Professional Documents
Culture Documents
الجداول الفقهية في ثوبها الجديد كتاب البيوع ،وكتاب الربا ،وكتاب الصرف
للشيخة أم محمد بنت أبي محمد (غفر هللا لها ولوالديها وللمسلمين)
كتاب البيوع
الكتابة
ولو كتب إلى غائب أو حاضر ببيع أو غيره صح، •
oويشترط قبول املكتوب إليه عند وقوفه على الكتاب،
4
ويصح بيع مال غيره -ظاهرا -إن بان بعد البيع أنه له؛ كأن باع مال مورثه ظانا حياته فبان ميتا؛ •
oلتبين أنه ملكه.
وال يصح بيع ما ال يملك من األعيان، •
oبخًلف ما في الذمة فيجوز بيعه
الصورالباطلة الصورالصحيحة
ست صور ثمان صور
الصورالصحيحة
الصورة األولى( :معرفة مقداراملبيع تفصيال مع جهالة مقداره جملة)
مثال :يصح بيع صاع من صبرة مرئية -وهي الكوم من الطعام -وإن جهلت صيعانها
• لعلم العاقدين [ ]1بقدر املبيع [ ]2مع تساوي األجزاء ،فًل غرر؛
oألن رؤية الجملة املشتملة على رؤية بعض املبيع يكفي عن رؤيته بخصوصه ،فهو مرئي حكما
oوينزل املبيع مع العلم بصيعانها على اإلشاعة ،فإذا علم أنها عشرة ٍ
آصع ،فاملبيع عشرها.
oوللبائع تسليمه من أسفلها وإن لم يكن مرئيا؛ ألن رؤية ظاهرها كرؤية كلها كما يأتي.
oولو لم يبق منها غيره تعين.
الصورة الثانية( :معرفة مقدارالثمن تفصيال مع جهالة مقداره جملة)
مثال :يصح بيع كل صبرة وإن جهلت صيعانها ،كل صاع بدرهم.
ُ
الجهل بجملة الثمن؛ • وال ضرر في مجهولة الصيعان
oألنه معلوم بالتفصيل ،وكذا لو قال بعتك هذه األرض أو الدار أو هذا الثوب كل ذراع بدرهم.
• بخًلف ما لو قيل :بعتك من هذه الصبرة كل صاع بدرهم ،أو كل صاع من هذه الصبرة بدرهم،
فإنه ال يصح؛
oألنه لم يبع الجملة ،بل باع بعض الصبرة املحتمل للقليل والكثير،
oفًل يعلم قدر املبيع تحقيقا وال تخمينا
الصورة الثالثة( :معرفة مقدارالثمن جملة مع جهالة مقداراملبيع جملة)
مثال :يصح بيع صبرة مجهولة الصيعان بمائة درهم إن خرجت مائة صاع
َ
التفصيل ،فًل غرر oملوافقة الجملة
• وإن لم تخرج مائة بأن خرجت أقل أو أكثر فًل يصح البيع؛
oلتعذر الجمع بين جملة الثمن وتفصيله
الصورة الرابعة( :عدم تعيين الثمن الغالب)
مثال :ولو باع بنوع من النقد َوث َّم صنف غالب من هذا النوع َّ
تعين؛
oألن الظاهر إرادتهما له.
8
ُ
oكأن قال :بعتك بروبية ،وهي تطلق على الروبية اإلندونيسية والهندية والباكستانية،
فتحمل على الغالب في املعاملة من هذه الروبيات ُ
الصورة الخامسة( :عدم تعيين الثمن غيرالغالب)
مثال :ولو باع بنوع من النقد وثم صنفان من هذا النوع الذي باع به ،وال غالب منهما
oفيشترط تعيين أحدهما لفظا إن اختلفت قيمتهما.
oفإن استوت قيمتهما لم يشترط التعيين ،ويسلم املشتري ما شاء منهما
الصورة السادسة( :معرفة الثمن تخمينا)
وتكفي معاينة عوض عن العلم بقدره اكتفاء بالتخمين املصحوب بها.
oفلو قال :بعتك بهذه الصبرة وهي مجهولة صح البيع ،لكن ُيكره؛
oألنه قد يوقع في الندم
الصورة السابعة( :رؤية املبيع السابقة للعقد)
تغيره إلى وقت العقد؛ كأرض وإناء وحديد نظرا • وتكفي رؤية املبيع قبل العقد فيما ال يغلب ُّ
سواء كحيوانللغالب ،أو يحتمل التغير وعدمه ٌ
oنظرا ألصل بقاء املرئي بحاله
فسادها نظرا للغالبُ oبخًلف ما يغلب تغيره كأطعمة ُيسرع
oويشترط كونه ذاكرا لألوصاف عند العقد
الصورة الثامنة( :رؤية بعض املبيع أثناء العقد)
• وتكفي رؤية بعض مبيع إن دل على باقيه؛ كظاهر صبرة ،نحو ُب ِّر وشعير ،ونحوهما مما ال
يختلف أجزاؤه غالبا،
وسفرجل ونحوهما.
ٍ بطيخ ورمان
▪ بخًلف صبرة ِّ
البر الذي عندي مع هذا oومثل أنموذج ملتساوي األجزاء كالحبوب ،وصورته أن يقول :بعتك ِّ
األنموذج،
oوال بد من إدخال األنموذج في البيع وإن لم يخلطه بالباقي
صوانا للباقي لبقائه كقشر رومان وبيض ،وقشرة سفلى لجوز أو • أو لم يدل على باقيه ،بل كان ُ
لوز؛
oفتكفي رؤيته ألن صًلح باطنه في إبقائه فيه ،وإن لم يدل عليه.
▪ بخًلف جوز القطن؛ فًل ُيكتفى برؤيته عن القطن قبل تفتحه
9
الصورالباطلة
الصورة األولى
وال يصح بيع غائب معين بأن لم يره العاقدان أو أحدهما ،وإن وصف بصفة السلم؛ للغرر وألن
الخبر ليس كالعيان
الصورة الثانية
بيع ألحد ثوبين مثًل مبهما؛ للجهل بعين املبيع وال يصح ٌ
الصورة الثالثة
بيع بأحد الثوبين وإن تساوت قيمتهما؛ للجهل بعين الثمن وال يصح ٌ
الصورة الرابعة
بملء ذا البيت ُب َّرا ،وملء البيت مجهول؛ للجهل بقدر الثمن.
بيع ِّ وال يصح ٌ
الصورة الخامسة
بيع بزنة ذي الحصاة ذهبا ،وزنة الحصاة مجهول؛ للجهل بقدر الثمن. وال يصح ٌ
الصورة السادسة
بألف دراهم ودنانير؛ للجهل بقدر الثمن. بيع ٍ وال يصح ٌ
الب َّر كأن قال :بعتك بملء ذا البيت من ذا البر َّ
صح؛ إلمكان األخذ قبل تلفه فًل غرر. عين ُ
فإن َّ
ُ
والقاعدة :أن بيع املعين ال يشترط فيه معرفة القدر تحقيقا بل يكفي فيه التخمين.
ضابط العلم بالرؤية
مر برؤية تليق به، وتعتبر رؤية لغير ما َّ
فيعتبر في الدار رؤية البيوت والسقوف والسطوح والجدران واملستحم والبالوعة، • ُ
• وفي البستان رؤية األشجار والجدران ومسايل املاء،
• وفي الدابة رؤية ِّكلها ال رؤية لسانها وال أسنانها،
• والرؤية في الثوب بنشره ليرى الجميع،
• ورؤية وجهي ما يختلف منه كديباج منقش.
بيع األعمى بالوصف
سلم أعمى بعوض في ذمته ُيعين في املجلس ،ويؤكل من يقبض عنه أو يقبض له رأس مال
وصح ُ ُّ
السلم واملسلم فيه؛
oألن السلم يعتمد الوصف ال الرؤية.
