Professional Documents
Culture Documents
1
مقدمـة
تعتبر األسواق المالية بمثابة حجر الزاوية في النشاط االقتصادي العالمي نظرا لم ا ت وفره من خ دمات
تساعد على النه وض ب ه إلى أعلى المس تويات من ال رقي واإلزده ار ولتحقي ق ذل ك وجب ت وفر األدوات
الالزمة التي تساعدها في ذلك وتعتبر األسهم والسندات أكثر األدوات إنتشارا وإستخداما في هذا المجال.
غير أنه ومع التط ورات والتغ يرات ال تي يم ر به ا اإلقتص اد الع المي في ظ ل العولم ة المالي ة جعلت من
األس هم والس ندات أدوات تقليدي ة ال تفي بمتطلب ات الحي اة اإلقتص ادية له ذا ب دأ التفك ير في إنش اء أدوات
ووسائل حديثة تتم وتكمل نقائص األسهم والسندات خاصة فيما يتعل ق بالمخ اطر ال تي يمكن التع رض له ا
في المستقبل وبذلك أبتكر إستحداث مالي يعرف بالمشتقات المالية ومن ضمن هذه المشتقات عق ود الخي ار
وهو موضوع هذا البحث ولهذا سنطرح اإلشكالية التالية:
ما المقصود بعقود الخيارات؟ وما هي آليات وإستراتيجيات التعامل بهذه العقود؟
2
المبحث األول :ماهية عقود الخيارات
المطلب األول :نشأة ومفهوم عقود الخيارات
– 1النشأة:1
تعتبر سوق السلع أساس نشأة عقود الخيار حيث يه دف المنتج ون لحماي ة أنفس هم من مخ اطر وف رة
اإلنتاج وتدهور األسعار فيلجئون لشراء خيار البيع ليتمكنوا بيع إنتاجهم للتاجر مقابل مكافأة يدفعها المنتج
للتاجر ،ومن ناحية أخرى ي رغب التج ار في حماي ة أنفس هم من إرتف اع األس عار فيلجئ ون لش راء خي ار
الشراء ليتمكنوا من شراء البضاعة بسعر محدد وذلك مقابل مكافأة يدفعونها للمنتجين.
ومع مرور الزمن زاد إنتشار إستخدام عقود الخيار وبتط ور أس واق األوراق المالي ة أين أنش أ م ا يس مى
بأسواق الخيار وتم تداول عقود الخيار لألسهم أول م رة ببورص ة منظم ة ع ان 1973واآلن يتم ت داول
هذه الخيارات في بورصات كثيرة حول العالم من أبرزها بورصة شيكاغو بالواليات المتحدة األمريكية.
-2تعريف عقود الخيار :على أنه ا عق ود ت برم لتنفي ذ العملي ات المس تقبلية حيث تس مح لط رف م ا
بشراء أو بيع أصل ما يكون محل التعاق د وبك ون له ذه العق ود ف ترة مح ددة .أم ا فيم ا يتعل ق بالخي ارات
المالية فهي ال تخرج عن نفس الفكرة األساسية لهذه الحقوق واإلختالف األساسي ه و أن الش يء موض ع
التعامل هو األسهم والسندات والعمالت األجنبية ،وتمثل عقود الخيار 2أحد أدوات اإلستثمار الحديثة ال تي
تعطي للمستثمر فرصة الحد من المخاطر التي يتعرض لها خاصة مخ اطر تغ ير أس عار األوراق المالي ة
التي يريد بيعها أو شرائها غي المستقبل وذلك نظير مبلغ معين غير قابل لل رد ي دفع للط رف الث اني على
سبيل التعويض أو مكافأة ويسمى ثمن الخيار.
