل املاء ليمنع به الكأل‬
‫وقال‪ :‬ال يمنع وهو بئر وال بيع ماء»‬
‫تأويل النهي‬
‫يحيى بن يحيى‬ ‫الجمهور‬
‫ال يجوز بيع املاء‬ ‫يجوز بيع املاء مع تفاضل بينهم‬
‫[‪ ]1‬لتخصيص هذه األحاديث بمعارضة األصول [‪ ]1‬لعموم األدلة لتحريم بيع املاء‪.‬‬
‫لها‬
‫[‪ ]2‬لحديث‪ :‬ال يحل مال أحد إال بطيب نفس‬
‫منه‪.‬‬

‫آراء املالكية في تخصيص املعاني لألدلة‬


‫بعض املالكية‬ ‫بعض املالكية‬
‫معنى ذلك أن البئر يكون بين الشريكين يسقي إنما تأويل ذلك في الذي يزرع على مائه فتنهار بئره‬
‫هذا يوما فيروي زرع أحدهما في بعض يومه‪ ،‬وال ولجاره فضل ماء أنه ليس لجاره أن يمنعه فضل‬
‫مائه إلى أن يصلح بئره‬ ‫يروي في اليوم الذي لشريكه زرعه‪ ،‬فيجب عليه‬
‫أن ال يمنع شريكه من املاء بقية ذلك اليوم‬
‫‪51‬‬

‫سبب الخالف‪ :‬حملوا املطلق في هذين الحديثين على املقيد‪ ،‬وذلك أنه نهى عن بيع املاء مطلقا‪ ،‬ثم‬
‫نهى عن منع فضل املاء‪ ،‬فحملوا املطلق في هذا الحديث على املقيد وقالوا‪ :‬الفضل هو املمنوع في‬
‫الحديثين‪.‬‬

‫حكم التفرقة بين الوالدة وولدها في البيع‬


‫اتفقوا على منع التفرقة في املبيع بين األم وولدها‪ ،‬لثبوت قوله ‪ -‬عليه الصًلة والسًلم ‪« :-‬من فرق‬
‫بين والدة وولدها فرق هللا بينه وبين أحبته يوم القيامة» واختلفوا من ذلك في موضعين‪ :‬في وقت‬
‫جواز التفرقة‪ ،‬وفي حكم البيع إذا وقع‪ .‬فأما حكم البيع‪:‬‬
‫الشافعي وأبو حنيفة‬ ‫مالك‬
‫ال يفسخ‪ ،‬وأثم البائع واملشتري‬ ‫يفسخ‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل النهي يقتض ي فساد املنهي إذا كان لعلة من خارج؟‬

‫الوقت الذي ينتقل فيه املنع إلى الجواز‬


‫األوزاعي‬ ‫الشافعي‬ ‫مالك‬
‫حده فوق عشر سنين‪ ،‬وذلك‬ ‫حد ذلك سبع سنين أو ثمان‬ ‫حد ذلك اإلثغار (سقوط‬
‫أنه إذا نفع نفسه واستغنى في‬ ‫أسنانه)‬
‫حياته عن أمه‬

‫إذا وقع في البيع غبن ال يتغابن الناس بمثله هل يفسخ البيع أم ال؟‬
‫عبد الوهاب (املالكي) وبعض املالكية‬ ‫املالكية (املشهور)‬
‫إذا كان فوق الثلث رد‬ ‫ال يفسخ‬

‫الباب السادس [في النهي من قبل وقت العبادات]‬


‫إنما ورد في الشرع في وقت وجوب املش ي إلى الجمعة فقط لقوله تعالى‪{ :‬إذا نودي للصًلة من يوم‬
‫الجمعة فاسعوا إلى ذكر هللا وذروا البيع} [الجمعة‪ ،]9 :‬وهذا أمر مجمع عليه فيما أحسب‪( ،‬أعني‬
‫منع البيع عند األذان الذي يكون بعد الزوال واإلمام على املنبر)‬
‫إذا وقع هل يفسخ أم ال؟‬
‫‪52‬‬

‫الشافعي وأبو حنيفة‬ ‫املالكية (املشهور) وأحمد‬


‫ال يفسخ‬ ‫يفسخ‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل النهي الوارد لسبب من خارج يقتض ي فساد املنهي عنه أو ال يقتضيه؟‬

‫على من يفسخ؟‬
‫أهل الظاهر‬ ‫مالك‬
‫على كل بائع‬ ‫على من تجب عليه الجمعة ال على من ال تجب‬
‫عليه‬

‫في العقود األخرغيرالبيع‬


‫القول الثاني‬ ‫القول األول‬
‫ال تلحق به‪.‬‬ ‫تلحق بالبيوع (كحكم البيوع)‬

‫الحكم عن الصلوات األخر‬


‫يمكن أن تلحق بالجمعة على جهة الندب ملرتقب الوقت‪ ،‬فإذا فات فعلى جهة الحظر‪ ،‬وإن كان لم‬
‫يقل به أحد في مبلغ علمي‪ ،‬ولذلك مدح هللا تاركي البيوع ملكان الصًلة‪ ،‬فقال تعالى‪{ :‬رجال ال تلهيهم‬
‫تجارة وال بيع عن ذكر هللا وإقام الصًلة وإيتاء الزكاة} [النور‪]37 :‬‬

‫الجزء الثالث [أسباب الصحة في البيوع املطلقة]‬


‫أجناسها‬
‫العاقدان‬ ‫املعقود عليه‬ ‫العقد‬
‫الباب األول [في العقد]‬
‫والعقد ال يصح إال بألفاظ البيع والشراء التي صيغتها ماضية‪ ،‬مثل أن يقول البائع‪ :‬قد بعت منك‪،‬‬
‫ويقول املشتري‪ :‬قد اشتريت منك‪ ،‬وإذا قال له‪ :‬بعني سلعتك بكذا وكذا‪ ،‬فقال‪ :‬قد بعتها فاختلف‬
‫الفقهاء‪:‬‬
‫الشافعي (غير املعتمد)‬ ‫مالك والشافعي (في املعتمد)‬
‫‪53‬‬

‫أن البيع قد وقع وقد لزم املستفهم إال أن يأتي في أنه ال يتم البيع حتى يقول املشتري‪ :‬قد اشتريت‬
‫ذلك بعذر‬

‫إذا قال املشتري للبائع‪ :‬بكم تبيع سلعتك؟ فيقول املشتري بكذا وكذا‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة وأحمد‬ ‫الشافعي‬
‫ال يشترط مطلقا‬ ‫يشترط اإليجاب والقبول في‬ ‫أنه يقع البيع باأللفاظ‬
‫األمور الخطيرة دون الحقيرة‬ ‫الصريحة وبالكناية‪ ،‬وال يكفي‬
‫(الحقيرة‪ :‬رطل خبز)‬ ‫عند الشافعي املعاطاة دون‬
‫قول‪.‬‬

‫وقت لزوم البيع وخياراملجلس‬


‫وال خًلف فيما أحسب (ابن رشد) أن اإليجاب والقبول املؤثرين في اللزوم ال يتراخى أحدهما عن‬
‫الثاني حتى يفترق املجلس‪ .‬واختلفوا متى يكون اللزوم؟‬
‫مالك‪ ،‬وأبو حنيفة‪ ،‬وأصحابهما‪ ،‬وطائفة من أهل املدينة الشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأبو ثور‪،‬‬
‫وداود‪ ،‬وابن عمر من الصحابة ‪ -‬رض ي‬
‫هللا عنهم ‪ -‬وغيرهم‬
‫البيع الزم باالفتراق من املجلس‪ ،‬وأنهما‬ ‫البيع يلزم في املجلس بالقول‪ ،‬وإن لم يفترقا‬
‫مهما لم يفترقا‪ ،‬فليس يلزم البيع وال‬
‫ينعقد‬
‫[‪ ]1‬حديث ابن عمر‪« :‬املتبايعان كل‬ ‫[‪ ]1‬حديث ابن مسعود أنه قال‪« :‬أيما بيعين تبايعا‬
‫واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم‬ ‫فالقول قول البائع أو يترادان» (منقطع)‬
‫يفترقا إال بيع الخيار» وفي بعض‬ ‫[‪ ]2‬عموم اآلية‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}‬
‫روايات هذا الحديث‪« :‬إال أن يقول‬ ‫[املائدة‪ ،]1 :‬والعقد هو اإليجاب‪ ،‬والقبول‪ ،‬واألمر على‬
‫الوجوب‪ .‬وخيار املجلس يوجب ترك الوفاء بالعقد‪ ،‬ألن له أحدهما لصاحبه‪ :‬اختر»‪.‬‬
‫[‪ ]2‬مروي عن ابن عمر‪ ،‬وأبي برزة‬ ‫عندهم أن يرجع في البيع بعد ما أنعم ما لم يفترقا‪.‬‬
‫األسلمي من الصحابة‪ ،‬وال مخالف‬
‫‪54‬‬

‫لهما من الصحابة‪ ،‬فأصبح إجماعا‬ ‫[‪ ]3‬وأما القياس فإنهم قالوا‪ :‬عقد معاوضة‪ ،‬فلم يكن‬
‫سكوتيا‪.‬‬ ‫لخيار املجلس فيه أثر أصله سائر العقود‪ ،‬مثل النكاح‪،‬‬
‫والكتابة‪ ،‬والخلع‪ ،‬والرهون‪ ،‬والصلح على دم العمد‪.‬‬
‫[‪ ]4‬تغليب القياس على األثر‪ ،‬وذلك مذهب مهجور عند‬
‫املالكية‪.‬‬
‫[‪ ]5‬ولنا فيه تأويًلن‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن املتبايعين في الحديث املذكور هما‬
‫املتساومان اللذان لم ينفذ بينهما البيع‬
‫وأما التأويل اآلخر‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن التفرق هاهنا إنما هو‬
‫كناية عن االفتراق بالقول ال التفرق باألبدان كما قال هللا‬
‫تعالى‪{ :‬وإن يتفرقا يغن هللا كًل من سعته} [النساء‪.]130 :‬‬
‫ترجيح ابن رشد‪ :‬ووجه الترجيح أن يقاس بين ظاهر هذا اللفظ‪ ،‬والقياس فيغلب األقوى‪ ،‬والحكمة‬
‫في ذلك هي ملوضع الندم‬

‫الباب الثاني [في املعقود عليه]‬


‫إنه يشترط فيه سًلمته من الغرر والربا‪ ،‬وقد تقدم املختلف في هذه من املتفق عليه‪ ،‬وأسباب‬
‫االختًلف في ذلك‪ ،‬فًل معنى لتكراره‪.‬‬
‫والغررينتفي عن الش يء بأن يكون‪:‬‬
‫‪ -1‬معلوم الوجود‪ -2 ،‬معلوم الصفة‪ -3 ،‬معلوم القدر‪ -4 ،‬مقدورا على تسليمه‪ ،‬وذلك في الطرفين‬
‫الثمن واملثمون‪ -5 ،‬معلوم األجل أيضا إن كان بيعا مؤجًل‪.‬‬

‫الباب الثالث [في العاقدين]‬


‫إنه يشترط فيهما أن يكونا‪:‬‬
‫‪ -1‬مالكين تامي امللك‪ ،‬أو وكيلين تامي الوكالة بالغبن‪،‬‬
‫‪ -2‬وأن يكونا مع هذا غير محجور عليهما‪ ،‬أو على أحدهما‪ ،‬إما لحق أنفسهما كالسفيه عند من يرى‬
‫التحجير عليه‪ ،‬أو لحق الغير كالعبد إال أن يكون العبد مأذونا له في التجارة‬
‫‪55‬‬

‫بيع الفضولي‬
‫صورته‬
‫‪ -1‬أن يبيع الرجل مال غيره بشرط إن رض ي به صاحب املال أمض ي البيع‪ ،‬وإن لم يرض فسخ‪.‬‬
‫‪ -2‬وكذلك في شراء الرجل للرجل بغير إذنه‪ ،‬على أنه إن رض ي املشتري صح الشراء وإال لم يصح‪،‬‬
‫فاختلف الفقهاء في هذه املسألة‪:‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‬ ‫الشافعي وأحمد‬
‫وفرق بين البيع والشراء‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫يجوز في الوجهين جميعا‬ ‫ال يجوز في الوجهين (الصورتين)‬
‫يجوز في البيع‪ ،‬وال يجوز في‬ ‫جميعا‬
‫الشراء‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل إذا ورد النهي على سبب حمل على سببه أو يعم؟‬
‫[‪ ]1‬النهي الوارد عن بيع الرجل [‪ ]1‬ما روي «أن النبي ‪-‬ﷺ دفع [‪ ]1‬حديث عروة البارقي أنه‬
‫إلى عروة البارقي دينارا‪ ،‬وقال‪ :‬حجة في صحة الشراء للغير‪.‬‬ ‫ما ليس عنده‪.‬‬
‫[‪ ]2‬وحديث عروة محمول أن اشتر لنا من هذا الجلب شاة "‪،‬‬
‫يكون عروة كان وكيًل في البيع قال‪ :‬فاشتريت شاتين بدينار‪،‬‬
‫وبعت إحدى الشاتين بدينار‪،‬‬ ‫والشراء معا‪( .‬ابن حجر‬
‫وجئت بالشاة والدينار‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫العسقًلني)‪.‬‬
‫يا رسول هللا‪ ..‬هذه شاتكم‪،‬‬
‫وديناركم‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم بارك له‬
‫في صفقة يمينه» ووجه‬
‫االستدالل منه أن النبي ﷺ لم‬
‫يأمره في الشاة الثانية ال‬
‫بالشراء وال بالبيع‪.‬‬

