Professional Documents
Culture Documents
ىق
ال ماَء يكيف الغر
محمد رضا
رت
ّي
مجموعة شعر ة
بري وت – لبنان
darnahda@gmail.com
ُت
“إن المواقف واالفكار الواردة يف هذا الكتاب تعرّب عن وجهة نظر ورأي المؤلف وال لزم أَّي جهة أخرى”
@darnahda
-1-
ٌد
ي بال جلد
أعدك أيم
وأهديها لنفيس
يك أعّو ض عن خساراتهم
بحق األفايع
والحجارة
والمغاور
والينابيع
أعدك يا أيم
أنين لن أعود إىل الحياة عىل شكل وردة
ألن الورود ترسق ضباب النوافذ
لن أعود عىل شكل نافذة
ألن الورود تختئب خلف زجاجها لتبحث عن الربيع
ًع
لن أعود ربي ا يا أيم
ألن كل العصافري قد هاجرت أرساًب ا كثري ة
ًث
بح ا عن العواصف
لن أعود عىل شكل عواصف
ألين التهمت كل العصافري
يك أؤجل قدوم البنادق إىل الوادي
أعدك يا أيم أين لن أحبك إىل األبد
ذاكرة طفلة
اًل
اًل
يت ابن يا يررس ال عىل ارسيم رج
اًل
رج بأربع أقدام
ًع
يك يجيد الرحيل مرس ا
ّد
أريد لكل الج ات
أن يتوقفن عن انتظار أبنائهن
قرب التلغرافات
ألنهم لن يرسلوا أصابع أقدامهم الصغري ة
وال أفواههم
ُظ
يف روف وبرقيات
وأننا لم نلتِق
إال لنسأل بعضنا عن االتجاهات
Monologue
وأنىس اسيم
ألنه لم يذكرين به
عىل األرجح
يل صديق
ًن
أديع أحيا ا أنين ال أخاف عليه
أرسمه بوجه مالح
أغرقه تحت الرسير
اًل اًل ّل
أع ق له حب طوي يف السقف
ليشنق نفسه
ولكنه ال يموت
ربما ألن الحداد كان دوًم ا خيانة للقتيل
أو ألن الحبل ال يكون قاسًي ا
كفاية
ليقطع شفتيه
وهما تعرب ان الغرفة صوب الجدار
يل صديق
ال يحب الغرباء
وال الموسيىق الخارجة من الراديو
كيف يل أن أبحث عنه
وأنا قادم من مدينة بعيدة
ّل
تع ق الكاستات كحبال الغسيل
وتقتل من يخرجون عىل اللحن
كيف يل أن أبحث عنه
ألخرب ه أن نافذيت قريبة من بابه
َّب ٌك ّن
وأ شقته ينقُص ها ش ا
ُي طّل عىل البحر
وقدماي العابرتان
ومنديَيل
ّل ُد
والرب ي المع ق الذي لم يصل بعد
وأصحاب السري ك
يل أب
يشبه اإلسمنت الذي ينام عليه
والغيم الذي يتأمله
والشجرة اليت يحتيم بظاللها
والسماء اليت يدعو هللا دوًم ا
َط
أن تسق عىل رأسه
يل أب أحبه
أخاف عليه
أبحث له عن قميص لري تديه
وحذاء ليخئّب فيه جسده
وحزام مشدود يمنعه من الموت
ًن
يل أب أكرهه أحيا ا
ألين أغار عليه
وأتمىن موته
ألرسم أثره عىل الرمل
ألزرعه يف بييت
ًف
ألصنع به معط ا
ّو
وأح ل كل ما بيق منه مسدساٍت
وشوارع
ال تطل عىل المنارات القديمة
ًق
وبكاء من يعرب ون البحر غر ا
ليتزن هوا
قبل أن يصلوا إىل الضفة مبتلني بنجاتهم
يل أب
ليس عندي ما أمنحه إياه
سوى يد واحدة
ستصفق لرحيله
وسلة صغري ة
أجمع بها صوته وهو يتلىّط بني الغابات
ًد
وحي ا
يبحث عن غصن
وصدى واسعني
ما ليَس
يل
يف طفوليت
وأعلقها يف الخزائن ألتأملها يف حزين
كيف نتأمل أحزاننا؟
كيف نسافر بني الدموع لنبحث عن خيبة أوىل
سقطت سهًو ا عىل الخد
وتركت مساحة لبرئ يك يمر
كيف تتسع حقائب الظهر