3
المطلب الثاني :أركان عقود الخيار
تتكون عقود الخيار من األركان التالية:
- 1مشتري الحق :هو الشخص الذي يقوم بشراء حق الخيار سواء كان حق خيار شراء أو حق خيار بي ع
وله الحق في تنفيذه بسعر محدد يسمى سعر التنفي ذ أو س عر الممارس ة وح تى ت اريخ معين يس مى بت اريخ
التنفيذ النهائي.
- 2محرر الحق :هو الشخص الذي يقوم بتحرير الحق لصالح مشتري الح ق نظ ير مكاف أة يحص ل عليه ا
من المشتري تسمى بثمن الخيار.
1عبد الغفار حنفي :بورصة الوراق المالية ،الدار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،طبعة .2003
2منير إبراهيم هندي :الفكر الحديث في مجال االستثمار ،اإلسكندرية.1996 ،
3غناي نرجس،الشرع العالية :المشتقات المالية دراسة نظرية وتحليلية ،جامعة األغواط.2005/2006 ،
3
- 3سعر التنفيذ أو (س``عر الممارس``ة) :ه و س عر األص ل وقت إب رام العق د وع ادة م ا يك ون ه و الس عر
الجاري في السوق أو قريب منه.
- 4السعر السوقي :هو سعر األصل في تاريخ إنتهاء أو ممارسة اإلتفاق.
- 5تاريخ إبرام العقد :هو أول يوم لسريان اإلتفاق.
- 6تاريخ التنفيذ :هو التاريخ الذي يقوم فيه مشتري الحق بالتنفيذ.
- 7المكافأة :هو المبلغ الذي يدفعه مشتري الحق الخيار لمحرر العقد على س بيل التع ويض عن المخ اطر
التي قد يتعرض لها حيث تكون هذه المكافأة غير قابلة للرد.
4
طارق عبد العال حماد :المشتقات المالية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،ص.201
4
المبحث الثاني :آليات التعامل بعقود الخيارات
تعددت البورصات الرائدة في مجال الخيارات ،تنافس فيما بينها أين يصدر المشترون تعليماتهم
لسماسرتهم بالشراء أو البيع وقت ما يشاؤون وبسعر تحدده قوى العرض والطلب ولمزيد من التوضيح
نأخذ كل من خياري الشراء والبيع على حدا.
5
بوخاري لحلو ،عايب وليد ،محاسبة المشتقات المالية ،مذكرة ليسانس ،المركز الجامعي برج بوعريريج.2004/2005 ،
5
الحالة :05سعر السهم السوقي > سعر التنفيذ +المكافأة .ونفرض أنه $ 48
[ $ 350-=100×])50+1.5(-48وبالتالي عدم التنفيذ وأقصى خسارة يتحملها المستثمر هي $ 150
(قيمة المكافأة).
ب) بالنسبة للمحرر(البائع) :نفس المعطيات السابقة
الحالة :01السعر السوقي للسهم < سعر التنفيذ+المكافأة وليكن $ 54للسهم
[( $ 250-=100×]54-)50+1.5فخسارة المحرر غير محدودة.
الحالة :02السعر السوقي للسهم = سعر التنفيذ+المكافأة
[( $ 0 =100×]51.5-)50+1.5ال ربح وال خسارة.
الحالة :03السعر السوقي للسهم > سعر التنفيذ+المكافأة ونفرض أنه $ 51للسهم
[( $ 50+=100×]51-)50+1.5ربح المحرر غير محدودة.
الحالة :04السعر السوقي للسهم > سعر التنفيذ+المكافأة ونفرض أنه $ 50للسهم
[( $ 150+=100×]50-)50+1.5فربح المحرر محدود ويساوي قيمة المكافأة.
الحالة :05السعر السوقي للسهم > سعر التنفيذ +المكافأة ونفرض أنه $ 48للسهم
[( $ 350+=100×]48-)50+1.5فربح المحرر محدود بقيمة المكافأة .150$
6
الحالة :04السعر السوقي للسهم < سعر التنفيذ-المكافأة .ونفرض أنه $ 50
[( $ 500-=100×]50-)50-5فالخسارة متمثلة في المكافأة عدم التنفيذ.