10
oأما غيره مما يعتمد الرؤية كبيع وإجارة ورهن فًل يصح منه وإن قلنا بصحة بيع الغائب،
وسبيله أن ُيوكل فيه
ؤجر نفسه؛ ألنه ال يجهلها ُ
وله أن ي ِّ
-1نجاسات
األصل في تحريمها
ََ َ ْ َ ْ ْ َْ ْ َ َ -1حديث جابر« :إ َّن َّ َ
ال ِّفي الخ ْم ِّر«ِّ :إ َّن -2وق َّللا َو َر ُسول ُه َح َّر َما َب ْي َع الخ ْم ِّر َوامل ْي َت ِّة َوال ِّخن ِّز ِّير ِّ
َّال ِّذي َح َّر َم ُش ْرَب َها َح َّرمَ َ ْ ُ ُ َّ َ َ َ ْ َ ُ ُ َ ْ َ َ َّ َ ُ يلَ : َ َْ َْ َ
َّللا أ َرأيت شحوم امل ْيت ِّة ف ِّإنه يطلى ِّب َها ِّ ل و س رَ ا ي َ ق
واألصن ِّامِّ ،
ف
ود ُحر َم ِّ ُّ ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ
ت الشحوم عل ْي ِّهم بيع َها» [أخرجه مسلم]
الَ " :ل َع َن َّ ُ
َّللا ْال َي ُه َ ص َب ُح ب َها؟ َف َق َ الس ُف ُن َو ُي ْس َت ْ
ُّ
ِّ ِّ
َ َ ُ َ ََ َُ َْ َ ََ
فباعوها وأكلوا أثمانها» [متفق عليه]
-1بيع الكلب
بعض املالكية أبو حنيفة الشافعي وأحمد
يجوز بيعه في املأذون باتخاذه ،وال يجوز بيعه مطلقا ال يجوز مطلقا
يجوز في الكلب املنهي عن اتخاذه
سبب الخالف :تعارض األدلة في حكم بيع الكًلب
[َ « ]1م ْن َأ ْم َس َك َك ْل اباَ ،فإ َّن ُه َي ْن ُق ُ
ص [ ]1أنه طاهر العين غير [ ]1ثبوت النهي عن ثمن
ِّ
ٌ َّ َ ْ ُ َ ُ ُ َّ ٓ
ك َّل َي ْو ٍم ِّم ْن َع َم ِّل ِّه ِّق َيراطِّ ،إال كل َب محرم األكل ﵟفكلوا مِّما الكلب عن النبي ﷺ
َ
َح ْر ٍث أ ْو َم َ ۡ َ ۡ َ َۡ ُ َ
اشي ٍة» [متفق عليه] ِّ [ ]2أن الكلب عندهم نجس أمسك َن عليك ۡم ﵞ [املائدة]4 :
[ ]2أن أحاديث النهي عنه [ ]2أحاديث ضعيفة عن جوازه في العين كالخنزير (إذا ولغ
الكًلب املباحة االتخاذ منسوخة بـ: الكلب في إناء أحدكم
• أحاديث النهي عن قتلها
13
محًل للبيع
الراجح :يجوز شراؤه (بعد أن ينصح بائعه) للصيد وغيره مما يحتاج إليه إذا لم يستطع أن يجده
إال بشرائه ،واالثم على من ألجأه إلى ذلك ،وهللا أعلم
-2بيع السنور
القول الثاني الجمهور
ال يجوز بيعها يجوز بيعها
سبب الخالف :هل الحديث في صحيح مسلم صحيح؟ إذا كان صحيحا فهل املراد للتحريم أو
التنزيه؟
[ ]1النهي عن ثمن السنور ثابت، [ ]1ألنه طاهر ومباح املنافع ،والنهي جاء قبل
َ َ
ُّ َ ْ َ َ ْ َ
الَ :سأل ُت َج ِّاب اراَ ،ع ْن ث َم ِّن َع ْن أ ِّبي الزبي ِّر ،ق إباحته ألن السنورات كانت نجسة
ص َّلى ُ
هللا النب ُّي َ الس َّن ْور؟ َق َ
الَ « :ز َج َر َّ وْال َك ْلب َ [ ]2ليس فيه ش يء صحيح لتحريم بيعها
ِّ ِّ ِّ ِّ
َ
َ ْ َ َ َ َ ْ َ َّ َ
علي ِّه وسلم عن ذ ِّلك» [أخرجه مسلم] [ ]3بعض العلماء قالوا :أن مراد بالنهي للتنزيه
بالشعير ربا إال هاء وهاء» [متفق عليه] وجه الداللة :فهذا الحديث نص في:
وجه الداللة :منع التفاضل في الصنف [ ]1منع التفاضل في الصنف الواحد من هذه األعيان
الواحد (فمن زاد أو ازداد فقد أربى)
[ ]2منع النساء في الصنفين من هذه ،وإباحة التفاضل،
زيادة في بعض الروايات« :وبيعوا الذهب بالورق كيف
شئتم يدا بيد ،والبر بالشعير كيف شئتم يدا بيد» [أخرجه
مسلم] وهذا كله متفق عليه من الفقهاء إال البر بالشعير
(ألنهم يرون أن هذين من صنف واحد)
الفصل الرابع :في معرفة ما يعد صنفا واحدا وما ال يعد صنفا واحدا
17
بيع الخبزبالخبز
مالك (مشهور) ،وأحمد الشافعي أبو حنيفة
أنه يجوز متماثًل ال يجوز متماثًل ومتفاضًل ال بأس ببيع ذلك متفاضًل،
ومتماثًل
وسبب الخالف :هل الصنعة تنقله من جنس الربويات ،أو ليس تنقله؟ وإن لم تنقله فهل تمكن
املماثلة فيه أو ال تمكن؟
العتبار في بيع الخبز بمثله الصنعة ال تنقله إلى غيره، الصنعة تنقله من أصله إلى
تحري قدر الدقيق إن اتحدا ألنه قد غيرته الصنعة تغيرا غيره.
أصًل جهلت به مقاديره التي تعتبر ألنه قد خرج بالصنعة عن
oوإن ال يتحدا أصًل فًل بد فيها املماثلة الجنس الذي فيه الربا
من التساوي في الوزن
20
صورته :مثل أن يبيع مدين من تمر وسط بمدين من تمر أحدهما أعلى من الوسط ،واآلخر أدون
منه
الشافعي مالك
العتبار التفاضل في الصفة العتبار التهمة ،ألنه يتهمه أن يكون إنما قصد أن
يدفع مدين من الوسط في مد من الطيب،
فجعل معه الرديء ذريعة إلى تحليل ما ال يجب
من ذلك
بيع صنف من الربويات بصنف مثله وعرض ،أو دنانير ،أو دراهم
صورته
-2أن يبيع كيلين من التمر -1مثل أن يبيع كيلين من التمر بكيل من التمر ودرهم
وثوبا بثًلثة أكيال من التمر
ودرهم
أبو حنيفة ،والكوفيون مالك ،والشافعي ،والليث
إن ذلك جائز إن ذلك ال يجوز
سبب الخالف :هل ما يقابل العرض من الجنس الربوي ينبغي أن يكون مساويا له في القيمة أو
يكفي في ذلك رضا البائع؟
فيكتفي في ذلك بأن يرض ى به [ ]1االعتبار بمساواته في القيمة
ال يجوز ملكان الجهل بذلك ،ألنه إذا لم يكن العرض مساويا لفضل املتبايعان
أحد الربويين على الثاني كان التفاضل ضرورة،
مثال ذلك :أنه إن باع كيلين من تمر بكيل وثوب فقد يجب أن تكون
قيمة الثوب تساوي الكيل ،وإال وقع التفاضل ضرورة
[ ]2يعتبر (مالك) في هذا سد الذريعة ،ألنه إنما جعل جاعل ذلك
ذريعة إلى بيع الصنف الواحد متفاضًل
محل االتفاق
إن العلماء مجمعون على منع بيع الطعام قبل قبضه إال ما يحكى عن عثمان البتي
دليل:
حديث مالك ،عن نافع ،عن عبد هللا بن عمر :أن رسول هللا ﷺ قال« :من ابتاع طعاما فًل يبعه
حتى يقبضه»
محل االختالف
الفصل األول :فيما يشترط فيه القبض من املبيعات.
الفصل الثاني :في االستفادات التي يشترط في بيعها القبض من التي ال يشترط.
