You are on page 1of 75

‫‪ 

‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ىق‬
‫ال ماَء يكيف الغر‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫محمد رضا‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫رت‬

مكتبة الحرب اإللك وين‬


‫مكتبة العرب الحرصية‬


‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ّي‬
‫مجموعة شعر ة‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫دار النهضة العربية‬

‫بري وت – لبنان‬

‫بري وت – شارع الجامعة العربية – مقابل كلية طب األسنان‬


‫بناية اسكندراين رقم ‪ – 3‬الطابق األول‬

‫منشورات‪ :‬دار النهضة العربية‬

‫جميع حقوق الطبع محفوظة للشاعر‬

‫‪+961 1 833270 / +961 1 854161‬‬

‫لوحة الغالف‪Egon Schiele :‬‬

‫‪darnahda@gmail.com‬‬

‫ُت‬
‫“إن المواقف واالفكار الواردة يف هذا الكتاب تعرّب عن وجهة نظر ورأي المؤلف وال لزم أَّي جهة أخرى”‬

‫‪@darnahda‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫إىل أ ي وك الشخصيات النسائ ة يف حيايت‬


‫ّي‬ ‫ّل‬ ‫ّم‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-1-‬‬
‫‪ ‬‬

‫ٌد‬
‫ي بال جلد‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫أعدك أيم‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫أعدك أنين لن أنام‬


‫قبل أن تعود آخر الفراشات إىل الحقل‬
‫لتودع الزهور اليت تركتها وحيدة للمساء الطويل‬
‫وأجساد من مرّو ا وتركوا أنوفهم‬
‫ًق‬
‫لتتحّو ل رحي ا‬
‫‪ ‬‬

‫أعدك أنين لن أموت كرجل رش يف‬


‫ًث‬ ‫اًل‬
‫ألين لم أعد طف خبي ا يقفز يف دوائر‬
‫ويبحث عن ّرس ه‬
‫يف كتاب‬
‫وعن أغنيته الضائعة‬
‫ّد‬
‫يف حنجرة األم وجلدها المك س يف الراديو‬
‫‪ ‬‬

‫أعدك أنين سأرش ب كثًري ا‬


‫ًن‬
‫ألنىس أن يل عي ا تمنعين‬
‫وفًم ا‬
‫ًع‬
‫وذرا ا‬
‫وشعَر عانة‬
‫ممّر‬
‫من أن أكون شجرة يف‬
‫ًة‬
‫أو لوح لمسيٍح عابر‬
‫يف سقف كنيسة‬
‫ألمسح رؤوسهم بأصابع قد اليمىن‬
‫يم‬
‫وأخرب هم أن ديم فاسد‬
‫ال يصلح للرش ب‬
‫وأن جسدي عفن ومزموم‬
‫ًن‬
‫ال يصلح ألن يكون قربا ا إلله يتهاوى‬
‫‪ ‬‬
‫أعدك أنين سأزور مقابر من أحببناهم مًع ا‬
‫وانتظرناهم عىل العتبة يف الشتاءات‬
‫ألرسق الورود من تربتهم‬
‫وأجمعها يف باقات‬

‫وأهديها لنفيس‬
‫يك أعّو ض عن خساراتهم‬
‫‪ ‬‬

‫أعدك أنين سأسافر‬


‫إىل بيوت ال تعلق آية الكريس يف صالوناتها‬
‫وال تجيد اقتناء الُس بح‬
‫ألن سماواتها اكتشفت باكًر ا‬
‫أن هللا يقتات عىل زرقتها‬
‫ويصطاد الطيور العابرة يف الرسب‬
‫ّل‬
‫ليجمع ريشها يف س ة‬
‫ويغوي نفسه بالطري ان‬
‫‪ ‬‬

‫أعدك أنين سأموت عىل المرفأ‬


‫منتظًر ا مركًب ا برش اع مبتور‬
‫وصافرة إنذار‬
‫ومنارة‬
‫يك ال يخلطوا بني رغبيت باالنتحار‬
‫أو اإلبحار بعيًد ا نحو الشائط‬
‫‪ ‬‬

‫أعدك أنين سأطلق رصاصتني عىل رأسك‬


‫ألروض الوحوش اليت تعيش فيه‬
‫وأجعلها أليفة‬
‫وأبين معها صداقات‬
‫لنذهب مًع ا إىل الغابة‬
‫لمساعدة الصيادين عىل إخفاء آثار جرائمهم‬

‫بحق األفايع‬
‫والحجارة‬
‫والمغاور‬
‫والينابيع‬
‫‪ ‬‬

‫أعدك يا أيم‬
‫أنين لن أعود إىل الحياة عىل شكل وردة‬
‫ألن الورود ترسق ضباب النوافذ‬
‫لن أعود عىل شكل نافذة‬
‫ألن الورود تختئب خلف زجاجها لتبحث عن الربيع‬
‫ًع‬
‫لن أعود ربي ا يا أيم‬
‫ألن كل العصافري قد هاجرت أرساًب ا كثري ة‬
‫ًث‬
‫بح ا عن العواصف‬
‫لن أعود عىل شكل عواصف‬
‫ألين التهمت كل العصافري‬
‫يك أؤجل قدوم البنادق إىل الوادي‬
‫أعدك يا أيم أين لن أحبك إىل األبد‬

‫ألين سأعرب النهر بحراشيف‬


‫نحو المحيط‬
‫وسأصل وأنىس أنين يوًم ا ما كنت سمكة عابرة يف نهر‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ذاكرة طفلة‬
‫‪ ‬‬

‫الطفلة اليت كانت تخئب نفسها يف صندوق يك ال تكرب‬


‫وتقفل عليه يف الخزانة‬
‫تفاجأت بشق صغري أسفل الفرج‬
‫وشعرة بيضاء عىل الرأس‬
‫ولم َي عِن ها موت الفراشات‬
‫وال حزن العصافري اليت كانت تعرب الشمس‬
‫استعداًد ا لهولوكوست جماّيع‬
‫‪ ‬‬

‫الطفلة اليت طلبت من والدتها‬


‫أن ترت ك لها صورة يف األرشيف‬

‫حاملة دميتها لييل‬


‫مبتسمة للكامري ا‬
‫يك تتذكر دوًم ا كيف تبدو الرب اءة‬
‫وكيف تضحك األمهات عند هبوب الريح‬
‫ًن‬
‫شكت سكي ا يف خارصة ابنتها‬
‫ًد‬
‫ألنها كانت حالمة ج ا‬
‫وتحب الدىم وألعاب الخيال‬
‫‪ ‬‬

‫الطفلة اليت أخرب ت والدها‬


‫أنها ستحبه دوًم ا وإىل األبد‬
‫جنازته‬ ‫لم تستطع أن تحرض‬

‫ألن إصبًع ا صغري ة انكرست فجأة عىل العتبة‬


‫ولم تجد لها ضمادة‬
‫فأغلقت الباب وأعادت حقيبة الظهر إىل الخزانة‬
‫ألنها لن تستطيع أن تتمسك برحيله بعد اليوم‬
‫‪ ‬‬

‫الطفلة اليت كانت تغار من أختها التوأم‬


‫ًن‬
‫ألنها حلمت أنها ستملك عيو ا زرقاء‬
‫وشعًر ا أشقر ناعما‬
‫امتصتها يف الرحم وابتلعتها دفعة واحدة‬
‫لكنها لم تعلم‬
‫أن أمها ستناديها باسم األخرى عىل الدوام‬
‫وستعتذر كل مرة‬
‫وتتحجج باأللزهايمر‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫الطفلة اليت تمسكت بلوحاتها‬


‫يك ال تكرب‬
‫وتنمو أطرافها‬
‫تفاجأت بحفار القبور‬
‫وهو يهيل الرت اب عىل جسدها المجّع د‬
‫ويطويها بالنواح‬
‫بعدما طلبت من ابنها األربعيين مساء‬
‫أن يشرت ي لها صبغة للشعر‬
‫وثوًب ا من الساتان‬
‫يك ال تبدو طاعنة يف السن‬
‫يف صورتها الجديدة اليت ستعلقها يف غرفة المعيشة‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫كان عىل الطفلة اليت خبأت الطفلة يف صندوق‬


‫أن تعلمها األبجدية‬
‫وتقص لها شعرها يومًي ا‬
‫وتشرت ي لها اآليس كريم‬
‫يك تقرأ رحيلها برسعة‬
‫وتتمتع بالڤانيليا‬
‫يف الزن هات الحميمة تحت ضوء الشمس‬
‫اليت تعرب الخزانة بخفوت‬
‫وتقفل عىل ظلها يف الجدار‬
‫يك ال ينمو‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫البكاء أسهل من ارتداء حمالة صدر‬


‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫اًل‬
‫اًل‬
‫يت‬ ‫ابن‬ ‫يا‬ ‫ير‬‫رس‬ ‫ال‬ ‫عىل‬ ‫ارسيم رج‬
‫اًل‬
‫رج بأربع أقدام‬
‫ًع‬
‫يك يجيد الرحيل مرس ا‬
‫‪ ‬‬

‫ارسيم وجًه ا لفراشة‬


‫أو لجناح‬
‫حىت يتسىن لكليهما التحليق‬
‫حني يكونان بعيدين عن مشهد السقوط يف حفرة‬
‫‪ ‬‬
‫ًف‬
‫ضيع رش ش ا فوق الطاولة‬
‫اجليس عىل الطاولة‬
‫وغطيها بعريك‬
‫‪ ‬‬