الحالة :05السعر السوقي للسهم < سعر التنفيذ-المكافأة .ونفرض أنه $ 55
[( $ 1000-=100×]55-)50-5خسارة محدودة مقدرة بقيمة المكافأة وبالتالي عدم التنفيذ.
ب) بالنسبة للبائع:
الحالة :01السعر السوقي للسهم > سعر التنفيذ-المكافأة .ونفرض أنه $ 40
[ $ 500-=100×])50-5(-40فخسارة غير محدودة.
الحالة :02السعر السوقي للسهم=سعر التنفيذ-المكافأة.
[ $ 0=100×])50-5(-45ال ربح وال خسارة (نقطة التعادل).
الحالة :03السعر السوقي للسهم < سعر التنفيذ-المكافأة .ونفرض أنه $ 47
[ $ 200+=100×])50-5(-47ربحه غير محدود.
الحالة :04السعر السوقي للسهم < سعر التنفيذ-المكافأة .ونفرض أنه $ 50
[ $ 500+=100×])50-5(-50فربحه متمثل في المكافأة.
الحالة :05السعر السوقي للسهم < سعر التنفيذ-المكافأة .ونفرض أنه $ 55
[ $ 1000+=100×])50-5(-55ربحه محدود ومقدر بقيمة المكافأة.
6
الشرع العالية ،غناي نرجس :المشتقات المالية دراسة نظرية وتحليلية ،مذكرة ليسانس ،جامعة األغواط.2005/2006 ،
7
- 2سعر الممارسة أو التنفيذ :لسعر الممارسة أو التنفيذ تأثير مباشر أيضا على القيمة الحقيقية ه ذا يع ني
أنه في ظل سعر معين للسهم فإن خيار الشراء ذو سعر الممارسة المنخفض أك ثر تكلف ة من خي ار الش راء
ذو سعر الممارسة المرتفع ،أما فيما يتعلق بخيار البيع فإن خيار البيع ذو سعر الممارسة األعلى أكثر تكلفة
بالنسبة للمستثمر.
- 3تاريخ التنفيذ :لعقود الخيار قيمة زمنية وهي الفرق بين القيمة السوقية لإلختيار والقيمة الحقيقة وللمدة
الحقيقة من حياة الخيار تأثير على القيمة الزمنية للخيار ويكون لعقد الخيار قيمة زمنية إذا كانت هناك فترة
زمني متبقية بلوغ تاريخ التنفيذ فبالنسبة لمحرر العقد يطلب ثمن أو مكافأة اكبر كلم ا ط الت الم دة المتبقي ة
من حياة الخيار أي كلما كان لعقد الخيار قيمة زمنية أكبر.
- 4درجة التقلب في أسعار السهم :يعتبر تقلب سعر السهم محل العقد متغيرا أساسيا يحدد سعر اإلختيار،
فالتقلبات الكبيرة في سعر السهم تعني وجود فرصة أفضل أم ام المش تري لتنفي ذ اإلختي ار وتحقي ق أرب اح
على حساب المحرر وه ذا يع ني بالض رورة مطالب ة المح رر بمكاف أة أك بر على اإلختي ار على مث ل ه ذه
األسهم لتعويضه عن المخاطر في ظل وجود فرصة سامحة لتنفيذ اإلختيار.
تعد هذه العوامل الربعة السابقة األكثر تأثيرا في تحديد القيمة السوقية لعقود الخيار كما يوج د ع املين هم ا
أقل تأثيرا مقارنة بالعوامل األخرى وهما سعر الفائدة والتوزيعات النقدية.
- 5أسعار الفائدة :كلما كانت مستويات الفائدة مرتفعة كانت مكافأة إختيار الش راء كب يرة ومكاف أة إختي ار
البيع صغيرة والعكس في حالة إنخفاض أسعار الفائدة.