الفصل الثالث :في الفرق بين ما يباع من الطعام مكيًل وجزافا
وينقل عنده «ال يحل بيع البائع إلى ضمان املشتري إال بالكيل ،أو يبعه حتى
وسلف ،وال الوزن* * وقد نهي عن بيع ما لم يضمن مما ال يقبضه)
ينقل ،ألن ربح ما لم
ما ينقل يضمن ،وال ابن حبيب وعبد العزيز :كالسابق بزيادة:
القبض بيع ما ليس * املعدود
عندك» ** أو العدد عنده فيه
هي التخلية
الفصل الثاني :في االستفادات التي يشترط في بيعها القبض من التي ال
يشترط
تقسيم العقود
-2العقود بغيرمعاوضة (كالهبات والصدقات) -1العقود بمعاوضة
الخالف في اشتراط القبض في العقود التي تتردد بين قصد الرفق واملغابنة
أبو حنيفة ،والشافعي ،وأحمد مالك
24
-1الشركة والتولية :ال تجوز قبل قبض إذا وقعت على وجه الرفق من غير أن تكون
-2اإلقالة :تجوز؛ ألنها قبل القبض فسخ بيع ال اإلقالة ،أو التولية بزيادة أو نقصان :جائز قبل
بيع القبض وبعده
[ ]1أنها في معنى البيع املنهي عنه [ ]1األثر :مرسل سعيد بن املسيب أن رسول
[ ]2مًلحظة :استثنى أبو حنيفة الصداق، هللا ﷺ قال «من ابتاع طعاما فًل يبعه حتى
والخلع ،والجعل ،ألن العوض في ذلك ليس بينا يستوفيه ،إال ما كان من شركة ،أو تولية ،أو
إذا لم يكن عينا إقالة»
[ ]2املعنى :فإن هذه إنما يراد بها الرفق ال
املغابنة إذا لم تدخلها زيادة أو نقصان
الفصل الثالث :في الفرق بين ما يباع من الطعام مكيال وجز افا
الجزاف :أن تباع سلعة من غير معرفة دقيقة بها من حيث الوزن والكم مثًل؛ ولذا فاحتمال الغبن
قائم؛ ألنه بيع ش يء جملة من غير معرفته تفصيًل
اشتراط القبض فيما بيع من الطعام جز افا
مالك واألوزاعي ،وأحمد أبو حنيفة والشافعي
إنه جائز ال يجوز هذا الشرط والبيع
[ ]1عن ابن عمر أنه قال« :كنا في زمان رسول [ ]1عموم الحديث املتضمن للنهي عن بيع
هللا ﷺ نبتاع الطعام جزافا ،فبعث إلينا من الطعام قبل قبضه ،ألن الذريعة موجودة في
يأمرنا بانتقاله من املكان الذي ابتعناه فيه إلى الجزاف ،وغير الجزاف
مكان سواه قبل أن نبيعه»
[ ]2أن الجزاف ليس فيه حق توفية ،فهو
عندهم من ضمان املشتري بنفس العقد ،وهذا
من باب تخصيص العموم بالقياس املظنون
العلة
مسألة :العينة
25
عقد العينة :أن يشتري سلعة بثمن مؤجل ،ثم يبيعها بثمن معجل أقل ،وإن باعها إلى البائع نفسه
فهي العينة ،وإن باعها إلى آخر فهي التورق
حكمه
اتفق الفقهاء على املنع من بيع العينة إذا كان البيع الثاني مشروطا في العقد األول نصا
وأجمع العلماء على بيع الرجل شيئا ال يملكه
إنها سميت عينة عند من يرى نقله من باب الذريعة إلى الربا.
وأما من رأى منعه من جهة أنه قد ال يمكنه نقله فهو داخل في بيوع الغرر
بيع التورق
عقد التورق :أن يشتري املرء سلعة نسيئة ،ثم يبيعها نقدا لغير البائع بأقل مما اشتراها به،
ليحصل بذلك على النقد،
كما أن العينة من العين ،أي نقود الذهب ،فإن التورق من الورق ،أي نقود الفضة.
واملراد في كل منهما النقود ،دون تمييز بين ذهب وفضة.
واختلف الفقهاء في هذا البيع:
بعض الحنفية ،واملالكية ،والحنابلة ،اختاره ابن الحنفية (األكثر) ،وبعض املالكية ،والشافعية
(املعتمد) ،ووجه الحنابلة تيمية
إنه جائز ال يجوز هذا البيع
صورته عندهم :أن يقول املشتري :أي ثوب وقعت الحصاة من يدي فقد وجب البيع وهذا قمار
َْ هللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َع ْن َب ْيع ْال َح َ
ص ِّاةَ ،و َع ْن َب ْي ِّع الغ َر ِّر» ِّ
ص َّلى ُ دليلهَ :ع ْن َأبي ُه َرْي َر َةَ ،ق َ
ال«َ :ن َهى َر ُسو ُل هللا َ
ِّ
ِّ ِّ
[رواه مسلم]
صورة هذه البيوع الثالثة:
[ ]1إما أن يقول :متى (ملست/نبذت/رميت) فهو لك
[ ]2إما أن يقول :أي ش يء (ملسته/نبذته/وقعت عليه الحصاة) فهو لك
العلة:
[ ]1فهي بصيغة الشرط ،وصيغة الشرط ال تجوزفي البيع،
[ ]2انقطاع خياراملجلس،
[ ]3الجهل باملبيع
[ ]4بيع حبل الحبلة
صورته:
أحدهما :أنها كانت بيوعا يؤجلونها إلى أن تنتج الناقة ما في بطنها ،ثم ينتج ما في بطنها،
والغرر من جهة األجل في هذا بين.
ثانيهما :إنما هو بيع جنين الناقة ،وهذا من باب النهي عن بيع املضامين ،واملًلقيح.
(واملضامين :هي ما في بطون الحوامل ،واملًلقيح :ما في ظهور الفحول)
حكمه :فهذه كلها بيوع جاهلية متفق على تحريمها ،وهي محرمة من تلك األوجه التي ذكرناها
َ ْ ُ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ ُ َ
ور ِّإلى َح َب ِّل
دليله :ع ِّن اب ِّن عمر ر ِّض ي ََّللا عنهما ،قال " :كان أهل الج ِّاه ِّلي ِّة يتبايعون لحوم الجز ِّ
الن ِّب ُّي ﷺ َع ْن الن َاق ُة َما في َب ْطن َهاُ ،ث َّم َت ْحم َل َّالتي ُنت َج ْتَ ،ف َن َه ُاه ُم َّ
الح َب َلة أ ْن ُت ْن َت َج َّ
الَ :و َح َب ُل َ
َ ق
َ ََ َ
الحبل ِّة،
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
َ
ذ ِّل َك "
[ ]5بيع الثمار
دليله :ثبت عنه -عليه الصًلة والسًلم « -أنه نهى عن بيعها حتى يبدو صًلحها وحتى تزهي»
أقسامه
بعد أن تخلق قبل أن تخلق
بعد الصرام قبل الصرام حكمه :فجميع العلماء مطبقون على
بعد أن تزهي حكمه :ال خًلف في قبل أن تزهي منع ذلك ،ألنه من باب النهي عن بيع
جوازه
28
يجوز في كل فيه تفصيل ما لم يخلق ،ومن باب بيع السنين
حاالت واملعاومة.
حاالت: دليله :وقد روي عنه ﷺ «أنه نهى عن
[ ]1إما أن يكون بيعا مطلقا بيع السنين ،وعن بيع املعاومة»،
[ ]2أو بشرط التبقية، وهي بيع الشجر أعواما.
[ ]3أو بشرط القطع الخالف :إال ما روي عن عمر بن
الخطاب ،وابن الزبير أنهما كانا يجيزان
بيع الثمار سنين
[ ]1عن ابن عمر «أن رسول هللا ﷺ نهى عن بيع [ ]1حجة الكوفيون (عدا أبي حنيفة) :حديث
الثمار حتى يبدو صًلحها» ،نهى البائع واملشتري ابن عمر الثابت أن رسول هللا ﷺقال« :من باع
نخًل قد أبرت فثمرتها للبائع إال أن يشتريها ما بعد الغاية بخًلف ما قبل الغاية
[ ]2اإلطًلق يقتض ي التبقية عندهم بدليل قوله املبتاع» ،قالوا :فلما جاز أن يشترطه املبتاع جاز
ﷺ «أرأيت إن منع هللا الثمرة فبم يأخذ أحدكم بيعه مفردا وحملوا الحديث الوارد بالنهي عن
بيع الثمار قبل أن تزهي على الندب مال أخيه؟» وأجازوا بشرط القطع
[ ]2إن املعنى الذي دل عليه الحديث في قوله:
«حتى يبدو صًلحه» هو ظهور الثمرة بدليل
قوله ﷺ« :أرأيت إن منع هللا الثمرة فبم يأخذ
أحدكم مال أخيه؟»
الحديث
[ ]1أن يكون أحد الثمنين نقدا أن يقول له :أبيعك أحد هذين [ ]1أن يقول له :أبيعك هذه
واآلخر نسيئة ،مثل أن يقول بثمن كذا السلعة بثمن كذا على أن
له :أبيعك هذا الثوب نقدا تبيعني هذه الدار بثمن كذا
بثمن كذا على أن أشتريه منك [ ]2أن يقول له :أبيعك هذه
إلى أجل كذا بثمن كذا السلعة بدينار أو هذه األخرى
[ ]2أن يقول له :أبيعك هذا بدينارين
الثوب نقدا بكذا أو نسيئة
بكذا
حكمه:
[ ]1إذا كان البيع فيه واجبا :فًل خًلف في أنه ال يجوز،
[ ]2وأما إذا لم يكن البيع الزما في أحدهما :اختلف العلماء على القولين:
مالك أبو حنيفة ،والشافعي ،وأحمد
يجوز ،ألنه من باب الخيار ال يجوز هذه املعاملة ،والبيع
باطل
[ ]1جهل الثمن ،فهو عندهم من [ ]1ألنه إذا كان عنده على الخيار لم يتصور فيه ندم يوجب
تحويل أحد الثمنين في اآلخر ،وهذا عند مالك هو املانع بيوع الغرر التي نهي عنها
[ ]2إلمكان أن يكون الذي له الخيار قد اختار أوال إنفاذ العقد
بأحد الثمنين املؤجل أو املعجل ثم بدا له ولم يظهر ذلك،
فيكون قد ترك أحد الثمنين للثمن الثاني ،فكأنه باع أحد
الثمنين بالثاني ،فيدخله ثمن بثمن نسيئة ،أو نسيئة
ومتفاضًل
الوجه الثاني من بيع مثمون واحد بثمنين
املثال :أشتري منك هذا الثوب نقدا بكذا على أن تبيعه مني إلى أجل
حكمه :ال يجوز بإجماع ،ألنه من باب العينة (وهو بيع الرجل ما ليس عنده) ،ويدخله أيضا علة
جهل الثمن
ألنه يجيز الخيار بعد عقد البيع في األصناف بالغرر الذي ال يجوز ،ألنهما افترقا على بيع غير
املستوية لقلة الغرر عنده في ذلك معلوم
سبب الخالف في هذا الباب:
• أما عند فقهاء األمصار فمن باب الغرر;
• وأما عند مالك فمنها ما يكون عنده من باب ذرائع الربا ،ومنها ما يكون من باب الغرر.