‫أمسيك بيدي يف الحلم‬


‫يك ال تطول الزن هة يف الغابات‬

‫اركيب عىل الدراجة وانطليق‬


‫حني تكون العتمة قاسية‬
‫ويدي لم تصل بعد‬
‫‪ ‬‬

‫غين ألخيك الصغري‬


‫يك يغفَو عىل مهل‬
‫أيقظيه كل ثالث دقائق‬
‫يك يشهق بشكل متقطع‬
‫وال يموت دفعة واحدة يف الغرفة‬
‫ويرت ك أنفاسه عىل الوسادة‬
‫‪ ‬‬

‫ارسيم يده حني يرحل عىل جدار مطبخنا‬


‫يك ال تعرب المسامري‬
‫قلب الجدار‬
‫وتقتل الزرافة اليت زرعناها مًع ا داخله‬
‫لنسابقها مًع ا يف الغابة‬
‫ذات نهار جميل‬
‫‪ ‬‬

‫امسيح دمعة أمك‬


‫خذيها عن المحرمة‬
‫وضعيها يف كأس‬
‫وارش بيها عىل دفعات‬
‫يك ال تنيس مذاق التعب الذي ينمو فوق الجفون‬
‫اًل‬
‫ويرت ك خص بيضاء عىل الشعر‬
‫‪ ‬‬

‫اكتيب قصيدة يا ابنيت‬


‫كلما أحزنك صمت األشجار‬
‫وغياب البالبل عن الوادي‬
‫جّم عيها مًع ا يف صندوق‬
‫وضعيها يف أكواريوم‬
‫لتكرب وتتعلم السباحة يف الينابيع‬
‫خذيها من ينابيعها‬
‫وانرش يها عىل حبل غسيل طويل‬
‫لتجّف أجنحتها‬
‫ّل‬
‫ع ميها كيف تهاجر نحو المحيطات‬
‫لتجد نقطة الماء الضائعة‬
‫اليت سقطت من الغيمة ودلفت نحو الرب كة‬
‫ووّس عت مجرى النهر‬
‫‪ ‬‬

‫قويل للرجل الذي تحبينه‬


‫أنه ال بأس من أن يبيك عىل كتفك‬
‫أخرب يه أن البكاء أسهل من ارتداء حماالت الصدر‬
‫وترطيب البرش ة‬
‫أكرث‬
‫اطليب منه يف كل مرة أن يبيك‬
‫أخرب يه عن حزن األزهار يف المساءات‬
‫ونعومة القش‬
‫وهشاشة الغيم‬
‫قويل له إن األحزان الكبري ة ستمر‬
‫ألنها ليست أ كرب من حدقة العني‬

‫وإن الدموع اليت يخرجها اآلن إىل السطح‬


‫لتكون كالجنائز‬
‫لن يحرض ها أحد‬
‫ولن يهيل عليها الرت اب سوى حفاري قبور‬
‫جاؤوا من أجل أجور زهيدة‬
‫ولم يبقوا لقراءة الفواتح‬
‫‪ ‬‬
‫ًد‬
‫اصيغ جي ا وال تمويت اآلن‬
‫يك ال تخرسي القطة اليت ستعرب الشارع بعد دقائق‬
‫وتضل طريقها إىل بستانك‬
‫لتحملك يف رحمها وتمنحك تسع حيوات‬

‫اقبيل الهدية يا ابنيت‬


‫لها كل يوم وعاء حليب وقطعة من الجنب‬
‫وضيع‬
‫يك ال تجوع توائمك‬
‫‪ ‬‬

‫أخرب ي أمك أنك ذاهبة إىل النهر‬


‫لرسقة ضفدع‬
‫ّل‬
‫وس يم جسدك للتيارات‬

‫وال تحزين يا ابنيت‬


‫ًد‬
‫فغ ا ستشلحك المياه عىل الغصن‬
‫لتشكيل شجرة‬
‫أو لتسهيم يف بناء حديقة فوق التل‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫سأم آخر الليل‬


‫‪ ‬‬

‫لم أعد أبحث عن السمكة يف النهر‬


‫وال عن الوردة يف الحديقة‬
‫‪ ‬‬

‫أريد للطرقات أن تجد طرقاتها‬


‫يك ال تضل مسار العودة‬
‫إىل المزارات القديمة‬
‫أريد للموىت أن يكنسوا عيونهم عن األرصفة‬
‫يك يرتاحوا من الرؤية‬
‫‪ ‬‬

‫لم أعد أبحث عن األجنحة يف الفراشات‬


‫وال عن الدودة يف الثمرة‬
‫‪ ‬‬

‫أريد للوافدين الجدد إىل المدن‬


‫أن ال يلتفتوا إىل المصابيح يف الشارع‬
‫يك ال يخلطوا بني الشاحنات المرسعة‬
‫ووجوه من ينتظرون‬
‫أسفل الجرس‬
‫ليتخلصوا من مناديلهم‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫لم أعد أبحث عن أصابيع يف يدي‬


‫وال عن الحاجب فوق العني‬
‫‪ ‬‬

‫أريد للمحطات المتهالكة‬


‫أن ترسع موعد انطالق القطارات‬
‫ألن الرحلة طويلة‬
‫والحزن يحجز دوًم ا المقاعد كلها‬
‫ويشرت ي كل التذاكر‬
‫ويرشو من يقفلون األبواب‬
‫والنوافذ‬
‫‪ ‬‬

‫لم أعد أبحث عن اللغز يف الكتاب‬


‫وال عن الغصن يف الشجرة‬
‫‪ ‬‬

‫أريد للعابرين عىل األرصفة‬


‫أن ال ينسوا معاطفهم‬
‫وأعواد الكرب يت‬
‫والقبعات‬
‫والغليون‬
‫يك ال يضطروا لعبور الشارع ثانية‬
‫لرش اء السجائر‬
‫أريدهم أال يطيلوا النظر يف وجه الفتاة اليت تمر‬
‫بأحمر شفتيها‬
‫وأقراطها‬
‫وفساتينها القصري ة‬
‫يك ال يضطروا لحمل ظلها يف حقائبهم‬
‫أريد لهم أن يشيحوا بعيونهم عنها‬
‫إن رأوها تعرب الجرس‬
‫ألن النساء يف هذه القرية الباردة‬
‫اًل‬ ‫ّل‬
‫ك ما أحبوا رج‬
‫اغتالوه بالغياب‬
‫‪ ‬‬

‫لم أعد أبحث عن المجرم يف السجن‬


‫وال عن الجثث يف المقرب ة‬
‫‪ ‬‬

‫أريد للواحد أن يفهم‬


‫أنه ليس اثنني‬

‫أنه يمكن أن يكون‬


‫ّل‬
‫أريده أن يفهم أن ظ ه ال يعنيه‬
‫أن ظله يرافقه من النهار‬
‫إىل النهار‬
‫كرائحة األمهات‬
‫لكنه ال يبحث عن رفيق‬
‫بل عن مسكن هادئ تحت شجرة‬
‫أو عن حصاة‬
‫يف الحقل‬
‫أريد للواحد أن يعرف‬
‫اًل‬
‫أن للجسد ظال مختلفة‬
‫تتغري بتأثري المناخ‬
‫ودرجات الحرارة‬
‫ومقدار الحنني إىل هناك‬
‫إىل الصفصافة األوىل‬
‫حيث وّدع أمه بكلمتني اثنتني‬

‫ولم يقل لها أحبك‬


‫فلم تيبس الشجرة‬
‫واكتفت بتبديل الفصول‬
‫‪ ‬‬

‫لم أعد أبحث عن الطفل يف الرحم‬


‫وال عن الذهب يف المناجم‬
‫‪ ‬‬

‫ّد‬
‫أريد لكل الج ات‬
‫أن يتوقفن عن انتظار أبنائهن‬
‫قرب التلغرافات‬
‫ألنهم لن يرسلوا أصابع أقدامهم الصغري ة‬
‫وال أفواههم‬
‫ُظ‬
‫يف روف وبرقيات‬
‫‪ ‬‬

‫لم أعد أبحث عن األسد يف الغابة‬


‫وال عن المزهرية فوق المنضدة‬
‫‪ ‬‬

‫أريد للذين ينبشون يف رأيس‬


‫زي ني‬
‫أن يم وا ب ذقين‬
‫وفك الغزالة اليت علقت هناك‬
‫أريد للذين يحفرون يف جسدي‬
‫أال يعرث وا عليه كثًري ا‬
‫يك ال يخافوا من كل ما يختئب فيه‬
‫أن يتغاضوا عنه‬
‫وينسوه مربًع ا يف صندوق‬
‫ًد‬
‫يك ال أضطر أن أسري مجد ا عىل األرصفة‬
‫ًف‬
‫خائ ا من أن يكتشفوا‬
‫ًر‬
‫أنين أريب نمو ا يف بطين‬
‫وعصافري‬
‫وحدائق‬
‫‪ ‬‬

‫لم أعد أبحث عن اللوحة فوق الحائط‬


‫وال عن الفراشة يف الحقل‬
‫‪ ‬‬

‫أريد من الذين أحبهم‬

‫أن يكفوا عن حيب‬


‫ألين أجلت مواعيد كثري ة‬
‫ًف‬
‫وصد ا‬
‫ولقاءات‬
‫من أجلهم‬
‫واستمعت إىل صوت أنفاسهم يف الليل‬
‫وخفت عليهم‬
‫أكرث من خويف عىل السنديانة المهجورة‬
‫والعريشة اليت يف دارنا‬

‫أريدهم أن يكفوا عن حيب‬


‫ألين ميل ء بالتعب والحرسات‬
‫ًن‬
‫وال أمزي أحيا ا‬
‫بني عيين وإشارات المرور‬
‫‪ ‬‬

‫لم أعد أبحث عن يش ء‬


‫أحمل ظيل يف يدي‬
‫يك أنقله إىل النبع‬
‫وأدعوه إىل رش ب الشاي‬
‫وأعلم أين راحل‬
‫وأنه راحل‬