- 6التوزيعات النقدية :إن إجراء التوزيعات النقدية تقلل من قيمة المكافأة التي يدفعها المشتري عند شرائه
للعقد.
8
المبحث الثالث :إستراتيجيات الخيارات المالية
المطلب األول :إستراتيجية تقوم على إختيار واحد
تتوقف هذه اإلستراتيجية على دوافع كل طرف من أطراف التعاقد إال أنه يمكن إجمالها في النقاط
7
التالية أو الدوافع التالية
- 1دوافع اإلستثمار دون التعرض إلى المخاطر :فلو أن مستثمرا ما يفكر في شراء أسهم من السوق
الحاضرة ولكنه يخشى أن تنخفض قيمتها السوقية حينئذ قد يكون من صالحه شراء إختيار شراء من
السوق إلختيار على أمل إرتفاع القيمة السوقية لها في المستقبل بغية تحقيق األرباح أما إذا إنخفضت عن
سعر التنفيذ فسيخسر المكافأة فقط.
- 2دافع المضاربة :المضارب هو أحد المتعاملين في السوق والذي ال تأخذه رغبة في شراء سهم
وإمتالكه لفترة طويلة ،بل يرغب في شرائه لقترة قصيرة لإلستفادة من تغيرات متوقعة (زيادة) في سعره
في المستقبل هذا عن الشخص يملك موارد لشراء السهم ،أما إذا لم تتوفر لديه الموارد الكافية فعليه شراء
خيار الشراء والذي سيكلفه فقط مبلغ المكافأة فإذا إرتفعت األسعار مستقبال ينفذ العقد ويبيع األسهم ثم يسدد
قيمتها لصاحبها ،يحقق بذلك أرباح أما إذا إنخفضت السعار فسيكون أمام التخلي عن المكافأة كأقل خسارة.
- 3دوافع إمتالك خيار البيع
- 4دافع المضاربة :ففي ظل توقع إنخفاض السعار السوقية عن سعر التنفيذ فمن صالحه شراء عقد بيع
يحقق من خالله أرباح تتمثل في سعر التنفيذ – (السعر السوقي+المكافأة) تنفيذ= ،50السعر السوقي=،40
مكافأة= ،03يشتري بـ 40ويبيع (ينفذ) بـ 50والمكافأة= 03يربح .07
- 5دوافع التغطية :بغية التخلص من المخاطر الخاصة بالمنشأة التي يملك المستثمر أسهمها خاصة خطر
إنخفاض القيمة السوقية لها وهي مخاطر غير منتظمة فيعمد إلى شراء عقد البيع فإذا إنخفضت قيمته
السوقية عن سعر التنفيذ يبيع األسهم محددا خسائره في المكافأة ،أما إذا حدث العكس فيخسر المكافأة
ويربح الفارق.
7
ماهر كنج شكري ،مروان عوض :المالية الدولية للعمالت األجنبية والمشتقات المالية (بين النظرية والتطبيق) ،عمان -األردن ،الطبعة األولى.2004 ،
9
- 6دوافع اإلستفادة من إرتفاع قيمة المكافأة :قد يعمد بعض المستثمرون إلى تحرير عقد الشراء ال يملك
فيه السهم محل اإلختيار ويحمل تاريخ تنفيذ قريب عند ذلك يستفيد من إرتفاع القيمة السوقية للسهم عن
سعر التنفيذ.
10
المبحث الرابع :مزايا وعيوب عقود الخيار
سنعرض أهم المزايا التي تتميز بها عقود الخيار ،وأيضا سنعرض أهم المخاطر التي تنج عن التعامل بما
فيها يلي:
ب-التحوط من تقلبات السوق وبالتالي تستخدم الخيارات لتجاوز أو لتخفيف مخاطر السوق.