‫الجزء الرابع [في األحكام العامة للبيوع الصحيحة]‬


‫الجملة األولى‪ :‬في أحكام وجود العيب في املبيعات‬
‫والجملة الثانية‪ :‬في الضمان في املبيعات متى ينتقل من ملك البائع إلى ملك املشتري‬
‫والثالثة‪ :‬في معرفة األشياء التي تتبع املبيع مما هي موجودة فيه في حين البيع من التي ال تتبعه‬
‫‪56‬‬

‫والرابعة‪ :‬في اختًلف املتبايعين‬

‫الجملة األولى‪ :‬في أحكام وجود العيب في املبيعات‬


‫الباب األول‪ :‬في أحكام وجود العيوب في البيع املطلق‪.‬‬
‫والباب الثاني‪ :‬في أحكامهما في البيع بشرط البراءة‪.‬‬

‫الباب األول [في أحكام وجود العيوب في البيع املطلق‪].‬‬


‫واألصل في وجود الرد بالعيب‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ :‬إال أن تكون تجارة عن تراض منكم} [النساء‪،]29 :‬‬
‫َ ْ َ َ َ َ ا ُ َ َّ ا َ ْ َ َ‬
‫اح َتل َب َها‪ ،‬ف ِّإ ْن َر ِّض َي َها‬ ‫‪ -2‬وحديث املصراة املشهور (حديث أبي هريرة) «م ِّن اشترى غنما مصراة ف‬
‫َْ َ َ َ َ ْ َ ََ َ ََْ َ َ ٌ َ‬
‫اع ِّم ْن ت ْم ٍر‪ ».‬أخرجه البخاري‪.‬‬‫أمسكها‪ ،‬و ِّإن س ِّخطها ف ِّفي حلب ِّتها ص‬
‫الفصل األول‪ :‬في معرفة العقود التي يجب فيها بوجود العيب حكم‪ ،‬من التي ال يجب ذلك فيها‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬في معرفة العيوب التي توجب الحكم‪ ،‬وما شرطها املوجب للحكم فيها؟‬
‫الثالث‪ :‬في معرفة حكم العيب املوجب إذا كان املبيع لم يتغير‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬في معرفة أصناف التغييرات الحادثة عند املشتري وحكمها‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬في القضاء في هذا الحكم عند اختًلف املتبايعين‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬في معرفة العقود التي يجب فيها بوجود العيب حكم‪ ،‬من‬
‫التي ال يجب ذلك فيها‪.‬‬
‫• أما العقود التي يجب فيها بالعيب حكم بًل خًلف‪ ،‬فهي العقود التي املقصود منها املعاوضة‪،‬‬
‫• كما أن العقود التي ليس املقصود منها املعاوضة ال خًلف أيضا في أنه ال تأثير للعيب فيها‪،‬‬
‫كالهبات لغير الثواب‪ ،‬والصدقة ;‬
‫• وأما ما بين هذين الصنفين من العقود‪( ،‬أعني‪ :‬ما جمع قصد املكارمة‪ ،‬واملعاوضة‪ ،‬مثل هبة‬
‫الثواب)‪،‬‬
‫‪ o‬فاألظهر في املذهب أنه ال حكم فيها بوجود العيب‪،‬‬
‫‪ o‬وقد قيل‪ :‬يحكم به إذا كان العيب مفسدا‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫الثاني‪ :‬في معرفة العيوب التي توجب الحكم‪ ،‬وما شرطها املوجب للحكم‬
‫فيها؟‬
‫النظر األول‪ :‬في العيوب التي توجب الحكم‪.‬‬
‫والنظر الثاني‪ :‬في الشرط املوجب له‪.‬‬
‫النظراألول‪ :‬في العيوب التي توجب الحكم‪.‬‬
‫‪ -3‬العيوب التي أضدادها‬ ‫‪ -2‬عيوب في البدن‬ ‫‪ -1‬عيوب في النفس‬
‫كماالت‬

‫عيوب في البدن‬
‫أ‪ -‬ما هي عيوب بأن تشترط أضدادها في املبيع‪ ،‬ب‪ -‬ومنها ما هي عيوب توجب الحكم وإن لم‬
‫يشترط وجود أضدادها في املبيع‪ ،‬وهذه هي التي‬ ‫وهي تسمى عيوبا من قبل الشرط‬
‫فقدها نقص في أصل الخلقة‬

‫العيوب الجسمانية‬
‫ب‪ -‬ما هي في غير ذوات األنفس‬ ‫أ‪ -‬ما هي في أجسام ذوات األنفس‬

‫العيوب التي لها تأثيرفي العقد‬


‫هي عند الجميع ما نقص عن الخلقة الطبيعية‪ ،‬أو عن الخلق الشرعي نقصانا له تأثير في ثمن‬
‫املبيع‪،‬‬
‫وذلك يختلف بحسب اختًلف األزمان‪ ،‬والعوائد‪ ،‬واألشخاص‪ ،‬فربما كان النقص في الخلقة فضيلة‬
‫في الشرع‪ ،‬كالخفاض في اإلماء‪ ،‬والختان في العبيد‬

‫وجود الزنا في العبيد‬


‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ ،‬والشافعي‬
‫ليس بعيب‪ ،‬وهو نقص في الخلق الشرعي الذي‬ ‫هو عيب‬
‫هو العفة‬
‫‪58‬‬

‫الزواج والدين على العبيد‬


‫الشافعي (وجه)‬ ‫مالك‬
‫إنهما ليس بعيب‬ ‫إنهما عيب على العبيد‬
‫ألنهما من العيوب العائقة عن االستعمال‬

‫رأي املالكية في الرائعة (الجميلة) والوخش (اإلنسان الدانئ)‬


‫• والحمل في الرائعة‪ :‬عيب عند مالك‪.‬‬
‫• وفي كونه عيبا في الوخش‪ :‬خًلف في املذهب‬

‫الحكم في التصرية‬
‫هي حقن (جمع) اللبن في الثدي أياما حتى يوهم ذلك أن الحيوان ذو لبن غزير‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك والشافعي وأحمد‬
‫ليست التصرية عيبا لًلتفاق على أن اإلنسان‬ ‫إنها عيب‬
‫إذا اشترى شاة فخرج لبنها قليًل أن ذلك ليس‬
‫بعيب‬
‫[‪ ]1‬حديث أبي هريرة «ال تصروا اإلبل والبقر‪ ]1[ ،‬وحديث املصراة يجب أن ال يوجب عمًل‬
‫ملفارقته األصول‪ ،‬وذلك أنه مفارق لألصول من‬ ‫فمن فعل ذلك فهو بخير النظرين‪ ،‬إن شاء‬
‫أمسكها‪ ،‬وإن شاء ردها وصاعا من تمر» فأثبت وجوه‪:‬‬
‫أ‪ -‬أنه معارض لقوله ﷺ‪« :‬الخراج بالضمان»‬ ‫له الخيار بالرد مع التصرية‪ ،‬وذلك دال على‬
‫وهو أصل متفق عليه‪.‬‬ ‫كونه عيبا مؤثرا‬
‫[‪ ]2‬إلنه مدلس‪ ،‬فأشبه التدليس بسائر العيوب ب‪ -‬أن فيه معارضة منع بيع طعام بطعام‬
‫نسيئة‪ ،‬وذلك ال يجوز باتفاق‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن األصل في املتلفات إما القيم وإما املثل‪،‬‬
‫وإعطاء صاع من تمر في لبن ليس قيمة وال مثًل‪.‬‬
‫د‪ -‬بيع الطعام املجهول (أي‪ :‬الجزاف) باملكيل‬
‫املعلوم‪ ،‬ألن اللبن الذي دلس به البائع غير‬
‫‪59‬‬

‫معلوم القدر‪ ،‬وأيضا فإنه يقل ويكثر‪ ،‬والعوض‬


‫هاهنا محدود‬
‫رأي اإلمام ابن رشد‪ :‬ولكن الواجب أن يستثنى هذا من هذه األصول كلها ملوضع صحة الحديث‪،‬‬
‫وهذا كأنه ليس من هذا الباب‪ ،‬وإنما هو حكم خاص‪.‬‬

‫أمثلة العيوب املؤثرة‬


‫عند املالكية‬ ‫املتفق عليها‬
‫االستحاضة‬ ‫العور‪،‬‬
‫الوخش‬ ‫والعمى‪،‬‬
‫والشيب عيب في الرائعة‪ ،‬وقيل ال بأس باليسير‬ ‫وقطع اليد‪ ،‬والرجل‬
‫املرض في أي عضو كان‪ ،‬أو كان في جملة البدن منه فيها‪.‬‬
‫والزعر (قلة الشعر)‪،‬‬
‫وأمراض الحواس‬
‫وأمراض األعضاء‬
‫والتأنيث في الذكر والتذكير في األنثى‬
‫وبالجملة فأصل املذهب أن كل ما أثر في القيمة (أعني‪ :‬نقص منها) فهو عيب‪.‬‬

‫البول في الفراش‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك والشافعي‬
‫ترد الجارية به‪ ،‬وال يرد العبد به‬ ‫إنه عيب‬

‫النظرالثاني‪ :‬في الشرط املوجب للحكم‪.‬‬


‫نوعه‬
‫في العهدة عند من يقول بها‬ ‫أن يكون حادثا قبل أمد التبايع باتفاق‬
‫املراد بالعهدة‬
‫أن كل عيب حدث فيها عند املشتري فهو من البائع‪ ،‬وهي عند القائلين بها عهدتان‪:‬‬
‫‪60‬‬

‫‪ -2‬وعهدة السنة‪ :‬وهي من العيوب الثًلثة‪:‬‬ ‫‪ -1‬عهدة ثالثة األيام‪ :‬وذلك من جميع العيوب‬
‫الجذام‪ ،‬والبرص‪ ،‬والجنون‬ ‫الحادثة فيها عند املشتري‬
‫تفصيل‪ :‬بالجملة (عند املالكية) أنها بمنزلة أيام القاعدة‪ :‬فما حدث في السنة من هذه الثًلث‬
‫الخيار‪ ،‬وأيام االستبراء‪ ،‬والنفقة فيها والضمان باملبيع فهو من البائع‪ ،‬وما حدث من غيرها من‬
‫العيوب كان من ضمان املشتري على األصل‪.‬‬ ‫من البائع‪.‬‬

‫تفصيل عهدة السنة عند املالكية بال خالف بينهم‬


‫تفصيل عند املالكية‪ :‬فالنفقة فيها والضمان من املشتري إال من األدواء الثًلثة‪ ،‬وهذه العهدة عند‬
‫مالك في الرقيق‪ ،‬وهي أيضا واقعة في أصناف البيوع في كل ما القصد منه املماكسة (نقص الثمن)‬
‫واملحاكرة (حبس الطعام إرادة الغًلء)‪ ،‬وكان بيعا ال في الذمة‪.‬‬

‫تفصيل عهدة السنة عند املالكية فيه خالف بينهم‬


‫وعهدة السنة ال تتداخل مع عهدة االستبراء‪ ،‬هذا هو الظاهر من املذهب‪ ،‬وفيه اختًلف‪.‬‬
‫رأي الفقهاء السبعة‬
‫ال يتداخل منها عهدة مع ثانية‪ ،‬فعهدة االستبراء أوال‪ ،‬ثم عهدة الثًلث‪ ،‬ثم عهدة السنة‪.‬‬

‫هل تلزم العهدة في كل البالد من غيرأن يحمل أهلها عليها؟‬


‫فروي عنه الوجهان‪.‬‬

‫هل يلزم النقد؟‬


‫وال يلزم النقد في عهدة الثًلث‪ ،‬وإن اشترط‪ ،‬ويلزم في عهدة السنة‪.‬‬
‫والعلة في ذلك‪ :‬أنه يكمل تسليم البيع فيها للبائع قياسا على بيع الخيار لتردد النقد فيها بين‬
‫السلف‪ ،‬والبيع‪.‬‬

‫الحكم في العهدة‬
‫جمهور‬ ‫مالك‬
‫لم يصح في العهدة أثر‬ ‫أن يصح األثر في العهدة‬
‫‪61‬‬