oفاعتبار املالكية أنه أما من باب الغرر ،وأما من باب سد الذرائع التي توصل إلى الربا وأما من
باب الخيار
وأجمعوا على أنه ال يجوز بيع األعيان إلى أجل ،وأن من شرطها تسليم املبيع إلى املبتاع بأثر عقد
الصفقة،
-1واختلفوا على بيع الجارية الرفيعة على شرط املواضعة
ربيعة ،ومالك ،وأهل املدينة الجمهور
يجوز بيع الجارية الرفيعة على شرط املواضعة ال يجوز هذا البيع
وال يجوز النقد
[ ]1ملا يدخله الدين بالدين
[ ]2عدم التسليم ويشبه أن يكون بيع الدين
بالدين من هذا الباب ،ال من باب الربا
-2مسألة :أخذ الرجل من غريمه في دين له عليه ثمرا قد بدا صًلحه
أشهب ،كثير من املالكيين ،والشافعي ،وأبو ابن القاسم
حنيفة
يجوز ال يجوز
[ ]1الدين بالدين يكون إذا لم يتم القبض (أنه [ ]1ألنه من باب الدين بالدين
كان يرى أن قبض األوائل من األثمان يقوم مقام
قبض األواخر) ،وهو القياس
تفصيل الحكم
الكوفيون ،وأحمد ،وإسحاق ،والشافعي املالكية
ال يجوز بيع بطن منها بشرط بطن آخر يجوز في الذي ال يتميز ،وروايتان في الذي يتميز
(الجواز واملنع
[ ]1ألنه من بيع ما لم يخلق ،ومن باب النهي عن [ ]1ال يمكن حبس أوله على آخره ،فجواز أن
يباع ما لم يخلق منها مع ما خلق وبدا صًلحه ،بيع الثمار معاومة
أصله جواز بيع ما لم يطب من الثمر مع ما
طاب ،ألن الغرر في الصفة شبهه بالغرر في عين
الش يء
[ ]2أن الرخصة هاهنا يجب أن تقاس على
الرخصة في بيع الثمار (يعني :ما طاب مع ما لم
يطب) ملوضع الضرورة ،واألصل عنده أن من
الغرر ما يجوز ملوضع الضرورة
بيع اآلبق
مالك قوم (منهم الشافعي) قوم (منهم عثمان البتي)
إذا كان معلوم الصفة معلوم ال يجوز مطلقا بيعه جائز مطلقا
املوضع عند البائع ،واملشتري
جاز
[ ]1ألنه اشترط أن يكون عن أبي سعيد الخدري« :أن
معلوم اإلباق ويتواضعان رسول هللا -صلى هللا عليه
الثمن( ،يعني :أنه ال يقبضه وسلم -نهى عن شراء العبد
البائع حتى يقبضه املشتري) اآلبق ،وعن شراء ما في بطون
[ ]2ألنه يتردد عند العقد بين األنعام حتى تضع ،وعن شراء
بيع وسلف ما في ضروعها ،وعن شراء
الغنائم حتى تقسم»
بيع املريض
أبو حنيفة والشافعي ،ورواية عن مالك مالك
ال يجوز يجوز إال أن يكون ميئوسا منه
اعتبارالكمية
[ ]1إنهم اتفقوا على أنه ال يجوز أن يباع ش يء من املكيل ،أو املوزون ،أو املعدود ،أو املسموح إال أن
يكون معلوم القدر عند البائع واملشتري;
[ ]2واتفقوا على أن العلم الذي يكون بهذه األشياء من قبل الكيل املعلوم ،أو الصنوج املعلومة
مؤثر في صحة البيع ،وفي كل ما كان غير معلوم الكيل ،والوزن عند البائع واملشتري من جميع
األشياء املكيلة واملوزونة ،واملعدودة ،واملمسوحة،
[ ]3أن العلم بمقادير هذه األشياء التي تكون من قبل الحزر ،والتخمين ،وهو الذي يسمونه
الجزاف يجوز في أشياء ويمنع في أشياء
عطاء بن أبي رباح ،وابن أبي أبو حنيفة ،والشافعي ،وأحمد مالك
مليكة
هذا البيع جائز مطلقا ال يجوز ذلك حتى يكتالها ويجوز أن يصدق املشتري
البائع في كيلها إذا لم يكن البيع املشتري لنهيه عن بيع الطعام
حتى تجري فيه الصيعان نسيئة ،ألنه يتهمه أن يكون
صدقة لينظره بالثمن
أحمد ابن أبي ليلى ابن أبي شبرمة الشافعي ،وأبو حنيفة
البيع جائز مع شرط البيع جائز والشرط البيع جائز ،والشرط البيع فاسد ،والشرط
واحد ،وأما مع شرطين باطل جائز فاسد
فًل
حديث عبد هللا بن حديث بريرة املتقدم. حديث عمر [ ]1حديث جابر
عمرو بن العاص« :ال املتقدم «ال يحل سلف
يحل سلف وبيع ،وال وبيع ،وال يجوز شرطان
يجوز شرطان في بيع، في بيع»... ،
وال ربح ما لم تضمن، [ ]2عموم النهي عن
وال بيع ما ليس هو بيع وشرط ،وعموم
عندك» النهي عن الثنيا.
أنواع الشروط
ليس من مصلحة ليس من مصلحة العقد وال ما يكون ملصلحة ما هو من
العقد وال مقتضاه مصلحة املتعاقدين وال من العقد أو مقتض ى العقد
وهو ال يصح مقتضاه لكنه ال ينافي العقد املتعاقدين
املثال:
42
اشتراط شرطين في شراء األمة بشرط اإلعتاق اشتراط املشتري اشتراط الخيار أو
بيعة. رهنا القبض أو تسليم
مباشرة
-2اشترط معنى في املبيع ليس ببرمثل أن ال -1اشتراط معنى من معاني البرمثل العتق
يبيعها
إن كان اشترط تعجيله جاز عنده ،وإن تأخر لم ال يجوز عند مالك،
وقيل عنه :البيع مفسوخ، يجز لعظم الغرر فيه
وقيل :بل يبطل الشرط فقط
اقتران ش يء محرم لعينه به ،ال أنه ش يء محرم أكثر ذلك حكمي ،ولذلك ليس ينعقد عندهم
من قبل الشرط. أصًل ،وإن ترك الربا بعد البيع ،أو ارتفع الغرر
[ ]2ألنه معقول املعنى فيرتفع بارتفاع الشرط
إن كان غيرمغيبا كالرأس ،واليد ،والرجل إن كان مغيبا مثل
الجنين
مما ال يستباح ذبحه مما يستباح ذبحه ال يجوز ال خًلف في جوازه مثل
أن يبيع عبدا إال ربعه
أجمعوا على جواز بيع الرجل ثمر حائطه ،واستثناء نخًلت معينات منه قياسا على جواز شرائها.