‫وأننا لم نلتِق‬
‫إال لنسأل بعضنا عن االتجاهات‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪Monologue‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫كل ليلة أضع الغطاء فوق رأيس‬


‫لخمس دقائق‬
‫اًل‬
‫أختيف قلي‬
‫ّن‬
‫أغيب كسمكة يف مجرى ال هر‬
‫كل ليلة أحلم‬
‫بأن أستيقظ وأجد بمنقار وجناحني‬
‫ين‬
‫ّد‬
‫ال ألين أو أن أكون طائًر ا‬
‫بل ألين فقط بحاجة لمساحة واسعة من الغيم‬
‫‪ ‬‬

‫كل يوم أهمس للشجرة اليت أحب‬


‫أن الثلج سيأيت قريًب ا‬
‫ليبحث عن أم ال تجيد السقوط‬
‫وال الرصاخ‬
‫يل صديق يشبه الثلج‬
‫ينام عىل األرائك‬
‫له نزهات لطيفة يف الغابات‬
‫وأحزان ناعمة يف الظهري ة‬
‫ووجه قائظ حني يطوي الماء عىل نفسه‬
‫ويرت ك ظل شعره رطًب ا‬
‫يف اإلطار المكسور‬
‫‪ ‬‬

‫يل صديق ال أعرفه‬


‫لم أره‬
‫لم أتعرف عىل االنحناءات يف جسده‬
‫لكين أحفظ عناوينه‬
‫أعرف الطرق اليت مىش فيها‬
‫ًد‬
‫وحي ا‬
‫أو مع يد حارسة‬
‫ّش‬
‫أحفظ أسماء ع اقه‬

‫وأنىس اسيم‬
‫ألنه لم يذكرين به‬
‫عىل األرجح‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫يل صديق‬
‫ًن‬
‫أديع أحيا ا أنين ال أخاف عليه‬
‫أرسمه بوجه مالح‬
‫أغرقه تحت الرسير‬
‫اًل‬ ‫اًل‬ ‫ّل‬
‫أع ق له حب طوي يف السقف‬
‫ليشنق نفسه‬
‫ولكنه ال يموت‬
‫ربما ألن الحداد كان دوًم ا خيانة للقتيل‬
‫أو ألن الحبل ال يكون قاسًي ا‬
‫كفاية‬
‫ليقطع شفتيه‬
‫وهما تعرب ان الغرفة صوب الجدار‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يل صديق‬
‫ال يحب الغرباء‬
‫وال الموسيىق الخارجة من الراديو‬
‫كيف يل أن أبحث عنه‬
‫وأنا قادم من مدينة بعيدة‬
‫ّل‬
‫تع ق الكاستات كحبال الغسيل‬
‫وتقتل من يخرجون عىل اللحن‬
‫كيف يل أن أبحث عنه‬
‫ألخرب ه أن نافذيت قريبة من بابه‬
‫َّب ٌك‬ ‫ّن‬
‫وأ شقته ينقُص ها ش ا‬
‫ُي طّل عىل البحر‬
‫وقدماي العابرتان‬
‫ومنديَيل‬
‫ّل‬ ‫ُد‬
‫والرب ي المع ق الذي لم يصل بعد‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫مفاعيل رصاصة واحدة‬


‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫برصاصة واحدة نحو الّر أس‬


‫أنيه أعياد الميالد‬
‫والحفالت الصاخبة‬
‫ورش يط الذكريات الذي يمّر كعجلة محرت قة‬
‫ًف‬ ‫ًد‬
‫ويرت ك رما ا كثي ا‬
‫ّد‬
‫أسفل الخ‬
‫‪ ‬‬

‫برصاصة واحدة نحو الّر أس‬


‫أصنع من جسدي القليل‬
‫قالب حلوى‬
‫أودعه الفرن ليكرب‬
‫ّي‬
‫وأز نه بأسنان صفراء مهرت ئة‬
‫وجلد متشقق‬
‫وصورة وحيدٍة أليم احتفظت بها ًرس ا‬
‫لمناسبة كهذه‬
‫‪ ‬‬

‫برصاصة واحدة نحو الرأس‬


‫أخرب الخشب الذي ينمو عىل الغصون‬
‫أن الغابات خائنة‬
‫واألشجار لم تعد أماكن آمنة للعيش‬
‫أخرب ه أن عليه‬
‫ًد‬ ‫ًت‬
‫أن يجد بي ا جدي ا‬
‫ويستقبل أصدقاء ومعارف‬
‫وينظم أمسيات ومؤتمرات ومقابالت شفهية‬
‫ويحصل عىل نسخة جديدة من المفتاح‬
‫ويريب أظافره ويطليها بالغبار‬
‫يك ال تكشف األعشاش ّرس ه‬
‫‪ ‬‬

‫برصاصة واحدة نحو الرأس‬


‫أفتح باًب ا يصل بني ضفتني‬
‫ًث‬ ‫ًع‬
‫أرسم شار ا حدي ا‬
‫بال أقدام تسري عليه‬
‫ّد‬
‫وبال وجوه تح ق بعرّي ه‬
‫برصاصة واحدة نحو الرأس‬
‫أساعد غيمة حزينة عىل االختباء‬
‫يف كوخ‬
‫ًد‬ ‫اًل‬ ‫ّل‬
‫أع م رج بعي ا‬
‫كيف يرقص يف كأس‬
‫كيف يبيك يف الزجاج‬
‫كيف يبين شمًس ا عىل السطوح‬
‫بأبراج عالية‬
‫ومناطيد‬
‫‪ ‬‬

‫برصاصة واحدة نحو الرأس‬


‫أحرش جسدي يف الرت بة‬
‫أودعها الملح والزرقة‬
‫وخدعة المسافات‬
‫برصاصة واحدة نحو الرأس‬
‫ًق‬
‫أحفر يف عيين نف ا‬
‫أصنع به سكة لطيفة لقطار‬
‫أجلس معه عىل المقاعد المخصصة‬
‫لمن ال يجيدون الرت حال كثًري ا‬
‫وأبصق يف غليونه‬
‫ليأخذين الدخان إىل هناك‬
‫‪ ‬‬

‫برصاصتني اثنتني نحو الرأس‬


‫أجمع ألبوم العائلة يف حذاء‬
‫وأميش به عىل الرصيف‬
‫أرقص به يف المقىه‬
‫أعلقه الرش فة بعد أن يبتّل‬
‫يف‬
‫أشحنه يف حنجرة كلب‬
‫أدوس به عىل البياض‬
‫‪ ‬‬

‫برصاصة واحدة وحسب‬


‫أنيه صداَيع المأزوم‬
‫ّل‬
‫وأليغ كل المواعيد المع قة عىل الجدول‬
‫وأعيط مساحة واسعة‬
‫ّد‬
‫لل م‬
‫ليبحث عن إخوته‬
‫ليقطف لنفسه زهرة‬
‫ليمنع جسدي من الطري ان‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫صورة شخصية أليب‬


‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ال عظام يف ظهر أيب‬


‫ال فم يف وجهه‬
‫ّزن‬
‫ال أقداَم عنده ليت ه‬
‫َد‬
‫ال ي له ليلّو ح بها نحو األعىل‬
‫‪ ‬‬

‫أيب فوق السطح‬


‫يقفز مع الحمامات اليت يربيها‬
‫يحتيم بريشها‬
‫من الموت الذي ينتظره عىل العتبة‬
‫من صوت الرجل البعيد يف سماعة الهاتف‬
‫من غضب أيم يف المساءات‬
‫‪ ‬‬

‫أيب فوق الرت بة‬


‫له ولدان اثنان‬
‫يرت ك لهما النقود عىل المنضدة‬
‫يخبئها يف الجوارير‬
‫يعرضها كجثث يف فاترينة عتيقة‬
‫وولد ثالث‬
‫يقفل عليه يف صندوق‬
‫يرت كه لألعياد‬
‫واإلناءات المثقوبة يف الرش فة‬
‫المهملة كالمهّر جني‬

‫وأصحاب السري ك‬
‫‪ ‬‬

‫يل أب ال أعرف منه إال تعبه‬


‫ال يحب التقاط الصور‬
‫وال االبتسام خلف الكامري ا‬
‫ربما ألن أسنانه سقطت‬
‫أو ألن من مثله يخافون من الفالش‬
‫وانعكاس وجوههم عىل العدسة‬
‫‪ ‬‬

‫يل أب أحفظ تاريخ والدته من األرشيف‬


‫أتعرف عىل مالمح وجهه بسهولة‬
‫وجهه مالح بال زوايا‬
‫وبال خرائط تدل عليه‬
‫‪ ‬‬

‫يل أب أختئب يف أظافره‬


‫ًش‬
‫أبين أعشا ا كثري ة يف صدره‬
‫للعفاريت‬
‫والصيادين‬
‫أربط كتفه بحبل‬
‫وألقيه كمرساة‬
‫بوجه األسماك الكبري ة يف إكورايومات النهر‬
‫ًد‬
‫أبين بصمته س ا‬
‫بوجه من يطلقون النكات برش اهة‬
‫ويحتفون بعائالتهم‬
‫وأطفالهم‬
‫ومن يلعب الغميضة يف الخارصة‬
‫‪ ‬‬

‫يل أب‬
‫يشبه اإلسمنت الذي ينام عليه‬
‫والغيم الذي يتأمله‬
‫والشجرة اليت يحتيم بظاللها‬
‫والسماء اليت يدعو هللا دوًم ا‬
‫َط‬
‫أن تسق عىل رأسه‬
‫‪ ‬‬

‫يل أب يمدد أصابعه عىل جسده‬


‫ليبحث فيه عن أماكن صالحة للعيش‬
‫عن أماكن رطبة‬
‫ال تشبه القش اليابس الذي يكدسه فوق ظهره‬
‫ويدان ناعمتان‬
‫تمران عىل الوجه كنسمة صيفية‬
‫وتقفالن عىل الغبار يف الحنجرة‬
‫‪ ‬‬