‫[‪ ]1‬لو صحت مخالفة لألصول‪ ،‬وذلك أن‬ ‫[‪ ]1‬هي عمل أهل املدينة (وهو حجة عند‬
‫املسلمين مجمعون على أن كل مصيبة تنزل‬ ‫املالكية)‬
‫[‪ ]2‬وأما أصحابه املتأخرون فإنهم احتجوا بما باملبيع قبل قبضه فهي من املشتري‪.‬‬
‫رواه الحسن‪ ،‬عن عقبة بن عامر‪ ،‬عن النبي ﷺ [‪ ]2‬ألن كًل الحديثين عند أهل العلم معلول‪،‬‬
‫فإنهم اختلفوا في سماع الحسن‪ ،‬عن سمرة‪ ،‬وإن‬ ‫قال‪« :‬عهدة الرقيق ثًلثة أيام»‪،‬‬
‫كان الترمذي قد صححه‪.‬‬ ‫[‪ ]3‬وروي أيضا‪« :‬ال عهدة بعد أربع»‬
‫رأي اإلمام ابن رشد‪ :‬فالتخصيص ملثل هذا األصل املتقرر إنما يكون بسماع ثابت‪ ،‬ولهذا ضعف‬
‫عند مالك في إحدى الروايتين عنه أن يقض ى بها في كل بلد إال أن يكون ذلك عرفا في البلد‪ ،‬أو‬
‫يشترط‪ ،‬وبخاصة عهدة السنة‪ ،‬فإنه لم يأت في ذلك أثر‪ .‬وروي عن الشافعي‪ ،‬عن ابن جريج قال‪:‬‬
‫سألت ابن شهاب‪ ،‬عن عهدة السنة‪ ،‬والثًلث‪ ،‬فقال‪ :‬ما علمت فيها أمرا سالفا‪.‬‬

‫الفصل الثالث [في معرفة حكم العيب املوجب إذا كان املبيع لم يتغير]‬
‫ال يخلو أن يكون في‪:‬‬
‫حيوان‬ ‫عروض‬ ‫عقار‬
‫فاملشهور في املذهب أنها ليست فًل خًلف أن املشتري مخير بين‬ ‫فمالك يفرق في ذلك بين العيب‬
‫في هذا الحكم بمنزلة األصول‪ ،‬أن يرد املبيع ويأخذ ثمنه‪ ،‬أو‬ ‫اليسير‪ ،‬والكثير‪ ،‬فيقول‪ :‬إن‬
‫يمسك‪ ،‬وال ش يء له‬ ‫وقد قيل إنها بمنزلة األصول في‬ ‫كان العيب يسيرا لم يجب الرد‪،‬‬
‫املذهب (أبو بكر بن رزق شيخ‬ ‫ووجبت قيمة العيب‪ ،‬وهو‬
‫جدي رحمة هللا عليهما)‪.‬‬ ‫األرش‪ ،‬وإن كان كثيرا وجب‬
‫الرد‪.‬‬

‫إذا أخذ املشتري قيمة العيب من البائع‬


‫وإذ قيل‪ :‬إن املشتري يخير بين أن يرد املبيع ويأخذ ثمنه‪ ،‬أو يمسك وال ش يء له‪ ،‬فإن اتفقا على أن‬
‫يمسك املشتري سلعته ويعطيه البائع قيمة العيب‪ ،‬فاختلف الفقهاء فيها‪:‬‬
‫ابن سريج من أصحاب الشافعي (غير معتمد)‬ ‫الجمهور‬
‫ليس لهما ذلك; ألنه خيار في مال‪ ،‬فلم يكن له‬ ‫إنه جائز‬
‫إسقاطه بعوض كخيار الشفعة‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫قال القاض ي عبد الوهاب‪ :‬وهذا غلط; ألن ذلك حق للمشتري‪ ،‬فله أن يستوفيه (أعني‪ :‬أن يرد‬
‫ويرجع بالثمن‪ ،‬وله أن يعاوض على تركه)‪ ،‬وما ذكره من خيار الشفعة فإنه شاهد لنا‪ ،‬فإن له عندنا‬
‫تركه إلى عوض يأخذه‪ ،‬وهذا ال خًلف فيه‪.‬‬

‫املسألة األولى‪ :‬ظهورالعيب في بعض املبيع‬


‫هل إذا اشترى املشتري أنواعا من املبيعات في صفقة واحدة فوجد أحدها معيبا‪ ،‬فهل يرجع‬
‫بالجميع‪ ،‬أو بالذي وجد فيه العيب؟ إال أن يكون قد سمى ما لكل واحد من تلك األنواع من القيمة‪،‬‬
‫فإن هذا مما ال خًلف فيه أنه يرد املبيع بعينه فقط‪ ،‬وإنما الخًلف إذا لم يسم‪.‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‬ ‫أبو ثور‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬سفيان الثوري‪ ،‬وجه‬
‫الشافعية‬ ‫والشافعية‬
‫ليس له إال أن يرد يرد املعيب بحصته من ينظر في املعيب‪ ،‬فإن إن وجد العيب قبل‬
‫الجميع‪ ،‬أو يمسك الثمن‪ ،‬وذلك بالتقدير كان ذلك وجه الصفقة القبض رد الجميع‪،‬‬
‫واملقصود بالشراء رد وإن وجده بعد القبض‬
‫الجميع‪ ،‬وإن لم يكن رد املعيب بحصته من‬
‫الثمن‬ ‫وجه الصفقة رده‬
‫بقيمته‬
‫[‪ ]1‬لتفريق بين أن‬ ‫[‪ ]1‬التفريق‬ ‫[‪ ]1‬ألن املردود يرجع [‪ ]1‬ألنه موضع‬
‫استحسان منه; ألنه يقبض أو ال يقبض‪،‬‬ ‫ضرورة‪ ،‬فأقيم فيه‬ ‫فيه بقيمة لم يتفق‬
‫عليها املشتري والبائع‪ ،‬التقويم والتقدير مقام رأى أن ذلك املعيب إذا فإن القبض عنده‬
‫شرط من شروط تمام‬ ‫وكذلك الذي يبقى إنما الرضا قياسا على أن ما لم يكن مقصودا في‬
‫املبيع فليس كبير ضرر البيع‪ ،‬ما لم يقبض‬ ‫يبقى بقيمة لم يتفقا فات في البيع فليس‬
‫في أن ال يوافق الثمن املبيع فضمانه عنده‬ ‫فيه إال القيمة‪.‬‬ ‫عليها‪ .‬ويمكن أنه لو‬
‫من البائع‪ ،‬وحكم‬ ‫الذي أقيم به إرادة‬ ‫بعضت السلعة لم‬
‫االستحقاق في هذه‬ ‫املشتري أو البائع‪.‬‬ ‫يشتر البعض بالقيمة‬
‫[‪ ]2‬إذ يكون مقصودا‪ ،‬املسألة حكم الرد‬ ‫التي أقيم بها‬
‫أو جل املبيع فيعظم بالعيب‪.‬‬
‫الضرر في ذلك‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫واختلف عنه هل يعتبر‬


‫تأثير العيب في قيمة‬
‫الجميع أو في قيمة‬
‫املعيب خاصة‬

‫املسألة الثانية‪ :‬ظهورالعيب في صفقة اثنين يرفض أحدهما الرد‬


‫فإنهم اختلفوا في رجلين يبتاعان شيئا واحدا في صفقة واحدة فيجدان به عيبا فيريد أحدهما‬
‫الرجوع‪ ،‬ويأبى اآلخر على قولين‪.‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫صاحبا أبي حنيفة‪ ،‬وابن القاسم (املالكي)‪،‬‬
‫الشافعي‪ ،‬وأحمد‬
‫ليس له أن يرد‬ ‫ملن أراد الرد أن يرد‬
‫سبب الخالف‪ :‬فمن أوجب الرد شبهه بالصفقتين املفترقتين; ألنه قد اجتمع فيها عاقدان‬
‫(الجمهور); ومن لم يوجبه شبهه بالصفقة الواحدة إذا أراد املشتري فيها تبعيض رد املبيع بالعيب‬
‫(القول الثاني)‪.‬‬

‫الفصل الرابع [في معرفة أصناف التغيرات الحادثة عند املشتري‬


‫وحكمها]‬
‫إن تغيراملبيع عند املشتري‬
‫إن تغير املبيع عند املشتري‪ ،‬ولم يعلم بالعيب إال بعد تغير املبيع عنده فالحكم في ذلك يختلف عند‬
‫فقهاء األمصار بحسب التغير‬

‫إن تغيربموت أو فساد أو عتق أو والدة‬


‫عطاء بن أبي رباح‬ ‫الجمهور‬
‫ال يرجع في املوت والعتق بش يء‬ ‫أنه فوت‪ ،‬ويرجع املشتري على البائع بقيمة‬
‫العيب‬
‫‪64‬‬

‫وأما تغيره في البيع (بسبب البيع)‬


‫أشهب (املالكي)‬ ‫ابن عبد الحكم‬ ‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬وابن‬
‫وعثمان البتي‬ ‫القاسم‪ ،‬والشافعي‪،‬‬
‫والليث‬
‫يرجع باألقل من قيمة‬ ‫له الرجوع بقيمة‬ ‫(تفصيل) أما أن يبيعه‬ ‫إذا باعه لم يرجع‬
‫العيب‪ ،‬أو بقيمة‬ ‫العيب‬ ‫من بائعه منه أو من‬ ‫بش يء‬
‫الثمن‪ ،‬هذا إذا باعه‬ ‫غير بائعه‪ ،‬وأما أن‬
‫بأقل مما اشتراه‪ ،‬وعلى‬ ‫يبيعه بمثل الثمن أو‬
‫هذا ال يرجع إذا باعه‬ ‫أقل أو أكثر‬
‫بمثل الثمن‪ ،‬أو أكثر‬
‫ألنه لو كان عنده املبيع‬ ‫تشبيهه البيع بالعتق‬ ‫ألن إذا فات بالبيع فقد‬
‫لم يكن له إال‬ ‫أخذ عوضا من غير أن‬
‫اإلمساك‪ ،‬أو الرد‬ ‫يعتبر تأثيرا بالعيب في‬
‫للجميع‪ ،‬فإذا باعه‬ ‫ذلك العوض الذي هو‬
‫فقد أخذ عوض ذلك‬ ‫الثمن‪ ،‬ولذلك متى قام‬
‫الثمن‪ ،‬فليس له إال ما‬ ‫عليه املشتري منه‬
‫نقص إال أن يكون أكثر‬ ‫بعيب رجع على البائع‬
‫من قيمة العيب‬ ‫األول بًل خًلف‬

‫تفصيل املذهب املالكي‬


‫‪ -2‬أن يبيعه من بائعه منه‬ ‫‪ -1‬أن يبيعه من غير بائعه‬
‫ابن عبد الحكم أ‪ -‬أن يبيعه بمثل ب‪ -‬أن يبيعه بأقل ج‪ -‬أن يبيعه بأكثر‬ ‫ابن القاسم‬
‫الثمن‬ ‫الثمن‬ ‫الثمن‬
‫تفصيل‬ ‫رجع عليه قيمة‬ ‫ال رجوع له‬ ‫إذا باعه لم يرجع له الرجوع بقيمة‬
‫العيب‬ ‫بالعيب‬ ‫العيب‬ ‫بش يء‬

‫أن يبيعه بأكثرالثمن‬


‫‪65‬‬

‫‪ -2‬إن لم يكن مدلسا‬ ‫‪ -1‬إن كان البائع األول مدلسا (عاملا‬


‫بالعيب)‬
‫رجع األول على الثاني في الثمن والثاني على األول أيضا‪،‬‬ ‫لم يرجع األول على الثاني بش يء‬
‫وينفسخ البيعان ويعود املبيع إلى ملك األول‪.‬‬

‫الحكم إذا وهب أو تصدق باملعيب‬


‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‬
‫ال يرجع إليه‬ ‫إن وهب أو تصدق رجع بقيمة العيب‬

‫ألن هبته‪ ،‬أو صدقته تفويت للملك بغير عوض‪،‬‬ ‫لقياس الهبة على العتق‬
‫ورضا منه بذلك طلبا لألجر‪ ،‬فيكون رضاه‬
‫بإسقاط حق العيب أولى وأحرى بذلك‬

‫العقود التي يتعاقبها االسترجاع كالرهن واإلجارة‬


‫أشهب‬ ‫ابن القاسم‬
‫ال يمنع ذلك من الرد بالعيب إذا رجع إليه املبيع إذا لم يكن زمان خروجه عن يده زمانا بعيدا كان‬
‫له الرد بالعيب‬
‫الهبة للثواب‪ :‬والهبة للثواب عند مالك كالبيع في أنها فوت‪.‬‬

‫طرو النقصان‬
‫إن طرأ على املبيع نقص فًل يخلو أن يكون نقص‪:‬‬
‫أو في النفس‬ ‫‪ -2‬أو في البدن‬ ‫‪ -1‬في قيمته‬