واتفقوا على أنه ال يجوز أن يستثني من حائط له عدة نخًلت غير معينات إال بتعين املشتري لها بعد
البيع ،ألنه بيع ما لم يره املتبايعان ،واختلفوا في:
الرجل يبيع الحائط ويستثني منه عدة نخالت بعد البيع
رواية مالك (ابن القاسم) رواية مالك جمهور
ال يجوز في النخًلت ويجوز في إنه جائز املنع ،ملكان اختًلف صفة
استثناء الغنم النخيل
فسخه ما لم يفت هذا البيع يكره ،وإن وقع مض ى إن وقع :فسخ في أي حالة وقع
تمسكا بالعموم ألنه سوم على بيع لم يتم.
[« ]2ال يبع حاضر لباد ،ذروا الناس يرزق هللا بعضهم من بعض»
واألشبه أن يكون من باب غبن البدوي ألنه يرد والسعر مجهول عنده
ُّ ْ
الرك َب ِّان
ََ [ ]3وألنه َي ُكو َن َع َلى َه َذا َم ْع َنى ْال َحديث َم ْع َنى َّ
الن ْه ِّي َع ْن تل ِّقي ِّ ِّ
َع َلى َما َت َأ َّو َل ُه َّ
الشا ِّف ِّع ُّي
سبب الخالف :هل يتضمن النهي فساد املنهي؟ وإن كان النهي ليس في نفس الش يء بل من خارج;
فمن قال يتضمن فسخ البيع لم يجزه; ومن قال ليس يتضمن أجازه.
ألن النهي يقتض ي فساد املنهي النهي إذا ورد ملعنى في املنهي
عنه. عنه أنه يتضمن الفساد مثل
النهي عن الربا والغرر ،وإذا ورد
األمر من خارج لم يتضمن
الفساد
[بيع املاء]
« -1إنه نهى عن بيع فضل املاء ليمنع به الكأل»
-2أن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم « -نهى عن بيع املاء ،ونهى عن بيع فضل املاء ليمنع به الكأل
وقال :ال يمنع وهو بئر وال بيع ماء»
تأويل النهي
يحيى بن يحيى الجمهور
ال يجوز بيع املاء يجوز بيع املاء مع تفاضل بينهم
[ ]1لتخصيص هذه األحاديث بمعارضة األصول [ ]1لعموم األدلة لتحريم بيع املاء.
لها
[ ]2لحديث :ال يحل مال أحد إال بطيب نفس
منه.
سبب الخالف :حملوا املطلق في هذين الحديثين على املقيد ،وذلك أنه نهى عن بيع املاء مطلقا ،ثم
نهى عن منع فضل املاء ،فحملوا املطلق في هذا الحديث على املقيد وقالوا :الفضل هو املمنوع في
الحديثين.
إذا وقع في البيع غبن ال يتغابن الناس بمثله هل يفسخ البيع أم ال؟
عبد الوهاب (املالكي) وبعض املالكية املالكية (املشهور)
إذا كان فوق الثلث رد ال يفسخ
على من يفسخ؟
أهل الظاهر مالك
على كل بائع على من تجب عليه الجمعة ال على من ال تجب
عليه
أن البيع قد وقع وقد لزم املستفهم إال أن يأتي في أنه ال يتم البيع حتى يقول املشتري :قد اشتريت
ذلك بعذر
إذا قال املشتري للبائع :بكم تبيع سلعتك؟ فيقول املشتري بكذا وكذا
مالك أبو حنيفة وأحمد الشافعي
ال يشترط مطلقا يشترط اإليجاب والقبول في أنه يقع البيع باأللفاظ
األمور الخطيرة دون الحقيرة الصريحة وبالكناية ،وال يكفي
(الحقيرة :رطل خبز) عند الشافعي املعاطاة دون
قول.
لهما من الصحابة ،فأصبح إجماعا [ ]3وأما القياس فإنهم قالوا :عقد معاوضة ،فلم يكن
سكوتيا. لخيار املجلس فيه أثر أصله سائر العقود ،مثل النكاح،
والكتابة ،والخلع ،والرهون ،والصلح على دم العمد.
[ ]4تغليب القياس على األثر ،وذلك مذهب مهجور عند
املالكية.
[ ]5ولنا فيه تأويًلن:
أحدهما :أن املتبايعين في الحديث املذكور هما
املتساومان اللذان لم ينفذ بينهما البيع
وأما التأويل اآلخر ،فقالوا :إن التفرق هاهنا إنما هو
كناية عن االفتراق بالقول ال التفرق باألبدان كما قال هللا
تعالى{ :وإن يتفرقا يغن هللا كًل من سعته} [النساء.]130 :
ترجيح ابن رشد :ووجه الترجيح أن يقاس بين ظاهر هذا اللفظ ،والقياس فيغلب األقوى ،والحكمة
في ذلك هي ملوضع الندم
بيع الفضولي
صورته
-1أن يبيع الرجل مال غيره بشرط إن رض ي به صاحب املال أمض ي البيع ،وإن لم يرض فسخ.
-2وكذلك في شراء الرجل للرجل بغير إذنه ،على أنه إن رض ي املشتري صح الشراء وإال لم يصح،
فاختلف الفقهاء في هذه املسألة:
أبو حنيفة مالك الشافعي وأحمد
وفرق بين البيع والشراء ،فقال: يجوز في الوجهين جميعا ال يجوز في الوجهين (الصورتين)
يجوز في البيع ،وال يجوز في جميعا
الشراء
سبب الخالف :هل إذا ورد النهي على سبب حمل على سببه أو يعم؟
[ ]1النهي الوارد عن بيع الرجل [ ]1ما روي «أن النبي -ﷺ دفع [ ]1حديث عروة البارقي أنه
إلى عروة البارقي دينارا ،وقال :حجة في صحة الشراء للغير. ما ليس عنده.
[ ]2وحديث عروة محمول أن اشتر لنا من هذا الجلب شاة "،
يكون عروة كان وكيًل في البيع قال :فاشتريت شاتين بدينار،
وبعت إحدى الشاتين بدينار، والشراء معا( .ابن حجر
وجئت بالشاة والدينار ،فقلت: العسقًلني).
يا رسول هللا ..هذه شاتكم،
وديناركم ،فقال :اللهم بارك له
في صفقة يمينه» ووجه
االستدالل منه أن النبي ﷺ لم
يأمره في الشاة الثانية ال
بالشراء وال بالبيع.
الفصل األول :في معرفة العقود التي يجب فيها بوجود العيب حكم ،من
التي ال يجب ذلك فيها.
• أما العقود التي يجب فيها بالعيب حكم بًل خًلف ،فهي العقود التي املقصود منها املعاوضة،
• كما أن العقود التي ليس املقصود منها املعاوضة ال خًلف أيضا في أنه ال تأثير للعيب فيها،
كالهبات لغير الثواب ،والصدقة ;
• وأما ما بين هذين الصنفين من العقود( ،أعني :ما جمع قصد املكارمة ،واملعاوضة ،مثل هبة
الثواب)،
oفاألظهر في املذهب أنه ال حكم فيها بوجود العيب،
oوقد قيل :يحكم به إذا كان العيب مفسدا.
57
الثاني :في معرفة العيوب التي توجب الحكم ،وما شرطها املوجب للحكم
فيها؟
النظر األول :في العيوب التي توجب الحكم.
والنظر الثاني :في الشرط املوجب له.
النظراألول :في العيوب التي توجب الحكم.
-3العيوب التي أضدادها -2عيوب في البدن -1عيوب في النفس
كماالت
عيوب في البدن
أ -ما هي عيوب بأن تشترط أضدادها في املبيع ،ب -ومنها ما هي عيوب توجب الحكم وإن لم
يشترط وجود أضدادها في املبيع ،وهذه هي التي وهي تسمى عيوبا من قبل الشرط
فقدها نقص في أصل الخلقة
العيوب الجسمانية
ب -ما هي في غير ذوات األنفس أ -ما هي في أجسام ذوات األنفس
الحكم في التصرية
هي حقن (جمع) اللبن في الثدي أياما حتى يوهم ذلك أن الحيوان ذو لبن غزير
أبو حنيفة مالك والشافعي وأحمد
ليست التصرية عيبا لًلتفاق على أن اإلنسان إنها عيب
إذا اشترى شاة فخرج لبنها قليًل أن ذلك ليس
بعيب
[ ]1حديث أبي هريرة «ال تصروا اإلبل والبقر ]1[ ،وحديث املصراة يجب أن ال يوجب عمًل
ملفارقته األصول ،وذلك أنه مفارق لألصول من فمن فعل ذلك فهو بخير النظرين ،إن شاء
أمسكها ،وإن شاء ردها وصاعا من تمر» فأثبت وجوه:
أ -أنه معارض لقوله ﷺ« :الخراج بالضمان» له الخيار بالرد مع التصرية ،وذلك دال على
وهو أصل متفق عليه. كونه عيبا مؤثرا
[ ]2إلنه مدلس ،فأشبه التدليس بسائر العيوب ب -أن فيه معارضة منع بيع طعام بطعام
نسيئة ،وذلك ال يجوز باتفاق.