‫يل أب أحبه‬
‫أخاف عليه‬
‫أبحث له عن قميص لري تديه‬
‫وحذاء ليخئّب فيه جسده‬
‫وحزام مشدود يمنعه من الموت‬
‫ًن‬
‫يل أب أكرهه أحيا ا‬
‫ألين أغار عليه‬
‫وأتمىن موته‬
‫ألرسم أثره عىل الرمل‬

‫ألزرعه يف بييت‬
‫ًف‬
‫ألصنع به معط ا‬
‫ّو‬
‫وأح ل كل ما بيق منه مسدساٍت‬
‫وشوارع‬
‫ال تطل عىل المنارات القديمة‬
‫ًق‬
‫وبكاء من يعرب ون البحر غر ا‬
‫ليتزن هوا‬
‫قبل أن يصلوا إىل الضفة مبتلني بنجاتهم‬
‫‪ ‬‬

‫يل أب‬
‫ليس عندي ما أمنحه إياه‬
‫سوى يد واحدة‬
‫ستصفق لرحيله‬
‫وسلة صغري ة‬
‫أجمع بها صوته وهو يتلىّط بني الغابات‬
‫ًد‬
‫وحي ا‬
‫يبحث عن غصن‬
‫وصدى واسعني‬

‫ليعزف كونرش تو أخري ا‬


‫لكل من يمر وينىس الحياة وراءه‬
‫مخبأة يف راديو‬
‫أو معلقة عىل حبل غسيل طويل‬
‫ينتظر أن تجّف دموعه‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ما ليَس‬
‫يل‬
‫‪ ‬‬

‫ليس يل ألبوم عائلة‬


‫أتذكر أنين كنت أرسق وجوه من أحبهم‬

‫يف طفوليت‬
‫وأعلقها يف الخزائن ألتأملها يف حزين‬
‫كيف نتأمل أحزاننا؟‬
‫كيف نسافر بني الدموع لنبحث عن خيبة أوىل‬
‫سقطت سهًو ا عىل الخد‬
‫وتركت مساحة لبرئ يك يمر‬
‫كيف تتسع حقائب الظهر‬
‫ألجسادنا حني نكدسها‬
‫ونرتبها بعناية‬
‫لننقلها من يأس إىل يأس‬
‫‪ ‬‬

‫يل وجه واحد‬


‫ال أقرأ لغته‬
‫أراقب أيامه عىل الروزنامة‬
‫ويه تنمو بهدوء‬
‫ًط‬
‫أرسم خ ا أحمر تحت المناسبات المهمة‬
‫ّل‬
‫أع مها يك ال تضيع الفرحة‬
‫من أجندة الحياة‬
‫وسجالتها‬
‫‪ ‬‬

‫يل جسد واحد‬


‫ال مكان فيه للرغبة‬
‫ألن كثًري ا من العصافري قد حفرت فيه برّي تها‬
‫ًن‬
‫ورسمت عىل ذراعيه غص ا‬
‫لتعود إليه بني الفينة واألخرى‬
‫‪ ‬‬

‫يل عني واحدة‬


‫ألحسها بلساين‬
‫ألتأكد من وجودها‬
‫أخرج الصور من أحدايق المتعبة‬
‫يك تكّف عن التحديق يف وجوه من مّر وا‬
‫وصاروا رساًب ا‬
‫‪ ‬‬

‫يل ساق واحدة‬


‫وأخرى دفنتها تحت الجدار‬
‫لتهرب إىل الشارع حني أكون نائًم ا‬
‫وتلعَب مع أطفال الّيح‬

‫وتسابقهم إىل النبع‬


‫‪ ‬‬

‫ألصق أصابيع عىل الجدار‬


‫يك تتحسس ملمسه‬
‫أخرب الورود أال تغوي نفسها بالرائحة الجميلة‬
‫ألن الرائحة ألنوف العابرين‬
‫وأياديهم المصابة بحساسية صعبة‬
‫أخرب األشواك أن تنمو كثًري ا‬
‫يف الحديقة‬
‫لتخيف أنفسها من القبح والعار‬
‫‪ ‬‬

‫ّط‬
‫أق ع جسدي وأمنحه للرت بة قطعة قطعة‬
‫يك يصري حلَو المذاق‬
‫يك يصبح ناعًم ا‬
‫ويك أزرع فيه الفطر والنحل‬
‫وأسقيه أحزاين جرعاٍت‬
‫ليساعد الرش انق عىل خلع جلودها‬
‫‪ ‬‬

‫ال يش ء عندي سوى الصمت‬


‫أمنحه لكّل من جلسوا عىل الموائد وحيدين‬
‫قرب المواقد‬
‫ال عتب عندي عىل إله خائن‬
‫زت‬
‫ظننت يف صغري أنه سي وجين‬
‫وننجب حرش ات‬
‫وغابات‬
‫ويعاسيب‬
‫‪ ‬‬

‫ال يش ء عندي ألقوله لمن تركوين عىل منت السفينة‬


‫ّل‬
‫ألع م البحر كيف يغرق نفسه‬
‫حني يغّص برحيل األمواج‬
‫‪ ‬‬

‫أنا حزن البالبل يف الظهري ة‬


‫ّق‬
‫يل ر ة األعشاب‬
‫ونعومة الموىت‬

‫أنا جواز سفر الفراشات‬


‫نحو بالد النور‬
‫أنا تعب الغابة مساء‬
‫ًن‬
‫حني تودع كل من زاروها غزال ا‬
‫ورحلوا عنها ذئابا‬
‫أنا الماء المتجمع عىل السقوف‬
‫الماء الذي يخىش من السقوط سهًو ا عىل جبني طفل‬
‫يك ال يبلل أحالمه‬
‫‪ ‬‬

‫ليس يل ألبوم عائلة‬

‫ألن كل من أحببتهم يف عزاليت‬


‫ّل‬
‫تخ وا عن كونهم صوًر ا فوتوغرافية يف األرشيف‬
‫وتركوا كامري اتهم يف الغرف المعتمة‬
‫يك ال يعرث أحد‬
‫عىل ابتساماتهم المعلقة عىل الشاشة‬
‫ويغويهم بالعودة والغموض‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ّن‬
‫يوميات طرق ال حل‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫كل يوم‬
‫أراقب حبل الغسيل الطويل‬
‫ًت‬
‫أتركه ثاب ا‬
‫أودعه يدي لتجّف من أصابعها‬
‫أرسم وردة صغري ة‬
‫عىل كتِف القميص األبيض‬
‫أنتظرها لتكرب عىل السطح‬
‫ألن الشمس تعرف كيف تجد طريقها إىل المتعبني‬
‫ًط‬
‫كيف ترسم خطو ا عريضة عىل جباههم‬
‫كيف ترّب يهم عىل موٍت وديع‬
‫ينتظرهم قرب النافذة‬
‫‪ ‬‬

‫لم يكن يل أبناء ألمسك بأيديهم يف الحدائق‬


‫وال ألعلمهم العزف عىل البيانو‬
‫يل إخوة وحسب‬
‫صليت كثًري ا يك يموتوا‬

‫ألتمسك بعنق أيب‬


‫وأختئب يف حضنه‬
‫أيب لم يرحل‬
‫أيب يقف مساًء جنب العشب‬
‫ّد‬
‫يو ع التّل بابتسامات خفيفة‬
‫يخاف أن يرسق نومه‬
‫بضحك طويل‬
‫‪ ‬‬

‫ال ثلج عندي‬


‫ألرسم فيه خطوايت ويه تزحف نحو الرب د‬
‫ًض‬
‫وال رجل أي ا‬
‫ألحتيم بشاربيه‬
‫‪ ‬‬

‫ُت‬
‫يل مو الثعالب يف الليل‬
‫حني تقّر ر أن تكّف عن المكر‬
‫ألن الوحدة أرش س من أنيابها‬
‫وألن األرانب اليت تقفز هائجة يف الحقل‬
‫تخاف من الظلمة‬
‫‪ ‬‬

‫ال أريد للغرباء أن يبحثوا عن يدي يف كومة القش‬


‫ال أريد أليم أن تبحث عن وجيه يف أصص الزهور‬
‫وال أليب أن ينتظر مجييئ من الضفة األخري ة‬
‫للحقل‬
‫ّف‬
‫حيث ينبت عشبه بتط ل‬
‫‪ ‬‬

‫ّت‬
‫أريد للهّر ة اليت فقدت ابنتها لل و‬
‫أن تحزن وحسب‬
‫ألن الحزن ال يخرج من الحناجر‬
‫وألن الحداد عىل من يموتون‬
‫ًن‬
‫يعين أحيا ا‬
‫أن ننىس أن الموت شجرة وافرة‬
‫تنتظر‬
‫أن تنبت أغصانها ببطء‬
‫ًش‬
‫لتبين للمارين أعشا ا واطئة‬
‫ومالئج عتيقة‬
‫يكرب ون فيها عىل مهل‬
‫‪ ‬‬

‫ألن الفطام يشبه طرق النحل‬


‫اّل‬
‫والنحل ال يرقص إ يف دوائر‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫ّر‬
‫مج د تعريف شخيص‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫أنا طائر صغري بريشة واحدة‬


‫يل موت مؤجل أخبئه عىل الغصون‬
‫يك تكرب من بعدي‬
‫‪ ‬‬

‫أنا طفل أعرج‬


‫لم أرسم شجرة العائلة يف دفرت التلوين‬
‫ألن أيم ضاعت يف الحقل‬
‫ويه تجمع جذورنا‬
‫‪ ‬‬