‫فأما نقصان القيمة الختًلف األسواق‪ :‬فغير مؤثر في الرد بالعيب بإجماع‬

‫النقصان الحادث في البدن‬


‫‪66‬‬

‫• فإن كان يسيرا غير مؤثر في القيمة فًل تأثير له في الرد بالعيب‪ ،‬وحكمه حكم الذي لم يحدث‪،‬‬
‫وهذا نص مذهب مالك‪ ،‬وغيره‪.‬‬
‫• وأما النقص الحادث في البدن املؤثر في القيمة‪ ،‬فاختلف الفقهاء فيه على أربعة أقوال‬
‫أبو محمد بن حزم‬ ‫مالك‬ ‫الثوري والشافعي‬ ‫أبو حنيفة والشافعي‬
‫في قوله الجديد‬
‫ليس له إال أن يرد‪ ،‬إن املشتري بالخيار بين له أن يرد وال ش يء‬ ‫أنه ليس له أن يرجع‬
‫عليه‬ ‫ويرد مقدار العيب أن يمسك ويضع عنه‬ ‫إال بقيمة العيب‬
‫البائع من الثمن قدر‬ ‫الذي حدث عنده‬ ‫فقط‪ ،‬وليس له غير‬
‫العيب‪ ،‬أو يرده على‬ ‫ذلك إذا أبى البائع من‬
‫البائع‪ ،‬ويعطيه ثمن‬ ‫الرد‬
‫العيب الذي حدث‬
‫عنده‬
‫ألنه أمر حدث من عند‬ ‫[‪ ]1‬لتعارض حق‬ ‫فألنه قد أجمعوا على قياسا على العتق‬
‫البائع‪ ،‬وحق املشتري هللا كما لو حدث في‬ ‫واملوت لكون هذا‬ ‫أنه إذا لم يحدث‬
‫غلب املشتري‪ ،‬وجعل ملك البائع‪ ،‬فإن الرد‬ ‫األصل غير مجمع‬ ‫باملبيع عيب عند‬
‫عليه‪ ،‬وقد خالف فيه له الخيار; ألن البائع ال بالعيب دال على أن‬ ‫املشتري فليس إال‬
‫يخلو من أحد أمرين‪ :‬البيع لم ينعقد في‬ ‫عطاء‪.‬‬ ‫الرد‪ ،‬فوجب‬
‫إما أن يكون مفرطا في نفسه‪ ،‬وإنما انعقد في‬ ‫استصحاب حال هذا‬
‫أنه لم يستعلم العيب‪ ،‬الظاهر‪ ،‬وأيضا فًل‬ ‫الحكم‪ ،‬وإن حدث‬
‫ويعلم به املشتري‪ ،‬أو كتاب وال سنة يوجب‬ ‫عند املشتري عيب مع‬
‫يكون علمه فدلس به على مكلف غرم ما لم‬ ‫إعطائه قيمة العيب‬
‫يكن له تأثير في نقصه‬ ‫على املشتري‬ ‫الذي حدث عنده‪.‬‬
‫[‪ ]2‬ألنه إذا صح أنه إال أن يكون على جهة‬
‫التغليظ عند من‬ ‫دلس بالعيب وجب‬
‫عليه الرد من غير أن ضمن الغاصب ما‬
‫نقص عنده بأمر من‬ ‫يدفع إليه املشتري‬
‫هللا‪.‬‬ ‫قيمة العيب الذي‬
‫‪67‬‬

‫حدث عنده‪ ،‬فإن مات‬


‫من ذلك العيب كان‬
‫ضمانه على البائع‬
‫بخًلف الذي لم يثبت‬
‫أنه دلس فيه‪.‬‬

‫آراء املالكية إن اختلف املشتري والبائع‬


‫فقال البائع للمشتري‪ :‬أنا أقبض املبيع‪ ،‬وتعطي أنت قيمة العيب الذي حدث عندك‪ ،‬وقال املشتري‪:‬‬
‫بل أنا أمسك املبيع‪ ،‬وتعطي أنت قيمة العيب الذي حدث عندك‪ .‬فاختلف املالكية‬
‫القول الثاني (ابن القاسم املالكي)‬ ‫القول األول (عيس ى بن دينار)‬
‫القول قول البائع‪ ،‬وهذا إنما يصح على قول من‬ ‫فالقول قول املشتري والخيار له‬
‫يرى أنه ليس للمشتري إال أن يمسك أو يرد‪ ،‬وما‬
‫نقص عنده‬

‫العيوب التي في النفس كاإلباق والسرقة‬


‫القول الثاني (ابن حبيب املالكي)‬ ‫القول األول (ابن القاسم املالكي)‬
‫ُ‬
‫ليس عليه أن يرد معه ما نقصه عيب الزنا‬ ‫إنها تفيت (تذهب) الرد كعيوب األبدان‬
‫والسرقة بخًلف عيوب البدن‪.‬‬

‫العيب الحادث عند املشتري‬


‫وال خًلف أن العيب الحادث عند املشتري إذا ارتفع بعد حدوثه أنه ال تأثير له في الرد إال أن ال تؤمن‬
‫عاقبته‪.‬‬

‫في املشتري يطأ الجارية‬


‫عثمان البتي‬ ‫مالك‬ ‫سفيان‬ ‫ابن أبي‬ ‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‬
‫والشافعي‬ ‫الثوري‬ ‫شبرمة‪ ،‬وابن‬
‫أبي ليلي‬
‫‪68‬‬

‫الوطء معتبر‬ ‫إن كانت ثيبا ليس عليه في‬ ‫يردها ويرد‬ ‫يرد قيمة‬ ‫إذا وطئ فليس‬
‫في العرف في‬ ‫وطء الثيب‬ ‫رد نصف‬ ‫مهر مثلها‬ ‫الوطء في‬ ‫له الرد وله‬
‫ذلك النوع من‬ ‫العشر من ش يء; ألنه غلة‬ ‫البكر‪ ،‬وال‬ ‫الرجوع بقيمة‬
‫الرقيق‪ ،‬فإن‬ ‫وجبت له‬ ‫ثمنها‪ ،‬وإن‬ ‫يردها في‬ ‫العيب‪ ،‬وسواء‬
‫كان له أثر في‬ ‫كانت بكرا رد بالضمان‪ .‬وأما‬ ‫الثيب‪.‬‬ ‫أكانت بكرا‪ ،‬أو‬
‫القيمة رد‬ ‫البكر فهو‬ ‫العشر من‬ ‫ثيبا‬
‫البائع ما‬ ‫عيب يثبت‬ ‫ثمنها‬
‫نقص‪ ،‬وإن لم‬ ‫عنده‬
‫يكن له أثر لم‬ ‫للمشتري‬
‫يلزمه ش يء‪.‬‬ ‫الخيار على ما‬
‫سلف من‬
‫رأيه‪.‬‬

‫طرو الزيادة‬
‫الزيادة الحادثة في املبيع (املتولدة املنفصلة منه)‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‬ ‫الشافعي وأحمد‬
‫استثنى من ذلك الولد فقال‪ :‬الزوائد كلها تمنع الرد‪ ،‬وتوجب‬ ‫أنها غير مؤثرة في الرد‪ ،‬وأنها‬
‫يرد للبائع‪ ،‬وليس للمشتري إال أرش العيب إال الغلة والكسب‬ ‫للمشتري‬
‫الرد الزائد مع األصل أو‬
‫اإلمساك‬
‫ألن ما تولد عن املبيع داخل في‬ ‫ألنه يتبع أمه أو أصله ولحق‬ ‫لعموم قوله ‪ -‬عليه الصًلة‬
‫العقد‪ ،‬فلما لم يكن رده ورد ما‬ ‫والسًلم ‪« :-‬الخراج بالضمان» للمشتري إال يرد كلها معا‪.‬‬
‫تولد عنه كان ذلك فوتا يقتض ي‬
‫أرش العيب ال ما نصصه‬
‫الشرع من الخراج والغلة‪.‬‬

‫الزيادة الحادثة في نفس املبيع الغيرمنفصلة عنه‬


‫‪69‬‬

‫فإنها إن كانت مثل الصبغ في الثوب والرقم في الثوب‪ ،‬فإنها توجب الخيار في املذهب‪ :‬إما اإلمساك‪،‬‬
‫والرجوع بقيمة العيب‪ ،‬وإما في الرد‪ ،‬وكونه شريكا مع البائع بقيمة الزيادة‪.‬‬

‫النماء في البدن مثل السمن‬


‫فقد قيل في املذهب يثبت به الخيار‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يثبت‪ ،‬وكذلك النقص الذي هو الهزال‪.‬‬

‫الفصل الخامس [في القضاء في اختالف الحكم عند اختالف‬


‫املتبايعين]‬
‫وأما صفة الحكم في القضاء بهذه األحكام‪:‬‬
‫‪ -1‬فإنه إذا تقار البائع واملشتري على حالة من هذه األحوال املذكورة هاهنا وجب الحكم الخاص‬
‫بتلك الحال‪،‬‬
‫‪ -2‬فإن أنكر البائع دعوى القائم‪ ،‬فًل يخلو أن ينكر وجود العيب‪ ،‬أو ينكر حدوثه عنده‬
‫فإن أنكروجود العيب باملبيع‬
‫وإن كان مما يختص بعلمه أهل صناعة ما‬ ‫إن كان العيب يستوي في إدراكه جميع الناس‬
‫شهد به أهل تلك الصناعة‪ ،‬فقيل في املذهب‬ ‫كفى في ذلك شاهدان عدالن ممن اتفق من‬
‫عدالن‪ .‬وقيل ال يشترط في ذلك العدالة وال‬ ‫الناس‬
‫العدد وال اإلسًلم‬

‫إن اختلفوا في كونه مؤثرا في القيمة‪ ،‬وفي كونه أيضا قبل أمد التبايع أو بعده‬
‫وإن كانت له بينة على وجود العيب باملبيع‬ ‫إن لم يكن للمشتري بينة‬
‫لم يجب له يمين على البائع‬ ‫حلف البائع أنه ما حدث عنده‬

‫إذا وجب األرش‬


‫فوجه الحكم في ذلك أن يقوم الش يء سليما‪ ،‬ويقوم معيبا‪ ،‬ويرد املشتري ما بين ذلك‪.‬‬

‫إن وجب الخيار‬


‫‪70‬‬

‫قوم ثالث تقويمات‪:‬‬


‫‪ -1‬تقويم وهو سليم‪،‬‬
‫‪ -2‬وتقويم بالعيب الحادث عند البائع‪،‬‬
‫‪ -3‬وتقويم بالعيب الحادث عند املشتري‪،‬‬
‫فيرد البائع من الثمن‪ ،‬ويسقط عنه ما قدر منه قدر ما تنقص به القيمة املعيبة عن القيمة‬
‫السليمة‬

‫وإن أبى املشتري الرد وأحب اإلمساك‬


‫رد البائع من الثمن ما بين القيمة الصحيحة واملعيبة عنده‪.‬‬

‫الباب الثاني [في بيع البراءة]‬


‫صورته‪ :‬أن يشترط البائع على املشتري التزام كل عيب يجده في املبيع على العموم‬
‫مالك (املشهور)‬ ‫الشافعي (األشهر) وأحمد‬ ‫أبو حنيفة وأبو ثور‬
‫والثوري‬
‫أن البراءة جائزة مما يعلم‬ ‫ال يبرأ البائع إال من عيب يريه‬ ‫يجوز البيع بالبراءة من كل‬
‫البائع من العيوب‪ ،‬وذلك في‬ ‫للمشتري‬ ‫عيب; سواء علمه البائع‪ ،‬أو لم‬
‫الرقيق خاصة‪ ،‬إال البراءة من‬ ‫يعلمه‪ ،‬سماه أو لم يسمه‪،‬‬
‫الحمل في الجواري الرائعات‪،‬‬ ‫أبصره أو لم يبصره‬
‫فإنه ال يجوز عنده لعظم الغرر‬
‫فيه‪ ،‬ويجوز في الوخش‬
‫ألن ذلك من باب الغرر فيما لم [‪ ]1‬ما رواه في املوطأ أن عبد‬ ‫ألن القيام بالعيب حق من‬
‫يعلمه البائع‪ ،‬ومن باب الغبن‪ ،‬هللا بن عمر باع غًلما له‬ ‫حقوق املشتري قبل البائع‪،‬‬
‫بثمانمائة درهم وباعه على‬ ‫والغش فيما علمه‪ ،‬ولذلك‬ ‫فإذا أسقطه سقط أصله‬
‫البراءة‪ ،‬فقال الذي ابتاعه لعبد‬ ‫اشترط مالك جهل البائع‪.‬‬ ‫وسائر الحقوق الواجبة‬
‫هللا بن عمر‪ :‬بالغًلم داء لم‬
‫تسمه‪ ،‬فاختصما إلى عثمان‪،‬‬
‫‪71‬‬