ج -أن األصل في املتلفات إما القيم وإما املثل،
وإعطاء صاع من تمر في لبن ليس قيمة وال مثًل.
د -بيع الطعام املجهول (أي :الجزاف) باملكيل
املعلوم ،ألن اللبن الذي دلس به البائع غير
59
البول في الفراش
أبو حنيفة مالك والشافعي
ترد الجارية به ،وال يرد العبد به إنه عيب
-2وعهدة السنة :وهي من العيوب الثًلثة: -1عهدة ثالثة األيام :وذلك من جميع العيوب
الجذام ،والبرص ،والجنون الحادثة فيها عند املشتري
تفصيل :بالجملة (عند املالكية) أنها بمنزلة أيام القاعدة :فما حدث في السنة من هذه الثًلث
الخيار ،وأيام االستبراء ،والنفقة فيها والضمان باملبيع فهو من البائع ،وما حدث من غيرها من
العيوب كان من ضمان املشتري على األصل. من البائع.
الحكم في العهدة
جمهور مالك
لم يصح في العهدة أثر أن يصح األثر في العهدة
61
[ ]1لو صحت مخالفة لألصول ،وذلك أن [ ]1هي عمل أهل املدينة (وهو حجة عند
املسلمين مجمعون على أن كل مصيبة تنزل املالكية)
[ ]2وأما أصحابه املتأخرون فإنهم احتجوا بما باملبيع قبل قبضه فهي من املشتري.
رواه الحسن ،عن عقبة بن عامر ،عن النبي ﷺ [ ]2ألن كًل الحديثين عند أهل العلم معلول،
فإنهم اختلفوا في سماع الحسن ،عن سمرة ،وإن قال« :عهدة الرقيق ثًلثة أيام»،
كان الترمذي قد صححه. [ ]3وروي أيضا« :ال عهدة بعد أربع»
رأي اإلمام ابن رشد :فالتخصيص ملثل هذا األصل املتقرر إنما يكون بسماع ثابت ،ولهذا ضعف
عند مالك في إحدى الروايتين عنه أن يقض ى بها في كل بلد إال أن يكون ذلك عرفا في البلد ،أو
يشترط ،وبخاصة عهدة السنة ،فإنه لم يأت في ذلك أثر .وروي عن الشافعي ،عن ابن جريج قال:
سألت ابن شهاب ،عن عهدة السنة ،والثًلث ،فقال :ما علمت فيها أمرا سالفا.
الفصل الثالث [في معرفة حكم العيب املوجب إذا كان املبيع لم يتغير]
ال يخلو أن يكون في:
حيوان عروض عقار
فاملشهور في املذهب أنها ليست فًل خًلف أن املشتري مخير بين فمالك يفرق في ذلك بين العيب
في هذا الحكم بمنزلة األصول ،أن يرد املبيع ويأخذ ثمنه ،أو اليسير ،والكثير ،فيقول :إن
يمسك ،وال ش يء له وقد قيل إنها بمنزلة األصول في كان العيب يسيرا لم يجب الرد،
املذهب (أبو بكر بن رزق شيخ ووجبت قيمة العيب ،وهو
جدي رحمة هللا عليهما). األرش ،وإن كان كثيرا وجب
الرد.
قال القاض ي عبد الوهاب :وهذا غلط; ألن ذلك حق للمشتري ،فله أن يستوفيه (أعني :أن يرد
ويرجع بالثمن ،وله أن يعاوض على تركه) ،وما ذكره من خيار الشفعة فإنه شاهد لنا ،فإن له عندنا
تركه إلى عوض يأخذه ،وهذا ال خًلف فيه.
ألن هبته ،أو صدقته تفويت للملك بغير عوض، لقياس الهبة على العتق
ورضا منه بذلك طلبا لألجر ،فيكون رضاه
بإسقاط حق العيب أولى وأحرى بذلك
طرو النقصان
إن طرأ على املبيع نقص فًل يخلو أن يكون نقص:
أو في النفس -2أو في البدن -1في قيمته
فأما نقصان القيمة الختًلف األسواق :فغير مؤثر في الرد بالعيب بإجماع
• فإن كان يسيرا غير مؤثر في القيمة فًل تأثير له في الرد بالعيب ،وحكمه حكم الذي لم يحدث،
وهذا نص مذهب مالك ،وغيره.
• وأما النقص الحادث في البدن املؤثر في القيمة ،فاختلف الفقهاء فيه على أربعة أقوال
أبو محمد بن حزم مالك الثوري والشافعي أبو حنيفة والشافعي
في قوله الجديد
ليس له إال أن يرد ،إن املشتري بالخيار بين له أن يرد وال ش يء أنه ليس له أن يرجع
عليه ويرد مقدار العيب أن يمسك ويضع عنه إال بقيمة العيب
البائع من الثمن قدر الذي حدث عنده فقط ،وليس له غير
العيب ،أو يرده على ذلك إذا أبى البائع من
البائع ،ويعطيه ثمن الرد
العيب الذي حدث
عنده
ألنه أمر حدث من عند [ ]1لتعارض حق فألنه قد أجمعوا على قياسا على العتق
البائع ،وحق املشتري هللا كما لو حدث في واملوت لكون هذا أنه إذا لم يحدث
غلب املشتري ،وجعل ملك البائع ،فإن الرد األصل غير مجمع باملبيع عيب عند
عليه ،وقد خالف فيه له الخيار; ألن البائع ال بالعيب دال على أن املشتري فليس إال
يخلو من أحد أمرين :البيع لم ينعقد في عطاء. الرد ،فوجب
إما أن يكون مفرطا في نفسه ،وإنما انعقد في استصحاب حال هذا
أنه لم يستعلم العيب ،الظاهر ،وأيضا فًل الحكم ،وإن حدث
ويعلم به املشتري ،أو كتاب وال سنة يوجب عند املشتري عيب مع
يكون علمه فدلس به على مكلف غرم ما لم إعطائه قيمة العيب
يكن له تأثير في نقصه على املشتري الذي حدث عنده.
[ ]2ألنه إذا صح أنه إال أن يكون على جهة
التغليظ عند من دلس بالعيب وجب
عليه الرد من غير أن ضمن الغاصب ما
نقص عنده بأمر من يدفع إليه املشتري
هللا. قيمة العيب الذي
67
الوطء معتبر إن كانت ثيبا ليس عليه في يردها ويرد يرد قيمة إذا وطئ فليس
في العرف في وطء الثيب رد نصف مهر مثلها الوطء في له الرد وله
ذلك النوع من العشر من ش يء; ألنه غلة البكر ،وال الرجوع بقيمة
الرقيق ،فإن وجبت له ثمنها ،وإن يردها في العيب ،وسواء
كان له أثر في كانت بكرا رد بالضمان .وأما الثيب. أكانت بكرا ،أو
القيمة رد البكر فهو العشر من ثيبا
البائع ما عيب يثبت ثمنها
نقص ،وإن لم عنده
يكن له أثر لم للمشتري
يلزمه ش يء. الخيار على ما
سلف من
رأيه.
طرو الزيادة
الزيادة الحادثة في املبيع (املتولدة املنفصلة منه)
أبو حنيفة مالك الشافعي وأحمد
استثنى من ذلك الولد فقال :الزوائد كلها تمنع الرد ،وتوجب أنها غير مؤثرة في الرد ،وأنها
يرد للبائع ،وليس للمشتري إال أرش العيب إال الغلة والكسب للمشتري
الرد الزائد مع األصل أو
اإلمساك
ألن ما تولد عن املبيع داخل في ألنه يتبع أمه أو أصله ولحق لعموم قوله -عليه الصًلة
العقد ،فلما لم يكن رده ورد ما والسًلم « :-الخراج بالضمان» للمشتري إال يرد كلها معا.
تولد عنه كان ذلك فوتا يقتض ي
أرش العيب ال ما نصصه
الشرع من الخراج والغلة.
فإنها إن كانت مثل الصبغ في الثوب والرقم في الثوب ،فإنها توجب الخيار في املذهب :إما اإلمساك،
والرجوع بقيمة العيب ،وإما في الرد ،وكونه شريكا مع البائع بقيمة الزيادة.