‫أنا يد ناعمة‬

‫تصفق لكل األغنياء الذين يمرون يف اليح‬


‫بأزيائهم السخيفة‬
‫ووجوههم الحادة‬
‫وابتساماتهم الرش هة‬
‫خل‬ ‫ألن طفاًل حزيًن ا قد كرُب‬
‫يف‬
‫وهو يجمع القطع النقدية من العمل يف المقايه‬
‫والمطاعم‬
‫والرقص عىل األرصفة‬
‫عىل أصابع دميته من الرب د‬ ‫ليشرت ي قفاًز ا ألنه يخىش‬
‫‪ ‬‬

‫أنا قطة ال يحبها الجري ان‬


‫وال يلتفت إليها المارة يف الشوارع‬
‫ًن‬
‫ألن لها عي ا معطوبة‬
‫ًن‬
‫وفرًو ا خش ا‬
‫يمنُع ها من أن تداعَب أجساد من تحب‬
‫‪ ‬‬

‫أنا دمية بال أطراف‬


‫تركتها طفلة خبيثة يف العيد‬
‫ًت‬
‫ألن أمها قذفت لها أخ ا من أسفل حلقها‬
‫ًط‬
‫وابتاعت لها أقرا ا‬
‫وقالئد‬
‫وأحمر شفاه‬
‫وتكلمت معها بصوت ناعم‬
‫ونرب ة حساسة‬
‫ًد‬
‫يه‬ ‫وج‬ ‫يعلو‬ ‫الذي‬ ‫الشحوب‬ ‫تشبه‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫وبدت جميلة ج‬
‫وال ثويب المرقع‬
‫‪ ‬‬

‫أنا شوكة نمت عىل ورقة أوركيدة فرحة‬


‫لتحميها من قطاع الطريق‬
‫والمتسولني‬

‫واليتاىم‬
‫فذوت عىل الفور‬
‫ُت‬
‫ألن البثور اليت زرع ها فيها جعلتها قبيحة‬
‫وغري صالحة لحب المراهقني‬
‫اًل‬
‫وهمساتهم خلف الحديقة لي‬
‫ًض‬
‫حني تسابق أفواههم بعضها بع ا‬
‫لترسق رغبات شاردة‬
‫ومتًع ا طرية‪ ‬من عىل اللسان‬
‫‪ ‬‬

‫أنا رجل وحيد‬

‫أبحث عن رجل ألحبه يف وحديت‬


‫وأبعث له رسائل حّب‬

‫وأتغزل بشفتيه‬
‫لكين أخاف عىل الطيور اليت تعرب السماء من أن تقع‬
‫أخاف عىل األعشاب من أن يتوقف نموها‬
‫إذا مّر عليها الصياد الذئب‬
‫ورسق أحالمها الهادئة من الحقل‬
‫أخاف عىل البحر من أن يحزن‬
‫ألن سمكة صغري ة ضاعت مع تياراته‬
‫وابتلعها المحيط‬
‫‪ ‬‬

‫أنا رجل وحيد‬


‫ىن‬
‫يل أصدقاء أحبهم وأتم أن يموتوا قبيل‬
‫ًق‬
‫ألين ال أريد أن أبىق عال ا عىل جدرانهم‬
‫يف صورة فوتوغرافية‬
‫وال يف كتاب يحمل مداعبايت يف الصيف‬
‫ألثبت أنين كنت هنا يوًم ا‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫أريدهم أن يموتوا‬
‫ألنين أحببت النسيان كثًري ا وأجدته عن ظهر قلب‬
‫وألنين أردت أن أرحل بجسد كامل‬
‫مع وجيه الدبق‬
‫ويدي االثنتني‬

‫اللتني تحتفظان بدم القاتل‬


‫وقديم المصابة بالغرغرينا‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫مشاهد أخري ة‬
‫‪ ‬‬

‫نخرس من نحبهم باكًر ا‬


‫ألن الحياة تعودنا عىل الجري الرسيع‬
‫ًع‬
‫نشاركهم دمو ا كثري ة األشكال‬
‫ألن الفم يفقد نفسه ببطء‬
‫حني يتكلم من غري شفاه طليقة‬
‫نتشابك باأليدي‬
‫ألن اللمس يع أن حرارة ما‪ ،‬قوية كحيوان مبتّل‬
‫ين‬
‫موجود عىل ضفة أخرى‬
‫اًل‬
‫ليخلصنا قلي‬
‫ًد‬ ‫ًئ‬
‫ليعلمنا أن دف ا ما‪ ،‬بعي ا عن صورة العائلة‬
‫ومشهد البحري ة يف المساء‬
‫واألصابع الطويلة الصالحة للبيانو‬
‫يمكن أن يساعدنا عىل النوم‬
‫ًن‬
‫خارج أجسادنا أحيا ا‬
‫ألن كل البقع الملونة فيه‬
‫تشري إىل حزن ما‬
‫دلف نحو شموس خائنة‬
‫‪ ‬‬

‫نريخ أكتافنا عىل بعض‬


‫نعلمها كيف تستقيم‬
‫لتصل إىل مستوى الخيبة المطلوب‬
‫ًض‬
‫ألن القبالت أي ا‪ ،‬يمكن أن تحول حجارة وحيدة يف طريق‬
‫إىل أشجار فارعة‬
‫تنام فيها العصافري لتخيف أجنحتها‬
‫نتلصص عىل عيوننا حني يملؤها الدمع‬
‫بحري ة واسعة من الحري ة‬
‫تنام عىل مهل‬
‫ًض‬
‫ألن الدموع يه أي ا‬
‫شموع نضيئها بني الفينة واألخرى‬
‫يك ال تخدعنا الحياة‬
‫بمّرس ات الهثة‬
‫ورجال ببناطيل قصري ة‬
‫وشاليهات عىل الشائط‬
‫ألن الدموع آخر ما يبىق‬
‫يه‬
‫حني يعتيل الغطاسون أمواًج ا جديدة‬
‫حني يقررون الغرق‬
‫يف زرقة أخرى‬
‫بعيدة عن مياه ضحلة‬
‫جّم عتها أسماك البحر بعيون جائعة‬
‫وأحالم قابلة للتصديق‬

‫أو ألن الزرقة لم تعد تكيف‬


‫العني‬
‫لملء المساحات الفارغة يف‬
‫ًض‬
‫ألن العني تغرق أي ا‬
‫يف عزلتها‬
‫يف صمتها‬
‫يف هدوء البؤبؤ وسكونه‬
‫حني يتوقف عن الرقص‬
‫ًئ‬
‫ألن البحر لم يعد يعين له شي ا‬
‫ألن كل الشموس مغارات عابرة‬
‫تخئّب الفجر‬
‫‪ ‬‬

‫نخرس من نحبهم باكًر ا‬


‫ألن مرايا البيت ستضيق بوجوههم‬
‫ألن أنفاسهم العالقة يف تربة الحديقة‬
‫ستغرّب الورد الشارد‬
‫إن حدقوا كثًري ا يف السقف‬
‫إن انتبهوا كثًري ا للغيم العالق يف الحنجرة‬
‫نخرسهم باكًر ا‬
‫ألنه من الحكمة يف كل يوم‬
‫أن نقتل من نحبهم‬
‫يك ال يكرب وا مع جري ان عابرين‬
‫التقوهم يف باص‬
‫أو مع عشاق صغار يف السن‬
‫التقوهم يف حانة‬
‫ألنهم كانوا وحيدين ذات مساء‬
‫ًض‬
‫نزرع أقداًم ا رشيقة أي ا‬
‫ألن الحياة عىل ما يبدو‬
‫لن تنتيه من التدريب الوعر عىل القفز‬
‫والجري يف دوائر‬
‫والركض عىل المنحدرات‬
‫ألن الحياة كما يظهر‬
‫يف شاشة التلفزيون‬
‫وصالة السينما‬
‫والصفحة األوىل من الجرائد‬
‫والمطعم الذي يقدم وجبات لطيفة‬
‫ال تنتيه من إطالق وعود رش هة‬
‫ال طاقة لنا بها‬
‫ال دموع كافية لها‪ ،‬لنسرت دها بعتب شفيف‬
‫وارتعاشة قاسية يف الذاكرة‬
‫‪ ‬‬

‫نموت كثًري ا‬
‫ألن الشائط ال يحتمل كرث ة األقدام فوقه‬
‫ألن المزن ل الذي كرب نا فيه‬
‫مع أب عابس‬
‫وأم شاردة الذهن‬
‫ًن‬
‫يقرر أحيا ا‪ ،‬أن عليه أن يخوض مراهقة متأخرة يف السن‬
‫ًد‬
‫وأن يبىق وحي ا يف مساءات مرقمة عىل الروزنامة‬
‫ًض‬ ‫ّك‬
‫ليف ر ويحلل هو أي ا‬
‫كما يفعل األطفال الجائعون‬
‫والضاربون عىل اآللة الكاتبة‬
‫نموت كثًري ا‬
‫ألنه يحدث بني الفينة واألخرى‬
‫أن ننىس كرسينا المفضل عىل الرش فة‬
‫يف شتاءات باردة‬
‫وأال نعود إليه‬
‫ًض‬
‫ألنه يحدث أي ا‬
‫أن يميش كل واحد منا مًع ا‬
‫ًد‬
‫وحي ا‬
‫بشكل مستقيم‬
‫ّك‬
‫ليف ر يف حلول‬
‫واقرت احات‬
‫لمشاكل ملتوية ومتعرجة يف آن‬
‫نموت كثًري ا‬
‫ألن الحياة مستنقع كبري‬
‫يخئّب أعشاًب ا ضحلة‬
‫َع‬
‫وضفاد عىل وشك النمو‬
‫ًه‬
‫وميا ا غري صالحة للرش ب‬
‫وساعاٍت مكسورة‬
‫وإطاراٍت مثقوبة‬
‫وزجا‬ ‫د‬‫خر‬ ‫وقطَع‬
‫ٍج‬ ‫ٍة‬
‫وألن المعجزات قد تحصل يوًم ا‬
‫بفضل دعوات الجدات‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫كل يوم نموت كثًري ا‬