‫فقال الرجل‪ :‬باعني عبدا وبه‬


‫داء لم يسمه لي‪ ،‬وقال عبد هللا‪:‬‬
‫بعته بالبراءة فقض ى عثمان‬
‫على عبد هللا أن يحلف لقد باع‬
‫العبد وما به من داء يعلمه‪،‬‬
‫فأبى عبد هللا أن يحلف وارتجع‬
‫العبد‬
‫[‪ ]2‬وروي أيضا أن زيد بن ثابت‬
‫كان يجيز بيع البراءة‬
‫[‪ ]3‬ولذلك إنما خص مالك‬
‫بذلك الرقيق لكون عيوبهم في‬
‫األكثر خافية‬

‫آراء املالكية في بيع البراءة‬


‫رواية مالك‬ ‫رواية مالك (ابن‬ ‫الرواية الثالثة‬ ‫الرواية الثانية‬ ‫مالك (األشهر)‬
‫القاسم)‬
‫أن بيع البراءة إنما في بيع السلطان‬ ‫ال يبرأ البائع إال‬ ‫أنه يجوز في‬ ‫أن البراءة جائزة‬
‫وبيع املواريث‪،‬‬ ‫يصح من‬ ‫من عيب يريه‬ ‫الرقيق والحيوان‬ ‫مما يعلم البائع‬
‫السلطان فقط وذلك من غير أن‬ ‫للمشتري (مثل‬ ‫من العيوب‪،‬‬
‫وفي قضاء الديون يشترطوا البراءة‬ ‫قول الشافعي)‬ ‫وذلك في الرقيق‬
‫خاصة‬ ‫خاصة‪...‬‬

‫البراءة بالجملة‬
‫خيار الرد بالعيب حق ثابت للمشتري‪ ،‬وملا كان ذلك يختلف اختًلفا كثيرا كاختًلف املبيعات في‬
‫صفاتها وجب إذا اتفقا على الجهل به أن ال يجوز أصله إذا اتفقا على جهل صفة املبيع املؤثرة في‬
‫الثمن‪.‬‬
‫إنما تلزم عند القائلين بالشرط (أعني‪ :‬إذا اشترطها) إال بيع السلطان واملواريث عند مالك فقط‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫فالكًلم بالجملة في بيع البراءة هو في جوازه وفي شرط جوازه‪ ،‬وفيما يجوز من العقود واملبيعات‬
‫والعيوب‪ ،‬وملن يجوز بالشرط‪ ،‬أو مطلقا‪.‬‬

‫الجملة الثانية [في وقت ضمان املبيعات]‬


‫واختلفوا في الوقت الذي يضمن فيه املشتري املبيع أنى تكون خسارته إن هلك منه‪.‬‬
‫أهل الظاهر‬ ‫مالك‬ ‫فقال أبو حنيفة‪ ،‬والشافعي‬
‫أن بالعقد يدخل في ضمان‬ ‫الحكم على حسب املبيعات‬ ‫ال يضمن املشتري إال بعد‬
‫املشتري‬ ‫(أما البائع فيه حق توفية‪ ،‬وأما‬ ‫القبض‬
‫املبيع ليس فيه حق توفية‪ ،‬وأما‬
‫املبيع الغائب)‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل على القبض شرط من شروط العقد‪ ،‬أو حكم من أحكام العقد‪ ،‬والعقد الزم‬
‫دون القبض؟ فمن قال القبض من شروط صحة العقد‪ ،‬أو لزومه‪ ،‬أو كيفما شئت أن تعبر في هذا‬
‫املعنى كان الضمان عنده من البائع حتى يقبضه املشتري‪ .‬ومن قال‪ :‬هو حكم الزم من أحكام املبيع‪،‬‬
‫والبيع وقد انعقد‪ ،‬ولزم قال‪ :‬العقد يدخل في ضمان املشتري‪.‬‬
‫لتفريق بين الغائب والحاضر؛ لعموم الحديث‪ :‬قال ‪ -‬عليه‬ ‫حديث عتاب بن أسيد أن‬
‫والذي فيه حق التوفية‪ ،‬والذي الصًلة والسًلم ‪« :-‬الخراج‬ ‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫بالضمان»‬ ‫وسلم ‪ -‬ملا بعثه إلى مكة قال له‪ :‬ليس فيه حق التوفية‬
‫«انههم عن بيع ما لم يقبضوا استحسان‪.‬‬
‫وربح ما لم يضمنوا»‬

‫أقسام املبيعات عند املالكية واألحكام املترتبة عليها في املسألة السابقة‬


‫املبيع الغائب‬ ‫‪ -1‬بيع يجب على البائع فيه حق ‪ -2‬وبيع ليس فيه حق توفية‪،‬‬
‫توفية من وزن‪ ،‬أو كيل‪ ،‬وعدد وهو الجزاف‪ ،‬أو ما ال يوزن‪،‬‬
‫وال يكال‪ ،‬وال يعد‬
‫الحكم‪ :‬ال يضمن املشتري إال الحكم‪ :‬أن ضمانه من املشتري فعن مالك في ذلك ثًلث روايات‬
‫وإن لم يقبضه‬ ‫بعد القبض‬
‫‪73‬‬

‫روايات اإلمام مالك في ضمان املبيع الغائب‬


‫الرواية الثانية‬ ‫الرواية الثانية‬ ‫الرواية األولى (أشهرها)‬
‫الفرق بين ما ليس بمأمون‬ ‫أن الضمان من البائع إال أن أنه من املبتاع‪ ،‬إال أن يشترطه‬
‫البقاء إلى وقت االقتضاء‬ ‫على البائع‬ ‫يشترطه على املبتاع‬
‫كالحيوان واملأكوالت‪ ،‬وبين ما‬
‫هو مضمون البقاء‬

‫القول في الجوائح (اآلفات التي تصيب الثمر)‬


‫وال خًلف بين املسلمين أنه من ضمان املشتري بعد القبض إال في العهدة‪ ،‬والجوائح‪ ،‬وال خًلف‬
‫بينهم في القضاء (الضمان على البائع) بالجائحة بالعطش‪ ،‬لكن اختلفوا في وضع الجوائح في الثمار‬
‫(وضعها عن املشتري)‪:‬‬
‫أبو حنيفة‪ ،‬والثوري‪ ،‬والشافعي (الجديد)‪،‬‬ ‫مالك وأحمد‬
‫والليث‬
‫إنها من ضمان املشتري‬ ‫إنها من ضمان البائع‬
‫سبب الخالف‪ :‬تعارض اآلثار فيها وتعارض مقاييس الشبه‪ ،‬وقد رام كل واحد من الفريقين صرف‬
‫الحديث املعارض للحديث الذي هو األصل عنده بالتأويل‬
‫[‪ ]1‬حديث جابر أن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه [‪ ]1‬حديث أبي سعيد الخدري قال‪« :‬أجيح رجل‬
‫وسلم ‪ -‬قال‪« :‬من باع ثمرا فأصابته جائحة فًل في ثمار ابتاعها وكثر دينه‪ ،‬فقال رسول هللا ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ :-‬تصدقوا عليه‪ ،‬فتصدق‬ ‫يأخذ من أخيه شيئا‪ ،‬على ماذا يأخذ أحدكم‬
‫عليه فلم يبلغ وفاء دينه‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ -‬صلى‬ ‫مال أخيه»؟ " خرجه مسلم‬
‫هللا عليه وسلم ‪ :-‬خذوا ما وجدتم وليس لكم إال‬ ‫[‪ ]2‬حديث جابر «أمر رسول هللا ‪ -‬صلى هللا‬
‫ذلك»‪ ،‬قالوا‪ :‬فلم يحكم بالجائحة‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬بوضع الجوائح»‬
‫[‪ ]3‬قياس الشبه وذلك أنهم قالوا‪ :‬إنه مبيع بقي [‪ ]2‬يشبه أن يكون األمر بها إنما ورد من قبل‬
‫النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صًلحها قالوا‪:‬‬ ‫على البائع فيه حق توفية‪ ،‬بدليل ما عليه من‬
‫سقيه إلى أن يكمل‪ ،‬فوجب أن يكون ضمانه منه ويشهد لذلك أنه ملا كثر شكواهم بالجوائح أمروا‬
‫أن ال يبيعوا الثمر إال بعد أن يبدو صًلحه‪،‬‬ ‫أصله سائر املبيعات التي بقي فيها حق توفية‪.‬‬
‫وذلك في حديث زيد بن ثابت املشهور‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫[‪ ]3‬إنه اضطرب (عند الشافعي) في ذكر وضع‬ ‫[‪ ]4‬والفرق عندهم بين هذا املبيع‪ ،‬وبين سائر‬
‫الجوائح فيه (حديث جابر)‪ ،‬ولكنه قال‪ :‬إن ثبت‬ ‫البيوع أن هذا بيع وقع في الشرع‪ ،‬واملبيع لم‬
‫الحديث وجب وضعها في القليل والكثير‬ ‫يكمل بعد‪ ،‬فكأنه مستثنى من النهي عن بيع ما‬
‫لم يخلق‪ ،‬فوجب أن يكون في ضمانه مخالفا‬
‫لسائر املبيعات‪.‬‬
‫[‪ ]5‬يمكن أن يكون البائع عديما‪ ،‬فلم يقض‬
‫عليه بجائحة‪ ،‬أو أن يكون املقدار الذي أصيب‬
‫من الثمر مقدارا ال يلزم فيه جائحة‪ ،‬أو أن يكون‬
‫أصيب في غير الوقت الذي تجب فيه الجائحة‪،‬‬
‫مثل أن يصاب بعد الجذاذ أو بعد الطيب‪.‬‬
‫[‪ ]6‬الستصحاب حال اإلجماع في محل الخًلف‪:‬‬
‫ألن الفقهاء اتفقوا في القضاء بالجائحة‬
‫بالعطش‪.‬‬

‫أصول الجوائح (مذهب مالك)‬


‫والكًلم في أصول الجوائح على مذهب مالك ينحصر في أربعة فصول‪:‬‬
‫األول‪ :‬في معرفة األسباب الفاعلة للجوائح‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬في محل الجوائح من املبيعات‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬في مقدار ما يوضع منه فيه‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬في الوقت الذي توضع فيه‬

‫[الفصل األول في معرفة األسباب الفاعلة للجوائح]‬


‫‪ -3‬ما أصاب من صنع اآلدميين‬ ‫‪ -2‬العطش‬ ‫‪ -1‬ما أصاب الثمرة من السماء‬
‫مثل البرد‪ ،‬والقحط‪ ،‬وضده‬
‫(وهو الطوفان) والعفن‬
‫‪75‬‬

‫وبعض لم يره‬ ‫فبعض من أصحاب مالك‬ ‫فًل خًلف بين‬ ‫ال خًلف في املذهب أنه جائحة‬
‫جائحة‬ ‫رآه جائحة‬ ‫الجميع أنه‬
‫جائحة‪.‬‬
‫تشبيه باألمور السماوية‪،‬‬ ‫ظاهر قوله ‪ -‬عليه الصًلة‬
‫ومن استثنى اللص قال‪:‬‬ ‫والسًلم ‪« :-‬أرأيت إن منع هللا‬
‫يمكن أن يتحفظ منه‬ ‫الثمرة؟»‬

‫تفصيل أقوال من رآه جائحة‬


‫القول الثاني‬ ‫القول األول‬
‫كل ما يصيب الثمرة من جهة اآلدميين جائحة‬ ‫الجائحة ما كان غالبا كالجيش ولم ير ما كان‬
‫بأي وجه كان‬ ‫منه بمغافصة (مفاجأة) جائحة مثل السرقة‬

‫[الفصل الثاني في محل الجوائح من املبيعات]‬


‫محل الجوائح هي الثمار‪ ،‬والبقول‪:‬‬
‫‪ -1‬فأما الثمار‪ :‬فًل خًلف فيها في املذهب‪.‬‬
‫‪ -2‬وأما البقول‪ :‬ففيها خًلف‪ ،‬واألشهر فيها الجائحة‪ .‬وإنما اختلفوا في البقول الختًلفهم في تشبيهها‬
‫باألصل الذي هو الثمر‪.‬‬

‫[الفصل الثالث في مقدارما يوضع منه فيه]‬


‫وأما املقدار الذي تجب فيه الجائحة‬
‫البقول‬ ‫الثمار‬
‫وقيل‪ :‬في الثلث‬ ‫قيل‪ :‬في القليل والكثير‬ ‫الثلث‬

‫في اعتبارالثلث‬
‫أشهب‬ ‫ابن القاسم‬
‫يعتبر الثلث في القيمة‬ ‫يعتبر الثلث بالكيل‬
‫‪76‬‬

‫إذا ذهب الثلث‬


‫أشهب‬ ‫ابن القاسم‬
‫إذا ذهب من الثمر ما قيمته الثلث من الكيل‬ ‫(تفصيل) إما إن كان نوعا واحدا ليس تختلف‬
‫وضع عنه الثلث من الثمن‪ ،‬وسواء أكان ثلثا في‬ ‫قيمة بطونه وإما إن كان الثمر أنواعا كثيرة‬
‫الكيل أو لم يكن‪.‬‬ ‫مختلفة القيم‪ ،‬أو كان بطونا مختلفة القيم‪.‬‬