ومما يضمن الهدف الثاني هو إستمرار أسعار الخيارات محددة وذلك حيث يمكن عندها البيع والشراء،
كما تتولى مؤسسات متخصصة في األسواق المالية بدور صمام األمان للعقود المعنية.
ففي الواليات المتحدة األمريكية التي تضم أهم أسواق الخيارات العالمية مثل سوق خيارات مجلس
شيكاغو CBOEوسوق األسهم األمريكية ،AMEXهناك مؤسسة تصفية الخيارات OCCالتي تتوسط
في إنجاز مهمات السوق الثانوية لخيارات الشراء والبيع حيث يقوم ممثلوا المستثمرين والبائعين بعد
التفاوض مع السماسرة بالتعامل المباشر مع OCCلإلستالم أو لتسليم حصص األسهم والنجاز النشاطات
اٍألخرى المتعلقة بتنفيذ العقود المتفق عليها.
11
وفضال عن ذلك فإن المتاجرين ،أو السماسرة يقومون عادة بشراء أو بيع الخيارات لحسابهم الخاص وذلك
بغرض تداولها في السوق المالية واإلحتفاظ بها حتى يجدون مستثمرين معروفين بالتحوط أو حتى
مضاربين يبحثون عن فروقات األسعار.
إن دور الخيارات في الحماية والتحوط ضد مخاطر االستثمار يظهر عندما نالحظ إهتمام غالبية
المستثمرين يتركز في التحوط ضد هبوط العوائد وإرتفاع أسعار السندات التي يتم شرائها في المستقبل،
وكذلك الحال بالنسبة للمقترضين الذين يهتمن باستخدام الخيارات لتجاوز مخاطر إرتفاع تكاليف
اإلقتراض ،مثال :إذا توقع أحد البنوك بأن أسعار السوق للفائدة سترتفع بأكثر من تكلفة فائدة الودائع فإن
هذا البنك يقوم بشراء خيار بيع سعر مثال 95دينار بسبب إرتفاع سعر الفائدة وبالتالي يعمل على تحويل
مستقبليات البنك إلى نقود سائلة لشراء ما يقابله من عقود مستقبليات أخرى بسعر سوقي أدنى وبذلك يمكن
من خالل هذا الربح تعويض جزء من تكاليف اإلقتراض األعلى للنسبة( ).
المطلب الثاني :مخاطر عقود الخيارات
إن التغطية كهدف من أهداف الهندسة المالية التقليدية المعاصرة ،قد طغى على أهدافها األخرى حتى
أصبحت وكأنها معنية فقط بالبحث عن حلول إفتراضية للتغطية كان أبرز هذه الحلول التغطية باستخدام
المشتقات المالية ،وهكذا إنصرف االهتمام في العقود الثالثة الماضية وبجدية عجيبة إلى استحداث
سيل من المنتجات التي تحتمل الغرض التحوطي وتسوق تحت شعاره ،لكنها واقعيا متجهة للغرض
المضاربي( ) ،وهذا هو المقصود من عقود الخيارات المالية حيث الغاية منها هو الحصول على أكبر قدر
ممكن من الربح ،بأسرع وقت وبأقل مخاطرة.
ومن المعلوم أن كافة العقود المتعارف عليها شرعا وقانونا غايتها تحقيق مصالح متبادلة للطرفين ،لذلك
فإن العقد الذي يترتب على انتفاع أحد طرفيه ومضرة الطرف اآلخر وهو مخالف لكافة العقود المتعارف
عليها ،وعليه فإن الباعث من عقود الخيار هو المضاربة على فروقات األسعار ،مما خلق اضطرابات في
أسواق األوراق المالية انتهت باألزمة المالية( ).