‫ألن الدمعة حني تصل إىل حافة العني‬
‫ّد‬
‫ال ب من أن تدلف نحو بالد جديدة‬
‫ال بّد من أن تغّل ف بالطني‬

‫يك تعرب الطرقات الوعرة‬


‫وتجتاز شوارع الغرباء‬
‫وألن المسافة بني اليد اليت تمسك بحفنة الرت اب‬
‫والوجه الغارق يف صمته‬
‫قريبة بما يكيف إلطالق زناد مسدس‬

‫بعيدة بما يكيف‬


‫كطفل لم يكرب‬
‫ألن الفطام كان يعين عنده دوًم ا‬
‫ّل‬
‫الكّف عن التع ق باليش ء‬
‫واالرتعاش من شدة لمسه‬
‫ألن الطفولة المهتدية إليه‬
‫خيبة أمل أخري ة‪ ،‬تضاف إىل سجالت سجون التعذيب‬
‫واألدوية المضادة لالكتئاب‬

‫والقلق اليويم‬
‫وألن الفطام نفسه‬
‫سيعاقب نفسه دوًم ا بجرعات زائدة‬
‫وضفاف يابسة ال تعرب ها إال ريح بعيدة‬
‫تحمل وجوه كل من مروا‬
‫لتعيدها إىل خرض ة ما‬
‫ونهد ما زال ينمو قرب الوسائد‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫أولئك الذين‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫الذين تركوا حبالهم عىل األرصفة‬


‫تسلقوا الجدران بضحكاتهم‬
‫وزرعوها‬
‫عىل سطوح البنايات‬
‫وناطحات السحاب‬
‫لتنمو أقدامهم بهدوء‬
‫‪ ‬‬

‫الذين كانوا شوًك ا يابًس ا البساتني‬


‫يف‬
‫ًد‬
‫صاروا ورو ا‬
‫وفراشات‬
‫وعرائش‬
‫بعدما ضّل بْو ل المزارع طريقه إىل إناَء اتهم‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫الذين تركناهم يف الغابة وحيدين‬


‫ليتعّر فوا إىل عزالتهم‬
‫تحولوا ذئاًب ا‬
‫ألن السناجب‬
‫واألرانب‬
‫والزرافات‬
‫والغزالن‬
‫أشاحوا بوجوههم عنهم‬
‫وشكلوا مًع ا حلقات مفرغة حول النار‬
‫وانتظروا السدود عىل البحري ات‬
‫ّط‬
‫وق اع الطرق‬
‫رّض‬
‫وح وا لمراسم اغتيال الشجرة‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫الذين رسموا طواحني هوائية عىل الورق المقّو ى‬


‫كانوا يخافون كثًري ا من هبوب الريح‬
‫فبنوا معابد من العتمة‬
‫فوق التالل‬
‫اًل‬
‫وجّو عوا هللا إىل أن صار نحي‬
‫ورفضوا أن يرفعوا قرابينهم إىل سمائه‬
‫ًش‬
‫فصرّي هم ق ا‬
‫وأرسلهم رزًم ا مكدسة إىل الحقول‬
‫ونفخ فيهم باسمه‬
‫‪ ‬‬

‫الذين لم يلتفتوا إىل شجرة الليمون‬


‫ويه تنمو خلف الجدران‬
‫بسيطة ومتأملة‬
‫ّل‬
‫ق موا أظافرهم عن غري قصد‬
‫فناموا براعَم‬

‫واستيقظوا ليجدوا فروعهم تتسلق ظهر الحائط‬


‫وترت ك سيقانها ممددة عىل الوسائد‬
‫‪ ‬‬

‫الذين كانت لهم ذاكرة الحطب‬


‫ّل‬
‫تخ وا عن قوائم االنتقام الطويلة‬
‫من الفؤوس‬
‫والصيادين‬
‫ألنهم اكتشفوا مؤخًر ا أنهم إخوة‬
‫فجّم عوا أنفسهم يف موقد‬
‫وأنشؤوا عائلة‬
‫‪ ‬‬
‫اًل‬
‫الذين وعدناهم أننا لن نغيب طوي‬
‫وأوصيناهم بالصرب‬
‫فتحوا نوافذهم‬
‫اًل‬
‫وّرش عوا األبواب طوي‬
‫إىل أن شاخوا‬
‫وتركوا مساحة كافية يف الصدوع الضيقة‬
‫لندفن أكاذيبنا‬
‫ورموا خلفهم رسائل للوداعات الملتهبة‬
‫ًق‬
‫لتخرب نا كم كان االنتظار أمًر ا شا ا‬
‫وكم كانت الوعود محالة‬
‫وسهلة التصديق‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫والذين عشنا معهم سنوات طوال‬


‫ّل‬
‫تخ وا عنا‬
‫عند أول بّح ة‬
‫وسعال‬
‫ًف‬
‫خو ا من الجري وسكوفوبيا‬
‫وغرف العناية المركزية‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫سري ة شجرٍة وحيدة‬


‫‪ ‬‬

‫تنمو الشجرة وحيدة ومهمومة‬


‫ألوراقها نظرة الرجل الذي سيمر رسيًع ا‬
‫وينىس بعد يومني‬
‫ًض‬
‫أن األشجار تحزن أي ا‬
‫حني يتبدل الطقس‬
‫أو حني تكرس العصافري أجنحتها‬
‫ألن السماء ال تتسع بكرث ة الطري ان‬
‫‪ ‬‬

‫ّد‬
‫تنمو الشجرة قريبة من مزن ل الج ة‬
‫ألن الجدة تعلم دوًم ا‬
‫يف أمسياتها الطويلة‬
‫ّل‬
‫أن الجسد يتقلص من قلة ال مس‬
‫وأن الشفاه ِش باك كرب كرب ى‬
‫تخىل عنها الصيادون‬
‫لكرث ة ما فيها من ماء ثقيل وحموضة تحت اللسان‬
‫‪ ‬‬

‫ّد‬
‫تعلم الج ة أن ماكينة الخياطة‬
‫الفارعة يف الخارج‬
‫ال تصلح لخياطة ألبومات العائلة‬
‫وإعادة لّم الشمل‬
‫‪ ‬‬

‫ّد‬
‫تعلم الج ات دوًم ا أن األسنان اليت سقطت‬
‫لن تنبت من جديد‬
‫بزرعها تحت الوسائد‬
‫أو برميها يف الحقل‬
‫ألن الرت بة مالحة‬
‫السّن‬ ‫ّي‬
‫والجن ات ما زلن صغري ات يف‬
‫‪ ‬‬
‫ًف‬
‫خفي ا يتساقط الثلج عىل الرفوف‬
‫ال وجهة له‬
‫سوى القرى النائمة يف يقظتها‬
‫وأحالم األطفال فيها‬
‫والمتقاعدين‬
‫ًف‬
‫خفي ا يزن ل عىل مهل‬
‫يك ال تلتيق الغيمة بالشجرة‬
‫يك ال تخدع الشجرة نفسها بحلم بريء‬
‫‪ ‬‬
‫اًل‬
‫يك ال تنتظر رجا آخرين‬
‫سيعرب ون يباس أقدامها‬
‫بزن هات حانية‬
‫‪ ‬‬

‫وحيدة ومهمومة تنمو الشجرة‬


‫يف الحقل‬
‫تنتظر مرور الصيادين من الضفاف البعيدة‬
‫لتخرب هم عن الموت الذي يكرب يف أغصانها‬
‫عن الموت الذي ال تبرصه فوهات البنادق‬
‫ألنه أخشن من رصاصاتها‬
‫وأنعم من ريشة عصفورة خجىل‬
‫ّن‬
‫ظ ت أن النبع سيميس نهًر ا‬
‫ألنها شاركته أرسارها‬
‫ذات مساء‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫حني بىك عىل األقدام اليت مرت فوقه‬


‫ولم تعرب ه‬
‫ألنها تخاف االبتالَل بالوحدة‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-2-‬‬
‫‪ ‬‬

‫بورتريهات لرجال أحبهم‬


‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-1-‬‬
‫‪ ‬‬

‫ألن الرجل الذي ينظر ويرى‬


‫يصيغ ويسمع‬
‫ينّئ ويتنّه د‬

‫يلمس ويحتضن ويبيك‬


‫الرجل الحذر بغيابه‬
‫المقتحم بحضوره‬
‫رجل الشارع‬
‫الباص‬
‫صالون الحالقة‬
‫رجل الشائط‬

‫والنهر‬
‫والضفاف المالحة‬
‫يحق له أن يأخذ فم الرجل‬
‫الذي ال ينظر وال يرى‬
‫وال يصيغ وال يسمع‬
‫الرجل الخائف من المحيط‬
‫البعيد عن اللمس‬
‫ونعومة األصابع‬
‫ّن‬
‫أل الرجلني اللذين ينامان معا‬
‫عىل رسير واحد‬
‫تحت مالءة واحدة‬
‫رغم اختالف نوافذهما‬
‫ولون الستائر يف غرفة كل منهما‬
‫يحلمان بالرقص فوق السطوح‬
‫بالقفز من الطابق العلوي‬
‫بعبور الشارع مًع ا‬
‫مع زهرة يف اليد‬
‫‪ ‬‬

‫سيغفر اإلله لكل من أساء إليه‬


‫وسيكتشف يف كل مرة‬
‫اًل‬
‫يقّب ل فيها رجل رج آخر‬
‫ُد ًن ًف‬
‫أن ثمة بع مكا ا ألي ا‬
‫ال يصلح فيه االبتهال‬
‫وال الصالة‬