‫تفصيل ابن القاسم فيما إذا ذهب الثلث‬


‫إن كان الثمر أنواعا كثيرة مختلفة القيم‪ ،‬أو كان بطونا مختلفة‬ ‫إن كان نوعا واحدا ليس‬
‫القيم‪.‬‬ ‫تختلف قيمة بطونه‬
‫اعتبر قيمة ذلك الثلث الذاهب من قيمة الجميع‪ ،‬فما كان قدره‬ ‫حط عنه من الثمن الثلث‬
‫حط بذلك القدر من الثمن‪ ،‬ففي موضع يعتبر املكيلة فقط; حيث‬
‫تختلف القيمة في أجزاء الثمرة وبطونها وفي موضع يعتبر األمرين‬
‫جميعا حيث تختلف القيمة‪.‬‬

‫حجة املالكية‬
‫واملالكية يحتجون في مصيرهم إلى التقدير في وضع الجوائح‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وإذا وجب الفرق وجب أن يعتبر فيه; إذ قد اعتبره الشرع في مواضع كثيرة‪ ،‬وإن كان املذهب‬
‫يضطرب في هذا األصل‪ ،‬فمرة يجعل الثلث من حيز الكثير كجعله إياه هاهنا‪ ،‬ومرة يجعله في حيز‬
‫القليل ولم يضطرب في أنه الفرق بين القليل والكثير‪،‬‬

‫رأي الجمهور‬
‫واملقدرات يعسر إثباتها بالقياس عند جمهور الفقهاء‪ ،‬لذلك قال الشافعي‪ :‬لو قلت بالجائحة لقلت‬
‫فيها بالقليل‪ ،‬والكثير‪ ،‬وكون الثلث فرقا بين القليل والكثير هو نص في الوصية في قوله ‪ -‬عليه‬
‫الصًلة والسًلم ‪« :-‬الثلث‪ ،‬والثلث كثير»‪.‬‬

‫[الفصل الرابع في الوقت الذي توضع فيه]‬


‫‪77‬‬

‫وأما زمان القضاء بالجائحة‪ ،‬فاتفق املذهب على وجوبها في الزمان الذي يحتاج فيه إلى تبقية الثمر‬
‫على رءوس الشجر حيث يستوفي طيبه‪ .‬واختلفوا إذا أبقاه املشتري في الثمار ليبيعه على النضارة‪،‬‬
‫وشيئا شيئا‬
‫إذا أبقاه املشتري في الثمارليبيعه على النضارة‪ ،‬وشيئا شيئا‬
‫القول الثاني‬ ‫القول األول‬
‫ليس فيه جائحة تفريقا بينه وبين الزمان املتفق‬ ‫فيه الجائحة تشبيها بالزمان املتفق عليه‬
‫على وجوب القضاء بالجائحة فيه‬
‫[‪ ]1‬ألن هذا الزمان يشبه املتفق عليه من جهة‬ ‫غلب االتفاق‬
‫ويخالفه من جهة‬
‫[‪ ]2‬غلب االختًلف‬

‫الجملة الثالثة [تابعات املبيعات]‬


‫املسألة األولى‪ :‬بيع النخيل وفيها الثمرمتى يتبع بيع األصل ومتى ال يتبعه؟‬
‫اختلف الفقهاء على أن من باع نخًل فيها ثمر قبل أن يؤبر‪:‬‬
‫ابن أبي ليلى‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬وأصحابه‬ ‫مالك والشافعي وأحمد‬
‫سواء أبر أو لم يؤبر إذا بيع‬ ‫فإن الثمر للمشتري‪ ،‬وإذا كان هي للبائع قبل اإلبار‪ ،‬وبعده‬
‫األصل فهو للمشتري اشترطها‬ ‫البيع بعد اإلبار فالثمر للبائع‬
‫أو لم يشترطها‬ ‫إال أن يشترطه املبتاع‪ ،‬والثمار‬
‫كلها في هذا املعنى في معنى‬
‫النخيل‬
‫سبب الخالف‪ :‬معارضة دليل الخطاب لدليل مفهوم األحرى واألولى ومعارضة القياس للسماع‪.‬‬
‫[‪ ]1‬فرد الحديث بالقياس; ألنه‬ ‫[‪ ]1‬لثبوت حديث ابن عمر أن [‪ ]1‬ألنه لم يجعل املفهوم‬
‫هاهنا من باب دليل الخطاب رأى أن الثمر جزء من املبيع‪،‬‬ ‫رسول هللا ﷺ قال‪« :‬من باع‬
‫نخًل قد أبرت فثمرها للبائع إال بل من باب مفهوم األحرى‬
‫أن يشترطه املبتاع» قالوا‪ :‬فلما واألولى‪ ،‬قالوا‪ :‬وذلك أنه إذا‬
‫وجبت للبائع بعد اإلبار فهي‬ ‫حكم ﷺ بالثمن للبائع بعد‬
‫أحرى أن تجب له قبل اإلبار‪.‬‬
‫‪78‬‬

‫اإلبار علمنا بدليل الخطاب أنها [‪ ]2‬وشبهوا خروج الثمر‬


‫للمشتري قبل اإلبار بًل شرط بالوالدة‪ ،‬وكما أن من باع أمة‬
‫لها ولد فولدها للبائع إال أن‬
‫يشترطه املبتاع كذلك األمر في‬
‫الثمر‪.‬‬
‫رأي اإلمام ابن رشد (رجح قول الجمهور)‪ :‬وال معنى لهذا القول إال إن كان لم يثبت عنده الحديث‪.‬‬
‫وأما أبو حنيفة فلم يرد الحديث‪ ،‬وإنما خالف مفهوم الدليل فيه‪ ...‬لكنه هاهنا ضعيف‪ ،‬وإن كان في‬
‫األصل أقوى من دليل الخطاب‪.‬‬

‫معنى اإلبار‬
‫واإلبارعند العلماء‪ :‬أن يجعل طلع ذكور النحل في طلع إناثها‪ ،‬وفي سائر الشجر أن تنور وتعقد‪،‬‬
‫والتذكير في شجر التين التي تذكر في معنى اإلبار‪،‬‬
‫وإبار الزرع مختلف فيه في املذهب‪ ،‬فروى ابن القاسم‪ ،‬عن مالك أن إباره أن يفرك قياسا على‬
‫سائر الثمر‬

‫وهل املوجب لهذا الحكم هو اإلبارأو وقت اإلبار؟‬


‫قيل الوقت‪ ،‬وقيل اإلبار‪ ،‬وعلى هذا ينبني االختًلف إذا أبر بعض النخل‪ ،‬ولم يؤبر البعض‪ ،‬هل‬
‫يتبع ما لم يؤبر ما أبر أو ال يتبعه؟‬

‫إذا بيع ثمروقد دخل وقت اإلبارفلم يؤبر‬


‫واتفقوا فيما أحسبه على أنه إذا بيع ثمر وقد دخل وقت اإلبار فلم يؤبر أن حكمه حكم املؤبر‪.‬‬

‫[املسألة الثانية وهي اختالفهم في بيع مال العبد]‬


‫أنهم اختلفوا في مال العبد‪ :‬هل يتبعه في البيع والعتق؟ على ثًلثة أقوال‪:‬‬
‫مالك‪ ،‬والليث‬ ‫داود‪ ،‬وأبو ثور‬ ‫الشافعي‪ ،‬والكوفيون‬
‫أن ماله تبع له في البيع والعتق أنه تبع له في العتق ال في البيع‬ ‫أن ماله في البيع والعتق‬
‫إال أن يشترطه املشتري‬ ‫لسيده‪ ،‬وكذلك في املكاتب‬
‫‪79‬‬

‫ألن كون العبد مملوكا في األصل [‪ ]1‬حديث ابن عمر املشهور‪،‬‬ ‫[‪ ]1‬قياسا على البيع‪.‬‬
‫عن النبي ﷺ أنه قال‪« :‬من باع‬
‫عبدا وله مال فماله للذي باعه‬
‫إال أن يشترطه املبتاع»‬

‫اشتراط بيع العبد وماله بدراهم‪.‬‬


‫مالك‬ ‫أبو حنيفة والشافعي وأحمد‬
‫يجوز أن يشتري العبد وماله بدراهم‪ ،‬وإن كان‬ ‫ال يجوز أن يشتري العبد وماله بدراهم‬
‫مال العبد دراهم أو فيه (في ماله) دراهم‬
‫[‪ ]1‬ألن العبد وماله بمنزلة من باع شيئين ال‬
‫يجوز فيهما إال ما يجوز في سائر البيوع‪.‬‬

‫اشتراط املشتري لبعض مال العبد في صفقة البيع (في مذهب مالك)‪.‬‬
‫أشهب‬ ‫ابن القاسم‬
‫جائز أن يشترط بعضه‪ ،‬وفرق بعضهم‪ ،‬فقال‪ :‬إن كان ما اشترى به‬ ‫ال يجوز‬
‫العبد عينا وفي مال العبد عين لم يجز ذلك; ألنه يدخله دراهم بعرض‬
‫ودراهم‪ ،‬وإن كان ما اشترى به عروضا أو لم يكن في مال العبد دراهم‬
‫جاز‬
‫تشبيه الجزء بالكل‬ ‫تشبيهه بثمر النخل اإلبار‬

‫الزيادة‪ ،‬والنقصان اللذان يقعان في الثمن‪.‬‬


‫الزيادة‪ ،‬والنقصان اللذان يقعان في الثمن الذي انعقد عليه البيع بما يرض ى به املتبايعان (أعني‪ :‬أن‬
‫يزيد املشتري البائع بعد البيع على الثمن الذي انعقد عليه البيع أو يحط منه البائع‪ ،‬هل يتبع حكم‬
‫الثمن أم ال؟‬
‫وفائدة الفرق‪ :‬أن من قال هي من الثمن أوجب ردها في االستحقاق‪ ،‬وفي الرد بالعيب وما أشبه‬
‫ذلك‪.‬‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة ومالك وأحمد‬
‫‪80‬‬

‫أنها من الثمن إال أنه قال ال تثبت الزيادة في حق ال تلحق الزيادة والنقصان بالثمن أصًل وهو في‬
‫حكم الهبة‪.‬‬ ‫الشفيع وال في بيع املرابحة‪ ،‬بل الحكم للثمن‬
‫األول‪.‬‬
‫سبب الخالف‪ :‬من رأى أن العقد األول قد تقرر قال‪ :‬الزيادة هبة‪ .‬ومن رأى أنها فسخ للعقد األول‬
‫وعقد ثان عدها من الثمن‪.‬‬
‫[‪ ]1‬باتفاقهم على أنها ال تلحق في الشفعة‬ ‫[‪ ]1‬لقوله عز وجل‪{ :‬وال جناح عليكم فيما‬
‫تراضيتم به من بعد الفريضة} [النساء‪]24 :‬‬
‫قالوا‪ :‬وإذا لحقت الزيادة في الصداق بالصداق‬
‫لحقت في البيع بالثمن‪.‬‬

‫الجملة الرابعة [في اختالف املتبايعين]‬


‫وإذا اتفق املتبايعان على البيع واختلفا في مقدار الثمن ولم تكن هناك بينة‪ :‬ففقهاء األمصار‬
‫متفقون على أنهما يتحالفان ويتفاسخان بالجملة‪،‬‬
‫وال خًلف أنهم إذا اختلفوا في جنس الثمن أو املثمون أن الواجب هو التحالف‪ ،‬والتفاسخ‪ ،‬وإنما‬
‫صار فقهاء األمصار إلى القول على الجملة بالتحالف‪ ،‬والتفاسخ عند االختًلف في عدد الثمن‬
‫لحديث ابن مسعود أن رسول هللا ﷺ قال‪« :‬أيما بيعين تبايعا‪ ،‬فالقول قول البائع‪ ،‬أو يترادان»‪.‬‬
‫واختلفوا في التفصيل‪:‬‬
‫في الوقت الذي يحكم فيه باأليمان والتفاسخ‬
‫زفر (الحنفي)‬ ‫داود‪ ،‬وأبو ثور‬ ‫رواية مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬وابن الشافعي‪ ،‬ومحمد‬
‫(أشهب)‬ ‫بن الحسن‬ ‫القاسم‪ ،‬وأحمد‬
‫(الحنفي)‪،‬‬ ‫في رواية‬
‫وأشهب‪ ،‬وأحمد‬
‫في رواية‬
‫القول قول‬ ‫القول قول‬ ‫إنهما يتحالفان يتحالفان في كل أنهما يتحالفان‪،‬‬
‫املشتري إال أن‬ ‫املشتري على كل‬ ‫ويتفاسخان قبل‬ ‫وقت‪.‬‬ ‫ويتفاسخان ما لم‬
‫يكونا اختلفا في‬ ‫حال‪.‬‬ ‫القبض وبعد‬ ‫تفت عين‬
‫جنس الثمن‪،‬‬ ‫القبض القول‬ ‫السلعة‪ ،‬فإن‬
‫‪81‬‬