والمقصود بهذه األخيرة بأنها االنخفاض المفاجئ ألسعار نوع أو أكثر من األصول ،واألصول من رأس
المال المادي كالمعدات ،وإما أصول مالية مثل األسهم ،أو حقوق ملكية لألصول المالية وتسمى مشتقات
مالية ،فإذا إنهارت األصول فجأة فإن ذلك يعني إفالس المؤسسات التي تملكها وقد تأخذ األزمة المالية
شكل انهيار مفاجئ في سوق األسهم أو سوق العقارات.) ( .....
وتمثل اآلثار السلبية التي أحدثتها عقود الخيار مساهمة بذلك في حدوث األزمة المالية فيما يلي:
أ-عقود خيار الشراء ،وسيلة لتالعب باألسعار:
إذا لجأ التجار الكبار إلى البيع على المكشوف وهو يتوقع انخفاض في السعر ،فإن غيره من التجار غالبا
ما يحاكونه في هذا السلوك بإعتباره قائدا ،األمر الذي يترتب عليه إتجاه السعر إلى الهبوط ،وبالرغم من
ذلك وألن التاجر يتوجس خيفة من تقلبات السوق وتغير إتجاهات األسعار ،فإنه يلجأ إلى بيع عقود
الخيارات ،و بأسعار زهيدة يغري المشترين على الشراء رغم أنه غير راغب في تسليم األوراق في مثل
هذه الظروف ،كونه لم يطالبه أحد بتسليم األوراق ما لم يرتفع سعرها ،وهكذا يتالعب محرر الخيار
باألسعار حسب مصلحته.
ب-عقود الخيار ال تحقق مصلحة المتعاقدين المتبادلة:
12
إن كافة العقود المتعارف عليها شرعا وقانونا غايتها تحقيق مصالح متبادلة للطرفين ،وشبه متوازنة من
حيث الربح والخسارة حتى ولو خسر أحدهم وربح اآلخر ،ولكن األمر في عقود الخيارات مختلف ،حيث
أن كل مكسب يحققه أحد طرفي العقد تمثل خسارة للطرف اآلخر وبمعنى آخر فإن مكسب مشتري.
الخـاتمة
مما سبق ذكره يتضح لنا أنه من أهم أدوات اإلستثمار في األسواق المالية والنقدي ة عق ود الخي ارات
المالية التي تفتح مجال واسع أمام المستثمرين لتقليل المخاطر التي ق د يتعرض ون له ا في المس تقبل إال أن
إستعمالها في الدول النامية قليل هذا ما جعل األسواق المالي ة والنقدي ة في ه ذه البل دان ال تلعب دورا مهم ا
في اإلقتصاد والتنمية ونجد ذل ك في البل دان المتقدم ة أين تلعب الخي ارات دورا إيجابي ا في تحقي ق التنمي ة
اإلقتصادية نظرا لتطور األسواق المالية وترابطها ببعضها البعض.
13
قائمة المراجع:
الكتب:
ماهر كنج شكري ،مروان عوض :المالية الدولية للعمالت األجنبية والمشتقات المالية (بين النظرية
والتطبيق) ،عمان-األردن ،الطبعة األولى.2004 ،
منير إبراهيم هندي :إدارة األسواق والمنشآت المالية ،اإلسكندرية.1999 ،
منير إبراهيم هندي :الفكر الحديث في مجال االستثمار ،اإلسكندرية.1996 ،
عبد الغفار حنفي :بورصة الوراق المالية ،الدار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،طبعة .2003
طارق عبد العال حماد :المشتقات المالية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.
غناي نرجس،الشرع العالية :المشتقات المالية دراسة نظرية وتحليلية ،جامعة األغواط،
.2005/2006
14
المذكرات:
الشرع العالية ،غناي نرجس :المشتقات المالية دراسة نظرية وتحليلية ،مذكرة ليسانس ،جامعة
األغواط.2005/2006 ،
بوخاري لحلو ،عايب وليد ،محاسبة المشتقات المالية ،مذكرة ليسانس ،المركز الجامعي برج
بوعريريج.2004/2005 ،
15