‫وال تقديم األضايح‬


‫ألن الحب بني رجلني اثنني‬

‫يعين أن يتمددا مًع ا تحت سماء واحدة‬


‫ليقتال كل المبرش ين‬
‫والقديسني‬

‫وآلهة الجبال البعيدة‬


‫بطفولة فاضحة‬
‫وجسدين عاريني ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-2-‬‬
‫‪ ‬‬

‫ال يد عندي‬
‫ألقفل الباب عىل من يتسلقون نوافذي يف الليل‬

‫أنا مزهرية عتيقة يا أيم‬


‫أنىس نفيس قرب اإلكواريوم‬
‫ألتذكر أن الورود ال يجب أن تموت‬
‫جائعة‬
‫وأن السمك العتيق سيكرب ليبتلع النهر‬
‫أنا حزن شفيف عىل شفاهك‬
‫ينام وال يتنهد‬
‫يرصخ فوق الوسائد ألن الثلج قريب‬
‫ًف‬
‫وقطة جارنا ال تمتلك معط ا‬
‫أنا الرب يد الذي لم يسأل عنه أحد‬
‫ًد‬
‫فكرب وحي ا‬
‫من غري حروف نافرة‬
‫وخطوط عريضة وطوابع وابتسامات‬
‫أنا ظلك يا عادل‬
‫أبحث يف العتمة عن وجهك‬

‫أتسلق صمتك بأصابيع‬


‫وأنىس أنك لست يل‬
‫ولست لك‬

‫وأن من مثيل‬
‫ال يحبون ليكتبوا‬
‫أسماء عشاقهم عىل الرمال‬
‫وال ليحفروها‬
‫أسفل الشجرة‬
‫‪ ‬‬

‫من مثيل يا عادل‬


‫يحبون لينجوا‬
‫ألن العالم أضيق من بؤبؤ العني‬

‫وألن الحزن يجد طريقه دوًم ا إىل المسامات‬


‫لري سم لنفسه لوحة‬
‫لرجلني اثنني ‪ ،‬اغتالوا بعضهما‬
‫ألن القتل يف هذه البالد‬
‫أسهل من أن تعرث يف فم أحدهم‬
‫عىل قبلة‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-3-‬‬
‫‪ ‬‬
‫تعاهدنا عىل أن نرت ك أسماَء نا عىل العتبة‬
‫حني نعرب الجدار الوائط لنصل إىل النهر‬
‫يك ال تبتل حناجر‬
‫من ينادون علينا من بعيد‬
‫ّن‬
‫وتغرق أنفاسهم يف ال وم المتقطع لسمكة طموحة‬
‫ّن‬
‫ظ ت أن النهر سيحملها إىل الضفة األخرى‬
‫من دون خسائر‬
‫وانتحارات‬
‫ًن‬
‫ألنها الوحيدة اليت تملك عيو ا ملّو نة‬
‫تشبه زرقة النهر وهدوءه‬
‫‪ ‬‬

‫تعاهدنا عىل أن نقفل عىل أقدامنا يف الخزانات‬


‫ألن الشوارع ليست بريئة كحزن أمهاتنا‬
‫ألن الشوارع ال تحتفظ بأثر العابرين‬
‫يف ألبوماتها الضخمة‬
‫ًت‬
‫ألنها ال تبين لهم بيو ا ليسكنوها‬
‫ويقيموا الحفالت‬
‫ألنها ال تنتبه إىل خيباتهم يف آخر الليل‬
‫المخبأة يف المعاطف‬
‫والجيوب‬
‫والسواجري‬
‫وعواميد اإلنارة‬
‫وألن المدن مهما اتسعت وتمددت‬
‫ونرش ت ضواحيها‬
‫ستكتشف دوًم ا الغرباء فيها‬
‫ًن‬
‫ألن لهم عيو ا واسعة تتسع للتحديق والبكاء‬
‫وأقداًم ا ذات وقع ثقيل‬
‫ترت ك رصخات قوية يف الخارصة‬
‫تحمل حزنهم المرت اكم عىل الرفوف‬
‫وصمتهم الطويل‬
‫ورطنهم يف اللكنة‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫اّل‬
‫تعاهدنا عىل أ يحب أحدنا اآلخر‬
‫ألن الحّب يعين أن أعاتبك عىل خصل‬
‫الشعر‬
‫المرت وكة يف أرضية الحمام‬
‫وعىل الكنبة‬
‫وأن أراقب أظفارك ويه تنمو‬
‫ّد‬
‫وذقنك ويه تحتل مساحات جديدة نحو الخ‬
‫ٌت‬
‫إذ ليس عندنا مالءا كافية‬
‫لتحتضننا مًع ا‬
‫وألن الرسير الذي ننام عليه‬
‫مثقوب من كرث ة التعب والمجابهات‬
‫وال يتسع ألقدامنا‬
‫اّل‬
‫تعاهدنا عىل أ يحب أحدنا اآلخر‬
‫ًض‬
‫ألن الحب يعين الفقد أي ا‬
‫وألنه لم يتبق أي مسافات بيضاء يف دفاترنا اليومية‬
‫ولوحاتنا‬
‫وكتبنا‬
‫ومقطوعاتنا الموسيقية اليت تبعث عىل الركض‬
‫من كرث ة ما فيها‬
‫من ريح وعواصف‬
‫‪ ‬‬

‫تعاهدنا عىل أن نبىق بعيدين تماًم ا‬


‫غريبني إال من سماعة الهاتف‬
‫ألننا لن نخطط يوًم ا نسخة مصغرة لخريطة‬
‫تحوي األماكن اليت يمكن الشعور فيها‬
‫باألمان‬
‫وألن كل البوصالت اليت شاهدناها مًع ا‬
‫تحمل وجهة واحدة وحسب‬
‫ال تفهم إال لغة الغياب والحرسة‬
‫‪ ‬‬

‫تعاهدنا عىل أن نرت ك الورود‬


‫لتنمو عىل راحتها‬
‫رشيقة ومدللة‬
‫ًد‬
‫ألن أعمارها قصري ة ج ا‬
‫ال تحتمل خشونة أعمق من أشواك نابتة فوق الوجه‬
‫وقساوة أطول من تشقق يف الرت بة‬
‫أو ثقب يف طرف اإلناء‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫اّل‬
‫تعاهدنا عىل أ نخرب اآلخرين‬
‫أننا من هناك‬
‫ألنهم لن يصدقوا‬
‫أن الرجال بإمكانهم أن يضعوا أحمر الشفاه‬
‫وكحاًل فوق العني‬

‫وأنهم يستطيعون تقبيل بعضهم يف الشارع‬


‫وأن يلتقطوا صوًر ا زيتية‬
‫لمن ينامون معهم‬
‫وأن يمنحوا بعضهم هدايا للزينة‬
‫كاألقراط الملونة‬
‫والرش ائط الالصقة‬
‫ومرطبات البرش ة‬
‫‪ ‬‬

‫تعاهدنا عىل أن نخرب اآلخرين‬


‫أننا من هناك‬
‫ألنهم سيصدقون دوًم ا‬
‫أن الرجال لهم أجساد باسقة‬
‫ومالمح خشنة‬
‫وأياد تشبه اإلسمنت‬
‫وأنهم ال يرتدون سوى ربطات العنق‬
‫والبدالت‬
‫والعطور الخفيفة اليت ال تبعث عىل يش ء‬
‫واألحزمة المشدودة عىل الخارصة‬
‫وأن لهم ابتسامات مقفلة‬
‫ًن‬
‫وعيو ا ال ترى الضوء‬
‫‪ ‬‬

‫تعاهدنا عىل أن نعصب أعيننا بالعدسات‬


‫واألرش طة‬
‫ًت‬
‫يك ال نرى اآلخرين بتا ا‬
‫ونضطر لإلجابة عن أسئلة دبقة‬
‫وندخل يف متاهات وحوارات‬
‫حول الرجال‬
‫وكيف يعقل أن يتعلم الواحد منهم‬
‫الرقص‬
‫قبل أن يتعلم حمل السالح‬
‫وكيف يعقل أن يكرب مع قعٍر ممطوط‬
‫وطالء أظافر‬
‫اًل‬
‫ويسقط مقتو يف ساحٍة للحرب‬
‫مع خدوٍش فوق الرقبة‬
‫وقنبلة يدوية يف الجيب‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪-4-‬‬
‫‪ ‬‬

‫سأخرب ك كّل يوم أنين حزين‬

‫ألن أطفال اليح سبقوين‬


‫ّق‬
‫وتسل وا الجدران العالية بضحكاتهم‬
‫وشّي دوا القالع عىل الرمل‬
‫وأنا واقف عىل الرصيف‬
‫ألّو ح للفراشات‬
‫يك أدلها عىل مواقع الحقول‬
‫واتجاهات الريح‬
‫‪ ‬‬

‫سأخرب ك كل يوم أنين وحيد‬


‫أجلس عىل الحافة وأنتظر مرور الصيادين‬
‫يف الظهري ة‬
‫ألنذر العصافري بأن تنتف ريشها‬
‫وتتلون كالحرباء‬
‫وتسبح يف المحيط‬
‫يك ال تجدها البنادق‬
‫وتعرث عليها النياشني‬
‫‪ ‬‬
‫اًل‬
‫سأخرب ك أنين لم أعد طف‬
‫رغم بكايئ الكثري يف الليل‬
‫وبحيث عن الدىم يف الصناديق المقفلة‬
‫وعىل السطوح‬
‫اًل‬
‫اًل‬
‫سأخرب ك أنين لم أعد طف‬