‫فحينئذ يكون‬ ‫قول املشتري‪.‬‬ ‫فاتت‪ ،‬فالقول‬


‫التفاسخ عندهم‬ ‫والفوت عنده‬ ‫قول املشتري مع‬
‫والتحالف‪.‬‬ ‫(مالك) يكون‬ ‫يمينه‬
‫بتغيير األسواق‪،‬‬
‫وبزيادة املبيع‪،‬‬
‫ونقصانه‪.‬‬
‫ألنه منقطع;‬ ‫ألنه يجب أن‬ ‫لحديث ابن‬ ‫ألن البائع مقر‬
‫ولذلك لم يخرجه‬ ‫مسعود أن رسول يحمل على الحالة‬ ‫للمشتري‬
‫الشيخان‬ ‫بالشراء‪ ،‬ومدع هللا ﷺ قال‪« :‬أيما التي يجب أن‬
‫البخاري ومسلم‪،‬‬ ‫يتساوى فيها‬ ‫عليه عددا ما في بيعين تبايعا‪،‬‬
‫وإنما خرجه‬ ‫دعوى البائع‬ ‫فالقول قول‬ ‫الثمن‪.‬‬
‫مالك‪.‬‬ ‫واملشتري قال‪ :‬إذا‬ ‫البائع‪ ،‬أو‬
‫قبض السلعة‪ ،‬أو‬ ‫يترادان»‬
‫فاتت فقد صار‬ ‫والعلة‪ :‬أن كل‬
‫واحد منهما مدع القبض شاهدا‬
‫للمشتري‪ ،‬وشبهة‬ ‫ومدعى عليه‬
‫لصدقه‪ ،‬واليمين‬
‫إنما يجب على‬
‫أقوى املتداعيين‬
‫شبهة‪ ،‬وهذا هو‬
‫أصل مالك في‬
‫األيمان‪.‬‬

‫الجزء الخامس [األحكام العامة للبيوع الفاسدة]‬


‫إذا قبضت وتصرف فيها بعتق‪ ... ،‬هل ذلك فوت يوجب القيمة‪... ،‬؟‬
‫اتفق العلماء على أن البيوع الفاسدة إذا وقعت ولم تفت بإحداث عقد فيها أو نماء‪ ،‬أو نقصان‪ ،‬أو‬
‫حوالة سوق أن حكمها الرد (أعني‪ :‬أن يرد البائع الثمن‪ ،‬واملشتري املثمون)‪.‬‬
‫‪82‬‬

‫واختلفوا إذا قبضت وتصرف فيها بعتق‪ ،‬أو هبة‪ ،‬أو رهن‪ ،‬أو غير ذلك من سائر التصرفات‪ :‬هل‬
‫ذلك فوت يوجب القيمة‪ ،‬كذلك إذا نمت أو نقصت؟‬
‫ابن وهب‬ ‫أبو حنيفة ومالك‬ ‫الشافعي وأحمد‬
‫ليس ذلك كله فوتا‪ ،‬وال شبهة كل ذلك فوت يوجب القيمة‪ .‬كل ذلك فوت يوجب القيمة إال‬
‫في الربا أنه ليس بفوت‪.‬‬ ‫ملك في البيع الفاسد‪ ،‬وأن‬
‫الواجب الرد‪.‬‬
‫لتشبيه املبيع الفاسد ملكان أن النهي في هذه األمور إنما هو‬
‫ملكان عدم العدل فيها (أعني‪:‬‬ ‫الربا‪ ،‬والغرر بالفاسد ملكان‬
‫بيوع الربا والغرر)‪ ،‬فإذا فاتت‬ ‫تحريم عينه; كبيع الخمر‪،‬‬
‫السلعة فالعدل فيها هو‬ ‫والخنزير‪ ،‬فليس عندهم فيه‬
‫الرجوع بالقيمة; ألنه قد تقبض‬ ‫فوت‪.‬‬
‫السلعة وهي تساوي ألفا‪ ،‬وترد‬
‫وهي تساوي خمسمائة‪ ،‬أو‬
‫بالعكس‪.‬‬

‫تقاسيم البيوع الفاسدة عند مالك‬


‫البيوع الفاسدة‬ ‫البيوع املحرمة‬
‫إنها إذا فاتت صحت عنده‪ ،‬وربما صح عنده‬ ‫إنها إذا فاتت مضت بالقيمة‪.‬‬
‫بعض البيوع الفاسدة بالقبض لخفة الكراهة‬
‫عنده في ذلك‪.‬‬

‫إذا ترك الشرط قبل القبض (أعني‪ :‬شرط السلف)‪ :‬هل يصح البيع أم ال؟‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬وابن عبد الحكم‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وسائر‬
‫العلماء‬
‫البيع غير مفسوخ‪.‬‬ ‫البيع مفسوخ‪.‬‬
‫ألن النهي يتضمن فساد املنهي‪ ،‬فإذا انعقد البيع إلن التحريم هاهنا لم يكن لش يء محرم بعينه‬
‫فاسدا لم يصححه بعد رفع الشرط الذي من وهو السلف‪ ،‬ألن السلف مباح‪ ،‬وإنما وقع‬
‫‪83‬‬

‫قبله وقع الفساد‪ ،‬كما أن رفع السبب املفسد في التحريم من أجل االقتران (أعني‪ :‬اقتران البيع‬
‫به)‪ ،‬وكذلك البيع في نفسه جائز‪ ،‬وإنما امتنع‬ ‫املحسوسات بعد فساد الش يء ليس يقتض ي‬
‫من قبل اقتران الشرط به‪ ،‬وهنالك إنما امتنع‬ ‫عودة الش يء إلى ما كان عليه قبل الفساد من‬
‫البيع من أجل اقتران ش يء محرم لعينه به‪ ،‬ال‬ ‫الوجود فاعلمه‪.‬‬
‫أنه ش يء محرم من قبل الشرط‬

‫كتاب الصرف‬

‫شروط ما يخص هذا البيع‬


‫‪ -2‬عدم التفاضل‪( ،‬وهو اشتراط املثلية)‬ ‫‪ -1‬عدم النسيئة‪( ،‬وهو الفور)‬
‫ينحصر هذا الباب في خمسة أجناس‪:‬‬
‫األول‪ :‬في معرفة ما هو نسيئة مما ليس بنسيئة‬
‫والثاني‪ :‬في معرفة ما هو مماثل مما ليس بمماثل‬
‫الثالث والرابع‪ :‬هل هو ذريعة إلى أحد هذين (أعني‪ :‬الزيادة والنسيئة)‪ ،‬أو كليهما عند من قال‬
‫بالذرائع‬
‫الخامس‪ :‬في خصائص أحكام هذا البيع من جهة ما يعتبر فيه هذان الشرطان (أعني‪ :‬عدم النساء‬
‫والتفاضل)‪ ،‬أو كليهما‬

‫املسألة األولى [بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة]‬


‫ابن عباس‪ ،‬ومن تبعه من املكيين‬ ‫عامة أهل العلم‬
‫أجازوا بيعه متفاضًل‪ ،‬ومنعوه نسيئة فقط‬ ‫ال يجوز بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة إال‬
‫مثًل بمثل‪ ،‬يدا بيد‬
‫[‪ ]1‬حديث أبي سعيد الخدري أن رسول هللا ‪ ]1[ -‬حديث أسامة بن زيد‪ ،‬عن النبي ‪ -‬صلى هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال‪« :‬ال تبيعوا الذهب عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪« :‬ال ربا إال في النسيئة»‪،‬‬
‫بالذهب إال مثًل بمثل‪ ،‬وال تشفوا بعضها على‬
‫‪84‬‬

‫بعض‪ ،‬وال تبيعوا الفضة بالفضة إال مثًل بمثل‪ ،‬وهو حديث صحيح‪ ،‬فأخذ ابن عباس بظاهر‬
‫هذا الحديث‪ ،‬فلم يجعل الربا إال في النسيئة‪.‬‬ ‫وال تشفوا بعضها على بعض‪ ،‬وال تبيعوا منها‬
‫شيئا غائبا بناجز»‬
‫َّ‬
‫[‪ ]2‬وحديث عبادة بن الصامت «الذ َه ُب‬
‫ضة‪َ ،‬و ْال ُب ُّر ب ْال ُبر‪َ ،‬و َّ‬ ‫ض ُة ب ْالف َّ‬
‫الذ َهب‪َ ،‬و ْالف َّ‬ ‫َّ‬
‫الش ِّع ُير‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّب‬
‫ْا‬ ‫َ َّ ْ ُ َّ ْ َ ْ ْ ُ ْ ْ‬ ‫ب َّ‬
‫الش ِّع ِّير‪ ،‬والتمر ِّبالتم ِّر‪ ،‬و ِّامللح ِّب ِّاملل ِّح‪ِّ ،‬مثًل‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ا َ َ َ ا َ َ َ ْ ََ‬
‫ِّب ِّمث ٍل‪ ،‬سواء ِّبسو ٍاء‪ ،‬يدا ِّبي ٍد‪ ،‬ف ِّإذا اختلفت ه ِّذ ِّه‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َْ ُ َ ُ َْ َ ُْ ْ َ َ‬
‫األصناف‪ ،‬ف ِّبيعوا كيف ِّشئتم‪ِّ ،‬إذا كان يدا ِّبي ٍد‪».‬‬
‫[‪ ]3‬تأويل «ال ربا إال في النسيئة» ليس يفهم منه‬
‫إجازة التفاضل إال من باب دليل الخطاب‪ ،‬وهو‬
‫ضعيف‪ ،‬وال سيما إذا عارضه النص‪.‬‬
‫[‪ ]4‬لتأويله يحتمل أنه من جهة أن الواقع في‬
‫األكثر‪.‬‬
‫ترجيح ابن رشد‪ :‬وإذا كان هذا محتمًل‪ ،‬واألول نص وجب تأويله على الجهة التي يصح الجمع بينهما‪.‬‬

‫في بيع مسكوكه‪ ،‬وتبره‪ ،‬ومصوغه‬


‫معاوية‬ ‫الجمهور‬
‫يجوز التفاضل بين التبر‪ ،‬واملصوغ ملكان زيادة‬ ‫أن مسكوكه‪ ،‬وتبره‪ ،‬ومصوغه سواء في منع بيع‬
‫الصياغة لعموم األحاديث املتقدمة في ذلك‪.‬‬ ‫بعضه ببعض متفاضًل‬

‫املسألة الثانية‪ :‬بيع السيف واملصحف املحلى‬


‫اختلف العلماء في السيف واملصحف املحلى‪ :‬يباع بالفضة وفيه حلية فضة‪ ،‬أو بالذهب وفيه حلية‬
‫ذهب؟‬
‫معاوية‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‬ ‫الشافعي وأحمد‬
‫جائز مطلقا‬ ‫إن كان قيمة ما فيه ال بأس ببيع السيف‬ ‫يجوز ذلك لجهل‬
‫املماثلة املشترطة في من الذهب‪ ،‬أو الفضة املحلى بالفضة إذا‬
‫كانت الفضة أكثر من‬
‫‪85‬‬

‫الفضة التي في‬ ‫بيع الفضة بالفضة في الثلث فأقل جاز بيعه‪،‬‬
‫السيف‪ ،‬وكذلك األمر‬ ‫وإال لم يجز‬ ‫ذلك والذهب بالذهب‪.‬‬
‫في بيع السيف املحلى‬
‫بالذهب‪.‬‬
‫ألنه إذا كانت الفضة ألنهم رأوا أن الفضة ألجل زيادة الصياغة‬ ‫عموم األحاديث‬
‫والنص الوارد في ذلك قليلة لم تكن مقصودة التي فيه أو الذهب‬
‫من حديث فضالة بن في البيع وصارت كأنها يقابل مثله من‬
‫الذهب‪ ،‬أو الفضة‬ ‫عبد هللا األنصاري أنه هبة‬
‫املشتراة به‪ ،‬ويبقى‬ ‫قال‪« :‬أتي رسول هللا‬
‫الفضل قيمة السيف‪.‬‬ ‫ﷺ وهو بخيبر بقًلدة‬
‫فيها ذهب‪ ،‬وخرز‪ ،‬وهي‬
‫من املغانم تباع‪ ،‬فأمر‬
‫رسول ﷺ بالذهب‬
‫الذي في القًلدة ينزع‬
‫وحده‪ ،‬ثم قال لهم‬
‫رسول هللا ﷺ‪ :‬الذهب‬
‫بالذهب وزنا بوزن»‪،‬‬
‫خرجه مسلم‬