ألجسادنا حني نكدسها
ونرتبها بعناية
لننقلها من يأس إىل يأس
ّط
أق ع جسدي وأمنحه للرت بة قطعة قطعة
يك يصري حلَو المذاق
يك يصبح ناعًم ا
ويك أزرع فيه الفطر والنحل
وأسقيه أحزاين جرعاٍت
ليساعد الرش انق عىل خلع جلودها
ّن
يوميات طرق ال حل
كل يوم
أراقب حبل الغسيل الطويل
ًت
أتركه ثاب ا
أودعه يدي لتجّف من أصابعها
أرسم وردة صغري ة
عىل كتِف القميص األبيض
أنتظرها لتكرب عىل السطح
ألن الشمس تعرف كيف تجد طريقها إىل المتعبني
ًط
كيف ترسم خطو ا عريضة عىل جباههم
كيف ترّب يهم عىل موٍت وديع
ينتظرهم قرب النافذة
ُت
يل مو الثعالب يف الليل
حني تقّر ر أن تكّف عن المكر
ألن الوحدة أرش س من أنيابها
وألن األرانب اليت تقفز هائجة يف الحقل
تخاف من الظلمة
ّت
أريد للهّر ة اليت فقدت ابنتها لل و
أن تحزن وحسب
ألن الحزن ال يخرج من الحناجر
وألن الحداد عىل من يموتون
ًن
يعين أحيا ا
أن ننىس أن الموت شجرة وافرة
تنتظر
أن تنبت أغصانها ببطء
ًش
لتبين للمارين أعشا ا واطئة
ومالئج عتيقة
يكرب ون فيها عىل مهل
ّر
مج د تعريف شخيص
أنا يد ناعمة
واليتاىم
فذوت عىل الفور
ُت
ألن البثور اليت زرع ها فيها جعلتها قبيحة
وغري صالحة لحب المراهقني
اًل
وهمساتهم خلف الحديقة لي
ًض
حني تسابق أفواههم بعضها بع ا
لترسق رغبات شاردة
ومتًع ا طرية من عىل اللسان
وأتغزل بشفتيه
لكين أخاف عىل الطيور اليت تعرب السماء من أن تقع
أخاف عىل األعشاب من أن يتوقف نموها
إذا مّر عليها الصياد الذئب
ورسق أحالمها الهادئة من الحقل
أخاف عىل البحر من أن يحزن
ألن سمكة صغري ة ضاعت مع تياراته
وابتلعها المحيط
أريدهم أن يموتوا
ألنين أحببت النسيان كثًري ا وأجدته عن ظهر قلب
وألنين أردت أن أرحل بجسد كامل
مع وجيه الدبق
ويدي االثنتني
مشاهد أخري ة
نموت كثًري ا
ألن الشائط ال يحتمل كرث ة األقدام فوقه
ألن المزن ل الذي كرب نا فيه
مع أب عابس
وأم شاردة الذهن
ًن
يقرر أحيا ا ،أن عليه أن يخوض مراهقة متأخرة يف السن
ًد
وأن يبىق وحي ا يف مساءات مرقمة عىل الروزنامة
ًض ّك
ليف ر ويحلل هو أي ا
كما يفعل األطفال الجائعون
والضاربون عىل اآللة الكاتبة
نموت كثًري ا
ألنه يحدث بني الفينة واألخرى
أن ننىس كرسينا المفضل عىل الرش فة
يف شتاءات باردة
وأال نعود إليه
ًض
ألنه يحدث أي ا
أن يميش كل واحد منا مًع ا
ًد
وحي ا
بشكل مستقيم
ّك
ليف ر يف حلول
واقرت احات
لمشاكل ملتوية ومتعرجة يف آن
نموت كثًري ا
ألن الحياة مستنقع كبري
يخئّب أعشاًب ا ضحلة
َع
وضفاد عىل وشك النمو
ًه
وميا ا غري صالحة للرش ب
وساعاٍت مكسورة
وإطاراٍت مثقوبة
وزجا دخر وقطَع
ٍج ٍة
وألن المعجزات قد تحصل يوًم ا
بفضل دعوات الجدات
والقلق اليويم
وألن الفطام نفسه
سيعاقب نفسه دوًم ا بجرعات زائدة
وضفاف يابسة ال تعرب ها إال ريح بعيدة
تحمل وجوه كل من مروا
لتعيدها إىل خرض ة ما
ونهد ما زال ينمو قرب الوسائد.