‫ألين قلت ألصدقاء اليح‬


‫إىل اللقاء‬
‫ًد‬ ‫اّل‬
‫والجدات قد علمننا أ نطلق وعو ا كاذبة‬
‫‪ ‬‬

‫سأخرب ك أين أحب النساء كثًري ا‬


‫ألعّو ض عن حيب لك‬
‫لكنين ال أشتهيهن‬
‫ألنين أحب الرجال وأبكيهم‬
‫كما يبيك الرجال عىل الرجال‬
‫أحبهم ألن لهم أجسادا صلبة‬
‫تنام عىل الصخر‬
‫وتحلم بزن ه خفيفة يف بركة‬
‫ًن‬
‫ألن لهم عيو ا جاحظة‬
‫ًق‬
‫وأحدا ا تتسلق أدراج السلم مع الريح‬
‫لتصل إىل السماء‬
‫وتعرث عىل طري ال يجيد السباحة كثًري ا‬
‫يف ينابيع الغيم‬
‫أحبهم ألنهم حني يحزنون‬
‫يعانقون بعضهم‬
‫ويضلون المسري إىل البيوت‬
‫ويلتفتون إىل عزلة الغابات‬
‫وصوت انكسار الخزب‬
‫يف الصحون‬
‫والموائد‬
‫‪ ‬‬

‫سأخرب ك أنين راحل‬


‫نحو بالد ال تعاقبين ألنين أحب الرقص‬
‫نحو بالد‬
‫ال تسخر من حزين عىل األشجار‬
‫والحرش ات‬
‫وقطرات الماء‬
‫سأخرب ك أنين راحل‬
‫نحو الباب‬
‫ألنين الباب‬
‫أحمل يف صدري‬
‫الفتة ومفتاحني‬

‫يك أقفل عىل ظيل‬


‫وأمنعه من أن يدلك عىل آثار أقدايم‬
‫ًد‬
‫اليت زرعتها قص ا‬
‫يف البهو‬

‫لتجديين‬
‫وترس عىل حز دمعتني‬
‫ين‬ ‫يم‬
‫فيسافر نحو الحقل‬
‫ويتسلق الرت بة ويساعدها عىل الهروب نحو الشمس‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-5-‬‬
‫‪ ‬‬

‫أضع صورتك يف قعري ألقيس عمقه‬


‫ًف‬
‫أترك شعر العانة وما تحت اإلبطني كثي ا‬
‫يك أتمسك بجسدك‬
‫أضع أحمر الشفاه‬

‫ألبس أوشحة أيم‬


‫أرقص بمالءات الرسير‬
‫أبحث عن يدك تحت الوسائد‬
‫أرسم وجهك عىل الورقة‬
‫أصفر كيق ء األطفال يف الظهري ة‬
‫‪ ‬‬

‫الحب ال يساعد ورود أيم عىل التفتح قرب النافذة‬


‫وال يمنع الرب تقالة الحزينة من أن تحلم بأن تصبح عريشة‬
‫لتجد ظلها قرب الغيم‬
‫ال يمنع الطفل الذي يزن ه كالبه قرب المقرب ة‬
‫من أن يظّن أنه عصفور‬
‫وأن يخلط يومًي ا بني الغابة والبيت‬
‫ويضطر لزرع جناحيه عىل الطريق‬
‫ليحرسا عودته‬
‫الحب ال يمنع شجرة التفاح من أن تكون مجرى صغًري ا لنهر‬
‫ّد‬
‫لكنه يعاتب الحىص إن تكاتفت عىل بناء س‬
‫َف‬
‫ال يمنع جديت أن تخا من الموت‬
‫ورش اء األساور‬
‫وصبغات الشعر‬
‫الموت ال يمنع جدي من االستمتاع بفنجان قهوته صباًح ا‬

‫وال جاري من التحديق يف مؤخريت‬


‫‪ ‬‬

‫كل يوم تغرق سمكة يف المحيط‬


‫وتطفو حراشفها عىل السطح‬
‫كل يوم يتأخر العصفور الجريح عن الرسب‬
‫ًد‬
‫ويكرس جناحيه عم ا‬
‫يك يسقط وتجده أمه‬
‫ّل‬
‫داخل شجرة ع يق‬
‫كل يوم تمّر قطة بليدة يف حينا‬
‫وتنىس مواَء ها عىل النافذة‬
‫كل سنة تخنق أّم طفلها‬

‫ألنه لم يتمسك بثديها بما يكيف‬


‫كل سنة يزور اإلله العالم‬
‫ليطمنئ عىل الطفل الذي أغوته فراشة يف الحقل‬
‫ورسقت عريه‬
‫‪ ‬‬

‫أترك لك صوريت فوق المنضدة‬


‫لتتأمل الغياب الذي ينبت من اإلطارات‬
‫ًض‬ ‫ًّد‬
‫حا ا وعري ا‬
‫كنكتة سمجة لمهرج ضل طريقه إىل المتحف‬
‫‪ ‬‬
‫ًق‬ ‫َك‬ ‫ُأ‬
‫يت‬ ‫مؤخر‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫عمي‬ ‫أصابع‬ ‫دخل‬
‫وأسحب أحشايئ لتنظفها بأسنانك‬
‫ًح‬
‫أضع مل ا يف جييب‬
‫ألفرك عيونك‬
‫‪ ‬‬
‫اًل‬ ‫اًل‬
‫أودع عندك مسدًس ا وحب طوي‬
‫ّل‬
‫يك تع ق صمتك عىل الباب حني تدخل‬
‫وتقتل خجلك‬
‫برصاصتني يف الصدر‬
‫‪ ‬‬

‫أحتفظ بعنقك يف مرطبان‬


‫أقيس حرارة الغرفة بجلدك‬
‫ُظ‬
‫وأبعث لك الرسائل يف روف صغري ة‬
‫تحوي اسمك وعنوان مزن لك‬
‫وما بيق عندي من رائحة عرقك‬
‫‪ ‬‬

‫أرسم لك وردة عىل الجدار‬


‫يك تتذكر دوًم ا‬

‫كيف تعتين يب‬


‫كيف تسقيين بْو لك‬
‫وتفتح ساقيك عىل وسعهما‬
‫ألدفن وجيه يف خارصتك الملتهبة كشمس‬
‫‪ ‬‬

‫أرسل وجيه إىل المخترب ليفحصوه‬


‫وعظايم لمقابر أجدادي‬
‫يك يلعبوا الغميضة‬
‫التّل‬
‫ويرقصوا السامبا يف‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫أوّق ع القصيدة بحرفني مروسني‬


‫ّم ّي‬
‫يك ال ينتبه أحد إىل أ يت‬
‫أجمع طوابع الرب يد وألصقها عىل الرب اد الصغري يف مطبيخ‬
‫يك يتسىن للطفل الذي ما زال يظّن أنه عصفور‬
‫أن يجد أجنحته‬

‫ليعود إىل بطون األفايع‬


‫وموائد الصيادين‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-6-‬‬
‫‪ ‬‬

‫هنا‪ ،‬يتكّو ر الجسد عىل نفسه‬


‫يرت ك مساحات واسعة لضوء آت من الرش فة‬

‫ألصدقاء قداىم يف اليح‬


‫كانت لهم أصابع معوجة‬
‫وطويلة‬
‫ُت‬
‫كافية ل غمس يف الرمل‬
‫ًق‬
‫أو لتحفر عمي ا يف تربة الحدائق‬
‫‪ ‬‬

‫يبحث الجسد عن انعكاس طفيف‬


‫عىل النوافذ‬
‫يك يرى بشكل أوضح‬
‫الشكل الذي تختاره رغبات األمسيات الطويلة‬
‫اًل‬
‫من مسافة أبعد قلي‬
‫عن اللمس‬
‫‪ ‬‬

‫يعلم الجسد كيف يخئّب نفسه‬


‫لرجل‬
‫ال يشتيه الرجال يف أحالمه‬
‫لرجل بشفاه وحسب‬
‫وأسماء مستعارة‬
‫وجسد مشبوه‬
‫‪ ‬‬

‫ًد‬
‫يعلم كيف يخئّب نفسه جي ا‬
‫لرجل ما يزال يحاول بقسوة‬
‫أن يعرث عىل مكان أليف يف مخيلته‬
‫يتسع لرجولة أخرى‬
‫ال خشونة فيها‬
‫وال تضاريس‬
‫ّد ًئ‬
‫لرجولة أش دف ا من اللغة‬
‫وأحّن من الشمس‬
‫‪ ‬‬

‫ًد‬
‫وحي ا ينام الجسد‬
‫يريخ ثقله عىل األرسة‬
‫كمن ال باب يف غرفه‬
‫بال هواء ينام‬
‫ألن النوافذ المفتوحة عىل دهشتها‬
‫معطوبة‬
‫من كرث ة األقدام اليت تمر يف الشارع يومًي ا‬
‫من كرث ة الخوف والصمت‬
‫وارتعاش القناديل‬
‫‪ ‬‬

‫ببطء يغلق الجسد عىل نفسه‬


‫ّل‬
‫يس م تعب النهار‬
‫لفرح أكرث براءة‬
‫لحقول ال تتغذى عىل سأم الفراشات فيها‬
‫لمدن ال تنام‬
‫اًل‬
‫إال قلي‬
‫ًض‬
‫ألن األحالم أي ا‬
‫أيام مؤجلة‬
‫ألمهات يصلني يك ال يمنت أثناء العشاء‬
‫وأطفال يحرسون السماء ببكائهم‬
‫اًل‬
‫يك ال يتفرعوا طوي يف الغد‬
‫ويك ال يكون الموت وجبتهم األخري ة‬
‫عىل مائدة العائلة‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫الفهرست‬
‫‪ ‬‬
‫المقدمة‪● ‬‬
‫‪ ‬‬
‫ٌد‬
‫‪ -1-‬ي بال جلد‪● ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -2-‬بورتريهات لرجال أحبهم‪● ‬‬
 

You might also like