إن اختلفوا في كونه مؤثرا في القيمة ،وفي كونه أيضا قبل أمد التبايع أو بعده
وإن كانت له بينة على وجود العيب باملبيع إن لم يكن للمشتري بينة
لم يجب له يمين على البائع حلف البائع أنه ما حدث عنده
البراءة بالجملة
خيار الرد بالعيب حق ثابت للمشتري ،وملا كان ذلك يختلف اختًلفا كثيرا كاختًلف املبيعات في
صفاتها وجب إذا اتفقا على الجهل به أن ال يجوز أصله إذا اتفقا على جهل صفة املبيع املؤثرة في
الثمن.
إنما تلزم عند القائلين بالشرط (أعني :إذا اشترطها) إال بيع السلطان واملواريث عند مالك فقط.
72
فالكًلم بالجملة في بيع البراءة هو في جوازه وفي شرط جوازه ،وفيما يجوز من العقود واملبيعات
والعيوب ،وملن يجوز بالشرط ،أو مطلقا.
[ ]3إنه اضطرب (عند الشافعي) في ذكر وضع [ ]4والفرق عندهم بين هذا املبيع ،وبين سائر
الجوائح فيه (حديث جابر) ،ولكنه قال :إن ثبت البيوع أن هذا بيع وقع في الشرع ،واملبيع لم
الحديث وجب وضعها في القليل والكثير يكمل بعد ،فكأنه مستثنى من النهي عن بيع ما
لم يخلق ،فوجب أن يكون في ضمانه مخالفا
لسائر املبيعات.
[ ]5يمكن أن يكون البائع عديما ،فلم يقض
عليه بجائحة ،أو أن يكون املقدار الذي أصيب
من الثمر مقدارا ال يلزم فيه جائحة ،أو أن يكون
أصيب في غير الوقت الذي تجب فيه الجائحة،
مثل أن يصاب بعد الجذاذ أو بعد الطيب.
[ ]6الستصحاب حال اإلجماع في محل الخًلف:
ألن الفقهاء اتفقوا في القضاء بالجائحة
بالعطش.
وبعض لم يره فبعض من أصحاب مالك فًل خًلف بين ال خًلف في املذهب أنه جائحة
جائحة رآه جائحة الجميع أنه
جائحة.
تشبيه باألمور السماوية، ظاهر قوله -عليه الصًلة
ومن استثنى اللص قال: والسًلم « :-أرأيت إن منع هللا
يمكن أن يتحفظ منه الثمرة؟»
في اعتبارالثلث
أشهب ابن القاسم
يعتبر الثلث في القيمة يعتبر الثلث بالكيل
76
حجة املالكية
واملالكية يحتجون في مصيرهم إلى التقدير في وضع الجوائح.
قالوا :وإذا وجب الفرق وجب أن يعتبر فيه; إذ قد اعتبره الشرع في مواضع كثيرة ،وإن كان املذهب
يضطرب في هذا األصل ،فمرة يجعل الثلث من حيز الكثير كجعله إياه هاهنا ،ومرة يجعله في حيز
القليل ولم يضطرب في أنه الفرق بين القليل والكثير،
رأي الجمهور
واملقدرات يعسر إثباتها بالقياس عند جمهور الفقهاء ،لذلك قال الشافعي :لو قلت بالجائحة لقلت
فيها بالقليل ،والكثير ،وكون الثلث فرقا بين القليل والكثير هو نص في الوصية في قوله -عليه
الصًلة والسًلم « :-الثلث ،والثلث كثير».
وأما زمان القضاء بالجائحة ،فاتفق املذهب على وجوبها في الزمان الذي يحتاج فيه إلى تبقية الثمر
على رءوس الشجر حيث يستوفي طيبه .واختلفوا إذا أبقاه املشتري في الثمار ليبيعه على النضارة،
وشيئا شيئا
إذا أبقاه املشتري في الثمارليبيعه على النضارة ،وشيئا شيئا
القول الثاني القول األول
ليس فيه جائحة تفريقا بينه وبين الزمان املتفق فيه الجائحة تشبيها بالزمان املتفق عليه
على وجوب القضاء بالجائحة فيه
[ ]1ألن هذا الزمان يشبه املتفق عليه من جهة غلب االتفاق
ويخالفه من جهة
[ ]2غلب االختًلف
معنى اإلبار
واإلبارعند العلماء :أن يجعل طلع ذكور النحل في طلع إناثها ،وفي سائر الشجر أن تنور وتعقد،
والتذكير في شجر التين التي تذكر في معنى اإلبار،
وإبار الزرع مختلف فيه في املذهب ،فروى ابن القاسم ،عن مالك أن إباره أن يفرك قياسا على
سائر الثمر
ألن كون العبد مملوكا في األصل [ ]1حديث ابن عمر املشهور، [ ]1قياسا على البيع.
عن النبي ﷺ أنه قال« :من باع
عبدا وله مال فماله للذي باعه
إال أن يشترطه املبتاع»
اشتراط املشتري لبعض مال العبد في صفقة البيع (في مذهب مالك).
أشهب ابن القاسم
جائز أن يشترط بعضه ،وفرق بعضهم ،فقال :إن كان ما اشترى به ال يجوز
العبد عينا وفي مال العبد عين لم يجز ذلك; ألنه يدخله دراهم بعرض
ودراهم ،وإن كان ما اشترى به عروضا أو لم يكن في مال العبد دراهم
جاز
تشبيه الجزء بالكل تشبيهه بثمر النخل اإلبار
أنها من الثمن إال أنه قال ال تثبت الزيادة في حق ال تلحق الزيادة والنقصان بالثمن أصًل وهو في
حكم الهبة. الشفيع وال في بيع املرابحة ،بل الحكم للثمن
األول.
سبب الخالف :من رأى أن العقد األول قد تقرر قال :الزيادة هبة .ومن رأى أنها فسخ للعقد األول
وعقد ثان عدها من الثمن.
[ ]1باتفاقهم على أنها ال تلحق في الشفعة [ ]1لقوله عز وجل{ :وال جناح عليكم فيما
تراضيتم به من بعد الفريضة} [النساء]24 :
قالوا :وإذا لحقت الزيادة في الصداق بالصداق
لحقت في البيع بالثمن.
واختلفوا إذا قبضت وتصرف فيها بعتق ،أو هبة ،أو رهن ،أو غير ذلك من سائر التصرفات :هل
ذلك فوت يوجب القيمة ،كذلك إذا نمت أو نقصت؟
ابن وهب أبو حنيفة ومالك الشافعي وأحمد
ليس ذلك كله فوتا ،وال شبهة كل ذلك فوت يوجب القيمة .كل ذلك فوت يوجب القيمة إال
في الربا أنه ليس بفوت. ملك في البيع الفاسد ،وأن
الواجب الرد.
لتشبيه املبيع الفاسد ملكان أن النهي في هذه األمور إنما هو
ملكان عدم العدل فيها (أعني: الربا ،والغرر بالفاسد ملكان
بيوع الربا والغرر) ،فإذا فاتت تحريم عينه; كبيع الخمر،
السلعة فالعدل فيها هو والخنزير ،فليس عندهم فيه
الرجوع بالقيمة; ألنه قد تقبض فوت.
السلعة وهي تساوي ألفا ،وترد
وهي تساوي خمسمائة ،أو
بالعكس.
إذا ترك الشرط قبل القبض (أعني :شرط السلف) :هل يصح البيع أم ال؟
مالك أبو حنيفة ،وابن عبد الحكم ،والشافعي ،وسائر
العلماء
البيع غير مفسوخ. البيع مفسوخ.
ألن النهي يتضمن فساد املنهي ،فإذا انعقد البيع إلن التحريم هاهنا لم يكن لش يء محرم بعينه
فاسدا لم يصححه بعد رفع الشرط الذي من وهو السلف ،ألن السلف مباح ،وإنما وقع
83
قبله وقع الفساد ،كما أن رفع السبب املفسد في التحريم من أجل االقتران (أعني :اقتران البيع
به) ،وكذلك البيع في نفسه جائز ،وإنما امتنع املحسوسات بعد فساد الش يء ليس يقتض ي
من قبل اقتران الشرط به ،وهنالك إنما امتنع عودة الش يء إلى ما كان عليه قبل الفساد من
البيع من أجل اقتران ش يء محرم لعينه به ،ال الوجود فاعلمه.