‫املسألة الثالثة‪ :‬الزمان الذي يقع به الصرف ناجزا‬


‫اتفق العلماء على أن من شرط الصرف أن يقع ناجزا‪ .‬واختلفوا في الزمان الذي يحد هذا املعنى‪:‬‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬والشافعي‬
‫إن تأخر القبض في املجلس بطل الصرف‪ ،‬وإن‬ ‫الصرف يقع ناجزا ما لم يفترق املتصارفان‬
‫لم يفترقا حتى كره املواعدة فيه‪.‬‬ ‫تعجل أو تأخر القبض‬
‫وسبب الخالف‪ :‬ترددهم في مفهوم قوله ‪ -‬عليه الصًلة والسًلم ‪« :-‬إال هاء وهاء»‪ ،‬وذلك أن هذا‬
‫يختلف باألقل‪ ،‬واألكثر‬
‫‪86‬‬

‫[‪ ]1‬ألن اللفظ ال يصح إال إذا وقع القبض من‬ ‫[‪ ]1‬ألن اللفظ صالح ملن لم يفترق من املجلس‬
‫املتصارفين على الفور قال‪ :‬إن تأخر القبض عن‬ ‫(أعني‪ :‬أنه يطلق عليه أنه باع هاء وهاء) قال‪:‬‬
‫العقد في املجلس بطل الصرف‪.‬‬ ‫يجوز التأخير في املجلس‪.‬‬
‫[‪ ]2‬التفاقهم على هذا املعنى لم يجز عندهم في‬
‫الصرف حوالة‪ ،‬وال حمالة‪ ،‬وال خيار‪ ،‬إال ما‬
‫حكي عن أبي ثور أنه أجاز فيه الخيار‪.‬‬

‫في التأخيرالذي يغلب عليه املتصارفان‪ ،‬أو أحدهما (في مذهب مالك)‬
‫القول الثاني‬ ‫القول األول‬
‫إنه ليس كذلك في تفاصيل لهم في ذلك‪.‬‬ ‫إنه مثل الذي يقع باالختيار‬

‫املسألة الرابعة‪ :‬فيمن اصطرف دراهم بدنانير‪ ،‬ثم وجد فيها درهما زائفا‪ ،‬فأراد رده‪.‬‬
‫وابن وهب‬ ‫الثوري‬ ‫أحمد‬ ‫الشافعي‬ ‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‬
‫يجيز البدل في‬ ‫إذا رد الزيوف‬ ‫قوالن؛ إذا كان ال يبطل‬ ‫ينتقض‬ ‫ال يبطل‬
‫الصرف‪ ،‬وهو‬ ‫العيب من غير الصرف بالرد كان مخيرا إن‬ ‫الصرف‪ ،‬وإن‬ ‫الصرف‬
‫مبني على أن‬ ‫جنسه بطل‪ ،‬قليًل كان أو شاء أبدلها أو‬ ‫كانت دنانير‬ ‫بالدرهم‬
‫الغلبة على‬ ‫يكون شريكا‬ ‫كثيرا‪.‬‬ ‫وإن كان من‬ ‫كثيرة انتقض‬ ‫الزائف‪،‬‬
‫النظرة في‬ ‫له بقدر ذلك‬ ‫جنسه لم‬ ‫ويجوز تبديله منها دينار‬
‫الصرف ليس‬ ‫في الدنانير‬ ‫يبطل‪.‬‬ ‫إال أن تكون للدرهم فما‬
‫لها تأثير‪ ،‬وال‬ ‫(أعني‪:‬‬ ‫الزيوف نصف فوقه إلى‬
‫سيما في‬ ‫لصاحب‬ ‫الدراهم أو صرف دينار‪،‬‬
‫البعض‪ ،‬وهو‬ ‫الدنانير)‬ ‫أكثر‪ ،‬فإن فإن زاد درهم‬
‫أحسن‪.‬‬ ‫على دينار‬ ‫ردها بطل‬
‫انتقض منها‬ ‫الصرف في‬
‫دينار آخر‪،‬‬ ‫املردود‪.‬‬
‫وهكذا ما بينه‬
‫‪87‬‬

‫وبين أن ينتهي‬
‫إلى صرف‬
‫دينار‪ .‬قال‪:‬‬
‫وإن رض ي‬
‫بالدرهم‬
‫الزائف لم‬
‫يبطل من‬
‫الصرف ش يء‬
‫سبب الخالف‪ :‬هل الغلبة على التأخير في الصرف مؤثرة فيه‪ ،‬أو غير مؤثرة؟ وإن كانت مؤثرة فهل‬
‫هي مؤثرة في القليل أو في الكثير؟‬

‫في وجود النقصان (في مذهب مالك)‬


‫القول الثاني‬ ‫القول األول‬
‫يبطل الصرف وإن رض ي به‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬ ‫إنه إن رض ي بالنقصان جاز الصرف‪ ،‬وإن طلب‬
‫البدل انتقض الصرف قياسا على الزيوف‬

‫إذا قبض بعض الصرف وتأخربعضه (أعني‪ :‬الصرف املنعقد على التناجز)‬
‫أبو حنيفة‪ ،‬ومحمد وأبو يوسف‪ ،‬ورواية مالك‬ ‫الشافعي ورواية مالك‬
‫يبطل منه املتأخر فقط‬ ‫يبطل الصرف كله‬
‫ومبنى الخًلف في الصفقة الواحدة يخالطها حرام ; هل تبطل الصفقة كلها‪ ،‬أو الحرام منها فقط؟‬

‫املسألة الخامسة‪ :‬وزن الذهب بالذهب والفضة بالفضة‬


‫أجمع العلماء على أن املراطلة جائزة في الذهب بالذهب وفي الفضة بالفضة‪ ،‬وإن اختلف العدد‬
‫التفاق الوزن‪ ،‬وذلك إذا كانت صفة الذهبين واحدة‪.‬‬
‫اختلفوا في املراطلة في موضعين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تختلف صفة الذهبين‬
‫‪88‬‬

‫‪ -2‬أن ينقص أحد الذهبين عن اآلخر‪ ،‬فيريد اآلخر أن يزيد بذلك عرضا‪ ،‬أو دراهم إن كانت املراطلة‬
‫بذهب‪ ،‬أو ذهبا إن كانت املراطلة بدراهم‪.‬‬
‫الشافعي‬ ‫مالك‬ ‫وقال أبو حنيفة‪ ،‬وجميع‬
‫الكوفيين‪ ،‬والبصريين‬
‫إن كان أحد الذهبين أفضل من املنفرد‪ ،‬والثاني إذا اختلف الذهبان‬ ‫يجوز جميع ذلك‬
‫فًل يجوز ذلك‬ ‫أدنى فهذا يمنع املراطلة قوال واحدا‪ ،‬وإن كان‬
‫الصنف الواحد من الذهبين أجود من الذهبين‬
‫املختلفين اللذين أخرجهما اآلخر‪ ،‬أو أردأ منهما‬
‫معا‪ ،‬أو مثل أحدهما وأجود من الثاني‪ ،‬جازت‬
‫املراطلة عنده‬
‫العتبار التفاضل‬ ‫اعتبار وجود الوزن من لًلتهام‪ ،‬وهو مصير إلى القول بسد الذرائع‪،‬‬
‫الذهبين ورد القول بسد وذلك أنه يتهم أن يكون املراطل إنما قصد بذلك املوجود في القيمة‬
‫بيع الذهبين متفاضًل‪ ،‬فكأنه أعطى جزءا من‬ ‫الذرائع‬
‫الوسط بأكثر منه من األردأ‪ ،‬أو بأقل منه من‬
‫األعلى‪ ،‬فيتذرع من ذلك إلى بيع الذهب بالذهب‬
‫متفاضًل‪.‬‬

‫نقصان املراطلة‬
‫إذا نقصت املراطلة‪ ،‬فأراد أحدهما أن يزيد شيئا آخر مما فيه الربا‪ ،‬أو مما ال ربا فيه‪ ،‬فقريب من‬
‫هذا االختًلف‪ ،‬مثل أن يراطل أحدهما صاحبه ذهب بذهب‪ ،‬فينقص أحد الذهبين عن اآلخر‪،‬‬
‫فيريد الذي نقص ذهبه أن يعطي عوض الناقص دراهم‪ ،‬أو عرضا‬
‫مالك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬والليث‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬والكوفيون‬
‫إن ذلك ال يجوز‪ ،‬واملراطلة فاسدة‬ ‫يجوز ذلك كله‬
‫[أ] وعمدة مالك‪ :‬التهمة في أن يقصد بذلك بيع‬ ‫لتقدير وجود املماثلة من الذهبين‪ ،‬وبقاء‬
‫الذهب بالذهب متفاضًل‪.‬‬ ‫الفضل مقابل للعرض‬
‫‪89‬‬

‫[ب] وعمدة الشافعي‪ :‬عدم املماثلة بالكيل أو‬


‫الوزن أو العدد الذي بالفضل‪ ،‬ومثل هذا‬
‫يختلفون إذا كانت املصارفة بالعدد‬

‫املسألة السادسة‪ :‬صرف الدنانيربدراهم في الذمة‬


‫اختلفوا في الرجلين يكون ألحدهما على صاحبه دنانير‪ ،‬ولآلخر عليه دراهم‪ ،‬هل يجوز أن يتصارفاها‬
‫وهي في الذمة؟‬
‫الشافعي‪ ،‬والليث‬ ‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‬
‫يجوز في الحال وفي غير الحال ذلك جائز إذا كانا قد حًل معا ال يجوز ذلك حًل أو لم يحًل‬
‫إلقامة حلول األجلين في ذلك ألنه غائب بغائب‪ ،‬وإذا لم يجز‬
‫غائب بناجز كان أحرى أن ال‬ ‫مقام الناجز بالناجز‪ ،‬وإنما‬
‫يجوز غائب بغائب‪.‬‬ ‫اشترط أن يكونا حالين معا‪،‬‬
‫لئًل يكون ذلك من بيع الدين‬
‫بالدين‪.‬‬

‫جوازالصرف على ما ليس عندهما إذا دفعه أحدهما إلى صاحبه قبل االفتراق‬
‫مثل أن يستقرضاه في املجلس فتقابضاه قبل االفتراق‬
‫زفر (الحنفي)‬ ‫ابن القاسم‬ ‫الشافعي‪ ،‬وأبو حنيفة‬
‫ال يجوز ذلك إال أن يكون من‬ ‫يكره من الطرفين‪ ،‬واستخفه‬ ‫إنه جائز‬
‫طرف واحد‬ ‫(لم يجد فيه خطر) من الطرف‬
‫الواحد (أعني‪ :‬إذا كان أحدهما‬
‫هو املستقرض فقط)‬

‫الحكم على الرجل يكون له على الرجل دراهم إلى أجل‬


‫اختلفوا في الرجل يكون له على الرجل دراهم إلى أجل‪ :‬هل يأخذ فيها إذا حل األجل ذهبا أو‬
‫بالعكس؟‬
‫ابن عباس‪ ،‬وابن مسعود‬ ‫أبو حنيفة‪ ،‬ومالك‬
‫‪90‬‬

‫ال يجوز ذلك وسواء أكان األجل حاال أو لم يكن‪.‬‬ ‫جواز ذلك إذا كان القبض قبل االفتراق (وقيد‬
‫أبو حنيفة‪ :‬إال أنه أجاز ذلك وإن لم يحل األجل)‬
‫حديث ابن عمر قال‪« :‬كنت أبيع اإلبل بالبقيع‪ ،‬ما جاء في حديث أبي سعيد‪ ،‬وغيره‪« :‬وال تبيعوا‬
‫أبيع بالدنانير‪ ،‬وآخذ الدراهم‪ ،‬وأبيع بالدراهم‪ ،‬منها غائبا بناجز»‬
‫وآخذ الدنانير‪ ،‬فسألت عن ذلك رسول هللا ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فقال‪ " :‬ال بأس بذلك إذا‬
‫كان بسعر يومه»‬

‫املسألة السابعة‪ :‬في البيع والصرف (في مذهب مالك)‬


‫أشهب‬ ‫القول الثاني‬ ‫القول األول‬
‫يجوز الصرف والبيع‪ ،‬وهو‬ ‫إن كان الصرف في دينار واحد‬ ‫إنه ال يجوز إال أن يكون‬
‫أجود ; ألنه ليس في ذلك ما‬ ‫جاز كيفما وقع‪ ،‬وإن كان في‬ ‫أحدهما األكثر‪ ،‬واآلخر تبعا‬
‫يؤدي إلى ربا‪ ،‬وال إلى غرر‬ ‫لصاحبه‪ ،‬وسواء أكان الصرف أكثر اعتبر كون أحدهما تابعا‬
‫لآلخر في الجواز‪ ،‬فإن كانا معا‬ ‫في دينار واحد‪ ،‬أو في دنانير‬
‫مقصودين لم يجز‬

‫‪‬‬
‫وهللا أعلم وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وآله وصحبه أمجعني‪.‬‬

You might also like