أولئك الذين
ّد
تنمو الشجرة قريبة من مزن ل الج ة
ألن الجدة تعلم دوًم ا
يف أمسياتها الطويلة
ّل
أن الجسد يتقلص من قلة ال مس
وأن الشفاه ِش باك كرب كرب ى
تخىل عنها الصيادون
لكرث ة ما فيها من ماء ثقيل وحموضة تحت اللسان
ّد
تعلم الج ة أن ماكينة الخياطة
الفارعة يف الخارج
ال تصلح لخياطة ألبومات العائلة
وإعادة لّم الشمل
ّد
تعلم الج ات دوًم ا أن األسنان اليت سقطت
لن تنبت من جديد
بزرعها تحت الوسائد
أو برميها يف الحقل
ألن الرت بة مالحة
السّن ّي
والجن ات ما زلن صغري ات يف
ًف
خفي ا يتساقط الثلج عىل الرفوف
ال وجهة له
سوى القرى النائمة يف يقظتها
وأحالم األطفال فيها
والمتقاعدين
ًف
خفي ا يزن ل عىل مهل
يك ال تلتيق الغيمة بالشجرة
يك ال تخدع الشجرة نفسها بحلم بريء
اًل
يك ال تنتظر رجا آخرين
سيعرب ون يباس أقدامها
بزن هات حانية
-2-
-1-
والنهر
والضفاف المالحة
يحق له أن يأخذ فم الرجل
الذي ال ينظر وال يرى
وال يصيغ وال يسمع
الرجل الخائف من المحيط
البعيد عن اللمس
ونعومة األصابع
ّن
أل الرجلني اللذين ينامان معا
عىل رسير واحد
تحت مالءة واحدة
رغم اختالف نوافذهما
ولون الستائر يف غرفة كل منهما
يحلمان بالرقص فوق السطوح
بالقفز من الطابق العلوي
بعبور الشارع مًع ا
مع زهرة يف اليد
-2-
ال يد عندي
ألقفل الباب عىل من يتسلقون نوافذي يف الليل
وأن من مثيل
ال يحبون ليكتبوا
أسماء عشاقهم عىل الرمال
وال ليحفروها
أسفل الشجرة
-3-
تعاهدنا عىل أن نرت ك أسماَء نا عىل العتبة
حني نعرب الجدار الوائط لنصل إىل النهر
يك ال تبتل حناجر
من ينادون علينا من بعيد
ّن
وتغرق أنفاسهم يف ال وم المتقطع لسمكة طموحة
ّن
ظ ت أن النهر سيحملها إىل الضفة األخرى
من دون خسائر
وانتحارات
ًن
ألنها الوحيدة اليت تملك عيو ا ملّو نة
تشبه زرقة النهر وهدوءه
اّل
تعاهدنا عىل أ يحب أحدنا اآلخر
ألن الحّب يعين أن أعاتبك عىل خصل
الشعر
المرت وكة يف أرضية الحمام
وعىل الكنبة
وأن أراقب أظفارك ويه تنمو
ّد
وذقنك ويه تحتل مساحات جديدة نحو الخ
ٌت
إذ ليس عندنا مالءا كافية
لتحتضننا مًع ا
وألن الرسير الذي ننام عليه
مثقوب من كرث ة التعب والمجابهات
وال يتسع ألقدامنا
اّل
تعاهدنا عىل أ يحب أحدنا اآلخر
ًض
ألن الحب يعين الفقد أي ا
وألنه لم يتبق أي مسافات بيضاء يف دفاترنا اليومية
ولوحاتنا
وكتبنا
ومقطوعاتنا الموسيقية اليت تبعث عىل الركض
من كرث ة ما فيها
من ريح وعواصف
اّل
تعاهدنا عىل أ نخرب اآلخرين
أننا من هناك
ألنهم لن يصدقوا
أن الرجال بإمكانهم أن يضعوا أحمر الشفاه
وكحاًل فوق العني
-4-
لتجديين
وترس عىل حز دمعتني
ين يم
فيسافر نحو الحقل
ويتسلق الرت بة ويساعدها عىل الهروب نحو الشمس
-5-
-6-
ًد
يعلم كيف يخئّب نفسه جي ا
لرجل ما يزال يحاول بقسوة
أن يعرث عىل مكان أليف يف مخيلته
يتسع لرجولة أخرى
ال خشونة فيها
وال تضاريس
ّد ًئ
لرجولة أش دف ا من اللغة
وأحّن من الشمس
ًد
وحي ا ينام الجسد
يريخ ثقله عىل األرسة
كمن ال باب يف غرفه
بال هواء ينام
ألن النوافذ المفتوحة عىل دهشتها
معطوبة
من كرث ة األقدام اليت تمر يف الشارع يومًي ا
من كرث ة الخوف والصمت
وارتعاش القناديل
الفهرست
المقدمة●
ٌد
-1-ي بال جلد●
-2-بورتريهات لرجال أحبهم●