أنه ش يء محرم من قبل الشرط
كتاب الصرف
بعض ،وال تبيعوا الفضة بالفضة إال مثًل بمثل ،وهو حديث صحيح ،فأخذ ابن عباس بظاهر
هذا الحديث ،فلم يجعل الربا إال في النسيئة. وال تشفوا بعضها على بعض ،وال تبيعوا منها
شيئا غائبا بناجز»
َّ
[ ]2وحديث عبادة بن الصامت «الذ َه ُب
ضةَ ،و ْال ُب ُّر ب ْال ُبرَ ،و َّ ض ُة ب ْالف َّ
الذ َهبَ ،و ْالف َّ َّ
الش ِّع ُير ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّب
ْا َ َّ ْ ُ َّ ْ َ ْ ْ ُ ْ ْ ب َّ
الش ِّع ِّير ،والتمر ِّبالتم ِّر ،و ِّامللح ِّب ِّاملل ِّحِّ ،مثًل ِّ
َ ْ َ ْ َ َ ا َ َ َ ا َ َ َ ْ ََ
ِّب ِّمث ٍل ،سواء ِّبسو ٍاء ،يدا ِّبي ٍد ،ف ِّإذا اختلفت ه ِّذ ِّه
َ ا َ َ َْ َْ ُ َ ُ َْ َ ُْ ْ َ َ
األصناف ،ف ِّبيعوا كيف ِّشئتمِّ ،إذا كان يدا ِّبي ٍد».
[ ]3تأويل «ال ربا إال في النسيئة» ليس يفهم منه
إجازة التفاضل إال من باب دليل الخطاب ،وهو
ضعيف ،وال سيما إذا عارضه النص.
[ ]4لتأويله يحتمل أنه من جهة أن الواقع في
األكثر.
ترجيح ابن رشد :وإذا كان هذا محتمًل ،واألول نص وجب تأويله على الجهة التي يصح الجمع بينهما.
الفضة التي في بيع الفضة بالفضة في الثلث فأقل جاز بيعه،
السيف ،وكذلك األمر وإال لم يجز ذلك والذهب بالذهب.
في بيع السيف املحلى
بالذهب.
ألنه إذا كانت الفضة ألنهم رأوا أن الفضة ألجل زيادة الصياغة عموم األحاديث
والنص الوارد في ذلك قليلة لم تكن مقصودة التي فيه أو الذهب
من حديث فضالة بن في البيع وصارت كأنها يقابل مثله من
الذهب ،أو الفضة عبد هللا األنصاري أنه هبة
املشتراة به ،ويبقى قال« :أتي رسول هللا
الفضل قيمة السيف. ﷺ وهو بخيبر بقًلدة
فيها ذهب ،وخرز ،وهي
من املغانم تباع ،فأمر
رسول ﷺ بالذهب
الذي في القًلدة ينزع
وحده ،ثم قال لهم
رسول هللا ﷺ :الذهب
بالذهب وزنا بوزن»،
خرجه مسلم
[ ]1ألن اللفظ ال يصح إال إذا وقع القبض من [ ]1ألن اللفظ صالح ملن لم يفترق من املجلس
املتصارفين على الفور قال :إن تأخر القبض عن (أعني :أنه يطلق عليه أنه باع هاء وهاء) قال:
العقد في املجلس بطل الصرف. يجوز التأخير في املجلس.
[ ]2التفاقهم على هذا املعنى لم يجز عندهم في
الصرف حوالة ،وال حمالة ،وال خيار ،إال ما
حكي عن أبي ثور أنه أجاز فيه الخيار.
في التأخيرالذي يغلب عليه املتصارفان ،أو أحدهما (في مذهب مالك)
القول الثاني القول األول
إنه ليس كذلك في تفاصيل لهم في ذلك. إنه مثل الذي يقع باالختيار
املسألة الرابعة :فيمن اصطرف دراهم بدنانير ،ثم وجد فيها درهما زائفا ،فأراد رده.
وابن وهب الثوري أحمد الشافعي مالك أبو حنيفة
يجيز البدل في إذا رد الزيوف قوالن؛ إذا كان ال يبطل ينتقض ال يبطل
الصرف ،وهو العيب من غير الصرف بالرد كان مخيرا إن الصرف ،وإن الصرف
مبني على أن جنسه بطل ،قليًل كان أو شاء أبدلها أو كانت دنانير بالدرهم
الغلبة على يكون شريكا كثيرا. وإن كان من كثيرة انتقض الزائف،
النظرة في له بقدر ذلك جنسه لم ويجوز تبديله منها دينار
الصرف ليس في الدنانير يبطل. إال أن تكون للدرهم فما
لها تأثير ،وال (أعني: الزيوف نصف فوقه إلى
سيما في لصاحب الدراهم أو صرف دينار،
البعض ،وهو الدنانير) أكثر ،فإن فإن زاد درهم
أحسن. على دينار ردها بطل
انتقض منها الصرف في
دينار آخر، املردود.
وهكذا ما بينه
87
وبين أن ينتهي
إلى صرف
دينار .قال:
وإن رض ي
بالدرهم
الزائف لم
يبطل من
الصرف ش يء
سبب الخالف :هل الغلبة على التأخير في الصرف مؤثرة فيه ،أو غير مؤثرة؟ وإن كانت مؤثرة فهل
هي مؤثرة في القليل أو في الكثير؟
إذا قبض بعض الصرف وتأخربعضه (أعني :الصرف املنعقد على التناجز)
أبو حنيفة ،ومحمد وأبو يوسف ،ورواية مالك الشافعي ورواية مالك
يبطل منه املتأخر فقط يبطل الصرف كله
ومبنى الخًلف في الصفقة الواحدة يخالطها حرام ; هل تبطل الصفقة كلها ،أو الحرام منها فقط؟
-2أن ينقص أحد الذهبين عن اآلخر ،فيريد اآلخر أن يزيد بذلك عرضا ،أو دراهم إن كانت املراطلة
بذهب ،أو ذهبا إن كانت املراطلة بدراهم.
الشافعي مالك وقال أبو حنيفة ،وجميع
الكوفيين ،والبصريين
إن كان أحد الذهبين أفضل من املنفرد ،والثاني إذا اختلف الذهبان يجوز جميع ذلك
فًل يجوز ذلك أدنى فهذا يمنع املراطلة قوال واحدا ،وإن كان
الصنف الواحد من الذهبين أجود من الذهبين
املختلفين اللذين أخرجهما اآلخر ،أو أردأ منهما
معا ،أو مثل أحدهما وأجود من الثاني ،جازت
املراطلة عنده
العتبار التفاضل اعتبار وجود الوزن من لًلتهام ،وهو مصير إلى القول بسد الذرائع،
الذهبين ورد القول بسد وذلك أنه يتهم أن يكون املراطل إنما قصد بذلك املوجود في القيمة
بيع الذهبين متفاضًل ،فكأنه أعطى جزءا من الذرائع
الوسط بأكثر منه من األردأ ،أو بأقل منه من
األعلى ،فيتذرع من ذلك إلى بيع الذهب بالذهب
متفاضًل.
نقصان املراطلة
إذا نقصت املراطلة ،فأراد أحدهما أن يزيد شيئا آخر مما فيه الربا ،أو مما ال ربا فيه ،فقريب من
هذا االختًلف ،مثل أن يراطل أحدهما صاحبه ذهب بذهب ،فينقص أحد الذهبين عن اآلخر،
فيريد الذي نقص ذهبه أن يعطي عوض الناقص دراهم ،أو عرضا
مالك ،والشافعي ،والليث أبو حنيفة ،والكوفيون
إن ذلك ال يجوز ،واملراطلة فاسدة يجوز ذلك كله
[أ] وعمدة مالك :التهمة في أن يقصد بذلك بيع لتقدير وجود املماثلة من الذهبين ،وبقاء
الذهب بالذهب متفاضًل. الفضل مقابل للعرض
89
جوازالصرف على ما ليس عندهما إذا دفعه أحدهما إلى صاحبه قبل االفتراق
مثل أن يستقرضاه في املجلس فتقابضاه قبل االفتراق
زفر (الحنفي) ابن القاسم الشافعي ،وأبو حنيفة
ال يجوز ذلك إال أن يكون من يكره من الطرفين ،واستخفه إنه جائز
طرف واحد (لم يجد فيه خطر) من الطرف
الواحد (أعني :إذا كان أحدهما
هو املستقرض فقط)
ال يجوز ذلك وسواء أكان األجل حاال أو لم يكن. جواز ذلك إذا كان القبض قبل االفتراق (وقيد
أبو حنيفة :إال أنه أجاز ذلك وإن لم يحل األجل)
حديث ابن عمر قال« :كنت أبيع اإلبل بالبقيع ،ما جاء في حديث أبي سعيد ،وغيره« :وال تبيعوا
أبيع بالدنانير ،وآخذ الدراهم ،وأبيع بالدراهم ،منها غائبا بناجز»
وآخذ الدنانير ،فسألت عن ذلك رسول هللا -
صلى هللا عليه وسلم -فقال " :ال بأس بذلك إذا
كان بسعر يومه»
وهللا أعلم وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وآله وصحبه أمجعني.